ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام البغوي(ومعالم التنزيل) وقفة سريعة وتعريف موجز.
---
الإمام البغوي(ومعالم التنزيل) وقفة سريعة وتعريف موجز.
---
عوض احمد الشهري
07-16-2003, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(معالم التنزيل) للبغوي رحمه الله (ت 510هـ)
التعريف بالمؤلف ومناقبه:
يقول الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمته: (الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ شيخ الإسلام، مُحيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي المفسر صاحب التصانيف (كشرح السنة) و(معالم التنزيل) و(الجمع بين الصحيحين) وأشياء. وكان البغوي يُلقب بمحيي السنة وبركن الدين، وكان سيداً إماماً عالماً علامة زاهداً وله القدم الراسخ في التفسير والباع المديد في الفقه. وتوفي "بمرو الروُّذ" مدينة من مدائن خراسان في شوال سنة 516هـ وعاش بضعاً وسبعين سنة).
"سير أعلام النبلاء - للذهبي [19/439] مؤسسة الرسالة، بيروت".
الدكتور:محمد الذهبي يورد اسم البلدة التي مات بها بأنها "مروروز"(التفسير والمفسرون245/1)
مناقبه كذلك وشيوخه وتلاميذه:
ويقول الداودي في كتابه (طبقات المفسرين) رحمه الله: (كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الفقه، جليلاً ورعاً زاهداً تفقَّه على القاضي حسين وهو أخص تلامذته، وسمع الحديث منه ومن أبي عمر عبدالواحد المليحي، وأبي الحسن الداودي، وأبي الحسن محمد بن محمد الشيرازي وغيرهم. وسماعاته بعد الستين وأربعمائة.(1/1)
روى عنه أبو منصور محمد بن أسعد العطاري وأبو الفتوح محمد بن محمد الطائي وجماعة وآخرهم أبو المكارم فضل الله بن محمد النوقاني وله من التصانيف (معالم التنزيل في التفسير) و(شرح السنة) و(المصابيح) و(الجمع بين الصحيحين) و(التهذيب في الفقه) وقد بورك له في تصانيفه ورُزق فيها القبول الحسن بنيته وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان قانعاً يأكل الخبز وحده، ثم عُذِل في ذلك فصار يأكله بزيت، مات في شوال سنة 510هـ بمرو الروَّذ ودفن عند شيخه القاضي الحسين وقد جاوز البغوي الثمانين ولم يحج). وذكر ذلك أيضاً الذهبي.
"طبقات المفسرين للداودي، ص 161 – 162".
نشأته ومبلغه من العلم:
لا نعرف الكثير عن نشأته رحمه الله وحياته المبكرة، كما نجهل ما يتصل بأسرته وعدد أفرادها وذلك كله لأن المصادر التي ترجمت له لا تفصح عن ذلك، ولعل السبب في هذه الظاهرة أن أسرة الإمام البغوي لم يكن فيها من له باع طويل في ميدان العلم والفقه والكتاب والسنة، فيذكرون بتلك العلوم كما ذُكر، ويُشهرون بها كما شهر، علماً بأن المدينة التي ولد بها ونشأ فيها وهي بلاد خراسان التي أنجبت كثيراً من العلماء.
والإمام البغوي قد نشأ في أسرة فقيرة كما ينشأ أكثر العلماء في عصره، وخاصة أن المصادر تذكر أن أباه كان فرَّاءً يصنع الفراء ويبيعها. (السير – للذهبي).
وتذكر بعض المصادر أنه تزوج وأن زوجته لما ماتت لم يأخذ من ميراثها شيئاً. ولم تذكر كتب التراجم أنه رزق أبناءً وليس في كنيته ما يؤكد على خلاف ذلك؛ لأن التكني ظاهرة كانت مألوفة بين العلماء.
وأما مبلغه من العلم فنجد العلماء يشهدون له بالتقدم والتفوق في ميدان العلوم الشرعية، وهو يتميز بتنوع الجوانب واختلاف مناحي التخصص، يقول عنه ابن خلكان الفقيه الشافعي المحدث المفسر: (كان بحراً في العلوم).
ويقول عنه الإمام السيوطي في طبقات المفسرين: (كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الفقه).(1/2)
ويقول عنه ابن كثير في البداية والنهاية: (كان ديناً ورعاً زاهداً عابداً صالحاً). وقليل أولئك العلماء الذين يصدق عملهم علمهم ويوافق سلوكهم فكرهم وكان الإمام البغوي من هؤلاء القليلين – رحمه الله – الذين يطابق عملهم وخلقهم تقدمهم وتفوقهم العلمي.
عقيدته ومذهبه:
قد قدر للإمام البغوي الاستقامة والسلامة في العقيدة من الانحراف وجاءت شهادات العلماء ممن ترجم له، تشهد له بذلك فهو كما يقول ابن نقطة: (إمام حافظ ثقة صالح). وهي لا شك من الدرجات العالية في التعديل والتقويم.(البغوي ومنهج في التفسير) لعفاف عبدالغفور، ص 35.
ويقول الإمام الذهبي (على منهاج السلف حلاً وعقداً): ويتضح من هذه الأقوال أن عقيدته هي عقيدة أهل السنة والجماعة. وأما مذهبه فقد كان شافعياً بل من أئمة المذهب الشافعي، وقد اشتهر ذلك لدى العلماء وأكده من ترجم له، ومنهم ابن خلكان والذهبي والسبكي وغيرهم. أما اختياره للمذهب الشافعي فبحكم البيئة التي نشأ بها والعلماء الذين تلقى عنهم ودرس عليهم الفقه.
وبعد أن وقفنا على نسب وسيرة المؤلف – رحمه الله – وصفاته وعقيدته وغيرها نأتي الآن إلى مؤلفه في التفسير وهو كتابه (معالم التنزيل) في التفسير.
التعريف "بمعالم التنزيل" في التفسير للإمام البغوي – رحمه الله –:
ومعالم التنزيل في التفسير متوسط الحجم سهل العبارة ينقل فيه مؤلفه ما ورد عن الصحابة والتابعين من غير ذكر للسند اعتماداً على أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروي عنه كما أنه يتحرى الصحة فيما يسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويعرض عن المناكير وما لا يتعلق له بالتفسير.
قال ابن تيمية: والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي لأنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة.
(مقدمة أصول التفسير).(1/3)
ووصفه الخازن في مقدمة تفسيره: بأنه من أجمل المصنفات في علم التفسير وأعلاها، جامع للصحيح من الأقاويل، عارٍ من الشبه والتصحيف والتبديل, محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية, موشَّى بالقصص الغريبة وأخبار الماضين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مخرَّج بأوضح العبارات، مفرَّغ في قالب الجمال بأفصح مقال.
(التفسير والمفسرون).
وقد طبع هذا التفسير في نسخة واحدة مع تفسير ابن كثير الدمشقي، كما طبع مع تفسير الخازن، ويتعرض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز وينقل ما جاء عن السلف في تفسيرها. وذلك بدون أن يذكر السند يكتفي في ذلك بأن يقول مثلاً: قال ابن عباس كذا وكذا، وقال مجاهد كذا وكذا، وقال عطاء كذا وكذا، والسر في هذا هو أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروي عنهم وبين أن له طرقاً سواها تركها اختصاراً ثم إنه إذا روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمة تفسيره فإنه يذكره عند الرواية.
وقد طبع تفسير البغوي طبعات كثيرة منها طبعت بفارس في أربع مجلدات ولم يذكر مكان الطبع أو تاريخه، وطبع أيضاً في بومباي في مجلدين سنة 1309هـ – 1891م، وطبع على هامش تفسير الإمام ابن كثير كما طبع على هامش تفسير الخازن وتقع الطبعة الأخيرة في سبعة أجزاء وفي أربعة مجلدات وكذلك طبعته دار طيبة بالرياض في 8 مجلدات طبعة محققة ومخرجة الأحاديث .
(البغوي ومنهجه في التفسير) عفاف عبدالغفور ص 63.
منهج البغوي في تفسيره والباعث على تأليفه (معالم التنزيل):
ومعالم التنزيل من أشهر كتب التفسير بالمأثور وهو تفسير كامل للقرآن مع مقدمة للمؤلف يستهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يبين مهمة إرسال الرسول وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم يذكر ما اشتمل عليه القرآن من الأمور عقيدة وفقهاً وقصصاً وحكماً.(1/4)
ثم ينتقل البغوي – رحمه الله – إلى دواعي تأليفه لتفسيره فيقول: (فسألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلون كتاباً في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمداً على فضل الله تعالى وتيسيره متمثلاً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً).
ومن هذا النص نستفيد أن تفسيره جاء نزولاً عند رغبة طلابه وتلاميذه المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم وتحقيقاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء بالماضين.
ويقدم البغوي بعد ذلك الطريقة التي اختارها وجعل عليها تفسيره وهي التوسط والاعتدال فيقول: (فجمعت بعون الله تعالى وحسن توفيقه فيما سألوا كتاباً متوسطاً بين الطويل الممل والقصير المخل، أرجو أن يكون مفيداً لمن أقبل على تحصيله).
وينتقل الإمام البغوي – رحمه الله – في مقدمته فيذكر مصادره في تفسيره من كتب التفسير بالمأثور وكتب الأخبار والسير وكتب القراءات والحديث النبوي الشريف.
ثم يعقد ثلاثة فصول بين يدي التفسير وهي في فضائل القرآن وتعليمه وفي فضائل تلاوة القرآن، وفي وعيد من قال في القرآن برأيه.
ثم يبين معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما ومعنى نزول القرآن على سبعة أحرف. ثم ينطلق إلى تفسير كتاب الله تعالى سورة سورة من سورة الفاتحة حتى سورة الناس.
(البغوي ومنهجه في التفسير) عفاف عبدالغفور.
وقد عرض الإمام البغوي – رحمه الله – لتفسير كتاب الله وشرح معانيه بأسلوب سهل واضح لا لبس فيه ولا غموض ولا صعوبة, ولا توعر في لغته، ويلاحظ على تفسيره الابتعاد عن ذكر التفاصيل والاسترسال في المسائل الفرعية وبعده عن الحشو والتكرار والتطويل.(1/5)
وطريقته في تفسيره تأتي في ذكر اسم السورة وعدد آياتها وبيان مكيها ومدنيها وقد يفصّل فيذكر الآيات المكية في المدينة والعكس ثم يسوق أسباب النزول إن كانت السورة قد نزلت في مناسبة معينة، وقد يعرض خلال التفسير لأسباب نزول بعض الآيات الخاصة فيها.
وللبغوي منهج متميز في التفسير يعتمد على عناصر أساسية وهي: اعتماده على المأثور من الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين مع عنايته بالقراءات واللغة والنحو بإيجاز يحقق فهم الآيات، وذكره لمسائل العقيدة والأحكام الفقهية بطريقة مختصرة. وهذا تفصيل منهجه في التفسير.
اعتماده على الكتاب والسنة:
إن آي القرآن الكريم يوضح بعضها البعض الآخر فما أجمل وأوجز في موضع من القرآن الكريم قد فسر وبين في مكان آخر، وقد تخصص آيةٌ عموم آية سابقة، والمهم أن كتاب الله تعالى يوضح بعضه البعض الآخر. وتأتي السنة المطهرة بعد كتاب الله في تفسير آي القرآن الكريم، وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم المبينة الموضحة لآيات كتاب الله ذات أهمية كبيرة. قال تعالى: ×وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون÷. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا إنني أوتيت الكتاب ومثله معه).
وقد أدرك الإمام البغوي – رحمه الله – أهمية هذه الصلة بين آيات كتاب الله تعالى بعضها بالبعض الآخر وبينها وبيَّن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين قرر معنى التفسير وجعله مما يجب أن يكون مسوقاً بطرق ثابتة. وهكذا عني البغوي – رحمه الله – كثيراً بإيراد نصوص من القرآن في تفسير معنى الآية من القرآن، كما كانت عنايته أكبر وأبعد مدى في كثرة إيراده لنصوص الأحاديث النبوية.
أولاً: تفسير القرآن بالقرآن وبعض الأمثلة على ذلك:
يعتمد تفسير (معالم التنزيل) على كتاب الله تعالى اعتماداً كبيراً، وتطرد ظاهرة التمثيل والاستشهاد بآيات القرآن لبيان معنى الآيات الأخرى وهناك من الأمثلة في تفسيره الكثير.
.(1/6)
ثانياً: تفسير القرآن بالسنة وبعض الأمثلة على ذلك:
يعتبر الإمام البغوي محي السنة – رحمه الله – وأبرز أعلام عصره في ميدان الحديث والسنة، ولم يزل كذلك في العصور التالية لما تركه من آثار ومؤلفات نفيسة في السنة النبوية وعلى رأسها (مصابيح السنة) و(شرح السنة).
وقد ترك اهتمامه الكبير وشغفه العظيم بالسنة سمة بارزة في تفسيره، فجاء (معالم التنزيل) تفسيراً حافلاً بالنصوص الحديثية الصحيحة والحسنة والذي يؤكد اهتمامه بالحديث إدراكه للصلة الوثيقة بين الكتاب والسنة، فهو يقول في مقدمة تفسيره: (إن الكتاب يُطلب بيانه من السنة وفيها مدار الشرع وأمور الدين).
ويتميز البغوي – رحمه الله – في تفسيره بجودة اختياره وانتخابه لنصوص الحديث التي يوردها في مطاوي التفسير وتحريه، وحرصه على الصحيح منها، وبُعده وإعراضه عن الضعيف والمنكر من الأحاديث مما لا يتناسب ولا يتفق مع تفسير كتاب الله تعالى، وحول هذا يقول – رحمه الله – في مقدمة تفسيره: (وما ذكرتُ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء الكتاب على وفاق آية أو بيان حكم فهي من الكتاب المسموعة للحفاظ وأئمة الحديث، وأعرضت عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير).
ولا غرابة أن نجد من البغوي – رحمه الله – هذه العناية الكبيرة بالحديث، فهو ذو قدم راسخة، وذو اهتمام أصيل بالحديث النبوي.
وقد سلك البغوي – رحمه الله – طريق المحدثين في إيراده إسناد الحديث حتى الصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعله اكتفى بذكره لرجال السند واستغنى به عن تخريجه لنصوص الأحاديث النبوية الشريفة، ولذلك فالملاحظ أنه لم يخرج الأحاديث التي ذكرها في تفسيره وإن كان قد خرَّج البعض منها واكتفى بالبعض الآخر ببيان درجته أي الحديث من الصحة والحسن، وهناك نماذج لبعض الأحاديث ذكرها مع رجال السند والتخريج في كتابه.(1/7)
لكن بعض الأحاديث القليلة لم يذكر البغوي – رحمه الله – رجال السند فيها ولعله ذكر تلك الأحاديث في موضع سابق مع رجال السنة فلم يذكرها تجنباً للتكرار.
وتحتل نصوص الحديث النبوي والسنة المطهرة مساحة فسيحة في تفسيره حتى يبلغ الأمر به أن يعقد فصولاً حديثية في مقام التدليل على المعنى المراد في تلك الآية، وهو شغف وتعلق كبير يكشف عنه محدثاً كبيراً رحمه الله.
ثالثاً: حرصه في تفسيره على المأثور من أقوال الصحابة والتابعين:
جاء تفسير الإمام محيي السنة البغوي – رحمه الله – (معالم التنزيل) فضلاً عن اعتماده على الكتاب والسنة اعتماداً ظاهراً، معتمداً على المأثور من تفسير الصحابة والتابعين (رضي الله عنهم أجمعين) وهو اعتماد يكاد يكون مطلقاً لا حدود له، ومقدمة تفسيره تكشف لنا بوضوح عن اتجاهه النقلي في تفسير آيات كتاب الله فمصادر تفسيره – في المقام الأول – كتب التفسير بالمأثور وقد بلغت مصادره في المأثور والأخبار خمسة عشر مصدراً وهي لابن عباس ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والقُرظي، وزيد بن أسلم, والكلبي، والضحاك، ومقاتل بن سليمان، والسدي، ووهب بن منبه، ومحمد بن إسحاق.
والملاحظ على بعض تلك الطرق التي تلقى بها تفاسير الصحابة رضي الله عنهم أنها ضعيفة واهية ليست معتبرة أو معتمدة لدى علماء الجرح والتعديل كما بالنسبة للطريق الثاني في تفسير ابن عباس عن ابن عطية سعد العوفي عن عمه عن أبيه عن جده عطية فهي غير مرضية لأن عطية ضعيف ليس بواهٍ. وكذلك بالنسبة لتفسير زيد بن أسلم لأنه من تفاسير ضعفا ء التابعين عن طريق ابنه عبدالرحمن وهو من الضعفاء.
ولكن أكثر تلك الطرق جيدة وحسنة وصالحة في النقل عن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كما بالنسبة للطريق الأول لتفسير ابن عباس وهي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة فهي أجود الطرق عنه.(1/8)
وكذلك بالنسبة للطريق الثالث في تفسير ابن عباس ما أُخذ عن عكرمة بطريق الحسن بن واقد فهي جيدة وإسناده حسن.
وكذلك بالنسبة لتفسير مجاهد عن طريق ابن أبي نجيح فالطريق إلى ابن أبي نجيح قوية.
وكذلك بالنسبة لتفسير مقاتل بن حيان فهو صدوق في المرتبة الرابعة عند بعض العلماء.
(البغوي منهجه في التفسير).
ولكن نقله عن السلف لم يكن طريقه ومسلكه الوحيد في تفسيره، ومن أجل ذلك قال الدكتور/ محمد محمد أبو شهبة عن تفسيره: (بأنه ليس خالصاً للتفسير بالمأثور بل جمع فيه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والاجتهاد المقبول). فهو وسط بين كتب التفسير بالمأثور نحو تفسير ابن جرير الطبري، والدر المنثور للسيوطي، وبين كتب التفسير بالرأي والاجتهاد.
وكذلك جاء هذا الوصف من قبل الدكتور/ منيع عبدالحليم محمود في كتابه مناهج المفسرين، والدكتور/ عبدالله محمود شحاته في كتابه تاريخ القرآن والتفسير.
وهكذا نخلص إلى أن كتابه رحمه الله (معالم التنزيل) من الكتب المعتبرة في التفسير بالمأثور وهو الغالب على منهجه وطريقته ولكنه ليس خالصاً للتفسير بالمأثور.
ونسوق بعض الأمثلة للتدليل على هذا الاتجاه الغالب على تفسير الإمام البغوي – رحمه الله – وهو حرصه على المأثور.
فمن ذلك أنه في بيانه لمعنى الصراط المستقيم يوضح ذلك من خلال آراء السلف، فيقول – رحمه الله -: قال ابن عباس وجابر: هو الإسلام، وهو قول مقاتل, وقال ابن مسعود: هو القرآن، وروي عن علي مرفوعاً: (الصراط المستقيم) كتاب الله، وقال سعيد بن جبير: هو طريق الجنة، وقال سهل بن عبدالله: طريق السنة والجماعة، وقال بكر بن عبدالله المزني: طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو العالية والحسن: رسول الله وآله وصاحباه، وكذلك يصنع في بيانه لمعنى (الذين أنعمت عليهم) فيورد فهم وتفسير عكرمة وابن عباس وأبي العالية وعبدالرحمن بن زيد وشهر بن حوشب.(1/9)
وفي هذا دليل على اعتماد البغوي – رحمه الله – على التفسير بالمأثور وهو اعتماد ظاهر في السور كلها، وإن كان هذا لا يعني أن تفسيره اقتصر على المأثور بل يستعين في فهم الآية باللغة العربية والمعقول من الاجتهاد.
وقد جرَّد البغوي – رحمه الله – تفسيره بالمأثور من رجال السند اختصاراً؛ لأنه ذكر طرقه في مقدمة التفسير ولكننا نجد أسماء أخرى لم يذكرها في مقدمته، فقد وردت بعض الآراء في تفسير الآيات عن جماعة من الصحابة والتابعين لم تُذكر أسماؤهم ولا طرق روايته عنهم في مقدمته التي استهل بها تفسيره، فمن هؤلاء: الربيع بن أنس، وابن مسعود، وعكرمة، وإبراهيم النخعي، والشعبي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم بن أدهم وغيرهم.
كما أنه أحياناً لا يذكر الأسماء ويكتفي بأن يقول: قال أكثر المفسرين، أو قال سائر المفسرين, أو قال أهل التفسير, أو قيل كذا وكذا.
وكذلك فقد روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمته، كما فعل في بعض ما نقله عن ابن عباس – رضي الله عنهما – حيث روى عنه بطرق أخرى غير التي ذكرها في مقدمته.
وبهذا نخلص إلى الأصول الأساسية التي اعتمدها البغوي – رحمه الله – في كتاب (معالم التنزيل) وهي:
1 – اعتماده على الكتاب والسنة فهو يفسر القرآن بالقرآن أو بالسنة النبوية مراعياً بذلك سياق السند وتحري الصحة والدقة.
2 – حرصه على المأثور من التفسير من أقوال الصحابة والتابعين ممن ذكر طرق الأخذ عنهم في المقدمة مع أخذه من آخرين لم يذكرهم وقد برز طابع المأثور في تفسيره بصورة ظاهرة وكان أميناً في نقله – رحمه الله – لآراء هؤلاء السلف دون ترجيح وقد يرجح فيما يختاره ويجد الدليل عليه.
3-يعرض لرأي أهل السنة ولآراء مخالفيهم مع الإنتصار لرأي أهل السنة مدللاً عليه بالمنقول والمعقول كما عند قوله تعالى(لاتدركه الأبصار) الأنعام/103وغيرها كثير.(1/10)
وبقية أصول منهجه في تفسيره كعنايته باللغة والنحو والقراءات وما يتعلق بالإسرائيليات والموضوعات، وما يتعلق بالعقيدة والمسائل الفقهيةلعل الله أن ييسر لي طرحها مستقبلاً إن شاءالله أو أحد الإخوة يقوم بذلك مأجوراً وبهذا نكون قد وقفنا على شيء من سيرة وحياة الإمام البغوي – رحمه الله – ومكانته العلمية وكذلك وقفنا على بعض جوانب منهجه في تأليفه لكتابه (معالم التنزيل) إلى غير ذلك ، وأعتذر عن الإطالة إن وُجِدَتْ لأن المؤلِّف ومؤلَّفه من الأعلام البارزة التي قد يكون الاختصار في حقه – رحمه الله – أو في حق كتابه قد يكون اختصاراً مخلاً،وأحب أن أذكر أن الهدف من مثل هذه الوقفات السريعة هو التذكير بأمثال أولئك الأعلام-رحمهم الله- وجمعنا بهم مع نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم- في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأرجوا من المشائخ الأفاضل والإخوة الكرام التعليق على أي ملحوظة أو خطأ ليستفيد الكاتب أولاً والقارئ ولكم جزيل الشكر والتقدير.
هذا والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
---
خالد الباتلي
07-16-2003, 08:16 PM
أخي الكريم الشيخ / عوض الشهري وفقه الله
أشكرك جزيل الشكر على مثل هذه المشاركات الرصينة ، وأسأل الله أن يجزل لك الأجر ، ويعظم المثوبة .
ولدي اقتراح أسوقه إليك :
مارأيك أن تجعل هذا التعريف بداية في سلسلة ( مناهج المفسرين ) بحيث تتحفنا في كل أسبوع أو عشرة أيام بكتاب من كتب التفسير ومؤلفه ، وثق تماما أن الكثير سيستفيد منها ، كما ستسفيد أنت من ملحوظات المختصين الذين يزخر بهم هذا المنتدى .
أرجو أن تكون الفكرة مناسبة وفيها شيء من التجديد ، ولابد من استشارة فضيلة المشرف العام الشيخ / عبدالرحمن الشهري ، أو أحد أصحاب الفضيلة مشرفي الملتقى .
وجزيت خيرا ،،
---
أحمد البريدي
07-16-2003, 09:38 PM(1/11)
اقتراح موفق يا شيخ خالد آمل من الشيخ عوض ومن غيره من أعضاء الملتقى الكتابة في هذا الموضوع وربما يكون نواة ولبنة لإحدى زوايا موقع التفسيرفيما بعد وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
الراية
07-17-2003, 05:05 AM
جزاك الله خيراً
---
عوض احمد الشهري
07-17-2003, 05:33 PM
جزاك الله خيراً أستاذي الكريم الشيخ /خالد الباتلي على ردك وعلىإقتراحك الرائع حول الموضوع وكذلك الأخوين الكريمين وهذا الذي أنا أريده خاصة من الأحباب الذين عندهم فسحة من الوقت ؛ وأنا لاأبرر لنفسي إنشغالى برسالة علمية في هذا الوقت فالإنسان مع تنظيم الوقت وجدولة المهام يستطيع أن يفعل الكثير أسال من الله المعونة والتوفيق لى ولجميع المسلمين
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2005, 12:53 AM
هنا تجدون تفسير البغوي بالتحقيق المشهور له على الشبكة ضمن تفاسير موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف :
منهج البغوي في التفسير (http://www.qurancomplex.org/quran/Tafseer/IntroTafseer.asp?Tafseer=baghawi&f=baghawi_intro00002.htm)
---
أبو يعقوب
03-09-2005, 12:33 AM
جزاك الله خير
---
أبوخطاب العوضي
03-09-2005, 07:41 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على ما قدمت
وإتماماً للفائدة أرى أن يتم تذيل الموضوع بالدراسات المتعلقة بنفسير البغوي .
وفقكم الله
---
محمد بن مزهر
02-19-2007, 02:36 PM
أرجوا من مشايخنا الفضلاء النظر في هذا الموضوع.
ستكون الفائدة عامة وعظيمة وخاصة أن بعض التفاسير قد كتب عنه في هذا الملتقى.
لو جمعت مع بعضها ووضعت خطة أو منهجية معينة للتعريف بكتب التفسير يراعيها الكاتب بحيث تناسب الجميع من رواد الملتقى بإشراف بعض المشايخ ,ومن الممكن وهذه ستكون مناسبة إصدار هذه التعريفات أوالدراسات باسم الملتقى وطبعها.
وفق الله الجميع.
---
عبد الحي محمد
02-20-2007, 11:24 AM
هل ينصح المشائخ الفضلاء بطريقة لدراسة هذا الكتاب
---
أبو ياسر(1/12)
02-20-2007, 01:11 PM
جزاك الله خير أخي على طرح الموضوع ،، واقتراح طيب من الإخوة ،، وأسأل الله التوفيق للجميع .
---
(1/13)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم بهذا التفسير لمناسبة تقدم آول آية من سورة النور لصدرها ؟
---
ما رأيكم بهذا التفسير لمناسبة تقدم آول آية من سورة النور لصدرها ؟
---
أخوكم
07-03-2004, 08:29 PM
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات
سؤال : لماذا يجعل الله هذه الأمور الثلاث مقدمة في السورة
الجواب :"لعلكم تذكرون"
أي حتى نتذكر تلك المقدمة عندما نبدأ في قراءة هذه السورة أو الاستماع لها فتصحبنا تلك المقدمة من بداية السورة إلى نهايتها ، فيا أيها المسلم انتبه لذلك الإعلان "لعلكم تذكرون"
فالله يذكرك بثلاثة أمور ... وأول تلك الأمور أن السورة أنزلها هو ... من هو ؟
إنه رب السماوات إنه رب العرش إنه ذو العلياء والمعارج
إنه الله الذي إذا تكلم صعقت الملائكة كأن كلامه سلسلة على صفا ، فوجب عليك أن تحضر سمعك وقلبك واهتمامك ، فالله يتكلم ... الله من عليائه ينزل سورة ، ومن بداية هذه السورة يذكرك الله بأنه هو أنزلها
( سورة أنزلناها ... "لعلكم تذكرون")
فما كان ذلك التذكير من بداية السورة إلا لأجل أن لا تسرح بعيدا أثناء القراءة أو الاستماع لتلك السورة ، فإنما هي رسالة أنزلها ملك الأكوان لتتمعن وتتأمل فيما سيأتي من آيات تلك السورة
فيا لها من مقدمة ملفتة
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون
"لعلكم تذكرون"
الله يأمرك أن تتذكر منذ بدايتك لقراءة هذه السورة أو بداية الاستماع لها ، أن السورة مفروضة "وفرضناها"
فوجب عليك أن تأخذ بأحكامها التي ستأتي مع الآيات تباعا في تلك السورة
فمن بداية السورة يذكرك بفريضة تلك السورة ( ... وفرضناها ... لعلكم تذكرون ) ...
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون(1/14)
فالله يأمرك أن تتذكر منذ بدايتك لقراءة هذه السورة أو الاستماع لها بأن السورة فيها آيات بينات كل آية بينة واضحة ...
فما فائدة أن يذكرك الله بأن كلامه واضح ؟
حتى تفهمه مباشرة بدون عناء ذهني ، فتعمل به مباشرة
"لعلكم تذكرون"
فيا له من تذكير يشد الانتباه منذ البداية لما سيأتي من آيات تلك السورة
"لعلكم تذكرون"
.....
فما رأي أهل العلم بذلك التفسير لأول آية ؟
---
(1/15)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل.. صفات الحروف لتلميذ الجريسي الكبير
---
حمل.. صفات الحروف لتلميذ الجريسي الكبير
---
فرغلي عرباوي
06-13-2004, 11:40 AM
حمل.. صفات الحروف لتلميذ الجريسي الكبير
---
(1/16)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إن هو إلا ذكر للعالمين
---
إن هو إلا ذكر للعالمين
---
أبو علي
04-09-2004, 10:00 AM
إنما مثل قصة البشر في الدنيا كمدرسة تلاميذها هم الناس ومعلموها هم الرسل والمناهج هي التشريع الذي أتت به الرسالات.
المعلم يأخذ المنهج ويدرسه لتلاميذه ليمتحنهم فينجح من ينجح ويرسب من يرسب.
والمعلم عليه أن يشرح لتلاميذه الدرس جيدا حتى يفهم كل التلاميذ الدرس ، فإن لم يفهموا الدرس فإن العيب في المعلم الذي لم يكن حكيما في اختيار الأسلوب المناسب والحكيم لإيصال الفهم إلى أذهان التلاميذ.
فإذا كان المنهج من الله للبشر هو هذا القرآن الذي جاء ذكرا للعالمين فإن الله تعالى سيبينه للناس فيعلموا نبأه في الدنيا لأنه كتاب عزيز حكيم.
المثل السابق ذكره فسر لنا قوله تعالى : إن هو إلا ذكر للعالمين ، ولتعلمن نبأه بعد حين . بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ).
(ولتعلمن نبأه بعد حين ) أكدها باللام لأن الحكمة تلزم الإقناع) .
وجاءت الآية الأولى من سورة الزمر مناسبة لما اختتمت به سورة ص لأن عدم الإقناع يعتبر نقصا في الحكمة والله تعالى له الكمال المطلق في الحكمة = عزيز حكيم ، سيعلم الناس كافة نبأ القرآن لأنه كتاب أنزله العزيز الحكيم.
كذلك لأن قوله تعالى (ولتعلمن نبأه بعد حين ) يعتبر وعدا والذي يقدر على تنفيذ وعده هو الذي (يتحكم ) في كل الظروف التي تمكنه من تحقيق الوعد ، فالذي يغير رأيه لا يعتبر حكيما ، وسبحان الله وتعالى عن كل نقص فهو العزيز الحكيم.
مراحل الهدى إلى البشر التي سميت ب ال (حين) في آخرة آية من سورة ص تبتدئ من ( بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ) إلى (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ).(1/17)
آيات الله في الآفاق وفي الأنفس التي فيها من اليقين ما يجعل كل الناس توقن أن محمدا رسول الله موجودة منذ جاء الإسلام، وسيريها للناس حتى يتبين لهم أنه الحق.
---
أبو علي
04-11-2004, 09:24 AM
أيها الإخوة
حينما أضرب أمثلة لفهم تفسير الآيات فلأن الله يضرب لنا الأمثال، فكتاب الله مثل أعلى للحكمة ومفتاح فهمه هي الحكمة ، قال تعالى :
ويعلمكم الكتاب والحكمة..).
لنعد إلى قول الله : ولتعلمن نبأه بعد حين ).
أضرب مثلا بهذا الجهاز (الكومبيوتر) ، لو أن لي ولدان : أحدهما متعلم يستطيع أن يشغل الكوميوتر والثاني غير متعلم لا يفهم شيئا ، فإني أسلم الكومبيوتر للأول أما الثاني فأبعثه ليتعلم أولا ثم بعد أن يتم تعليمه يمكنه عندئذ أن يشتغل على الكوميوتر في البيت.
كذلك كان رسل الله قبل الإسلام يأتون بالبينات الحسية التي تدرك بالبصر، لا يحتاج الإنسان أن يكون متعلما ليدرك آية من آيات الله كإحياء الموتى أو غيرها ، فهذه الآيات لا يرتاب فيها أي إنسان.
ثم أراد الله أن يرسل رسولا بآيات (عقلية) من جنس الحكمة فاختار قوما عندهم إدراك فطري للحكمة وأورثهم الكتاب ، أما الأمم الأخرى
الذين زلوا من بعد ما جاءتهم البينات فإن الله فتح لهم مجالا من العلم
المادي الذي به يدركون أن الله عزيز حكيم ، ومتى بلغوا المستوى الذي يؤهلهم لإدراك آيات الله عندئذ يبينها لهم ، قال تعالى : فإن زللتم
من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم) وكان من الطبيعي أن يكون النصارى هم أكثر حظا لنيل العلم المادي فهم الذين جاءتهم أعظم البينات ثم زلوا من بعدها، فمثلهم كمثل التلميذ الكسول ، والتلميذ الكسول أولى باهتمام المعلم وشرحه أكثر من غيره
ولذلك هم الأكثر تفوقا في العلم المادي.(1/18)
وآية الإسلام فيها من اليقين ما هو أعظم من اليقين الذي في آيات عيسى عليه السلام (لو يعلمها الناس) لأن الله ما نسخ آية المسيح بآية الإسلام إلا لأن آية الإسلام خير منها أو على الأقل مثلها.
فهل كل سكان الأرض علموا نبأ آية الإسلام هذه؟
كلا ، بدليل أن الدجال لو جاء وادعى أنه المسيح لتبعه أكثر الناس طواعية بدون أن يمنع عنهم الطعام والشراب.
إذن سيأتي نصر الله بإظهار آياته للناس وذلك هو (ولتعلمن نبأه بعد حين) فيصحح عقيدة النصارى (لأن الإسلام جاء لتصحيح عقيدة العرب الذين قالوا ولد الله بناتا (الملائكة) وليصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله ولدا (المسيح) . فإذا كانت عقيدة العرب قد صححت ولم يعد يوجد من يقول الملائكة بنات الله فإن عقيدة النصارى لا بد أن تصحح لأن الله عزيز حكيم.
فإذا صحح الخطأ وتبين للناس أن آية الإسلام هي الأعظم وأن الله عزيز حكيم فليرتقبوا الامتحان ، فالمعلم لا يختبر تلاميذه إلا بعدما
يتأكد أنهم فهموا شرح الدرس.
هل تنبئنا الحكمة بالمادة التي يمتحن بها الله البشر بعد بيان الهدى؟
الحكمة تقول : إذا أخطأ التلميذ في مسألة فإن المعلم يصححها له ويشرح له طريقة الحل ثم يعيد امتحانه في نفس المسألة التي صححت ليرى هل حقا فهم ما بينه له أم لا.
وبما أن عقيدة النصارى في المسيح هي التي ستصحح فإن الامتحان سيكون في هذه العقيدة التي صححت . سيأتي كذاب مدعيا أنه المسيح بن مريم وسيكون معه ما يخدع به أبصار الناس فيظنون أنه يحيي الموتى.....
كذلك سيكون امتحان الناس بهذه الخدع الدجالية (إحياء الموتى) ليعلم بالحجة هل ما زال الناس يعتقدون أنها أعظم آية أم آية الإسلام هي الأعظم.
وسيكون الامتحان كذلك لاختبار مدى إدراك الناس أن الله عزيز حكيم.(1/19)
فمن أدرك أن الله عزيز حكيم فإنه لن يلتفت إلى خدع الدجال لأنها مناقضة للحكمة وتصرف غير حكيم، فمعجزة إحياء الموتى هي آية لمن ينكر البعث ومجيء رجل بآيات كهذه لا تتناسب مع ما
أدركه الناس أن الله عزيز حكيم لأنهم لم ينكروا البعث حتى يبعث الله لهم رسولا بهذه الآيات التي تزيل إنكارهم. والله منزه عن التصرف الغير حكيم.
وكان من الحكمة أن أن يعود المسيح عليه السلام إلى الأرض لتكون كلمة الله هي العليا ، لأنه هو نفسه كلمة الله المفترى عليها من طرف الدجال.
يتبع ولو بعد حين
---
(1/20)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( مثالان ) هل يصح التمثيل بهما في اختلاف الفقهاء بسبب اختلاف القراءات ؟
---
( مثالان ) هل يصح التمثيل بهما في اختلاف الفقهاء بسبب اختلاف القراءات ؟
---
محمد رشيد
10-21-2003, 07:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته د
مشايخي الكرام ، أدرس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر مادة تسمى بـ ( البحث الفقهي ) في مقدمة الكتاب ذكر المؤلف ثمانية أسباب من أسباب اختلاف الفقهاء ، و كان أول هذه الأسباب [ اختلاف القراءات ] ثم ذكر مثالين على ذلك ، في كل منهما نظر في رأيي ، و أنا سأذكر المثالين ـ إن شاء الله تعالى ـ ثم على مشايخي الكرام أن يقوموا لي هذا النظر من حيث الإصابة و الخطأ .
المثال الأول : قراءة الجر في آية الوضوء
حيث ذهب إلى أن اختلاف القراءة بين الجر و النصب كان سببا في اختلاف الفقهاء في فرض القدين في الوضوء بين المسح و الغسل .
محل النظر / أن فقهاء أهل السنة أجمعوا على أن القدمين فرضهما الغسل في حالة الكشف أو اللبس على غير طهارة ، و لم يخالف في ذلك إلا الشيعة ، فكيف أورد هذا المثال على كونه من أمثلة اختلاف الفقهاء ، و الهدف الرئيس من دراسة هذا الباب هو الاعتذار عن سادتنا الفقهاء و أن يتعلم الطالب التبسط في الأمور المختلف فيها فلا يحمل على مخالفه و يحمل عذره على أحد الأسباب المدروسة ، فكيف يورد مثل هذا المثال رغم كون مسح القدمين في الوضوء من سمات الشيعة ـ قاتلهم الله ـ و شعائرهم ؟!!
المثال الثاني : قراءة ابن مسعود ( ثلاثة أيام متتابعات ) فذهب الحنفية إلى اشتراط التتابع في صيام الكفارة بناءا علىهذه القراءة.
محل النظر / هل هذه قراءة حتى يذكرها ممثلا للمسألة ؟(1/21)
الذي أعرفه و درسته أن مثل هذه الزيادة إنما هي من مصحف ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عن جميع الصحابة ـ و أن ومصاحف الصحابة لم تكن قرءانا بالمعنى المعهود ، فقد كان منهم من يكتب الآية بالمعنى ، أو يإضافة كلمة توضيحا للمعنى وما إلى ذلك ، فيكون استشهاد الحنفية بما في المصحف الخاص بابن مسعود إنما هو استشهاد بفهم الصحابي لا بقراءة من القراءات ، فكيف يصح التمثيل بالمسألة ؟ !!
أطلب في ذلك التقويم لا غير
---
أبومجاهدالعبيدي
10-21-2003, 11:15 PM
بسم الله
أخي محمد زادك الله علماً وتوفيقاً
أسئلتك تدل على أنك طالب علم تحرص على التدقيق والتحقيق ، ونحن نتابعها باستمرار ، إلا أنا نلتمس منك ومن غيرك من الأخوة العذر ؛ لأننا - معشر المشرفين - مشغولون جداً هذه الأيام ببحوث الدكتوراه .
وعلى كلٍ ، فوجهت نظرك حيال المثالين الذين ذكرتهما له حظ من النظر ، ولعل وجهة نظر من أورده تختلف .
ولك أن ترجع إلى كتاب جيد له صلة بما سألت عنه ، وهو كتاب : أثر القراءات في الفقه الإسلامي للدكتور صبري عبدالرءوف محمد عبدالقوي .
وقد ذكر المثالين الذين سألت عنهما ، وبين سبب خلاف الفقهاء في دلالة الآية حسب كل قراءة .
فإن أشكل عليك شيء بعد قراءة هذا الكتاب فلك أن تسأل .
والله يتولانا وإياك .
---
محمد رشيد
10-22-2003, 11:49 PM
أين أجد الكتاب شيخنا الكريم الفاضل ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
10-23-2003, 11:34 PM
بسم الله
أخي محمد يوسف
الكتاب من طباعة أضواء السلف - الرياض - هاتف : 0096612321045 جوال : 0096655494385
ومورعهم المعتمد في دولة مصر : دار السلام - القاهرة - هاتف : 02741578
---
(1/22)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > تحقيق "المفتاح ": "خلع الدرع بيد الزوج "
---
تحقيق "المفتاح ": "خلع الدرع بيد الزوج "
---
الجكني
08-15-2006, 09:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك الحق المبين ،والصلاة والسلام على خير من قرأ القرآن وحققه
أما بعد :
فليسمح لي كل من يقرأ هذا المقال أن أقول : إننا أصبحنا في زمن رأينا جل من يتولى (تحقيق) – على زعمه – كتب القراءات ؛ينطبق عليهم المثل العربي :
"خرقاء ذات نيقة "
وأصبح ما سموه زوراً وبهتاناً "تحقيقاً " هو أولى بقول العرب :
"خلع الدرع بيد الزوج "
ومن هذا الذي ذكرت ،كتاب من كتب القراءات المهمة صدر مؤخراً – ويا ليته لم يصدر ،وإذ كان قد صدر فيا ليته لم يك بهذا الشكل ،ولا أطيل على القارئ ،وادخل في الموضوع مباشرة ،فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الكتاب هو:المفتاح في القراءات السبع
المؤلف هو :الإمام أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي (ت461)
المحقق هو: أحمد فريد المزيدي
الناشر :دار الكتب العلمية ،بيروت،الطبعة الأولى :1427هجرية
ما رأيت (مهزلة ) و (تلاعباً ) بتحقيق كتاب من كتب القراءات مثل ما رأيته في هذا (التحقيق) المدّعى ،أما التلاعب :
1- إدخال ما لا علاقة له بالكتاب في التحقيق ،وهذا مثل نقل صفحتين عن "مسألة الخضر" ،ومثل إدخال بعض مسائل " التفسير وخلاف العلماء فيها كما في ص:
2- إدخال بعض قراءات "يعقوب " مع أن الكتاب هو في "السبعة " ويعقوب ليس منهم 0
3- مثل التوسع في ذكر خلاف العلماء في (الغناء ) وبسط أدلة كل قول
4- يعيد في الحواشي ما ذكره المؤلف في المتن بنصه كما في ص 19 وغيرها كثير0
وأما المهزلة فخذوها وانتبهوا لها لتحكموا بعد ذلك :
1- ص11س:8 قال :"البصريين "لعل الصواب "المصريين " فهم المعروفون في رواية ورش ،وكذلك في س1من الصفحة بعدها ،والله أعلم0(1/23)
2-ص16س5 قال :"عند هجاء (التثس ) "الصواب حذف (أل ) كما هو واضح من كلام المؤلف نفسه 0
3- ص16س12:قال :"أبو الحسن الحماسي " بالسين ،صوابه :الحمامي ،بالميم
4-ص17حاشية 1:قال :"أن في اللام عند الذال مذاهب " الصواب تقييد هذه اللام بلام الفعل (يفعل ) المجزوم ،لأن هذا الإطلاق غير دقيق في المسألة ،والمحقق هنا تبع المؤلف ، فيعتبر هذا استدراكاً عليهما ،والله أعلم 0
5- ص21س7قال :"من طريق الزين ولي الله " كذا في المتن ولم يعلق المحقق بشيء ،فمن هو هذا الزين ولي الله الذي هو من طريق أبي عمرو ؟؟
6-ص32س4:قال "نؤوي إليك " وهو خطأ ،صوابه (تؤوي) بالتاء المثناة من فوق،والعجب أن المحقق (تفنن) في هذه الكلمة فجاء بالخطأ على عدة أنواع وفي نفس الصفحة ففي س3من أسفل:قال:" "تؤون إليك " وليس هذا في القرآن الكريم ،والصواب (تؤوي ) ،وتكرر الخطأ في السطر الذي بعده قال "تؤويه إليك "وليس كذلك ،فالله المستعان 0
7-ص33س8 قال :"قرأنا" ولا أتذكر الآن أن هذه الكلمة في القرآن فلتراجع 0
8-ص33س17 قال :" تنبئهم " وهي كالتي قبلها عندي 0
9-ص 45س16قال :" وقرأت لحفص من طريق الأشناني بالسكت لحمزة " لعل صوابه (عن حمزة )0
10-ص51س25:قال :" فآذانهم " صوابه حذف الفاء0
11-ص52س2قال :"عثمان اليزيد " صوابه (الضرير )
12-ص56س8قال :" قيراط" صوابه (صراط ) وهي التي فيها الإشمام ،وما دخل (القيراط )هنا ؟
13-ص57س5 قال:"حفص وعاصم " صوابه (عن ) بدل (و)
14-ص57س6 قال :"عدا الباقون " لعل كلمة (عدا) مقحمة هنا 0
15-ص57س3من أسفل قال:"أنبئهم " 00مثله في الحجر والقمر" كان الواجب التعليق من المحقق على هذا الكلام ،لأن موضعي الحجر والقمر هو " نبئهم " 0
16-ص58س 8 قال :"وإذ واعدنا" هنا وفي الأعراف وطه" ليست كلها باللفظ المذكور ، فأين التحقيق ؟؟؟
17-ص59س1 قال :" من غير هذا " صوابه : من غير (همز)0
18-ص59س10 قال:" أفيطمعون " وهو خطأ ،صوابه "أفتطمعون " 0(1/24)
19-ص 60س11 قال :"ما ننزل إلا بقدر " صوابه (ننزله)
20-ص 62س3 قال :"قرأ بها " لعل صوابه :قرأتها 0
21-ص64س10و11 قال :"مساكن"و"مسكن " صوابه (مساكين )و (مسكين )وانظروا إلى هذا التحقيق الذي أدى إلى هذا التحريف ؟؟؟
22-ص 65س6 قال :"فإن قتلتموهم" صوابه :فإن (قتلوكم )
23-ص68س3 قال :" بصرهن " صوابه (فصرهن )
24-ص68س5 قال :"رجزاً" صوابه :جزؤاً
25-ص69س5 من أسفل قال :"أني أعلم" صوابه (إني ) بالكسر0
26-ص70س2قال :"واذكروني " صوابه (فاذكروني 9 بالفاء
27-ص70س14 قال :"فاتقون" صوابه (واتقون ) بالواو0
28-ص70س15 قال :"بخلافها " صوابه (بحذفها )
29-ص71س2 قال :" أن الذين " صوابه :(الدين ) بالدال المهملة 0
30-ص72س17 قال :" توته " صوابه (نؤته )
31-ص72س17قال :" ونضله " بالضاد وصوابه (نصله ) بالصاد المهملة
32-ص72س21قال:" تعملون " صوابه ( تُعَلِّمون )
33-ص73س5 قال :"آتيناهم " صوابه (آتيناكم) بالكاف0
34-ص77س6 قال :"في النور من بيوت أمهاتكم " ولم يكلف المحقق نفسه لتصحيح هذا الغلط من المؤلف – وقد لا يكون منه أصلا - المهم :صواب الكلمة القرآنية هو (أو بيوت )
35-ص77س18قال :"يأتينها " المفروض أن يكتبها (يأتيانها ) خاصة وأنه لم يلتزم برسم المصحف0
36-ص78س5 من أسفل قال :" وإن تك حبة " صوابه (حسنة)
37-ص 79س3 قال :" تكن منكم " صوابه :تكن (بينكم )
38-ص82س15 قال :"وعبدة " صوابه (وعبد )
39-ص83س4 قال :" قيم للناس " صوابه (قياما) أو (قيما) المهم أنها بالنصب
40-ص84س12قال :" فمن لم " صوابه (ثم لم ) ؟؟؟
41-ص85س8 قال :" في الأعراف :ففتحنا عليهم " خطأ ،صوابه (لفتحنا ) باللام
42-ص85س18:كتب بين القوسين "أنه من عمل فأنه " وهذا قد يوهم أنه نص قرآني هكذا ،فالأولى (أنه من عمل ) (فأنه )
43-ص108س7قال :" عن طائفة منهم " صوابه (منكم ) بالكاف0
44-ص113س10قال:"ولا أصغر ولا أكبر " صوابه :ولا أصغر (من ذلك )ولا(1/25)
45-ص113س2 من أسفل حكم على قراءة (فلتفرحوا )بالتاء أنها شاذة لأنه رآها منسوبة في المحتسب لأبي بن كعب رضي الله عنه ،وهذا التعليق ليس في محله ،بل هي قراءة صحيحة من القراءات العشرة وهي رواية رويس عن يعقوب 0
46-ص114س6 من أسفل ك نقل عن ابن مجاهد :"نافع وابن عمر " صوابه :ابن عامر 0
47-ص120س12 قال :"حافظ " صوابه (حافظاً ) بالنصب
48-ص121س5 من أسفل قال :" لعلي أرفع " صوابه (أرجع ) بالجيم
49-ص122س3 قال : " ما تؤتون " صوابه (حتى ) بدل(ما )
50-ص122س11 قال :" وزروع "صوابه (وزرع )0
51-ص123س16قال :"هار " وليست هذه الكلمة في هذه السورة ،بل ليست من ياءات الزوائد أصلاً ،فالله المستعان 0
52-ص123س5 من أسفل قال :"الذي رفع السماء " صوابه (الذي له ما في السموات ) وأبرئ الإمام عبد الوهاب صاحب الكتاب من هذا (الهذيان )والاستهزاء بالقراءات وأهلها والتطاول على كتاب الله تعالى
53-ص126س17 قال :" قدرنا أنما " صوابه (أنها )
54-ص130الحاشية يقال عنها : وهل ما ذكر سابقاً ليس من القراءات السبع المتواترة؟؟؟
55-ص146س9:قال:"مهد " صوابه (مهداً ) بالنصب
56-ص148س10:قال:"أولم تأتكم " صوابه(تأتهم ) بالهاء
57-ص150س19 قال :"رب إنكم " صوابه :(رب احكم )
58-ص151س2 قال :"إني الآن" صوابه (إني إلاه )
59-ص151س4:قال :"عبادي الصالحين " صوابه (الصالحون )
60-ص151س12قال :"عذاب مقيم " صوابه :عذاب (مهين ) أو يكون المراد الموضع الآخر (عذاب يوم عظيم ) أما "عذاب مقيم " فليست هنا 0
61-ص151س18 قال :"ثم لينفقوا " صوابه :ثم (ليقضوا )
62-ص160س3 من أسفل قال :" فتوكل على الله " صوابه :(على العزيز)
63-ص162س2 قال :"ألا سجدوا " صوابه (ألا يسجدوا )
64-ص163س7 قال :"قليلاً ما تكذرون" كذا وصوابه "تذكرون "
65-ص166س2 قال :"ترداً " صوابه (رداً)
66-ص168س10 قال :" لنثوينهم بالثاء وبباء بعد النون " صوابه حذف كلمة (بباء )(1/26)
67-ص175س3من أسفل قال:" وأكل خمط " صوابه )أكل ) بدون واو نوهنا ملاحظة مهمة وهي أن هذه الكلمة ليست في سورة "لقمان " هي والكلمات الخمسة التي قبلها ،وستتكرر في محلها بعد صفحتين ص179س21 ،ولكنه الاستعجال وعدم المراجعة ،ولا أبالغ إذا قلت "استهتار وضحك على الدقون " فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0
68-ص177س14 قال :" لا طعام لهم " صوابه :لا(مقام لكم ) والله المستعان
69-ص177س16قال :"لأتوهما" كذا بالتثنية ،صوابه (لأتوها) بالإفراد
70-ص178س4 قال :"يضعف لنا " صوابه (لها )
71-ص1786س6من أسفل قال:"أباه " صوابه (إناه)
72-ص190س18قال :"هادياً"وهي حشو
73-ص197س9 قال:"وقبله "صوابه (وقيله )
74-ص199س10قال :"والساعة بفتح التاء ،الباقون برفعها " كذا ولم يذكر صاحب القراءة بالفتح حتى يعلم من هم الباقون ،والذي قرأ بالفتح هو حمزة
75-ص202س14 قال :"ابن كثير وأبو عمرو " صوابه (وابن عامر )وهذا موافقة للأهوازي شيخ المؤلف 0
76-ص203س9قال :"قرأ (هذا ما يوعدون )بالياء ،الباقون بالتاء " كذا بعدم ذكر صاحب القراءة بالياء وهو :ابن كثير ،
فأي تلاعب هذا ؟؟؟
77-ص203س13قال :"وقد ذكرت (سقف ) " وهو خطأ إذ ليس في السورة "سقف " والصواب هو (تشقق) وهي التي قد ذكرت قبل 0
78-ص204س20قال:" يدعوه " صوابه (ندعوه) بالنون0
79-ص208س3من أسفل قال:" يتم نوره" صوابه (متم ) 0
80-ص209س2 قال:" تنجيكم :بفتح وتشديد الجيم " وهذه الترجمة خطأ يترفع مقام الإمام عبد الوهاب رحمه الله من الوقوع فيه ،والصواب هو :بفتح (النون) وتشديد الجيم كما ذكر في قراءة الضد 0
81-ص216س8قال :" عمر بن الصباح " صوابه (عمرو )
82-ص219س7 من أسفل قال:"تذكى" كذا بالذال ،والصواب (تزكى)(1/27)
83-ص229س12قال:"لا خلاف في فتح الباء من قوله تعالى (أبي لهب)"كذا قال وهو خطأ لاشك فيه ،والصواب :لا خلاف في فتح (الهاء ) من (ذات لهب ) وكيف يقول الإمام إن الباء من لهب لا خلاف في فتحها وهي قراءة ولغة ليس فيها إلا الكسر ،وهذا الخلط والوهم كله ممن تولى (تحقيق) الكتاب وطبعه وصاحب الكتاب بريء منه 0
هذا ما وقفت عليه في هذا الكتاب القيم الذي – للأسف – أساء إليه وإلى مؤلفه كل الإساءة من ادعى (تحقيقه )
وبعد :أما آن الأوان لأهل القراءات أن ينظروا بعين النقد لكل من (تطاول ) على هذا العلم وتراثه وأخرجه بهذه الصورة المشينة في جبين "التحقيق العلمي "ولا أعلم سبباً لهذا التطاول غير عزوف أهل القراءات عن الاهتمام بتراثهم والاكتفاء بما يتولاه غيرهم عنهم حتى وإن كانوا كما ذكرت في مقدمة هذا المقال 0
والله من وراء القصد
---
مصطفى علي
08-15-2006, 08:11 PM
أستاذنا الدكتور الكريم
دعونا في منتدى أهل التحقيق والتصنيف لتكوين رابطة للمحققين والمصنفين
http://www.ahlaltahkek.com/vb/forumdisplay.php?f=47
من أهميتها أن يكون لها صوت في مثل هذه المهاترات وتقديم النصح للباحث منتحل التحقيق ، فإذا لم يزدجر يكشف أمره للباحثين . فتسمه ذلك دور النشر فتلزمه بمراجعة كتابه على محقق مدقق .
والله ولي التوفيق
---
د. أنمار
12-23-2006, 02:34 PM
مولانا الدكتور الجكني
لك الشكر على هذا المجهود في قراءة وتصحيح الكتاب، وهو خدمة للكتاب بالدرجة الأولى ونصيحة لمن يمتلك تلك الطبعة، والتي أرجو أن تغني عنها طبعة الدكتور حاتم الضامن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7032). وهذا المجهود الظن به أن ينفع المحققين الجادين أمثال الدكتور الضامن وإني لأرجو ان أمده بما وقع للشيخ عبد الغفار الحفيد من ملاحظات على كتاب الاكتفاء في أقرب فرصة.
أما المحقق أعلاه فلنر ما يؤول إليه عند اطلاعه على ملاحظاتكم القيمة.
---
مروان الظفيري(1/28)
12-23-2006, 04:22 PM
أخي الحبيب الدكتور/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
جزاك الله خيرا
وجعلك مدافعا حصيفا غيورا على تراثنا الحبيب
وجعل الله كل ذلك في ميزان حسناتك
وقد نقلت هذه الملاحظات الآن إلى شيخي وأستاذي الدكتور حاتم صالح الضامن
عن طريق إيميل أخي الدكتور عمار أمين الددو ؛ لأن الشيخ حاتما لايستخدم الإيميل
وكان الله عونا لكل المخلصين في خدمة تراثنا الحبيب
---
(1/29)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > إنشاء الكتب الالكترونية المتميزة مع الشرح eBook.Workshop.v1.5
---
إنشاء الكتب الالكترونية المتميزة مع الشرح eBook.Workshop.v1.5
---
سامي عبدالعزيز
05-28-2006, 08:05 PM
http://down1.pcpop.com:80/2004/11B/eBook.Workshop.v1.5.Final.rar
البرنامج لا يحتاج تثبيت ، ستجد ملف اسمه maker اضغط عليه
التسجيل : Name:crsky
code:BB80BF70-17375E4C-B40C90D7
( يجب عليك اذا اردت ان تعمل كتابا اكترونيا ان تضع شرحك في صفحة ويب داخل مجلد ومعها صور الشرح ) و لكن يراعى ان تكون خلفية صفحات الويب هذه ليست صورة لانى وقعت فى هذا الخطأ من قبل و نتج لى الكتاب الالكترونى كبير جداً فى حين انه عندما الغيت الخلفية ( الصورة ) تقلص حجم الكتاب الى النصف تقريباً هذا لان صور الخلفيات تكون صغيرة الحجم و المقاس لكن تتكرر كثيراً لتملأ خلفية صفحات الويب مما يؤدى الى تضخم حجم الكتاب المنتج من هذه الصفحات و لهذا يجب ان تكون خلفية صفحات الويب لون فقط و ليست صورة فى الخلفية .
الشرح
قبل ما نبدأ في الشرح جهز الاتي لراحتك فيما بعد :
1- اولا وقبل كل شيء قم بإنشاء مجلد للمشروع او لنقل للكتاب الذي تريد عمله ، وضع به كل الملفات التي تريد تضمينها في الكتاب ... صفحات الهتمل والنصوص والصور الخاصة .... هذا الامر ضروري جدا
2 - ضع في في هذا المجلد صفحة هتمل بها معلومات عن كتابك ستظهر هذا الصفحة اذا تم الضغط على about في كتابك
3- ضع صورة لشعار الكتاب اذا اردت
4 - ضع صورة تظهر كخلفية لايقونات الشريط العلوي لكتابك اذا اردت ذلك
5 - ضع ايقونة لكتابك خاصة بك اذا اردت بحجم 32*32
الان تابع الصور وسنعرض الخطوات بالترقيم فانتبه لها :
اذا شغلت البرنامج تاكد من ان لغته هي الانقليزية وذلك بالضغط على ايقونة Language
1 - قائمة FILES(1/30)
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook1.jpg
2 Contents
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook2.jpg
3 - splash
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook3.jpg
4 - About Diglog
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook4.jpg
5 - Toolbar 1
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook5.jpg
6 - Toolbar 2
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook6.jpg
7 - Options
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook7.jpg
8 - Skin
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook8.jpg
9 - Compile
http://absba3.absba.org/abomeshary97/ebook/eBook9.jpg
شروح أخرى :
http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=148593&highlight=eBook+Workshop
http://www.almtym.com/vb/showthread.php?t=4597&highlight=%C7%E1%D4%D1%CD
http://hyperupload.com/download/02519b3271/DrBahaaBookWorkshopA.rar.html
---
(1/31)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل..4
---
تساؤل..4
---
فاروق
02-03-2006, 09:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
يقول الله تعالى في سورة الممتحنة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)
بالنسبة للمؤمنات لماذا جاء التحليل بالصيغة الإسمية "حل" وبالنسبة للمؤمنين جاءت بالصيغة الفعلية"يحلون"؟؟
يقول الله تعالى في نفس السورة:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12)
ما الحكمة من ذكر السرقة قبل الزنا والقتل رغم أن عقوبتهما أشد من عقوبة السرقة؟؟
---
روضة
02-04-2006, 12:44 AM(1/32)
مما تقرر في علم البلاغة أن لكلٍ من الجملة الاسمية والجملة الفعلية غرضاً ومعنى تؤديه لا تصلح له الأخرى، وقد عقد الشيخ عبد القاهر الجرجاني فصلاً في (دلائل الإعجاز) سمّاه (القول على فروق في الخبر)، تحدث فيه عن الخبر حين يأتي اسماً وحين يأتي فعلاً، وبيّن أن موضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجددَّه شيئاً بعد شيء، أما الفعل فموضوع على أن يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء.
وضرب لهذا أمثلة، فإذا قلت: (زيد منطلق)، فقد أثبت الانطلاق فعلاً له، من غير أن تجعله يتجدد ويحدث منه شيئاً فشيئاً، بل توجبه وتثبته فقط، وتقضي بوجوده على الإطلاق.
وأما الفعل فإنه يُقصد فيه إلى ذلك (يقصد: التجدد والحدوث)، فإذا قلتَ: زيد ها هو ذا ينطلق، فقد زعمت أن الانطلاق يقع منه جزءاً فجزءاً، وجعلتَه يزاوله ويزجِّيه.
ثم جاء بمثالين آخرين ليجلّي ما قال.
وبعدها خصص الكلام في الخبر حين يكون صفة مشبهة، فقال: ومتى اعتبرت الحال في الصفات المشبهة وجدت الفرق ظاهراً بيّناً ولم يعترضك الشك في أن أحدهما لا يصلح في موضعه صاحبه، فإذا قلتَ: (زيد طويل)، و(عمرو قصير)، لم يصلح مكانه (يطول) و(يقصر)، وإنما تقول: (يطول) و(يقصر)، إذا كان الحديث عن شيء يزيد وينمو كالشجر والنبات والصبي ونحو ذلك، مما يتجدد فيه الطول أو يحدث فيه القصر، فأما وأنت تتحدث عن هيئة ثابتة، وعن شيء قد استقرّ طوله، ولم يكن ثمَّ تزايدٌ وتجدد، فلا يصلح فيه إلا الاسم.
هذه مقدمة عن الفرق بين الخبر حين يكون فعلاً وحين يكون اسماً، وبالأخص إذا كان الاسم صفة مشبهة، لننطلق منها إلى الآية الكريمة: { لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ }، فنجد المفسرين قد طبّقوا هذه القاعدة في بيان السر البياني وراء اختلاف النظم في الجملتين الكريمتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/33)
(لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ): جاء الخبر صفة مشبهة، والمعنى أن المؤمناتِ لسن حلالاً للمشركين.
(وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ): جاء الخبر جملة فعلية، والمعنى أن المشركين لا يحلون للمؤمنات.
والخطاب في الجملتين لولاة الأمور بعدم جواز التخلية بين المسلمة وزوجها المشرك، وليس الكلام هنا يتعلق بالمؤمنين وبحكم زواجهم من الكافرات، كما ظهر لي من سؤال الأخ الفاضل فاروق: بالنسبة للمؤمنات لماذا جاء التحليل بالصيغة الإسمية"حل"وبالنسبة للمؤمنين جاءت بالصيغة الفعلية"يحلون"؟؟
،،،،،،،،،
المعنى في الجملتين الكريمتين واحد وهو تحريم زواج المسلمات من الكفار، ولكن مجيء الخبر مرة أخرى بشكل آخر (الفعل) كان بهدف المبالغة في التحريم، والتأكيد، حيث قال أبو حيان إن التحريم انعقد بالجملة الأولى: (لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ)، وجاء قوله: { ولا هم يحلون لهن } على سبيل التأكيد وتشديد الحرمة، لأنه إذا لم تحل المؤمنة للكافر، علم أنه لا حل بينهما البتة. وقيل: أفاد قوله: { ولا هم يحلون لهن } استمرار الحكم بينهم فيما يستقبل، كما هو في الحال ما داموا على الإشراك وهن على الإيمان.
وقال البقاعي: { لا هن } أي الأزواج ـ المسلمات ـ { حل } أي موضع حل ثابت { لهم } أي للكفار باستمتاع ولا غيره. ولما كان نفي الحل الثابت غير مانع من تجدد حل الرجال لهن ولو على تقدير من التقادير وفرض من الفروض، قال معيداً لذلك ومؤكداً لقطع العلاقة من كل جانب: { ولا هم } أي رجال الكفار { يحلون } أي يتجدد في وقت من الأوقات أن يحلوا { لهن } أي للمؤمنات حتى لو تصور أن يكون رجالهن نساء وهن ذكوراً ما حلوا لهن.(1/34)
ورحم الله أبا السعود الذي لا يشقّ له غبار في كشف مكامن الآيات بكلمات موجزة دقيقة، قال: { لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } فإنَّه تعليلٌ للنهي عن رجعهنَّ إليهمِ، والتكريرُ إما لتأكيدِ الحرمةِ أو لأنَّ الأولَ لبيانِ زوالِ النكاحِ الأولِ والثانيَ لبيانِ امتناعِ النِّكاحِ الجديدِ.
وقال الألوسي مثله ثم أضاف: ويشعر بذلك التعبير بالاسم في الأولى والفعل في الثانية.
ثم نقل عن الطيبي قوله: إنه أسندت الصفة المشبهة إلى ضمير المؤمنات في الجملة الأولى إعلاماً بأن هذا الحكم يعني نفي الحل ثابت فيهن لا يجوز فيه الإخلال والتغيير من جانبهن، وأسند الفعل إلى ضمير الكفار إيذاناً بأن ذلك الحكم مستمر الامتناع في الأزمنة المستقبلة لكنه قابل للتغيير باستبدال الهدى بالضلال، وجوز أن يكون ذلك تكريراً للتأكيد والمبالغة في الحرمة وقطع العلاقة.
وفيه من أنواع البديع ما سماه بعضهم بالعكس والتبديل كالذي في قوله تعالى:{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }[البقرة: 187]. ولعل الأول أولى.
وفطن ابن عاشور لوجه آخر، فقال:
إن رجوع المرأة المؤمنة إلى الزوج الكافر يقع على صورتين:
إحداهما: أن ترجع المرأة المؤمنة إلى زوجها في بلاد الكفر، وذلك هو ما ألح الكفار في طلبه لمّا جاءت بعض المؤمنات مهاجرات.(1/35)
والثانية: أن ترجع إلى زوجها في بلاد الإِسلام بأن يخلى بينها وبين زوجها الكافر يقيم معها في بلاد الإِسلام إذا جاء يطلبها ومُنع من تسلمها. وكلتا الصورتين غير حلال للمرأة المسلمة فلا يجيزها ولاة الأمور، وقد عبر عن الصورة الأولى بجملة { لا هن حل لهم } إذ جعل فيها وصف حل خبراً عن ضمير النساء وأدخلت اللام على ضمير الرجال، وهي لام تعدية الحلّ وأصلها لام الملك فأفاد أن لا يملك الرجال الكفار عصمة أزواجهم المؤمنات وذلك يستلزم أن بقاء النساء المؤمنات في عصمة أزواجهن الكافرين غير حلال، أي لم يحللهن الإِسلام لهم.
وقدم { لا هن حل لهم } لأنه راجع إلى الصورة الأكثر أهمية عند المشركين إذ كانوا يَسألون إرجاع النساء إليهم ويرسلون الوسائط في ذلك بقصد الرد عليهم بهذا.
وجيء في الجملة الأولى بالصفة المشبهة وهي { حل } المفيدة لثبوت الوصف إذ كان الرجال الكافرون يظنون أن العصمة التي لهم على أزواجهم المؤمنات مثبتة أنهم حلّ لهم.
وعبّر عن الثانية بجملة { ولا هم يحلون لهن } فعُكس الإِخبار بالحل إذ جعل خبراً عن ضمير الرجال، وعدي الفعل إلى المحلَّل باللام داخلة على ضمير النساء فأفاد أنهم لا يحلّ لهن أزواجهن الكافرون ولو بقي الزوج في بلاد الإِسلام.
ولهذا ذكرت الجملة الثانية { ولا هم يحلون لهن } كالتتمة لحكم الجملة الأولى، وجيء في الجملة الثانية بالمسند فعلاً مضارعاً لدلالته على التجدد لإِفادة نفي الطماعية في التحليل ولو بتجدده في الحال بعقد جديد أو اتفاق جديد على البقاء في دار الإِسلام خلافاً لأبي حنيفة إذ قال: إن موجب الفرقة هو اختلاف الدارين لا اختلاف الدين.
****************************(1/36)
أما قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّايُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَأَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّوَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْلَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 12
{ على أن لا يشركن } أي يوقعن الإشراك لأحد من الموجودات في وقت من الأوقات { بالله } أي المَلِك الذي لا كفؤ له { شيئاً } أي من إشراك على الإطلاق.
ولما كان الشرك بَذْلَ حق المُلْكِ لمن لا يستحقه، أتبعه أخذ مال المالك بغير حق لاقتضاء الحال لذلك بتمكن المرأة من اختلاس مال الزوج وعسر تحفظه منها فقال: { ولا يسرقن } أي يأخذن مال الغير بغير استحقاق في خفية، وأتبع ذلك بَذْلَ حق الغير لغير أهله فقال: { ولا يزنين } أي يُمَكِّنَّ أحداً من وطئهن بغير عقد صحيح.
ولما كان الزنى قد يكون سبباً في إيجاد أو إعدام نسمة بغير حقها، أتبعه إعدام نسمة بغير حقه فقال: { ولا يقتلن أولادهن } أي بالوأد، ولما ذكر إعدام نسمة بغير حق ولا وجه شرعي أتبعه ما يشمل إيجاد نسمة بغير حل، فقال مقبحاً له على سبيل الكناية عنه بالبهتان وما معه بالتصوير له بلوازمه وآثاره لأن استحضار القبيح وتصوير صورته أزجر عنه فقال: { ولا يأتين ببهتان } أي ولد من غير الزوج يبهت من إلحاقه به حيرة في نفيه عنه { يفترينه } أي يتعمدن كذبه. [البقاعي]
والله تعالى أعلم بالصواب
---
فاروق
02-04-2006, 12:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة "باحثة" وفيت وكفيت..اتضحت الصورة بجلاء..
وأرجو في المرة القادمة أن يكون الخط بحجم أصغرفمثلا 4 كاف لأنه يملأ الشاشة بشكل كبير..
وجزاك الله خيرا..
دائما في انتظارالرد عن آيات "النسخ"
---
روضة
02-04-2006, 01:28 PM(1/37)
وجزاك خيراً كذلك، إن شاء الله سأصغر الخط في المرات القادمة.
بالنسبة لموضوع النسخ أرجو أن تعذرني للتأخير الذي تم والذي لا أعلم إلى متى سيستمر، ولكن إن شاء الله سأجد الوقت لإنهائه بأسرع ما يمكن.
أسأل الله لنا جميعاً أن يبارك لنا في أوقاتنا لتتسع لمشاغلنا.
---
(1/38)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح :أتمنى النظر فيه وتصويت الأخوة عليه
---
اقتراح :أتمنى النظر فيه وتصويت الأخوة عليه
---
البلقيني
06-22-2006, 01:30 AM
إن من نعم الله تعالى علينا وجود مثل هذا الملتقى المبارك بل وإن من النعم كذلك وجود مثل هؤلاء العلماء وطلبة العلم والمشايخ الفضلاء في هذا الملتقى وقد حباهم الله تعالى من العلم والاطلاع وسعة البحث الشيء الكثير وأسأل الله تعالى أن يبارك للجميع وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .
اقتراحي هو أن يكون هناك قسم يتعلق بمناهج التفاسير وكتب علوم القرآن وما يتعلق بها من دراسات وتحقيقات واستدراكات وملاحظات واختلاف طبعات
وقسما للإصدارات الجديدة فيما يتعلق بكتب التفسير وعلوم القرآن علما أن هذا الفن-أعني مناهج المفسرين- له أهله وله متخصصوه وفائدته على القارئ بل على طالب العلم لا تخفى على أمثالكم وكذلك فإن بعض كتب مناهج المفسرين لا تفي بالغرض أو ربما تكون النتيجة المتوصل إليها تحتاج إلى إعادة نظر أو غير ذلك فأتمنى من الله تعالى أن يكون مثل هذا القسم قريبا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
---
أريام
06-22-2006, 01:47 AM
اقتراح موفق- باذن الله - نتمنى أن يتحقق ويكون تحت قسم خاص في هذا الملتقى باسم مكتبة الملتقى
---
أبو ذر الفاضلي
06-22-2006, 01:52 AM
موافقون ولكن المهم التطبيق
---
رحمة
06-25-2006, 10:28 AM
أوافقك الاقتراح أخي البلقيني وهذا عمل جداً رائع إن نفذ فأرجو من الأخوة المشرفين المبادرة فيما اقترح وأرجو أن يكون على أرض الواقع قريباً
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2006, 01:08 PM
جزاكم الله خيراً ، وأبشروا بما يسركم إن شاء الله فالمشرفون على الموقع لديهم أفكار كثيرة يسعون لتطبيقها قريباً ، ومعظمها من اقتراحات الأعضاء الفضلاء من أمثالكم ومن ضمنها هذا الاقتراح الرائع .(1/39)
ونحن نسعد ونفخر بوجودكم ، ووجود أمثالكم معنا لتوجيهنا وتسديدنا في عملنا في هذا الموقع ، وكلنا نعمل لهدف واحد ، والملتقى لنا جميعاً ، نسأل الله التوفيق والإخلاص .
---
منصور مهران
06-25-2006, 02:21 PM
الفكرة ممتازة والرغبة في مثل هذا التنوع مؤكدة سلفا ، ونحن نرقب بشغفٍ ما بشر به الأخ الجليل الدكتور عبد الرحمن الشهري ، وبالله التوفيق .
---
العنزي
10-06-2006, 01:04 PM
فكرة رائعة البلقيني وكلنا نتمنى تنفيذها من الاخوة المشرفين وسنكون لهم عون في تنفيذها
---
مصطفى علي
10-06-2006, 02:43 PM
الاقتراح جميل ما شاء الله تعالى ونسأل الله السداد للمشرفين في هذا الأمر .
---
(1/40)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عبد الهادي بوطالب مفسرا
---
عبد الهادي بوطالب مفسرا
---
أحمد بزوي الضاوي
01-26-2007, 04:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
ترجمة الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب نقلا عن موقعه :
http://www.abdelhadiboutaleb.com/biographie_ar.asp
البروفسور عبد الهادي بوطالب
- كاتب ومفكر مغربي معروف في العالم العربي والإسلامي ببحوثه العلمية وتحليلاته السياسية.
- ازداد بمدينة فاس - المغرب في نهاية سنة 1923 (23 دجنبر).
- خريج جامعة القرويين الإجازة والدكتوراه في الشريعة وأصول الفقه.
- ودكتوراه في الحقوق (تخصص القانون الدستوري).
- اللقب العلمي : الأستاذ الدكتور " Professeur" .
- أستاذ كرسي محاضر في مادتي القانون الدستوري، والنظم السياسية في العالم الثالث، بكليتي الحقوق والعلوم الاقتصادية بالدار البيضاء (جامعة الحسن الثاني) والرباط (جامعة محمد الخامس).
- كان أستاذا للملك الراحل الحسن الثاني وللملك محمد السادس بالمعهد الملكي بالرباط.
- تقلب طيلة الستينات والسبعينات في عدة وزارات منها : وزير الإعلام والشباب والرياضة، الوزير المكلف بالبرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير العدل، وزير التربية الوطنية، وزير الدولة، وزير الخارجية.
- رئيس مجلس النواب (1970-1971).
- سفير المغرب بالولايات المتحدة وبالمكسيك (1974-1976).
- مستشار الملك الحسن الثاني (1976-1978).
- المدير العام الأول للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) (1982-1992).
- عضو الأكاديمية الملكية بالمغرب (1982).(1/41)
- عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة (آل البيت) بعمان الأردن (1982).
- حائز على جائزة المغرب الكبرى للثقافة 1994.
حاصل على وسام الاستحقاق الفكري من المملكة الأردنية الهاشمية.
- حاصل على وسام الاستحقاق من منظمة الإيسيسكو.
- مستشار الملك الحسن الثاني (1992 - 1996).
وللأستاذ الدكتور مؤلفات في السياسة والقانون والأدب باللغتين العربية والفرنسية تبلغ 58 كتابا من بينها :
• * في الرواية التاريخية
- وزير غرناطة لسان الدين بن الخطيب.
• * المرأة
- حقوق الأسرة وتحرير المرأة ( مارس 2005)
• * في السياسة والقانون
- بين القومية العربية والتضامن الإسلامي.
- المرجع في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية (جزآن).
- نظرات في القضية العربية (باللغتين العربية والفرنسية).
- بين القومية العربية والجامعة الإسلامية.
- النظم السياسية المعاصرة (باللغتين العربية والفرنسية).
- النظم السياسية في العالم الثالث.
- ملامح الدبلوماسية العالمية في القرن الواحد والعشرين (باللغتين العربية والفرنسية).
- الحكم والسلطة والدولة في الإسلام (باللغتين العربية والفرنسية).
- مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين (فبراير 2004)
• * في اللغة
- معجم تصحيح لغة الإعلام العربي (مايو 2002).
- الحقوق اللغوية - حق اللغة في الوجود والبقاء، والتطور والنماء، والوحدة (شتنبر 2003)
• * مذكرات
- ذكريات وشهادات ووجوه (حلقات من مذكراته).
- نصف قرن في السياسة (أكتوبر 2001).
• * إسلاميات
- الصحوة الإسلامية.
- العالم الإسلامي والنظام العالمي الجديد (باللغتين العربية والفرنسية).
- بين الشريعة والفقه والقانون.
- بين الشورى والديمقراطية.
- حقيقة الإسلام (مايو 1998).
- لكي نفهم الإسلام أحسن.
- "Pour mieux comprendre l'Islam" (باللغة الفرنسية 2001).
- من قضايا الإسلام المعاصر- الكتاب الأول (دجنبر 2003)(1/42)
- من قضايا الإسلام المعاصر - الكتاب الثاني ( ماي 2004)
• * في العولمة
- في نقد العولمة : العالم ليس سلعة (2001).
- نحو عولمة أخرى أكثر عدلا وإنسانية (أبريل 2004)
- لا لأمركة العالم (فبراير 2005)
- وكتب أخرى وبحوث متفرقة.
صدر للأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب الجزء الأول من مشروعه التفسيري ، عنونه ب " قبسات من نور الذكر الحكيم " ، و فسر فيه سورتي الفاتحة و البقرة ، وهو تفسير مختصر للقرآن الكريم .
يقول الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب في مقدمة تفسيره : " ليس هذا الكتاب تفسيرا ينضاف إلى العشرات من كتب التفسير التي تغنى بها المكتبات في العالم ، وإنما هو مجموعة خواطر عنت لي بإلهام من الله سبحانه وتعالى من خلال قراءاتي المتوالية طيلة سنوات للقرآن الكريم بقلب مؤمن ، وفكر منفتح على فهم جديد لبعض آياته . والآيات التي شرحتها وعلقت عليها في هذا الكتاب هي التي استوقفتني عندها لاستخلاص ما عنَّ لي بشأنها من خواطر . أما ما لم أتوقف عنده من الآيات فهو ما لا يوجد لي عنه إضافات " ص 3 .
وسنعمل مستقبلا على نشر دراسة عنه إن شاء الله تعالى .
---
(1/43)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الجنة دار الأبرار كتاب الكتروني رائع
---
الجنة دار الأبرار كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
01-03-2007, 07:07 AM
الجنة دار الأبرار كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الجَنَّة دَارُ الأبْرَار
والطريقُ المُوَصِّلُ إليْهَا
الشيخ
أبو بكر الجزائري
حجم البرنامج468 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/12063/327ad8afc0.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/12063/0488ee4ee3.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/12063/2cf7110da0.jpg
روابط التنزيل
http://sa32.com/files/e48b3848acc76342/Algannah.exe.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=299798
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/44)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني [2] (مفهوم السياق القرآني ومكوناته) :
---
علم السياق القرآني [2] (مفهوم السياق القرآني ومكوناته) :
---
محمد الربيعة
01-25-2007, 04:45 PM
علم السياق القرآني [2] (مفهوم السياق القرآني ومكوناته) :
السياق القرآني هو جزء من السياق بعمومه في معناه العام، إلا أن له مكونات خاصة يتميز بها، لابد من اعتبارها فيه، وهي:
أولاً: ما بنيت عليه الآية من الأغراض.
من أعظم ما تميز به القرآن تضمنه لأغراض متعددة في الآية الواحدة، ولا شك أن هذا من كمال القرآن، فإنه محتمل للوجوه بحسب اختلاف الأغراض التي تضمنتها الآية، وهذا سر تعدد المعاني في الآية واختلافها، ولهذا فلابد من اعتبار هذه الخاصية في السياق القرآني. والأغراض التي تتضمنها الآية هي:
1- أغراض القرآن ومقاصده العظمى.
2- غرض السورة.
3- غرض المقطع أو القصة الواردة في موضوع واحد.
4- غرض الآية.
فكل هذه الأغراض لابد من اعتبارها في تفسير الآية، ولا يظهر كمال معنى الآية إلا بها، وهي متآلفة متكاملة مبنية على بناء واحد.
قال ابن القيم في بيان قيمة معرفة الغرض ومراد المتكلم: "والفقه أخص من الفهم، وهو فهم مراد المتكلم، وهذا قدر زائد على مجرد وضع اللفظ في اللغة، وبحسب تفاوت مراتب الناس في هذا، تتفاوت مراتبهم في الفقه والعلم"([1]).
ثانياً: النظم القرآني، والأسلوب البياني المعجز.
لاشك أن النظم القرآني، والأسلوب البياني الذي ائتلف منه القرآن يمثل البناء المحكم المتسق الذي تميز به القرآن عن سائر الكلام، وهو خاصية مهمة في السياق القرآني بل هو ركن فيه؛ إذ لا يمكن تفسير القرآن إلا باعتباره.
قال شيخ الإسلام":أكثر المحققين من علماء العربية والبيان يثبتون المناسبة بين الألفاظ والمعاني"([2]).(1/45)
قال الزركشي ":وهذا العلم أعظم أركان المفسر فإنه لابد من مراعاة مايقتضيه الإعجاز من الحقيقة والمجاز وتأليف النظم، وأن يواخى بين الموارد، ويعتمد ماسيق له الكلام حتى لا يتنافر وغير ذلك... ـ إلى أن يقول ـ واعلم أن هذه الصناعة بأوضاعها هي عمدة التفسير، المطلع على عجائب كلام الله، وهي قاعدة الفصاحة وواسطة عقد البلاغة"([3]).
وقال السيوطي في الإتقان":على المفسر مراعاة التأليف والغرض الذي سيق له"([4]).
وقال الخطابي ":وأما رسوم النظم فالحاجة إلى الثقافة والحذق فيها أكثر لأنها لحام الألفاظ، وزمام المعاني، وبه تنتظم أجزاء الكلام، ويلتئم بعضه ببعض"([6]).
ثالثاً: أسباب النزول والأحوال التي نزلت فيها الآية وأحوال المخاطبين بها.
أسباب النزول والأحوال التي نزلت فيها الآية من أعظم ما يدل على تحديد الغرض والمعنى المقصود في الآية، وعليه فلابد من اعتبار هذه الخاصية في السياق القرآني.
قال الشاطبي في الضابط المعول عليه في الفهم":إن المساقات تختلف باختلاف الأحوال، والأوقات والنوازل، وهذا معلوم في علم المعاني والبيان"([7]).
وقال السيوطي في الإتقان":قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها"([8]).
وقال السعدي":النظر لسياق الآيات، مع العلم بأحوال الرسول × وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله من أعظم ما يعين على معرفته وفهم المراد منه"([9]).
وعلى هذا فيكون السياق القرآني مؤتلفاً من ثلاثة عناصر أساسية:
أولاً: الأغراض والمقاصد التي بني عليها النص.
ثانياً: النظم والأسلوب القرآني المؤتلف من مجموع الكلام والتعبير فيه.
ثالثاً: الأسباب والأحوال التي نزلت فيها الآية، والمخاطبون بها فيها.(1/46)
وقد جمع شيخ الإسلام هذه العناصر جميعاً فقال":وتختلف دلالة الكلام تارة بحسب اللفظ المفرد، وتارة بحسب التأليف، وكثير من وجوه اختلافه قد لا يبين بنفس اللفظ بل يرجع فيه إلى قصد المتكلم، وقد يظهر قصده بدلالة الحال"([10]).
وقال صاحب دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن الكريم":أما السياق القرآني، فإننا نقصد به الأغراض والمقاصد الأساسية التي تدور عليها جميع معاني القرآن إلى جانب النظم الإعجازي والأسلوب البياني الذي يشيع في جميع تعبيراته"([11]).
ونخلص من هذا كله إلى أن السياق القرآني هو ((الأغراض التي بنيت عليها الآية، وما انتظم بها من القرائن اللفظية والحالية وأحوال المخاطبين بها)).
والمقصود بالقرائن اللفظية: القرائن النصية وهي ما احتواه النص من التعبير والتركيب والارتباط بين الآيات ونحوها.
والمقصود بالقرائن الحالية: الأسباب والأحوال التي نزلت الآية فيها.
وهذا المعنى الذي تحدد به السياق القرآني، والعناصر التي ائتلف منها، راجعة إلى عموم معنى السياق وعناصره الأساسية كما تبين.
وهنا مسألة مهمة متعلقة بمصطلح السياق وإطلاق المفسرين له، وهو أن بعض المفسرين كثيراً ما يستعمل السياق بعبارات مرادفة يطلقونها في معنى السياق،ومنها: نظم الآية، نسق الآية، روح الآية، ظاهر الآية، ملاءمة الكلام، مقتضى الكلام، فحوى الكلام، الإطار العام، الجو العام، المعنى العام، القرينة ، المقام، ونحوها، وهذه المصطلحات كلها معتمدة على النص الذي هو مناط السياق ([12]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((أعلام الموقعين)) (1/281).
([2]) ((مجموع الفتاوى)) (20/418).
([3]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/311).
([4]) ((الإتقان في علوم القرآن)) (1/185).
([6]) ((إعجاز القرآن للخطابي)) (ص36).
([7]) ((الموافقات)) (4/266).
([8]) ((الإتقان)) (1/93).(1/47)
([9]) ((تيسير الكريم الرحمن)) (1/4).
([10]) ((الفتاوى الكبرى)) (3/208).
([11]) ((دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن)) (ص88).
([12]) انظر: ((التناسب البياني)) (ص182) ((السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية)) (ص87).
---
العنزي
01-29-2007, 01:09 AM
جزاك الله خيرا دكتور محمد الربيعة على هذا البحث المهم.
---
الإسلام ديني
01-30-2007, 11:03 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخي الكريم على هذا البحث الرائع المفيد
/////////////////////////////////////////////////
---
قصي علي الدليمي
02-02-2007, 08:00 AM
بوركت
---
(1/48)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير آية من كتاب الله تعالى
---
تفسير آية من كتاب الله تعالى
---
ابن العربي
02-12-2004, 08:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد أثار موضوع ممكن فتوى والذي نقل فيه الأخ الفاضل بعض ما جاء في ذلك الموقع ورد الأخوان الرد الشافي الكافي ولكن أنا أحب هذا الملتقى ومن فيه ولذلك حبيت أن أفسر لكم الآية الكريمة التي استشهدت بها الأخت على كلامها :
وهي قوله تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ))
قوله : ( وإذ قلنا ) الواو حرف عطف على ما تقدم من مفردات القصة وأحداثها ، ( وإذ) ظرف لما مضى من الزمان وهي هنا بمعنى حين ، ومتعلقها ( اذكر ) واذكر إذ قال الله للملائكة .(1/49)
(( وإذ قلنا للملائكة )) أي إذ أمرنا الملائكة ، والمراد بالملائكة جنس الملائكة وهم عباد الله المكرمين خلقوا من نور ، وأفضلهم جبريل عليه السلام ، والله تعالى خلق الأرض أولاً ثم خلق السماء ، وخلق للسماء خلقاً وأسكنهم فيها وجعلهم مطهرين لا يعصونه ؛ لأنهم مقربون منه ، وهم الملائكة ثم خلق للأرض خلقاً وأسكنهم فيها وهم الجن ، ولكن الجن أفسدوا فيها وسفكوا الدماء ، وقتل بعضهم بعضاً ، فأراد الله تعالى أن يطهر الأرض منهم ، ويخلق خلقاً أكرم منهم فبعث الله إليهم الملائكة فقاتلتهم ، وطردتهم إلى أطراف الأرض ، وقمم الجبال . قال ابن عباس رضي الله عنهما ( فلما طردهم قال عز وجل للملائكة " إني جاعل في الأرض خليفة " بدل من هؤلاء الذين أفسدوا . والخليفة هو من يخلف غيره فقال : " إني جاعل في الأرض خليفة " أي بدل الجن المفسدين فخلق الله تعالى آدم من طين ليحل محل الجن ، والجن المخلوقين قبل آدم أبوهم ( الجان ) كما ورد في سورة الحجر فقال تعالى " والجان خلقناه " والجان اسم مفرد ولذلك قال " خلقناه" بضمير المفرد والمادة التي خلق منها الجان هي المارج وهو لهب النار ولسانها المختلط فإذا نظرت إلى لسان النار تجده أحمر ، وأخضر ، وأصفر ، وأزرق فهي ألوان مختلط بعضها ببعض ؛ فلما كان هذا أصل خلقتهم من لسان النار صار لهم القدرة على التشكل . قوله (( اسجدوا لآدم )) آدم أبو البشر وهو اسم أعجمي معرب . قوله :( فسجدوا ) أي الملائكة والفاء الدالة على سرعة المبادرة والامتثال . قوله ( إلا إبليس ) (إلا ) أداة استثناء منقطع من غير جنس المستثنى منه كقولنا : قام القوم إلا حصان ، فهذا مستثنى منقطع ؛ لأن الحصان ليس من جنس القوم فتكون ( إلا ) في الآية بمعنى (لا ) وبذلك يكون إبليس ليس من الملائكة ، قال تعالى : " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " فرتب الفسوق على كونه من الجن لكن كفر هو(1/50)
وذريته ، وذرية إبليس هم الشياطين ، والشياطين كلهم كفرة . أما الجن فمنهم المؤمن ، ومنهم الكافر ، ومنهم الفاسق . ويغلب عليهم الفسق ، أما إبليس فهو كافر أصله ونسله ؛ لأن الله تعالى طرده وأبلسه ، والإبلاس هو الانقطاع . ولا يعرف كيف تتناسل ذريته ولكن الله أخبر أن له ذرية ، وإذا أطلق لفظ شيطان أو شياطين فهي علماً على إبليس وذريته ، وإن كانت لفظة الشياطين في اللغة العربية تطلق على كل من فارق أصله سواء كان إنسان ، أو جن ، أو حيوان يسمى شيطان أما إذا أطلقت كلمة شيطان فالمراد بها إبليس وذريته . قوله ( أبى وأستكبر وكان من الكافرين ) الواو في الآية واو الحال أي الذي جعله يأبى ويستكبر كونه من الكافرين فليس غريباً عليه أن يأبى ويستكبر ( وكان من الكافرين ) ولم يقل : ( وكان كافرا ) وهذا فيه دليل على أن إبليس فيه جميع صفات الكافرين ( وكان من الكافرين ) أبلغ من قوله ( وكان كافرا ) ؛ لأن فيها مبالغة لقوة التزامه لمذهب الكافرين .
والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد
ينظر إلى تفسير الضوء المنير على التفسير لابن القيم ، سورة البقرة ، والأعراف ، والأحقاف ، والجن . ففيها كلام نفيس في هذا الجانب ، وينظر أيضاً إلى تهذيب التفسير وتجريد التأويل لعبد القادر شيبة الحمد ج1 ص 96 وما بعدها .
---
(1/51)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك
---
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
04-03-2007, 01:14 PM
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك
النصوص التي تدل على الجواز
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" ( ).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا" . ( ).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال : " أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فأمر منادياً فنادى في الناس إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم " ( ).
النص الدال على النهي
عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوي " ( ).
قال صلاح الدين العلائي : الجمع بين هذه الأحاديث وجوه :(1/52)
أحدها أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعطي مقام الربوبية حقه ولا يتوهم فيه تسويته له بما عداه أصلا بخلاف غيره من الأئمة فإنه مظنة التسوية عند الإطلاق والجمع في الضمائر بين ما يعود إلى اسم الله تعالى وغيره فلهذا جاء بالإتيان بالجمع بين الاسمين بضمير واحد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين المشار إليهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم أيضا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغير ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب بالإفراد لئلا يوهم كلامه التسوية وهو مثل الحديث المتقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشئت قولوا ما شاء الله ثم شئت ، وهذا يرد عليه أن حديث ابن مسعود المتقدم فيه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تلك الخطبة ليقولوها عند الحاجة وفيه ومن يعصهما فيدل على عدم الخصوصية به إلا أن يقال يؤخذ من مجموع الحديثين أن يقولوا في خطبة الحاجة ومن يعص الله ورسوله كم علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب ويكون حديث ابن مسعود فيه تعليم أصل خطبة الحاجة لا بجميع ألفاظها وفيه نظر ، وثانيها أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنكر على ذلك الخطيب كان هناك من يتوهم منه التسوية بين المقامين عند الجمع بين الاسمين بضمير واحد فمنع من ذلك وحيث لم يكن هناك من يلبس عليه أتى بضمير الجمع وهذا لعله أقرب من الذي قبله ، وثالثها أن ذلك المنع لم يكن على وجه التحتم بدليل الأحاديث الآخر بل على وجه الندب والإرشاد إلى الأولوية في إفراد اسم الله تعالى بالذكر من التعظيم اللائق بجلاله ، وهذا يرجع في الحقيقة إلى ما قاله أئمة الأصول أولا لكن بزيادة أن ذلك ليس حتما وحينئذ فلا تكون الواو مقتضية للترتيب ، ورابعها أن ذلك الإنكار كان مختصا بذلك الخطيب وكأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم عنه أنه لم يجمع بينهما في الضمير إلا لتسويته بينهما في المقام فقال له بئس الخطيب أنت فيكون(1/53)
ذلك مختصا بمن حاله كذلك ولعل هذا الجواب هو الأقوى لأن هذه القصة واقعة عين وما ذكرناه محتمل ويؤثر هذا الاحتمال فيها أن يحمل على العموم في حق كل أحد فإذا انضم إلى ذلك حديث أبي داود الذي علم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية خطبة الحاجة وفيها "ومن يعصهما " بضمير التثنية قوي ذلك الاحتمال وهذا مثل ما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على موسى مع قوله أنا سيد ولد آدم فقيل في الجمع بينهما وجوه منها أن الذي منعه من التفضيل فهم منه غضا من منصب موسى عليه السلام عند التفضيل عليه فمنعه منه فيكون ذلك مختصا بمن هو مثل حاله والعلم عند الله ، ورابعها ما روي أن عمر رضي الله عنه أنكر على سحيم عبد بني الحسحاس قوله كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا(1/54)
وقال لو قدمت الإسلام على الشيب وأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أمره بتقديم العمرة على الحج واحتجوا عليه بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فلولا أنهم فهموا من الآية الترتيب لما أنكروا ذلك عليه وفهم الصحابة رضي الله عنهم حجة في مثل ذلك لأنهم أهل اللسان وهذا الأثر ذكره جماعة من أئمة الأصول ولم أجده في شيء من كتب الحديث بعد كثرة البحث عنه وكذلك أيضا لم أجد لإنكار عمر رضي الله عنه على سحيم سندا ولكنه مشهور في كثير من الكتب وقد أجيب عنه بأن ذلك الإنكار على وجه الأدب في تقديم الأهم في الذكر وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبا فإن الترتيب له سبب إرادة لفظية كالفاء وثم وطبيعة زمانية فالنطق الواقع في الزمان الأول متقدم بالطبع على النطق الواقع في الزمان الذي بعده وهو السر فيما حكى سيبويه عن العرب أنهم يبدأون بما هو الأهم عندهم وكانت العناية به أشد فكل ما قدم بالزمان دل على أن المتكلم قصد الاهتمام به أكثر مما بعده وذلك يقتضي تفضيلا فإنكار عمر رضي الله عنه لهذا المعنى وأما إنكار الصحابة رضي الله عنهم على ابن عباس فأجاب عنه فخر الدين بأن فهمهم معارض لفهم ابن عباس وفيه نظر لأن الكثرة مقتضية للترجيح وأجاب عنه الآمدي بأنه لم يكن مستند إنكارهم أمره بتقديم العمرة على الحج كون الآية مقتضية للترتيب حتى تتأخر العمرة على الحج بل لأنها مقتضية للجمع المطلق وأمره بالترتيب مخالف لمقتضى الآية وأجاب غيره بما تقدم من الاهتمام بذكر الأول فإنهم فهموا من الآية الاهتمام بأمر الحج فتقديم العمرة عليه في الفعل يناقض ذلك الاهتمام وإن لم تكن الواو مقتضية للترتيب وخامسها أن الترتيب على سبيل التعقيب وضعوا له الفاء وعلى سبيل التراخي وضعوا له ثم ومطلق الترتيب وهو القدر المشترك بين الخاصتين معنى معقول أيضا فلا بد له من لفظ يدل عليه بالوضع لأن المقتضي لذلك قائم والمانع منتف ويلزم من(1/55)
ذلك أن تكون الواو هي الموضوعة له إذ لا غيرها موضع له بالاتفاق وجوابه المعارضة بمثله كما تقدم في الجمع المطلق والحاجة إليه أعم فيكون أكثر فائدة فكان أولى بالوضع واعترض على هذا بأنا إذا جعلنا الواو حقيقة في الترتيب كان الجمع المطلق جزءا من المسمى ولازما له فيجوز جعله مجازا فيه لما بينهما من الملازمة بخلاف العكس فإنا إذا قلنا إنها حقيقة في الجمع المطلق لازما له فلا يتجوز بها فيه لعدم الملازمة وبعبارة أخرى أنه تعارض احتمالان أحدهما كون اللفظ حقيقة في الأخص مجازا في الأعم والآخر كونه حقيقة في الأعم مجازا في الأخص والأول أولى لأن الأخص يستلزم الأعم ولا ينعكس وجوابه هذا يمتنع أنه لا يصح التجوز بها في الترتيب إذا كانت حقيقة في الجمع المطلق بل هذا هو الأقوى لأن إطلاق اللفظ الأعم وإرادة الأخص كثير سائغ وليست وجوه العلاقة المقتضية للتجوز منحصرة في التلازم حتى يلزم ما ذكروه بل لها وجوه كثيرة غير ذلك والله تعالى أعلم " ( ).(1/56)
قال النووي : " قوله ان رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى قال القاضي وجماعة من العلماء إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضى للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ليفهم وأما قول الأوليين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير ها هنا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظه وإنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فانه لا يضر الا نفسه ولا يضر الله شيئاً والله أعلم " ( ).(1/57)
قال السيوطي : قال القاضي وجماعة إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمر بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه قال النووي والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الرموز والإشارات ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم كلمة أعادها ثلاثا لتفهم قال ومما يضعف الأول أن مثل هذا الضمير قد تكرر من كلامه صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وفي حديث أبي داود في خطبة الحاجة ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قال بن نمير فقد غوي أي بكسر الواو والأول وهو الفتح أشهر من الغي وهو الإنهماك في الشر " ( ).(1/58)
قال الحافظ ابن حجر : في كلامه على حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال الشيخ محيي الدين هذا حديث عظيم أصل من أصول الدين ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك الرسول وإنما قال مما سواهما ولم يقل ممن ليعم من يعقل ومن لا يعقل قال وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية وأما قوله للذي خطب فقال ومن يعصهما بئس الخطيب أنت فليس من هذا لأن المراد في الخطب الإيضاح وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه واعترض بان هذا الحديث أنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح وأجيب بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض وثم أجوبة أخرى منها دعوى الترجيح فيكون حيز المنع أولي لأنه عام والآخر يحتمل الخصوصية ولأنه ناقل والآخر مبنى على الأصل ولأنه قول والآخر فعل ورد بان احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا ومنها دعوى أنه من الخصائص فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع منه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقة التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك وإلى هذا مال بن عبد السلام ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر وهو أن كلامه صلى الله عليه وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيهما مقام الظاهر فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وسلم جمع كما تقدم ويجاب بأن قصة الخطيب كما قلنا ليس فيها صيغة عموم بل هي واقعة عين فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه(1/59)
توهم التسوية كما تقدم ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين لا كل واحدة منهما فإنها وحدها لا غية إذا لم ترتبط بالأخرى فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك ويشير إليه قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية إذ العطف في تقدير التكرير والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم ويشير إليه قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فأعاد أطيعوا في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره قوله وأن يحب المرء قال يحيى بن معاذ حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء قوله وان يكره أن يعود في الكفر زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن المثنى شيخ المصنف بعد إذ انقذه الله منه وكذا هو في طريق أخرى للمصنف والانقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بان يولد على الإسلام ويستمر أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة وعلى الأول فيحمل قوله يعود على معنى الصيرورة بخلاف الثاني فإن العود فيه على ظاهره فإن قيل فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى فالجواب أنه ضمنه معنى الاستقرار وكأنه قال يستقر فيه ومثله قوله تعالى وما كان لنا أن نعود فيها تنبيه هذا الإسناد كله بصريون وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شعبة عن قتادة عن أنس واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة إلى أن قتل وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في(1/60)
فضل الحب في الله ولفظه في هذه الرواية وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ انقذه الله منه وهي أبلغ من لفظ حديث الباب لأنه سوى فيه بين الامرين وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولي من الكفر الذي انقذه الله بالخروج منه من نار الأخرى وكذا رواه مسلم من هذا الوجه وصرح النسائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس والله الموفق وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه وأن يحب في الله ويبغض في الله وقد تقدم للمصنف في ترجمته والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية والله أعلم " ( ).(1/61)
قال السيوطي : قوله : " من يطع الله ورسوله فقد رشد بفتح الشين وكسرها ومن يعصهما فقد غوى غوى بفتح الواو وكسرها قال عياض والصواب الفتح وهو من الغي وهو الانهماك في الشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قال القرطبي ظاهره أنه انكر عليه جمع اسم الله تعالى واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد ويعارضه ما رواه أبو داود من حديث بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه وفي حديث أنس ومن يعصهما فقد غوى وهما صحيحان ويعارضه أيضا قوله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي فجمع بين ضمير اسم الله وملائكته ولهذه المعارضة صرف بعض القراء هذا الذم إلى أن هذا الخطيب وقف علي ومن يعصهما وهذا التأويل لم تساعده الرواية فإن الرواية الصحيحة أنه أتى باللفظين في مساق واحد وان آخر كلامه إنما هو فقد غوى ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه وعلمه صواب ما أخل به فقال قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى فظهر أن ذمه له إنما كان على الجمع بين الاسمين في الضمير وحينئذ يتوجه الاشكال ويتخلص عنه من أوجه أحدها أن المتكلم لا يدخل تحت خطاب نفسه إذا وجهه لغيره فقوله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت منصرف لغير النبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى وثانيها أن إنكاره صلى الله عليه وسلم على ذلك الخطيب يحتمل أن يكون كان هناك من يتوهم التسوية من جمعهما في الضمير الواحد فمنع ذلك من أجله وحيث عدم ذلك جاز الإطلاق وثالثها أن ذلك الجمع تشريف ولله تعالى أن يشرف من شاء بما شاء ويمنع من مثل ذلك الغير كما أقسم بكثير من المخلوقات ومنعنا من القسم بها فقال سبحانه وتعالى أن الله وملائكته يصلون على النبي ولذلك أذن لنبيه صلى الله عليه وسلم في إطلاق مثل ذلك ومنع منه الغير على لسان نبيه ورابعها أن العمل بخبر المنع أولى لأوجه لأنه تقييد قاعدة(1/62)
والخبر الاخر يحتمل الخصوص كما قررناه ولأن هذا الخبر ناقل والآخر مبقي على الأصل فكان الأول أولى ولأنه قول والثاني فعل فكان أولى قال النووي قال القاضي عياض وجماعة من العلماء انما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والايضاح واجتناب الإشارات والرموز فلهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم وأما قول الأولين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير هذا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها إنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن مسعود قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه إلى أن قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر الا نفسه وقال الشيخ عز الدين من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجوز له الجمع في الضمير بينه وبين ربه تعالى وذلك ممتنع على غيره قال وإنما يمتنع من غيره دونه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك ( ).(1/63)
قال الشوكاني : قوله ومن يعصهما فيه جواز التشريك بين ضمير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويؤيد ذلك ما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم بلفظ أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما وما ثبت أيضا أنه صلى الله عليه وسلم أمر منادياً ينادي يوم خيبر إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية وأما ما في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي من حديث عدي بن حاتم أن خطيباً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله تعالى ورسوله فقد غوى فمحمول على ما قال النووي من أن سبب الإنكار عليه أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز قال ولهذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه قال وإنما ثني الضمير في مثل قوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها وإنما يراد الاتعاظ بها ولكنه يرد عليه أنه قد وقع الجمع بين الضميرين منه صلى الله عليه وسلم في حديث الباب وهو وارد في الخطبة لا في تعليم الأحكام ، وقال القاضي عياض وجماعة من العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على الخطيب تشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم ما شاء فلان ، ويرد على هذا ما قدمنا من جمعه صلى الله عليه وسلم بين ضمير الله وضميره ويمكن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على ذلك الخطيب التشريك لأنه فهم منه اعتقاد التسوية فنبهه على خلاف معتقده وأمره بتقديم اسم الله تعالى على اسم رسوله ليعلم بذلك فساد ما(1/64)
اعتقده ( ).
قال العيني : " السؤال الثاني هو أنه لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وأجيب بأن ذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله عز وجل أن لا يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله فإن قيل فقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير وذلك فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قلت إنما كان إنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب لأنه لم يكن عنده من المعرفة بتعظيم الله عز وجل ما كان عليه السلام يعلمه من عظمته وجلاله ولا كان له وقوف على دقائق الكلام فلذلك منعه والله أعلم ( ).(1/65)
قال العراقي : " الفائدة الخمسون لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله أن يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله وهذا يدفع قول من قال إنما أنكر عليه وقوفه على قوله ومن يعصهما وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير في موضع آخر فقال فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا وظهر بهذا أن ترك جمعهما في ضمير واحد على وجه الأدب وأنه إنما أنكر على الخطيب ذلك تنبيها على دقائق الكلام ولأنه قد لا يكون عنده من المعرفة بتعظيم الله تعالى ما يعلمه صلى الله عليه وسلم من عظمته وجلاله والله أعلم " ( ).
قال الشيخ صلاح البدير حفظه الله في الجمع بين الأحاديث المانعة والمبيحة : إن كان قصد بالتشريك في الضمير التسوية بين الخالق والمخلوق فهو كفر . وإن لم يقصد التسوية نظرنا فإن كان التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه كإنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب قوله : " ومن يعصهما فقد غوى " لأن الغواية حاصلة بعصيان أحدهما . وإن كان عدم التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه وصرنا إلى التشريك كقوله صلى الله عليه وسلم : " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأن محبة الله فقط لا يتحقق بها الإيمان ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فقط لا يتحقق بها الإيمان بل لا بد من اجتماع المحبتين ، وإن كان التشريك لا يقتضي معنى فاسداً وعدم التشريك لا يقتضي معنى فاسداً أيضاً صار التشريك بذلك جائزاً .(1/66)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
( ) أخرجه البخاري رقم ( 16 ) 1 / 14، ورقم ( 21 ) 1 / 16 ، ورقم ( 5694 ) 5 / 2246 ، ورقم ( 6542 ) 6 / 2546 ، ومسلم رقم ( 43 ) 1 / 66 .
( ) أخرجه أبو داود رقم ( 1097 ) 1 / 287 ، ورقم ( 2119 ) 2 / 239 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 13608 ) 7 / 146، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم ( 1097 ) 1 / 287 ، ورقم ( 2119 ) 2 / 239 ، وصححه في صحيح الكلم الطيب رقم ( 206 ) ص 159 .
( ) أخرجه البخاري رقم ( 5208 ) 5 / 2103 ، ورقم ( 3962 ) 4 / 1538، ورقم ( 3963 ) 4 / 1539، ورقم ( 2829 ) 3 / 1090، ومسلم رقم ( 1802 ، 1940 ) 3 / 1540.
( ) أخرجه مسلم رقم ( 870 ) 2 / 594 ، وأبو داود رقم ( 1099 ) 1 / 288 ، والنسائي في السنن الكبرى رقم ( 5530 ) 3 / 322 ، وابن حبان رقم ( 2798 ) 7 / 37 .
( ) الفصول المفيدة في الواو المزيدة لصلاح الدين العلائي ص91- 96.
( ) شرح النووي على صحيح مسلم ج6/ص159- 160.
( ) الديباج على مسلم للسيوطي 2 / 449.
( ) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1 / 61 - 62.
( ) شرح السيوطي لسنن النسائي 6 / 90 - 92.
( ) نيل الأوطار للشوكاني 3 / 325 – 326 .
( ) عمدة القاري شرح البخاري للعيني 1 / 27 .
( ) طرح التثريب في شرح التقريب للعراقي 2 / 22.
---
(1/67)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال الى أبومجاهدالعبيدي
---
سؤال الى أبومجاهدالعبيدي
---
رشدي الغدير
05-27-2004, 10:17 AM
سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه من القلب لك يا اخي أبومجاهدالعبيدي وفقكم الله وسدد بالحق خطاكم .....
اتمنى ان يتسع صدرك لي يا اخي ففي ردك على الاخ / فيصل القلاف في موضوع > هل قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ...) في الدنيا أم في الآخرة ؟ أرجو التعليق.... لما اشار الى ان المفسر الذي تم ذكر بعض تفاسيره واوردتها انت انه هو رافضي قلت انك تطلع على تفاسيرهم وليس ذلك بمانع من قبول بعض ما قالوه إن صواباً .وفي تفاسير الرافضة تحرير ونفاسة كما اسلفت ....
وحسب علمي أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن، وأنه تعرض للحذف والتبديل، إلا أنهم يتناولون آياته بالتفسير المنحرف المخالف لمعاني الآيات ومدلولات ألفاظها، وهم يزعمون أن هذه التفسيرات الضالة من أقوال أهل البيت، وينسبون معظمها إلى جعفر الصادق، وفيما يلي بعض الأمثلة والشواهد: - قول الله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم...) قالوا: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم.
قول الله تعالى (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة) قالوا: فاطمة (فيها مصباح) قالوا: الحسن (المصباح في زجاجة) قالوا: الحسين.... الخ !!. - قول الله تعالى: (ولا تكونوا أول كافر به) قالوا: يعني علياً. - قول الله تعالى (الجبت والطاغوت) قالوا: أبو بكر وعمر .
قول الله تعالى (وما كنت متخذ المضلين عضداً) يقولون: المراد:عمر بن الخطاب. - قول الله تعالى (اجعل بينكم وبينهم ردماً) قالوا: هو التقية . - والأئمة عندهم هم (نعمة الله) في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار) .(1/68)
وهم العلامات في قوله تعالى (وعلامات و بالنجم هم يهتدون)، وولايتهم هي الطريقة المذكورة في قوله تعالى (وألّوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم..)، وهم النحل في قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل) وعليّ هو سبيل الله في قوله تعالى: (ويصدون عن سبيل الله) وهو الحسرة في قوله (وإنه لحسرة على الكافرين) وهو (الهدى) وهو (الصراط المستقيم) وهو (حق اليقين) !!
قال شيخهم المجلسي في(البحار24/100):(والأئمة هم الماء المعين، والبئر المعطلة، والقصر المشيد، وتأويل السحاب و المطر والفواكه وسائر المنافع الظاهرة بعلمهم وبركاتهم) ثم أورد طائفة من نصوصهم في ذلك.
هل يمكنك يا اخي أبومجاهدالعبيدي ان توضح لي كيف يقبل تفسيرهم وعلى ماذا نستند في هذا القبول وهل سلفنا الصالح قبلوا منهم تفاسيرهم ....او اجازو القبول ..
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم رشدي الغدير
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2004, 06:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الكريم رشدي الغدير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد
فجواباً لسؤالك أقول :
أولاً : جزاك الله خيراً على أدبك وحسن سؤالك ، وعلى حرصك على الخير .
ثانياً : كتب الشيعة مثل غيرها من كتب المبتدعة ، فيها الباطل والحق ، وفيها الغث والسمين ، وهي متفاوتتة في ذلك .
ثالثاً : لا يزال أهل العلم يقرأون في كثير من الكتب مع أن مؤلفيها : إما كفرة أو مبتدعون ، فيقبلون ما فيها من الصواب وينتفعون بما فيها من العلم النافع ، ويتركون ما سواه ، ويردون في أحيان كثيرة على أباطيلهم .فينبغي لطالب العلم أن يَقبل الحكمة ممن قالها مهما كان فإن الشيطان علّم أبا هريرة آية الكرسي فقبلها وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (صدقك وهو كذوب).(1/69)
رابعاً : ما ذكرته في سؤالك من أمثلة لأقوال باطلة منقولة عن الشيعة لا يعني أن تفاسيرهم كلها كذلك ، بل فيها تفاسير جيدو في الجملة مع اشتمالها على كثير من ضلالاتهم ، إلا أنها معروفة عند طالب العلم .
خامساً : طالب العلم يقرأ في كتب المخالفين من باب الاطلاع والاستفادة مما فيها من العلم ، ولا يتخذ منها مصدراً لتلقي عقيدته وعبادته .
وقد بين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان الموقف من الحضارة الغربية ، فقال في سياق كلام له عن دليل السبر والتقسيم :
( ..وذلك أن الاستقراء التام القطعي دل على أن الحضارة الغربية المذكورة تشتمل على نافع وضار: أما النافع منها ـ فهو من الناحية المادية وتقدمها في جميع الميادين المادية أوضح من أن أبينه. وما تضمنته من المنافع للإنسان أعظم مما كان يدخل تحت التصور، فقد خدمت الإنسان خدمات هائلة من حيث إنه جسد حيواني. وأما الضار منها ـ فهو إهمالها بالكلية للناحية التي هي رأس كل خير، ولا خير البتة في الدنيا بدونها، وهي التربية الروحية للإنسان وتهذيب أخلاقه. وذلك لا يكون إلا بنور الوحي السَّماوي الذي يوضح للإنسان طريق السعادة، ويرسم له الخطط الحكمية في كل ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته.
فالحضارة العربية غنية بأنواع المنافع من الناحية الأولى، مفلسة إفلاساً كلياً من الناحية الثانية.
ومعلوم أن طغيان المادة على الروح يهدد العالم أجمع بخطر داهمٍ، وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن. وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السمواات والأرض، لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبداً.
والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حصراً عقلياً لا شك فيه:
الأول : ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها.
الثاني : أخذها كلها ضارها ونافعها.(1/70)
الثالث : أخذ ضارها وترك نافعها.
الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلة بلا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك.
أما الثلاثة الباطلة: فالأول منها تركها كلها، ووجه بطلانه واضح، لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلى الضعف الدائم، والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله جل وعلا: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} .
لا يسلم الشرف الرفيع من الأَذى حتَّى يراق على جوانبهِ اطدم
القسم الثاني من الأقسام الباطلة ـ أخذها، لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع الروحية والمثل العليا للإنسانية ـ أوضح من أن أبينه. ويكفي في ذلك ما فيها من التمرد على نظام السماء، وعدم طاعة خالق هذا الكون جل وعلا {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} . {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} .
والقسم الثَّالث من الأقسام الباطلة ـ هو أخذ الضار وترك النافع، ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز.
فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح، وهو أخذ النافع وترك الضار.
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس، أخبره بها سلمان فأخذ بها. ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار. وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة (وهي وطء المرضع) تضعف ولدها وتضره، ومن ذلك قول الشاعر: فوارس لم يغالوا في رضاع فتتبوا في أكفهم السيوف
فأخبرته صلى الله عليه وسلم فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ صلى الله عليه وسلم منهم تلك الخطة الطبية، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.(1/71)
وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأُريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق، مع أنه كافر.
فاتضح من هذا الدليل [دليل السبر والتقسيم ]أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية ـ هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة.)
وهذا الكلام فيه شبه بالموقف مما في كتب المخالفين ، سواء كانوا من الشيعة أو من غيرهم .
ومن الكتب المشهورة التي قل أن تخلو منه مكتبة طالب علم : تفسير الكشاف للزمخشري .
ففي هذا التفسير من أقوال المعتزلة الباطلة الكثير ، ومع ذلك لا يزال العلماء وطلبة العلم يقرأونه ويستحسنون ما فيه من النواحي البيانية ، والجوانب التفسيرية التي لا تتعلق بمسائل العقيدة .
وهذا مثال يدل على ما في تفسير الزمخشري من الكفر والضلال ، أنقله مع الرد عليه من كلام الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة الزخرف : ( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81)
قال رحمه الله : ( وما قاله الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة يستغربه كل من رآه لقبحه وشناعته، ولم أعلم أحداً من الكفار في ما قص الله في كتابه عنهم يتجرأ على مثله أو قريب منه.
وهذا مع عدم فهمه لما يقول وتناقض كلامه.
وسنذكر هنا كلامه القبيح للتنبيه على شناعة غلطه، الديني واللغوي.
قال في الكشاف ما نصه: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ} وصح ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته والانقياد له، كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه.(1/72)
وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه، وألا يترك للناطق به شبهة إلا مضمحلة، مع الترجمة عن نفسه بإثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محال في نفسها، فكان المعلق بها محالاً مثلها فهو في صورة إثبات الكينونة، والعبادة وفي معنى نفيهما على أبلغ الوجوه وأقواها.
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذاباً سرمداً فأنا أول من يقول: هو شيطان وليس بإله.
فمعنى هذا الكلام وما وضع له أسلوبه ونظمه نفي أن يكون الله تعالى خالقاً للكفر.
وتنزيهه عن ذلك وتقديسه ولكن على طريق المبالغة فيه من الوجه الذي ذكرنا، مع الدلالة على سماحة المذهب، وضلالة الذاهب إليه، والشهادة القاطعة بإحالته والإفصاح عن نفسه بالبراءة منه وغاية النفار والاشمئزاز من ارتكابه.
ونحو هذه الطريقة قول سعيد بن جبير رحمه الله للحجاج حين قال له: «أما والله لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى، لو عرفت أن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك».
وقد تمحل الناس؟ أخرجوه به من هذا الأسلوب الشريف المليء بالنكت والفوائد المستقل بإثبات التوحيد على أبلغ وجوهه، فقيل: إن كان للرحمن. ولد في زعمكم فأنا أول العابدين الموحدين لله المكذبين قولكم لإضافة الولد. إليه ا هـ الغرض من كلام الزمخشري.
وفي كلام هذا من الجهل بالله وشدة الجراءة عليه، والتخبط والتناقض في المعاني اللغوية ما الله عالم به.
ولا أظن أن ذلك يخفى على عاقل تأمله.
وسنبين لك ما يتضح به ذلك فإنه أولاً قال: إن كان للرحمن ولد وضح ذلك ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته، والانقياد له كما يعظم الرجل، ولد الملك لتعظيم أبيه.(1/73)
فكلامه هذا لا يخفى بطلانه على عاقل، لأنه على فرض صحة نسبة الولد إليه، وقيام البرهان الصحيح والحجة الواضحة على أنه له ولد، فلا شك أن ذلك يقتضي، أن ذلك الولد لا يستحق العبادة، بحال، ولو كان في ذلك تعظيم لأبيه، لأن أباه مثله في عدم استحقاق العبادة والكفر بعبادة كل والد وكل مولود شرط في إيمان كل موحد، فمن أي وجه يكون هذا الكلام صحيحاً.
أما في اللغة العربية فلا يكون صحيحاً ألبتة.
وما أظنه يصح في لغة من لغات العجم فالربط بين هذا الشرط وهذا الجزاء لا يصح بوجه.
فمعنى الآية عليه لا يصح بوجه، لأن المعلق على المحال لا بد أن يكون محالاً مثله.
والزمخشري في كلامه كلما أراد أن يأتي بمثال في الآية خارج عنها اضطر إلى أن لا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً.
فضربه للآية المثل بقصة ابن جبير مع الحجاج، دليل واضح على ما ذكرنا وعلى تناقضه وتخبطه.
فإنه قال فيها إن الحجاج قال لسعيد بن جبير: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.
قال سعيد للحجاج: لو علمت إن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك.
فهو يدل على أنه علق المحال على المحال، ولو كان غير متناقض للمعنى الذي مثل له به الزمخشري لقال: لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله.
فقوله: لو علمت أن ذلك إليك في معنى {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ}، فنسبة الولد والشريك إليه معناهما في الاستحالة وادعاء النقص واحد.
فلو كان سعيد يفهم الآية كفهمك الباطل لقال: لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله.
ولكنه لم يقل هذا، لأنه ليس له معنى صحيح يجوز المصير إليه.
وكذلك تمثيل الزمخشري للآية الكريمة في كلامه القبيح البشع الشنيع الذي يتقاصر عن التلفظ به كل كافر.
فقد اضطر فيه أيضاً إلى ألا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً شنيعاً فإنه قال فيه:
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذباً سرمداً فأنا أول من يقول هو شيطان وليس بإله.(1/74)
فانظر قول هذا الضال في ضربه المثل في معنى هذه الآية الكريمة بقول الضال الذي يسميه العدلي: إن كان الله خالقاً للكفر في القلوب إلخ.
فخلق الله للكفر في القلوب وتعذيبه الكفار على كفرهم، مستحيل عنده كاستحالة نسبة الولد لله، وهذا المستحيل في زعمه الباطل، إنما علق عليه أفظع أنواع المستحيل وهو زعمه الخبيث أن الله إن كان خالقاً للكفر في القلوب، ومعذباً عليه فهو شيطان لا إله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فانظر رحمك الله فظاعة جهل هذا الإنسان بالله، وشدة تناقضه في المعنى العربي للآية.
لأنه جعل قوله: إن كان الله خالقاً للكفر ومعذباً عليه بمعنى «إن كان للرحمن ولد» في أن الشرط فيهما مستحيل، وجعل قوله في الله أنه شيطان لا اله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
كقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول العابدين.
فاللازم لكلامه أن يقول: لو كان خالقاً للكفر فأنا أول العابدين له، ولا يخفى أن الادعاء على الله أنه شيطان مناقض لقوله: فأنا أول العابدين.
وقد أعرضت عن الإطالة في بيان بطلان كلامه، وشدة ضلاله، وتناقضه لشناعته ووضوح بطلانه، فهي عبارات مزخرفة، وشقشقة لا طائل تحتها، وهي تحمل في طياتها الكفر والجهل بالمعنى العربي للآية، والتناقض الواضح وكم من كلام مليء بزخرف القول، وهو عقيم لا فائدة فيه، ولا طائل تحته كما قيل:
وإني وإني ثم إني وإنني إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعا
فظل يعمل أياماً رويته وشبه الماء بعد الجهد بالماء(1/75)
واعلم أن الكلام على القدر، وخلق أفعال العباد، قدمنا منه جملاً كافية في هذه السورة الكريمة، في الكلام على قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ الرَّحْمَانُ مَا عَبَدْنَاهُمْ}، ولا يخفى تصريح القرآن بأن الله خالق كل شيء، كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ}، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}. وقال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
فالإيمان بالقدر خيره وشره الذي هو من عقائد المسلمين جعله الزمخشري يقتضي أن لله شيطان، سبحان الله وتعالى عما يقوله الزمخشري علواً كبيراً.
وجزى الزمخشري بما هو أهله. ) انتهى كلام الشنقيطي .
وأخيراً : ليس هذا دعوة للاشتغال بقراءة كتب الشيعة وغيرهم من المبتدعة ، وإنما المراد التنبيه على أن الاستفادة مما فيها من مسائل العلم المتنوعة لا بأس به إذا كان القارئ قد تسلح بالعلم الصحيح الذي يعصمه بإذن الله من الاغترار ببدعتهم ، أو التأثر بباطلهم .
---
د. أنمار
05-27-2004, 07:38 PM
مع التذكير أن كلام الرافضي نقله عن بعض المفسرين ولم يسمهم، ولا يخرج عن كونهم القاسمي والشعراوي وغيرهم من علماء السنة.
---
ابن العربي
05-27-2004, 08:12 PM
بسم الله
قال أهل العلم يجوز الأخذ عن أهل البدع إذا كان بعض الحق الذي عندهم لا يوجد عند غيرهم من أهل السنة أما إذا كان الذي عندهم يوجد مثله في كتب أهل السنة فيستغنى بها عن كتب المبتدعة .
والله تعالى أعلم
---
فيصل القلاف
05-27-2004, 09:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يا إخواننا الأفاضل أنا عندما كتبت عن نقل شيخنا الفاضل أبي مجاهد من كتب الشيعة ما استنكرت مجرد النقل، وإنما ركاكة الاستدلال وضعف الاحتجاج.(1/76)
أما عن النقل عن أهل البدع فيكفينا فيه أصل من سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: ( صدقك وهو كذوب ). ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) والرافضة لا يبعد حالهم عنهم في كثرة الكذب والخطل.
ولا يخفى على أحد كثرة ما نقل علماؤنا عن كتب أهل الأهواء قديماً وحديثاً.
لكن يظل أنْ يقال: الأولى ( وليس المتحتم ) أن لا ننقل عنهم، لئلا نرفع ذكرهم ولغنى مذهبنا ووفرة علمائنا.
ولا ينبغي الوقوف عند هذا الموضوع كثيراً فيما أرى، والله أعلم.
---
رشدي الغدير
05-30-2004, 04:12 PM
سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتقدم لسعادتكم بالشكر والعرفان بعد الله سبحانه وتعالى الذي سخر رجال مثلك ومثل الاخوه الكرام لخدمة هذا الدين
اشكر الاخوان
د. أنمار
ابن العربي
فيصل القلاف
على تعقيبهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/77)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف نتدبر
---
كيف نتدبر
---
بو فيصل
10-27-2004, 05:30 AM
السلام عليكم ورحمه الله
هل علينا شهر الرحمه وعلنا نستغله في الصيام والقيام وكل ما يرضي الله عز وجل
أن من لم يختم القرآن في هذا الشهر المبارك في كل عشر ليال مره لربما كان من الهاجرين له
فاستغل ساعات الليل والنهار في تلاوه كلام المنان
كثير منا يسارع بالقراءه وكأن المقصد هو عدد الختمات والأجزاء التي يقرأها في كل يوم
غافلا عن المقصد الرئيسي والهدف الأسمى لكلام الله عز وجل
فالقراءه من دون تدبر وتأمل ... ليست بطريقه صحيحه لختم القرآن
فبتدبر المعاني والأحكام وبالتأمل في معجزات الله عز وجل تحصل الغايه الكبري من التلاوه
وفي هذا الموضوع أعجبني شريط
للشيخ ماجد العريفي
يتحدث عن التدبر للأيات الله
بطريقه تجمع بين الدين والأدب .... شدني هذا الشريط وكان بعنوان
وليدبروا آياته
سمعت شريطه للنهايه
لانه كان في وقت مناسب وكنت بحاجه للتذكير بأشياء كثيره كنت غافلا عنها
فكنت اعد الصفحات لأعلم ما ينتهي الجزء وكم بقى لي حتى اختم ... وأحسب الأيام واقسمها حتى
أتدارك الوقت وأختم ولكن علمت اني كنت على خطأ
لذلك صحح هذا الشريط مفاهيم كثيره لي
وأحببت أن أعلمكم به لتحل الفائده علينا جميعااااا
والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
والسلام
---
(1/78)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
أبو صلاح الدين
06-23-2005, 05:21 PM
قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية
أنقلها كاملة ، إلا من شيء يسير جدا اختصرته لخروجه عن موضوع الرسالة
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
((( الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله ، ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وكفى بالله شهيدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فهذه مسألة يحتاج إليها المؤمنون عموما ، والمجاهدون منه خصوصا ، وإن كان الإيمان لايتم إلا بالجهاد ، كما قال تعالى ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ، ثم لم يرتابوا ) ، ولكن الجهاد يكون للكفار ، وللمنافقين أيضا ، كماقال تعالى ( جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) في موضعين من كتاب ال.
له
ويكون الجهاد بالنفس والمال ، كما قال تعالى ( وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ) ، ويكون بغير ذلك ، وبنفقة ، لما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا ) .
ويكون الجهاد باليد والقلب واللسان كما قال تعالى ( جاهدوا بالمشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم ) رواه أبوداود والدارمي وأحمد ، وكما قال في الحديث الصحيح ( إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولاقطعتم واديا إلا كانوا معكم حسبهم العذر ) متفق عليه .
فهؤلاء كان جهادهم بقلوبهم ودعائهم .(1/79)
وقد قال تعالى (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبييل الله ) رواه أبوداود وابن ماجة والترمذي .
وقال أيضا ( المجاهد من جاهد نفسه في الله ) رواه أحمد والترمذي .
كما قال ( المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
والجهاد في سبيل الله أنواع متعددة ….
ثم قال: يفرق بينهما النية واتباع الشريعة ، كما في السنن عن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :الغزو غزوان ، فأما من ابتغى وجه الله ، وأطاع الإمام ، وأنفق الكريمة واجتنب الفساد ، كان نومه ونبهه كله أجر .
وأما من غزا فخرا ورياء وسمعه ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ، فإنه لم يرجع بالكفاف .
وفي الصحيحين عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه : قال : قيل يارسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ؟ أي ذلك في سبيل الله ؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) .
وقد قال تعالى : ( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله ) .
وهذه المسألة هي في الرجل أو الطائفة يقاتل منهم أكثر من ضعفيهم ، إذا كان في قتالهم منفعة للدين ، وقد غلب على ظنهم أنهم يقتلون .
كالرجل يحمل وحده على صف الكفار ويدخل فيهم ، ويسمى العلماء ذلك " الانغماس في العدو " فإنه يغيب فيهم كالشيء ينغمس فيه فيما يغمره .(1/80)
وكذلك الرجل يقتل بعض رؤساء الكفر بين أصحابه ، مثل أن يثب عليه جهرة إذا اختلسه ويرى أنه يقتله ويغتفل بعد ذلك .
والرجل ينهزم أصحابه فيقتل وحده أو هو وطائفة معه العدو وفي ذلك نكاية في العدو ، ولكن يظنون أنهم يقتلون .
فهذا كله جائز عند عامة علماء الإسلام من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم .
وليس في ذلك إلا خلاف شاذ .
وأما أئمة المتبعون كالشافعي وأحمد وغيرهما فقد نصوا على جواز ذلك ، وكذلك هو مذهب أبي حنيفة ومالك وغيرهما ، ودليل ذلك : الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة .
أما الكتاب :
ــــــ
فقد قال تعالى ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ، والله رؤوف بالعباد ) .
وقد ذكر أن سبب نزول الآية ، أن صهيبا خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلحقه المشركون وهو وحده ، فنشل كنانته ، وقال : والله لايأتي رجل منكم إلا رميته ، فأراد قتالهم وحده ، وقال : إن أحببتم أن تأخذوا مالي بمكة فخذوه ، وأنا أدلكم عليه ، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ربح البيع أبا يحيى .
وروى أحمد بإسناده أن رجلا حمل وحده على العدو فقال الناس : ألقى بيده إلى التهلكة ، فقال عمر : كلا بل هذا ممن قال الله فيه : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ، والله رؤوف بالعباد) .
وقول تعالى ( يشري نفسه ) أي يبيع نفسه ، فيقال : شراه وبيعه سواء ، واشتراه وابتاعه سواء ، ومنه قوله ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) أي باعوه .
فقوله تعالى ( يشري نفسه ) أي يبيع نفسه لله تعالى ابتغاء مرضاته ، وذلك يكون بأن يبذل نفسه فيما يحبه الله ويرضاه ، وإن قتل أو غلب على ظنه أنه يقتل .(1/81)
كما قال تعالى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
وهذه الآية وهي قوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) يدل على ذلك أيضا .
فإن المشتري يسلم إليه ما اشتراه ، وذلك ببذل النفس والمال في سبيل الله وطاعته ، وإن غلب على ظنه أن النفس تقتل والجواد يعقر ، فهذا من أفضل الشهادة .
لما روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العلم الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ) يعني أيام العشر .
قالوا : يارسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟
قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
وفي رواية ( يعقر جواده وأهريق دمه ) .
وفي السنن عن عبدالله بن حبشي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي العلم أفضل؟ قال طول القيام .
قيل أي الصدق أفضل ، قال : جهد المقل.
قيل : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : من هجر ما حرم الله عليه .
قيل فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من جاهد المشركين بنفسه وماله .
قيل : فأي القتل أشرف ؟ قال : من أهريق دمه ، وعقر جواده .
وأيضا فإن الله تعالى قد أخبر أنه أمر خليله أن يذبح ولده ليبتليه هل يقتل ولده في محبة الله وطاعته ؟(1/82)
وقتل الإنسان ولده قد يكون أشق عليه من تعريضه نفسه للقتل ، والقتال في سبيل الله أحب إلى الله مما ليس كذلك .
والله سبحانه أمر ابراهيم بذبح ابنه قربانا ، ليمتحنه بذلك ، ولذلك نسخ ذلك عنه لما علم صدق عزمه في قتله ، فإن المقصود لم يكن ذبحه ولكن ابتلاء ابراهيم .
والله تعالى يبتلي المؤمنين ببذل أنفسهم ، ليقتلوا في سبيل الله ومحبة رسوله ، فإن قتلوا كانوا شهداء ، وإن عاشوا كانوا سعداء .
كما قال تعالى ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) .
وقد قال لبني اسرائيل : ( فتوبوا إلى أنفسكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم )
أي ليقتل بعضهم بعضا ، فألقي عليهم ظلمة ، حتى جعل الذين لم يعبدو العجل ، يقتلون الذين عبدوه .
فهذا الذي كان في شرع من قبلنا ، من أمره بقتل بعضهم بعضها قد عوضه الله بخير منه وأنفع ، وهو جهاد المؤمنين عدو الله وعدوهم ، وتعريضهم أنفسهم لأن يقتلوا في سبيله بأيدي عدوهم لا بأيدي بعضهم بعضا ، وذلك أعظم درجة وأكثر أجرا .
وقد قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) .
وأيضا فإن الله أمر بالجهاد في سبيله بالنفس والمال مع أن الجهاد مظنه القتل بل لابد منه في العادة من القتل .
وذم الذين ينكلون عنه خوف القتل وجعلهم منافقين .(1/83)
فقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ) .
وقال تعالى : (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولا * قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا * قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ) .
فأخبر سبحانه أن الفرار من الموت أو القتل ينفع أبدا ، بل لابد أن يموت العبد وما أكثر من يفر فيموت او يقتل ، وما أكثر من ثبت فلا يقتل .
ثم قال : ولو عشتم لم تمتعوا إلا قليلا ثم تموتوا .
ثم أخبر أنه لاأحد يعصمهم من الله ، إن أراد أن يرحمهم أو يعذبهم ، فالفرار من طاعته لاينجيهم .
وأخبر أنه ليس لهم من دون الله ولي ولانصير .(1/84)
وقد بين في كتابه أن ما يوجبه الجبن من الفرار هو من الكبائر الموجبة للنار ، فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) .
فأخبر أن الذين يخافون العدو خوفا منعهم من الجهاد منافقون ، فقال : (وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ) .
وفي الصحيحين : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عد الكبائر ، فذكر : ( الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، والسحر ، واليمين الغموس ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) وذكر منها ( الفرار يوم الزحف في الصفين ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( شر ما في المرء شح هالع، أو جبن خالع ) رواه أبو داود وأحمد .
أدلة السنة :
ــــــ
أما دلالة سنة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فمن وجوه كثيرة :
منها أن المسلمين يوم " بدر " كانوا ثلاثمائة وبضعة عشرة ، وكان عدوهم بقدرهم ثلاث مرات أو أكثر ، وبدر أفضل الغزوات وأعظمها .
فعلم أن القوم يشرع لهم أن يقاتلوا من يزيدون على ضعفهم ، ولافرق في ذلك بين الواحد والعدد ، فمقاتلة الواحد للثلاثة كمقاتلة الثلاثة للعشرة .
وأيضا فالمسلمون يوم " أحد" كانوا نحوا من ربع العدو ، فإن العدو كانوا " ثلاثة آلاف " أو نحوها ، وكان المسلمون نحو السبعمائة أو قريبا منها.(1/85)
وأيضا فالمسلمون يوم " الخندق" كان العدو بقدرهم مرات ، كان أكثر من " عشرة آلاف " وهم الأحزاب الذين تحزبوا عليهم من قريش وحلفائها ، وأحزابها الذي كانوا حول مكة وغطفان وأهل نجد واليهود الذين نقضوا العهد ، وهم بنو قريضة جيران أهل المدينة ، وكان المسلمون في المدينة دون الألفين .
وأيضا فقد كان الرجل وحده على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على العدو بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم ، وينغمس فيهم ، فيقاتل حتى يقتل ، وهذا كان مشهورا بين المسلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه .
وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا ، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري ، جد عاصم بن عمر بن الخطاب ، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فنهدوا إليهم بقريب من مائة رجل رام ، وفي راية مائتي رجل ، فاقتلوا آثارهم ، حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه ، فقالوا : هذا تمر يثرب.
فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع ، وفي رواية إلى " فدفد" أي مكان مرتفع ، وأحاط بهم القوم ، فقالوا لهم : انزلوا فاعطوا أيديكم ولكم العهد والميثاق لايقتل منكم أحد ، فقال عاصم : أيها القوم أما والله فلا أنزل على ذمة كافر ، اللهم فأخبر عنا نبيك ، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة .
ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق ، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر ، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها ، قال الرجل الثالث : هذا أول الغدر ، والله لا أصحبكم لي بهؤلاء أسوة ، يريد القتلى ، فجرروه وعالجوه ، فأبى أن يصحبهم ، فقتلوه .
وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبدمناف خبيبا ، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عمرو يوم بدر.(1/86)
ولبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا على قتله .
فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها ، فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه مجلسه على فخذه والموسى بيده ، قالت : ففزعت فزعة عرفها خبيب .
فقال : أتخشين أن أقتله ، ما كنت لأفعل ذلك ؟
قالت : والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب ، فوالله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده ، وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر .
وكانت تقول : إنه لرزق رزقه الله خبيبا .
فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوا في الحل ، قال لهم خبيب : دعوني أصلي ركعتين .
فتركوه فركع ركعتين ، فقال : والله لولا أن تحسبوا أني ما بي جزع لزدت ، اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولاتبق منهم أحدا ، قال :
فلست أبالي حين أقتل مسلما ** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذاك في ذات الاله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارب فقتله ،وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم .
وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قد قتل أن يؤتى بشيء منه يعرف ، وكان قتل رجلا من عظمائهم .
بعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئا.
فهؤلاء عشرة أنفس قاتلوا أولئك المائة أو المائتين ، ولم يستأسروا لهم حتى قتلوا منهم سبعة ، ثم لما استأسروا الثلاثة امتنع الواحد من أتباعهم حتى قتلوه .
وهؤلاء من فضلاء المؤمنين وخيارهم ، وعاصم هذا هو جد عاصم بن عمر ، وعاصم بن محمد جد عمر بن عبدالعزيز
ثم قال شيخ الاسلام :
وأيضا ففي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
عجب ربنا من رجلين :
رجل ثار عن وطائه من بين حيه وأهله إلى صلاته ، فيقول الله تعالى لملائكته : انظروا إلى عبدي ، ثار عن فراشه ووطائه من أهله وحيّه إلى صلاته ، رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي .(1/87)
ورجلا غزا في سبيل الله عز وجل ، فانهزم مع أصحابه ، فعلم ما عليه في الإنهزام وما له في الرجوع ، فرجع حتى يهريق دمه .
فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع غربة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى يهريق دمه .
فهذا رجل انهزم هو وأصحابه ثم رجع وحده فقاتل حتى قتل ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يعجب منه ، وعجب الله من الشيء على على عظم قدره ، وإنه لخروجه عن نظائره يعظم درجته ومنزلته ، وهذا يدل على : أن مثل هذا العمل محبوب لله مرضي لايكتفى فيه بمجرد الإباحة والجواز ، حتى يقال : وإن جاز مقاتلة الرجل حيث يغلب على ظنه أنه يقتل فترك ذلك أفضل !!
بل الحديث يدل على : أن ما فعله هذا يحبه الله ويرضاه ومعلوم أن مثل هذا الفعل يقتل فيه الرجل كثيرا أو غالبا ، وإن كان ذلك لتوبته من الفرار المحرم ، فإنه مع هذه التوبة جاهد هذه المجاهدة الحسنة .
قال الله تعالى ( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المهاجر من هجر ما نهى الله عنه " ، فمن فتنه الشيطان عن طاعة الله ثم هجر ما نهى الله عنه وجاهد وصبر كان داخلا في هذه الآية .
وقد يكون هذا في شريعتنا عوضا عما أمر به بنو اسرائيل في شريعتهم لما فتنوا بعبادة العجل بقوله : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) .
وقد قال تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) الى قوله ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ) .
وذلك يدل على أن التائب قد يؤمر بجهاد تعرض به نفسه للشهادة.(1/88)
فإن قيل فقد قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين ) .
وقد قالوا : إن ما أمر الله به من مصابرة الضعف في هذه الأية ناسخ لما أمر به قبل ذلك من مصابرة عشرة الأمثال .
قيل : هذا أكثر ما فيه أنه لاتجب المصابرة لما زاد على الضعف ، ليس في الآية أن ذلك لايستحب ولايجوز .
وأيضا : فلفظ الآية إنما هو خبر عن النصر مع الصبر ، وذلك يتضمن وجوب المصابرة للضعف ولا يتضمن سقوط ذلك عما زاد عن الضعف مطلقا ، بل يقتضي أن الحكم فيما زاد على الضعفين بخلافه فيكون أكمل فيه ، فإذا كان المؤمنون ظالمين لم تجب عليهم أن يصابروا أكثر من ضعفيهم ، وأم إن كانوا هم المظلومين وقتالهم قتال وقع عن أنفسهم فقد تجيب المصابرة كما وجبت عليهم المصابرة يوم أحد ويوم الخندق مع أن العدو كانوا أضعافهم .
وذم الله المنهزمين " يوم أحد " والمعرضين عن الجهاد يوم الخندق ، في سورة آل عمران والاحزاب ، بما هو ظاهر معروف .
وإذا كان الآية لاتُبقى ( أظنها لاتقتضي ) وجوب المصابرة ( أظنها مصابرة ) ما زاد على الضعفين في كل حال ، فإنه ( لعلها " فلئن " ) لايبقى ( لاتقتضي ) الاستحباب ( أو) الجواز مطلقا أولى وأحرى .
فإن قيل : قد قال تعالى ( ولاتلقوا بأيدكم إلى التهلكة ) ، وغذا قاتل الرجل في موضع فغلب على ظنه أنه يقتل ، فقد ألقى بيده إلى التهلكه .
قيل : تأويل الآية على هذا غلط .(1/89)
ولهذا مازال الصحابة والأئمة ينكرون على من يتأول الآية على ذلك كما ذكرنا ، : أن رجلا حمل وحده على العدو ، فقال الناس : ألقى بيده إلى التهلكه ، فقال عمر بن الخطاب : كلا ولكنه ممن قال الله فيهم : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) .
وأيضا فقد روى أبو داود والنسائي والترمذي من حديث يزيد بن أبي حبيب ، عالم أهل مصر من التابعين ، عن أسلم أبي عمران قال : غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية ) .
وأبو أيوب من أجل السابقين الاولين من الأنصار قدرا ، وهو الذي نزل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته لما قدم مهاجرا من مكة إلى المدينة ، ورهط بنو النجار هم خير دور الأنصار ما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبره بالقسطنطينية .
وقد أنكر أبو أيوب على من جعل المنغمس في العدو ملقيا بيده إلى التهلكة دون المجاهدين في سبيل الله ، ضد ما يتوهمه هؤلاء الذين يحرفون كلام الله عن مواضعه ، فإنهم يتأولون الآية على ما فيه ترك الجهاد في سبيل الله .(1/90)
والآية إنما هي أمر بالجهاد في سبي الله ، ونهى عما يصد عنه ، والأمر في هذه الآية ظاهر كما قال عمر وأبو أيوب وغيرهما من سلف الأمة ، وذلك أن الله قال قبل هذه الآية : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين ، واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ) .
وقوله : ( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله ، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ) .
إلى قوله : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
فهذه الآيات كلها في الأمر بالجهاد في سبيل الله وإنفاق المال في سبيل الله ، فلا تناسب ما يضاد ذلك ، من النهي عما يكمل به الجهاد ، وإن كان فيه تعريض النفس للشهادة ، إذ الموت لا بد منه ، وأفضل الموت موت الشهداء .
فإن الأمر بالشيء لا يناسب النهي عن إكماله ، ولكن المناسب لذلك النهي عما يضل ( لعلها يصد ) عنه ، والمناسب لذلك : ما ذكر في الآية من النهي عن العدوان ، فإن الجهاد فيه البلاء للأعداء ، والنفوس قد لاتقف عند حدود الله بل تتبع أهواءها في ذلك ، فقال : ( ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين ) .
فنهى عن العدوان ، لأن ذلك أمر بالتقوى ، والله مع المتقين كماقال ( فمن اعتدى عليكم فاعتقدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ) .
وإذا كان الله معهم نصرهم وأيدهم على عدوهم ، فالأمر بذلك ايسر ، كما يحصل مقصود الجهاد به .(1/91)
وأيضا فإنه في أول الآية قال : ( وأنفقوا في سبيل الله ) ، وفي آخرها ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .
فدل ذلك على ما رواه أبو أيوب من أن إمساك المال والبخل عن إنفاقه في سبيل الله والاشتغال به هوالتهلكة .
وأيضا : فإن أبا أيوب أخبر بنزول الآية في ذلك ، لم يتكلم فيه برأيه ، وهذا من ثاني ( ؟) روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حجة تجب اتباعها.
وأيضا فإن التهلكة والهلاك لا يكون إلا بترك ما أمر الله به ، أو فعل ما نهى الله عنه .
فإذا ترك العباد الذي أمروا به ، واشتغلوا عنه بما يصدهم عنه ، من عمارة الدنيا ، هلكوا في دنياهم بالذل ، وقهر العدو لهم ، واستيلائه على نفوسهم وذراريهم وأموالهم ، ورده لهم عن دينهم ، وعجزهم حينئذ عن العمل بالدين ، بل وعن عمارة الدنيا وفتور هممهم عن الدين ، بل وفساد عقائدهم فيه.
قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
إلى غير ذلك من المفاسد الموجودة في كل أمة لاتقاتل عدوها سواء كانت مسلمة أو كافرة.
فإن كل أمة لاتقاتل فإنها تهلك هلاكا عظيما باستيلاء العدو عليها وتسلطه على النفوس والأموال .
وترك الجهاد يوجب الهلاك في الدنيا ما يشاهده الناس ، وأما في الآخرة فلهم عذاب النار.(1/92)
وأما المؤمن المجاهدون، فهو كما قال الله تعالى : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُون )
فأخبر أن المؤمن لا ينتظر إلا إحدى الحسنيين : إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة ، فالمؤمن المجاهد إن حيا حيى حياة طيبة ، وإن قتل فما عند الله خيرا للأبرار .
وأيضا فإن الله تعالى قال : ( ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا ) .
وقال في كتابه ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
فنهى المؤمنين أن يقولوا للشهيد إنه ميت ، قال العلماء : وخص الشهيد بذلك ، لئلا يظن الإنسان أن الشهيد يموت فيفر عن الجهاد خوفا من الموت .
وأخبر الله أنه حي يرزق ، وهذا الوصف يوجد أضا لغير الشهيد من النبيين والصديقين وغيرهم لكن خص الشهيد بالنهي لئلا ينكل عن الجهاد ، لفرار النفوس من الموت ، فإذا كان هو سبحانه قد نهى عن تسميته ميتا واعتقاده ميتا ، لئلا يكون ذلك منفرا عن الجهاد ، فكيف يسمى الشهادة تهلكه واسم الهلاك اعظم تنفيرا من اسم الموت.
فمن قال إن قوله : ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) يراد به الشهادة في سبيل الله فقد افترى على الله بهتانا عظيما .
وهذا الذي يقاتل العدو مع غلبة ظنه أنه يقتل قسمان :
أحدهما : أنه يكون هو الطالب للعدو ، فهذا الذي ذكرناه .
الثاني : أن يكون العدو قد طلبه ، وقتاله قتال اضطرار ،فهذا أولى وأوكد.
ويكون قتال هذا : إما دفعا عن نفسه وماله وأهله ودينه .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون حرمته فهو شهيد ) .
وإن غلب على ظنه أنه يقتل إذا كان القتال يحصل به المقصود ، وإما فعلا لما يقدر عليه من الجهاد ، كما ذكرناه عن عاصم بن ثابت وأصحابه .(1/93)
ومن هذا الباب : الذي يكره على الكفر فيصبر حتى يقتل ولا يتكلم بالكفر ، فإن هذا بمنزلة الذي يقاتله العدو حتى يقتل ولايستأسر لهم ، والذي يتكلم بالكفر بلسانه من قلبه موقن بالإيمان بمنزلة المستأسر للعدو .
فإن كان هو الآمر الناهي ابتداء كان بمنزلة المجاهد ابتداء ، فإذا كان الأول أعز الإيمان وأذل الكفر ، كان هذا هو الأفضل .
وقد يكون واجبا إذا اقتضى تركه إلى زوال الإيمان من القلوب وغلبة الكفر عليها وهي الفتنة ، فإن الفتنة أشد من القتل .
فإذا كان بترك القتل يحصل من الكفر ما لايحصل بالقتل ، وبالقتل يحصل من الإيمان مالايحصل بتركه ، ترجع القتل واجبا تارة ، ومستحبا تارة .
وكثيرا ما يكون ذلك تخويفا به ، فيجب الصبر على ذلك.
قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
فأخبر أن الكافرين لايزالون يقاتلون المؤمنين حتى يردوهم عن دينهم .
وأخبر أنه من ارتد فمات ، مات كافرا خالدا في النار .(1/94)
ومن هذا ما ذكره الله عن عباده المؤمنين في كتابه : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ * وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) .
وقال تعالى : ( وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ 127 قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
وقال تعالى : ( أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) .
وقال تعالى : ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم ) .(1/95)
وقال تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) .
وقال تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )
وقال تعالى : (قُتِلَ أَصْحَابُ الاخْدُودِ 4 النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ 5 إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ 6 وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ) .
وقد روى مسلم في صحيحه عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(كان ملك فيمن كان قبلكم. وكان له ساحر. فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت. فابعث إلي غلاما أعلمه السحر.(1/96)
فبعث إليه غلاما يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه.
فإذا أتى الساحر ضربه. فشكا ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.
فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة. حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها. ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره.
فقال له الراهب: أي بني! أنت، اليوم، أفضل مني. قد بلغ من أمرك ما أرى. وإنك ستبتلى. فإن ابتليت فلا تدل علي.
وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمي. فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله.
فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله. فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس. فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله.
فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجئ بالغلام. فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب.
فجئ بالراهب. فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمئشار. فوضع المئشار على مفرق رأسه. فشقه حتى وقع شقاه. ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المئشار في مفرق رأسه. فشقه به حتى وقع شقاه.
ثم جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل. فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت.(1/97)
فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر. فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا.
وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد. وتصلبني على جذع.
ثم خذ سهما من كنانتي. ثم ضع السهم في كبد القوس. ثم قل: باسم الله، رب الغلام. ثم ارمني. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.
فجمع الناس في صعيد واحد. وصلبه على جذع. ثم أخذ سهما من كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله، رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه. فوضع يده في صدغه في موضع السهم. فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام.
فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد، والله! نزل بك حذرك. قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت. وأضرم النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها. فقال لها الغلام: يا أمه! اصبري. فإنك على الحق" ) .
ففي هذا الحديث : أنه قتل جليس الملك والراهب بالمناشير ، ولم يرجعا عن الإيمان ، وكذلك أهل الأخدود صبروا على التحريق بالنار ، ولم يرجعوا عن الإيمان .
واما الغلام فإنه أمر بقتل نفسه لما علم أن ذلك يوجب ظهور الإيمان في الناس ، والذي يصبر يقتل أو يحمل(؟) حتى يقتل ، لأن ذلك ذلك ظهور الإيمان من هذا الباب .
وفي صحيح البخاري عن قيس بن أبي حازم عن خباب بن الأرت قال :(1/98)
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: (كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه. ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).
وفي رواية : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، وقد لقينا من المشركين شدة ، فقلت : ألا تدعو الله ، فقعد وهو محمر وجهه ، فقال : لقد كان من قبلكم يمشط بأمشاط الحديد .
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك آمرا لهم بالصبر على أذى الكفار ، وإن بلغوا بهم إلى حد القتل صبرا ، كما قتلوا المؤمنين صبرا ، ومدحا لمن يصبر على الإيمان حتى يقتل ))) أنتهت الرسالة
---
الازهري المصري
07-30-2005, 10:57 AM
نقل مبارك
جزاكم الله خيرا
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 05:39 PM
شكرا لكم أخي الفاضل, وأهلا بكم في هذا المنتدى المبارك.
---
الجعفري
08-01-2005, 06:35 AM
جزاك الله خيراً , وأرجو وضع رابط لحفظ الرسالة .
كما أذكر أن هناك بحث طيب بعنوان أحكام الشهيد لأحد زملائي في الجامعة . وهو ممتاز وتعرض لهذه المسألة . جزاه الله خيرا
---
(1/99)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام
---
الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام
---
أبو مهند النجدي
10-01-2006, 09:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (9)
الأوهام الواقعة في
أسماء العلماء والأعلام
إعداد
مصطفى بن قحطان الحبيب
---
(1/100)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خطأ من يقول لا إنكار في مسائل الخلاف
---
خطأ من يقول لا إنكار في مسائل الخلاف
---
عبدالرحمن السديس
06-05-2004, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام ، على قائد الغر المحجلين ، نبينا محمد ، وآله ، أما بعد:
فهذه مسألة لطيفة يحصل فيها أحيانا لبس وخلط ، وهي مقولة لا إنكار في مسائل الخلاف ، وقد رأيت الإمام ابن القيم رحمه الله قد أحسن في بيانه وجه الخطأ ، ووضح الصواب في هذا فرحمه الله رحمة واسعة ، وإن شيخه شيخ الإسلام قد بين هذا في مواضع .. لا تحضرني الآن لكن هذا بيان شامل واضح للمسألة .
قال رحمه الله : وقولهم إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول والفتوى أو العمل . أما الأول: فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعا شائعا وجب إنكاره اتفاقا ، وإن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله ، وأما العمل: فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار .
وكيف يقول فقيه لا إنكار في المسائل المختلف فيها ، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقص حكم الحاكم إذا خالف كتابا أو سنة ، وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء ، وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ، ولا إجماع ، وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا .(1/101)
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد ، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم ، والصواب ما عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوبا ظاهرا ، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه فيسوغ فيها إذا عدم فيها الدليل الظاهر . ـ ثم ذكر أمثلة إلى أن قال: ـ وأن القضاء جائز بشاهد ويمين إلى أضعاف أضعاف ذلك من المسائل ، ولهذا صرح الأئمة بنقض حكم من حكم بخلاف كثير من هذه المسائل من غير طعن منهم على من قال بها. وعلى كل حال فلا عذر عند الله يوم القيامة لمن بلغه ما في المسألة من هذا الباب ، وغيره من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها إذا نبذها وراء ظهره ، وقلد من نهاه عن تقليده ، وقال له: لا يحل لك أن تقول بقولي إذا خالف السنة ، وإذا صح الحديث فلا تعبأ بقولي . وحتى لو لم يقل له ذلك كان هذا هو الواجب عليه وجوبا لا فسحة له فيه ، وحتى لو قال له خلاف ذلك لم يسعه إلا اتباع الحجة. أعلام الموقعين 3/288-289
---
محمد بن يوسف
06-06-2004, 12:12 AM
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
وللشيخ الفاضل (فضل إلهي ظهير) -حفظه الله- كتاب مفيد في هذا الباب اسمه «حُكم الإنكار في مسائل الخِلاف».
---
أبومجاهدالعبيدي
06-06-2004, 05:36 AM
ينظر مسائل الخلاف والاجتهاد : خطأ " لا إنكار في مسائل الخلاف " والصواب : " لا إنكار في مسائل الاجتهاد" (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/29.htm)
و بين المسائل الخلافية والمسائل الاجتهادية (http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowChapter.php?lang=A&BabId=5&ChapterId=5&BookId=294&CatId=201&startno=0)
---
معاذ الرفاعي
06-08-2004, 10:35 AM
إنكار المنكر يرتبط ارتباطا وثيقا بالتغيير "من رأى منكم منكرا فليغيره .."
ومن هنا كان اشتراط بعض أهل العلم في إنكار المنكر أن يكون مجمعا على إنكاره(1/102)
إذا سلمنا بالتفريق بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد في تسويغ عملية الإنكار
فهل لنا أن نفرق هنا بين إنكار المنكر والنصيحة ؟
فننكر – بما يقتضيه الإنكار من تغيير حسب الاستطاعة – وننصح حيث لا إجماع أو على الأقل لا اتفاق لجمهور الفقهاء فننصح بمعنى مجرد بيان ما نعتقد صوابه والدعوة إليه ..
فكرة قابلة للتداول
---
عبدالرحمن السديس
06-12-2004, 11:25 AM
جزاكم الله خيرا
الأخ معاذ
لو اشترط على منكر المنكر أن يعلم أن هذا المنكر مجمعا عليه لم ينكر المنكر من الأمة إلا أقل أقل القليل .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره ...
فإذا كان عندك علم وحجة بأنه منكر ؛ فأنكر ، والمنكر عليه إن كان يعتقد حله فسيبين ذلك ..
وينتقل فرضك إلى الإنكار بالقلب
والنصيحة أوسع من الإنكار .
والله أعلم .
---
معاذ الرفاعي
06-12-2004, 04:37 PM
في حالة كون موضوع المنكر مختلفا فيه
كيف لي أن أنكر وأغير المنكر باليد أولا كما هو منطوق الحديث في الوقت الذي لايخفى أن الأولى في هذه الحالة الإقناع باللسان والحجة والبرهان ؟
أليس الأفضل والحالة كذلك (أن الموضوع مختلف فيه) أن أبادر بالنصيحة وليس بالإنكار فالنصيحة لا تكون إلا باللسان بل ويطلب فيها الرفق بالمنصوح ؟
وأما إن كان الأمر مجمعا على إنكاره فلا إشكال حينئذ في الإقبال على تغييره باليد تطبيقا لمنطوق الحديث ..
---
معاذ الرفاعي
06-12-2004, 04:51 PM
إشكال آخر
من المعروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وظيفة الحكومة الإسلامية ، بمعنى أن الأمر القابل للاجتهاد والاختلاف قد تجعله الحكومة الإسلامية لمصلحة ما أمرا لازما ، وتقيم الأمر بناء عليه فإذا سوغنا إنكار المنكر في مسائل الخلاف فكأننا نسوغ الافتئات على السلطان ..(1/103)
أما لو جعلنا الأمر نصيحة وليس إنكارا ( في مسائل الخلاف) فلا غضاضة في النصيحة حتى ولو كانت مخالفة لما جعله الحاكم أمرا لازما فالنصيحة أمر مسوغ في هذه الحال وفي كل حال حتى للحاكم نفسه والله أعلم
إشكالات تستحق النظر فيها
---
عبدالرحمن السديس
06-19-2004, 12:29 AM
كاتب الرسالة الأصلية : معاذ الرفاعي
إشكالات تستحق النظر فيها
لعلك تراجع مباني هذه الإشكالات فأظنها تزول تلقائيا .
والله أعلم.
---
أبو سالم
06-20-2004, 09:56 AM
لعلك تفند لنا يا شيخ عبد الرحمن هذه المباني وتزيل الشبه الكامنة فيها
---
(1/104)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من مهمات التفسير : معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته
---
من مهمات التفسير : معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته
---
أبومجاهدالعبيدي
07-22-2004, 05:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من الضوابط المهمة التي لابد منها للمفسر حتى يتمكن من تفسير القرآن والكشف عن معانيه بالطريقة الصحيحة :
معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته ؛ فإن للقرآن عرفاً يختص به وطريقةً يتمّيز بها سواء كان ذلك في استعمال الألفاظ لمعانٍ معينة أو في التركيب والأساليب التي يتميّز بها . وسواء أكان الاستعمال استعمالاً أغلبياً – بأن كانت الكثرة الكاثرة من الاستعمال متفقةً في دلالتها على معنى واحد أو مطرداً بأن يكون الاستعمال في جميع المواد متفقاً على معنى واحد أو عادة في أسلوب القرآن ) [من " قواعد الترجيح " للدكتور حسين الحربي بتصرف (1/172) ]..
ومما يدل على أهمية هذا الضابط في التفسير أن بعض العلماء جعله مرجعاً يرجع إليه لمعرفة الصحيح من الأقوال عند تعارضها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وهو يتكلم عن تفسير التابعين : ( فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجةً على بعض ، ولا على مَن بعدهم ، ويُرجع في ذلك على لغة القرآن أو السنة ، أو عموم لغة العرب ، أو أقوال الصحابة في ذلك ) اهـ [ من " مقدمة التفسير " (ص92) ].
وتبعه على هذا ابن كثير في " مقدمة التفسير " .(1/105)
فمراد ابن تيمية بقوله : ( لغة القرآن ) أي المعاني الشرعية للألفاظ التي جاءت في القرآن مع أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب ، إلا أن وجدناه استعمل ألفاظاً عربية في معانٍ لم يعرفها العرب من قبل ، تصرّف فيها كما تصرف العرب فيها .[ ينظر كتاب : " لغة القرآن الكريم " للدكتور عبد الجليل عبد الرحيم فقد عقد فصلاً فيه بعنوان : المعاني الجديدة التي جاء بها القرآن الكريم مستعملاً لغة العرب ، ( من ص365-402) ..]
ومن هنا تظهر أهمية معرفة عرف القرآن في استعماله للألفاظ والأساليب ، لأنها مقدمة على المعاني العرفية والمعاني اللغوية .
ولذلك ذكر العلماء هذه الأمور ، فذكروا أنواعاً ثلاثة من الحقائق للألفاظ :
الحقيقة الشرعية ، والحقيقة العرفية ، والحقائق اللغوية وجعلوا لها قواعد معروفة في كتب الأصول .
( والقاعدة في هذا : أن الأصل تقديم الحقيقة الشرعية في تفسير نصوص الشرع ما لم يأت ما يدل على تقديم الحقيقة اللغوية أو العرفية .
فإن لم يكن للفظ معنى شرعي ، قدمت الحقيقة العرفية في تفسيره وبيان المراد منه ، ما لم يأت ما يدل على تقديم الحقيقة اللغوية .
فإن لم يكن للفظ معنى شرعي ولا عرفي ، فسِّر بحسب اللغة ، ولا ينتقل عنه إلى المجاز إلا بقرينة – عند القائلين به ) [ ينظر كتاب قيم في هذا للشيخ محمد بن عمر بازمول بعنوان : " الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية " .]
جاء في الكتاب "الحقيقة الشرعية ..."ما مختصر: ( والقاعدة السابقة ركيزة أساسية لفهم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، والإخلال بها يؤدي إلى تحريف الشرع ، والانحراف بنصوصه عن معانيها المرادة منها ، كما يؤدي الإخلال بهذه القاعدة إلى حدوث الاختلاف والتنازع في أمور ، لو عُرفت حقيقتها ، وروعي تنوع الاصطلاح فيها ، وعُرفت الحقيقة الشرعية لها – لو عرف ذلك ؛ لما حصل الاختلاف والتنازع ، إلا أن يشاء الله ..(1/106)
لذلك ينبغي للناظر في القرآن الكريم والسنّة المطهرة أن لا يتسرع في الهجوم على المعنى المراد في النص الشرعي قبل أن تتميز له الحقيقة المرادة من النص الشرعي فعليه وظيفتان :
الأولى : النظر هل لهذا للفظ الوارد في النص الشرعي حقيقة شرعية أم لا ؟
فإن وجدت له حقيقة شرعية ، تأتي الوظيفة التالية .
الثانية : النظر هل هذه الحقيقة الشرعية مرادة في هذا النص أم أن هناك ما يمنع إرادتها ؟ فإن لم يجد ما يمنع من الحقيقة الشرعية في لفظ النص الذي بين يديه فسرّه بها ، وإلا ، صار بحسب القرينة إلى المعنى العرفي أو اللغوي ، كما سبق في القاعدة ) .
( ولكن كيف يتوصل إلى معرفة الحقيقة الشرعية للألفاظ ؟ يتوصل إلى معرفة المعنى الشرعي بإحدى طريقتين :
الأولى : استقراء النصوص الشرعية ، وتتبع استعمال اللفظ المراد .
الثانية : استعمال الصحابة وعرفهم للألفاظ ؛ إذ الشرع نزل بلغتهم وبعرفهم في الأصل ، وهو ما اصطلح عليه : بعرف زمن التشريع ) .
وقد ذكر المؤلف نقولات من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله عليه – تؤيد كلامه وتوضحه وتبينه . ومن ذلك ما قاله شيخ الإسلام – رحمه الله – كتاب الإيمان : ( اللفظ إنما يدّل إذا عرف لغة المتكلم التي بها يتكلم ، وهي عادته وعرفه الذي يعتاده في خطابه ، ودلالة اللفظ على المعنى دلالة قصدية إرادية اختيارية ، فالمتكلم يريد دلالة اللفظ على المعنى ، فإذا اعتاد أن يعبر اللفظ عن المعنى كانت تلك لغته ولهذا كل مَن كان له عناية بألفاظ الرسول ومرادِه بها عرف عادته في خطابه وتبيّن له من مراده ما لا يتبين لغيره .
ولهذا ؛ ينبغي أن يقصد إذا ذكر لفظ من القرآن والحديث أن يذكر نظائر ذلك اللفظ ؛ ماذا عنى بها الله ورسوله ؟ فيعرف بذلك لغة القرآن والحديث ، وسنَّة الله ورسوله التي يخاطب بها عباده ، وهي العادة المعروفة من كلامه .(1/107)
ثم إن كان لذلك نظائر في كلام غيره ، وكانت النظائر كثيرة ؛ عرف أن تلك العادة واللغة مشتركة عامة لا يختص بها هو - صلى الله عليه وسلم - بل هي لغة قومه، ولا يجوز أن يحمل كلامه على عادات حدثت بعده في الخطاب لم تكن معروفة في خطابه وخطاب أصحابه كما يفعله كثير من الناس ، وقد لا يعرفون انتفاء ذلك في زمانه ) .
ثم ذكر كلاماً مهماً يتعلق بهذا في القياس في اللغة ، وذكر أن هذا هو سبب ضلال من ضل من المبتدعة فإنهم صاروا يحملون كلام الله ورسوله على ما يدّعون أنه دال عليه ولا يكون الأمر كذلك ، ويجعلون هذه الدلالة حقيقة وهذه مجاز ، كما أخطأ المرجئة في اسم الإيمان جعلوا لفظ الإيمان حقيقة في مجرد التصديق ، وتناوله للأعمال مجازاً . اهـ [ من كتاب الإيمان (ص110-112) ]
.
ثم ذكر المؤلف أنه ينبني على ما سبق أمور مهمة :
منها : لا يجوز تفسير القرآن العظيم وحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – على غير تفسير الصحابة والتابعين .[ أي بتفسير يأتي على تفسيرهم بالنقض ، ويكون مخالفاً له .]
ومنها : تفسير النصوص الشرعية بغير المراد الشرعي فتح لباب الزندقة .
ومنها : أنه ليس كل ما جاز في الإعراب النحوي جاز تفسيراً !!
قال ابن قيم الجوزية – رحمة الله عليه - : ( وينبغي أن يفطن هنا لأمر لابد منه ، وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز وجل ويفسّر بمجرّد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ، ويكون كلام به له معنى ما ؛ فإن هذا مقام غلظ فيه أكثر المعربين للقرآن ؛ فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة ، ويُفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق ، وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره ... ) .(1/108)
ثم ذكر أمثلة ، ثم قال : ( بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها ، ولا يجوز تفسيره بغير عرفه والمعهود من معانيه فإن نسبة معانيه إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ ، بل أعظم ، فكما أن ألفاظه ملوكُ الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قُدر العالمين ، فكذلك معانيه أجل المعاني وأعظمها وأفخمها ؛ فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به ، بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم ، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرّد الاحتمال النحوي والإعرابي .
ثم قال ابن القيم : ( فتدبر هذه القاعدة ، ولتكن منك على بال فإنك تنفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه ) [ من " بدائع الفوائد " بواسطة " بدائع التفسير " (2/248-249) .]
ومنها : بطلان جعل تفسيرات الباطنية والصوفية مرادات في ألفاظ الشرع التي يوردونها مع أن اللفظ لا يدل عليها .
ومنها : ( أي الأمور التي تنبني على معرفة هذه القاعدة ؛ الحقيقة الشرعية) :
أهمية التفسير الموضوعي ، حيث يقوم على جمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد من أجل بيان هذا الموضوع ، مع الاستعانة في ذلك بالأحاديث المتعلقة بالموضوع .
ومنها : أنّه ليس كل ما جاز لغة جاز تفسيراً وذلك مراعاة لهذه القاعدة ، فلا يجوز الهجوم على تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية بمجرّد المعاني اللغوية دون مراعاة كون هذا المعنى اللغوي مراداً شرعياً في النص المراد تفسيره .
ولذلك تجد العلماء – رحمهم الله - : يقولون عند بيانهم لمعنى لفظ شرعي : معناه في اللغة كذا ، وفي الشرع كذا .(1/109)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ( ومما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث،إذا عرف تفسيرها وما اريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لم يُحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم ، ولهذا قال الفقهاء : الأسماء ثلاثة أنواع : نوع يعرف حده بالشرع ، كالصلاة والزكاة ، ونوع يعرف باللغة ، كالشمس والقمر ، ونوع يُعرف بالعرف ، كلفظ القبض ، ولفظ المعروف في قوله : {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ .. } ونحو ذلك ...
فاسم الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يراد بها في كلام الله ورسوله ، وكذلك لفظ الخمر وغيرها ، ومن هنا يعرف معناها،فلو أراد أحد أن يفسّرها بغير ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل.
أما الكلام في اشتقاقها ووجه دلالتها ، فذاك من جنس علم البيان وتعليل الأحكام ، وهو زيادة في العلم وبيان حكمة ألفاظ القرآن ، لكن معرفة المراد بها لا يتفق على هذا ) ا هـ [ " مجموع الفتاوى " (7/286) ..]
ومما يجدر التنبيه عليه أنه لا يُقال عن المعنى الشرعي إنه معنى اصطلاحي ؛ إذ الاصطلاح ما كان عن اجتماع بعض الناس فتصالحوا على معنى ما في لفظ ، والمعنى الشرعي ليس كذلك ، إنما هو ما نتج عن استقراء الاستعمال الشرعي لذلك اللفظ – وبالله التوفيق - ) .
أمثلة تدل على أهمية هذا الضابط في تفسير كلام الله ومعرفة الراجح من الأقوال عند تعددها في معنى لفظة أو آية :
1- الزينة في قوله تعالى : { وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا }.
قال العلامة الشنقيطي – رحمه الله – في تفسيره :"أضواء البيان" ، بعد أن ساق أقوال العلماء في المراد بالزينة الظاهرة والزينة الباطنة : ( وجميع ذلك راجع في الجملة إلى ثلاثة أقوال :(1/110)
الأول : أن المراد بالزينة ما تتزين به المرأة خارجاً عن اصل خلقتها ، ولا يستلزم النظر إليه رؤية شيء من بدنها كقول ابن مسعود ومن وافقه : إنها ظاهر الثياب ؛ لأن الثياب زينة لها خارجة عن أصل خلقتها ، وهي ظاهرة بحكم الاضطرار كما ترى وهذا القول هو أظهر الأقوال عندنا وأحوطها وأبعدها من الريبة وأسباب الفتنة .
القول الثاني : أن المراد بالزينة ، ما تتزين به ، وليس من أصل خلقتها أيضاً لكن النظر إلى تلك الزينة يستلزم رؤية شيء من بدن المرأة ، وذلك كالخضاب والكحل ، ونحو ذلك لأن النظر إلى ذلك يستلزم رؤية الموضع الملابس له من البدن كما لا يخفى.
القول الثالث : أن المراد بالزينة الظاهرة بعض بدن المرأة الذي هو من أصل حلقتها ، كقول من قال : إن المراد بما ظهر منها الوجه والكفان ) ا هـ .
وأما سبب ترجيحه للقول الذي رجحه فهو ما أوضحه بقوله : ( وإيضاحه : أن لفظ الزينة يكثر تكراره في القرآن العظيم مراداً به الزينة الخارجة عن أصل المزين بها ، ولا يراد بها بعض أجزاء ذلك الشيء المزين بها كقوله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }.
وقوله : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ }.
وقوله تعالى : {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا }.
وقوله تعالى : { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }. وقوله تعالى : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ }.
وقوله : {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }.(1/111)
فلفظ الزينة في هذه الآيات كلها يراد بها ما يزين به الشيء وهو ليس من أصل خلقته كما ترى ، وكون هذا المعنى هو الغالب في لفظ الزينة في القرآن يدل على أن لفظ الزينة في محل النزاع يراد به هذا المعنى الذي غلبت إرادته في القرآن العظيم .. وبه تعلم أن تفسير الزينة في الآية بالوجه والكفين فيه نطر ) ا هـ [ وانظر : " قواعد الترجيح " باختصار (1/179-181) .]
2- ومن الأمثلة – أيضاً – التي تبين أهمية معرفة هذا الضابط وأنه يبطل بعض الأقوال لمخالفتها لمدلوله ، ما جاء في تفسير قوله تعالى : {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ }.
رأى بعض من فسّرَها أنها تدل على أن الجبال الآن في الدنيا يحسبها رائيها جامدة : أي واقفة ساكنة غير متحركة وهي تمر مرّ السحاب ، وذلك دوران الأرض حول الشمس بل أشاروا إلى أن هذا التفسير هو المتناسب مع الإتقان المذكور بعده {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }وإلا فالقيامة تخريب للعالم لا يتناسب مع الإتقان [ ينظر تقرير هذا الكلام في : " تفسير محاسن التأويل " للقاسمي (13/89-92) وفيه قوة من جهة الاستدلال ، فالمسألة تحتاج إلى نظر وتحرير .وقد سبق بحث هذا القول وذكر كلام القاسمي هنا :هل قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ...) في الدنيا أم في الآخرة ؟ أرجو التعليق (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1938)
قال صاحب كتاب " قواعد الترجيح " : ( وهذا القول مردود بهذه القاعدة وذلك أن جميع الآيات التي في حركة كلها في يوم القيامة كقوله تعالى : {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً . وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً }، وقوله : {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً } وقوله: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً }وقوله: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ } .(1/112)
فهذه الآيات ونحوها جاء الخبر فيها عن حركة الجبال في يوم القيامة بهذه الآية هي كذلك، كما جاء مطرداً في القرآن – فضلاً عن كونه غالباً ) إلخ كلامه (1/183).
4- المراد بالمسجد الحرام في القرآن :
يوجد بحث للدكتور إبراهيم الصبيحي عن هذه المسألة في كتابه : " المسائل المشكلة في مناسك الحج والعمرة " وهذا مختصرٌ لما ذكره فيها :
( ورد ذكر المسجد الحرام في كتاب الله تعالى خمس عشرة مرة وهو في جميع هذه الآيات معرفاً موصوفاً ، وقد اختلف العلماء في المراد به ، وهذه مجموعة من أقوال العلماء في ذلك :
قال الماوردي : كل موضوع ذكر الله فيه المسجد الحرام فهو الحرم إلا قوله تعالى : {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }فهو نفس الكعبة .
وقال الإمام القرطبي – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : {فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ }: وهذا اللفظ يطلق على جميع الحرم ، وهو مذهب عطاء ، فإذا يحرم تمكين المشرك من دخول الحرم أجمع .(1/113)
وقال ابن القيم – رحمه الله – في سياق كلام له عن غزوة الفتح : ( ... قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ } الآية والمسجد الحرام هنا المراد به الحرم كله ، كقوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } فهو المراد به الحرم كله ، وقوله سبحانه : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى } وفي الصحيح : أنه أسرى به من بيت أم هانئ [ في كلام ابن القيم هنا نظر في قوله : ( وفي صحيح ) ذكره محقق كتاب زاد المعاد ] وقال تعالى : { ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } وليس المراد به حضور نفس موضع الصلاة اتفاقاً ، وإنما هو حضور الحرم والقرب منه ) إلخ كلامه .
وقد أورد المؤلف نقولاً أخرى تتعلق بهذه المسألة ثم قال : ( قلت : هذه نصوص أهل العلم ، والمسألة خلافية كما ترى ، إلا أن الظاهر أن المراد به عموم الحرم ؛ لأن اسم المسجد الحرام إذا أطلق في القرآن فالظاهر أنه يراد به العموم كما سبق نقل ذلك عن العلامة ابن القيم – رحمه الله – وإن أصرح الآيات في ذلك قول الله تعالى :
1- { وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ }.
2- وقال تعالى : {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ }.(1/114)
3- وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }.
فهذه الآيات دالة على أن المراد بالمسجد الحرام الحرم كله ، وممن ذهب إلى هذا – أيضاً – الإمام ابن حزم – رحمه الله – فقد أطال في الاستدلال على هذا (ثم ذكر المؤلف كلامه في هذا) وينبني على هذا أن الصلاة في الحرم كله مضاعفة وأنها بمائة ألف صلاة فيما سواه لما ثبت أن صلاة في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجد النبي –صلى الله عليه سلم- (وفي هذه المسألة خلاف أيضاً) .
(ويدخل تحت هذا جلُّ ما ذكره المفسرون من الكليات ؛ لأن جلها أغلبي لا كلي مطرد إلا القليل منها . فيحكونها كلية لأجل ترجيحهم في موضع التنازع لما غلب استعماله في أكثر المواضع ومن ذلك قول ابن القيم مثلاً : النجوم حيث وقعت في القرآن فالمراد منها الكواكب .اهـ مع أن الخلاف في آية الواقعة (75) معلوم وقد ذكره ابن القيم – أيضاً - .
وقد ذكر ابن فارس في كتابه " الأفراد" جملة من الكليات في التفسير نقلها عنه الزركشي والسيوطي وزاد عليها جملة وافرة .
وذكر الراغب الأصفهاني في " المفردات " جملة منها واهتم بالأسلوب أكثر من غيره (ذكرها المحقق صفوان داوودي في الفهارس : " فهرس القواعد الكلية في التفسير " .
واهتم بها – أيضاً – الكفوي في كلياته ، وذكر المفسرون في مواضع متناثرة جملة منها ) [ من كتاب : " قواعد الترجيح " (1/184-185).] ومن ذلك :
1- قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار : كل شيء في القرآن أو كذا أو كذا فصاحبه بالخيار أيّ ذلك شاء فعل . ا هـ [ " جامع البيان " (2/237 ].(1/115)
2- ومنها قول ابن زيد : التزكي في القرآن كله : الإسلام . ا هـ [ " جامع البيان " (30/39).]
3- ومنها قول قتادة : حيثما ذكر الله الخير في القرآن فهو المال . ا هـ .
ولمعرفة المزيد من الأمثلة ينظر كتاب:"الحقيقة الشرعية" لمحمد بن عمر بازمول.
حرر عصر الخميس 5 جمادى الآخرة 1425هـ في مدينة الرياض .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-05-2004, 07:14 AM
وسأذكر - إن شاء الله - أمثلة تطبيقية متتابعة لهذه القاعدة :
من الأمثلة ما جاء في تفسير قول الله نعالى : { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ }(الحديد: من الآية20)
قال ابن القيم في سياق كلام له عن هذه الآية : ( ثم أخبر سبحانه عن مصير الدنيا وحقيقتها ، وأنها بمنزلة غيث أعجب الكفار نباته ، والصحيح - إن شاء الله - أن الكفار هم الكفاربالله ، وذلك عرف القرآن حيث ذكروا بهذا النعت في كل موضع ، ولو أراد الزراع لذكرهم باسمهم الذي يعرفون به ، كما ذكرهم به في قوله : " يعجب الزراع " .
وإنما خص الكفار به ، لأنهم أشد إعجاباً بالدنيا ، فإنها دارهم التي لها يعلمون ويكدحون ، فعهم أشد إعجاباً بزينتها وما فيها - من المؤمنين . ) [ عدة الصابرين ص281 ]
---
أبومجاهدالعبيدي
08-19-2004, 03:02 PM
جاء في كتاب المغني في الفقه لابن قدامة ما نصه :
( وعرف القرآن فيما أريد به التخيير البداية بالأخف ككفارة اليمين، وما أريد به الترتيب بدئ فيه بالأغلظ فالأغلظ ككفارة القتل ) هنا (http://membres.lycos.fr/makuielys/3/fiqh/6.htm)
---
يوسف العليوي
08-20-2004, 11:28 PM(1/116)
أحسن الله إليك يا أبا مجاهد على هذا التنبيه المهم، وقد أشار ابن عاشور في المقدمة العاشرة من مقدمات تفسيره التحرير والتنوير إلى هذه المسألة بعنوان: عادات القرآن، ومما قاله: (يحق على المفسر أن يتعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه، وقد تعرض بعض السلف لشيء منها، فعن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر، وذكر ذلك الطبري عن الضحاك أيضاً. وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال: قال ابن عيينة: ما سمى الله مطراً في القرآن إلا عذاباً، وتسميه العرب: الغيث كما قال تعالى: "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا". وعن ابن عباس أن كل ما جاء من "يا أيها الناس" فالمقصود به أهل مكة المشركون). وللحديث بقية...
---
أبومجاهدالعبيدي
08-24-2004, 11:16 PM
قال ابن القيم رحمه الله : ( فعرف القرآن من أوله إلى آخره في الذين أوتوا الكتاب أنهم أهل الكتابين خاصة وعليه إجماع المفسرين والفقهاء وأهل الحديث . ) كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 2، صفحة 813.
---
يوسف العليوي
08-25-2004, 12:47 PM
قال ابن عاشور في تفسيره 1/125: (وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها، ومنها: أن كلمة "هؤلاء" إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة، كقوله تعالى: "بل متعت هؤلاء وآباءهم" وقوله: فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين").
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2004, 10:14 AM
ومما له صلة بالموضوع ما ذكره ابن القيم في تفسير النجوم في قول الله تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) قال :
( وقد اختلف في النجوم التي أقسم بمواقعها ؛ فقيل : هي آيات القرآن ومواقعها نزولها شيئا بعد شيء وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء وقول سعيد بن جبير والكلبي ومقاتل وقتادة .
وقيل النجوم هي الكواكب ومواقعها مساقطها عند غروبها هذا قول أبي عبيدة وغيره .(1/117)
وقيل مواقعها انتشارها وانكدارها يوم القيامة وهذا قول الحسن ، ومن حجة هذا القول أن لفظ مواقع تقتضيه فإنه مفاعل من الوقوع وهو السقوط فلكل نجم موقع وجمعها مواقع ومن حجة قول من قال هي مساقطها عند الغروب أن الرب تعالى يقسم بالنجوم وطلوعها وجريانها وغروبها إذ فيها وفي أحوالها الثلاث آية وعبرة ودلالة كما تقدم في قوله تعالى ( فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ) وقال ( والنجم إذا هوى ) وقال ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) .
ويرجح هذا القول أيضا أن النجوم حيث وقعت في القرآن فالمراد منها الكواكب كقوله تعالى ( وإدبار النجوم ) وقوله ( والشمس والقمر والنجوم ) .) انتهى من كتاب التبيان في أقسام القرآن، الجزء 1، صفحة 137.
تنبيه : سمعت من الدكتور زغلول النجار أن علماء الفلك مجمعون على أن النجوم غير الكواكب ، وأن التسوية بينهما خطأ علمي كبير .[انتهى ما أفدته من النجار]
والفرق بينهما : أن النجوم أجسام غازية ملتهبة ينبعث منها ضوء وحرارة وهي بعيدة جدا عن الأرض0
و الكواكب : أجسام كروية معتمة وباردة تستمد الضوء والحرارة من النجم الرئيس الذي تدور حولة 0
تذييل : مما يؤخذ على بعض طلبة العلم أنهم يستقون معلوماتهم المتعلقة بالعلوم الكونية أو الطبية من مراجع متقدمة ، رغم تطور العلم الحديث في هذه المجالات .
ومن باب الاستغراب أذكر أن خطيب مسجدنا وفقه الله يخطب في بداية الشتاء خطبة عن الشتاء وما يحصل فيه من تغيرات ، وينقل خطبته من كلام لابن القيم رحمه الله ، وكثير من المعلومات التي يذكرها لو سمع بها طبيب متخصص لتعجب كثيراً ؛ لأن أكثرها لم يعد له مصداقية بعد تطور علم الطب .
وقد ذكر الطبيب على عامر ياسين [ وهو مهتم بالعلم الشرعي ، ومحقق متقن ] شيئاً من المعلومات الطبية التي اشتمل عليها كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي ، والطب الحديث يبطلها ، ولا يقرها . كما في تحقيقه الجيد للكتاب المذكور .
---
أبومجاهدالعبيدي(1/118)
02-03-2005, 02:58 AM
ومن الأمثلة على أهمية معرفة عرف القرآن وعادته ما أورده ابن القيم عند تفسيره للقسم في قول الله تعالى : { فلا أقسم بالخنّس * الجوار الكنّس } حيث ذكر أنه قد قيل في تفسير الخنس هنا : إنها بقر الوحش والظباء ، ثم ذكر أن هذا التفسير غير ظاهر لوجوه ، ومنها قوله :
( أنه ليس بالبين إقسام الرب تعالى بالبقر والغزلان ، وليس هذا عرف القرآن ولا عادته ، وإنما يقسم سبحانه من كل جنس بأعلاه ، كما أنه لما أقسم بالنفوس أقسم بأعلاها ، وهي النفس الإنسانية ، ولما أقسم بكلامه أقسم بأشرفه وأجله ، وهو القرآن . ولما أقسم بالعلويات أقسم بأشرفها وهي السماء ، وشمسها وقمرها، ونجومها . ولما أقسم بالزمان أقسم بأشرفها ، وهو الليالي العشر . وإذا أراد سبحانه أن يقسم بغير ذلك أدرجه في العموم ، كقوله " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون " وقوله "الذكر والأنثى" في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. ) انتهى من كتابه : التبيان في أقسام القرآن .
---
أخوكم
02-05-2005, 07:41 PM
أحسنت بارك الله فيك
ولعل موضوعك هذا يكون عمدة
فجزاك الله كل خير
---
العتيق
02-07-2005, 10:29 AM
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : إن المعهود استعمال الختم على القلب في شأن الكفار في جميع موارد اللفظ في القرآن كقوله :
( ختم الله على قلوبهم ) , وقوله : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) ونظائره .
التبيان في أقسام القرآن - ج1/ص116
---
أخوكم
02-28-2005, 06:55 AM
لعل تلك القاعدة هي نفسها التي يعبرون عنها بقولهم (تفسير القرآن بالقرآن) وهذا هو عين ما اعتمد عليه الشنقيطي _ رحمه الله _ في تفسيره : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 07:12 AM
أخي " أخوكم " تفسير القرآن بالقرآن أعم من هذه القاعدة ....
فهي نوع من أنواعه ...
---
أبومجاهدالعبيدي(1/119)
12-09-2005, 08:18 AM
اعتنى ابن عاشور في تفسيره بهذا النوع من بيان القرآن ، وأطلق عليها : " مصطلح القرآن "
ومن أقواله في ذلك :
1- ( فالمراد بـ{النَّاسِ} : أهل مكة جرياً على مصطلح القرآن في إطلاق هذا اللفظ غالباً. ) قال هذا عند تفسيره للناس في قول الله تعالى: ? وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ ?(الفتح: من الآية20)
2- ( والأجر: الثواب في الآخرة كما هو مصطلح القرآن. ) في تفسير قول الله تعالى : ? إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ?(الزمر: من الآية10)
3- ( و{هَؤُلاَءِ} إشارة إلى غير مذكور في الكلام، وقد استقريْتُ أن مصطلح القرآن أن يريد بمثله مشركي العرب، ولم أر من اهتدى للتنبيه عليه...) عند تفسير قول الله تعالى : ? بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ ? (الزخرف:29)
4- ( والكفُر: الإشراك بالله كما هو مصطلح القرآن حيثما أطلق الكفر مجرداً عن قرينة إرادة غير المشركين. ) في تفسير قول الله تعالى : ? الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ? (محمد:1)
5- ( و (عَبْد) المضاف إلى ضمير الجلالة هنا هو محمد كما هو مصطلح القرآن، فإنه لم يقع فيه لفظ العبد مضافاً إلى ضمير الغيبة الراجع إلى الله تعالى إلا مراداً به النبي ..) في تفسير قول الله تعالى : ? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ...?(الاسراء: من الآية1)
تنبيه : كما يطلق ابن عاشور هذا المصطلح على عرف القرآن ؛ فإنه يطلقه أحيانأ على مبتكرات القرآن . وقد سبق إفرادها بموضوع هنا مبتكرات القرآن . هل سبق ابن عاشور أحدٌ في الاهتمام بها ؟! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3239&highlight=%E3%C8%CA%DF%D1%C7%CA)
حرر صباح الجمعة 7 - 11- 1426هـ في مدينة القاهرة .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 01:44 PM(1/120)
هذا مقال عن مصطلحي الغلبة والنصرفي القرآن للأستاذ إبراهيم الباش
لعل في إخبار القرآن الكريم عن حوادث غيبية مستقبلية مظهراً مهما من مظاهر التحدي القرآني، ولا يخفى ما في ذلك من إثبات لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من جهة، وتسلية وتصبير لقلوب المؤمنين وهم في مرحلة الاستضعاف من جهة أخرى، وهم لا يزالون في مكة ولم تتعد الدعوة الإسلامية حدودها بعد. فكيف إذا كان ذلك يدور في إطار النصر والظفر لعباد الله على من يحيط بهم من المشركين وغيرهم من الدول المتصارعة، التي اضمحلت قوتها فيما بعد أمام ميزان القوى المعنوية التي يتمتع بها المؤمنون الصادقون، وأمام أخبار قاطعة يقينية جسدتها فواتح سورة الروم وهي تؤكد نصراً مبيناً للمؤمنين بقوله تعالى: (ألم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) "الروم: 1 ـ 7".(1/121)
إنها آيات بينات سيقت في معرض تصبير المسلمين وتسليتهم عما لاقوا من أذى قريش والأهم من ذلك للنظر حولهم خارج مكة وإلى المسرح الدولي وقواه الفاعلة وتهيئة أنفسهم للانخراط فيه والمشاركة بصنعه وقد افتتحت بهذا التقرير المتحقق (غلبت الروم) وذلك بعد أن كانت الفرس والروم أقوى أمم الأرض آنذاك، وكان يقوم بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة، والروم اسم أطلقه العرب على البيزنطيين ويطلق اليوم على المسيحيين الشرقيين من كاثوليك وأرثوذكس،وقد كان بين فارس والروم قتال ضار، واحتربوا بين أذرعات وبصرى فغلبت فارس الروم، فبلغ ذلك مكة فشق على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، لأن فارس كانت مجوساً يعبدون النار لا كتاب لهم، والروم أهل كتاب ينتسبون إلى الإنجيل وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس، ففرح المشركون بهذه الغلبة وشمتوا وقالوا للمسلمين: لقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم ولنظهرن عليكم فنزلت الآيات تصبيراً واستبشاراً للمؤمنين وقطعاً بوعد لن يخلف.
وقد صدرت الآيات بقوله تعالى، (غلبت الروم في أدنى الأرض) ويلفت النظر ههنا الإبهام والإستتار في الفاعل الحقيقي للغلب وهو الله عز وجل، وفي هذا دلالة واضحة إلى أن أسباب الغلب راجعة إليه لا إلى سواه، وفي هذا تفخيم لشأنه وقدره النافذ.
والملاحظ تأكيد القرآن على البعد المكاني (أدنى الأرض) وربما ناسب ذلك ما حصل للروم من انتكاس، ولا يبعد أن يكون (أدنى الأرض) معنوياً يتصل بما نتج عن ذلك من إذلال وانهزام مؤقت.(1/122)
ثم يؤكد السياق القرآني بما لا يدع مجالاً للشك وهم من بعد غلبهم سيغلبون (في بضع سنين) إنه تقرير صارم لا مرد له، فالآية تدل على أن الروم سيقومون من بعد غلبهم أشد عوداً وأصلب قوةً من ذي قبل وسيغلبون عدوهم الفرس، وجاء تحديد المدة والبعد الزماني في هذا الصراع ـ من خلال استعمال حرف السين وهو حرف استقبال (سيغلبون) فلم يقل (سوف يغلبون) فالمدة أقصر مما يتصور حيث أن السين تشير إلى المستقبل القريب المنتظر، وفضلاً عن هذه الدلالة يأتي التصريح بالمدة الوجيزة في قوله "في بضع سنين" وكلمة بضع من ألفاظ العدد المحصورة بين الثلاث والتسع على ما يقرره علماء اللغة.
ولا ريب أن تراوح المدة في هذا العدد القليل من السنين، فيه إدخال للرهبة في قلوب المشركين في كل وقت، وأن زهوهم بأنفسهم واعتدادهم بقوتهم أمام الصحابة ليس إلا لحين يطول أو يقصر، ولكنه آيل إلى الانتهاء، ومفض إلى العاقبة الحتمية وهي الارتداد والانتكاس، فلا يخفى ما في الآية من تهديد سيُبقي المشركين من الفرس في ذعر وخوف وتوجس، ولو أن الفرس غلبوا في أول سنة ولم يكن ذلك في بضع سنين لهان الأمر، ولكنهم توعدوا بأمر لا يدرى، فهو في (بضع سنين) وهذا أشد من أن يأتي الأمر ويمضي دون تريث.
ولا شك أن إخبار القرآن بهذا الغيب المستقبلي هو دليل قاطع على التحدي القرآني في باب الإخبار عن الغيب وما يشتمل عليه المستقبل من حوادث سيكون لها تأثيرها على مسرح التاريخ الدولي آنذاك، ومن وجه آخر فإن قوله: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) فيه إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الإخبار عن الغيب لا يكون إلا بوحي.
وتتوالى السنون، ويتحقق وعد الله بغلبة الروم على الفرس في بضع سنين ولكن السياق القرآني يأبى إلا أن يربط ذلك بمسبب الأسباب (لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).(1/123)
فالله عز وجل كامل السلطان والتدبير وكل الأسباب لا تكون إلا بأمره (لله الأمر) وقدم المتعلق (لله) على لفظ (الأمر) ليفيد ذلك الحصر والاختصاص وجاء لفظ الأمر معرفاً ليفيد ذلك استغراق الأمور أي كل الأمور أمرها إلى الله.
(ويومئذ يفرح المؤمنون) أي يوم إذ يغلب الروم الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله وجاء الفرح بصيغة فعلية (يفرح) ليدل ذلك على الفعل الحركي والتجدد المستمر للفرح وانطلاقته بحسب مجريات الأحداث القادمة التي تبشر بها الآية.
والآيات السابقة آيات مكية نزلت في مرحلة الاستضعاف، فالراجح أنها نزلت قبل الهجرة بخمس سنوات، والآيات المكية لا شك هي أحوج ما تكون إلى تتبع المرحلة والظرف التاريخي اللذين ترعرعت بهما الدعوة الإسلامية، فقد تزامن نصر أهل الكتاب على المشركين بنصر المسلمين على المشركين يوم بدر في السنة الثانية للهجرة، من أجل ذلك"يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"، فلا بأس أن يفرح المؤمنون بانتصار الأعداء على بعضهم إذا التقى ذلك مع المصلحة العليا للمسلمين، فضرب المشرك بالمشرك أو الكافر بالكافر سنة إلهية قد يكون لها حكمتها في نصرة الفئة المؤمنة (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، وحتى لو كان المقصود بالنصر في الآية نصر المسلمين في بدر على مشركي العرب من قريش فإن غلبة الروم على المشركين يصب في كفة الإسلام ودعوته على أي حال.
والقرآن الكريم لم يقف بالمسلمين عند هذا الوعد ولا في حدود هذا الحادث، إنما كانت هذه مناسبة لينطلق بهم إلى آفاق أبعد، وآماد أوسع من ذلك الحادث الموقوت كي يربط دائماً وأبداً بين سنة الله في نصرة العقيدة السماوية والحق الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما من أجل الخروج من عزلة المكان والزمان والحادث إلى فسحة الكون كله ماضيه ومستقبله وحاضره.(1/124)
ولعل هذه الحقيقة البارزة هي التي يغفل عنها الكثيرون في زماننا، ولا يهتمون لشأنها كما اهتم بها الأوائل في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم منذ حوالي أربعة عشر قرناً، ومن ثم ينحصرون داخل حدود جغرافية وجنسية ولا يدركون أن القضية في حقيقتها هي قضية الكفر والإيمان، وأن المعركة في صميمها هي المعركة بين حزب الله وحزب الشيطان.
وعند التأمل في السياق القرآني السابق نرى أن الغلبة التي هي القهر والتمكن نسبت إلى المخلوقين مع العلم يقيناً أن أمرها إلى الله ومنه (غلبت الروم) (سيغلبون) وفي سياقات أخرى أيضا من القرآن الكريم كقوله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) "القصص: 173".
وقوله تعالى: (ونصرناهم فكانوا هم الغالبين) "الصافات: 116".
وقوله تعالى: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) "البقرة: 249".
أما استقراء آيات النصر فإن النصر في القرآن نسب في أغلب وروده لله عز وجل في أكثر من أثنين وثلاثين موضعاً في القرآن منه قوله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح) "النصر: 1"
وقوله تعالى: (حتى أتاهم نصرنا) "الأنعام: 34".
وقوله تعالى: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) "الروم".
إلى غير ذلك من المواضع التي نسب فيها النصر إلى الله عز وجل، ولعل في هذا تفريقاً واضحاً بين مصطلح (الغلب) ومصطلح (النصر) فالمتأمل في سياقات الآيات يرى بجلاء أن ظهور الكافرين على المؤمنين أو ظهور الكافرين على الكافرين من أمثالهم لا يسمى في عرف القرآن نصراً بل يسمى غلباً وهو ظهور لغير المسلمين وهذا الظهور والغلب قد لا يقتضي الديمومة والاستمرارية من جهة، ومن جهة أخرى قد لا يقتضي تحصيل ثمرات مباشرة تجنيها الفئة المسلمة المؤمنة بل هي ثمرات بعيدة المدى مثلما حصل مع المسلمين في إجتناء ثمار يانعة فيما بعد، من جراء اصطراع أكبر إمبراطوريتين كانتا تحكمان الأرض في تلك الفترة.(1/125)
أما ظهور المؤمنين على غيرهم فهو الظهور الذي له شأن عظيم فيسميه الله عز وجل نصراً، وهو نصر سرعان ما يؤتي أكله ولا سيما أن نتائج هذا النصر قد ظهرت في معركة بدر الكبرى، فإضافة النصر إلى الله في القرآن الكريم لا يكون إلا إذا كان هذا النصر مقترناً بنصر الفئة المؤمنة الصابرة المجاهدة، ومن وجه آخر فإن نسبة النصر إلى الله في القرآن فيها تنبيه صارخ على أن النصر والعزة والغلبة وكل ما يتمناه المسلمون إنما هو بيد الله، ومن تعلق بمجرد الأسباب فقد وجه لإيمانه طعنةً نجلاء مميتة، فالأسباب كلها تتلاشى أمام قوة الله (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر).
ومن هنا فتحقق النصر للعصبة المؤمنة يتم عن طريق عمل المؤمنين ودورهم في عالم الأسباب على قدر المستطاع مع تسليم الأمر كله لله، ثم نرى (وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فهذا من الأمور الغيبية التي أخبر الله عز وجل بها، ولكن فريقاً زاغت بهم السبل فكذبوا بهذا الوعد فهم لا يعلمون عواقب الأشياء بل (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).
وأما المؤمنون المتيقنون فقد سبق في كتاب الله عز وجل منذ الأزل أن النصر مؤكد لعباده المؤمنين، وأن هذه حقيقة نقرؤها في كتاب الله ونحن نرى مصارع الغابرين الذين وقفوا في وجه الأنبياء استكباراً وعتواً فأباد الله خضراءهم وأتاهم بأس الله من حيث لم يحتسبوا.
(ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون، إن في ذلك لبلاغاً لقوم عابدين) "الصافات: 173".
انتهى المقال .
---
عبدالرحيم
03-11-2006, 08:48 PM
أكرمكم الله أخي..
قال تبارك وتعالى في سورة العنكبوت: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) ".(1/126)
قال ابن عاشور ـ رحمه الله تعالى ـ : " وميَّز " خمسين " بلفظ: " عاماً "؛ لئلا يُكرر لفظ: " سنة " ".
هل يُسوَّغ الاستدراك على قول الإمام الطاهر، بحجة أن (العام) بحسب عادة القرآن الكريم للدلالة على الخير والراحة، و(السنة) للدلالة على النصَب والشقاء ؟
بمعنى أنه عليه الصلاة والسلام:
لبث في قومه تسعمائة سنة من الشقاء..
ثم بعد أن أفناهم الطوفان، لبث في الناجين منهم خمسين عاماً.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 09:48 PM
هل يُسوَّغ الاستدراك على قول الإمام الطاهر، بحجة أن (العام) بحسب عادة القرآن الكريم للدلالة على الخير والراحة، و(السنة) للدلالة على النصَب والشقاء ؟
بمعنى أنه عليه الصلاة والسلام:
لبث في قومه تسعمائة سنة من الشقاء..
ثم بعد أن أفناهم الطوفان، لبث في الناجين منهم خمسين عاماً.
الحكم بأن ما ذكرت في التفريق بين السنة والعام هو عادة القرآن لم يتبين لي ، وقد تتبعت المواضع التي جاء فيها ذكر اللفظين فلم يظهر لي صحة هذا التفريق ، وإن كانت بعض السياقات تشهد له ؛ غير أن الحكم بأنه عادة القرآن المطردة غير ظاهر .
اقرأ مثلاً : (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) (التوبة:126)
(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (الكهف:11)
تتمة : وجدت عدة نقول في التفريق بين السنة والعام ، وحتى لا يخرج الحديث هنا عن الموضوع الأصلي ، جعلتها في موضوع مستقل هنا : الفرق بين السنة والعام (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=19589#post19589)
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 11:14 PM(1/127)
قال الله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20)
ذكر بعض المفسرين أن المراد بالكفار هنا : الزراع . ولم يرتض ابن القيم هذا التفسير بل عدّه من الأقوال التي يأباها القرآن كل الإباء .
وقد رجح أن المراد بالكفار هنا : الكافرون بالله . قال رحمه الله : ( والصحيح إن شاء الله أن الكفار هم بالله ، وذلك عرف القرآن حيث ذكروا بهذا النعت في كل موضع ، ولو أراد الزراع لذكرهم باسمهم الذي يعرفون به ، كما ذكرهم به في قوله : " يعجب الزراع " . وإنما خص الكفار به ، لأنهم أشد إعجاباً بالدنيا ، فإنها دارهم التي لها يعلمون ويكدحون ، فهم أشد إعجاباً بزينتها وما فيها من المؤمنين .) انتهى من كتاب عدة الصابرين .
وقال في موضع آخر : ( وهل أطلق سبحانه الكفار في موضع واحد على غير الكافرين به.) الصواعق المرسلة.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-25-2006, 05:26 PM
قال الشيخ أبو بكر الجزائري : ( القرية في عرف القرآن المدينة الكبيرة والجامعة .)
أيسر التفاسير للجزائري - (ج 1 / ص 281)
---
علال بوربيق
04-25-2006, 05:53 PM
بسم الله, والصلاة والسلام على رسول الله:
وليفتح الباب من جديد بهذا للمدارسة:
جاء في صحيح البخاري في كتاب الصوم:باب فضل ليلة القدر
قالَ ابنُ عُيَينةَ: ماكان في القُرآنِ " وَمَآ أَدْرَاكَ " فقد أعلمَه، وما قال: " وَمَا يُدْرِيكَ " فإِنه لم يُعْلِمْهُ "
إذا تصفحنا المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم نجد هذه النتائج:(1/128)
- تكررت كلمة " أدراك " في القرآن ( 13) مرة،كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضعين، وذلك في قوله تعالى " وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ "
[ الطارق:1-2-3]
- و"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ. ليلة القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ "
[القدر:1-3]
- تكررت كلمة " يدريك " في القرآن (3) مرات، كلها تتعلق بيوم القيامة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى في حق ابن أم مكتوم رضي الله عنه: " عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَن جَآءَهُ الأَعْمَى . وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى " [عبس: 1-2-3-4]
فهل هذه العادة التي ذكرها سفيان بن عيينة صحيحة ؟
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول الإمام الشاطبي :" من زاول كلام العرب وقف من هذا على علم " الموافقات ص:267
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2006, 09:03 PM
قال الله تعالى : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ . وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ . عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ }
ما الراجح من القولين في زمن { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } أهو في الدنيا أم في الآخرة؟
رجح شيخ الإسلام ابن تيمية أن ذلك في الآخرة ، وليس المراد في الدنيا من وجوه سبعة .
ومنها :(1/129)
( الْخَامِسُ " أَنَّ قَوْلَهُ : { خَاشِعَةً } { عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } لَوْ جُعِلَ صِفَةً لَهُمْ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا اللَّفْظِ ذَمٌّ فَإِنَّ هَذَا إلَى الْمَدْحِ أَقْرَبُ وَغَايَتُهُ أَنَّهُ وَصْفٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ عِبَادِ الْمُؤْمِنِينَ وَعِبَادِ الْكُفَّارِ وَالذَّمُّ لَا يَكُونُ بِالْوَصْفِ الْمُشْتَرَكِ وَلَوْ أُرِيدَ الْمُخْتَصَّ لَقِيلَ خَاشِعَةٌ لِلْأَوْثَانِ مَثَلًا عَامِلَةُ لِغَيْرِ اللَّهِ نَاصِبَةٌ فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَا يَقْتَضِي كَوْنَ هَذَا الْوَصْفِ مُخْتَصًّا بِالْكُفَّارِ وَلَا كَوْنَهُ مَذْمُومًا . وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ ذَمٌّ لِهَذَا الْوَصْفِ مُطْلَقًا وَلَا وَعِيدَ عَلَيْهِ فَحَمْلُهُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى خُرُوجٌ عَنْ الْخِطَابِ الْمَعْرُوفِ فِي الْقُرْآنِ .) انتهى من مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 428)
قال الشيخ عطية محمد سالم في تتمته لأضواء البيان تعليقاً على هذا الوجه : ( وهذا الوجه من أقواها في المعنى وأوضحها دلالة .)
---
أبومجاهدالعبيدي
11-15-2006, 09:03 AM(1/130)
ومن أمثلة هذا الموضوع ما ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله بقوله : ( وكذلك لفظ [ الكلمة ] فى القرآن والحديث وسائر لغة العرب، إنما يراد به الجملة التامة، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فى الميزان : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ) ، وقوله : ( إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شىء ما خلا الله باطل ) ، ومنه قوله تعالى : { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا } [ الكهف : 5 ] ، وقوله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } الآية [ آل عمران : 64 ] ، وقوله تعالى : {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [ التوبة : 40 ] ، وأمثال ذلك، ولا يوجد لفظ الكلام فى لغة العرب إلا بهذا المعنى .
والنحاة اصطلحوا على أن يسموا [ الاسم ] وحده، و [ الفعل ] و [ الحرف ] كلمة، ثم يقول بعضهم : وقد يراد بالكلمة الكلام، فيظن من اعتاد هذا أن هذا هو لغة العرب.
وكذلك لفظ [ ذوى الأرحام ] فى الكتاب والسنة يراد به الأقارب من جهة الأبوين فيدخل فيهم العصبة وذوو الفروض، وإن شمل ذلك من لا يرث بفرض ولا تعصيب ، ثم صار ذلك فى اصطلاح الفقهاء اسما لهؤلاء دون غيرهم، فيظن من لا يعرف إلا ذلك أن هذا هو المراد بهذا اللفظ فى كلام اللّه ورسوله وكلام الصحابة، ونظائر هذا كثيرة . .) انتهى .
---
(1/131)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تفسير آية قرآنية يحل إشكالات فى أقوال المذاهب الأربعة في ربا العملة
---
تفسير آية قرآنية يحل إشكالات فى أقوال المذاهب الأربعة في ربا العملة
---
أبو محمد الظاهرى
03-04-2006, 12:35 PM
إشكالات فى أقوال المذاهب الأربعة في ربا العملة
مذهب الحنفية ـ رغم كون العلة فى الربا فيه هي الوزن ـ إلا أنهم أجرواالربا في الفلوس إذا كانت نافقة ـ أي رائجة ـ كما هو المعتمد لديهم ، و لذلك فقد نسبوا للتناقض و قيل لهم / هلا جعلتم العلة هي الثمنية و الأمر منتهي في العملات الورقية لكون الصفة فيها أوضح و أولى ، و في مذهب المالكية و الشافعية فالعلة هي غلبة الثمنية ، و هي متوفرة في النقود الورقية المعاصرة بخلاف الفلوس النحاسية ،فلا تقاس النقود الورقية على الفلوس النحاسية لفارق هو غلبة الثمنية .
و لكن الإشكال حقا كان في مذهب الحنابلة ، حيث يتفقون ـ حسب الرواية المعتمدة عن أحمد ـمع الحنفية في التعليل بالوزن ، إلا أنهم ساروا على أصلهم ، فلم يجروا الربا في الفلوس النحاسية لكونها معدودة غير موزونة ، فلم تتوفر فيها علة تحريم الربا .
و هذا يحدث إشكالا ـ لدى الحنابلة ـ في الأوراق النقدية المعاصرة ، حيث يلزم من مذهبهم عدم جريان الربا فيها لانتفاء الوزن .
إذن علة الوزن التي بني عليها قياس الأجناس التي يجري عليها الربا خطأ ، فمن تعلق بهذه العلة سيجد نفسه مضطرا إلى تحليل ربا الأوراق النقدية !
فالإشكال في مسألة الربا بشكل عام يتحقق حتى في المذاهب الثلاثة الباقية وليس فقط عند الحنبليين ..
والسبب في ذلك ..
أن فقهاء هذه المذاهب تستعمل القياس في مسألة العملات الورقية ..
وتقارن وتطبق أحكام الذهب أو الفضة عليها ..
..
فالإشكال عندهم أن هذه العملات الورقية لا تقاس على الذهب والفضة ..(1/132)
ومن قاسها بشكلها الحالي فهو قياس فاسد الاعتبار ..
والسبب في ذلك ..أن هذه العملات الورقية أول ما ظهرت كان يقابلها ذهب أو فضة في البنك الذي يصدرها ..
بحيث يقسم الأوراق النقدية على كمية الذهب لديه ..
فإن كان يريد مثلاً ألف ورقة ولديه 100 غرام فيقسم هذا الرقم على كمية الذهب فيعرف أن غطاء كل ورقة يساوي كذا من الذهب ..
وكانت أول ما صدرت في حدود سنة 1937 أو 1936 تسمى نقود ..
فإن توجهت للبنك تستطيع أن تستبدل هذه الورقة بما قابلها من الذهب والفضة تماماً دون نقص منها ..
واستمر العمل هكذا وتحددت قوة الدول الاقتصادية بناء على ما تملكه من ذهب أو فضة مقّسم على عملتها الورقية ..
إلا أن احتاجت هذه البنوك إلى زيادة هذه العملات ولا ذهب عندها إضافي ..
فطبعت هذه الأوراق دون غطاء لها من ذهب أو فضة وسميت نقود الثقة ..
أي بناء على ثقة الناس بهذه الدولة فإنهم يشترونها ..
وبعد سنين طويلة أوقفت بريطانيا وأمريكا إبدال هذه الأوراق بالذهب لأنه بدأ يستهلك مخزونها الذهبي ..
ثم بدأت هذه الدول تصدر هذه العملات دون غطاء البتة ..
والآن نادراً ما تجد غطاء للعملات الورقية للدول الاقتصادية والعملات المشهورة ..
وحتى عملات بعض الدول الإسلامية الغنية فإن الغطاء بالنسبة لها سلة من العملات القوية هذه والتي لا غطاء ذهبي لها ..
فبعد أن كانت العملة الورقية تعتبر صك بدين من مقدار معين في البنك ..
أصبح مجرد ورقة لا قيمة لها إن طرأ على الدولة المصدرة أمر ما ..
فعلى سبيل المثال ..
الكويت تعتبر من أقوى الدول في صرف عملتها ..
إذ يقابل الدينار الكويتي 3 دولار أمريكي تقريباً ، و2 جنيه استرليني ..
فعندما ذهبت الدولة في غزو العراق سنة 1990 م بطلت هذه العملة ..
وصار ما بين يدي صاحب الملايين منها مجرد مالك لأطنان من الورق المستعمل .. !
فهنا يقع الإشكال عند أهل القياس ..
الذهب معلوم أنه لا يبطل وإن كان مسكوكاً بعملة من العملات ..(1/133)
لأن قيمة الذهب موجودة بهذا الشكل الدائري ويمكن إعادة إذابته واستخدامه كذهب خالص غير مسكوك ..
فإن زالت الدولة أو أبطلت هذه العملة أو غيرها من الأمور فتبقى هذه العملة الذهبية على ما كانت عليه من قيمة ..
وأما هذه العملات فلا يتحقق فيها هذا ..
وهذا فارق كبير بين الذهب والعملات الورقية ..
وحتى عند من قال بالثمنية ومن دار مداره يقعون بإشكال أعظم من ذلك ..
فى دولة مثل روسيا .. ؟!
هذا البلد فيه مناطق كثيرة يتم صرف رواتب للموظفين كغيرهم من الدول ..
إلا أن رواتب هؤلاء هي زجاجات الخمر ( فودكا ) ..
فكل موظف يأخذ عدد من الزجاجات بحسب عمله ..
وإذا ذهب هذا الموظف إلى البقال أو السوق فإنه يشتري ويبيع والثمن هو هذا الخمر .. !
فسألت أخت من روسيا وهي مسلمة عن حكم زكاتها لمن يملك منها مقدار الزكاة عندهم ..
والعجب أنها لم تسأل عن حكم أخذها كراتب .. !
المهم أفتاها شيخ ..
بوجوب إخراج زكاتها ويدخل فيها ربا الفضل ..
باعتبار الثمنية وأنها ثمن ..
فلا أدري لمن تخرج الزكاة ههنا ..
هل تخرج في سبيل إبليس .. ؟!
لكن بناء على ما سبق أن هذه العملات الورقية من المال ..
وما دامت من المال ففيها الزكاة وفيها ربا الفضل إن بيعت بمثلها ..
فقد يرد عليه بعض الإشكالات ..
فالمال معناه يدور حول ما يتمول ويقتنى غالباً ..
وما دامت من المال ففيها الزكاة وفيها ربا الفضل إن بيعت بمثلها
و الرجوع إلى النص كفيل بحسم هذا الإشكال ، و لكن بعض الفقهاء تركوا الرجوع إلى النص مباشرة ، و أجهدوا أنفسهم ، و أهدروا أوقاتهم في البحث عن أشياء لا أصل لها في دين الله !
و سأبين كيف يمكن بالرجوع إلى النص حل هذا الإشكال ، .... .(1/134)
و الربا كما نعلم هي الزيادة بصورتيها ( الفضل و النسيئة ) ، و قد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، و نعلم أن ما يؤكل يأتي بمعنى ما يؤخذ من المال على إطلاقه ، كما في قوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) ، ولذا قال الله تعالى (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ )
فكلمة ( أموال ) دلت على جريان الربا في كل أنواع المال ، و المال لفظ عام يُطلق على كل ما يملكه الإنسان من متاع أو نقد أو أراض أو عقارات أو دواب و غير ذلك
بعد ذلك يبقى أمامنا ثلاثة احتمالات :
الأول أن يكون هذا النص مطلقا و يُرد إلى نص آخر مقيد له يحدد الربا في أجناس معينة من المال ، و الثاني أن يكون عاما و يُرد إلى نص آخر يخصص أجناس معينة لا يجري فيها الربا . و الأخير أن يبقى النص على إطلاقه و عمومه دون تقييد أو تخصيص
الاحتمال الأول (وهو رأى بعض الظاهرية) حصر الربا في الأصناف الستة الواردة في الحديث ( الذهب بالذهب و الفضة بالفضة و البر بالبر و الملح بالملح و الشعير بالشعير و التمر بالتمر ، سواء بسواء ، يدا بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد ) .
النص لا يفيد الحصر ، فلم يقل محمد صلى الله عليه وسلم (لا ربا إلا في هذه الأصناف ) و يؤيد ذلك حديث رواه مسلم في صحيحه ( إنه نهي عن بيع الطعام إلا مثلا بمثل ) ، فعم كل أنواع الطعام و ليس الأصناف المذكورة وحدها .
فنستطيع بذلك أن نستبعد هذا الاحتمال .
الاحتمال الثاني يحتاج إلى تحقيق ، و لسنا بحاجة إلى طرحه الآن فلن يفيدنا في مسألة الأوراق النقدية ، لأنه من المحال تخصيصها بعدم سريان الربا عليها بنص لعدم وجودها في زمن التشريع .(1/135)
و ما دمنا قد استبعدنا احتمال التقييد ، و تيقنا من عدم استثناء الأوراق النقدية من جريان الربا بالتخصيص ، فيبقى الأصل و هو سريان الربا عليها مادامت داخلة في مسمى المال وهو الاحتمال الأخير.
---
د.أبو بكر خليل
03-05-2006, 07:52 PM
لا إشكال في أقوال الفقهاء أئمة المذاهب الفقهية الأربعة ، التي تلقتها الأمة بالقبول على مدى العصور و في مختلف المصور ،
فكلامهم هذا كان في البيوع ، و لم يكن في القروض .
قال الإمام ابن رشد – في كتابه " بداية المجتهد و كفاية المقتصد " - : " و اتفق العلماء على أن الربا يوجد في شيئين :
في البيع ،
و فيما تقرر في الذمة من بيع ، أو سلف أو غير ذلك " .
- و ما ذكره الأئمة الفقهاء - أعلاه - كان في مفهوم علة التفاضل المنهي عنه في ربا البيوع – و لا شك في أن لكل منهم وجها فيما قال - و لم يكن في ربا القروض ( السلف ) أبدا ،
والمسألة المذكورة تدخل في باب القرض الذي يجرّ نفعا ، و هي مما لم ينقل فيها خلاف ،
فلم يقع خلاف بين الأئمة الفقهاء في تحريم القرض الذي يجرّ منفعة ،
فقد قال الإمام القرطبي في كتابه " الجامع لأحكام القرآن " – في تفسيره قول الله عز و جل : * { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون } .[ سورة البقرة : 245 ] - ما يلي :
" وأجمع المسلمون نقلاً عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أن اشتراط الزيادة في السلف رِباً ، ولو كان قبضة من علَفٍ ـ كما قال ابن مسعود ـ أو حبّة واحدة. ويجوز أن يردّ أفضل مما يستلِف إذا لم يشترط ذلك عليه؛ لأن ذلك من باب المعروف؛ استدلالاً بحديث أبي هريرة في البكْر: " إنّ خِياركم أحسنكم قضاء " رواه الأئمة: البخاريّ ومسلم وغيرهما. فأثنى صلى الله عليه وسلم على من أحسن القضاء، وأطلق ذلك ولم يقيده بصفة " . انتهى كلامه .(1/136)
- فأي زيادة مشروطة في أي سلف - و لو حبة من شعير ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه - هي ربا إجماعا .
---
(1/137)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة بالعيد
---
تهنئة بالعيد
---
روضة
12-30-2006, 01:10 PM
الإخوة أعضاء الملتقى الأفاضل ...
تقبل الله طاعاتكم
وكل عيد وأنتم بخير
أسأل الله تعالى أن يعيده على المسلمين جميعاً وهم في أحسن حال ..
---
المسيطير
12-30-2006, 03:35 PM
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
الأحبة الأماجد /
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وتجاوز عن الخلل والتقصير والآثام .
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه ، وأن يثبتنا على طاعته ، وأن يختم لنا برضوانه ، وأن يوفقنا للتوبة الصادقة النصوح .
كما أسأله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع ، والعمل الصالح ، والرزق الطيب .
كما أسأله تعالى أن ييسر للحجاج إكمال مناسكهم ، وأن يعينهم ، ويوفقهم ، وأن يردهم إلى أهليهم سالمين ، غانمين ، فائزين
حائزين على موعود الله تعالى ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
وأن يعمّنا معهم برحمة منه وفضل ورضوان .
تقبل الله من الجميع .
والحمدلله رب العالمين .
---
(1/138)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مختصر حول الزينة من خلال فتاوى العلماء
---
مختصر حول الزينة من خلال فتاوى العلماء
---
همس الحرف
06-06-2006, 07:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الفتاوى المختصرة في الزينة منسوبة لقائليها كتبتها ارجو النفع بها عند الله
المسألة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الفتاوى المختصرة في الزينة منسوبة لقائليها كتبتها ارجو النفع بها عند الله
المسألة
الدف للرجال محرم قول الجمهور ابن رجب
التصفيق للتشجيع لابأس به ابن عثيمين
ذهاب للكوافيره الاصل للجواز مالم الذهاب للكوافيره الاصل للجواز مالم يقتض امرا محرما
محمد صالح المنجد
استخدام حمر الشفاه جائز مالم يقتض ضررا ابن عثيمين
قص المرأة شعرها جائز بشرط الايشبه الرجال ولاالكافرات
الطريري/ ناصر العمر
الصبغ بالسواد فيه خلاف والراجح التحريم ابن باز
الاظافر الصناعية والرموش الصناعية والعدسات الملونة محرمة اللجنة الدائمة للإفتاء
تهذيب اللحية وتخفيفها محرم
ابن باز
لبس خاتم البلاتين للرجال جائز ابن عثيمين
ابن عثيمين
صبغ الشعر بلون مشابه للبشرة جائز ابن عثيمين
ابن عثيمين
عمليات تبييض البشرة لإزالة عيب جائز وللتجميل حرام
محمد صالح المنجد
العدسات الملونة جائزة ابن عثيمين
ابن عثيمين
قص الرجل حاجبيه محرم
ابن باز
العطرو الكحوليةالنسبة القليلة لابأس بها وإن كانت كثيرة فالأولى اجتنابها ابن عثيمين
ابن عثيمين
استعمال زيت الحشيش إن كان يسكر ويمنع بيعه فهو محرم
عبد الله المطلق
ازالة الشعر بين الحاجبين جائز
اللجنة الدائمة للإفتاء
تجعيد المرأة شعرهاجائز
ابن عثيمين
استخدام الطيور المحنطة جائز
حمزة الفعر
برد الأسنان المتراكبة جائز
ابن عثيمين
استعمال المواد الغذائية للتجميل لابأس به وغيرها أولى ابن عثيمين
ابن عثيمين
تشقير الحواجب جائزعند ابن عثيمن ومحرم عند ابن جبرين(1/139)
لبس الكعب العالي محرم
ابن باز
تقشيرالوجه محرم
محمد الختار الشنقيطي
لبس الضيق أمام النساء محرم المشيقح
خالد المشيقح وهو قول عامةالعلماء
إزالة المرأة لشعر اليدين والساقين جائز
ابن عثيمين
العمليات التجميلية لإزاة عيب جائز ولزيادة الجمال محرم
ضابط مهم في الزينة
زرع الشعر للأصلع جائز
ابن عثيمين
---
(1/140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب ( التأويل اللغوي في القرآن الكريم : دراسة دلالية) لـ د.حسين حامد صالح
---
صدر حديثاً كتاب ( التأويل اللغوي في القرآن الكريم : دراسة دلالية) لـ د.حسين حامد صالح
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2006, 04:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن دار ابن حزم في بيروت الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب :
التأويل اللغوي في القرآن الكريم : دراسة دلالية)
http://www.tafsir.net/images/taweel.jpg
للدكتور حسين حامد الصالح
ويقع الكتاب في 366 صفحة من القطع العادي ، وقد اشتمل الكتاب على تمهيد ، وأربعة فصول ، وخاتمة .
- التمهيد . تعرض فيه المؤلف لتعريف التأويل ، وعلم الدلالة .
- الفصل الأول : نشأة التأويل وتطور مفاهيمه.
- الفصل الثاني : أثر القرائن الدلالية في التأويل.
- الفصل الثالث : القراءات وأثرها في التأويل.
- الفصل الرابع : الظواهر اللغوية وأثرها في التأويل.
- الخاتمة .
---
(1/141)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
---
الأصل القرآني للبدء بالحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المكاتبات (0 ردود)
بعد استشارتكم: افتتاح قسم في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) (8 ردود)
اسم "هامان" معجزة قرآنية (أورخان محمد علي) (0 ردود)
المفسرات لكتاب الله (تتبع للاتي اشتغلن بالتفسير) (1 ردود)
اقتراح ( وضع مشاركات مستقلة لما كُتِب عن أعلام المفسرين والقراء ) (1 ردود)
من قائل ( فيه كل شيء إلا التفسير ) يعني تفسير الفخر الرازي (10 ردود)
ما معنى الكريم ( أي القرآن ) ولماذا اضيفت صفة الكريم للقرآن (2 ردود)
سؤلان عن (الفرق بين "كأين" و"كأيٍ") والوقف على ("ويك أنه")( "وي كأنه") (0 ردود)
تلخيص وتعليق على جزء من كتاب (إيثار الحق على الخلق) لابن الوزير (0 ردود)
الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم 22-24/3/1428هـ (4 ردود)
سؤال عن العالم الالوسي (0 ردود)
هل هذا المعنى لكلمة "كورت" صحيح أم لا ؟؟؟ (0 ردود)
الآية التي قال عنها الشنقيطي : يجب على كل مسلم أن يتدبرها كثيراً (0 ردود)
الصدق (0 ردود)
طلب مساعدة من المختصين (0 ردود)
هل هناك فرق بين معنى المرأة والزوجة في القران الكريم (3 ردود)
مصادر ومراجع تفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب . (0 ردود)
إعراب القرآن لإسماعيل بن خلف .. هل من معلومات؟ (0 ردود)
تفسير ( سنيد ) ينقل عنه ابن تيمية وأثنى عليه الذهبي هل له أثر ؟ (4 ردود)
هل كتاب نظم القرآن لأبي علي الجرجاني مطبوع ؟ (4 ردود)
أدب المفسرين (1 ردود)
المنهج القويم للتفسير العلمي في القرآن الكريم (1 ردود)
سؤال حول العرضة الأخيرة للقرآن، وحضور زيد رضي الله عنه لها. (1 ردود)(1/142)
هل تمت ترجمة تفسير المودودي ؟ (0 ردود)
طلب تفسير قوله تعالى :(وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت) الآية (5 ردود)
أحسن ترجمة لمعاني القرآن بالفرنسية (2 ردود)
لطيفة : أسماء الأشجار التي وردت في القرآن والسنة . (2 ردود)
حكم الاستغفار للمشرك الحي (5 ردود)
تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير (1 ردود)
إذا أمكن المساعدة في ترجمة الشيخ علي بن محسن الصعيدي الرُّميني.... (14 ردود)
علم السياق القرآني [11] (االناسخ والمنسوخ وصلته بالسياق). (2 ردود)
هنيئا لطلبة العلم بالمغرب (2 ردود)
مشروع التعريف بالمجلات العلمية المحكمة "أضف ما عندك " (13 ردود)
تعريف أبي السعود العمادي للكفر لغة وشرعا (0 ردود)
من يفيدني في الترجمة لهؤلاء مع عزو الترجمة لمصدرها (3 ردود)
هل من بحاثة يفيدنا بأسامي مصنفات الهبطي صاحب الوقوف المنتشرة بالمغرب (9 ردود)
هل من بحاثة علامة يفيدنا عن: عمر بن محمد بن عبدالكافي ؟ (5 ردود)
معاني كلمة "الهدى" في القرآن العظيم (1 ردود)
سؤال عن منهج الحافظ ابن كثير في تفسيره (12 ردود)
أرجو مساعدتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير (10 ردود)
دروس علمية مباشرة ومسجلة في التفسير . (0 ردود)
نظرات في مفهوم الأمن في القرآن الكريم (0 ردود)
سؤال عن آية في سورة العاديات (8 ردود)
من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية (1 ردود)
ما معنى تنزيل القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - ؟ (13 ردود)
كشاف الدراسات القرآنية(الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ)للـ د.الجيوسي (8 ردود)
منهج القاسمي في أسباب النزول (2 ردود)
معاني "الرحمة" في القرآن العظيم (0 ردود)
بعض العلوم المستنبطة من القرآن. (2 ردود)
علم السياق القرآني [11] (صلة السياق بالمقاصد) (0 ردود)
الأرشيف الصوتي لدرس فضيلة الشيخ د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني ... (أدخل وحمل) (0 ردود)(1/143)
لطائف من ترجمة ابن عباس ( 3ق هـ ـ 40هـ ) (9 ردود)
معاني "الخير" في القرآن العظيم (0 ردود)
الخلاف في تفسير : (قالوا بلى). (3 ردود)
أنواع الخطاب في القرآن العظيم (3 ردود)
الإمام الواسطي الديواني(663-743هـ) ومؤلفاته بين أيديكم (1 ردود)
لطائف تفسيرية للشيخ الدكتور سفر الحوالي ... من كتابه ظاهرة الإرجاء (2 ردود)
سؤال عاجل جداً: هل هناك من فسر قول الله: ... (6 ردود)
أين أجد تفريق الفراء بين الكره والكره؟ (5 ردود)
ترجمة الإمام الخازن ......... (3 ردود)
هل الشاذ عند الفقهاء كالشاذ عند الأصوليين؟ (2 ردود)
ما معنى كلمة ( الضريع ) هنا ؟ (12 ردود)
توقيعات المفسرين (21 ردود)
سؤال عن علة رسم كلمة في القرآن الكريم (10 ردود)
هل تهتز عند قراءتك للقرآن الكريم ؟ (7 ردود)
أول انفجار نووي أهلك قوم لوط !!! (0 ردود)
أبو صالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره... بحث محكم (6 ردود)
صدر حديثا عن مكتبة الصحابة بالشارقة الطبعة الأولي من (علم التفسير أصوله وقواعده) (2 ردود)
علم السياق القرآني [10] ( صلة السياق بالمتشابه.) (0 ردود)
كيف كانت قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله ؟!. (1 ردود)
خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية ( بحث منقول ) (0 ردود)
التدبر والنظر في الآيات والسور...دعوة للمشاركة (3 ردود)
تفسير الجوهر المنظوم لابن عقيلة الحنفي عليه رحمة الله...!! (2 ردود)
الإعلام في القرآن وموقفه من شائعات السوء (3 ردود)
عرض كتاب ( تفسير القرآن أصوله وضوابطه ) للأستاذ الدكتور علي العبيد حفظه الله .. (6 ردود)
علم المناسبة (0 ردود)
صدر حديثا أسلوب التعليل وطرائقه في القران الكريم (0 ردود)
تحية للقائمين على ملتقى أهل التفسير (8 ردود)
إذا أردت أن ترسخ في نفسك أصول مسائل العلم فعليك بما يأتي........... (8 ردود)
التقويم والتعريف بعدد من الكتب حديثة الصدور والتصنيف(1) (3 ردود)(1/144)
مشايخي وأحبتي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (11 ردود)
استفسار عن طبعة المكتب الإسلامي لزاد المسير (2 ردود)
عنوان فقط،هل هناك كتاب أو رسالة جمع فيها روايات ابن عباس في التفسير غير تنوير المقباس (4 ردود)
دورة علمية للشيخ الدكتور مساعد الطيار في المدينة النبوية (2 ردود)
توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلَّام في نقله لقول قتادة أن المراد بدار الفاسقين مصر (5 ردود)
وضع سلة صغيرة للمهملات بجوار المصاحف ، أمام المصلين . (9 ردود)
نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب (4 ردود)
استفسار حول تفسير ابن ابي حاتم (6 ردود)
سؤال عن: رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ ابن عثيمين؟؟ (4 ردود)
قراءة القرآن في المحافل . (13 ردود)
فائدة عزيزة ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله ...) (2 ردود)
جمال البنا ومنهجه في التفسير (2) (1 ردود)
سرقات علمية (3 ردود)
صدر حديثا (بلاغة التقديم والتاخير في القران الكريم) لعلي أبو القاسم عوض (1 ردود)
علم السياق القرآني[9]( صلة السياق بالمناسبات) (0 ردود)
صدر حديثا البرهان في تناسب سور القران للإمام الحافظ احمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي (5 ردود)
تهذيب تفسير الجلالين للدكتور محمد لطفي الصباغ (4 ردود)
عرض كتابين عن (منهج أبي حيان في تفسيره البحر المحيط) لأحمد شكري وبدر البدر (15 ردود)
تفسير نفيس لسورة الفاتحة لمحمد بن يوسف السنوسي ( ت 895 هـ ) (8 ردود)
صدر حديثا كتاب فضائل الصحابة في القران الكريم (0 ردود)
مدارسة حول الاستدلال بهذه الآية في المحافل (9 ردود)
صدر حديثانسخ وتخصيص وتقييد السنة النبوية للقران الكريم دراسة نظرية تطبيقية (0 ردود)
(وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) من فوائد العصا . (11 ردود)
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن (4 ردود)
بعد فتنة الرقم 19 ، بحث جديد يتحدث عن أهمية الرقم 7 في القرآن الكريم (0 ردود)(1/145)
لمن يتكرم بالترجمة مشكوراً .... (4 ردود)
المال عقبة في تحقيق بعض الأفكار الخاصة بالدراسات القرآنية فلنتعاون على البر والتقوى (10 ردود)
إعلان عن مسابقة في البحث العلمي برعاية مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي (8 ردود)
إضافة قيمة في علم الرسم العثماني (مبروك ) (2 ردود)
صدور العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية (6 ردود)
صدر حديثاً (موسوعة تفاسير المعتزلة) في أربعة أجزاء . (1 ردود)
جمعية تكريم العلماء(ضع رأيك) (3 ردود)
قبل البدء بجمع الترجيحات ؟! (4 ردود)
صدر حديثاً (علم إعراب القرآن تأصيل وبيان) للدكتور يوسف بن خلف العيساوي (5 ردود)
ما نزل من القرآن.. تصحيحا لما فهم من الصحابة على غير المراد (0 ردود)
هكذا المجاهدون ... لا يموتون إلا واقفين !!! (1 ردود)
سؤال عن تحقيق كتاب (الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم) لابن عقيلة المكي ؟ (1 ردود)
الاديب الناقد محمد الحسناوي في ذمة الله (15 ردود)
دلالة قوله تعالى : { و هو في الخصام غير مبين } على عدم جواز ولاية النساء القضاء (4 ردود)
حلم أسأل الله أن ييسر له من يحققه (3 ردود)
جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (1) (1 ردود)
(وذقوا عذاب الحريق)ماترون في هذا الإعراب؟ (4 ردود)
معرض الكتاب السنوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (6 ردود)
سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله (1 ردود)
مَنْ قتل مُؤمنَاً من أجل إيمانه ، هَل يكون مُؤمنَاً ؟ (7 ردود)
كيفية كتابة تقرير حول مشروع علمي (6 ردود)
عناوين مراكز المخطوطات والمكتبات العالمية (23 ردود)
سؤال عن مخطوطة (التبيان في تفسير القرآن لخضر بن عبدالرحمن الأزدي) عاجل (2 ردود)
الكبائر والصغائر (0 ردود)
التنازع في أول من صنف في التفسير الموضوعي؟ وادعاء بعض الشيعة (4 ردود)(1/146)
أسبوع حافل بمناقشة رسائل ماجستير في التفسير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (15 ردود)
الإيضاح الأتم (1 ردود)
دعوة للحوار حول مناقشة الرسائل العلمية وتبادل الخبرات في تحكيم البحوث (8 ردود)
إعلان بخصوص: عرض الرسائل العلمية لأعضاء الملتقى .. (3 ردود)
(تفسير الطبري) درس أسبوعي للدكتور مساعد الطيار (مباشر) (2 ردود)
علم السياق القرآني [8] ( صلة السياق ببعض علوم القرآن) (0 ردود)
لمسات بيانية في سورة الضحى للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي (1 ردود)
صدر حديثا (المجيد في إعجاز القران المجيد) لكمال الدين الزملكاني (ت651هـ) (1 ردود)
سؤال عن ترجمة بعض كتب عبد الله دراز (2 ردود)
(تفسير آيات نداء المؤمنين في القرآن الكريم)درس أسبوعي لأبي مجاهد العبيدي (مباشر) (10 ردود)
بحث علمي بعنوان ( اختيارت الشنقيطي الفقهية في الحدود ) دراسة وموازنة (2 ردود)
عبارة (إن دلَّ فإنما يدل على) شائعةٌ , ولكن هل هي تشعر بتردد دلالة الدليل أو المستدل. (7 ردود)
(تفسير سورة النصر) محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير (0 ردود)
مِنْ ؛ لبيان الجنس ، في نحو قوله تعالى : {مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا} (3 ردود)
من أي وجه يصح إدخال الإسرائيليات في كتب التفسير ؟ (1 ردود)
زيادات حقائق التفسير / لأبي عبدالرحمن السلمي (1 ردود)
وزارة الأوقاف بقطر / طبعة مصححة للمحرر الوجيز لابن عطية (3 ردود)
تفسير "الكشاف" في جوف الكعبة !! (1 ردود)
{إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنّ (0 ردود)
سؤال عن منظومة في المتشابه (2 ردود)
طلب اقتراحات لتدريس مقرر التفسير في الشريعة وأصول الدين (10 ردود)
استفسار عن كتاب : السراج المنير (5 ردود)
من جديد المعرض في علوم القرآن (6 ردود)
أخلاق المصلحين في القرآن الكريم .. وقفة تأمل واقتداء ... (3 ردود)(1/147)
استفسار عن (تفسير الحدَّاد) (4 ردود)
سؤال حول تفسير الطبري و منهجه والضابط في قبول رواياته (3 ردود)
جامع الاشتقاقات (0 ردود)
المصحف بتقنية الفلاش على الانترنت (6 ردود)
نماذج من التفسير التطبيقي للقرآن.... أضف انموذجا (0 ردود)
مقارنة بين قصة نوح عليه السلام في القران الكريم و العهد القديم (9 ردود)
ما العمل في هذه الحالة, أيها الأفاضل...؟؟ (1 ردود)
علم السياق القرآني [7] ((((منهج الكشف عن السياق وتعيينه، وكيفية الوصول إليه. )))) (0 ردود)
مناقشة علمية هادئة لمقولة الإعجاز العددي (19 ردود)
سؤال لأهل التفسير في هذا الملتقى المبارك (4 ردود)
ما هو جديد معرض الكتاب الدولي ؟ (0 ردود)
مقدمة تفسير (الدر المنثور) للسيوطي بين المخطوط والمطبوع لـ د.حازم حيدر (1 ردود)
كم مقدار الهوامش في الرسائل العلمية؟ (3 ردود)
الاستفادة من التفسير الإشاري في تدبر القرآن (5 ردود)
أحببت أيها الأخوة أن استفسر (4 ردود)
من البشائر العظيمة ... لحفظة كتاب الله العزيز (1 ردود)
لطيفة في رد الأشعري على الجبائي في تفسيره (0 ردود)
بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم . تأليف : د.محمد العبدَة (0 ردود)
أرجو الإفادة مأجورين،، (5 ردود)
صدر حديثاً (1 ردود)
معرض مسقط الدولي الثاني عشر للكتاب (1 ردود)
إلى زوار معرض الرياض من المهتمين بعلم القراءات (11 ردود)
اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة النبوية (ح/2) (0 ردود)
من أجل أهل التفسير والملتقى (16 ردود)
lمقارنة بين قصة ادم عليه السلام في القران الكريم والعهد القديم (1 ردود)
لو تكرمتم أفيدوني (1 ردود)
استفسار من جامعة برونيل بلندن ؟؟ أرجوا الإجابة (6 ردود)
من إجابات الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله - في رحلة افريقيا 1385هـ (0 ردود)
تاملات في قصص الانبياء في العهد القديم (3 ردود)
علم السياق القرآني[6]( قواعد وضوابط في السياق ) (5 ردود)(1/148)
رد الدكتور جمعة علي عبد القادر على الباحثة منيرة الدوسري ومن معها (6 ردود)
حالات الضعف البشري التي اعترت الأنبياء ـ المذكورة في القرآن ـ وحاجة الدعاة لتأملها (9 ردود)
اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة (ح/1) (5 ردود)
معرض الرياضِ الدولي للكتاب ومواعيد الزيارة والفعاليات المصاحبة (11 ردود)
أثر عن ابن عباس استشكله ابن كثير (3 ردود)
التثبت في تفسير القرآن و ترك الجزم بأنه لم يسبق إلى هذا الاستنباط. (1 ردود)
ما معنى هذه الآية {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ } ؟ (2 ردود)
سؤال في سورة الفاتحة (3 ردود)
موضوع يصلح بحثاً نبه عليه الشاطبي (0 ردود)
مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، ت: د /عدنان زرزور أين أجدها في المكتبات (5 ردود)
سؤال عن تفسير الإمام المفسر فخر الدين ابن تيمية (0 ردود)
فهرس متجدد لموضوعات (صدر حديثا في الدراسات القرآنية) (8 ردود)
تعقيب علي ما نسب الي الامام العز بن عبد السلام (1 ردود)
الشيخ القرضاوى في رحاب القران الكريم (0 ردود)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (4/ 4) (3 ردود)
صدور كتاب جديد للأستاذ الدكتور فضل عباس (4 ردود)
"لعل" الواقعة في القرآن ....... استفسار . (4 ردود)
"لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا " لماذا يطلق على الشخص المبهم اسم (فلان) ؟. (1 ردود)
سارع قبل نفاد الكمية ! موضوعات جديدة لرسائل الماجستير والدكتوراة والترقية ... (4 ردود)
طبعة جديدة للبرهان في علوم القران (2 ردود)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (3/ 4) (0 ردود)
مصحف إفريقيا (1 ردود)
الفهم الحداثي للنص القراني (0 ردود)
مفهوم الاستخلاف ودوره في فكر ابن خلدون التربوي والتعليمي (0 ردود)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4) (10 ردود)
المجمل والمفسر في القرآن الكريم لابن الجوزي (0 ردود)(1/149)
علم السياق القرآني [5] (أنواع السياق القرآني ) (0 ردود)
سؤالات متنوعة : في التفسير ورجاله والعزو والإسناد . (4 ردود)
هل تؤيدون تقسيم الملتقى العلمي حسب الموضوعات : سجل رأيك مشكوراً (35 ردود)
ما سر هذا الاسم من أسماء الله تعالى, وتعلق الأنبياء به في القرآن..؟؟ (3 ردود)
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم(1/4) (4 ردود)
هل القرطبى المفسر هو صاحب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام (6 ردود)
::: دلائل الآيات ::: (2 ردود)
القراءات المفسرة : الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني (6 ردود)
هذه الألفية في غريب القرآن, هل تم العمل على تحقيقها أو شرع في ذلك أحد..؟؟ (8 ردود)
من روائع الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله : (أهم شروط المفسّر) (2 ردود)
سؤال عن الملتقيات العلمية الجامعية .... (12 ردود)
سؤال في تفسير آية من سورة المزمل (4 ردود)
سأكتب رسالة الماجستير فبماذا ينصحنا أهل التفسير؟ (9 ردود)
الدورة العلمية في ( تدبر القران الكريم ) ( صورة ) (2 ردود)
الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم ..كتاب جديد (2 ردود)
سرقة علمية محزنة : (مشرف رسالة : أسماء سور القرآن وفضائلها ؛ لمنيرة الدوسري )يسرقها ! (44 ردود)
استئناف درس تفسير الطبري والإتقان للسيوطي؛ للدكتور مساعد الطيار في مقره الجديد( صورة) (8 ردود)
حول أسانيد الطبري المرفوعة (0 ردود)
صدر حديثاً كتاب (الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد) للحافظ المنتجب الهمذاني (ت643) (6 ردود)
ما الذي جعل بعض المفسرين يتجهون هذا الاتجاه ( الإعجاز أو التفسير العلمي ) ؟ (6 ردود)
مدارسة كتاب ( المقدمات الأساسية في علوم القرآن ) للجديع (4 ردود)
صدور الطبعة الثانية من (علوم القرآن بين البرهان والإتقان) لحازم حيدر وبيان الزيادات (11 ردود)
رسائل ماجستير ودكتوراة في كلية القرآن بطنطا (1 ردود)(1/150)
( ( البرهان في بيان القرآن ) لابن قدامة هل حقق ؟ (4 ردود)
علم السياق القرآني [4] (منزلة السياق من قرائن الترجيح) (2 ردود)
فهرس مخطوطات قسم القرآن بمكتبة مكة المكرمة (1 ردود)
موضوع الكليات في القرآن المكي والمدني (2 ردود)
لطيفة : قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : ( وأيا ما كان فعليه لعنة الله ). (4 ردود)
فيما يعود الضمير في قوله تعالى : " إنما يبلوكم الله به ؟؟ (7 ردود)
هل نص أحد من المفسرين على هذا الرأي؟ (2 ردود)
طلب مستعجل حول كتاب لأبي الحسن شريح بن محمد بن شريح (4 ردود)
سؤال عن (تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة) هل سبق بحثه ؟ (2 ردود)
من هو الإمام البقاعي؟؟ (7 ردود)
إشكال (1 ردود)
مكتبة المهتدي ( موقع راائع ) لتحميل الكتب (5 ردود)
التصوير الفني في القرآن (3 ردود)
صدر كتاب (موسوعة التفسير قبل عهد التدوين) للدكتور محمد عمر الحاجي (1 ردود)
صدر كتاب (الاجتباء والاختيار في القرآن الكريم) للباحث فاضل الجواري (2 ردود)
ما هي جميع مؤلفات الشيخ الدكتور مساعد الطيار؟ (11 ردود)
المياه في القرآن الكريم (0 ردود)
(1/151)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه
---
تبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه
---
حارث الهمام
11-13-2005, 04:13 PM
عبارة من صاحب قلم سيال
قال الإمام ابن القيم بعد تعليق بديع في البدائع [ص147]على سورة الكافرون:
"فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه.
وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبى القلوب، وتأخذ بمجامعها، ومن لم يصادف من قلبه حياة فهي خود تزف إلى ضرير مقعد، فالحمد لله على مواهبه التي لا تنتهي ونسأله إتمام نعمته".
أما صاحبكم فيسأل الله الكور بعد الحور، وحديد البصر بعد العشي، وأن يجلي بصيرته، ويفتِّح ناظريه على عجائب كلامه، وأن يمن عليه بتدبره.
فقل آمين وللقارئين!
---
(1/152)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ترشحون زاد المسير في التفسير ليكون مشروع قراءة يداوم عليه طالب العلم؟
---
هل ترشحون زاد المسير في التفسير ليكون مشروع قراءة يداوم عليه طالب العلم؟
---
تلميذ البخاري
10-16-2005, 04:07 AM
المشائخ الكرام : هل ترشحون كتاب زاد المسير في التفسير لابن الجوزي أن يكون كتاب أصل لطالب العلم يكرر قراءته ويعكف عليه ؟؟؟
وأتمنى من لديه أي شئ عن هذا الكتاب من سلب أو إيجاب أن يفيدني وما أحسن الطبعات للكتاب فأنا معجب بهذا الكتاب كثيراً
---
مساعد الطيار
10-16-2005, 04:22 PM
تلميذ البخاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد أحسنت الاختيار ، والكتاب من الكتب النفيسة التي يمكن جعلها أصلا لطالب العلم يقرأ فيها ، ويديم مطالعتها .
والكتاب لا يحتوي على كل ما يريده من يقرأ التفسير ، فذلك يكاد يكون متعسرًا اجتماعه في كتاب وسط سهل العبارة ، لكن هذا الكتاب قد جمع ما يحتاج إليه طالب العلم من معرفة الأقوال في الآية ، ومعرفة الناسخ والمنسوخ فيها ، ومعرفة جملة من الاحكام ، مع مراعة قول الحنابلة في ذلك ، ومعرفة ما في الآية من قصص ... الخ مما لا يخلو منه تفسير .
وأقول : إن من كانت له عناية بمعرفة أقوال السلف في التفسير على وجه الإيجاز والسرعة ، فإنه يمكنه الاعتماد على هذا التفسير .
وأحب أن أؤكد على حسن طرحك في أن يضع طالب العلم له أصلاً من كتب التفسير يقرأه ويكرره ليتقن التفسير من خلاله ، فهذا منهج حسن جدًّا .
---
أبو بيان
10-16-2005, 07:19 PM
انظر للفائدة :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3371
---
تلميذ البخاري
10-16-2005, 07:23 PM
لقد سعدت جداً بردكم وشجعني كثيراً وجاء في الوقت المناسب وأشكر لكم سرعة الرد وهذا من توفيق الله عز وجل
وجزاكم الله خيراً ....(1/153)
محبكم في الله تلميذ البخاري
---
مرهف
10-17-2005, 04:04 PM
أقول إني من المدمنين على قراءة زاد المسير فوجدته كتاباً جمع ما ورد من الأقوال المأثورة عن السلف الصالح بل أخالف فضيلة الدكتور مساعد في ناحية نسبية وهي عدم احتواء الكتاب كل ما يريده طالب فما من كتاب من كتب التفسير فيها هذا الشرط ولكن زاد المسير ألفه ابن الجوزي ـ كما بين في كتابه الذي ألفه وصية واسمه لفتة الكبد ـ ألفه ليحفظ طالب العلم الأقوال الواردة في التفسير بل إني وجدت فيه أقوالاً ما ذكرها غيره وهذه ميزة فيه ولو أن الكتاب بين يدي الآن لذكرت أمثلة من ذلك ولكن تفسير ابن الجوزي حقاً زاد يكفي
---
مساعد الطيار
10-17-2005, 05:02 PM
أشكرك أخي مرهف على هذه المداخلة ، لكن هذه الفائدة دين عليك ، فإذا وصلت إلى نسختك ، فأفدنا بالأمثلة .
---
مرهف
10-17-2005, 05:09 PM
أعانني الله على وفاء هذا الدين ولكن أعدك بأنني إذا وصلت إلى نسختي في سوريا سأسدد ديني وجزاك الله خيراً
---
تلميذ البخاري
10-18-2005, 04:15 AM
الأخ مرهف وفقك الله أنا بإنتظاروشوق وأتمنى أن يكون قريباً أسأل الله أن تصل سالماً غانماً إلى أهلك .
وأتنمنى من فضيلة الشيخ د.مساعد حفظه أن يذكر ما ينبه عليه طالب العلم ويحتاج إلى تحريره والتدقيق فيه عند قراءة الكتاب غير مسألة التأويل التي خالف فيها المؤلف رحمه الله مذهب السلف
وهل يوجد رسائل جامعية في هذا التفسير ؟؟
محبكم في الله تلميذ البخاري
---
عمر المقبل
10-18-2005, 10:17 PM
الإخوة الفضلاء ..
ألا ترون أن التفصيل أولى ،بحيث يفرق بين طالب مبتدئ ،وطالب متوسط ،وطالب متقدم في هذا الفن ؟
هذا من جهة ،ومن جهة أخرى (وهي الناحية المنهجية في الطلب ):(1/154)
فإن الجادة المسلوكة في جعل كتابٍ ما ، أصلاً في أي فن ألا يكون كتاباً كبيراً ،حتى لا يتشتت ذهن القارئ ،وأظنني أنني لست بحاجة للتمثيل على ذلك في الفنون الأخرى كالفقه ،والعقائد ،والمصطلح ،وأصول الفقه.
ومادام أن (زاد المسير ) طُرِحَ مثالاً ،فالسؤال :
متى يخرج القارئ له بالقول المحرر ،أو المختار في تفسير الآية ،إذا كان يذكر في الآية الواحدة إلى ست أقوال ،وربما أكثر (أنا أكتب من ذاكرتي) ؟!
هذان تساؤلان أطرحهما باختصار ،منتظرا كريم مداخلات الإخوة التي ستثري البحث .
---
أحمد البريدي
10-18-2005, 11:23 PM
لا شك أن زاد المسير يحمل بين طياته مادة تفسيرية ضخمة فهو من المراجع المهمة لكن السؤال هو هل يصلح أن يكون عمدة , ولذا فأنا أتفق مع الشيخ عمر فيما طرحه ,أضف إلى ذلك أنه لا بد من معرفة حال من سيجعله عمدة له واهتماماته , ثم إن ابن الجوزي من المقلين جداً من الترجيح بين الأقوال التفسيرية الكثيرة التي يذكرها , نعم غالبها من قبيل اختلاف التنوع لكن ليس كل من اطلع عليها أدرك ذلك .
---
إبراهيم الحميضي
10-19-2005, 01:42 AM
لن تجد كتابا من كتب التفسير سليما من المآخذ ، وأفضلها على الإطلاق - في رأيي- تفسير ابن جرير ، وكل من جاء بعده استفاد منه ، ولكنه كتاب واسع وقد ضعفت الهمم .
أما تفسير ابن الجوزي فهو من التفاسير القيمة ولاشك ، وقد امتاز بجمع أقوال السلف في التفسير وترتيبها , ولكنه لا يستوعب جميع الأقوال , ومن قال بها من السلف في بعض الأحيان , وقد يشقِّق بعض الأقوال مع أن مؤداها واحد، كما هو صنيع الماوردي ، وقد استفاد الأول من الثاني في هذا الباب كما هو معلوم .(1/155)
وقد أكثر شيخ الإسلام ابن تيمية من الرجوع إليه ، بل اعتمد عليه في حصر الأقوال في بعض المواضع ، وكأنه يحفظ الكتاب عن ظهر قلب ,وهو أحياناً يصَّرح بذكره , وأحياناً يسوق كلامه بنصَّه ولا يشير إلى ذلك ، ولعل هذا الكتاب كان له رواج كبير في عصره .
ويا ليت أحد أهل العلم الأكفاء يقوم بتهذيبه ، فيجمع بين الأقوال التي بمعنى واحد ، ويرجح الراجح منها ، ويسد ما يجد فيه من الخلل .
أما الحواشي فأخشى أن تؤدي إلى تضخم الكتاب ، ومن ثم عدم صلاحيته ليكون عمدة ، وعلى كل حال أوافق ما ذكره أخواي الشيخان عمر وأحمد من أنه قد يصلح لفلان ما لا يصلح للآخر للأسباب متعددة .
---
مرهف
10-19-2005, 02:10 AM
الكلام في المستويات والكتاب المناسب لطالب العلم المبتدء في التفسير يحتاج لتحديد السن والأهلية واختبار المدارك ، ولكن ألا يمكن أن نجعل من زاد المسير كتاباً معتمداً لتدريب طالب العلم على الجمع بين الأقوال والتنسيق بينها وإظهار المعاني المتكاثرة من تعدد الأقوال ،وتمريسهم على مناسبتها لسياق الآية وغير ذلك من الفوائد التفسيرية فما رأيكم
---
أبو لبابة
10-19-2005, 12:03 PM
إخواني الأفاضل
ماذا تقولون بطالب علم مستور الحال يقتني من التفاسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي وتفسير ابن عاشور والظلال
ألا يكفيه ذلك قنية تغنيه عن زاد المسير؟
أرجو الإفادة بالمقارنة وبيان أوجه النقص في بعضها دون الآخر
جزاكم الله خيرا
---
صالح صواب
10-19-2005, 09:48 PM
أعتقد أنه ليس بالإمكان أن يغني كتاب في التفسير عن كتاب آخر.
واختيار الكتاب يختلف باختلاف الغاية من قراءته، ففي حين يصلح تفسير ابن كثير - مثلا - أو تفسير السعدي أو الجزائري أو ما شابهها للمبتدئين وللعامة، فربما لا يجد الباحث بغيته في هذه الكتب، وهكذا.(1/156)
وكتاب ابن الجوزي (زاد المسير) امتاز بالسهولة والاختصار، وجمع الأقوال المتعددة بصورة موجزة، وهذا مفيد جدا للباحث الذي يريد أن يتتبع الأقوال الواردة في معنى الآية دون إطالة بحث (كما هو الحاصل عند الطبري أو غيره)، وإنما يجدها في بضعة أسطر، إلا أن ذلك قد لا يكون مناسبا لطالب العلم الذي يسعى إلى توسيع معارفه في التفسير، لأن الكتاب لا يناقش الأقوال، ولا يستطرد في ذكر الأدلة.
وخلاصة القول أن الكتاب مفيد جدا، ولكن لا ينبغي أن يعتمد القارئ عليه وحده، بل يضيف إليه كتبا أخرى.
---
أبو بيان
10-19-2005, 11:36 PM
مرحباً بأخينا الكريم الدكتور/ صالح بن يحيى صواب, ضيفاً كريماً عزيزاً, وقد كنا بانتظار إطلالته المفيدة المباركة بإذن الله على الملتقى منذ أن جمع الله بيننا في خير مجلس من مجالس القرآن وعلومه, فحيَّاك الله يا شيخ صالح, ونتمنى أن نرى من كتاباتك, ومشاركاتك العلمية ما نزداد به خيراً وفائدة بإذن الله.
* ومن خلال تجربة محدودة أقترح لأخي أبي لبابة ثلاثة تفاسير هي الشَّهْدُ واللُّبَاب:
جامع البيان, للطبري - والمحرر الوجيز, لابن عطية - وتفسير القرآن العظيم, لابن كثير.
هذا إن أردت النفسير بأصله وفرعه, وظاهره وباطنه, ولفظه ومعناه, وحقيقته ومجازه, وكُلِّه.
ثُمَّ بعد ذلك لكلِّ كتابٍ طعمه الخاص, ونكهته المميزة.
---
صالح صواب
10-19-2005, 11:59 PM
أخي الكريم / نايف الزهراني ... أشكرك على ترحيبك الجميل، ونسأل الله تعالى أن ينفع بك ..
وما دمت قد أفدت القارئ بنصيحتك فإني أضيف إلى ما ذكرت كتابين هامين، الأول: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني... فقد جمع المؤلف فيه نتفا متفرقة من التفسير؛ وجمع كثيرا أقوال السابقين في كتابه هذا.
والثاني: التحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور، وهو غني عن التعريف، وفيه من الفوائد ما لا يوجد في غيره.
وفقك الله ..
---
تلميذ البخاري
10-20-2005, 01:27 AM(1/157)
الإخوة الكرام شكر الله لكم وبارك فيكم لاشك أن الحديث ذو شجون والفوائد والخواطرتتدفق وكل هذا مفيد ولكن ....ما تقولون لو كان هناك نوع من التقيد أثناء الكتابة في الملتقى بحيث يراعى الموضوع المطروح فهنا طرح سؤال عن كتاب زاد المسير وحدد السؤال وكان في :
1- السلبيات والإيجابيات في الكتاب ( وهو مهم جداً )
2- هل يرشح أن يكون عمدة ( أي أصل ) يعتمد عليه طالب العلم ثم يتفرع منه إلى غيره وغير متصور أن طالب العلم سوف يأخذه ويدع غيره
بنظري أن التركيز على أي موضوع يناقش دون إستطراد سوف يخرج لنا مادة علمية قيمه
---
أبو بيان
10-21-2005, 02:01 AM
أخي الكريم: تلميذ البخاري
رأيك سديدٌ وفقك الله في التركيز على الموضوع لتتمَّ فائدته, ولكنا أحببنا أن نوفي أبا لبابةَ نصيبه وقد اعتكف ببابك, وتَحَرَّمَ بجنابك.
وبالنسبة لطلبك فهو منحصرٌ في أمرين كما ذكرتَهُما:
الأول: السلبيات والإيجابيات في الكتاب ( وهو مهم جداً ).
وهذا قد أشار إليه الشيخ مساعد في أول الموضوع, وكذلك في هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3371
والأمر الثاني: هل يرشح أن يكون عمدة ( أي أصل ) يعتمد عليه طالب العلم ثم يتفرع منه إلى غيره.
فجوابه راجعٌ إلى تحديد مُرادِكَ بالعمدة والأصل:
- فإن أردت بكونه عمدةً أي: في معرفة الأقوال في الآية واستيعابها, فهو أصيلٌ في هذا الجانب ومعتَمَدٌ فيه.
- وإن أردت بكونه عمدَةً لطالب العلم أي: في معرفة الراجح في معنى الآية, وأولى الأقوال فيها بالصواب, فلن تجد فيه بغيتك؛ لأنه لم يقصد إلى ذلك, وإنما قصد جمع ما قيل في الآية مع الاختصار, ولم يقصد الاختيار.
ولذا فأقترح لك عمدةً على المعنى الثاني: الوجيز, للواحدي, ففيه الصنعةُ التفسيرية كما ينبغي أن تكون.
---
الراية
08-20-2006, 03:35 AM
هل هناك دراسات حول هذا التفسير
حول موارده ومنهج مؤلفه فيه.
---(1/158)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف نجمع بين ( ..أن أرسل معنا بني اسرائيل ..)وبين(..قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ..)؟
---
كيف نجمع بين ( ..أن أرسل معنا بني اسرائيل ..)وبين(..قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ..)؟
---
أخوكم
03-15-2004, 11:42 AM
السلام عليكم
من المعلوم أن نبي الله موسى عليه السلام طلب من فرعون أن يسلمه بني اسرائيل لأن الله أرسله إليهم
وهذا واضح من قوله سبحانه :
( فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {16} أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {17} ) سورة الشعراء
فلماذا قال فرعون :
( قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى {57} ) سورة طه
؟
فموسى لم يطلب من فرعون أن يخرج من أرضه ، فلماذا قال فرعون ذلك الكلام ؟
---
أبوعبدالله المسلم
03-15-2004, 01:59 PM
الجواب واضح يا أخي
فقول فرعون هذا من جملة أباطيله التي حكاها الله عنه يريد صد الناس عن الإيمان به بتشويه دعوته للناس
فقال قولته تلك .
قال الرازي : ( ثم حكى الله تعالى شبهة فرعون وهي قوله: { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يامُوسَى } وتركيب هذه الشبهة عجيب وذلك لأنه ألقى في مسامعهم ما يصيرون به مبغضين له جداً وهو قوله: { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا } وذلك لأن هذا مما يشق على الإنسان في النهاية ولذلك جعله الله تعالى مساوياً للقتل في قوله:
{ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ } ) انتهى .(1/159)
وقال أبو حيان : ( وفي قوله {أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا } وهن ظهر منه كثير واضطراب لما جاء به موسى إذ علم أنه على الحق وأنه غالبه على ملكه لا محالة، وذكر علة المجيء وهي إخراجهم وألقاها في مسامع قومه ليصيروا مبغضين له جداً إذ الإخراج من الموطن مما يشق وجعله الله مساوياً للقتل في قوله
{ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ }
وقوله {بِسِحْرِكَ} تعلل وتحير لأنه لا يخفى عليه أن ساحراً لا يقدر أن يخرج ملك مثله من أرضه ويغلبه على ملكهبالسحر، وأورد ذلك على سبيل الشبهة الطاعنة في النبوة ) انتهى .
وقال الألوسي في روح المعاني : ( أي أجئتنا من مكانك الذي كنت فيه بعد ما غبت عنا أو أقبلت علينا لتخرجنا من مصر بما أظهرته من السحر ، وهذا مما لا يصدر عن عاقل لكونه من باب محاولة المحال، وإنما قال ذلك ليحمل قومه على غاية المقت لموسى عليه السلام بإبراز أن مراده ليس مجرد إنجاء بني إسرائيل من أيديهم بل إخراج القبط من وطنهم وحيازة أموالهم وأملاكهم بالكلية حتى لا يتوجه إلى اتباعه أحد ويبالغوا في المدافعة والمخاصمة ؛ إذ الإخراج من الوطن أخو القتل كما يرشد إلى ذلك قوله تعالى:
{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ }
(النساء: 66) وسمى ما أظهره الله تعالى من المعجزة الباهرة سحراً لتجسيرهم على المقابلة.) انتهى
---
أخوكم
03-16-2004, 06:59 AM
الأخ الكريم أبوعبدالله المسلم جزاك الله كل خير على جهدك
الذي منعني من الأخذ به فترة من الفترات هو سكوت موسى عليه السلام ولم يرد على فرعون قوله
فكأني فهمت من ذلك اقرار موسى عليه لمقولة فرعون
ثم تأملت كلامك طيلة يومي ويبدو أن ما ذكرته وما نقلته هو الذي سآخذ به وهو :
أن فرعون كذب في قوله ( أجئتنا )
طبعا ما لم يتضح لي سبب أكثر قوة(1/160)
ختاما : أكرر شكري الجزيل لك أخي الكريم ولا حرمك الله العلم النفع والعمل الصالح
---(1/161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الجانب البلاغي في التفسير
---
الجانب البلاغي في التفسير
---
رحمة
03-11-2006, 03:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اساتدتي الكرام أرجو أن تطلعوني على التفاسير التي اعتمدت على الجانب البلاغي في تفسير النص القرآني وما أهم الدراسات التي كتبت عن الجانب البلاغي في هده التفاسير؟
وجزاكم الله خير الجزاء
---
کوثر
03-11-2006, 04:29 PM
سلام عليکم
من اهم التفاسير وأحلاهم عندي الذي کتب عن جانب البلاغي
هو تفسير الکشاف ل "جار الله الزمخشري"
و هو کتاب جليل لا اعرف أعظم منه
و اقترح لک أن تبدأ من سور الجزء29
و من الله التوفيق وأسئلک الدعا
صديق لک
---
رحمة
03-12-2006, 03:12 PM
جزاك الله خيراً أختي كوثر على ما يبدو لي أنه هناك دراسات عن هذا التفسير وخاصة في الجانب البلاغي بصراحة اود أن يكون موضوعي الذي سأبحث فيه دراسة مقارنة بين المفسرين كتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور مع ما ذكرتي وغيرهم ممن أهتموا بهذا الجانب لذلك وجب معرفة الدراسات عن كل تفسير
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 03:01 PM
سبق الحديث عن هذا الموضوع في موضوعات سابقة :
- ما علاقة علم التفسير بعلم البلاغة ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4466)
- التوجيه البلاغي عند المفسرين . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4637).
- تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2430)
---
کوثر
03-26-2006, 07:52 PM
وايضا
انظر التفسير البياني و هو كتاب للمتأخرين
و صاحبه بنت الشاطئ
أنا سامع بهذا الكتاب و ما له من شأن ولكنني
لم أقرئه حتي الآن
و لي دراسة حول هذ ا الموضوع
و لكن أشمل و هو التفاسير الأدبي
و الأدب هنا يشمل
اللغة الصرف والنحو البلاغة
والأدبيات المعاصرة(1/162)
مثل الجماليات و غير ذلك
و لكني لا أعرف اللغة العربية جيدا فلا أقدر علي مساعدتك
و لكني ساحاول أن أرسل اليك بعض ما وصلت اليه
والله المستعان
---
جمال حسني الشرباتي
03-26-2006, 08:01 PM
السلام عليكم
يمكن الإستفادة كثيرا من كتاب الدكتور محمد محمد أبو موسى ---البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية
كتاب قيم جدا وموجود عندنا في مدينة الخليل من فلسطين
---
أحمد الطعان
03-26-2006, 08:16 PM
توجد رسالة دكتوراه في المغرب جامعة محمد الخامس شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بعنوان // مناهج التفسير والتحليل للخطاب القرآني في العصر الحديث المنهج الأدبي نموذجاً // رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا للطالب عروي محمد 1994 م وهي لا بأس بها . المشرف الدكتور أحمد أبو زيد .
---
روضة
03-26-2006, 11:51 PM
من التفاسير التي اعتنت بالجانب البلاغي للقرآن الكريم:
* الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية، سليمان بن عمر العجيلي، الشهير بالجمل.
* إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، محمد بن محمد العمادي، الشهير بأبي السعود، وهو من أجمل التفاسير البلاغية، وأدقها عبارة وأكثرها إظهاراً للطائف القرآن الكريم البلاغية.
* تفسير القاضي البيضاوي، والحواشي التي وضعت عليه:
* حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (عناية القاضي وكفاية الراضي)، الشهاب الخفاجي.
* حاشية محيي الدين شيخ زادة على تفسير القاضي البيضاوي، محمد بن مصلح القوجوي، الشهير بشيخ زادة.
* روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلامة الألوسي.
* وهناك كتاب لمحمد بن محمد أبو شهبة، تفسير سورة الواقعة: صور من الاعجاز البياني واحكام المعاني:منهج جديد جمع بين اصالة القديم وجدة الحديث.(1/163)
* ومن تفاسير الشيعة: تفسير الطوسي، (التبيان)، و(مجمع البيان) للطبرسي، و(الميزان) للطباطبائي: فيها لفتات بلاغية قد لا نجدها في تفاسير أهل السنة.
الرسائل التي أبرزت هذا الجانب في القرآن الكريم:
* مستويات الخطاب البلاغي في سورة البقرة، عبير محمد فايز مسعد، ماجستير إشراف: خليل عودة، جامعة النجاح الوطنية.
* خصائص التعبير البياني في سورة آل عمران، ابراهيم خليل ابو غالية، ماجستير، بإشراف: د. حسين الدراويش، جامعة القدس.
أما الكتب والرسائل التي تحدثت عن الجانب البلاغي في التفاسير:
* المقاييس البلاغية في تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور، حواس بري.
* الأوجه البلاغية والدلالية في تفسير الكشاف للزمخشري، زاهرة توفيق أو كشك، جهاد المجالي.
* جهود المفسرين في البحث البلاغي "ابي عبيدة- الفراء- ابن قتيبة"، منيرة محمد فاعور، ماجستير، بإشراف: فريد اسماعيل نعيم، جامعة دمشق.
* المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم، حسن مسعود الطوير.
* الاتجاه البياني في تفسير القرطبي الجامع لاحكام القرآن، محمد رضا حسن الحسن، ماجستير، بإشراف: د. مصطفى المشني، الجامعة الأردنية.
* المنهج البلاغي لتفسير القرآن الكريم، واشنطن ايرفينج، هاني يحيى نصري.
* المباحث البيانية في تفسير الفخر الرازي : دراسة بلاغية تفصيلية، احمد هنداوي هلال.
* في اعجاز القرآن الكريم: دراسة الاعجاز البياني في بعض آيات الاحكام، عمار ساسي، ماجستير، بإشراف: د. جعفر دك الباب، الجزائر.
وهناك كتب كثيرة تحدثت عن الجانب البلاغي في القرآن الكريم ولكنها ليست تفاسير، وكتب تبحث في الإعجاز البياني للقرآن بشكل خاص.
---
رحمة
03-27-2006, 02:04 PM
أشكركم على ردكم الذي أفادني أتم فائدة وفتح أمامي مجال البحث في هذا الجانب فجزاكم الله خيراً ووفقكم وبارك في علمكم ونفع بكم الأمة
---
کوثر
03-27-2006, 09:00 PM
وأنا أيضا أشكركم جميعاو بارك الله في علمكم
---(1/164)
کوثر
03-29-2006, 06:53 PM
و أيضا إن تكن دراستك دراسة جامعية
يجب عليك أن تتحدثي عن البلاغة و تطورها
ولبحث الإعجاز هنا صلة عريقة
و لما قلت تقدرين أن تنظري :
الإعجاز البياني للدكتورة بنت الشاطئ التي تعرضت لتطور نظرية الإعجاز
و كتاب"البلاغة تطور و تاريخ" للدكتور شوقي ضيف
و من خلال هذا البحث تستطيعين أن تختاري التفاسير الذي تحبينهم
و يمكن أن لا يكون تفسيرا مثلا
فقه اللغة و سر العربية للثعالبي هنا الذي يتعرض للآيات القرآنية
و هنا بحث آخرتقدرين أن تتعرضي عليه خلال دراستك و هو سوال هام
أ ما يسمي التفسير البلاغي هو منهج كمنهج العقلي أو منهج التفسير بالمأثور
أم هو إتجاه كاتجاه فلسفي أو إتجاه الإجتماعي و....
و هذا سؤال أجابته ليس يسيرا بل يمكن أن تصلي إلأي أنه كان إتجاه و لكن الآن
أصبح منهجا مثلا
و أحب أن اقترح لك في هذا المجال أن تقرئي كتاب ل"ايزوتسو"أو "ماكينو"و...
حتي تجمعي كل التفاسير عن كتاب الله و من ثم تصلي إلي الإجابة الصحيحة
و أنا بنفسي أحاول عن الإجابة إلي هذا السؤال
و من الله التوفيق
---
فهد الناصر
03-30-2006, 07:42 AM
يبدو لي من كلام العضو كوثر أنه غير عربي ، لعجمة الأسلوب . أنصحه بالحرص على تعلم العربية جيداً حتى يفهم بلاغة القرآن .
---
کوثر
04-05-2006, 04:00 PM
مشكور الأخ فهد ناصر علي هذه النصيحة الثمينة
علي عيني و أنا الآن بصددها
والله المستعان
---
(1/165)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع دعوى التعارض بين آيات القرآن . من كان عنده شيء فى هذالموضوع فليخبرنا وفقه الله
---
دفع دعوى التعارض بين آيات القرآن . من كان عنده شيء فى هذالموضوع فليخبرنا وفقه الله
---
osama
06-16-2003, 01:05 PM
أفيدوني
---
ناصر الصائغ
06-16-2003, 01:57 PM
السلام عليكم .
المراد بالتعارض في القرآن : أن تتقابل آيتان بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى مثل أن تكون إحداهما مثبة لشيء والأخرى نافية له .
ووقوع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري غير ممكن لأنه يلزم منه كون إحداهما كذبا وهو مستحيل في أخبار الله تعالى ( ومن أصدق من الله حديثا ) .
وغير ممكن أيضا أن يقع بين آيتين مدلولهما حكمي لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخي منها أو مثلها ) وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض .
وهناك أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض بين آيات القرآن ، والواجب على المسلم تجاهها أن يجمع بينها فإن لم يتبين وجب التوقف وسؤال أهل العلم عن ذلك .
ومن الأمثلة قوله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) فنفى الهداية عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) أثبت الهداية له .
والجمع أن الهداية الأولى المراد بها هداية التوفيق وهي منفية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره ، والثانية المراد بها هداية دلالة وإرشاد وهي ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم وغيره .
ومن الكتب المفيدة في هذا الجانب كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (ت276) والذي رد فيه على من طعن في القرآن ومن تلك المطاعن دعواهم التناقض بين آيات القرآن .
ومن الكتب دفع أيهام الإضطراب عن آي الكتاب للشنقيطي وهو من أجمع الكتب في هذا الموضوع .(1/166)
وفي جامعة أم القرى رسالة علمية بعنوان ( موهم الاختلاف والتناقض في القرآن الكريم ) من إعداد ياسر الشمالي جمع فيها آيات من القرآن الكريم ظاهرها التناقض وقام بالتوفيق بينها .
---
أحمد القصير
06-16-2003, 02:09 PM
المؤلفات في هذا الموضوع على نوعين:
النوع الأول : الدراسات الأكاديمية ( أي : الجامعية ) :
وفيه رسالتان جامعيتان :
الرسالة الأولى : موهم الاختلاف والتناقض في القرآن وآراء العلماء فيه .
إعداد الباحث : محمد محمد إبراهيم عبد العال .
إشراف : د / محمد عبد المنعم القيعي .
رسالة ماجستير في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر ، عام 1979 م .
وقد تناول فيها الباحث موهم الاختلاف والتناقض بين آيات القرآن الكريم دافعاً ذلك الإيهام بشكل موجز .
الرسالة الثانية : موهم الاختلاف والتناقض في القرآن الكريم .
إعداد الباحث : ياسر أحمد الشمالي .
إشراف : د / مسعد عبد المعطي النبراوي .
رسالة ماجستير في قسم الكتاب والسنة ، في كلية الدعوة وأصول الدين ، في جامعة أم القرى ، عام 1408 هـ .
وقد جمع فيها الباحث الآيات التي ظاهرها الاختلاف والتناقض ووفق بينها مرتباً إياها حسب موضوعاتها .
النوع الثاني : الدراسات الغير أكاديمية :
وفيه ثلاث كتب :
الأول : تأويل مشكل القرآن ، لابن قتيبة ( ت 276 هـ ) :
أورد المؤلف في هذا الكتاب الرد على الطاعنين في وجوه القراءات ، وما ادعوه على القرآن من اللحن ، ومن التناقض والاختلاف بين آيه ، وما قالوه في المتشابه ، ثم تكلم عن المجاز ومعاني الحروف المقطعة وما ادعي على القرآن بها من الاستحالة وفساد النظم .
الكتاب الثاني : تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء ، لابن تيمية ( ت 727 هـ ) :
وهذا الكتاب كما هو واضح من عنوانه تناول فيه المؤلف الآيات المشكلة سواء في ذاتها أو فيما بينها .
الكتاب الثالث : دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب ، للشنقيطي :(1/167)
ويتناول الآيات التي يوهم ظاهرها التعارض فيما بينها .
هذا ما وقفت عليه من كتب حول هذا الموضوع ، والله الموفق .
---
يزيد بن هارون
06-19-2003, 10:34 AM
تم تسجيل رسالتين علميتين في هذا الموضوع نفسه في كلية أصول الدين بالرياض ، وهذان الموضوعان من المواضيع التي أبدع الطلاب في اختيارها وأبدعت الكلية في الموافقة عليها .
---
يزيد بن هارون
06-20-2003, 06:27 PM
ومن الكتب التي تعنى بهذا الموضوع :
الرد على الجهمية والزنادقة فيما تأولته على غير تأويله ، فهذا الكتاب ذكر فيه الإمام احمد رحمه الله جملة كبيرة مما يشكك به الزنادقة ويزعمون أنه متعارض .
وكتب الرد على الجهمية للدارمي ، والرد على المريسي للدارمي ، وكتاب التوحيد لابن خزيمة ، فهؤلاء يذكرون ما تشكك به الطوائف المنحرفة عن الحق ثم يجيبون عن ذلك .
ومن الكتب : كتب التفاسير وبخاصة الكبار منها كروح المعاني للآلوسي ، وتفسير القرطبي .
ومنها : كتب العقائد ، فهي معنية إلى حد كبير بهذا الجانب .
ومنها : كتب اللغة فهي تذكر ما ظاهره التعارض ثم تجمع بينها .
---
(1/168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأي المتخصصين في هذه الاستدلالات ؟
---
ما رأي المتخصصين في هذه الاستدلالات ؟
---
محمد رشيد
08-22-2003, 06:06 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته أهل هذا الملتقى المبارك ... أرجو أن تكونوا بخير حال ، و كم والله أحب الكتابة في هذا الملتقى و أحب مشرفيه و رواده القليلين ، و أخص منهم شيخنا الفاضل/عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله تعالى و رعاه ـ و لكن ما الكتابة إلا وسيلة ، و لو أراد الطالب أن يكتب لذات الكتابة لضاع وقته هباءا .... هنا مسألة كنت أدرسها في الأصول ، و لكنها تعلقت بطرف من أطرافها بالتفسير ، ألا و هي مسألة ( مبدأ اللغات ) أو على وجه التحديد ( الواضع للّغات ) هذه المسألة اختلف العلماء فيها على أربعة أقوال رئيسة :
الأول : أن الواضع لها هو الله تعالى ، وهو قول أبي الحسن الأشعري
الثاني : أن الواضع لها هم البشر ، و على ذلك تكون اللغات اصطلاحية و ليست توقيفية ، و هو قول أبي هاشم من المعتزلة و من وافقه منهم
الثالث : أن اللغات لها بعض أصلي وواضعه هو الله تعالى ،و أماالبعض الآخر فقد اختلف النقل فيه عن صاحبه إلى قولين / الأول لأنه منم وضع البشر جزما ، و الثاني أنه محتمل .
الرابع : و هو مذهب الجمهور من محققي الأصوليين و رجحه البيضاوي و الرازي أننا نتوقف عن القول بشئ في مبدأ اللغات .
و الشاهد من إيرادي لهذه المسألة أن أصحاب القول الأول استدلوا بقوله تعالى [[ و علم آدم الأسماء كلها ]] فقالوا بأن المراد من الأسماء هنا هي الألفاظ الدالة على معانيها سواء كانت اسما أو فعلا أو حرفا ، لا ما اصطلح عليه النحويون ....(1/169)
و ردّ عليهم المخالفون بأنهم لا يسلمون لهم بذلك بل المراد من الأسماء هنا هي سمات الأشياء أي علاماتها و خصائصها ، فالله تعالى علم آدم مثلا أن سمات الإبل أن لها أعناق طوال و لها سنام ، و أن علامة البقر كذا و كذا و أن علامة الفرس كذا وكذا
واستدلوا أيضا بقوله تعالى (( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آبآءكم ما أنزل الله بها من سلطان ))
فقالوا بأن الله تعالى ذمهم على تسميتهم أسماء و لم يكن مرجعهم فيها إلى الله تعالى
و استدلوا أيضا بقوله تعالى (( و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم ))
قالوا : وجه الاستدلال من الآية ظاهر فإن الألسنة مراد بها اللغات و الألفاظ دون الجارحة المعلومة لأن الاختلاف فيها قليل و غير ظاهر
فما قول مشايخنا الفضلاء المتخصصين في التفسير في هذه الاستدلالات ؟
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمكم و عملكم
---
محمد رشيد
08-28-2003, 01:27 PM
الحمد لله
---
محمد رشيد
09-05-2003, 05:22 PM
الحمد لله
---
(1/170)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى قوله تعالى { وما ينطق عن الهوى } هل الرسول عليه السلام معصوم في كل شيء؟؟؟
---
ما معنى قوله تعالى { وما ينطق عن الهوى } هل الرسول عليه السلام معصوم في كل شيء؟؟؟
---
سابر الأغوار
06-12-2003, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كلما قرأت قوله تعالى :{ وما ينطق عن الهوى ؛ إن هو إلا وحيٌ يوحى }؛ أتمال في عصمته صلى الله عليه وسلم من الخطأ والزلل خاصة فيما يبلغه عن ربه جل وعلا وعن أحكام الدين ؛ وتشريعات الإسلام الحنيف .
ولكن هل رسول الله صلى عليه وسلم أيضا معصوم من الخطأ حتى في أمور الدنيا ؟؟
فإذا كان الأمر كذلك ؛ فكيف تقول في قصة تأبير النخل عندما مر عليه السلام وبعض الصحابة يلقحون نخلهم فقال لهم : إنه لا يغني شيئا ؟؟ فلم يثمر كما كان يثمر لو لقحوه ؛ والصحابة قد تركوا التلقيح عندما سمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هذا الكلام سألنيه أحد الإخوان ولم يكن عندي مجال للبحث عن صحة القصة المأثورة أو حتى إذا كان هناك خلاف في هذه المسألة ؛ فققرت طرح هذا الموضوع ونستمع من الاخوة الكرام مما علمهم الله شيئا في هذا الأمر .
آمل أن يحضى هذا الأمر باهتمام أكثر من الاخوة الكرام ؛ لتعم الفائدة المرجوة إن شاء الله تعالى .
والسلام عليكم ؛؛؛؛؛؛
---
أبومجاهدالعبيدي
06-13-2003, 12:01 AM
بسم الله
هذا جواب على سؤالك أخي عبدالله على وجه السرعة لضيق الوقت ، وهو للإمام ابن باز رحمه الله :
( الأنبياء معصومون فيما يبلغونه
س : سمعت من عالم إسلامي يقول إن الرسول يخطئ ، فهل هذا صحيح؟ وقد سمعت أيضا أن الإمام مالك يقول : كل منا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر ، مع بيان حديث الذباب بعد أن تجرأ على تكذيبه بعض الناس ؟(1/171)
جـ : قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام . كما قال عز وجل : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم ، وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضا إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر ، وقد تقع منه الصغيرة لكن لا يقر عليها ، بل ينبه عليها فيتركها ، أما من أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك . كما وقع من النبي لما مر على جماعة يلقحون النخل فقال ما أظنه يضره لو تركتموه فلما تركوه صار شيصا ، فأخبروه فقال عليه الصلاة والسلام : إنما قلت ذلك ظنا مني وأنتم أعلم بأمر دنياكم أما ما أخبركم به عن الله عز وجل فإني لم أكذب على الله رواه مسلم في الصحيح ، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون النخل وكيف يغرسون وكيف يبذرون ويحصدون .
أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك .
فقول من قال : إن النبي يخطئ فهذا قول باطل ، ولا بد من التفصيل كما ذكرنا ، وقول مالك رحمه الله : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر- قول صحيح تلقاه العلماء بالقبول ، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين ، وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني ، وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول ، فكل واحد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه ، أما الرسول فهو لا يقول إلا الحق ، فليس يرد عليه ، بل كلامه كله حق فيما يبلغ عن الله تعالى ، وفيما يخبر به جازما به أو يأمر به أو يدعو إليه .(1/172)
أما حديث الذباب فهو حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه ، وقد أخبر به النبي جازما به ، فقال عليه الصلاة والسلام : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وحديث أنس بن مالك ، وكلها صحيحة ، وقد تلقتها الأمة بالقبول ومن طعن فيها فهو غالط وجاهل لا يجوز أن يعول عليه في ذلك ، ومن قال إنه من أمور الدنيا وتعلق بحديث أنتم أعلم بشئون دنياكم - فقد غلط ؛ لأن الرسول جزم بهذا ورتب عليه حكما شرعيا ولا قال أظن ، بل جزم وأمر ، وهذا فيه تشريع من الرسول ؛ لأنه قال إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فهذا أمر من الرسول وتشريع للأمة ، وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
والله ولي التوفيق . )
المرجع :
هنا (http://www.ibnbaz.com/displayprint.asp?f=Bz01116.htm&print=on)
---
أحمد القصير
06-13-2003, 12:19 AM(1/173)
حديث النهي عن تأبير النخل مروي في صحيح مسلم ( حديث « 4356 » ترقيم العالمية ) قال مسلم : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وللعلماء أقوال في الجواب على هذا الحديث والجمع بينه وبين قوله تعالى { وما ينطق عن الهوى } وهاك جملاً منها :
قال الطحاوي في مشكل الآثار ( 2 / 426 ) :(1/174)
« جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ أَنَّهُ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْإِنَاثَ فِي غَيْرِ بَنِي آدَمَ لَا تَأْخُذُ مِنْ الذُّكْرَانِ شَيْئًا , وَهُوَ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى الْقُلُوبِ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم إخْبَارًا عَنْ وَحْيٍ , وَإِنَّمَا كَانَ مِنْهُ عَلَى قَوْلٍ غَيْرِ مَعْقُولٍ ظَاهِرٍ مِمَّا يَتَسَاوَى فِيهِ النَّاسُ فِي الْقَوْلِ , ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ فَيَتَبَيَّنُ ذَوُو الْعِلْمِ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُمْ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ , وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كَانَ يُعَانِي ذَلِكَ وَلَا مِنْ بَلَدٍ يُعَانِيهِ أَهْلُهُ ; لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم إنَّمَا بَلَدُهُ مَكَّةُ وَلَمْ تَكُنْ دَارَ نَخْلٍ يَوْمَئِذٍ , وَإِنَّمَا كَانَ النَّخْلُ فِيمَا سِوَاهَا مِنْ الْمَدِينَةِ الَّتِي صَارَ إلَيْهَا صلى الله عليه وسلم , وَكَانَ مَعَ أَهْلِهَا مِنْ مُعَانَاةِ النَّخْلِ وَالْعَمَلِ مَا يُصْلِحُهَا مَا لَيْسَ مِثْلُهُ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ وَكَانَ الْقَوْلُ فِي الْأَمْرِ الَّذِي قَالَ : فِيهِ مَا قَالَ : وَاسِعًا لَهُ أَنْ يَقُولَ فِيهِ وَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ عَلَى مَا نَفَى مَا يَسْتَحِيلُ عِنْدَهُ وَيَكُونُ مِنْهُ عَلَى الظَّنِّ بِهِ , فَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا حَكَاهُ عَنْهُ طَلْحَةُ لِبَعْضِ مَنْ رَآهُ يُعَانِي اللِّقَاحَ ثُمَّ قَالَ : مَا حَكَتْهُ عَنْهُ عَائِشَةُ وَأَنَسٌ فِي قَوْمٍ آخَرِينَ مِمَّنْ رَآهُمْ يُعَانُونَ التَّلْقِيحَ وَقَالَ : مَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ لِقَوْمٍ آخَرِينَ , وَأَنَّهُمْ يُعَانُونَ التَّلْقِيحَ فَحَكَى كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :(1/175)
شَيْئًا مِمَّا سَمِعَهُ يَقُولُهُ وَكُلُّهُمْ صَادِقٌ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ , وَكُلُّ أَقْوَالِهِ الَّتِي قَالَهَا صلى الله عليه وسلم مِمَّا حَكَاهُ عَنْهُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ كَمَا قَالَ : وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ » . أ.هـ
وقال ابن القيم في زاد المعاد ( 5 / 375 ) :
« إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بالوحي وبما أراه الله لا بما رآه هو .... ، وهذا في الأقضية والأحكام والسنن الكلية ، وأما الأمور الجزئية التي لا ترجع إلى أحكام ، كالنزول في منزل معين ، وتأمير رجل معين ، ونحو ذلك مما هو متعلق بالمشاورة المأمور بها بقوله : { وشاورهم في الأمر } [ آل عمران 159] فتلك للرأي فيها مدخل ، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم في شأن تلقيح النخل : « إنما هو رأي رأيته » فهذا القسم شيء والسنن الكلية شيء آخر » أ.هـ.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان ( 10 / 277 ) :
« الذي يظهر أن التحقيق في هذه المسألة أنه صلى الله عليه وسلم ربما فعل بعض المسائل من غير وحي في خصوصه ، كإذنه للمتخلفين عن غزوة تبوك قبل أن يتبين صدقهم من كذبهم ، وكأسره لأسارى بدر ، وكأمره بترك تأبير النخل ... إلى غير ذلك .
وأن معنى قوله تعالى : { وما ينطق عن الهوى } لا إشكال فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق بشيء من أجل الهوى ولا يتكلم بالهوى .
وقوله : { إن هو إلا وحي يوحى } يعني أن كل ما يبلغه عن الله فهو وحي من الله لا بهوى ولا بكذب ولا افتراء ، والعلم عند الله تعالى » .
---
ام محمد
06-13-2003, 06:52 AM
السلام عليكم ورحمه الله
وماذا عن ان الرسول صلى الله عليه وسلم صد وعبس عن ابن ام مكتوم وانا هنا لا ابحث عن خطأ صدر من رسول
الله لكن هو بشر مثلنا قد يخطئ في امور الدنيا وانا مع الاخوان جزاهم الله خير انه لايخطئ في ما يبلغه
---
سابر الأغوار
06-13-2003, 01:48 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا رسول الله /(1/176)
أشكر كل من ساهم في إثراء هذا الموضوع الهام ؛ وأسال المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم .
وهذا الموضوع لم أطرحه إلا للفائدة المرجوة بإذن الله لكل من يقرأ هذا الموضوع أو يزور هذا المنتدى المبارك .
ويا إخوتي ما أسهل العلم على من سهله الله عليه وآتاه البركة في وقته لكي ؛ يتبحر في علوم الشريعة ويغوض في دقائق العلم الهامة التي تخفى على كثير من الناس .
أما نحن فقد شغلتنا الدنيا عن الآخرة ؛ وعن العلم الذي يبتغى به وجه اله تعالى ؛ فتجدنا نسأل عن كثير من الأمور التي بإمكاننا أن نجد لها جوابا من حولنا أو بجهد يسير ولكن الكسل والتشاغل وعدم الرغبة الملحة في القراءة والبحث هو السبب الرئيس في ذلك كله ؛ ولا سيما إذا حالف ذلك قلة التوفيق وعدم الفتح من الله تعالى .
وأخيرا وليس آخرا اتمنى للجميع التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
---
الإسلام ديني
07-27-2005, 12:53 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسول عليه الصلاة و السلام بشر - يصيب و يخطأ
فالرسل و الأنبياء ثبت خطأهم في القرآن الكريم
و لكن لم يثبت أبدا أنهم تقولوا على الله سبحانه و تعالى أو أخطئوا في تبليغ الرسالة
فلهذا - ارى - و الله أعلم
أنه يجوز أن يخطأ الأنبياء و الرسل في الأمور الدنيوية التي ليست من الدين
فلا ضرر في الرسالة أبدا
فخاطب الله سبحانه و تعالى نبيه بـ " لم تحرم ما أحل الله ........الآية " فهذا لا شك أنه عتاب من الله سبحانه وتعالى
و الأهم - بأن التحريم الذي جاء به النبي عليه الصلاة و السلام لم يكن وحيا
و إلا كيف يخاطبه الله سبحانه وتعالى بهذا الكلام و هو يبلغ الوحي !!!
/////////////////////////////////////////////////
---
د. أنمار
07-27-2005, 04:07 PM(1/177)
مسألة تأبير النخل قرأت فيها كلاما للشيخ عبد الله سراج رحمه الله في كتاب سيدنا محمد رسول الله
غير ما هو متداول ومشهور أعرضه على حضراتكم هنا
فغاية ما في الأمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أنتم أعلم بأمور دنياكم
قال مسلم في صحيحه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن ثابت عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم
قال الشيخ أي أعلم بأمور دنياكم منكم بأمور دينكم
لا أنهم أعلم بأمور دنياهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كيف هذا بأبي هو وأمي وعلمه لا عن البشر بل بتعليم رب الناس قال تعالى: وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما
أما عن معنى الحديث فهو كما في حديث الذراع إذ قال ناولني الذارع للمرة الثالثة فأجاب الصحابي وهل للشاة إلا ذراعان
فقال لو سكت لناولنيها
أي لو سلم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوجد بركة ذلك رزقا من عند الله
ومثله عن التأبير قال لو لم تفعلوا لصلح
اهـ بمعناه
أما عن مسألة وما بنطق عن الهوى فيراجع كتاب "السنة النبي وحي"
للدكتور خليل ابراهيم ملة خاطر العزامي في المدينة المنورة
فقد وفى البحث حقه مما لن تراه في كتاب فجزاه الله خير الجزاء
---
ابن العربي
07-30-2005, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث تأبير النخل في سنده كلام وبعضهم قال لا يصح
والعصمة ما قاله الأخ أبو مجاهد حق إن شاء الله
وها هو من كراستي في نقاط حتى يتضح :
عصمة الأنبياء والمرسلين تنقسم إلى قسمين :
1/ عصمة وقوع
2/ عصمة اقرار
عصمة الوقوع :
تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم أن يقع الذنب منه وارتكابه .(1/178)
وهذا القسم ليس على الاطلاق لأن الذنوب أنواع فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من وقوع بعض الذنوب دون بعض .
فمعصوم من ثلاثة أنواع :
1/ الشرك وأسبابه معصوم النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء من الوقوع في الشرك وأسبابه مطلقا
2/ ما يخل بمقصود الرسالة كالكذب والخيانة ونحوها لأن مثل هذه تنافي مقصود الرسالة فعصم منها النبي صلى اله عليه وسلم وسائر الأنبياء
3/ معصوم صلى الله عليه وسلم مما يخل بالشرف وطهارة العرض كالزنا ، واللواط ، وشرب الخمر ونحوها
وما سوى هذه الأنواع فتقع الذنوب من الأنبياء كغيرهم من البشر ومثال ذلك :
موسى عليه السلام قتل النفس بغير حق
آدم عليه السلام أكل من الشجرة فعصى
وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم وقع منه الذنب مثل
1/ لما أذن للمنافقين في غزوة تبوك عندما جاء المنافقون يعتذرون في غزوة تبوك فقبل النبي عذرهم دون تمحيص بين الصادق منهم والكاذب
فعاتبه الله تعالى فقال :" عفا اله عنك لم أذنت لهم ...."
وقوله " عفا الله عنك " يدل على أنه ذنب عفوه صلى اله عليه وسلم عن المنافقين
2/ عبوسه صلى الله عليه وسلم في وجه ابن أم مكتوم فعاتبه الله تعالى :" عبس وتولى ... "
إذن النبي يقع منه الذنب لكنه معصوم من الأقرار مطلقاً بمعنى لا يمكن أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ذنب ابداً
لأن الله ينبهه كما سبق في الآيات
بخلاف البشر قد يموت وعليه ذنوب
وهذه عصمة الاقرار وهي خاصة بالأنبياء إذ لا يمكن أن يموت نبي وعليه ذنب لابد أن ينبه بالوحي .
والله اعلم
---
أحمد القصير
07-31-2005, 07:34 PM
حديث تأبير النخل في سنده كلام وبعضهم قال لا يصح
أخي الكريم ابن العربي: آمل إفادتي بذكر من ضعف الحديث ، أو تكلم على إسناده؛ لأني - حسب اطلاعي - لم أقف على أحد تكلم على إسناده، أو انتقده.
---
ابن العربي
07-31-2005, 11:22 PM(1/179)
أخي الكريم ابن العربي: آمل إفادتي بذكر من ضعف الحديث ، أو تكلم على إسناده؛ لأني - حسب اطلاعي - لم أقف على أحد تكلم على إسناده، أو انتقده.
الشيخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً نبهت بمشاركتك هذه
الحديث عند الإمام أحمد
قال حدثنا بهز وعفان قالا حدثنا أبو عوانه عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رؤوس النخل فقال :" ما يصنع هؤلاء قالوا يلقحونه ....، الحديث
أخرجه الإمام أحمد في المسند وإسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين وابن حرب صدوق حسن الحديث أخرج له مسلم دون البخاري
وأخرجه الإمام أحمد في موضع آخر من المسند عن أنس بن مالك وإسناده صحيح على شرط مسلم
جزاك الله خيراً
---
محمد الأمين
08-01-2005, 04:05 AM
5. حديث أنتم أعلم بأمور دنياكم
أخرج مسلم في صحيحه في الأصول: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري –وتقاربا في اللفظ وهذا حديث قتيبة– قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله r بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله r: «ما أظن يُغني ذلك شيئاً». قال فأُخبِروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسول الله r بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظناً. فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل».
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15|116): «قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً كما بيّنه في هذه الروايات».
وأخرج مسلم في الشواهد:(1/180)
حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي وعباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالوا حدثنا النضر بن محمد (مستور) حدثنا عكرمة –وهو ابن عمار– (مدلّسٌ فيه كلام) حدثنا أبو النجاشي حدثني رافع بن خديج قال: قدم نبي الله r المدينة وهم يأبرون النخل –يقولون يلقحون النخل– فقال: «ما تصنعون؟». قالوا كنا نصنعه. قال: «لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً». فتركوه فنفضت أو فنقصت. قال فذكروا ذلك له، فقال: «إنما أنا بشر. إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأي، فإنما أنا بشر». قال عكرمة: «أو نحو هذا» (قلت هذا دلالة على عدم حفظه). قال المعقري: «فنفضت»، ولم يشك.
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر، قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة (له أوهام كثيرة): عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس: أن النبي r مَرَّ بقوم يلقحون. فقال: «لو لم تفعلوا لصلح». قال فخرج شيصا. فمر بهم، فقال: «ما لنخلكم؟». قالوا: قلت كذا وكذا. قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص29): «عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح. قوله r في حديث طلحة "ما أظن يغني ذلك شيئاً"، إخبارٌ عن ظنه. وكذلك كان ظنه، فالخبرُ صِدقٌ قطعاً. وخطأ الظن ليس كَذِباً. وفي معناه قوله في حديث رافع "لعلكم...". وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد (بن سلمة)، لأن حماداً كان يخطئ. وقوله في حديث طلحة "فإني لن أكذب على الله" فيه دليلٌ على امتناع أن يكذب على الله خطأ، لأن السياق في احتمال الخطأ. وامتناعه عمداً معلومٌ من باب أولى، بل كان معلوماً عندهم قطعاً».(1/181)
يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي r لم يقل «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وحاشاه أن يقول ذلك. كما بيّن النبي r أن ذلك مجرد ظنٌّ منه. وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً، وهذا ضابط مهم في الفقه. فقال منذ البداية «ما أظن»، ولم ينههم. ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه، فقال: «فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن». فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة، أعلم بأمور دنيانا منا.
ونلاحظ كذلك أنه لم يكن يخاطبهم أصلاً، ولم يسمعوه هم يتكلم بل نقل هذا الكلام عنه أحد أصحابه. فلما علم بذلك، أخبرهم أن ذلك كان من الظن (كما صرح أول مرة) ولم يكن خبراً من الله. فلم يتركوا تلقيح النخل أصلاً، كما في الروايتين الضعيفتين اللتين في الشواهد. ففي إسناد الشاهد الأول عكرمة بن عمار، وفيه كلام. وبالغ ابن حزم فاتهمه بالكذب ووضع الحديث كما في كتابه الإحكام (6|199). وهو غير عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، فلا تخلط بينهما. والراوي عنه هو النضر بن محمد، فيه جهالة، لم يوثقه إلا العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وتوثيقهما أضعف أنواع التوثيق. وإخراج مسلم له ليس بتوثيق، لأنه في الشواهد لا في الأصول.(1/182)
كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة. وهو وإن كان من أئمة أهل السنة، فهو كثير الأوهام خاصة لما كبر. وفوق هذا فهو يروي بالمعنى ويتوسع جداً بهذا، وكثيراً ما يتحرّف الحديث ويصبح حسب فهمه أو وهمه. قال عنه ابن حبان في صحيحه (1|154): «كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين، فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ». وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9|66): «حماد ساء حفظه في آخر عمره». وروى الذهلي عن أحمد أنه قال: «كان حماد بن سلمة يخطئ –وأومأ أحمد بيده– خطأً كثيراً». وقال الذهبي في "السير" (7|446): «قال أبو عبد الله الحاكم: قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد، ولم يخّرج له مسلم في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت». وكلام الحاكم موجود مطولاً بالأمثلة في كتابه "المدخل إلى الصحيح" باب "من عيب على مسلم إخراج حديثه والإجابة عنه". وأشار الترمذي في علله (1|120) إلى أن بعض أهل الحديث قد تكلموا في حفظ حماد. ونقل الذهبي في السير (7|446 و 452) والزيلعي في نصب الراية (1|285)، عن البيهقي في "الخلافيات" أنه قال في حماد بن سلمة: «.. لما طعن في السن ساء حفظه. فلذلك لم يحتج به البخاري. وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سُمِعَ منه قبل تغيّره. وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثاً في الشواهد دون الاحتجاج. فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات». قلت وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات، والكتاب والسنة وأمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.(1/183)
وهذه الزيادة الباطلة صارت مفتاحاً لبني علمان ضدنا. حتى أن أحد العلمانيين كتب كتاباً بعنوان «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، يدعو به للفصل بين الدين والسياسة، وهذا كفرٌ وردة بلا خلاف.
http://www.ibnamin.com/daef_bukhari_muslim.htm#_Toc92456648
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-29-2005, 11:50 PM
اخي ابن العربي هذة فائدة جميلة منك عصمة الانبياء والمرسلين تنقسم الى قسمين
1- عصمة وقوع
2- عصمة اقرار
ولكن من قال بهذا التقسيم او بصيغة اخرى من اين استفدت الفائدة بارك الله فيك
---
(1/184)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وجهة نظر في ( الدراسات العليا )
---
وجهة نظر في ( الدراسات العليا )
---
عادل التركي
08-11-2004, 06:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة أعضاء الملتقى المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد :
أعلم أن هذا المنتدى مخصص للقرآن وما يتعلق به من علوم , وأنه يطرح فيه مسائل خاصة بهذا المجال , وهو يضم نخبة من المهتمين بهذه العلوم .
وقد يستنكر البعض طرح مثل هذا الموضوع في ملتقى لأهل التفسير , ولكن ارجوا من المشرف على الموقع وأعضاء ورواد المنتدى أن يسمحوا لي بطرح مثل هذا الموضوع هنا , وذلك لعلمي بأن المشرفين وكثير من الأعضاء وزوار المنتدى هم من حملت الشهادات العليا - دكتوراة وما جستير - أو من طلاب العلم المهتمين بدفع مسيرة العلم في البلاد الإسلامية عموماً , وفي بلادنا خصوصاً .
ولذلك قررت أن أنقل لكم هذا المقال الذي يتحدث عن واقع حملت الشهادات العليا في احدى البلاد العربية , وفيه يتحدث الدكتور عن وجهت نظرة - الخاصة - في الدراسات العليا .
علماً أني لا أوافقه في كل ما ذكر ولكن طرحت الموضوع للنقاش حوله بما ينفع في الرفع من شأن الدراسات العليا , والتنبه لما وقعت فيه تلك الدولة من أخطاء لنستفيد منها ولا نسلك نفس المسار الذي سارت عليه .
عموماً لا أريد أن أطيل عليكم وأترككم مع المقال الذي كان بعنوان : (دراساتنا العليا.. بلا وكسة!!)(1/185)
" يقولون فى المعجم الوسيط، أن بيع الوكس هو البيع بالخسارة، وحين تعضنا حالات المغص والوكس والتهرب من الزوجات، ندوخ بين الشوارع باحثين عن الخبير الأرخص والأجود، وتصدمنا عشرات من لافتات تشى بأن الدكتور عمر دراسات عليا فى الطب والجراحة، والمحاسب زيد تمهيدى ماجستير فى المحاسبة والضرائب، والمحامية ليلى دراسات عليا فى الشريعة والقانون، وعند التعامل مع حلول الكثير من مشاكلنا تصدمنا عشرات الألقاب بالدكترة والمعلمة لمتنطعين على المقاهى والمكاتب ومواقف السيارات، ويزدحم مجتمعنا بأعداد غفيرة من حملة شهادات دراسات عليا مضروبة، ونظل نعانى من المغص والوكس والتهرب من الزوجات.
الدراسات العليا فى جامعاتنا مشكلة قومية تثير الحزن والأسى، فقد أصبح من السهل على أى عاطل أو شبه عاطل من الجامعيين، تتوفر لديه بعض شروط ورقية ومادية يسهل استيفاء مستنداتها، أن يتقدم بطلب إلى إدارة أى كلية جامعية، ويتم تسجيله طالبا للدراسات العليا ويحتل اسمه رقما جديدا فى قوائم إحصائية تضم آلاف من طلاب العلم الضعفاء، وأسباب ضعف دراساتنا العليا يرجع إلى قصور الأداء فى ثلاث جهات، 1-فى الأقسام العلمية بالجامعات .
2- وفى نوعية الطلاب .
3- وفى الإدارات الحكومية.(1/186)
القصور فى الأقسام العلمية بالجامعات، يرجع لأن كثيرا من الأقسام ترى أن نشاطها الصورى فى مجال الدراسات العليا يحقق لها وجاهة وظيفية، تتذرع بها للحصول على بعض المال لأعضاء هيئة التدريس فى مجتمع لا يهتم بتحسين الأوضاع المالية لأساتذة الجامعة، فبعض الأقسام لا تعترف بضعف إمكانياتها اللازمة لإنجاز مهمة البحوث العلمية، لذلك نجد أن عضوا بهيئة التدريس قد يكلفه القسم العلمى بتدريس خمسة مواد مختلفة لطلاب الدراسات العليا، مما يتعارض مع الإمكانات الطبيعية والعلمية لأى أستاذ، وفى النهاية يحط فى رأس طلاب الدراسات العليا خواء ثقافى لانشغال الأساتذة بتحقيق أسباب الحياة المادية وقلة حيلتهم فى دفع تخلف أساليب الإدارة فى التخطيط والمتابعة، وفى المحصلة يسرى بين الجميع تخلف حضارى يخلط بين متطلبات الحفظ والفهم والبحث والتلقين.(1/187)
والقصور فى نوعية طلاب الدراسات العليا، يرجع إلى أن قليلا منهم معيدون يعينون كنواة لأعضاء هيئة التدريس فى الجامعة، وفئة المعيدين فى الجامعات ومراكز البحوث تضم ندرة من المتفوقين الذين يتم تعينهم بناء على كفاءتهم الشخصية، وتضم وفرة من الضعفاء الذين يرجع وجودهم إلى فساد حسابات ذوى سلطة يتصدون لتعيين الضعفاء من أقاربهم وتابعيهم، أما الغالبية العظمى من طلاب الدراسات العليا فهم بشر عاطلون عن العمل، فتيات ينتظرن الزواج فى مجتمع تهرأت فيه معايير الزواج ليضم أكثر من ثلاثة ملايين فتاة عانس تجاوزن حاجز الثلاثين من العمر، وشباب لا يجدون منافذ للسفر أو العمل أو الخدمة العامة مدفوعة الأجر، وموظفون ذوى عيال يتقاضون مرتبات اقرب ما تكون إلى إعانات البطالة، يحترفون الهروب من وطأة ظروف العمل طمعا فى التغيير أو تفاخرا بالأمل فى ذلك التغيير، وهكذا تصبح الأرضية النفسية لغالبية طلاب الدراسات العليا، مبنية على خواء فكرى شديد، لا يشعرون بالأمان نحو المستقبل، ينحشرون فى طابور مزدحم من بطالة العلم والعلماء، ويتدافع الجميع نحو فساد قيم البحث ومصادرة الطموح.
والقصور فى أداء الإدارات الحكومية، يرجع لأن كثيرا من المديرين يعانون من آثار البطالة المقنعة على إداراتهم، فيميلون للتخلص من أى عدد ممكن من الموظفين العاطلين، ليقوموا بجمع أوراق أية شهادات علمية أو دورات تدريبية، يخضع كثير منها لكل أساليب التدليس والخداع فى التخطيط والتنفيذ، تلك الإدارات الحكومية تخدع نفسها وتخدع موظفيها، وتضيع الموارد البشرية للمجتمع، فبحكم الجهل أو الكسل أو الإحباط، لا تضع تلك الإدارات خططا علمية لتدريب العاملين وتحسين جودة إنتاجهم، ولا تفرق بين بحوث العلمية تمهد للتعامل مع المستقبل، وبين دورات وظيفية ترفع تكنولوجية الأداء.(1/188)
وأخيرا فالدراسات العليا فى بلادنا - والكلام مازال للكاتب - مصيبة تنخر فى عقل مجتمعنا، تحتاج إلى دراسات علمية جادة، تسعى لأن ترفع عن كاهل الأساتذة والطلاب والمجتمع ما يحط على الرؤوس من تفتيت للموارد البشرية، ويعتمل فى النفوس من تشدق بالألقاب وتسريب حيثيات الإبداع والتخصص العلمى0
د. ياسر العدل" أ. هـ
هذا رأي د / ياسر - وكما سبق وقلت أنا لا أوافقه في كل مايقول - فما هو رأيك أنت , فالموضوع كله ( وجهة نظر) .
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2004, 07:23 AM
شكراً لك أخي عادل على نقل هذا المقال . والأمر كما تفضلت وجهة نظر ، وهي جديرة بالتأمل. وليس معنى النقل الموافقة كما تفضلت.
ويبدو لي أن هناك فروقاً في أوضاع الدراسات العليا بين الدول العربية . فبعض الدول العربية عريقة في مجال الدراسات العليا كمصر مثلاً ، فهي تقدم هذه الدراسات منذ عشرات السنين ، وخريجوها بالآلاف إن لم يكن بأكثر من ذلك. فربما وصلت الحال إلى التساهل في كثير مما ينبغي عدم التساهل فيه من شروط القبول للدراسات العليا ، ثم الدراسة ونيل الشهادة بعد ذلك.
وأما في دول الخليج فالدراسات العليا لا تزال في بدايتها ، والحاجة لا تزال قائمة إلى توسيع برامج الدراسات العليا لتغطية الحاجة العلمية لهذه الدول ، وهناك ملحوظات على برامج الدراسات العليا ، ولا سيما التي تتعلق بالدراسات القرآنية ، وقد كتبت فيها مقالات ولا تزال تكتب ؛ رغبة في النهوض بها ، والرقي بمستوى منسوبيها من الطلاب ، غير أنه قد يغيب عن الباحث الأكاديمي أحياناً بعض الأمور التي تتحكم في مسيرة الدراسات العليا ، ليس منها الحاجة ولا الكفاءة ولا غيرها من الشروط المتوقعة ، وإنما قد تخضع لاعتبارات خارجية .
شكراً لك أخي الكريم عادل ، وأسأل الله التوفيق للجميع.
---
عادل التركي
08-13-2004, 01:36 AM
شكراً لك يا شيخ / عبد الرحمن على مرورك وتعليقك الجميل .(1/189)
وحبذا لو زودتنا ببعض ما كتبت من تعليقات ومقالات حول هذا الموضوع لتعم الفائدة .
ثم إنك قلت :(قد يغيب عن الباحث الأكاديمي أحياناً بعض الأمور التي تتحكم في مسيرة الدراسات العليا ) , وقد شوقتني لمعرفت هذه الأمور فهل لي أن اعرفها ؟
و حول هذا الموضوع هل من الممكن أن يثبّت الموضوع الذي فيه بعض العناوين التى ينصح بها لبحوث الدراسات.
أو تلخص هذه العناوين في عناوين مختصرة ليطلع عليها المهتمون بهذا الموضوع .
وجزاك الله خيرا على اهتمامك بالمنتدى وسرعة تعليقك على المقال .
---
(1/190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير
---
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير
---
أبومجاهدالعبيدي
04-17-2003, 12:31 AM
بسم الله
هذه فوائد متنوعة ، ولطائف متفرقة ، وتنبيهات متعددة متعلقة بالتفسير وأصوله قيدتها أثناء اطلاعي على كتب أهل العلم ، أو انتقيتها مما أجده أثناء تصفحي لبعض المواقع عبر شبكة المعلومات [ الإنترنت] أسأل الله تعالى أن ينفعني بها ، كما أسأله سبحانه أن يجعل فيها الخير والبركة لكاتبها وقارئها . وإلى أول هذه الفوائد :
بينما كنت أقرأ ما ذكره المفسرون حول تفسير قوله تعالى في سورة المائدة 44 : ( يحكم بها النبيون الذين أسلموا ...)
رأيت أن أكثرهم على أن وصف النبيين ب (الذين أسلموا ) فيه مدح لهم ، ثم وقفت على نقل أعجبني كثيراً ، ذكره القاسمي نقلاً عن الناصر ابن المنير في تعليقه على الكشاف .
وحاصل ما ذكره ابن المنير أن جعل الصفة لمدح النبيين ليس بسديد ؛ لأن النبوة أعظم وأخص من الإسلام ، والأصل أن يمدح الإنسان بما يختص به ، لا بما يشاركه فيه آحاد أتباعه .
وإذا كان الأمر كذلك ؛ فإن الصفة يؤتى بها أحياناً لمدح الموصوف ، وقد يؤتى بها لتشريف الصفة ، وبيان أهميتها .
ووصف النبيين هنا بالذين أسلموا من النوع الثاني ، فهي لبيان شرف الإسلام بكونه دين هؤلاء النبيين عليهم السلام .
وهذا على حد قول الشاعر :
ما إن مدحت محمداً بقصيدتي *** لكن مدحت قصيدتي بمحمدِ
ثم وجدت المفسر المتميز ابن عاشور قد ذكر هذا المعنى مختصراً في التحرير والتنوير .
وحتى تظهر قيمة هذه اللطيفة التفسيرية اللغوية أنصح القراء الكرام بالرجوع إلى محاسن التأويل للقاسمي
---
أبومجاهدالعبيدي
04-23-2003, 02:48 PM
بسم الله(1/191)
هذه لطيفة من لطائف القرآن الكريم ، ومن أسرار تشبيهاته البديعة مقتبسة من الموقع المشار إليه أسف هذه المشاركة :
وردت فى القرآن آيات شبه الله تعالى فيها الدنيا بالماء
ومن ذلك قوله تعالى {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]
وقوله تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ }[الكهف: من الآية45]
فلم مثل الله تعالى الدنيا بالماء ؟
قيل لأن الماء ليس له قرار وكذلك الدنيا
وقيل لأن الماء إن أمسكته تغير ونتن وكذلك الدنيا لمن أمسكها بلية
وقيل لأن الماء يأتى قطرة قطرة ويذهب دفعة واحدة وكذلك الدنيا وأيضا الماء يستر الأرض وكذلك المال ( وهو رمز للدنيا ) يغطى عيب الرجل
وأيضا الماء طبعه النقصان كذلك الدنيا
وأيضا الماء يكون فى موضع كثير وفى موضع قليل كذلك الدنيا
وأيضا لا يقدر أحد أن يرد المطر كذلك لا يقدر أحد أن يرد الرزق
وقيل الماء قليله رى للعطشان وكثيره داء كذلك الدنيا
وقيل الزرع يفسد بالماء الكثير كذلك القلب يفسد بالمال الكثير
وأيضا الماء كله لا يكون صافيا كذلك المال فيه الحلال والحرام والشبهة
وأيضا الماء يطهر النجاسات كذلك المال الطيب الحلال يطهر دنس الآثام ، قال الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: من الآية103](1/192)
وعلى الجملة فإن هذا التشبيه يفيد أن كلا من المشبه والمشبه به
( الدنيا والماء إذا نزل وأثمر ثمرته ) يمكث ما شاء الله وهو فى إقبال وبركة ثم عما قليل يضمحل ويزول والعلم عند الله تعالى .
أعلى الصفحة
موقع طريق القرآن www.quranway.net
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2003, 02:30 PM
بسم الله
قال شيخ الإسلا م في مجموع الفتاوي 6/584 : ( وقد نقل عن بعضهم أن كرسيه: علمه . وهو قول ضعيف ؛ فإن علم الله وسع كل شيء كما قال : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً . والله يعلم نفسه ويعلم ما كان وما لم يكن ? فلو قيل : وسع علمه السماوات والأرض لم يكن هذا المعنى مناسباً ? ولا سيما وقد قال تعالى : وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا (البقرة: من الآية255) أي : لا يثقله ولا يكرثه ? وهذا يناسب القدرة لا العلم ? والآثار المأثورة تقتضي ذلك . ...) انتهى المراد .
وقد صح عن ابن عباس أنه فسر الكرسي بموضع القدمين .
تنبيه مهم : علق محمود شاكر رحمه الله تعليقاً نفيساً على قول ابن جرير : ( وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال : هو علمه . ) وبيّن اضطراب ابن جرير وتناقضه في هذا الموضع . ومما أورده في تعليقه هذا : ( وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي : « والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره . قال : وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها . قال : ومن روي عنه في الكرسي أنه العلم ؛ فقد أبطل » . ) ثم قال شاكر : وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله . انظر تفسير ابن جرير بتحقيق شاكر 5/401 .(1/193)
وقال أخوه أحمد شاكر في اختصاره لتفسير ابن كثير المعروف بعمدة التفسير تعليقاً على رواية ابن عباس أن الكرسي هو موضع القدمين : ( وهذا هو الصحيح الثابت عن ابن عباس ، وأما الرواية السابقة عنه بتأويل الكرسي بالعلم فهي رواية شاذة لا يقوم عليها دليل من كلام العرب . ....) ثم ذكر كلاماً قريباً مما ذكر أخوه محمود . عمدة التفسير 2/ 163
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2003, 05:37 PM
بسم الله
سأل سائل عن سر تقديم الجار والمجرور في آية يس ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) ؛ فكان الجواب :
أولاً – اعلم أخي السائل وفقك الله وزادك من فضله أن آية القصص ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) جاءت على الترتيب المعروف ، حيث تقدم الفاعل وهو هنا (رجل ) وهذا موافق للترتيب المعروف في اللغة .
وأما في سورة يس فقد تأخر الفاعل وتقدم الجار والمجرور عليه ، وبناءً على ذلك فمحل البحث هنا هو آية يس ولم تأخر الفاعل فيها ؟ .
ثانياً - تكلم العلماء رحمهم الله حول هذا الموضع وذكروا أجوبة متعددة لسر تقديم الجار والمجرور وهو قوله تعالى (من أقصى المدينة ) على الفاعل في آية سورة يس ، ومن الأجوبة التي ذكروها :
1.أن في تقديم الجار والمجرور على الفاعل إشارة إلى معنى جليل وهو أن بعد المكان لا يعوق من أراد الإستجابة واتباع المرسلين ، كما أن القرب قد لا يكون من دواعي الإجابة . وكأن في هذه الآيات التي وردت هذه الآية في سياقها مثالاً لحال كفار قريش من أهل مكة ، وحال الأنصار من أهل المدينة ، حين جاء أهل المدينة مع بعدهم وآمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وكفار قريش من أهل مكة لم يؤمنوا مع قربهم . [ انظر تفصيل هذا الإستنباط في كتاب :ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للحافظ أحمد بن ابراهيم الغرناطي 2/904- 907 ] .(1/194)
2. أن في ذلك إشادة بأهل أقصى المدينة وثناء عليهم ، وأنه قد يوجد الخير في الأطراف ما لايوجد في الوسط ، وأن الإيمان يسبق إليه الضعفاء الذين يسكنون في الغالب في أطراف المدن ؛ لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط المدينة . [ ذكر هذا التوجيه الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير 11/365-366 ] .
3. أن في ذلك تبكيتاً للمخاطبين من القوم الذين كفروا بالرسل ، إذ جاء هذا الرجل الناصح من أقصى مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون ، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر . [ ذكره الإسكافي في درة التنزيل نقلاً عن كتاب خصائص التعبير القرآني لعبد العظيم المطعني 2/187-188 ] .
ومن الأجوبة كذلك : أن ترتيب كلمات الجملة في الآية على حسب السياق والمقصود منه . ففي قصة موسى في سورة القصص كان المقصود هو الإشارة إلى موقف الرجل الناصح الذي جاء يحذر موسى ، وينصحه بمغادرة المدينة ، ولم يكن المقصود بيان المكان الذي جاء منه . وأما في قصة أصحاب القرية في سورة يس فإن المقصود هو المكان الذي قدم منه الرجل أولاً ، ليشير إلى وصول دعوة الرسل الثلاثة إلى أبعد نقطة في المدينة ، وهي أقصى المدينة ، فلماذا لا يستجيب أهل القرية للرسل وهم قريبون منهم ؟! ولهذا قدم المكان والله أعلم . [مع قصص السابقين في القرآن لصلاح الخالدي 3/252-253 ] .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-10-2003, 11:40 PM
بسم الله
من لطائف الاستنباطات :(1/195)
-(يقال :لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعزّ من الحلم ، وذلك حين وصف اسماعيل به . ويقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحلم ؛ وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)(الصافات:100) فأجيب بقوله :(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (الصافات:101) فدلّ على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح ، والله أعلم .) [ من كتاب : شأن الدعاء للخطابي ص64 بتحقيق أحمد يوسف الدقاق ] .
وهذه فائدة في الفرق بين الغفار والغفور في أسماء الله تعالى :
-الغفور ، والغفار من أسماء الله تعالى ، واشتقاقهما من أصل واحد ،( وسبيل الاسمين من أسماء الله جلّ وعزّ المذكورين على بناءين مختلفين – وإن كان اشتقاقهما من أصل واحد – أن تطلب لكل واحد منهما فائدة مستجدة ، وأن لا يحملا على التكرار . فيحتمل – والله أعلم – أن يكون الغفار معناه : الستار لذنوب عباده في الدنيا بأن لا يهتكهم ولا يشيدها عليهم ، ويكون معنى الغفور منصرفاً إلى مغفرة الذنوب في الآخرة ، والتجاوز عن العقوبة فيها . ) [ المرجع السابق ص 65 ] .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-14-2003, 06:21 PM
الطريقة المثلى لتفسير كلام الله تعالى .
أقول مستعيناً بالله تعالى : أفضل الطرق لتفسير القرآن الكريم هي التي تحقق المقصد والهدف من التفسير على أكمل وجه .
ولسائل أن يسأل ويقول : وما المقصد والهدف من التفسير ؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال أنبه على أن المسلم لا يمكن أن ينتفع بالقرآن ويهتدي به على أكمل الوجوه حتى يقوم بهذه الأمور الثلاثة التي هي من أهم مقاصد إنزال القرآن الكريم ، وهي :
أولاً – تلاوة آياته وترتيلها كما أمر الله سبحانه بذلك في قوله : ( ورتل القرآن ترتيلاً ) .
ثانياً – تدبر آياته والتفكر فيها كما قال الله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) .(1/196)
ثالثاً – العمل بما فيه ، وتطبيق أحكامه ، والتحاكم إليه كما قال عز وجل : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) .
فالأمر الأول يعين على تحقيقه علم التجويد والقراءات مع الحرص على تلقي القرآن من أفواه المقرئين المتقنين لتلاوته .
والأمر الثاني – وهو التدبر – لا يمكن أن يحصل على الوجه المطلوب إلا بفهم معاني القرآن وبيان المراد منه ، وهذا هو التفسير .
والأمر الثالث – وهو العمل بالقرآن – يكون بتطبيق ما ترشد إليه الآيات وتدعو إليه ، وهذا يؤخذ من الآيات عن طريق استنباط الأحكام والفوائد والعبر والعظات من الآيات .
وعليه ؛ فإن الهدف من التفسير هو تحقيق التدبر لكتاب الله ، ومعرفة المعنى الصحيح للآية المؤدي إلى الإستنباط الصحيح .
وبناءً على جميع ما سبق ؛ يمكن أن يقال : إن الطريقة المثلى لتفسير القرآن الكريم هي التي يراعى فيها تحقيق الأمور الثلاثة السابقة ، وذلك باتباع الخطوات التالية :
الخطوة الأولى : أن تتلى الآيات المراد تفسيرها قراءة صحيحة مرتلة مجودة .
الخطوة الثانية : أن يبين ما يحتاج إلى بيان في هذه الآيات ، وذلك ببيان معنى اللفظ المشكل ، وإيراد سبب النزول ، ومعرفة السياق الذي وردت فيه ، وغير ذلك مما لا يتضح معنى الآيات إلا بمعرفته . مع مراعاة عدم الخوض في تفصيلات وتفريعات قد لا تدعو الحاجة إليها ، لأن الخوض في مثل هذه التفاصيل التي تكثر في كثير من كتب التفسير قد يكون عائقاً عن المعاني المهمة التي لها تعلق بالعمل والتطبيق .
الخطوة الثالثة : استنباط الأحكام والفوائد التربوية والعملية والإيمانية من هذه الآيات ، وهذا من أهم ما ينبغي أن يراعى في التفسير ، وهو الذي يحصل بسببه علم كثير وخير عظيم لمن اهتم به وحرص عليه .
وهذه الطريقة – بخطواتها الثلاث – يمكن أن يستدل عليها بقول الله تعالى : ( ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم )(1/197)
فالخطوة الأولى (يتلو عليهم آياتك) ، والخطوة الثانية ( ويعلمهم الكتاب والحكمة) ، والخطوة الثالثة (ويزكيهم) .
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الخطوات : ( "يتلو عليهم آياتك" لفظاً وحفظاً وتحفيظاً ، "ويعلمهم الكتاب والحكمة" معنىً ، "ويزكيهم" بالتربية على الأعمال الصالحة ، والتبري من الأعمال الردية التي لا تزكو النفوس إلا معها . ) اه كلامه رحمه الله وهو على اختصاره من أجمل ما ذكر في التفسير .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-16-2003, 06:48 AM
كثيراً ما كنت أقف عند ما يذكره العلماء والباحثون في علوم القرآن أثناء بحثهم لتفسير النبي صلى الله عليه مسلم والصحابة للقرآن الكريم ، وما يذكرونه من خلاف حول القدر الذي فسره النبي عليه الصلاة والسلام ؛ هل فسر القرآن كاملاً ؟ أو لم يفسر إلا بعضه ؟
وهل ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم تفسير للقرآن كاملاً ؟ أم لم يثبت عنهم إلا تفسير لبعض آياته ؟ وما مقدار ذلك التفسير الذي أثر عنهم ؟ .
ولست هنا بصدد ذكر الخلاف في هذه المسائل ، وأقوال العلماء فيها ؛ وإنما الذي أريد أقرره وأبينه أن العلماء عندما بحثوا فيما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعن الصحابة من تفسير للقرآن اقتصروا على جانب واحد من جوانب التفسير ، ألا وهو التفسير القولي ؛ أي ما ثبت عنهم من أقوال في تفسير الآيات وبيان مدلولها ومعناها ، وسبب نزولها ، وما شابه ذلك مما يتعلق بالتفسير من علوم ومباحث .
وهناك جوانب أخرى للتفسير المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعن الصحابة تتمثل في السلوك والأعمال التي أثرت عنهم . وهذا يعرف من خلال دراسة سيرتهم العملية ، وكيف كانوا يطبقون القرآن في وا قعهم ؟ وماذا كان موقفهم من آياته على اختلاف أنواعها من آيات في الأحكام ، وآيات في العقائد ، وآيات في الوعد والوعيد ،وآيات في القصص ، وآيات في الترغيب والترهيب .(1/198)
وهذا هو المقصود من قول عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام ؛ فقالت : كان خلقه القرآن .رواه مسلم في حديث طويل [رقم 746 ] .
أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يفسر القرآن بأقواله وأعماله وتصرفاته ، حتى صار القرآن خلقاً له لا ينفك عنه بحال .
فآيات الأحكام فسرها صلى الله عليه وسلم لصحابته وأمته بما ثبت عنه من أقوال وأفعال وتقريرات في بيانها .
وآيات العقائد – ويدخل فيها الأمور الغيبية والمتشابه من القرآن – بينها لأمته وفسرها من خلال بيانه عليه الصلاة والسلام للموقف الصحيح الذي يجب عليهم أن يقفوه تجاهها من الإيمان بها على الوجه الصحيح ، وعدم الخوض في تفصيلات لم يكلفوا بها ، وأن يكون موقفهم موقف الراسخين في العلم الذين وصف الله حالهم بقوله : (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) .
وآيات الوعيد والوعد كان تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لها بتأثرهم بها خوفاً ورهبة عند الوعيد ، ورجاءً ورغبة عند الوعد ، مع العمل الذي يؤدي إلى الحذر من الوقوع في أسباب الوعيد ، والسعي فيما يوصل إلى الإتصاف بصفات أهل والوعد والتصديق .
وأما آيات القصص ؛ فتفسيرهم لها حصل بتصديق ما جاء فيها ، واتعاظهم بما فيها من عبر وعظات .
وآيات الترغيب والترهيب فسروها بأن بادروا وسارعوا إلى فعل كل ما رغب الله فيه ، وفروا من كل ما جاء فيه أدنى ترهيب ، واجتنبوا الوقوع فيه وفي الأسباب الموصلة إليه .
وبذلك جمعوا بين العلم والعمل ؛ فكانوا بحق كما وصفهم وأخبر عنهم أبو عبد الرحمن السلمي بقوله : ( حدثنا من كان يُقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل . [أخرجه الإمام أحمد في المسند .(1/199)
وبهذه النظرة المتكاملة إلى واقع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ، وبهذا الشمول في معنى التفسير نستطيع أن نقرر باطمئنان وبدون ارتياب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فسروا القرآن كاملاً .
وهذا ما يوافق الأدلة التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما نزل إليهم ، مثل قوله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) [ النحل / 44 ] .
وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تدل على ذلك .
ولعل هذه النظرة المتكاملة الشاملة هي التي دفعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن يقول : (يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن ، كما بين لهم ألفاظه ؛ فقوله تعالى : ( لتبين لهم ما نزل إليهم ) يتناول هذا وهذا ..... ) إلخ كلامه رحمه الله في مقدمته في أصول التفسير .
وللحديث بقية إن شاء الله .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-18-2003, 06:54 AM
مما سبق تقريره في الدرس السابق يتبين لنا أهمية معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العملية في فهم القرآن الكريم ، ومعرفة تفسيره على الوجه الصحيح .
وكذلك سيرة أصحابه رضي الله عنهم وخاصة خلفائه الراشدين ، لمعرفتها أثر واضح في فهم القرآن الكريم .
ونظراً لكون العلماء رحمهم الله والمفسرين قد اهتموا بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من أقوال في تفسير آيات القرآن الكريم ؛ فسأحاول في هذه الدروس أن أركز على الجانب العملي في سيرتهم ، وذلك بذكر مواقف عملية للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته تعتبر تفسيراً عملياً للقرآن الكريم .(1/200)
ومن خلال هذه المواقف وبعد تأملها وأخذ العبر والعظات منها يتبين لنا الفرق بين تلقي ذلك الجيل لآيات القرآن الكريم ، وتلقي غيرهم لها ؛ حيث كانوا يهتمون بالتطبيق وبالعمل أكثر من اهتمامهم بالأقوال التي لا فائدة منها ،ويتبين أيضاً أنهم كانوا يتركون الخوض في تفصيلات لا حاجة إليها ولا صلة لها بالواقع العملي الذي كانوا يهتمون به ، وهذا هو ما يميز علم السلف –أهل الجهاد والعمل – عن علم الخلف – أهل الكلام والجدل – إلا من رحم ربك ، وقليل ما هم .
[ لابن رجب الحنبلي رسالة رائعة نفيسة بعنوان : فضل علم السلف على علم الخلف ؛ من المناسب والجدير بطالب العلم أن يرجع إليها ويحرص على قراءتها . ]
وقبل أن أذكر المواقف العملية التي تفسر لنا كلام ربنا وتبينه لنا ، أرى من المناسب في هذا المقام أن أنقل مقتطفات من كلام أحد المفسرين الذين أكدوا على الجانب العملي في تفسير القرآن الكريم ،وهو سيد قطب رحمه الله .
وأترك للقراء الكرام المجال لإبداء الرأي في قيمته ونفاسته ، وذلك بعد قراءة كلامه التالي بتمعن وتأمل .
قال رحمه الله : ( إن المسألة – في إدراك مدلولات هذا القرآن وإيحاءاته – ليست هي في فهم ألفاظه وعباراته ، ليست هي تفسير القرآن كما اعتدنا أن نقول !(1/201)
المسألة ليست هذه .. إنما هي استعداد النفس برصيد من المشاعر والمدركات والتجارب تشابه المشاعر والمدركات والتجارب التي صاحبت نزوله ، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهي تتلقاه في خضم المعترك .. معترك الجهاد جهاد النفس ..جهاد الشهوات جهاد الأعداء ... والبذل والتضحية ، والخوف والرجاء ، والضعف والقوة ، والعثرة والنهوض ، ...جو مكة ، والدعوة الناشئة ، والقلة والضعف ، والغربة بين الناس ... جو الشِّعب والحصار ، والجوع والخوف ، والإضطهاد والمطاردة ، والإنقطاع إلا عن الله .... ثم جو المدينة : جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم بين الكيد والنفاق والتنظيم والكفاح ..جو بدر وأحد والخندق والحديبية وجو الفتح وحنين وتبوك ، جو نشأة الأمة المسلمة .......
في هذا الجو الذي تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية .. كان للكلمات وللعبارات دلالاتها وإيحاءاتها .. وفي مثل هذا الجو الذي يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلامية من جديد يفتح القرآن كنوزه للقلوب ، ويمنح أسراره ، ويشيع عطره ، ويكون فيه هدى ونور .. ) اه
وقال رحمه الله : ( إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ ، وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي . وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم لتعالج مسائل اليوم ، ولتنير الطريق إلى المستقبل . لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل ، أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود .
ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا ، كما
كانت الجماعة الإسلامية الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعية ..
وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد ، وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي ! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية ، تنبض وتتحرك وشير إلى معالم الطريق ..) .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-18-2003, 06:57 AM
تابع دروس التفسير(1/202)
من روائع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الآيات
سبقت الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لأمته معاني القرآن أتم بيان ، سواء كان ذلك بأقواله أم بأفعاله ومواقفه من آياته ، فكان كما قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن ) .
وهذا الموقف يبين لنا كيف كان يفسر القرآن ، وكيف كان عليه الصلاة والسلام يتأثر به ويقف مع توجيهاته :
أخرج البخاري في صحيحه [ رقم 4770 وكذلك مسلم برقم 204، 205 بألفاظ مقاربه ] عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214) صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ، فجعل ينادي : يا بني فهر ، يا بني عدي – لبطون قريش – حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو . فجاء أبو لهب وقريش ، فقال – عليه الصلاة والسلام - : (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم ، أكنتم مصدقي ؟) قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقاً .
قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) .
فقال أبولهب : تباً لك سائر اليوم . ألهذا جمعتنا ؟! فنزلت : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ...)السورة (المسد:1، 2) .
فمن هذا الموقف يتبين لنا بوضوح كيف كان صلى الله عليه وسلم يبادر بالإستجابة لأوامر الله تعالى في القرآن ، ويأتمر بما أمره الله به فوراً من غير تردد ولا تأخر مهما كانت الظروف ، ومهما واجهه من الصعوبات والأذى .
وما أحوجنا إلى تدبر هذا الموقف الرائع من النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الآية الكريمة التي لا تتجاوز كلماتها الأربع كلمات ، وما أحوجنا إلى الوقوف عندها! ومن ثَّم تطبيق هذا الأمر الإلهي الذي ورد فيها ، وإنذار الأقربين من عشائرنا .(1/203)
فكم من داعية في هذا الزمان ، وكم من طالب علم يقرأ القرآن ، ولكن لا يقف عند هذه الآية ، ولا يطبق ما جاء فيها ، فهو لا يهتم بأقاربه ، ولا يدعوهم إلى الله عز وجل ، ولا يحذرهم من معصية الله ؛ وهذا بلا شك دليل على بعدنا عن تعاليم القرآن ، وعدم وقوفنا عند آياته على الوجه المطلوب ، والله المستعان .
فإذا كنا - إخواني الكرام - حريصين على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلنفعل كما فعل ، مستعينين بالله ، من غير تأخر ولا تردد .
وليقم كل واحد منا بالدعوة إلى الله بكل ما يستطيع من الوسائل ،وليبدأ بأهله وذويه وأقرب الناس إليه .
وإذا كنا حريصين على الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فلنعلم أن أعظم شيء يدل على حسن وكمال التأسي به هو القيام بالدعوة إلى الله على بصيرة : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-18-2003, 07:01 AM
هذا تفسير عجيب ، وموقف فريد ، قل أن تجد له مثيلاً ، أو تسمع له نظيراً . إنه موقف أحد تلاميذ مدرسة النبوة ، يفسر به آية طالما قرأناها وسمعناها ولكن إلى الله نشكو حالنا !!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان ((( أحب أمواله إليه بيرحاء ))) وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما أنزلت هذه الآية
((( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )))
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول:
((( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )))(1/204)
وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين) فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه .[أخرجه البخاري رقم 4279 ومسلم رقم 998 ] .
فهذا الموقف ذكره يكفي و يغني عن التعليق عليه ؛ ولكن إذا أردنا أن نكون على بينة من روعة هذا الموقف العملي المفسر لهذه الآية فلننظر إلىحالنا مع هذه الآية ، وما موقفنا منها عندما تتلى علينا ؟!
هل فكر أحدٌ منا أن ينفق أحب ما يملك فضلاً على أن يفعل ذلك ؟!
وماذا لو طُلب من أحدنا أن يفسر هذه الآية ؟ ماذا كان يفعل ؟!
إن فعل أبي طلحة رضي الله عنه هو التفسير المنشود ، الذي نحتاج إليه ، وهو ما عنيته سابقاً عندما أشرت إلى أننا بحاجة إلى تفسير عملي لآيات القرآن الكريم أكثر من حاجتنا إلى التفاسير الكلامية التي أكثرنا منها حتى مللنا من كثرة الكلام .
فما أروع هذا الموقف ! إنه الإيمان الراسخ ، واليقين بما عند الله ، وإيثار
ما يبقى على ما يفنى ، وهذا ما دفعهم إلى اتخاذ مثل هذه المواقف الرائعة .
فنسأل الله أن يلحقنا بهم بحبنا لهم ، أما أعمالنا فلن توصلنا إلى ما وصلوا إليه ولو أنفقنا مثل جبل أحد ذهباً .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2003, 09:26 AM
القرآن الكريم لم ينزل لمجرد التلاوة اللفظية فحسب؛ بل نزل من أجل هذا ومن أجل ما هو أعم وأكمل؛ وهو فهم معانيه وتدبر آياته ثم التذكر والعمل بما فيه، وهو المنصوص عليه في قوله - تعالى -:((ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم)) [{البقرة: 129]}.
إن تلاوة كتاب الله - تعالى - تعني شيئاً آخر غير المرور بكلماته بصوت أو بغير صوت، إنها تعني تلاوته بفهم وتدبّر ينتهي إلى إدراك وتأثر، وإلى عمل بعد ذلك وسلوك.(1/205)
إن تلاوة كتاب الله لا تعني الحرص على إقامة المدّ والغنّة ومراعاة الترقيق والتفخيم فحسب؛ وإنما تعني ذلك مع ترقيق القلوب وإقامة الحدود.
وقد عد شيخ الإسلام ابن تيمية المبالغة والحرص في تحقيق ذلك وسوسة حائلة للقلب عن فهم مراد الله - تعالى -(1).
والأمر الجامع لذلك: كما أننا مُتعبدُون بقراءة ألفاظ القرآن صحيحة وإقامة حروفه على النحو الذي يرضيه - جلّ وعلا - متعبدون بفهم القرآن والتفقه فيه دون سواه، والاستغناء به عن غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"(2).
قال - تعالى -: ((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته)) [{البقرة: 121]} وقد فسر قتادة أن الصحابة هم الذين كانوا يتلونه حق تلاوته(3) .
والتلاوة لها معنيان:
أحدهما: القراءة المرتلة المتتابعة، وقد أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:(( وأمرت أن أكون من المسلمين . وأن أتلو القرآن)) [النمل: 91، 92]. وكان يتلوه على كفار قريش قال - تعالى -:((قل لو شاء الله ما تلوته عليكم)) [يونس: 16].
والثاني: الاتباع؛ لأن من اتبع غيره يقال تلاه؛ ومنه قوله - تعالى -: ((والقمر إذا تلاها)) [الشمس: 2]، روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: "يتبعونه حق اتباعه"، ثم قرأ: ((والقمر إذا تلاها)) أي: اتبعها(4).
ونقل القرطبي عن عكرمة قوله: "يتبعونه حق اتباعه باتباع الأمر والنهي فيُحلون حلاله، ويحرمون حرامه ويعملون بما تضمنه"(5)، أقول: والجمع بين المعنيين هو المتعين، ويصح فيها جميعاً؛ فالتلاوة بإقامة الألفاظ وضبط الحروف، ثم العمل بما تضمنته الآيات المتلوة، وعبّر عن الفهم والتدبر بالتلاوة حق التلاوة ليرشدنا إلى أن ذلك هو المقصود من التلاوة، وليس مجرد التلاوة وتحريك اللسان بالألفاظ بدون فهم وفقه واهتداء.(1/206)
وقد بين عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ معنى حق التلاوة فقال: "والذي نفسي بيده! إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلالَه، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوَّل منه شيئاً على غير تأويله"(6)، وهذا البيان من عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ واسع وجامع لمعنى التلاوة، وهي قراءته كما أنزل، وفهمه وتفسيره والعمل به.
ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوزون خمس آيات أو عشراً حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل.
قال أبو عبد الرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين -: حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: "فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً"(7).
وروى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: "كان الرجلُ منَّا إذا تعلمَ عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرفَ معانيهن والعمل بهن"(8)، وهذا يدلُّ على أن الصحابة - رضي الله عنهم - نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة(9)؛ فبين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه:(( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) [النحل:44]} فنقل معاني القرآن عنه صلى الله عليه وسلم كنقل ألفاظه سواء، بدليل قوله - تعالى -:(( وما على الرسول إلا البلاغ المبين)) [النور: 54]، "وهذا يتضمن بلاغ المعنى، وأنه في أعلى درجات البيان"(10).
قال ابن تيمية وابن القيم: "والصحابة - رضي الله عنهم - أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ القرآن ومعناه"(11).
وهكذا تلقى الصحابة - رضي الله عنهم - هذا القرآن لفظاً ومعنى، وكان التعلم والتعليم عندهم مبناهما على التفقه في القرآن دون سواه.(1/207)
ذكر الحافظ ابن كثير عن الضحاك فقال: "قال الضحاك في قوله - تعالى -:(( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)) [آل عمران:79] قال: "حقٌّ على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيهاً" ومعنى تَعْلَمون: تفهمون معناه، وقرئ: تعلمون بالتشديد من التعليم وبما كنتم تدرسون تحفظون ألفاظه، والجمع بين القراءتين متعيَّن، فكانوا يَعْلَمونه ويُعلِّمونه ولا يكتفون بالعلم حتى يضموا إليه التعليم(12).
قال الرازي: "ودلّت الآية على أن العلمَ والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربانياً؛ فمن اشتغل بذلك لا لهذا المقصد ضاع سعيُه وخاب عملُه"(13).
ونقل هذا المعنى رشيد رضا وقال: "فبعلم الكتاب ودراسته وتعليمه للناس ونشره والعمل به يكون الإنسان ربانياً مَرضِيّاً عند الله"(14). هكذا كان دأبُ الصحابة - رضي الله عنهم كما ذكره ابن القيم فقال: "ولم يكن للصحابة كتابٌ يدرسونه وكلامٌ محفوظ يتفقهون فيه إلاَّ القرآن وما سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ولم يكونوا إذا جلسوا يتذاكرون إلا في ذلك"(15).
فكان القرآن عندهم هو العلمُ الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً.
وقد فسر حَبْرُ الأمة ابن عباس الحكمة بفهم القرآن وفقه ما فيه من علوم. أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله - تعالى -: ((يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)) [البقرة: 269] قال:"المعرفة بالقرآن: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله"(16).
وفسرها الحافظ ابن كثير بالسنة وعزا ذلك إلى غير واحد من السلف وهو ما أُخِذَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم سوى القرآن، كما قال صلى الله عليه وسلم : "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"(17).(1/208)
ونزع ابن عباس في تفسيره للحكمة إلى المعرفة بالقرآن وفقه ما فيه من العلوم، وهو من أوسع التفسيرات، وهو لا ينافي من فسّر الحكمة بالسنة؛ لأن بها يحصل بيانُ القرآن وفهمُه وفقهُه؛ فهي المفسّرة والمبيّنة للقرآن، وتعني - من بين ما تعنيه - الفقه والفهم، يدلّ على ذلك قوله - تعالى -: ((وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب)) [ص: 20].
قال مجاهد: "يعني الفهم والعقل والفطنة"(18) ومن أعطاه الله ويسّر له فقه القرآن وعلومَه والعمل به فقد حاز فضلاً عظيماً وخيراً جزيلاً.
قال القرطبي: "إن من أُعْطِيَ الحكمة والقرآن فقد أُعطي أفضل مما أُعطي مَنْ جمع علم كتب الأولين من الصحف وغيرها"(19).
فكتاب الله حكمة، وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم حكمة، وأصل الحكمة ما يُمتنَع به من السفه، ومن ثَمَّ اشتركت الحكمة في نسق تعليم الكتاب: ((ويعلمهم الكتاب والحكمة)) [البقرة: 129] وقد حث الله - عز وجل - على التدبر والاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ فقال:((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) [ص:29]، وقال: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)) [محمد: 24]، وقال: ((ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون)) [الزمر: 27] ففي مثل الآيات ونحوها دليل على وجوب معرفة معاني القرآن والاتعاظ بمواعظه وفقه ما فيه من الهداية والرشاد، ولا يقال لمن لا يفهم تفسيره: اعتبر بما لا فهم لك به، ولا يقال ذلك إلا لمن كان بمعاني القرآن بصيراً وبكلام العرب عارفاً(20).
وأقول: وتدبر القرآن مرحلة تالية لمرحلة الفهم، ولا يمكن أن يتأتى التدبر لمن لم يفهم معاني القرآن.(1/209)
قال القرطبي: "وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن، ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذّ؛ إذ لا يصحّ التدبر مع الهذّ" وقد شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه من هجر قومه للقرآن فقال:((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)) [الفرقان: 30].
وهجر التفسير والفهم والتدبر نوع من أنواع هجره. قال ابن القيم وابن كثير: "ترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه"(21).
قال ابن تيمية: "وأما في باب فهم القرآن فهو {أي: قارئ القرآن} دائم التفكر والتدبر لألفاظه واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن؛ فإن شهد له بالتزكية قَبِلَهُ وإلا ردّه"(22).
ويشهد لما تقدم ما رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري حيث قال: "والله ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كلَّه ما يُرى له في خُلُقٍ ولا عملٍ"(23).
فكلام ابن كثير يدل على أن انصراف الطلاب إلى طلب العلم في غير القرآن نوع من أنواع هجره، وكلام شيخ الإسلام يدل على أن الواجب على الطلاب أن يستغنوا بمعاني القرآن وأحكامه عن غيره من كلام البشر، ويدل لهذا ما ذكر ابن أبي الحواري أن فضيل بن عياض قال لقوم قصدوه ليأخذوا عنه العلم: لو طلبتم كتاب الله لوجدتم فيه شفاءاً لما تريدون، فقالوا: تعلمنا القرآن، فقال: إن في تعلُّمكم القرآن شغلاً لأعماركم وأعمار أولادكم، قالوا: كيف يا أبا علي؟ قال: "لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه - تفسيره وبيانه - ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، فإذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة"(24).(1/210)
فهذا فضيل بن عياض اعتبر التفقه في غير القرآن شغلاً لا طائل من ورائه، ثم هو يصحّح لهؤلاء الطلاب التوجهات الصحيحة لطلب العلم في زمنه ويردهم إلى طلب التفقه في القرآن نفسه.
وهكذا كان بعض السلف يقدمون القرآن وعلومه وتفسيره على أي علم آخر؛ فقد وجد من يمنع طلب علم الحديث وكتابته قبل حفظ القرآن، وكانوا يختبرونهم في بعض معانيه؛ فهذا عبد الله بن المبارك يختبر من جاء يطلب الحديث عنده في القرآن وبعض علومه(25).
وذكر ابن عبد البر عن علي قوله: "أعزم على كل من كان عنده كتاب إلاّ رجع فمحاه؛ فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم"، وذكر عن عمر: "أن قوماً كانوا يكتبون كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب ربهم"(26)، نقل ابن القيم عن الإمام البخاري قوله: "كان الصحابة إذا جلسوا يتذاكرون كتاب ربهم وسنةَ نبيهم، ولم يكن بينهم رأي ولا قياس، ولم يكن الأمر بينهم كما هو في المتأخرين: قوم يقرؤون القرآن ولا يفهمونه، وآخرون يتفقهون في كلام غيرهم ويدرسونه، وآخرون يشتغلون في علوم أخرى وصنعة اصطلاحية، بل كان القرآن عندهم هو العلم الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً"(27).
ما أشبه الليلة بالبارحة! والقصة نفسها تتكرر في بعض طلبة هذا الزمن؛ إذ يهجرون حفظ القرآن وفهمه وتفسيره والتفقه فيه إلى كتب فلان وفلان، وإنك لتعجب من بعضهم؛ إذ انحرف في الطلب، فتجده لا يحفظ من القرآن إلا قصار السور ونحوها ولا يفهمها، وتجد له جرأة عجيبة على اقتحام علم الجرح والتعديل ونحوه؛ فمثل هذا وأمثاله لم يستوعب التصور الصحيح لمنهج التربية والتعليم الذي رسمه القرآن وبيَّنه.
فليزن طلاب علم هذا الزمن تعليمهم بهذا المنهج الذي رسمه القرآن وفعله السلف،ولينظروا أين مكانهم من فهم القرآن والتفقه فيه، وما حظهم من هدايته؟
الهوامش:
(1) التفسير الكبير، 6/71.
(2) رواه مسلم (2699).
(3) الجامع للقرطبي، 1/91.(1/211)
(4) تفسير ابن كثير، 1/175، الرازي 2/36.
(5) الجامع للقرطبي، 1/92.
(6) تفسير ابن كثير، 1/175.
(7) الإتقان، 2/389، التفسير الكبير، 2/132.
(8) جامع البيان، 1/35.
(9) التفسيرالكبير، 2/132.
(10) الصواعق المرسلة، 440.
(11) التفسير الكبير، 2/104، 253، الصواعق ، 440.
(12) ابن كثير، 1/ 405، القرطبي، 2/ 115.
(13) تفسير الرازي، 4/123.
(14) تفسير المنار، 3/ 348.
(15) الصواعق المرسلة، 441.
(16) الإتقان، 2/385، ابن كثير، 1/345.
(17) رواه أحمد، ح/ 16546.
(18) تفسير ابن كثير، 4/33.
(19) الجامع للقرطبي، 2/300.
(20) جامع البيان، 1/35.
(21) تفسير ابن كثير، 3/349، تفسير ابن القيم، 3/ 292.
(22) التفسير الكبير، 6/71.
(23) تفسير ابن كثير، 4/36.
(24) الجامع، 1/30، فتح القدير، 1/14.
(25) المحدث الفاصل، 203.
(26) جامع بيان العلم، 1/76،77.
(27) أفردنا هذا الموضوع في بحث مستقل سبق أن نشرته مجلة البيان في العدد(133).
Cd مجلة البيان مقال للكاتب أحمد بن شرشال
انظره هنا (http://www.islamselect.com/conts/tafsear_oloomqoran/fhmalgoraanwatdabboroh.htm)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2003, 10:18 AM
بسم الله
هذا كلام جيد ، فيه تنبيهات مهمة للشيخ محمد الشنقيطي في أضرب التفسير وأنواعه ، ذكره عند شرحه لأحاديث سنن الترمذي ، أحببت ذكره هنا لتعم الفائدة .
قال وفقه الله تعالى : [ وعند العلماء-رحمهم الله- أن تفسير القرآن على أضرب :
الضرب الأول : تفسير القرآن بالقرآن .
والضرب الثاني : أن يفسر القرآن بسنة النبي-صلى الله عليه وسلم- الصحيحة الثابتة عنه .
الضرب الثالث : أن يفسر القرآن بلغة العرب ولسانهم .
الضرب الرابع : أن يفسر بالرأي الصحيح المستند إلى أصول الشريعة .(1/212)
فهذه أربعة أضرب لتفسير القرآن أولها وأعلاها تفسير القرآن بالقرآن ؛ لأن الله-تعالى- يقول : ( كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) قالوا كتاباً متشابهاً أي يشبه بعضه بعضاً ويفسر بعضه بعضاً على أحد الأوجه في تفسير هذه الآية الكريمة فلما قال الله : ( كِتَاباً مُتَشَابِهاً ) أي أن الآيات يشبه بعضها بعضاً ويفسر بعضها المراد من البعض الآخر ، وهذا التفسير تفسير القرآن بالقرآن يأتي على صور تارةً يكون التفسير مباشراً فيذكر المجمل ثم من بعده المبين وتذكر الآية المحتاج إلى تفسيرها ثم يأتي التفسير من الله- صلى الله عليه وسلم - لتلك الآية الكريمة ومن أمثلته قوله-تعالى- : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ففسر من هم المتقون فذكر من صفاتهم الإيمان بالغيب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فهذا من تفسير القرآن بالقرآن عقيب ذكر الآية المحتاج إلى تفسيرها ، وكذلك - أيضاً - من أمثلته قوله-تعالى- : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ . نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ) وكذلك قوله-تعالى- : ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَه . نَارٌ حَامِيَةٌ ) ...فهذا من تفسير القرآن بالقرآن ويكون عقيب الآية .
وقد يأتي التفسير في موضع آخر وله أمثله كثيرة بمعنى أن تأتي الآية في موضع مجملة ثم تأتي مفسرة في موضع منها الزكاة مثلاً لما ذكر الله ( وَآتُوا الزَّكَاةَ ) ، ذكر الزكاة أمراً... ثم بين ضرب من أضرب الزكاة وهو زكاة الخارج من الأرض في قوله-تعالى- : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه ) فبين أن من أصناف الزكاة الخارج من الأرض من الحبوب والثمار أنها تزكى ولها أمثلة كثيرة في القرآن في المواضع المختلفة .(1/213)
والضرب الثاني : تفسير السُّنة للقرآن أن يأتي إجمال في كتاب الله- صلى الله عليه وسلم - ثم تأتي السُّنة تبين هذا الإجمال وهذا نظائره كثيرة وأمثلته مشهورة .
والدليل على إثبات هذا النوع : قوله-تعالى- : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم ) ، ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ) هو السُّنة ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم ) وهو القرآن فالسُّنة تفسر القرآن والدليل على ذلك : أن الله أمر بالصلاة فلم يبين عدد ركعاتها ولا مواقيتها تفصيلاً فجاءت السُّنة وبينت هذه الصلاة بينت شروطها وأركانها وواجباتها ، وكذلك - أيضاً - أمر الله-U- بالزكاة فجاءت السُّنة مبينة كيف تكون الزكاة من اشتراط الحول فيما يشترط فيه الحول وبلوغ النصاب ، وكذلك أمر الله بالصوم فبين النبي- صلى الله عليه وسلم - جملة من أحكام الصوم وما ينبغي الإمساك عنه .
كذلك - أيضاً - أمر الله بالحج وجاء مجملاً وبين الله بعضه ثم فسرت السُّنة البعض الآخر فاشترك تفسير القرآن والسُّنة ومن ذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال : (( خذوا عني مناسككم )) فبين الحج-صلوات الله وسلامه عليه- فهذا من تفسير القرآن بالسُّنة ،ويشترط فيه ثبوت الخبر وصحته عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فلا يفسر كتاب الله بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة .(1/214)
كذلك - أيضاً يفسر القرآن بلغة العرب قال ابن عباس-رضي الله عنهما- : إن في القرآن ما لا يعرفه إلا العرب قال : ما كنت أعلم قول الله- تعالى- : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض ) حتى اختصم إليَّ رجلان في بئر فقال أحدهما : إني فطرتها يعني حفرتها فعلم أن قوله-تعالى- : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض ) أي خالق السموات والأرض وموجِدُها ، وهذا التفسير تفسير بلغة العرب ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين والله-تعالى- أشار إلى ذلك .
فاللغة العربية هي سلاح المفسر الذي يتسلح به في معرفة دلالات القرآن ومعاني القرآن ومغازي القرآن ؛ فللقرآن معانٍ ظاهرة ومعانٍ يكنى بها كما قال-تعالى- : ( أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ ) قال ابن عباس-رضي الله عنه- : " إن الله يكني " ، ( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنّ ) ليس المراد مجرد المس ؛ وإنما هو معاني جميلة جليلة روعي فيها أدب الكلام وأدب الخطاب وجاءت على أتم وأكمل ما يكون به الكلام ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) .
فهذه الأسرار والمعاني لا يمكن أن تعرف إلا في لسان العرب ، ومن أُوتي اللسان واللغة فقد أوتي مفتاحاً من مفاتيح القرآن ويفهم بها معاني القرآن .
وأما النوع الرابع وهو : التفسير بالرأي ، الرأي : رأيان في شريعة الله-عز وجل- :
الأول : رأي محمود مأجور صاحبه غير مأزور .
الثاني : رأي مذموم صاحبه صاحب هوى مسلوب الرضا منتكس الفطرة-والعياذ بالله- .(1/215)
فأما الرأي المحمود فهو الرأي المستنبط من الأدلة الشرعية وفق القواعد المرعية عند أئمة العلم . والدليل على أن الرأي منه محمود ومنه مذموم أن الله-تعالى- امتدح رأياً في مقام وذم الرأي في مقام آخر فقال الله-تعالى- : ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً ) فقال-سبحانه- : ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ) فجعل التفهيم مرتبة فوق مرتبة العلم ، وهذا لا يكون إلا بقوة الملكة في الفهم والوعي وهذا ما يسمّى بقوة الرأي المبني على الأصول الشرعية ؛ لأنه إذا كان مبنياً على الأصول الشرعية فقد فهم من الوحي وهذا معنى ( فَفَهَّمْنَاهَا ) فأسند التفهيم إليه-سبحانه- ، وأشار النبي- صلى الله عليه وسلم - إليه بقوله : (( من يرد الله به خيراً يفقهة في الدين )) والفقه في لغة العرب الفهم ، ومنه قوله-تعالى- : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ) أي يفهموه ، وكذلك أثنى رسول الأمة- صلى الله عليه وسلم - على الرأي الذي بذل فيه العالم جهده وأخبر أن الله لا يضيع أجره فقال- صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : (( إذا اجتهد الحاكم فأصاب كان له أجران ، وإذا اجتهد وأخطأ كان له أجر واحد )) فانظر-رحمك الله- كيف أصبح الاجتهاد تارةً يصيب وتارةً يخطئ ؛ ولكنه يثاب في كلتا الحالتين إلا أنه قال : (( إذا اجتهد الحاكم )) ولم يقل الناس والحاكم هو المجتهد الذي تأهل للحكم وتولي هذا المقام في الحكم عن الله ورسوله في تبليغ الرسالة وهم ورثة الأنبياء الذين حملهم الله-عز وجل- هذه المسؤولية ، فالمقصود من هذا أنه إذا كان الرأي مبنيّاً على أصول شرعية صح تفسير القرآن به ، ومن هنا فسر أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - كتاب الله-تعالى- بكتاب الله ، وفسروه بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، وفسروه بلسان العرب ، وفسروه باجتهاد منهم مبني على أصول شرعية .(1/216)
والدليل على ذلك : أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال في ابن عباس : (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل )) ففتح عليه في فهم القرآن وفهم أدلته ودلالاته-رضي الله عنه وأرضاه- فهذا الحديث مثال من أمثلة تفسير القرآن بالسُّنة .
وأما تفسير القرآن بالهوى والرأي فاجتهادات وآراء لا تمت إلى الدين بصلة يقول بها من حرم سداد القول ، ويجتريء عليها من سلب الورع-والعياذ بالله- وأوتي الجرأة على محارم الله وحدود الله ، فأنزل نفسه في منزلة لا يليق به أن ينزلها فيها ذلك أن الله-عز وجل- جعل أمور الدين لأئمة العلم ودواوين العلم فقال-سبحانه- : ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فمن سأل من ليس من أهل الذكر فقد حمل وزر المعونة على القول على الله بدون علم-والعياذ بالله- ، ولذلك قرن الله-عز وجل- هذا النوع من الرأي والاجتهادات في الدين الذي لا يمت إلى الشريعة بصلة قرنه بأشد الأشياء وأشنعها ( وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) فقرن الله-تعالى- هذا الرأي المذموم بأعظم الأشياء وهو الشرك وقال-تعالى- : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) فقال : ( وَمَنْ ) أي ولا ؛ لأن ( من ) في لغة العرب تستعمل بمعنى النفي ، أي ولا أظلم ممن افترى على الله كذباً ، فالذي يقول في كتاب الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ودين الله وشرع الله برأيه وهواه واجتهاده فإنه قد قال على الله ما لم يقله وافترى في دين الله-عز وجل- والحكمة المشهورة وتروى مرفوعة ، والصحيح أنها لا تثبت «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب» ، صحيح أنه أصاب لو أنه أصاب فقد أصاب لكنه أخطأ أي سيسأله الله-عز وجل- عن كونه يجتريء أن يتكلم في شيء كان ينبغي أن يسأل عنه من هو أعلم منه وأبصر منه .(1/217)
ولقد شاع في هذه الأزمنة المتأخرة الجرأة على كتاب الله-تعالى- وتفسير كتاب الله-عز وجل- بأشياء ليست لها أصول شرعية ولم يبن فيها القول على القواعد المرعية ، وربما تطاول أمثال هؤلاء على أئمة السلف ودواوين العلم حتى إنك تجده يقول : إن هذا التفسير كان القدماء يقولون كذا وكذا وكان القدماء يفسرون هذه الآية بكذا وكذا وتبين لنا أنها كذا وكذا ؛ ومن أنت حتى يتبين لك ومن أنت حتى أصبحت بصيرتك أولى وأوعى عن الله ورسوله من أولئك الذين صقلت قلوبهم روحانية الكتاب والسُّنة .(1/218)
نعم الآن مثلاً قد تطرأ أشياء أو أمور تكتشف مثلاً يقول بعضهم ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح ) فسر بعض أهل العلم أن الريح قد تلقح النخل وهذا ثابت ومعروف أن من النخل ما لا يحتاج إلى لقاح وأنه تلقحه الرياح وأن الرياح قد تلقح بعض الأشياء الموجودة من النباتات وتعني عن لقاح بعضها لبعض بقدرة الله-تعالى- فيأتي ويقول الأقدمون كانوا يفهمون أن قوله : ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح ) بكذا وكذا والآن ثبت علمياً أنها تلقح السحب بعضها مع بعض نعم هذا نوع من الاكتشاف ؛ لكن لا ينبغي استهجان السلف ؛ لأنه إن اكتشف ذلك فليس عنده الملكة التي يفهم فيها ويغني إذ لو كان يفهم ويعي لقال إن النص عام لواقح في القديم بما يفهمه أهل القديم ، ولواقح في الحديث بما يفهمه أهل الحديث ، وأضف القديم إلى الحديث حتى يصبح قديم القرآن جديداً وجديده قديماً لا يتغير ما تغير الزمان وتعاقب الملوان ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ). ومن قال لك إن التفسير هو الذي تقوله أنت ؟! هنا الإشكال فالإشكال أنه يفسر القرآن بحدود ضيقة يقال إنه الآن اكتشف والآن يفسر ثم ربما بولغ في هذا المقام إلى درجة أنه يسفه رأي الأقدمين حتى حضرت بعضهم ممن يشتغل بهذا ويقول نفكر الآن أن تفسير قوله-تعالى- : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أن المراد به الصعود إلى القمر ( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ . وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ . وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ . وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ) حتى قال هذا : إنهم لا يطلعون إلا عند اكتمال القمر وعند هذا تكون الآية مفسرة على هذا الوجه . والآية واردة في مسألة هي أعظم المسائل وهي مسألة عقدية وهي كفر أهل الشرك باليوم الآخر وعدم إيمانهم به فأقسم الله بالشفق ( وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ .وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ . لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ(1/219)
طَبَقٍ ) أي أنهم ليمرون بأطباق الآخرة حتى يلقوا الله-جل وعلا- فيمرون بها مرحلة بعد مرحلة ومنزلة بعد منزلة كما بينتها الآيات الأخر . فالمقصود من هذا ينبغي الورع وينبغي أن ننزل تفسير القرآن عند من هو أهل ، راعينا هذه المسألة ؛ لأنها عمت بها البلوى ويحتاج الناس إلى أن يضبطوا أنفسهم بالضوابط الشرعية ، وعلى الخطباء والأئمة أن ينبهوا الناس على الرجوع إلى الكتاب والسُّنة والرجوع إلى العلماء ، وعدم قبول تفسير كتاب الله وسنة النبي- صلى الله عليه وسلم - من كل من هبّ ودبّ ، وكذلك - أيضاً - إنزال هذا العلم بأهله ممن عرف باشتغاله بتفسير القرآن وأتقن ذلك وألم به أو عرف بتفسير السُّنة وأتقن ذلك وألم به فقد يكون الرجل فاهماً لحديث تخفى عليه أحاديث أخر مقيدة لمطلق هذا الحديث أو مخصصه لعمومه فيأتي ويظن أن الفهم ما فهمه والواقع أن هذا يحتاج إلى ضبط بضوابط أخرى ، وكم من أحاديث ظواهرها شيء و المقصود منها في شرع الله شيء آخر ، وقد تأتي الأوامر على أوجه ، والنواهي على أوجه لا يعرفها إلا الراسخون في العلم ، ومن هنا وصف الله-U- العلم بأنه مراتب ومنازل فقال-سبحانه- : ( لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم ) فالذي يريد النجاة من هذه الفتن التي عمت خاصةً في زماننا وأصبح الناس شذر مذر من كثرة الآراء والأهواء والتفسيرات والاجتهادات أن يردوا إلى شيء أمرهم الله أن يرجعوا إليه ولن تجد الأمة تعاني أيَّ شيء ولن تشتكي أيّ شكوى ولن تنزل بها أيّ مشكلة أو معضلة إلا إذا ضيعت أمر الله-تعالى- فإذا قال لك القائل كثرت علينا الأقوال والاجتهادات والله-تعالى- يقول : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ) نعم كثرت حينما أصبح الإنسان يقبل الآراء والاجتهادات ويترك بها النصوص الصحيحة الصريحة الواضحة التي تدل على حكم الله وشرع الله . ](1/220)
انتهى من كلام الشيخ الشنقيطي بشيء من التصرف ، وهذا رابط الموضوع هنا (http://www.shankeety.com/t205.htm)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-01-2003, 11:29 PM
بسم الله
السؤال :
أي كتب التفسير القرآن تنصح بقراءتها ؟ وحفظ القرآن , إذا حفظ الإنسان ونسي فهل هناك وعيد فيه ؟ وكيف يحافظ الإنسان على ما حفظ ؟.
الجواب :
الحمد لله
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب بقوله : القرآن وعلومه متنوعة , وكل مفسرٍّ يُفسرُُّ القرآن يتناول طرفاً من هذه العلوم ولا يمكن أن يكون تفسيراً واحداً يتناول القرآن من جميع الجوانب .
فمن العلماء من ركز على التفسير النظري كالزمخشري وغيره ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولاً ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها ؛ لأن هذا يفيده أن يكون قوياً في التفسير غير عالة على غيره , وكلام الله - عز وجل - منذ بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم ( بلسان عربي مبين ) .
وإن كان يجب الرجوع إلى تفسير الصحابة ؛ لأنهم أدرى الناس بمعانيه , ثم إلى كتب المفسرين التابعين , لكن مع ذلك لا أحد يستوعب كلام الله - عز وجل - .
فالذي أرى أن الطريق المثلى أن يكرر الإنسان تفسير الآية في نفسه , ثم بعد ذلك يراجع كلام المفسرين فإذا وجده مطابقاً فهذا مما يُمكنّهُ من تفسير القرآن وييسره له إن وجده مخالفاً رجع إلى الصواب .
وأما حفظ القرآن فطريقة حفظه تختلف من شخص إلى لآخر بعض الناس يحفظ القرآن آية آية بمعنى أنه يحفظ آية يقرأها أولاً ثم يرددها ثانياً وثالثاً ثم يحفظ حتى يحفظها ثم يحفظ التي بعدها ثم يكمل ثمن أو ربع الجزء أو ما أشبه ذلك , وبعض الناس يقرأ إلى الثمن جميعاً ويردده حتى يحفظه ومثل هذا لا يمكن أن نحكم عليه بقاعدة عامة فنقول للإنسان استعمل ما تراه مناسباً لك في حفظ القرآن .(1/221)
لكن المهم أن يكون عندك علم لما حفظت متى أردت الرجوع إليه , وأحسن ما رأيت في العلم أن الإنسان إذا حفظ شيئاً اليوم يقرأه مبكراً الصباح التالي فإن هذا يعين كثيراً على حفظ ما حفظه في اليوم الأول هذا شيء فعلته أنا فإن هذا يعين كثيراً على الحفظ الجيد .
أما الوعيد على من ينسى , قال الإمام أحمد : ( ما أشد ما ورد فيه ) أي حفظ آية ونسيها والمراد بذلك من أعرض عنها حتى تركها , وأما من نسيها لسبب طبيعي أو لأسباب كانت واجبة أشغلته فإن هذا لا يلحق به إثم ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة / 286 .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بأصحابه فنسي آية فذكره أحد الصحابة بها بعد الصلاة فقال : ( هلا ذكرتني بها ) فالإنسان الذي ينساه تهاوناً به أو أعراضاً عنه لا شك أنه خاسر وأنه مستحق الإثم , وأما الذي ينساه لشيء واجب عليه أوجبه الله - سبحانه وتعالى - عليه أو نسياناً طبيعياً فهذا لا يلحقه شيء .
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة ( 136 ).
---
خالد الشبل
06-03-2003, 10:08 PM
الأخ أبا مجاهد العبيدي
السلام عليكم ، بارك الله فيك على هذه الانتقائية .
بالنسبة لتشبيه الدنيا بالماء ألا ترى أن المشبه به في آية يونس ليس الماء فقط ، وإنما هو عدة صور ، تبتدئ بنزول الماء ثم اختلاطه بنبات الأرض ثم اشتداد النبات وزهوه واخضراره وركون الناس لهذا النبات ، ثم إصابته بأمر الله وصيرورته إلى الحصيد ؟ أي أن المشبه به جملة وليس مفرداً. وقد نسب القرطبي في تفسير آية الكهف ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (الكهف:45) هذا القول للحكماء.
خالد
---
أبومجاهدالعبيدي
06-17-2003, 08:11 PM
بسم الله(1/222)
أولاً - أشكرك أخي خالد على تنبيهك ، والأمر كما ذكرت ، فالتشبيه تشبيه مركب ، ولكن كان المقصد ذكر بعض لطائف تشبيه الدنيا بالماء من حيث الجملة ، من دون تفصيل في نوع التشبيه ، وبيان وجه الشبه . وأشكرك على اهتمامك .
ثانياً - هذه فائدة في طريقة التفسير :
المنهج القويم في تفسير القرآن الكريم
(الشبكة الإسلامية)
ليس للمفسر أن يسير في تفسيره لكتاب الله خبط عشواء ، وإنما لابد له من منهج ينتهجه حتى يأتي بالتفسير على الصورة المرضية المقبولة، ولذلك قال أهل العلم: على من يفسر كتاب الله - تعالى - أن يبحث عن تفسيره في القرآن ـ فإن لم يجد فليطلبه فيما صح وثبت في السنة ، فإن لم يجد فليطلبه في أقوال الصحابة، وليتحاش الضعيف، والموضوع، والإسرائيليات، فإن لم يجد في أقوال الصحابة، فليطلبه في أقوال التابعين، فإن اتفقوا على شيء كان ذلك أمارة - غالبًا - على تلقيه عن الصحابة، وإن اختلفوا : تخير من أقوالهم، ورجح ما يشهد له الدليل، فإن لم يجد في أقوالهم ما يصلح أن يكون تفسيرًا للآية لكونه ضعيفًا، أو موضوعًا أو من الإسرائيليات التي حملوها عن أهل الكتاب الذين أسلموا: فليجتهد رأيه ولا يألوا - أي لا يقصر - ، إذا استكمل أدوات هذا الاجتهاد ، وعليه أن يراعي القواعد الآتية :
1- أن يتحرى في التفسير مطابقة التفسير للمفسَّر ، وأن يتحرز في ذلك عن نقص لما يحتاج إليه في إيضاح المعنى ، أو زيادة لا تليق بالغرض: أي لا يوجز فيخل ، ولا يطيل ويستطرد فيمل .
2- أن يُعنى بأسباب النزول؛ فإن أسباب النزول كثيرًا ما تعين على فهم المراد من الآية .
3- أن يُعنى بذكر المناسبات بين الآيات؛ لأن في ذلك الإفصاح عن خصيصة من خصائص القرآن الكريم وهي الإعجاز ، وللمناسبات في الكشف عن أسرار الإعجاز ضلع كبير .(1/223)
وقد اختلفت مناهج المفسرين في هذين الأخيرين ، فمنهم : من يذكر المناسبة ، لأنها المصححة لنظم الكلام ، وهي سابقة عليه ، وبعضهم : يذكر السبب أولاً ، لأن السبب مقدم على المسبب .
والتحقيق: التفصيل بين أن يكون وجه المناسبة متوقفًا على سبب النزول كآية : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ، إن الله كان نعمَّا يعظكم به ، إنَّ الله كان سميعًا بصيرًا} ، فهذا ينبغي فيه تقديم السبب على المناسبة ، لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد ، وإن لم يتوقف وجه المناسبة على ذلك : فالأولى تقديم المناسبة على سبب النزول لبيان تآلف نظم القرآن ، وتناسقه ، وأخذ آياته بعضها بحجز بعض .
4- أن يجرد نفسه عن الميل إلى مذهب بعينه، حتى لا يحمله ذلك على تفسير القرآن على حسب رأيه ومذهبه، ولا يزيغ بالقرآن عن منهجه الواضح، وطريقه المستقيم.
5- مراعاة المعنى الحقيقي والمجازي ، حتى لا يصرف الكلام عن حقيقته إلى مجازه إلا بصارف ، وليقدم الحقيقة الشرعية على اللغوية وكذلك الحقيقة العرفية ، وليراع حمل كلام الله على معان جديدة أولى من حمله على التأكيد ، وليراع الفروق الدقيقة بين الألفاظ .
6- مراعاة تأليف الكلام ، والغرض الذي سبق له ، فإن ذلك يعينه على فهم المعنى المراد ، وإصابة الصواب ، قال الزركشي في البرهان : ليكن محط نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سبق له ، وإن خالف أصل الوضع اللغوي ، لثبوت التجوز .
7- يجب على المفسر البداءة بما يتعلق بالمفردات، وتحقق معانيها ثم يتكلم عليها بحسب التركيب ، فيبدأ بالإعراب إن كان خفيًا ، ثم ما يتعلق بالمعاني ، ثم البيان ، ثم البديع ، ثم ليبين المعنى المراد ، ثم ما يستنبط من الآيات من الأحكام والآداب ، وليراع القصد فيما يذكر من لغويات ، أو نحويات ، أو بلاغيات ، أو أحكام ، حتى لا يطغى ذلك على جوهر التفسير .(1/224)
8- التحاشي عن ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة ، والروايات المدسوسة : من الإسرائيليات ونحوها ، حتى لا يقع فيما وقع فيه كثير من المفسرين السابقين من الموضوعات ، والإسرائيليات في أسباب النزول ، وقصص الأنبياء والسابقين ، وبدء الخلق والمعاد ونحوها .
موقع طريق القرآن www.quranway.net
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2003, 08:43 AM
بسم الله
هذا سؤال وجوابه للشيخ محمد العثيمين رحمه الله :
لماذا وجه الله الخطاب إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم ، في قوله: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّك} [يونس: 106]مع أن النبي، صلى الله عليه وسلم ، معصوم من الشرك؟
الجواب :
الخطاب هنا للرسول، صلى الله عليه وسلم ، في ظاهر سياق الآية.
وقال بعض العلماء: لا يصح أن يكون للرسول، صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم ، يستحيل أن يقع منه ذلك والآية على تقدير (قل) وهذا ضعيف لإخراج الآية عن سياقها.
والصواب: أنه إما خاص بالرسول، صلى الله عليه وسلم ، والحكم له ولغيره، وإما عام لكل من يصح خطابه ويدخل فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم ، وكونه يوجه إليه مثل هذا الخطاب لا يقتضي أن يكون ذلك ممكنًا منه قال – تعالى -: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] فالخطاب له ولجميع الرسل ولا يمكن أن يقع، فلا يمكن أن يقع منه، صلى الله عليه وسلم ، باعتبار حاله شرك أبدًا، والحكمة من النهي أن يكون غيره متأسيًا به فإذا كان النهي موجهًا إلى من لا يمكن أن يقع منه باعتبار حاله فهو إلى من يمكن منه من باب أولى.
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - (1/326)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-22-2003, 06:17 AM
من الآيات التي قد تشكل على البعض :(1/225)
قوله تعالى في آخر سورة الزخرف : {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ } 88
فما معنى قوله : (وقيله) وما موقعها من الإعراب ؟
وإجابة لهذين السؤالين أنقل تفسير أشهر إمامين من أئمة التفسير ؛ لعل فيما ذكراه إزالة لإشكال .
قال ابن جرير : (وَقَوْله : { وَقِيلِهِ يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ } اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { وَقِيله } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَمَكَّة وَالْبَصْرَة " وَقِيله " بِالنَّصْبِ , وَإِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ ذَلِكَ , كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي التَّأْوِيل :
أَحَدهمَا: الْعَطْف عَلَى قَوْله : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَع سِرّهمْ وَنَجْوَاهُمْ } 43 80 وَنَسْمَع قِيله يَا رَبّ ,
وَالثَّانِي : أَنْ يُضْمَر لَهُ نَاصِب , فَيَكُون مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ : وَقَالَ قَوْله : { يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ } وَشَكَا مُحَمَّد شَكْوَاهُ إِلَى رَبّه .
وَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة { وَقِيله } بِالْخَفْضِ عَلَى مَعْنَى : وَعِنْده عِلْم السَّاعَة , وَعِلْم قِيله .(1/226)
وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار صَحِيحَتَا الْمَعْنَى فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب , فَتَأْوِيل الْكَلَام إِذَنْ : وَقَالَ مُحَمَّد قِيله شَاكِيًا إِلَى رَبّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَوْمه الَّذِينَ كَذَّبُوهُ , وَمَا يَلْقَى مِنْهُمْ : يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرْتنِي بِإِنْذَارِهِمْ وَأَرْسَلْتنِي إِلَيْهِمْ لِدُعَائِهِمْ إِلَيْك , قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ . كَمَا : 23994 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَقِيله يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ } قَالَ : فَأَبَرّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَوْل مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . 23995 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَقِيله يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ } قَالَ : هَذَا قَوْل نَبِيّكُمْ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يَشْكُو قَوْمه إِلَى رَبّه . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { وَقِيله يَا رَبّ } قَالَ : هُوَ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ } .)انتهى(1/227)
وقال ابن كثير : ( أَيْ وَقَالَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيله أَيْ شَكَا إِلَى رَبّه شَكْوَاهُ مِنْ قَوْمه الَّذِينَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ كَمَا أَخْبَرَ تَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى " وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اِتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا " وَهَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ هُوَ قَوْل اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَعَلَيْهِ فَسَّرَ اِبْن جَرِير قَالَ الْبُخَارِيّ وَقَرَأَ عَبْد اللَّه يَعْنِي اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ " وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله " وَقِيله يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ " قَالَ يُؤْثِر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَوْل مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قَتَادَة هُوَ قَوْل نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو قَوْمه إِلَى رَبّه عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ حَكَى اِبْن جَرِير فِي قَوْله تَعَالَى " وَقِيله يَا رَبّ " قِرَاءَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا النَّصْب وَلَهَا تَوْجِيهَانِ أَحَدهمَا أَنَّهُ مَعْطُوف عَلَى قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " نَسْمَع سِرّهمْ وَنَجْوَاهُمْ " وَالثَّانِي أَنْ يُقَدَّر فِعْل وَقَالَ قِيله وَالثَّانِيَة الْخَفْض وَقِيله عَطْفًا عَلَى قَوْله " وَعِنْده عِلْم السَّاعَة " وَتَقْدِيره وَعِلْم قِيله .)انتهى
وخلاصة ما سبق :
أولاً - قيله تعني قوله ، مصدر قال . فالقول والقال والقيل بمعنى واحد .
والضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم على الصحيح ، وقيل عائد على عيسى عليه السلام .
وأما إعرابها : ففيها قراءتان سبعيتان صحيحتان :
قراءة النصب ، وقراءة الجر ، ولكل قراءة توجيه . كما هو واضح في كلام ابن جرير وابن كثير ، فلا حاجة لإعادتها .
---
أبومجاهدالعبيدي(1/228)
06-22-2003, 06:22 AM
(وإذا أظلم عليهم قاموا) ما معنى قاموا ؟
قوله تعالى : (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:20)
الإشكال هنا في لفظ "قاموا" من قوله تعالى : ( وإذا أظلم عليهم قاموا)
حيث يظن البعض أن معناه القيام المعروف الذي هو ضد الجلوس؛ وليس الأمر كذلك ؛ بل معناه هنا الثبات في المكان ، فالمعنى إذاً : أقاموا على نفاقهم وثبتوا على ضلالهم . كما في تفسير الطبري .
قال السمين الحلبي في كتابه القيم [عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ] : (وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ) أي ثبتوا ووقفوا متحيرين . وليس المراد القيام من قعود . انتهى
وبهذا نعلم أن من معاني القيام : الثبات والإستمرار ؛ وعليه فإن من معاني إقامة الصلاة : الثبات والإستمرار على أدائها مع إتقانها ورعايتها .
ومن الآيات التي ورد فيها القيام بمعنى الثبات قوله تعالى: ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75)
فقوله : (إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ) أي ثابتاً على طلبه . كما في المرجع السابق [مادة :ق و م ]
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2003, 05:37 AM
وردت يشري في كتاب الله بمعنى : يبيع
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )البقرة: 207 أي : يبيع .(1/229)
وقال تعالى في سورة يوسف :( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ) 20 أي : باعوه .
وأما يشتري فهي بمعنى الشراء .
قال تعالى :(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة: 111
وقال تعالى :(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) البقرة: 16
فكل من تمسك بشيء وترك غيره فقد اشتراه .
قال ابن الأنباري في الأضداد : ( اشتريت حرف من الأضداد ، يقال : اشتريت الشيء على معنى : قبضته وأععطيت ثمنه . وهو المعنى المعروف عند الناس .
ويقال : اشتريته إذا بعته ، قال الله تعالى : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى ) قال جماعة من المفسرين : معناه : باعوا الضلالة بالهدى .
وقال بعض أهل اللغة : كل من آثر شيئاً على شيء فالعرب تجعل الإيثار له بمنزلة شرائه ....) إلخ كلامه ص72
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2003, 05:42 AM
يستدل بعض المتخاذلين والمقصرين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله تعالى في سورة المائدة :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 105
فيقول : إن الله أمرنا بأن نهتم بأنفسنا ، ,وأن نجتهد في إصلاحها ؛ ثم لا يضرنا بعد ذلك من ضل إذا اهتدينا .(1/230)
وللرد على من قال هذا القول نقول : إنك لم تفهم معنى الآية ؛ فليس تفسيرها كما توهمت ؛ وإليك كلام بعض العلماء المحققين في تفسيرها :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما مختصره : (قوله ـ تعالى علواً كبيراً : { عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } [ المائدة : 105 ] ، لا يقتضى ترك الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، لا نهياً ولا إذناً، كما في الحديث المشهور فى السنن عن أبى بكر الصديق ـ رضى اللّه عنه ـ أنه خطب على منبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال : أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها فى غير موضعها، وإني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يَعُمَّهُم اللّه بعقاب منه ) .
وكذلك فى حديث أبى ثعلبة الخشنى ـ مرفوعا ـ في تأويلها : ( إذا رأيت شُحّا مُطاعا، وهَوًى متبعًا، وإعجاب كل ذى رأى برأيه، فعليك بخويْصة نفسك ) . وهذا يفسره حديث أبى سعيد فى مسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) . فإذا قوى أهل الفجور حتى لا يبقي لهم إصغاء إلى البر، بل يؤذون الناهي لغلبة الشح والهوى والعجب سقط التغيير باللسان فى هذه الحال، وبقى بالقلب . ......
وما ذكره الصديق ظاهر؛ فإن اللّه تعالى قال : { عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ } أي : الزموها وأقبلوا عليها، ومن مصالح النفس فعل ما أمرت به من الأمر والنهي، وقال : { لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } وإنما يتم الاهتداء إذا أطيع الله وأدى الواجب من الأمر النهي وغيرهما، ولكن فى الآية فوائد عظيمة :
أحدها : ألا يخاف المؤمن من الكفار والمنافقين فإنهم لن يضروه إذا كان مهتديا .(1/231)
الثاني : ألا يحزن عليهم ولا يجزع عليهم؛ فإن معاصيهم لا تضره إذا اهتدى، والحزن على ما لا يضر عبث، وهذان المعنيان مذكوران فى قوله : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } [ النحل : 127 ] .
الثالث : ألا يركن إليهم، ولا يمد عينه إلى ما أوتوه من السلطان والمال والشهوات، كقوله : { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [ الحجر : 88 ] ، فنهاه عن الحزن عليهم والرغبة فيما عندهم فى آية، ونهاه عن الحزن عليهم والرهبة منهم فى آية، فإن الإنسان قد يتألم عليهم ومنهم، إما راغبا وإما راهباً .
الرابع : ألا يعتدى على أهل المعاصي بزيادة على المشروع فى بغضهم أو ذمهم، أو نهيهم أو هجرهم، أو عقوبتهم، بل يقال لمن اعتدى عليهم : عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت، كما قال : { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ } الآية [ المائدة : 8 ] ، وقال : { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ } [ البقرة : 190 ] ، وقال : { فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ } [ البقرة : 193 ] ، فإن كثيراً من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود اللّه، إما بجهل وإما بظلم، وهذا باب يجب التثبت فيه، وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين .
الخامس : أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع، من العلم والرفق، والصبر، وحسن القصد، وسلوك السبيل القصد؛ فإن ذلك داخل في قوله : { عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ } وفى قوله : { إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } .(1/232)
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها المعنى الآخر، وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا، وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ، ولاسيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه،لاسيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة .
وكذلك العمل، فصاحبه إما معتد ظالم، وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل اللّه، ويكون من باب الظلم والعدوان .
فَتَأمُّل الآية فى هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء) انتهى مختصراً من مجموع الفتاوي14/291 .... .
بل إن الرازي نقل في تفسيره قولاً جميلاً لعبدالله بن المبارك رحمه الله يدل على فقهه وحسن فهمه لهذه الآية ؛ قال :(هذه أوكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه ـ سبحانه ـ قال: ((عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ)) ويعني عليكم أهل دينكم، ولا يضركم من ضل من الكفار، بأن يعظ بعضكم بعضاً، ويرغّب بعضكم بعضاً في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات)[تفسير الرازي : 6/118]؛ لأن المؤمنين إخوة في الدين.
وهنا تنبيه مهم ؛ وهو : أن القرآن يستعمل لفظ (أنفسكم) كثيراً بمعنى إخوانكم ، وتأمل أخي القارئ هذه الفائدة وأثرها العظيم على من وفقه الله لفهمها . ثم اقرأ معي هذا الكلام الجميل القيم ولا تستطله فإنه نفيس [افتح هذا الرابط لتجد المقال كاملاً ]
[http://www.islamselect.com/index.php?ref=532&pg=mat&ln=1
---
أبومجاهدالعبيدي
06-26-2003, 12:37 AM
(وكان الكافر على ربه ظهيراً)
قال تعالى في سورة الفرقان : ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) 55
[COLOR=red]فما المراد بقوله جل وعلا : (وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) ؟(1/233)
أولاً - كلمة "ظهيراً" تعني : المعين والناصر ، قال تعالى : ( وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ )[التحريم: 4 ]. وقال سبحانه : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )[الإسراء: 88 ].
ثانياً- معنى هذه الآية ؟:
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : (يخبر تعالى عن جهل المشركين في عبادتهم غير الله من الأصنام التي لا تملك لهم نفعاً ولا ضراً ، بلا دليل قادهم إلى ذلك، ولا حجة أدتهم إليه ؛ بل بمجرد الآراء والتشهي والأهواء ،فهم يوالونهم ويقاتلون في سبيلهم ويعادون الله ورسوله والمؤمنين فيهم ولهذا قال تعالى : " وكان الكافر على ربه ظهيرا " أي :عونا في سبيل الشيطان على حزب الله ؛وحزب الله هم الغالبون كما قال تعالى " واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون" أي آلهتهم التي اتخذوها من دون الله لا تملك لهم نصرا ،وهؤلاء الجهلة للأصنام جند محضرون يقاتلون عنهم ويذبون عن حوزتهم ،ولكن العاقبة والنصرة لله ولرسوله وللمؤمنين في الدنيا والآخرة.
قال مجاهد " وكان الكافر على ربه ظهيرا" قال: يظاهر الشيطان على معصية الله ويعينه .
وقال سعيد بن جبير: " وكان الكافر على ربه ظهيرا " يقول عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك ) انتهى .(1/234)
ولابن القيم رحمه الله كلام قيّم حول هذه الآية في كتاب الفوائد ؛ حيث قال : (قوله تعالى : (وكان الكافر على ربه ظهيرا) هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه وان المؤمن دائما مع الله علي نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه؛ وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، فهو مع الله علي عدوه الداخل فيه والخارج عنه، يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه كما يكون خواص الملك معه علي حرب اعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك غير مهتمين به؛ والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه علي ربه.
وعبارات السلف علي هذا تدور
ذكر بن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: عونا للشيطان علي ربه بالعداوة والشرك
وقال ليث عن مجاهد قال: يظاهر الشيطان علي معصية الله يعينه عليها
وقال زيد بن أسلم ظهيرا أي مواليا
والمعني أنه يوالي عدوه علي معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معينا له علي مساخط ربه.
فالمعية الخاصة لتي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه.
ولهذا صدر الآية بقوله :( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم )وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه بخلاف وليه سبحانه فانه معه علي نفسه وشيطانه وهواه وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق ) انتهى .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-26-2003, 12:42 AM
ما التفسير الصحيح لقوله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) النجم :39 ؟
يظن الكثير أن معنى هذه الآية : أن الإنسان ليس له من ثواب الأعمال إلا ما عمله بنفسه وهو سعيه ؛ ثم يجعلونها دليلاً على أن الميت لا ينتفع بسعي الأحياء .
وفي هذا الفهم نظر ؛ ولا يصح لهم الإستدلال بهذه الآية على ما ذكروا .
ولبيان معنى الآية الصحيح أنقل هنا كلاماً قيماً للشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره .(1/235)
قال رحمه الله : (وقد استدل بقوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) من يرى أن القرب لا يفيد إهداؤها للأحياء ولا للأموات قالوا لأن الله قال: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ مَا سَعَى) فوصول سعي غيره إليه مناف لذلك، وفي هذا الاستدلال نظر، فإن الآية إنما تدل على أنه ليس للإنسان إلا ما سعى بنفسه، وهذا حق لا خلاف فيه، وليس فيها ما يدل على أنه لا ينتفع بسعي غيره، إذا أهداه ذلك الغير له، كما أنه ليس للإنسان من المال إلا ما هو في ملكه وتحت يده، ولا يلزم من ذلك، أن لا يملك ما وهبه له الغير من ماله الذي يملكه.)
وهذا ما ذهب إليه أيضاً تلميذه العلامة محمد العثيمين رحمة الله على الجميع فقال رحمه الله :
(قوله – تعالى- : (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) المراد – والله أعلم – أن الإنسان لا يستحق من سعي غيره شيئاً ، كما لا يحمل من وزر غيره شيئاً ؛ وليس المراد أنه لا يصل إليه ثواب سعي غيره ؛ لكثرة النصوص الواردة في وصول ثواب سعي الغير إلى غيره وانتفاعه به إذا قصده به ، فمن ذلك:
1- الدعاء:فإن المدعو له ينتفع به بنص القرآن الكريم والسنة،وإجماع المسلمين ، قال الله –تعالى –لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) وقال – تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقول :ون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم).(1/236)
فالذين سبقوهم بالإيمان هم المهاجرون والأنصار ، والذين جاؤوا من بعدهم هم التابعون فمن بعدهم إلى يوم الدين ؛وثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –أنه أغمض أبا سلمة، وقال : "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه" . وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على أموات المسلمين ، ويدعو لهم ، ويزور المقابر ، ويدعو لأهلها ، واتبعته أمته في ذلك حتى صار هذا من الأمور المعلومة بالضرورة من دين الإسلام؛ وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه…"
وهذا لا يعارض قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم لأن المراد به عمل الإنسان نفسه ، لا عمل غيره له ؛ وإنما جعل دعاء الولد الصالح من عمله ؛ لأن الولد من كسبه، حيث إنه هو السبب في إيجاده ، فكأن دعاءه لوالده دعاء من الوالد نفسه – بخلاف دعاء غير الولد لأخيه ، فإنه ليس من عمله – وإن كان ينتفع به -؛ فالاستثناء الذي في الحديث من انقطاع عمل الميت نفسه لا عمل غيره له، ولهذا لم يقل : انقطع العمل له ، بل قال: "انقطع عمله". وبينهما فرق بين .)
ثم ذكر أمثلة أمثلة كثيرة بتفصيل وتحرير عجيب قيّم أنصح الجميع بقراءته ، وهو في كتاب :مجموع فتاوي ورسائل 2/310 وما بعدها في جواب السؤال رقم363 .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2003, 12:13 PM
أنكر بعض العلماء - ومنهم فما أذكر الإمام الشنقيطي - وصول الناس إلى القمر بحجة أنه في السماء ، وقد أخبر الله أن السماء محفوظة من الشياطين - ويدخل في ذلك شياطين الإنس من الكفار - فهل هذا الكلام صحيح ؟ وما التوجيه الصحيح للآيات في ذلك ؟
هذا ردٌّ للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، وإليكم نصه :(1/237)
قال :( وقد تأملنا ما ورد في الكتاب العزيز من الآيات المشتملة على ذكر الشمس والقمر والكواكب، فلم نجد فيها ما يدل دلالة صريحة على عدم إمكان الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب وهكذا السنة المطهرة لم نجد فيها ما يدل على عدم إمكان ذلك وقصارى ما يتعلق به من أنكر ذلك أو كفر من قاله، ما ذكره الله في كتابه الكريم في سورة الحجر، حيث قال سبحانه: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ وقال تعالى في سورة الفرقان: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا وقال في سورة الصافات: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ
وقال سبحانه في سورة الملك: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ وقال في سورة نوح: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وظنوا أن ما ذكره الله في هذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها يدل على أن الكواكب في داخل السماء، أو ملصقة بها، فكيف يمكن الوصول إلى سطحها، وتعلقوا أيضا بما قاله بعض علماء الفلك: من أن القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة.(1/238)
وقد نقل ذلك كثير من المفسرين وسكتوا، والجواب أن يقال: ليس في الآيات المذكورات ما يدل على أن الشمس والقمر وغيرهما من الكواكب في داخل السماء ولا أنها ملصقة بها، وإنما تدل الآيات على أن هذه الكواكب في السماء وأنها زينة لها، ولفظ السماء يطلق في اللغة العربية على كل ما علا وارتفع، كما في قوله سبحانه: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
قال جماعة من المفسرين في هاتين الآيتين: إن (في) للظرفية، وأن السماء المراد بها: العلو، واحتجوا بذلك على أن الله سبحانه في جهة العلو فوق العرش، وما ذاك إلا لأن إطلاق السماء على العلو أمر معروف في اللغة العربية وقال آخرون من أهل التفسير: إن (في) هنا بمعنى على، وأن المراد بالسماء هنا: السماء المبنية، كما قال سبحانه: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أي على الأرض، وعلى هذا يكون المعنى: أن الله سبحانه فوق
السماء، فيوافق ذلك بقية الآيات الدالة على أنه سبحانه فوق العرش، وأنه استوى عليه استواء يليق بجلاله عز وجل، ولا يشابهه فيه استواء خلقه، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(1/239)
وقال تعالى: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ومن أنكر هذا المعنى ووصف الله سبحانه وتعالى بخلافه، فقد خالف الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، الدالة على علو الله سبحانه، واستوائه على عرشه استواء يليق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، كما خالف إجماع سلف الأمة، ومن هذا الباب قوله سبحانه في سورة البقرة يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
ذكر جماعة من المفسرين أن المراد بقوله سبحانه في هذه الآية: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً أن المراد بالسماء هنا: هو السحاب، سمي بذلك لعلوه وارتفاعه فوق الناس، ومن هذا الباب أيضا قوله عز وجل في سورة الحج: مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ الآية. قال المفسرون: معناه فليمدد بسبب إلى ما فوقه من سقف ونحوه، فسماه سماء لعلوه بالنسبة إلى من تحته، ومن هذا الباب قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
الآية فقوله هنا: في السماء أي في العلو، وقال صاحب القاموس: سما سموا ارتفع، وبه أعلاه كأسماه، إلى أن قال: والسماء معروفة تؤنث وتذكر وسقف كل شيء انتهى(1/240)
والأدلة في هذا الباب من كلام الله سبحانه وكلام رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وكلام المفسرين، وأئمة اللغة، على إطلاق لفظ السماء على الشيء المرتفع كثيرة، إذا عرف هذا فيحتمل أن يكون معنى الآيات أن الله سبحانه جعل هذه الكواكب في مدار بين السماء والأرض، وسماه سماء لعلوه، وليس فيما علمنا من الأدلة ما يمنع ذلك، وقد ذكر الله سبحانه أن الشمس والقمر يجريان في فلك في آيتين من كتابه الكريم وهما قوله عز وجل في سورة الأنبياء وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وقوله سبحانه في سورة يس: لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ولو كانا ملصقين بالسماء لم يوصفا بالسبح لأن السبح هو الجري في الماء ونحوه
وقد ذكر ابن جرير رحمه الله في تفسيره المشهور أن الفلك في لغة العرب هو الشيء الدائر، وذكر في معناه عن السلف عدة أقوال، ثم قال ما نصه: (والصواب من القول في ذلك: أن يقال كما قال الله عز وجل: فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وجائز أن يكون ذلك الفلك كما قال مجاهد : كحديدة الرحا، وكما ذكر عن الحسن كطاحونة الرحا، وجائز أن يكون موجا مكفوفا، وأن يكون قطب السماء وذلك أن الفلك في كلام العرب: هو كل شيء دائر، فجمعه أفلاك) ونقل رحمه الله عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنه قال ما نصه: (الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم، والشمس والقمر، وقرأ: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا
وقال: تلك البروج بين السماء والأرض وليست في الأرض) انتهى.
وقد نقل الحافظ بن كثير - رحمه الله - في التفسير كلام ابن زيد هذا، وأنكره ولا وجه لإنكاره عند التأمل، لعدم الدليل على نكارته،(1/241)
وقال النسفي في تفسيره ما نصه: (والجمهور على أن الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم) انتهى.
وقال الألوسي في تفسيره: (روح المعاني) ما نصه: (وقال أكثر المفسرين هو موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر) انتهى
وعلى هذا القول في تفسير الفلك والآيات المتقدمة آنفا، لا يبقى إشكال في أن الوصول إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب لا يخالف الأدلة السمعية، ولا يلزم منه قدح فيما دل عليه القرآن من كون الشمس والقمر في السماء، ومن زعم أن المراد بالأفلاك السماوات المبنية فليس لقوله حجة يعتمد عليها فيما نعلم، بل ظاهر الأدلة النقلية وغيرها يدل على أن السماوات السبع غير الأفلاك، ويحتمل أنه أراد بالسماء في الآيات المتقدمة: السماء الدنيا، كما هو ظاهر في آية الحجر وهي قوله سبحانه: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وصريح في آية الملك وهي قوله سبحانه: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ولم يرد سبحانه أن البروج في داخلها، وإنما أراد سبحانه أنها بقربها وتنسب إليها كما يقال في لغة العرب فلان مقيم في المدينة، أو في مكة وإنما هو في ضواحيها وما حولها، وأما وصفه سبحانه للكواكب بأنها زينة للسماء فلا يلزم منه أن تكون ملصقة بها، ولا دليل على ذلك، بل يصح أن
تسمى زينة لها، وإن كانت منفصلة عنها، وبينها وبينها فضاء كما يزين الإنسان سقفه بالقماش والثريات الكهربائية ونحو ذلك من غير ضرورة إلى إلصاق ذلك به، ومع هذا يقال في اللغة العربية: فلان زين سقف بيته، وإن كان بين الزينة والسقف فضاء،(1/242)
وأما قوله سبحانه في سورة نوح: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا فليس في الأدلة ما يدل على أن معناه أن الشمس والقمر في داخل السماوات ، وإنما معناه عند الأكثر: أن نورهما في السماوات لا أجرامهما فأجرامهما خارج السماوات ونورهما في السماوات والأرض،
وقد روى ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ما يدل على هذا المعنى حيث قال في تفسير حدثنا عبد الأعلى ، قال حدثنا ابن ثور ، عن معمر عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماوات، وأقفيتهما قبل الأرض انتهى وفي سنده انقطاع. لأن قتادة لم يدرك عبد الله بن عمرو، ولعل هذا إن صح عنه مما تلقاه عن بني إسرائيل، وظاهر الآية يدل على أن نورهما في السماوات لا أجرامهما، وأما كون وجوههما إلى السماوات وأقفيتهما إلي الأرض فموضع نظر، والله سبحانه وتعالي أعلم بذلك. وأما قول من قال من أهل التفسير: أن ذلك من باب إطلاق الكل على البعض لأن القمر في السماء الدنيا، والشمس في الرابعة، كما يقال: رأيت بني تميم وإنما رأى بعضهم فليس بجيد، ولا دليل عليه، وليس هناك حجة يعتمد عليها فيما نعلم، تدل على أن القمر في السماء الدنيا والشمس في الرابعة، وأما قول من قال تلك من علماء الفلك، فليس بحجة عليها لأن أقوالهم غالبا مبنية على التخمين والظن، لا على قواعد شرعية، وأسس
قطعية، فيجب التنبه لذلك،(1/243)
ويدل على هذا المعنى: ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله سبحانه: َ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا الآية حيث قال ما نصه: قوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا أي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط. أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضا، فأدناها القمر في السماء الدنيا، وهو يكسف ما فوقه، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة، وأما بقية الكواكب وهي الثوابت، ففي فلك ثامن يسمونه:(فلك الثوابت)، والمتشرعون منهم يقولون: هو الكرسي، والفلك التاسع: وهو الأطلس، والأثير عندهم: الذي حركته على خلاف حركة سائر الأفلاك وذلك أن حركته مبدأ الحركات، وهي من المغرب إلى المشرق وسائر الأفلاك عكسه من المشرق إلى المغرب، ومعها يدور سائر الكواكب تبعا، ولكن للسيارة حركة معاكسة لحركة أفلاكها، فإنها تسير من المغرب إلى المشرق، وكل يقطع فلكه بحسبه، فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة، والشمس في كل سنة مرة، وزحل في كل ثلاثين سنة مرة، وذلك بحسب اتساع أفلاكها، وإن كانت حركة الجميع في السرعة متناسبة، هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام على اختلاف بينهم، في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها) انتهى
فقول الحافظ رحمه الله هنا: على اختلاف بينهم... إلخ يدل: على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا، من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة.. إلخ وغير ذلك مما نقله عنهم، ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا، لم يختلفوا، ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة؛ لأنه غير معصوم،(1/244)
وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طافئة من أمتي على الحق منصورة الحديث فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم، اجتماعا قطعيا لا سكوتيا، فإنهم بلا شك على حق؛ لأن الطائفة المنصورة منهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق، حتى يأتي أمر الله
وظاهر الأدلة السابقة، وكلام الكثير من أهل العلم أو الأكثر كما حكاه النسفي ، والألوسي : أن جميع الكواكب ومنها الشمس والقمر تحت السماوات، وليست في داخل شيء منها، وبذلك يعلم أنه لا مانع من أن يكون هناك فضاء بين الكواكب والسماء الدنيا، يمكن أن تسير فيه المركبات الفضائية، يمكن أن تنزل على سطح القمر أو غيره من الكواكب ولا يجوز أن يقال بامتناع ذلك إلا بدليل شرعي صريح يجب المصير إليه، كما أنه لا يجوز أن يصدق من قال إنه وصل إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب، إلا بأدلة علمية تدل على صدقه، ولا شك أن الناس بالنسبة إلى معلوماتهم عن الفضاء، ورواد الفضاء يتفاوتون، فمن كان لديه معلومات قد اقتنع بها بواسطة المراصد أو غيرها، دلته على صحة ما ادعاه رواد الفضاء الأمريكيون أو غيرهم، من وصولهم إلى سطح القمر فهو معذور في تصديقه، ومن لم تتوافر لديه المعلومات الدالة على ذلك فالواجب عليه: التوقف، والتثبت حتى يثبت لديه ما يقتضي التصديق أو التكذيب، عملا بالأدلة السالف ذكرها،(1/245)
ومما يدل على إمكان الصعود إلى الكواكب: قول الله سبحانه في سورة الجن فيما أخبر به عنهم: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا فإذا كان الجن قد أمكنهم الصعود إلى السماء حتى لمسوها، وقعدوا منها مقاعد فكيف يستحيل ذلك على الإنس في هذا العصر الذي تطور فيه العلم،
والاختراع حتى وصل إلى حد لا يخطر ببال أحد من الناس، حتى مخترعيه قبل أن يخترعوه، أما السماوات المبنية فهي محفوظة بأبوابها وحراسها، فلن يدخلها شياطين الإنس والجن، كما قال الله تعالى: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ وقال تعالى: وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ وثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء مع جبريل، لم يدخل السماء الدنيا وما بعدها إلا بإذن، فغيره من الخلق من باب أولى وأما قوله سبحانه في سورة الرحمن: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ فليست واضحة الدلالة على إمكان الصعود إلى الكواكب لأن ظاهرها وما قبلها وما بعدها يدل على أن الله سبحانه أراد بذلك بيان عجز الثقلين، عن النفوذ من أقطار السماوات والأرض(1/246)
وقد ذكر الإمام ابن جرير رحمه الله وغيره من علماء التفسير في تفسير هذه الآية الكريمة أقوالا أحسنها قولان. أحدهما: أن المراد بذلك يوم القيامة، وأن الله سبحانه أخبر فيها عن عجز الثقلين يوم القيامة عن الفرار من أهوالها، وقد قدم ابن جرير هذا القول، وذكر أن في الآية التي بعدها ما يدل على اختياره له والقول الثاني: أن المراد بذلك: بيان عجز الثقلين عن الهروب من الموت لأنه لا سلطان لهم يمكنهم من الهروب من الموت، كما أنه لا سلطان لهم على الهروب من أهوال يوم القيامة، وعلى هذين القولين يكون المراد بالسلطان: القوة، ومما ذكرناه يتضح أنه لا حجة في الآية، لمن قال إنها تدل على إمكان الصعود إلى الكواكب، وأن المراد بالسلطان: العلم، ويتضح أيضا أن أقرب الأقوال فيها
قول من قال: إن المراد بذلك يوم القيامة، أخبر الله سبحانه فيها أنه يقول ذلك للجن والإنس في ذلك اليوم، تعجيزا لهم وإخبارا أنهم في قبضة الله سبحانه، وليس لهم مفر مما أراد بهم، ولهذا قال بعدها: يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ فالمعنى - والله أعلم -: أنكما لو حاولتما الفرار في ذلك اليوم، لأرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران منهما، أما في الدنيا فلا يمكن لأحد النفوذ من أقطار السماوات المبنية. لأنها محفوظة بحرسها وأبوابها كما تقدم ذكر ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
انظر هنا :http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz00119
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2003, 10:46 PM
سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : أى التفاسير أقرب الى الكتاب والسنة الزمخشرى أم القرطبى أم البغوى أو غير هؤلاء ؟(1/247)
فأجاب : (وأما التفاسير التى فى ايدى الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبرى فانه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير والكلبى والتفاسير غير المأثورة بالأسانيد كثيرة كتفسير عبدالرزاق وعبد بن حميد ووكيع وابن أبى قتيبة وأحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه .
وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والاحاديث الضعيفة البغوى لكنه مختصر من تفسير الثعلى وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التى فيه وحذف أشياء غير ذلك
وأما الواحدى فانه تلميذ الثعلبى وهو أخبر منه بالعربية لكن الثعلبى فيه سلامة من البدع وان ذكرها تقليدا لغيره وتفسيره و تفسير الواحدى البسيط والوسيط والوجيز فيها فوائد جليلة وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها .
وأما الزمخشرى فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من انكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من اصول المعتزلة
وأصولهم خمسة يسمونها : التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
لكن معنى التوحيد عندهم يتضمن نفى الصفات ولهذا سمى ابن التومرت أصحابه الموحدين وهذا انما هو إلحاد فى أسماء الله وآياته
ومعنى العدل عندهم يتضمن التكذيب بالقدر وهو خلق أفعال العباد وارادة الكائنات والقدرة على شىء ومنهم من ينكر تقدم العلم والكتاب...
وأما المنزلة بين المنزلتين فهى عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه كما لا يسمى كافرا فنزلوه بين منزلتين و انفاذ الوعيد عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون فى النار لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك كما تقوله الخوارج(1/248)
و الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدى أكثر الناس اليها ولا لمقاصده فيها مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين
و تفسير القرطبى خير منه بكثير وأقرب الى طريقة أهل الكتاب والسنة وأبعد عن البدع وان كان كل من هذه الكتب لابد أن يشتمل على ما ينقد لكن يجب العدل بينها واعطاء كل ذى حق حقه .
و تفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشرى وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع وان اشتمل على بعضها بل هو خير منه بكثير بل لعله أرجح هذه التفاسير لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها .
وثم تفاسير أخر كثيرة جدا كتفسير ابن الجوزى والماوردى.) انتهى باختصار يسير . مجموع الفتاوي 13/379
---
أبومجاهدالعبيدي
10-03-2003, 08:30 AM
كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب مقارنة فريدة بين مطلع المدثر ومطلع سورة العلق فقال:
الأولى: أول اقرأ فيه الأمر بطلب العلم، وأول المدثر فيه الأمر بالعمل به.
الثانية: أول اقرأ فيه معرفة الله، وأول المدثر فيه الأدب معه.
الثالثة: أول اقرأ فيه الاستعانة، وأول المدثر فيه الصبر.
الرابعة: أول اقرأ فيه إخلاص الاستعانة، وأول المدثر فيه العبادة.
الخامسة: أول اقرأ فيه الاستعانة، وأول المدثر فيه العبادة.
السادسة: أول اقرأ فيه فضله عليك، وأول المدثر فيه حقه عليك.
السابعة: أول اقرأ فيه أدب المتعلم، وأول المدثر فيه أدب العالم.
الثامنة: أول اقرأ فيه معرفة الله ومعرفة النفس، وأول المدثر فيه الأمر والنهي.
التاسعة: أول اقرأ فيه معرفتك بنفسك وبربك، وأول المدثر فيه العمل المختص والمتعدي.
العاشرة: أول اقرأ فيه أصل الأسماء والصفات وهما العلم والقدرة، وأول المدثر فيه أصل الأمر والنهي وهو الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.(1/249)
الحادية عشرة: في أول اقرأ ذكر القلم الذي لا يستقيم العلم إلا به، وأول المدثر فيه ذكر الصبر الذي لا يستقيم العمل إلا به.
الثانية عشرة: في أول اقرأ ذكر التوكل وأنه يفتح المغلق، وأول المدثر فيه الصبر الذي يفتحه.
الثالثة عشرة: في أول اقرأ العمل المختص، وأول المدثر فيه العمل المتعدي.
الرابعة عشرة: في اقرأ ست مسائل من الخبر، وأول المدثر فيه ست مسائل من الإنشاء.
الخامسة عشرة: في أول اقرأ ذكر بدء الخلق، وأول المدثر ذكر الحكمة فيه.
السادسة عشرة: في أول اقرأ ذكر أصل الإنسان، وأول المدثر فيه كماله.
السابعة عشرة: في أول اقرأ الربوبية العامة، وأول المدثر الربوبية الخاصة.
الثامنة عشرة: في أول اقرأ شاهد لقوله: «اعقلها واتكل» وفي أول المدثر الصبر الذي هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
التاسعة عشرة: في أول اقرأ ابتداء النبوة، وأول المدثر ابتداء الرسالة.
العشرون: في السورتين شاهد لقوله: «العلم قبل القول والعمل» ) انتهى
من مؤلفات محمد بن عبدالوهاب 5/266-367
---
أبومجاهدالعبيدي
12-07-2003, 01:57 PM
اطلعت على هذا المقال فرأيت نقله لما فيه من التنبيهات المهمة :
( مفهوم مضلِّل
«هجر لفظ: (الكفار) والاكتفاء بتعبير (غير المسلمين) مطلقاً»(1/250)
يحرص بعض المسلمين على إطلاق عبارة «غير المسلمين» على الكفار والمشركين بجميع مللهم وكافة أحوالهم دون أي قيد، تأدباً في حمل الدعوة وتأليفاً لقلوب الكفار وحملهم على الدخول في الإسلام. ومن أدلتهم على ذلك قوله تعالى: )لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين[ [الممتحنة] ومن برهم والإقساط إليهم أن نقول لهم وعنهم «غير المسلمين»، أي عند مخاطبتهم وعند الحديث عنهم وعند مكاتبتهم، فنتحاشى كلمة الكفر ومشتقاتها في كل حال. واستدلوا بقوله تعالى: ]قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وأنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون[ [سبأ]، فلم يقل نحن على هدى وأنتم في ضلال، ولم يقل ولا نسأل عما تجرمون، وهذا من اللين الذي أمرنا به في حمل الدعوة، والذي أمر الله به موسى وهارون عند مخاطبتهما لفرعون في قوله تعالى: ]فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى[ [طه]. واستدلوا بقوله تعالى: ]فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر[ [الكهف/18] فإن الله سبحانه خيَّرهم بين الإيمان والكفر، وهذا منتهى الديمقراطية وحرية الاعتقاد، واللين في الخطاب، واستدلوا بقوله تعالى: ]يا أيها الناس إنا خلقناكم[ [الحجرات/13] ] يا أيها الناس اتقوا ربكم[ [النساء/1] وهذا الخطاب يشمل المؤمن والكافر، وهذا من اللين في الخطاب. ويمكنهم أن يستدلوا - ولم أسمعه منهم - بقوله سبحانه: ]ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [ [آل عمران] فالله سبحانه أطلق على ملل الكفر «غير الإسلام» فيقاس عليه «غير المسلمين»، وبقوله تعالى: ]أفغير دين الله يبغون[ [آل عمران/3] وغير دين الله هو الكفر، فكأنه سبحانه يقول: أفالكفر يبغون، ولكنه سبحانه خاطبهم بالقول اللين. لا خلاف في جواز بر الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا(1/251)
والإقساط إليهم. إلا أن هذه الآية لا تدل على مسألتنا، فليس لها علاقة بموضوع تسمية الكفار بغير المسلمين، بل هي ترخص في برهم والإقساط إليهم، وتسميتهم بغير المسلمين ليست من برهم ولا من الإقساط إليهم. إذ إن المقصود ببرهم هو صلتهم والدليل على ذلك أن لفظ «تبروهم» حقيقة لغوية لم تنقل فتفهم كما وصفها العرب، قال في القاموس البر: الصلة، وقال في اللسان: بررته براً وصلته، وقال النووي في تحرير ألفاظ التنبيه: بررت فلاناً أي وصلته، وقال الأزهري في الزاهر، وبررت فلاناً أبرُّه براً إذا وصلته. وقال القرطبي: هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين يعادون المؤمنين ولم يقاتلوهم. وقال الطبري: أن تبروهم وتصلوهم. وقال ابن الجوزي: هذه الآية رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين. ويؤكد هذا ما ورد في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله r فاستفتيت رسول الله r قلت وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال نعم صلي أمك. وزاد البخاري في رواية عن ابن عيينة وهو أحد رواة الحديث أنه قال أي سفيان: فأنزل الله تعالى فيها: ] لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين [... [الممتحنة/8]. وأخرج الحاكم سبب نزول هذه الآية من حديث عبدالله بن الزبير قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد من بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وكان أبوبكر طلقها في الجاهلية فقدمت على ابنتها بهدايا ضباباً وسمناً وأقطاً فأبت أسماء أن تأخذ منها وتقبل منها وتدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله r فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها فأنزل الله عز وجل: ] لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم [... إلى آخر الآيتين. ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد كان الصحابة يبرون أقاربهم المشركين(1/252)
والكفار ويصلونهم، ففي الحديث المتفق عليه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأى عمر بن الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد، قال إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة، ثم جاءت حلل فأعطى رسول الله r عمر منها حلة، فقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال: إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخاً له بمكة مشركاً. وأخرج سعيد بن منصور وابن قدامة في المغني عن سعيد عن سفيان عن أيوب عن عكرمة أن صفية بنت حيي باعت حجرتها من معاوية بمئة ألف وكان لها أخ يهودي فعرضت عليه أن يسلم فيرث فأبى فأوصت له بثلث المئة. فالمقصود بقوله تعالى: ]تبروهم[ تصلوهم وليس من الصلة أن نمتنع عن إطلاق لفظ الكفار عليهم والاقتصار على عبارة «غير المسلمين». وكذلك قوله تعالى: ]وتقسطوا إليهم[ لا تفيد أن من الإقساط إليهم عدم نعتهم بالكفار ونعتهم «بغير المسلمين»، ذلك أن ]وتقسطوا إليهم[ لا تخرج عن أحد معان ثلاث: الأول: تعدلوا فيهم. الثاني: تعطوهم قسطاً من أموالكم. والثالث الإنفاق على من وجبت نفقته. فليس من معانيها تسميتهم «غير المسلمين» والامتناع عن تسميتهم كفاراً، بل ليس منها اللين في القول، مع أنه ثابت بدليل آخر. فلا حجة لهم في هذه الآية. ثم إن حكم الآية محصور في نوع من الكفار هم الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا وهذا لا ينطبق لا على إسرائيل ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا إسبانيا ولا صربيا ولا اليونان ولا أرمينية ولا روسيا ولا الصين ولا استراليا ولا الفلبين ولا الهند ولا كندا ولا بولنده ولا أوغنده ولا الحبشه، فإن اشترطنا أن يكون بيننا وبينهم عهد بدليل ما ورد في حديث أسماء المتفق عليه حيث تقول "قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله r..." أي زمن عهد الحديبية، واعتبرنا وجود العهد قيداً للبر والإقساط فلا يوجد قوم على وجه الأرض بيننا وبينهم عهد(1/253)
أبرمه خليفة المسلمين أو من ينوب عنه، وإن لم نجعل العهد قيداً عملاً بعموم الآية فلا يتصور إلا الأسكيمو أو الزولو أو سكان حوض الأمازون وأمثالهم ممن ينطبق عليهم حكم هذه الآية.
وأما استدلالهم بقوله تعالى: ]قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون [ [سبأ] فإن فيه شبهة دليل لهم على جواز الإنصاف في الخطاب والتلطف واللين في وصفهم بالضلال لأنه لم يصرح بذلك وإنما أبْهَمَ إذ «أو» في الآية الأولى للإبهام ولا يمكن أن تكون للشك. ولا حاجة للخوض فيما قاله المفسرون، وكذلك القول في ]تعملون[ ولم يقل تجرمون فإنه يدخل في باب اللين في الخطاب، وهذا مما لا ينكر وليس تضليلاً، فقد قال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام )فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( [طه]، وفي حديث أبي سفيان المتفق عليه ذكر كتاب رسول الله r إلى هرقل وفيه: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين. ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" فرسول الله r خاطبه بقوله «عظيم الروم». ولا حجة في حديث محمد بن كعب القرظي الذي ورد فيه أن رسول الله r كَنّى عتبة بن ربيعة فقال له: «يا أبا الوليد»، هذا الحديث رواه البيهقي في الاعتقاد وذكره ابن هشام في السيرة وفيه مجهول هو الذي حدث عنه محمد بن كعب ولفظه: عن محمد بن كعب القرظي قال: حُدثت أن عتبة بن ربيعة بالبناء للمجهول، وحديث جابر الذي أخرجه أبويعلى أصلح إسناداً من حديث محمد بن كعب فرجاله ثقات غير الأجلح فإنه مختلف فيه، وليس فيه أن رسول الله r كنى(1/254)
عتبة بل قال: أفرغت؟ وفيه أن رسول الله r قرأ عليه أوائل سورة فصلت وفيها قوله تعالى: ]قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إيه واستغفروه وويل للمشركين ، الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون [ وقوله: ]قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين[ وقوله: ]فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود[ بل إن حديث جابر هذا أخرجه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وفيه أنه r قال لعتبة أفرغت؟ ولم يكنه. فلا يُنكر إنصاف الخصم ولا لين الكلام في خطابه، إنما ينكر الاقتصار على هذا والتحرج والتحرز من مخاطبته بقارص الكلام، ووصفه بالأوصاف التي يستحقها، وإنذاره وتخويفه، وبيان سوء عاقبته، وعيب آلهته، وتسفيه عقله، كما ورد في الآيات التي قرأها r على عتبة. وكما في قوله تعالى: ]قل يا أيها الكافرون[ [الكافرون] ]تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ما له وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد[ وقوله: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار[ [الجمعة/5] وقوله: ] وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير[ [الملك] وقوله: ] فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ 8 وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ 9 وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ 10 هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ 11 مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ 12 عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ 13 أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ 14 إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ[ [القلم] وقوله: ] وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ، إن لدينا أنكالا وجحيما ، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما[ [المزمل] وقوله: ]سأصليه سقر ، وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر[ [المدثر] وقوله: ]فما لهم عن التذ1كرة معرضين ، كأنهم حمر مستنفرة ، فرت من(1/255)
قسورة[ [المدثر] وقوله: ]لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم[ [المائدة/17] وقوله: ]لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة[ [المائدة/73] وقوله: ] يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون[ [آل عمران] وقوله: ]وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون[ [البقرة] وقوله: ]ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم[ [البقرة] وقوله: ]سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم[ [البقرة] وقوله: ]إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون[ [البقرة] وقوله: )إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون( [الأنبياء] وغير هذه الآيات المصرحة بكفرهم وسوء عاقبتهم على اختلاف مللهم في الخطاب والغيبة. وروى ابن حبان في صحيحه عن عروة قال: "قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله r فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فذكروا رسول الله r فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفّه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله r فأقبل يمشي حتى استلم الركن فمر بهم طائفاً بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض القول، قال وعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى r، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى r، فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ثم قال: أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح، قال فأخذت القوم(1/256)
كلمته حتى ما منهم رجل إلا لكأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك يترفؤه بأحسن ما يجيب من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم انصرف راشداً فوالله ما كنت جهولاً فانصرف رسول الله r حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه، وبينا هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله r فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا لِما كان يبلغهم منه من عيب آلهتهم ودينهم قال: نعم أنا الذي أقول ذلك، قال فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه، وقام أبوبكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول وهو يبكي أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشاً بلغت منه قط" فكيف يقال للمسلمين بعد هذا اقتصروا في حديثكم مع الكفار وعنهم بعبارة «غير المسلمين». وأما استدلالهم بقوله تعالى: ]فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر( [الكهف/29] على أن الله سبحانه خيرهم بين الإيمان والكفر وهذا من لين الخطاب، فإن هذا استدلال فاسد ساقط، فالله سبحانه لا يمكن أن يخير بين الإيمان والكفر، إذ الكفر ليس بخيار، ولو كان كذلك لما عذبه الله عليه، وتتمة الآية ] إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا بماء يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا( هذا وقد اتفق المفسرون على أن هذا الكلام وإن كان خارجاً مخرج التخيير فهو على وجه التهديد والوعيد وليس هو بترخيص بين الإيمان والكفر. وأما الاستدلال بقوله تعالى: ]يا أيها الناس[ فغير صحيح إذ إن الله سبحانه يكلف المؤمن والكافر فلا بد من لفظ يعم النوعين فكان هذا اللفظ العام محققاً الغرض، وكذلك الحال في إخبار النوعين، فهو ليس من اللين في القول.(1/257)
ولو استدلوا على جواز تسمية الكفار «بغير المسلمين» أخذاً من قوله تعالى: ] ومن يبتغ غير الإسلام دينا( [آل عمران/85] وقوله: ] أفغير دين الله [ لكان استدلالاً صحيحاً، لكن المسألة ليست جواز إطلاق هذه العبارة على الكفار، بل المسألة أن نعتبرها دليلاً على جواز الإقلاع عن لفظ الكفار، والمداومة على استعمال عبارة «غير المسلمين»، هذا ما هو مطلوب من المسلمين اليوم في حوارهم مع الكفار وفي أحاديثهم فيما بينهم وفي مناهجهم الدراسية وفي إعلامهم، ومن تتبع القنوات الفضائية والإذاعات فإنه لا يكاد يسمع كلمة «الكفار» إلا أن تكون فلتة على لسان أحدهم ربما يوبخ عليها أو لا يسمح له بالظهور ثانية في وسائل الإعلام. وهذه جزئية من الإسلام الذي يريده لنا الكفار والمنافقون. يريدوننا مدجنين خانعين حريصين على مشاعرهم، بعد أن نكتفي بالجهاد على الإنترنت ) انتهى .
منقول من
هنا [مقال في مجلة الوعي ] (http://www.al-waie.org/home/issue/198/htm/198w08.htm)
---
أبومجاهدالعبيدي
12-30-2003, 06:47 PM
:
الأشياء التي تقدم على غيرها في الترجيح
قال الشنقيطي رحمه الله - عند تفسيره للحياة الطيبة في آية النحل : ? مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? (النحل:97) - : ( وقد تقرر في الأصول: أنه إذا دار الكلام بين التوكيد والتأسيس رجح حمله على التأسيس: وإليه أشار في مراقي السعود جامعاً له مع نظائر يجب فيها تقديم الراجح من الاحتمالين بقوله: كذاك ما قابل ذا اعتلال من التأصل والاستقلال
ومن تأسس عموم وبقا الأفراد والإطلاق مما ينتقي
كذاك ترتيب لإيجاب العمل بماله الرجحان مما يحتمل
ومعنى كلام صاحب المراقي: أنه يقدم محتمل اللفظ الراجح على المحتمل المرجوح،(1/258)
كالتَّأصل، فإنه يقدم على الزيادة: نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} يحتمل كون الكاف زائدة،
ويحتمل أنها غير زائدة. والمراد بالمثل الذات. كقول العرب: مثلك لا يفعل هذا. يعنون أنت لا ينبغي لك أن تفعل هذا. فالمعنى: ليس كالله شيء. ونظيره من إطلاق المثل وإرادة الذات {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِى? إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} أي على نفس القرآن لا شيء آخر مماثل له، وقوله: {مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ} أي كمن هو في الظلمات.
وكالاستقلال، فإنه يقدَّم على الإضمار. كقوله تعالى: {أَن يُقَتَّلُو?اْ أَوْ يُصَلَّبُو?اْ}. فكثير من العلماء يضمرون قيوداً غير مذكورة فيقولون: أن يقتلو إذا قتلوا، أو يصلبوا إذا قتلوا وأخذوا المال، أو تقطع أيديهم وأرجلهم إذا أخذوا المال ولم يقتلوا.. الخ.
فالمالكية يرجحون أن الإمام مخير بين المذكورات مطلقاً. لأن استقلال اللفظ أرجح من إضمار قيود غير مذكورة. لأن الأصل عدمها حتى تثبت بدليل. كما أشرنا إليه سابقاً (في المائدة)
وكذلك التأسيس يقدم على التأكيد وهو محل الشاهد. كقوله: {فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} (في سورة الرحمن)، وقوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} (في المرسلات). قيل: تكرار اللفظ فيهما توكيد، وكونه تأسيساً أرجح لما ذكرنا. فتحمل الآلاء في كل موضع على ما تقدم. قيل: لفظ ذلك التكذيب فلا يتكرر منها لفظ. وكذا يقال (في سورة المرسلات) فيحمل على المكذبين بما ذكر، قيل كل لفظ الخ. فإذا علمت ذلك فاعلم ـ أنا إن حملنا الحياة الطيبة في الآية على الحياة الدنيا كان ذلك تأسيساً. وإن حملناها على حياة الجنة تكرر ذلك مع قوله بعده: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم}. لأن حياة الجنة الطيبة هي أجرهم الذي يجزونه.(1/259)
وقال أبو حيان (في البحر): والظاهر من قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياةً طَيِّبَةً} أن ذلك في الدنيا. وهو قول الجمهور. ويدل عليه قوله {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم} يعني في الآخرة.)
---
أبومجاهدالعبيدي
01-04-2004, 01:44 PM
قال تعالى عن يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ):
قرأت في تفسير اطلعت عليه [ وهو تفسير لأحد الشيعة ]
( وفي اللّغة أيضاً ورد هذا الشيء: أنّ بلوغ الأشدّ يتم إذا ذهبت آثار الصبّاوة بحيث تكون تصرفاته ليست تصرفات الصبي، وهو الوصول إلى سن 17 إلى 18 سنة ويستمر ذلك حتى يكمل العقل ويتم الرشد.
وفي القرآن الكريم توجد آيات من هذا القبيل: {وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}(الإسراء/34) أي حتى يقدر أن يتصرف هو. وفي قضية خضر وموسى عليهما السلام {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا}(الكهف/82). أو في آية أخرى في قضية موسى عليه السلام {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}(القصص/14) واستوى أي كامل {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(القصص/14).
{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً}(الأحقاف/15) على أساس هذه الآية ذكر بعض المفسرين أنّ الذي بلغ أشّده يعني الذي بلغ أربعين سنة، وطبّق هذه الآية على سورة يوسف فقال: ولما بلغ أشّده أي صار عمره أربعين سنة.
هذا التفسير باطل، والسبب:
أولاً: إن ظاهر الآية خلاف ذلك حيث أنَّه كان غلاماً ومن ثم انتقل إلى مرحلة البلوغ.(1/260)
ثانيا: لو كان المقصود أن عمر يوسف صار أربعين سنة عندما بلغ، إذن لكانت امرأة العزيز حينئذٍٍ ربما في السبعينات فهي عجوز أيضاً {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا}.
ثالثا: بالرجوع للآية السابقة التي كُررت بها كلمة {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} نعرف أن الذي بلغ أشده غير الذي بلغ أربعين سنة، هذا بلغ أشده وعاش حتى صار عمره أربعين سنة، وليس كل من بلغ أشده بلغ أربعين سنة، بالإضافة إلى الشاهد التي ذكرناها بالنسبة إلى عزيز مصر وامرأة العزيز .
إذن بلغ أشده عندما وصل إلى حد البلوغ.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2006, 07:34 AM
( * فائدة : النفي المحض لا يكون كمالا ، ولهذا في مقامات المدح كل نفي في القرآن فإنه يفيد فائدتين : نفي ذلك النقص المصرح به ، وإثبات ضده ونقيضه ; فيدخل في هذا أشياء كثيرة أعظمها أنه أثنى على نفسه بنفي أمور كثيرة تنافي كماله ، نفي الشريك في مواضع متعددة فيقتضي توحُّده بالكمال المطلق ، وأنه لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته ، وسبح نفسه في مواضع ، وأخبر في مواضع عن تسبيح المخلوقات ، والتسبيح تنزيه الله عن كل نقص ، وعن أن يماثله أحد ، وذلك يدل على كماله ، ونفى عن نفسه الصاحبة والولد ، ومكافأة أحد ومماثلته ، وذلك يدل على كماله المطلق وتفرُّده بالوحدانية والغنى المطلق والملك المطلق ، ونفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت ؛ لكمال حياته وقيوميته ، ونفى كذلك الظلم في مواضع كثيرة ، وذلك يدل على كمال عدله وسعة فضله ، ونفى أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء ؛ وذلك لإحاطة علمه وكمال قدرته ، ونفى العبث في مخلوقاته وفي شرعه ؛ وذلك لكمال حكمته .
وهذه فائدة عظيمة فاحفظها في خزانة قلبك ، فإنها خير الكنوز وأنفعها .)
من كتاب : تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الفرآن لابن سعدي .
---(1/261)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ابحث عن كتاب
---
ابحث عن كتاب
---
مصعب الدوري
03-29-2005, 11:11 AM
السلام عليكم و رحمة الله
كيف يمكنني الحصول على كتاب ابن الجوزي تذكرة المنتبه في عيون المشتبه
وكتاب السيوطي قطف الازهار في كشف الاسرار
جزاكم الله خير
---
(1/262)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال فهل من مجيب؟؟
---
سؤال فهل من مجيب؟؟
---
سلطان البكري
01-13-2006, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في سورة الزمر وفي آياتها الأخيرة ذكر الله حال الكافرين فقال(( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها... الأية))
ثم لما ذكر حال المؤمنين قال((حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها... الأية))
ما السبب في زيادة الواو في الأية الثانية بالنسبة للأية الأولى؟؟
جزيتم خيرا....
---
أبومجاهدالعبيدي
01-13-2006, 10:15 PM
تجد الجواب مفصلاً على هذا الرابط (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1543)
---
(1/263)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن عصمة الأنبياء ؟
---
سؤال عن عصمة الأنبياء ؟
---
علي الريعان
02-28-2005, 12:04 PM
يسأل الكثير من الجهلة و الأعداء :
إذا كان الأنبياء و الرسل معصومين في الإسلام !!!
فلماذا أخطأ الرسل كلهم عليهم السلام ( إلا ابن مريم عليهما السلام ) بأخطاء متفاوتة ؟؟؟
و حتى سيدهم الأمين عليه أفضل الصلاة و السلام :
+++ أخطأ في تأبير النخل !!!
+++ و أخطأ في أن عبس و تولى عن الأعمى ابن أم مكتوم !!!
فلماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا قال قائل :
هم معصومون من الأخطاء الشرعية !!!
فسوف أسأله :
لماذا إذا :
قال تعالى في سورة الحج :
{{ و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم }} آية (( 52 )) !!!
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
منقول .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 04:58 PM
"فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة ؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2121&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء !! فكيف حصل منهم هذا ؟ !! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2596&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
---
علي الريعان
03-01-2005, 09:20 AM
"فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة ؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2121&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء !! فكيف حصل منهم هذا ؟ !! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2596&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
جزاك الله خير الجزاء على تفضلك الرد المفيد .
---
(1/264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف كانت قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله ؟!.
---
كيف كانت قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله ؟!.
---
المسيطير
03-25-2007, 12:03 AM
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه : "صفة الصفوة" في معرِضِ كلامه عن الفضيل بن عياض رحمه الله ، ووصفِ قراءتهِ للقرآن :
وعن إسحاق بن إبراهيم قال :
كانت قراءة الفضيل :
حزينة
شهية
بطيئة
مترسلة
كأنه يخاطب إنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها .
وقال صاحب : " حلية الأولياء " :
وكانت قراءة الفضيل :
حزينة
شهيرة به
مترسلة
كأنه يخاطب أنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة والنار تردد فيها وسأل.
أسأل الله أن يصلح قلوبنا ، وحالنا ، ومآلنا .
-
---
د. أنمار
03-25-2007, 07:08 PM
وابن الجوزي إنما ملخص وناقل للحلية فهل هي شهية أم شهيرة به؟ يظهر الثاني
---
(1/265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البحث عن مخطوطة تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) من المائدة إلى الأعراف
---
البحث عن مخطوطة تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) من المائدة إلى الأعراف
---
محمد عطاالله العزب علي
05-03-2003, 12:42 AM
السلام عليكم أما بعد أود أولا أن أحييكم على هذا المجهود الرائع الذي تبذلونه من أجل خدمة الموقع وأسأل الله أن يجعل ذللك في ميزان حسناتكم وأريد أن أسأل عن مخطوطة في التفسير بعنوان الكشف والبيان في تفسير القرآن للامام الثعلبي من أول سورة المائدة الى قوله وواعدنا موسى في سورة الاعراف فأرجو من الاخوة أن يدلوني على ذلك لمن كان عنده علم علما بأني بحثت عنها في دار الكتب المصرية وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
05-03-2003, 09:44 AM
بسم الله
نرحب بك يا أخي محمد ، ونشكرك على ثنائك عل الملتقى
وبخصوص ما سألت عنه أقول : حسب علمي أن كتاب الكشف والبيان للثعلبي قد حقق في جامعة أم القرى في عدد كبير من الرسائل العلمية ، ومعنا في هذا الملتقى بعض الأعضاء الذين شاركوا في تحقيق هذا التفسير وهو الأخ الشيخ أحمد البريدي فيمكنك مراسلته ، أو لعلعه يجيب عن سؤالك هنا بعد اطلاعه عليه .
ونرحب بك مرة أخرى ، وننتظر المزيد من مشاركاتكم الجادة .
---
أحمد البريدي
05-03-2003, 11:43 PM
حياك الله أخي واشارك في جواب سؤالك بما يلي:
نسخ الكتاب كثيرة منها :
1- نسخة المكتبة المحمودية التابعة لمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة برقم 527 وتوجد مصورة في مركز الملك فيصل ويمكنك مراسلتهم .
والنسخة مكتوبة بخط واضح وكبير وتقع في ثلاثة عشر جزء وفيها نقص وهي من اجود النسخ .وتاريخ نسخها 626.(1/266)
2- النسخة التركية الموجودة في المكتبة السليمانية برقم 102 قسم داماد ابراهيم باشا وهي نسخة شبه كاملة وتاريخ نسخها متاخر عام 1186وهي مصورة في مركز البحوث في جامعة ام القرى.
وفيها تصحيفات كثيرة بل ربما زيادات من الناسخ احيانا.
3- نسخة جاريت يهودا بكتبة جامعة برنستون وهي من احسن النسخ واقدمها وتاريخ نسخها600 ويوجد جزء مصور منها في مكتبة الملك فهد بالرياض لكن للأسف الجزء المطلوب غير موجود.
وللاستزادة راجع الفهرس الشامل ص 84
مع العلم اني اؤكد ما قاله الشيخ ابو مجاهد من تحقيق الكتاب في جامعة ام القرى كاملا.
والكتاب طبع في لبنان واطلعت عليه على عجل فوجدت طباعته سيئة فيها تصحيفات كثيرة وسقط ولعلي اكتب حول هذا مستقبلا ان شاء الله.
وفقك الله لكل خير
---
(1/267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضيحة علمية أكاديمية في أمريكا لم يتعظ بها المفكرون العرب.
---
فضيحة علمية أكاديمية في أمريكا لم يتعظ بها المفكرون العرب.
---
أبو عبد المعز
12-04-2005, 01:34 AM
· في ربيع 1996 نشرت مجلة Social Text مقالا للبروفيسورآلان سوكالAlan Sokal العالم الفزياوي من جامعة نيويورك .مقالا ألمح فيه سوكال إلى علاقة مفترضة بين الميكانيكا الكوانتية والتيار الفلسفي الموسوم ب"ما بعد الحداثة".
· ثم انكشف الأمر عن فضيحة علمية أكاديمية مدوية شرق خبرها وغرب ,واحتلت حيزا كبيرا من مساحة نقاشات الدوائر العلمية العالمية –باستثناء الدوائر العربية طبعا- .
· لم تصل أصداؤها إلى العالم العربي- حسب علمي- ولم أجد من يشير إليها في الكتابات العربية فضلا عن استخلاص عبرها–دائما حسب اطلاعي- هذا في الوقت الذي يكتب فيه بعض المهتمين الغربيين : بعد درس "سوكال " لا شيء سيكون بعد مثلما كان من قبل. وتعليل هذه الغفلة العربية قد يتصل باهتمامنا الزائد بما يدور في البنتاغون أكثر مما يروج في ردهات الجامعات ,أو قد يتعلق ببؤس المفكرين العرب: فهذه الفضيحة المدوية –بالمقياس الغربي- قد تكون من المألوف اليومي في ساحاتنا الفكرية وبالتالي فلا تستحق الذكر.
· فلنبدأ من البداية.
في ربيع سنة 1996 نشرت مجلة أمريكية محترمة جدا اسمها -- Social Text مقالا ذا عنوان مثير:"تجاوز التخوم:نحو هرمنطيقا تحويلية للقوة الجاذبية الكوانتية"- ترجمة تقريبية للعنوان الفرنسي: " Transgresser les frontières : vers une herméneutique transformative de la gravitation quantique ".(1/268)
وصاحب هذا العنوان الصارخ عالم فزياوي اسمه , Alan Sokal,حشد تحته نقولات لعدة علماء أمريكان وفرنسيين, وتجرأ فيه علىأن يصرح مثلا "أن الحقيقة العلمية كالحقيقة الإجتماعية ليست في جوهرها إلا بناء لسانيا اجتماعيا".أو أن يصحح "أن عدد "بي "الاقليدي والعدد "ج" النيوتوني المعتبرين قديما ثابتين ما هما إلا مفهومين تاريخين لا ثبات لهما......."الخ.
وفي يوم صدور العدد من المجلة كتب سوكال مقالا آخر في مجلة : Lingua Franca.يعلن فيه أن مقاله الصادر اليوم في مجلة Social Text ما هو إلا مزحة ومحاكاة ساخرة لأسلوب ما بعد الحداثيين.وسقط في يد الرأي العام الامريكي:
- كيف وقعت مجلة أكاديمية علمية محترمة في الفخ؟
- كيف تمر "معلومات خاطئة في الفزياء "تحت أنظار المختصين القائمين على المجلة؟
- كيف لا يستطيع متخصص في علم طبيعي صارم كعلم الفزياء أن يميز بين الجد واللعب, بين العبارة العلمية والعبارة الخالية من المعنى؟
- كيف غزت العبارات الفضفاضة الحرم الجامعي الامريكي المعروف بالمناهج الوضعية البرجماتة الواقعية.؟
وتحولت المهزلة إلى حديث المجالس....وسارع الباحثون إلى استخلاص العبر:
فأما بعض الفرنسيين فرأوا في القصة أن الامريكان يريدون تصفية الحساب مع الفكر الفرنسي الذي بدأ يغزو المدرجات العلمية الامريكية...
أما سوكال صاحب التدليس فكان من نيته فضح كثير من الباحثين في مجال العلوم الانسانية الذين زينوا كتاباتهم بالعبارات العلمية ووظفوا المصطلحات المستعملة في مجال العلوم الحقة من غير فهم ولا تدقيق....فجاءت كتاباتهم فى علم النفس وعلم الاجتماع والنقد الادبي ظاهرها العلم وباطنها الكلام الفارغ .....(1/269)
وبعدئذ تعاون سوكال مع Jean Bricmontفكتبا معا كتاب :تدليسات فكرية Impostures intellectuelles.نقدا فيه كثيرا من المفكرين ذوي الاسماء اللامعة, وبينا أن عباراتهم ماهي إلا جعجعة بدون معنى,وأنهم يكتبون بأسلوب يوهمون به قراءهم أنهم على علم بمستجدات العلوم ونظرياته وهو في الواقع جهال وحسبنا أن نذكر أسماء هؤلاء لتقدير حجم الفضيحة الفكرية:
-جوليا كريستيفا الناقدة الادبية تهافتت على مصطلحات البيولوجيا .
- لاكان المحلل النفسي تهافت على مصطلحات المنطق والهندسة...
- جيل دولوز مؤرخ الفلسفة تهافت على مصطلحات الرياضيات.
- جان بودريارد تهافت على مصطلحات الميكانيكا .....
وتشمل اللائحة أسماء أخرى كدريدا التفكيكي وبارت السميولوجي وغيرهما ...
ممن يلهج بذكرهم "المفكرون "العرب.
هذا رابط لمقالات بالفرنسية عن الفضيحة
http://peccatte.karefil.com/SBPresse/SokalBricmontPresse.html
هذا رابط قد يكون فيه معلومات أكثر عن الفضيحة بالانجليزية:
http://peccatte.karefil.com/SokalBricmont.html
---
مرهف
12-05-2005, 08:29 PM
بالفعل لم تصل أصداء هذه الفضيحة القنبلة إلى فئات المثقفين والعلماء في بلادنا العربية لتعرف مدى عمق الغرر الذي يعيشونه إن أحسنا الظن بوسائل إعلامنا أنها لم تتعمد إدراج الخبر لعدم أهميته ـ برأيها ـ وإن توثق الخبر أكثر من ذلك فسيحدث تغييراً جذرياً في مجريات البحث العلمي وإعادة النظر في كثير من ( النظريات ) الفلسفية والتجريبية والتطبيقية ما يبشر بانفجار علمي تحتاج الأمة الإسلامية عندها لكادر علمي ضخم بقدر المسؤولية يسور شباب الأمة ويدعمها كي لا تعود فريسة الإنبهار الذي مرت به الأمة من قبل ثم نبدأ من الصفر من جديد .
شكر الله لك أخي أبو عبد المعز على هذه المعلومة وليتها كانت أبكر من ذلك ، بل ليت المطلعين من رواد الموقع يتحفونا بمثل هذه المعلومات الخطيرة .
---
عبدالله حسن
12-05-2005, 11:50 PM(1/270)
أشار الى هذه الواقعة رضوان جودت زيادة في كتابه صدى الحداثة و هي بالفعل فضيحة علمية و هذا مقطع اخر مما نشره سوكال انقله عن الكتاب نفسه :
"سنرى في جاذبية الكم ان مركب الفضاء الزمن يكف عن الوجود كحقيقة فيزيائية موضوعية(!!)....المقولات المفاهيمية التاسيسية في العلم السابق بما في ذلك الوجود نفسه تصبح اشكالية و نسبوية (!!!) و هذه الثورة في المفاهيم لها علاقة عميقة بمستقبل العلم المتحرر و ما بعد الحداثي "
---
د. هشام عزمي
12-09-2005, 03:00 AM
قمت بنقل المقال في منتدى آخر متخصص في الرد على الملاحدة واللادينيين والعلمانيين - وقد لقى قبولاً مدهشًا واهتمامًا كبيرًا أخي الفاضل .
أرجو ألا تحرمنا من مقالاتك في هذا المجال - وفقك الله وسدد خطاك .
---
د. هشام عزمي
12-09-2005, 03:11 AM
هذا رابط المقال المنقول وردود الأخوة والملاحدة عليه :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3598
---
أبو عبد المعز
12-09-2005, 04:17 AM
أخي د.هشام...
شكر الله لك......وحبذا لو أرشدت من يحسن الانجليزية من إخواننا لترجمة-ولو إجمالية- لبعض المقالات التي أحلت إليها في الرابط.....لأن الحداثيين والملاحدة يؤمنون بمقولة" زمار الحي لا يطرب" ونريد أن ننقل شهادات الكفار ممن يثقون فيهم....والنكاية هنا أشد.....
وجزاك الله خيرا.....إنك-حفظك الله-في ثغر من ثغور الاسلام.....وشعارنا جميعا: "لن يمروا" إن شاء الله.
---
(1/271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سؤال حول حساب الجُمَّل وموقف العلماء منه..
---
سؤال حول حساب الجُمَّل وموقف العلماء منه..
---
عبدالرحيم
08-18-2005, 12:40 PM
إخوتي الأكارم
لم يترجح لدي ما يشفي الغليل في مسألة حساب الجُمل
وبخاصة حين استخدمه المنصرون في إثبات صحة شبهاتهم مثل
كهيعص = 205107090 = 195
المسيح = 1304060108 = 149
الهى = 130510 = 46
كهيعص = المسيح الهى = 195
حم عسق
ح م ع س ق = 278
المسيح هو بن الله = 278 ".
ارجو الاهتمام بالتاصيل العلمي للموضوع للأهمية
وبارك الله فيكم إخوتي
مع محبتي
---
عبدالرحيم
03-03-2006, 05:24 PM
حساب الجُمَّل: بتشديد الميم وتخفيفها، حساب مبناه على الحروف الأبجدية ( أبجد هوز..) كل حرف يدل على رقم من الأعداد، آحادها وعشراتها ومئاتها. [1]
وحساب الجمل ليس من أدلة ديننا، ولا ينبني عليه علم ولا شرع، فلا تُبنى العقيدة الحقة على أوهام وتخرصات، لا دليل شرعي يؤيدها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " فهذه الأمور التي توجد في ضلال اليهود والنصارى، وضلال المشركين والصابئين من المتفلسفة والمنجمين.. مشتملة من هذا الباطل على ما لا يعلمه إلا الله تعالى. وهذه الأمور وأشباهها خارجة عن دين الإسلام، محرمة فيه، فيجب إنكارها، والنهي عنها. على كل قادر بالعلم والبيان واليد واللسان، فإن ذلك من أعظم ما أوجبه الله من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وهؤلاء ـ وأشباههم ـ أعداء الرسل، وسوس الملل... ". [2]
وهذا الحساب " باطل مردود؛ لأنه طريق غير مقبول للفهم في كلام العرب، ولا يجوز فهم القرآن بغير طرائق فهمهم، ولما في ذلك من فتح لأبواب الباطل. فإن كتاباً كبيراً لا يخلو من أن تتفق فيه كلمات أو حروف مع رقم ما، فهل نجعل ذلك دليلاً على حقية ما يزعمه أصحاب هذا الرقم ؟ ". [3](1/272)
قلت: القرآن الكريم لا تُفهَم معانيه على الظن بلا دليل ولا أسس ثابتة راسخة، والله سبحانه وتعالى أعلى وأجل من أن يخاطب عباده بمثل هذه الأرقام، التي تحتمل كثيراً من الاحتمالات التي فيها الخير والشر، الحق والباطل.
مثال ذلك:
استدلال النصارى بجُمَّل حروف فواتح سورة مريم على صحة عقيدتهم..
قال أحدهم:
" أ= 1
ب=2
ج=3
ذ= 4 [الصواب: د =4]
ة= 5 [الصواب: هـ = 5]
و=6
ز=7
ح=8
ط=9
ى=10
ك=20
ل=30
م=40
ن= 50
س=60
ع=70
ف= 80
ص=90
ق=100
ر= 200
ش=300
ت= 400
كهيعص = المسيح الهى = 195 ".
الجواب:
لقد ترك كل النصوص الصريحة والواضحة في تكفير من قال بأن الله ثالث ثلاث، ومن افترى أن الله هو المسيح.. واستعان بهذه الشبهة التي لا دليل عليها.
فلمن شاء ترتيب ما يشاء من كلمات وعبارات، عن طريق استخدام هذا الحساب بأي نصٍّ طويل يختاره.. بل النصوص ـ بحسب حساب الجُمَّل ـ التي عليهم، أكثر من التي لهم، انظر مثلاً:
1- أحمد نبي يوحى إليه
53 + 62 + 34 + 46 = 195
2 – الصلب باطل
153 + 42 = 195
3 – البنوة إفك
94 + 101 = 195
4 – الإنجيل زيد به باطل
125 + 21 + 7 + 42 = 195
5 – الله واحد وهاب بلا ابن أو آب
66 + 19 + 14 + 33 + 53 + 7 + 3 = 195
6 – لا ابن لله، واحد وأحد أبدا
31 + 53 + 65 19 + 19 + 8 = 195
7 – الله واحد أحد وهاب لا يلد أبدا
66 + 19 + 13 + 14 + 31 + 44 + 8 = 195
8 – لا إفك ابن أو آب
31 + 101 + 53 + 7 + 3 = 195
9 – إله أحد وهاب لا يلد أو يولد
36 + 13 + 14 + 31 + 44 + 7 + 50 = 195
10 – هو واحد ولا أحد معه
11 + 19 + 37 + 13 + 115 = 195
11 – الابن عبد له
84 + 76 + 35 = 195
12 – الله بلا ولد أو والد أبدا
66 + 33 + 40 + 7 + 41 + 8 = 195
13 – لا ولد أو والد هو لله
31 + 40 + 7 + 41 + 11 + 65 = 195
14 – الله أحد ولا إله إلا هو
66 + 13 + 37 + 36 + 32 + 11 = 195
15 – دين أحمد وحي إلهي جدا
64 + 53 + 24 + 46 + 8 = 195(1/273)
16 - أحمد جاء بحق وبهدى
53 + 5 + 110 + 27 = 195
17 – أحمد يدعو بالهدى
53 + 90 + 52 = 195
18 – أحمد هداية الله دوما
53 + 25 + 66 + 51 = 195
19 – وجاء وحي الله إلى أحمد
11 + 24 + 66 + 41 + 53 = 195
20 – المسيا أحمد
142 + 53 = 195
21 – يهدي الله أحمد دائما
29 + 66 + 53 + 47 = 195
22 – جحد يسوع الآب
15 + 146 + 34 = 195
23 – فداء ابنه وهم
86 + 58 + 51 = 195
وهذه دعوة للإخوة الباحثين فيما يسمى (الإعجاز العددي) أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، ولا يفسروا آيات القرآن الكريم بعيداً عن سياقها، ومدلولها اللغوي الذي عهدَه لسان العرب.
=================
[1] انظر: معجم متن اللغة، أحمد رضا 1/571 ( ج م ل ).
[2] مجموع الفتاوى، ابن تيمية 35/190.
[3] علوم القرآن الكريم، د. نور الدين عتر، ص159 (الحاشية).
---
(1/274)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الفقهي النشأة والخصائص
---
التفسير الفقهي النشأة والخصائص
---
مولاي عمر
06-20-2005, 02:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير الفقهي: النشأة والخصائص
د. مولاي عمر بن حماد
كلية الآداب ـ المحمدية
يعتبر المقصد التشريعي في القرآن الكريم من أهم المقاصد التي نزل من أجلها،و هو أمر أجمعت عليه الأمة فاتخذت من القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع فكان قطب الرحى الذي تدور عليه أحكام الشريعة و ينبوع ينابيعها و المأخذ الذي اشتقت منه أصولها و فروعها.وهذا المعنى تؤكده نصوص قرآنية و حديثية كثيرة .
فمن ذلك قوله تعالى :" و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" قال مجاهد في معنى كل شيء :كل حلال وكل حرام .وقد قال الشافعي :"فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سيبل الهدى فيها قال الله تبارك وتعالى:"كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد" ولقد عد القرطبي من وجوه الإعجاز " ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام في الحلال والحرام وفي سائر الأحكام" .
و من ذلك قوله تعالى:"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" يقول الشاطبي:"أي الطريقة المستقيمة و لو لم يكمل فيه جميع معانيها (أي معاني الشريعة ) لما صح إطلاق هذا المعنى عليه حقيقة و أشباه ذلك من الآيات الدالة على أنه هدى و شفاء لما في الصدور ،و لا يكون شفاء لجميع ما في الصدور الا وفيه تبيان كل شئ "
ومن الأحاديث التي استدل بها الشاطبي في هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم :" يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " و بين وجه الاستدلال بالحديث بقوله: "وما ذاك إلا أنه أعلم بأحكام الله فالعالم بالقرآن عالم بجملة الشريعة" .(1/275)
ومما يؤكد أهمية القرآن الكريم من الناحية التشريعية ما يسميه الشاطبي"التجرية" انطلاقا من واقع تعامل العلماء المسلمين مع القرآن الكريم :"وهو أنه لا أحد من العلماء لجأ إلى القرآن في مسألة إلا وجد لها فيه أصلا وعلى رأس هؤلاء أهل الظاهر ولم يثبت عنهم أنهم عجزوا عن الدليل في مسألة من المسائل وقال ابن حزم الظاهري كل أبواب الفقه ليس منها باب إلا وله أصل في الكتاب والسنة"
هذا الجانب التشريعي من القرآن الكريم هو الذي اهتم به علماء التفسير في ما يعرف بالتفسير الفقهي أو تفاسير الأحكام.
التفسير الفقهي و تنوع أحكام القرآن
التفسير الفقهي مركب من التفسير والفقه ، أما التفسير فمن أجمع ما قيل في تعريفه أنه "علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه" وأما الفقه فأجمع تعريف له أنه" العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية" وعليه فالتفسير الفقهي هو تفسير ماله صلة بالأحكام الشرعية العملية في القرآن الكريم وهو ما يسمى تارة آيات الأحكام و تارة فقه الكتاب .
أما أحكام القرآن فتنقسم إلى أنواع ثلاثة تمثل الأحكام الفقهية أو العملية نوعا واحدا منها، أما الأنواع الثلاثة فهي على التفصيل:
أولا : الأحكام الاعتقادية التي تتعلق بما يجب على المكلف اعتقاده في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو ما يدرس ضمن مباحث العقيدة .
ثانيا : الأحكام الخلقية التي تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل ويتخلى عنه من الرذائل . وهو ما يتعلق بالجوانب التربوية من القرآن الكريم.
ثالثا: الأحكام العملية وهي التي تتعلق بما يصدر عن المكلف من أقوال و أفعال وعقود وتصرفات . وهدا النوع هو فقه القرآن وهو الذي اهتم به المفسرون ضمن ما عرف بالتفسير الفقهي وهو يتضمن نوعين أساسيين :(1/276)
1. أحكام العبادات : من صلاة وصيام وزكاة وحج ونذر ويمين ونحو دلك من العبادات التي يقصد بها تنظيم العلاقة بين الإنسان وربه .
2. أحكام المعاملات : من عقود وتصرفات وعقوبات وجنايات وغيرها مما يقصد به تنظيم علاقات الناس بعضهم ببعض سواء كانوا أفرادا أم جماعات .
وإذا كانت هذه الأمور من المسلمات فإن أنصار الاتجاه العلماني يبذلون جهدا استثنائيا لنفي المقصد التشريعي في القرآن إما كليا أو جزئيا ليفصل بين القرآن والحياة فلا يعطي للقرآن أكثر من أثر أخلاقي ، ومن ذلك ما يقوله أحدهم و هو يلخص دراسته للجانب التشريعي في القرآن الكريم:"إذا نظرنا إلى الحصيلة النهائية لدارستنا للأحكام القرآنية …فإن الاستنتاج الأول الذي يبرز بكل وضوح هو أن القرآن لم يشرع بالأساس للمعاملات بين الناس" وهو هنا ينفي جانب المعاملات ككل فلا يجعل التشريع للمعاملات مقصدا من مقاصد القرآن الكريم ،وفي موضع آخر يخص من ذلك الجانب السياسي فينفي وجود أي تصور سياسي في القرآن يقول :"كل هذا يدل على أن القرآن الكريم لم يأت بأي تصور سياسي … كما أن مراجعة الكتاب العزيز وخاصة آيات الأحكام منه تدل على أن القرآن الكريم لم يعتن عموما بالتنظيم السياسي" أما التبرير الذي يقدمه لما يظنه نتيجة علمية فيلخصه في قوله :"ذلك أن الإسلام والقرآن الكريم دعوة إلى قيم روحانية" وهكذا يتحول الإسلام والقرآن في نظره إلى قيم روحانية خالية من الجانب التشريعي الملزم .مما لا يمكن معه الحديث عن الشريعة الإسلامية لتحل محلها القوانين الوضعية ما دام الجانب التشريعي على حد زعمه ليس مقصدا من مقاصد القرآن!!(1/277)
ومما يكشف إصرار أمثال هؤلاء على آرائهم المسبقة أن هذا الباحث اعتمد في مصادره على كتاب فجر الإسلام لأحمد أمين لكنه في هذه النقطة خالفه ، لأنه لا يدعم توجهه العلماني .أما أحمد أمين فيؤكد ما قرره العلماء من اشتمال أحكام القرآن على كل مجالات النشاط الإنساني بقوله:"تعرض القرآن في آيات الأحكام إلى جميع ما يصدر عن الإنسان من أعمال :إلى العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج ، إلى الأمور المدنية كبيع وإجارة وربا، إلى الأمور الجنائية من قتل وسرقة وزنا وقطع طريق ، إلى نظام الأسرة من زواج وطلاق وميراث ،إلى الشؤون الدولية كالقتال وعلاقة المسلمين بالمحاربين وما بينهم من عهود وغنائم الحرب". والذي ذكره أحمد أمين هنا هو عين ما يجحده كثير من العلمانيين فقد جهلوا أو تجاهلوا أن القرآن تعرض لكل ما يصدر عن الإنسان من أعمال .
التفسير الفقهي بين الأثر و الرأي(1/278)
يميز العلماء عادة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي وهو تمييز يقوم على التقريب والتغليب ذلك أنه عند التحقيق لا تكاد تجد تفسيرا قام على الأثر وحده ولا تجد تفسيرا قام على الرأي وحده. و التفسير الفقهي ليس استثناء من هذه القاعدة وإن كان إلى الرأي أقرب لما فيه من إعمال للعقل وبذل للجهد لاستنباط الدلالات البعيدة والقريبة للآية على الحكم. ولعل مما يستدل به في هذا الباب استثناء ابن عطية التفسير الفقهي من التفسير بالرأي الذي ورد النهي عنه في حديث جندب ابن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " قال ابن عطية :" و ليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه و الفقهاء معانيه و يقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم و نظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه." واستثناء تفسيرالفقهاء و اللغويين والنحاة إنما كان منه لأنه يعد كل ذلك من التفسير بالرأي إلا أن التحذير الوارد في الحديث لا يشمله لأنه رأي مبني على قوانين علم ونظر.
ولقد عد محمد الطاهر ابن عاشور مشروعية التفسير الفقهي دليلا على جواز التفسير بغير المأثور قال :"وهل استنباط الأحكام التشريعية من القرآن خلال القرون الثلاثة الأولى من قرون الإسلام الا من قبيل التفسير لآيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها قبل ذلك"
وإذا كان التفسير الفقهي من التفسير بالرأي فهناك من عده لأجل ذلك من الاجتهاد في الشريعة الإسلامية يقول :" التفسير الفقهي كما نراه يعد لونا من ألوان الاجتهاد في الشريعة الإسلامية يهدف إلى تفهم النصوص ومعرفة مراميها ودلا لتها على الأحكام في كافة حالاتها وفق قواعد وضوابط تحفظ المجتهد من الخطأ."
التفسير الفقهي من تفاسير الاختصاص(1/279)
يعد التفسير الفقهي من بين ما يمكن تسميته بتفاسير الاختصاص ، وهو التحول الذي عرفه علم التفسير بالانتقال من الإحاطة والشمول إلى الاختصاص ولقد انعكس ذلك على العناوين التي عرفت بها هذه التفاسير .وهكذا وجدت كتب معاني القرآن و إعراب القرآن وغريب القرآن وأحكام القرآن… وهي كتب اختص كل واحد منها بجانب من جوانب القرآن في مقابل الكتب الجامعة مثل جامع البيان للطبري ونحوه. و هذا التطور يشير إليه السيوطي و هو يتحدث عن اهتمام كل ذي علم من العلوم الإسلامية بالتفسير و سعيه إلى إيجاد الحجة من القرآن الكريم لما يذهب إليه يقول :"ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في علوم فكان كل منهم يقتصر في تفسيره على الفن الذي يغلب عليه: فالنحوي ليس له هم إلا الإعراب و تكثير الأوجه المحتملة فيه و نقل قواعد النحو ومسائله و فروعه وخلافياته كالزجاج و الواحدي في البسيط و أبى حيان في البحر و النهر. و الإخباري ليس له شغل إلا القصص و استيفاؤها و الإخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة كالثعلبي. والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه من باب الطهارة إلى أمهات الأولاد ،وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلق لها بالآية، والجواب على أدلة المخالفين كالقرطبي " ومع ما يلاحظ على قول السيوطي من مبالغة إلا أنه يبقى مع ذلك محددا لخاصية من خصائص التفسير الفقهي وهي تناول القرآن الكريم من زاوية فقهية محضة على غرار تناول علماء آخرين القرآن من زاوية اختصاصاتهم العلمية ضمن ما أسميناه تفاسير الاختصاص.
الاختلاف في عدد آيات الأحكام
يختص التفسير الفقهي كما تقدم بآيات الأحكام وقد اختلف العلماء في تحديد عددها ، وتأتي إشارتهم لهذا الموضوع عند الحديث عن شروط المجتهد ومن ذلك ما قاله الغزالي في المستصفى :"لا يشترط معرفة جميع الكتاب بل ما تتعلق به الأحكام منه وهو مقدار خمسمائة آية" وتابع الغزالي في هذا العدد الرازي وابن العربي .(1/280)
في حين ذكر غيرهم أنها لا تتعدى المائة والخمسين أو المائتين ومن أولئك صديق بن حسن القنوجي الذي يقول :" وقد قيل إنها خمسمائة آية وما صح ذلك و إنما هي مائتا آية أو قريب من ذلك وإن عدلنا عنه وجعلنا الآية كل جملة مفيدة يصح عن أن تسمى كلاما في عرف النحاة كانت أكثر من خمسمائة آية "
وممن تعرض لعدد آيات الأحكام وحددها في مائتين أحمد أمين الذي يسميها الآيات القانونية فيقول :"هذه الآيات القانونية أو كما يسميها الفقهاء آيات الأحكام ليست كثيرة في القرآن ، ففي القرآن نحو ستة آلاف آية ليس منها مما يتعلق بالأحكام إلا نحو مائتين وحتى بعض ما عده الفقهاء آيات أحكام لا يظهر أنها كذلك "
وفي مقابل الاتجاه إلى تحديد عدد آيات الأحكام إتجه فريق آخر من العلماء إلى عدم حصرها بعدد محدد ومن هؤلاء الشوكاني الذي يقول :" ودعوى الانحصار في هذا المقدار إنما هي باعتبار الظاهر للقطع بأن في الكتاب العزيز من الآيات التي تستخرج منها الأحكام الشرعية لأضعاف أضعاف ذلك بل من له فهم صحيح وتدبر كامل يستخرج الأحكام من الآيات الواردة لمجرى القصص والأمثال ، قيل ولعلهم قصدوا بذلك الآيات الدالة على الأحكام دلالة أولية بالذات، لا بطريق التضمن والالتزام"
ويؤكد نفس المعنى العز بن عبد السلام بقوله إن معظم آي القرآن لا تخلو من أحكام مشتملة على آداب حسنة و أخلاق جليلة وان الله جلت قدرته إنما ضرب الأمثال تذكيرا ووعظا فما اشتمل منها على تفاوت في ثواب أو على إحباط عمل ،أو على مدح أو ذم أو نحو ذلك فإنه يدل على الأحكام.
هذا ولعل السبب في الاختلاف في تعداد آيات الأحكام يرجع إلى نقطتين رئيسيتين :(1/281)
الأولى :ما هو المراد بالحكم الفقهي ؟ إن كان المراد به كل شيء مأمور به أو منهي عنه يقرب من الله أو يبعد عنه فان عدد آيات الأحكام يكون كثيرا جدا مثلا قوله تعالى :"ولا تلبسوا الحق بالباطل " فمن نظر إلى التعميم في الحكم بأن جعله يشمل كل المأمورات وكل المنهيات جعل هذه الآية من آيات الأحكام . و بهذا المقياس تعتبر آيات القصص والأمثال وما يتعلق بالنفس الإنسانية وغيرها من آيات الأحكام .أما إذا استثني ما عدا ما هو صريح باشتماله على أحكام فقهية خالصة فإن عددا مهما من الآيات لا يلتفت إليها في التفسير الفقهي . فتضيق دائرة آيات الأحكام .
الثانية :اختلاف العصور وتعاقب المذاهب والنظرات المختلفة للفقه وللأصول وللأحكام جعل الأنظار تختلف والمقاييس تتعدد ، حيث إن كثيرا من الآيات التي يظن أنها مجرد قصة ربما أخذها فقيه وجعلها من آيات الأحكام . وذلك مثلا قوله تعالى في قصة شعيب مع موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام :" قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج ،فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين " استدل بها الفقيه على أن المهر يمكن أن يكون منفعة .
والذي أراه راجحا في هذه المسألة قول من قال بعدم حصر آيات الأحكام بعدد معين ما دام الأمر يرجع إلى ملكة العالم وطاقته وقدرته على الاستنباط،في ارتباط مع متطلبات كل عصر وما يجد فيه من القضايا والنوازل.(1/282)
وهذه المسألة وإن بدت ثانوية فإن لها أهمية خاصة ، ويتأكد ذلك كلما استحضرنا من يحاول جاهدا نفي المقصد التشريعي من القرآن الكريم معتمدا في ذلك على عدد آيات الأحكام. التي يتجه إلى التقليل منها مستعينا بكل ما يخدم غرضه ومقصده مثل توظيف الناسخ والمنسوخ لتقليل العدد ما أمكن ! وهكذا وجدنا أحدهم يقول مثلا:"يجب اعتبار منظومة الناسخ والمنسوخ فمفعولها لا يكون إلا بالتخفيض في عدد آيات الأحكام…إن الآيات التشريعية …تبلغ 200 آية فقط نسخ (ألغي ) منها حوالي مائة وعشرين آية والباقي من الآيات التشريعية السارية حتى الآن مجرد ثمانين آية" وهكذا بحسب هذا الزعم ليس في القرآن أكثر من ثمانين آية تشريعية ! وهو قول بعيد كل البعد عن الصواب.
نشأة التفسير الفقهي(1/283)
تعود نشأة التفسير الفقهي إلى بداية الفقه وهو الذي بدأ مع هذه الأمة منذ نشأتها و ظل يوجهها حتى في أحلك فترات التخلف و التردي العلمي و ذلك راجع إلى الحاجة الملحة إليه إذ هو الضابط لسير الحياة .و بداية التفسير الفقهي كانت مع نزول القرآن الكريم وفي هذا المعنى يقول الدكتور محمد قاسم المنسي:"ومما لاشك فيه أن الاتجاه إلى فهم نصوص التشريع في القرآن و التعرف على مراد الشارع من المكلفين قد وجد مع بدء نزول هذه النصوص ذاتها " .ويمكن القول بأن أول من فسر القرآن فقهيا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك من البيان الذي دل عليه قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" ثم كان عصر الصحابة رضوان الله عليهم والذين اجتهدوا في استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم للقضايا التي جدت في عصرهم و الكتب التي تؤرخ للتشريع الإسلامي تحفظ الكثير من المسائل التي اختلف فيها الصحابة،مثال ذلك قول عمر بن الخطاب إن الحامل المتوفى عنها : عدتها وضع الحمل و قال علي تعتد بأبعد الأجلين وضع الحمل أو أربعة أشهر و عشرا .و سبب الخلاف أن الله جعل عدة المطلقة الحامل وضع الحمل و جعل عدة المتوفى عنها أربعة أشهر و عشرا من غير تفصيل ،فعلي في فتواه عمل في المتوفى عنها بالآيتين جميعا و عمر جعل آية الطلاق حكما على آية الوفاة يعني مخصصة "
والصحابة كانوا القدوة لغيرهم في بدل الجهد في استنباط الأحكام من القرآن الكريم فعن أبي عبد الرحمن السلمي وهو من كبار التابعين قال :"كنا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلم العشر بعدها حتى نعرف حلالها من حرامها وأمرها ونهيها "(1/284)
ومع الاتساع الذي عرفته الرقعة الإسلامية و ما استجد من قضايا ونوازل ازدادت الحاجة إلى استنباط الأحكام من القرآن الكريم باعتباره أول ما يرجع إليه المجتهد في عملية البحث عن أي حكم فكثرت آيات الأحكام ولم يعد الحديث عن آية وآيتين و إنما عن آيات للأحكام جمعت في
مؤلفات مستقلة تحت عنوان تفاسير الأحكام .
يغلب عنوان أحكام القرآن على المصنفات الخاصة بالأحكام الفقهية في القرآن الكريم وهذه المصنفات متأخرة بالنسبة لتدوين المذاهب الفقهية المتبعة وأول كتاب عرف في هذا الشأن هو " أحكام القرآن " لأبى النصر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي الشيعي ت146هـ حسب ما أثبته عبد الله عبد الحميد في رسالة الماجستير (أحكام القرآن من سورة الفاتحة إلى الآية العاشرة بعد المائتين من سورة البقرة لابن فرس ) تحت إشراف الدكتور عبد العزيز الدر دير موسى .
و بالنسبة لحاجي خليفة فإن أول من وضع مؤلفا في هذا الفن هو الإمام الشافعي ،وفاته أن أحكام القرآن للإمام الشافعي إنما هو من جمع البيهقي المتوفى سنة 485هـ.وجاء في مقدمة كتاب أحكام القرآن للكيا الهراسي أن أول كتاب عرف في هذا الشأن هو (أحكام القرآن) للشيخ أبى الحسن علي ابن حجر السعدي المتوفى سنة 244هـ .وهو بهذا لاحق لأبي النصر محمد بن السائب المتوفى سنة 146هـ وليس سابقا عليه.
المؤلفات في التفسير الفقهي(1/285)
قبل الحديث عن أهم كتب التفسير الفقهي تحسن الإشارة إلى أن هذه الكتب لم تكن وحدها مهتمة بجانب الأحكام فبي القرآن بل شاركتها في ذلك كل كتب التفسير تقريبا ، فالفرق إذن بينها وبين غيرها أنها اختصت بالأحكام أساسا و شاركها فيها غيرها . وإذا أخذنا تفسير الطبري مثلا فهو لا يخلو من أحكام فقهية لذلك قال عنه خليل محيي الدين الميس:" للطبري كتاب اختلاف الفقهاء … فهو فقيه دارس للمذاهب كلها بل مجتهد صاحب مذهب اختاره لنفسه ومن البداهة أن يعرض للآراء الفقهية ويناقشها في مناسباتها من آيات الأحكام" .ومن ذلك ما قاله القنوجي عن كتابه فتح البيان ، فهو وإن كان أفرد أحكام القرآن بالتأليف في كتابه نيل المرام فقد أشار إلى انه تناولها أيضا في فتح البيان قال:" وألفت بعد ذلك تفسيرا لمقاصد القرآن المسمى فتح البيان جامعا للرواية والدراية والاستنباط والأحكام."
ومن جهة أخرى فإن كتب أحكام القرآن لم تخل من الإشارة إلى جوانب في التفسير غير الأحكام فلقد احتوت على مباحث لغوية وعقدية وغيرها وإذا أخذنا مثالا على ذلك أحكام القرآن لابن العربي المعافري فإن المسائل التي يتناولها تتجاوز الجانب الفقهي،بل في كتابه الأحكام الصغرى رغم اختصاره تناول بعض ذلك وهو مما أشار إليه محققه بقوله :"ضمنه نحوا من خمسمائة آية من آيات الأحكام ونحو ألف حديث من الأحاديث الصحيحة… فهو كتاب فقه القرآن وفقه السنة معا"(1/286)
ومن ذلك أيضا ما فعله محمد علي الصابوني الذي يشير إلى عشرة وجوه يتناول بها آيات الأحكام التي فسرها لا تمثل الأحكام الشرعية إلا وجها منها يقول :"فتناولت الآيات التي كتبت عنها من عشرة وجوه على الشكل الآتي: أولا التحليل اللفظي …ثانيا المعنى الإجمالي …ثالثا سبب النزول …رابعا وجه الارتباط بين الآيات السابقة واللاحقة،خامسا البحث عن وجوه القراءات…"إلى أن يذكر الوجه الثامن وهو " الأحكام الشرعية وأدلة الفقهاء مع الترجيح بين الأدلة" وعليه فما يذكر من كتب أحكام القرآن إنما هو ما اختص بالأحكام حتى عرف بها.
وإذا كان التمييز يتم عادة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي فإن تفاسير الأحكام تتنوع بتنوع المذاهب الفقهية المعروفة فأحكام القرآن للجصاص يعبر عن اختيار الأحناف و أحكام القرآن لابن العربي يعبر عن اختيار المالكية و أحكام القرآن للهراسي يعبر عن اختيار الشافعية …و هذا التنوع عند محمد حسين الذهبي مما طرأ على التفسير الفقهي الذي سبق المذاهب ونشأ مستقلا عنها ثم أصبح كما يقول: "يسير تبعا للمذاهب ويتنوع بتنوعها …وكل فريق من هؤلاء يجتهد في تأويل النصوص القرآنية حتى تشهد له أو لا تعارضه على الأقل مما أدى ببعضهم إلى التعسف في التأويل والخروج بالألفاظ القرآنية عن معانيها ومدلولاتها" وإذا كان التنوع مسلما فإن تعميم القول بتأويل النصوص لتشهد للمذهب فيه نظر و التسليم به يفقد كتب التفسير الفقهي علميتها والأمر تابع لشخصية المفسر وقدرته الاجتهادية ثم إن الاختلاف الفقهي كانت له مبرراته العلمية .
أما عن أهم ما كتب في التفسير الفقهي ففي ما يلي عرض لطائفة من هذه الكتب مرتبة حسب المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة:
فعلى مذهب المالكية نذكر من ذلك:
• أحكام القرآن : لأبي عبد الله محمد بن سحنون القيرواني المتوفى 255 هـ.
• أحكام القرآن : القاضي أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل المالكي المتوفى282 هـ(1/287)
• أحكام القرآن : القاضي أبو بكر بن محمد بن بكير البغدادي المالكي المتوفى305 هـ
• أحكام القرآن : لأبي الحكم منذر بن سعيد بن عبد الله بن نجيح القاضي البلوطي المالكي المتوفى355 هـ
• أحكام القرآن : لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المتوفى 543 هـ
• الجامع لأحكام القرآن : لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى 671 هـ
أما على مذهب الحنفية فنذكر:
• أحكام القرآن في ألف ورقة : لأبي جعفر احمد بن محمد بن سلمة الازدي الطحاوي الحنفي المتوفى 321هـ
• أحكام القرآن : لأبي الحسن علي بن موسى بن يزداد القمي الحنفي المتوفى 350هـ
• أحكام القرآن : لأحمد بن علي الرازي ، المشهور بالجصاص الحنفي المتوفى 370هـ
• تخليص أحكام القرآن،تهذيب أحكام القرآن : جمال الدين محمود بن مسعود المعروف بابن سراج القونوي الحنفي المتوفى 770 هـ
• التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية : احمد بن أبى سعيد بن عبيد الله الحنفي الميهوي المعروف بملاجيون المتوفى1130 هـ
أما على مذهب الشافعية فنذكر:
• أحكام القرآن : للإمام الشافعي المتوفى204 جمعه الإمام أبو بكر احمد بن الحسن البيهقي النيسابوري المتوفى458
• أحكام القرآن : لأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الشافعي المتوفى240
• أحكام القرآن : لعماد الدين أبى الحسين علي بن محمد الطبري المعروف بالكيا الهراسي الشافعي المتوفى 504
• الإكليل في استنباط التنزيل :جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى المتوفى911 هـ
• أحكام الكتاب المبين : علي بن عبد الله بن محمود الشنفكي الشافعي المتوفى890 هـ
• هداية الحيران في بعض أحكام تتعلق بالقرآن عبد الله بن محمد المغربي ثم القاهري الشافعي المعروف بالطبلاوي المتوفى1027 هـ
أما على مذهب الحنابلة فنذكر :
• أحكام القرآن : لأبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي المتوفى 458هـ(1/288)
• أحكام الراي في أحكام الآي : شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنبلي المتوفى776 هـ
• أزهار الفلاة في آية قصر الصلاة : مرعي بن يوسف بن ابي بكر الكرمي المقدسي الحنبلي المتوفى 1033هـ
خاتمة
إن الحاجة إلى التفسير الفقهي لا تبرز إلا بدرجة احتكامنا للقرآن الكريم ونظرا لكون أحكام الشريعة معطلة في أغلب الدول الإسلامية فإن ذلك انعكس على المباحث الفقهية ومنها التفسير الفقهي . وفي الوقت الذي يتزايد فيه إقبال الناس على ما يسمى بالتفسير العلمي وهو الذي يعنى بتتبع الآيات الكونية وتفسيرها على ضوء ما تنتجه المختبرات ومراكز البحث في العلوم الدقيقة من معارف وحقائق علمية فإن لفت الانتباه إلى الجانب التشريعي في القرآن الكريم يعتبر خطوة منهجية لا يمكن تجاوزها .خاصة وقد وجدنا من يحاول لي أعناق الآيات ليبرر مواقفه المسبقة في كثير من القضايا ومن ذلك قضية تعدد الزوجات حيث يستدل بقوله تعالى:"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " لإثبات استحالة العدل المشروط في قوله تعالى :" وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" مع أن كتب التفسير الفقهي تبين بجلاء العدل المقصود في الآيتين مع التمييز بين العدل المأمور به الذي هو في مقدور الإنسان ويكون في المبيت والنفقة ونحوهما، و العدل المنفي الذي لا يطيقه أحد وهو العدل في المحبة القلبية. وقل نفس الشيء عن آيات الربا التي يحاول البعض التحايل عليها لتبرير واقع فاسد نشأ بعيدا عن تعاليم القرآن الكريم،والتفسير الفقهي هو المؤهل من بين اتجاهات التفسير لحسم النزاع في هذه القضايا وغيرها .
لائحة المصادر والمراجع
1. الإتقان في علوم القرآن ، جلال الدين السيوطي ، الطبعة الثانية ، دار ابن كثير دمشق 1993م
2. الأحكام الصغرى ، أبو بكر بن العربي المعافري ، تحقيق سعيد أحمد أعراب منشورات الإيسيسكو 1412هـ 1991م(1/289)
3. أحكام القرآن ، الكيا الهراسي ، الطبعة الأولى ،دار الكتب العليمة بيروت 1983م
4. أصول الفقه الإسلامي وهبة الزحيلي الطبعة الأولى دار الفكر 1986م
5. تاريخ التشريع الإسلامي ، محمد الخضري ، الطبعة التاسعة ، المكتبة التجارية مصر 1390هـ1970م
6. التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر 1984م
7. تفسير القرآن العظيم ، أبو الفداء إسماعيل بن كثير ، الطبعة الأولى 1406هـ 1986م دار الكتب العلمية بيروت
8. التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي دار القلم بيروت لبنان
9. جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري دار الفكر1988م
10. الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي دار الفكر 1422ه 2002م
11. الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي تحقيق محمد أحمد شاكر ، دار الفكر
12. روائع البيان تفسير آيات الأحكام ، محمد علي الصابوني الطبعة الثالثة ، دار إحياء الترث العربي 1400هـ 1980م
13. سنن أبي داود ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت
14. سنن الترمذي و هو الجامع الصحيح لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، الطبعة الثانية دار الفكر 1403هـ 1983م
15. صحيح البخاري ، دار الفكر 1401هـ 1981م
16. صحيح مسلم ، الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري تحقيق وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر 1403هـ1983م .
17. فجر الإسلام ، أحمد أمين، الطبعة السابعة مكتبة النهضة، القاهرة ،1374هـ 1955م.
18. فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت عبد العلي محمد بن نظام الدين الأنصاري مطبوع على هامش المستصفى للغزالي ، الطبعة الأولى المطبعة الأميرية ببولاق بمصر 1324هـ.
19. في التفسير الفقهي ، الدكتور محمد قاسم المنسي الطبعة الأولى مكتبة الشباب مصر 1416هـ 1996م.
20. القرآن والتشريع ( قراءة جديدة في آيات الأحكام) الصادق بلعيد ، مركز النشر الجامعي تونس 2000م.(1/290)
21. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة ، مكتبة المثنى بيروت.
22. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي 546 تحقيق المجالس العلمية بالمغرب طبعة وزارة الأوقاف 1975م.
23. مدخل إلى علوم القرآن والتفسير ، الدكتور فاروق حمادة ،الطبعة الأولى ، مكتبة المعرف الرباط 1399هـ 1979م.
24. المستصفى من علم الأصول ، أبو حامد الغزالي ، الطبعة الأولى المطبعة الأميرية ببولاق بمصر 1324هـ.
25. الموافقات في أصول الشريعة لأبي إسحاق الشاطيبي المكتبة التجارية مصر.
26. نيل المرام من تفسير آيات الأحكام ، محمد صديق حسن خان ، دار المعرفة بيروت.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2005, 05:14 PM
فضيلة الدكتور . مولاي عمر بن حماد حياك الله بين إخوانك ، وشكر الله لك على هذا البحث الطيب .
ونحن هنا ننتظر المزيد من أمثالكم ، وبلغ سلامنا إخواننا في المغرب الحبيب .
ولعلك تفيدنا بما كتب عن هذا الموضوع من رسائل في جامعات المغرب ، وهل طبع شيء منها ؟
---
أبو المعتز القرشي
06-22-2005, 04:00 AM
جزاك الله خيرا يا دكتور مولاي عمر على هذا البحث القيم
وهل يمكن وضعه على ملف وورد حتى نتمكن من تحميله ؟
---
طالب علوم القرآن
01-09-2006, 02:14 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/291)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني (3) (أهمية السياق القرآني ومنزلته في التفسير.)
---
علم السياق القرآني (3) (أهمية السياق القرآني ومنزلته في التفسير.)
---
محمد الربيعة
02-03-2007, 09:23 AM
السياق القرآني أصل من أصول علم التفسير، لا غنى للمفسر عنه، لما له من أثر ظاهر في فهم كلام الله تعالى، وبيان المعنى الصحيح في الآية.
وتظهر أهمية السياق في أمور:
أولاً: أن السياق من تفسير القرآن بالقرآن.
السياق مرتبط حقيقة بالقرآن نفسه من حيث إنه تفسير للقرآن بالقرآن بل هو أعلى درجات تفسير القرآن بالقرآن إذا كان صريحاً؛ لأنه تفسير الآية بما تضمنته من الدلائل والقرائن وبحسب مناسبتها لما قبلها وبعدها هو السياق، وذلك يؤكد أهميته، واعتباره أصلاً في التفسير.
قال صاحب قواعد الترجيح عند المفسرين في تحريره لمفهوم مصطلح القرآن بالقرآن": وبعد طول تأمل في هذا المصطلح ظهر لي - والله أعلم - أنه ينقسم إلى قسمين؛ أحدهما توقيفي: وهو أن يكون في الكلام لبس وخفاء فيأتي بما يزيله ويفسره، إما بعده مباشرة أو في موضع آخر وارد مورد البيان له، ومن أمثلته تفسير الهلوع في قوله تعالى: +إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً" بقوله بعده +إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً" [المعارج 19-21].... فهذا القسم ولا شك أنه أبلغ أنواع التفسير، ولا قول لأحد معه، ومثله لا يتخلف فيه، وهو الذي يصنّف من التفسير بالمأثور"([1]).
ثانياً: أنه أصل معتبر ظاهر في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح .
من أعظم ما يدل على أهميته أنه وارد في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من بعده. بل قد تجلى ذلك في إنكارهم على من فهم الآية على غير السياق والغرض الذي وردت لأجله.(1/292)
فمن أمثلة اعتباره في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم : ما رواه الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي × عن قوله تعالى: +وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" [المؤمنون 60]، فقالت: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: ((لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم، أؤلئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)) ([2]).
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الآية بسياقها وذلك لاستدلاله بآخر الآية بقوله: +أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" [المؤمنون 61] وهو موافق لآخر الآية بزيادة كلمة (الذين).
ومن أمثلة اعتبار السياق في تفاسير السلف: ما أخرجه ابن جرير عن سعيد ابن جبير في قوله تعالى: +فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي" [مريم 24] قال: عيسى، أما تسمع الله يقول +فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ" [مريم 29]، وهذا ما رجحه ابن جرير رحمه الله مراعاة للسياق أيضاً ([3]).
وقد أورد ابن القيم في حديثه عن فهم دلالات الألفاظ أمثلة مما فهمه بعض الصحابة من الآيات في غير ما دل عليه لفظ الآية وسياقها، وهو تقرير مهم في هذا الباب أنصح بمطالعته ([4]).
ثالثاً: أن السياق أصل معتبر في التفسير عند العلماء.
يعتبر السياق عند العلماء والمفسرين أساساً في فهم الكلام، وأصلاً يحتكم إليه، وبخاصة في كلام الله تعالى الذي بني على أغراض معتبرة، ونظم متحد، وقد تظافرت وتواترت أقوال العلماء في تأكيد ذلك وتقريره.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه":إن هذا القرآن كلام الله عز وجل، فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم"([5]).
قال مسلم بن يسار":إذا حدّثت عن الله حديثاً فقف! حتى تنظر ما قبله وما بعده"([6]).(1/293)
وقال عز الدين بن عبد السلام في كلام طويل يدل على أن السياق أصل معتبر عند العلماء":السياق مرشد إلى تبيين المجملات، وترجيح المحتملات، وتقرير الواضحات، وكل ذلك بعرف الاستعمال، فكل صفة وقعت في سياق المدح كانت مدحاً، وكل صفة وقعت في سياق الذم كانت ذماً.. "([7]).واستطرد في ذكر الأمثلة على ذلك.
وقال الشاطبي مبيناً كون السياق عمدة في فهم كلام الله تعالى" :فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرق النظر في أجزائه فلا يتوصل به إلى مراده، ولا يصح الاقتصار في النظر على بعض أجزاء الكلام دون بعض"([8]).
وقال شيخ الإسلام":ينظر في كل آية وحديث بخصوصه وسياقه، وما يبين معناه من القرائن والدلالات، فهذا أصل عظيم مهم نافع، في باب فهم الكتاب والسنة، والاستدلال بهما مطلقاً، ونافع في معرفة الاستدلال والاعتراض والجواب، وطرد الدليل ونقضه.. وفي سائر أدلة الخلق"([9]).
فانظر كيف كان السياق عند ابن تيمية هو الأصل العظيم في فهم الكتاب والسنة، وفي كل العلوم أيّاً كانت، بل وفي جميع حجج الخلق واستدلالاتهم.
وقال أيضاً":فمن تدبر القرآن، وتدبر ماقبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن، تبيّن له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج، وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه، فهذا منشأ الغلط من الغالطين"([10]).
وقال ابن القيم" :فائدة: إرشادات السياق: السياق يرشد إلى تبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغلط في مناظرته"([11]).
وقال الزركشي: "دلالة السياق أنكرها بعضهم، ومن جهل شيئاً أنكره، وقال بعضهم: إنها متفق عليها في مجاري كلام الله تعالى"([12]).(1/294)
ويقول محمد رشيد رضا نقلاً عن شيخه محمد عبده" :وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ: موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى"([13]).
وتقول بنت الشاطئ":إن ضوابط منهجنا الالتزام بصريح النص وحكم السياق، والالتزام بدلالات الألفاظ كما يعطيها الاستقراء الكامل لكل مواضع ورود اللفظ في المصحف والاحتكام إلى توجيه صريح السياق"([14]).
رابعاً: أن السياق القرآني هو المعتبر في حل الخلاف والإشكال والتشابه اللفظي في الآيات، وهو الدال على المناسبات وأسرار التعبير في الآية.
يعتبر السياق من أعظم القرائن في الترجيح، وحل المشكلات والمتشابه من الآيات هو السياق.
قال الزركشي":وما يعين على معرفة المعنى عند الإشكال.. دلالة السياق: فإنها ترشد إلى تبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد... "([15]).
وقال ابن جزي الكلبي":من أوجه الترجيح: أن يشهد بصحة القول سياق الكلام، ويدل عليه ما قبله وما بعده"([16]).
وهو أيضاً الدال على المناسبات، والكاشف لأسرار التعبير في الآيات إذ أن التعبير في الآية وارد على حسب السياق والغر ض فيها.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/320).
([2]) أخرجه الترمذي (5/236) رقم (3175) وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم 2537
([3]) انظر: ((جامع البيان)) (8/327).
([4]) ((أعلام الموقعين)) (1/351-354).
([5]) أخرجه الإمام أحمد في ((الزهد)) (ص46) ، وذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (7/330).
([6]) ((تفسير القرآن العظيم لابن كثير)) (1/6).
([7]) ((الإمام في بيان أدلة الأحكام)) (ص159).
([8]) ((الموافقات)) (3/855).
([9]) ((مجموع الفتاوى)) (6/18).
([10]) ((مجموع الفتاوى)) (15/94).
([11]) ((بدائع الفوائد)) (4/9) ، ((البرهان في علوم القرآن)) (2/335).(1/295)
([12]) ((البحر المحيط في أصول الفقه)) (6/52).ط وزارة الشؤون الإسلامية بالكويت، تحرير د. عبدالستار أبو غدة
([13]) ((تفسير المنار)) (1/22).
([14]) ((القرآن والتفسير العصري لبنت الشاطئ)) (ص30).
([15]) ((البرهان في علوم القرآن)) (2/335) ، وهو نص كلام ابن القيم السابق، ولعله نقله منه.
([16]) ((التسهيل لعلوم التنزيل)) (1/9).
---
(1/296)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن .
---
ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن .
---
مرهف
07-12-2003, 09:30 PM
ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن .
إن مركب ( القراءة المعاصرة ) يعتبر حلقة من سلسلة صراع طويلة ،وله جذوره التي بدأت من أكثر من سبعين عاماً فليس محمد شحرور هو أول من قام بها أو ابتدع هذا المركب البراق بل هو حلقة من سلِسلة تعود بدايتها إلى كتابات علي عبد الرزاق وطه حسين .
لقد ألف الأول ـ على عبد الزاق ـ كتابه " الإسلام وأصول الحكم " نفى الأسس التي يقوم عليها نظام الحكم في الإسلام ، بينما ألف الثاني ـ طه حسين ـ " في الشعر الجاهلي " الذي روج فيه لآراء المستشرق الإنجليزي مارجليوث إذ طعن في كتابه أصول ومصداقية الشعر الجاهلي مستخدماً المنهج الديكارتي بحجة مواكبة الحضارة الغربية والسير في ركاب حركة التنوير التي تمسحت بالعقل والعقلانية .
ثم جاء محمد أحمد خلف الله وألف كتاب " الفن القصصي في القرآن " وطعن في واقعية الأحداث الواردة في القصص القرآنية .
ثم آزره أمين لطفي الخولي الذي انتهج سبيلاًً أدبياً في الحديث عن الدراسات القرآنية ليُخرج النص القرآني عن كونه كتاباًً منزلاً من عند الله
ثم تطورت اللعبة فنُحت لها هذا المصطلح الخُلَّبي " قراءة معاصرة " ولعب أدوار حلقاتها كلاً من الدكاترة : حسن حنفي ، ونصر حامد أبو زيد وسيد محمود القمني ومحمد شحرور وطيب تيزيني .(1/297)
فمنهم من اتخذ في كتاباته طابعاً فلسفياً ومنهم من اتخذ طابعاً أدبياً في قالب فلسفي ، كل ذلك مع أسلوب ماكر في اصطناع المصطلحات الغامضة كالغنوصية ،والأيستمولوجية، والأمبريقية ،والأنسنة ،والإسلاموية ،والسلفوية ،والماضوية ،والمستقبلوية ،والأنطولوجية، والبلشفية ،والمنشفية ،والديالكتيكية ،والسيوكولاستيكية ، والزمكانية ، والميكانزماتية، والسيميولوجية ، والهرمونوطيقية ، والديماغوجية ....الخ وألفاظ كثيرة غيرها انبهر منها كثير من السذج من المثقفين وظنوها علماً فلاكتها ألسنتهم في المجالس ورسمتها أقلامهم في الكتب لكي يقال عنهم :متنورون .. متحضرون ... عصريون .
وقد تبنى جميعهم فيها المنهج المادي الديالكتيكي التاريخي الماركسي
ولم تكن كتاباتهم هذه وليدة الدراسات الاستشراقية فقط بل كانت متممة وداعمة لها فسميت بعد ذلك بـ " الدراسات الشرق أوسطية " ؛ وكانت الغاية منها هدم مفاهيم القرآن ومبادئ الإسلام وإحلال المبادئ الماركسية محلها ، ولكنهم سلكوا لذلك سبيلاً ظنوا أنهم يبدعون فيه ، فادعوا بأنهم يواكبون الحداثة وروح العصر ويسيرون في طريق التقدم والتطور ومعانقة المستقبل ، فرفعوا شعار العلمية والموضوعية وجعلوه حكراً عليهم مقابل نعتهم لغيرهم بالجهالة والجمود والسذاجة والعمالة والتخلف والظلامية والتحجر ووو..كما فعل ـ على سبيل المثال ـ نصر حامد أبو زيد في قراءاته المعاصرة لمقاصد الشريعة وأصول الفقه والقواعد الشرعية وكانت مجلة العربي الكويتية تنشر مقالاته .
ولعل من المفيد ذكره بيان أن هذا الموكب المريب نشط في وقت يسعى فيه أعداء الإسلام لتغيير صورة الإسلام على النمط الغربي أو على النمط الأمريكي تحت شعار العولمة في محاولة لرسم صورة جديدة للإسلام تتوافق مع المخططات السياسية للقرن الواحد والعشرين .(1/298)
أما الدكتور محمد شحرور فهو أستاذ جامعي في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق وقد قضى في تأليف كتابه الأول ـ كما زعم هو ـ أكثر من عشرين عاماً فكان في أكثر من ثماني مئة صفحة وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه إلى المراحل التي مر بها في تأليف الكتاب ، فكان أولها عام 1970 في إيرلندا ، وكان آخرها عام 1990 عند عودته من روسيا .
ورغم ضخامة الكتاب إلا أنه طبع أربع مرات في خمسة عشر شهراً ، فكانت الأولى في كانون الأول عام 1990 ، والرابعة في الشهر الأول عام 1992 .
وحتى لا يضيع الوقت في هذا الكتاب فإني سأعرض تلخيصاً للمنهج المطبق في " الكتاب والقرآن " استنتاجاً كما عرضها السيد ماهر المنجد في كتابه " الإشكالية المنهجية في الكتاب والقرآن " صـ 178 وما بعد بعدما قام بدراسته وبدراسة أهم الدود عليه ، فيقول :
( وقد صار بإمكاننا الآن من خلال مجمل ما قدمنا وما وقفنا عليه من الدراسة أن نستنتج المنهج الحقيقي المطبق فعلاً في الكتاب فنلخصه في البنود التالية :
1 ـ تحطيم خصائص اللغة العربية وأنظمتها .
2 ـ عدم المقدرة لقراءة المعجم وفهمه وتفسير الكلمات بغير معناها .
3 ـ مخالفة معجم المقاييس لابن فارس وإهمال المعاجم الأخرى .
4 ـ تزييف حقائق اللغة والإدعاء بما ليس فيها .
5 ـ مخالفة نظرية الجرجاني في النظم من خلال اجتثاث المفردة من سياقها وتجريدها من معناها الحقيقي .
6 ـ إغفال علوم الصرف والاشتقاق التي كان من أئمتها أبو علي الفارسي وابن جني .
7 ـ مخالفة ما ورد في الشعر الجاهلي .
8 ـ الاستخفاف بعقل القارئ وغياب المنهج العلمي الحقيقي .
9 ـ إضفاء صفة العلمية والحقيقة على افتراضات وتصورات محضة فقدت أدلتها وبراهينها .
10 ـ الانطلاق من أفكار الماركسية ومبادئها وإكراه آيات القرآن وقسرها على التعبير عنها(1/299)
11 ـ اتخاذ آيات القرآن غطاءً لأفكاره وأطروحاته وانهيار العلاقة بين التشكيل اللغوي للآية والمعنى الذي يوضع لها من خارجها .
12 ـ إقحام علم الرياضيات واستخدام ألفاظ العلم والتكنولوجيا بغرض الإرهاب العلمي
13 ـ بناء نظرية فقهية على أسس فاسدة ومقدمات باطلة علمياً ومنطقياً ولغوياً .
14 ـ وضع النتائج قبل المقدمات والإتيان بمقدمات واهية غير مسلم بها ولا ملزمة ولا منطقية
15 ـ عدم التوثيق وانعدام المرجعية مطلقاً وعدم مراعاة أبسط قواعد البحث العلمي .)
ولا ريب أن ما تضمنه الكتاب من ملاقاته هوى في نفوس كثير من المتحللين والإباحيين الذين لا يعنيهم إلا إرضاء شهوتهم والاستمتاع الغريزي الحيواني ، وما تضمنه من إرهاب علمي ومصطلحات براقة جوفاء تبهر من يقرأها وما زعمه مؤلفه من الاعتماد على أرضية معارف القرن العشرين ومناقشاته لمواضيع وقضايا فكرية أو اجتماعية أو ... بإسلوب غير منضبط جذاب في محاولة للإقناع لتغيير الواقع ورافق ذلك دعاية إعلامية قوية روج لها منتفعون و داعمون للمشروع أدى إلى انتشار الكتاب بسرعة .(1/300)
وختاماً أذكر ما قاله السيد ماهر المنجد في آخر كتابه عندما دعي من قبل الأستاذ الدكتور نعيم اليافي إلى حضور ندوة علمية خاصة مع المؤلف الدكتور محمد شحرور في دمشق نظمها اتحاد الكتاب العرب منذ أكثر من سنة وفي أثناء ذلك لا حظ المنجد أن المؤلف كان على العكس تماماً مما وجده في كتابه من تنظيم وتقسيم واصطلاحات فقد كان مشتتاً يتحدث دون ترابط سببي في كلامه ، فعندما طلب الدكتور اليافي أن يقدم الكتاب من خلال ثلاث نقاط : تجربته مع الكتاب ، مقولته في الكتاب ، النتائج التي وصل إليها ، تحدث عن كل شيء إلا عن هذه النقاط الثلاث وكان حدبثه مبعثراً ولغته سقيمة ركيكة لا تكاد تستقيم فيها جملة فصيحة ... حتى الآيات القرآنية التي كان يستشهد بها كان يغلط في قولها فيرده الحضور مرة والدكتور اليافي مرة أخرى ثم كانت الطامة الكبرى أن سمى نظرية " النَّظم " لعبد القاهر الجرجاني بنظرية " النُّظم " بضم النون وكررها أكثر من مرة ؟؟ !! .فما النتيجة التي تخرج بها بعد ذلك يا رعاك الله ؟!.
---
مرهف
07-12-2003, 09:34 PM
ـ انظر للاستزادة: الماركسلامية والقرآن ، المحامي محمد صياح المعراوي صـ 227 ، التشابه منهج القرآن في فهم القرآن ، صلاح الدين خليل الكلاس ، صـ 171 .ومجلة النهج الماركسية العدد 47 السنة 13 لعام 1997 مقال بعنوان " عودة إلى الجذور " لـ د. قدري جميل ، وفي هذا المقال يعرف قدري بالكتاب الجديد للسيد إبراهيم البدراوي " الحضارة البشرية أمام مفترق الطرق " ويبين في هذا المقال وجوب عرض الماركسية بإسلوب جديد يتناسب مع مستجدات الواقع الراهن بكل تعقيداته باستخدام المنهج الجدلي وبالقوانين التي اكتشفها مؤسسوا الماركسية اللينينية وأن يتحمل كل البحاثة والمفكرين الماركسيين بشكل عام مسؤوليتهم في تطوير الماركسية .(1/301)
وقد ألمح إلى هذه الفكرة أيضاً الدكتور المحامي في رده على القراءة المعاصرة في كتابه " تهافت القراءة المعاصرة " فقال صـ13 : ( وحيث أنه [ أي محمد شحرور ] توصل إلى أن الماركسية سلكت الطريق العقلي الموضوعي الموصل إلى الله ولكنها لم تصل إليه، والمسلمون آمنوا بالله بدون أن يعرفوا الطريقة العلمية للوصول إليه والرأسمالية أطلقت الحريات التي أخرجت إبداعات الإنسان وعبقريته وأعطت ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، فكان في نظر المؤلف أنه لا بد من نظرية جديدة لإنهاض العرب والمسلمين تقوم على تلبيس الإسلام طاقية الماركسية بعد إدخال التعديلات الجوهرية على الماركسية والإسلام وأن يغلف ذلك بالحريات التي أطلقها المبدأ الرأسمالي وألغتها الماركسية وأن يبهَّر الناتج بالعواطف القومية والوطنية حتى لا يبقى لنظريته لون أو طعم .. ) .
ـ وأضيف هنا أيضاً ما قاله الدكتور محمد رفعت زنجير في كتابه " اتجاهات تجديدية متطرفة " صـ 41 وهو يعرض في نقد الكتاب أيضاً : ( يبقى أن نشير إلى ما سماه الكاتب [ يريد شحرور ] بالقانون الثاني للجدل ، فهو هنا يحاول إسقاط التفسير المادي للتاريخ على التاريخ الإسلامي ، والجدلية نظرية فلسفية نادى بها إنجلز مثلما نادى ماركس بالشيوعية ، وكلاهما يهوديان ، وقد هوت الشيوعية وهوت معها التفسير المادي للتاريخ وكان من المفترض ةفق التفسير المادي أن تكون الشيوعية هي المحطو الأخيرة في سلسلة النظم الإجتماعية التي عرفتها البشرية ، لذا فإن إسقاط المصطلحات المستوردة الميتة على كتاب الله مع ثبوت بطلانها وفشلها وإخفائها فيه تجن كبير على كتاب الله الذي لا يأتيه الياطل من بين يديه ولا من خلفه .
---
عبدالرحمن الشهري
07-14-2003, 06:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم أخي الكريم مرهف ، وأشكرك على هذه المشاركة النفيسة.(1/302)
وأتفق معك في ما ذكرته وفقك الله عن كتابات الدكتور محمد شحرور. وأضيف أنه قد كتب في مناقشة كتابه هذا كتاب ثمين هو كتاب (بيضة الديك) للعلامة اللغوي الصيداوي وفقه الله. وقد أتى فيه بنفائس ونوادر.
وقد اشتهرت كتابات الدكتور محمد شحرور في الآونة الأخيرة كثيراً ، وكثرت مبيعاتها بشكل ملفت للنظر في معارض الكتاب الدولية في القاهرة وفرانكفورت وغيرها بطريقة غريبة. حتى إن بعض المكتبات كانت تنصح به الزبائن ، وتصر على قيمته العلمية ، وريادته الفكرية ، ونحو ذلك. وعندما تقرأ ما فيها تعجب من هذه الهالة المصطنعة التي لم تحظ بها كتب السلف المحققين ، على تواضع فكرها ، ورداءة بيانها ، وكبر حجمها ، وغلاء ثمنها.
أشكرك أخي مرهف ، وأرجو منك أن تغوص بنا قليلاً في كتابات هذا الدكتور محمد شحرور الأخرى لتوضيح حقيقة ما يكتبه ، ولا سيما أن عناوين كتبه المشهورة تتخذ من القرآن أو الكتاب أساساً تدور حوله ، والله المستعان .
وفقك الله ، وجزاك عنا خيراً.
---
محمد رشيد
07-18-2003, 04:41 PM
http://www.bouti.net/bouti_lecture8.htm
---
مرهف
07-21-2003, 05:35 AM
بسم الله
جزاكم الله خيراً وإنني الآن بصدد جمع الردود وكتابنها سواء من مقالات نشرت أو كتب ألفت مع بعض الأمور التي تزيد خلفية القراءة المعاصرة والمراد منها وأسأل الله تعالى التوفيق لي ولكم وآسف على تأخر الرد بسبب إنشغالي وتعطل الجهاز عندي
---
أحمد الطعان
02-20-2006, 06:20 PM
بارك الله فيك أخي مرهف ... بحثك قيم وأدعوك للتعمق أكثر في فهم خلفياته الفكرية والفلسفية فعلى حد علمي لم يفند كتابه حتى الآن بما يكفي والردود الموجودة في غالبها لم تحقق الغرض باستثناء رد الدكتور الصيداوي وهو يتناوله من زاوية واحدة ....(1/303)
مكمن التلبيس عند شحرور وهو مكمن القوة عند المعجبين به هو الجانب التطبيقي فيه والتحويري الذي مارسه في ضرب الآيات والألفاظ بعضها ببعض ونزعها من سياقاتها أحياناً وتوظيفها فيها أحياناً أخرى ... نريد رداً يكشف عن الركاكة في هذا الجانب بالذات والتناقض فيه ولإشكالات التي تطرأ عليه الإلزامات التي تنتج عنه وهذا الأمر أخي الكريم لو استطعت أن تقوم به بدون تسرع وعلى تريث واستقصاء فسوف يكون لك الأجر العظيم عند الله عز وجل وسيكون جهدك مشكوراً ومبروراً إن شاء الله عز وجل .. فقد رأيت أناساً كثيرين مخدوعين به ويشيدون به وهم لا يشعرون بمواطن الخخل لديه ...
جزاك الله خيراً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
مرهف
02-22-2006, 01:54 AM
جزاك الله خيراً على هذا التشجيع وأسأل الله أن يوفقني لما طلبت ، وأعيد قناعتي بأن هذه السلسلة التي ذكرتها يرجع أصولها إلى فكر استشراقي ولكن الذي كنت أبحث عنه هو وجه الربط التاريخي أو الوثائق والأدلة التاريخية التي تربط بين هذه السلسلة التي ما زالت حلقاتها تتدلى والاستشراق ولكم مني فائق الاحترام
---
(1/304)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة
---
مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة
---
فرغلي عرباوي
06-01-2004, 03:50 PM
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية
1425 هـ 2004 م
بحث تفصيلي في
مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة
1. التعريف بمخرج صوت الضاد العربية اللسانية
2. هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهر أم لا ؟
3. حديث أنا أفصح من نطق بالضاد ) هل يصح ؟
4. التعريف بصفات صوت الضاد العربية اللسانية
5. التعريف بصفة استطالة صوت الضاد اللسانية
6. مقالة العلماء المتقدمين بشجرية مخرج الضاد
7. هل الضاد العربية متصفة بالتفشي كالشين أم لا؟
8. علماء الصوتيات وتعريفهم لصفة صوت الضاد
9. الرد على من أبدل صوت الضاد بصوت الظاء
10. جمع الكلمات الضادية لتتميز من غيرها الظائية
11. الفرق بين صوت الضاد والظاء في الرسم
12. حكم من أبدل صوت الضاد بغيرها في الفاتحة
13. فقه اللغة في الكلمات الضادية اللسانية العربية
14. أبيات علم الدين السخاوي في الضاد وشرحها
15. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الضاد اللسانية
انتظر قريبا هذا البحث التفصيلي لصوت الضاد
للباحث أ / فرغلي عرباوي
---
(1/305)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعلم أصول ثاني أئمة قراء البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
---
تعلم أصول ثاني أئمة قراء البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
---
د. أنمار
06-22-2004, 01:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم نعود لسلسلة أصول القراءات. وإمامنا اليوم يعقوب الحضرمي ذو السند العالي مع تأخر زمنه. نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الرائع: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [ ] من زياداتي ، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة وقد أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته. وكل ما فيه ( أي ...) فهو أيضا من زيادتي لتوضيح عبارة أو تبيان إحالة.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به رويس باللون الأخضر ، وروح بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام يعقوب وسيبقى على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة يعقوب
هو الإمام أبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي مولاهم البصري ثاني قارئي البصرة(1/306)
وله راويان:
أحدهما، أبو عبد الله بن المتوكل اللؤلؤي البصري المعروف برويس
وثانيهما، أبو الحسن روح بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم البصري.
رويا عنه القراءة بلا واسطة. ورويس مقدم في الأداء.
والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى شيخهما
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة ]
زاد يعقوب بين السورتين السكت والوصل بدون بسملة
واختار له بعض المحققين من أهل الأداء في الأربع الزهر البسملة فيهن على وجه الوصل في غيرهن، والسكت بينهن على وجه الوصل في غيرهن، وقد علمت أن لا سكت ولا وصل لأحد بين الناس والفاتحة وأن الجميع يجوز لهم بين الأنفال وبراءة الوقف والسكت والوصل.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
[هاء الضمير وميم الجمع]
قرأ:
بضم كل هاء ضمير جمع لمذكر أو لمؤنث أو لمثنى إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: عليهم وإليهم ولديهم وفيهم ويزكيهم ومثليهم وعليهن وإليهن وفيهن ولديهن وعليهما وفيهما.
وزاد رويس فضم الهاء فيما زالت منه الياء لعارض جزم أو بناء، وذلك في خمسة عشر موضعا:
فآتهم عذابا، وإن يأتهم، وإذا لم تأتهم، في الأعراف/ ويخزهم، وإذا لم يأتهم، في التوبة/ ولما يأتهم، في يونس/ ويلههم الأمل، في الحجر/ وأولم تأتهم، في طه/ ويغنهم الله، في النور/ وأولم يكفهم، في العنكبوت/ وآتهم ضعفين، في الأحزاب/ وفاستفتهم، معا في والصافات/ وقهم عذاب الجحيم، وقهم السيآت، في غافر. وأما: ومن يولهم، في الأنفال، فلا خلاف في كسر هائه.
وقرأ (أي يعقوب):
بإتباع حركة ميم الجمع الواقعة قبل ساكن حركة الهاء.
فإن كانت في قراءته مضمومة ضم الميم، نحو: عليهُمُ القتال، ويؤتهيهُمُ الله.
وإن كانت مكسورة، كسر الميم، نحو: في قلوبهِمِ العجل، بهِمِ الأسباب.
[باب الإدغام الكبير]
وأدغم الباء في الباء، في: والصاحب بالجنب، بالنساء.
وأدغم رويس قولا واحدا الكاف في الكاف، في ثلاثة مواضع: نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت، في طه(1/307)
والباء في الباء، في: فلا أنساب بينهم ، بالمؤمنون.
واختلف عنه في ستة عشر موضعا:
جعل لكم، جميع ما في النحل، وهو ثمانية مواضع/ ولا قبل لهم، في النمل/ وأنه هو، أربعة مواضع في النجم/ ولذهب بسمعهم، والكتاب بأيديهم، والكتاب بالحق، في أول مواضعه، وهو: ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق في سورة البقرة.
وأدغم يعقوب التاء في التاء في: فبأي آلاء ربك تتمارى، في النجم وصلا.
وكذلك فعل رويس، في: ثم تتفكروا، بسبأ.
وإذا ابتدأ، فبتاءين مظهرتين فيهما.
وأدغم (أي يعقوب) النون في النون في أتمدونن بمال، في النمل مع مد الواو قبلها.
[باب هاء الكناية]
قرأ:
يؤده إليك معا بآل عمران، ونؤته منها معا بها، وموضع الشورى، ونوله ما تولى، ونصله جهنم في النساء، وفألقه إليهم في النمل بتحريك الهاء بكسرة مختلسة في الثمانية
كما فعل في هاء ويتقه بالنور.
وقرأ :
وأرجه، في الأعراف والشعراء، بهمزة ساكنة بعد الجيم وتحريك الهاء بضمة مختلسة
وما أنسانيهِ بالكهف ، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
وفيه مهانا بالفرقان بقصر الهاء.
وروى روح: ومن يأته مؤمنا بـ طه، بإسكان الهاء.
ورواه رويس بقصرها.
وقصر رويس الهاء أيضا في بيده، في أربعة مواضع، وهي: بيده عقدة النكاح، في البقرة/ وغرفة بيده، بها أيضا/ وبيده ملكوت، في المؤمنون ويس.
[باب المد]
وقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وروي عنه أيضا مده ثلاثا، والعمل على الأول.
[باب الهمزات]
[الهمزتان من كلمة]
روى رويس:
تسهيل الهمزة الثانية مطلقا من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة واحدة. نحو: ءأنذرتهم، أءلد، أئفكا، أئنكم، أؤنبكم، أءلقي.
وزاد في أئمة حيث وقع وجها ثانيا وهو إبدال الهمزة ياء مكسورة.(1)
وروى روح
ءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء بهمزتين محققتين على الاستفهام في الثلاثة، وءأعجمي المرفوع بفصلت بتحقيق الهمزتين.
ورواه رويس بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية على قاعدته.
وقرأ يعقوب:(1/308)
أئنكم لتأتون في الأعراف وأءن لنا بها أيضا، وأذهبتم طيباتكم في الأحقاف وأءن كان بـ ن، بهمزتين على الاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، إلا أنه قرأ في النمل بالاستفهام في الكلمتين، وفي العنكبوت كحفص.
[الهمزتان من كلمتين]
وإذا التقى همزتا قطع فإن كانتا متفقتين في الشكل من كلمتين كـ: جاء أمرنا، من السماء إن، أولياء أولئك
فرويس يسهل الثانية منهما بين بين وجها واحدا.
وإن كانتا مختلفتين
بأن فتحت الأولى وضمت الثانية أو كسرت، نحو: شهداء إذ، وجاء أمة سهل الثانية منهما بين بين.
وإن كسرت الأولى وفتحت الثانية، نحو: من الماء أو، أبدلها ياء.
وإن ضمت الأولى وفتحت الثانية، نحو: السفهاء ألا، أبدلها واوا.
وإن ضمت الأولى وكسرت الثانية، نحو: يشاء إلى، فله فيها وجهان: التسهيل والإبدال واوا.
وقد علمت أن التسهيل أو الإبدال في هذا الباب لا يكون إلا حالة الوصل، فإذا ابتدأت تعين الهمز.
[تنبيه]
وقرأ (أي يعقوب):
هزؤا حيث وقع، وكفؤا في الإخلاص، بهمز الواو
ويضاهون في التوبة بضم الهاء من غير همز
ومرجؤن في التوبة وترجئ بهمزة مضمومة بعد الجيم فيهما.
وقرأ اللائي حيث وقع بدون ياء بعد الهمزة.
ويأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء، بإبدال الهمزة ألفا.
ولا يألتكم في الحجرات بهمزة ساكنة بعد الياء
[باب السكت]
--
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، في يس. ومن راق، في القيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و"لام" بل في الراء بعدهما.
[باب النقل]
وروى رويس :
من استبرق، في الرحمن خاصة، بنقل الهمزة إلى النون وإسقاط الهمزة.
وعادا الأولى، في النجم، بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام وإدغام التنوين قبلها فيها، فإن وقفت على عادا وابتدأت الأولى فيجوز الابتداء بالنقل مع إثبات همزة الوصل وتركها. ويجوز الابتداء بالأصل من غير نقل وهو أفضل.(1/309)
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم يعقوب:
الباء في الميم، من: يعذب من يشاء آخر البقرة
والنون في الواو، من: يس والقرآن، ون والقلم
وأدغم روح
الذال في التاء، من: اتخذتم وأخذتم كيف أتيا.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وقرأ:
مجراها بالفتح
وأمال:
أعمى أول موضعي الإسراء، ومن قوم كافرين في النمل.
وأمال رويس: دون روح الكافرين كله حيث وقع.
وأمال روح: ياء يس.
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف يعقوب بالهاء على:
كل هاء تأنيث رسمت في المصحف تاء مجرورة وقد تقدم بيانها في رواية حفص.
وكذا: من ثمرات بفصلت.
ووقف بالألف على: أيه في النور والزخرف
وعلى الياء في: وكأين بآل عمران ويوسف وموضعي الحج وفي العنكبوت والقتال والطلاق
وبالهاء على: يا أبت حيث وقع
ووقف بهاء السكت على: لم وفيم ومم وعم وبم، حيث وقعت.
وعلى هو وهي الضميرين حيث وقعا
وكذا على ضمير جمع المؤنث الغائب في نحو عليهن وفيهن وفامتحنوهن ومنهن وحملهن وهن.
وكذا على الياء المشددة في نحو: إلي، وعلي، ولدي، وبمصرخي، وبيدي
ووقف كذلك رويس على ثم الظرف المفتوح الثاء، نحو: فثم وجه الله،
وعلى يا أسفى ويا ويلتى ويا حسرتى
وحذف (أي يعقوب) الهاء وصلا من يتسنه بالبقرة واقتده بالأنعام وكتابيه معا وحسابيه وماليه وسلطانيه خمستها بالحاقة وما هيه بالقارعة.
ووقف على ما من: فمال هؤلاء بالنساء، ومال هذا بالكهف والفرقان، وفمال الذين بالمعارج.
ووقف رويس على أيا من أيا ما تدعوا
وصوب في النشر الوقف للجميع على ما وعلى اللام في المواضع الأربعة، وعلى أيا وعلى ما في أيا ما تدعوا وعليه عملنا.
ووقف (أي يعقوب) على الكلمة بأسرها في ويكأن ويكأنه كلاهما بالقصص.
ووقف بإثبات الياء على ما حذف منه الياء لساكن غير تنوين وذلك في أحد عشر حرفا في سبعة عشر موضعا:(1/310)
ومن يؤت الحكمة، في البقرة، وهو عنده مكسور التاء/ وسوف يؤت الله، في النساء/ واخشون اليوم، في المائدة/ ويقض الحق، في الأنعام، وهو من القضاء/ وننج المؤمنين، في يونس/ وبالواد المقدس، في طه، والنازعات/ ولهاد الذين آمنو، في الحج/ وواد النمل، في سورته/ والواد الأيمن، في القصص/ وبهاد العمي، في الروم/ ويردن الرحمن، في يس/ وصال الجحيم، في الصافات/ ويناد المناد، في ق/ وتغن النذر، في القمر/ والجوار، في الرحمن، والتكوير.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ :
معي أبدا، في التوبة/ ومعي أو رحمنا، بالملك/ ويدي إليك، وأمي إلهين، كلاهما في المائدة/ وأجري إلا، في مواضعها التسعة/ ويا عبادي الذين، في العنكبوت، والزمر/ وبيتي، بالبقرة، والحج، ونوح/ ووجهي، بآل عمران والأنعام/ ومعي، في تسعتها/ ولي عليكم، في إبراهيم/ ولي فيها، بـ طه/ ولي نعجة، ولي من علم، كلاهما بـ ص/ ولي دين، بالكافرين/ وما لي لا أرى، في النمل/ وما لي لا أعبد، في يس،
بإسكان الياء فيهن.
وعهدي الظالمين، في البقرة/ وبعدي اسمه، في الصف.
بفتح الياء فيهما.
وروى روح: فتح ياء قومي اتخذوا، في الفرقان.
وإسكان ياء لعبادي الذين آمنوا، في إبراهيم.
وروى رويس: يا عبادي لا خوف، بإثبات ياء ساكنة بعد الدال في الحالين.
وقرأ يعقوب:
بإثبات الياء في الحالين في:(1/311)
فارهبون، وفاتقون، ولا تكفرون، والداع، وإذا دعان، وواتقون يا أولى، في البقرة/ وومن اتبعن وقل، ووأطيعون، ووخافون، في آل عمران/ وواخشون ولا، في المائدة/ وقد هدان، في الأنعام/ وثم كيدون، وفلا تنظرون، في الأعراف/ وولا تنظرون، في يونس/ وتسئلن، وثم لا تنظرون، وولا تخزون، ويوم يأت، في هود/ وفأرسلون، وولا تقربون، وتؤتون، وأن تفندون، في يوسف/ والمتعال، ومتاب، وعقاب، وإليه مآب، في الرعد/ ووعيد، وبما أشركتمون، ودعاء، في إبراهيم/ وفلا تفضحون، وولا تخزون، في الحجر/ وفاتقون، وفارهبون، في النحل/ وأخرتن، وفهو المهتد، في الإسراء/ وفي المهتد، وأن يهدين، وإن ترن، وأن يؤتين، وكنا نبغ، وأن تعلمن في الكهف/ وأن لا تتبعن، في طه/ وفاعبدون، معا، وفلا تستعجلون، في الأنبياء/ والباد، ونكير، في الحج/ وكذبون، معا، وفاتقون، وأن يحضرون، ورب ارجعون، وولا تكلمون، في المؤمنون/ وأن يكذبون، وأن يقتلون، وسيهدين، وفهو يهدين، ويسقين، وفهو يشفين، وثم يحيين، وأطيعون، ثمان، وكذبون، في الشعراء/ وحتى تشهدون، وأتمدونن، في النمل/ وأن يكذبون، وأن يقتلون، في القصص/ وفاعبدون، معا في العنكبوت/ وكالجواب، ونكير، في سبأ/ ونكير، في فاطر/ ولا ينقذون/ وفاسمعون، في يس/ ولتردين، وسيهدين، في الصافات، وعذاب، وعقاب، في ص/ وفاتقون، في الزمر/ والتلاق، والتناد، عقاب، واتبعون أهدكم، في غافر/ والجوار، في الشورى/ وسيهدين، وأطيعون، واتبعون هذا، في الزخرف/ وأن ترجمون، وفاعتزلون، في الدخان/ ووعيد، معا، والمناد، في ق/ وليعبدون، وأن يطعمون، فلا تستعجلون، في الذاريات/ ويدع الداع، وإلى الداع، ونذر، ستة في القمر/ ونذير، ونكير، في الملك/ وأطيعون، في نوح/ وفكيدون، في المرسلات/ وإذا يسر، وبالواد، وأكرمن، وأهانن، في الفجر/ ولي دين، في الكافرين.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ
فما آتانِ الله، في النمل وفبشر عباد، بالزمر بإثبات الياء وقفا(1/312)
واختلف عنه في ياء فما آتان وصلا، فحذفها روح وأثبتها مفتوحة رويس
وروى رويس يا عباد فاتقون، بياء بعد الدال في الحالين
وهنا تمت أصول يعقوب ولله الحمد
==========================
(1) في البسط: وهذا وجه نحوي ليس من طريق الحرز وأصله، بل هو من طريق النشر.
اهـ
يقول أنمار:
ويليه الإمام أبو جعفر أحد القراء الثلاثة المتممين للعشر إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد أصول قراء الكوفة وقواعد القراءات بعمومها.
كما أذكر الإخوة بالإشارة لأي خطأ يرونه ليتم تصحيح ما يمكن قبل إنزاله كاملا خدمة لكتاب الله عز وجل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
أيمن صالح شعبان
03-23-2005, 05:02 PM
جزاك الله خيرا .. د أنمار
---
..فارس..
03-23-2005, 11:57 PM
أخي الكريم د.أنمار بارك الله فيك وجزاك الله خيرا...
أقترح أخي العزيز أن تجمع فروش ما تفرد به كل راوي....وأقترح أن نبدأ برواية حفص عن عاصم..
---
خالد الشبل
03-24-2005, 12:21 AM
بارك الله فيك أخي د. أنمار .
واصِل مشروعك المبارك .
تقبل تحياتي .
---
(1/313)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى كلمة ( الضريع ) هنا ؟
---
ما معنى كلمة ( الضريع ) هنا ؟
---
ابن ماجد
03-27-2007, 07:40 PM
قال الزمخشري في قوله تعالى : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) : ( أو أريد أن لا طعام لهم أصلاً ؛ لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلاً عن الإنس ، لأن الطعام ما أشبع أو أسمن ، وهو بمعزل كما تقول : " ليس لفلان ظل إلا الشمس " تريد نفي الظل على التوكيد )
السؤال : ما معنى كلمة ( الضريع ) على تفسير الزمخشري هذا ؟
---
حارث الهمام
03-27-2007, 07:52 PM
هو فسرها قبل بقوله: "وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتوع به".
وقال قبلها:
الضريع يبيس الشبرق وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى == وعاد ضريعاً بان عنه النحائص
وقال :
وحبس في هزم الضريع فكلها == حدباء دامية اليدين حرود
---
مروان الظفيري
03-27-2007, 10:27 PM
جاء في الفائق في غريب الحديث و الأثر ؛ للزمخشريّ :
الشبرق: نبت حجازي إذا يبس سمي الضريع، وهو يؤكل وفيه حمرة. قال الهذلي:
تَرَى القوم صرعى جثوة أضجعوا معا = كأن بأيْديهم حواشي شِبْرق
وفي تاج العروس ؛ للمرتضى الزبيديّ :(1/314)
قال تعالى: "ليس لهُم طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَريعٍ، لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جُوعٍ" الضَّريعُ، كأَميرٍ: الشِّبْرِقُ، قاله أَبو حنيفةَ، وقال ابنُ الأَثيرِ: هو نَبْتٌ بالحِجازِ، له شَوكٌ كِبارٌ يقال له: الشِّبرِق، أَو يَبيسُه، نقله الجَوْهَرِيّ، أَو نَباتٌ رَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقاً، ويابِسُه يُسَمَّى ضَريعاً، عندَ أَهل الحِجازِ، قاله الفَرَّاءُ، لا تَقرَبُه دابَّةٌ لِخُبْثِه، قال أَبو حنيفةَ: هو مَرعى سَوْء، لا تَعقِدُ عليه السَّائمَةُ شَحماً ولا لَحْماً، فإنْ لَمْ تُفارِقْه إلى غيرِه ساءَ حالُها، قال قيسُ بنُ العَيزارَةِ يصف الإبِلَ وسوءَ مَرعاها:
وحُبِسْنَ في هَزَمِ الضَّريع وكُلُّها = حَدباءُ داميَةُ اليَدَينِ حَرودُ
قال أَبو الجَوزاءِ: الضَّريعُ: السُّلاّءُ، وجاءَ في التَّفسير: أَنَّ الكُفَّارَ قالوا: إنَّ الضَّريعَ تَسْمَنُ عليه إبلُنا، فقال الله تعالى: "لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جُوعٍ". قال ابْن الأَعْرابِيِّ: الضَّريعُ: العَوْسَجُ الرَّطْبُ، فإذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإذا زادَ جُفوفاً فهو الخَزيزُ، قال الليثُ: الضَّريعُ: نَباتٌ في الماءِ الآجِنِ، له عُروقٌ لا تَصلُ إلى الأَرضِ. أَو هو شيءٌ في جهنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبْرِ، وأَنتَنُ من الجيفَةِ، وأَحرُّ من النّارِ، وهذا لا يعرِفُه العَرَبُ، وهو طَعامُ أَهلِ النّارِ. قيل: هو نباتٌ أَخضَرُ، كما في اللِّسان، وفي المُفرداتِ: أَحمَرُ مُنتِن الرِّيحِ خفيفٌ يَرمي به البَحرُ، وله جَوفٌ. قال ابن عَبّادٍ: الضَّريعُ: يَبيسُ كلِّ شَجرَةٍ، وخَصَّه بعضُهُم بيبيسِ العَرْفَجِ والخُلَّةِ. قيل: الضَّريعُ: الخَمْرُ أَو رَقيقُها، وهذه عن ابن عبادٍ، قال الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ التي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. ويقال: هو القِشْرُ الذي عليه.
وقال أيضا :(1/315)
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَم بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الصَّرِيفَ: ما يَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِيعِ، وهو الَّذي فارِسِيَّتُهُ خُذْخوش وهو القُفْلُ أَيضاً. وقالَ مَرَّةً: الصَّرِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: السَّعَفَةُ اليابِسَةُ والجَمْعُ صَرِيفٌ.
---
مروان الظفيري
03-27-2007, 10:37 PM
وفي تاج العروس ؛ للمرتضى الزبيديّ :
في مادة : ش ب رق :
الشِّبْرِقُ، كزِبْرِجٍ: رَطْبُ الضَّرِيعِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، قالَ الفَرّاءُ: والشّبْرِق: نَبْتٌ ، وأَهْلُ الحِجازِ يُسَمُّونَه الضَّرِيع إِذا يَبِسَ، وغَيْرُهُم يُسَمِّيهِ الشِّبْرِق، وقال الزَّجّاجُ: الشِّبْرِقُ: جِنسٌ من الشَّوْكِ، إِذا كانَ رَطْباً فهو شبْرِقٌ ، فإِذا يَبِسَ فهو الضَّرِيعُ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: الشِّبْرِقُ يُقالُ لهُ: الحِلَّةُ، ومَنْبِتُه بنَجْدٍ وتِهامَةَ، وثَمَرتُها حَسَكَةٌ صِغارٌ، ولها زَهْرَةٌ حَمْراءُ، وقالَ غَيْرُه: هو نَبات غَض، وقِيل: شجَر ثَمَرَتُه شاكَة صَغِيرَةُ الجرْم حَمْراءُ مثلُ الدَّم، مَنْبِتُها السًّباخُ والقِيعانُ قالَ أَبو حَنِيفَةَ: واحِدَته بهاءِ وبها سُمِّيَ الرَّجُلُ، وهى عُشْبَةٌ ذَكَروا أَن لها أَطْرافاً كأَطْرافِ الأَسَلِ، فيها حُمرة، ولذلكِ قالَ مالِكُ ابنُ خالِدٍ الخُناعي:
تَرَى القَوْمَ صَرْعَى جِثْوَةً اضْجِعُوا مَعاً = كأنَّ بأيْدِيهِم حَواشِيَ شِبْرِقِ
شَبَّه الدِّماءَ الَّتِي بِهِم بحَواشِي الشِّبْرِقِ لقِصَرِه، قالَ الرّاجِزُ، ووَصَفَ غَيْثاً:
فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ
وعَمِلَ الثَّعْلَبُ عَملاً شبرقه
عَمِله: غطّاه، أَي: طالَ من الخِصْبِ حَتّى خَفِيَ الثَّعْلَبُ، وهذا حِينَ أَفْرَطَ في تَطْوِيلهِ، وبَدِعَتْ: أَكَلَتْ من الخِصْبِ حتى سَمِنَتْ.
والشِّبْرِقُ: مَرْعَى سَوْءً غَيْرُ ناجِع في راعِيَتِه، ولا نافِع، ومنابِتُه الرَّمْلُ قال امْرُؤُ القَيْسِ :(1/316)
فأتبَعْتَهم طَرْفِي وقَدْ حالَ دُونَهُم = غَوارِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِقِ
---
د. أنمار
03-28-2007, 08:52 AM
هذه صورة شجر الشبرق كما نقل الزبيدي عن أبي زيد
http://www.houla.org/Word/IMG_1063.jpg
وهذه زهرتها الحمراء كما وصف، ويلاحظ فيها الشوك، فحين تيبس تصير ضريعا ليس إلا جمعا من الشوك والعروق الجافة التي لا تسمن ولا تغني من جوع
http://www.houla.org/Word/IMG_1055.jpg
والله أعلم
---
مروان الظفيري
03-28-2007, 09:20 AM
راااااااائع
جزاك الله ياأخانا الحبيب اللبيب الدكتور أنمار
وأحسن إليك
لما أمتعتنا به من صورة توضيحية لهذه الشجرة
التي لا تسمن ولا تغني من جوع
---
ابن ماجد
03-28-2007, 11:55 PM
جزاكم الله خيرًا
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2007, 08:40 AM
ما شاء الله تبارك الله .
أخي الحبيب الدكتور المقرئ أنمار : كيف يمكننا التحقق من أن هذه الصورة الجميلة هي لتلك الشجرة المقصودة ؟ هل قولك (هذه صورة شجر الشبرق كما نقل الزبيدي عن أبي زيد) وإرفاقك للصورة يعني أن الزبيدي قد نقلها عن أبي زيد؟ وليتنا نحصل على مثل هذا القاموس المصور للنباتات وغيرها وأسماءها في لغة العرب .
---
د. أنمار
04-03-2007, 09:16 AM
الدكتور الفاضل الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله من كل مكروه.
إنما قصدت بقولي كما نقل ...
أي هذه الصورة تطابق ما نقله الزبيدي عن أبي زيد -ليس إلا-
والعفو على الاختصار المخل.
أما بالنسبة لقاموس مصور للنباتات فأظن هناك قصورا لما قد يتوفر على الشبكة لكن صدف أنني مررت بصفحة فيها صور لعدة نباتات وأسفل كل منها اسمها فاحتفظت بنسخة على جهازي، لكن لا أجزم بثقة ناقليها.
وفي نظري القاصر إن وافق وصف الأقدمين تلك الصورة لنفس الاسم فلا حرج من قبول قول أهل تلك النواحي وإن كانوا من بسطاء الناس. بل وفي حالات قليلة قد يفوق علمهم في جزئية ما علم فحول من العلماء كما حصل في حديث ما بين عير وثور.(1/317)
وهذا هو الرابط
http://www.houla.org/Word/spring.htm
وتوجد بعض المحاولات المطبوعة مثل :
الموسوعة العربية المصورة للعقاقير والنباتات الطبية والتوابل والعطور في تراث الطب الشعبي
لسعد خفاجي
http://www.neelwafurat.com/bookcontents.aspx?id=eg3801&pnum=1§ion=contents&search=books
أو
دائرة المعارف العلمية المصورة لنباتات وحيوانات البيئة العربية
لعز الدين فراج وغيره
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb36480-36486&search=books
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb36481-36487&search=books
والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
04-05-2007, 03:32 PM
بارك الله فيكم وشكر لكم .
روابط مفيدة وأفكار جميلة .
---
د. أنمار
04-09-2007, 01:25 AM
وليتنا نحصل على مثل هذا القاموس المصور للنباتات وغيرها وأسماءها في لغة العرب .
يا شيخ عبد الرحمن
أظنها تحققت أمنيتكم فبينا أنا اليوم أقلب بعض الكتب في المكتبة وقعت عيني على كتاب أنيق، يقع في مجلدين ويسمى:
النبات في جبال السراة والحجاز
معجم لغوي نباتي مصور
وقبل أن أكمل كتابة التعريف بالكتاب والمؤلف وجدت من سبقني في الشبكة فها أنا أنقل بعض ما قيل في الكتاب وصاحبه:
(((((هذا الكتاب الذي اود التعريف به هو ليس مجرد كتاب بل تحفة فنية وعمل رائع يستحق الاشادة والاقتناء كيف لا وقد جاء وليد بحثٍ مضنٍ وعملٍ شاق وبحث امتد لعقدٍ من الزمن .... عصارة فكر ... ونتيجة جهد ... تحمل الباحث فيه الصعاب .. صعد من اجله الجبال وبات فيها بالأيام والليالي ... عانق فيها قمم جبال السراة والحجاز.... لينزل منها بهذا السفر الضخم الرائع .... هذا الكتاب هو
كتاب : النبات في جبال السراة والحجاز لمؤلفه الدكتور أحمد بن سعيد قشاش الغامدي ( الأستاذ المساعد في قسم اللغويات في كلية اللغة العربية، في الجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة ) .
وهو معجم لغوي مصور قال عنه:(1/318)
* هذا المعجم عمل موسوعي يعرّف بما يزيد عن (400) مادة نباتية من نبات جبال السراة والحجاز تمثل في مجموعها أهم نباتات الجزيرة العربية . يحتاج اليه اللغوي والأديب والمفسر والمحدث فضلا عن المشتغلين بالنبات وعلومه المختلفة ومنها : تصنيف النبات البيئة النباتية , النباتات العطرية, والطبية وكذلك الكيمياء النباتية والحيوية
* يحتوي على اكثر من (4000) صورة ملونة عالية الوضوح جميعها مأخوذة بعدسة المؤلف تصور النبات في مراحله المختلفة.
*يعرف بالنباتات التي ورد في المصادر اللغوية معزوة الى جبال السراة والحجاز ومنها الانواع النادرة أو المهددة بالانقراض ويشمل التعريف بأسمائها ومسمياتها وأنواعها وكثير من صفاتها مع التركيز على ذكر منافعها الاقتصادية والدوائية .
* يذكر المسائل اللغوية والطرائف الأدبية ذات العلاقة ويورد ماروي في ذلك من أشعار وامثال واقوال .
* يذكر اللغات واللهجات الواردة في ألفاظ النبات ويوضح ماحدث لها من تطور .
*يذكر الاسم اللاتيني بعد ذكر الاسم العربي للنبته لتعم الفائدة .
* يسهم في تعريب الفاظ النبات التي تدرس في كثير من كليات الطب والعلوم والصيدلة في البلاد العربية وبخاصة ماكان من نبات الجزيرة العربية بمصطلحات اجنبية .
ذيّل لتمام الفائدة بملحقين تضمن احدهما خرائط لجبال السراة والحجاز وفيها يتضح مواقع كثير من الاسماء الجغرافية
التي وردت ضمن مادة الكتاب وتضمن الاخر صوراً لعدد من النباتات التي وردت عرضاً في اثناء هذا الكتاب .
* ختم بفهارس شاملة ( بالعربية واللاتينية ) تسهل الافادة من مادتة العلمية .
حجم البحث وميدانه(1/319)
امتد عمل الباحث في هذا الكتاب ليشمل رقعة جغرافية طويلة تمتد عبر سلسلة جبال السَّراة والحجاز من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها ( من أقصى جنوب الجزيرة العربية إلى شمال الطائف، ثم جبال الحجاز، وتمتد من وادي السيل شمال الطائف إلى جبال مَدْيَن قرب خليج العقبة، والكتاب يضم بين دفتيه الكثير والمهم والنادر مما ذكره المتقدمون من نباتات جبال السَّراة والحجاز، سواء ما نبت منها في شِعاف تلك الجبال وأصدارها وأغوارها التهامية، أو نبت في سفوحها المنحدرة إلى الشرق ( عالية نجد ) وسواء كان ذلك من الأشجار الكبيرة، أو من الشجيرات الصغيرة، وسواء كان ذكرهم لها على سبيل الإجمال أو التفصيل. والكثير من نباتات تلك الجبال، هو مما ينبت أيضاً في هضاب نجد وغيرها من المناطق . وكل ذلك مما ينبت بريا من تلقاء نفسه، وليس للإنسان دخل في زراعته ورعايته .
وجاء هذا العمل في مجلدين كبيرين، جاوزت صفحاته 1400 صفحة من القطع الكبير، وبلغ عدد الصور في الكتاب نحو ( 4000 ) صورة ؛ لتوضيح أكثر من 400 مادة نباتية .مطبوع طبعة فاخرة
بقي ان اكتب شيئاً من سيرة المؤلف واعذروني على الاطالة:
الدكتور أحمد بن سعيد قشاش الغامدي
- من مواليد قرية ( حزنة ) بمحافظة بلجرشي .
- أنهى مراحل تعليمه الأولى بمدارس محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة.
- حصل البكالوريوس ( بمرتبة الشرف الأولى ) من كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة سنة 1409 هـ.
- نال جائزة الطالب المثالي على مستوى الجامعة سنة 1409هـ .
- عُين معيداً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1410 هـ.
- حصل على الماجستير ( بمرتبة الشرف الأولى ) في البلاغة والأدب سنة 1414هـ.
- نال الدكتوراه ( بمرتبة الشرف الأولى ) من قسم اللغويات بالجامعة الإسلامية مع التوصية بطباعة الرسالة وتوزيعها على نفقة الجامعة سنة 1417هـ.
- يعمل أستاذاً لعلوم اللغة العربية بقسم اللغويات بالجامعة الإسلامية.(1/320)
- حصل على جائزة المدينة المنورة للتفوق العلمي مرتين ( عقب حصوله على الماجستير ثم الدكتوراه).
- أشرف على عدد من الرسائل العلمية.
- نشر عدداً من البحوث والدراسات التخصصية في بعض المجلات العلمية المحكمة.
- يشارك بمقالاته العلمية في اللغة والمواضع والأنساب والنبات في بعض الصحف والمجلات السعودية.
- يعد أحد الخبراء البارعين في النباتات والأعشاب الطبيعية والمواضع والبيئات النباتية والزراعية.
من أعماله العلمية :
1- دراسة وتحقيق كتاب ( شرح مقامات الحريري ) لمحمد بن أبي بكر الرازي.
2- دراسة وتحقيق كتاب ( إسفار الفصيح ) لأبي سهل محمد بن علي الهروي.
3- ( النبات في جبال السراة والحجاز ) معجم لغوي نباتي مصور ( جزءآن) 1427هـ.
العنوان :
المدينة النبوية – الجامعة الإسلامية – قسم اللغويات
البريد الإلكتروني: ahmed_sg@hotmail.com
))))))))))))))
منقول:
أقول:
وفي الكتاب ضبط للمسميات والمصطلحات وبحث ميداني في أي المناطق في الحجاز ينطقون بالكلمة بهذا اللفظ أو غيره، ومقارنتها بكتب القدامي ثم اسم النبتة باللاتيني ومراجع كل معلومة مع إثراء البحث بالصور الواضحة المعبرة.
وبالنسبة لما يخص موضوعنا فقد وجدته خصص 6 صفحات للشبارق والشبرق من ص 524 إلى ص 530 في الجزء الأول. والصور التي أثبتها في كتابه تشبه ما نقلناه هنا. ولم يتنبه المؤلف لكون الشبرق هو الضريع حين ييبس، لكنه نقل نصوصا قديمة وحديثة تفيد أن الرعاة يجنبون ماشيتهم أكل الشبرق اليابس لما يسببه من ضرر ...
-------------------------
ولمن أراد تأمل أمثلة للصور في الكتاب عموما وليس الشبرق بخصوصه، فقد ألحقت بعضها للتنزيل.
والكتاب كما نمي إلي بيع بـ 330 ريال في معرض الكتاب في الرياض أما الآن فمعظم المكتبات تبيعه بـ 550 ريال.
---
د. أنمار
04-09-2007, 01:28 AM
وهذه صورة الغلاف
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 05:13 AM(1/321)
أحسن الله إليك يا دكتور أنمار وغفر لك على هذه المعلومة الرائعة ، وهي فكرة بديعة نحمد الله أن وفق الدكتور أحمد لتنفيذها على هذا الوجه ، وقد بذل جهداً مشكوراً في هذا الكتاب كما في التعريف به ، ولعلي أبتاعه بإذن الله .
---
(1/322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شبهة في القراءات السبع
---
شبهة في القراءات السبع
---
مسلم موحد
10-24-2003, 02:32 AM
السلام عليكم يا إخوان
يستخدم بعض النصارى وأعداء الدين اختلاف القراءات والكلامات مما يسبب اختلاف في المعنى كشبهة
فكيف نرد عليهم
---
أبو عبد الرحمن المدني
10-26-2003, 07:16 AM
الأخ / مسلم موحد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد :
لعل الذي يفيدك في هذا ويزيل ما استشكلته إن شاء الله ، ما ذكره الشيخ د/ خالد السبت حفظه الله في كتابه القيم (قواعد التفسير ) حول ما يتعلق بالقراءات من قواعد ، وخصوصا في هذه المسألة التي ذكرتها .
ولعلي فيما بعد أن أضع بعض هذه القواعد ... وشكرا
---
(1/323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل طبعت هذه الحاشية ؟ أرجوكم ساعوني في الحصول عليها .
---
هل طبعت هذه الحاشية ؟ أرجوكم ساعوني في الحصول عليها .
---
مروان الحسني
11-10-2005, 09:40 PM
السلام عليكم و رحمو اللة تعالى و بركاته , و بعد :
أود أن أسألكم إخواني في أن تساعدوني في العثور على كتاب
( نواهد الأبكار و شوارد الأفكار ) و هو حاشية على تفسير البيضاوي للإمام السيوطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة , فهل من مجيب ؟
---
المنصور
11-11-2005, 02:21 AM
لا تزال مخطوطة حسب علمي
وهناك مشاركة سابقة حولها في الملتقى هنا
---
أبومجاهدالعبيدي
11-11-2005, 02:21 PM
حاشية الإمام السيوطي على تفسير الإمام البيضاوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1368&highlight=%E4%E6%C7%E5%CF+%C7%E1%C3%C8%DF%C7%D1)
---
جمال أبو حسان
11-14-2005, 03:14 PM
اظن انه قد حصل التباس فهناك كتاب للسيوطي اسمه قطف الازهار وكشف الاسراروهو الذي يقول بعض الباحثين انه حاشية على اوائل البيضاوي فان كان هو المعني فهذا الكتاب طبع في وزارة الاوقاف القطرية محققا وفي جزاين والله اعلم
---
محمد بن علي
11-21-2005, 08:31 AM
السلام عليكم ..
كسف الأزهار للسيوطي ، طبع في قطر بتحقيق د محمد المحمدي . في مجلدين ، كما تفضل د جمال .
---
(1/324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً : (الفرق بين الضاد والظاء ، في كتاب الله عز وجل) ؛ لأبي عمرو الداني
---
صدر حديثاً : (الفرق بين الضاد والظاء ، في كتاب الله عز وجل) ؛ لأبي عمرو الداني
---
مروان الظفيري
03-31-2007, 11:25 AM
صدر حديثاً :
(الفرق بين الضاد والظاء ، في كتاب الله عز وجل ، وفي المشهور من الكلام) ؛
لأبي عمرو الداني ، المتوفى سنة 444هـ :
http://www.9m.com/upload/31-03-2007/0.52601175328997.jpg
وهو بتحقيق أستاذنا الدكتور حاتم صالح الضامن
وطبع دار البشائر / بدمشق ، الطبعة الأولى ، سنة 1428هـ=2007م
وهذا الكتاب هو الكتاب الثالث عشر من سلسلة كتب الضاد والظاء ، التي يصدرها شيخنا العلامة الفاضل
وقد مهد المحقق بدراسة عن المؤلف ، والكتاب ، وفصوله ، وملاحظاته ومآخذه على طبعة الدكتور أحمد كشك السابقة له .
وقال شيخنا الدكتور المحقق الفاضل :
وبعد أن انتهيت من تحقيق الكتاب ، ومقابلته بالمنشور ، وقفت على أكثر من مئة وعشرين موضعا ، فيها خلل بالنص فقط ، ولم أشر إلى ما في المقدمة من الأوهام والأخطاء ، والاجتهادات غير الصحيحة .
ورغبة في وقوف الباحثين على هذه المواضع ، ذكرتها هنا ، على وفق تسلسل الصفحات والسطور من طبعته ).
وساق ذلك من الصفحة (11) إلى الصفحة (20) .
وقد حقق أستاذنا الشيخ العلامة حاتم صالح الضامن الكتاب على مخطوطتين :
الأولى : نسخة الأزهرية .
والثانية : نسخة المكتبة الوطنية ، بمدريد .
واعتمد على المطبوع في بقية الصفحات في المقابلة ، وأشار إليها بكلمة : (المطبوع) .
وختم الكتاب بالفهارس الفنية العامة ، الضرورية جدا لكل من يعمل في تحقيق التراث ، ويريد أن يخدمه
وكل كتاب تراثي له فهارسه الخاصة به .
وجاءت فهارس الكتاب من صفحة (100) إلى صفحة (143) .
---
أبو يعقوب
04-05-2007, 12:55 AM(1/325)
جزاك الله خيرا
ممكن تعطينا السلسلة كاملة؟
---
(1/326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أجمل التلاوات التي سمعتها في حياتي
---
من أجمل التلاوات التي سمعتها في حياتي
---
عمر المقبل
01-19-2007, 11:29 PM
أحبتي ..
أهدي لكم هذا الرابط لقراءة القارئ المغربي عمر القزابري لمقطع يمثل أكثر سورة الصافات :
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
والحق أن هذا الرجل حين تسمع منه القرآن تحس إحساسا حقيقيا أنك تسمع كتاب الله عز وجل لأول مرة ؛ حيث جمال الصوت وخشوع القارئ والأناة في القراءة والوقف الحسن ؛ وقل ما شئت أن تقول في حسن قراءة هذا الرجل .
عموماً ... أنا لم أضع هذا الرابط إلا بعد أن استمعت له قرابة مائة مرة ، وهذا الرقم حقيقي وليس للمبالغة ،لما وقع في نفسي من تأثر عميق بها ،كما هو حال كل من أسمعتهم هذا المقطع ..
ختاماً ... أدع الحكم لكم ، نفعنا الله وإياكم بكتابه العظيم .
---
ابن الجزيرة
01-20-2007, 02:53 AM
صدقت سبحان الله، القران له طعم إذا سمعته ممن يتدبره ورزق صوتاً حسناً.
---
رضا التومي
01-20-2007, 07:11 PM
قبل أن استمع للقراءة في الرابط
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عمر على نشر مثل هذه التلاوات المؤثرة .
و ليت من يملك خبرة أن يخفّض لنا حجمها .. لكي تحمّل في الجوالات أيضا .
---
عمر المقبل
01-20-2007, 09:23 PM
هي معي على الجوال ،وتحميلها سهل ،والطريقة كالآتي ـ وقد نجحت معي ـ :
1 ـ قبل أن تنقلها عن طريق البلوتوث حوّل ذاكرة الرسائل على الذاكرة الخارجية ـ التي يفترض أن تكون كبيرة ـ على الأقل تتسع لحجم المقطع (12 م.ب) تقريبا.
2 ـ قم بإرسال البلوتوث إلى جوالك من الحاسب .
3 ـ إذا قمت بحفظ المقطع يمكنك إعادة الرسائل إلى ذاكرة الهاتف .
وفقكم الله ،ونفعنا وإياكم بالقرآن العظيم.
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2007, 09:40 PM(1/327)
أحسن الله إليكم أبا عبدالله على هذه الفوائد ، تلاوة مؤثرة حقاً . وقد حفظتها على جهازي بارك الله فيكم .
---
نياف
01-20-2007, 09:54 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
خالد الشبل
01-20-2007, 10:19 PM
بارك الله فيك يا أبا عبد الله.
---
عبدالله العلي
01-21-2007, 10:54 AM
جزيت خيرا أخي الشيخ عمر
---
فهد الوهبي
01-21-2007, 11:38 AM
جزاك الله خيراً
---
عمر المقبل
01-21-2007, 01:44 PM
للإخوة الكرام :
هذه روابط بعض قراءات الشيخ عمر القرابزي
تنبيه : إذا لم تعثر على رابط التحميل في الصفحة ـ لأنها باللغة الإنجليزية ـ فاتبع الآتي :
1 ـ اضغط مفتاح ctrl[كنترول] + حرف f ، فسيظهر لك مربع فيه مستطيل أبيض.
2 ـ أدخل هذه الجملة (Download file ) في المربع الأبيض ،وسيظهر لك مباشرة.
3 ـ قم بالضغط عليه ،ثم سيبدأ بالتحميل مباشرة .
مقطع فيديو لأواخر آل عمران :
http://dl.filesend.net:8080/dl.php?7a90cb862edf1ad30a4c2de4d492adba
سورة الصافات :
الجزء الأول :
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat1.mp3
الجزء الثاني :
http://ia331332.us.archive.org/3/items/kazabry_zaki/saffat2.mp3
سورة الحاقة :
http://www.4shared.com/file/7272979/82e2a1d5/_-_.html?s=1
وهذا رابط لصفحة الشيخ فيها بعض التسجيلات ،وهي متفاوتة في الجودة :
http://www.taranime.com/quran/omar_qazabri.htm
---
عمر المقبل
01-21-2007, 05:21 PM
تنبيه :
الشيخ قفز آية ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [الصافات/132 ] من قصة (إلياس) عليه الصلاة والسلام .
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-21-2007, 08:40 PM
أحسن الله إليكم.. وصوت القارئ جميل جدًا
وقد قلت سابقًا:
صوت جميل وتلاوة مجودة
الفاتحة بصوت عمر القزابري
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=aD8WywAb8
مع جمال الصوت لكنه كأنه يزيد في مد حروف المد مثل (المغضوب عليهم)(1/328)
وفي هذا المقطع الذي وضعه الشيخ عمر كذلك أحيانًا يزيد في المد مثل (إني أرى في المنام) .. و (عباد الله )
---
عمر المقبل
01-22-2007, 12:33 AM
أخي .. أبا إبراهيم .. مرحباً بك على مائدة القرآن ..
في تقديري أن قراءة التراويح لها شأنها .. وهذه المدود الزائدة بعض الشيء ، تقع ـ لا أقول من بعض الشباب ـ بل من بعض القراء المتقنين ،كقارئنا هذا الذي يحفظ القرآن بالقراءات العشر .
وسببها ـ كما لا يخفى ـ التفاعل مع الآيات ،والذي يغيب معه صاحبه عن مراعاة الأحكام بدقة ،من شدة التأثر ،ومثل هذا تتسع له لغة العرب ..
وهذا مذهب بعض المعاصرين من المجودين الذين لهم إجازات في القراءات السبع ،كما حدثني بذلك الشيخ د.عبدالعزيز الأحمد ـ القارئ المعروف ـ .
عموماً .. المسألة بحثت ـ فيما أذكر ـ على هذا الملتقى ..
وتتميماً للفائدة ،فهذا رابط يجمع قراءة لسور : فاطر - يس - غافر .
http://www.mcoran.net/sowar.php?id=2
ولقد سمعت سورة غافر .. وهي بحق قراءاة مؤثرة ،وقد بكى في أولها ،وأبكى من خلفه .. فجزاه الله خيراً ،وثبته .
الجدير بالذكر أن الشيخ عمر حالياً يصلي في مسجد الحسن الثاني في المغرب ،والذي يتسع لقرابة (40000) أربعين ألف مصل ، يكاد يمتلئ ، كما يقول بعض المغاربة ،والعهدة عليهم ..
وفي الملتقى من إخواننا المغاربة من يفيدنا حول هذا الموضوع.
وقد سبق له أن صلى في مسجد الشيخ ابن باز في مكة ، لكن لا أدري أي سنة بالضبط .
---
ابن الجزيرة
01-22-2007, 02:39 AM
قراءة سورة غافر في غاية الروعة، لكن فيه صوت شخص يتداخل معه خاصة عندما يتأثر الشيخ ، لذلك لو كانت القراءة بدون صوت هذا الشخص كان أفضل ثم إني رأيت للشيخ قائمة في طريق الإسلام لكن كأنها تختلف عن هذه القراءات.أم لا؟
---
مروان الظفيري
01-22-2007, 06:20 AM
بارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا
وجزى الله الجميع خيرا
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-22-2007, 09:49 AM(1/329)
أحسن الله إليك يا شيخ عمر، وأنا أتفق معك وبحكم أني إمام فأحيانًا أجد نفسي أزيد في المد الطبيعي من غير شعور، وهذا خطأ مني لا أقرُّه.
وصوت القزابري صوت رائع جداً لا أبالغ إن قلتُ كما قلتَ أنت لم أسمع مثله في حياتي، سوى بعض مقاطع الحصري والمنشاوي وخليل شاهين..
والرابط الذي وضعتُهُ من سورة الفاتحة أحسن ما سمعت من القزابري وكله حسن، ولكن العارف للتجويد تتحرك نفسه عندما يسمع القزابري في المقطع يمد واو (المغضوب عليهم) !
شكر الله لك
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-22-2007, 09:59 AM
تنبيه:
ذكرتَ حفظك الله أن مذهب بعض المعاصرين يجيز زيادة المد الطبيعي، وبحكم أني لأول مرة أسمع بهذا؛ فأقول الذي يجيزه علماء التجويد -فيما أعلم- من زيادة المد هو في مد (لا إله إلا الله) للتعظيم.
وقد تُقبل زيادة المد في المتصل والمنفصل واللازم عن المقدار الذي حدده علماء هذا الفن، ولكن زيادته في المد الطبيعي تخرجه عن تسميته بالطبيعي.
والله أعلم
---
عمر المقبل
01-22-2007, 12:07 PM
أشكر لأخي أبي إبراهيم تفاعله المفيد .
الرابط الذي وضعتموه لسورة الفاتحة يفيد بأن الملف قد حذف ، فهل من رابط آخر ،ولكم من أخيكم الدعاء .
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-22-2007, 01:17 PM
الشيخ الكريم عمر المقبل .. ظننت أن المقطع يعمل ..
وإليك هو من جديد:
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=UUSA31xts
وأعطني رأيك بارك الله فيك
---
عمر المقبل
01-22-2007, 04:45 PM
شكر الله لكم أبا إبراهيم ..
استمعت له ،وهو حسن وجيد ،وأجود منه ـ عندي ـ قراءته للفاتحة عند الدقيقة الثامنة (تقريبا) من المقطع الذي يقرأ فيه سورة غافر ، ولكل وجهة.
نفعنا الله وإياكم بكتابه العظيم.
---
الجعفري
01-22-2007, 04:49 PM
جزاك الله خيراً
---
عمر المقبل
02-20-2007, 12:09 AM
وهذا مقطع لسورة المنافقون عام 1427هـ :(1/330)
http://www.almorni.com/index.php?option=com_quran&task=istamii&id=860&Itemid=147
---
محب القراءات
02-20-2007, 02:11 AM
أخي الفاضل الدكتور / عمر المقبل حفظه الله
جزاك الله خيرا على ما اتحفتنا به من هذه التلاوة الرائعة بهذا الصوت الحسن .
وقد استمعت لسورة المنافقون وهي برواية ورش عن نافع المدني من طريق الأزرق , وهي فعلا من أجمل التلاوات التي سمعتها .
إلا أن هناك ملاحظات بسيطة على هذه التلاوة الجميلة في بعض احكام التجويد .
منها ما ذكره الأخ أبو إبراهيم الحائلي من زيادة المد الطبيعي عن مقداره ( حركتين ) . كما في ( لا تلهكم أموالكم )
ومنها زيادة الغنة عن مقدارها في بعض المواضع كما قرأ ( وانفقوا مما رزقناكم ) وكما قرأ ( فأصدق وأكن من الصالحين )
وهناك ملاحظات على الأداء كما في ( لا تنفقوا )
والله أعلم
---
(1/331)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل عمدة الحفاظ للحلبي في الشبكة
---
هل عمدة الحفاظ للحلبي في الشبكة
---
الماوردي
11-14-2006, 01:35 PM
وما رابطه وفقكم الله وما الكتب المؤلفه على غرار عمدة الحفاظ ومفردات الراغب
---
عبدالرحمن الشهري
11-15-2006, 09:36 PM
لم يسبق لي أن رأيت هذا الكتاب على هيئة الكترونية ، على الانترنت أو على برامج ، ولكن يوجد كتاب مفردا ت القرآن للراغب الأصفهاني والفرق بينهما طفيف .
---
أحمد البريدي
11-18-2006, 03:03 PM
خذ هذا الرابط فربما تجد بغيتك :
خزانة الكتب العربية (http://islamport.com/index2.html)
---
(1/332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قريبا إن شاء الله : قائمة بتفاسير القرآن من النشأة حتى عصرنا الحاضر .
---
قريبا إن شاء الله : قائمة بتفاسير القرآن من النشأة حتى عصرنا الحاضر .
---
د.عبد الله الجيوسي
05-21-2006, 04:04 PM
أود أن أزف بشرى للأخوة أعضاء الملتقى بأنني على وشك الفراغ من قائمة أسماء التفاسير التي ظهرت حتى عصرنا الحاضر مرتبة حسب التسلسل الزمني لسنوات وفاة أصحابها، حيث تضم القائمة عدة جوانب عن كل تفسير، محاولا ما أمكن تزويد الباحثين بأبرزما يتصل بالتفاسير،وما كتب حولها، وأرجو أن تكون تلبية لرغبة مشرف الملتقى حينما أعد قا~مة أولية بوفيات المفسرين، لا أستبق الحدث ولكن سأترك للقائمة دورها في التعبير عن الحاجة.
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2006, 08:08 PM
جزاك الله خيراً يا أبا البراء ، فأنت سَبَّاقٌ لكل فضيلةٍ ومَكرُمةٍ . زادك الله هدى وتوفيقاً .
وفي انتظار هذه القائمة وفقك الله .
---
أحمد البريدي
05-21-2006, 09:35 PM
جزاك الله خيراً يا أبا البراء , ووفقك لكل خير .
---
(1/333)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة المشرف العام [مختارات صوتية من المناقشة]
---
تهنئة المشرف العام [مختارات صوتية من المناقشة]
---
إبراهيم الحميضي
09-13-2005, 04:35 PM
بإذن الله تعالى ستتم مناقشة رسالة الدكتوراه بعنوان ( الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم ) والمقدمة من زميلنا فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري يوم الإثنين القادم 15/8 ، الساعة السادسة مساءً ، وذلك في القاعة الكبرى في كلية أصول الدين في جامعة الإمام ، نسأل الله له التوفيق والسداد.
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-13-2005, 07:35 PM
السلام عليك ورحمة الله ...أخي عبد الرحمن الشهري ...
لا أستطيع حضور مناقشتكم لبعد المسافة ولكن أدعو الله لكم بالتوفيق والتيسير. ومن يقرأ ما تكتبونه في هذا الملتقى يعلم أن رسالتكم ستنفع بإذن الله المهتمين بالتفسير والدراسات القرآنية ..
أخوكم عبد المجيد ...
---
مساعد الطيار
09-13-2005, 09:54 PM
شكر الله لك مبادرتك بالإعلان يا دكتور إبراهيم ، ولقد كنت أزوِّر هذا ، وأنتظر مجيء يوم السبت ليتمَّ ذلك ، لكنَّ مِنَى مناخُ من سبق ، ولقد سبقتم .
وإنها لفرحة تتم لنا إن شاء الله بتتويج أبي عبد الله بالدكتوراه ، وأسأل الله أن تكون عونًا له على الطاعة ، وأن يزيده الله علمًا وبركة في الوقت ، فلكم بذل لهذا الملتقى وتابع أعماله ، وترك هذه الرسالة من أجله ، وهاهو ينتظر قطف ثمرة جهده ، فأسأل الله له التيسير والتسديد في القول والعمل .
ولقد تم ـ ولله الحمد ـ تحديد موعد المناقشة ، وصدرت بصورتها الآتية :
يسر عميد كلية أصول الدين بالرياض دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الطالب عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري . وعنوانها :
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم(1/334)
والتي ستناقش بمشيئة الله تعالى يوم الإثنين الموافق 15/8/1426هـ في قاعة المحاضرات الكبرى بالكلية بالمدينة الجامعية ، وذلك في تمام الساعة السادسة مساءً.
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة :
1- أ.د.محمد بن عبدالرحمن بن صالح الشايع - رئيساً
الأستاذ بالكلية والمشرف على الرسالة .
2- أ.د.تركي بن سهو العتيبي - عضواً
عميد البحث العلمي ، والأستاذ بكلية اللغة العربية - قسم النحو والصرف المشرف المساعد على الرسالة.
3- أ.د.زاهر بن عواض الألمعي - عضواً
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين
4- أ.د.فهد بن عبدالرحمن الرومي - عضواً
الأستاذ بكلية المعلمين بالرياض - قسم الدراسات القرآنية
5- أ.د.محمد عبدو فلفل - عضواً
الأستاذ بكلية اللغة العربية - قسم النحو والصرف
---
أبو الجود
09-13-2005, 10:22 PM
أسأل الله العظيم أن يوفقك وييسر لك أمرك أخي عبد الرحمن الشهري ونهنئك بالدرجة يوم الإثنين إن شاء الله وأسأل الله أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة وأسأل الله أن يجعلها طريقا إلى تقواه في السر و العلن
---
سلسبيل
09-14-2005, 09:46 AM
نسأل الله له التوفيق والسداد
---
عيسى الدريبي
09-14-2005, 01:53 PM
نبارك لاخينا أبي عبد الله مقدما الدكتوراة ونشكر لزميلينا د/ابراهيم الحميضي ود/مساعد الطيارإعلان الخبرالذي اسعدنا لامورمنها:
حبنا لاخينا أبي عبد الله وسعادتنا بانهائه لهذه المرحلة
ولان ذلك سيعطيه مزيدا من الوقت لمتابعة هذا الموقع وتطويره وسنكون باذن الله من أول الحاضرين
وفقك الله وأعانك على حسن الجواب عند السؤال
---
خالد الشبل
09-14-2005, 02:39 PM
أرجو، من الله تعالى، لأخينا الشيخ أبي عبد الله التوفيق والسداد، وأن يلهمه الحجة والرُّشد والبيان.
---
الميموني
09-14-2005, 04:37 PM
نبارك للشيخ عبد الرحمن الشهري مقدما راجين له حسن العاقبة و مزيد التوفيق
وفقكم الله يا شيخ عبد الرحمن(1/335)
و جزى الله إخواننا على كتابتهم التذكيرية و التأييدية لك خيرا
---
المنصور
09-14-2005, 05:04 PM
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد لشيخنا الفاضل ، وأن يرزقنا وإياه والجميع الإخلاص في القول والعمل ، وأن يجعلها عوناً على الطاعة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
---
أبو المعتز القرشي
09-14-2005, 07:41 PM
أسأل الله أن يبارك في شيخنا عبد الرحمن وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم
---
عبدالرحمن السديس
09-14-2005, 09:10 PM
أسأل الله للشيخ عبد الرحمن التوفيق والسداد ، وأن تكون هذه الدرجة رفعة له في الدنيا والآخرة ، وحافزا له لمزيد من العمل لدينه .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2005, 09:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك مقدماً لأخي العزيز أبي عبدالله حصوله على هذه الشهادة التي أعتبرها هي التي تشرف بصاحبها .
ولا أريد أن أستطرد في الثناء على أخي ؛ لأني لا أريد أن أكتب ما فيه إساءة إليه ، فهو ممن يكره المدح ، ويسوؤه أن تذكر بعض حسناته .
ولكني أسأل الله العظيم أن يرفع درجته ، وأن يبارك له في علمه ووقته وأهله وماله .
ولا زلنا ننتظر المزيد منه ...
---
أبو صفوت
09-14-2005, 10:23 PM
مبارك شيخنا الفاضل عبد الرحمن وأسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك و أن يتقبله قبولا حسنا وأن يجعله لك ذخرا يوم تلقاه
جعلنا الله وإياكم ممن أفنى عمره في تعلم القرآن وتعليمه
مطلب بسيط : أرجو نقل فعاليات هذه المناقشة مباشرة على الشبكة أو على الأقل تسجيلها وبثها بع ذلك حتى تعم الفائدة .
---
محمد الحريص
09-15-2005, 12:32 AM
أرجو، من الله تعالى، لأخينا الشيخ أبي عبد الله التوفيق والسداد، وأن يلهمه الحجة والرُّشد والبيان.
و أن يجعله للمتقين إماما.
---
أبو زينب
09-15-2005, 08:26 AM
أخي الحبيب أبي عبد الله(1/336)
فتح الله عليك فتح العارفين و جعلك من الفائزين الأولين و ثبتك عند سؤال الممتحنين و سدد جوابك بالقول المبين و أنالك الدكتوراه بدرجة المرموقين و ذلك في القادم من يوم الإثنين .
---
أبو علي
09-15-2005, 09:20 AM
وفقك الله يا شيخنا عبد الرحمن.
---
أبو حسن الشامي
09-15-2005, 10:21 AM
مبارك عليكم شيخنا عبدالرحمن وأسأل الله أن يوفقكم ويسددكم لكل خير ...
---
أحمد البريدي
09-15-2005, 11:31 AM
اسأل الله لأبي عبد الله مزيداً من التوفيق والتسديد , وهذا موعد كنا ننتظره منذ أمد لكن اسأل الله أن يعوضك خيراً على ما بذلت في هذا الملتقى وترقبوا ابا عبد الله بعد أن أزاح عن كاهله هذا الهم .
---
أمين نورشريف
09-15-2005, 12:35 PM
شرح الله صدرك ويسر أمرك يا أبا عبدالله فلكم وددت أن أحضر هذه المناسبة رغم أني لا أجيد هذا الفن. وأنا أشاطر الأخ الكريم أبوصفوت بنقل فعاليات هذه المناقشة مباشرة عبر البالتوك أو تسجيلها ووضعها في الملتقى حتى تعم الفائدة
بالتوفيق يا فضيلة الشيخ!
---
الجعفري
09-17-2005, 07:11 PM
أسأل الله العظيم أن يوفقك وييسر لك أمرك أخي عبد الرحمن الشهري ونهنئك بالدرجة يوم الإثنين إن شاء الله وأسأل الله أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة وأسأل الله أن يجعلها طريقا إلى تقواه في السر و العلن
ولعل الله ييسر حضوري .
---
ساكن القمم
09-18-2005, 01:51 PM
أخي ..
النية .. النية .
ولا تنس مقولة مالك عن موطأه وموطأ ابن ابي ذئب ( ماكان لله فسيبقى ) .
ونتمنى لك التوفيق والسداد .
---
فهد الوهبي
09-19-2005, 02:43 AM
الحقيقة إنها لفرحة لنا بتتويج أخينا الفاضل بهذه الدرجة العلمية وإن كنت أقول له كما قيل :
وتزيدين أطيب الطيب طيباً = أن تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زان حُسْنَ وجوهٍ = كان للدر حسنُ وجهك زينا
فلقد زنتها يا أبا عبد الله ..
---
سوسن
09-19-2005, 09:36 AM
ابارك لفضيلة الشيخ ابي عبدالله(1/337)
واسأل الله العظيم أن يفتح عليه فتوح العارفين بحكمته
وأن ينشر عليه رحمته
وأن يذكره ما قد نسى
وأن يستخدمه لنصرة كتابه الكريم
وأن يرزقه الإخلاص في العلم والعمل
اللهم آمين
---
جمال أبو حسان
09-19-2005, 12:16 PM
والله يا شيخ عبد الرحمن لو اني اعلم انه يمكنني ان احصل اليوم على تصريح لدخول السعودية لحضور هذه المناقشة ما فوت الفرصه ولكنه يحال بيننا وبين كثير مما نشتهي فلله وحده الشكوى ولكني اسال الله تعالى لك التوفيق كله وان ياخذ بيدك الى الخير والمعروف فوالله انك لمن اهل الخير والمعروف واسال الله لك ان تكون النتيجة نجاح بامتياز واني لاراها كذلك ان شاء الله
وفقك الله وما اسعد اللقاء بكم
---
خلود
09-19-2005, 04:14 PM
ليهنك ما أصفتك ألسنة الورى...من المدح عفوا والقلوب من الود.
.............. .............. ..............
فاهنأ فلو أن الكواكب خيرت...لأتتك منها للثناء وفود.
..................
شرح الله صدرك يا شيخنا، ويسر أمرك، وبلغك ما يحب ويرضى.
---
عبدالله بن بلقاسم
09-19-2005, 09:22 PM
يا دال هذا يوم عرسك فافرحي = فالآن كوني قبله يادال
الآن حق لكِ الفخار وتوجت = منكِ الجبين وطابت الأحوال
أوما رأيتِ جمال حرفك باسما = قبل الفتى رسما به ويقال
---
إبراهيم الدوسري
09-19-2005, 10:51 PM
أجمل التهاني وأغلى التحايا نزفها إلى محبوب الملايين فضيلة الشيخ والأخ الدكتور/عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى في القرآن وعلومه.
سائلا الله الكريم أن يجعلها عونا له على البر وسبيلا إلى جناته ورضوانه.
أخوكم /إبراهيم الدوسري
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-19-2005, 11:18 PM
أهنئك من خالص قلبي على نيلك الدكتوراه بهذه المرتبة وأسأل الله العليم القدير أن يجعلها درجة مباركة ...
---
أبو العالية
09-19-2005, 11:28 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :(1/338)
نبارك للشيخ الكريم والحبيب المفضال عبد الرحمن الشهري مقدماً
وأسأ ل المولى جلَّ في علاه أن يوفقه ويسدده وأن يفتح عليه فتوح العارفين ، وأن يكتب له القبول في السماء والأرض ولما كتب ، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ، فطوبي لمن استعمله الله في طاعته .
هنيئاً يا شيخ عبد الرحمن على ذلك مقدماً وزادك ربي من فضله الكبير ، وأجزل لك العطاء والفتح والعلم والعمل والفقه في الدين .
وكذا لمن يقرأ
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
---
إبراهيم الحميضي
09-19-2005, 11:53 PM
ببالغ السرور نهنئ أخانا الكريم الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري الشهري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ، ولقد كان بها حقيقاً.
والدكتور عبد الرحمن حاصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة بفرع جامعة الإمام بأبها عام 1414.
كما حصل على شهادة جامعية أخرى من كلية اللغة العربية من جامعة الملك خالد بأبها عام 1421، وذلك عن طريق الانتساب .
وحصل على درجة الماجستير من قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بجامعة الإمام عام 1420.
وحصل على دبلوم اللغة الإنجليزية من كندا عام 1421.
كما حصل على عدد من الدورات التدريبية في فنون مختلفة .
وهو مع ذلك شاعر وأديب .
نسأل الله تعالى أن تكون هذه الدرجة عوناً له على طاعته ، وأن ينفع به المسلمين ، ويجعله مباركاً أينما كان ، كما نسأله - سبحانه – أن يمنِّ علينا جميعاً بالعلم النافع والعمل الصالح إنه قريب مجيب .
---
خالد الباتلي
09-20-2005, 12:05 AM
نوقشت مساء هذا اليوم رسالة الدكتوراه لأخينا ومشرفنا في هذا الملتقى أبي عبدالله، ولقد كانت أمسية علمية، وعرسا مشهودا حضره لفيف من المختصين والمحبين، ومنح على إثرها شهادة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.(1/339)
والشيخ عبدالرحمن قد تخرج من رحم الشريعة, وارتضع من لبان العربية، (ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب)، فلا عجب أن يتصدر لموضوع مهيب لرسالته : (الشاهد الشعري في تفسير القرآن)، ومن طريف الموافقات – التي تذكر فتشكر - أنه اجتمع لديه العمل في الرسالة مع ولادة الموقع، فكانا لديه كضرتين متشاكستين لكنه عدل بينهما, وأعطى كل ذي حق حقه، وبذل في ذلك جهدا ووقتا كبيرين، أقول هذا لقربي ومعرفتي به فهو جاري ويجمعنا مسجد واحد.
أسأل الله لأخينا وحبيبنا المزيد من التوفيق والسداد في حياته العلمية والعملية.
---
عبد الله
09-20-2005, 12:21 AM
مبارك لك وعليك أخي الحبيب أبا عبد الله
ونفعك ونفع بك
أخوك المحب
عبد الله إبراهيم
---
لؤي الطيبي
09-20-2005, 01:20 AM
هنيئاً لشيخنا الكريم المعطاء ..
ومبارك لك وعليك ما حصّلته يا شيخ عبد الرحمن ..
ونسأل المولى تبارك وتعالى أن يصل فعلك بالتوفيق ، وقولك بالصواب ، وأن يجعل أحوالك كلها منظومة بالصلاح ، راجعة إلى حميد العاقبة ، متألفة بشوارد السرور ، وأن يمدّ في عمرك لكسب الخير ، ويوفّر حظّك من المدح والثناء ..
---
أيمن صالح شعبان
09-20-2005, 05:04 AM
السلام عليكم بسم الله ما شاء الله ونفع بك مشرفنا المفضال الحق أن التهنئة لأنفسنا بهذا المنصب الرفيع ...
استدل الزرقاني شارح الموطأ - رحمه الله - في رسالة من تأليفه بجواز التهنئة بالمناصب الدينية الرفيعة من حديث أبي بن كعب وقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليهنك العلم أبا المنذر) رواه مسلم في الصحيح .. والحق إني أغبن أخانا خالد الباتلي على المجاورة ...
وتقبل مني وافر الاحترام والتقدير مشرفنا العزيز
---
أبو زينب
09-20-2005, 08:19 AM
إن اللسان يعجز و القلب يفرح و إنا لنجاحك الباهر -يا دكتور - لمبتهجون .
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن هنيئا لك و لنا بالدكتوراه .
نفع الله بك و زادك فقها و علما .(1/340)
و نسأل الله لنا و لك المزيد من العلم النافع و العمل الخالص .
---
جمال أبو حسان
09-20-2005, 09:58 AM
هجم علي السرور يوم ان ابلغني العلامة النابه الدكتور الحبيب مساعد الطيار نبا مناقشة الاخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن رسالته المعدة لنيل الدكتوراة وانها لفرحة غامرة وسعادة لا توصف فعسى ربي ان يرفع الاخ في الآخرة كما رفعه في الدنيا باعلى منازل التكريم فهنيئا مريئا عليك الدكتوراه ايها الاخ الحبيب واسال الله تعالى ان يجعلك من العلماء العاملين وان لا يفتنك بما اعطاك وان يجعل حظ المسلمين فيك كبيرا
واقبل خالص التحيات من المحب
---
د.خضر
09-20-2005, 10:17 AM
سعادة الدكتور: عبد الرحمن البكري الشهري وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد علمنا أن الله ـ عز وجل ـ وفقكم ، ونلتم درجة الدكتوراه ، وكم كنت أتمنى أن أكون في مقدمة الحاضرين والمهنئين ، ولكن حسبنا أن أحبابنا من أهل العلم والمعرفة الذين حضروا قد أنابوا عن كل أهل العلم الذين يعرفنونكم ، وخاصة أحبابك في كلية الشريعة بأبها ، خالص تهانينا ، وإلى الأمام دوما ، في خدمة الإسلام والمسلمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أمين نورشريف
09-20-2005, 10:24 AM
بارك الله لك وعليك وجمع الله بينكما على خير.هنيئا لدرجة الدكتوراه بشيخنا المفضال أبي عبدالله.
أسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يجعلك من العاملين المخلصين لهذا الدين.
دمتم لمحبكم في الله أمين
---
أبومجاهدالعبيدي
09-20-2005, 10:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد
فلقد غمرتنا الفرحة بما حصل عليه أخونا أبو عبدالله عبدالرحمن البكري الشهري ، وأسعدنا التقدير العالي الذي ناله بجدارة واستحقاق .(1/341)
وبهذه المناسبة يسرني أن أكون من المهنئين له هنا ، وأسأل الله الكريم أن يوفقه لما يحب ويرضى ، وأن يستعمله في طاعته ، وأن ينفع به ، وأن يجعله مباركاً أينما كان .
---
أم عاصم
09-20-2005, 11:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنيئا للأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري على حصوله على درجة الدكتوراه بهذه المرتبة.
نسال الله سبحانه العلم النافع والعمل الخالص.
---
الباجي
09-20-2005, 12:47 PM
الحمد لله.
نهنئ أنفسنا ... ونهنئ مشرفنا الفاضل أبي عبد الله لحصوله على شهادة الدكتوراه ... وأقول له: ألف ألف مبروك ... ونتمنى له المزيد من العطاء والخير في خدمة العلم والمعرفة ...
وفق الله الجميع لكل خير ... ونفع بهم أينما حلوا وارتحلوا ...
---
سلسبيل
09-20-2005, 01:05 PM
نهنئ جميع أعضاء ملتقى أهل التفسير وهذا ليس بغريب على المشرف العام على صرح علمي كهذا الملتقى المبارك
ثم نهنئ الدكتوراه أن اقترنت باسم فضيلته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
---
أبو الجود
09-20-2005, 02:58 PM
أسأل الله أن يجعلها مباركة وأن يجعل الشيخ من العلماء العاملين وأن يبارك له في علمه وكم كنا سعداء بنبأ المناقشة وها نحن نهنئ بالإمتياز جعله الله بداية حياة مليئة بالتقوى و العلم والعمل الصالح
---
أبو حسن
09-20-2005, 05:35 PM
نسأل الله لنا ولك التوفيق يا أباعبد الله
---
خالد الشبل
09-20-2005, 05:49 PM
أبارك لأخينا الحبيب الشيخ الدكتور الأديب الفاضل عبد الرحمن الشهري على نيله درجة العالِمية العالية، وأسأل الله أن يجعلها رفعة له في الدنيا والآخرة، وأن ينفع به أمة الإسلام.
مبارك يا أبا عبد الله، تستحق كل خير.
http://taqnia.com/up/ar/main_i.jpg
---
مساعد الطيار
09-20-2005, 06:55 PM
الحمد لله رب العالمين على ما أتم من نعمته على أخيناو حبيبنا أبي عبد الله ، وأسأل الله لي وله ولكم الرفعة في الدرجات ، والفوز بالجنات .(1/342)
لقد كانت مناقشة علمية هادفة ، أفاد منها الحضور ، وسعدوا بما فيها من الأدب الجمِّ من المشايخ الفضلاء ، فلقد ـ والله ـ أمتعونا بأدبهم واحترامهم وعلمهم ، وكم نتمى أن تكون المناقشات العلمية للرسائل على هذا الطراز .
ولقد فاتني ـ مع كل أسف ـ أن أدون بعض الفوائد العلمية التي أشار إليها الأساتذة الفضلاء المناقشون ، ولعل الله ييسر طرحها في وقت لاحق بإذنه .
---
أبو عبد المعز
09-20-2005, 07:11 PM
أبا عبد الله اعذرني فلم تسعفني القريحة إلا ببيت يتيم:
-"هل شهدتم لعلمه"قلت:حقا********لي من الشعر شاهد لا يزول.
---
أبو صفوت
09-20-2005, 08:24 PM
نفعك الله بها وجعلها مباركة عليك ونافعة لأمة الإسلام وأسأل الله لك أن يوفقك لأعمال أخرى نافعة
---
بدر
09-20-2005, 08:51 PM
السلام عليكم ..
أبارك للدكتور عبدالرحمن هذه الدرجة العلمية .. و أتمنى له التوفيق و السداد في الدنيا و الأخرة .. و جميع الأخوة في هذا الملتقى ..
و أبث لكم هذه الصورة من خلف الكواليس :) مع تحديد للشخصيات ..
http://www.mojama.net/files//images/lqta-munaqasha.jpg
---
أبو بيان
09-20-2005, 08:53 PM
بارك الله لك أبا المها, وكم كنت مشتاقاً للحضور والاستفادة, ولكن أمر الله واختياره فوق كل أمر وخير من كل اختيار, (وعذري في بريدك الخاص).
جعلها الله لك خير معين على طاعته, وخير سبب إلى العلم ونشره.
---
أحمد القصير
09-20-2005, 09:08 PM
أبارك لأخي الدكتور عبد الرحمن حصوله على درجة العالمية العالية ولقد فرحنا بها يا أبا عبد الله ، أسأل الله الكريم أن يجعلها عونا لك على طاعته وتقبل تحياتي.
---
محمد البكري
09-20-2005, 09:58 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الكريم وبعد:ـ(1/343)
بقلب تغمره الفرحة وتملؤه السعادة أتقدم باسم والدي وباسمي بأحر التبريكات وأطيب التهنئات لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري الشهري لقاء حصوله على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن جدارة
أسأل الله تعالى أن تكون عوناً له على طاعته وأن يبارك له في وقته وأن يصلح ذريته وأن ينفع الجميع به .
---
ابن الجزيرة
09-21-2005, 03:14 AM
مبارك لشيخنا أبي عبدالله على درجة الدكتوراه , ونسأل الله أن تكون عوناً على الطاعة , وكم أبهجني ماذكره الشيخ مساعد من تميز المناقشة بالأدب الرفيع من المشايخ الفضلاء فقد كنت أخشى أن يكون فيها مايكون في بعض المناقشات لأن مايخدش مشرفنا يخدشنا . والسلام
---
حارث الهمام
09-21-2005, 04:26 PM
مباركة الدرجة:
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها * لكن لأنفسهم كانت بك الأثر
فهنيئاً لتلك الدرجة مثلكم، وأعلم أن همتكم لاتقنع بالدون فلا حاجة إلى أن تحض فيقال لها إلى الأمام.
وفقك الله لتحصيل أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة.
ونفع بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
إبراهيم الجوريشي
09-21-2005, 04:43 PM
بارك الله لكم في علمكم ونفع بكم
وزادكم من نعيمه وفضله
وعقبال الاستاذية
---
العتيق
09-21-2005, 07:46 PM
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الشهري ...... سلمك ربي ورعاك
خبر سعيد طار له قلبي فرحاً , فسطر كلمات حُبٍ ودعاء : حُبٍ لجميل الخلق , ورفيع الأدب .
ودعاءٌ بعلمٍ نافعٍ , وعملٍ صالحٍ , ومستقبل باهرٍ بإذن الله .
وأسأل الله جل ثناؤه أن يجعلك مباركاً أينما كنت , وأن يجعلني وإياك وجميع الأخوة رواد الملتقى : ممن لايزيده تقادم الأيام إلا قوة ً في علمه وعمله .
أخوك : العتيق
---
عبدالرحيم
09-22-2005, 12:43 PM
نفعك الله بعلمك أخي الفاضل...
وأسأل العلي القدير أن يثيبك ويرفعك في عليين
ويزوجك بالحور العين
ويحشرك مع الأنبياء والصالحين
مبارك علينا
---
ناصر الماجد(1/344)
09-22-2005, 01:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وأبارك لأخي د/ عبد الرحمن، حصوله على هذه الدرجة العلمية وأسأل الله أن يجعلها عونا على طاعته ومقربتة مرضاته
وأتمنى على أخي عبد الرحمن أن يبادر في طباعة الرسالة فهي فعلا رسالة قيمة تستحق النشر
---
لطفي الزغير
09-22-2005, 02:22 PM
أبارك للأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حصوله على هذه الدرجة ، والله أسأل أن ينفع بعلمه ويبارك فيه ، ولقد كان مستحقاً لهذه الدرجة بل وأكبر منها من خلال مشاركاته القيمة في هذا الملتقى المبارك .
---
عبدالرحمن الشهري
09-23-2005, 12:58 PM
قرأت كل كلمة ... وكل حرف مما سطرته أناملكم المحبة الصادقة . وهممت بالرد على كل دعوة من أخ كريم وأخت كريمة .. ثم ترددت لعجز الكلمات التي أعرفها عن حمل التعابير التي أعنيها ، فرجعت لمعاجم الألفاظ أبحث فيها عن الألفاظ التي تستوعب أكبر قدر من المشاعر فعدت بخفي حنين ، وأدركت أن اللغة عاجزة عن التعبير عن المشاعر. ولساني خلال ذلك كله لم يتوقف عن أمرين :
الأول: الحمد لله سبحانه وتعالى ، الذي هيأ لنا أمثالكم من الأساتذة والأحباب والأصحاب ، الذين يفخر المرء بهم ، ويزهو بمعرفتهم ومحبتهم. كما وفق سبحانه وتعالى لإنجاز هذه الدراسة العلمية ، التي أرجو أن تقدم شيئاً ذا نفع للمتخصصين في الدراسات القرآنية واللغة العربية ، مع اعترافي قبل نشرها بالعجز والتقصير.(1/345)
الثاني : الشكر لكم جميعاً على هذه المشاعر الصادقة ، والدعوات المسددة التي شعرت ببركتها تسري في مراحل هذا البحث ومناقشته ونتيجته التي وفق الله إليها فله الحمد والشكر. وإن مرتبة الشرف الحقيقة التي أعتز بها هي هذه المشاعر الأخوية الصادقة التي شرفت بها منكم أيها الإخوة الفضلاء ، سواء من حضر منكم ولبى الدعوة ، أو من شاركنا بمشاعره ودعائه ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلي أقداركم عنده ، وأن يضاعف لكم الأجر والمثوبة جزاء هذا الموقف النبيل المشرف الذي وقفتموه معي في هذه المناسبة العزيزة.
وإنني أعتذر أشد الاعتذار لكل من لم أتمكن من جواب رسالته البريدية أو الهاتفية بما تستحقه من الشكر وحسن الرد ، فو الله ما تركت الرد إلا عجزاً ، ولقد أبان لي هذا الموقف عن صدقكم ومحبتكم في الله لأخيكم وخادمكم الذي يكن لكم أصدق مشاعر الحب والتقدير والوفاء ، ورزقني الله وإياكم الإخلاص والسداد في القول والعمل ، ونسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وألا يجعل حظنا من العلم هذه الشهادة. وأسأل الله أن يوفقنا لبذل المزيد من الجهد والوقت لتطوير هذا الموقع بما يستحقه رواده وزواره من العناية والإكرام ، فقد كان له فضل في تعريفنا على عدد كبير جداً من الفضلاء وطلاب العلم في مختلف بقاع الأرض فلله الحمد والمنة.
---
طويلب علم صغير
09-24-2005, 07:07 AM
أسف على التأخر
أسأل الله أن يجعل درجه الدكتوراه مباركة وأن يجعل الشيخ عبدالرحمن الشهري من العلماء العاملين وأن يبارك له في علمه
---
عبدالرحمن الشهري
12-18-2005, 01:55 PM(1/346)
أذيعت المناقشة في برنامج أطروحة على الهواء في إذاعة القرآن الكريم السعودية يومي الخميس 7/11/1426هـ و 14/11/1426هـ . وفات بعض الأصدقاء الاستماع للمناقشة ، فأحببت إتاحتها لمن شاء الاستماع ولعله يسدد ما قد يسمعه من الخلل. والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى. ولعل هذه المناقشة تكون باكورة لمناقشات لرسائل علمية متخصصة تتاح للجميع عبر هذا الموقع مستقبلاً إن شاء الله . ونظراً لاختصار ما أذيع في برنامج أطروحة على الهواء من المناقشة رفعت ما اخترته من المناقشة ، مما رأيته مفيداً للمستمع ، دون إشغاله بتفاصيل في المناقشة قد لا يدركها إلا المناقش والطالب فقط.
مناقشة رسالة
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم (http://tafsir.org/audio/open.php?cat=1&book=16&PHPSESSID=d9e10964723056d5bf029b6b1dbe5c73)
---
خالد الشبل
12-18-2005, 03:00 PM
أحسنتَ، بارك الله فيك.
---
(1/347)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب صغيّر.
---
طلب صغيّر.
---
خالد الشبل
10-15-2005, 10:41 AM
أريد من الأفاضل بعض الأقول القصيرة من أئمة التفسير أو غيره عن أهمية التفسير وتدارُس الكتاب العزيز.
---
جمال حسني الشرباتي
10-15-2005, 07:08 PM
جميل جدا قول الطبري في مقدمة تفسيره
(اعلموا عبادَ الله، رحمكم الله، أن أحقَّ ما صُرِفت إلى علمه العناية، وبُلِغت في معرفته الغاية، ما كان لله في العلم به رضًى، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى، وأن أجمعَ ذلك لباغيه كتابُ الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مِرْية فيه، الفائزُ بجزيل الذخر وسنىّ الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حَميد .)
ما رأيك؟؟
---
خالد الشبل
10-15-2005, 10:56 PM
أستاذ جمال:
أشكرك على ردك، لكنْ هل كلام ابن جرير - رحمه الله - عبارة قصيرة؟
أريد نحو ما ساقه أبو نُعَيم في الحلية 9/123 من قول الشافعي للربيع بن سليمان، رحمهما الله: " اعلم أنّ مَن تعلّم القرآن جَلَّ في عيون الناس".
---
أبو بيان
10-20-2005, 01:29 AM
قال الأصفهاني(ت:749هـ): (أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان: تفسير القرآن).
مقدمات تفسير الأصفهاني (ص:256).
---
أبو زينب
10-20-2005, 08:16 AM
يقول ابن الجوزي في مقدمة " زاد المسير في علم التفسير" :
لما كان القرآن العزيزأشرف العلوم , كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم ,لأن شرف العلم بشرف المعلوم .
ص 29 -ط . المكتب الإسلامي .
---
(1/348)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ياطلبة العلم .. أريد المساعدة ..
---
ياطلبة العلم .. أريد المساعدة ..
---
طالبة العلم ..
04-11-2006, 09:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسال الله أن أكون ممن يفيد و يستفيد في هذا الموقع المبارك ..
واليوم وأول مشاركاتي ..
أتمنى أن تقدموا لي استشاراتكم ومساعداتكم ..
قد عزمت على عمل بحث في الأحاديث الواردة في صيام التطوع ..
وطلبي هو :
أن تشاركوني في عمل خطة لهذا البحث ..
وماهي المراجع التي أرجع فيها ..
علما أني لا أقتني أمات الكتب التي ستخدمني في هذا البحث إلا ..
صحيح البخاري .. وفتح الباري .. وببلوغ المرام .. ومجموع الفتاوى .. و العمدة ..
ومن المراجع : جامع العلوم والحكم ووو
وعندي برنامجا حاسوبياً وهو المكتبة الشاملة ..
لكني لا أحسن البحث فيها ..
فكيف أبحث ؟
جزاكم الله خير ..
وأسأل الله أن يثبت قدم كل ما أثبت لي حاجتي والمسلمين ..
---
أبو حذيفة
04-12-2006, 01:51 AM
يا طالبة العلم : إن كان الموضوع الذي تريدي البحث فيه لرسالة في الدراسات العليا فأعتقد اعتقاداً يقترب من اليقين أن الموضوع قد بحث . وإن كان المراد البحث للإفادة فجزاك الله خيراً فإن أفضل ما يتقرب به بعد الفرائض طلب العلم إذا كان بنية رفع الجهل عن النفس والغير ، وما ستقومي فيه إن كان مجرد الجمع للنصوص الوارة فالأمر سهل للغاية ، وإن كان الأمر دراسة تلك النصوص وبيان الفقه فيها فهذا أمر يحتاج إلى رسم خطة واضحة ، وهذه الخطة لا تتضح إلا بعد استيعاب النصوص أو أكثرها . فحددي الإجابة ولن يقصر المشائخ في تقديم النصح والمساعدة .
---
طالبة العلم ..
04-12-2006, 02:14 AM
لازلنا في بداية الطلب أسأل الله أن يعيننا ..
فأنا طويلبة علم تريد توجيه المشايخ وطلبة العلم .
بحثي هذا أريد أن يحوي الأحاديث الواردة في هذه القربة ..(1/349)
ثم أبين ماهي أوقات الصيام التطوعية في اليوم والاسبوع والشهر والسنة ..
ثم أبين المنهي من المستحب ..
ثم أبين إن كان هناك خلاف .. بنقل أقوال السلف والعلماء ..
واضع بعض فتاوى علماءنا المعاصرين ......
هذا ما فكرت به ..
ولكني لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف أبدأ ..
أرجو أن يكون هناك تجاوباً .. قبل نهاية هذا الأسبوع ........
---
أحمد البريدي
04-12-2006, 03:03 AM
طالبة العلم : اسأل الله لك الإعانة فيما عقدت العزم عليه , علماً أن هذا البحث سجل في جامعة أم درمان في السودان رسالة ماجستير بعنوان : أحكام صيام التطوع .
والذي اقترحه عليك إن كنت مصممة على المضي فيه أن تحرصي على الصحيح الوارد في الباب , أو أن تقتصري على أحاديث الصحيحين .
---
طالبة العلم ..
04-12-2006, 08:53 PM
جزاكم الله خير ..
لن أعمل بحثاً يكون مرجعاً ..
إنما بحثي سيكون تجميعاً لأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الواردة في هذه القربة ..
وأكتب فضلها وثوابها ودرجة الحديث ..
وشيء من أحكام هذا الصيام من منهي وخلاف بسيط .. فيما يحتاجه الناس ..
ليكون محفزاً للقيام بهذه النافلة ..
فما توجيهكم ...؟
---
رشا عصر
04-14-2006, 12:54 AM
اختى الغاليه اسال الله انيوفقنى لمساعدتك فى هذا البحث
ففى فضل صيم التطوع :
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً رسول الله. ونصلى ونسلم على معلم البشرية الخير محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أخي وأختى في الله..
أحييكم بتحية أهل الجنة...
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،(1/350)
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ } [رواه البخاري].
هذا حديث جليل، فيه أن من سعى في نوافل العابادات تقربا إلى الله الرحيم أحبه الله، وقربه منه، ووفقه في سمعه وبصره، وكان الله معه، يحيب دعاءه ويعيذه، مما يخاف ويحذر، وكفى بالله حسيبا، والصيام من أحب الأعمال إلى الله، قال تعالى في الحديث القدسي : { كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي } [رواه مسلم].
فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم.
وصوم التطوع أنواع
1- صيام يوم وفطر يوم وهوأفضل صيام التطوع. عن عبدالله بن عمروابن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله قال: { إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا } [متفق عليه].(1/351)
2- صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض). عن أبي هريرة – – قال: { أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ } [متفق عليه]. عن ابن ملحان – – قال: { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ } [رواه أبوداود].
3- صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله : { مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ } [رواه أبوداود].
4- صيام يوم عرفة. عن أبي قتادة – – قال: { َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ } [رواه مسلم].
5- صيام العاشر من محرم. عن أبي قتادة – – أن رسول الله ، { وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ } [رواه مسلم]. صيام التاسع والعاشر من محرم. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : { لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } [رواه مسلم]. قوله قابل : العام المقبل.(1/352)
6- صيام الإثنين والخميس. عن أبي هريرة – – عن رسول الله قال: { تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن].
7- صيام ست من شوال. عن أبي أيوب – رضي اللع عنه – أن رسول الله قال: { مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ } [رواه مسلم].
خصال الخير سبب في الدخول الجنة
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : { مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ } [رواه مسلم].
---
رشا عصر
04-14-2006, 01:01 AM
اختى المصونه الحبيبه هذه خطبه تستطيعين ان تبدئى بها بحثك اسال الله ان افيدك:
الخطبة
الحمد لله رب العالمبن ... ياآآآآرب :
يا من لا تراه العيون .. ولا تخالطه الظنون .. ولا يصفه الواصفون .. و لا تغيره الحوادث ... ولا يخشى الدوائر ... ويعلم مثاقيل الجبال .. ومكاييل البحار .. وعدد قطر الأمطار .. وعدد ورق الأشجار .. وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار .. ولا تواري منه سماء سماءا .. ولا أرض أرضا .. ولا بحر ما في قعره .. ولا جبل ما في وعره .. أعد علينا رمضان أعواما متتالية .. وارزقنا الزهادة في الدار الفانية .. وارفع منازلنا في جنة عالية .
اللهم ارزقنا الاستقامة على دينك في كل زمان .. في رمضان وفي غير رمضان.(1/353)
وأشهد ألا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ..
أوحى إلى حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فقال :( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
واعلم بأن الله رب واحد *** متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية *** والآخر المفني وليس بفان
وهو المحيط بكل شيء علمه *** من غير إغفال ولا نسيان
سبحانه ملكا على العرش استوى *** وحوى جميع الملك والسلطان
وأشهد أن حبيبنا و نبينا ورسولنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا محمداً رسول الله ..
كان دائم الصلة بالله ... يصوم والناس مفطرون ... يقوم والناس نائمون ... يذكر الله والناس غافلون ... يرتل القرآن الناس هاجرون .
هو خير من صام وأفطر ... وخير من سبح وذكر .. وخير من هلل وكبر .
حبيبي يا رسول الله : لي في مديحك يا رسول عرائس تُيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء
ما جئت بابك مادحاً بل داعياً ومن المديح تضرع وثناء
يا من له عز الشفاعة وحده وهو المنزه ماله شفعاء
صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم .
أما بعد : فيا حملة القرآن .. ويا حراس العقيدة : فقد رحل رمضان ... رحل شهر الصيام ... رحل شهر القيام ... رحل شهر القرآن ..
رحلت لياليه العامرة ... رحلت أيامه الزاهرة ... كأنها لحظات عابرة ..
فارقتنا يا سيد الشهور ... وإنا لفراقك لمحزونون ..
دعِ البكاءَ على الأطلالِ والدَّارِ *** و اذكر لمن بانَ من خلٍّ و من جارِ
ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ *** على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً *** و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ
ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي(1/354)
أيها المؤمنون الأعزاء : من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
نعم : رحل رمضان .. فهل رحل الصيام ؟
رحل رمضان ..فهل رحل القيام ؟
رحل رمضان .. فهل رحل القرآن ؟
رحل رمضان .. فهل رحلت مناجاة الواحد الديان ؟
أيها المؤمنون الأوفياء : بعد رحيل رمضان أقف مع حضراتكم وقفتان متأنيتان أسميها ( وقفتان بعد رحيل رمضان )
الوقفة الأولى : رحل رمضان .. فهل رحل الصيام ؟
لقد رحل رمضان بصيام الفريضة ... ولكنه ترك لنا صيام التطوع ..
وأول صيام التطوع بعد رمضان ... صيام ستة أيام من شوال ...
ولكي نعرف فضل صيام الست من شوال ... أرتحل بكم إلى الحضرة المحمدية على صاحبها أزكى الصلوات الربانية .. لنوجه هذا السؤال إلى الذي لا ينطق عن الهوى ..يا رسول الله بأبي أنت وأمي : أخبرنا عن فضل صيام الست من شوال !
فتأتي الإجابة واضحة المعاني ... جلية المباني ... ليقول لنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله ) ...
يا الله !! صام الهر كله ؟ نعم أيها الأحبة ... من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله...
كيف ذلك ؟
ألم يعدنا مولانا جل جلاله في محكم تنزيله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)؟
والصيام حسنة ...
بل صيام اليوم الواحد حسنة ... والحسنة بعشر ...
وعلى ضوء هذا الوعد الرباني ؛ فإن صيام يوم من رمضان يعدل صيام عشرة أيام .. ورمضان ثلاثون يوماً حتى وإن كان ناقصاً .. وصيام رمضان بثلاثمائة يوم .. وصيام يوم واحد من أيام شوال الست يعدل صيام عشرة أيام كذلك .. فصيام الستة بستين يوماً ..
والسنة القمرية الهجرية العربية : ثلاثمائة وستون يوماً ..(1/355)
فإذا ما صمت رمضان والأيام الست من شوال .. فكأنك صمت ثلاثمائة وستين يوماً .. كأنك صمت السنة كلها ..
فإذا كنت على هذه الحال كل عام حتى تلقى الله .. أعطاك ثواب من صام العمر كله ... هذا وعد الله .. والله لا يخلف الميعاد ..
ثم تهل علينا نسمات مباركات ... تحملها لنا الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة ..التي أقسم الله تعالى بها فقال : ( والفجر ... وليال عشر ..) قال المفسرون ؛ المقصود بالليالي العشر : العشر الأيام الأولى من شهر الحج ..
ومنها يستحب صيام تسعة أيام من أول ألشهر حتى اليوم التاسع منه .. وهو يوم عرفة ...
فتعالوا أحبتي لنسمع الصحابي بن الصحابي .. الفقيه ابن الفقيه .. الورع ابن الورع ..عبد الله بن عباس رضي الله عنه ماذا أخبره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأيام ...
قال رضي الله عنه وعن أبيه سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر من ذي الحجة ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) .
أما فضل صيام يوم عرفة فيكفي أن تعلم أن الحبيب محمداً صلى الله عليه وسلم قال فيه : (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده)
سبحان الله الجواد الكريم .. صيام يوم عرفة يكفر الذنوب التي ارتكبتها في السنة الماضية .. والتي ترتكبها في السنة اللاحقة ... إذا اجتنبت الكبائر ..
وبعد يوم عرفة يأتي يوم عاشوراء .. وما أدراكم ما عاشوراء .. إنه اليوم الذي نجى الله فيه كليمه موسى .. وأغرق فيه عدوه فرعون ...
وهو اليوم العاشر من شهر الله الحرام (محرم) ..(1/356)
وقد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عاشوراء، فقال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية:"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" وفي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"
قال البيهقي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وبالله التوفيق".
بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة".
ويصور حبر هذه الأمة عبد الله ابن عباس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فيقول: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"
أيها الأخ المسلم .. أيتها الأخت المسلمة : لم ننته بعد من صيام التطوع ..
فمازال أمامنا الأيام القمرية من كل شهر هجري ... وهي التي تسمى (الأيام البيض) .. وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر .. من صامها مع شهر رمضان كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
إي وربي ؛ كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
أتدرون ما يوم الظمأ ؟
إنه يوم عسير .. على الكافرين غير يسير ..
إنه يوم يقول عنه المولى جل جلاله و تقدست أسماؤه : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج ، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا،إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، يوم تكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ، و لا يسأل حميم حميماً)
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا !!!(1/357)
إنه يوم يشتد فيه الظمأ بالعباد ... وتدنو الشمس من الرؤوس .. وتتيبس الشفاه .. وتتحجر الألسن ... وتجف الحلوق ... وليس هناك من يسقي الماء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حوضه الذي يصفه فيقول : ( حوضي على مقدار مسيرة شهر ..ماؤه أشد بياضاً من اللبن .. وريحه أطيب من ريح المسك .. وطعمه أحلى من العسل .. من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا )
فيا فوز من شرب من هذا الحوض ... يا فوز من يسقيه الحبيب صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ... يا فوز من يرد ذلك الحوض ...
أخي في الله ... أختي في الله : هل تريدان أن تشربا من ذلك الحوض ؟
هل تريدان أن يسقيكما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ؟
هل تريدان أن تشربا شربة هنيئة لا تظمآن بعها أبداً ؟
عليكما بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ..عليكما بصيام الأيام البيض من كل شهر ..
التي يحث على صيامها سيد الخلق فيقول : ( من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ )
نعم : من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
هذه الحقيقة وعاها أعرابي الحجاج ... فاستعد بها لذلك اليوم ..
أتدرون من أعرابي الحجاج ؟
اسمعوا هذه القصة وستعرفونه جيداً !!
كان الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية العراق كان رجلا سفاحاً ، وكان أميراً على العراق ، في عهد عبد الملك بن مروان ، وكان الحجاج لا يأكل إلا إذا أرسل إلى رجل يأكل معه .. وذات يوم شديد الحر أراد أن يتناول طعام الغداء .. فأرسل أحد جنوده ليحضر له من يأكل معه .. وذهب الجندي في حر الهجير عندما قامت الشمس على الرؤوس تكوي وجه الأرض بحرها ..
أخذ الجندي يبحث عن رجل يأكل مع الحجاج فلم يجد في هذا الحر القائض إلا أعرابياً ينام في ظل جبل .. فأيقظه الجندي ... وقام الأعرابي مذعوراً : لم أيقظتني يرحمك الله ؟
قال الجندي : لتتناول الغداء مع أمير العراق ... أتدري من هو ؟(1/358)
قال الأعرابي : نعم .. إنه الحجاج بن يوسف ..
فقاده الجندي نحو الحجاج بن يوسف .. ولما وقف الأعرابي أمام الطاغية ..
قال الحجاج : أتدري من أنا يا أعرابي ؟
قال الأعرابي : نعم ، أنت الحجاج بن يوسف .
قال الحجاج : إذن تعال لتتناول الغداء على مائدة الحجاج يا أعرابي ..
قال الأعرابي بلسان العزة والشموخ : لقد دعاني من هو أفضل منك كي أتناول الطعام عنده .
قال الحجاج المغرور : ومن أفضل مني يا أعرابي ؟
قال الأعرابي : إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل في علاه ..
الله أكبر ... ما هذا الشموخ ؟ ما هذه العزة ؟
أيها الإخوة الأعزاء : عندما أقرأ هذه القصة أحني الجبين إكباراً وإجلالاً لله الذي وضع العزة في قلب من يحب من عباده .
أعرابي وأمير طاغية .... أعرابي حافي القدمين .. فقير الحال .. يقف أمام طاغية العراق الذي ملأ الأرض ظلماً .. ولا يحكم العراق حتى هذا اليوم إلى كل طاغية أثيم ... حجاج زنيم .
أعرابي مسكين يقف أمام ظالم مات في سجنه عشرون ألفا .. وكان سجنه غير مسقوف لا صيفاً ولا شتاءاً ..
وإن سجون الطغاة الغاشمين في هذا الزمان أشد هولاً من سجن الحجاج ..
فلكل زمان حجاجه .... وقد ابتلى الله أمة محمد في هذا الزمان في كل بلد من بلاد المسلمين بحجاج غاشم .. عميل خائن .. لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة .
الأعرابي يقول : يا حجاج .. لقد دعاني من هو أفضل منك ... إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الرحمن ..
فيجيب الحجاج : يا أعرابي أتصوم هذا اليوم وهو شديد الحرارة ؟
فيقول الأعرابي المؤمن : يا حجاج .. أصومه ليوم أشد منه حراً .
فيجيب الحجاج : أفطر اليوم .. وصم غداً .
فيجيب الأعرابي وكله ثقة وإيمان : يا حجاج .. هل اطلعت على الغيب فوجدتني سأعيش إلى الغد ..(1/359)
والله الذي لا إله إلا هو لو كان أحد علماء السلطان في موقف هذا الأعرابي ودعي إلى مائدة أحد المسؤولين وكان صائماً ... لأفطر الدهر كله .. حتى يفوز بمجالسة صاحب الجلالة ... أو صاحب الفخامة ... أو صاحب السمو ... أو صاحب السعادة ... أو صاحب المعالي ..
شاهت الوجوه ... شاهت وجوه المنافقين ... شاهت وجوه المتملقين ... شاهت وجوه المتزلفين .
قال الأعرابي : ماذا تريد مني يا حجاج ؟
قال الحجاج وقد بهت : لا أريد منك شيئاً ..
قال الأعرابي : إذن فدعني مع الذي رفع السماء وبسط الأرض .. ثم انصرف .
أيها المؤمنون الأماجد ... أيتها المؤمنات الفاضلات : ما زلت معكم في الوقفة الأولى بعد رحيل رمضان ..
ومن سوى ذلك .. هناك صوم يومي الاثنين والخميس ..
فقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يصومهما ... ولما سئل - بأبي هو وأمي- عن ذلك قال : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله ، وأنا أحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم )
و من أراد الزيادة فعليه بصيام نبي الله داوود عليه السلام .
أتدرون ما صيام داوود ؟ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً .
قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ( خير الصيام صيام داوود .. كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ) .
إلى هنا أستطيع التوقف عن عرض الوقفة الأولى .. لنستريح قليلاً .. قبل أن نستعرض الوقفة التالية .
أيها المؤمنون الأعزاء : هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها الحبيب : البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ..
إعمل ما شئت كما تدين تدان ... كل غبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .
---
عبدالله الحضرمي
04-15-2006, 12:48 AM(1/360)
اولا: جزاكي الله خير على ماتقمين به وهكذا يحصل العلم بالبحث والسؤال ثانيا :المراجع كثيرة جدا ولكن ساذكر لك البعض منها الكتب الستة صحيح البخاري وصحيح مسلم والترمذي والنسائي وابي داود وابن ماجه وصحيح الجامع للالباني والسلسلة الصحيحة هذة الكتب مهمة جدا في البحث ثالثا: طريقة البحث في صحيح الجامع انظري الى حرف الميم جملة من صام وهكذا في الكتب الستة هذة لجمع الاحاديث واحرصي ان تكون صحيحة ولشرح الاحاديث ينظر سبل السلام للصنعاني وينظر فتح الباري لابن حجر والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي واسأل الله العلي العظيم ان يوفقك وعذرا على الاطالة
---
(1/361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث (الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات)
---
بحث (الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات)
---
حمدي
05-22-2006, 10:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين سيدنا محمد على آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد:
عندما أرسل فضيلة الشيخ/غانم قدوري الحمد جوابه الكافي الشافي على السؤال الذي طرحته في بعض أقسام هذا المنتدى ألا وهو[ما الفرق بين علمي التجويد والأصوات]فقد طلبني المشرف في رده أن أجعل المنتدى مصدرا لهذا الجواب بعد نصبه إلى القائل العزيز وأثناءها وعدته أن أفعل ذلك -وقد فعلته- كما وعدته أنشرالبحث على المنتدى حتى يناقش ويقوم وها أنا أود أن أف بوعدي
عزيزي القارئ : إن حبي لهذا المنتدى ومدى استفادتي وثقتي بكل من فيه هو الذي جعلني أنشر بحثي من خلاله حتى يتم مناقشته وتقويمه فأجد من ذلك الخبرة والعون على تصحيح أخطائي وتجاوزاتي. فأهلا وسهلا ومرحبا لكل داع ، وناقد ،ناصح، ومرشد الأمين
والآن مع المقدمة:
الحمد لله الذي علم القرآن ، خلق الإنسان علمه البيان ، فسما به فوق كل ما خلق الرحمن أحمده على توالي نعمائه وأشكره على تتابع كرمه وإحسانه والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالعربية فدعا بها إلى دين الحق والصراط المستقيم – صلى الله عليه على آله وأصحابه وذرياته ومن ولاه إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أما بعد :(1/362)
فلقد كان للقدماء من علماء العربية وعلماء الأداء القرآني بحوث في الأصوات اللغوية شهد المحدثون أنها جليلة القدر بالنسبة إلى عصورهم ، وقد أرادوا بها ولاشك خدمة اللغة العربية والنطق العربي ، ولا سيما في التنزيل القرآني. ولقرب هؤلاء العلماء من عصور النهضة العربية واتصالهم بفصحاء العرب كانوا مرهفي الحس ودقيقي الملاحظة فوصفوا لنا الصوت العربي وصفا مدهشا غير أن المتأخرين منهم قد اكتفوا بترديد كلمات المتقدمين وربما كان هذا نتيجة لعدم الفهم الدقيق لها . علما أنه قد أصاب بعض هذه الأصوات تطورا وهم لم يلحظوه ولم يفطنوا إليه ، ووقفوا بهذا حيث وقف القدماء.
فلما كان العصر الحديث واستعان العلماء بالآلات الجديدة والتكنولوجيا الحديثة في دراسة الأصوات اللغوية توصلوا إلى أشياء جديدة تخالف أحيانا ماعهدناه في الدراسات الصوتية عند القدماء من علماء العربية وعلماء الأداء القرآني وتوافقه حينا آخر(1).
ولما رأينا الناشئين من القراء وغيرهم من طلاب جامعتنا يجدون بعض الغموض في كلام القدماء ويعسر عليهم فهمه عندما يختلف وصفهم عما يمارسونه اليوم حين يقرؤون التنزيل رأينا أن نقوم بهذه البحث الذي نقدمه لنيل الإجازة العالية بوصف الأصوات العربية بين علمي التجويد والأصوات لنقف على ماتتفق عليه آراؤهم مع النظريات الحديثة والنطق الحالي.
وقد عنونت البحث ب : (الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات ) وجعلته في فصلين في كل فصل مباحث.
الفصل الأول : دراسة الصوت اللغوي.
وتحته مبحثان :
المبحث الأول : تاريخ الدراسة الصوتية للغة العربية
المبحث الثاني: أهمية الدرس الصوتي
الفصل الثاني : السمات الصوتية ومعايير التصنيف
وتحته ثلاث مباحث :
المبحث الأول : السمات الصوتية ومعايير التصنيف في علم التجويد
المبحث الثاني : السمات الصوتية ومعايير التصنيف في علم الأصوات
المبحث الثالث : المسائل الخلافية(1/363)
وبحثي هذا وإن كان الأول من نوعه في جامعتنا هذه ، لا أدعي له الكمال في كل نواحيه ، وإنما أعده مجهودا متواضعا أبغي به نشر طرف من الدراسات الصوتية للغة العربية بين من يعنون بالبحث اللغوي أو يرغبون في قراءة القرآن الكريم كما أنزله الله مرتلا . راجيا الله أن يجعله خالصا لوجهه وينفع به الطلاب والقراء.
[line]
(1)الأصوات اللغوية /إبراهيم أنيس
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 06:48 AM
أخي الكريم حمدي وفقه الله ورعاه
قرأت مقدمة بحثك ، وأشكرك على عنايتك بهذا الموضوع الدقيق في اللغة العربية ، الذي يتصل باللغة العربية ابتداءً ، وبتجويد القرآن الكريم على وجه الخصوص ، ويتتبع جهود اللغويين وعلماء التجويد في وصف أصوات اللغة ومخارجها .
ولست أدري الدرجة العلمية التي تعنيها بهذا البحث ، هل هو بحث للمرحلة الجامعية (البكالوريوس) ، أم بحث لمرحلة الدراسات العليا . والذي يغلب على ظني أنه للمرحلة الجامعية (البكالوويوس) ، وأعده بحثاً دقيقاً تشكر على اختياره ، ويبقى عليك التأني في استعمال العبارات الوصفية الدقيقة في هذا البحث ، لأنه بحث تؤثر فيه الفروقات الدقيقة في الألفاظ التي وصف بها العلماء الأصوات ، واختلفت التعبيرات عند العلماء لاختلاف العصور ، وتطور العلم .
وأختم بالدعوة إلى العناية بما حرره الدكتور الجليل غانم الحمد في رسالته للدكتوراه على وجه الخصوص (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) وبقية بحوثه ودراساته حول موضوع الأصوات ، فقد أضاف إضافات قيمة لا يستغني عنها الباحثون في هذا الباب ، وكتبت بعده وقبله دراسات في علم الأصوات ، لا أظنها تخفى عليكم ككتاب إبراهيم أنيس الذي نقلتم منه في المقدمة ، وكتب الدكتور العلامة كمال بشر .
-- ملحوظات منهجية -- :
1- عند النقل من المصدر بالنص ، ضع المنقول بين قوسين ، واكتب في الحاشية رقم الصفحة .
2 - الخطة التي وضعتها هنا - فيما يبدو لي - غير مكتملة .(1/364)
3- ضرورة التمرس في كتابة البحث العلمي على يد أستاذ ماهر خبير حتى يتعلم الطالب ، ويثمر البحث ، ومراجعة الكتب والبحوث التي تناولت خطوات البحث العلمي ، ووسائله ، وكيفية الكتابة ، وعلامات الترقيم ، ففيها فوائد لا يستغني عنها الباحث .
وفقكم الله أخي الكريم حمدي ، وقد وصلتني رسالتكم الكريمة على بريدي ، وأسعدني ما فيها بارك الله فيكم .
---
حمدي باه
06-02-2006, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
وبعد :
فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد استفدت كثيرا من ملحوظاتكم على المقدمة ، وسآخذها بعين الاعتبار والعناية -إن شاء الله - في بقية البحث
ومن أجل مثل هذه التوجيهات والنصائح رغبت أن أنشر البحث على هذا الملتقى العلمي الجليل ، حتى أستفيد من علوم الأساتذة الأجلاء وتوجيهاتهم.
فضيلة الدكتور ، لقد وضعت هذه الخطة مع مشرفي [أ. مختار الجيلاني] وهي مكتملة حسب رأينا ، لكن مع ذلك كله لا مانع من أن نستفيد من سماحتكم وأن نطلب اقتراحكم فيها .
أما كيفية كتابة البحث فإني بحاجة إلي بعض المراجع فيها لأننا في الجامعة الاسلامية بالنيجر لا ندرس منهج البحث . وعليه أرجوا من سماحتكم متابعة بقية البحث للاشراف عليه وتقويمه حتى يثمر ،لأني بعد عرضه في الملتقى أود أن أجعله مذكرة يستفيد منها الطلبة في قارتنا (غرب إفريقيا) وخاصة دولة مالى ، لأن الطلبة في مراحل الإعدادية والثانوية بحاجة ماسة إلي مثل هذه الأعمال في هذه الدولة التي أنا منها.
وأفيد سماحتكم أن البحث كتب لنيل الإجازة العالية (الميترز) من الجامعة المذكورة، وتم مناقشته على يد (د/علي يعقوب) يوم الثلاثاء/23 /05/2006(1/365)
وأخيرا أشكركم جزيل الشكر على قراءة هذه المقدمة والتعليق عليها سائلا الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
طالبكم : حمدي باه
الجامعة الاسلامية بالنيجر
---
(1/366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تحقيق كتاب (الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم) لابن عقيلة المكي ؟
---
سؤال عن تحقيق كتاب (الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم) لابن عقيلة المكي ؟
---
د.خضر
03-14-2007, 11:03 AM
رسالة علمية بعنوان" الجوهر المنظوم في تفسير القرآن العظيم بالمرفوع من كلام سيد المرسلين "
لمحمد بن أحمد بن سعيد بن عقيلة فهل من الإخوة من يعرف صاحب هذه الرسالة .
---
عبدالرحمن الشهري
03-14-2007, 03:43 PM
صاحب هذا البحث هو الأخ محمد مصطفى علي حسن في رسالته للماجستير بمصر ، وصل فيه إلى الآية 182 من سورة البقرة كما ذكر الأخ وائل حجلاوي ، وهو عضو من أعضاء الملتقى ولعله يجيب عن أسئلتكم حول هذا التفسير وفقه الله ، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في موضوع سابق بعنوان :
صدر حديثاً كتاب(الزيادة والإحسان في علوم القرآن) لمحمد بن أحمد بن عقيلة المكي(1150هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5863)
المشاركة رقم 5
---
(1/367)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين نزول منزل
---
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين نزول منزل
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
03-01-2007, 08:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (48) – بتاريخ 13/2/1428- الدعاء حين نزول منزل :
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( من نزل منزلاً ثم
قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء ، حتى يرتحل من منزله ذلك )) [ رواه مسلم:
6878 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الرجاء الحذر من المواقع التاليه
---
الرجاء الحذر من المواقع التاليه
---
سلسبيل
09-04-2004, 11:09 PM
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركة وجدتها في احد المنتديات وحبيت نقلها لكم عسى ان لا يريكم مكروه
المشاركة كما قرأتها : (الرجاء اتخاد الحذر من المواقع التالية
: plz make sure u dun use this islamic sites
www.answering-islam.org
www.aboutislam.com
www.thequran.com
www.Allahassurance.com
هذه المواقع على الأنترنت أصدرها اليهود الإسرائليون في محاولة لهم نشر معلومات زائفة
عن الإسلام و القرآن و الحديث على الصعيد العالمي. الرجاء المساهمة في نشر هذا البيان
التوضيحي على أوسع نطاق ممكن.
those sites were published by israelians,jews n kristians to spread nonesense about
islam n information that gives bad idea about islam... plz help in to stop all
that... n send this email to all ppl u know...
هنالك أشخاص يقومون بإرسال
شاشة توقف أو حافظة شاشة
SCREEN SAVER
بها ضفادع بإسم
Budweiser Frogs
إذا قمت بتحميل هذه الشاشة في جهازك فسيقوم بتدمير القرص الصلب..
لا تقم بتحميلها تحت أي ظرف أو ضغط..
هذا يعتبر فيروس جديد.. والكثيرون لايعرفون عنه شيء.
قم بإبلاغ أصدقائك بأسرع وقت ممكن
وهو فيروس خطير جد ولا يوجد له مكافحة حالياً
=============================
كن حذرا فهناك فايرس ظهر حديثا يقوم بمسح الدرايف سي
فإذا وصلتك رسالة تحمل هذا العنوان
"Economic Slow Down in US "
فعليك حذف الرسالة فورا.. أما إذا فتحتها فسيقول لك
"Your system will restart now. do you want to continue"
وحتى إذا اخترت " لا" فسيقوم باغلاق جهازك ولن تستطيع تشغيله مره اخرى
حاول ارسال هذا التحذير لأكبر عدد ممكن
ونشره على اكبر نطاق ممكن(1/369)
حتى يتجنبوا أخطار هذا الفايرس
============================
يوجد فيروس جديد أكتشف حديثا و عمله هو حذف جميع محتويات القرص الصلب . اذا وصلك ايميل
بعنوان
"Osama Vs Bush",
أحذفه فورا ، عند فتحه سوف يسألك السؤال التالي
will this war affect the world economy?".
هل سوف تؤثر هذه الحرب على إقتصاد العالم ؟
و يوجد عدة أزره اذا ضغطت على أحدها سوف يتم ايقاف النظام عندك و لن تستطيع تشغيله مره
أخرى .....و قد سبب هذا الفيروس عدة مشاكل في أمريكا و الهند و بعض مناطق العالم
الرجاء إعادة ارسال هذه الرسالة الى أقصى عدد من الناس لأخذ الحذر و الحيطة
ــــ
---
الازهري المصري
09-05-2004, 06:24 PM
جزاكم الله خيرا
واستاذنك في النقل
---
سلسبيل
09-05-2004, 11:13 PM
لم نضعه في هذا الملتقى إلا ليتم نشره وتوزيعه ليحذر منه المسلمو ن
وجزاكم الله خيرا على نشر ما فيه فائده للمسلمين
---
(1/370)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > متن مقرب التحرير للعلامة الخليجي
---
متن مقرب التحرير للعلامة الخليجي
---
أبو الجود
03-20-2007, 05:32 PM
هذا متن مقرب التحرير للعلامة الخليجي أرجو من الأخوة الذين معهم المتن المراجهة معي حتى نضعه في النهاية بمكتبة
المنتدى سليما من الخطأ
( بسم الله الرحمن الرحيم )
يقول راجي لطف مولاة الخفي محمد المقري الخليجي الحنفي
الحمد لله الذي حررنا من ربقه الجهل بما علمنا
أورثنا الكتاب أوفي نعمة ثم الصلاة لنبي الرحمة
محمد وآله ومن تلا كتاب ربنا بوجه أنزلا
وبعد ذا فإن متن الطيبة ذو مطلقات أن تقييد واجبه
لذا عنيت بعد نظمي التكملة بنظم تحرير لما قد أجملة
رغبة أن يكون من يتلو على تمام علم بالذي له تلا
محررا لكل راو ما ورد معولا على الطريق المعتمد
سميته مقرب التحرير للنشر والتحبير والتيسير
وهأنا أشرح فيما قد قصد والله حسبي وعليه اعتمد
( تحرير التعوذ والبسملة )
لا كل في تعوذ بسورة مع بسملة وجهين خذ مع عشرة
فاقطع وصل من غير تكبير وبه وصلة مع وقف ووصل وانتبه
فهذه ست إذا قطعت أو وصلت تعويذا بما بعد رأوا
وزاد حمزة إن يقف بأكبر إبدال همزة فأربعًا يري
كوصله الرحيم بالأول مع وقف به تخفيفه بما وقعن
وإن تقف بأكبر أتبع أولا له محققا وإلا مبدلا
وبين الأنفال وتوبة بلا بسملة للكل قف واسكت صلا
وبين غير دين بسمل قف وصل مكبرا أولا قطعت أو تصل
مع قطع آخر وصل كلا إذا كبرت أولا فثمان تحتذا
وما لحمزة من الإبدال في أكبر والأول هاهنا قد أقتفي
والوصل ثم السكت يأتيان عن من لهما رتبنا أولا اعلمن
واتركهما عند اقتران الناس با لحمد وفي تكرير سورة حظل
وراع حال الوقف في السكت ورا ع ما أتي في الوصل إن وصل جري
( سورة الفاتحة وما يتبعها )
إن أخلص الصراط خلاد أول لا تشمم الثاني وغير ذا افعلا(1/371)
وبمصيطر أذا أخلصت عن خلاد مع وقف بالأكبر أفعلن
وماله سكت إذا وان تشمم واسكت ودع وصلا وفي الوقف أعلم
نقل وسكت مثل سكت غير مد وعنده نقل فقط ست تعد
لحفص سين مفصلة ما لقصر دع والسين في مسيطر إن سكت وقع
و لابن ذكوان مسيطرون مع مسيطر إن مد فالسين منع
كبسطة وسينه اتركه إذا بفتح زاد وهو بالمد انبدا
كميله عند هشام إن قصر أو عنه تا التأنيث مع سين ظهر
( تقييدات المدود )
أقوي المدود لازم وما لحق فالمتصل فعارض السكون ثق
فالمنفصل وأضف الكل البدل واللين عن مد لعرض نزل
فإن تقف بعارض بعد بدل أو بعد لين ستة فيها حصل
ايت بما في أول في الثاني وزد ما علا بلا تواني
وأن عكست سويا مدهما وجئ بالأدنى في الأخير منهما
وسو بين عارض الإدغام مع عارض وقف مطلقا إذا اجتمع
والمتصل والمنفصل سو وزد الأخير من كل بما قد ينفرد
وإن يمد ذلك القدر فقد جميع أوجه بثان لا يرد
وزد على ذلك قصر المتصل إن يتغير حال قصر المنفصل
وفي اجتماع الكل زد ذلك مع ثلاث ما حقق إن قصر وقع
وقصرك التعظيم دعه إن تمد غيرة ومع مد به الإدغام رد
واضمم لقدر الوصل ستا إن تقف في كيسا والروم كالوصل عرف
ولابن ذكوان بمد ما انفصل اظهر باورثتم وإدغم إذ دخل
وافتح له ذا الرا وكافرينا مرجاه ايضا والحوارينا
عمران يلقاه أتي أمر وفي رآه ميل مطلقا مع ذا نفي
وفتح خاب دع وإبراهيم دع الفا بها تكن فهيما
كل تفاوتا له في السكت دع والوصل والسكت مع السكت منع
ولهشام إن قصرت فافتحا خاب وجاثا وراى موضحا
وأدخلا في نحو آئن ولا تسهيلا سواه إلا مد خلا
واستثن إن كان واذهبتم وفي اناه مل وافتح مشاعري قف
وعذت أدغم يرصما قصر وأضف خالصة وقصر اعجمي حذف
( تحرير ما في الإدغام ليعقوب وأبي عمرو )
يعقوب في الكبير مع صغير أو عام الخلاف مع خاصة فسو
وأدغم الثاني وفي الراجح مع سواه عكس ما مضي عنه وقع
وابن العلا في الخاص والكبير مع سواهما سو أو اظهر تتبع
( موانع الغنة في اللام والراء )(1/372)
وعنه اللام وراء امنعا لازرق إن مد شيئا ومعا
تفخيم راجمت وتوسيط البدل واصبهاني عند مد ما انفصل
بعكس حفص مثل سكتة وإذا مد ابن ذكوان مع السكت انبذا
والمدغم الكبير والموفي كبا رئكم ومخفية بمد صحبا
ونحو لن نؤمن إن تدغمه لا تغن في اللام باجماع الملا
( موانع هاء السكت ليعقوب )
ها السكت في نحو على دع بمد وفي الجميع حال الإدغام ترد
وعن رويس منعت إن اظهرا بالمد كاتخذت أو إذا قرا
سقطا أ,لي الهمزتين ويخص هذا بمد مع إظهار بنص
وحين ذا بفاطر جهل وسم ينقص وسمين فقط إن أدغم
( تحرير الإمالة )
وتمل بألف منونا إلا إذا كانت لقصر أعلنا
وذاك سبع عشرة عزا طوي مصفي مفتري مصلي وسوي
ربا ضحي عمي فتي مولي سدي قري إذى مثوى مسمي وهدي
وأن تصل نحو يتامى بالنسا لا تمل التاء لدوري الكسا
وفي تمار ويوارى اضجعا واتبع الغين إذا اليا لا يغن
( تحرير أبي عمرو وفي فعلي ورءوس الآي )
ابن العلا دنيا منعا مع فتحه فعلي إذا ما اجتمعا
وزد لدور منع إن يميلا دنيا إذا فعلي قرا مقللا
وعنه في الناس ودنيا فرقن إمالة بالقصر إن الأظهار عن
ومنع له إمالة الناس على تقليله بلي فبالفتح تلا
وإن يمل دنيا فرأس الآي ما قللها ففتحها عنه الزما
وعنه ما تقليله عسي اتي مع قصر أو غنة أو فتح متي
ومع فتحك رءوس الآي لل بصري تقليلك فعلي قد حظل
والسوسي في نحو الم ير يرد معللا وما قلل دنيا إن يمد
سوي القصص إن تعقلون خاطبا وعنه الاطلاق بفعلي يجتبي
وفتح فعلي ذر مقللا بلي لابن العلا إن يك بالقصر تلا
---
إبراهيم الجوريشي
03-22-2007, 03:27 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب
أكمل نحن معك متابعين
---
أبو الجود
03-22-2007, 02:53 PM
( تحريرات الأزرق في البدل وغيرة )
وعند قصر بدل الأزرق ما قلل ذا اليا ما فصالا فخما
ماسهل الذكرين ما قرا عشرة التوبة بتفخيم يري
وعند قصر سو منصوبي را نونتا مع وقفة رالآخري
وعند توسيط فالأخري رققا مع وحهي الأولي تكن ممن رقي(1/373)
كذلك إن مد شئ مع فتح يا وإن تقلل فيهما الرق اجريا
وعند مد سو أو فخم فقط أولاهما كما أذا البدل سقط
وإن توسط نحو خيرا فخما وقفا فقط وإن وصلت عمما
وإن توسط فخمن ذكرا وصلا ووقفا وكذاك سترا
كذاك صهرا امرا ايضا وزرا حجرا كذا لا مستقرا سترا
( في البدلين وإسرائيل )
وفي مغير إذا تقدما محقق خمسة أوجه اعلما
اقصرهما وان توسط أولا أو ان تمد سو واقصر تفضلا
والعكس ان تقصر فثلث ثاني وسو في الباقي وخذ بياني
وحكم إسرائيل مع محقق حكم المغير مع المحقق
وفيه مع مغير ثلثة إن قصرت ثم سو واقصر يا فطن
طردا وعكسا ثم إن جامعهما إن قصر إسرائيل خذ خمسهما
كذاك إن قصرت ما تغيرا ثم كما حقق مع ما غيرا
( في اللين والبدل وإسرائيل )
وإن تر إسرائيل مع لين فدع مدك لينا عند توسيط يقع
وإن مددت اللين مد البدلا وإن توسط فالثلاث تتلي
وزد بغير شئ القصر على تثليثك البدل تكن مفضلا
وعند تقليل لذي الياء روى تغليظ صلصال وترقيق سوس
وامنع توسيط الأسراء بلا وإن بدا باللام نحو الأولي
اقصر فقط وإن بهمز وابتدا ثلث له مد البدل معتمدا
وفي أأنت أرأيت إن تقف سوي له فقط والإبدال حذف
( قيود الراءات واللامات )
ولم يفخم را إن أبدلا ثاني همز أو يوسط بدلا
أو مد أو وسط لينا غير شئ أو أن تفخم را كشاكرا أخي
أو رققت عشرون ثم إن فتح ذا الياء أو توسيطه شيئا وضح
مع مده لبدل في ذين يمنع لاكبر ففيها استثن
أو بعد طاء كان لاما غلظا أو أن يرققن لاما بعد ظا
وبعدها ذر غير مد في البدل وبعد طا أن رقق التوسط حل
( تحريرات حمزة )
وأن يوسط شئ لحمزة اشترط سكتا بأل أو مع مفصول فقط
ولا تمل توراه عنه حينئذا وفتح قهار إذا قد نبذا
وشرط توسيطك لا سكت بال لا وحدها بل مع ما قد انفصل
سكت أو حققت في المغير ورد توسيطها تفاوتا في سكت مد
وعند سكت المد توراة أميل فقط وها التأنيث عنه لا تمل
مع سكت مده إذا وسط لا كخلف إن حقق ما قد فصلا(1/374)
وفتح الأبرار ونحوها منع خلاد وقفا حينما السكت يقع
وعند سكت ما يصل ومد لا إدغامه بالجزم في الفا حظلا
واقصر بلا إن قللا القهار أو لا سكت والفتح بمد شئ تعودا
( في وقف حمزة وغيرة )
وذو توسط بزائد منع تحقيقه إن يتغير ما تبع
كعند سكت ما وصل أو سكت مد وبعدها ويا الندا السكت يرد
وأل إذا وقفت فيها حظلا تحقيقها بدون سكت فانقلا
وهؤلاء إن همزتيه غيرا فامنع تفاوتا إذا الروم جري
وغيرا مفصول رسم إن تجد ه بعد ساكن صحيح ووجد
سكتك عن حمزة في المفصول وعن خلف مع سكت مد الطول
وغيرا عن حمزة ما ينفصل بعد تحرك بسكت المتصل
وضع سكت المتصل إذا جري قبيلة المد امنعا تغيرا
ولم يكن يسكت في وقف على موصول أو متصل بل سهلا
وعن سواه في كشئ فان ترم سكتا بوقف امنع إلا إن ترم
( تحريرات القرش سورة البقرة )
في كزي الله إن السوسي فتح فخم وأن أمال فالوجهان صح
وهاهنا رقق فقط إن أبدلا مع فتح موسي مظهر أو قللا
وكأن هامزا فمن توبو اانتمى أو وجهه نبل وللدوري أما
وفي وإذ قال إلى جهره جري للبصري تحرير نماه الخير
فاقصر وسكن واختلس بغير غن وأظهر محققا أو أبدلن
أو أدغمن مبدلا وغن مع وجهين في الهمز بإظهار وقع
وأئت بإتمام بلا غن على ثلاثة الهمز والإدغام جلا
وامدد بإسكان بلا غن وغن وأظهر مبدلا أو حققن
وامدد بإتمام وإخفاء بلا عن بإظهار وحقق وأبدلا
فتلك واحد وعشرون على فتحك موسي وإذا ما قللا
للدوري في ثلاثة نري وتعد تسعين بعد ستة منها يرد
تفخيمه اللام إذا ما قللا موسي بهمز أو إذا ما أبدلا
مع فتحه موسي بإظهار فقد أوجهه نبل وهذا المعتمد
وأزرق نحو مصلى مطلقا فخم إن يفتح وإلا رققا
ورأس أي لم يكن فيها سوي تقليلها مع رق لامها روى
إن تختلس أرني وقللت بلي أهمز ولا تغن عند ابن العلا
وأطلق إن فتحت لكن امنعن للدوري أبالا بتقليل وغن
وإن تسكن فافتح اليا وأطلقا ثم بلي ولا تغن مطلق
( سورة أل عمران )(1/375)
في { ونعلمه } إلى { بيوتكم } عشرون مع وجهين للأزرق تتم
ومد أو وسط لمد أية وافتح وقلل ثم وسط كلا
أو هيئة أقصر مع فتح يتلي ورقق الراءين في العشر
توسيط غير إيل تفخيم يقع في طائرا وصلا بتقليل
وكلا مد أو وسط هيئة إذا وقل في طائرا وحهين مع فتح جري
وإن تراع غنة فعدها لاما وزايا إن تراع شرطها
إن ابن ذكوان يؤده أشبعا وسط ومد واسكتا أو امنع
( سورة النساء )
والجار مع لين وذات الياء سوا أو اضربها بلا مراء
أو امنعا تقليل ذي اليا دون جار على توسط لشئ لا يضار
ومع مده افتحن فيهما أو قلل أحدهما ثلاث تنتمي
ومن أتم مطلقا يأمر بمد أو سكنه به مع الإبدال رد
في الجميع مفتوحة وأزرق يري حذركم المقيدة بالكاف
ومع مده امنعن فيهما تقليل اررق ثلاث آنتمي
ومن أتم مطلقا يامر بمد أو سكنه به مع الإبدال رد
إماله الناس واررق تري حذركم بالكاف مع خيرا جري
في حكم راءات ولكن مع بدل بينتها لاشئ منها قد حظل
وحصرته رققه وقفا ومع قصر وتوسيط البدلا إن اجتمع
ففيهما أربع إن فخم أم رق بغيرا مع ترقيق يضم
وإن تفخم ذات ضم رق ما ينصب مع حصرت بقصر علما
أو جئ بوجهي حصرت مع مده وقف ليعقول بها بهائه
ومال كالفرقان سال الهف قف لكلهم في اللام أو ما واعترف
( سورة المائدة )
مع قصر سوءة ومدها امتنع توسيط إسرائيل إن فتح وقع
ومع توسط لسوءة اقصرا ووسط إسرائيل ثم إن جري
تقليل اقصر سوءة بمده ووسطا وامد ولها مع قصره
فتسعة لأزرق وفي ولو أنهم لحمزة عشر رأوا
حقق له ارجلهم إن قللا توراة مطلقا كذا إن ميلا
مع سكت آل فقط وإذا أيدتكا سكتك في الأنجيل فاتركا
مع ميل توراة بلا سكت جري وعند خلاد بسكت إذ يري
وفي وإذ تخلق ستة عشر عن أزرق إلى مبين تعتبر
هيئة فاقصر ثلث إسرائيلا ورق راءات بفتح قبلا
وزد بقصر ايل تفخيما لضم وإن تقلل مد ايل قد حتم
وسحر فخما وإن فخمت ما ينصب رقق قصر مع فتح شئ
هيئة وسط ثلث اسرائيل مع فتح ورق طائرا فيها وقع(1/376)
وزد بقصر ايل إن تقللا وإن تفخم طائرا فافتح ولا
بقصر أيل ثم وسط مطلقا ومد إن فخمت وصلا حققا
هيئه مد ايل فاقصرا ومد وافتح وحال قصره التقليل زد
مع رق طائرا إذا وفخمت وصلا فقط والفتح مع مد ثبت
وراء سحر رقها في العشر قل وبسوي التحرير هذا لا تقل
(سورة الأنعام )
رويس إن حقق أئن ما قصر ومن وقف باليا لحمزة لا يقصر
والالفات قبل راء بعدها لدي ابن ذكوان فسوينها
وعنه ان اتبع هاء اقتد مع سكت بمفصول فقط صلا منع
في راء ذكري ومع اختلاسها بدون سكت مل فتضع عدتها
ونحو يشعركم إذا أتما مع مد أبو عمرو فابداله يقع
وإن بشئ وسط أو سكت فقط حمزة تسهيلا إحسانا سقط
فيتبعه من قل تعالوا عند عد وإن باملاق فخلاد يعد
عشرا فان وسط شيئا أو سكت بما فصل فسكته بمن ثبت
ثم انقلا في سكت كل غير مد وخلف يقرؤها بما ورد
وفي افتراء اطلقا مع ذات ضم ووزر كالمنصوب فاحفظ تحترم
(سورة الأعراف )
سواءات وسط حمزة وواوه ثم اقصر الواو وثلث همزة
لازرق وافتح على قصرهما وفي السوي قلل وافتح تعظما
وميل خلاد ببسطه حظل إن يتلها بالسين ساكنا بكل
وعن هشام اظهرا يلهث إذا تقصره وبالعكس لحفصهم خذا
وإن تكن الأزرق يلهث أدغما فمده لبدل تحتما
---
نورة
03-22-2007, 04:42 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا الجود
وننتظر المزيد منكم
---
أبو الجود
03-22-2007, 07:02 PM
الأبيات بها نقص أرجو ممن عنده المنظومة كاملة أن يسد الخلل ويصلح المعوج حتى أضعها في ملف ورد بمكتبة الملتقى
نتسقة وسليمة
(سورة الإنفال والتوبة )
رويس إن الضرير أخلص لم يدغم كبيرا وابن ذكوان التزم
تسوية في الفي نار وهار أو ميل هار وحدها مع فتح نار
وراء فرقه لدي وقف لمن ميلها وجهان فخم وققن
( سورة يونس )
الآن من ينقل مد أو قصر وأزرق احواله خمس غرر
فان اتت مع بدل قبل ولم تقف بها يبع وعشر انحتم
فان قصرت بدلا فسهيلا بالقصر أو ابدل به أو طولا
وكلها مع قصر لام إذا وسطت زد توسيط همزة وبذا(1/377)
وفي اللام وسط واقصر وإن تمد فالهمز فيه مثل إن قصرت عد
واللام مد واقصر وإن تقف فأوجه الهمز عليها قد عرف
تثليث لام فثلاثون أتت وان بها بدأت ثم وصلت
تسع فلا ثلثا أن تسهيلا أو مد همز واقصرنهما كلا
والهمزان وسطت وسط واقصرا لاما وإن تقف بها أثنا عشرا
فالهمز مد وسط اقصر تسهيلا واللام في الجميع ثلث تكملا
وان يليها بدل ثلثة إن قصرت همزا مع لام يا فطن
والهمز إن وسطت وسط واقصرا لاما ووسط بدلا بعد جري
وان تسهل أو تمد الهمز فاللا م اعتبرها كمغير البدل
مع المحقق بخمسة تتم خمسا وعشرا قد حواها ما نظم
وزد باسرائيل قصرا أو وسط مع أوجه التوسط في البدل فقط
ومد واقصره بوجه المد وانظر لما يزيدها في العد
وان ابو جعفر تعظيما بمد اربعا الادني بإسرائيل رو
ويمنعا مع قصر إسرائيل مد لان ابن وردان فسبعة تعد
( سورة هود عليه السلام )
وعن هشام رهطي افتح ان قصر وعنه سوي جاوز من خبره
( من سورة يوسف إلى الإسراء )
وعبرة مثل لعبرة جرت وكسر تنوين ابن ذكوان ثبت
بالسكت إن يفتح واضجع ان تفخم عنه ولهشام المد التزم
مع قصر افئده وجاء آل من أبدلها وجهان مد واقصرن
وازرق إذا ما يثلث بدلا من قبلها فاقصر وطول مبدلا
ثم اعتبرها كمغير معا محقق إن سهلت يتبعا
ومبدل ما قبل ساكن تمد ويا لتجزين في النحل فرد
لدي ابن ذكوان بمد ولدي أخيه حال القصر نونا أوردا
( سورة الإسراء )
وخطا تكسر هشام اقصرا وان رويس في يسبح ذكرا
امديم هال السكت وايايا على ايا وما قف للجميع مبتلى
( سورة الكهف )
حذف ابن ذكوان لليائة إذا وسط إن كان لسكت نبذا
وفي مراء ظاهرًا جعلهما كذات ضم مع نصب انتمي
وسور دما مع قال إن يرد كشعبة أوصل يرد ما لا يرد
( سورة مريم عليها السلام )
ذكر ورققا أو فخما ونادي قلل وافتحا
وإن هشام مل بإظهار قرا فلن يمد أمد بلي قصر
وأزرق إن سهلت أريت مع توسيط يمنع رق أطلع
( ومن سورة طه عليه السلام إلى سورة الفرقان )(1/378)
ورأس آي قللا وأبدلا للسوسي يأته مسكتا
فتحك ذا الراء المدغم وما جري الإظهار مع فتح وتقليل بدا
لابن العلا إلحاق تترا ما رجح فافتحه عنه مصدرا وهو الصح
وعند خلاد امنعا سكتا على متصل أن يتقه قد وصلا
(سورة الفرقان والشعرا )
للازرق حجرا وصهرا سوين أو رق صهرا فثلاث وأثبتن
في لفظ صهرا مع قديرا مطلقا تسويه أو بقديرا رققا
والكل أن جمعت فخم أولا أو رق صهرا أو قديرا يتلي
وان تقف إلى ظهيرا قد روى سبعا فرقق كلا أو رقق سوي
ذي الضم أو حجرا فقط أو فخما حجرا قد يرا أو وصهرا تعظما
ومع ذا وجهي ظهيرا اقرا أو رققن غير صهرا حجرا
( من سورة النمل إلى الروم )
وحفص ان يقرا بقصر ووقف فياء آتاني حينئذ حذفه
ورق خيرا ان بفتح سهلت الله أو بالعكس سته أتت
وعن هشام ان راي يفتح بمد أو ان يمل تحقيق أأثلت
بغير فصل يفعلوا خاطب عنه وعن أخيه أو سكت ورد
( من سورة الروم على يس )
حين تجر جوا بمد أو سكت عند ابن ذكوان فقط وان سكت
حفص فما ضعفا بفم قد تلا وقف بيا في اللاء عن سهلا
او رم كوصل وابن ذكوان قصر اتوها مع سكت وميل وحظر
تفاوت السكت إذا ومدها سكت اولا مع فتح اقطارها
واهمز لقالون النبي الا وان بوقفه وابدل وصلا
لدي متياته فتحا لهمزة حظر هشامهم وباكبيرا ان قصر
( من سورة يس إلى الزخرف )
يس ان قلل ورش إدغما وازرق بها حينئذ قد حتما
مد البدل كما إذا اظهر مع فتح بها فخمسة عنه تقع
وعن هشام حقق اتخذ بلا فصل ومد حينئذ ما انفصلا
ان سكت مالي وبالمد يخص كسر ايخصمو ويعقلون نص
خطابه وافتح مشارب بمد ولابن ذكوان ليعقلو ورد
غيبه وفي مشارب الاتباع حل وسطا ومد سوا سهلتاها
وابن العلا في يخصون يختلس ان قللت متي بهمز ثم قسي
واشمم لخلاد والصراط ان بدا سكت الجميع ثم غير ذا اعدوا
وفي ائنك مع ائنا سوين لدا هشام او انك افعلن
وان تقف لالآخرين افعل لدي خلاد ان اشمامه الصاد بدا
والاصبهاني في اخصص له وصل اصطفي كذاله اظهارن عرفا(1/379)
الياس وصل واقطع بتوسطه بدا عند ابن ذكوان وصل ان تمددا
وفخم الازرق الاشراف مع مد بفتح او توسط يقع
لي نعجه ا فتح ان هشامهم قصر واعجمي شفع ان مد ظهر
ومع مده فسهل قل اين مد خلاد أو حقق بدونه افطن
ونحو ذكري الدار ذكري يمل بلوسيتهم قالدار في الوقف أمل
ولابن ذكوان اذا ادغمت إذ امال في المحراب والسكت نبذ
مالي عنه افتح اذا ذو الرا يمل ان عدم السكت وتوسيط حصل
واخصص له بدين فصل اعجمي ونون تامر في اعبد نمي
وعنه يرسل يوحي اثبتا بمد وقلب نون معه او فتح ورد
( من سورة الزخرف إلى الممتحنة )
هشام لما خفف ان مد وقع مع فتح جاد وقصر ادغم منع
محققا ومع قصر المنفصل تسهيلها بالقصر عنه قد حظل
ورويس ان يفتح عباد لا منع قصرا وما ها السكت حينئذا تقع
وواو هزؤا منعت مع مد شئ وسكت مفصول لخلاد واخي
ولابن ذكوان بمد افضلا زاد كذا مع ميله ذا الرا نقلا
وشار بين ان يملها وحدها وسط ومل كلا بلا سكت انتهي
ولم يمل نزله اخري بان تسكت او ان يمل همز زاي بدون سكت
وازرقا ان عاد الاولي قصر خمسة اتي وسواها فعتبر
وعند غير القصر يتبع السوي ولم يغلظ لام صلصال ان روي
تفخيم تخسروا وما مد البدل مفخما تنصرانو قد نقل
وان يرقق لام طال رققا ما ضم لا غير فكن محققا
وعن رويس خص تخفيف نزل بالمد ان تكن لها السكت حظل
( من سورة الممتحنة إلى الإنسان )
وعن هشام شد يفصل قاصرا واللاي يئس ادغما واظهرا
للزي مع ولد العلا وفي صبي ما قلل الدوري بادغام رسا
وراعي في طلقتكن ان بدا بنات ضم الازرق القواعد
وفي سوي ذا جوز الترقيق في لام خيرا عند تقليل يفي
ولابن ذكوان بفتح مع مد أو ميله بالسكت ما ادغم قد
وامنع له السكت على قصرلان كان وفي الحاقه سكت اتركن
مع غيب يومنو وبعد ان يمد وان يخاطب مع توسط يرد
وادغم لورش ماليه اذا اتي نقل كتابيه والا فاسكتا
وفخما عنه بضم ان قصر وان ذراعا فخمت والفتح قر
وفخمها بمد ان قللا والكل عجها ومر متصلا
( تحرير الزهر )(1/380)
للزهر ان مع سواها اجتمعت حالان فالاول إن تأخرت
سوهما فبسملا ثم اسكتن بغيرها وفيها بسمل واسكتن
وصل سواها وبها اسكت او صلا والثاني ان تقدمت فبسملا
في الكل ثم اسكت بما يلي على كل من الوجوه ست تجتلي
واسكت بكل او صل الغير وصل كليهما فالتسع فيهما فقل
وتسعة مع عشرة مكبرا ان رمت عدها تكن من دري
( ومن الإنسان إلى آخر القرآن )
سلاسل في القصر حفص وقصر وقفا كذا رويس والوصل استقر
بدون تنوين له عكس هشام خاطب يشاءون على قصر يرام
له ومد فاكهين ثم عن أخيه ان مد فغيب وامددن
وعنه ادراك والابرار فسو او افتح الابرار لا غير راو
وازرق ان فخمت لعبره فالفتح مع الابدال عنه اثبتا
ولابن جماز فشدد افتت ان همزت وعند واو حققت
وسكن الهاء بلم لدي هشام ان قصر بمنفصل بدا
وبل لا عند روح خاطبا بالمد ان الادغام معه موجبا
وفي سوي ذا الغيب لا غير بدا وراع فيما لم تر القواعد
( باب التكبير )
زد بين ليل الضحي التهليل من بز بدون الحمد واقصر وامددن
وعين التكبير فيما بعده بز وزد تهليلة وحمده
وان رمت هذا ثم رد وجهين لآخر السورة ليمين
فسبعة التكبير عنهما تعد من آخر الضحي إلى الناس ورد
وزد لقنبل وجوه البسملة من غير تكبير فعشر عدله
ولا تقف على اللاحيم ان تصل كلا كتكبير اذا ما يتصل
بآخر غير الضحي وان به صله وقف عليه حق تنتهي
ووصلك الجميع او قطعك له ووصل باسم بابتدا محتمله
وحيثما وصلته ببسم واقفا او واصلا وجها الاوائل اعرفا
وآخر الناس مع المحمدان على لاتات فيهما بوجه إلى الاول
إلى هنا تمام ما قد يسره ربي تحرير ما للعشرة
اسال مولاي انتفاع الناس به وحفظه من شائبة وعائبة
والحمد والصلاة والسلام لربنا والمصطفى ختام
ابيات عد مقرب اتت تاريخه مقربي واف ثبت
342 1341 352 87 908
جزى الله أخي الدكتور إبراهيم والأخت نورة خيرا
---
محب القراءات
03-23-2007, 01:12 AM
فضيلة الشيخ / أبو الجود حفظه الله .
بارك الله فيك ونفع بعلمك(1/381)
عندي نسخة من هذه المنظومة مع شرحها , ولعل الله تعالى ييسر لي الوقت لمراجعتها
وجزاكم الله خيرا
---
طه محمد عبدالرحمن
03-23-2007, 03:22 PM
بارك الله فيكم شيخنا أبالجود على هداياكم القيمة و لى سؤال بارك الله فيكم :
هل سيضبط النظم بالشكل ؟
---
أبو الجود
03-23-2007, 05:21 PM
أخي محب القراءات جزاكم الله خيرا أرجو أن تراجعها بارك الله فيك ففيها بعض الأبيات ناقصة أسأل الله أن يتمها على
أيديكم وعلى أيدي أمثالكم الكرام من أهل القراءات
أخي طه أنت صاحب أفضال كثيرهوهداياكم وعطاياكم لا تحصى نعم أخي بعد أن تتم سأضبط الباقي غير المضبوط
وأصلح الخطأ وأضعها في ملف ورد في الملتقى
كل ما أرجوه من أهل القراءات المساعدة في اصلاح المتن بارك الله في الجميع
---
(1/382)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مجلة البيان
---
مجلة البيان
---
المصطفى السلفي
01-19-2007, 02:33 PM
[السلام عليكم
أريدروابط لتحميل موسوعة مجلة البيان بارك الله فيكم
---
مروان الظفيري
01-19-2007, 05:55 PM
أخي الكريم ؛ عليك بهذا الرابط :
http://albayan-magazine.com/
---
(1/383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضيف جديد من أمتكم (الموحدة القلب بإذن الله تعالى)
---
ضيف جديد من أمتكم (الموحدة القلب بإذن الله تعالى)
---
tamer
04-05-2004, 08:48 PM
قرأت محاضرت الشيخ محمد صالح آل الشيخ مناهج المفسرين و ذهب إلى مدستين مدرسة الرأي و مدرسة الأثر و أنه لا بأس بمدرسة الرأي إذا كان المفسر مجتهداً و أن من شروط الإجتهاد أن يكون حافظاً للقرآن عالم باللغة و بأقوال الصحابة و التابعين إلى آخر الشروط.........
فهل هذه الشروط التي يجب توافرها في الإمام المجتهد لكي يرجح بين الأقوال أم لكي يستنبط معنىً جديد؟
و قلت لقد ذكر الشيخ صالح في المحاضرة أنه لا يجوز إحداث قفول ثالث إذا اختلف الصحابة إلى قولين و قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في البيان المأمول في علم الأصول لأن ذلك معناه أن الأمة قد ضلت عن معرفة الحق في هذه الآية في عصر من العصور و ألمة معصومة من ذلك
فهل هذه الشروط التي ذكرها الشيخ في الإمام المفسر المجتهد لكي يرجح بين أقوال الصحابة أو بين أقوال التابعين إذا لم يكن هناك أقوال للصحابة؟؟؟
وز هل معنى ذلك أنه عندما أقرأ في تفسير بن كثير مثلاً قولين مثلاً للآية لا يجوز لي أن أعمل بأقربهما للدليل حتى أكون مجتهداً
و اختلاف التضاد بين الصحابة في التفسير قليل و لكن ماذا لو كان ؟
أفيدونا أثابكم الله
أخوكم من اللإسكندرية - مصر
---
مساعد الطيار
04-08-2004, 05:34 PM
أخي الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله ويركاته ، أما بعد :
فيمكن تقسيم سؤالك على أقسام :
الأول : ما يتعلق بمصطلح مدرسة الأثر ومدرسة الرأي ، وقد سبق طرح ما يتعلق بالمدارس ، وقد أوضحت أن هذا المصطلح لا يصلح إطلاقه على المفسرين ، ولا يصلح أن يكون هناك مدرسة كذا ، ومدرسة كذا .(1/384)
ومن قال بوجود مدرسة الرأي ومدرسة الأثر بتقابل هاتين المدرستين في مناهجهما ، فقد خالف المعلوم من حال المفسرين ، إذ الأصل في التفسير ـ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ الرأي والاجتهاد ، وذلك هو الذي بعث اختلاف مفسري السلف ، وصار في بعض الآيات أكثر من قولٍ ، ولو كان عندهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان لقالوا به ، ولما تركوه .
ثم لما جاء التابعون أضافوا على أقوال الصحابة معانٍ جديدة ، وكذا الحال في أتباع التابعين .
ومن لم يرتض الرأي مطلقًا لزمه الوقوف عند أقوال هذه الطبقات الثلاثة ، مع إمكانية وجود اعتراض معترض على قبول طبقة التابعين أو أتباعهم .
الثاني : هذه الشروط المذكورة إنما هي لمن أراد أن يستنبط ويجتهد في هذا الباب ، أما من يرجح بين الأقوال فلا تلزمه كل هذه الشروط .
الثاني : جواز إحداث قول ثالث :
وهذه المسألة أصولية ، وقد نُقلت إلى أصول التفسير ، وهي تحتاج إلى تحرير ، ومختصر القول في ذلك :
1 ـ أن القول الجديد إذا كان يطرح أقوال السلف أو يبطلها ، فلا شكَّ أن هذا قول باطلٌ ، أو طريقة خاطئة إذا لم يكن فيه إبطال لقول السلف .
وهذا ينطبق عليه الاحتجاج العقلي المذكور في أنه يلزم من ذلك أن الأمة قد ضلت عن معرفة الحق في هذه الآية في عصر من العصور والأمة معصومة من ذلك .
2 ـ أن يكون في القول الجديد إضافة معنى ، ولا يكون في هذه الإضافة ترك لقول السلف ، ولا لإبطال له ، فهذا يقبل بضوابط ، وهي : ( أن لا يكون القول مبطلاً لقول السلف ، وأن يكون معنى صحيحًا في ذاته ، وأن تحتمله الآية ، وأن لا يقصر معنى الآية عليه ) ، فإذا انطبقت هذه الضوابط في قول متأخر عن أقوال السلف فإنه يكون من الأقوال المحتملة في معنى الآية .
وهذه الضوابط في بيان المعاني ، وليست في استنباط الفوائد والأحكام والعِبَرِ .(1/385)
وإنما يقبل ما توافرت فيه هذه الضوابط لأنه ليس في إسقاطٌ لما قال السلف ، وليس فيه دعوى جهل السلف بمعنى الآية حتى جاء هذا الفهم ، وإنما القرآن حمَّال وجوه ، ولا يلزم أن تكون جميع وجوهه ما ظهر لجيل ، ويصير من بعدهم نقلة .
وإلاَّ ما فائدة هذه المصنفات المتكاثرة في التفسير ما دام الحال كذلك ؟!
الثالث : من استطاع أن يحرِّر في خلاف من الاختلافات المعنى الأولى بالصواب فله ذلك ، ولا يلزمه أن يكون علمًا بكل الشروط التي ذكروها في شروط المفسر ، إذ الترجيح لا يحتاج هذه الشروط في كل ترجيح ، ومن ثَمَّ ، فإنه يجوز لمن ملك آلة الترجيح بين الأقوال أن يرجح ، ولو لم يكن من العالمين ببعض هذه العلوم المذكورة في شروط المفسر .
والموضوع يحتاج إلى تفصيل أكثر ، لكن هذا ما سمح به الله الآن ، وأسأله المعونة إنه هو المستعان .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-08-2004, 07:25 PM
بسم الله
طلب من الشيخ مساعد
أرجو النظر في هذا الموضوع : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1596
والتعليق بما ترونه مناسباً حول قضية لها تعلق بما ذكرتموه أعلاه حول مسألة : موقف ما يسمى بالتفسير العلمي من أقوال السلف .
ولعلك مشكوراً تبدي رأيك حول ما كتبه المحقق عطية صقر تحت هذا الرابط :
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=14694
---
مساعد الطيار
04-08-2004, 09:33 PM
أبا مجاهد
السلام عليكم
أمهلني يا أخي وسأفعل ما تريد إن شاء الله .
---
tamer
04-10-2004, 12:18 AM
شيخنا الفاضل ..
جزاكم الله خيراً على إجابتكم.
و أسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم (يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
---
(1/386)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > نظرات إلى القرآن
---
نظرات إلى القرآن
---
عدنان البحيصي
03-31-2006, 05:18 PM
نظرات إلى القرآن
--------------------------------------------------------------------------------
قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي، بأكثر من آلف تجربة قبل أن ينجح في اكتشافه، الذي لم يتكلل بالنجاح إلا بعد أن هداه الله إلى وضع زجاجة حول المصباح، لتغطي السلك المتوهج، وتزيد من شدة الإضاءة، ويصبح المصباح قابلاً للإستخدام من قبل الناس، ولو كان هذا العالم يعلم ما في القرآن الكريم من آيات معجزات، لعلم أن مصباحه بحاجة إلى أن يغطى بزجاجة، كي ينجح ويضئ لمدة طويلة كما يجب، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: "الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري"
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
العرجون القديم
بذلت وكالة الفضاء الأمريكية كثيرا من الجهد، وأنفقت كثيراً من المال، لمعرفة إن كان هنالك أي نوع من الحياة على سطح القمر، لتقرر بعد سنوات من البحث المضني والرحلات الفضائية، أنه لا يوجد أي نوع من الحياة على سطح القمر ولا ماء ولو درس هؤلاء العلماء الأمريكان كتاب الله، قبل ذلك، لكن قد وفر عليهم ما بذلوه، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز: "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم" والعرجون القديم هو جذع الشجرة اليابس، الخالي من الماء والحياة.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في ظلمات ثلاث(1/387)
قام فريق الأبحاث الذي كان يجري تجاربه على إنتاج ما يسمى بأطفال الأنابيب، بعدة تجارب فاشلة في البداية، واستمر فشلهم لفترة طويلة، قبل أن يهتدي أحدثهم ويطلب منهم إجراء التجارب في جو مظلم ظلمة تامة، فقد كانت نتائج التجارب السابقة تنتج أطفالاً مشوهين، ولما اخذوا برأيه واجروا تجاربهم في جو مظلم تماماً، تكللت تجاربهم بالنجاح. ولو كانوا يعلمون شيئا من القرآن الكريم لاهتدوا إلى قوله تعلى، ووفروا على أنفسهم التجارب الكثيرة الفاشلة، لأن الله تعالى يقول: "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون"
والظلمات الثلاث التي تحدث عنها القرآن هي: ظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين وهي
(غشاء الأمنيون، والغشاء المشيمي، والغشاء الساقط).
ظلمة الرحم الذي تستقر به تلك الأغشية.
ظلمة البطن الذي تستقر فيه الرحم.
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 02:58 AM
بارك الله بك يا أخ عدنان على هذه النظرات ، لكن فيما يتصل بعلاقة العرجون القديم بعدم إمكانية الحياة على سطح القمر، فالذي يبدو والله أعلم أنه لايوجد دليل متمحض في هذه الآية على نفي الحياة على سطح القمر ، لأن المقصود من النص القرآني تشبيه حالة ضوء القمر في آخر الشهر بحالة العرجون القديم والله أعلم ، فالجامع بين الاثنين هو حالة التقوس
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 10:08 AM
بارك الله بك يا أخ عدنان على هذه النظرات ، لكن فيما يتصل بعلاقة العرجون القديم بعدم إمكانية الحياة على سطح القمر، فالذي يبدو والله أعلم أنه لايوجد دليل متمحض في هذه الآية على نفي الحياة على سطح القمر ، لأن المقصود من النص القرآني تشبيه حالة ضوء القمر في آخر الشهر بحالة العرجون القديم والله أعلم ، فالجامع بين الاثنين هو حالة التقوس
أخي الدكتور د.حسن خطاف(1/388)
بارك الله فيك على مرورك الطيب هنا ، ورأيك والله قد أظهر لي أمراً آخر غير الذي كنت أظن
شكراً لك
---
د.حسن خطاف
05-01-2006, 02:55 PM
شكرا لك أخي عدنان على هذا الكلام الطيب وبارك الله بك وإلى الأمام إن شاء الله تعالى
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 08:47 PM
بارك الله فيك أخي د.حسن خطاف
وجازاك الله عني خير الجزاء
---
عدنان البحيصي
10-27-2006, 04:57 PM
جازاكم الله خيرا
---
(1/389)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ عبد الوهاب أبو صفيه الحارثي
---
الشيخ عبد الوهاب أبو صفيه الحارثي
---
أبو حمد المطيري
04-04-2006, 06:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد يعرف رقم الشيخ عبد الوهاب أبو صفيه الحارثي او موقع له ؟؟؟؟
وجزاكم الله كل خير 0
---
(1/390)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و السلف
---
أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و السلف
---
أبو تيمية
04-03-2003, 02:31 PM
هي تفاسير : ابن جرير و ابن المنذر و عبد بن حميد و ابن أبي حاتم ، قال ابن حجر عنها :
فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشد عنها شيء من التفسير المرفوع و الموقوف على الصحابة و المقطوع عم التابعين ( العجاب ص :57).
و المراد التفاسير المسندة .
و أما غير المسندة فكتاب السيوطي ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) الغاية في الباب ، و قد اختصره من كتابه الكبير ( ترجمان القرآن ) حيث حذف أسانيد تلك الأخبار الواردة في تفسير الآي و غيرها .
---
(1/391)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سر وجود الكاف في قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
---
سر وجود الكاف في قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
---
بكر أبو الروس
03-14-2004, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية رد مفحم على المشبهة والمعطلة
فقد رد الله على المشبهة بقوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }
ورد على المعطلة بقوله : { وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
ولكن في سبيل فهم صحيح لآيات القرآن بل لكلمات القرآن بل لحروف القرآن لنا وقفة مع سر وجود الكاف في قوله : {كَمِثْلِه )
وقد ذكر شيخنا الأستاذ الدكتور : محمد عبد الله دراز في كتابه القيم ( النبأ العظيم )
ما يلي :
1- أن أكثر أهل العلم قد قالوا بأن الكاف زائدة لأنها حينئذ تكون نافية الشبيه عن مثل الله فتكون تسليما بثبوت المثل له سبحانه ، أو على الأقل محتملة لثبوته وانتفائه .
2- وقليل منهم من ذهب إلى أنه لا بأس ببقائها على أصلها إذ رأى أنها لا تؤدي إلى ذلك لا نصا ولا احتمالا لأن نفي مثل المثل يتبعه نفي المثل أيضا... وذلك من باب أولى .
ولو أمعنا النظر في الرأي الثاني لوجدناه أنه مصحح فقط لفكرة وجود المثل لله لكنه لا يثبت فائدة للكاف ولا يبن مسيس الحاجة إليه .
ومن هنا فإن تأكيد المماثلة ليس مقصودا أبدا ، وكذلك تأكيد النفي بحرف يدل على التشبيه هو من الإحالة أيضا .
ولكن بمزيد من التدبر والتأمل نجد أن حرف الـ (( الكاف )) في موقعه محتفظا بقوة دلالته قائما بقسط جليل من المعنى المقصود في جملته ، وأنه لو سقط منها لسقطت معه دعامة المعنى أو لتهدَّم ركن من أركانه .
ونبين أهمية هذا الحرف من طريقين :(1/392)
الطريق الأول : أنه لو قيل : (( ليس مثله شيء )) لكان ذلك نفي للمثل الذي يكافئ الله فحسب ، لكن قد يفهم من ذلك أن هناك من يليه ، لكن وجود هذا الحرف نفي للعالم كله عن المماثلة وعما يشبه المماثلة وما يدنو منها ، كأنه قيل : ليس هناك شيء يشبه أن يكون مثلا لله فضلا عن أن يكون مثلا له على الحقيقة .
الطريق الثاني : أن المقصود الأول من هذه الجملة هو نفي الشبيه ، وكان يكفي أن يقال : ( ليس كالله شيء ) أو ( ليس مثله شيء ) لكن هذا القدر ليس هو كل ما ترمي إليه الآية الكريمة ، بل إنها كما تريد أن تعطيك هذا الحكم تريد في الوقت نفسه أن تلفتك إلى وجه حجته وطريق برهانه العقلي ...
ألا ترى أنك إذا أردت أن تنفي عن إنسان نقيصة في خلقه فقلت : ( فلان لا يكذب ولا يبخل ) أخرجت كلامك عنخ مخرج الدعوى المجردة عن دليلها . فإن زدت فيه كلمة فقلت : ( مثل فلان لا يكذب ولا يبخل ) لم تكن بذلك مشيرا إلى شخص آخر يماثله مبرأ من تلك النقائص بل كان ذلك تبرئة له هو ببرهان كلي ، وهو أن من يكون على مثل صفاته وشيمه الكريمة لا يكون كذلك لوجود التنافي بين طبيعة هذه الصفات وبين ذلك النقص الموهوم .
وعلى هذا المنهج البليغ وضعت الآية الحكيمة قائلة : { مثله تعالى لا يكون له مثل ) تعني أن من كانت له تلك الصفات الحسنى وذلك المثل الأعلى لا يمكن أن يكون له شبيه ولا يتسع الوجود لاثنين من جنسه .
فلا جرم جيء فيها بلفظين كل واحد منهما يؤدي معنى المماثلة ليقوم أحدهما ركنا في الدعوى ، والآخر دعامة لها وبرهانا .
فالتشبيه المدلول عليه ( بالكاف ) لما تصوَّب إليه النفي تأدى به أصل التوحيد المطلوب ، ولفظ ( المثل ) المصرح به في مقام لفظ الجلالة أو ضميره نبَّه على برهان ذلك المطلوب .
وخلاصة القول :(1/393)
أن الآية بوجود الكاف كأنها تقول لنا : إن حقيقة الإله ليست من تلك الحقائق التي تقبل التعدد والاشتراك والتماثل في مفهومها كلا فإن الذي يقبل ذلك إنما هو الكمال الإضافي الناقص ، أما الكمال التام المطلق – الذي هو قوام معنى الإلهية – فإن حقيقته تأبى على العقل أن يقبل فيها المشابهة والاثنينية لأنك مهما حققت معنى الإلهية حققت تقدما على كل شيء وإنشاء لكل شيء ( فاطر السموات والأرض ) وحققت سلطانا وعلوا فوق كل شيء ( له مقاليد السموات والأرض ) فلو ذهبت تفترض اثنين يشتركان في هذه الصفات لتناقضت ، إذ تجعل كل واحد منهما سابقا مسبوقا منشِئا منشَئا ومستعليا ومستعلى ً عليه .
أو لأحلت الكمال المطلق إلى كمال مقيد فيهما ، إذ تجعل كل واحد منهما بالإضافة إلى صاحبه ليس سابقا ولا مستعليا . فأنَّى يكون كل منهما إلها ؟!!!!
أرأيت كم أفدنا من هذه ( الكاف ) . فسبحان من هذا كلامه .
بكر أبو الروس
---
داود عيسى
03-16-2004, 04:38 PM
حياك الله أخي بكر على هذا التوضيح
وأسألك هل هناك ما هو زائد في القران؟؟؟؟؟
اسأل الله ان يغفر لكل من قال هذا حرف زائد
لأنه ليس عند الله زائد........
---
بكر أبو الروس
03-17-2004, 08:54 PM
أخي الحبيب : داوود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم والمتيقن أنه ليس هناك زائد في القرآن ، لكنك حين معظم كتب التفسير تجد هذا التعبير ، حين لا يفهم معنى حرف فيقول إنه زائد ، وهذا خطأ كبير نسأل الله أن يجنبنا مثل هذا الزلل ، ثم هذه المشاركة لإشبات أنه ليس هناك زائد في القرآن من حيث وجود الكاف .
والله تعالى أعلم .
بكر
---
(1/394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-الأكل مما يلي
---
برنامج إحياء السنة النبوية-الأكل مما يلي
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
03-22-2007, 08:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (51)- بتاريخ 5/3/1428- الأكل مما يلي:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
عن عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي: (( يا غلام سم الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك )) [ متفق عليه: 5376 - 5269 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/395)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كاتب المصاحف: الخطاط عثمان طه ........ مع نماذج من أعماله (صور)
---
كاتب المصاحف: الخطاط عثمان طه ........ مع نماذج من أعماله (صور)
---
أبوخطاب العوضي
11-19-2005, 12:11 PM
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos008c.jpg
"مصحف المدينة النبوية"
أحد إصدارات مجمع الملك فهد _ رحمه الله _ لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، تميز هذا المصحف بخط جميل، وترتيب رائع، وطريقة مبتكرة في ترتيب الآيات والسور. وبين دفتي المصحف نجد عبارة:
" نال شرف كتابته الخطاط عثمان طه وفقه الله"
فماذا تعرف عن الخطاط عثمان طه؟
هو أبو مروان عثمان بن عبده بن حسين بن طه, ولد في ريف مدينة حلب في سوريا عام 1934م متزوج وله سبعة أولاد، والده هو الشيخ "عبده حسين طه" إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، حاصل على ليسانس في الشريعة الإسلامية، ودرس اللغة العربية, والرسم, والزخارف الاسلامية. نال إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي الأستاذ: حامد الآمدي رحمه الله عام 1973م، تتلمذ في الخط على يد كل من الخطاطين: محمد علي المولوي، وإبراهيم الرفاعي في حلب, ومحمد بدوي الديراني في دمشق, وهاشم البغدادي. عضو لجنة تحكيم مسابقة الخط العربي الدولية التي تقييمها رابطة العالم الاسلامي. كتب أول مصحف في عام 1970 م لوزارة الأوقاف السورية. في عام 1988م جاء للمملكة العربية السعودية وعين خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية، وفي نفس العام عُين عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجرى في إسطنبول كل ثلاث سنوات.
صورة الخطاط عثمان طه وهو يقوم بعمله
http://www.almujtamaa-mag.com/Images/AlMujtamaa/1659/P30_01_01.jpg(1/396)
وعن رحلته مع الخط وكتابة المصحف برواياته المختلفة وجدت هذا الحوار في أحد المنتديات على الشبكة العنكبوتية:
• متى ظهرت موهبة الخط لديك؟
ظهرت موهبة الخط لدي منذ الطفولة، فقد أخذت مبادئ الخط عن والدي الذي كان يجيد خط الرقعة، وكنت أقلد ما في الكتب من خطوط، وأصبحت أقلد خط الطباعة تماماً، وكتبت نظماً في العقيدة ومتناً في النحو وعمري إذ ذاك لا يتجاوز ثماني سنوات، وهذا الخط موجود لدي أحتفظ به في مكتبتي. وعندما أرسلني والدي إلى مدينة حلب للدراسة في المرحلة الابتدائية، تعرفت على الخطاط الكبير محمد علي مولوي، وأخذت منه بعض مبادئ خط الرقعة والخط الفارسي والكتابة (بالدهان)، وخلال هذه الفترة تعرفت على كثير من الخطاطين، وأخذت عنهم بعض الفنون في خطيّ النسخ والرقعة، وقليلاً من الخط الفارسي، منهم حسين حسني الخطاط التركي في جامع المولوية، والخطاط إبراهيم الرفاعي. ثم انتقلت إلى مدينة دمشق بحكم وظيفتي حيث إنني عملت في حقل التربية والتعليم بعد حصولي على الشهادة الثانوية وإنهاء الدراسة في دار المعلمين بحلب، وهناك تعرفت على الخطاط الكبير (خطاط بلاد الشام) الأستاذ محمد بدوي الديراني وبقيت عنده مداوماً من عام 1960م إلى حين وفاته عام 1967م. وخلال وجودي في مدينة دمشق أنهيت دراستي الجامعية (كلية الشريعة عام 1964م) وسنة أخرى في كلية التربية. ثم تعرفت وأنا في دمشق على خطاط بلاد الرافدين الأستاذ الكبير (محمد هاشم البغدادي) وأخذت منه "مِشَقاً" في خط الثلث والنسخ. ثم درست الرسم بأنواعه على يد الأستاذ الكبير والفنان المشهور سامي برهان، والفنان المبدع نعيم إسماعيل يرحمه الله.
• ذكرت أنك درست الرسم، هل لذلك علاقة بالخط؟(1/397)
نعم، فالرسم له علاقة وثيقة بالخط حيث يساعد الخطاط على حسن التوزيع والتركيب الجميل. والخطاط الرسام يكون أفقه أوسع في عمله، إلا أنني حصرت عملي في مجال الزخرفة الإسلامية، لكي أزين لوحاتي وخطوطي بالنقوش الإسلامية البديعة.
• ما هي أنواع الخطوط؟ وما هو الخط المناسب لكتابة المصحف؟
انحصر الخط العربي أخيراً في ستة أنواع تقريباً: الخط الكوفي، خط الثلث، خط النسخ، خط النستعليق (الفارسي)، الخط الديواني، خط الرقعة. والخط المناسب لكتابة المصحف هو: خط النسخ لوضوحه وبساطته وشهرته بين الناس.
• ما هو الرسم العثماني؟
هو الرسم الذي كتب به المصحف أيام أمير المؤمنين "عثمان بن عفان" رضي الله عنه، وأجمع المسلمون على التقيد بهذا الرسم توقيفياً، ولا يجوز كتابة المصاحف خلاف ذلك.
• ما الذي يجعل خطك متميزاً عن بقية الخطوط؟
أنا أعتمد في كتابة المصاحف أسلوباً متميزاً، وهو تبسيط الكلمة لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التالية لها دون التباس، والتخلص من بعض التركيبات الخطية التي تعيق الضبط.
• ألا يمكن أن يحل الكمبيوتر محل الكتابة باليد؟
الكمبيوتر جهاز عجيب واختراع عملاق يحتاج إليه كل إنسان مثقف، فهو في الحقيقة معجزة القرن العشرين. آلة صماء كالمرآة يعكس ما يوضع فيه، ولكن لا نستطيع أن نقول: إن الكمبيوتر حلَّ محل الخطاط، لأن الخطاط هو المبدع، كما أن الكمبيوتر يعتمد على تركيب الأحرف، وتركيب الأحرف يعتمد على الخط الأفقي، وهذه تقلل من جمال الخط، وأفضل طريقة لكتابة القرآن الكريم هي الخط اليدوي، حيث إنه متماسك ومتناسق وله رونقه وروعته وجماله ولا يستغنى عنه.
• كيف تبدأ بالكتابة؟ وما هي المراحل التحضيرية لذلك؟
اختيار أدوات الكتابة كالورق الجيد والحبر الأسود والقلم المناسب، زخرفة الصفحة المعدة للكتابة والتسطير والترقيم ويكون حجم الصفحة (70 ×100) لكل المصاحف وكل صفحة مؤلفة من 15 سطراً.
• متى كتبت أول مصحف؟(1/398)
كتبت أول مصحف لوزارة الأوقاف في سورية في عام 1970م، ثم كتبت مصحفاً آخر برواية حفص للدار الشامية، وبعدما أتيت للمدينة المنورة بدأت بكتابة مصحف برواية ورش بإشراف لجنة علمية للمراجعة مؤلفة من كبار علماء القراءات من مختلف البلدان الإسلامية، ثم أتبعته بكتابة مصحف حفص (صفحاته لا تنتهي بآية) على نمط المصحف المصري (الشمرلي). ثم خطر ببالي أن أكتب مصحف حفص من جديد أوليته جلَّ اهتمامي من حيث جودة الخط وحسن الترتيب، صفحاته تبدأ بآية وتنتهي بآية، وبفضل الله أتممت كتابته وهو آية في الجمال، خطاً وضبطاً وتنسيقاً ليكون بديلاً عن المصحف القديم والذي يطبع في المجمع باستمرار (والذي كتبته منذ 35 عاماً). وكتبت مصحفاً برواية قالون، حيث انتهت مراجعته وأصبح معداً للطبع، وقبله كنت قد كتبت مصحفاً برواية الدوري، حيث تم طبعه وتوزيعه بفضل الله، ثم تابعت كتابة المصاحف حتى تجاوز العدد عشرة مصاحف إلى يومنا هذا.
• كيف تم ترتيب المصحف الشريف بحيث تبدأ صفحاته بآية وتنتهي بآية؟
وجدت مصحفاً قديماً قد تم توزيع الآيات فيه بحيث تبدأ الصفحة بآية وتنتهي كذلك بآية وهذا المصحف من العهد التركي العثماني، وهو مكتوب بالرسم الإملائي فاستحسنت هذا النموذج، وكتبت المصحف بالرسم العثماني وفق ترتيب هذا المصحف التركي، وبفضل الله كنت أول من كتب المصحف على هذا النمط، وهي النسخة التي تطبع في المجمع منذ افتتاحه، فلقد وجدوا فيه _ بفضل الله _ التنظيم الجيد والترتيب الرائع فكل جزء عشرين صفحة من أول القرآن إلى آخره، ووجد الحفاظ في ذلك أسلوباً يساعدهم على الحفظ ولذلك يسمونه مصحف الحُفاظ.
• كم تستغرق كتابة نسخة من المصحف الشريف لديك؟
في حدود سنتين ونصف السنة تقريباً مع التصحيح المستمر المرافق للكتابة.
• ما شعورك حين كتابة المصحف؟(1/399)
لا يمكن البدء بالكتابة إلا وأنا على طهارة، ولا أخالط الناس كثيراً كي يبقى ذهني صافياً، ولا أقع في الخطأ لأن الخطأ في القرآن مرفوض. أما شعوري أثناء الكتابة فأنا أرى نفسي في عالم الآيات الكريمات أقتبس منها علماً وأسمو بها روحاً، عالم غير عالم الناس المنشغلين في الحياة اليومية، آيات تبشر وآيات تنذر، قصص رائعات كقصص الأنبياء الكرام وقصص الأقوام البائدة، لا أشعر بمرور الوقت ولا أنتبه لما يجري حولي، فآيات القرآن تسيطر عليّ، أهيم في عالم نوراني، ولا أغتر بالدنيا، أتزود لآخرتي، وأنكب على الأعمال الصالحات لكي ألحق بالجنة التي وعد بها المتقون (برحمة الله وعفوه)، وأتجنب كل ما يوصلني إلى النار والعياذ بالله، شعور فيه الخوف والرجاء ودوماً أدعو الله أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم.
آخر مصحف خطته أنامل هذا المبدع
مصحف التجويد
http://www.n0f.net/uploads/11-13-05~125__12.JPG
نماذج من أعماله
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos001c.jpg
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos003c.jpg
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos010c.jpg
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos006c.jpg
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos004c.jpg
النسخة المطبوعة عام 1413هـ
http://www.n0f.net/uploads/11-15-05~1413H.jpg
النسخة المطبوعة عام 1421هـ
http://www.n0f.net/uploads/11-15-05~1421H.jpg
النسخة الأخيرة والمطبوعة عام 1425هـ
http://www.n0f.net/uploads/11-15-05~1425H.jpg
الموضوع منقول من الساحة المفتوحة - للعضو سلطان الأحمري - حفظه الله - (http://alsaha2.fares.net/sahat?128@186.ZFDHusYRajh.1@.1dd8625d)
---
أبو يعقوب
11-23-2005, 01:57 PM
جزاك الله خيرا
---
المسيطير
01-31-2007, 06:15 PM(1/400)
جزاكم الله خير الجزاء .
وقد حدثني من قابل الخطاط / عثمان طه وفقه الله تعالى ، وجلس معه بأنه قد عُرض عليه أن يكتب أحد الكتب للرافضة - قبحهم الله - مقابل شيكٍ مفتوح ، يكتب فيه المبلغ الذي يريد ، فرفض رفضا قاطعا ، وقال :
يدٌ تشرفت بكتابة كتاب الله تعالى = لا تكتب غيره .
وفقه الله ، وأطال عمره على طاعته .
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .
---
الإسلام ديني
02-01-2007, 10:29 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب " ابو خطاب العوضي " على هذا الموضوع الرائع
يدٌ تشرفت بكتابة كتاب الله تعالى = لا تكتب غيره .
و جزى الله هذا الخطاط خير الجزاء
اللهم أتمم عليه - اللهم آمين
/////////////////////////////////////////////////
---
نورة
02-02-2007, 03:27 AM
ما شاء الله
أعماله في غاية الإتقان والروعة
زاده الله شرفا ومكانة
---
(1/401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقدمة في رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم
---
مقدمة في رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
01-01-2007, 10:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله في سورة الشعراء :
"وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) "
حدد رب العالمين سبحانه وتعالى أن تكون اللغة العربية لغة القرآن الكريم في الدنيا، ولغة أهل الجنة في الآخرة وهو مكون من الكلمات التي تكون الجمل، ثم الجمل التي تكون الآيات القرآنية، والآيات القرآنية التي تكون السور
فرغم أن لغة القرآن الكريم هي اللغة العربية إلا أن اللغة العربية المذكورة في القرآن لها بناء خاص بها ، وتقنين رياضي مستقل تماما بها ، لا يمكن محاكاته.
فإن أمكننا افتراض أن تكوين القرآن مكون من وحدات مترابطة هي " الكلمة" والكلمة توجد في مجاميع مترابطة بدورها هي " الجمل" ، وتلك الجمل توجد في أجزاء أكبر منها هي " الآيات" ، والآيات هي لبنات بناء " السور" ، والسور هي أقسام " القرآن"
لأمكننا إدراك أن درجة إحكام البناء الرياضي اللغوي تتزايد كلما تزايد ترابط كلمات وجمل وآيات وسور القرآن الكريم ، بشكل معجز لا يمكن فيه محاكاة الرياضيات اللغوية المترابطة للقرآن الكريم سواء علي مستوى الكلمات ، ولا مستوي الجمل ، ولا مستوي الآيات ، وتصل لدرجة الاستحالة على مستوى السورة الواحدة ، وتصل لدرجة استحالة فائقة على مستوى القرآن الكريم كله حتى أنه لا يمكن تصور دقة البناء الرياضي اللغوي للقرآن الكريم على مستواه الكلي.(1/402)
ومن دراستي اللغوية الرياضية للقرآن الكريم ، أتحدى أن يأتي أحد بعلاقات لغوية رياضية تقترب في الشبه من رياضيات اللغة العربية المحصورة بين دفتي القرآن الكريم، سواء على أي مستوى من مستويات رياضيات الألفاظ أو رياضيات المعاني ، مهما انخفض أو ارتفع مستوى أدوات التحليل والتركيب الرياضية المستخدمة.
وفي إطار دراستنا لرياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم، يمكننا تحديد موقع منهج البحث المستخدم فيها في علم اللغة الحديث كالآتي:
فهو يندرج تحت المستوى التحليلي للألفاظ ، والمستوى الدلالي للمعاني
وهو يندرج تحت علم اللغة الوصفي
وهو يشبه المنهج اللغوي الوصفي إلا أنه يختلف عنه في أشياء أساسية نوجزها في الآتي:
نقاط تشابه المنهج اللغوي الرياضي للقرآن الكريم مع المنهج اللغوي الوصفي:
• دراسة وتحليل التركيب اللغوي للجمل ودلالاتها وبحث علاقات السياق وإنتاج المعاني.
• دراسة وتحليل المعاني ودلالات الألفاظ .
• بحثه عن التوافق السياقي والتأثير السياقي .
• يبحث عن الترابط بين الكلمات وتماسك السياق .
• الحيادية وعدم إدخال أفكار أو فلسفات على الدراسة.
• استخدام المنهج العلمي في البحث.
نقاط الاختلاف عن المنهج اللغوي الوصفي:
• هذا منهج قرآني، أي مصدره البحث في القرآن الكريم، دون أخذه أو تطويره من منهج سابق.
• يختص بالبحث عن القوانين الرياضية لظواهر اللغة العربية الخاصة بالقرآن الكريم، فأداته هي الرياضيات باختلاف أنواعها.
• يبحث عن القوانين الرياضية للغة العربية الخاصة بالقرآن الكريم فقط لأن القرآن لغته محكمة مفصلة ، لا يمكن محاكاتها في تركيبها، وكلما تزايدت علاقات تركيبها كلما زادت درجة إحكام البناء فتقل إمكانية محاكاتها حتى يصل للاستحالة على مستوى التركيب اللغوي الرياضي للسورة على حدة ، أو للقرآن الكريم كله.(1/403)
فمنهج رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم ، قد يشبه المنهج الوصفي اللغوي في بعض الأمور ، ولكنه منهج رياضي لغوي
ومن هنا يمكننا اقتراح تعريفاً للمنهج اللغوي الرياضي: هو منهج يبحث بالأدوات الرياضية في ظواهر اللغة.
ومن ثم فإن كانت هناك لغات عديدة ، فهذا البحث يختص باللغة العربية عموما ، وباللغة العربية الخاصة بالقرآن الكريم خصوصا ، وإن تعددت فروع رياضيات اللغة العربية ( فمثلا هناك رياضيات المعاني النحوية في نسق العلاقات التركيبية، بالإضافة لرياضيات علاقات الألفاظ والمعاني– ، فإن هذا البحث يختص برياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم) .
ويمكننا اقتراح تعريف لمنهج رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم: هو منهج يبحث بالأدوات الرياضية عن العلاقات الرياضية اللغوية لألفاظ ومعاني وجمل وآيات القرآن الكريم للكشف عن بنائها الرياضي من الناحية الكيفية لا الكمية.
فائدة رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم:
1- التعرف على العلاقات التي تربط الآيات ببعضها، والتعبير عنها بأسلوب حسابي دقيق، وهو ما يعرف بالروابط المنهجية، مما يعطي أسس رياضية للإبحار في الوحي بحثا عن مطلوب ما.
2- تقديم منهج استقرائي بأدوات رياضية لاستخراج النتائج من القرآن الكريم والبرهنة عليها ، ليفتح الباب أمام الدراسات التجريبية لتأخذ من القرآن ما تشاء من نتائج تثبتها بالتجارب والملاحظة العلمية لاستخراج العلوم التي تحكم سلوك الفرد والجماعة من القرآن الكريم ( من علوم نفسية ، اجتماعية ، واقتصادية ...الخ) على نحو تكون المعاملات على ما يوافق مقاصد الإسلام إن شاء الله.
3- تدعيم الدراسات القرآنية بالعلاقات العلمية المقننة الرياضية.
4- صياغة معادلات رياضية من القرآن يمكن مقارنتها بمعادلات رياضية من الكون ليكون أحد معايير تقييم أبحاث الإعجاز العلمي.(1/404)
5- يقدم الأدوات الرياضية لتدبر القرآن ، ( أدوات التنقيب الرياضى في القرآن والتي بقوتها تؤدي لمزيد من دقة التدبر ) فهو الأداة الرياضية لمنهج البحث الإسلامي العلمي.
ومن هنا كان على ممن يريد التخصص في رياضيات ألفاظ ومعانى القرآن الكريم الإلمام باللغة العربية ، والرياضيات الإلمام بالآتي:
1- الإلمام بالقرآن الكريم ، لتكون الآيات حاضرة في ذهنه.
2- الإلمام بالسنة النبوية فيما يتعلق بالآيات التي يشتغل بدراستها.
3- الإلمام بما يستعين به على تفسير الآيات من كتب التفاسير التي تعتمد على تفسير القرآن بالقرآن والسنة ( كتفسير ابن كثير).
4- الإلمام باللغة العربية عموما ، وفروق اللغة خصوصا ( مثل معجم الفروق اللغوية للعسكري ، نجعة الرائد في معرفة المترادف والمتوارد) ، وأخذ فكرة عامة عن علم اللغة الحديثة وفروعها ومناهجها البحثية.
5- الإلمام بالرياضيات البحتة ، من حساب ، وجبر ، وهندسة ، وتفاضل وتكامل ، وديناميكا وإستاتيكا ...الخ.
6- الإلمام بمنهج البحث العلمي.
وهذه الدراسة: منهج البحث وأدواته هو نفسها منهج وأدوات رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم المذكور في نفس الدراسة.
وأقسام الدراسة باختصار هي:
تمهيد الكم ، والكيف
تكوين مسألة رياضية لألفاظ ومعاني القرآن الكريم
أمثلة متنوعة عن رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم
وأخيرا مجموعة نصائح لباحث رياضيات ألفاظ ومعاني القرآن الكريم
ثم ملاحق البحث فيما يتعلق بموضوعه ولكنه يضيف جديد لم نتناوله في تسلسل البحث ، وقد أدرجتها كملحقات لأهميتها لهذا العلم الوليد فقد يضيع شيء منها إن أعدنا صياغتها بغرض إدخالها في جسم البحث ، ففضلنا الاهتمام بالمعلومة أكثر من اهتمامنا بشكل البحث وجزا الله خيرا كاتبيها.
وما كان من خير فهو من الله
وما كان من شر وجهل فهو مني
ونستغفر الله العظيم(1/405)
ويمكنكم مطالعة البحث في الملف المرفق ، وأيضا يمكن تحميله من الرابط الآتي لمتابعة آخر التحديثات والاضافات فيه:
http://www.geocities.com/estratigy/islamicIntroduction/islammanhg/hesapma3any.zip
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/406)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني على هذا الكتاب وجزاه الله خيرا
---
من يدلني على هذا الكتاب وجزاه الله خيرا
---
سلسبيل
07-23-2005, 11:38 AM
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان لم أجده رغم بحثي عنه كثيرا
من يدلني عليه في هذه الشبكة العنكبوتية فجزاه الله خيرا
---
مسك
07-23-2005, 12:41 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل الكتاب :
مكتبة مشكاة الإسلامية
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=7&book=794
---
سلسبيل
07-23-2005, 03:54 PM
جزاك الله خيرا ولا أعرف كيف لم اجده وهو موجود في مشكاة
جزاك الله خيرا فأنا أحتاج له كثيرا
---
(1/407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > طلب ترجمة للشيخ عبد الباسط هاشم
---
طلب ترجمة للشيخ عبد الباسط هاشم
---
طالب علم_2
04-19-2004, 11:21 PM
السلام عليكم
كنت أرغب في الحصول على ترجمة وافية لفضيلة الشيخ عبد الباسط هاشم
---
راجي رحمة ربه
04-20-2004, 12:48 AM
http://www.tajweedhome.com/home.asp
---
طالب علم_2
04-20-2004, 01:01 AM
هذا الموقع دخلته من قبل ولم أجد فيه سوى سطرين عن الشيخ فهل يمكن الحصول على ترجمة موسعة وجزاكم الله خيرا
---
د. أنمار
04-20-2004, 08:50 AM
عندي ما تنشدون:
هذه ترجمة موجزة كتبها الأخ أبو الجود وهو أحد تلامذته:
ترجمة الشيخ العلامه المقرئ الضابط عبد الباسط هاشم
اسمه : عبد الباسط حامد محمد متولي .
شهرته : عبد الباسط هاشم محمد .
ملاحظة : هاشم هو مربيه حيث أن أباه توفي قبل و لادته .
ميلاده : في 1/1/1928 أخبره بذلك خاله .
مكان الميلاد : قرية شبراباص مركز شبين الكوم محافظة المنوفية .
حياته : توفي والده قبل ولادته ، توفيت أمه بعد ولادته بستة أيام و كف بصره و هو في الخامسة من عمره نتيجة مرض شديد ألم بها ، هاجر إلى الأسكندرية مع أخته و زوجها و مكث معهم حتى السابعة من عمرة فتركهم وسافر إلى القاهرة فتلقاه القائمقام / هاشم محمد على الذي رباه كولده تماما و الشيخ يحبه جدا و يذكره بمحبة شديدة .
حفظه للقرآن :
حفظ القرآن على يد هاشم و له من العمر ثمان سنوات .
ارسله هاشم إلى أسيوط عند والدته ليحفظ القرآن بسنده مضبوضا على يد الشيخ أحمد عبد الغني عبد الرحيم و هو من المجازين بالسبعة كما سنذكر في ترجمته لاحقا ، فقام الشيخ أحمد بتلقينه متون التوحيد المختلفة و هي الخريدة و الجوهرة و سلم الوصول و الطحاوية و الواسطية ثم جود عليه القرآن في عام و نصف .
أخذه القراءات :(1/408)
في سن الحادية عشرة حفظ متن الشاطبية في أربعة أشهر و نصف ثم أخذها على شيخه في خمس سنوات قراءة و تدريسا من الشيخ أحمد عبد الغني ، و في أثناء ذلك قرأ عليه الموطأ و بلوغ الأمنية في شرح اتحاف البرية و هو في تحرير الشاطبية ، و بعد الانتهاء من قراءة القرآن بالقراءات السبع من طريق الشاطبية أرسله الشيخ أحمد عبد الغني إلى شيخه محمود محمد خبوط لأن الشيخ أحمد رفض إجازته بالشاطبية إلا بعد يجيزه شيخ آخر و قرأ على الشيخ خبوط الدرة و الشاطبية و قراءة حمزة من طريق الطيبة و قرأ عليه شيء من المحتسب لابن جني و شيء من التمهيد لابن عبد البر و ترجمة الشيخ خبوط ستأتي إن شاء الله تعالى و بعد أن أقرأه الشيخ خبوط أعاده إلى الشيخ أحمد عبد الغني و أرسل له بإجازته إياه يحكي الشيخ عبد الباسط هذا اليوم بفرح شديد يقول : أنه فوجئ بالشيخ أحمد و قد أقام له حفلا كبيرا و استدعى فيه أكابر شيوخ الصعيد و كان يدخل الشيخ عبد الباسط على كل شيخ فيسأله 15 سؤلا و بعد أن ينتهي يمضي على الإجازة ثم أعطاه الشيخ أحمد عبد الغني الإجازة و سنه سبعة عشر عاما .(1/409)
رحل بعد ذلك الشيخ إلى القاهرة و بقي عامان قارئا لليالي ثم ذهب به الشيخ هاشم إلى الشيخ / مصطفى حسن سعيد في قنا و هو إمام المسجد القنائي هناك الذي شرط عليه أن يبقى معه في داره و لا ينفق شيئا من ماله و إنما عليه التعلم فقط و الاتقان عليه و بدأ في إقراءه الطيبة و سنه تسعة عشر عاما و بقى عنده ثمان سنوات قرأ عليه الطيبة و توفي الشيخ بعد انتهي الشيخ عبد الباسط من قراءة سورة العنكبوت و أجازه بالطيبة كاملة قبل أن يموت ، ثم أوصى به الشيخ شمروخ محمد شمروخ كاتب الشيخ المتولي الذي قبل الشيخ عبد الباسط و أقراءه الطيبة بمضمن كتاب الروض النضير و صار عنده حتى أتم قراءة القرآن بالقراءت العشر و حفظ عنده الروض النضير و هذا من عجيب ما يذكر و هو مسجل عندي بصوته بارك الله في عمره و مكث عند الشيخ شمروخ ما يقارب العشرين عاما حتى قرأ عليه القرآن بالقراءات العشر ما يقارب الخمس مرات و قبل وفاة الشيخ بعام عاد إلى القاهرة و التحق بمعهد قراءات القاهرة و بقى فيه أياما و لما سمع به شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج امتحنه في علوم الدين من فقه و تفسير و توحيد و نحو و صرف و بلاغه فوجد علمه الجم فأمر بأن يلتحق بالدراسات العليا بجامعة الأزهر للحصول على الماجستير و الدكتوراه في التفسير و قد كان ذلك حيث حصل على الدكتوراه عام 1962 ميلاديه و درس في جامعة الأزهر بكلية أصول الدين و ما زال يدرس كأستاذ غير متفرغ بقسم التفسير أمد الله في عمره .
---
طالب علم_2
04-20-2004, 10:56 AM
السلام عليكم
هل الدكتوراة التي حصل عليها العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم دكتوراة حقيقية وما هو موضوعها وكيف يمكن الحصول عليها، والذي قرأته في أحد المواقع أنها كانت فخرية
---
محمد فاتح أتماز السباعي
08-27-2005, 06:54 PM
السلام عليكم
كنت أرغب في الحصول على ترجمة وافية لفضيلة الشيخ عبد الباسط هاشم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
القسطموني(1/410)
09-09-2006, 03:14 PM
قد أثير من جديد موضوع الشيخ شمروخ محمد شمروخ الذي ادعى الشيخ عبد الباسط هاشم الأخذ عنه، وصدر كتاب حديثاً بعنوان (تحذير الشيوخ من إسناد شمروخ) !!
انظروا القضية وأدلوا لعلها تحسم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80515
---
(1/411)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفرق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة :
---
الفرق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 06:25 PM
لاحظ أهل السنة ـ خاصة ابن تيمية ـ أن مشكلة تأويل القرآن الكريم من أخطر المشاكل التي جرت على الأمة كثيرا من الويلات، فهو أولا حادث في الأمة نتيجة الخلاف والفرقة بين المسلمين عشية مقتل الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان، وهو ما يعرف في التاريخ الإسلامي بالفتنة الكبرى، وبعد ذلك صار التأويل مدخلا أساسيا للبدع التي حلت بالدين الإسلامي. وفي ذلك يقول ابن تيمية : " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرقة والاختلاف صار أهل التفرق والاختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه. فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الاحتجاج بها ".
ولما كانت قضية التأويل بذلك الحجم وبتلكم الخطورة، فقد أولاها ابن تيمية قسطا وافيا من الدراسة، متتبعا هذا المشكل من أوله، فلاحظ أن الكلام عموما ينقسم إلى قسمين :
1- إما أن يكون إنشاء وهو ما تضمن أمرا بالفعل أو الترك .(1/412)
2- وإما أن يكون إخبارا بأمور قد مضت كتاريخ وقصص الأمم السابقة، أو بأمور مستقبلية ستحدث، أو بأمور غيبية استأثر الله بعلمها، ومن ذلك المعاد والبعث والقيامة، والجنة والنار، وغيرها من الأمور الغيبية التي أخبر بها القرآن الكريم .
وأما الأول فتأويله هو إتيان ما أمر به المشرع والانتهاء عما نهى عنه، ومن ثم كان السلف يقولون : " إن السنة هو تأويل الأمر. قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن ".
وأما الإخبار " فتأويله عين الأمر المخبر به إذا وقع، ليس تأويله فهم معناه " ، فتأويل الخبر إذن ليس هو إدراك معناه، بل إدراك الحقيقة الخارجية له، وهو ما لا يستطيعه الإنسان، فهو فوق مستوى إدراكه، إذ إنه لا يمتلك تصورا ذهنيا لحقيقة تلكم الأمور الغيبية على ما هي عليه في واقعها، " فنحن نعلمها إذا خوطبنا بتلك الأسماء من جهة القدر المشترك بينهما، ولكن لتلك الحقائق خاصية لا ندركها في الدنيا، ولا سبيل إلى إدراكنا لها لعدم إدراك عينها، أو نظيرها من كل وجه، وتلك الحقائق علىما هي عليه هي تأويل ما أخبر الله به ".
وفضلا عن ذلك فهذه الأمور الغيبية قد استأثر الله بعلمها، وحجبها عن الإنسان ـ رحمة به ـ ولن يدركها على ماهي عليه في واقع أمرها، إلا حين يأتي وقت المشاهدة والمعاينة. والحديث عن أنواع الكلام هو بمثابة مدخل ضروري، وتوطئة لازمة لإبراز أنواع التأويل الممكنة. وقد حصرها في ثلاثة أنواع :
أولا : مفهوم التأويل في القرآن الكريم :(1/413)
بين ابن تيمية أن لفظ التأويل ورد كثيرا في القرآن الكريم، وقد حاول أن يبين المعنى الذي ينبغي أن يفهم من لفظ التأويل في القرآن، وذلك من خلال تتبعه لاستعمالها في السياقات المختلفة التي وردت فيها مع التركيز على تفسير قوله تعالى : { ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق }.
فالتأويل معناه هنا تحقق هذه الأمور الغيبية التي أخبر بها القرآن الكريم، على ما هي عليه في واقع أمرها، يقول ابن تيمية : ثم قال : { هل ينظرون إلى تأويله } إلى آخر الآية ، إنما ذلك مجيء ما أخبر القرآن بوقوعه من القيامة وأشراطها : كالدابة ويأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ومجيء ربك والملك صفا صفا، وغير ذلك، فحينئذ يقولون :
{ قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل }
وهذا القدر الذي أخبر به القرآن من هذه الأمور لا يعلم وقته وقدره وصفته إلا الله ".
فهذه الحقائق الغيبية الكبرى يتعذر على الإنسان إدراكها، ومن ثم يستحيل تأويل أمثالها مما ورد في القرآن الكريم .
ثانيا : مفهوم التأويل عند السلف :
وأما التأويل عند السلف فله معنيان : الأول : هو نفس مفهوم التأويل في القرآن الكريم، وأما المعنى الثاني عندهم فهو مرادف للفظ التفسير. وفي ذلك يقول ابن تيمية : "وأما التأويل في لفظ السلف فله معنيان : "أحدهما " تفسير الكلام وبيان معناه سواء وافق ظاهره أو خالفه فيكون التأويل والتفسير عند هؤلاء متقاربا أو مترادفا .
وهذا ـ والله أعلم ـ هو الذي عناه مجاهد أن العلماء يعلمون تأويله. ومحمد ابن جرير يقول في تفسيره : القول في تأويل قوله كذا وكذا . واختلف أهل التأويل في هذه الآية ونحو ذلك ومراده التفسير .(1/414)
و"المعنى الثاني " في لفظ السلف وهو الثالث من مسمى التأويل مطلقا : هو نفس المراد بالكلام فإن الكلام إن كان طلبا تأويله نفس الفعل المطلوب وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به ".
ثالثا : مفهوم التأويل عند الخلف :
"التأويل في عرف المتأخرين من المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم، هو صرف اللفظ عن المعنى الراجع إلى المعنى المرجوح لدليل يعترن به، وهذا هو التأويل الذي يتكلمون عليه في أصول الفقه ومسائل الخلاف، فإذا قال أحدهم : هذا الحديث أو هذا النص مؤول أو هو محمول على كذا . قال الآخر : هذا نوع تأويل ، والتأويل يحتاج إلى دليل" .
وهذا المعنى للتأويل معنى مبتدع، وهو يشكل خطورة كبيرة على عقيدة الامة الإسلامية، وعلى كيانها وسيادتها، إذ أخذ مطية من طرف الروافض، وملاحدة الفلاسفة وغلاة الصوفية، وبالأخص من طرف موثوري الشعوب الدخيلة - لمحاربة الدين الإسلامي، وزعزعة الأمن والنظام في البلاد الإسلامية، ومن ثم وجدنا ابن تيمية يرفضه فيقول: " والتأويل المردرد هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره ".(1/415)
ويعقد ابن تيمية مقارنة بين معنيي التأويل عند السلف فيبين أن التأويل بمعنى التفسير أو المرادف له هو من باب العلم والشرح والإيضاح، والمتكلم فيه يتحدث عن أشياء قد عقلها وأحسها وكون عنها تصورا كافيا يمكنه من التحدث عنها وهو مطمئن إلى سلامة ما يقول. أما المعنى الثاني للتأويل عند السلف وهو المرادف للحقيقة الخارجية على ما هي عليه في واقعها، فهذا مما لا يستطيع الإنسان إدراكه إذ لا يمتلك تصورا ذهنيا كاملا للموضوع، بل كل ما يعرفه في هذا الأمر هو صفاتها وأحوالها التي اخبره بها المخاطب عن طريق التقريب وضرب المثل : " وبين هذا والذي قبله بون، فإن الذي قبله يكون التأويل فيه من باب العلم والكلام، كالتفسير والشرح والإيضاح، ويكون وجود التأويل في القلب واللسان له الوجود الذهني واللفظي والرسمي. وأما هذا فالتأويل فيه نفس الأمور الموجودة في الخارج، سواء كانت ماضية أو مستقبلة، فإذا قيل: طلعت الشمس، فتأويل هذا نفس طلوعها، ويكون "التأويل " من باب الوجود العيني الخارجي، فتأويل الكلام هو الحقائق الثابتة في الخارج بما هي عليه من صفاتها وشؤونها وأحوالها، وتلك الحقائق لا تعرف على ما هي عليه بمجرد الكلام والإخبار إلا أن يكونا المستمع قد تصورها أو تصور نظيرها بغير كلام وأخبار، ولكن يعرف من صفاتها وأحوالها قدر ما أفهمه المخاطب : إما بضرب المثل، وإما بالتقريب، وإما بالقدر المشترك بينها وبين غيرها، وإما بغير ذلك".
وبهذا النص الهام جدا، يضع ابن تيمية أيدينا على نقطتين هامتين، ترفعان ما يمكن أن توصم به نظرية أهل السنة في التفسير من تناقض واضطراب، وهما :
1- مرتكزات التفريق بين التفسير والتأويل .
2- الفرق بين تأويل الآية وفهم معناها.
---
(1/416)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله
---
ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2005, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن معنى : { نُنْسِهَا } في قول الله تعالى : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة:106) : نؤخرها عندنا فلا ننزلها ، وأن معنى الآية على هذا : أن ما ننسخه من الآيات التى أنزلناها ، أو نؤخر نزوله من الآيات التى ننزلها بعد ( نأت بخير منها أو مثلها ) ؛ فكما أنه يعوضهم من المرفوع يعوضهم من المنتظر الذي لم ينزله بعد إلى أن ينزله . فإن الحكمة اقتضت تأخير نزوله فيعوضهم بمثله ، أو خير منه في ذلك الوقت إلى أن يجيء وقت نزوله ، فينزله أيضاً مع ما تقدم ، ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله .
ثم بنى على هذا حكماً آخر ، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله .
قال رحمه الله : ( و قد تضمن هذا أن كل ما أُخر نزوله فلابد أن ينزل قبله ما هو مثله أو خير منه ، وهذا هو الواقع ؛ فإن الذي تقدم من القرآن نزوله لم ينسخ كثير منه خيرٌ مما تأخر نزوله ، كالآيات المكية فإن فيها من بيان التوحيد والنبوة و المعاد وأصول الشرائع ما هو أفضل من تفاصيل الشرائع كمسائل الربا والنكاح والطلاق وغير ذلك ؛ فهذا الذي أخره الله مثل آية الربا فإنها من أواخر ما نزل من القرآن وقد روى أنها آخر ما نزل وكذلك آية الدين والعدة والحيض ، ونحو ذلك قد أنزل الله قبله ما هو خير منه من الآيات التى فيها من الشرائع ما هو أهم من هذا ، وفيها من الأصول ما هو أهم من هذا .(1/417)
ولهذا كانت سورة الأنعام أفضل من غيرها ، وكذلك سورة يس ، ونحوها من السور التى فيها أصول الدين التى اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم ؛ ولهذا كانت ( قل هو الله أحد ) مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن ؛ لأن فيها التوحيد ؛ فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها .
وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى : ? و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم ? ، وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته ) ، وسورة الحجر مكية بلا ريب وفيها كلام مشركي مكة و حاله معهم ؛ فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه .
و ( قل يا أيها الكافرون ) مكية بلا ريب ، وهو قول الجمهور ، وقد قيل إنها مدنية وهو غلط ظاهر .
وكذلك قول من قال الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب ، ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم ...) إلى آخر كلامه في مجموع الفتاوي ج:17 ص: 188 - 191
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 05:39 PM
الأخ الدكتور العبيدي المحترم
هل هناك من العلماء من شارك المرحوم إبن تيمية هذا الرأي؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 07:14 AM
لم أجد من ذكر هذا الرأي غير الإمام ابن تيمية رحمه الله ...
وما أدري ؛ هل لمشايخنا الكرام تعليق على هذا الرأي ؟
---
أبو عبد المعز
02-28-2005, 05:36 PM
الظاهر يقتضي ان المتأخر فى النزول افضل من المتقدم......لا العكس...
الناسخ بالضرورة متأخر على المنسوخ.......والله تعالى....ضمن للناسخ...ان يكون خيرا من المنسوخ....او على الاقل لا يقل عن درجة المنسوخ فى الفضل...باختصار اقصى درجات المنسوخ ان يكون فى مرتبة الناسخ......اما الناسخ فأدنى درجاته ان يعادل المنسوخ....فثبتت افضلية الناسخ...(1/418)
وما قاله الشيخ ابو مجاهد:"ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله .ثم بنى على هذا حكماً آخر ، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله ."هو مشكل عندى...
---
موراني
02-28-2005, 10:07 PM
قاعدة ابن تيمية لا تعتبر قاعدة عامة بل هي تتركز على مسألة الناسخ والمنسوخ فحسب كما يبدو لي .
فمن هنا ليس هناك أي مشكل في هذه القاعدة لديه .
---
أبو عبد المعز
02-28-2005, 10:42 PM
د.موراني....
هذه القاعدة لا تستقيم....للاعتبارات التالية:
الناسخ متأخر عن المنسوخ....ضرورة...لان النسخ هو رفع حكم سابق..
الناسخ ليس له الا ثلاث أحوال...:
ان يكون مساويا....للمنسوخ
ان يكون افضل من المنسوخ...
ان يكون ادنى من المنسوخ...
الاحتمال الاخير غير وارد فى هذه الشريعة الحكيمة..
الاحتمالان الممكنان شرعا..هما الاول والثاني...وهذا هو منصوص الآية...ولزم من ذلك ان يكون المتأخر نزولا...افضل من المتقدم...
لكن هل يتحدث ابن تيمية..عن الناسخ والمنسوخ ام انه يقصد امرا آخر لم ألحظه..
---
موراني
02-28-2005, 11:18 PM
أبو عبد المعز
لك حق ! في طبيعة الحال , فأنا أسرعت في الحكم .
اذا , ماذا أراد ابن تيمية بهذا القول ؟
---
محب الوحي
12-30-2006, 03:50 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
ظاهر كلام شيخ الإسلام أنه يريد النسأ وليس النسخ والنص هو في الحديث عن معنى ننسها من الآية الكريمة ولهذا قال بعد ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ... فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه ...
---
د. أنمار
12-30-2006, 10:03 AM
هذا القول مشكل جدا
وهو مبني على القول بتفضيل بعض القرآن على بعض، وله تفصيل أظن سبق النقاش فيه هنا.
ويشكل على كلامه تفضيل سورة الفاتحة والبقرة وفيها آية الكرسي أعظم ما نزل وأواخرها وآل عمران وهن وإن كن من أوائل ما نزل في المدينة، لكن نزل قبلهن شيء كثير في مكة المكرمة قبل الهجرة
---(1/419)
د.عبدالرحمن الصالح
01-07-2007, 09:41 AM
شكر الله للأخ طارح الموضوع وللإخوة المعلقين ولكلّ من اطلع أو يطلع عليه!
واضح أن شيخ الإسلام قد رجّح القراءة الأخرى (ما ننسخ من آية أو نَنسأها) لأن قراءتها (نُنسها) لا يتسق ومعنى (التأخير).
وبشأن كون متقدم الآيات والسور أفضل من متأخرها فهذا قول تنوقش فيه ومبسوط في كتب علوم القرآن. لكن يبدو لي أن ما تقدم نزوله (أهمّ وأشمل) مما تأخر نزوله. فالتفضيل أمر لا يكون إلا بنصّ كالتفضيل بين الرسل وبين الناس. أما الأهمية فيمكن استقراؤها واستنباطها .
وقد استفدت من هذا الموضوع -شخصيّا- فائدة عظيمة ، وهي أن ترتيب الموضوعات في النزول هو الذي يكون - يجب أن يكون- مستندنا ومرتكزنا في ترتيب الأوليّات وفقه الدعوة ، والله أعلى وأعظم.
فالصلاة لم تفرض علينا إلا في الإسراء والمعراج ، أي قبل الهجرة بنحو عامين، أما العقيدة والقيم والأمانة والأخلاق فقد أنزلها الله تعالى وكرر تنزيلها .
والأمثلة كثيرة
---
أبو العالية
01-07-2007, 10:15 AM
الحمد لله ، وبعد ..
تعقيب سريع على بعض مشاركات الأخوة الفضلاء :
أولاً : د. موراني وفقه الله
وهل هناك ما يخرم هذه القاعدة حتى لا تكون مطردة ؟
فان كان سُلِّم للدليل والشاهد . وليتك تفعل وفقك الله .
ثانياً : الأخ الكريم أبو عبد المعز وفقه الله
قولكم أن يكون الناسخ أفضل !!
أظن صوابها ( أقوى ) وهذا معروف في باب النسخ ، ( ويذكرون السنة وطريق وصولها مع القرآن ) ولا يظهر لي القول في الأفضلية في هذا الباب .
ثالثاً : د. أنمار وفقه الله
قولكم : مشكل جداً ! وهو مبني على القول بتفضيل بعض القرآن على بعض !
لا يظهر لي ذلك الإشكال .
ثم إن كانت السنة هي التي فضلت آيات على غيرها في الفضل والثواب . فما الضير في ذلك ؟(1/420)
لذا المراد بالخيرية في الآية كما قال بعض أهل العلم : إنما هي خيرية الامتثال الأمر ( انظر : أمالي الدلالات ( 176 )، لابن بيَّه ) وغيره من أقوال المفسرين في بيان الخيرية .
وعلى هذا يظهر لي أن الأفضلية من حيث أشار لها شيخ الإسلام صحيحة _ إن تم استقراء كافة الآيات وتتبع أمرها _
سيما وهي تعود إلى خيرية الموضوع وأهمية الذي نزلت به الآيات ، ولا شك في أن آيات العقائد موضوعها أهم من موضوع آيات الأحكام .
هذا فهمي . والله اعلم
فغن كان صواباً ؛ فالحمد لله ، وإلا فليت أخاً كريماً يبيِّن لنا وجه الصواب بالدليل او التعليل ما أمكن
ودمتم على الخير أعواناً
---
(1/421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء بعد الطعام
---
برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء بعد الطعام
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-14-2006, 03:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 28 ) بتاريخ 20/9/1427 - الدعاء بعد الطعام
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة الآتية ثم قم بالتصويت
فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي : "كان إذا رفع مائدته قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مستغنى عنه ربنا"، رواه البخاري، وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه". رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصادر ابن عادل في تفسيره ( اللباب من علوم الكتاب ) :
---
مصادر ابن عادل في تفسيره ( اللباب من علوم الكتاب ) :
---
مرهف
10-02-2005, 12:59 AM
مصادر ابن عادل في تفسيره ( اللباب من علوم الكتاب ) :
كنت قد كتبت منذ زمن في هذا الملتقى المبارك عن حياة ابن عادل ولم يقدر لي أن أكمل لظروف ما ،ولكن الذي شجعني لأعود وأكتب شيئاً يعرف بتفسير اللباب من علوم الكتاب لابن عادل الدمشقي الحنبلي هو أخي الكريم الدكتور أحمد البريدي في لقاء علمي معه جزاه الله خيراً وكان فيه سؤال عن مصادر ابن عادل في تفسيره فبادرت مستعيناً بالله لتلبية طلبه والإجابة له فأقول وبالله التوفيق :
يمكننا تقسيم مصادر ابن عادل في تفسيره اللباب إلى قسمين :
الأول : مصادر استقى ابن عادل منها النصوص مباشرة ،أي :رجع إليها ونقل عنها مباشرة،وهي المصادر المباشرة .
الثاني : مصادر نقل النصوص منها بواسطة المصادر المباشرة ،وهي المصادر غير المباشرة .
ثم إن من المصادر المباشرة ما يصرح ابن عادل باسمها ،ومنها ما لا يصرح باسمه وإنما عرفت عن طريق التتبع والسبر .
أ ـ المصادر المباشرة :
اعتمد ابن عادل في تفسيره الكبير على أربع تفاسير بشكل رئيسي ،وهي :
1- معالم التنزيل للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي (516)
2- مفاتيح الغيب ، المعروف بالتفسير الكبير للإمام محمد بن عمر الرازي ( 606 ).
3- الجامع لأحكام القرآن للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671).
4- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون لأحمد بن يوسف ،السمين الحلبي (756)(1/423)
فأما طريقة النقل عنهم فإنه سبك كتاب الدر المصون للسمين الحلبي بأكمله في تفسيره،حتى كنت أقول بأنه يمكننا اعتبار اللباب نسخة مخطوطة إضافية للدر المصون وبالفعل فقد صححت نصوصاً وتداركت سقطاً عند مقارنة نصوص الدر المصون التي نقلها ابن عادل في تفسيره مع الدر المصون المحقق للدكتور الخراط بعد التحري بأن هذه الزيادات ليست من غيره، وأما نقله عن القرطبي فإنه ينقل عنه المسائل الفقهية مختصراً لها غالباً وبعض المسائل اللغوية، وأما نقله عن الرازي يمكن القول أننا لو جردنا ما نقله ابن عادل من اللباب لخرجنا بتفسير مختصر للرازي فيه أهم مسائل وقضايا تفسير الرازي بشكل عام، وأما البغوي فغالباً ما ينقل عنه الروايات الحديثية والأقوال المأثورة،و أما الخازن فينقل عنه غالباً ما يتعلق بخصائص السورة كعدد الآيات وعدد أحرف السورة وهكذا.
ولكن هذا لا يعني أنه لم ينقل عن غيرها ،فقد وجدته ينقل من مصادر أخرى –في القسم المخصص لي من رسالة الماجستير - ولكن بقلة بشكل لا يتعدى النص أو النصين وهذه المصادر هي :
5- تفسير القرآن العظيم للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ( 774)
6- الفتاوى للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي ( 676)
7- المحرر في الفقه الحنبلي للإمام عبد السلام بن عبد الله مجد الدين ابن تيمية (653هـ) على ما رجحته ، والله أعلم .
8- لباب التأويل في معاني التنزيل للإمام علي بن محمد البغدادي الشهير بالخازن (725 )
9- الرسالة القشيرية للإمام عبد الكريم بن هوازن القشيري ( 465) .
10- ديوان الأدب ، اسحاق بن إبراهيم الفارابي ( 350 هـ ) .
11- و نقل ابن عادل أيضاً عن أحمد بن عمار أبي العباس المقرئ المهدوي ( 430هـ ) ، وقد ذكر ابن عادل اسمه مرة واحدة في القسم المخصص لي في سورة النحل فقال : (وقال أبو العباس أحمد بن المقرئ ) ، وينقل أيضاً عنه بقوله : ( و قال أبو العباس المقرئ ) .(1/424)
إن مجموع هذه المصادر لتعطي أهمية لهذا التفسير الموسوعي و تنبئ عن دراية ابن عادل لهذه الكتب .
ب ـ المصادر غير المباشرة :
وهذه المصادر منها ما يذكر ابن عادل اسمه ،ومنها ما لا يذكر اسمه أيضاً ولكن عرفتها أيضاً عن طريق التتبع للنص تارة وعن طريق المصادر المباشرة تارة أخرى،وسأرتبها حسب الموضوعات ،مع مراعاة تاريخ الوفاة لمؤلفيها في كل موضوع :
ـ التفسير بالمأثور :
1- تفسير الحسن البصري ( 110 هـ)
2- جامع البيان في تفسير القرآن لأبي جعفر محمد ابن جرير الطبري ( 310 هـ).
3- الكشف والبيان عن تفسير القرآن لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري(427 هـ ).
4- 5-6 – التفسير البسيط ،والتفسير الوسيط ،والتفسير الوجيز ،ثلاثتها لأبي الحسن علي ابن أحمد الواحدي النيسابوري ( 468 هـ).
ـ التفسير بالرأي :
1 ـ التفسير الكبير لأبي بكر محمد بن أحمد القفال الشاشي ( 365 هـ).
2 ـ الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ،لأبي القاسم محمود ابن عمر الزمخشري ( 538 هـ) .
3 ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لأبي محمد عبد الحق بن عطية ( 542 هـ).
4 ـ البحر المحيط لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي ( 745 هـ).
ـ المعاني والإعراب ،واللغة والقراءات :
1 ـ معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الديلمي ( 207 هـ).
2 ـ مجاز القرآن ،لأبي عبيدة معمر بن المثنى التميمي ( 209 هـ).
3- معاني القرآن لأبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش المجاشعي ( 215 هـ).
4َ- نظم القرآن لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري ( 255 هـ (
5 –6 - غريب القرآن ،, تأويل مشكل القرآن ،لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، ( 276 هـ).
7 ـ معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج(315 هـ)
8 ـ التبيان في إعراب القرآن ، المشهور بـ إملاء ما منّ به الرحمن لأبي البقاء ، عبد الله ابن الحسين العُكْبَري ( 616 هـ) .(1/425)
9 ـ إعراب القرآن لأبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس ( 338 هـ) .
10 ـ تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ( 370 هـ)
11 – 12- مشكل إعراب القرآن ، , الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي ( 437 هـ).
13ـ اللوامح لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي ( 454 هـ) .
14 ـ المفردات لأبي القاسم الحسين بن محمد الأصبهاني ( حوالي 520هـ ( .
ـ النحو :
1 ـ الكتاب لسيبويه ، أبو بشر عمرو بن عثمان ( 180 هـ) .
2 ـ شرح موجز الرماني ( هـ ( .
3- شرح التسهيل ، للسمين الحلبي .
ـ تفاسير المعتزلة :
1 ـ تفسير الجبائي أبو علي محمد بن عبد الوهاب ( 303 هـ) .
2 ـ تفسير أبي مسلم ، محمد بن مسلم الأصبهاني ( 322 هـ).
3 ـ تفسير الرماني ،علي بن عيسى ( 384 هـ) .
4 ـ تفسير القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني ( 415 هـ) .
ولا بد من التنبيه :
على أنه نقل في تفسيره هذا عن الشيعة في موضع واحد في القسم المخصص لي من رسالة الماجستير ويتضمن سورة الحجر والنحل والإسراء ،وكذلك ينقل عن الفلاسفة وأهل الطبائع والهيآت والفرق كالمعتزلة والجبرية وغيرهما ،ونقل ذلك كله عن الرازي.
والحمد لله رب العالمين
---
أبو المعتز القرشي
10-03-2005, 06:04 PM
جزاك الله خيرا
ولقد سمعت قبل فترة أن كتاب اللباب لابن عادل قد حقق في أكثر من عشرين رسالة علمية في السودان ؟
---
مرهف
10-04-2005, 02:10 PM(1/426)
هذا صحيح بل في خمس وعشرين رسالة في كلية أصول الدين قسم الدراسات العليا في التفسير وعلوم القرآن ولكن في فرع دمشق وكان صاحب الفكرة في تحقيقه في رسائل علمية فضيلة الدكتور نور الدين عتر وكان قصده أن يحيي نشر فقه الأحكام على المذهب الحنبلي الذي كان شائعاً في بلاد الشام وموجوداً خاصة في دمشق ،خاصة أنه لا يوجد كتاب أحكام القرآن على المذهب الحنبلي فظن أن الكتاب اللباب فيه ذلك ولكن كان يشعر بعضنا أن ابن عادل شافعي المذهب وبعضنا الآخر مالكي المذهب والذي يظهر لي أنه حنبلي المذهب ولكنه لا قدم له في المذهب كغيره والله أعلم
---
(1/427)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحلقة الأولى : حول كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للعلامة عبدالحميد الفراهي رحمه الله
---
الحلقة الأولى : حول كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للعلامة عبدالحميد الفراهي رحمه الله
---
عبدالرحمن الشهري
04-26-2003, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجميعن ، أما بعد:
فنحمد الله أن هيأ لنا هذا الملتقى المبارك ، لنتبادل فيه الآراء الجادة ، والمباحثات الدقيقة ، حول مسائل علم التفسير وعلوم القرآن ، في طرح جاد عميق ، وأدب علمي رفيع ، حتى نجعل من ملتقى أهل التفسير مثلاً يحتذى في أدب العلم ، ومدارسته ، واحترام عقلية المتلقي ، والرقي بالجانب النقدي لدى المشاركين ، والخروج من العقلية النقلية المحضة ، إلى العقلية النقدية التي تحرص على الفهم والتمحيص لما تقرأ ، أكثر من حرصها على الجمع والنقل ، والتدريب على هذه الروح العلمية النقدية التي قل أن تعتني بها الجامعات في دراساتها العليا وما دونها ، فقد غلب الطابع النقلي على دراساتنا وبحوثنا حتى فقدت أو كادت روح النقد العلمي النزيه ، الذي يتبادل في جو من الإخوة والمحبة في الله ، والرغبة الجادة في العلم ، مع الحرص على التزام أدب العلم وأخذه ونقله في ذلك كله بإذن الله ، وهذا هو المظنون بكل من سيشارك ، فما أحسب أحداً من أعضاء هذا الملتقى إلا وهو على قمة الهرم في الأدب ، والخلق ، وهما صفتان من الصفات اللازمة لطالب العلم ، لاتنفكان عنه ، ولا يجادل في لزوم اتصافه بهما.
أهداف حلقات النقاش العلمية :
1- تعريف طلاب العلم بالكتب والمؤلفات والرسائل والبحوث القيمة في التفسير وعلوم القرآن ، مع الحرص على الانتقاء والاختيار.(1/428)
2- التعريف بالعلماء المتميزين في علم التفسير والدراسات القرآنية ، والتنويه بمكانتهم ، وبيان جوانب التميز لديهم.
3- الاستفادة من خبرات الباحثين المتخصصين في ملتقى أهل التفسير الذين يزيدون ولله الحمد يوماً بعد يوم ، وكذلك خبرات المشاركين من غير المتخصصين ، وتبادل الآراء حول ما يطرح للنقاش ، بأسلوب علمي رصين ، وأدب علمي جمّ.
4- جمع المناقشات والطروحات الجادة في النهاية على هيئة ملفات بحثية متكاملة ، يتم تنسيقها ووضعها بطريقة مناسبة في ملتقى أهل التفسير ، والسعي لنشر المتميز منها عن طريق ملتقى أهل التفسير بإذن الله ، مع حفظ حقوق الباحثين والمشاركين جميعاً بإضافة كل جهد إلى صاحبه ، وهنا تظهر أهمية المشاركة بالاسم الصريح.
5- تكون المشاركات إما بنقد المؤلف في أفكاره التي طرحها أو تأييده فيها وذكر من وافقه ومن خالفه ، أو طرح بحث حول المؤلف أو الكتاب ، أو إحالة تتعلق بالموضوع ، أو فائدة محررة حول الموضوع ، أو سؤال حول الكتاب أو الموضوع أو المؤلف ، أو ما يغلب على ظن المشارك أن له علاقة بالموضوع ، مع احتفاظ إدارة ملتقى أهل التفسير بحق استبعاد المشاركات التي لا تمت للموضوع محل النقاش بصلة دون الرجوع للمشارك الكريم.
7- المرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يشاركوا بجدية في هذه الحلقات التي نرجو أن تفتح للباحثين آفاقاً بلا حدود إن شاء الله ، فكم من فكرة كانت خاطرةً صغيرة ، تكاملت بفضل الله فكانت مشاريع عظيمة نفع الله بها الأمة نفعاً عظيماً ، فلا تحقرن من المعروف شيئاً.
8- من كانت لديه فكرة ورغب في طرحها في حلقات النقاش في ملتقى أهل التفسير فعليه بمراسلة المشرف العام حول هذا ، لترتيب الأمر ، حرصاً على التنظيم والترتيب.
****(1/429)
وسنبدأ بإذن الله باكورة حلقات النقاش العلمية في ملتقى أهل التفسير ، بمناقشة ما دار من أفكار أعتبرها جديدة على دراسات علوم القرآن ، في كتاب لعالم من علماء الهند المتألقين الجهابذة ، والذي لم يأخذ مكانته اللائقة به بعدُ لدى الدارسين والمتخصصين في الدراسات القرآنية بوجه خاص ، وهو العلامة عبدالحميد الفراهي.
وكتابه الذي سوف نتناوله هو كتابه الماتع (إمعان في أقسام القرآن) وهو كتاب يتحدث عن أسلوب القسم في القرآن الكريم ، بطريقة فريدة لم يسبق إليها.
***
ترجمة الفراهي :
مصادر ترجمته :
1- الترجمة الذاتية التي كتبها الفراهي بخطه لنفسه في دفتر مذكرات العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي عندما زاره في قريته في 17 رمضان سنة 1342هـ . أي قبل وفاة الفراهي بسبع سنوات. وهي تعد أوثق المصادر لترجمته. ثم ما كتبه تقي الدين الهلالي نفسه عن المؤلف في مذكراته.
2- رسائل العلامة شبلي النعماني إلى الفراهي ، وهي منشورة ضمن مجموعة رسائل شبلي النعماني.
3- نزهة الخواطر للعلامة الشريف عبدالحي الحسني المتوفى سنة 1341هـ وقد زاد في الترجمة العلامة أبو الحسن علي الندوي رحمه الله.
4- ثلاث مقالات في سيرة المؤلف كتبها العلامة سليمان الندوي في ترجمته الأولى كتقديم لكتاب (إمعان في أقسام القرآن) والثانية تقديم لبعض السور التي قام الفراهي بتفسيرها وطبعت ، والثالثة للشيخ أمين أحسن الإصلاحي تلميذ الفراهي . وقد كتب كتاباً في ترجمة الفراهي نشر مؤخراً بعنوان(ذكر فراهي) في 840 صفحة بالأردية.
اسمه ومولده :
هو عبدالحميد بن عبدالكريم بن قربان قنبر بن تاج علي ، حميد الدين أبو أحمد الأنصاري الفراهي.(1/430)
ولد رحمه الله يوم الأربعاء سادس جمادى الآخرة سنة 1280 هـ في قرية (فَرِيها) من قرى مديرية (أعظم كره) في الإقليم الشمالي بالهند.وهي الآن ولاية أترابراديش (U.P). وقد ولد لأسرة كريمة معروفة بنسبها وعلمها ومكانتها الاجتماعية ، ويعد أهلها من أعيان المنطقة ووجهائها ، فنشأ الفراهي وترعرع في رخاء ورفاهية. وكان ابن خال العلامة والمؤرخ الشيخ شبلي النعماني رحمه الله.
طلبه للعلم ومناصبه :
اشتغل بعدما ترعرع في طلب العلم ، فحفظ القرآن ، وقرأ – كدأب أبناء العائلات الشريفة في الهند – اللغة الفارسية ، وبرع فيها ، فنسج وهو ابن ستة عشر عاماً قصيدة فارسية صعبة الرديف ، بارى فيها شاعر الفارسية الطائر الصيت خاقاني الشرواني [ت 595هـ] فأتى فيها بما أعجب الشعراء.
ثم اشتغل بعد ذلك بطلب العربية ، فاستظل بعطف أخيه الشيخ شبلي النعماني ، وهو كان أكبر منه بست سنين. فأخذ منه العلوم العربية كلها من صرفها ونحوها ، ولغتها وأدبها ، ومنطقها وفلسفتها.
ثم سافر إلى لكنؤ مدينة علم الولايات المتحدة الهندية. وجلس في حلقة الفقيه المحدث الإمام الشيخ أبي الحسنات عبدالحي اللكنوي [ت 1304هـ] صاحب التعاليق المشهورة.
ثم ارتحل إلى لا هور ، وأخذ الأدب العربي من إمام اللغة العربية وشاعرها المفلق في ذلك العصر الشيخ الأديب فيض الحسن السهارنفوري [ت 1304هـ] شارح الحماسة والمعلقات شرحاً ثلاثي اللغات ، وأستاذ اللغة العربية في كلية العلوم الشرقية بلاهور. فبرع في الآداب العربية ، وفاق أقرانه في الشعر والإنشاء. قرأ دواوين الجاهلية كلها ، وحل عقد معضلاتها ، وقنص شواردها. فكان يقرض الشعر على منوال الجالهيين ، ويكتب الرسائل على سبك بلغاء العرب وفصحائهم.
ثم عرج على اللغة الانجليزية ، وهو ابن عشرين سنة. ودخل في كلية عليكرة الإسلامية التي أصبحت جامعة في ما بعد. ونال بعد سنين شهادة الليسانس من جامعة (الله آباد).(1/431)
وبرع في الفلسفة الحديثة ، وكان عالماً بالعلوم العربية والدينية ، ومشاركاً في العلوم العصرية ، فكان سلفياً معاصراً إن صح التعبير.
وبعد أن قضى وطره من التعلم ، انتصب للتدريس والتعليم بمدرسة الإسلام بكراتشي عاصمة السند ، فدرس فيها سنين ، وكتب وألف عدداً من المصنفات.
ثم انقطع إلى تدبر القرآن ودرسه ، والنظر فيه من كل جهة ، وجمع علومه من كل مكان ، فقضى فيه أكثر عمره. وقد تأسف على ضياع وقته في غير تدبر القرآن ، والاشتغال به في ترجمته لنفسه حيث يقول :(ولما كانت هذه المشاغل تمنعني عن التجرد لمطالعة القرآن المجيد ، ولا يعجبني غيره من الكتب التي مللت النظر في أباطيلها ، غير متون الحديث ، وما يعين على فهم القرآن ، تركت الخدمة ، ورجعت إلى وطني ، وأنا بين خمسين وستين من عمري ، فيا أسفا على عمر ضيعته في أشغال ضرها أكبر من نفعها ! ونسأل الله الخاتمة على الإيمان).
ومات وهو مكب على أخذ ما فات من العلماء ، ولف ما نشروه ، ولم ما شتتوه ، وتحقيق ما لم يحققوه. فكان لسانه ينبع علماً بالقرآن ، وصدره يتدفق بحثاً عن معضلاته. و كان يعتقد أن القرآن مرتب بيانه ، ومنسقة النظام آياته. وكل ما تقدم وتأخر من سوره وآيه بني على الحكمة والبلاغة ورعاية مقتضى الكلام. فلو قدم ما أخر ، وأخر ما قدم لبطل النظام ، وفسدت بلاغة الكلام. وهذا أمر قد سبقه إليه كثير من العلماء من أبرزهم الإمام الكبير عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني.
وكان يرى أن القرآن يفسر بعضه بعضاً ، فأعرض عن القصص وما أتى به المفسرون من الزخارف والعجائب. هذا كان دأبه في تفسيره الذي سماه (نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان) . وكان حسن النظر في كتب اليهود والنصارى. فاستمتع بها في مباحثه ومؤلفاته.(1/432)
وانتخب سنة 1907م لتدريس اللغة العربية بكلية عليكرة الإسلامية ، وكان يؤمئذ أستاذ اللغة العربية بها هو المستشرق الألماني الشهير يوسف هارويز [ت1931م]. وكان هذا المستشرق يتقن اللغة العبرية لغة اليهود. فتعلم منه الفراهي العبرية وعلمه العربية.
ثم تولى الفراهي بعد ذلك تدريس اللغة العربية في هذه الكلية ، وبقي هناك أعواماً ، حتى انتقل منها إلى حيدر أباد الدكن رئيساً لمدرسة دار العلوم العربية الأميرية النظامية التي كانت تخرج قضاة البلاد وولاتها.
وهو الذي ارتأى تأسيس جامعة أردية تدرس العلوم الدينية بالعربية ، والعلوم العصرية بالأردية ، وبذل جهده في تحقيق هذا الأمل وإنجاز هذا العمل ، حتى نال القبول من المسئولين والمجتمع. وسميت بالجامعة العثمانية ، وهي يومئذ من أحدث جامعات العالم سناً ، ولكن من أعجبها نظاماً.
ثم استقال بعد ذلك ، ولزم بيته ، وانقطع للعلم ، وكان قد أسس قريباً من قريته مدرسة عربية دينية سماها (مدرسة الإصلاح) ، فكان ينظر في شؤونها ، ويجريها على أمثل طريق اخترعه ، وأحسن أسلوب أبدعه. ومن أجل مقاصدها تحسين طريقة تعليم العربية ، وإيجاز قائمة دروسها المتعبة العقيمة ، وإلغاء العلوم البالية القديمة ، والعكوف على طلب علوم القرآن ، والبحث عن معانيه ونظمه وأحكامه وحكمه ، وتدريس الحديث النبوي والفقه الإسلامي بعيداً من التعصب المذهبي.
وكان رئيساً للجنة المديرين لدار المصنفين التي أسست تذكاراً لأخيه الشيخ شبلي النعماني ، فكان هو أحد مؤسسيها. وكان يبذل أوقات فراغه في التأليف ، والتدوين ، والنظر في القرآن ومعانيه ، وإلقاء دروسه على تلامذته الملتفين حوله. فسمح خاطره المتدفق بما يخل به القدماء من علومه ، وفرق على العفاة ما لم يجمعه الأوائل في صحفهم.
كان رحمه الله منقطعاً إلى هذا البر من العمل ، حتى أتاه الأجل في التاسع عشر من جمادى الثانية سنة 1349هـ الحادي عشر من نوفمبر سنة 1930م.(1/433)
مات غريباً في مدينة (متهورا) كعبة الوثنيين في الهند. كان رحل إليها عليلاً يستشير طبيباً نطاسياً من أبناء بلدته موظفاً هناك ، فلم ينفع الدواء ، عندما حم القضاء. وأنهكته العلة التي ألمت به ، ولم تنجح العملية التي أجراها الطبيب. فمات رحمه الله متأثراً بعلته ، غفر الله ذنبه ، ورفع درجته ، وأسكنه فسيح جناته ، وجمعنا به في جنات النعيم.
مؤلفاته المطبوعة بغير العربية::
- أسباق النحو ، جزءان بالأردية ، وهو من أنفع الكتب لتعليم النحو والصرف بطريقة سهلة جديدة سهلة عجيبة ، لغير الناطقين بالعربية كما ثبت ذلك بالتجربة.
- ديوانه الفارسي.
- وخردنامه ، كتاب نظم فيه حكمة سيدنا سليمان عليه السلام بالفارسية القحة لا تشوبها كلمة عربية.
- مقالة في الشفاعة والمفارة باللغة الانجليزية ، رد بها على بعض علماء النصارى.
مؤلفاته المطبوعة بالعربية::
- الرأي الصحيح في من هو الذبيح.
وقد طبع بدار القلم بدمشق 1420هـ وهو من أنفس ما كتب في قصة ذبح إسماعيل عليه السلام ومكانها ، على كثرة ما كتب في هذا الباب ولعل باحثاً يتصدى لأبرز الأدلة التي عول عليها في كتابه هذا رحمه الله فيعرضها ويجليها.
- تفسير سور من القرآن ، وهو جزء من أجزاء تفسيره نظام القرآن. وقد نشر منه الأجزاء التالية :
o فاتحة نظام القرآن وهي مقدمة تفسيره.
o تفسير البسملة وسورة الفاتحة.
o تفسير سورة الذاريات ، والتحريم ، والقيامة ، والمرسلات ، وعبس ، والشمس ، والتين ، والعصر ، ةوالفيل ، والكوثر ، والكافرون ، واللهب ، والإخلاص.
- إمعان في أقسام القرآن
وهو موضوع حلقة النقاش لهذا الشهر إن شاء الله وسيأتي الحديث عنه.
- أساليب القرآن.(1/434)
وقد طبع بالدائرة الحميدية بمدرسة الإصلاح بأعظم كره الهند طبعته الثانية سنة 1411هـ . وهذا الكتاب يبحث في وجوه الأساليب في القرآن ومفاهيمها ومواقع استعمالاتها ، وقد كان الفراهي وضع كتاباً آخر كتوطئة واستطراد لها الكتاب يعرف بمفردات القرآن وسيأتي. وذلك أن الطالب لا بد أن يعرف الألفاظ المفردة وبعد أن يفرغ منها يترقى إلى معرفة الجمل والتراكيب ، فهنا يأتي دور (أساليب القرآن) لتسليط الضوء على الطرق الموجهة لفهم دلالة التراكيب المختلفة الوجوه التي تدل عليها الأساليب المختلفة.
ومن مزايا هذا الكتاب أن كل ما يحتوي عليه من آداب القرآن وأساليبه إنما يقوم على أساس متين ودعامة وثيقة من معرفة سنن العرب في كلامها.
- التكميل في أصول التأويل.
وهو كتاب أفرده لذكر أصول لتأويل القرآن إلى صحيح معناه . فموضوعه الكلمة والكلام من حيث دلالته على المعنى المراد. وغايته فهم الكلام وتأويله إلى المعنى المراد المخصوص ، بحيث ينجلي عنه الاحتمالات. وهذا من جهة العموم ؛ فإن قواعد التأويل تجري في كل كلام ، ونفعها عام يتعلق بفهم معنى الكلام من أي لسان كان ، ولكن النفع الأعظم منه في فهم كتاب الله ومعرفة محاسنه للاعتصام به.
ولعل باحثاً يقرأ هذا الكتاب ، فيبين لنا منهج الفراهي فيه بياناً شافيا ، ويظهر لنا الأفكار الجديدة التي طرحها إن وجدت ، فالفراهي عالم عجيب قل أن يكرر في كتبه ما قاله الآخرون دون الوقوف عندها وقفات في غاية الحسن والنفع.
- مفردات القرآن.
وهذا الكتاب من أنفس كتبه ، وقد طبع طبعتين ، أولاهما عام 1358هـ ، والثانية عام 1422هـ بتحقيق محمد أجمل أيوب الإصلاحي. وله في هذا الكتاب نظرات جديدة قل من تنبه لها من العلماء السابقين الذين كتبوا في مفردات القرآن الكريم ، وقد وعدنا الشيخ الكريم محمد مصطفى السيد وفقه الله بالكتابة حول هذا الكتاب في ملتقى أهل التفسير بإذن الله.
- دلائل النظام.(1/435)
وهو كتاب مطبوع مع كتاب التكميل في أصول التأويل ، وكتاب أساليب القرآن في الهند عام 1411هـ الطبعة الثانية.
وقد شرح في كتابه هذا فكرة النظام في القرآن الكريم ، وهو أمر فوق القول بوجود المناسبات في القرآن الكريم ، بل يعتبر القول بالمناسبة في القرآن جزءاً من أجزاءه. وقد ذهب إلى هذا القول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في الظلال ، وقريب منه الدكتور محمد عبدالله دراز في كتابه النافع (النبأ العظيم) .
وقد وضح الفراهي فكرته في كتابه هذا حيث يثبت أن للترتيب والنظام حظاً وافراً في كل مركب ، ولا سيما في القرآن الحكيم ، والذين يزعمون خلاف ذلك فإنهم أخطأوا في زعمهم ، ولم ينصفوا كتاب الله . ثم يصرح بعد ذلك بأن القرآن الحكيم كلام منظم ، ومرتب من أوله إلى آخره – على غاية حسن النظم والترتيب – وليس فيه شيء من الاقتضاب . لا في آياته ولا في سوره، بل آياته مرتبة في كل سورة كالفصوص في الخواتم. ولعله يأتي لهذا الكتاب مناسبة بإذن الله. وقد تحدث عنه الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه الأخير علوم القرآن عرض ونقد وتحقيق وشرح فكرته فيه ص 88 فليراجع.
وله كتب أخرى منها ما طبع ومنها مالم يطبع بعد. منها :
بقية تفسير سور من القرآن ، جمهرة البلاغة ، فلسفة البلاغة ، سليقة العروض ، الدر النضيد في النحو الجديد ، ملكوت الله ، والرائع في اصول الشرائع ، وإحكام الأصول بأحكام الرسول ، والقائد إلى عيون العقائد ، وكتاب العقل وما فوق العقل، والإكليل في شرح الإنجيل ، وأسباب النزول ، وتاريخ القرآن ، وأوصاف القرآن ، وفقه القرآن ، وحجج القرآن ، وكتاب الرسوخ في معرفة الناسخ والمنسوخ ، ورسالة في إصلاح الناس ، وديوانه الشعري بالعربية وغيرها.(1/436)
ومن يتأمل أسماء هذه الكتب ، وتلك المسائل التي تعرض لها في هذه المصنفات ، لا ينقضي عجبه من سعة علم هذا العالم ، ودقة نظره ، وبعد غوره رحمه الله. وعسى أن يقيض الله لهذه الكتب التي لم تطبع بعد من يخرجها للناس لنتفعوا بها فما أظنها إلا بديعة كالتي طبعت. فكل الكتب التي طبعت له إلى الآن لا تخلو من إبداع ومتانة في الطرح في غالبها.
---
عبدالرحمن الشهري
04-26-2003, 01:13 PM
http://www.tafsir.net/images/emaaan.jpg
خلاصة كتاب إمعان في أقسام القرآن:
1- أن القسم إذا كان مجرداً عن المقسم به – لأنه ليس من لوازمه – فإنما يراد به تأكيد قول أو إظهار عزم وصريمة.
2- أما إذا أقسم بشيء فإن المقصود هو الإشهاد ، حتى في الأيمان الدينية ، وإنما اختلط به معنى التعظيم من جهة المقسم به لا من جهة أصل معنى القسم.
3- وربما يكون القسم لمحض الاستدلال.
4- أما أقسام القرآن فليست إلا للاستدلال والاستشهاد بالآيات الدالة.
ولترى فائدة هذا البحث وأثرها العظيم في التفسير ، يمكنك الرجوع إلى تفسير المؤلف للسور التي طبعت وهي : الذاريات ، والمرسلات ، والقيامة ، والشمس ، والتين ، والعصر.
طبعات الكتاب :
وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات في مصر وفي الهند وفي الكويت ، وكانت آخر طبعة له في دار القلم بدمشق عام 1415هـ وهي أجود الطبعات لهذا الكتاب. وقد قام بضبطه وتحقيقه الدكتور عبيدالله الفراهي .وقدم له بتعريف بديع الشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله ، وترجم له ترجمة حافلة السيد سليمان الندوي رحمه الله. ومن ترجمته نقلت هذه الترجمة.
مقتطفات من الكتاب :(1/437)
1- لايخفى عليك مما سبق من أقوال العلماء رحمهم الله أن أحسنهم قولاً من يقول إن هذه الأقسام دلالات. ولكن الغمة التي لم تنجل عنهم ، والمضيق الذي لم يخرجوا منه هو ظنهم بكون القسم مشتملاً على تعظيم المقسم به لا محالة. وذلك هو الظن الباطل الذي صار حجاباً على فهم أقسام القرآن ، ومنشأ للشبهات. فنبطله أولاً حتى يتبين أن أصل القسم ليس في شيء من التعظيم ، وإنما يفهم من بعض أقسامه.
2- دُعينا إلى أن نبحث عن تاريخ القسم وحاجة الناس إليه قديماً وحديثاً وطرقه المتنوعة ، ونبين معاني كلمات القسم ومفهومه الأصلي ومفاهيمه المتشعبة الثلاثة من الإكرام والتقديس والاستدلال المجرد عن التعظيم.
3- وذلك لأن القسم ليس إلا التأكيد ، ولا تحتاج إلى تقدير المقسم به في كل موضع. وعلى هذا الأصل كل ما ترى في القرآن من لام اليمين ، وإذا جاءت قبلها كلمة تدل على اليقين والجزم كانت مشابهة بكلمة القسم.
4- فكل ما ذكرنا من طريق اليمين والحلف وتعبيراته يدلك على أن المقسم به ليس من لوازم القسم حتى تقدره كلما لم يذكر ، إنما أرادوا بالقسم تأكيداً محضاً للقول أو إظهار عزم وصريمة ألزموا به على أنفسهم فعلاً أو ترك فعل.
5- فأما معنى تعظيم المقسم به فذلك مما انضم به في بعض الأحوال فهو من عوارض القسم.
6- وبعدما علمت حقيقة القسم وأصل مفهومه نذكر لك المفاهيم التي هي فروع على الأصل ، وهي الإكرام والتقديس والاستدلال ، ونذكرها بالترتيب لتفهم وجوهها وتميز بين معانيها ، حتى يسهل لك النظر في أقسام القرآن ، فتعرفها على وجهها ، وتكون على بصيرة في تأويلها.
7- وجملة الكلام أن الأيمان الدينية أيضاً أصلها الإشهاد. وإنما اختلط بها معنى التعظيم من جهة المقسم به ، لامن جهة محض الإشهاد الذي هو أظهر معنى القسم بالشيء.
ويتضح هذا الأمر من نوع آخر من أقسامهم التي أشهدوا فيها بالمقسم به على وجه الاستدلال لا غير. وهو مسلك لطيف من البلاغة.(1/438)
8- من أهم فصول الكتاب : (15) الأدلة المأخوذة من نفس القرآن على ما فيه من الأقسام الاستدلالية .
9- والقرآن صرح بذلك وندب إلى التفكر والتدبر فيها. بل صرح بأنها لا يفهمها إلا العاقلون المتقون ، كما جاء كثيراً في القرآن والصحف الأولى. ومع ذلك لا نشك في أنها دلائل قاطعة وحجج ساطعة. فهذا التحري هو الخطوة الأولى للتأمل وإعمال العقل حتى تنحل الإشكالات ويطمئن القلب بعد العلم. وإني بحمد الله تعالى لم أطمئن لهذا الرأي إلا بعد أن تأملت في جميع أقسام القرآن ، حتى تبين لي أنها دلائل. ولم يدلني عليه إلا القرآن من وجوه عديدة كما مر ذكرها آنفاً.
10- هذا ، والعرب لذكائهم وكبرهم كانوا يحبون الإيجاز أكثر من أقوام أخر.. ولذلك لا ترى شيئاً من القرآن إلآ ومعناه أوفر من اللفظ ، فإن أطنب قولاً من وجه أوجزه من وجوه أخر. ولذلك لا تنقضي عجائبه.
11- ولا يخفى أن القسم إذا كان من الله بخلقه وكلماته فلا مظنة فيه للشرك ، ولا معنى له إلا الشهادة الخالية عن معنى التعظيم.
12- وقد رأيت كيف راعى القرآن هذا التمييز في حكم القسم ، وليس هذا موضع تفصيله في سائر أحكام هذه الشريعة الكاملة ، ولكن نذكر الآن ما يحسن وما لا يحسن منه إتماماً لما ذكرنا من معاني القسم ، وتنبيهاً على طرف آخر من بلاغة القرآن ، وحثاً على بذل الجهد في معرفة اللغة العربية فإن بعض الجهل بها يضر بدين المرء.
13- فترى في سورة البراءة ذكر القسم من المنافقين في سبعة مواضع ، فلم يأت به إلا بكلمة الحلف لدناءتهم وكذبهم في اعتذارهم.
وما جاءت هذه الكلمة في سائر القرآن إلا حيث يشنع لما فيها من قلة المبالاة بشرف النفس والنزوع إلى ما يلقيها في الكذب والإلحاح.
****
محاور النقاش المقترحة حول الكتاب :
1- هل سبق أن اطلعت على الرأي الذي ذكره الفراهي عند غيره من المتقدمين أو المتأخرين بهذه الصورة ؟(1/439)
2- ما رأيك في تناوله لما قاله الرازي وابن القيم في القَسَم ؟ وهل تراه مديناً في رأيه لهما ؟
3- هل تؤيد الفراهي في ما ذهب إليه من تقسيم القسم إلى هذه الأنواع ؟
4- هل تؤيده في حديثه عن تاريخ القسم ، واستنباطاته من كلام العرب هذه الاستنباطات ؟
5- هل تشعر أن لعجمته أثراً في فهمه للغة العربية ؟ أم تراه فاق العرب في لغتهم ؟
6- هل ترى أنه لا يزال هناك جوانب لم تكتمل بعد من الحديث حول القسم في القرآن الكريم ؟
7- ما وجه المقارنة بين ما ذهب إليه الفراهي وما كتبه ابن القيم والرازي من المتقدمين وما كتبه محمد مختار السلامي في كتابه (القسم في اللغة وفي القرآن) فيما يتعلق بموضوع القَسَم ؟
8- ما رأيك بتفردات الفراهي النقدية في كتبه ؟
9- ما رأيك في منهجية الفراهي في البحث والنقد والتمحيص والمقارنة ؟ وهل كان لمعرفته الواسعة باللغات دور في هذه الملكات ؟
10- هل تعد الفراهي من المبدعين المجددين في العلوم التي تناولها ؟ وإن كان فما وجه هذا الإبداع ؟
11- هذه بعض المحاور التي ظهرت لي ومن وجد إضافة من المتخصصين فالأمر يحتمل المزيد.
وقد تم إرفاق ملف به الكتاب مطبوعاً على هيئة ملف وورد وعلى هيئة ملف PDF ليتمكن العاجز عن الحصول عليه من المشاركة والاستفادة من هذا الكتاب.
---
عبدالرحمن الشهري
04-26-2003, 01:47 PM
كتاب إمعان في أقسام القرآن على هيئة ملف مضغوط ببرنامج winzip
ويحتوي على ملفين : الكتاب على هيئة ملف وورد للاستفادة منه في الرد والمناقشة .
وعلى هيئة ملف PDF للطباعة بطريقة منسقة أو لمن لا يمكنه فتح ملف الوورد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
إمعان في أقسام القرآن (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=757)
---
أم عمر
04-26-2003, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..(1/440)
نهنئك شيخنا على هذه البادرة جعلها الله في ميزان حسناتك، آمين، وإني إذ أغبطك وأغبط كل من سيفيد من حلقة النقاش هذه ، لشديدة الأسف على عدم قدرتي على المشاركة فيها حاليا بسبب ضغوط الدراسة والتي تشارف الآن على نهايتها - بحول الله-، فاعذرنا إن لم نشارك، ولكن ثق بأن هذا ليس لعدم إحساسنا بجدوى المشاركة ، بل للسبب الذي قدمناه..
و حرصي على تشجيع كل خطوة رائدة ، هو ما دفعني لتقديم هذا الاعتذار..
وفقكم الله لما يحب ويرضى ، فقد أثلجتم والله بهذا المنتدى قلوب كثير من طلبة العلم ومحبي التفسير والغوص على معاني وأسرار كتاب الله عز وجل..
والله من وراء القصد
طالبة علم
---
أبومجاهدالعبيدي
04-27-2003, 05:14 PM
بسم الله
الحمد لله الذي هيأ لنا مثل هذه الملتقيات التي وجدنا فيها الكثير مما افتقدناه في الجامعات وغيرها من أماكن طلب العلم .
وأثني بالشكر لأخي عبد الرحمن المشرف العام على هذا الملتقى على هذه الفكرة الجادة المتميزة .
وأخيراً : أنبه الإخوة الأعضاء على أهمية المشاركة ، مع الحرص على الدقة في قراءة أفكار الكتاب ، وعدم الاستعجال في الحكم على مسألة ما حتى تتضح تماماً .
ولعل فترة النقاش تستمر لمدة شهر ونصف إلى شهرين تقريباً حسب الحاجة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
أحمد البريدي
04-27-2003, 11:55 PM
شكر الله للمشرف هذا الجهد
واقترح ان تطرح نقاط النقاش نقطة نقطة حتى يتحدد الموضوع إذ ان نقاط الكتاب كثيرة
---
فتى القرآن
05-02-2003, 08:54 PM
بارك الله في هذه الجهود العظيمة
---
أمين نورشريف
05-03-2003, 10:53 AM
جزاك الله خيرا يا شيخناالحبيب على هذه البادرة الطيبة والمتميزة ونفع الله بك و بجميع من أسهم في هذا العمل وجعله في ميزان حسناتكم.
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2003, 01:09 PM(1/441)
أشكر الإخوة على تفاعلهم مع حلقة النقاش ، ولست مستغرباً من عدم المشاركة حتى الآن ، لأن المقصود قراءة الكتاب بتأنٍ وإمعان ، ثم بعد ذلك يمكن طرح وجهات النظر ، والمناقشات حول أي نقطة تستوقف القارئ الكريم في الكتاب ، وستكشف كل مشاركة عن ما وراءها من العلم والفهم.
وأما طلب تحديد نقاط المناقشة نقطة نقطة ، فالأمر فيه سعة ، والكتاب ليس بذاك الكتاب الطويل ، وموضوعاته آخذ بعضها برقاب بعض فلا تكاد تجد بينها انفصالاً ، فنقاش أي نقطة فيه سيفتح الباب للحوار إن شاء الله حول هذا الكتاب.
وبحسبي أن ينتشر الكتاب بين طلاب العلم الذين لم يكونوا قد سمعوا به ، وأن يقرأ الموضوع هذا العدد من القراء. ولا أزال أؤمل في هذه الفكرة أن تؤتي ثمراً طيباً ، وسنحاول الاستمرار بإذن الله في طرح مثل هذه الكتب المتميزة ، والبحوث الجادة للنقاش العلمي الهادف. ويهمني رأي الإخوة في هذا فلا تبخلوا علينا رحمكم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2003, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وبعد:
فقد مضى على طرح كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للشيخ عبدالحميد الفراهي رحمه الله في ملتقى أهل التفسير ما يزيد على الشهر ، وهذه هي المدة المقررة لبدء النقاش حول الكتاب ، ولعلني أبدأ في الإشارة إلى بعض المسائل المتعلقة بالكتاب وموضوعه ، فأقول :
أولاً: الكتاب مليء بالنظرات التي تستحق الإشادة والشكر، وأسلوب الفراهي في مناقشة المسائل أسلوب يتسم بالجرأة والثقة بالنفس ، وهذه صفة لا بد منها للعالم الذي يعتقد صواب قوله ، لا بد له من الجرأة ونبذ التردد ، ولا سيما في المسائل العلمية التي يتسع فيها مجال الأخذ والرد ، ولا يستطيع طرف أن يدعي أنه قال القول الفصل فيها ، وقد أشار عدد كبير من العلماء من السلف والخلف إلى أهمية هذه الصفة لطالب العلم ، ولكن الذين يأخذون أنفسهم بها قليل.(1/442)
وهنا نقطة جديرة بالتأمل ، وهي أن عدداً كبيراً من طلاب الدراسات العليا لا يملك الشجاعة الكافية للمناقشة والحوار في أثناء مناقشة الرسائل العلمية ، ويلزم جانب المسايرة والصمت أحياناً للمناقشين حرصاً على السلامة ، وخوفاً من الحصول على تقدير غير مرضي ، وسار الناس على هذا فافتقدت مناقشة الرسائل العلمية حيويتها ، وأهميتها ، وأصبحت مملة للجميع ، خالية من الفائدة التي يجب أن تكون حافلة بها ، وأهمها ما يجري من نقاشات علمية جادة يستفيد منها الطالب والجمهور على حد سواء.
ثانياً: سبقت الإشارة إلى أسبقية الفراهي لطرح موضوع القسم بهذه الصورة الواضحة ، التي دعمها بالأدلة والشواهد ، وجلاها على أحسن وجه ، غير أن هناك من سبقه إلى بعض ما قاله ، ولو لم يكن ذلك بالصورة التي ظهرت لدى الفراهي رحمه الله ، وهذه سنة التطور في الأمم وفي العلوم ، يأتي المتأخر فيبني على ما تركه الأول ، وما أصدق قول أبي تمام : كم ترك الأول للآخرِ !
ثالثاً: من الذين ناقشوا آراء الفراهي رحمه الله في كتابه هذا ، الدكتور حسين نصار صاحب المصنفات البديعة ، والتي يعد كتاب (المعجم العربي) من أشهرها وأسيرها ، وذلك في كتابه (القسم في القرآن الكريم) ضمن سلسلة أصدر عدداً منها وهي سلسلة إعجاز القرآن.
وقوف مع مسألة القسم بالأشياء
رابعاً: أقف في هذه المشاركة عند نقطة القسم بالأشياء أو بالمخلوقات .
وهذه المسألة جعلت العلماء يحاولون تبرير الإقسام بالأشياء ، ويلتمسون العلل والتخريجات لهذه المسألة ، وقد أثمر ذلك ثروة من الأقوال لا تزال تتزايد حتى اليوم.
فمجاهد بن جبر ، ومحمد بن السائب الكلبي يريان أن الله أقسم بالطور لما أودع فيه من أنواع نعمه. ونقل القرطبي عن محمد بن السائب الكلبي أن الله أقسم بها لشرفها وفضلها. واتفق معهما على ذلك الألوسي في روح المعاني.
وقتادة بن دعامة السدوسي كان يذهب إلى أن الله أقسم بها لعظم شأنها عنده.(1/443)
ومحمد بن الحسن الطوسي جعل العظمة مبدأ عاماً فقال : القسم بالشيء تنبيه أو دليل على عظم شأنه. وقال في موضع آخر : يقسم بخلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه ، لأن القسم يدل على عظم شأن المقسم به.
ورد الزمخشري عظمة بعض ما أقسم الله به إلى أمرين : دلالته ، ومنفعته.
حيث قال: أقسم بالقلم تعظيماً له ، لما في خلقه وتسويته من الدلالة على الحكمة العظيمة ، ولما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بها الوصف.
وعلل الزركشي الإقسام بها بأن العرب كانت تعظمها وتقسم بها ، فنزل القرآن على ما يعرفون.
وأتى جلال الدين السيوطي بصيغة ثالثة للمبدأ العام ، قصر فيها المقسم به على المعظمات ، فقال : لا يكون القسم إلا باسم معظم.
والدكتور عبدالله شحاته رحمه الله ذهب إلى أن العلماء والمفسرين ذهبوا إلى أن الله أقسم بمخلوقاته لبيان نواحي العظمة فيها ، وجلال قدرها.
وذكر الزمخشري أن المراد بالإقسام في سورة التين : الإبانة عن شرفها.
وذكر أبو القاسم عبدالكريم بن هوازن القشيري في كتابه (كنز اليواقيت) : القسم بالشيء لا يخرج عن وجهتين :
- إما لفضيلته ، كقوله :(وطور سينين * وهذا البلد الأمين).
- أو لمنفعته كقوله :(والتين والزيتون).
وجعل القرطبي القسم تنبيها على الفضل.
وأتى محمد بن علي الشوكاني بالأمر في صورة قاعدة عامة ، فقال: ما من شيء أقسم الله به إلا وفي ذلك دلالة على فضله على جنسه.
وعلل الطوسي الإقسام بهذه الأشياء مرة بعظم النفع أو الفائدة فيها ، وهداية النفوس إلى تدبير مصالحها ، وأخرى بالتنبيه على كثرة الانتفاع بها.
وسبق أن القشيري والزمخشري يجعلان مجرد المنفعة أحد علتي الإقسام بها.(1/444)
وقال الرازي : اعلم أنه تعالى ينبه عباده دائماً بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة ، حتى يتأمل المكلف فيها ، ويشكر عليها. وعللها أكثر من مرة بما فيها من منافع الدنيا والدين. ثم شرح هذه المنافع ووضعها في قاعدة عامة ، نصها :
اعلم أن هذه الأشياء التي أقسم الله بها لابد أن يكون فيها إما فائدة دينية مثل كونها دلائل باهرة على التوحيد ، أو فائدة دنيوية توجب بعثاً على الشكر أو مجموعهما.
وذهب القرطبي إلى أن القسم بهذه الأشياء تكرمة لها.
وأتى الدكتور محمد أبو شهبة بالأمر في صورة قاعدة عامة : فقال : قد يكون القسم لمنزلته وإظهار كرامته عند الله.
وقال ابن القيم: قال جماعة من المفسرين : أقسم الله بالتين والزيتون لمكان العزة فيهما.
وقال طنطاوي جوهري : أقسم الله بهذه الأشياء إذ رأى نوع الإنسان يقسم بما عز عليه.
وخرج عن هذا الرأي السابق اثنان ، دافع كل منهما عن رأيه دفاعاً مستفيضاً ، وهما العلامة عبدالحميد الفراهي صاحبنا ، والدكتورة عائشة بنت عبدالرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ ، في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق). المطبوع بدار المعارف بالقاهرة.
أما الفراهي فقد صرح في بداية كتابه بأنه ألفه من أجل ثلاثة مقاصد ، كان الأول منها إبطال الظن بأن القسم مشتمل على تعظيم المقسم به لا محالة ، ذلك الظن الباطل الذي صار حجاباً على فهم أقسام القرآن ، ومنشأ للشبهات.
فأصل القسم – عنده – ليس في شيء من التعظيم. واستدل لذلك بما يلي:
للقسم كلمات ليست في شيء من تعظيم المقسم به.
ربما أقسم القرآن بما ليس فيه شرف ، وما ليس من الجلالة بحيث يقسم بها خالقها ، إن كان الإقسام بها لأجل شرفها.
التعظيم من عوارض القسم.(1/445)
وكشف عن السبب فيما وصفه بالظن الباطل ، فقال : وإذ كانت الشهادة بالله أكبر الشهادات ، كثر القسم بها. ولذلك ظن من قل التفاته إلى أساليب الكلام وفنون بلاغته أن الإشهاد لا يكون إلا بالمعبود ، وعلى جهة التعظيم.
وخلص إلى أن القسم نوعان متباينان :
· أقسام بصفات الله.
· وأقسام بالمخلوقات.
ولا يراد التعظيم من القسم إلا إذا كان بالله وشعائره. أما القسم بالمخلوقات فليس إلا لكونها آيات دالة.
كما خلص إلى أن في أسلوب القسم خصوصية تشبه ما في بعض الأساليب الأخرى ، كما نرى – مثلاً – تأكيد الإثبات والإنكار بأسلوب الاستفهام أو التعجب ، في أكثر الألسنة ، أو تأكيد التعجب بالنداء.
وذهب الدكترو حسين نصار إلى أن الذي جعل الفراهي يذهب هذا المذهب هو خلطه بين التعظيم والتقديس والعبادة.
واستنبط ذلك من قوله : المقسم به في هذه الأقسام – وإن كان عند المتكلم كريماً ومضنوناً به – لكنه لا يكون مما يعبده ويقدسه ، وأمثال هذا القول.
والفراهي رحمه الله – وإن كان من علماء الهند – إلا أنه ضليع في لغة العرب ، قل أن يفوته مثل هذا الفرق الظاهر بين هذه العبارات كما ظن الدكتور حسين نصار.
وأما الدكتورة بنت الشاطئ فقد ذهبت إلى أن جمهرة المفسرين اتجهوا بالأقسام إلى تعظيم المقسم به ، ثم مضوا يلتمسون وجه هذه العظمة.
وأكثر ما ذكروه يدخل في الحكمة ، وهي تختلف تماماً عن العظمة. فما من شيء في الكون خلق عبثاً . وكل ما خلقه الله ، خلقه لحكمة ظاهرة لنا أو خفية علينا.
أما العظمة فلا يهون القول بها لمجرد لمح وجه لظاهر الحكمة في المقسم به.
ثم إنهم لم يراعوا القيد في المقسم به.
واضطربوا كذلك في ربط القسم بهذه الواو بجواب قسمه. فأين الصلة بين عظمة العاديات ضبحا ، وبين كنود الإنسان لربه ، وبعثرة ما في القبور.
وأخيرا خلصت إلى ما يشبه ما ذهب إليه الفراهي رحمه الله.(1/446)
فقد صرحت بأن الذي أطمأنت إليه – بعد طول التدبر للسياق – هو أن الواو في هذا الأسلوب قد خرجت عن أصل معناها اللغوي الأول في القسم للتعظيم إلى معنى بلاغي.
انتهى النقل من كتاب (القسم في القرآن) للدكتور حسين نصار ، مع بعض التصرف وهو كتاب ثمين في الناحية التاريخية لموضوع القسم في القرآن الكريم ، وله وقفات كثيرة مع الفراهي رحمه الله
وللحديث صلة إن شاء الله ، مع رجاء المشاركة في الموضوع وفقكم الله.
---
القميحي
06-01-2003, 01:42 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الحلقة
وقد علمت بها الآن وقد حملت الكتب الآن وسأنظر فيه ثم أتابع الحلقة معكم
د. عثمان عبد الرحيم
---
barsoom
06-02-2003, 08:07 AM
السلام عليكم
لي سؤال بخصوص كتاب الفراهي
ما الفائدة من استدلاله بأقوال اليونانيين على أنواع القسم واستدلاله ايضا بعبارات من كتب النصارى - مع أن كل هذه الكتب لم تكتب باللغة العربية والموجود منها عربياً هو فقط ترجمة ؟ فكيف تصبح الترجمة حجة ؟؟ وأيضاً باللغة العربية متسع ليستدل منها على ما يشاء .
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2003, 06:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب برسوم وفقه الله .
أشكرك على قراءتك لكتاب الفراهي مع كثرة أشغالك في موقعك المميز بروسوميات. وأقدر لك جهدك فيه وفقك الله وبارك في جهدك.
وأما قولك - وفقك الله :ما الفائدة من استدلال الفراهي بأقوال اليونانيين على أنواع القسم واستدلاله أيضا بعبارات من كتب النصارى ؟
مع أن كل هذه الكتب لم تكتب باللغة العربية والموجود منها عربياً هو فقط ترجمة ؟ فكيف تصبح الترجمة حجة ؟؟ وأيضاً في اللغة العربية متسع ليستدل منها على ما يشاء.
فأقول يا أخي الكريم :(1/447)
إن الفراهي رحمه الله استدل بما ذكرت ليثبت أن هذا الأسلوب وهو - القسم - بتفصيلاته التي ذكرها ، أسلوب مشترك بين جميع الأمم . وليس مما اختصت به العرب دون غيرها من الأمم السابقة. وهذا أمر محمود له رحمه الله ، تميز به عن غيره في الدراسات المقارنة ، قلَّ من يحسنه ؛ لحاجته إلى معرفة لغات القوم وكتبهم ، وهو كان من عجائب الزمن في هذا الباب ، فكان لكتبه من النفع ما لم يكن لغيره.
وأما قولك أن في لغة العرب متسع للاستدلال ، فأقول : نعم ، صدقت وفقك الله .
والفراهي في كتابه هذا قد صال وجال في الاستدلال باللغة العربية بطريقة فريدة قل من فعلها ، ولكن الأمر كما ذكرت لك ، هو يستدل للأسلوب ، وقد يقف مع بعض المفردات من باب المقارنة أيضاً ، وهذا أمر محمود في الدراسات لا يثرب على من فعله ، بل يحمد له ذلك ، لقلة القائمين به في كل زمن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
الكشاف
02-10-2006, 12:46 AM
فكرة تدارس الكتب المتميزة في الدراسات القرآنية فكرة جيدة ورائدة ، وهذه بداية موفقة لو لقيت تفاعلاً من الجميع ، ولا سيما أن عدد القراء قارب الألفين . ولو استمرت هذه الحلقات لكان فيها نفع لنا جميعاً.
---
أبو حسن الشامي
02-14-2006, 02:19 PM
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن على هذه الفكرة المميزة ووفقه وكل أهل هذا الملتقى لكل خير ....
لكن رابط الكتاب لا يعمل !
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 05:56 PM
تم إصلاح رابط الكتاب ، وجزاك الله خيراً على التنبيه يا أبا حسن الشامي.
---
(1/448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفهوم القدر والحرية عند اوائل الصوفية
---
مفهوم القدر والحرية عند اوائل الصوفية
---
الجندى
04-12-2005, 07:31 PM
رسالة ماجستير مفهوم القدر والحرية عند اوائل الصوفية
للشيخ محمود عبد الرازق الرضوانى
رابط التحميل (http://www.asmaullah.com/Moalafaat/01%20RESALET%20MAGESTEER_Alkadar%20wa%20Alhoreiyah .rar)
---
(1/449)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم :
---
أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-03-2006, 01:28 AM
إذا تتبع الباحث الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الإختلاف في تفسير القرآن الكريم قد لا يجدها تخرج عن الأسباب التالية :
1- مخالفة القرآن الكريم وعدم الإعتصام به، وقد نص على ذلك ابن تيمية مرات عديدة في فتاويه، ومن ذلك قوله : " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الامة ما حدث من التفرق والاختلاف، صار اهل التفرق والاختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم، عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسل وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه، فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما، ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الإحتجاج بها".
2- مخالفة السنة وعدم التمسك بها أفضى إلى كثير من الاختلافات في التفسير خاصة أن بالقرآن ما هو مجمل غير مفصل، وعام غير مخصص، مما يحتاج إلى إيضاح وتفسير من قبل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ " كل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس، فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها، كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، كاحتجاجهم بقياس فاسد، أو نقل كاذب، أو خطاب ألقي إليهم اعتقدوا أنه من الله وكان من إلقاء الشيطان".(1/450)
3- مخالفة الصحابة والتابعين، وهم الصفوة الذين تلقوا القرآن تلاوة وتفسيرا، وإيمانا وعملا عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكل من خالفهم في تفسير آي الذكر الحكيم فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا مهما أقام من الحجج على صحة مذهبه، فإن ذلك لا يخلو أن يكون استدلالا فاسدا، أو نقلا كاذبا، أو وحيا من الشيطان: " فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب، ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم، وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا. ومعلوم أن كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها إما عقلية وإما سمعية".
وهذه الأسباب الثلاثة تبين أن الاختلاف في تفسير القرآن الكريم ليس ناشئا عن النص ذاته، بل هو ناتج عن المنهج المتبع في التفسير، والذي يكون في الأغلب الأعم مغرضا وغير علمي، كما هو الشأن بالنسبة للباطنية والفرق الضالة الذين لا يعتمدون في دينهم على القرآن، ولا على الإيمان الذي جاء به الرسول الكريم، بل على أصول ابتدعها مشايخهم، وهم اضطروا إلى تأويل القرآن على حسب مذهبهم المنحرف ومعتقدهم الباطل حتى لا يرموا بالزندقة والكفر البواح، وحتى يلبسوا على عامة المسلمين دينهم ويفتنوهم عن هديه وصراطه المستقيم .
وهم إنما يفعلون ذلك خوفا من سلطان المسلمين من جهة ، ولأنهم يرون أن ذلك هو السبيل الأقوم لإبعاد المسلمين عن دينهم الحنيف .
وهذا الطريق المعوج، والسبيل الملتوي غالبا ما يسلكه بعض الموثورين من الشعوب الحديثة العهد بالإسلام، والذين لم تتشرب قلوبهم بعد حلاوة الإيمان .(1/451)
وبتحديد الأسباب المفضية إلى الاختلاف في تفسير القرآن الكريم، يكون أهل السنة قد شخصوا الداء الحقيقي الذي يفتك بالأمة، ومن خلال هذا التشخيص بينوا الدواء الكافي، والبلسم الشافي، ألا وهو الاعتصام بالكتاب والسنة، وتتبع أثرهما في كل كبيرة وصغيرة، ففي ذلك لمّ الشعث، واتحاد الأمة، ونفي الفرقة والاختلاف من بينها .
---
(1/452)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الإمام الطبري رحمه الله
---
محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الإمام الطبري رحمه الله
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2003, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيممحمود محمد شاكر و تفسير الإمام الطبري
هناك في إقليم طبرستان في ناحية آمُل من بلاد المشرق الإسلامي ولد الإمام محمد بن جرير الطبري عام 224هـ وتوفي عام 310هـ عن ستة وثمانين عاماً قضاها في العلم والعمل والتصنيف ، ورزقه الله القبول فسارت تصانيفه مسير الشمس والقمر ، فقد أوتي رحمه الله قدرة وبراعة على التصنيف ، وواسطة عقد مصنفاته رحمه الله تفسيره العظيم (جامع البيان في تأويل آي القرآن) ، ذلك الكتاب الذي لو سافر مسافر إلى الصين من أجل تحصيله ما كان ذلك كثيراً في حقه كما قال أبو حامد الإسفرايني عندما طالعه.[ طبقات المفسرين للداوودي 2/106] واستعار ابن خزيمة تفسير ابن جرير من ابن بالويه ثم رده بعد سنين ، وقال : (نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير)[ سير أعلام النبلاء للذهبي 14/272].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما التفاسير التي في أيدي الناس ، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري ، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا ينقل عن المتهمين ، كمقاتل بن بكير والكلبي)[ مقدمة التفسير لابن تيمية].
هذا التفسير النفيس لقي من العناية في حياة مصنفه وبعده ما لم يلقه كتاب آخر ، وتنافس العلماء والأمراء في اقتنائه وشراءه ، ولا زال إلى يوم الناس هذا في المقدمة بدون منازع ، على كثرة المصنفات في التفسير ، فإنها – ولا أبالغ – قد زادت على الألف .(1/453)
وفي العصور المتأخرة فُقِدَ كتابُ ابن جرير ولم يكد يوجد منه إلا نقول هنا وهناك حتى قال المستشرق الألماني (نيلدكه) عام 1860م بعد اطلاعه على بعض فقرات من هذا الكتاب "لو حصلنا على هذا الكتاب لاستطعنا أن نستغني عن كل كتب التفسير المتأخرة عليه ، ولكنه يبدو - للأسف - مفقوداً بالكلية)[ مذاهب التفسير الإسلامي لجولد زيهر ص 108] .وقبل ذلك لم يذكره إسماعيل البغدادي في كتابه (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون).
وبفضل من الله سبحانه وتعالى تم العثور على نسخة كاملة مخطوطة من هذا التفسير العظيم عند أمير (حائل) الأمير حمود من آل رشيد من أمر اء نجد ، وقد طبع الكتاب على هذه المخطوطة قريباً ، مع المخطوطة التي وجدت في دار الكتب المصرية بالقاهرة وإن كانت ناقصة ، والمخطوطة الناقصة كذلك التي وجدت في حلب في مكتبتها الأحمدية ، وقد ابتهجت الأوساط العلمية بطباعته في ذلك الحين ، واقرأ ذلك في كتاب جولد زيهر حيث صور الفرحة التي عمت أوساط المستشرقين بطباعته ، وقد رصدت أكاديمية الفنون الجميلة بباريس عام 1900 جائزة لمن يتصدى لدراسة التفسير وبيان منهج مؤلفه فيه!! ولك أن تعجب.
* أهم طبعات الكتاب:
- طبعة المطبعة الميمنية ، سنة 1321هـ الموافق 1901م في ثلاثين جزءاً.
- طبعة مصطفى البابي الحلبي في عشرة أجزاء عام 1321هـ الموافق 1901م.
- طبعة بولاق عام 1323هـ في ثلاثين جزءاً وبهامشه تفسير غريب القرآن للنيسابوري وانتهت هذه الطبعة عام 1330هـ.
- طبعة المطبعة الأميرية عام 1333هـ في ثلاثين جزءاً وبهامشه غريب القرآن للنيسابوري.(1/454)
- طبعة أخرى لمكتبة البابي الحلبي في ثلاثين جزءاً عام 1373هـ ، وهي من أفضل طبعات تفسير الطبري ، ذلك أنها روجعت على عدة نسخ خطية ، مع ضبط النص على يد علماء أجلاء منهم مصطفى السقا رحمه الله الذي كتب خاتمة ضافية بين فيها عمل اللجنة في نشر الكتاب ، وقد شرحوا الشواهد الشعرية ، وصنعوا فهارس لكل جزء من الآيات المفسرة والموضوعات والقوافي.
- وقد أصدرت مطبعة البابي الحلبي نشرة مصورة من هذه النشرة عام 1388هـ .
- وقد اطلعت على طبعة لدار الفكر في بيروت متوافقة تماماً مع هذه الطبعة البابية السابقة ولكنها قامت بحذف المقدمة والخاتمة ولم تشر إلى أنها نشرة مطبعة البابي الحلبي.
- أما واسطة عقد طبعات تفسير الطبري ، التي لو تمت لما ساغ لأحد بعدها أن يقدم على تحقيق هذا الكتاب ، ولا ادعاء ذلك ، فهي الطبعة التي قام عليها العالم الجليل محمود محمد شاكر وأخوه العلامة المحدث أحمد محمد شاكر رحمهم الله جميعاً ابتداء من عام 1374هـ ونشرته دار المعارف بالقاهرة.
هذه هي طبعات الكتاب المشهورة التي عنيت بالكتاب عناية يطمئن إليها مع ما فيها من السقط وعدم وضوح المراد – أحياناً – لطول الفصل وعد وجود علامات ترقيم تهدي القارئ أثناء قراءته عدا الطبعة الأخيرة وهي التي سقنا الحديث من أجلها.(1/455)
يقول محمود شاكر رحمه الله في مقدمة الجزء الأول من تفسير الطبري مبيناً الباعث له على القيام بتحقيقه بعد أن بين مكانة الكتاب وقيمته قال :(( بيد أني كنت أجد من المشقة في قراءته ما أجد. كان يستوقفني في القراءة كثرة الفصول في عبارته ، وتباعد أطراف الجُمَل ، فلا يسلم لي المعنى حتى أعيد قراءة الفقرة منه مرتين أو ثلاثاً. وكان سبب ذلك أننا ألفنا نهجاً من العبارة غير الذي انتهج أبو جعفر ، ولكن تبين لي أيضاً أن قليلاً من الترقيم في الكتاب ، خليق أن يجعل عبارته أبينَ ، فلما فعلت ذلك في أنحاء متفرقة من نسختي ، وعُدْتُ بَعْدُ إلى قراءتها ، وجدتها قد ذهب عنها ما كنت أجد من المشقة... فتمنيت يومئذ أن ينشر هذا الكتاب الجليل نشرة صحيحة محققة مرقمة ، حتى تسهل قراءتها على طالب العلم ، وحتى تجنبه كثيراً من الزلل في فهم مراد أبي جعفر)).(تفسير الطبري 1/11)
وهناك سبب آخر دعا إلى نشره وتحقيقه وهو ((أن ما طبع من تفسير أبي جعفر ، كان فيه خطأ كثير وتصحيف وتحريف)) . (تفسير الطبري 1/12)
وقد عقد محمود شاكر رحمه الله عزمه على نشر هذا الكتاب نشرة علمية بعد أن رأى الحاجة ماسةَ ، ورغبة في التقرب إلى الله حيث قال ((فأضمرت في نفسي أن أنشر هذا الكتاب ، حتى أؤدي بعض حق الله عليَّ ، وأشكر به نعمة أنالها – أنا لها غير مستحق – من رب لا يؤدي عبد من عباده شكر نعمة ماضية من نعمه ، إلا بنعمة منه حادثة توجب عليه أن يؤدي شكرها ، هي إقداره على شكر النعمة التي سلفت ، كما قال الشافعي رضي الله عنه)). (تفسير الطبري 1/12)
منهجه في التحقيق والنشر:(1/456)
1- تم التحقيق بالمشاركة مع شقيقه الأكبر العلامة المحدث أحمد محمد شاكر رحمه الله بحيث يقوم الشيخ أحمد شاكر بدراسة الأسانيد والحكم عليها من حيث الصناعة الحديثية ، ويقوم محمود شاكر بالباقي : مقابلة النسخ ، وتحقيق النص ، وتخريج الأقوال والشواهد الشعرية ، ووضع علامات الترقيم ، وضبط النص وما يتعلق بذلك من شرح غريب ونحو ذلك.
2- مراجعة ما في تفسير الطبري من الآثار على كتاب الدر المنثور للسيوطي وفتح القدير للشوكاني ، لأنهما يكثران النقل عن الطبري.
3- الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لم يقتصر على نقل الآثار ، بل نقل بعض كلام أبي جعفر الطبري بنصه في مواضع متفرقة ، وكذلك نقل أبو حيان في البحر المحيط ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن في مواضع قليلة من تفسيرهما ، فقام بمقابلة المطبوع والمخطوط من تفسير الطبري على هذه الكتب. ولكن محمود شاكر رأى أن الاستمرار على هذا النهج يطيل الكتاب على غير جدوى فبدأ منذ الجزء الثاني يغفل ذكر المراجع إلا عند الاختلاف ، أو التصحيح ، أو غير ذلك مما يوجب بيان المراجع.
4- قام بمراجعة كثير مما في التفسير من الآثار ، على سائر الكتب التي هي مظنة لروايتها ، وبخاصة تاريخ الطبري نفسه ، ومن في طبقته من أصحاب الكتب التي تروي الآثار بالأسانيد. وقد استطاع المحقق أن يحرر أكثر هذه الآثار في التفسير تحريراً حسناً مقبولاً.
5- ما تكلم فيه الطبري من مسائل اللغة والنحو ، فقد راجعه على أصوله مثل (مجاز القرآن) لأبي عبيدة ، و(معاني القرآن) للفراء وغيرهما ممن يذكر أقوال أصحاب المعاني من الكوفيين والبصريين.
6- شواهد تفسير الطبري الشعرية من أبرز ما في التفسير ، وهي تزيد على ألفي شاهد (2000) شعري ، وقد قام المحقق رحمه الله بتتبع شواهده في دواوين العرب ، ونسب ما لم يكن منسوبا ، وشرحها شرحاً جيداً ، وحقق ما يحتاج إلى تحقيق من قصائدها ، ملتزماً في ذلك الاقتصار حسب الاستطاعة.(1/457)
7- ظهر للمحقق رحمه الله كما قال أثناء مراجعاته أن كثيراً ممن نقل عن الطبري ، ربما أخطأ في فهم مراد الطبري ، فاعترض عليه ، لمّا استغلق عليه بعض عبارته. فقام بتقييد بعض ما بدا له خلال التعليق ، ولكنه لم يستوعب ذلك مخافة الإطالة.
8- الطبري رحمه الله في تفسيره يكثر من ترداد مصطلحات النحاة القديمة التي استقر الاصطلاح على خلافها ، فقام المحقق بتتبع هذه المصطلحات ، وقام بوضع فهرس خاص بالمصطلحات النحوية في آخر كل جزء من الأجزاء التي قام بتحقيقها.
9- كان المحقق يحب أن يبين ما انفرد به الإمام الطبري من الآراء في تأويل بعض الآيات ، ويشرح ما أغفله غيره من المفسرين ، ولكنه لم يفعل حيث خشي الإطالة مع أهمية هذا الأمر وفي هذا دعوة للباحثين الجادين للقيام على هذا الأمر الذي أراه من المباحث المهمة في حقل الدراسات القرآنية.
أما منهجه في وضع الفهارس فقد كان ينوي ترك الفهارس حتى نهاية التفسير ، ولكنه رأى الكتاب كبيراً ، وحاجة الناس إلى مراجعة بعضه على بعض ، وربط أوله بآخره فآثر أن يفرد لكل جزء فهارسه الخاصة في نهايته فكانت على هذا النحو:
- فهرس للآيات التي استدل بها الطبري في غير موضعها من التفسير. فإن الطبري ربما ذكر تفسيراً للآية في هذه المواضع لم يذكره عند تفسيره لللآية في موضعها من التفسير والذي هو مظنة ذلك القول.
- فهرساً لألفاظ اللغة ، لأن الطبري كثير الإحالة على ما مضى في كتابه ، وليكون هذا الفهرس مرجعاً لكل اللغة التي رواها الطبري ، وكثير منها مما لم يرد في المعاجم ، أو جاء بيانه عن معانيها أجود من بيان أصحاب المعاجم.
- فهرس لمباحث العربية ، لأن الطبري كثيراً ما يحيل على هذه المواضع ، ولما فيها من النفع لقارئ التفسير.
- فهرساً خاصاً بالصطلحات النحوية القديمة التي استقر الاصطلاح على غيرها، وهي كثيرة التكرار في تفسير الطبري.(1/458)
- فهرس للرجال الذين تكلم عنهم العلامة أحمد شاكر في المواضع المتفرقة من التفسير.
- فهرس عام اقتصر فيه على سوى ما ذكر في الفهارس المتقدمة.
لم يقم المحقق بعمل فهارس للشواهد الشعرية في نهاية كل جزء حيث قد عزم على صنع فهرس عام للأشعار التي وردت في التفسير عند تمامه على نمط اختاره لصناعته، وكذلك فهرس أسانيد الطبري ، وفهرس الأعلام ، وفهرس الأماكن ، وفهرس المعاني ، والفهارس الجامعة لما أفرده من الفهارس في كل جزء. كل ذلك لم يتم لأنه لم يصل إلى الموعد الذي وعد بها عند بلوغه ، رحمه الله .
وقد قام المحقق بترقيم الآيات وأثبتها في رأس الصفحة فما على الباحث إلا معرفة رقم الآية من السورة المرادة ثم طلبها في أعلى الصفحة من الجزء المراد فيجد في أعلى الصفحة مثلاً(البقرة : 140) أي آية 140 من سورة البقرة وهكذا.
وقد استمر العمل في تحقيق الكتاب بداية من عام 1374هـ وتم إصدار ثلاثة عشر جزءاً حتى عام 1377هـ حيث توفي العلامة أحمد شاكر رحمه الله في نهاية شهر ذي القعدة عام 1377هـ ، وقد عبر عن ذلك محمود شاكر في مقدمة الجزء الثالث عشر فقال:((وبعد : ففي الساعة السادسة من صبيحة يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة سنة 1377(14 يونية سنة 1958م) قضى الله قضاءه بالحق ، فألحق بالرفيق الأعلى أخي وشقيقي السيد أحمد محمد شاكر ، مودعاً بالدعاء ، محفوفاً بالثناء)).13/1
ثم صدر الجزء الرابع عشر سنة 1378هـ والجزء الخامس عشر سنة 1380هـ والجزء السادس عشر والأخير سنة 1388هـ وتوقف عن الآية رقم 28 من سورة إبراهيم.(1/459)
وسبب توقفه عن الاستمرار في التحقيق هو خلاف نشأ بينه وبين دار المعارف التي قامت على نشر الكتاب فيما ذكر من تحدث عنه وترجم له مؤخراً[محمود محمد شاكر لعمر القيَّام ص 67] ، وقد توفي الشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله عام 1418هـ ولم يتم تحقيق الكتاب إلى الآن ، وقد ترك رحمه الله فراغاً كبيراً في الثقافة الإسلامية بعامة فقد كان يمثل منهجاً كاملاً قل من يقوم به بعده مع أن هناك تلامذة مخلصون من تلاميذه من أمثال الدكتور إحسان عباس والدكتور محمد أبو موسى هم من خيرة من ترك من التلاميذ قدرةً على قراءة التراث الإسلامي ، وتذوقاً له ، ولكن لم يبلغوا شأوه رحمه الله ولا أظنهم يزعمون ذلك!!
وقد قرأت بشرى سارة عن تحقيق هذا الكتاب كاملاً في دار هجر بالقاهرة بالتعاون مع معالي الشيخ عبدالله التركي وفقه الله ، وسوف يخرج في خمسة وعشرين مجلداً.(مقدمة تحقيق البداية والنهاية لابن كثير للدكتور عبدالسند حسن يمامة) ولعله بهذا قد نشر كاملاً نشراً علمياً متقناً كما تعودنا من دار هجر التي عنيت مؤخراً بإخراج نفائس الكتب المطولة كالمغني والبداية والنهاية وغيرها. انتهت المقالة المنشورة.
قلت : وقد صدر تفسير ابن جرير مؤخراً ولله الحمد ، ويوزعه مكتب الشيخ عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بالرياض. كما يباع في المكتبات التجارية.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-05-2003, 01:37 PM
يرفع للفائدة
مع تحياتنا لكاتب المقال
---
العرباض
07-10-2004, 03:36 PM
بمناسبة ذكر تفسير الطبري يقوم الدكتور الحسين آيت سعيد المغربي محقق كتاب"بيان الوهم و الإيهام" لابن القطان، بتحقيق تفسير الطبري مع الاكتفاء بتخريج الأحاديث المرفوعة فقط و الحكم عليها كما أخبرنا بذلك
---
mokasser
07-10-2004, 05:54 PM(1/460)
هل يعنى ذلك أن كتاب التاريخ لابن كثير (البداية و النهاية) قد تم تحقيقه بالكامل و خدم خدمة شاملة بحيث يعرف صحيح ما ورد فيه من روايات و أخبار من سقيمها؟
و هل هو متوافر حالياً فى الأسواق ؟
و السلام عليكم و رحمة الله
---
أبوخطاب العوضي
07-10-2004, 06:10 PM
نعم كتاب البداية والنهاية حققه الدكتور التركي , ويباع ب 500 درهم , طباعة دا رعالم الكتب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
المنهوم
07-10-2004, 06:17 PM
نفع الله بك يا أخ / عبدالرحمن
ومزيدا من الفوائد
---
(1/461)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل اسماء السور توقيفي
---
هل اسماء السور توقيفي
---
أبو عمر القحطاني
06-21-2005, 12:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعلم ان بعض السور لها أكثر من اسم، ومن هذه الاسماء التوقيفي ومنها الاجتهادي. لكن، هل ورد لكل سورة اسما توقيفيا أم أن بعض السور ليس لها اسما توقيفيا؟ وجزيتم خيرا.
---
أبو عمار المليباري
06-24-2005, 10:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أجيب على السؤال : أود أن أقول : إن ثمة خطأ في صيغة السؤال ، لأنه ليس هنالك اسم توقيفي أو اسم اجتهادي بل نقول التسمية توقيفية أو اجتهادية ، أي لا يجوز فيها الاجتهاد أو يمكن فيها الاجتهاد ، أو نقول : إن أسماء السور توقيفية أي لا مجال فيها للاجتهاد بل لا بد أن تثبت بالأدلة . وثمة ملاحظة أخرى لغوية بسيطة قد تحدث من سرعة الكتابة : وهو أنه نصب اسم (ليس) والصحيح : (ليس لها اسم توقيفي) بالرفع .
وأما مراد السائل واضح وهو : هل ورد في كل اسم نصٌّ يدل على أن أسماء جميع السور توقيفية ؟
والجواب هو : إن علينا أولاً معرفة أصل المسألة وهو : هل أسماء السور توقيفية ؟ الجواب : نعم . إن أسماء السور جميعاً ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وما ورد عن الصحابي بخصوص أسماء السور دليل على أنه تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في (الإتقان في علوم القرآن ) : "وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار" .
قلت : والدليل على ذلك أمران :(1/462)
1- حديث ابن عباس قال : قلت لعثمان بن عفان : (ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ؟ ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ...) الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وابن حبان والطبراني والبيهقي ، قال العلامة المحدث الشيخ محمد عبدالرحيم المباركفوري في (تحفة الأحوذي 8/379) : " هذا حديث حسن وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح ولم يخرجاه" . ووجه الدلالة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتاب المصاحف من الصحابة أن يضعوا الآية الفلانية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، أي التي يذكر فيها البقرة والنساء وآل عمران وهكذا . وبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سمى جميع أسماء السور ، وقد تلقى عنه تلك الأسماء أصحابه رضي الله عنهم فيذكرون تلك السور بأسمائها ، ففي الصحيحين عن ابن مسعود أنه قال من بطن الوادي : "هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة" إلى غيرها من الآثار التي تدل على أنهم تلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم .
2- الأحاديث التي وردت فيها السور بأسمائها ، وإني أنصح القراء للتأكد من صحة هذا الكلام بالرجوع إلى التفاسير بالمأثور كتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور وغيرها من كتب التفاسير كتفسير القرطبي كما يستفيد من كتب علوم القرآن .
ولعلي أكتفي بهذا المقال المتواضع وأرجو أن يكون وافياً بالمقصود . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---(1/463)
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2005, 02:11 AM
8 ) من هو الذي سمى سور القرآن الكريم ؟ هل هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما ماذا ؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد :
لا نعلم نصّاً عن رسول الله ،عليه الصلاة والسلام يدلّ على تسمية السور جميعها ، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية بعضها من النبي ، عليه الصلاة والسلام ، كالبقرة ، وآل عمران ، أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة – رضي الله عنهم - .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
عضو عبد الله بن قعود
عضو عبد الله بن غديان
نائب الرئيس عبد الرزاق عفيفي
الرئيس عبد العزيز بن باز
---
مساعد الطيار
06-25-2005, 01:31 PM
قد كنت بحثت هذه االمسألة ، ونظرت فيها فظهر لي أنه يمكن أن نقسم تسميات سور القرآن إلى ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : ما ثبتت تسميته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، البقرة وآل عمران ، أخذً من قوله : اقرءوا الزهراوين : البقرة وآل عمران .
المرتبة الثانية : ما ثبتت تسميته عن الصحابي ، مثل ما رود في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير : قلت لابن عباس سورة الحشر ، قال : تلك سورة بني النظير .
المرتبة الثالثة : ما سمَّاه من بعد الصحابة من التابعين إلى يومنا هذا ، والمشهور من ذلك أن المسلمين يسمون السور بحكاية مبادئها ، فيقولون مثلاً : سورة إنا أعطيناك الكوثر ، سورة قل هو الله أحد ، إلى غير ذلك .
ومما ترتَّب من فوائد تحتاج إلى تحرير ما يأتي :
1 ـ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ولا نهي بتسمية سورة باسم ما .
2 ـ ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم مما يحتاج إلى عناية ودراسة ، وذلك أنه لا يختار اسمًا إلا لحكمة ، فيحسن أن نبحث عن مناسبة التسمية ، وذلك مبحث مهم في أسماء السور التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم .(1/464)
3 ـ يتلوه في الرتبة ما ثبت عن الصحابي ، إذ احتمال سماعه لهذا الاسم من النبي صلى الله عليه وسلم واردٌ ، فحسُن بحث علة التسمية من هذه الجهة .
4 ـ ما بعد الصحابة كثر تسمية السور بمبادئها ومطالعها ، وذلك من عمل الناس فيما يظهر ، وهو مما لا يحتاج إلى بحث مناسبته ، والله أعلم .
5 ـ ورد لبعض السور أكثر من اسم ، وذلك مما يحتاج إلى بحث من جهة المسمِّ ، ومن جهة الحكمة إن كان من تسمية النبي صلى الله عليه وسلم أو من جهة الصحابي ، والله الموفق .
---
أبو بيان
07-02-2005, 02:58 PM
للدكتور/ إبراهيم الهويمل بحث بعنوان: "المختصر في أسماء السور", في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, العدد: 30, ربيع الآخر, 1421هـ.
---
(1/465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبو صالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره... بحث محكم
---
أبو صالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره... بحث محكم
---
ناصر المنيع
03-26-2007, 11:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البحث يتحدث عن شخصية علمية تفسيرية مهمة أثير حولها الكثير من الجدل من جهة التوثيق والعدالة والأهلية للتفسير ...
إنه باذام أو باذان مولى أم هانئ بنت أبي طالب أبو صالح المفسر المشهور بالراوية عن ابن عباس رضي الله عنهما ...
ولا شك أن بعضكم وهو يقرأ هذا الأسم امتعض قليلا ودار في خلده أن مثل هذا الرجل لا يستحق أن يفرد بالدراسة خاصة وهو يتذكر ما نعرفه عن سلسلة الكذب : الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ..
إلا أن المطلع على ترجمة أبي صالح يجد أشياء مهمة تستحق الجمع والتسجيل والمناقشة ..
وقد حاول البحث أن يسلط الضوء على هذا العلم الذي اشتهر بتعليم الناس الكتابة وعرف بتفسير القرآن الكريم وقد واجه نقدا لاذعا من بعض العلماء في ثقته وعدالته أولا وفي سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما ثانيا وفي قيامه بالتفسير ثالثا ...
كما أن من يطالع كتب التفسير يجد تفسيرا لأبي صالح من قوله ورأيه لم يرفعه لابن عباس رضي الله عنهما من رواية الثقة الثبت إسماعيل بن أبي خالد عنه ... هذا التفسير كان مشهورا متداولا عند العلماء حرصوا على سماعه وروايته وحرص المصنفون في التفسير وغيره على إيراده في كتبهم ...
فجاء هذا البحث كما يلي :
"أبو صالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره من رواية إسماعيل بن أبي خالد عنه - جمعا ودراسة - "
فكان الفصل الأول منه في ترجمة هذا العلم المفسر والتابعي الجليل يجمع كل ما قيل في أبي صالح ويرتبه ويناقشه بناء على منهج علمي وتأصيل شرعي أحسب هذا وآمله ...(1/466)
أما الفصل الثاني : يحتوي على تفسير أبي صالح من رواية إسماعيل بن أبي خالد مرتبا على سور القرآن الكريم مخرجا وموثقا ..
وقد كنت أنوي طباعة هذا البحث لكني آثرت إخواني في هذا المتلقى المبارك به وأحب أن أنبه إلى أمرين :
الأول : هذا البحث قدمته للتحكيم في منتصف عام 1424هـ ... قد حكم وقبل للنشر - ولله الحمد والمنة - من قبل مركز بحوث الدراسات الإسلامية بمعهد إحياء البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى في 15/2/1425هـ ولذلك لم اطلع على ما كتبه الدكتور حاتم الشريف عن أبي صالح لكن لعل بعضنا يفيد من الآخر بعد نشرهما ...
الثاني : أن تفسير أبي صالح من رواية إسماعيل قيل عنه إنه كبير ، ومع ذلك لم أجد إلا قرابة (150) قولا ... وهو مبثوث في كتب التفسير والأجزاء والأمالي وغيرها فلا بد أنه فاتتني بعض النصوص من هذا التفسير فمن وجد نصا وقولا من هذا الطريق لم أذكره فليفدني به وأكون له شاكرا ..
كما أني أرحب بكل ملحوظات الأخوة وإضافاتهم القيمة ..
والله أجل وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2007, 12:52 PM
شكر الله لكم يا دكتور ناصر نشر هذا البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير . وسنقرؤه بإذن الله .
وهذا هو بحث الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني الذي أشار إليه الدكتور ناصر المنيع في كلامه .
القول المُحرِّر لترجمة أبي صالح باذام المفسِّر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6090)
---
دمعة الأقصى
03-27-2007, 12:07 AM
كنت أتمنى أكون أول من يرحب بأستاذي وشيخي الدكتور: ناصر المنيع، لكن الشيخ عبدالرحمن سباق في كل شيء وفق الله الشيخين لما يحب ويرضى، وبإذن الله سأقرأ بحث شيخي من الآن، بارك الله له في علمه وعمله ونفع به.
---
فهد الرومي
03-27-2007, 10:09 AM(1/467)
شكر الله لفضيلة الدكتور ناصر بحثه القيم ونشره في الملتقى ونتمنى أن نراه مطبوعا قريبا إن شالله .
كما أشكره على تفريقه بين تفسير أبي صالح ومروياته وقد خلط كثير من الباحثين بين التفسير والمرويات في التأليف والله المستعان .
---
ناصر المنيع
03-31-2007, 09:18 PM
الأخ الغالي فضيلة الدكتور عبدالرحمن ...
شكرا لهذا الاهتمام والتشجيع ....
كما أشكرك على إيراد بحث الدكتور حاتم هنا حتى تكمتل الفائدة للقارئ ... لا عدمناك أخا ناصحا وعالما متبحرا
---
ناصر المنيع
03-31-2007, 09:22 PM
الأخت دمعة الأقصى .. آمين
جزاك الله خيرا على هذه الدعوات
وجميل أن يطلع طلابي وطالباتي على مثل هذه المواقع المفيدة الغنية بالمعلومات والفوائد ... وقد كنت احثهم على ذلك
---
ناصر المنيع
03-31-2007, 09:28 PM
فضيلة أستاذي الأستاذ الدكتور فهد الرومي ....
إنه لشرف لي أن أحظى بهذا الرد والتشجيع من قبلكم ... واشكر لكم تسجيل هذه الكلمات والنصائح القيمة ..
شيخي إيرادك هذه الفائدة الدقيقة دليل على تبحرك الكبير في علوم القرآن والتفسير ..
نفع الله بك الإسلام والمسلمين ..
---
(1/468)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات في كتاب ( النبوة والأنبياء للصابوني ) من يهديني إياه هنا للضرورة
---
نظرات في كتاب ( النبوة والأنبياء للصابوني ) من يهديني إياه هنا للضرورة
---
أبو العالية
12-04-2006, 01:59 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
أحبتي الفضلاء من يدلني على هذه الرسالة اللطيفة .
نظرات في كتاب ( النبوة والأنبياء للصابوني )لشيخنا الدكتور محمد أبو رحيِّم حفظه الله ( صاحب كتاب : حقيقة الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعيائها )
والكتيِّب كتبه إبَّان وجوده في مكة في مرحلة الدكتوراة في جامعة أم القرى والعهد به قديم جداً
وله قصة شهيرة في وقته .
لعل أحد الفضلاء يملك نسخة أو يعرف موقعاً تم تنزيل الكتيب به .
فليته يتكرم برفعه لنا هنا .
هذا ، وقد استشهد بها الشيخ العلامة الدكتور بكر أبو زيد حفظه الله وعافاه في كتابه الردود ونقل منه في معرض الرَّادِّين على الصابوني بعض أخطائه .
فمن يساعدني للحصول عليها للضرورة
ودمتم على الخير اعواناً .
---
فهد الرومي
12-05-2006, 12:01 AM
اخي لعلك ترسل عنوانك برسالة خاصة لي لارسل لك صورة للكتاب
---
(1/469)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام (4) المراسيل
---
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام (4) المراسيل
---
صالح الدرويش
07-09-2004, 08:29 PM
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فصل
نوعي الاختلاف في التفسير
المستند إلى النقل ، وإلى طرق الاستدلال .
قال المصنف
ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحم ؛ ولهذا قال الإمام أحمد : ثلاثة أمور ليس لها إسناد : التفسير ، والملاحم والمغازي ويروى : ليس لها أصل أي إسناد ؛ لأن الغالب عليها المراسيل ، مثل ما يذكره عروة بن الزبير ،والشعبي ،والزهري ، وموسى بن عقبة ، وابن إسحاق ، ومن بعدهم كيحي بن سعيد الأموي ، والوليد بن مسلم ، والواقدي ، ونحوهم في المغازي .
ـــــــــــــــــــ
قال الشارح :
ثم ذكر قولة الإمام أحمد التي أخرجها الخطيب في " جامعه " ، وابن عدي في " الكامل " في آخرين فدل على شيئين :
أولهما : أن أكثر ما يأتي من أخبار في التفسير لا إسناد له ، وأنها أخبار لا يعول عليها في الرواية والصنعة الحديثية من حيث الثبوت ، ولذلك قال : ( ويروى ليس لها أصل ، أي : إسناد ) تفسير قول الإمام أحمد : ( ليس لها أصل ) بمعنى ( إسناد ) هو الذي درج عليه المحدثون ، ومن أولئك : السيوطي – يرحمه الله – في " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي "(1/470)
وأما قول المصنف – يرحمه الله – ( لأن الغالب عليها المراسيل ) فإن كان تعليلا لما سبق ، وهو الظاهر ، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن المراسيل يحتج بها وهو مذهب الحنابلة والحنفية والمالكية ، وبه جزم جماعات ، وذهب الشافعية إلى أنه لا يؤخذ بالمرسل إلا إذا تقوى من طريق آخر ، وهذا الثاني هو الذي قرره المصنف – يرحمه الله – في المرسل بعد وفي " منهاج السنة " .
وتفسير المراسيل فيه نظر من جهتين - على ما سبق –
أما الجهة الأولى : فلأن الجمهور من الفقهاء يأخذ المرسل ، كما حكاه مذهبا لمن سبق على التفصيل المرداوي في " التحرير " ، وابن مفلح في " أصوله ، وابن النجار في " شرح مختصر التحرير " ، والمرداوي في " شرحه للتحرير " في آخرين .
وأما الجهة الثانية : فهو أن المرسل له إسناد ، وهذا إن قُصد به المرسل عند المحدثين ؛ لأن المرسل يأتي على معنيين :
أما المعنى الأولى : فمعنى اصطلح عليه المحدثون ، وهوعزو التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ، وهذا هو التعريف المشهور كما عرفه به ابن الصلاح في " المقدمة " في آخرين .
وأما المعنى الثاني : فمعنى هو مشهور عند الفقهاء ، والمرسل عندهم ضد المنقطع ، فيدخل فيه المرسل عند المحدثين ، والمعضل عند المحدثين ، والعنعنة من مدلس ، وغير ذلك .
إلا أن قول المصنف ( لأن الغالب عليها المراسيل ) يُحمل على المعنى عند الفقهاء ( أي غير متصلة ) فإذا كانت غير متصلة كانت مرسلة حينذٍ على قول الفقهاء ، ولكن ما أتى به المصنف بعد ذلك من الكلام عن المحدثين وما إليه ، وكلام عن المرسل يدل على صَيْرُورته إلى الاصطلاح الذي أثبته المحدثون .
---
أويس القرني
07-10-2004, 06:15 AM
لعلك تراجع بريدك الخاص بارك الله فيك
---
(1/471)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لاتفكر ولاتحتار تعال وادخل المختار
---
لاتفكر ولاتحتار تعال وادخل المختار
---
القناص الإسلامي
07-25-2005, 08:45 AM
http://islamselect.com/bans/sunahfealsafar.jpg (http://www.islamselect.com/index.php?
ref=11811&pg=mat&ln=1&PHPSESSID=8039d9e87402da938da20450625e9128)
لفت انتباهي وانا اتجول بين اروقة الشبكة العنكبوتية... موقعا فريدا من نوعه ...غريبا بين أقرانه...
يكاد يكون وحيد زمانة ...
وشامة يمنه وشامه....
لفت انتباهي دعوته للإلفة والتسابق لفعل الخير...
فحييت فيه دعوته ..وأجمل من ذلك أنه قد خص بذلك نخبة الأمة في أن يضعوا أيديهم في يد بعض ليسمعوا العالم صوتهم وليشارك الجميع في ايصال كلمة الى السواد الأعظم من ابناء الأمة المحمدية
لا أحب أن أقول الا
أدخل واذا أعجبك رأيي فساهم في نشر هذه الدعوة عسى أن يكون لك مثل اجر من علم وتعلم
---
الجعفري
08-04-2005, 05:28 AM
جزاك الله خيراً , والرابط الذي وضعته غير صحيح . وهاك الرابط :
http://islamselect.com/
أكرر شكري وتقديري
---
(1/472)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ألا توجد منظومة في علوم القرآن؟
---
ألا توجد منظومة في علوم القرآن؟
---
أبو مالك العوضي
08-15-2006, 08:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا توجد منظومة في علوم القرآن لأحد العلماء السابقين؟
اطلعت على منظومة الشيخ سعود الشريم في هذا الباب فوجدتها مختصرة مقتصرة
فهل سُبِق إلى هذا الباب؟
لست أعني المنظومات المخصصة في التجويد أو القراءات أو نحو ذلك، وإنما أعني (علوم القرآن) على نحو ما ذكره الزركشي في البرهان والسيوطي في الإتقان.
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
08-15-2006, 01:38 PM
بحث عن منظومة في علوم القرآن جملة (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3352)
---
أبو مالك العوضي
08-15-2006, 05:07 PM
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع النفيس
---
(1/473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > إساءات للمصحف الشريف وللنبي الكريم على مواقع إلكترونية
---
إساءات للمصحف الشريف وللنبي الكريم على مواقع إلكترونية
---
عبدالرحمن الشهري
06-30-2006, 06:20 PM
كشفت مصادر مطلعة في عمان النقاب عن وجود عدة مواقع إليكترونية على شبكة الإنترنت تتضمن اساءات شديدة للقرآن الكريم والدين الإسلامي وشخص رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وقالت هذه المصادر وفق تقرير نشر في عمان أمس إن المواقع الإلكترونية هذه تعتمد أسلوب السخرية والتجريح بأسلوب فاضح ومدروس بعناية.وأكدت ذات المصادر أن المواقع المذكورة تعتمد أحدث التقنيات في بنائها.. الأمر الذي يؤكد وقوف جهات دولية تحظى بتمويل مالي كبير لتنفيذ حملة مبرمجة على نطاق عالمي واسع.ودعا التقرير الجامعات العربية والمؤسسات العربية والإسلامية المتخصصة إلى العمل سريعا من أجل القضاء على هذه المواقع وتدميرها من أجل وقف الاساءات الكبيرة التي يتعرض لها الإسلام على شبكة الإنترنت.
المصدر (http://www.al-jazirah.com/83994/fr2d.htm)
---
مصطفى علي
06-30-2006, 07:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين }
الأخوة الكرام
حتى لا يزداد مسلسل التقهر والندب وازدراء أنفسنا
ومن قبل المشاركة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5582
على كل من يجد في نفسه رمق قوة أن يغزوهم بما في دينهم من الطوام
ونشر لماذا أسلم الذين أسلموا من قساوسة وعلماء فلك وآخرون
هذه أفضل وسيلة هي الهجوم العلمي المدعوم بالأدلة على إعجاز القرآن واستحالة أن يكون الله هو عيسى بن مريم الذي في دينهم أنه مات حقًا ليبعث حقًا .
فمن لم يشأ فليوسع كيسه أو مكتله لجمع تلك القاذورات ، وليعظ قفاه لتلق هذه الصدمات(1/474)
{ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }
---
(1/475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > نصائح أمنية لمستخدمي ال dsl
---
نصائح أمنية لمستخدمي ال dsl
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 03:32 AM
لا تعطي اي شخص رقم الأيبي الخاص ip بك : احذر من هذا الفخ شخص يطلب منك رقمك لكي يدخله في برنامج net meeting للدردشة
------------
استخدم جدار ناري ( جهاز هارد وير) اذا كانت ظروفك المادية جيدة واستخدمه بجانب برنامج جدار ناري (سوفت وير) يكون قوي
-----------
اذا لاحظت تكرر عمليات الاختراقات والمضايقات التي تتعرض لها من الهكرز يمكنك طلب رقم ip جديد من (شركة ال dsl) ...اتصل بهم
---
(1/476)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور طبعة جديد لتفسيرالجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، تحقيق التركي
---
صدور طبعة جديد لتفسيرالجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، تحقيق التركي
---
نواف الحارثي
10-01-2006, 02:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنان .
وأبشركم بصدور طبعة جديدة محققة لتفسير ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي رحمه الله ، تحقيق الدكتور عبد الله التركي وفقه الله ، طبع مؤسسة الرسالة لعام 1427هـ وتقع في (24) مجلدا بما في ذلك الفهارس . وقد تفضل صاحب السمو الملكي الأمير / بندر بن عبد العزيز آل سعود - وفقه الله - بتحمل تكاليف طباعته وتوزيعه على طلاب العلم .
نسأل الله أن يكتب للجميع الأجر والمثوبة وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته . آمين
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2006, 04:44 PM
بشرك الله بالجنة وجزاك خيراً يا شيخُ نواف
عرض (تفسير القرطبي) في نشرته الأخيرة بتحقيق الدكتور عبدالله التركي في 24 مجلدا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6418)
---
الجكني
10-01-2006, 06:04 PM
بشرك الله بكل خير في الدنيا والآخرة أخي نواف ،بقي أن أطلب منك ،موسِّطاً إليك جميع ما يربط بيننا من أخوة في الدين ،وحب العلم ،وانتسابنا (لكلية المعلمين )أن تتمكن من "نسخة "لي 0وغني عن القول "الأقربون أولي ب"الكتب"واسمح لي على هذا الطلب لأني قرأت في بعض الكتب أنه "لا حرج" في سؤال العلم وأهل الفضل ،وأحسبكم كذلك ولا أزكي على الله أحداً0
---
فهد الوهبي
10-01-2006, 07:03 PM
جزاك الله خيراً ..
---
محمد بن مزهر
10-03-2006, 01:06 AM
كذلك العضو المسكين منكم نستفيد للتوزيع الخيري
ولا تنسوا المشرفين للواسطة.
ولكن في أي المكتبات نجده وفقك الله؟
---
نواف الحارثي
10-04-2006, 02:34 PM(1/477)
أخي الحبيب (منكم نستفيد) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لاأعلم هل نزل الكتاب إلى الأسواق أم بعد ، علما بأن الرابطة توزع الكتاب توزيعا خيريا لطلاب العلم وتشترط أن يكون الطالب يحمل درجة الماجستير أو الدكتوراة أو في مرحلتيهما ،إذا ينطبق عليك الشرط فلك أن تراسلني على بريدي الالكتروني حتى ترسل لي شهادتك لعلي احصل لك على نسخة قبل نفاد الكمية .
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن .
---
(1/478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة من كتاب
---
فائدة من كتاب
---
الجكني
01-04-2007, 02:22 AM
روي أن يهودياً تكلم في مجلس المتوكل فأحسن الكلام وناظر فعلم أنه من جملة الأعلام ،وناضل فتحققوا أنه مسدد السهام ، فدعاه المتوكل إلى الإسلام ،فأبى وأقام لفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أن بذل له المتوكل ضروباً من الإنعام ، وصنوفاً من الرفعة والإكرام وراجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذلك إلا طغياناً وكفراً ، فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه وهو يعلن الإسلام ويدين بدينه 0
فقال له المتوكل : أسلمت ؟
قال: نعم 0
قال : ما سبب إسلامك ؟
فقال : لما قطعت من عنقي قلادة التقليد ،وصرت من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان وطلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها ، وتدبرت معانيها وكتبتها بخطي وزدت فيها ونقصت ودخلت بها السوق وبعتها ولم ينكر أحد من اليهود منها شيئاً ،وأخذت الإنجيل وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته ،فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً ،وأخذت القرآن وقرأته وتأملته فإذا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فكتبت وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها ونقصت ،وردوا كل كلمة إلى موضعها ،وكل حرف إلى مكانه ،فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "،فآمنت به وصدقت ما جاء به 0انتهى
من كتاب:مقدمة تفسير ابن النقيب :ص:517-518
تحقيق د/ زكريا سعيد علي
---
(1/479)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فأرة تتزوج جملاً
---
فأرة تتزوج جملاً
---
أبو عبد الرحمن المصري
03-08-2005, 11:16 AM
سلسة التوحيد العملي
1- أكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
2-"فأرة تتزوج جملاً "
قال ابن القيم "رات فأرة جملا فأعجبها فجرت خطامه فتبعها فلما وصلت الى باب بيتها وقف فنادى بلسان الحال إما أن تتخذى داراً تليق بمجبوبك او محبوبا يليق بدارك وهكذا انت اما ان تصلى صلاة تليق بمعبودك واما ان تتخذ معبودا يليق بصلاتك أ0هـ" واضيف الى كلامه اما ان توحد إلها يليق بتوحيدك واما ان توحد توحيدا يليق بإلاهك 0واكثر الناس توحيدهم لا يليق بربهم . فما قدروا الله حق قدرة بل فى قلوبهم آلهة قد لا يكون معها مكاناً لتوحيد ربهم , وبقدر عظم هذا الإله فى القلوب بقدر صغر إلههم المعبود فى قلوبهم , حتى انك ترى تباين عظيم فى قدر الله فى قلوب الناس , فمنهم من يعبد إلها عظيماً له الاسماء الحسنى والصفات والافعال المتصفة بالكمال اله على كل شىء قدير, ومن الناس من يعبد إلها يعجز ان يرزق من الاولاد الا اثنين "ولد وبنت " كما يريد اصحاب تنظيم الاسرة اله (أوزى) بل من الناس من إلاهه لا يصلح الا كميدالية يتخذها وِجه أمام للناس .(1/480)
اخى الحبيب ان اول الدين واخره ان تعرف ربك ومعبودك باسمائه وصفاته وافعاله وان تعرفه من آياته المتلوه وآياته المجلوة , المتلوه من كتابه والمجلوه فى كونه وامرنا بالنظر والتفكر فيها ثم يكون فى قلبك احب اليك مما سواه ثم تسعى الى قربه دون غيره . إن أول ما خطب النبى صلى الله عليه وسلم قال "احبوا الله من كل قلوبكم احبو الله لما يغذوكم به من نعمه " 0 انظر إلى وجهك فى المرآه هذا الوجه به أربع أنواع من المياه مياه عذبة ومياه مالحة ومياه مرة ومياه لزجه , وهى من الإحكام بحيث لا يتسرب ماء على ماء كما يتسرب ماء البشر , فى فمك ماء عذب لتسعد وفى عينك ماء مالح لحفظها وفى اذنك ماء مر لدفع الهوام عنك وانت نائم وفى انفك ماء لزج لتنقيه الهواء , تأمل لو تبدل ماء مكان ماء كيف يكون حالك ولن أخوض فى الإعجاز الطبي ولكن أضع التأمل الذى يراه ابسط الناس والذى أمر الله به " فلينظر الإنسان 000000000000 فلينظر الإنسان 00000000" تأمل كف يدك ينبت الشعر فى ظهرالكف ولا ينبت فى بطنه والأصابع رتبت بحيث يكون الإبهام الأقوى فى مواجهة الباقى ولو تغير ذلك لما استطعت فعل شىء 0 تأمل لو كان لك عين واحدة وفمان بهما لسانان أو تغيير موضع أنفك واصبح فوق عينك أو ........ أو .............هذا الباب فيه مؤلفات لا يتسع لها المقام , وغاية أمر الله بالنظر والفكر والتأمل هو معرفة الله بأسمائه وصفاته وافعاله ومحبته وطاعته ولكن "وما قدروا الله حق قدره " لهذا ألحد الملحدون وأشرك المشركون ولجأ المسلمون لغير الله 0 أورد الله هذه الآية ثلاث مرات الأولى " يا آيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره " والثانية " الله خالق كل شيء وهو على كل شئ وكيل له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم(1/481)
الخاسرون قل أفغير الله تأمروني اعبد آيها الجاهلون ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضه يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " والثالثة " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شىء " تامل وقارن بين " لن يخلفوا ذبابا ولو اجتمعوا الله " وبين "الله خالق كل شىء " "والارض جميعاً قبضته والسموات مطوبات بيمينه 0000 واكثر من ذلك ليس الخلق والإيجاد فقط بل بعد الخلق " وهو على كل شىء وكيل" توكل بحفظه ورعايته قارن بين " وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " وبين "له مقاليد السموات والارض " 0سبحانه ما قدروه حق قدره لانهم اعجبوا بعقولهم واعتقدوا ان هذه العقول والعلم والفهم يصل بهم الى حقائق الكون وكان هذا منشأ ضلالهم او كفرهم لان حقائق الكون لا يصلون إليها إلا بالآيات المتلوه او الآيات المجلوه لهذا ارسل الرسل بالآيات المتلوه وامرهم فيها بإعمال العقل فى الآيات المجلوه لهذا كانت الايه الثالثة متعلقة بإرسال الرسل "وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما أنزل الله على من شىء" , وأنت أخي الحبيب فى سلوكك نصيب من هذه الآية وأنا فما تقدر الله حق قدره فعندما تثق فى قدرتك والاسباب التى تملكها تترك رب الاسباب فما تقدر الله حق قدره وعندما تعجز قدرتك وتسقط الاسباب وتترك رب الاسباب ايضا ما تقدر الله حق قدره 0 اكثر الناس يقينهم بان الله على كل شىء قدير اقرب الى الشك وسلوكهم يقول "ان الله على بعض الاشياء قدير " وسلوكهم ان فلان قادر ان يفعل لى كذا وان المال كفيل بان يوفر لى كذا واننى عندى كامل المقدره ان افعل كذا 0 كما فعل جحا فى مقالتى السابقة عن صنم الاسباب وكل ذلك لانهم ما قدروا الله حق قدره , بينما يقول النيى (ص) " اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله واليك(1/482)
يرجع الامر كله " نقول نحن الحمد لله ولفلان فعل لى كذا ,ولنفسه فعلت كذا , والملك لله ولفلان ملك كذا ولى ملك كذا,0 والامور لا نرجعها كلها الى الله "انما نرجعها الى الاسباب إلا مارحم ربى 0ومن واقع هذا السلوك هذه الحكاية من واقع المسلمين لترى الدلالات العملية 0 "رجل صالح ابنه سيذهب الى الجيش ويريد أن يكون ابنه فى وحدة قريبة من بلده لا ان يكون فى اخر الحدود فجلس الى صاحب له يريد البحث عن واسطه تجعل ابنه بجواره فقال له صاحبه سوف اكلم لك اللواء فلان فهو أعلى رتبه وفعل فإذا بالرجل يفاجأ ان ابنه سيذهب الى وحدة فى آخر الحدود ولم تنفع الواسطة فجلس مهموما فمر به صاحب اخر فساله عن همه فقص عليه فقال له سوف اكلم لك الصول محمد فى التجنيد فهو جعل ابني بجوارى لما حدث لى ذلك لان بيده ملفات المجندين اما اللواء البعيد عن التجنيد فلا يملك ما يملكه من بيده ملفات المجندين , وفعل , فاذا بالرجل يجد ابنه فى اقرب الوحدات الى بيته ففرح , ومن يومها لا يجد رجل سيذهب ابنه للجيش إلا ويوصيه اذهب إلي الصول محمد فى التجنيد فهو الذى بيده ملفات المجندين لقد جربته 0 تأمل من بيده ملفات المجندين0000 ومن بيده ملفات العالمين00000من بيده ملكون السموات والارض00000 لما جرب دل ودعا الى من جربه واصبح يقينه عليه يقينا لا يخالطه شك 0 ولو انك دعوت ربك كما دعا زكريا عليه السلام فى مقالتى السابقه "ولم اكن بدعاءك رب شقيا " لكان دعوتك اليه لاتنقطع , ولخفق قلبك بقوله " ان ربى قريب مجيب " " ان ربى رحيم ودود " . " ان ربى قريب مجيب " " ان ربى رحيم ودود " " ان ربى قريب مجيب " " ان ربى رحيم ودود "
---
(1/483)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معالم ومميزات في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ لسوره الكهف .
---
معالم ومميزات في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ لسوره الكهف .
---
العتيق
03-27-2005, 11:18 PM
معالم ومميزات في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ لسوره الكهف .
مميزات عامة :
1 ـ حرص الشيخ رحمه الله على تقرير عقيدة السلف الصالح من خلال تفسيره للآيات .
2 ـ استخدام أسلوب السؤال والجواب أثناء تفسيره , ولعل مرد ذلك الصبغة العامة في جميع شروحه : وهي أنها شروح علمية للطلاب , وليست مؤلفات مستقلة ابتداءً .
3 ـ للشيخ رحمه الله اهتمام بجانب التأمل والنظر , والتدقيق والتفكر , وظهر أثر ذلك في جوانب متعددة منها :
أ ) ـ جمعه بين الآيات المتناظرة , ومن ثَمَّ إيراد ما قد يستشكل والجواب عنه , وتوجيه ذلك كله .
ب ) ـ بروز الحس النقدي عند الشيخ رحمه الله .
ج ) ـ ملاحظته وتدوينه لجملة من الأساليب القرآن المتنوعة .
د ) باب الاستنباط باب عظيم , أوتي فيه نظراً ثاقباً , وفهماً واسعاً . ومردُّ ذلك والله أعلم الموسوعية في العلوم الشرعية المتنوعة .
4 ـ للشيخ رحمه الله اهتمام بارزٌ بنثر القواعد والضوابط والفوائد العلمية أثناء شروحه العامة عموماً : ومنها التفسير .
5 ـ التمسك بمنهج طلب الدليل في اختياراته وترجيحاته .
معالم في المنهج :
أولاً : تفسير القرآن بالقرآن .
ثانياً : تفسير القرآن بالسنة .
ويلاحظ هنا أن الشيخ رحمه الله يُكثر الاستفادة من هذين المصدرين في التفسير , وتفسيره بالقرآن أكثر منه بالسنة .
وقد تنوعت طرقه رحمه الله في الاستفادة من هذين المصدرين في التفسير .
ثالثاً :التفسير اللغوي في سورة الكهف :
1 ـ التحليل اللغوي للفظة القرآنية المفسرة .
2 ـ تفسير لفظي مباشر .
3 ـ تفسير بالمثال , أو بعموم اللفظ .(1/484)
4 ـ عنايته رحمه الله بالتعليل . ( تعليل تسمية , تعليل عدم الذكر , تعليل التخصيص , تعليل ذكر اللفظ بصورة معينة دون ما عداها , ... )
5 ـ الوجوه والنظائر .
6 ـ ملاحظة أساليب القرآن .
7 ـ السياق في التفسير . ( استفاد منه في : تحديد نوع الأمر , تفسير لفظة , في الربط بين أطراف الآية الواحدة , الترجيح والاختيار , الاستدلال على أن المثل القرآني حقيقي )
8 ـ إيراده للمحتملات اللغوية في التفسير .
رابعاً : المبهمات : ربما جزم الشيخ رحمه الله بالتعيين فيما هو ثابت بالنقل , وما عداه له في ذلك طريقان : الأول : أن يقف عند ذلك ولا يخوض في التعيين . والثاني : أن يورد القول بالتعيين ، مع القول بنسبة علم ذلك لله جل ثناؤه .
وربما ألمح الشيخ رحمه الله إلى أثر المعنى اللغوي في تعيين بعض الإبهام ولو على سبيل التقريب مثل قوله تعالى ـ عن السفينة ـ : ( فكانت لمساكين ) قال : المساكين جمع , والجمع أقله ثلاثة , وليس ضرورياً أن نعرف عددهم " .
خامساً : اهتمامه رحمه الله بذكر أحكام القرآن من خلال الآيات المفسرة .
فوائد وقواعد في التفسير :
1 ـ الأصل أن السور المكية مكية كلها , وأن المدنية مدنية كلها . فإذا رأيت استثناءً فلا بد من الدليل . صـ 7
2 ـ التعليق بالشرط لا يدل على إمكان المشروط , بل قد يكون مستحيلاً غاية الاستحالة . صـ14
3 ـ الواجب علينا جميعاً أن نجري الآيات على ظاهرها , وأن نعرف السياق لأنه يُعين المعنى . صـ81
4 ـإن الشيء يعرف بذكر قبيله المقابل له صـ10 .
---
الراية
03-28-2005, 08:58 PM
بارك الله فيك
ومما له علاقة بالموضوع.
منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير..بقلم واحدٍ من خاصة تلاميذه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1250
---
(1/485)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
---
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
---
صالح الدرويش
06-30-2004, 02:35 AM
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فهذه جملة من الفوائد المنتقاة للشيخ صالح الأسمري – حفظه الله - على مقدمة في التفسير لشيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله –
أحببت أن أطرحها من باب المذاكرة والمدارسة ، وفي الحقيقة إن شرح الشيخ لهذه المقدمة مليء بالفوائد والدرر لمن وقف على هذا الشرح وتأمل ما فيه من المعاني والوقفات .
وللشيخ حفظه الله موقع على هذا الرابط
http://www.kaabah.org/
فصل في أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن
FF0000ـــــــــــــــــــــــــ
قال الشارح :
واختلف في المقصود بالتبيان السابق على قولين :
الأول : أنه بيَّن صلى الله عليه وسلم جميع آي الكتاب ، ويدخل في ذلك : كلماته وجله وما إليه .
وأما الثاني : فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن شيئين :أولهما : المجمل ؛ ففسره .
وأما الثاني : فالمستشكل ؛ فبيه .
والقول الثاني : هو الذي قطع به الجمهور والأكثر ، كما قاله السيوطي في " الإتقان " وكذلك البقلعي في مواضع من تفسيره : " نظم الدرر في تناسب السور " وجماعة .
وفيه دلالة على أن النبي صلى الله عليو وسلم إنما اقتصر على بيان ما يَرِدُهُ السؤال عنه ، والعادة أنه يُسأل عن المجملات ؛ لِتُفَصَّل ، وعن المستشكلات ، ؛ لِتُبيَّن .
وهذا القول يدل عليه دلالتان :(1/486)
أما الأولى : فقول الله سبحانه وتعالى [/color[color=FF0000]]{ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل حيث فسره مجاهد كما جاء عند "الطبري " وغيره بأنه : ( بيانٌ لما أُجمل واستشكل ) فرجع البيان حينئذٍ إلى شيئين : إلى المستشكل ، وإلى المجمل .
وأما الثانية : فاتفاق الفقهاء والمفسرين على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبيَّن أحرف القرآن وكلماته ، وقد حكى الاتفاق في ذلك جماعة ، ومن أولئك : بدر الدين الزركشي في " البرهان " وكذلك القرطبي في " تفسيره " في آخرين .
وعليه فإطلاق شيخ الإسلام الإسلام بن تيمية – يرحمه الله - أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن ، إنما عنى به المعنى السابق / من مجمل يُفَسَّر ويُفَصَّل ، ومن مستشكل يُبيَّن ويُحَل .
ويدل على أنه عنى ذلك الإطلاق دلالتان :
أما الأولى : فالاتفاق المحكي وسبق .، والعادة عدم مخالفة الإمام للاتفاقات والإجماعات المحكية .
وأما الثانية : فهو أن شيخ الإسلام - يرحمه الله – قد بيَّن في آخر هذه المقدمة أن الرأي في كتاب الله سبحانه وتعالى نوعان :
رأي مذموم ، ورأي محمود ، فدل على أن كتاب الله ليس مبينا في كل كلماته وجمله ؛ و إلا لما كان ثمة مكان للرأي المحمود .
وعليه فإن تقرير شيخ الإسلام - يرحمه الله – لتبين النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن محمول على هذا المحمل لا غير .
---
(1/487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مذاهب العلماء في حكم الجمع بين الجمعة والعصر
---
مذاهب العلماء في حكم الجمع بين الجمعة والعصر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-03-2006, 07:14 AM
مذاهب العلماء في حكم الجمع بين الجمعة والعصر
---
أبو صالح التميمي
06-04-2006, 06:04 PM
المسألة تحتاج إلى بسط أكثر خاصة عند الفقهاء المتقدمين وكلام العمراني الذي نقله النووي هو في البيان(2/494) ونحتاج إلى تتبع كلام القرون الأولى إن تكلموا على هذه المسألة مع أن العمراني(ت 558 هج) قال: (لاأعلم فيها نصا.) والله أعلم.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-04-2006, 08:24 PM
جزاك الله خيراً صحيح المسألة تحتاج إلى بحث أوسع ، ولكن بما أني لم أجد أحد من الفقهاء المتقدمين تكلم فيها بكلام موسع ، والأصل جواز الجمع بين كل صلاتين مشتركتا الوقت إلا أن يمنع دليل شرعي من ذلك ، والجمعة إذا قلنا بأن وقتها يبدأ من زوال الشمس مثل الظهر كما هو مذهب الجمهور كما تقدم فما هو المانع الشرعي من الجمع بينها وبين العصر للمسافر أو غيره إذا احتيج إلى ذلك ؟ ولا يخفاك أن الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر هو : مذهب مالك والشافعي ورواية عند الحنابلة ، أما أبو حنيفة فإنه لا يقول أصلاً بالجمع إلا جمع الصور الذي في يوم عرفة فقط ، كما سبق ذلك ولكنه محجوج بالنصوص الثابتتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في جواز الجمع في السفر والمطر وغيرهما ، ولعلكم حفظكم الله إذا وقفتم على أي شيء عن العلماء قديماً أوحديثاً في هذه المسألة إضافته في هذا الموقع المبارك المفيد وذلك تكميلاً للفائدة ، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه .
---
أبو صالح التميمي
06-06-2006, 06:24 PM(1/488)
أين المرجع في أن هذا مذهب مالك؟ وإذا كان هذا رأي لعلماء الشافعية فهل يكون مذهبا للشافعي؟ وهل فهمت من كلام صاحب "الفروع" وصاحب "الإنصاف" أن هذا رواية عن أحمد؟! لا اراه كذلك, والله أعلم
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-08-2006, 09:24 AM
جزاك الله خيراً قولك : أين المرجع في أن هذا مذهب مالك ؟ وإذا كان هذا رأي لعلماء الشافعية فهل يكون مذهباً للشافعي؟ وهل فهمت من كلام صاحب "الفروع" وصاحب "الإنصاف" أن هذا رواية عن أحمد ؟! لا أراه كذلك, والله أعلم ؟؟؟ أنت هنا أجبت نفسك بقولك لا أراه , ولكن غيرك يراه ويرجحه ، ولعلك تراجع الموضوع أكثر حتى تراه أو يتضح عندك المراد من كلام العلماء !(1/489)
وإليك نصوص المالكية في المسألة قالوا : " ويجوز الجمع بين كل صلاتين مشتركتا الوقت في السفر في وقت أيتهما شاء إذا جد به السير والاستحباب في آخر وقت الأولى وأول وقت الثانية " . انظر: المدونة الكبرى لمالك 1 / 117 – 118 ، والتلقين للقاضي عبد الوهاب 1/ 123- 124،والشرح الكبير للدرديري 1 / 368 ، والفواكه الدواني للنفراوي 1 / 235 . والجمعة والعصر مشتركتا الوقت مثل الظهر والعصر لأن وقت صلاة الجمعة يبدأ من زوال الشمس إلى غروبها ، فقد روى ابن القاسم وغيره عن مالك : " أن وقت الجمعة وقت الظهر لا تجب إلا بعد الزوال وتصلي إلى غروب الشمس قال ابن القاسم : إن صلى من الجمعة ركعة ثم غربت الشمس صلى الركعة الأخرى بعد المغيب جمعة " . التمهيد لابن عبد البر 8 / 71 ، وانظر : مواهب الجليل شرح خليل للحطاب 1 / 381 – 386 ، والشرح الكبير للدرديري 1 / 177 - 184 ، وحاشية الدسوقي 1 / 175 – 179 ، والفواكه الدواني شرح رسالة أبي زيد القيرواني للنفراوي 1 / 166 . وأما قولك : وإذا كان هذا رأي لعلماء الشافعية فهل يكون مذهباً للشافعي؟ وهل فهمت من كلام صاحب "الفروع" وصاحب "الإنصاف" أن هذا رواية عن أحمد ؟ فالذي أراه أن كلام فقهاء المذاهب رحمهم الله محسوب على أئمتهم ، ولا يمكن أن تجد في كل مسألة فيها نصاً عن الإمام نفسه بل فقهاء كل مذهب جمعوا نصوص أئمتهم وقعدوا القواعد على أصول أئمتهم وخدموها وبحثوا واجتهدوا ولحقوا بالمذهب مسائل كثيرة على أصوله ، مثلاًَ كلام الشيرازي أو النووي أو العمراني أو الغزالي أو الجويني أو غيرهم من فقهاء الشافعية محسوب على مذهب الشافعي ، وكلام ابن قدامة أو المرداوي أو ابن مفلح أو البهوتي أو غيرهم من فقهاء الحنابلة محسوب على مذهب أحمد ، وكلام السرخسي أو الكاساني أو ابن عابدين من فقهاء الحنفية محسوب على مذهب أبي حنيفة ، وكلام سحنون أو ابن القاسم أو ابن وهب أو ابن عبد البر أو القاضي عبد الوهاب أو(1/490)
الحطاب أو الدسوقي أو غيرهم من فقهاء المالكية رحمهم الله جميعاً محسوب على مذهب مالك لأن هؤلاء العلماء لم يتكلموا عن فراغ ولا عن هواء بل تكلموا عن علم ودراسة وإخلاص فالواجب حسن الظن بهم ، ورد أقوالهم وأقوال أئمتهم قبلهم إلى الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة فهو الحق ، وما خالف الكتاب والسنة فهو الباطل. وقد صرح الزركشي نقلاً عن الروياني بأن المشهور جواز الجمع في حالة المطر فقال قال الروياني : " لا يجوز الجمع بين الجمعة والعصر بعذر المطر تأخيراً وكذا تقديماً في أصح الوجهين لأن الجمعة رخصة في وقت مخصوص فلا يقاس عليه والمشهور الجواز " .
البحر المحيط في أصول الفقه لبدر الدين الزركشي 4 / 55 . ما الذي تفهمه من هذا الكلام الواضح ؟ أليس يفهم منه بأن هناك وجهين في المذهب وجه بالمنع وهو الصحيح ووجه بالجواز وهو المشهور ، وما هو الفرق بين المشهور والصحيح ؟؟ أترك لك الإجابة على هذا السؤال .
وقال ابن مفلح رحمه الله كما سبق : فإن الإمام أحمد والأصحاب قالوا يخرج وقت الجمعة بدخول وقت العصر وإنما اختلفوا إذا دخل وقت العصر وهم فيها فكيف يصحح الجمعة بعد غروب الشمس فيحتمل أن يكون مرادهم إذا جوزنا الجمع بين الجمعة والعصر وجمع جمع تأخير وتأخروا إلى آخر الوقت لكن لم نطلع على كلام أحد من الأصحاب أنه قال ذلك أو حصل لهم .(1/491)
وقال النووي رحمه الله كما سبق أيضاً : فرع يجوز الجمع بين الجمعة والعصر في المطر ذكره ابن كج وصاحب البيان وآخرون فإن قدم العصر إلى الجمعة اشترط وجود المطر في افتتاح الصلاتين وفي السلام في الجمعة كما في غيرها وقال صاحب البيان ولا يشترط وجوده في الخطبتين لأنهما ليسا بصلاة بل شرط من شروط الجمعة فلم يشترط المطر فيهما كما لا يشترط في الطهارة قال الرافعي وقد ينازع في هذا ذهابا إلى أن الخطبتين بدل الركعتين ، قال صاحب البيان ، وآخرون : فإن أراد تأخير الجمعة إلى وقت العصر جاز أن جوزنا تأخير الظهر إلى العصر فيخطب في وقت العصر ثم يصلي الجمعة ثم العصر ولا يشترط وجود المطر وقت العصر كما سبق واستدلوا بأن كل وقت جاز فيه فعل الظهر أداء جاز فعل الجمعة وخطبتيها قال تقي الدين : محمد الحسيني الشافعي الدمشقي : وكما يجوز الجمع بين الظهر والعصر يجوز الجمع بين الجمعة والعصر ثم إذا جمع بالتقديم فيشترط في ذلك ما شرط في جمع السفر ويشترط تحقق وجود المطر في أول الأولى وأول الثانية وكذا يشترط أيضا وجوده عند السلام من الأولى على الصحيح الذي قطع به العراقيون.
---
أبو صالح التميمي
06-08-2006, 02:47 PM
غفر الله لك,أريد نصا من كلام المالكية على جواز جمع الجمعة مع العصر.وأختلف معك أن هذا مذهب الشافعي وفي كلامك ماينقضه. وأظنك تعرف ماالفرق بين رواية عن أحمد ورواية عند الحنابلة
وإن كنت أختلف معك أن هذه رواية عندهم.وأرجو ألا تغضب لفإني أشتم من كلامك ذلك غفر الله لي ولك.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-08-2006, 08:29 PM(1/492)
جزاك الله خيراً وغفر لي ولك ليس هنالك شيء يغضبني بل بالعكس هذا شيء يفرحني لأني أستفيد منك إن كنت تريد الحق ، وأما نص المالكية فقد نقلته لك موثقاً وكذلك بقية المذاهب ولعلك تقرأ الموضوع بتأمل وإنصاف وتجرد من العواطف لأنه لا يخفاك أن الكاتب لا بد أن يتجرد من العواطف ويكون مطلبه الحق ، والوقت ثمين لا يصرف إلا ما فيه فائدة وجزاك الله خيراً ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/493)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوط الجواهر الغوالي العظام في وقف حمزة وهشام للمقرئ محمد المنير السمانودي
---
مخطوط الجواهر الغوالي العظام في وقف حمزة وهشام للمقرئ محمد المنير السمانودي
---
إبراهيم الجوريشي
01-15-2006, 03:34 AM
عنوان المخطوط: الجواهر الغوالي العظام في وقف حمزة وهشام
تأليف : الشيخ العلامة المقرئ محمد المنير السمانودي
المقدمة:
هذه نبذه لطيفة وفوايد شريفة فى وقف حمزه وهشام على الهمز خالية من اللغز والرمز
الخاتمة
فيقاس على هذه المسايل نظايرها وان يفصل من هذه العقود فرايدها 0 0 0 وصلى الله على نبيه السيد الامين وعلى اله وصحبه اجمعين
المخطوط من مقتنيات الأزهرية
ورقمه: 305906
وهو عبارة عن 19 صفحة
تم انزالها من موقع الأزهر أون لاين
وهي على هذا الرابط:
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/SelectManuscript.jsp?code=220&name=art&htitle=??????&extra=
---
إبراهيم الجوريشي
01-15-2006, 03:39 AM
من صفحة 6 الى 10
---
إبراهيم الجوريشي
01-15-2006, 03:44 AM
11 -- 15
---
إبراهيم الجوريشي
01-15-2006, 03:48 AM
16-19اخر المخطوط
---
(1/494)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خواطر كانت تنفعني أوقات الغفلة
---
خواطر كانت تنفعني أوقات الغفلة
---
أبو الهيثم
12-26-2005, 05:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه التذكرة لابد أن أذكر بها نفسي الأمارة بالسوء حتى أستقيم
1) أنك في حرب و صراع و جهاد مع الشيطان فلا تمكنه من نفسك
2) الطاعة تجلب لك العزة ، والمعصية تجلب لك الحسرة و الذلة
3) فكن عبدا ربانيا ،
4) أنت قوي بإيمانك فلا تبعه بشيئ من دنيا الناس
5) اللهم اجعلني أصدقكك في كل شيئ حتى أكتب عندك صديقا
6) احمد الله على نعمه ، وإياك ومواطن سخطه و غضبة
7) خاف من يوم تقلب فيه موازين كل شيئ عليك ، و لا تبقى إلا الحسرات
8) أنت محتاج إلى ربك ، فأظهر فقرك إليه ،، و عليك بكثرة السجود له
9) الغفلة لا تأتي إلا إذا فقدت الذكر
10) يا ترى كيف يكون يوم القيامة ،،، و من أنا هناك ؟؟؟؟
11) لا ينفعك أحد إلا الله و لن ينجيك أحد إلا الله ، فاستهديه يهدك
12) متى سينصلح حالك ؟؟؟ لحظات الصدق ،، أنت تنتظرها ، أم هي التي تنتظرك ؟؟؟؟د
13) طوبى لعبد وجد في صحيفتة أستغفارا كثيرا
14) و الله لو رجعت بحق ، لفتحت لك بركات الدنيا وميراث الأخرة ،، و لكن كيف يعطيك الله و أنت بعيد ؟؟؟
15) إذا رأيت الله يعطي العبد و هو مقيم على معاصيه فاعلم ......؟؟
16) من سيكون هذا الرجل إلم يكن أنت ؟؟؟
17) اللهم استرنا ولا تفضحنا
18) تشبه بمن تحب أن تكون معه !!!!
19) ليس هناك وقت ،،، وأنت لا ترى أفراد السباق إلا وهم أمامك، و لا يليق بك أن تترق السباق تزهدا
20) لا تيأس فإن المهدي كان رجلا فأصلحه الله في ليلة
21) يا حيران أنسيتها أم تركتها ؟؟؟ ،، المناجاة أيها العبد
22) و لعلها ساعة يحبك فيها ربك ،، و لم لا ،، ألست بعبد ؟؟؟
23) إذا من هو الله ؟؟ و كم جعلت له ؟؟؟
---
أبو الهيثم
01-09-2006, 03:18 AM(1/495)
24)لما تأملت الخواطر ، قلت فكم هي تنفعنى و تزيدني و تقربنى ،و لكن لو كانت الخاطرة سيئة ،كمن أطلق لنفسه العنان في الشهوات المحرمة أو المعاصى عموما وما شابهها
سبحان الله لا يليق بالمؤمن فرضاً ، الخاطرة قد تنقلب إلى فكرة ، و الفكرة قد تنقلب إلى عزيمة ، و العزيمة قد تقترب إلى الشهوة ، و الشهوة يأتيها الإصرار فتكون فعلاً ، و الفعل إذا داومت عليه أصبح عادة ، ومن أصعب الحالات مفارقة العادات .
إذاً حينما لا تعالج القضية في مستوى الخواطر فالأمور تزداد ، وقال الجنيد رحمه الله تعالى : " من تحقق في المراقبة خاف على فوات لحظة من ربه لا غير " .
ينبغي أن تكون مع الله دائماً ، قال بعض العلماء : علامة المراقبة إيثار ما أنزل الله ، وتعظيم ما عظم الله ، و صغير ما صغر الله ، مقياس دقيق ، الله عز وجل يقول :(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
---
ام البراء
01-13-2006, 03:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو الهيثم..
خواطر مفيده..أفادتني كثيراً..عبارآتك الأخيره كانت رائعه استوقفتني كثيراً
واصل أثابك الله..
الله أكبر الله أكبر لاإله ألاالله ..الله أكبر الله أكبرولله الحمد
---
(1/496)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > احتجاجات بالمغرب على سب النبي على لسان شاعرة مغربية
---
احتجاجات بالمغرب على سب النبي على لسان شاعرة مغربية
---
عبدالرحيم
07-18-2006, 11:04 PM
مفكرة الإسلام: ستنظم الجامعة الوطنية للإسكان والتعمير التابعة للاتحاد الوطني بالمغرب يوم الجمعة 21 من الشهر الجاري وقفة احتجاجية على سب شاعرة مغربية تدعى 'حكيمة الشاوي ' للنبي صلى الله عليه وسلم .
وكانت هذه الشاعرة قد ألقت قصيدة خلال حفل حضره موظفو وموظفات قطاع الإسكان والتعمير, وجاء في نص القصيدة التي تتحدث عن المرأة ' ملعون يا سيدتي من قال عنك: من ضلع أعوج خرجت، ملعون يا سيدتي من أسماك، علامة على الرضا بالصمت '.
وعلى إثر إلقائها للقصيدة قامت إحدى نساء القطاع بالانقضاض على الشاعرة انتصارًا لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم, وغيرة عليه .
وذكر بيان من قطاع الإسكان' فإن المدعوة 'حكيمة الشاوي' وبعد دعوتها من قبل النقابة المذكورة بمناسبة اليوم الوطني الأول للمرأة في القطاع، استغلت المناسبة وكالت السباب والشتائم لخير البرية، وقالت كلامًا حسبته شعرًا تلعن فيه على رؤوس الأشهاد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام, وعلى إثر هذا الفعل الشنيع سيتم تنظيم وقفة احتجاجية ببهو الوزارة', بحسب موقع الإسلام اليوم .
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلقي فيها هذه الشاعرة تلك القصيدة التي أذاعتها الإذاعة المغربية على لسانها في 30 مارس الماضي, وعبر كثير من المغاربة عن استيائهم وأسفهم من إذاعتهم التي لم تراع المشاعر الدينية للشعب المغربي المسلم.
ووصف عدد من المقالات القصيدة بأنها جرأة غير مسبوقة وتطاول عنيف على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم, في وقت وقف فيه العالم الإسلامي أمام الدنمارك والغرب بأكمله لتجرئهم على خاتم الأنبياء .
---
د. هشام عزمي(1/497)
07-22-2006, 10:23 PM
جزاك الله خيرًا يا أخي ، وليست هذه المرة الأولى !
ففي تقديم المحدث العلامة المغربي محمد بن الأمين بوخبزة الحسني لكتاب (الغارة على السنة النبوية) للأستاذ الدكتور الحسن العلمي إشارة لكون هذه الزنديقه قد سبق لها إلقاء القصيدة ... في الإذاعة الوطنية المغربية !!!
يقول فضيلته : (( وقد استفحل الشر لدرجة ان تنعق بومة آدمية على أمواج الإذاعة الوطنية في دولة المغرب المسلمة بسب المصطفى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم سبًا صريحًا ، وتذهب دون أن تلقى جزاء ، فلم نسمع زوبعة لا في فنجان ولا في بئر ، وكان الواجب - والمغرب والمغاربة مالكية - أن تستنطق وتقتل دون استتابة ، أو على مذهب الجمهور تستتاب ثلاثًا فإن تابت وإلا قتلت تنفيذًا لحديث : "من بدل دينه فاقتلوه" . إلا أنه يظهر مما جرى ويجري - والبقية تأتي - أن مالكية المغرب لدى المتأخرين إنما هي في الطهارة والغسل والحيض وسجود السهو !! ))
وفي متن الكتاب إشارة كذلك لإلقاء هذه القصيدة الكفرية على أمواج الإذاعة المغربية حيث يقول الدكتور الحسن العلمي ص102 : (( ثم الشويعرة اللعينة التي شتمت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمواج الإذاعة ، وقالت : "ملعون من قال من ضلع أعوج أنت" !! ومضت دون أن تنال عقابًا يذكر ))
والكتاب صدرت طبعته الأولى في 1424 هجرية - 2003 صليبية .
---
د.عبدالرحمن الصالح
07-23-2006, 11:31 AM
هذه مجنونةٌ وقِحة
أرى أن تُقاضى، وتُحاكََم علَناً
ما معنى الوقوف استنكارا لفعل مجنون!!
هذه الغبية لم تفهم المجاز الذي في الحديث
فالحديث الشريف قد استخدم عِوج الضِّلع الذي ورد في التوراة من أجل المرأة لا ضدّها، فهو يريد أن يُقنع الرجال أن للمرأة طبيعة خاصة في أصل فطرتها فعليكم مُراعاتها.
والقصة التي وردت في التوراة في سِفر التكوين تفيد أيضا صالح المرأة لا ضدّها:(1/498)
ففي الاصحاح الثاني من سفر التكوين: (2: 18 و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فأصنع له معينا نظيره
2: 19 و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها
2: 20 فدعا ادم باسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره
2: 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه و ملأ مكانها لحما
2: 22 وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم
2: 23 فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت 2 :24لذلك يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكونان جسدا واحدا )
فالدين قد سعى إلى بيان أن الرجل والمرأة كلاهما من نفس الأرومة ، فلم يختر أحد منا جنسه، بل نحن من اختيار الله تعالى فهو الذي (يخلق ما يشاء ويختار) و (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء).
فقصة الضلع التي وردت في التوراة كانت بقصد بيان أن المرأة عظم من عظام الرجل فقد خلقا( من نفس واحدة). ثمّ أضاف النبيّ صلى الله عليه وسلم تفسيرا بيانيا وتوظيفا بلاغيا حيث استفاد من عِوج الضلع ليركب صورة بيانية تبين (طبيعة المرأة الخاصة) ، وبوصفه صلى الله عليه وسلم مُعلماً للرجال ومربياً للمجتمع فقد أراد أن يوصل إليهم ضرورة مراعاة هذه الطبيعة الخاصة لهذا النوع البشري. وعزو المرأة في الحديث إلى الضّلع يبين تأصل خصوصية طبيعة المرأة في عجينة تكوينها.
وأما القضية الأخرى ، قضية (وإذنها صماتها) ، فهو أيضاً لصالح المرأة لكي لا يُلَحّ عليها، وتُحرج أمام أهلها.
وبصدد وقاحة أمثال حكيمة الشاوي قال باسكال : (يجب أن نُشفق على الملحدين الذين يبحثون. ألا يكفيهم شقاءً؟ وأن نسخط على أولئك الذين يتباهون بإلحادهم)(1/499)
هذه المرأة الحمقاء ليس العتب عليها بل على من منحها الفرصة أن تغم مستمعيها فتصارع المقدّس.وتسيء فهم النبيّ فتكشف بذلك عن حماقة وجنون. فهي على ما يبدو قد تعصبت لمسمى (امرأة) ففهمت خطأً كلام المصلحين الذين أوصوا الرجل بالرفق بها.
فكأنها تقول :
ملعون من أمر الرجال بالرفق بك، ملعون من ذكّرهم بأنك قطعة منهم وضلعا من أضلاعهم. ملعون من أمرهم بمراعاة خصوصيتك وفطرتك وجعلها من الأهمية بأن تكون من أصل طبيعتك!!!!
فعلاً شرّ البلية ما يُضحِك
---
(1/500)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير أية في سورة
---
تفسير أية في سورة
---
الحائرة
04-13-2004, 07:33 PM
السلام عليكم أطلب منكم مساعدتي في إيجاد تفسير لـ {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم "26"} (سورة سبأ)، وأريد بالتحديد تفسير اسم الله (الفتاح) ، وأريد أيضًا أحاديث عن الاسم أو عن الأية وبها تفسير الاسم ، والرجاء سرعة الرد لأني سوف أقدمه بحث وتريده الأسبوع القادم ، أعلم أنني كثرت الكلام والطلب ، ولكننا في النهاية أخوية نمد يد العون لبعضنا ، وجزاكم الله ألف خير وجعلها في ميزان حسناتكم ، وشكرا...
---
مساعد الطيار
04-13-2004, 07:54 PM
جاء في تهذيب اللغة للأزهري : (( والفتح : أن تحكم بين قومين يختصمون إليك ؛ كما قال الله جل وعزَّ مخبرًا عن شعيب : ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا باحق وأنت خير الفاتحين ) ... والفتاح الحاكم )) تهذيب اللغة ( 4 :445 ) .
وقال أيضًا : (( والفتاح في صفة الله معناه الحاكم ، وأهل اليمن يقولون للقاضي الفتاح ، ويقول أحدهم لصاحبه : تعال حتى أفاتحك إلى الفتاح )) تهذيب اللغة ( 4 : 448 ) .
وقال الراغب : (( وفتح القضية فِتَاحًا : فصل الأمر فيها ، وأزال اإغلاق عنها . قال تعالى : ( ربنا افتح بينا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ) ، ومنه ( الفتاح العليم ) ... )) مفرداتألفاظ القرآن ( ص : 621 ) .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2004, 12:45 AM
قال أبو إسحاق الزجاج في كتابه : معاني أسماء الله :
( . الفتاح: هو من قولك فتحت الباب أفتحه فتحا ثم كثر واتسع فيه حتى سمي الحاكم فاتحا وذلك لأنه يفتح المستغلق بين الخصمين وأنشدوا: ألا أبلغ بني عمرو رسولا فإني عن فتاحتكم غني والله تعالى ذكره فتح بين الحق والباطل فأوضح الحق وبينه وأدحض الباطل وأبطله فهو الفتاح . )(1/501)
فالفتح ضد الغلق ، وهو أيضا النصر ، والاستفتاح هو الاستنصار ، والفتاح مبالغة فى الفتح
فالفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل مغلق ، وبهدايته ينكشف كل مشكل ، فتارة يفتح الممالك لأنبيائه ، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الى ملكوت سمائها ، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق ، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته ، و يفتح أبواب الرزق للعباد .
وأما البحث عن هذا الاسم بالتفصيل فهناك كتب ألفت في شرح أسماء الله الحسنى ، يمكنك الرجوع إليها .
ويمكنك الرجوع إلى هذه الارتباطات:
http://saaid.net/Minute/m71.htm
و
http://al-lewaa-al-islami.masrawy.com/10022004/190860news.htm
ونسأل الله لك التوفيق .
---
د. هشام عزمي
04-14-2004, 02:37 AM
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : قال ابن عباس : ما كنت ادري ما قوله ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق )حتى سمعت قول بنت ذي يزن : تعال أفاتحك تريد : أخاصمك .
---
الحائرة
04-14-2004, 07:08 PM
شكرا جزيلا لكم على ردكم لي والله يوفق الجميع ان شاءالله ، وجزاكم الله الف خير
---
(1/502)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم
---
الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم
---
محمد يحيى شريف
06-06-2006, 06:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
كما هو معلوم عند علماء الأصوات أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم في ذلك قول سيبويه : "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً" ويقولون أنّ الطاء الصحيحة هي التي تعدل الضاد المنطوق بها اليوم. وهذا الكلام فيه نظر لعدّة أسباب :
أوّلاً : الهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. فمن هذا التعريف نستخرج منه شيئين أساسيين وهما : جريان النفس و ضعف الاعتماد على المخرج . ونحاول الآن تطبيق هذا التعريف على الطاء الحالية فنقول : هل الطاء في نحو { الطآمّة } و { الطّلاق } ، { إطعام } ...يجري فيها النفس كما في حروف الهمس الأخرى ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم العكس ؟ ولا شكّ أنّ الشرطين لا يتحققان في الطاء.
ثانياً : إن كانت الطاء الحالية مهموسةً حقاً فكيف نقلقلها بسهولة ولو كان النفس يجري حقيقة لما استطعنا قلقلتها إلاّ بكلفة لجريان النفس ولو أردتّ أن تقلقل الكاف أو التاء لوجدتّ مشقّة في ذلك. لأنّ القلقلة هو انحباس النفس والصوت فجريان النفس أو الصوت يبطل القلقلة.
ثالثا : هناك نصوص للقدامى أثبتت التشابه بين الطاء والتاء وهو المؤيّد للطاء المنطوق بها اليوم وهذه النصوص هي :(1/503)
قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { أضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل. "
أقول : هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما.
وقال أيضاً رحمه الله : "..كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالاً ، فإنّما فرّق بينهما في السمع اختلاف بعض الصفات لا غير " الرعاية ص201. أقول : قوله رحمه الله" فإنّما فرّق بينهما في السمع " يدل على عدم تشابههما في السمع أي بين الطاء والدال.(1/504)
وقال رحمه الله : " فإن لم يتحفّظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقّها من اللفظ قَرُبَ لَفظُها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف وذلك نحو { يستطع } و { استطاع } و { يستطيعون } وشبهه ، ولا بدّ من التحفظ بإظهار التاء في هذا النوع بلطف مرقق غير مفخّم ليظهر من لفظ الطاء التي بعدها. ألا ترى أنّ التاء إذا وقعت بعد حرف إطباقٍ ، لم يكن بدّ من أن نبدل منها طاء ، لضعفها وذلك نحو { اصطفى } ، { وهم يصطرخون } و { يصطلون } و { فمن اضطرّ} وشبهه. ليعمل اللسان عملاً واحداً. وأصل الطاء في ذلك شبهه تاء ، إنما تبقى التاء على لفظها مع حرف الإطباق إذا كانت قبله متحرّكة ، فافهمه " الرعاية ص207.
أقول : إن كانت الطاء الصحيحة هي الضاد الحالية فما الذي حمل مكي القيسي أن يقول كلّ هذا الكلام ؟. فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال.
قال أبو عمر الداني (ت444) : " فإذا التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أدغمت فيها بيسر وبيّن إطباقها مع الإدغام وإذا بُيّن امتنعت من أن تقلب تاءاً خالصة " التحديد ص138. أقول لولا أطباق الطاء في { بسطتّ } و{ أحطتّ } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع وهذا يدلّ على التشابه في السمع.
وقال رحمه الله تعالى " وإذا اجتمع – أي حرف التاء - مع حروف في كلمة فيلزم تعمّلُ بيانه وتخليصه من لفظه الطاء ، وإلاّ انقلبت طاء كقوله تعالى { فاختلط } و { وما اختلط } ، { فإن استطعت } و { تطلع } و { ولا تطغو }........"
ثمّ قال " وإن سبقت الطاء التاء لخّص صوت الطاء ، وإلاّ صار تاء نحو { فرّطت } ، { أحطتّ } ، { كشطت } ، { حبطت } " التحديد ص139،140.
وإذا رجعنا إلى كتاب التمهيد لابن الجزري نجد نفس المضمون.
هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد وتبطل قول القائلين بأنّ الطاء الصحيحة هي الضاد المنطوق بها اليوم.(1/505)
رابعاً : ليس هناك نصّ صريح فيما اطلعت عليه يدلّ على التشابه بين الطاء والدال. بخلاف الظاء والذال وبين الصاد والسين ، فلولا الإطباق في الظاء لكانت ذالاً زيادة على ذلك أنّ النصوص صرحت على تشابههما في السمع وهذا يقال في السين والصاد. أمّا الطاء والدال وإن كان الفرق بينهما هو الإطباق إلاّ أنّ التشابه بينهما في السمع غير منصوص عليه. فكم من حروف قد تقاربت في الصفات والمخرج ولم تتشابه في السمع كالغين والخاء حيث اتفقا في المخرج واختلفاً في الهمس فقط ولا شبه بينهما بخلاف الضاد والظاء فالفرق بينهما الاستطالة والمخرج ومع هذا فقد تشابها في السمع. فالتقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة.
خامساً : قد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه { إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون } أقول : هذه الآية شاملة تشمل حفظ القرءان في التحريف والتبديل والرسم والنطق ، فكيف تجتمع الأمّة على خطأ علماً أنّ نطق الطاء الحالي هو المعمول به في جميع الأقطار من غير خلاف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم }. فإن اتفق أهل الأرض قاطبة على خطأ فهذا معناه أنّ الله لم يحفظ كتابه وأنّ العلماء قد قصّروا في أداء مهامهم نعوذ بالله من ذلك. أمّا الضاد فلا تزال طائفة تقرأ بذلك بالإسناد ولله الحمد.(1/506)
سادساً : إن قلنا أنّ حرف الضاد والطاء والقاف قد تغيّرت مع مرّ الزمان وهو أمرٌ طبيعي يدخل في تطوّر اللغات كما يقول علماء الأصوات. فأقول هذا كلام خطير فأهداف علماء الأصوات تختلف عن أهداف علماء التجويد والقرءات فالأوّل يعتبر ذلك أمرا طبيعياً وأمّا الثاني فيستحيل أن يقبل ذلك لأنّه القرءان وقد سهر القدامى لحفظ نطق القرءان ويجب علينا أن نحافظ على النطق الذي قرأ به النبيّ عليه الصلاة والسلام من خلال المشافهة وفق ما أودعه القدامى في كتبهم ، الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرة والذين نقلوا لنا هذا العلم نثراً ونظماً ومشافهة بأمانة. ولو فتحنا هذا الباب فسيكون في المستقبل قائمة أخرى لبعض الحروف التي ستتغيّر بشكل طبيعي وسيُغلق باب التحقيق في مسائل التجويد والقراءات لقبولنا لهذا التغيّر. وقد انبهرت عندما ناقشت أحد المشايخ في مسألة الضاد فقال إنك تخالف كلام سيبويه والقدامى عند نطقك بحرف الطاء ، فما يمنعك أن تخالف نصوص القدامى في مسألة الضاد ؟ فأجبته وقلت : أتريد أن تسدلّ بخطأ تقوية لخطأ آخر ؟ - إن سلمنا أنّ الطاء مهموسة- ثمّ قلت له : بمسألة الطاء تريد أن تغلق باب التحقيق والرجوع إلى نصوص القدامى لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
سابعاً : إنّ كلام سيبويه محيّرٌ للغاية ولكن هذا لا يسوغ وصف الطاء بالهمس والذي يتمثل في ردٍ نصوص التشابه بين الطاء والتاء وتخطئة القراء جميعاً. ولم أجد فيما اطلعت عليه من وصف الطاء بالهمس عند علماء التجويد. بل جميع القراء يثبتون الجهر والشدة في الطاء وينكرونها همسها.
أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-07-2006, 06:06 AM
أتفق معك في جميع ما ذهبت إليه، .
لقد قَبِل علماء الأصوات العرب أطروحات د.إبراهيم أنيس دون معارضةٍ تُذكر.(1/507)
ويبدو أن من نص على همس الطاء ، وردّ تصريح القدماء بجهرها قد طبّق قوله على الطاء الأعجمية التي ما هي إلا تاء مفخمة. أما مقصد سيبويه من المشابهة بين الدال والطاء إن سلمت عبارته من تصحيف وتحريف فلا أجد لها محملاً إلا أنه يرمي إلى إثبات جهر الطاء ، من أجل ذلك عدل عن التاء إلى الدال. إذ أن قلب الطاء تاءً مفخمة مشهور مستفيض في لغات المسلمين غير العرب حين يريدون القراءة أو حذق أصوات العربية. ولا بد أن سيبويه قد أحسّ بها إحساسنا .
لقد قبلنا -نحن الدكاترة الأحياء -المشتغلين في الأصوات العربية أقوال أنيس ومشايعيه في (همس الطاء) بسرعة مذهلة.
وقبولنا لمثل هذا يعود إلى أمرين:
-إيحاء الكاتبين في الأصوات من خريجي الجامعات الغربية ، وتعريفهم الجديد الغريب المختصر للجهر والهمس، لنا بأنهم قد رأوا الوترين الصوتيين يتحركان وأنهم قاموا بتعميم رصدهم لجميع الأصوات، كأنهم أساطين علم التشريح والفسلجة وفيزياء الصوت وليس الأمر كذلك. فالتجربة ناقصة كما سيتبين. وليس ثمّ (تجربة ضابطة) في المسألة .ولم أجد من بين (القدامى والمحدثين) من تكلم عن المنطقة الوسطى بين (الجهر والهمس) أعني أن يكون الحرف في بداية نطقه مهموساً ولكن الجهر يزيده وضوحاً وقوة ظهور ، وما أرى الطاء إلا من هذا النوع.!
-فاتنا أن المتعلم العربي مصاب بدُوار (الاستقراء الناقص) وعُصاب (سُرعة الحكم)(1/508)
حتى لو درس في جامعات الغرب ، وأن علينا أن نعدّ إلى الألف بدل العد للعشرة قبل أن نتجرّأ على مخالفة آراء أساطين القراءة وعلماء الأصوات الكبار، المحققين منهم كسيبويه وابن جني.ليس وقوعاً تحت (سطوة الأسلاف) وقوع الملايين من التقليديين من "أهل العلم"، بل تأنياً وتثبتا وتطبيقاً للمنطق العلمي المعمول به في الجامعات العالمية كما ينبغي.فقضية (علم الصوت) لها جانبان، جانب وصفيّ قياسي تحليلي يعود الى (علم الأصوات العام) فهو جزء من علم الفيزياء (الطبيعيات). وهذا بلا شكّ يجب تصحيح محاولات القدماء في ضوئه. أما الجانب الآخر فهو جانب تاريخي يعتمد (الرواية) فالعينة التي تطبق عليها قوانين علم الصوت المستجدة هي عينة قد ظهرت في التاريخ وهي (فصحاء العرب) في القرنين الهجريين الأول والثاني. ولما كان الحاجز الزماني يمتنع اختراقه إلا عبر (شفرة الكتابة) كان لا بد من الرجوع الى أقدم (النصوص المكتوبة) في وصف أصوات فصحاء العرب في الزمان القريب من عصر النبوة (حسب قدرة التاريخ).
بالشروط الآتية:
-لا يجوز إهمال أي نص قديم معاصر للصوت الذي يصفه.
-قياس دقة مصطلحات المؤلفين القدماء في ضوء أمثلتهم وتحليلاتهم،(الحذر من محاولة استخدام مصطلحهم لغير ما قصدوه). أي استخدام المفردة للفكرة نفسها وليس لفكرة من عندنا.
-الحذر من الاستقراء الناقص والجرأة على المخالفة.
-تلاوات القرآن هي محاولات بشرية متكررة لإنتاج (الصوت)عبر قرابة خمسين جيل، فهي (عيّنة وحكم ضمني ) في نفس الوقت. وما دامت (نسخة كاربونية من نسخة من نسخة..) لم يبعد حصول تغيير ولو طفيف في بعض الأصوات. فاحتيج إلى ضوابط وصفية وقوانين محايثة ومستحدثة ، يجب أخذها كلها بالحسبان.(1/509)
ولذلك أخي الأستاذ يحيى يسرّني أن أغتنم هذه الفرصة فأشيد بمقارباتك العلمية، وطريقتك في الكتابة، والتفكير في (النصوص) بدل التفكير في الفراغ التي يرتكبها كثيرون، والتأني في الاستنتاج بدل التسرّع، والحذر من الشجرة التي تخفي الغابة . والاسترشاد بمقولة الأخفش الأكبر عبدالحميد بن عبدالمجيد:"أنحى الناس مَن لم يُلَحِّنْ أحداً".
---
عمار
06-07-2006, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الشيخ / محمد يحيى شريف تحية طيبة وبعد :
أرجو أن يتسع صدرك لتعليق بسيط على ما تفضّلتم به جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
أولا : أرى -والله أعلم- أنّ مشكلة الطاء ليست بأسهل من أختها (الضاد)، ولذا فإنه يجبُ على الباحثين والدارسين -في نظري-إطالة البحث والتدقيق والنظر في هذه القضية وعدم التسرع بإصدار الآراء الفاصلة. والتأني في الاستنتاج في مثل هذه القضايا مطلوبٌ ومحمود خاصة وأنها تتعلق بالصوت القرآني.
ثانيا : سأتجنب أسلوب الرد والتفنيد خوفا من الوقوع في الجدل العقيم ، وليس من طبعي الأخذ والردّ والصدّ والهجوم! ولذا أتمنى أن ندقق فيما نقوله وأن تكونَ ردودنا لا أجل الردّ وإنما بغية الوصول للحق إن شاء الله تعالى.
أقول وبالله التوفيق :
(1) قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ): " اعلم أن الحروف إنما يُبدل بعضها من بعض ، ويدغم بعضها في بعض للتناسب والقرب الذي بينها. ألا ترى أنه لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً ، لأنهما في الشّدة سواء ، ولأنهما من مخرج واحد. وكذلك لولا الهمس والتسفل والانفتاح اللواتي في التاء لكانت طاءً. كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا ، لأنهما في الجهر والشدة متساويان ، ولأنهما من
مخرج واحد. فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ، والمخرج للثلاثة الأحرف
واحد." اهـ (1)(1/510)
فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء..الدال أم التاء؟
ثم دقق بعد ذلك في قول مكي أيضا : " وكذلك لولا الانفتاح والتسفل اللذان في الدال لكانت طاءً. وكذلك لولا الجهر الذي في الدال لكانت تاءً ، لأنهما من مخرج واحد.وكذلك لولا الهمس الذي في التاء لكانت دالا. فالدال إلى التاء أقرب منها إلى الطاء ، فافهم هذا التناسب الذي بين الحروف وقس عليه ما لم نذكر لك"اهـ (2)
ولا يخفي عليك قول الداني (ت 444هـ) : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا ، ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاءً "اهـ (3)
فما رأيكم يا شيخ محمد؟
(2) كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف ، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك.والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه.
ولي عودة قريبة إن شاء الله ،،،
______________________________
(1) الرعاية : ص 216 و 217
(2) المصدر السابق: ص 217
(3) التحديد: ص 138
---
محمد يحيى شريف
06-10-2006, 01:09 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
أخي الشيخ عمار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النصّ الذي ذكرهم وهو " لولا الإطباق لكانت الطاء دالاً "
أتسائل : هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور ؟
أقول لا يمكن أن نقطع بذلك على أساس نصّ قد يحتمل من جهة ويعارض نصوصاً من جهة وهو لا يوافق الملموس من الناحية التطبقية للنطق بحرف الطاء الحالي.
أولاً : الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب :(1/511)
1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى { فلا تسمع إلاّ همساً } أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا ، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء.
ثانياً : لا بدّ من نص صريح يثبت التشابه بين الطاء والدال كما هو الحال بين الصاد والسين وبين الظاء والذال فالفرق بين حرفي الجنسين هو الإطباق زيادة على ذلك التشابه الملموس والمنصوص عليه ، بخلاف بين الطاء والدال فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً.
ثالثاً : التقارب بين الحرفين في المخرج والصفات لا يستلزم التشابه بينهما. فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع ولولا المخرج لاتفقت الحاء والثاء والفاء في السمع ، وعلى هذا فاتقارب لا يستلزم المشابهة ، إذن فالنصّ الذي يستدل به علماء الأصوات لا يدل على التشابه بين الطاء والدال وليس هناك نص يقوي تلك النظرية. إذن فالنص ظنّي وليس قطعي لأنّه يحتمل. فبالله عليه كيف تردّ ما هوعليه القراء اليوم من غير خلاف وتردّ النصوص التي تثبت التشابه بين الطاء والتاء بنصّ ظنّي يحتمل ؟
قد قلتم : " فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء..الدال أم التاء؟ "(1/512)
الجواب : " هذا كلام نظريّ نحن نريد نصاً يثبت التشابه بين الطاء والدال وقد ذكرتُ أنّ التقارب لا يستلزم التشابه ثمّ ماذا تفعل بالنصوص التي صرحت على التشابه بين الطاء والتاء أليس الأولى الجمع بين كلّ هذه النصوص ونأخذ بالصريح منها وما لا احتمال فيه والمؤيّد لما عليه القراء اليوم.
وقولكم :" كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف ، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك.والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه. "
الجواب : ألا يدلّ لفظ التخليص على التشابه كما قال بن الجزري " وخلّص انفتاح محذوراً عسى......خوف اجتباهه بمحظوراً عصى " أو كما قال رحمه الله تعالى. ألم يستعمل القدامى لفظ التخليص في كل ما هو مشوب ومشتبه ؟ ألا يدل هذا على التشابه بين الطاء والتاء وبالتالي إثبات صحة الطاء المنطوق بها اليوم.
أكتفى بما ذكرت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد يحيى شريف الجزائري
---
عمار
06-11-2006, 09:05 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم / محمد يحيى شريف ، حياكم الله وشكرا لكم على ردكم المبارك.
قلتم : " هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور ؟ " اهـ
أخي الكريم..نقاشي معكم بارك الله فيكم لا يعني أنني أتفق مع نظرية علماء الأصوات في جميع جزئياتها ، وجوابا عن سؤالك أقول: الهمس (كما وصفه علماء العربية والتجويد) لا ينطبق على الطاء المقروء بها اليوم كما تفضلتم ، وبهذا قرأتُ على مشايخي وما زلتُ أقرأ.(1/513)
المشكلة تتركز في قول سيبويه (ت180هـ) وعلماء التجويد من بعده : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبق على الطاء المنطوق بها اليوم بل ينطبق عليها قولنا:" ولولا الإطباق في الطاء لصارت تاءً!"
ولذا أرى أن نتعاون سويا بالتدقيق والنظر والتأني فلعلنا نصل إلى نتيجة مرضية إن شاء الله.
أخي الكريم..خلافي معكم يتلخص في أنكم لا تثبتون التشابه بين الطاء والدال مخالفين بذلك نصوصا صريحة ، وأرجو منكم - جزاكم الله خيرا - التدقيق في كلامي :
أولا : قلتم : "الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب :
1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى { فلا تسمع إلاّ همساً } أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا ، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء "اهـ
قلتُ : أتفقُ معكم في السبب الأول والثاني والرابع ، أما الثالث فاسمح لي بتعليق بسيط :
الشدة والهمس لا يتعارضان أخي الكريم ..والدليل هو أن الكاف والتاء مهموستان شديدتان ولذلك نحن نأتي بالشدة أولا ثم بالهمس ثانيا. قال محمد مكي نصر الجريسي (ت1322هـ): " فكيف تكون الكاف والتاء شديدتين مهموستين؟ قلتُ : الشدة في آن والهمس في زمان آخر ، يعني أن شدتهما باعتبار الابتداء ، وهمسهما باعتبار الانتهاء.."اهـ (1)
وأما الخامسة :(1/514)
قال الدكتور غانم قدوري الحمد : "ويفهم من قول طاش كبرى زاده (ت968هـ) : "إن مخرج الطاء والتاء لما اتحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الاستعلاء والإطباق الحاصلتين في الطاء.."أن الطاء كانت في زمانه صوتا مهموسا ، لأنه لم يشر إلى أن الجهر أحد الفروق بين الطاء والتاء."اهـ (2)
ثانيا : لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء!وأعيد طرح السؤال عليكم مجددا :من الأقرب إلى الطاء؟ الدال أم التاء؟ وأذكّركم بما نقلته لكم عن الإمام مكي في تعليقي السابق: "فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء" يعني :أن التاء قريبة إلى الطاء لكنّ الدال هي الأقرب ، فهل تريدُ نصا أشد صراحة من هذا بارك الله فيك!
وكذلك قول الداني : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ، لو قلتُ لك : لولا قصر زيد لكان خالدا ، فهل يدلّ كلامي هذا على أن زيدا لا يشبه خالدا؟!!
أما قولكم : "فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً"
يا أخي الشيخ...أنت بنفسك تقول بتشابه الصاد والسين ، فانظر لما قاله الإمام مكي : " ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الصاد-ليسا في السين-لكانت الصّاد سينا. وكذلك لولا التسفل والانفتاح اللذان في السين -ليسا في الصّاد-لكانت السين صادا.فاعرف من أين اختلف السّمع
في هذه الحروف والمخرج واحد ، والصفات متّفقة."اهـ (3)
فهل قوله " فاعرف من أين اختلاف السمع في هذه الحروف" يعني أنها غير متشابهةُ في السمع؟!افتراقهما في السّمع يعني عدم التشارك وإلا لأصبحا صوتا واحدا.
ولذلك قال مكي : "واعلم أنه لولا اختلاف الصّفات في الحروف ، لم يفرّق في السمع بين أحرف من مخرج واحد "اهـ (4)(1/515)
أما ما يتعلق بتخليص الحروف أو (التحذيرات أو التنبيهات)فإن علماء هذا الفن قد ضمنوها كتبهم من باب تنبيه القراء على عدم الوقوع في مثل الأخطاء وهذا لا يعني المشابهة إلا ما نصوا عليه بنصوصهم الصريحة.
فقول ابن الجزري (ت833هـ) مثلا : " والميم من مخمصة ومن مرض" لا يعني أن الميم والخاء ، والميم والراء متشابهتان! لكن وجب تخليص هذه الحروف بترقيقها كي لا تتأثر بالحروف المفخمة التي جاورتها.
أخي الشيخ محمد..أنتم بارك الله فيكم تتركون النصوص الصريحة التي تقول بأن الطاء العربية هي النظير المطبق للدال وتتمسكون بنصوص أخرى لا علاقة لها بما نتحدث عنه!فتارة تستشهدون بنصوص محلها باب الإبدال ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا! وتارة أخرى تستشهدون بنصوص متعلقة بالتحذير من الخلط بين الحروف!
ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء.
ثالثا : لا أريد أن يتعشب الحوار ويطول...سؤالي لكم يتلخص في التالي:
لماذا قال العلماء الأوائل : " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ؟؟
__________________________________
(1) محمد مكي نصر الجريسي:نهاية القول المفيد :ص 50 و 51
(2) الدراسات الصّوتية عند علماء التجويد :ص 245
(3) الرعاية :ص 211
(4) المصدر السابق :ص 218
---
محمد يحيى شريف
06-11-2006, 01:35 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------------------------------------------------
قلتم : " أتفقُ معكم في السبب الأول والثاني والرابع ، أما الثالث فاسمح لي بتعليق بسيط :(1/516)
الشدة والهمس لا يتعارضان أخي الكريم ..والدليل هو أن الكاف والتاء مهموستان شديدتان ولذلك نحن نأتي بالشدة أولا ثم بالهمس ثانيا. قال محمد مكي نصر الجريسي (ت1322هـ): " فكيف تكون الكاف والتاء شديدتين مهموستين؟ قلتُ : الشدة في آن والهمس في زمان آخر ، يعني أن شدتهما باعتبار الابتداء ، وهمسهما باعتبار الانتهاء.."اهـ (1)
:
الجواب : لم أقل أنّ الشدّة والهمس يتعارضان لأنّ انحباس الصوت يكون قبل خروج النفس ولأجل هذا فإنّ الكاف والتاء لا يُُعتبران من حروف القلقلة لخروج النفس بخلاف الطاء فإنّ الصوت والنفس ينحبسان فاحتاج الحرف إلى نبرة وهي ما تسمّى بالقلقلة حتّى يخرج الصوت وهذا يدلّ على عدم همس الطاء الحالية لأنّها تتقلقل. فإن وافقتني على أنّ النفس لا يجري بسبب قوّة الاعتماد على المخرج فهذا يدلّ على جهر الطاء وعدم همسها وبالتالي فإنّ صوتها يكون انفجارياً لأننا نتفق على شدّة الطاء.
وحروف الهمس تخرج بنوع من الضعف في الصوت حتّى مع شدّة الكاف والتاء ، الدليل على ذلك أنّك لو وقفت على الكاف في { الإفك } أو التاء في { خبت } تجد ضعفاً في الصوت لأنّها مهموسة وسميت لأجل ذلك. أقول : هل هو كذالك بالنسبة للطاء إن قلنا أنّها مهموسة ؟ هل عندما تقف على { تشطط } تجد ضعفاً في الصوت كما هو الحال في حروف الهمس.
أقول لماذا أهمل علماء الأصوات هذه الحقائق ولم يأخذوها بعين الاعتبار وتسرّعوا في الحكم على الطاء بأنّها مهموسة بنصّ قد يحتمل لأنّ تقارب المخارج والصفات لا يستلزم المشابهة كما بينّا ذلك فالفرق بين الضاد والظاء هو المخرج والاستطالة وبينهما اشتباه في السمع بخلاف الفاء والثاء والحاء فإنّ هذه حروف لا تتشابه البتة والفرق بينهما ينحصر في المخرج فقط وكذلك الغين الخاء فإنّ الفرق بينهما الهمس ولا يتشابهان في السمع .ولذلك فإنّ كلام سيبويه لا يدلّ على اشتباه الدال والطاء في السمع لعدّة أسباب:(1/517)
أولاً : ليس هناك نصّ صريح في التشابه بين الدال والطاء كما هو الحال بين السين والصاد ووبين الظاء والذال. وإن أردتّ أن أنقل لك النصوص على ذلك سأفعل إن شاء الله تعالى.
ثانياً : التقارب بين الحروف مخرجاً وصفة لا يستلزم التشابه كما أسلفنا إلاّ بقرينة ونصّ صريح في ذلك بل أقول لماذا صرح العلماء على التشابه بين الصاد والسين وبين الذال والظاء وبين الضاد والظاء وألحّوا على التمييز بينهما كما ألحّ ابن الجزري على التمييز بين عسى وعصى وبين محذوراً ومحظوراً و{ أنقض ظهرك } { يعضّ الظالم } زيادة على النصوص الصريحة الواردة في تشابه حرفي هذه الأجناس. أمّا بالنسبة للطاء والدال فليس هناك نصّ صريح في تشابه الحرفين وما ألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين ، فما بقي إلا نصّ سيبويه الذي لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم.
------------------------------------------------------------------------
قولكم : قال الدكتور غانم قدوري الحمد : "ويفهم من قول طاش كبرى زاده (ت968هـ) : "إن مخرج الطاء والتاء لما اتحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الاستعلاء والإطباق الحاصلتين في الطاء.."أن الطاء كانت في زمانه صوتا مهموسا ، لأنه لم يشر إلى أن الجهر أحد الفروق بين الطاء والتاء."اهـ (2)
الجواب : هذا الاستنتاج فيه نظر لعدّة أسباب :
أوّلاً : لم يصرّح بذلك ولردّ ما عليه القراء اليوم لا بدّ من أدلّة قطعيّة صريحة.
ثانياً : إن كانت الطاء مهموسة في عهده الشيخ طاش كبري فلماذا الأتراك يقرءون الآن الطاء مجهورة بقوّة الاعتماد على المخرج ؟ أتغيّر هذا النطق ؟ إن كان كذلك فالحمد لله على ذلك إذ نحن نتكلم الآن على الطاء الحالية وليست الطاء التي كان يقرأ بها الأتراك إن سلمنا ذلك. زيادة على ذلك لماذا نسب المرعشي همس الطاء إلى فئة قليلة من الناس في وقته وهو تركي وقريب العهد بالشيخ طاش كبري.(1/518)
ثالثاً : إن تنبّه الشيخ طاش كبري على خطأ همس الطاء المقروء به في ذلك الوقت فلماذا لم يبيّن الخطأ صراحة. لماذا لم يصرّح بذلك المرعشيّ مع دقته كما فعل في مسألة الضاد.
رابعاً : لو كان همس الطاء منتشراً عند الأتراك فلماذا لم يذكر المرعشيّ ذلك ؟ بل نسب هذا النطق إلى بعض الناش ولا شكّ أنّ البعض أقل من الكلّ.
------------------------------------------------------------------------
قولكم : " ثانيا : لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء!وأعيد طرح السؤال عليكم مجددا :من الأقرب إلى الطاء؟ الدال أم التاء؟ وأذكّركم بما نقلته لكم عن الإمام مكي في تعليقي السابق: "فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء" يعني :أن التاء قريبة إلى الطاء لكنّ الدال هي الأقرب ، فهل تريدُ نصا أشد صراحة من هذا بارك الله فيك
الجواب : تقارب الحروف مخرجاً وصفة لا يستلزم المشابهة ولا يدلّ على همس الطاء الحالية لأنّ الهمس هو جريان الصوت لضعف الاعتماد على المخرج فلا يمكن الهروب من مشكلة ونقع في مشكلة أخرى وهو القول بهمس الطاء الحالية وردّ جميع ما عليه القراء اليوم. بل النصوص تصرّح على تشابه الطاء بالتاء والدليل على ذلك تصريح العلماء على تخليص التاء من الطاء والتمييز بينهما في السمع بخلاف الطاء والدال. قال مكي في الرعاية : فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل " أقول أهناك كلام أوضح من هذا؟ ماذا تفعل بهذا النصّ ؟ أتأخذ بالبعض وتترك البعض ؟
------------------------------------------------------------------------
قولكم : " وكذلك قول الداني : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ، لو قلتُ لك : لولا قصر زيد لكان خالدا ، فهل يدلّ كلامي هذا على أن زيدا لا يشبه خالدا؟!!(1/519)
أما قولكم : "فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً"
يا أخي الشيخ...أنت بنفسك تقول بتشابه الصاد والسين ، فانظر لما قاله الإمام مكي : " ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الصاد-ليسا في السين-لكانت الصّاد سينا. وكذلك لولا التسفل والانفتاح اللذان في السين -ليسا في الصّاد-لكانت السين صادا.فاعرف من أين اختلف السّمع "
الجواب : الفرق بين السين والصاد أنّ هناك نصوص تثبت التشابه بين الحرفين وإلحاح العلماء على التمييز بينهما لقربها في السمع كما هو الحال بين الضاد والظاء وبين الظاء والذال وسأنقل لك إن شاء الله
هذه النصوص. سؤال : من أقرب شبهاً إلى الطاء هل التاء أم الدال نحن نتكلّم عن التشابه في السمع فأصل الطاء هو التاء وقد ألحّ العلماء على التمييز بين الطاء والتاء وتخليص التاء من الطاء. إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة كيف تكون التاء أصلاً للضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع ؟ كيف يُلحّ العلماء على تخليص التاء من الضاد الجديدة وبينهما فرق كبير في السمع. أريد جواباً على هذه الأسئلة بارك الله فيك.
------------------------------------------------------------------------
قولكم : "أما ما يتعلق بتخليص الحروف أو (التحذيرات أو التنبيهات)فإن علماء هذا الفن قد ضمنوها كتبهم من باب تنبيه القراء على عدم الوقوع في مثل الأخطاء وهذا لا يعني المشابهة إلا ما نصوا عليه بنصوصهم الصريحة.
فقول ابن الجزري (ت833هـ) مثلا : " والميم من مخمصة ومن مرض" لا يعني أن الميم والخاء ، والميم والراء متشابهتان! لكن وجب تخليص هذه الحروف بترقيقها كي لا تتأثر بالحروف المفخمة التي جاورتها.(1/520)
أخي الشيخ محمد..أنتم بارك الله فيكم تتركون النصوص الصريحة التي تقول بأن الطاء العربية هي النظير المطبق للدال وتتمسكون بنصوص أخرى لا علاقة لها بما نتحدث عنه!فتارة تستشهدون بنصوص محلها باب الإبدال ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا! وتارة أخرى تستشهدون بنصوص متعلقة بالتحذير من الخلط بين الحروف!
ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء"
الجواب : لم أقل أنّ التخليص يستلزم التشابه فهو بحسب سياق الكلام ، فمعنى تخليص الميم في مخمصة لقابليتها للتفخيم لوقوعها بين حرفين مفخمين. أمّا التاء فهي أصل الطاء فلا بدّ من تخليصها حتّى لا تقارب الطاء في السمع لقربها من الطاء ولقابليتها لذلك.
------------------------------------------------------------------------
.
قلتم : لماذا قال العلماء الأوائل : " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ؟؟
الجواب : عندي أسألة :
أوّلاً : هل الطاء التي تنطقها الآن مهموسة حقاً ؟ هل يجري معها النفس ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج؟ إن كانت الطاء مهموسة فلماذا تقلقلها بسهولة والهمس ينافي القلقلة ؟ صوت الطاء الحالي هو قويّ يخرج بنبرة قويّة فكيف يكون صوتها مهموساً ؟
ثانياً : إن كانت الطاء القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة التي نسمعها اليوم فكيف تكون التاء أصلها مع الفرق الكبير في السمع بين الضاد الجديدة والتاء ؟ كيف يلحّ العلماء على التمييز وتخليص التاء من الطاء التي هي الضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع.
ثالثاً : كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟(1/521)
رابعاً : هل هناك من القراء الذين يشار إليهم بالبنان قديماً وحديثاً صرّح صرّح بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ؟
الجواب على سؤالك : هذا نصّ لا يدل على همس الطاء ولا يدلّ أنّها بمثابة الضاد الجديدة إلاّ بنصوص أخرى تثبت التشابه صراحة بين الطاء والدال زيادة على ذلك تعارض هذا التأويل للنصّ على تشابه الطاء والتاء صراحة وإلحاح العلماء على لتمييز وتخليص التاء من الطاء كما هو الحال في الحروف المتشابهة سمعاً. والتقارب بين الحرفين في المخرج والصفة لا يستلزم التشابه ومن اعترض فعليه بالدليل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
عمار
06-11-2006, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد /أرى أنه يجب عليّ توضيح بعض الإشكالات لديكم قبل استئناق النقاش:
أولا :للفائدة فقط :الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق ، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل.وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس ، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة.
ثانيا :ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء!وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون )مهموسة ، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق : "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم ، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.(1/522)
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون ، لكن أين نذهب بقولهم : " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!!
ثالثا :لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض!هم يقولون :
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ..أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.
رابعا :أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال..الإبدال هو : "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر"(1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟!
وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم : "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة ، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان
إلى أصلها ، وهو التّاء.فبيانها هناك لازم ، وذلك نحو "فمن اضطر" ، أصله :"اضتر" ، من الضرر على وزن افتعل ، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر
ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء.
وكذلك :اصطفى ، أصله :اصتفى من الصفوة على وزن:افتعل ، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد ، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء ، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في
هذا كله ، إذ هي بدل من تاء ، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)(1/523)
هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.
خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك :إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!
سادسا:أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل.
سابعا :أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم.
__________________________________
(1) انظر:أحمد بن محمد الحملاوي :شذا العرف في فن الصرف : ص 200
(2) الرعاية :ص198 و 199
---
محمد يحيى شريف
06-12-2006, 12:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم كلّ الشكر على طريقتكم في النقاش وأنا أستفيد كثيراً من ذلك وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لمعرفة الحقّ واتباعه وبعد
----------------------------------------------------------
قولكم : أولا :للفائدة فقط :الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق ، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل.وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس ، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة. "(1/524)
الجواب : المشكل في الهمزة هو بُعْدُ المخرج زيادة إلى الجهر الذي فيها فالحرف كلما بعُد عن الفم كلما صعُب ومشكلة الهمزة ليست لأجل الشدّة لأنّ صفة الشدّة تختص ببعض الحروف الأخرى التي لم يتعامل مع العرب كما تعامل مع الهمزة. أمّا الكاف والتاء فلا دليل على أنّ الأصل فيهما هي الشدّة حتّى يتخلّصوا منها. وأمّا حروف القلقلة فلم تتخلّص من الشدّة إذ إنّ الشدة صفة لازمة لا تنفك عن الحرف ويبقى الحرف شديداً مع قلقلته. أمّا إن كنت تريد بالتخلص خروج صوت الحرف فهذا أمرٌ آخر ، واصطلاحات علماء الأصوات التي لا تأتي بفائدة فالأفضل اجتبابها.
قولكم : "ثانيا :ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء!وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون )مهموسة ، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق : "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم ، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون ، لكن أين نذهب بقولهم : " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!!"
الجواب : إن كنتَ تعتقد حقيقة أنّ الطاء الحالية ليست مهموسة فهذه خطوة عظيمة ولكنّي أقول لكم إن كنتَ لا تحبّ التسرّع في إصدار رأي قاطع في هذه المسألة فلماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك ، ولاكنّي سأجيب وأقول :(1/525)
قد تسرّع علماء الأصوات في الحكم على الطاء بأنّها مهموسة وتسرعوا في القول بأنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة. والأدهي من ذلك أنّهم قطعوا بذلك من غير أيّ احتمال مع أنّ هذا القول يصادم النصوص التي تثبت التقارب في السمع بين الطاء والتاء وأنّ أصل الطاء هي التاء وشتان بين التاء وبين الطاء القديمة المزعومة والتي تشبه الضاد الجديدة زيادة على ذلك تصريح العلماء بصراحة على التقارب بين الطاء والتاء في النطق وليس هناك تصريح بصراحة على تقارب الطاء والدال في السمع أي التشابه وقد بيّنا أنّ التقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة في السمع والنطق. ولو قلنا أنّ الفرق بين الفاء والحاء هو المخرج وأنّ الفرق بين الحاء والثاء هو المخرج ، هل يستلزم التشابه بين الفاء والثاء ؟ أفهمت المقصود ؟ إذاً فكلام سيبويه يعارض نصوصاً معتبرة ويعارض المشافهة المتفق عليها والتي هي الأصل خاصّة إذا وافقت مخرج الحرف وصفاته لأنّ الطاء المنطوق بها اليوم تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا وهي شديدة ومجهورة ومستعلية مطبقة مقلقلة وهذا كله لا يخالف ما أثبته القدامى للحرف من مخرج وصفات.
ثانياً : ليس باستطاعتي الآن أن أجد حلاً لقول سيبويه لأنّ صفات الحروف مختلف فيها والاجتهاد له نصيب في ذلك ويحتمل أنّ تكون صفات أخرى لم يحصيها العلماء أو لم تشتهر وهذه احتمالات لا أبني عليها شيء بل هو مجرّد كلام فقط ، وعلى هذا الأساس لا يجوز أن نتخلصّ من مشكلة يترتّب عليها مشاكل أخرى والتي تتمثل في معارضة بعض النصوص وردّ ما عليه القراء قاطبة الذين هو الأصل وهم الذين ينبغي الرجوع إليهم في هذه المسائل.
-------------------------------------------------------------(1/526)
ثالثا :لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض!هم يقولون :
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ..أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.
الجواب : لماذا تثبت التشابه بين الطاء والدال وتلغي ذلك بين الطاء والتاء مع أنّ أصل الطاء تاء وقد ألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين ولا شك أنّ الحرف يميل إلى أصله أكثر من غيره والإبن يشبه أباه أكثر من غيره وهذه خصوصية بين الطاء والتاء ولا يشارك التاء في هذه العلاقة مع الطاء غيره. فالتاء لها مزية في علاقتها مع الطاء على غيرها من الحروف. وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع. فالأولى هو الجمع بين النصوص وأخذ الجميع بعين الاعتبار وليس تقديم البعض على حساب البعض وهذا من السهل للتخلص من أيّ مشكلة.
------------------------------------------------------------
قولكم : رابعا :أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال..الإبدال هو : "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر"(1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟!"
الجواب : كلامكم غير واضح أوجوا التوضيح.
--------------------------------------------------------------
قولكم : "وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم : "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة ، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان(1/527)
إلى أصلها ، وهو التّاء.فبيانها هناك لازم ، وذلك نحو "فمن اضطر" ، أصله :"اضتر" ، من الضرر على وزن افتعل ، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر
ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء.
وكذلك :اصطفى ، أصله :اصتفى من الصفوة على وزن:افتعل ، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد ، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء ، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في
هذا كله ، إذ هي بدل من تاء ، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)
هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.
الجواب : عندي سؤال : بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى ؟ هل هناك تناسب ؟ أريد جواباً.
------------------------------------------------------------
قولكم : " خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
الجواب : هذه حيدة عن الجواب.
قولكم : "وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك :إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!"(1/528)
الجواب : القلّة القليلة تكفي لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم .." والطائفة قد تطلق على الواحد. وقد استدلّ العلماء على ردّ أحاديث الآحاد بقوله تعالى " ولولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " والطائفة عند العرب قد تطلق على الواحد.
قولكم : "سادسا:أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل."
الجواب : إن كنت تعتقد حقاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة ، ألا يدلّ على أنّ النتيجة التي وصل إليها علماء الأصوات تخالف الواقع ؟ إن كان كذلك فما الذي حملك على الدفاع عن مذهبهم ؟ فكان الأولى لك أن تتمعّن وتنتظر قبل أن تدافع عن نظرية تخالف أنت تنائجها.
------------------------------------------------------------
قولكم "سابعا :أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم."
الجواب : آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
عمار
06-13-2006, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ الكريم /محمد يحيى شريف ،،،
جزاكم الله خير الجزاء على مشاركاتكم ، ونعلمكم أننا نحبكم في الله وندعو لكم بالتوفيق.
أولا:سأبدأ بقولكم :"إن كنت تعتقد حقاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة ، ألا يدلّ على أنّ النتيجة التي وصل إليها علماء الأصوات تخالف الواقع ؟ إن كان كذلك فما الذي
حملك على الدفاع عن مذهبهم ؟ فكان الأولى لك أن تتمعّن وتنتظر قبل أن تدافع عن نظرية تخالف أنت تنائجها"
أخي محمد..لم تنصف هنا بارك الله فيك. لقد قلتُ ووضحتُ مرار أنني لا أتفق مع هذه النّظرية في جميع جزئياتها ، لكنّ النصوص الصريحة التي بين أيدينا تجعل الواحد منا يعيدُ النظر
مرة تلو المرة.(1/529)
أخي الكريم..مخالفتي إياهم في النتيجة التي خلصوا إليها من أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة لا تعني أنني ضربت بعرض الحائط ما بأيدينا من نصوصٍ ظاهرة صريحة تؤكد على أن الدال أقرب إلى الطاء.
وهل يريد العبدُ الفقير نصا أشدا صراحة ووضوحا من قول الإمام مكّي : " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ". ولذا فإني قد أتيتُ محاورا من البداية ببعض النقولات محاولا إقناعكم بأنه من العسير رفض كل هذه النصوص بل ينبغي علينا التريّث وإعادة النظر.
وأنت بنفسك قلتَ في تعقيبك السابق " ليس باستطاعتي أن أجد حلا لقول سيبويه "وهنا مربط الفرس !
ثانيا:" لماذا تثبت التشابه بين الطاء والدال وتلغي ذلك بين الطاء والتاء "
الجواب: أراك لا تدقق في كلامي بارك الله فيك ، سأعيد لك ما قلتُه في تعقيبي رقم {2}" لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء!" أعيد وأكرر بأنني لا ألغي التشابه بين الطاء والتاء لكن القارئ المنصف لأقوال العلماء يرى أنهم قد أكّدوا على أن الدال أقرب وأن الطاء هي النظير المطبق للدال.
ستقولُ لي : التقارب لا يدل على التشابه في السمع ووو..! وكان مما قلتَ :"فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع "
من أين لكم هذا؟ قال الإمام مكي : " فإذا لم تبيّن الغين بيانا متمكّنا صارت خاءً أو قربت من ذلك.."اهـ (1) ألا يدل هذا على تشابه الصوتين؟! دعك الآن من الغين والخاء.
يا أخي الفاضل ..نحن نتكلم عن حرفين اتحدا في المخرج واتفقا كذلك في صفات كثيرة ، إذا لم يكن هذا تشابها في السمع فماذا يكون ؟
ماذا يعنون بقولهم " الدال هي الأقرب"يعني أنّ الدال بصفاتها أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ، أليس كذلك ؟ بلى.
هل هو قرب حسيّ؟!! لا ، لأن المخرج واحد .
هل هو قربٌ في الشّكل(الرسم)؟!!(1/530)
القرب هنا بمعنى :"قرب اللفظ" أي:تشابه الصوتين يا أخي الفاضل.بمعنى أنهم لم ينكروا التشابه بين الطاء والتاء لكنهم أثبتوا أن الدال أشد شبها بها.
ولن أقول لك ما قلتَ لي - غفر الله لك - " هل فهمت؟!!" بل أقول : "هل زال الإشكال عندكم؟"
ثالثا:لا أدري لماذا قلتَ في بداية حديثك : "أقول لولا إطباق الطاء في { بسطت }
و{ أحطت } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع "اهـ ؟!
لماذا لم تقل :ولولا الإطباق والجهر اللذان في الطاء لكانت تاءً في السّمع؟!!ولعله سبق قلم.
رابعا:سألخص لكم أدلتكم التي تتمسكون بها ثم أرد عليها واحدا تلو الآخر :
أ)النصوص التي تؤكد على إظهار لفظ التاء على حقها من اللفظ وإلا قرب لفظها من لفظ الطاء.
الجواب:لا تعارض بين هذه النصوص وما نقلتُه لكم من نصوص أخرى إلا عندكم - بارك الله فيكم -!كيف نجمع بين هذه النصوص ؟
نجمعها بقول الإمام مكي " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ".
فأين التّعارض؟
يا أخي أنت تحاول إثبات أمر لا ينكره أحد..فلماذا تتعبون أنفسكم؟ أنت تحاول إثبات التشابه بين الطاء والتاء وكأن علماء التجويد قد فاتهم ما تقول!التاء والطاء متشابهتان في اللفظ لكن الدال هي الأقرب(لفظا)وهذا ليس كلامي بل كلام العلماء الأوائل.
ولذا فالنّصوص التي تنقلها لا تأتي بجديد في هذه القضية.
ب)تقول :"إن أصل الطاء تاء" وكذلك "وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع"اهـ.
أقول : هذا عجيب! عندما نقلتُ لك قول الإمام مكي في تعقيبي رقم {3} في النقطة الرابعة ، قلتَ لي : "بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى ؟ هل هناك تناسب ؟ أريد جواباً."اهـ(1/531)
لم أنقل هذا الكلام لأبرهن لك أنّ الطاء العربية القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة!يا أخي - غفر الله لك -لماذا تقولني ما لا أقول؟!!
نقلتُ هذا الكلام لأن فيه جوابا لما اختلط عليك !ألم تقل أنتَ في بداية حديثك :" قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { اضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ،
فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل."
أقول -أي محمد يحيى-: هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما. "اهـ
أنت تتمسك بهذا لأنك تظن أنه يصلح لأن يكون دليلا على أن التاء هي الأقرب (لفظا)إلى الطاء من الدال!
ثم أنت الذي أصدرتَ -بارك الله فيك- قاعدة لغوية جديدة تقول "إن التاء هي أصل الطاء"
هكذا من غير تقييد ولا توضيح!!
يا أخي الفاضل..الإبدال هو :جعل حرف مكان حرف آخر في الكلمة.
والإبدال له أنواع كثيرة ، والنص الذي نقلتَه عن الإمام مكي يتعلّق بما يسمّى بـ"الإبدال الصّرفي"ويقع هذا النوع من الإبدال في حروف معينة يجمعها قولك:"طال يوم أنجدته".ونحن هنا نتحدّث عن إبدال تاء الافتعال طاءً ، بمعنى :(1/532)
أنه إذا وقعت فاء الفعل الثلاثيّ حرفا من حروف الإطباق وهي :"الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء"تبدل العربُ تاء "افتعل"طاءً.
مثال :اضطر =أصلها:اضترّ (افْتَعَلَ)=(واضتر)أصلها:ضرّ =فَعَل..فالضاد هي فاء الفعل ولذلك انطبقت عليها القاعدة وقلبتْ تاء "افتعل"طاءً.
هل تعلم أنّ أصل "ازدجر"=ازتجر؟!هل ستأتي بقاعدة جديدة تقول "إن التاء هي أصل الدال"!!
أرجو أن تراجعوا كتب الصّرف بارك الله فيكم.
خامسا :هل تعرف لماذا ناقشتك من البداية يا أخي الشيخ؟ لأني أردتُ أن أوضح لك أنّ النصوص التي تستدلّ بها لا تصلح ولن تصلح أن تكون دليلا على أن التاء هي الأقربُ(صوتا)إلى الطاء ، ولم يكن غرضي الانتصار لنظرية علماء الصوت أو الدّفاع عنهم.
________________________
(1)الرعاية :ص170
---
عمار
06-13-2006, 02:18 AM
ولعلي أضيف سابعا:
قلتم : "قولكم -أي العبد الفقير عمار الخطيب- : " خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
الجواب : "هذه حيدة عن الجواب."اهـ
أخي الفاضل..هذا ليس جوابا بل نصيحة أحببتُ أن أسديها لأخي ، ولماذا تسألني وأنا العبد الفقير لستُ ممن يقولون بأن الطاء المقروء بها اليوم حرف مهموس!
الأحرى بك أن تتوجه بهذا السؤال -إن كنتَ تعتبره دليلا-لمن يقول بهمس الطاء ، ولن أجيبَ عليه فليس هذا ما أناقشكم فيه. وأرجو أن تراجع ما قلتُه في النقطة الخامسة.
أرجو أن ينحصر النقاش في الأدلة التي تتمسّكون بها ، وفي قول سيبويه ومن حذا حذوه ، ثم بعد ذلك ننتقل لنقاط أخرى إن شاء الله.
وشكرا لكم.
---
محمد يحيى شريف
06-13-2006, 02:28 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم(1/533)
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا أريد أن أخوض أكثر مما خضنا فيه لأننا ندور في حلقة لا مخرج منها.
تلقيت القرءان الكريم عن المشايخ بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وتلقيت حرف الطاء كما تلقاها مشايخنا وجميع القراء في كلّ الأقطار من غير نكيرٍ منهم ولا شكّ أنهم لا يجتمعون على خطأ فأهل الحق لا ينعدمون وإن كانوا قلّة قليلة لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم من خذلهم " وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه حيث قال جلّ في علاه { إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظن } ولا شكّ أنّ القرءان يحفظه الله تعالى بأهله – أي بأهل القرءان - الذين حفظوه تلقوه دراية ورواية كما كان وكما هو الحال وكما سيكون إن شاء الله تعالى ، فأهل الحديث هم الذين حفظوا لنا الحديث بفضل الله تعالى وهذا يقال في جميع العلوم الشرعية. فصيانة الشيء لا تكون إلاّ بأهل ذلك الشيء لأنّهم أعلم به من غيرهم لطول ممارستهم له رواية ودراية.
ويكفي في هذا أنّ ما قاله علماء الأصوات لم يقله واحدٌ من علماء الإقراء قاطبة الذين يعتقدون جميعاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لأنّ شروط الهمس لم تتوفّر فيها. وما ذكره علماء الأصوات في كون أنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة مخالف للمُتلقّى بالسند ولا يتناسب ما ما ذكره القدامى في العلاقة الخاصّة بين الطاء والتاء إذ الإبدال شيء وكون التاء أصل الطاء أمرٌ لا يستهان به إذ الأشياء تشتبه بأصولها لذلك ألحّ العلماء على تخليص التاء وتمييزه عن الطاء للقرب الشديد بينهما هذا الأمر لا بدّ أن يؤخذ بعين الاعتبار قبل الحكم على النطق الحالي بحرف الطاء.(1/534)
أعترفُ أنّ ما تأوّله علماء الأصوات من نصّ سيبويه مشكل لا بدّ من البحث فيه لنخرج إلى حلّ يتفق عليه الجميع. ولاكنّي أقول : هل من الحكمة والحلم التخلّص من مشكل لخلق مشكلة أكبر وأعظم وهو القطع ، أعيد وأقول القطع بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ؟ أهذا كلام يُعقل ؟ أقول هناك كفّتان :
كفّة تقول أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم كلام سيبويه وقرب الطاء من الدال.
وفي الكفّة الثانية ردّ هذا القول بأدلّة وهي :
- الطاء الحالية تخرج بانحباس النفس لقوّة الاعتماد على المخرج وبالتالي فليست مهموسة
- تعريف الهمس لا يتناسب مع وصفهم للطاء الحالية
- مخالفة أهل الإقراء جميعاً
- عدم حفظ الله تعالى لكتابه من التغيير في النطق وأعوذ بالله من هذا القول
- اجتماع الأمّة على خطأ في النطق بحرف من حروف القرءان وما قام به القدامى من الجهود هو لأجل تفادي ذلك.
- وصفهم للطاء بأنّها بمثابة الضاد الجديدة لا يتناسب مع التقارب بين الطاء والتاء وكون التاء هي أصل الطاء للفرق الشاسع في النطق بين الضاد الجديدة والتاء.
- الطاء المنطوق بها اليوم توافق مخرج الحرف وجميع الصفات التي ذكرها القدامى من استعلاء وإطباق وشدّة وجهر وقلقلة.
أقول : أبالكفّة الأولى يسوغ لعلماء الأصوات ردّ ما عليه القراء جميعاً وقطعهم أقول وقطعهم بأنّ الطاء مهموسة بهذه السهولة ؟ لماذا تطالبني يا أخي الكريم أن أجد لك حلاً لكفّتهم ولا تطالب علماء الأصوات أن يجدوا حلاً للكفّة الثانية.
لماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك على أساس نصٍ واحد وأهملوا الجوانب الأخرى ؟ لماذا تسرّع علماء الأصوات في حلّ مشكلة بدون دراسة ما يترتّب على ذلك من المفاسد والمشاكل الأخرى؟(1/535)
كان بإمكانهم أن يذكروا ذلك على سبيل الاستشكال أو الاحتمال ، لكن القطع بهذه السهولة التامة أمرٌ عجيب. وللأسف فقد أنحاز إلى هذا القول بعض المشايخ وإن لم يكونوا من الكبار بل أصبح بعضهم يعتقد بطلان الطاء التي يقرأ بها وأصبح يردّ نصوص القدامى بدليل أننا خالفنا النصوص في مسألة الطاء فما الذي يمنعنا من مخافة النصوص في المسائل الأخرى كالمسألة الضاد وغيرها ولو فتحنا هذا الباب فإننا فتحنا شراً لا يمكن استدراكه إلاّ أن يشاء الله تعالى.
والذي حملني على نشر هذا الردّ لما رأيت من انحياز بعض القراء إلى هذا القول واعتقادهم أنّ الطاء التي ينطقونها مهموسةً ، فكلام علماء الأصوات لا شكّ أنّه مفيد ولكن لا يقدّم قولهم على أهل الإقراء خاصّة في المسائل المتشابهة التي تكثر فيها الاحتمالات فضلاً فيما خالف التلقي من أفواه المشايخ.
والخلاصة هو أنّ ما يستدلّ به علماء الأصوات لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم بل المسألة تحتاج إلى نظر وعدّم التسرّع من طرفهم أمّا أهل الأداء فلا لوم عليهم ولله الحمد لأنّهم تلقّوها هذه الطاء عن مشايخهم على وفق ما ذكره القدامى من مخرج وصفات وهذا النطق ليس مهموساً البتة لأنّه لا يوافق شروط الهمس التي وضعها العلماء.
هذا ما أردتّ قوله باختصار وأرجوا أن يتدخل مشايخنا من أهل الإقراء لتعمّ الفائدة وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
عمار
06-13-2006, 07:47 PM
أخي الشيخ /محمد يحيى شريف ،،،
لن أعلّق على ما قلتم لأنني لخّصتُ نقاشنا كله في ردي السابق ، وقد جئتُ راجيا أن تدعو لأخيكم بالمغفرة والرحمة.
أسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل ، وأن يوفّقنا لصالح القول والعمل ، وأن يغفر لنا ما قدّّمنا وما أخّرنا وما أسْْرَرْنا وما أعلنّا إنه هو الغفور الرحيم والجوادُ الكريم.
اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم :
عمّار الخطيب
---
محمد يحيى شريف(1/536)
06-14-2006, 11:26 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ عمار أشكركم على هذا النقاش المفيد وأسأل الله تعالى أي يحفظكم من كلّ مكروه وأي يرفعكم بهذا القرءان يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم
أختم هذا النقاش بقول الإمام القرطبي صاحب الموضح حيث رحمه الله تعالى " وذلك أنّ التاء من مخرج الطاء وإنّما تمتاز الطاء بالإطباق فإذا جاورها إطباق شابتها شائبة الطاء لذلك " الموضح ص185. وقال رحمه الله تعالى عند كلامه على لفظ { ليُطفئوا } " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء " نفس المصدر
أقول : أظنّ أنّ كلامه واضح رحمه الله تعالى ولوكانت الطاء القديمة تماثل الضاد الجديدة في النطق كما يقول علماء الأصوات فما الذي حمل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أن يقول هذا الكلام ؟ هل هناك تناسب في النطق بين التاء والضاد الجديدة التي هي الطاء القديمة على قول علماء الأصوات؟ ألا هذا النص على التشابه بين الطاء والتاء والذي يوافق ما عليه القراء اليوم ؟
لذلك ترجوا من علماءنا المتخصصين في علم الأصوات لا سيما الذين رسخ قدمهم في علم التجويد وسبحوا في نصوص أئمّتنا الكرام عليهم رحمة الله تعالى أن يدقّقوا النظر في هذه المسألة لأنها بدأت تأخذ أبعاداً سبلبية على علم التجويد.
هذا الذي أردتّ قوله باختصار ولا أدّعي الكمال فيما أقول وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
(1/537)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار مهم عن المصاحف وكتابتها
---
استفسار مهم عن المصاحف وكتابتها
---
إسلام بن منصور
11-30-2004, 08:05 PM
السلام عليكم.
أرجو إفادتي عن المصاحف السبعة التي كتبت في عهد عثمان وأرسلت للأمصار أين هي؟وهل نستطيع القول بأن هذا مصحف كوفي ونعني بذلك أنه المصحف
العثماني الذي أرسل للكوفة ؟
والمصاحف المصرية اليوم هي امتداد لأي مصحف من تلك المصاحف السبعة؟
وكذلك مصحف مجمع الملك فهد في المدينة؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
12-01-2004, 04:20 PM
هذا الجواب يمكن أن يفيد فيه بعض علمائنا العارفين برسم المصحف ؛ كالشيخ عبد العزيز قاري ، والشيخ أحمد شرشال ، ولعل من لهم بهما أو بغيرهما ممن له علم بالرسم أن يوافي الملتقى بجواب شافٍ لهذا السؤال .
ومن باب المشاركة رجعت إلى ( التعريف بالمصحف الشريف ) المطبوع في نهاية المصاحف التي طُبعت في مجمع الملك فهد ( مصحف حفص ، وورش ، والدوري ) ، وقد ذكروا هذه العبارة الآتية :
في مصحف حفص : ( وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام ، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة ، والمصحف الذي اختص به نفسه ، وعن المصاحف المنتسخة منها .
وروعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح ، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف
هذا ، وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها )(1/538)
وفي مصحف الدوري : ( وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام ، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة ، والمصحف الذي اختص به نفسه ، وعن المصاحف المنتسخة منها .
وروعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح ، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبًا ، على ماحققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشَّريشي الشهير بالخراز في منظومته (( موارد الظمآن )) ، وما قرره الشيخ إبراهيم بن احمد المارغني التونسي في (( دليل الحيران على موارد الظمآن )) ، وقد يؤخذ بما نقله غيرهما ) .
وفي مصحف ورش : ( وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام ، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة ، والمصحف الذي اختص به نفسه ، وعن المصاحف المنتسخة منها .
وروعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح ، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبًا ، على ماحققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشَّريشي الشهير بالخراز في منظومته (( موارد الظمآن )) ، وما قرره الشيخ إبراهيم بن احمد المارغني التونسي في (( دليل الحيران على موارد الظمآن )) ، وقد يؤخذ بما نقله غيرهما ؛ كالبلنسي صاحب كتاب ( المنصف ) ، وكالشيخ الطالب عبد الله بن محمد الأمين بن فال الجكني في كتابه ( المحتوى الجامع في رسم الصحابة وضبط التابع ) ، وغير هذين من العلماء المحققين
هذا ، وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها ) .
ولعل علماءنا يوافونا بمزيد من التفصيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
---
(1/539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المؤلفات والبحوث حول كتاب (( في ظلال القرآن))
---
المؤلفات والبحوث حول كتاب (( في ظلال القرآن))
---
الراية
07-26-2004, 03:11 PM
للاخوة جميعا
ارغب منكم المشاركة في هذا الموضوع
وباختصار هو كتابة كل بحث او كتاب تكلم عن هذا الكتاب القيم (( في ظلال القران))
إما بيان لطريقته في التفسير او اي شيء يتعلق بهذا الكتاب
ولعلي ابدء بذكر كتاب تخريج احاديث الظلال -- للسقاف
---
المقرئ
07-26-2004, 03:34 PM
إلى الأخ الراية وفقه الله
هناك تخريج أفضل وأشمل من تخريج السقاف وهو :
فتح ذي الجلال في تخريج أحاديث الظلال لأبي عائش عبد المنعم إبراهيم
وأبي حذيفة محمد بن إبراهيم
وعندي اقتراح إن قبلته وإلا فالخيار لك :
لو أضفت إلى هذا الملف أيضا عناية أهل العلم بهذا الكتاب من حيث الكلام عليه من حيث العقيدة
أحسب أن الإخوة إذا شاركوا بكل ما طبع حول الكتاب أن يكون مرجعا علميا لهذا الكتاب
فما رأيك
المقرئ
---
أويس القرني
07-27-2004, 01:15 AM
أجمع ما رأيت في الحديث عن كتاب ( في ظلال القرآن ) هي الرسالة التي قدمها الدكتور / صلاح بن عبد الفتاح الخالدي لنيل درجة الدكتوراة في التفسير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بعنوان ( في ظلال القرآن : دراسة وتقويم )
وكانة لجنة المناقشة مكونة من أصحاب الفضيلة :
أ.د أحمد حسن فرحات مشرفا
أ مناع خليل قطان عضوا
أ.د عدنان محمد زرزور عضوا
وقد حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى
وطبع المؤلف هذه الرسالة في ثلاثة كتب :
1 - مدخل إلى ظلال القرآن
2 - المنهج الحركي في ظلال القرآن
3 - في ظلال القرآن في الميزان
طبعتها ( دار عمار ) الأردن
---
المقرئ
07-27-2004, 03:07 PM
إلى أخي الفاضل : الراية
[ما ذكرته حكمة تشكر عليها ](1/540)
أذكر أن عندي كتابا فيه التبويب الفقهي لتفسير سيد قطب وبسبب فوضوية المكتبة وصاحبها وعدم ترتيبها عجزت أن أجد الكتاب ولعلي أجده فأنقله أو يذكره أحد الإخوة فيكفيني مهمة كبيرة سأخوضها مع مكتبتي
المقرئ
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 08:39 PM
ومن الكتب كذلك مع أطيب تحية وتقدير للأخوين الكريمين الراية والمقرئ وفقهما الله.
- سيد قطب والتصوير الفني في القرآن لصلاح عبدالفتاح الخالدي ، وهو رسالته للماجستير عام 1400هـ ، وقد طبعت هذه الرسالة في كتابين :
الأول : سيد قطب : الشهيد الحي .
الثاني : نظرية التصوير الفني في القرآن عند سيد قطب.
إضافة إلى ما ذكره أخي أويس القرني رضي الله عنه من كتب ، والتي تعد امتداداً لهذين الكتابين . وقد تابع الدكتور صلاح الخالدي الكتابة عن سيد قطب ، فكتب كتابه الشامل عن سيد قطب : سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد .
ومن الكتب كذلك :
- في ظلال القرآن - رؤية استشراقية فرنسية ، تأليف المستشرق الفرنسي أوليفيه كاريه ، وترجمة محمد رضا عجاج . ويقع في 390 صفحة من القطع العادي. وهو دراسة جيدة موازنة بتفسير المنار ، وهي جديرة بالتأمل والقراءة .
- المورد العذب الزلال في تخريج أحاديث الظلال للدويش رحمه الله.
- وهناك كتب تناولت هذا الكتاب بالقدح والثلب ، ولا أظنها تخفى عليكم وفقكم الله.
---
المحرر
07-31-2004, 01:14 PM
وهناك كتاب بعنوان : ( أمريكا من الداخل ) هو استلالٌ من ظلال القرآن .
---
الراية
07-31-2004, 03:08 PM
شكر الله للجميع مشاركتهم واثابهم خيراً
وبانتظار المزيد
وبالنسبة لكتاب سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد .
فهو بحق سيرة متكاملة ومشبعة عن سيرة سيد - رحمه الله -
فمن أراد الوقوف عن سيرة سيد كاملة فليقرأه
والله الموفق
---
الراية
08-08-2004, 10:15 PM
منهج سيد قطب في ظلال القران
أسماء محمد فدعق –رسالة دكتوراة – جامعة أم القرى – 1414هـ
لا ادري هل طبعت أم لا ؟
---(1/541)
أبوحفص الحنبلي النجدي
08-09-2004, 02:26 AM
لفضلية الشيخ عيدالله بن محمد الدويش كتاب اسمه
ــــــــــــــــــــــ (المورد الزلال في أخطاء الظلال) ـــــــــــــــــــــــ
وقد بلغت ألأخطاء أكثر من المئة
---
الأزهري الأصلي
08-13-2004, 04:17 PM
ولكي يستفيد الجميع من هذا الموضوع اقترح على الإخوة عمل روابط وتنزيل الكتب المتوافرة على الشبكة حول هذا الموضوع وسأبدأ بنفسي:
هذا كتاب الظلال كاملا مع كتاب "الظلال ما له وما عليه":
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/zelaal-%20g.zip
وهذا كتاب تخريج الظلال للشيخ علوي السقاف:
http://www.dorar.net/files/sbook8.zip
وهذا كتاب ميزان الاعتدال في تقييم كتاب "المورد الزلال"للشيخ الدويش ومؤلفه هو: أبو محمد المقدسي:
http://www.tawhed.ws/r?i=44&a=d
وهذا كتاب "لمحات من حياة سيد قطب وأعماله ومنهجه التفسيري" بقلم/ وصفي عاشور أبو زيد باحث في العلوم الشرعية دار العلوم – القاهرة:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/saed%20kotb.zip
وهذه دراسة حول آراء المفسرين (الرازي وابن عاشور وسيد قطب) في عقيدة التثليث للدكتور. بدران بن الحسن:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3347
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=73&artid=3364
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3392
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3424
هذا ما لدي الآن.
والله تعالى أعلى وأعلم.
---
أبو حسن الشامي
07-04-2006, 11:06 AM
ومن الكتب كذلك :(1/542)
- في ظلال القرآن - رؤية استشراقية فرنسية ، تأليف المستشرق الفرنسي أوليفيه كاريه ، وترجمة محمد رضا عجاج . ويقع في 390 صفحة من القطع العادي. وهو دراسة جيدة موازنة بتفسير المنار ، وهي جديرة بالتأمل والقراءة .
الدكتور الفاضل عبدالرحمن
هلا ذكرتم لنا أي دار نشر طبعت هذا الكتاب ؟
---
عبدالرحمن الشهري
07-04-2006, 01:15 PM
أخي أبا الحسن الشامي وفقه الله .
هذا الكتاب من منشورات الزهراء للإعلام العربي . الطبعة الأولى 1413هـ .
هاتف : 2611106 - 601988
وهذه صورة غلاف الكتاب ..
http://www.tafsir.net/images/thilal.jpg
---
فهد الرومي
07-07-2006, 12:39 AM
رسالة الأستاذة أسماء فدعق بإشراف د عبدالباسط بلبول ولم تطبع وقد شاركت الدكتور محمد أحمد القاسم رحمه الله تعالى في مناقشتها عام 1413
---
(1/543)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 11
---
مدارسة في تفسير القرطبي 11
---
محمد العبدالهادي
08-06-2003, 08:15 AM
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى : {قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم}مانصه : (بسلام متعلقة بمحذوف ؛ لأنها في موضع الحال ) اي اهبط مسلما عليك . ومنا في موضع جر متعلق بمحذوف ؛ لأنه نعت للبركات ) 9/49 ط : دار الكتب المصرية فما معنى قوله : لأنه نعت للبركات ؟ وهل يسبق النعت منعوته ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
08-06-2003, 10:28 PM
مدارسة في تفسير القرطبي 11
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى : {قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم}مانصه : (بسلام متعلقة بمحذوف ؛ لأنها في موضع الحال ) اي اهبط مسلما عليك . ومنا في موضع جر متعلق بمحذوف ؛ لأنه نعت للبركات ) 9/49 ط : دار الكتب المصرية فما معنى قوله : لأنه نعت للبركات ؟ وهل يسبق النعت منعوته ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الصفة لا تسبق الموصوف في الغالب، وقد قال بعض أهل اللغة باستحالة ذلك،
ولكن الذي يظهر والله أعلم أن المعنى
اهبط بسلام وبركات منا عليك، والواو جعلت المعطوفين (بسلام، وبركات) جعلتهما كاللفظ الواحد،
فلما كان المراد كذلك جاز
قال ابن منظور (رحمه الله )في لسان العرب مادة (عرس) ص 131 مجلد 9
قال العجاج:
أزهرُ لم يولد بنجم نحس أنجبُ عرس جُبلا وعرس
أي أنجب بعل وامرأة، وأراد أنجب عرس وعرس جبلا،وهذا يدل على أن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأنه قال : أنجب عرسين جبلا، لولا إرادة ذلك لم يجز هذا لأن جبلا وصف لهما جميعا ومحال تقديم الصفة على الموصوف، وكأنه قال أنجب رجل وامرأة اهـ(1/544)
روح المعاني ج: 13 ص: 182
وعن ابن عصفور أنه لا تقدم صفة على موصوف ال احيث سمع وذلك قليل وللعرب فيما وجد من ذلك وجهان أحدهما أن تقدم الصفة وتبقيها على ما كانت عليه وفي إعراب مثل هذا وجهان أحدهما إعرابه نعتا مقدما والثاني أن يجعل ما بعد الصفة بدلا والوجه الثاني أن تضيف الصفة إلى الموصوف اهـ
ومما جاء فيه تقديم ما لو أخر لكان صفة وتأخير ما لو قدم لكان موصوفا قوله ( النابغة)
والمؤمنُ العائذاتِ الطيرَ يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد
فلو جاء على الكثير لكان التركيب والمؤمن الطير العائذات ومثله قوله
لو كنت ذا نبل وذا شزيب لم أخش شدات الخبيث الذيب،
وقال الطبري رحمه الله تعالى:
عند قوله تعالى:
لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد
قال رحمه الله:
وقرأته عامة قراء أهل العراق والكوفة والبصرة الله الذي بخفض اسم الله على إتباع ذلك العزيز الحميد وهما خفض وقد اختلف أهل العربية في تأويله إذا قرىء كذلك فذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقرؤه
بالخفض ويقول معناه بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الذي له ما في السموات ويقول هو من المؤخر الذي معناه التقديم ويمثله بقول القائل مررت بالظريف عبد الله والكلام الذي يوضع مكان الاسم النعت ثم يجعل الاسم مكان النعت فيتبع إعرابه إعراب النعت الذي وضع موضع الاسم كما قال بعض الشعراء:
لو كنت ذا نبل وذا شزيب ما خفت شدات الخبيث الذيب
وأما الكسائي فإنه كان يقول فيما ذكر عنه من خفض أراد أن يجعله كلاما واحدا وأتبع الخفض الخفض وبالخفض كان يقرأه اهـ
والخلاصة أن النحاة عللوا ذلك بعلل:
1- أن يقال إن العطف بالواو تصير المعطوفين لفظا واحدا ( اختيار ابن منظور)
2- أن يقال إنه جائز في اللغة وإن كان قليلا ويصير نعتا مقدما (ابن عصفور) وقد تقدمت شواهده
3- أن يقال إنه من المؤخر الذي معناه التقديم ( اختيار أبي عمرو بن العلاء)
---
محمد العبدالهادي(1/545)
08-07-2003, 01:50 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله فقد كفيت ووفيت ، وكما قيل لاعطر بعد عروس !
---
(1/546)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ندعوكم لحضور محاضرة يوم الأحد ((مفاتيح النصر - أصول وآداب))
---
ندعوكم لحضور محاضرة يوم الأحد ((مفاتيح النصر - أصول وآداب))
---
موقع بوابة العلم
10-30-2004, 06:38 AM
http://www.al3lm.ae/mb/kb_article.php?s_keyword=&s_using=2&s_type[]=16&kb_articlesPageSize=100&article_id=390
---
تركي عايض
11-06-2004, 05:22 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/547)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > توقيعات المفسرين
---
توقيعات المفسرين
---
عمر المقبل
03-27-2007, 07:38 PM
كم تمرّ بأحدنا ـ أثناء قراءته أو سماعه ـ كلمات جميلة ،ورائعة ..
كلمات ..
تحكي تجربةً ناضجة ..
أو تأملاً طويلاً ..
أو حكمةً أملتها السنون ..
وتذهب هذه الكلمات ـ التي اصطلح عليها باسم ـ
توقيعات
فيحتاجها الإنسان حيناً ، فيتمنى أنها قريبةٌ منه
فلا يتذكر أين ومتى سمعها ؟!
لذا جاءت فكرة تدوين ما يمكن تدوينه في هذا الملتقلى العلمي من توقيعات
المفسرين ، لعل وعسى أن يفيد منها من يقرأها ..
ومن المعلوم أن أن طبيعة التوقيع أن تكون جُمّله قصيرة ،حتى لا ينسي آخره أوّلَه ..
ولعلي أبدأ بهذا التوقيع للشيخ محمد الأمين
في تعليقه على قوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن) من سورة محمد :
(ولا شك أن هذا القرآن العظيم
هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه
ليستضاء به ،فيعلم في ضوئه :
الحق من الباطل
والحسن من القبيح
والنافع من الضار
والرشد من الغي ).
يتبع ـ إن شاء الله ـ
---
عمر المقبل
03-27-2007, 08:34 PM
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله ـ وهو يعلق على قوله تعالى ـ
في سورة المزمّل ـ (قم الليل إلا قليلاً ... ـ إلى قوله ـ : إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )
[إن الذي يعيش لنفسه .. قد يعيش مستريحاً ..
ولكنه يعيش صغيراً .. ويموت صغيراً .]
قارن هذه الكلمات بواقع أكثر الناس !!
حتى يتبين لك لماذا يموت أكثر الناس وهم
صغاااار ؟!
لأنهم عاشوا صغاراً في همومهم !
صغاراً في عقولهم !
صغاراً في تفكيرهم !
صغاراً في طموحاتهم !
صغاراً في أخلاقهم !
لذا استحقوا أن يموتوا صغاراً
أعاذنا الله من حالهم
يتبع ـ إن شاء الله ـ
---
د.يسري خضر
03-28-2007, 09:11 AM
حياك الله يا دكتور عمر و جزاك خيرا ونفع بموضوعاتك التي تتحفنا بها
---
د.خضر
03-28-2007, 09:46 AM(1/548)
يقول صاحب الظلال أثناء استجمامه ظلال أواخر سورة الحشر "قوله تعالى:" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل..."
الأية .
"وهي ـ أي : الآية ـ صورة تمثل حقيقة . فإن لهذا القرآن لثقلا وسلطانا وأثرا مزلزلا لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته.
ولقد وجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما وجد , عندما سمع قارئا يقرأ: والطور , وكتاب مسطور , في رق
منشور , والبيت المعمور , والسقف المرفوع , والبحر المسجور , إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع . . . فارتكن
إلى الجدار . ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرا مما ألمَّ به !
واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحا لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازا ويرتجف
ارتجافا . ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغنطيس والكهرباء بالأجسام .
أو أشد .
---
عمر المقبل
03-29-2007, 11:58 AM
(وبلاد الشرق أمست كالمريض الأحمق ، يأبى الدواء ،ويعافه لأنه دواء)
الشيخ رشيد رضا معلقا على حال المسلمين مع كتاب ربهم
---
حارث الهمام
03-29-2007, 12:53 PM
من الكلمات التي أعجبتني في الشوق إلى لقاء الله تعالى كلمات أوردها القشيري في تفسيره قال رحمه الله:
"قوله : (تَوَفَّنِى مُسْلِماً) قيل: عَلِمَ أنه ليس بعد الكمال إلا الزوال فَسأَلَ الوفاة.
وقيل: من أمارات الاشتياق تمنِّي الموت على بساط العوافي مثل يوسف عليه السلام:
أُلقِيَ في الجُبِّ فلم يقل توفني مسلماً..
وأقيم فيمن يزيد فلم يقل توفني مسلماً..
وحُبِسَ في السجن سنين فلم يقل توفني مسلماً..
ثم لماتمَّ له المُلْكُ، واستقام الأمر، ولَقِيَ الإخوةَ سُجَّداً، وأَلْفَى أبويه معه على العرش قال: (تَوَفَّنِى مُسْلِماً) فعُلِمَ أنه كان يشتاق للقائه سبحانه".
وهذا المعنى ينسجم مع القولين في تفسير الآية فإن سؤال موافاة الأجل على الإسلام في تلك الحال، من مناسبته ما أشير إليه هنا.
---
عمر المقبل
03-31-2007, 01:43 PM(1/549)
ما رحم الله عباده بشيء أعظم من رحمته
إياهم بنزول هذا القرآن
اقرأ ـ إن شئت ـ
: [تنزيل العزيز الرحيم]
التوقيع :
محمد بن صالح العثيمين
---
عمر المقبل
03-31-2007, 07:30 PM
في تدبر القرآن وتفهمه ،من مزيد العلم والايمان مالا يحيط به بيان
ابن تيمية
مجموع الفتاوى 10/81
---
أبو عبيدة الهاني
04-01-2007, 10:25 AM
فالقرآن كان متشابها لتشابه معانيه في الصحة والإحكام، وابتنائه على الحق والصدق، واستتباع منافع الخلق في المعاد والمعاش، وتناسب الألفاظ في الفصاحة والبلاغة، وتجاوب نظمه في الإعجاز والبراعة؛ فإنّ كل كلمة من كلماته مشتملة على مناسبة بحسب ما قبلها وما بعدها، وما من سورة إلا وهي في مركز تليق به، مع نكتة مقتضية وضْعها فيه بحيث يكون لها سرّ باعتبار السورة التي قبلها، وآخر باعتبار ما بعدها، ولأوّلها مع آخر الأولى مناسبة تامة، كما أن لآخرها مع أول التي بعدها نكتة رائقة، ولمبدئها سرّ جليل اقتضى التصدير لها به، كما أنّ ما خُتمت به كذلك؛ فسبحان من أودع فيه أسرارا جلّت عن الحصر والإحصاء، ونُكت تعالت عن العد والاستقصاء، وعلوما صيّرت الأفكار عن الإحاطة بفهمها كليلة، وأعجوبات أضاءت في سموات عقول الكُمَّل حتى ظفروا بأعظم فضيلة. (الشيخ زيتونة)
---
عمر المقبل
04-01-2007, 01:37 PM
أخي الكريم (أبا عبيدة) ، هل تتكرم بالتعريف بالشيخ زيتونة ؟!
---
أبو عبيدة الهاني
04-01-2007, 02:22 PM(1/550)
هو الشيخ محمد بن أحمد زيتونة. ولد بالمنستير - بالساحل التونسي - وبها نشأ وحفظ القرآن.. وفقد بصره صغيرا جراء ركوبه مركبا مسوقا بالملح في شدة الشتاء فأثر ذلك على بصره فعمي.. وقصد القيروان في أول أمره وقرأ على شيوخها كالشيخ محمد ابن عظوم، ثم قدم إلى تونس فأخذ عن الطبيب الماهر الشيخ محمد الحجيج الأندلسي ومحمد بن فتاتة وعبد القادر الجبالي.. وتصدر بعدها للتدريس بالجامع لأعظم جامع الزيتونة. خرج للحج سنة 1114هجرية فاجتمع بمصر بالشيخ الزرقاني.. ثم عاد إلى تونس وتولى التدريس بالمدرسة المرادية... ثم حج ثانيا سنة 1124 هجرية وجاور بالمدينة وصنف وأقرأ بها التفسير. ثم رجع إلى تونس ولازم التدريس بها إلى آخر حياته. كان يحفظ من سماع واحد. وله في ذلك حكايات عجيبة. ومن وقف على تفسيره الذي أملاه أدرك ذلك، فسبحان من عوضه نور البصر بأنوار البصيرة، فكان يملي مصنفاته على تلاميذه وهم يكتبونها تلقيا من لفظه، وكان يملي ما يعجزهم كتابته.. بل من وقف على الرسوم المثبتة في حاشية خطبة أبي السعود... سبح بحمد الله وقال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
توفي رحمه الله تعالى سنة 1138 هجرية. ودفن بمقبرة الزلاج بتونس.
صنف:
- مطالع السعود وفتح الودود على تفسير أبي السعود.
- لمعان السراج في إبداء بعض لطائف المعراج.
- حاشية على العقيدة الوسطى للإمام السنوسي.
- شرح على السلم في المنطق.
- شرح على البيقونية.
- شرح على خطبة المطول.
- شرح على خطبة المختصر للتفتازاني.
وكان مالكي المذهب فقها، سني العقيدة أشعريا.
---
الجعفري
04-01-2007, 02:43 PM
[جزاكم الله خيراً
أما أنا فممن يقرأ لكم وستفيد من جمعكم المبارك.
---
نضال مشهود
04-01-2007, 08:53 PM
.
.
طاعة الله : امتثال ما أمر ، وترك ما حظر ، وتصديقه فيما أخبر (أبو العباس الحراني)
.
.
---
عمر المقبل
04-03-2007, 12:15 AM
من مكايد الشيطان :(1/551)
تنفيره عباد اللّه من تدبر القرآن لعله أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا.
الوزير ابن هبيرة
(ذيل طبقات الحنابلة
2/156)
ط.العثيمين
---
عمر المقبل
04-03-2007, 09:53 PM
أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا
الحسن البصري
---
أبو عبيدة الهاني
04-06-2007, 11:02 AM
الحمد لله
قال الشيخ محمد زيتونة:
اعلم أن أمثال القرآن نوعان:
ـ كامنة لم يصرح فيها بلفظ المثل، وطابقتها أمثال العرب
ـ وظاهرة مصرح بها. منها قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) [البقرة:16]
فالأولى الكامنة من التي طابقتها أمثال العرب، مثل:
ـ «خير الأمور أوساطها» ، (لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) [البقرة:68]. (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) [الإسراء:29]. (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) [الإسراء:110].
ـ «من جهل شيئا عاداه» ، (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ) [يونس:39]. (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ) [الأحقاف:11].
ـ «احذر شر من أحسنت أليه»، (وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) [التوبة:74].
ـ «ليس الخبر كالعيان»، (وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) [البقرة:260].
ـ «في الحركات البركات»، (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ) [النساء:100]
ـ «كما تدين تدان»، (مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) [النساء:123].(1/552)
ـ «حين تلقي تدري»، (وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) [الفرقان:42].
ـ «لا يلدغ المرء من جحر مرتين»، (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ ) [يوسف:64].
ـ «من أعان ظالما سُلِّط عليه»، (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) [الحج:4].
ـ «لا تلد الحية إلا الحي»، (وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) [نوح:27].
ـ «للحيطان آذان»، (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة:47].
ـ «الجاهل مرزوق والعالم محروم»، (مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً) [مريم:75].
توقيع: الشيخ زيتونة التونسي في حاشيته العجيبة على تفسير أبي السعود، المسماة بـ«مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد أبي السعود".
---
عمر المقبل
04-07-2007, 12:00 AM
أخي أبا عبيدة .. ألا تلاحظ أن طرح تعليقات الشيخ ـ رحمه الله ـ بهذه الطريقة أخرجتها عن حد التوقيعات إلى حد الموضوعات ؟!
---
عمر المقبل
04-07-2007, 12:53 AM
المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به
فإن لم تكن هذه همة حافظه ،لم يكن من أهل العلم والدين.
ابن تيمية
مجموع الفتاوى 23/55
استفدت هذا التوقيع من توقيع أخينا الشيخ عبدالرحمن السديس في موقع الألوكة.
---
عبدالرحمن الشهري
04-11-2007, 12:41 AM
من علم علماً فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم
فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
---
عمر المقبل
04-12-2007, 07:21 PM
كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم أي تصفحها وتفهمها ، وإدراك معانيها والعمل بها ، فإنه معرض عنها ، غير متدبر لها ، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات ـ إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر ـ
العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/429
---(1/553)
عمر المقبل
04-12-2007, 07:23 PM
إعراض كثير من الأقطار عن النظر في كتاب الله وتفهمه والعمل به وبالسنة الثابتة ـ المبينة له ـ من أعظم المناكر وأشنعها ، وإن ظن فاعلوه أنهم على هدى
العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/429
---
عمر المقبل
04-12-2007, 07:28 PM
لا شك أن الذي يتباعد ، عن هداه ـ أي : عن هدى القرآن ـ يحاول التباعد ، عن هدى الله ورحمته !!
العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/435
---
(1/554)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شيخ المفسرين ( 2 )
---
شيخ المفسرين ( 2 )
---
الشجاع
01-22-2004, 07:45 PM
طريقة ابن جرير في تفسيره :
تتجلى طريقة ابن جرير في تفسيره بكل وضوح إذا نحن قرأنا فيه وقطعنا في القراءة شوطًا بعيدًا ، فأول ما نشاهده ، أنه إذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يقول " القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا ، ثم يفسر الآية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التفسير المأثور عنهم في هذه الآية ، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر ، فإنه يعرض لكل ما قيل فيها ، ويستشهد على كل قول بما يرويه في ذلك عن الصحابة أو التابعين .
ثم هو لا يقتصر على مجرد الرواية ، بل نجده يتعرض لتوجيه الأقوال ، ويرجح بعضها على بعض ، كما نجده يتعرض لناحية الإعراب إن دعت الحال إلى ذلك ، كما أنه يستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآية من توجيه الأدلة وترجيح ما يختار .
إنكاره على من يفسر بمجرد الرأي :(1/555)
ثم هو يخاصم بقوة أصحاب الرأي المستقلين في التفكير ، ولا يزال يشدد في ضرورة الرجوع إلى العلم الراجع إلى الصحابة أو التابعين ، والمنقول عنهم نقلاً صحيحًا مستفيضًا ، ويرى أن ذلك وحده هو علامة التفسير الصحيح ، فمثلاً عند ما تكلم عن قوله تعالى في الآية (49) من سورة يوسف ( ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناسُ وفيه يعصِرون ) نجده يذكر ما ورد في تفسيرها عن السلف مع توجيهه للأقوال وتعرضه للقراءات بقدر ما يحتاج إليه تفسير الآية ، ثم يعرج بعد ذلك على من يفسر القرآن برأيه ، وبدون اعتماد منه على شيء إلا على مجرد اللغة ، فيفند قوله ، ويبطل رأيه ، فيقول ما نصه " .. وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل ، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب ، يوجه معنى قوله ( وفيه يعصرون ) إلى وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث ، ويزعم أنه من العصر ، والعصر التي بمعنى المنجاة، من قول أبي زبيد الطائي :
صاديا يستغيث غير مغاث ولقد كان عصرة المنجود
أي المقهور ـ ومن قول لبيد :
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم وما كان وقافًا بغير معصر
وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه خلافه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين .
موقفه من الأسانيد :(1/556)
ثم إن ابن جرير وإن التزم في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها ، إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا تضعيف ، لأنه كان يرى ـ كما هو مقرر في أصول الحديث ـ أن من أسند لك فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة أو الجرح ، فهو بعمله هذا قد خرج من العهدة ومع ذلك فابن جرير يقف من السند أحيانًا موقف الناقد البصير، فيعدل من يعدل من رجال الإسناد ، ويجرح من يجرح منهم ، ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها ، ويصرح برأيه فيها بما يناسبها ، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى في الآية ( 94) من سورة الكهف : ( .. فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا )يقول ما نصه : " روى عن عكرمة في ذلك ـ يعني في ضم سين سدًا وفتحها ـ ما حدثنا به أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا القاسم ، قال : حدثنا حجاج ، عن هرون ، عن أيوب ، عن عكرمة قال : ما كان من صنعة بني آدم فهو السَّد يعني بفتح السين ، وما كان من صنع الله فهو السُّد ،ثم يعقب على هذا السند فيقول : وأما ما ذكر عن عكرمة في ذلك ، فإن الذي نقل ذلك عن أيوب هرون ، وفي نقله نظر ، ولا نعرف ذلك عن أيوب من رواية ثقاة أصحابه " أ.هـ .
تقديره للإجماع :(1/557)
كذلك نجد ابن جرير في تفسيره يقدر إجماع الأمة ، ويعطيه سلطانًا كبيرًا في اختيار ما يذهب إليه من التفسير ، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية ( 230) من سورة البقرة ( فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره ) يقول ما نصه : " فإن قال قائل : فأي النكاحين عنى الله بقوله : فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره ؟ النكاح الذي هو جماع ؟ أم النكاح الذي هو عقد تزويج ؟ قيل كلاهما ؛ وذلك أن المرأة إذا نكحت زوجًا نكاح تزويج ثم لم يطأها في ذلك النكاح ناكحها ولم يجامعها حتى يطلقها لم تحل للأول ، وكذلك إن وطئها واطئ بغير نكاح لم تحل للأول ؛ لإجماع الأمة جميعًا ، فإذا كان ذلك كذلك " فمعلوم أن تأويل قوله : فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره ، نكاحًا صحيحًا ، ثم يجامعها فيه : ثم يطلقها ، فإن قال : فإن ذكر الجماع غير موجود في كتاب الله تعالى ذكره ، فما الدلالة على أن معناه ما قلت ؟ قيل : الدلالة على ذلك إجماع الأمة جميعًا على أن ذلك معناه " .
موقفه من القراءات :
كذلك نجد أن ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على المعاني المختلفة ، وكثيرًا ما يرد القراءات التي لا تعتمد على الأئمة الذين يعتبرون عنده وعند علماء القراءات حجة ، والتي تقوم على أصول مضطربة مما يكون فيه تغير وتبديل لكتاب الله ، ثم يتبع ذلك برأيه في آخر الأمر مع توجيه رأيه بالأسباب ، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية (81) من سورة الأنبياء ( ولسليمان الريح عاصفة ) يذكر أن عامة قراء الأمصار قرءوا ( الريح ) بالنصب على أنها مفعول لـ "سخرنا" المحذوف ، وأن عبد الرحمن الأعرج قرأ ( الريح ) بالرفع على أنها مبتدأ ثم يقول : والقراءة التي لا استجيز القراءة بغيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار لإجماع الحجة من القراء عليه .
سبب عناية ابن جرير بالقراءات :(1/558)
ولقد يرجع السبب في عناية ابن جرير بالقراءات وتوجيهها إلى أنه كان من علماء القراءات المشهورين ، حتى أنهم ليقولون عنه : إنه ألف فيها مؤلفًا خاصًا في ثمانية عشر مجلدًا ، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه ، واختار منها قراءة لم يخرج بها من المشهور، وإن كان هذا الكتاب قد ضاع بمرور الزمن ولم يصل إلى أيدينا ، شأن الكثير من مؤلفاته .
موقفه من الإسرائيليات :
ثم إننا نجد ابن جرير يأتي في تفسيره بأخبار مأخوذة من القصص الإسرائيلي ، يرويها بإسناده إلى كعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، وابن جريج والسدي ، وغيرهم ، ونراه ينقل عن محمد بن إسحاق كثيرًا مما رواه عن مسلمة النصارى ، ومن الأسانيد التي تسترعي النظر ، هذا الإسناد : حدثني ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبي عتاب .. رجل من تغلب كان نصرانيًا عمرًا من دهره ثم أسلم بعد فقرأ القرآن وفقه في الدين ، وكان فيما ذكر ، أنه كان نصرانيًا أربعين سنة ثم عمر في الإسلام أربعين سنة .
يذكر ابن جرير هذا الإسناد ويروي لهذا الرجل النصراني الأصل خبرًا عن آخر أنبياء بني إسرائيل عند تفسيره لقوله تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ، فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )(الإسراء/7) .
" .. وهكذا يكثر ابن جرير من رواية الإسرائيليات ، ولعل هذا راجع إلى ما تأثر به من الروايات التاريخية التي عالجها في بحوثه التاريخية الواسعة .
وإذا كان ابن جرير يتعقب كثيرًا من هذه الروايات بالنقد ، فتفسيره لا يزال يحتاج إلى النقد الفاحص الشامل ، احتياج كثير من كتب التفسير التي اشتملت على الموضوع والقصص الإسرائيلي ، على أن ابن جرير ـ كما قدمنا ـ قد ذكر لنا السند بتمامه في كل رواية يرويها ، وبذلك يكون قد خرج من العهدة ، وعلينا نحن أن ننظر في السند ونتفقد الروايات .(1/559)
احتكامه إلى المعروف من كلام العرب :
وثمة أمر آخر سلكه ابن جرير في كتابه ، ذلك أنه اعتبر الاستعمالات اللغوية بجانب النقول المأثورة وجعلها مرجعًا موثوقًا به عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها ، وترجيح بعض الأقوال على بعض .
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى : (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين .. )(هود/40) نراه يعرض لذكر الروايات عن السلف في معنى لفظ التنور ، فيروى لنا قول من قال : إن التنور عبارة عن وجه الأرض ، وقول من قال : إنه عبارة عن تنوير الصبح ، وقول من قال إنه عبارة عن أعلى الأرض وأشرفها ، وقول من قال : إنه عبارة عما يختبز فيه .. ثم قال بعد أن يفرغ من هذا كله : " وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله ( التنور ) قول من قال : التنور : الذي يختبز فيه ، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب ، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب .
رجوعه إلى الشعر القديم :
كذلك نجد ابن جرير يرجع إلى شواهد من الشعر القديم بشكل واسع ، متبعًا في هذا ما أثاره ابن عباس في ذلك ، فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى : ( فلا تجعلوا لله أندادًا .. )(البقرة/22) يقول ما نصه : " قال أبو جعفر : والأنداد جمع ند ، والند : العدل والمثل ، كما قال حسان ابن ثابت :
أتهجوه ولست له بندٍ فشركما لخيركما الفداء
اهتمامه بالمذاهب النحوية :
كذلك نجد ابن جرير يتعرض كثيرًا لمذاهب النحويين من البصريين والكوفيين في النحو والصرف ، ويوجه الأقوال ، تارة على المذهب البصري ، وأخرى على المذهب الكوفي ، فمثلاً عند قوله تعالى : ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف )(إبراهيم/18) يقول ما نصه : " اختلف أهل العربية في رافع ( مثل ) فقال بعض نحويي البصرة : إنما هو كأنه قال : ومما نقص عليكم مثل الذين كفروا ، ثم أقبل يفسره كما قال : مثل الجنة .. وهذا كثير .(1/560)
وقال بعض نحويي الكوفيين : إنما المثل للأعمال ، ولكن العرب تقدم الأسماء لأنها أعرف ، ثم تأتي بالخبر الذي تخبر عنه مع صاحبه ، ومعنى الكلام : مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد .. إلخ .
والحق أن ما قدمه لنا ابن جرير في تفسيره من البحوث اللغوية المتعددة والتي تعتبر كنزًا ثمينًا ومرجعًا في بابها ، أمر يرجع إلى ما كان عليه صاحبنا من المعرفة الواسعة بعلوم اللغة وأشعار العرب ، معرفة لا تقل عن معرفته بالدين والتاريخ ، ونرى أن ننبه هنا إلى أن هذه البحوث اللغوية التي عالجها ابن جرير في تفسيره لم تكن أمرًا مقصودًا لذاته ، وإنما كانت وسيلة للتفسير ، على معنى أنه يتوصل بذلك إلى ترجيح بعض الأقوال على بعض ، كما يحاول بذلك ـ أحيانًا ـ أن يوفق بين ما صح عن السلف وبين المعارف اللغوية بحيث يزيل ما يتوهم من التناقض بينهما .
معالجته للأحكام الفقهية :(1/561)
كذلك نجد في هذا التفسير آثارًا للأحكام الفقهية ، يعالج فيه ابن جرير أقوال العلماء ومذاهبهم ، ويخلص من ذلك كله برأي يختاره لنفسه ، ويرجحه بالأدلة العلمية القيمة ، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) (النحل /8) نجده يعرض لأقوال العلماء في حكم أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ، ويذكر قول كل قائل بسنده .. وأخيرًا يختار قول من قال : إن الآية لا تدل على حرمة شيء من ذلك ، ووجه اختياره هذا فقال : ما نصه : " والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثاني ـ وهو أن الآية لا تدل على الحرمة ـ وذلك أنه لو كان في قوله تعالى ذكره ـ ( لتركبوها ) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للركوب لا للأكل ، لكان في قوله ( فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) (النحل/5) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للأكل والدفء وللركوب ، وفي إجماع الجميع على أن ركوب ما قال تعالى ذكره ( ومنها تأكلون ) جائز حلال غير حرام ، دليل واضح على أن أكل ما قال ( لتركبوها ) جائز حلال غير حرام ، إلا بما نص على تحريمه ، أو وضع على تحريمه دلالة من كتاب أو وحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما بهذه الآية فلا يحرم أكل شيء .
وقد وضع الدلالة على تحريم لحوم الحمر الأهلية بوحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى البغال بما قد بينا في كتابنا كتاب الأطعمة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ؛ إذ لم يكن هذا الموضع من مواضع البيان عن تحريم ذلك ، وإنما ذكرنا ما ذكرنا ليدل على أن لا وجه لقول من استدل بهذه الآية على تحريم الفرس " أ.هـ .
خوضه في مسائل الكلام :(1/562)
ولا يفوتنا أن ننبه على ما نلحظه في هذا التفسير الكبير ، من تعرض صاحبه لبعض النواحي الكلامية عند كثير من آيات القرآن ، مما يشهد له بأنه كان عالمًا ممتازًا في أمور العقيدة ، فهو إذا ما طبق أصول العقائد على ما يتفق مع الآية أفاد في تطبيقه ، وإذا ناقش بعض الآراء الكلامية أجاد في مناقشته ، وهو في جدله الكلامي وتطبيقه ومناقشته ، موافق لأهل السنة في آرائهم ، ويظهر ذلك جليًا في رده على القدرية في مسألة الاختيار .(1/563)
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )(الفاتحة/7) نراه يقول ما نصه : " وقد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله ( ولا الضالين ) وإضافة الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه ، وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنه مغضوب عليهم ، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية ، جهلاً منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه ، ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه ،لوجب أن يكون كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره ،وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك من فعله ، ولوجب أن يكون خطأ قول القائل : تحركت الشجرة إذا حركتها الرياح ، واضطربت الأرض إذا حركتها الزلزلة ،وما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب ، وفي قوله جل ثناؤه ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) (يونس/22) وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها ، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله مَن وصفنا قوله، في قوله ( ولا الضالين ) ، وادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى، تصحيحًا لما ادعى المنكرون أن يكون لله جل ثناؤه في أفعال خلقه سبب من أجله وجدت أفعالهم ، مع إبانة الله عز ذكره نصًا في آيٍ كثيرة من تنزيله : أنه المضل الهادي ، فمن ذلك قوله جل ثناؤه : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون )(الجاثية/23) فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره ، ولكن القرآن نزل بلسان العرب على ما قدمنا البيان عنه في أول الكتاب ، ومن شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه وإن كان مشيئة غير الذي وجد منه الفعل غيره ، فكيف بالفعل الذي يكتسبه العبد كسبًا ،ويوجده الله جل ثناؤه عينًا منشأة ، بل ذلك أحرى أن يضاف إلى مكتسبه كسبًا له بالقوة منه عليه ،(1/564)
والاختيار منه له ، وإلى الله جل ثناؤه بإيجاد عينه وإنشائها تدبيرًا .أ.هـ .
وعلى الإجمال فخير ما وصف به هذا الكتاب ما نقله الداودي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه حيث قال : فثم من كتبه ـ يعني محمد بن جرير ـ كتاب تفسير القرآن ، وجوده ، وبين فيه أحكامه ، وناسخه ومنسوخه ، ومشكله وغريبه ، ومعانيه ، واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله ، والصحيح لديه من ذلك ، وإعراب حروفه ، والكلام على الملحدين فيه ، والقصص ، وأخبار الأمة والقيامة ، وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب كلمة كلمة ، وآية آية ، من الاستعاذة ، وإلى أبي جاد ، فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد وعجيب مستفيض لفعل " أ.هـ .
هذا وقد جاء في معجم الأدباء ج18 ص64ـ65 وصف مسهب لتفسير ابن جرير ، جاء في آخره ما نصه " وذكر فيه من كتب التفاسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق ،وعن سعيد بن جبير طريقين ، وعن مجاهد بن جبر ثلاث طرق ، وعن الحسن البصري ثلاث طرق ، وعن عكرمة ثلاثة طرق وعن الضحاك بن مزاحم طريقين ،وعن عبد الله بن مسعود طريقًا ،وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،وتفسير ابن جريج ، وتفسير مقاتل بن حبان ، سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسرين وغيرهم ، وفيه من المسند حسب حاجته إليه ، ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به ، فإنه لم يدخل في كتابه شيئًا عن كتاب محمد بن السائب الكلبي ، ولا مقاتل بن سليمان ، ولا محمد بن عمر الواقدي؛ لأنهم عنده أظناء والله أعلم ، وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي ، وعن ابنه هشام ، وعن محمد بن عمر الواقدي ، وغيرهم فيما يفتقر إليه ولا يؤخذ إلا عنهم .
موقع الشبكة الإسلامية
http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=11636&thelang=A
---
أبومجاهدالعبيدي
01-23-2004, 07:43 AM
بسم الله(1/565)
حياك الله يا أخانا الشجاع في ملتقى أهل التفسير ، وأشكرك على مشاركاتك التي نقلتها .
ثم إني أرجو منك أن تعلم أن هذا الملتقى يأمل من أعضائه أن تكون مشاركاتهم جادة ومحررة ، ولا يكتفى فيها بمجرد النقل [ النسخ واللصق ] .
والمشاركة التي ذكرتها هنا منقولة من كتاب التفسير والمفسرون للذهبي ، وهو كتاب متداول مشهور .
ولا مانع من نقل مصحوب بتنبيه أو إضافة أو تعليق ، أو نقل نفيس نادر له أهمية ظاهرة أما مجرد النقل فيمكن الإحالة عليه بذكر الرابط وإضافته إلى قسم مواقع وعناوين التفسير على الإنترنت في القسم العام .
أرجو أن تتقبل تعليقي بشجاعتك التي وصفت بها نفسك - وأنت أهل لذلك إن شاء الله - .
وفقني الله وإياك أخي الكريم ، ومرحباً بك مرة أخرى ، وننتظر مشاركاتك القادمة
---
(1/566)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشناقطة السعوديون في المملكة العربية السعودية
---
الشناقطة السعوديون في المملكة العربية السعودية
---
أمين الشنقيطي
10-31-2006, 04:56 AM
الحمد لله ،والصلاة على رسول الله،وبعد:
فهذا العنوان هو جهد ضخم يقوم به والدنا الأستاذ أحمد أحمد بابا،وهو رجل له خدمة طويلة في هذه البلاد المباركة وفقها الله،امتدت إلى 31 عاما،وقد وصل بتوفيق من الله في عمله إلى المرتبة الحاديةعشرة،
وفكرة كتاب أستاذنا تقوم على جمع أسماء الإخوة الشناقطة المشاركين في خدمة هذه البلاد السعودية وفقها الله،منذ حكم الملك عبد العزيز رحمه الله،وحتى اليوم،ويركز الكتاب على بعض أسماء الشناقطة المغمورين ممن كانت له خدمة طويلة في العمل الوظيفي أو التعليم الشرعي ولاتوجد عنه معلومة في الوقت الراهن.
من هذا المنطلق البناء المشكور الذي نذره أستاذنا الجليل،أهيب بالإخوة طلبة العلم الشرعي في هذه البلاد المباركة ،والإخوة في هذا الملتقى إفادة أخينا الأستاذ أحمد عن ذلك،على بريدي الالكتروني وهو
mu12@jawab.com
أوعلى رسائلي الخاصة في هذا الملتقى أو على تلفون 8344508
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
11-03-2006, 06:45 PM
أين الكتاب وهل هو قيد الإنجاز أم أنه مجرد فكرة في الذهن ؟؟؟
---
أمين الشنقيطي
11-04-2006, 08:20 PM
الحمد لله،والصلاة على رسول الله وبعد:
فالموضوع اعلاه في طور الجمع ويتولاه الأستاذ أحمد،وهو رجل قدير خبير بما يمكن أن ينطوي عليه الموضوع من مصاعب،وهو يطلب حاليا ملء بيانات قام الأستاذ أحمد بإعدادها إعدادا جيدا.
وفقني الله وإياه. والسلام.
---
(1/567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تمديد تاريخ استلام بحوث الملتقى القرآني (العسكرية في القرآن الكريم) حتى 30/1/1428
---
تمديد تاريخ استلام بحوث الملتقى القرآني (العسكرية في القرآن الكريم) حتى 30/1/1428
---
عبدالرحمن الشهري
11-11-2006, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تنظم الشؤون الدينية بوزارة الدفاع والطيران الملتقى القرآني تحت عنوان :
العسكرية في القرآن الكريم
محاور الملتقى :
1. أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية لدى شخصية الجندي المسلم .
2. المبادئ العسكرية في ضوء القرآن الكريم .
3. الإستراتيجية العسكرية في ضوء القرآن الكريم .
4. القيادة العسكرية في ضوء القرآن الكريم .
5. صفات الجندي في ضوء القرآن الكريم .
6. الحرب النفسية في ضوء القرآن الكريم .
7. عوامل النصر والهزيمة في ضوء القرآن الكريم .
8. أخلاق الحرب الإسلامية في ضوء القرآن الكريم .
9. حقيقة الانتصار في ضوء القرآن الكريم .
10. الرحمة والتسامح في ضوء القرآن الكريم .
ضوابط ومواصفات إعداد ورقة بحوث الملتقى القرآني :
1. الالتزام بقواعد البحث العلمي .
2. الالتزام بالكتابة بلغة عربية سليمة .
3. أن يتم طباعتها بصورة واضحة على أن يكون بنط العناوين الرئيسية ( 18 ) والفرعية ( 16 ) والمحتوى ( 14 ) والهوامش ( 12 ) مع استخدام خط ( Simplified Arabic ) وتكون المسافة بين الأسطر مفردة .
4. أن لا يتعدى عدد صفحات ورقة العمل ( 30 ) صفحة مقاس ( A4 ) .
5. أن يعد مقدم الورقة عرضاً للورقة لا يتجاوز ( 20 دقيقة ) مع تحديد التقنيات المطلوبة لتنفيذ العرض .
6. الالتزام بالموعد النهائي لتسليم أوراق العمل ( 15 محرم 1428هـ ) .
7. إعداد ملخص لا يزيد عن صفحتين .
8. إرسال سيرة ذاتية للباحث .
9. ترسل ( 3 ) نسخ من ورقة العمل إضافة إلى قرص مرن يحوي ورقة العمل .(1/568)
للتنسيق يرجى الاتصال على مسؤول الملتقى القرآني : يوسف الجاسر جوال (0505144074)
---
أحمد بزوي الضاوي
11-13-2006, 02:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فإني أشكركم على جهودكم المتواصلة لإخبار رواد الموقع بكل ما يتصل بتخصصه من ندوات و مؤتمرات . وإني ألاحظ في دعوتكم هذه غياب عنوان الجهة التي يمكن مراسلتها ، بحيث لا يوجد إلا الهاتف . فحبذا لو تكرمتم ووضعتم عنوان البريد الإلكتروني ، أو عنوان الموقع فهو أسهل في التواصل .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2006, 11:36 PM
العنوان كاملاً للجهة المنظمة هو :
المملكة العربية السعودية
وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة
إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة
ص.ب .27028
الرياض 11417
هاتف : 0096614727555
موقع الجائزة على الانترنت :
http://www.p-sultan-p-q.org/
البريد الالكتروني :
info@p-sultan-p-q.org
---
أحمد بزوي الضاوي
11-15-2006, 12:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكركم على اهتمامكم و تواصلكم الفعال . ولكن يؤسفني أن أخبركم أن العنوان الإلكتروني هو خاص بالجائزة ، وليس بالمشاركة في الملتقى .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2007, 01:04 PM
يرفع الموضوع للتذكير بمناسبة موعد تسليم البحوث .
السبت 15/1/1428هـ
---
عبدالرحمن الشهري
02-04-2007, 10:18 PM(1/569)
نظراً لكثرة طلبات الباحثين ، وافقت اللجنة المنظمة للمؤتمر تمديد تاريخ استلام البحوث إلى :
30/1/1428هـ
بشرط أن يرسل الباحث البحث بالبريد الممتاز لضمان سرعة وصوله والله الموفق
---
أبو حازم الكناني
02-14-2007, 05:55 PM
شيخنا الكريم
حسب علمي: هناك بحث دكتوراه بهذا الاسم
وهو للدكتور: طه عابدين طه
تم تقديمه في جامعة امدرمان الإسلامية قبل اكثر من 6 سنوات
والدكتور المذكور يعمل في كلية المعلمين في حائل.
---
أبو حازم الكناني
02-14-2007, 08:00 PM
والدكتور المذكور يعمل في كلية المعلمين في حائل.
الدكتور طه عابدين طه، أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد، ورئيس قسم الدراسات
القرآنية بكلية المعلمين في مدينة حائل.
---
(1/570)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من كنوز السنه --------
---
من كنوز السنه --------
---
المدمر
08-19-2004, 03:46 PM
&& من كنوز السنة &&
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث من صحيح مسلم فى أهمية الدعوة لأخيك بظهر الغيب :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ صَفْوَانَ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ
قَالَ قَدِمْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِى مَنْزِلِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ فَقُلْتُ نَعَمْ . قَالَتْ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ فَإِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ « دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ». صحيح مسلم
فانظر أخى الكريم فى أن الدعوة تُشفع بملك ،،،
وقد قال الله عن الملائكة ( لا يعصون الله ما أمرهم ) ،
فكيف بك وأنت يدعوا لك ملك !!!
ألسنا بحاجة للإنتباه والحفاظ على هذا المكسب العظيم ... !
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك
اللهم أغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم آمين .
---
(1/571)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شاركوا لو تكرمتم
---
شاركوا لو تكرمتم
---
أبو حذيفة
09-26-2006, 01:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الفضلاء : إن معرفة قواعد التفسير أمر بالغ الأهمية ، وكثيرا ما سئلت عن مصنف في قواعد التفسير ، فأتحير في الإجابة لعلمي أن ما صنف في ذلك قليل ومع قلته ليس كل ما فيه قواعد ، ومن هنا اقترح على المشائخ الفضلاء أن يشاركوا في بيان الضوابط التي تحكم القاعدة ، وأن يذكروا ما لديهم من قواعد .لعلنا نصل إلى المطلوب . أسأل الله لي ولكم التوفيق
---
فهد الوهبي
09-26-2006, 03:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا معك أخي الكريم الدكتور أبا حذيفة ..
واقترح أن يبتدأ بذكر حد قواعد التفسير لكي يعرف ما يدخل تحتها وما يخرج منها ، لأن كثيراً ممن كتب في قواعد التفسير جمع كل ما قيل فيه قاعدة بلا تمحيص ، كما أن نسبة القواعد إلى التفسير ينبغي أن تكون نسبة مؤثرة كما كانت نسبة القواعد إلى الفقه أو الأصول أو الاعتقاد نسبة مؤثرة ..
فلا يصح أن نقول أن هذه قاعدة تفسيرية إلا إذا كانت ذات علاقة صحيحة بالتفسير ومؤثرة في تفسير القرآن الكريم.
وبهذا يحترز عن القواعد التي لها علاقة بالقرآن ولكن ليس علاقة بالتفسير كقواعد أصول الفقه التي يستفيد منها الأصولي والفقيه في استخراج الأحكام من القرآن وكقواعد الاستنباط الكثيرة التي تخرج خفايا الأحكام والمعاني من كتاب الله وليس لها علاقة بالتفسير ..
آمل أن يحدد المعنى بداية ومن ثم ينطلق في المشروع وهو مشروع رائد وليته يبتدأ بعد ذلك بتقويم ما كتب في هذ المجال بحيث يتم عرض الكتب ويتم مناقشتها ومن ثم تستخلص القواعد المؤثرة..
والله أعلم ..
---
أبو حذيفة
09-26-2006, 03:53 AM
شكر الله لك يا أخ فهد
---
أبو العالية
09-26-2006, 09:58 AM(1/572)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
لا شك أن القواعد والضوابط لها من الأهمية بمكان ، سيما وهي مبثوثة في كتب المفسرين تأصيلاً وتمثيلاً ؛ فالبحث عنها ومحاولة التتبع من جديد عنها فيه نوع مشقة ؛ إذ كفانا بعض علمائنا ذلك ؛ فمن أجود الكتب فيها :
قواعد التفسير لشيخنا الدكتور خالد بن عثمان السبت حفظه الله
و قواعد الترجيح في التفسير للشيخ حسين الحربي حفظه الله
وهناك بعض الرسائل العلمية في ذلك أيضاً لبعض المصنفات والتفاسير خاصة .
على كلٍّ لتكون ثمرة هذا الموضوع قريبة التناول سريعة الفائدة ، تلخص مثل هذه الكتب بالقاعدة ومثال عليها ، وهلمَّ جرا ..
ودمتم على الخير أعوانا
والله أعلم
---
أبو حذيفة
09-29-2006, 01:40 AM
أخي الفاضل ( أبو العالية )
أعرف جيدا ما في الكتب التي ذكرتها أثاب الله مؤلفيها ، وقد ذكر فيها كثيرا مما لا يدخل تحت القواعد ، والذي أرغب فيه كما ذكرت القواعد التفسيرية والله يحفظك .
---
أبو حذيفة
10-03-2006, 04:28 AM
أرجو المشاركة
---
مروان الظفيري
10-03-2006, 07:36 AM
أبدأ بأول القواعد ؛ وهو التفسير بالرأي :
وهو من باب فتح الموضوع من أجل رفع الحوار ، والمشاركة فيه ..
ولأنه عندما يطلق العلماء التفسير بالرأي، فإنما يقصدون بالرأي: الاجتهاد !!!
ومن الأمور التي يجب استناد الرأي إليها في التفسير، فهي التي نقلها العلامة السيوطي
في كتابه الإتقان ، نقلاعن الإمام الزركشي، حيث قال :
للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة:
الأول: النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع.
الثاني: الأخذ بقول الصحابي، فقد قيل: إنه في حكم المرفوع مطلقاً، وخصه بعضهم بأسباب النزول ونحوها، مما لا مجال للرأي فيه.
الثالث: الأخذ بمطلق اللغة مع الاحتراز عن صرف الآيات إلى مالا يدل عليه الكثير من كلام العرب.(1/573)
الرابع: الأخذ بما يقتضيه الكلام، ويدل عليه قانون الشرع، وهذا النوع الرابع هو الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس في قوله: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" رواه البخاري ومسلم.
فمن فسر القرآن برأيه أي: باجتهاده ملتزماً الوقوف عند هذه المآخذ معتمداً عليها فيما يرى من معاني كتاب الله، كان تفسيره سائغاً جائزاً خليقاً بأن يسمى تفسيراً، ويكون تفسيراً جائزاً ومحموداً، ومن حاد عن هذه الأصول وفسر القرآن غير معتمد عليها كان تفسيره ساقطاً مرذولاً خليقاً بأن يسمى التفسير غير الجائز، أو التفسير المذموم، وكما يقول صاحب مناهل العرفان: فالتفسير بالرأي الجائز يجب أن يلاحظ فيه الاعتماد على ما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مما ينير السبيل للمفسر برأيه، وأن يكون صاحبه عارفاً بقوانين اللغة، خبيراً بأساليبها، وأن يكون بصيراً بقانون الشريعة، حتى ينزل كلام الله على المعروف من تشريعه.
أما الأمور التي يجب البعد عنها في التفسير بالرأي فمن أهمها:
التهجم على تبيين مراد الله من كلامه على جهالة بقوانين اللغة أو الشريعة.
ومنها: حمل كلام الله على المذاهب الفاسدة.
ومنها: الخوض فيما استأثر الله بعلمه.
ومنها: القطع بأن مراد الله كذا من غير دليل.
ومنها: السير مع الهوى والاستحسان.
ويمكن تلخيص هذه الأمور الخمسة في كلمتين هما: الجهالة والضلالة.
انظر: البرهان للزركشي (2/156)،
والإتقان للسيوطي (2/1204) ؛
(مع بعض التصرف والتغيير اليسير) ،
ومناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ الزرقاني (2/42) ...
---
(1/574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > * * الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر, وليس أحمد شاكر * *
---
* * الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر, وليس أحمد شاكر * *
---
أبو بيان
10-13-2004, 06:23 AM
قال الأديب البليغ الأستاذ الدكتور: محمود محمد الطناحي– وهو من تلامذة محمود شاكر-,
في كتابه الرائع- وكل كتبه كذلك-: «في اللغة والأدب- دراساتٌ وبحوث» 1/229,
في مَقَالةٍ بعنوان: «المتنبي», لَخَّصَ فيها كتاب شيخه «المتنبي» تلخيصاً يكاد يُغنيك عن قراءة الأصل, وأشرف فيها على تاريخ لا يعلمه الكثير عن «أبي فهر» رحمه الله.
قال الطناحي رحمة الله عليه:
(وإني وإن كنت أطوي الكلام طَيَّاً, فلا بد لي من الإشارة إلى علم من علوم العربية والإسلام, برع فيه أبو فهر براعة شديدة, وهو مما لا يعرفه كثير من الناس فيه, ذلك هو: «علم الجرح والتعديل», ذلك العلم العظيم, الذي يتصل بالكلام على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سنداً ومتناً, وهو علمٌ يُمثِّلُ أرقى المناهج في قبول الأخبار وردِّها- وقد وظَّفه أبو فهر توظيفاً جيداً في دراسته عن المتنبي-, وبيان ذلك:
أن أبا فهر نشر- في الخمسينات- من تفسير الإمام الطبري: ستةَ عشرَ جزءاً, وترى في حواشي هذه الأجزاء غرائب من شروح اللغة والشعر وعلوم الإسلام, لكن الجانب البارز في هذه التعليقات هو الكلام على الأحاديث جرحاً وتعديلاً.
ويعتقد الناس أن هذا من عمل أخيه محدث العصر الشيخ: أحمد محمد شاكر؛ لأن أغلفة الأجزاء كُتبَ عليها:
(حققه وعلق حواشيه محمود محمد شاكر- راجعه وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر).
والشيخ أحمد محمد شاكر من العلم بالحديث بمكان راسخ, وفضله غير منكور,
لكن الحقيقة أن تخريج أحاديث الطبري كُلُّه عملٌ خالصٌ لأبي فهر, وإن كان قد رجع إلى أخيه في مواضع قليلة جداً.(1/575)
وإن أردت أن تعرف صدق هذا, فانظر إلى كتاب الطبري الآخر: «تهذيب الآثار», وهو عملٌ خالصٌ لأبي فهر, ونُشِر بعد تفسير الطبري بسنوات طوال, وسترى أن المنهج واحد, والقلم واحد.
أقول هذا وأنا أعرف أن أبا فهر يكره هذا ويرفضه؛ رعايةً لحق أخيه, لكني أُخالف عن أمره هنا؛ فأدعُ الذي يكرَه, للذي أُحِبُّ من إظهار الحق, ورعاية حق التاريخ).ا.هـ
وبعد:
فالطناحي مُحَقِّقٌ ثِقةٌ أمين, يعرف ما يخرج من رأسه, وقد عاصر أبا فهر, وَلَقِيَه وأخذ عنه, واصطحبا في علم اللغة تخَصُّصاً ومنهجاً وغايةً, وقد كتب كلامَه هذا في حياة صاحبه, ثم قال رحمه الله في آخر هذه المقالة:
(وبعد, فهذا حديث موجز عن أبي فهر, فاقبل منه ما تقبل, وأَنكِرْ منه ما تُنكِر, لكنِّي أُشهِد الله أنك لو عرفتَ ما عرفتُ, ولو ذُقتَ ما ذقتُ؛ لنَسَبتَني إلى التقصير, وقضيت عليّ بالعجز.
على أني لست أجد لي ولك إلا ما قاله تاج الدين السبكي في ترجمته لأبيه تقي الدين, قال: «وأنا أعرف أن الناظرين في هذه الترجمة على قسمين: قسم عرف الشيخ كمعرفتي, وخالطه كمخالطتي, فهو يحسبني قَصَّرت في حقِّه, وقسم مقابله, فهو يحسبني بالغت فيه, والله المستعان».
أما أنت يا أبا فهر:
فلقد عُرِفتَ وما عُرِفتَ حقيقةً * * * ولقد جُهِلتَ وما جُهِلتَ خمولا
كتب الله لك السلامة والعافية).ا.هـ
رحم الله محمود شاكر ومحمود الطناحي, وغفر لهما, وتقبل منهما, بفضله وكرمه.
---
مساعد الطيار
10-13-2004, 06:41 AM
شكر الله لك أيها الأخ الفاضل أبا بيان هذا النقل العزيز في بيان عمل آل شاكر ـ رحمهم الله ـ في تفسير الطبري .(1/576)
والطناحي ـ رحمه الله ـ أدرى بشيخه محمود من غيره ، غير أن لأحمد شيئًا من التحقيقات في هذا الكتاب ـ كما أشار إليه الطناحي ـ ، وهي ظاهرة جدًّا ، حيث يَردُّ القارئ إلى تحقيقه للمسند ، كعبارته ـ عند تحقيقه لسند العوفيين ـ : (( وقد رجحنا ضعفه في شرح حديث المسند ، وشرح حديث الترمذي )) ( 1 : 264 ) ، وله غير هذا في غير ما موطن .
فأصل العمل ـ فيما يظهر ـ للأستاذ المحقق محمود ، ولأخيه مشاركة في تخريج الآثار والأحاديث فحسب ، والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2004, 12:22 PM
لا يزال أخي أبو بيان يتحفنا بفوائده وشوارده ، أسأل الله له التوفيق والسداد .
وإتماماً لهذه الفائدة أقول : إن ما ذكره الدكتور المحقق محمود الطناحي رحمه الله له جانب كبير من الصواب ، وقد نص العلامة محمود شاكر في مقدمته للجزء الرابع على طبيعة عمله فيما يتعلق بالأحاديث ودوره الذي قام به فقال :(وقد شاركت أخي - أيده الله - في بيان حال بعض رجال أسانيد الآثار دون الأحاديث ، والفرق بين ما كتبته وما يكتبه لا يحتاج إلى إشارة وتوضيح ، فهو فرق ما بين الذي يكتبه المتمكن الراسخ ، وما يكتبه الشادي المشارك فيما لا قدم له فيه ، فأغنى ذلك عن النص على ما كتبتُ)أهـ .
فهذا في الأجزاء الأربعة الأولى ، ثم كثر عمل محمود شاكر بعد الجزء الرابع في التخريج والحكم على الأحاديث فصار يوقع ذلك باسمه خشية الالتباس بعمل أخيه ، حتى قال في تقديمه للجزء العاشر :( وبعد ، فقد كنت أشرت في تصدير الجزء الرابع أني شاركت أخي السيد أحمد في بيان حال رجال الآثار ، وخرجت ما اتفق منها. ثم كثر ذلك حتى صرت أوقع باسمي في ذيل بعض التعليق الذي أخشى أن يحمل على أخي وعلى علمه.(1/577)
أما منذ الجزء التاسع ، فقد انفردت بالعمل كله ، فخرجت عامة أحاديث الجزء التاسع والعاشر ، وتركت الإشارة إلى ذلك ، ولكني وجدت في نفسي أني خالفت حق العلم ، وأمانة النسبة ، فإن قارئ التفسير ، يعلم من عنوانه أن أخي قد راجعه وخرج أحاديثه ، وهو لكثرة مشاغله لم يفعل. فكتبت هذه الكلمة حتى لا ينسب أحدٌ قولاً إلى أخي لم يقله ، وعسى أن أقع في خطأ أخي برئ منه ، هذا مع الفرق الواضح بين تخريج إمام قد استقل بمذهبه ، ومشارك في علم يتعثر ويلتمس من الناس الإقالة)أهـ .
فقد أبان رحمه الله عن عمله غاية البيان فيما يتعلق بالأحاديث والآثار على وجه الخصوص ، وأما سائر التعليقات اللغوية وغيرها فهو صاحبها في الكتاب كله.
وأختم بما كتبه أخوه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تصديره للجزء الحادي عشر من تفسير الطبري حيث قال :(وبعد فقد كنت منذ بدأت العمل في هذا التفسير العظيم ، تفسير الطبري ، مع أخي السيد محمود محمد شاكر باذلاً جهدي في مراجعة بعض أسانيده ، خصوصاً الأحاديث المرفوعة ، مخرجاً منها ما استطعت تخريجه ، ومبيناً منها ما أعجزني الوصول إليه. ثم تفضل أخي السيد محمود بمعاونتي في التخريج ، فخرج الكثير من الأحاديث في كثير من الأجزاء. وهو أهل لذلك والحمد لله ، بما أوتيه من دقة النظر والدأب على البحث ، والثقة فيما ينقل عن الدواوين والمراجع .
وكنت ولا أزال مطمئناً إلى عمله واثقاً به ، عن خبرة وبينة ، حتى إذا شغلتني شواغل جمة منذ أول الجزء التاسع تفرد هو بالتخريج ، كما بينه في مقدمة الجزء العاشر.(1/578)
وقد رأى أخي ورأيت معه أن اشتراكي في التخريج - في أصول الكتاب قبل الطبع - قد يعوق ظهور الأجزاء متتالية على النحو الذي نريد ، وأنا وأخي جد حريصين على ألا يتأخر إخراج الكتاب ، ونريد أن نتفادى ذلك ما استطعنا. فرأينا منذ هذا الجزء الحادي عشر أن تكون مراجعتي الأحاديث في أعقاب طبع كراريسه ، ثم أفرد ما بدا لي من زيادة في التخريج ، وما أراه من رأي في بعض الأحاديث - وخاصة المرفوع منها - في قسم مستقل يطبع في آخر كل جزء ليكون تتمة التخريج ، فنجمع بذلك بين المقصدين : إتمام التخريج ، وتحقيق الأحاديث ومراجعتها. ثم الحرص على ظهور الكتاب في فترات متتالية دون تأخير ، إن شاء الله)أهـ
وقد ألحق أحمد شاكر في نهاية الأجزاء الحادي عشر وما بعده تتمة للتخريج الذي قام به أخوه محمود فأبان عن قدم راسخة في دراسة العلل والأسانيد ، وأضاف إضافات متميزة فاتت محمود رحمه الله.
وفي هذا تصديق لما ذكره الدكتور محمود الطناحي في جانب كبير منه ، وتوضيح لعمل كل منهما رحمهما الله وغفر لهما ، وشكر الله لأخي أبي بيان هذا التنبيه ، ولأخي أبي عبدالملك حسن التعقيب والله الموفق .
---
أبو بيان
10-14-2004, 05:27 PM
شيخي الفاضلين:
ما أجمل ما كتبتما,
وبه يكتمل الموضوع, وتحصل الفائدة,
ولعل أهم فائدة فيما كُتِب تمييز عمل كلّ من الشيخين في جانب التخريج؛
ليُنسَبَ العلم والفضل لأهله,
خاصة عند الإفادة في التخريج من عملهما.
والله الموفق.
---
(1/579)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > استعادة الملفات بعد الحذف Recover My Files 4,42 مع الشرح
---
استعادة الملفات بعد الحذف Recover My Files 4,42 مع الشرح
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 05:24 PM
http://65.254.50.26/RecoverMyFiles-Setup.exe
هذا السيريال نمبر البرنامج من الأخ ( فاصل الريوس )
name: dT-2004
s/n: 7D96-F78D-1120-C56C-D26A-B7BC-9D93-5647-584A-DFCD
الشرح
http://althgaa.jeeran.com/RecoverMyFiles/AAA2.GIF
وظيفة كل زر حسب الترقيم
1- Fast search
هذا الخيار للبحث السريع عن الملفات والمجلدات كما يمكن البحث عن الملفات المؤقتة وفق معالج يساعدك في أداء الكثير من المهام.
2- Complete Search
هذا الخيار للبحث المتقدم محركات الأقراص التي ترغب البحث بداخلها كما يمكنك تحديد امتداد ونوع الملف كما يمكن البحث عن الملفات المؤقتة وفق معالج يساعدك في إتباع خطوات موضحة بالشرح المرفق.
3- Format Recover
لاستعادة الملفات والمجلدات المحذوفة حتى عمل فورمات للنظام لديك (Format).
4- Manually set Options
خيارات و إعدادات البرنامج ومنها يمكنك اختيار الطريقة المناسبة للبحث في الملفات المحذوفة والمفقودة كما يمكنك استخدام المعالج الإرشادي أو الاستغناء عنه بالإضافة إلى اختيار أنواع الملفات التي ترغب في البحث عنها
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 05:52 AM
للشرح بالصور اتبع الصور[/COLOR][/CENTER][/SIZE]http://www.imageswebhost.com/uploads/7c36013d3a.jpg
http://www.imageswebhost.com/uploads/d0447bcaaf.jpg
http://www.imageswebhost.com/uploads/41ea292b0a.jpg
http://www.imageswebhost.com/uploads/75349e8094.jpg
---
(1/580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > معان وفوائد وأحكام الاستعاذة كتاب الكتروني رائع
---
معان وفوائد وأحكام الاستعاذة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
08-20-2006, 10:11 PM
معان وفوائد وأحكام الاستعاذة كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
( أعوذ بالله من الشّيْطان الرّجيم )
مَعان ، وفوائد ، وأحْكام
تأليف إسْلام مَنصور عَبْد الحميد
أستاذ الحديث والعقيدة بمعهد الفرقان على شبكة الإنترنت
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 347 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/9d72c4360e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/09ddc58bda.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/b01e2f079c.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alesteaazah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=279857
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ملاحظات حول ملحق النشر الذي وجده الدكتور السالم
---
ملاحظات حول ملحق النشر الذي وجده الدكتور السالم
---
أمين الشنقيطي
11-26-2006, 10:36 AM
(ملاحظات حول ملحق النشر الذي وجده الدكتور السالم وفقه الله،مع بعض التوضيحات )
وذلك من خلال النص الذي سأنقله من رسالة الشيخ سلطان ثم أعلق عليه بعبارتي وهي (قلت :المراد.. )،وجعلتها بين قوسين .
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في رسالة الشيخ سلطان المزاحي (27،27) طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا ،
قوله: ((والطويل في مد البدل على القصر في حرف اللين مع الفتح والإمالة في التقوى طرق ذلك تعلم مما تقدم،
ومن قرأ فيما ذكر اثني عشر وجها،أو بستة أوجه فليتبين طرقا تدل على ماذكره، وإلا فلاالتفات له، ويشهد لما ذكرناه ماقاله الشيخ أحمد بن عبد الحق السنباطي،أنّه وجد على نسخة من التقريب، (قلت: المراد كتاب تقريب النشر)، مسألة: ذِكْرِ الشيخ حسين تلميذ ابن الجزري في كتابه منهاج النشر -الذي جعله بلسان العجم بمنزلة التقريب –
في قوله تعالى(فتلقى آدم) قال فيه بحسب الضرب ستة أوجه، وأما الذي صح من طريق النقل من طريق الشاطبية أربعة أوجه ،المد والتوسط مع التقليل، والمد والقصر مع الفتح، ومن طريق الطيبة وجه خامس وهو التوسط مع الفتح،
في إفراد القراءات وجمعها،
وذكر العلامة عثمان الناشري، أنشدني لنفسه، العلامة محمد بن الجزري :
كآتي لورش افتح بمد وقصر وقلل مع التوسيط والمد مكملا
حرز وفي التلخيص فافتح وسطن وقصر مع التقليل لم يك للملا
وادّعى (قلت: الذي ادعى عثمان الناشري) أنّهما لوكانا له، لذكرهما في نشره، لأنه ذكر فيه نظما له ولغيره،ولم يذكرهما،
(قلت :من هنا كلام الشيخ حسين) يُردّ أنه لايلزم من عدم ذكره لهما، انتفاء كونهما له إذ يحتمل أن يكون نظمهما بعد فراغه منه ،(1/582)
وأيضا هو قال في آخر باب إفراد القراءات وجمعها من النشر،وحيث انتهى الحال إلى هنا ،فلنذكر مثَلاً يُعلِم قرءاة القراء واختلاف الطرق والروايات ثم نجمع مذاهبهم في بعض الآيات رواية رواية،وطريقا طريقا،ولنفرع على طرق هذا الكتاب رواية ورش إذا قرئ له من طريق الأزرق،
(قلت : من هنا كلام الشيخ سلطان) وموجود في نسختنا، (قلت أي نسخة الشيخ سلطان من النشر والله أعلم )، بعد هذا بياضا من هنا إلى الفرش،فلعله في بعض النسخ ذكرها فيه إذ هذا محلهما،لأنه بصدد بيان الطرق والروايات وجمع الآيات،وقد نقل الثقات أنهما له فلايدفع بمجرد الاحتمال،والمثبت مقدم على النافي،وأيضا معناهما منقول عن كتاب منهاج النشر،فليسأل عنه ولينظر فيه.انتهى كلام الشيخ سلطان في رسالته في أجوبة المسائل العشرين.
الملاحظات:
أولاً :التلميذ الذي نسخ الملحق هو الشيخ حسين،وقد وضع الشيخ حسين هذا كتابا سماه (منهاج النشر) وهو بلغة العجم.
ثانيا أن الملحق كان على نسخة من كتاب تقريب النشر كما رآه الشيخ السنباطي.
ثالثا: قال الشيخ حسين في الملحق الذي (وجده الدكتور السالم) فهذه الأوجه الخمسة صحيحة .. قال شيخنا رحمه الله .... ثم قال الشيخ وقد نظن ذلك شيخنا رحمه الله قديما في بيتين وأنسِبها، ورأيت البيتين لما كنت في تبريز مكتوبين في حاشية كتاب لبعض تلامذته الذي استفاد منه في الروم فكتبتهما، وذكرتهما للشيخ حين رحلت إليه بشيراز.
هذا الكلام يعني أن الشيخ حسين ادّعى على الشيخ عثمان الناشري أنه نسب البيتين المعروفين عن ابن الجزري لنفسه، وهو الذي حكاه عنه هنا السنباطي ونقله الشيخ سلطان.
رابعا :أن الشيخ سلطان اعتذر للشيخ عثمان بأن البيتيين قد يكونان في بعض النسخ..
خامسا: نبه الشيخ سلطان على أهمية السؤال عن كتاب الشيخ حسين هذا، والنظر فيه ،الذي هو بلغة العجم.(1/583)
سادسا: أنّ الذي وجده الدكتور السالم هو ترجمة لما حاوله تلميذ ابن الجزري، بدليل قول صاحبه في بداية الملحق: هذا من النشر المفقود في أكثر النسخ قبل فرش الحروف ..الخ.
وعليه فالجديد أنّ الشيخ حسين ذكر هذا المفقود في هذا الملحق،
من بداية قول ابن الجزري: ((وحيث انتهى الحال...)) ، وحيث إنّ كل هذا هو من االمفقود من بعض النسخ، كما ذكر الشيخ سلطان عن نسخته،وعن بعض النسخ ،
فإنّ الشيخ حسين قد أكمله بلغة العجم، ثم وجد من يترجمه، ثم وجده الدكتور السالم في مكتبة الحرم المكي بعنوان رسالة في القراءة لبعض المتقدمين.
اخيراً: أدعوا الدكتور السالم لتحري المعلومات السابقة في نسخ النشر التي بين يديه، وعن مدى فقدان ذلك القدر في بعض النسخ، أي من قوله ابن الجزري: ((حيث انتهى الحال ...إلى أول باب الفرش)).علما بانه ساقط من تحقيق التحقيق الذي أشرف عليه الشيخ علي الضباع 1/206.
فإن كان منعدماً في بقية النسخ ،فلهذا الملحق أهمية كبرى في تكملة النشر، وإن كان موجوداً فيمكن مقارنته بما هو في هذا الملحق .والله أعلم.
---
الجكني
11-26-2006, 12:15 PM
أخي د/أمين : شكرا على هذا الطرح العلمي الرصين وإن كنت لا أوافقك فيه كله ،وسأذكر مرئياتي القاصرة لاحقاً إن شاء الله ،لكن المؤكد عندي أن جميع النسخ (السبعة) التي عندي ليس فيها هذا "الملحق" بل فيها كلها (بياض) في مكانه ،وبعضها جعل مقدار البياض(صفحة ونصف) .
---
(1/584)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال بالنسبة لمن يؤلف ويطبع لهم كتب ؟
---
سؤال بالنسبة لمن يؤلف ويطبع لهم كتب ؟
---
مصطفى علي
03-07-2006, 12:37 AM
بعض أهل العلم الحاليين إذا ما كان يصنف كتاباً وسئل من أصدقائه من أهل العلم ما يعد من الكتب ، يهرب من الإجابة خشية السرقة العلمية ، وهي فعلاً تحدث لبعضهم ، فعل يأثم إذا كتم ما يعد حتى يطبع كتابه فيسجل بذلك السبق .
---
(1/585)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > كيف تفريغ صندوق الرسائل الخاصة ؟
---
كيف تفريغ صندوق الرسائل الخاصة ؟
---
محمد رشيد
06-12-2003, 01:10 AM
بلغتني رسالة الإدارة أن الأخ ناصر يريد مراسلتي ، ثن بلغتني نفس الرسالة بأن الأخ ـ لا أذكر اسمه ـ يريد مراسلتي أيضا ، والرسالة توجهني الى تفريغ صندوق الرسائل الخاصة ولكني لا أستطيع ، فكيف ذلك ؟
بارك الله تعالى فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2003, 12:11 PM
تفتح صندوق الرسائل الخاصة الوارد ثم تضع علامة أمام كل مشاركة تريد حذفها في المربع الذي في أقصى اليسار ثم تختار من أسفل جدول الرسائل عبارة (حذف).
ثم تكرر ذلك مع صندوق الرسائل الصادرة.
وفقك الله
---
(1/586)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > سؤال
---
سؤال
---
سيف الدين
07-30-2006, 03:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الاخ سامي
نسخت ملفا من الهارد ديسك الى سي دي . كان حجم الملف على الهارد ديسك 540 ميغا بايت, ولكن عندما تفحصت السي دي وجدت ان الحيّز المشغول من السي دي 680 ميغا بايت .. ارجو التوضيح ولك جزيل الشكر
---
سامي عبدالعزيز
07-30-2006, 09:22 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هناك شيء أخي الحبيب اسمه الحجم والحجم في القرص
وستجد ذلك عندما تضغط كليك يمين على الملف وتختار propertes
ستجد size
و size on disk
وعندما تنسخ ملفات لأسطوانة ستجد أن الجحم الذي أشغل بها هو الحجم في القرص وليس الحجم فقط
والحجم في القرص يكون أكبر من الحجم .
---
(1/587)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إخفاء الميم الساكنة عند الباء بقلم أ.د. غانم قدوري الحمد
---
إخفاء الميم الساكنة عند الباء بقلم أ.د. غانم قدوري الحمد
---
إبراهيم الجوريشي
05-14-2005, 09:20 AM
إخفاء الميم الساكنة عند الباء
http://www.itimagine.com/hoffaz/forqan/F2005/F40/furqan40-04.htm
مجلة الفرقان العدد40
إخفاء الميم الساكنة عند الباء
أ.د. غانم قدوري الحمد*
كلية التربية - جامعة تكريت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :
فإن جمهور أهل الأداء في زماننا يصفون نطق الميم الساكنة قبل الباء في مثل : {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}[النجم: 28] ، وفي مثل : {أَنْ بُورِك}[النمل:8] ،بأنه إخفاء ، ومنهم من يسميه إخفاءً شفويّاً ، لكنهم مختلفون في كيفية نطق الميم المخفاة ، فمنهم من يطبق شفتيه للميم والباء ، ومنهم من يفتح شفتيه قليلاً لنطق الميم ، ثم يطبقهما لنطق الباء .
وكنت قد درست هذا الموضوع ، وجمعت أقاويل العلماء فيه في وقت سابق(1) ، والذي جعلني أعود إليه هو أني وقفت على أدلة جديدة تعزّز ما رجحته من قبل في كيفية نطق الميم المخفاة عند الباء ، ويمكن أن أعرض تلك الأدلة من خلال تقسيمها إلى دليل نقلي وآخر عقلي:
(1) الدليل النقلي :(1/588)
وقفت مؤخراً على نص يؤكد بشكل واضح انطباق الشفتين في إخفاء الميم عند الباء ، فقد قال عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد ، أبو محمد المالقي (ت 705هـ) في كتابه : شرح التيسير للداني ، المسمى : الدر النثير والعذب النمير ، وهو يتحدث عن قلب النون الساكنة والتنوين ميماً قبل الباء : " لا خلاف في لزوم القلب في جميع هذه الأمثلة وما أشبهها ، وحقيقة القلب هنا أن تلفظ بميم ساكنة بدلاً من النون الساكنة ، ويُتَحَفَّظُ من سريان التحريك السريع ، ومعيار ذلك : أن تنظر كيف تلفظ بالميم في قولك : الخَمْر والشَّمْس، فتجد الشفتين تنطبقان حال النطق بالميم ، ولا تنفتحان إلا بالحرف الذي بعدها ، وكذا ينبغي أن يكون العمل في الباء ، فإن شرعت في فتح الشفتين قبل تمام لفظ الميم ، سرى التحريك إلى الميم ، وهو من اللحن الخفي الذي ينبغي التَّحَرُّزُ منه ، ثم تلفظ بالباء متصلة بالميم ، ومعها تنفتح الشفتان بالحركة ، وَلْيُحْرَزْ عليها ما تستحقه من الشدة والقلقلة "(2).
وهذا النص وإن كان يختص بنطق الميم المنقلبة عن النون الواقعة قبل الباء في مثل {أن م بُورِكَ} فإنه ينطبق على نطق الميم الساكنة قبل الباء في مثل : {وما لَهُمْ بِه} ، يؤكد ذلك قول عبد الوهاب القرطبي ( ت 461 هـ ) :" فلا يوجد في اللفظ فرق بين قوله : {أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ}[الرعد:33] ،{أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}[سبأ: 8] ، وبين قوله : {أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ}[نوح:17] ، {أَنْبِئُونِي}[البقرة:31] ، سواء كان ما قبل الباء نوناً أو ميماً ، لا فرق بينهما ، كله في اللفظ سواء" (3)، كما يدل عليه عدم تفريق أهل الأداء في زماننا بين الحالتين .(1/589)
والمالقي ، صاحب القول السابق ، قال عنه ابن الجزري :" أستاذ كبير ، شرحَ كتاب التيسير شرحاً حسناً ، أفاد فيه وأجاد"(4) ، قرأ على عدد من شيوخ الإقراء في زمانه ، منهم الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص المعروف بابن الناظر ( ت 680هـ ) قاضي المرية ومالقة ، والذي قال عنه ابن الجزري :" الأستاذ المجوِّد ... تصدر للإقراء بمالقة ، وألَّف كتاباً كبيراً حسناً في التجويد ، سمَّاه : الترشيد ، قال أبو حيَّان : رحلت إليه قصداً من غرناطة لأجل الإتقان والتجويد "(5).
والتعريف بالمالقي وكتابه يحتمل تفصيلاً أكثر من هذا ، لكن خشية الإطالة تمنع من ذلك الآن ، ولعل القارئ يدرك مما ذكرته عنه منزلة الرجل وعلو قدره في علم التجويد ، وقيمة رأيه العلمي في الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه ، وأحسب أن قوله السابق مستغن عن التعليق ، لوضوح دلالته على وجوب انطباق الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء، بل هو يجعل انفتاحهما من اللحن الخفي !
(2) الدليل العقلي :
إن مذهب من يفتح شفتيه في نطق الميم الساكنة قبل الباء يثير إشكالاً صوتيّاً ، لأن التأثر بين الأصوات المتجاورة يخضع لضوابط أو قوانين محددة ، ونُطْقُ كلا الصوتين الميم والباء يقتضي انطباق الشفتين ، والفرق بينهما أن النَّفَسَ يجري مع الميم من الأنف ، ويخرج مع الباء من الشفتين ، وانفراج الشفتين أو انفتاحهما قليلاً في مذهب بعض القراء يأتي بعنصر صوتي جديد لا وجود له في العملية النطقية ، كما أنه قد يزيد العملية النطقية صعوبة ، ومن ثَمَّ فإن ذلك يرجح مذهب من يطبق شفتيه ، على نحو ما يتضح من البيان الآتي:
( أ ) انفتاح الشفتين يضيف عنصراً صوتيّاً جديداً :(1/590)
يخضع التغير الذي يلحق الأصوات اللغوية بسبب المجاورة في التركيب إلى ضوابط مطّردة ، أو قوانين صوتية ثابتة ، ومن تلك القوانين أن التأثر بين صوتين متجاورين لا يأتي بعناصر صوتية جديدة ليست في أحد ذينك الصوتين ، فأي تغيير صوتي يلحق أحد الصوتين إنما يستمده من مكونات الصوت المجاور له ، فتجاور صوتين أحدهما مجهور والآخر مهموس قد يؤدي إلى تأثر أحدهما بالآخر في إحدى هاتين الصفتين ، وكذلك تجاور صوتين في أحدهما صفة الإطباق قد يؤدي إلى تأثر الصوت الآخر بها، ويمكن ملاحظة ذلك في مثل قول الله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ}[البقرة:256]، {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ}[الأحزاب:13] . وصفة انفراج الشفتين أو انفتاحهما التي تظهر في مذهب بعض أهل الأداء عند إخفاء الميم الساكنة عند الباء ليست من مكونات أيٍّ من الصوتين ، ومن ثَمَّ فإن ذلك جاء خارجاً عن القوانين الصوتية التي تخضع لها ظاهرة التأثر بين الأصوات المتجاورة في السلسلة الكلامية .
( ب ) انفتاح الشفتين يزيد النطق صعوبة :
إن تأثر الأصوات بعضها ببعض حين تتجاور في الكلام يهدف إلى تحقيق أمرين ، الأول : السهولة في النطق عن طريق التقريب بين صفات الأصوات المتجاورة ، والآخر : الاقتصاد في المجهود عن طريق اختصار حركات أعضاء النطق ، وإذا حللنا ظاهرة التقاء الميم الساكنة بالباء في ضوء هذين الأمرين سنجد أن انفتاح الشفتين بالميم يؤدي إلى زيادة في عمل أعضاء النطق ، ويأتي بعنصر صوتي جديد يتنافى مع مقصد التقريب بين الأصوات واختصار عملية النطق .(1/591)
أما انطباق الشفتين في نطق الميم الساكنة والباء فإنه أقرب إلى تحقيق مقصد السهولة في النطق والاقتصاد في المجهود ، فتندمج عملية انطباق الشفتين لنطق الميم بعملية انطباقهما لنطق الباء ، سوى أن الناطق يرخي أقصى الحَنَكِ الليِّنِ عند نطق الميم ليجري الصوت في الخياشيم ، ثم يطبقه عند نطق الباء ليتحقق النطق بالباء شديدة ، ويخرج الصوت من بين الشفتين بعد انفتاحهما .
وما ذكرته من الدليل النقلي مع الدليل العقلي يرجح رواية من يطبق شفتيه عند نطق الميم المخفاة قبل الباء ، لكن ذلك الانطباق أخف من انطباقهما في الباء ، لأن انطباقهما في الميم القصد منه وضع عائق في طريق النَّفَس لمنع خروجه من الفم ، وتحويله إلى الخياشيم ، وذلك يتحقق بأدنى انطباق ، أما انطباقهما في نطق الباء فإن القصد منه تحقيق صفة الشدة ، وهي لا تتحقق إلا بتقوية الانطباق ، وصرَّح المرعشيُّ ( ت 1150 هـ ) بذلك في قوله :" وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين ، والباء أدخل وأقوى انطباقاً ، كما سبق في بيان المخارج ، فتلفظ بالميم في : { أنْ بُورِكَ } بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدّاً ، ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما ، وتجعل المنطبق من الشفتين أدخل من المنطبق في الميم "(6) .
وختاماً ، إن ما أوردته في هذه العجالة ، وما نقلته في بحثي السابق عن الموضوع ، القصد منه تنبيه القراء وأهل الأداء في زماننا ، ولفت نظرهم إلى هذه القضية ، لمراجعتها وإعادة النظر فيها ، حتى تجتمع كلمتهم ، ويتوحد أداؤهم على أصح نطق وأثبت رواية . والله تعالى أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---------------------------------
الهوامش:
1- وذلك في بحث (إخفاء الميم في النطق العربي) المنشور في كتاب: أبحاث في علم التجويد (ص 134-145) طبعة دار عمار، عمان 1422هـ - 2002م.(1/592)
2- شرح التيسير (ص 448) تحقيق الشيخ عادل أحمد عبدالموجود وصاحبيه، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1424هـ - 2003م.
3- الموضح في التجويد (ص175)، تحقيق غانم قدوري الحمد، دار عمار، عمان 1421هـ - 2000م.
4- غاية النهاية في طبقات القراء 1/477، تحقيق ج. برجستراسر، مكتبة الخانجي بمصر 1352هـ - 1933م.
5- المصدر نفسه 1/242.
6- جهد المقل ص 202، تحقيق د. سالم قدوري الحمد، دار عمار، عمان 1422هـ - 2001م.
-------------------------------------------------------
* رئيس جامعة تكريت سابقاً، له العديد من المؤلفات والتحقيقات في التجويد ورسم المصحف، منها:
- الدراسات الصوتية عن علماء التجويد
- رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية
---
(1/593)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > يكشف كلمة السر للملف المضغوط بالوين رار RAR Password Recovery v1.1 RC16
---
يكشف كلمة السر للملف المضغوط بالوين رار RAR Password Recovery v1.1 RC16
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 02:40 AM
http://www.intelore.com/winrar/rar-password-recovery.exe
الكراك
http://0day.andr.net/c05/07/0713/Intelore.RAR.Password.Recovery.v1.1.RC16-Lz0.ZIP
---
(1/594)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البرهان الجلي في ترجيح القراءات عند الطبري
---
البرهان الجلي في ترجيح القراءات عند الطبري
---
إيمان البحر
02-05-2006, 12:52 PM
البرهان الجلي في ترجيح القراءات عند الطبري
لقد حاولت جاهدةً تقصي الحقيقة في ترجيح إمام المفسرين ابن جرير الطبري للقراءات المتواترة في تفسيره، فوجدت أنها حسب إطلاعي تدور حول أربع حالات وهي كما يلي:
الحالة الأولى: ما صرح ابن جرير رحمه الله فيها بصحة القراءات الواردة في الآية دون ترجيح منه لقراءة على أخرى: وهو ما كانت القراءات فيه مختلفة ألفاظها، متقاربة معانيها بلغات مشهورات في العرب، وقراءات مستفيضات في الأمصار.
مثال ذلك: ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} . قال ابن جرير رحمه الله: واختلفت القراء في قراءة قوله: {ْ وَلَمْ يَقْتُرُوا} فقرأته عامة قراء المدينة (ولم يقتروا) بضم الياء وكسر التاء من أقتر يقتر. وقرأته عامة قراء الكوفيين (ولم يقتروا) بفتح الياء وضم التاء من قتر يقتر. وقرأته عامة قراء البصرة (ولم يقتروا) بفتح الياء وكسر التاء من قتر يقتر.
والصواب من القول في ذلك أن كل هذه القراءات على اختلاف ألفاظها لغات مشهورات في العرب، وقراءات مستفيضات، وفي قراء الأمصار بمعنى واحد فبأيتها قرأ القارئ فمصيب.
مثال آخر:(1/595)
قوله تعالى: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ} . قال ابن جرير: واختلفت القراء في قراءة قوله { مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ } فقرأته عامة قراء المدينة والشام وبعض الكوفيين (مودة) بنصب مودة بغير إضافة بينكم بنصبها، وقرأ ذلك بعض الكوفيين (مودة بينكم) بنصب المودة وإضافتها إلى قوله (بينكم) وخفض (بينكم) وكأن هؤلاء الذين قرؤوا قوله مودة نصبا، وجهوا معنى الكلام إلى إنما اتخذتم أيها القوم أوثانا مودة بينكم، فجعلوا إنما حرفا واحدا وأوقعوا قوله اتخذتم على الأوثان فنصبوها بمعنى اتخذتموها مودة بينكم في الحياة الدنيا تتحابون على عبادتها وتتوادون على خدمتها فتتواصلون عليها. وقرأ ذلك بعض قراء أهل مكة والبصرة (مودة بينكم) برفع المودة وإضافتها إلى البين وخفض البين. وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك جعلوا إنما حرفين بتأويل إن الذين اتخذتم من دون الله أوثانا إنما هو مودتكم للدنيا فرفعوا مودة على خبر إن.
وقد يجوز أن يكونوا على قراءتهم ذلك رفعا بقوله إنما أن تكون حرفا واحدا ويكون الخبر متناهيا عند قوله (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا) ثم يبتدئ الخبر فيقال ما مودتكم تلك الأوثان بنافعتكم، إنما مودة بينكم في حياتكم الدنيا ثم هي منقطعة. وإذا أريد هذا المعنى كانت المودة مرفوعة بالصفة بقوله (في الحياة الدنيا) وقد يجوز أن يكونوا أرادوا برفع المودة رفعها على ضمير هي.
وهذه القراءات الثلاث متقاربات المعاني لأن الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها اتخذوها مودة بينهم وكانت لهم في الحياة الدنيا مودة ثم هي عنهم منقطعة فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب لتقارب معاني ذلك وشهرة القراءة بكل واحدة منهن في قراء الأمصار.(1/596)
الحالة الثانية: هو ما أختار فيها ابن جرير قراءة على أخرى مع تصريحه بصواب البقية، ثم يتبع ذلك بإيضاح سبب الاختيار الذي يتنوع بتنوع الآيات. ويكون ذلك في القراءات المختلفة لفظاً ومعناً، وغالباً ما يعبر عنها بقوله:أعجب القراءات إلينا......
مثال ذلك :قوله تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} قال ابن جرير: واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأ بعضهم (التي جعل الله لكم قيما) بكسر القاف وفتح الياء بغير ألف، وقرأه آخرون قياما بألف.
قال محمد والقراءة التي نختارها قياما بالألف لأنها القراءة المعروفة في قراءة أمصار الإسلام، وإن كانت الأخرى غير خطأ ولا فاسد. وإنما اخترنا ما اخترنا من ذلك لأن القراءات إذا اختلفت في الألفاظ واتفقت في المعاني فأعجبها إلينا ما كان أظهر وأشهر في قراءة أمصار الإسلام.
مثال آخر: قوله تعالى: {فَابْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَاذِهِ} قال ابن جرير: واختلفت القراء في قراءة قوله (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه) فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة وبعض العراقيين بورقكم هذه بفتح الواو وكسر الراء والقاف. وقرأ عامة قراء الكوفة والبصرة (بورقكم) بسكون الراء وكسر القاف. وقرأه بعض المكيين بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف.
وكل هذه القراءات متفقات المعاني وإن اختلفت الألفاظ منها وهن لغات معروفات من كلام العرب غير أن الأصل في ذلك فتح الواو وكسر الراء والقاف لأنه الورق وما عدا ذلك فإنه داخل عليه طلب التخفيف. وفيه أيضا لغة أخرى وهو الورق كما يقال للكبد كبد. فإذا كان ذلك هو الأصل فالقراءة به إلي أعجب من غير أن تكون الأخريان مدفوعة صحتهما.
مثال آخر:(1/597)
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} قال ابن جرير: اختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المدينة عالم الغيب على مثال فاعل بالرفع على الاستئناف إذ دخل بين قوله (وربي) وبين قوله (عالم الغيب) كلام حائل بينه وبينه. وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة والبصرة (عالم) على مثال فاعل غير أنهم خفضوا عالم ردا منهم له على قوله (وربي) إذ كان من صفته. وقرأ ذلك بقية عامة قراء الكوفة (علام الغيب) على مثال فعال وبالخفض ردا لإعرابه على إعراب قوله (وربي) إذ كان من نعته.
والصواب من القول في ذلك عندنا أن كل هذه القراءات الثلاث قراءات مشهورات في قراء الأمصار متقاربات المعاني فبأيتهن قرأ القارئ فمصيب. غير أن أعجب القراءات في ذلك إلي أن أقرأ بها علام الغيب، على القراءة التي ذكرتها عن عامة قراء أهل الكوفة، فأما اختيار علام على عالم فلأنها أبلغ في المدح. وأما الخفض فيها فلأنها من نعت الرب وهو في موضع الجر.
الحالة الثالثة: ما اختاره ابن جرير من القراءات، وجعلها أولى من الأخرى، دون أن يصرح يرد أو إثبات. وهو ما كانت فيه القراءات مختلفة لفظاً ومعناً. وغالباً ما يعبر عن ذلك بقوله :وأولى القراءتين بالصواب.....
وهذه الحالة تحتاج إلى إيضاح وبيان حتى لا يتوهم أن ابن جرير قد رد بعض القراءات المتواترة،فنقول بأن هذا الترجيح ممكن أن يحمل على أن ابن جرير لم يرد القراءة لخطأ فيها أو شذوذ ولكن يختار ما كان مناسباً للتأويل الذي ذهب إليه ليتم التوافق بين القراءة والتأويل فلا يحصل للقارئ لبس عند التلاوة بهذه القراءة.
مثال ذلك:(1/598)
قوله تعالى { فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين } قال أبو جعفر اختلف القراء في قراءة ذلك فقرأته عامتهم فأزلهما بتشديد اللام، بمعنى استزلهما من قولك زل الرجل في دينه إذا هفا فيه وأخطأ، فأتى ما ليس له إتيانه فيه، وأزله غيره إذا سبب له ما يزل من آجله في دينه أو دنياه.
ولذلك أضاف الله تعالى ذكره إلى إبليس خروج آدم وزوجته من الجنة، فقال: فأخرجهما يعني إبليس مما كانا فيه، لأنه كان الذي سبب لهما الخطيئة التي عاقبهما الله عليها بإخراجهما من الجنة. وقرأه آخرون فأزالهما بمعنى إزالة الشيء عن الشيء وذلك تنحيته عنه .
وقد روي عن بن عباس في تأويل قوله( فأزلهما) ما حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج عن بن جريج قال ا بن عباس في تأويل قوله تعالى( فأزلهما الشيطان )قال: أغواهما .
وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ فأزلهما لأن الله جل ثناؤه قد أخبر في الحرف الذي يتلوه بأن إبليس أخرجهما مما كانا فيه، وذلك هو معنى قوله فأزالهما فلا وجه إذ كان معنى الإزالة معنى التنحية والإخراج أن يقال فأزالهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، فيكون كقوله فأزالهما الشيطان عنها فأزالهما مما كانا فيه، ولكن المعنى المفهوم أن يقال فاستزلهما إبليس عن طاعة الله كما قال جل ثناؤه فأزلهما الشيطان، وقرأت به القراء فأخرجهما..
توجيه القراءات
قرأ حمزة فأزالهما بحذف الألف، وقرأ الباقون فأزلهما بإثبات الألف.
مثال آخر:
قال تعالى:{وَكَذالِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل المدينة والكوفة وليقولوا درست، يعني قرأت أنت يا محمد بغير ألف .(1/599)
وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين، منهم بن عباس، على اختلاف عنه فيه، وغيره، وجماعة من التابعين، وهو قراءة بعض قراء أهل البصرة، وليقولوا دارست بألف بمعنى قارأت وتعلمت من أهل الكتاب. وروى عن قتادة أنه كان يقرؤه درست بمعنى قرئت وتليت، وعن الحسن أنه كان يقرؤه درست بمعنى انمحت.
وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه وليقولوا درست، بتأويل قرأت وتعلمت، لأن المشركين كذلك كانوا يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - ،وقد أخبر الله عن قيلهم ذلك بقوله( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) فهذا خبر من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره. فإذ كان ذلك كذلك فقراءة وليقولوا درست يا محمد بمعنى تعلمت من أهل الكتاب أشبه بالحق وأولى بالصواب من قراءة من قرأه دارست بمعنى قارأتهم وخاصمتهم وغير ذلك من القراءات.
توجيه القراءات
قرأ ابن كثير وأبو عمرو دارست بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء ،وقرأ ابن عامر ويعقوب درست بغير ألف مع فتح السين وسكون التاء، وقرأ الباقون درست بغير ألف وإسكان السين وفتح التاء.
الحالة الرابعة/يصرح فيها ابن جرير برد القراءة ويعبر عنها بالشاذة،وهذه هي الحالة التي تحتاج إلى دراسة وبحث لخطورتها. وقبل ذلك نذكر الأمثلة:(1/600)
قوله تعالى { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .قال ابن جرير رحمه الله: وقد قرأ بعضهم( فتلقى آدم من ربه كلمات) فجعل الكلمات هي المتلقية آدم، وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ كان كل ما تلقاه الرجل فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء، ويخرج من الفعل أيهما أحب، فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع آدم، على أنه المتلقي الكلمات لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات، وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه السهو والخطأ .
توجيه القراءات
قرأ ابن كثير بنصب ميم آدم ورفع تاء كلمات، وقرأ الباقون برفع ميم آدم ونصب تاء كلمات بالكسرة.
وقد رد ابن جرير قراءة النصب ولم يجوز إلا قراءة الرفع.
قال تعالى: { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً }
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق وعامة القراء( إلا أن تكون تجارة حاضرة) بالرفع، وانفرد بعض قراء الكوفيين فقرأه بالنصب. وذلك وإن كان جائزا في العربية إذ كانت العرب تنصب النكرات، والمنعوتات، مع كان وتضمر معها في كان مجهولا، فتقول: إن كان طعاما طيبا فأتنا به، وترفعها فتقول :إن كان طعام طيب فأتنا به، فتتبع النكرة خبرها بمثل إعرابها .
فإن الذي أختار من القراءة ثم لا أستجيز القراءة بغيره الرفع في التجارة الحاضرة ،لإجماع القراء على ذلك ،وشذوذ من قرأ ذلك نصبا عنهم، ولا يعترض بالشاذ على الحجة.
توجيه القراءات
قرأ عاصم تجارة حاضرة بنصب التاء فيهما، وقرأ الباقون برفع التاء فيهما.
وقد صرح ابن جرير بعدم جوازه لقراءة النصب مع أنها متواترة.ووصفها بالشاذة.فلا نستطيع في هذه الحالة أن نقول ما قلناه في الحالة السابقة،بل لابد من البيان والإيضاح.(1/601)
وقبل أن نشرع في ذلك لا بد من معرفة نشأة علم القراءات ليكون لدينا تصور كامل عن المسألة.
نشأة علم القراءات:
أتى على علم القراءات حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم أهل عهد التدوين للقراءات ولم يكن لهذه القراءات السبع وجود بل كان أول من صنف في القراءات أمثال أبي عبيد بن سلام وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل القاضي، وقد ذكروا في القراءات شيئاً كثيراً وعرضوا روايات تربو على أضعاف قراءة هؤلاء السبعة، ثم اشتهرت بعد ذلك قراءة هؤلاء السبعة ولكنها لم تدون حتى خاتمة القرن الثالث الهجري إذ نهض ببغداد الإمام المجاهد أحمد بن موسى بن عباس فجمع قراءات هؤلاء الأئمة السبعة .
ومن المعروف لدينا أن القراءة لا تكون قرآناً إلا إذا كانت متواترة، والمعروف أيضاً عند المحققين أن القراءات العشرة الذائعة في هذه العصور متواترة.
وقبل أن تذاع هذه القراءات بين الناس ويحكم بتواترها كانت بعض هذه القراءات متواترة عند قوم وغير متواترة عند آخرين، كما رد الشافعي رواية مالك مع صحتها لمخالفتها ما تواتر عنده، حيث أن التواتر هو رواية الجمع عن الجمع، وأحياناً لا يكون متوفراً في هذا المصر الجمع الغفير الذي يروي عن الجمع الغفير لهذه القراءة وإنما تكون القراءة عن طريق الآحاد فلا يلتفت إليها.
ومن باب حسن الظن بالمسلم-ولاسيما من كان في مكانة ابن جرير من العلم وسيره على نهج السلف- أن نعد رده للقراءة المتواترة من باب كون هذه القراءة لم تكن متواترة عنده، وغير مشتهرة في المصر الذي هو فيه، ولاسيما أن ابن جرير عاش قبل اشتهار القراءات العشر المتواترة. ومن الممكن أن نعد مثل هذا الفعل ميزة للإمام الطبري ودليل على أمانته في النقل حيث أنه رد القراءة التي لم يسمعها من الجمع الغفير عن الجمع الغفير.(1/602)
والخلاصة في ذلك أن طريق الآحاد وعدم وصول التواتر أو عدم علم ابن جرير بتواتر القراءة التي حكم بعدم جوازها كان السبب في طعنه فيها وردها.
هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذا وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 02:49 PM
شكراً جزيلاً للأخت الكريمة على هذه المشاركة حول القراءات عند الإمام الطبري ، وأحسب الأخت الكريمة وضعت هذه المشاركة لنتشارك في التقويم والمدارسة لنستفيد جميعاً ، وفي نظري أن المديح الذي يكيله بعضنا لبعض دوماً لا ينفعنا كالنقد العلمي الهادف الذي يبصرنا بمواطن النقص في تفكيرنا وأساليبنا وبحوثنا. ولذلك فإنني أستميح أختي الكريمة عذراً في هذه النقاط ، فكلنا في هذا الملتقى نتعلم ونتدرب على البحث والنقد الهادف إن شاء الله :
1- لم أجد خلال البحث رجوع للمصادر العلمية الكثيرة التي تناولت موضوع القراءات عند الطبري ، ولا إشارة إلى أن هذه المقالة ملخصة من بحوث أخرى ، مع إن هذا الموضوع قد بحث كثيراً في الملتقى ، وسأشير لها في نهاية المشاركة ، وخلو مثل هذا البحث ولو كان قصيراً عن المصادر والتوثيق يفقده قيمته العلمية ، لأن القارئ يرغب في الاطمئنان لمصدر النقل الذي ينقل منه الباحث ، ومن حقه أن يرجع للمصدر للتحقق ، فإذا خلا البحث من التوثيق لم يتيسر له ذلك ، وإن كان في مقدمة المقال إشارة إلى أنك راجعتي عدداً من الكتب ثم لخصتي المقصود ، غير أن هذا لا يكفي في البحث العلمي.
2- في قولك :(أتى على علم القراءات حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) لعلك تقصدين التدوين في علم القراءات ، لا القراءات المروية نفسها.(1/603)
3- في قولك :(ثم أهل عهد التدوين للقراءات ولم يكن لهذه القراءات السبع وجود بل كان أول من صنف في القراءات أمثال أبي عبيد بن سلام وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل القاضي، وقد ذكروا في القراءات شيئاً كثيراً وعرضوا روايات تربو على أضعاف قراءة هؤلاء السبعة، ثم اشتهرت بعد ذلك قراءة هؤلاء السبعة ولكنها لم تدون حتى خاتمة القرن الثالث الهجري إذ نهض ببغداد الإمام المجاهد أحمد بن موسى بن عباس فجمع قراءات هؤلاء الأئمة السبعة . ومن المعروف لدينا أن القراءة لا تكون قرآناً إلا إذا كانت متواترة، والمعروف أيضاً عند المحققين أن القراءات العشرة الذائعة في هذه العصور متواترة). خلطٌ يبدو أن الذي دعاك إليه الاستعجال أو طلب الاختصار.
فقولك :(ثم أهل عهد التدوين للقراءات ولم يكن لهذه القراءات السبع وجود) ليس صحيحاً بهذا اللفظ ، فأنت تقصدين لم يكن الاقتصار على القراءات السبع موجوداً قبل ابن مجاهد . وهذا صحيح بهذا التعبير دون الأول.
عندما ذكرت أبا عبيد القاسم بن سلام (224هـ) وأبا حاتم السجستاني(255هـ) ، وأبا جعفر الطبري(224هـ)، وإسماعيل القاضي(282هـ) لم تذكري ولو في الحاشية عناوين كتبهم ، أو من ذكر أن لهم مصنفات في القرآءات ، مع صحة هذا الكلام .
في قولك :(ومن المعروف لدينا أن القراءة لا تكون قرآناً إلا إذا كانت متواترة ، والمعروف أيضاً عند المحققين أن القراءات العشرة الذائعة في هذه العصور متواترة) هذا اختصار لكلام حقه البسط والإيضاح .
أسأل الله لك التوفيق والعلم النافع .
موضوعات مهمة ذات صلة :
- هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟ د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991).
- رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات. د.مساعد الطيار. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1071)(1/604)
- الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1155)
---
إيمان البحر
02-13-2006, 01:57 AM
الدكتور الفاضل أشكر لك تقويمك لما كتبت فهذا والله ما أردت، وبالنسبة للمراجع فماكتبته عن القراءات عند ابن جرير كان استقراء مني . ولم أرجع لأي كتاب غير كتاب ابن جرير نفسه وكتاب يخص القراءات المتواترة . وبالنسبة لماكتبت حول تدوين القراءات كان ملخص يسيراً من خلال اطلاعي على بعض كتب القراءات. وسبب كتابتي للموضوع سؤال أستاذ لي في الجامعة وقد سلمت الموضوع له ولكن لم يصححه لي لانشغاله. جزاك الله خير الجزاء
---
عبدالرحمن الشهري
02-13-2006, 07:37 AM
نسأل الله التوفيق للجميع ، وبارك الله فيك .
---
(1/605)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هى الحكمة فى هذا الموقف ؟
---
ما هى الحكمة فى هذا الموقف ؟
---
الصياد
08-19-2004, 09:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هى الحكمة من مراجعة الرسول صلى الله عليه وسلم الله عز وجل فى مسألة الصلاة فى حادثة الاسراء والمعراج ؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 11:08 AM
التخفيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي الحكمة الكبرى من هذه المراجعة ، وقد حصل التخفيف ولله الحمد ، فخففت الصلوات المفروضة من خمسين إلى خمس مع بقاء الثواب.
وقد بحث العلماء في الحكم التي يمكن أن تستنبط من تلك القصة والمراجعة غير هذه الحكمة الكبرى في شرحهم لحديث الإسراء والمعراج في كتب الحديث وكتب السيرة فيمكن مراجعتها كفتح الباري وغيره.
---
(1/606)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشروع الخطة الاسلامية للتعاون الدولي لمكافحة الارهاب
---
مشروع الخطة الاسلامية للتعاون الدولي لمكافحة الارهاب
---
المجدد الوسطي
05-13-2005, 08:07 PM
الاخوة الاحبة قد تم نشر مشروع الخطة الاسلامية للتعاون الدولي لمكافحة الارهاب
والتي اعدها فضيلة العلامة الدكتور عبدالله بن بيه حفظه الله فادعوكم باسم القائمين على الموقع للاطلاع عليها وتقييمها علما ان الباب سيفتح لمناقشة الخطة وتلقي ارائكم حولها في وقت قريب على موقع فضيلة الشيخ
www.binbayyah.net
مع شكري لكل مستجيب للدعوة
اخوكم
---
المجدد الوسطي
05-14-2005, 12:55 PM
اخوتي الاحبة اقدم لكم نص خطة العلامة بن بيه على مراحل ومرحبا بمداخلاتكم
اخوكم
البطل
.................................................. .......................................
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه
{خطة ابن بيّه لمكافحة الإرهاب}
مرجعية الخطة إسلامية إنسانية ونعنى بها مبادئ أخلاقية يزكيها الإسلام والقانون الدوليِّ والمنطق السليم كما تعنى أنّ الأفكار التي تتضمنها تعبر عن شعور أغلب الناس في العالم الإسلامي أصالة ومن الطبيعي أن كثيراً من الناس في كل الديانات والحضارات لهم شعور مماثل.
أهداف الخطة:
- تقديم رؤية مقنعة لمكافحة الإرهاب.
- إيجاد أرضية مشتركة لتعاون دولي لمكافحة الإرهاب تفعل دور المثقفين والعلماء لفتح حوار واسع الآفاق حول معضلة الإرهاب.
خطة إسلامية للتعاون الدولي:(1/607)
مقدمة: إن الإرهاب عابر القارات أساء وآذى العالم كله وفي مقدمته العالم الإسلامي الذي أصبح إلى حدِّ ما يمثل دور الضحية والمتهم لا يمكن القضاء عليه إلا من خلال تضامن دولي صادق وفعال ونعنى بذلك أن ينطلق هذا التضامن من قاعدة مفاهيم متفق عليها نحو أهداف متفق عليها بواسطة وسائل وآليات متفق عليها.
وفي تصوري أن ذلك لم يتم حتى الآن.
والاستشهادات التالية تشير إلى رغبة في تعاون دولي لم تتحقق: الفقرات لكاتبة غربية: ويمكن للأمم المتحدة أن تستمر في دورها كقوة فاعلة في محاربة الإرهاب من خلال مساندة شرعية التصدي العسكري المسلح له وزيادة فاعلية العقوبات الاقتصادية والسياسية وتقوية وإدامة التعاون المتعدد الأطراف لمحاربته وأيضا عن طريق وضع معايير دولية ثابتة لتحديد المسئوليات.
والأهم من هذا كله أن الأمم المتحدة بجهودها الرامية إلى حسم الصراعات الإقليمية ورعاية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير سيادة القانون ومعايير الحكم المناسب تستطيع تحسين الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحيلولة دون استفادة الجماعات الإرهابية منها.
وكان بيان الرياض يؤكد على وجوب تظافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في شتى المجالات.
وقد تقدم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بمقترحات لمؤتمر مدريد المنعقد حول الديمقراطية والإرهاب والأمن تتكون من خمس نقاط لمحاربة الإرهاب.
وتتمحور الإستراتيجية في إقناع الجماعات الساخطة بالعدول عن اختيار الإرهاب كأسلوب لتحقيق أهدافها وحرمان الإرهابيين من وسائل تنفيذ هجماتهم وإثناء الدول عن دعم الإرهابيين وتطوير قدرات الدول لمنع الإرهاب وأخيرا الدفاع عن حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب.(1/608)
وقال عنان إن الإرهاب يمثل هجوما مباشرا على القيم الأساسية التي تنادي بها الأمم المتحدة: سيادة القانون وحماية المدنيين والاحترام المتبادل بين الناس من مختلف الأديان والثقافات والحل السلمي للنزاع،لذلك لا بد أن تكون الأمم المتحدة في الصدارة لمكافحته حيث إن الإرهاب لا يمكن قبوله أو تبريره في أية قضية كانت.
وأضاف الأمين العام أن الأمم المتحدة ظلت لسنوات عديدة تؤدي دورا هاما في جميع هذه المجالات وقد حققت نجاحات هامة إلا أننا نحتاج إلى أن نفعل المزيد ويجب أن نقوم بأفضل من ذلك.
وفي تفصيل أكثر للنقاط التي وضعها قال عنان "إن الإرهابيين يختارون الأساليب الإرهابية لأنهم يعتقدون أن تلك الأساليب فعالة إلا أنه يجب أن نبين بوضوح وعن طريق جميع السلطات المعنوية والسياسية الممكنة أن الإرهاب غير مقبول تحت أي ظرف من الظروف وفي أي ثقافة".
وطالب عنان باتفاقية شاملة تحظر الإرهاب بجميع أشكاله وقال إن الحق في مقاومة الاحتلال ينبغي أن يفهم بمعناه الصحيح إذ لا يمكن قبول قتل أو تشويه المدنيين عمدا.
وأكد الأمين العام أن اللجنة رفيعة المستوى التي عينها العام الماضي لدراسة التهديدات والتحديات العالمية والتوصية بإجراء تغييرات في النظام الدولي، طالبت بوضع تعريف للإرهاب يوضح ما إذا كان "أي تصرف يشكل إرهابا إذا كان القصد منه التسبب في وفاة مدنيين أو غير محاربين أو إلحاق الأذى الجسماني الجسيم بهم بغرض تخويف مجموعة سكانية أو إجبار حكومة أو منظمة دولية على القيام بأي عمل أو الامتناع عنه".(1/609)
أما بالنسبة للعنصر الثاني وهو حرمان الإرهابيين من وسائل تنفيذ هجماتهم أوضح الأمين العام قائلا "إن الأمم المتحدة قدمت في هذا المجال مساهمات هامة، فقد ظلت اتفاقية الأمم المتحدة لقمع وتمويل الإرهاب سارية لمدة ثلاث سنوات، مؤكدا أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء فعال ضد غسيل الأموال بالإضافة إلى حرمان الإرهابيين من الحصول على المواد النووية".
وأضاف عنان كون هجوم كهذا لم يقع بعد فإنه لا يعتبر مبرراً للرضا بما تحقق بل يتيح ذلك فرصة أخيرة لاتخاذ إجراء وقائي فعال.
أما بالنسبة للعنصر الثالث وهو ثني الدول عن دعم الجماعات الإرهابية، أشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة لم تتوان في الماضي عن التصدي للدول التي تأوي الإرهابيين وأن مجلس الأمن فرض عليها جزاءات مختلفة.
وقال عنان يجب الحفاظ على هذه السياسة الحازمة وتعزيزها وعلى كافة الدول أن تعلم أن مجلس الأمن لن يتردد في استخدام التدابير القسرية ضدها في حال تقديمها لأي شكل من أشكال الدعم للإرهابيين.
أما العنصر الرابع والمعني بتطوير قدرة الدول على مكافحة الإرهاب فقد طالب عنان بتقديم المساعدة للدول الفقيرة التي لا تستطيع بناء القدرات التي تحتاج إليها مؤكدا في الوقت نفسه أن الحكم الرشيد وسيادة القانون هما العاملان الأساسيان في مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يركز بصورة متزايدة على مسائل الحكم التي ندرك أنها مسائل هامة للتنمية مشيرا إلى الخدمات التي تقدمها شعبة المساعدة الانتخابية بالمنظمة إلى البلدان في تنظيم الانتخابات كما حدث مؤخرا في أفغانستان وفلسطين والعراق وبوروندي.
أما العنصر الخامس والأخير فهو حماية حقوق الإنسان، وقال الأمين العام في هذا الصدد "إن خبراء دوليين في حقوق الإنسان، بمن فيهم خبراء الأمم المتحدة، يجمعون على أن العديد من التدابير التي تعتمدها الدول حاليا للتصدي للإرهاب تنتهك حقوق الإنسان والحريات الأساسية".(1/610)
وأكد عنان أن الإخلال بقانون حقوق الإنسان لا يمكنه أن يخدم مكافحة الإرهاب بل على النقيض ييسر للإرهابي بلوغ هدفه بمنحه قاعدة أخلاقية عليا وبإثارة التوتر والكراهية وطالب الأمين العام بإنشاء وظيفة مقرر خاص يقدم تقاريره إلى لجنة حقوق الإنسان عن توافق تدابير حقوق الإنسان مع قوانين حقوق الإنسان الدولية".
يمكن أن نستخلص النقاط التالية:
- أن الإرهاب لم يعرف وأن عدم تعريفه يُكون هماً وهاجساً للأمم المتحدة.
- الحاجة إلى تغييرات في النظام الدولي.
- ضرورة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
- الاهتمام بالحكم الرشيد.
- ضرورة احترام حقوق الإنسان التي صرح الأمين العام بأنها انتهكت بالفعل وأن انتهاكها ليس في صالح مكافحة الإرهاب.
في النهاية يمكن الاستنتاج من ما قاله عنان بضرورة إيجاد خطة دولية أكثر إلتزاماً بالأخلاق ومطابقة للقانون الدولي، تحوز رضا الجميع، بما فيهم الدول الصغيرة.
.............................................
يستكمل ان شاء الله تعالى
www.binbayyah.net
---
المجدد الوسطي
05-15-2005, 08:29 AM
الاحبة الاخوة هذا هو الجزء الثاني والاخير من الخطة
اخوكم
................................
في النهاية يمكن الاستنتاج من ما قاله عنان بضرورة إيجاد خطة دولية أكثر إلتزاماً بالأخلاق ومطابقة للقانون الدولي، تحوز رضا الجميع، بما فيهم الدول الصغيرة.
انطلاقاً من هذا أردت أن أقدم أفكاراً وليست خطة أو إستراتيجية تدعي الكمال وتحوز الاتفاق وإنما هي أفكار للمناقشة صورتها برؤية إسلامية صغتها كالتالي:
فما هي رؤية العالم الإسلامي للتعاون الدولي؟ و ما هو موقعه في هذا الوضع ؟
وهل هو شريك أم هو موضوع ؟
- وبكلمة واحدة- ما هو مشروع العالم الإسلامي لمكافحة الإرهاب ؟ وموقعه في المشروع الغربي "العالمي" هل هو لاعب أو لعبة ؟(1/611)
وحيث أن المشروع الغربي قد جرب في أقطار عدة من العالم فهل يمكن للعالم الإسلامي أن يتفرج على لعبة الدومينو هذه حيث تتساقط البيادق نتيجة لإصابة الهدف الأول.
إن العالم الإسلامي - وهو يدين الإرهاب بشدة وقوة- مدعو لتقديم مشروع متماسك فيه شيء من الأخلاق والانضباط لإقناع الغربيين به حتى لا يكون الضحية الدائمة والوحيدة وحتى يحد - على الأقل- من خسائر معركة لا تلوح في الأفق نهايتها إذ أن حرائقها قد رمت مناطق واسعة من العالم الإسلامي.
1- يجب أن يحدد المشروع الإسلامي مفهوم الإرهاب فما هو الإرهاب الإجرامي؟ وما هو السلوك الإرهابي ؟
في غيبة تعريف جامع مانع يجمع أطرافه ويفلع أصدافه ليتبين أن دفاع الضعيف عن أرضه وعرضه ليس إرهاباً لأن عدم وجود تعريف متفق عليه يشكل معضلة قانونية وأخلاقية ويفتح آفاقاً مظلمة في العلاقات بين الشعوب والأمم.
فهل جمع الصدقات من طرف الهيئات الخيرية وتوزيعها على الفقراء والمعوزين إرهاب ؟ إذ أن هذه الهيئات إنما تقوم بأداء وظيفة دينية ففريضة الزكاة في الإسلام تعتبر الركن الثالث بين الأركان الخمسة للإسلام والمسلمون يجب عليهم بنص القرآن الكريم أن يوزعوها على مصارفها.
وهل ممارسة الشعائر وغيرها من المظاهر الدينية يمكن أن توصف بأنها سلوك إرهابي ؟
هل نشر المعاهد الدينية وتدريس العلوم الشرعية إرهاب؟
إنها أسئلة يجب أن تجد أجوبة من خلال تعريف واضح وشفاف، تعريف يشخص الجريمة، فالتشخيص الصائب يهدي إلى الدواء الصائب، وعلى رجال القانون والحقوق أن يقدموا الرؤية الصحيحة غير المنفعلة.
وبعبارة أخرى فإن اعتبار بعض الشعائر من قبيل السلوك الإرهابي يعقد مهمة مكافحة الإرهاب لأنه يوجد نوعاً من اللبس الضار في أذهان المتدينين وهذا لا يمنع من إيقاف كل عمل مخل بالأمن يلبس مسوح الدين أو يتخذ من عمل الخير ذريعة لكن التعميم في هذا المجال له انعكاساته ومفاعيله العكسية.(1/612)
2- وفى المقابل فعلى المشروع الإسلامي أن يقدم رؤية لثقافة التسامح الإسلامية طبقاً للمعايير والمرجعية الإسلامية الكفيلة بتجفيف الينابيع الفكرية للإرهاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة في المنظومة المعرفية والتربوية وبخاصة فيما يتعلق بمفهوم الجهاد حتى يطمئن العالم الغربي بأن الإرهاب ليس مرادفا للجهاد فالإرهاب يختلف عن الجهاد شكلا ومضموناً.
فالإسلام يدعو إلى السلام والتعايش وذلك مؤصل من القرآن والعالم الإسلامي مستعد لغرس ثقافة السلام.
فالجهاد في الإسلام هو حرب دفاعية يعلنها الأمام أي أنها حرب بين دول لرد عدوان كما هو نص القرآن الكريم? أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا..? فلا يمكن لفرد ولا لجماعة أن تعلن حربا أو تقوم بعمليات هجومية على أي بلد تحت أي ذريعة وعلى العلماء والفقهاء أن يسهموا في تعريف الجهاد لتنضبط الفتاوى في هذا المجال.
ولهذا فإن نشر قيم التسامح والتواصل بين الحضارات والثقافات كما أكد عليه بيان الرياض أمر ضروري ويجب أن يكون متبادلاً وليس من جانب واحد.
3- إن المشروع الإسلامي سيؤكد على الشفافية في قضية الاتهام الموجه إلى الأفراد أو الدول لأهمية البينة في الشريعة الإسلامية وفى كل الشرائع السماوية والنظم البشرية فالإنسان بريء حتى تثبت إدانته بالطرق القانونية فبذلك تكون الحرب على الإرهاب أكثر نظافة، لأنها تحترم حقوق الإنسان.
4- إن المشروع الإسلامي يجب أن يؤكد على قاعدة عدم أخذ البريء بالمجرم وهى القاعدة القرآنية التوراتية الإبراهمية بنص القرآن?أم لم ينبأ بما في صحف موسى و إبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى?
وهى قاعدة تعترف بها كل الشرائع والقوانين الدولية.
5- إن المشروع الإسلامي يؤكد على وجوب احترام المواثيق الدولية وسيادة الدول في حال ما إذا وجه الاتهام إلى أفراد أو جماعات ينتمون إلى دولة معينة أو يوجدون تحت سيادتها.(1/613)
فهذه الدولة هي وحدها التي من حقها أن تقوم بعمليات التحقيق والمحاكمة مع إبلاغ الجهة المتضررة بالنتائج التي تتوصل إليها بشفافية ووضوح.
ولهذا فإن معالجة موضوع الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة ستكون له أهمية كبرى لحل العقد القانونية والأمنية والنفسية التي تنشؤ من تنصيب دولة لنفسها مهما كانت قوتها للتدخل المباشر لما يسبب من زعزعة الأمن وربما من تهيئة أجواء للإرهاب أكثر ملائمة.
6- إن المشروع الإسلامي يؤكد على وجوب وجود مشروع دولي لمعالجة الفقر والخصاصة يحترم حقوق الدول الفقيرة في النمو الذاتي ويتيح معاملة منتجاتها وسلعها معاملة تناسب أوضاعها.
7-إن المشروع الإسلامي يؤكد على ضرورة احترام التنوع الحضاري والديني والثقافي للبشرية باعتباره إثراء وانسجاماً وليس تبايناً وصداماً ويبرئ كل الديانات من وصمة الإرهاب وفي طليعتها الدين الإسلامي.
ويدعو إلى حوار حضاري معمق يستند إلى العقلانية والقيم الإنسانية والمصالح المتبادلة.
8- يؤكد المشروع الإسلامي أهمية معالجة المظالم في العالم وبخاصة الظلم التاريخي في القضية الفلسطينية حتى تجتث جذور الإرهاب وتهيأ الظروف لعالم أكثر سلاماً وطمأنينة لأنه أكثر عدلاً وإنصافاً.
وبهذا الصدد فإن وضع المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن حقوق معترف بها دولياً على قدم المساواة مع المنظمات الإرهابية عابرة القارات التي لا تستند إلى أيّ مبدإ خلقي من شأنه أن يضر بقضية مكافحة الإرهاب ويخلط الأوراق ويطرح الأسئلة على الضمير العالمي ويخدم الإرهابيين.
9- تحديد مفهوم الإصلاح المطلوب دولياً ومحلياً سواء تحت مسمى الديمقراطية أو أي مسمى آخر.(1/614)
لكن هذا الإصلاح ليصل إلى أهدافه بالنسبة لكثير من شعوب العالم الإسلامي وهو إصلاح يشمل المجالات الثقافية والسياسية يجب أن يكون مؤصلاً من أرضية إسلامية ليكون مفهوماً ومقبولاً ناشئاً عن تفاعل بين جدلية التراث والمعاصرة بدلاً من إصلاحات مظهرية تهيجها الضجة العالمية غير منبثقة من روح المجتمع وحاجاته.
وبالتالي فلن تأتي في النهاية بالنتائج المتوخاة في مكافحة الإرهاب بل إنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية.
10- إيجاد آليات تعاون أمني تنساب فيها المعلومات بشكل متبادل بين الدول على قدم المساواة دون احتكار يؤكد على الثقة بين مختلف الأجهزة ويشعر الدول الثالثية بمسئوليتها ويزودها بالأدوات الفنية والمادية لتقوم بدور فعال.
كما ينبغي إيجاد آليات لتبادل ثقافي وحوار فاعل بين مختلف الفعاليات في الغرب والعالم الإسلامي وفتح وسائل الإعلام في العدوتين لنشر الحوارات وتعميمها في الجامعات والمراكز الفكرية.
ملاحظة: قبل عقود كان العالم الإسلامي منغلقاً عن فكرة الحوار أما اليوم فنلاحظ أن الجهات الغربية على مختلف الأصعدة تمارس انتقائية في الحوار وأحياناً وضع قائمة من الموضوعات المحظورة "تابوTaboo". وقد خبرت ذلك بنفسي في برشلونة وروما وغيرهما.
إن هذه النقاط العشر تمثل محاولة لإيجاد عقد عالمي طوعي يتمتع بأخلاقية تجعل كل الأطراف تتصرف بطمأنينة وثقة متبادلة تقضى على الإرهاب الإجرامي وتجتثه من جذوره.
ويمكن أن أدعي أن المثقفين وحتى الحكومات الإسلامية تشاطر شعوري بحاجة إلى مثل هذا الميثاق بل أدعي أن الإنسان البسيط الذي يحلم بالعدل ويرغب في السلام له نفس الشعور.
ومن شأن إهمال هذه الموضوعات الحيوية وترك الأمور في داخل العالم الإسلامي وخارجه في مهب رياح أجواء الحروب وتوتراتها والاتهامات الغامضة ضد مجموعات تعيش في الظلام الدامس.
كل ذلك ينشأ وضعا أمنياً مزعزعاً وحالة اجتماعية معكرة ووضعاً من الكساد الاقتصادي
وفي الختام:(1/615)
فإن هذه المساهمة تتصف بالإجمال أكثر من اتصافها بالتعمق في القضايا الجزئية التي لها أهميتها الأكيدة بل والحاسمة في إستراتيجية مكافحة الإرهاب.
وإنّ هذه الأفكار تفترض وجود تباين في المنهج إن لم نقل في الرؤية الحضارية لمكافحة الإرهاب يمثل معوقاً لتنسيق الجهود العالمية للقضاء على ظاهرة الإرهاب يجب الالتفاف عليه.
ولهذا جاءت هذه الخطة -التي لا تدعي الكمال ولا التكامل- أنموذجاً لما يمكن أن يكون مقاربة فكرية تشير إلى توجهات من شأنها- إذا حظيت بقبول مبدأي- أن تمثل قاعدة لمعالجة أوسع لأن مساحة المشترك ستكون أكثر اتساعاً وبالتالي ستكون أكثر إيجابية.
ولهذا فإن المحاور المرشحة للنقاش حولها والحوار ستكون:
- المحور الأول: التعريف بين الماضي والحاضر، الفائدة منه والتكييف القانوني والعلاقة الخلقية.
- المحور الثاني: مسالة الدين هل العنف في طبيعته بنيوي؟
ومن خلال هذا المحور تتم معالجة المناهج والبرامج بين الحقيقة والوهم.
- المحور الثالث: هل المظالم محفز ومحرض فقط ؟ أم سبب أصيل؟ وهل يمكن اجتثاث الإرهاب دون إزالة هذه المظالم ولو جزئياً ؟
هل التركيز على الديمقراطية جزء من الحل أم تهرب بالنسبة للفاعلين الدوليين من الحلول الأكثر صعوبة.
وهو سبحانه وتعالى وليُّ التوفيق
عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه
وزير العدل –سابقاً-
أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز –جدة
.................................................. .............................
www.binbayyah.net
---
(1/616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لطائف من سيرة العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله -
---
لطائف من سيرة العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله -
---
محمد بن إبراهيم الحمد
10-24-2005, 10:41 PM
لطائف من سيرة العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله -
هو العلامة الشيخ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، ولد في ضاحية المرسى في تونس سنة 1296هـ وقيل 1297هـ بقصر جده للأم الصدر الوزير محمد العزيز بو عتور.
وقد شب في أحضان أسرة علمية، ونشأ بين أحضان والد يأمل أن يكون على مثال جده في العلم والنبوغ والعبقرية، وفي رعاية جده لأمه الوزير الذي يحرص على أن يكون خليفة في العلم والسلطان والجاه.
تلقى العلم كأبناء جيله، حيث حفظ القرآن، واتجه إلى حفظ المتون السائدة في وقته، ولما بلغ الرابعة عشرة التحق بجامع الزيتونة سنة 1310، وشرع ينهل من معينه في تعطش وحب للمعرفة، ثم برز ونبغ في شتى العلوم سواء في علوم الشريعة، أو اللغة، أو الآداب أو غيرها، بل والطب، وإتقان الفرنسية؛ فكان آية في ذلك كله.
له مؤلفات عديدة في شتى الفنون، منها تفسيره المسمى بالتحرير والتنوير، ومقاصد الشريعة، وأصول النظام الاجتماعي في الإسلام، وكشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ، وردٌّ على كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق، وأصول التقدم في الإسلام، وأصول الإنشاء والخطابة، وأليس الصبح بقريب، وغيرها كثير كثير سواء كان مطبوعاً أو محفوظاً.
وكان ذا عقل جبار وذا تدفُّق وتدفُّع في العلم؛ فكأنه إذا كتب في أي فنٍّ أو موضوع - يغرف من بحر، وينحت من صخر؛ فإذا رأيت عنوان الموضوع الذي يريد الكتابة فيه قلت: ماذا سيقول؟ فإذا قرأت ما تحته رأيت العجب العجاب، لهذا فإنك تحتاج وأنت تقرأ له أن تُحضر ذهنك، ولا تتشاغل عنه.(1/617)
وكان ذا أسلوب محكم النسج، شديد الأسر، يذكر بأرباب البيان الأوائل.
وكان إذا كتب استجمع مواهبه العلمية، واللغوية، والأدبية، والاجتماعية، والتاريخية، والتربوية وغيرها لخدمة غرضه الذي يرمي إليه.
ولهذا فلا غرو أن تجد في كتاباته عن أي موضوع: القصة، والحادثة التاريخية، والنكتة البلاغية، والمسألة النحوية، والأبيات الشعرية، والمقاصد الشعرية، والمناقشة الحرة، والترجيح والموازنة.
كل ذلك بأدب عالٍ، وأسلوب راق، ونفس مستريض؛ فتشعر إذا قرأت له أن هذا البحث كتبه مجموعة من المتخصيصين في فنون شتى.
توفي - رحمه الله - يوم الأحد 13 رجب 1393هـ.
وقد تولى مناصب علمية وإدارية بارزة كالتدريس، والقضاء، والإفتاء، وعضويات المجامع العلمية، وغيرها.
أولياته: اعتنى الأوَّلون بالتصنيف بالأوائل, مثل أبي هلال العسكري, والجراعي, والسيوطي, وللشيخ محمد الطاهر ابن عاشور أوّليات تستحقّ الوقوف عندها, والإشارة إليها, وهي مظهر من مظاهر تميّز المترجم - رحمه الله - وهذا ما تيسَّر لديّ جمعه؛ من ذلك أنّه:
1- أوّل مَن فسَّر القرآن كاملاً في إفريقيّة, وذلك في كتابه العظيم (التحرير والتنوير)؛ وإفريقيّة اسم يشمل البلاد التونسية وما حولها, وتحديداً ما بين برقة وطنجة, وقد يطلقها البعض على القيروان كونها كانت مقرّ الإمارة, وقد سبقه إلى ذلك يحيى بن سلاّم القيرواني (ت200هـ -815م) , الذي صنَّف كتاب (التصاريف) وهو تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرَّفت معانيه, أي: في الوجوه والنظائر, غير أنَّ التفسير الكامل للقرآن الكريم كان على يد الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور, فقد ادّخر الله هذا الفضل له؛ ليتوِّجهُ به, وقد أخبر بذلك السيد الحبيب الجلولي, ابن أخت الشيخ محمد الطاهر, أحد وجهاء الحاضرة التونسية, الحافظين لتراثها وتاريخها.
2- وهو أوّل مَنْ جمع بين منصب شيخ الإسلام المالكي, وشيخ الجامع الأعظم (الزيتونة).(1/618)
3- وهو أوَّل مَنْ سُمِّي شيخاً للجامع الأعظم سنة (1351هـ - 1932م) ليتولَّى الإصلاحات العلمية والتعليمية, فكان أوّل شيخ لإدارة التعليم بجامع الزيتونة عوضاً عن النظارة [1] التي كانت هي المسيّرة للتعليم به.
4- وأوَّل مَنْ لُقِّبَ بشيخ الإسلام, وهو لقب تفخيمي تداولته الرئاسة الشرعية الحنفية بتونس منذ القرن العاشر الهجري, ولم يكن لدى المالكية بتونس هذا اللقب.
وقد أُطلق على رئيس المجلس الشرعي الأعلى للمالكية بصفة رسمية عليه.
5- وهو أوَّل مَنَََْ تقلَّد جائزة الدولة التقديرية للدولة التونسية ونال وسام الاستحقاق الثقافي سنة (1968م), وهو أعلى وسام ثقافي قررت الدولة التونسية إسناده إلى كلّ مفكر امتاز بإنتاجه الوافر ومؤلفاته العميقة الأبحاث, ودعوته الإصلاحية ذات الأثر البعيد المدى في مختلف الأوساط الفكرية.
وحصل على جائزة رئيس الجمهورية في الإسلاميات عامي (1972م - 1973م).
6- وهو أوَّل مَنْ أحيا التصنيف في مقاصد الشريعة في عصرنا الحالي بعد العزّ بن عبدالسلام (ت 660هـ) والشاطبي (790هـ).
7- وهو أوَّل مَن أدخل إصلاحات تعليميّة وتنظيميّة في الجامع الزيتوني في إطار منظومة تربوية فكرية, صاغها في كتابه: (أليس الصبح بقريب) الذي ألفه في بواكير حياته، والذي يدل على عقلية تربوية فذة، والذي كان شاهداً على الإصلاح التربوي والتعليمي الشرعي المنشود.
فأضاف إلى الدراسة موادّ جديدة كالكيمياء والفيزياء والجبر وغيرها, وأكثر من دروس الصرف, ومن دروس أدب اللغة, وشَرَع بنفسه في تدريس ديوان الحماسة, ولعلّه أول من درّس ذلك في الزيتونة.
أخلاقه وشمائله: كان الشيخ – رحمه الله – تزينه أخلاق رضية، وتواضع جم، فلم يكن على سعة اطلاعه وغزارة معارفه مغروراً كشأن بعض الأدعياء ممن لم يبلغ مستواه.(1/619)
كان مترفعاً عن صغائر الأمور، إن نظرت إليه – كما يقول مترجموه - لم تقل إلا إنه رجل من النبلاء جمع بين النبل في الحسب والنسب، والنبل في العلم والأخلاق حتى قال فيه الشيخ محمد الخضر حسين: (ليس إعجابي بوضاءة أخلاقه وسماحة آدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم).
اشتهر –رحمه الله – بالصبر، وقوة الاحتمال، وعلو الهمة، والاعتزاز بالنفس، والصمود أمام الكوارث، والترفع عن الدنايا، تراه في كتاباته عفيف القلم،ً حلو المحاضرة، طيب المعاشرة مع تلاميذه حتى إنك لا تجد بين كتاباته رداً على أحد ممن وقف ضده موقف الخصم، بل أسبغ على كتاباته طابع العلم الذي يجب أن يُبَلِّغه، لا مظهر الردود التي تضيع أوقات طالب العلم، وتقود إلى الأحقاد والتعصب.
يقول فيه صديقه في الطلب الشيخ محمد الخضر حسين: (شب الأستاذ على ذكاء فائق، وألمعية وقادة، فلم يلبث أن ظهر نبوغه بين أهل العلم).
ويقول فيه: (وللأستاذ فصاحة منطق، وبراعة بيان، ويضيف إلى غزارة العلم، وقوة النظر صفاء الذوق، وسعة الاطلاع في آداب اللغة، وأذكر أنه كان يوماً في ناحية من جامع الزيتونة ومعه أديبان من خيرة أدبائنا، وكنتُ أقرأ درساً في ناحية أخرى من الجامع، فبعث إلي بورقة بها هذان البيتان:
تألقتِ الآدابُ كالبدر في السَّحَرْ = وقد لفظ البحران موجُهما الدرر(1/620)
فما لي أرى منطيقها الآن غائباً = وفي مجمع البحرين لا يُفقد (الخضر)وقد وصف ابن عاشور نفسه بقوله: (ولا آنَسُ برفقة ولا حديثٍ أُنْسي بمسامرة الأساتيذ والإخوان في دقائق العلم ورقائق الأدب, ولا حُبِّبَ إليِّ شيء ما حُبّبت إلىّ الخلوة إلى الكتاب والقرطاس متنكّباً كلَّ ما يجري من مشاغل تكاليف الحياة الخاصة, ولا أعباء الأمانات العامة التي حُمِّلتُها فاحتملتُها في القضاء وإدارة التعليم حالت بيني وبين أنسي في دروس تضيء منها بروق البحث الذكي, والفهم الصائب بيني وبين أبنائي الذين ما كانوا إلاَّ قرَّة عين وعدّة فخر, ومنهم اليوم علماء بارزون, أو في مطالعة تحارير أخلص فيها نجيّاً إلى الماضي من العلماء والأدباء الذين خلَّفوا لنا آثارهم الجليلة ميادين فسيحة ركضنا فيها الأفهام والأقلام مرامي بعيدة سدَّدنا إليها صائب المهام).
ووصفه أحدهم فقال: رأيتُ فيه شيخاً مهيباً يمثّل امتداداً للسلف الصالح في سمته, ودخل في عقده العاشر ولم تنل منه السنون شيئاً..
قامة سمهرية خفيفة اللحم, وعقلية شابة ثرية بحصيلتها, وقلب حافظ أصاب من علوم القدماء والمحدثين, ولسان لافظ يقدر على الخوض في كلّ شيء من المعارف, وذهن متفتّح يشقّق الحديث روافد مع وقار يزيّنه, وفضل يبيّنه, وأخلاق وشمائل حسنة تهش للأضياف وترحّب بالوارد, وتعطي في عمق لمن يريد الاغتراف من بحر كثرت مياهه, وقد ازدحمت العلوم فيه.(1/621)
ووصفه الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة فقال: (كان فريداً مع تقدّم السنّ في حضور واستحضار ما يسأل عنه من مسائل؛ أذكر أنّني طلبتُ منه ذات يوم من شهر أوت (أغسطس - آب ) (1963م) بعد أن جلستُ إليه في زيارتي له بعد العصر عن وجه إعراب خفي عليّ, فإذا الإمام - رحمة الله عليه - يفيض في بيان ذلك، ويشرح الوجوه المختلفة، فيستشهد بما أوردهُ ابن هشام في (المغني) وفي (التصريح), وكأنه يقرأ في كتاب, وكذلك كان شأنه في كلِّ ما يُسأل عنه من قضايا العلم اللغوي أو الشرعي, كان خزانة علم تتنقل يجد لديه كل طالب بغيته, أعانه على حصول ذلك وبلوغ المرتبة العالية العجيبة في اشتغاله المتواصل بالمراجعة والتدريس والتحقيق والتأليف, مع صحة ذهن, وجودة طبع, وقوة عارضة, وطلاقة لسان.
والشيخ صبور على المحن, فلم يشكُ من أحد؛ رغم الحملات التي أُثير ضدّه؛ ولم أعثر في نقده العلمي على ما يمسُّ الذوق أو يخدش الكرامة, عفّ اللسان, كريم, مُحِبٌ لأهل العلم ولطلبته ولمن كان أهلاً للمحبة.
وكان في مناقشاته العلمية لا يجرح أحداً ولا يحطّ من قدره, فإذا لاحظ تهافتاً في الفكر لمَّح إلى ذلك تلميحاً؛ ولم أجد في خصوماته الفكرية ما يمسّ شخصية أحد قطّ, ورغم الحملات التي شُنَّت ضده في فتوى التجنّس وغيرها لم ينزل عن المستوى الخلقي الذي يتصف به العلماء, بل لم يُشِرْ إلى خصومه, ولم يشكُ منهم قط.
وأما عاداته ومعاملاته؛ فكان الشيخ كثير الإحسان إلى مساعديه من المستكتبين والعملة, ومن عاداته عدم تناول وجبة العشاء, فإذا حضر مأدبة تظاهر بالأكل مجاملةً).
قال داغر: (امتاز إلى جانب علمه ودأبه ومعرفته الواسعة وتحرره الفكري, بالتواضع والنفس الخيرّة والعقل الراجح والتدبير القويم).(1/622)
يقول فيه الدكتور محمد الحبيب بلخوجة: (هو نمطٌ فريد من الأشياخ لم نعرف مثله بين معاصريه أو طلابه أو من كان في درجتهم من أهل العلم, إذ كان انكبابه على الدرس متميّزاً, واشتغاله بالمطالعة غير منقطع, مع عناية دائمة مستمرة بالتدوين والكتابة, وتقديم ما يحتاج إليه الناس من معارف وعلوم, وأذواق وآداب, وملاحظات وتأملات؛ فلا بدع إذا اطّرَدتْ جهودُه واستمرّ عطاؤه في مختلف مجالات الدرس والثقافة, في حقول المعرفة الشرعية الدينية, وفي الدراسات اللغوية, وفي معالجة أوضاع التعليم في الزيتونة, والعمل على إصلاحها, مع ذبّه عن الإسلام أصوله وآدابه, وتطلعه كل يوم إلى مزيدٍ من المعرفة بكلّ ما يمكن أن يقع تحت يده من كتب فريدة, ومخطوطات ومصنفات في شتّى العلوم والفنون.
وقد وهبه الله متانة علمٍ, وسعة ثقافة, وعمق نظر, وقدرة لا تفتر على التدوين والنشر, وملكات نقدية يتضح أثرها في طريقة الجمع بين الأصول والتعريفات, وما يلحق بها من ابتداعات وتصرفات, وهكذا صدرت مقالاته تحقيقاته وبحوثه وتآليفه متدفقة متوالية من غير انقطاع أو ضعف, فَنُشِر ما نُشِرَ, وبقي الكثير منها محفوظاً بخزانة آل عاشور ينتظر من يتولى نشره وطبعه وتحقيقه).
ومن لطائف ذكائه ما ذكره تلميذه أبو الحسن بن شعبان الأديب الشاعر حيث حكى عن نفسه أنه كان يحضر دروس العلامة الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في (الموطأ) وهو إذ ذاك شيخ الزيتونة, وشيخ الإسلام المالكي حوالي عام(1933م), وفي ذات مرة ناقش الشيخ ابن عاشور في مدلول لفظة لغوية, والشيخ ابن عاشور متمكِّن في مادة اللغة, متثبت في نقله, مع سمو ذوق وقدرة على الترجيح بين الأقوال, في أسلوب علمي وحُسن عرض, ولما طالت المناقشة أراد المترجم أن يفحم الشيخ ابن عاشور؛ فاخترع لوقته شاهداً شعرياً على صحّة زعمه, فأجابه الشيخ ابن عاشور بديهةً ومن الوزن والرويّ نفسه:
يروون من الشعر ما لا يوجد(1/623)
ففغر فاه مبهوتاً من شدة ذكاء الشيخ وسرعة بديهته.
ولئن كانت كتب الشيخ ابن عاشور – رحمه الله – وأبحاثه كثيرة متنوعة فإن أعظمها وأشهرها وأحبها إلى قلبه تفسيره التحرير والتنوير الذي مكث في تأليفه تسعاً وثلاثين سنة؛ حيث بدأ فيه سنة 1341 وانتهى منه عام 1380هـ وختمه بكلمة عظيمة مؤثرة قال فيها: (وإن كلام رب الناس حقيق بأن يُخدم سعياً على الرأس, وما أدّى هذا الحق إلا قلم مفسر يسعى على القرطاس, وإنَّ قلمي استنَّ بشوط فسيح, وكم زُجِرَ عند الكَلالِ والإعياء زجر المنيح, وإذ قد أتى على التمام فقد حقَّ له أنْ يستريح.
وكان تمام هذا التفسير عصر يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رجب عام ثمانين وثلاثمائة وألف, فكانت مدة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة أشهر, وهي حقبة لم تَخْلُ من أشغال صارفة, ومؤلفات أخرى أفنانها وارفة, ومنازع بقريحةٍ شاربةٍ طوراً, وطوراً غارفة, وما خلال ذلك من تشتت بال, وتطور أحوال, مما لم تَخْلُ عن الشكاية منه الأجيال, ولا كُفران لله فإن نعمه أوفى, ومكاييل فضله عَلَيَّ لا تُطَفَّفُ ولا تُكْفا.
وأرجو منه تعالى لهذا التفسير أن يُنجد ويغور, وأن ينفع به الخاصة والجمهور, ويجعلني به من الذين يرجون تجارةً لن تبور.
وكان تمامه بمنزلي ببلد المرسى شرقيّ مدينة تونس, وكَتَبَ محمد الطاهر ابن عاشور)[2].
صداقة ابن عاشور للشيخ محمد الخضر حسين:
لقد انعقدت بين الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور، والشيخ العلامة محمد الخضر حسين -1293-1377هـ - صداقة عظيمة تعد مثالاً رائعاً في صدق المودة، ورعاية الحقوق، ورقة الشعور، وحسن التذمم والوفاء، وحرارة الأشواق ونحو ذلك من المعاني الجميلة؛ فلقد كانا قرينين في طلب العلم بجامع الزيتونة، وبينهما من العمر أربع سنوات حيث ولد الخضر عام 1293 هـ، وولد الطاهر عام 1297هـ.(1/624)
ولقد تعرفا على بعض في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، واستمرت صداقتهما إلى أن فارق الخضر الدنيا عام 1377 هـ..
وأما الطاهر فعاش إلى عام 1393 هـ حيث عُمِّر سبعاً وتسعين سنة.
ولقد فَرَّق الاستعمار بينهما، حيث حكم على الشيخ الخضر بالإعدام والجلاء، فخرج من تونس عام 1331 هـ وتقلَّب في عدد من البلاد ومات في مصر.
وكان كثيراً ما يكاتب الطاهر، ويرد على كتاباته، ويبعث إليه أشواقه، وتحاياه، وتهانيه إذا ما تقلد منصباً.
وهذه نماذج مختارة مما كان بينهما من مودة ومكاتبات.
1- قصيدة بعنوان (عواطف الصداقة).
بعد هجرة الشيخ الخضر من تونس عام 1331 بعث إليه صديقه محمد الطاهر بن عاشور وهو كبير القضاة بتونس رسالة مصدرة بالأبيات التالية :
بَعُدْتَ ونفسي في لقاك تصيدُ = فلم يُغِنِ عنها في الحنان قصيد
وخلَّفت ما بين الجوانح غصة = لها بين أحشاء الضلوع وقود
وأضحتْ أمانيْ القرب منك ضئيلةً = ومرُّ الليالي ضعفها سيزيد
أتذكر إذ ودَّعْتنا صبحَ ليلةٍ = يموج بها أنسٌ لنا وبرودُ
وهل كان ذا رمزاً لتوديع أنسنا = وهل بعد هذا البين سوف يعود
ألم ترَ هذا الدهر كيف تلاعبت = أصابعه بالدر وهو نضيد
إذا ذكروا للود شخصاً محافظاً = تجلى لنا مرآك وهو بعيدُ
إذا قيل: مَنْ للعلم والفكر والتقى = ذكرتُك إيقاناً بأَنْكَ فريد
فقل لليالي: جَدِّدي من نظامنا = فحسبك ما قد كان فهو شديدثم كتب تحت هذه الأبيات: (هذه كلمات جاشت بها النفس الآن عند إرادة الكتابة إليكم، فأبثها على عِلاتها، وهي وإن لم يكن لها رونق البلاغة والفصاحة فإن الود والإخاء والوجدان النفسي يترقرق في أعماقها).
ولما وصلت تلك الرسالة إلى الشيخ محمد الخضر حسين أجاب بالأبيات التالية:
أينعم لي بالٌ وأنت بعيد = وأسلو بطيف والمنام شريد
إذا أجَّجتْ ذكراك شوقيَ أُخْضِلَتْ = لعمري بدمع المقلتين خدود
بَعُدْتُ وآمادُ الحياة كثيرةٌ = وللأمد الأسمى عليَّ عهود [3](1/625)
بعدت بجثماني وروحي رهينةٌ = لديك وللودِّ الصميم قيود
عرفتُك إذ زرتُ الوزير وقد حنا = عليَّ بإقبال وأنت شهيد [4]
فكان غروبُ الشمس فجْرَ صداقةٍ = لها بين أحناء الضلوع خلود
لقيت الودادَ الحرَّ من قلب ماجدٍ = وأصدق من يُصْفي الوداد مجيد
ألم تَرْمِ للإصلاح عن قوس نافذٍ = درى كيف يُرعى طارفٌ وتليدُ
وقمتَ على الآداب تحمي قديمها = مخافةَ أن يطغى عليه جديد
أتذكر إذ كنا نباكر معهداً = حُميَّاه عِلْمٌ والسقاة أسود [5]
أتذكر إذ كنا قرينين عندما = يحين صدورٌ أو يحين ورود
فأين ليالينا وأسمارها التي = تُبلُّ بها عند الظماء كبودُ
ليالٍ قضيناها بتونسَ ليتها = تعود وجيش الغاصبين طريد2- وهذه مقطوعة عنوانها (الوفاء بعهد الصداقة)، وقد قالها الشيخ الخضر عندما سأله بعض الأدباء: كيف كانت صلتكم بالشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تونس؛ فأجابه بهذه الأبيات:
أحببتُه ملءَ الفؤاد وإنما = أحببت من ملأ الودادُ فؤادَهُ
فظفرتُ منه بصاحبٍ إن يدرِ ما = أشكوه جافى ما شكوتُ رقادَه
ودريت منه كما درى مني فتىً = عرف الوفاء نجاده ووهادَه [6] 3- وهذه مقطوعة عنوانها (برقية الشوق)، قالها الشيخ محمد الخضر أثناء رجوعه من الآستانة إلى تونس سنة 1330 هـ، وقد مرت به الباخرة بالقرب من شاطئ (المرسى) حيث كان يقيم صديقه العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور:
قلبي يحيِّيك إذ مرت سفينتنا = تُجاه واديك والأمواج تلتطم
تحيةً أبرق الشوق الشديد بها = في سلكِ ودٍّ بأقصى الروح ينتظم 4- وهذه قصيدة عنوانها (تهنئة بالقضاء) قالها وهو في دمشق؛ لتهنئة صديقه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور عند ولايته القضاء بتونس:
بَسَط الهناءُ على القلوب جناحا = فأعاد مسودَّ الحياة صباحا
إيهِ محيا الدهر إنك مؤنسٌ = ما افتر ثغرك باسماً وضَّاحا
وتعُدُّ ما أوحشْتَنا في غابر = خالاً بوجنتِك المضيئة لاحا
لولا سواد الليل ما ابتهج الفتى = إن آنس المصباح والإصباحا(1/626)
يا طاهر الهمم احتمتْ بك خُطَّةٌ = تبغي هدىً ومروءةً وسماحا
سحبت رداء الفخر واثقة بما = لك من فؤاد يعشق الإصلاحا
ستشد بالحزم الحكيمِ إزارها = والحزم أنفس ما يكون وشاحا
وتذود بالعدل القذى عن حوضها = والعدل أقوى ما يكون سلاحا
في الناس مَنْ ألقى قِلادتها إلى = خَلفٍ فحرَّم ما ابتغى وأباحا
فأدِرْ قضاياها بفكرك إنه = فكرٌ يرد من العويص جماحا
أنسى ولا أنسى إخاءك إذ رمى = صَرْفُ الليالي بالنوى أشباحا
أسلو ولا أسلو علاك ولو أتت = لبنان تهدي نرجساً فياحا
أو لم نكن كالفرقدين تَقَارَنا = والصفو يملأ بيننا أقداحا5- وهذه مقطوعة قالها الشيخ محمد الخضر حسين في صديقيه العلامة أحمد تيمور باشا، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، مبيناً عظيم محبته لهما، حيث قالها بعد موت أحمد تيمور، وفي وقت بُعْده عن ابن عاشور:
تقاسم قلبي صاحبان ودِدْتُ لو = تَمَلَّتْهما عيناي طول حياتي
وعلَّلت نفسي بالمنى فإذا النوى = تُعِلُّ الحشا طعناً بغير قناةِ
فأحمد في مصر قضى ومحمد = بتونس لا تحظى به لحظاتي
أعيش وملءُ الصدرِ وحْشَةُ مُتْرَفٍ = رَمَتْهُ يَدُ الأقدارِ في فَلَواتِ [7]6- وهذه قصيدة عنوانها (مساعي الورى شتى)، قالها مهنئاً صديقه العلامة ابن عاشور عند ولايته التدريس في جامع الزيتونة بتونس سنة 1323هـ
مساعي الورى شتى وكلٌّ له مرمى = ومسعى ابن عاشورٍ له الأمد الأسمى
فتى آنس الآداب أول نشئه = ِفكانت له رُوحاً وكان لها جسما
وما أدبُ الإنسانِ إلا عوائد = تخط له في لوح إحساسه رسما
فتى شب في مهد النعيم ولم تنل = زخارفه من عزمه المنتضى ثلما [8]
وفي بهجة الدنيا وخضرة عيشها = غرور لباغي المجد إن لم يفق حزما
وشاد على التحقيق صرح علومه = فما اسطاع أعداء النبوغ له هضما
ومن شد بالتفويض لله أزره = ومد شباك الجد صاد بها النجما
وذي خطة التدريس توطئة لأن = نراه وقسطاس الحقوق به يحمى [9](1/627)
رجاءٌ كرأي العين عند أولي الحجا = يوافيه كالمعطوف بالفاء لا ثُمَّا [10]
بلونا حُلى الألفاظ في سلك نطقه = فلم يَلْفِ صافي الذوق في عقدها جشما
وفي الناس مهذار تراه يلوكها = بلهجته لوك المسومة اللجما
بِطانةُ صدري صورت من إخائكم = وجاء بنان الخلدِ يرقمها رقما
وإني أرى باب المداجاة ضيقاً = فلا يسعُ النفس التي كَبُرت همَّا
وإن شِمْت في نسج القريض تخاذلاً = وآنست في مغزى فواصله وصْمَا
فزهرة فكري لا تَطيب عُصارةً = إذا نفث الإيحاش فى أضلعي سمَّا
ألم تر أزهار الربى حينَما نأت = أفانينها كان الذبول لها وسما [11]
هذه نبذة يسيرة عن سيرة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور – رحمه الله – ومن أراد المزيد فليرجع إلى الكتب التي ترجمت له، ومنها: كتاب شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور –حياته وآثاره، تأليف د. بلقاسم الغالي.
وكتاب محمد الطاهر بن عاشور: علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه، تأليف إياد خالد الطباع، وكتاب الصداقة بين العلماء لكاتب هذه السطور.
وقد كتبت هذه النبذة استجابة لطلب رواد منتدى ملتقى أهل التفسير الكرام؛ فآمل أن تحوز على رضاهم وقبولهم.
ومن الطريف أنني لما هممت بكتابة هذه اللطائف رأيت الشيخ العلامة ابن عاشور في المنام، وذلك يوم السبت 19 رمضان 1426هـ حيث رأيته وهو يقرأ في مجمع في كتابة حررها، وهي مكتوبة في صحف كبيرة أمامه.
ولما انتهى سلمت عليه، وأخبرته بمحبتي له، ودعائي له، وذكرت له أننا نترَّوى كلامه، ونحفظ بعض أشعاره، وقلت له بعضها ومن ذلك أبياته التي بعثها إلى الخضر والتي مضى ذكرها والتي يقول في مطلعها:
بعدت ونفسي في لقاك تصيد = فلم يغن عنها في الحنان قصيدففرح، وكان بجانبه سائل يسأل مالاً، فأقبل علي وقال لمن معه أعطوه – يعنيني – موعاً بعد العصر.
ثم ركب في سيارته، ولم أعرف ممن معه إلا رجلاً اسمه سليمان الغنيم.
فقلت: لعل ذلك سلامة وغنم لنا جميعاً وللشيخ.(1/628)
رحم الله ابن عاشور، ورفع منزلته، وجزاه خير الجزاء على ما قدم، وتجاوز عنه بلطفه وكرمه.
وجزى القائمين على هذا الملتقى ورواده خير الجزاء على حسن طرحهم، وسمو أدبهم.
الزلفي
21/9/1426هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- النظارة: هي الهيئة المشرفة على التعليم.
[2] - تفسير التحرير والتنوير 30/636-637.
[3] - يعني بالأمد الأسمى: خدمة الدين، والقيام بالدعوة، ومحاربة الاستعمار.
[4] - الوزير: هو محمد العزيز بو عتَّور (1240 - 1325) جد ابن عاشور، من كبار رجال السياسة والعلم في تونس، والبيت إشارة إلى أول لقاء بين الخضر وابن عاشور.
[5] - نباكر: نأتي مبكرين، والمعهد: جامع الزيتونة، والحميا: شدة الغضب وأوله، ويعني به هنا: النشاط، ويريد بالسقاة: أساتذة المعهد وما كان لهم من مهابة وإجلال في قلوب المتعلمين.
[6] - النجاد : ما ارتفع من الأرض ، والوهاد : ما انخفض منها.
[7] - معنى البيت يقول: إن حالي في بعدي عن هذين الصاحبين كحال رجل عاش في نعيم، ثم تحول عنه إلى صحراء جرداء لا نعيم فيها ولا خِصَب؛ فماذا ستكون حاله؟ إنها حال بؤس وشقاء، ولو أنه عاش في أول أمره في شظف عيش لهان عليه الأمر؛ فحال هذا المترف الذي تقلب في النعيم ثم تحول عنه إلى الشقاء كحالي مع صاحبيَّ؛ فبينما أنا أعيش في أنس وسرور ونعيم بسبب قربي منهما، وأُنْسي بهما إذا بي بعيد عنهما، حزين لفراقهما.
وهذا تشبيه بديع رائع.
[8] - يعني أن ابن عاشور عاش في بيت غنى وعزٍّ، ولم يثلم ذلك من عزيمته، ولم ينل من همته، وهذا دليل كمال ومروءة.
[9] - يعني أن توليه للتدريس مؤذنة لأن يتولى القضاء.
[10] - يعني أن هذا الرجاء قريب كالمعطوف بأداة العطف (الفاء) التي تفيد التعقيب لا بـ (ثم) التي تفيد الترتيب والتراخي.
[11] - معنى الأبيات الثلاثة الأخيرة يقول: إذا لحظت في أبياتي هذه ضعفاً فلا تلمني؛ فالفرقة لها أثرها على القريحة.
---
أبومجاهدالعبيدي(1/629)
10-24-2005, 11:48 PM
نفع الله بك وبعلمك شيخنا الكريم ، وجزاك الله خيراً على هذه الدرر التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى .
وتفسير ابن عاشور يعد بحق من أفضل التفاسير . وفيه من النفائس والدرر ما لا يوجد في غيره .
وصدق من قال : كم ترك الأول للآخر ؟
---
إبراهيم الجوريشي
10-25-2005, 08:53 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الترجمة وما فيها من لطائف
عن هذا العلم العالم وبارك الله فيكم
---
مرهف
10-25-2005, 02:35 PM
جزاك الله خيرا على هذه الترجمة الماتعة المفيدة وعوض المسلمين خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 03:05 PM
أحسن الله إليك يا دكتور محمد على هذه الترجمة الماتعة ، ونحن نحب الشيخ محمد الطاهر رحمه الله في الله ، لما انتفعنا به من كتبه دون استثناء ، وأسأل الله أن يوفقك لكل خير ، وقد قام صديقي الأخ علي با وزير بجمع مقالات الطاهر بن عاشور في كتاب كبير سماه (الجمهرة - مقالات العلامة محمد الطاهر بن عاشور) ولعله يصدر قريباً بإذن الله ، وقد سبق نشر بعض المقالات منه في الملتقى والشبكة . وقد سعدت كثيراً عندما رأيت عنايتكم بمقالاته أيضاً سددكم الله وأحسن إليكم.
---
(1/630)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير الإمام الطبري بتحقيق محمود شاكر
---
حمل تفسير الإمام الطبري بتحقيق محمود شاكر
---
طويلب علم صغير
10-14-2004, 09:28 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23348
---
(1/631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة متعلقة بتعلم التفسير
---
أسئلة متعلقة بتعلم التفسير
---
ابن إبراهيم
02-23-2006, 05:06 PM
هل هناك طريقة مرحلية لتعلم التفسير من خلال كتب التفسير بماذا يُبدأ ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-23-2006, 07:47 PM
سبق نقاش هذا الموضوع هنا ..
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم] (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26)
---
(1/632)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أول مسجد أسس على التقوى
---
أول مسجد أسس على التقوى
---
ناصر الغامدي
10-14-2006, 03:41 PM
في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم لبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ركب راحلته فسار يمشي مع الناس ، حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة .
وقد أمر ببناءه صلى الله عليه وسلم وشارك في ذلك
وكان صلى الله عليه وسلم يزوره ، قال صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمره " أحمد النسائي بن ماجه الحاكم
وكان يأتيه صلى الله عليه وسلم راكباً وماشياً كما في الصحيحين عن بن عمر : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشيا "
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2006, 06:41 PM
{ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى } لا يصح نزولها في أهل قباء . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1279)
---
مروان الظفيري
10-15-2006, 12:18 AM
مسجد التقوى:
*قال تعالى:
{ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ(108)}. سورة التوبة.
قال القرطبى:
قوله تعالى: "لا تقم فيه أبدا" يعني مسجد الضرار؛ أي لا تقم فيه للصلاة. وقد يعبر عن الصلاة بالقيام؛ يقال: فلان يقوم الليل أي يصلي؛ ومنه الحديث الصحيح: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). أخرجه البخاري.... وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية كان لا يمر بالطريق التي فيها المسجد، وأمر بموضعه أن يتخذ كناسة تلقى فيها الجيف والأقذار والقمامات.(1/633)
قوله تعالى: "أبدا" ظرف زمان. وظرف الزمان على قسمين: ظرف مقدر كاليوم، وظرف مبهم كالحين والوقت؛ والأبد من هذا القسم، وكذلك الدهر.... وهنا مسألة أصولية، وهي أن "أبدا" وإن كانت ظرفا مبهما لا عموم فيه ولكنه إذا اتصل بلا النافية أفاد العموم، فلو قال: لا تقم، لكفي في الانكفاف المطلق. فإذا قال: "أبدا" فكأنه قال في وقت من الأوقات ولا في حين من الأحيان.
قوله تعالى: "لمسجد أسس على التقوى": أي بنيت جدره ورفعت قواعده على تقوى الله وطاعته من أول يوم ابتدئ في بنائه....والأسس أصل البناء؛ وكذلك الأساس. والأسس مقصور منه... وجمع الأس إساس؛ مثل عس وعساس. وجمع الأساس أسس؛ مثل قذال وقذل. وجمع الأسس أساس؛ مثل سبب وأسباب. وقد أسست البناء تأسيسا.... ومعنى التقوى هنا الخصال التي تُتقى بها العقوبة،...ويدخل فيها كل خير ونفع للمسجد.
أي المساجد هو؟:(1/634)
واختلف العلماء في المسجد الذي أسس على التقوى؛ فقالت طائفة: هو مسجد قباء؛ يروى عن ابن عباس والضحاك والحسن. وتعلقوا بقول: "من أول يوم"، ومسجد قباء كان أسس بالمدينة أول يوم؛ فإنه بني قبل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ قاله ابن عمر وابن المسيب، ومالك فيما رواه عنه ابن وهب وأشهب وابن القاسم.... وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري: قال تماري رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم؛ فقال رجل هو مسجد قباء، وقال آخر هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو مسجدي هذا). قال حديث صحيح. والقول الأول أليق بالقصة؛ لقوله: "فيه" وضمير الظرف يقتضي الرجال المتطهرين؛ فهو مسجد قباء. والدليل على ذلك حديث أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية. قال الشعبي: هم أهل مسجد قباء، أنزل الله فيهم هذا.. وقال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء: (إن الله سبحانه قد أحسن عليكم الثناء في التطهر فما تصنعون) ؟ قالوا: إنا نغسل أثر الغائط والبول بالماء؛ رواه أبو داود..... وروى الدارقطني عن طلحة بن نافع قال: حدثني أبو أيوب وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك الأنصاريون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية "فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" فقال: (يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا) ؟ قالوا: يا رسول الله، نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهل مع ذلك من غيره) ؟ فقالوا: لا غير، إن أحدنا إذا خرج من الغائط أحب أن يستنجي بالماء. قال: (هو ذاك فعليكموه). وهذا الحديث يقتضي أن المسجد المذكور في الآية هو مسجد قباء، إلا أن حديث أبي سعيد الخدري نص فيه النبي صلى الله عليه وسلم على أنه(1/635)
مسجده فلا نظر معه. وقد روى أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة قال حدثنا صالح بن حيان قال حدثنا عبدالله بن بريدة في قوله عز وجل: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" [النور: 36] قال: إنما هي أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي: الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وبيت أريحا بيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام، ومسجد المدينة ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى، بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم....وعن ابن عباس: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} يعني مسجد قباء.....وعن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال: "مسجدي هذا"...وعن عثمان بن عبيد الله، قال: أرسلني محمد بن أبي هريرة إلى ابن عمر أسأله عن المسجد الذي أسس على التقوى، أي مسجد هو؟ مسجد المدينة، أو مسجد قباء؟ قال: لا، مسجد المدينة....وعن ابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد، قالوا: المسجد الذي أسس على التقوى: مسجد الرسول...وعن أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: المسجد الذي أسس على التقوى: هو مسجد النبي الأعظم....وعن سعيد بن المسيب، قال: إن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، هو مسجد المدينة الأكبر.... قال أبو جعفر الطبري: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لصحة الخبر بذلك عن رسول الله. ذكر الرواية بذلك.(1/636)
وفى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى.[البخارى كتاب التهجد]...قال ابن حجر: وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء، ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الأمم السالفة، والثالث أسس على التقوى.
وقال ابن حجر في بقية كتاب المناقب..باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم:(1/637)
و مسجد قباء، فهو أول مسجد بني " يعني بالمدينة، وهو في التحقيق أول مسجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بأصحابه جماعة ظاهرا، وأول مسجد بني لجماعة المسلمين عامة، وإن كان قد تقدم بناء غيره من المساجد لكن لخصوص الذي بناها... وقد اختلف في المراد بقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) فالجمهور على أن المراد به مسجد قباء هذا وهو ظاهر الآية، وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: هو مسجدكم هذا "... قال القرطبي: هذا السؤال صدر ممن ظهرت له المساواة بين المسجدين في اشتراكهما في أن كلا منهما بناه النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأجاب بأن المراد مسجده، وكأن المزية التي اقتضت تعيينه دون مسجد قباء لكون مسجد قباء لم يكن بناؤه بأجر جزم من الله لنبيه، أو كان رأيا رآه بخلاف مسجده، أو كان حصل له أو لأصحابه فيه من الأحوال القلبية ما لم يحصل لغيره، انتهى.... ويحتمل أن تكون المزية لما اتفق من طول إقامته صلى الله عليه وسلم بمسجد المدينة، بخلاف مسجد قباء فما أقام به إلا أياما قلائل، وكفى بهذا مزية من غير حاجة إلى ما تكلفه القرطبي، والحق أن كلا منهما أسس على التقوى، وقوله تعالى في بقية الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) يؤيد كون المراد مسجد قباء، وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) في أهل قباء " وعلى هذا فالسر في جوابه صلى الله عليه وسلم بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء، والله أعلم.... قال الداودي وغيره: ليس هذا اختلافا، لأن كلا منهما أسس على التقوى وكذا قال السهيلي وزاد غيره أن قوله تعالى: (من أول يوم) يقتضي أنه مسجد قباء، لأن تأسيسه كان في أول يوم حل النبي صلى الله عليه(1/638)
وسلم بدار الهجرة، والله أعلم.أ.هـ
*إشكال والجواب عنه:
قوله تعالى: "أحق أن تقوم فيه" أي بأن تقوم؛.... و"أحق" هو أفعل من الحق، وأفعل لا يدخل إلا بين شيئين مشتركين، لأحدهما في المعنى الذي اشتركا فيه مزية. على الآخر؛
( والجواب) فمسجد الضرار وإن كان باطلا لاحق فيه، فقد اشتركا في الحق من جهة اعتقاد بانيه، أو من جهة اعتقاد من كان يظن أن القيام فيه جائز للمسجدية؛ لكن أحد الاعتقادين باطل باطنا عند الله، والآخر حق باطنا وظاهرا؛ ومثل هذا قوله تعالى: "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا" [الفرقان: 24] ومعلوم أن الخيرية من النار مبعودة، ولكنه جرى على اعتقاد كل فرقة أنها على خير وأن مصيرها إليه خير؛ إذ كل حزب بما لديهم فرحون.
( عن موقع صيد الفوائد )
وإن شاء الله أنقل لك ماقاله وحققه أبو زيد السهيلي ،
في كتابه ذي الفوائد الكثيرة :
الروض الأُنُف ...
---
ناصر الغامدي
10-15-2006, 02:13 PM
ربما يا شيخ عبدالرجمن يصح نزولها في مسجد قباء ، وأولى منه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال شيخ الاسلام بن تيمية
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى قال : " هو مسجدي هذا "
يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن الآية واضحة في دخول قباء في الأمر ، إذ لا خلاف في كونها في أهل قباء كما قال بن العربي ، " فيه رجال يحبون أن يتطهروا "
وقد ذكر الحافظ بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال : " هو مسجدي هذا "
حتى لا يتوهم أحد أن ذلك خاص بقاء
منقول بتصرف
---
ناصر الغامدي
10-16-2006, 02:14 AM
لم أعرف أن تعليقكم شيخ عبدالرحمن عنوان بحث
ما تنبهت إلا وقت متأخر جزاك الله خيرا
---
مروان الظفيري
10-16-2006, 11:56 PM
قرأت بحثكم بأُخرةٍ ياشيخنا الفاضل المفضال عبدالرحمن الشهري
ووجدت فيه متعة وفائدة
جزاك الله خيرا
---
(1/639)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كتاب ماذا يريد الغرب من القران؟
---
كتاب ماذا يريد الغرب من القران؟
---
ابن الجزيرة
03-07-2007, 10:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في معرض الكتاب كتاب للدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن وهو بعنوان ماذا يريد الغرب من القران؟
وهو في جناح مكتبة البيان.
وأعتذر إن كان سبق أن نشر في الملتقى.
---
(1/640)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أخلاق القوة الفلسفة والتطبيق
---
أخلاق القوة الفلسفة والتطبيق
---
أحمد الطعان
04-19-2006, 02:01 AM
أخلاق القوة
الفلسفة والتطبيقد. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني : ahmad_altan@maktoob.com
بسم الله الرحمن الرحيم
المحور التمهيدي
من الأنسان نبدأ ، فالإنسان هو محور هذه الحياة ومنطلقها، وهو المخلوق المكرم ، { ولقد كرمنا بني آدم } [ سورة الإسراء آية : 70 ] والمفضل ، { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً } [ سورة الإسراء آية 70 ] والمسوَّد ، والمميز بالعقل ، وهو يمكن أن يرتفع بنفسه ليقارَن بالملأ الأعلى ، في مقعد صدق ، ويباهَى به الملائكة . كما يمكن أن ينحط بنفسه فيصبح أدنى من البهائم { أولئك كالأنعام بل هم أضل } [ سورة الأعراف آية 179 ] .
هذا الإنسان الخليفة { إني جاعل في الأرض خليفة } [ سورة البقرة آية 30 ] وهذا الإنسان المكرم متعه الباري عز وجل بحقوق لا يحق لأحد أن يعتدي عليها أو يهضمها ، وعليه واجبات لا بد أن يزاولها، وفي العصر الحديث يُرفع شعار حقوق الإنسان ، ويُغض النظر عن واجبات الإنسان ، ويصفق كثير من المسلمين لهذا الشعار - حقوق الإنسان- ، دون أن يسألوا أنفسهم من هو الإنسان صاحب هذه الحقوق ، وما هو مفهوم الإنسان عند من شرع لهذه الحقوق ؟ وما هو مفهوم الحق في منظور المشرعين لهذا المبدأ ، وما هي الخلفية الفكرية والفلسفية التي أنضجت هذه المبادئ ، وأثمرت هذا الشعار ؟
إن الإنسان المقصود في المبدأ العالمي المطروح في الهيئة الكبرى لهذا العالم ليس هو نفسه الإنسان المقصود في منظور إسلامنا وديننا ، الإنسان المقصود في الميثاق العالمي هو الإنسان المادي الذي لا يؤمن بألوهية ولا وحي ولا غيب ولا يوم أخروي يقف فيه الناس للجزاء .(1/641)
إنه الإنسان الآلة الميكانيكية الخالية من أي بعد ميتافيزيقي أو روحاني ، إنه الإنسان الذي تقف حدود عقله في داخل هذا الكون المنظور المحسوس، وهو الإنسان الذي تقف حدود أمانيه ورغباته في داخل هذه المادة المتلاشية ، وهو الإنسان الذي لا يطمع في مستقبل آخر وآمال أخرى خارج هذه الأرض وخارج حدود هذا الكون .
بينما في إسلامنا فإن الإنسان هو المؤمن بالغيب وبالله الواحد الأحد ، وبالعالم الآخر ، ويعتبر حياته في هذه الدنيا هي الفصل الأول من المسرحية التي لن تتم إلا بإسدال الستار على عالم التكليف ، والانتقال إلى عالم الجزاء .
وفي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان يٌعتبر الإنسان سيداً الكون ، ويده هي اليد الطولى فيه ، له أن يتصرف فيه كيف يشاء ، وبالحدود التي يوحي بها إليه عقله وضميره، ولذلك فهو يلوث البيئة ، ويستنسخ البشر ، ويجن البقر ، ويدفن النفايات النووية في البلدان الفقيرة ، ويلوث البحار ، ويعبث في الكون كيفما يشاء . بينما في الإسلام فإن الإنسان ليس سيداً للكون ، وإنما هو سيد في الكون ، والفارق بين الأمرين عظيم ، فكونه سيداً للكون يعني أنه هو المتصرف فيه ، والمالك له ، بينما حين يكون مسوداً في الكون فهو بمثابة الوالي المكلف بتصريف شؤون ولايته طبقاً لتعاليم مولاه ، ولا يحق له أن يصدر قراراته بنفسه وإنما ينفذ قرارات مولاه . [ راجع لأستاذنا العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي محاضرته القيمة التي ألقاها في لندن بعنوان : أيهما أقدر على حماية حقوق الإنسان الله أم الإنسان ؟ . دار الفكر – دمشق ] .
أما المجتمعات الغربية ودعاة الحداثة فيقررون أن الإنسان ذاته هو الأولى برعاية هذه الحقوق ، وأما الإسلام فيؤكد أن رعاية هذه الحقوق هي لمن بيده الملك والأمر وهو الذي استخلف الإنسان على هذه الأرض ومتعه بالسيادة فيها . [ راجع للدكتور سعيد رمضان البوطي " الله أم الإنسان " ص 9 ] .(1/642)
إن سيادة الإنسان وحقوقه في الإسلام هي خلعة إلاهية وتكريم رباني ، وأما في النظم الوضعية فهو حق ذاتي له ، استوجبه بذاته ولذاته ، ودون فضلٍ لأحدٍ عليه . وقد اقتضى ذلك في هذه النظم الحديثة أن الإنسان هو الذي يشرع لنفسه ولبني جنسه ، وأما في الإسلام فإن الإنسان مُستخلَف ومُكرَّم بخلعة التسويد ، وعليه أن يقابل ذلك بالخضوع والعبودية لمن بيده الملك والخلق والأمر . [ المرجع السابق ص 13 – 14 ] .
المحور الأساسي
أولاً - الفلسفة اليونانية :
إن الإنسان إذا لم يتشبع بالعبودية الخالصة لله عز وجل فإنه يمكن أن يجازف بأي تصرف ، ويبرر كل رغباته وأهوائه بالفلسفة أو بالعلم أو بالعقل أو حتى بالدين ..
وما يحصل اليوم في العالم المعاصر من ظلم وقهر وعدوان واستعمار لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمارسه الإنسان المتعبد المؤمن ، فما هو إلا نزوات ، وأطماع ، وغرائز وأهواء انساق إليها الإنسان بسائق من الأنانية والطمع والجشع ، أو هو استكبار وتفرعن تملك الأنفس المتمردة ، وطغيان وجبروت استحوذ على الذوات المتجردة عن كينوناتها الإنسانية .
إن العالم الذي يوصف بأنه عالم متحضر اليوم هو الذي يمسك بزمام العالم على المستوى المادي المشاهد والملموس ، وهو الذي يتحكم بمصير الحياة البشرية كما يبدو ، وكما نلاحظ فإن العولمة التي تُطرح أو تُفرض ما هي إلا نتاج فلسفة نمت وترعرعت في ذلك الوسط من العالم وإذا تأملنا في تاريخ هذه الفلسفة فإننا سنجد أنها تقوم - في أغلبها -على مبدأ الأخلاق النفعية ، فليس هناك أي قيمة ذاتية للأخلاق وإنما تنبع قيمتها من مدى ما تحققه من أغراض على مستوى المادة أي الحياة المنظورة .
وسنحاول نحن هنا أن نُطل بشكلٍ موجزٍ على تاريخ الأسس الفلسفية للأخلاق في الغرب منذ أقدم عصورها إلى اليوم ، ثم ننظر في الانعكاسات الواقعية التي نتجت عن هذه الفلسفة ، ونبدأ بالسوفسطائيين الذين أقاموا الأخلاق على ثلاثة أسس هي :(1/643)
1 – القوة : فالحق هو القوة ، والقانون من اختراع الضعفاء ليخدعوا به الأقوياء .
2 – اللذة : فالغاية الأساسية للأخلاق هي تحقيق أكبر قدر ممكن من اللذة .
3 – النسبية : فكل ما تراه أنت حقاً فهو كذلك بالنسبة لك ، وكذلك كل ما أراه أنا فهو كما أراه .
ثم جاء بعدهم أفلاطون فأقام الأخلاق على أربعة أسس :
1 – الحاجة : الحاجة هي أساس الدولة عند افلاطون وعند فلاسفة اليونان عموماً إذ أن الأخلاق ضرورية من أجل استقامة الدولة ، ولحاجة الناس بعضهم إلى بعض .
2 – القوة : ولذلك لا مكان في جمهورية أفلاطون للضعفاء والمعوقين والمشوهين وعلى الدولة أن تتخلص من هؤلاء لأنهم يشكلون عبئاً عليها .
4 – العنصرية : وهي مسألة لم يستطع فلاسفة اليونان التخلص منها ، ولذلك أجازوا لليوناني أن يسترق الأجناس الأخرى ومنعوه من استرقاق اليوناني ، وأجازوا للدولة اليونانية أن تبيد الدول الأجنبية ، بينما عليها أن تترفق بالمقاطعات اليونانية المتحاربة معها ، واليوناني ممزوج بالذهب بينما بقية الأجناس ممزوجة إما بالنحاس أو بالفضة .
وعند أرسطو بعض الشعوب أذكياء وتنقصها الشجاعة وبعضها شجعان وينقصها الذكاء بينما اليونان فقط هم الذين يجمعون بين الذكاء والشجاعة .
جاء بعد ذلك أبيقور فلم يكتف بأن اعتبر اللذة هي غاية الأخلاق وإنما اعتبر اللذة هي الخير المطلق .[ راجع د. عبد المقصود عبد الغني الأخلاق بين فلاسفة اليونان وحكماء الإسلام ص 119 وراجع أيضا أحمد أمين وزكي نجيب محمود " قصة الفلسفة اليونانية " ] .(1/644)
ثم تنتهي رحلة الفلسفة اليونانية بالشكاك الذين أعلنوا عجز العقل عن الوصول إلى اليقين ، ولم تكن فلسفتهم هذه سفسطة كما كانت لدى أسلافهم السوفسطائيين ، وإنما أعلنوا أن الشك هو المعتقد النهائي ، بمعنى أن الشك لم يعد وسيلة ، أو طريقاً للوصول بعد ذلك إلى اليقين ، ولم يعد مرحلة مؤقتة ينتقل الإنسان بعدها إلى المبدأ الراجح ، وإنما أصبح الشك هو نهاية العقل ونهاية البحث والمعرفة . [ راجع : يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية " ص 234-241 و " قصة الفلسفة اليونانية " لأحمد أمين وزكي نجيب محمود ص 307 ] .
ثانياً - الفلسفة الغربية الحديثة :
سوف نقفز قفزة مديدة نتجاوز فترة ألف سنة هي فترة العصر الوسيط والتي تعتبرها أوربا فترة ظلام في تاريخها لنطل الآن على عصر النهضة وعصر التنوير ، ثم عصر الحداثة ، وسنحاول أن نبحث عن مبتغانا في الأساس الذي تقوم عليه الأخلاق في هذه الفلسفة التي وسمت بأنها فلسفة النهضة، وفلسفة الأنوار وهي التي أنتجت بعد ذلك الحضارة الحديثة .
ونبدأ بأقدم وأعظم فلاسفة التنوير وهو مكيافللي 1469 – 1527 م :
1 - لقد وجه مكيافللي ضربة قوية للأخلاق المسيحية لأنها بنظره أوهنت من عزيمة الإنسان وأسلمت الدنيا لأهل الجرأة والعنف . ولذلك فهو يفضل الوثنية على المسيحية لأن الوثنية بنظره تمجد الصحة والجاه والقوة وتضفي هيبة على القادة والأبطال ، بينما المسيحية تحض على التواضع والضعف . وهكذا بعد ألف سنة من سيادة المسيحية التي رفعت شعاري المحبة والتواضع حين قال المسيح عليه السلام " من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " يعود مكيافللي ليستعيد مبدأ السوفسطائيين والإغريق عموماً في تكريس أخلاق القوة .(1/645)
2 - والأساس الثاني للأخلاق عند مكيافللي هو أن الغاية تبرر الوسيلة ، ولذلك يجب على الحاكم بنظره أن يكون ماكراً مكر الذئب ، ضارياُ ضراوة الأسد ، غادراً غدر الثعلب ، وأن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير ، وأن يحسن استخدام مبدأ فرق تسد ، من أجل المحافظة على سلطانه ولكن عليه في نفس الوقت أن يكون ماهراً في إخفاء صفاته المرذولة ، بارعاً في الرياء وإظهار الصفات الحميدة ، بل وحتى التدين الشديد . [ راجع : كافين رايلي " الغرب والعالم " ص 13 وبرتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 28 ] .
وأعتقد أن نظرة تأمل في السياسة العالمية اليوم سيجد أنها محكومة بهذه الأخلاق المكيافللية التي تزيد القوي قوة والضعيف ضعفاً " .
هذه الأخلاق الثعلبية المكيافللية اكتملت بعده بقرن من الزمان حين آزرتها ذئبية توماس هوبز 1588 – 1679 فإذا كان مكيافللي قد اجتر من الفلسفة اليونانية أخلاق القوة السوفسطائية وأضاف إليها أن القوة تبرر الوسيلة فإن توماس هوبز قرر أن يجتر من الفلسفة اليونانية الأخلاق الأبيقورية القائمة على مبدأ اللذة ، وأضاف إليها الأنانية ، وتناول ذلك تحت عنوان الذئبية الإنسانية ، فاعتبر الإنسان ذئباً لأخيه الإنسان ، فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ، فالأخلاق يجب أن تقوم على المادة والمنفعة وأخلاق السوق .
[ انظر : كافين رايلي " الغرب والعالم " ص 40 وروبرت أغروس " العلم في منظوره " ص 79 ، 80 ] .
إلا أن أبرز ممثل لأخلاق القوة في الفلسفة الغربية الحديثة هو فريدريك نيتشه 1844 – 1900م والذي اجتمع لديه كل ما كان من تراث فلسفي سابق يحض على القوة ويدعو إليها، بالإضافة إلى تأثره الشديد بنظرية داروين في الانتخاب الطبيعي ، والبقاء للأقوى ، فطرح نيتشه مبدأ الإنسان الأرقى أو الأقوى واستوحى ذلك من فلسفة زرادشت ، واستعان بعلم الأحياء الدارويني ، وأُعجب جداً ببسمارك ونابليون .(1/646)
ويعتبر نيتشة صاحب الإعلان الشهير عن موت الله سبحانه وتعالى ، لأن وجود الله سبحانه وتعالى بنظره يحول دون تأكيد الإنسان لذاته ، ولذلك كان يقول ، لو كان هناك إله فكيف أطيق أن لا أكون إلهاً .
وسخر من الضعفاء والفقراء الذين يحسبون أنهم صالحين ، لأنهم لا يملكون مخالب لينشبوها في أعناق الآخرين ، وحارب كسلفه مكيافللي المسيحية لأنها تحض على أخلاق الرقيق ، وأخلاق العبيد كالحب والتسامح والغفران والتواضع ، وقال عن العهد الجديد بأنه إنجيل إنسان من نوع وضيع ، وكان مثله الأعلى في الحياة الإنسان المتحجر القلب ، المتجرد من العواطف ، الذي لا يعرف الشفقة أو الرحمة . وكان يرغب بالقضاء على الملايين من الضعفاء والفقراء والمعوقين ، لأنه لا يؤمن إلا بالبطل وبأخلاق القوة كما كان أفلاطون يحلم في جمهوريته المثالية
[ راجع : فؤاد زكريا " نيتشه " ص 130 – 40 – 99 – 101 – 102 وول ديورانت – قصة الفلسفة 24 – 526 و برتراندرسل – تاريخ الفلسفة الغربية – ص 401 ، 403 ، 398 ] .
وهكذا ففي نظر نيتشه حفنة من القوة خير من كيس من الحق . وإن الضعفاء الذين يُسمون عدم الأمانة خيانة وعار ، والقوة ظلم ، يعبرون بذلك عن عجزهم وضعفهم وهوانهم . وإن من يريد الحياة يجب أن يسمح لرغباته بالانطلاق إلى أبعد مدى أما الأمانة والعدالة والوفاء فليست من أخلاق الرجال الأبطال ، وإنما من أخلاق العبيد . [ انظر : ول ديورانت " قصة الفلسفة " : ص 25 ] .
إن القوة هي الفضيلة الأساسية بنظر نيتشه ، والضعف هو النقيصة الوحيدة ، وإن الحكم الفصل في جميع الخلافات ومصائر الأمور هو القوة لا العدالة ، وهكذا كان بسمارك يقول : " إنه لا محبة للغير بين الأمم ، وإن قضايا الدول الحديثة لا ينبغي أن تقررها أصوات الناخبين ولا بلاغة الخطب ، وإنما الدم والحديد . [ انظر : ديورانت " السابق " ص 506 ] .(1/647)
لقد كان بسمارك إذاً رمزاً لهذه الأخلاق النيتشوية ، وإذا كان نيتشة هو فيلسوف القوة فإن بسمارك كان سياسيُّ القوة .
ومن هنا تم رفض المسيحية لدى هؤلاء ، لأنها كما هو معلن عنه ديانة الحب والسلام ، وهي بنظر فلاسفة وسياسييِّ القوة لا تصلح لتبرير القوة العسكرية ، والفصل الحديدي ، ولذا فإن بسمارك الذي فرض سيادته على النمسا ، وأخضع فرنسا في شهور قليلة ، ودمج الدويلات الألمانية في امبراطورية عظمى ، لم يكن يؤمن بأخلاق الحب والتسامح والتواضع ، ومن هنا تم استبدال إله المسيحية بالسوبرمان " أو الإنسان الأعلى " إله نيتشة الجديد . "" إن أقوى وأسمى إرادة للحياة لا تجد تعبيراً لها في الصراع البائس من أجل البقاء ولكن في إرادة الحرب ، وإرادة القوة وإرادة السيادة [ انظر : ديورانت " السابق " ص 511 ] . وهذا ما تحاول أمريكا اليوم أن تفرضه على العالم .
لقد ماتت جميع الآلهة بنظر نيتشه وأتاحت الفرصة للإله الجديد السوبرمان أي الإنسان الأعلى . ولقد كتب نيتشة كتابين أحدهما " ما فوق الخير والشر " والثاني " تاريخ تسلسل الأخلاق " وكان يرجو في هذين الكتابين تدمير الأخلاق القديمة القائمة على المحبة والصدق والتواضع لتحل محلها أخلاق الإنسان الأعلى ، الإنسان المتأله المتفرعن المتغطرس الذي لا يؤمن إلا بالقوة والبطش . ولذلك كان نيتشة شديد الإعجاب بنابليون الذي تسبب في قتل الملايين من الرجال " يا له من منظر رائع عندما قدم الملايين من الأوربيين أنفسهم لنابليون من أجل تحقيق أهدافه ، لقد ضحوا بحياتهم عن طيب خاطر له ، وراحوا يتغنون باسمه وهم يسقطون في ميدان المعركة " [ انظر : " ديورانت السابق " ص 535 ].(1/648)
ويرد على المهاجمين لسياسة نابليون فيقول : " لم يكن نابليون جزاراً ، بل كان محسناً نافعاً ، لأنه قدم للناس موتاً عسكرياً شريفأ ، لأن الحرب أفضل علاج للشعوب التي دب فيها الضعف والترف والراحة والهوان والخسة " . [ السابق ص 545 ] .
لم يكن نيتشة فيلسوف القوة فقط بل كان فيلسوف العنصرية أيضاً ، فقد كان يؤسس للعنصرية الألمانية التي سيتبناها فيما بعد هتلر ويكوي العالم بنارها كما تكويه اليوم أمريكا . فرأى نيتشة أن أخلاق السادة هي أخلاق رومانية وأما أخلاق الضمير والشفقة فهي أخلاق سامية ، وأن الشعب الألماني يمتاز بطبيعة رزينة وعمق يبعث على الأمل في أن تنهض ألمانياً يوماً لتخليص العالم . إن ما يوجد في الشعب الألماني من فضائل الرجولة يفوق ما هو موجود في بقية الشعوب [ انظر : السابق ص 526 – 538 ] .
والآن ما الذي حصل لنيتشة الذي أسكرته العظمة وافترى حين صرخ بملء صوته في العالم مات الله "سبحانه وتعالى " لقد قال نيتشة ثملاً بأن المستقبل سوف يقسم الماضي إلى ما قبل نيتشة وما بعد نيتشة ولكن ما الذي حصل ؟
لقد كان جزاءاً عادلاً لمن يتمرد على كينونته وهويته ، ويرفض خلعة الباري عز وجل ، فها هو نيتشة يقضي الأحد عشر سنة الأخيرة من حياته مجنوناً ، وألعوبة بأيدي الصبيان ولقد كان يرفض الضعف فأصبح الآن ضعيفاً ، وكان يرفض الشفقة فأصبح مثاراً للشفقة . وكان يحلم بإبادة الضعفاء والمعوقين والمجانين وها هو اليوم ضعيفاً مجنوناً يعيش في المارستان ، فما أعظم حكمة الله عز وجل ، وما أعدل رحمته .(1/649)
لقد رأينا فيما سبق أن أسس الأخلاق الرئيسة أربعة هي : القوة ، اللذة ، العنصرية ، والحاجة . ورأينا كيف سارت هذه الأسس مترافقة مع أصناف الفلسفة عند اليونان ، وفي أوربا . وها هو فرويد يسير شوطاً أبعد بفلسفة اللذة فيعتبر اللذة المقصودة هي اللذة الجنسية ، في حين كانت تشمل كل أنواع اللذة ، مثل لذة العظمة ، ولذة الواجب ، أما فرويد فقرر أن الموجه للسلوك الإنساني هو اللذة الجنسية ، وإذا علمنا أنه يعتبر الناس أشراراً بطباعهم فإننا ندرك السر في الإباحية العابثة التي تشيع اليوم في المجتمعات الغربية .
وأما فلسفة القوة والحاجة فإن الفلاسفة النفعيين أمثال وليم جيمس وجون استيوارت مل ، وجون ديوى قد تقدموا بها شوطاً آخر حين أضافوا إليهما فلسفة المنفعة" البراجماتزم "،وقالوا بأن المقياس الأول والأخير للأخلاق هو المصلحة والمنفعة الشخصية .
وأما فلسفة العنصرية فقد خصصها رينان أكثر ، وصبغها بصبغة علمية ، وألبسها مسوحاً أكاديمياً حين قرر أن الجنس السامي دون الجنس الآري في التفكير، وخصص أكثر حتى يستثني اليهود أبناء عمومتنا حين قرر أنه من العبث أن نتلمس لدى العرب آراء علمية أو دروساً فلسفية خصوصاً وأن الإسلام قد ضيق آفاقهم وانتزع من بينهم كل بحث نظري وأضحى الطفل المسلم يحتقر العلم والفلسفة . [انظر : د. إبراهيم مدكور " في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق " 1 /16] .
أما في العصر الحديث عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان والعولمة فإن صموئيل هنتغتون وفرنسيس فوكوياما قد تقدما بفلسفة العنصرية والقوة إلى أبعد مدى . [ انظر : صموئيل هنتغتون : صدام الحضارات ، وفرنسيس فوكوياما : نهاية التاريخ ] .
هذه إذن هي أسس الأخلاق في الفلسفة الغربية على مر التاريخ وهي الأسس التي انتصرت وسادت : القوة – اللذة – المنفعة – العنصرية ، فهل كان لهذه الأسس صدى في الواقع العالمي بالأمس واليوم ؟(1/650)
إن الأخلاق الأبيقورية والمكيافللية والنيتشوية هي التي جعلت بسمارك ونابليون لا يباليان بملايين الجنود الذين يموتون في سبيل تحقيق العظمة ، وفي سبيل نشوة القوة ، والشعور بالمجد . وإن أخلاق المنفعة والقوة والعنصرية هي التي دفعت الاستعمار في القرون الماضية إلى بلادنا لنهب خيراتها وثرواتها ، وجعلته يبنى أمجاده وثراءه ورفاهيته وحضارته على حساب فقرنا وامتصاص دمائنا .
وإن فلسفة القوة والمنفعة والعنصرية هي التي دفعت هتلر إلى إبادة ملايين البشر من اليهود والغجر والمعوقين والمسنين لأنهم عُدُّوا أفواهاً مستهلِكة غير منتِجة ، وعُدَّ ذلك إنجازاً عقلانياً لأنه حرر النازية من أية أعباء أخلاقية مثالية ، وتعاملت مع البشر بكفاءة بالغة وبمادية صارمة كما لو أنهم مادة استعمالية نسبية تخضع لقوانين الطبيعة والمادة . وكذلك فعل ستالين حين أباد ملايين من الفلاحين الكولاك في إطار دراسة علاقات الإنتاج ومعدلات النمو " لأن هؤلاء كانوا يعوقون عملية الإنتاج الحتمية " . [ انظر : د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " الجزء الأول] .
لقد كان المسؤولون في إدارات هتلر وستاليني يتحدثون عن الإبادات الجماعية ببرود شديد كما يتكلم رجل الأعمال عن ميزانيته ولم يكن في حديثهم أي أثر للعاطفة أو الشفقة يقول شبيير مهندس هتلر الأول : " إن تركيزي المرضي على الإنتاج وإحصاءات الناتج طمس عندي جميع المشاعر والاعتبارات الإنسانية " [ انظر : كافين رايلي " الغرب والعالم " 2 / 294 و د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية " 1 / 77 ] .(1/651)
وفلسفة القوة هي التي دفعت أمريكا إلى إلقاء قنابلها النووية على هيروشيما وناغازاكي دون حساب لأي اعتبارات إنسانية ، لأن الرغبة في السيادة والسيطرة جعلت الاعتبارات الإنسانية مرجأة . وهي التي جعلتها تقتل في فيتنام ثلاثة ملايين فيتنامي . وهي التي جعلتها قبل ذاك تبيد شعباً بأكمله هم الهنود الحمر، لتحل محله في أرضه ووطنه . وهي التي دفعت بريطانيا لإبادة ثلاثة أرباع الشعب الأسترالي . ودفعت فرنسا لإبادات جماعية وإحراق مدن بأكملها ، وإبادة مليون ونصف إنسان في الجزائر .
هذه الفلسفة هي التي تسود اليوم في العالم ، ومن هنا فإن منظر الفلسطينيين حين نشاهدهم مكبلين مصفوفين على الجدران ، أو جاثين على الركب ، أو منبطحين على الأرض ، أو يُركلون بالأقدام ، وإن منظر الأشلاء المتناثرة ، والجثث المتفحمة ، وبقع الدم الحمراء ، هذا المنظر هو مصدر ألم لنا بل مصدر شقاء متواصل كل يوم ، ولكنه بالنسبة لشارون وبوش وكل سياسيي القوة مصدر لذة وشعور بالنشوة .
وكذلك فإن منظر السجناء في سجن أبي غريب وهم عراة لا حول لهم ولا قوة ، يحولهم العدو إلى أدوات بناء ، أدوات للتسلية واللعب والعبث ، فيصنعون منهم هرماً بشرياً عارياً للتسلية كما يتسلى أحدنا بأعواد الكبريت ، وإن منظر تلك المرأة التي تجردت من أنوثتها وهي تجر بحبل ذلك العراقي كما يجرون كلابهم ، ومنظرها كذلك وهي تعبث بأعضائه وهو عار ،كل ذلك مصدر ألم لكل إنسان فيه ذرة إنسانية ، ولكنه مصدر لذة وشعور بالمتعة والنشوة للإسرائيلي أو الأمريكي الذي تشبع بأخلاق القوة ، وأخلاق اللذة ، وأخلاق المنفعة ، وأخلاق العنصرية .
المحور الختامي
نطرح هنا عدة أسئلة :
السؤال الأول :
هل الإسلام ضد القوة ؟ وهو القائل سبحانه وتعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } [ سورة الأنفال آية 60 ] وهو القائل صلى الله عليه وسلم [ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ] ؟(1/652)
إن الإسلام هو دين القوة { إن خير من استأجرت القوي الأمين } [ سورة القصص آية 26 ] ، ولكن هناك فرق بين المنظور الإسلامي للقوة والمنظور الفلسفي الغربي ففي الإسلام القوة للردع ، لردع الشر والأشرار ، ولردع الباطل ، والقوة في الإسلام مكبوحة بالرحمة والإنصاف والعدل مكبوحة بالأمانة " القوي الأمين " .
أما في الفلسفة الغربية فكما رأينا القوة هي الفرعنة والغطرسة والتأله ، وهي ليست لخدمة الإنسانية ، وإنما لخدمة لون من ألوان الإنسان هو الإنسان الأبيض . إن القوة في الإسلام نوعان : قوة مادية عسكرية وقوة معنوية هي الأمانة ، والثانية هي الحاكمة على الأولى والموجهة لها ، القوة في الإسلام محصنة بداعية الخوف والخشية من الله عز وجل ، بينما القوة الغربية مدفوعة بدافع الغرور والأنانية والتمرد والتفرعن .
و السؤال الثاني هل الإسلام ضد اللذة ؟
أيضاً فالإسلام أباح للإنسان الاستمتاع بالطيبات من الحياة الدنيا { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } [ سورة الأعراف آية : 32 ] وأباح الاستمتاع المشروع بين الزوجين ولكنه ضبط اللذة بمعيار التوسط لا بمعيار البهيمية ، ولفت نظر الإنسان إلى أصناف سامية جداً من اللذة { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ سورة السجدة آية : 17 ] [ أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ] إن الإسلام لا يحارب اللذة وإنما يهذبها ويخلصها من الانحراف والشذوذ .
والسؤال الثالث : هل الإسلام ضد المنفعة ؟(1/653)
إن الإسلام يلبي حاجات الإنسان ومنافعه بواقعية [ ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ] وحيثما كانت المنفعة والمصلحة فثم شرع الله ، ولكنه يمزج هذه الدعوة بالإيثار والتفاني ، ويحذر من الأثرة والأنانية { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [ سورة الحشر آية : 9 ] كما أن المصالح في الإسلام متراتبة بحسب الأهمية : الدين فالنفس فالعقل فالعرض فالمال ، كذلك فإن مصلحة المجموع مقدمة على المصلحة الفردية ، والمصلحة ليست قاصرة فقط على المنظور الدنيوي البحت بل إذا كان { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } فإن { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً } [ سورة الكهف آية : 46 ] . الأصل في الدعوة الإسلامية أنها دعوة إلى الآخرة { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } ولكن في الطريق يحتاج الإنسان إلى البلاغ الذي يعينه في الوصول إلى الغاية { ولا تنس نصيبك من الدنيا } [ سورة القصص آية : 77 ] .
والسؤال الرابع : هل الإسلام ضد العنصرية ؟
نعم الإسلام ضد العنصرية مصطلحاً ومفهوماً ، لأن المصطلح نشأ في ظروف القتل والإبادة للآخرين ، فالعنصرية جاءت من الزعم بأفضلية عنصر ما من البشر على عنصر آخر ، والمقصود بالعنصر هنا الدم والتكوين البشري ، فالألماني بنظر الفلسفة النازية أرقى من سائر الشعوب لأن دماءه من أنقى الدماء ، وهكذا انتشرت فكرة العنصرية .(1/654)
واليوم فإن المفاهيم المطروحة في العالم المعاصر مثل حقوق الإنسان ، والديمقراطية والحرية هي مفاهيم عنصرية على مستوى التطبيق الواقعي ، ولذلك فالعراق يُفتش عشرات المرات بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل بينما إسرائيل تفخر أمام العالم بترسانتها النووية ، وسلمان رشدي يدافع عنه الغرب بكل وسائله الإعلامية لأنه يهاجم الإسلام ، وروجيه غارودي يُحاكم وتُصادر كتبه لأنه قال كلمة لم يرض عنها اليهود ، والمرأة لها أن تلبس ما تشاء ولكن إذا كان ذلك باسم الإسلام وتحت مبدئه وشعاره فليُخلع الحجاب في أول دولة ترفع شعار الحرية والديمقراطية ، ولتداس هذه المفاهيم ما دامت تستند إلى مرجعية إسلامية ، ولذلك يسخر مراد هوفمان من حقوق الإنسان حين يقول : إن حقوق الإنسان والديمقراطية لها عيون زرقاء وشعر أشقر ، ويعني بذلك أنها تطبق فقط حين تكون لصالح الأوربيين .
نعم إن الإسلام يحارب هذا المفهوم العنصري ويطرح بدلاً منه مبدأ المساواة ويخاطب الناس جميعاً دون تمييز { ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } [ سورة الحجرات آية : 13 ] والتكريم والتفضيل للبشر جميعاً دون تحيز لجنسٍ أو لون { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً } [ سورة الإسراء آية : 70 ] .(1/655)
والإسلام إذ يطرح مبدأ المساواة يطرح إلى جواره مبدأً آخر لإثارة التنافس على الفضائل بين الناس والأمم والشعوب ، وهذا المبدأ هو مبدأ الخيرية { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ سورة آل عمران آية : 110 ] ومبدأ الخيرية يختلف عن مبدأ العنصرية في أن هذا الثاني يقوم على أساس أفضلية العنصر والدم والتركيب الجبلي ، بينما في مبدأ الخيرية يكون المعيار هو العمل والعمران الحضاري ، والأداء الإنساني فاليهود كانوا أفضل العالمين حين عمروا الأرض بمنهج الخالق سبحانه وتعالى { يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين } [ سورة البقرة آية : 47 ] ولكنهم حين أقبلوا على أهوائهم أصبحوا من أراذل الناس وشرار الخلق ومسخوا قردة وخنازيراً { فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } [ سورة الأعراف آية : 166 ] ، والأمة الإسلامية هي خير الأمم حين تعمر الأرض بمنهج الله عز وجل ، وتكون شر الأمم حين تتقاعس عن المهمة التي وكلها الله عز وجل إليها . { وإن تتولو يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } [ سورة محمد آية : 38 ] كذلكم على مستوى الأفراد [ لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح ] فكل عمل يسهم في بناء الحضارة ورقي الإنسانية فهو من العمل الصالح الذي يكون معياراً للتفاضل والخيرية .
الخلاصة :لقد عرفنا ورأينا أن معيار الأخلاق منذ أفلاطون إلى فرنسيس فوكومايا ، وصموئيل هنتغتون على مستوى التنظير الفلسفي ، ومنذ بركليز وهيرون 459 ق . م إلى نابليون وهتلر وستالين إلى بوش اليوم على مستوى الممارسة السياسية العملية كان دائماً هو : القوة أو المنفعة أو اللذة أو العنصرية ، فما هو أساس الأخلاق في الإسلام ؟ إنه باختصار وبكلمة واحدة طلب مرضاة الله عز وجل ، والثمار الأخلاقية التي ينتجها هذا الأساس ثماراً طيبة يمكن أن تحقق السعادة للبشر أفراداً ومجتمعات .(1/656)
أخيراً لا بد من القول : إن الإنسان بطبيعته ميال إلى العاجلة ، تتغلب عليه الأنانية ، فلما ظهر العلم الحديث والمكتشفات الحديثة ، والاختراعات العصرية ، سكِر الإنسان بالعلم ، وظن أنه إله هذا العالم، ووصل به الطغيان إلى درجة أنه تجرأ وأعلن موت الله سبحانه وتعالى – كما افترى نيتشة - واعتقد الإنسان أنه سيطر على الكون ، وامتلك ناصية الطبيعة . وبالأمس لما أرسل الباري عز وجل رسالة للإنسان المتغطرس المتجبر في إعصار آسيا الذي أودى بحياة ربع مليون إنسان في بضع لحظات ، هز هذا الإعصار ذلك الإنسان الثمل السكران بالعلم والمادة ، والمغرور بقوته ، ولا يزال هذا الإعصار يهزه ، ولعله يوقظه فيتذكر هويته تذكراً صحيحاً ، ويقرأ حقيقته قراءة صادقة .
إن الإنسان عبد شاء أم أبى ، وإنه بمقدار ما يحقق عبوديته لله عز وجل يكون سيداً مُسوَّداً ، وكائناً متفرداً ، وبمقدار ما يتشبع هذا الإنسان بعبوديته لخالقه عز وجل فإنه يرتفع بإنسانيته ، ويسمو بهويته . هو عبد مكرمُ مسوَّدٌ مُعزَّزٌ مُستخلَفٌ إن رضي بعبوديته اختياراً، وهو عبدٌ ذليلٌ ضعيفٌ مُهانٌ خائبٌ خاسرٌ إن أبى إلا أن تُفرض عليه العبودية اضطراراً … وما أجمل قول الإمام الشافعي هنا :
ومما زادني شرفاً وتِيها وكدت بأخمصي أطأ الثريّا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيّا
وصلى الله على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين .
---
عبدالله الشهري
04-20-2006, 12:16 AM
... فلما ظهر العلم الحديث والمكتشفات الحديثة ، والاختراعات العصرية ، سكِر الإنسان بالعلم ، وظن أنه إله هذا العالم، ووصل به الطغيان إلى درجة أنه تجرأ وأعلن موت الله سبحانه وتعالى – كما افترى نيتشة - واعتقد الإنسان أنه سيطر على الكون ، وامتلك ناصية الطبيعة.[/align]
جزاك الله خيرا. وأتمنى لو تترجمه للإنجليزية ففيه دعوة مباشرة للمفكرين والمتعلمين الغربيين.
قال تعالى :(1/657)
(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
---
أحمد الطعان
04-21-2006, 08:34 PM
بارك الله فيك أخي عبد الله
وهذه دعوة لك لكي تفعل ذلك فأنا فقير جداً في اللغات ...وقد قرأت توقيعكم أسأل الله عز وجل لكم السداد والتوفيق دائماً ... وأشكرك على اهتمامك
والسلام عليكم ورحمة الله
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 12:48 AM
بارك الله بك يادكتور أحمد على المعلومات القيمة
---
أحمد الطعان
05-01-2006, 11:16 PM
شكراً أبا ضياء على مرورك ..
---
(1/658)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إلى الشيخين : مساعد الطيار وعبد الرحمن الشهري بخصوص مقاصد السور وعلم المناسبات
---
إلى الشيخين : مساعد الطيار وعبد الرحمن الشهري بخصوص مقاصد السور وعلم المناسبات
---
كمال الجزائري
08-01-2006, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه بالشكر لله ثم لكل من ساعدني في التسجيل في منتداكم الخير ، وأسأل الله أن يجعل مساعدتكم لي في ميزان حسناتكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
ثم أتوجه إلى الشيخين الفاضلين باستفسار حول علم مقاصد السور وعلم المناسبات بين الآيات وما إليه من تعانق أوائل السور مع خواتمها وغيرها .
وسبب الاستفسار ما وجدته عند أحد طلبة العلم من تنويه بهدا العلم وتمثيله له بالصلاة وارتباطها بالرزق في كتاب الله .في سور طه ، آل عمران في موضعين :قصة مريم مع زكريا وبشرى الملائكة له وهو يصلي ، آية الصلاة الوسطى في سورة البقرة كونها أتت بين آيات تتكلم عن مسائل النفقة ، قصة شعيب مع قومه في سورة هود ، في سورة ابراهيم في دعائه : ربنا ليقيموا الصلاة .....وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. وغيرها مما لا أتدكره الآن.
سؤالي للشيخين الكريمين :
ما هي ضوابط علم المناسبات ومقاصد السور .
ما هي المراجع القديمة غير تأليف البقاعي رحمه الله ، والمراجع الحديثة في الباب .
ها هناك مواضيع في المنتدى تناولت هدا العلم.أو تطبيقات له على آي القرآن الكريم
أن يوجهوا لي ولإخواني طلبة العلم نصيحة عامة بخصوص الموضوع.
أستسمحكم على صياغة السؤال ،التي قد تكون سيئة للعجلة .
أسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على درب الخير خطاكم .وأن يوفقكم إلى الخير .
بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إبنكم وأخوكم
أبو معاوية كمال الجزائري عفا الله عنه
---
عبدالرحمن الشهري
08-02-2006, 04:27 PM(1/659)
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم كمال في الملتقى ، ونسأل الله لكم النفع والتوفيق والسداد .
الموضوعات التي سألتم عنها موضوعات طويلة ، وقد سبق طرح بعض المشاركات حولها ، وسأحيلكم إلى بعضها ، ولعلكم تبحثون عن طريق خاصية البحث في الملتقى عن المزيد من المشاركات .
- علم المناسبات في القرآن الكريم ، عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=884) .
- " مقاصد السور وطرق الكشف عنها " صادق الرافعي . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6141)
- الكتب المؤلفة في مقاصد السور ؟! عمر المقبل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2842).
- العلامة ابن باديس يبدع في علم المناسبة ، علال بوربيق (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5538) .
وفقكم الله لكل خير .
---
كمال الجزائري
08-02-2006, 09:50 PM
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وجزاكم الله عني كل خير على التجاوب والتوجيه .
بقي لي سؤال بخصوص ما دكرته من ارتباط الصلاة بالرزق في آي الكتاب الكريم .
هل توجيه الشيخ الكريم والأمثلة التي دكرها صحيحة .
ارجو الإفادة وبارك الله فيكم وفي علمكم وفي عمركم التي تخصصون كثيرا منه في سبيل إرشادنا وتوجيهنا وتعليمنا .
إبنكم : كمال الجزائري عفا الله عنه
---
صادق الرافعي
08-02-2006, 10:55 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه(1/660)
أما بعد :أخي الكريم كمال الجزائري زادك الله علما، ينبغي أن نفرق في هذا الباب بين التفسير الموضوعي - بنوعيه - وبين علم المناسبة؛ فما ذكره الشيخ من اقتران الصلاة بالرزق هي لفتة طيبة ، ولمسة بيانية رائعة، ولكن ليس كل ما كان من هذا الباب هو من علم المناسبة ، وفيما ذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري - من موضوعات - خير كثير، يوضح بجلاء دقائق هذا العلم وطرق الكشف عنه في سور القرآن ، وكنوز القرآن لاتفن، وعجائبه لا تنقض فافتح له قلبك يفتح لك من كنوزه.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.
---
العامر
08-03-2006, 02:54 PM
افضل من رأيته يهتم بالمناسبات بين الايات هو محمد الطاهر بن عاشورفي كتابه (( التحرير والتنوير))
---
كمال الجزائري
08-06-2006, 10:07 PM
بارك الله فيكم جميعا وزادكم من فضله أخي الحبيب
شكرا على التوجيه الطيب ...
ومادا عن كتابات الشيخ فاضل السمرائي في موقعه لمسات بيانية هل تنصحون بها .
---
(1/661)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أليس للتاريخ حصة
---
أليس للتاريخ حصة
---
عبدالقادر
04-19-2006, 12:55 AM
أود من الأخوة مقارنة لأهم كتب التاريخ
و مدى ارتباط ذاك مع التفسير
تاريخ الطبري ( تاريخ الأمم والملوك)
البداية والنهاية
الكامل في التاريخ
تاريخ ابن خلدون
---
(1/662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من باغ لدعوات في ظهر الغيب؟؟؟
---
هل من باغ لدعوات في ظهر الغيب؟؟؟
---
أم غسان الكندية
07-24-2006, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اخواني واخواتي من أساتذتنا الأجلاء وزملائنا الأعزاء بارك الله فيكم جميعا وفيما تسعون فيه فالدال على الخير كفاعله
أنا في الحقيقة طالبة ماجستير تخصص قرآن وقد أضناني التعب منذ ثلاث سنوات وأنا أبحث عن موضوع يتماشى مع رغبتي ولو كان صعبا وحالي كحال بقية النساء اللاتي يسكن في مناطق خالية من المكتبات فما ان انزل الرياض الا واحاول الإستفادة من المكتبة فقد يتيسر الذهاب وقد يكون بخلاف ذلك لا حيلة لي الا النت في طلب المعلومات وها انا ذا لم يبق لي لال سنة واحدة ويطوى قيدي من الدراسة وانا اتمنى ان اقدم بحثا اضيفه الى مكتبات الأمة لعلي لا أحرم من افادت غيري من خلاصة بحثي وان يبقى لي عمل بعد موتي فلا اجمل من تقديم الرسائل العلمية التي يشرف عليها نخبة من المتخصصين فتكون موثوقة محققة يعم بها النفع وينال بها الأجر
فانا الآن اتمنى منكم ان تقترحوا علي ماذا افعل وهل اترك هذه الدراسة ام اواصل رغم عدم وجود السبل المتاحة مالحل وفقكم الله مع العلم اني حاولت محاولات بالإتصال بالمتخصصين الا انها غالبا تبوء بالفشل اما عدم تجاوب كامل واما تجاوب جزئي فاعذر امثال هؤلاء لأنهم ربما يطفشوا من كثرة اسألتي لأني في الواقع طالبه أصول دين قسم عام وكانت دراستنا لا تركز على الدراسات القرآنية فأنا غير متعمقة في هذا التخصص الجديد نسبيا بالنسبة لي فأسألتي نابعة من التأكد من كل خطوة أخطوها بارك الله في الجميع
أختكم ام غسان
---
الجكني
07-24-2006, 10:26 PM
أختي أم غسان أسعدك الله :
إذا كانت لديك رغبة في علم القراءات فقد أساعدك قدر المستطاع 0
والله الموفق0
---
مساعد الطيار(1/663)
07-25-2006, 05:11 AM
هل راجعت هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155
ففيه موضوعات كثيرة مقترحة .
---
أم غسان الكندية
07-25-2006, 08:07 AM
جزاك الله خيرا أخي د/ السالم محمد الجكني وبارك فيك وفي علمك أتمنى ذلك المهم أني أقدم أطروحتي فأنا كالأرض العطشى تريد الماء من نبع أوعين أو نهر أو ماتأتي به السماء وأرجوا ياشيخ أن تطيل بالك معي كثيرا لأن هذا طبعي أكثر السؤال عن الشيء حتى أستوعبه خطوة خطوة لأني حقيقة من خريجي أصول الدين قسم عام والدراسات القرآنية فيه لم تعطى حقها كالسنة والعقيدة لكن كيف يكون التواصل معكم يافضيلة الشيخ.
كما أشكر فضيلة الشيخ الطيار على تفاعله مع الجميع وهذا ماعهدناه من فضيلته لا حرمه الله الأجر .
---
الجكني
07-25-2006, 08:30 PM
الأخت أم غسان :حفظك الله :
كلنا هنا لخدمة العلم وطلابه ،وأما عبارتك " أن تطيل بالك معي " فلا أستحسنها لدلالتها على التحرج والإحراج وهما خصلتان لا تنبغيان في طالب العلم ،فمن رأى في نفسه التذمر من إفادة الآخرين فليغلق عليه بابه ،فكلنا نفيد ونستفيد وليس هناك صغير وكبير في العلم 0
أما بخصوص الرد على طلبك فقد كتبت لك رسالة على "الخاص " 0
مع تمنياتي بالتوفيق لك و لكل الباحثين وطلاب العلم 0
---
مصطفى علي
07-31-2006, 01:26 AM
أنا لست مع موضوع النساء عمومًا في هذا الأمر من خروج واحنكاكات وإن كانت بزيها الشرعي فلا أتصور بنت الإمام أحمد أو غيرهن من الرعيل البعد الأول فما بال الرعيل الأول ...
وتخصصها في القراءات لعله بعيد نوعاً عن المتصور من تصوير الأخت لحالها .
ولكن فيه قضية لو استطاع أن يبحث فيها لعله يكون خيرًا .
ولكن مقدمة .
المتأمل لحال الأمة يجد أنه هناك تفاوت من الرعيل الأول إلى الثاني إلى ........... وأنه ذهب الذين يعاش في أكنافهم ........
وكذلك حال النساء .......(1/664)
وهذا يرجع إلى عدم استيعاب الرجال والنساء إلى مفهوم الآيات ومقدار تعظميهم لشعائر الله .
وأظن ذلك راجع إلى التدرج في التفسير ...
من إحكام إلى تفاوت .
فلو استطاع أن يبحث عن الآيات التي في مجال الأخلاق والحياء واختلاف التفسير الذي نتج عنه التفاوت في الأخلاق . فيكون خيرًا
---
مصطفى علي
07-31-2006, 07:07 AM
كتاب للأستاذ محمد علي قطب
اسمه
بيعة النساء
فلو كانت هناك دراسة ولا بد كما بقال
فموضوع بيعة النساء المقتضى وأثره في حياة المسلمة
ويوجد رابط على هذا المنتدى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6132
---
الجكني
07-31-2006, 07:37 AM
يا أخي مصطفي علي :رفقاً بالقوارير
---
(1/665)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اليوم احتفلت جامعة دمشق بمناقشة أول أطروحة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
---
اليوم احتفلت جامعة دمشق بمناقشة أول أطروحة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
---
عبدالرحيم
07-01-2006, 06:19 PM
في تمام الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم تمت مناقشة أول أطروحة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم في جامعة دمشق وكانت بعنوان: " سنة التدافع بين الحق والباطل في القرآن الكريم / دراسة موضوعية " للطالب الأردني : طالب الصرايرة المعيد في جامعة مؤتة الأردنية.
وقد أوصت لجنة المناقشة بمنح الطالب درجة الدكتوراه بدرجة جيد جداً.
لجنة المناقشة:
- د. نصار نصار مشرفاً.
- أ.د. نور الدين عتر.
- أ.د. نائل أبو عيد.
- د. عماد الدين الرشيد
- د. عبد العزيز الحاجي.
ومن المتوقع أن تليها ـ بعد حوالي شهرين بإذن الله ـ مناقشة أطروحة دكتوراه للطالب الأردني الآخر عبدالرحيم الشريف، وهي بعنوان: " القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية / دراسة تحليلية نقدية " ولجنة مناقشتها مكونة من الأفاضل:
- د. نصار نصار مشرفاً.
- أ.د. محمد عجاج الخطيب.
- د. محمد الشربجي.
- د. بكار الحاج جاسم.
- د. أحمد الطعان.
وهذه لفتة كريمة من الإخوة أعضاء القسم الأفاضل بتشريف الطالبين بعلَمين من أعلام الأمة في علوم القرآن والسنة، الشيخان: نور الدين عتر ومحمد عجاج الخطيب.
هذا هو الوفاء الذي عودنا عليه علماء الشام ودعاتها... شيباً وشباباً
وفقهم الله تعالى
---
عبدالرحمن الشهري
07-01-2006, 06:24 PM
ما شاء الله تبارك الله . مبارك للأخ الكريم طالب الصرايرة ، ومبارك مقدماً لكم أخي الكريم عبدالرحيم وأسأل الله أن ينفع بكم .(1/666)
استغربت قولكم : (أول أطروحة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم في جامعة دمشق ) فجامعة دمشق من الجامعات العريقة ، فلماذا لم تبدأ الدكتوراه فيها في التفسير إلا الآن ؟
---
عبدالرحيم
07-01-2006, 06:29 PM
خير من يجيب على ذلك هو الحبيب الدكتور الطعان...
والأعجب منه: عدم فتح قسم للدراسات العليا في العقائد، رغم حصولها على جميع الموافقات ((العليا)) منذ خمس سنين!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
---
مساعد الطيار
07-01-2006, 08:24 PM
مبارك للأخوين ، ونسأل الله أن يوفقهما لكل خير ، والسؤال الذي طرحه الأخ عبد الرحمن في محله ، فهذه معلومة غريبة ، كنا نتوقع أنها لا تخلو ذلك .
---
فهد الوهبي
07-02-2006, 01:31 AM
مبارك للأخوين .. والاستغراب في محله ...
---
مرهف
07-03-2006, 01:02 AM
السبب والله أعلم أن كلية الشريعة تتضمن اختصاص الفقه وأصوله وأما التفسير وعلوم القرآن هو من اخثصاصات كلية أصول الدين وليس في سوريا كلها إلا كلية الشريعة في جامعة دمشق فقط وسمعنا بإحداث كلية الشريعة في جامعة حلب لاحقاً ولما تفتح بعد ، ولا يوجد في جامعة دمشق كلية أصول الدين أو العقائد أو غيرها ـ ولا أدري لماذا فهذا السؤال يوجه للمسؤولين عن إحداث هذه التخصصات ـ ولم يحدث فرع الحديث وعلومه ثم التفسير وعلومه في قسم الدراسات العليا إلا حديثاً منذ سنوات وكما قال الأخ عبد الرحيم إن الجواب الرسمي نجده عند د أحمد الطعان فأهل مكة أعلم بشعابها
---
عبدالرحيم
07-03-2006, 03:11 PM
سبق افتتاح برامج الدراسات العليا في الحديث ثم التفسير واستقبال طلبتها ما لا يعلمه إلا الله من جهد ووساطات كبار أهل العلم، وكان للشيخ نور الدين عتر أكبر الجهد.. لذا كان تكريمه ليشرِّف أول طلاب الدكتوراه بمناقَشة أطروحاته.(1/667)
تلا الحصول على الموافقة، ابتعاث عدد من الطلاب إلى مصر لإكمال الدراسات العليا، وليكونوا نواة هذا البرنامج الطموح.. ومنهم فضيلة الدكتور أحمد الطعان.
أما ما يخص قسم العقائد والأديان، فأؤكد مرة أخرى أن جميع الموافقات موجودة منذ خمس سنين، والسبب المعلن في تأخير افتتاح القسم قلة المباني المخصصة لكلية الشريعة!!
وباللغة العامية يقولون: " وين نروح بالطلاب " ؟
---
(1/668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور كتاب (التفسير: أساسياته واتجاهاته) للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس
---
صدور كتاب (التفسير: أساسياته واتجاهاته) للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس
---
جمال أبو حسان
08-30-2005, 10:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/images/Fadel.jpg
ضمن سلسلة اتجاهات التفسير ومناهج المفسرين في العصر الحديث صدر عن دار دنديس بعمان الاردن الجزء الاول من كتاب التفسير اساسياته واتجاهاته لمولانا العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس ، واشتمل على العناوين البارزة التالية :
- التمهيد حول الجهود السابقة
- الباب الاول : في التفسير (معناه ، وأنواعه ، ومراحله).
*في الفصل الأول منه : التفسير والتأويل والحاجة إليهما.
*في الفصل الثاني : مراحل التفسير.
*في الفصل الثالث: أنواع التفسير.
* في الرابع : الإسرائيليات وموقف العلماء منها.
* في الخامس : التفسير في عهد التدوين.
- وأما الباب الثاني : فهو بعنوان أسباب اختلاف المفسرين.
* في الفصل الأول منه : اختلاف المفسرين وأسبابه.
* في الثاني : الرأي المختار.
* في الثالث : مخالفة المفسرين.
* في الرابع : تذوق القرآن وفهمه لا بد له من التعمق في العربية.
*في الخامس : نماذج من الايات المختلف فيها بين المفسرين.
- وأما الباب الثالث : فهو بعنوان اتجاهات التفسير.
* في الفصل الأول منه الاتجاه البياني.
* في الثاني الاتجاه الفقهي.
* في الثالث الاتجاه العقدي.
* في الرابع الاتجاه العلمي.
* في الخامس الاتجاه الموضوعي.
* في السادس الاتجاهات المنحرفة.
أسأل الله تعالى أن يجد الباحثون فيه بغيتهم ضمن ما فيه من البحوث.
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 03:12 PM(1/669)
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على هذا العرض ، وقد قرأت معظم الكتاب ، فألفيته قيماً جديراً بالعناية . وقد وقف في أوله وقفات نقدية مع الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع وهي :
- التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي ، من ص 9 - 25
- دراسات في مناهج المفسرين للدكتور إبراهيم عبدالرحمن خليفة. من ص 26- 32
- التفسير ورجاله للشيخ محمد الفاضل بن عاشور. 33- 36
- الفكر الديني في مواجهة العصر للدكتور عفت الشرقاوي. 37- 43
- اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر للدكتور محمد إبراهيم الشريف. 44- 49
- اتجاهات التفسير في العصر الراهن للدكتور عبدالمجيد عبدالسلام المحتسب 50- 55
- اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي 56-69
- كتاب تطور تفسير القرآن - دراسة جديدة للدكتور محسن عبدالحميد 70- 89
- تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي . 90-101
وفي ما كتبه الشيخ في هذه الصفحات المئة كثير من الفوائد والوقفات ووجهات النظر الجديرة بالتقدير ، جزاه الله خيراً وبارك فيه.
---
جمال أبو حسان
08-31-2005, 12:21 PM
شكر الله لكم يا دكتور عبد الرحمن فانت والله من السباقين بالخير
---
(1/670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشروع ضخم يحتاج إلى رجال
---
مشروع ضخم يحتاج إلى رجال
---
الطامح
09-28-2003, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام في هذا الملتقى المبارك ...
لقد أعجبني هذا الملتقى جداً فهو يتميز بالعلمية والموضوعية
من خلال رؤيتي لبعض المواضيع التي تطرح في هذا الملتقى .. كان هناك اعتناء بقضايا المخطوطات ..
في الحقيقة كنت قد عملت دراسة موسعة بعض الشيء منذ أكثر من سنتين عن موقع ضخم على الإنترنت يحتوي فهرساً لجميع المخطوطات الإسلامية في جميع أصناف العلوم ... بالطبع سيكون المشروع على مراحل لأن من عنده علم بالمخطوطات يعرف أنه يوجد في العالم ملايين المخطوطات الإسلامية المنتشرة هنا وهناك ....وآه ثم آه الكتب والمخطوطات التي سرقت من بغداد عاصمة العلم والمعرفة ...
أرجع إلى سياق كلامي .... المشروع أيها الإخوة الكرام ضخم بكل ما تعنيه الكلمة ... ولكن حينما يتم إنجاز مراحله سيكون المشروع الإسلامي الأكبر في هذا المجال - على الأقل - في هذا القرن ضمن هذه الشبكة العنكبوتية.. الضخمة ...
هذا تعريف بسيط جداً بالمشروع ... فهل ألقى الدعم العلمي والمعنوي والمادي ... لهذا المشروع في ملتقاكم المبارك ...
أنا على استعداد للردود على جميع الأسئلة ... بهذا الخصوص ... وسيكون هناك تعريف أكبر بالمشروع حال النقاش مع الإخوة ( الجادين ) في طرحهم ومناقشاتهم على صفحات هذا الملتقى ..
وعلى استعداد للتعاون مع جميع المهتمين من الدكاترة والأستاذة المختصين ... للتفاهم حول هذا المشروع ...
أخوكم ... الطامح
---
عبدالرحمن الشهري
09-28-2003, 10:57 PM
أخي الكرم الطامح وفقه الله
أرحب بك أولاً في ملتقى أهل التفسير وأشكرك على حسن ظنك بإخوانك ، وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً من جنود دينه.(1/671)
وأما ما أشرت إليه من مشروع ، فنحن نؤيدك ونشد على عضدك للسير في هذا المشروع ، ولا شك أنه مشروع طويل ، ولكن : على قدر أهل تأتي العزائمُ ، ومن تهيب صعود الجبال فمحله معروف! ولو تكرمت بشرح ما يمكننا التعاون معك فيه لكان خيراً ، حيث إن هناك الكثير من الزملاء الآن لهم رغبة في تسجيل بحوث أكاديمية في تحقيق المخطوطات في تخصص الدراسات القرآنية.
أسأل الله لك التوفيق.
---
الطامح
09-29-2003, 01:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل / عبد الرحمن الشهري ... حفظه الله
أشكر لك تفاعلك .... وأتمنى من الإخوة الباقين التفاعل في هذا المشروع الضخم ... الذي ما أنا إلا لبنة من لبناته التي رأيتها متمثلة في أشخاص هذا الموقع من المثقفين والباحثين والدكاترة والأستاذة المختصين ....
أستاذي الفاضل / عبد الرحمن الشهري ...
عندي دراسة تعريفية - وليست المفصلة أي آلية عمل الموقع , وهي عندي أيضاً - بالموقع ومهامه ومحتوياته .,.., فهل تفضل أن أنشرها هنا من أجل التوضيح والنقاش حولها أم أرسلها لك إلى بريدك بعد التفضل بإعطائي إياه ... لو أردت ... عبر الرسائل الخاصة ...
أنا بانتظار ردك ...
---
الطامح
09-29-2003, 07:16 PM
تم الإرسال على بريدكم ...
وأشكركم على الاهتمام ... وأطلب من الإخوة التفاعل ...
---
عبد الله الخضيري
10-01-2003, 06:06 AM
السلام عليكم و رحمة الله
فعلاً البداية رائعة ، و الطرح واضح ، و الفكرة كذلك . و لكن أين المقدِّمات الأساسيَّة لمثل هذا المشروع الضخم اللائق بـ " الطامح " و كل طامحٍ كذلك
كما يبدو أن العمل الضخم ينحى إلى الذوبان بالخصوصية و الفردية
فهل تفيضان علينا بكرم علمكما
لا زلتما موفَّقَيْنِ
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2003, 08:43 AM(1/672)
أخي الكريم الطامح وفقه الله أشكرك على جهدك الرائع وأسأل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك ومالك. وقد قرأت ما بعثتم به وأعدته إليكم مبيناً رأي فيه ، فإن رأيتم إعطاء الإخوة نبذة عن مشروعكم فلكم ذلك وفقكم الله.
وأما أخي الشيخ عبدالله الخضيري فأشكره شكراً جزيلاً على حضوره مرة أخرى بعد غياب طويل ، وأسأل الله أن يجعل محبتنا فيه خالصة لوجهه الكريم ، وأن يجمعنا دائماً في دروب الخير وخدمة الإسلام وأهله.
---
الطامح
10-01-2003, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام ... أشكركم على التفاعل ...
وأحيي الشيخ \ عبد الله الخضيري ... على اهتمامه وإليكم خلاصة عن المشروع ..
- عبارة عن موقع على الإنترنت يضم جميع فهارس وعناوين المخطوطات الموجودة في العالم .. في شتى أصناف العلوم .. ( يتم الاتفاق على الاسم فيما بعد ... مثلاً موقع : " الفهرس العالمي للمخطوطات "
- أهداف الموقع تتمثل في الآتي :
1- جمع شتاتها المبعثر في أنحاء العالم وتكوين دليل شامل لها .
2- توفير عملية البحث المضنية على الباحث الذي يذهب إلى هنا وإلى هنا ويراسل ثم لا يحظى بمراده .
3- توفير المال الكثير الذي يبذله الباحث من أجل الحصول على المخطوطة , أما في الموقع فسيبحث ثم يجدها إن شاء الله ويجد عنها المعلومات التي تحدد له شراءها أو عدمه .ثم لا يبقى عليه إلا سعر شراءها والحصول عليها عن طريق البريد , أو نؤمّنها نحن له من خلال خدمة مستقبلية .
4- سيكون الموقع لدى الجهات المعنية بهذا الأمر من مكتبات عامة وخاصة ودور أخرى وجامعات ومراكز بحوث , مصدراً موثقاً ودليلاً شاملاً لا يُستغنى عنه .
5- توفير عدد ومكان ووصف النُّسَخ الموجودة لمخطوطة معينة من خلال عملية البحث .(1/673)
6- إذا كان الباحث قد اختار موضوعاً معيناً ويريد مخطوطة محددة ولكن ليس لها عنده اسم واضح فسيتمكن من خلال خدمة العرض أن يختار مجال العلم الذي يريد الكتابة فيه مثلاً ( أدب ) ثم ينقر على ( استعراض ) فيظهر له جميع ما في هذا المجال من مخطوطات فيختار ما يراه مناسباً من خلال الوصف الشامل الذي سيجده عن كل مخطوطة .
7- اطّلاع الغرب من باحثين ومستشرقين على حضارة الإسلام وتراثه من خلال هذه الخدمة .
8- الارتباط بالمكتبات العالمية عن طريق هذه الميزة . وبالتالي التراسل بينها وبين الموقع ومن ثمّ زيارة الشخصيات المرموقة للموقع والحصول على الدعم المعنوي والمادي .
متطلبات الموقع :
1- فريق علمي ..
2- فريق تقني ..
3- الدعم المادي للموقع
هذا تصوري للموقع ..
أرجو من الإخوة أن يضيفوا ما عندهم من أجل إيجاد آلية للحصول والتعامل مع متطلبات الموقع
وشكراً .. أنا بانتظار آرائكم ومواقفكم العملية
---
عبد الله الخضيري
10-01-2003, 09:11 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
فالواضح أن الطامح مستعدٌ لمشروعه و لذا فإني أبدي بعض الرأي حيال ذلك و من أهم ما أذكره :
1- يا حبذا تخصيصُ هذا المشروع لفنٍ معيَّن - و ليكن التفسير مثلاً- حتى تؤتي الفكرة ثمارها
2- ما ذا عن فهارس المخطوطات و التي تباع في الأسواق بالمجلّدات كيف سيتم التعامل معها ، ومن ذلك فهارس مخطوطات جامعة الملك عبد العزيز ، و المكتبة الظاهرية ، و غيرها كثير
3- ثم أين مواقع الشبكة الالكترونية المهتمَّة بالمخطوطات و ذلك في مثل مركز الوراق في الإمارت و مجلاته الدورية ، و كذلك الدار العلمية بالمغرب
4- مع تقديري الكامل لما أباه من مشروع ، و بذلٍ لما أستطيع فيما يريد في سبيل إنجاحه .
و لكم مني فائق المحبَّةِ
عبد الله
---
الطامح
10-02-2003, 08:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الشيخ / الخضيري على تفاعله ...(1/674)
في الحقيقة المشروع ضخم ... ويتناول غير قضية المخطوطات ...
ولكن بعد التفكير في الموضوع ... والأخذ والرد ... ترجح لنا أن نقتصر ... على فهرسة المخطوطات في جميع أنحاء العالم ... وهذه في حدّ ذاتها .. مهمة ضخمة وكبيرة .. ولكن بتيسير الله وتوفيقه وإعانته ومدده ... ثم بتقسيم المشروع إلى مراحل متعددة ... يمكننا بإذن الله أن نجتاز الكثير من العقبات ... وبمساعدة الإخوة الكرام .. من خلال تكوين فريق علمي ... يتولى مهام الفهرسة والإدخال ... بعد إنشاء الموقع الخاص بهذا المشروع على الإنترنت ... ..
لا زلت أقول أن هناك حاجة لدراسة ومناقشة الوضع المادي ووضع الفريق العلمي والتقني مع الإخوة المهتمين هنا ... وبكل صراحة نحن نحتاج إلى الدعم المادي ... فمن لديه رؤية بهذا الخصوص فليتفضل .. بطرحها ... فهي عصب المشروع... وبعدها إذا يسر الله يهون كل شيء .... الفريق العلمي... الفريق التقني ... الفريق الإداري .. ونحن مستعدون لقبول التبرعات في هذا الباب ... وإذا كان هذا الأمر متيسراً .. ( التبرعات ) فنحن على استعداد لتكوين فريق خاص بهذا الأمر يكون موثوقاً عند الجميع ... لاستقبال التبرعات ... وأمثالها .. فصدقاً أيها الإخوة المشروع ضخم ولكنه في النهاية ... مكسب كبير للأمة بفئاتها المتنوعة ... وأنتم تعلمون أن الأمة اليوم يراد مسخ هويتها وطمس معالم حضارتها .. وقد رأيتم ما حصل في العراق من هذا القبيل ..(1/675)
ونحن بمشروعنا هذا سنساهم إن شاء الله في إبراز معالم حضارتنا من خلال تقديم تراثنا لجميع العالم .. عبر هذا المشروع ... الضخم .. وأنا أستغرب من المسلمين حينما لا تجود أيديهم بالمال لدعم قضايا أمتهم .. بينما النصارى واليهود يبذلون المليارات لدعم باطلهم .. ومشاريعهم التخريبية ... في عالمنا اليوم .. وخاصة الإسلامي .. ومشروعنا هذا لا يتدخل في السياسة لا من قريب ولا من بعيد .. وإنما هو لإبراز وجه الأمة الحضاري .. ومن حق علمائنا السابقين علينا أن نؤدي لهم بعض هذا الحق بإبراز مؤلفاتهم وعلومهم التي أفنوا أعمارهم في خدمتها .. وتأليفها .. وهي كنز ثمين لا يقدر بثمن ...
ولا بأس مثلاً - كما اقترح الشيخ الخضيري - أن نبدأ بعلم معين .. كالتفسير .... ونبدأ بالمملكة ... ونجرد جميع فهارسها في هذا الفن أينما وجدت هذه الفهارس ... إن في الجامعات أو مراكز البحوث ... أو في المكتبات الخاصة ... أو ما إلى ذلك ...
بالنسبة لمجلدات الفهارس المتوفرة ... فسيتم الحصول عليها بطريقة ما إما بشرائها .. أو بطلبها .. أو بالتبرع يها من قبل القائمين عليها ... أو بأي سبيل متاح ...
ونحن بإذن الله حينما ينضج المشروع قليلاً سنتواصل مع الهيئات العلمية ومراكز البحوث والدراسات .. والجامعات .. من أجل هذا الأمر ....
أتمنى من الإخوة التفاعل على قدر هذا المشروع ..
ولكم كل التحية الإكبار ...
أخوكم الطامح ...
---
الطامح
10-11-2003, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام ... للتذكير والرفع ..
وجزاكم الله خيراً
---
(1/676)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا "
---
"إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا "
---
زهرة الاسلام
11-28-2003, 02:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله أهل الفضل :
قال تعالى " فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * فألقى السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهررون * "
فهذه الآيات تشير إلى إيمان السحرة كلهم لموسى النبى عليه السلام ولكن بعد ذالك يأتى فى سياق الآيات فى نفس السورة قول الحق :
" وجاوزنا ببنى إسراءيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ..... "
فما استوقفنى كثيراً وجعلنى فى دهشة هو كفرهم بعد ما راوا الآيات البينات على وحدانية الخالق وعلى صدق موسى , هذا الكفر الذى أتى عقيب رؤيتهم للمعجزات مباشرة بدليل قول الله " .... ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون * وجاوزنا ....... " أى أن الكفر أتى عقيب رؤيتهم لاهلاك فرعون وملاه!
فهل القوم الذين طلبوا إلها غير الله هم نفس السحرة الذين خروا سجداً لرب موسى وهرون ؟
وكيف يكون ذالك وقد أوردت سورة طه خطبتهم العصماء بعد أن توعدهم فرعون بسوء العذاب فى قوله تعالى "
قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى * إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا* ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا * "
فهل قائل هذه الكلمات النيرات ممكن أن يصدر منه طلبٌ أحمقٌ كهذا؟!
أم أن من طلب ذالك لم يكونوا السحرة بل كانوا غيرهم ؟(1/677)
وكيف ذالك وحسب معلوماتى أنه لم يؤمن مع موسى إلا السحرة وهم قلة كما قال الله " فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأيهم أن يفتنهم "
والذريه هى الطائفة , والآية تشعر أنها قليلة , والله أعلم
أفيدونى أفادكم الله
وجزاكم الله خيراً
والسلام على من اتبع الهدى
---
أخوكم
11-28-2003, 06:59 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة زهرة الإسلام حفظها الله
لا بد من اظهار وجه التعارض أولا
فالآية التي ذكرت مقولة بنو اسرائيل ( ... اجعل لنا إلها كما لهم آلهة... )
ليس كل بنو اسرائيل قالوها والدليل على ذلك أن هارون عليه السلام من بني اسرائيل ومع ذلك يستحيل أن يكون ممن قالها
إذن فهناك طائفة لم تقل تلك الكلمة ولم تطلب ذلك الطلب الشركي الكفري
والأقرب أن السحرة ممن لم يقلها ، خاصة وأن كثيرا من أهل التفسير ذكروا أن فرعون قتل السحرة _ طبعا المسألة فيها خلاف معروف _
فبناء على ما تقدم لا وجه للتعارض أصلا حتى نضطر للجمع فلله الحمد والفضل
والله أعلم وأحكم
---
زهرة الاسلام
11-30-2003, 10:15 PM
الاخ الفاضل " أخوكم " ... جزاك الله خيراً على الرد والاهتمام
ولكن أحب أن أوضح أننى لم أشر من قريب أو بعيد إلى احتمال وقوع تعارض بين الآيات التى ذكرتها
وما احببت الاستفسار عنه هو الأشخاص الذين وقع منهم الطلب الأحمق باتخاذ معبوداً غير الله
فجزاك الله خيراً مرة اخرى
وما توفيقى إلا بالله
والسلام على من اتبع الهدى
---
(1/678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة في قوله تعالى (( ولا تكن مع الكافرين )) في قصة نوح عليه السلام مع ابنه
---
فائدة في قوله تعالى (( ولا تكن مع الكافرين )) في قصة نوح عليه السلام مع ابنه
---
المنهوم
04-14-2004, 05:35 PM
قال الله في سورة هود آية 42
(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ) (هود:42)
قال نوح عليه السلام لأبنه (( ولا تكن مع الكافرين )) ولم يقل (( من الكافرين )) لأن ابنه كان كافراً ولذلك لم يقل من الكافرين
وقال (( مع الكافرين )) لأنه يريد له الهداية والاسلام فأراد ان لا يهلك مع الكافرين
مشكرا
---
د. أنمار
04-14-2004, 10:09 PM
في الآية معيتان لفريقين من الناس
فأراد نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن ينبهه، مع أي الفريقين يختار أن يكون
معنا أم مع الكافرين
---
(1/679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب عن التوسل
---
كتب عن التوسل
---
إمداد
11-09-2005, 01:52 PM
قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الأسلام بن تيمية رحمه الله (http://www.saaid.net/book/1/270.zip)
حكم التوسل بالأولياء والصالحين للشيخ ناصر العقل (http://saaid.net/fatwa/f42.htm)
التوسل أنواعه وأحكامه تأليف العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (http://www.3llm.com/main/download.php?action=download&fileid=782)
محاضرة بعنوان التوسل أنواعه و أحكامه
للشيخ محمد سعيد القحطاني (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=15800)
---
الأزهري الأصلي
11-23-2005, 12:05 AM
السلام عليكم:
بودي فعلا جمع الكتب التي تحدثت عن الموضوع تحريما وجوازا:
1-كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح" لمحمد علوي المالكي:
http://frzdqi.net/bhooth/mfaheem.htm
2-كتاب "هذه مفاهيمنا" لصالح آل الشيخ وهو رد على الكتاب السابق:
http://www.saaid.net/book/139.zip
3-المفهوم الصحيح للتوسل للشيخ حماد الأنصاري:
http://www.iu.edu.sa/Magazine/42/5.htm
4- كتاب "رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة"لمحمود سعيد ممدوح:
http://frzdqi.net/bhooth/rafa.htm
5-التوصل إلى حقيقة التوسل للشيخ نسيب الرفاعي:
http://www.geocities.com/muwa7id/tawasul.zip
6-كتاب "دعاوى المناوئين للشيخ محمد بن عبد الوهاب" للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف فقرة التوسل:
http://saaid.net/monawein/sh/12.htm
http://saaid.net/monawein/sh/13.htm
7- كتاب "الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية شبهات وردود" للدكتور توفيق الواعي فقرة التوسل:
http://www.daawa-info.net/books1.php?id=5886&bn=219&page=5
8-صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان للشيخ بشير السهسواني:
http://www.saaid.net/book/1/398.zip(1/680)
9-الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي:
http://ibnamin.com/sarem_munki.doc
وهناك كتب أخرى ولكنها غير متوافرة على الشبكة.
هذا ما لدي بالإضافة لما ذكره الأخ "إمداد".
والله تعالى أعلم.
---
القلم
11-24-2005, 04:36 AM
ذكر الأزهري كتاب "رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة" لمحمود سعيد ممدوح
ومضمون هذا الكتاب ( باختصار ) :
* السب
* التهم
* التحريف
* البتر
وخاصة في شيخ الاسلام ابن تيمة ، وتلميذه ابن عبد الهادي ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ ابن باز ، ومحدث المدينة الشيخ حماد الأنصاري ، والشيخ محمد بن عثيمين ، والشيخ محمد الألباني ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ الجزائري .
والعجيب أنه يقول في مقدمة كتابه " والغرض من هذا المصنف بعد بيان الصواب فى نظرى فى الأحاديث، هو أن الخلاف فى مسألة التوسل هو خلاف فى الفروع،ومثله لا يصح أن يشنع به أخ على أخيه أو يعيبه به . . . "
إلا أنه لم يلتزم بهذا القول في كتابه ، بل التزم بخلافه ، ومن طالع عرف .
* * *
وقد رد على هذا الكتاب الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم في كتابه " هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة "
وذكر أمثلة لـ ( السب ) و ( التهم ) و ( التحريف ) و ( البتر ) .
فجزاه الله خير الجزاء
---
الأزهري الأصلي
11-24-2005, 11:20 PM
السلام عليكم:
أخي الفاضل:
في معظم ما سبق من الكتب سب وتهم وبتر للنصوص إلا ما رحم ربي.
ولكن المقصود هو وضع الكتب العلمية التي تحدثت عن الموضوع ومتوافرة على الشبكة.
دمتم فاهمين.
---
القلم
11-25-2005, 12:18 AM
( بتر) ! للنصوص يا أزهري .. هكذا !! ..
ودمتم منصفين
---
(1/681)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تطوير شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير : شاركنا برأيك مشكوراً
---
تطوير شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير : شاركنا برأيك مشكوراً
---
عبدالرحمن الشهري
08-20-2005, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رأى القائمون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية حاجة الموقع بعد مرور هذه المدة إلى التطوير ، وإعادة الترتيب ، وإضافة بعض الوظائف التي تخدم طلاب العلم المتخصصين الذين يرتادون هذا الموقع بجميع زواياه . ولأنك أخي الكريم / أختي الكريمة أعضاء في هذا الملتقى العلمي فأنتم شركاء للقائمين على الموقع في النجاح الذي حققه الموقع ، ولا زلنا نطمح جميعاً في تحقيق الكثير من الأهداف والغايات السامية لخدمتكم وخدمة هذا الجانب العلمي الشريف ، وهو الدراسات القرآنية.
ورغبة في تحقيق أكبر قدر من الأهداف فإننا نطلب منكم لزاماً أن تتفضلوا علينا باقتراحاتكم وآرائكم التي ترونها مفيدة للرقي بالموقع ، وعدم التهاون بأي فكرة يمكن تطبيقها لخدمة زوار الموقع في إطار الهدف العام والتخصص الذي ندور حوله وهو الدراسات القرآنية حتى يثمر العمل ، ويتركز الجهد.
نحن في انتظار رأيك وفقك الله فلا تتردد بتسجيله هنا
أو برسالة بريدية على بريدي الالكتروني am33s@hotmail.com
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً لما يحب ويرضى ، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل ،، اللهم آمين
---
ساكن القمم
08-20-2005, 12:00 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
اقترح أن تنسق المواضيع المطروحة وتوضع في برنامج كهيئة برامج أم الكتاب وتحدث دورياً وذلك لجمع الفائدة ولئن يكون دافعاً للإخوة لزيادة الفائدة وللعمل في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى .
والله أعلم .
---
الجندى
08-20-2005, 12:21 PM(1/682)
اقترح عمل قسم للقاءات مع العلماء وطلاب العلم
---
أبو صفوت
08-21-2005, 01:45 AM
أقترح جمع كل السلاسل والشروح العلمية الصوتية الخاصة بالتفسير وأصوله والقرآن وعلومه حتى تعم الفائدة
---
أيمن صالح شعبان
08-21-2005, 09:32 AM
السلام عليكم جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن على ما تبذله من جهود لخدمة كتاب الله تعالى أنت والسادة القائمين على هذا المنتدى الرائد.
واقترح :
أقامة أكبر مشروع لخدمة كتاب الله تعالى عن طريق متخصصين في كافة فروع علوم القرآن والفكرة تدور عن عمل موسوعي يغطي هذه كافة هذه العلوم مرتبة على ترتيب المصحف العثماني . آية تلو آية .
الكر على أول كل سورة بما صح فيها من آثار وما لم يصح .
1 - تناسب السور.
1 - الرسم العثماني للنص القرآني. (اختلاف وأو اتفاق المصاحف في الرسم)
2 - العد وما ورد فيه .
3 - القراءات القرآنية المتواترة .
4 - الوقف والابتداء .
5 - أسباب النزول وما صح فيه وما دفعه أهل الأثر .
6 - النسخ والمنسوخ .
8 - العام والخاص.
9- ما ورد من آثار في تفسير الآية .
10 - تفسير آيات الأحكام وأقوال الفقهاء في الدلالة من الآية .
11 - الإعراب .
وإن شاء الله فور إنتهائي من مصحف ويب سوف أرسل لسيادتكم رؤيتي القاصرة لهذا الأمر .. والله الموفق
---
ابن الجزيرة
08-22-2005, 09:19 PM
أقترح :
1ـ أن يكون هناك نشاط مكثف من أجل دعوة أكبر عدد من المتخصصين في القرآن وعلومه ؛ من أجل مزيد من الفائدة خاصة وأن كثيراً منهم لا يمانع في ذلك لكنه يظن أن الأمر لا يعنيه , وأن الفائدة المترتبة على المشاركة لم تتضح له بعد لبعده , وانشغاله لكن لوكان هناك دعوة عن طريق بطافات , أو ظروف بريدية أو غيرها .
2ـ وضع إذاعة صوتية للدروس في القرآن وعلومه .
شاكرين إتاحة الفرصة .
---
عبدالرحمن الشهري
08-22-2005, 10:55 PM(1/683)
شكر الله لكم جميعاً استجابتكم الكريمة للدعوة ، وكل مقترحاتكم محل تقديرنا وعنايتنا ، وننتظر البقية وفقهم الله.
---
أبو عبد المعز
08-23-2005, 07:11 PM
أخي عبد الرحمن :
بارك الله فيكم وفي جهودكم وعوضكم الله خيرا عن الوقت الذي تنفقونه لخدمة المسلمين......
أرى أيها الكريم أن الإكثار من الأقسام قد يفيد من حيث جمع المواضيع المتجانسة......ولكنه مضر من جهة تشتيت الأقلام والأذهان......فحبذا لو اقتصرتم على أقل عدد من المنتديات فذلك أجمع .....وقد يكسب معه المتصفح وقتا ثمينا بدل إهداره في فتح الصفحات......
---
عيسى الدريبي
08-30-2005, 03:30 PM
أخي أباعبدالله والاخوة مشرفي وأعضاء الشبكة
مامن شك أن هذا الملتقى المتخصص قد أدى دوراهاما في خدمة الدراسات القرآنية والمعتنين بها ونطمح ونطمع في المزيد من التطوير وكنت من فترة أود ان اطرح فكرة لترتيب الملتقى حسب التخصصات الرئيسة لابحاث الدراسات القرآنية ولاأدري هل طرحت من قبل أم لا؟ , هذه الاقتراح يعتمد كما أسلفت على تقسيم الشبكة الى مواضيع متخصصة كالتالي :
1-قسم أصول التفسير
2-قسم مناهج التفسيرو المفسرين
3-قسم علوم القرآن
4-قسم القراءآت
ثم يدخل في كل قسم مايتعلق به من ابحاث ومقالات وكتب ورسلئل علميةوصوتيات وفتاوى واستفسارات ومناقشات وكشافات للدراسات القرآنية (وهنا لايفوتني الاشادة بالجهدالمتميز لاخينا الدكتور عبدالله الجيوسي في مشروعه الكبيرفي حصر كثيرمن الدراسات القرآنية من بحوث ومقالات ورسائل علمية ومؤتمرات) ، وبذلك نقدم خدمة كبيرة للمتخصصين بحيث يصبح هذا الموقع من المراجع التي يؤمها الباحثون بل نأمل أن يكون أول خطوة يفكر فيها الباحث لمعرفة ماكتب في أي موضوع من مواضيع الدراسات القرآنية أن ييمم ماوسه (فارته)شطر هذه القبلة (قبلة الدراسات القرآنية )(1/684)
وكلنا يدرك أن مواقع الانترنت لكثير من تخصصات العلوم التجريبية تعد من المراجع الهامة للباحثين في تلك العلوم، بينما الدراسات الانسانية وخاصة المكتوبة بالعربية تعاني نقصا حادا في هذا الجانب
اضافة الى وضع قائمة بالمتخصصن في الدراسات القرآنية وتخصصاتهم الدقيقة وعناوينهم إن أمكن بحيث يستطيع المعتني بتخصص أن يتصل أو يقابل من يتوقع أن يفيده في سؤاله
ولاشك أن هذا الجهد يحتاج الى دعم بالاوقات والمال وتعاون من الاخوة الفضلاء والباحثين المهتمين بالرقي بالدراسات القرانية
مع التنيه الى قيام الملتقى بدوره الهام في المناقشات واثراء أبحاث ومواضيع الدراسات القرآنية
بارك الله في جهودالعاملين لخدمة كتاب الله ورزقنا السداد والاخلاص
---
مساعد الطيار
09-07-2005, 07:36 PM
شكر الله للإخوة الذين اعتنوا معنا برقي هذا الملتقى ، وأود ان أطرح تعليقًا على ما ذكره أخي الدكتور عيسى ، فأقول له :
إن هذا الملتقى ـ ولله الحمد ـ قد صار مرجعًا علميا لبعض الدراسات القرآنية ، وقد أثبته بعض الباحثين مصدرًا من مصادر بحثهم .
وإن من المشاريع التي نسعى لها ما ذكرته من جمع المتخصصين في الدراسات القرآنية ، وبيان ما لهم من نتاج وعمل في هذا التخصص ، وقد كنت طرحت فكرة رابطة أعضاء الملتقى ، ثم واطأني عليها الدكتور إقبال أحمد فرحات حفظه الله ، ولعنا نعمل على هذا قريبًا إن شاء الله تعالى .
وأما تقسيم الملتقى إلى فروع فإنني لا زلت لا أرى ذلك ، لأنه سيشتت الملتقى ، وإنني ادعو إلى التفكير بطريقة تجمع بين الاثنتين : ان يكون الملتقى واحدًا ، وأن يوجد له فهرس تلقائي على الموضوعات ، فمن دخله من باب الموضوعات رجع به إلى الملتقى ، ومن دخله من الملتقى استطاع ان يعرف فهرس الموضوع ، وأين هو من هذه التقسيمات ، ولعل إخواننا أصحاب البرمجة يفيدوننا في هذا .(1/685)
وأفيدكم إن الإخوة المشرفين جادون في تطوير الملتقى والشبكة ، ولعل الله يصلح نياتنا ، ويوفقنا لما يحب ويرضى .
---
سوسن
09-20-2005, 06:34 AM
السلام عليكم ياأهل التفسير
أرى ان الملتقى بحاجة الى تدبر في آيات الله وتأملات قرآنية
بأن يطرح كل شهر موضوع يشترك جميع الأعضاء بالبحث والتدبرفي نفس الموضوع الواحد
وأسال الله العظيم أن يفتح عليكم فتوح العارفين بحكمته
وجزاكم الله كل خير
---
(1/686)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صوتا وكتابة
---
تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صوتا وكتابة
---
إمداد
08-14-2005, 07:44 AM
تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صوتا وكتابة
http://www.ibn-jebreen.com/controller?action=TOCViewer&model=TOCModel&finder=sub&tocID=7090&CategoryID=8
---
(1/687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب إعجاز القران للباقلاني
---
كتاب إعجاز القران للباقلاني
---
barsoom
06-02-2003, 09:30 AM
السلام عليكم
كتاب الاعجاز في القرآن العظيم للباقلانى أبى بكر محمد بن الطيب
على ملف وورد مضغوط - نقلاً عن موقع ( كتب هايبرمارت)
اضغط هنا للحصول على الكتاب (http://www.barsoomyat.com/files/e3jaz.rar)
---
(1/688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دراسة في التصحيف والتحريف
---
دراسة في التصحيف والتحريف
---
ماهر الفحل
02-01-2007, 09:42 PM
دراسة في التصحيف والتحريف
التصحيف والتحريف من الأمور الطارئة الَّتِيْ تقع في الْحَدِيْث سنداً أو متناً عِنْدَ بعض الرُّوَاة ، وَهُوَ من الأمور المؤدية إلى الاختلاف في الْحَدِيْث الذي هو رأس علم العلل . فيحصل لبعض الرُّوَاة أوهام تقع في السند أَوْ في الْمَتْن بتغيير النقط أو الشكل أو الحروف .
وهذا النوع من الخطأ يسمى عِنْدَ الْمُحَدِّثِيْنَ بـ ( التصحيف والتحريف ) .
والتصحيف هُوَ : تغيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط (1) .
والتحريف : هُوَ العدول بالشيء عن جهته ، وحرَّف الكلام تحريفاً عدل بِهِ عن جهته ، وَقَدْ يَكُوْن بالزيادة فِيْهِ ، أو النقص مِنْهُ ، وَقَدْ يَكُوْن بتبديل بعض كلماته ، وَقَدْ يَكُوْن بجعله عَلَى غَيْر المراد مِنْهُ ؛ فالتحريف أعم من التصحيف (2) .
ولابد من الإشارة إلى أن المتقدمين كانوا يطلقون المصحف والمحرف جميعاً عَلَى شيء واحد ، ولكن الحافظ ابن حجر جعلهما شيئين وخالف بينهما ، فَقَدْ قَالَ : (( إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق فإن كَانَ ذَلِكَ بالنسبة إلى النقط فالمصحف ، وإن كَانَ بالنسبة إلى الشكل فالمحرّف )) (3) .
وعلى هَذَا فالتصحيف هُوَ الَّذِيْ يَكُوْن في النقط ؛ أي في الحروف المتشابهة الَّتِيْ تختلف في قراءتها مثل : الباء والتاء والثاء ، والجيم والحاء المهملة والخاء المعجمة ، والدال المهملة والذال المعجمة ، والراء والزاي .
ومعرفة هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث لَهُ أهمية كبيرة (4) ؛ وذلك لما فِيْهِ من
تنقية الأحاديث النبوية مِمَّا شابها في بعض الألفاظ سواء كَانَ في متونها أم في رجال أسانيدها .(1/689)
وعندما كثر التصحيف والتحريف بَيْنَ الناس شرع الحفاظ من أهل الْحَدِيْث بتصنيف كتب : ( التصحيف والتحريف ) وكتب ( المؤتلف والمختلف ) (5)، وهذا الفن فن جليل لما يحتاج إِلَيْهِ من الدقة والفهم واليقظة ، وَلَمْ ينهض بِهِ إلا الحفاظ الحاذقون قَالَ ابن الصَّلاَحِ : (( هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ )) (6) .
والسبب في وقوع التصحيف والإكثار مِنْهُ إنما يحصل غالباً للآخذ من الصحف وبطون الكتب ، دون تلق للحديث عن أستاذ من ذوي الاختصاص ؛ لِذَلِكَ حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه ، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (7) : (( لا تحملوا العلم عن صحفي ، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي )) (8).
أقسام التصحيف
للتصحيف بحسب وجوده وتفرعه أقسام . ينقسم إِلَيْهَا وَهِيَ ستة أنواع :
القسم الأول : التصحيف في الإسناد :
مثاله : حَدِيْث شعبة ، عن العوام بن مراجم (9)، عن أبي عثمان النهدي (10)، عن عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: (( لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها…الْحَدِيْث ))(11).
وَقَدْ صحف فِيْهِ يحيى بن معين ، فَقَالَ : (( ابن مزاحم )) – بالزاي والحاء – وصوابه : (( ابن مراجم )) – بالراء المهملة والجيم – (12).
ومنه ما رواه الإمام أحمد (13) ، من طريق شعبة ، قَالَ : حَدَّثَنَا مالك بن عرفطة – قَالَ (14) : وإنما هُوَ خالد بن علقمة – قَالَ : سَمِعْتُ عَبْد خير يحدّث ، عن عائشة ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : (( أنه نهى عن : الدباء (15) ، والحنتم (16) ، والمزفت (17) )) .
وَقَدْ أخطأ الإمام شعبة بن الحجاج فصحف في هَذَا الاسم فَقَالَ : (( مالك بن عرفطة )) ، وصوابه: (( خالد بن علقمة )) كَمَا نبه عَلَى ذَلِكَ الإمام أحمد –كَمَا سبق–(18) وَقَدْ رَوَاهُ أبو عوانة ، عن شعبة ، فأخطأ فِيْهِ كذلك فِيْمَا أخرجه الْخَطِيْب في موضح أوهام الجمع والتفريق (19).(1/690)
ثُمَّ رجع إلى الصواب فِيْمَا أخرجه عَنْهُ الْخَطِيْب في " تاريخ بغداد " (20) وَقَالَ : (( عن شعبة ، عن خالد بن علقمة ، عن عَبْد خير ، بِهِ )) .
القسم الثاني : التصحيف في الْمَتْن :
ومثاله حَدِيْث أنس مرفوعاً: (( ثُمَّ يخرج من النار من قَالَ : لا إله إلا الله ، وَكَانَ في قلبه من الخير ما يزن ذرة )) (21).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ : (( قَالَ فِيْهِ شعبة : (( ذُرَةً )) – بالضم والتخفيف – ونسب فِيْهِ إلى التصحيف )) (22)
ومثّل ابن الصَّلاَحِ لتصحيف الْمَتْن بمثال آخر فَقَالَ : (( وفي حَدِيْث أبي ذر : (( تعين الصانع )) ، قَالَ فِيْهِ هشام بن عروة – بالضاء المعجمة – وَهُوَ تصحيفٌ ، والصواب ما رواه الزهري: (( الصانع )) – بالصاد المهملة – (23) ضد الأخرق (24) )) (25).
القسم الثالث : تصحيف البصر :
وَهُوَ سوء القراءة بسبب تشابه الحروف والكلمات وهذا يحصل في الأعم لِمَنْ يأخذ من الصحف دون تلقٍ .
مثاله: ما رواه ابن لهيعة عن كتاب موسى بن عقبة إِلَيْهِ بإسناده عن زيد بن ثابت: (( أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد )) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: (( إنما هُوَ بالراء: (( احتجر في المسجد بخص أو حصير حجرة يصلي فِيْهَا )) (26) فصحّفه ابن لهيعة ؛ لكونه أخذه من كتاب بغير سَمَاع )) (27).
وَقَالَ الإمام مُسْلِم : (( هَذِهِ رِوَايَة فاسدة من كُلّ جهة . فاحشٌ خطؤها في الْمَتْن والإسناد ، وابن لهيعة المصحف في متنه ، المغفل في إسناده )) (28).
وَقَدْ وصف السخاوي تصحيف البصر بأنه الأكثر (29).
القسم الرابع : تصحيف السمع :
ويحدث بسبب تشابه مخارج الكلمات في النطق فيختلط الأمر عَلَى السامع فيقع في التصحيف أَوْ التحريف .(1/691)
نحو حَدِيْث لـ : (( عاصم الأحول )) ، رَوَاهُ بعضهم فَقَالَ : (( عن واصل الأحدب )) وَقَدْ ذَكَرَ الإمام الدَّارَقُطْنِيّ أنَّهُ من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر قَالَ ابن الصَّلاَحِ : (( كأنه ذهب – والله أعلم – إلى أن ذَلِكَ مِمَّا لا يشتبه من حَيْثُ الكتابة ، وإنما أخطأ فِيْهِ سمع من رَوَاهُ )) (30) .
القسم الخامس : تصحيف اللفظ
ومثاله ما ورد عن الدَّارَقُطْنِيّ : أن أبا بكر الصولي (31) أملى في الجامع حَدِيْث أبي أيوب : (( من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال )) (32) ، فَقَالَ فِيْهِ : (( شيئاً )) – بالشين والياء – (33) .
قَالَ ابن الصَّلاَحِ : (( تصحيف اللفظ وَهُوَ الأكثر )) (34) .
القسم السادس : تصحيف المعنى دون اللفظ :
مثاله: قَوْل مُحَمَّد بن المثنى (35): (( نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة )) (36) قَالَ ابن الصَّلاَحِ : (( يريد ما روي : (( أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة )) (37) فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم ، وإنما العنزة هاهنا حربة نصبت بَيْنَ يديه فصلى إليها )) (38) .
.................................................. ....................
(1) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/39 .
(2) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/39 .
(3) نُزهة النظر : 127 ، وانظر : تدريب الرَّاوِي 2/195 ، وألفية السيوطي : 203 ، وتوضيح الأفكار 2/419 مع حاشية محيي الدين عَبْد الحميد .
وَقَالَ الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص " : 166 : (( وسبق الحافظ ابن حجر في هَذَا التفريق الإمام العسكري في كتابه " شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف " )) .
(4) ولأهمية هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث فَقَدْ صنف فِيْهِ العلماء عدة كَتَبَ مِنْهَا :
تصحيف العلماء : لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدينوري ( ت 276 ه ) .(1/692)
التنبيه عَلَى حدوث التصحيف : لحمزة بن الحسن الأصفهاني ( ت 360 ه ) ، وَهُوَ مطبوع .
التنبيهات عَلَى أغاليط الرُّوَاة : لأبي نعيم علي بن حمزة البصري ( ت 375 ه ) .
شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف : لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري ( ت 382 ه ) .
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ : لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري ، وَهُوَ مطبوع .
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ : للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ ( ت 385 ه ) .
إصلاح خطأ الْمُحَدِّثِيْنَ : لأبي سليمان حمد بن مُحَمَّد الخطابي ( ت 388 ه ) .
الرد عَلَى حمزة في حدوث التصحيف : لإسحاق بن أحمد بن شبيب ( ت 405 ه ) .
متفق التصحيف : لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني ( ت 456 ه ) .
تلخيص المتشابه في الرسم ، وحماية ما أشكل مِنْهُ عن بوادر التصحيف والوهم : للخطيب البغدادي ( ت 463 ه ) .
تالي التلخيص : لأبي بكر أحمد بن علي الْخَطِيْب ( ت 463 ه ) .
مشارق الأنوار عَلَى صَحِيْح الآثار : لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي ( ت 544 ه ) .
ما يؤمن فِيْهِ التصحيف من رجال الأندلس : لأبي الوليد يوسف بن عَبْد العزيز المعروف بابن الدباغ ( ت 546 ه ) .
مطالع الأنوار : لأبي إسحاق إِبْرَاهِيْم بن يوسف بن إِبْرَاهِيْم المعروف بابن قرقول ( ت 569 ه ) .
التصحيف والتحريف : لأبي الفتح عثمان بن عيسى الموصلي ( ت 600 ه ) .
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف : لخليل بن أيبك الصفدي ( ت 764 ه ) .
تحبير الموشين فِيْمَا يقال لَهُ بالسين والشين : للفيروزآبادي ( ت 817 ه ) .
التطريف في التصحيف لأبي الفضل السيوطي ( ت 911 ه ) .
التنبيه عَلَى غلط الجاهل والتنبيه : لابن كمال باشا ( ت 940 ه ) .
وَقَدْ ساق هَذِهِ الكتب ورتبها الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص " : 174-178 .(1/693)
(5) الْمُؤْتَلِف لغة : اسم فاعل من الائتلاف بمعنى الاجتماع والتلاقي ، وَهُوَ ضد النفرة ، قَالَ ابن فارس : الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل عَلَى انضمام الشيء إلى الشيء ، والأشياء الكثيرة أَيْضاً . مقاييس اللغة 1/131 (ألف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة:224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمختلف لغة : اسم فاعل من الاختلاف ، وَهُوَ ضد الاتفاق ، يقال : تخالف الأمران ، واختلفا إذا لَمْ يتفقا . وكل ما لَمْ يتساوَ فَقَدْ تخالف واختلف . لسان العرب 9/91 ( خلف ) ، وانظر : شرح علي القاري عَلَى النخبة : 224 ، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث : 208 .
والمؤتلف والمختلف في اصطلاح الْمُحَدِّثِيْنَ : هُوَ ما يتفق في الخط دون اللفظ . فتح المغيث 3/213 .
وَهُوَ فن مهم للغاية ، وفيه عدة مؤلفات سردها الدكتور موفق في كتابه " توثيق النصوص " : 183-194 فبلغ بِهَا ستين .
(6) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 252 ، وطبعتنا : 448 .
(7) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي : ثقة إمام ، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة(167ه)، وَقِيْلَ : ( 163 ه ) ، وَقِيْلَ : (164ه ) .
سير أعلام النبلاء 8/32 ، والكاشف 1/440 ( 1926 ) ، والتقريب ( 2358 ) .
(8) الجرح والتعديل 2/31 ، وتصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/71 ، وشرح ما يقع فِيْهِ التصحيف : 13 ، والتمهيد 1/46 ، وفتح المغيث 2/232 .
(9) انظر : الإكمال 7/186 .
(10) بفتح النون وسكون الهاء . التقريب ( 4017 ) .
(11) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 3/64-65 س287 ، وفي المؤتلف والمختلف 3/2078-2079 .
(12) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 252 ، وطبعتنا : 448 .
(13) في مسنده 6/244، وكذلك أخرجه الطيالسي (1538)، وإسحاق بن راهويه (1229) و (1249).
(14) القائل هُوَ : عبد الله بن الإمام أحمد راوي المسند عن أبيه .(1/694)
(15) الدباء:القرع،واحدها دُباءة،كانوا ينتبذون فِيْهَا فتسرع الشدة في الشراب،وتحريم الانتباذ في هَذِهِ الظروف كَانَ في صدر الإِسْلاَم ثُمَّ نسخ،وَهُوَ المذهب،وذهب الإمام مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. النهاية 2/96.
(16) الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فِيْهَا إلى الْمَدِيْنَة ، ثُمَّ اتسع فِيْهَا فقيل للخزف كله حنتم ، واحدها حنتمة ؛ وإنما نهي عن الانتباذ فِيْهَا لأنها تسرع الشدة فِيْهَا لأجل دهنها. وَقِيْلَ : لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر فنهي عَنْهَا من عملها .والأول أوجه .النهاية 1/448 .
(17) المزفت : هُوَ الإناء الَّذِيْ طلي بالزفت ، وَهُوَ نوع من القار ثُمَّ انتبذ فِيْهِ . النهاية 2/304 .
(18) وكذا نبه عَلَى هَذَا الوهم في " علله " برواية ابنه 2/33-34 .
(19) 2/61 .
(20) تاريخ بغداد 7/400 .
(21) أخرجه أحمد 3/116 و173 و276، وعبد بن حميد (1173)، والبخاري 1/17 ( 44 ) و 9/149 ( 7410 ) ، ومسلم 1/125 ( 193 ) ( 325 ) ، وابن ماجه ( 4312 ) ، والترمذي ( 2593 ) .
(22) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 253 ، وفي طبعتنا : 450 .
(23) قَالَ الحافظ العراقي في شرح التبصرة :2/296 ، وطبعتنا 2/423 : (( وكقول هشام بن عروة في حَدِيْث أبي ذر : (( تعين ضايعاً )) بالضاد المعجمة ، والياء آخر الحروف ، والصواب بالمهملة والنون )) ، ومثله في تدريب الرَّاوِي 2/114 .(1/695)
وهذا جزء من حَدِيْث أخرجه البخاري 3/188 ( 2518 ) ، ومسلم 1/62 ( 84 ) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مُراوح ، عن أبي ذر ، قَالَ : قلت : يا رَسُوْل الله … وفيهما : (( تعين صانعاً ))، وعند مُسْلِم أَيْضاً بلفظ : (( فتعين الصانع )) ، هكذا في الأصول المطبوعة لـ " الصحيحين ": ( (صانعاً ) – بالصاد المهملة والنون – ومثل ذَلِكَ في مسند الحميدي ( 131 ) ، ومسند الإمام أحمد 5/150 و5/171 ، وفي فتح الباري 5/148 : (( ضائعاً )) ، وفي عمدة القارئ 13/79 : ( (ضايعاً )) . وانظر تفصيل ذَلِكَ في شرح مُسْلِم للنووي 1/271 ، وفتح الباري 5/149 ، وعمدة القاري 13/80 .
(24) الأخرق : هُوَ الَّذِيْ ليس بصانع ولا يحسن العمل ، يقال : رجل أخرق : لا صنعة لَهُ ، والجمع خرق – بضم ثُمَّ سكون – وامرأة خرقاء ، كذلك . انظر : فتح الباري 5/149 .
(25) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 254 ، وفي طبعتنا : 45 .
(26) أخرجه البخاري 8/34 (6113) ، ومسلم 2/188 (781) ، وفي التمييز (57) ، وأخرجه البخاري أَيْضاً 1/186 (731) و 9/117 (7290) ، ومسلم 2/188 (781) بلفظ : (( اتخذ حجرة )) .
(27) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 449 .
(28) التمييز : 140 .
(29) فتح المغيث 3/71 .
(30) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 256 ، وفي طبعتنا : 453 .
(31) هُوَ محمد بن يحيى بن عَبْد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر المعروف بالصولي، كَانَ أحد العلماء بفنون الآداب، حسن الْمَعْرِفَة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء ، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.. انظر: تاريخ بغداد 3/427 ، ومعجم الأدباء 19/109 ، والسير 15/301 .
والصولي : بضم الصاد المهملة ، وفي آخرها اللام ، هَذِهِ النسبة إلى صول ، وهم اسم لبعض أجداده . الأنساب 3/572 .(1/696)
(32) حَدِيْث أبي أيوب : أخرجه الطيالسي (594) ، وعبد الرزاق (7918) ، والحميدي (381) و(382) ، وابن أبي شيبة (9723) ، وأحمد 5/417 و419 ، وعبد بن حميد (228) ، والدارمي (1761) ، ومسلم 3/169(1164) ، وأبو داود(2433) ، وابن ماجه(1716) ، والترمذي(759) ، والطحاوي في شرح المشكل (2337) و(2338) ، وابن حبان (3634) ، والبيهقي 4/392 ، والبغوي (1780).
(33) تاريخ بغداد 3/431 ، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث : 255 ، وفي طبعتنا : 452 .
(34) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 256 ، وفي طبعتنا : 453 .
(35) هُوَ مُحَمَّد بن المثنى بن عبيد العنَزي –بفتح النون والزاي– أبو موسى البصري المعروف بالزمن: ثقة ثبت توفي (252ه). تهذيب الكمال 5/493 (6170) ، والكاشف 2/214 (5134) ، والتقريب(6264).
(36) بفتح العين المهملة والنون . انظر : الأنساب 4/221 ، وتاج العروس 15/248 .
(37) هَذِهِ إشارة إلى حَدِيْث ورد عن جَمَاعَة من الصَّحَابَة . انظر مثلاً : مسند الإمام أحمد 4/308 ، وصحيح البخاري 2/25 ( 973 ) ، وصحيح مُسْلِم 2/55 ( 501 ) ( 246 ) ، وابن ماجه ( 1304 ) .
(38) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 254-255 ، وفي طبعتنا : 451 ، وانظر في معنى العنزة : الصحاح 3/887 ، وتاج العروس 15/247 .
---
مروان الظفيري
02-01-2007, 10:42 PM
من طرائف التصحيف والتحريف :
أثابك الله خيرا أخي الحبيب اللبيب
الدكتور ماهر ياسين الفحل
على هذا البحث الماتع الشائق النادر
وقد حفلت كتب الأقدمين بأخبار لطيفة في هذا الباب منها مارُوي في أخبار الحمقى والمغفلين مِنْ أنَّ الوليد
بن عبدالملك سأل أعرابياً (ماشأنك ؟ فقال خَتَنِي ظلمني فقال الوليد ومَنْ خَتَنَك ؟ فنكس الأعرابي رأسه
وقال : ماسوأل أمير المؤمنين عن هذا ! فقال عمر بن عبدالعزيز : إنَّمما أراد أمير المؤمنين مَن خَتَنُكَ ؟ فقال :
هذا وأشار إلى رجلٌ معه ) !!!(1/697)
فهنا حصل التباس بين الخَتَن بفتح التاء وهو المتزوج بابنة رجل أو بأخته ، أو أبو امرأة الرجل أو أخو امرأته
،وبين الخَتْن بسكون التاء وهو القطع من ذَكَرِ الغلام .
فكان الموقف أشبه مايكون بنكتة لُغوية فقول الوليد بن عبدالملك مَنْ خَتَنَك بفتح النون جعل الكلمة فعلا ماضياً
يحمل الدلالة على الخِتان فكأن المراد مَنْ الذي قام بتطهيرك عندما كنتَ صغيرا لذا نرى الأعرابي نكس رأسه
خجلاً من هذا اللبس في المعنى
وكان عمر بن عبدالعزيز بمثابة المَخرج للأعرابي حين قام حين قام بتعديل
اللفظة في السوأل برفع الخنون لتصبح ( مَنْ خَتَنُك) فتغيرت الدلالة وفقاً لتغيّر الإعراب حينها تنفَّس الأعرابي
الصعداء بإزالة اللبس والتوهم في السوأل فأشار إلى صهره بعدما فهم حقيقة السؤال .
---
مروان الظفيري
02-01-2007, 10:53 PM
وليس دوماً تغيير حرف أو نقطة أو موقع إعرابي يكون ثمنه خجلاً وإحراجاً عابراً
فهنالك من التصحيف ما يؤدي إلى التهلكة فقد رُوي في أخبار الحمقى والمغفلين
أيضاً أنَّ خليفة أُموياً كتب إلى عامله على المدينة :
" أن أحْصِ مَن عِندك "
لكن الكاتب صحَّف فوضع نقطة فوق الحاء
فوصل الكتاب إلى عامل المدينة ونصه
" أن أخْصِ مَنْ عندك "
فخصاهم وقال إنَّه جزاء عادل !!!!
فتشابه الكلمتين (أحْصِ) و(أخْصِ ) رسماً قاد إلى كارثة حقيقية..
(نحمد الله أننا لم نكن من ندماء ذلك العامل !!!!)
---
ماهر الفحل
02-09-2007, 10:35 AM
أحسن الله إليكم ونفع بكم
---
(1/698)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أشكلت علي هذه الآية، فمن لها ؟
---
أشكلت علي هذه الآية، فمن لها ؟
---
خالد الباتلي
10-12-2006, 02:43 PM
أشكل علي معنى قوله تعالى: "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ" (هود: 17)
فراجعت بعض كتب التفاسير فوجدت معتركا في هذه الآية في بيان معناها لكثرة الاحتمالات واختلاف مرجع الضمائر – وأخص منها ابن عطية وابن عاشور-، فأرجو من إخواننا المتخصصين الممارسين للتفسير والخلاف فيه أن يلخص معنى الآية مهذبا مع توجيه ذلك وتطبيق قواعد التفسير وقرائن الترجيح، وأنا جازم أنه سيفيد ويستفيد كثيرا، وله منا الثناء والدعاء.
والسلام عليكم،،،
---
طالب العلم1
10-12-2006, 06:57 PM
بسم الله وحده نسترفد منه العون والمدد وتستجير به من براثن الغواية وطول الأمد والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق ورحمة الكون من فرق بين الحق والباطل وتلاه شاهد منه .... محمد رسولاالله ... وبعد فهذا تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية في الأيات التي أشكل الفكر بمراد ضمائرها واستوى خصوص فكرها ونظائرها بين مثبت ونافِ وباسط في القول ومتجافِ فقال رحمه الله :(1/699)
فصل وأما من قال : { أفمن كان على بينة من ربه } إنه محمد صلى الله عليه وسلم كما قاله طائفة من السلف فقد يريدون بذلك التمثيل لا التخصيص فإن المفسرين كثيرا ما يريدون ذلك ومحمد هو أول من كان على بينة من ربه وتلاه شاهد منه وكذلك الأنبياء وهو أفضلهم وإمامهم والمؤمنون تبع له وبه صاروا على بينة من ربهم .
والخطاب قد يكون لفظه له ومعناه عام كقوله : { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك } { لئن أشركت ليحبطن عملك } { فإذا فرغت فانصب } { قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي } ونحو ذلك وذلك أن الأصل فيما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به ونهي عنه وأبيح له سار في حق أمته كمشاركة أمته له في الأحكام وغيرها حتى يقوم دليل التخصيص فما ثبت في حقه من الأحكام ثبت في حق الأمة إذا لم يخصص هذا مذهب السلف والفقهاء ودلائل ذلك كثيرة كقوله : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } الآية ولما أباح له الموهوبة قال : { خالصة لك من دون المؤمنين } الآية .
فإذا كان هذا مع كون الصيغة خاصة فكيف تجعل الصيغة العامة له وللمؤمنين مختصة به ؟ ولفظ " من " أبلغ صيغ العموم ; لا سيما إذا كانت شرطا أو استفهاما كقوله : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } { ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وقوله : { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا } وقوله : { أومن كان ميتا فأحييناه } وقوله { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله } .(1/700)
و " أيضا " : فقد ذكر بعد ذلك قوله : { أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده } وذكر بعد هذا : { مثل الفريقين } وقد تقدم قبل هذا ذكر الفريقين وقوله : { أولئك يؤمنون به } إشارة إلى جماعة ولم يقدم قبل هذا ما يصلح أن يكون مشارا إليه إلا ( من والضمير يعود تارة إلى لفظ ( من وتارة إلى معناها كقوله : { ومنهم من يستمع إليك } { ومنهم من يستمعون إليك } { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى } { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } الآية .
وأما الإشارة إلى معناها فهو أظهر من الضمير . فقوله : { أولئك يؤمنون به } دليل على أن الذي على بينة من ربه كثيرون لا واحد قال ابن أبي حاتم : ثنا عامر بن صالح عن أبيه عن الحسن البصري : { أفمن كان على بينة من ربه } . قال : المؤمن على بينة من ربه وهذا الذي قاله الحسن البصري هو الصواب والرسول هو أول المؤمنين كما قال : { وأمرت أن أكون من المؤمنين } .
ومن قال : إن الشاهد من الله هو محمد كما رواه ابن أبي حاتم ثنا الأشج ثنا أبو أسامة عن عوف عن سليمان الفلاني عن الحسين بن علي : { ويتلوه شاهد منه } يعني محمدا شاهدا من الله فهنا معنى كونه شاهدا من الله هو معنى كونه رسول الله وهو يشهد للمؤمنين بأنهم على حق وإن كان يشهد لنفسه بأنه رسول الله فشهادته لنفسه معلومة قد علم أنه صادق فيها بالبراهين الدالة على نبوته وأما شهادته للمؤمنين فهو أنها إنما تعلم من جهته بما بلغه من القرآن ويخبر به عن [ ص: 84 ] ربه فهو إذا شهد كان شاهدا من الله .(1/701)
وأما قوله : { ما أصابك من حسنة فمن الله } فقد دخل في ذلك نعم الدنيا كلها كالعافية والرزق والنصر وتلك حسنات يبتلي الله العبد بها . كما يبتليه بالمصائب هل شكر أم لا ؟ وهل يصبر أم لا ؟ كما قال تعالى : { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } وقال : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه } الآيات .
[ ص: 101 ] وقد يقال في الشيء إنه من الله وإن كان مخلوقا إذا كان مختصا بالله كآيات الأنبياء كما قال لموسى : { فذانك برهانان من ربك } وقلب العصا حية وإخراج اليد بيضاء من غير سوء مخلوق لله لكنه منه لأنه دل به وأرشد إلى صدق نبيه موسى وهو تصديق منه وشهادة منه له بالرسالة والصدق فصار ذلك من الله بمنزلة البينة من الله والشهادة من الله وليست هذه الآيات مما تفعله الشياطين والكهان كما يقال : هذه علامة من فلان وهذا دليل من فلان وإن [ لم ] يكن ذلك كلاما منه .
وقد سمى موسى ذلك بينة من الله فقال : { قد جئتكم ببينة من ربكم } فقوله : ببينة من ربكم كقوله : { فذانك برهانان من ربك } .
وهذه البينة هنا حجة وآية ودلالة مخلوقة تجري مجرى شهادة الله وإخباره بكلامه كالعلامة التي يرسل بها الرجل إلى أهله وكيله قال سعيد بن جبير في الآية : هي كالخاتم تبعث به فيكون هذا بمنزلة قوله صدقوه فيما قال أو أعطوه ما طلب .
فالقرآن والهدى منه وهو من كلامه وعلمه وحكمه الذي هو قائم به غير مخلوق وهذه الآيات دليل على ذلك كما يكتب كلامه في [ ص: 102 ] المصاحف ; فيكون المراد المكتوب به الكلام يعرف به الكلام قال تعالى : { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } .
ولهذا يكون لهذه الآيات المعجزات حرمة : كالناقة وكالماء النابع بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك . والله سبحانه أعلم .
للأمانة العلمية نقل قول ابن تيمية من موقع الشبكة الإسلامية(1/702)
أعانك الله وسدد للخير خطاك
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2006, 11:46 PM
هذا ما كتبه من شارك في تصنيف (التفسير الميسر) الذي صدر عن مجمع الملك فهد ، وفيه تحرير لأصح ما قيل في تفسير الآية في كتب التفسير ، ويبقى هناك مجال للمراجعة إن شاء الله :
أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به, ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة, ويتلوها برهان آخر شاهد منه, وهو جبريل أو محمد عليهما السلام, ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن, وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-, كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه, ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار, يَرِدُها لا محالة, فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج, واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك, ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
---
خالد الباتلي
10-26-2006, 06:46 PM
أشكر الأخوين الكريمين على مشاركتهما وإفادتهما
و لازال رجائي باقيا لتحرير هذه الآية
وجزاكم الله خيرا
---
(1/703)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة أخرى : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل ( حزب ) من القرآن الكريم ؟.
---
لطيفة أخرى : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل ( حزب ) من القرآن الكريم ؟.
---
المسيطير
10-24-2006, 07:56 AM
مشايخي الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
فائدة لطيفة أخرى أحببت إتحافكم بها ، بعد اللطيفة في موضوع :
لطيفة : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم ؟.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6675
وهي تتعلق بمعرفة رقم بداية الصفحة لكل حزب - وليس الجزء - فإليكموها :
كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل حزب من القرآن الكريم ؟.
لو سألنا أحد الإخوة :
ما رقم الصفحة التي يبدأ بها الحزب الأربعين مثلاً ؟.
نقوم بعملية بسيطة :
الحزب الأربعين أي : رقم 40 .
( 40 ) - ( 1 ) = 39
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 39 ...لتكون 392
هذا هو رقم الصفحة التي يبدأ بها الحزب الأربعين .
مثال آخر :
الحزب التاسع أي رقم : 9
( 9) - ( 1) = 8
نضيف الرقم ( 2 ) إلى يمين الرقم 8
يصبح 82
الحزب التاسع يبدأ في الصفحة رقم 82
مثال أخير :
الحزب السادس والعشرين :
( 26 ) - ( 1 ) = 25
نضيف ( 2 ) إلى يمين الرقم 252
فيصبح 252 وهو بداية الحزب السادس والعشرين .
أكرر :
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ...........لكنها لطيفة .
اعتذار :
أفردت الموضوع عن سابقه رغبة في زيارة من لم يرغب في إعادة زيارة الرابط السابق .
---
عبدالرحمن الشهري
10-24-2006, 08:12 AM
جزاك الله خيراً يا ابا محمد ، وقد كنتُ أريد ذكر هذه الفائدة الطريفة تعقيباً على فائدتك السابقة وفقك الله وأحسن إليك فأبيتَ إلا السبق جعلك الله من السابقين للفردوس الأعلى من الجنة وجميع إخواني الفضلاء القراء .
---
المسيطير
10-24-2006, 08:21 AM(1/704)
الشيخ الكريم ابن الكرام / عبدالرحمن الشهري وفقه الله تعالى
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وتجاوز عن الزلل والتقصير .
كما أسأل الله تعالى أن يستجيب دعائكم - شيخنا - .
لا أخفيكم أن مداخلتكم - حفظكم الله - أسعدتني ....لأني خشيت أن ملتقى أهل التفسير لا يرغب في طرح مثل هذه اللطائف رغبةً من المشايخ القائمين عليه بأن يقتصر على الفوائد العلمية البحتة .
فلعل مشاركتكم هذه ........دليل الرضى ( ابتسامة ) .
جزاكم الله خير الجزاء .
---
عبدالله العلي
10-24-2006, 04:17 PM
أنت رائع وبس
---
فهد الوهبي
10-25-2006, 03:25 AM
جزاك الله خيراً لطيفة متميزة..
---
ابو يزيد
10-25-2006, 06:52 AM
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ...........لكنها لطيفة .
الأخ الفاضل : موضوعك الأول في تحديد الجزء أرسلته فجر أمس لكثير من الزملاء والأصدقاء المعتمين بحفظ القرآن بواسطة رسائل الجوال ، وكنت أجري اليوم العمليات الحسابية لأكتشف عملية أرقام الصفحات في الأحزاب ولكنك سبقتني إلى ذلك ..
قبلة على رأسك بمناسبة عيد الفطر .. وقبلة على رأسك للفائدة الأولى .. وقبلة أخرى للفائدة الثانية ، وأنا أقول :
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة لدى كاتبها المسيطير ...........لكنها فائدة كبيرة ما دامت في خدمة كتاب الله
شكرا الله لك .
---
نورة
10-25-2006, 06:55 AM
بارك الله فيكم
ولاحرمنا وإياكم بركات أهل القرآن
---
عماد الدين
10-25-2006, 09:42 AM
جزاك الله خيرا
---
المسيطير
10-25-2006, 01:18 PM
المشايخ الفضلاء /
عبدالله العلي
فهد الوهبي
أبايزيد
الأستاذة
عماد الدين
جزاكم الله خير الجزاء .........شرفتمونا بمروركم وتعليقكم .
---
المسيطير
10-25-2006, 01:24 PM
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ...........لكنها لطيفة .(1/705)
الأخ الفاضل : موضوعك الأول في تحديد الجزء أرسلته فجر أمس لكثير من الزملاء والأصدقاء المعتمين بحفظ القرآن بواسطة رسائل الجوال ، وكنت أجري اليوم العمليات الحسابية لأكتشف عملية أرقام الصفحات في الأحزاب ولكنك سبقتني إلى ذلك ..
وأنا أقول :
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة لدى كاتبها المسيطير ...........لكنها فائدة كبيرة ما دامت في خدمة كتاب الله
شكرا الله لك .
الأخ المبارك / أبايزيد
جزاك الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
طلب /
هل تتفضل بكتابة الرسالة التي أرسلتها إلى إخوانك ........فالإختصار فنٌ ، فلعلي أستفيد من اختصارك ، وفكرتك في إرسالها إلى بعض الإخوة .
أعجبتني كثيرا .
لاحرمكم الله الأجر .
أما قولي :
( قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ) فأقصد به مشايخي الفضلاء .......أما أنا فقد استفدت منها كثيرا .
أشكركم على مشاركاتكم وتعليقاتكم المفيدة .
---
(1/706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فائدة في معنى « الناس مؤتمنون على أنسابهم »
---
فائدة في معنى « الناس مؤتمنون على أنسابهم »
---
عبدالرحمن السديس
08-20-2006, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
أما بعد فهذه فائدة ذكرها الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب التعالم ص104:
تحت مبحث : التوقي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم .
قال الشيخ بكر حفظه الله :
وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم والفرس : النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال الشيخ : « الناس مؤتمنون على أنسابهم » كما قال مالك رحمه الله تعالى .
فأبنتُ له أن المراد فيه : اللقيط فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه ، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة ؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما ؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن « البينة على المدعي » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « لو يعطى الناس بدعواهم ... » الحديثَ .
فشكر ذلك وقد بينته في كتاب « فقه النوازل » المواضعة في الاصطلاح . والله أعلم . اهـ
---
محمود الشنقيطي
08-31-2006, 04:27 PM
لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب يا شيخ عبد الرحمن,وقد أشار إلى ذلك الإمام الدسوقي رحمنا الله وإياه بقوله في باب صلاة الجماعة في حاشيته على متن سيدي خليل رحمه الله (والمراد بمجهول الأب اللقيط, لا الطارئ , لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم)
ويقول العلاَّمة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في سؤال وُجه إليه بهذا النص:
ما مدى اعتبار هذه القاعدة(الناس مؤتمنون على أنسابهم أو مصدقون في أنسابهم)؟؟(1/707)
فأجاب بما نصه:(إن هذه القاعدة صحيحةٌ من الناحية الفقهية , فالنسب يحاز بما يحاز به المِلكُ, والأملاك اختُلف في حوزها , فقيل: عشر سنين وقيل: خمس عشرة سنة , وقيل:ثلاثين سنة , فمذهب الحنفية ثلاثون سنة ومذهب الشافعية والحنابلة خمسة عشرة سنة ومذهب المالكية عشر سنوات ,إذا حاز فيها غير شريك وهو الأجنبي وتصرف والمالك حاضر ساكت بلا عذر لم تقبل دعواه ولا بينته بعد ذلك.
فكذلك الأنساب, إذا جاء شخص فزعم أنه ابن فلان ولم ينكر ذلك أحد, ولم يأت ما يخالفه ,وعُرف ذلك أزمانا متطاولةً ,ولم ينكره أحد ثبت له النسبُ بذلك فيرثه,وهكذا , فليس المقصود النسب المشكوك فيه أن يأتي فلان من الناس ويلصق نفسه في نسب معين ادعاءاً , الناس لا يصدقونه فهذا ليس هو المقصود, المقصود ما سكت عنه الناس وسلموه فهذا الذي يحاز كما تحاز الأملاك كلها, من حاز أرضا الأصل أنه لا يقال له من أين لك هذا.)
موقع الشيخ:www.dedew.net
---
الجكني
08-31-2006, 06:12 PM
عبارة الإمام مالك رحمه الله تعالى التي نقلها عنه الونشريسي في المعيار :"الأنساب تحاز كما تحاز الأملاك " وعفواً لعدم استيفاء المصدر لأني كتبته الآن من الذاكرة ،ويغلب على الظن أنها في الجزء الحادي عشر والله أعلم0
---
عبدالرحمن السديس
08-31-2006, 08:57 PM
لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب
أخي الفاضل الشيخ محمود الشنقيطي وفقه الله
لا أرى فرقا بين ما تفضلتم بنقله ، وبين ما قرره الشيخ بكر وفقه الله ، فقد نص على أن النسب يقبل بالاستفاضة والشهرة ، ولا يقبل بمجرد الدعوى .
ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة ؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما
---
عبدالرحمن السديس
08-31-2006, 09:08 PM
وذكر الشيخ في معجم المناهي اللفظية أن هذا اللفظ المنسوب للإمام مالك: « الناس مؤتمنون على أنسابهم » لم يعثر عليه مسندا .اهـ(1/708)
وبحثت عنه ولم أجده ، وقد نسبه له السخاوي في المقاصد الحسنة وتبعه العجلوني في كشف الخفاء .
---
محمود الشنقيطي
08-31-2006, 09:21 PM
أحسن الله تعالى إليك فلم أعِ كلامَ الشيخ شفاه الله على الوجه الصحيح ,ويكون ما ذكرته إتماما لما سبق وليساعتراضا عليه..
ودمتم بعافية وخير..
---
(1/709)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم باقتراح أخي الكريم عادل التركي في ....
---
ما رأيكم باقتراح أخي الكريم عادل التركي في ....
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 06:28 PM
أرجو التكرم بإبداء الرأي حول اقتراح أخي الكريم عادل التركي على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=10787#post10787).
وطرح الأفكار التي يمكن عملها في هذا الملتقى حول برامج التفسير والدراسات القرآنية والقرآن والقراءات والتجويد ...
جزاكم الله خيراً .
---
(1/710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > (جديد) الكُليني وتأويلاته الباطلة للآيات القرآنية في أصول الكافي لـ د.الخالدي
---
(جديد) الكُليني وتأويلاته الباطلة للآيات القرآنية في أصول الكافي لـ د.الخالدي
---
أبو المعتز القرشي
09-13-2006, 11:51 PM
صدر عن دار عمار كتاب جديد للدكتور صلاح الخالدي بعنوان :
( الكُليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي )
ويقع في 321 صفحة طبعته الأولى 1427 هـ
ونزل للبيع في معرض الكتاب بجدة بجناح دار عمار
---
عبدالرحمن الشهري
09-14-2006, 01:29 PM
جزاك الله خيراً أخي العزيز أبا عدي .
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:17 PM
جزاك الله خيرا
---
أبو المعتز القرشي
09-16-2006, 10:16 AM
وإياك أخي الحبيب أبا عبد الله
الطيب وشنان وإياك
---
(1/711)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة في تفسير قوله تعالى { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }
---
فائدة في تفسير قوله تعالى { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ }
---
أحمد القصير
06-26-2003, 03:04 PM
قال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 115 ]
فهل قوله تعالى : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } من باب الصفات أم لا ؟
اختلف العلماء في ذلك :
1- فذهبت طائفة إلى أن ذلك من الصفات ، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه . وممن قال بذلك :
ابن خزيمة ، والبيهقي ، وابن القيم ، وعبد الرحمن السعدي ، وابن عثيمين .(1)
قال ابن القيم : الصحيح في قوله تعالى : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } أنه كقوله في سائر الآيات التي ذكر فيها الوجه ، فإنه قد اطرد مجيئه في القرآن والسنة مضافاً إلى الرب تعالى ، على طريقة واحدة ، ومعنى واحد ، فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذكر في سورة البقرة ، وهو قوله : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } ، وهذا لا يتعين حمله على القبلة والجهة ، ولا يمتنع أن يراد به وجه الرب حقيقة، فحمله على غير القبلة كنظائره كلها أولى . أ.هـ (2)
2- وذهبت طائفة إلى أن ذلك ليس من باب الصفات في شيء ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( ليست هذه الآية من آيات الصفات ومن عدها في الصفات فقد غلط )) .(3)
وقد اختلف هؤلاء في معناها على أقوال :
القول الأول : أن معناها فثم قبلة الله ، قالوا : والوجه يأتي في اللغة بمعنى الجهة، يقال : وِجْهَة ووجه وَجِهَة . وممن روي عنه هذا القول :
ابن عباس(4) ، ومجاهد (5) ، وعكرمة (6) ، والحسن البصري(7) ، وقتادة(8) ، ومقاتل بن حيان (9) ، والشافعي (10) .(1/712)
واختاره : الواحدي ، والزمخشري ، وابن عطية ، والرازي ، وابن تيمية ، وابن عثيمين ، وجعل الآية محتملة له وللقول الأول .(11)
قال ابن تيمية : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } أي : قبلة الله ، ووجهة الله ، هكذا قال جمهور السلف .
وقال : (( الوجه )) هو الجهة في لغة العرب ، يقال : قصدت هذا الوجه ، وسافرت إلى هذا الوجه ، أي : إلى هذه الجهة . وهذا كثير مشهور ، فالوجه هو الجهة ، كما في قوله تعالى : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا }(12) أي : متوليها ، فقوله تعالى : { هُوَ مُوَلِّيهَا } كقوله تعالى :{ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } كلا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربان ، وكلاهما في شأن القبلة ، والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين : أنا نوليه ، نستقبله . أ.هـ (13)
القول الثاني : أن قوله { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } المراد به الله عز وجل ليس غيره .
وهذا قول المعتزلة (14) ، ونُسب للكلبي (15) ، واختاره ابن قتيبة (16) .
القول الثالث : أن معنى الآية فثم رضا الله وثوابه .
حكاه دون نسبة: الطبري، والبغوي، والقرطبي، واختاره :الجصاص وابن جزي الكلبي. (17)
والراجح - والله أعلم - أن قوله تعالى : { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } هو من باب الصفات ، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه .
دليل ذلك :
1- أن الله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة ، وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف إليه سبحانه ، فتفسيره في هذه الآية بنظائره من الآيات هو الأولى ، لأنه من تفسير القرآن بعضه ببعض وهو أولى التفاسير .
2- أن هناك أحاديث تفيد أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه ، وهي بمثابة التفسير لهذه الآية ، منها :
– قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه )) . (18)(1/713)
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا ؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت )) .(19)
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل إذا قام يصلي أقبل الله عليه بوجهه حتى ينقلب أو يحدث سوء )).(20)
فهذه الأحاديث مصرحة بأن وجه الله الذي هو صفته هو الذي يكون قبالة المصلي ، لا القبلة . فهي بمثابة التفسير للآية ، والله تعالى أعلم .(21)
===========================
(1) كتاب التوحيد ، لابن خزيمة ( 1 / 25 ) ، الأسماء والصفات ، للبيهقي ( 2 / 35 ) ، مختصر الصواعق المرسلة (392) ، تيسير الكريم الرحمن (76) ، أحكام من القرآن الكريم (416) .
(2) مختصر الصواعق المرسلة (392) .
(3) مجموع الفتاوى (3/193) .
(4) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (364) .
(5) أخرجه ابن شيبة في المصنف (1/370) ، والترمذي في كتاب التفسير ، باب ومن سوررة البقرة ، حديث (2958) ، وابن جرير في تفسيره (1/552،553) ، وابن أبي حاتم (345) محقق ، والبيهقي في السنن الكبرى (2/13) .
(6) زاد المسير (1/117) .
(7) أخرجه ابن أبي حاتم معلقاً (345) محقق .
(8) أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/550) .
(9) تفسير البغوي (1/108) .
(10) أحكام القرآن ، للشافعي ( 76 ) ، السنن الكبرى ، للبيهقي ( 2 / 13 ) ،مجموع الفتاوى (3/193) (6/15) ، مختصر الصواعق المرسلة (392) .
(11) الوسيط (1/194) ، الكشاف (1/179) ، المحرر الوجيز (1/200) ، مفاتيح الغيب (4/21) ، مجموع الفتاوى (2/429) ، (3/193) ، (6/15-16) ، أحكام من القرآن الكريم (416) .
(12) البقرة : 148.
(13) مجموع الفتاوى (2/492) ، (6/16) .
(14) (15) تفسير القرطبي (2/58) .
(15) تأويل مشكل القرآن (254) .
(17) جامع البيان للطبري (1/553) ، تفسير البغوي (1/108) ، تفسير القرطبي (2/58) ، أحكام القرآن للجصاص (1/76) ، التسهيل لعلوم التنزيل (1/94) .(1/714)
(18) أخرجه - من حديث ابن عمر - البخاري ، في كتاب الصلاة ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، حديث (406) ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها ، حديث (547) .
(19) أخرجه - من حديث الحارث الأشعري - الإمام أحمد في مسنده ، حديث (17139) (4/178) .والترمذي في كتاب الأمثال ، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة ، حديث (2863) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2 / 379 ) ، وصحيح الجامع ، ص ( 355 ) ، رقم ( 1724 ) .
(20) أخرجه - من حديث حذيفة - ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب المصلي يتنخم ، حديث (1023) .
وصحح إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة بحاشية الكتاب (1/539) ، وحسنه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ( 1 / 168) .
(21) انظر : مختصر الصواعق المرسلة (396-398) .
---
أبو عمر السوري
06-27-2003, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي على هذا البحث
أبو عمر السوري
---
أبومجاهدالعبيدي
10-27-2005, 02:58 PM
? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?(1/715)
قال ابن القيم رحمه الله في سياق تقريره لإثبات صفة الوجه لله U ، وبيان بطلان حملها المجاز : ( ... تفسير وجه الله بقبلة الله وإن قاله بعض السلف كمجاهد([1]) ، وتبعه الشافعي([2]) ؛ فإنما قالوه في موضع واحد لا غير ، وهو قوله تعالى ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ?(البقرة:115) ؛ فهب أن هذا كذلك في هذا الموضع ، فهل يصح أن يقال ذلك في غيره من المواضع التي ذكر الله تعالى فيها الوجه ؟ فما يفيدكم هذا في قوله ? وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ ?(الرحمن:27) ، وقوله : ? إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ? (الليل:20) ، وقوله : ? إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّه ِ ?(الانسان: من الآية9) .
على أن الصحيح في قوله : ? فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? أنه كسائر الآيات التي فيها ذكر الوجه ؛ فإنه قد اطرد مجيئه في القرآن والسنة مضافاً إلى الرب تعالى على طريقة واحدة ، ومعنى واحد ؛ فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذُكر في سورة البقرة ، وهو قوله : ? فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? ، وهذا لا يتعين حمله على القبلة أو الجهة ، ولا يمتنع أن يراد به وجه الرب حقيقة ؛ فحمله على موارده ونظائره كلها أولى ، لوجوه :(1/716)
أحدها : أنه لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغةً ولا شرعاً ولا عرفاً ، بل القبلة لها اسم يخصها ، والوجه له اسم يخصه ؛ فلا يدخل أحدهما على الآخر ، ولا يستعار اسمه له . نعم القبلة تسمى وجهة ، كما قال تعالى : ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ?(البقرة: من الآية148) ، وقد تسمى جهة ...، وإنما سميت قبلة ووجهة لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه . وأما تسميتها وجهاً فلا عهد به ؛ فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى ؟ مع أنه لا يعرف تسمية القبلة »وجهة الله« في شيء من الكلام ، مع أنها تسمى وجهة ؛ فكيف يطلق عليها »وجه الله« ولا يعرف تسميتها وجهاً ....
الوجه الثاني : أن الآية لا تعرُّض فيها للقبلة ، ولا لحكم الاستقبال ، بل سياقها لمعنى آخر ، وهو بيان عظمة الرب تعالى وسعته ، وأنه أكبر من كل شيء وأعظم منه ، وأنه محيط بالعالم العلوي والسفلي ؛ فذكر في أول الآية إحاطة ملكه في قوله : ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ? مُنبهاً بذلك على ملكه لما بينهما ، ثم ذكر عظمته سبحانه ، وأنه أكبر وأعظم من كل شئ ، فأينما ولّى العبد وجهه فثم وجه الله ، ثم ختم باسمين دالين على السعة والإحاطة فقال : ? إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? ، فذكر اسمه الواسع عقيب قوله : ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? كالتفسير والبيان والتقرير له ؛ فتأمله .
فهذا السياق لم يقصد به الاستقبال في الصلاة بخصوصه ، وإن دخل في عموم الخطاب حضراً وسفراً بالنسبة إلى الفرض والنفل والقدرة والعجز .
وعلى هذا فالآية باقية على عمومها وإحكامها ، ليست منسوخة ولا مخصوصة ، بل لا يصح دخول النسخ فيها ؛ لأنها خبر عن ملكه للمشرق والمغرب ، وأنه أينما ولى الرجل وجهه فثم وجه الله ، وعن سعته وعلمه ؛ فكيف يمكن دخول النسخ والتخصيص في ذلك ؟ .(1/717)
وأيضاً ؛ هذه الآية ذُكرت مع ما بعدها لبيان عظمة الرب ، والرد على من جعل له عدلاً من خلقه أشركه معه في العبادة ؛ ولهذا ذكر بعدها الرد على من جعل له ولداً ، فقال تعالى : ? وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ = بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ? (البقرة:116- 117) ، فهذا السياق لا تعَرُض فيه للقبلة ، ولا سيق الكلام لأجلها ، وإنما سيق لذكر عظمة الرب ، وبيان سعة علمه وملكه وحلمه ، والواسع من أسمائه ؛ فكيف تجعلون له شريكاً بسببه تمنعون بيوته ومساجده أن يُذكر فيها اسمه وتسعون في خرابها ؟ ؛ فهذا للمشركين . ثم ذكر ما نسبه إليه النصارى من اتخاذ الولد ، ووسّط بين كفر هؤلاء قوله تعالى : ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ? ؛ فالمقام مقام تقرير لأصول التوحيد والإيمان ، والرد على المشركين ، لا مقام بيان فرع معين جزئي ....
الوجه الثالث : أنه سبحانه أخبر عن الجهات التي تستقبلها الأمم مُنَكّرة مطلقة غير مضافة إليه …، فقال تعالى : ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? (البقرة:148) . فتأمل هذا السياق ف ذكر الوجهات المختلفة التي توليها الأمم وجوههم ، ونزِّل عليه قوله : ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? ، وانظر : هل يلائم السياق السياق ، والمعنى المعنى ويطابقه أم هما سياقان دل كل منهما على معنى غير المعنى الآخر ؟ فالألفاظ غير الألفاظ ، والمعنى غير المعنى .(1/718)
الوجه الرابع : أنه لو كان المراد بوجه الله : قبلة الله لكان قد أضاف إلى نفسه القِبَل كلها ، ومعلوم أن هذه إضافة تخصيص وتشريف إلى إلهيته ومحبته ، لا إضافة عامة إلى ربوبيته ومشيئته ، وما كان هذا شأنها لا يكون المضاف إلا خاصاً ، كبيت الله وناقة الله وروح الله …([3])
الوجه الخامس : أن تفسير القرآن بعضه ببعض هو أولى التفاسير ما وجد إليه السبيل ؛ ولهذا كان يعتمده الصحابة – رضي الله عنهم - ، والتابعون ، والأئمة بعدهم ؛ واللهُ تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة ، وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف إليه ؛ فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين .
الوجه السادس : أن الآية لو احتملت كل واحد من الأمرين لكان الأولى بها إرادة وجهه الكريم ؛ لأن المصلي مقصوده التوجه إلى ربه ؛ فكان المناسب أن يذكر أنه إلى أي الجهات صليت فأنت متوجه إلى ربك ، وليس في اختلاف الجهات ما يمنع التوجه إلى ربك .
الوجه السابع : أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسِّرةً للآية مشتقةً منها ، كقوله r : » إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإنما يستقبل ربه « ([4])،… وقوله : » إن الله يأمركم بالصلاة ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا ؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت « ([5]).…)([6]).
الدراسة :
هذه مسألة في التفسير مشكلة ، وقد رجح ابن القيم في كلامه السابق أن المراد بالوجه في الآية : وجه الله U ، الذي هو صفة من صفاته . وهذا هو القول الأول في هذه المسألة .
والقول الثاني : أن المراد به هنا : قبلة الله ، أي : فثَمَّ قبلة الله . وهذا قول مجاهد ، والشافعي – كما سبق - .
وابن القيم في كلامه السابق قد كفانا مؤونة تقرير القول الذي رجحه ، وذكر من وجوه ترجيحه ما يغني عن إعادته هنا . وسأكتفي بذكر مواقف أئمة التفسير من هذين القولين ، ومن تفسير هذه الآية عموماً :(1/719)
قرر ابن جرير أولاً أن معنى الآية : ( ولله ملك الخلق الذي بين المشرق والمغرب ، يتعبدهم بما شاء ، ويحكم فيهم ما يريد ، عليهم طاعته ؛ فولّوا وجوهكم - أيها المؤمنون - نحو وجهي ؛ فإنكم أينما تولوا وجوهكم فهنالك وجهي .)
ثم قرر كذلك أن الآية جاءت مجيء العموم ، والمراد الخاص ؛ لأن قوله : ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? يحتمل الوجوه التالية :
· أينما تولوا في حال سيركم في أسفاركم في صلاتكم التطوع ، وفي حال مسايفتكم عدوّكم ، في تطوّعكم ومكتوبتكم ؛ فَثمَّ وجه الله – كما قال بعض أهل التأويل - .
· فأينما تُولّوا من أرض الله فتكونوا بها ؛ فَثَمَّ قِبْلَةُ الله التي توجهون وجوهكم إليها لأن الكعبة ممكن لكم التوجه إليها منها – كما قال مجاهد - .
· فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم ؛ فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم .
ثم قال : ( فإذ كان قوله عز وجل : ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? محتملاً ما ذكرنا من الأوجه ، لم يكن لأحد أن يزعم أنها ناسخة أو منسوخة إلا بحجة يجب التسليم لها .)
ثم أطال في تقرير عدم جواز ادعاء نسخ هذه الآية ، وذكر في ذلك قواعد مهمة في مسألة النسخ في القرآن .
ثم ختم بذكر الأقوال التي رويت في تأويل : ? فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? ، فذكر أربعة أقوال :
الأول : فثم قبلة الله .
الثاني : فثمّ الله تبارك وتعالى .
الثالث : فثم تدركون بالتوجه إليه رضا الله الذي له الوجه الكريم .
الرابع : عنى بالوجه : ذا الوجه ، وقال قائلوا هذه المقالة : وجهُ الله صفةٌ له .
ولم يذكر موقفه من هذه الأقوال الأربعة ، وقد يكون ذلك لأنها مقبولة كلها عنده .([7])
وأما ابن عطية فنقل اختلاف المفسرين في المراد بالوجه المضاف إلى الله عموماً ، والمراد به في هذه الآية على وجه الخصوص ، فقال : ( واختلف الناس في تأويل الوجه الذي جاء مضافاً إلى الله تعالى في مواضع من القرآن :(1/720)
فقال الحذاق : ذلك راجع إلى الوجود ، والعبارة عنه بالوجه من مجاز كلام العرب ؛ إذ كان الوجه أظهر الأعضاء في الشاهد ، وأجلها قدراً .
وقال بعض الأئمة : تلك صفة ثابتة بالسمع زائدة على ما توجبه العقول من صفات القديم تعالى . …
ويتجه في بعض المواضع كهذه الآية أن يراد بالوجه : الجهة التي فيها رضاه وعليها ثوابه كما تقول : تصدقت لوجه الله تعالى .
ويتجه في هذه الآية خاصة أن يراد بالوجه : الجهة التي وجهنا إليها في القبلة …
وقال بعضهم : يحتمل أن يراد بالوجه هنا الجاه ، كما تقول : فلان وجه القوم أي موضع شرفهم ؛ فالتقدير فثم جلال الله وعظمته .)([8])
ووافقه القرطبي في ذكر هذه الأقوال ، حيث نقل أكثر كلامه هنا ، وزاده إيضاحاً وبياناً وتمثيلاً .([9])
وأما الرازي ففسر الوجه بناء على مذهبه في التأويل ، وذكر كلاماً لا حاجة إليه هنا يقرر فيه مذهبه الفاسد ، ثم ختم بقوله : ( فلا بد من تأويله بأن المراد : فثم قبلته التي يعبد بها ، أو ثم رحمته ونعمته وطريق ثوابه والتماس مرضاته . ) ([10])
وجمع أبو حيان ما ذكره ابن عطية ، والقرطبي ، وأضاف إليه كلاماً موافقاً لكلام المبتدعة المأولين ، وبالغ – عفا الله عنه – في الرد على من أثبت صفة الوجه لله تعالى ، ورمى من فعل ذلك بأوصاف لا تليق ، ثم قرر أن الآية تحمل على المجاز ، أو على حقيقة يصح نسبتها إلى الله تعالى .([11])
وأما ابن كثير فلم يتعرض لهذه المسألة في تفسيره ، ولكنه بدأ تفسيره للآية بما يدل على أنها نازلة في شأن القبلة في الصلاة ، وذكر في أثناء ذلك قول مجاهد في تفسير الذي فسّر فيه الوجه هنا بالقبلة ، ولم يتعقبه بشيء . ([12])(1/721)
وفسّر ابن عاشور الوجه بالذات ، وذكر أن هذا التفسير حقيقة لغوية ، ثم قال : ( وهو هنا كناية عن علمه فحيث أمرهم باستقبال بيت المقدس فرضاه منوط بالامتثال لذلك ، وهو أيضاً كناية رمزية عن رضاه بهجرة المؤمنين في سبيل الدين لبلاد الحبشة ثم للمدينة ، ويؤيد كون الوجه بهذا المعنى قوله في التذييل : ? إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? ) ([13]).
وبعد هذا العرض الذي ظهر من خلاله اختلاف المفسرين في تفسير الوجه هنا ، وتباين آرائهم في مسألة إثبات الصفة لله U .
وحتى لا يخرج الكلام عن حدود التفسير سأقتصر على ذكر موقف المفسرين الذين هم من المعروفين بسلامة منهجهم في هذا الباب ، وقد سبق ذكر موقف ابن جرير ، وابن كثير .
قال السمعاني في تفسيره في أن ذكر بعض الوجوه المحتملة ، ومنها قول مجاهد : ( وقد ذكر الله تعالى الوجه في كتابه في أحد عشر موضعاً ، وهو صفة لله تعالى . وتفسيره : قراءته والإيمان به .)([14]) ولعله يقصد عدم الخوض في تأويله ، والحديث عن كيفيته ؛ لأنه قال في موضع آخر : ( والوجه صفة الله تعالى بلا كيف ، وجه لا كالوجوه .)([15])
وذكر البغوي الوجوه الأربعة التي ذكرها ابن جرير .([16])
وقال السعدي في تفسيره : ( فيه إثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى ، وأن لله وجهاً لا تشبهه الوجوه .)([17])
وذكر ابن عثيمين أن المفسرين من السلف والخلف اختلفوا في تفسير الوجه في هذه الآية ، فقال بعضهم : المراد به وجه الله الحقيقي ؛ وقال بعضهم : المراد به الجهة . ثم قال : ( ولكن الراجح أن المراد الوجه الحقيقي ؛ لأن ذلك هو الأصل ، وليس هناك ما يمنعه ، وقد أخبر النبي r أن الله تعالى قبل وجه المصلي …)([18])
وممن فصّل القول في هذه المسألة : شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فقد قرر في أكثر من موضع أن هذه الآية ليست من آيات الصفات ؛ لأن آيات الصفات الصريحة لم يقع فيها نزاع بين السلف .(1/722)
قال رحمه الله : ( يقال : "أردت هذا الوجه" ، أى : هذه الجهة والناحية ، ومنه قوله ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? أى : قبلة الله ، ووجهة الله ؛ هكذا قال جمهور السلف - وإن عدها بعضهم فى الصفات - ، وقد يدل على الصفة بوجه فيه نظر …)([19])
وقال في سياق كلام له - ذكره جواباً لمن قال له من المخالفين : وجدنا ما يدل على أن السلف قد أولوا صفة الوجه - : ( فقلت : لعلك تعنى قوله تعالى : ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? ؟
فقال : نعم ؛ قد قال مجاهد والشافعي : يعنى قبلة الله .
فقلت : نعم ؛ هذا صحيح عن مجاهد والشافعي وغيرهما ، وهذا حق ، وليست هذه الآية من آيات الصفات ، ومن عدّها في الصفات فقد غلط كما فعل طائفة ؛ فإن سياق الكلام يدل على المراد ، حيث قال : ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? ، والمشرق والمغرب الجهات ، والوجه هو الجهة ، يقال : "أيُّ وجهٍ تريده ؟ " ، أي : أيُّ جهة ، "وأنا أريد هذا الوجه" ، أي : هذه الجهة ، كما قال تعالى : ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ?(البقرة: من الآية148) ؛ ولهذا قال : ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? ، أي : تستقبلوا وتتوجهوا .)([20])
وقد زاد هذا الكلام بسطاً وتفصيلاً في موضع آخر .([21])
النتيجة :
بعد النظر والبحث في هذه المسألة لم أستطع الجزم بقول راجح في المراد بالوجه هنا ؛ فالمسألة عندي من المشكلات ، وقد خالف التلميذُ فيها شيخَه ، ، ولكل قول حجج قويه .
ولكن باعتبار ما ذكره كل فريق من الحجج التي ترجح قوله ؛ أرى أن حجج ابن القيم التي ذكرها لتقرير القول الذي صححه أقوى وأكثر ، مع أن في بعضها نظراً .
--------------------------------------------------------------------------------(1/723)
([1] ) تفسيره هذا أخرجه الترمذي في سننه – كتاب التفسير – باب ومن سورة البقرة – رقم 2958 ، وابن جرير في تفسيره 2/534 . وهو صحيح عنه . انظر التفسير الصحيح للدكتور حكمت بن بشير ياسين 1/221 .
([2] ) انظر قوله في كتاب أحكام القرآن جمع البيهقي 1/64 .
([3] ) ذكر هنا وجهين ، وقد رأيت حذفهما .
([4] ) جزء من حديث أخرجه أبو داود – كتاب الصلاة – باب في كراهية البزاق في المسجد – رقم 480 ، وهو حديث صحيح أصله في الصحيحين . انظر صحيح البخاري – كتاب الصلاة – باب : حك المخاط بالحصى من المسجد – رقم 408 ، وصحيح مسلم – كتاب المساجد ومواضع الصلاة – رقم 548 .
([5] ) جزء من حديث طويل أخرجه الإمام أحمد في مسنده 28/404-406 رقم 17170 ، الترمذي في كتاب الأدب – أبواب الأمثال – باب : ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة – رقم 2863 ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب . وهو حديث صحيح . وانظر تخريجه بتوسع في تعليق محققي المسند 28/406-407 [ حاشية ] ، وفي تعليق محقق مختصر الصواعق 3/1022 [ حاشية ] .
([6] ) مختصر الصواعق المرسلة باختصار وتصرف يسير 3/1010-1022 .
([7] ) انظر جامع البيان 2/533-536 .
([8] ) المحرر الوجيز 1/335 باختصار وتصرف يسير جداً .
([9] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 2/83-84 .
([10] ) انظر التفسير الكبير 4/20-21 .
([11] ) انظر البحر المحيط 1/577-578 .
([12] ) انظر تفسير القرآن العظيم 1/370-374 .
([13] ) انظر التحرير والتنوير 1/
([14] ) تفسير القرآن 1/129 .
([15] ) المصدر السابق 2/108 .
([16] ) انظر معالم التنزيل 1/140 .
([17] ) تيسير الكريم الرحمن ص57 .
([18] ) انظر تفسير القرآن الكريم – تفسير سورة البقرة 2/13-14 .
([19] ) مجموع فتاوي شيخ الإسلام 2/428-429 .
([20] ) انظر المصدر السابق 3/193 .
([21] ) انظره في المصدر السابق 6/15-17 .
---
الإسلام ديني
11-08-2005, 03:08 PM
===================
أقول:(1/724)
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
مضوع شيق و مهم
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العنوان الصحيح للكتاب
---
العنوان الصحيح للكتاب
---
أبو عمار المليباري
04-24-2004, 11:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما يغفل الناشرون عن وضع الاسم الصحيح للكتاب أو المؤلف . وهذا يعتبر نقصاُ في جودة الطباعة . إذ يهتم الباحثون وطلاب العلم بهذا الجانب . ولهذه الغفلة أمثلة كثيرة .. قد تجد كتاباً طبع بأسماء متغايرة فيظن البعض أنه كتاب آخر وإذا قرأه وجد أنه نفس الكتاب . فلا حول ولا قوة إلا بالله . وقد يطبع الكتاب ويكتب اسم المؤلف باسم لا يشتهر به . وأذكر بعض الأمثلة لهذه الغفلة فيما يلي : كتاب (الجرح والتعديل) للرازي ، يظن الرجل في أول وهلة أنه للفخر الرازي صاحب التفسير الكبير ولكن هذا لا يظنه صاحب حديث إلا أن ذلك وارد لغيره . ولكن الكتاب لابن أبي حاتم الرازي .
وله أمثلة كثيرة .. أكتفي بهذا . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
أبو بيان
04-24-2004, 06:10 PM
* ومن الأمثلة على تلاعب بعض الناشرين بعنوان الكتاب, وعدم الاهتمام به:
- كتاب: "تناسق الدرر في تناسب السور", للحافظ جلال الدين السيوطي (ت:911), اختصره من كتابه "قطف الأزهار في كشف الأسرار"؛ الذي يسميه اختصاراً بـ "أسرار التنزيل".
وفي مقدمة المؤلف لكتابه "تناسق الدرر" قال:
( وكنت أوّلاً سميّته "نتائج الفكر في تناسب السور"؛ لكونه من مستنتجات فِكري, كما أشرت إليه, ثم عدلت وسميته: "تناسق الدرر في تناسب السور"؛ لأنه أنسب بالمعنى, وأزيَدُ بالجناس ). صـ26. ط: الدرويش.
طُبِعَ هذا الكتاب باسمه السابق, بتحقيق/ عبد الله محمد الدرويش, في عالم الكتب, عن مخطوطة كاملة في الظاهرية.(1/726)
وطُبِعَ بعنوان: < أسرار ترتيب القرآن >, بتحقيق/ عبد القادر أحمد عطا, في دار الاعتصام, عن مخطوطة فيها نقص, وتحريف, والمهم هنا: لماذا غيّر المحقق عنوان الكتاب؟!
أجاب هو بنفسه في مقدمة التحقيق فقال:
( اسم هذا الكتاب: "تناسق الدرر في تناسب السور", وقد آثرنا تغيير اسمه على الوجه المُثبَت على واجهة هذه المطبوعة, وإثبات الاسم الأصلي داخله؛ لسبب نتحدث عنه في منهج التحقيق ). صـ59.
ثم قال في منهج التحقيق:
( غيَّرنا عنوان الكتاب بما يتناسب مع العصر, وبُعداً عن الأسجاع المألوفة في عصر المُؤلف ). صـ63.
هكذا بلا خجل!!
س/ ما الذي في عنوان السيوطي لا يناسب هذا العصر ؟!!
س/ ومن صاحب الحق في تغيير عنوان الكتاب؟, المُؤلف , أم المحقق, أم الناشر ؟!
س/ ولو قال المحقق: ( بُعداً عن الأسجاع المُتَكَلفة في عصر المؤلف ), لعرفنا سبباً وجيهاً في عدم اقتناعه بهذا العنوان, أما وصفها بالمألوفة فما العيب في ذلك ؟
س/ لِنَتَخيّل :
أن كُلَّ محقق لم يُعجبه عنوان كِتاب, قام بتغييره, ما الذي سنعرفه من الكتب المُطَوَّرة لتَرقى عناوينها لهذا العصر العظيم الذي نعيش فيه ؟!!
ناهيك عن الأمانة العلمية, وواجبات المحقق, ...
---
(1/727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منهج سيد قطب في التفسير : الدراسة الإجمالية للسورة.
---
منهج سيد قطب في التفسير : الدراسة الإجمالية للسورة.
---
أحمد بزوي الضاوي
09-10-2006, 01:02 AM
الدراسة الإجمالية للسورة القرآنية
سورة البقرة نموذجا.
نقصد بالدراسة الإجمالية أو التفسير الإجمالي للسورة القرآنية الكريمة، تلك الدراسة المجملة التي يقدم بها سيد قطب لتفسيره لكل سورة من سور القرآن الكريم، ويخصصها عادة للتعريف المجمل بالسورة، وخصائصها وملامحها، والظروف والملابسات التي واكبت نزول آياتها، مع توضيح أهدافها ومقاصدها، وخصائصها الأسلوبية أو التشريعية، كما يطلع فيها القارئ على مضمون السورة، ويحاول أن يجمع شتات موضعاتها في محور واحد أو محاور محدودة حسب طبيعة كل سورة من سور القرآن الكريم.
وإذا أخذنا سورة البقرة نموذجا فإننا سنجد سيد قطب قد قدم لتفسيرها بمقدمة مستفيضة عن الظروف والملابسات التي واكبت نزول آياتها، موضحا أهدافها ومقاصدها، وأسلوبها العام، ومتحدثا عن موضوعاتها الرئيسية. وبصفة عامة يمكننا ان نجمل الموضوعات أو الأفكار التي تضمنتها هذه المقدمة في ما يلي :
1- أسباب نزول سورة البقرة
سورة البقرة سورة مدنية، والسور المدنية الطوال كانت آياتها تنزل متفرقة، بل قد تنزل آيات سورة أخرى ولما تكتمل الأولى وأسباب نزول سورة البقرة يفضل سيد تسميتها بملابسات النزول، لأنها تجعلنا نضع أيدينا على الظرف التاريخي، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي الذي صاحب نزول آيات السورة، في حين نجد أسباب النزول تقتصر على ذكر الحادث المباشر لنزول السورة أو الآية، ولا غرو في ان ذلك سبب جزئي لا يشمل كل الملابسات المحيطة بالآية أو السورة.(1/728)
والحديث عن الملابسات التي نزلت آيات السور القرآنية لمواجهتها ذو أهمية كبيرة في التفسير إذ يمدنا بمفتاح أو مفاتيح السورة لننفذ إلى أعماقها، ونتفهم جزئياتها دون محاولة فرض معان خارجة عنها، فلا نقولها ما لا تتضمنه، ولا نتعسف في استخراج معان لا تقصد إليها، أو لا تشير إليها بتاتا.
والملابسات التي نزلت سورة البقرة لمواجهتها لا زالت قائمة إلى الآن وهذا هو السر الذي يجعل القرآن الكريم دستور المسلمين في الحياة، لأنه صادر عن العليم الخبير الذي يعلم سلفا علما يقينا حقيقة أمر هذا الإنسان ونفسيته، وتطور الحياة من حوله، ومن ثم فهو - سبحانه وتعالى- عندما يتحدث عن هذا الإنسان يتحدث عنه في شموليته وفي كل أبعاده، وانطلاقا من فطرته وجبلته وهذه الملابسات لا تتغير ولا تتبدل بتبدل الزمن لأنها « في عمومها هي الملابسات التي ظلت الدعوة الإسلامية وأصحابها يواجهونها - مع اختلاف يسير - على مر العصور، وكر الدهور، من أعدائها وأوليائها على السواء. مما يجعل هذه التوجيهات القرآنية هي دستور هذه الدعوة الخالد، ويبث في هذه النصوص حياة تتجدد لمواجهة كل عصور وكل طور. ويرفعها معالم للطريق أمام الأمة المسلمة تهتدي بها في طريقها الطويل الشاق بين العداوات المتعددة المظاهر، المتوحدة الطبيعة، وهذا هو الإعجاز يتبدى جانب من جوانبه في هذه السمة الثابتة المميزة في كل نص قرآني(1). وقد فصل سيد قطب القول في الملابسات المحيطة والمواكبة لنزول سورة البقرة، ويمكن إجمالها في ما يلي:
أ - هجرة الرسول:(1/729)
هجرة الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ من مكة إلى المدينة فرضتها ظروف نشر الدعوة « وجعلتها إجراء ضروريا لسير هذه الدعوة في الخط المرسوم الذي قدره الله لها بتدبيره، كان موقف قريش عنيدا من الدعوة في مكة - وبخاصة بعد وفاة خديجة -رضي الله عنها- وموت أبي طالب كافل النبي وحاميه، كان هذا الموقف قد انتهى إلى تجميد الدعوة في مكة تقريبا وما حولها، ومع استمرار دخول أفراد في الإسلام على الرغم من جميع الاضطهادات والتدبيرات فإن الدعوة كانت تعتبر قد تجمدت فعلا في مكة وما حولها بموقف قريش منها، وتحالفهم على حربها بشتى الوسائل، مما جعل بقية العرب تقف موقف التحرز، والانتظار في ارتقاب نتيجة المعركة بين الرسول وعشيرته الأقربين، وعلى رأسهم أبو لهب، وعمرو بن هشام، وأبو سفيان بن حرب، وغيرهم ممن يمتون بصلة القرابة القوية لصاحب الدعوة. وما كان هناك ما يشجع العرب في بيئة قبلية لعلاقات القرابة عندها وزن كبير - على الدخول في عقيدة رجل تقف منه عشيرته هذا الموقف وبخاصة أن عشيرته هذه هي التي تقوم بسدانة الكعبة، وهي التي تمثل الناحية الدينية في الجزيرة ومن ثم كان بحث الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـعن قاعدة أخرى غير مكة، قاعدة تحمي هذه العقيدة، وتكفل لها الحرية، ويتاح لها فيها أن
تخلص من هذا التجميد الذي انتهت إليه في مكة حيث تظفر بحرية الدعوة وبحماية المعتنقين لها من الاضطهاد والفتنة، وهذا في تقديري كان هو السبب الأول والأهم للهجرة»(1).
ومن ثم فقد كانت هجرة الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى المدينة بقصد توفير الجو المناسب لاستمرار الدعوة ونموها وانتشارها.(1/730)
* الهجرة إلى المدينة مسبوقة بالهجرة إلى الحبشة، ولم يكن ذلك فرارا من اضطهاد الكفار للمسلمين في مكة، ذلك أن الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا من ذوي العصبيات الذين لا يخشون شيئا على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، في حين أن من بقي بمكة هم الضعفاء الذين لا يجدون من يحميهم. ومن ثم يكون لهذه الهجرة أسباب أخرى على الفرار من الاضطهاد، وهذه الأسباب حصرها سيد قطب في عاملين رئيسيين:
1- هز الشعور القبلي لدى الكفار، بفراق أبنائهم، وبناتهم لهم، وفي ذلك ما يوحي بعجزهم عن حمايتهم، وهذا يؤثر في العربي الجاهلي الذي يعيش في وسط قبلي تسيطر عليه علاقة الدم : « وربما كان وراء هذه الهجرة أسباب أخرى كإثارة هزة في أوساط البيوت الكبيرة في قريش، وأبناؤها الكرام المكرمون يهاجرون بعقيدتهم فرارا من الجاهلية، تاركين وراءهم كل وشائج القربى في بيئة قبلية تهزها هذه الهجرة على هذا النحو هزا عنيفا، وبخاصة حين يكون من بين المهاجرين مثل أم حبيبة بنت أبي سفيان زعيم الجاهلية وأكبر المتصدين لحرب العقيدة الجديدة، وصاحبها»(1) .
2- البحث عن قاعدة جديدة تسمح للدعوة بأن تستمر وتنتشر حيث كانت « الهجرة إلى الحبشة أحد الاتجاهات المتكررة في البحث عن قاعدة حرة، أو آمنة على الأقل للدعوة الجديدة وبخاصة حين نضيف إلى هذا الاستنتاج ما ورد عن إسلام نجاشي الحبشة، ذلك الإسلام الذي لم يمنعه من إشهاره نهائيا إلى ثورة البطارقة عليه كما ورد في روايات صحيحة»(1).(1/731)
ولعل اتجاه الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى الطائف ما هو إلا محاولة أخرى لإيجاد قاعدة حرة لانتشار الدعوة، ولكن أهل الطائف الظلمة الكفرة آذوا رسول الله، وأهانوه بأن سلطوا عليه سفهاءهم يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين. وفي هذه الحادثة ما يوضح أن الدعوة تحتاج إلى داعية جلد صابر محتسب، غير متعجل للنتائج، معلق الأمال على الله، لا ينازعه أدنى شك في نصر الله - سبحانه- لدعوته، وبيانه للحق وإزهاقه للباطل ولو بعد حين.
* بعد هذه الشدائد والأزمات، أتى الفرج من عند الله - سبحانه- فتح على رسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ببيعة العقبة الأولى والثانية، وهي متصلة اتصالا وثيقا بالملابسات المواكبة للهجرة إلى المدينة « بعد ذلك فتح الله على الرسول وـ صلى الله عليه و سلم ـعلى الدعوة من حيث لا يحتسب، فكانت بيعة العقبة الأولى ثم بيعة العقبة الثانية وهما ذواتا صلة قوية بالموضوع الذي نعالجه في مقدمة هذه السورة وبالملابسات التي وجدت حول الدعوة في المدينة»(1) .
2- المحور المزدوج لسورة البقرة :
بعد ذلك يتحدث سيد قطب عن المحور المزدوج لسورة البقرة، فيحدد مكونات الخط الأول من خطى المحور. وكذلك يفعل بالنسبة للجانب الثاني. وفي النهاية يتحدث عن خاتمة السورة، ويلاحظ الترابط النسقي الموجود بين البداية والنهاية، وهو ترابط بديع جعل السورة رغم وفرة واختلاف موضوعاتها تشكل وحدة شاملة ومتكاملة، إنه الأسلوب الرباني الخالص الجمال، الفاتن الروعة، المحكم السبك، قد حاكها في أسلوب بياني مبدع ومعجز.
الخط الأول : موقف اليهود من الدعوة الإسلامية في المدينة، ومواجهتهم للرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ وصحبه، وتحالفهم مع الكفار والمنافقين ضد الدعوة قصد إجهاضها.(1/732)
الخط الثاني : موقف الجماعة الإسلامية في أول نشأتها، وطرق إعدادها، وتكوينها لتحمل مسئولية تبليغ الدعوة ونشرها، ومسؤولية الخلافة في الأرض التي تخلى عنها بنو إسرائيل، كما أننا نواجه في السورة تحذيرا للجماعة الإسلامية من الآثام والمعاصي، والانحرافات التي حرمت بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم، شرف الخلافة في الأرض.
وقد أجمل سيد قطب الحديث عن هذا المحور المزدوج بقوله : « هذه السورة تضم عدة موضوعات ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد، مزدوج، يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا، فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة، واستقبالهم لها، ومواجهتهم لرسولها ـ صلى الله عليه و سلم ـ وللجماعة المسلمة الناشئة على أساسها وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة، وبين اليهود والمشركين من جهة أخرى. وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض بعد أن تعلن السورة نكول بني إسرائيل عن حملها، ونقضهم لعهد الله بخصوصها، وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم ـ عليه السلام ـ صاحب الحنيفية الأولى وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم وكل موضوعات السورة تدور حول هذا المحور المزدوج بخطيه الرئيسيين»(1).
ويمكننا أن نقف على موضوعات خطي المحور - الذي سيعني التفسير التفصيلي بتشريحها - قصد تجليتها وتوضيحها:
1- يتضمن الخط الأول العناصر الآتية :
أ- دعوة بني إسرائيل إلى الدخول في الإسلام.
ب- محاربة اليهود للإسلام، وعملهم على إجهاض دعوته.
ت- عملهم على تكفير المسلمين.
ث- إعلانهم العداوة لجبريل ـ عليه السلام ـ.
ج- عملهم على تشكيك الناس في صحة نبوة محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ.
ح- مساندتهم للمنافقين.(1/733)
خ- تذكير الله لهم بماضيهم المخزي، وبأفعالهم المشينة مع أنبياء ورسل الله -عليهم السلام-.
د- تيئيس الله للمسلمين من إيمان اليهود، لأنهم أشربوا الكفر في قلوبهم، وجبلوا على المكر والخداع، ومردوا على النفاق.
ذ- محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ هو الوارث الشرعي لتركة إبراهيم ـ عليه السلام ـ وهو على سنته وهديه هو وأتباعه قد نهضوا بالخلافة في الأرض على منهاج الله، وكان ذلك استجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: « فوراثة إبراهيم قد انتهت-إذن- إلى محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـوالمؤمنين به بعد ما انحرف اليهود وبدلوا، ونكلوا عن حمل أمانة العقيدة، والخلافة في الأرض بمنهج الله، ونهض بهذا الأمر محمد والذين معه. وإن هذا كان استجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهما يرفعان القواعد من البيت {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا منا سكنا وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم}(1) »(2).
2- أما الخط الثاني من محور سورة البقرة فهو يتضمن المواضيع التالية :
I. تعيين القبلة التي تتجه إليها الجماعة المسلمة وهي البيت الحرام { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره}(1) .
Ii. بيان المنهج الرباني لهذه الجماعة المسلمة، ومنهج التصور والعبادة، ومنهج السلوك والمعاملة : « وتبين - السورة- لها أن الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتا بل أحياء، وأن الإصابة(1/734)
بالخوف والجوع، ونقص الأموال والانفس والثمرات ليس شرا يراد بها، إنما ابتلاء ينال الصابرون عليهم صلوات الله، ورحمته وهداه، وأن الشيطان يعد الناس الفقر، ويأمرهم بالفحشاء، والله يعدهم مغفرة وفضلا، وأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات، وتبين لهم بعض الحلال والحرام في المطاعم والمشارب، وتبين لهم حقيقة البر لا مظاهره وأشكاله، وتبين لهم أحكام القصاص في القتلى وأحكام الوصية وأحكام الصوم، وأحكام الجهاد، وأحكام الحج وأحكام الزواج والطلاق مع التوسع في دستور الأسرة بصفة خاصة، وأحكام الصدقة، وأحكام الربا، وأحكام الدين والتجارة»(2).
3- الخاتمة : وقد تعرض فيها سيد قطب للتصور الإيماني لدى الجماعة المسلمة كما ربط فيها بين مطلع السورة وختامها :« وفي النهاية نرى ختام السورة ينعطف عن افتتاحها، فيبين طبيعة التصور الإيماني، وإيمان الأمة المسلمة بالانبياء كلهم، وبالكتب كلها، وبالغيب وما وراءه، مع السمع والطاعة: { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا : سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين}(1) .
ومن ثم يتناسق البدء والختام، وتتجمع موضوعات السورة بين صفتين من صفات المؤمنين، وخصائص الإيمان»(2) .(1/735)
والتناسق الموجود بين الموضوعات والأفكار المتعددة والمتنوعة التي عالجتها سورة البقرة يقوم دليلا على أن الأسلوب الرباني متفرد ومتميز، وقبل هذا وذاك معجز في كل شيء، فأينما بحثت عن الإعجاز في القرآن تجده، وصدق الرحمن إذ قال في كتابه العزيز {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا، فأتوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين}(1) .(1/736)
وتقسيم سيد قطب لهذه السورة إلى مقدمة ومحور مزدوج يمكننا من الوقوف على المعاني الأساسية للسورة وللموضوعات التي تطرقت إليها، كما يجعلنا نقف على نقطة هامة وهي أن جانبا من الإعجاز القرآني يتمثل في السمة الأساسية للتأليف والنظم في القرآن الكريم، وذلك ما اصطلحنا على تسميته بالتصور النسقي للسورة القرآنية، وهذا يحملنا على القول بفكرة التناسق وشمولية الدعوة الإسلامية، فالإسلام دعوة للناس كافة، والإعجاز لكي يكون حقيقيا يجب أن يكون في شيء يجيده الإنسان. فإذا قلنا إن إعجاز القرآن يرجع -فقط- إلى لغته وبلاغته العربية فإنه لن يكون معجزا إلا للعرب دون غيرهم، أما إذا قلنا إن النص القرآني معجز بطريقة تأليفه بين الموضوعات والفكر فإنه يكون معجزا لكل البشر، على أساس أن الإعجاز يكمن في طريقة التأليف لا في اللغة، وقد تحدى الله سبحانه الإنس والجن أن يأتوا بمثله من حيث التناسق والانسجام، ومن هنا يمكننا الربط بين شمولية الإسلام، وشمولية إعجازه للعالمين بلا استثناء فنحن نتحدى -اليوم- إنسانا يدعى القدرة على كتابة رسالة أو كتاب متضمن لعدة أفكار أو موضوعات متعددة ومتنوعة مبنى ومعنى، فيجمع بينها في أسلوب منطقي يجعل كل هذه الموضوعات تشكل وحدة نسقية تدخل هذه الموضوعات والأفكار في حوار مع بعضها، كما هو الشأن بالنسبة للخطاب القرآني، حيث نجد الآيات يفضى بعضها إلى بعض وكانها تتحاور فيما بينها في تناغم وانسجام مشكلة بذلك نسقا متكاملا غير قابل للزيادة أو النقصان، بل هو الكمال ذاته، لأن ما صدر عن الكامل يتعين أن يكون كاملا. وصدق الله تعالى إذ قال في الذكر الحكيم { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}(1).
---
(1/737)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
---
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2003, 08:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من السنة في ليلة العيد سنة التكبير التي ثبتت بنص القرآن الكريم في قوله تعالى في آخر آية رمضان :(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). وقد ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) عند تفسيره لهذا الجزء من الآية والخاص بإكمال العدة والتكبير كلاماً جيداً أحببت أن يقرأ هذه الليلة لينتفع به ، وقد تصرفت في كلامه رحمه الله .
قال رحمه الله في المسألة الخامسة عشرة : قوله تعالى : (ولتكملوا العدة) فيه تأويلان :
- أحدهما : إكمال عدة الأداء لمن أفطر في سفره أو مرضه.
- الثاني : عدة الهلال سواء كانت تسعا وعشرين أو ثلاثين.
قال جابر ابن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشهر يكون تسعاً عشرين). وفي هذا رد لتأويل من تأول قوله صلى الله عليه وسلم : ( شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة ) أنهما لا ينقصان عن ثلاثين يوما , أخرجه أبو داود. وتأول جمهور العلماء على معنى أنهما لا ينقصان في الأجر وتكفير الخطايا , سواء كانا من تسع وعشرين أو ثلاثين .
المسألة السادسة عشرة :اولا اعتبار برؤية هلال شوال يوم الثلاثين من رمضان نهارا بل هو لليلة التي تأتي , هذا هو الصحيح , وقد اختلف الرواة عن عمر في هذه المسألة فروى الدارقطني عن شقيق قال : جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين قال في كتابه: ( إن الأهلة بعضها أكبر من بعض , فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس )(1/738)
قال أبو عمر : وروي عن علي بن أبي طالب مثل ما ذكره عبد الرزاق أيضا , وهو قول ابن مسعود وابن عمر وأنس بن مالك , وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن والليث والأوزاعي , وبه قال أحمد وإسحاق.
وقال سفيان الثوري وأبو يوسف : إن رئي بعد الزوال فهو لليلة التي تأتي , وإن رئي قبل الزوال فهو لليلة الماضية , وروي مثل ذلك عن عمر , ذكره عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم قال : كتب عمر إلى عتبة بن فرقد " إذا رأيتم الهلال نهارا قبل أن تزول الشمس لتمام ثلاثين فأفطروا , وإذا رأيتموه بعد ما تزول الشمس فلا تفطروا حتى تمسوا " , وروي عن علي مثله.
ولا يصح في هذه المسألة شيء من جهة الإسناد على علي , وروي عن سليمان بن ربيعة مثل قول الثوري , وإليه ذهب عبد الملك بن حبيب , وبه كان يفتى بقرطبة , واختلف عن عمر بن عبد العزيز في هذه المسألة , قال أبو عمر : والحديث عن عمر بمعنى ما ذهب إليه مالك والشافعي وأبو حنيفة متصل , والحديث الذي روي عنه بمذهب الثوري منقطع , والمصير إلى المتصل أولى , وقد احتج من ذهب مذهب الثوري بأن قال : حديث الأعمش مجمل لم يخص فيه قبل الزوال ولا بعده , وحديث إبراهيم مفسر , فهو أولى أن يقال به .
قلت : قد روي مرفوعا معنى ما روي عن عمر متصلا موقوفا روته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما صبح ثلاثين يوما , فرأى هلال شوال نهارا فلم يفطر حتى أمسى . أخرجه الدارقطني من حديث الواقدي وقال : قال الواقدي حدثنا معاذ بن محمد الأنصاري قال : سألت الزهري عن هلال شوال إذا رئي باكرا , قال سمعت سعيد بن المسيب يقول : إن رئي هلال شوال بعد أن طلع الفجر إلى العصر أو إلى أن تغرب الشمس فهو من الليلة التي تجيء , قال أبو عبد الله : وهذا مجمع عليه .(1/739)
المسألة السابعة عشرة : روى الدارقطني عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : قال : اختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالله لأهلا الهلال أمس عشية , ( فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا وأن يغدوا إلى مصلاهم ) قال الدارقطني : هذا إسناد حسن ثابت.
قال أبو عمر : لا خلاف عن مالك وأصحابه أنه لا تصلى صلاة العيد في غير يوم العيد ولا في يوم العيد بعد الزوال , وحكي عن أبي حنيفة.
واختلف قول الشافعي في هذه المسألة , فمرة قال بقول مالك , واختاره المزني وقال : إذا لم يجز أن تصلى في يوم العيد بعد الزوال فاليوم الثاني أبعد من وقتها وأحرى ألا تصلى فيه , وعن الشافعي رواية أخرى أنها تصلى في اليوم الثاني ضحى , وقال البويطي : لا تصلى إلا أن يثبت في ذلك حديث.
قال أبو عمر : لو قضيت صلاة العيد بعد خروج وقتها لأشبهت الفرائض , وقد أجمعوا في سائر السنن أنها لا تقضى , فهذه مثلها.
وقال الثوري والأوزاعي وأحمد بن حنبل : يخرجون من الغد , وقال أبو يوسف في الإملاء , وقال الحسن بن صالح بن حي : لا يخرجون في الفطر ويخرجون في الأضحى . قال أبو يوسف : وأما في الأضحى فيصليها بهم في اليوم الثالث . قال أبو عمر : لأن الأضحى أيام عيد وهي صلاة عيد , وليس الفطر يوم عيد إلا يوم واحد , فإذا لم تصل فيه لم تقض في غيره ; لأنها ليست بفريضة فتقضى , وقال الليث بن سعد : يخرجون في الفطر والأضحى من الغد .(1/740)
قلت : والقول بالخروج إن شاء الله أصح , للسنة الثابتة في ذلك , ولا يمتنع أن يستثني الشارع من السنن ما شاء فيأمر بقضائه بعد خروج وقته , وقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس ) . صححه أبو محمد. قال الترمذي : والعمل على هذا عند بعض أهل العلم , وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وابن المبارك , وروي عن عمر أنه فعله .
قلت : وقد قال علماؤنا : من ضاق عليه الوقت وصلى الصبح وترك ركعتي الفجر فإنه يصليهما بعد طلوع الشمس إن شاء , وقيل : لا يصليهما حينئذ , ثم إذا قلنا : يصليهما فهل ما يفعله قضاء , أو ركعتان ينوب له ثوابهما عن ثواب ركعتي الفجر . قال الشيخ أبو بكر : وهذا الجاري على أصل المذهب , وذكر القضاء تجوز .
قلت : ولا يبعد أن يكون حكم صلاة الفطر في اليوم الثاني على هذا الأصل , لا سيما مع كونها مرة واحدة في السنة مع ما ثبت من السنة. روى النسائي قال : أخبرني عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له : أن قوما رأوا الهلال فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يفطروا بعد ما ارتفع النهار وأن يخرجوا إلى العيد من الغد . في رواية : ويخرجوا لمصلاهم من الغد .
المسألة الثامنة عشرة : قرأ أبو بكر عن عاصم وأبو عمرو - في بعض ما روي عنه - والحسن وقتادة والأعرج " ولتكمِّلوا العدة " بالتشديد . والباقون بالتخفيف , واختار الكسائي التخفيف , كقوله عز وجل : " اليوم أكملت لكم دينكم " [ المائدة : 3 ] . قال النحاس : وهما لغتان بمعنى واحد , كما قال عز وجل : " فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " [ الطارق : 17 ].
ولا يجوز " ولتكملوا " بإسكان اللام , والفرق بين هذا وبين ما تقدم أن التقدير : ويريد لأن تكملوا , ولا يجوز حذف أن والكسرة , هذا قول البصريين , ونحوه قول كثير أبو صخر :(1/741)
أريدُ لأنسى ذكرها
أي لأن أنسى , وهذه اللام هي الداخلة على المفعول , كالتي في قولك : ضربت لزيد , المعنى ويريد إكمال العدة , وقيل : هي متعلقة بفعل مضمر بعد , تقديره : ولأن تكملوا العدة رخص لكم هذه الرخصة , وهذا قول الكوفيين وحكاه النحاس عن الفراء . قال النحاس : وهذا قول حسن , ومثله : " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " [ الأنعام : 75 ] أي وليكون من الموقنين فعلنا ذلك.
وقيل : الواو مقحمة , وقيل : يحتمل أن تكون هذه اللام لام الأمر والواو عاطفة جملة كلام على جملة كلام , وقال أبو إسحاق إبراهيم بن السري : هو محمول على المعنى , والتقدير : فعل الله ذلك ليسهل عليكم ولتكملوا العدة , قال : ومثله ما أنشده سيبويه:
بادت وغير آيهن مع البلى *** إلا رواكد جمرهن هباءُ
ومشجج أما سواء قذاله *** فبدا وغيب ساره المعزاءُ
شاده يشيده شيدا جصصه ; لأن معناه بادت إلا رواكد بها رواكد , فكأنه قال : وبها مشجج أو ثم مشجج .
المسألة التاسعة عشرة : وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ .
عطف عليه , ومعناه الحض على التكبير في آخر رمضان في قول جمهور أهل التأويل. واختلف الناس في حده:
- فقال الشافعي : روي عن سعيد ابن المسيب وعروة وأبي سلمة أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر ويحمدون , قال : وتشبه ليلة النحر بها.
- وقال ابن عباس : حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا وروي عنه : يكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة , ويمسك وقت خروج الإمام ويكبر بتكبيره.
- وقال قوم : يكبر من رؤية الهلال إلى خروج الإمام للصلاة.
- وقال سفيان : هو التكبير يوم الفطر.
- زيد بن أسلم : يكبرون إذا خرجوا إلى المصلى فإذا انقضت الصلاة انقضى العيد , وهذا مذهب مالك.
- قال مالك : هو من حين يخرج من داره إلى أن يخرج الإمام.(1/742)
- وروى ابن القاسم وعلي بن زياد : أنه إن خرج قبل طلوع الشمس فلا يكبر في طريقه ولا جلوسه حتى تطلع الشمس , وإن غدا بعد الطلوع فليكبر في طريقه إلى المصلى وإذا جلس حتى يخرج الإمام , والفطر والأضحى في ذلك سواء عند مالك , وبه قال الشافعي.
- وقال أبو حنيفة : يكبر في الأضحى ولا يكبر في الفطر , والدليل عليه قوله تعالى : (ولتكبروا الله) ، ولأن هذا يوم عيد لا يتكرر في العام فسن التكبير في الخروج إليه كالأضحى.
وروى الدارقطني عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى , وروي عن ابن عمر : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى ) وروي عن ابن عمر : أنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر يجهر بالتكبير حتى يأتي ثم يكبر حتى يأتي الإمام , وأكثر أهل العلم على التكبير في عيد الفطر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم فيما ذكر ابن المنذر قال : وحكى ذلك الأوزاعي عن إلياس.
وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال : أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى , ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى وحين يخرج الإمام إلى الصلاة , وكذلك أحب ليلة الأضحى لمن لم يحج.
صيغة التكبير:
ولفظ التكبير عند مالك وجماعة من العلماء :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , ثلاثا.
وروي عن جابر بن عبد الله , ومن العلماء من يكبر ويهلل ويسبح أثناء التكبير.
منهم من يقول : الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيرا , وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وكان ابن المبارك يقول إذا خرج من يوم الفطر : الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر ولله الحمد , الله أكبر على ما هدانا.
قال ابن المنذر : وكان مالك لا يحد فيه حدا , وقال أحمد : هو واسع . قال ابن العربي : " واختار علماؤنا التكبير المطلق , وهو ظاهر القرآن وإليه أميل " .(1/743)
قيل : لما ضل فيه النصارى من تبديل صيامهم . وقيل : بدلا عما كانت الجاهلية تفعله من التفاخر بالآباء والتظاهر بالأحساب وتعديد المناقب , وقيل : لتعظموه على ما أرشدكم إليه من الشرائع , فهو عام .
(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
كي تشكروا عفو الله عنكم وقد تقدم معنى لعل وأما الشكر فهو في اللغة الظهور من قول دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف وحقيقته الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه.
قال الجوهري الشكر الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام أفصح والشكران خلاف الكفران وتشكرت له مثل شكرت له.
وروى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ).
قال الخطابي هذا الكلام يتأول على معنيين :
- أحدهما : أن من كان من طبعه كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله عز وجل وترك الشكر له.
- والوجه الآخر أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس إليه ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر .
نسأل الله أن يتقبل من جميع المسلمين الصيام ، وأن يجعلنا من العتقاء من النار. اللهم آمين.
---
(1/744)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > من اسباب تعليق الجهاز
---
من اسباب تعليق الجهاز
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 03:52 AM
من اهم الاسباب المتعلقة بالهارد وير هي مروحة المعالج - البروسيسور - , فالمروحة ذات اهمية كبيرة جدا و عملها من دونه يؤثر سلباً على الجهاز و عادة عند تلف المروحة او عدم عملها بالشكل المطلوب ترتفع درجة حرارة المعالج و تصل الى حد يفصل فيها المعالج اوتوماتيكيا و لا يعمل لذا يعلق الجهاز و لن تستطيع تحريك حتى الماوس , عندها افتح الغطاء و كن حذراً من الكهرباء و ينصح بفتح الغطاء قبل التشغيل و انظر لمروحة المعالج اتعمل بالشكل المطلوب .؟ اهي طبيعية؟اذا شككت في امرها , تستطيع استبدالها
سبب سوفت واير : البرامج الضعيفة, فهناك برامج تم برمجتها بطريقة ضعيفة تسبب تعارضا مع ملفات الويندوز فمثلا عند تشغيلها تأخذ مساحة في الرام - الذاكرة- , و عند القيام باغلاق البرنامج المساحة المأخوذة من الذاكرة لا تتحرر بل تظل محجوزة و عند القيام بتشغيل غيرها من البرامج تضعف موارد الويندوز و تسبب شل و تعليق الجهاز, هناك برامج مخصصة منتشرة عبر الانترنت لقياس الذاكرة مباشرة و التأكد من هذا الاحتمال
---
(1/745)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى ، فهل من مجيب ؟
---
إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى ، فهل من مجيب ؟
---
خالد الباتلي
04-15-2003, 04:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد
فأشكر الله تعالى الذي هيأ لنا هذا المجلس القرآني والمنتدى التفسيري والذي جمع نخبة من المتخصصين في هذا الفن مما يعز توافره في منتدى آخر ، وهذا بدوره سيميز هذا المنتدى من حيث العمق والتأصيل والجدة ، والثقة بما يطرح فيه .
ثم أشكر من قام على هذا المنتدى فأقام بنيانه وشد أركانه ، حتى قام على ساقه ، وتألق سريعا ، وجمع بين نضارة المظهر وجودة المخبر ، وأرجو أن يكون له حظ كبير من قوله صلى الله عليه وسلم :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ...الحديث " رواه مسلم .
ثم أنتقل إلى الموضوع فأطرح على الإخوة إشكالا حول مسألة قراءة القرآن بالمعنى ، فالمشهور عدم جواز ذلك ، والمسألة مشهورة في الحديث النبوي .
لكن وقفت على مايخالف ذلك في ظاهره :
1- عن أبي بن كعب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يا أبي بن كعب، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو على حرفين؟ قال: فقال الملك الذي معي: على حرفين، فقلت: على حرفين، فقال: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: (غفوراً رحيماً) أو قلت: (سميعاً عليماً) أو قلت: (عليماً سميعاً) فالله كذلك، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب" أخرجه أحمد 5/124، وأبو داود (1477) وصححه الألباني في صحيح الجامع 2/ 1294 ، وفي تحقيق المسند 35/85 : إسناده صحيح على شرط الشيخين .(1/746)
2- قال ابن حجر في الفتح 8/644 :" ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعا له " .
3- نقل الذهبي في السير 5/347 عن أبي أويس قال :" سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال : إن هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث ، إذا أصيب معنى الحديث ولم يحل به حراما ولم يحرم به حلالا فلا بأس ، وذلك إذا أصيب معناه ."
فأرجو من إخواني المتخصصين – ولست منهم – إفادتنا في ذلك .
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2003, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إني أعوذ بك من العجب بما أحسن ، كما أعوذ بك من التكلف لما لا أحسن ، اللهم حبب إلينا الحق ، واعصمنا من الحيرة والشبهة ،و اجعل بيننا وبين الصدق سببا ، وحبب إلينا التثبت فيما نقول ونكتب.
أولاً : أرحب بالشيخ الكريم خالد الباتلي وفقه الله ، وكم نحن سعداء بمشاركته لنا في هذا الملتقى ، مما يعطي للملتقى نوعاً من الثقة بوجود أمثاله بين الأعضاء.
ثانياً: ذكرت - حفظك الله- مسألة (قراءة القرآن بالمعنى) ، وأن المشهور فيها عدم الجواز ، وشهرة هذه المسألة عند المُحدّثين ، وأنك وجدت ما يخالف – في ظاهره – هذا القول المشهور ، ونقلت جواب الإمام الزهري لأبي أويس عندما سأله عن جواز رواية الحديث بالمعنى فقال :( أن هذا يجوز في القرآن ، فكيف به في الحديث ، إذا أصيب معنى الحديث ، ولم يحل به حراماً ، ولم يحرم به حلالاً فلا بأس ، وذلك إذا أصيب معناه).
ونقلت – وفقك الله - قولاً لابن حجر العسقلاني يثبت فيه أن غير واحد من الصحابة كان يقرأ بالمترادف ولو لم يكن مسموعاً له.
فأذن لي يا أخي الكريم أن أشير إلى بعض المسائل التي ربما تكون جواباً للمسألة ، مع بقاء الباب مفتوحاً للإجابة من الأعضاء الكرام وفقهم الله جميعاً ، فلن أدعي أنني لن أترك مقالاً لقائل ، فأقول مستعيناً بالله:(1/747)
أولاً: يجب أن يكون نصب عين الباحث في الشبهات والدعاوى التي تتناول القرآن الكريم قوله تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر : 9]. وقوله تعالى:(إن علينا جمعه وقرآنه)[القيامة:17].
وقد ثبت بإجماع الأمة - كما نقله غير واحد من المفسرين ، ومنهم الباقلاني في الانتصار للقرآن - أن الله تعالى لم يرد بهاتين الآيتين أنه تعالى يحفظ القرآن على نفسه ولنفسه ، وأنه يجمعه لنفسه وأهل سماواته دون أهل أرضه ، وأنه إنما عنى بذلك أنه يحفظه على المكلفين للعمل بموجبه والمصير إلى مقتضاه ومتضمنه ، وأنه يجمعه لهم فيكون محفوظاً عندهم ومجموعاً لهم دونه محروساً من وجوه الخطأ والغلط والتخليط والإلباس.
وبهاتين الآيتين وجب القطع على صحة مصحف الجماعة ، الذي جمع في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وسلامته من كل فساد.وانتفاء كل شبهة ، وبطلان كل دعوى. ثقة منا في وعد الله سبحانه وتعالى وعد الله الذي لا يخلف وعده.
ثانياً : هذه المسألة التي ذكرتها – وفقك الله - مرتبطة بمسألة الأحرف السبعة ، بل هي متفرعة عنها ، ومبنية على قول بعض العلماء بأن المقصود بالأحرف السبعة هي (سبعة أوجه من المعاني المتفقة ، بالألفاظ المختلفة ، نحو : أقبل ، وهلم ، وتعال ، وعجل ، وأسرع ، وأنظر ، وأخر ، وأمهل ، ونحوه) . وكلام الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله في جامع البيان ربما أفاد هذا المعنى. فهو يستشهد عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:(يا عمر ، إن القرآن كله صواب ما لم تجعل رحمة عذاباً ، أو عذاباً رحمة).
ثالثاً: أن تسمية هذه المسألة (جواز قراءة القرآن بالمعنى) قد ردها كثير من العلماء قديماً وحديثاً .(1/748)
وممن رأيته ردها أبو بكر الباقلاني في كتابه الانتصار للقرآن 1/65 بقوله :(القراء السبعة متبعون في جميع قراءاتهم الثابتة عنهم ، التي لا شكوك فيها ، ولا أنكرت عليهم ، بل سوغها المسلمون ، وأجازوها لمصحف الجماعة ، وقارئون بما أنزل الله جل ثناؤه ، وأن ما عدا ذلك مقطوع على إبطاله وفساده وممنوع من إطلاقه ، والقراءة به ، وأنه لا يجوز ولا يسوغ القراءة على المعنى دون اتباع لفظ التنزيل ، وإيراده على وجهه ، وسببه الذي أنزل عليه ، وأداه الرسول صلى الله عليه وسلم).
وكذلك الإمام ابن الجزري في النشر بقوله :(أما من يقول بأن بعض الصحابة ، كابن مسعود ، كان يجيز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه. إنما قال : نظرت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم).
وردها القاضي أحمد بن عمر الحموي في كتابه القواعد والإشارات في أصول القراءات فقال :(أما ما نقل عن الصحابة بأنهم يجيزون القراءة بالمعنى دون اللفظ كالذي نسب لابن مسعود فلا يصح).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 13/397 :(وأما من قال عن ابن مسعود أنه كان يجوز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه ، وإنما قال : نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة ، وإنما هو كقول أحدكم : أقبل ، وهلم ، وتعال ، فاقرأوا كما علمتم ، أو كما قال).
فليست النظرية هنا مما يصح أن يسمى (القراءة بالمعنى) كما نفهمه مثلاً في رواية الحديث بالمعنى ؛ لأن (القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان ، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز ، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها من تخفيف أو تثقيل أو غيرهما).(1/749)
رابعاً : أن المستشرقين هم الذين أثاروا هذه الشبهة في العصر الحديث ، وقد دلفوا من خلالها لاتهام القرآن بأنه قد دخله التحريف والتبديل ، لأنه يجوز لكل أحد أن يقرأ بما شاء ، حتى قال أحد كبارهم وهو بلاشير : فبالنسبة إلى بعض المؤمنين لم يكن نص القرآن بحرفه هو المهم وإنما روحه. وهذه النظرية (القراءة بالمعنى) تعد من أخطر النظريات ؛ لأنها تكل تحديد النص القرآني إلى هوى كل شخص وفهمه ، يثبته على ما يهواه!
وقد تبع هؤلاء المستشرقين بعض من أبناء المسلمين الذين لم يتدبروا القول ، فقد كتب الدكتور مصطفى مندور – عفا الله عنه – في بحث له بعنوان (الشواذ) وكان رسالة علمية مقدمة لكلية الآداب بباريس :(هنالك على الأخص نقطة وقع عليها اتفاق كثيرين هي أن القرآن ربما قرئ بأوجه كثيرة ، ولكن الأساس هو أن يحترم المعنى ..)
وقد استدل بقول عمر بن الخطاب : (والقرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذاباً ، أو عذاباً مغفرة ). وهو نفس معنى حديث أبي بن كعب الذي أوردته.
واستدل كذلك بقول عبدالله بن مسعود القريب منه :( لقد سمعت القراء ووجدت أنهم متقاربون فاقرأوا كما علمتم ، فهو كقولكم هلم وتعال).
واستدل كذلك بقصة كاتب الوحي عبدالله بن أبي السرح واستدل بعدها بقصص وأخبار استقاها من كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصبهاني ، وكلها من شواذ المسائل والأدلة ، واستدل كذلك ببعض القراءات التي مرجعها إلى الاختلاف في اللهجات الذي يحتمله الرسم العثماني.
فهؤلاء المستشرقون ظنوا – جهلاً منهم – أن للصحابة وللتابعين قدرة على التدخل في النص القرآني ، توضيحاً لما غمض منه ، أو إقامة لخطأ في شكله أو صيغته ، أو تضميناً لبعض الاتجاهات اللاهوتية كما يعبر المستشرقون!!(1/750)
فالدافع للصحابة والتابعين في نظر المستشرقين إلى التغيير في النص القرآني هو غموض النص القرآني أحياناً ، أو أن القرآن فيه كلمات غير فصيحة فتم استبدالها بالأفصح ، أو استغلال القرآن لمصالحهم وأهدافهم الدينية!!
وهذا كله كما تلاحظ يدل على جهل عميق لدى هؤلاء المستشرقين ، أو حقد دفين ، أحدهما أو كلاهما!! لأن كل ما استشهدوا به على دعواهم هو من القراءات التفسيرية. وقد رد أبو حيان رحمه الله هذه الحجة عند تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة :(فأزلهما الشيطان عنها) عندما ذكر قراءة ابن مسعود (فوسوس لهما الشيطان عنها) : (وهذه القراءة مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه ، فينبغي أن تجعل تفسيراً. وكذا ما ورد عنه – أي ابن مسعود – وعن غيره مما خالف سواد المصحف).
ومعلوم أن ما خالف المروي من القرآن متواتراً ، أو ما اشتهر من السنة الصحيحة ، أو ما أجمع العلماء عليه مما يقلل الثقة بالرواية ، ويجعلها في عداد الروايات الواهية التي لا يحتج بها.
وأما استدلال بعضهم بالأحرف السبعة ونزول القرآن عليها على تجويز القراءة بالمعنى ، فهذا استدلال باطل ؛ لأن الأحرف السبعة لم تكن تتبع هوى الصحابة بحيث يقرأون كيف ما يشاءون كما صور ذلك المستشرقون كبلاشير وجولد زيهر ونولدكه ومن اغتر بكلامهم من الباحثين ، بل كانت في حدود المسموع المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو ما أجمع عليه العلماء المحققون. [انظر المدخل لأبي شهبة 207].
ولذا كانت إجابته صلى الله عليه وسلم لكل من عمر بن الخطاب ، وهشام بن حكيم عقب سماعه منهما سورة الفرقان على إثر الخلاف بينهما في الحرف (هكذا أنزل). والحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما كما لايخفى عليكم.(1/751)
يقول أبو شهبة رحمه الله:(وإن لنا لوقفة عند هذا الرأي الأخير ، المجوز لتبديل فواصل الآي بعضها ببعض مما هو من صفات الرب ، فإن هذا خلاف الإجماع ، ويؤدي إلى ذهاب الإعجاز ، فإن من إعجاز القرآن هذا التناسب والترابط القوي بين الآية وخاتمتها ، فلو جاز إبدال خاتمة بأخرى لعاد بالخلل على إعجاز القرآن).
وقال القاضي عياض رحمه الله نقلاً عن المازري :(وقول من قال المراد خواتيم الآي فيجعل مكان (غفور رحيم) (سميع بصير) فاسد أيضاً ؛ للإجماع على منع تغيير القرآن للناس).
فلا شك أن معنى القراءات الصحيحة في الآية الواحدة متقاربة ومنسجمة وغير متناقضة. ومما يؤكد أن مقصوده الاتباع في القراءة والتلقي لا الاجتهاد والتشهي قوله :(فاقرأوا كما عُلِّمتم) وهذا كله يبطل هذه الدعوى.
وقد استدلوا كذلك بموقف عبدالله بن المبارك - رحمه الله – أنه كان لا يرد على أحد حرفاً ، فلا دليل لهم فيه لجواز أن من كان يقرأ عليه كان يعتمد على قراءة صحيحة الرواية ، لذا فلا يجوز منه أن يرده عن قراءته السبعية بل يصحح لمن يخطئ في القراءة السبعية لا غير.
وأما قول الإمام الزهري رحمه الله أنه يجوز قراءة القرآن بالمعنى فضلاً عن الحديث النبوي ، فهذا اجتهاد منه رحمه الله ، وإلا فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحرصون أن يرووا الحديث بلفظه ولا يجيزون روايته بالمعنى حتى إن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(أو كما قال). محترزاً بذلك. خوفاً من أدائه على غير لفظه ، فإذا كان هذا موقفهم من الحديث النبوي الشريف فمن باب أولى القرآن الكريم. والإمام الزهري هو الذي روى حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم ، وفيه قول عمر وقول هشام (أقرأني رسول الله). وعلى هذا فيحمل قوله في الإجابة لأبي أويس على أن ذلك يجوز فيما نزل به الوحي من ذلك ، وأما أنه يجوز ذلك مطلقاً فلا.(1/752)
وليتنبه إلى أن هؤلاء المستشرقين وأمثالهم قد استدلوا بقصص وروايات التقطوها من مصادر غير موثوقة كالأغاني للأصفهاني ، ومهما قيل في الثناء على هذا الكتاب بكونه من مصادر الشعر الجاهلي وقيمته الأدبية ، إلا إنه لا يصلح حجة وشاهداً في مثل هذه المسائل التي نحن بصددها.
كما أنهم قد داروا وحاموا حول ما نقل عن ابن شنبوذ ، وأبي بكر العطار الذين اهتما بشواذ القراءات ، وقد تعلق بأقوالهما جولد زيهر كثيراً وهذا شأن أهل الانحراف والهوى في كل زمان.
والمعروف أن هذين العالمين قد قوبلا بالإنكار الشديد من جمهور المسلمين ، وأقيمت عليهما الحجة ببطلان مذهبهما ، واستتيبا فرجعا عن أقوالهما ، بل وكتبت محاضر باستتابتهما بحضور العلماء.
فالأصل في الحرية في القراءة أن تكون مقيدة بالأثر والرواية ، وصحة النقل ، وبالاعتماد على المشافهة ، فللقارئ أن يختار ما يشاء من القراءات في حدود المقبول المتواتر منها ، وليس له تغيير شيء منها. بل عليه التقيد بما نقل منها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما ما نقلته من قول ابن حجر أن الصحابة كانوا يقرأون بالمترادف ولو لم يكن مسموعاً؟ فإن ابن حجر رحمه الله ممن توسع في شرح حديث الأحرف السبعة في فتح الباري كثيراً وأتى فيه بنفائس قل أن تجدها مجتمعة عند غيره. ومنها جمعه الروايات لاختلاف القراء في سورة الفرقان ومحاولته العثور على سبب الخلاف بين عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهم في القصة المشهورة ، ويا حبذا لو ناقش هذه النقطة أحد الباحثين على صفحات هذا الملتقى.(1/753)
وأما قول ابن حجر ذلك فقد قاله على سبيل الايراد على القول الذي حققه وهو عدم جواز ذلك ، حيث قال بعد أن نقل كلاماً لأحد العلماء من كتاب أبي شامة المقدسي وهو قوله: أنزل القرآن أولاً بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ، ثم أبيح للعرب أن يقرأوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ، ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة ، ولما كان فيهم من الحمية ، ولطلب تسهيل فهم المراد . كل ذلك مع اتفاق المعنى. وعلى هذا يتنزل اختلافهم في القراءة ... وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا منهم.
قلت - أي ابن حجر :وتتمة ذلك أن يقال : إن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي ، أي إن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته ، بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشير إلى ذلك قول كل من عمر وهشام في حديث الباب : أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم).
ثم أورد ابن حجر إيراداً هو الذي ذكرته – حفظك الله – عنه فقال :(لكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعاً له).
وذكر أن ذلك كان سبباً في إنكار عمر على ابن مسعود قراءة (حتى حين ) بقوله :(عتى حين). وكتب عمر إليه : إن القرآن أنزل بلغة قريش ولم ينزل بلغة هذيل ، فأقرأ الناس بلغة قريش ولا تقرءهم بلغة هذيل. وكان ذلك قبل جمع عثمان كما هو ظاهر.
وقد أجاب ابن عبدالبر قديماً على هذا بأن هذا يحتمل أن يكون من عمر على سبيل الاختيار ، لا أن الذي قرأ به ابن مسعود لا يجوز. قال : وإذا أبيحت قراءته على سبعة أوجه أنزلت جاز الاختيار فيما أنزل.
وأجاب أبو شامة المقدسي على ذلك بقوله : ويحتمل أن كون مراد عمر ، ثم عثمان بقولهما (نزل بلغة قريش) أن ذلك كان أول نزوله ، ثم إن الله تعالى سهله على الناس فجوز لهم أن يقرأوه على لغاتهم على أن لا يخرج ذلك عن لغات العرب لكونه بلسان عربي مبين).(1/754)
وهذا ظاهر فإن الأحاديث التي وردت في إباحة قراءة القرآن على سبعة أحرف كلها وردت في المدينة بعد الهجرة ، وأما في مكة فلم تكن مباحة ، لاتحاد الدار واللسان ، فهشام بن حكيم وأبوه رضي الله عنهما من مسلمة الفتح ، وكذلك حديث أضاة بني غفار الذي رواه أبي بن كعب ، وأضاة بني غفار على الصحيح موضع بالمدينة.
والذي دفع عمر إلى الإنكار على هشام بن حكيم - مع أنهما من قريش ولغتهما واحدة -هو أن عمر قد قرأ سورة الفرقان من قبل ، وظن أن تأخر إسلام هشام بن حكيم كان سبباً في جهله بالقراءة . وربما يكون أول سماع عمر لحديث الأحرف السبعة هو ذلك الوقت.
وقد ردد هذا القول المستشرق جولد زيهر كذلك كعادته في تتبع الشواذ من المسائل ، ومثل لذلك بمثال ، وهو قوله تعالى:(نفس عن نفس ) حيث قرأ أبو السرار الغنوي (نسمة عن نسمة).
وهذه قراءة شاذة ، لم تثبت قرآنيتها. وقارئها أبو السرار الغنوي من الذين لا يؤخذ لهم في القرآن برأي ، ولا يعد قولهم حجة.
ووأود أن أشير هنا إلى مسائل :
الأولى : أن من خير من ناقش حديث الأحرف السبعة من المتقدمين أبو شامة المقدسي رحمه الله في كتابه النفيس (المرشد الوجيز). ومن المتأخرين وجدت فيه كتابات كثيرة للشيخ مناع القطان ، والشيخ عبدالعزيز القارئ ، والشيخ حسن ضياء الدين عتر والشيخ عبدالله الجديع ، ومن أفضل من كتب فيه من المتأخرين الدكتور عبدالصبور شاهين وفقه الله في كتابه (تاريخ القرآن). وهنا مسألة يحسن الختام بها ، واعذروني على الإطالة أيها الإخوة فالحديث يسترسل بنا والفائدة هي الغاية وهي المسألة الثانية.
الثانية : وعد العلامة محمود شاكر رحمه الله بإخراج كتاب في موضوع (الأحرف السبعة) أتى فيه بما لم يأت به العلماء السابقون على حد قوله وسيأتي ، ولكنه لم يخرجه للناس. حيث قال في مقدمة تحقيقه للجزء السادس عشر من تفسير الطبري :(1/755)
(وكان من قصة أول ما قطعني عن المضي في إصدار هذا الجزء في ميعاده سنة 1380 من الهجرة ، أني كنت حين بدأت نشر تفسير أبي جعفر الطبري ، على مثل حد السيف من التخوف لهذا الكتاب الجليل ، فأمسكت نفسي عن التعليق على بعض مسائله ، مخافة أن يزل القلم ، أو يزيغ بي الرأي. وكان مما أمسكت عنه يومئذ ما رآه أبو جعفر في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم :(أنزل القرآن على سبعة أحرف). وما قاله في شأن كتابة القرآن على عهد عثمان رضي الله عنهما.
وكان مما زادني إمساكاً عن الكتابة في ذلك أني خفت المؤونة على نفسي يومئذ ، وترهبت أن يعوق ذلك طبع الجزء الأول من التفسير ويؤخره زمناً يطول ، لأن هذا الفصل من كلامه يقع في مقدمة تفسيره...
ولما انتهيت إلى هذا الجزء السادس عشر ، وقفت على حديث ابن عباس الذي رواه أبو جعفر (رقم : 20410 ، 16/452 ، وهو : ساق الطبري بسنده عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه كان يقرؤها :(أفلم يتبين الذين آمنوا) قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) وقد علق عليه محمود شاكر هناك تعليقاً نفيساً فليراجع)
وهو خبر يتلمس أمثاله أهل المطاعن في القرآن من المستشرقين وأشياعهم من ذوي الألسنة من أهل جلدتنا. ولما دارست الخبر وإسناده ، وأردت تخريجه وتوثيقه أو توهينه ، انتهى بي الرأي والمدارسة إلى مسألة (نزول القرآن على سبعة أحرف) ، وإلى ما كان من كتابة المصحف على عهد أبي بكر ، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما ، فانفتح لي باب عظيم من تحقيق القول فيهما ، أردت أن أجعله مقدمة لهذا الجزء.(1/756)
فلما أوغلت في المدارسة والتثبت ، وبدأت أكتب ، اتسع القول وتشعب ، واحتاج الأمر إلى الفحص والتفتيش والتغيير والتبديل ، حتى صارت المقدمة كتاباً على حدة ، لا يمكن نشره في أول الجزء ، فرجعت أدراجي بعد أكثر من ثلاث سنوات قضيتها في تمحيص القول في الأحرف السبعة وكتابة المصحف الإمام ، إلى حيث وقفت ، فعدت إلى إتمام هذا الجزء ، ولكن الحوائل من يومئذ قامت بيني وبينه كالسدود ، وتتابعت العوائق المقضية في غيب الله ، حتى أذن الله بالفرج لأعود إلى إتمام طبعه.
ولكن كان مما ساءني بعد غياب لم أملك أمره ثلاث سنوات أخرى ، أني وقفت منذ أيام قلائل على كتاب لأحد أبنائنا ، صدر في زمان غيبتي ، عن تاريخ القرآن ، فوجدته تلقط فيه بعض ما سمعه من قولي في بيان الأحرف السبعة ، وفي كتابة القرآن على عهد أبي بكر ، وكتابة المصحف الإمام على عهد عثمان ، وذلك أني كنت أقرأ يومئذ ما أكتب منه على أصحابنا ، التماساً لتصحيح الرأي إن زاغ ، لأن أمر القرآن عظيم ، ولأني ابتدأت شيئاً لم أر أحداً من علمائنا سبقني إليه بحمد الله وحده.
ولم أكن أتوهم يومئذ أن أمانة المجالس قد رفعت . وليته أحسن إذا فعل ما فعل ، وكنت أتمنى له غير الذي اختار لنفسه ، وهكذا أهل زماننا أجد الناس اليوم يختارون شر الطريقين).
انتهى كلامه رحمه الله ، وليتني أظفر بذلك الكتاب الذي بدأه أو أجد خبره ، إذا لسافرت له الأسفار الطوال ، فكلام العلامة محمود محمد شاكر وأمثاله ككلام الأئمة المتقدمين أصحاب الرأي الثاقب ، الذين قل أن يتكرر مثالهم ، وقديماً قال المتنبي :
وأفجعُ مَنْ فقدنا مَنْ وجدنا ** قبيل الفقد مفقودَ المثالِ
وأظن تلميذه الذي أشار إليه هو الدكتور عبدالصبور شاهين ، وفقه الله فهو كذلك من كبار العلماء المحققين. وإلى هنا يجب أن أقف ، وأستغفر الله من الزلل ، وأدعو الإخوة الكرام إلى التعقيب والإضافة فما تركته أكثر مما ينبغي قوله في هذا المقام.
---(1/757)
خالد الباتلي
04-18-2003, 11:18 PM
أشكرك أخي أبا عبدالله على هذا البحث ، وجزاك الله خير الجزاء
ومن لطيف الموافقات أنني قرات قبل الأمس في ترجمة واصل بن عطاء رأس المعتزلة في السير 5/465 " قيل : كان يجيز التلاوة بالمعنى ، وهذا جهل "
---
خالد الباتلي
04-29-2003, 02:38 PM
فائدة :
مسألة الأحرف السبعة أشار إليها الشوكاني في (إرشاد الفحول) 1/175 وقال: وهذه المسألة محتاجة إلى بسط تتضح به حقيقة ماذكرنا ، وقد أفردناها بتصنيف مستقل فليرجع إليه "
وأفاد المحقق أن هذا التصنيف مازال في عداد المخطوطات .
فلعلك تنشط لها ياأبا عبدالله بهمتك كما عهدناك
وفقك الله
---
أبومحمد الديحاني
05-01-2003, 07:27 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ : عبد الرحمن الشهري فقد كفيت ووفيت ,,, أحسنت بارك الله فيك ,,,
فالقضية لا تخرج عن مسأله القرأات القرأنية للمبررات السابقه ولحسم الموضوع ولا يفتح الباب حتي يقول الشخص في القرآن ما ليس منه , ثم نجلس نفكر في المعاني المترادفه هل ما قام به هذا القارى أو ذاك مرادف للآيه التي حذفها !
ولك أن تتصور لإمام ما يصلي بالناس وهو ممن يذهب هذا المذهب ويقرأ القرآن بالمترادف ماذا يمكن أن يحدث للناس خلفه !! فالمسألة لا تعدو أن تكون أنها أشتهرت عند السلف القراءة بالمترادف أو بالمعنى ويقصدون بذلك ولا ريب القرآات القرأنية المعروفه لدينا وأكبر دليل على ذلك صنيع السواد الأعظم منهم فكل السلف وعمومهم ألتزموا القرأات القرآنيه ولم يخرجوا عنها فالمسألة حينئذ أجماع منهم على عدم جواز الخروج عن هذه القرأات , ومن خالف في هذا الأمر فعليه الأثبات بالمتواتر بأن السلف يقرأون القرآن بالمترادف ـ حسب فهمه ـ في صلاتهم الجهرية وقيامهم في رمضان ,,, ودون ذلك كما يقال خرط القتاد ,,,,,,, هذا وجزاكم الله خيرا ولاأخينا عبد الرحمن الشهري خير الجزاء
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
---
خالد الباتلي(1/758)
07-11-2003, 10:17 PM
الحمد لله
أما الحديث المذكور فيتعلق بمسألة الأحرف السبعة وقد كفى فيها الشيخ عبدالرحمن وشفى ، وأما أثر الزهري فهذا اجتهاد منه رحمه الله وليس بحجة كما أشار إليه أيضا .
وأما مقولة ابن حجر فوقفت على جواب يمكن أن تخرج به ، أشار إليه السيوطي في : ( الإتقان في علوم القرآن - 1/ 208)
وحاصله أن ذلك يمكن تخريجه على إرادة التفسير وبيان المعنى ، وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير كقراءة سعد بن أبي وقاص < وله أخ أو أخت من أم > أخرجها سعيد بن منصور .
وقراءة ابن عباس < ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج > أخرجها البخاري .
وقراءة ابن الزبير < ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم > قال عمر : فما أدري أكانت قراءته أم فسر . أخرجه سعيد بن منصور، وأخرجه ابن الأنباري وجزم بأنه تفسير .
وأخرج عن الحسن أنه كان يقرأ < وإن منكم إلا واردها الورود الدخول > قال ابن الأنباري : قوله ( الورود الدخول ) تفسير من الحسن لمعنى الورود ، وغلط فيه بعض الرواة فألحقه بالقرآن .
قال ابن الجزري :" وربما كانوا يدخلون التفسير في القراءة إيضاحا وبيانا لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا ، فهم آمنون من الالتباس ، وربما كان بعضهم يكتبه معه .
وأما من يقول إن بعض الصحابة كان يجيز القراءة بالمعنى فقد كذب ." .
والله أعلم ،،
---
عبدالرحمن الشهري
10-24-2004, 09:24 PM
بارك الله فيك أخي خالد على هذه التعقيبات الموفقة . ويا حبذا لو اجتهد الإخوة الفضلاء ممن له صلة بالأخ الدكتور فهر محمود شاكر فيسألونه عن الكتاب الذي همَّ والده بإخراجه لولا ما رآه من تصنيف أحد تلاميذه كتاباً في (تاريخ القرآن) . هل يوجد لهذا الكتاب أثر في ما تركه محمود شاكر من تركة .(1/759)
وأرجو أن أرى تعقيبات الإخوة الكرام على هذه المسألة المتلعقة بالأحرف السبعة .
---
أبو بيان
10-26-2004, 06:19 AM
* من التوجيهات الجيدة للحديث توجيه الإمام أبي عمرو الداني رحمه الله في كتابه: (المكتفى في الوقف والابتدا),
فقد جعل هذا الحديث أصلاً في الوقف والابتداء, فقال بعد أن ذكره بأسانيده:
(قال أبو عمرو: فهذا تعليم التمام من رسول الله صلى الله عليه وسلم, عن جبريل عليه السلام؛ إذ ظاهره دالٌّ على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذِكرُ النار والعقاب, ويفصل ممَّا بعدها إن كان بعدها ذكر الجنة والثواب, وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب, ويفصل ممَّا بعدها أيضاً إن كان بعدها ذكر النار والعقاب, وذلك نحو قوله: {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}, هنا الوقف, ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات}, ويقطع على ذلك, ويختم به الآية ..), إلى آخر كلامه رحمه الله, وقد أكمله بالاستدلال على هذا التوجيه وتأكيده. [المُكتفى ص:2- 5].
وهو كما ترى وجه قوي في معنى الحديث, بل قد يكون أولى ما حُمِلَ عليه, وفُسِّرَ به.
ومن ثَمَّ يكون الحديث خالصاً في ذكر الأحرف السبعة, والتمثيل على اختلافها, وأنها وإن تغايرت فهي كُلُّها كلام الله, مع التَّنَبُّه إلى أدب الوقف في جميعها, واستحضار معانيها حال التلاوة.
ويؤكد ذلك تبويب أبي داود رحمه الله على هذا الحديث بقوله: (باب أنزل القرآن على سبعة أحرف).
---
عبدالرحمن الشهري
02-04-2005, 08:52 AM
ما نقله الأخ أبو بيان عن أبي عمرو الداني من كتابه المكتفى [ص132 بتحقيق المرعشلي وهو أجود التحقيقات] ، وهو توجيه سديد موفق لهذا الحديث ، وتوظيف له في الوقف والابتداء دقيق ، لم أر من تنبه له غيره رحمه الله.
--(1/760)
وجدت للدكتور عبدالجليل عبدالرحيم كلاماً جيداً عن القراءة بالمعنى التي هل أصل هذه المشاركة ، في كتابه (لغة القرآن الكريم) ص 155-175 وأورد فيها الحجج والبراهين ، لمن شاء منكم أن يستزيد من العلم حولها .
وقد استوقفني في أثناء مناقشته للأدلة حول (نظرية المعنى) - كما سماها المستشرقون الذين تعرضوا لها كبلاشير ونولدكه - ذكره لرسالة ماجستير لطالبة اسمها تغريد السيد عنتر بعنوان (أصوات المد في القرآن الكريم) تقدمت بها لكلية الآداب بالاسكندرية ، ورددت فيها أقوال آرثر جفري في مقدمته لكتاب المصاحف ، وما قاله غيره من المستشرقين عن العلة في اختلاف القراءات. وقد رد عليها محمد صادق عرجون رحمه الله وناقش أفكارها في الرسالة.
فهل اطلع أحد منكم على هذه الرسالة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2005, 04:30 AM
ومن الأمثلةِ على أصلِ هذه المشاركة ما قرأ به الأعمشُ عن أنس بن مالك لقوله تعالى:(لَو يَجِدُونَ مَلجأً أَو مَغاراتٍ أو مُدَّخلاً لَولَّوا إليهِ وهُمْ يَجْمَحون) فقد قرأها (يَجْمِزُون) فلما سُئِلَ قال : يَجْمَحُونَ ويَجْمِزون ويشتدُّون واحد.
وذهب الشهاب في حاشيته على البيضاوي 4/335 أن هذا من أنس تفسير لا قراءة فقال: وليس مراده أنه قرأ بالزاي كما توهم ، بل التفسير ، ورد الإنكار. وجَمَّازة : ناقة شديدة العدو».
قال ابن جني في المحتسب 1/296 :« ظاهرُ هذا أَنَّ السلف كانوا يقرأون الحرفَ مكان نظيره من غير أن تتقدم القراءة بذلك ، لكنَّه لِمُوافقةِ صاحبهِ في المعنى ، وهذا موضعٌ يَجِدُ الطاعنُ به - إذا كان هكذا - على القراءة مطعناً ، فيقول : ليست هذه الحروف كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كانت عنه لَمَا ساغ إبدالُ لفظٍ مكانَ لفظٍ ، إذ لم يثبت التخيير في ذلك عنه ، ولَمَا أُنكِرَ أيضاً عليه (يَجْمِزون».(1/761)
إِلاَّ أَنَّ حسن الظنِّ بأَنسٍ يدعو إلى اعتقادِ تقدم القراءة بهذه الأحرف الثلاثة التي هي : يجمحون ويجمزون ويشتدون ، فيقول : اقرأ بأيها شئت ، فجميعها قراءة مسموعة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله عليه السلام : نزل القرآن بسبعة أحرف كلها شاف كاف».
فتضاف هذه إلى الأمثلة المتقدمة في المسألة ، ويكون اعتذار ابن جني مؤيداً لما تقدم لمكانة أبي الفتح غفر الله لنا وله في علم اللغة ومكانه من أبي علي الفارسي صاحب الحجة في القراءات الذي لم يصنف في الاحتجاج للقراءات مثله.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-28-2006, 08:05 AM
جاء في أجوبة الأستاذ الدكتور غانم بن قدوري الحمد التي أجاب فيها عن الأسئلة الموجهة إليه من شبكة التفسير ما نصه :
( وأنكر عدد من العلماء أن يكون الصحابة قد قرؤوا بالمعنى ، فقال أبو بكر بن الأنباري ( ت 327هـ) معلقاً على ما رواه الأعمش عن أنس من أنه قرأ ( وأصوب قيلاً) : " وقد ترامى ببعض هؤلاء الزائغين إلى أن قال : من قرأ بحرف يوافق معنى حرف من القرآن فهو مصيب إذا لم يخالف معنى ، ولم يأت بغير ما أراد الله وقصد له ، واحتجوا بقول أنس هذا ، وهو قول لا يعرج عليه ولا يلتفت إلى قائله ، لأنه لو قرأ بألفاظ تخالف ألفاظ القرآن إذا قاربت معانيها واشتملت على عامتها لجاز أن يقرأ في موضع ( الحمد لله رب العالمين ) : الشكر للباري ملك المخلوقين ، ويتسع الأمر في هذا حتى يبطل جميع القرآن ، ويكون التالي له مفترياً على الله عز وجل ، كاذباً على رسوله – صلى الله عليه وسلم - .(1/762)
ولا حجة لهم في قول ابن مسعود نزل القرآن على سبعة أحرف ، إنما هو كقول أحدكم : هلم وتعال وأقبل ، لأن هذا الحديث يوجب أن القراءات المأثورة المنقولة بالأسانيد الصحاح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا اختلفت ألفاظها واتفقت معانيها كان ذلك بمنزلة الخلاف في هلم وتعال و أقبل ، فأما ما لم يقرأ النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وتابعوهم – رضي الله عنهم – فإنه من أورد حرفاً منه في القرآن فقد بهت ومال وخرج من مذهب الصواب .
قال أبو بكر : والحديث الذي جعلوه قاعدتهم في هذه الضلالة حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم ، لأنه مبني على رواية الأعمش عن أنس ، فهو مقطوع ليس بمتصل ، فيؤخذ به ، من قبل أن الأعمش رأى أنساً ولم يسمع منه([1]).
وأكد هذا المعنى أيضا أبو بكر الباقلاني ( ت 403هـ) وذلك حيث قال : " وكيف يجوز لقائل أن يقول : إن القراءة بالمعنى جائزة مع العلم بما كانوا عليه من المثابرة على نقل القرآن على ما سمعوا وشدة تحاميهم في ذلك وكثرة الروايات فيه ... ويدل على ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " رحم الله امرءاً سمع مقالتي فأداها كما سمعها ، فربُّ حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " فكيف يأخذ عليهم أن يؤدوا مقالته كما سمعوها منه ويبيح لهم مع ذلك نقل القرآن بالمعنى ؟ هذا ما لا يقول محصل (كذا)، وقد أجمع الكل ممن أجاز رواية الحديث [ بالمعنى] ومن لم يجز ذلك على منع قراءة القرآن بالمعنى ... ".([2])
[line]
([1]) نقلاً عن : القرطبي : الجامع أحكام القرآن 19/41-42
([2]) نكت الانتصار ص 328- 329
رابط اللقاء : لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد (http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm)
---
(1/763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المال عقبة في تحقيق بعض الأفكار الخاصة بالدراسات القرآنية فلنتعاون على البر والتقوى
---
المال عقبة في تحقيق بعض الأفكار الخاصة بالدراسات القرآنية فلنتعاون على البر والتقوى
---
أبو صفوت
03-16-2007, 01:56 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
فإن من نعم الله عزوجل علينا هذا التلاقي للأساتذة الأفاضل والمشايخ الكرام على صفحات هذا الملتقى ، فكثيرة هي الأفكار التي تطرح ، والمعلومات التي تناقش ، وأسأل الله أن يجزي القائمين على هذا الملتقى خيرا ، وأن يجعل هذا العمل ذخرا لهم يوم يلقون الله
وهذا الملتقى بعد فضل الله يقوم فيما يبدو بجهد أفراد قليلين يبذلون له من أوقاتهم وأموالهم قدر استطاعتهم ، وقد لمست في أكثر من مشاركة للمشرف العام ولغيره من المشرفين أن هناك كثيرا من الأفكار يقف المال عقبة في طريقها
ولذا فإني أرجو من الأعضاء الكرام أن يقترحوا آلية أوحلولا لحل هذه المشكلة
وهذا يتطلب أولا من المشرف العام وغيره من المشرفين حفظهم الله أن يشرحوا بوضوح الأفكار بصورة إجمالية ثم تشرح أهم فكرة من هذه الأفكار بصورة مفصلة وما تتطلبه من طاقات وأموال
وأقترح بداية في خضم هذا العدد الكثير من أعضاء الملتقى الكرام
وضع مقابل مالي سنوي بسيط يدفعه العضو الراغب في ذلك أي أن يكون هذا المبلغ تطوعيا وليكن مثلا : 100 ريال في السنة ، وبما أن عدد الأعضاء يربو على الثلاثة آلاف فلو تجاوب ألفان أو أقل أو أكثر مع هذا المقترح لجمع مبلغ يصلح أن يكون نواة ولو بسيطة في تحقيق الأحلام والرؤى الخاصة بالدراسات القرآنية ويخصص المبلغ المجموع لتحقيق الفكرة الأولى من الأفكار التي طرحها المشرفون .(1/764)
لقد أسدى المشرفون - رعاهم الله - إلى كثير منا خيرا كثيرا من تصويب فكرة أو دلالة على كتاب أو إرشاد لموضوع ، فحري بنا أن نمد لهم يد العون ليكتمل بناء صرح الدراسات القرآنية ، فلنبذل كما بذلوا ولنعط كما أعطوا ، دورنا كأعضاء أن نعطي هذا الملتقى كما أعطانا ، ونبذل له كما بذل علينا
وبانتظار مشاركاتكم حول الآلية التي يمكن تنظيم هذا الأمر من خلالها
وفقكم الله وسددكم
---
أبو صفوت
03-17-2007, 12:08 PM
عفوا وقع خطأ ونبذل له كما بذل علينا
والصواب : بذل لنا
---
د.خضر
03-17-2007, 01:18 PM
نرجو مزيدا من الإيضاح لهذا المقترح بضرب الأمثلة وشكرا
---
أبو صفوت
03-17-2007, 02:33 PM
أستاذنا المفضال :
من هذه الأفكار : التي رأيتها في الملتقى ورأيت كون المسألة فيها متوقفة على المال
إنشاء قاعدة بيانات بكل ما يمكن الوقوف عليه من المخطوطات والكتب والرسائل الجامعية المتعلقة بالقرآن وعلومه في العالم ، ولا شك أن هذه خدمة لكل الباحثين يستفيد منها الجميع ، وهي خدمة عظيمة لكتاب الله ولا شك أن مثل هذا العمل من الصدقات الجارية التي يستمر ثوابها للعبد ، وهو في ذات الوقت علم ينتفع به ، فقلت في نفسي لماذا لا نتعاون كأعضاء على إتمام مثل هذه الفكرة ، يكون لنا بها أجر عند الله فهو باب خير
ويرجى مراجعة هذا الرابط فهو واضح تماما فيما ذكرت
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=33535#post3353
ومن الأفكار كذلك إنشاء مجلة علمية محكمة يشرف عليها الملتقى ،
هذا فضلا عن أفكار أخرى ولا شك أن تدخل المشرفين لإبداء رأيهم مهم جدا ، وظني بهم أن الحياء يتملكهم عن الكلام في مثل هذا ولذا فإني أناشدهم إيضاح كثير من الأفكار التي يتمنون تحقيقها ويقف المال عقبة في طريقها ، وهم أدرى مني أن الحياء في بعض المواطن كم يقتل كثيرا من الأفكار وكم يقضي على كثير من الأحلام .
---
د.خضر
03-18-2007, 01:36 PM(1/765)
جزى الله أبا صفوة خيراً وقد رجعت إلى الرابط وبالفعل كنت لم أطلع عليه وعلقت بالموافقة والاستعداد التام لتحمل
الواجب نحو العلم الذي نرفل في عزه وخيره.
---
د.يسري خضر
03-18-2007, 02:10 PM
fباب من ابواب الخير نسال الله ان يجعلنا من اهله ويد الله مع الجماعة والمرء قليل بنفسه كثير باخوانه والله اسال ان يبارك في الملتقي وان يجعله زادا علي الطريق وان يمكن له وبه ويهدي له وبه اللهم امين مع خالص الشكر والتقدير للاخ الكريم (ابو صفوت)
---
أبو صفوت
03-18-2007, 02:45 PM
سعدت بمرور الشيخين الفاضلين ، والذين اشتركا في اسم ( خضر ) أسأل الله أن يخضر الموضوع بمشاركاتهما وينمو (ابتسامة )
والمرجو من بقية الأعضاء الراغبين في ذلك التفاعل معنا ، واقتراح آلية مناسبة لمثل هذه الفكرة
---
أبو صفوت
03-21-2007, 11:27 AM
بانتظار اقتراح آلية مناسبة لهذه الفكرة
---
دمعة الأقصى
03-24-2007, 02:41 AM
شكر الله لكم أبا صفوت:
وهذا هو اقتراحي:
أتمنى من مشايخي الفضلاء أنهم ما يحرمونا الأجر ويضعون حساب خاص للموقع وما تكون المسألة قاصرة على 100 ريال من أراد أن يدعم فليدعم بما تجود به نفسه من الريال إلى المليار، ولا قاصرة على الأعضاء لأن الكثير يدخلون الموقع ويستفيدون وهم ليسوا بأعضاء، حتى نرتقي بموقعنا الرائد إلى أعلى مستويات الريادة، أهم شيء ما يكون المال عقبة في طريق الرقي بالموقع.
---
أبو صفوت
03-26-2007, 11:12 AM
جزاك الله خيرا يا دمعة الأقصى ونفع بك
اقتراحك مسدد موفق بإذن الله ، وأنا ما قصدت تقليل المبلغ المالي ولا تخصيصه بالأعضاء إلا لمحاولة الوصول إلى استمرار مثل هذا العمل ، وإلا فمن أراد أن يزيد من الأعضاء أو غيرهم فما هناك مانع يمنعه من ذلك
وبانتظار تفاعل الأعضاء
---
أبو صفوت
04-10-2007, 07:10 AM
يا اهل الملتقى : أين أنتم
أليس عجبا أن يقرأ هذا الموضوع أكثر من مائتين ولا يتفاعل معه إلا ثلاثة
---(1/766)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السلام عليكم : اخواني واساتذتي من يجيبني على هذا السؤال؟؟
---
السلام عليكم : اخواني واساتذتي من يجيبني على هذا السؤال؟؟
---
رصد
11-09-2005, 05:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اسس ووضع علم التجويد بهذه القواعد المتعارفه بيننا الان؟؟
---
إبراهيم الحميضي
11-10-2005, 02:01 PM
ارجع إلى أجوبة الأستاذ الدكتور غانم الحمد تجد الجواب .
---
رصد
11-11-2005, 02:41 PM
بارك الله فيك
د.إبراهيم بن صالح الحميضي
لكن اين رابط موضوع الاجوبة ؟؟
---
خالد الشبل
11-11-2005, 03:06 PM
أخي رصد:
استعمل محرك بحث المنتدى. اذهب إلى (البحث) في الأعلى وسيفيدك في مبتغاك، إن شاء الله.
اكتب، مثلاً: قدوري
---
عبدالرحمن الشهري
11-11-2005, 04:43 PM
تجده هنا : صفحة اللقاءات العلمية في الشبكة (http://www.tafsir.net/interviews.php)
---
(1/767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال
---
سؤال
---
سلطان الفقيه
01-30-2006, 11:00 AM
أين نجد كتاب العون الكبير شرح الفوز الكبير في( أصول التفسير)؟
---
سلطان الفقيه
02-15-2006, 02:34 PM
سبحان الله !!38 زيارة ولااجابة بالنفي او بالاثبات.
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 03:05 PM
لم أتنبه لسؤالك إلا الآن . وليتك تذكر المؤلف وفقك الله ، وكأنه شرح لكتاب الدهلوي الذي سبق السؤال عنه. ثم ليتك في المشاركات القادمة تعتني بالعنوان فكلمة (سؤال) لا تكفي لمعرفة مضمون السؤال. لو كتبت (سؤال عن كتاب ....) لكان أدل على المقصود. ثم لو وضعت سؤالك في الملتقى العلمي لكان أولى ، لأن ملتقى الكتب هذا لوضع كتب وبحوث للتحميل لا للسؤال عن الكتب والطبعات .
---
(1/768)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > النسخة المعتمدة من كتاب مشكل إعراب القرآن للدكتور الخراط للتحميل منسق ومرتب ومفهرس
---
النسخة المعتمدة من كتاب مشكل إعراب القرآن للدكتور الخراط للتحميل منسق ومرتب ومفهرس
---
مسك
09-02-2006, 12:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي النسخة المعتمدة من كتاب (المجتبى في مشكل إعراب القرآن) للدكتور الخراط وقد تم نسخها من موقع مجمع الملك فهد
وقد تم نسخها في ملف ورد منسق
ونسخة أخرى مفهرسة للموسوعة الشاملة ..
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1051
وجزى الله الكتور نافع خيراً ,,,
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 01:24 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على هذا الجهد الموفق ، وقد هاتفني قبل مدة الدكتور أحمد الخراط طالباً اعتماد النسخة الجديدة للكتاب بعد تنقيحه ، وعدم الاعتماد على النسخة السابقة التي كانت متاحة في مكتبة شبكة التفسير . فجزاكم الله خيراً ، ونستأذنكم في وضع هذا النسخة في المكتبة لدينا .
---
مسك
09-11-2006, 05:48 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن ..
رابط الكتاب في مكتبتكم لا يعمل حفظك الله ...
ربما تتأكد بنفسك ...
---
(1/769)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشكلة في برنامج الوورد فهل أجد من يساعدني ؟
---
مشكلة في برنامج الوورد فهل أجد من يساعدني ؟
---
أبو صفوت
02-20-2007, 05:35 PM
السلام عليكم
كتبت رسالتي على وورد xp بخط traditional arabic ثم أعطيته لبعض الإخوة ليقوم بتنسيقه ، فإذا بي بعد ذلك افتح الملف فأجد صفحتين أو ثلاث قد انقلب كلامها بالعكس يعني تقرأ من الشمال إلى اليمين وقد وجدتها بخط يسمى tahoma وقد حاولت قلب هذا الخط إلى traditional arabic فأبى علي البرنامج ذلك ، فقيل لي إن هذا بسبب اختلاف النسخة التي كتبت عليها عن النسخة التي نسق عليها الأخ ، فألغيت تنسيقه ، وبدأت أنسق على جهازي ، وما زلت أجد نفس المشكلة ، وقد أنتهي من تنسيق الملف وإتمامه ، وبعد فتحه مرة أخرى أجد تكرر المشكلة ، وقد جعلت اللغة الأساسية هي العربية ، ولا فائدة ؟
فهل من مساعد ؟
وقد أرفقت صفحة من تلك الصفحات التي قلب فيها الكلام ، وكذا صورة لها
بارك الله فيكم
---
أحمد القصير
02-21-2007, 12:10 AM
قم بقص النص الذي ظهر بخط غريب ثم اذهب إلى تحرير ثم اختر لصق خاص ثم اختر نص غير منسق ثم موافق
---
أبو ياسر
02-21-2007, 01:15 PM
السلام عليكم ،،
أخي العزيز عندي بعض النقاط وأرجو أن أكون قد وفقت لحل المشكلة :
أولاً : الأفضل أن يكون نسخة الوورد الذي كتبت عليه هو نفس النسخة الذي تريد تنسيقها فيه .
ثانياً : لو نقلت الملف وحددت الخط الذي أشكل عليك ، اضغط بالماوس على الزر الأيمن داخل النص المظلل واختر ( خط ) ستجد هناك نص عربي ، ونص لا تيني . فالنص الذي كتبت عليه هو النص اللاتيني ، فجرب وغير اللاتيني فسيتغير معك الخط أما الخط الذي تريده هو من نص عربي ، لأن الخط الذي كتبت عليه في البداية هو من نص اللاتيني فعندك مشكلة في اللغة .(1/770)
فإذا كانت مشكلة في اللغة لا أستطيع الإجابة حتى أعرف عينَ المشكلة ،، والسلام عليكم
---
أبو العالية
02-21-2007, 01:36 PM
الحمد لله ، وبعد ..
أخي الكريم ( انسخ ) الملف كاملاً من الصفحة وافتح صفحة جديدة و ( الصق ) الملف كاملاً وهنا بإمكانك تغير الخط .
أما في السابق كأنه صورة
وقد فعلت ما سبق فنجح معي .
ولو تريدي تنسيق البحث مرة ثانية فأرسله ، ونخدمك بكل سهولة ، ونرفعه لك عبر الإيميل .
وفقك الله .
---
مصطفى علي
02-21-2007, 02:17 PM
الأخ الكريم الجزء الذي به إشكال كأنه صورة
وفيه حل آخر وهو أن تعرف الخط الذي تريد استبداله والخط الجديد ثم تدخل على قائمة استبدال بالضغط على مفتاح كنترول وحرف الألف بالعربي أو H بالانجليزي
وفيها تجد مربع زر اسمه أكثر فتضغط عليه يعطيك قائمة ( خط ، تنسيق ....
اختر خط
وعندك الخط تهامة ولكنه لاتيني وليس عربي رغم أنه كاتب عربي
فأنت تختار في الخط الذي تريد استبداله بالقائمة لاتيني ثم تختار منها خط تهامة
ولا بد أن تكون واقفاً بالمؤشر في خانة البحث في مربع حوار استبدال
انتهى الشق الأول وهو الذي تريد اسبداله
تقف بالمؤشر في الخانة استبدال ثم تختار تنسيق ثم خط
وتختار الخط الذي تريد أن يحل بدلاً من الخط الأول وهو traditional arabic ولكن في قائمة العربي وليس اللاتيني
بعد ذلك تضغط على ذر استبدال الكل
ستجد أن المشكلة حلت بإذن الله تعالى
---
أبو صفوت
02-21-2007, 03:51 PM
الإخوة الأحباب الكرم
فرج الله كربكم ، ونضر وجوهكم ، وبارك في أعماركم وأولادكم ، وأحسن خاتمتكم
لا أستطيع أن أقول إلا جزاكم الله خيرا
لقد استفدت من نصائحكم وانتهت المشكلة بحمد الله
---
(1/771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تكون محققا للمخطوطات ؟
---
كيف تكون محققا للمخطوطات ؟
---
فرغلي عرباوي
07-05-2004, 06:01 AM
محتويات العدد الرابع
السنة الأولى- شوال 1419هـ- يناير 1999م
أصول تحقيق المخطوطات
محمد السيد علي بلاسي
تدور كلمة "التحقيق" في اللغة حول: إحكام الشيء وصحته والتيقن، والتثبت. ففي مقاييس اللغة: يقال: ثوب محقق إذا كان محكم النسج قال:
تسربل جلد وجه أبيك إنا * * * كفيناك لمحققة الرقاقا
ويقال: حققت الأمر وأحققته: أي كنت على يقين فيه(1).
وفي اللسان: وحقه يحقه وأحقه كلاهما أثبته، وصار عنده حقاً لا شك فيه، وحق الأمر يحقه حقاً وأحقه. كان منه على يقين، تقول: حققت الأمر وأحققته إذا كنت على يقين منه(2).
أما عن المدلول الاصطلاحي للتحقيق، فهو: "إخراج الكتاب على أسس صحيحة محكمة من التحقيق العلمي في عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبته إليه، وتحريره من التصحيف والتحريف، والخطأ، والنقص، والزيادة".
أو "إخراجه بصورة مطابقة لأصل المؤلف أو الأصل الصحيح الموثوق إذا فقدت نسخة المؤلف"(3).(1/772)
فالتحقيق هو: "أن يؤدي الكتاب أداء صادقاً كما وضعه مؤلفه كماً وكيفاً بقدر الإمكان، فليس معنى تحقيق الكتاب أن نلتمس للأسلوب النازل أسلوباً هو أعلى منه، أو نحل كلمة صحيحة محل أخرى صحيحة بدعوى أن أولاهما أولى بمكانها، أو أجمل، أو أوفق، أو ينسب صاحب الكتاب نصاً من النصوص إلى قائل وهو مخطئ في هذه النسبة، فيبدل المحقق ذلك الخطأ، ويحل محله الصواب، أو أن يخطئ في عبارة خطأ نحوياً دقيقاً فيصحح خطأه في ذلك، أو أن يوجز عباراته إيجازاً مخلاً فيبسط المحقق عباراته بما يدفع الإخلال، أو أن يخطئ المؤلف في ذكر علم من الإعلام، فيأتي به المحقق على صوابه.. ليس تحقيق المتن تحسيناً، أو تصحيحاً، وإنما هو أمانة الأداء التي تقتضيها أمانة التاريخ فإن متن الكتاب حكم على المؤلف وحكم على عصره وبيئته، وهي اعتبارات تاريخية لها حرمتها، كما أن ذلك الضرب من التصرف على حق المؤلف الذي له وحده حق التبديل والتغيير"(4).
فالتحقيق -إذن- أمر جليل يحتاج من الجهد والعناية إلى أكثر ما يحتاج إليه التأليف، حتى لقد قال الجاحظ -قديماً-: "ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفاً أو كلمة ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني، أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام"(5).
فالعلماء العرب قديماً -قد عرفوا التحقيق، لا سيما عند توثيق النصوص وخاصة النصوص الشرعية، فقد كان لهم مناهج يتبعونها عند ذلك.
يقول الدكتور شوقي ضيف مؤكداً هذه الحقيقة: "لقد كانوا يعرفون كل القواعد العلمية التي نتبعها في إخراج كتاب لا من حيث رموز المخطوطات فحسب، بل أيضاً من حيث اختيار أوثق النسخ لاستخلاص أدق صورة للنص، ولعل خير ما يمثل عملهم في هذا الجانب إخراج اليونيني حافظ دمشق المشهور في القرن السابع الهجري لصحيح البخاري(6).
كما كان للعلماء العرب مؤلفات تتصل بالمنهج العلمي عند التأليف والتحقيق، من ذلك(7):(1/773)
1-مقدمة ابن الصلاح (أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري، المتوفى سنة 643هـ)(8).
2-تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم: لابن جماعة (بدر الدين بن أبي إسحاق إبراهيم الكناني، المتوفى سنة 733هـ)(9).
3-التعريف بآداب التأليف: للسيوطي (جلال الدين عبدالرحمن، المتوفى سنة 911هـ)(10).
كل هذا وغيره يدل على أن أسلافنا الأفذاذ كان عندهم مناهج عند التأليف والتحقيق تكاد تقترب من مناهج المحدثين، إلا أنه مع هذا كله ومع بداية الاشتغال بالتحقيق في العصر الحديث لم يكن ثمة منهج معلوم يمكن أن يلتزم به المحققون، وإنما كان لكل منهم طريقته ومنهجه، على أنه قد استمدت بعض هذه الطرق من مناهج العلماء المسلمين في توثيق النصوص وخاصة النصوص الشرعية، كما استمد بعضها الآخر من مناهج المستشرقين في نشر التراث القديم. ومع مرور السنين بدأت الخبرات تتراكم وبدأ التفكير في تقنين هذه العملية ووضع الضوابط التي تحكمها(11).
صفات المحقق(12):
ينبغي لمن يتضلع بهذه المهمة الجليلة -وهي تحقيق المخطوطات- أن تتوفر فيه هذه الصفات:
1-الإحساس بقيمة التراث العلمي والفكري إحساساً ينبع من الإيمان العميق بدوره الفعال في بناء حضارة الأمة عن طريق إحياء تراثها.
2-الحب والتعلق بتراثنا المخطوط، ومعايشة، وتوثيق الصلة به على نطاق واسع قراءة ودراسة، وخبرة ودراية بأسراره ودقائقه وخصائصه، وأساليب تدوينه، ومناهج كتابته، وأنواع خطوطه.
3-الخبرة والتمرس بتحقيق المخطوطات، والدراسة الواسعة بأصول تحقيقها، ومعرفة أصولها، وما كتبت به من خطوط متنوعة، مشرقية ومغربية، وفارسية.. ويستتبع ذلك التمرس بنهج النساخ ومصطلحات القدماء في الكتابة، مثل علامات التضبيب، واللحق، والإحالة.. ولابد من معرفة اصطلاحات القدماء في الضبط بالشكل، وعلامات إهمال الحروف غير المعجمية، وما يسمى بالتعقيبة.(1/774)
4-أن يكون المحقق على علم ودراية بموضوع الكتاب، فذلك أدعى إلى أن يكون العمل أكثر إتقاناً ودقة، مما لو تصدى له شخص آخر له جهة علمية أخرى.
5-الأمانة العلمية التي تقتضي تحرير النص وتصحيحه، والاجتهاد في إخراجه على الصورة التي تمت به على يد مؤلفه دون أي تصرف، وفق أصول التحقيق المعتمدة عند شيوخ هذا العلم وأساطينه.
6-الإلمام الواسع باللغة العربية وأساليبها ومفرداتها وسائر علومها؛ ما يذلل كثيراً من الصعاب التي قد تواجه المحقق في أساليب المخطوطة، ولغتها، حيث يجد من الحصيلة اللغوية ما يمكنه من تدقيق النظر، والوصول إلى الوجه الصحيح.
7-التذرع بالصبر والأناة؛ لأن المحقق كثيراً ما تواجهه مشكلات وصعوبات قد تتطلب وقفات طويلة ومتأنية للوصول إلى علاجها الصحيح عن علم ويقين، وبعد طول بحث وتقص، بعيداً عن النظرة العجلى التي تأخذ بأقرب ما يتبادر إلى الذهن دون إعمال الفكر وتدقيق النظر وتقليب الأمر على جميع وجوهه المحتملة بغية الوصول إلى وجه الصواب.
8-سعة الاطلاع على كتب التراث ومصادره في مختلف جوانب البحث والمعرفة، ومعرفة مناهج المؤلفين، وتوجهاتهم العلمية، وطرق لبحث في مصنفاتهم حول شتى العلوم مما يساعد المحقق على تحرير وتوثيق نصوص الكتاب الذي يعمل على تحقيقه.
الجوانب الفنية لتحقيق المخطوط:
يمكن أن نجمل تلك الجوانب -وبإيجاز شديد- في ثلاثة مراحل أساسية هي(13):
المرحلة الأولى:
تجميع نسخ المخطوطات، والمقارنة بينها وتحديد منازل النسخ.(1/775)
ولكي نتوصل إلى معرفة النسخ المختلفة للكتاب الواحد ينبغي الرجوع إلى فهارس المكتبات والأعمال الببليوجرافية التي تحصي تراثنا المخطوط وتحدد أماكنه في مكتبات العالم مثل كتابي: تاريخ الأدب العربي: لكارل بروكلمان، وتاريخ التراث العربي: لفؤاد سيزكين. والكتابان يسجلان المخطوطات العربية الموجودة في مكتبات العالم تحت أسماء مؤلفيها، فكل مؤلف تذكر مؤلفاته التي وصلتنا، وكل كتاب منها تذكر نسخة والمكتبات التي توجد بها.
"وليس معنى ذلك أن يعمل (المحقق) على جمع كل ما يوجد من نسخ المخطوطة إذا كانت نسخها كثيرة مثل بعض الكتب المشهورة التي قد تصل مخطوطات بعضها إلى أكثر من مئة نسخة، وفي مثل هذه الحالة على المحقق أن يجتهد قدر الطاقة في الاطلاع على هذه النسخ، وجمع المعلومات عنها من خلال الاطلاع الميداني والمصادر والفهارس التي تتحدث عنها وتصفها، لكي يتسنى له اختيار النسخ الموثقة والمعتمدة منها، ويكتفي في الغالب بثلاث إلى خمس نسخ بالصيغة المذكورة.
وإذا لم يجد الباحث بع التحري والتقصي الدقيق سوى نسخة وحيدة جيدة وصحيحة وكاملة وموثقة فلا ضير في العمل على تحقيقها غير أنها تحتاج منه إلى جهد كبير، ودراية واسعة، ويقظة ووعي في التقويم والتصحيح(14).(1/776)
ويلحق بتجميع النسخ مسألة تجديد منازلها، فليست كل مخطوطات الكتاب الواحد سواء في أقدارها، ففيها الكامل والناقص، وفيها القديم والمتأخر، وفيها الواضح والغامض، وفيها الموثق بسماعاته وإجازاته ومقابلاته وغير الموثق. وإذا كانت أفضل النسخ هي أقدمها وأكملها وأوثقها، فإن هذه المواصفات قلما تجتمع في نسخة واحدة، فقد تكون النسخة الأقدم ناقصة أ, متعذرة القراءة أو غير موثقة، وقد تكون النسخة الكاملة هي الأحدث، وقد توجد نسخ غير مؤرخة يصعب وضعها في مكانها الزمني بين النسخ الأخرى؛ وهنا تأتي أهمية دراسة الخط والرق وتواريخ التمليكات والسماعات والإجازات وتقصي الأشخاص الذين ورد ذكرهم في السماع أو الإجازة.
وقد وضع برجشتراسر تصويراً عند المفاضلة بين النسخ الخطية والمتفاوتة؛ إذ يقول: "إن أقدار النسخ الخطية لكتاب ما متفاوتة جداً، فمنها ما لا قيمة له أصلاً في تصحيح نص الكتاب، ومنها ما يعول عليه ويوثق به، ووظيفة الناقد أن يقدر قيمة كل نسخة من النسخ ويفاضل بينها وبين سائر نسخ الكتاب، متبعاً في ذلك قواعد منها:
أ-أن النسخ الكاملة أفضل من النسخ الناقصة.
ب-النسخ الواضحة أحسن من غير الواضحة.
ج-النسخ القديمة أفضل من الحديثة.
د-النسخ التي قوبلت بغيرها أحسن من التي لم تقابل(15).
على أن تحديد منازل النسخ يتمخض عنه: اختيار النسخة التي تتخذ أصلاً للتحقيق تقابل عليه النسخ الأخرى، كما ينتج عنه تحديد النسخ التي أخذت عن بعضها بحيث يمكن الاستغناء عن النسخ المتشابهة والاكتفاء بالأصل الذي أخذت عنه.
المرحلة الثانية:(1/777)
مرحلة التحقيق بكل ما ينطوي تحته من تثبت من مؤلف الكتاب وعنوانه وتحرير لنصه، أما عنوان الكتاب واسم المؤلف فغالباً ما يذكران في المقدمة. وفي حالة فقد أجزاء من المقدمة أو طمس إحدى هاتين المعلومتين، أو جزء من أيهما كأن نعثر على عنوان الكتاب ولا نعثر على اسم المؤلف، أو نعثر على اسم الكتاب أو اسم المؤلف ناقصين، في مثل هذه الحالات يلزم الرجوع إلى الكتب الببلوجرافية التي تحصي أسماء المؤلفين(16).
أما إذا فقدت المقدمة وفقد معها اسم الكتاب واسم مؤلفه فلا سبيل إلى التعرف على شخصيته إلا من خلال قراءة النص وتحديد موضوعه، والتمرس بأساليب المؤلفين وخصائصهم، والرجوع إلى الكتب الموسوعية أو كتب التخصص التي قد تكون نقلت نصوصاً عن هذا الكتاب وسمته أو ذكرت مؤلفه. وتلك كلها أمور تحتاج إلى خبرة واسعة بالتراث العربي وإحاطة شاملة بخصائص المؤلفين.
فإذا اطمأننا إلى عنوان الكتاب واسم مؤلفه، انتقلنا إلى النص نفسه، فإن كانت نسخة المؤلف هي التي ننشرها فلا مشكلة لأنها تجب كل نسخ الأخرى، أما إذا كنا أمام مجموعة من النسخ فيجب أن نرمز لكل منها برمز معين، وأن نتخذ أقدمها وأوثقها وأصحها أساساً لنشر، ونقابلها بالنسخ الأخرى ونثبت الخلافات بين النسخ في الحواشي.
ولكن تحقيق النص ليس مجرد مقابلة عدة نشخ على بعضها، ولا هو تصويب له أو تصحيح لأخطائه، وإنما هو محاولة للاقتراب من النص الذي تركه المؤلف وافتقدناه، ولهذا تجدر الإشارة إلى بعض المبادئ الأساسية التي ينبغي الالتفات إليها عند تحقيق النص وأهمها:
1-أن المحقق ليس من مهمته تقويم النص أو تصحيح المعلومات الواردة به.
2-أنه ليس من مهمته استكمال النقص الموجود في النص إلا إذا كان النص لا يستقيم دون إضافة، وفي هذه الحالة ينبغي أن توضع الإضافة بين معقوفتين.
أن تتخذ هوامش الصفحات في :
أ-إثبات الخلاف بين النسخ.(1/778)
ب-تخريج النصوص، أي ردها إلى مصادرها، فإن كانت آية قرآنية ذكرت السورة التي وردت بها ورقمها فيها، وإن كان حديثاً ذكر المصدر الذي ورد به، وإن كان نصاً من كتاب رجع إليه في مصدره للتثبت منه وأثبت المصدر والصفحة التي نقل عنها.
ج-إثبات التعليقات والشروح، كالتعريف بالمواضيع والأشخاص المذكورين في النص، وتفسير العبارات الغامضة التي تحتاج إلى بسط ليتسنى فهم المراد منها.
د-التنبيه على الأخطاء العلمية التي وقعت في النص. أما الأخطاء الإملائية واللغوية فتصوب في موضعها ما لم تكن النسخ التي ننشرها هي أصل المؤلف. ففي هذه الحالة يستبقي الرسم الإملائي كما هو، ويستبقي الأخطاء اللغوية والنحوية كما هس لأنها جزء من تكوين المؤلف ودليل على ثقافته، ومع ذلك ينبغي التنبيه إلى الصواب في الحاشية.
هـ-ربط أجزاء الكتاب بعضها ببعض، بالإشارة إلى ما سبق أو ما سيأتي من الكتاب مما له علاقة بموضوع الحديث.
المرحلة الثالثة:
مرحلة الإخراج والنشر، وهي الصورة الأخيرة للكتاب المحقق وتشتمل على ما يلي:
أ-مقدمة التحقيق:
ويتناول فيها المحقق الأمور التالية(17):
1-ترجمة مؤلف المخطوطة.
2-التعريف بموضوع الكتاب وتحليل مادته، وبيان منهجه ومصادره.
3-التحقيق في عنوان الكتاب.
4-تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
5-وصف النسخ المعتمدة في التحقيق، ويقتضي ذلك ما يلي:
(أ)ذكر مصدر النسخة بلداً، وكتبة، أو شخصاً إذا كانت في حوزة أحد الأفراد، مع النص على الرقم الذي تحمله في مكان وجودها.
(ب)وصف الورقة الأولى بما فيها من عنوان الكتاب، واسم مؤلفه، وما حليت به من تمليكات وسماعات وقراءات، وما يوجد عليها من أختام.
(ج)عدد أوراق المخطوطات، ونوع الترقيم الموجودة، وإذا لم يوجد يتم التنبيه على ذلك، مع الإشارة إلى ما قد يوجد من خلط في ترتيب الأوراق إن وجد، ثم قياس الصفحة طولاً وعرضاً، وما تشتمل عليه من سطور.(1/779)
(د)نوع الخط، وهل هو بقلم واحد أم مختلف، وهل ميزت العناوين بخط مغاير، ونوع المداد وألوانه، ونوع الورق، وجودة الخط من عدمها.
(هـ)أبرز الظواهر الإملائية المتبعة في الرسم الذي جرت عليه المخطوطة وموقف المحقق منه.
(و)المصطلحات الكتابية التي تظهر من خلال المخطوطة مثل: التعقيبات والإحالات، والرموز، والمختصرات، وعلامات السقط والتضبيب.
(ز)ما يوجد على النسخة من قراءات وسماع.
(ح)أسلوب النسخة في الضبط بالشكل من حيث الوجود، والتمام والصحة من عدمها.
(ط)بيان ما قد يعتور النسخة من تصحيفات وتحريفات، أو السلامة من ذلك، ومن حيث تمامها، أو نقصها، ووضوحها من عدمه.
(ي)بيان ما قد يطرأ على النسخة من عوادي الزمن: كالتآكل والخرم وآثار الأرضية والرطوبة.
(ك)النص على تاريخ النسخ إذا كان مصرحاً به في خاتمة النسخة، أو الاجتهاد في الوصول غليه من خلال الخبرة والدراية بالخطوط القديمة، وأنواعها، وتقدير أزمانها، وأنواع الورق، والزمن الذي يقدر له، مما يؤدي إلى زمن تقريبي لتاريخ النسخ وإذا ذكر الناسخ فلابد من التعرف عليه، والترجمة له، مما يزيد في أهمية المخطوطة وقيمتها.
(ل)وضع نماذج مصورة من المخطوطات المعتمدة في التحقيق بعد وصفها وتكون ممثلة لصفحة العنوان، وصفحة المقدمة والخاتمة وصور بعض السماعات والقراءات إن وجدت. فمثل هذه الصفحات -عادة- ما يذكر فيها اسم الكتاب واسم المؤلف والناسخ وتاريخ النسخ.
6-بيان منهج التحقيق: لابد للمحقق من الإفصاح في المقدمة عن المنهج الذي سار عليه في التحقيق، والمنهج الذي اتبعه في اختيار النسخ المعتمدة، والأسباب التي أدت إلى ذلك الاختيار والرمز الذي به غلى كل منها، وإذا كان الكتاب قد سبق تحقيقه أو نشره فينبغي ذكر الأسباب التي دعت إلى إعادة تحقيقه ونشره إلى جانب الحديث ن منهج المحقق في المقابلة وإثبات الفروق وفي التصحيح والتقويم، وفي التعليقات والتخرج والهوامش والفهارس.
ب-نص المخطوط:(1/780)
وينبغي أن يكون معداً إعداداً جيداً من حيث تنظيم الفقرات وترقيم الحواشي واستخدام علامات الترقيم وضبط الألفاظ التي قد تلتبس على القارئ وخاصة أسماء الأشخاص والأماكن.
ج-الفهارس:
وينبغي أن يختم الكتاب بمجموعة من الكشافات الهجائية التي تحلل محتواه، وتيسر استخدامه. كأن يوضع فهرس للآيات القرآنية، وآخر للأحاديث، وثالث للأعلام، ورابع للغة(18). وخامس للشعر، وسادس للأمثال، وسابع لموضوعات وفيه يبرز أدق جزئيات المسائل التي اشتمل عليها الكتاب.
وعن ترتيب الفهارس بعد الآيات القرآنية والأحاديث، يرى الأستاذ عبدالسلام محمد هارون: "أن النهج يقتضي تقديم أهم الفهارس وأشدها مساساً بموضوع الكتاب، فإن كان الكتاب كتاب تراجم وتاريخ قدّم فيه فهرس الأعلام، أو كتاب أمثال قدم فهرس الأمثال، أو قبائل قدم فهرس القبائل، وهكذا.. ثم تساق بعده سائر الفهارس مرتبة حسب ترتيبها المألوف(19). ومن الله العون، وهو ولي التوفيق.
الهوامش
(1)انظر: مقاييس اللغة: لابن فارس، تحقيق الأستاذ عبدالسلام محمد هارون، 2/15،16،19،ط، عيسى البابي الحلبي سنة 1371هـ.
(2)لسان العرب: لابن منظور، مادة حقق)، ط، دار المعارف.
(3)تحقيق التراث: د. عبدالهادي الفضلي، ص36، الطبعة الأولى -مكتبة العلم بجدة، سنة 1402هـ.
(4)تحقيق النصوص ونشرها: للأستاذ عبدالسلام محمد هارون، ط6، ص46،47، ط4 -مكتبة الخانكي بالقارة، سنة 1397هـ.
(5)المرجع السابق، ص52،53 –بتصرف يسير-، راجع: الحيوان: لأبي عثمان الجاحظ، تحقيق الأستاذ عبدالسلام محمد هارون، 1/79،ط2 –مصطفى البابي الحلبي، سنة 1385هـ.
(6)البحث الأدبي: د. شوقي ضيف، ص185،186،ط6 –دار المعارف. ولمزيد من التفصيل حول تألق العلماء العرب القدامى في وضع قواعد وأسس التحقيق، راجع الكتب التالية:
-مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي: لفرانتزر وزنتال، ط. دار الثقافة ببيروت، سنة 1961م.(1/781)
-منهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: للدكتور رمضان عبدالتواب، ط الخانجي، سنة 1406هـ.
-تحقيق نصوص التراث في القديم والحديث: للدكتور الصادق عبدالرحمن الغرياني -ليبيا، سنة 1989م.
(7)راجع: منهج البحث الأدبي: د. علي جواد الطاهر، ص156، ط7، مطبعة الديواني ببغداد، سنة 1986م. تجد مزيداً من التفصيل.
(8)حققه محمد راغب الطباخ، ط1، المطبعة العلمية بحلب، سنة 1350هـ.
(9)طبع في حيد آباد الدكن، سنة 1353هـ.
(10)حققه الدكتور إبراهيم السامرائي ونشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية: العدد الثالث، بغداد 1970.
(11)المخطوط العربي: د. عبدالستار الحلوجي، ص275، -بتصرف يسير-، ط2- مكتبة مصباح بجدة، سنة 1409هـ.
(12)تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل: د. عبدالله ابن عبدالرحيم عسيلان، ص41-42، -بتصرف-، ط. مكتبة الملك فهد الوطنية، سنة 1415هـ.
(13)باختصار يسير عن: المخطوط العربي: ص276 وما بعدها. ولمزيد من التفصيل؛ راجع كتب تحقيق المخطوطات وأشهرها:
-أصول نقد النصوص ونشر الكتب: للمستشرق برجشتراسر، تقديم د. محمد البكري، ط دار الكتب، 1969م.
-تحقيق التراث العربي.. منهجه وتطوره: د. عبدالمجيد دياب، منشورات المركز العربي للصحافة –القاهرة 1983م.
-تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل: د. عبدالله ابن عبدالرحيم عسيلان، ط. مكتبة الملك فهد الوطنية، سنة 1415هـ.
-تحقيق النصوص ونشرها: للأستاذ عبدالسلام محمد هارون، ط4 –الخانجي بالقاهرة، سنة 1397هـ.
-فهرسة المخطوط العربي: ميري عبودي فتوحي، من منشورات دار الرشيد بغداد، سنة 1980م.
-في منهج تحقيق المخطوطات: مطاع الطرابيشي، ط دار الفكر بدمشق، سنة 1403هـ.
-قواعد تحقيق المخطوطات: صلاح الدين المنجد، ط3 -دار الكتاب.
-محاضرات في تحقيق النصوص: د. أحمد محمد الخراط، ط2، دار المنارة بجدة، 1409هـ.(1/782)
-منهج تحقيق النصوص ونشرها: تأليف الدكتور فوزي حمودي القيسي والدكتور سامي مكي العاني، ط. مطبعة المعارف ببغداد، سنة 1975م.
-مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: د. رمضان عبدالتواب، ط. الخانجي بالقاهرة1406هـ.
(14)تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل: ص121،122.
(15)أصول نقد النصوص ونشر الكتب: للمستشرق برجشتراسر، ص14، ط. دار الكتب بالقاهرة، سنة 1969م.
(16)مثل: الفهرست: لابن النديم، ومفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم: لطاشكبري زاد، وهدية العارفين: للبغدادي، وكشف الظنون: لحاجي خليفة.
(17)لمزيد من التفصيل، راجع هذه الأمور في: تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج والأمثل: ص233 وما بعدها.
(18)وفيه ترتب المواد على حسب حروف الهجاء عند تحقيق المعاجم كما يفرد فهرس للألفاظ غير العربية وآخر لما فات المعاجم من الألفاظ.
(19)تحقيق النصوص ونشرها: ص98. وراجع: تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج والأمثل: ص245 وما بعدها، تجد مزيداً من التفصيل.
--------------------
نظرات سريعة في فن التحقيق أسد مولوي
إختيار الكتاب وجمع نسخه
بعد أن استكمل المحقق عدته ، وخبر نفسه ـ وكل على نفسه بصيرة ـ فوجدها قادرة على اقتحام هذا الميدان... يجب عليه أن يؤدّي زكاة علمه ، ويخدم امته ، ويوفي بعض الدين إلى المكتبة الاسلامية المجيدة ، التي أمتعته ساعات طوال من عمره ، وفتحت له أبواب رياضها وصدور خزائنها ، وأطلعته على جواهرها وذخائرها.
إذا أراد هذا العامل في سبيل إحياء مجد امته ، أن يسلك في عداد صانعي هذه الثقافة العظيمة وميسريها لطلابها... وهو قد عد نفسه من الغير عليها المحبين لها الحانين عليها ، الرامين إلى رفعتها وإعلاء شأنها.(1/783)
عليه ـ وقد وضع نفسه في هذا الموضع ـ أن يتنكب سبيل الهدامين العابثين من أعداء الامة الاسلامية أو من أبنائها العققة ، الذين شغلوا أنفسهم والامة معهم بأخبار المجان والملحدين ، وبكتبهم وتراثهم المليء بالسموم... الضار لهذه الامة في حاضرها ومستقبلها ، كما ضرها أعظم الضرر في ماضيها.
وعليه أن يتحرى في اختيار الكتاب الذي يريد أن يحييه ، أن يكون من الكتب التي تنفع الامة وتهديها في حاضرها ومستقبلها ، أو تحفظ عليها شخصيتها وأصالتها أو تكبت أعداءها والحاقدين عليها.
والامة المسلمة في حاضرها الراهن ـ وهي في بداية صحوتها ـ قد تكالبت قوى الكفر عليها ، وتجمع أعداء الانسانية ضدها ، وأجلبوا عليها بخيلهم ورجلهم وعَددهم(32)وعُددهم.
الامة المسلمة محتاجة لجهود أبنائها ، فلا يحل لاي فرد منهم أن يضيع جهوده عبثا فيما لا طائل تحته ، فضلاً عن أن يكون ظهيرا لاعدائها يصنع لهم ما يعود علىأبناء ملته بالدمار والخسار ، ويعطل مسيرة امته نحو استعادة مكانتها التي أرادها لها الله... خير امة اخرجت للناس.
هذه المرحلة ـ مرحلة اختيارالكتاب المراد إحياؤه ـ أخطر مراحل التحقيق ـ فيما أرى ـ وأدقها ، تستدعي من المحقق المسلم النظر الفاحص ، ودقة الملاحظة ، والوجدان الحي ، والغيرة البالغة... لان ما ورثناه من الكتب منه ما كتبه المخلصون العارفون ، وهو درر خالدة كشجرة طيبة أصلها ثابت في دين هذه الامة ووجدانها... وفرعها في السماء متصل بالمبدأ الاعلى صاحب الجود والفيض والكرم... تؤتي أكلها كل حين في ماضي الامة وحاضرها ومستقبلها عطاء ربانيا لا ينقطع بإذن الله تعالى ، وأظهر أمثلة هذا النوع تراث أهل بيت الرحمة عليهم السلام وجدهم الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله.
ومما ورثناه ـ أيضا ـ ما كتبه المنحرفون والظالون وأعداء الاسلام ، ممن اجتالته شياطين الانس والجن ، وأمراض النفس ، ومتع الحياة الدنيئة.(1/784)
ومما ورثناه ـ كذلك ـ هذا الركام الغث الفاسد المفسد من أدب عبيد السلاطين من الشعراء ، وشعرهم الذي قصروه على مدح الطاغوت والضحك على ذقنه ، واستولوا به على أموال الامة يتناهبونه بينهم.
انظر إلى الشاعر المتملق يقول وقد حدثت بمصر زلزلة :
بالحاكم العدل أضحى الدين معتلياً * نجل الهدى وسليل السادة الصلحا
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها * وإنما رقصت من عدله فرحا
انظر كيف يسقط الانسان ، وتداس الضمائر ، ويرقص على أشلاء المستضعفين !.. فالشاعر هنا لم يكتف بمدح طاغوته حتى صور الزلزلة المدمرة بصورة الرقص الخليع الذي اعتاده المترفون. ولم يلتفت إلى المستضعفين الذين هدمت دورهم على رؤوسهم وأصبحوا بلا مأوى ! ومن هذه البابة تجد مؤرخي السلاطين ووعاظ السلاطين وفقهاء(33)السلاطين... إلى آخر القائمة المشؤومة. هذا الركام الغثّ لطخة عار في تاريخنا الثقافي.. لا أظن المحقق المسلم ينحط إلى أن يشغل به نفسه ويضيع به عمره. وتراثنا طيب مبارك ، شمل مختلف حقول المعرفة ، ولم يقتصر على فرع من فروعها.
فكم هي الفائدة التي يسديها المحقق إلى اُمته حين يختار كتابا من طبنا القديم ، فيخرجه إلى الناس سليما مفسرا موضحة عبائره ! عقاقيره من إنتاج بلادنا... إن لم تنفع الجسم لم تضره ، لا كالادوية المجلوبة من مغرب شمس الفضيلة ، التي يصح فيها قول الشاعر :
............................ * وداوني بالتي كانت هي الداء
وفي تراثنا الطيب الكثير ، وأود أن يعلم أطباؤنا الفضلاء أن للمعاجم الطبية ـ التي تصف العقاقير وتذكر مقاديرها عند التركيب ـ ركنا كبيرا في مكتبتنا الاسلامية.(1/785)
وما أظن مريض الطب الغربي الحالي أحسن حالا من مريض الرازي أو ابن سينا. وقد عادت الصين إلى الوخز بالابر ـ طبها القديم ـ تدرسه وتطبقه في المستشفيات. وقبلها الهند أدخلت طبها القديم مادة دراسية في جامعاتها ، ومادة تطبيقية في مستشفياتها. وقل مثل ذلك في علوم الفلاحة والبيطرة وغيرها. ونستغني بذلك عن استيراد فسائل النخيل من أمريكا إلى بلاد النخيل ! خلاصة الامر أن حسن الاختيار ـ بل الاجتهاد في الاختيار ـ هنا واجب عيني لا رخصة فيه.
* * *
وحين يقع اختيار المحقق على كتاب لم يحقق حسب القواعد المتعارفة ، أو كانت لديه زيادة تنقير وتدقيق فاتت المحقق الاول ، أو ظهرت من الكتاب نسخ (34)مخطوطة أصيلة تزيد الكتاب ثقة به واطمئنانا إليه واعتمادا عليه... حينذاك يبدأ سعي المحقق في تجميع النسخ ، وهي ـ في الوقت الحاضر ـ مصورات كلما ازدادت وضوحا في التصوير ازدادت شبها بأصلها ، وحلت محله في القراءة وتهيئة النسخة للعمل (1).
وهنا تظهر فائدة فهارس المخطوطات ، لمعرفة أماكن هذه النسخ والسعي في الحصول على مصوراتها.
ولا ننسى الاستعانة بذوي الخبرة في الهداية إلى مظانها وتقييمها ، وفي إعانتهم للمحقق في تحصيلها بما لهم من صلات مع أصحاب الكتب والقائمين عليها.
* * *
فحص النسخ وتقييمها :
وهنا يأتي دور فحص النسخ لاعتماد مايجب الاعتماد عليه منها وإهمال ما ينبغي إهماله. وهذا الدور من أهم أدوار هذا الفن ، لان نتيجة التحقيق وثمرة جهد المحقق مبنيتان عليه. وقد اعتورت مخطوطاتنا ظروف كانت حسنة حينا سيئة أحيانا كثيرة. وتداولتها ـ بعد أيدي النساخ ـ أيد كانت في الغالب غير أمينة :
فمن متولي وقف حسن له الشيطان وألجأه فقر المجتمع المتخلف إلى بيع ما تحت يده ، فمزق الورقة الاولى ليضيع أثر الوقف ، ففوت علينا معرفة عنوان الكتاب واسم مؤلفه وفوائد اخر.(1/786)
ومن متعصب ضيق الافق ساءه أن يرى لعالم من غير أهل نحلته أثرا ، فعدا عليه تمزيقا أو شطبا أو محوا أو تحريفا لما لا يروقه...
ومن وارث جاهل صار ما وصل من ذخيرة الامة إليه لعبة لاُطفاله ، مبذولاً لكل من هب ودبّ من معارفه.
ومن . . ومن . .
____________
(1) قلنا هذا ، لاُنّ اختبار الورق والحبر لا يمكن إلاّ على المخطوطة نفسها.(35) دع عنك عاديات الطبيعة في النسخ نفسه من سهو وسبق قلم أو نظر.. وعاديات الطبيعة على الكتاب نفسه ـ ورقا وحبرا ـ من رطوبة وحشرات لها بالورق المكتوب ولع غريب. وليس معنى هذا إنكار ما لبعض الايدي ـ متولية وقف أو وارثة ـ من الامانة والحيطة على الكتاب. وليس هو كذلك إنكار فضل اولئك النساخ العارفين الضابطين ، فأنت تقرأ في ترجمة ياقوت المستعصمي ـ الخطاط المعروف ـ أنه كان مولعا بنسخ نهج البلاغة بخطه المضبوط الجميل. وتقرأ في تراجم كثير من العلماء أنه كان يكتب خطا فصيحاً صحيحاً. هذه النوائب التي حلت بالكتاب ـ وغيرها كثير ـ توجب على المحقق أن يكون مدققاً منقباً حذرا ، ينفض النسخة وجها لبطن ، عند فحصه لها.
وليعلم أن للنسخ التي وصلت إلينا حالات غريبة منها :
1 ـ أن تكون النسخة كاملة سالمة واضحة الخطّ فصيحته جميلته ، بخط مؤلفها أو خط معتمد موثوق به ، أو تكون منقوطة مشكولة شكلاً كاملاً على الصحة ، أو تحتوي ـ من الصور أو الرسوم البيانية أو غير ذلك ـ ما يضن به على الضياع. فالأَولى طباعة هذه النسخة بالتصوير ، كي لا ندخل عليها من سهو القلم وأخطاء التطبيع ما يشوه جمالها ويذهب بصحتها. ولا يعتذرن ـ هنا ـ بصعوبة الحرف المخطوط ، فأنه أمر مبالغ فيه ، والمطلعون يعلمون أن في تراثنا مخطوطات رائعة الجمال تزري بالخط الطباعي مهما بلغ من الجمال والنظافة ، لان الخط الطباعي خط ميت سطرته آلة ميتة ، وخط اليد يستمد حياته من اليد التي كتبته.
والعمل الذي يقوم به المحقق في هذه النسخة :(1/787)
أ ـ أن يقدم لها مقدمة وافية في ترجمة المؤلف ووصف النسخة وتوثيق نسبتها وبيان أهميتها...
ب ـ أن يذيّلها بهوامش التحقيق الكافية ، وبالفهارس التي توصل القارىء إلى (36)مطالبها (1).
2 ـ أن تكون النسخة من المطبوعات القديمة التي ضاعت اُصولها المخطوطة ، وهذه ينبغي الحذر عند تحقيقها والتثبت البالغ ، وأن يوكل أمرها إلى شيوخ المحققين.
3 ـ المترجمات إلى اللغات الاخرى ـ غير العربية ـ التي ضاعت اصولها المخطوطة ، والعمل في هذا النوع ملقى على عاتق المترجم العارف ، ويجدر به أن يستعين في ترجمتها بما سلم من كتب الؤلف باللغة العربية ، وبما نقل من نصوص الكتاب في الكتب الاخرى.
وبعد هذه العجالة ـ التي لا يتسع المقام لاكثر منها ـ نعود إلى التقسيم الاعتيادي للنسخ ، وهو أمر متفق عليه ـ أو يكاد ـ بين جمهرة المشتغلين بهذا الفن.
وعندهم أن أعلى النسخ هي النسخة التي كتبها المؤلف في آخر صورة أخرج بها كتابه للناس.
أو كتبت بخط معتمد وقرأها المصنف أو قرئت عليه وسجلت عليها هذه القراءة.
أو نسخة كتبت من نسخة المصنّف وعورضت بها أو قوبلت عليها.
أو نسخة كتبت في عصر المصنف وعليها سماعات العلماء.
أو تكون النسخة من النسخ التي حظيت باهتمام العلماء بالقراءة أو الاجازة أو السماع ، وأن يكون فيها ما يدل على التصحيح.
هذه النسخ تقوم إحداها مقام الاخرى عند فقدانها ، وهي النسخة التي يعبرون عنها بالاصل أو الام.
وهذا القول ليس على إطلاقه فان لكل نسخة من الخصائص ما يضطر المحقق إلى اعتمادها أو تركها ، فرب نسخة لم يشفع لها قدمها أو حسن خطها أو كتابة عالم معروف لها. ورب نسخة تقدمت على نسخة أقدم منها أو أحسن خطا.
وعند اعتمادنا نسخة أصلا تكون النسخ الاخرى مساعدات في القراءة والنقط والضبط وزيادة ما أسقطه السهو... وأشباه هذه الامور.
_____(1/788)
(1) أنظر في هذا الباب : في منهج تحقيق المخطوطات ـ مطاع الطرابيشي ـ ص68 ـ 72 .(37) هذا مجمل القول في نسخة الاصل.
وتبقى عندنا الكثرة الكاثرة من النسخ التي لا تملك من مميزات النسخة الاصل شيئا ، أو التي يؤخّرها التقييم عن مرتبة الاصل ، ولكن لها من القرائن الداخلية أو الخارجية ما يمنحها الثقة بها والركون إليها.
هذه النسخ أجود الطرق في تحقيقها الطريقة المعروفة بـ (التلفيق) وعلينا ـ والحالة هذه ـ أن نخرج من مجموع هذه النسخ نصا مرضيا ، نتحرى فيه الصحة والكمال جهد الطاقة.
وفي الحواشي مضطرب واسع لاثبات الاختلافات بين النسخ وتوجيهها ، ولتسجيل ما يعن لنا من ملاحظات واستدراكات وتوضيحات. وينبغي أن لا يفوتنا من النسخ شيء ذو فائدة ، فنسجل كل ما نعثر عليه.. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
وفي طريقتي التحقيق ـ طريقة الاصل أو طريقة التلفيق ـ تجب المحافظة على كل ما كتب في النسخ أو في هوامشها مما له علاقة بالكتاب بتسجيله في هوامش التحقيق.
تقويم النصّ :
بعد أن انتهى المحقق من اختيار الكتاب وجمع نسخه ـ وهي الان غالبا مصورات ـ وفحصها وعين منها لعمله ماعين ، عليه أن يختار نسخة منها فيقرأها قراءة دقيقة فاحصة ليتمرس باسلوب المؤلف ويطلع على خصائص كتابته .
ثم تبدأ مرحلة من أدق مراحل التحقيق وأشدها تعبا ، وهي مرحلة نسخ الكتاب بخط يده . وقد شاع ـ في هذه الاواخر ـ كتابة النسخة بواسطة الالة الكاتبة ، وهي طريقة فيها من المحاذير مالانطيل بذكره ... اللهم إلا أن يكون الكاتب بالالة محققا ضابطاعارفا قادراً يطمأن إلى عمله .
يختار المحقق أسلم النسخ التي جمعها فينسخها بيده بخط واضح متباعد ما بين السطور فصيح الحروف بحيث يستطيع أن يدخل كلمة في السطر إن احتاج إلى إدخالها في مرحلة المقابلة.
وعند انتهاء النسخ يكون المحقق قد ازداد خبرة بكتابه ومراساً بخطه واطلاعا على مطالبه .(1/789)
ثم تقابل هذه النسخة على أصلها الذي انتسخت عنه ليستدرك ما فوّته سهو النظر أو سهو الفكر .
ثم تقابل النسخ المخطوطة الاخرى ـ واحدة بعد واحدة ـ على هذه النسخة الجديدة ، ويسجل المحقق ما يجده من الفروق بين النسخ في الهوامش(39).
والاولى أن تكون المقابلة بيد اثنين ، يقرأ القارئ في النسخة المخطوطة وينظر المقابل في النسخة المنسوخة .
ثم يبدأ المحقق بالتدقيق والتنقير في نسخته ـ مع الرجوع إلى النسخ المخطوطة أحياناً ـ فيخرّج ما يحتاج إلى تخريج من حديث أو قول أو شعر ، ويصحّح ما تصحف على النساخ ، ويعلق التعليقات التي توضح غامض الكتاب أو تفسر مشكله أو ... بل يشمل بتعليقه كل ما يزيد الكتاب وضوحا أو تقوية لمطالبه ، أو مناقشة لبعض مايرد فيه مما جاء العلم فيه بجديد . هذه النسخة هي مسودة المحقق التي يحتاجها إلى التبييض والترتيب ليدفع بها إلى المطبعة .
وفي عملية التبييض يجب أن يكون المحقق دقيقا في النسخ واضح الخط فصيحه مرتب الكتابة . وفي هذا الدور يكون تقطيع النص إلى فقرات ، وفيه توضع علامات الترقيم الحديثة من فاصلة وعلامة تعجب و ... وفيه ـ أيضاً ـ يرتّب الهامش مناسباً للمتن. وينبغي أن تلاحظ دقة الارقام (الحسابية) التي تربط المتن بالهامش .
ومن علامات الترقيم التي شاعت وذاعت :
1 ـ النقطة (.) توضع بعد انتهاء الكلام .
2 ـ الفاصلة (،) توضع لتقسيم الجمل ، وبعد كل سجعة من الكلام المسجوع .
3 ـ النقطتان المتعامدتان (:) توضعان بعد القول ، مثل : قال فلان :
أما إذا تكرر القول مثل : قال محمد ، قال علي : فتوضعان بعد (قال) الثانية ، ويكتفى بالفاصلة بعد (قال) الاولى .
وتوضعان أيضا بعد التقسيم ، مثل :
الكلام : إسم وفعل وحرف .
وتوضعان بعد التمثيل ، مثل :
المبتدأ والخبر مثل : الاسلام منتصر .
وتوضعان كذلك بعد الشرح والتفصيل ، مثل : (40) المبتدأ والخبر : إسمان مرفوعان ...
4 ـ علامة التعجب (!) توضع بعد جمل التعجب .(1/790)
5 ـ علامة الاستفهام (؟) توضع بعد جمل الاستفهام .
6 ـ علامة الانكار (؟!).
7 ـ الشرطتان الافقيتان (ـ ـ) توضعان لحصر الجمل المعترضة .
8 ـ كلمة (كذا) أو علامة الاستفهام ، توضع إحداهما إشارة إلى ما استبهم علىالمحقق وقد أثبته كما هو في المخطوط .
9 ـ النقاط الثلاث الافقية (...) توضع محل البياض في المخطوط أو مكان ما حذفه المحقق .
10 ـ النجمة (*)توضع مساعدة لارقام الهوامش .
11 ـ الخط المائل (|) يوضع في متن الكتاب قبل أول كلمة من كل صفحة من المخطوط ، ويوضع الرقم يمين الصفحة المطبوعة .
ويستعمل ـ أيضاً للفصل ـ بين رقم جزء وصفحة المصدر في الهامش .
12 ـ حرف الواو (و) يوضع بعد رقم صفحة المخطوط ، مثل : 32 و ، يعني وجه الورقة 32 .
13 ـ حرف الظاء (ظ) يوضع بعد رقم صفحة المخطوط ، مثل : 32 ظ ، يعني ظهر الورقة 32 .
14 ـ العضادتان [ ] تستعملان لما يزيده المحقق من عنده لاقتضاء السياق أو تصحيح النص ، أو لما يضيفه المحقق من المصدر ، ولابد في الاضافة أن تكون نافعة وإلا لم تصح .
15 ـ القوسان المزهرتان تستعملان لحصر الآيات القرآنية الكريمة .
16 ـ القوسان العاديتان ( ) تستعملان لحصر الأحاديث النبوية الشريفة .
17 ـ القوسان المضاعفتان الصغيرتان « » تستعملان لحصر النصوص المنقولة عن كتب أخرى ، أو أسماء الكتب ، أو أسماء الاعلام ..
والشكلان الأخيران من الاقواس لم يستقر بهما الامر على قرار ، فالمحقق مخير في استعمالهما .(41)
وللمحقق أن يصطلح من هذه المكملات المحسنات ـ أعني الاقواس والنجوم ـ على ما يزيد عمله وضوحا وييسر لقارىء كتابه سبل الدلالة ، شرط أن يذكر في مقدمة التحقيق ما اصطلح عليه.
* * *
صنع الفهارس(1/791)
حين ينتهي المحقق من كتابة مبيضة الكتاب التي يطمئن إليها ، ويعمتد على مادونه فيها ، ويرى أنه محاسب علىعمله فيها ... يدفعها إلى المطبعة التي اختارها نظيفة الخط محمودة العمل ، ويختار لكتابه الاحجام المناسبة من الحروف والعلامات .
وأرى أن لا يكل مقابلة كراريس المطبعة مع مبيضته إلى غيره ، وإن أعانه عارف بالفن فبها ونعمت .
فإذا تم عمل المطبعة في هذا القسم من الكتاب ـ وهو القسم الاعظم والمقصود الاصلي منه ـ اشتغل المحقق بصنع فهارس الكتاب . والفهرسة ضرورة لازمة ، لان الكتاب بدونها خزانة مقفلة يعسر على القارىء والباحث استخراج ما يحتاجه منه . وأرى أن الكتب التي هي فهارس في واقعها كمعاجم اللغة ، محتاجة إلى فهارس كثيرة . فقد صنع محققا « الفائق في غريب الحديث » للزمخشري ، وهما الاستاذان محمد أبوالفضل إبراهيم ، وعلي محمد البجاوي ... صنعا ( فهرس الالفاظ اللغوية مرتبة على حروف الهجاء) (1) فذكرا المواد الغوية مرتبة على حروفها الاولى ، وذكرا ضمن الموادّ الألفاظ اللغوية التي فسرت في هذا المعجم وأرقام صفحات أماكنها ، فأحسنا بذلك صنعا ويسرا على الباحثين ووفرا عليهم كثيرا من الوقت .
فلوصنع محققوا المعجمات العربية فهارس مثل هذا الفهرس لكل معجم لأفادت فائدة عظيمة النفع في البحوث الاحصائية لالفاظ اللغة العربية الجليلة وفي غيرها .
____________
(1) هو الفهرس الثامن من الفهارس التي صنعاها ، انظره في ج 4 | 241 ـ 345 من طبعتهما للفائق .(42)
البحوث اللغوية ، فضلا عن تقريب اللفظ المبحوث عنه إلى القارىء وجعله منه على طرف الثمام .
وصنعا أيضاً ـ وهو من جميل ما صنعاً ـ فهرساً للموضوعات استخرجا عناوينه بدقة ، ففتحا بذلك خزانة من خزائن الكتاب للباحثين .
وهذا محقق « النهاية في غريب الحديث والاثر » لابن الاثير ، صنع له فهارس كثيرة ، أسردها عليك كما ذكرها هو في ج 5| 307 وهي :
1 ـ فهرس الايات القرآنية الكريمة .(1/792)
2 ـ فهرس الاشعار .
3 ـ فهرس أنصاف الابيات .
4 ـ فهرس الارجاز .
5 ـ فهرس الامثال .
6 ـ فهرس الأيام والوقائع والحروب .
7 ـ فهرس الخيل وأدوات الحرب .
8 ـ فهرس الاصنام .
9 ـ فهرس الاعلام .
10 ـ فهرس الامم والفرق والطوائف .
11 ـ فهرس الاماكن .
12 ـ فهرس الكتب التي ذكرت في متن الكتاب .
13 ـ فهرس مراجع التحقيق .
وقد طال الكلام في الفهارس ، وهو بحث يستأهل أكثر من هذه السطور ، وله مضطرب واسع في غير هذه النظرات السريعة إنشاء الله تعالى .ولكني وكلت الامر إليك ـ أخي المحقق ـ فانظر في الفهارس التي أجاد صنعها المحققون تنفتح لك أبواب واسعة وتظهر لك فهارس جديدة إن أنت أعملت فكرك مجتهدا ، والتقليد ـ كما تعلم ـ سُنّة العاجزين.(43)
كتابة مقدمة التحقيق :
انتهى عمل المحقق في صلب الكتاب ، وقد صفا الوقت لكتابة مقدمته ، والمحقق خلال عمله اطلع على خفايا الكتاب ، وقتل مخطوطاته درسا ، وعرف مؤلفه معرفة وافية ؛ فما عليه الان ـ وقد تجمعت له مادة كافية ـ إلا أن يعمل قلمه في كتابة المقدمة . وقد جرت العادة أن تبدأ المقدمة بترجمة مؤلف الكتاب ، ودرجته العلمية ، وأقوال العلماء فيه ، وذكر المصادر التي ترجمت له .
ثم الحديث عن الكتاب وفائدته للامة وأهمية إحيائه ، وعن الكتب التي تشبهه في موضوعه ومكانه بينها .
ثم وصف مخطوطاته وصفا دقيقا ، والدلالة على أماكنها من مكتبات الدنيا ، ويجب أن يرفق المحقق بهذا الوصف نماذج مصورة من أوائل المخطوطات وأواسطها وأواخرها .
ثم يذكر المحقق عمله في الكتاب ليكون القارئ على بيّنة من أمره فيطمئن إلى الكتاب ويقتنيه ذخيرة ثقافية نافعة ، إنشاء الله تعالى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-------
مراحل تحقيق المخطوطات وضبطها
ملخص من كتاب
[توثيق النصوص وضبطها] لموفق عبد القادر
مقدمة(1/793)
إن تحقيق النصوص أمانة دينية وعلمية وأخلاقية ، وإن من واجب المحقق أن يعلم أن هذه النصوص إنما هي وثائق تاريخية لا يحق له أن يتلاعب بها وأن يجعل من نفسه مصححا أو مقوما لهذه الوثائق . وإن الأمانة العلمية تقتضي منه الحرص التام على نقل هذه الوثائق كما هي . لذا على المحقق أن يضع في ذهنه قبل كل شيء إثبات ما قاله المصنف خطأ كان أم صواباً ، وأن لا ينصب نفسه حكما على هذه النصوص فيبيح تصحيحها أو تبديلها بنصوص أخرى . وعليه أن يكد ذهنه ليصل إلى النص السليم الذي قاله المصنف وأن يتحرى الدقة الكاملة والحذر الشديد ليفرق بين خطأ النساخ وخطأ المصنف واختلاف النسخ واختلاف الروايات . كما يجب أن يعارض بين النسخ المتعددة للوصول إلى الصواب . فالمعارضة بين النسخ مهمة في كشف صحة ما قاله المصنف وربما تكون هنالك ضرورة الإضافة من هذه النسخ للنسخة الأصل تقتضيها سلامة النص كإتمام نقص أو تصحيح تحريف أو تصحيف أو سقط كلام . وهذا يأتي بعد اتخاذ نسخة تكون أصلا بعد دراستها دراسة علمية دقيقة ثم معارضتها بالنسخ الأخرى والإشارة إلى الفروق بين النسخ في حاشية الكتاب مع التحري في الدقة في عدم إضافة أي لفظ أو تغيير أي عبارة من نسخة الأصل اللهم إلا لضرورة علمية لا مناص منها ، فعندئذ يلجأ المحقق إلى الإضافة أو التبديل مستعينا بالنسخ الأخرى ولا يتم ذلك إلا بعد التمحيص الدقيق . وأفضل الوسائل للوصول إلى ما كتبه المصنف المقابلة وهي : أن يقابل المحقق نسخته على النسخ الأخرى لإصلاح ما يوجد من فروق أو تحريف أو زيادة أو نقص .
أولاً : توفر النسخ واختيار نسخة تكون أصلاً يُعتمد عليه في التحقيق :
بعد أن تتوفر النسخ الخطية للكتاب المراد تحقيقه يأخذ المحقق بدراسة هذه النسخ ويجب أن يراعي في اختيار نسخة تتخذ كأصل ما يلي :
1- قدم النسخة المخطوطة . لا شك أن قدمها قد يكون من الأسباب التي ترشحها لأن تتخذ كأصل يعتمد عليه في التحقيق .(1/794)
2- النسخة التامة . لابد أن تكون النسخة تامة كاملة غير ناقصة . إضافة إلى أن النسخة قد تكون عورضت وقوبلت على نسخ أخرى ، وقرأها عدد من العلماء وصححت وكتبت عليها البلاغات والسماعات وخطوط العلماء . فهي بهذا تكون مرشحة أكثر من غيرها لأن تتخذ أصلا يعتمد عليها في التحقيق إذا توفر ذلك .
3- إذا تحصل المحقق على نسخة واحدة من المخطوطة يجب ألا يبدأ في تحقيقها حتى يتحصل على أخواتها من من النسخ الأخرى الموجودة في المكتبات ، ولابد أن يسعى في الحصول عليها ليتم بها المقارنة والمقابلة بشكل صحيح . هذا إذا كان للمخطوطة نسخ أخرى موجودة في العالم .
ثانياً : تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف :
بعد أن تجتمع لدى المحقق النسخ الكافية للتحقيق ، لا بد أن يتأكد من تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف . ويجب ألا يضيف المحقق الاسم من عنده لأن الأمانة العلمية تقضي ذلك . ويجب اتباع الخطوات التالية :
1- الرجوع إلى ترجمة المصنف من كتب التراجم للتأكد من تسمية الكتاب .
2- الرجوع إلى كتب الفهارس ككتاب الفهرست لابن نديم أو غيره من الكتب .
3- قراءة مقدمة الكتاب وتصفح أجزائه بدقة إذ قد يصرح المصنف باسم الكتاب في ثناياه أو في آخره .
4- إذا لم نعثر على اسم الكتاب إطلاقاً ينظر في مادته العلمية وبعد تحديدها نرجع إلى المؤلفات التي كتبت في الفن لعلها تقتبس منه وتشير إليه . ومن الواجب على المحقق في أمثال هذه الحالات الاستعانة بذوي الخبرات من أهل العلم والدراية والاستفادة منهم في التعرف على طبيعة الكتاب وبالتالي محاولة التوصل إلى اسم المؤلف وكتابه .
ثالثاً : ملاحظات عامة :(1/795)
1- السقط : كثيراً ما يقف المحقق أثناء مقارنته بين النسخ على سقط وقع به الناسخ ، وقد يكون كلمة أو جملة أو سطراً . وقد ينبه الناسخ إلى وقوع هذا السقط فيشير إليه في الهامش . أما إذا لم يلحق ذلك السقط وعثر عليه في النسخ الأخرى فإنه يوضع بين [ ] معقوفتين ويشار إليه في حاشية الكتاب إلى أن هذه الزيادة من نسخة كذا وكذا . أما إذا لم يقف المحقق إلا على نسخة واحدة فإن بإمكانه أن يتم النقص سواء أكان هذا النقص من الناسخ أو ما اندرس بسبب التآكل والرطوبة بالرجوع إلى المصادر التي اقتبست نص كلام المؤلف أو المصادر التي لها صلة بمادة الكتاب .
2- التصحيف والتحريف : التصحيف يحدث في تغيير نقط الحروف وحركاتها ، أما التحريف فيقع في تغيير الكلمة أصلاً . فإذا كان من فعل النساخ وجب على المحقق أن يثبت ما هو صواب من فروق النسخ ويشير إلى ذلك في حاشية الكتاب . أما إذا كان في تحقيقه معتمدا على نسخة واحدة فيرجع إلى المصادر التي اقتبست كلام المصنف ونقلت عنه . فإن كان التحريف من الناسخ فلا مانع من تصحيح الخطأ وحصره بين معقوفتين [ ] ثم الإشارة إليه في حاشية الكتاب . أما إذا كان من المصنف فالأسلم أن يثبته كما هو ويشير إلى الصواب في حاشية الكتاب .
3- التقديم والتأخير : قد يحدث تقديما أو تأخيراً للكلام وقد يقع في الأسماء أو في أبواب الكتاب ، أو ترجمة تتقدم على ترجمة أو حديث أو غير ذلك . وعندها يجب على المحقق أن يشير إلى هذا التقديم والتأخير بعد التأكد التام من خلال المقارنة الدقيقة بين النسخ .
4- الإعادة والتكرار : قد تعاد بعض الكلمات أو الأبواب أو الأعلام لأسباب قد تكون سهوا أو وهما من الناسخ أو غير ذلك .(1/796)
5- الخطأ الإعرابي والإملائي : المطلوب من المحقق أن يتثبت من عدة أمور قبل التغيير الذي يعمد إليه . عليه أن لا يلجأ إلى إثبات الصواب إلا بعد التأكد من أن هذا الخطأ هو خطأ حقيقي ، ولا يمكن أن يحتمل وجها من وجوه العربية . ثم عليه معرفة المصنف وما يتعلق بشخصيته العلمية ، فقد يكون المصنف نفسه يلحن وعندئذ يجب عليه أن يجمع أخطاء المصنف اللغوية ويضعها في فهرست الكتاب ثم في حالة إصلاح اللحن من قبل المحقق عليه أن يضع ما أصلحه بين [ ] ويشير إليه في حاشية الكتاب إلى ما كان في الأصل .
رابعاً : مكملات التحقيق وضرورياته :
1- المقدمة : أن يقدم المحقق للكتاب مقدمة تتضمن أهمية الكتاب والأسباب التي دفعته إلى تحقيقه ونشره .
2- ترجمة المصنف : لابد للمحقق أن يترجم للمصنف ترجمة وافية تعرف القارئ به وبمصادر ترجمته . فعلى سبيل المثال يجب أن تذكر : اسمه ونسبه ، وكنيته ولقبه ومذهبه . ثم مولده ومنشؤه وطلبه للعم ورحلاته العلمية وشيوخه وتلاميذه والمدارس التي درس فيها وأقوال العلماء فيه ومؤلفاته ووفاته .
3- ترجمة موجزة لناسخ الكتاب .
4- دراسة الكتاب : لابد أن يبرز المحقق أهمية الكتاب الذي حققه ومدى الاستفادة منه وأهم عناصره وأثره فيما بعد بما في ذلك شخصية المصنف ومقدرته العلمية .
5- الإشارة إلى رقم صفحات المخطوطة : كأن يشير المحقق إلى رقم صفحة المخطوطة المعتمدة في التحقيق وذلك بوضع [ / ] خط مائل يشير إلى بداية كل صفحة جديدة من المخطوطة ، ويكتب في الهامش رقم الورقة وهل هي الوجه (أ) أو (ب) .
6- تقسيم الكتاب : من الضروري جدا المحافظة على تقسيم المصنف للكتاب وعدم إحداث تقسيم جديد يخالف تقسيم المصنف .(1/797)
7- الإضافات والزيادات على النص : كثيراً ما يتلاعب المحققون بأصل المصنف فيضعون عناوين للكتاب من عندهم وأشياء أخرى كثيرة . والأصح أن لا توضع هذه الزيادات في صلب الكتاب إلا للضرورة العلمية القصوى التي يتوقف عليها معنى الكلام فتوضع إكمالا للنقص .
8- التعليقات والتخريجات : لابد للمحقق الناجح أن يهتم بتعليقاته على الكتاب من شرح كلمة غريبة أو معنى غامض أو كلمة تحتاج إلى توضيح أو التعريف بمدينة أو بلدة أو ضبط علم أو كنية أو لقب أو نسبة أو تخريج حديث أو بيت شعر أو رد اعتراض على المصنف ، أو بيان وهم أو التعريف بعالم ذكر في الكتاب . وغير ذلك .
9- الفهارس العلمية : ينبغي على المحقق أن يضع فهارس للكتاب على النحو التالي : فهرس التراجم ، الأعلام ، الجماعات والقبائل والأمم والطوائف ، الأماكن ، القوافي ، مصادر الدراسة والتحقيق ، ملحقات وتصويبات ، موضوعات ، دوريات .
---
الميموني
09-20-2005, 04:56 PM
جزاك الله خيرا
لم يتسن لي الوقت الآن لقراءته و لكن نظرت في بعضه
و أرى أنه يستحق الشكر
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2006, 01:13 PM(1/798)
هذه قواعد نظرية جيدة يكاد يتفق على معظمها لدى المحققين ، وتبقى الممارسة الواعية للتحقيق هي التي تشحذ المحقق ، وتصقل معرفته للتعامل مع النصوص المخطوطة المستغلقة ، ثم يزيد بصره بكلام بعض العلماء حتى يميزه عن غيره . والذي يبدو لي أن الكتاب المخطوط هو الذي يحدد المنهج الذي ينبغي السير فيه في تحقيقه. فلا تستطيع أن تحدد منهجاً موحداً لتحقيق جميع الكتب المخطوطة ، وإن كان هناك حد أدنى من أصول التحقيق لا بد من الالتزام بها. وبعض الباحثين ينتقد بعض التحقيقات التي تقل حواشيها ، كتحقيقات عبدالسلام هاورن مثلاً لكتب الجاحظ ، ولم يتنبه للجهد الذي بذله المحقق لقراءة النص المخطوط المستغلق في أحايين كثيرة ، وهذا هو الجانب المخفي في جهد المحقق ، لا يكاد يتنبه له إلا القليلون ممن مارس هذا الأمر.
---
(1/799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فن التصفح والقراءة على الحاسب
---
فن التصفح والقراءة على الحاسب
---
إمداد
04-18-2006, 02:46 PM
فن التصفح والقراءة على الحاسب
إن القراءة على الانترنت تختلف عن القراءة على الورق .. والاختلاف يقع بشكل أساسي في الاتجاه النفسي والبصري للحصول على المعلومات من الصفحة .
فإن معنى كلمة "صفحة" تختلف بصورة كبيرة جداً على الانترنت .. فالصفحة - على الانترنت - ليست مقيدة بنفس الحجم أو الشكل الذي تجده في المطبوعات وبنفس العرض .
والقراءة على الحاسوب سيتغير أساليبها وطرقها تبعاً لتغير الحياة وتغير الحصول على المعلومات .. وستتوفر لنا أدوات أكثر تقدماً في البحث والتقصي .. وستحمل لنا سلبياتها وإيجابياتها .
- لا بد لك من معرفة التعامل مع المتصفحات .. أغلب المتصفحات الموجودة على الحاسوب :المتصفح Internet Explorer الموجود ضمن بيئة ويندوز ..
أو المتصفح Firefox الذي لقي استحساناً كبيراً في هذه الأيام لسهولته وأمانه الكبير .
تعرف على شريط الأدوات في المتصفح والأوامر الموجودة فيه ..
وهذه أهم الأوامر التي تساعدك على القراءة الصحيحة من الحاسب :
* من قائمة " ملف " - > " حفظ باسم ... " :
وهذا الخيار يساعدنا على حفظ الصفحة كاملة على الجهاز ( لتصفحها بدون اتصال أو حفظها على قرص ) .
وسيظهر لنا خيارات أخرى لنوعية الحفظ أمام كلمة " حفظ كنوع " :الخيار الأول : حفظ الصفحة كاملة مع الصور .
الخيار الثاني : حفظ الملف كأرشيف مع الصور .
الخيار الثالث : حفظ النص فقط دون الصور .
الخيار الرابع : حفظ الملف على شكل ملف نصي .
- طبعاً إذا أردت أن تعدل على الصفحة أو تصحح خطأ لتحفظها لك ولغيرك وتحفظها للزمن .. يمكن أن تحرر الصفحة ببرنامج الفرونت بيج الموجود ضمن الأوفيس :(1/800)
* من قائمة " ملف " - > " تحرير بواسطة Microsoft Office FrontPage "
* من قائمة " ملف " - > " طباعة " :
هذا الخياريطبع الصفحة كاملة ..
ومع تطور المتصفحات ومواقع الويب فإن الصفحة المطبوعة ستظهر بشكل آخر أكثر تنسيقاً عما هو عليه في الشاشة ..
ويمكنك معاينة الصفحة قبل الطباعة حتى ترى الصفحة على شكلها الأصلي بعد الطباعة .
* من قائمة " تحرير " - > " بحث ( في هذه الصفحة ) " :
وهذا الخيار يساعدك على البحث عن كلمة معينة وهي مفيدة في سرعة القراءة أو الوصول لهدف او قسم معين من الصفحة .
* من قائمة " عرض " - > " حجم النص " :هذا الخيار يمكنك من تكبير الخط أو تصغيره ..
* من قائمة " عرض " - > " ترميز "
إذا واجهتك مشكلة في الخطوط العربية ولم ترى إلا رموزاً غير مفهومة فما عليك إلا الضفغط على هذا الخيار ثم اختيار اللغة العربية ..
وهذه المشكلة تظهر غالياً في المواقع المصممة بلغة الـ html ..
- استخدم خاصية المفضلة في المتصفح الذي تستخدمه لتتمكن من الرجوع إلى المواقع المفضلة بسرعة وسهولة .
- اعرف جيداً أن المواقع تختلف بيئتها أو صفحاته فيما بينها بسبب طريقة البرمجة أو التصميم المستخدمة في الموقع .. وفي الغالب الروابط الرئيسية متفق عليها بين المواقع .
- حاول أن تتقن شريط التمرير الرأسي لتتنقل بكل سهولة ويسر + استخدام عجلات الفأرة
استخدام عجلة التنقل فوق - أسفل ( وهي بين الزر الأيمن والأوسط لأغلب الفأرات ) .
- حاول أن تركز على هدفك من القراءة على الانترنت ولا يجرفك الانغمار في المعلومات وتتبع الوصلات ( الروابط ) .
ركز ودقق وحدد هدفك واستخدم الموارد والتقنيات المتاحة للوصول لمرادك .
- مع تطور التقنية نرى وسنرى أمور أكثر تفاعلاً لمساعدتنا على القراءة والتصفح بكل سهولة ويسر .
- الطباعة :(1/801)
استخدمها في الصفحات المناسبة لك ... قد تكون من الذين لا يحبون القراءة المتعمقة من الشاشة لعدة صفحات .. فالطباعة خير حل لك .
أو تستخدم الطباعة للاحتفاظ بالمذكرات والبحوث التي تخشى ضياعها ..
ولا تهدر الحبر فيما لا فائدة منه .
- استفد من خدمة الـ rss بقدر المستطاع لأنه توفر عليك الوقت في تتبع أخبار المواقع .. وهي تنتشر يوماً بعد يوم في المواقع العربية .
هناك قارئ لهذه الخدمة وتجلب لك الأخبار بسرعة وسهولة فماعليك إلا الضغط على العنوان ليظهر لك نصه كاملاً .
_____
القراءة على الحاسوب والتصفح فن بذاته .. له أدواته وأساليبه فحاول أن تعمل عقلك لتكتشف الأكثر والأفضل ..مع تمنياتي لكم بقراءة صحيحة سريعة مفيدة .
منقول من موقع العلم
---
ربيع أبوعليتن
04-22-2006, 12:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات قيمة ومفيدة ونتمنى أن تتواجد مثل هذه المواضيع في هذا المنتدى
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
---
(1/802)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب في الغريب على طرة المصحف ؟
---
كتاب في الغريب على طرة المصحف ؟
---
محب شيخ الإسلام
09-29-2006, 01:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
الأخوة الأفاضل :
لايخفى عليكم أن من أحسن طرق تدبر القرآن الكريم أثناء قراءته معرفة الغريب من الألفاظ سيما إذا كانت في المصحف نفسه ...
فمن يعرف كتاباً متميزاً بذكر الغريب في طرة المصحف ؟ ومن ناشره ؟
وجزاكم الله خيراً.
---
أحمد البريدي
09-29-2006, 02:22 PM
أخي الكريم : راجع هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3278
---
(1/803)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حول المحكم والمتشابه
---
حول المحكم والمتشابه
---
أبو المنذر المصري
07-25-2004, 03:20 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة حول المحكم والمتشابه ، أصلها مأخوذ من شرح الشيخ محمد عبد المقصود حفظه الله ، لمذكرة الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أصول الفقه ، أسأل الله أن ينفع بها
المحكم والمتشابه :
أولا : تعريفهما :
تعريف المحكم لغة : ذكر الزركشي رحمه الله في "البرهان" : أن أصله لغة المنع ، فتقول : أحكمت بمعنى رددت ، وسمي الحاكم حاكما لأنه يمنع الظالم منظلمه ، ومنه حكمة اللجام ، وهي التي تمنع الفرس من الإضطراب .
ومنه قول جرير :
أبني حنيفة احكموا سفهائكم إني أخاف عليكم أن أغضب ، أي امنعوا سفهائكم .
وقد اختار الدكتور محمد لطفي الصباغ ، في "اللمحات" ، معنى الإتقان ، فقال : المحكم : اسم مفعول من أحكم ، أي أتقن ، يقال : بناء محكم ، أي متقن ، لا وهن فيه ولا خلل .
تعريف المتشابه لغة :
اسم فاعل من تشابه ، أي أشبه بعضه بعضا ، وذكر الزركشي رحمه الله ، أن أصله أن يشتبه اللفظ في الظاهر مع إختلاف المعاني .
وأما إصطلاحا ، فقد اختلفت آراء العلماء في تعريف المحكم والمتشابه ، ومن أبرز ما قيل في هذه المسألة :
¨ أن المحكم : ما عرف المراد منه ، والمتشابه : ما استأثر الله بعلمه ، كقيام الساعة والحروف المقطعة في أوائل السور ، وهذا قول القرطبي رحمه الله ، وقد رجحه الدكتور محمد لطفي الصباغ ، وذكره الشيخ مناع القطان رحمه الله ، في مقدمة الآراء التي سردها في هذه المسألة .(1/804)
¨ أن المحكم : ما لايحتمل إلا وجها واحدا ، والمتشابه : ما احتمل أوجها . اهـ ، ففي قوله تعالى : ( ثلاثة قروء) ، يكون لفظ (ثلاثة) ، على هذا التفسير ، محكما لأنه لا يحتمل إلا معنى واحدا ، وهو العدد ثلاثة ، وأما لفظ (قروء) ، فهو ، على هذا التفسير ، من المتشابه ، لأنه مشترك لفظي يحتمل أكثر من معنى ، فهو يأتي بمعنيين (الطهر والحيض) ، والخلاف في هذه المسألة مبسوط في كتب الفقه ، حيث رجح الأحناف رحمهم الله ، معنى الحيض ، ورجح الجمهور معنى الطهر ، وهو الراجح إن شاء الله ، والله أعلم .
¨ أن المحكم : ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان ، والمتشابه : ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره . اهـ ، وعليه تكون آيات صفات الله عز وجل (محكمة المعنى) ، وإن كانت كيفياتها ، من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله ، كما نبه إلى ذلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله ، في مناقشته لقول ابن قدامة رحمه الله بأن آيات الصفات متشابهة ، فهذا لفظ مجمل يحتاج إلى تبيين ، وبيانه ، أنها محكمة المعنى متشابهة الكيفية ، وعلى هذا الرأي (أي أن المتشابه : ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره) ، يكون قوله تعالى : (إن الشرك لظلم عظيم) ، من المتشابه ، لأنه يحتمل الظلم بمعناه الواسع ، ويحتمل الشرك خاصة ، فاحتاج هذا اللفظ إلى غيره (وهو تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم ، للظلم في هذه الآية بأنه الشرك) ، ليظهر معناه المراد .
¨ أن المحكم : هو آيات الأحكام ، والمتشابه هو : القصص والأمثال .
¨ أن المحكم : هو الناسخ ، والمتشابه : هو المنسوخ .(1/805)
¨ أن المحكم : هو ما اتصلت حروفه ، والمتشابه : ما تقطعت حروفه ، (كالحروف المقطعة في أوائل السور) ، ويصف الشيخ محمد بن عبد المقصود ، حفظه الله ، هذا الرأي ، بأنه رأي ضعيف ، فكم من كلمات اتصلت حروفها ، ولا معنى لها ، فقد يجمع الإنسان حروفا متعددة في لفظ واحد ، ولا يظهر من هذا اللفظ معنى واضح ، والله أعلم .
¨ وهناك تعريف للمحكم ، في علم الأصول ، وهو : اللفظ الذي ظهرت دلالته بنفسه على معناه ظهورا قويا على نحو أكثر مما عليه المفسر ، ولا يقبل التأويل ولا النسخ . فهو ، كما يقول الدكتور عبد الكريم زيدان في "الوجيز" لا يحتمل التأويل ، لأن وضوح دلالته بلغت حدا ينتفي معها أي إحتمال للتأويل . وهو لا يقبل النسخ ، لأنه :
· إما أن يدل على حكم أصلي لا يقبل بطبيعته التبديل والتغيير ، كالنصوص الواردة بالإيمان بالله واليوم الآخر والرسل ، وتحريم الظلم ، ووجوب العدل ونحو ذلك .
· وإما أن يقبله بطبيعته ، ولكن اقترن به ما ينفي إحتمال نسخه ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (الجهاد ماض إلى يوم القيامة) .
ثم ذكر الدكتور عبد الكريم ، تقسيما آخر ، للمحكم ، فهو إما أن يكون :
· محكما لعينه ، وهو يشمل النوع السابق (أي الذي اقترن بما يدل على نسخه) .
· وإما أن يكون محكما لغيره ، وهو المحكم لإنقطاع الوحي بموته صلى الله عليه وسلم ، والمحكم يأتي في المرتبة الأولى من مراتب واضح الدلالة ، ويليه المفسر ، ثم النص ، ثم الظاهر .
وجدير بالذكر أن الزركشي رحمه الله ، قد حكى الخلاف في هذه المسألة على 13 قولا .
مسألة : الإحكام والتشابه العام :
وقد فصل الحسين بن محمد النيسابوري رحمه الله ، كما حكاه عنه الزركشي ، القول فيها كالتالي :
¨ أولا : وصف الله عز وجل آيات القرآن كلها بأنها محكمة ، في مواضع منها قوله تعالى : (كتاب أحكمت آياته) . اهـ ، أي أتقنت ، فيكون معنى الإحكام العام في هذه الآية ، الإتقان ، الذي يشمل كل آيات القرآن .(1/806)
¨ ثانيا : وصف الله عز وجل آيات القرآن كلها بأنها متشابهة ، في مواضع منها قوله تعالى : (كتابا متشابها) . اهـ ، أي أنه متشابه في المثلية والإتقان ، وهذا هو معنى التشابه العام ، فآيات القرآن كلها متشابهة من حيث الإتقان .
¨ ثالثا : وهو أن منه محكما ومنه متشابه ، لقوله تعالى : (منه آيات محكمات هن أم الكتاب) . اهـ ، وعليه حدث الخلاف في تعريف المحكم والمتشابه ، إصطلاحا ، كما تقدم ، وهذا هو التفصيل الذي ارتضاه الشيخ محمد بن عبد المقصود ، حفظه الله .
مسألة : القول في تفسير قوله تعالى : (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ، وهل الواو في قوله تعالى : (والراسخون في العلم) ، عاطفة ، أم إستئنافية ؟
رجح ابن قدامة رحمه الله ، في روضة الناظر ، أن الواو إستئنافية ، وقال بأنه الأصح من جهة السياق وقواعد اللغة ، لما يلي :
¨ أولا : أنه لو كانت الواو عاطفة ، أن يكون السياق كالتالي : (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، ويقولون آمنا به) ، وهو خلاف سياق الآية : (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به) .
¨ ثانيا : أنه لو كان الراسخون في العلم ، يعلمون تأويله ، لكان إبتغاء التأويل محمودا ، ولكن الله عز وجل ذم إبتغاء التأويل في صدر الآية ، (فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه) ، فوصف متبعي التأويل بأنهم مرضى القلوب ، وكذا ذمه الرسول صلى الله عليه وسلم ، في حديث عائشة مرفوعا : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم .
¨ ثالثا : ولأن قولهم : (آمنا به) ، يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه ، سيما إذا أتبعوه بقولهم : (كل من عند ربنا) فذكرهم ربهم ها هنا يعطي الثقة به والتسليم لأمره ، وأنه صدر من عنده كما جاء من عنده المحكم .(1/807)
¨ رابعا : ولأن لفظة (أما) لتفصيل المجمل ، فذكره لها في الذين في قلوبهم زيغ مع وصفه إياهم بإتباع المتشابه وإبتغاء تأويله يدل على قسم آخر يخالفهم في هذه الصفة وهم الراسخون .
ويقول الدكتور الصباغ : ومما يؤيد أن الواو إستئنافية ، لا عاطفة في قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ، دلالة الإستقراء في القرآن ، ذلك أنه تعالى إذا نفى عن الخلق شيئا وأثبته لنفسه ، عز وجل ، فقد دل الإستقراء ، كما يقول الأستاذ الشنقيطي في "أضواء البيان" ، أنه لا يكون له في ذلك الإثبات شريك ، كقوله تعالى : (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) .
ويقول الخطابي رحمه الله : لو كانت الواو في قوله تعالى (والراسخون) ، للنسق ، أي العطف ، لم يكن لقوله تعالى : (كل من عند ربنا) فائدة ، والمعنى ، والله أعلم ، كيف يفوضون علم ما علموه ؟ .
ويقول الشيخ الشنقيطي ، رحمه الله ، في "أضواء البيان" ، بأن القول بأن الوقف تام على قوله تعالى : (إلا الله) وأن قوله تعالى : (والراسخون في العلم) إبتداء كلام ، هو قول جمهور العلماء ، وممن قال بذلك عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم كثير .
وممن حرر الخلاف في هذه المسألة (مسألة الوقف في قوله تعالى "إلا الله") فأجاد ، الشيخ مناع القطان رحمه الله ، في "المباحث" ، حيث حكى الخلاف في هذه المسألة ، فقال ما ملخصه :
¨ أولا : ذهب الجمهور ، إلى أن الواو في قوله تعالى : (والراسخون في العلم) للإستئناف ، وقد سبق في كلام الشنقيطي رحمه الله .(1/808)
¨ ثانيا : ذهب بعض العلماء وعلى رأسهم مجاهد ، رحمه الله ، إلى أن الواو عاطفة ، فقد روي عنه أنه قال : عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ، أقفه عند كل آية وأسأله عن تفسيرها ، واختار هذا القول النووي رحمه الله ، فقال في شرح مسلم : إنه الأصح لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته ، والرد على كلام النووي رحمه الله : أن لله عز وجل أن يمتحن خلقه بما شاء ، فلا مانع أن يمتحنهم بالإيمان بما لا يعلمون معناه ، ولا أدل على ذلك من الحروف المقطعة ، في أوائل السور ، فالجمهور على أنها مما استأثر الله عز وجل بعلمه .
ثم حرر ، رحمه الله ، الخلاف في هذه المسألة بناء على تعريف التأويل ، فقد اختلف العلماء في تعريفه ، على 3 أقوال :
¨ أولا : صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن به ، وهذا هو إصطلاح أكثر المتأخرين .
¨ ثانيا : التفسير ، وهذا ما يكثر الطبري ، رحمه الله ، من إستخدامه في تفسيره .
¨ ثالثا : هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام ، فتأويل ما أخبر الله به عن ذاته وصفاته هو حقيقة ذاته المقدسة وما لها من حقائق الصفات ، وتأويل ما أخبر الله به عن اليوم الآخر هو نفس ما يكون في اليوم الآخر ، ومن أبرز الأمثلة على هذا المعنى :
· قوله تعالى : (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) ، فالتأويل في هذه الآية هو وقوع المخبر به ، وهو يوم القيامة ، وساعتها يندم مكذبوا الرسل ويسألون الشفاعة ، ويتمنون الرجوع إلى الدنيا ليستكثروا من الصالحات ، ولكن هيهات .
· قوله تعالى : (وقال يأبت هذا تأويل رءياي) ، فيوسف صلى الله عليه وسلم ، قال هذا بعد وقوع الرؤيا التي حكاها لأبيه في أول السورة .(1/809)
ويشمل التأويل بهذا المعنى ، أيضا الإمتثال ، بالفعل إن كان أمرا ، والترك إن كان نهيا ، ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن ، تعني قوله تعالى : (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ، امتثل بفعل ما أمر به .
وبناءا على ما سبق ، يجمع بين القولين ، كالتالي :
¨ أولا : من قال بأن الواو للإستئناف ، إنما عنى بذلك ، المعنى الثالث للتأويل ، وهو حقيقة الأمر المخبر به ، لأنه غيب لا يعلمه إلا الله .
¨ ثانيا : ومن قال بأن الواو للعطف ، فأدخل الراسخين في العلم ، إنما عنى المعنى الثاني ، وهو التفسير ، فتفسير ألفاظ صفات الله عز وجل ، مما يعلمه العلماء الراسخون في العلم ، وإن كانت كيفياتها مجهولة ، والله أعلم .
مسألة : أنواع المحكم :
تكلم الدكتور الصباغ ، عن هذه المسألة في "اللمحات" ، فقال :
المحكم درجات في وضوحه ، ومن أجل ذلك يتفاوت الناس في إستيعابه كله وفهمه والإحاطة بمعانيه ومدلولاته ، ثم قسم المحكم ، إلى قسمين ، فقال ما ملخصه :
¨ أولا : هناك آيات واضحات جدا يستطيع كل إنسان أن يفهمها ، إذا كان عارفا باللغة العربية .
¨ ثانيا : هناك آيات لا يدرك مدلولها إلا العلماء الواقفون على أسرار العربية ، القادرون على الإفادة من قواعد الإستنباط وأصول الفقه وقواعد البلاغة ، ثم نبه إلى أن إدخال هذا القسم في المتشابه ، لمجرد خفائه عن بعض الناس ، غلط دون شك .
مسألة : أنواع المتشابه :
وقد تكلم عنها أيضا الدكتور الصباغ في "اللمحات" ، فقال ما ملخصه :(1/810)
وهو (أي المتشابه) أيضا درجات ، فبعضه أشد تشابها من بعض ، وقد توسع فيه بعض العلماء ، الذين يقولون بأن المتشابه يمكن معرفة معناه ، حتى جعلوا ، كما سبق ، الكلمة الغريبة التي يكشف عن معناها في كتب غريب القرآن ، أو معجمات اللغة ، من المتشابه .
¨ التقسيم الأول :
وقد ذكروا فيه أن المتشابه ثلاثة أنواع :
· أولا : متشابه من جهة اللفظ : وهو الذي أصابه الغموض بسبب اللفظ وهو نوعان :
o نوع يرجع إلى الألفاظ المفردة : وذكروا له ضربين :
q ضرب يرجع إلى الغرابة : مثل (الأب) فق قوله تعالى : (وفاكهو وأبا) .
q وضرب يرجع إلى الإشتراك ، وهو يقصد ، والله أعلم ، الإشتراك اللفظي ، وهو : إستخدام اللفظ الواحد لأكثر من معنى ، كلفظ العين ، على سبيل المثال ، فهو يطلق على عين الماء ، وعلى عين الإنسان الذي يبصر بها ، وعلى الذهب ، وعلى الجاسوس ، ومن أبرز الأمثلة القرآنية على هذا : قوله تعالى : (ثلاثة قروء) ، فالقرء يطلق على الضدين (الطهر والحيض) ، وبناءا عليه حدث الخلاف الشهير بين العلماء في عدة المطلقة ، ولا شك أن هذا الضرب ، هو من المتشابه عند من توسع في إطلاق التشابه ، ولعل هذا الخلاف الفقهي ، هو الذي جعلهم يطلقون عليه وصف التشابه ، والله أعلم .
o ونوع يرجع إلى جملة الكلام المركب ، وذكروا لذلك ثلاثة أضرب :
q ضرب ينشأ عن إختصار الكلام .
q وضرب ينشأ عن بسط الكلام .
q وضرب ينشأ بسبب نظم الكلام .
وهذه الأضرب ، أفتقر إلى أمثلة عليها ، وإن كنت قد سمعت تسجيلا للدكتور عبد الله بدر ، حفظه الله ، وهو أحد علماء الأزهر ، تكلم فيه عن هذه المسألة بالتفصيل ، وذكر الأمثلة الوافية عليها ، ولكن لا تحضرني في هذا الوقت ، فأرجوا من إخواني سد هذا النقص .(1/811)
· ثانيا : ومتشابه من جهة المعنى ، وهو الذي أصابه الغموض بسبب المعنى نفسه ، وقد ذكر الراغب الأصفهاني رحمه الله ، في "مفرداته" أن منه أوصاف الله تعالى وأوصاف القيامة ، وهذا هو نفس كلام ابن قدامة رحمه الله ، في "روضة الناظر" ، وقد استدرك عليه الشنقيطي رحمه الله ،في مذكرته في أصول الفقه ، هذا الإطلاق ، فينبغي أن يقيد الأمر في مسألة أوصاف الله عز وجل ، بأنها متشابهة الكيفية ، لا المعنى ، فمعناها اللغوي واضح ، وما استدرك على ابن قدامة رحمه الله ، يستدرك على الراغب رحمه الله ، وممن أكد على هذا شيخ الإسلام رحمه الله ، حيث ذهب إلى أن إعتبار آيات الصفات من المتشابه غلط ، وإن كان قد قرر أن حقيقة ما تدل عليه الآيات من حقائق الأسماء والصفات من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله ، فقال : (وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات فهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله) .
¨ التقسيم الثاني :
وذكروا للمتشابه تقسيما آخر من حيث إمكانية معرفته ، فقالوا : إنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
· أولا : قسم لا سبيل إلأى الوقوف عليه كوقت الساعة وخروج الدابة .
· ثانيا : وقسم للإنسان سبيل إلى معرفته ، كالألفاظ الغريبة .
· ثالثا : وقسم متردد بين الأمرين ، يختص بمعرفته بعض الراسخين في العلم ويخفى على من دونهم ، وقد رجح الدكتور الصباغ ، أن المتشابه من هذه الأضرب هو الأول فقط ، وأما الألفاظ الغريبة وما يستطيع الراسخون في العلم معرفة معناه ، فهو من المحكم ، وإن كان إدراكه غير متيسر لكل أحد .
مسألة : المنحرفون والمتشابه :
تتضح هذه المسألة ، بذكر أمثلة من سلوك المنحرفين فيها :(1/812)
¨ أولا : منهج مؤولة الصفات ، وجلهم من المتأخرين ، الذين اعتمدوا تعريف التأويل على أنه : صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن به ، وعليه صرفوا ألفاظ آيات الصفات عن معانيها الظاهرة المتبادرة للذهن ، إلى معان أخرى مرجوحة لأمور ظنوها قرائن تصلح في هذا المقام ، مبناها تنزيه الخالق عز وجل عن مشابهة خلقه ، فقالوا : (استوى) بمعنى (استولى) وأولوا صفة الوجه على أنها الذات ، وصفة اليد على أنها القدرة والقوة والنعمة ، وهكذا ، ولو التفتوا لحقيقة ، أن الإشتراك في التسمية لا يعني الإشتراك في المسمى ، فليس معنى أن لله عز وجل يد ، وللإنسان يد ، أنهما متماثلتان ، لمجرد إطلاق لفظ "اليد" على كليهما ، وحقيقة أن الكلام على الصفات ، فرع عن الكلام على الذوات ، فكما أن ذات الخالق عز وجل لا تشابه ذوات مخلوقاته ، فكذا صفاته ، لا تشابه صفات مخلوقاته ، لو التفتوا لكل هذا ، لما وقعوا فيما وقعوا فيه من التأويل بداعي التنزيه .
¨ ثانيا : منهج الباطنية وغلاة الشيعة : وهؤلاء اعتمدوا على تأويلات باطلة ، لا تمت للنصوص الشرعية بصلة ، وقد نقل الدكتور الصباغ أمثلة على هذا المنهج المنحرف ، من كتاب "القرامطة" لإبن الجوزي رحمه الله ، ومنها :
· ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله ، نقلا عن غلاة الشيعة الذين يعتقدون بعقيدة التناسخ الباطلة وينكرون القيامة ، ونقل عنهم قولهم : (وأما النفوس المنكوسة المغموسة في عالم الطبيعة المعرضة عن طلب رشدها من الأئمة المعصومين فإنها أبدا في النار ، على معنى أنها تتناسخ في الأبدان الجسمانية وكلما فارقت جسدا تلقاها آخر واستدلوا بقوله تعالى : (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)) .
· ونقل عنهم أيضا أنهم يفسرون الصيام بالإمساك عن كشف السر ، ويفسرون البعث يوم القيامة بالإهتداء إلى مذاهبهم .(1/813)
· ومما نقل عنهم ، أنه يفسرون الجنابة ، بأنها إفشاء السر ، وليست الجنابة ، بمعناها الشرعي ، عند جماهير المسلمين ، والله أعلم .
· بل وذهب بعضهم ، كما يقول الدكتور الصباغ ، إلى تفسير الحروف المقطعة على أنها رموز لكلمات يستدلون منها على أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة ، بل استدل بعضهم على أن عليا كان أحق بالرسالة من محمد صلى الله عليه وسلم ، كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا رحمه الله .
· وذهب فريق ثان إلى تفسير هذه الحروف بحساب الجمل واستنتجوا من ذلك وقت قيام الساعة ، ويهذون بهذيانات باطلة .
مسألة : فوائد المتشابه :
¨ أولا : فوائد المتشابه الذي يمكن علمه :
وقد ذكرها الدكتور الصباغ في "اللمحات" ، فقال ما ملخصه :
· حث العلماء على النظر الموجب للعلم بغوامضه والبحث عن دقائقه .
· ظهور التفاضل وتفاوت الدرجات إذ لو كان القرآن كله محكما لا يحتاج إلى تأويل لاستوت منازل الخلق ولم يظهر فضل العالم على غيره .
· الحصول على الثواب الأكبر ، ذلك لأن المتشابه يوجب فهمه التعمق في معرفة النحو والمعاني وغيرهما والوقوف على أساليب العرب والعلوم الأخرى .
¨ ثانيا : فوائد المتشابه الذي لا يمكن علمه :
· إبتلاء العباد بالوقوف عنده ، والتوقف فيه ، والتفويض والتسليم ، والتعبد بالإشتغال به من جهة التلاوة كالمنسوخ وإن لم يجز العمل بما فيه .
· إستكمال جوانب التأثير في العقيدة ، وذلك لتتوافر للعقيدة الصفة المهمة التي تجعلها عقيدة تملأ النفس ، وتحوز الإعجاب .
· إقامة الحجة على الناس جميعا بهذا الكتاب ، الذي جاء بكل ما يتطلع إليه الناس أفرادا وجماعات سواء كان في العقيدة التي تنأى عن الخرافة والباطل ، وتدعو إلى الإيمان بحقائق يدرك الناس بعضها ويعجز العقل البشري عن إدراك بعضها ، أو كان في التشريع المتكامل أو في الحياة الروحية السامية التي أقامها بين الناس .(1/814)
· إقامة الحجة على العرب البلغاء حيث نزل القرآن بلغتهم ، ومع ذلك فقد عجزو عن الوقوف على معنى بعض الآيات ، فدل ذلمك على أنه منزل من عند الله تبارك وتعالى .
---
(1/815)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الموسوعة الاسلامية الثانية
---
الموسوعة الاسلامية الثانية
---
سامي عبدالعزيز
04-30-2006, 07:37 PM
الموسوعة الاسلامية الثانية
ماذا بداخل الموسوعة القرآنية
برنامج الشريط الاسلامي الالكتروني
37 مقرئا .. 10 آلاف خطبة .. 48 دعاء .. 35 آذانا ..
500kB
____________________________
برنامج موسوعة الحديث النبوى الشريف
الحجم: حوالى 30 ميجا
____________________________
برنامج المنتخب فى تفسير القرآن الكريم
27.260MB
=============================
برنامج موسوعة الحديث الشريف البخارى ومسلم ومالك ومسند أحمد والبيهقى مع شرح لمعانى المفردات لعدد 120 ألف حديث شريف -
34.327MB
=============================
برنامج موسوعة الحديث الشريف مع الفهارس وتشمل فهارس الإسناد والمتن للكتب السبعة ومسند أحمد
51.1MB
=============================
برنامج موسوعة شرح الحديث الشريف فتح البارى لشرح صحيح البخارى وشرح مسلم لعبد الباقى وشرح مالك للكنوى
26.500MB
=============================
برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة
15.6MB
=============================
برنامج فتاوى دار الإفتاء في مائة عام ولجنة الفتوى بالأزهر
11.630MB
=============================
برنامج موسوعة المفاهيم الإسلامية
04.442MB
=============================
برنامج العمارة الإسلامية
22.200MB
=============================
برنامج حقائق الإسلام في مواجهة المشككين
03.380MB
=============================
المسجد الأقصى المبارك
284KB
=============================
حقائق إسلامية فى مواجهة حملات التشكيك
758KB
_____________________________
وبعض الخطب
=============================
صور الاسطوانة مجمعه فى صورة متحركة(1/816)
http://elharouna.jeeran.com/الموسوعة الاسلامية الثانية.gif
حجم الاسطوانة
269 MB
بعد الفك هتكون ان شاء الله
271 MB
____________________
عدد راوبط التحميل 3
100 MB
100 MB
69.6 MB
حمل من هنا
لا اله الا الله (http://www.badongo.com/file/417586 )
محمد رسول الله (http://www.badongo.com/file/417605 )
ولا حول ولا قوة الا بالله (http://www.badongo.com/file/417944 )
كلمة فك الضغط
اسم الموقع الى مكتوب على الصور
---
(1/817)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ندوة عن (القراءات الجديدة للقرآن الكريم) دعوة للمشاركة
---
ندوة عن (القراءات الجديدة للقرآن الكريم) دعوة للمشاركة
---
أحمد بزوي الضاوي
01-05-2007, 03:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، تنظم جمعية البلاغ بالمحمدية ، المغرب ، ندوة علمية بعنوان " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " وذلك أيام 25/27 ربيع الأول 1428 هـ الموافق ل 13/15 أبريل 2007 م وذلك بمدينة فكيك بالمغرب الأقصى .
وهذه ورقة تقديمية للندوة ، مع رجاء المشاركة الفعلية في فعاليات هذه الندوة ، أو المساهمة بالنصح و الإرشاد و التوجيه .
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة: من 32 ـ
الحلقة الثالثة لخدمة القرآن والسنة بفكيك .
القرآن الكريم والقراءات الجديدة
تعرف الساحة الثقافية جدلا كبيرا حول ما يسمى ب " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " التي تتدثر بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وإنتروبولوجية، أدت إلى تحريف المعاني القرآنية، وإخراج النصوص عما هو مجمع عليه، فضلا عن تناقضها مع الحقائق الشرعية، وتعارضها مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومرد ذلك لعدم احترامها لخصوصيات القرآن الكريم، ومعاملته كسائر النصوص البشرية .(1/818)
وليس معنى ذلك أننا نريد حجب هذه المناهج عن مقاربة الخطاب القرآني، بقدر ما نريد بيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل .
إن كل منهج من المناهج المذكورة آنفا يمكنه أن يسهم في بلورة هذه القراءة المقاصدية، بحيث تمكن الإنسان من الوقوف على مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بحسب القدرة البشرية ، إي إنها قراءة ذات أبعاد ثلاث :
أ . التلاوة .
ب . التدبر .
ت . التطبيق .
والله تعالى تعبدنا كمسلمين بهذه المستويات الثلاث، ومن ثم فإن القراءة في تصور المسلمين ليست قراءة حرة، بل هي قراءة مقاصدية . ومن هنا نفهم أننا أمام موقفين : موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. وبين موقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملوا الواقعة القرآنية، وبدل القرآن المدونة الكبرى، وبدل الآية العبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني، ورفع عائق الغيبية . واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، بما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا . والتذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره . مما يخفي وراءه مواقف استعمارية من جهة، وأيديولوجية من جهة أخرى .(1/819)
والواقع أن الدراسات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محد ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية .
وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، وكرون الذين يمثلون الاتجاه التفكيكي الداخلي . ولينغ ولوكسنبورج اللذان يمثلان الاتجاه التفكيكي الخارجي.
وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات الحديثة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، والمنصف بن عبد الجليل، وعبده الفيلالي الأنصاري، ويوسف صديق، ومحد الشريف فرجاني، وعبد المجيد الشرفي، وطيب تيزيني، وحسن حنفي، وأخيرا الجابري .
إننا نعقد هذه الندوة العلمية لدراسة المناهج الموظفة في القراءات الجديدة للتفسير، وتطبيق هذه المناهج من قبل الباحثين والدارسين المشار إليهم آنفا، وعيا منا بأن المنهج ليس بالضرورة هو التطبيق، ذلك أن الخلفيات الأيديولوجية والسياسية هي التي توجه هذه المناهج، لنصبح أمام إسقاطات تنتهي إلى نتائج مرسومة سلفا. كما أننا نروم الكشف عن إمكانية الإفادة من المناهج الحديثة واستعمالها استعمالا علميا، يراعي خصوصيات القرآن الكريم، دون خلفيات مسبقة، وبهدف الوصول إلى الحقيقة، علما أن الدين لله، وأن معارف البشر نسبية، فاجتهاداتهم محدودة في الزمان والمكان، ولا يمكن بأي حال الادعاء بأنها مراد الله النهائي.
كما أن تبني هذه المناهج وفق شروط موضوعية يمكن المسلمين من فهم تراثهم التفسيري، ومن ثم القدرة على استيعابه واستبطانه وصولا إلى الإبداع، حيث الإضافة العلمية للمجال، واكتشاف نواح جديدة من الإعجاز، وإقامة الحجة على المبطلين والمشككين بما يدعونه من مناهج علمية حديثة .(1/820)
محاور الندوة :
1- المناهج الحديثة في مقاربة الخطاب القرآني .
2- مناهج المفسرين والبلاغيين في دراسة الخطاب القرآني .
3- الخطاب الديني والخطاب البشري أية علاقة ؟ .
4- دراسة تقويمية لأهم القراءات الجديدة للخطاب القرآني .
تنعقد الندوة ـ إن شاء الله ـ أواسط أبريل 2007 م بمدينة فكيك .
اللجنة المنظمة :
1- عبد الرحمن عبد الوافي .
2- عبد الهادي دحاني .
3- أحمد بزوي الضاوي .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد الطعان
01-06-2007, 07:45 AM
الأخ الضاوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
سؤالي هل لنا أن نشارك نحن في الندوة من خارج المغرب ...
وهل تتحمل الجهة المنظمة تكاليف السفر والإقامة لمن يُقبل بحثه ؟ وألفت النظر إلى وجود رسالة في المغرب بجامعة محمد الخامس - للباحث عبد الرزاق هوماس عنوانها القراءة الجديدة للقرآن الكريم - إشراف د. فاروق حمادة
وشكراً لكم .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-06-2007, 01:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإنني أشكر لكم اهتمامكم وتواصلكم ، آملا أن تكون هذه البادرة الطيبة فاتحة تعاون بيننا ، تطويرا للبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية ، كما أشكركم على إشارتكم لرسالة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق هرماس ، الأستاذ الباحث بكلية الآداب ببني ملال ، وسنعمل على التواصل معه إن شاء الله ـ . أما عن المشاركة فإننا نرحب بكم ، ونتكفل بمصاريف الإقامة بالمغرب .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عبد الله
02-03-2007, 01:52 PM
الأخ الفاضل / أحمد بزوي الضاوي - وفقه الله
لو ذكرت الشروط وموعد تسليم الأبحاث. بارك الله فيك
---
أحمد بزوي الضاوي
02-07-2007, 08:18 PM(1/821)
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليطكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإنه يشرفني أن أخبركم أن آخر أجل لتلقي طلبات المشاركة هو آخر فبراير 2007 م ، أما آخر أجل لتلقي العروض كاملة مطبوعة بصيغة WORD هو 20 مارس 2007 م . وذلك حتى تتمكن اللجنة المنظمة من الإعداد الجيد للندوة .
نسأل الله تعالى التوفيق و السداد .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
مصطفى علي
02-08-2007, 10:59 AM
بين يدي الندوة الكريم
1- الأخذ في الاعتبار حين مناقشة تلك الأفكار أنها أفكار لا قيمة لها وأننا لا نذكرها ولا نناقشها بأن لها معتبر ، بل لأنها دعوى قيلت فمن قبيل { وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } فنحن نناقش تلك المقولات .
2- الأخذ في الاعتبار حين مناقشة هؤلاء الذين لا يرجون لله وقارًا أنه ليس لهم من الإسلام نصيب ، وأنه لا كرامة لهم ، وأننا ناقشهم لزيادة إقامة الحجة عليهم .
3- يفضل في الدعوة أنها تكون من مخاطبة جامعة إلى جامعة فيكون المشارك جاء من طرف الجامعة وليس شخصه وتقوم الجامعة التي ترسل مبعوثها بتحمل أعباء السفر ، كما تقوم الجامعة المضيفة للندوة بتكلفة الضيافة .
وفق الله الجميع لما فيه إعلاء كلمة التوحيد بمعناها الصحيح
---
أحمد بزوي الضاوي
02-08-2007, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : مصطفى علي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم و غيرتكم . آخذين بعين الاعتبار ما أوصيتم به . مع متمنياتنا أن تكون هذه الندوة المباركة فاتحة تعارف و تعاون .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد الطعان
02-08-2007, 10:42 PM(1/822)
لأخ الفاضل د. أحمد بزوي الضاوي السلام عليكم ورحمة الله وبعد :
ألا يوجد بريد إلكتروني للمراسلة لأن إرسال البحث غير ممكن عن طريق الملتقى بسبب الحجم الكبير
ولكم الشكر
---
أحمد بزوي الضاوي
02-11-2007, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
أما بعد فإني أشكركم على تواصلكم و تعاونكم لإنجاح هذه الندوة المباركة .
أما عن البريد الإلكتروني للندوة فهو كالتالي : ahmedbezoui@yahoo.fr
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د.أحمد شكري
02-21-2007, 11:47 AM
ألأخ الفاضل الدكتور أحمد الضاوي
بارك الله في جهودكم الطيبة ونفع بكم
وأشيد بموضوع الندوة فإن البحث في هذا الموضوع الحيوي أمر في غاية الأهمية
ونرجو بعد انتهاء الندوة نشر نتائجها في الملتقى ليعم النفع بها
وكنا نتمنى المشاركة ولكن الوقت المتاح لإعداد الأوراق قليل
وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى وأعانكم على طاعته وخدمة كتابه العظيم
---
أحمد بزوي الضاوي
02-22-2007, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
نشكركم على تواصلكم و دعمكم ، آملا أن تكون هذه الندوة المباركة فاتحة تعاون بيننا خدمة للدراسات القرآنية ، وتطويرا للبحث فيها . وسأنقل توصياتكم للإخوة الأفاضل أعضاء اللجنة المنظمة ، للعمل بها تعميما للفائدة .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
والسلام عليكم و رحمة الاله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
03-03-2007, 11:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(1/823)
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لأسباب تنظيمية تم تغيير تاريخ انعقاد هذه الندوة المباركة ، ليصبح على الشكل التالي : 18/19/20 أبريل 2007 م . كما تم التعاون بشكل فعال مع مختبر الأبحاث و الدراسات في التراث الإسلامي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ، جامعة محمد الأول ، و جدة .
كما تم توسيع اللجنة المنظمة لينظم إليها السادة الأساتذة :
1- عبد العزيز فارح .
2- عمر آجة .
3- حسن حالي .
وتفضلوا بقول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
03-29-2007, 02:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذا برنامج الندوة بين أيديكم .
جامعة محمد الأول
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
مختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي
وجدة
جمعية آل عبد الوافي
فكيك
جمعية البلاغ الثقافي
المحمدية
تنظم ملتقى فكيك الثالث لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية في موضوع:
وذلك بمدينتي وجدة وفكيك، أيام 1و2و3 ربيع الثاني 1428 18و19و20 أبريل 2007
تقديم:
ما هي أغراض "القراءات الجديدة للقرآن الكريم" التي تتسلح بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وأنتروبولوجية، وغيرها؟ ما هي أهدافها وماذا تريد؟ هل تريد أن تخدم القرآن الكريم، وتقرب معانيه للناس؟ هل تريد أن تفهم نصوص الآي القرآني؟ هل تهدف هذه القراءات إلى الاستفادة من تعاملها مع المعاني القرآنية الربانية؟ هل تريد أن تهتدي بهدي القرآن؟ هل تريد أن تقنع ذواتها وأصحابها بحجج القرآن؟ أم إنها تريد أن تعامل النص القرآني بما تعامل به سائر النصوص البشرية؟ هل تهدف إلى مناقضة الحقائق الشرعية ومعارضة المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية؟ هل تعترف بخصوصيات القرآن الكريم، ومن ثم هل تحترم ربانية الخطاب القرآني، وهل تقر بذلك وتعترف به؟...(1/824)
ولسنا نريد من هذه الندوة العلمية أن تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها بقدر ما نريد تنوير العقول والأفهام بحقائق القرآن الخالدة وتبصيرها بأسراره المعجزة. ونريد كذلك أن تتفضل هذه المناهج وتبادر إلى دراسة الخطاب القرآني، لبيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل.
ومن هنا نجد أنفسنا أمام موقفين من التعامل مع كتاب الله: موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. وبين موقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملت الواقعة القرآنية، وبدلت لفظ القرآن بالمدونة الكبرى، و الآية بالعبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني، ورفع عائق الغيبية. واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، مما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا. وأكثرت مثل هذه القراءات الجديدة من التذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره، مما يخفي وراءه مواقف استعمارية من جهة، وأيديولوجية من جهة أخرى .
والواقع أن الدراسات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية .(1/825)
وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، ولينغ ولوكسنبورج وغيرهم. وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات الحديثة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، وطيب تيزيني، وغيرهم كثير .
إننا نعقد هذه الندوة العلمية لدراسة المناهج الموظفة في القراءات الجديدة للتفسير، وتطبيق هذه المناهج من قبل الباحثين والدارسين المشار إليهم آنفا، وعيا منا بأن المنهج ليس بالضرورة هو التطبيق، ذلك أن الخلفيات الأيديولوجية والسياسية هي التي توجه هذه المناهج، لنصبح أمام إسقاطات تنتهي إلى نتائج مرسومة سلفا. كما أننا نروم الكشف عن إمكانية الإفادة من المناهج الحديثة واستعمالها استعمالا علميا، يراعي خصوصيات القرآن الكريم، دون خلفيات مسبقة، وبهدف الوصول إلى الحقيقة، علما أن الدين لله، وأن معارف البشر نسبية، فاجتهاداتهم محدودة في الزمان والمكان، ولا يمكن بأي حال الادعاء بأنها مراد الله النهائي.
كما أن تبني هذه المناهج وفق شروط موضوعية يمكن المسلمين من فهم تراثهم التفسيري، ومن ثم القدرة على استيعابه واستبطانه وصولا إلى الإبداع، حيث الإضافة العلمية للمجال، واكتشاف نواح جديدة من الإعجاز، وإقامة الحجة على المبطلين والمشككين بما يدعونه من مناهج علمية حديثة .
برنامج الندوة
اليوم الأول: 18/04/2007 بوجدة
* الجلسة الافتتاحية:
رئيس الجلسة: ذ. عبد العزيز فارح
المقرر: ذ. عمر آجا
1- 09.00 الافتتاح بالقرآن الكريم
2- 09.10 كلمة جمعتي آل عبد الوافي والبلاغ الثقافي
3- 09.20 كلمة السيد عميد كلية الآداب بوجدة
4- 09.40 كلمة السيد مندوب الجمعية الإسلامية الليبية بالمغرب
5- 09.50 كلمة السيد منسق مختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي
6- 10.00 كلمة اللجنة المنظمة للندوة(1/826)
7- 10.10 حفل توزيع الجوائز على الفائزين في المباراة الجامعية الوطنية في حفظ القرآن
* الجلسة الثانية:
رئيس الجلسة: ذ. عبد الرحمن عبد الوافي
المقرر: ذ. رشيد بلحبيب
8- 10.40 دراسة نقدية لمناهج المستشرقين في فهم النص القرآني- ذ. إدريس نقوري.
9- 11.00 القرآن الكريم والحاجة إلى القراءة الجديدة- ذ. سعيد شبار- كلية الآداب ببني ملال
10- 11.20 ضوابط تفسير النصوص بين الحتمية والعبثية- ذ. عبد العزيز فارح- كلية الآداب بوجدة
11- 11.40 أنسنة الوحي في الخطاب القرآني – محمد الطعان – جامعة دمشق
12- 12.00 مناقشة العروض.
*الجلسة الثالثة:
رئيس الجلسة: ذ. إدريس نقوري
المقرر: ذ. حسن يشو
13- 15.10 مقاصد القراءة الحداثية للقر آن الكريم- ذ. رشيد بلحبيب- كلية الآداب بوجدة
14- 15.30 أسس القراءة الحداثية للنص القرآني- ذ. فؤاد بوعلي- أستاذ باحث
15- 15.50 ضوابط تفسير النص القرآني – ذ. الوالي بنيونس – كلية الآداب بوجدة
16- 16.10 قاعدة تقديم القرآن للقرآن- ذ. محمد خروبات- كلية الآداب بمراكش
17- 16.30 ضوابط التفسير المقاصدي للقرآن الكريم- ذ.الجيلالي لمريني- كلية الآداب بفاس
18- 16.50 مناقشة العروض.
اليوم الثاني: 19/04/2007 بفكيك
*الجلسة الرابعة:
رئيس الجلسة: ذ. عبد الهادي دحاني
المقرر: ذ. إبراهيم عقيلي
19-16.00 الاتجاه الهرمونتيقي وأثره في الدراسات القرآنية- ذ.عبدالرحيم بودلال-كلية الآداب بوجدة
20- 16.40 المقاربة اللسانية للخطاب القرآني – ذ. أحمد بزوي – كلية الآداب بالجديددة
21- 17.00 استراحة شاي
22- 17.20 قراءة جديدة للقرآن الكريم عبر نصوص منشورة بالإسبانية- ذ. علي الريسوني- كلية
الآداب بتطوان
23- 17.40 اللسانيات والعلمانية والقرآن- ذ. أحمد زحاف – كلية الآداب بالجديدة
24- 17.40 مفهوم التفسير والتأويل والقراءة: أية علاقة؟- أحمد حمزة- أستاذ باحث
25- 18.00 مناقشة العروض
اليوم الثالث: 20/04/2007 بفكيك(1/827)
*الجلسة الخامسة:
رئيس الجلسة: ذ. الوالي بنيونس
المقرر: ذ. الجيلالي لمريني
26- 09.00 القرآن الكريم وعلم النفس – ذ. عبد الناصر السباعي – كلية الآداب – ظهر المهراز بفاس
27- 09.20 نظرات في الخصوصية المحورية في الخطاب الديني- ذ. محمد قراط -أستاذ باحث بفاس
28- 09.40 المرتكزات المقاصدية في تفسير النص الديني، مطارحة في نقد القراءات المعاصرة-
ذ. حسن يشو- كلية الآداب بوجدة
29- 10.00 قراءة في كتاب: Aux origines du coran- Luis De PRIMARRE- ذ. طارق
مدني- كلية الآداب بوجدة
30-10.20 القول في القرآن بغير علم- ذ.إبراهيم أزوغ- كلية الآداب- ظهر المهراز بفاس
31- 10.20 مناقشة العروض.
*الجلسة السادسة:
رئيس الجلسة: ذ. أحمد بزوي الضاوي .
المقرر: ذ.محمد خروبات
32- 15.00 قراءة جمالية للخطاب القرآني_ ذ. مصطفى الحيا- كلية الآداب ببنمسيك -البيضاء
33- 15.20 بين جدية قراءة القرآن الكريم ودعاوى القراءات الجديدة- ذ. أحمد لعمراني- كلية الآداب
بالجديدة
34- 15.40 مقومات تحديد العلاقة بالقرآن في قراءة في رؤية بديع الزمان النورسي- ذ. محمد
جكيب- كلية الآداب بالجديدة
35- 16.00 قراءة معاصرة للخطاب الإلهي لبعض المفكرين المعاصرين- ذ.عبد القادر حمدي- كلية
الآداب بمراكش
36- 16.20 دراسة نقدية للإعجاز العددي في القرآن الكريم- ذ.لحسن صدقي- كلية الآداب بالجديدة
37- 16.40 استراحة شاي
38- 17.00 مناقشة العروض.
39- 17.20 توصيات الندوة وختام
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أحمد قباوة
04-09-2007, 01:20 AM
أساتذتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني أتطلع بشغف لهذا المؤتمر ، ذلك أنني أعد رسالة دكتوراه في الموضوع ذاته بعنوان (( دعوى" القراءة المعاصرة للقرآن الكريم" : دراسة تحليلية نقدية )) فأسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ، وأن يساهم هذا المؤتمر في الرد لشبهات تعتبر الأخطر لأنها تصدر ممن ينتسب للإسلام(1/828)
ولاشك بأنكم اطلعتم على ما جرى في بداية هذا الشهر في مدينة بطرسبرج بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية من 3-5 مارس 2007 ، حيث عقد مؤتمر بعنوان (( قمة الإسلام العلماني )) برعاية أمريكية صرفة كما تبدى ذلك من أسماء المشاركين فيها ، ومما اطلعت عليه من توصيات انتهى المؤتمر إليها.
حيث أراد هذا المؤتمر أن يطرح أسلوباً جديداً لفهم القرآن الكريم ، فأرجو الاطلاع عليه ، كما إني حاولت الحصول على توصياته بشكل تفصيلي بالبحث عنها في الانترنت ، لكن ما كتب عنها حتى الآن باللغة العربية إنما كان مختصراً جداً ، فأرجو إفادتي بما يمكن أن تحصلوا عليه مما يتعلق بها .
وتوفيراً لوقتكم أرفق لحضراتكم ملفاً جمعت فيه ما حصلت عليه من مقالات حول هذه القمة باللغة العربية حتى 27/3/2007
وجزاكم الله كل خير
---
أحمد بزوي الضاوي
04-12-2007, 10:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل : أحمد قباوة ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و إغناء الموضوع . جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/829)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إستشارتي لكم
---
إستشارتي لكم
---
أبو محمد نائل
03-30-2006, 01:35 PM
ما قولكم في كتاب " في ظلال القرأن " دراسة وتقويم -3-
في ظلال القرآن في الميزان
الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
دار المنارة للنشر والتوزيع
جدة ـ السعودية
هل أكتفي بعرض عنوان الكتاب أم أسلكم عن نقاط محددة وسأعود إن شاء الله.
---
عبدالرحيم
03-30-2006, 06:15 PM
أنصحك بالاطلاع على كتاب : " سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد " لفضيلة الدكتور صلاح قبل ذلك، فقد تراجع عن بعض ما قرره في سلسلة الكتب المقتبسة عن أطروحته للدكتوراة..
---
أبو محمد نائل
03-31-2006, 08:03 AM
السلام عليكم : بارك الله لك أخي عبد الرحيم سعة إطلاعك .
---
أبو محمد نائل
12-25-2006, 12:01 PM
http://www.jislam.net/vb/showthread.php?t=293&page=2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل سيد أحمد مشاهدة المشاركة
ننتظر الرد من الأخ الكبير ( أبو ناصر ) ، وإن سمح لي الأخ جمال بمحاولة توصيل فكرة ، النقل هنا عن سيد قطب ، لا ندري هل تمت مناقشة ما كتب سيد من قبل العلماء أولا.
وثانياً : هل هناك خلاف على مقولة ( الخلق عيال الله .. ) وهي غير واردة هنا في العرض ولكن للنقاش أسأل ، كما أني أتصور كلام سيد قطب نسأل الله له المغفرة والرحمة ، يتكلم عن الأصل في البشرية ( ومنهم الصحابة رضي الله عنهم ) ، فكم من الآيات تتكلم عن رقابة الله ، إن الله كان عليكم رقيبا ، وغيرها من الآيات ، ولست متواضعاً إن قلت لكم أن فهمي خاطىء ، بل هي الحقيقة ، ولذلك كتبت متدخلاً ، لكي أحمل الفهم الصحيح ممن جاء به ومعه الدليل الأقوى .
الأخ نائل(1/830)
الخلق عيال الله .. أراها فيها مخالفة شرعية خطيرة، عيال تعني بالمصرية أولاد، لذا فالاصطلاح بيتضمن الشرك.
ومعلوم لدينا أن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة أولا كالأسد في الحيوان المفترس
أما المجاز : االلفظ المستعمل في غير ما وضع له في اللغة لما بينهما من التعلق
من مثل:
الأسد للرجل الشجاع
اليد للقوة
العين للاطلاع
فك رقبة أي تحرير عبد
أعصر خمراً أي عنبا
اسأل القرية أي أهلها
أسأل العير أي رجال القافلة
ولا أرى أي ضير في استعمالات سيد قطب
بل أراها سليمة وبلاغية
والسلام
---
(1/831)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أين أجد بحث نقض افتراءات المؤرخين حول شخصية حسان بن ثابت ؟
---
أين أجد بحث نقض افتراءات المؤرخين حول شخصية حسان بن ثابت ؟
---
أبو المعتز القرشي
03-11-2007, 08:00 PM
أين أجد بحث " نقض افتراءات المؤرخين والنقاد حول شخصية حسان بن ثابت " لأحمد مسفر العتيبي .
وهو بحث للدفاع عما اتهم به حسان من الجبن .
فأين أجده ؟
---
جمال أبو حسان
03-12-2007, 10:24 AM
طبع البحث في كتيب صغير في دار بلنسية بالرياض هاتف وفاكس4821776
---
مروان الظفيري
03-12-2007, 07:02 PM
قال ابن قتيبة الدينوري عن شاعر الرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ حسان بن ثابت :
إنه لم يشهد مع النبى مشهداً لأنه كان جباناً([1])"
وتبعه عدد من النقاد فى عصرنا الحاضر.
منهم الدكتور/ محمد أحمد سلامة حيث يقول :
"وكان حسان فى غاية الجبن ، فكان يجلس فى الحصن مع النساء والصبيان ،
وكان يدق وتداً فى الحصن يحمل عليه إذا حمل الرسول على العدو ،
ويرجع عنه إذا رجع الرسول([2])"
وكذلك الدكتور/ عمر فروخ فى قوله :
"غير أنه لم يشهد الغزوات مع الرسول لأنه كان جباناً([3])"
والدكتور/ على أحمد الخطيب فى قوله عن حسان :
"إلا أنه لم يشهد مع النبى مشهداً ؛ لأنه كان جبانا ، وعلى أنه كان مشهوراً بجبنه ،
فلم يناصر الدين بسيفه ، وغنما نصره بلسانه([4])"
والحق أن الرجل لم يكن فى حقيقته وفى تكوينه النفسى والخلقى جبانا ،
إنما كان من المصابين بعاهة فى يده ، منعته عن حمل السلاح ، فقد "كان أكحل
حسان (عرق فى اليد) قد قطع ، فلم يكن يضرب بيده([5])"
ونحن مع الدكتور/ الصادق حبيب فى قوله :
"ولذا لم ينكر عليه الرسول أو الصحابة قعوده وتخلفه عن القتال ،
وما كان رسول الله يعذر متخلفاً قادراً ، فقد أنكر على كعب بن مالك تخلفه
عن غزوة تبوك ، ودعا أصحابه إلى مقاطعته هو ومن تخلفا معه ،(1/832)
واستمرت المقاطعة خمسين يوماً ، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ،
وضاقت عليهم أنفسهم ، ثم تاب الله عليهم([6 ])" ولم يثبت أن عيره أحد
بصفة الجبن ، وظل يدافع عن الإسلام خير دفاع ،
وعاش حتى توفى سنة 54 للهجرة.
---------------------------------------------
(1) طبقات فحول الشعراء ، 1/215.
(2) انظر : العصر الإسلامى ، د/ شوقى ضيف ، صـ 77 - 78 وانظر الأدب
الإسلامى فى عصره الأول ، د/ صلاح الدين عبد التواب صـ 204 دار الطباعة المحمدية ،
القاهرة ط أولى 1402 هـ - 1981 م.
(3) الشعر والشعراء صـ 188.
(4) الشعر فى رحاب الدعوة الإسلامية ، صـ 295.
(5) تاريخ الأدب العربى 1/325.
(6) قطوف من ثمار الأدب الإسلامى ، صـ 24.
---
مروان الظفيري
03-12-2007, 07:08 PM
وانظر الرابط التالي ( نقلا عن ملتقى أهل الحديث ) :
http://al-mostafa.info/data/arabic/aalam/Issue-066.pdf
وهذا الرابط :
http://www.taimiah.org/maktaba/defau...ew&bookid=3962
وهذا الرابط :
http://ipac.kapl.org.sa:88/ipac20/ip...=basi c#focus
---
أبو المعتز القرشي
03-12-2007, 07:57 PM
د. جمال أبو حسان
د. مروان الظفيري
جزاكم الله خيرا
---
(1/833)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن تفسير
---
أبحث عن تفسير
---
د. نصير خضر سليمان
01-29-2005, 02:44 PM
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
ابحث عن كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز * للفيرو أبادي *
أين أجده على الشبكة ويفضل أن يكون قابلاً للتحميل على أي صيغة من صيغ التحميل
ولكم جزيل الشكر والعرفان
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبومجاهدالعبيدي
01-29-2005, 10:23 PM
يا أخي الكريم وفقك الله ، وعجل بخروج الكفرة المعتدين من دياركم
حاولت أن أخدمك ، وبحثت عن الكتاب الذي سألت عنه فلم أفلح .
والغالب أنه غير موجود على الشبكة للتحميل .
---
د. نصير خضر سليمان
01-29-2005, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ الأستاذ أبو مجاهد العبيدي أشكرك على ردك الجميل وأسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم خدمة ديننا العزيز
د. نصير العراقي
---
(1/834)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مؤتمر إعجاز القرآن بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن 18- 20 رجب 1426
---
مؤتمر إعجاز القرآن بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن 18- 20 رجب 1426
---
عبدالرحمن الشهري
08-23-2005, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت اليوم الثلاثاء (18 رجب 1426هـ) فعاليات المؤتمر السابع الذي تنظمه كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن بعنوان :
إعجاز القرآن الكريم
وقد رعى افتتاح المؤتمر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي ، ورئيس جامعة الزرقاء الأهلية الأستاذ الدكتور إسحاق بن أحمد الفرحان وعدد كبير من العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات من مختلف البلاد العربية. وقد افتتح المؤتمر عند الساعة التاسعة صباحاً ، وألقيت عدد من الكلمات الترحيبية من القائمين على المؤتمر ، ثم ألقى الأستاذ الدكتور زغلول النجار محاضرة مختصرة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كانت استهلالاً لأوراق العمل التي تقدم بها الباحثون لهذا المؤتمر ، أشار فيها إشارات سريعة لعدد من القضايا العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم.
http://www.tafsir.net/images/Ejaaz.jpg
---
عبدالرحمن الشهري
08-23-2005, 11:39 PM
وقد بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر عند الساعة الحادية عشرة صباحاً ، وانتهت عند الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة بعد الظهر. وقد كان محور الجلسة الأولى هو :
مدخل إلى إعجاز القرآن
وقد رأس هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عمر بن سليمان الأشقر عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية . وقدمت في هذه الجلسة مختصرات للبحوث المقدمة حول هذا المحور ، استغرق كل منها خمسة عشر دقيقة ، وهذه البحوث هي :(1/835)
- النظريات العامة في الإعجاز . قدمه الأستاذ الدكتور نور الدين محمد عتر ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة دمشق بسوريا.
- آراء العلماء في تحديد أوجه الإعجاز ، قدمه الدكتور عبدالله بن مقبل القرني ، الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى ، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
- نظرات في الإعجاز والتحديث ، قدمه الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي ، الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض ، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وعضو ملتقى أهل التفسير.
- مدخل إلى إعجاز القرآن ، للدكتور هارون الشرباتي ، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الخليل بفلسطين.
- نظرية الصرفة في إعجاز القرآن ، قدمه عبدالرحمن بن معاضة الشهري .
- حقيقة المعجزة عند الأشاعرة وشروطها ، قدمه الدكتور عبدالله بن محمد القرني ، الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى .
- الجهود المبذولة في الإعجاز ، قدمه الدكتور عبدالله الجيوسي ، الأستاذ بجامعة اليرموك الأردنية.
ثم علق الأستاذ الدكتور زغلول النجار تعليقاً سريعاً على بعض ما ورد في البحوث ، ثم تبعه الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس فعلق تعليقاً سريعاً على مسائل متفرقة تعرض لها الباحثون ، وعلق غيرهم تعليقات مختصرة.
---
عبدالرحمن الشهري
08-23-2005, 11:40 PM
بدأت الجلسة الثانية الساعة الثانية وأربعين دقيقة بعد الظهر ، وانتهت الساعة الخامسة عصراً ، ومحور هذه الجلسة هو الإعجاز البياني للقرآن الكريم. وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور سمير استيتية عميد كلية الآداب بجامعة اليرموك سابقاً. وقد قدم الباحثون المشاركون في هذه الجلسة ملخصات سريعة للبحوث التي قدموها وهي :
- معالم معجم القرآن اللفظي في الدعاء ، قدمه الأستاذ الدكتور مصطفى عليان ، الأستاذ بجامعة آل البيت بالأردن.(1/836)
- الإعجاز البياني في الصوت القرآني ، قدمه الدكتور نجيب السَّوْدي ، الأستاذ المساعد بجامعة تعز باليمن .
- هندسة البناء القرآني ، قدمه الدكتور عبدالقوي بن محمد الحصيني ، الأستاذ بجامعة صنعاء ، وعميد كلية العلوم بجامعة تعز.
- أسرار التقديم والتأخير في كلام العليم الخبير ، قدمه الدكتور الجيلي علي أحمد الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
- الإعجاز البلاغي للتقديم والتأخير ، قدمه الدكتور محمد السيد عبدالرزاق موسى ، أستاذ الأدب بكلية التربية بالمنصورة بمصر.
- من أسرار التعبير القرآني في سورة الفاتحة ، قدمه الدكتور جميل بني عطا ، الأستاذ بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن.
ثم عقب على هذه الجلسة الدكتور محمد بن صالح الفوزان رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، والدكتور مساعد الطيار ، والدكتور خالد شكري ، وغيرهم حول بعض المسائل التي طرحت في البحوث.
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 12:12 PM
بدأت الجلسة الثالثة الساعة التاسعة صباحاً ، يوم الأربعاء 19 رجب 1426هـ ، بمدرج المؤتمرات بجامعة الزرقاء ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عبد الناصر أبو البصل ، عميد كلية الشريعة بجامعة اليرموك بالأردن . وقد قدم الباحثون عرضاً مختصراً لبحوثهم ، التي كانت على الترتيب الآتي :
- قضية الإعجاز العلمي وضوابط التعامل معها ، قدمه الأستاذ الدكتور زغلول النجار .
- تقويم المفاهيم في مصطلح الإعجاز العلمي ، قدمه الدكتور مساعد الطيار .
- تناغم المتغيرات الفيزيائية مع تسخير الكون ، قدمه الأستاذ الدكتور عبد القادر عابد ، أستاذ الجيولوجيا بالجامعة الأردنية.
- غيض الأرحام ، قدمه الدكتور عبدالجواد الصاوي ، الطبيب ونائب رئيس تحرير مجلة الإعجاز العلمي ، التي تصدرها هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.(1/837)
- إعجاز القرآن في خلق الانسان ، قدمه الدكتور محمد عبد القادر ابراهيم ، أستاذ الأحياء بجامعة بغداد .
- نشأة الذرية بيّنة علمية ، قدمه الدكتور محمد دودح ، الباحث بهيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة.
ثم فتح المجال للمناقشة قليلاً ، وأجاب الباحثون المشاركون على بعض الأسئلة التي طرحها الجمهور ، وانتهت الجلسة الساعة الحادية عشرة.
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 12:18 PM
بدأت الجلسة الرابعة عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً يوم الأربعاء 19 رجب 1426هـ ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عبدالسلام غيث ، نائب رئيس جامعة الزرقاء . وقدم الباحثون المشاركون عرضاً مختصراً لبحوثهم الآتية :
- الأرضون السبع ، قدمه الأستاذ الدكتور حسين العمري ، أستاذ الجيولوجيا بجامعة مؤتة الأردنية.
- نظرة في الإعجاز العلمي للطير في القرآن ، قدمه الدكتور ضياء خليل ابراهيم ، متخصص في الأحياء بجامعة بغداد.
- أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت ، قدمه الدكتور ناطق حميد القدسي.متخصص في الأحياء بجامعة بغداد.
- سر الداء والدواء في القرآن ، قدمه الدكتور شاكر عطا الله العيسى. طبيب شامي يعمل في استراليا.
- إعصار فيه نار ، قدمه المهندس محمد عبدالقادر الفقي ، باحث مصري يعمل في الكويت.
ثم فتح الباب للنقاش حول بعض المسائل التي طرحها الباحثون في أوراقهم ، وأجاب الباحثون عن بعضها بقدر ما تيسر من الوقت ، ثم ختم رئيس الجلسة عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً .
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 12:23 PM
بدأت الجلسة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر يوم الأربعاء 19 رجب 1426هـ ، وقد أدار هذه الجلسة الدكتور عبدالجبار سعيد ، رئيس قسم أصول الدين بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء. وقدم الباحثون مختصراً لبحوثهم الآتية :(1/838)
- إعجاز القرآن في عصر الحاسوب ، للأستاذ الدكتور مصطفى مسلم الأستاذ بجامعة الشارقة ، وقد اضطر للسفر قبل موعد إلقاء البحث ، فأناب الدكتور عيسى الدريبي في إلقاء البحث.
- النظم العددية المنعكسة وتركيب الحامض النووي ، قدمه الدكتور الصديق الحاج أبو ضفيرة.
- وقفات مع الإعجاز العددي والمؤلفات فيه ، قدمه الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري ، الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية.
- الإعجاز العددي في القرآن دراسة نقدية ، قدمه الدكتور صالح يحيى صواب ، الأستاذ المشارك بجامعة صنعاء .
ثم فتح الباب للمناقشة ، وختمت الجلسة عند الساعة الرابعة عصراً.
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 12:30 PM
بدأت هذه الجلسة عند الساعة التاسعة صباحاً من يوم الخميس 20 رجب 1426هـ ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور محمد نعيم ياسين ، وقدم الباحثون عرضاً موجزاً لبحوثهم الآتية :
- الإعجاز التشريعي في القرآن ، قدمه الأستاذ الدكتور علي الصوا ، أستاذ الفقه.
- يضاهئون قول الذين كفروا من قبل ، قدمه الدكتور محمد علي البار ، المستشار بمجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي بجدة.
- إعجاز القرآن في دلالة الفطرة على الايمان ، قدمه الدكتور سعد الشهراني ، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
- الإعجاز التشريعي في القرآن ، قدمه الدكتور عبدالرزاق أبو البصل ، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة اليرموك الأردنية.
- الإعجاز التشريعي ، قدمه الدكتور عبدالمجيد ديه ، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بالأردن.
ثم فتح الباب للمناقشة ، وختمت الجلسة الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً.
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 12:35 PM(1/839)
بدأت هذه الجلسة عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباح الخميس 20 رجب 1426هـ ، وقد أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي الأستاذ بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، وقدم الباحثون المشاركون في هذه الجلسة عرضاً مختصراً لبحوثهم على النحو الآتي :
- الإعجاز الغيبي في القرآن ، قدمه الدكتور عبدالرحمن جميل قصاص ، الأستاذ المشارك بقسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
- الإعجاز التأثيري ، قدمه الدكتور خالد القضاة .
- الإعجاز التربوي ، قدمه الدكتور حمدي معمر ، الأستاذ بجامعة الأقصى بمدينة غزة بفلسطين.
- إعجاز القرآن في تناول الغضب ، قدمه الدكتور محمد النجار، الأستاذ بجامعة الأقصى بمدينة غزة بفلسطين.
ثم ختمت الجلسة الساعة الواحدة ظهراً بعد فتح الباب للمناقشات والمداخلات حول بعض المسائل العلمية التي تعرض لها الباحثون .
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 12:41 PM
بدأت هذه الجلسة الختامية عند الساعة الواحدة ظهراً يوم الخميس 20 رجب 1426هـ ، ورأس هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عمر سليمان الأشقر ، عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية ، وشارك معه في هذه الجلسة :
- الأستاذ الدكتور علي الصوا ، أمين لجنة التوصيات في المؤتمر.
- الدكتور جمال أبو حسان ، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وقد تلا الأستاذ الدكتور علي الصوا التوصيات المقترحة للمؤتمر ، والتي صيغت من مجموع ما اقترحه المشاركون والحضور من توصيات رأوا مناسبتها لمثل هذا المؤتمر ، وفتح النقاش بعد ذلك لإضافة ما يمكن إضافته من توصيات ، أو تعديل بعض التوصيات.
ثم اختتم المؤتمر بقيام سعادة الأستاذ الدكتور عبدالسلام غيث نائي رئيس جامعة الزرقاء بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في المؤتمر . وكان ذلك حوالي الساعة الثانية ظهراً من يوم الخميس 20 رجب 1426هـ .
---
جمال أبو حسان
08-31-2005, 12:23 PM(1/840)
لا ادري يا دكتور عبد الرحمن كيف اشكرك ولكني اسال الله تعالى ان يجزيك عنا الجزاء الاوفى وان يحفظك لنا صديقا وفيا ولتجدني على الوفاء وفيا اكرمك الله
---
أبو المعتز القرشي
08-31-2005, 08:17 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
ونفع الله بالمؤتمر وبمشاركتم فيها .
هل سُجل المؤتمر بالفيديو ؟ وهل سيخرج مكتبوباً قريباً ؟
---
الياسمين
09-02-2005, 12:43 AM
جزاك الله خيرا وهل سنرى الابحاث مكتوبة قريبا
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2005, 01:15 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً . بالنسبة للأبحاث التي قدمت للمؤتمر فهي متوفرة ، غير أنه ينبغي أن يأذن القائمون على المؤتمر رسمياً لنا بنشرها هنا لكونهم القائمين على إعداد هذا المؤتمر بأكمله. وقد أذن لي بعض الباحثين المشاركين في المؤتمر بوضع أبحاثهم في المكتبة الخاصة بالموقع ، غير أنني لا أستجيز فعل ذلك حتى ببحثي الذي قدمته للمؤتمر حتى يأذن القائمون على المؤتمر . إضافة إلى أن معظم الباحثين الذين قدموا هذه الأبحاث للمؤتمر يرغبون تقديم أبحاثهم للترقية الأكاديمية ، ونشرها قبل ذلك يؤثر سلباً على هذا الجانب . نسأل الله للجميع التوفيق والسداد ، والعلم النافع.
---
(1/841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
---
نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
---
ماهر الفحل
02-16-2006, 05:18 PM
أأخي المسلم الكريم إنَّ نصرة الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم والدِّفاع عنهُ واجب على كُلِّ مسلمٍ يشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ بقدرِ استطاعتهِ ، وأنَّ التَّخاذلَ والجُبنَ عنْ نصرتهِ طمعاً في دنيا أو خوفاً منْ مخلوقٍ فهو إثمٌ وذنبٌ عظيمٌ ، وكُلُّ إنسانٍ بحسبِ قدرتهِ وطاقتهِ ، وما يجبُ على العالِمِ غيرُ ما يجبُ على العامِيِّ ، وعلى الحاكمِ والمسؤولِ والأميرِ والوزيرِ ما لا يجبُ على غيرهِم ، وعلى منْ يتكلمُ لغةَ القومِ ويستطيعُ إبلاغَ الاستنكارِ يجبُ عليهم ما لا يجبُ على غيرِهم ، عملاً بقول المولى جلَّ شأنهُ : (( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )) ،ويقول سبحانه : (( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) ،يقولُ شيخُ الإسلامِ :"التعزيرُ: هو اسمٌ جامعٌ لنصرهِ وتأييدهِ ومَنْعُهُ منْ كُلِّ ما يؤذِيهِ، والتوقيرُ : اسمٌ جامعٌ لكُلِّ مافيهِ سكينةٌ وطمأنينةٌ منْ الإجلالِ والإكرامِ ، وأنْ يُعاملَ منَ التَّشريفِ والتَّكريمِ والتَّعظيمِ بِما يَصونهُ عنْ كُلِّ ما يُخْرِجُهُ عنْ حَدِّ الوقارِ " أ.هـ
وإنَّ من أعظم النصرة لرسول الله صلى الله عليه نشر دينه وسنته ؛ فعليك أخي المسلم الكريم بنشر هذه الكتب التي جعلها مؤلفها وقفاً لله تعالى ، وأذن لكل مسلم بنشرها ولو أليكترونياً ، وهي جاهزة للطبع .
صفحة الدكتور ماهر ياسين الفحل التي فيها كتبه
http://saaid.net/book/search.php?PHP...ED%C7%D3%ED%E4(1/842)
كتاب " حرمة المسلم على المسلم "، وهو مهم جداً في هذا الوقت
http://saaid.net/book/open.php?cat=8...f0629b96b60fa6
تحقيق كتاب " جامع العلوم والحكم "
http://saaid.net/book/open.php?cat=3...f0629b96b60fa6
وهو أيضاً في ملتقى أهل الحديث ، مع بيان ميزات هذه الطبعة ، وسبب إعادة تحقيق الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67804
تحقيق كتاب " رياض الصالحين "
http://saaid.net/book/open.php?cat=3...f0629b96b60fa6
وهو أيضاً في ملتقى أهل الحديث مع بيان فوائده
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38264
ألفية العراقي
http://saaid.net/book/open.php?cat=9...f0629b96b60fa6
بحوث في المصطلح
http://saaid.net/book/open.php?cat=9...f0629b96b60fa6
بحوث حديثية
http://saaid.net/book/open.php?cat=9...f0629b96b60fa6
المنتخب من صحيح السنة النبوية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=406336#post406336
محاضرات في علوم الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72589
فجميع هذه الكتب وقف لله يجوز لأي مسلم طبعها أو نشرها خيرياً أو تجارياً أو أليكترونياً ، ومن لم يستطع فليدل على الخير ، والدال على الخير كفاعله ، ومن دعا إلى هدى كان له مثل أجور من فعل ، والأعمال بالنيات .
لمراسلة الدكتور ماهر ياسين الفحل
العراق – الأنبار – الرمادي - رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار – حرسها الله .
Maher_fahl@hotmail.com
---
(1/843)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصودب""أخاهم صالحا""
---
ما المقصودب""أخاهم صالحا""
---
جمال حسني الشرباتي
11-13-2004, 03:08 PM
قال القرطبي
في قوله تعالى
((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ))
إِلَى ثَمُود أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه " وَهُوَ ثَمُود بْن عَاد بْن إِرَم بْن سَام بْن نُوح . وَهُوَ أَخُو جديس , وَكَانُوا فِي سَعَة مِنْ مَعَايِشهمْ ; فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه وَعَبَدُوا غَيْره , وَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْض . فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ صَالِحًا نَبِيًّا , وَهُوَ صَالِح بْن عُبَيْد بْن آسَف بْن كَاشِح بْن عُبَيْد بْن حَاذِر بْن ثَمُود . وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا . وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى حَتَّى شَمِطَ وَلَا يَتَّبِعهُ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيل مُسْتَضْعَفُونَ .
ولم أجد عنده تفسير الأخوة المذكورة في الآية
فهل عند غيره هذا التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2004, 07:34 AM
المقصود أخوة النسب والقرابة .
وقد أشار القرطبي إليها في قوله :(وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا ).
وفقكم الله.
---
خالد الشبل
11-14-2004, 11:43 AM
ونَصَّ عليها في سورة هود 61 .
---
فيصل القلاف
11-14-2004, 06:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل حسني، الأخوة هنا هي أخوة النسب، كما تقول: ( فلان أخو بني تميم ) أي نسباً. ومن لوازم هذه الأخوة الحرص، فيحرص المرء على دعوة أقربائه أكثر من حرصه على دعوة غيرهم، كما قال تعالى: ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً ).(1/844)
ولعل الحكمة من جعل الأنبياء في أقوامهم أنهم يعرفون لسانهم وعاداتهم ويعرفون ما يناسبهم وما لا يناسبهم، فيكون ذلك أقدر لهم على البلاغ. كما أن الأقوام يعرفون ما كانوا عليه قبل البعثة من الصدق والاستقامة، فيكون ذلك أرجى للاستجابة. والله أعلى وأعلم.
فذكر الأخوة هنا - والله أعلم بمراده - فيه بيان شدة كفر هؤلاء القوم، حيث لم يرعوا لهذه الأخوة حقاً، بل حملهم غيظهم من الدعوة الحقة على تسفيه هذا النبي وإيذائه على ما بينهم من روابط النسب.
ولعل هذا يشبه قوله تعالى: ( قل ما أسألكم عليه إلا المودة في القربى ) فهنا يذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما بينهم من القرابة، وما يلزم منها من لين ومودة - عندهم - فيكفوا عنه أذاهم. والله أعلى وأعلم.
أما الأخوة الحقيقية، فهي أخوة الدين، وهي التي من لوازمها الولاء والمحبة والنصرة والتراحم، فهذه تكون من المسلم إلا للمسلمين.
أما الكفار فليسوا بإخوان لنا باعتبار هذه الأخوة الحقيقية، فلا ولاء لهم ولا محبة ولا نصرة ولا رحمة، ولو كانوا آباء أو إخواناً أو أبناء، كما قال تعالى: ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ). ولنا في صحابة نبينا خير مثال حيث قاتل الابن أباه والأب ابنه، كل ذلك لله تعالى.
فإذا اتضح ذلك، علمنا أخي أن الكافر قد يكون أخاً للمسلم في النسب، لكن لا يحمله ذلك على التعصب له، إذ نسبنا للإسلام أشرف وأغلى من كل نسب. والكافر الذي لا يربطنا به نسب، فليس بأخ، ولا يصح أن يقال له: أخ، ولو كان مواطناً لنا أو زميل عمل أو غير ذلك.
وأذكر مسألة هنا لتتمة الفائدة، وذلك لشدة ارتباطها بهذا الموضوع، وهي مسألة الولاء والبراء. فقد افترق الناس فيها على ثلاث فرق:(1/845)
طرف ميع الدين وفرط، فقال بجواز محبة المسلم للكافر، وأن الكفار إخوان لنا! وأن ليس جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع! والله المستعان.
وطرف غلا في الدين وأفرط، فقال: يجب بغضهم، وإيذاؤهم، وأفتى بحل أموالهم! فتراه فظاً غليظاً! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والوسط الذي عليه كبار علمائنا أن المسألة فيها جهتان: فمن الناحية القلبية، فيجب علينا أن نبغض كل الكفار، وأن نبرأ إلى الله تعالى منهم. ومن ناحية المعاملة والسلوك نفصل: فمن كان حربياً قاتلناه واستحللنا ماله، ومن لم يكن كذلك آتيناه حقه، بل وأحسنا إليه تأليفاً لقلبه. والمعاهد والمستأمن والذمي ليسوا بحربيين.
ولا يخفى عليك أخي أهمية لزوم أقوال أهل العلم الكبار في مثل هذه الأزمنة، وخاصة في هذه المزلات والملمات، ولا يحسن أن يتكلم فيها كل أحد ويدلي بدلوه.
فالطرف الأول أعمل قوله تعالى: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ) وما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عيادة جاره اليهودي وقبول هدية امرأة يهودية وهدية حاكم الأقباط، وغير ذلك.
والطرف الثاني أعمل قوله تعالى: ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) وما فعل أبو بصير من قطع الطريق على قوافل قريش وغير ذلك.
وكل منهما أهدر أدلة المقابل له، أما أهل السنة فكانوا أسعد الأمة بجمع الأدلة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
جمال حسني الشرباتي
11-15-2004, 03:39 PM
الحقيقة يا أخ فيصل أن إضافاتك على العين والراس
ولكني لم أسأل عن كل ما أضفت
ومثلي يعرف ما قلته في إضافتك ---بل من لا يعرف أن الأخوة الحقيقية هي أخوة الدين(1/846)
قال تعالى((إنما المؤمنون إخوة))
ومثلك يعرف أن في اللغة مجاز وكنايات مع ان البعض يحلو له إنكار حصوله في القرآن الكريم
وأنا سالت سؤالا ---هل الأخوة هنا أخوة بيولوجية؟؟
أم أن هناك مجاز في الآية وان المقصود غير الظاهر
تماما كالسؤال عن آية((إنه ليس من أهلك)) في معرض الحديث عن إبن سيدنا نوح
أي هل هو حقيقة ليس من أهله أم هناك مجاز في الآية؟؟
وكالسؤال عن آية ((يا أخت هارون)) وواضح فيها أن الظاهر غير مراد لأن مريم ليست أختا بيولوجية لهارون فلا إشكال
---
فيصل القلاف
11-15-2004, 09:39 PM
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،
أما نفي المجاز في القرآن واللغة فقد قال به محققون من كبار أهل العلم، وراجع إن شئت رسالة المجاز لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد رد فيها على سيف الدين الآمدي وما كتب في مبحث المجاز في إحكام الأحكام، وهو رد نفيس، فيه درر غالية تفيد الموافق له والمخالف.
أما عن الأخوة فالذي تعلمته هو ما ذكرت لك سابقاً، أنها أخوة نسب، أي هو من قومهم، كما تقول: ( فلان أخو القرشيين ) أي أنه منهم. وهذا حقيقة لا مجاز كما هو ظاهر.
أما قوله تعالى: ( يا أخت هارون ) فأذكر أن أهل التفسير يذكرون أن لها أخاً اسمه هارون، وليس هو هارون أخا موسى عليهم السلام أجمعين. فهو حقيقة كذلك.
وقوله تعالى: ( إنه ليس من أهلك ) فهو نفي للحقيقة لا لمطلق الأهلية. بمعنى أنه ليس ممن يصح أن تحب وتوالي وتدافع عنه كما يستحق القريب من قريبه. ومثل هذا قول العرب للابن العاق لأبيه، ليس بولد فلان، لا يريدون نفي النسب، إنما يريدون نفي حقيقة البنوة التي تستلزم الاحترام والطاعة ونحوهما. وهذا المثال وغيره ذكرها الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في رسالة الإيمان، فأصل قاعدة نفيسة نافعة، مضمونها: أن النفي قد يكون لتحقق الشيء، لا لمطلق ماهيته ووجوده.(1/847)
ومن الأمثلة التي ضربها أنه لو صنع لك نجار باباً فجاء رديئاً غير مناسب، تقول: ما صنعت شيئاً، لا تريد نفي الصنع ذاته، لكن تريد نفي الإتقان والجودة. هكذا أذكره، والله أعلم.
وهذا نافع جداً في كثير من النصوص في الفقه والتفسير والعقيدة وغيرها. كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( والله لا يؤمن.. من لا يأمن جاره بوائقه ) وقوله: ( لا صلاة في حضرة طعام ) وغيرها.
ثم هل هذا حقيقة أم مجاز؟ أما على قول من نفى المجاز من الأئمة فليس بمجاز كما هو ظاهر، وعلى قول من يثبت المجاز فيحتمل والله أعلم.
أما عن ما كتبت مما ليس فيه جواب على سؤالك، فإنما أردت التذكير بمسائل يحتاج إليها القارئ. والله يجزي ويثيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
فهد الناصر
11-15-2004, 09:50 PM
جواب الأخ فيصل القلاف جواب مفصل ، ومرتب يدل على علم وأدب.
وردك يا أخ جمال فيه تعالم غير مبرر ، والذي يستفيد من الجواب ليس السائل فحسب، بل هو وغيره من القراء.
ثم لي ملاحظة أخي جمال على مشاركاتك التي رأيتها كثرت كثرة غيرمفيدة في الغالب ولا محررة . فاقتصد وحرر مسائلك فهذا الموقع يرتاده طلاب علم يهمهم الجودة لا الكثرة وأعتذر للمشرفين لكنني أعتبر الموقع للجميع.
---
فيصل القلاف
11-16-2004, 03:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل فهد الناصر نصر الله به دينه، أشكرك على مبالغ إطرائك. وأخونا جمال لم يقصد تعالماً إن شاء الله تعالى، لكنه أدلى بما فتح الله عليه، ولولا حبه التعلم ما طرح الموضوع للنقاش، ولقنع بما خال في رأسه من رأي. وكذلك كثرة مواضيعه، هذا كله يدل على طلبه للتعلم، وقد يكون السؤال هيناً في نظر امرئ لما امتن الله به عليه من علم، بينما يعظم في نظر غيره لما أراد الله به خيراً ليتعلم.
والله أسأل أن يؤلف بين قلوبنا، إنه سبحانه جواد كريم.
---
جمال حسني الشرباتي
11-16-2004, 05:27 PM
أشكر الأخ فيصل على حسن ظنه بي(1/848)
والذي أظن أنه بدأت تربطني به أواصر مودة على الرغم من خلافاتنا في فرعيات بسيطة
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-25-2004, 05:55 PM
الأخ جمال حسني الشرباتي
أخوهم، لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم. ويجوز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم ، كما ذكر الأخوة أعلاه وفقهم الله .
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 10:33 PM
الأخ أبا عبد الرحمن
إن لم يكن قولك هذا مجازا فماذا يكون
((أخوهم، لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم. ويجوز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم ، كما ذكر الأخوة أعلاه وفقهم الله .))
---
(1/849)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير الكشاف للزمخشري
---
تفسير الكشاف للزمخشري
---
وائل
04-27-2003, 10:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أحب أن أهنئكم على هذا المنتدى الرائع والذي يشرفني الانضمام إليه .. نفعنا الله به وجعله في ميزان حسانتكم جميعا
مرفق لكم تفسير الكشاف للزمخشري نفعكم الله بخيره
وهو عبارة عن أربعة ملفات
الملف الأول
---
وائل
04-27-2003, 10:03 AM
الملف الثاني
---
وائل
04-27-2003, 10:07 AM
الملف الثالث
---
وائل
04-27-2003, 10:10 AM
الملف الرابع
تم نسخ الكتاب من موقع نداء الإيمان بالرابط الآتي
http://mirror.al-eman.com/Islamlib/
كنت أود أن يكون أول مشاركاتي إرفاق الجزء الخاص بالتفسير من مجموع الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية ولكن أحد الأخوة الأفاضل كان قد طلب تفسير الكشاف وإن شاء الله في مستقبل الأيام سوف أرفق لكم تفسير شيخ الإسلام
---
عبد الله الخضيري
04-27-2003, 05:13 PM
السلام عليكم
شكر خاص لك / أخي وائل ، على هذا الجهد المبارك ، جعلك الله من خلان الوفاء وأصداقاء التوفيق ، وعشت سعيداً في الدارين .
ولا أستطيع نسيان :
الإخوة / أبا بيان ، أبا عمرو المصري ، أبا عمران .
والشكر الصادق موصولٌ من أعماقي لكلِّ من شارك في هذا الموضوع ، سائلاً الله تعالى التوفيق للجميع ، ولهذا الملتقى الرائع مزيداً من النجاح .
لكم مني كل محبةٍ ووفاء .
عبد الله
---
أبومحمد الديحاني
05-01-2003, 07:44 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ وائل وجعله الله تبارك وتعالى في موازين أعمالك إنه ولي ذلك والقادر عليه
---
(1/850)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين ؟
---
كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين ؟
---
طالِب
03-14-2006, 05:32 PM
سؤالي وضح جليا شيوخنا الكرام من خلال العنوان
كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين ؟
---
أبو صفوت
03-14-2006, 08:22 PM
الأخ الكريم
هذه بعض النقاط وأرجو أن تكون مفيدة لك
1 - القيام باستقراء تفسيره أولا وجمع المسائل التي رجح فيها وترقيمها
2- النظر بعد ذلك في طرق ترجيحه والقواعد التي اعتمد عليها في ذلك من خلال المسائل المجموعة وذلك بالنظر فيها مسألة مسألة .
3- قراءة ما كتب حول منهجه في تفسيره .
4- التفريق بين القول الذي رجحه وأشار إلى إمكانية قبول غيره ، وبين ما رجحه وحكم بخطأ غيره من الأقوال . وهذه في نظري مهمة جدا ، فمن الترجيحات ما يكون ترجيحا للمعنى الأولى أو الأرجح وقد يكون غيره صحيحا مقبولا لكن ليس بدرجة القول المرجَّح .
5 - مقارنة ترجيحاته بترجيحات غيره من المفسرين .
6- رأيك أنت في ترجيحه هل هوالراجح أم أن غيره أرجح .
ومما يفيدك كثيرا في هذا الجانب كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين الحربي
ولعل المشايخ الفضلاء يفيدونك ببعض الجوانب الأخرى ، فما أنا إلا رضيع لبانهم
وفقك الله
---
إبراهيم الحميضي
03-14-2006, 10:36 PM
إليك هذه المنهج المختصر المجمل :
1- جمع ترجيحات المفسر من تفسيره ، أو من جميع كتبه المطبوعة حسب الخطة المعتمدة لك .
2- دراسة هذه الاختيارات وفق المنهج التالي :
أ - ذكر الآية التي ورد فيها الخلاف .
ب - ذكر اختيار الشيخ في الآية .
جـ - ذكر كلام الشيخ في الاختيار أو الترجيح بنصه إن كان قليلاً ، أو اختصاره , وذكر مضمونه ، إن كان طويلاً .(1/851)
د - إذا كان للشيخ عدة نصوص في اختيار مسألة معينة , فاختر نموذجاً , أو أكثر منها ، وأشر إلى بقيتها في الحاشية .
هـ - المقارنة بين اختيارات الشيخ واختيارات غيره من أئمة التفسير ، مع الاستدلال لكل قول من الأقوال , وذكر ما يرد عليه من اعتراضات . مبتدأً بالقول الراجح , ما لم يقتض الأمر خلاف ذلك , كأن يكون الراجح الجمع بين الأقوال وحمل الآية على كل ما ذكر فيها .
---
مساعد الطيار
03-15-2006, 11:52 AM
هناك أمر مهم في نظري ، وهو ضابط اختيار الترجيحات ، فبعض المفسرين يكون له في تفسيره ترجيحات متعددة ؛ كالقرطبي والألوسي وغيرهما ، وأرى أن الضابط واضح ، وهو أن يكون الترجيح في التفسير فحسب ، أما ترجيحاته في الفقه أو الأصول أو النحو أو غيرها ، فإنها لا تدخل في التفسير .
ويحسن ـ أصلا ـ وضع ضابط في دراسة الترجيحات على ما يأتي :
1 ـ ما الهدف من جمع الترجيحات ؟
2 ـ من المفسر الذي يحسن أن تُدرس ترجيحاته ؟
3 ـ هل الباحث عنده الملكة لدراسة ترجيحات المفسر ، والخلوص بنتيجة علمية سليمة ؟
لأن الأمر في نهاية المطاف سيكون ترجيحات الباحث ، وليس ترجيحات المفسر ؛ لأن الباحث سيكون حكمًا على ترجيحات المفسر .
---
طالِب
03-15-2006, 09:38 PM
شيخنا الكريم / أبو صفوت
أسأل الله العظيم أن يجعل ما قدمته لي من نصح في ميزان حسناتك ، وأن لا يحرمك الله الأجر..
وإن سمحتم لي أود أن أستفسر حيال النقطة الرابعة حيث أتمنى على فضيلتكم شرحها شرحا وافيا .
---
طالِب
03-15-2006, 09:42 PM
فضيلة الدكتور / إبراهيم الحميضي
بارك الله بكم وبعلمكم ، مع أمنية خاصة أن تتكرموا بالتمثيل للنقطة " د" بشكل أكبر حتى يتسنى لي فهم ذلك فهم دقيقا .
---
طالِب
03-15-2006, 09:46 PM
فضيلة الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار(1/852)
نفع الله بكم ، والمفسر الذي أريد بحول الله أن أدرس ترجيحاته هو القرطبي ، ثم حقظكم الله شيخنا كيف لي أنا اعلم أن لدي ملكة لدراسة ترجيحات المفسر ؟
---
أبو صفوت
03-18-2006, 09:45 AM
الأخ الفاضل . حفظك الله
4- التفريق بين القول الذي رجحه وأشار إلى إمكانية قبول غيره ، وبين ما رجحه وحكم بخطأ غيره من الأقوال . وهذه في نظري مهمة جدا ، فمن الترجيحات ما يكون ترجيحا للمعنى الأولى أو الأرجح وقد يكون غيره صحيحا مقبولا لكن ليس بدرجة القول المرجَّح .
بمعنى أنه قد يكون هناك قولين كلاهما صواب صحيح ، والآية تحتملهما لكن أحدهما أرجح وأولى بالقبول من الآخر ففي هذه الحال يكون الترجيح بين قولين صحيحين وذلك مثلا كقوله تعالى " ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل " فقد ورد فيها قولان :
1- أنهم يقطعون الرحم .
2- أنها عامة لكل ما أمر الله بوصله فقطعه هؤلاء القوم فيشمل قطع الرحم وغيرها من كل قطيعة كتفريقهم بين رسل الله .
ففي هذه الحال يكون الترجيح للأولى والأرجح ، ولا يلزم من ترجيح أحد القولين أن القول الآخر باطل
وأما في حالة ورود قولين او أكثر والآية لا تحتمل إلا قولا واحدا فيكون الترجيح في هذه الحالة حكما على ما عدا هذا القول بالخطأ .
فقوله تعالى " ثم بعثناكم من بعد موتكم " ظاهر أن معناه بعثهم من الموت للحياة ، وبالتالي فالقول الوارد أن معناها ثم بعثناكم أنبياء قول باطل . فالترجيح في هذه الحالة بين صواب وخطأ لا بين صوابين كالحالة الأولى
أرجو أن يكون مقصدي اتضح .
وفقك الله
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
03-18-2006, 12:41 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :فلا أكتمكم أيها الإخوة الفضلاء أنني أشف بالكتابة في هذا الموقع لأول مرة ، رغم أن استفادتي منه كثيرة فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء ..(1/853)
غير أن مادفعني للكتابة في هذا الموضوع بالذات هو أني قد ابتدأت البحث في موضوع ( ترجيحات القرطبي في التفسير ) واول راضي سنة من يسيرها !!
ولي مشاركة حول ماذكر أجملها في النقاط الآتية :
1-أن موضوع دراسة ترجيحات أي مفسرلاأشك في فائدته للباحث ؛ وذلك لأنه يسطّلع -في كل مسألة ورد فيها للمفسر ترجيح- على أقوال غيره من المفسرين المتقدمين منهم والمتأخرين ، ومعلومٌ أن التفسير علم كثر فيه الخلاف وتعددت فيه الأقوال في معنى المفردة الواحدة لدرجة أنه لايمكن الجمع -أحيانًا- بين تلك الأقوال ، فعلى هذا فالتفسير بحاجة إلى مزيد من تحقيق تلك الأقوال ودراستها .
2-أن هذا البحث يعرّف الطالب -بدقّة- على مناهج المفسرين من خلال التطبيقات العملية وذلك بمقارنة ترجيحات أحد الأئمة بترجيحات غيره ومعرفة منهج كل واحد منهم وسبب ترجيحه لذلك القول .
3-أن قواعد الترجيح في التفسير قد أصّل لها ، ومثل هذه الدراسة تطبيق لتلك القواعد في بيان أثرها في الدلالة على أرجح الأقوال ..
4-أن ملكة الترجيح في التفسير يمكن أن يكتسبها الباحث من هذا الموضوع ، وذلك بعد اطلاعه على ماقاله المفسرون في المسألة موضع البحث وفهم تلك الأقوال وعرض أدلتها ومناقشة تلك الأدلة.
5-بالنسبة لما أشار إليه الدكتور مساعد -وفقه الله ونفعنا بعلمه- من أن الأمر في نهاية المطاف سيكون (ترجيحات الباحث وليس ترجيحات المفسر) فلي رأي قابل للخطأ في هذه المسألة وهو أن هذا الأمر مطلوب !!(1/854)
فلو نظرنا إلى ترجيحات المفسرين أنفسهم لوجدنا بعضهم ينفرد بترجيح في المسألة الواحدة ، وقد يرد على غيره من المفسرين ويبين خطأ ماذهب إليه ، بل ويشنّع عليه في بعض الأحيان والأمثلة على ذلك معروفة ، ومن أسباب ذلك والله أعلم هو مااطلع عليه كل واحد منهم من مراجع في حينه ،، أَمَا وقد وقد توفرت لدينا أغلب كتب السابقين ولله الحمد ، فمن حقهم علينا -وقد كان مرادهم الحق- جمع تلك الأقوال وتحرير الخلاف فيها ؛ شأن التفسير في ذلك شأن غيره من علوم الشريعة المباركة ، لاسيما وقد وفر لنا الباحثون قواعد التفسير وقواعد الترجيح فيه وغير ذلك من أصول هذا العلم .
6- تأكيدًا على ماسبق أن ذكره الإخوة حول طريقة البحث في هذا الموضوع مايلي :
أ-النظر في الترجيحات التفسيرية فقط كما ذكر الدكتور مساعد.
ب-ذكر قول المفسر بنصه في الموضع المراد .
ج-وضع عنوان قبل ذلك يدل على مضمون المسالة .
د-دراسة هذا الترجيح دراسة تفصيلية مقارنة بأقوال غيره من المفسرين ، وبيان الموافقين له والمخالفين.
هـ-بيان أوجه القوة والضعف في تلك الأقوال معتمدًا على قواعد الترجيح وأقوال الأئمة .
و-الخلوص إلى نتيجة علمية في كل مسالة مع بيان أدلتها (وتطبيق قواعد البحث العلمي).
6-بالنسبة لمن يبحث في ترجيحات القرطبي خاصة يمكنه الاستفادة من البحوث الآتية :
أ-ترجيحات أبي بكربن العربي في التفسير
رسالة دكتوراة-محمد بن سيدي عبد القادر- مكتبة الجامعة الإسلامية 1424هـ .
ب-ترجيحات ابن عطيه في تفسيره
رسالة دكتوراة -عبد العزيز الخليفة-مكتبة جامعة الإمام بالرياض 1421هـ .
ج- ترجيحات النحاس في التفسير
رسالة دكتوراة - زيد علي مهارش - جامعة ام القرى 1425هـ .
........ وللحديث بقية ........
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .
أخوكم /
عبدالله بن عيدان الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم
مرحلة الماجستير- جامعة أم القرى
---
طالِب(1/855)
03-23-2006, 10:07 AM
أبو صفوت شيخنا المفضال / بارك الله فيك ونفعنا بعلمك .. وصلت معلومتكم القيمة واتضحت لي تمام الوضوح .. فجزاكم الله خير الجزاء .
---
طالِب
03-24-2006, 11:02 AM
الأخ المفضال / عبدالله الزهراني
استفدت تمام الفائدة مما سطرته أناملك فزدنا زادك الله خيرا .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
04-28-2006, 06:02 PM
أشير على الأخ (طالب) وغيره ممن يبحث في هذا الموضوع بأن يستكمل قراءة التفسير المراد دراسته ، أو يستكمل قراءة الجزء المخصص لبحثه على أقل تقدير قبل أن يبدأ البحث في هذا الموضوع ، ويسجّل خلال قراءته مايظن أنه له علاقة بخطة موضوعه ، وسيظهر للقارئ أنه ليس بحاجة للكثير مما يسأل عنه ؛ لأنه سيقف على طريقة مؤلِّف التفسير وأسلوبه في ترجيح بعض الأقوال على بعض ، أو ترك الأقوال جميعها في بعض المواضع بدون ترجيح لكونها كلها محتملة .
وصعوبة أي أمر تكون دائمًا في البداية أما إذا ابتدأ هذا الأمر - أيًا كانت قوة هذه البداية -فسيُعان عليه بإذن الله ، ثم لايكثر النظر فيما يكتبه لأول مرة لأنه سيظن أن ماكتبه لايصل إلى درجة البحث العلمي ، لكن : ابدأ واستعن بالله ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )...
---
طالِب
05-01-2006, 08:40 PM
الأخ المفضال / عبد الله شكرا لتواجدك مرة أخرى ولدي استفسار بعد جمع الترجيحات ما الخطوات التي تليها ؟ ثم هل أنا مطالب بتنفيذ الخطة بحذافيرها ؟ والله يرعاك ويسدد على طريق الخير خطاك .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
05-02-2006, 05:48 PM
الخطوات التي تتبع جمع الترجيحات قد سبقت الإشارة إليها ، ونعيدها للاستذكار:
1- كتابة الآية التي ورد الترجيح فيها .
2- ذكر الكلمة أو الموضع الذي ورد فيه الترجيح .
3- ذكر نص كلام المفسر في هذا الموضع .
4- استعراض كلام المفسرين السابقين واللاحقين للمؤلف وبيان مايلي :(1/856)
أ- من وافق المؤلف من المفسرين في ترجيح المعنى الذي اختاره تفسيرًا للكلمة أو الآية (بذكر اسم المفسر فقط والإحالة إلى تفسيره في الهامش) .
ب- من خالفه في ذلك [بنفس الطريقة السابقة] .
ج- بيان أدلّة الفريق الأول ( المفسر ومن وافقه ).
د- بيان أدلة الفريق الثاني .
هـ- بيان أوجه القوة والضعف في تلك الأقوال معتمدًا على قواعد الترجيح وأقوال الأئمة.
و- الخلوص إلى نتيجة علمية في المسألة( سواءً وافقت المؤلف أوخالفته ) وذلك بعد النظر في أدلة الفريقين وبيان أوجه القوة والضعف فيها ، وتوضيح سبب اختيار ذلك القول.
أما عن تنفيذ الخطة بحذافيرها ؛ فليس ذلك بمطلوب ، بل قد يعنّ للباحث التقديم فيها والتأخير والزيادة والنقص حسب ما تقتضيه مصلحة البحث ، والله أعلم ...
---
طالِب
05-18-2006, 10:28 PM
الأخ المفضال / عبدالله وفقه الله لكل خير
ما ذكرته واضح تمام الوضوح ، ولكن يا أخي الكريم الخوف كل الخوف من النقطتين هـ / و فوالله إنني أحس أن يدي لا تستطيع الكتابة وأن الفكر منشل فبماذا تنصحني وتوجهني ؟
أسأل الله أن يوفقك ويسدد على طريق الخير خطاك
---
علاء
06-10-2006, 06:09 PM
أولاً : جُزيت خيراً لتواجدك على هذا الموقع وإجابتك على استفساراتنا .
ثانياً : لدي بعض الاستفسارات حول موضوع ترجيحات القرطبي :
1- ركزت على أن تكون الترجيحات تفسيريه فقط مع العلم بأننا وقت الجمع جمع الترجيحات وارسالها للقسم كنا نجمع جميع الترجيحات في الأصول وفي القراءات وفي النحو وعلى هذا تم التقسيم
ن فإذا اعتمدنا على التفسيرية فقط سيصل عدد الترجيحات الى أقل من (150) ترجيحا وهو العدد المطلوب ألا يقل عنه الترجيحات في الرساله الواحده .
2- أثناء المقارنه ببقية التفاسير هل يجب أن أقارنها بجميع التفاسير وألتزم بها أم أكتفي بماتيسر لي فقط.علما بأن بعض المفسرين منهم من يسرد الأقوال دون ترجيح وفي بعض الأقوال يرجح فماالذي أفعله حياله.(1/857)
3-قد ذكرت في خطتك المقدمه للقسم أن الترجيح من الأمام القرطبي قد يكون ضمنيا بأن يقول مثلا : معنى قوله :(ولايظلم ربك أحدا )
أي لا يأخذ أحدا بجرم أحد ولا يأخذه بما لم يعمله قاله الضحاك
وقيل لا ينقص طائعا من ثوابه ولا يزيد عاصيا في عقابه.
فهو هنا يرجح القول الأول لأنه ذكر الثاني بصيغة التمريض.وهذا الترجيح ضمني وليس صريح وأغلب ما استخرجناه في جزئيتنا من هذا القبيل ، ويقع لدينا الشك هل ستقبل لجنة المناقشه بهذه الترجيحات أم ستعتبرها ليست ترجيحا.
4- بالنسبه للأحالات هل نبحث عندما يحيل القرطبي الى ايات سابقه في غير السوره الملزمين بدراستها كأن يقول وتقدم في البقره وهكذا .
وجزاك الله خيرا على كل ماتقدمه لنا من مساعده.
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
06-11-2006, 05:58 PM
أشكر للإخوة تفاعلهم مع هذا الموضوع ؛ لكني في نفس الأمر أرى أنه لايمكن النقاش في جميع مايعرضه الزملاء ؛ وذلك لأن هذا الملتقى (عِلميٌّ) ، والأَولى أن يكون عامًّا لامجال للأسئلة الشخصية فيه ؛ حتى يستفيد منه كل مطلع عليه ، وقد رأيت بعض الأسئلة السابقة في موضوعنا لاتحمل هذه الصفة ، فلينتبه لهذا!!
ومحاولةً للخروج من هذه الملاحظة فإني أرى أن يعرض السؤال بصيغة العموم حتى يستفاد منه في موضوعات أخرى مشابهة .
والجدير بالذكر أن كثيرًا مما يُسأل عنه قد تعرّض له الإخوة من قبلنا في أدراج هذا الملتقى المبارك ، فلأن يكلّف اللاحق نفسه بالاطلاع على ماكتبه السابق أولى ، وذلك بالبحث عن كلمة واحدة مما يُراد السؤال عنه ، وستجد –غالبًا- أنه سبق طرح الموضوع في الملتقى فلا معنى لإعادته، وقد جربت ذلك كثيرًا واستفدت منه .
أما قول الأخ علاء :" ركزت على أن تكون الترجيحات تفسيريه فقط مع العلم بأننا وقت الجمع جمع الترجيحات وإرسالها للقسم كنا نجمع جميع الترجيحات في الأصول وفي القراءات وفي النحو وعلى هذا تم التقسيم ..." ، فأقول :(1/858)
أنت مُلزم بالبحث في تخصصك وهو (التفسير وعلوم القرآن الكريم) فقط ، أما غيره من العلوم التي امتلأ بها ( الجامع ) فلا علاقة لك بها في صلب موضوعك إلا حين تعرض للاستشهاد بما يخص ترجيح الإمام لتفسير معيّن واستشهاده بما يعضّد ذلك مما ذكر أولم يذكر من علوم الآلة ، أما إذا جمعت كل ما ورد فيه الترجيح- سواءً من التفسير أو غيره – فلن يكون للتخصص فيه معنى ، ولا أظن أحدًا يقبل بذلك أَلْبَتَّةَ.
وما ذكرت بأن عدد الترجيحات سيقلّ ، فهذا شأنٌ أكاديميٌ بحتٌ يُرجع فيه لأهله ، ولا علاقة لنا به هنا .
وبالنسبة للمقارنة بالتفاسير فأرى أن تبدأ البحث لترى أنه ليس لكل المفسرين اختيار في مسألة البحث لديك ، وسينحصر نظرك بعد ذلك في أقوال من وافق المفسر الذي تدرس تفسيره وأقوال من خالفه ، وسيكون العدد بعد ذلك معقولًا .
أما ذكر المفسر لقول بصيغة الجزم والأقوال الأخرى بصيغة التمريض ، فلا يكون ذلك ترجيحًا منه-في نظري- للقول الأول دائمًا ، بل لابد من الرجوع لسياق الكلام ( وأرجو ألا يُقوّل المفسر مالم يقله !) .
وعن الإحالات فلا أرى الرجوع إليها –سابقةً كانت أو لاحقةً- لأنها من نصيب غيرك من الزملاء وهو المعني بدراستها ،، والله أعلم .
---
د.خضر
08-23-2006, 02:08 PM
بارك الله في جميع المشاركين وأجزل لهم المثوبة، وأحب أن أضيف نقطة هي:
أن الذي يجعل الأمر صعبا علي الباحث في الترجيح وغيره أن القراءة الآن لدى معظمنا أضحت قراءة موسمية بحسب الوقائع والأحوال ، وقد نسينا أن طالب العلم يجب ألا يشبع من العلم أبدا .
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلى وإذا ما زدت علما زادني علمي بجهلي(1/859)
وطالب الماجستير يجب أن يُترك لقراءة حرة حولين كاملين لتقوية الملكة وصقلها وبذا يخرج بقناعة معينة يضيف عن طريقها جديداً، اما نظام " السِّره " في الرسائل العلمية التي تقع علي خالي الذهن وقوع الصاعقة المرسلة فهذا هو الفقر العلمي الحاصل أو الذي يُخشي ، فما أروع هذه الموضوعات التي يغوص بسببها الطالب في لجج البحار العلمية لزمن ما ثم يخرجها غضة ندية طرية ثرية حافلة بقناعته مسيطرة علي فكره ليقوم على خدمتها مبدعا في عرضها ، فما أحوجنا إلي مثل هذا النمط الذي يحتاج إلي أستاذ جاد وطالب مستميت في سبيل الوصول إلى معرفة تطابق ميوله وعطاياه العلمية ، فليس كل طلاب العلم لديهم الملكات العلمية الصالحة لكل اختيارات القسم العلمي الذي يفرض موضوعا ما فرضا.
وأخيرا نصيحتي في هذا المقام هي : أن يتضلع الباحث أولا من كتب التفسير التى تُعنى بحدود ترجيحاته ومن نفس فصيل ومنهج الكتاب الذي سيعمل من خلاله في رسالته العلمية، وبعد أن يصل إلى قناعة معينة يدخل مباشرة على القطعة التي احتواها موضوعه من التفسير ، عند ذلك يستطيع أن يدلي بدلوه ، وهذا منهج من الصعوبة بمكان لمن أراد الإفادة والزيادة ، في زمن القص واللصق . مع تحياتي .
---
(1/860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أرجو منكم وصلي بهؤلاء الأعلام وفقكم الله تعالى
---
أرجو منكم وصلي بهؤلاء الأعلام وفقكم الله تعالى
---
مروان الحسني
08-17-2006, 06:36 PM
أرجو منكم مساعدتي إخواني في الحصول على أرقام جوال هؤلاء الأعلام للأهمية القصوى :
1 - الدكتور محمد سليم النعيمي و هو أحد أعضاء المجمع العلمي العراقي و هو محقق
كتاب ( تكملة المعاجم العربية )
2 - الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي مؤلف معجم المعاجم و الأثبات .
3 - الدكتور بدر بن محمد بن محسن العماش صاحب كتاب الحافظ السخاوي الصادر عن مكتبة الرشد .
4 - المحقق هلال ناجي .
5 - الأستاذ إياد خالد الطباع .
6 - الشيخ سليم يوسف , محقق كتاب ( السر المصون على كشف الظنون ) الصادر عن دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع - بيروت .
7 - الدكتور عبدالله بن محمد الطريقي , مؤلف كتاب معجم مصنفات الحنابلة
8 - الأستاذ سائد بكداش .
9 - الأستاذ الدكتور حكمت بشير ياسين .
10 - الأستاذ محمد بن عبد الله التليدي , مؤلف كتاب
( تراث المغاربة في الحديث النبوي و علومه )
11 - الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري , المؤرخ المشهور
12 - الأستاذ محمد ناصر العجمي
أرجو أن تساعدوني في ذلك يا إخواني و لكم مني جزيل الشكر
---
محمود الشنقيطي
08-18-2006, 11:18 AM
أخي الكريم راسلني علىالخاص لأبعث لك برقم الهاتف الجوال لفضيلة الوالد العلامة/حكمت بشيرياسين -أطال الله عمه على الطاعة ونفع به-
---
مروان الحسني
08-24-2006, 05:28 AM
أخي الكريم محمود الشنقيطي لم تردوا وفقكم الله تعالى على رسالتي الخاصة ...
كما أرجو من الإخوة مساعدتي في تحصيل أرقام جوالات العلماء المذكورة أسمائهم و للأهمية القصوى و شكرا ...
---
محمود الشنقيطي
08-25-2006, 08:52 PM(1/861)
عذراً شيخنا الكريم فقد كنت على سفر وهو ما منعني من الرد عليك حيث لم أتصفح الملتقى هذه المدة وقد بعثت لك الرقم على الخاص...
وأعتذر لك أخرى على التأخير
---
مروان الحسني
08-26-2006, 12:53 AM
لا بأس أخي الكريم
و لقد إتصلت بالإستاذ الفاضل مرتين اليوم و لكنه لم يرد فعسى أن لا يكون مكروه و دمتم
---
(1/862)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سعيد صيام : قضية القدس ليست مطروحة للمزايدات !
---
سعيد صيام : قضية القدس ليست مطروحة للمزايدات !
---
القهواجي
01-24-2006, 11:21 PM
سعيد صيام : قضية القدس ليست مطروحة للمزايدات !
حوار: إبراهيم الزعيم / فلسطين 5/12/1426
05/01/2006
قبل ساعات فقط من الموعد المحدد لبدء الدعاية الانتخابية لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التقينا بالشيح سعيد صيام، عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد مرشحي الحركة عن دائرة غزة في بيته ، وكان لنا معه هذا الحوار.
كيف نفهم موقف "حماس" الرافض لتجديد التهدئة مع الاحتلال، في حين تستعد لخوض الانتخابات التشريعية؟
التهدئة كما يعلم الجميع أُعطيت في سياق حوار وطني فلسطيني في حوار القاهرة في مارس 2005، وتنتهي بانتهاء 2005، وهذه طبيعة الأشياء، ثم إنه لم يطلب أحد تمديد هذه التهدئة، ونحن نرفض الحديث عن التمديد في ظل العدوان الصهيوني، وفيما يتعلق بالانتخابات فهذا استحقاق وطني فلسطيني وتاريخ معلن، ونرى أن إجراءها في موعدها ضرورة وطنية لتجاوز هذه الأزمة؛ لأنه في الأساس "حماس" تريد الانتخابات لحماية المقاومة ومشروعها ، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، فعدم الموافقة على تجديد التهدئة والإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها أمر متكامل، وهذا وذاك يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.
يُقال: إن شعبية "حماس" ستتضاءل؛ لأنها صامتة عن الاغتيالات والاعتقالات ومحاولة الاحتلال اقتطاع جزء من شمال القطاع لإقامة ما يُسمّى "المنطقة العازلة" ما رأيكم في ذلك؟(1/863)
الحقيقة إن "حماس" لا تتعاطى مع الأحداث بردات فعل أو بطريقة انتقائية، فهي حركة واعية وراشدة وتدرك أين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني، وهناك محاولة لتشويه وتشويش مواقف الحركة التي لا يستطيع أحد أن يزاود على تضحياتها وقوتها وعطائها، واستطلاعات الرأي وتحركنا في الشارع يؤكد أن الحركة في تصاعد، وهذا المؤشر وواضح في الانتخابات البلدية الأخيرة، وواضح من التخوف الأوروبي والأمريكي من فوز كبير لحماس، وليس لدينا مشكلة من بعض الأصوات النشاز التي تصدر هنا وهناك.
التهدئة انتهت بانتهاء العام الماضي، فلماذا لا ترد "حماس" على العدوان وتشارك في نفس الوقت في العملية الانتخابية؟
قضية انتهاء التهدئة لا يعني أن تعلن "حماس" الحرب، حتى أثناء التهدئة كان هناك هامش لحق الردّ وحق المقاومة، والمقاومة كبرنامج وكخيار ليست فعلاً وردّ فعل، وإنما منهج، و"حماس" تدرك أن المرحلة الحالية هي مرحلة استحقاق دستوري واستحقاق شرعي يتمثل في إجراء الانتخابات في موعدها ، لتعزيز وحماية صمود شعبنا ومقاومته وسلاحه وبرنامجه، وبالتالي هي تقدّر أين تردّ. ومتى ترد، وأين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني.
نرغب في الحديث عن الانتخابات التشريعية، لكن قبل ذلك نرجو أن تحدثنا عن آلية أخذ القرار في حركة "حماس"؟
حركة "حماس" حركة شورية دستورية، القرارات تُؤخذ عبر مؤسساتها الدستورية والشورية، القرارات المفصلية والمصيرية في تاريخ الحركة تُؤخذ من قيادات الحركة في كافة أماكن تواجدهم في الضفة وغزة والخارج والسجون، والقضايا المحلية اليومية التي تتعلق بالحركة في موقع معين فهذا تقدره الحركة أيضاً وفق رؤية شورية ودستورية.
في حال فزتم بمقاعد في المجلس التشريعي لا تمكنكم من تشكيل حكومة هل ستتحالفون مع تيارات أخرى، يسارية مثلاً؟(1/864)
الحركة إذا ما جرت الانتخابات بصورة حرة ونزيهة ستحترم هذه النتائج وتلتزم بها، ومبدأ التحالفات السياسية وارد في أبجديات الحركة ،سواء قبل إجراء الانتخابات أو بعد إجرائها، والدليل أن الحركة دعمت العديد من الشخصيات المستقلة، وبعضها ليس صاحب فكر إسلامي، بمعنى أن هناك السياسة الشرعية، المصالح تتعلق بدفع مفاسد وجلب مصالح، وكله في النهاية منطلق من مصلحة شعبنا.
كيف ستتعاملون مع القانون والنظام العام إذا حصلتم على أغلبية المقاعد في المجلس، مثل: الفلتان الأمني... الفساد؟
كما يعلم الجميع دور التشريعي في ثلاث نقاط: التشريع وسن القوانين أو تعديل القوانين، والرقابة، والمحاسبة، في إطار هذه المهمات المناطة بالتشريعي والمسموح بها ستعمل الحركة على سن القوانين التشريعية وتعديل القوانين القائمة بما يخدم مصلحة شعبنا، وبما يحدّ من كل هذه المظاهر، سواء الفلتان أو الفوضى أو الفساد، والرقابة على الأرض لما يحدث، والمحاسبة للجهات التي تقف وراء هذه الظواهر.
هل نفهم من ذلك أنه إذا ثبت تورط أشخاص بعينهم في قضايا فساد يمكن أن يُقدموا للمحاكمة؟
وما الذي يمنع، ولا تملك "حماس" إلا أن تقدم هؤلاء الناس للمحاكمة، لأن شعبنا سئم وتعب من ترك هؤلاء الناس يعيثون فساداً ، ويتحكمون في مقدرات الشعب دون أن يكون لهم حساب أو عقاب، كل حالة ستُحال إلى القضاء وسنعمل على استقلاليته وحمايته، وأن يكون سيد نفسه بحيث تنتشر العدالة وتسود بين أوساط الشعب.
لو سألنا عن برنامج الحركة في القضايا التي تتعلق بحياة المواطن اليومية، في المجال الزراعي والاقتصادي والصناعي، ما هو هذا البرنامج؟(1/865)
نحن ندرك حجم وثقل التبعة والوضع الاقتصادي والصحي والتعليمي السيئ والمنهار، وفي تقديرنا لن نعمل بمعزل عن الآخرين، فهذا يتطلب جهد كافة القوى والفصائل، وليس مطلوباً فقط من "حماس"، و"حماس" أدرجت في برنامجها ما يتعلق بالاقتصاد والصحة والتعليم وكيفية إصلاحه والنهوض به والخروج مما هو عليه من حالات الفوضى والعبث.
البعض يقول: إن "حماس" غير معنية بفوز ساحق؛ لأن هذا سيدخلها في متاهة المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني وسيؤدي إلى انقطاع الدعم المالي؟
كل هذه التخوفات لا أساس لها من الصحة، وتأتي في سياق الحملة الانتخابية المضادة لمحاولة تقليل نسبة وجود "حماس" في المجلس التشريعي، وهذه التخوفات في قضايا الدعم أثبتت إخفاقها؛ فحماس في البلديات تفوز بنسب كبيرة والمشاريع الأوروبية مازالت متواصلة، وفوز "حماس" بنسبة كبيرة يدل على ثقلها وحجمها في الشارع، وهي ليست معنية بالتفاوض مع الاحتلال، ونسبة وجودها لا علاقة له بالتفاوض؛ لأن مهمة التفاوض هي مهمة منظمة التحرير الفلسطينية، وليست مهمة السلطة الفلسطينية، ولكن في ظل غياب المنظمة وضعف مؤسساتها والالتفاف عليها تبين أن السلطة والمجلس هو الذي يفاوض، وبالتالي لا توجد لدينا مشكلة في هذه القضية، والتفاوض مع (إسرائيل) ليس على أجندتنا، والمهمة الأساسية ستكون في دعم صمود شعبنا وبناء ما دمره الاحتلال وبناء الوضع الداخلي وترميم العلاقة الداخلية وتصليب عود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات.
لكن دخولكم في التشريعي سيمنحكم الدخول إلى منظمة التحرير، وبالتالي تصبحون جزءاً من اللعبة؟
حينما نصبح في منظمة التحرير، ووفق أسس جديدة تراعي الأوزان وتراعي الظرف والمتغيرات على الساحة، هنا يقرر في منظمة التحرير، المفاوضات من عدمها، أو كيفيتها.
لكن أنتم مع دخول منظمة التحرير وتفعيلها.(1/866)
هو أحد استحقاقات حوار القاهرة تفعيل منظمة التحرير، وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية تنظيمية وإدارية جديدة تراعي مصلحة الشعب الفلسطيني.
كيف ستعالجون القضايا الشائكة، مثل: القدس والأسرى واللاجئين؟
هذه لا نعدها قضايا شائكة، هذه ثوابت لا يستطيع أي إنسان أن يتجاوزها أو يتنازل عنها.
هل هناك برنامج واضح بشأنها، وخاصة الأسرى واللاجئين؟
البرنامج الواضح للحركة من خلال المجلس التشريعي العمل على تحرير كافة الأسرى وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم دون تمييع أو التفاف على هذا المفهوم.
سابقاً كنتم تحاولون تحرير الأسرى من خلال خطف الجنود والمستوطنين، بعد دخول التشريعي هل ستبقى هذه الآلية حاضرة أم ستتحولون إلى العمل السياسي؟
كل الأدوات والأساليب مفتوحة ومباحة في سبيل تحرير الأسرى، في الوقت الذي تعجز فيه الدبلوماسية والعمل السياسي عن تحريرهم، فالعمل العسكري يجب أن يكون رديفاً وموازياً للعمل على تحرير الأسرى.
ما مدى صحة ما أُشيع عن انسحاب الشيخ حسن يوسف من الانتخابات؟
نحن تواصلنا معه وأكد على ترشحه عن دائرة رام الله عن قائمة التغيير والإصلاح، وبالتالي كل ما أُشيع ننفيه جملة وتفصيلاً.
ما هو تعقيبكم على تصريحات شارون الأخيرة باعتقال مرشحي "حماس" في الضفة؟
في سياق الحملة العدائية ضد شعبنا الفلسطيني وضد "حماس"، تهديد كهذا ليس جديداً عندنا، فهم يستهدفون مرشحي الحركة في الضفة منذ أشهر، وهناك اعتقالات طالت المئات من كوادر الصف الأول، ومن المرشحين ومن مسؤولي الحملات الانتخابية، وعلى الرغم من ذلك بفضل الله الحركة تحرز تقدماً وتعاطفاً جماهيرياً، وهذه التهديدات لا تخيف أبناء الحركة.
برأيكم هل يمكن أن تكسبكم هذه التصريحات تعاطفاً جماهيرياً؟(1/867)
تعوّد شعبنا الفلسطيني على الوقوف في وجه من يحاول التدخل في شؤوننا الداخلية، والتعاطف مع من يقع في دائرة الاستهداف، كما حدث بعد اغتيال القادة الشيخ الشهيد أحمد ياسين والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وكان يظن الاحتلال أن الحركة ستضعف وتنهار، وإذا الجماهير تتعاطف أكثر وأكثر مع الحركة، وتحظى بتأييد أوسع من ذي قبل.
هل مازلتم متخوفين من تأجيل الانتخابات أو إلغائها بأي (سيناريو) كان، سواء بالفوضى القائمة أو باغتيالات لرموز السلطة أو بتدخل أمريكي؟
ندرك أن هناك في الساحة الفلسطينية وخارجها من يريد تعطيل هذه الانتخابات لأجندته الخاصة أو لأجندة خارجية، نحن من طرفنا سنعمل على توفير كافة الأجواء والتسهيلات التي تمكن شعبنا من إجراء الانتخابات بصورة جيدة.
رفض الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس وتعاطي جزء من قيادة "فتح" مع هذا القرار هل هو مدعاة لتأجيل الانتخابات؟
قضية القدس ليست محل نقاش أو مزاودة من أحد، نحن مصرون على إجراء الانتخابات في غزة والضفة والقدس، وأن يشارك أهلنا في القدس في هذه الانتخابات، والاحتلال يحاول وضع العراقيل أمام إجراء هذه الانتخابات، لكن في كل الأحوال، وإذا ما أصر على منع أهل القدس فعلى القوى والأطراف المعنية أن تلتقي، وتضع السبل الكفيلة لتمكين أهلنا من إجراء الانتخابات وتمثيلهم، وأخذ حقهم في المجلس التشريعي.
هل تشعرون أنه بعد توحيد قائمتي "فتح" في قائمة واحدة يمكن أن تكون منافساً قوياً لكم في الانتخابات؟(1/868)
فتح حركة كبيرة ولها تاريخها ومشاكلها الداخلية لا تظل في إطارها الداخلي، وإنما تنعكس على الواقع الفلسطيني، وبالتالي وقفنا موقفاً مسؤولاً على الرغم من اختلافنا السياسي معهم على مدار خلافاتهم ودعوناهم إلى التوحد، ونحن باركنا أن يكون هناك قائمة واحدة إذا سمح القانون بذلك، على أساس أننا نريد أن تكون هناك منافسة قوية، ونريد أن تكون الأجواء هادئة بعيدة عن التوتر الداخلي في العلاقة.
كيف تنظرون إلى "حماس" في عام 2006، هل أنتم على أعتاب مرحلة جديدة؟
"حماس" خطت خطاً جديداً وهو المزاوجة بين العمل الجهادي والحفاظ على حق شعبنا في المقاومة والحفاظ على سلاح المقاومة، وبين العمل السياسي الذي يخدم مشروع المقاومة، وهناك آمال معقودة على مشاركة "حماس"، وبالتالي أمامها مهمات كبيرة وصعبة، ولكن ثقتنا بالله كبيرة، ثم في شعبنا الفلسطيني، و شعوب أمتنا العربية والإسلامية أن يقفوا إلى جانب شعبنا لتخطي أزماته، والوصول إلى أهدافه في التحرر والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية
ww
---
(1/869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
---
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
---
أبو علي
11-30-2006, 07:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
هذه الآية هي عنوان رسالة الإسلام ، ومعجزة الإسلام هي نفسها عنوان رسالته، فإبراهيم دعا الله ومعه ابنه اسماعيل عليهما السلام باسمه العزيز الحكيم أن يبعث في ذرية إسماعيل رسولا منهم، وفي سورة الجمعة إذ يمتن الله بفضله على الأميين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم جاء بالإسم الذي يتعلق به الفضل فقال (وهو العزيز الحكيم).
ما علاقة اسم الله (العزيز) باسمه (الحكيم)؟
العزيز هو الغالب الذي لا يقهر ، ولا يكون غالبا إلا إذا كان حكيما، فالغلبة والنصر لمن يتحكم في أسباب وحيثيات النصر سواء كان بقوة الحجة أو بقوة القهر ، إذن فالعزة مبنية على الحكمة.
والحكمة هي وضع الشيء في موضعه الذي أن ينبغي يكون فيه ، فذلك هو الحق ، فإن لم يوضع الشيء في موضعه فتلك ليست بحكمة وما ذلك بحق.
إذن فالحق نتاج الحكمة ، فإذا قال الله ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فلا بد أن يأتي بعدها قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ).(1/870)
وإذا كانت الغاية من آيات الرسالات هي أن يراها المرسل إليهم فيعرفونها ويعلمون أن نبيهم حقا رسول الله كذلك فإننا سنرى آيات رسالة الإسلام التي هي (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وسنرى كيفية (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) ، هذا ما اهتدينا إليه بالحكمه ، ووجدنا تصديقا له في الكتاب إذ أن (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) جاءت بعد قوله تعالى (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).
عرفنا في مواضيع سابقة كيف جاءت رسالة الإسلام بالحق ، أما اليوم فسندرس الأسباب العقائدية التي تطلبت أن يبعث الله برسالة عنوانها (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
ما الذي حصل للملة التي جاءت قبل الإسلام فحق أن ينبه الله البشر على أن الله عزيز حكيم ؟
لا بد أن عقيدة النصارى نفت أن يكون الله عزيزا حكيما وأثبتت له عكس العزة وعكس الحكمة.
لنرى ما هي عقيدة النصارى.
عقيدة النصارى تتلخص كما يلي :
==================================
أغوى الشيطان آدم وحواء فأكلا من الشجرة فطردهما الله من الجنةإلى الأرض وكذلك إبليس. وبعد قرون عديدة أراد الله أن يخلص آدم والبشرية من الخطيئة التي أوقعهم فيها إبليس فقرر أن يتجسد في إنسان ليصلب ويتألم ويموت على الصليب ليكفر عن خطيئة البشر.
==============================
حسب معتقدهم هذا فإن إبليس هو (العزيز) الذي غلب الإله إذ أنه هو المتسبب في هذه المحنة التي حلت بالإله فجعلته يتجسد في إنسان يقاسي كما يقاسي الإنسان في حياته وبعد ذلك يصلب ويتألم ويذوق الموت.
فالإله حسب اعتقادهم ليس بحكيم ، لو كان حكيما لتوقع ما سيحصل من إبليس إذ من المفروض أن يعلم الإله الغيب .
إذن فإبليس عندهم هو (العزيز) والإله هو (الذليل). والإله ليس حكيما.(1/871)
سبحان الله وتعالى عما يصفون ، لذلك حق أن ينبه الله في رسالته التي جاءت من بعد عيسى عليه السلام على أن الكتاب تنزيل من الله العزيز الحكيم وحق أن يبرهن على ذلك بجعل معجزة الإسلام هي الحكمة.
---
(1/872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أمريكا هي بلد الدجال ...
---
أمريكا هي بلد الدجال ...
---
أبو محمد نائل
08-13-2006, 12:53 AM
الكاتب : عبد الحمن العقبي .
اسم الكتاب : أمريكا هي بلد الدجال .
1427هـ .
الكتاب بحاجة لوقفة تدبر وتأمل ونقاش متبادل بين القراء الكرام ...، عدد صفحات الكتاب 140.
عرض سريع لمحتويات الكتاب ولنا عودة إن شاء الله لعرض مقاطع من الكتاب .
1- خطبة الكتاب : وسأكتب منها أسطر رائعة .
2- معنى الدجال .
3- ليس هناك فتنة أكبر من الدجال .
4- عدد الدجاليين .
5- السبب المباشر لخروج الدجال .
6- مكان خروج الدجال .
7- زمان الدجال .
8- عند خروج الدجال يكون في الأمة خير .
9- الأحداث التي تسبق خروج الدجال .
10- بعض الأحداث في زمنه .
11- كيف تأكل أمريكا عباد الله .
12- تفصيلات الخطط الأمريكية .
13- بعض صفاته وما يسخر له .
14- كذبهم ودجلهم .
15- الأحكام العملية المتعلقة بالدجال .
16- الأعتصام منه بقراءة سورة الكهف مندوب .
17- الوقوع في ناره فرض والوقوع في جنته حرام .
18- النأي عنه واجب .
19- النظر لتحديد من هو الدجال مباح .
20- الحذر منه واجب .
21- أتباع الدجال .
22- الأمصار التي يردها الدجال أو يدخلها رعبه.
23- الذين يقاتلون الدجال من المسلمين .
24- الأماكن التي يدخلها الدجال .
25- مدة مكثه في بلاد المسلمين .
26- أين يهلك الدجال .
27- من الذي يهلك الدجال .
يتبع إن شاء الله .
__________________
الزاحف نحو العلم بريد nl-69@maktoob.com
دعاء : اللهم إنا نسألك نفوساً مطمئنة ، تؤمن بلقائك ، وترضى بقضائك ، وتقنع بعطائك ، وتخشاك حق خشيتك .
---
أبو محمد نائل
08-24-2006, 08:33 PM
http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=14098&hl=
---
(1/873)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جدول بث إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية
---
جدول بث إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية
---
إمداد
05-27-2005, 01:27 PM
جدول بث إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية
http://www.liveislam.com/series/quraan.htm
---
إمداد
05-31-2005, 05:26 AM
هذا ملف وورد لبرامج إذاعة القران لعام 1426
http://www.muslimathost.net/files/ethaa26.zip
---
(1/874)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > من أجل السرعة
---
من أجل السرعة
---
د.حسن خطاف
05-02-2006, 01:23 AM
الذي نطلبه من القسم الإداري هو إرسال الجواب إلى البريد الخاص بالعضو إن أمكن ، من ذلك أنني طلبت من الدكتور أحمد البريدي اسم الدار الطابعة للزيلعي في تخريجه لأحاديث الكشاف حيث ذكر أنه يقع في أربعة أجزاء وقد طلبت منه عند حديثي عن الأحاديث الموجودة في الكشاف ، ولم أجد جوابا لشغل الدكتور أحمد فبعثت له رسالة على بريده ولكن الذي حدث أنه جاءتني رسالة تقول اذهب إلى ذلك الرابط وعندما ذهبت جاءت رسالة تطلب مني الاسم ورقم الدخول وعندما كتبت الرسالة جاءت رسالة أخرى أنني لم أكتب الرقم بشكل صحيح ....
فالرجاء إرسال هذا المطلب مباشرة للعضو إن أمكن والسلام عليكم
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 01:47 AM
أدخل لوحة التحكم ثم أختر تعديل الخيارات ثم تابع الصور
---
(1/875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قوله تعالى :(فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن ...)
---
سؤال عن قوله تعالى :(فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن ...)
---
زينب
04-14-2005, 02:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجوا من الاخوه الكرام من يستطيع يجاوب واذا غير صحاح السته او شروح هذه الكتب تكون عندكم موجوده تكتبون لي بعضها
لكن سوال المهم هو ان هذه الايه((فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضه ولا جناح...))
تدل علي ماذا وما الدليل
---
الإسلام ديني
05-12-2005, 01:08 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاضلة
الآية - سهلة التفسير إذا قرأناها دون النظر الي الأحاديث النبوية
اي أقصد
أن تقرئي الآيات التي قبلها ثم التي بعدها
دون أن يكون عندك أي محاولة للوي الآيات القرآنية و معانيها لتوافق بما يسمى "بالمتعة "
لعرفة أن الآية هذه لا تتكلم إلا عن الزواج
فالآيات التي قبلها - كانت عن المحرمات - أي التي لا يجوز نكاحهن
ثم بعد الإنتهاء من عدهن
بدأ بالنساء المسموح نكاحهن - فجاءت هذه الآية بعد آيات التحريم
ثم عندي - حوار في منتديات أخرى حول سبب نزول هذه الآية
فوجدت أن الآية - سبب نزولها لم يكن الحروب . و الله أعلم
فإن كان القصد هو البحث عن تأويل هذه الآية إذا ما كانت تتكلم عن المتعة
فسآتيك بالحورا و النقاط حول هذه النقطة
لكي أثبت بأنها لا تمت لا من قريب و لا من بعيد بشيء يسمى بـ " المتعة " . و الله أعلم
/////////////////////////////////////////////////
---
الجواب الكافي
05-12-2005, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير فتح القادير للشوكاني في هذا الاية(1/876)
"فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن" ما موصولة فيها معنى الشرط، والفاء في قوله "فآتوهن" لتضمن الموصول معنى الشرط، والعائد محذوف: أي فآتوهن أجورهن عليه. وقد اختلف أهل العلم في معنى الآية: فقال الحسن ومجاهد وغيرهما: المعنى فما انتفعتم وتلذذتم بالجماع من النساء بالنكاح الشرعي "فآتوهن أجورهن" أي مهورهن. وقال الجمهور: إن المراد بهذه الآية نكاح المتعة الذي كان في صدر الإسلام، ويؤيد ذلك قراءة أبي بن كعب وابن عباس وسعيد بن جبير فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن ثم نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما صح ذلك من حديث علي قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، وهو في الصحيحين وغيرهما، وفي صحيح مسلم من حديث سبرة بن معبد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم فتح مكة "يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، والله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيلها ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً". وفي لفظ لمسلم أن ذلك كان في حجة الوداع، فهذا هو الناسخ. وقال سعيد بن جبير: نسختها آيات الميراث إذ المتعة لا ميراث فيها. وقالت عائشة والقاسم بن محمد: تحريمها ونسخها في القرآن، وذلك قوله تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين " وليست المنكوحة بالمتعة من أزواجهم ولا مما ملكت أيمانهم، فإن من شأن الزوجة أن ترث وتورث، وليست المستمتع بها كذلك. وقد روي عن ابن عباس أنه قال بجواز المتعة وأنها باقية لم تنسخ. وروي عنه أنه رجع عن ذلك عند أن بلغه الناسخ. وقد قال بجوازها جماعة من الروافض ولا اعتبار بأقوالهم. وقد أتعب نفسه بعض المتأخرين بتكثير الكلام على هذه المسألة وتقوية ما قاله المجوزون لها، وليس هذا المقام مقام بيان بطلان كلامه. وقد طولنا البحث ودفعنا الشبه الباطلة(1/877)
التي تمسك بها المجوزون لها في شرحنا للمنتقى فليرجع إليه
-----------------------------------------------
تفسير الجامع لاحكام القرآن للقرطبي في هذا الاية
قوله تعالى: "فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة" الاستمتاع التلذذ والأجور المهور؛ وسمي المهر أجرا لأنه أجر الاستمتاع، وهذا نص على أن المهر يسمى أجرا، وذلك دليل على أنه في مقابلة البضع؛ لأن ما يقابل المنفعة يسمى أجرا. وقد اختلف العلماء في المعقود عليه في النكاح ما هو: بدن المرأة أو منفعة البضع أو الحل؛ ثلاثة أقوال، والظاهر المجموع؛ فإن العقد يقتضي كل ذلك. والله أعلم.(1/878)
@ واختلف العلماء في معنى الآية؛ فقال الحسن ومجاهد وغيرهما: المعنى فما انتفعتم وتلذذتم بالجماع من النساء بالنكاح الصحيح "فآتوهن أجورهن" أي مهورهن، فإذا جامعها مرة واحدة فقد وجب المهر كاملا إن كان مسمى، أو مهر مثلها إن لم يسم، فإن كان النكاح فاسدا فقد اختلفت الرواية عن مالك في النكاح الفاسد، هل تستحق به مهر المثل، أو المسمى إذا كان مهرا صحيحا؟ فقال مرة المهر المسمى، وهو ظاهر مذهبه؛ وذلك أن ما تراضوا عليه يقين، ومهر المثل اجتهاد فيجب أن يرجع إلى ما تيقناه؛ لأن الأموال لا تستحق بالشك. ووجه قوله: "مهر المثل" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها مهر مثلها بما استحل من فرجها). قال ابن خويز منداد: ولا يجوز أن تحمل الآية على جواز المتعة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة وحرمه؛ ولأن الله تعالى قال: "فأنكحوهن بإذن أهلهن "ومعلوم أن النكاح بإذن الأهلين هو النكاح الشرعي بولي وشاهدين، ونكاح المتعة ليس كذلك. وقال الجمهور: المراد نكاح المتعة الذي كان في صدر الإسلام. وقرأ ابن عباس وأبي وابن جبير "فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فأتوهن أجورهن "ثم نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم. وقال سعيد بن المسيب: نسختها آية الميراث؛ إذ كانت المتعة لا ميراث فيها. وقالت عائشة والقاسم بن محمد: تحريمها ونسخها في القرآن؛ وذلك في قوله تعالى: "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانكم فإنهم غير ملومين" [المؤمنون: 5]. وليست المتعة نكاحا ولا ملك يمين. وروى الدارقطني عن علي بن أبي طالب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة، قال: وإنما كانت لمن لم يجد، فلما نزل النكاح والطلاق والعدة والميراث بين الزوج والمرأة نسخت. وروى عن علي رضى الله عنه أنه قال: نسخ صوم رمضان كل صوم، ونسخت الزكاة كل صدقة، ونسخ الطلاق(1/879)
والعدة والميراث المتعة، ونسخت الأضحية كل ذبح. وعن ابن مسعود قال: المتعة منسوخة نسخها الطلاق والعدة والميراث. وروى عطاء عن ابن عباس قال: ما كانت المتعة إلا رحمة من الله تعالى رحم بها عباده ولولا نهي عمر عنها ما زنى إلا شقي.
@ واختلف العلماء كم مرة أبيحت ونسخت؛ ففي صحيح مسلم عن عبدالله قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء؛ فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. قال أبو حاتم البستي في صحيحه: قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم "ألا نستخصي" دليل على أن المتعة كانت محظورة قبل أن أبيح لهم الاستمتاع، ولو لم تكن محظوره لم يكن لسؤالهم عن هذا معنى، ثم رخص لهم في الغزو أن ينكحوا المرأة بالثوب إلى أجل ثم نهى عنها عام خيبر، ثم أذن فيها عام الفتح، ثم حرمها بعد ثلاث، فهي محرمة إلى يوم القيامة. وقال ابن العربي: وأما متعة النساء فهي من غرائب الشريعة؛ لأنها أبيحت في صدر الإسلام ثم حرمت يوم خيبر، ثم أبيحت في غزوة أوطاس، ثم حرمت بعد ذلك واستقر الأمر على التحريم، وليس لها أخت في الشريعة إلا مسألة القبلة، لأن النسخ طرأ عليها مرتين ثم استقرت بعد ذلك. وقال غيره ممن جمع طرق الأحاديث فيها: إنها تقتضي التحليل والتحريم سبع مرات؛ فروى ابن أبي عمرة أنها كانت في صدر الإسلام. وروى سلمة بن الأكوع أنها كانت عام أوطاس. ومن رواية علي تحريمها يوم خيبر. ومن رواية الربيع بن سبرة إباحتها يوم الفتح.(1/880)
قلت: وهذه الطرق كلها في صحيح مسلم؛ وفي غيره عن علي نهيه عنها في غزوة تبوك؛ رواه إسحاق بن راشد عن الزهري عن عبدالله بن محمد بن علي عن أبيه عن علي، ولم يتابع إسحاق بن راشد على هذه الرواية عن ابن شهاب؛ قال أبو عمر رحمه الله. وفي مصنف أبي داود من حديث الربيع بن سبرة النهي عنها في حجة الوداع، وذهب أبو داود إلى أن هذا أصح ما روي في ذلك. وقال عمرو عن الحسن: ما حلت المتعة قط إلا ثلاثا في عمرة القضاء ما حلت قبلها ولا بعدها. وروي هذا عن سبرة أيضا؛ فهذه سبعة مواطن أحلت فيها المتعة وحرمت. قال أبو جعفر الطحاوي: كل هؤلاء الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم إطلاقها أخبروا أنها كانت في سفر، وأن النهي لحقها في ذلك السفر بعد ذلك، فمنع منها، وليس أحد منهم يخبر أنها كانت في حضر؛ وكذلك روي عن ابن مسعود. فأما حديث سبرة الذي فيه إباحة النبي صلى الله عليه وسلم لها في حجة الوداع فخارج عن معانيها كلها؛ وقد اعتبرنا هذا الحرف فلم نجده إلا في رواية عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز خاصة، وقد رواه إسماعيل بن عياش عن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز فذكر أن ذلك كان في فتح مكة وأنهم شكوا إليه العزبة فرخص لهم فيها، ومحال أن يشكوا إليه العزبة في حجة الوداع؛ لأنهم كانوا حجوا بالنساء، وكان تزويج النساء بمكة يمكنهم، ولم يكونوا حينئذ كما كانوا في الغزوات المتقدمة. ويحتمل أنه لما كانت عادة النبي صلى الله عليه وسلم تكرير مثل هذا في مغازيه وفي المواضع الجامعة، ذكر تحريمها في حجة الوداع؛ لاجتماع الناس حتى يسمعه من لم يكن سمعه، فأكد ذلك حتى لا تبقى شبهة لأحد يدعي تحليلها؛ ولأن أهل مكة كانوا يستعملونها كثيرا.(1/881)
@ روى الليث بن سعد عن بكير بن الأشج عن عمار مولى الشريد قال: سألت ابن عباس عن المتعة أسفاح هي أم نكاح؟ قال: لا سفاح ولا نكاح. قلت: فما هي؟ قال: المتعة كما قال الله تعالى. قلت: هل عليها عدة؟ قال: نعم حيضة. قلت: يتوارثان، قال: لا. قال أبو عمر: لم يختلف العلماء من السلف والخلف أن المتعة نكاح إلى أجل لا ميراث فيه، والفرقة تقع عند انقضاء الأجل من غير طلاق. وقال ابن عطية: "وكانت المتعة أن يتزوج الرجل المرأة بشاهدين وإذن الولي إلى أجل مسمى؛ وعلى أن لا ميراث بينهما، ويعطيها ما اتفقا عليه؛ فإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل ويستبرئ رحمها: لأن الولد لا حق فيه بلا شك، فإن لم تحمل حلت لغيره. وفي كتاب النحاس: في هذا خطأ وأن الولد لا يلحق في نكاح المتعة".
قلت: هذا هو المفهوم من عبارة النحاس؛ فإنه قال: وإنما المتعة أن يقول لها: أتزوجك يوما - أو ما أشبه ذلك - على أنه لا عدة عليك ولا ميراث بيننا ولا طلاق ولا شاهد يشهد على ذلك؛ وهذا هو الزنى بعينه ولم يبح قط في الإسلام؛ ولذلك قال عمر: لا أوتى برجل تزوج متعة إلا غيبته تحت الحجارة.(1/882)
@ وقد اختلف علماؤنا إذا دخل في نكاح المتعة هل يحد ولا يلحق به الولد أو يدفع الحد للشبهة ويلحق به الولد على قولين؛ ولكن يعذر ويعاقب. وإذا لحق اليوم الولد في نكاح المتعة في قول بعض العلماء مع القول بتحريمه، فكيف لا يلحق في ذلك الوقت الذي أبيح، فدل على أن نكاح المتعة كان على حكم النكاح الصحيح، ويفارقه في الأجل والميراث. وحكى المهدوي عن ابن عباس أن نكاح المتعة كان بلا ولي ولا شهود. وفيما حكاه ضعف؛ لما ذكرنا. قال ابن العربي: وقد كان ابن عباس يقول بجوازها، ثم ثبت رجوعه عنها، فانعقد الإجماع على تحريمها؛ فإذا فعلها أحد رجم في مشهور المذهب. وفي رواية أخرى عن مالك: لا يرجم؛ لأن نكاح المتعة ليس بحرام، ولكن لأصل آخر لعلمائنا غريب انفردوا به دون سائر العلماء؛ وهو أن ما حرم بالسنة هل هو مثل ما حرم بالقرآن أم لا؟ فمن رواية بعض المدنيين عن مالك أنهما ليسا بسواء؛ وهذا ضعيف. وقال أبو بكر الطرطوسي: ولم يرخص في نكاح المتعة إلا عمران بن حصين وابن عباس وبعض الصحابة وطائفة من أهل البيت. وفي قول ابن عباس يقول الشاعر:
أقول للركب إذ طال الثواء بنا يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس
في بضة رخصة الأطراف ناعمة تكون مثواك حتى مرجع الناس
وسائر العلماء والفقهاء من الصحابة والتابعين والسلف الصالحين على أن هذه الآية منسوخة، وأن المتعة حرام. وقال أبو عمر: أصحاب ابن عباس من أهل مكة واليمن كلهم يرون المتعة حلالا على مذهب ابن عباس وحرمها سائر الناس. وقال معمر: قال الزهري: ازداد الناس لها مقتا حتى قال الشاعر:
قال المحدث لما طال مجلسه يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس
كما تقدم.
-----------------------------------------------
تفسير البحر المحيط لأبو حيان الأندلسي في هذه الاية(1/883)
{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } قال ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وابن زيد، وغيرهم: المعنى فإذااستمتعتم بالزوجة ووقع الوطء، ولو مرة، فقد وجب إعطاء الأجر وهو المهر، ولفظة ما تدل على أن يسيرالوطء يوجب إيتاءالأجرة. وقال الزمخشر: فما استمتعتم به من المنكوحات من جماع أو خلوة صحيحة، أو عقد عليهن، فآتوهن أجورهن عليه انتهى.وأدرج في الاستمتاع الخلوة الصحيحة على مذهب أبي حنيفة، إذ هو مذهبه. وقد فسر ابن عباس وغيره الاستمتاع هنا بالوطء،لأن إيتاء الأجر كاملاً لا يترتب إلا عليه، وذلك على مذهبه ومذهب من يرى ذلك. وقال ابن عباس أيضاًومجاهد، والسدي، وغيرهم: الآية في نكاح المتعة. وقرأ أبي، وابن عباس، وابن جبير: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمىفآتوهن أجورهن. وقال ابن عباس لأبي نضرة: هكذا أنزلها الله. وروي عن عليّ أنه قال: لولا أنّ عمر نهى عنالمتعة ما زنى إلا شقي. وروي عن ابن عباس: جواز نكاح المتعة مطلقاً. وقيل عنه: بجوازها عند الضرورة، والأصح عنهالرجوع إلى تحريمها. واتفق على تحريمها فقهاء الأمصار. وقال عمران بن حصين: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتعة،ومات بعدما أمرنا بها، ولم ينهنا عنه قال رجل بعده برأيه ما شاء. وعلى هذا جماعة من أهل البيت والتابعين.وقد ثبت تحريمها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عليّ وغيره. وقد اختلفوا في ناسخ نكاح المتعة،وفي كيفيته، وفي شروطه، وفيما يترتب عليه من لحاق ولد أو حدّ بما هو مذكور في كتب الفقه، وكتب أحكامالقرآن، وما من قوله: فما استمتعتم به منهن، مبتدأ. ويجوز أن تكون شرطية، والخبر الفعل الذي يليها، والجواب: فآتوهن، ولابد إذ ذاك من راجع يعود على اسم الشرط. فإن كانت ما واقعة على الاستمتاع فالراجع محذوف تقديره: فأتوهن أجورهنمن أجله أي: من أجل ما استمتعتم به. وإن كانت ما واقعة على النوع المستمتع به من(1/884)
الأزواج، فالراجع هوالمفعول بآتوهن وهو الضمير، ويكون أعاد أولاً في به على لفظ ما، وأعاد على المعنى في: فآتوهن، ومن في: منهنعلى هذا يحتمل أن يكون تبعيضاً. وقيل: يحتمل أن يكون للبيان. ويجوز أن تكون ما موصولة، وخبرها إذ ذاك هو:فآتوهن، والعائد الضمير المنصب في: فآتوهن إن كانت واقعة على النساء، أو محذوف إن كانت واقعة على الاستمتاع على مابين قبل. والأجور: هي المهور. وهذا نص على أنّ المهر يسمى أجراً، إذ هو مقابل لما يستمتع به. وقداختلف في المعقود عليه بالنكاح ما هو؟ أهو بدن المرأة، أو منفعة العضو، أو الكل؟ وقال القرطبي: الظاهر المجموع، فإنالعقد يقتضي كل هذا. وإن كان الاستمتاع هنا المتعة، فالأجر هنا لا يراد به المهر بل العوض كقوله:
-----------------------------------------------------------------
تفسير زاد المسير لابن الجوزي في هذه الاية
قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } فيه قولان.
أحدهما: أنه الاستمتاع في النكاح بالمهور، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والجمهور.
والثاني: أنه الاستمتاع إلى أجل مسمى من غير عقد نكاح. وقد روي عن ابن عباس: أنه كان يفتي بجواز المتعة، ثم رجع عن ذلك وقد تكلف قوم من مفسري القراء، فقالوا: المراد بهذه الآية نكاح المتعة، ثم نسخت بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن متعة النساء، وهذا تكلف لا يحتاج إليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز المتعة، ثم منع منها فكان قوله منسوخا بقوله. وأما الآية، فانها لم تتضمن جواز المتعة. لأنه تعالى قال فيها: {أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ } فدل ذلك على النكاح الصحيح. قال الزجاج: ومعنى قوله:(1/885)
{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ } فما نكحتموهن على الشريطة التي جرت، وهو قوله {مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ } أي: عاقدين التزويج {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ } أي: مهورهن. ومن ذهب في الآية إلى غير هذا، فقد أخطأ وجهل اللغة.
------------------------------------------------------------------
تفسير الجواهر الحسان للثعالبي في هذه الاية
وقوله سبحانه استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن قال ابن عباس وغيره المعنى فإذا استمتعتم بالزوجة ووقع الوطء ولو مرة فقد وجب إعطاء الأجر وهو المهر كله وقال ابن عباس أيضا وغيره إن الآية نزلت في نكاح / صفحة 215 / المتعة قال ابن المسيب ثم نسخت قال ع وقد كانت المتعة في صدر الإسلام ثم نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم
----------------------------------------------------------
---
الجواب الكافي
05-12-2005, 03:11 PM
لا يستغرب القارئ هذا الموضوع، فأنا أكتبه لأني قد ناقشت أحد العلماء من أهل السنة ممن تأثر بالشيعة وأحلّ المتعة، معتمداً على تضعيف الحديث الصحيح الذي يحرّم المتعة. فأنا أنقل بعض ما أحتج به عليه إلى هذا المنتدى للفائدة، خاصة لمن يتناقش مع الشيعة.
الأدلة:(1/886)
قال أبو نعيم: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الربيع بن سبرة الجهني { أن أباه أخبره : أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حتى نزلوا عسفان ; وذكر قصة أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بالإحلال بالطواف إلا من كان معه هدي ; قال : فلما أحللنا قال : استمتعوا من هذه النساء والاستمتاع التزويج عندنا , فعرضنا ذلك على النساء فأبين إلا أن نضرب بيننا وبينهن أجلا , فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : افعلوا . } فخرجت أنا وابن عمي وأنا أشب منه ومعي برد ومعه برد , فأتينا امرأة فأعجبها برده وأعجبها شبابي , فقالت : برد كبرد وهذا أشب ; وكان بيني وبينها عشر فبت عندها ليلة ثم أصبحت فخرجت إلى المسجد , فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الركن والمقام يقول : { يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من هذه النساء , ألا وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة , فمن بقي عنده منهن شيء فليخل سبيلها ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا . }
الحديث يدور حول عبد العزيز بن عمر
وهو ابن الخليفة الأموي الراشد عمر بن العزيز رحمه الله
وإليك أقوال العلماء فيه:
يحيى بن معين: ثقة. وفي رواية: ثبت، روى شيئا يسيراً.
أبو داود: ثقة.
محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى: ثقة، ليس بين الناس فيه اختلاف.
أبو نعيم: هو ثقة .
أبو زرعة : لا بأس به.
أبو حاتم: يكتب حديثه.
أبو مسهر: ضعيف الحديث.
و ذكره ابن حبان فى "الثقات"، و قال: يخطىء. يعتبر حديثه إذا كان دونه ثقات. قلت: لقد احتج به ابن حبان في صحيحه وأخرج له هذا الحديث.
و حكى الخطابي (والله أعلم بالسند)، عن أحمد بن حنبل، قال: ليس هو من أهل الحفظ و الإتقان. قال ابن حجر: يعني بذلك سعة المحفوظ، وإلا فقد قال يحيى بن معين: هو ثبت روى شيئا يسيراً. وقال ابن حجر في مقدمة الفتح: لم يثبت عن أحمد تضعيفه. قلت: ولذلك لم يذكر الذهبي قول أحمد أصلاً.(1/887)
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطئ. وقول ابن حجر صدوق ليس بجرح. لأن له اصطلاح خاص بكلمة صدوق في كتابه التقريب. فقد قال: "الصدوق، الثبت الذي يهم أحيانا - وقد قبله الجهابذة النقاد، وهذا يحتج به".
وقال الذهبي في الكاشف: ثقة.
وروى عنه جمعٌ من الثقات ممن لا يروون إلا عن ثقة مثل شعبة ويحيى بن سعيد القطان.
وأخرج حديثه الجماعة.
قال الذهبي في الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب (ص128): "وثقوه، ولينه أبو مسهر فقط بلا حجة". وقال في الميزان (4\369): "صح عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي. وثقه جماعة، وضعفه أبو مسهر وحده".
أقول فلا يقبل الجرح المبهم غير المفسر مع توثيق الجماعة، خاصة أن توثيقهم قوي.
فقد وثقه يحيى بن معين وأبو داود والنسائي وأبو زرعة وابن عمار وأبو نعيم وشعبة ويحيى القطان، واحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما. فهذا ثقة بلا ريب، والحديث صحيح.
أنقل لهنا بعض الآثار التي أحتج بها على الشيخ المومئ إليه. وقد تأثر بكتاب شيعي ينسب المتعة لكثير من الصحابة كعبد الله بن مسعود وعمران بن حصين (مع أن كلامه كان عن متعة الحج وليس النساء!) بل حتى علي بن أبي طالب!!
++++++++
ينسب الشيعة الإمامية تحليل المتعة إلى كثيرٍ من الصحابة والتابعين، بعد نهي عمر. وهذا كذبٌ صريحٌ كما سنرى عند التحقيق.
أبو هريرة:(1/888)
قال الطحاوي شرح معاني الآثار (3\26): حدثنا أبو بكرة قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل (ليّن) قال ثنا عكرمة بن عمار (جيد إلا في يحيى بن أبي كثير) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري (ثقة) عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فنزل ثنية الوداع. فرأى مصابيح ونساء يبكين، فقال: «ما هذا؟». فقيل: «نساء تمتع بهن أزواجهن وفارقوهن». فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله حرم –أو هدر– المتعة بالطلاق والنكاح والعدة والميراث». وأخرجه البيهقي في سننه (7\207) من طريق مؤمل. والحديث حسّنه ابن حجر، وله شاهد عند الطبراني من حديث جابر من طريق صدقة بن عبد الله. ومذهبنا أن لا نحتج بالحديث الحسن.
عبد الله بن مسعود:
أخرج عبد الرزاق في مصنفه (7\506 #14048): عن ابن عيينة (الإمام الثبت المشهور) عن إسماعيل (بن أبي خالد، ثقة ثبت) عن قيس (بن أبي حازم، ثقة مخضرم احتج به الشيخان) عن عبد الله بن مسعود قال: «كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتطول غزبتنا. فقلنا: "ألا نتخصي يا رسول الله؟". فنهانا، ثم رَخَّصَ أن نتزوج المرأة إلى أجلٍ بالشيء. ثم نهانا عنها يوم خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية».
قال محمد بن الحسن (صاحب أبي حنيفة) في كتاب الآثار (1\152): باب المتعة (#698) حدثنا يوسف عن أبيه (قاضي القضاة) عن أبي حنيفة (الإمام) عن حَمَّاد (فقيه الكوفة) عن إبراهيم (النخعي، أعلم الناس بحديث ابن مسعود) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: «شكونا العزوبة فأُحِلَّت لنا المتعة ثلاثا قط، ثم نسختها آية النكاح والعدة والميراث». قلت: هذا إسنادٌ رجاله كلهم أئمة فقهاء مشاهير.
جعفر الصادق:(1/889)
أخرج البيهقي في سننه الكبرى (7\207): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن سليمان الكوفي ببغداد ثنا محمد بن عبد الله (بن سليمان المطين الكوفي، ثقة) الحضرمي ثنا إسماعيل بن بهرام (جيد) ثنا الأشجعي (إمام ثبت) عن بسام الصيرفي (شيعي جيد) قال: سألت جعفر بن محمد (هو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب) عن المتعة، فوصفتها. فقال لي: «ذلك الزنا».
معاوية بن أبي سفيان:
وأخرج عبد الرزاق (7\499): عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: «استمتع معاوية ابن أبي سفيان مقدمة من الطائف على ثقيف بمولاة ابن الحضرمي يقال لها معانة». قال جابر: «أدركت معناة خلافة معاوية حَيّة». قلت: فهذا صريحٌ أن استمتاع معاوية - رضي الله عنه - كان قبل التحريم وليس في عهد عمر (وهو من أسمع الناس له) ولا بعهد خلافته.
أبو سعيد الخدري:
وروى عبد الرزاق في مصنفه (7\498): عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: وأخبرني من شئت (رجل مجهول)، عن أبي سعيد الخدري قال: «لقد كان أحدنا يستمتع بملء القدح سويقاً». قلت: إسناده ضعيف لأن عطاء يأخذ من الضعفاء، على أن الخبر لو صح ليس فيه دلالة على أن ذلك بعد التحريم.
ابن جريج:
روى أبو عوانة في صحيحه عن ابن جريج أنه قال لهم بالبصرة: «اشهدوا أني قد رجعت عنها»، بعد أن حدَّثهم بثمانية عشر حديثاً أنها لا بأس بها.
-يتبع إن شاء الله-
أمنا عائشة:(1/890)
قال ابن عبد البر في التمهيد (10\116): «وأجمعوا أن المتعة نكاح لا إشهاد فيه ولا ولي، وأنه نكاحٌ إلى أجَلٍ تقع فيه الفرقة بلا طلاق ولا ميراث بينهما. وهذا ليس حكم الزوجات في كتاب الله ولا سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ». ثم روى عن الحارث بن أبي أسامة (وهو في زوائده للهيثمي ص537) قال: حدثنا بشر بن عمر (ثقة) قال حدثنا نافع بن عمر (ثقة ثبت) عن ابن أبي مليكة (ثقة ثبت فقيه): أن عائشة كانت إذا سَئِلَت عن المتعة، قالت: «بيني وبينكم كتاب الله. قال الله –عز وجل–: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}. فمن ما زوجه الله أو ما ملكه فقد عدا».
--------------------------------
بقلم الاخ محمد الامين احد اعضاء ملتقى اهل الحديث
---
أبو لبابة
05-12-2005, 03:30 PM
السلام عيكم ورحمة الله
أضع بين أيديكم ما أفهمه من الآية ولم أرجع بعد إلى أي مرجع في هذا الشأن فأرجو تقييم فهمي من الناحية العلمية جزاكم الله خيرا
بعد ما أورد السياق القرآني المحرمات من النساء - بسبب النسب أو المصاهرة - تابع ذلك في مستهل الآية التالية فذكر المحصنات - أي المتزوجات - فهن أيضا من المحرمات ، قال جل شأنه :
( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما )
ما هنا مصدرية زمانية ، بمعنى ( آتوهن أجرهن المفروض عليكم مدة إحصانكم لهن أي طالما كن على عصمكم فآتوهن ما فرض الله لهن من أموالكم )
لكن ما هو الأجر المفروض؟(1/891)
الغريب أن نحصر الأجر الوارد في هذا السياق بالمهر ، بينما نجد فقهيا أن هناك واجبا أكبر وأثقل من المهر ألا وهو النفقة ، ومما يرجح كونه النفقة التعبير بقوله تعالى (فما استمتعتم به منهن) أي مدة استمتاعكم بهن التي يمكن أن تستمر عشرات السنين فهل يعقل أن يكون الأجر هو المهر الذي من الممكن ألا يتجاوز دراهم معدودة؟!
وهل المهر مقابل البضع ؟ أم هو عطاء رمزي يستوي معناه مع المتعة التي تعطى للمرأة في حالة الطلاق (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ) ؟ الله أعلم
وإن لم يكن المهر مقابل البضع فماذا يقابل البضع إذن؟ أقول البضع استمتاع من الرجل حق للرجل يستوفيه من المرأة مقابل استمتاع من المرأة بالرجل تستوفيه منه أيضا وهذه فيما أرى هي المعاوضة الحقيقية في عقد النكاح ، بدليل جواز طلب فسخ النكاح من قبل المرأة إن كان الرجل عنينا ( حتى ولو ضاعف المهر والنفقة) وكذلك جواز طلب الفسخ من الرجل في حالة كون المرأة قرناء أو رتقاء إلخ..
إذن النفقة مقابل ماذا ؟
أقول والله أعلم الاستمتاع مقابل الاستمتاع والنفقة من الرجل مقابل انحباس المرأة للرجل فلا تتصرف بنفسها بحل أو ارتحال ولا في بيتها إلا بإذنه والله أعلم.
أما أن يدل الأجر في الآية على جواز نكاح المتعة فهذا ما لاتحتمل الآية الدلالة عليه لا بمنطوقها ولا بمفهومها والله أعلم .
أبو لبابة
---
جمال حسني الشرباتي
05-12-2005, 07:58 PM
قلت يا أبا لبابة ((أقول والله أعلم الاستمتاع مقابل الاستمتاع والنفقة من الرجل مقابل انحباس المرأة للرجل فلا تتصرف بنفسها بحل أو ارتحال ولا في بيتها إلا بإذنه والله أعلم.))
أظن أنه يخالف القطعي في كون إستمتاع الرجل بالمرأة يقابله صداق ونفقة منه---لا يمكن أن نقبل قولك ونترك القطعي
---
أبو لبابة
05-14-2005, 03:59 PM
الأخ جمال
أي دليل قطعي تقصد؟
وهل هو قطعي الورود قطعي الدلالة حتى ينحسم الخلاف؟
---
جمال حسني الشرباتي(1/892)
05-14-2005, 04:51 PM
لا ---- أقصد قطعي الثبوت
أما بالنسبة للدلالة فاعذرني لاستبعادي لإستدلالك
---
(1/893)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيتين في كتاب الله عزوجل
---
آيتين في كتاب الله عزوجل
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-13-2004, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
قال الله عزوجل ((وخلق الانسان عجولا))
وقال عزمن قائل((خلق الانسان من عجل))
وقال عزوجل((وبدأ خلق الانسان من طين))
وقال((ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ))
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة على ان ابتداء خلق الانسان من طين..
فهنا سؤالين ؟؟؟
اولا:ان الله عزوجل اخبرنا بان اول خلق الانسان من طين .وفي هاتين الآيتين الكريمتين من {عجل}؟؟؟
ثانيا:كما نعلم جميعا ان الاستعجال مذموم والتانِي والتؤدة محمود فكيف التوفيق ان الله عزوجل خلقنا من عجل ثم نهينا عن العجل ؟؟؟ارجو الافادة ولكم جزيل الشكر
__________________________________________________ _
((في التأني السلامة ***وفي العجلة الندامة)))
---
أبوعبدالله المسلم
09-17-2004, 06:50 AM
أولاً يل أخي السائل : هلا ذكرت لنا أين قال الله : ((وخلق الانسان عجولا))؟؟
أما الجواب عن سؤالك فخذه من كلام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان ، قال رحمه الله :
(
{ خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }
قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك: أن من أنواع البيان التي تضمنها أن يذكر بعض العلماء في الآية قولاً ويكون في نفس الآية قرينة تدل على خلاف ذلك القول. فإذا علمت ذلك فاعلم ـ أن في قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: { مِنْ عَجَلٍ } فيه للعلماء قولان معروفان، وفي نفس الآية قرينة تدل على عدم صحة أحدهما. أما القول الذي دلت القرينة المذكورة على عدم صحته: فهو قول من قال: العجل الطين وهي لغة حميرية. كما قال شاعرهم:(1/894)
البيع في الصخرة الصماء منبته والنخل ينبت بين الماء والعَجَل
يعني: بين الماء والطين. وعلى هذا القول فمعنى الآية: خلق الإنسان من طين، كقوله تعالى{ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }
[الإسراء:61]، وقوله:{ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ }[السجدة:7].
والقرينة المذكورة الدالة على أن المراد بالعجل في الآية ليس الطين قوله بعده: { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } [الأنبياء:37]، وقوله:{ وَيَقُولُونَ مَتَى هَاذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِين }
[الأنبياء:38].
فهذا يدل على أن المراد بالعجل هو العجلة التي هي خلاف التأني والتثبت. والعرب تقول: خلق من كذا. يعنون بذلك المبالغة في الإنصاف. كقولهم: خلق فلان من كرم، وخلقت فلانة من الجمال. ومن هذا المعنى قوله تعالى:{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } [الروم:54] على الأظهر. ويوضح هذا المعنى قوله تعالى:{ وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً }[الإسراء:11] أي ومن عجلته دعاؤه على نفسه أو ولده بالشر.
قال بعض العلماء: كانوا يستعجلون عذاب الله وآياته الملجئة إلى العلم والإقرار، ويقولون متى هذا الوعد. فنزل قوله: { خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } للزجر عن ذلك. كأنه يقول لهم: ليس ببدع منكم أن تستعجلوا. فإنكم مجبولون على ذلك، وهو طبعكم وسجيتكم. ثم وعدهم بأنه سيريهم آياته، ونهاهم أن يستعجلوا بقوله: { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }. كما قال تعالى:{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي? أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } [فصلت:53].(1/895)
وقال بعض أهل العلم: المراد بالإنسان في قوله: { خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } آدم. وعن سعيد بن جبير والسدي: لما دخل الروح في عَيني آدم نظر في ثمار الجن، فلما دخل جوفه اشتهى الطعام، فوثب من قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة. فذلك قوله: { خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ }. وعن مجاهد والكلبي وغيرهما: خلق آدم يوم الجمعة في آخر النهار.، فلما أحيا الله رأسه استعجل وطلب تتميم نفخ الروح فيه قبل غروب الشمس. والظاهر أن هذه الأقوال ونحوها من الإسرائيليات. وأظهر الأقول أن معنى الآية: أن جنس الإنسان من طبعه العجل وعدم التأني كما بينا، والعلم عند الله تعالى.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: والحكمة في ذكر عجلة الإنسان ها هنا أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلى الله لعيه وسلم، وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم، واستعجلت ذلك. فقال الله تعالى: { خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } لأنَّه تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، يؤجل ثم يعجل، وينظر ثم لا يؤخر. ولهذا قال: { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } أي نقمي وحكمي، واقتداري على من عصاني فلا تستعجلون. انتهى منه.) انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله
---
(1/896)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل صح أن قراءة آخر سورة الكهف يعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر ؟
---
هل صح أن قراءة آخر سورة الكهف يعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر ؟
---
أبو أحمد99
06-05-2003, 08:12 PM
إلى جميع الاخوة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مرة أدخل المنتدى. أريد أن أسأل عن قول بعض العلماء عن آواخر سورة الكهف وماصح من أنها تعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-06-2003, 06:14 AM
ورد أثر عن زر بن حبيش أنه قال : من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها .
قال عبدة [ بن أبي لبابة - راوي الأثر عن زر ] : فجربناها فوجدناها كذلك .
وهذا الأثر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن في باب فضل سورة هود وبني اسرائيل والكهف ومريم وطه ، ثم قال : قال أبو عبيد : وقال ابن كثير [ أحد رواة الأثر ] : وقد جربناها أيضاً في السرايا غير مرة فأقوم في الساعة التي أريد . قال : وابتدئ من قوله : ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً ) إلى آخرها .
وقد روي مرفوعاً بسند ظاهره الضعف :( ... ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء ) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن رقم 203 باب في فضل سورة الكهف .
وقد أورد كل هذه الآثار صاحب كتاب : لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن ، وهو محمد بن عبدالواحد الغافقي 0(ت:619) . 2/ 801 .
أما عن الحكم عن هذه الآثار ، فلعل أخانا الكريم الشيخ خالد الباتلي يفيدنا به ؛ لأنه مرجع في هذا الباب . وفقه الله .
---
أبو أحمد99
06-06-2003, 05:43 PM
أبو مجاهد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أملك لك ولأمثالك الا الدعاء بإن يحفظكم ويزيدكم علما
والسلام ختام
---(1/897)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب المصاحف لابن أبي داود
---
سؤال عن كتاب المصاحف لابن أبي داود
---
ناصر الغامدي
11-27-2006, 12:13 PM
نريد نبذة مختصرة عن كتاب المصاحف لابن أبي داود
وهل هو مطبوع
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
11-27-2006, 12:48 PM
سبق السؤال عن هذا الكتاب ، وهذا جوابه
السلام عليكم ورحمة الله ةبركاته ، اما بعد :
فقد طُبِعَ الكتاب مؤخَّرًا عن أصل رسالة علمية في جامعة أم القرى ، نال بها الباحث درجة الدكتوراه .
ومحقق الكتاب هو محب الدين عبد السبحان واعظ ، وقد ذكر في الفصل الخامس من مقدمته ( قيمة الكتاب العلمية ) .
وفي مقدمة المحقق مناقشة للمستشرق آثر جفري ، وقد انتقده في عمله ومنهجه العلمي .
أما الكتاب ، فهو كتاب آثارٍ فيما يتعلق بالمصاحف وما يتعلق بها من الرسم والقراءة وغيرها ، وهو ثروة في هذا الموضوع ، ومرجع مهمُّ ، لكنه كغيره لا يخلو من آثارٍ فيها نظر ، وقد تتبعها المحقق وبينها ، فانظرها عنده مشكورًا .
والكتاب من مطبوعات دار البشائر الإسلامية .
---
ناصر الغامدي
11-30-2006, 12:57 PM
مشرفنا العزيز جزاك الله خيراً
---
(1/898)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ومن عاد
---
ومن عاد
---
مصطفى علي
11-27-2006, 08:51 AM
قال تعالى { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ البقرة (275) ] .
لفظ من عاد هل تعني في قوله أم عاد إلى الفعل
---
مروان الظفيري
11-28-2006, 06:33 PM
الأخ الحبيب الأديب اللبيب
الغالي مصطفى علي :
جاء في تفسير آية الربا في أواخر سورة البقرة فقد قال في الجزء الثالث
من تفسير المنار في الصفحتين 89، 99 ما نصه:
(( أباح أكل ما سلف قبل التحريم، وأبهم جزاء أكله شيئاً بعد النهي فقال :
{ ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ، أي ومن عاد إلى ما كان يأكل
من الربا المحرم بعد التحريم فأولئك البعداء من الاتعاظ بموعظة ربهم، الذي لا ينهاهم
إلا عما يضر بهم في أفرادهم أو جميعهم،
هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه فيكونون خالدين فيها)). ثم قال بعد ذلك:
(( وقد أول المفسرون الخلود لتتفق الآية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي
لا توجب الخلود في النار، فقال أكثرهم :
إن المراد من عاد إلى أكل الربا واستباحته اعتقاداً،
ورده بعضهم بأن الكلام في أكل الربا، وما ذكر عنه من جعله كالبيع، هو بيان لرأيهم فيه
قبل التحريم فهو ليس بمعنى استباحة المحرم، فإذا كان الوعيد قاصراً على الاعتماد فحسب
فلا يكون هناك وعيد على أكل بالفعل)).
---
جمال حسني الشرباتي
11-28-2006, 07:24 PM(1/899)
السلام عليكم
صاحب تفسير المنار مؤيد لما ذهبت إليه الأباضيّة من القول بتخليد صاحب الكبيرة في النّار--وواضح من قوله ميله إلى رأيهم --وقد استشهد مفتي الأباضية الخليلي في كتابه "الحق الدامغ" بقول صاحب المنار
وقد قال إبن عاشور فيها قولا متينا هو (وجُعل العائد خالداً في النار إما لأنّ المراد العود إلى قوله: { إنما البيع مثل الربا } ، أي عاد إلى استحلال الربا وذلك نِفاق؛ فإنّ كثيراً منهم قد شقّ عليهم ترك التعامل بالربا، فعلم الله منهم ذلك وجعَل عدم إقلاعهم عنه أمارة على كذب إيمانهم، فالخلود على حقيقته. وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا، وهو الظاهر من مقابلته بقوله: { فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى } والخلود طول المكث كقول لبيد:فوقفْتُ أسألُها وكيفَ سؤالُنا صُمّاً خَوَالِدَ ما يَبِين كلامُها
ومنه: خلَّد الله مُلك فلان.
وتمسك بظاهر هاته الآية ونحوها الخوارج القائلون بتكفير مرتكب الكبيرة كما تمسكوا بنظائرها. وغفلوا عن تغليظ وعيد الله تعالى في وقت نزول القرآن؛ إذ الناس يومئذ قريبٌ عهدهم بكفر. ولا بد من الجمع بين أدلّة الكتاب والسنة.)
وقد ذكر ابن عاشور مراد العود إلى القول باستباحة الربا في قولهم "إنما البيع مثل الربا" كخيار أول في معنى الآية فيصير المعنى "من عاد إلى القول باستباحة الربا فمصيره الخلود في النّار"
ثم ذكر الخيار الثاني وهو العودة إلى العمل بالربا فمصير من عاد هو الخلود بمعنى طول المكث---ثم انتقد تمسّك الخوارج بظاهرها في تكفير مرتكب الكبيرة
والملفت للنظر عزوه جملة الآية (وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) إلى تغليظ في الوعيد في زمن كان النّاس فيه حديثي عهد بكفر منتقدا تغافل الخوارج عن هذا التعليل
"
---
مروان الظفيري
11-29-2006, 12:23 AM
وعليكم السلام ياأخي الفاضل
جمال حسني الشرباتي(1/900)
وأثابك الله خيرا على توضيحك ، ومداخلتك هذه القيمة الرائعة
وتوضيحك لمسألة هامة في العقيدة الإسلامية ، يغفل عنها الكثيرون ..
ولكن ياأخي الحبيب جمال
السيد محمد رشيد رضا قد سبقه الأستاذ الكبير العلامة الإمام محمد عبده إلى مثل هذا الرأي،
فلنسمع إلى ما يقوله في تفسير قوله تعالى : {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ،
يقول :
(( ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك
ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،
وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،
فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار
وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة) ).
فما قولك ياأخي الحبيب جمال !!!؟
وجزاك الله خيرا
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2006, 06:07 AM
وعليكم السلام يقول :
(( ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها، فلم يأولها بالشرك
ولكنهم أولوا جزاءها فقالوا: إن المراد بالخلود طول مدة المكث، لأن المؤمن لا يخلد في النار،
وإن استغرقت المعاصي عمره، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته،
فهم أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة: إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار
وتأييدا لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة) ).
السلام عليكم
الرأي الذي تراه في الأعلى هو سرد من محمد عبده رحمه الله ولكنك تشعر في سرده ميله إلى قول المعتزلة---ومحمد رشيد رضا تابع أمين له
والآية التي أشار إليها هي "{بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة81(1/901)
وقد أشبعها المفسرون بحثا--رابطين تفسيرها بقوله تعالى "{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
والقرآن يفسّر بعضه بعضا---فإن كان عزّ وجل يغفر مادون الإشراك- وقد توعد المشركين بالخلود في النّار---والكبيرة دون الإشراك----فلا بد أن يكون جزاء اقترافها دون الخلود في النّار
وفي علم التفسير نلجأ أولا إلى تفسير القرآن بالقرآن ثمّ إلى تفسيره بالسّنة المطهرة ثمّ بماصح عن الصحابة--ثم بما صحّ عن التابعين----
وإن لم نجد نبحث في كتب من تبعهم بإحسان من أئمة المفسرين وخصوصا أصحاب البّاع في علوم اللغة---
وابن عطيّة من الذين يعتمد عليهم ويرجع إليهم في موضوع التفسير اعتمادا على اللغة ---فانظر ماذا قال
(والخطيئة الكفر، ولفظة الإحاطة تقوي هذا القول وهي مأخوذة من الحائط المحدق بالشيء، وقال الربيع بن خيثم والأعمش والسدي وغيرهم: معنى الآية مات بذنوب لم يتب منها، وقال الربيع أيضاً: المعنى مات على كفره، وقال الحسن بن أبي الحسن والسدي: المعنى كل ما توعد الله عليه بالنار فهي الخطيئة المحيطة، والخلود في هذه الآية على الإطلاق والتأبيد في المشركين، ومستعار بمعنى الطول والدوام في العصاة وإن علم انقطاعه، كما يقال ملك خالد ويدعى للملك بالخلد.
وقوله تعالى: { والذين آمنوا } الآية. يدل هذا التقسيم على أن قوله { من كسب سيئة } الآية في الكفار لا في العصاة، ويدل على ذلك أيضاً قوله: { أحاطت } لأن العاصي مؤمن فلم تحط به خطيئته، ويدل على ذلك أيضاً أن الرد كان على كفار ادعوا أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة فهم المراد بالخلود، والله أعلم.)(1/902)
فقد جزم بأنّ الخطيئة في قوله "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ " هي الكفر---وأيّد قول السدّي في تفسير قوله تعالى(فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) في تقسيمه للخلود إلى قسمين--
دائم فيما يتعلق بالمشركين---ومستعار لمعنى طول المكث في العصاة من المسلمين--
وقد دعم قوله بالمؤيدات التالية وهي
# قوله بعد ها ({ وَاالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ االصَّالِحَاتِ أُولَائِكَ أَصْحَابُ االْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } دال على أنّ الآية "بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" في الكفّار إذ لو كانت في المؤمنين لما احتيج إلى أن يقال بعدها "والذين آمنوا--"
# وقوله " أحاطت " دال على أنّ الآية في المشركين لأن العاصي مؤمن لا تحيط به خطيئته
# ويدلّ على كون الآية في المشركين هو كونها جاءت جوابا على كفّار ادعوا أنّ النّار لن تمسّهم إلّا أيّاما معدودة في قوله تعالى قبلها مباشرة "* { وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
---
مصطفى علي
11-29-2006, 11:38 PM
لا أسأل عن الجزاء وإنما على من يعود
---
جمال حسني الشرباتي
11-30-2006, 06:48 PM
السلام عليكم
(قال تعالى { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ البقرة (275) ](1/903)
الأرجح أنّ المعنى هو من عاد إلى أكل الربا وإلى القول بأنّ البيع مثل الربا وبهذا الكلام قال الأئمة الأخيار--
قال الطبري ( وَمَنْ عَادَ } يقول: ومن عاد لأكل الربا بعد التحريم، وقال ما كان يقوله قبل مجيء الموعظة من الله بالتحريم من قوله: { إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرّبَوااْ } { فَأُوْلَائِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } يعني ففاعلو ذلك وقائلوه هم أهل النار، يعني نار جهنم فيها خالدون.)
---
مصطفى علي
11-30-2006, 08:00 PM
يكون على حسب ما فهمت من كلام حضرتك أن الفاعل غير متوعد في هذه الآية الكريمة أليس كذلك ( بصرف النظر عن معنى الجزاء )
أما ما نقلتم عن ابن عاشور
إما لأنّ المراد العود .... وإما لأنّ المراد العود إلى المعاملة بالربا
هنا يكمن سؤالي أن الموضوع تضطرب في الأراء فكنت أسأل أهل التفسير لعل من وقف على جازم بين القولين
---
جمال حسني الشرباتي
11-30-2006, 08:09 PM
السلام عليكم
أخي الفاضل مصطفى
لا يمكنك أن تفهم ما فهمت أخي--
فالوعيد يشمل النوعين على جهتين مختلفتين
# أولا -- العائد إلى اقتراف جريمة الربا فقط دون استحلال لها بقول
# ثانيا --العائد إلى اقتراف جريمة الربا مستحلا لها بقول
ففي إبهام "وَمَنْ عَادَ " قصد بلاغي ليشمل نوعي العودة---عودة إلى فعل الجريمة ---وعودة إلى استحلال الجريمة قولا
---
(1/904)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الظرافة والفكاهة عند العلماء
---
الظرافة والفكاهة عند العلماء
---
الجكني
10-06-2006, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفكاهة والظرافة متعلقان بعلم النفس ،وليسا مجرد نكات عابرة تمر سريعاً ثم تهمل وتنسى ،وإنما هما في الواقع تعبير مكثف وسريع يخفي في طياته كثيراً من الحقائق النفسية والاجتماعية والفكرية المرتبطة بالإنسان ومجتمعه ولهذا قال علماء النفس : الابتسام والضحك مظهران من مظاهر الغريزة الإنسانية ؛لكن الفكاهة هي أثر من آثار الترقي الإجتماعي وهي على علاقة وثيقة بالقيم المنهارة في المجتمع وبالقيم المقدسة التي تحاط بالتقدير والاحترام في نفس الوقت0
وإذا دلت "الفكاهة " على الفرح والابتهاج أحياناً فإنها في أخرى تدل على آلام دفينة وتهكم مرير ،فكأن الفكاهة جهاز يعيد للنفس توازنها ويخرج الإنسان من دائرة الحرج فتتحول المأساة إلى ملهاة نتيجة لرؤية الحدث من زاوية نفسية معينة ،كما تنعكس فيها نفوس أناس تمتعوا بحس فكاهي ورغبوا في "التحرر" من الحياة "الجدية " عن طريق الهزل والتفكه والمزاح بإنكار الواقع والارتداد نحو مرحلة الطفولة المبكرة 0
والفكاهة وإن صدرت عن الفرد إلا أنها تعبير عن وجدان الجماعة ،كما أنها تقوم بدور البلسم الشافي في مآسي الحياة0(1/905)
وقبل هذا كله فإن الفكاهة والظرافة مطلبان شرعيان يندرجان تحت مقصد من مقاصد الشريعة وهو مقصد "السماحة " التي هي ضد "الغلو "بطرفيه الممقوتين :الإفراط والتفريط ،وهي من باب "المزاح" الذي أحله الله تعالى وكان من صفات نبيه صلى الله عليه وسلم الذي "كان يمزح ولا يقول إلا حقاً " ،وكان من خلق صحابته الكرام الذين هم أعلم الأمة بالحلال والحرام وأتقى الأمة لله خوفاً ورجاء ،حتى قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنه :"المزاح بما يحسن مباح وقد مزح رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
وقال بعض العلماء : الإكثار من المزاح والخروج عن الحد "مخلّ" بالمروءة والوقار ، والتنزه عنه بالمرة والتقبض "مخلّ " بالسنة والسيرة النبوية المأمور اتباعها والاقتداء بها 0
والناظر في كتب العلماء ،سواء التفسيرية والحديثية واللغوية والأدبية يجد أمثلة كثيرة للفكاهة والظرافة والمزح عند العلماء ،الذين لهم "دعابة " و"حلاوة " في محاوراتهم ،وأجوبة بدهية مسكتة ،حتى وصف كثير منهم بأنه "حلو الجواب ،مليح التندير " يُضحك من حضر ،ولا يضحك هو إذا ندّر " 0
والفكاهة والظرافة من العلماء هي عندهم استراحة للقلب وتنشيط له وانتقال يطرد الملل ،و هي : نزهة النفس وربيع القلب ومرتع السمع ومجلب الراحة ومعدن السرور وسكن للروح ولقاح للعقل ،حتى إن بعضهم شبّه الانتقال من الجد إلى الهزل بانتقال من يسير في حر شديد إلى ظل يستريح فيه ،وانتقال من السير في أرض وعرة إلى السير في سهل ،ولهذا قالوا :" لا بد للنفوس أن تستريح ،وللنوادر أن تستباح"0
وكان العلماء والأدباء دائماَ ما يدعون إلى الابتعاد عن تلك الروح الجادة لما فيها من شدة وجفاء مما حدا بالإمام الشيخ أحمد بن ليون التجيبي أن يقول :
إسمح يزنك السماح إن السماح رباح
لا تلق إلا ببشر فالبشر فيه النجاح
تقطيبك الوجه جدّ أجلّ منه السماح
ويقول ابن خفاجة :
أما لديك حلاوه أما عليك طلاوه(1/906)
طايب وداعب ولاعب ودع سجايا البداوه
فإنّ أوحش شيء جساوة في غباوه
ومنه قول عبد القاهر بن مفرح الفزاري اللغوي الأديب :
يا صاح لا تعرض لزوجية كل البلا من أجلها يعتري
الفقر والذل وطول الأسى لست بما أذكره مفتر
ما في فم امرأة سوى اشتر لي اشتر لي واشتر
( أنا ناقل الأبيات ولست قائلها )
ولأهمية الفكاهة والظرافة تجاذبها العلماء في كل فن بالتعريف والدراسة والتحليل من المناطقة والتربويين والنفسانيين وغيرهم لأن حالات الانشراح لأناس فكهين يرغبون في الدعابة والمزاح إنما هي صيغ لا واقعية فكأنهم يعيشون في عالم آخر بعيد عن الآلام والمسؤوليات ،إنهم في عالم الفكاهة والتوريات والألاعيب اللفظية 0
وقد ذهب بعض التربويين والنفسانيين إلى أن أبرز أسباب الضحك هو عدم الانسجام بين الفرد والمجتمع ،ومن هذا التباين والنشوز بينهما ينشأ الموقف الضاحك ،وكأن الضحك قصاص له لتصلبه وعدم تكيفه وانسجامه ،ويضربون لذلك مثالاً بأننا لو رأينا شخصاً ركض في الشارع فتعثر وسقط فإننا سنضحك ،لكن :ما سبب هذا الضحك ؟ إن مجرد وقوعه على الأرض ليس هو سبب الضحك ،بل لأن وقوعه كان لا إرادياً ،وكان عليه أن ينتبه ،أو أن سرعته أو أي سبب آخر كان العامل الذي أوقعه ،لإن عدم تكيفه دفعنا للضحك منه قصاصاً لفقدانه الروح الجماعية 0هكذا يقول بعض النفسانيين ،وقد لا نتفق معهم في هذا التحليل 0
عفواً على إطالة هذه المقدمة لهذا الموضوع الذي أحببت أن أثيره هنا لسب مهم عندي وهوأني :(1/907)
لاحظت في كثير من الأحيان وفي عدة بلاد عربية وغير عربية نظرة تكاد تكون "سوداء " وإن لم تكن فهي قطعاً "حولاء " لطالب العلم الشرعي ،فهو عند غالبية الناس :رجل "مكفهرّ" "مقطّب " متشدّد" ،ولا أقول "متزمّت " لأن التزمت في اللغة يطلق على المعنيين المتضادين :التشدد و التساهل ،والثاني ليس هو مراد الناس في وصفهم لبعض طلاب العلم ) ومن نظرتهم أيضاً أنه :" لا يمرح "بالراء والزاي ولا "ينكت " وأن النكتة" عنده "حرام " وعلى أقل تقدير فهي " مكروهة" وإن تساهل فيها حكم عليها بأنها " غير مستحبة " إلى غير ذلك من الأوصاف التي أعرفها وغيرها كثير لا أعرفه ويعرفه غيري ممن يختلط مع الناس ويأكل معهم كما يأكلون ويشرب معهم أيضاً كما يشربون 0
وقبل أن أرمَى بسوء الظن الذي نحمد الله تعالى على خلوه من ملتقانا هذا المبارك إن شاء الله فإني أقول:
إن ما سأكتبه هنا هو في الغرض الأساس لبغية الاستفادة والتحليل وأخذ العبرة الخفية وليس للضحك فقط ،ولذا أرجو ممن يقرأ "ظرافة أو فكاهة " مما سيجده أن يعقب عليها بما يراه مناسباً وذلك لاعتقادي الجازم أن علماءنا رحمهم الله كان لهم غرض "تربوي وتعليمي " من هذه النكت والظرافة وأبدأ بذكر الموقف الأول :
1- قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه "النشر في "القراءات" العشر " :
" بلغني عن شيخ شيوخنا الأستاذ بدر الدين محمد بن بصخان رحمه الله وكان كثير التندير (هذا الصواب كما في النسخ الخطية من النشر وليس كما في المطبوع :التدبير ) :أن شخصاً كان يجمع عليه فقرأ "تبت يدا أبي " ووقف وأخذ يعيدها حتى يستوفي مراتب المد ،فقال له :يستأهل الذي بزر (كذا الصواب كما في النسخ الخطية غير نسخة واحدة وهو تصحيف وليس كما في المطبوع "أبرز") مثلك 0انتهى :2/204(1/908)
فهذا الموقف مع أنه ظريف وفيه عند من يعرف طريقة الجمع فكاهة ويدعو للضحك ،لكن في نفس الوقت فيه "فائدة " علمية وهي تنبيه الطالب على أن هذه الكلمة ليست محل وقف 0وهكذا 000
وسأحاول – إن شاء الله تسجيل كثير من ذلك بين الفينة والأخرى 0
---
أبو صفوت
10-06-2006, 05:19 PM
أضحك الله سنك شيخنا المبارك ولقاك نضرة وسرورا
---
الجكني
10-06-2006, 05:35 PM
آمين أخي أبو صفوت ،وجزاني وإياك بما صبرنا "جنة وحريراً "
---
الجكني
10-07-2006, 03:41 PM
وقفة اليوم :
قبل أن أذكر ها أريد أن أنبه على أن المقدمة التي كتبتها لهذا الموضوع جلها "ملخًص " من مقدمة كتاب "الفكاهة في الأدب الأندلسي " للدكتور:رياض قزيحة ،لذا جرى التنويه أداء للأمانة العلمية 0
أما طرافة اليوم فهي نقل "موقفين ط لعالم قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله :"هو أبو زكريا يحي معين ،شيخ المحدثين الحافظ الجهبذ أحد الأعلم روى عنه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم 0
الموقف الأول :
قال جعفر بن أبي عثمان : كنا عند يحي بن معين فجاءه رجل مستعجل فقال : يا أبا زكريا حدثني بشيء أذكرك به ،فقال يحي :اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل 0
لعل الإمام أراد أن يشير إلى موقف تربوي وهو أن على السائل التريث وعدم الاستعجال عند سؤال العلماء 0
الموقف الثاني :
قال الحسين بن فهم :سمعت يحي يقول : كنت بمصر فرأيت جارية بيعت بألف دينار ،ما رأيت أحسن منها ،صلى الله عليها ،فقلت : يا أبا زكريا : مثلك يقول هذا ؟ قال :نعم ،صلى الله عليها وعلى كل مليح 0
علّق الذهبي على هذا بقوله :هذه الحكاية محمولة على (الدعابة) من أبي زكريا ،وتروى عنه بإسناد آخر 0
أترك التعليق للأخوة الأدباء الفضلاء 0
انظر :سير أعلام النبلاء:11/87
---
علال بوربيق
10-07-2006, 05:52 PM(1/909)
هذا القسم من الظرافة والفكاهة يسمى عند سلفنا الصالح، وخصوصا المحدثين منهم بـ" الإحماض " وقد وردت هذه الكلمة على لسان تلامذة ابن عباس رضي الله عنهم فقد ورد أنهم كانوا إذا أكثروا من مذاكرة القرآن وتفسيره، والحديث وكتابته قالوا : يا ابن عباس أحمض لنا قليلا. " فيسرد لهم من القصص ما فيه فكاهة وظرافة ليذهب عنهم الملل والضجر وفي كتب الحديث والتراجم والسير الكثير من هذا ، وقد اخترت هذه القصة لتكون عبرة لمن يطلبون علمهم من الكتب دون الجلوس إلى الشيوخ وثني الركب أمامهم
ذكرالإمام الخطيب البغدادي في كتابه " الجامع " نقلا عن الإمام الدارقطني في كتابه " التصحيف ّ أن رجلا حمل كتابا من كتب الحديث فقرأ على الحاضرين " حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبريل عن رب العالمين عن رجل " فصاحوا به : " ويحك من ذا الذي يحق له أن يكون شيخا لله ؟!!! " فنظروا في كتابه فوجدوا أن : " عز وجل " تصحفت فصارت : " عن رجل " "
---
الجكني
10-07-2006, 10:42 PM
جزيت خيراً أخي علال ،وسيأتي في أوقات أخرى كثير من "الطرافة والظرافة والفكاهة والإحماض" في الغزل والنسيب والغفلة والسهو والتصحيف وغير ذلك إن شاء الله 0
---
أبو حذيفة
10-08-2006, 12:12 AM
لقد جبل الله بعض الخلق على البساطة ولين الجانب ‘ وما ذكره الأخ الفاضل الجكني من الفكاهة والدعابة عند بعض السلف أمر مشهور ، وقد جمعت ما أورده الذهبي في السير في تراجم العلماء ، وما أورده أبو نعيم في الحلية وخرجت بكم هائل من المواقف الجميلة المضحكة المربية .
---
أبو حذيفة
10-08-2006, 12:30 AM
قال شعبة : من طلب الحديث أفلس . بعت طست أمي بسبعة دنانير .
وسئل الأعمش لماذا لا يأتي الشعبي فقال : ويحك كيف كنت آتيه وهو إذا رآني سخر بي ويقول : هذه هيئة عالم ! ما هيئتك إلا هيئة حائك . وكنت إذا أتيت إبراهيم أكرمني وأدناني(1/910)
لقي رجل مغفل الشعبي ومعه امرأة تمشي ، فقال : أيكما الشعبي ؟ قال هذه.
سأل رجل الشعبي فقال : ما اسم امرأه ابليس ؟ قال : ذاك عرس ما شهدته .
قال الأصبع بن زيد : كنت إذا سألت سعيد بن جبير عن حديث فلم يرد أن يحدثني قال : كيف تباع الحنطة .
قال الحسن بن عمرو : قال لي طلحة بن مصرف : لولا أني على وضوء لأخبرتك بما تقول الرافضة .
قال الأعمش : بلغني أن الرجل إذا نام حتى يصبح ولم يصل توركه الشيطان فبال في أذنيه ، وأنا أرى أنه قد سلح في حلقي الليلة ، وذلك أنه كان يسعل .
وحدث الأعمش بحديث (( ذاك بال الشيطان في أذنه )) فقال : ما أرى عيني عمشت إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذني
هذه نتف مما جاء عن القوم ولولا أنا في رمضان لأطلنا .
---
الجكني
10-08-2006, 12:54 AM
وعلى ذكر الأعمش رحمه الله الذي قال عنه هشام : ما رأيت بالكوفة أحداً أقرا لكتاب الله منه ،قال عنه ابن الجزري في "الغاية ": روينا عنه ملحاً ونوادر :خرج يوماً إلى الطلبة فقال : لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم 0
---
الجكني
10-10-2006, 02:44 PM
بين هشام و مالك
هشام هو هشام بن عمار الراوي عن الإمام ابن عامر من القراء السبعة ،وهوممن روى عنه البخاري في صحيحه ،ويحي بن معين وأبو داود وغيرهم 0
ومالك هو الإمام المشهور صاحب المذهب الفقهي ،أحد المذاهب الأربعة 0(1/911)
قال محمد بن الفيض الغساني :سمعنا هشاماً يقول: باع أبي بيتاً بعشرين ديناراً وجهزني للحج ،فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك ومعي مسائل ،فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام ، والناس يسألونه وهو يجيبهم فقلت: ما تقول في كذا ؟فقال : حصّلنا على الصبيان ،يا غلام احمله ، فحملني كما يحمل الصبي وأنا يومئذ مدرك ،فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة ،فوقفت أبكي فقال : ما يبكيك أوجعتك هذه؟قلت:إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك وبالسماع منك،فضربتني،فقال :اكتب ،فحدثني سبعة عشر حديثاً وأجابني عن المسائل 0
وروى صالح جزرة هذه القصة بوجه أكثر (ظرافة) وهو أنه قال :سمعت هشام بن عمار يقول: دخلت على مالك فقلت: حدثني،فقال :اقرأ،فقلت :حدثني ،فقلت :لا ،بل حدثني،فقال:اقرأ ،فلما راددته قال للغلام :اضربه ،فضربني خمس عشرة درة،فقلت: ظلمتني ،لا أجعلك في حل،فقال :ما كفارته؟ قلت: أن تحدثني بخمسة عشر حديثاً ،فحدثني فقلت: زد من الضرب وزد في الحديث ،فضحك وقال :اذهب 0(معرفة القراء:1/399)
وفي المجلس القادم إن شاء الله :بين هشام وابن ذكوان
---
منصور مهران
10-10-2006, 05:44 PM
في هذا الخبر لنا عبرتان ، إحداهما من هشام والأخرى من الإمام مالك :
فأما عبرة موقف هشام أنه لقي في سبيل العلم الضرب والطرد من المجلس ، ولم تأخذه العزة بإثم الرجوع عن طلب العلم ، وظل يستزيد من الضرب إذا كانت ثمرته مزيدا من العلم ، وهذا يدل على صدق النية وصدق الرغبة - إن شاء الله -
وأما عبرة الإمام فهي ورعه وخوفه من المساءلة أمام ربه إذا سئل : بأي ذنب أمرت بضرب الغلام الذي سألك سؤال طالب علم ؟ فأراد مالك السماح من الغلام واسترضاه بأن حدثه أحاديث بعدد الضربات .
انظروا يا قوم كيف كان علماء الأمة يتعاملون مع العلم ، ثم يروون مواقفهم على أنها ظرافة وعِبَرٌ في آن واحد .
---
الجكني
10-10-2006, 05:50 PM(1/912)
فتح الله عليك يا شيخنا منصور وهذا يعلم الله هو المقصد الأكبر والأول من كتابة هذه "الظرف والطرف والفكاهات " عند العلماء للتسلية بالحلال وأخذ الفوائد التربوية وغيرها منها0
---
الجكني
10-25-2006, 03:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت وعدت سابقاً أن هذا الحديث اليوم سيكون عن :ابن هشام وابن ذكوان ،لكن فضلت أن يكون بين
تاج الدين السبكي و جمال الدين ابن هشام:
قال السبكي رحمه الله في ترجمة الإمام المزي(طبقات الشافعية الكبرى:10/429:
"وقد قرأ عليه –المزي- شهاب الدين ابن المرحل النحوي ،أستاذ صاحبنا الشيخ جمال الدين عبد الله بن هشام في النحو ،كتاب "سيرة ابن هشام" فمرّت به لفظة (رشد) فجرى على لسانه:رشِد ،بكسر الشين،فرد عليه الشيخ :رشد،بالفتح، وقال له: قال الله تعالى"لعلهم يرشدون" بضم الشين ،ولم يزد،وكان من عادته الإشارة دون تطويل العبارة ،ومراده أن (يفعُل) إنما يكون مضارعاً ل (فعِل) ولا قائل به هنا ،أو لفعَل،وهو المدعّى ،قال له ابن المرحل: وكذا قال تعالى:" فأولئك تحروا رشدا" فسكت الشيخ ،وظن ابن المرحل ،كما نقلته من خط تلميذه ابن هشام عنه ،أن الشيخ لم يفهم توجيه السؤال في(رشداً) على (رشِد) 0
قلت – السبكي- :وشيخنا أيضاً عندنا أعظم من ذلك ،ولكن رأى ما ذكره (مختلاًّ) فسكت عليه ،وكان لا يرى توسيع العبارة ،وغالب مجالسه السكوت0
قال ابن هشام :ورأيت في "كتاب سيبويه" رشِد يرشَد رشداً ،مثل : سخط يسخط سخطاً ،وهذا عين ما ذكره شيخنا ابن المرحل ،فلله دره ،قد جاء السماع على وفق قياسه 0انتهى0
قلت –السبكي-: لا يغنيه هذا السماع الغريب ،ولا القياس في قراءة كتب الحديث ،فإنها إنما تقرأ على جادّة اللغة وكما وقعت الرواية به ، والرواية لم تقع إلا على ما قاله شيخنا وهو مشهور اللغة 0انتهت القصة 0
لا أعلم في هذه اللحظة تعليقاً على ذا الموقف بين هذين العالمين سوى ما قالته العرب :"كل فتاة بأبيها معجَبة"0
---(1/913)
منصور مهران
10-25-2006, 11:12 AM
في خبر المِزي مع ابن المُرَحِّل شاهد لتثبت المحدثين وضبطهم للغة الحديث ، وبه يُرَدّ على الذين توقفوا عن الاستشهاد بالحديث في اللغة والنحو بأن المحدثين نقلوا الحديث بأمانة وضبط ، وليست إجازة رواية الحديث بالمعنى مطلقة بل جاءت في أضيق حدود .
---
الجكني
11-13-2006, 07:07 PM
قصة اليوم تدور حول شاهد نحوي مشهور وهو قول ثروان بن فزارة رضي الله عنه :
فإنك لا تبالي بعد حول000أظبي( كان )أمك أم حمار
والنحويون يستشهدون به على أن الضمير المستتر في كان "نكرة" لأنه عاد على نكرة غير مختصة بشيء وهو "ظبي" 0
والطرافة في البيت هي مخالفة أبي محمد الأسود الأعرابي الغندجاني جميع –إن لم يكن كل –الرواة في روايتهم للبيت واختياره رواية شيخه أبي الندى ،ولم أجد ممن نقل كلامه وعقب عليه غير البغدادي في "الخزانة" ولو لم يصرح أبو محمد ب"الطرافة" في روايته لما ذكرتها ،لاختلاف المقاييس في زمننا هذا عن زمنه في الحكم على بعض الأشياء هل هي في إطار " المجون " المقبول ،أو إطار "الفحش " المرفوض ،وعلى كل سأنقل كلامه وروايته والعهدة عليه ، وأحذف ما هو من قبيل "الفحش"في عصرنا ،وإن لم يكن كذلك عند الأقدمين بدليل تسطيرهم له في كتبهم ومناقشتهم له ،وهذه قضية قابلة للنقاش بين الأدباء بمفهوم ومقاييس "الأدب " لا بمقياس "قلة الأدب":
قال رحمه الله : كيف يكون الحمار والظبي أُمّين وهما أذكر الحيوان ،حتى إن المثل يضرب بالحمار 000قال :والصواب ما أنشده أبو الندى رحمه الله :أظبي (00) أمك أم حمار ،وإنما قلبت اللفظة "تحرجاً فيما أرى ،ثم استشهد به النحويون على ظاهره ،وهذه قطعة طريفة ،أكتبناها أبو الندى انتهى ،ثم ذكر أبيات القصيدة التي منها البيت 0:فرحة الأديب:53
والرواية التي عناها أبو الندى هي في كلمة (كان ) حيث إن صحة روايتها- عنده - أنها مقلوبة أي بالنون ثم الألف ثم الكاف 0(1/914)
والعجب أن الشيخ محمد الأمير الأزهري رحمه الله في "حاشيته " على "مغني اللبيب " ذكر كلام الغندجاني ولم يتعقبه وكأنه رضي به وسلمه ،عكس ما كان عند الشيخ البغدادي في خزانته حيث اعترض على هذا التفسير بقوله:
"أقول: يدفع ما توقف فيه بأن "أم "هنا معناه "الأصل " وهذا معنى شائع لا ينبغي العدول عنه ،فإن الأم في اللغة تطلق على أصل كل شيء سواء كان في الحيوان أو في غيره وقال الأعلم :وصف في البيت تغير الزمان واطراح مراعاة الأنساب ،فيقول : لا تبالي بعد قيامك بنفسك واستغنائك عن أبويك ،من انتسبت إليه من شريف أو وضيع ،وضرب المثل بالظبي والحمار ،وجعلهما أُمّين ،وهما ذكران لأنه مثل لا حقيقة ،وقصد قصْد الجنسين ولم يحقق أبوة ،وذكر الحول لذِكر الظبي والحمار لأنهما يستغنيان بأنفسهما بعد الحول ،فضرب المثل بذِكره للإنسان لما أراد من استغنائه بنفسه0(الخزانة:7/193-194)
فيا ترى :أيهما المقدّم : الرواية أم الورع ؟؟؟
---
منصور مهران
11-13-2006, 09:29 PM
رحم اللهُ الشيخ الجليل ابنَ قتيبة - خطيبَ أهل السنة - لما أراد أن يعلم الناس فرق ما بين الظرف والفحش ، قال في مقدمة كتابه : ( عيون الأخبار ) ج 1 صفحة ل : ( وإذا مرّ حديث فيه إفصاح بذِكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تُصَعِّرَ خدك وتُعرض بوجهك ؛ فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم ، وإنما المأثم في شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب ) .
ومقلوب لفظ (كان ) جاء منه شيء في الحديث الصحيح حيث قال صلى الله عليه وسلم في استجواب ماعز بن مالك : ( أنكتها ؟ ) قال الراوي بعدها : لا يَكْنِي .(1/915)
فالتعفف السمج الذي يسمح لصاحبه بمهاجمة لفظ من هذا والعيب على قائله يسميه أهل العلم تنطعا ، وأين نحن من حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما الذي إذا أخذ في التفسير وترجمة القرآن بعض الوقت قال لمن حوله : دعونا نتحمض ، فينشد شعرا فيه ما لو سمعه أحد المتزمتين لهاج وماج وضعف الرواية كأنه ينزه ابن عباس ، وينسى أنه بشر وأنه صحابي وأنه أعف مما نتصور وأنه ترجمان القرآن ، وانه أنشد وهو مُحْرِم : ( وهن يمشين بنا هميسا.....) وكان بصدد التفرقة بين معنى الرفث المنهي عنه في الحج ، وبين القول في الجماع ونحوه . انظر تفسير القرطبي طبعة دار الكتب ج 2 ص 384 من الطبعة الأولى .
وأروي حادثة وقعت في سنوات الأربعينيات من القرن الشمسي الماضي أن لفظ الفرج للمؤنث المضاف إلى أم المخاطَب كان معدودا من السب العلني وهذا من الجرائم التي يعاقب عليها القانون آنذاك إذا قيلت بمسمع من الناس ، وحدث أن قالها أحدهم لآخر فأشهد عليه وقاضاه عليها ، ويوم جلسة المحاكمة حضر المحامي المعروف ( مكرم عبيد باشا ) وكيلاعن المتهم ومحاميا عنه ، وقال لهيئة القضاء : إن موكلي نطق بهذه الكلمة ( ... أمك ) فارغة من الوصف أوالإخبار ؛ وهذان هما المحددان للمراد من اللفظ المستكره مدحا له أو سبّا وحيث خلا اللفظ عنهما فقد برئ من تهمة السب العلني ، وبعد مناقشة طويلة نطق القاضي ببراءة المتهم قائلا للمحامي : عشان خاطرك يا باشا ( براءة يا ... أمك ) ، ثم ابتذلت الكلمة ولزمها الإسفاف وشاعت حتى في مخاطبة الجمادات .
على أن من الحكمة أن لا يجعل المرء هذا الترخص ديدنه ، كما قال ابن قتيبة : ( لم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هِجّيراك على كل حال وديدنك في كل مقال ، بل الترخص مني فيه عند حكاية تحكيها أو رواية ترويها تنقصها الكناية ويذهب بحلاوتها التعريض ) - عيون الأخبار ج 1 صفحة م _
هذا وبالله التوفيق .
---
الجكني
11-14-2006, 01:04 PM(1/916)
حفظك الله شيخنا "منصور " ولو عرفتني لعرفت أن بيني وبين "التنطع" مفاوز ومفاوز ، ولكن صنت هذا الملتقى عن مثل هذه الكلمة ،ولعلك تتفق معي أن "التنطع " في كلمة واحدة لا يستحق الوصف العام به0
أما التعفف "السمج" فياليتني أتصف بتصحيفه "السمح"
---
منصور مهران
11-14-2006, 04:54 PM
أستاذنا الجليل الجكني
تحية طيبة ، وبعد ،
أتظنني ممن يتسرعون بالقول فتجد مني ما لا يليق بك وبالملتقى الكريم وبالسامع والقارئ ،
معاذ الله أن أكون من هذا الصنف ، وحاشاك أن تدرك في كلامي بعض ذاك .
إنني مثلك أهش وأبش للدعابة وأخفض جناحي لأهلها ، وكان كلامي في معرض التأييد للموضوع الذي نحن بصدده .
وما غلظ عندي لفظ أو لفظان إلا تلوما على التنطع وصنعته ، لا عليّ ولا عليك .
فلا تلمني فقد أخذتني حماسة الإيضاح ، وأنا براء من أي لفظ يجرح ( زيدا ) من الناس ، والله من وراء القصد .
---
الجكني
11-14-2006, 07:06 PM
شيخنا الكريم :منصور مهران :حفظه الله
آسف جداً إن كنت "كدّرت" خاطركم الكريم ،فأنتم عندي علم الله أعلى قدراً وأجلّ مكانة من أن أسيء بكم الظن ،وما عرفته عن فضيلتكم من خلال طرحكم ومداخلاتكم العلمية ينبئ عن مكانتكم التي بوأكم الله من العلم والتواضع والسماحة و"الأريحية"و"البسط" .
أما الكلمات التي كتبتها تعليقاً على مداخلتكم فهي من باب "تبرئة "نفسي من هذا الوصف "التنطع" ،وصدقني يا شيخنا جلُّ أوقاتنا خارج أوقات العبادة لله تعالى هي في "الفرفشة" و"التنكيت" وإضفاء المرح على من يجالسنا ،عادة أخذناها من مشايخنا ،حتى إن أحدهم أرشدنا إلى أن يكون مبدأنا في الحياة بعد طاعة الله:"اضحك تضحك لك الدنيا"(1/917)
وعلى هذا أذكر لك قصة عن شيخنا المرصفي رحمه الله وكان يدرسنا مادة"رسم المصحف" وكان الدرس هو في كلمة"امرأة" وكيف ترسم في المصحف وخلاف العلماء فيها ،فلا أنسى ذلك اليوم الذي قال فيه : يا "أولاد" وهذه كان دائماً ما يلاطفنا بها-درس اليوم "حياخد"(5-10) دقائق ،وبعد كدا اعملوا اللي أنتو عايزين(عاوزين) الشك مني ،ثم ذكر نفس الكلام باللغة الفصحى وقال :قاعدة هذه الكلمة سهلة جداً :"امرأة" معها "رجل ":مفتوحة،،وليس معها :مقفولة"وافتحوا المصحف:"امرأت نوح" و"امرأت لوط"وهكذا ،أما "وامرأة إن وهبت " فهي "مقفولة .
وغير ذلك كثير مما هو في الذاكرة عن مشايخنا ،فهل هناك "تلميذ" تخرج تحت أيدي هؤلاء العلماء الربانيين –ولا أزكي على الله أحداً – يكون "متنطعاً" لا قدر الله ،أو يكون لا يُنزل "النكتة" محلها ،إلا إذا كان "جاف" الخلق والطبيعة نسأل الله السلامة .
وعذراً سيدي عن هذه الإطالة ،وأعيد ":مكانكم محفوظ في القلب قبل أن يكون في القلم واللسان .
---
علال بوربيق
11-15-2006, 09:25 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فمن المسائل التي أضحكت سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، فهديه أكمل الهدي وأضحكتني وأنا أدرس منهج الإمام الدارقطني هذه القصة التي أوردها في سننه وأنا أرجو من الشيخ منصور مهران أن يستنبط منها ما بدا له من العبر والعظات.(1/918)
رَوَى الدَّارَقُطني بِسَنَدِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : " كَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ مُضْطَجِعاً إِلَى جَنْبِ امْرَأَتِهِ فَقَامَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِى نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَفَزِعَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمْ تَجِدْهُ فِى مَضْجَعِهِ فَقَامَتْ وَخَرَجَتْ فَرَأَتْهُ عَلَى جَارِيَتِهِ فَرَجَعَتْ إِلَى الْبَيْتِ فَأَخَذَتِ الشَّفْرَةَ ثُمَّ خَرَجَتْ وَفَرَغَ فَقَامَ فَلَقِيَهَا تَحْمِلُ الشَّفْرَةَ فَقَالَ مَهْيَمْ (1) فَقَالَتْ مَهْيَمْ لَوْ أَدْرَكْتُكَ حَيْثُ رَأَيْتُكَ لَوَجَأْتُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ بِهَذِهِ الشَّفْرَةِ قَالَ وَأَيْنَ رَأَيْتِنِى قَالَتْ رَأَيْتُكَ عَلَى الْجَارِيَةِ فَقَالَ مَا رَأَيْتِنِى وَقَالَ :" قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُنَا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَتْ فَاقْرَأْ . فَقَالَ:
أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ كَمَا **** لاَحَ مَشْهُورٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَتَى بِالهُدَى بَعْد الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ **** مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِى جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ **** إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ
فَقَالَتْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَأَخْبَرَهُ فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ صلى الله عليه وسلم. " (2)
قال ابن القيم في كتابه القيم :" إجتماع الجيوش الإسلامية ":" قال محمد بن عثمان الحافظ: رويت هذه القصة من وجوه صحاح عن ابن رواحة رضي الله عنه ." (3)
ـــــــــ
(1) مَهِيم : كلمةٌ يمانيَّةٌ معناه : " ما أمْرُكُم وشَأنُكم "، أنظر النهاية في غريب الحديث (4/378)(1/919)
(2) سنن الدارقطني (1/127) علق عليها وخرج أحاديثها : مجدي بن منصور بن سيد الشوري، دار الكتب العلمية ، بيروت –لبنان-(1417هـ-1996م)
(3) ص : 146
---
منصور مهران
11-16-2006, 02:20 AM
أخي الشيخ علال :
أضحك الله مَن رآك وسلمت يراعتك ويمناك ؛ إذ زدتنا رواية غير التي أضحكتنا بعد رسول الله صلوات الله عليه،
فالذي قرأته في ذلك أنه أنشدها :
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طافٍ وفوق العرش ربُّ العالمينا
وتحمله ملائكة كرام ملائكة الإله مقربينا
[ انظر مصادر الأبيات في تخريجها بالديوان من جمع وتحقيق الدكتور وليد قصاب - دار العلوم - الرياض ]
أولا : يبدو أن امرأة عبد الله بن رواحة لم يكن لديها إلمام بقراءة القرآن وحفظه ، فلم تميز بين الشعر والقرآن .
ثانيا : انبهرت المرأة بالمعاني الإسلامية في شعر زوجها فظنتها قرآنا .
ثالثا : لم يكن ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم من صنيع عبد الله بجاريته فقط فهي حِلّ له ، : بل من خديعته .
رابعا : هذه الخديعة لا تدخل في باب المحرم ؛ لأن عبد الله شهد في شعره بأشياء من أهم أركان الإيمان ،
وكلها صِدق وحق ، فابتعد جدا عن موطن الكذب .
خامسا : أن اعترافه بالأمر عند رسول الله فيه مظِنة استغفار رسول الله له ، أخذا من قول ربنا عز وجل :
( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )
وفي خبر ذات النحيين مع خوات بن جبير - رغم وقوع الخبر في الجاهلية - وما كان يداعبه به رسول الله ،
صلى الله عليه وسلم ، بعد إسلام خوات ،
فيقول له : يا خوات ، كيف شراؤك ؟ ويتبسم له : فيه لفتة كريمة للدعابة السامية الحانية .
واللهِ ، ما زجرني أبي عن شيء بمثل ما زجرني عن الضحك ، فلما قرأت عليه يوما قول ربي عز وجل :
( وأنه هو أضحك وأبكى ) ، قلت له : إذا لم نضحك يا أبي فقد عطلنا صفة من صفات ربنا أثبتها لنفسه .(1/920)
فضحك حتى استلقى وقال : إذن اضحك ولا تكن من المعطلة .
---
الجكني
12-15-2006, 04:46 PM
جاء في كتاب "كتاب المحاضرات والمحاورات" للإمام السيوطي رحمه الله بتحقيق د/ يحي الجبوري(ص:415) نقلاً عن كتاب "اللطائف واللطف" لأبي منصور الثعالبي رحمه الله :
1-كان ابن عباس رضي الله عنه كثيراً ما يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم :(الهدية مشتركة) فأهدي إليه من مصر ثياب ،فأمر بتسليمها إلى خادمه ،فقال له جلساؤه : ألم ترو لنا أن الهدية مشتركة؟فقال : تلك مما يؤكل ويشرب ،فأما ثياب مصر فلا .
2-قال بعض الهاشميين لأبي جعفر المنصور:إني صرورة (لم يحج أو لم يتزوج) قال أبوجعفر: فاحجج ،قال :ليس لي نفقة،قال: ليس عليك حج ، قال: يا أمير المؤمنين إنما جئتك مستمنحاً لا مستفتياً .
3-قال الأصمعي: دخلت على الفضل بن الربيع يوماً بارداً وعلي ثياب قطن ،فقال لي : يا أبا سعيد أين الوبر؟ فقلت : في خزانتك أصلحك الله ،فضحك وأمر لي بدواج سمور .
---
أبو الجود
12-15-2006, 05:10 PM
جزاك الله خيرا ، رجاءا لا تطل الغياب عن أحبابك في الملتقى
---
منصور مهران
12-15-2006, 09:26 PM
مما أتحفنا به العلامة الجليل الجكني - من مواقف الظرافة - تسمية الأصمعي لضرب من الثياب : ( دواج سمور ) ، ولم تحظ التسمية بالضبط الذي تُقرأ به ، ولا بالمعنى الذي يزيد الظرافة فائدة لغوية ، فأحببت أن أشارك أخي الجكني بقسط من ظرافة اللغة ليضحك مَن ضحك عن بينة ، فأقول :
الدُّوَّاج - بزنة رُمَّان - وقد تخفف الواو فيكون بزنة غراب ، هو ضرب من الثياب يُلتحف به ، قال ابن دريد : ( لا أحسبه عربيا صحيحا ) ولم يفسره .
قلت : لعلها العباءة التي يسمونها في أزماننا البِشت وجمعها البشوت .(1/921)
و ( السَّمُّور ) - بزنة تنور - دابة معروفة تكون ببلاد الروس ، وراء بلاد الترك : تشبه النِّمْس ، ومنها أسود لامع ، وأشقر ، يتخذ من جلدها فِراء مُثْمِنَة ، أي : غالية الأثمان ، وقد ذكره أبو زبيد الطائي ، فقال يذكر الأسد :
حتى إذا ما رأى الأبصار قد غفلت
واجتاب من ظلمة جُوِّيَّ سَمُّورِ
أراد : جُبة سمورٍ . لسواد وبره ( تاج العروس د و ج ، س م ر )
قلت : هي بالإضافة ، ويجوز جبة من سمور كما قالوا : خاتمُ حديدٍ و خاتمٌ من حديد ، ولخفة هذا الفراء وإدفائه وحسنه صار مما يتخذه الأثرياء ثيابا ، وقد كانت الفراء للرجال ، وهي اليوم من ثياب النساء .
فلعل المراد بقوله ( دواج سمور ) جبة سمور .
قال الجاحظ في رسالة التبصر بالتجارة : وخير السمور الصيني ، ثم الخزري - نسبة إلى بلاد الخزر - : الشديد البياض مع شدة السواد الطويل الشعر .
قلت : وأهل العلم بالحيوان يقولون : إن فصيلة السموريات تشمل السمور والسُّرْعوب وابن عرس والقضاعة والقاقم والظربان والفيزون والراتل ، وكلها حيوانات مفترسة ذات فراء ثمين ، وبعضها يوشك أن ينقرض .
ومعذرة إليكم أيها الكرام فقد أذهبت كلماتي عنكم البسمة إلى الفكرة ، فالآن عودوا بالجمع بينهما راشدين .
---
د . يحيى الغوثاني
12-16-2006, 08:16 AM
هذه الطرفة هدية لشيخنا الجكني الطريف الظريف اللطيف
ومما يشبه حديث الدارقطني عن الجارية
ما حدثنا به الشيخ محمد علي مراد الحموي أن أحد شيوخ مكة واسمه عمر كان لديه جارية وكانت زوجته تغار منها وتمنعه من قربانها .....وانتظر فرصة ذهاب زوجته لحاجة ما فدخل على جاريته ونال منها ما أحله الله فإذا به يسمع قرقعة الباب واذا بزوجته تدخل ، فما كان منه إلا أن خر ساجدا على الأرض كما هو ....
ثم جلس كأنه يجلس للتشهد وسلم عن اليمين واليسار
فانهدشت زوجته وقالت على مثلي تضحك !!!!!!
قال ماذا ؟؟؟؟
قالت : ةفي مذهب من تصح الصلاة عاريا ؟؟؟(1/922)
قال اذهبي سلي الشيخ المفتي في الحرم وكان الشيخ من أصدقاء الشيخ عمر
فلبست ثيابها وذهبت حتى وصلت حلقة الشيخ فأسرت للشيخ بالسؤال وشرحت له الواقعة وهي ترتجف ... فأدرك الشيخ بذكائه الموضوع
فقال انتظري يا أمة الله لأريك المسألة في الكتاب فتناول كتاباً قديماً بين يديه ونظر فيه وقرأ :
ثبت لدينا أن سيدنا عمر صلى عاريا ........
فصدقت المرأة ورجعت لزوجها ... وهي لا تكاد ترى الطريق أمامها
---
السلامي
12-16-2006, 04:12 PM
......
---
إبراهيم الحميضي
12-16-2006, 04:16 PM
ومن ذلك ما ذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في تفسيره( أضواء البيان جـ 5 / المؤمنون آية:7 ): (( وإنما قيل للاستمناء باليد: "جلد عميرة" لأنهم يكنون بـ "عميرة" عن الذكر.
لطيفة:
قد ذكر في "نوادر المغفلين": أن مغفلاً كانت أمه تملك جارية تسمى عميرة فضربتها مرة، فصاحت الجارية، فسمع قوم صياحها، فجاؤوا وقالوا: ما هذا الصياح؟
فقال لهم ذلك المغفل: لا بأس، تلك أمي كانت تجلد عميرة)).
انتهى من كتاب "أضواء البيان".
---
السلامي
12-16-2006, 04:18 PM
ليتك أيها الشيخ الجكني تكتب شيئا عن سيرة الشيخ المرصفي رحمه الله تعالى إحياء للنماذج المعاصرة
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 05:17 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم على هذه النوادر والطرائف .
وليتكم ترفعون عن بطن عُرَنة وفقكم الله
---
د . يحيى الغوثاني
12-16-2006, 07:29 PM
نزولا عند رغبة الشيخ السلامي في ترجمة الشيخ المرصفي
وامتثالاً لإشارة الأخ الحبيب المشرف العام بأن نبقى في نمرة ونبتعد عن بطون عرنة فإليكم هذه الترجمة للشيخ المرصفي
وقبل الترجمة اسمحوا لي أن أقدم بين يديها هذا الموقف الطريف لشيخنا رحمه الله
رحم الله شيخنا الشيخ المرصفي
فلقد كأن آية في اتقان القراءات واستحضارها ومحبتها والدفاع عنها
وكان لا تأخذه في الله لومة لائم(1/923)
وأخبرني أنه حفظ آلافا من أبيات منظومة في التجويد والقراءات وأنه نسخ بخطه الكثير من كتب القراءات النادرة
وأن من أحد مواقفه أنه كان يقرأ على أحد المشايخ وكان منزله بعيدا عن بلدته فكان ينطلق إليه على الدابة قبيل الفجر وأنه ذات يوم كان شديد النعاس وأصبحت الدابة تعرف الطريق من كثرة ترداده على الشيخ فأرخى لها العنان ونام على ظهرها وهكذا كان يفعل بعد ان يراجع ويحضر الدرس الذي سيجمعه على الشيخ
وذات مرة فوجئ بأن االدابة توقفت وإذا بها قد مالت عن الطريق في شدة الظلام وإذا بشي بارد يصحيه وإذا الماء قد وصل إلى رجلي الشيخ وغرقت الدابة في الماء حتى بطنها وههنا لا تستطيع لا تقدما ولا تأخراً
والموقف مخيف والظلام شديد والجو بارد
فما كان منه إلا أن اصبح يردد الشاطبية بصوت مرتفع ويقول :
جزى الله بالخيرات عنا أئمة ........لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
فما مضى وقت إلا وطربت الدابة وانتفضت وخرجت به من هذا المأزق
ولقد حدثنا بقصص كثيرة مرت به في طلب العلم فلله درهم
ولا زالت مصر مليئة بالدرر
العلامة الشيخ عبدالفتاح المرصفي
(1341 – 1409 هـ - 1923 – 1989م)
بقلم: إبراهيم بن عبدالعزيز الجوريشي
اسمه ولقبه:
هو المقرئ الشهير، والعلاّمة النّحرير، المحقق المدقق صاحب التصانيف المفيدة، والأسفار الفريدة، فضيلة الشيخ عبدالفتاح بن السيد عجمي بن السيد، العسس لقباً، المرصفي ولادة ونشأة، المصري موطناً، الشافعي مذهباً، الأزهري تربية، ثم المدني إقامة.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ عبدالفتاح بمرصفا من أعمال محافظة القليوبية بمصر في يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر شوال لسنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف هجرية الموافق لليوم الخامس من شهر حزيران لسنة ثلاث وعشرين وتسعمائة وألف ميلادية.(1/924)
نشأ الشيخ عبدالفتاح في أسرة علمية صالحة من أهل القرآن، وكان والده حافظاً مقرئاً للقرآن الكريم في بلدة مرصفا، وتخرج على يده العلماء المراصفة في عصره، وكان والده – رحمه الله – يقرأ بقراءة أبي عمرو البصري.
طلبه للعلم ومشايخه:
التقى الشيخ عبدالفتاح المرصفي – رحمه الله – بالكثير من المشايخ والعلماء وأخذ عنهم، نذكر منهم:
1- الشيخ زكي بن محمد المرصفي.
2- الشيخ حامد بن علي السيد غندور.
3- الشيخ حسن المري.
4- الشيخ محمد السباعي عامر.
5- الشيخ قاسم الدجوي.
6- الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الزيات.
كانت بداية الشيخ عبدالفتاح في طلب العلم في حفظه للقرآن الكريم، حيث حفظه على يد شيخه زكي بن محمد عفيفي نصر المرصفي ولم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد قرأ الشيخ عبدالفتاح القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم مرات من طريق الشاطبية على الشيخ زكي وأجازه بها.
بعد حفظه للقرآن، دخل المدرسة الأولية – أي الابتدائية – في عام (1352هـ - 1934م)، ثم تخرج من التعليم الأولي سنة (1357هـ - 1939م) وكان ترتيبه الأول على المحافظة في تلك الفترة. ثم أخذ التجويد عن الشيخ الرفاعي بن محمد بن أحمد المجولي، ثم قرأ بعدها ختمة كاملة لابن كثير على الشيخ المجولي، ثم ختمة لحمزة وأخرى للكسائي من طريق الشاطبية وأجازه بهن، ثم قرأ عليه أيضاً القراءات السبع من طريق الشاطبية وأجازه بها.
ثم التقى الشيخ عبدالفتاح بالأستاذ المقرئ حامد بن علي السيد غندور، وأخذ عنه القراءات الثلاث من طريق الدرّة لابن الجزري، وقراءة حمزة ويعقوب ورواية حفص عن عاصم ورواية الأصبهاني عن ورش من طريق طيبة النشر، وأجازه بذلك.
وفي عام (1353هـ - 1935م) التقى بالعلامة الشيخ محمد الأنور حسن شريف، وأخذ عنه القراءات الثلاث من الدرّة المضية، ثم قرأ عليه ختمة كاملة للقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة.(1/925)
ثم ارتحل إلى المقرئ الشيخ محمد بن جمعة الباز، وقرأ عليه القراءات الثلاث من الدرة ولم يكملها عليه. وفي عام (1373هـ - 1954م) التحق الشيخ عبدالفتاح بالأزهر الشريف في قسم القراءات وحصل على إجازة في التجويد، وكان ترتيبه الأول في مصر. وبعد ذلك حصل على الشهادة العالية في القراءات وذلك في عام (1376هـ - 1957م)، وكان ترتيبه الثالث. حيث أدى الامتحان الشفوي في الشهادة العالية في القراءات على الشيخ محمد بن علي بسة مع آخرين، وكان ذلك في القرآن الكريم من طريق الشاطبية والدرة، والنحو والصرف والمتون في عام (1376هـ - 1957م).
ثم واصل الشيخ المرصفي دراسته في قسم تخصص القراءات بكلية اللغة العربية حتى حصل التخصص في القراءات، وكان ترتيبه الثاني في عام (1380هـ - 1961م). ثم أكرمه الله تعالى بعد ذلك بالحصول على (الإجازة العالية) من كلية الدراسات الإسلامية والعربية/ جامعة الأزهر في عام (1390هـ - 1970م).
وعندما كان المترجم له في الأزهر الشريف درس فيه علوماً عدة وفنوناً شتى، حيث درس الشاطبية والدرة والطيبة والعقيلة و(مورد الظمآن في علم رسم القرآن) و (ناظمة الزهر في علم الفواصل) وغيرها كالبلاغة والصرف والنحو والفقه والتفسير، وحفظ العديد من المتون في العلوم المتنوعة.(1/926)
وفي فترة دراسته في الأزهر أيضاً قرأ على غير واحد من العلماء الأثبات، حيث قرأ على الشيخ حسن المرّي رواية حفص عن عاصم، وقد حضر عليه في السنة الأولى بتخصص القراءات وشرع في القراءة عليه ختمة للعشرة من طريق طيبة النشر، ولكن لظروف ألمّت بالشيخ عبدالفتاح حالت دون إتمام الختمة عليه. كما أخذ أيضاً في تلك الفترة عن الشيخ عبدالله البطران رواية حفص عن عاصم وأخذ أيضاً عن العالم الفاضل العلامة المصري الشيخ محمد السباعي عامر، بقسم تخصص القراءات التابع لكلية اللغة العربية بالأزهر - يوم ذاك - علوم النحو والصرف والبلاغة والتفسير وناظمة الزهر. وقد أخذ المرصفي أيضاً عن الشيخ عبدالمحسن شطا، حيث حضر عليه في قسم تخصص القراءات مادة توجيه القراءات العشر من طريق طيبة النشر. وحضر أيضاً على الشيخ قاسم الدّجوي شرح طيبة النشر بالسنة الأولى.(1/927)
وفي أوائل سنة (1381هـ - 1962م) سافر الشيخ عبدالفتاح إلى ليبيا مدرساً في جامعة الإمام محمد بن علي السنوسي الإسلامية، وظل مدرساً فيها ستة عشر عاماً (1381هـ-1397هـ - 1962م – 1977م)، وفي تلك الفترة انتسب إلى الأزهر الشريف، وحصل على الشهادة العالية " الليسانس ". وتلقى عنه خلق كثيرون في ليبيا، وأخذوا عنه التجويد والقراءات، حتى أفرد كتاباً خاصاًّ لهم برواية قالون عن نافع المدني، لأنهم يقرؤون بهذه الرواية. وفي عام (1392هـ 1972م) التقى المترجم له بأعلى القراء إسناداً في هذا العصر الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيّات، وقرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشر من طريق الطيبة، حيث ختمها على الشيخ الزيّات في أربعة وأربعين يوماً وأجازه بذلك، بعدها قرأ ختمة كاملة بالقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة وأجازه بذلك في رمضان (1398هـ - 1978م)، وفي فترة وجوده في ليبيا عمل - رحمه الله - مدرساً لعلم التجويد في مدرسة مدينة تاجوراء وترهونة ... وغيرهما. كما قام أيضاً بإلقاء دروس الوعظ والإرشاد بالجامعة الإسلامية في ليبيا.
التقى المترجم له فترة وجوده في ليبيا بالشيخ علي الغرياني التاجوري المالكي، وهو من أجلّة علماء طرابلس الغرب، والتقى أيضاً بالشيخ محمد بن الشيخ علي الغرياني، حيث درس عليه بمدرسة أبي راوي بتاجوراء، وبمنزل شيخه محمد بن علي التاجوري الكثير من العلوم العربية والشرعية، منها الحديث الشريف ومصطلحه، والفقه المقارن والتوحيد والمنطق، وغير ذلك من العلوم.
بعد ذلك توجه الشيخ عبدالفتاح إلى المدينة النبوية في عام (1397هـ - 1977م)، حيث عيّن معيداً في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية، وانتفع منه خلق كثيرون.(1/928)
وفي تلك الفترة أخرج الشيخ عبدالفتاح كتابه الموسوم بـ " هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري " ونال هذا الكتاب النفيس القبول من أهل الاختصاص وأثنى عليه الكثير من العلماء، لما حوى من طيّب الكلام وأنفس الجواهر العلمية فيه. وتكريماً لجهود الشيخ في هذا الكتاب قررت إدارة مجلس الجامعة أن تكرّم الشيخ فرفع الكتاب إلى المجلس الأعلى للجامعات ثم صدرت الموافقة في الأمر الملكي بتاريخ (6 صفر 1406هـ الموافق 20 تشرين أول 1985م) بترقية الشيخ عبدالفتاح إلى درجة أستاذ في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، وعيّن عضواً في اللجنة العلمية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للإشراف على المصحف الشريف طباعة وتسجيلاً بأصوات أشهر القراّء في المملكة العربية السعودية.
مؤلفاته:
للشيخ المرصفي عدة مؤلفات منها:
1- الطريق المأمون على أصول رواية قالون (ط).
2- هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري (ط).
3- شرح الدرّة في القراءات الثلاث المتمّمة للعشرة (خ).
4- الإدغام في القرآن الكريم ومذاهب الأئمة العشرة فيه من طريق طيبة النشر (خ).
تلاميذه:
لقد تلقى عن الشيخ المرصفي خلق كثيرون منهم:
1- الشيخ محمد تميم الزعبي، أخذ عنه القراءات العشر الكبرى، وقرأ عليه عقيلة أتراب القصائد وناظمة الزهر.
2- الشيخ إدريس عاصم من لاهور/ باكستان، أخذ عنه القراءات العشر الصغرى.
3- الشيخ محمد إبراهيم الباكستاني، أخذ عنه القراءات العشر الصغرى.
4- الشيخ عبدالرحيم محمد حافظ العلمي من المدينة المنورة، أخذ عنه رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وقرأ عليه السبع من طريق الشاطبية.
5- الشيخ أحمد ميان التهانوي الباكستاني، أخذ عنه القراءات الثلاث من طريق الدرة.
6- الدكتور أحمد شكري شابسوغ من الأردن، قرأ عليه ختمة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأجازه بذلك.
7- الشيخ عبدالناصر يوسف سلطان، أخذ عنه رواية حفص عن عاصم من طريق المصباح.(1/929)
8- الشيخ فتحي رمضان محمد محمود قرأ عليه القراءات العشر الصغرى.
9- الدكتور حازم سعيد حيدر الكرمي قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص من الشاطبية.
10- الشيخ عبدالرازق علي إبراهيم موسى أخذ عنه القراءات العشر من الطيبة.
11- الشيخ أحمد حسن قاضي وزير قرأ عليه حفصاً من الشاطبية.
وذكر الشيخ أحمد الزعبي الحسني في ترجمته لشيخه المرصفي، في مطلع كتاب (هداية القارئ) الطبعة الثانية، واصفاً حال الشيخ في الإقراء: " رأيت ذلك بعيني – حتى كان بعضهم يقرأ عليه أثناء تناوله الطعام. كان رحمه الله متضلّعاً في العلم وكأنما أُلين له العلم حتى استظهر متونه كلها، حتى أن بعض المدرسين في الجامعة كانوا يأخذون عنه. ورغم مرضه الشديد كان يقرئ الطلاب ولا يمنع أحداً".
أوصافه:
قال الشيخ أحمد الزعبي الحسني في وصف شيخه المرصفي: " كان أسمر اللون ذا لحية بيضاء طويلة، كان صاحب نكتة ودعابة، إذا جالسه أحد لا يملّ من حديثه، كان يمازح ضيفه وتلميذه رغم مرضه الشديد، ليّن العريكة، حلو الحديث، بسّاماً كريماً في بيته لأهل القرآن، شديد الخوف من الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.
إذا جلس للإقراء كانت له هيبة، يعلوه الوقار والصمت، وإذا شرع في الحديث عن الروايات وطرقها كان بحراً دفّاقاً، غيوراً على أهل القرآن والقراءات وكان يرد على المخالفين للقراءات، كثير الترحم والتأدب مع العلماء السابقين، وكان يعجبني فيه حبه لمشايخه، وأدبه الرفيع معهم فكان لا يذكر عالماً إلا ترحم عليه.
كان كثير القراءة للقرآن، وكان رحمه الله يصلي كل يوم الوتر في بيته إحدى عشر ركعة يقرأ فيهن جزأين من القرآن، وأما في شهر رمضان فكان يترك الإقراء ويعتكف على صلاته وتهجده فكان يصلي التراويح في بيته ويقرأ خمسة أجزاء في كل يوم.
وفاته:(1/930)
وفي يوم الأربعاء السابع عشر من شهر جمادى الثاني لعام ألف وأربعمائة وتسع من الهجرة النبوية الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني لعام ألف وتسعمائة وتسع وثمانين ميلادية، وبعد صلاة العصر كان يقرأ على الشيخ طالب من الأردن يقيم في الإمارات المتحدة اسمه " بلال الصرايرة " فوصل إلى سورة الملك عند قوله تعالى: ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير).
وفجأة سكت قلب طالما خفق خاشعاً لربه، ووقف لسان طالما نطق ذاكراً ربه، وانتهت مسيرة شعلة كانت مضيئة، فانطفأت وتركت ظلالاً يافعة أسأل الله أن يبارك فيها.
وفي اليوم التالي صُلِّي على الشيخ في الحرم النبوي الشريف بعد صلاة الفجر، وسارت الجنازة حيث استقبل البقيع مقرئ العصر، ووري جثمانه بين قبر سيدنا عثمان وشهداء الحرة - رحمهم الله تعالى -.
أقوال العلماء فيه:
أثنى كثير من العلماء المعاصرين على الشيخ المرصفي ووصفوه بالمحقق والعلامة الجهبذ، وأقوالهم موجودة في تقريظ وتقديم كتابه: هداية القارئ، ومنهم: الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي مصر الأسبق، وحسين خطاب شيخ قراء الشام، وعامر السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية.
* مصادر الترجمة:
1- هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري، تأليف: عبدالفتاح المرصفي، الطبعة الثانية، مكتبة طيبة – المدينة المنورة.
2- تتمة الأعلام للزركلي، تأليف: محمد خير رمضان يوسف، المجلد الأول ص 307، الطبعة الأولى (1418هـ - 1998)، دار ابن حزم – بيروت.
3- مجلة المجتمع (الكويتية) العدد رقم (912) (6/9/1409 هـ) ص 57.
4- بعض النقاط الشفوية من الدكتور أحمد شكري شابسوغ تلميذ المترجم.
5- إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، تأليف: إلياس بن أحمد حسين البرماوي، الجزء الأول ص (180 – 188) الطبعة الأولى (1420هـ – 2000م)، دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع. المملكة العربية السعودية.
---
الجكني(1/931)
12-16-2006, 11:57 PM
وجدت في أوراقي القديمة أيام الدراسة الجامعية ما نصه :
طريفة :
معروف عند النحويين أن (هل ) تختص في أصل استعماله بالدخول على الأفعال نحو قولك : هل كتب عمرو ،هل خرج زيد ،إلا أنها (أحياناً قد تخرج عن هذا الأصل فتدخل على مبتدأ خبره اسم نحو : هل عمرو كاتب ؟ وهل زيد خارج ؟ولكنها لا تدخل على مبتدأ خبره فعل نحو : عمرو كتب وزيد خرج 0
ومحل الطرفة :
أن بعض النحويين ذكر علة لدخولها على اسم خبره اسم ولِمَ لا تدخل على اسم خبره فعل فقال :
لأن "هل " إذا لم تر الفعل في حيزها تسلّت عنه ذاهلة ، وإن رأته في حيزها "حنّت " إليه لسابق الألفة ،فلم ترض حينئذ إلا ب "معانقته " 0انتهى
قال بعضهم – ولا أعرف من هو – وكلام هذا النحوي وهو يقرر حقيقة علمية لا يختلف عن قول الشاعر :
مليحة عشقت ظبياً حوى حوراً 00000فمذ رأته سعت فوراً لخدمته
ك"هل" إذا ما رأت فعلاً بحيزها00000حنًت إليه ولم ترض بفرقته
هذا ما وجدته وللأسف لم أسجل المصدر الذي نقلته منه ،فمن اطلع عليه فلا يبخل علي به ،فاشتياقي إلى معرفته أشد من اشتياق " هل " ل "الفعل" 0
---
الجكني
12-16-2006, 11:59 PM
عفواً لم أطلع على ترجمة شيخنا المرصفي رحمه الله إلا الآن ،ويا حبذا لو توضع في مكان خاص بها وتجعل تحت عنوان "تراجم القراء المعاصرين " فهو أليق بها وبه رحمه الله ،حيث إن هذه الزاوية ليست للجد ،بكسر الجيم 0
---
السائح
12-17-2006, 01:46 AM
أرجو ألاّ أكدّر صفوكم، وألاّ أُفسد عليكم مُتعتكم بهاتيك الطرائف اللطائف.
لكن ما بُدٌّ من جِدٍّ يُخلَط بالإحماض أحيانًا.
ولي أسوة وقدوة ببعض من سبقني من المشايخ الفضلاء النبلاء.
فاعذروا أخاكم؛ فما مراده إلا الخير إن شاء الله.
وعسى ألاّ أُثقِل عليكم بما سأسطره.(1/932)
قال ابن القيم في كتابه القيم :" إجتماع الجيوش الإسلامية ":" قال محمد بن عثمان الحافظ: رويت هذه القصة من وجوه صحاح عن ابن رواحة رضي الله عنه ." (3)
محمد بن عثمان الحافظُ هذا هو ابن الذهبي، نسبه ابن القيم إلى جدّه على جاري عادته.
والظاهر أن ابن القيم قد تصرّف في كلامه واختصره، ولم يتقيّد بنصّه.
وهاكه بنصّه وفصّه من كتاب العرش ص107 له:
رُوي من وجوه صحاح مرسلة عن عبد الله بن رواحة.
وكلامه هذا أدق من كلام الحافظ أبي عمر النمري.
وقد قال في العلو للعلي العظيم ص438: رُوي من وجوه مرسلة ..... فهو منقطع.
وليس الغرض هنا استيفاء الكلام عن طُرُق القصة وإيعاب القول حول درجتها، ومن رام بعض تفصيل في ذلك؛ فلينظر التعليق على العلو ص437-440 وكتاب قصص لا تثبت للشيخ مشهور بن حسن.
---
الجكني
12-26-2006, 05:40 PM
بين قِرنين
غير خفي على المطّلع والمطالع لكتب التراجم ما حدث ويحدث بين "الأقران" من محاورات ومناظرات تصل في "الغالب " إلى "طرح " و"نبذ" أحدهما الآخر،بل تصل أحياناً إلى "الشتم " والتكفير والتبديع " والتضليل" وقليلاً ما نجد الحالة بين "الأقران " المتناظرين تسودها المحبة و"الأدب" واحترام أحدهما للآخر،بل وإظهار " أن ما يحدث بينهما إنما هو من باب "الأدب" وليس من باب "الحرب"0
والأمثلة على القسم الأول كثيرة جداً ،فمثلاً :
1-قول ابن أبي ذئب أن مالكاً رحمه الله يجب أن يستتاب وإلا 00
2-ما حدث بين أبي نعيم وبين ابن مندة –إن لم تخني الذاكرة-
3-ما كان بين الإمامين ابن حزم والداني رحمهما الله تعالى 0
4-ما كان بين الإمام تقي الدين السبكي والإمام ابن تيمية رحمهما الله تعالى 0
5-ما كان ين الإمام السيوطي والإمام السخاوي رحمهما الله تعالى 0
وغير ذلك كثير مبثوث في كتب التراجم حتى قال العلماء :كلام الأفران بعضهم في بعض يروى فيطوى " ولا شك أني لا أوافق على هذه العبارة في مطلقها0(1/933)
ومن الأمثلة على القسم الثاني :أتذكر :
1-ما كان بين الإمامين ابن حزم والباجي رحمهما الله تعالى 0
2-ما كان بين ابن حزم أيضاً وابن عبد البر رحمهما الله تعالى 0
3-ما كان بين أبي بكر محمد بن داود-شيخ المذهب الظاهري- وابن سريج رحمهما الله تعالى وهو ما أحببت ذكره اليوم لطرافته وظرافته 0
لكن قبل ذلك أقول هذه الكلمة :
قد يقول قائل :إن سبب القسم الأول هو الاختلاف العقدي،فأقول :لا ،ليس ذلك ،وإلا لما اختلف السيوطي والسخاوي وغيرهما ممن يجمعهما المعتقد الواحد 0
إذن ما هو السبب يا ترى :
أجيب جواباً ولا أجزم بصحته مع اعتقادي بأن له وجهاً من الصواب وهو :المشرب الأدبي للمتناظرين ،فكل ما كانا ممن يتعاطى الأدب وروحه كانا أكثر "سماحة" و"سهولة" في التناظر وفي حكم أحدهما على الآخر،لأننا في "دين الأدب " لا نجد المصطلحات " الشرعية " "بدعة وضلالا وكفراً 000الخ والله أعلم 0
قال القاضي ابن خلكان رحمه الله :
"اجتمع يوماً هو – أبو بكر بن داود –وأبو العباس بن سريج في مجلس الوزير ابن الجراح فتناظرا في "الإيلاء" فقال ابن سريج :"أنت في بقولك :من كثرت لحظاته دامت حسراته ،أبصر منك بالكلام في "الإيلاء" ،فقال له أبو بكر: لئن قلت ذلك فإنني أقول :
أنزه في روض المحاسن مقلتي 0 0وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لوانه 000يصَبّ على الصخر الأصم تهدما
وينطق طرفي عن مترجم خاطري 0فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم 000فما إن أرى حباً صحيحا مسلما
فقال له ابن سريج:وبم تفخر علي ولو شئت أنا لقلت:
ومساهر بالغنج من لحظاته 000قد بتّ أمنعه لذيذ سناته
ضنا بحسن حديثه وعتابه 000وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده000ولى بخاتم ربه و براته
فقال أبو بكر: يحفظ الوزير عليه ذلك حتى يقيم شاهدي عدل أنه "ولى بخاتم ربه" ،فقال أبو العباس ابن سريج: يلزمني في ذلك ما يلزمك في قولك:(1/934)
أنزه في روض المحاسن مقلتي 00وأمنع نفسي أن تنال محرما
فضحك الوزير وقال : لقد جمعتما "ظرفاً" و"لطفاً" و"فهماً" و"علماً"0
وفيات الأعيان :4/260
والقصة القادمة قصة القاضي عبد الوهاب رحمه الله ،وأقول من الآن :قد لا تصلح " للمتنطعين " الذين يقيسون الأدب والشعر بمقياس غير مقياسه ،ومنهم الذين يرون كما قال بعض المشايخ المعاصرين أن "الأسنان "عورة" 0
والله من وراء القصد0
---
معروفي
12-27-2006, 07:25 AM
جزاكم الله تعالى خيراً على هذه المشاركات الطيبة و الأخلاق الرفيعة .
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-27-2006, 10:12 AM
قول الكاتب : ( امرأة" معها "رجل ":مفتوحة،،وليس معها :مقفولة"وافتحوا المصحف:"امرأت نوح" و"امرأت لوط"وهكذا ،أما "وامرأة إن وهبت " فهي "مقفولة )(1/935)
هذا كلام غير لائق ممن ينتسب إلى العلم وكذلك غير لائق في هذا المقام ولا في غيره ولا يخفى على الكاتب العزيز بأن هذا الملتقى هو محل لقاء لأهل العلم وغيرهم وينزه عن مثل هذه العبارات التي لا تليق ، وهذه العبارات ليست من الطرائف والفكاهة التي تنقل للناس لأنها تنافي الحياء الشرعي ، فالواجب على المسلم أن يتقيد بالضوابط الشرعية في كل شيء سواء طرائف أو غير طرائف ولا ينقل للقراء إلا ما كان نافعاً أو لائقاً ،فكان الواجب عليه أيضاً أن يعرف التعريف الشرعي مثل القول بأن تاء امرأة يفتح إذا أضيفت المرأة نحو امرأت نوح ، امرأت لوط ، امرأت فرعون ونحو ذلك من العبارات اللائقة ، قال النووي قال العلماء : فينبغي أن يستعمل في هذا وما أشبهه من العبارات التي يستحيي من ذكرها بصريح اسمها الكنايات المفهمة فيكنى عن جماع المرأة بالإفضاء والدخول والمعاشرة والوقاع ونحوها ولا يصرح . الأذكار للنووي ص300 . ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، وقال : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ، وقال : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ، وقال :" ان الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا " وقال : " قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه ما ينقلب إلى أهله منها بشيء نزل بها أبعد من السماء إلى الأرض " وقال عبد الله بن مسعود : " والله ان الرجل ليتكلم بكلمة في الرفاهية يضحك بها جلساءه فترديه ابعد ما بين السماء والأرض" ولا شك أن المزاح منه ما هو مباح ولكن لا بد أن يكون منضبط بالضوابط الشرعية ، قال العلماء إن الاشتغال باللعب مباح ولكن المواظبة عليه مذمومة وأما الإفراط فيه فإنه يورث كثرة الضحك وكثرة الضحك تميت القلب وتورث الضغينة في بعض الأحوال وتسقط المهابة والوقار ، وقال ابن الجوزي إن نفوس العلماء تسرح في مباح اللهو الذي يكسبها(1/936)
نشاطاً للجد فكأنها من الجد لم تزل " قال أبو فراس : " أروح القلب ببعض الهزل تجاهلاً منى بغير جهل أمزح فيه مزح أهل الفضل والمزح أحيانا جلاء العقل " وقال عمر رضي الله عنه : " من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزج استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه " وقال عمر بن عبد العزيز :" اتقوا الله وإياكم والمزاح فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح تحدثوا بالقرآن وتجالسوا به فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال " وقال محمد بن المنكدر : قالت لي أمي يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عندهم وقال سعيد بن العاص لابنه يا بني لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا الدنيء فيجترئ عليك " وقال عمر بن الخطاب : "أتدرون لما سمي المزاح مزاحاً قالوا لا قال لأنه أزاح صاحبه عن الحق وقيل لكل شيء بذور وبذور العداوة المزاح ويقال المزاح مسلبة للنهي مقطعة للأصدقاء " قال ابن قدامة من الأمور التي ترد بها الشهادة أن يتمسخر بما يضحك الناس به أو يخاطب امرأته أو جاريته أو غيرهما بحضرة الناس بالخطاب الفاحش أو يحدث الناس بمباضعته أهله ونحو هذا من الأفعال الدنيئة ففاعل هذا لا تقبل شهادته لأن هذا سخف ودناءة فمن رضيه لنفسه واستحسنه فليست له مروءة فلا تحصل الثقة بقوله لأن من فعل ذلك لا يمتنع غالباً من الكذب ونحوه .
. المغني لابن قدامة 10/ 170 ، وانظر : شرح الزركشي 3 / 400.
---
الجكني
12-27-2006, 01:25 PM
ليس ذا بعشك يا حمامة فادرجي
---
الجكني
12-27-2006, 01:42 PM
أما قولك :"غير لائق ممن ينتسب للعلم " ؟إذا وصل بك غضبك أو حالك أن تقول هذا الكلام في حق الشيخ المرصفي رحمه الله ،وهو صاحب هذه "الطريفة "و "الظريفة العلمية؟ فهذا الجنون بعينه 0
وأما الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرتها فأنصحك بأن تذهب وتتعلم معانيهاثم ترى هل هي واقعة علينا أم لا ""(1/937)
وقلت دائماً : إن الأدب له مقاييسه الخاصة به ،ومن يحاول أن بقيسه مثلك بالمقاييس والضوبط الشرعية فليأتنا بالدليل 0
وما تلك الضوابط التي ادعيتها إلا "اجتهاد " بعض العلماء وليست إجماعاً منهم ،ولو كانت إجماعاً فلا أقدم فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته على "إجماع العلماء " ،وطر فرحاً بهذا الكلام الذي أعرف أنه لا يوافق هواك 0
ثم : ما هذا "التدليس "منك :الكلام على "تاء امرأت " فكيف تأخذ من السياق الفائدة العلمية والتي هي مناط "الظرافة" وتحذفها وتعلق بهذا الكلام الذي لو أخرجنا منه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لعاد كلاماً "هراء" ولا غرابة عندي في صنيعك هذا فدأبك أصبح معروفاً :فمن يدلس "الكتب " وينسبها لغير أصحابها لا غرابة منه أن يدلس الفوائد العلمية التي لم يستوعبها 0
ثم أين تعليقك هذا منذ زمن ؟؟؟
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-27-2006, 07:12 PM
فالظاهر بأن شر بيتك الذي ذكرت في تعليقك السابق هو منطبق عليك وإليك تكملة الأبيات حتى تكتمل الفائدة
ماذا بعشك يا حمامة فادرجي ** لا تعذر المشتاق في أشواقه
حتى تكون حشاك في أحشائه ** لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيها ** دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى
فإذا هويت فعند ذلك عنف ** فكن رجلا رجله في الثرى(1/938)
وأما قولك تقول هذا الكلام في حق الشيخ المرصفي رحمه الله فاعلم أن تقديس الأشخاص لا طائر من ورائه ولتعلم بأن المرصفي من شيوخي ومع ذلك لا أقدسه بل كلامه رحمه الله يعرض على المعايير الشرعية مثل كلام غيره من العلماء لأنهم غير معصومين ، فأخطاؤهم لا تنقل للناس لأنهم قد يكونوا معذورين بعدم تعمدهم ذلك الخطأ فنحن نلتمس لهم العذر ولنكف عن اتباع أخطائهم ونقلها للناس ، وأما قولك ثم أين تعليقك هذا منذ زمن ؟؟ أفيدك علماً بأني لم أطلع على هذا المقال إلا هذا اليوم وهو من باب الفضول لأني كلما أجد كتاباتك لا أتشوق لها غالباً لأنك عودتني على الفائدة فيها وجزاك الله خيراً .
---
الجكني
12-28-2006, 01:36 AM
أخي (أبو) عبد الله :شكراً لك على مداخلتك هذه التي أخرجتنا بها من البحث العلمي في مسالة رسالة "إثبات الفوقية" وهو بحث "جدي لا هزل فيه وأرحت النفس قليلاً في هذا البحث "الهزلي" 0
أولاً قلت :بأن "شر" بيتك " :هكذا ولعلك تقصد "شطر" ،فانظر يا أخي كيف أدى بك الاستعجال إلى هذا التصحيف "الظريف" 0
ثانياً :قلت ايضاً :"تقديس الأشخاص لا (طائر)من ورائه " وهذا لا شك عندي أنه "تصحيف " أكثر "طرافة " و"ظرافة " فهل لنا أن نسأل: هل تقديس الأشخاص يوجد "طائر" من أمامه؟
صدقني يا أخي أبو عبد الله :لا أقصد من هذا التعليق إلا إظهار "طرفة" و"ظرفة " جاءت في عرض مداخلتك أحببت أن أسجلها هنا وكما يقول المثل عندنا وعندكم :"الدنيا بيظان " 0
أما بخصوص المثل :"ليس ذا بعشك يا حمامة فادرجي" أحفظه قديماً من خلال كتاب الإمام الشوكاني رحمه الله "السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار " في أول مقدمته ، ووالله لم أكن أعرف أنه "بيت " من الشعر حتى قرأت كلامك هنا فلا أحسدك وإنما أعترف لك بأني تعلمت هذه المعلومة منك ،ويا حبذا لو "توثق" لي الأبيات 0لأني "أشعر " أن فيها خللاً عندي " وأنها غير "منسجمة " مع بعضها البعض0(1/939)
والآن رجعت إلى كتاب "مجمع الأمثال " للميداني رحمه الله فوجدته يقول:"ليس هذا بعشك فادرجي" بدون ذكر "حمامة" بلفظ "هذا " بدل "ذا "0
أما كلامك عن الشيخ المرصفي : فمن قال لك أن هذه من الأخطاء أو أنها مما يجب علينا أن نلتمس الأعذار للعلماء فيها ؟
يا أخي (أبو) عبد الله : ليس كل الأمور تؤخذ بالجد ،هناك شيء اسمه "الأدب" ليس هو "الفقه" ولا "الحديث" ولا "الزهد" ولا "العقيدة"وإنما هو "الأدب" وارجع فضلاً لا أمراً إلى مقدمة كتاب "عيون الأخبار " لابن قتيبة رحمه الله فقد يشرح لك القضية أحسن مني 00
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-28-2006, 06:00 AM
جزاك الله خيراً على هذه الظرافة ولا شك أن الأخطاء الإملائية واردة وخارجة عن الإرادة ولعلها يستفاد منه وهوأنها تدخل في باب الطرافة وهو باب شيق ومفيد في بابه ، ومن باب الظرافة أيضاً أنك قلت في غير ما مناسبة بأنك تود بأن هذا الملتقى يقصر على التفسير وعلومه حتى لا تذهب نكهته فيا ترى هل الظرافة والفكاهة من التفسير وعلومه ؟؟ ولعل تذكر مداخلاتك التي طالبت فيها بذلك ، وأنا لا أعترض على الظرافة والفكاهة التي تنضبط بالضوابط الشرعية ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
12-28-2006, 03:05 PM
لا تعليق؟؟؟
---
الجكني
02-28-2007, 12:28 AM
بين إمامين
قال الشيخ المقرّي في "نفح الطيب"(2/82):
"مرّ ابن حزم يوماً هو وابن عبد البر بسكة الحطابين من مدينة إشبيلية فلقيهما شاب حسن الوجه ،فقال ابن حزم :هذه صورة حسنة ،فقال ابن عبد البر : لم تر إلا الوجه ،فلعل ما سترته الثياب ليس كذلك ،فقال ابن حزم ارتجالاً :
وذي عذل فيمن سباني حسنه يطيل ملامي في الهوى ويقول
أمن أجل وجه لاح لم تر غيره ولم تدر كيف الجسم أنت عليل
فقلت له أسرفت في اللوم فاتئد فعندي رد لو أشاء طويل
ألم تر أني ظاهري وأنني على ما أرى حتى يقوم دليل
---
أيمن صالح شعبان
02-28-2007, 03:09 AM(1/940)
السلام عليكم اسمحوا لي
بين أهل الظاهر وأهل القياس
ورد في المحلى لابن حزم في الخراج إن لم أكن من الواهمين تعقيب ابن حزم على أبي حنيفة حيث لم يرتضي ابن حزم القياس يقول أبو حنيفة فإذا أتينا بإنموذج من هذا وقسنا عليه فتعقب ابن حزم بعد النقل
وأي أنموذج أتانا به أبو حنيفة لنشرع به فعلى الأنموذج العفاء وصفع القفاء وعلى كل شريعة تشرع بهذا الأنموذج .
رحم الله ابن حزم وأبا حنيفة وسرائر الأئمة أجمعين اللهم آمين آمين آمين.
---
الجكني
02-28-2007, 07:20 AM
أقترح "نقل" هذا التعليق إلى موضوع :"الظاهرية والنحو " لشدة تعلقه به وبعده عن هذا الموضوع ،مع شديد احترامي وتقديري لأخي أيمن صالح0
---
أيمن صالح شعبان
02-28-2007, 08:47 PM
السلام عليكم مولانا الجنكي حفظه الله
ينقل ولك الشكر،غير أني لما رأيت التجديد في الموضوع اشتقت للقراءة فإذ هو تعقيب بالنقل فندمت على ما سطرت .
ولك تقديري استمر وسأطالع السير لأجاري في هذا الموضوع .
---
محمود الشنقيطي
03-08-2007, 10:43 AM
ومن النوادر ما حكاه الخطيب رحمة الله عليه عن أبي العيناء المتوفى سنة282هـ رحمه الله(1/941)
عن أبي العيناء قال سبب تحولي من البصرة اني رأيت غلاما ينادى عليه ثلاثين دينار يساوي ثلاث مائة دينار فاشتريته وكنت ابني دارا فأعطيته عشرين دينارا لينفقها على الصناع فانفق عشرة واشترى بعشرة ملبوسا له فقلت ما هذا قال لا تعجل فان أهل المروءات لا يعتبون على غلمانهم هذا, فقلت في نفسي انا اشتريت الأصمعي ولم أدبر قال وأردت أن أتزوج امرأة سرا من بنت عمي فاستكتمته فدفعت اليه دينارا لشراء حوائج وسمك هازبي فاشترى غيره فغاظني فقال رأيت بقراط يذم الهازبي فقلت يا بن الفاعلة لم أعلم اني اشتريت جالينوس فضربته عشرة مقارع فاخذني وضربني سبعا وقال يا مولاي الأدب ثلاث وضربتك سبعا قصاصا فضربته فرميته فشججته فذهب الى ابنة عمي وقال الدين النصيحة ومن غشنا فليس منا ان مولاي قد تزوج واستكتمني فقلت لا بد من تعريف مولاتي الخبر فشجني وضربني فمنعتني بنت عمي من دخولي الدار وحالت بيني وبين ما فيها وما زالت كذلك حتى طلقت المراة وسمته بنت عمي الغلام الناصح فلم يمكن ان أكلمه فقلت اعتق هذا واستريح فلما اعتقته لزمني وقال الآن وجب حقك علي ثم انه أراد الحج فزودته فغاب عشرين يوما ورجع وقال قطع الطريق ورأيت حقك أوجب ثم أراد الغزو فجهزته فلما غاب بعت مالي بالبصرة وخرجت عنها خوفا من أن يرجع...
---
صادق الرافعي
03-15-2007, 10:14 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
" قال النضر بن شميل: كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت عليه ذات ليلة، وعلي قميص مرقوع .
فقال: يانضر ما هذا القشف؟! -القشَف رثاثة الهيئة-
فقلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف وحرَّ (مرو) شديد فأتبرد بهذه الخلقان -
قلت:- مرو أشهر مدن خراسان، يقال لها : مرو الشاهجان ، والخلقان جمع الخلق وهو الثوب البالي-(1/942)
قال: ولكنك قشِف- . فأجرينا الحديث إلى أن أخذ المأمون في ذكر النساء فقال حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سَداد من عوز -بفتح السين-
فقلت صدق يا أمير المؤمنين حدثنا هشيم . حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سِداد من عوز - بكسر السين- قلت العَوَز الحاجة-
قال: وكان المأمون متكئًا فاستوى جالسًا فقال: يا نضر كيف قلت سداد ؟
قلت: يا أمير المؤمنين السَداد هنا لحن. قال: ويحك أتلحنني ؟.
قلت: إنما لحن هشيم - راوي الخبر- وكان لحنة وتبع أمير المؤنين لفظه.
قال: فما الفرق بينهما؟
قلت: السَّداد القصد في الدين والسبيل، والسداد البلغة، وكلما سددت به شيئًا فهو سِداد.
قال: وتعرف العرب هذا؟
قلت: نعم، قال العرجى :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا .....ليوم كريهة وسِداد ثغرقال: قبح الله من لا أدب له." ( 1 )
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) ديوان المعاني لأ بي هلال العسكري ( 1/12 )
---
(1/943)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة بأكثر من قراءة في نفس السورة؟
---
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة بأكثر من قراءة في نفس السورة؟
---
أبو غازي
09-03-2004, 03:37 AM
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة بأكثر من قراءة في نفس السورة؟
أعطي مثال: في الآية الأولى أقرأ من رواية حفص عن عاصم وفي الثانية من رواية شعبة عن عاصم والثالثة من رواية ورش عن نافع وهكذا ...(القراءات المتواترة)
---
ابو شفاء
09-03-2004, 11:03 AM
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول : (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه).
رواه البخاري
---
(1/944)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المهور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
---
المهور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
---
أبو عمار المليباري
08-08-2005, 06:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد فهذا بحث صغير في عُجالة يتعلق بمقدار المهر الذي كان شائعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وطريقتي فيه أنني أسوق بعض الأحاديث والآثار التي دلَّت على جواز تكثير المهور وربَّما أذكر بعض الأحاديث الدالة على تقليل المهر للإشارة إلى الجواز . ومنهجي في البحث المتواضع أنني أدرس الموضوع من جهتين :
أ) من جهة الرِّواية ، والمقصود سرد الأحاديث والآثار مع تخريج كل رواية تخريجاً علمياً .
ب) من جهة الدِّراية ، وأعني بها موقف الإسلام من قليل المهور وكثيرها مدعِّما ذلك بأقوال الأئمة المعتبرين والعلماء المعروفين .
----------------------
أ) دراسة الموضوع روايةً :
1- عن أبي سلمةَ بْنِ عبد الرحمن أنه قال : سألتُ عائشةَ زوجِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم : كم كان صداقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان صداقُه لأزواجه ثنتي عشرة أوقيَّة ونَشاًّ (1). قالت أتدري ما النَّشُّ ؟ قال : قلت لا . قالت : نصف أوقيَّة فتلك خمسمائة درهمٍ ، فهذا صداقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه . رواه مسلم (2) .(1/945)
2- عن أم حبيبة : "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجها وهي بأرض الحبشة ، زوَّجها النجاشيُّ وأمهرها أربعةَ آلاف وجَهَّزها من عنده وبعث بها مع شرحبيلَ بنِ حسنة ، ولم يبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ وكان مهرُ نسائه أربعمائةِ درهمٍ" رواه أبو داود والنسائي وأحمد ورواه الحاكم في مستدركه 2/198 : (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) قلت : وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح النسائي .
3- عن أبي حدرد الأسلميِّ رضي الله عنه أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يستعينهُ في مهرِ امرأةٍ . فقال : "كم أمهرتَها ؟ فقال : مائتي درهمٍ . قال صلى الله عليه وسلم : "لو كنتم تغرِفونَ من بطحانَ ما زِدتم" رواه أحمد والطبراني قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 4/282) : (ورجال أحمد رجال الصحيح) .
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "كان الصداقُ إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرةَ أواقٍ" رواه النسائي وعبدالرزاق في مصنفه . قلت : وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح النسائي .
5- قال ابن سعد في (الطبقات الكبرى 8/137) : أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عَمرة قال : قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : "تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مهرٍ خمسمائة درهم ، وولِي نكاحَه إياها العباسُ" . قلت : وهذا إسناد ضعيف لأن محمد بن عمر وهو الواقدي متروك الحديث كما في (تقريب التهذيب 2/ 203) للحافظ ابن حجر العسقلاني .
6- نقل الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب 4/1955) : ذكر ابنُ وهبٍ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده : أن عمر بن الخطاب تزوَّج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفاً. قلت : وهذا إسناد ضعيف لأن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف كما في (تقريب التهذيب1/ 448) .(1/946)
7- عن عبد الرحمن بن عوف أنه تزوَّج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وزن نواةٍ من ذهبٍ فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "أولِمْ ولو بشاةٍ" رواه مسلم في صحيحه .
ب) دراسة الموضوع درايةً :
يُستدل من هذه الأحاديث والآثار أنه يجوز الصداق بمال كثيرٍ كما هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه وقد قال الله تعالى في محكم كتابه : (وإن أردتم استبدال زوج مكان وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً ..) [سورة النساء ] قال الإمام ابن كثير في تفسيره 1/467: (وفي هذه الآية دلالةٌ على جواز الإصداق بالمال الجزيل ، وقد كان عمرُ بن الخطاب نهى عن كثرة الإصداق ثم رجع عن ذلك ..) ويجوز كذلك أن يصدُق باليسير أيضاً لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال : أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت : إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم . فقال : "ما لي في النساء من حاجة" فقال رجل: زوجنيها . قال : "أعطها ثوباً" . قال : لا أجد . قال : "أعطها ولو خاتماً من حديد" فاعتلَّ له فقال : "ما معك من القرآن ؟" قال : كذا وكذا . قال : "فقد زوجتكها بما معك من القرآن" . وهذا لفظ البخاري .
قال الإمام النووي رحمه الله في (شرح صحيح مسلم 9/213) : (وفي هذا الحديث أنه يجوزُ أن يكونَ الصداقُ قليلاً وكثيراً مما يتموَّلُ إذا ترَاضى به الزوجانِ لأنَّ خاتمَ الحديدِ في نهايةِ من القِلَّةِ ، وهذا مذهبُ الشافعيِّ وهو مذهبُ جماهِيرِ الْعُلَمَاءِ منَ السَّلفِ والخَلف) .(1/947)
قال الإمام الصنعاني في (سبل السلام 3/115) : (لا بد من الصداق في النكاح وأنه يصحُّ أن يكون شيئاً يسيراً ، فإن قوله : "ولو خاتماً من حديد" مبالغةٌ في تقليله فيصح بكل ما تراضى عليه الزوجان أو مَن إليه وِلاية العَقدِ مما فيه منفعة . وضابطه أن كل ما يصلح أن يكون قيمةً وثمناً لشيء يصحُّ أن يكون مهراً . ونقل القاضي عياض الإجماعَ على أنه لا يصح أن يكون مما لا قيمةَ له ولا يحل به النكاح ... وكذلك قوله تعالى : (ومن لم يستطع منكم طولاً ..) وقوله تعالى : (أن تبتغوا بأموالكم ..) دالٌّ على اعتبار المالية في الصَّداق حتى قال بعضهم : أقله خمسون وقيل أربعون وقيل خمسة دراهم ، وإن كانت هذه التقادير لا دليل على اعتبارها بخصوصها) .(1/948)
قلت : ولكن أفاد بعض الأحاديث والآثار أن التقليل في المهرِ هو الأفضل من التكثير ومن هذه الأحاديث : الحديث الذي رواه أحمد والحاكم وغيرهما من حديث عائشةَ رضي الله عنها أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : "أعظم النساءِ بركةً أيسرُهُنَّ صَدَاقًا" وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . ولكن هذا الحديث ضعيف فقد قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 4/255) : (رواه أحمد والبزار وفيه ابن سخبرة يقال اسمه عيسى بن ميمون وهو متروك) . وقد ضعَّف الشيخ الألباني هذا الحديث كما في إرواء الغليل . وقد دلَّ على معنى هذا الحديث حديثان آخران أولهما حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خَيْرُهنَّ أيسرُهنَّ صَدَاقاً" رواه ابن حِبَّان والطبراني وقال الهَيْثَمِيُّ في (مجمع الزوائد 4/281) : رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثقه شعبة والثوري ، وفي الآخر رجاءُ بن الحارث ضعَّفه ابن مَعين وغيره وبقية رجالهما ثقات . والآخر حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن من يُمن المرأةِ تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها ، وتيسير رحمها" قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 4/225) : رواه أحمد وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات .(1/949)
فتبيَّن لنا بعد ذكر هذه الأحاديث والآثار أن المهر ليس محدَّدَ المقدارِ ، بل يجوز الصداق بالقليل والكثير . ولكن استحبَّ العلماء رحمهم الله أن يكون المهر خمسمائة درهم لكون ذلك هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه . قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (9/215) : "واستدلَّ أصحابُنا بهذا الحديثِ على أنه يُستحبُّ كونُ الصَّداقِ خمسمائةِ درهمٍ ، والمراد في حق من يَحتملُ ذلك ، فإن قيل : فصداق أم حبيبةَ زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم كان أربعةَ آلافِ درهمٍ وأربعمائة دينارٍ فالجواب : أنَّ هذا القدر تبرَّع به النجاشيُّ من ماله إكراماً" .
تحريراً في 3/7/1426هـ-------------------------------------------------
1- قال النووي في شرح صحيح مسلم (9/215) : (أما الأوقية فبضم الهمزة وتشديد الياء . والمراد : أوقية الحجاز وهي أربعون درهماً وأما النَّشُّ فبِنونٍ مفتوحة ثم شين معجمة مشددة) .
2- قال الحافظ ابن حجر في (تلخيص الحبير 3/191) : (إطلاقه أن جميع الزوجات كان صداقهن كذلك محمول على الأكثر وإلا فخديجة وجويرية بخلاف ذلك ، وصفية كان عتقها صداقها ، وأم حبيبة أصدقها عنه النجاشي أربعة آلاف كما رواه أبو داود والنسائي) .
---
الجعفري
08-10-2005, 08:33 AM
جزاك الله خيراً أبا عمار على هذا البحث القيم وليت أولياء أمور البنات يأخذون بالأفضل حتى يسهل الزواج على الشباب .
---
(1/950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الترابي يقول: يجوز للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً؟!
---
الترابي يقول: يجوز للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً؟!
---
مرهف
04-09-2006, 09:19 PM
قرأت في صحيفة دنيا الوطن على الشبكة هذا الخبر، ولكن أريد أن أقول أني لست مصدقاً ولا مكذباً ولكني أريد من الأخوة ممن يستطيع التأكد من مصداقيته لأني لا أثق كثيراً بما تنقل الصحافة ونسأل الله أن يكون الخبر كاذباً والخبر كما في الصحيفة:
في إفتاءات جديدة مثيرة للجدل، في ندوة حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين في الخرطوم، أجاز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي "مسيحيا كان أو يهوديا"، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك، "مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل" الهدف منها جر المرأة الى الوراء.
وقال الترابي بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد 9-4-2006 إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه، وأعلم وأقوى منه. ونفى ما يقال من أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال "ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء". واعتبر الترابي "الحجاب" للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، "ولا يعني تكميم النساء"، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار.انتهى!!!!!!!....
---
مرهف
04-11-2006, 01:45 AM
تأكدت بأن الخبر صحيح عنه نسأل الله الثبات على الإسلام فقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاة على أبواب جهنم تعرف منهم وتنكر من أجابهم إليها قذفوه فيها ، حسبنا الله ونعم الوكيل.
---
يسرى خلف
04-14-2006, 09:49 PM(1/951)
من أين تأكدت يا أخي أرجوا أن لا يكون المصدر هو اعلام اليوم الذي يصيغ الحقائق كما يشاء هو
وثانيا لا يصح الحكم على قائل قول ما إلا بعد التأكد من قوله وماذا يقصد به لعله أراد شيئا وفُهم منه شيئا آخر أو لعله لم يتكلم به مطلقا
وفقنا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى
---
أبو إسحاق
04-15-2006, 02:00 PM
السلام عليكم
هذه خطبة يوم الجمعة إثر نشر فتوى الترابي في القول ان للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً, للشيخ عصام عميرة الجمعة 16 ربيع الأول 1427 هـ
الموافق 14 نيسان 2006 م
فليخرس لسان الترابي(1/952)
(الخطبة الأولى) أيها الناس: إساءة أكبر من إساءة الصحيفة الدانمركية للإسلام والمسلمين، واستهزاءٌ أشنع من استهزائها، وجريمة في الإسلام لا تغتفر (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا), ولكنها اليوم من بين ظهرانينا، حيث أفتى ما يسمى بالدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض السوداني أفتى بجواز زواج المسلمة من كتابي (نصراني أو يهودي)، وجدد فتواه السابقة بحق المرأة في إمامة الرجال. وقال الترابي في ندوة بأم درمان مؤخراً عن دور المرأة في تأسيس الحكم الراشد نظمها حزب الأمة والاصلاح والتجديد بزعامة مبارك الفاضل: "إن من حق المرأة أن تتزوج كتابياً مسيحياً كان أو يهوديا"، وقال إن الأقوال التي تحرم ذلك ليست من الشرع ولا من الدين،ولا ادري عن أي شرع يتكلم أو من أي معين من الدين يغرف , ووصفها بالتخرصات والأباطيل ومجرد أوهام وتضليل وتجهيل وإغلاق وتحنيط للعقول، والإسلام على حد زعمه منها براء!!! ولا توجد آية أو حديث تحرمان زواج المسلمة من كتابي مطلقاً، وإن الحرمة في الماضي كانت مرتبطة بالحرب والقتال بين المسلمين وغيرهم، وقد زالت بزوال السبب. وقال الترابي إن من حق المرأة المسلمة ان تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة إذا كانت أكثر علماً وفقهاً في الدين من الرجال، وقال الترابي ليس هنالك ما يمنع ذلك، فقط، يجب ألا يلتصق الرجال بالنساء التصاقاً قوياً في الصفوف حتى لا تحدث الشهوة والانصراف عن الصلاة. وأضاف بأن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماماً. واعتبر الترابي أن الحجاب للنساء يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، ولا يعني تكميم النساء بناءاً على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار.
أفتى خزعبلة وقال ضلالة
وأتى بكفر في البلاد بواح(1/953)
أيها الناس: ألا فليخرس لسان هذا الكذاب الأشر، فلو كان على الناس إمام عادل لأمر بجلبه معصوب العينين مكبل اليدين مسحوباً من لسانه إلى دار القضاء ليستتاب، فإن رجع وإلا فمنصة الإعدام بحد الردة. فالعلماء غير معصومين عن الخطأ والوهم ولربما الخيانة والطعن في الدين. فالواجب اجتناب زلاتهم، وعدم الاقتداء بهم فيها، بل ومحاسبتهم أشد الحساب عليها. وقد حذر السلف من زلة العالم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق، وأئمة مضلون. وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة ضلالة على لسان الحكيم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ويل للأتباع من زلة العالم. قيل: وكيف؟ قال: يقول العالم الشيء برأيه، فيلقى من هو أعلم منه برسول الله فيخبره فيرجع، ويقضي الاتباع بما حكم. وقد أجمع أهل العلم على تحريم تلقط الرخص المترتبة على زلات العلماء، قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع الشر كله. وعلق ابن عبد البر على ذلك بقوله: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً. وقال الأوزاعي: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام. فزلة عالم قد تهدم الدين إذا اتبعت، وعن عمر مرفوعاً: إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان. وقال معاذ: إحذر زلة العالم، وجدال المنافق".(1/954)
أيها الناس: إن مثل الترابي في أقواله الشاذة كمثل الكلب الذي ضربه الله في القرآن الكريم حيث شبه الله تبارك وتعالى بلعام بن باعوراء فى دناءته وحقارته بالكلب فى أخس وأحقر حالاته، أي فى تعبه ولهثه وشقاوته، وليس في وفائه. فالكلب دائماً وفى كل الحالات يلهث، وبلعام هو مثل لكل من آتاه الله عز وجل آياته وعلمه العلم النافع، فترك العمل به، واتبع هواه، وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على أخراه، ولذلك شبهه بالكلب لأن الكلب همته لا تتعدى بطنه. وتشبيه كل من آثر الحياة الدنيا على رضا الله والحياة الآخرة بالكلب اللاهث باستمرار، يدل على مدى جشع وشدة لهث ذلك الكافر المنسلخ من آيات الله على الدنيا، وهو لهاث مستمر لا ينقطع على المتاع الزائل. قال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ}.(1/955)
فالترابي وأمثاله من علماء السوء هم الغاوون، وهم اللاهثون وراء السراب الأمريكي الصليبي الحاقد على الإسلام، يريدون أن يبدلوا كلام الله، ويريدون أن يجعلوا دين الله دينين، ديناً وسطياً، وآخر متطرفاً. ويْله من الله، ومرّغ أنفه في تراب جهنم إن لم يتب ويرجع، ما ضرُّه لو بقي ساكتاً عن المنكرات التي ملأت بلاد المسلمين شرقاً وغرباً، من ذبحٍ للمسلمين، واحتلالٍ لبلادهم، واعتداءٍ على مقدساتهم، واغتصابٍ لنسائهم، وأنظمةٍ تحكم بغير ما أنزل الله، وحكامٍ لا يهتدون بهدي محمد صلى الله عليه وسلم، وقعودٍ للجيوش عن نصرة المسلمين. ما ضره لو بقي ساكتاً كسكوت أقرانه من أشباه العلماء يتقلبون في نعمة أسيادهم الحكام الزائلة؟ ولكنه أبى إلا أن يكون رأساً في الباطل، وينطق بالكفر البواح الذي إن اعتقد صحته حُكم بردته وحل دمُه.(1/956)
(الخطبة الثانية) أيها الناس: من أصدق هذا الدعيُّ أم اللهُ القائل: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءَكم المؤمنات مُهجِراتٍ فامتَحِنوهُنَّ، الله أَعلَمُ بإيمانهِنَّ، فإن علِمتُموهُنَّ مُؤمنِاتٍ فلا تَرجِعوهُنَّ إلى الكُفّار، لا هُنَّ حِلٌّ لهم ولا هم يحلُّون لهنَّ)؟ ومن أصدق هذا الغويُّ أم الله القائل: (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)؟ ومن أصدق هذا الشقي أم الله القائل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}؟ ومن أصدق هذا الظلامي أم رسول الله القائل (يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فلا يحل أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه)؟ قبحك الله يا حسن، تدعو للسفور وتفتري على الله ورسوله، وتطعن في ديننا بحجة الوسطية! قبح الله وسطيتك الخائبة إن كانت تعني التنازل عن حكم الله القطعي، أو حتى الظني، قبح الله أمثالك وأسيادكم وكل من سكت عنك ووافقك على ضلالك وفساد دينك.(1/957)
أيها الناس: الوسط يعني الأعدل والأقوم والأقسط، ولا أعدل ولا أقوم ولا أقسط من التمسك بأحكام الله، وكذب من قال بخلاف هذا. فإلى متى تسكتون على هذه الإساءات والمهاترات؟ وإلى متى ستبقى أنظمة الكفر والظلم والفسق مسيطرة على ربوع المسلمين وإعلامهم وثرواتهم وكافة مقدراتهم؟ وإلى متى سيبقى أمثال هذا الثعبان الشَّرِه ينفث سمومه في عقول أبنائنا؟
أيها الناس: لا يوقف هذا الأفاكَ الأثيمَ وأمثالَه إلا دولةُ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تنصب ميزان القضاء العادل، فتصوِّبُ كلَّ انحراف في العقيدة والفتوى، وتؤدب كل المتجاوزين لحدود الله، وتقتص من المسيئين لشرع الله حسب إساءاتهم ولو أدى ذلك إلى الإطاحة برؤوسهم. فاعملوا أيها المسلمون لإيجادها، فإيجادها فرض، وقدومها وعد، ولن يخلف الله الميعاد.
أيها الناس: حتى لا نغمط أحداً حقه، فإن من الانصاف أن نذكر علماءَ مسلمين رفضوا أقوال الترابي هذه وفتاواه الباطلةَ رفضاً قاطعاً، وقالوا – ولو على استحياءٍ - إن هذه الفتاوى تخالف تماماً نصوص القرآن الكريم والسنةَ النبوية، فالحمد لله رب العالمين، وجزاهم الله خيراً. قال تعالى: {من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد}.
---
مرهف
04-15-2006, 08:26 PM
الأخ يسرى : لقد تأكدت من مصدرين الأول من أخ سوداني مهتم بهذه الأمور وهذا بعد سماعي للخبر بساعات، الثاني : أن قناة العربية الأخبارية نشرت له لقاء معه بخصوص هذه الفتوى وقالها صراحة، ولعلك قرأت في مقدمة كلامي أني لا أثق بإعلام اليوم كثيراً لتواتر الأخبار المقلوبة فيها وأخيراً أشكر الأخ أبا إسحاق على مشاركته
---
يسرى خلف
04-16-2006, 02:06 PM
الأخوة الكرام
ديننا دين النصيحة ولكن.....
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-22-2006, 07:29 PM(1/958)
تقرير إخباري أمس السبت للدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قوله إن فتوى الدكتور حسن الترابي الزعيم الإسلامي السوداني، التي أباح فيها زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي (من اليهود والنصارى) باطلة، ولا يجوز العمل بها لأنها مخالفة لاجماع المذاهب الإسلامية وما استقر عليه الفقه الإسلامي.
وقال القرضاوي لصحيفة الشرق الأوسط على هامش زيارته للقاهرة في الملتقى العالمي لخريجي الأزهر: إننا نرفض هذه الفتوى، لأنها ضد إجماع الأمة وأن جميع المذاهب الإسلامية السنية والشيعية والزيدية، سواء المتبوع منها أو المنقرض، تستنكر هذه الفتوى وتؤكد مخالفتها للشرع الإسلامي، لأن كل اتباع في هذه المذاهب متصل بالعمل.
وأضاف القرضاوي: لا يجوز شرعا أن تتزوج المرأة المسلمة ابتداء من رجل كتابي (يهوديا كان أم مسيحيا)، لأن تحريم زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي من الأمور التي استقر عليها الإسلام، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.
وتابع القرضاوي قائلا: في الحقيقة ان فتوى الترابي هذه قديمة متجددة سمعتها منه وهو في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1975، وراجعته فيها وفسرها لي في ذلك الوقت، بأنه لا يقول إن المسلمة لا تتزوج ابتداء من رجل كتابي، ولكنه يقصد المرأة غير المسلمة التي تعتنق الإسلام وهي متزوجة من رجل كتابي يجوز لها البقاء مع زوجها غير المسلم، ولكنه لم يقصد أن تتزوج المرأة المسلمة من غير المسلم ابتداء ولم أوافقه على هذه الفتوى، ولكن بعد ذلك قرأت أن الإمام ابن القيم الجوزية ذكر في مثل هذه المسألة تسعة أقوال في أحكام أهل الذمة، ومنها أقوال تجيز للمرأة أن تبقى مع زوجها الكتابي.
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-24-2006, 09:47 PM(1/959)
تنبيه: ورد في المقال الذي نسخته أعلاه، اسم ابن القيم (ابن القيم الجوزية) بألف ولام في الكلمتين، وهذا لا يجوز لغةً لأنّ أباه كان قيِّما للمدرسة المسماة بالجوزية. فهو ابن قيِّم الجوزية أو ابن القيِّم فقط. ولا يجوز (ابن القيم الجوزية).
والجوزية مدرسةٌ بناها سبط ابن الجوزي فسميت باسمه ثم شاء الله تعالى أن يكون ابن (قيِّمها) عالِماً أيضاً. فينسب الى قيِّم الجوزية.
---
(1/960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل أنوار التنزيل و أسرار التأويل (تفسير البيضاوي) كامل
---
حمل أنوار التنزيل و أسرار التأويل (تفسير البيضاوي) كامل
---
طويلب علم صغير
05-21-2003, 08:59 AM
حمل أنوار التنزيل و أسرار التأويل (تفسير البيضاوي) 1
عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي البيضاوي
---
طويلب علم صغير
05-21-2003, 09:00 AM
حمل أنوار التنزيل و أسرار التأويل (تفسير البيضاوي) 3
---
طويلب علم صغير
05-21-2003, 09:01 AM
حمل أنوار التنزيل و أسرار التأويل (تفسير البيضاوي) 2
---
مرهف
05-24-2003, 02:39 AM
جزاك الله خيراً يا أخي الكريم وحبذا لو أتحفتنا بجديد
---
(1/961)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآيات التي وجدت فيها ظاهرة المشاكلة من خلال التفاسير .
---
الآيات التي وجدت فيها ظاهرة المشاكلة من خلال التفاسير .
---
أبو طلال العنزي
05-22-2006, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع نويت أن أتقدم لتسجيله رسالة علمية في تخصص البلاغة ، إلا أن أحد الفضلاء من القسم خوفني من هذا الموضوع ، وذكر أنني سأحتاج إلى عقد فصول كثيرة للرد العقدي ، مما يخرجني من دائرة البلاغة كثيرا ، وفي هذا - كما يرى - صعوبة ، فعدلت عنه ،وآثرت أن أطرحه على المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية ، علهم يجلون هذا الجانب ، ويخرجون قول أهل السنة فيه .
وقد اعتمدت في إحصاء هذه الآيات على تفاسير عدة ،كانت مجموعة لدي في قرص يحوي جملة من كتب التفسير ، فأشرت إليها على أمل أنه إذا وافق القسم أن أعود إلى التفاسير لبيان مواضعها ، لكن حصل الذي حصل ، وألفت عنايتكم إلى أنني وقفت على الآيات التي ذكر الزمخشري وجود المشاكلة فيها في تفسيره دون الاعتماد على القرص ، ولفت انتباهي أنه يقول : وفيها مشاكلة ، ثم يودع الآية إلى غيرها دون بيان لأثر هذه المشاكلة .
بعد هذا أرجو من الله - تعالى - أن يوفق أحدا ما إلى دراسة هذا الموضوع ، والتفتيق لأسراره ، ولا تنسوني من الدعاء .
أخوكم
أبو طلال العنزي
الآيات التي وردت فيها ظاهرة المشاكلة
سورة البقرة
1- { يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9} فتح القدير 1/52 .
2- { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ{14} اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ{15} فتح القدير 1/ 56 .(1/962)
3- { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ{26} فتح القدير 1/ 73 ، الكشاف 1/ 237- 239 ، تفسير أبي السعود ج 1 ص 72 .
4- { صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ{138} الكشاف 1/ 335 .
5- { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ{193} فتح القدير 1/ 248 .
6- { الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{194} فتح القدير 1/249 .
7- { وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{237} فتح القدير 1/329 ، الكشاف 1 / 464 .
8- {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة268 ، مدنية ، أبو السعود ج 1ص262 .(1/963)
9- {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87 ، روح المعاني 1/ 318 .
10- {وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ }البقرة41، روح المعاني 1/ 245 .
11- { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ{13} ، روح المعاني 1 / 155 .
سورة آل عمران
1- { لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ{28} فتح القدير 1 / 431 .
2- { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ{54} فتح القدير 1/ 448 .
3- {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 ، مدنية ، أبو السعود ج 2 ص 24 .
4- {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }آل عمران54 ، مدنية ، أبو السعود ج2 ص 42 .
5- {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169 ، مدنية ، أبو السعود ج2 ص 112 .(1/964)
6- {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28، مدنية ، فتح القدير ج1ص331 .
سورة النساء " مدنية "
1- {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }النساء108 ، مدنية ، روح المعاني ج 5 ص 141 .
2- {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً }النساء172 ، مدنية ، روح المعاني ج 6 ص 41 .
3- {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142 ، مدنية ، فتح القدير ج 1 ص 344 .
4- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47 ، مدنية ، أبو السعود ج 2 ص 186 .(1/965)
5- { وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }النساء102 ، مدنية ، روح المعاني ج5ص 136.
سورة المائدة " مدنية "
1- وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{116} الكشاف 2/ 315 ، روح المعاني ج 7 ص 67 .
2- {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة119 ، مدنية ، روح المعاني ج23ص242 .(1/966)
3- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6 ، مدنية ، روح المعاني ج 6 ص 76 .
4- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54 ، مدنية ، روح المعاني ج 6 ص 164 .
5- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }المائدة95 ،مدنية ن روح المعاني ج 7 ص 25 .
سورة الأنعام " مكية "(1/967)
1- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }الأنعام9، مكية ، روح المعاني ج 7 ص 98 ، أبو السعود ج3ص114.
2- {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54 ، مكية ، ج 7 ص 105 .
3- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنعام52 ، مكية ، روح المعاني ج 7 ص 159 .
4- {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }الأنعام150،مكية ، روح المعاني ج 8 ص 53 .
5- {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام12، مكية ، أبو السعود ج3ص115 .
6- {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }الأنعام25، روح المعاني 7 / 125.(1/968)
7- {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام13، روح المعاني 7 / 109 .
سورة الأعراف " مكية "
1- {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ }الأعراف50 ، مكية ، روح المعاني ج 8 ص 126 .
2- {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }الأعراف88 ، مكية ، روح المعاني ج 9 ص 3 .
3- { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{33} نظم الدرر للبقاعي 3 / 28 .
4- {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164، روح المعاني 9 / 92 .
5- {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }الأعراف44، روح المعاني 8 / 122 .
6- {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26، روح المعاني 8 / 104 .
سورة الأنفال " مدنية "(1/969)
1- {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30 " مدنية " ، ج 9 ص 198.
2- { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال67 . " مدنية " ، روح المعاني ج 10 ص 33 .
سورة التوبة " مدنية "
1- {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100 .
2- {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة19 . " مدنية " روح المعاني ج 10 ص 69 .
3- {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101 " مدنية " روح المعاني ج 11 ص 10 .
4- {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108 " مدنية " روح المعاني ج 11 ص 22 .(1/970)
5- {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67 ، مدنية ، فتح القدير ج2ص379 .
6- {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة79 ، مدنية ، فتح القدير ج2ص385 .
7- لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{128} نظم الدرر للبقاعي 3 / 409 .
سورة يونس " مكية "
1- {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس27 . " جزاء سيئة بمثلها إما المراد : سيئة مثلها ، أوبمقدار سوء السيئة يكون جزاؤها " اجتهاد من عندي والله أعلم .
2- {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21 " مكية " روح المعاني ج 11 ص 94 ، فتح القدير 2 / 559 .
سورة هود " مكية "
1- وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ{89} نظم الدرر 3/ 568 .
سورة يوسف " مكية "(1/971)
1- {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24 " مكية " ، روح المعاني ج12 ص 213 .
2- {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }يوسف37 " مكية "روح المعاني ج 12 ص 240 .
3- {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }يوسف52، روح المعاني 12 / 261 .
سورة إبراهيم " مكية "
1- {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }إبراهيم46 " مكية " روح المعاني ج 13 ص 250 .
2- {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22 ، روح المعاني 13 / 208 .
سورة النحل " مكية "
1- {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }النحل34 .
2- {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }النحل17 " مكية "روح المعاني ج14 ص 120 .(1/972)
3- {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }النحل48 "مكية " روح المعاني ج 14 ص 154 .
4- {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ }النحل66 ، مكية ، تفسير القرطبي ج 10 ص 123 ، فتح القدير 3 / 229 .
5- {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126، مكية ، أبو السعود ج5ص152 .
سورة الإسراء " مكية "
1- {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً }الإسراء50 " مكية " روح المعاني ج 15 ص 91 .
2- { قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً{95} ، نظم الدرر 4/ 427 .
سورة الكهف(مكية)
1- {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29 " مكية " روح المعاني ج 15 ص 269.
سورة مريم(مكية)
1- {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً }مريم73 " مكية " روح المعاني ج 16 ص 129 .
سورة طه(مكية)
1- {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى }طه48 " مكية " روح المعاني ج 16 ص 198 .(1/973)
2- {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }طه130، مكية ، روح المعاني ج 16 ص 282.
سورة الأنبياء(مكية)
1- {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73 ، مكية، روح المعاني.
سورة الحج(مدنية)
1- { ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ{60} ، فتح القدير 3 / 610 .
سورة المؤمنون(مكية)
1- {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }المؤمنون22 .
2- {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }المؤمنون21 .
3- {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14، روح المعاني 18 / 14 .
سورة النور(مدنية)(1/974)
1- { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31 ، مدنية ، روح المعاني ج18ص143 .
2- {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }النور45، مدنية ،روح المعاني ج18ص193 .
3- {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }النور3 ، مدنية ، تفسير البيضاوي ج 4 ص 173 .
4- {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54 ، مدنية ، أبو السعود ج6ص 189 .
سورة الشعراء(مكية)
1- {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ }الشعراء46 " مكية " روح المعاني ج 16 ص 230 .(1/975)
سورة النمل(مكية)
1- {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النمل11 ، روح المعاني 19 / 165 .
سورة لقمان(مكية)
1- {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }لقمان34 ، مكية ، ج21ص110.
سورة السجدة(مكية)
1- {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ }السجدة4، مكية ، روح المعاني ج21ص120 .
2- {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }السجدة14، مكية ، روح المعاني ج21ص130 .
3- {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }السجدة20 ، مكية ، روح المعاني ج21ص133.
سورة سبأ(مكية)
1- { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{13} نظم الدرر 6/ 164 ، الكشاف 5 / 112 .
2- { فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ{16}، الكشاف 5 / 114- 116 .(1/976)
3- {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }سبأ46، روح المعاني 9/ 128 .
سورة الصافات(مكية)
1- {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ }الصافات62 ، مكية ، روح المعاني ج 23ص 95.
سورة الزمر(مكية)
1- {لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ }الزمر16،مكية ، روح المعاني ج23ص251.
2- {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23 ، مكية ، روح المعاني ج23ص258.
3- {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ }الزمر51 ، مكية ، روح المعاني ج24 ص 13 .
سورة غافر(مكية)
1- {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }غافر3 مكية ، روح المعاني ج 24 ص 41.
2- {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر20 ، مكية ، روح المعاني ج24 ص 60.
3- {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ }غافر43 ، مكية ، روح المعاني ج24ص 72.(1/977)
4- {وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }غافر80 ، مكية ، روح المعاني ج 24 ص 90.
5- {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60، روح المعاني 24 / 81 .
سورة فصلت(مكية)
1- {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }فصلت15، روح المعاني 24 / 112 .
سورة الشورى(مكية)
1- {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ }الشورى41 ، مكية ، روح المعاني ج25 ص48 .
2- {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }الشورى40 ، مكية ، فتح القدير ج4ص705 ، نظم الدرر 6 / 640 .
سورة الزخرف(مكية)
1- {وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الزخرف48 ، مكية ، تفسير القرطبي ج 16 ص97 .
سورة الدخان(مكية)
1- {فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ }الدخان59 ، روح المعاني 25/ 137 .
سورة الأحقاف(مكية)
1- {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأحقاف21 ، روح المعاني 26 / 24 .
سورة الفتح(مدنية)(1/978)
1- {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10، مدنية ، روح المعاني ج18ص193 ، روح المعاني 26 / 96 .
سورة الذاريات(مكية)
1- {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }الذاريات38 ، مكية ، روح المعاني ج 27 ص 15.
سورة الحديد(مدنية)
1- {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الحديد15، روح المعاني 27 / 179 .
سورة المجادلة(مدنية)
1- {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22 .
سورة التغابن(مدنية)
1- {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التغابن9 ، مدنية ، روح المعاني ج28 ص 123 .
سورة الملك(مكية)(1/979)
1- {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ }الملك9 ن مكية ، تفسير النسفي ج4ص264 .
سورة القلم(مكية)
1- {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ }25 ، روح المعاني29 / 31 .
سورة نوح(مكية)
1- {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }نوح23 ، مكية ، روح المعاني ج29 ص 78.
سورة الجن(مكية)
1- { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6 ن مكية ، ج5ص305 .
سورة الليل(مكية)
1- {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }الليل10.، مكية ، ج 30 ص 149 .
سورة الضحى(مكية)
1- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }الضحى3 . " مكية "، ج 30 ص 156.
سورة البينة(مدنية)
1- {جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }البينة8 .
---
صالح صواب
05-23-2006, 10:08 PM
ما قدمه الأخ أبو طلال جزاه الله خيرا ... موضوع جيد، وهو جدير بالدراسة، ويمكن أن يكون في البلاغة، ويمكن أن يكون في الدراسات القرآنية، وهو أقرب من وجهة نظري.
أما مجال العقيدة، فهو خاص بما يقال بأنه مشاكلة في أفعال الله تبارك وتعالى، ولا يمكن فصل هذه الدراسة عن التفسير.
لكن هناك أنواع كثيرة من المشاكلة المتعلقة بالبشر... ويمكن دراستها دراسة تفسيرية، فمثلا: قوله سبحانه: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) يمكن دراسة هذا الموضوع، إن كان من باب المشاكلة أم لا ، فإن أريد بالسيئة (الثانية) أنها تسوء صاحبها، فهو من باب الحقيقة وليس من باب المشاكلة، وإن أريد بالسيئة (ما يقابل الحسنة) والمراد بذلك الجزاء، فهو من باب المشاكلة.(1/980)
وأدعو باحثا أن يتفضل بدراسة هذا الموضوع لأهميته وسعته.
وقد أجاد أخونا أبو طلال في جمع هذه الآيات، وإن لم يتبين لي المشاكلة في عدد من الآيات التي ذكرها
---
أبو طلال العنزي
05-24-2006, 04:54 AM
أرحب بالدكتور صالح صواب ، وأخبرك بأن الآيات التي لم يتبين لك فيها أسلوب المشاكلة قد تكون من نوع يسمى ( مشاكلة القصة ) وهذا لحظته كثيرا في تفسير روح المعاني .
شكرا لمرورك
---
جمال أبو حسان
05-24-2006, 11:57 AM
السلام عليكم ارى ان هذا الموضوع المطروق بالحوار جدير بالبحث ولا ارى التعويل على هذا القلق الخاص بآيات العقيدة ويمكن ان يفرد لها فصلا في الرسالة وارى ان يقوم الباحث الكريم بمتابعة هذا الموضوع فهو حيوي ومفيد لكن عليه ان يتجرد من آسار المذهبيات وعقلية الاقصاء والله يوفقه
---
أبو يزيد
05-27-2006, 05:47 PM
إلى الأخ الفاضل أبي طلال، أنا أفضل أن تقدم في تسجيل الموضوع، وأن تكتب فيه؛ فهو موضوع قيم ونفيس، كما أن حصرك للآيات يدل على تمكنك ومقدرتك العلمية، أما الملحظ العقدي الذي ذكره بعض الفضلا، فلا يصح أن يكون حائلا ومانعا من التسجيل فيه، بل إن هذا الجانب العقدي يعطي موضوعك قوة، كما أن النظام الجديد في الدراسات العلمية يسمح بأن يكون لك مشرفان، مشرف رئيس، ومشرف مساعد يكون متخصصا في العقيدة، وهذا من التواصل العلمي المحمود بين التخصصات المختلفة، وفقك الله
---
د.عبدالرحمن اليوسف
05-28-2006, 01:12 PM
هناك بحث منشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ،العدد الثاني والثلاثون،بعنوان:[دراسة عقدية لبعض الصفات التي يدعى أنها من باب المشاكلة]،للدكتور يوسف السعيد،فيفاد منها.
وشكرا.
---
أبو طلال العنزي
05-30-2006, 12:45 AM(1/981)
أحب أن أنوه بالمداخلين لهذا الموضوع ، وإني لم أضع هذا الموضوع هنا ، بهذا الجمع الذي قمت به ، والتعب الذي عانيته في الاستخراج ، إلا هدية لأي باحث يريد موضوعا قد جمعت بعض مادته العلمية لعل الله أن ييسر له العمل في هذا الموضوع .
هذا هدية إلى أهل هذا الملتقى المبارك
---
أحمد القصير
05-30-2006, 03:36 PM
الموضوع جدير بالدراسة وهو من الموضوعات التي تكشف جانبا من الإعجاز البلاغي في القرآن وقد كنت أفكر في الموضوع منذ زمن وتمنيت لو قدم كرسالة علمية أما وقد أثرت تلك الشجون فلعلك تقول أنا لها وتتحفنا بدراسة كاملة لهذا الموضوع
---
(1/982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل طبع هذان البحثان حول (تاريخ علوم القرآن)
---
هل طبع هذان البحثان حول (تاريخ علوم القرآن)
---
محمد بن جماعة
03-21-2007, 01:26 AM
في قائمة الرسائل الجامعية للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجدت هذين الكتابين عن تاريخ علوم القرآن. فهل هما مطبوعان ؟
وإن لم يطبعا، فهل من مساعد في الحصول عليهما؟
====
تاريخ علوم القرآن من بداية القرن السادس إلى نهاية القرن العاشر.
الباحث : محمد بن حميد بن محمد القرشي
الجنسية: سعوديّ
المشرف : د/ عمر بن يوسف كمال
المرحلة: الدكتوراه
تاريخ المناقشة : 1418/08/06 هـ
التقدير : الشرف الثانية
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات: 652
ملخص تعريفي للرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى تمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث: تعريف علوم القرآن، أهميته ومكانته بين العلوم، نشأة علوم القرآن وبدا تدوينه.
الباب الأوّل: التأليف في علوم القرآن، وفيه تمهيد وفصلان: التمهيد تضمن لمحة عن التأليف في القرون الخمسة الأولى، والفصول هي: التأليف في بداية القرن السادس إلى نهاية القرن العاشر، التأليف على طريقة جمع أنواع من علوم القرآن.
الباب الثاني: دراسة نماذج من الكتب المؤلفة على طريقة جمع أنواع من علوم القرآن، وفيه سبعة فصول: دراسة كتاب "فنون الأفنان" لابن الجوزي، دراسة كتاب "جمال القراء وكحال الإقراء" لعلم الدين السخاوي، دراسة كتاب "المرشد الوجيز" لأبي شامة، دراسة كتاب "الإكسير في علم التفسير" لنجم الدين الطوفي، دراسة كتاب "البرهان في علوم القرآن" لبدر الدين الزركشي، دراسة كتاب "التيسير في قواعد علم التفسير" للكافيجي، دراسة كتاب "التيسير في علم التفسير" وكتاب "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي.(1/983)
الباب الثالث: التأليف في أنواع مخصوصة من علوم القرآن، وفيه تمهيد وفصل واحد: التهميد تضمن نشأة هذا المنهج وأسباب التأليف فيه ومزاياه والمآخذ عليه، وأما الفصل فهو: أنواع منتقاة من علوم القرآن ويضم تسعة مباحث تكلم فيها عن نزول القرآن ومعرفة الملكي والمدني، فضائل القرآن، أسباب النزول، الناسخ والمنسوخ، المحكم والمتشابه، أصول التفسير، إعجاز القرآن، غريب القرآن، إعراب القرآن، وقد ذكر تحت كل نوع نبذة عن هذا العلم والمؤلفات فيه.
الخاتمة: بين فيها أهمية علوم القرآن ومكانتها من علوم الدين، ومدى اهتمام العلماء بها، وأن العلماء جروا في ذلك على منهجين: الأوّل: التصنيف الشامل، والثاني: إفراد كل علم على حدة، وتبين للباحث أنه ما تزال هناك حاجة لإخراج كتب علوم القرآن نظراً لأهميتها، ولعدم إتقان الكتب المتوفرة المطبوعة، ودعا لتكاتف المحققين لإخراج كتب محققة محررة سليمة من الخطأ والتصحيف.
======
تاريخ علوم القرآن الكريم حتى نهاية القرن الخامس الهجري.
الباحث : أحسن بن سخاء بن محمد أشرف الدين
الجنسية: أندونيسي
المشرف : د/ سيد محمد الدسوقي
المرحلة: الماجستير
تاريخ المناقشة : 1406/02/07 هـ
التقدير : جيد جداً
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات: 325
ملخص تعريفي للرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
التمهيد: نظرة العلماء نحو القرآن ومضامينه وعدد علوم القرآن وتعريف علوم القرآن.
الباب الأوّل: الدراسات القرآنية في القرن الأوّل الهجري، وفيه ثلاثة فصول: الدراسات القرآنية في العهد النبوي، في عهد الخلفاء الراشدين، في عهد ما بعد الخلفاء الراشدين إلى نهاية القرن الأوّل الهجري.(1/984)
الباب الثاني: علوم القرآن في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وفيه سبعة فصول: علم القراءات، علم الرسم العثماني، علم أسباب النزول، علم المكي والمدني، علم الناسخ والمنسوخ، علم المحكم والمتشابه، علم إعجاز القرآن الكريم.
الباب الثالث: علوم القرآن في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وفيه فصول: علم القراءات، علم رسم القرآن، علم أسباب النزول، علم الناسخ والمنسوخ، علم متشابه القرآن، علم إعجاز القرآن.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ملخصها:أن كتاب "فهم القرآن" للحارث المحاسبي (ت243هـ) هو أول محاولة لجمع ما تفرق من دراسات حول القرآن في كتاب مستقل، ثم تلاه أبو بكر بن النباري (ت328هـ) في كتابه "عجائب علوم القرآن". وأن علوم القراءات والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمكي والمدني قد عني بها في عهد الصحابة والتابعين، لأنّ مصدرها الرواية. وأما علم الرسم؛ فاعتني به العلماء بعد ظهور المصاحف العثمانية، وعلم المحكم والمتشابه اعتنى به العلماء بعد ظهور فتنة الجهم بن صفوان (ت128هـ) والمعتزلة. وأما علم القراءات فأول كتاب ألف فيها هو كتاب "السبعة" لابن مجاهد (ت324هـ).
---
(1/985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لالغاء المحادثة الجانبية في البالتوك ..
---
لالغاء المحادثة الجانبية في البالتوك ..
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 04:34 PM
افتح برنامج البالتوك
بعدها اضغط على :
Setup -------> Preferences --------> Privacy ----------> Allow contact from Pal list Only
بعدها اضغط على OK و اخرج من تلك المكان .. لن يستطيع اي شخص ازعاجك بالبرايفت .. فقط من اللذين تضيفهم لقائمتك ..
اما عن قضية حفظ النص في البالتوك .. اذا انت في غرفة معينة اذهب الى :
File -----> Save Room Session ------> Rtf
---
(1/986)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نبذة مختصرة عن أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية
---
نبذة مختصرة عن أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-03-2005, 01:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن القرآن الكريم منهج هذه الأمة، وصلاحها، وسبب سعادتها في الدنيا والآخرة؛لما حوى من مقومات السمو والرقي،والشمول والبناء ،والإصلاح...
فلا غرو أن يعنى علماء هذه الأمة بالقرآن الكريم غاية العناية،وتمام الاهتمام: يبذلون قصارى جهدهم، وغاية مرامهم في بيان ألفاظه، واستنباط أحكامه، وإيضاح هداياته.
وقد كان من بين هؤلاء الأجلاء:أبو الثناء، محمودبن عبدالرحمن الأصفهاني، المتوفى سنة 749هـ.
حيث ألف تفسيره: (أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية)
وقد انبرى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض لتبني تحقيق هذا السفر التفسيري في رسائل علمية لنيل العالمية العالية (الدكتوراه) حتى انتهى بعون الله وتوفيقه تحقيقه كاملاً.
وتعود أهمية تفسير الأصفهاني إلى أمور عدة منها:
أولا: منزلة أبي الثناء الأصفهاني العلمية في زمانه، حيث كان أهل العلم يترجمون له ويعظمونه ويعتبرونه (الشيخ، الإمام، العالم ،العلامة، المحقق، الفريد، الحجة، جامع اشتات الفضائل، ووارث علوم الأوائل ) كما قال الصفدي في (الوافي بالوفيات).
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يسكِّتُ الناسَ له إذا تحدث ويقول: ( اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله).
ثانياً : قيمة هذا التفسير العلمية، والمتمثلة في أصالته،وعمقه، وغزارة مادته نظراً لأهمية مصادره.
ثالثاً: هذا التفسير جمع بين منهجي التفسير المشهورين: التفسير بالأثر، والتفسير بالنظر.(1/987)
رابعا: أنه تفسير جامع لأنواعٍ من علوم القرآن المتعلقة بالتفسير كالقراءات، وأسباب النزول ، والمكي والمدني، ونحو ذلك.
خامساً: حسن جمعه وعرضه، وجودة ترتيبه وتصنيفه، على الرغم من اعتماده الأكبر في جمع مادته العلمية التفسيرية على ثلاثة تفاسير: (الكشف والبيان) للثعلبي، و(الكشاف)للزمخشري، و(مفاتيح الغيب)للرازي، مع تباين مناهج مؤلفيها ، واختلاف أساليبهم، كما قدَّم لتفسيره بثلاث وعشرين مقدمة، حوت كثيراً من الفوائد والجوانب المتعلقة بالتفسير.
سادسا: عدم تعصبه لمذهبه الشافعي، مع عرضه لأقوال العلماء والمذاهب الفقهية عند تفسيره لآيات الأحكام.
وعلى الرغم مما ذكر سلفاً، فإنه لم يخل من بعض الملحوظات، ومنها:
1-سلوكه مسلك المتكلمين في بعض المسائل العقدية وخصوصاً في الصفات ، والقدر.
2-إيراده لبعض الأخبار الإسرائيلة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة.
3-استعماله لبعض العبارات الصوفية والفلسفية في تفسيره.
4-كثرة النقل من غير عزو، مما يوهم أنه من كلامه، وليس كذلك.
هذا ما أحببت ذكره - باختصار- عن كتاب الأصفهاني وتفسيره. وأستغفر الله من كل خطأ وزلل، وما توفيفي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.
وصلى الله وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2005, 01:44 AM
أرحب بالأخ العزيز ، والزميل الكريم الدكتور عبدالرحمن اليوسف وفقه الله ، وأعد بدء مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير كسباً علمياً ، لما أعلمه من عنايته بالتفسير وعلومه ومصنفاته ، وحرصه على التدقيق في مسائله .(1/988)
كما أبارك له انتهائه من تحقيق نصيبه من هذا السفر العلمي (أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية) لأبي الثناء محمود بن عبدالرحمن الأصفهاني ، المتوفى سنة 749هـ. وأرجو أن يتحفنا الدكتور عبدالرحمن اليوسف في حلقات علمية قادمة بزيادة بيان منهج أبي الثناء الأصفهاني ، كما أرجو أن يتبنى الدكتور عبدالرحمن التنسيق مع زملائه الذين سبقوه إلى تحقيق بقية أجزاء هذا التفسير لطباعته ونشره لينتفع به طلاب العلم ، إما عن طريق عمادة البحث العلمي لتدرجه ضمن مشروع وزارة التعليم العالي لطباعة ألف رسالة علمية ، أو ضمن منشورات الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه أو عن طريق دار من دور النشر.
---
أبو بيان
06-04-2005, 09:16 AM
نكرر الترحيب بالدكتور عبد الرحمن اليوسف حياه الله
ولدي سؤال عن التفسير المذكور:
مَنْ مِن الباحثين درس القسم الأول من التفسير والمشتمل على المقدمة؟ وهل نوقشت رسالته أم لا؟
---
عبد العزيز الضامر
06-12-2005, 10:00 PM
إلى أخي العزيز أبي بيان وبقية رواد الملتقى...مع التحية:
إجابة على استفساركم حول تفسير أبي الثناء الأصفهاني (ت:749هـ) المسمى بـ"أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية" فالذي أعلمه أنه مشروع علمي قدمه مجموعة من الدارسين لنيل درجة الدكتوراه ومنهم الآتي:
الدكتور: إبراهيم بن سليمان الهويمل سنة(1410هـ) وقد اشتمل تحقيقه على مقدمة التفسير وسورتي الفاتحة والبقرة.
الدكتور: بدر بن ناصر البدر, وذلك من أول تفسير سورة الأنعام إلى آخر تفسير سورة الأعراف.
الدكتور: رياض المسيميري.
الدكتور: عبد الله الحكمة.
الدكتور: عبد الرحمن اليوسف.
وهناك أيضاً طالبتان.
الدكتور: عبد المنعم بن حواس الحواس وذلك من سورة القمر إلى آخر القرآن.
وقد احتوى التفسير على مقدمة طويلة تناولت شرح الاستعاذة والبسملة وشيئاً من موضوعات علوم القرآن, وكذلك ما الذي ينبغي على المُفَسِّر ونحو ذلك.(1/989)
كما احتوى التفسير أيضاً على خاتمة يسيرة أوضح فيها المصنف تأريخ شروعه في التفسير ومكانه, وكذلك تأريخ انتهائه منه ومكانه وغيرها من المعلومات التي تُفيد الدارسين.
وقد أفرد الدكتور: بدر البدر رسالة مستقلة تربو على مائة صفحة تتحدث عن حياة أبي الثناء الأصفهاني وتفسيره, نشرتها دار المسلم بالرياض سنة (1422هـ).
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-13-2005, 01:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
أعتذرلك أخي نايف عن تأخرالجواب،وأشكرلك أخي عبدالعزيزهذه الإجابة؛وأحب أن أضيف مايلي:
قام بالمشاركة في تحقيق هذا السفر العظيم من التفسير نخبة من الباحثين،وعلى رأسهم فضيلة الأستاذالدكتورإبراهيم بن سليمان الهويمل الذي بذل جهداً في جمع المخطوطات،وحازشرف السبق بتحقيق مقدماته وسور الفاتحة والبقرة وآل عمران،ثم تتابع الباحثون في تحقيق الكتاب،وهم على النحو التالي
1-د.عبدالرحمن اليوسف،وتحقيقي من أول سورة النساءإلى آخرسورة المائدة.
2-د.بدرالبدر،وتحقيقه من أول سورة الأنعام إلى آخرسورة الأعراف.
3-د.عبدالله الحكمة، وتحقيقه من أول سورة الأنفال إلى آخرسورة يونس.
4-د.رياض المسيميري،وتحقيقه من أول سورة هودإلى آخرسورة النحل.
5- د.جمال الدين القادري،وتحقيقه من أول سورة الإسراءإلى آخرسورة الحج.
6-د.وفاءالعساف، ،وتحقيقها من أول سورة المؤمنين إلى آخرسورة العنكبوت.
7-د.الزهراءالتويجري ،وتحقيقها من أول سورة الروم إلى آخرسورة ص.
8-د.صلاح الدين زيطرة، وتحقيقه من أول سورة الزمر إلى آخرسورة النجم.
9-د.عبدالمنعم الحواس،وتحقيقه من أول سورة القمرإلى آخر القرآن الكريم.
والله ولي التوفيق.
---
أبو بيان
06-14-2005, 12:53 AM
شكر الله لكما جميعاً ما أضفتماه من فوائد.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-27-2005, 12:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده،والصلاة والسلام على نبينامحمد،وآله وصحبه،وبعد:(1/990)
فاستكمالاًلماذكرت عن تفسيرالأصفهاني، أحب أن أضيف مايلي:
قدم الأصفهاني لتفسيره بثلاثٍ وعشرين مقدمةً حوت كثيراً من الفوائد والجوانب المتعلقة بالتفسير، قام بتحقيقها فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل ، وهي على النحو التالي :
المقدمة الأولى : في بيان احتياج الإنسان إلى النبي - في أمر الدنيا والآخرة ( 45 – 60 ) .
المقدمة الثانية : في أنه كيف كان بدء الوحي (61 – 74) .
المقدمة الثالثة : في تعريف القرآن (75 – 81 ).
المقدمة الرابعة : في بيان إعجاز القرآن (82 – 90) .
المقدمة الخامسة : في وجوب تواتر القرآن (91 – 94) .
المقدمة السادسة : في بيان القراءات السبع (95 – 98) .
المقدمة السابعة : فيما قيل في قول النبي - - صلى الله عليه وسلم - - : (( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف )) (99 – 111) .
المقدمة الثامنة : في بيان جمع القرآن ( 112 – 123) .
المقدمة التاسعة : في الحاجة إلى وضع الألفاظ (124 – 129) .
المقدمة العاشرة : في بيان التفسير ، والتأويل ، والمحكم ، والمتشابه (130 – 149) .
المقدمة الحادية عشرة : في الحقيقة والمجاز (150 – 170) .
المقدمة الثانية عشرة : في مباحثَ متعلقةٍ بعلم البيان (171 – 209) .
المقدمة الثالثة عشرة : في باب الخاص والعام (210 – 216) .
المقدمة الرابعة عشرة : في تعريف الإدراك ، والعلم ، والمعرفة ، والشعور ، والتصور ، والتصديق ، والظن، واليقين ، والفكر ، والنظر ، وما يتقارب منها (217 – 235) .
المقدمة الخامسة عشرة : في فضل العلم وشرفه (236 – 255) .
المقدمة السادسة عشرة : في شرف علم التفسير (256 – 258) .
المقدمة السابعة عشرة : في بيان العلوم التي يحتاج إليها المفسر (259 – 269) .
المقدمة الثامنة عشرة : في بيان أن تحصيل علم التفسير فرض (270) .
المقدمة التاسعة عشرة : فيمن أخذ منهم علم التفسير من الصحابة – رضي الله عنهم– (271 – 274).(1/991)
المقدمة العشرون : في أقسام الأسماء الواقعة على المسميات (275 – 301 ) .
المقدمة الحادية والعشرون : في أفعال الله تعالى وتقدس (302 – 307 ).
المقدمة الثانية والعشرون : في بيان أفعال العباد (308 – 325) .
والله ولي التوفيق.
---
(1/992)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رابط فيه روابط
---
رابط فيه روابط
---
مرهف
11-20-2005, 05:53 PM
أثناء بحثي في الأنترنت وجدت هذا الرابط وفيه روابط لمواقع معروفة ولكن بعضها قد يكون جديداً وفي هذه الروابط كتب تفيد طالب العلم والرابط هو :
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9349&forumpage=1
أسأل الله لكم النفع
---
(1/993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الفرقان الحق ... مطبوع في أمريكا .... توجد صورة
---
الفرقان الحق ... مطبوع في أمريكا .... توجد صورة
---
عماد الدين
10-04-2006, 07:55 AM
وجدت هذه الصورة لقرآن جديد
وبلغني من أحد الإخوة أنه بدأ توزيعه في بعض المدارس الخاصة بدولة الكويت
http://ec3.images-amazon.com/images/P/1579211755.01._SS500_SCLZZZZZZZ_V1056523080_.jpg
وهذا الرابط في موقع أمازون ... أكبر دور نشر
إضغط هنا للذهاب لرابط الكتاب وقراءة التفاصيل عنه (http://www.amazon.com/True-Furqan-Al-Saffee/dp/1579211755/ref=sr_11_1/104-2690485-9134365?ie=UTF8)
---
عبدالرحمن الشهري
10-04-2006, 01:52 PM
- الفرقان الحق " فضيحة العصر - قرآن أمريكى ملفق .. بقلم :د. إبراهيم عوض (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2988)
- دراسة مختصرة لكتاب الفرقان الحق(الفرقان الأمريكي) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5695).
---
عبد اللطيف سالم
10-06-2006, 01:48 AM
السلام عليكم
ليتكم لا تقولون ( الفرقان الحق.)
ولكن قولوا : ( ما يسمى بالفرقان الحق )
---
(1/994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الرد على د. عبد الصبور شاهين.. الزيف الاشتقاقي.. ونظرية دارون.. والقران الكريم
---
الرد على د. عبد الصبور شاهين.. الزيف الاشتقاقي.. ونظرية دارون.. والقران الكريم
---
أبو صلاح الدين
07-24-2005, 07:58 PM
أرجو من المشرف عدم نقل الموضوع إلى الملقى المفتوح
بل أرجوه أن يقرأ بحثي هذا كاملا ليعرف مدى صلته القوية بالقران الكريم وتفسيره
هذا البحث هو جزء من كتابي:
غزو معاقل الداروينية
ونسف نظرية التطور
تأليف
أبو صلاح الدين
كافة حقوق التأليف والطبع والنشر والتوزيع محفوظة؛ فلقد سارعت بتسجيل البحث وتوثيقه؛ لأني قد تعرضت من قبل لـ((سرقة)) بعض أبحاثي, وأنقذتني رحمة الله تعالى وعنايته. ويحق لكل أحد أن ينشر هذا الجزء على الشبكة بشرط ذكر المصدر والإحالة على هذا الموقع الكريم
حول د. عبد الصبور شاهين
وقع د. عبد الصبور شاهين فيما يسمى بـ"الزيف الاشتقاقي" – وقد نبه على ذلك مشكورا د. حمزة بن قبلان المزيني في مقال له بإحدى الجرائد السعودية, أسهب فيه وأفاد وأجاد, وقد استفدت منه كثيرا.. وأضفت إليه الكثير هنا كما سترى أخي القارئ بعون الله. ولي عليه بعض المؤاخذات والملاحظات ليس هذا محل ذكرها- في كتابه أبي آدم: قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة. القاهرة: مكتبة الشباب، 1998, فقد وقع – تجاوز الله عن زلاته- في مغالطات كثيرة.., وإليك التفصيل :(1/995)
**النقطة الأولى: تمييزه بين كلمتي "البشر" و"الإنسان". افترض أن كلمة "بشر" تطلق على الأطوار القديمة التي كان عليها الإنسان قبل استصفاء الله لآدم من بين بقية المخلوقات التي يطلق عليها "بشر". فالبشر: "تسمية لذلك المخلوق الذي أبدعه الله من الطين". فبين (البشر والإنسان) عموما وخصوصا مطلقا، فـ (البشر) لفظ عام في كل مخلوق ظهر على سطح الأرض، يسير على قدمين، منتصب القامة، و(الإنسان) لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفا بمعرفة الله وعبادته، فكل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا.
الرد: كلمة "بشر" مرادف لكلمة "إنسان" بشكل لا لبس فيه, انظر مثلا المعجم الوسيط ومعجم ألفاظ القران الصادرين عن مجمع اللغة العربية. وهذا معلوم من اللغة بالضرورة, ولا حاجة للتوسع فيه أو استقصائه عند كل من كان له قلب.
ولقد نسي أو تناسى د. شاهين الآية: ?إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون? (آل عمران:59), فهذا يؤكد أن آدم - وهو يطلق عليه "إنسان" باعتراف د. شاهين- خلقه الله خلقا مباشرا من طين(تراب). والآية: ?خَلَقَ الإنسانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ? (الرحمن: 14), وهي صريحة كل الصراحة في نقض ودحض شبهات د. عبد الصبور شاهين.
وكلمة "بشر" في القرآن الكريم استعملت في المعاني التالية:
أ- بمعنى رجل: ومن الشواهد على هذا المعنى ما ورد في قوله تعالى:
"قالت رب أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر" (آل عمران، 47), وهو المعنى الذي نجده في الآيات:
1ـ"وقلن حاشا لله ما هذا بشرا" (يوسف31)
2ـ"ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" (النحل103)
3ـ "فتمثل لها بشرا سويا" (مريم17)
4ـ"قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر" (مريم ، 20)(1/996)
5ـ"فكلي واشربي وقَرِّي عينا، فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" (مريم26). لاحظ أخي القارئ كلمتي "البشر" و "إنسيا". والدكتور شاهين لم يورد هذه الآية في الكتاب كله. وهو ما يدعو إلى التساؤل عن سر عدم إيراده لها: أتراه يجهلها؛ أم أنه نسي الإشارة إليها؛ أم أنه لم ير فيها شيئا جديدا يضاف إلى ما ورد في الآيات التي أوردها؟ أتراه تعمَّد عدم ذكرها لأنه يعرف أنها أوضح دليل ينقض فرضيته بدليل إيراده الآية 79 من سورة آل عمران غير كاملة، فقد أوردها على الصورة التالية: "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة" (ص69 من كتابه). وربما بدا للقارئ غير المتمعن أن معنى هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون "البشر" أهلا لتلقي "الكتاب والحكم والنبوة"، أي "التكليف"، بمصطلح الدكتور شاهين. وهو ما يتماشى مع فرضية الدكتور شاهين التي تقضي بأن "البشر" نوع بدائي قديم لم يؤهله الله لتلقي الكتاب ولم يؤته الحكم ولا النبوة التي اختص بها الإنسان الذي يمثل نوعا متطورا جاء بعد "البشر" بآجال طويلة، وصار "مكلفا بالتوحيد والعبودية". أما هذه الآية بتمامها فهي : "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تُعلِّمون الكتابَ وبما كنتم تدرسون".
والواضح أن معنى هذه الآية ينصرف إلى الأنبياء على وجه الخصوص، بل أجزم أن المقصود فيها على وجه التحديد هو عيسى عليه السلام؛ بدليل سياق الآية, وهو ما يعني أنها موجهة لمن يدخل في جنس "الإنسان"، بتعريف الدكتور شاهين.(1/997)
بل إن كلمة " بشر" لا يمكن أن تفهم في بعض الآيات إلا على أنها تدل على "الرجل". وذلك في مثل الآية التي ذكرتها هنا والآية (20) في سورة مريم: "قالت أَنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر" (مريم ، 20). فمن الواضح أن مريم عليها السلام تستغرب، في هاتين الآيتين، أن تلد غلاما من غير أن يمسها رجل؛ إذ لا يمكن أن تخاف من أن تمسها امرأة في هذا السياق. يضاف إلى ذلك أن هاتين الآيتين تصوران حدثا وقع في زمن يدخل فيما يطلق عليه الدكتور شاهين "زمن التكليف"؛ أي أنه وقع في طور "الإنسان"، لا طور "البشر"، إذا استعملنا مصطلحات المؤلف. فاستخدام كلمة "بشر" في هاتين الآيتين ينفي المعاني التي يراها الدكتور شاهين لهذه الكلمة؛ وهي بذلك دليل ضد فرضيته في هذا الكتاب التي تحصر مفهوم كلمة "بشر" على الطور الذي سبق الإنسان المكلف. كما أن الآيات الكريمة الأخرى تدل دلالة أكيدة على أن المقصود إنما هو الإنسان الذَّكر، أي الرجل.(1/998)
لقد تناقض شاهين مع نفسه من حيث لا يدري, فتناقض في تفسيره لكلمة البشر, فقال: (البشر) لفظ عام في كل مخلوق أبدعه الله من طين ظهر على سطح الأرض، يسير على قدمين، منتصب القامة. وقال في مكان آخر: كلمة "بشر" تطلق على الأطوار القديمة التي كان عليها الإنسان قبل اصطفاء الله لآدم من بين بقية المخلوقات التي يطلق عليها بشر. والبشر عند عبد الصبور " ليس أهلا لتلقي الكتاب والحكم والنبوة "، أي ليس أهلا للـ"التكليف" بمصطلح الدكتور شاهين. فهو يقضي بأن "البشر" نوع بدائي قديم لم يؤهله الله لتلقي الكتاب ولم يؤته الحكم ولا النبوة التي اختص بها الإنسان. أقول: فلتحدد موقفك يا دكتور, هل البشر هو كل مخلوق من طين (وهذا التعريف يشمل كل من يطلق عليه إنسان في عرف الدكتور) ؟! أم هو من ليس أهلا للتكليف (وهذا يخرج كل من يطلق عليه إنسان في عرفه المزعوم أيضا). إن لفظ "البشر" يرد في مجال التكليف كقوله تعالى : "وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر31), "نذيرا للبشر" (المدثر36). فهذا يدل على أن البشر "يُنذَرون" و"يُذكَّرون". وهو مما يدل على اكتمال مؤهلاتهم العقلية واللغوية أيضا، وأنهم وصلوا إلى مرحلة التكليف التي تدل على مستوى "الإنسان" في اعتقاد الدكتور. لذلك فإن تمييزه بين الكلمتين باطل عاطل لا معنى له.
ويزداد التناقض بقوله: بين (البشر والإنسان) عموما وخصوصا, فكل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا. أقول: يا دكتور, كيف يكون كل إنسان بشر, والبشر ليس أهلا للتكليف على حد قولك.. ؟!! فنحن عندما نقول كل شيء كذا, فهذا "الشيء" يجب أن يكون شاملا لكل مواصفات ومقومات الـ "كذا ". هذا مثل قولنا: كل رسول نبي, وليس كل نبي رسول. فكل رسول فيه كل مواصفات ومقومات النبي, ويزيد عليه بأشياء أخرى.., فتأمل منصفا.(1/999)
ب_ بمعنى "نبي" أو "أنبياء": حيث تأتي كلمة "بشر" كذلك في سياق الحديث عن الأنبياء عليهم السلام؛ وذلك في وصف الله سبحانه وتعالى للأنبياء بأنهم من جنس الإنسان. كما تأتي في وصف الأنبياء لأنفسهم بأنهم من بني الإنسان وإنما فُضِّلوا على غيرهم بالاختصاص بالرسالة. وتأتي كذلك في الدلالة على استنكار أقوام الأنبياء أن يرسل الله تعالى رجالا منهم أنبياء. وقد حدث كل ذلك في الفترة التي يمكن أن يسميها الدكتور شاهين بفترة طور "الإنسان". وذلك كما في قوله تعالى: "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" (آل عمران 79). وهذا هو المعنى الذي نجده كذلك في الآيات:
1ـ"وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون" (الأنعام91). فموسى هنا من جنس البشر.
2ـ "قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين" (إبراهيم 10)
3ـ"قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون" (إبراهيم11)
4ـ"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بربه أحدا " (الكهف110)
5ـ"لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون" (الأنبياء3)
6ـ"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" (الأنبياء34)(1/1000)
7 ـ"فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين" (المؤمنون24)
8ـ"ولو أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون" (المؤمنون 34)
9ـ"ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين" (الشعراء154)
10ـ"وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين" (الشعراء186)
11ـ"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون" (يس15)
12ـ"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين" (فصلت6)
13ـ"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم" (الشورى51)
14ـ"ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد" (التغابن6)
15ـ"فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين" (هود27)
16ـ"أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا" (الإسراء 93)
17ـ"وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا" (الإسراء94)
18ـ"ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون" (المؤمنون34)
19ـ"فقالوا أنؤمن لبشريْن مثلنا وقومهما لنا عابدين" (المؤمنون 47)
20ـ"فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر" (القمر24)
---
أبو صلاح الدين
07-24-2005, 08:00 PM
ج- وتأتي كلمة "البشر" في الدلالة على آدم؛ أو على عموم أفراد بني الإنسان، فيما يتصل بالخلق:
كما في قوله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر28). وهو المعنى الذي في الآيات:(1/1001)
1ـ"قال لم أكن أسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون" (الحجر33)
2ـ"إذ قال ربك إني خالق بشرا من طين" (ص71)
3ـ"وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا " (الفرقان54)
4ـ "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون" (الروم20)
د- وتأتي في الدلالة على بني الإنسان عموما، فيما لا يتصل بالخلق: كما في قوله تعالى: "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير" (المائدة18). وهو المعنى في الآيات:
1ـ"إن هذا إلا قول البشر" (المدثر25)
2ـ"وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر31)
3ـ"نذيرا للبشر" (المدثر36)
ومن الواضح أن كلمة "بشر"، منكَّرة ومعرَّفة، في هذه الآيات إنما تنصرف إما إلى "الرجل" أو إلى أفراد من جنس الإنسان في الطور الذي يمكن أن يسميه الدكتور شاهين بطور التكليف.
هذه الكلمة في بعض الآيات لا تدل إلا على "الإنسان" في الفترة التاريخية لبني الإنسان. ومن أوضح الآيات دلالة في هذا المعنى الآية التي وردت في سورة مريم، وهي قوله تعالى:
"فكلي واشربي وقَرِّي عيْنا، فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" (مريم26).
وكما هو واضح في هذه الآية فإن مريم عليها السلام تستطيع رؤية "البشر"، وهو ما يعني أنهم الذين كانوا يعيشون في تلك الفترة التاريخية. ثم إنه لما لم يكن لكلمة "البشر" مفرد من لفظها فقد استعمل القرآن الكريم وصفا من المادة اللغوية التي جاء منها لفظ "الإنسان" وهو "إنسي". وما دام أن كلمة "إنسي" استخدمت وصفا لـ"البشر" فإن هذا يدل دلالة أكيدة على أن "البشر" مرادف لـ"الإنسان"، وأن فرضية المؤلف التي تقوم على التمييز بينهما في الدلالة لا تصح.(1/1002)
ويدعي د. عبد الصبور شاهين أن الإنسان " تطور" عن البشر. أقول: يا دكتور, إن لفظ "الإنسان" ورد في حديث القرآن عن قصة الخلق مسبوقا وملحوقا بالكلمات نفسها التي وردت مع اللفظ "بشر". وذلك في مثل قوله تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر26), "وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر28).
**النقطة الثانية: تفسيره لكلمة "سلالة" في قوله تعالى "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" [المؤمنون12]. ويعني هذا أنه يفسر كلمة "سلالة" هنا لتدل على أن المعنى في هذه الآية أن الإنسان جاء من سلسلة آباء خلقوا من طين، " وكأن الآية تدفع عن العقل احتمال إدماج العمليتين [خلق البشر وخلق الإنسان] في عملية واحدة، فالإنسان خلق من (سلالة) نسلت من(طين)، أي: إنه لم يخلق مباشرة من الطين، فأما ابن الطين مباشرة فهو (أول البشر)، وكان ذلك منذ ملايين السنين" (ص90 من كتابه) ويقول: " فخلق الإنسان (بدأ من طين)، أي: في شكل مشروع بشري، ثم استخرج الله منه نسلا (من سلالة من ماء مهين)، ثم كانت التسوية ونفخ الروح، فكان (الإنسان) هو الثمرة في نهاية المطاف عبر تلكم الأطوار التاريخية السحيقة العتيقة" (ص91 منه).
الرد :
أولا: تفسيره لكلمة "سلالة" يعتمد على تمييزه بين "البشر" و"الإنسان". وما دام أنه اتضح أن تمييزه بين الكلمتين باطل, فإن الدلالة التي يراها لكلمة "سلالة" باطلة.
ثانيا: السلالة في اللغة(انظر المعجم الوسيط, ومعجم ألفاظ القران) هي :
أ- ما استُل من الشيء وانتُزع. ويشهد لهذا قوله تعالى " ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ".
ب- خلاصة الشيء, كخلاصة الغذاء مثلا. ويشهد لهذا الآية السابقة أيضا.(1/1003)
وبهذا يتضح معنى الآية لكل ذي لب منصف باحث عن الحق والحقيقة.., وهو: " ولقد خلقنا الإنسان من خلاصة من الطين". ومن كابر وعاند وقال بقول الدكتور, فيلزمه أن يقول بهذا في الآية سابقة الذكر, وهذا قول لا يقول به مجنون, وما لزم منه باطل فهو باطل.. فتأمل منصفا ولا تشطط.
**النقطة الثالثة: دلالة حروف العطف : يقول في تفسير قوله تعالى "ولقد خلقناكم ثم صورناكم" (الأعراف11) : "وهما مرحلتان في عمر البشرية، لعلهما استغرقتا بضعة ملايين من السنين. . . ومع ملاحظة استعمال الأداة (ثم) التي تفيد التراخي بين الأمرين" (ص86 من كتابه). ويقول عند الكلام على قوله تعالى: "وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه", يقول: "والأداة (ثم) للترتيب مع التراخي، وكأن استعمالها في هذا السياق ترجمة لمفهوم الزمان المتطاول الذي عبر عنه الظرف (إذا)، في مقابل استخدام الفاء أو الواو في ربط أجزاء أخرى من الآيات، تعبيرا عن التعقيب أو مطلق الجمع".(ص105ـ106 من كتابه).
الرد :
أولا: كلامه يعتمد على تفريقه بين لفظي البشر والإنسان, وفد أبطلنا ذلك من قبل والحمد لله. فما بني على باطل فهو باطل, وهذا يكفي في رد كلامه من أساسه.
ثانيا: إننا حين نتأمل الحالات التي يرد فيها حرف العطف "ثم" في القرآن الكريم نجد أنه ورد في التعبير عن الفترات القصيرة نحو مدة الحمل, مثل " ثم " في قوله تعالى ?وَاللهُ خَلَقَكُم مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً? (فاطر: 11). ومثل "الفاء" في قوله تعالى: "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركَّبك" (الانفطار 6ـ8). وغير ذلك الكثير والكثير من الآيات, ولا داعي لاستقصائها لكل من تأمل وأنصف.(1/1004)
أما بالنسبة لقوله تعالى "خلقناكم ثم صورناكم" .. فخلقناكم معناها: أوجدناكم وأبدعناكم من لا شيء, وعلى غير مثال سابق. وصورناكم معناها: جعلنا لكم صورا مجسمة.(انظر معجم ألفاظ القران). والفعل(جعل) في اللغة من (أفعال التحويل) كما هو معلوم عند المبتدئين, وهذا ينطبق على ما نحن فيه تمام الانطباق.. فإن الإنسان في أول أمره خلق من تراب, ثم عجن بالماء فصار طينا, ثم مكث حتى صار حمأ مسنونا, ثم يبس هذا الحمأ المتغير الرائحة حتى صار صلصالا(أي: يظهر صوتا إذا نقر عليه).., فأصبح الإنسان جسدا وصورة مجسمة. فـ "خلقناكم ثم صورناكم" ورد في التعبير عن المراحل والفترات القصيرة التي مر بها خلق الإنسان من التراب إلى الصلصال ونفخ الروح. والمقصود بالآية آدم عليه السلام, ويؤكد ذلك سياقها " ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا.. خلقتني من نار وخلقته من طين". ولاثبات أن المقصود بخلقته من طين هو آدم.. انظر كلامي في فصل(الحجج الدامغة من القران).
انتهى المراد, والحمد لله أولا واخرا.
---
أبو عبد المعز
07-25-2005, 12:45 AM
هذه بعض الإضافات الى الموضوع الذي أثاره الاستاذ أبو صلاح الدين لعل فيها ما ينفع:
رأي الدكتور عبد الصبور في امتداد السلسلة الآدمية إلى ما قبل آدم عليه السلام رأي باطل لا يتابع عليه...استنادا إلى نصوص شرعية كثيرة ليس مكانها هنا....ولو لم يكن في نظرية الشيخ عبد الصبور إلا تلبسها بالرجم بالغيب لكفاها لتطوى فلا تروى.
لكن التفرقة بين "البشر" و"الإنسان"من وجهة نظر بيانية لها تبرير قوي.إلا ان الدكتور عفا الله عنه نقل المقتضى البياني وحاول أن يبني عليه مقتضى علميا فكانت الانتكاسة...(1/1005)
في سنة 1969 نشرت الدكتورة عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطيء دراسة سمتها "مقال في الإنسان:دراسة قرآنية"نشرتها دار المعارف بالقاهرة.وأعادت نشرها ضمن كتابها" القرآن وقضايا الإنسان"من منشورات دار العلم للملايين تحت يدي منها الطبعة الخامسة 1982.
وقد سطرت الكاتبة في أول مقالها هذه الجملة:
الإنسان في القرآن الكريم ,غير البشر.
فهل اطلع الدكتور على هذه الدراسة فأوحت له بالفكرة التي ستختمر بذهنه بعد سنوات...؟
لكن شتان بين المنهجين.
فبينا سارت المرأة على نحو استقرائي دقيق متلمسة الوجوه الصحيحة للغة ومستندة إلى ذوقها البلاغي المشهود..إذ سار الرجل يتلمس الافتراضات ويحاول جاهدا أن ينصر فكرة مبيتة عنده...وقد علم كل أناس أن شعار "اعتقد ثم استدل"من فعل الهوى وحده.
قالت :
(فاستقراء مواضع ورود "بشر"في القرآن كله ,يؤذن بأن البشرية فيه هي هذه الآدمية المادية التي تأكل الطعام وتمشي في الأسواق.وفيها يلتقي بنو آدم جميعا على وجه المماثلة التي هي أتم المشابهة.وبهذه الدلالة ورد لفظ "بشر " اسم جنس في خمسة وثلاثين موضعا من القرآن الكريم.منها خمسة وعشرون موضعا في بشرية الرسل والأنبياء.مع النص على المماثلة فيما هو من ظواهر البشرية وأعراضها المادية بينهم وبين سائر البشر.)
ثم مضت تستعرض شواهدها من سورة الأنبياء وأبراهيم وهود والكهف وغيرها.وكلها ناطقة بأن البشرية هي القاسم المشترك بين الآدميين...ورفض الناس لرسالة المرسلين مبنية على هذا الأصل:أنتم بشر مثلنا فكيف أصبحتم أنبياء ورسلا.وعندما يحاول الكفار تعجيز رسلهم بطلبات متعنتة يخاطبهم رسلهم بهذه المثلية البشرية: "قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا".
لكن البشرية عند الكاتبة جزء من الآدمية...
أما الكاتب فقد استهواه عكس القضية:فزعم أن الآدمية جزء من البشرية.فأثار عليه الزوابع.(1/1006)
ومضت بنت الشاطيء في تحليلها المعجمي الرصين فقررت بعد ذلك أن "الإنسان في القرآن الكريم غير الناس."
لا حاجة الى الإشارة أنها لا تقصد الاختلاف" في الوجود ".بل الاختلاف في "البيان".فالقرآن يستعمل "الناس " في سياقات مخصوصة لا يمكن أن يستعمل مكانها "إنسان".وقد أحصت في النص القرآني نحو مائتين وأربعين مرة بدلالة واضحة على اسم الجنس لهذه السلالة الآدمية أو هذا النوع من الكائنات في عمومه المطلق.ومنه نداءات القرآن:"ياأيها الناس...."
و"الناس" بيانيا غير "الإنس"أيضا .فملحوظ في مادة "أ.ن.س"الدلالة على نقيض التوحش ومن ثم يقابل "الانس" دائما "الجن" بملحظ الاستئناس والألفة والظهور في الأول والتوحش والاستتار والخفاء في الثاني.
بقي "الانسان".ما دلالة الإنسان؟
تصل الباحثة بمنهجها الاستقرائي الصارم الى أن "الإنسان" هو مناط التكليف.فليس ملحوظا فيه العنصر الترابي والجسمي كما في كلمة بشر....ولا السلالة والتناسل كما في كلمة"الناس" ولا الاستئناس والاجتماع والمدنية كما في "الإنس".الملحوظ فيه هو تحمل المسؤولية والتكليف بالأمانة وما يترتب على ذلك من ثواب وعقاب ومن فوز وخسارة.وبعبارة أخرى لفظ "الإنسان "أدخل في مجال الأخلاق .
وهكذا يتكلم القرآن الكريم عن "الانسان الذي يطغى"و "الإنسان ما أكفره" والانسان الذي خلق من نطفة أمشاج لكن بغاية الابتلاء.والانسان الخصيم والانسان الضعيف وغيرها من الصفات النفسية و الخلقية والعقلية.
الخلاصة :
التفرقة بين الآدمية والبشرية والإنسانية أو بين البشر والناس والإنسان تفرقة معجمية بيانية صحيحة يشهد لها خصوصيات الاستعمال القرآني.لكن تلمس فرضيات وجودية خلف هذه الواجهة البيانية مجازفة خطيرة كان الدكتور عبد الصبور شاهين -حفظه الله- في غنى عنها.
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2005, 11:52 AM
أخي الكريم أبا صلاح الدين وفقه الله(1/1007)
اراك أكثرت علينا من (الردود) و(نسف) أقوال الباحثين الذين عرفوا بعلمهم ومصداقيتهم مثل الأستاذ الدكتور عبدالصبور شاهين . وحتى يكون الكلام مقبولاً لا بد من نقل كلام الدكتور عبدالصبور كاملاً دون تلخيص أو استنباط منكم ، حيث إنني أشك أن يفوت مثل هذا الأمر الجلي الواضح على مثله. ولا سيما أنه من أفضل وأعلم الباحثين المعاصرين ، ومؤلفاته التي اطلعت عليها مثل (تاريخ القرآن) و دراسته الصوتية لقراءة أبي عمرو بن العلاء ، وترجمته لعدد من أفضل الكتب مثل دستور الأخلاق لدراز ، والظاهرة القرآنية لمالك بن نبي ، وغيرها تدل على عمقه العلمي ، ودقة نظره ، كما إنه أشرف على عدد كبير من أفضل الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه مثل رسالة رسم المصحف للدكتور غانم الحمد ، وغيرها . كل هذا دليل على أن للرجل تاريخ علمي مجيد يستحق الثناء والإشادة .
وبخصوص حقوق النشر لما أشرتم إليه أخي الكريم فلست أدري ماذا تعني بحقوق النشر وأنت تكتب باسم غير معروف - لدي أنا على الأقل - ولا يمكن حفظ حقوق لاسم مستعار غير مشهور ، أضف إلى ذلك أنك أحلت في بداية حديثك لمقالة الدكتور حمزة المزيني دون تحديد المصدر بدقة حتى يتسنى لنا الرجوع لها وموازنة المنقول من غيره ، والدكتور حمزة في مقالاته اللغوية كثير الاستقصاء ، وهو كثير الاستفادة من كتابات لغوية أجنبية دون الإشارة أحياناً ولا سيما في مقالاته التي ينشرها في جريدة الرياض ، وقد نشر بعضها مؤخراً في كتب مستقلة مثل كتابه (التحيز اللغوي) .
ثم إن التفريق بين الإنسان والبشر من حيث اللغة صحيح فلكل منهما اشتقاق يختلف عن الآخر ، ودلالة دقيقة مختلفة ، وليسا مترادفين كما قلتَ ، وهذه مسألة علمية مشهورة كما أشار إليها الأستاذ الكريم أبو عبدالمعز.
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 06:05 PM
أخي الفاضل:(1/1008)
لقد قلتُ:(( لا حاجة الى الإشارة أنها لا تقصد الاختلاف" في الوجود ".بل الاختلاف في "البيان" هذا كلام مهم جدا ودقيق.))
ونحن ولله الحمد ممن يعرف الفرق اللغوي بين الإنسان والبشر.
ولكن الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الصبور شاهين اختلط عليه الأمر.. فذهب لما قلته في مقالتي.
وإذا أردت التأكد من قوله هذا فاقرأ كتابه (أبي ادم) نشر مكتبة الشباب بالقاهرة.
ود. عبد الصبور من العلماء الكبار المرموقين, وأنا من أكثر الناس والحمد لله معرفة بذلك,
وهو((( أستاذ فاضل كريم, وزميل عزيز لأخوالي جميعا حيهم وميتهم. ونحن على صلة به متينة والحمد لله))).
وهذا لا يمنعني من الرد عليه وبيان خطئه, مع اعتراف الجميع بفضله وعلمه.
(((وأما من انا, فهذا مما أحتفظ به لنفسي, فهو حرية شخصية.)))
وأما بالنسبة لحقوق الطبع؛ فذلك حفظا لحقي في مؤلفاتي التي لم تنشر بعد؛ لأني قد تعرضت من قبل لـ((سرقة)) بعض أبحاثي من شبكة الانترنت. وأنقذتني رحمة الله تعالى وعنايته. ويحق لكل أحد أن ينشر هذا الجزء على الشبكة بشرط ذكر المصدر والإحالة على هذا الموقع الكريم.
وإذا فعلها أحد, فسيجد ما يردعه على هذه الصفحة, وأنا أعرف كيف أحمي نفسي منه بالقانون.
وقولكم: ((اراك أكثرت علينا من (الردود) و(نسف) أقوال الباحثين )).
فأسأل: أين هذا الإكثار..؟؟!!
وقولكم: ((وهو كثير الاستفادة من كتابات لغوية أجنبية دون الإشارة أحياناً ولا سيما في مقالاته التي ينشرها في جريدة الرياض ))
أقول: هذا لم يحدث في مقاله الذي استفدت منه, وإنما فعل ذلك في كلامه ودفاعه عن نظرية التطور الفاشلة.
والمقال مما نشر بجريدة الرياض بالفعل, وقد كنت سهوت عن ذلك.
ولقد ناظر العلامة المجتهد الجليل إمام مصر المنسي أد. محمد بلتاجي حسن بلتاجي, أستاذ الشريعة بدار العلوم, ناظر دز عبد الصبور حول كتابه أبي ادم, ورد عليه ردا علميا قويا, مما جعل العلامة الفاضل عبد الصبور لا ينطق بكلمة.(1/1009)
وكذلك فعل أستذنا الفاضل زغلول النجار مع أد. عبد الصبور.
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 06:09 PM
قولكم ((لا بد من نقل كلام الدكتور عبدالصبور كاملاً دون تلخيص أو استنباط منكم ))
أنا لم الخص أو أستنبط, إنما هذا من فعل العجزة في البحث العلمي, وفعل المهوشين المقمشين.
وشكرا لاهتمامكم أخي الفاضل.
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 06:18 PM
وأقول:
لا فرق بين لفظتي "بشر" و " إنسان" (((من حيث اللغة, والمعنى اللغوي المعجمي.. انظر مثلا معاجم اللغة مثل الوسيط على الأقل)))
إنما الفارق بينهما في (((الاستعمال البياني القراني))) كما أوضحته الأستاذة الفاضلة بنت الشاطئ.
وهذا فرق مهم جدا أرجو أن تنتبه إليه أخي الفاضل الشهري.
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 07:50 PM
أرجو ألا يتم حذف مشاركتكم وردي عليها, كما حدث مع أخ لكم(مشرف) من قبل, في أحد الموضوعات السابقة.
وأكرر قولي في أد. عبد الصبور شاهين: ((( أستاذ فاضل كريم, وزميل عزيز لأخوالي جميعا حيهم وميتهم. ونحن على صلة به متينة والحمد لله))).
---
عبدالرحمن الشهري
07-31-2005, 10:45 AM
أسأل الله للدكتور عبدالصبور شاهين التوفيق والسداد وأن يلهمنا وإياه الحق في القول والعمل.
---
الإسلام ديني
08-01-2005, 10:07 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت كتاب الدكتور عبدالصبور هذا
و لقد أعجبت فيه و أن لم أعتقد بصحة ما جاء فيه
و لا أدري - هل هكذا أعمال تندرج تحت مبدأ " الإجتهاد " أم لا ؟؟؟
و لكن أيضا - قرأت لمحمد الشحرور - كلام مشابه لكلام الكدتور عبدالصبور مع بعض الإختلافات
و إن شاء الله - إن سمح لي الوقت
سأضع بعض التساؤلات و بعض الردود
جزاكم الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
أبو صلاح الدين
08-03-2005, 06:56 PM(1/1010)
لا شك أن ما صدر من العلامة د. عبد الصبور, هو اجتهاد منه, مأجور عليه إن شاء الله؛ لحسن نيته.
وأما المدعو ((محمد شحرور)).. فهو علماني صرف, هداه الله إلى الصواب. وإنما ينطلق في أبحاثه من منطلق هدم الإسلام وتعاليمه.
ونحن في انتظار مشاركتكم.
---
عبدالرحمن الشهري
08-08-2005, 11:13 PM
الزيف الاشتقاقي"
"أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة"
تأليف: الدكتور عبد الصبور شاهين
مراجعة د. حمزة بن قبلان المزيني
يصف علماء اللسانيات تتبع تاريخ الكلمات ومحاولة اكتشاف أصولها والمعاني الأصلية القديمة لها بـ"الزيف الاشتقاقي". ويقوم هذا المنحى من البحث على محاولة الربط بين كلمة ما وبين معنى أصلي مفترض لها في طور متقدم من اللغة نفسها، أو بينها وبين معناها في اللغة التي اقتُرضت منها، إن لم تكن هذه من الكلمات الأصلية في تلك اللغة المعينة. ويلاحظ علماء اللسانيات أن من الممكن أن نتتبع معنى كلمة ما حتى نصل إلى فترات قديمة معينة في تاريخ لغة ما، لكننا نُواجَه، بعد تلك الفترة، بطريق مسدود لا يمكننا تجاوزه إلا بضرب من الخيال. ولذلك تبوء أغلب هذه المحاولات بالفشل، بل ربما تصل إلى حد كبير من السخف، وذلك ما يجعلها مجالا للتندر والسخرية.
ويعد كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين(أبي آدم: قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة. القاهرة: مكتبة الشباب، 1998)، كما سيتبين من هذه المراجعة، مثالا واضحا لهذا "الزيف الاشتقاقي".
وسوف أعرض هذا الكتاب هنا مبينا الفرضية التي يقوم عليها. كما سأبين الطرق التي سلكها المؤلف في محاولاته البرهنة على تلك الفرضية، وسيتبين لنا أن هذه الفرضية والبراهين التي ساقها المؤلف عليها لا تتمتع بكثير من الإقناع.
الغرض من تأليف الكتاب:(1/1011)
يبين الدكتور عبد الصبور شاهين أن ما دعاه إلى تأليف هذا الكتاب، الذي استغرق تأليفه خمسة وعشرين عاما، كما يقول، أنه وجد أن". . . نظرة القدماء إلى قصة الخلق قد تأثرت بالتصور الإسرائيلي لها، وهو الوارد في سفر التكوين، حيث يختزل الزمان كله إلى أقل من ثلاثة آلاف سنة تستغرق عشرين جيلا هم المسافة بين آدم وإبراهيم[هكذا]. . . ." (ص ص 21ـ22)، لذلك فإن هدفه من تأليف الكتاب هو: ". . . انتزاع العقل المسلم من براثن النقول الإسرائيلية المحشوة بالخرافات المنافية لكل ما هو عقل، وعلم، ونور" (ص17). كما يصرح بأن هذه المسألة شغلته ربع قرن أو يزيد قضاه". . . في محاولة لفهم النصوص التي جاءت في القرآن الكريم، وهي قطعية تروي وقائع قصة الخلق، وأيضا للتوفيق بين التصوير القرآني، والاتجاه العلمي في تصوير الحياة البشرية على هذه الأرض. . . "(ص 9).
ولم يبين المؤلف كيف أن الأسطورة الإسرائيلية، كما يصفها، لا يمكن أن تكون تفسيرا لخلق الإنسان، وإنما اكتفى بوصفها بالخرافة وأنها تتصادم مع المعرفة العلمية الحديثة. وكان المنتظر منه أن يتوجه، في بداية الكتاب، إلى تفنيد هذه الأسطورة تفنيدا تاريخيا يتمثل في تتبع مصادرها الإسرائيلية، وطرق دخولها إلى المصادر الإسلامية، ونقد سندها، إلى غير ذلك. لكنه وجه جهده، بدلا من ذلك، وجهة أخرى تتمثل في محاولة الاستفادة، كما يقول، من العلوم الحديثة في تفسير الإشارات التي وردت في القرآن الكريم عن هذه القصة.
وسبب محاولته الاستفادة من العلوم الحديثة في هذا الغرض أن كثيرا من المفاهيم تغيرت في العصر الحديث، كما يقول، وأنه ". . . صار لزاما على من يتصدى لكتابة شيء عن هذه القصة أن يأخذ في اعتباره ما كشف عنه العلم الحديث من حقائق، وما قال به من نظريات، حتى لا يبدو متخلفا عن ركب المعرفة المعاصرة" (ص21).(1/1012)
ومن المعروف أن البديل "العلمي" الذي يُقترح في هذا العصر لتفسير نشأة الإنسان، بل نشأة الأحياء كلها، هو النظرية التي تسمى بـ"نظرية التطور". غير أن الدكتور شاهين لم ير هذه النظرية بديلا صالحا لما أسماه بالخرافة الإسرائيلية. وإنما بدأ كتابه بهجوم عنيف على هذه النظرية معتمدا على كثير من المعلومات غير الصحيحة عنها. وبدلا من أن يفي بما وعد به من الاستفادة من المنجزات العلمية في هذا العصر، في تفسير نشأة الإنسان، قصد إلى "استنطاق" آيات القرآن الكريم وإعطاء تفسيرات جديدة لبعض الألفاظ الرئيسة التي وردت في الآيات القرآنية الكريمة في سياق هذه القصة.
والتفسير اللغوي الذي بنى عليه فرضيته البديلة للخرافة الإسرائيلية، كما يسميها، جديد، على حد علمي؛ لكنه تفسير قد لا يتفق معه أحد فيه.
وسوف أعرض فيما يلي الفرضية التي أقام المؤلف كتابه عليها ثم أعرض التفسير اللغوي الذي أتى به للبرهنة على هذه الفرضية. كما سأتناول بعض النقاط الأخرى التي يتبين منها أنه لم يتوفر للدكتور شاهين في هذا البحث ما يكفي من الأدوات الضرورية اللازمة لتناول هذه القضية تناولا علميا دقيقا.
فعلى الرغم من أن عنوان الكتاب ينص على أن ما سيعرضه المؤلف يمثل "الحقيقة" إلا أنه يعترف بأن: "هذه القصة كما وردت في القرآن الكريم تحتمل الكثير من التأويلات، وهي حافلة بالإيماءات والإشارات ذات الدلالة التاريخية والزمنية. .. "، وأن ". . . جُلَّ اهتمامنا في عرض قصة الخليقة على استنطاق آيات القرآن باعتبارها المصدر الأول والأوثق الذي ينبغي اعتماده في هذا المجال. . . " (ص12).(1/1013)
ويدل قوله هذا على أن ما أتى به من تفسيرات وبراهين ليست إلا فرضيات بشرية يمكن أن يختلف القارئ معه فيها. فهي ليست "حقائق" مستقلة عن التفسير الذي أتى به. وتعتمد صلاحية هذه التفسيرات ومعقوليتها اعتمادا كليا على ما سيقدمه المؤلف للقارئ من الأدلة المقنعة عليها. ولهذا فإن المؤمن ربما يختلف مع المؤلف في هذه التفسيرات، لكن اختلافه معه فيها لا يمس "حقيقة" الآيات الكريمة.
التفسير اللغوي:
يتمثل تفسيره اللغوي في ثلاثة أشياء هي:
1ـ تمييزه بين كلمتي "البشر" و"الإنسان".
2ـ تفسيره لكلمة "سلالة".
3ـ دلالة حروف العطف.
وفيما يلي عرض لهذه التفسيرات الثلاثة:
تمييزه بين "البشر" و"الإنسان":
يعتمد تفسيره لنشأة الإنسان على التمييز الذي أقامه بين معنى كلمة "بَشَر" وكلمة "إنسان". فقد افترض أن كلمة "بشر" تطلق على الأطوار القديمة التي كان عليها الإنسان قبل استصفاء الله لآدم من بين بقية المخلوقات التي يطلق عليها "بشر". فالبشر: "تسمية لذلك المخلوق الذي أبدعه الله من الطين، وأصله في اللغة من(ب ش ر)، وهو يفيد(الظهور مع حسن وجمال)، قال ابن فارس: (وهو أصل واحد: ظهور الشيء مع حسن وجمال، وسمي البشر بشرا لظهورهم") (ص64).
و"مع أن كل حيوان أو طير أو حَشَر [انظر هذه الصيغة لجمع "حشَرة" التي يقصد منها أن تتوافق مع "بَشَر"، ليؤكد إطلاق الكلمة الأخيرة على الأطوار الأولى للإنسان] ـ إلى آخر سلسلة الكائنات ـ هو من طين، فإن البشر أبرز هذه المخلوقات، وآكدها وجودا، فلذلك أطلق عليه في القرآن (البشر)، أي: الظاهر على كل الكائنات الطينية، يسخرها لخدمته، ويستمد منها قُوْتَه وقُوَّته ويصارع وجودها تأمينا لوجوده" (ص65).(1/1014)
والملحوظة الأولى على تعريف "البشر" هنا أن هذا التعريف المعجمي ربما يكون سببه ورود هذه الكلمة في قصة يوسف في قوله تعالى: "وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"، في وصف بروز يوسف عليه السلام للنسوة واندهاشهن بجماله الفائق. وهذا لا يلزم منه أن يكون المعنى الأصلي لهذه الكلمة هو المعنى الذي رواه ابن فارس. وهو ما يعني أن هذا التعريف المعجمي للكلمة ليس صحيحا.
ويعتمد المؤلف في تمييزه بين "البشر" والإنسان" على ورود هاتين الكلمتين في القرآن الكريم في بعض الآيات، حيث لا تدل كلمة "البشر" فيها، كما يرى، على "الإنسان" وإنما تدل على الطور الأقدم له.
فهو يقول تحت عنوان "ملاحظات على العلاقة بين البشر والإنسان"(ص97):
"حقيقة لا ريب لدينا فيها؛ هي أن بين (البشر والإنسان) عموما وخصوصا مطلقا، فـ (البشر) لفظ عام في كل مخلوق ظهر على سطح الأرض، يسير على قدمين، منتصب القامة، و(الإنسان) لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفا بمعرفة الله وعبادته، فكل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا. والمقصود هو طبعا المعنى الأول الذي استُعملت فيه الكلمة (بشر) في آيات القرآن، وهو الظاهر أو المتحرك مع حسن وجمال". و:"لقد كان (البشر) خلال الأحقاب والعهود المتطاولة مجرد مخلوقات متحركة، حيوانية السلوك، ولكنها تزداد في كل مرحلة تعديلا في سلوكها، ونضجا في خبرتها، وتلونا في طرائق التفاهم اللغوي فيما بينها".(ص101)
وحين يستعرض الآيات التي ورد فيها لفظ "بشر" يجد أن هذا اللفظ استخدم في أربعة معان، هي (ص70):
1ـ البشر: هو الظاهر على كل الكائنات (وهو المعنى الأصلي)
2ـ المخلوق بإطلاق (وهو المعنى الأعم)
3ـ المخلوق غير المتميز (وصف سلبي)
4ـ المخلوق المتميز (وصف إيجابي)(1/1015)
أما "الإنسان" فطور أحدث لـ"لبشر"، جاء نتيجة للتطورات التي حدثت للبشر بمرور الأحقاب حتى وصل إلى طور صار فيه مؤهلا ليكون خليفة الله في الأرض. ويبين ذلك في قوله (ص98): "أما (الإنسان) فلا يطلق بمفهوم القرآن إلا على ذلك المخلوق المكلف بالتوحيد والعبادة لا غير، وهو الذي يبدأ بوجود آدم عليه السلام، وآدم ـ على هذا ـ هو (أبو الإنسان)، وليس (أبو البشر)، ولا علاقة بين آدم والبشر الذين بادوا قبله، تمهيدا لظهور ذلك النسل الآدمي الجديد. اللهم إلا تلك العلاقة العامة أو التذكارية، باعتباره من نسلهم".
"فإذا شرع[القرآن] في بيان حقيقة الخلق منذ البداية؛ ذكر أن هذه البداية كانت في صورة (بشر) هكذا مُنَكَّرا، باعتباره النموذج الذي أجريت عليه عمليات التسوية، والتصوير، والنفخ من روح الله (والتزود بالملكات العليا التي كان بها البشر إنسانا ـ وهي: العقل، واللغة، والدين)". و"لأمر ما وجدنا القرآن لا يخاطب البشر، بل يخاطب الإنسان، والتكليف الديني منوط بصفة(الإنسانية)، لا بصفة (البشرية)، فلم يعد للبشر وجود منذ ظهر آدم عليه السلام. . . "(ص88). ثم يصف "البشر" بأنهم "جماعات الهمج البشرية" (ص99).
لكن هذا "التأثيل" لكلمة "بشر" ليس مسَلَّما؛ فهناك عدد من المشكلات التي تعترض سبيله، وتمنع الأخذ به، بالإضافة إلى عدم صحة التعريف المعجمي للكلمة، كما رأينا. ثم كيف يستقيم أن يكون معنى "بشر" (الظهور مع حسن وجمال)، مع وصفه لهؤلاء البشر بأنهم "همج"، ومع أن بقايا الأطوار القديمة التي وجدها الباحثون لهؤلاء "البشر"، وهي التي لا يعترض المؤلف على أنها تمثل "البشر"، لا تتناسب في حسنها وجمالها مع حسن الإنسان المعاصر وجماله؟
يضاف إلى ذلك أن المعاني الأربعة، التي يرى أن لفظ "بشر" استخدم لها في القرآن الكريم، ليست صحيحة كما سيتبين بعد قليل.(1/1016)
وحين نستعرض السياقات التي وردت فيها كلمة "بشر" في القرآن الكريم فإننا نجدها تستعمل، معرَّفة ومنكَّرة ومُثَنّاة، بمعان تختلف عن المعاني التي يقول إنها استعملت فيها. فقد استعملت في المعاني التالية:
بمعنى رجل:
ومن الشواهد على هذا المعنى ما ورد في قوله تعالى:
"قالت رب أنَّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر"(آل عمران، 47)
وهو المعنى الذي نجده في الآيات:
1ـ"وقلن حاشا لله ما هذا بشرا"(يوسف31)
2ـ"ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين"(النحل103)
3ـ "فتمثل لها بشرا سويا"(مريم17)
4ـ"قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر"(مريم ، 20)
5ـ"فكلي واشربي وقَرِّي عينا، فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" (مريم26).
بل إنها لا يمكن أن تفهم، في بعض الآيات، إلا على أنها تدل على "الرجل". وذلك في مثل الآية التي ذكرتها هنا والآية (20) في سورة مريم:
"قالت أَنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر"(مريم ، 20).
فمن الواضح أن مريم عليها السلام تستغرب، في هاتين الآيتين، أن تلد غلاما من غير أن يمسها رجل؛ إذ لا يمكن أن تخاف من أن تمسها امرأة في هذا السياق. يضاف إلى ذلك أن هاتين الآيتين تصوران حدثا وقع في زمن يدخل فيما يطلق عليه الدكتور شاهين "زمن التكليف"؛ أي أنه وقع في طور "الإنسان"، لا طور "البشر"، إذا استعملنا مصطلحات المؤلف. فاستخدام كلمة "بشر" في هاتين الآيتين ينفي المعاني التي يراها الدكتور شاهين لهذه الكلمة؛ وهي بذلك دليل ضد فرضيته في هذا الكتاب التي تحصر مفهوم كلمة "بشر" على الطور الذي سبق الإنسان المكلف.
كما أن الآيات الكريمة الأخرى تدل دلالة أكيدة على أن المقصود إنما هو الإنسان الذَّكر، أي الرجل.
بمعنى "نبي" أو "أنبياء":(1/1017)
وتأتي كلمة "بشر" كذلك في سياق الحديث عن الأنبياء عليهم السلام؛ وذلك في وصف الله سبحانه وتعالى للأنبياء بأنهم من جنس الإنسان. كما تأتي في وصف الأنبياء لأنفسهم بأنهم من بني الإنسان وإنما فُضِّلوا على غيرهم بالاختصاص بالرسالة. وتأتي كذلك في الدلالة على استنكار أقوام الأنبياء أن يرسل الله تعالى رجالا منهم أنبياء. وقد حدث كل ذلك في الفترة التي يمكن أن يسميها الدكتور شاهين بفترة طور "الإنسان". وذلك كما في قوله تعالى:"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون"(آل عمران 79)
وهذا هو المعنى الذي نجده كذلك في الآيات:
1ـ"وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونها قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون"(الأنعام91)
فموسى هنا من جنس البشر.
2ـ "قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين"(إبراهيم 10)
3ـ"قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون" (إبراهيم11)
4ـ"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بربه أحدا"(الكهف110)
5ـ"لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون"(الأنبياء3)
6ـ"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"(الأنبياء34)(1/1018)
7 ـ"فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين"(المؤمنون24)
8ـ"ولو أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون"(المؤمنون 34)
9ـ"ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين"(الشعراء154)
10ـ"وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين"(الشعراء186)
11ـ"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون"(يس15)
12ـ"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين"(فصلت6)
13ـ"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم"(الشورى51)
14ـ"ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد"(التغابن6)
15ـ"فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين"(هود27)
16ـ"أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا"(الإسراء 93)
17ـ"وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا" (الإسراء94)
18ـ"ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون"(المؤمنون34)
19ـ"فقالوا أنؤمن لبشريْن مثلنا وقومهما لنا عابدين(المؤمنون 47)
20ـ"فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر"(القمر24)
وتأتي كلمة "البشر" في الدلالة على آدم؛ أو على عموم أفراد بني الإنسان، فيما يتصل بالخلق:
كما في قوله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر28)
وهو المعنى الذي في الآيات:
1ـ"قال لم أكن أسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر33)(1/1019)
2ـ"إذ قال ربك إني خالق بشرا من طين"(ص71)
3ـ"وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا"(الفرقان54)
4ـ "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون"(الروم20)
وتأتي في الدلالة على بني الإنسان عموما، فيما لا يتصل بالخلق:
كما في قوله تعالى: "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير" (المائدة18)
وهو المعنى في الآيات:
1ـ"إن هذا إلا قول البشر"(المدثر25)
2ـ"وما هي إلا ذكرى للبشر"(المدثر31)
3ـ"نذيرا للبشر"(المدثر36)
ومن الواضح أن كلمة "بشر"، منكَّرة ومعرَّفة، في هذه الآيات إنما تنصرف إما إلى "الرجل" أو إلى أفراد من جنس الإنسان في الطور الذي يمكن أن يسميه الدكتور شاهين بطور التكليف.
وبهذا فإن فرضيته التي تقضي بأن كلمة "البشر"، معرَّفة ومنكَّرة، تدل في القرآن الكريم على طور قديم للإنسان لا يمكن أن تقبل.
بل إننا نجد أن هذه الكلمة في بعض الآيات لا تدل إلا على "الإنسان" في الفترة التاريخية لبني الإنسان. ومن أوضح الآيات دلالة في هذا المعنى الآية التي وردت في سورة مريم، وهي قوله تعالى:
"فكلي واشربي وقَرِّي عيْنا، فإمّا تَرَيِنَّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" (مريم26).
وكما هو واضح في هذه الآية فإن مريم عليها السلام تستطيع رؤية "البشر"، وهو ما يعني أنهم الذين كانوا يعيشون في تلك الفترة التاريخية. ثم إنه لما لم يكن لكلمة "البشر" مفرد من لفظها فقد استعمل القرآن الكريم وصفا من المادة اللغوية التي جاء منها لفظ "الإنسان" وهو "إنسي". وما دام أن كلمة "إنسي" استخدمت وصفا لـ"البشر" فإن هذا يدل دلالة أكيدة على أن "البشر" مرادف لـ"الإنسان"، وأن فرضية المؤلف التي تقوم على التمييز بينهما في الدلالة لا تصح.(1/1020)
ويجب أن أشير هنا إلى أن الدكتور شاهين لم يورد هذه الآية في الكتاب كله. وهو ما يدعو إلى التساؤل عن سر عدم إيراده لها: أتراه يجهلها؛ أم أنه نسي الإشارة إليها؛ أم أنه لم ير فيها شيئا جديدا يضاف إلى ما ورد في الآيات التي أوردها؟
وهذه الاحتمالات كلها واردة عند من يريد أن يعتذر للدكتور شاهين. أما الذين يريدون أن يفهموا من عدم إيراده إياها شيئا آخر فإن أول ما يخطر لهم أنه تعمَّد عدم ذكرها لأنه يعرف أنها أوضح دليل ينقض فرضيته.
ويمكن أن يستأنس لهذا الاحتمال بما فعله الدكتور شاهين في إيراده الآية 79 من سورة آل عمران غير كاملة، فقد أوردها على الصورة التالية: "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة"(ص69).
وربما بدا للقارئ غير المتمعن أن معنى هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون "البشر" أهلا لتلقي "الكتاب والحكم والنبوة"، أي "التكليف"، بمصطلح الدكتور شاهين. وهو ما يتماشى مع فرضية الدكتور شاهين التي تقضي بأن "البشر" نوع بدائي قديم لم يؤهله الله لتلقي الكتاب ولم يؤته الحكم ولا النبوة التي اختص بها الإنسان الذي يمثل نوعا متطورا جاء بعد "البشر" بآجال طويلة، وصار "مكلفا بالتوحيد والعبودية".
أما هذه الآية بتمامها فهي:
"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تُعلِّمون الكتابَ وبما كنتم تدرسون".
والواضح أن معنى هذه الآية ينصرف إلى الأنبياء على وجه الخصوص، وهو ما يعني أنها موجهة لمن يدخل في جنس "الإنسان"، بتعريف الدكتور شاهين. بل ربما كان المقصود فيها عيسى بن مريم عليه السلام تحديدا، وبخاصة إذا نظرنا إلى الآيات التي سبقت هذه الآية والآيات التي جاءت بعدها.(1/1021)
وخلاصة القول أن فرضية الدكتور شاهين تسقط اعتمادا على المعنى الذي تؤديه هاتان الآيتان وحدهما. ذلك أن كلمة "بشر" فيهما مرادف لكلمة "إنسان" بشكل لا لبس فيه.
ومع هذا فإننا سوف نستمر في عرض فرضيته بالنظر في المعاني التي يرى أن كلمة "الإنسان" تدل عليها.
فهو يقرر في (ص16) أن:"المشروع الخلقي[للإنسان] كان واحدا. . .[منذ البداية] إلى يوم الناس هذا، وأن البشر قد مر في مراحل من (التسوية، ونفخ الروح الإلهي) في مراحل متدرجة من حيث النضج، وهو ما اختلفت به هويات الأجيال، وكل ذلك في إطار المرحلة البشرية إلى أن كان(آدم) أول الإنسان الأول[هكذا]، الذي اصطفاه الله نبيا، فكان أبا الإنسان. . ." .
ويقول في (ص99):"وليس يبعد أن نفترض أن الخالق سبحانه ـ وقد مضت مشيئته بتفرد آدم وذريته بالسيادة على الأرض، والنهوض بأمر الدين، وإقامة التكاليف، وفي مقدمتها التوحيد ـ قدر سبحانه فناء كل البشر، من غير ولد آدم، وذلك بعد عزل السلالة الجديدة المنتقاة في الجنة، حتى تتم إبادة جماعات الهمج البشرية، لتبدأ بعد ذلك الملحمة الإنسانية، بطليعتها المصطفاة: آدم وحواء، وبدأ التكليف داخل الجنة، وبدأ الصراع بعد أن أخليت ساحته من العناصر الطفيلية التي لم يعد لها دور، بل التي انتهى دورها، ليبدأ على الأرض دور جديد. . ."
فالإنسان، إذن، "تطور" عن البشر.
غير أن لفظ "الإنسان" ورد في حديث القرآن عن قصة الخلق مسبوقا وملحوقا بالكلمات نفسها التي وردت مع اللفظ "بشر". وذلك في مثل قوله تعالى:
"ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر26)
"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون"(الحجر28)(1/1022)
لكن الدكتور شاهين، أمام مثل هذه الآيات التي ورد فيها لفظ "إنسان" ولفظ "بشر" في سياق متماثل، يقول: "إن استعمال لفظ "الإنسان" في الآية الأولى[هنا] إنما كان لأجل المقابلة بينه وبين "الجان"، أما". . . الحديث عن الأصل الترابي[فـ]يرتبط غالبا (بالبشر). وهو ما تبينه الآية الثانية".
لكن هذا التحليل ليس مقبولا لأن السياق اللغوي واحد، فضلا عن أنه يقول في موضع آخر: "وربما كان إطلاق كلمة(بشر) أيضا بهذا المعنى، وهو(الظهور) ـ مقابلا لما يتصف به عالم الملائكة، وعالم الجن، من عدم الظهور، فهم خلق لا يُرى، وقد قرر القرآن ذلك بشأن (الجن)، إذ هي كلمة مشتقة من معنى: (الاجتنان) وهو الاستتار. . ."(ص65).
وهو ما يعني أن المقابلة تكون بين "البشر" والجن والملائكة أيضا.
كما يعتمد في تمييزه بين كلمتي "البشر" والإنسان" على أن لفظ "الإنسان" هو الذي يرد في القرآن في مجال التكليف.
غير أن هذا القول غير دقيق؛ إذ إن لفظ "البشر" يرد في مجال التكليف أيضا. وذلك في مثل قوله تعالى :
"وما هي إلا ذكرى للبشر"(المدثر31)
"نذيرا للبشر"(المدثر36)
فتدل هاتان الآيتان على أن البشر "يُنذَرون" و"يُذكَّرون". وهو مما يدل على اكتمال مؤهلاتهم العقلية واللغوية أيضا، وأنهم وصولوا إلى مرحلة التكليف التي تدل على مستوى "الإنسان". لذلك فإن تمييزه بين الكلمتين لا معنى له.
2ـ تفسيره لكلمة "سلالة":
ويقول عند كلامه على قول الله تعالى:"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين"، إن هذه الآية لا تدل على الخلق الأول، أي "البشر"، وإنما هي تذكير للإنسان بأصله.(1/1023)
ويعني هذا أنه يفسر كلمة "سلالة" هنا لتدل على أن المعنى في هذه الآية أن الإنسان جاء من سلسلة آباء خلقوا من طين، ". . . وكأن الآية تدفع عن العقل احتمال إدماج العمليتين [خلق البشر وخلق الإنسان] في عملية واحدة، فالإنسان خلق من (سلالة) نسلت من(طين)، أي: إنه لم يخلق مباشرة من الطين، فأما ابن الطين مباشرة فهو (أول البشر)، وكان ذلك منذ ملايين السنين" (90)
ويقول: "فخلق الإنسان (بدأ من طين)، أي: في شكل مشروع بشري، ثم استخرج الله منه نسلا (من سلالة من ماء مهين)، ثم كانت التسوية ونفخ الروح، فكان (الإنسان) هو الثمرة في نهاية المطاف عبر تلكم الأطوار التاريخية السحيقة العتيقة" (ص91).
لكن هذا التفسير لكلمة "سلالة" يعتمد على مدى ما يورده المؤلفُ من الأدلة على لزومه. وهو لم يورد أي دليل على أن هذه الكلمة لا تدل إلا على هذا المعنى في هذا السياق. أما هذه الكلمة فيمكن أن تفهم بمعان أخر، كأن يكون معناها "جزءا من الطين"، و"جزءا من الماء المهين".
وباختصار فإن تفسيره لكلمة "سلالة"، ولزوم الدلالة التي يراها يتوقفان على قبول تمييزه بين "البشر" و"الإنسان". وما دام أنه اتضح أن تمييزه بين الكلمتين ليس لازما، بل متمحَّلا، ومغلوطا بسبب عدم إيراده الآية التي في سورة آل عمران كاملة، وبسبب عدم إيراده الآية التي في سورة مريم، وهي أكثر الآيات وضوحا في رد هذا التمييز، فإن الدلالة التي يراها لكلمة "سلالة" غير لازمة.
2ـ تفسيره لبعض حروف العطف:
يُستعمل حرفا العطف "الفاء" و "ثم" في سياق قصة الخلق في القرآن الكريم. ويحاول الدكتور شاهين أن يفسر ورود أحد الحرفين في سياق معين في مقابل عدم ورود حرف العطف الآخر وسيلة لتعضيد تمييزه بين "البشر" والإنسان".(1/1024)
فهو يقول في تفسير قوله تعالى، "ولقد خلقناكم ثم صورناكم": "وهما مرحلتان في عمر البشرية، لعلهما استغرقتا بضعة ملايين من السنين. . . ومع ملاحظة استعمال الأداة (ثم) التي تفيد التراخي بين الأمرين"(ص86).
ويقول، عند الكلام على قوله تعالى:"وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه"(ص ص 105ـ106): "والأداة (ثم) للترتيب مع التراخي، وكأن استعمالها في هذا السياق ترجمة لمفهوم الزمان المتطاول الذي عبر عنه الظرف (إذا)، في مقابل استخدام الفاء أو الواو في ربط أجزاء أخرى من الآيات، تعبيرا عن التعقيب أو مطلق الجمع".
لكننا حين نتأمل الحالات التي يرد فيها حرف العطف "ثم" في القرآن الكريم نجد أنه ورد في التعبير عن الفترات القصيرة نحو مدة الحمل (ص92، ص106).
كما يرد حرف العطف "الفاء" في قوله تعالى:"يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركَّبك"(الانفطار 6ـ8). وواضح أن هذا الترتيب بين الأحداث في هذه الآية يدخل فيما يرى المؤلف أنه آجال طويلة. وأمام هذا الدليل على عدم التمييز بين حرفي العطف نراه يجنح إلى تفسير استعمال "الفاء" هنا بأنها "ضُمِّنت معنى (ثم)" (ص107).
وبهذا فإن حرفي العطف لا يعود لهما المعاني التي يرى أنها تميز بين الفترات القصيرة والطويلة، وهو ما يلزم من تطاول الأحقاب في مسألة الخلق الأول وقصرها في مسألة الحمل والفترات القصيرة الأخرى، كما يرى.
وهذا دليل آخر، يضاف إلى الأدلة السابقة، على عدم إمكان التمييز بين "البشر" و"الإنسان.
وخلاصة القول أن تمييز الدكتور عبد الصبور شاهين بين "البشر" و"الإنسان" غير مقنع، ولم يتبين من خلال معالجته أنه تمييز ممكن. فقد كانت الأدلة كلها مما يمكن الاختلاف فيه.
موقفه من نظرية التطور(1/1025)
هاجم الدكتور عبد الصبور شاهين نظرية التطور هجوما عنيفا. ومن الأمثلة على هذا الهجوم قوله:". . . كما يصل[أحد الآراء المنسوبة إلى أحد الباحثين] في النهاية إلى رفض نظرية داروين، بأسلوب التقنية المعاصرة"(ص37). وقوله: "غني عن القول أن كل الجهود العلمية حتى الآن تنصب على معارضة داروين فيما ذهب إليه، وأن ما قدمناه لم يكن سوى بعض العينات التي جهد فيها العلماء ليدحضوا مذهب النشوء والارتقاء، حتى إننا نستطيع أن نقول: إن نظرية داروين لكثرة ما تعرضت له من نقد ـ مجرد مقولة هشة لا تعني شيئا في مجال البحث عن أصل الإنسان، وإن قدمت الكثير في مجال(البيولوجيا) أو علم الأحياء" (ص39). وهو قول متناقض عجيب!
وقوله، إن:" . . . البشرية في المفهوم الديني القرآني جنسا واحدا، لا عدة أجناس مقتبس بعضها من بعض على ما قررته النظرية الداروينية التي أسقطها العلماء في الشرق والغرب على السواء"(ص115).
وعلى الرغم من هذا الهجوم على نظرية التطور إلا أن الدكتور شاهين يقبل في كتابه بعض المفاهيم الأساسية في هذه النظرية. ومن هذه المفاهيم العمقُ الزمني الطويل الذي مر به الإنسان في تطوره، كما تقول هذه النظرية. ومنها أنه يقبل نتائج الحفريات التي وجدت بقايا لأشكال متعددة للإنسان. فهو يقبل هذه الأطوار ويقول عنها: "وكل هؤلاء الأناسي وجوه مختلفة لمخلوق واحد، كان يتنقل من مرحلة إلى مرحلة في تسوية الخالق له، فكلما مضت مرحلة من التسوية تغيرت بعض أوصافه، وأفرده الباحثون في الجيولوجيا والأنثروبولوجيا بتسمية. . . " (ص ص 28ـ30).
أما السبب الوحيد الذي يجعله يهاجم هذه النظرية فهو ما يقوله من أن هذه النظرية تقول إن الإنسان تطور عن أشكال أدنى، كالقرد مثلا.(1/1026)
والمعلومات التي يبني عليها الدكتور شاهين رأيه عن هذه النظرية أغلبها معلومات خاطئة. فهو لم يرجع إلى الكتب العلمية التي تتضمن الأبحاث عن هذه النظرية وتفصيلات الأدلة التي يوردها المتخصصون في الأحياء عليها؛ وإنما اعتمد على أخبار صحفية قديمة، وأقوال صادرة، في أغلب الظن، عن أناس لا يرون ما تراه هذه النظرية. وكثيرا ما تكون الأقوال التي تخالف هذه النظرية وتسند إلى بعض علماء الأحياء مكذوبة عليهم أو أقوالا أسيء فهمها وتفسيرها(انظر ص ص 32ـ37). وهذا ما دأبت عليه الجماعات التي تؤمن بحرفية القصة التي وردت في سفر التكوين عن كيفية الخلق، وهي التي دأبت على مناصبة هذه النظرية العداء في أمريكا بخاصة.
كما أن موقفه من هذه النظرية يقوم على فهم مغلوط لطبيعة النظريات العلمية، وهو مفهوم لا يتناسب مع ما يراه المشتغلون بالعلوم عن طبيعة النظرية العلمية وبنيتها. فهو يقول (ص42): ". . . وإنما يأتي التناقض[ الظاهر بين القرآن والعلم] من جهة أن العلم لم يستقر بعد على بر الحقيقة الكاملة، بل ما زال يدور في إطار النظريات الظنية الدلالة. . ."
ومعنى هذا أن الدكتور شاهين يفهم النظرية العلمية على أنها "حقيقة". لكن المشتغلين بالعلوم لا ينظرون إلى النظريات على أنها "حقائق"، وإنما هي تفسيرات منضبطة تبقى صالحة حتى يقترح العلماء نظريات أكثر دقة منها.
وأنا لا أريد هنا الدفاع عن نظرية التطور؛ وإنما أريد فقط أن أبين أن تصوير الدكتور شاهين لها تصوير خاطئ. وكان يجب عليه من باب الأمانة أن يرجع إلى المصادر الموثوقة عنها حتى لا ينقل للقارئ أقوالا ليست منها.(1/1027)
أما ما يقوله المتخصصون عن نظرية التطور وعن طبيعة النظريات العلمية بعامة، وهو ما ينبغي أن يلم به القارئ العربي بعيدا عما تشيعه بعض الكتب العامة التي ألفت عنها تحت تأثير موجة العداء التي يؤججها الأصوليون المسيحيون في أمريكا، أو بعض الترجمات العربية للكتب التي يؤلفها أولئك، فتمثله الأقوال التالية:
يقول نورمان د. نيويل، في مقدمة كتابه:
Norman D. Newell, Creation and Evolution: Myth or Reality? New York: Praeger, 1985
"الخلق والتطور: الخرافة أم الحقيقة؟"،
"قَبِل علماء الأحياء والمتخصصون في علوم الإحاثة [علم تاريخ الأرض] منذ زمن بعيد، اعتمادا على عدد كبير من البراهين، التطورَ العضوي على أنه حقيقة. والنظريات العلمية ليست حقائق، لكنها تمثل تفسيرات علمية للمعلومات العلمية أو للمعرفة. وهذه النظريات إنما هي أفكار(ومن أمثلتها نظرية داروين عن الانتقاء الطبيعي)، وهي موضوع يخضع للدراسة بشكل مستمر في أثناء استخدامها في البحث عن الحقائق الجديدة والتفسيرات الجديدة. ولذلك فإنه يجب أن يخضع منطوق هذه النظريات للتغير باستمرار من أجل أن تتلاءم مع الكشوفات الجديدة التي تنتج عن وجهات النظر الجديدة".
ويقول بنتلي جلاس في كتابه:
Progress Or Catastrophe: The Nature of Biological Science and Its Impact On Human Society. New York: Praeger 1985
"تقدُّم أم فجاءة: طبيعة علم الأحياء وأثره على المجتمع الإنساني"،(ص68):(1/1028)
". . . يجب أن يتذكر المرء دائما أن النظرية العلمية الجيدة هي ببساطة تلك التي تُفسِّر بشكل مُرْضٍ الحقائقَ المعروفة، من غير أن تكون عرضة للدحض عن طريق المخالَفات الواضحة للبرهان العلمي. وهي عرضة للدحض، بصورة مستمرة، حين يبرهِن الاستقصاءُ العلمي على أنها ليست تفسيرا ممكنا أو حين يصعب تعديلها لتتناغم مع الحقائق، إن كان هذا ممكنا. وفيما يخص نظرية التطور فإن مرور أكثر من قرن من مثل هذا الاختبار عليها جعلها أقوى ألف مرة مما كانت عليه في حياة داروين".
ويقول ستيفن جاي جولد، وهو أحد علماء الأحياء المعاصرين البارزين الذين يكتبون باستمرار عن هذا الموضوع، وذلك في مقال له نشرته مجلة Time الأمريكية في 23 أغسطس 1999، (ص43)إن نظرية التطور تشبه في مركزيتها لعلم الأحياء مركزية الجدول الدوري للكيمياء أو مركزية الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن للتاريخ الأمريكي. وهو ما يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك علم للأحياء بغيرها. ويقول:
". . . تتمتع نظرية التطور بأدلة قوية بشكل يماثل أية ظاهرة من ظواهر العلم، فهي تماثل في قوتها دوران الأرض حول الشمس بدلا من العكس. وبهذا المعنى فإن بإمكاننا أن نصف نظرية التطور بأنها "حقيقة".( والعلم لا يتعامل بمفهوم الوثوقية، لذلك فإن مفهوم "الحقيقة" لا يمكن أن يعني إلا أنها افتراض مؤكد بدرجة عالية تجعل اعتناق المرء لرأي يخالف هذا الافتراض أمرا منحرفا)".
التفسير العلمي للقرآن:(1/1029)
دأب كثير من الباحثين المسلمين على اللجوء إلى العلوم الحديثة، الطبية والفيزيائية والكيمائية، في تفسير بعض الآيات القرآنية الكريمة. فكثيرا ما نجد هؤلاء يأتون بتفسيرات "علمية" لبعض الآيات ثم يستنتجون منها أن القرآن قد سبق العلم الحديث إلى ذكر الظواهر التي ترد في هذه الآيات. ويجب أن أشير هنا إلى أن المسلمين ليسوا الوحيدين في هذا الصنيع. بل إن أصحاب الديانات الأخرى يقومون بالعمل نفسه. ويجد المطلع على "الأبحاث" التي يقوم بها من يسمون أنفسهم بـ"العلماء القائلين بالخلق" Creation Scientists ، وبخاصة في أمريكا، استخداما واسعا للعلوم في تفسير الإنجيل. بل إنهم يزعمون دائما أنهم يصلون إلى اكتشاف التوافق بين ما في الإنجيل وما تقول به العلوم الحديثة. وكما لاحظت سابقا فإن هؤلاء كثيرا ما يسيئون فهم النظريات العلمية، وكثيرا ما يسيئون تفسيرها، وكثيرا ما يكذبون على البسطاء في حديثهم عن النظريات العلمية وفي نقل وجهات نظرها بأمانة.
ولقد أثير استخدام العلم في تفسير القرآن الكريم منذ زمن بعيد؛ فقد رأى بعض علماء المسلمين أنه يجب أن يصان القرآن الكريم فلا يعرَّض للنظريات العلمية التي تتسم بالتغير. لكن هناك من ينادي بضرورة الاستئناس بالعلوم الحديثة في الكشف عما يسمونه بـ"الإعجاز العلمي" في القرآن الكريم. ويلحظ المطلع على الكتب التي تؤلفها هذه الفئة الأخيرة، أنها تمتلئ باستخدام النظريات العلمية والكشوف الطبية والكيميائية والأحيائية لتفسير الآيات القرآنية. لكن الفاحص لهذه الكتب سيجد أن كثيرا منها يبلغ حدودا من السخف والإدعاء لا تطاق.
ويعد استخدام الدكتور عبد الصبور شاهين لبعض نظريات الأحياء في تمييزه بين "البشر" الذي يمثل طورا قديما و"الإنسان" الذي يمثل طورا أحدث من باب تعريض القرآن الكريم للنظريات العلمية المتغيرة بطبيعتها.(1/1030)
كما يتضمن الكتاب أمثلة أخرى لاستخدام "العلم" في تفسير بعض الآيات الكريمة. ومن ذلك ما أورده في تفسير قوله تعالى: "فلينظر الإنسان مم خُلق. خُلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب" (سورة الطارق).
فهو يقول: "ثم يأتي النص في سورة(الطارق) ليضيف من المعلومات عن الماء الدافق (المني) الذي (يخرج من بين الصلب والترائب)، وهي معلومة لم تكن معروفة حتى عصرنا. . ." (ص58).
ويقول في موضع آخر:"والصلب: فقار الظهر، وهي منبع الماء الدافق عند الرجل، والترائب: جمع، مفرده "تريبة"، وهي عظام الصدر مما يلي الترقوتين، وهي منبع ماء المرأة، وهذه المعلومة كانت مجهولة للإنسان، وبقيت مجهولة حتى منتصف القرن العشرين، وقد تضمنها الوحي القرآني منذ أوائل هذا الوحي، أي: منذ أكثر من أربعة عشر قرنا"(ص85).
وكان يكفيه أن يتطلع على أية مقدمة في علم التشريح ليعرف أن هذا التفسير ليس صحيحا. إذ لا شأن لصلب الرجل ولا لفقار ظهره ولا لترائبه ولا لصلب المرأة ولا لترائبها بالحمل ولا بما يتعلق به.
وأنا لا أريد هنا أن أفسر القرآن الكريم، لكنه يبدو لي أن التفسير الأقرب لقوله تعالى: "يخرج من بين الصلب والترائب" هو أن هذه الآية وصف للإنسان، وليست وصفا للماء الدافق. إذ يمكن أن يكون معناها تذكير الإنسان بالمكان الذي كان فيه في أثناء الحمل، وهو بطن أمه؛ أو تكون وصفا للإنسان يوم البعث، حين يبعث من بين تراب الأرض وأحجارها. والمعنى الثاني أقرب، وبخاصة إذا نظرنا إلى الآيات التي تتلو هذه الآية وتتحدث عن يوم البعث.
معلومات الدكتور شاهين العلمية:(1/1031)
من الغريب أن يتكلف الدكتور شاهين الخوض في النظريات العلمية مع أن هناك شواهد كثيرة في هذا الكتاب تدل على أن أدواته في هذا المجال لا تكفي. ولذلك فقد وقع ضحية لمعلومات نقلها من مصادر غير دقيقة، إن صح أن المعلومات هذه فيها؛ أو أنه وقع ضحية لأخطاء وقعت فيها ولم يتبينها لنقص أدواته في المجال العلمي. ومن ذلك ما قدمناه عن عدم اطلاعه على المصادر العلمية عن نظرية التطور، وعن المصادر العلمية في التشريح. واكتفاؤه بدلا عن ذلك برواية ما يجده عند الآخرين من غير تمحيص، أو الاكتفاء بما تنشره الصحف، مع ما تتصف به تلك النقول من عدم الدقة.
ومن الأمثلة الأخرى على قصور أدواته العلمية أنه ينقل عن "موسوعة الثقافة العلمية" أن تاريخ الفترة الجيولوجية التي تسمى بفترة "ما قبل العصر الكمبري" هو 71,125,000,000(ص25). وربما ظن القارئ أن في هذا الرقم خطأ مطبعيا. لكن الدكتور شاهين يورد هذا الرقم كتابة في (ص26) فيقول:"فقد بدأت الحياة العتيقة بمرحلة ما قبل العصر الكمبري، أي: منذ واحد وسبعين مليارا وخمسة وعشرين مليونا من السنين".
أما ما يكاد يعرفه الناس جميعا في هذا العصر فهو أن عمر الكون كله يقدر باثني عشر بليونا وخمسمائة مليون سنة إلى خمسة عشر بليون سنة في بعض التقديرات. وأن عمر الأرض يقدر بأربعة بلايين وخمسمائة مليون سنة إلى خمسة بلايين. وإذا كان الأمر كذلك فإن الرقم الذي ذكره ليس صحيحا. وكان عليه لو كان يعرف شيئا ذا بال عن العلم الحديث أن يبين عدم توافق هذا الرقم الهائل مع التقديرات المعروفة.(1/1032)
ومما يؤكد عدم كفاية معرفته العلمية أنه يورد تقديرات فترات عمر الأرض في كتاب "آدم عليه السلام" للكاتب التونسي بشير التركي من غير أن يلفت نظره الخطأ فيها. فيقول التركي، كما يروي الدكتور شاهين(ص15):"إن أهم الموجات البشرية أربع". وأن الموجة الأولى يتراوح تاريخها "من أربعة مليارات إلى مليار من السنين، وهي فترة عاش خلالها بشر يسمى(بشر الجنوب) (الأسترالوبتيك)".
وكما هو معروف فإن العلماء يقدرون أن الحياة بدأت على الأرض قبل خمسمائة مليون سنة، وأن الإنسان، حتى في أطواره الأولى، لم يوجد قبل ستة ملايين سنة.
ولو كان يعرف شيئا حقيقيا عن هذه العلوم للفتت نظره هذه التقديرات التي لم تخطر ببال أحد.
معرفته باللسانيات:
يعد الدكتور عبد الصبور شاهين أحد رواد الدراسات اللسانية في العالم العربي، وله بعض الكتب التي تتضمن أبحاثا لغوية، وقد ترجم بعض الكتب عن اللغة العربية من اللغات الأجنبية. وكان ينتظر منه ألا يقع في بعض الأمور التي لا تقرها اللسانيات.
ومن هذه الأمور وقوعه فيما يسمى بـ"الزيف الاشتقاقي"، كما أسلفت. كما أنه وقع فيما يسمى بـ"التحيز اللغوي"، وذلك حين يفضل اللغة العربية على غيرها. ويتضح ذلك من قوله: "والعجيب أن للعربية هنا تميزا وتفوقا على اللغات الأخرى، فقد حققت بهذا اللفظ (بشر) تطابقا عجيبا مع معناه، وكأنما كانت تستملي الغيب، وتستقرئ أستاره، ليمنحها هذه اللفظة، دون اللغات الأخرى في الفصيلة السامية، بل دون ما عهدناه من اللغات الأوروبية" (ص65).
ومع أنه يستنكر، ضمن استنكاره للقصة الإسرائيلية التقليدية للخلق (ص9)، أن يكون اسم "آدم" مأخوذا من "التراب"، إلا أنه يرى (ص129) أن هناك تناسبا، في اللغة العربية، بين الاسم "آدم" و"المادة التي ينتمي إليها وهي (أديم الأرض).(1/1033)
وهذان القولان مثالان لـ"لزيف الاشتقاقي" أيضا. ذلك أن المتخصصين يرون أن أحد المبادئ الرئيسة التي توجه اللسانيات منذ بداية القرن العشرين ذلك المبدأ الذي يسمى بـ"عشوائية العلامة"، ويعني أنه لا يمكن، في أغلب الحالات، أن نعرف السبب وراء تسمية شيء ما باسم معين. كما ترى اللسانيات أنه لا صحة للزعم بتفضيل لغة على لغة، من حيث كونها نظاما لغويا.
ومن الطرائف أنه يقول إن عدد اللغات في العالم ألفان، مع أن عدد اللغات يفوق ستة آلاف، وهو من الأمور المعروفة جدا. ومنها تسميته "الكمبيوتر" بـ"الكمتور" (ص128)، ويعلق في هامش الصفحة نفسها قائلا:"الكمتور: نحت عربي ـ للمؤلف ـ من كلمة كمبيوتر". مع أن هناك لفظا عربيا سائغا مستعملا منذ زمن ليس بالقصير يسمى به هذا الجهاز، وهو "الحاسوب".
وكذلك قوله إن اللغة نشأت عن تقليد أصوات الطبيعة؛ وهو قول قديم يلعب فيه التخيل بسهم وافر.
وهناك ملحوظات أخرى تتصل بعدم دقته في إيراد عدد المرات التي وردت فيها بعض الألفاظ في القرآن الكريم(ص113). فقد ذكر أن كلمة (البشر) وردت مفردة ثلاثين مرة، وذكرت مثناة مرة واحدة. مع أن هذه الكلمة وردت خمسا وثلاثين مرة. ويقول إن كلمة (الناس) وردت اثنتين وستين مرة، مع أن العدد الصحيح خمس وستون. ويقول إن كلمة "أناس" وردت سبع مرات، والعدد الصحيح خمس. وأن كلمة "الإنسان" وردت مائتين وثلاثين مرة، والعدد الصحيح مائتان وإحدى وأربعون(وقد اعتمدت في هذه الإحصائية على المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، نشر مجمع اللغة العربية).
بل لقد أخطأ في جمع الأرقام التي أوردها؛ فقد ذكر أن مجموع هذه الأرقام هو ثلثمائة (هكذا!) وإحدى وعشرين مرة". أما جمعها الصحيح، بحسب الأرقام التي أوردها، فهو ثلاثمائة وخمسون. والعدد الصحيح هو ثلاثمائة وأربع وستون.
الأخطاء في إيراد الآيات القرآنية:(1/1034)
وقعت بعض الأخطاء الطباعية في بعض الآيات الكريمة، وكان يجب بذل عناية أكبر لمنع وقوع مثل هذه التطبيعات. وهذه الآيات هي:
"أبشرا من واحدا نتبعه"(ص56) . والصحيح هو: "أبشرا منا واحدا نتبعه"
"ثم سواه ونفخ في من روحه"(ص91). والصحيح هو: "ثم سواه ونفخ فيه من روحه"
"أولا يذكر الإنسان إنا خلقناه من قبل"(ص52). والصحيح هو: "أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل"
"وقال لأقتلنك"(ص126): "قال لأقتلنك"
الخلاصة:
ليس من غرضي في هذه المراجعة استغلال وقوع الدكتور شاهين في بعض الأخطاء واتخاذ ذلك وسيلة للإساءة إليه. وإنما الدافع إلى كتابة هذه المراجعة أن موضوع الكتاب أخطر من أن يترك لمثل هذه المحاولات التي لا تفيد في إغناء فهمنا لمعاني القرآن الكريم ولا في توسيع معارفنا بالظواهر الكونية.
كما أنني كتبت هذه المراجعة لأبين أن من المزالق التي يقع فيها بعض الباحثين أنهم يريدون أن يردوا العلم بالدين أو أن يردوا الدين بالعلم أو أن يؤيدوا الدين بالعلم أو أن يؤيدوا العلم بالدين. مع أنه ربما ينجم عن كل هذه المحاولات الإساءة إلى العلم أو الدين أو إليهما معا.
والأوفق أن يصان القرآن الكريم بخاصة من أن يجعل مجالا يخوض فيه الخائضون مستخدمين ما تتوصل إليه العلوم من إنجازات. ذلك أن هذه الإنجازات تتصف بالتغير؛ كما يجب أن يصان العلم عن التفسيرات الفطيرة التي تتلبس بالدين.
وقد كتب ستيفن جاي جولد كتابا رائعا عن هذا الموضوع هو:
Rocks of Ages: Science and Religion in the Fullness of Life, 1999
"صخور العصور: العلم والدين في الحياة السعيدة" (وهذه الترجمة للعنوان مؤقتة حتى أصل إلى ترجمة أدق). وسأحاول أن أكتب له عرضا عما قريب إن شاء الله.(1/1035)
وختاما فإن كتاب "أبي آدم"، بالإضافة إلى المآخذ العلمية التي ذكرت، سيئ التأليف؛ إذ إن فيه كثيرا من الاضطراب والتكرار والحشو وسوء التنسيق. هذا في الأقسام التي عرضت لها من الكتاب؛ غير أن في الكتاب فصولا أخرى لا صلة لها بالعلم، وإنما هي تخرصات لا تستند إلى شيء. وأحسن ما في الكتاب كله تلك المواعظ الحارة التي يوردها المؤلف في كل صفحة تقريبا.
ومن المبالغة بمكان أن يقول الدكتور شاهين إن تأليف هذا الكتاب استغرق خمسة وعشرين عاما. وأظن أن الأقرب أن يقال إن هذا الموضوع شغله لهذه المدة الطويلة مما جعله يجمع المعلومات عنه، ويفكر فيه بين الحين والآخر. أما كتابة هذا الكتاب فعلا فلا أظنها استغرقت هذا الزمن الطويل.
وبعد ذلك كله، فإن من العجيب أن ينبري بعض الناس ليلغي حق الدكتور شاهين في أن يرى رأيا جديدا في تفسير القرآن الكريم. بل إن الأمر تجاوز إلغاء هذا الحق إلى التشكيك في دينه. والواقع أن هذا الكتاب يشهد على حسن نية مؤلفه(ولا نزكي على الله أحدا)؛ فهو لم يكذِّب آية في كتاب الله تعالى، ولم تصدر منه كلمة واحدة يمكن أن يفهم منها عدم إيمانه بالله خالقا.
أما فرضيته التي جاء بها فليست إلا واحدة من الاجتهادات التي سبقه إلى أمثالها المفسرون المسلمون على امتداد العصور. ومن أهم المفسرين المعاصرين الذين حاولوا إعطاء تفسيرات جديدة لبعض الآيات القرآنية، مستخدمين منجزات العلوم الحديثة فيها، طنطاوي جوهري والشيخ المراغي وسيد قطب رحمهم الله. ولم يشكك أحد في دينهم، ولم يعد أحد ما جاءوا به خروجا على الإسلام.
ولذلك فِإنه ينبغي، في رأيي، أن نميز بين أمرين: الأول هو أن فرضية الدكتور شاهين في تفسيره لآيات الخلق إنما هي تفسيرات بشرية يجوز عليها ما يجوز على التفسيرات الأخرى من القبول أو عدم القبول؛ والأمر الثاني أنه يجب ألا ينظر إلى هذا الاجتهاد على أنه خروج من المؤلف على الإسلام كما يرى بعض الناس.(1/1036)
أما فرضية المؤلف في هذا الكتاب فقد حاولت أن أبين هنا أنها ليس لها ما يسندها؛ ويجب أن تعامل على هذا الوجه. لكن هذا يجب ألا يتخذ ذريعة لمنعه من أن يرى تفسيرا مخالفا لما عهده الناس، ويجب ألا يتخذ ذلك ذريعة لاتهامه في دينه.
المصدر (http://www.hmozainy.jeeran.com/fake.htm)
---
عبدالرحمن الشهري
08-08-2005, 11:16 PM
تاملات في قصة الخلق
على ضوء كتاب : أبي آدم، قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة ( لفضيلة الدكتور عبد الصبور شاهين)
المؤلف : عبد الحق عقال (http://www.islamiyyat.com/letter%20to%20dr%20shaheen.htm)
---
أبو صلاح الدين
08-09-2005, 10:54 PM
شكرا أخي الكريم الشهري على هذا الرابط الجميل: تأملات في قصة الخلق.
---
(1/1037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شاهد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنك بداخله
---
شاهد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنك بداخله
---
واحة المسلم
04-13-2007, 02:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنك بداخله
من خلال هذه الملفات الثلاثية الأبعاد
http://www.al-wa7a.com/img/mosques.gif (http://www.mosques.al-wa7a.com)
http://www.mosques.al-wa7a.com
والدال على الخير كفاعله
وبالله التوفيق
---
(1/1038)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الأمثال المضروبة في القرآن الكريم : هل هي حقيقة أم للتذكير؟
---
سؤال عن الأمثال المضروبة في القرآن الكريم : هل هي حقيقة أم للتذكير؟
---
الراغب
05-30-2003, 02:07 PM
السلام عليكم ..
أرجو من الإخوة الأفاضل إفادتي عن ضرب الأمثلة في القرآن.
كقوله تعالى : (وضرب الله مثلاً رجلين أحدُهما أبكم لايقدر على شئ ...) [النحل76].
وقوله سبحانه :( واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ...)[الكهف32].
وقوله:( ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شُركاء مُتشاكسون ...)[ الزمر 29] .
هل هذه الأمثال وقعت حقيقة أم هي للتذكير فحسب ؟ .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-30-2003, 05:15 PM
بسم الله
أخي الراغب وفقك الله
ضرب الأمثال في القرآن على نوعين :
النوع الأول : أمثال ضربت لحوادث وقعت ، ومن ذلك قوله تعالى : ( واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ...) الآيات [ يس~: 13-14]
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : ( وضرب الله قرية كانت آمنة مطمئنة ...) الآية [ النحل: 112]
والنوع الثاني : أمثال ضربت لصور ممكنة الوقوع متخيلة في الأذهان ، وإن لم يقع لها نظير في العالم المرئي .
ومن أمثلة ذلك : ( مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ...) [ البقرة :17]
وقوله تعالى : ( ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ...) [الحج :51]
ينظر كتاب : الأمثال في القرآن الكريم للدكتور الشريف العبدلي ص50-51
---
(1/1039)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > انسخ اى شى الى اوفيس بضغطة واحدة copy to office v 1.99
---
انسخ اى شى الى اوفيس بضغطة واحدة copy to office v 1.99
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 06:03 AM
باختصار شديد يقوم بنسخ اى شىء الى اى برنامج من مجموعة الاوفيس بمنتهى السهولة واليسر بمجر الضغط على مفتاح الاختصار للبرنامج او بدون ضغط لوكان البرنامج فى وضع الاستعداد يعنى مفتوح .. بمجرد ان تنسخ اى شى يلتقط البرنامج بسرعة فائقة .... البرنامج مفيد جدا فى الاعمال المكتبية او حتى فى التصفح على النت اترككم مع الشرح والذى اعددتة خصيصا لمنتدانا الحبيب
رباط التحميل
http://www.ypgsoft.com/download/CopyToOffice.exe
بعد تستيب البرنامج يترك لنا ايقونة على سطح المكتب ..http://img12.imageshack.us/img12/8789/t0lb.jpg (http://img7.imageshack.us/img7/928/t1cx.jpg)
ويظهر على شريط الادوات بجوار الساعة عند فتحة بهذا الشكل
http://img34.imageshack.us/img34/5804/t18qe.jpg
http://img34.imageshack.us/img34/3639/t24wi.jpg
واترككم مع الصور خيرا من الكلام
http://img17.imageshack.us/img17/9905/t33kv.jpg
http://img17.imageshack.us/img17/7549/t55qk.jpg
هذه واجهة البرنامج
http://img5.imageshack.us/img5/9665/t108zo.jpg
http://img42.imageshack.us/img42/3097/t113ef.jpg
http://img5.imageshack.us/img5/1052/t91sz.jpg
http://img39.imageshack.us/img39/4004/t86fy.jpg
http://img39.imageshack.us/img39/2383/t115xj.jpg
---
شريف المنشاوى
08-03-2006, 10:08 PM
شكرا سامى
لكن اخى البرنامج غير كامل ( غير مسجل )
نرجو مساعدتك فى هذا
---
سامي عبدالعزيز
08-04-2006, 05:54 AM(1/1040)
اطلبه هنا أخي الكريم : منتدى السريالات والكراكات (http://www.alsayra.com/vb/forumdisplay.php?f=42)
(http://www.alsayra.com/vb/forumdisplay.php?f=42)
---
(1/1041)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "ارجوا الرد عاجلا" ماهي أصغر حاشية مطبوعة للبيضاوي والجلالين..؟
---
"ارجوا الرد عاجلا" ماهي أصغر حاشية مطبوعة للبيضاوي والجلالين..؟
---
طويلب
03-21-2006, 03:48 PM
الإخوة رواد المنتدى ومشرفيه ارجوا منكم التكرم بإفادتي عن مايلي :
1ـ أصغر حاشية حجما مطبوعة لتفسيرالبيضاوي .
2ـ أصغر حاشية حجما مطبوعة لتفسيرالجلالين .
مع التكرم بذكر الطبعة والناشر لكل منهما
ارجوا أن يكون الرد سريعا للحاجة الماسة
جزاكم الله خيرا
ولكم مني وافر التقدير والإحترام
---
منصور مهران
03-21-2006, 07:32 PM
لعل أصغر حاشية مطبوعة على تفسير البيضاوي هي حاشية الكازروني ، أما الحواشي المطبوعة على تفسير الجلالين وعددها ثلاث حواش فكلها تقع في 4 مجلدات ولا أستطيع تحيد الصغرى منها ، وهي : 1 - حاشية الجمل المسماة :الفتوحات الإلهية . 2- حاشية الخلوتي . 3- حاشية النبراوي المسماة : قرة العين ونزهة الفؤاد . هذا ، وبالله التوفيق .
---
العبادي
08-09-2006, 10:28 PM
وهناك "حاشية الجمالين على تفسير الجلالين" للملا علي القاري -رحمه الله تعالى-، وهي حاشية مختصرة ومركّزة، جاءت بحجم تفسير الجلالين تقريبا، وقد واشك تحقيقها على الانتهاء، حيث قسمت على ثلاث رسائل علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، نوقش أحد هذه الأجزاء قريبا، والجزءان الآخران في طريقهما للمناقشة.
ولعل الله ييسر إضافة تعريف مناسب بالحاشية وقيمتها العلمية، مع عرض لعمل الباحثين فيها عن طريق هذا المنتدى المبارك.
---
مهند شيخ يوسف
08-10-2006, 06:58 AM
هناك أيضًا حاشية الصاوي على الجلالين، لعلها أصغرها. الطبعة التي رأيتها لدار الكتب العلمية.
---
(1/1042)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في كفارة الإفطار في رَمَضَان : دراسة حديثية فقهية
---
حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في كفارة الإفطار في رَمَضَان : دراسة حديثية فقهية
---
ماهر الفحل
08-28-2006, 10:04 PM
الاختلاف في رِوَايَة حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في كفارة الإفطار في رَمَضَان
اختُلِفَ عَلَى الزهري في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث ، إذ رَوَاهُ بعضهم عن الزهري ،
عن حميد بن عَبْد الرَّحْمَان 1، عن أبي هُرَيْرَةَ ، أنّ رجلاً أفطر في رَمَضَان ، فأمره
رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة ، أو صيام شهرين متتابعين ، أو إطعام ستين
مسكيناً ، فَقَالَ : لا أجد فأُتِي رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم بعرق تمر ، فَقَالَ : (( خذ هَذَا فتصدق
بِهِ )) ، فَقَالَ : (( يا رَسُوْل الله ! ما أجد أحداً أحوج إِلَيْهِ مني )) فضحك رَسُوْل اللهصلى الله عليه وسلم حَتَّى بدت أنيابه ، ثُمَّ قَالَ: (( كُلْهُ )) . والذي رَوَاهُ بهذه الرِّوَايَة مالك 2 ، ويحيى بن سعيد3، وابن جريج4 ، وأبو5 أويس6 ، وعبد الله 7 بن أبي بكر 8،
وفليح9 بن سليمان 10، وعمر بن عثمان 11 المخزومي 12، ويزيد 13 بن عِيَاض14، و15 شبل 16 ، وعبيد الله 17 بن أبي زياد 18 ، والليث بن سعد في رِوَايَة أشهب بن عَبْد العزيز19 عَنْهُ 20 ، وسفيان بن عيينة في رِوَايَة نعيم بن(1/1043)
حماد 21 عَنْهُ 22 ، وإبراهيم بن سعد في رِوَايَة عمار بن مطر 23 عَنْهُ 24 ، كلهم عن الزهري ، بِهِ . وروي مِثْل ذَلِكَ من طريق مجاهد 25 ومُحَمَّد 26بن كعب27 ، عن أبي هُرَيْرَةَ . وفي هَذِهِ الروايات الكفارة عَلَى التخيير : عتق أو صيام أو إطعام ، وخالفهم من هم أكثر مِنْهُمْ عدداً فرووه ، عن الزهري ، عن حميد بن عَبْد الرَّحْمَان ، عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : (( جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : هلكت يا رَسُوْل الله ، قَالَ : وما أهلكك ؟ قَالَ : وقعت عَلَى امرأتي فِي رَمَضَان … )) ، وجعلوا الكفارة فِيْهِ مقيدة بالترتيب، والذي رَوَاهُ بهذا اللفظ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ 28 ، والليث بن سعد 29، ومعمر 30، ومنصور بن المعتمر 31، والأوزاعي 32، وشعيب33، وإبراهيم بن سعد34، وعراك 35 بن مَالِك 36، وعبد الجبار 37 بن عُمَر 38، وعبد الرَّحْمَان 39ابْن المسافر 40، والنعمان 41 بن راشد 42، وعقيل 43، ومُحَمَّد بن
أبي حَفْصَة 44 ، ويونس45 ، وحجاج46 بن أرطاة 47 ، وصالح 48 بن أبي
الأخضر 49 ، ومُحَمَّد بن إسحاق 50 ، وعبيد الله بن عُمَر 51، وإسماعيل 52 بن
أمية 53 ، ومُحَمَّد 54 بن أبي عتيق55، وموسى 56 بن عُقْبَةَ 57، وعبد الله 58بن عيسى 59 ، وهَبَّار 60 بن عقيل 61، وإسحاق بن يَحْيَى 62 العوضي 63 ،(1/1044)
وثابت64 بن ثوبان 65 ، وقرة بن عَبْد الرَّحْمَان 66 ، وزمعة 67 بن صَالِح 68 ، وبحر69 السقاء 70 ، والوليد71 بن مُحَمَّد 72 ، وشعيب بن خَالِد 73، ونوح 74 بن أبي مريم 75 ، جميعهم عن الزُّهْرِيّ ، بِهِ قَالَ البُخَارِيّ : (( وحديث هَؤُلاَءِ أبين ))76 ، وَكَذَلِكَ هَذِهِ اللفظة في رِوَايَة الوليد بن مُسْلِم، عن مالك والليث 77، وفي رِوَايَة حماد بن مسعدة 77 عن مالك 78، وتابع هَذِهِ الروايات هشام بن سعد؛ إلاّ أنَّهُ رَوَاهُ عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هُرَيْرَةَ 79 ، وروى هَذَا الْحَدِيْث بهذا اللفظ عن أبي هُرَيْرَةَ سعيد بن المسيب80 أيضاً .
وَقَالَ البيهقي : (( ورواية الجماعة ، عن الزهري مقيدة بالوطء ناقلة للفظ صاحب الشرع أولى بالقبول لزيادة حفظهم ، وأدائهم الْحَدِيْث عَلَى وجهه )) 81 .
أثر حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في اختلاف الفقهاء
اختلف الفقهاء في وجوب الكفارة عَلَى مَن أفطر عامداً بغير الجماع
جمهور الفقهاء 82 يرون وجوب الكفارة عَلَى مَن جامع عامداً في نهار
رَمَضَان ؛ وَلَكِنْ حكى العبدري82 وغيره : أن سعيد بن جبير 83 ، والشعبي84 ، ومُحَمَّد بن سيرين 85 ، وقتادة86 ، والنخعي 87 ، قالوا : لا كفارة عَلَيْهِ في الوطء أو غيره ، وذهب الزيدية إِلَى أنّ الكفارة مندوبة 88 .
وَلَكِنَّ الفقهاء اختلفوا في الإفطارِ عامداً في رَمَضَان بغير الجماع ، هَلْ يوجِب الكفارة أم لا ؟
فذهب أبو حَنِيْفَةَ 89 إِلَى أنّ الكفارة تجب عَلَى مَن جامع فِي نهار رَمَضَان وَهُوَ صائم وعلى مَن أفسد صومه بأكل أو شرب مَا يتغذى أو يتداوى بِهِ، بمعنى أنّه : متى مَا حصل الفطر بِمَا لاَ يتغذى أو يتداوى بِهِ عادة فعليه القضاء دُوْنَ الكفارة ؛ وذلك لأنّ وجوب الكفارة يوجب اكتمال الجناية، والجناية تكتمل بتناول ما يتغذى أو يتداوى بِهِ(90.(1/1045)
في حِيْن ذهب الحسن91، وعطاء 92، والزهري 93، والأوزاعي94، والثوري 95، ومالك 96 ، وعبد الله بن المبارك97 ، وإسحاق 98 ، وأبو ثور99 ، إِلَى أن مَن أفطر عامداً في رَمَضَان بأكل أو شرب أو جماع ، فإنّ عَلَيْهِ القضاء والكفارة ؛ وذلك لأنهم استدلوا بظاهر لفظ الْحَدِيْث ( أنّ رجلاً أفطر في رَمَضَان ) فليس فِيْهِ تخصيص فطر بشيء دُوْنَ الآخر كَمَا يمكن قياس الأكل أو الشرب عَلَى الجماع؛ بجامع مَا بَيْنَهُمَا من انتهاك لحرمة الصوم 100 .
وذهب سَعِيد بن المُسَيَّبِ 101 ، وَالشَّافِعِيّ 102 ، والصحيح من مذهب أحمد 103 ، والظاهرية 104، إِلَى عدم وجوب الكفارة عَلَى مَن أفطر عامداً فِي رَمَضَان إلا عَلَى المجامع، وحملوا الإفطار فِي الرِّوَايَة الأولى للحديث عَلَى تقييد الرِّوَايَة الثانية بالجماع فَقَطْ. أما القياس ، فَقَدْ قَالَ البغوي: (( يختص ذَلِكَ بالجماع ؛ لورود الشرع بِهِ، فَلاَ يقاس عَلَيْهِ سائر أنواع الفطر كَمَا لا يقاس عَلَيْهِ سائر أنواع الفطر ؛ كَمَا لا يقاس عَلَيْهِ القيء وابتلاع الحصاة مَعَ استوائهما في بطلان الصوم ، ووجوب
القضاء )) 105 .
وفي رِوَايَة عن أحمد : أنَّهُ تجب الكفارة عَلَى المجامع في نهار رَمَضَان عامداً أم
ناسياً 106 .
ويتفرع عَلَى هَذَا أيضاً
اختلاف الفقهاء في الكفارة هَلْ هِيَ عَلَى الترتيب أَمْ عَلَى التخيير ؟
اختلف الفقهاء في تحديد الكفارة عَلَى مَن أفطر عامداً في رَمَضَان هَلْ هِيَ مقيدة بالترتيب أم أنها عَلَى التخيير ؟
فذهب أبو حَنِيْفَةَ107 ، والأوزاعي 108 ، والثوري 109 ، وَالشَّافِعِيّ110 ، وأحمد فِي أصح الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ 112 ، إِلَى أنّ الكفارة مقيدة عَلَى الترتيب الوارد فِي الْحَدِيْث ، فهي عتق رقبة ، فإن لَمْ يجد فصيام شهرين متتابعين 113 ، فإن لَمْ
يستطع ، فإطعام ستين مسكيناً ، وَهُوَ مذهب الظاهرية 114 ، والزيدية 115 .(1/1046)
في حِيْن ذهب مالك وأصحابه 116، وأحمد في رِوَايَة عَنْهُ 117 إِلَى أنّ الكفارة عَلَى التخيير ، أي : أنَّهُ مخيّر بَيْنَ العتق أو الصيام أو الإطعام بأيِّها كفّر فَقَدْ أوفى ، واستدلوا برواية مالك وابن جريج ومَن تابعهم لحديث أبي هُرَيْرَةَ ( أمره رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً ) ،
و ( أو ) هنا تقتضي التخيير ، واختار مالك الإطعام ؛ لأنَّهُ يشبه البدل من الصيام ، فَقَالَ مالك : (( الإطعام أحب إليَّ في ذَلِكَ من العتق وغيره ))118 ، وَعَنْهُ في رِوَايَة أخرى – جواباً لسائله –: (( الطعام ، لا نعرف غَيْر الطعام لا يأخذ مالك بالعتق ولا بالصيام )) 120.
وذهب الحسن البصري 121 إِلَى التخيير بَيْنَ العتق ، ونحر بدنة ، واستدل بحديث أرسله هُوَ (( أنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ في الَّذِي وطئ امرأته في رَمَضَان : رقبة ثُمَّ
بدنة ))122 .
وروي عن الشعبي 123 ، والزهري 124 أنّ مَن أفطر في رَمَضَان عامداً فإنّ عَلَيْهِ عتق رقبة ، أو إطعام ستين مسكيناً ، أو صيام شهرين متتابعين مَعَ قضاء اليوم . قَالَ ابْن عَبْد البر : (( وفي قَوْل الشعبي والزهري ما يقضي لرواية مالك بالتخيير في هَذَا
الْحَدِيْث ))125 .
...............................................
1 هُوَ أبو إبراهيم حميد بن عَبْد الرحمان بن عوف القرشي الزهري المدني ، أخو أبي سلمة بن عَبْد الرحمان : ثقة ، توفي سنة ( 95 ه ) ، وَقِيْلَ : إنه توفي ( 105 ه ) وغلّطه ابن سعد . الطبقات 5/153 و155، والثقات 4/146، وتهذيب الكمال 2/305-306 (1516) ، والتقريب (1552) .
2 هُوَ في الموطأ ( 349 ) برواية مُحَمَّد بن الحسن الشيباني ، ( 30 ) برواية عَبْد الرَّحْمَان بن القاسم ،(1/1047)
( 802 ) برواية أبي مصعب الزهري، ( 464 ) برواية سويد بن سعيد ، ( 815 ) برواية يَحْيَى الليثي. وأخرجه الشَّافِعِيّ ( 651 ) بتحقيقي ، وأحمد 2/516 ، والدارمي ( 1724 ) ، ومسلم 3/139
( 1111 ) ( 83 ) ، وأبو داود ( 2392 ) ، والنسائي في الكبرى (3115) و( 3119 ) ، وابن خزيمة ( 1943 ) ، والطحاوي 2/60 ، وابن حبان ( 3523 ) ، والدارقطني 2/209 ، وفي العلل 10/236، والبيهقي 4/225 .
3 أخرجه البُخَارِيّ في التاريخ الصغير 1/290 ، والنسائي في الكبرى ( 3114 ) .
4 أخرجه أحمد 2/273 ، ومسلم 3/139 ( 1111 ) ( 84 ) ، وابن خزيمة ( 1943 ) ، والطحاوي 2/60 ، والدرقطني في العلل 10/236 ، والبيهقي 4/225 .
5 هُوَ عَبْد الله بن عَبْد الله بن أويس بن مالك الأصبحي، أبو أويس المدني: صدوق يهم، توفي سنة (67 ه).
انظر:تهذيب الكمال 4/179 (3348)،وتاريخ الإسلام:534 وفيات (167ه )،والتقريب (3412).
6 أخرجه الدارقطني 2/210 ، والبيهقي 4/226 ، وزاد في هَذِهِ الرِّوَايَة : (( أنّ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أمر الَّذِي يفطر يوماً في رَمَضَان أن يصوم يوماً مكانه )) ، قَالَ الدارقطني : (( تابعه عَبْد الجبار بن عمر عن ابن شهاب )) ، وَقَالَ البَيْهَقِيّ : (( ورواه أيضاً عَبْد الجبار بن عَمْرو الأيلي ، عن الزهري وَلَيْسَ بالقوي )) ، ورواية عَبْد الجبار سيأتي تخريجها ، كَمَا أنّ هَذِهِ الزيادة موجودة في أحد الطرق عن الليث بن سعد أيضاً كَمَا سيأتي، وفي رِوَايَة هشام بن سعد أيضاً .
7 هُوَ الإِمَام أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن أَبِي بكر بن عَمْرو بن حزم الأنصاري : ثقة ، توفي سنة ( 135 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 130 ه ) .
تهذيب الكمال 4/97 و 98 ( 3178 ) ، وسير أعلام النبلاء 5/314-315 ، والتقريب ( 3239 ) .
8 ذَكَرَ هَذا الطريق الدارقطني في سننه 2/209 .(1/1048)
9 هُوَ أَبُو يَحْيَى المدني فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي ، أو الأسلمي ويقال فليح لقب واسمه عَبْدالملك : صدوق كَثِيْر الخطأ ، توفي سنة ( 168 ه ) .
انظر : الأنساب 2/330 ، وسير أعلام النبلاء 7/351 ، والتقريب (5443 ) .
10 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
11 وَقِيْلَ اسمه عَمْرو بن عثمان بن عَبْد الرحمان بن سعيد القرشي المخزومي ، وَقِيْلَ فِيْهِ : عمر بن عثمان ، ويقال : إنَّهُ الصواب : مقبول . انظر : تهذيب الكمال 5/443 ( 5000 ) ، والتقريب ( 5076 ) .
12 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل10/236.
13 هُوَ أَبُو الحكم المدني يزيد بن عِيَاض بن جعدبة الليثي، كذّبه مالك وغيره ، مات في زمن المهدي .
انظر : تهذيب الكمال 8/145 ( 7630 ) ، وميزان الاعتدال 4/436 ، والتقريب ( 7761 ) .
14 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
15 شبل بن حامد ، ويقال ابن خالد ، ويقال ابن خليد ، ويقال ابن معبد المزني : مقبول .
انظر : التاريخ الكبير 4/257 ، وتهذيب الكمال 3/360 ( 2672 ) ، والتقريب ( 2736 ) .
16ذَكَرَ هَذا الطريق الدارقطني في سننه 2/209 .
17هُوَ عبيد الله بن أَبِي زياد الشامي الرصافي ؛ صدوق .
انظر : تهذيب الكمال 5/35 (4223) ، والتقريب (4291) .
18 ذَكَرَ هَذا الطريق الدارقطني في سننه 2/209 ، وَقَالَ الدارقطني : (( إلا أنَّهُ أرسله عن الزهري )) .
19 الإمام أشهب بن عَبْد العزيز بن داود القيسي ، ولد سنة ( 140 ه ) ، وَقِيْلَ سنة ( 150 ه ) ، وتوفي سنة ( 204 ه ) .
انظر: وفيات الأعيان 1/238، وتهذيب الكمال 1/276 و 277، وسير أعلام النبلاء 9/500 و 501.(1/1049)
20 أخرجه النسائي في الكبرى ( 3115 ) ، وَهُوَ في المدونة الكبرى 1/219 ، قَالَ ابن عَبْد البر : (( وَهُوَ خطأ من أشهب عَلَى الليث ، والمعروف فِيْهِ عن الليث كرواية ابن عيينة ومعمر وإبراهيم بن سعد ومن تابعهم )) . الاستذكار 3/194 .
21 هُوَ أَبُو عَبْد الله نُعَيْم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي نزيل مصر : صدوق يخطئ كثيراً ، فقيه عارف بالفرائض ، توفي سنة ( 228 ه ) .
التاريخ الكبير 8/100 ، وتهذيب الكمال 7/350 و 353 ( 7046 ) ، والتقريب ( 7166 ) .
22 كَمَا ذكره الدارقطني في سننه 2/209 ، وفي العلل 10/225 ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: (( رَوَاهُ نُعَيْم بن حماد، عن ابن عيينة ، فتابعهم عَلَى أن فطره كَانَ مبهمَّا ، وخالفهم في التخيير )) .
23 هُوَ أبو عثمان عمّار بن مطر العنبري الرهاوي : ضعيف لايعتبر بِمَا يرويه إلا للاستئناس .
المجروحين 2/189 ( 839 ) ، والكامل 6/137 ، والضعفاء ، للعقيلي 3/327 .
24كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
25 أخرجه الدارقطني 2/190 – 191 وَقَالَ الدارقطني : (( المحفوظ عن هشيم عن إسماعيل عن سالم ، عن مجاهد مرسلاً عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، وعن الليث ، عن مجاهد ، عن أبي هُرَيْرَةَ ، وليث لَيْسَ بقوي )) .
وروي من طريق الليث ، عن عطاء ومجاهد ، عن أبي هُرَيْرَةَ بنحو رِوَايَة سُفْيَان ومن تابعه ، عن الزهري ، أخرجه الدار قطني في " العلل " 10/246.
ورواه الليث بن أَبِي سليمان، عن مجاهد، عن أبي هُرَيْرَةَ، بِهِ.وجعل الفطر بالمواقعة وخيره بَيْنَ أن ينحر بدنة أو التصدق بعشرين صاعَّا أو واحد وعشرين صاعَّا من تمر ، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " 10/247 .
26 هُوَ أَبُو حمزة مُحَمَّد بن كعب بن سليم بن أسد القرظي المدني : ثقة عالم ، توفي سنة ( 108 ه ) ، وَقِيْلَ: ( 117 ه ) ، وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ .(1/1050)
الثقات 5/351 ، وتهذيب الكمال 6/489 و 490 ( 6164 ) ، والتقريب ( 6257 ) .
27 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ 2/191 من طريق أبي معشر،عن مُحَمَّد بن كعب القرظي،عن أبي هُرَيْرَةَ،بِهِ. وَقَالَ الدارقطني : (( أبو معشر هُوَ نجيح وَلَيْسَ بقوي )) . وفي هَذِهِ الرِّوَايَة : (( أن رجلاً أكل في رَمَضَان… )).
28 أخرجه الحميدي (1008)،وابن أبي شيبة (9786)، وأحمد 2/241 ، والبخاري 8/180 ( 6709 ) و (6711)، ومسلم 3/138 (1111) (81)، وأبو داود (2390)، وابن ماجه ( 1671 ) ، والترمذي (724) ، والنسائي ( 3117 ) ، وابن الجارود ( 384 ) ، وابن خزيمة ( 1944 ) ، وأبو عوانة في الجزء المفقود : 143 ، والطحاوي 2/61 ، وابن حبان ( 3524 ) ، والدارقطني 2/209 – 210 ، والبيهقي 4/221 ، والبغوي ( 1752 ) ، قَالَ الدارقطني : (( تفرد بِهِ أبو ثور ، عن معلى بن مَنْصُوْر ، عن ابن عيينة بقوله: (( وأهلكت )) وكلهم ثقات )) . وسيأتي كلام البيهقي عَلَى هَذِهِ الزيادة من طريق الأوزاعي .
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ عن حَدِيْث سُفْيَان : (( حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ : حَدِيْث حسن صَحِيْح )) .
29 أخرجه البُخَارِيّ 8/206 ( 6821 ) ، ومسلم 3/138 ( 1111 ) ( 82 ) ، والنسائي ( 3116 ) ، وأبو عوانة في الجزء المفقود : 145 ، والبيهقي 4/222 من طرق عن الليث بن سعد بِهِ . ورواه البيهقي 4/226 من طريق إبراهيم بن سعد عن الليث ، وفيه زيادة : (( اقض يوماً مكانه )) ، وَقَالَ البيهقي عقب الْحَدِيْث : (( وَكَذَلِكَ رَوَى عن عَبْد العزيز الدراوردي ، عن إبراهيم بن سعد ، وإبراهيم سَمِعَ الْحَدِيْث عن الزهري ، وَلَمْ يذكر عَنْهُ هَذِهِ اللفظة فذكرها الليث بن سعد ، عن الزهري . ورواها أيضاً أبو أويس المدني ، عن الزهري )) كَمَا مَرَّ توضيحه من طريق أبي أويس ، وسيأتي من رِوَايَة عَبْد الجبار بن عمر …(1/1051)
30 أخرجه عَبْد الرزاق (7457)،وأحمد2/281،والبخاري 3/210(2600)،و 8/180 (6710)، ومسلم 3/139 (1111) عقب (84)، وأبو داود ( 2391 ) ، وأبو عوانة في الجزء المفقود من المسند:143 ، والدارقطني في العلل 10/238 ،والبيهقي 4/222–223.
31 أخرجه البُخَارِيّ 3/42 ( 1937 ) ، ومسلم 3/139 ( 1111 ) عقب ( 81 ) ، والنسائي في الكبرى ( 3118 ) ، وابن خزيمة ( 1945 ) ( 1950 ) ، وأبو عوانة : 144 ، والطحاوي 2/61 ، والدارقطني 2/210، وفي العلل 10/239 ، والبيهقي 4/221و222 ، وابن عَبْد البر في التمهيد 7/166 – 167 من طرق عن مَنْصُوْر بِهِ .
قَالَ ابن حجر : (( قوله : ( عن الزهري عن حميد ) كَذَا الأكثر من أصحاب مَنْصُوْر عَنْهُ ، وكذا رَوَاهُ مؤمل بن إسماعيل عن الثوري عن مَنْصُوْر ، وخالفهم مهران بن أبي عمر فرواه عن الثوري بهذا الإسناد فَقَالَ : عن سعيد بن المسيب بدل حميد بن عَبْد الرَّحْمَان . أخرجه ابن خزيمة ( 1951 ) والدارقطني في العلل 10/239 ، وَهُوَ قَوْل شاذ ، والمحفوظ الأول )) . فتح الباري 4/173 ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : (( ووهم فِيْهِ عَلَى الثوري )) العلل 10/228 .(1/1052)
32 أخرجه البخاري 8/47 ( 6164 ) ، وأبو عوانة : 145 ، والطحاوي 2/61 ، وابن حبان ( 3526 ) ( 3527 ) ، والدارقطني 2/190 ، وفي العلل 10/238 ، والبيهقي 4/222 ، وابن عَبْد البر في التمهيد 7/173 – 174 من طرق عن الأوزاعي . وأخرجه البَيْهَقِيّ 4/227 من طريق مُحَمَّد بن المسيب الأرغياني ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عقبة ، حَدَّثَنِي أبي ، قَالَ ابن المسيب . وحدثني عَبْد السلام يعني : ابن عَبْد الحميد ، أَنْبَأَنَا عمر والوليد ، قالوا : أَنْبَأَنَا الأوزاعي ، حَدَّثَنِي الزهري وزاد في الرِّوَايَة (( فَقَالَ : يا رَسُوْل الله هلكت وأهلكت )) ، وَقَالَ البَيْهَقِيّ عقب الْحَدِيْث : (( ضعف شَيْخُنَا أبو عَبْد الله الحَافِظ – رَحِمَهُ اللهُ – هَذِهِ اللفظة ، وأهلكت وحملها عَلَى أنها أدخلت عَلَى مُحَمَّد بن المسيب الأرغياني ، فَقَدرَوَاهُ أبو عَلِيّ الحَافِظ، عن مُحَمَّد بن المسيب بالإسناد الأول دُوْنَ هَذِهِ اللفظة. ورواه العباس بن الوليد ، عن عقبة بن علقمة دُوْنَ هَذِهِ اللفظة ورواه دحيم وغيره عن الوليد بن مُسْلِم دونها ورواه أصحاب الأوزاعي كافة عن الأوزاعي دونها ، وَلَمْ يذكرها أحد من أصحاب الزهري ، عن الزهري إلاّ ما روي عن أبي ثور ، عن معلى بن مَنْصُوْر ، عن سُفْيَان بن عيينة ، عن الزهري ، وَكَانَ شَيْخُنَا يستدل عَلَى كونها في تِلْكَ الرِّوَايَة أيضاً خطأ بأنه نظر في كتاب الصوم تصنيف المعلى بن مَنْصُوْر بخط مشهور فوجد فِيْهِ هَذَا الْحَدِيْث دُوْنَ هَذِهِ اللفظة ، وإن أصحاب سُفْيَان كافة رووه عَنْهُ دونها ، والله أعلم )) .
33 أخرجه البُخَارِيّ 3/41 (1936) ، وأبو عوانة : 145 ، والطحاوي 2/61 ، وابن حبان ( 3529 ) ، والدارقطني في العلل 10/237 ، والبيهقي 4/224 .
34 أخرجه الدارمي (1723)، والبخاري 7/86 (5368)، و8/29 (6087)، وأبو عوانة: 142
و146.(1/1053)
35 عراك بن مالك الغفاري المدني ، ثقة فاضل ، توفي في خلافة يزيد بن عَبْد الملك .
تهذيب الكمال 5/149 و150 (4482)، والكاشف 2/16-17 ( 3765 ) ، والتقريب ( 4549 ).
36 أخرجه النسائي في الكبرى ( 3119 ) ، وأبو عوانة : 146 ، وابن حبان ( 3525 ) ، والدارقطني في العلل 10/236 ، وابن عَبْد البر في التمهيد 7/165 – 166 .
37 هُوَ أَبُو عمر عَبْد الجبار بن عمر الأيلي القرشي الأموي ، مولى عثمان بن عفان : ضعيف .
تهذيب الكمال 4/342 ( 3683 ) ، والكاشف 1/612 ( 3086 ) ، والتقريب ( 3742 ) .
38أخرجه أبو عوانة : 145 ، والبيهقي 4/226 ، وفيه زيادة : ( واقضِ يوماً مكانه ) .
39 عَبْد الرحمان بن خالد بن مسافر ، ويقال اسم جده ثابت بن مسافر ، أَبُو خالد ويقال أبو الوليد الفهمي المصري : صدوق ، مات سنة ( 127 ه ) .
40 أخرجه الطحاوي 2/60 .
41 هُوَ أبو إسحاق الرَّقي النعمان بن راشد الجَزري ، مولى بني أمية : صدوق سيئ الحفظ.
انظر : الثقات 7/532 ، وتهذيب الكمال 7/345 ( 7035 ) ، والتقريب ( 7154 ) .
42 أخرجه أبو عوانة : 145 ، والطحاوي 2/61 .
43 أخرجه ابن خزيمة ( 1949 ) ، وأبو عوانة : 145 ، والدارقطني في العلل 10/237 .
44 أخرجه أحمد 2/516 ، وأبو عوانة : 145 ، والطحاوي 2/61 ، والدارقطني 2/210 وفي العلل 10/241 من طرق عن مُحَمَّد بن أبي حفص ، وروي من طريق عَبْد الوهاب بن عطاء عن مُحَمَّد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بدلاً من حميد بن عَبْد الرَّحْمَان أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 10/241 ، وَقَالَ ابن حجر : (( والمحفوظ عن ابن أبي حفصة كالجماعة )) . فتح الباري 4/163 ، وانظر: علل الدَّارَقُطْنِيّ 10/230 .
45 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 10/237، و البَيْهَقِيّ 4/224 .
46 هُوَ الإمام حجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة ،أبو أرطأة النخعي الكوفي : صدوق كَثِيْر الخطأ والتدليس، توفي سنة ( 145 ه ) .(1/1054)
سير أعلام النبلاء 7/68 و 73 ، والكاشف 1/311 ( 928 ) ، و التقريب ( 1119 ) .
47 أخرجه أحمد 2/208، وأبو عوانة: 147، والدارقطني 2/190، وفي العلل10/238، والبيهقي4/226.
48 صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عَبْد الملك نزل بالبصرة:ضعيف يعتبر به،توفي بَعْدَ سنة (140 ه).
انظر : تهذيب الكمال 3/418 ( 2781 ) ، وسير أعلام النبلاء 7/303 ، والتقريب ( 2844 ) .
49 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 10/240 من طريق صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن حميد بن
عَبْد الرحمان ، وأبي سلمة ، عن أبي هُرَيْرَةَ ، بِهِ . وانظر : علل الدَّارَقُطْنِيّ 10/230 .
50 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 ، وذكر ابن حجر أن هَذِهِ الرِّوَايَة عِنْدَ البزار .
51 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
52 إسماعيل بن أمية بن عَمْرو الأموي ، ثقة ثبت ، مات سنة ( 144 ه ) ، وَقِيْلَ قبلها .
انظر : التاريخ الكبير 1/345 ، وتهذيب الكمال 1/221 و 222 ( 419 ) ، والتقريب ( 425 ) .
53 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
54 هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أبي عتيق القرشي التيمي المدني : مقبول .
تهذيب الكمال 6/386 ( 5964 ) ، والكاشف 1/189 ( 4974 ) ، والتقريب ( 6047 ) .
55 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
56 الثقة الفقيه أبو مُحَمَّد المدني موسى بن عقبة بن أَبِي عياش الأسدي مولى آل الزبير ثقة فقيه إمام في المغازي ،توفي سنة (141 ه).
انظر:تهذيب الكمال 7/271 (6876)، وتاريخ الإسلام: 499 وفيات (141 ه)، والتقريب (6992).
57ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
58عَبْد الله بن عيسى بن عَبْد الرحمان ، أبو مُحَمَّد الكوفي : ثقة ، توفي سنة ( 230 ه ) .
انظر:تهذيب الكمال 4/235و236 (3460)،وميزان الاعتدال 2/470 (4495)،والتقريب (3523).(1/1055)
59ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
60 هبّار بن عقيل بن هبيرة الحراني الحضرمي ، يروي عن الزهري .
المؤتلف والمختلف 3/1580 و 4/2303 ، والإكمال 7/310 ، تبصير المنتبه 4/1448 .
61ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
62 إسحاق بن يَحْيَى بن علقمة الكلبي ، الحمصي العوضي : صدوق .
انظر : تهذيب الكمال 1/202 ( 384 ) ، وميزان الاعتدال 1/204 ، والتقريب ( 391 ) .
63ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
64 هُوَ ثابت بن ثوبان العنسي الشامي الدمشقي ، والد عَبْد الرحمان بن ثابت : ثقة .
تهذيب الكمال 1/404 ( 798 ) ، والكاشف 1/281 ( 682 ) ، والتقريب ( 811 ) .
65ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
66ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
67 أبو وهب زمعة بن صالح الجندي اليماني ، سكن مكة : ضعيف .
انظر : تهذيب الكمال 3/31 ( 1988 ) ، وميزان الاعتدال 2/81 ، والتقريب ( 2035 ) .
68ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209 .
69 بحر بن كنيز الباهلي ، البصري ، أَبُو الفضل المعروف بالسقاء ؛ لأنَّهُ كَانَ يسقي الحجاج في المفاوز : ضعيف ، مات سنة ( 160 ه ) .
تهذيب الكمال 1/327و328 (628)،وميزان الاعتدال 1/298 (1127)، والتقريب (637).
70هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209.
71الوليد بن مُحَمَّد الموقري ، أبو بشر البلقاوي ، والموقر حصن بالبلقاء : متروك ، مات سنة (182 ه ) .
التاريخ الكبير 8/155 ( 2542 ) ، وتهذيب الكمال 7/483 و 485 ، والتقريب ( 7453 ) .
72هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209.
73هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209.
74أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي ، القرشي مولاهم ، يعرف بالجامع ؛ لجمعه العلوم : كَانَ يضع الْحَدِيْث ، توفي سنة ( 173 ه ) .(1/1056)
الكامل 8/292 ، وتهذيب الكمال 7/368 و 369 ( 7090 ) ، والتقريب ( 7210 ) .
75هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/209. . وَقَالَ الدارقطني : (( وغيرهم )) .
76التاريخ الصغير 1/290 .
77 ذكره ابن عَبْد البر في التمهيد 7/162 ، وَقَالَ : (( هكذا قَالَ الوليد ، وَهُوَ وهم مِنْهُ عَلَى مالك ، والصواب : عن مالك ما في الموطأ : أن رجلاً أفطر فخيره النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يعتق أو يصوم أو يطعم )) .
78 هُوَ أَبُو سعيد البصري حماد بن مسعدة التميمي : ثقة ، توفي سنة ( 202 ه ) .
انظر : سير أعلام النبلاء 9/356 ، وتاريخ الإسلام : 130 وفيات ( 202 ه ) ، والتقريب ( 1505 ).
79 أخرجه البيهقي 4/225 – 226 ، وَقَالَ : (( وَقَدْ رَوَى حماد بن مسعدة هَذَا الْحَدِيْث عن مالك ، عن الزهري نحو رِوَايَة الجماعة )) .(1/1057)
80قَالَ ابن حجر : (( وخالفهم هشام بن سعد ، فرواه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هُرَيْرَةَ أخرجه أبو داود وغيره ، قَالَ البزار ، وابن خزيمة ، وأبو عوانة : أخطأ فِيْهِ هشام بن سعد )) . وانظر : صَحِيْح ابن خزيمة 3/224 ، ومسند أبي عوانة الجزء المفقود : 146 ، والكامل لابن عدي 8/411 ، كَمَا أن الرُّوَاة عن هشام بن سعد قدِ اختلفوا في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث أيضاً فَقَدْ رَوَاهُ ابن أبي فديك ، عن هشام بن سعد عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هُرَيْرَةَ : (( قَالَ : جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أفطر في رَمَضَان )) . أخرجه أبو داود ( 2393 ) ، وابن عدي في الكامل 8/411 ، والدارقطني 2/190 ، في حِيْنَ رَوَاهُ الْحُسَيْن بن حفص أخرجه ابن خزيمة ( 1954 ) ، والبيهقي 4/226 ، وأبو عامر العقدي ، أخرجه أبو عوانة في الجزء المفقود : 146 ، والدارقطني 2/211 وفي العلل 10/241 ، كلاهما عن هشام بن سعد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : (( أن رجلاً أتى إِلَى رَسُوْل اللهصلى الله عليه وسلم فحدثه أنَّهُ وقع بأهله في رَمَضَان)) .
ورواه سليمان بن بلال ، عن هشام بن سعد بالإسناد نفسه ، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " 10/241 ، وابن عَبْد البر في " التمهيد " 7/175 ، وَلَمْ يذكر سبب الإفطار ولكنه جعل الكفارة عَلَى الترتيب .
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " 10/242 من طريق أَبِي نُعَيْم ، عن هشام بن سعد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، بِهِ مرسلاً . وفي جَمِيْع الروايات عن هشام زيادة : أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يصوم يوماً مكانه .
81 أخرجه أحمد 2/208 ، وابن ماجه ( 1671 ) ، وابن خزيمة ( 1951 ) ، والدارقطني 2/190 ، وفي العلل 10/245 ، والبيهقي 4/225 و 226 .
82 السنن الكبرى 4/225 .
83 انظر : الجامع الكبير للترمذي 2/95 ، والمجموع 6/344 .(1/1058)
84 هُوَ الإمام الناقد ، أَبُو عامر مُحَمَّد بن سعدون بن مُرجّى بن سعدون القرشي العبدري الميورفي المغربي الظاهري ، توفي سنة ( 524 ه ) . انظر : سير أعلام النبلاء 19/579 و 583 ، وتاريخ الإسلام : 103 وفيات ( 524 ه ) ، ومرآة الجنان 3/177 .
85 انظر : الحاوي الكبير 3/276 ، والمغني 3/55 ، والمجموع 6/344 .
86انظر : الحاوي الكبير 3/276 ، والمغني 3/55 ، والمجموع 6/344 .
87انظر : المحلى 6/188 .
88 انظر : المجموع 6/344 .
89 انظر : الحاوي الكبير 3/276 ، والمغني 3/55 ، والمجموع 6/344 .
90 انظر : البحر الزخار 3/249 و 254 ، والسيل الجرار 2/120 .
91 انظر : بدائع الصنائع 2/97 – 98 ، والهداية 1/124 ، والاختيار لتعليل المختار 1/131 ، وتبيين الحقائق 1/327 ، ورد المحتار 2/409 .
92 انظر : المبسوط 3/138 .
93 انظر : المجموع 6/330 .
94 كَذَلِكَ .
95 كَذَلِكَ .
96 كَذَلِكَ ، وانظر : فقه الأوزاعي 1/389 .
97 انظر : الجامع الكبير للترمذي 2/95 ، والمجموع 6/330 .
98 انظر: المدونة الكبرى 1/218 و 220 ، والتمهيد 7/162 ، والاستذكار 3/194 ، والمنتقى 2/52، وبداية المجتهد 1/221 ، والقوانين الفقهية: 117–118 ، وأسهل المدارك إِلَى فقه الإمام مالك 1/421.
99انظر : الجامع الكبير 2/95 .
100 انظر : الجامع الكبير 2/95 ، والمجموع 6/330 .
101 انظر : المجموع 6/330 .
102 انظر : فتح الباري 4/165 .
103 وَهُوَ ما استنتجه الدكتور هاشم جميل من الروايات عن سعيد بن المسيب .انظر : فقه سعيد 2/216 .
104 انظر : الأم 2/100 – 101 ، والحاوي الكبير 3/276 و 289 ، والتهذيب 3/167 و 170 ، والمجموع 6/329 و 644 ، وروضة الطالبين 2/377 .(1/1059)
105انظر : مسائل الإمام أحمد ، برواية أبي داود : 93 ، وبرواية ابن هانئ 1/128 ( 621 ) و 1/129 (630) و 1/133 ( 654 ) ، وبرواية عَبْد الله بن أحمد 2/655 ( 884 ) ، والروايتين والوجهين : 47/ أ ، والمقنع : 64 ، والمغني 3/55 ، والمحرر 1/229 .
106 انظر : المحلى 6/185 .
107التهذيب 3/170 ، وكذا ورد النص في المطبوع مِنْهُ !! وأظن أنّ فِيْهِ تكراراً .
108 انظر : الروايتين والوجهين : 47/ أ ، والمقنع : 64 ، والمحرر 1/229 .
109 انظر: الهداية 1/125، والاختيار لتعليل المختار 1/131، وتبيين الحقائق 1/328، ورد المحتار 2/411 .
110 انظر : المغني 3/65 ، والمجموع 6/345 ، وفقه الأوزاعي 1/385 .
111 انظر : المغني 3/65 ، والمجموع 6/345 .
112 انظر : الحاوي الكبير 3/286 ، والتهذيب 3/167 ، والمجموع 6/345 ،وروضة الطالبين 2/379 .
113 انظر : مسائل الإمام أحمد برواية عَبْد الله بن أحمد 2/652 ( 882 ) ، والروايتين والوجهين :
47/ أ ، والمغني 3/65 ، وشرح الزركشي 2/32 .
114 أجمع الفقهاء عَلَى أنّ صيام الشهرين متتابع وَلَكِنْ روي عن ابن أبي ليلى جواز تفريق الصيام ؛ وذلك لورود الْحَدِيْث بصيام الشهرين ، وَلَمْ يذكر الترتيب . قَالَ ابن عَبْد البر : (( وَقَدْ ذكرنا في التمهيد من ذَكَرَ التتابع في الشهرين بإسانيد حسان )) . الاستذكار 3/195 ، وانظر : التمهيد 7/162 و 165 و166 ، والمغني 3/66 ، والمجموع 6/345 .
115 انظر : المحلى 6/197 .
116 انظر : البحر الزخار 3/349 .
117 انظر : الاستذكار 3/195 ، والتمهيد 7/162 ، والمنتقى 2/54 ، وبداية المجتهد 1/223 ، والقوانين الفقهية : 121 ، وأسهل المدارك 1/423 .
118 انظر : الرِّوَايَتَيْنِ والوجهين : 47/ أ ، والمقنع : 65 ، والهادي : 54 ، والمحرر 1/230 .
119 انظر : الاستذكار 3/195 .
120 انظر : المدونة الكبرى 1/218 ، والاستذكار 3/195 .
121 انظر : المحلى 6/189 – 190 ، والمجموع 3/345 .(1/1060)
122 أخرجه عبد الرزاق ( 7463 ) وللحديث طريق آخر مرسل أيضاً، ذكره ابن حزم في المحلى 6/190، وَقَالَ النووي : (( حَدِيْث الحسن ضعيف جداً )) . المجموع 6/345 .
123 انظر : الاستذكار 3/194 ، وهذه الرِّوَايَة معارضة لما سبق ذكره عن الشعبي أن لا كفارة في الوطء وغيره .
124 انظر : الاستذكار 3/195 .
125 كَذَلِكَ . وذكر النووي روايات أخرى عن بَعْض الصَّحَابَة والتابعين والفقهاء في ما عَلَى من أفطر في رَمَضَان عامداً بغير جماع . المجموع 6/329 – 330 ، وانظر : المحلى 6/189 – 191 .
---
(1/1061)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصحف حرف
---
مصحف حرف
---
أبو معاذ الكناني
05-17-2004, 10:51 PM
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد
أود تنبيه الأخوة إلى أن مصحف حرف يحتوي على بعض الأخطاء ينبغي التنبه إليها وقد دلني عليها بعض طلاب العلم فراجتعها ووجدتها صحيحة مثل وصية في أول سورة النساء آية 11 و12 جميعها ضبطة في التحديد للكلمة بالجر مع أن الأولى هي المجرورة والثانية منصوبة
ولهذا جرى التنبيه والله يرعاكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2004, 06:18 PM
جزاك الله خيراً أخي أبا معاذ على تنبيهك.
حدثني بذلك أحد الزملاء ، غير أنني لم أجد هذا الخلل في النسخة التي معي ، وقد وجدتها صحيحة على الشاشة ، وعلى الورق المطبوع كذلك ، فقد ضبطت ضبطاً صحيحاً في الحالتين . فقلت ربما يكون الخلل في بعض الأقراص دون بعض ، أو أن الخلل يعود لأمر خارج البرنامج ، وهذا قد يحدث أحياناً ، دون معرفة العلة ، فأحياناً تكون العلة خفية لا يطلع عليها إلا القليل.
---
(1/1062)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أجيبوني عاجلا قبل رحيل الكتاب
---
أجيبوني عاجلا قبل رحيل الكتاب
---
أبو يعلى المصري
01-29-2004, 12:57 AM
أسأل عن طبعة لتفسير القرطبي وجدتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب . نشر دار عالم الكتب و الدار المصرية السعودية, تحقيق سمير البخاري.أم تنصحوني بشراء طبعة دار الكتب العلمية
وأردت أيضا أن أسأل عن اس و عنوان المكتبة التي نشرت كتاب "فتح القدير مختصر تفسير ابن كثير"للقاضي كنعان
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2004, 11:06 AM
حياك الله أخي الكريم .
بالنسبة لطبعة تفسير القرطبي فلا أدري عن الطبعة التي طبعتها دار عالم الكتب. ولكن الطبعة الموثوقة للتفسير هي طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب وخاصة الأخيرة منها فهي أحسن الطبعات وأكثرها ضبطاً ، وتلاحظ أنهم يقومون بالإحالة لكلام القرطبي داخل التفسير ، بحيث إذا قال القرطبي وقد سبق بيانه ، يقوم المحققون بذكر الجزء والصفحة التي سبق فيها البيان. وهي مقابلة على عدد كبير من النسخ.
وأما (فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير) للقاضي محمد أحمد كنعان فقد طبعته دار لبنان للطباعة والنشر عام 1412هـ .
أسأل الله لك التوفيق.
---
(1/1063)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج حلقات لإدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم الإصدار الثالث 3.0 المجاني
---
برنامج حلقات لإدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم الإصدار الثالث 3.0 المجاني
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:21 PM
مميزات البرنامج :
1- سهل الإستخدام ، ولا يُشترط الخبرة في إستخدام الحاسب .
2- مُتكامل، ويشمل الطلاب ، والحلقات ، والموظفين ، والمالية ، والأنشطة ، مع إمكانية طباعة التقارير عن كل ما سبق.
3- تعدد المستخدمين ، مع تنوّع صلاحياتهم.
http://www.thfeed.com/software.php?op=modload&name=nobthah.htm&file=index
---
(1/1064)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (كتاب القرآن) جمع وترتيب طارق عوض الله
---
صدر حديثاً (كتاب القرآن) جمع وترتيب طارق عوض الله
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثا كتاب بعنوان :
كتاب القرآن
ضمن سلسلة (جامع المسائل الحديثية (1)
جمع وترتيب وتعليق أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد .
http://www.tafsir.net/images/ketabalquran.jpg
وقد صدر عن دار ابن القيم ودار ابن عفان . وصدرت الطبعة الأولى هذا العام 1427هـ. ، ويقع في 487 صفحة من القطع العادي .
وقد اشتمل هذا الكتاب على فتاوى ورسائل صغيرة حول القرآن الكريم ، نشر معظمها في كتاب (مجموع فتاوى القرآن الكريم) الذي جمعه الدكتور محمد موسى الشريف.
مجموع فتاوى القرآن الكريم من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر) جمع وتحقيق ودراسة الدكتور محمد موسى الشريف ، الذي صدر عن دار الأندلس الخضراء بجدة الطبعة الأولى (1424هـ) ، ويقع الكتاب في ثلاثة مجلدات من القطع العادي . وقد جمع فيه جميع الفتاوى المطبوعة التي وقف عليها في ثنايا الكتب القديمة والجديدة ، وذلك من القرن الأول حتى القرن الرابع عشر الهجري ، وكذلك المجلات الشرعية والدعوية والثقافية ، فكل من مات قبل انقضاء القرن الرابع عشر ففتاواه مندرجة في هذا الكتاب ، واستثنى القرن الخامس عشر لأسبابٍ ذَكَرها منها سهولة العثور عليها ، وإمكان رجوع بعضهم عن فتواه . ولم يدخل الفتاوى المخطوطة رغبة في عدم التطويل. وقد اشتمل الكتاب على سبعمائة وتسعة وستين فتوى(769) .
جزاهما الله خيراً.
---
أبو يعقوب
05-23-2006, 10:33 PM
جزاك الله خيرا على هذا الكتاب
---
(1/1065)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > حوار مع جريدة الوقت البحرينية // د. أحمد الطعان //
---
حوار مع جريدة الوقت البحرينية // د. أحمد الطعان //
---
أحمد الطعان
10-02-2006, 04:13 PM
في حوار مع الباحث السوري أحمد الطعّان
القرآن مقدّس ولا مكان للقراءات التحريفية بدعوى التأويل
الحلقة الأولى
الوقت - نادر المتروك:
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’. وفيما يلي نصّ الحوار معه:
* كيف تقيّم وضعية الخطاب العلماني في قراءاته للنص الديني المسلّحة بالمعرفة المعاصرة؟(1/1066)
- لكلّ نصّ بشري خصوصياته التي يُفترض أن يراعيها قارئ النص، فهناك شروط اجتماعية وثقافية وسياقية لابد أن تكون حاضرة أثناء أية قراءة لأي نص ينطق به البشر. ومن هنا لابد لمن يقرأ شكسبير وابن الفارض ودانتي وابن خلدون أن يضع في اعتباره شروط الفهم التاريخية التي أسهمت في تشكيل نصوصهم. وأي قارئ عربي يقوم بقراءة نقدية لشكسبير من خلال موروثه الثقافي العربي ويسعى لإسقاط هذا الموروث على نصوص شكسبير فإنه سيتعرض لسخرية وتهكّم الباحثين الغربيين والشرقيين على السواء. هذا فيما يتعلق بنصوص البشر.
* ولكن العلمانيين يقولون إن النصوص الإلهية تتأنسن عندما يخاطب بها الله البشر؟
- هنا توجد مغالطة شديدة، لأن فهم النصوص الإلهية بالفعل يخضع لمواضعات البشر ولكن ليس بالضرورة أن تخضع هذه النصوص لما تخضع له نصوص البشر من قابلية الخطأ والكذب وغير ذلك، وإلا فسينقلنا هذا إلى قضية أخرى وهي قضية الإيمان والأبعاد الغيبية فيه. إذاً لابد أن تكون النصوص الإلهية ذات ميزة خاصة وهي كونها معصومة عن الخطأ، بينما نصوص البشر يمكن أن توصف بذلك، ولكن فيما يتعلق بالنصوص الإلهية حين يقول المؤمن ذلك فهذا يعني أنه قد تخلى عن إيمانه أو تخلى إيمانه عنه.
والأمر الآخر هو أننا يجب أن نفرّق بين نص جاء ليقرّر مبادئ عملية سلوكية نازلة من علٍ، وبالتالي يُطالب هذا النص بممارسةٍ ما وبسلوكٍ ما وبيقينٍ ما، وبين نص آخر هو نص تأمّلي القصد منه هو تحريك المشاعر ومداعبة الخيال وإثارة الأحلام. القرآن الكريم يرسم منهج حياةٍ للمؤمنين به، وهو نصّ قانوني بالدرجة الأولى، وإذا كان يمكن قراءة النص القانوني بالطريقة التي يريدها الخطاب العلماني فهذا يعني أنه لا توجد جريمة ولا يوجد مجرم على وجه الأرض لأنه من الممكن بسهولة قراءة كلّ نص آلاف القراءات وتأويله - أو بعبارة أصح - تحريفه آلاف التحريفات.
مقاربات أم مواربات؟(1/1067)
* هذه رؤية نقدية شديدة تجاه مقاربات الخطاب العلماني الموجّه نحو النص الديني. أليس كذلك؟
- إن ما تسمّيه مقاربات - وهو للتعبير عن التواضع العلمي ومحاولة الاقتراب من الحقيقة - لا أظن أنه ينطبق على الرصيد الأكبر للمُنتَج العلماني، لأنه لا يقدّم لنا مقاربات وإنما يقدّم لنا ‘’مواربات’’ هدفها التنصّل من الحقيقة، فهو في غالبيته خطاب لا يعترف أصلاً بوجود الحقيقة. إنّ الحقيقة في الإسلام نصَّ عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهي كما جاء في الحديث كمثل ‘’المحجة البيضاء ليلها كنهارها’’، ولكن الخطاب العلماني في الواقع لا يريد أن يبني علاقة مع الحقيقة لأن ذلك يكلّفه بتكاليف وواجبات وربما تصبح المغارم أكثر من المغانم، ولذلك يثير الغبش والغبار دائماً أمام الشمس محاولاً حجبها عن الأعين ليقنع الآخرين بأن الشمس لا وجود لها، ويُستغَل مفهوم التأويل لكونه مفهوماً إسلامياً قرآنياً وتراثياً كمدخل إلى الهرمينوطيقا، وذلك من أجل قراءة النص قراءة جديدة أو معاصرة أو تنويرية أو غنوصية أو غير ذلك، ومن ثَم تصبح المعاني القرآنية المستقرة، والأصول الثابتة، والأفهام السلفية الراسخة والمعلومة من الدين بالضرورة والمجمَع عليها؛ أفهاماً تاريخية خاضعة للتجديد والتغيير والمعاصَرة، لتحِعل محلَّها معان أكثر تطوراً ورضوخاً للعصر والواقع.
الخطاب العلماني والقرآن
* هل يمكن تقديم توضيح للرؤية التي ينطلق منها العلمانيون في تأويل النص القرآني مثلا؟(1/1068)
- في نظر الخطاب العلماني؛ المؤلف مات، والقصدُ خرافة، ولا توجد قراءة بريئة، والأصل في الكلام التأويل، وقوة النص في حجبه ومخاتلته لا في إفصاحه وبيانه، في اشتباهه والتباسه، لا في إحكامه وأحكامه. فالنصّ ليس نصّاً على المُراد بقدر ما هو حيِّز لممارسة آلياته المختلفة في الحجب والتحوير، والكبت والاستبعاد، وهذا شأن كلمة الحقيقة ذاتها، فهي تُخفي بالضبط ما تشير إليه. إن القرآن الكريم في منظور هذا الخطاب العلماني لا يفلت من هذه القراءة النسبية المفتوحة، فهو ما إن انتقل من فضائه الإلهي إلى الفضاء الإنساني حتى أخذ يعيش حالة من التشظي الدلالي المعنمي - بتعبير طيب تيزيني - عبر البشر الفرادى والمجتمعين المتشظين وفق مواقعهم المجتمعية.
ومن هنا، فإن القرآن بنظر الخطاب العلماني ليس له ثوابت، بل هو مجموعة من المتغيرات يَقرأ كل عصر فيه نفسه، وهو قابل لكلّ ما يُراد منه ولا توجد قراءات صحيحة وأخرى خاطئة، فالقراءات كلها صحيحة، فليس للقرآن معنى محدّد نهائي، إنه يقول كلّ شيءٍ من دون أن يقول شيئاً.
بين الهرمينوطيقا وقواعد الشافعي
* ولكن ما الضير في تفسير القرآن وفقا للهرمينوطيقيا؟(1/1069)
- المشكلة أنه يُفسَّر القرآن بناءً على خواطر وهواجس تحدّث بها شلايرماخر، أو هايدغر، أو رولان بارت أو دريدا. بينما يُضرب بقواعد الشافعي وأبي حنيفة وأصولهما عرض الحائط. إن الهرمينوطيقا اختُرعت في الأصل لقراءة النصوص الأدبية والشعرية، نعم يوجد في الغرب منْ حاول قراءة الكتاب المقدس من خلالها، ولكن ذلك حصل بعد أن انهارت قداسة الكتاب المقدس في الغرب، وتخلى الغربيون عن الإيمان بهذه القداسة بعد عصر النهضة وتفاقم الشك والإلحاد، فأصبح الكتاب المقدس كأي كتاب أدبي آخر يُدرس من منظور إنساني من دون أي اعتبار للبعد الغيبي الإلهي. والأمر الآخر أن الغاية من الهرمينوطيقا في الأساس ليس هو فهم النص أو البحث عن معناه، وإنما الغاية الأولى هو تنمية الموهبة الإبداعية، والقدرة القولية، بتحريض من النص نفسه وتشجيع من رموزه وعلاماته، وإثراء الفكر، وإثارة الذاكرة من خلال إيحاءاته واستدعاءاته.
قداسة القرآن
* وبأي نحو ينبغي أن يكون التعامل مع القرآن الكريم إذاً، خصوصا في هذا الشهر الكريم؟
- القرآن الكريم يُقرأ لكي يُفهم وتقوم عليه عقيدة وشريعة وسلوك في المقام الأول، أما ما يتحصّل بعد ذلك من فوائد أخرى رمزية أو تخيلية أو اشارية فهي تابعة للمقاصد الأولى والأساسية والجوهرية، ويجب ألا تتناقض معها أو تُصادمها. إن قداسة القرآن هي بُعد بدهي لا يمكن لأيّ مسلم أن يتجاوزه أو يَغضَّ الطرف عنه، ولابد لكل مسلم - حتى يكون مسلماً - أن ينطوي في قلبه على تبجيل شديدٍ لكتاب الله عز وجل، وتمجيد وتعظيم لكلماته سبحانه وتعالى، ولا يوجد أي تناقض بين هذه القداسة، وبين الشرح والفهم عن الله عز وجل، فالباري عز وجل أنزل كلامه ليُفهم أولاً، وأحال في ذلك إلى أهل الذكر: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
قداسة القرآن وحاجز العبث
* ولماذا لا يُعجب ذلك الخطاب العلماني؟(1/1070)
- لأن قداسة القرآن حاجز بينه وبين العبث، وسدّ عظيم يحول بينه وبين اللعب، وليس أي لعب! بل اللعب الحر، ولذلك فهو يبحث بين المناهج الحديثة عن أكثر المناهج جدوى في تحطيم هذه القداسة وتهشيمها، فوجد ذلك بحسب تصوّره في اللسانيات. فهي أولاً - بحسب ظنه - ساهمت في تقويض أُحادية المعنى للنص الديني، وجعلته يخضع لفهم القارئ وظروفه وقدرته على توليد المعنى. وكأن المنهج الأصولي الإسلامي منهج أُحادي المعنى. لكن المراد في الخطاب العلماني ليس تعدّد المعنى أو احتمالات المعنى، وإنما فوضى المعنى أو نسبية المعنى. إن المنهج الأصولي الإسلامي يذكر للكلمة المعاني التي تحتملها ثم يُرجح المعنى المراد بناء على المرجِّحات الموجودة في النص، أو القرائن الحافة به، أو السياق والسباق، أو الأصول العامة للشريعة، وليس الاستدلال بالتشِّهي أو العبث أو الخيال أو الموهبة، وإنما بالدليل.
* وهل أن اللسانيات في الخطاب العلماني يُراد منها نزع هيبة القرآن وقداسته؟(1/1071)
- نعم، وهو ما لا يخجل الخطاب العلماني من المصارحة به حين يؤكد أن دراسة القرآن دراسة ألسنية لغوية محضة الغاية، منها التحرّر من هيبة النصوص اللاهوتية، لأنها تبدو فوق الزمان والمكان والمشروطيات اللغوية، وأن فائدة الألسنية أنها تُزحزح قداسة النص وهيبته المفروضة علينا. المراد إذاً هو خلخلة الإيمان بالنص، والمقصود بالإيمان طبعاً الإيمان التقليدي، لأن هناك مفهوماً جديداً للإيمان هو إيمان ما بعد التحرير. ذلك هو المنهج البنيوي البارتي (نسبة إلى رولان بارت) الذي يتبناه الخطاب العلماني، وهذه هي اللسانيات التي يُراد أن يُفسَّر القرآن الكريم على أساسها بحيث تستحيل القراءة البريئة، ويفقد النص انتماءه إلى كاتبه بعد كتابته، ويفقد مصدره الإلهي بعد تنزله وتأنسنه، ويصبح عرضةً للذبح وتقطيع الأوصال بسكاكين الجزارين، ويا ليته يُذكى بطريقة صحيحة، وإنما يصعق صعقاً، أو بشكل أكثر توحشاً، حيث يُنهش نهشاً في كل أطرافه وأجزائه، فتسيل دماؤه حتى ‘’يصبح جثة هامدة لا حراك فيها’’ كما يصرح بذلك الخطاب العلماني.
---
أحمد البريدي
10-03-2006, 01:17 PM
أخي الدكتور أحمد : شكر الله لك ما كتبت يراعك , وجاد به فكرك , جعلك الله شوكة في حلوقهم , وأظن هذه الهجمة ما زالت في بدايتها , ولعلهم يريدون أبعد مما يلمحون , كما آمل من فضيلتكم جعل بقية الحلقات تحت هذا الرابط فهو أنفع من تفريقها , خاصة ونحن بصدد دمج للمواضيع المتشابهة إن شاء ربي , شكر الله لكم مسعاكم .
---
أحمد الطعان
10-07-2006, 10:59 PM
أحمد الطعان في حوار مع «الوقت»:
الإسلام دين متجدّد وليس بحاجةٍ إلى الحداثة الغربية
الحلقة الثانية
الوقت - نادر المتروك:(1/1072)
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’. وفيما يلي نصّ الحوار معه:
في حلقة اليوم، يتحدّث الباحث أحمد الطعان عن التجديد في الإسلام، ويؤكد أن الإسلام بذاته متجدّد، ويردّ المفاهيم التجديدية التي يطرحها العلمانيون، ويجد أنها فقدت المعيار الحقيقي في التجديد. فيما يأتي الحلقة الثانية من الحوار:
؟ هناك حديث متواصل بشأن التجديد الديني. ما هو فهمكم لمفهوم التجديد؟(1/1073)
- التجديد تطهير للدين من التراكمات والإضافات البشرية التي تعلق به عبر الأجيال، والاعتصام من جديد بحبل الله عز وجل، وهما الكتاب والسنة، أو هو إزالة الحوائل التي تحول دون رؤية المحجة بيضاء كما أرادها المشرّع سبحانه وتعالى. وبعكس ما قال هاملتون؛ فالإسلام دين متجدّد دائماً، وهذا معنى كونه غضاً طرياً دائماً، وذلك لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية، ولذلك جاءت الشريعة مرنة تحمل في داخلها ومن داخلها بذور التجدّد المستمر، والإسلام في ذلك يعتبر استثناءً بين الأديان كما يرى غلنر، إذ هو قادر على التجدّد من دون أن يخضع للحداثة، لأنه قادر على المواءمة المستمرة مع الواقع من دون أن تهتز أصوله أو كلياته، أو بعبارة أخرى لا حاجة لأن تهتز هذه الأصول والكليات لأنها ليست عبئاً على البشر. فالقرآن الكريم بما أحال إليه وما نبّه إليه من أصول للفهم والاستنباط؛ يكون قد وضع أمام العقل الإنساني المنهجية التي تفتح أمامه دائماً آفاق المرونة والمواءمة المستمرة مع كل ما يهم البشرية في حالها ومآلها.
العقل والميتافيزيقيا
؟ وما موضع العقل في التجديد؟
- إن التجدّد والتجديد لا يعنيان الاستقلالية المطلقة للعقل، فلابد أن يظل العقل دائماً وراء الوحي مهتدياً بنوره حتى لا يأتيه في ظلمات الحيرة والأهواء. هناك مجموعة من المفكرين المغالين يعتبرون الإسلام مجرد فكرة خالية من الأبعاد الميتافيزيقية، لتخضع لعناصر الزمن والتاريخ والتطور، وبالتالي سيصبح الإسلام شيئاً بالياً لا معنى له.. سيصبح ديناً للذكرى فقط كما حصل مع المسيحية كما يصرّح أحد أقطاب المسخة العلمانية العربية، والذين يمثلون هذا التيار هم على استعداد لتقبل أي شيء يمكن أن يحل محلّ الإسلام. المهم أن يكون جديداً بغض النظر عن ضرره ونفعه.
الكتاب والسنة
؟ فما هو المعيار الذي لابد أن يُلحظ في التجديد؟(1/1074)
- في كثير من الأحيان نحن بحاجة فقط إلى صياغات جديدة تلبي طموحات العقل الإنساني إلى المعرفة وتخرجه من الحالة النسقية السطحية التي تسبّب ضجراً لبعض العقول المتلهفة إلى رؤى إبداعية في وسط هذا الزحام الهائل من الأفكار. التجدّد في الإسلام هو أن تظل الأمة على وعي من أن هناك محوراً ومركزا عليها أن لا تبتعد عنه، وهذا المحور والمركز هو الكتاب والسنة. هما بمثابة الراية في وسط المعركة، يشدّ الجنود أنفسهم إليها ويتطلعون إليها. هذا هو المعيار الذي تقرأ الأمة نفسها من خلاله حتى لا تشط عن طريق الهداية.
المسلمون قوّالون والغرب يفعل
؟ لكن أين هو مجال العمل الفكري في هذا التجديد؟
- ليس التجديد المراد اليوم هو في كثرة التنظير ومؤتمرات الحوار وكثرة المشروعات والاجتهادات والرؤى، وإنما في شيءٍ واحد مُهدر في الغالب هو ‘’العمل’’. المسلمون اليوم شغلهم الغرب بمئات المؤتمرات والندوات من دون أن تلاحظ أي جدوى لذلك، لأن الغرب يمسك بزمام المبادرة وهي الممارسة والتطبيق، أما المسلمون فمشغولون بالتنظير والتقرير. والغريب أن هذا المطب هو أهم أمرٌ حذّر منه القرآن الكريم في آيات كثيرة فالقرآن يقول ‘’يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون’’. لا توجد قيمة حث عليها القرآن كقيمة العمل ‘’وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون’’، لأن الغاية الأساسية التي يريدها القرآن منا هي العمل والمبادرة إلى السلوك الصحيح والتطبيق السديد ‘’إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه’’. وقد تكررت هذه الكلمة في القرآن بشكل يمكن معه القول بأن محور الدعوة القرآنية بعد الاعتقاد هي العمل. ولكن الواقع بعكس ما يريده القرآن، فالمسلمون اليوم منخرطون في مؤتمرات الحوار والأقوال التي تصرف عليها الملايين بينما ساحات الأعمال وميادين المعركة الحقيقية فارغة.
؟ وأين تكمن المشكلة؟(1/1075)
- المشكلة أنه حين خلت الساحة العملية امتلأت الساحة القولية، فالكل قادر على الكلام والترديد والتنميق، ولعل هذا هو الذي حذّر منه رسولنا الكريم (ص) حين قال ‘’هلك الثرثارون، هلك المتشدقون، هللك المتنطعون’’. كثرة في الكلام، وتشدّق بالمصطلحات الغريبة، وانبهار باللغة الجديدة ومحاولة محمومة لإبداع مصطلحات ولغة جديدة غير مفهومة قائمة على الترميز والخلط، مع نماذج كثيرة للعجرفة والامتلاء بالأنانية والشعور النخبوي والنظر إلى الآخرين من أبراج عاجية.. وهذا هو التنطع، أي التكبر الذي مر ذكره الآن في الحديث الشريف.
المسؤولية التاريخية للأمة
؟ ألا يفهم مما سبق أنك ضد الاجتهاد ومراجعة الأطر النظرية بشكل مستمر؟
- لا، هذا مطلوب، ولكن بشرط ألا يطغى جانب على آخر، وما ألاحظه اليوم هو الطغيان الشديد للجانب التنظيري على الجانب العملي. والحقيقة أن التجديد إذا أُريد له أن يكون حقيقياً وعصامياً لابد أن ينطلق أولاً من الإحساس بالمسؤولية التاريخية للأمة، ومن ثم بمسؤوليتها الحضارية والوعي بحاجاتها وضروراتها ومن ثم إدراك متطلبات اللحظة الواقعية مع الإنسان والكون والحياة. والحال التجديدي اليوم أن كثيراً من المنظرين ينطلقون من هموم الآخر ومسؤولياته ومتطلباته لمعالجة واقع وهموم وقضايا وإشكالات مختلفة تماماً.
؟ هل يمكن التفصيل في نماذج المجددين اليوم؟(1/1076)
- هناك من يعدّ المعيار الوحيد للتجديد هو الواقع، فما يتلاءم معه هو الصواب بغض النظر عن حقيقة هذا الواقع ومدى صلاحه أو فساده، يعني أن يصبح الواقع هو الحاكم المطلق، وفي الغالب فإن الواقع الذي سيفرض نفسه هو واقع الأقوى وبالتالي فهو الذي سيمتلك زمام الحكومة أما واقعية الأوساط الضعيفة والفقيرة فستظل منبوذة ومنظوراً إليها على أنها تخلف ورجعية بغض النظر عن الحسن والقبح الذاتيين، أي يصبح التحسين والتقبيح ليس للعقل ولا للشرع وإنما للواقع، والواقع هنا ليس أكثر من غطاء لبراغماتية الأقوى الذي يمتلك القنبلة النووية بيد ويبرز باليد الأخرى لائحة حقوق الإنسان والعدالة والحرية كما يفسرها هو طبعاً.
هكذا تكلم العلمانيون
؟ وماذا عن أولئك الذين يمارسون التجديد باختراق اللا مفكر فيه؟
- نعم، هناك منْ يرى التجديد في تحريك العقول إلى المناطق المحرّمة، والخروج من الأصولية العقائدية الدوغمائية والإطار اللاهوتي للفكر الإسلامي، والتحرّر من ثنائيات الإيمان والضلال، والعقل والإيمان، والوحي والحقيقة. وإعادة النظر في كل المسلمات التراثية والعقائد الدينية التي يتلقاها المسلم منذ الطفولة، وتجنُّب الإجابات الجاهزة، وتحرير المعرفة من الدائرة الأرثوذكسية المغلقة التي تمارس نوعاً من الاستلاب على مريديها، والسبيل إلى هذا الأمل - بنظرهم - هو التخلص من سلطة النصوص المغلقة، والتحرّر من قال الله وقال الرسول، والتحرّر من سلطة السلف، والإجماع، والقياس، لأن هذه السلطات تلغي العقل وتجعله لا يفكر إلا انطلاقاً من أصل أو انتهاء إليه أو بتوجيه منه. هكذا تكلم العلمانيون.
؟ ومنْ من هؤلاء قال ذلك صراحةً؟
- عبّر عن هذه النتيجة أدونيس بصراحة عندما اعتبر الرؤية الإسلامية هي السبب في الاتباعية وضمور الإبداع لأنها تكرّس المحرم، فلذلك لابد من الثورة على هذا المحرم والتأسيس للشهوانية والإباحية.(1/1077)
لابد من الثورة على التقاليد الاجتماعية الدينية والعودة إلى البداية، حيث لا خجل ولا عار، حيث ‘’اللا خطيئة فاللذة هي القيمة. وحيث الإلحاد الذي يُمثل خروجاً عن النسق الديني للمجتمع ولذلك فهو ‘’نهاية الوعي وبداية لموت الله [سبحانه] أي بداية العدمية التي هي نفسها بداية لتجاوز العدمية’’. إن هذا المستوى المأمول هو روح التجديد بنظر أصحاب هذا التيار.
؟ وما هو التجديد الإيجابي المطروح حاليا؟
- هناك منْ يعدّ التجديد هو في حسن الفهم والتنزيل، فإذا كان نزول الوحي قد انقطع من السماء إلى الأرض فإن وظيفة المجتهد اليوم تتمثل في القدرة على التنزيل من المصحف إلى الواقع والقدرة على ترتيب الأولويات والاقتناص النافع للحظة الراهنة. ومن الحكم التي نزل لأجلها القرآن منجّماً ومفرّقاً عبر 23 عاماً هي أن يعطي للمجتهدين عبر القرون اللاحقة دافعية الفهم والتنزيل المستمر للقرآن بحيث يظل القرآن هو المعيار الذي يُقرأ الواقع دائماً من خلاله. وبهذه الطريقة يظل القرآن ناظماً منهجياً والواقع حاضراً والعقل فاعلاً. وهذا المستوى من التجديد يحتاج إلى بيئة تمكّنه من ممارسة آلياته، أما في اللحظة الراهنة فهناك عقبات شديدة تحول دون ذلك، ومنها وجود الآخر الذي يحاربنا بالوسائل كافة ليحول دون نهضة الأمة من كبوتها لأن في نهضتها سداً أمام عولمته وبضائعه وخروجاً من هيمنته. وهناك الواقع السياسي المرير الذي تعيشه البلدان الإسلامية والذي يكرّس الفرقة السياسية بالإضافة إلى الطائفية الدينية والطائفية الفكرية.
البوطي مجدّد القرن
؟ ألا تبدو متشائماً وسوداوياً في نظرتك للمستقبل؟(1/1078)
- لا، بل أنا متفائل جداً ولله الحمد، وأعتقد أن ما يبذله عدد من العلماء المجدّدين من أمثال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي أعدّه مجدّد المئة الخامسة عشرة للهجرة، والعلامة يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله، وكذلك مؤسسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي إضافة إلى عدد كبير من العلماء والإصلاحيين الذين ينتهجون تيار الوسطية الإسلامية في مختلف البلاد الإسلامية؛ إن هذه الجهود الطيبة المباركة ستؤتي أكلها وستثمر ثماراً طيبة مباركة إن شاء الله عز وجل ولو بعد حين. والله أعلم .
---
أحمد الطعان
11-21-2006, 02:55 AM
الإسلام محصّن ضد العلمانية.. وهي إلى زوال
الحلقة الثالثة
الوقت - نادر المتروك:
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’. وفيما يلي نصّ الحوار معه:(1/1079)
في وقفة اليوم مع الباحث الإسلامي أحمد الطعان؛ يتجه الحديث نحو موضوع الإسلام والعلمانية ومناقشة رؤية طرحها المفكر الأميركي المسلم خالد أبو الفضل في حوار سابق له مع ‘’الوقت’’، حيث تحدّث عن التجديد الإسلامي الذي رأى مالك بن نبي وعبد الكريم سروش أرقى نماذجه المعاصرة، وقال إن غياب هذا النموذج التجديدي سيترتب عنه اتجاه المثقفين المسلمين إلى العلمانية. يُحلّل الطعان هذه الرؤية رافضاً في كلّ الأحوال السقوط في العلمانية، مؤكدا وجود حصانة داخلية في الإسلام ضد العلمانية. وفي يلي نص الحوار:
؟ في حوار ‘’الوقت’’ مع المفكر خالد أبو الفضل، يؤكد أن غياب التجديد الإسلامي الحقيقي سيؤدي إلى زيادة الاتجاه إلى العلمانية. كيف تعلّق على هذه النظرة؟
- لقد سبق يوم أمس وأشرنا إلى أن البعض يرى أن التجديد هو في الخروج من عباءة الإسلام نهائياً، والبعض يرى أن التجديد هو في إعمال العقل في النص كما أمر الله عز وجل بالقراءة والتدبر والتفكر، ومن ثم المواءمة بين الواقع والنص بحيث لا يتم التلاعب بالنص أو إلغاؤه باسم الاجتهاد والتجديد، وكذلك لا يتم تجاهل الواقع وإهداره لأن النص في الأصل جاء لهداية الواقع وترشيده، فدعوة أي باحث إلى التجديد في كثير من الأحيان تخفي وراءها موقعه الأيديولوجي، ويكون شعار التجديد هو الأكمة التي تخفي وراءها ما تخفي من أيديولوجيات وأهواء غريبة تريد أن تتوغل داخل السياق الإسلامي.
تحليل رؤية أبو الفضل
؟ إذن، كيف تحلّل فكرة خالد أبو الفضل تلك؟
الفكرة التي يشير إليها أبو الفضل يمكن - من وجهة نظري - تحليلها إلى شكلين أو احتمالين: الأول أنه في غياب التجديد الحقيقي سيتحول المسلمون - ولاسيما - المثقفون إلى العلمانية. والثاني أنه في هذه الحالة يمكن أن يتجه الإسلام نفسه كرسالة إلى التعلمن.(1/1080)
وهنا أقول إنه يمكن أن تتحوّل شريحة ما من المجتمع إلى العلمانية في ظل الترويج الشديد والخداع والتلاعب بالعقول والأفكار، أو في بيئة يغيب عنها الوعي ويجمد الاجتهاد ويقعد العلماء والمجتهدون عن ممارسة نشاطهم الدعوي والترشيدي بينما الفضائيات تقتحم بيوتهم.
وحتى في هذه الحالة - في تصوري - لن يطول المكث في الإطار العلماني لسببين: الأول أن العلمانية نفسها الآن في عقر دارها تجني ثماراً مريرة على صُعُد مختلفة. والثاني أن الغرب نفسه - على المستوى الشعبي اليوم - يحمل في داخله بذوراً قوية جداً للاتجاه نحو الإسلام، أو نحو التدين بشكل عام، ولن يجد أمامه إلا الإسلام كمظلة تنقذه من المادية التي انحط فيها.
اللقاح ضد العلمانية
؟ هناك كتابات كثيرة في الغرب تتحدّث عن ذلك.
- نعم، ولعل كتاب هوستن سميث ‘’لماذا الدين ضرورة حتمية’’ يُبرز هذه الفكرة بشكل بارع جداً. لقد أخفقت العلمانية في البلاد الإسلامية إخفاقاً ذريعاً، وهي الآن في حالة احتضار بعكس ما يروّج عدد من العلمانيين، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الحالة التركية حيث بعد سنوات طويلة من محاولة العلمنة بالحديد والنار نجد أن الإسلام اليوم هو الأقوى وهو المرشّح لاستقطاب القاعدة الشعبية بشكل يحيّر الدارسين. وأشير إلى أن الإسلام يحمل في داخله حصانة ضد العلمانية أو ما أسميه ‘’اللقاح ضد العلمانية’’، ومن المعلوم أنه في الأمراض الفتاكة يُعطى الأطفال لقاحات من المرض نفسه لكن بقدر محدود لكي يصبح الجسم منيعاً ضد المرض، وهذا حال الإسلام مع العلمانية، فالعلمانية هي الدنيوية المحضة، والإسلام أباح لأبنائه أن يستمتعوا بطيبات الحياة الدنيا وحرّم عليهم الخبائث. قال عز وجل (ولا تنس نصيبك من الدنيا) وقال (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث). وهنا يكمن اللقاح ضد العلمانية.
---
محمد الحوري
12-03-2006, 11:35 AM(1/1081)
نشكر للدكتور أحمد الطعان هذه التوضيحات النافعة ونشأل الله أن يبارك بجهده وعلمه وأن نرى منه إصدارات جديدة تبين زيف الخطاب العلماني .
---
أحمد الطعان
12-14-2006, 08:54 PM
أحمد الطعان في حوار مع «الوقت»:
سيتحسّن العالم عندما يشيخ الغرب وتخور قواه
الحلقة الرابعة
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’.
في الوقفة الحوارية الأخيرة مع الطعان، يقول بأن النبي (ص) ‘’لم يجعل من نفسه إلا لبنة في البناء، تقوم به لبنات متراصة، لتشكّل بناء متماسكاً قوياً’’، إلا أن واقع الحال اليوم ليس على هذه الشاكلة كما يتأسّف الطعان، ويرى بأنه باتت ‘’تسيطر علينا عقلية المنقذ الأوحد’’، وليس العمل الجماعي المحفوف بروح الفريق التواضع والتعاون. ويتطرّق الطعان في هذه الوقفة لقضية الغرب والشرق، ويُقدّم في ذلك وجهة نظر تقوم على تسليب الغرب والتشكيك في وجهه الحضاري اليوم. وفيما يلي نص الحوار:(1/1082)
؟ العلاقة الجدلية بين الإسلام والغرب لا تزال قائمة في المشهدين الإسلامي والغربي معاً، وعلى الرغم من محاولات الاحتواء ومؤتمرات الحوار والتفاهم، إلا أنّ العلاقة الجدلية هذه بقيت تفرز الكثير من الآثار المنفّرة. كيف تحللون هذه العلاقة ومواصفاتها الحضارية القائمة اليوم؟
- كما نلاحظ العلاقة المطروحة اليوم هي العلاقة بين الإسلام والغرب، وليس بين الشرق والغرب أو بين الإسلام والمسيحية، فلماذا تسود هذه العبارة ‘’ الإسلام والغرب’’؟ لقد كان يمكن أن تكون العلاقة بين الشرق والغرب على نحو آخر لولا الاستغلال النفعي للدين، فقد أرادت الكنيسة منذ مئات السنين أن تخلق عدواً في مواجهتها لكي تشغل الناس بالالتفاف حولها، وهذا ما تفعله الإدارة الأمريكية اليوم حين تضخّم من خطر الإرهاب وخطر الإسلام حتى تكسب تعاطف الشعب الأمريكي، ومن هنا ظل الغرب دائماً يتطلع إلى الشرق على أنه خصم ولم يملّ من محاولة الهيمنة والاستغلال، فلا يخفق في حملة عسكرية حتى يشرع في التجييش لحملة أخرى، ولم تكن هذه العلاقة قاصرة على الحملات العسكرية، بل كان يرافق ذلك حملات أخرى من الاستشراق والتنصير مارست دورها في مزيد من التشويه والطمس والمسخ، فكانت الهوة تزداد بشكل دائم بين الشرق والغرب.
؟ وكيف يمكن للغرب أن يقبل الشرق؟
- لن يقبل الغرب الشرق شريكاً في إعمار واستثمار الكون، ولن يقبله نداً في الإنسانية، ولكنه سيقبله بمقدار ما يحقق له مصالحه ويؤمّن له رفاهيته، ويقبل منه عنصريته، والأصوات التي تتحدث اليوم عن الإسلام كشريك جاءت متأخرة فضلاً عن كونها خافتة في وسط الصخب الإعلامي الإمبريالي.
العالم في مأساة
؟ ألا تبدو أنك تخرج كثيراً على فكرة التفاؤل؟(1/1083)
- إن مجرد نظرة سطحية إلى العالم اليوم ومنذ عقود طويلة تكشف لك عن مأساة العالم اليوم، والمأساة التي جرّ الغرب إليها العالم، وكم هي الهوة سحيقة بين بني البشر، الملايين يموتون جوعاً وفقراً في الشرق بينما غيرهم ينعمون بالرفاهية في الغرب، الأطفال في الشرق أقرب إلى الهياكل العظمية، بينما أطفال الغرب يتقلعون سمناً وشبعاً، في مثل هذا العالم الذي تغيب فيه العدالة والإنسانية والمساواة لا يمكن الحديث فيه عن الأمان والطمأنينة ولا يمكن الحديث فيه عن السلام والمحبة إلا إذا كان ذلك على شكل شعارات مجردة أصبحت مملة ومهترئة.
؟ فمتى إذن سيكون الغرب طيباً وشريكا؟
- لن يكون الغرب طيباً إلا إذا أفلس، وهو في الطريق إلى ذلك، ولن يكون شريكاً إلا إذا شعر أن مكاسب الاستبداد والهيمنة والقوة في خطر ولا بديل إلا بقبول الشراكة والندية مع الشرق ‘’ الإسلام ‘’. حين تتلاشى مخالب الغرب ‘’ تخور قواه ‘’ وتشيخ حضارته، عندئذ يبدأ بجدية يتحدث عن الأخلاق والإنسانية والعدالة والحرية، ويسهم مع الشرق عندئذ في تحويل الشعارات التي ظلت خلبية طوال قرون عديدة إلى واقع ممكن، أو على الأقل واقع محتمل.
الهمجي النبيل أفضل
؟ لكن.. ماذا عن الوجه الحضاري للغرب؟ التكنولوجيا ودولة الرفاهية؟(1/1084)
- يتحدث الكثيرون الذين بهرهم سحر الغرب اليوم عما قدّمه الغرب للبشرية في مجال التكنولوجيا والرفاهية وكل ما يخدم الإنسانية في المجال المادي، ولا يملّون من التغني بالحضارة الحديثة، لكن هؤلاء يغمضون أعينهم عن الكوارث والمآسي التي جلبتها هذه الحضارة! ولا أدري لماذا تطغى مكاسب هذه الحضارة على كوارثها في أعينهم مع أنه هناك شبه إجماع بين المراقبين والمحللين على أن هذه الحضارة إذا لم تُرشّد فإنها تسير إلى هاوية لا يمكن التنبؤ بمدى أخطارها على البشرية. لقد شاهدنا منذ فترة قريبة إطلاق مركبة فضائية أمريكية في نفس الوقت الذي كانت فيه تتداعى قضية الجندي الأمريكي الذي اغتصب فتاة عراقية صغيرة وقام بقتلها وقتل كل أفراد أسرتها، المسحورون بالغرب يرون أن إطلاق المركبة الفضائية وما يرافقها من منجزات علمية لصالح البشرية تغطي على حادثة الاغتصاب والقتل تلك!
؟ إلا أن ذلك لا يغيّب المنجزات الحضارية للغرب؟
- لكن المنطق الإنساني يقول بأنه إذا كانت منجزات الحضارة والعلم ستوظف لفرض القوة والهيمنة والقتل والاغتصاب فإنه من الأفضل للبشرية أن تعود إلى حياة ‘’الهمجي النبيل’’ الذي تحدث عنه جان جاك روسو.
الإسلام ليس عدوا
؟ وما هي نظرتكم إلى طبيعة الاندماج الذي تمثله النخبة الإسلامية في بلدان الغرب وطبيعة الفكر الإسلامي الذي تصدر عنه (مثال طارق رمضان)؟(1/1085)
- إن ما تمارسه النخبة الإسلامية المثقفة في الغرب في غاية الأهمية لأنه إحدى الوسائل المجدية لتغليب معادلة الشعوب على الساسة، فحتى هذه اللحظة لا تزال النسبة الغالبة من الشعوب الأوربية خاضعة لثقافة التشويه والمسخ التاريخية التي مارستها الكنيسة والاستشراق قديما والإعلام فيما يخص الإرهاب حديثاً بالنسبة للإسلام، وأبرز مثال على ذلك معارضة النسبة الأكبر من هذه الشعوب لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي توجساً من غالبيتها المسلمة، وإذا استطاعت هذه النخبة أن تُوصّل رسالة الإسلام الغضة الطرية التي ليلها كنهارها، وأن تخرق الحجب الكثيفة التي نسجها تحكّم العداء وتراكم الأخطاء أمام الشعوب الأوربية؛ فعندئذ ستدرك هذه الشعوب أن الإسلام ليس عدواً، وأن المسلم ليس وحشاً، ولعلها عندئذ تسهم في تعديل كفة السياسة المنحازة ضد الإسلام والمسلمين وقضاياهم.
العمل والجماعية
؟ هل لديكم ما تضيفونه في نهاية الحوار؟
- أحب أن أعيد التذكير بأهمية المبادرة العملية، وأن يعي صناع القرار في بلادنا جسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم، فعليهم أن يباشروا الآن قبل فوات الأوان؛ التضحية بالمصالح الشخصية لحساب المصالح الوحدوية والجماعية والمستقبلية. التعاون هو المفتاح السحري للنجاح والقوة والحضارة، والفرقة والتشرذم هما النافذة المشرعة التي يدخل منها العدو والذل والهوان والتخلف. تأمّل معي في حديث نبوي شريف ‘’مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة منه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين’’.(1/1086)
هذا الحديث يضع أمامنا مثالاً رائعاً للعمل الجماعي والتواضع والانخراط في روح الفريق دون تردد، فالنبي (ص) يجعل من نفسه لبنة في بناء النبوة، هذا البناء الذي أسهم في بنائه إخوانه من الأنبياء جميعاً. أين هذا من علماء هذا الزمان وحكام هذا الزمان؟! فالعالِم اليوم لا يرضى أن يكون لبنة في بناء، بل لا بد أن يكون هو البناء كله، لا يرضى إلا أن يكون أوحد دهره وفريد عصره ومن لم يَجُدِ الزمان بمثله! وكذلك كل حاكم اليوم يعدّ نفسه هو محور التاريخ والقائد الوحيد، والمنقذ الفريد! ولذلك تجد عبارات التمجيد قد نفدت من القواميس في البلدان العربية لكثرة أصحاب الجلالة والفخامة والعظمة المتفردين الذين يتفنن المتملقون في تمجيدهم وتبجيلهم! والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
---
(1/1087)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ما هو رقم هاتف هذه المكتبة ؟ عاجل !!!
---
ما هو رقم هاتف هذه المكتبة ؟ عاجل !!!
---
مروان الحسني
03-07-2006, 12:09 PM
السلام عليكم إخواني
ما هو رقم هاتف مكتبة الغازي خسرو بك في سراييفو ؟ أرجو الحصول عليه للضرورة القصوى و شكرا
---
(1/1088)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني لمخطوط الشجرة المحمدية
---
من يدلني لمخطوط الشجرة المحمدية
---
عبد الحي محمد
07-20-2006, 11:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعزاء
من يدلني لمخطوط الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية
فقد سألت عنه في مكتبة الملك فيصل فلم أجده
وله جزيل الشكر.
---
عبد الحي محمد
07-26-2006, 07:53 AM
لا أحد؟؟
---
(1/1089)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من بديع أقوال العلامة (ابن قاسم): إثبات المسألة بدليلها تحقيق، وبدليل آخر تدقيق و....
---
من بديع أقوال العلامة (ابن قاسم): إثبات المسألة بدليلها تحقيق، وبدليل آخر تدقيق و....
---
محمد بن يوسف
04-25-2004, 06:03 AM
الحمد لله رب العالمين.
قال العلامة المتقِن (عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، النجدي، الحنبلي) -رحمه الله تعالى-: "إثبات المسألة بدليلها تحقيق، وبدليل آخر تدقيق، والتعبير عنها بفائق العبارة ترقيق، وبمراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق، والسلامة فيها من اعتراض الشرع توفيق. ونسأل الله بأسمائه الحسنى الهداية والتوفيق؛ لما اختُلِفَ فيه من الحق إلى أقوم طريق" اهـ من "حاشيته على «الروض المربع شرح زاد المستقنِع»": (1/ 9 - حاشية).
---
(1/1090)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير النقاش (ت351هـ) المسمى :(شفاء الصدور).
---
سؤال عن تفسير النقاش (ت351هـ) المسمى :(شفاء الصدور).
---
موسى علي
02-02-2004, 08:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الذي لا تخفى فائدته للجميع
سؤالي في أول مشاركة : عن تفسير النقاش
أسأل إخواني عن تفسير النقاش ، هل تعلمون أهو مطبوع أم مخطوط وأين يوجد ؟
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2004, 04:20 AM
مرحباً بكم أخي الكريم موسى ، ونرجو أن نوفق جميعاً لخدمة القرآن الكريم وطلاب العلم بحسب الطاقة.
أولاً : تعريف بالنقاش.
النقاش هو محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي النقاش. ولد سنة 266هـ وتوفي سنة 351هـ. وهو ينسب إلى المعتزلة كما في ترجمته.
انظر في ترجمته : تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين 1/103 ، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير 3/2033 وقد ذكروا موارد كثيرة لترجمته.
ثانياً : عنوان تفسيره.
وأما تفسيره فعنوانه : شفاء الصدور المهذب في تفسير القرآن.
انظر : معجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص 312 ، وتاريخ التراث لسزكين 1/104
وهو تفسير يعتني باللغة والبلاغة والقراءات ، وقد ذمه العلماء بكثرة الأحاديث الواهية فيه. وبالغ بعضهم في الطعن فيه ، والتقليل من شأنه.
ثالثاً : مخطوطاته .
له مخطوطة محفوظة برقم 140 تفسير في دار الكتب المصرية بالقاهرة.
وصفها الدكتور عدنان زرزور بقوله :(ومن تفسيره جزء كبير بدار الكتب ، وجزء آخر في المتحف البريطاني[بروكلمان : الملحق 1/334].(1/1091)
وتذكر بعض المصادر أن تفسيره يقع في اثني عشر ألف ورقة ! في حين أن مجلد دار الكتب على ضخامته وسعة أوراقه ، يقع في خمس وسبعين ومائتي ورقة فقط ويشتمل على تفسير نصف القرآن تقريباً لأنه يبدأ بتفسير قوله تعالى :(وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا) من سورة مريم وينتهي بسورة الناس ، وإن كان به بعض الخروم ، ومن المؤسف أن كثيراً من أوراقه فسدت بسبب الرطوبة).
انظر : الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن للدكتور عدنان زرزور ص 134-135
وذكر البحاثة المسلم التركي فؤاد سزكين - جزاه الله خيراً - مخطوطاته على النحو التالي :
- القاهرة ثان 1/54 تفسير 140 المجلد الثاني . وأظنه يعني دار الكتب المصرية.
- 634 المتحف البريطاني 138.7 قطعة منه ، حسن حسني 40( 150 ورقة سنة 612هـ). وهو يشير إلى الناسخ وتاريخ النسخ.
- تشستربيتي 3389 (205 ورقات سنة 351هـ).
- الظاهرية مجموع 66/10 ( قطعة من الكتاب ، من 145 أ - 154 أ ، في القرن الخامس الهجري).
انظر : تاريخ التراث لسزكين 1/104
والكتاب لم يطبع بعدُ . ولست على يقين من أن أحداً قد تعرض لدراسة منهجه دراسة علمية.
وفقك الله أخي الكريم لما فيه الخير.
---
موسى علي
02-03-2004, 08:59 AM
بارك الله فيك يا أخي على سرعة التجاوب وعلى المعلومات المفيدة الواردة في ردكم المبارك
والذي عرفت فيه تاريخ الوفاة واسم التفسير وغير ذلك مما ورد في الرد
ولعلي أطمع بالمزيد من المعلومات عن تفاسير أخرى سواء منكم أو ممن لديه علم .
جعل الله ذلك في موازين أعمالكم وجعله خالصاً لوجهه الكريم
أولا : تفسير المهدوي
علماً بأنني قد وجدته بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولكن إلى آية 38 من سورة المائدة
سؤالي أين أجد البقية
ثانياً : تفسير الهداية لمكي بن أبي طالب
وفي الختام
أشكركم سلفا والسلام
أخوكم
موسى علي
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2004, 10:10 AM(1/1092)
أما تفسير المهدوي فقد سبق الحديث حوله في مشاركة سابقة
تفسير المهدوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1206) .
وأما تفسير مكي بن أبي طالب فيأتيك الخبر إن شاء الله على حسب الوقت.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2004, 10:50 PM
تفسير مكي ابن أبي طالب حقق في المغرب في رسائل علمية عدة .
أفادني بذلك الدكتور : محمد عبدالحق حنشي من جامعة المولى اسماعيل - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - شعبة الدراسات الإسلامية .
وهذا رقم هاتفه لمن أراد التأكد والتفصيل ؛ فهو به خبير : 0021261702728
---
Mohmmad
06-13-2005, 05:22 PM
كيف يمكن الاطلاع على أجزاء من هذين التفسيرين؟؟
أعني النقاش .. ومكي بن أبي طالب
---
أبو بيان
06-14-2005, 08:35 PM
هذه الصفحة الأولى من تفسير النقاش:
---
عبد العزيز الضامر
06-14-2005, 10:21 PM
إلى الأخ موسى علي مع التحية:
أُحيطكم علماً بأنني أقوم حالياً بدراسة حول شخصية النقاش وتفسيره "شفاء الصدور", وقد وقفت فيها على معلومات عدة تظهر أهمية التفسير ومدى انتشاره في الأقطار العربية, وذلك من خلال الرجوع إلى كتب التراجم والتأريخ والبرامج والمشيخات.ِ
---
مساعد الطيار
06-15-2005, 06:42 PM
أخي عبد العزيز
وفقك الله ، وسدد خطاك ، لقد كنت زوَّرت أن أكتب عن مقدمة هذا الكتاب ؛ لأنها بين يدي مخطوطة ، وفيها لطائف علمية ، لكني بانتظار كتابتكم ، وفقك الله .
وأستبيحك عذرًا في تسجيل ثلاث فوائد من خلال مقدمة المؤلف :(1/1093)
الأولى : أن المصنف قصد إلى إخراج أنواع من علوم القرآن في تفسيره كالروايات والقراءات الشاذة والمشهورة ، والناسخ والمنسوخ ، والمجملات والمفسرات ،والمحكمات والمتشابهات ، والأقسام والجوابات ، والإعراب واللغات ، والتصريح والكنايات ، والخاص والعام ، والمقدم والمؤخر ، والمكي والمدني ، والموصول الذي لا يجوز قطعه ، والمنفصل الذي أوله غير متعلق بمعنى ما بعده وما بعده متعلق بأوله ... الخ من الأنواع التي نص عليها .
وهذا المسلك الذي ذهب إليه النقاش هو في حقيقته خليط بين الكتابة في التفسير ، والكتابة في علوم القرآن ، وقد غفل عنها كثير ممن استقرأ المدونات في علوم القرآن ، وقد ظهر لي أن جمعًا من العلماء في عصورٍ متعاقبة قصدوا إلى هذا النوع من التأليف ، وحقه أن يُذكر في المدونين في علوم القرآن ؛ لكن مع بيان هذه الطريقة الخاصة ، وذلك ما فعله الحوفي والمهدوي وغيرهما .
الثانية : لاحظ أنه جعل مقابل القراءة الشاذة القراءةَ المشهورة ، ولم يقل المتواترة ، وهذا يفيد في تتبع ظهور مصطلح التواتر في القراءات .
الثالثة : أنه عقد بابًا مليحًا بعنوان ( في الشواذ من التفسير مما ينكره أهل النظر ، ويتذاكر به أصحاب الأخبار والأثر ) ، وقد ذكر عددًا من الأقوال التفسيرية ، وذكر منها ما فُسِّر به قوله تعالى ( عينًا فيها تسمى سلسبيلا ) أراد سلني سبيلاً إليها يا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
وهذا من لطائف هذا التفسير ، حيث إنه مليء بهذه الشواذ ، وقد نقده العلماء بسبب ورودها في تفسيره ، حتى قيل عن تفسيره ( شقاء الصدور ) بدلاً عن ( شفاء الصدور ) .
وهذه من الحيثيات التي تحتاج إلى بحث في تفسير النقاش ، وهل كان يورد هذه الشواذ على سبيل القبول ، أو على سبيل التذاكر ، كما نص في هذا الباب ؟(1/1094)
والحق أن هذا التفسير ـ مع ما فيه ـ يحتاج إلى تحقيق علمي جادٍّ ، فالعلماء ـ أمثال ابن عطية ـ قد استفادوا منه ، فلِم تعزُف جامعاتنا عن تحقيقه بدعوى كلام العلماء فيه ، وهل الأحسن ان ننتظر أن يخرجه من يخالف عقيدتنا ـ كما هو الحال في الثعلبي ـ أم الأحسن أن نخرجه في جامعاتنا مع التعليق على ما يحتاج إلى تعليق .
والعجيب أن بعضًا يشترط في المفسر سلامة المعتقد حتى يجاز للبحث العلمي ، وهذا الشرط يُذهب كثيرًا من تفاسير العلماء الكبار ، فضلاً عن غيرهم ، والأسلم ان تُحقق هذه الكتب مع التعليق عليها .
---
المنصور
06-15-2005, 11:41 PM
لقد وقفت على مواطن عديدة تثبت أن عقيدة النقاش سليمة ، خاصة في باب الأسماء والصفات .
فليت أحد الإخوان يستطيع تتبع مسائل العقيدة عند النقاش _ ولو في ورقات قليلة _ ليثبت صواب أو خطأ من يتكلم في تفسير النقاش .
---
Mohmmad
06-16-2005, 11:58 PM
السؤال بصيغة أخرى
كيف يمكن الاطلاع على الرسائل المحققة لهذين التفسرين ... أعني النقاش ومكي؟؟؟؟؟
---
أبو المعتز القرشي
06-22-2005, 03:59 AM
ذكر الكتاني في الرسالة المستطرفة قول اللالكائي عن تفسير النقاش قوله : تفسير النقاش هو شقاء الصدور وليس شفاء الصدور .
---
عبدالرحمن الشهري
07-08-2006, 06:20 AM
وأخبرني الدكتور محمد بن فوزان العمر وفقه الله أنه يقوم على تحقيق هذا التفسير - تفسير النقاش - ونشره إن شاء الله بعد جمعه لمخطوطاته المتوافرة في مكتبات العالم .
---
فهد الرومي
07-09-2006, 02:08 PM(1/1095)
تفسير مكي رحمه الله تعالى قام بتحقيقه عدد من الطلاب في المغرب الشقيق وأشرف الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله تعالى على بعضها ورأيت في مكتبته مايسيل اللعاب من الرسائل العلمية وأذن لي جزاه الله خيرا بتصوير بعضها ولدي نسخة من تحقيق تفسير الفاتحة والبقرة إعداد زارة صالح واطلعت على فهرس هذه الرسائل عند الاستاذ فهد الحمدان صاحب مكتبة الرشد بقي ان أؤكد اختلاف المنهج في التحقيق بين المشارقة والمغاربة حيث يعنى الأخوة هناك - غالبا - بإخراج النص دون مناقشة القضايا العلمية أو التعليق عليها أو تخريج الأحاديث ونحو ذلك لذا فإني أرى في إعادة التحقيق فوائد جمة والعلم بحر لاساحل له
---
محمد العمر
07-10-2006, 12:45 AM
السائل عن تفسيرالنقاش توجد رساله علمية في جامعة أم القرى عن منهجه فى تفسيره والله أعلم ..
---
فهد الرومي
07-10-2006, 01:10 AM
حيا الله فضيلة الشيخ الدكتور محمد العمر في الملتقى العلمي ، داعياً الله أن تكون هذه بداية موفقة لمداخلاتة النافعة في هذا الملتقى العلمي المبارك إن شاء الله .
---
عبدالرحمن الشهري
07-10-2006, 10:22 AM
مرحباً بالدكتور محمد فوزان العمر معنا في ملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله أن يوفقه لكل خير وجميع الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى . وننتظر من فضيلته ما يفيدنا به من الفوائد والموضوعات والتعقيبات .
---
(1/1096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مضار السكر والمشروبات الغازية
---
مضار السكر والمشروبات الغازية
---
ام احمد
04-16-2006, 12:21 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
اخواني واخواتي الاكارم كما وعدتكم اني ساقوم بطرح محتويات ومضار بعض الممنوعات
ابداءها بالحلو الخطير ( السكر والمشروبات الغازية )
يمرالسكر بعمليات تكرير تفقده كل المواد المغذية بما فيها الفيتامينات و المعادن و الانزيمات ليصبح السكر ابيضا
فتجعله غير متوازن فيستهلك الجسم مخزونة من هذة المواد المهة( التي معظمها مخزنة بالكبد) حتى يصبح قادرا على تخليص الجسم من السكر الذي يرهقة
هل يفيد تناول السكر عند الارهاق ؟
ان تناول السكر سوف يعطيك كمية كبيرة جدا من الطاقة بوقت قصير جدا
تستهلك بزمن قياسي و ترجع الى ارهاق اكبر من ارهاقك القديم حيث ان الجسم بذل مجهود كبير في عملية التصرف بهذة المادة التي تسبب ارباك بنظام الجسم
هل السكر الاسمر اقل ضررا؟
السكر هو السكر
يحتوي على نفس مضار السكر الابيض لانه اكتسب اللون الاسمر عند اضافة نوع من الدبس عليه
المحليات الطبيعية و انواع المحليات المركزة المصنوعة من الفاكهة او القصب تبخير عصير الفاكه يترك محلي طبيعي شديد الحلاوة هو عبارة عن 99.99% جلوكوز
اما تفكيك انواع الخضار او الحبوب لكي نحصل على ابسط عناصرها (مثلا دبس الرز) فيضل الناتج حلو المذاق و لا يختلف عما سبق ذكره.
جدر بالذكر هنا ان جميع انواع المحليات حتى الطبيعي 100% منها تمر بعمليات تصنيع كثيرة و طويلة و نظام العودة الى الطبيعة بعيد عن التعقيد الذي صنعه الانسان
ينصح بحسن الاختيار و تقليل الاستعمال و الاكتفاء بصنع الحلويات بالمناسبات المميزة المهة و الاستغناء قدر المستطاع عن استخدام السكر
هل تناول الشوكولاته مضر ؟(1/1097)
ان الككاو كفاكهه اي بودره خالصه مفيده للجسم اما الشوكولاته المحلاة على شكل قطع شوكولاته فتعتبر ضاره لما اضيف اليها من سكريات ودهون ومواد اصطناعية ونكهات واصباغ
العقل يتغذى على الجلوكوز
يحتاج العقل الى الجلوكوز و لكن جسم الانسان يصنع ما يحتاجه من هذة المادة بالنسبة التي يحتاجها عن طريق عملية هضم الاغذية الطبيعية و الحبوب الكاملة و غيرها من الغذاء الكامل.
فالحبوب الكاملة مثل الارز يتفكك بعد هضمه و يصبح قطع صغيرة من الجلوكوز تدخل مجرى الدم بكل سهولة
فتستخدم من قبل الجسم بكل سهولة و يسر بالكمية المناسبة
المشروبات الغازية
تحتوي علىنسبة عالية من السكر بالاضافة الى الكاراميل و الملونات و النكهات و الفسفور الحمضي الذي يسبب العديد من المشاكل الصحية
اهمها منع الجسم من امتصاص الكالسيوم فتتسوس الاسنان و تضعف العظام فتؤدي الى الهشاشه
الفشل الكلوي
نقص الحديد في الدم
نقص الاكسجين في الدماغ
سكر اللاكتوز بالحليب
يحتوي الحليب على مادة اللاكتوز و هي السكر الموجود طبيعيا بالحليب
تمنع منه الحامل اذا كانت تعاني من غثيان وبلغم وتطريش لانه يزيد الحالة او من يعانون من غازات بعد شرب الحليب لضعف المعده لدى البعض من هضم هذا السكر وينصح تناول اللبن الزبادي لتعويض الكالسيوم لانه لا يحتوي على سكر اللاكتوز
ماهي مضار السكر؟
يضعف نظام المناعة في الجسم
تقلب المزاج و العصبية و الاكتئاب و الخوف و العدوانية و القلق الدائم
النشاط المفرط وعدم التركيز يرفع مستوى الادرينالين لدى الاطفال
الصرع و العديد من الامراض العصبية
يضعف البصر ومن اهم اسباب الصداع النصفي
السكر يغذي السرطان بالذات سرطان الثدي و البروستات
يجعل الجسم اكثر حمضية (نظام العودة الى الطبيعة يعمل على اعادة القلوية للجسم)
يسبب الامساك المزمن للبعض وعليه يساهم في تكون البواسير(1/1098)
شيخوخة مبكرة وسرعة النسيان وضهور تجاعيد مبكرة ومن اهم اسباب الامراض الجلدية كالاكزيما
يمنع امتصا ص الجسم للكالسيوم و الماغنسيوم مما يؤدي الى الهشاشة و تسوس الاسنان و اضعافها ( لا دخل لهذا بتفريش الاسنان و تنظيفها)
من اهم اسباب امراض الرئة و الربو و سرطان الرئة ويزيد من كمية تراكم البلغم
امراض القلب و الكبد والبنكرياس التي تتأثر بارهاق الجسم بالسكر
يضعف افراز الانسولين بالجسم على المدى البعيد
حموضة اللعاب والروائح الكريهه والتهاب اللثة
اّلام الدورة الشهرية
يخفض نسبة فيتامين E بالجسم
انخفاض وزن المولود الجديد عند ولادته
يسبب الجفاف عند الاطفال الرضع
ارتفاع ضغط الدم
نقص الاكسجين في الدماغ
ترسب الدهون الثلاثيه ( الترايجلسرايدز ) بالجسم
الارهاق المزمن و الدوخة
يضعف قدرة الانزيمات على اداء وظائفها
يمنع امتصاص البروتين فيؤثر على نمو العضلات خصوصا للاطفال فترة النمو
القروح بانواعها ويسبب التهاب المفاصل
ولا ننسى انه عند تناولة بعد الوجبة فانه يزيد من افراز كمية الانسلين التي تحول الطعام الى مخزون من الشحوم فيكون من الصعب انقاص الوزن
وبالله التوفيق
---
ضياء الإسلام
04-19-2006, 12:00 AM
جزاك الله خير الجزاء أم أحمد على المعلومات الرائعة
نفع الله بعلمك
وأتمنى أن ترفقي الإيميل حتى يتسنى لنا أن نسألك
................................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
---
ام احمد
05-02-2006, 10:10 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
الاخ الكريم ضياء الاسلام
ويجزيك الله بالخير الوفير اللهم امين
يمكنك اخي الكريم مراسلتي على بريد الملتقى بارك الله فيك
---
(1/1099)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رياض الصالحين تحقيق الدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
---
رياض الصالحين تحقيق الدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
02-23-2007, 03:43 PM
رياض الصالحين تحقيق الدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
ريَاضُ الصَّالحين
للإمام المُحدّث الفقيه
أبي زكريّا يَحْيَى بْنُ شرف بْنُ مرّي النّوويّ
تحْقيق وتعْليق
الدّكتور مَاهر ياسين الفحْل
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 970 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/6c423ffa3c.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/c758af6db4.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/38717a9d19.jpg
روابط التنزيل
http://www.m5zn.com/download5.php?filename=6f49d0f43a.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=305413
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
ماهر الفحل
02-27-2007, 07:31 PM
ما شاء الله لاقوة إلا بالله(1/1100)
أشكر الأخ عادل محمد الذي قام بهذا البرنامج الرائع ، وأسأل الله أن يجعلها له في ميزان الحسنات ، في يوم تعز فيه الحسنات في يوم الحسرات ، وأن يجعله له من الباقيات الصالحات ، وأن يبيض الله وجهه يوم يلقاه يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور يوم تبلى السرائر وتنكشف الضمائر يوم الحاقة والطامة والقارعة والزلزلة والصاخة يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وبنيه لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
وقد دخل السرور على قلبي لما رأيت هذا العمل المبارك في هذا الموقع المبارك ، فأشكر جميع الأخوة الذين أسهموا في ذلك سواء من بعيد أو قريب ، ولا أملك لهم شيئاً يوازي فضلهم إلا الدعاء لهم بالعافية والعمر المديد والعطاء الدائم في الخير ، وأن يكمل الله لهم طريق الوصول إلى مرضاته ، وأن يجزل الله لهم المثوبة .
وكتاب رياض الصالحين له معه حكابة قديمة وشغف قديم مذ نعومة أظفاري ، وكنت أتمنى خدمة هذا الكتاب النفيس ، حتى صار الحلم حقيقة والخيال واقعاً فلله الحمد والشكر على ما أنعم وأكرم ، وقد طبعت الكتاب طبعتين خيرتين في بغداد ( نسخة3370 ) وزعت كلها مجاناً وجعلت الكتاب وقفاً يحق لكل مسلم طبعه ، ثم من الله على أن أطبعه طبعة خيرية ثالثة في دار ابن كثير في دمشق 1000 نسخة ثم تم نقلها لبلدنا الجريح العراق ؛ لتوزع مجاناً ، وإن أعظم سعادة أجدها في هذه الدنيا الفانية ؛ لما أرى الكتاب يدخل في بيوت المسلمين لينتفع به الكبير والصغير والأسرة .(1/1101)
علماً أن الأخ الذي نضد الكتاب وهو صلاح حمودي – يرحمه الله – قضى على يدي الصليبيين في أرض الرافدين ، ولم تخرج روحه حتى قرأ القرآن وتشهد ثم قضى ، فأسأل الله أن يكتب له الأجر كلما قُرأ هذا الكتاب وانتفع به في مشارق الأرض ومغاربها .
ثم مَن الله علي بالأخ الحبيب عادل محمد – أطال الله عمره بالطاعات – حتى خدم هذه الكتاب وجعله أليكترونياً ، ومن قبل صنع بكتابي " حرمة المسلم على المسلم " فله مني خالص الود والدعاء .
ثم رأيت همته بنشر الكتاب بالمنتديات ، وأتمنى منه أن ينشر رسالتي هذه :
السلام عليكم
هنا إذن خطي بطباعة بعض مؤلفاتي جعلتها وقفاً لله ، وأذنت لكل مسلم بطبعها
والكتب جاهزة للطباعة على هذا الرابط مع الإذن الخطي ، وهي محققة بمتنها وهوامشها من الغلاف إلى الغلاف .
http://saaid.net/book/search.php?PHP...ED%C7%D3%ED%E4
وجزى الله خيراً من يسعى في طبعها ، أو يدل على من قد يطبعها ، والدال على الخير له مثل أجر فاعله .
والسلام عليكم
د. ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث – كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار
maher_fahl@hotmail.com
---
عادل محمد
03-01-2007, 07:06 AM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل جزاكم الله عنا خيرا وزادكم علما ونفع بكم
أما عن نشر الرسالة , إن شاء الله كتابكم القادم سأجعلها في مقدمته
---
(1/1102)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدروس الحسنية الرمضانية
---
الدروس الحسنية الرمضانية
---
أحمد بزوي الضاوي
10-27-2006, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة: من 32 ـ
التعريف بالدروس الحسنية الرمضانية :
هي سلسلة من الدروس الرمضانية ، كانت ولا زالت تلقى بحضور ملك البلاد، ويستدعى لها العلماء من مختلف دول العالم، مما جعل منها جامعة إسلامية بامتياز، تعقد مرة في السنة برحاب القصر الملكي وبرئاسة فعلية من الملك، وفيها تقدير للعلم والعلماء حيث يجلس الملك على الأرض في حين يعلو العالم على منبر ليلقي درسه في حدود خمس وأربعين دقيقة أو ستين دقيقة، وإذا كان الدرس طويلا فإنه يلقى في مناسبتين.
تم إحياء هذه السنة الحميدة من قبل العاهل الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ في رمضان 1382هـ الموافق 1963 م ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا . وهي تبث منذ بدايتها مباشرة على أمواج الإذاعة والتلفزة . مما يمكن قطاعا عريضا من المغاربة وغيرهم من متابعة هذه الدروس الرمضانية مباشرة . وقد قامت وزارة الأوقاف بطباعتها وترجمتها إلى الفرنسية و الإنجليزية .
كبار العلماء الذين حضروها :
1- أبو الأعلى المودودي .
2- متولي شعراوي .
3- جاد الحق علي جاد الحق ـ شيخ الأزهر السابق ـ .
4- عبد الفتاح أبو غدة .
5- موسى الصدر .
6- يوسف القرضاوي .
7- عبد الصابور شاهين .
8- طه جابر العلواني .
9- عصام البشير .
10- محمد الحبيب بلخوجة .
11- عبد الله بن عبد المحسن التركي .
12- رئيس دولة المالديف : مأمون عبد القيوم .
ومن أعلام المغرب :
1- علال الفاسي .
2- الرحالي الفاروقي .
3- عبد الله كنون .
4- المكي الناصري .(1/1103)
5- الحسن بن الصديق .
6- التهامي الراجي الهاشمي.
مختارات من الدروس الحسنية :
أحمد التوفيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هدي القرآن إلى وازع السلطان 2 رمضان الموافق ل28 اكتوبر 2003
محمد سيد طنطاوي : سماحة الإسلام مع غير المسلمين: 3 رمضان الموافق ل29 اكتوبر 2003
أحمد عمر هاشم : سمات المتقين : 8 رمضان الموافق ل07 يناير 1998
محمد سعيد رمضان البوطي: محبة الله هي العلاج الأوحد للمشكلات التي يمر بها عالمنا العربي و الإسلامي: 8 رمضان الموافق ل27 ديسمبر 1998
محمد سيد طنطاوي ذلك الدين القيم 8 رمضان الموافق ل05 ديسمبر 2000
رجاء ناجي مكاوي كونية نظام الأسرة في عالم متعدد الخصوصيات.10 رمضان الموافق ل05 نوفمبر 2003
علال الفاسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي..." (الحديث، رواه مسلم).11 رمضان الموافق ل27 يناير 1964
محمد لحبيب بلخوجة الوقف والتنمية 11 رمضان الموافق ل01 فبراير 1996
محمد بن عبد الله المهدي البدري شهر رمضان وأمة الإسلام 12 رمضان الموافق ل21 يناير 1997
أمير المؤمنين جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه انطلاقا من الحديث: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فغن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" الحديث 12 رمضان الموافق ل25 ديسمبر 1966
محمد هيثم الخياط صحة البيئة من منظور إسلامي 20 رمضان الموافق ل19 يناير 1998
الحسن بن الصديق الإجتهاد مؤهلاته حتمية استمراه ودوره 21 رمضان الموافق ل20 يناير 1998
محمد الحافظ النحوي منهج الوصول إلى الله الواحد المنان عبر مقامات الإسلام والإيمان والإحسان 22 رمضان الموافق ل19 ديسمبر 2000
عبد السلام العبادي الإسلام والتنمية الشاملة 23 رمضان الموافق ل18 نوفمبر 2003
محمد سعيد رمضان البوطي العلم الحديث ومعرفة الغيب 24 رمضان الموافق ل02 فبراير 1997
يمكن الاطلاع على نص المحاضرا تمن خلال هذه الوصلة :
www.dourous-hassania.org.ma(1/1104)
---
د.عبدالرحمن الصالح
10-28-2006, 11:17 AM
شكرا لكم جزيلاً -أيها الأخ الكريم- على هذا الرابط الرائع، وجزاكم الله خيرا. في ميزان حسناتكم
---
أحمد بزوي الضاوي
10-28-2006, 03:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : د.عبدالرحمان الصالح .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد، فإني أشكر لكم اهتمامكم و تواصلكم و تقديركم ، آملا من الله سبحانه أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
علال بوربيق
10-28-2006, 09:18 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فبارك الله في الأستاذ أحمد بزوي الضاوي. وجزاه الله خيرا. وجعل جزاء ما قدم في ميزان حسناته.
من بين المحاضرات التي شاهدتها في سنوات ماضية محاضرة حول الرسم القرآني ، ولكني نسيت اسم المحاضر الذي قدمها فهلا أرشدتنا إليه.
---
أحمد بزوي الضاوي
10-29-2006, 10:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : علال بوربيق ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم تواصلكم واهتمامكم وتقديركم. فجزاكم الله خيرا . أما عن سؤالكم ـ حسب علمي المتواضع ـ لعلكم تشيرون إلى الدرس الذي تفضل بإلقائه شيخنا الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ وقد خلف صدى طيبا لدى المهتمين . وإني سأرحرص على نشره في هذا الموقع ـ إن شاء الله تعالى ـ بعد استئذان الشيخ .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-04-2007, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .(1/1105)
أما بعد فقد وضعت وزارة الأوقاف المغربية ـ مشكورة ـ وقائع الدرس الذي ألقاه الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1419هـ / 1999 م ، بعنوان : القراءات المتواترة والرسم العثماني . وقد ألقي بحضرة ملك البلاد الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ
وهو درس قيم ، يمكن مشاهدته ، والاستماع إليه . وتجدون رفقته نسخة PDF عن موقع الدروس الحسنية الرمضانية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
محب الطبري
01-05-2007, 02:45 PM
فضيلة الدكتور أحمد
لا أدري ما علاقة هذه الدروس بهذا الملتقى المتخصص، وأما قولك : ( مما جعل منها جامعة إسلامية بامتياز، ) ففيه مبالغة كبيرة ، و هناك عدد من الموضوعات والمتحدثين ليسوا على المستوى الذي ذكرت، وعلى كل حال مجالس العلم والذكر محمودة ومبروكة.
---
أحمد بزوي الضاوي
01-05-2007, 08:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل محب الطبري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإننا نرشد طلبة العلم إلى ما ينتفعون به .ولعلكم لم تطلعوا على المحاضرة المرفقة وغيرها مما له صلة وثيقة بالملتقى ، ويعتبر إضافة علمية. أما كلامكم في العلماء المشاركين فإني أبرأ إلى الله من قولك . واعلموا أن من بركة العلم عدم التطاول على أهله ، والانتفاع بعلمهم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقديثر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
علال بوربيق
01-14-2007, 07:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
بارك الله في الأستاذ أحمد بزوي الضاوي، وجزاه الله خيرا، وجعل جزاء ما أرشد في ميزان حسناته.(1/1106)
الأخ الكريم محب الطبري، ليكن لك من اسمك حظ، والعلماء بشر لا يُقدسون، ولايُبخسون، والتمس العذر لمن يتكلم فالصامت لا يلحن، والتمس لغيرك العذركما التمس حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم العذر للحيوان - لناقته القصواء-، حينما عاب عليها الصحابة عليها فقالوا:" خلأت القصواء."ّ
فقال: ما خلأت القصواء، وما كان لها بخلق، إنما حبسها حابس الفيل، وانظر ما علق به الحافظ في فتحه على هذه القصة
واجعل نصب عينك قول ابن القيم حينما عثر على هفوة للإمام الهروي في شرحه لكتابه مدارج السالكينّ.
فقال" وهذه هفوة من شيخ الاسلام لاتوجب اهدار محاسنه، ولا اسأة الظن به فمحله من العلم والتقوى المحل الذي لا يخفى."
زن لغيرك بالميزان الذي تزن به لنفسك؛ فإن في كل شيء وفاء وتطفيف.دمتم في رعاية الله وحفظه
---
محب الطبري
01-15-2007, 10:13 PM
شكرا لكم
وقد كنا نسمع أن أمير المؤمنين الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ كان يشرح الموطأ ، فهل هذا صحيح؟ فإن كان كذلك فماذا عن تلك المجالس؛ فإن العلم رحم بين أهله.
---
أحمد بزوي الضاوي
01-16-2007, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل محب الطبري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فها أنتم تجعلوننا نورد درسا حديثيا ، ثم ستلموننا بأننا نذكر ما لا صلة له بالموقع .
خصص الملك الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ هذا الدرس الحسني لشرح حديث أخرجه الترمذي في سننه ، وليس مالكا في الموطأ .
اتخذ الملك الراحل في هذا الدرس الحسني ـ وفي فترة زمنية كانت الغلبة فيها للمد الثوري اليساري ـ قرار تعميم الصلاة في كل المدارس و الثانويات و الجامعات ، والحرص على أداء الصلاة ، كما اتخذ فيها قرار تعميم تدريس مادة الدراسات الإسلامية في كل التخصصات الجامعية ، واعتبار نقطتها موجبة للنجاح أو السقوط .(1/1107)
ونحن ننقل نص الدرس في صيغة pdf عن الموقع الرسمي للدروس الحسنية التابع لوزارة الأوقاف المغربية .على أننا سنتولى نشر كل الدروس التي لها صلة بتخصص الموقع " علوم القرآن و التفسير ، والانتصار للقرآن الكريم " التي تفضل بإلقائها السادة العلماء من مختلف دول العالم ، على شاكلة الدرس السالف الذكر لأستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي " القراءات المتواترة و الرسم القرآني ".
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
محب الطبري
01-17-2007, 04:35 PM
الحديث أخرجه مسلم أيضا
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك أحد اعتنى بجمع أقوال أمير المؤمنين في التفسير وعلوم القرآن.
وجزاكم الله خيرا على فوائدكم المتجددة.
---
أحمد بزوي الضاوي
01-17-2007, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أما بعد ، فهذا درس قيم قام بإلقائه الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين ـ حفظه الله ـ ، ويفسر فيه قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (الجمعة:2) .وقد ألقي الدرس يوم الإثنين 13 رمضان 1418 هـ / 1998 م . ونحن ننقله عن الموقع الرسمي للدروس الحسنية ، وهو في صيغة pdf .
---
(1/1108)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): "الكَمْأة من المَن، وماؤها شفاء للعَين"
---
من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): "الكَمْأة من المَن، وماؤها شفاء للعَين"
---
محمد بن يوسف
04-25-2004, 05:43 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فقد ثَبَت في الصحيحَين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "الكمأة مِن المَن، وماؤها شفاء للعَين"، وفي رواية لمسلم: "الكمأة من المن الذي أنزله الله -عز وجل- على بني إسرائيل ..."، وفي رواية له أيضًا: "الكمأة من المن الذي أنزله الله على موسى ...".
و"الكمأة": تُضبط بفتح الكاف وتسكين الميم وفتح الهمزة هكذا "كَمْأة"، وهي جَمع "كَمْء" -بفتح ثم سكون ثم همز-، على غير القياس؛ لأن المُتبادِر إلى الذِّهن أن "كمأة" مفرد وجمعها "كَمْء"، ولكن الصحيح هو العكس؛ ولذا قال الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله تعالى- في «النهاية في غريب الحديث والأثر»: "وواحِدها "كَمْء"، على غير قياس؛ وهي من النوادِر؛ فإن القياس العَكْس" اهـ. وتُجمَع "كَمْء" أيضًا على "كُمُء" بضم الكاف والميم.
وُهناك وَجه آخر لقول الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله- أنها على غير القياس؛ وهو ما ذكره الإمام (ابن الأعرابي) -رحمه الله- بأن "ما بينه وبين واحده التاء، فالواحد منه بالتاء، وإذا حذفت كان للجمع"، وهذا هو مَعنى أنه خِلاف قياس العربية. والله أعْلَم.
بل ومِن العُلماء مَن قال بالعَكس؛ فقال أن "الكمأة" واحدة "الكَمء"؛ أي أنها مُفرَد لا جمع، ومنهم الحافظ (ابن حجر) -رحمه الله- في «فتح الباري»، ومِنهم مَن قال بجواز الأمرَين -أي جواز كونها جمعًا أو مفردًا-. والله أعْلَم.(1/1109)
أما معناها: فقد اقتصر الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله تعالى- بقوله عنها: "الكمأة معروفة" ولم يَزِد! وهي -كما جاء في «المُعجَم الوَجيز» الذي طبعه مَجمع اللغة العربية بمصر-: "فُطْر (1) من الفصيلة الكَمْئية، وهي أرضية تنتفِح حاملات أبواغها (2) فتُجْنَى وتؤكل مطبوخة، ويختلف حجمها بحسب الأنواع" اهـ (ص 540)، وجاء فيه أيضًا: "المَكْمأة: المَوضِع تكثُر فيه الكَمْأة".
وهي -كما هو معروف عند علماء النبات- (تنمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم، ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها. تنمو الكمأة في الصحارى وتحت أشجار البلوط، وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشرة الى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج الى الاسود.
يعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الارض التي فوقها، أو بتطاير الحشرات فوق الموقِع، ولكن في فرنسا وايطاليا تُدَرَّب الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الكمأة.
تُعْرَف الكمأة بعدة أسماء: فتُعْرَف في المملكة بـ "الفقع"، وفي بعض البلاد بـ "شجرة الأرض" أو "بيضة الأرض" أو "بيضة البلد" أو "العسقل" أو "بيضة النعامة").
انظر هذا الرابط:
http://www.khayma.com/wahat/Truffle.htm
وأما عن وَجه كون هذا الحَديث من دلائِل النُّبوة؛ فَمِن وَجْهَين:
الأول: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "الكمأة من المن"، وفي رواية: "... المَن الذي أنزله الله -عز وجل- على بني إسرائيل ..."، وفي رواية: "... المن الذي أنزله الله على موسى ...".(1/1110)
والمَن: هو ما يَمتَنُّ الله به على عباده، دون تَدَخُّل منهم؛ بل هو مَحض فَضل، دون إعمال أي سَبَب منهم؛ فلا كُلفة ولا مُؤنَة من العبد لإخراجه. هذا هو الراجح؛ بِخِلاف مَن قصرها على أفراد بعينها؛ كَمن قَصَرَها على المادة الصمغية الحُلوة التي تُفرزها بعض الأشجار كالأثْل. وَوجه العموم -أي أن "المَن" هو كل ما يمتن الله به على عباده- أن الله سبحانه وتعالى أنزل على بني إسرئيل قوم (موسى) -عليه الصلاة والسلام- المَن والسلوى، كما ذُكِر في القرآن، وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن "الكمأة مِن المَن"؛ و"مِن" تَبعيضية؛ أي: الكمأة فَرد من أفراد المَن، مثلها مثل المادة الصمغية الحلوة التي تُفرِزها بعض الأشجار. والله أعْلَم.
وأما دلالة هذا الحديث على نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ فقد أخبرنا أن "الكمأة" مما يمتن الله به على عباده دون تَدَخُّل منهم؛ وهذا ما أثبته العلم الحديث؛ فهي -أي الكمأة- "تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع ولا سقاية؛ فهي ممنون بها من الله، وهي فوق ذلك لا تُزرَع ولا تُستَزرَع. وقد أثبتت البحوث العلمية أن محاولات استزراعها باءت بالفشل؛ لكي تبقى مِنَّة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من دلائل نبوته إلى أن يَرِثَ اللهُ الأرض ومن عليها".
انظر الرابط السابق؛ بتصرف بسيط.
وسبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! والحمد لله على نعمة الإسلام.(1/1111)
الوَجه الثاني من كون الحديث من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): قوله (صلى الله عليه وسلم): "وماؤها شفاء للعَين"، و"العَين"؛ أي: أمراض العَين الحسية. وقد قال الإمام (ابن القيم) -رحمه الله-: "اعترف فضلاء الاطباء أن ماء الكمأة يجلو العين، منهم المسبحي وابن سينا وغيرهما" اهـ، وقال الإمام (النووي) -رحمه الله-: "وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردًا فشفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الدمشقي، صاحب صلاح ورواية في الحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادًا في الحديث وتبركًا به فنفعه الله به" اهـ؛ انظرهما في "الفتح".
وقد أثبتت الأبحاث الطبية الحَديثة أن "ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما؛ وذلك عن طريق التدخل الى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف. وعليه؛ فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة"، وأنه "إذا خُلِطَ الإثمد مع الكمأة واكتُحِلَ به فانه يصلح البصر ويقويه ويقوي أجفان العين ويدفع عن العين نزول الماء"، و"يستعمل عصير الكمأة لجَلاء البصر كُحْلاً". انظر: الرابط السابق.
فسبحان اللهِ العَظيم! هل بَقي مِن مُتَشَكِّك؟! وهل مِن مُدَّكِر؟
فائدة لطيفة جدًّا:
قال الإمام (الخطابي) -رحمه الله-: "إنما اختُصَّت الكَمأة بهذه الفضيلة؛ لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة. ويُستَنبَط منه أن استعمال الحلال المَحْض يجلو البصر، والعكس بالعكس". انظره في "الفتح".
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
------------------حاشية سفلية-----------------(1/1112)
(1) فُطر: هكذا ضبطه علماء مَجمَع اللغة العربية بالضَّم، على غير ما هو مُنتشر أنه بالكَسر فيقولون فِطر وفِطريات -بالكَسر-، والصواب فُطر وفُطريات -بالضم-. وهو -في أصل اللغة-: "حبات العنب أول ما تبدو". ثم استخدمه عُلماء الأحياء والبيولوجيا وأطلقوه على "طائفة من اللازهريات، منها ما يؤكل ومنها ما هو سامٌّ، وما هو طُفيلي على النبات". وانظر «المُعجَم الوجيز»: ص (476)، بتصرف.
(2) أبواغ: أجِنَّة.
---
ابو حذيفة
05-14-2004, 03:29 AM
موضوع جميل بارك الله فيك ولكن السؤال الذي قد حيرني منذ زمن كيف يتداوى بمائها هل تغسل ثم تعصر في العين أم هل تطحن ثم يعصر ماؤها وفي حال الحصول عليها بعد زمن حين تيبس هل تخمر في الماء ثم يعصر في العين أم كيف يعمل وما سألتك هذه الأسئلة إلا لحاجتي الماسة لمعرفة ذلك فأرجوك أن تخبرني إن كان لديك علم بذلك مع أن الأطباء كما سألت الكثير منهم لا يعرفون كيف يستعمل ماؤها وهم يثبتون الحديث وكذلك لم يوضح ابن القيم رحمه الله كيف يتداوى بها أرجوا إفادتي ولك مني خالص الشكر وسلمك الله من كل سوء
---
(1/1113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير محمد بن علاء الدين البابلي المصري من علماء القرن الحادي عشر
---
سؤال عن تفسير محمد بن علاء الدين البابلي المصري من علماء القرن الحادي عشر
---
عابر سبيل
05-18-2005, 12:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال أرجو من أهل العلم المحيطين إجابتي عنه
ذكر أمامي أن للعلامة محمد بن علاء الدين البابلي المصري تفسير مخطوط وهو من أعيان القرن الحادي عشر الهجري فهل هذا صحيح مع أن المعروف عنه اهتمامه بالحديث والفقه ومعروف أيضا بعدم حبه للتأليف بل كان يفضل العكوف على كتب الأقدمين وشرحها فهل لدى أحد منكم معلومات عن ذلك وعن الكتاب إن كان مطبوعا واماكن وجود المخطوطة
دام فضلكم
---
(1/1114)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم للدكتور مساعد بن صالح الطيار
---
قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم للدكتور مساعد بن صالح الطيار
---
عبدالرحمن الشهري
09-08-2005, 03:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في زيارة لسعادة الدكتور مساعد بن صالح الطيار عميد شؤون المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، جرى الحديث حول شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، والخدمات العلمية التي تقدمها هذه الشبكة للمتصفحين وطلاب العلم المختصين ، فأشار إلى أنه سبق له أن نشر بحثاً في مجال تخصصه (المكتبات والدراسات الببلوجرافية) بعنوان :
كشافات آيات القرآن الكريم
دراسة للاتجاهات النوعية والعددية وطرائق الترتيب
وذلك في مجلة مكتبة الملك فهد التي تعنى بنشر مثل هذه الدراسات المكتبية المتخصصة . فطلبت منه تزويدنا بنسخة من هذا البحث القيم لنشره عبر صفحات الموقع ، فوافق مشكوراً ، وزودني بنسخة الكترونية من البحث . والبحث طويل يمكن لك تحميله ، وقد اقتطفت منه هذه الفائدة وهي :
قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم
(عينة الدراسة)
1. إرشاد الحيران لمعرفة آي القرآن/ إبراهيم بن عبد الله الأنصاري
2. إرشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين/ محمد منير الدمشقي
3. أعلام القرآن/ خزائلي
4. تبويب آي القرآن من الناحية الموضوعية /أحمد إبراهيم مهنا
5. ترتيب زيبا (تركي) (الترتيب الجميل)/ حافظ محمد الورداري
6. ترتيب نصوص آي الذكر الحكيم في أبوب الدين القويم/ محمد سلامة
7. الترتيب والبيان عن تفصيل أي القرآن/ محمد زكي صالح
8. الترجمان والدليل لآيات التنزيل/ أحمد محمود الشنقيطي
9. تصنيف آيات القرآن الكريم/ محمد محمود إسماعيل
10. تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم/ سميح عاطف الزين(1/1115)
11. تفصيل آيات القرآن الحكيم/ جول لابوم، ويليه المستدرك لإدوار مونتيه
12. الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم /محمد فارس بركات
13. دليل آيات العبادات والأحكام والتوجيه في القرآن الكريم/ ذخر الدين شوكة
14. الدليل الأبجدي لآيات القرآن/ محمد زهدي يكن
15. دليل الآيات القرآنية بالأرقام والأبجدية/ عبد العزيز سعيد هاشم
16. دليل الباحثين في الموضوعات القرآنية/ محمد محمود
17. دليل الحيران في الكشف عن آيات القرآن/ ترتيب صالح ناظم
18. دليل القرآن الكريم/ مصطفى محمود أبو صالح
19. الدليل الكامل لآيات القرآن الكريم/ حسين محمد فهمي الشافعي
20. الدليل المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد هويدي
21. الدليل لمعرفة آي التنزيل/ عطية عبد الرحيم عطية
22. زاد المؤلفين من كتاب رب العالمين/ عبد الله محمد درويش
23. عنوان الآيات /عبد الغني النابلسي (مخطوط)
24. فتح الرحمن لطالب آيات القرآن (ملحق)/ علمي زاده فيض الله الحسني
25. فهارس القرآن الكريم/ محمد حسن الحمصي (ملحق ب تفسير وبيان مفردات القرآن)
26. فهرس آيات الأحكام وأنوار التمثيل في القرآن الكريم/ محمد عبد الحافظ عوض
27. الفهرس الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ محمد مصطفى محمد
28. قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم ودرجات تكرارها/ محمد حسين أبو الفتوح
29. قاموس القرآن الكريم: معجم النبات/ مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
30. القاموس القويم للقرآن الكريم/ إبراهيم أحمد عبد الفتاح ؟؟؟
31. قاموس قرآني/ حسن محمد موسى
32. قاموس مفردات آيات القرآن المحتاجة للبيان/ إدارة المطبعة المنيرية
33. الكشاف الاقتصادي لآيات القرآن الكريم/ محي الدين عطية
34. الكشاف الرقمي لآيات القرآن العظيم/ محمد أحمد السعودي
35. الكشاف الموضوعي لآيات القرآن: ج1: السنن الإلهية في الكون والأنفس والأمم زينب عطية، إشراف جمال الدين عطية (2 مج)
36. كشف آيات القرآن/ الحاج إبراهيم سوري نخابي(1/1116)
37. كشف الآيات عن القرآن الكريم والتفاسير (فارسي)/ حسن المعصومي
38. مرآة القرآن/ عاكف تشريفاتي
39. المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته/ محمد فارس
40. مصبح الأخوان لتحر آيات القرآن/ يحي حلمي قسطموني
41. معجم أعلام القرآن ../ محمد التونجي
42. معجم ألفاظ القرآن الكريم/ مجمع اللغة العربية بمصر
43. معجم آيات الاقتباس/ حكمت فرج البدري
44. معجم آيات القرآن/ حسين نصار
45. معجم الأدوات والضمائر في القرآن/ اسماعيل أحمد عمايرة وعبدالحميد مصطفى السيد
46. معجم الأرقام في القرآن الكريم/ محمد السيد الدواي
47. معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم/ عبد الصبور مرزوق
48. معجم الألفاظ والأعلام القرآنية/ محمد إسماعيل إبراهيم
49. معجم التعبيرات القرآنية/ محمد عتريس
50. المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم/ عز الدين اليروان
51. معجم القرآن: وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه/ عبد الرؤوف المصري
52. المعجم الكبير لآيات الله القدير/ سعد الدين زيدان
53. المعجم المفسر لألفاظ القرآن الكريم/ حسن على كريمة
54. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد فؤاد عبد الباقي
55. المعجم المفهرس لآيات القرآن الكريم ../عكاشة عبد المنان الطيبي وأشرف محمد الوحش
56. المعجم المفهرس لكلمات القرآن الكريم/ عبد الوحيد نور أحمد
57. المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم/ محمد باسم ورشدي الزبن
58. المعجم الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ صبحي عبد الرءوف عصر
59. المعجم الميسر لألفاظ القرآن الكريم حسب بداية الكلمة/ إبراهيم رمضان
60. معجم بأسماء وألفاظ النباتات في القرآن ../ محمد بن إبراهيم علىالله
61. معجم حروف المعاني في القرآن الكريم../ محمد حسن الشريف
62. معجم كلمات القرآن العظيم/ محمد عدنان سالم ومحمد وهبي سليمان
63. معجم مفردات القرآن العظيم/ عبد المعين محمود عبارة
64. معجم مفهرس ألفبائي لفظي لألفاظ القرآن/ روحي البعلبكي(1/1117)
65. مفتاح القرآن/ أحمد شاه
66. مفتاح كنوز القرآن/ ميرزا كاظم بك
67. مفردات القرآن في مجمع البيان/ إلياس كلانتري
68. مفصل آيات القرآن: ترتيب معجمي/ عبد الصبور شاهين ؛ فكرة نوح أحمد محمد
69. الموسوعة القرآنية الميسرة/ إبراهيم الأبياري
70. نجوم الفرقان في أطراف القرآن/ عوستاف فلوجل
71. نموذج لكشاف موضوعي للجزء الثلاثين/ محي الدين عطية
72. نور الفرقان بمشارق التبيان/ محمود مختار
73. هداية الرحمن لألفاظ وآيات القرآن ../ إشراف محمد صالح البنداق
للاطلاع على البحث كاملاً ..
كشافات آيات القرآن الكريم
دراسة للاتجاهات النوعية والعددية وطرائق الترتيب (http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=943)
---
(1/1118)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة الروائع السعدية
---
سلسلة الروائع السعدية
---
أبو العالية
07-24-2003, 06:54 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أحبتي الفضلاء / وفقهم الله
فهذه وقفات كنت قد وقفتها مع تفسير الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ، فاستخرجت من تفسيره ألف فائدة ، فأحببتُ أن أثبتها في هذا المنتدى الطيب المبارك .
وسوف تكون على هيئة " سلسلة الروائع السعديّة " نحو أختها " سلسلة الروائع التيّميّة " في ملتقى أهل الحديث المبارك .
فكم أتمنى من الإخوة وفقهم الله التعليق بما يكون مناسباً .
النسخة المعتدة :
نسخة دار بن الجوزي في أربع مجلدات تحقيق الشيخ سعد الصميل وفقه الله فهي أجود من تحقيق الشيخ الفاضل / عبد الرحمن اللويحق جزاه الله خيراً ، وهذا من كلام الشيخ عبد الرحمن نفسه في مجلس خاص كان بين الشيخين ، كما حدثني أحد الثقات . وكنت قد سألت أحد القريبين جداً من الشيخ عبد الرحمن للتثبت من هذا .
فلم يأتي الخبر إلى الأن ، فمن كان لديه مزيد علم فليفدنا بورك فيكم . http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10150
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
---
أبومجاهدالعبيدي
07-24-2003, 11:15 PM
بسم الله
أولاً _ أشكر لك فكرتك هذه ، وأنا معك بالتأييد والدعاء ، فتفسير السعدي رحمه الله مليء بالدرر والجواهر التي قد لا توجد في غيره .(1/1119)
ثانياً - كنت أرى رأيك في التفضيل بين النسختين التين ذكرت ، ولكن ,انا أقرأ مع بعض الإخوة في تفسيره رحمه الله ألاحظ أن نسخة اللويحق تحتوي على فوائد ، وجمل كثيرة ساقطة من نسخة الصميل ، ومن أمثلة ذلك : ما ورد في تفسير الآيات من 93 إلى 97 من سورة آل عمران يختلف ما في نسخة الصميل تماماً عما في نسخة اللويحق ، ففي النسخة الأخيرة كلام طويل ليس في الأولى مع نفاسته ، ولم يقم سعد الصميل بالتعليق على ذلك ، ولا ببيان الفروقق في أثناء تفسير الآيات المشار إليها .
فأرجو منك أخي أبا العالية وقد ذكرت ما ذكرت أن تحرر لنا سر هذه الفروق الكبيرة بين النسختين .
وحيث إنك تريد ذكر الفوائد ؛ فإن ما في نسخة اللويحق يفيدك أكثر .
ثالثاً : كما أننا في هذه البلاد نهتم بتفسير السعدي رحمه الله ، وله عندنا مكانة كبيرة لأمور كثيرة لا مجال لبسطها الآن ؛ فإن هناك من ينتفع به من خارج هذه البلاد ، ويوليه اهتماماً كبيراً ، وقد وقعت عيني على مقال جميل على هيئة بحث مختصر حول تفسير السعدي رحمه الله بعنوان :روائحُ الوَرْدِ المُنْبَعِثَةُ من روائعِ السَّعْدِي
مقدمة معالم التفسير عند السعدي للشيخ الدكتور محمد عمر دولة من إخواننا من السودان الحبيب .
ولنفاسة هذا المقال ، أنقله للإخوة الكرام هنا بنصه :
روائحُ الوَرْدِ المُنْبَعِثَةُ من روائعِ السَّعْدِي
مقدمة معالم التفسير عند السعدي
الشيخ د.محمد عمر دولة
الحمد لله الذي (علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان)، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، إنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.(1/1120)
وبعد، فإنّ تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الموسوم بـ(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان) مدعاةٌ للفخر، ورائعةٌ من روائع هذا العصر؛ وذلك مما يزيد من ثقة هذه الأمّة بعلمائها، ويقينها بأنّ الخير فيها دائمٌ إلى يوم القيامة.
ولا ريب أنّ القارئ المتأمّل لهذا التفسير يجد فيه من الفائدة والانتفاع ما لم يكن يخطر له على بال؛ مما نبيِّن بعض معالمه فيما يلي:
الأول: أنّ هذا التفسير قد جاء موافقاً لروح العصر: في صِغَر حجمه، وخفّة حمله، وقلّة صفحاته؛ بحيث لم تبلغ ألفاً.
الثاني: أنّ (التيسير) قد أبدى من روعة التفسير والبيان ما أوحى بهذا العنوان: (روائحُ الوردِ المنبعثةُ من روائعِ السَّعْدي).
الثالث: أنّ هذا التفسير قد رُزِق حظّاً من اسمه؛ فكان ميسَّراً في عبارته سهلاً في معانيه. وقد شهد بذلك تلميذه العلامة العثيمين رحمه الله تعالى[1].
الرابع: أنّ الشيخ عبد الرحمن السعدي قد اعتنى في كتابه بقضايا العقيدة الإسلامية على منهج السلف الصالح؛ فاهتم بإثبات الصفات[ص 49، 64، 94، 109، 132]، والأسماء الحسنى [ص 110]، وقضايا الإيمان مثل: دخول العمل في مسمى الإيمان [ص 71]، وعدم تخليد الموحّدين في النار [ص 46، 117]، وأنّ العبد قد يكون فيه خصلةُ كفرٍ وخصلةُ إيمان [ص 156] ، وأدلّة التوحيد النقلية والعقلية [ص 125]، وخلق الجنة والنار [ص 46]، والرد على القدرية [ص 44]، وذكر صفات الأنبياء [ص 109، 110، 112]، والأدلّة على صحة النبوّات [ص 138].
الخامس: أنّ هذا التفسير قد عمل على ترسيخ الإيمان بالقدر، وبيان ثمراته كالتوكُّل على الله، والتسليم بحكمة الله تعالى في ذلك:(1/1121)
ـ فمن ذلك قوله في تفسير: (إنْ ينصرْكم الله فلا غالب لكم وإنْ يخذلْكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون) [آل عمران: 160]: "أي إنْ يُمددْكم الله بنصره ومعونته؛ (فلا غالب لكم)؛ فلو اجتمع عليكم مَن في أقطارها، وما عندهم من العَدَد والعُدَد؛ لأنّ الله لا مُغالبَ له، وقد قهر العبادَ وأخذ بنواصيهم؛ فلا تتحرّك دابّةٌ إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه (وإنْ يخذلْكم) ويَكِلْكم إلى أنفسكم (فمن ذا الذي ينصركم من بعده)؛ فلا بُدّ أن تنخذلوا ولو أعانكم جميعُ الخلق؛ وفي ضمن ذلك الأمرُ بالاستنصار بالله، والاعتمادِ عليه، والبراءةِ من الحول والقوة؛ ولهذا قال: (وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون)...ففي هذه الآية الأمرُ بالتوكّل على الله وحده، وأنه بِحَسَب إيمانِ العبد يكون توكّلُه" [ص 154-155].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (أَوَ لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قلْ هو من عند أنفسكم إنّ الله على كل شيء قدير) [آل عمران: 165]: "هذا تسليةٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم أُحُد، وقُتِل منهم نحو سبعين...(قلتم أنَّى هذا) أي من أين أصابنا ما أصابنا وهُزِمْنا؟ (قلْ هو من عند أنفسكم) حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تُحِبّون؛ فعودوا على أنفسكم باللّوم، واحذروا من الأسباب المُرْدية (إنّ الله على كل شيء قدير)؛ فإيّاكم وسوءَ الظنّ بالله؛ فإنّه قادرٌ على نصركم، ولكنْ له أتمّ الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم؛ (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منكم ولكن ليبلو بعضكم بعض)" [ص 156].
السادس: أنّ الشيخ قد وُفِّق في إحكام التعريفات والتقاسيم؛ مما يؤكّد مَلَكَته المنطقية، ومعرفته التربوية:(1/1122)
ـ فقد عرّف (الحكمة) بأنها: "وضع الشيء في موضعه اللائق به" [ص 49]، و"هي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع...فكمال العبد متوقِّفٌ على الحكمة؛ إذ كماله بتكميل قوّتيه العِلْميّة والعَمَليّة...وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره؛ وبدون ذلك لا يُمكنه ذلك" [ص 115].
ـ وأما التقسيم المنطقي الذي يستفيد منه طالب العلم في الحفظ والفهم فحَدِّثْ ولا حرج؛ فقد ذكر (التربية العامة والخاصة) [ص 39]، و(هداية البيان والتوفيق) [ص 40]، و(مرض الشهوات والشبهات) [ص 42], وبيّن أنّ (الفسق نوعان) [ص 47]، و(توبة الله على العبد نوعان) [ص 50]، و(إذن الله نوعان: قدريّ وشرعيّ) [ص 61]، و(الإحسان نوعان) [ص 148-149]، و(له ضدّان) [ص 57-178]، و(القنوت نوعان) [ص 64]، و(الحفظ نوعان) [ص 71]، و(المعيّة عامةٌ وخاصّةٌ)، و(الناس عند المصائب قسمان) [ص 76]، و(البدعة نوعان) [ص 77-88]، و(الدعاء نوعان والقرب نوعان) [ص 87]، و(الرزق دنيويٌّ وأُخرويٌّ) [ص 95]، و(الظلم ثلاثة أقسام) [ص 102]، و(معاملة الناس فيما بينهم على درجتين) [ص 105]، و(النفقة يعرض لها آفتان) [ص 114]، و(الخسران منه ما هو كفرٌ ومنه ما هو دون ذلك) [ص 48].
السابع: أنّ الشيخ قد اهتمّ بتربية النفوس وتزكية الأرواح؛ لعلمه بأنّ وظيفة الدعاة هداية الناس إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وقد سجّل الشيخ رحمه الله مواعظَ بليغةً توجل منها قلوب الصالحين، وتذرف منها العيون؛ مما يدلّ على صلاحه، ورسوخ علمه:(1/1123)
ـ كما في قوله في تفسير (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم) [البقرة: 151]: "أي: يطهّر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة, وذلك كتزكيتهم من الشرك إلى التوحيد, ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكِبْر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التحابّ والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية" [ص 74].
ـ وكما في قوله في تفسير (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) [البقرة: 153]: "فالصبرُ هو: حبسُ النفسِ وكفُّها على ما تكره، فهو ثلاثة أقسام: صبرُها على طاعةِ الله حتى تؤدِّيَها، وعن معصيةِ الله حتى تتركَها، وعلى أقدارِ الله المؤلمة فلا تتسخّطها" [ص 75].
ـ ومثل قوله في تفسير (ولا يكلّمهم الله يوم القيامة) [البقرة 174]: "بل قد سخط عليهم، وأعرض عنهم؛ فهذا أعظم عليهم من عذاب النار!" [ص 82].(1/1124)
ـ وكذلك تعبيره عند قول الله تعالى: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابلٌ فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابلٌ فطل) [البقرة: 265] بقوله: "فيالله لو قُدِّر وجودُ بستانٍ في هذه الدار بهذه الصفة؛ لأسرعتْ إليه الهِمَم، وتزاحم عليه كلّ أحدٍ، ولحصل الاقتتال عنده، مع انقضاء هذه الدار وفنائها، وكثرة آفاتها وشدّة نَصَبها وعنائها؛ وهذا الثواب الذي ذكره الله كأنّ المؤمن ينظر إليه بعين بصيرة الإيمان، دائمٌ مستمرٌّ فيه أنواع المسرّات والفرحات؛ ومع ذلك تجد النفوسَ عنه راقدة، والعزائم عن طلبه خامدة! أتُرى ذلك زهداً في الآخرة ونعيمها؟ أم ضعف إيمان بوعد الله ورجاء ثوابه؟! وإلا فلو تيقّن العبد ذلك حقَّ اليقين، وباشر الإيمان به بشاشة قلبه؛ لانبعثتْ من قلبه مُزعِجات الشوق إليه، وتوجّهتْ هِمَم عزائمه إليه، وطوّعتْ نفسه له بكثرة النفقات؛ رجاء المثوبات!" [ص 114].
الثامن: أنّ الشيخ قد اهتم بشأن الموعظة البليغة، والذكرى النافعة؛ حتى يستفيد منها المسلمون في هذا العصر الذي طغتْ فيه المادّة، وقستْ فيه القلوب، وكثرت فيه المعاصي والخَبائث:
ـ فقد قال رحمه الله: "قوله تعالى (صُمٌّ) أي: عن سماع الخير, (بُكْمٌ) أي: عن النطق به, (عُمْيٌ) عن رؤية الحق, (فهم لا يرجعون)؛ لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه" [ص 44].
ـ وقال عند قول الله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) [البقرة: 42]: "من لَبَس الحق بالباطل؛ فلم يميِّز هذا من هذا، مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمِر بإظهاره؛ فهو من دُعاة جهنّم لأنّ الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم؛ فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين!" [ص 51].(1/1125)
ـ وقال عند قول الله تعالى: (ألم تعلم أنّ الله له ملك السموات والأرض): "فالعبدُ مُدَبَّرٌ مسخَّرٌ تحت أوامر ربّه الدينيّة والقدريّة؛ فما له والاعتراض؟!" [ص 62].
ـ وقال في تفسير (إني جاعلك للناس إماماً): "أي: يقتدون بك في الهدى, ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية, ويحصل لك الثناء الدائم والأجر الجزيل, والتعظيم من كل أحد. وهذه ـ لَعَمْر الله ـ أعظم درجة تنافس فيها المتنافسون, وأعلى مقام شمَّر إليه العاملون, وأكمل حالة حصّلها أولو العزم من المرسلين" [ص 65].
التاسع: أنّ الشيخ قد أُوتي من جمال الأسلوب وحلاوة اللغة ما يُوجب الحُبَّ، ويأخذ اللُّبَّ، ويسحر القلب؛ فجمع ـ لله درُّه ـ بين كمال المبنى وجلال المعنى: متمثِّلاً ما شرح به قول الله تعالى: (وإنّ فريقاً منهم ليكتمون الحقَّ وهم يعلمون) [البقرة: 146]: "فالعالم عليه إظهارُ الحقِّ وتبيينُه وتزيينُه، بكلِّ ما يقدِر عليه من عبارةٍ وبُرهانٍ ومثالٍ, وغير ذلك" [ص 72].
ـ فمن أمثلة ذلك قولُه رحمه الله في الذي استوقد ناراً: "فبينما هو كذلك إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة, فذهب ما فيها من الإشراق, وبقي ما فيها من الإحراق, فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمة المطر, والظلمة الحاصلة بعد النور, فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون" [ص 44].
ـ ومنه قوله: "فيكون بذلك من الصالحين الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته" [ص 46].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجه الله) [البقرة: 115]: "فيه إثباتُ الوجهِ لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى، وأنّ لله وجهاً لا تُشبهه الوجوه" [ص 63-64].
ـ وقوله في تفسير (والسّحاب المسخَّر) [البقرة: 164]: "فيُنزله رحمةً ولُطفاً, ويصرفه عِنايةً وعطفاً, فما أعظمَ سلطانَه! وأغزرَ إحسانه! وألطفَ امتنانَه!" [ص 79].(1/1126)
ـ وقوله في تفسير (وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا) [البقرة: 170]: "فاكتفَوْا بتقليد الآباء, وزَهِدوا في الإيمان بالأنبياء!" [ص 81].
ـ وكذلك الحال فيما ينقله عن غيره بنقدٍ وذوقٍ؛ كقوله عليه رحمة الله في تفسير آل عمران (إنّ أوّل بيتٍ وُضع للناس لَلذي ببكّة مبارَكاً وهدىً للعالمين): "وقد رأيتُ لابن القيّم هاهنا كلاماً حسناً أحببتُ إيراده؛ لشدّة الحاجة إليه..."فذكر مقالةً طويلةً في نحو صفحتين، جاء في آخرها "ولو لم يكن له شرفٌ إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله: (وطهِّرْ بيتي)؛ لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفاً، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباًّ له وشوقاً إلى رؤيته؛ فهذه المثابة للمحبِّين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطراً أبداً! كلما ازدادوا له زيارةً ازدادوا له حبّاً وإليه اشتياقاً! فلا الوصال يشفيهم، ولا البعاد يسليهم. كما قيل:
أطوف به والنفس بعدُ مشوقةٌ إليهِ وهل بعد الطوافِ تدانِ؟!
وألثم منه الركن أطلب برد ما بقلبيَ من شوقٍ ومن هَيَمانِ!
فواللهِِ ما أزدادُ إلا صَبابةً ولا القلبُ إلا كثرة الخَفَقانِ!"
حتى ذكر اثني عشر بيتاً من عُيون الشعر! [ص 140-141].
العاشر: أنّ التيسير قد تضمّن روح الشفقة على الخلق، والعطف على الفقراء، ومحبّة المساكين؛ وهذا يبيّن لنا مقدار الوعي بضرورة الإصلاح الاجتماعي عند السعدي رحمه الله تعالى:(1/1127)
ـ واسمعه حين يقول عند قول الله تعالى: (وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين) [البقرة: 177]: "ومن اليتامى الذين لا كاسب لهم، وليس لهم قوةٌ يستغنون بها؛ وهذا من رحمته تعالى بالعباد؛ الدالة على أنه تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده، فالله قد أوصى العباد، وفرض عليهم في أموالهم الإحسان إلى من فُقِد آباؤهم؛ ليصيروا كمن لم يفقد والديه، (والمساكين) وهم الذين أسكنتهم الحاجة، وأذلّهم الفقر؛ فلهم حقٌّ على الأغنياء بما يدفع مَسْكَنَتهم، أو يخفّفها؛ بما يقدرون عليه وبما يتيسّر، (وابن السبيل) وهو الغريب المنقطع به في غير بلده؛ فحثّ الله عباده على إعطائه من المال ما يُعينه على سفره؛ لكونه مَظِنّة الحاجة، وكثرة المصارف؛ فعلى من أنعم الله عليه بوطنه وراحته وخوّله من نعمته، أن يرحم أخاه الغريب الذي بهذه الصفة على حَسَب استطاعته، ولو بتزويده أو إعطائه آلةً لسفره، أو دفع ما ينوبه من المظالم أو غيرها" [ص 83].
ـ وقال في تفسير (والصابرين في البأساء) [البقرة: 177]: "أي الفقر؛ لأنّ الفقير يحتاج إلى الصبر من وُجوهٍ كثيرةٍ: لكونه يحصل له من الآلام القلبيّة والبدنيّة المستمرّة ما لا يحصل لغيره؛ فإنْ تَنَعّم الأغنياء بما لا يقدر عليه تألّم، وإنْ جاع أو جاعتْ عيالُه تألّم، وإنْ أكل طعاماً غيرَ مُوافقٍ لهواه تألّم، وإنْ عري أو كاد تألّم، وإنْ نظر إلى ما بين يديه وما يتوهّمه من المستقبل الذي يستعدّ له تألّم، وإنْ أصابه البردُ الذي لا يقدر على دفْعه تألّم. فكل هذه ونحوها مصائبُ يُؤمَر بالصبر عليها، والاحتساب ورجاء الثواب عليها من الله" [ص 83].(1/1128)
ـ وقال رحمه الله في تفسير (وأحسنوا إنّ الله يُحبّ المُحْسنين) [البقرة 195]: "يدخل فيه الإحسان بالجاه بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك الإحسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس: من تفريج كرباتهم، وإزالة شدّاتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالّهم، وإعانة من يعمل عملاً، والعمل لمن لا يُحْسن العمل، ونحو ذلك مما هو من الإحسان الذي أمر الله به، ويدخل في الإحسان أيضاً الإحسان في عبادة الله" [ص 90].
ـ وقال في تفسير (زُيِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حُسْن المآب) [آل عمران: 14]: "في هذا تسليةٌ للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذيرٌ للمُغْترّين بها، وتزهيدٌ لأهل العقول النيِّرة بها" [ص 124].
الحادي عشر: أنّ الشيخ السعديَّ قد اعتنى بتفسير القرآن بالقرآن؛ حتى إنه ليذكّر طالب العلم بطريقة ابن كثير رحمه الله؛ وذلك ما يجعل التفسير أقرب ما يكون إلى تفسير السلف الصالح رضوان الله عليهم:
ـ فمن أمثلة ذلك قول السعدي في تفسير الفاتحة: "هذا (الصراط المستقيم) هو: (صراط الذين أنعمت عليهم) من النبيِّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين" [ص 39].(1/1129)
ـ وفي البقرة: "وفي قوله عن المنافقين: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) بيانٌ لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين؛ وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها، كما قال: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، وقال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقال تعالى: (وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجساً إلى رجسهم)؛ فعقوبة المعصية المعصيةُ بعدها, كما أنّ من ثواب الحسنة الحسنة بعدها, قال تعالى: (ويزيد الذين اهتدوا هدى)" [ص 42].
ـ وكذلك قول السعدي في آية التحدّي (وإن كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا) [البقرة: 23]: "في وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم, دلالةٌ على أنّ أعظم أوصافه صلى الله عليه وسلم, قيامه بالعبودية التي لا يلحقه فيها أحدٌ من الأولين والآخرين. كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء, فقال: (سبحان الذي أسرى بعبده)، وفي مقام الإنزال, فقال: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده)" [ص 46].
ـ وكذلك قوله: "وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكَر فيها اسمه؛ فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية، كما قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). بل قد أمر الله برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)" [ص 63].(1/1130)
ـ وكذلك قوله: "(وقال الذين لا يعلمون لولا يكلّمنا الله أو تأتينا آية) يعنون آيات الاقتراح التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة، التي تجرؤوا بها على الخالق، واستكبرا على رسله كقولهم: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً)، (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) الآية، وقالوا: (لولا أنزل معه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة) الآيات، وقوله: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً) الآيات، فهذا دأبهم مع رسلهم, يطلبون آيات التعنت, لا آيات الاسترشاد" [ص 64].
الثاني عشر: أنّ هذا التفسير المبارك قد اهتم بذكر أساليب القرآن وطرائقه؛ مما يدلّ على مَلَكةٍ عاليةٍ من التدبُّر؛ فهو يذكر الأشباه والنظائر:
ـ كما في قوله: "كثيراً ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن؛ لأنّ الصلاة متضمِّنةٌ للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمِّنةٌ للإحسان على عبيده, فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق, كما أنّ عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان" [ص 41].
ـ وقوله رحمه الله: "وكثيراً ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: (ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير)؛ لأنّ خلقه للمخلوقات أدلّ دليل على علمه وحكمته وقدرته" [ص 48].
ـ وقوله رحمه الله في تفسير (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة 38-39]: "في هذه الآيات وما أشبهها انقسام الخلق من الجنّ والإنس إلى أهل السعادة وأهل الشقاوة وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأنّ الجنّ كالإنس في الثواب والعقاب" [ص 50].(1/1131)
ـ وبيانه في تفسير (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43] أنّ في ذلك جمعاً "بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية" [ص 51].
ـ كما أشار إلى "طريقة القرآن في ذكر العلم والقدرة عَقِبَ الآيات المتضمّنة للأعمال التي يُجازى عليها" [ص 69].
ـوأما عِنايته بطريقة القرآن في إزالة الأوهام من الأذهان؛ فحدِّثْ ولا حرج: فإنّ السعديَّ لا يكاد يغادر موضعاً من هذا القبيل إلا نصّ عليه [كما تراه في ص 54، 71، 73، 86، 89، 138، 155، 165].
الثالث عشر: أنّ السعديَّ رحمه الله قد سجّل في تفسيره تجاربَ نافعةً من آداب السلوك، وزهراتٍ يانعةً من فقه الدعوة:
ـ كما في قوله:" فإنّ النفوس مجبولةٌ على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه؛ فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجرَّدة" [ص 51].
ـ وكذلك قوله: "هكذا كلُّ مُبْطلٍ يحتج بآيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ على قوله الباطلٍ؛ فلا بدّ أن يكون فيما احتَجّ به حجة عليه" [ص 57].
ـ ومنه قوله في تفسير (ولئن أتيتَ الذين أُوتوا الكتابَ بكلّ آيةٍ ما تبعوا قِبلتَك) [البقرة: 145]: "فالآياتُ إنما تنفع وتفيد مَن يتطلّب الحقَّ وهو مُشْتَبِهٌ عليه, فتوضح له الآيات البيّنات, وأما من جزم بعدم اتباع الحق فلا حيلة فيه" [ص 72].
الرابع عشر: أنّ المصنّف رحمه الله قد اعتنى بالمسائل الاجتماعيّة ومعرفة العوائد والسنن:
ـ كما في قوله: "من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أنّ مَن ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفعْ؛ ابتُلي بالاشتغال بما يضرّه!" [ص 60].(1/1132)
ـ وكما قال في تفسير (إذْ قالوا لنبيٍّ لهم ابعثْ لنا ملِكاً نُقاتلْ في سبيل الله) [البقرة: 246]: "لعلّهم في ذلك الوقت ليس لهم رئيسٌ يجمعهم؛ كما جرتْ عادة القبائل أصحاب البيوت، كل بيتٍ لا يرضى أن يكون من البيت الآخر رئيسٌ؛ فالتمسوا من نبيّهم تعيين ملكٍ يُرضي الطرفين، ويكون تعيينه خاصّاً لعوائدهم، وكانت أنبياء بني إسرائيل تسوسهم كلما مات نبيٌّ خلفه نبيٌّ آخر" [ص 107].
ـ وكما قال في تفسير (ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين) [آل عمران: 127]: "يُخْبر تعالى أنّ نصره عبادَه المؤمنين لأحد أمرين: إمّا أن يقطع طرفاً من الذين كفروا: أي جانباً منهم وركناً من أركانهم: إما بقتلٍ، أو أسْرٍ، أو استيلاءٍ على بلدٍ، أو غنيمة مالٍ؛ فيقوى بذلك المؤمنون ويذلّ الكافرون...الأمر الثاني: أن يريد الكفار بقوّتهم وكثرتهم طمعاً في المسلمين ويُمنّوا أنفسهم ذلك...فينصر الله المؤمنين عليهم ويردّهم خائبين لم ينالوا مقصودهم، بل يرجعون بخسارةٍ وغمٍّ وحسرةٍ؛ وإذا تأمّلتَ الواقع رأيتَ نصرَ الله لعباده المؤمنين دائراً بين هذين الأمرين، غيرَ خارجٍ عنهما: إما نصرٌ عليهم، أو خذلٌ لهم" [ص 146].
ـ وكما قال في تفسير (هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) [آل عمران: 167]: "هذه خاصّة المنافقين؛ يُظهرون بكلامهم وفِعالهم ما يُبطنون ضدّه في قلوبهم وسرائرهم" [ص 156].
الخامسَ عشر: أنّ الشيخ السعدي كان عارفاً بواقعه، وما يكيده أعداء الإسلام لهذا الدّين:(1/1133)
ـ كما تراه في تفسير قول الله تعالى: (ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا): "هذا الوصفُ عامٌّ لكلّ الكفار: لا يزالون يُقاتلون غيرهم؛ حتى يردّوهم عن دينهم، وخصوصاً أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين بذلوا الجمعيّات، ونشروا الدعاة، وبثُّوا الأطبّاء، وبنوا المدارس؛ لجذب الأمم إلى دينهم، وتدخيلهم عليهم كل ما يُمْكنهم من الشُّبَه التي تُشكِّكهم في دينهم" [ص 97].
السادسَ عشر: أنّ هذا الشيخ الصالح قد بثّ في تفسيره روح الجهاد، ونصر فيه عقيدة الولاء للمسلمين والبراء من المشركين:
ـ فما أحسنَ قولَه في تفسير (ولا تقولوا لمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون) [البقرة: 154]: "في هذه الآية أعظمُ حَثٍّ على الجهاد في سبيل الله وملازمةِ الصّبرِ عليه؛ فلو شعر العبادُ بما للمقاتلين في سبيل الله من الثواب لم يتخلّفْ عنه أحدٌ! ولكنّ عدمَ العلمِ اليقيني التامِّ هو الذي فتٍٍّّر العزائم، وزاد نومَ النائم، وأفاتَ الأجورَ العظيمة والغنائم؛ لِمَ لا يكون كذلك والله تعالى قد (اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون)؟! فواللهِ لو كان للإنسانِ ألفُ نفسٍ تذهب نفساً نفساً في سبيل الله, لم يكن عظيماً في جانب هذا الأجر العظيم؛ ولهذا لا يتمنى الشهداء بعد ما عاينوا من ثوابَ الله وحُسْنَ جزائه إلا أن يُرَدّوا إلى الدنيا حتى يقتلوا في سبيله مرةً بعد مرةً!" [ص 75].
ـ وكما في قوله في تفسير (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) [البقرة: 216]: "وذلك مثل القعود عن الجهاد لطلب الراحة؛ فإنه شرٌّ؛ لأنه يعقب الخذلان وتسلّط الأعداء على الإسلام وأهله، وحصول الذلّ والهوان، وفوات الأجر العظيم، وحصول العقاب" [ص 97].(1/1134)
ـ وكما في قوله في تفسير (قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) [آل عمران 13]:"فنصر الله المؤمنين وأيّدهم بنصره؛ فهزموهم...وما ذاك إلا لأنّ الله ناصرٌ من نصره، وخاذلٌ من كفر به؛ ففي هذا عِبْرةٌ لأولي الأبصار: أي أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة على أنّ الطائفة المنصورة معها الحقُّ والأخرى مُبْطِلةٌ، وإلا فلو نظر الناظر إلى مجرّد الأسباب الظاهرة والعَدد والعُدد؛ لجزم بأنّ غَلَبَة هذه الفئة القليلة لتلك الفئة الكثيرة من أنواع المحالات، ولكنْ وراء هذا السببِ المشاهدِ بالأبصار سببٌ أعظمُ منه لا يُدركه إلا أهلُ البصائر والإيمان بالله والتوكّلِ على الله والثقةِ بكفايته: وهو نصرُه وإعزازُه لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين" [ص 123].
ـ وما أحسنَ إشارتَه البديعة في تفسير (لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186]: "أي إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم من الابتلاء والامتحان وعلى أذيّة الظالمين، وتتقوا الله في ذلك الصبر؛ بأن تنووا به وجه الله والتقرّب إليه، ولم تتعدّوا في صبركم الحدَّ الشرعيَّ من الصّبر في موضعٍ لا يحلّ لكم فيه الاحتمالُ، بل وظيفتُكم فيه الانتقامُ من أعداء الله!" [ص 160].
السابعَ عشر: أنّ هذا التفسير قد تضمّن لفتاتٍ بارعةً وإشاراتٍ مُسْتَلهَمَةً من وحي السياق القرآني:
ـ مثل قول السعدي رحمه الله عند قول الله تعالى: (بل أكثرهم لا يؤمنون): "ولو صدق إيمانهم؛ لكانوا مثل من قال الله فيهم: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه)" [ص 60].(1/1135)
ـ وكذلك قوله في تفسير (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها): "الحسّي والمعنوي؛ فالخراب الحسّي: هدمُها وتخريبُها وتقذيرُها، والخراب المعنوي: منعُ الذاكرين لاسم الله فيها!" [ص 63].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (قولوا آمنّا بالله): "وفي قوله: (قولوا) إشارةٌ للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه. وفي قوله: (آمنَّا) ونحوه مما فيه صدور الفعل منسوباً إلى جميع الأمة إشارةٌ إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً" [ص 67].
الثامنَ عشر: أنّ الشيخ السعدي قد أبان ملَكةً عظيمةً من دقة الاستنباط وروعة الاحتجاج؛ بما يذكِّر طالبَ العلم بتفنُّن البخاري في تراجم جامعه الصحيح:
ـ فقد قال رحمه الله في قول الله تعالى: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله): "في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها؛ أقدم، وإلا أحجم" [ص 103].
ـ واستنبط رحمه الله من قول الله تعالى: (قولوا آمنَّا) أنّ في ذلك "إشارة للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه"، و"إشارة إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً, وفي ضمنه النهي عن الافتراق, وفيه أنّ المؤمنين كالجسد الواحد" [ص 67].(1/1136)
ـ ولك أنْ تتأمّل شفوف نظره؛ حيث قال في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]: "يُستدَل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل: كالصلاة في أول وقتها, والمبادرة إلى إبراء الذمة من الصيام والحج, والعمرة, وإخراج الزكاة, والإتيان بسنن العبادات وآدابها, فلله ما أجمعها وأنفعها من آية!" [ص 73].
التاسعَ عشر: أنّ الشيخ قد استفرغ الوُسْعَ في عُمْق التدبُّر للآيات، وشدّة العناية بالفوائد والعِظات:
ـ كيف وقد استنبط من آية الدَّيْن [البقرة: 282] خمسين فائدةً ثم قال مُعْتذراً: "فهذه الأحكام مما يُسْتنبَط من هذه الآية الكريمة على حَسَب الحال الحاضرة والفهم القاصر؛ ولله في كلامه حِكَمٌ وأسرارٌ يخصّ بها من يشاء من عباده" [ص 119].
ـ ولَكَ أن تتأمّل هذه العِبَر التربوية والسياسية والاجتماعية النفيسة التي استنبطها من قصة داود وجالوت في سورة البقرة: "أولاً: أنّ اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبر سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم. ثانياً: أنّ الحقَّ كلما عُورِض وأُورِدَتْ عليه الشُّبَه ازداد وُضوحاً؛ وتميّز، وحصل به اليقين التام. ثالثاً: أنّ العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها. رابعاً: أنّ الاتّكال على النفس سببٌ للفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصّبر والالتجاء إليه سبب النصر. خامساً: أنّ من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطّيِّب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان. سادساً: أنه تعالى لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز. سابعاً: أنّ من رحمته تعالى وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين. ثامناً: أنه لولا ذلك لفسدت الأرض؛ باستيلاء الكفر وشعائره عليها" [ص 109].(1/1137)
العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ رحمه الله قد اعتنى بأصول الفقه:
ـ فقد ذكر الشيخ أنّ (المحرَّم نوعان) [ص 80]، وأنّ (النهي للتحريم) [ص 49].
ـ وأنّه (إذا ارتفع الجناح؛ رجع الأمر إلى ما كان عليه) [ص 82]، وقد نصّ على (الإباحة) [ص 80]، وأنّ (الضرورات تبيح المحظورات) [ص 82]، وأنّ (الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة) [ص 48]، وأنه (إذا أُبيح كلا الأمرين؛ فالتأخّر أفضل لأنه أكثر عبادةً) [ص 93].
ـ وأنّ (حكم الحاكم لا يبيح محرَّماً ولا يحرّم حلالاً) [ص 88]، و(النهي عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم) [ص 61، 104،108]، وأن ّ(إخبار التقرير يدلّ على الجواز) [ص 118].
ـ وأنّ (الأمر بالشيء نهيٌ عن ضدّه) [ص 57، 71].
ـ كما ذكر السعدي (العام) و(الخاص) [ص 84، 90، 92، 102]، والعام المخصوص [ص 104]، وأنّ (العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السبب) [ص 51، 65]، وأنّ (النكرة في سياق النفي تعمّ) [ص 57].
ـ كما ذكر (المطلق والمقيَّد) [ص 66، 70]، وأن ّ(حمل المطلق على المقيَّد مقدَّمٌ على إجراء العموم) [ص 106].
ـ كما نصّ على (الإجماع) [ص 70، 71]، و(النسخ) و(الحكمة) من تشريعه، و(إنكار اليهود له) [ص 62]، و(ما لا يدخله النسخ) [ص 57]، وأنه (لا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع) [ص 85].
ـ وأنّ (الحكم يدور مع علّته وُجوداً وعَدَماً) [ص 77].
ـ كما ذكر (الرخصة) [ص 86، 87]، وأنه (إذا حصل بعض الأعذار التي هي مَظِنّة المشقّة؛ حصل التخفيف) [ص 120].
الحادي والعشرين: أنّ هذا التفسير قد اهتمّ بعلم المقاصد، والقواعد الشرعيّة:
ـ كما في قوله: "فالمنهيّات كلّها إمَا مضرّةٌ محضةٌ، أو شرّها أكبر من خيرها. كما أنّ المأمورات إما مصلحةٌ محضةٌ، أو خيرها أكبر من شرّها" [ص 61].(1/1138)
ـ وكذلك قوله عند قول الله تعالى: (لا تقولوا راعِنا): "وكان اليهود يريدون بها معنىً فاسداً؛ فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد؛ فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدّاً لهذا الباب؛ ففيه النهيُ عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم" [ص 61]. ومنه قوله: "قد يُنهى عن كثرة الصداق؛ إذا تضمّن مفسدةً دينيّةً، وعدم مصلحةٍ تُقاوِم" [ص 173].
ـ وأشار إلى (مراعاة المصلحة) [ص 118]، وأنّ (ترتيب الصّدقات يرجع في ذلك إلى المصلحة) [ص 116]، وأنه (يُرْتكَب أخفَّ المفسدتين لدفع أعلاهما) [ص 89]، و(فعل أدنى المصلحتين؛ للعجز عن أعلاهما) [ص 156]، وأنّ (الوسائل لها حُكْم المقاصد) [ص 99، 103]، و(اعتبار المقاصد في الأقوال كما هي مُعْتَبَرَةٌ في الأفعال) [ص 101]، وأنه (إذا تزاحمت المصالح قُدِّم أهمّها) [ص 100].
ـ وقد ذكر بعض القواعد الشرعيّة، مثل: (من استعجل شيئاً قبل أوانه؛ عُوقِب بحرمانه) [ص 169].
الثاني العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ قد وُفِّق في إدراك أسرار التراكيب؛ وما ذاك إلا لشدّة إلمامه بفنون البلاغة وقواعد اللغة وأسرار العربيّة:
ـ فالتفسير زاخرٌ بالصناعة اللغويّة المُعينة على فهم القرآن، فقد قال في تفسير (أولئك على هدى من ربّهم): "أي: على هدًى عظيم؛ لأنّ التنكير للتعظيم, وأيُّ هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمِّنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة...وأتى بـ (على) ـ في هذا الموضع ـ الدَّالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ (في) كما في قوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)؛ لأنّ صاحب الهدى مستعلٍ بالهدى, مرتفعٌ به, وصاحب الضلال منغمسٌ فيه محتَقَرٌ!" [ص 41].(1/1139)
ـ وقال في تفسير (ولئن اتبعتَ أهواءهم) [البقرة: 145]: " إنما قال: (أهواءهم)؛ ولم يقل (دينهم) لأنّ ما هم عليه مُجَرَّدُ أهويةِ نفسٍ، حتى هم في قلوبهم يعلمون أنه ليس بدينٍ، ومن ترك الدِّينَ اتبع الهوى ولا محالة؛ قال تعالى: (أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه)" [ص 72].
ـ وقال في تفسير (صبغةَ الله ومَن أحسنُ مِن الله صبغةً ونحن له عابدون): "في قوله: (ونحن له عابدون) بيانٌ لهذه الصبغة, وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة...والإخلاص: أن يقصد العبد وجه الله وحده في تلك الأعمال؛ فتقديم المعمول يُؤْذِن بالحصر" [ص 69]، كما ذكر أنّ التقديم للاهتمام [ص 167].
ـ كما ذكر الفروق اللغوية: بين (الجور) و(الجنف) و(الإثم) [ص 86]، وبين (كسب) و(اكتسب) [ص 120]، وبين (الخطأ) و(النسيان) [ص 120].
ـ ونصّ على أنّ من معاني (الاستفهام) التعجُّب والإنكار والتوبيخ [ص 48]، وأنّ (حتى) للغاية [ص 87]، و(كلما) تقتضي التكرار [ص 60]، و(الباء) للسببيّة [ص 136].
ـ واسم الفاعل يدلّ على الثبوت والاستقرار [ص 69، 72].
ـ كما ذكر الدلالة البلاغيّة لورود التخصيص بعد التعميم [ص 48، 50].
ـ ودلالة الإبهام وعدم التعيين؛ على إرادة العموم [ص 161، 176].
الثالث والعشرين: أنّ هذا التفسير قد زخر بالنظر الثاقب إلى أهميّة السياسة الشرعيّة، والمسائل الإدارية وضرورة أن يُعِدّ المسلمون الكفاءات اللازمة لأداء وظيفتهم الرساليّة:
ـ فقد ذكر رحمه الله أنّه بقوة الرأي والجسم "تتمّ أمور الملك؛ لأنه إذا تمّ رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب؛ حصل بذلك الكمال، ومتى فاته واحدٌ من الأمرين؛ اختلّ عليه الأمر، فلو كان قويَّ البدن مع ضعف الرأي حصل في الملك خرقٌ وقهرٌ ومخالفةٌ للمشروع: قوة على غير حكمة، ولو كان عالماً بالأمور وليس له قوةٌ على تنفيذها؛ لم يُفِدْه الرأي الذي لا يُنفّذه شيئاً" [ص 108].(1/1140)
ـ "اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبرُ سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم"، وأنّ "العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة: بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها" [ص 109].
ـ وكذلك قوله رحمه الله ـ الذي سبق ذكره ـ في قول الله تعالى: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله): "في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها أقدم، وإلا أحجم" [ص 103].
ـ ومن ذلك قوله رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: (وما محمّدٌ إلا رسولٌ قد خلتْ من قبله الرسلُ أَفَإنْ مات أو قُتِل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران 144]: "في هذه الآية الكريمة إرشادٌ من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالةٍ لا يُزعزعهم عن إيمانهم ـ أو عن بعض لوازمه ـ فقدُ رئيسٍ؛ ولو عظُم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمرٍ من أمور الدّين بعدّة أُناسٍ من أهل الكفاءة فيه؛ إذا فُقِد أحدُهم قام به غيُره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصدٌ في رئيسٍ دون رئيسٍ؛ فبهذه الحال يسْتتبّ لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم" [ص 151].
ـ ومثل قوله عليه رحمة الله عند تفسير (فبما رحمة من الله لنت لهم): "الأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين؛ تجذب الناس إلى دين الله، وترغّبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب. والأخلاق السيّئة من الرئيس في الدين؛ تنفّر الناس عن الدين، وتبغّضهم إليه؛ مع ما لصاحبها من الذمّ والعقاب الخاصّ؛ فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول؛ فكيف بغيره؟!" [ص 154].(1/1141)
ـ ومن ذلك ذِكْرُهُ "ما في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية"؛ حيث قرّر "أنّ فيها تسميحاً لخواطرهم، وإزالةً لما يصير في القلوب عند الحوادث؛ فإنّ من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثةٍ من الحوادث، اطمأنت نفوسهم وأحبّوه، وعلموا أنه ليس بمستبدٍّ عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلّيّة العامّة للجميع؛ فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته؛ لعلمهم بسعيه في مصالح العموم؛ بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبّونه محبةً صادقةً، ولا يطيعونه، وإن أطاعوه فطاعةٌ غير تامّة..." [ص 154].
ـ كما نصّ على منهج القرآن في الجمع "بين تعليم الأحكام، وما به تُنفَّذ الأحكام، وما به تُدرك فوائدها وثمراتها!" [ص 155].
ـ ومن ذلك قوله في تفسير (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتقى وأْتُوا البيوت من أبوابها) [البقرة: 189]: "يُستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كلّ أمرٍ من الأمور أن يأتيه الإنسان من الطريق السّهل القريب الذي قد جعل له موصلاً: فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ينبغي أن ينظر في حالة المأمور، ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود أو بعضه، والمتعلّم والمعلّم ينبغي أن يسلك أقربَ طريقٍ وأسهلَه يحصل به مقصوده؛ وهكذا كلُّ من حاول أمراً من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه؛ فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود" [ص 88-89].
الرابع والعشرين: أنّ السّعديَّ قد تميّز بطول النفَس، وسعة الباع في ذكر المعاني الكثيرة المحتَمَلة [كما تراه في ص 48، 65، 66،89، 113، 117، 131]:(1/1142)
ـ فقد قال في تفسير (واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة) [البقرة 231]: "أي السُّنّة اللَّذَيْن بيّن لكم بهما طرق الخير، ورغّبكم فيها وطرق الشرّ وحذّركم إياها، وعرّفكم نفسه ووقائعه في أوليائه وأعدائه، وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، وقيل: المراد بالحكمة أسرار الشريعة؛ فالكتاب فيه الحِكَم، والحكمة فيها بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه. وكلا المعنيين صحيحٌ" [ص 103].
ـ وقال في تفسير (هذا بيانٌ للناس وهدى وموعظةٌ للمتقين) [آل عمران: 138]: "لأنهم هم المُنْتفعون بالآيات؛ فتهديهم إلى سبيل الرشاد، وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغيّ، وأما باقي الناس فهي بيانٌ لهم، تقوم به عليهم الحجّة من الله؛ ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ، ويحتمل أنّ الإشارة في قوله: (هذا بيانٌ للناس) للقرآن العظيم، والذكر الحكيم، وأنه بيانٌ للناس عموماً، وهدى وموعظةٌ للمتّقين خصوصاً، وكلا المعنيَيْن حقٌّ" [ص 149].
ـ وكذلك قوله في تفسير (وليُمحِّص الله الذين آمنوا) [آل عمران 119]: "يمحِّص بذلك المؤمنين من ذنوبهم وعيوبهم... وليمحّص الله أيضا المؤمنين من غيرهم من المنافقين" [ص 50].
الخامس والعشرين: أنّ هذا التفسير الماتع قد حثّ على كل علمٍ نافعٍ: كقوله في شأن التاريخ عند قول الله تعالى: (يا أهل الكتاب لم تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم في ما لكم به علم فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علمٌ والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [آل عمران 65-66]: "فيها...حثٌّ على علم التاريخ، وأنه طريقٌ لردّ كثيرٍ من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تُخالف ما عُلِم من التاريخ" [ص 134].
السادس والعشرين: أنّ السّعدي قد وُفِّق في عدم التعويل على الإسرائيليات، والانسياق وراء أوهام أهل الكتاب وأباطيلهم:(1/1143)
ـ فقد صرّح بمنهجه في ذلك بقوله: "اعلم أنّ كثيراً من المفسّرين ـ رحمهم الله ـ قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزّلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، مُحْتجّين بقوله صلى الله عليه وسلم: ((حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)). والذي أراه أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجهٍ تكون مُفردةً غير مقرونةٍ، ولا منزّلةٍ على كتاب الله؛ فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أنّ مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تُكذِّبوهم))؛ فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أنّ القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه؛ فلا يجوز أن تُجْعَل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة ـ التي يغلب على الظنّ كذبها أو كذب أكثرها ـ معانيَ لكتاب الله، مقطوعاً بها، ولا يستريب بها أحد؛ ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل!" [ص 55-56]. وانظرْ كذلك [ص 112، 138].
السابع والعشرين: أنّ هذا التفسير قد استلهم رُوحَ السنةِ النبوية؛ حتى إنّ القاريء ليستحضر أحاديثَ النبي صلى الله عليه وسلم بمجرَّد أن يسمع بعض المعاني التي يربط بها السعدي بين القرآن والسنة:(1/1144)
ـ كما مرّ في الكلام على الإسرائيليات، وكما في قوله رحمه الله في تفسير (لتكونوا شهداء على الناس) [البقرة: 143]: "ومن شهادة هذه الأمة على غيرهم أنه إذا كان يوم القيامة وسأل الله المرسلين عن تبليغهم, والأمم المكذِّبة عن ذلك, وأنكروا أنّ الأنبياء بلّغتهم, استشهدت الأنبياء بهذه الأمة, وزكّاها نبيّها" [ص 71]. فهذا يذكِّر طالب العلم بما رواه البخاري في كتاب (أحاديث الأنبياء) باب قول الله عز وجل (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه) [هود: 25]، وفي كتاب (التفسير) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [البقرة: 143]، وفي كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُدعى نوحٌ يومَ القيامة فيقول: لبّيك وسعديْك يا ربّ! فيقول: هل بلّغتَ؟ فيقول: نعم. فيُقال لأمته: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ! فيقول: من يشهد لك؟ ـ وفي رواية الاعتصام: من شُهودُك؟ ـ فيقول: محمّدٌ وأُمّته؛ فيشهدون أنه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ فذلك قوله جل ذكره (وكذلك جعلناكم أُمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).
ـ وكذلك قوله في تفسير (فلنُولّينّك قبلةً ترضاها) [البقرة: 144]: "أي: تحبّها وهي الكعبة, وفي هذا بيانٌ لفضله وشرفه صلى الله عليه وسلم, حيث إنّ الله تعالى يسارع في رضاه" [ص 71]؛ فإنّ هذه العبارة مُسْتوحاةٌ من قول أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنه لما نزل (تُرْجي من تشاء منهن وتُؤوي إليك من تشاء) [الأحزاب: 51]: "ما أرى ربَّك إلا يُسارع في هواك" كما في الصحيحين.(1/1145)
الثامن والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ يلهج ـ كثيراً ـ في تفسيره بحمد الله وشكره على عظيم نعمائه؛ وهذا ـ لعمري ـ مما يزيد الأعمال بركةً وصلاحاً وفلاحاً؛ وما هذا التفسيرُ البديعُ إلا ثمرةً من ثمرات قول الله تعالى: (لئنْ شكرتم لأزيدنّكم):
ـ فمن أمثلة ذلك ما قاله السعديّ في تفسير (ومما رزقناهم يُنفقون) [البقرة: 3]: "في قوله: (رزقناهم) إشارةٌ إلى أنّ هذه الأموال التي بين أيديكم, ليست حاصلة بقوتكم ومِلْككم, وإنما هي رزق الله الذي خوَّلكم, وأنعم به عليكم, فكما أنعم عليكم وفضّلكم على كثير من عباده؛ فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم, وواسُوا إخوانكم المُعدَمِين" [ص 41].
ـ وما قاله في تفسير (ولأتمّ نعمتي عليكم) [البقرة: 150]: "قد أعطاه الله من الأحوال والنعم, وأعطى أمته, ما أتم به نعمته عليه وعليهم, وأنزل الله عليه: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي, ورضيتُ لكم الإسلام ديناً)؛ فللّه الحمدُ على فضله, الذي لا نبلغ له عَداً, فضلاً عن القيام بشكره" [ص 74].
ـ وكذلك في تفسير (ولعلكم تهدون) [البقرة: 150]: "أي: تعلمون الحق, وتعملون به؛ فالله تبارك وتعالى ـ من رحمته بالعباد ـ قد يسّر لهم أسبابَ الهداية غايةَ التيسير, ونبّههم على سلوك طُرُقها, وبيّنها لهم أتمَّ تبيين؛ حتى إنّ من جملة ذلك أنه يقيّض الحق للمعاندين له فيجادلون فيه, فيتضح بذلك الحق, وتظهر آياته وأعلامه ...ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحاً ظاهراً؛ فلله الحمد على ذلك" [ص 74].(1/1146)
ـ وقوله في تفسير (فاذكروني أذكركم واشكروا لي) [البقرة: 152]: "أي: على ما أنعمتُ عليكم بهذه النعم, وصرفتُ عنكم صنوف النقم. والشكر يكون بالقلب: إقراراً بالنعم واعترافاً, وباللّسان: ذكراً وثناءً, وبالجوارح: طاعةً لله وانقياداً لأمره واجتناباً لنهيه؛ فالشكر فيه بقاءُ النعمة الموجودة، وزيادةٌ في النِّعَم المفقودة، قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنّكم). وفي الإتيان بالأمر بالشكر، بعد النعم الدينية: من العلم، وتزكية الأخلاق، والتوفيق للأعمال، بيان أنها أكبر النعم، بل هي النِّعَم الحقيقيةُ التي تدوم إذا زال غيرها؛ وأنه ينبغي لمن وُفِّقوا لعلمٍ أو عملٍ أن يشكروا الله على ذلك؛ ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب؛ فيشتغلوا بالشكر!" [ص 74].
ـ وكذلك قوله في تفسير (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار) [البقرة 164]: "أليس من القبيح بالعباد أن يتمتّعوا برزقه, ويعيشوا ببرّه, وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه؟! أليس ذلك دليلاً على حِلْمِهِ وصَبرِه وعفوِه وصَفحِه وعَميمِ لُطفِه؟! فله الحمد أولاً وآخراً, وظاهراً وباطناً." [ص 79].
التاسع والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ رحمه الله قد اعتنى بمفهوم الآيات، دون اقتصار على منطوقها؛ وفي هذا إثراءٌ لفقه دلالات القرآن:(1/1147)
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (ويُحبّون أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا) [آل عمران 188]: "دلّت الآية بمفهومها على أنّ من أحبّ أن يُحمد ويُثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق؛ إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة: أنه غير مذمومٍ؛ بل هو من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواصّ خلقه، وسألوها منه: كما قال إبراهيم عليه السلام: (واجعلْ لي لسانَ صدقٍ في الآخرين)، وقال: (سلامٌ على نوحٍ في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين)، وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماماً)؛ وهي من نعم الباري على عبده، ومِنَنِهِ التي تحتاج إلى الشكر" [ص 161].
ـ ولـ (تيسير الكريم الرحمن) بحمد الله عنايةٌ فائقةٌ بالمفاهيم: مثل (مفهوم الموافقة) [ص 53، 72، 92]، و(مفهوم المخالفة): سواء كان وصفاً [ص 77، 113، 119]، أو شرطاً [ص 65، 102، 103]، أو ظرفاً [ص 91]...
ـ وقد نبّه الشيخ رحمه الله على بعض المفاهيم المُلْغاة: مثل تقريره أنّ "القيد الذي خرج مخرج الغالب لا مفهوم له" [ص 173، 174].
الثلاثين: أنّ هذا التفسير الجليل قد شوّق الصالحين إلى بلوغ جنّات النعيم:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (الذين يظنّون أنهم ملاقو ربّهم وأنهم إليه راجعون) [البقرة: 46]: "فهذا الذي خفّف عليهم العبادات، وأوجب لهم التسلّي في المصيبات، ونفّس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيّئات؛ فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفات العاليات!" [ص 52].(1/1148)
ـ وكما جاء في قوله عند تفسير (أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون) [آل عمران: 169]: "لفظ (عند ربّهم) يقتضي علوَّ درجتهم، وقربهم من ربّهم (يُرزقون) من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم؛ ومع هذا (فرحين بما آتاهم الله من فضله) أي مغتبطين بذلك قد قرّتْ عيونهم، وفرحتْ به نفوسهم؛ وذلك لحُسنه، وكثرته، وعظمته، وكمال اللّذّة في الوصول إليه، وعدم المُنغِّص؛ فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله؛ فتمّ لهم النعيم والسرور!" [ص 157].
ـ وكذلك قوله في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]: "ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات!" [ص 73].
نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام: (تيسير) العلم النافع، والعمل الصالح، وأن توفقنا إلى معرفة (تفسيرِ كلام المنّان)، وأن تنفعنا، وتنفع بنا، وتجعلَنا سبباً لمن اهتدى، وأن تجمعَنا و(الشيخَ السعديَّ) في جنةِ الفردوس؛ إنك أنتَ (الكريم الرحمن):
"في جنّةٍ طابتْ وطاب نعيمها من كلّ فاكهةٍ بها زوجان!ِِ
أنهارها تجري لهم من تحتهم محفوفةً بالنخل والرّمّان!ِ
غرفاتُها من لؤلؤٍ وزبرجدٍ وقصورُها من خالصِ العقيان!ِ
قُصرتْ بها للمتقين كواعبٌ شُبِّهنَ بالياقوتِ والمرجان!ِ
بيضُ الوُجوهِ شُعورُهنّ حَوالكٌ حُمْرُ الخدودِ عواتقُ الأجفانِ!
فُلْجُ الثغورِ إذا ابتسمن ضواحكا هيفُ الخصورِ نواعمُ الأبدانِ!
خُضرُ الثياب ثديهنّ نواهد صُفر الحليّ عواطرُ الأردانِ!"
[نونيّة القحطاني ص 87-88]
والحمد لله والصلاة على رسول الله.
المرجع : HTTP://WWW.MESHKAT.NET/ASSAY/WARD1.HTM
---
أبو العالية
07-25-2003, 12:50 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخ المفضال الشيخ / أبو مجاهد العبيدي وفقه الله ونفع به .
جزاك الله خيراً على هذه النكت والفوائد العطرة فلله درك ، أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة .(1/1149)
لا أخفي عليك أخي الكريم فقد كنت في بداية تقييد الفوائد اعتمدت على نسخة الشيخ اللويحق وفقه الله ونفع به ثم لما علمت بتفضيل نسخة الصميل على نسخته حولت العمل على نسخة الصميل ، وإلى الآن لم أجد رداً ممن هو قريب من الشيخ وكم أتمنى أن يعجل بهذا الطلب .
وأما عن الفروق فهذا يظهر عند المقابلة على النسختين وبين الأصول الخطية التي اعتمدت في التحقيق والنظر في أعمال الشيخين الفاضلين وفقهما الله ، وأعتقد إن لم أكن واهماً أن الإخوة الفضلاء في موقع ثمرات المطابع قد تعرضوا لنسخة الصميل وكذا اللويحق ولا أدري ما كان نتيجة حكمهم وفقهم الله .
ولكن فيما يظهر لي الآن أن نسخة الصميل أجود وأصح كما ذكر هذا الشيخ بكر أبو زيد فقال في المقدمة لتقديمة نسخة الصميل ( 1 / و ) حين تكلم عن الطبعات ، ثم ذكر :
4 - ثم طبع طبعة مصححة جُردت من إدخالات النجار المذكور .
وأظن أن الشيخ وفقه الله يقصد طبعة الشيخ اللويحق ، إذ ليس هناك طبعة مصصحة غير طبعة الشيخ عبد الرحمن .
ثم قال :
5 - والان هذه طبعة تميزت بالحسنيين تصحيحها من التطبيع والسقط ومن إدخالات النجار عليها ، مقابلة على نسختين خطيتين ، مفصّلة المقاطع مفهرسة الموضوعات ، ينبغي أن تكون أصلاً .."
فأظن أن هذا يفيد أن الشيخ وفقه الله ارتضى هذه الطبعة وقدمها على طبعة الشيخ اللويحق نفع الله به .
وأمر آخر : الفصل الذي عقد الشيخ الصميل عن طبعات الكتاب ذكر في صفحة ( 29 - 31 ) بعض الملحوظات التي وقع فيها الشيخ عبد الرحمن وفقه الله .
على كلٍ ، فلعلي أتثبت أكثر وأكثر قبل إثبات الروائع للمقارنة بين النسختين على أصح ما هو موجود .
والله أعلم
وجزاكم الله خيراً أخي أبو مجاهد كم سعدت بردكم بورك فيكم .
أتمنى من الإخوة ذكر الأبحاث والرسائل التي تمت على تفسير الشيخ السعدي رحمه الله ، سيما من حيث أهميته ومنهجه في التفسير .( أو روائع المقالات )
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
محبكم(1/1150)
أبو العالية
عفا الله
---
خالد الشبل
07-26-2003, 10:33 PM
جزاكم الله خيرًا ، ويبدو مرجع روائح الورد فيه خطأ والمقالة على جزءين هذان هما :
http://www.meshkat.net/assay/ward1.htm
http://www.meshkat.net/assay/ward2.htm
---
(1/1151)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية
---
نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية
---
مساعد الطيار
08-13-2005, 04:29 AM
لقد اطلعت على ما نقله الأخ الكريم عبد الرحمن الشهري من مقال في مجلة الفرقان للدكتور عودة الله منيع القيسي تحت عنوان (( فرضيَّّة (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة( فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها )) ، وأحببت أن أشارك في هذا الموضوع بشيء كان في نفسي أن اكتب عنه منذ زمن ، لكن هذا المقال دفعني إلى أن أحرر هذه المقالة الموجزة التي تواطئ ما ذهب إليه الدكتور الفاضل ، فكلامه صحيح بلا ريب ، لا يخفى على من يقرأ في تاريخ هذه المنطقة العريقة في القِدم .
إن من العجيب أن تكون الفرضية حقيقة ، مع اليقين بأنها فرضية ، والأعجب من هذا أن تتحول إلى ولاء وبراء بامتياز خاصٍ لليهود فقط .
إنه استغلال اليهود الذي تميزوا به ، فحصروا هذا المصطلح الخرافي عليهم ، ونقلوه إلى مصطلح سياسي يعادون عليه من يعادون ، وإن كانوا ساميين ـ كالعرب ـ على مصطلحهم هذا ، لكن الإعلام له سيطرته الغالبة التي تحول الصادق كاذبًا ، والكاذب صادقًا ، وترى كثيرًا من الناس يصدقونهم ، فياللعجب !.
وهذه الكذبة في هذه المصطلح التي اخترعها المستشرق اللاهوتي ( شلوتزر ) ، وهي نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام .
يقول : (( ... من المتوسط إلى الفرات ، ومن بلاد النهرين إلى شبه جزيرة العرب تسود كما هو معروف لغة واحد وعليه فالسوريون والبابليون والعبريون والعرب كانوا أمة واحدة ، والفينيقيون والحاميون أيضًا تكلموا بهذه اللغة التي أود أن أدعوها ساميَّة )) ( نقلاً عن معرب القرآن عربي أصيل للدكتور جاسر أبو صفية / ص : 12 ) .(1/1152)
وقد اعترض عليه المستشرق الفرنسي بيرو روسي في كتابه ( مدينة إيزيس التاريخ الحقيقي للعرب / ترجمة فريد جحا ص : 18 ) ، فقال : (( إننا نعرف عندما نتكلم عن الوطن العربي أننا في سبيلنا إلى معارضة نظرية مقدسة تجعل العربي شخصية صحراوية انبثقت في التاريخ في عهد غير محدد أو معروف .
لقد كتبت دائرة معارف الإسلام : (( إن عهود العرب الأولى في التاريخ غامضة جدًّا ، إننا لا نعرف من أين أتوا ، ولا ماهو وجودهم البدائي )) .ولكن شيئًا وحيدًا يبدو مؤكدًا لكاتب المقال ، وهو انهم ساميون . وهاهو ذا التفسير الهزيل الهزيل ، التعبير الخالي من الحقيقة ، من أي معنى ، تعبير فارغ إلى حدِّ أن دائرة معارف الإسلام هذه نفسها لم تستطع أن تضع تعبير (( الساميين )) على مائدة البحث .
وهل هناك ضرورة لإضافة أن تعبير ( سامي ) لم يرد ذكره بين مفردات اللغة الإغريقية أو اللاتينية ؟!
وما يقال في هذا المجال طويل ، إننا لن نجد هذا التعبير قبل نهاية القرن الثامن عشر ، وذلك أن العالم ( أ .ل . شلوتسر ) هو الذي صاغ هذا النعت (السامي) في مؤلف نشره عام 1781 ، وأعطاه هذا العنوان ( فهرس الأدب التوراتي والشرقي ) ، كأن الأدب التوراتي ليس شرقيًّا ... ))
وهذه التسمية مرجعها أسفار بني إسرائيل ، حيث يعدُّون لنوح ثلاثة أبناء : سام ، وحام ، ويافث ، ويقسمون الشعوب عليهم ، وهذا فيه نظر ليس هذا محله .
ويجعلون شعوب السامية متكونة من ( الآشورية البابلية والآرامية والعبرية والعربية والحبشية وغيرها ) .
وإذا تأملت أماكن عيش هذه الشعوب ، فإنه سيظهر أربعة مناطق : ( جزيرة العرب ، والحبشة ، والعراق ، والشام ) .
وهذا التقسيم يوحي لك بأن هذه الشعوب تتكلم لغات مختلفة ، وإن كانوا يقولون بأن أصلها واحد ، وهو السامية المزعومة ، التي لا يُعرف لها كنه ولا صفة .(1/1153)
ولو تأملنا المصادر التي يعتمدها هؤلاء الدارسون لوجدنا الأول عندهم هو أسفار بني إسرائيل ( الموسومة عندهم بالكتاب المقدس ) ، فهم يجعلون هذا الكتاب ، ولغتهم العبرية المزعومة الأساس في دراسة هذه المنطقة لغة وتاريخًا .
وقد يزيد بعض الباحثين ما يجدونه من أثريات قد دُّوِّن فيها شيء من الأخبار أو التاريخ ، لكنهم يدرسونها حسب المنظور التوراتي فحسب .
وقد قابل هؤلاء باحثون لا دينيون فاعترضوا على كل ما هو توراتي ، وأظهروا زيف بعض أقاصيص هذه الأسفار المكذوبة ، لكن لأجل هذا المنطلق غير الديني أوقعهم في تكذيب أخبار صحيحة قد وردت في كتاب ربنا وسنة نبينا الصحيحة ، وإن كانوا احسنوا في ردِّ بعض خرافات بني إسرائيل .
أما نحن المسلمين ـ وياللأسف ـ فقلَّ أن تجد عندنا باحثين متخصصين في هذه الأمور ينطلقون من تراثنا العريق الذي قد صُحِّح فيه شيء من أخبار هؤلاء .
ولهذا أقول : إننا ـ نحن المسلمين ـ بحاجة إلى إبراز المنهج العلمي الإسلامي القائم على العدل ، وإيضاح الحقِّ ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المائدة : 8 ) ، لكي لا تأخذنا العاطفة وردة الفعل في ردِّ كل ما مصدره يهوديُّ أو نصراني (1) .(1/1154)
وإنني من خلال قراءتي في هذا الموضوع وما يدور حوله = أحسُّ بأن الموضوع بحاجة ماسَّة إلى متخصصين يتخصصون فيه ؛ لأن تاريخ منطقتنا العربية ولغاتها القديمة من جزيرتها وعراقها وشامها ومغربها قد كُتِب بأيدي أناس خارجين عن المنطقة وليس لهم علم بلغتها ، هذا على أحسن الأحوال ، وإن كان كثيرٌ ممن كتب في ذلك لا يخلو من تزيييف متعمد من توراتيين يهود أو مستشرقين ، والاستدلال لهذه المسألة يطول ، وهو يصلح أن يكون بحثًا أكاديميًّا لمن يكون متخصصًا في الآثار أو اللغة أو التاريخ ، فهذه المجالات الثلاثة لا يستغني الدارسون فيها عن بعضهم البعض .
ولئلا يطول الموضوع أُلمح إلى بعض القضايا المتعلقة بهذا المصطلح ، فأقول :
1 ـ لا ريب أن المصدر الوحيد لهذه التسمية ( وكذا تقسيم الشعوب ) هو أسفار بني إسرائيل ، وهي ـ كما لا يخفاك ـ ينقصها التوثيق ، ولا تصلح لأن تكون المصدر الوحيد فقط .
وقد ورد في كتاب ( مدخل إلى الكتاب المقدس ، تأليف جماعة من النصارى ، إصدار دار الثقافة ) ( ص : 23 ) : (( كاتب التكوين مجهول ، لكن العهد الجديد يدلنا ضمنًا على أن كاتبه هو موسى ، ولم يعترض أحد على هذا المفهوم حتى العصر الحديث .. كما لا نعرف كيف كُتب هذا السفر ، لكن من المعقول أن نرى موسى كمحرر استطاع أن يضم عددًا كبيرًا من القصص والحقائق التي قد يكون بعضها قد أصبح شائعًا قبل تاريخ تدوينه )) .
وهذا الكلام فيه من الضعف والسقطات ما يُغني عن التعليق عليه .
2 ـ أن سفر التكوين يذكر أمرًا يتعلق بامتياز سام على ابني نوح الآخرين ( يافث وحام ) ، فصار سام هو المقدَّم عند اليهود ، وينسبون أنفسهم إليه .
3 ـ أن جميع الشعوب ـ كما في أسفارهم ـ قد خرجت من أبناء نوح عليه السلام .
4 ـ أن الناس كانوا على لغة واحدة ، حتى بنوا أرض بابل ، فكان ما كان من بلبلة الله لألسنتهم ـ كما تزعم هذه الأسفار ـ ، وذلك بعد فترة من عيش أبناء أحفاد أولاد نوح .(1/1155)
وبعد هذه النقاط المأخوذة من أسفارهم يقع سؤال ؟
لماذا نُسِبت اللغة وهذه الشعوب إلى سام ، وقد وقع تبلبل ألسنة الناس ؟
كيف عُرِفت هذه اللغات ، وكيف أمكن الناس أن يتفاهموا عليها ؟!
هل اللسان الذي كان يتكلم به الناس قبل البلبلة المزعومة هو اللسان السامي ؟!
إذا كان اللسان هو السامي ، فأين إخوة سام ، ولم لم تُنسب إليهم لغات ؟ لماذا أُهملوا كل هذا الإهمال ؟!
أين نوح عليه السلام ، ولم لم تكن نسبة اللسان إليه بدلاً من سام ؟
هل يُنسب الأب إلى لغة ابنه كما وقع في كتاب ( قاموس الكتاب المقدس ) ، فقد ورد فيه ( ص : 982 ) : (( نوح : اسم سامي معناه : راحة )) .
ليس هناك إلا الافتراض والتحكُّم ، والتحكُّم لا يعجز عنه أحدٌ .
ولعلك تتساءل : أين أخبار بني نوح في أسفار بني إسرائيل ؟
لا عليك ، فإن الأسفار إنما هي أسفار بني إسرائيل ، ولا شأن لها بغير أخبارهم ، وإن كانوا ساميين ـ على زعمهم ـ فهم قد خرجوا من دائرة الاصطفاء الذي يزعمون أنه صار في سام وأولاده ، ثم اختير من أولاده إبراهيم ، ثم اختير من أولاد إبراهيم إسحاق ، ثم في يعقوب وأبنائه ، وعليهم وقف الاصطفاء فلم يتغير ولم يتبدل كما يزعمون ، لذا قلَّ أن تجد خبرًا عن غيرهم في أسفارهم ، كما أنك تجد أنه بعد ذكر نوح وأبنائه انتقل الحديث إلى إبراهيم دون ذكر ما كان بينهما من التاريخ الطويل ، فياللعجب كيف أغفلوا تاريخ أجدادهم ؟!
وانظر ما يقوله مؤلفو كتاب ( مدخل إلى الكتاب المقدس ) عن سفر التكوين ( ص : 23 ) : (( أهمية سفر التكوين : ... ويتحدث سفر التكوين عن بداية العالم والإنسان والمجتمع والعائلات والأمم ، وبداية الخطيئة والخلاص ، وبصفة خاصة هو يتكلم عن بداية نشأة الجنس العبراني )) .(1/1156)
أقول : كم يمثل الجنس العبراني من بين تلك الشعوب التي ذكروها ؟ ولماذا أهملوا كل الأجناس ، واعتنوا بهذا الجنس القليل جدًّا ، ألا يدل هذا على أنهم لا يرون غيرهم ، وأنهم هم أصحاب الامتياز ؟
إن الموضوع طويل جدًّ ، ولا يكفي أن أقرر لك ما يتعلق به في مثل هذا المقال ، لكن ألفت نظرك إلى بعض الأمور ، منها :
1 ـ إن وجود الأخطاء والتحريفات والكذب في أسفار اليهود واضح وضوح الشمس في رائعة النهار ، ولا ينكر ذلك إلا مكابرٌ .
2 ـ إن وصول أسفار اليهود إليهم غير متصل السند البتة ، وهم يعرفون ذلك بيقين ، ويعلمون أنهم فقدوا التوراة في السبي البابلي ، وان الكاتب عزرا قد أملاها ، لأنه ـ كما قيل ـ كان يحفظ التوراة .
ولا يخفاك ما قاله أصحاب كتاب ( المدخل إلى الكتاب المقدس ) بشأن سفر التكوين .
3 ـ إن هذه الأسفار إنما هي ـ في أغلبها ـ أخبار كُتِبت لأحداث شاهدها أشخاص ، أو وردت إليهم شفاهًا عمن حدثت له ، وبهذا فهي لا تمثِّل كلام الله الموحى به ، سوى بعض ما في الأسفار الخمسة ، وبعض الأسفار التي فيها بقايا وحي ، ومع ذلك لا يمكن الجزم به جزمًا يقينيًّا .
والدليل على أنه بقي عندهم شيء من الوحي ، خبر اليهودي واليهودية الذين زنيا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتلوا ما في التوراة من حكم الزنى ،والقصة معروفة .
4 ـ إن هذه الأسفار لا يصلح أن تكون المصدر الوحيد لأخذ الاسم أو الحدث ، كما حصل في أخذ مصطلح السامية منها .
وإذا كان ولابدَّ من أخذ التسمية منه ، فلم لم يكن ( النوحية ) ؟
ما لغة نوح الأب ؟
هل تغيرت لغة أبنائه عنه حتى تسمى لغة بعضهم سامية ، وبعضهم غير سامية ؟(1/1157)
وأحب أن تلحظ أن لغة نوح هي لغة من سبقه من أبائه ، وهي لغة ( عروبية ) فيها أسماء عربية نعرف اشتقاقها وأصلها في لغتنا المعيارية التي نزل القرآن بها ، فقد قال تعالى عن قوم نوح ((وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )) ( نوح : 23 ) ، وهذه أسماء عربية ، فماذا ياترى تكون لغة نوح وقومه ؟ أليست تلك اللغة العروبية الاشتقاقية التي بقيت في جزيرة العرب صافية أكثر منها في بلاد العرب الأخرى ؛ في عراقهم وشامهم ومصرهم ومغربهم العربي منذ القِدم ؟
وتلك قضية تحتاج إلى مقال مستقلٍ لعل الله ييسر بكتابته بتفصيل يدل على الحقيقة فيه ، والله الموفق .
إن مما يحسن أن يعلمه القارئ أن أسفار بني إسرائيل تكره كل شيء عربيٍّ كائنًا ما كان هذا العربي ، وسأذكر لك بعض الدلائل من كتبهم :
1 ـ الكنعانيون جعلوهم من نسل حامٍ المغضوب عليه مع أنهم ساميون ـ في مصطلحهم ـ فهم من سكان منطقة الساميين وليسوا من مناطق الحاميين ، وإنما أخرجوهم كرهًا لهم لأنهم عرب يشهد بذلك التاريخ ، وهم الجبارون الذين كانوا في زمن موسى فكرهوا محاربتهم ، وجبنوا عن لقائهم .
2 ـ عندهم أن إخوة يوسف باعوا أخاهم يوسف للإسماعيليين ، ولا يخفاك أن إسماعيل سكن جزيرة العرب ، وهو عمُّ هؤلاء الذين يبيعون يوسف عليه السلام ، أفيُعقل أن يخفى عليهم أبناء عمهم ولا يعرفونهم ؟ !
3 ـ أنهم حرفوا العهد الذي جعله الله لأبناء إبراهيم ، وجعلوه لهم ، وأنكروا كل فضيلة لإسماعيل ، حتى لقد زعموا أن إسحاق هو الذبيح الذي له العهد ، مع أن فيما كتبوه ما يدل على كذبهم .(1/1158)
ولقد سرت هذه العداوة عند بعض الغربيين من الباحثين المستشرقين المتأثرين بالدراسات التوراتية ، فعلى سبيل المثال : جعلوا اللغات الآرية مقابل اللغات السامية ، وجعلوا ممن ينطق بالآرية ( الهند وأروبة ) التي قد يُطلق عليها ( الهندوروبية ) ، وزعموا أن بينها أواصر لغوية مشتركة ، فانظر كيف ابتدعوا بأنفسهم إلى من يفصل بينهم وبينه مسافات ، وتركوا العرب الذين تربطهم بهم أواصر لغوية وتاريخية ،
وإذا كان الغرب يرجع إلى السامية ، ولا يريدها ، فلم لم يخترعوا اسمًا لهم من أولاد نوح كما اخترعوا السامية ، لم لمَ يقولوا لهذه اللغة الآرية (يافثية) نسبة إلى يافث بن نوح الذي يجعلون من نسله اليونايين والناضوليين ؟!(2)
وما ذاك إلا حاجة في نفوسهم ، وإلا فأين بُعث موسى وعيسى ، ألم يُبعثا في الشرق ، فلم البعد عن الشرق والارتباط بشرق الشرق ؟!
أإلى هذا الحدِّ وصل الحقد والحسد ؟!
هذا ، ولقد اجتهد اليهود في إثبات صحة كتبهم من خلال البحث في الأثريات ، لكن لم يجدوا شيئًا ، فصاروا يتشبثون بهذه المزاعم التي يصدرونها بين الفينة والفينة كالسامية التي صاروا يوالون ويعادون عليها ، وكأنها أصل الشعوب .
إن نظرت عابرة لتاريخ الأنبياء تدلنا على أن العرب عريقون في أعماق التاريخ ، فنوح عربي بدلالة ما ذكرت لك من أسماءٍ عربية لأصنام قومه التي كانوا يعبدونها ، وهود عليه السلام وقومه عاد عربٌ ، وصالح عليه السلام وقومه ثمود عرب ، وشعيب عليه السلام وقومه أصحاب مدين عرب .
فنوح ـ عليه السلام ـ قبل السامية المزعومة التي صنعوها وتحاكموا إليها ، ومن جاء بعده من الأنبياء المذكورين ـ عليهم السلام ـ كانوا قبل إبراهيم عليه السلام ، وقبل بروز العبرية المزعومة التي يتكلم بها بنو إسرائيل .(1/1159)
فكيف تُغفل تلك الأمة العظيمة التي كانت لها هجرات خمس كبرى إلى أرض الهلال الخصيب وأرض الشام منذ القِدم ، ويُتناسى تاريخها ، وتُتناسى لغتها ، ليؤخذ بمصطلح مخترعٍ ليس عليه دليل علمي ؟!
إننا أما تراث تاريخي ولغوي قد لُعِب به ، ودُرس بغير لغته التي تمتلك ثمانية وعشرين حرفًا بخلاف اللغات التي دُرست بها آثار هذه المنطقة ، فنقصها ست حروف ، فلو سلمت القراءات من الخطأ من جهة ، فإنها لن تسلم بفقدانها هذه الأحرف التي تفكُّ كثيرًا من غموض مدونات الآثار .
واعتمادًا على السامية المزعومة ، فإن الضاد ستنطق دالاً ، والعين ستنطق ألفًا ، والخاء ستنطق كافًا ، والطاء ستنطق تاءً ... الخ من ألفاظ الحروف التي لا تعرفها كثير من لغات الغرب ، فانظر مدى الخطأ الذي سيقرؤه الذي يريد البحث في تاريخ المنطقة القديم ولغاتها القديمة ؟.
وبعد فإن الموضوع له ذيول تحتاج إلى فكٍّ وتحليل ، ولكن الوقت لا يُسعف بأكثر من هذا الآن ، ولعل الله ييسر لي أن أبسط الموضوع ؛ فإن له علاقة بالمعرَّب من جهة ، فأسأل الله التوفيق والسداد ، والبركة في العمر لخدمة كتابه الكريم .
ــــــــــــــــ
(1) من القضايا المهمة في هذا الباب أن تعرف أن أبناء يعقوب الذين من نسلهم بنو إسرائيل كانوا أبناء عمِّ لأبناء إسماعيل عليهم السلام ، فالجد واحد ، وهو إبراهيم عليه السلام ، فوشائج القربى بين العرب وبينهم جاءت من هذا الباب فقط ، ولا يعني هذا أننا نقبل كل ما هو إسرائيلي ، لكن قد يغفل بعض الكاتبين حينما يكتبون عن أولاد يعقوب أو عن بني إسرائيل ، وكأنهم يكتبون عن قوم لا علاقة لهم بالعرب من قريب ولا من بعيد .(1/1160)
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن إبراهيم وبنيه كانوا يتكلمون عربية ذلك الزمان ، فأم إسماعيل اسمها هاجر ، وهذا لفظ عربي صريح ، وهي من مصر ، وإبراهيم من العراق ، وقد نزل بها إلى مكة ، وقابلت قبيلة جرهم ، وتخاطبت معها ، ولم تحتج إلى ترجمان ، وقد اشتقت اسم ولدها إسماعيل من ( يسمع إئيل ) كما ورد في كتبهم ، ونزل إبراهيم لابنه إسماعيل ، وخاطب زوجتيه ولم يحتج إلى ترجمان .
وإذا نظرت إلى اسم ابن أخي إسماعيل وجدته ( يعقوب ) ؛ أي الذي يعقب ويخلف غيره ، وهو قد عقب أباه ، كما قال تعالى ( ومن وراء إسحاق يعقوب ) فتأصيل هذا الاسم في العربية قريب المأخذ لمن تأمله ، وهذا كله يدلك على وجود تلك اللغة الاشتقاقية العربية العريقة التي كانت سائدة في هذه المنطقة منذ القدم ، وإن اختلفت وتحورت وتطورت إلا أنها لا تخرج عن لغة الاشتقاق . ولعله يأتي المقام لإكمال حلقات المعرَّب لآتي على هذه الأسماء وأبين علاقتها بالعربية المعيارية التي نزل بها القرآن الكريم .
(2) أشار إلى هذه الفكرة بيرو روسي في كتابه / مدينة إيزيس التاريخ الحقيقي للعرب ، ترجمة فريد جحا ( ص : 19 ) .
( ملاحظة : هذه الترجمة لهذا الكتاب سيئة جدًّا ، ولا أدري هل تُرجم ترجمة أخرى ، ففي الكتاب نقد لنظريات غربية في تعاطيها مع الشرق العربي ).
---
أبو عمار المليباري
08-13-2005, 06:59 AM
جزاك الله خيراً ، وبارك الله فيك . ونفع بك الإسلام والمسلمين . فوائد قيمة ... وننتظر منك المزيد .
---
محمد الأمين
08-16-2005, 08:39 AM
قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4|509): حدثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا بن وهب ثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: ولد نوح صلى الله عليه وسلم ثلاثة: سام وحام ويافث. فولد سام: العرب وفارس والروم وفي كل هؤلاء خير. وولد حام: السودان والبربر والقبط. وولد يافث: الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج.(1/1161)
فنظرية التقسيم الثلاثي قديمة لا دخل لشلوتزر فيها.
وَكانَ مِن أَولادِ نوحٍ واحِدُ * مُخالِفٌ لِأَمرِهِ مُعانِدُ
فَبادَ فيمَن بادَ مِن عِبادِهِ * وَسَلِمَ الباقونَ مِن أَولادِهِ
سامٌ وَحامٌ وَالصَغيرُ الثالِثُ * وَهُوَ في التَوراةِ يُدعى يافِثُ
فَأَكثَرُ البيضانِ نَسلُ سامِ * وَأَكثَرُ السودانِ نَسلُ حامِ
وَيافِثٌ في نَسلِهِ عَجائِبُ * يَأجوجُ وَالأَتراكُ وَالصَقالِبُ
---
محمد الأمين
08-16-2005, 09:29 AM
ملاحظة: كلامي السابق كان عن التقسيم الثلاثي وعن كون سام ابن لنوح عليه السلام. وأما كلمة "السامية" فأول من استعملها هو اليهودي النمساوي السابق الذكر.
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2005, 02:47 PM
أشكر الدكتور مساعد الطيار وفقه الله على هذه المقالة ، والمقالة التي أشار إليها للدكتور عودة الله منيع القيسي هي :
فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3736)
وفي الحق إن هذا الموضوع - مع أهميته - لم يحظ من الدارسين في الدراسات اللغوية والقرآنية بما ينبغي له لإبرازه وإشهاره ، ورد مثل هذه النظريات التي اعتمدت في مؤلفات ومناهج دراسية أكاديمية وغير أكاديمية ، وصارت من المسلمات العلمية عند كثير من الباحثين ، مع ما يعتورها من الضعف ، وما تنطوي عليه من أبعاد عقدية وحضارية كبيرة.
والدكتور مساعد الطيار من المعتنين بهذا الجانب العلمي ، وكثير الاطلاع على ما كتب في هذا الجانب ، وأسأل الله له التوفيق والسداد . وهناك دراسات علمية ومؤلفات لعدد من الباحثين في اللغة تناولت مثل هذه النظريات بالإبطال كما صنع الدكتور عودة الله القيسي في مقاله ، وكما صنع من قبله الدكتور على فهمي خشيم في كثير من كتبه التي تدور حول هذا الموضوع.(1/1162)
وأما ما أشار إليه الأخ الكريم محمد الأمين من قدم ذكر أولاد نوح عليه السلام ، فالخبر الذي رواه عن سعيد بن المسيب ، وابن المسيب أخذه من التوراة ، وقد اشار إلى ذلك الدكتور مساعد الطيار في مقاله ومثله الدكتور عودة الله . وكذلك الأرجوزة التي ذكر بعض أبياتها فهي للشاعر العباسي علي بن الجهم المتوفى سنة 249هـ ، والتي يقول في أولها :
الحَمدُ لِلَّهِ المُعيدِ المُبدي = حَمداً كَثيراً وُهوَ أُهلُ الحَمدِ
ثُمَّ الصَلاةُ أَوَّلاً وَآخِرا = عَلى النَبِيِّ باطِناً وَظاهِرا
يا سائِلي عَن اِبتِداءِ الخَلقِ = مَسأَلَةَ القاصِدِ قَصدَ الحَقِّ
أَخبَرَني قَومٌ مِن الثِقاتِ = أولو عُلومٍ وَأولو هَيئآتِ
تَقَدَّموا في طَلَبِ الآثارِ = وَعَرَفوا حَقائِقَ الأَخبارِ
وَفَهِموا التَوراةَ وَالإِنجيلا = وَأَحكَموا التَنزيلَ وَالتَأويلا
إلى آخر ما قال في أرجوزته .
فهو قد جعل من مصادره العلماء الذين فهموا التوراة والأنجيلا ، ومن هذا المصدر أورد أسماء أبناء نوح عليه السلام كما ذكرتم. فليس هناك إضافة علمية جديدة في ما تفضلتم به ، وليس فيها كذلك ما يعكر صفو النتائج التي ذهب إليها الدكتور مساعد الطيار ولا الدكتور عودة الله القيسي في مقاله.
وإنني أشكر الدكتور مساعد الطيار والدكتور عودة الله القيسي على إثارة مثل هذه المسائل التي ترفع من درجة الوعي العلمي لدينا ، وتدفعنا للاطلاع على أصول هذه النظريات التي تلبس لباس التحقيق العلمي في حين هي ترمي إلى أغراض سياسية حضارية ، لاحتواء هذه الحضارة الإسلامية ، والتقليل من شأنها في عين أبنائها وحملتها والله المستعان والموفق. ويا حبذا أن يتصدى نفر من الباحثين المخلصين في الدراسات القرآنية واللغوية لمثل هذه المسائل لتجليتها وإبرازها بطرق مختلفة في المنتديات والمجلات والصحف والبرامج حتى تتضح الصورة للجميع كما دخل الخلل على الجميع .
---
عبدالرحمن الشهري
06-09-2006, 01:17 PM(1/1163)
قال الدكتور عمر فروخ :( إن اللغة العربية وأخواتها البابلية والآرامية والكنعانية والعبرية والحبشية وغيرهن يرجعن إلى أم واحدة كان علماء اللغة الغربيون قد سموا تلك الأم اللغة السامية : يزعمون بذلك أن أولاد نوح الثلاثة : ساماً وحاماً ويافثاً تكلموا ثلاث أسر مختلفة من اللغات : لغات الأسرة السامية (في غربي آسية) ، ولغات الأسرة الحامية (في أفريقية) ، ولغات الأسر اليافثية(في أوربة) . وقد اعتمد أولئك العلماء في ذلك ما ورد في التوراة الموجودة بأيدي الناس (سفر التكوين 1:11 وما بعد) .
إن الأخذ بهذه النظرية بعيدٌ عن العلم وعن الواقع ، فليس من المعقول في شيء أن يتكلم أبناء رجل واحد لغات ذات خصائص متباعدة، وكان صديقي الدكتور زكي النقاش(ولد في بيروت 1896م) قد اقترح أن يقول (اللغات الأعرابية) مكان (اللغات السامية) وهو على حق لأن أصل هذه اللغات من شبه جزيرة العرب ، والأعراب أو أهل البادية هم أهل اللغة الفصحي الصحيحة.
انظر : الترجمة أو نقل الكلام من لغة إلى لغة للدكتور عمر فروخ – مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق – المجلد الرابع والخمسون - الجزء الثالث - ص 611 حاشية رقم 1، شعبان من سنة 1399هـ (تموز (يوليو) من سنة 1979م .
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-09-2006, 06:26 PM
أخبرني أستاذ من العراق قبل خمسة عشر عاماً ، لا أحب ذكر اسمه لسوء خُلقه ورفْضه، قال حين رُقيت إلى الأستاذية أثنى د. رمضان عبدالتوّاب على كتابي في فقه اللغة ، وقال: غير أن فيه بدعةً جديدة هي تسمية اللغات السامية بـ(اللغات الجزرية) نسبةً إلى شبه الجزيرة العربية.
---
د.حسن خطاف
07-24-2006, 06:08 AM
بارك الله بالدكتور مساعد الطيار وبكل من شارك في هذا الموضوع القيم
---
مروان الظفيري
09-18-2006, 07:58 PM
أحيل الأخوة في منتدانا الحبيب على هذا الكتاب :
اليهود ومعاداة السامية... تاريخ وحقائق :
للمؤلف الأستاذ معمر فوزي الخليل(1/1164)
والكتاب يتحدث عن أصل التسمية , وتاريخ ظهور مفهوم معاداة السامية,
والمفهوم اليهودي لمعاداة السامية, والاستفتاء الأوروبي الأخير
وتنامي العداء ضد اليهود في أوروبا, وغيره من الموضوعات الشائقة الماتعة ....
وهذا هو رابطه :
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsamyah.zip
---
مروان الظفيري
09-18-2006, 07:58 PM
أحيل الأخوة في منتدانا الحبيب على هذا الكتاب :
اليهود ومعاداة السامية... تاريخ وحقائق :
للمؤلف الأستاذ معمر فوزي الخليل
والكتاب يتحدث عن أصل التسمية , وتاريخ ظهور مفهوم معاداة السامية,
والمفهوم اليهودي لمعاداة السامية, والاستفتاء الأوروبي الأخير
وتنامي العداء ضد اليهود في أوروبا, وغيره من الموضوعات الشائقة الماتعة ....
وهذا هو رابطه :
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsamyah.zip
---
بنت السنة الطاهرة
09-18-2006, 08:34 PM
جزاكم الله خيراً ...
---
(1/1165)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مباحث في علوم القرآن لمناع القطان
---
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان
---
أبو حسن
09-21-2005, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجوا من الأحبة في المنتدى كل يدلي بدلوه بالحديث عن هذا الكتاب القيم
---
إبراهيم الحميضي
09-24-2005, 01:22 PM
هو كتاب قيم جدا ، وهو من أفضل الكتب المعاصرة في هذا الباب إن لم يكن أفضلها ، وقد طبع عشرات المرات ، وقد تميز بالشمول ، وجمال الأسلوب ، وعدم الاستطراد، وهو من أنسب الكتب الدراسية للطلاب ،وما هو بالمعصوم ، رحم الله مؤلفه .
---
أبو حسن
10-17-2005, 01:03 AM
جزاك الله خيرا على هذا الرد
وأرجوا من الأخوة الكلام عن هذه الكتاب وفاء لهذا الشيخ الفاضل رحمه الله
---
جمال حسني الشرباتي
10-17-2005, 07:37 PM
معذرة فأنا مع أنّي قرأته إلّا أنني لا أميل إلّا إلى كتب الأولين الأفذاذ كالزركشي
---
أبو حسن
10-19-2005, 12:22 AM
نحن نتكلم أيها المبارك عن هذا الكتاب بالنسبة للكتب المعاصرة وإلا فهذه الكتب من المراجع الأصيلة وكل من ألف من المعاصرين فهو عالة على من سبق
كما ذكر ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف على الخلف
---
صالح صواب
10-19-2005, 11:42 PM
(مباحث في علوم القرآن) للشيخ/ مناع القطان رحمه الله، من الكتب القيمة النافعة، وقد أدى هذا الكتاب دورا هاما في التعليم النظامي الجامعي، حيث يدرس الكتاب في أكثر من جامعة.
لكن ما يؤخذ على الكتاب أن المؤلف - رحمه الله تعالى - اعتمد في كتابه هذا على النقل عمن سبقه، وبخاصة الزركشي والسيوطي.
ففي الكتاب نقل وتقليد في كثير من المسائل، ويبدو أن المؤلف - رحمه الله - كتبه ابتداء على عجلة من أمره ليسد فراغا في بعض الجامعات الإسلامية، ولم يتيسر له تنقيحه وتصحيحه.(1/1166)
وأنصح بدراسة مقارنة في علوم القرآن، وأن يستفاد من كتاب (مناهل العرفان) للشيخ/ محمد عبدالعظيم الزرقاني، فقد خالف مناع القطان في كثير من المسائل.
كما أدعو الأساتذة الكرام الذين اعتمدوه منهجا دراسيا أن يرجحوا ويقارنوا بين الأقوال، فلا ينبغي الاعتماد على كتاب باعتبار أن كل ما فيه قول راجح، وهذا - مع الأسف - ما تعودنا عليه، أن نعتبر ما في الكتاب المنهج هو القول الراجح، مع أن الراجح قد يكون غيره.
ولعل من الأمثلة على الموضوعات التي تحتاج إلى تحقيق موضوع (الأحرف السبعة) ..
---
أبو حسن
10-20-2005, 12:49 AM
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي
---
(1/1167)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المخطوطات
---
المخطوطات
---
ابوخبيب
03-25-2006, 03:06 PM
الاخوة المشايخ الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اردت في مشاركتي الاولة في هذا المنتدى المبارك ان اساهم بشئ مفيد للجميع ان شاء الله وقد كنت في اثناء تصفحي للشبكة قد مررت بموقع يضم بعض المخطوطات في القراءات ولفت انتباهي وجود بعض الكتب النادرة وسأذكر اسماء بعضها كما ذكرت في الموقع والرجاء ممن يعلم اماكن اخرى لهذه المخطوطات ان يتفضل علينا باماكنها وذلك للفائدة العامة وجزاكم الله خيرا
1- القراءات الشاذة - لمحمد بن محمد بن الجزري
2-تذكرة أولي الأبصار بقراءة السبعة أئمة الأمصار-جمال الذين ابي بكر عبدالله بن ابي بكر **هكذا ذكر الاسم في الموقع
3-المبسوط في القراءات-لابن مهران
4-لإستكمال لبيان مذاهب القراء السبعة في التفخيم والإمالة وما كان بين اللفظين مجملاً-لابن غلبون
5-خلاصة الابحاث في شرح نهج القراءات الثلاث-للجعبري
6-رواية ابي عمرو بن العلاء-ابو القاسم احمد الغافقي
7-الروضة في القراءات الاحدى عشرة-للمالكي
8-إتمام الدراية لقراء النقاية-للسيوطي
9-هداية القراء المهرة في الطرق العشرة-لابن الجزري
10-مختصر في إفراد قراءة الأمام ابي عمرو بن العلاء-لابي معشر الطبري
11-الوجيز في شرح أداء القراء الثمانية-للاهوازي
12-اللآلي الفريدة في شرح القصيدة-ابو عبدالله محمد بن حسن الفاسي
3-تحفة الاخوان في الخلف بين الشاطبيه والعنوان-لابن الجزري
14-الوسيلة إلى كشف العقيلة-للسخاوي
15-مرشد الطلبة إلى إيضاح وجوه بعض الآيات القرآنية من طرق طيبة-احمد افندي زاده
16-أجوبة أربعين مسألة من المسائل المشكلة في القراءات-لابن الجزري
17-القواعد المقررة والفوائد المحررة-للبقري
18-روضة التقرير في إختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير-للواسطي الديواني(1/1168)
19-الدر النضيد في شرح القصيد ( الشاطبية )-محمد بن عمارة الغساني الاندلسي
راجيا قبولي بينكم علني الحق بركبكم وادخل في زمرتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو الجود
03-26-2006, 02:55 PM
أين رابط الموقع ، وجميع هذه الكتب لها نسخ في المكتبةالأزهرية ودار الكتب ومكتبة الإسكندرية
وقد أرسلت لك على الخاص
---
ابوخبيب
03-26-2006, 06:29 PM
نسيت وضع الرابط وها هو
http://www.mild-kw.net/search_mk_2.php
---
(1/1169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من مفيد عن هذه الرسالة القيمة ؟
---
هل من مفيد عن هذه الرسالة القيمة ؟
---
أبو العالية
11-30-2006, 12:47 PM
الحمد لله ، وبعد ..
كتب الدكتور المتفنن مصطفى كامل حفظه الله ونفع به رسالته الدكتوراه
" الاختلاف المذهبي وأثره في التفسير "
وقد حدثنا عنها إبَّان زيارتي له في بيته في الرياض قبل عدة سنوات .
ما حالها هل طبعها الشيخ ؟
---
الكشاف
12-02-2006, 01:56 PM
اطلعتُ على الرسالة ، ولم أجد فيها العمق العلمي الذي كنت أتوقعه لما أعرفه عن كاتبها من جودة الكتابة في مجلة البيان ، فلعله قد شغل بقضايا الفكر والسياسة عن تخصصه في التفسير فلم يعطها ما تستحقه من البحث والتفرغ ، وأراك يا أبا العالية قد حكمت عليها بأنها قيمة وأنت لم تطلع عليها بعدُ ، فلعله من حسن ظنك بكاتبها الكريم وهو رجل نحبه ويستحق كل تقدير ودعاء بالخير .
---
(1/1170)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة للعلامة سليمان بن سحمان
---
نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة للعلامة سليمان بن سحمان
---
أبو مهند النجدي
05-02-2006, 10:12 AM
الملف على وورد
---
أبو مهند النجدي
06-10-2006, 01:38 PM
نَظْمُ ما انْفَرَدَ بِهِ شَيْخُ الإسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ عَنِ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ
هذه النسخة تتميز عن سابقتها بتحقيق وتعليق أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وعبدالمحسن العسكر ومحمد خير رمضان يوسف
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-10-2006, 07:15 PM
جزى الله خيرا كل من ساهم فيها من ناظمها الى شارحها وطابعها وواضعها في المنتدى
وقد وقعت عيني وأنا أقرؤها على عدد من الأخطاء الطباعية أحببت أن أضعها هنا خدمة للعلم ونفعا للقارئ:
أولا النسخة الأولى
البيت ــــــــــ الخطأ ــــــــــــــــــــ الصواب
8 ــــــــــ سِفر يُسَمّى ــــــــــ سَفَرٌ يُسْمى
9 ــــــــــ وسيّانَ ــــــــــــــــــــ وسيَّانِ
12 ــــــــــ أثَرٍ ــــــــــــــــــــ أثَرٌ
28 ــــــــــ وطئ ــــــــــــــــــــ وطء
29 ــــــــــ وجُوِّزَ عقدٌـ وجَوَّزَ عقْداً
30 ــــــــــ وجُوّز ــــــــــــــــــــ وَجُوِّزَ
33 ــــــــــ ألما ــــــــــــــــــ الما
45 ــــــــــ ولو فُرِّقت إذا هي لم تكن ــ ولو فُرِّقتْ فيهِ إذا هي لم تكن
46 ــــــــــ لكن هي ــــــــــــــــ لكنّها
47 ــــــــــ وكم مرة إلى ذا الآن من متحامل - وكم مرةٍ للآنِ
49 ــــــــــ يتلقي ـــــــــــــــــ يلتقي
50 ــــــــــ مواقف منهم له في المسائل ــ البيت مكسور
ثانياُ النسخة الثانية المحققة المشروحة، وقد وقع فيها مع ذلك عدد من الأخطاء جاءٍ معظمها من عدم مراعاة الضرورة الشعرية، وجلّ من لا يسهو:(1/1171)
البيت ـــــــ الخطأ ــــــــــــــــــــ الصواب
2 ــــــــــ ميد ــــــــــــــــــــ مبيد
8 ــــــــــ يُسَمّى ــــــــــــــــــــ يُسْمى
9 ــــــــــ وسيَّانٌ ــــــــــــــــــــ وسيَّانِ
12 ــــــــــ البخاريُّ ـــــــــــــــــالبُخاري[بدون تشديد ]
17 ــــــــــ أن يَقضيَ ــــــــــــــــ أن يقضي[بسكون الياء]
22ــــــــــ وعن أحمدَ يرويه ــــــ وعنْ أحمدٍ يرويه
31ــــــــــ ورِفقتُها قد قَرُبُواـ وَرُفقتُها قد قَرَّبوا
37ــــــــــ سواءً ــــــــــــــــ سواءٌ
43 ــــــــــ جميعُها ـــــــــــــــــــ جميعَها
47 ـــــــــ أوذيَ ـــــــــــــــــــ أوذي[بسكون الياء للوزن]
---
(1/1172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لفظ الكفار ودخول الملاحده فيه؟؟؟؟؟؟
---
لفظ الكفار ودخول الملاحده فيه؟؟؟؟؟؟
---
الغرنوق
04-22-2004, 09:15 AM
سؤال
اذا اطلق لفظ الكفار فهل يدخل فيه اليهود والنصارى والمشركين والملاحده؟؟
ارجوا اثراء الموضوع وجزاكم الله خيرا
---
(1/1173)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل الأرجوزة المنبهة للإمام أبى عمرو الدانى على ملف وورد
---
حمل الأرجوزة المنبهة للإمام أبى عمرو الدانى على ملف وورد
---
طه محمد عبدالرحمن
11-26-2006, 01:20 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه الأرجوة المنبهة للإمام أبوعمرو الدانى رحمه الله قام بكتابنها الاخوان الفاضلان عمر الإمبابى و أبومالك العوضى حفظهما الله نقلاها من التسجيل الصوتى للأرجوزة بصوت العبد الفقير الى الله و قمت بمراجعتها على النسخة التى عندى و هى بتحقيق الاستاذ محمد بن مجقان الجزائرى طبعة دار المغنى بالرياض سنة 1999 م و أضفت اليها ترجمة للإمام ابوعمرو للدكتور عبدالهادى حميتو و قصيدة قالها فيه أيضا و هى
يا حافظ الدنيا و من بهر النهى تيسيره و بيانه و الجامع
و بمقنع بذ الفحول و محكم بده العقول فما لديه منازع
و بديع إسناد كأن رجاله فيه البدور سمت لهن مطالع
من كل حبر للمقارىء بارع بر تخيره إمام بارع
يتفجر التنزيل بين ضلوعه كالنبع يدفق سيبه المتدافع
قد جئت فى علم المقارىء واحدا فذا فمالك فى النبوغ مضارع
و برزت كالشمس المنيرة بالضحى زهراء جللها الضياء الساطع
حتى تقاصر عن مداك محاول و رمى المقادة و استراح الطامع
و كذاك يختص الإله بفضله من شاء ما دون المواهب وازع
جادت أباعمرو ثراك مراحم تزهو بها لك فى الجنان مراتع
ما حبر السبع المثانى قارىء و تصدر السبع المقارىء نافع
و هذا رابط تحميل الأرجوزة
http://www.almeshkat.net/books/open...at=46&book=2770
---
نورة
11-30-2006, 01:46 PM
أثابك الله خيراً
---
ساكن القمم
01-28-2007, 10:01 AM
بوركت
---
طه محمد عبدالرحمن
02-07-2007, 04:25 PM
جزاكم الله خيرا لمروركم على الموضوع ..
---
(1/1174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير (5)
---
علل أحاديث التفسير (5)
---
يحيى الشهري
05-15-2004, 04:55 PM
(فضل البسملة)
[5] حديث : أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اشتكى فأتاه جبريل، فقال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل كاهن وحاسد، والله يشفيك.
الحديث أورده البغوي في تفسيره (4: 547) في تفسير سورة الفلق.
وأورده ابن كثير في تفسير سورة القلم (4: 411) عند قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} . [آية:51]. وفي(4: 574) في تفسير سورة الفلق (كذلك) عند الآية المذكورة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (8: 688) وفي (8: 691) في تفسير سورة الفلق عند قوله تعالى وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ . [آية:5]. عن جابر بن عبدالله، وأبي سعيد الخدري. وعزاه لابن مردويه.
وأورده الأستاذ الفاضل حكمت بشير ياسين في كتابه القيم الصحيح المسبور (1: 71) عند ذكره للبسملة وفضلها .. ومن أجل هذا بدأنا بذكر الحديث هنا.
طرق الحديث
الحديث ورد من رواية أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، في آخرين.
( فأما حديث أبي سعيد الخدري:
فسئل الدارقطني في العلل (11: 325/ برقم 2314) عنه، فقال: "يرويه عبد الوارث بن سعيد، واختلف عنه: فرواه بشر بن هلال وعمران بن موسى، عن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة.
ورواه أبو معمر، عن عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة والأول أصح.
ورواه داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، واختلف عن: فرواه أبو شهاب الحناط، وعمر بن حبيب القاضي، وعبد الله بن إدريس، عن داود، عن أبي نضرة، عن جابر أو أبي سعيد، والصحيح عن أبي سعيد". اهـ.(1/1175)
قلت: وله وجه من الخلاف آخر لم يشر إليه الدارقطني، فقد رواه عبدالصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
والحديث بطريقيه في عداد الغرائب.. فإلى بيان مخارج هذه الروايات (وَفق ما تحصل لي):
1 ـ أما رواية بشر بن هلال (وهي أصح الروايات):
فأخرجها مسلم (4: 1718/ برقم 2186)، والترمذي في جامعه (3: 303/ برقم 972)، و النسائي (6: 249/ برقم 10843)، و أبو يعلى (2: 327/ برقم 1066): عن بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك". لفظ مسلم.
2 ـ وأما رواية عمران بن موسى:
فأخرجها النسائي في الكبرى (4: 393/ برقم7660).
وأخرجها النقاش في فوائد العراقيين برقم (75): أخبرنا أبو الفضل إبراهيم بن محمد بن أبي، ثنا محمد بن محمد الواسطى .
كلاهما (النسائي، ومحمد بن محمد الواسطي) عنه، قال: ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، قال: حدثني أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره) بنحوه.
وتابعهما عليه : عفان بن مسلم الصفار، وعبدالصمد بن عبدالوارث ، ومسدد بن مسرهد.
3 ـ فأما رواية عفان بن مسلم:
فأخرجها أحمد (3: 56/ برقم 11551).
وأخرجها الطحاوي في معاني الآثار (4: 329): حدثنا محمد بن علي بن داود.
كلاهما (أحمد ومحمد بن علي) عنه ، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره).
4 ـ وأما رواية عبدالصمد بن عبدالوارث:
فأخرجه أحمد (3: 28/ برقم 11241): ثنا عبد الصمد، حدثني أبي، ثنا عبد العزيز ـ يعني ابن صهيب ـ قال: حدثني أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري(فذكره).
5 ـ وأما رواية مسدد بن مسرهد:(1/1176)
فأخرجها الطبراني في الأوسط (8: 257/ برقم 8565)، وفي الدعاء (1: 334 / برقم 1091): حدثنا معاذ بن المثنى.
وأخرجها اللالكائي في الأصول برقم (341): أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا مسدد وأبو معمر (قرنهما).
كلاهما (معاذ، وأحمد بن حازم) عن عبدالوارث، عن عبدالعزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد(فذكره).
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا عبد الوارث".
6 ـ وأما رواية أبي معمر فاختلف عليه فيها:
فرواه أحمد بن حازم كالجماعة .. وخالفه الحنيني فرواه عنه، عن عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة.
أ ـ فأما رواية أحمد بن حازم : أخرجها اللالكائي في الأصول برقم (341): أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا مسدد وأبو معمر، قالا: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
ب ـ وأما رواية الحنيني: فأخرجها عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص209 ـ 210/ برقم 111): من طريق محمد بن الحسين الحنيني الكوفي: ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة عن أبي سعيد (فذكره).
والصواب رواية أحمد بن خازم.. وللكلام حوله بقية في طريق جابر التالية.
( أما حديث جابر بن عبدالله:
فأشار له الدارقطني وذكر الاختلاف على داود بن أبي هند فيه: وبعض ما ذكره (رحمه الله) لم أقف عليه، لكن وقفت عليه من أوجه أخرى .. وبيان هذه الطرق كالتالي:
رواه أبو بحر البكراوي، ووهيب بن خالد عن داود ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أو جابر. (كذا على الشك).
ورواه محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، وأبي شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
1 ـ فأما رواية أبي بحر البكراوي:(1/1177)
فأخرجها ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (570): أخبرني أبو عروبة، حدثنا علي بن الحسين الدرهمي ويحيى ابن حكيم ، قالا: ثنا أبو بحر البكراوي، ثنا داود بن أبي هند، ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد أو جابر ـ شك داود ـ قال: (فذكره).
2 ـ وأما رواية وهيب (هو ابن خالد):
فأخرجه أحمد في المسند (3: 75/ برقم 11728): ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ـ أو عن جابر بن عبد الله ـ : (فذكره).
وهذه الرواية أعلها الدارقطني، ولم يشر لوجه العلة وهو مصرح بها في رواية البكراوي هذه.
3 ـ وأما رواية محمد بن عبدالرحمن الطفاوي:
فأخرجها أحمد في المسند (3: 58/ برقم 11574): ثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: اشتكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءه جبريل فرقاه، فقال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل عين وحاسد يشفيك"، أو قال: "الله يشفيك".
4 ـ وأما رواية أبي شهاب (وهي أشهر الروايات):
فأخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (5: 47/ برقم 23576)، و(6: 63/ برقم 29503)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص278/ برقم 881).
وأخرجها الطبراني في الدعاء في (1: 334 / برقم 1091): حدثنا أبو عمر الضرير محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي.
ثلاثتهم (ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وأبو عمر الضرير) عن حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
( وأما حديث أنس بن مالك:
فيرويه عبدالعزيز بن صهيب (كذلك) مع اختلاف في اللفظ.
أخرجه أحمد في مسنده (3: 151/ برقم 12554): ثنا عبد الصمد.
وأخرجه البخاري في صحيحه (5: 2167/ برقم 5410)، وأبو داود في سننه (4: 11/ برقم3890): حدثنا مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (3: 303/ برقم 973)، وفي العلل الكبير (1: 141/ 242): حدثنا قتيبة.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (7: 20/ برقم 3917): حدثنا جعفر بن مهران.(1/1178)
أربعتهم (عبدالصمد، ومسدد، وقتيبة، وجعفر بن مهران): عن عبدالوارث، عن عبدالعزيز، قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال: بلى، قال: "اللهم رب الناس مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما". لفظ البخاري.
قال أبو عيسى: "حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقلت له: رواية عبد العزيز، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أصح، أو حديث عبد العزيز، عن أنس ؟ قال: كلاهما صحيح".
وقال في العلل الكبير (1: 141): " سألت أبا زرعة عن هذين الحديثين أيهما أصح : حديث أنس أو حديث أبي سعيد ؟ فقال: كلاهما صحيح. وقد رواهما عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه الحديثين جميعًا.
وسألت محمدًا، فقال: مثله". اهـ.
وفي الباب: عن أنس، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وعائشة، وميمونة (رضي الله عن الجميع).. وإن كان في العمر بقية فسأتعرض (إن شاء الله) لبعض هذه الطرق عند ذكر سورة الفلق.
(فائدة)
قال ابن كثير: "ولعل هذا كان من شكواه (صلى الله عليه وسلم) حين سحر، ثم عافاه الله تعالى وشفاه، ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم وفضحهم ".
وليس في النصوص الصحيحة أن ذلك كان هو السبب، وقد أورد طرفا منها ابن كثير هنا، ولكنه ختم برواية طويلة للثعلبي ، وفيها ذكر سياق الرقية، وختمها بقوله: "أورده بلا إسناد وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد".
وعلى هذا فهو يدخل في أسباب ورود الحديث .. ولم أر من ذكره فيها.
حرر في ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الأول لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
---
(1/1179)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القرآن كائن حي ؟؟؟
---
القرآن كائن حي ؟؟؟
---
أبو العالية
12-16-2003, 10:58 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
ما رأيكم بقول من قال :
" القرآن كائن حي يقبل إليك ويدبر " ؟ فلقد ذكرها احد المؤلفين وفقه الله وعفا عنه .
---
أحمد البريدي
12-17-2003, 10:36 PM
هذه الكلمة موهمة ولذا لا بد من الاستفصال عن مراد المتكلم فإن كان يريد انه مخلوق فباطل إذ هذا مذهب المعتزلة والقرآن منزل غير مخلوق كما هو مذهب أهل السنة والحماعة ودلت عليه الأدلة .
وإن كان يريد ان يقرأ القرآن ما دام قلبه خاشعأ أو أنه يريد حفظ القرآن ,إذ انه يتفلت فلا بد من تعاهده ولعل هذا مراده او نحو هذا وليتك ذكرت كل كلامه .
وعلى كل فينبغي ترك هذه الكلمة لما فيها من الإيهام والله أعلم .
---
المنهوم
12-19-2003, 05:01 PM
جزا الله الأخ احمد على هذا الرد
ونرجو من المشائخ الفضلاء بحث المسألة جيدا والكنابة في ذلك
وشكرا
---
(1/1180)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أطفال أمريكا يتعلمون محاربة الإسلام في مناهج مدارسهم (صورة) !!؟ ونحن ..
---
أطفال أمريكا يتعلمون محاربة الإسلام في مناهج مدارسهم (صورة) !!؟ ونحن ..
---
ابو حنيفة
06-10-2005, 10:44 PM
أطفال أمريكا يتعلمون محاربة الإسلام في مناهج مدارسهم (صورة) !!؟ ونحن ..
أطفال أمريكا يتعلمون محاربة الإسلام في مناهج مدارسهم (صورة) !؟ ونحن ..
بسم الله الرحمن الرحيم
** أيها الأحبة ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** في الوقت الذي يقلص المسؤولون التربويون مواضيع الولاء والبراء من مناهجنا تمشيّاً مع الحملة على ما يُسمّى (الإرهاب) من وجهة النظر الأمريكية فإن أطفال أمريكا يتعلمون محاربة الإسلام في مدارسهم ..!!
** الصورة أدناه خير دليل وشاهد على هذا التناقض السافر الذي تقوده أمريكا ضد شعوب المسلمين وبمداهنة أو خوف من لدن كثير من حكامهم وللأسف الشديد ، وأتمنى من الأخوة إكمال ترجمة ما هو مكتوب في لوح السبورة والذي يعصر القلب ويستفزّ المشاعر ...
** أطفال بوش وربما النصارى جميعهم يدرسون معادلة مختصرها أن الإسلام يساوي (الإرهاب) ولاحظوا أن الطلاب في مراحل التعليم المبكرة والتي تترسخ فيها المفاهيم الرئيسية للعملية التعليمية والتربوية وحسبنا الله ونعم الوكيل .. أفلا يحق لنا أن نتساءل عن خبر هذه الصورة وحقيقتها وأثرها البعيد على عقول ومشاعر الأجيال النصرانية في المستقبل القريب ونظرتهم لنا ولديننا ؟؟
http://www.al3nabi.net/upload/show.php?pic=33119
أسأل الله أن يهلك أمريكا ومن أعانها ومن أيّدها ، وأسأله أن يحفظ لنا ديننا وعقيدتنا وإسلامنا ، وأن يسخر لنا ولاة الأمر الصادقين المخلصين وأن يهديهم ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة .. آمين .
منقول
---
(1/1181)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصحف الحفاظ على غرار مصحف التجويد ؟
---
مصحف الحفاظ على غرار مصحف التجويد ؟
---
عبدالرحمن السديس
07-07-2006, 05:33 PM
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم . أما بعد:
فخطر في بالي فكرة على غرار فكرة مصحف التجويد ، وهي فكرة مصحف الحفاظ ، وتكون العناية بالألوان للكلمات المتشابهة لينتبه لها القاري حين مراجعته ، ويوضع على هامش المصحف بخط صغير مغاير بعض الضوابط والقواعد المعينة على التفريق بين المشتبهات ، فما رأي المشايخ الفضلاء ؟
---
الجكني
07-07-2006, 05:53 PM
يجب صون المصحف الشريف من هذه ( الماكياجات ) والمسلمون لهم 1427سنة وهم يحفظون القرآن بدونها ، هذا ما عندي إن كان يحق لمثلى الضعيف أن يدلى برأيه
---
عبدالرحمن السديس
07-07-2006, 06:12 PM
( الماكياجات )
أضحك الله سنك ، وأظن الرواية الصحيحة بحدف الألف بعدم الميم .
وكان لهم نحوها قبل مصحف التجويد ، ومصحف القراءات العشر ، والتفاسير المختصرة المصاحبة للمصحف ... وغيرها ، وانتفع الناس بها انتفاعا كبيرا.
وجزاكم الله خيرا على رأيكم .
وبانتظار رأي بقية المشايخ .
---
أيمن صالح شعبان
07-08-2006, 10:38 AM
السلام عليكم
سبحان ربي العظيم منذ سنة دارت هذه الفكرة بخاطري لغرض تيسير المراجعة والعجيب تسميته بنفس الاسم ...
وعرضت الأمر على لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر برئاسة الدكتور أحمد عيسى المعصراوي فأجاز الفكرة وكنت قد صنعت نموذجا لأجل هذا الغرض حيث ميزت الكلمات المفارقة في الأي المتشابهة باللون الأحمر وعلى حاشية المصحف خارج البرواز ذكرت الآية الأخرى وأحلت للموطن لكني لانشغالي أهملت تنفيذها وهي فكرة جيدة تلقى القبول بإذن الله تعالى
---
عبدالرحمن السديس
07-08-2006, 01:21 PM
وعليكم السلام ورحمة الله(1/1182)
ما شاء الله نفع الله بكم وبجهودكم ، ولعلكم تنشطون له ففيه بإذن الله نفع عظيم
ولعلكم تستفيدون من كتاب لطيف كثير النفع في ضبط المشتبهات اسمه :
القواعد النيرات في ضبط الآيات المشتبهات .
أعده الشيخان : سامح أحمد بن محمد سعيد ، وعبد الله المرزوق .
---
مسلم السعدون
07-13-2006, 01:01 PM
السلام عليکم
دمتم موفقين لخدمه القران الکريم . محاوله تخدم المتعلمين والحافظين.
---
إبراهيم الحميضي
07-13-2006, 01:57 PM
مع تحفظي على مصحف التجويد من جهة أنه وسيلة ضعيفة لتعليمه ؛ فإني لا أرى طبع مصحف خاص للحفاظ على النسق الذي ذكره الشيخ عبد الرحمن ، لأمورمنها :
1- صيانة المصحف عن الزيادة ، وإن كانت في حواشية ، كما أفاد الدكتور السالم محمد .
2- أن هذه الزيادات والفروق قد تشغل الحافظ المبتدئ ، والأوى ألا ألا ينبه إلى الفروق بين المتشابهات إلا عند حفظها بعد ضبط الموضع الأول .
3- ثبت من خلال التجارب العملية أن أفضل وسيلة لضبط المتشابة تعاهد القرآن وتكراره .
4- أن التشابه أمر نسبي ، فما يشتبه عليّ قد لايشتبه عليك ...
5 - أن القارئ لايحتاج إلى ضبط المتشابه في جميع الأحوال ، وإذا احتاج إلى ذلك يمكن أن يستعين بالكتب المؤلفة في هذا الموضوع وهي كثيرة جدا ، ومن أجمعها وأجودها : إعانة الحفاظ ،لمحمد طلحة منيار .
---
عبدالرحمن السديس
07-18-2006, 04:52 PM
لا أرى طبع مصحف خاص للحفاظ على النسق الذي ذكر... لأمورمنها :
1- صيانة المصحف عن الزيادة ، وإن كانت في حواشية ، كما أفاد الدكتور السالم محمد ..
أخي الفاضل الشيخ إبراهيم أشكر لكم هذه المشاركة المفيد والنافعة ، ومن أجمل ما فيها ذكركم مبررات رأيكم ؛ لأن الاعتراض بدون مبررات لا يستحسن .
ما تفضلتم به من الأمر الأول عندي محل نظر ؛ لأن المصحف الآن مع هذه الوسائل الحديثة للمطابع سيكون في غاية الصيانة إن كان المقصود خشية تداخل غيره معه .(1/1183)
وإن كان المقصود تجريده من كل شيء فهذا أمر آخر ، ولا يظهر لي أن في طبع ما يعين على حفظ أو تدبر أو فهم القرآن بجواره مانعا أو محظورا ، وقد طبعت عشرات الكتب بنحو هذه الأغراض كالتفاسير وأسباب النزول وفضائل القرآن ومعاني كلماته ... وحصل منها النفع العظيم .
2- أن هذه الزيادات والفروق قد تشغل الحافظ المبتدئ ، والأولى ألا ألا ينبه إلى الفروق بين المتشابهات إلا عند حفظها بعد ضبط الموضع الأول .
أحسن الله إليكم المستهدف في هذه الفكرة هم الحفاظ فقط ـ أي من أنهى الحفظ ـ ويحتاج ذلك للمراجعة ، والمبتدئ كما تفضلتم به .
3- ثبت من خلال التجارب العملية أن أفضل وسيلة لضبط المتشابه تعاهد القرآن وتكراره .
لا شك في هذا ، لكن في إبراز ما ذُكر إعانة على الضبط ، وإن كان تعاهد القرآن وتكراره قد لا يتيسر لبعض الناس لانشغاله ...
4- أن التشابه أمر نسبي ، فما يشتبه عليّ قد لايشتبه عليك ...
هذا صحيح ، لكن هناك أمورٌ التشابه فيها عام ، وهي أهم المطلوب ، والأشياء الخاصة يمكن للإنسان أن يعالجها بطريقته ...
5 - أن القارئ لايحتاج إلى ضبط المتشابه في جميع الأحوال ، وإذا احتاج إلى ذلك يمكن أن يستعين بالكتب المؤلفة في هذا الموضوع
نعم هو قد لا يحتاج ذلك لكنه يحسن به ، وإذا كان المصحف بين يديه وقراءته منه فإنه أسهل من الرجوع للكتب المفردة التي قد يكسل عن مراجعتها أو لا يعرفها.
---
الكشاف
07-18-2006, 08:58 PM(1/1184)
فكرتكم يا أخ عبدالرحمن ، والتي أشار الأخ أيمن أنها قد خطرت له فكرة جيدة ، ومفيدة لو نفذت تنفيذاً مناسباً ، وأظنكم لو عرضتم الأمر على بعض دور النشر مثل دار المعرفة في سوريا لقامت بتنفيذ الفكرة بشكل جيد ، فقد أصدرت عدداً من المصاحف التعليمية في التجويد ، ومصحف مقسم على شكل مقاطع موضوعية مميزة بألوان تساعد الحافظ على التركيز على المقاطع المترابطة وهكذا . وأما ما ذكره الدكتور إبراهيم الحميضي فهي وجهة نظر ذكر مبرراتها ، وقد أجبتم عنها والأمر واسع والحمد لله.
---
حمدي
07-22-2006, 03:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله أصحاب الفضلاء اسمحولي أن أدلو بدولي في هذا الموضوع البالغ الأهمية.
أرى أن مثل هذه المصاحف سوف تسبب الكسل والتقاعد عن تلاوة القرآن وعناية بها عند القراءة ، لأنه حين يعلم أحدهم أن هناك مثل هذا المصحف يمكن أن يخفف من عنايته بهذه المتشابهات حيث عنده مكان مخصص خارج القرآن يمكن أن يرجع إليه. مثله مثل المكتبات والمواقع الالكترونية لقد سبب في انعزال الكتب الورقية حتى قال بعضهم في مجلة هاي وداعا للمكتبات الورقية. وأخشى أن يقال وداعا لمصاحف مجمع فهد للطباعة والعياذ بالله
هذا رأيي (كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر) وأشار إلى قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
لكن مع هذا كله لا مانع من دراسة القضية دراسة دقيقة شاملة والأخذ بعد ذلك بما فيه خير الأمة وصلاحها
وما توفيقنا إلا بالله هو ولينا عليه توكلنا وإليه ننيب
حمدي باه
خريج الجامعة الإسلامية بالنيجر
---
مصطفى علي
07-22-2006, 04:13 AM
الأحوة الكرام
شرفني الله تعالى بعمل تصميم لمصحف تجويد
وذلك منذ فترة
وعند قراءة هذة المشاركة للمرة الأولى ابتسمت في نفسي كأن العملية هتوسع ولم يكن الأمر في خلدي إلا لحظات ومررت مروراً عابراً(1/1185)
ثم في حديثي مع أخ بمكة عبر الشات وعرف أنني عملت مصحفًا للتجويد أشار إلى مشاركة الأخ الفاضل الشيخ عبد الرحمن السديس فقلت له لا ليس كالذي قال أنا عملت تجويد وذهب خيالي لمصحف الحفاظ وقد تناسجت الفكرة في خيالي فكأنه أمامي وانشرح صدري له وأحسست بأهميته
فهناك من الذين يحفظوا حديثًا ينبغي لهم الوقوف على مواضع التشابه لكي ينبهوا أنفسهم لهذا
أما عن التخوفات من الانشغال قام بها رجال نحسبهم على خير عندما ظهر مصحف التجويد الذي طبع بسوريا
ولكن سأقول حكاية صغيرة
زرت أخاً متزوج اثنتين فأخذت له مصحفين للتجويد ( سوريا ) فأهديته لكل واحدة مصحفًا الجديد ذات تعليم أقل ابتدائي ولظروف والدتها تركت المدارس وتققرأ باتلعافية تقريبًا فبعد أخذها لهذا المصحف صارت تعلم من معها من النساء في المسجد التجويد بالترميز اللوني وصلت إليها المعلومات وانتبهت وعقلت التجويد
مع العلم أننا معشر من لا ينظر إلى المصحف اليوم للتجويد ولكن للقراءة لا يشغلنا حتى لفظ الجلالة الملون بالأحمر في بعض المصاحف
وهذا لو طبع سيوفر على الأخوة الحفاظ وسينبههم إلى المواضع ولكن ينبغي أن يقوم به حاذق في الحفظ ، ويراجع كتب المتشابهات .
هذا وقت راسلن الأخ عبد الرحمن السديس على أن أقوم بتصميم هذا المصحف له ، فرد مشكورًا بأنه لم يضع في حسبانه عمله وأشار إلى أن أحاول عمله مع بعض المشايخ الكبار
وأسأل الله السداد لي أو للأخ أيمن شعبان بعمله
وجزى الله الجميع خيرًا
---
(1/1186)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما)
---
(ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما)
---
فتى القرآن
04-21-2003, 02:06 PM
(ومن أوفى بما عاهدعليهُ الله فسيؤتيه أجرا عظيما )
لماذا قرأت بالضم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2003, 02:34 PM
أهلاً وسهلاً بكم يا فتى القرآن في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله لنا ولكم العون والتوفيق.
هذه الآية يا أخي الكريم فيها قراءتان للقراء:
الأولى :هي ضم الهاء من (عليهُ) وهذا الوجه قرأ به حفص بن سليمان رحمه الله ، مع ملاحظة تفخيم لفظ الجلالة ، وقد وافق حفصاً في هذا الوجه قارئ أهل مكة محمد بن عبدالرحمن ابن محيصن رحمه الله ، وقراءة حفص بالضم هنا على الأصل . وللألوسي كلام جيد في توجيه الضم هنا لعلك تراجعه في تفسيره روح المعاني رعاك الله أو ننقله هنا فيما بعدُ.
الثانية : كسر الهاء من (عليهِ) وهذه قرأ بها الباقون مع ملاحظة ترقيق لفظ الجلالة في هذه الحالة.
وعند الوقف على كلمة (عليهْ) فإنه يوقف بالسكون عند الجميع.
وأما قولك لماذا قرأت هكذا فهكذا وردت الرواية بها كما تعلم ، وهكذا أخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقراءة كما هو معلوم سنة متبعة يأخذها الأخر عن الأول وإن كان قد بحث العلماء علة هذا الضم كما تقدم .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
فتى القرآن
05-02-2003, 08:51 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
لكن سؤالي هل فيها إعراب لغوي ؟
كذلك قوله تعالي ( جنات تجري تحتها الأنهار ) كل آيات القران فيها ( من) إلا هذه الآية في سورة التوبة، فهل فيها سر لغوي أو إعرابي او نحوه ؟
والله أعلم
---
أبو محمد المصري
05-03-2003, 12:17 PM
الأخ الكريم فتى القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :(1/1187)
فلقد سألت عن علة رفع حفص عن عاصم للهاء في قوله تعالى (عليه الله) وأحب أن أشير إلى أن حفص لم يرفع هذه الهاء فقط وإنما رفع الهاء كذلك في قوله تعالى (وما أنسانيه إلا الشيطان) في سورة الكهف والعلة كما ذكر الإمام نصر بن علي المعروف بابن أبي مريم في كتابه الموضح في وجوه القراءات وعللها .
قال : (الأصل في الهاء أن تكون على الضم ، وكسرتها إنما تكون لياء أو كسرة تقعان قبلها ، وتوصل هذه الهاء بواو زائدة تتقوى بها لأن الهاء حرف خفي ، فيخرج بها عن الخفاء إلى البيان ، فيزاد في المذكر واو وفي المؤنث ياء . .... إلى أن قال رحمه الله وأما رواية عاصم ( أنسانيه ، ومن عاهد عليه الله ) بالضمة فإنها على الأصل ـ أي على ضم الهاء لأن الضم أصل فيها ـ وأما روايته (ويخلد فيه مهاناً) في سورة الفرقان فعلى قلب الواو ياء لأجل الياء التي قبل الهاء كما قدمنا ذكره ، وفي مثل ذلك اتباع الأثر ـ أي الرواية المسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ مع الأخذ باللغتين . أهـ بشيء من التصرف
وإن شاء الله أجيب لك علة جنات تجري تحتها الأنهار ، أرجوا أن أكون قد أفدتك وجزاك الله خيراً
---
أبو محمد المصري
05-03-2003, 12:24 PM
قال ابن أبي مريم في الكتاب السالف الذكر :
(جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من قرأها ابن كثير وحده ، وقرأ الباقون (تجري تحتها) بغير (من) .
والوجه أن من أدخل (من) قد جعل (تحت ) اسماً ولم يجعله ظرفاً ، كما أن فوق قد يأتي ويُراد به الاسم ، قال تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) والمراد من أعلاهم ومن أسفلهم ، فإذا دخل (من) خرج عن كونه ظرفاً ، لأن دخول الجار منع من تقدير جار آخر ، ومن نصب (تحتها) ولم يُدخل (من) جعل (تحتها) ظرفاً ، وقدر معنى في ، وجعلها مفعولاً فيه .(1/1188)
والفرق بين القراءتين في المعنى أنه إذا ألحق (من) أفاد أن (الأنهار) مبتدأ جريُها من أسفل الجنات ، لأن (من) لابتداء الغاية ، ومن نصب لم يُلحق (من) أفاد أن الأنهار جارية من جهة أسفلها . أهـ بتصرف بسيط جداً
أخوك أبو محمد
---
أبو محمد المصري
05-03-2003, 01:53 PM
قال ابن أبي مريم في الكتاب السالف الذكر :
(جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من قرأها ابن كثير وحده ، وقرأ الباقون (تجري تحتها) بغير (من) .
والوجه أن من أدخل (من) قد جعل (تحت ) اسماً ولم يجعله ظرفاً ، كما أن فوق قد يأتي ويُراد به الاسم ، قال تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) والمراد من أعلاهم ومن أسفلهم ، فإذا دخل (من) خرج عن كونه ظرفاً ، لأن دخول الجار منع من تقدير جار آخر ، ومن نصب (تحتها) ولم يُدخل (من) جعل (تحتها) ظرفاً ، وقدر معنى في ، وجعلها مفعولاً فيه .
والفرق بين القراءتين في المعنى أنه إذا ألحق (من) أفاد أن (الأنهار) مبتدأ جريُها من أسفل الجنات ، لأن (من) لابتداء الغاية ، ومن نصب لم يُلحق (من) أفاد أن الأنهار جارية من جهة أسفلها . أهـ بتصرف بسيط جداً
أخوك أبو محمد
---
(1/1189)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في علم عد آيات القرآن الكريم
---
سؤال في علم عد آيات القرآن الكريم
---
أبوعبدالله الشافعي
08-15-2004, 06:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل عن كل قاريء من القراء العشرة بأي عد يأخذ فهناك سبعة علماء للعد مثل المدني الأول والأخير وهكذا وإذا اختلف أبوجعفر وشيبة فما العمل ........ ؟؟؟؟
---
أبوعبدالله الشافعي
08-16-2004, 06:15 AM
لعل أحد يفيدنا جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2004, 08:52 PM
ستجد الجواب في هذا الكتاب إن شاء الله.
شرح المخللاتي لمنظومة الشاطبي في عد آي القرآن الكريم (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=878).
ولعلك بعد اطلاعك على الجواب أن تنقل لنا هنا ما يتعلق بسؤالك وفقك الله.
---
عبدالرحمن الشهري
08-17-2004, 04:46 PM
الثلاثة التي عليها عدد آي القرآن هي العدد المدني والبصري والكوفي .
فأما العدد المدني فمنسوب إلى قارئ المدينة النبوية أبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي مولاهم ، وإلى زوج ابنته ميمونة شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب ، مولى أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وهو قاضي المدينة . وقد مات هو وأبو جعفر في عام واحد هو عام 130هـ.
وأما العدد البصري فمنسوب إلى أبي المجشر عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري المتوفى سنة 128هـ.
وأما العدد الكوفي فرواه أبو محمد خلف بن هشام البزار عن سليم بن عيسى عن حمزة بن حبيب الزيات أنه قال:(هذا العدد عدد أبي عبدالرحمن السلمي ولا أشك فيه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، إلا أني أجبن عنه).(1/1190)
وهذه الطرق الثلاث في العدد تارة ينفرد المدنيون بعدد دون البصريين والكوفيين ، أو البصريون أو الكوفيون دون الباقين ، وتارة يتفق اثنان من الثلاثة دون الثالث ، وتارة يتفقون على عدد من غير خلاف. وتفصيل ذلك في كتب عد الآي كالذي أحلتك عليه قبلاً.
---
أبوعبدالله الشافعي
08-18-2004, 06:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وآسف على تأخر الرد
لقد بحثت فلم أظفر إلا بهذه
قال الجعبري(1) في شرح اللامية: لقد اشتدت حاجتك هنا إلى علم العدد فحمزة والكسائي يعتبران العدد الكوفي ووش والبصري يعتبران المدني الأول لعرض أبي عمرو له إلى أبي جعفر(2)،
وللأسف فالهوامش التي أحال إليها بالأرقام لا تظهر عندي وأنا أحتاج لتفصيل مثل هذا
1- الأربعة الكوفيون مثلا يعدون بالعد الكوفي
2- البصريان أبوعمرو ويعقوب يعدان ب ...
3- المدنيان نافع وأبوجعفر يعدان بالعد .... مع ذكر إنه إذا حدث خلاف بين أبوجعفر وشيبة فكيف يحل هذا الإشكال
3- الشامي مثلا يعد بالدمشقي أم بالحمصي
4-المكي مثلا يعد بالعد المكي
وجزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم ونفعنا بعلومكم
---
(1/1191)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > «هل تخجل أن تخطب لابنتك ؟؟»
---
«هل تخجل أن تخطب لابنتك ؟؟»
---
tafza
02-27-2005, 02:23 AM
«هل تخجل أن تخطب لابنتك ؟؟»
بسم الله الرحمن الرحيم;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;
راجع نفسك وتعلم من هؤلاء
إذا سألت أكثر الآباء : هل تخطب لابنتك إذا وجدت لها الرجل المناسب صاحب الدين والخلق ؟ ستجد أغلبهم سيفتح فاه دهشة من سؤالك الغريب والعجيب !! لكن هؤلاء نسوا أن السعي لتزويج البنت أو الأخت تقليد إسلامي حميد يمتد من عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته حفصة على عثمان وأبي بكر رضي الله عنهما إلى سنوات قليلة مضت كان فيها هذا التقليد حيا بين شعوبنا ...
تعالوا نمحص هذه المسألة في السطور التالية ...
وضع الإسلام اعتباراً لطبيعة الإنسان وفطرته وميوله إلى مباهج الحياة ، ولكنه لم يترك العنان لطموحه وتطلعاته ، بل وضع الضوابط وأرسى القواعد والأحكام التي تهذب هذه الطبائع وترشدها ، وتتسامى بطموحات وتطلعات الإنسان وتعلى من قدر القيم والمبادئ .(1/1192)
قال تعالى في سورة النور { وَأَنكِحُوا الأيامى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ، وفى هذه الآية الكريمة قبس من نور التشريع الرباني فيه صلاح للفرد والمجتمع حين يمتثل المؤمنون لهذا الأمر الإلهي بالمبادرة والمسارعة إلى تزويج صاحب الدين . والأيامى جمع ( أيّم ) والأيّم من لا زوج له رجل كان أو امرأة ، فواجب الجميع من أفرادً ومؤسسات أن يسارعوا ويشاركوا في تزويج من لا زوج له ، وواجب ولى الأمر أن يمهد الطريق فلا يضع العراقيل والعقبات أمام الزوج ، ولا يتردد ولا يتمهل حين يطرق بابه صاحب الدين والخلق الرضى طالما يلمس فيه القدرة على تبعات الزواج . وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ، قالوا : يا رسول الله وإن كان فيه (أي قلة من مال أو عدم الكفاءة) قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات . كما قال صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) 0
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في هذا ؟ قالوا حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع قال ثم سكت ، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال : ما تقولون في هذا ؟ قالوا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يستمع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) 0(1/1193)
ولا مانع من الزواج بذات المال أو ربَّة الحسن والجمال ، أو بربيبة الحسب وسليلة النسب ، ولكن كل هذه الأمور لا وزن لها إلا إذا زانها وصانها دين خالص يحفظها ويرعاها. فالزوجة الصالحة التي تطيع زوجها وتعينه على طاعة الله هي خير متاع الدنيا وأنعم نعيمها ، وهى قرة العيون وبهجة القلوب وبها تنهض النفوس وتعلو الهمم ، قال تعالي في سورة الفرقان في سياق بيان صفات عباد الرحمن { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
· نماذج مضيئة
تقوى الله هي أساس الاختيار في الزواج وتاريخنا الإسلامي حافل بالمواقف والأمثلة العملية للمنهج الرشيد في الاختيار على أساس الدين وحسن الخلق : ومن القصص الرائعة في هذا المجال ما يلي :
· دراهم معدودة
سعيد بن المسيب وهو من فقهاء التابعين زوج ابنته من تلميذه عبد الله بن وداعة – على درهمين أو ثلاثة. فعن عبد الله بن أبى وداعة قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب فتفقدني أياماً فلما أتيته قال : أين كنت ؟ قلت توفيت أهلي فانشغلت بها ، فقال هلا أخبرتنا فشهدناها ، قال : ثم أردت أن أقوم فقال : هل استحدثت امرأة ؟ فقلت : يرحمك الله تعالى ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟ فقال : أنا ، فقلت : وتفعل ؟ قال : نعم ، فحمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو قال ثلاثة ، قال : فقمت وما أدرى ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي ، فأسرجت وكنت صائما ، فقدمت عشائي لأفطر ، وكان خبزاً وزيتاً وإذا بابي يقرع فقلت من هذا ؟ قال : سعيد ، قال : ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب وذلك أنه لم ير أربعين سنة إلا بين داره والمسجد !(1/1194)
قال : فخرجت إليه فإذا به سعيد بن المسيب فظننت أنه قد بدا له فقلت : يا أبا محمد لو أرسلت إلى لأتيتك فقال : لا أنت أحق أن تؤتى ، قلت فما تأمر ، قال إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن أبيتك الليلة وحدك ، وإذا بابنته قائمة خلفه في طوله ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب ورده فسقطت المرأة من الحياء ، فاستوثقت الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراه ، ثم صعدت السطح فرميت الجيران فجاءوا وقالوا : ما شأنك ، قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها الليلة على غفلة فقالوا : أو سعيد زوجك ؟ قلت : نعم ، قالوا : وهى في الدار ، قلت : نعم ، فنزلوا إليها وبلغ ذلك أمي فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام .
فقال : فأقمت ثلاثاً ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج ، قال : فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه ، فلما كان بعد الشهر أتيته وهو في حلقته فسلمت عليه فرد على السلام ولم يكلمني حتى تفرق الناس من المجلس ، فقال : ما حال ذلك الإنسان ؟ فقلت : بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ، ويكره العدو ، قال : إن رابك منه أمر فدونك والعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلى بعشرين ألف درهم ،
قال عبد الله بن سليمان وكانت بنت سعيد بن المسيب هذه قد خطبها منه عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف .
· صاحب البستان(1/1195)
زوج أحد التابعين ابنته من أجير فقير كان يعمل في بستانه وكان من نتاج هذا الزواج المبارك الإمام الفقيه المحدث المفسر المجاهد العابد الزاهد عبد الله بن المبارك. ولهذا الزواج قصة أوردها ابن خلكان في وفيات الأعيان وابن العماد في شذرات الذهب وغيرهما [ أن المبارك بن واضح الحنظلى كان يعمل في بستان لمولاه وأقام فيه زماناً ، ثم إن مولاه صاحب البستان جاءه يوماً وقال له : أريد رماناً حلواً ، فمضى إلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً فكسره فوجده حامضاً ، فحرد عليه وقال : أطلب الحلو فتحضر لي الحامض ؟ هات حلواً ، فمضى وقطع من شجرة أخرى فلما كسره وجده أيضاً حامضاً ، فاشتد حرده عليه ، وفعل ذلك مرة ثالثة فذاقه فوجده أيضاً حامضاً فقال له بعد ذلك : أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟ فقال له لا ، فقال : وكيف ذلك ؟ فقال لأني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه . فقال : ولم لم تأكل ؟ قال : لأنك ما أذنت لي بالأكل منه !! ، فعجب من ذلك صاحب البستان ، وكشف عن ذلك فوجده حقاً ، فعظم في عينه ، وزاد قدره عنده ، وكانت له بنت خُطبت كثيراً ، فقال له : يا مبارك ، من ترى أزوج هذه البنت ؟ ، فقال : أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب ، واليهود يزوجون للمال ، والنصارى للجمال ، وهذه الأمة للدين ، فأعجبه عقله ، وذهب فأخبر به أمها وقال لها ما أرى لهذه البنت زوجاً غير مبارك. فتزوجها فجاءت بعبد الله بن المبارك فتحت عليه بركة أبيه وأنبته الله نباتاً صالحاً ورباه على عينه ] .
· عقد اللؤلؤ(1/1196)
ومن الأمثلة الرائعة تلك القصة العجيبة التي أوردها ابن رجب [ ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي ، أن الشيخ الصالح أبا القاسم الخرّاز الصوفي البغدادي قال : سمعت القاضي أبا بكر محمد عبد الباقي بن محمد البزّار البغدادي الأنصاري يقول : كنت مجاوراً بمكة المكرمة ، فأصابني يوماً من الأيام جوع شديد لم أجد شيئاً أدفع به عنى الجوع ، فوجدت كيساً مشدودا بشرَّابة ، فأخذته وجئت به إلى بيتي ، فحللته فوجدت فيه عقداً من لؤلؤ لم أر مثله !. وخرجت فإذا بشيخ ينادى على العقد ، ومعه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول : هذا لمن يرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ فقلت : أنا محتاج ، وأنا جائع ، فآخذ هذا الذهب ، فأنتفع به ، وأرد عليه الكيس ، فقلت له : تعالي إلىٌ ! فتوجهنا إلى بيتي فأعطاني علامة الكيس ، وعلامة الشرابة وعلامة اللؤلؤ وعدده ، والخيط الذي هو مشدود به ، فأخرجته ودفعته إليه ، فسلم إلى خمسمائة دينار ، فلما أخذتها ، قلت : يجب على أن أعيده إليك ولا أخذ له جزاء ، فقال لي : لا بد أن تأخذ ، وألح على كثيراً فلم أقبل ذلك منه ، فتركني ومضى .
وخرجت من مكة ، وركبت البحر ، فانكسر المركب وغرق الناس ، وهلكت أموالهم ، وسلِمت أنا على قطعة من المركب ، فبقيت مدة في البحر لا أدرى أين أذهب فوصلت إلى جزيرة فيها قوم ، فقعدت في بعض المساجد ، فسمعوني أقرأ ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إلى وقال : علمني القرآن ، فحصل لي من أولئك القوم شئ كثير من المال ، وقالوا لي : تحسن الكتابة ؟ قلت نعم ، قالوا : علمنا الخط ، فجاءوا بأولادهم فكنت أعلمهم ، فحصل لي أيضاً من ذلك شئ كثير .(1/1197)
فقالوا بعد ذلك عندنا صبية يتيمة ولها شئ من الدنيا ، نريد أن تتزوج بها ، فامتنعت ، فقالوا لابد وألزموني فأجبتهم إلى ذلك , فلما زفوها إلى مددت عيني أنظر إليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقاً في عنقها ، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه ، فقالوا : يا شيخ كسرت قلب هذه اليتيمة ، من نظرك إلى هذا العقد ، ولم تنظر إليها ، فقصصت عليهم قصة العقد ، فصاحوا بالتهليل والتكبير ، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة فقلت : ما بكم ؟ قالوا : الشيخ الذي أخذ منك العقد هو أبو هذه الصبية ، وكان يقول : ما وجدت في الدنيا مُسلما إلا هذا الذي رد على هذا العقد ، وكان يدعو ويقول : اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي ، والآن وقد حصلت فبقيت معها مدة ورزقت منها بولدين ، ثم إنها ماتت ، فورثت العقد أنا وولداي ، ثم مات الولدان ، فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار ، وهذا المال الذي ترونه معي ، من بقايا ثمن ذلك العقد ].
والأمثلة من الماضي والحاضر أكثر من أن تحصى ، وحين يبنى الزواج على هذه الشيم الكريمة فإنه يكون زواجاً طيباً مباركاً 0
وفي الختام نقدم هذه الأبيات هدية إلى كل أب غيور يسعى إلى إسعاد بناته وجاء رجل للإمام الحسن بن على رضى الله عنهما ، وقال له يا إمام إن لي بنتا قد كثر الخطاب عليها ، فلمن أزوجها ؟ قال له زوجها ممن يتقى الله ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها .
جاء رجل للحسن بن على عرض عليه سؤالا
إن لدى اليوم فتاة تتدلى حسنا وجمالا
قد كثر الخطاب عليها يرمون على الأموال
حتى أصبح بيتي سوقا وغدا أ أفواجا تتوالى
كل يرغب فيها حتى ضقت وداعا واستقبالا
وأرى فيهم من هو حسن وأرى منهم أحسن حالا
من يملك منهم أخلاقا قد لا يملك معها مالا
وأنا لا أرجو أموالا بل أرجو دينا وخصالا
فترى من أتخير منهم لفتاتي ويكون حلالا
وترى من أفضلهم زوجا دينا وخصالا وخلالا
قال الحسن له : زوجها أكرمها حبا ودلالا(1/1198)
وإذا البغض نما بينهما لم يظلمها أو يتعالى
أخذ السائل بوصيته فجنى الخير وصال وجال
---
(1/1199)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أفضل طبعة لكتاب الوافي في شرح الشاطبية؟
---
ما هي أفضل طبعة لكتاب الوافي في شرح الشاطبية؟
---
أبو يعقوب
03-18-2006, 02:13 PM
السلام عليكم
ما هي أفضل طبعة لكتاب الوافي في شرح الشاطبية؟
أنا عندي طبعة دار السلام وهي سيئة للغاية ولا أنصح باقتنائها
---
سلطان الفقيه
03-18-2006, 05:47 PM
الأخ/أبويعقوب ــوفقه الله ــ أنا عندي طبعة دار السلام ،وكما قلت هي سيئة للغاية فيها أخطاء مطبعية كثيرةمنها:ص51 السطر12 والسطر 9، وص53 السطر6 ،وص49 السطر26 ،وغير ذلك الكثير الذي لم يتسن لي الاطلاع عليه، وتمتاز بتنويع الخط فقط ،فلا أنصح باقتنائها،وفيه طبعة أخرى أفضل منها لكن الخط فيها غير واضح كما هو في طبعة دار السلام،ولم أذكر تلك الدار الذي طبعت ذلك الكتاب.علماَأني أخذت طبعة دار السلام قبل يومين ،وغرني فيها تنويع الخط .
---
الجنيدالله
03-19-2006, 03:53 AM
السلام عليكم
طبعة مكتبة الدار بالمدينة النبوية
---
أبو يعقوب
03-19-2006, 01:18 PM
جزاكم الله خيرا
ممكن طبعات ثانية غير الي ذكرتموها؟
---
فهد الناصر
03-20-2006, 03:04 AM
هناك طبعة لمكتبة السوادي بجدة جيدة ومشكولة .
---
أبو يعقوب
03-20-2006, 03:01 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1200)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سبعة أشياء يحتاجها من أراد علم القراءات
---
سبعة أشياء يحتاجها من أراد علم القراءات
---
فرغلي عرباوي
03-25-2004, 12:15 AM
سبعة أشياء يحتاجها من أراد علم القراءات
1. علوم العربية من نحو وصرف
2. التجويد وهو معرفة المخارج والصفات
3. علم رسم المصاحف
4. الفواصل وهو فن عدد الآيات
5. الوقف ولابتداء
6. علم الأسانيد , وهو من أعظم ما يحتاج إليه القارئ لأن القرآن سنة متبعة ونقل محض
7. علم الابتداء والختم وهو الاستعاذة والتكبير ومتعلقاتهما
وجميع ذلك في كتاب ( لطائف الإشارات في القراءات الأربعة عشر) للعلامة أحمد القسطلاني .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
عبدالرحمن الشهري
03-25-2004, 02:39 AM
مرحباً بك أخي الكريم فرغلي وجزاك الله خيراً على تذكيرك وتنبيهك إلى هذه المهمات . ويا حبذا لو تكرمت بتناول هذه النقاط المختصرة بالشرح والبيان في حلقات قادمة ، فحلقة تخصصها لوجه حاجة طالب علم القراءات لعلوم العربية ، وحلقة لوجه حاجته لعلم الوقف والابتداء وهكذا ..
ثم ما وجه الحصر في هذه العلوم ؟ يا حبذا لو بينته للقراء ، فليس كل من يقرأ في هذا الملتقى يمتلك نسخة من كتاب القسطلاني رحمه الله.
جزاك الله خيراً ونفع بك.
---
(1/1201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أتشرف بأن أكون أول المهنئين بعيد الفطر المبارك
---
أتشرف بأن أكون أول المهنئين بعيد الفطر المبارك
---
ابو يزيد
10-22-2006, 08:04 AM
رحل شهر القرآن - وإنا على فراقه لمحزونون - .. وحل عيد الفطر السعيد .. وبهذه المناسبة أقول : تقبل الله منا ومنكم
وكل عام أنتم بخير وإلى الله أقرب
اخوكم : ابو يزيد - 29/9/1427هـ الساعة 59:7 صباحا
---
بسملة
10-22-2006, 10:09 AM
جزاكم الله خيرا
أبو يزيد
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
---
أبو علي
10-22-2006, 11:01 AM
كل عام وأنتم بخير.
عيدكم مبارك سعيد.
---
عبدالقادر
10-22-2006, 02:44 PM
كل عام وأنتم بخير وأسأل الله منه القبول
هذه تحيات من أرض الغربة لكل من عرف الحق والتزم بكلمة التقوى
أرجو من أعضاء المنتدى الدعاء بالثبات والتوفيق لنا في هذه الأرض الظالم أهلها
وشكرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2006, 05:16 PM
نبارك للجميع بحلول عيد الفطر المبارك ، ونسأل الله أن يتقبل منا جميعاً الصيام والقيام والدعاء ، والحمد لله على فضله وإحسانه وامتنانه .
الله أكبر أكبر لا إله إلا الله .
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
قبيل غروب شمس 30/9/1427هـ بخمس دقائق !
---
العبادي
10-22-2006, 06:35 PM
جعلني الله وإياكم من الفائزين..
وأدام علينا نعمة الإسلام والإيمان والقرآن..
ونعمة المحبة فيه والاجتماع من أجله على ما يحب ويرضى...
وكل عام وأنتم بخير
---
عبدالله العلي
10-22-2006, 06:52 PM
تقبل الله مني ومنكم
وجبر الله قلبي وقلوبكم على فراق شهر رمضان ... والله المستعان
---
المسيطير
10-22-2006, 06:59 PM
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وتجاوز عن التقصير والزلل والإهمال .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .(1/1202)
أسأل الله تعالى أن يعاملنا بلطفه ، وأن يسبغ علينا نعمه ، وأن يمنّ علينا برحمته ومغفرته .
---
الجكني
10-23-2006, 02:28 AM
تقبل الله الصيام والقيام وأعاد العيد علينا وعلى جميع المسلمين بالخير والعافية والرفعة الحسية والمعنوية0
---
عمار
10-23-2006, 03:59 AM
كل عام وأنتم بخير.......تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
---
فهد الوهبي
10-23-2006, 04:01 AM
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
---
علال بوربيق
10-23-2006, 12:11 PM
تقبل الله منكم الصلاة، والصيام، والقيام، وصالح الأعمال
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.
---
(1/1203)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الاختلافات اللفظية في استشهادات القرآن .... شبهات تنصيرية
---
الاختلافات اللفظية في استشهادات القرآن .... شبهات تنصيرية
---
د. هشام عزمي
02-23-2004, 08:49 PM
إخواني الأعزاء مرتادي الملتقى،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
منذ أيام أرسل لي أحد أصدقائي المسلمين الذين لا يجيدون العربية يسألني عن إحدى الشبه التنصيرية المنشورة على أحد المواقع الإنجليزية المتخصصة في الكذب على الإسلام. مفاد هذه الشبهة أن القرآن يستشهد بأقوال بعض الشخصيات في القصص القرآني ثم يعيد الاستشهاد في سياقات أخرى و بين الاستشهادات بعضها و بعض اختلافات و تناقضات مثيرة!!
و ضرب هذا المنصر صاحب الشبهة أمثلة متعددة ...
أولا: دعاء زكريا و البشارة بيحيى المعمداني:
"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)" سورة آل عمران(1/1204)
"ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)" سورة مريم
و يتساءل المنصر النابه ماذا قال زكريا حقيقة في دعائه هل قال " رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ" أم قال "رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا"؟
و ماذا كان الرد؟ و من قام بالرد؟ الله أم الملائكة؟(1/1205)
و هل قال زكريا " رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ " أم قال " رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا "؟
ثانيا: البشارة بابن إبراهيم:
" وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76)" سورة هود(1/1206)
" وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ " سورة الحجر
و يتعجب المنصر المحترف من الاختلافات الشاسعة و يسأل علماء الإسلام:
ماذا كان رد فعل إبراهيم في البداية؟ هل قال " سَلَامٌ" أم قال " إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ"؟
هل أجابت الملائكة " لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ" أم أجابوا " لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ"؟
ثالثا: ميلاد موسى:
"إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)" سورة طه(1/1207)
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)" سورة القصص
و هاهو منصرنا يتساءل في براءة:
هل أوحى الله لأم موسى أن تلقيه في اليم أم أن تقذفه في التابوت و تقذف التابوت في اليم؟
و هل قالت أخت موسى " هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ" أم قالت " هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ"؟
و الآن أنا عاجز تماما عن الرد على هذه الشبهة المبتكرة لذا قدمت لكم هنا ملخص لمقال هذا النصراني، فهل من مجيب؟؟
---
خالدعبدالرحمن
02-25-2004, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
السؤال الذي طرحتموه ، هو مما يحيك في صدور أهل الكتاب ، مما يظنونه مثالب في القرآن ..(1/1208)
وتبدأ المشكلة في التعامل مع القرآن كنص مشابه للتوراة أو الإنجيل ( بصورتهما الحالية ) ! فمن المعروف أن الإنجيل والتوراة التي بين أيدي أهل الكتاب الآن هي عبارة عن قصص مغرقة بالتفاصيل .. والقرآن في جزئه القصصي ليس كذلك !
فالقصص في القرآن لا تروى على سبيل الرواية فحسب بل هي جزء من نظام تربية الأمة ، وبالتالي فالمراد من القصة هو عبرة ما ، وغاية ما ، فيذكر من القصة ذلك الجانب و تغفل باقي التفاصيل .. و هذا المذكور هو مما يتناسب مع جو السورة العام ، وليس من المشكل سرد الحديث بشكلين مختلفين أو أكثر ما دام ليس هناك تناقض ، وما دامت الفكرة واضحة ... فليس من المستبعد أن يكون زكريا عليه السلام قد اعتاد الدعاء ذاته مستخدما كل مرة كلمات مختلفة ، ويناديه الله عن طريق الملائكة لا(تكليما ) مباشرا ....
وكذلك الحال مع إبراهيم ، وأم موسى...
فليست معضلة ان ترد الفكرة الواحدة والقصة الواحدة بأوجه مختلفة ، ما كان التناقض غير موجود !
وهي رسالة لنا نحن أهل القرآن أن نتدبر كتاب الله فنعلم صلة هذا الوجه مع سياق السورة والرابط بينهما ..
ووفقنا الله جميعا للذود عن دين الله و كتابه
---
د. هشام عزمي
02-28-2004, 03:46 AM
شكرا جزيلا أخي الكريم خالد جزاك الله كل خير. و لكن ما قته ليس غائبا عن ذهني و لو كان هو مبتغاى لما وضعت سؤالي في هذا الملتقى الذي يرتاده علماء مؤهلين في علوم التفسير و القرآن.(1/1209)
ما أريد معرفته هو ما الحكمة من هذه الإختلافات بالتحديد و لماذا قال في موضع "رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ " و قال في الآخر "رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا "؟ و لماذا قال في موضع "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ" و قال في الآخر "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ"؟ و هكذا في بقية الأسئلة !!
فهل من مشمر؟؟ يا رب!!!!
---
أحمد البريدي
02-28-2004, 10:44 PM
حياك الله أخي الكريم :
ما ذكرته يسميه أهل التفسير : المتشابه اللفظي وله حكم وأسرار ارجو منك مراجعة الكتب التالية :
- ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للغرناطي .
- البرهان في متشابه القرآن للكرماني .
- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن للأنصاري .
وللتشابه صور كثيرة : التكرار اللفظي , الزيادة والحذف , التقديم والتأخير ,ابدال حرف مكان حرف , أو كلمة محل أخرى , مجيء الكلام في موضوع على نظم وفي آخر عكسه , ...الخ .
آمل مراجعة هذه الكتب وقرآتها بعناية والمقارنة فيما بينها , نفع الله بك .
وأعلم أخي الكريم أنهم لن يألوا جهداً في تشكيك المرء بدينه فاعتصم بالله تعالى وأياك وتوارد الشبه على قلبك , فإنها مزلة .
---
د. هشام عزمي
02-28-2004, 11:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...(1/1210)
أرجو من إخوتي أن يغفروا لي فظاظتي و عدم صبري ... المشكلة أن هذا المنصر بالذات سخص سخيف و لجاج و إذا رددت عليه بأن الإختلافات اللفظية إنما هي مراعاة للغرض الديني و الحكمة الالهية سيسأل بالتالي عن ماهية هذه الحكمة و سوف يرتفع نباحه و صياحه بأن المسلمين عاجزون عن فهم كتابهم و تدبر معانيه .... إلخ .. و خصوصا أن موقعة من المواقع ذات الشعبية الكاسحة بين النصارى و له قرآء بالآلاف!
عموما أنا أِشكرك أخي المشرف الكريم أحمد البريدي على ردك النافع - بارك الله فيك و جزاك كل خير - و إن كان هذا وضعني في حيرة شديدة: كيف سأتمكن من الحصول على هذه الكتب؟ حيث أني أعمل في مدينة صغيرة و لا يمكنني الحصول على المراجع بسهولة - أو حتى بصعوبة!!
هل هذه الكتب متاحة على الإنترنت للقراءة أو التحميل؟
---
د. هشام عزمي
03-01-2004, 05:25 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا ما تمكنت من لبحصول عليه بعد البحث المضني أمام هذا الكومبيوتر المرهق:
http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=54
المتشابه اللفظي في القرآن
* تعريفه:
عرفه الزركش في البرهان فقال: هو إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة ويكثر في إيراد القصص والأنباء.
ومراده في التعريف بالقصة الواحدة: اللفظ القرآني المعيَّن يرد بصور متشابهة. ومعنى التشابه فيها الاختلاف بين ألفاظها بالزيادة والنقص أو الإبدال أو التقديم والتأخير وهذا كله مما يشكل على القارئ الحافظ فيحتاج معه إلى المراجعة ومزيد الضبط، ولهذا يسمى القراءُ هذا النوع المُشكِل .
- وهناك أيضاً [المكرَّر] وهو ما تكرر فيه لفظ بعينه دون اختلاف في عدة مواضع من القرآن كتكرير قوله تعالى : { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}… (الرحمن:13) وهذا هو التكرار اللفظي من غير اختلاف .(1/1211)
- ومن المكرر ما تكرر فيه المعنى مع اختلاف في الألفاظ بفروق يسيرة متشابهة وهو عين المتشابه اللفظي.
- أما ما تكرر فيه المعنى دون الألفاظ - كتكرار قصص الأنبياء عليهم السلام بأساليب مختلفة وألفاظ متباينة - فهو خارج عن حد المتشابه اللفظي.
----------------------------------------------------
و لكنه لا يزال غير كافي لكتابة رد تفصيلي على هذه الشبهة كما طلب مني بعض الأخوة غير العرب و في ظل عجزي عن إيجاد الكتب التي ذكرها شيخنا الفاضل أحمد البريدي سيظل طلب الأخوة في حكم المستحيل و لا حول و لا قوة إلا بالله!
لذا أرجوكم - و أنتم علماء القرآن و المدافعين عن حياضه - ان تقوموا أنتم بكتابة هذا الرد و سوف أقوم بنقله إلى الإنجليزية - باسمكم - ليستفيد منه هذا القطاع العريض من المسلمين بارك الله فيكم و جعله في ميزان حسناتكم إلى يوم الدين.
---
ناجح
03-02-2004, 02:40 PM
د. هشام عزمي
هذه عناوين مكتبات متوفر لديها الكتب التي نصحك بمطالعتها الاخ الكريم أحمد البريدي
يمكنك مراسلتهم عبر الشيكة العنكبوتية
ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للغرناطي
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=142
====
فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن للأنصاري
http://www.daralfajr.20fr.com/Islam.htm
====
البرهان في متشابه القرآن للكرماني
نتيجة البحث عن : البرهان في متشابه القرآن
عدد الكتب التى تم العثور عليها : 1
الصفحة 1 من 1
البرهان فى توجيه متشابه القرآن
الكرمانى. مركز الكتاب للنشر 2000
عدد الصفحات:
السعر: 4.30 $
http://www.e-kotob.com/
---
د. هشام عزمي
03-02-2004, 04:49 PM(1/1212)
جزاك الله كل خير أخي الفاضل ناجح ... و لكن أسعار هذه الكتب تفوق إمكانياتي بمراحل - فضلا عن تكاليف الشحن - و هو درس لي لأعرف حجمي الحقيقي و لأتوقف عن التظاهر باني أعلم كل شيء أمام إخواني غير العرب ... و لله الأمر من قبل و من بعد.
عموما سأنتظر أسبوعا آخر و إذا لم يقم أحدهم بالرد هنا على هذه الشبهة سأقوم - إن شاء الله - بكتابة الرد بالاشتراك مع أحد الأخوة من بريطانيا حسب ما لدينا من معلومات و الله خير نصير.
طلب بسيط: اذكرونا في دعواتكم!
---
ناجح
03-02-2004, 05:47 PM
د. هشام عزمي
اضع عناوين مواقع تحوي الاخطاء والتناقضات التي في الانجيل
قبل ان يسئل هذا النصراني عن القرآن عليه ان يحل التناقضات والاخطاء التي في الانجيل
==
Bible Errors
A few choice mistakes from the Good Book
http://web2.airmail.net/capella/aguide/errors.htm
101 Clear Contradictions in the Bible
http://www.themodernreligion.com/comparative/christ/not/bible_contradiction_clear.htm
http://atheism.about.com/cs/errorsinthebibl/
http://www.hevanet.com/refugee/bibleerr.htm
A List of Biblical Contradictions
Jim Merritt
http://www.infidels.org/library/modern/jim_meritt/bible-contradictions.html
طلب بسيط: اذكرنا في دعواتك!
---
د. هشام عزمي
03-02-2004, 09:53 PM
مهلا عزيزي ناجح ... الأمر يتجاوز هذا بكثير و دعني اعطيك خلفية عن الموضوع من البداية فنقول بسم الله:(1/1213)
قام الأخوان عثمان شيخ - و هو بريطاني من أصل باكستاني - و محمد إلفي - من ماليزيا - بكتابة مقالة مؤلمة عن الإختلافات المخجلة بين إنجيلي متى و لوقا في راويتهما قصة ميلاد المسيح و كيف أن الروايتين - فضلا عن تناقضهما - يضمان إختلافات تاريخية بارزة. و قام الأخوان الفاضلان بنشر هذه المقالة في عيد ميلاد المسيح -كما تحتفل به النصارى - ليغيظوا المنصرين و أتباعهم. المقالة موجودة على هذا الرابط:
http://www.bismikaallahuma.org/Bible/Contra/Internal/birth-nar.htm
و كان الرد من اعداء الإسلام على هذه المقالة يتضمن الشبهات المذكورة في رسالتي الأولى و يعلق المنصر قائلا: "الإختلافات الموجودة بين الأناجيل سببها أن كتابها أشخاص مختلفون و كل منهم يروي القصة من وجهة نظره و لكن ما سبب الإختلافات في الراوايات القرآنية؟" ثم لا يلبث أن يجيب جازما: "هذا لا يدع مجالا للشك أن القرآن كتب بأيدي أناس مختلفين و كل منهم كان يروي كما تراءى له" !!
و قد قام الأخوة بكتابة رد تفصيلي على رد المنصر و دفاعه عن كتابه المحرف و لكن ما زالوا لا يحيرون جوابا بخصوص الشبهات على القرآن لذا قاموا بمراسلتي لأعينهم حتى يستطيعوا نشر ردهم على الشبكة و كما نقول عندنا في مصر (جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان!!)
قما رأيك في هذه الورطة؟؟
---
ناجح
03-02-2004, 11:43 PM
د.هشام عزمي
منذ فترة شاهدت برنامج في قناة الشارقة استضافوا فيه الدكتور فاضل السامرائي
وكان هناك اتصالات مع المشاهدين يمكنك مراسلة قناة الشارقة لتحصل على مواعيد البرنامج وتتصل
بالدكتور ستجد الجواب ان شاء الله
برنامج لمسات بيانية
هذه بعض مؤلفات الدكتور فاضل السامرائي،
التعبير القرآني
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
بلاغة الكلمة في التعبير القرآني
=====
هنا نموذج لما طرح بالبرنامج نقلا من احد المنتديات
====
هذا موضوع قرآني لغوي
قد يكون طويلا قليلا(1/1214)
ولكن احتملوه وتأكدواأن فيه فوائد جليلة
وجمالا يريح النفس ويبهرالقلب بعظمة التعبير القرآني
=============================
ترد كلمة الملائكة في القرآن الكريم
ومعها الفعل بالتذكير مرة وبالتأنيث مرة أخرى
فما أسباب هذا الاختلاف وهل هو جائز أصللا؟
أما من حيث الجواز فهو جائز طبعا
لأن الملائكة ليست جمعا مذكر سالمافيجوز تذكير الفعل ويجوز التأنيث
ولكن السؤال: هل هناك خطة معينة سار عليها القرآن في ترتيب هذه الأفعال؟ ولماذا اختار الله عز وجل بعض المواضع ليكون الفعل معها مذكرا ومواضع أخرى جاء الفعل مؤنثا؟
=======================================
بعد استقراء الآيات القرآنية التي تحدثت عن الملائكة تم التوصل إلى الملحوظات التالية:
ــ كل فعل أمر يصدر للملائكة يكون بالتذكير: اسجدوا ، أنبئوني، فثبتوا
ــ كل فعل للعبادة يأتي بالتذكير: "فسجد الملائكة كلهم أجمعون" ، " فقعوا له ساجدين" ، "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون"
وقد يكون ذلك لما تتطلبه العبادة من قوة ، ولأن المذكر في العبادة أكمل، وقد قال عز وجل: "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم"، وقال عن مريم عليها السلام : وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ـ التحريم:12
ــ كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يكون بالتذكير، أي الفعل الذي يتأخر عن الملائكة يكون بالتذكير: "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب" ، " وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُون" ، "وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ" ، "لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين"
ــ كل وصف اسمي للملائكة يكون بالتذكير:
* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ ـ آل عمران:124(1/1215)
* بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ ـ آل عمران125
* وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُون ـ النساء
* والْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ـ الأنعام
* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ـ لأنفال:9
* وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ـ الزمر:75
* فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِين ـ الزخرف:53
ــ العقوبات تأتي بالتذكير، ولو كانت عقوبة جاءت في موضعين فالأشد منهما بالتذكير
* وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ـ لأنفال:50
* فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ـ محمد:27
من الآية نفسها نلاحظ الشدة في الثانية بذكر عذاب الحريق، وتتبع بقية آيات السورة يرينا أنه تم تشبيههم بآل فرعون، فالسياق جاء بالشدة فذكر الفعل، أما الآية الثانية فكان السياق أخف فجاء بالتأنيث
* وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً ـ الفرقان:25
* إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ـ فصلت:30
الفعل واحد هو النزول، ولكن حالة الشدة جاء الفعل فيها مذكرا، أما جو الطمأنينة فقد استدعى التأنيث(1/1216)
وفي المقابل لم تأت بشرى من الملائكة بصيغة التذكير
بل كل البشارات بالتأنيث
ولعل ذلك لما في البشارة من رقة وما يتناسب معها من لطف وخفة وذلك من خصائص الإناث
* وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ــ البقرة:248
*إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ـ آل عمران
* وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ـ آل عمران:42
* فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً ـ آل عمران
* إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)
***مباشرة من الدكتور فاضل صالح السامرائي عبر برنامج لمسات بيانية ***
=====
قما رأيك في هذه الورطة؟؟
انت تظن انها ورطة وهي ليست كذلك عند المتخصصين اذا كان عندهم وقت والاهتمام للرد عليك ؟؟
---
ناجح
03-03-2004, 04:12 AM
موقع للرد على النصارى
http://www.alhakekah.com/
---
د. هشام عزمي
03-03-2004, 09:56 AM
جزاك الله خيرا على هذا المجهود جعله الله في ميزان حسناتك يوم الحساب العسير .. آمين
كاتب الرسالة الأصلية : ناجح
انت تظن انها ورطة وهي ليست كذلك عند المتخصصين اذا كان عندهم وقت والاهتمام للرد عليك ؟؟
صدقت و الله
---
د. هشام عزمي
03-05-2004, 03:51 PM
أفيدونا أفادكم الله !!
---
د. هشام عزمي
03-08-2004, 04:03 PM(1/1217)
كاتب الرسالة الأصلية : د. هشام عزمي
أفيدونا أفادكم الله !!
---
عبدالرحمن الشهري
03-08-2004, 04:20 PM
أخي العزيز د.هشام عزمي وفقه الله
أخي الكريم ناجح وفقه الله
جزاكما الله خيراً على حرصكما على دفع الشبهات التي تثار بين الحين والآخر على الإسلام ، وعلى صدق نيتكما. وأنا ألمس الغيرة الصادقة على الدين من خلال كتابتكما ، وأنا أتابع ما تكتبان ، ولا شك أن غيري من الأعضاء والمشرفين كذلك ، غير أن الوقت أضيق من أن يستوعب للكتابة المفصلة كما ينبغي أن تكون. ولذلك فإنني أوصي نفسي وإياكم بالحرص على عدم الدخول بقدر الطاقة في مجادلات ومناقشات بغير علم ، فإن هذا يفضي إلى ما تريانه من جرأة السفهاء ، وربما إلى القول على الله بغير علم ، وهذا فيه من الوعيد ما تعلمان وفقكما الله.
إن حسن النية ، ونبل المقصد يا دكتور هشام لا تكفيان لإقناع الآخرين برأيك ، إذا كنت لا تملك دليلاً ناصعاً ، وبرهاناً واضحاً ، وديننا ولله الحمد ليس في حاجة إلى ترقيعات عليلة ، وتأويلات فاسدة ، لإقناع النصارى أو اليهود أو غيرهم ، فنحن على بينة من أمرنا ، والتعرض للنصارى بمثل هذه الطريقة ثم العجز عن الرد بحجة وبرهان فيه من المفاسد أكثر مما فيه من المصالح. وقديماً قالوا : زئير الأسد لا يكفي لقتل الفريسة !
فنصيحتي أن تتبين ماذا تكتب ، وأن تتريث حتى تكون على علم وبينة ، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. ولست أشك في أن الدافع لك على ما تعمله هو الحرص على الإسلام ، والغيرة عليه ، ولكن لا بد من العلم والعلم والعلم. وإلا فالسكوت أولى بنا إن شاء الله.
وأرجو التكرم بعدم وضع الروابط التي تذهب بنا إلى مثل هذه المواقع ، فإن السلامة لا يعدلها شيء ، وقد نختلف أو نتفق على هذا الأمر ، لكن هذا رأي كثير من الإخوة ، فأرجو الحرص على هذا بقدر الطاقة.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل الصالح ، والعلم النافع وجزاكم الله خيراً أخي الكريم.
---(1/1218)
د. هشام عزمي
03-09-2004, 11:55 PM
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري حفظكم الله و رعاكم و وفقكم إلى كل خير
قرأت كلامكم و فكرت كثيرا فيه و أنا أعوذ بالسميع العليم من أن أتكلم عنه أو عن دينه بغير علم و لو كان القول بغير علم منهجي لما وجدتني على صفحات هذا الملتقى و – كذلك – ملتقى أهل الحديث أسأل عن شتى المسائل متلقيا الجواب مرة و التجاهل مرات! و يعلم الله كم أتوخى الحذر فيما أكتب و أنشر على موقعي أو مواقع الآخرين و ليس هذا إلا لأني أرى بعيني كيف تتداعى حجج الجهال و الأشاعرة و المعتزلة أمام جدليات محترفي التنصير و كفانا ما حدث مؤخرا عندما انبرى أحد المعتزلة من باكستان للرد على أحد المنصرين بخصوص خلق القرآن مما سبب فتنة ما زلنا نعاني من بقاياها!!
و اعلموا – أدام الله فضلكم – أن الغرض من تصدينا للنصارى إنما هو توفير الردود السليمة للشبهات ضد الإسلام حسب منهج أهل السنة و الجماعة حتى يتمكن إخواننا المسلمون من استخدامها في محادثاتهم مع النصارى و مع أولئك الذين يحاولون تنصيرهم أو تنصير ذويهم. و لا أبغي مطلقا إقناع النصارى أو غيرهم فتبديد شبهة من ذهن مسلم أغلى عندي من إقناع عشرات النصارى. و اعلموا – سدد الله خطاكم – أن عامة المسلمين إنما هم حطاب ليل لا يميزون بين السلفي و الأشعري و المعتزلي و عندما يجابهون الشبهات يهرعون إلى مواقع الرد على الشبهات فربما لا يجد أحدهم إلا رد المعتزلي الذي يطعن في الصحيحين ليتفادى حديث رضاع الكبير أو الأشعري الذي يرد الحديث لمخالفته ما ثبت عنده من آراء مسبقة! فيأخذ هذه الترقيعات العليلة و التأويلات الفاسدة – كما وصفتموها - إلى أعداء الدين!! لذا كان لزاما علينا توفير الرد السليم الذي يتفق و المذهب السديد و الله المستعان.(1/1219)
قد نصحتموني بأن أتبين ما أكتب و أن أتريث حتى أكون على علم و بينة و هي نصيحة أغلى من الألماس و أضعها على العين و الرأس فو الله ما سألتكم إلا لهذا الغرض و ما أردت إلا أن أكون على علم و بينة كي أتبين ما أكتب. عموما سأخبركم عما ننوي كتابته ردا على هذه الشبهة:
من المعلوم أن القرآن نزل بلسان عربي مبين و أن زكريا و إبراهيم و أم موسى لم يتحدث أيهم العربية لذا من غير المنطقي أن نتوقع أن يستشهد القرآن بأقوالهم بتمامها و تفصيلها لكونها بلغة مختلفة عن لغة الذين نزل القرآن بلسانهم هذه نقطة. النقطة الثانية أن القصص القرآني لا يهدف إلى الإغراق في التفاصيل بل له أهداف تربوية و تعليمية بالدرجة الأولى و هذه الأهداف هي كذا و كذا ...... و الدليل على ذلك 1) تكرار القصص في عدة مواضع و كل مرة بشكل و درس مختلف و 2) عدم الالتزام بالترتيب الزمني في الرواية أي من سليمان إلى عيسى إلى إبراهيم إلى موسى و هكذا. ثم انتقل إلى أهداف القصص القرآني و هي عديدة و موجودة في العديد من المصادر. و لن نتعرض لأي تخمينات أو مجازفات أو مقارنة للنصوص.
فما رأيكم شيخنا الفاضل؟
أما عن موضوع الرابط فأنا لم أفهم كلامكم و يا ليتكم تزيدوني توضيحا. فأنا لم أضع أي روابط لمواقع مسيئة للأسلام.
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2004, 01:18 AM
جزاك الله خيراً أخي هشام وهذا هو ظني بكم وفقكم الله . والهدف هو العلم والنصح كما تفضلت. وما ذكرته من الجواب صحيح إن شاء الله فيما أرى.
أسأل الله لك التوفيق.
بالنسبة للروابط أقصد في توقيعكم وفقك الله لو تقللها وتكتفي بالاسم فقط والوظيفة.
---
ابن الشحي
03-13-2004, 12:50 PM
جزاك الله خيرا
واسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك
---
د. هشام عزمي
05-17-2004, 06:49 AM
السلام عليكم ،،(1/1220)
و هل قال زكريا " رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ " أم قال " رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا "؟
وجدت الإجابة لهذا السؤال و لكنها تحتاح إلى العزو للمصدر بدقة فهل تساعدوني؟؟
يقول الكرماني:
قدم في سورة آل عمران ذكر الكبر ، و أخر ذكر المرأة ، و قدم ذكر المرأة في سورة مريم لأن في مريم قد تقدم ذكر الكبر في قوله (وهن العظم مني) و تأخر ذكر المرأة في قوله (و اني خفت الموالي من ورائي و كانت امرأتي عاقراً) ثم أعاد ذكرها فأخر الكبر ليوافق عتياً ما بعده من الآيات و هي (سوياً) و (عشياً) و (صبياً) .
يقول ابن الزبير الغرناطي:
اختلف السياق في الآيتين مع اتحاد معناهما ، و السبب و الله أعلم : أن المعنى و إن كان في السورتين واحد و في قضية واحدة فإن مقاطع سورة مريم و فواصلها استدعت ما يجري على حكمها و يناسبها من لدن قوله تعالى في افتتاح السورة (ذكر رحمة ربه زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً) إلى قوله في قصة عيسى ، عليه السلام (و السلام على يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً) ، لم تخرج فاصلة منها على هذا المقطع و لا عدل بها إلى غيره ، ثم عادت إلى ذلك من لدن قوله تعالى (و اذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً) - إلى آخر السورة ، فاقتضت مناسبة آي السورة ورود قصة زكريا عليه السلام على ما تقدم و لم يكن غير ذلك ليناسب . أما آية آل عمران فلم يتقيد ما قبلها من الآي و ما بعدها بمقطع مخصوص فجرت هي على مثل ذلك و الله أعلم .
هل تفيدونني بذكر المصدر بدقة : رقم الجزء و الصفحة و دار النشر إلى آخره ؟؟
---
د. هشام عزمي
05-25-2004, 05:58 PM
أفيدونا !!
---
محب
05-27-2004, 05:26 PM(1/1221)
بالنسبة لكلام الكرمانى فهو موجود فى ص 47 من " البرهان فى متشابه القرآن " المطبوع باسم : " أسرار التكرار فى القرآن " ، تأليف : محمود بن حمزة بن نصر الكرمانى ، تحقيق : عبد القادر أحمد عطا ، دار الاعتصام ، القاهرة ، 1396 هـ .
أما كلام ابن الزبير الغرناطى ، فلم أعثر عليه ، لكن له كتاباً شهيراً فى متشابه القرآن ، أغلب الظن أن كلامه الذى أوردته موجود به ، واسم الكتاب : " ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه متشابه اللفظ من آي التنزيل "
وقد وجدت كلاماً للدكتور عبد العظيم المطعنى حول هذه المسألة أورده لعل فيه إفادة .. قال :
الموضع الثانى عشر " الكبر والعقر " :
" قال : رب أنى يكون لى غلام وقد بلغنى الكبر وامرأتى عاقر ، قال : كذلك الله يفعل ما يشاء " [آل عمران 40]
" قال : رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً " [مريم 8]
فى آل عمران قدم بلوغه الكبر على عقر امرأته ، وفى مريم عكس الترتيب ، فقدم عقر المرأة على بلوغه الكبر ..
فما السر إذن ؟
ـ ملاحظة أمرين :
والجواب : ولا بد ـ هنا ـ أن نلحظ أمرين :
أولهما : أن زكريا عليه السلام كان يمنعه من الإنجاب سببان : عقر امرأته ، وتقدم سنه .
ثانيهما : أن هذين السببين كانا يخطران بباله بدرجات متفاوتة أحياناً .
إذا تقرر هذا ، فإن السبب الذى يمثل فى خاطره أكثر يعمد إلى تقديمه ويؤخر ما عداه .
ففى سورة آل عمران ، أفاد التعبير نفسه أن الكبر هو السبب الأظهر عند زكريا عليه السلام ، حيث أسند إليه البلوغ : " وقد بلغنى الكبر " ، فكأن الكبر كان يطارده حتى أدركه ..
بخلاف مريم ، فإن البلوغ فيها مسند إلى ضمير زكريا عليه السلام ، لذلك قدم الكبر فى آل عمران وأخر عقر امرأته .
أما فى مريم فإن تقديم العقر على بلوغه الكبر .. فلأن العقر ـ على ما شرحناه ـ كان السبب الأظهر .
ـ وسبب آخر :(1/1222)
أن زكريا عليه السلام قد تقدم على قوله هذا فى سورة مريم شكواه إلى ربه من الكبر : " رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً " ، ومع هذا فقد تلقى البشرى من ربه بأنه وهب له غلام .. فكأن الله ألهمه ، أو هو فهم من البشرى أن ما شكاه من الكبر ليس بسبب مانع من الإنجاب .. إذن فالعقر ما زال باقياً فى خاطر زكريا فقدمه على الكبر . ثم عطف بلوغه عنه عتياً عليه لأنه لم يشك ـ قبل ـ العقر . فكان عنده السبب الأظهر .
فالتقديم هنا والتأخير هناك ، والتأخير هناك والتقديم هنا .. إنما هو بحسب ما هو أظهر ، ولم يتحدث الخطيب الإسكافى عن هذا الموضع كذلك .
وكذلك يلاحظ الباحث أن عقر امرأة زكريا عليه السلام حين أخر فى كلام آل عمران كانت العبارة الدالة عليه : " وامرأتى عاقر " مبتدأ وخبر مجردان .
ولكن حين قُدِّم فى مريم كانت العبارة الدالة عليه : " وكانت امرأتى عاقراً " بزيادة " كان " إذا قورنت بموضعها فى آل عمران ، و "كان" تفيد ثبوت النسبة فى الماضى مع الاستمرار هنا .
انتهى كلامه حفظه الله .
[ خصائص التعبير القرآنى وسماته البلاغية ، ج 2 ص 177 ، 178 .. مكتبة وهبة بالقاهرة ط 1 ، 1992 م ]
---
د. هشام عزمي
05-27-2004, 06:00 PM
بارك الله فيك يا اخي و يا ليتك توافينا بالرد على باقي الشبهات التي ذكرتها في المشاركة الأولى بهذا الموضوع إن لم يكن في هذا إثقال :)
---
ش.م
05-28-2004, 02:06 AM
الأستاذ الكريم هشام عزمي
بارك الله فيك على جهدك الطيب وإنك لتذكرني باحتكاك قديم مع بعض النصارى والملحدين الذين وجدوا ف الشبكة العالمية مرتعا خصبا لنشر ضلالاتهم ومهاجمة الحق ونحن في عصر ضعفت فيه النفوس للأسف.
لذلك فإني أشاركك خوفك على المسلمين وكنت عند ردي عليهم أفعل من أجل ألا يأتي مسلم يقرأ هذه الترهات فتغرس في عقله وتكبر شيئا فشيئا
وإني أسعى للرد على 30 مسألة من مسائلهم الجزئية ويسرني أن أمنحك نسخة لموقعك عند الانتهاء منها(1/1223)
ولكن .. لا تنس الدعاء فما زلت في أول الطريق في إعدادها.
قد أجد عندي شيئا يفيدك فانتظرني قليلا
ويمكنك أن تقرأ مقالا لي عن القصص القرآني في هذا الملتقى الطيب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1989
أختكم في الله: ش.م
---
د. هشام عزمي
05-28-2004, 03:49 PM
بارك الله فيك و زادك من فضله يا أختاه ... و إن اردت المشاركة في الرد على الشبهات ، فنحن نقوم بذلك في منتديات الجامع المتخصصة في الرد على النصارى (http://www.aljame3.com/forums/index.php?) و نرحب بك في أي وقت :)
و سيكون من دواعي سروري أن تمنحينا نسخة من ردود الشبهات لنشرها ، كان الله في عونك لاتمامها و الله خير معين .
---
موراني
05-28-2004, 06:13 PM
من ظواهر هذا العصر عامة الانشطة لعدة فرق نصرانية ( مسيحية) في جميع أنحاء العالم وخاصة في أميركا . أما متابعة ما يكتب أعضاء هذه الفرق المشكوك في صلاحية وجودها فهي ربما لن تسفر عن شيء يذكر لسبب واحد وهو :
انّ هذه الفرق بذاتها لا شهرة لها في العالم الغربي ولا ينطلق أعضاءها من المباديء العلمية المسلم بها على المستوى (الأكاديمي) كما يقال , اي على المستوى العلمي الثابت .
ويلاحظ ايضا أن هذه التحديات المقصودة من هؤلاء أعضاء في الفرق الدينية ضد الاسلام وضد أديان أخرى في آن واحد لا تخرج من جدران نواديهم ولا يهتم بها أحد بجدية ألا القليل النادر .
بهذه السطور لا أريد أن أقلل أبعاد الأخطاء التى وقعت فيها هذه الفرق النصرانية لكنني
أتساءل : أليس من الخير والأفضل تجاهل كل ما يكتب على تلك الصفحات في انترنيت تجاهلا تاما بدلا من أن نحوض جدالا ومناظرة مع من لا يستحق أن يلفت أنظارنا على الاطلاق ؟
وفي النهاية أقول : انّ الجنون فنون ! (وأقصد بذلك تلك الفرق)
تقديرا
موراني
---
أبو عاتكة
05-29-2004, 10:18 PM(1/1224)
ترددت كثيرا قبل المشاركة في هذا الموضوع وما سأضيفه من نفع ولكن ما دفعني هو وجود إخوة أفاضل على قدر وعلم يصوبون ما قد أقع فيه من زلل .
بالنسبة للموضوع فأقول لا إشكال فيه إن شاء الله تعالى فكل ما ذكر عن الأنبياء بأنهم قالوه فقد قالوه وتعلم أن زكريا عليه السلام لم يكن يتحدث اللغة العربية ولكن الله عز وجل يصف لنا ما قالوه وصفا دقيقا يصور ما حصل وما قيل بدقة وروعة باللغة العربية ولكن القرآن كما هو معلوم يختلف عن الكتاب المقدس عند النصارى من حيث سرد القصة وأحداثها ففي القرآن لا يذكر إلا ما فيه فائدة للقاريء والمستمع فالله عز وجل يذكر في قصص الأنبياء في القرآن في كل موضع ما يناسب المقام مع أن الجميع قيل . بهذا أخي الحبيب تستطيع أن تتأمل في الرابط بين اللفظ المذكور وسياق القصة ففي سورة مريم مثلاً أثنى الله عز وجل على عددا من الأنبياء وذكر منته عليهم فالله عز وجل ذكر منته على زكريا عليه السلام بما رحمه ووصفه بعبده فقابل ذلك أن يذكر كيف تذلل زكريا عليه السلام لله عز وجل في بيان ضعفه إليه وافتقاره إليه بقوله (( ... إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ....))الآية مع أنه قال في دعائه كما في سورة آل عمران (( .... رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء )) ولكن ناسب في سورة آل عمران كون المسألة ظاهرة في منته وتفضله عز وجل على زكريا عليه السلام بالولد فناسب ذكر قول زكريا عليه السلام في دعائه وطلبه الولد . وقس على ذلك في قصص الأنبياء الأخرى . هذا الكلام الذي ذكرته محتمل فإن كان حقا فالمنة لله وإن كان خطأ فأنتظر من الإخوة الفضلاء التقويم والتصحيح وجزاكم الله خيرا
---
ش.م
05-30-2004, 11:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الفاضل د. هشام
رأيتك تذكر كلام الغرناطي عن الفواصل(1/1225)
وأقول: لا تفتح على نفسك بابا جديدا هو مسألة الفواصل فسيردون عليك بأن القرآن مثل الشعر، وأنه يغير في الكلام من أجل أن توافق الكلمة آخرالآية كما يفعل الشعراء... ونحو هذا الكلام
الأخ الفاضل أهل القيروان: معك حق فيما ذهبت إليه من أن هؤلاء لا يقومون على أي أساس علمي
ولكنهم يا أخي لا يقتصرون على نشر ذلك في مواقعهم
ستجدهم يدخلون المنتديات ويضعون رابط الموقع بأي عنوان مثيرا لافت للنظر
أو تجدهم يعرضون تلك الترهات على أعضاء المنتدى
وهم بالتأكيد لا يختارون المنتديات الراقية أو المتخصصة التي فيها من يعرف أن يرد، بل يعرفون نوعية الزوار والأعضاء فيختارون من يعرفون أنهم عجزة ضعفاء لتنغرس تلك الكلمات في عقولهم شيئا فشيئا ويجدوا أنفسهم يتساءلون عنها : نعم .. لماذا هكذا؟
أؤكد على كلام الأخ الأستاذ أبي عاتكة أن التأمل في سياق القصة وهدف الآية يقود إلى استنتاج سبب مجيء التعبير القرآني بشكل معين يخالف شبيهه في مكان آخر
كنت أستمع اليوم إلى هدف سورة القصص في برنامج خواطر قرآنية، وعرفت أن هدف السورة هو : التأكيد على الثقة في وعد الله
وعلق الأستاذ عمرو: من يتصور أن الأم إذا خافت على طفلها ألقته في اليم؟ المتصور أن يقال لها: إن خفت عليه فاحضنيه أو خبئيه
وهكذا نرى أن الآية لم تذكر التابوت ها هنا لكن قالت ألقيه، تأكيدا على إيمان المرأة وعلى ثقتها بوعد الله" إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"
ووضعه في تابوت يُفهَم تلقائيا، لأن القارئ وإن لم يكن قد قرأ الآية الثانية التي توضح ذلك إلا أنه سيفهم أنها ستلقيه لتحميه.. والله أعلم
وهذه بعض أهداف ذكر قصة موسى عليه السلام في القرآن الكريم تجدونها هنا
http://www.lamasaat.8m.com/ahdaaf.htm
مع بيان قصة موسى في سورتي النمل والقصص (جزء من القصص)
http://www.lamasaat.8m.com/moosa.htm
---
موراني
05-31-2004, 06:08 PM
الاخ الكريم ش . م .(1/1226)
ربما كنت أنا متفاءلا أكثر منكم عند معالجة المسألة المطروحة هنا .
لأنني لا أظن أنّ هناك مسلما واعيا معتصما بدينه يتعرض لفتنة بسبب ما يزعم هؤلاء أذلة وأقلة من الناس .
السبيل الوحيد لايقاف هذه الآراء الفاسدة من جانب هؤلاء الضالين هو عدم ذكرهم وعدم الرد عليهم . هذا الطريق نافع جدا في الانترنيت على الأقل .
عندما تجيب عليهم بما هو أحسن وأصح , بل الصحيح , فدخلت معهم في الحوار والمجادلة . وهذا هو بالضبط ما يريدون !
التجاهل الكامل في هذه الحالة خير من مجادلتهم .
وفقكم الله
موراني
---
(1/1227)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بنو اسرائيل وذكرهم في القرآن
---
بنو اسرائيل وذكرهم في القرآن
---
بسملة
01-23-2007, 08:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة أساتذتنا الافاضل، وجزاكم الله عنا كل خير
وسؤالي هنا هو عن بني اسرائيل :
1-القرآن كثير ما تعرض لبني اسرائيل ونعرف أن بني اسرائيل قتلوا كثير من انبيائهم ،
فما العلاقة بين قوم بني إسرائيل واليهود حاليا ، هل هم امتداد لبني اسرائيل الأوائل ؟
2-بنو اسرائيل أكثر ذكر في القرآن هل ذلك لعتوهم وجحودهم وكفرهم بالانبياء
فهل ذكر القرآن أقوام آخرين غير بني اسرائيل ؟
3- وهل كل الانبياء أرسلوا لبني اسرائيل؟
وجزاكم الله عني خيرا
أختكم في الله
---
بسملة
01-26-2007, 08:05 PM
السلام عليكم
أود أن يجيبني أحد الاساتذة الافاضل على هذا السؤال ؟
فهل ذلك ممكن؟
فنحن نسعى لطلب العلم ولا نجد غير هذا الملتقى المبارك الذي نجد فيه نخبة من الاساتذة الافاضل
ونعتذر إذا كانت مستوى أسئلتنا غير مناسب ولكن إن شاء الله نرتقي خطوة خطوة.
وجزاكم الله خيرا
---
أبو بيان
01-26-2007, 09:50 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أختي الكريمة, وأرجو أن تجدي في ثنايا هذا الملتقى فائدة تسعدين بها في الدنيا والآخرة. وليس عليك أن تعتذري عن مستوى الأسئلة ما دمت تريدين خيراً, ومادمت عازمة على الارتقاء في طلب العلم, زادك الله من فضله.
1- يهود اليوم امتداد لبني إسرائيل الذين أخبر الله عنهم في كتابه, وهم اليوم خلف سيءٌ لسلفٍ أسوأ.
2- ذكر القرآن أقواماً كثراً غير بني إسرائيل, أمَّا أسباب الاكثار من ذكر أخبارهم وأحوالهم فكثيره, منها: أنهم أقرب الأمم إلى هذه الأمة زماناً, وأيضاً رحمةً بهذه الأمة أن تتبع سبيلهم, ولمشابهة هذه الأمة لهم في اتباع سَنَنهم, وغير ذلك.(1/1228)
3- لم يُرسَل كل الأنبياء إلى بني إسرائيل, قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وفقك الله.
---
أبو محمد نائل
01-27-2007, 10:00 PM
موضوع يستحق البحث والإهتمام ، جزاكم الله خيراً .
---
بسملة
01-30-2007, 06:20 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وقد قرأت بحثا يتكلم عن الفرق بين
بني اسرائيل واليهود والذين هادوا ،للدكتور أحمد معاذ علوان حقي
ووجدت فيه إجابات عن بعض الاسئلة التي كانت تشغل ذهني .
على هذا الرابط
http://www.sharjah.ac.ae/news/journal/sciences_humanities/previous_issues/arabic/3/3_1/index.htm
---
(1/1229)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء ( عم )
---
المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء ( عم )
---
عمر المقبل
12-24-2003, 11:37 PM
المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء ( عم ) هي ـ بالتأمل ـ ثلاثة :
الموضوع الأول : تقرير التوحيد ، والتركيز على المعاد والبعث ، وجزاء الفريقين : المؤمنين والكفار .
الموضوع الثاني : تعداد النعم العامة والخاصة :
فمن أمثلة النعم العامة ما تضمنته أوائل سورة النبأ .
ومن النعم الخاصة : ما تضمنته سورة الضحى .
الموضوع الثالث : هو موضوع الأخلاق ،وهذا كثير جداً ، وقد لاحظت أنه ربط بين الإيمان باليوم الآخر والأخلاق ربطاً عجيباً ، خذ هذه الأمثلة :
1 ـ أوائل سورة عبس مع آخرها .
2 ـ سورة الفجر (كلا بل لاتكرمون اليتيم ، ... ، ـ إلى أن قال ـ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا .. الآيات ) .
3 ـ سورة البلد كاملة .
4 ـ سورة الهمزة كاملة .
5 ـ سورة الماعون كلملة .
وهذا يؤكد صلة الأخلاق بالعقيدة ،وهذا موضوع كتب فيه بعض الفضلاء ، إلا أني لاحظت أن التركيز كان على السنة ، وأنعم بها من معين ثر ، ولكني دهشت ودهشت ، ثم دهشت لقلة الاستدلال بالقرآن ، مع وضوح هذه القضية فيه بجلاء ، ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد ، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم ، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك .
---
عبدالرحمن الشهري
01-12-2004, 09:51 PM
جزاك الله خيراً
---
عمر المقبل
01-13-2004, 12:05 AM
وإياك أبا عبد الله .
---
(1/1230)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (7/3/1427هـ)
---
دعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (7/3/1427هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2006, 12:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ثلاث سنوات مضت (عام 1424هـ) تأسست الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ، تحت مظلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض . وقد تحققت خلال هذه السنوات الثلاث العديد من الإنجازات العلمية لهذه الجمعية المباركة التي تعنى بكتاب الله وعلومه المختلفة .
ويوم الأربعاء القادم 7/3/1427هـ تعقد الجمعية العمومية للجمعية اجتماعها الدوري لترشيح مجلس إدارة جديد للجمعية من قبل أعضاء الجمعية العاملين .
وسوف يلقي فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيم - إمام وخطيب المسجد النبوي - محاضرةً بعنوان :
التضمين في تفسير القرآن الكريم
بعد صلاة المغرب مباشرة في القاعة الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض ، ثم يتم ترشيح أعضاء مجلس الإدارة بعد صلاة العشاء إن شاء الله.
نسأل الله لهذه الجمعية التوفيق والنجاح ، وأن نرى منها في الدورة القادمة مزيداً من النجاحات والإنجازات التي تصب في خدمة الدراسات القرآنية ، وخدمة المتخصصين والمهتمين بالدراسات القرآنية ، وشكر الله لأصحاب الفضيلة أعضاء مجلس الإدارة ما قدموه لهذه الجمعية في دورتها الأولى .
موضوعات ذات صلة :
- ندوة عن (اجازات القراء) بالجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه بالرياض.. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1177). وهذا ملخص توصيات تلك الندوة هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1214) .(1/1231)
-من الكتب التي ساعدت الجمعية على طبعها كتاب :(مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3531)
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2006, 01:36 AM
بفضل الله وتوفيقه عقد أعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه اجتماعهم الدوري مساء اليوم الأربعاء 7/3/1427هـ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، بعد صلاة المغرب .
وقد ألقيت محاضرة قيمة عن التضمين في القرآن الكريم ، ألقاها الشيخ إبراهيم الأخضر القيم شيخ القراء بالمدينة النبوية ، وقدَّمَ لَهُ الدكتور عبدالله بن مقبل القرني الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى .
وقد كانت محاضرةً موجزةً قيِّمةً حولَ الموضوع ، فُتحَ المَجالُ بعدها لمداخلات الحضور حول موضوع التضمين في القرآن الكريم.
وقد حضر أعضاء الجمعية جميعاً ، وحضر عدد من أصحاب الفضيلة العلماء كالشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله تلميذ الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي ، وحضر الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين لشؤون المسجد النبوي ، وعدد من العلماء والباحثين من الجامعات السعودية في أنحاء المملكة .
وقد أُعيدَ انتخابُ مَجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم للمرة الثانية ، ورُشِّح تسعةُ أعضاءٍ من أعضاء الجمعية لمِجلس الإدارة ، نسأل الله لهم العونَ والتوفيق في مهمتهم الجديدة في هذه الجمعية العلمية المباركة ، وقد أُعلنت أَسماءُ أعضاءِ مجلس الإدارة على الجميع مباشرة ، وطلبت اللجنة المنظمة للانتخابات من الأعضاء المرشحين أن يتفضلوا بالجلوس على مقاعد أمام الجميع أعدت لهذا ، وأن يقوموا بانتخاب رئيس مجلس إدارة الجمعية ونائبه وأمين مجلس إدارة الجمعية وأمين الشؤون المالية للجمعية ، بطريقة علنية أمام الجميع أيضاً.(1/1232)
وقد كانت هذه الانتخابات نزيهةً فوريةً ، نظَّمها وأَشرف عليها الدكتورُ الكريم خالد بن عبدالكريم اللاحم جزاه الله خيراً ، عضو هيئة التدريس بقسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض . وأعدُّ هذه النزاهة في الاختيار مثالاً يحتذى من قبل الجمعيات الأخرى لما فيه من الشفافية والحرص على مصلحة الجمعية بالدرجة الأولى ، وأسجل شكري وتقديري الخاص للأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السابق الذي كان حريصاً على إنجاح هذه الانتخابات ، وسعادته وإنصافه بالنتيجة الجديدة وفقه الله وبارك فيه على جهده المشكور دوماً في الكلية والقسم والجمعية ، وهذا ما عهدناه دوماً من أبي سعيد أسعده الله بطاعته في الدارين.
ويتكون مجلس إدارة الجمعية من تسعة أعضاء ، يمكنك الاطلاع على أسمائهم وتهنئتهم في مشاركة مستقلة بعنوان :
تَهنئةُ أعضاء مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=20820)
---
(1/1233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القول الراجح في معنى قوله تعالى ( للسائل والمحروم)
---
القول الراجح في معنى قوله تعالى ( للسائل والمحروم)
---
أبو عمر السيد
09-16-2006, 12:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لقد اختلف المفسرون في المراد بالمحروم على أقوال
- المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم وهو قول ابن عباس
- المتعفف الذي لا يسأل الله الناس شيئا واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم ( ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ، قالوا فمن المسكين يا رسول الله قال : ( الذي لا يجد غنى ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه ، فذلك المحروم )
- وقيل الذي لا سهم له في الغنيمة
- وقيل هو الذي لا ينمى له مال.
- وقيل هو الذي قد ذهب ثمره وزرعه
- قيل هو الكلب
- وقال ابن جرير هو أنه الذي قد حرم الرزق فاحتاج ،وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره فصار ممن حرمه الله ذلك ، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسأله ، وقد يكون بألا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة ، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن يعم كما قال تعالى ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )
وقال بهذا القول القرطبي ومعظم المفسرين
السؤال : المعروف أنه إذا ثبت نص فلا يلجأ إلى غيره وقد صح الحديث بأنه المتعفف. فهل يمكن بأن يقال أن اختيار ابن جرير في هذا المسألة هو الراجح ، مع ثبوت الحديث في أحد المعاني وهو المتعفف؟ أي هل يقدم العموم على النص أو يكون الراجح ما صح فيه الدليل إذا كان أحد الأقوال؟
---
أبو عمر السيد
10-02-2006, 02:53 PM
آمل الإفادة عن موضوعي هذا يامشايخنا الأفاضل
---
مساعد الطيار
10-05-2006, 04:10 AM
اخي أبو عمر(1/1234)
يظهر ان هذه الزيادة مدرجة من كلام الزهري ، فقد روى عبد الرزاق في مصنفه هذا الحديث ، فقال: ( أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين ، بب والاكلة والاكلتين ، ولكن المسكين الذي لا يسأل ولا يعلم مكانه فيتصدق عليه .
قال معمر : وقال الزهري : فذلك المحروم ) .
وكذا ورد في سنن أبي داوود ، قال : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالْأَكْلَةُ وَالْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَا يَفْطِنُونَ بِهِ فَيُعْطُونَهُ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو كَامِلٍ الْمَعْنَى قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ قَالَ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَفِّفُ زَادَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ لَيْسَ لَهُ مَا يَسْتَغْنِي بِهِ الَّذِي لَا يَسْأَلُ وَلَا يُعْلَمُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَذَاكَ الْمَحْرُومُ وَلَمْ يَذْكُرْ مُسَدَّدٌ الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ وَجَعَلَا الْمَحْرُومَ مِنْ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ أَصَحُّ .(1/1235)
كذلك في مسند احمد ، قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ قَالُوا فَمَنْ الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى وَلَا يَعْلَمُ النَّاسُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ
قَالَ الزُّهْرِيُّ وَذَلِكَ هُوَ الْمَحْرُومُ
وهذا يبين عن ان تلك الزيادة من كلام الزهري ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
وأفضل من تكلم عن هذه الآية ابن عطية الأندلسي ، ولقد حلَّق في الكلام ، وأتى بما هو مهم لمن أراد معرفة التعامل مع عبارات المفسرين في مثل هذا الاختلاف ، فقال : ( ختلف الناس في { المحروم } اختلافاً ، هو عندي تخليط من المتأخرين ، إذ المعنى واحد ، وإنما عبرعلماء السلف في ذلك بعبارات على جهة المثالات فجعلها المتأخرون أقوالاً وحصرها مكي ثمانية .
و : { المحروم } هو الذي تبعد عنه ممكنات الرزق بعد قربها منه فيناله حرمان وفاقة ، وهو مع ذلك لا يسأل ، فهذا هو الذي له حق في أموال الأغنياء كما للسائل حق ، قال الشعبي : أعياني أن أعلم ما { المحروم } ؟ وقال ابن عباس : { المحروم } : المعارف الذي ليس له في الإسلام سهم مال ، فهو ذو الحرفة المحدود . وقال أبو قلابة : جاء سيل باليمامة فذهب بمال رجل ، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هذا { المحروم } . وقال زيد بن أسلم : هو الذي أجيحت ثمرته من المحرومين ، والمعنى الجامع لهذه الأقوال أنه الذي لا مال له لحرمان أصابه ، وإلا فالذي أجيحت ثمرته وله مال كثير غيرها فليس في هذه الآية بإجماع )
---
(1/1236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة (الحلقة الأولى والثانية)
---
التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة (الحلقة الأولى والثانية)
---
محمد بن يوسف
02-01-2004, 05:36 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ فهذا بحث كُنت قد كتبته في "ملتقى أهل الحديث" -حفظ الله القائمين عليه وأعضائه ورواده- بتاريخ 30 / 10 / 1423هـ، ومِن قَبل في كل مِن: "شبكة الفوائد الإسلامية" و"المنتدى العام" بـ "شبكة الفجر".
------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
أما بعدُ ...
فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار ...
فمن الأمور المُحدَثَة التي انتشرت انتشارًا هائلا في هذا العَصر؛ بحيثُ لا تكاد تَجِدُ قارِئًا للقُرآن مُعرِضًا عَنها؛ هي التزامُ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم.(1/1237)
فاعْلَم –أخي- أنَّ التزامَ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم بِدْعَة، وكل بِدْعَة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النَّار؛ فهي لم تَرِد –فَضلا عَن أن تَثبت- قَطُّ عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) "قولا أو تَقريرًا" ولا عَن أحَدٍ مِن أصحابِه ولا عَن أحد التَّابِعين، ولا أظُنُّ أنَّها كانت مَعروفةً قَبل مائتي عام، هذا على أقصَى تَقْدير؛ وإلا فغالِبُ ظَنِّي أنَّها لم تَكن مَعروفَةً قبل مائة عام، واللهْ أعْلَم. عمومًا تاريخ تَلَفُّظ النَّاس بها بعد التلاوة يحتاج إلى تَحرير؛ لتعرِفَ صِدق ما أقول!
وعليه؛ فهل غابَتَ هذه الجُملَة عَن العُصور الثلاثة المُفَضَّلة الأولى المَشهود لها بالخَيرية، وعَن العُصور التي تَلَتها بما فيهم عَصر الأئمة الأربعة، وعن القُرون التالية لها حتى عَهدٍ قَريب، حتى عَرَفها أهلُ زمانِنِا، فأتَوا بما لم تأتِ به الأوائِلُ!
وواللهِ لو كان التَّلفُّظ بهذه الجُملَة خيرًا لسبقونا إليه، عليهم رَحمَةُ اللهِ –تَبارَك وتعالى.
وقد أمرَنَا اللهُ –سُبحانَه وتعالى- باتباعِه واتباعِ نَبيِّه (صلى الله عليه وسلم) في غَير آية مِن آياتِ القُرآن الكَريم؛ فقال –تعالى- (مَن يُطِع الرَّسولَ فقد أطاعَ الله) [النِّساء: 80]، وقال (وما آتاكُم الرَّسولُ فَخُذوه وما نهاكُم عَنه فانتَهوا) [الحَشر: 7]، وقال (يا أيُّها الذين آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَي اللهِ ورَسولِه) [الحُجُرات: 1]، وقال (وما تَنَازَعتُم في شَيء فَرُدُّوه إلى اللهِ والرَّسول) [النِّساء: 59]، وقال (فلا وَرَبِك لا يؤمِنون حتَّى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بَينَهم ثم لا يَجدِوا في أنفُسِهم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ ويُسَلِّموا تَسليمًا) [النِّساء: 65]، وقال (قُل إن كُنتم تُحِبُّون اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُم اللهُ ويَغفِر لَكُم ذُنُوبَكم) [آل عِمران: 31].(1/1238)
وبَيَّن الحَقُّ –عَزَّ وجَل- في كِتابِه أنَّ الدِّين كَمُل بوفاةِ النَّبي (صلى الله عليه وسلم)؛ فقال –تعالى- على لِسان نَبيِّه (صلى الله عليه وسلم): (اليومَ أكمَلتُ لَكمُ دينَكم وأتمَمتُ عَلَيكم نِعمَتي ورَضيتُ لكم الإسلامَ دينًا) [المائدة: 3].
وقال النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم): "مَن أحدَثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ مِنه فهو رَدٌ" [متفق عليه]، وفي رواية: "مَن عَمِلَ عَمَلا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌ" [رواه مُسلِم]، وقال: "إيَّاكم ومُحدَثاتُ الأمور؛ فإنَّ كل مُحدَثَة بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة" [رواه أحمَد، وهو في صَحيح الجامِع]، وقال: "وكُل ضلالةٍ في النار" [رواه النَّسائي، وهو في صَحيح الجامِع].
فالأصل في العِبادات التَّحريم إلا إذا دَلَّ النَّصُ على خِلاف ذَلِك، بِعَكس العادات؛ فتنَبَّه!
ولو كانَ هذا القَولُ مَشروعًا لَبَيَّنه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) لأمَّتِه؛ بل ثَبَت عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّه قال لعَبد الله بن مَسعود (رَضي الله عَنه): "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) [الآية: 41]. قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه]، وفي رواية للبخاري [ح 5050، 4582 - «فتح»] قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "أمسِك".(1/1239)
ومِن القواعِد الأصولية أنَّه "لا يجوز تأخير البَيان عَن وَقت الحاجَة"؛ فلو كان قول (صَدق اللهُ العَظيم) مَشروعًا لَنَبَّه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) عَبدَ الله بنَ مسعود –رَضي الله عَنه- عَلَيه ودَلَّه عليه وأمرَه بأن يقولَه؛ فلما لم يُبَيِّن النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) مَشروعية ذلك دَلَّ على أنَّه لا يُشرَع؛ و"تَرك البَيان في وَقت الحاجَة بَيانٌ" –كما تُقَرِّرُ القاعِدَة الأصولية.
بل قال (صلى الله عليه وسلم) بعد الفراغ مِن التلاوة: "حَسبُك الآن"؛ مِمَّا يَدُل دلالةً واضِحَةً أنَّها هذا القولَ لا يَشرُع، بل المَشروع بعد الفراغ مِن التلاوة هو السُّكوت أو الكلام المُباح أو مُباشرة العَمل أو خِلافُه مِمَّا هو مُباحٌ في أصلِه، ولا نَقولُ: كيف نَخلِط بين القُرآن وكلام البَشَر دون فاصِل! نقول: نحن أمِرنا بالاتباع لا الابتداع، ومَصدر الدِّين النَّقل لا العَقل، والدِّينُ لا يؤخَذ بالرأي، و"لو كان الدِّينُ بالرأي لكان أسفل الخُف أولى بالمَسح مِن أعلاه"؛ كما ثَبَتَ عَن (علىُّ بن أبي طالِب) –رَضي الله عَنه- [رواه أبو داود].
بل قد ثَبَت –والحمدُ لله- في السُّنَة القولية ما يَدُل على أنَّ النَّبيَ (صلى الله عليه وسلم) لم يَفصِل بين القرآن الكَريم وكلامِه العادي بفاصِل؛ ففي "خُطبة الحاجَة" كان النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) يقرأ –أحيانًا- ثلاث آيات بعد الشهادَتَين؛ هم على التَّرتيب: الآية 102 مِن سورة "آل عِمران"، الآية 1 مِن سورة "النِّساء"، الآيتَين 70، 71 مِن سورة "الأحزاب"، ثم يقول بَعدَها -دون فاصل-: "أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحَديث كِتابُ الله تعالى ..." [رواه مُسلِم والنَّسائي].(1/1240)
ومِن تناقُض الذين يَستَنكِرونَ عَدمَ فصل القُرآن والكلام العادي بِفاصِل (كَقول: صدق الله العَظيم)؛ أنَنَّا نقولُ لهم: أليس قول (صدق الله العظيم) كلام البشر؟!! فكيف تَفصِلون بين القُرآن وكلام البَشَر بكلامٍ البَشَر ؟!!
وأقولُ لهم أيضًا: لماذا اقتصرتُم على قول (صدق اللهُ العَظيم) دون غَيرِها ؟!! يَعني: لماذا لا تقولون –مَثلا- (صدق الرَّحمَنُ الرَّحيم) أو (صَدَقَ المَلِكُ الوهَّاب) ؟!! ولماذا تَقتَصِرون –أصلا- على لفظة "صَدَق" دون غَيرِها ؟!! لِمَ لا تقولون –مَثلا- (الحَقُّ ما قال الله) ؟!!
وإلى مَن لا يَقتَنِعون بقولِ اللهِ (تَبارَك وتعالى) وقولِ رَسولِه (صلى الله عليه وسلم)، ولا يَقتَنِعون إلا بالعَقل –زَعُموا؛ مع أنَّ العَقل السَّليم لا يُنافي الشَّرع الصَّريح ألبَتَة؛ أقول:
مِن المُقَرَّر عِند عُلماء اللغة العَرَبية والبَيان أنَّ الجُملَ نوعان:
1- جُمل خبرية (تقريرية): وهي الجُمَل التي تَحتَمِل التَّصديق والتَّكذيب. كقولك: أحمد مُلتَزِم بهَدي النَّبي (صلى الله عليه وسلم)، أو جاء أحمَد، أو لم يُسافِر أحمد اليوم، أو يَتلو أحمد القرآنَ كلَ يوم. فهذه الجُمَل تَحتَمِل أن يُصَدَّق قائِلُها أو يُكَذَّب، فلو قال لك قائِلٌ: أحمد مُجتَهِد، تَستطيعُ أن تقولَ له: صَدقتَ أو كَذَبت، وهكذا في كل الجُمَل الخَبَريَّة؛ وضابِطُها ما قُلناه وهي كل جملة ليست إنشائية.(1/1241)
2- جُمَل إنشائية: وهي الجُمَل التي لا تَحتَمِل التَّصديق أو التَّكذيب، وقد تكون جملةً طَلَبيَّة (أمر، نَهي) أو جملةً تَدُّل على الطَّلَب؛ كأن تُسبَق باستفهام أو تَمَني أو تَرَجِّي. كقولِك لأخيك: صَلِّ صلاة موَدِّع! أو لا تُقَلِّد المُشركين! أو هل رأيتَ مُحمَّدًا؟! أو لَيتَ المُسلِمين يَعودون إلى دينِهم! أو لَعَل اللهَ يُخرِج مِن أمَّتِنَا مَن يُعيدُ إليها مَجدَها! فهذه الجُمَل السابِقَة لا تَحتَمِل مِن سامِعها أن يُصَدِّقَ قائِلَها أو يُكَذِّبُه؛ فلو قال لك قائِلٌ: صَلِّ، فلا يجوزُ أن تقولَ له: صَدَقتَ أو كَذَبتَ، وهكذا في كل الجُمَل الإنشائية.
إذا تَبَيَّن هذا؛ فالقُرآن الكَريم يَجمَع في سُوَرِه بين الجَملَ الخَبَرية والإنشائية، بل قَد تَجمَع الآية الواحِدَة النَّوعَين مَعًا، وهاكَ أمثِلَةً مِن كل نوع:
فَمِن أمثِلَة الجُمَل الخَبَرية؛ قولُه –تعالى-: (إنَّ اللهَ على كُلِّ شَئ قَديرٌ) [البقرة: 20]، (أولئك على هدي مِن رَبهم وأولئك هم المُفلِحون) [البقرة: 5]، (قَد أفلَح المؤمِنون) [المؤمِنون: 1].
ومِن أمثِلَة الجُمَل الإنشائية؛ قولُه –تعالى-: (واتَّقُوا يومًا لا تَجزي نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئًا) [البقرة: 48]، (ولا تكونوا كالذين نَسُوا اللهَ فأنساهُم أنفسَهم) [الحشر: 19]، (أليس اللهُ بأحكِم الحاكِمين) [التين: 8].
ومِن أمثِلَة الآيات التي جَمَعت بين الجُملَتَين مَعًا؛ قولُه –تعالى- (ألم تَعلم أنَّ اللهَ له مُلكُ السَّموات والأرض، وما لكم مِّن دُونِ اللهِ مِن وَليٍّ ولا نَصير) [البقرة: 107].(1/1242)
وقارئ القُرآن لا يخَلو –عِند فَراغِه مِن التلاوة- أن يَقِف على إحدى نَوعَي الجُمَل: إمَّا أن يَقِفَ على جمُلَة خَبَرية أو إنشائية. فهل –باللهِ- إن وَقَف على جُملَةٍ إنشائية يَليقُ به أن يقولَ (صَدَق الله العَظيم)، وهي –كما بَيَّنَّا- لا تَحتَمِلُ التَّصديق أو التَّكذيب؟!! أفيجوزُ هذا العَبَثُ بِكتابِ الله –تبارك وتعالى- ؟!! وإن قال: أقولُها عِند رأس الجُمَل الخَبَرية فَقَط! نقولُ له: كَذَبت ورَبي؛ واقِعُك يُخالِفُ قولَك، ثُم مِن أين لك الدَّليل على التَّفريقِ بين النَّوعَين ؟!! أتَضَعُ ضوابِطًا لبِدْعَة ابتدعتَها ما أنزَلَ اللهُ بِها مِن سُلطان ؟!! (تاللهِ إنَّ هذا لَشئٌ عجاب) [ص: 5].
الجواب عَن الشُّبهات الوارِدَة في هذه المسألة:
الشُبهة الأولى: قد يَستَدِلُ البَعضُ على جوازِها بقولِه –تعالى- (قُل صَدَق الله فاتَّبِعوا مِلَّة إبراهيم حِنيفًا) [آل عِمران: 95]، وقولِه (ومَن أصدَقُ مِن الله حَديثًا) [النِّساء: 87]، وقولِه (ومَن أصدَقُ مِن الله قِيلا) [النِّساء: 122]، وهذا استدلال مَردودٌ مِن غَير وَجه:
(1) بُمراجَعَةِ أسباب نُزولِ الآية الأولى؛ يَتَبَيُّن أنَّ مَعنى الآية: "أي ظَهَرَ وثَبَت صِدقَه في أنَّ (كُل الطَّعام كان حِلا لِبَني إسرائيل إلا ما حَرَّم إسرائيلُ على نَفسِه مِن قَبْلِ أن تُنَزَّلَ التَّوراة) [آل عِمران: 93]؛ فلم يَكُن ذلك في التوراة مُحَرَّمًا كما أخَبَر رَبُّنا -تَبارَك وتعالى، وفيه تَعريضٌ بِكذِب اليَّهود الصَّريح"، [راجِع: «تَفسير القُرطبي»: (2/ 1482: 1485)، و«روح المَعاني/ للآلوسي»: (3/ 241: 246)، كِلاهما طـ دار الغَد العربي بمصر].(1/1243)
ومِن القواعِد الأصوليَّة الهامَّة أنَّ "العِبرَة بِعُموم اللفظ لا بِخصوص السَّبَب"؛ ولِذَلك فمَعنى الآية –عُمومًا-: "أي قُل يا مُحَمَّد: صَدَقَ اللهُ فيما أخبَرَ بِه وفيما شَرَعَه في القرآن"، كما في «تَفسير ابن كَثير»: (1/ 382، طـ مُطصفى البابي الحَلبي).
(2) قُل لي –بِرَبِّك- أين في الآية الكَريمة ما يَدُل على أنَّ الله أمر (أو أرشد) نَبيَّه (صلى الله عليه وسلم) أن يلتَزِمَ قولَ هذه الجُملَة بعد الفراغ مِن تلاة القُرآن خاصَّةً؟! فمِنَ أينَ لَكم بهذا التَّقييد ؟!! ولو سَلَّمنَا جَدلا أنَّه –تَبارَك وتعالَى- أمرَه بِذَلِك وَحيًا فلَّمَّا لم يُنقَل إلينا عُلِم –بالضَّرورة- أنَّ هذا الاعتقادَ لا أصلَ له ألبتة!
(3) ألم تسأل نفسَك لماذا لم يَفهَمِ النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) أو أحدٌ مِن أصحابِه أو تابِعوهم مِن هذه الآية الكَريمة أنَّ المقصودَ التزامُ قولِها بعد كل تلاوةٍ للقُرآن؟!! أم أنَّك أتيتَ بِمَا لم تأتِ به الأوائِل؟!
(4) لو ألزمتَ نفسَك بأنَّ المَقصودَ بالآيةِ الكَريمَةِ التزامَ قولِ هذه الجُملَة بعد الفَراغ مِن التلاوة، فأنا ألزِمُك إلزامًا لا انفكاك له –إن شاء الله تعالى- أن تفهمَ أنَّك أثناءَ قِراءَتِك للقُرآن إذا مَررتَ بقولِه تعالى (قُل هو الله أحَد) [الإخلاص: 1] أن تَقطَعَ القِراءة وتَقول: "هو الله أحد"! وإذا مَررتَ بقولِه تعالى (قل يأ أيُّها الكافِرون) [الكافِرون: 1] أن تَقطَعَ القِراءة وتَقول: "يا أيُّها الكافِرون"، وهكذا في باقي الآيات التي استُفتِحَت بِلفظَة (قُل)، فما رأي المُخالِف؟
(5) أمَّا الآيتان الكَريمتان الأخريتان فمعناهما: "لا أحد أصدق مِن الله" [راجع: «تَفسير القُرطبي»: 2/ 1967، 2057].(1/1244)
الشُبهة الثانية: وقد يَستَدِل بَعضُهم بِما [رواه التِّرمذيُ والبَيهَقيُّ] عَن (عَبد الله بن بُريدَة) عَن أبيه –رَضي الله عَنه يقول: رأيتُ النَّبيَ (صلى الله عليه وسلم) يَخطُب، فجاء الحَسَنُ والحُسَين وعليهما قميصان أحمران، يَمشيان ويَعثران، فنزل رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليه وسلم) فحَمَلَهُما فوَضَعَهُما بَينَ يَديه، ثُمَّ قال: "صدق اللهُ (إنَّما أموالُكم وأولادُكم فِتنةٌ) [التَّغابُن: 15]، نَظَرتُ إلى هَذَين الصَّبيين يَمشيان ويَعثران فَلَم أصبِر حتَّى قَطَعْتُ حَديثي وَرَفَعْتُهما"، ثم أخذ في خُطبَتِه. اهـ.
وشاهِد الاستدلال قولُه (صلى الله عليه سلم): "صَدَق الله ...".
وهذا الاستدلالُ فيه نَظَرٌ:
(1) قولُه (صلى الله عليه وسلم): "صَدَق الله" قبل الآية لا بَعدَها! فهو خارِجُ مَحلِّ النِّزاع، ثُمَّ إنَّه (صلى الله عليه وسلم) اقتصر على "صَدَق الله"، والمُخالِفُ لا يَقتَصِرُ عَليها؛ وإن اقتَصَر فهي بِدْعَةٌ أيضًا؛ لِمَا يأتي في (2).
(2) عِند تأمُل سَبَب ذِكرِه (صلى الله عليه وسلم) للآية يَتَّضِحُ أنَّه لا دلالة في الحَديث على ما يَزعُمون؛ فهو (صلى الله عليه وسلم) إنَّما قال ذلك لِِبيان صِدْق خَبَرِ الله –تبارَك وتعالى- بأنَّ الأموالَ والأولادَ فِتنَةٌ، ولا أدَلَّ على ذَلِك مِن أنَّه (صلى الله عليه وسلم) لَمَّا رأي الحَسَنَ والحُسَين –رَضي الله عَنهما- يَمشيان ويَعثران اشتَغَل قَلبُه بِهما ولَم يَصبِر حتى قَطَع خُطبَتَه ونَزَل مِن على مِنبَرِه وحَمَل الحَسَن والحُسَين –رَضي الله عَنهما- ووَضَعهما بَينَ يَدَيه؛ فالحَديثُ واقِعَةُ عَين لا تَنهَضُ للاستدلال على حُكمٍ عامٍّ تَعُمُّ به البَلوى، فتأمَل.(1/1245)
(3) قد يكونُ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) قد أخَذَ بِعُموم قَولِه تعالى (قُل صَدَقَ الله) [آل عِمران: 95] في واقِعَةٍ مَا، ولو اقتدى مُكَلَّفٌ بالنَّبي (صلى الله عليه وسلم) في أمرٍ كهذا؛ فاستعمَلَ عمومَ آيَّةٍ في مَوقِفٍ خاص؛ فلا حَرَجَ -إن شاء اللهُ تعالى.
ولقد وَقَع هذا مع النَّبي (صلى الله عليه وسلم) في آيَةٍ أخرى؛ فقد ثَبَتَ في [صَحيح مُسلِم] أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) لَمَّا أيقَظَ عَليًّا وأمَرَه وفاطمةَ –رَضي الله عَنهما- بالصلاة مِن الليل، وقال له على -رَضي الله عنه-: "إن أرواحنا بيد الله إن شاء بعثنا"، ولَّى النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَضرب فَخذَه، ويقول: (وكان الإنسان أكثر شئ جَدلا) [الكهف: 54]. فجعل (صلى الله عليه وسلم) عليًّا –رَضي الله عنه- داخِلا فيها، مع أنَّ سَبَبَ نزولها الكُفار الذين يُجادِلون في القرآن، [انظر: «تفسير القُرطبي»: (5/ 4158، طـ دار الغد العربي بمصر)، «مُذكرة في أصول الفِقه»/ للعلامة (محمد الأمين الشنقيطي) –رَحِمَه الله، ص 235، طـ دار البصيرة بمصر].
الشُبهة الثالثة: وقَد يَستَدِل بَعضُهم على جوازِها بأنَّ الأكثَرين مِن المُسلمين يَلتَزِمون قولَها بعد الفَراغ مِن التلاوة!(1/1246)
وهذه شُبهَة أوهَى مِن بَيتِ العَنكبوت، وتُغني حِكايَتُها عَن رَدِّها، وفسادُها عَن إفسادِها. ومَع ذلك فأقولُ: لقد قال اللهُ –سُبحانَه وتعالى- في كِتابِه العَزيز الذي لا يأتيه الباطِلُ مِن بَين يَديه ولا مِن خَلفِه: (وإن تُطِع أكثَرَ مَن في الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبيلِ الله) [الأنعام: 116]، وقال (ومَا أكثَرُ النَّاسِ ولو حَرَصتَ بِمؤمِنين) [يوسف: 103]. وتأمَل –بَارَكَ اللهُ فيك- آياتِ القُرآن التي وَرَدَت فيها كَلِمَة الكثرة واشتقاقاتُها تَجِدْها جَميعًا –بلا استثناء- تُقَرِّرُ أنَّ القَليلَ مِن النَّاس هم الذين يَتِّبِعُون الحَقَّ ويُطيعون رَبَّهم، وأنّ الكثرة الباقية لا يؤمِنون بالله ولا يَشكُرونَه ولا يُطيعونَه، فتأمَل! فإذَن عَمَلُ الكَثرة ليس دليلاً على أنَّهم أصابوا الحَقَّ، ومِن الأقوالِ الرائِعَة لـ (الفُضَيل بن عياض) -رَحِمَه الله- قولُه: "لا تَستوحش طُرقَ الهُدَى لِقِلَةِ أهلها، ولا تَغتَر بكثرة السالكين الهالكين"، والله المُستعان!
فائدة (1): وأحِبُّ أن أقولَ للقارئ الكَريم: "البِدعَة تُميتُ السُّنَة؛ فما ظهرت بِدْعَة إلا مُحيت سُنَة"، وبِتَطبيقِ هذا القَول على هذه البِدْعَة نَقول: مِن آثارِ هذه البِدْعَة السَّيئة أنَّها مَحَت سُنَةً حَسَنَةً حَثَنَها عليها النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم)؛ حيثُ قال (صلى الله عليه وسلم): "مَن قرأ القُرآن فليسألِ الله به" [حَسن: رواه التِّرمذي]، فيُشرَع للقارئ بعد الفَراغ مِن التِّلاوة أن يتوسَلَ لله بتلاوَتِه؛ فهي تَدخُل في عُموم العَمَل الصالِح الذي يُشرَع التَّوسَّلُ به وسؤالِ الله الحاجات.
ولا يَسَعُنا في الخِتام إلا أن نُرَدِّدَ –دائِمًا- مع القائِل:
وكل خَيرٍ في اتباع مَن سَلَف *** وكل شَر في ابتداع مَن خَلَف
فائدة (2): لقد أفتى بِبِدْعيَّة التزام هذه الجُملَة بعد تلاوة القُرآن مِن أهل العِلم المُعاصرين:(1/1247)
1- اللجنة العلمية الدائمة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية برئاسَة العلامة (عبد العزيز بن عبد الله بن باز) –رَحِمَه الله، فتوى رَقم (4310)، (4/ 118).
2- العلامة (بكر بن عبد الله أبو زيد) –حَفِظَه الله- في رِسالَتِه القَيِّمة «بِدَع القُراء القَديمة والمُعاصِرَة»، ص 22: 23، طـ مؤسسة قُرطبة بمصر.
ومِن نافِلَة القَول: أنَّه –وإن كُنتُ قد انفصَلتُ إلى أنَّ التزام هذا القول بعد التلاوة بِدْعَة- إلا أنِّي أقول: إنَّ قول الله –سُبحانَه وتعالى- حَقٌ وصِدق، وكلامُه أصدَقُ الحَديث، وهو العَظيمُ –سُبحانَه- على الدَّوام، لا في نهاية التلاوة فَحَسبُ. تمامًا مثلما أنكر العُلماء المُحَقِّقون زيادة لفظة "سيدنا" في الأذان والتَّشهد وصيغ الصلاة على النَّبي (صلى الله عليه وسلم)؛ إلا أنَّهم مُقِرُّون بأنَّ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) هو سَيدُنا وسَيدُ آبائِنا وأجدادِنا، وله مِنَّا وافِرُ التَّبجيل والتَّقدير والتَّكريم، كيف وقد قال: "أنا سَيِّدُ النَّاس يومَ القيامَة" [مُتفقٌ عَليه]. بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وآله وأصحابِه وسَلَّم تَسليمًا كَثيرًا، آمين.
اللهمَّ ارزُقنا اتباع شَرع نَبيِّك (صلى الله عليه وسلم)، وجَنِّبنَا الابتداع في الدِّين، وآخِر دعوانا أن الحَمدُ لله رَب العالَمين.
[وفي الحلقة الثانية: نُجيب عَن بعض شبهات أحد الإخوة المُشتركين في "المنتدى العام" بشبكة "الفجر" بشأن هذا البحث -إن شاء اللهُ تعالَى].
سُبحانَك اللهم وبِحَمدِك، أشهد أن لا إلهَ إلا أنتَ، أستَغفِرُك وأتوبُ إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2004, 11:38 PM(1/1248)
شكر الله لك أخي الكريم محمد بن يوسف هذا البيان ، وحبذا لو رق أسلوبك قليلاً مع من يرى الالتزام بها رغبة في دلالة الناس على الخير لا غير ، فأنت تعلم يا أخي الحبيب أن النفوس جبلت على النفور ولا سيما في زماننا ، فلا بد من أخذها بالكلمة الطيبة ولو كان الدليل معك كما في مسألتنا ، فإن الرفق في الأمر بالمكان الذي تعلمه ، وإذا كثرت علامات التعجب في الكتابات ، وعلامات الاستفهام ، صدت المخطاب عن قبولها ، وفقك الله ، وزادك نوراً وهدى.
---
أبو علي
02-04-2004, 09:40 AM
أخي محمد بن يوسف حفظك الله.
هل كلامك هذا يأخذ به المذاهب الأربعة أم هو فقط في المذهب الحنبلي؟
سمعت هذا السؤال عن قول صدق الله العظيم فأجاب الشيخ أن قول صدق الله العظيم من الطيب من القول وليس منكرا من القول.
لكني أراك تصفها : بدعة ومن بيت العنكبوت وفساد....
من يقرأ كلامك هذا يعتقد أن قول ( صدق الله العظيم) تساوي (صدق الآب والإبن والروح القدس).
---
محمد بن يوسف
02-04-2004, 10:41 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فهذه هي (الحلقة الثانية) من بحثي المتواضِع: "التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة!!!"، كُنت قد كتبته رَدًّا على أحد الإخوة الذين اعترضوا على ما انفصلت إليه من القول ببدعية هذا اللفظ بعد التلاوة، وقد كتبته في "ملتقى أهل الحديث" بتاريخ 30 / 10 / 1423هـ، وأيضًا في "المنتدى العام" بـ "شبكة الفجر".
--------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صَلَّىَ الله عليه وآله وَسَلَّم).
أما بَعد ...(1/1249)
فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صَلَّىَ الله عليه وآله وَسَلَّم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار ...
كُنتُ قد كَتَبتُ بَحثًا في إحدى منتديات "شَبكة الفوائد الإسلامية" –حَفِظَها اللهُ تَعالَى- سَميِّتُه: «التِزام قَول (صَدَق اللهُ العَظيم) بعد التلاوة بِدْعَة !!!»؛ ورَغبَةً مِنِّي في نَشر الخَير بأوسَعِ صُورَةٍ مُمكِنَة، أدرجتُ نُسخَةً مِنه في "المُنتدى العَام" بِشَبَكَةِ "الفَجر" –حَفِظَها اللهُ تَعالَى؛ فلاقَى هذا البَحثُ مِن أحَد الأعضاء رَفضًا لِمَا انفصَلتُ فيه بأنَّ التِزام قَول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد الفَراغ مِن تلاوة القُرآن بِدْعَة! ويا لَيْتَ هذا العُضو المَذكور كَانَ يَمِلكُ عَلَىَ رَفضِه أثارَةً مِن عِلم؛ بل هي الشُّبَه والاستشكالات التي يُورِدُها على أنَّها أدِلَةٌ يُستَدَلُ بِها على قولِه، وهي في الحَقيقة يُحتاجُ لأن يُستَدَلُ لَها لا بِهَا، فكيف إذا عَلِمتَ –أخي الحَبيب- أنَّها عِند التَّحقيق لا تُخالِفُ ما انفصلتُ إليه؛ بل تَعضدُه وتُقَويه –كما سيظَهر جَليًّا في الجَواب عَنها بِحَول الله وعَونِه وقُوَتِه.
والذي دعاني إلى إدراج نُسخَةٍ مِن جوابِي على هذا العُضو المَذكور في هذا المُنتدَى المُبارَك -إن شاء اللهُ تَعالَى- سَببان:
أولاهما: أنَّ هذه الاستكشالات قد تَرِدُ على خاطِر كَثيرٍ مِن أحبائِنا القُراء.
ثانيهما: أنَّ الجوابَ عَنها يَتَضَمَّنُ أصولا وفوائِدَ نافِعةً –إن شاءَ اللهُ تَعالَى- خاصَّةً فيما يَتَعَلَّقُ بالبِدْعَة وضوابِطِها؛ وهو ما كان حَقُّه ومكانُه بَحثي السابِق؛ ولكن "قَدَرُ اللهِ وما شاء فَعَل".
فائِدَة:(1/1250)
هكذا وَرَد في رواية الإمامُ (مُسلِم) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-: "قَدَرُ اللهِ وما شَاءَ فَعَلَ" (ح 2664)؛ بِتَحريك القاف والدال (دون تَشديدِها)؛ على أنَّها مَصدَر مِن الفِعل (قَدَّر)، ولَفظُ الجلالة مُضافٌ إليه مَجرور بالكَسرَة الظاهِرَةِ تَحتَ آخِرِه.
بينما في إحدى روايات الإمامَين (ابْنِ ماجَة) و(أحمَد) –رَحِمَهما اللهُ تَعالَى-: "قَدَّر اللهُ وما شاءَ فَعَل" (ح 79، 8573 –على التَّرتيب)؛ بتَشديد الدال المَفتوحَة، ولَفظُ الجلالة فاعِلُ مَرفوع بالضَّمَّة الظاهِرَةِ فوقَ آخِرِه.
وكلا الروايَتَين مَحفوظتان –إن شاءَ اللهُ تَعالَى؛ فبأيِهما تَعبَّد المُكَلَّفُ فلا حَرَج؛ ويُستَحَبُ له أن يَقول هذه تارةً وهذا تارةً أخرَى؛ لأنَّ هذا اختلافُ تَنوُّع لا تَضاد، واللهُ أعْلَم.
---------------------------------------
وهذا نَصُّ المُشارَكَةِ الأولى للأخ المَذكور –هَداه الله-:
---------------------------------------(1/1251)
"يا سبحان الله !! من قال : صدق الله العظيم. فقد ابتدع بدعة، وهذه البدعة إنما هي ضلالة تدخل قائلهاالنار!! هل الكلام الطيب والثناء على الله يعتبر ضلالا !! ظهر من بيننا قوم اتهموا غيرهم بالابتداع في الدين حتى لو كان أحد يدعو بدعاء من نفسه يمجد فيه الله ويتضرع إليه -لقال له هؤلاء: يا هذا إن دعاءك هذا بدعة لأنه ليس دعاء مؤثورا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع أعرابيا يدعو بدعاء من عند نفسه يقول فيه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان...) فقال عليه الصلاة والسلام :لقد دعا الله باسمه الأعظم. لم يقل له : يا هذا انك ابتدعت دعاء لم آمر به. هل إذا ذكرنا صحابيا وقلنا: رضي الله عنه) هل تعتبر مقولة: رضي الله عنه) بدعة؟ لأن هذه الكلمة لم تكن تقال في عهد الصحابة، ولم نسمع أحدا من الصحابة خاطب صحابيا آخر قائلا له: رضي الله عنك. كان الصحابة إذا سألهم النبي في أمر الدين ولم يعلموه، لم يكن جوابهم فقط: لا نعلم، وإنما كانوا يضيفون إليها : الله ورسوله أعلم، فهل أنكر رسول الله عليهم أن يقولوا : الله ورسوله أعلم!!
إن القول بضلال من قال صدق الله العظيم كمثل ذلك الذي رأى النصارى واليهود يسارعون في مد يد العون والمساعدة لإخوان لنا أصابهم نقص من الثمرات وابتلوا بالجفاف والجوع، فقال: لا تتشبهوا باليهود والنصارى حتى ولو كان في الإحسان.ولا تمدوا يد العون لإخواننا في الصومال والسودان لأن اليهود والنصارى سبقونا إلى ذلك ونحن لا نريد أن نتشبه بهم" اهـ.
--------------------------------------(1/1252)
بَعد المُشارَكة الأولَى للأخ المَذكور؛ رَدَّ عَليه أحدُ الإخوة –حَفِظَه الله- بِمَا نَصُّه: "(لقد رَضيَ اللهُ عَن المُؤمنينَ إذ يُبَايعونَك تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلوبِهم فأنزَلَ السَّكينةَ عَليهم وأثَابَهم فَتحًا قَريبًا). ومن هم المؤمنون ؟؟؟؟ هم الصحابه" اهـ. فَرَدَ عَليه الأخ المَذكور بِمَا نَصُّه:
--------------------------------------
"هذه الآية لم تنزل في كل الصحابة وإنما نزلت في من بايعوا بيعة الرضوان، والرضى هنا على الفعل وهو البيعة، مثل ما أقول: رضي الله عن أبي عبد العزيز إذ صام أيام رمضان وقام لياليه، فالرضى على الصيام والقيام، وليست الآية إنشائية بأمر، لو كانت إنشائية لجاءت في صيغة الأمر، ولسمعنا المتأخرين من الصحابة يترضون على الأولين في حضورهم أو غيابهم. إذن هي كلمة ابتدعناها وليس في ذلك إشكال ، لسنا ملزمين بها وإنما هي كلمة مستحبة. ولماذا لم تظهر لك إلا آية الرضى؟ فآية: ( قل صدق الله ...) إنشائية، وأمر بالقول.
أما أخانا صاحب النية الصافية فقوله :الأصل في العبادات التحريم، هذا ليس حديث شريف، الأصل في العبادات الالتزام بالأمر، والحلال بين والحرام بين، إذا جاءني سائل مسكين حتى ولو كان يهوديا فإني لن أنهره ولن أنتظر فتوى من أحد أو أبحث عن نص في الكتاب والسنة يجيز لي أن أتصدق على غير المسلمين، فهذه معروفة بالفطرة، والله جعل الصدقة للمساكين على إطلاقهم. كذلك كلمة: صدق الله العظيم إذا قيلت بعد سماع القرآن فهي مستحبة، وإذا سمعت حديث شريف وقلت: صدق رسول الله، فأين البدعة هنا !!
أريد أن أعرف، أي فقه هذا الذي يجمد الفكر ويسمي الثناء والكلام الطيب بدعة !! أي مذهب هذا!! أنا أتبع مدرسة العلم الفقهي وليس العلم النقلي المتجمد" اهـ.
-----------------
وكان هذا نَصُّ رَدِّي عَليه:
-----------------
أخي الكَريم (؟؟؟؟؟؟؟؟؟) ...(1/1253)
اعْلَم –عَلَمَني اللهُ وإيَّاك- أنَّ القولَ على اللهِ بِغَير عِلم مِن أكبَرِ الكبائر؛ يقول الله تعالى (قل إنَّما حَرَّم رَبيَ الفواحِش ما ظَهَر مِنها وما بَطَن والإثمَ والبَغي بِغَير الحَق وأن تُشركوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تَعلمون) [الأعراف: 33]؛ فجَعَل اللهُ –تعالى- "القولَ على الله بِلا عِلم" أعظَم مِن الشرك بالله؛ لأنَّه "يَتَضمَّنُ الكَذِبَ على الله ونِسبَتَه إلى ما لا يَليقُ به، وتَغييرَ دينِه وتَبديله، ونفيَ ما أثبَتَه وإثباتَ ما نفاه، وتَحقيقَ ما أبطله وإبطالَ ما حققه، وعداوةَ مَن والاه وموالاةَ مَن عاداه، وحُبَّ مَا أبغضه وبُغضَ ما أحبَّه، ووصفَه بما لا يَليقُ به في ذاتِه وصِفاتِه وأقوالِه وأفعالِه، فليسَ في أجناس المُحَرَّمات أعَظمُ عِند الله مِنه، ولا أشدَّ إثمًا، وهو أصلُ الشِّرك والكُفر، وعليه أسسَت البِدَع والضلالات، فكل بِدعَة مُضِلَة في الدين أساسُها القول على الله بِلا عِلم" اهـ مِن كلام الإمام (ابن القَيم) –رَحِمَه الله- في كِتابِه الماتِع «مَدارِج السالكين» (1/ 397).
فليسَت أحكامُ الدِّين تُعرَفُ بالعَقلِ والرأي؛ فيُستحسَن مِنها ما استحسَنَه العَقل، ويُستقبَحُ ما استقبَحَه العَقل! بل أحكام دينِنِا مَصدَرُها الكِتابُ والسُّنَّة، وجَميع المصادِر التَّشريعية الأخرى (كالإجماع والقياس وغَيرِها) إنَّما تَستَنبِط مِن الكِتاب والسُّنَّة. ألم تَسمَع قَولَ الإمامِ (الشَّافعيِّ) –رَحِمَه الله-: "مَن استحسَن فَقَد شَرع" ؟!
وَوَاللهِ إنَّ نَبذَ أحكامِ الكِتاب والسُّنَّة وفَهمِ عُلمائِنا لِكليهما لَخَطرٌ عَظيمٌ، تُخشَى عواقِبُه على فاعِلِه!
أيصِحُ أن نُقابِلَ نُصوصَ الكِتاب والسُّنَّة وقواعِدَ العُلماء المَبنيَّةَ عَليهما بآرائِنا واستشكالاتِنا وفَهمِنا القاصِر ؟!!(1/1254)
ألم يَكفِك –أخي- أنَّنِّي قد ذَكَرتُ لك أنَّ الحُكم بِبدعيَّة هذا القَول قد أفتَى به العلامةُ (ابنُ بَاز) –رَحِمَه الله- وأعضاءُ اللجنة العلمية الدائمة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة، والعلامةُ المُحَقِّقُ (بَكر بن عَبد الله أبو زيد) –حَفِظَه اللهُ- ؟!!
يا أخي الكَريم إن كان هُناك ثَمَّة استشكال عِندَك بخصوص هذه المَسألة فاطرَحه للنِّقاش، ولكن على سَبيل التَّعلُّم لا على سَبيل التَّعقيب على العُلماء. واعْلَم أنَّ تَعقُّبَك هذا ليس تَعقُّبًا عَليَّ؛ إنَّما هو تَعقُّبًا على عُلمائِنا الأفاضِل الذين أفتَوا بِبِدْعيَّة هذا القَول بعد الفَراغِ مِن التلاوة.
يقول العلامَةُ (محمد بن محمد المختار الشنقيطي) –حَفِظَه الله وشفاه ورعاه-: "يَنبَغي لكُلِّ طَالِب عِلمٍ أن يَحفَظَ قَدرَه وأن يَحفَظَ للعُلماءِ حَقَّهم. ولذلك أنَبِّه عَلَى ما شَاعَ وذاعَ بَينَ كَثيرٍ مِن طُلاب العِلم وخاصَّةً في هذه الأزمنة، وإلَى اللهِ المُشتَكَى ...
كَثيرٌ مِن الأمور تحُكى عن أهل العلم ويأتي طالب العلم ويُورِد سؤالَه على سبيل التَّعقيب وعلى سبيل الاجتهاد، ويقول: كيف هذا، قد ورد هذا. إنَّما يقول ذلك على سبيل الاستشكال؛ يقول: أشكل عندي كلام العلماء، أشكل علي، وكيف نُوَفِّقُ بين هذا وبين قول النبي (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؟! وأمَّا أن يُورِدَ الشيءَ عَلَى أنَّه نَوع ٌمِنَ التَّعقيب عَلَى العُلماءِ أو نَوعُ مِنَ الأخذِ عَلَىَ كَلامِهم فَهَذَا لا يَنبغي عَلَى طالِب العلم. المُنبَغي عَلَىَ الإنسانِ أن يَعلمَ أنَّ هؤلاء العُلماءِ كانُوا عَلَى دَرَجَةٍ مِنَ الوَرَع وخَوفِ الله –جَلَّ وعَلا- ما يَمنَعُهم عَن أن يَقولوا عَلَىَ اللهِ بِدُون عِلم" اهـ كلامُه –جزاه الله خيرًا- نقلا عَن «شَرح زاد المُستقنِع»، شَريط رَقم (6/ ب).
وأمَّا الجوابُ عَمَّا أورَدتَه مِن الاستكشالات (!)؛ فهاكَ الجواب:(1/1255)
(1) قَولُك: "هل الكلام الطَّيب والثناء على الله يُعتَبَر ضَلالا" اهـ.
قُلتُ: إنَّما الطِّيبُ مِن الكَلام هو ما حَكَمَ بِطيبِه الشَّرعُ، والحَسَنُ ما حَسَنَه الشَّرعُ، وقد يكونُ الكلامُ طَيِّبًا في أصلِه، فإذا وُضِعَ في غَير مَوضِعِه الذي عَيَّنَه وقَيَّدَه به الشَّرعُ؛ صار مُستقبَحًا يَرفُضُه الشَّارِع الحَكيم –جَلَّ وعَلا. وقد يكونُ الكلام مُستقبَحًا في أصلِه، فيَظُنُّه المُكَلَّفُ طَيِّبًا لِجَهلٍ أو تأويلٍ أو غَيرِهما.
والثناءُ على اللهِ إنَّما يكونُ بما أثنَى به رَبُّنَا على نَفسِه أو أثنَى رسولُه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) عَليه، أما ثناءُنا نَحنُ العَبيدُ يَجِبُ أن يكون مُقَيِّدًا بما أثنى به رَبُّنَا أو رَسولُه على اللهِ –تبارَك وتعالَى. والثناءُ على اللهِ يكونُ بأسمائه وصفاتِه الحُسنَى، ومِن المُقَرَرِ عِند عُلماء أهل السُّنَّة والجَمَاعَة أنَّ "أسماءَ الله تَوقيفيَّةٌ لا مَجالَ للعِقل فيها" و"الأدِلَة التي تُثبَتُ بِهَا أسماءُ اللهِ تعالى وصِفاتُه هي كِتابُ اللهِ –تعالَى- وسُنَةُ رَسولِه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؛ فلا تُثبَتُ أسماءُ الله وصِفاتُه بِغَيرِهما"، (راجِع: «القواعِد المُثلَى في صِفات الله وأسمائِه الحُسنَى»/ للعلامة (محمد بن صالح العُثيمين) –رَحِمَه اللهُ، ص 16، 39، طـ مكتبة السُّنَّة بِمصر).
قالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم): "... لا أحصي ثناءً عَليك، أنتَ كما أثنيتَ على نَفسِك" [رواه مُسلِم (ح 486)].
إذا عَلِمتَ هذا –أخي- فالكلامُ الطَّيِّبُ والثَّناءُ على اللهِ لا يكون ضَلالا إذا كان مُعتَبَرًا لدَى الشَّرع، أمَّا إذا حَكَمَ المُكَلَّفُ علَى الكلامِ بأنَّه طَيِّبًا أو أنَّه يتضَمَنُ الثَّناء -مِن وِجْهَة نَظَرِه هو، نَظَرنَا هل اعتبَرَه الشَّرعُ أم لا؟! فإن كان مُعتَبَرًا فهو ليس ضلالا، وإلا فلا !(1/1256)
فلو أنَّ إنسانًا أثنى على اللهِ بِقَولِه: "يا ساتِر، يا سَتَّار، يا مُسَهِّل، يا مُهَندِس الكَون، يا مُعين، يا مَقصود، ..." فهل اعتبَرَ الشَّرعُ هذا الثَّناء أم لا؟! الجوابُ: لا؛ لم يَعتَبِر الشَّرعُ هذا الثَّناء؛ لأنَّ هذه الأسماء ليسَت مِن أسماء الله الحُسنَى التي دَلَّنَا عليها القُرآن أو السُّنَّة! رَغم أنَّ مَعناها طَيِّبٌ وحَسَنٌ -عِند المُكَلَّف! ومَعَ ذَلِك؛ فبَعضُ هذه الأسماء قد دَلَّت نُصوصُ الشَّرع على مَعناه –دونَ لَفظِه؛ فهو –سُبحانَه وتعالَى- يَستُر عَبدَه ويُعينُه ويَقصُدُه عِبادُه لِقضاء حوائِجِهم، لكن أن نتعبَدَه –سُبحانَه- بهذه الألفاظ؛ فهذا هو مَحلُ النَّظَر!
وأقولُ لأخي الكَريم (؟؟؟): ما رأيك في الصلاة والسلام على رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) ؟! أليس هو كلامًا حَسَنًا طَيِّبًا مُعتَبَرًا ؟! لكن هل اعتبَرَه الشَّرع في كُلِّ الأحوال والظُروف التي يَمُرُّ بِها المُكَلَّف؟!
فما رأيُّك لو صَلَّىَ أحدُهم على النَّبي (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) في رُكوع الصلاة أو سجودِها؟! بل أقولُ لَك: ما رأيَّك لو عَطسَ أحدُ المُكَلَّفين؛ فقال: "الحَمدُ لله، والصلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وآلِه وَسَلَّم)" ؟!! أو لم يَقُل: "الحَمدُ لله" وصلى وَسَلَّم فَقَط ؟! أنقولُ لَه: لقد أحسَنتَ ولم تَبتَدِع في الدِّين؛ لأنَّ الصلاةَ والسلامَ علَى رَسُولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وآلِه وَسَلَّم) كلامًا طَيِّبًا حَسَنًا ؟!!
بل ثَبَت أنَّ رَجُلا عَطَس فقال: الحَمدُ لله، والسَّلامُ على رَسُولِ الله. فقال (عَبدُ اللهِ بن عُمَر) –رَضيَ اللهُ عَنهما-: وأنا أقولُ: الحَمدُ لله، والسَّلامُ على رَسولِ الله، وليسَ هكذا عَلَّمَنَا رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)! عَلَّمَنَا أن نَقولَ: "الحَمدُ للهِ عَلَىَ كُلِّ حال" [رواه التِّرمذي: (2738)].(1/1257)
"فانظُر كيف أنكَرَ (ابنُ عُمَرَ) –رَضيَ الله عَنهما- وَضعَ الصلاة بجانِب الحَمد؛ بِحُجَّةِ أنَّه (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم) لم يَصنَع ذلِك، مع تَصريحِه بأنَّه يُصَلي على النَّبي (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؛ دَفعًا لِمَا عَسى أن يَرِد على خَاطِر أحَد أنَّه أنكَرَ الصلاة عليه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) جُملَةً! كما يتوهَمُ ذلك بَعضُ الجَهَلة حينما يَرَون أنصارَ السُّنَّة يُنكِرون هذه البِدْعَة وأمثالَها، فيَرمونَهم بأنَّهم يُنكِرون الصلاةَ عليه، صَلَّىَ اللهُ –تعالَى- عليه وآله وَسَلَّم، هداهُم اللهُ –تعالَى- إلى اتباعِ السُّنَّة" اهـ نَقلا مِن كلام العلامة (الألباني) –رَحِمَه الله- في «سِلسِلَة الأحاديث الضَّعيفة»: (2/ 294، طـ المَكتَب الإسلامي). فتأمَّل هذا الكلامَ المُبارَكَ –إن شاء اللهُ تعالى!
ومِمَّا يَحسُن نَقْلُه هُنا بِخصوص هذا الأثر قَولَ الإمام (ابْن العَرَبي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- عِندَ شَرحِه له في «تُحفَة الأحوَذي»: "الأدب مُتابَعَةُ الأمر مِن غَير زيادَةٍ ونُقصان مِن تِلقاء النَّفس إلا بِقياسٍ جَليّ" اهـ؛ فتأمَل!
فالحاصِلُ أنَّ ما أطلَقَه الشَّارِعُ لا يَجوزُ لنا أن نَلتَزِم تَقييدَه بِبَعضِ المواضِع أو الأزمِنَة أو الهَيئات زاعِمين أنَّنَا نَتَعبَّدُ الله بِه!(1/1258)
ومِثالا عَلى ذَلِك: رَفع اليَّدَين في الدُّعاء؛ فقد ثَبَت بالتواتُّر المَعنَوي أنَّ النَّبيَّ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) كان يَرفَع يَدَيه في الدُّعاء، وهذا نَصٌّ عامٌ؛ ومَع ذَلِك "لَمَّا فَعَلَه بَعضُهم في مَوطِن لم يَفعلْه رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وعلى آلِه وَسَلَّم) فيه؛ أنَكَر صاحِبُ رَسولِ الله (صَلَّى اللهُ عَليه وعلى آلِِه وَسَلَّم) عَليه: فَعن (عِمارَة بن رؤيبة) –رَضيَ اللهُ عَنه- أنَّه رأى (بِشر بن مَروان) على المِنبَر رافِعًا يَدَيه، فقال: "قَبَّح اللهُ هاتَين اليَدَين؛ لَقَد رأيتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى الله عَليه وَسَلَّم) ما يَزيدُ عن أن يَقول بيَدِه هكذا؛ وأشار بإصبُعِه السَّبابَة" [رواه مُسلِم: (874)]" [بِتَصَرُّفٍ مِن كِتاب «الانتصار للحَقِّ وأهلِ العِلم الكِبَار»/ للشيخ (أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين) –أثابَه اللهُ تَعالَى، ص 35: 36].
فانظُر –أخي- إنكار الصَّحابَة –رَضيَ اللهُ عَنهم- على عِبادَةٍ لها أصلٌ عام فَعَلَه رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) في مواطِن ولم يَفعلْه في أخرَى، فكيف بشيء لم يَفعلْه رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) قَطُّ في حياتِه "كَقول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد التلاوة" ؟!! لا شكَ أنَّ الإنكارَ مِنهم –رَضيَ الله عَنهم- كان سَيكون أشَدَّ وأنكَى!(1/1259)
ولا يَخفَى عَليكم قِصَة (أبي موسى الأشعَري) –رَضي اللهُ عَنه- عِندما رأى قومًا حِلَقًا جُلوسًا يَنتَظِرون الصَّلاة، في كُلِّ حَلَقَةٍ رَجُل، وفي أيديهم حَصًى، فيقول: كَبَّروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هَلِّلوا مائة، فيُهَلِّلون مائة، ويقول: سَبِّحُوا مائة، فيُسَبِّحون مائة. فأخبَرَ (عَبْدَ اللهِ بن مَسعود) –رَضيَ اللهُ عَنه- بِذَلِك؛ فأنكَرَ عليهم ذَلِك إنكارًا شَديدًا، وقال لَهم: "عُدوا سيئاتِكم، فأنا ضامِنٌ أن لا يَضيع مِن حسناتِكم شئٌ، وَيْحَكُم يا أمَّة مُحمَّد ما أسرَع هَلَكَتَكُم، هؤلاء صحابَة نَبيِّكم (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) مُتوافِرون، وهذه ثيابُه لم تَبْلَ وآنيَتُه لم تُكسَر، والذي نَفسي بيَدِه؛ إنَّكم لَعَلى مِلَّةٍ أهدَى مِن مِلَّة مُحَمَّدٍ أوْ مُفتَتِحُو بابِ ضَلالة؟!".
قالوا: واللهِ يا أبا عَبْدَ الرَّحمَن؛ ما أردنَا إلا الخَير! قال: وكَم مِن مُريدٍ للخَير لن يُصيبَه! إنَّ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) حَدَّثنَا أن قَومًا يَقْرءون القُرآن لا يُجاوِز تَراقِيَهُم؛ وايمُ اللهِ ما أدري لَعَلَّ أكثرَهم مِنكم! ثم تولَّى عَنهم.
فقال (عمَرو بن سَلَّمة) –وهو أحدُ الرواة-: رأينَا عامَّةَ أولئِكَ الحِلَقِ يُطاعِنُونَا يَومَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الخَوارِج. [رواه الدارِمي: (204)].
فانظر –رَحِمَك اللهُ- إلى البِدْعَة وأثرِها السييء؛ لا على صاحِبِها فَحَسبُ؛ بل علي عُموم الأمَّةِ الإسلامية!
وتَدَبَر –أخي- كيف أنكَر (عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسعودٍ) –رَضيَ اللهُ عَنه- عِبادَةً (التَّكبير والتَّهليل والتَّسبيح) بِكَيفيةٍ لم يَفعلْها رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم)، رَغم أنَّ أصلَ العِبادَةِ مَشروعٌ ! فكيف بما يتَّخِذُه المُكَلَّفُ عِبادَةً ولا أصلَ له في الشَّرع ألبتَة "كَقول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد التلاوة" ؟!!(1/1260)
وهذا الأثَرُ السَّابِق –الذي سُقتَه لَك باختِصار- حَوَى فوائِد ودُرَرًا جَمَّة؛ تَجِدُها في كِتاب «البِدْعَة وأثرُها السَّييء على الأمَّة»/ للشيخ (سليم الهلالي) –أثابَه اللهُ تَعالَى.
(2) قَولُك: "ظَهَرَ مِن بَينِنَا قَومٌ اتَّهَمُوا غَيرَهُم بالابتداعِ في الدِّين حَتَّى لَو كانَ أحدٌ يَدعُو بِدعُاءٍ مِن نَفسِه يُمَجِّدُ فيه اللهَ ويَتَضَرَّعُ إليه -لقَالَ لَه هؤلاء: يا هَذا إنَّ دُعاءَك هذا بِدْعةٌ؛ لأنَّه ليسَ دُعاءً مؤثورًا [كذا؛ والصَّوابُ: مأثورًا] عَن رَسولِ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم)" اهـ.
قُلت: كلامُك فيه عِدَّة مُؤاخَذَات:
أولا: قولُك: " ظَهَرَ مِن بَينِنَا قَومٌ ..."؛ لم تُبَيِّن -أخي الكَريم- مَن تَقصِدُ بكلامِك هذا؟! وأخشَى أن يكونَ بُهتانًا ورَميًا بالباطِل؟! وفي نِهايَة مُشارَكَتِك هذه لَمزٌ آخَر، فاسألِ اللهَ العَفو والمَغفِرَة.
ثانيًا: قولُك: "اتَّهَمُوا غَيرَهُم بالابتداعِ في الدِّين حَتَّى لَو كَانَ أحدٌ يَدعُو بِدُعَاءٍ مِن نَفسِه يُمَجِّدُ فيه اللهَ ويَتَضَرَّعُ إليه -لقَالَ لَه هؤلاء: يا هَذا إنَّ دُعاءَك هذا بِدْعةٌ؛ لأنَّه ليسَ دُعاءً مؤثورًا [كذا؛ والصَّوابُ: مأثورًا] عَن رَسولِ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم)" اهـ.
قُلتُ: هذه الجُملَةُ فيها عِدَّة مؤاخذات:
1- مِن أينَ لكَ أنَّ هؤلاء القَومِ يُبَدِّعون مَن دَعَا بِدُعَاءٍ لم يُؤثَر عَن رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) ؟!
2- قولُك: "يُمَجِّدُ فيه اللهَ ويَتَضَرَّعُ إليه"؛ يَجِبُ تَقييدُ ذلك بتَمجيدِ اللهِ بِما مَجَّدَ به نَفسَه أو مَجَّدَه به رَسولُه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)، كما بَيَّنَّا في الاستكشال الأول (1).(1/1261)
3- اعْلَم –أخي- أنَّ الدعاء الذي لم يؤثَر عَن رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) لا يخَلو مِن حالَتيَن: إمَّا أن يكونَ له أصلٌ شَرعي أو لا يُخالِفُ أصلا شَرعيًّا أو ليس فيه ما يُنافي الشَّرع، أو يكونَ بألفاظٍ لا يُقِرُّها الشَّرْع، كألفاظ الصُّوفية وغيرِهم مِن المُبتدِعَة (كقولِك: الله، هو هو هو، حَي، مَدَد، ...). فالأوَلُ جائِزٌ لا حُرمَةَ فيه، وأمَّا الثاني مُحَرَّمٌ.
والدَّليلُ على جوازِ الأول النُّصوص العامَّة مِن الكِتاب والسُّنَّة التي تَحُثُّ على الدُّعاء وتُبَيِّنُ فَضلَه؛ وهاكَ بعضَها:
قال اللهُ –تَعالَى-: (وَقَالَ رَبُّكُم ادْعوني أستَجِبْ لَكُم) [غافِر: 60]، وقال –تَعالَى-: (ادْعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وخُفيَّةً إنَّه لا يُحِبُّ المُعتَدين) [الأعراف: 55]، وقال –تَعالَى-: (وإذا سألَك عِبادي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ أجيبُ دَعوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ) [البقرة: 186]، وقال –تَعالَى-: (أمَّن يُجيبُ المُضطَّرَّ إذا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوء) [النَّمل: 62]. وقالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم): "الدُعاءُ هو العِبادَة" [صحيح: رواه أبو داود والتِّرمذي]، وقال (صَلَّىَ الله عليه وآلِه وَسَلَّم): "ادعُوا اللهَ وأنتُم مُوقِنون بالإجابَةِ واعْلَمُوا أنَّ اللهَ لا يَستَجيبُ دُعاءً مِن قَلبٍ غَافِلٍ لاهٍ" [حَسَن: رواه التِّرمذيُّ، وحَسَنَه (الألبانيُّ) –رَحِمَه الله- في «صَحيح التِّرمذي»: (2766)].(1/1262)
فهذه النُّصُوصُ وغَيرُها تَدُل دلالةً واضِحَةً عَلَىَ الحَثِّ والتَّرغيب في الدُعاء، دون أن تُلزِّمَ المُكَلَّفَ بِدُعاءٍ مَخصُوصٍ بألفاظٍ مَعلومَة، عِلمًا بأنَّ المُكَلَّف لو دَعَا بأدعيَّةٍ عامَّةٍ مِن القُرآن والسُّنَّة، حَسبَ حَالِ الدُّعاء وُمناسَبَتِه، لَكَانَ أولَى وأفضَل؛ ومِن أقوالِ الإمام (أبي حامِد الغَزالي) –رَحِمَه الله- الرائِعَة في كِتابِه «إحياءِ عُلوم الدِّين»: "الأصلُ ألا يتجاوزَ الدعواتِ المأثورةَ [أى عَن النَّبىِّ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم)]، فإنَّه قَد يَعتَدِى في دُعائِه؛ فيسألُ ما لا تَقتَضيه مَصلَحتُه، فَمَا كُلُّ أحَدٍ يُحسِنُ الدُعَاء" اهـ.
ولا يَفوتُني أن أنَبِّه أنَّ جوازَ الدُّعاء بألفاظٍ لم تَرِد في الكِتاب والسُّنَّة مُقَيِّدٌ بِعَدَمِ التَّعَدِّي في الدُّعاء؛ لقَولِ اللهِ –تَعالَى-: (ادْعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وخُفيَّةً إنَّه لا يُحِبُّ المُعتَدين) [الأعراف: 55]، وقَولِ رَسولِه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم): "إنَّه سَيكونُ فى هذه الأمَّةِ قَومٌ يَعتَدُون فى الطُّهور والدُعاء" [رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وأحمد، وسَنَدُه صَحِيحٌ].
وعلى هذا يُحمَلُ قَولُ الإمامِ (القُرطبي) –رَحِمَه الله- وهو يُعَدِّدُ بَعضَ مَظاهِر التَّعَدِّي في الدُّعاء: "ومنها أن يَدعو بِمَا ليسَ في الكِتاب والسُّنَّة؛ فَيَتَخَيَّرُ ألفاظًا مُفَقَّرَة وكَلِماتٍ مُسجَعَة قد وَجَدَها في كَراريس لا أصلَ لها ولا مُعوِّلَ عَليها، فيجْعلُها شِعارَه ويَترُكُ ما دَعَا به رَسولُه [صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم]" اهـ مِن «الجامِع لأحكامِ القُرآن»: (3/ 2742)؛ فهو –رَحِمَه الله- إنَّما يتَكَلَّمُ عَن الدُّعاء الذي لم يُجيزُه الشَّرعُ أصلا، فتنَبَّه!(1/1263)
هذا إذا كان الدُّعاءُ عامًّا غيرَ مُقَيِّدٍ بِمكَانٍ أو زَمَانٍ أو هَيئةٍ؛ فالمُقَيَّدُ لَه أدعيَّةٌ بَيَّنَها النَّبيُّ (صَلَّىَ الله عليه سلم) كُلٌّ بِحَسب حالِه؛ فهُناك أدعيَّةٌ للسجود والتَّشَهُّد وصلاة الجنازَة ودخُول الخلاء والخُروج مِنه ودخول المَنزل والخُروج مِنه ودخول المَسجد والخُروج مِنه وغَيرِها الكَثير والكَثير؛ مِمَّا دَعَى العُلماء لِتَخصيصِه بالتَّصنيف. وهُناك بَعضُ المواطِن جَعَل فيها الرَّسولُ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم) سَعَةً للمُكَلَّفِ أن يَختارَ مِنَ الدُعَاءِ ما يَشاءُ؛ لِعموم النُّصوص (كالسُّجود والتَّشَهُّد وبين الأذان والإقامَة وغَيرِها)، مَع كونِ الدُّعاءِ بالمأثورِ –إن وُجِد- هو الأفضَلُ باتفاقِ المُسلمين؛ فخيرُ الهَدي هَديُ مُحَمَّدٍ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم).
أمَّا الذي لا يَستطيعُ حِفظَ هذه الأدعية المُقَيَّدَة فلا يجوزُ له ابتداعُ دُعَاءٍ مَخصوصٍ يلتَزِمُه طُوال حَياتِه؛ فهذا هو الذي نُبَدِّعُ فِعلَه. أمَّا إن كَانَ يَدعو بما يَستطيعُ ويَجتَهِدُ قَدْر طاقَتِه لإصابَةِ السُّنَّة فأتَى بِألفاظٍ ليسَت مأثورَةً عَن النَّبيِّ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم)؛ فهذا مأجورٌ إن شاء اللهُ تعالَى؛ لأنَّه (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفسًا إلا وُسعَهَا) [البقرة: 286].
ثالثًا: كلامُك –أخي- فيه إيماءٌ بالسُّخريَة والاستِهزاء بالمُخَالِف؛ بل صَرحتَ –أخي- في مُشارَكَتِك الأخيرَة بذلك أبلَغ تَصريح؛ حيث قُلتَ عَن أخينا (صافي النيَّة): "صاحب النيَّة الصافيَة"، وقُلتَ: "أنا أتبع مَدرسَة العِلم الفِقهي وليس العِلم النَّقْلي المُتَجَمِّد" !!! وفي نِهايَة مُشارَكَتِك هذه ما يؤكِدُ ذَلِك!(1/1264)
وهذا ليس مِن خُلُقِ المُسلِم؛ قَالَ اللهُ –تعالَى-: (يا أيُّها الذين آمَنوا لا يَسخَرْ قَومٌ مِن قَومٍ عَسَى أن يَكونُوا خَيرًا مِنهم) [الحُجُرات: 11]، وقَالَ –تَعالَى-: (ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إلا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيد) [ق: 18]، وقَالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم): "بِحَسبِ امْرىءٍ مِن الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخَاهُ المُسلِم" [رواه مُسلِم]، وقَال: "مَن كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِر فَليَقُل خَيرًا أو ليَصمُت" [مُتفق عَليه].
هَداني اللهُ وإيَّاك إلى ما يُحِبُّ ويَرضَى.
(3) قَولُك: "مَعَ أنَّ النَّبيَّ (عليه الصلاةُ والسَّلام) سَمِعَ أعْرابيًّا يَدعُو بِدُعاءٍ مِن عِندِ نَفسِه يَقولُ فيه: "اللهمَّ إني أسألُك بأنَّ لكَ الحَمدُ لا إلَه إلا أنتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ ..."، فقَالَ (عَليه الصَّلاةُ والسَّلام): "لقد دَعَا اللهَ باسمِه الأعْظَم"؛ لَم يَقُل لَه: يا هذا انك [كذا؛ والصواب: إنَّك؛ فالهَمزَةُ هَمزَةُ قَطْعٍ لا وَصل] ابتدعت دُعَاءً لم آمُر به" اهـ.
قُلتُ: الحَديثُ بهذا اللفظ –دون زيادة "لقد"- صَحَحَ إسنادَه العلامَةُ (الألبانيُّ) –رَحِمَه الله- في تَخريج «مِشكاة المَصابيح»: (ح 2230).(1/1265)
يا أخِي ألا تَعلَم أنَّ تَعريفَ السُّنَّة عند عُلماء الأصُول هي: "ما صَدَر عَن النَّبيِّ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) غَير القُرآنِ: مِن قَولٍ أو فِعلٍ أو تَقرير" (راجِع: «الوَجيز في أصول الفِقه»/ لعبد الكَريم زِيدان –أثابَه الله، ص 165، طـ دار التَّوزيع والنشر الإسلامية بمصر)؛ "فالرِّسُولُ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) كان يُقِرُّ أصحابَه على أقوالٍ وأفعالٍ يأتونَ بها لم تَكن مَشروعَةٍ مِن قَبلُ [بِسكوتِه وعَدَمِ إنكارِه وبموافَقَتِه وإظهارِ استحسانِه]، وبِتَقريرِه لها تُصبِح شَرعًا يُعبَدُ الله به، [ولو صِرنا نَتَتَبَّعُ الأمثِلَةَ على ذَلِك لَخَرجنا بأمثِلَةٍ وَفيرَة]، أمَّا بَعدَ مَوت الرَّسُولِ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) فإنَّ الشَّرع لم يَعُد بِحاجَةٍ إلى زيادَة؛ لأنَّ اللهَ أتَمَّه وأكمَلَه، ولم يَترُك الرَّسولُ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) شَيئًا يُقَرِّبُنا إلى الجَنَّةِ إلا وَقد [حَثَّنَا عَليه]، ولم يَدَع أمرًا يُقَرِّبُنا مِن النَّار إلا وَقَد [حَذَرَنا مِنه –بأبي هو وأمِّي، صَلَّىَ الله عَليه وعلى آلِه وَسَلَّم]" (مُستفادٌ –عَدا ما بَين المَعكوفَتَين- مِن كِتاب «البِدْعَة وأثرُها السَّييءُ على الأمَّة"/ لِسليم الهِلالي –أثابَه الله-).
فتأمَّل –أخي- هذا الكلامَ تَخرُجْ مِن إشكالاتٍ عَديدة أوردتَها في مُشاركاتِك، ومِن هُنا أتيت!
ومِثالُنا هذا –الذي أورَدَه الأخ (؟؟؟)- يَدخُل في السُّنَّة التَّقريرية التي هي حُجَّةٌ يُعمَلُ بِها بإجماعِ المُسلِمين.
ولو كان هذا الدُّعاءُ مِمَّا لا يُقِرُّه الشَّرعُ لَنهاه النَّبيُّ (صَلَّىَ الله عَليه وَسَلَّم) عَنه.
إذا تأملتَ هذا؛ عَرَفتَ أنَّ قَولَك "يَدعُو بِدُعاءٍ مِن عِند نَفسهِ ... يا هذا انك [كذا؛ والصواب: إنَّك؛ فالهَمزَةُ هَمزَةُ قَطْعٍ لا وَصل] ابتدعت دُعَاءً لم آمُر به" لا مَعنىً له ألبَتَة!(1/1266)
أقولُ هذا مَع أنَّ قولَك: "يَدعُو بِدُعاءٍ مِن عِند نَفسهِ" فيه نَظَرٌ:
فقولُ الأعرابي: "اللهمَّ إنِّي أسألك"؛ قالَه النَّبيُّ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) في مُناسَباتٍ عِدَّة؛ عِند هُبوب الرِّيح والهَمِّ والحُزن والدُّخول على الزَوجِة ليلة الزَّفاف وغَيرِها، أذكُر مِنها قولَه (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم): "اللهمِّ إنِّي أسالُك الهُدى والتُّقَى والعَفافَ والغِنَى" [رواه مُسلِم (72)].
وقولُه: "لك الحَمدُ"؛ أصلُها في القُرآنِ الكَريم في قَولِ اللهِ –تَعالَى-: (وَلَه الحَمدُ في السَّمواتِ والأرضِ وعَشيًّا وَحين تُظهِرون) [الروم: 18]، وفي قَولِه –َتعالَى-: (الحَمدُ لله رَب العالَمين) [الفاتحة: 1]. وكانَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) إذا استَجَدَّ ثَوبًا سَمَّاه باسمِه –عِمامًة أو قَميصًا أو رِدَاءً- يقولُ: "اللهمَّ لَك الحَمدُ أنتَ كَسَوتَنيه ..." [صَحيح: رواه أبو دَاود والتِّرمذي وأحمَد، وهو في «صَحيح أبي داود»/ للعلامة (الألباني) –رَحِمَه اللهُ-: (3393)].
وقولُه: "لا إلَهَ إلا أنت"؛ أصلُها في القُرآنِ الكَريم في قَولِ اللهِ –تَعالَى- على لِسان نَبيِّه (يونُس) –عليه السَّلام-: (لا إلَهَ إلا أنتَ سُبحانَك إنِّي كُنتُ مِن الظالِّمين) [الأنبياء: 87]؛ وهي أشهَر مِن أن يُستَدَلُّ لَهَا؛ فهي كَلِمَةُ التَّوحيد الذي مِن أجلِه أرسِلَت الرُّسُل (صَلَّىَ الله عليهم وَسَلَّم)؛ واستخدامُ الخِطاب هُنا (أنتَ) لِضَرورَةِ الدُّعاء، واللهُ أعْلَم.
وقولُه: "بَديع السَّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حَي يا قَيوم"؛ أصلُها في القُرآنِ الكَريم في قَولِه –تَعالَى-: (بَديُع السَّمواتِ والأرض) [البقرة: 117]، وقَولِه: (تَبارَك اسمُ رَبِّك ذي الجَلال والإكرام) [الرَّحمَن: 78]، وقَولِه: (اللهُ لا إله إلا هو الحَيُّ القَيومُ) [البقرة: 255].(1/1267)
لم تَبقَ إلا لَفظةً "الحَنَّان المَنَّان"؛ وهي مِن شَرعِنا لإقرار النَّبيِّ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) الأعرابيَ على قَولِها. ويَنبَغي أن يُعلَم أنَّ لفظة "المَنَّان" أصلُها في قَولِه –َتعالَى-: (قالَت لَهُم رُسُلُهم إن نحنُ إلا بَشَرٌ مِثلُكم ولَكِنَّ الله يَمُنَّ على مَن يشاءُ مِن عبادِه) [إبراهيم: 11].
فهذا الحَديثُ –كما تَرَى- لا يَنهَضُ للاستدلال على ما استدللتَ بِهِ، فتأمَل!
(4) قَولُك: "هَل إذا ذَكَرنَا صَحَابيًّا وقُلنَا: "رَضيَ اللهُ عَنه"، هَل تُعتَبَرُ مَقولَة [كذا؛ وهي مِمَّا لا أعْلَمُ له أصلا في اللُغَة! فالصَّواب: "مَقالَة أو قَول"]: "رَضيَ اللهُ عَنه" بِدْعَة؟ لأنَّ هذه الكَلِمَة لَم تَكُن تُقَالُ في عَهد الصَّحابَة، وَلَم نَسمَعْ أحَدًا مِنَ الصَّحَابَة خَاطَبَ صَحابيًّا آخَرَ قائِلا لَه: "رَضيَ اللهُ عَنك" اهـ.
قُلتُ: بلي؛ ألم تَقرأ قَولَ اللهِ –تَعالَى-: (والسَّابِقون الأولون مِن المُهاجِرين والأنصار والذين اتَّبَعوُهم بإحسانٍ رَضيَ اللهُ عَنهم ورَضوا عَنه وأعَدَّ لَهم جناتٍ تَجري تَحتَها الأنهارُ خالِدين فيها أبدًا ذلك الفَوزُ العَظيم) [التوبة: 100] ؟!! ألم تَشمَل هذه الآية جَميعَ الصَّحابَة بل والتابِعين لَهم بإحسانٍ إلى يَومِ القيامَة ؟! وهل الرِّضَا هُنا على فِعلٍ مُعَيِّن أم هو عامٌّ ؟! أظُنُّ أنَّ الجَوابَ على أسئلَتِك السابِقَة أصبَح سَهلا مَيسورًا ؟! فهَل –يا أخي- هذه الكَلِمَة لم تَكُن تُقالُ في عَهْد الصَّحابَة فِعلا كما تَزعُم ؟! إذَن في عَهد مَن أنزِل القُرآنُ الكَريم ؟! ومَن الذي كان يَقرأه ؟!
فأنا أطالِبُك الآن أن تتراجَعَ عَن قَولِك في "مُشارَكَتِك الأخيرة": "إذن هي –أي: رَضي اللهُ عَنهم- كلمة ابتدعناها وليس في ذلك إشكال" !!!(1/1268)
واعْلَم أخي أنَّ هذه الآيةَ إخبارٌ مِن اللهِ -سُبحانَه وتَعالَى- بأنَّه "قَد رَضي عَن السَّابِقين الأوَّلين مِن المُهاجِرينَ والأنصارِ والذينَ اتَّبَعوهم بإحْسَان" [كما في «تَفسير ابن كَثير»: (2/ 383: 384، طـ مُصطَفَى البابي الحَلبي بمصر).
فهذه الآيةُ الكَريمةُ السابِقَة أصلٌ عَظيمٌ في مَشروعية التَّرَضي عَن الصَّحابَة حين يَمُرُّ ذِكرُ أحَدِهم؛ وهذا هو هَديُ سَلَفِنا الصَّالِح –عَليهم رحمَةُ اللهِ جَميعًا؛ قال الإمامُ (النَّوَوي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- وهو يَذكُر أدَبَ كاتِب الحَديث: "وكَذَلِك يَقولُ في الصَّحَابي "رَضيَ اللهُ عَنه"، فإن كان صَحَابيًّا ابنَ صحابي قَالَ "رَضيَ اللهُ عَنهما"، وكَذَلِك يَتَرَضَّى ويتَرَحَمُ عَلَىَ سائِر العُلماء والأخيار" [«صَحيح مُسلِم بِشَرح النَّوَوي»: (1/ 39)، وراجِع: «تَذكِرَة السَّامِع والمُتكَلم في أدَب العالِم والمُتعَلِم»/ لِبَدر الدين بن جَمَاعَة –رَحِمَه اللهُ-: (ص 176)، و«مُقَدِّمَة ابن الصَّلاح»: (ص 372)، و«الجَامِع لأخلاقِ الرَّاوي وآدَابِ السَّامِع»/ للإمام (الخَطيب البَغدادي) –رَحِمَه اللهُ-: (2/ 141)] (1).
وقال الإمامُ (ابنُ كَثيرٍ) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-: "وأمَّا أهلُ السُّنَّة فإنَّهم يَتَرَضَّونَ عَمَّنَ رَضيَ اللهُ عَنه وَيَسُبُّونَ مَن سَبَّه اللهُ ورَسولُه، وَيُوالُون مَن يُوالي اللهَ ويُعادُون مَن يُعادِي اللهَ، وَهُم مُتَّبِعُونَ لا مُبْتَدِعون، وَيَقتَدون ولا يَبْتَدون، وهؤلاء هُم حِزبُ اللهِ المُفلِحون وعِبادُه المؤمِنون" اهـ كلامُه –رَحِمَه اللهُ- نَقلا مِن «تَفسيرِه»: (2/ 384).(1/1269)
فنَحنُ –المُسلمين- حين نَترَضَّي عَن الصحابَة بِقَولِنا: "رَضيَ اللهُ عَنهم"؛ فإنَّما نَحن مُتَّبِعون لا مُبتَدِعون، ومُقتَدون بالقُرآن لا مُبتَدون. والتَّرَضي مِنَّا عَنهم إمَّا إخبارٌ وإقرارٌ مِنَّا بِرِضَا الله عَنهم (وهذا يُفيد الإيمانَ بِكتابِ الله وتَصديقِه)، أو دُعاءٌ لَهم؛ وهذه شيمَةُ أهل الإيمان؛ كَمَا قال اللهُ تَعالَى: (والذينَ جاءُوا مِن بَعدِهم يَقولون رَبَّنَا اغفِر لَنَا ولإخوانِنَا الذين سَبَقونَا بالإيمانِ ولا تَجْعَل في قُلوبِنَا غِلا للذين آمَنُوا رَبَّنَا إنَّك رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحَشر: 10]؛ فأمَرَنا اللهُ –سُبحانَه وتَعالَى- بالاستغفار للصحابَة وذِكرِ مَحاسِنِهم؛ "فَمَن لم يَستَغفِر للصَّحَابَة على العُموم ويَطْلُبْ رِضوانَ اللهِ لَهم؛ فِقَد خالَفَ ما أمَرَه اللهُ به في هذه الآية، فإن وَجَدَ في قَلبِه غِلا لهم فقد أصابَه نَزغٌ مِن الشَّيطان وحَلَّ به نَصيبٌ وافِرٌ مِن عِصيانِ الله بِعَداوَةِ أوليائِه وخَير أمَّةِ نَبيه (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم)، وانفَتَح له بابٌ مِن الخُذلان يَفِدُ به على نارِ جَهَنَّم إن لم يَتَدارَك نَفسَه باللجأ إلى اللهِ –سُبحانَه- والاستغاثَةِ به؛ بأن يَنزَعَ عَن قَلبِه ما طَرَقَه مِن الغِلّ لِخَيرِ القُرونِ وأشرَفِ هذه الأمَّة" [نَقلا مِن «فَتح القَدير الجامِع بَينَ فَنَّيّ الرِّوايَة والدِّرايَة في عِلم التَّفسير»/ للإمامِ (الشَّوكانِي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-].(1/1270)
وهذه الآيَةُ الكَريمَة رَدٌ كافٍ على قَولِي أخينا (؟؟؟): "وليست الآيَةُ -أي: قولُ اللهِ –تَعَالَى-: (لَقَد رَضي اللهُ عَن المؤمِنين إذ يُبايعونَك تَحتَ الشَّجَرَة) [الفَتح: 18]- إنشائيةٌ بأمر، لَو كانَت إنشائيةً لجاءَت في صيغة الأمر". وهي رَدٌ أيضًا عَلَى قَولِه: "وَلَسَمِعْنا المُتأخرين مِنَ الصَّحَابَة يَتَرَّضَّونَ على [كذا، والصَّواب: عَن] الأوَّلين في حُضورِهم أو غيابِهم"؛ وهذا ما تُؤكِدُ الآيةُ خِلافَه تَمامًا! وهي أيضًا رَدٌ عَلَى قَولِه: "هَذه الكَلِمَة –أي: رَضي الله عَنهم- لم تَكُن تُقال في عَهد الصَّحابَة، ولَم نَسمَع أحَدًا مِنَ الصَّحابَة خَاطَبَ صحابِيًّا آخَرَ قائلا له: رضي الله عنك". واللهُ –تَعالَى- أعْلَم.
(5) قَولُك: "كانَ الصَّحابَة [لم يَتَرَضَّي أخونَا (؟؟؟) عَلَيهم –رَضي اللهُ عَنهم- مَع دِفاعِه الشَّديد عَن التَّرضي عَنهم!] إذا سألهم النَّبيُّ [أقول: صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم (!)] في أمر الدين [كَذا؛ والأولَى أن يَقول: "أمر مِن أمورِ الدِّين" –مَثلا-] وَلَم يَعْلَمُوه، لَم يَكُن جَوابُهم فَقَط: لا نعلم، وإنَّما كانُوا يُضيفون إليها: الله ورَسوله أعْلَم، فَهَل أنكَر رَسولُ اللهِ [أقولُ: صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم (!)] عليهم أن يقولوا: الله ورَسولُه أعْلَم !!" اهـ.(1/1271)
قُلتُ: لَقَد أجَبْتُ على استشكالِك هَذا (!) جوابًا شافيًا –إن شاءَ اللهُ تَعالَى- عِندَ جوابي عَن استشكالِك السَّابِق (رَقم 3)؛ فراجِعْه –بارَك اللهُ فيك! وخُلاصَةُ جَوابي: أنَّ إقرارَ النَّبي (صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وسَلَّم) قَولَ صَحابَتِه –رَضيَ اللهُ عَنهم-: "الله ورَسوله أعْلَم"؛ عِند سؤالِه لَهم سؤالا لا يَعرِفونَه؛ إنَّما هو يَدْخُل تحت مَبحَث "السُّنَّة التَّقريرية" التي هي حُجَّةٌ يُعمَلُ بِها بإجماعِ المُسلِمين، ولو كان هذا القَولُ مِمَّا لا يُقِرُّه الشَّرعُ لَنهاهُم النَّبيُّ (صَلَّىَ الله عَليه وَسَلَّم) عَنه، واللهُ أعْلَم.
ولا يَفوتُني أن أنَبِّه –هُنَا- على أمرَين هامِّين جِدًّا بِخصوص هذا القَول:
الأمر الأول: كَيفَ نَجْمَعُ بَينَ قِولِ الصَّحابَة –رَضيَ اللهُ عَنهم-: "الله ورَسوله أعْلَم" -بالعَطف بالواو- وإقرارِ النَّبي (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) لَهم عَلَى ذَلِك، وإنكارِه (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) على مَن قال: "ما شاءَ اللهُ وَشِئتَ" [كما عِند «مُسلِم»: (ح 870)] ؟!
يُجيبُ العلامةُ (ابْنُ عُثيمين) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- على هذا السؤالِ بِقَولِه: "قَولُه "الله ورَسوله أعْلَم" جائِزٌ؛ وَذَلِك لأنَّ عِلمَ الرَّسولِ [صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم] مِن عِلم الله؛ فاللهُ –َتعالَى- هُوَ الذي يُعَلِّمُه ما لا يُدرِكُه البَشَرُ، ولِهذا أتِي بالواو. وكَذَلِك في المَسائِل الشَّرعيَّة يُقال: الله ورَسوله أعْلَم"؛ لأنَّه أعْلَم الخَلق بِشَريعَة الله، وعِلمه بِهَا مِن عِلمِ الله الذي عَلَّمَه؛ كما قال اللهُ –تَعالَى-: (وأنزَلَ اللهُ عَليكَ الكِتاب والحِكمَة وعَلَّمَك ما لم تَكُن تَعْلَم) [النِّساء: 113].(1/1272)
وَليس هذا كَقولِه "ما شاءَ اللهُ وَشِئت"؛ لأنَّ هذا في باب القُدرَة والمَشيئة، ولا يُمكِن أن يَجْعَل الرَّسولَ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) مُشارِكًا لله فيها.
فَفي الأمور الشَّرعيَّة يُقال: "الله وَرسولُه أعْلَم"، وفي الأمورِ الكَونيَّة لا يُقالُ ذَلِك.
ومِن هُنا نَعرِفُ خَطأ وجَهل مَن يَكتُب الآن على بَعضِ الأعمال: (وُقل اعْمَلوا فَسَيرَى اللهُ عَمَلَكم وَرَسولُه) [التوبة: 105]؛ لأنَّ الرَّسولَ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) لا يَرَى العَمَلَ بَعد مَوتِه" اهـ كلامُه –عَليه سَحائِبُ الرَّحمَة- نَقلا عَن كِتاب «المَناهي اللفظية: ألفاظ ومَفاهيم في ميزانِ الشَّريعَة»، ص 96: 98، طـ مَكتَبة السُّنَّة بِمصر.
الأمر الثاني: يَنبَغي أن يُعلَم أنَّ مَشروعية قَول: "الله ورَسوله أعْلَم" إنَّما كانَت في حياةِ النَّبي (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) لا بَعد موتِه! فَبعَد وفاتِه (صَلَّى الله عَليه وعلى آلِه وصَحبِه وَسَلَّم) انقَطَع عَملُه وعِلمُه، وصَارَ العِلمُ التَّامُّ: الشَّرعي والكَوني مُختَصًّا باللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَحدَه.
ولهذا استحَبَ العُلماء –رَحِمَهم اللهُ تَعالَى- أن تُذَيَّلَ فَتوى المُفتي بِقَولِه: "والله أعْلَم"؛ ولم نَسمَع أنَّ أحدَهم كان يَقول: "الله ورَسوله أعْلَم"!
وعلى هذا يُحمَل قَولُ العلامةُ (ابنُ عُثيمين) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- في الفَتوَى السَّابِقة التي نَقلناها بتَمامِها: "قَولُه "الله ورَسوله أعْلَم" جائِزٌ"، وَقولُه: "فَفي الأمور الشَّرعيَّة يُقال: "الله وَرسولُه أعْلَم" اهـ؛ فَهو –رَحِمَه اللهُ- إنَّما يُجيبُ عَن سؤالٍ بِعَينِه أوردنَا نَصَّه على رأسِ الإجابَة!(1/1273)
(6) قَولُك: "إنَّ القَولَ بِضَلالِ مَن قَالَ "صَدَقَ اللهُ العَظيم" كَمَثَلِ ذلِك الذي رأى النَّصارَى وَاليَهودَ يُسارِعُون في مَدِّ يَدِ العَون والمُساعَدَة لإخوانٍ لَنَا أصابَهُم نَقْصٌ مِنَ الثَّمرات وابتُلُوا بالجَفَافِ والجُوع، فقال: لا تتشبهوا [كذا؛ والأولَى: تَشَبَّهُوا] باليَهودِ والنَّصارَى حَتَّى وَلَو كانَ في الإحْسان، وَلا تَمُدُّوا يَدَ العَون لإخوانِنَا في الصُّومَال والسُودَان؛ لأنَّ اليَهودَ وَالنَّصارَى سَبَقُونَا إلَى ذلك وَنَحْن لا نُريد أن نَتَشَبَّه بِهم" اهـ.
قُلتُ
أولا: مَتى كان اليَهودُ والنَّصارَى يُسارِعون في مَدِّ يَدِ العَون والمُساعَدَة لإخوانِنَا في الصُّومَال والسُودَان ؟!! رُبَما تَقصِد: يُسارِعون في مَدِّ يَدِ العَونِ والمُساعَدَة لاقتلاع جُثَثِهم لِتَطهير أراضي المُسلمينَ مِنها !
ثانيًا: كلامُك فيه سُخريَة واستِهزاء ولَمزٌ لإخوانِك المُسملين! أيَليقُ هذا ونَحنُ نتدارَسُ أحكامَ اللهِ –عَزَّ وَجَلَّ- ؟!
وأحيلُك –أخي- على ما نَصَحتُك به في رَدي على استشكالِك (رَقم (1) – ثالِثًا).
ثالثًا: حَقًّا؛ أنا لا أفهَم وَجْهَ الشَّبَهِ بَينَ مسألَتِنا وهذا المِثالِ الذي ضَرَبتَه لَنا! أم هو التَّكَلُّف في الرَّد، ولا كَرامَة!
رابعًا: رُبَما يَكونُ هذا المِثالُ استشكالا مِنك فِعلا –أخي؛ وتَوَدُّ الجوابَ عَنه؛ يَعني: كَيف نَمتَثِلُ لِنَهي النَّبي (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) عَن التَّشَّبُّه بالمُشرِكين ومُخالَفَتِهم، إذا صَدَر مِنهم فِعلا يَرضاه الإسلامُ ويَحُثُّ عَليه [كَهذا الذي في المِثال (!)] ؟! فسأتحِفُك –حالا- بالجوابِ بِحَول اللهِ وقِوَتِه وعَونِه؛ فأقولُ:(1/1274)
اعْلَم –أخي- أنَّ أحكامَ الإسلام وأصولَه تُقَرِّر تَحريمَ التَّشَّبُّه بالمُشركين ووجوبَ مُخالَفَتِهم فيما كان مِن هَديِهم وعاداتِهم واعتقاداتِهم وأخلاقِهم وسُلوكياتِهم؛ بِحَيثُ صارَت هذه الصِّفاتُ فوارِقَ تُمَيِّزُهم عَن غَيرِهم، حتى لو أنَّ أحَدَ المُسلمين قَلَّدَهم فيها صَارَ كأنَّه مِنهم؛ لِشِدَةِ ارتباطِ هذه العلامات بِهم وتَمَيُّزِهم بِها، واللهُ أعْلَم.
قال الإمامُ (المَناويُّ) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-: "مَن تَشَبَّه بِقَومٍ: أي تَزَيَّا في ظاهِرِه بِزيِّهِم، وفي تَعَرُّفِه بِفِعلِهم، وفي تَخَلُّقِه بِخُلُقِهم، وسَارَ بِسيرَتِهم وهَديِهم في مَلبَسِهم وبَعضِ أفعالِهم، أي: وكان التَّشَبُّه بِحَقٍّ قد طابَقَ فيه الظاهِرُ الباطِنَ فهو مِنهم" اهـ كلامُه نَقلا عَن «فَيض القَدير»: (6/ 104، طـ المكتبة التجارية الكُبرَى بمصر).
أمَّا ما كان في أصلِ شَرعِنا مَشروعًا (مُباحًا أو مُستَحَبًّا أو واجِبًا) وقَلَّدونَا هُم فيه؛ فهذا خارِجُ نَصِّ الحَديث ولم يَدخُل فيه أصلا! كالِمثال الذي أورَدَه أخونا (؟؟؟)؛ فمُساعَدةُ المُحتاجين والإنفاقُ في سَبيل الله؛ مَعلومٌ مِن دِينِنَا بالضَّرورة؛ بِنَصِ الكِتاب والسُّنَّة. فماذا يَضيرُنا لو أنَّ أحَدَ المُشركين قَلَّدَنَا فيه، خاصًّةً أنَّ الإنفاقَ والصَّدقَة مِن خَصائِصِ المُسلمين وصِفاتِهم، التي يَعرِفُها الجاهِلُ والعالِم والعَدو والصَّديق، فَتَنَبَّه!
وللفائِدَة والأهمية أضرِبُ مِثالا آخرَ يَتَّخِذُه بَعضُهم حُجَّةً في هَجر أحكام الشَّرع ومَعصيَة الله –سُبحانَه وتَعالَى- عياذًا بالله مِن ذَلِك:(1/1275)
اتَّفَقُ العُلماء على وجوبِ إعفاء اللحية وتَحريم حَلقِ ما دون القَبضَةِ مِنها؛ (أمَّا ما زاد عَن القَبضَة فالخِلافُ فيه مَشهور، والرَّاجِحُ عَدمُ الأخذ مِنها مُطلَقًا)، والنُّصوص مِن الكِتاب والسُّنَّة واضِحَةٌ جَليَّة. غَير أنَّ البَعضَ استَشكَل تَقييدَ الأمر بإعفائِها بُمخالَفَةِ المُشركين؛ وقال: "بَعضُ المُشركين يُعفون لِحاهَم في عَصرِنا، وما مَوقِفُ المُسلِم لو أعفى كُلُّ المُشركين لِحاهُم؟!".
أقولُ: الأصلُ أنَّ إعفاءَ اللحيَة مِن خَصائِص المُسلمين وهَديِهِم، وحَلَقَها مِن هَدي المُشرِكين وعاداتِهم، فلا يَضُرُّنا أن يُقَلِّدَنا بَعضُ المُشرِكين (أو كُلُّهم) في هذا الهَدي، فافهَم هذا الأصلَ وعُضَّ عَليه بالنَّواجِذ.
يَبقَى الإشكالُ في تَقييد الأمرِ بِإعفائِها -في بَعضِ الأحاديثِ لا كُلِّها- بِمُخالَفَة المُشرِكين؛ فأقولُ: المَقصود بالمُخالَفَة إمَّا المُخالَفَة في الأصل أو الصِفَة: فَمِن المُشركينَ مَن يَحلِقُ لِحيَتَه فنحن نُعفيها، ومِنهم مَن يَقُصُّها ويأخُذ مِنها فَنحن نُوفِرُها ولا نَتَعَرَّضُ لَها. وفي الحالَتَين فالمُسلِم لا يأخُذُ مِن لِحيَتِه مُطلَقًا كما أومأتُ سابِقًا! أمَّا لو أعفَى كُلُّ المُشركين لِحاهُم فَقَد عادُوا –إذَن- إلى أصلِ الفِطرَة؛ لأنَّ إعفاءَ اللحيَة "مِن الفِطرَة" –كما في حَديث (عائِشَة) –رَضيَ اللهُ عَنها- عِند "مُسلِم": (ح 261)؛ وتَبقَى المُخالَفَةُ أيضًا في أنَّنَا نَقُصُّ الشَّارِب بأخذِ ما طال عَن الشِّفة، واللهُ أعْلَم.(1/1276)
ومَِّا يُزيلُ الإشكالَ –إن شاءَ اللهُ تَعالَى- أن تَعلَم أخي أنَّ (المُشرِكين المَوجودين في زَمنِ النَّبي (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) كانوا ذَوي لِحَى [انظُر: «صَحيح مُسلِم»: (ح 1800)]؛ لأنَّ العَرَب لم تَترُك زينَةَ اللِّحي لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وقد أقرَّهم الإسلامُ عَليها، ولَعَلَّهم توارَثُوها مِن دين (إبراهيم) –عَليه السَّلام. وكان الغَربيونَ يُعفون لِحاهُم إلى أن أشاع المَلِك (بُطرس) مَلِك روُسيا حَلق اللحية في أورُبا في أول القَرن السَّابِع عَشر، ومِنهم تَسَرَّبَت إلى المُسلِمين هذه السُّنَّة السَّيئَة فيما بَعد، [وإلى اللهُ المُشتَكَى]. أمَّا كَيفيَة مُخالَفَةُ المُشركين مَع إعفائِهم لِحاهم في زَمَنِه (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) فَبِقَصِّ الشَّارِب وأخذِ ما طَالَ عَن الشِّفة، أو بِتَوفير اللِّحَى إذا كانُوا يُقَصِّرونَها؛ فالمُخالَفَةُ هُنا في وَصف الفِعل، أمَّا إذا حَلَقُوا لِحاهم فَنَحنُ نُخالِفُهم في أصْلِ الفِعل بإعفاء اللِّحَى) اهـ بِتَصَرُّفٍ مِن كلام العلامة (محمد إسماعيل) –حَفِظَه اللهُ- في كِتابِه «اللحية لِمَاذا؟»، هامش ص 21، طـ دار عَبد الواحِد للطباعة ومَكتَبَة أبي حُذيفَة.
ولو ضَربنَا صَفحًا عَن كل ما سَبَق؛ فليسَت هذه هي العِلَّة الوَحيدَةُ في المَسألة؛ بل توجَد عِلَلٌ كَثيرَة تَجِدُها مَبسوطَةً في كِتاب «أدِلَة تَحريم حَلقِ اللحية»، وإن شِئتَ الاختصار فَفي كِتاب «اللحيَة لِماذا؟»/ كِلاهُما لِشَيخِنا العلامةُ الحَبيب (محمد بن أحمد إسماعيل المُقَدَّم) –حَفِظَه اللهُ تَعالَى وأمتَعَنَا بِطولِ بَقائِه، آمين.
(7) قَولُك: "الأصلُ في العِبادَاتِ التَّحريمُ: هَذَاَ لَيس حَديث [كذا؛ والصَّوابُ: حَديثًا؛ على النَّصب] شريف [كذا؛ والصَّوابُ: شَريفًا؛ بِفَتح الفاء]؛ الأصلُ في العباداتِ الالتزامُ بالأمر، والحَلالُ بَيِّنٌ والحَرَامُ بَيِّنٌ" اهـ.(1/1277)
قُلتُ:
أولا: واللهِ يا أخي؛ أنا لا أرضَى لَك هذا الكلامَ الشَّنيع؛ الذي هَدمتَ به أصولَ شَريعَتِنا الغَرَّاء، بَعد أن هَدَمتَ جُهودَ عُلماء المُسلمين في استنباط القواعِد والأصول الجامِعَة لِفروع الشَّريعة!
ثانيًا: اعْلَم أنَّ مِن القواعِد الأصوليًّة الهامَّة التي ذَكَرها الإمامُ (أحمَد) وشَيخُ الإسلام (ابن تَيميَّة) –رَحِمَهما اللهُ تَعالَى- وغَيرُهما أنَّ: "الأصل في العِبادات التَّحريم (الحَظر)؛ فلا يُشرَعُ مِنها إلا ما شَرَعَه اللهُ ورَسولُه. والأصل في العادات الإباحَة؛ فلا يَحرُم مِنها إلا ما حَرَّمَه اللهُ وَرَسولُه". وهذه القاعِدة لم تأتي عَفوًا؛ بل دَلَّت عَليها نُصوص الكِتابِ والسُّنَّةِ في مواضِع:
أمَّا الأصل الأول فَيَدُلُ عَليه قَولُه –تَعالَى-: (أمْ لَهُم شُركاءُ شَرَعُوا لَهم مِن الدِّينِ مَا لم يأذَن بِه اللهُ) [الشُّورَى: 21]. ومِثل الأمر بِعبادَةِ اللهِ وَحدَه لا شَريك له في مواضِع كَثيرة؛ كَقولِه –تَعالَى-: (واعْبُدوا اللهَ ولا تُشرِكُوا به شَيئًا) [النِّساء: 36]، وقولِه –تَعالَى-: (وَقَضَى رَبُّك ألا تَعبُدوا إلا إيَّاه) [الإسراء: 23]، وقولِه –تَعالَى-: (وما أمِروا إلا لِيَعبُدوا اللهَ مُخلِصينَ لَه الدِّين حُنفاء) [البَيِّنَة: 5]، وغَيرِها كَثير.
(أمَّا الأصل الثاني فَيَدُلُ عَليه (قَولُه –تَعالَى-: (هُوَ الذي خَلَق لَكم ما في الأرضِ جَميعًا) [البقرة: 29]؛ أي: لِجَميع أنواع الانتفاعات، فأباح مِنها جَميع المَنافِع سِوَى ما وَرَد في الشَّرعِ المَنعُ مِنه لِضَرَرِه. وقَولُه –تَعالَى- (قُل مَن حَرَّم زينَةَ اللهِ التي أخرَجَ لِعبادِه والطَّيباتِ مِنَ الرِّزق قُل هي للذين آمَنُوا في الحياةِ الدُّنيَا خالِصَةً يَومَ القيامَة) [الأعراف: 32]؛ فأنكَرَ –تَعالَى- على مَن حَرَّم ما خَلق اللهُ لِعبادِه مِن المآكِل والمشارِب والملابِسِ وتوابِعِها.(1/1278)
وبيانُ ذَلِك: أنَّ العِبادَة هي ما أمِرَ به أمرُ إيجابٍ أو استحبابٍ؛ فَكُلُّ واجِبٍ أوجَبَه اللهُ ورَسولُه أو مُستَحَبٌ فهو عِبادَةٌ يُعبَدُ الله به وَحدَه ويُدانُ اللهُ به، فَمَن أوجَبَ أو استَحَبَ عِبادةً لم يَدُل عَليها الكِتابُ ولا السُّنَّة فقد ابتدَعَ دينًا لم يأذَنِ اللهُ به، وهو مَردودٌ على صاحِبِه؛ كما قال (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم): "مَن عَمِل عَملا ليس عَليه أمرُنا فهو رَدٌّ" [مُتَّفَقٌ عَليه]، ومِن شُروط العِبادَة: الإخلاص لله، والمُتابَعَة لِرَسولِ الله (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) ... واللهُ –تَعالَى- هو الحاِكمُ لِعبادِه على لِسان رَسولِه (صَلَّى الله عَليه وسَلَّم)؛ فلا حُكمَ إلا حُكمه، ولا دينَ إلا دينه.
وأمَّا العادات كُلُّها: كالمآكِل والمشارِب والملابِس كُلِّها والأعمال والصنائِع والمُعاملات والعادات كُلِّها؛ فالأصلُ فيها الإباحَةُ والإطلاق؛ فَمَن حَرَّم شَيئًا لم يُحَرِّمْه اللهُ ولا رَسولُه فهو مُبتَدِع؛ كما حَرَّم المُشرِكون بَعضَ الأنعام التي أحلَّها اللهُ ورَسولُه، وكَمَن يُريد بِجَهلِه أن يُحَرِّمَ بَعضَ أنواع اللِّباس أو الصنائِع أو المُخترعاتِ الحَديثةِ بِغَير دَليلٍ شَرعيٍّ يُحَرِّمُها. فَمَن سَلَك هذا المَسلَك فهو ضالٌّ جاهِلٌ. والمُحَرَّمُ مِن هذه الأمورِ قد فُصِّلَت في الكِتاب والسُّنَّة؛ كما قال –تَعالَى-: (وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّم عَليكُم) [الأنعام: 119]، ولَم يُحَرِّمِ اللهُ عَلينَا إلا كُلَّ ضَارٍّ خَبيث ...(1/1279)
[فالحاصِلُ] أنَّ "كُلَّ مَن أمَرَ بِشَيءٍ لم يأمُر به الشَّارِعُ فهو مُبتَدِع، وكُلَّ مَن حَرَّم شَيئًا لم يُحَرِّمْه الشَّارِعُ مِن العادات فهو مُبتَدِع") اهـ نَقلا عَن الكِتاب الماتِع القَيِّم «القواعِد والأصول الجامِعَة، والفُروق والتَّقاسيم البَديعة النافِعَة»/ للعلامة (عبد الرَّحمَن بن ناصِر السَّعدي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى، بتصَرُّف مِن "القاعِدَة السادِسَة"، واقرأها بِتمَامِها؛ فهي مُهِمَّةٌ جِدًّا!
ويَقولُ العلامةُ (ابْنُ عُثيمين) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- في «مَنظومَتِه»:
والأصلُ في الأشياءِ حِلَّ وامنَعِ * * * عِبادَةً إلا بإذنِ الشَّارِع
ثالثًا: وأنا أقولُ لك: "قَولُك: الأصلُ في العِبادات الالتزامُ بالأمر"؛ ليس حَديثًا شَريفًا ولا آيةً في القُرآن وَلَم يَسبِقُك به أحَدٌ –لا مِن أهْلِ العِلم ولا مِن أهْلِ الجَهل- فيمَا أعْلَم؛ فهل أتيتَ بما لم تأتِ به الأوائِلُ! وأنا أنتظرك أن تأتي لي بِدَليلٍ ولو ضَعيفٍ (ولو مِن حيث الدلالة) يُثبِتُ ما زَعمتَ! بل وأنتظرك أن تَنجَحَ في استخدامِ هذه القاعِدَةَ المَزعومَة في استنباطِ الأحكام الشَّرعيَةِ!
رابعًا: أقسِمُ بالله –غَيرَ حانِثٍ إن شاءَ اللهُ تَعالَى- أنَّك –رَغمَ مُعارَضَتِك للقواعِد الأصوليَة- تتعَبَّدُ اللهَ بِتلكَ القاعِدة وغَيرِها! فأنا أسألُك –على سَبيل المِثال فِقط- هَل يَجوزُ أن يؤذِنَ عَشرَةُ مؤذِنين في مَسجِدٍ واحِدٍ لِوَقتٍ واحِدٍ بِصَوتِ رَجُلٍ واحِد ؟!! وماذا تَفعَلُ إذا وَجَدتَ ماءً في الطَّريق وأنتَ لا تَدري هَل هو طاهِرٌ أم لا ؟!! وكيف تَتَصَرَّفُ وَقَد شَكَكتَ هل انتَقَضَ وضوءُك أم لا؟!! وهَل يَجوزُ استخدامُ الهاتِفِ أم لا ؟!! وهَل ......... ؟!!!!(1/1280)
(8) قَولُك: "جاءني سائِلٌ مِسكينٌ حَتَّى وَلَو كَانَ يَهوديًّا فإنِّي لَن أنهَرَه ولَن أنتَظِرَ فَتوىَ مِن أحَدٍ أو أبْحَثَ عَن نصٍّ في الكِتابِ والسُّنَّة يُجيزُ لي أن أتصَدَّقَ على غَير المُسلمينَ، فهذه مَعروفَةٌ بالفِطْرَة، والله جَعَلَ الصَدَقَةَ للمساكين على إطلاقهم" اهـ.
قُلت: لقد أبعدتَ النُّجْعَة أخي !!!
فَقَولُك "ولَن أنتَظِرَ فَتوىَ مِن أحَدٍ أو أبْحَثَ عَن نصٍّ في الكِتابِ والسُّنَّة يُجيزُ لي ..."؛ لا يَنبَغي أن يَصدُر مِن مُسلِمٍ يؤمِنُ بالله رَبًّا وبالإسلام دينًا وبمُحَمَّدٍ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) نَبيًّا ورَسولا؛ ألم تَقرأ قَولَ اللهِ –تَعالَى-: (فلا وَرَبِك لا يؤمِنون حَتَّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَر بَينَهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنفُسِهم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ ويُسَلِّمُوا تَسليمًا) [النِّساء: 65]، وقَولَه: (إنَّما كَانَ قَولَ المُؤمِنين إذا دُعُوا إلى اللهِ ورَسُولِه لِيَحْكُمَ بَينَهم أن يَقولوا سَمِعنَا وأطعنَا وَأولَئِكَ هُمُ المُفلِحون) [النور: 51] وقَولَه: (وأطيعُوا اللهَ والرَّسُولَ لعلَّكم تُرحَمون) [آل عِمران: 132]، وقَولَه: (فاسألوا أهلَ الذِّكر إن كُنتُم لا تَعْلَمُون) [النَّحل: 43] ؟!!
أتُريدُ أن تَتَبِع الهَوى وتُعرِضَ عَن نُصوصِ الكِتابِ والسُّنَّة بِزَعم اتِّباع "الفِطْرَة" ؟!! وما ضابِطُ الفِطْرَة يا أخي ؟!
قالَ الإمامُ (الشَّافعيُّ) –رَحِمَه اللهُ-: "مَن استحسَنَ فَقد شَرَع" ! فأنتَ إذا استحسَنتَ حُكمًا مِن الأحكام دون استنادٍ إلى نَصٍّ مِن الكِتاب والسُّنَّة فَقَد نازَعتَ الله –سُبحانَه وتَعالَى- في التَّشريع، عياذًا باللهِ!
ألم تَقرأ قَولَ اللهِ –تَعالَى-: (أمْ لَهُم شُركاءُ شَرَعُوا لَهم مِن الدِّينِ مَا لم يأذَن بِه اللهُ) [الشُّورَى: 21] ؟!!(1/1281)
وَوَاللهِ إنَّ دينَنَا هو دينُ الفِطْرَة؛ قال اللهُ –تَعالَى- (فأقِم وَجْهَك للدين حَنيفًا فِطْرَتَ اللهِ التي فَطَرَ النَّاس عَليها لا تَبْديل لِخَلقِ اللهِ ذلك الدِّينُ القَيِّمُ ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَعْلَمون) [الروم: 30]، وثَبَتَ أنَّ النَّبيَّ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) كان يُعَلِّم أصحابَه –رَضيَ اللهُ عَنهم- أن يَقولوا إذا أصبَحُوا: "أصبَحنَا على فِطْرَة الإسلام ..." [صَحَحه العلامةُ (الألبانيُّ) –رَحِمَه الله- في «السلسلة الصَّحيحة»: (2989)]، وقال (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) للبراء بن العازِب –رَضي اللهُ عَنه: "إذا أتيتَ مَضجَعَك فتوضأ وضوءَك للصَّلاة ..."، إلَى أن قالَ له: "فإن مِتَّ؛ مِتَّ على الفِطْرَة" [مُتَّفَقٌ عَليه].
وكأنَّك أخي قد عُدتَ إلى صوابِك وإلى "الفِطْرَة" (!) ورَجَعتَ إلى نُصوصِ الكِتاب والسُّنَّة؛ فإنَّك قُلتَ –في الآخِر-: "والله جَعَلَ الصَدَقَةَ للمساكين على إطلاقهم"؛ فكأنِّي بِكَ –أخي- قد استمسكتَ بِكتابِ رَبِّك وسُنَّة نَبيِّك (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم)؛ فهنيئًا لَك!
(9) أما قَولُك: " أيّ فِقهٍ هذا الذي يُجَمِّد الفِكرَ ويُسَمي الثَّنَاءَ والكَلامَ الطِّيبَ بِدْعَة !! أيّ مَذهَبٍ هذا!! أنا أتَّبِعُ مَدرَسَةَ العِلم الفِقْهي وَلَيسَ العِلَم النَّقْلي المُتَجَمِد" اهـ.
فأنا أعتَذِرُ عَن التَّعليق! واللهُ المُستعان.
وأخيرًا
أخي (؟؟؟)؛ قد يكونُ جوابي فيه بَعضُ الشِّدَّة؛ ولكن "المؤمِنَ للمؤمِن كاليَدَين تَغسِلُ إحداهُما الأخرَى، وقَد لا يَنقَلِعُ الوَسَخُ إلا بِنَوعٍ مِن الخُشونَة، لَكِن ذَلِكَ يُوجِب مِن النَّظافَةِ والنُّعومَة ما نَحمَد مَعه ذَلِك التَّخشين" ! كما يَقولُ شَيخُ الإسلامِ (ابن تَيميَّة) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- [«مَجموع الفَتاوَى»: (28/ 53)].(1/1282)
أسألُ اللهَ العَظيمَ ربَّ العَرشِ العَظيمِ أن يُفَقِّهَنَا في دِينِنَا، إنَّه على كل شيء قَديرٌ.
و"سُبحانَك اللهُمَّ وبِحَمدِك، أشهَدُ ألا إلَه إلا أنتَ، أستَغفِرُك وأتوبُ إليكَ".
والسَّلامُ عَليكم ورَحمَةُ اللهِ وبَركاتُه.
-------------------------حاشية سُفليَّة------------------------
(1) «صَحيح مُسلِم بِشَرح النَّوَوي»: طـ المطبعة المصرية ومكتبتها، «تَذكِرَة السَّامِع والمُتكَلم في أدَب العالِم والمُتعَلِم»: طـ دار الكتب العلمية بِبَيروت، «مُقَدِّمَة ابن الصَّلاح»: طـ دار المعارف بمصر، «الجَامِع لأخلاقِ الرَّاوي وآدَابِ السَّامِع»: طـ مؤسسة الرسالة بِبَيروت.
---
محمد بن يوسف
02-04-2004, 11:08 AM
أخي الكريم (أبا علي) –وفقه الله تعالى-
لقد قلتَ: "هل كلامك هذا يأخذ به المذاهب الأربعة أم هو فقط في المذهب الحنبلي؟".
وأحب أن أذكرك أن آخر أئمة المذاهب الأربعة موتًا هو الإمام (أحمد بن حنبل) رحمه الله تعالى (توفي عام 241 هـ)، واختراع قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة من مُحدثات عصرنا، ولم يعرفه الأئمة المُتقَدِّمون ولا المتأخِرون، فما علاقة المذاهب الأربعة به وقد أتى بعدهم بأكثر من ألف سنة ؟!
ولا أدري لماذا جعلت القول ببدعية "صدق الله العظيم" بعد التلاوة من اختيارات المذهب الحنبلي؟!
وقلتَ: "سمعت هذا السؤال عن قول صدق الله العظيم فأجاب الشيخ أن قول صدق الله العظيم من الطيب من القول وليس منكرا من القول". ولم تُبَيّن لنا مَن هو هذا الشيخ؟ وقد ذكرتُ لك في مقالي: اللجنة الدائمة والعلامة (بكر بن عبد الله أبا زيد) -أثابهم الله جميعًا.
قلتَ: "لكني أراك تصفها : بدعة ومن بيت العنكبوت وفساد.... من يقرأ كلامك هذا يعتقد أن قول ( صدق الله العظيم) تساوي (صدق الآب والإبن والروح القدس)".
وأقول: لم أصفها بأنها "بيت العنكبوت" ولا "فساد"، والحمد لله. ومعذرة؛ فأنا لا أفهم بقية كلامك!
---
أبو علي(1/1283)
02-04-2004, 12:05 PM
شيخنا محمد بن يوسف بارك الله فيك
[QUOTE]كاتب الرسالة الأصلية : محمد بن يوسف
[B][COLOR=blue]الشُبهة الثالثة: وقَد يَستَدِل بَعضُهم على جوازِها بأنَّ الأكثَرين مِن المُسلمين يَلتَزِمون قولَها بعد الفَراغ مِن التلاوة!
وهذه شُبهَة أوهَى مِن بَيتِ العَنكبوت، وتُغني حِكايَتُها عَن رَدِّها، وفسادُها عَن إفسادِها.
=========================
هذا الكلام يا شيخ محمد هو الذي فهمت منه أنه وصف لقول (صدق الله العظيم).
وأما الشيخ الذي أجاب على سؤال ( صدق الله العظيم) فهو شيخ مصري يشرح الحديث ويجيب على الأسئلةيظهر في التلفزيون (لا أذكر اسمه )، والمصريون شوافع على ما أظن ولذلك سألتك هل قول صدق الله العظيم تعتبر بدعة فقط عند المذهب الحنبلي؟
كما أن المذهب الحنبلي وإن كان هو آخر المذاهب فهو لا يعتبر ناسخا للمذاهب التي جاءت قبلة.
المذاهب كلها متفقة أن من أحدث في أمر الدين شيئا فهو بدعة.
فالصلاة عبادة ، وهي تبدأ من تكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم، فإذا سلم المصلي يعني أنه انتهى من صلاته ، يجوز له أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ، ولا يسمى ذلك بدعة لأن ذلك خارج الصلاة.
كذلك فقراءة القرآن عبادة ، فإن انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء ، وليفعل ما يشاء، وقول (صدق الله العظيم) لا تقال أثناء تعبد المسلم بتلاوة القرآن وإنما يقولها المقرؤون خارج التعبد بتلاوة القرآن.
---
محمد بن يوسف
02-04-2004, 03:37 PM
أخي الكريم (أبا علي) -حفظه الله تعالى-
اعلم -أخي الكريم- أنَّ قولي: "أوهى من بيت العنكبوت، فسادها"، إنما هو متعلقٌ بالشبهة لا بقول "صدق الله العظيم"، كما هو واضح. وهذه الشُّبهة تستحق ما قلته عنها؛ وهي أن كثيرًا من الناس يحتجون على معصيتهم أو ابتداعهم في الدين بأنه فعل الأكثرين. وهذا باطلٌ كما هو مَعلومٌ باستقراء نصوص الكِتاب والسُّنَّة، وقد ذكرتُ بعض تلك النصوص في بحثي السابق.(1/1284)
قلتَ -بارك الله فيك-: "كما أن المذهب الحنبلي وإن كان هو آخر المذاهب فهو لا يعتبر ناسخا للمذاهب التي جاءت قبله". وأقول: كلامك صحيح لا غُبار عليه، وأنا لم أقصد بكلامي أبدًا أن المذهب الحنبلي ناسخًا لما قبله من المذاهب؛ وإنما خصصت الإمام (أحمد) -رحمه الله- بالذِّكر لأنه آخرهم موتًا؛ لأبيِّن لك المدة الزمنيَّة التي بيننا وبين آخر واحد منهم، وهذا واضحٌ في كلامي.
وأيًّا كان هذا الشيخ المُشار إليه؛ فنحن نتعبد الله -سبحانه- بالدليل الصحيح من الكِتاب والسُّنَّة، لا بأقوال العُلماء والشيوخ. فراجع بحثي السابق واقرأه بإنصاف وتجرد، وأسأل الله -سبحانه- أن يهديني وإياك إلى الحق، آمين.
قلتَ: "فالصلاة عبادة، وهي تبدأ من تكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم، فإذا سلم المصلي يعني أنه انتهى من صلاته، يجوز له أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ، ولا يسمى ذلك بدعة لأن ذلك خارج الصلاة".
أقول: هذا فيه تفصيل؛ فإن التزم المُسلم فعلا أو قولا بعد الصلاة، بحيث أصبح شعارًا له في كل صلاة، وهذا القول أو الفعل ليس عليه دليلٌ مِن الكِتاب أو السُّنَّة الصَّحيحة، قُلنا ببدعيَّة هذا القول أو الفعل. مثال ذلك: قول كثير من المصلين بعد الفراغ من الصلاة: "تقبل الله" أو "حرمًا" ومُصافحتهم لمن على يمينهم ويسارهم. فهذا الفعل قيدوه بدبر كل صلاة، وقد بين لنا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) الأذكار التي تُقال دبر كل صلاة، ولم يذكر فيها "تقبل الله" أو "حرمًا"، ولم يفعل ذلك هو ولا صحابته ولا سلف الأمَّة الأخيار، فدل ذلك على البدعيَّة؛ لانتفاء المانِع مع وجود المُقتضَى.
أما لو أن إنسانًا صلى ثم قام، أو صلى ثم حَدَّث مَن بجوارِه، فهذا لا يقول أحدٌ بأنه بدعة؛ لأنه لم يفعل ذلك أصلا على وجه التَّعبُّد؛ وإنما فعله على وجه العادة، مع عدم التزام ذلك أصلا، والله أعلم.(1/1285)
قلتَ: "فقراءة القرآن عبادة ، فإن انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء، وقول (صدق الله العظيم) لا تقال أثناء تعبد المسلم بتلاوة القرآن وإنما يقولها المقرؤون خارج التعبد بتلاوة القرآن".
وأقول: نعم؛ قراءة القرآن عبادة، فإذا انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء وليفعل ما يشاء -بشرط ألا يتخذه عبادة يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى، وهذا الشرط مُنعَدِمٌ في قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة؛ فالمسلم يقوله تقربًا إلى الله، والتقرُّب إلى الله بالعبادات يفتقِر إلى توقيفٍ مِن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وسلف الأمة كانوا يقرأون القرآن ليل نهار، ولم يُنقَل عن أحد منهم قط أنه قال "صدق الله العظيم" بعد الفراغ من التلاوة، فدل ذلك على بدعيته، وكل خير في اتباعهم، وكل شر في ابتداعنا.
وأما إذا فرغت من التلاوة ثم أكلت أو شربت أو قمت أو تكلمت كلامًا لا تتخذه عبادة، فهذا هو الذي نَقول فيه: "فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء".
والإنسان -أخي الكريم- يتعبد ربه في كل حين، أثناء التلاوة وبعد الفراغ منها، فقل لي بربك: لماذا يلتزم هذا القول بعد التلاوة إذن، لماذا لا يقوله وهو يمشي، وهو يأكل، وهو نائم، لماذا يتعمد التعبد به بعد التلاوة دون دليل من الكتاب والسُّنَّة الصحيحة؟
ولو جاز لنا أن نقول بما تقوله بأن الإنسان يقول ما شاء أو يفعل ما شاء بعد الفراغ من العبادة -أعني: على وجه التَّعبُّد- لدخل في الدين من البِدَع ومُحدثات الأمور ما الله به عليم.(1/1286)
وأخيرًا؛ أقول لأخي الكريم: لقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" [رواه أحمد]. فطبقًا لما ذكرتَه في رسالتك الأخيرة، سَمِّ لي أمثلة على مُحدثات الأمور والبدع التي حذر منها النبيُّ (صلى الله عليه وسلم). وقد قال النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فو رَدٌّ" [متفق عليه]، فإن لم يكن هذا مِمَّا أحدث في ديننا فسَمِّ لنا ما أحدِثَ فيه.
وأنصحك -أخي الحبيب- بقراءة كُتب البِدَع؛ خاصة «الاعتصام»/ للإمام (الشاطبي) -رحمه الله تعالى، وكلام شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله- في «مَجموع الفتاوى» بالاستعانة بفهارسه، وكتاب «البِدعة وأثرها السيىء على الأمة»/ لسليم الهلالي، وغيرها من الكتب.
وفقني الله وإياك لما يُحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
السهيلي
02-04-2004, 07:35 PM
الأخ محمد يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك
أرجو منك ملاحظة الخطأ الموجود في آية البقرة -107- ( ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض...) حيث أن -له - كتبت - لم- لذلك وجب التنبيه وأرجو من الأخوة المشرفين على الموقع تصحيح الآيات القرآنية
وجزى الله الجميع كل خير
---
أحمد البريدي
02-04-2004, 11:01 PM
تم تصحيح الآية وشكر الله لك .
---
راجي رحمة ربه
02-05-2004, 12:11 AM
تنبيهان:
الأول :قولك :(أوهى من بيت العنكبوت) نبه بعض العلماء على كراهة هذا التعبير ؛ لأن الله قال :(وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت..). فلا تقدموا بين يدي الله ورسوله.
وراجع الاتقان في علوم القرآن.(1/1287)
ثانيا: اشتهار قولهم :(صدق الله) بين أهل القرآن ، يجعل محاربته والإنكار عليهم فيه ما فيه ، فهم أهل الله وخاصته، فلو عرف بين الناس أن هذا مجرد ذكر عندهم ، ولم يرفعوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، كما صح عن ابن مسعود قوله.
فالتشديد في هذه المسألة لا وجه له ، خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة ، كقوله تعالى :(قل صدق الله)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :(صدق الله : إنما أموالكم وأولادكم فتنة..).
وهو وإن قالها قبل الآية فالأمر لا يخلو من وجود أصل على سنية التعليق على تلاوات آيات من القرآن بقولك صدق الله .
أما الالتزام بها دبر كل تلاوة فلم نر أحدا ممن قرأنا عليه أنه قال بها أو قالها ، لكن بين الحين والآخر نسمعها من جمهرة من القراء.
ولا أرى في ذلك كبير خطر على الإسلام وأهله.
---
الباحث7
02-05-2004, 08:38 AM
أقول تعليقاً على قولك يا أخي الكريم : ( قولك :(أوهى من بيت العنكبوت) نبه بعض العلماء على كراهة هذا التعبير ؛ لأن الله قال :(وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت..). فلا تقدموا بين يدي الله ورسوله.)
إن ما كرهه العلماء - والكراهة هنا بمعنى المنع والتحريم - هو أن يقال عن بيت معين من البيوت: إنه أوهن من بيت العنكبوت ؛ لأن الله قد أخبر أنه لا أوهن من بيت العنكبوت .
أما أن يقال عن شيء آخر : إنه أوهن من بيت العنكبوت ؛ فلا محذور في ذلك ، والله أعلم .
---
محمد بن يوسف
02-05-2004, 12:58 PM
الأخ الكريم (راجي رحمة ربه) -حفظه الله-
جزاك الله خيرًا على ما نبهت عليه. وأما عن التنبيه الأول فقد كفاني مؤنة الرد أخي الكريم (الباحث7) -أثابه الله تعالى، وإن كان الأمر لا يزال يحتاج إلى مزيد بحث.
وبالنسبة لتنبيهك الثاني فهذا يحتاج إلى وقفات:
الوقفة الأولى: قولك: "اشتهار قولهم: (صدق الله) بين أهل القرآن ، يجعل محاربته والإنكار عليهم فيه ما فيه".(1/1288)
قلتُ: لقد رددتُ على هذه الشبهة في بحثي السابق "الشبهة الثالثة"، فراجعه -رحمك الله.
الوقفة الثانية: قولك: "فلو عرف بين الناس أن هذا مجرد ذكر عندهم، ولم يرفعوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، كما صح عن ابن مسعود قوله".
أقول:
(1) الأثر الذي سقته عن (عبد الله بن مسعود) -رضي الله عنه- أثر موقوفٌ ولم يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ بل لا يصح رفعه عنه (صلى الله عليه وسلم). وبذلك فهو ليس حجة إذا عارض ما هو أقوى منه.
(2) لو احتججنا بهذا الأثر فالمقصود بقوله: "المسلمون" أي جميع المُسلمين المُجتهدين، لا عموم المُسلمين، فـ "ال" هنا تُفيد استغراق المجتهدين، أو العهد (يعني: المجتهدين)، وهذا الأثر حجة لمن يرى حجية الإجماع، فهو إنما ساقه لتقرير حجية إجماع المُسلمين على أمر ما، وهذا لا يُعارضك فيه أحد. فقل لي بربك: أين إجماع المُسلمين في مسألتنا هذه؟ فكيف إذا كان كبار مجتهدي عصرنا يقولون ببدعية هذا القول -كما نقلته عن اللجنة الدائمة والعلامة (بكر بن عبد الله أبي زيد) -حفظه الله تعالى-؟
ولو جاز لنا أن نقول كقولك، لقلنا: إذن:
1- الجهر بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد الأذان، حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا!
2- خروج الناس حاسري رؤسهم حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا!
3- حلق اللحية حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا، بل يذمون مَن أعفى لحيته!
4- إسبال الثياب حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا؛ بل يذمون من شمر ثوبَه!
وهكذا في سلسلة طويلة من البدع والمُنكرات التي سنجيزها -على حد قولك- لأنها مما رآه المُسلمون حسنًا.
الوقفة الثالثة: قولك: "فالتشديد في هذه المسألة لا وجه له ، خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة".
أقول: ما معنى التشديد؟ وأين التشديد في مقالي؟ هل إظهار الحق ونشره بين الناس يُسمى تشديدًا؟(1/1289)
وأما قولك: "خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة"، فالحمد لله رب العالمين؛ لقد أجبتُ في بحثي السابق عن كل هذه الأصول العامة الثابتة، فراجعه -بارك الله فيك، وطالع الحلقة الثانية فستجد فيه خيرًا كثيرًا وجوابًا شافيًا -إن شاء الله تعالى .
ولقد رأيت الآن أنه من تمام الفائدة أن أنقل نسخة من هذه (الحلقة الثانية) هنا بعد هذه المُشاركة -إن شاء الله تعالى، فالرجاء من الإخوة المُشرفين نسخ مُشاركتي: "التزام قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة بدعة (الحلقة الثانية)"، ونقلها هنا بعد مُشاركتي هذه -مُشاركة مُستقلة باسمي، وعُذرًا فإن هذا سيأخذ مني وقتًا طويلا لو فعلته بنفسي؛ لأن بعض العناوين ملونة. وجزاكم الله خيرًا.
تم نقلها ولكن ظهرت قبل هذه المشاركة برقم (4) . المشرف .
الوقفة الرابعة قولك: "فالأمر لا يخلو من وجود أصل على سنية التعليق على تلاوات آيات من القرآن بقولك صدق الله".
أقول: سبحان الله؛ لقد قلتُ في جوابي عن "الشبهة الثانية" ما نصه:(1/1290)
"(3) قد يكونُ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) قد أخَذَ بِعُموم قَولِه تعالى (قُل صَدَقَ الله) [آل عِمران: 95] في واقِعَةٍ مَا، ولو اقتدى مُكَلَّفٌ بالنَّبي (صلى الله عليه وسلم) في أمرٍ كهذا؛ فاستعمَلَ عمومَ آيَّةٍ في مَوقِفٍ خاص؛ فلا حَرَجَ -إن شاء اللهُ تعالى". فلو قرأ إنسان آية فأثرت فيه كثيرًا أو وجد فيها العبرة والعظة أ و استنبط منها حُكما كان قد خفي عليه، فقال: "صدقت يا ربي" أو "صدق الله"، فهذا أمرٌ حسن قد قال مثلَه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما في قوله: "صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)". ولكن ما ننكره هو أن يلتزم القارىء أن يقول هذا القول "صدق الله العظيم" بعد كل تلاوة للقرآن، وقد لا يكون متدبرًا لما يقرأ أو ساهيًا أو غافلا -عياذًا بالله من ذلك، ولكن اتخذها عبادة يلتزمها بعد كل تلاوة، فأين الدليل على ذلك؟ بالله تدبروا ما قلت جيدًا -بارك الله فيكم.
والعجيب أنك -أخي الكريم- قد قلتَ: "أما الالتزام بها دبر كل تلاوة فلم نر أحدا ممن قرأنا عليه أنه قال بها أو قالها"، إذن لماذا المُعارضة؟
ولكنك عقبتَ بعد ذلك بقولك: "لكن بين الحين والآخر نسمعها من جمهرة من القراء"، فأقول: كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.
الوقفة الخامسة: قولك: "ولا أرى في ذلك كبير خطر على الإسلام وأهله"!!!
وأقول: لقد أثر فيَّ هذا القول كثيرًا، ولا أظنه يصدر من طالب علم منصف عالم بقواعد البدع وأصول الشريعة. فالبدع -مهما صغرت- كان لها أكبر الأثر على هدم الإسلام أصولا وفروعًا، ومَن تأمل عنوان سلسلة العلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى- التي وضعها للأحاديث الضعيفة والموضوعة عَلِمَ ذلك؛ فقد سماها: «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيىء على الأمة»، هذا في أحاديث ضعيفة، فكيف في بدع لا أصل لها! وراجع كتاب «البدعة وأثرها السيىء على الأمة»/ لسليم الهلالي.(1/1291)
ولو جاز لنا أن نقول في كل بدعة: "ولا نرى في تلك البدعة كبير خطر على الإسلام وأهله"، لطلت علينا البدع من كل مكان، وهذا ما حدث؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأي خطر أكبر من أن نقول على الله بلا علم، ونُدخله في دينه ما ليس منه، ونتعبده بما لم يُشرع، ونهجر سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) بهذه البدع؛ فما جاءت بدعة إلا وهُجرت سنةٌ مكانها. فاتقِ الله -أخي- وتراجع عن قولك هذا، تكن من المُفلحين.
وأرى أنه من المناسب هنا أن أنقل بعض كلامي في (الحلقة الثانية) من بحثي هذا:
قلتُ ما نصه:
"ولا يَخفَى عَليكم قِصَة (أبي موسى الأشعَري) –رَضي اللهُ عَنه- عِندما رأى قومًا حِلَقًا جُلوسًا يَنتَظِرون الصَّلاة، في كُلِّ حَلَقَةٍ رَجُل، وفي أيديهم حَصًى، فيقول: كَبَّروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هَلِّلوا مائة، فيُهَلِّلون مائة، ويقول: سَبِّحُوا مائة، فيُسَبِّحون مائة. فأخبَرَ (عَبْدَ اللهِ بن مَسعود) –رَضيَ اللهُ عَنه- بِذَلِك؛ فأنكَرَ عليهم ذَلِك إنكارًا شَديدًا، وقال لَهم: "عُدوا سيئاتِكم، فأنا ضامِنٌ أن لا يَضيع مِن حسناتِكم شئٌ، وَيْحَكُم يا أمَّة مُحمَّد ما أسرَع هَلَكَتَكُم، هؤلاء صحابَة نَبيِّكم (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) مُتوافِرون، وهذه ثيابُه لم تَبْلَ وآنيَتُه لم تُكسَر، والذي نَفسي بيَدِه؛ إنَّكم لَعَلى مِلَّةٍ أهدَى مِن مِلَّة مُحَمَّدٍ أوْ مُفتَتِحُو بابِ ضَلالة؟!".
قالوا: واللهِ يا أبا عَبْدَ الرَّحمَن؛ ما أردنَا إلا الخَير! قال: وكَم مِن مُريدٍ للخَير لن يُصيبَه! إنَّ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) حَدَّثنَا أن قَومًا يَقْرءون القُرآن لا يُجاوِز تَراقِيَهُم؛ وايمُ اللهِ ما أدري لَعَلَّ أكثرَهم مِنكم! ثم تولَّى عَنهم.
فقال (عمَرو بن سَلَّمة) –وهو أحدُ الرواة-: رأينَا عامَّةَ أولئِكَ الحِلَقِ يُطاعِنُونَا يَومَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الخَوارِج. [رواه الدارِمي: (204)].(1/1292)
فانظر –رَحِمَك اللهُ- إلى البِدْعَة وأثرِها السييء؛ لا على صاحِبِها فَحَسبُ؛ بل علي عُموم الأمَّةِ الإسلامية!
وتَدَبَر –أخي- كيف أنكَر (عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسعودٍ) –رَضيَ اللهُ عَنه- عِبادَةً (التَّكبير والتَّهليل والتَّسبيح) بِكَيفيةٍ لم يَفعلْها رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم)، رَغم أنَّ أصلَ العِبادَةِ مَشروعٌ ! فكيف بما يتَّخِذُه المُكَلَّفُ عِبادَةً ولا أصلَ له في الشَّرع ألبتَة "كَقول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد التلاوة" ؟!!
وهذا الأثَرُ السَّابِق –الذي سُقتَه لَك باختِصار- حَوَى فوائِد ودُرَرًا جَمَّة؛ تَجِدُها في كِتاب «البِدْعَة وأثرُها السَّييء على الأمَّة»/ للشيخ (سليم الهلالي) –أثابَه اللهُ تَعالَى" اهـ كلامي.
فتدبر أخي وتأمل بإنصاف -بارك الله فيك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
راجي رحمة ربه
02-06-2004, 12:02 AM
أما أثر ابن مسعود فقد أشرت في ردي أنه من قوله
أما عن الأمثلة التي ذكرت فالفقير قد حدد أن القائلين بها ليسوا من عوام الناس بل أهل القرآن فشتان بين الفريقين.
وأخيرا هل لك أخي الفاضل أن تذكر تحقيق سند قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لأنك سقتها محتجا بها، فهل هي صحيحة السند؟ فقط لإثراء البحث.
أما بالنسبة لضرب المثل بما هو أوهن من بيت العنكبوت فالسؤال لك أو للأخ باحث 7 من هم هؤلاء العلماء الذين فرقوا بهذا الضابط؟
وإن لم يكن مكروها مثل هذا القول، ألا يدخل في باب أدب اللفظ مع أمثال القرآن الكريم؟
أو أليس داخلا في باب الورع مثلا.
علما بأن الهدف ليس تتبع الأخطاء بل التناصح فيما هو أنسب للمسلم التزامه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
محمد بن يوسف
02-06-2004, 05:54 PM
أخي الكريم (راجي رحمة ربه) -جزاك الله خيرًا-
ونظرًا لضيق وقتي فسأقتصر الآن على بعض النقاط في مُشاركتك الأخيرة، وأترك بقيتها لوقت آخر -إن شاء الله تعالى.(1/1293)
قلتَ -بارك الله فيك-: "وأخيرا هل لك أخي الفاضل أن تذكر تحقيق سند قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لأنك سقتها محتجا بها، فهل هي صحيحة السند؟ فقط لإثراء البحث".
وسأقتصر فقط على حُكم العلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى- على هذا الأثر؛ فقد قال عنه في «السلسلة الصَّحيحة»: (5/ 12): "إسناده صَحيح". وسأوافيك بتفصيل أكثر في وقت لاحق -إن شاء الله تعالى.
وأحب أن أعلمك -وذلك من فضل الله عليَّ- أني قد اشترطتُ على نفسي -في جميع كِتاباتي- ألا أحتَجَّ إلا بما صَحَّ مِن الأحاديث والآثار عن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابَتِه الأبرار -رضي الله عنهم جميعًا، وألا أذكر حَديثًا ضعيفًا إلا لبيان ضَعفِه أو مَع التَّنبيه على ضَعفه إن كان قد احتَج به أحدُ العُلماء. ومِن باب أولى في العَمل؛ ألا أعمَل إلا بما صَحَّ مِن الأخبار. وهذا هو الواجِبُ على كُلّ مُسلِم؛ ففي الصَّحيح مِن الأخبار كِفاية عَمَّا لم يَثبُت مِنها. ولا يَنبَغي لشخص أن يعُارِض هذا بالقَول المَشهور: "يُعمَل بالأحاديث الضَّعيفَة في فضائِل الأعمال"! وكأنَّ هذا القَول مَحل اتفاقٍ بين العُلماء، وهو ليس كذلك -وإن جَزَم به الإمامُ (النَّوويُّ) -رَحِمَه اللهُ تعالى- في غِير كِتابٍ مِن كُتُبِه-، فكيف إذا عَلِمتَ أن هذا القَول مَرجوحٌ؛ بل غير صَحيح. وأحيلك الآن في هذه العُجالَة على رسالة نَفيسة بعنوان: «حُكم العَمل بالحَديث الضَّعيف في فضائِل الأعمال»/ للشيخ الفاضل (أشرف بن سعيد) -أثابه الله تعالى-، طـ مكتبة السُّنَّة بمصر، وطالِع أيضًا مُقَدِّمَتي: «صَحيح الجامِع» و«صَحيح التَّرغيب والتَّرهيب»/ كلاهما للعلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى-؛ فإنهما نفيسَتَين.(1/1294)
وأمَّا بالنسبة لضرب المَثَل بما هو أوهَن مِن بَيت العَنكبوت؛ فقد أحلتنا -حفظك الله- على كِتاب «الإتقان في عُلوم القُرآن»/ للإمام (السيوطي) -رحمه الله- ولم أجده فيه؛ وإنما بَحَث هذا الموضوع الإمامُ (الزركشي) -رحمه الله تعالى- في كِتابِه النَّفيس «البُرهان في عُلوم القُرآن». وسأكمِل النِّقاش مَعك في هذا الموضوع في وَقتٍ لاحِق، عسى أن يكون قريبًا -إن شاء الله تعالى.
ولقد أحزَنَني -أخي الحبيب- ختامُك مُشاركَتِك بقولك: "علمًا بأن الهدف ليس تتبع الأخطاء بل التناصح فيما هو أنسب للمسلم التزامه". فهذا -أخي الحبيب- أمرُ مُسَلَّمٌ به لا يُجادِل فيه اثنان ولا يتناطَح فيه عَنزان، وما ضَربَ إخواننا الأعضاءُ أصابعَهم على "لوحة المفاتيح" للكتابة في هذا المُلتقى إلا نُصحًا لله ولرسوله ولأئمة المُسلمين وعامتهم، نَحسبهم كذلك ولا نُزَكي على الله أحدًا. والأصل إحسان ظن المُسلم بأخيه المُسلِم، فكيف أظُنُّ بك -أو يَظُنُّ غِيري- أنَّك تتبع أخطائي، حاشا وكلا؛ ولو كانت غايتنا مِن الكِتابة هي تَتبُع الأخطاء فقد خِبنا وخَسِرنا. وأسأل الله سبحانه أن يجعل أعمالنا كلَّها خالصة لوجه الكريم، ولا يجعل لأحد سواه فيها شيئًا، آمين.
ولقد أعجبَني قولُك: "بل التَّناصُح فيما هو أنسب للمُسلم التزامه"، فلله درك، وجزاك الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
راجي رحمة ربه
02-06-2004, 08:00 PM
نعم هو في البرهان لكن أحلتك على الإتقان لكثرة تداوله وهو إنما نقل كلام البرهان ولعلك لم تجده لأنه السيوطي يذكره في باب الأمثال بل في خاتمة
النوع الخامس والثلاثون
في آداب تلاوته وتأليفه
وهو في آخر فصل: في الاقتباس وما جرى مجراه
قال الإمام السيوطي:
خاتمة قال الزركشي في البرهان: لا يجوز تعدي أمثلة القرآن، ولذلك أنكر على الحريري قوله
فأدخلني بيتاً أخرج من التابوت وأوهي من بيت العنكبوت،(1/1295)
وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال - وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت - فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام
وتجده مباشرة قبيل عنوان:
النوع السادس والثلاثون
في معرفة غريبه
---
راجي رحمة ربه
02-07-2004, 09:02 AM
بالنسبة للأثر فقد أخرجه الدارمي أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا عمرو بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد. فجاءنا أبو موسى الأشعري
الأثر
وفي آخره فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
وفي إسناد هذا الآثر وقفتان الأولى الحكم بن المبارك
وهو وإن وثقه الذهبي في الكاشف ج: 1 ص: 345
لكن قال عنه في الميزان: الحكم بن المبارك الخاشبي البلخي عن مالك ومحمد بن راشد المكحولي وعنه أبو محمد الدارمي وجماعة. وثقه ابن حبان وابن مندة. وأما ابن عدي فإنه لوّح في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الوهبي بأنه ممن يسرق الحديث، لكن ما أفرد له في الكامل ترجمة. وهو صدوق.
ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2\345).
ومثله في تهذيب التهذيب ج: 2 ص: 376
لكن قال عنه في التقريب أنه صدوق ربما وهم
وهذا كله بالرغم من تهمته بسرقة الحديث و هي تهمة معناها الاتهام بالكذب و وضع الحديث فالراوي يبلغه حديث يرويه بعضهم فيسرقه منه و يركب عليه إسناداً من أسانيده ، ثم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم مثلا.
ولو توقف باحث عن تصحيح الأثر لهذه العلة فإنه لا يلام، لكن لنفترض جدلا أن الراوي مستقيم وأن ابن عدي بالغ في التشنيع عليه
لكن تأتي مشكلة الراوي الآخر وهي عمرو بن يحيى وقد يتوهم متوهم أنه أحد 3 ثقات مترجمين في التهذيب وغيره وهذه أسماؤهم من التقريب
عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي ثقة من الثانية عشرة مات بعد الثمانين س(1/1296)
عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي أبو أمية السعيدي المكي ثقة من السابعة خ ق
عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني المدني ثقة من السادسة مات بعد الثلاثين ع
وموطن الخلل قد يأتي من الخلط بين أحدهم وبين الراوي أعلاه
لكن الراوي هنا هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بدليل ما في آخر الأثر من تعليق جد الراوي عمرو بن سلمة وهو أحد الرواة في سلسة الإسناد
ووقع التصريح باسمه كاملا في تاريخ واسط ص: 198
حدثنا أسلم قال ثنا علي بن الحسن بن سليمان قال ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال حدثني أبي قال حدثني أبي قال كنا جلوسا على باب عبدالله بن مسعود ننتظر أن يخرج إلينا فاذا أبو موسى الأشعري الأثر بحروفه
فماذا قال العلماء عن عمرو بن يحيى هذا
قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 5 ص: 352
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة
قال يحيى بن معين ليس حديثه بشيء
قد رأيته وذكره بن عدي مختصرا انتهى.
وزاد على كلام الذهبي أعلاه الحافظ ابن حجر في اللسان:وقال بن خراش ليس بمرضي.
وقال بن عدي ليس له كبير شيء ولم يحضرني له شيء.
لسان الميزان (4\378).
وكلام ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (5\122). وفيه ذكر سندين عن ابن معين في تضعيف الرجل
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء ج: 2 ص: 491
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال يحيى بن معين ليس حديثه بشيء قد رأيته
ومثله في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 233
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال يحيى ليس حديثه بشيء وقال مرة لم يكن بمرضي
فخلاصة الكلام عن إسناد هذا الأثر عند الدارمي أنه ضعيف لا يصلح للاحتجاج حتى يؤتى له بإسناد أنظف من هذا.
---
أبوخطاب العوضي
02-12-2004, 08:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخوة المشاركين(1/1297)
أخي الكريم للفائدة فقد سمعت الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية يقول بعدم الإنكار على من يقولها بعد التلاوة والأفضل تركها. والله تعالى
أخوك : أبوخطاب العوضي
---
راجي رحمة ربه
02-15-2004, 07:09 AM
فقط من باب إكمال البحث، لأني قرأت لكثيرين قولهم أن قول صدق الله العظيم لم تظهر إلا في المائة سنة الأخيرة أو أقل، فلذا أحببت أن أبين عدم صحة هذا القول
نص السؤال
هل قول (صدق الله العظيم ) بعد قراءة القرآن تعتبر بدعة ؟
الشيخ عطية صقر اسم المفتي
حذرت كثيرا من التعجل فى إطلاق وصف البدعة على أى عمل لم يكن فى أيام النبى صلى الله عليه وسلم ولا فى عهد التشريع ، ومن التمادى فى وصف كل بدعة بأنها ضلالة وكل ضلالة فى النار، ويمكن الرجوع إلى ص 352 من المجلد الثالث من هذه الفتاوى لمعرفة ذلك .
وقول "صدق الله العظيم " من القارىء أو من السامع بعد الانتهاء من القراءة ، أو عند سماع آية من القراَن ليس بدعة مذمومة، أولا لأنه لم يرد نهى عنها بخصوصها، وثانيا لأنها ذكر لله والذكر مأمور به كثيرا ، وثالثا أن العلماء تحدثوا عن ذلك داعين إليه كأدب من آداب قراءة القرآن ، وقرروا أن قول ذلك فى الصلاة لا يبطلها، ورابعا أن هذه الصيغة أو قريبا منها ورد الأمر بها فى القرآن ، وقرر أنها من قول المؤمنين عند القتال .(1/1298)
قال تعالى : { قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} آل عمران : 95 ، وقال { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } الأحزاب : 22 ، وذكر القرطبى في مقدمة تفسيره أن الحكيم الترمذى تحدث عن آداب تلاوة القراَن الكريم وجعل منها أن يقول عند الانتهاء من القراءة : صدق الله العظيم أو أية عبارة تؤدى هذا المعنى . ونص عبارته "ج 1 ص 27 " : ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم [ مثل أن يقول : صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ] ويشهد على ذلك أنه حق ، فيقول : صدقت ربنا وبلَّغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين .
اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط ، ثم يدعو بدعوات .
وجاء فى فقه المذاهب الأربعة ، نشر أوقاف مصر، أن الحنفية قالوا : لو تكلَّم المصلى بتسبيح مثل . صدق اللّه العظيم عند فراغ القارئ من القراءة لا تبطل صلاته إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة ، وأن الشافعية قالوا : لا تبطل مطلقا بهذا القول ، فكيف يجرؤ أحد فى هذه الأيام على أن يقول : إن قول :
صدق الله العظيم ، بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؟
أكرر التحذير من التعجل فى إصدار أحكام فقهية قبل التأكد من صحتها ، والله سبحانه وتعالى يقول : { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } النخل :
116
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=9893
---
محمد بن يوسف
05-24-2004, 12:38 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
وبعد؛
فقد أخبرني أحد أصحاب التسجيلات أن لجنة الأزهر المختصة بالموافقة على صوتيات القرآن لا تَقبل أي تَسجيل للقرآن إلا إذا خُتِمَ بـ "صدق الله العظيم"؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
---
الصبر الجميل(1/1299)
01-08-2007, 01:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مضى عمل المسلمين قديما وحديثا على قول ( صدق الله العظيم ) بعد الانتهاء من تلاوة القرآن ولم ينكر ذلك أحد على مر العصور بل عد أهل العلم ذلك من آداب التلاوة :
ففي تفسير القرطبي 1 / 27 :
أن الحكيم الترمذي ذكر ذلك بعض آداب التلاوة فقال : ( ومن حُرْمَته إذا انتهت قراءته أن يُصَدِّقَ رَبَّهُ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقتَ ربنا وَبَلَّغَتْ رُسُلُك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقِسْطِ، ثم يدعو بدعوات ) اهـ.
وقال الإمام الغزالي في الإحياء وهو يعدد آداب تلاوة القرآن 1/278 : (الثامن : أن يقول في مبتدأ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم ) اهـ.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في دعاء ختم القرآن ففي شعب الإيمان للبيهقي2/372 :
( قال أحمد :(1/1300)
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الختم حديث منقطع بإسناده ضعيف ، وقد تساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال متى ما لم تكن من رواته من يعرف بوضع الحديث أو الكذب في الرواية .أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن حمرويه الكرابيسي المهروي بها ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا أحمد بن يونس ثنا عمرو بن سمرة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال : كان علي بن حسين يذكر : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله بمحامد وهو قائم ثم يقول : الحمد الله رب العالمين والحمد الله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لا إله إلا الله وكذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا الله وكذب المشركون بالله من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن ادعى لله ولدا أو صاحبة أو ندا أو شبها أو مثلا أو سميا أو عدلا فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكا فيما خلقت والحمد لله الذي لن يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان بكرة وأصيلا والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما قرأها إلى قوله إن يقولون إلا كذبا ، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير * يعلم ما يلج في الأرض الآية ، و الحمد لله فاطر السماوات والأرض الآيتين ، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون ، بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلكم من الشاهدين ، اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من السماوات والأرض ، واختم لنا بخير ، وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم ربنا(1/1301)
تقبل منا إنك أنت السميع العليم ... ) اهـ.
وهاهو ابن عباس يقول هذا العبارة عقب ذكر بعض الآيات ففي تفسير القرطبي 16/ 188 : ( وقال ابن عباس : إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها ، وهي : بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) صدق الله العظيم ) اهـ.
وها هو الحافظ ابن كثير يصنع ذلك في موضع مشهور من تاريخه , فعَقِب ذكره بعض الآيات يقول هذه العبارة . ففي البداية والنهاية 13/119 قال : ( فمن ترك الشرع المحكم المنزل المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاك إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين قال الله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) صدق الله العظيم ) اهـ
بل إن الحنفية والشافعية يرون أن من قال صدق الله العظيم في صلاته بعد الانتهاء من التلاوة بقصد الذكر أن ذلك لا يضر صلاته ففي البحر الرائق 2/8 : ( في الخانية والظهيرية : ولو قرأ الإمام آية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته ا.هـ، وهو مشكل لأنه جواب لإمامه ولهذا قال في المبتغى بالمعجمة: ولو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد وقيل تفسد وعليه المتأخرون وكذا بقوله عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول ) اهـ .
وفي شرح الحصكفي 1/621 :(1/1302)
( فروع : سمع اسم الله تعالى فقال جل جلاله أو النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه أو قراءة الإمام فقال صدق الله ورسوله تفسد إن قصد جوابه ( ) اهـ
في حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح 2/320 :
( قوله : ( ويفسدها كل شيء من القرآن قصد به الجواب ) إنما قيد بالقرآن ليعلم الحكم في غيره بالأولى فلو ذكر الشهادتين عنه ذكر المؤذن لهما أو سمع ذكر الله فقال : جل جلاله أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه أو قال عند ختم الإمام القراءة : صدق الله العظيم أو صدق رسوله أو سمع الشيطان فلعنه أو ناداه رجل بأن يجهر بالتكبير ففعل فسدت ) اهـ
وفي مبسوط محمد ابن الحسن الشيباني 1/204 :
(قلت : أرأيت الرجل يكون خلف الإمام فيفرغ الإمام من السورة أتكره للرجل أن يقول صدق الله وبلغت رسله ؟ قال أحب إلي أن ينصت ويستمع . قلت فإن فعل هل يقطع ذلك صلاته ؟ قال لا صلاته تامة ولكن أفضل ذلك أن ينصت ) اهـ
وفي حاشية الرملي على أسنى المطالب 1/179 :
( وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه صدق الله العظيم هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته ؟ فأجاب : بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة لأنه ذكر ليس فيه خطاب آدمي ) اهـ .
وفي حاشية الجمل على شرح المنهج 1/431 وحاشية الشبراملسي على النهاية 2/44 :
( فرع ) لو قال : صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرآن قال م ر ينبغي أن لا يضر وكذا لو قال آمنت بالله عند قراءة ما يناسبه ا هـ سم على المنهج ) اهـ
وانظر أيضا حاشية قليوبي 1/116
ومن ذلك نعلم تعجل من حكم من المعاصرين على ذلك بأنه من البدع المذمومة
قال تعالى (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) وقال سبحانه ( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) اهـ
صدق الله العظيم
كتبه / عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن - صنعاء
منقووول
---
(1/1303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شخص يريد أن يبيع تفسيرا ب 10 آلاف دولار!
---
شخص يريد أن يبيع تفسيرا ب 10 آلاف دولار!
---
أبو عبيدة الهاني
03-29-2007, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
السادة الأفاضل الكرام، وعلى رأسهم الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري...
يعتبر البحث علي درر ونفائس مخطوطات علمائنا الأجلاء النبغاء في شتى فنون الشريعة الإسلامية شغلي الشاغل، بل لذلك سخرت طاقاتي ووهبت حياتي، رجاء نفع الأمة الإسلامية، ومن قبل ذلك نيل رضا خالق البرية... ودون أن أطول، فمما أفنيت من أجله الشهور والأيام، البحث عن نفائس تفاسير كلام الملك العلام، فسافرت لأجل ذلك إلى جهة المشارق والمغارب، ودخلت القرى والمدائن لنيل تلك المطالب... وقد عرض علي أخيرا أن أشتري تفسيرا مصورا - رقميا - للقرآن العظيم يقع في خمس وعشرين مجلدا تترواح أوراقها من 260 إلى 500 المجلد الواحد، بسعر 10 آلاف دولار للجميع، وهي تقع في 25 قرصا.. مع العلم أن هذا التفسير - كما فهمت لا يوجد في الأرض مثيله، وليس هو من التفاسير المعلومة، ولا المطبوعة، وأن صاحبه من علماء القرن الثاني عشر، وأنه قد جمع في تفسيره العجائب والدرر، حتى إنه تكلم عن كل العلوم الإسلامية، بل حتى على علم الحروف والعلوم الفلكية..
والسؤال هو: هل ينحصني الخبراء باشتراء هذا التفسير؟ وهل يعتبر ذلك الثمن معقولا بالنسبة إلى قيمة التفسير؟؟
أرجو الإرشاد والتوجيه.
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 06:42 PM
أخي الفاضل الكريم
مرّ معي هذا التفسير العظيم ؛ للقرآن العظيم
في إحدى زياراتي ؛ لمكتبات تركيا ، منذ أكثر
من عشرين عاما ، وعلمت وقتئذ أنه عمل موسوعي
وأنه قد جمع في تفسيره العجائب والدرر
لكنه ناقص الأجزاء ؛ لأنه كما يتوقعون في مئة مجلد
وأعتقد أن منه نسخا خطية متفرقة ، وأيضا غير تامة(1/1304)
في المكتبة الظاهرية بدمشق !!
وللعلم :
ـ وكما أعتقد ـ أنه لعالم من علماء القرن التاسع ،
أو العاشر ، وليس الثاني عشر
على كل سوف أعود ـ بمشيئة الله ـ إلى ذلك
عندما أتثبت مما سوف أقوله بشكل جيد
أما سؤالك عن ثمن النسخة ، فهو غال جدا
وهو مبالغ فيه ، ولا أنصحك بشرائه ؛ لأن ثمنه
سوف يذهب هدرا وهباء منثورا
صورة لاتضمن أن تباع آلاف المرا ت والمرات
والعجيب أنك تقول : إنه في يقع في 25 قرصا
لاأعرف كيف يكون ذلك ؛ لأن( 5 ) أقراص تكفيه
هو لا يستحق أكثر من عشر ثمن ماعرض عليك
ودمت من السالمين
---
أبو عبيدة الهاني
03-29-2007, 07:35 PM
جزاك الله تعالى كل خير على النصح.
أرجو أن تفيدني بمعلومات أخرى عن التفسير الذي تتحدثون عنه...
المصور وضع كل مجلد في قرص، فلا عجب إذن.
جزاك الله تعالى خيرا مرة أخرى
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2007, 01:43 AM
حياكم الله أخي العزيز أبا عبيدة ، ومعذرة على تأخري في الرد فقد كنت مسافراً .
وأما الرأي فكما تفضل أخونا الحبيب الدكتور مروان رعاه الله ، وليتنا نتعرف أكثر على مؤلف هذا التفسير ، ومحتوى الكتاب ، فإن رأينا فيه نفعاً ليس في غيره نظرنا في أمر الشراء حفظك الله وسدد خطاك ، وأحييك على هذه الهمة القعساء والهدف النبيل زادك الله توفيقاً .
الرياض صباح الجمعة 11/3/1428هـ
---
(1/1305)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ( آزر ) اسم لإبي إبرهيم عليه السلام أم عمه ؟
---
هل ( آزر ) اسم لإبي إبرهيم عليه السلام أم عمه ؟
---
القلم
09-04-2005, 12:31 AM
أرجو التوضيح .
---
أبو زينب
09-04-2005, 01:53 AM
الأخ الفاضل القلم هداني الله و إياه
لقد اختلف المفسرون في معنى كلمة آزر .
إليك أولا ما ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" :
في آزر أربعة أقوال
أحدها أنه أسم أبيه روي عن ابن عباس والحسن والسدي وابن إسحاق
والثاني أنه اسم صنم فأما اسم أبي إبراهيم فتارح قاله مجاهد فيكون المعنى أتتخذ آزر اصناما فكأنه جعل أصناما بدلا من آزر والاستفهام معناه الإنكار
والثالث أنه ليس باسم إنما هو سب بعيب وفي معناه قولان أحدهما أنه المعوج كأنه عابه بريغه وتعويجه عن الحق ذكره الفراء والثاني أنه المخطئ فكأنه قال يا مخطئ أتتخذ أصناما ذكره الزجاج
والرابع أنه لقب لأبيه وليس باسمه قاله مقاتل بن حيان قال ابن الانباري قد يغلب على اسم الرجل لقبه حتى يكون به أشهر منه باسمه
أما ابن عاشور فقد استدل بالنصوص التوراتية و التاريخية فقال :(1/1306)
و ( آزر ) ظاهر الآية أنه أبو إبراهيم . ولا شك أنه عرف عند العرب أن أبا إبراهيم اسمه آزر فإن العرب كانوا معتنين بذكر إبراهيم عليه السلام ونسبه وأبنائه . وليس من عادة القرآن التعرض لذكر أسماء غير الأنبياء فما ذكر اسمه في هذه الآية إلا لقصد سنذكره . ولم يذكر هذا الاسم في غير هذه الآية . والذي في كتب الإسرائيليين أن اسم أبي إبراهيم " تارح " بمثناة فوقية فألف فراء مفتوحة فحاء مهملة . قال الزجاج : لا خلاف بين النسابين في أن اسم أبي إبراهيم تارح . وتبعه محمد ابن الحسن الجويني الشافعي في تفسير النكت . وفي كلامهما نظر لأن الاختلاف المنفي إنما هو في أن آزر اسم لأبي إبراهيم ولا يقتضي ذلك أنه ليس له اسم آخر بين قومه أو غيرهم أو في لغة أخرى غير لغة قومه . ومثل ذلك كثير . وقد قيل : إن ( آزر ) وصف
قال الفخر : قيل معناه الهرم بلغة خوازرم وهي الفارسية الأصلية . وقال ابن عطية عن الضحاك : ( آزر ) الشيخ . وعن الضحاك : أن اسم أبي إبراهيم بلغة الفرس " آزر " . وقال ابن إسحاق ومقاتل والكلبي والضحاك : اسم أبي إبراهيم تارح وآزر لقب له مثل يعقوب الملقب إسرائيل وقال مجاهد : " آزر " اسم الصنم الذي كان يعبده أبو إبراهيم فلقب به . وأظهر منه أن يقال : أنه الصنم الذي كان أبو إبراهيم سادن بيته
وعن سليمان التيمي والفراءك " آزر " كلمة سب في لغتهم بمعنى المعوج أي عن طريق الخير . وهذا وهم لأنه يقتضي وقوع لفظ غير عربي ليس بعلم ولا بمعرب في القرآن . فإن المعرب شرطه أن يكون لفظا غير علم نقله العرب إلى لغتهم . وفي تفسير الفخر : أن من الوجوه أن يكون " آزر " عم إبراهيم وأطلق عليه اسم الأب لأن العم قد يقال له : أب . ونسب هذا إلى محمد بن كعب القرظي . وهذا بعيد لا ينبغي المصير إليه فقد تكرر في القرآن ذكر هذه المجادلة مع أبيه فيبعد أن يكون المراد أنه عمه في تلك الآيات كلها(1/1307)
قال الفخر : وقالت الشيعة : لا يكون أحد من آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجداده كافرا . وأنكروا أن " آزر " أب لإبراهيم وإنما كان عمه . وأما أصحابنا فلم يلتزموا ذلك . قلت : هو كما قال الفخر من عدم التزام هذا وقد بينت في رسالة لي في طهارة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكفر لا ينافي خلوص النسب النبوي خلوصا جبليا لأن الخلوص المبحوث عنه هو الخلوص مما يتعير به في العادة . والذي يظهر لي أنه : أن " تارح " لقب في بلد غربة بلقب " آزر " باسم البلد الذي جاء منه ففي معجم ياقوت آزر بفتح الزاي وبالراء ناحية بين سوق الأهواز ورامهرمز . وفي الفصل الحادي عشر من سفر التكوين من التوراة أن بلد تارح أبي إبراهيم هو " أور الكلدانيين " . وفي معجم ياقوت " أور " بضم الهمزة وسكون الواو من أصقاع رامهرمز من خورستان " . ولعله هو أور الكلدانيين أو جزء منه أضيف إلى سكانه . وفي سفر التكوين أن " تارح " خرج هو وابته إبراهيم من بلده أور الكلدانيين قاصدين أرض كنعان وأنهما مرا في طريقهما ببلد " حاران " وأقاما هناك ومات تارح في حاران . فلعل أهل حاران دعوه آزر لأنه جاء من صقع آزر . وفي الفصل الثاني عشر من سفر التكوين ما يدل على أن إبراهيم عليه السلام نبئ في حاران في حياة أبيه
ولم يرد في التوراة ذكر للمحاورة بين إبراهيم وأبيه ولا بينه وبين قومه .
كما أن لابن عاشور رأي آخر في كلمة آزر فهو يقول في فقرة " مبتكرات القرآن " من المقدمة العاشرة "في إعجاز القرآن" : "ومن هذا القبيل حكاية الأسماء الواقعة في القصص فإن القرآن يغيرها إلى ما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة مثل تغيير شاول إلى طالوت وتغيير اسم تارح أبي إبراهيم إلى آزر ".
خلاصة القول آزر هو أبو إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و أزكى السلام .
و الله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2005, 10:39 AM(1/1308)
سبق أن طرح هذا الموضوع بتفصيل في الملتقى ، ولم يتسن لي البحث عنه الآن ، غير أنني أود الإشارة إلى أن من أفضل من بحث هذه المسألة - حسب اطلاعي - هو العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله وأحسن إليه ، وذلك في ذيل تحقيقه لكتاب (المعرب) للجواليقي من ص 407-413 من الطبعة الثانية بمطبعة دار الكتب المصرية 1389هـ . وقد كان وعد عند تعليقه على كلمة آزر في كلام الجواليقي باستيفاء البحث فقال تعليقاً على قول الجواليقي :(ليس بين الناس خلاف أن اسم أبي إبراهيم تارح ، والذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر). قال شاكر :(وهذه الأقوال التي حكى أبو منصور - الجواليقي - وغيرها مما ذهب إليه بعض المفسرين لا تستند إلى دليل ، وأقوال النسابين لا ئقة بها ، وما في الكتب السالفة ليس حجة على القرآن ، فهو الحجة وهو المهيمن على غيره من الكتب ، والصحيح أن آزر هو الاسم العَلَم لأبي إبراهيم ، كما سماه الله في كتابه ، وقد فصلنا القول في هذا في بحث وافٍ سنذكره في آخر الكتاب) ص 77 حاشية رقم 5
ولعلكم أخي الكريم تراجعون هذا المبحث في موضعه من تحقيق الشيخ أحمد شاكر للمعرب للجواليقي وفقكم الله ونفع بكم وشكر الله لأخي العزيز الدكتور أبي زينب على جوابه ومبادرته الدائمة في هذا الملتقى العلمي.
---
حارث الهمام
09-06-2005, 05:48 PM
الأخ الكريم لعل القول بأنه عمه تأويل بعيد لا دليل يصححه ولا شيء يأطر عليه.
---
القلم
09-07-2005, 07:21 PM
شكراً لك من شارك .
---
القلم
09-07-2005, 07:21 PM
لو قلنا أن ( آزر ) اسم عمه ما الذي يترتب على ذلك ؟ ، وبعبارة أوضح : ما الذي يريده أولائك الذي يقولون أنه اسم عمه ؟ .
---
أبو حازم الكناني
09-13-2005, 02:53 PM
وومن سمعته يقول بأن الشخص الذي حاوره ابراهيم بقوله يا ابت ليس والد ابراهيم، الشيخ الشعراوي غفر الله له حيث سمعت ذلك بأذني رأسي والله على ما أقول شهيد فغفر الله له.
---
حارث الهمام(1/1309)
09-14-2005, 06:05 PM
الأخ الكريم القلم
مما يترتب عليه تقرير بعضهم تناقل الأنبياء في أصلاب المؤمنين الطاهرة يعنون من الشرك والكفر، فيحاول بأمثال هذا أن يحكموا على من ثبت كفرهم بالإيمان، لا لشيء غير الغلو الذي ليس له دليل، ولا ينبغي أن يكون عليه تعويل. ولعل هذا أهم مقصد يرمي إليه بعض من ينصر هذا القول عن اعتقاد ويحسب بذلك أنه ينزه الأنبياء.
وبعضهم يذكره من قبيل الملحة والإغراب دون أن يبني اعتقاد عليه، والله أعلم.
---
أبو زينب
09-15-2005, 12:59 AM
انقسم المفسرون في تناولهم موضوع آزر إلى ثلاثة أقسام :
1- منهم من أقر أن أبا إبراهيم هو آزر كما هو واضح و جلي بصريح القرآن و بدون تأويل
2- منهم من أراد التوفيق بين ما جاء في القرآن (آزر) و ما جاء من النسابين ( تارح ) و أيدوا أن الحوار الوارد في القرآن هو فعلا بين إبراهيم عليه السلام و أبيه .
3- الفريق الثالث ( و أغلبهم من الرافضة : الطوسي – الفيض – الجنابذي - و معهم الشيخ الشعراوي غفر الله لنا و له - ص 3732-3734 ...) رفضوا أن يكون أبو إبراهيم عليه السلام هو آزر بل هو عمه أو جده من أمه و ذلك للسببين الآتيين :
أولا : لا يمكن (؟) أن ينحدر نبي من مشرك . و قد اعتمدوا على أثر ينسب للنبي صلى الله عليه و سلم يقول فيه " لم يزل ينقلني الله تعالى من أصلاب الطّاهرين إلى أرحام الطاهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا لم يدنّسني بدنس الجاهلية " ( لم أعثر له على سند ولكن في الأوسط للطبراني : عن على ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدنى ابي وامي ) . كما اعتمدوا على الآية " و تقلبك في الساجدين" .
فإذا ثبت أن والد إبراهيم عليه السلام ما كان مشركا و ثبت أن آزر كان مشركا فوجب القطع بأن والد إبراهيم كان إنسانا آخر غير آزر .(1/1310)
ثانيا : الحوار الذي دار بين إبراهيم و آزر لا يمكن أن يصدر من الخليل الأواه الحليم و ذلك لما فيه من الغلظة و الجفاء تجاه آزر .فإذا كان المسلم مطالبا باللين و الرفق في الدعوة فما بالك إذا كان رسولا و ناصحا أباه .
وهذا الرأي مردود من عدة وجوه :
أولا –
جاء في سورة الأنعام نفسها بعد أقل من 20 آية من الحوار الإبراهيمي قوله تعالى " إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي ..." و قد فُسرت " يخرج الحي من الميت " بإخراج المؤمن من صلب الكافر . فلا عجب أن يولد إبراهيم من صلب رجل كافر . و لا عجب أن يولد كافر من نبي ( ولد نوح ) .
ثانيا :
: أن اسم والد إبراهيم عليه السلام هو آزر، وأما قولهم أجمع النسابون على أن اسمه كان تارح. فنقول هذا ضعيف لأن ذلك الإجماع إنما حصل لأن بعضهم يقلد بعضاً، وبالآخرة يرجع ذلك الإجماع إلى قول الواحد والاثنين مثل قول وهب وكعب وغيرهما، وربما تعلقوا بما يجدونه من أخبار اليهود والنصارى، ولا عبرة بذلك في مقابلة صريح القرآن.( الرازي) .
ثالثا :
. واعلم أن هذه التكلفات إنما يجب المصير إليها لو دل دليل باهر على أن والد إبراهيم ما كان اسمه آزر وهذا الدليل لم يوجد البتة، فأي حاجة تحملنا على هذه التأويلات، والدليل القوي على صحة أن الأمر على ما يدل عليه ظاهر هذه الآية، أن اليهود والنصارى والمشركين كانوا في غاية الحرص على تكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام وإظهار بغضه، فلو كان هذا النسب كذباً لامتنع في العادة سكوتهم عن تكذيبه وحيث لم يكذبوه علمنا أن هذا النسب صحيح .( الرازي )
رابعا :
أختم بهذا النقل من كتاب " أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام" -علي بن سلطان محمد القاري :(1/1311)
.. أنه قال تعالى في كلامه القديم ما يدل على كفر أبي إبراهيم والأصل في حمل الكلام على الحقيقة ولا يعدل عنه إلى المجاز إلا حال الضرورة عند دليل صريح ونقل صحيح يضطر منه إلى ارتكاب المجاز فبمجرد قول إخباري تاريخي يهودي أو نصراني كما عبر عنه بـ "قيل إن آزر لم يكن والد إبراهيم عليه السلام بل كان عمه " كيف يعدل عن آيات مصرحة فيها إثبات الأبوة منها قوله تعالى "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر" وهو عطف بيان أو بدل بناء على أنه لقب له أو نعت بلسانهم ونحو ذلك ومنها قوله تعالى " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم .وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه " وفي قراءة شاذة " أباه" .ومنها قوله تعالى حكاية عن إبراهيم "يا أبت" مكررا ومنها قوله تعالى" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء "
وأقول زيادة على ذلك وهو أنه كان مبينا للكتاب وممهدا الطريق الصواب فلو كان المراد بأبي إبراهيم عمه لبينه ولو في حديث للأصحاب ليحملوا الأب على عمه بطريق المجاز في هذا الباب .
ثم دعوى أن آباء الأنبياء عليهم السلام لم يكونوا كفارا تحتاج إلى برهان واضح ودليل لائح فاستدلاله بقوله تعالى "وتقلبك في الساجدين " بناء على قيل في غاية من السقوط كما يعلم من قول سائر المفسرين في الآية . فقد ذكر البيضاوي وغيره في تفاسيرهم أن معنى الآية وترددك في تصفح أحوال المتهجدين كما روي أنه لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة بيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع لها من دندنتهم بذكر الله تعالى .(1/1312)
ونقل الإمام أبو حيان في البحر عند تفسير قوله تعالى " وتقلبك في الساجدين " أن الرافضة هم القائلون إن آباء النبي كانوامؤمنين مستدلين بقوله تعالى "ونقلبك في الساجدين " وبقوله عليه الصلاة والسلام لم أزل انقل من اصلاب الطاهرين . . . الحديث
ولا يخفى أنه لم يثبت به الظن فضلا عن القطع بل إنما هو في مرتبة الشك أو الوهم .
ثم الاستدلال على أن آباء محمد ما كانوا مشركين بقوله ولم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات إلى آخر ما ذكره مردود عليه بما أشرنا إليه وبأن المراد بالحديث ما ورد من طرق متعددة منها ما أخرجه البيهقي في دلائل النبوة عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال ما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله تعالى في خيرهما فأخرجت من بين أبوين فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم عليه السلام حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسا أي روحا و ذاتا وخيركم أبا أي نسبا وحسبة .
ومنها ما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا "لم يلتق أبواي قط على سفاح لم يزل الله عز وجل يتقلبني من الأصلاب الطيبة والأرحام الطاهرة صافيا مهذبا لا يتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما"
ومنها ما أورده البيهقي في سننه "ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام"(1/1313)
وأما ما ذكر ابن حجر المكي تبعا للسيوطي من أن الأحاديث مصرحة لفظا في أكثره ومعنى في كله أن آباء النبي غير الأنبياء وأمهاته إلى آدم وحواء ليس فيهم كافر لأن الكافر لا يقال في حقه إنه مختار ولا كريم ولا طاهر فمردود عليه إذ ليس في الأحاديث لفظ صريح يشير إليه وأما المعنى فكأنه أراد به لفظ المختار و الكريم والأطهار وهو لا دلالة فيه على الإيمان أصلا وإلا فيلزم منه أن تكون قبيلة قريش كلهم مؤمنين لحديث "إن الله اصطفى بني كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة " ولم يقل به أحد من المسلمين وكذا حديث "فاختار منهم العرب " ولا يصح عموم إيمانهم قطعا بل لو استدل بمثل هذا المبنى لزم أن لا يوجد كافر على وجه الأرض لقوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم . . ." إلى أن قال "وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
فتأمل فإنه موضع زلل ومقام خطل
واحذر أن تكون ضالا مضلا في الوحل .
ثم ما أبعد قوله في حديث مسلم 347 " إن أبي وأباك في النار"وقصد بذلك تطييب خاطر ذلك الرجل خشية أن يرتد إن قرع سمعه أولا أن أباه في النار . وهذا نعوذ بالله وحاشاه أن يخبر بغير الواقع ويحكم بكفر والده لأجل تألف واحد يؤمن به او لا يؤمن
فهذه زلة عظيمة وجرأة جسيمة
حفظنا الله عن مثل هذه الجريمة .
اهـ .
و الله أعلم
---
القلم
09-17-2005, 05:35 AM
الإخوة الفضلاء :
* أبو زينب
* حارث الهمام
* أبو حازم الكناني
أسأل الله أن يبارك لكم في علمكم وعملكم _ آمين _ .
---
(1/1314)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
الصفحات : 1 [2] 3 4 5
---
مكتبة رسالة الإسلام (0 ردود)
دروس صوتية في التفسير لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (2 ردود)
سؤال عن طبعات الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ؟ (3 ردود)
كيف نربي أبناءنا تربية صالحة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " (كاملة) (9 ردود)
مكتبة في التفسير و علوم القرآن (3 ردود)
معجم المصنفات الواردة في فتح الباري*** (0 ردود)
المعجم الموضوعى لآيات القرآن الكريم (0 ردود)
البرهان على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان (1 ردود)
دفاع عن القرآن الكريم - أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن (2 ردود)
وثاقة نقل النص القرآني من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته (0 ردود)
الرد على المستشرق اليهودي جولد تسيهر في مطاعنه على القراءات القرآنية (3 ردود)
حمل رسالة في : تفسير قوله تعالى ( فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ... الاية ) (3 ردود)
للتحميل 10 كتب في التجويد والقراءات للشاملة + نسخة ورد (2 ردود)
استفسار عن مخطوط طيبة النشر لابن الجزري (3 ردود)
تنوع الحركات وأثره في الكشف عن معاني الآيات (1 ردود)
إثبات الألف وحذفها وأثره في التفسير- دراسة في سورتي الفاتحة والبقرة (0 ردود)
عاجل جزاكم الله خيرًا (3 ردود)
المنظومة الحائية في السنة (2 ردود)
تحفة الذاكرين للشوكاني كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
بحثت عن البحر المحيط للزركشي فلم أجده فحبذا المساعدة. (0 ردود)
المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة لأبي الخطابْ الكلوَذاني (1 ردود)
أرجو مساعدتي في الحصول على كتاب فضائل القرآن لعبد الله الغرناطي المغربي (2 ردود)(1/1315)
النسخة المعتمدة من كتاب مشكل إعراب القرآن للدكتور الخراط للتحميل منسق ومرتب ومفهرس (2 ردود)
حمل مجلة منتدى أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى 1-9- 2006 (0 ردود)
خمسة كتب مميزة للدكتور إبراهيم عوض (6 ردود)
المعاني السبعة في ألفاظ القرآن الكريم ـ كتاب جديد لم يطبع بعد ـ (9 ردود)
كتاب الأربعين في فضل القرآن المبين كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
مسألة في الصفات للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي (1 ردود)
أُصُول السُنَّة للحافظ أبي بكر عبدالله بن الزبير الحُميديُّ (0 ردود)
مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني ( ت 502 هـ ) هدية للأخوة رواد الموقع (13 ردود)
مقدمة الراغب الأصفهاني ( ت 502 هـ ) (12 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (6) (0 ردود)
نظرة في كتاب : معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (2 ردود)
عدة الصابرين لابن القيم كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
معان وفوائد وأحكام الاستعاذة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمل (الدر المنثور - للسيوطي ) بتحقيق الدكتور التركي (0 ردود)
وهم فاحش أم 000؟؟ (0 ردود)
أرجو منكم وصلي بهؤلاء الأعلام وفقكم الله تعالى (4 ردود)
أمريكا والصعود إلى الهاوية كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
سؤال عن أفضل كتابين في إعراب القرآن الكريم وقراءاته... (3 ردود)
استمع لدعاء ختم القرءان الكريم للإمام أبوعمرو الدانى (0 ردود)
طلب جد ضروري : كتابين ... (2 ردود)
للتحميل.. برنامج موسوعة توحيد رب العبيد ( أبرز كتب التوحيد وشروحاتها ) (2 ردود)
الفقه على المذاهب الأربعة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
من يدلني على كتاب (الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية) (4 ردود)
أمريكا هي بلد الدجال ... (1 ردود)
حمل مجلة أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى أول شهر 8- 2006 (1 ردود)
ملاحظات على تحقيق"الاكتفاء "لأبي الطاهر (3 ردود)
ساعدوني وفقكم الله تعالى (2 ردود)(1/1316)
(نسخة بديلة) الكبائر كتاب الكتروني رائع رجاء حذف النسخة السابقة (0 ردود)
(( طلب )) كتاب الألغاز النحوية (2 ردود)
حادي الأرواح لابن القيم كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
مفهوم السفر، وأقل تحديد شرعي له يبيح القصر للعلامة أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهرى (2 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (5) (0 ردود)
فضائل الصحابة لابن حنبل كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
تفضلوا كتاب (التفسير ورجاله) للفاضل بن عاشور ، بصيغة word (7 ردود)
استدراك على الضوء اللامع (0 ردود)
طلب مخطوط يصلح كموضوع لأطروحة دكتوراه (0 ردود)
سؤال يا أهل التحقيق (5 ردود)
البحر الزخار – مسند البزار(مسند الصحابة) كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
استفسار عاجل يأهل القراءات (7 ردود)
الروح لابن القيم الجوزية كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
هل كتاب لطائف الإشارات فى فنون القراءات للقسطلانى مطبوع (6 ردود)
حول العدد(1)من مجلة معهد الإمام الشاطبي (11 ردود)
التسجيل الكامل لنظم الأجرومية لمحمد بن آب القلاوى التواتى (2 ردود)
الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
المصطلح الصواب والمصطلح اليهودي : (0 ردود)
من يدلني لمخطوط الشجرة المحمدية (1 ردود)
التسجيل الكامل لمتن السلسبيل الشافى فى التجويد للشيخ عثمان مراد (2 ردود)
أين يباع كتاب النور المبين في تجويد القرآن( من محاضرات أيمن سويد) (1 ردود)
تنبيه الغافلين للسمرقندي كتاب الكتروني رائع (2 ردود)
المنهج الإسلامي لتفسير الرؤيا (0 ردود)
الإضاءة *** في حكم صلاة الجماعة (0 ردود)
مكفرات الذنوب وموجبات الجنة كتابان الكترونيان رائعان (0 ردود)
الكواشف الجلية عن معاني الواسطية للشيخ عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ (2 ردود)
سؤال لأهل القراءات (0 ردود)
(نسخة جديدة) في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع (10 ردود)
صلة الرحم لمحمد فاضل ابن الطاهر (0 ردود)(1/1317)
نعمة الإيمان لمحمد فاضل ابن الطاهر (0 ردود)
أدب الجوار في مدينة سيّد الأبرار لمحمد فاضل ابن الطاهر (0 ردود)
بشارة المحبوب بتكفير الذنوب كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الكنوز الملية في الفرائض الجلية للشيخ عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ (1 ردود)
أين أجد تفسير (تفهيم القرآن)؟ (2 ردود)
تخريج الأحاديث الواردة فيمن باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له (0 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (4) (0 ردود)
من يساعدني في الحصول على هذه الرسالة؟ (0 ردود)
سلاح المؤمن في الدعاء والذكر كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
أوضح المسالك إلى أحكام المناسك للشخ عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ (1 ردود)
من يساعدني في الحصول على شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية (4 ردود)
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
التحذير من تكفير اهل المعاصي (0 ردود)
كتاب التوابين لابن قدامة كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
تخريج حديث مجيء الدجال وصعوده جبل أحد (0 ردود)
أبحث عن " مورد الظمآن في رسم القرآن " (3 ردود)
أين تصدر مجلة الأصالة وكيف يمكنني الحصول على أعداد ماضية منها ؟ (2 ردود)
حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان (0 ردود)
تخريج حديث كان صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الإسراء والزمر، (0 ردود)
تفسير آية الحرابة وأقوال العلماء في حكم المحاربين (0 ردود)
الأحاديث الواردة في تسمية المدينة يثرب وأقوال العلماء في ذلك (1 ردود)
تخريج حديث صلاته صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ( مسجد الإجابة ) (0 ردود)
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في ليلة النصف من شعبان (0 ردود)
تخريج حديث الترغيب في الحج والترهيب من تأخيره أكثر من خمس سنوات (0 ردود)
الأحاديث الواردة في أدعية رؤية الهلال (0 ردود)(1/1318)
تخريج الأحاديث الواردة في فضائل سورة تبارك الملك (3 ردود)
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه (4 ردود)
تخريج حديث المغيرة بن شعبة إذا قام الإمام من الركعتين فإن ذكر قبل أن يستوي قائماً (0 ردود)
انتفاع الميت بالصدقة ثابت بالسنة وإجماع الأمة ، (0 ردود)
أحكام الجنائز وبدعها للألباني كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الآن المكتبة الالكترونية العالمية وغيرها من مواقع المكتبات (1 ردود)
سؤال عن كتاب: الوقف والابتداء للسجاونديّ (2 ردود)
أريد معلومات عن كتاب مجمع الأصول لابن عبد الهادي . (1 ردود)
سؤال عن ترجمة الشيخ الحكيم زادة البغداديّ (0 ردود)
أحكام القرآن للشافعي كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الجواب الكافي لابن القيم كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
الزهد لابن المبارك كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
تخريج وتلخيص الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحى وأقوال العلماء في ذلك (1 ردود)
القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد (2 ردود)
جواهر القرآن للغزالي كتاب الكتروني رائع (1 ردود)
هل كتاب البسيط في التفسير للواحدي مطبوع؟؟ (2 ردود)
موسوعة نقض النصرانية كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حجية القياس (1 ردود)
الاهتمام بكتب الوجوه والمترادفات (0 ردود)
طلب مساعدة في الحصول علي ترجمة محمد حسين الذهبي (0 ردود)
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (3) (1 ردود)
حمل : المجموعة الرابعة من كتب العقيدة (( 5 شروح لكتاب الأصول الثلاثة )) (0 ردود)
حكم الله والرسول وسلف الأمة على الغناء والمعازف وسماعهما (2 ردود)
مذاهب العلماء في حكم الجمع بين الجمعة والعصر (6 ردود)
فوائد وحكم من أقوال بعض السلف (0 ردود)
معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة للحافظ ابن حجر (0 ردود)
بحوث فقهية متفرقة (17 ردود)
رسالة أبي داوود لأهل مكة (0 ردود)
فتنة البهائية كتاب الكتروني رائع (1 ردود)(1/1319)
فتح العلي الغفار بأن القبض من سنة النبي المختار (0 ردود)
الفوائد المصطفاة ** بمذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة (0 ردود)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (3 ردود)
( جديد) فتح القدير للشوكاني كتاب الكتروني رائع (0 ردود)
حمل : المجموعة الثالثة من كتب للعقيدة (( 5 شروح لكتاب العقيدة الواسطية )) (0 ردود)
سلسلة تبسيط علوم الدين (0 ردود)
كتاب: حصر حرف الظاء (1 ردود)
حمل : المجموعة الثانية من كتب العقيدة (( 5 شروح للعقيدة الطحاوية )) (0 ردود)
طلب مساعدة علمية (10 ردود)
إلى الإخوة في فلسطين ونابلس خصوصا :من يساعدني في الوصول لهذه الرسالة لـ:عبد الله طاهر (1 ردود)
طلب ضروري جداً : أريد عناوين لرسالة دكتوراة (4 ردود)
حمل : المجموعة الأولى من كتب العقيدة (( 7 شروح لكتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب )) (2 ردود)
من يدلني على هذه الرسالة : أسباب النزول وأثرها في اختلاف المفسرين لعبدالله طاهر (5 ردود)
كل شيء عن القرآن (1 ردود)
حمل تفسير الطبري - كاملاً محققاً مشكولاً ومفهرساً ومخرج الأحاديث - 26 مجلد pdf (3 ردود)
سؤال عن مخطوطات أخرى لمنظومة:( ذات الرشد في اختلاف أهل العدد) (4 ردود)
استفسار عن مصطلح جديد في التجويد؛ (4 ردود)
ما رأيكم في طبعة "جامع البيان" هذه؟ (2 ردود)
الرسائل العلمية بين التأليف والتحقيق.....(أتحفنا برأيك) (2 ردود)
مرويات أبي العالية رفيع بن مهران الرياحي رحمه الله ( رسالة دكتوراه ) (0 ردود)
الإتقان في تعليم أحكام القرآن للتحميل (1 ردود)
هل صنّف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن مُحَيْصِن في (استبرق) (3 ردود)
تلحين الحديث (0 ردود)
نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة للعلامة سليمان بن سحمان (2 ردود)
دراسة منهجية لسنن النسائي وابن ماجه للشيخ حاتم العوني (1 ردود)
لأول مرة على الانترنت : كتاب "صراع مع الملاحدة حتى العظم" عبد الرحمن حسن حبنكة (0 ردود)(1/1320)
تفسير سورة النبأ وسورة الملك تفسيراً موضوعياً مع تمهيد للتفسير الموضوعي (3 ردود)
محاسن التأويل للقاسمى رحمه الله. (5 ردود)
الروضة الندية شرح متن الجزرية في التجويد (2 ردود)
هل الوجيز للواحدي محقق؟؟عاجل (3 ردود)
حمل لأول مرة على النت..رسالة الشنقيطى منع جواز المجاز فى المنزل للتعبد والإعجاز..... (6 ردود)
الأخطاء القرآنية فى جامع ابن وهبٌ (3 ردود)
مخطوط للبيع الصرخة الإلهامية للملة الإسلامية (0 ردود)
التفسير القيم لابن القيم للتحميل (1 ردود)
الفجر المنير فى الصلاة على البشير النذير لـ تاج الدين الفاكهاني للتحميل (1 ردود)
مكتبة للبيع فيها 4000 كتاب ومخطوط من نوادر الكتب بالدنيا (0 ردود)
مكتبة للبيع (4000) كتاب من عيون الكتب (4 ردود)
حمل يا اخي كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية للشيخ أبو مصعب السوري (0 ردود)
كيف يمكن الحصول على كتب د. ابراهيم طه احمد الجعلي, جزاكم الله خيرا (0 ردود)
كتاب حياة الصحابة لـ الكاندهلوي للتحميل (0 ردود)
الآن يمكنك تحميل المصحف العثماني لمجمع الملك فهد (0 ردود)
الآن يمكنك تحميل المحصف العثماني لمجمع الملك فهد (0 ردود)
الرد الجميل لدفع ما وقع فى الأسماء الحسنى من تعطيل (11 ردود)
لمن يرجو رحمة الله تعالى (1 ردود)
طلب معلومات حول رسالة علمية (0 ردود)
طلب عناوين الكترونية لبعض المشايخ (0 ردود)
سؤال عن الدراسات الخاصة بالإعجاز القرآني (9 ردود)
الإخوة في دمشق : كيف الحصول على هذا الكتاب : أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص (4 ردود)
التسجيل الكامل لنونية بن القيم رحمه الله (9 ردود)
التسجيل الكامل لمقدمة رواية ورش للامام المتولى رحمه الله (0 ردود)
التفسير والمفسرون(د. محمد حسين الذهبى) (0 ردود)
سؤال مهم مهم مهم للمرة الثانية !!! (1 ردود)
بحوث ندوة العناية بالسنة والسيرة النبوية ( 1 ) ملفات ورد (0 ردود)
نرجو منكم الإفادة أجلّكم الله (1 ردود)(1/1321)
ارجو المساعدة (2 ردود)
كتاب إعراب القرآن لابن سيده للتحميل (3 ردود)
أين أجد مخطوطات تفسير قوام السنة الأصبهاني ؟ رحمه الله (0 ردود)
أبحث عن مخطوط في التفسير وعلوم القرآن (0 ردود)
ارجوا المساعدة (0 ردود)
مخطوطة مصحف ابن البواب (4 ردود)
حمل : الديوان النادر للإمام ابن حزم ....نسخة كاملة (1 ردود)
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج5 (0 ردود)
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج4 (0 ردود)
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج3 (0 ردود)
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج2 (0 ردود)
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج1 (10 ردود)
حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك لأول مرة للتحميل (1 ردود)
تفسير ابن جزي ( التسهيل لعلوم التنزيل ) مفهرس للشاملة (1 ردود)
هذه هدية لطلاب العلم الكرام بالمنتدى......حمل هذه الاسطوانات القيمة مجاناً..... (1 ردود)
نسخة مفهرسة للشاملة 2 لتفسير أبى المظفر السمعانى (0 ردود)
مصادر السنة ومناهج مصنفيها للشيخ الشريف بن حاتم بن عارف العوني (تنشر لأول مرة) (1 ردود)
الأسهم والمعاملات المعاصرة وفقه المعاملات المصرفية للشيخ يوسف الشبيلي (تنشر لأول مرة) (1 ردود)
مخطوطات مقترحة للدراسة والتحقيق (12 ردود)
أين يباع كتاب : تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للدكتور صلاح الخالدي (2 ردود)
الكفاية والإرشاد للقلانسي ؟ (1 ردود)
فمن يتحفنا بكتاب البقاعي مصاعد النظر (34 ردود)
من يدلني على هذا الكتاب أويزودني به مصورا (3 ردود)
أرغب في بناء مكتبة تفسيرية متكاملة فأفيدونا ؟ (7 ردود)
فيض الباري شرح صحيح البخاري للتحميل (0 ردود)(1/1322)
كتاب النحو الوافي لـ عباس حسن ( ورد + نسخة للشاملة ) (0 ردود)
كتاب التفسير والمفسرون لأول مرة على ملفات ورد للتحميل (0 ردود)
الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة (0 ردود)
تفسير ابن أبي زمنين للشاملة 2( نسخة مرتبة ومفهرسة) (2 ردود)
تفسير ابن عادل الحنبلي اللباب في علوم الكتاب للتحميل (0 ردود)
الحامع لأحكام القرآن (2 ردود)
بشرى: احجز نسختك من «عون المعبود»، الطبعة الهندية (0 ردود)
تفسير الماوردي النكت والعيون للتحميل (0 ردود)
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (2 ردود)
إبلاغ هام إلى المهتمين بالمخطوطات في مكتبات تركيا (1 ردود)
هل من مجيب (1 ردود)
المخطوطات (2 ردود)
موقع للمنظومات العلمية (0 ردود)
مخطوط اندلسي للبيع (5 ردود)
حمل كتاب " أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء " وهو مهم في صناعة العلل (1 ردود)
للتحميل معاني القرآن للأخفش ( ورد + نسخة للشاملة 2 ) (4 ردود)
حمل كتابي " أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء " وهو مهم في صناعة العلل (3 ردود)
للتحميل أحكام القرآن للكيا الهراسي الشافعي لأول مرة (0 ردود)
معاني القرآن للفراء للتحميل ( ملف ورد + نسخة للشاملة ) (0 ردود)
كتاب بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للتحميل (2 ردود)
كتب اين أجدها؟ (5 ردود)
سؤال عن موضوع بحث (0 ردود)
أبحث عن تفسير : حدائق الروح والريحان ( نسخة إلكترونية ) (5 ردود)
تفسير المنتخب في تفسير القرآن الكريم للتحميل (0 ردود)
تفسير ابن كثير - الكتروني (0 ردود)
كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة للتحميل (0 ردود)
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (4 ردود)
فضائل سور القرآن الكريم للتحميل (1 ردود)
أطلب من المشرفين والأعضاء أن يقترحوا لي موضوع للأطروحة؟ (3 ردود)
كُتب ورسائل فضيلة الشيخ علي بن عبدالله الصيَّاح للتحميل (0 ردود)
سؤال هام (4 ردود)(1/1323)
اخوتي انا ابحث عن كتاب التصاريف لسلام بن يحيى (2 ردود)
كتاب البسيط في علم التجويد للتحميل (2 ردود)
رسائل علمية على قاعدة بيانات مركز الملك فيصل فهل من مساعد في الحصول عليها (8 ردود)
سؤال عن بدائع البرهان ------ مهم ؟ (3 ردود)
لشراء جميع مؤلفات الشيخ ابن عثيمين بـ930 ريال فقط (0 ردود)
ما هو مصير هذا التفسير المهم ؟ (3 ردود)
بحث عن نظم في قراءة ابي عمرو (10 ردود)
(1/1324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة ؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟
---
"فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة ؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟
---
ابو حنيفة
06-22-2004, 10:54 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
قال تعالى: وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ.
*(1):حينما قتل موسى عليه السلام القبطي وانتشر الخبر أن موسى قتل القبطي، صار القوم يبحثون عنه ويريدون القبض على موسى وقتله قصاصا..مع أن الظاهر أن موسى لم يقتل القبطي عمدا وانما خطئا فكيف يكون القصاص للقتل الخطأ؟؟؟؟
*(2) :ويضاف أيضا أن موسى ندم على فعله وقال: " هذا من عمل الشيطان"وقال " رب اني ظلمت نفسي فاغفرلي" فهل ارتكب موسى كبيرة من الذنوب؟؟؟؟؟؟
أتمنى التوضيح والافادة وبارك الله في الجميع.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2004, 07:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
انظر هنا (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=79659)
و هنا (http://www.islamweb.net/php/php_arabic/readArt.php?lang=A&id=13441)
---
الجندى
06-24-2004, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هناك شبه من احد النصارى حول هذا الموضوع ايضاً ويقول الاتى
كيف تقولون ان ما فعله خطأ غير متعمد وقد حاول موسى اعادة الموضوع مرة اخرى ؟ وليس بعد مده ... "لا" ... بل فى ثانى يوم !!!
هل لحق ان ينسى انه قتل نفس بالامس ليحاول قتل نفس جديدة فى اليوم التالى ؟(1/1325)
كما ان محاولات التبرير ان "وكذه" كان بغير مقصد غريبة ... الم يكن يعلم انه ذو قوة مفرطة من قبل ؟ اما كان اولى بدل ان "يوكذ" القبطى ان يفصل بينهما اما كان هذا اولى ؟
كما ان الايه التى بعدها واضحه ... " فلما اراد ان يبطش بالذى هو عدو لهما " ... فهو هنا لم يدخل ليفض شجار بل دخل ليبطش ويقتل على الرغم من قتله نفس قبلها بيوم ومعرفته انه مفرط القوة ... فدخل هذه المره ليس ليوكز بل انظر الى التعبير "ليبطش" ... فاين توبته من فعلته الاولى ؟
ولما رد عليه القبطى وقال ... " اتريد ان تقتلنى كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا فى الارض وما تريد ان تكون من المصلحين " ... وهذا يعنى ان من قتله موسى بالامس كان عن طريق انه بطش به ايضا .
فالنتيجة التى نصل اليها ... بما انه على حسب ما ذكر فى كتبكم انه فى اليوم الثانى دخل ليبطش بالعدو فما الذى يجعلنا نظن انه فى اليوم الاول لم يدخل ليبطش ايضا ففعلته فى اليوم الثانى هى نفس ردة فعله فى اليوم الاول ؟
بل انه من المفترض ان رد فعله فى اليوم الثانى يكون اقل من اليوم الاول لانه علم قدر نفسه ... لكنه فى الثانية كان اشد من الاولى على الرغم من كل ما واجه اذن فما ادرانا انه فى الاولى لم يكن اشد بطشا ... هذا امر غير منطقى تماما !!!
كما ان لدى تساؤل من اين علمتم بعصمة الانبياء فعلى حسب علمى لا اذكر ايه تذكر هذا الامر على الاطلاق ... فمن اين اتت العصمة ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2004, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 4/319 :(1/1326)
( القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف وحتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول أكثر الأشعرية وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء , بل ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ..)
"
وقال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : ( قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام . كما قال عز وجل : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم ، وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضا إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر ، وقد تقع منه الصغيرة لكن لا يقر عليها ، بل ينبه عليها فيتركها ، أما من أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك . كما وقع من النبي لما مر على جماعة يلقحون النخل فقال ما أظنه يضره لو تركتموه فلما تركوه صار شيصا ، فأخبروه فقال عليه الصلاة والسلام : إنما قلت ذلك ظنا مني وأنتم أعلم بأمر دنياكم أما ما أخبركم به عن الله عز وجل فإني لم أكذب على الله رواه مسلم في الصحيح ، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون النخل وكيف يغرسون وكيف يبذرون ويحصدون .
أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك .(1/1327)
فقول من قال : إن النبي يخطئ فهذا قول باطل ، ولا بد من التفصيل كما ذكرنا ، وقول مالك رحمه الله : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر- قول صحيح تلقاه العلماء بالقبول ، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين ، وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني ، وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول ، فكل واحد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه ، أما الرسول فهو لا يقول إلا الحق ، فليس يرد عليه ، بل كلامه كله حق فيما يبلغ عن الله تعالى ، وفيما يخبر به جازما به أو يأمر به أو يدعو إليه . ) انظر هنا (http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01116)
وللاستزادة انظر هنا (http://ar.fgulen.com/a.page/books/infinitelight/innocence/a455.html)
---
أخوكم
07-21-2004, 01:09 AM
بالله الذي لا إله إلا هو أستعين
قال الحكيم سبحانه في سورة الأنفال :
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {67} لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
فترتيب العذاب العظيم على ذلك الفعل يدل على أنه كبيرة من الكبائر
وتلك الآية صريحة في وقوع خير الأنبياء في "كبيرة" من كبائر الذنوب
فلندع العاطفة ولنتصارح ، فما اختلاف سلفنا إلا خير دليل على أن ليس لدينا دليل صحيح صريح أن الأنبياء معصومون من الكبائر "وخاصة المنصوص على وقوعهم فيها "
وما كان الله ليضلنا إن تمكسنا بكتاب ربنا وسنة نبينا وعضضنا عليهما بالنواجذ
ولأن الله يقول ما فرطنا في الكتاب من شيء ، فلعل تلك الشبهة قد ذكر أصلها الأكبر في القرآن ، وذلك عندما عصم الكفرةُ الرسلَ أن يكونوا بشرا ، بل اقترحوا أن تكون الرسل ملائكة ، فرد الله عليهم كثيرا في القرآن
فلا ينبغي أن ننساق وراء شبهتهم لا من قريب ولا بعيد(1/1328)
وكما أنه ليس في إثبات وقوع الأنبياء _عليهم السلام _ في خطأ أو كبيرة ما يمنع من الاقتداء بهم
فكذلك ليس في إثبات وقوعهم في الكبائر _المنصوص عليها _ ما يحث على الوقوع في الكبيرة !
بل اثبات وقوعهم في الكبائر فيه ما يحث على التوبة منها كما تاب الأنبياء عليهم السلام منها
أما أولائك الكفرة المتتبعون لأخطاء الأنبياء فلا يجاب عليهم بنفي حدوث الخطأ ! _وهو ما يسمى بالعصمة _
وإنما يجاب عليهم بإقرارنا بحدوث الخطأ ، مع اقرارنا بشيء مهم وهو حصول التصويب من الله لأخطاء أنبيائه
وكما التزم الكفرة بإقرار الخطأ ، فنلزمهم بإقرار تصويب الخطأ من الله
فالله سبحانه قد استدرك جميع أخطاء أنبيائه ثم صححها
فنحن آمنا بالخطأ مع التصويب
بينما الكفرة فرحوا بالخطأ وتناسوا التصويب
فاندحر أعداء الله واكتمل ديننا
وسلام على المرسلين
والحمد والفضل والمنة لله رب العالمين
---
أبومجاهدالعبيدي
07-21-2004, 06:06 AM
الأخ الكريم "أخوكم" وفقك الله
أرجو أن تعيد النظر في قولك : " وتلك الآية صريحة في وقوع خير الأنبياء في "كبيرة" من كبائر الذنوب "
لأنه لا دلالة صريحة في الآية على ما ذكرت ، وراجع كتب التفسير حتى يكون قولك هذا مبنياً على يقين أو غلية ظن ، ولا أظنه كذلك .
وانظر تفسير الرازي لهذه الآية ، فقد ذكر أن الطاعنين في عصمة الأنبياء استدلوا بهذه الآية من وجوه ، ثم رد عليها .(1/1329)
جاء في تفسير ابن عطية : ( هذه آية تتضمَّن عندي معاتَبةً مِنَ اللَّه عزَّ وجلَّ لأصحاب نبيِّه عليه السلام والمعنى: ما كان ينبغي لكُمْ أَنْ تفعلوا هذا الفعْلَ الذي أوْجَبَ أن يكون للنبيِّ أَسْرَى قبل الإِثخان؛ ولذلك استمرَّ الخطابُ لهم بـ { تُرِيدُونَ } والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لم يأمر باستبقاءِ الرِّجَالِ وقْتَ الحَرْبِ، ولا أراد صلى الله عليه وسلم قَطُّ عَرَضَ الدنيا، وإِنما فعله جمهورُ مُبَاشِرِي الحَرْبِ، وجاء ذكْرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الآية؛ مشيراً إِلى دخوله عليه السلام في العَتْبِ؛ حين لم يَنْهَ عن ذلك حين رآه من العَرِيشِ، وأنْكَره سعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، ولكَنَّه صلى الله عليه وسلم شَغَلَهُ بَغْتُ الأمر، وظهورُ النصر عن النهْي عن الاستبقاء ولذلك بكى هو وأبو بكر حين نزلت هذه الآية، ..)
وتأمل قول الطاهر بن عاشور في تفسيره لهذه الآية : ( والكلام موجّه للمسلمين الذين أشاروا بالفداء، وليس موجّهاً للنبيء صلى الله عليه وسلم لأنّه ما فعل إلاّ ما أمره الله به من مشاورة أصحابه في قوله تعالى:{ وشاورهم في الأمر } [آل عمران: 159] لا سيما على ما رواه الترمذي من أنّ جبريل بلّغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخيّر أصحابه ويدلّ لذلك قوله: { تريدون عرض الدنيا } فإنّ الذين أرادوا عرض الدنيا هم الذين أشاروا بالفداء، وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك حظّ.)
إلى أن قال :
( والخطاب في قوله: { تريدون } للفريق الذين أشاروا بأخذ الفداء وفيه إشارة إلى أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام غيرُ معاتَب لأنّه إنّما أخذ برأي الجمهور..)
---
أخوكم
07-22-2004, 03:07 PM
اللهم إياك نعبد ونستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو مجاهد بلغه الله مناه
=================(1/1330)
أولا : أما ما نقلته من كونها مجرد استشارة للرسول صلى الله عليه وسلم ، ففضلا على أن سياق الآية لم يتطرق للحديث عن المشورة ومع ذلك ما كان ثبوت المشورة قط ليغير من كونها كبيرة _ فالاستشارة في الكبيرة كبيرة _
وما كان ثبوت المشورة ليغير من ثبوت أن ختام الآية_ الوعيد بالعقاب _ شاملا للرسول كما كان أولها كذلك ...
وإن شئتَ فدونك تفصيل ما سبق :
1- فكثير من أهل العلم جعلوا الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم في تحريم الغنائم قبل الإثخان
2- وجعلوا الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم في تحليل الغنائم له ولأمته
ومما يشهد لشمول الآية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأمرين السابقين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( أحلت "لي" الغنائم ) فالحديث يبين بجلاء بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مشمول بتحريم الغنائم ثم تحليلها .
3- وجعلوا الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم من جهة أنه ممن شمله سبقُ الكتاب _ لولا كتاب من الله سبق _ وكيف لا وهو أحد من شارك في غزوة بدر !
فعلام نجعل الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الثلاث المذكورة في الآية وهي :
1- تحريم الغنائم
2- وسبق الكتاب
3- وتحليل الغنائم
ثم نخرجه صلى الله عليه وسلم من الأمر الرابع وهو شمول خطاب الوعيد بالعقاب ؟!!
========================
ثالثا: مما يشهد لظاهر تلك الآية بأنها شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم أدلة منها
أما الحديث الأول
فرواه الحاكم وصححه الذهبي
وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: ... كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء ...
الحديث الثاني
رواه ابن أبي حاتم
وفيه قول سعد رضي الله عنه : ... فإنا أذنبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبا ...
وقد أخرجه الحاكم أيضا ثم صححه وأقره الذهبي وصححه الحافظ في المطالب العالية وقال البوصيري رواه أسحاق بإسناد حسن
الحديث الثالث
الذي فيه بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوعيد بالعقاب(1/1331)
فإنه إن صح فذلك نور على نور
وإن لم يصح فهو مما يستأنس به ليشهد لمعنى صحيح كما رجح ابن القيم رحمه الله
ولعل أحدا من طلبة العلم يجتهد فيذكر لنا حكم إسناده
================
رابعا : لعلك تلحظ سوقي لأدلة ، وليس سوقا لكلام علماء لأنهم اجتهدوا فاختلفوا فالمرجع الآن الكتاب والسنة ، وهذا يذكرني بأن الكلام حتى وإن طال في تلك الآية فإنه لن يغير من وضوح ظاهرها وتفسيرها ، بله عن غيرها من الآيات .
والمسألة على وضوحها فهي حساسة أيضا لذا لكم كنتُ أرجو أن لا أدون ردا بعد ردي السابق ، إذ لعل السابق أنسب للمسلم والكافر على حد سواء
عسى الله أن يعفو عني وعنك وعن المؤمنين والمؤمنات ، اللهم ارزقنا الخير كله واكفنا الشر كله
---
المقرئ
07-24-2004, 03:22 AM
إلى الإخوة الفضلاء أهل التفسير والقرآن جعلنا الله منهم :
قبل أن أدخل في الموضوع :
قضية عدم عصمة الأنبياء لا تعني أن يكون النبي مثل واحد منا يخالط كثيرا من الكبائر والذنوب والخلاف من أصله هو ناتج عن بعض آحاد الوقائع التي وقع فيها بعض الأنبياء على خلاف في توجيهها فليس من المتصور أن يصطفى نبي باشر وأكثر من الذنوب والعصيان كما غيره ولهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لما تكلم عن الخلاف في نبوة إخوة يوسف قال :(1/1332)
إن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء ما يناسب النبوة وإن كان قبل النبوة كما قال الله عن موسى " ولما بلغ أشده " وقال في يوسف كذلك ...فلو كانت إخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوا معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة ولا شيئا من خصائص الأنبياء بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنوبهم بل إنه حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء لا قبل النبوة ولا بعدها أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة من عقوق الوالد وقطيعة الرحم وإرقاق المسلم وبيعه إلى بلاد الكفر والكذب البين وغير ذلك مما حكاه عنهم ..."
فكلامنا مع عصمة النبي تبقى في مسألة أو مسألتين
وكذلك في قول الله تعالى " يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم " وقد أطال المفسرون عند هذه الآية وتكلموا في تفسيرها بما يستحسن مراجعته في تفسير الظلم والاستثناء
ثم إن هذا العمل الذي عمله موسى كان قبل الوحي والأمر بتبليغ الرسالة
مع أن الآيات تحتاج إلى تأمل أكثر في كون هذه المسألة داخلة في الكبائر أم لا ؟
المقرئ
---
(1/1333)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ثبت في فضائل سورة المزمل شيء ؟
---
هل ثبت في فضائل سورة المزمل شيء ؟
---
الراية
09-19-2004, 03:01 PM
السؤال /
هل هناك فضائل زائدة لقراءة سورة المزمل؟
البعض يقولون إن قراءتها مائة مرة يكون معها فضائل أخرى
الجواب /
لم أقف على دليل صحيح يدل على فضيلة خاصة لقراءة سورة المزمل، كما لم أقف على دليل صحيح أو ضعيف يدل على فضيلة لتكرارها بعدد معين كمائة مرة، كما في السؤال .
وجاء في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورةَ المزمِّلِ دفَع اللهُ عنه العُسْرَ في الدنيا والآخِرةِ".أخرجه ابن مردويه في تفسيره، والواحدي في الوسيط-كما في تخريج الكشاف 4/112-113. وهذا لا يصح، فقد اعترف راويه بأنه كذب ووضعه ليرغب الناس في القرآن!.
وقد وقفت على حديث متعلق بجملة من آية سورة المزمل الأخيرة وهي قوله تعالى: (فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)[المزمل:20]. قال ابن كثير في تفسيره(4/44): وقال الطبراني (10940): حدثنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي: حدثنا أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي: حدثنا عبد الرحمن بن طاوس، من ولد طاوس، عن محمد بن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ). قال :"مائة آية ".
وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جدًّا لم أره إلا في معجم الطبراني رحمه الله تعالى. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/130): رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن طاوس، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا . ا.هـ. فالحديث ضعيف أيضًا.(1/1334)
والذي يظهر أن التكرار مائة مرة منكر ؛ لمخالفته المعهود من نصوص الشرع الدالة على فضائل سور وآيات وغالبها ليس فيه تكرير، وما وجد فيه تكرير لآي القرآن أو سوره، فليس أكثر من ثلاث مرات إذ لم يصح تكرار شيء من القرآن فوق ذلك والله أعلم.
وعليه، فالأصل في قراءة سورة المزمل الحديث العام في فضيلة قراءة القرآن، وهو عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحسنةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، ولكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ولَامٌ حَرْفٌ ومِيمٌ حَرْفٌ". أخرجه الترمذي(2910) وقال : حديث حسن صحيح غريب.
ومن السور التي ثبت أن لها فضائل خاصة بأدلة صحيحة: سورة الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف، والملك، والإخلاص، والمعوذتان [أعني سورتي : الفلق والناس]، ومن الآيات: آية الكرسي [البقرة 255]، والآيتان من آخر البقرة [285-286]. وفقنا الله وإياك لاتباع الصحيح من سنة محمد صلى الله عليه وسلم وترك ما سواه.
عبد الحكيم القاسم
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
1/8/1425هـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=55798
---
(1/1335)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
---
احمد بن حنبل
07-14-2006, 02:11 PM
جدول محاضرات ودورات الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير في الصيف عام 1427
*************************
1. اليوم :السبت 7/5 ... الوقت : العصر ... المدينة :المدينة المنورة ... جامع البلوي ... الكتاب : الجامع من المحرر ... المدة :5 أيام
*************************
2. اليوم : السبت 14/5 ... الوقت : العصر ... المدينة :الدمام ... جامع الدعوة الكتاب : بلوغ المرام ... المدة : 6 أيام
*************************
3. الدورة العلمية الصيفية الثانية ((( دورة السنة )))
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
من يوم السبت الموافق 21/5/1427 الى يوم الخميس 3/6/1427
وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب في الرياض في حي السلام .
الدروس
الفجر
الدرس الأول : ألفية العراقي ..
الدرس الثاني " شرح مقدمة صحيح مسلم .
العصر :
شرح مقدمة سنن ابن ماجه .
المغرب :
شرح رسالة أبي داوود لأهل مكة .
*************************
4. اليوم :السبت 19/6 ... الوقت :العصر ... المدينة :الطايف .... تفسير سورة الحجرات ... المدة :3 أيام
*************************
5. اليوم :الثلاثاء 22/6 ... الوقت :العصر ... المدينة :جدة ... جامع بغلف ... شرح لامية شيخ الإسلام ... المدة :3 أيام
*************************
6. اليوم :السبت 26/6 .... الوقت :العصر .... المدينة :مكة .... جامع ابن باز ... الكتاب :إكمال المحرر ... المدة :أسبوعان
*************************
7. اليوم :السبت 11/7 .... الوقت : العصر .....
المدينة :بريدة .... جامع الخليج .... الكتاب : جامع الترمذي .... الوقت(1/1336)
: العشاء ... الكتاب : تنقيح الأنظار .... المدة :أسبوعان
*************************
8. اليوم :الخميس 16/7 .... الوقت :المغرب .... المدينة :عنيزة .... عنوان المحاضرة : لقاء مفتوح
*************************
9. اليوم :الخميس 23/7 .... الوقت :المغرب .... المدينة :المذنب .... عنوان المحاضرة : تفسير سورة النصر
*************************
10. اليوم :السبت 25/7 .... الوقت :العصر .... المدينة :المدينة المنورة .... جامع عبد اللطيف آل الشيخ .... الكتاب :تقريب الأسانيد .... المدة :أسبوعان
*************************
11. اليوم : السبت 9/8 .... الوقت :العصر .... المدينة :الرياض .... جامع الراجحي الجديد .... الكتاب :القواعد الكلية ... المدة :5 أيام
*************************
12. اليوم :السبت 16/8 .... الوقت :العصر .... المدينة :الدمام .... جامع الدعوة .... الكتاب : بلوغ المرام .... المدة :أسبوع
*************************
13. اليوم :السبت 23/8 .... الوقت :المغرب .... المدينة :الرياض .... جامع الصانع بالسويدي .... عنوان المحاضرة : أحكام الصيام
*************************
14. اليوم : الأحد 24/8 .... المغرب :المغرب .... المدينة :الرياض .... جامع رياض الصالحين بالمروج .... عنوان المحاضرة : أحكام الزكاة
*************************
15. اليوم :الثلاثاء 26/8 .... الوقت :المغرب .... المدينة : الرياض .... جامع الزبير بن العوام بخشم العان .... عنوان المحاضرة : مسائل وإشكالات في الصيام
*************************
جميع الدورات والمحاضرات ستبث في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
---
(1/1337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن منظومة في المتشابه
---
سؤال عن منظومة في المتشابه
---
سامي العتيبي
03-06-2007, 10:06 PM
السلام عليكم
ما اسم المنظومة التي نظمت في المتشابه والمختلف بآيات القرآن وهل نشرت بالشبكة العنكوبوتية العالمية
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2007, 06:07 PM
لعلك تعني منظومة
(هداية المرتاب للسخاوي (http://www.tafsir.net/Bookstorge/608.zip)) .
---
بويوسف
03-09-2007, 09:00 PM
وإتماما للفائدة هذه نفس المنظومة الذي وضعها الشيخ الفاضل د.عبد الرحمن الشهري محققة ومشروحة
حمل هداية المرتاب و غاية الحفاظ و الطلاب في تبيين متشابه الكتاب قام بتحقيقه عبد القادر الخطيب الحسني pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93163)
---
(1/1338)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المعجم الموضوعى لآيات القرآن الكريم
---
المعجم الموضوعى لآيات القرآن الكريم
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 06:08 PM
اسم الكتاب : المعجم الموضوعى لآيات القرآن الكريم
المؤلف : صبحي عبد الرؤف عصر
الناشر : دار الفضيلة
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات : 832
الحجم الإجمالي تقريباً : 12 ميجا
الرابط :
http://s171537227.onlinehome.us/open.php?cat=11&book=590
المصدر : المكتبة الوقفية
جزى الله أهلها خيرا
---
(1/1339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى
---
بشرى
---
علال بوربيق
05-25-2006, 02:19 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
لقد وهبني الله فجر هذا اليوم بنتا فسميتها على بركة الله " أمينة "
وطلبت أمها من أهل هدا الملتقى المبارك أن يدعوا لها
---
عبدالرحمن الشهري
05-25-2006, 02:41 PM
ما شاء الله تبارك الله .
رزقكم الله برها ، وأقر أعينكما بصلاحها وتقواها ، وجعلها من الصالحات القانتات .
---
البلاغية
05-25-2006, 02:47 PM
ماشاء الله تبارك الله
بوركت الموهوب وشكرت الواهب ورزقت برها
وأسال الله ان يجعلها من مواليد السعاده
ويقر بها عيون والديها
---
ابن الجزيرة
05-25-2006, 03:27 PM
ما شاء الله بارك الله لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت برها , وجعلها من حملة كتاب الله ومن الصالحات القانتات وسائر بنات المسلمين .
---
حامد بن يحيى
05-25-2006, 03:37 PM
مبارك عليكم وحفظها الله ورعاها وجعلها من امائه الصلحات العابدات القانتات ومن حملة كتابه.
---
أحمد البريدي
05-25-2006, 06:12 PM
اسأل الله أن يجعلها من مواليد السعادة .
---
علال بوربيق
05-26-2006, 12:13 PM
بارك الله فيكم، وهي تريد المزيد من الدعاء
---
أبومجاهدالعبيدي
05-26-2006, 10:19 PM
بارك الله لكما فيها ، وأنبتها نباتاً حسناً
---
أبو ياسر
05-27-2006, 02:34 AM
بارك الله لكم فيها ... أسأل الله جل وعلا أن يجعلها صالحة تقية وبالنبي مقتدية .
---
محب احمد بن حنبل
05-28-2006, 12:14 AM
ما شاء الله تبارك الله .
رزقكم الله برها ، وأقر أعينكما بصلاحها وتقواها ، وجعلها من الصالحات القانتات .
---
علال بوربيق
05-28-2006, 01:51 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
جزاكم ربي أفضل الجزاء، و أوفره، وجعل دعواتكم المباركة في ميزان حسناتكم يوم القيامة
---
أبوأسامة ريان(1/1340)
05-28-2006, 02:00 PM
جعلها الله من الصالحات وجلعلها الله منجبة لصلحاء الامة ... ورزقك برها
---
المؤمن
06-01-2006, 11:37 PM
هنيئا لك شيخنا علال على ما رزقت، ولاحظت أن " أمينة " قد استأثرت بك وشغلتك عن فوائدك التي كنت تزفها إلينا في هذا الملتقى الطيب أليس كذلك يا رواد الملتقى ؟
---
سيف الدين
06-02-2006, 12:47 PM
جعلها الله من الصالحات
---
أبو بيان
06-02-2006, 01:12 PM
بارك الله لك في أمينة وأمها الصالحة, ورزقك من أهلك قرة أعين, وجعلك للمتقين إماماً.
---
مساعد الطيار
06-02-2006, 02:22 PM
بارك الله لك فيما وهبك ، وجعلها قرة عين لوالديها .
---
عمار
06-02-2006, 05:41 PM
مبارك ، نسأل الله تعالى أن يجعلها من الصالحات الحافظات لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
---
(1/1341)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة دعوى تكرار النزول هل تصح ؟
---
مسألة دعوى تكرار النزول هل تصح ؟
---
أحمد القصير
05-16-2003, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر العلماء – رحمهم الله - أنه إذا تعددت الروايات في سبب النزول فإنها لاتخلوا من ثلاث حالات :
الحالة الأولى : أن تكون جميع الروايات غير صريحة ؛ فتحمل حينئذ على أنها من قبيل التفسير وليس المراد ذكر سبب النزول .
الحالة الثانية : أن يكون بعضها صريح وبعضها غير صريح ؛ فالمعتمد حينئذ هو الصريح .
الحالة الثالثة : أن يكون الجميع صريحا ، وهذه لها حالات :
1- أن يكون أحد الروايات صحيحا والآخر غير صحيح ؛ فالمعتمد حينئذ الصحيح .
2- أن يكون الجميع صحيحاً ، وهنا يكون الجمع إن أمكن ، وإلا فالترجيح إن أمكن ، وإلا حمل على تعدد النزول وتكراره . [ انظر : مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان ، ص : 92 ]
والسؤال هو : هل تصح دعوى تكرار النزول ؟
يلاحظ أن دعوى تكرار النزول إنما لجأ إليها المتأخرون فراراً من ترجيح أحد الروايات على الأخرى .
والحقيقة أن هذه الدعوى لا تثبت أمام الدراسة والتحقيق ، ومما يرد هذه الدعوى :
1- أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم القول بتكرار نزول شيء من آي القرآن .
2- أن في القرآن آيات تكرر نزولها وكتبت مكررة ، إما في سورة واحدة ، أو في عدة سور ، وقد تتكر مع تغاير يسير في الللفظ .
مثال الأول : قوله تعالى : } تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ { [ البقرة : 134 ، 141]
ومثال الثاني : قوله تعالى : } وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ [ يونس : 48 ، الأنبياء : 38 ، النمل : 71 ](1/1342)
ومثال الثالث : قوله تعالى : } يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{ [ التوبة : 32] وقوله تعالى : } يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ { [ الصف : 8 ]
وعليه فإن دعوى تكرار النزول دون تكرار اللفظ لا يعضدها دليل .
علماً بأن هذه الدعوى ليست محل اتفاق بين العلماء فهناك من توقف فيها مثل الشيخ مناع القطان رحمه الله ، والدكتور فضل عباس وغيرهما .
وهذه المسألة لا زالت تحتاج إلى مزيد من التحقيق والدراسة ، ولعل من له اطلاع حول هذه المسألة أن يفيدنا بما عنده .والله تعالى أعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-16-2003, 09:46 PM
بسم الله
المسألة التي أشرت إليها أخي أحمد وفقك الله بحثها الأستاذ الشيخ محمد بن عبد الرحمن الشايع في كتابه نزول القرآن الكريم بتوسع ، وذكر القولين في هذه المسألة ، وأدلة كل قول ، ثم درس بعض النماذج التي قيل بتكرار نزولها ، وعرض بالتفصيل لأقوال المفسرين في تكرار نزول كل مثال ، ثم قال في خاتمة بحثه لهذه المسألة : ( ونتبين مما سبق أنه أمكن الترجيح بين ما ورد من روايات مختلفة في أسباب نزول بعض السور والآيات ، تلك الروايات التي كانت الدافع الأقوى للقول بتكرار النزول لتوهم عدم إمكان الجمع بينها أو ترجيح أحدها . وبهذا الترجيح وما تقدم من أدلة يتبين ضعف القول بتكرار النزول ، وعدم صحته ، وسقوط حجته ، وانتفاء حاجته . والله أعلم .) انتهى كلام الشيخ الشايع وفقه الله . ينظر كتابه المشار إليه اعلاه ص80-113
---
ناصر الصائغ
05-17-2003, 06:55 PM
بسم الله والحمد لله وبعد:
فإشارة إلى تساؤل زميلي الشيخ أحمد القصير حول مسألة تكرار النزول يسرني أن أبدأ مشاركتي في هذا الملتقى المبارك بالمشاركة في إجابة هذا التساؤل فأقول :(1/1343)
قد تأتي روايات مختلفة في سبب نزول آية معينة وهذا أمر معروف ووارد ومعرفة الموقف الصحيح تجاه هذه الروايات وكيفية التوفيق بينها من أنفع ما يكون للناظر في كتب أسباب النزول خاصة وكتب التفسير والحديث وغيرها. كثيرا ما تورد أسباب نزول مختلفة لنزول آية معينة .
وفي هذه الحال ينبغي النظر إلى تلك الروايات وتمحيص سبب النزول من غيره وذلك حسب المراحل التالية :
المرحلة الأولى : النظر في صحة وثبوت الروايات الواردة في سبب النزول فيعتمد الصحيح ويطرح ما سواه . ومثال على ذلك سبب نزول سورة الضحى فقد ورد فيها عدة روايات والصحيح في سبب نزولها ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث جندب بن سفيان رضي الله عنه ( رقم 4950).
وأما ماورد من روايات أخرى فهي لاتصح مثال ما اخرجه الطبراني عن حفص بن سعيد القرشي عن أمه عن أمها ( المعجم الكبير 24/249رقم 636 ) قال ابن حجر في الفتح بعد إيراده لهذا الحديث وذكر أيضا روايات أخرى في ذلك وعقبها بقوله وكل هذه الروايات لا تثبت ( فتح الباري 8/710) .
المرحلة الثانية : بعد التأكد من صحة الروايات ينظر في صيغة التعبير عن السبب فإما :
أ) أن تكون جميع الروايات غير صحيحة في السببية فلا منافاة إذ المراد التفسير وليس المراد ذكر السبب إلا إن قامت قرينة على واحدة بأن المراد بها السببية .
ب) أن تكون إحدى الروايات صريحة في السببية والأخرى غير صريحة فالمعتمد ما هو صريح فيكون هو السبب وغير الصريح يكون من قبيل التفسير وأنه داخل في حكم الآية .ومثاله سبب نزول ( نساؤكم حرث لكم ) ورد عن ابن عمر عمر قوله أنزلت في إتيان النساء في أدبارهن وورد عن جابر التصريح بسبب خلافه فالمعتمد رواية جابر ( مجموع الفتاوى 13/340)(1/1344)
المرحلة الثالثة : إذا كانت الروايات مختلفة وكلها صريحة صحيحة فينظر إلى زمان حدوث تلك الوقائع فإن كانت متقاربة ويمكن نزول الآية عقيب تلك الأسباب فيتحمل الآية على أنها نزلت بعد تلك الأسباب جميعا قال ابن تيمية (وإذا ذكر أحدهم لها سببا نزلت لأجله وذكر الآخر سببا فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب) الفتاوى 13/340) قال الشنقيطي ( المقرر في علوم القرآن أنه إذا ثبت نزول الآية في شيء معين ثم ثبت بسند آخر صحيح أنها نزلت في شيء معين غير الأول وجب حملها على أنها نزلت فيهما معا فيكون لنزولها سببان) أضواء البيان 6/529.
ومثال ذلك سبب نزول قوله تعالى ( والذين يرمون أزواجهم ) النور 6ـ9 فقد ورد أنها نزلت في هلال بن أمية وورد أنها نزلت في عويمر العجلاني والروايتان صحيحتان وصريحتان في السببية ومختلفتان لذا ( جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما في وقت واحد ...ولا مانع أن تتعدد القصص ويتحد النزول ) فتح الباري 8/450.
المرحلة الرابعة : إذا لم يمكن الجمع بينهما وذلك لتباعد الزمن فيلجأ إلى القول بتكرار النزول قال ابن تيمية ( وإذا ذكر أحدهم لها سببا نزلت لأجله وذكر الآخر سببا... فقد تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب ) مجموع الفتاوى 13/340.
ومثاله سبب نزول قوله تعالى ( ويسألونك عن الروح ) فقد ورد عن ابن مسعود ( البخاري ح 7297) وورد عن ابن عباس ( الترمذي التفسير باب 18 ح 3140) وكلاهما سبببان صحيحان وصريحان لا يمكن الجمع بينهما للبعد الزمني فلا مجال إلا بالقول بأنها نزلت مرة بمكة ومرة نزلت بالمدينة .(1/1345)
قال ابن كثير ( .. وقد يجاب عن هذا بأنه قد تكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية ، كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك ) تفسيره 3/64) وقال ابن حجر ( ويمكن الجمع بأن يتعدد النزول ) الفتح 1/30. أما السيوطي ( الإتقان 1/91) فإنه يجعل مرحلة قبل المرحلة الرابعة وهي الترجيح بين الروايات ولكن القول بالترجيح بين الروايات الصحيحة الصريحة مرجوح لما فيه من إهدار لبعض الروايات الصحيحة ومن المقرر أن إعمال الدليلين خير من إهمال أحدهما .
قال ابن حجر الفتح8/451( الجمع مع إمكانه أولى من الترجيح ) .
ولا يحكم بتكرر النزول إلا بعد التدرج في المراحل الثلاث السابقة إذ الأصل عدمه فلا يلجأ إليه إلا اضطرارا جمعا بين الروايات .
وتكرار النزول أمر واقع شرعاً وممكن عقلا بل له فوائد وحكم منها :
1) تعظيم شأن هذا المنزَّل.
2) تذكير الله لعباده بالحكم خوف نسيانه.
3) التأكيد على الحكم السابق وبيان أن الآية داخلة فيه .
4) تنبيه الله لعباده ولفت نظرهم إلى ما في تلك الآيات المكررة من الوصايا النافعة .(البرهان للزركشي 1/29ومناهل العرفان 1/121 ) قال السيوطي ( أنكر بعضهم كون الشيء من القرآن يتكرر نزوله كذا رأيته في كتاب الكفيل بمعاني التنزيل وعلله بأنه تحصيل ما هو حاصل لافائدة فيه وهو مردود بما تقدم من فوائده ) الاتقان 1/103,
قال الزركشي(وقد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه وتذكيرا به عند حوث سببه خوف نسيانه ) البرهان 1/29
بهذا يتضح أن تكرار النزول أمر وارد ولكن لايحكم به إلا بعد مراحل ثلاث سابقة .
والقول بتكرار النزول قال به عدد من المحققين كابن تيمية وابن حجر و الزركشي والسيوطي وغيرهم كما سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك .
وأما قول القطان( والقول في تكرار النزول وتعدده فيه مقال وفي النفس منه شيء)مباحثص 91 فأقول إن إعتراضه ليس عليه دليل بل الحكمة ظاهرة كما سبق والله أعلم ، ورحم الله علماء المسلمين .
---(1/1346)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اشكال على هذه القصة من يخرج لي الحل فيها ؟؟
---
اشكال على هذه القصة من يخرج لي الحل فيها ؟؟
---
رصد
09-04-2004, 12:22 AM
السلام عليكم
اشكال بسيط على هذه القصة
صحيح البخاري ج: 5 ص: 1997
91 باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نساءه بيوتهن
4907 حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا أبو يعفور قال : تذاكرنا عند أبي الضحى فقال : حدثنا ابن عباس قال : أصبحنا يوما ونساء النبي صلى الله عليه وسلم يبكين عند كل امرأة منهن أهلها ، فخرجتُ إلى المسجد فإذا هو ملآن من الناس ! فجاء عمر بن الخطاب فصعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة فلم يجبه أحد ، ثم سلم فلم يجبه أحد ، ثم سلم فلم يجبه أحد ، فناداه فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أطلَّقتَ نساءكَ ؟!!
فقال : لا ؛ ولكن آليت منهن شهراً .
فمكث تسعا وعشرين ، ثم دخل على نسائه.انتهت
ولكن في صحيح مسلم
صحيح مسلم ج: 2 ص: 1105
5 باب في الإبلاء واعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى وإن تظاهرا عليه
1479 حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرنَ بالحجاب.
فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مالي ومالك يا بن الخطاب عليك بعيبتك.(1/1347)
قال : فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها : يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم !!.
فبكت أشد البكاء !!.
فقلت لها : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالت : هو في خزانته في المشربة .
فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أنى جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلى أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصرى في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فأبتدرت عيناي قال ما يبكيك يا بن الخطاب قلت يا نبي الله ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك فقال يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا(1/1348)
وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير.انتهت.
أقول :
تلاحظ فيما ذكرنا لك أن الروايتين هما لقصة واحدة (وهي قصة معروفة)
الرواية الأولى رواها عبدالله بن عباس (صحيح البخاري)
الرواية الثانية : رواها عمر ، رواها ابن عباس عنه (صحيح مسلم)
ففي الأولى .. رواها ابن عباس مباشرة ...
وفي الثانية رواها ابن عباس عن عمر
وليس هنا المشكلة فحسب
بل ....
في الرواية الأخرى تلاحظ قوله (وذلك قبل أن يؤمرنَ بالحجاب))
يعني أن آية الحجاب لم تنزل بعد
وهي هذه
آية الحجاب
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُم...)[الأحزاب](1/1349)
ومعلوم أن ابن عباس لم ينتقل من مكة إلى المدينة المنورة إلاّ سنة فتح مكة أو بعدها مع أبويه سنة (8 هـ)
ومعلوم أن آية الحجاب نزلت لما عرس النبي صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش (سنة 4 هـ/ أو 5 هـ)
يعني أن ابن عباس كان وقت نزول آية الحجاب بمكة المكرمة ، لم ينتقل بعد إلى المدينة
والسؤال : كيف روى ابن عباس القصة المذكورة بنفسه معاينة وهو بمكة المكرمة ؟؟!!!
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-04-2004, 10:28 PM
لعلك تجد الجواب فيما يلي
قَالَ اِبْنُ اَلصَّلَاحِ وَأَمَّا مَرَاسِيلُ اَلصَّحَابَةِ كَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَمْثَالِهِ, فَفِي حُكْمِ اَلْمَوْصُولِ; لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَرْوُونَ عَنْ اَلصَّحَابَةِ, وَكُلُّهُمْ عُدُولٌ, فَجَهَالَتُهُمْ لَا تَضُرُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ حَكَى بَعْضُهُمْ اَلْإِجْمَاعَ عَلَى قَبُولِ مَرَاسِيلِ اَلصَّحَابَةِ وَذَكَرَ اِبْنُ اَلْأَثِيرِ وَغَيْرُهُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا وَيُحْكَى هَذَا اَلْمَذْهَبُ عَنْ اَلْأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيِّ, لِاحْتِمَالِ تَلَقِّيهِمْ عَنْ بَعْضِ اَلتَّابِعِينَ .
ومرسل الصحابي إذا لم يعرف المحذوف يكون حجة، فكيف وقد عرفناه في هذا الحديث أنه عمر رضي الله عنهما .
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-05-2004, 04:45 PM
ورد في فتح الباري لبن حجر رحمه الله مايلي
أصبحنا يوما ونساء النبي صلى الله عليه وسلم يبكين فخرجت إلى المسجد فجاء عمر فصعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة له فذكر هذه القصة مختصرا
فحضور بن عباس ومشاهدته لذلك يقتضي تأخر هذه القصة عن الحجاب فإن بين الحجاب وانتقال بن عباس إلى المدينة مع أبويه نحو أربع سنين لأنهم قدموا بعد فتح مكة(1/1350)
فآية التخيير على هذا نزلت سنة تسع لأن الفتح كان سنة ثمان والحجاب كان سنة أربع أو خمس وهذا من رواية عكرمة بن عمار بالإسناد الذي أخرج به مسلم أيضا قول أبي سفيان عندي أجمل العرب أم حبيبة ازوجكها قال نعم وأنكره الأئمة وبالغ بن حزم في إنكاره وأجابوا بتأويلات بعيدة ولم يتعرض لهذا الموضع وهو نظير ذلك الموضع والله الموفق
وأحسن محامله عندي ولزال لقول لبن حجر أن يكون الراوي لما رأى قول عمر أنه دخل على عائشة ظن أن ذلك كان قبل الحجاب فجزم به لكن جوابه أنه لا يلزم من الدخول رفع الحجاب فقد يدخل من الباب وتخاطبه من وراء الحجاب كما لا يلزم من وهم الراوي في لفظه من الحديث أن يطرح حديثه كله
ومما يؤيد تأخر قصة التخيير ما تقدم من قول عمر في رواية عبيد بن حنين التي قدمت الإشارة إليها في المظالم وكان من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام له الا ملك غسان بالشام فإن الإستقامة التي أشار إليها إنما وقعت بعد فتح مكة وقد مضى في غزوة الفتح من حديث عمرو بن سلمة الجرمي وكانت العرب تقوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإن ظهر عليهم فهو نبي فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم
والفتح كان في رمضان سنة ثمان
ورجوع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في أواخر ذي القعدة منها
فلهذا كانت سنة تسع تسمى سنة الوفود لكثرة من وفد عليه من العرب فظهر أن استقامة من حوله صلى الله عليه وسلم إنما كانت بعد الفتح
فاقتضى ذلك أن التخيير كان في أول سنة تسع كما قدمته
وممن جزم بأن آية التخيير كانت سنة تسع الدمياطي وأتباعه وهو المعتمد
---
(1/1351)
ملتقى أهل التفسير
---
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: ملتقى أهل التفسير
تسجيل الدخول
اسم العضو: كلمة المرور:
(1/1352)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إبتسم أخي.
---
إبتسم أخي.
---
ناصر
07-06-2006, 08:22 AM
روح على نفسك مع الشيخ أحمد القطان هنا (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27339).
---
(1/1353)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث بعنوان منهج ابن كثير في الإسرائيليات التي في كتبه
---
بحث بعنوان منهج ابن كثير في الإسرائيليات التي في كتبه
---
ابنة الإسلام
02-17-2005, 10:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتي في هذا البحث وإعطائي بعض المراجع التي تفيدني
موضوع البحث منهج ابن كثير في الإسرائيليات التي كتبه
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2005, 12:10 PM
من أهم المراجع :
- مقدمة التفسير لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ، حيث ذكر فيها المنهج في التعامل مع أخبار بني إسرائيل.
- مقدمة تفسير ابن كثير نفسه فقد نقل كلام ابن تيمية من مقدمته .
- منهج ابن كثير في التفسير للدكتور سليمان اللاحم . من ص 334 - 362 وقد ناقش في المبحث الخاص بهذا الموضوع (تفسير القرآن بالأخبار الإسرائيلية) كل المسائل التي أشرتِ إليها بشيء من الاختصار المفيد. والكتاب مطبوع في دار المسلم بالرياض وهو متوفر في المكتبات.
- ما كتب في الملتقى عن الإسرائيليات ومنها :
1- رأي آخر في الإسرائليات في كتب التفسير للدكتور مساعد الطيار . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA)
2- وقفات مع الإسرائيليات في كتب التفسير للشيخ نايف الزهراني . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=143&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA)
3- نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائيليات للشيخ فهد الوهبي . وهو ثلاث حلقات :
الحلقة الأولى (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=209)
الحلقة الثانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=249)(1/1354)
الحلقة الثالثة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=343&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA)
وهناك موضوعات أخرى يمكن البحث عنها في فهرس ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=997&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%E1%ED%C7%CA) أو بواسطة محرك البحث بكتابة كلمة (إسرائيليات) .
وهذه الموضوعات اشتملت على ذكر الكثير من المراجع والمصادر التي يمكنكم الرجوع إليها للاستزادة والتوثيق . وفقكم الله.
---
ابنة الإسلام
02-17-2005, 12:27 PM
جزاك الله خيرا يا شيخي الفاضل
---
د. هشام عزمي
02-17-2005, 04:06 PM
ذكر شيخنا أبو إسحاق الحويني - حفظه الله و شفاه - أن لابن كثير منهجًَا في رواية الأحاديث الضعيفة في تفسيره و هو أنه قد يذكر تخريج الحديث أو اسناده فلا يعلق عليه من ناحية صحة السند او ضعفه اعتمادًا على التخريج أو رواية الإسناد .. أما إن ذكر الحديث بدون إسناد نبه على صحته أو عدمها في متن التفسير .
فما رأي شيوخنا الكرام أهل التفسير في هذه القاعدة ؟ هل هي على إطلاقها بحيث يطمئن طالب العلم لها أثناء دراسته لتفسير ابن كثير رحمه الله ؟
---
(1/1355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أحكام الأضحية من الزاد بشرح العلامة محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالمسجد النبوي
---
أحكام الأضحية من الزاد بشرح العلامة محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالمسجد النبوي
---
محمود الشنقيطي
12-28-2006, 06:27 PM
وأما الأضحية فإنها تكون في وقت الضُّحى ولذلك سميت بهذا الاسم ، والضُّحى أول النهار، فإذا أشرقت الشمس فإنه من بعد إشراقها إلى اشتداد النهار يسمى ضحى، ثم إذا اشتد النهار قبل الزوال يقال له الضَّحى بالفتح، ثم يكون انتصاف النهار، والهاجر، والقيلولة ، فلما كان هذا النوع من القربان يذبح في هذا الوقت المستحب وهو أول النهار وصف بذلك، ولذلك استحب العلماء للأئمة والخطباء في عيد النحر أن يعجّلوا وأن يخففوا على الناس حتى يتمكن الناس من ذبح ونحر أضاحيهم في الوقت المستحب ؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي -r- أنه كان من سنته أن يعجل بالَأضْحى ويؤخر في الفطر والتعجيل بالأضحى لهذا المعنى فسميت الأضحية أضحية لأنها تذبح في هذا الوقت .
وجعل المصنف -رحمه الله- أحكام الأضحية تابعة للهدي؛ لأن الهدي هو المتصل بمناسك الحج والعمرة، ومن عادة العلماء والأئمة والفقهاء أن يذكروا النظير مع نظيره والشبيه مع شبيهه ؛ والأصل أن الكتاب كتاب أنه للحج والعمرة ، فناسب أن يبين سنية الهدي والإهداء إلى البيت ، ثم لما يبين الهدي يتكلم على أحكام الأضحية ؛ لأنها تكون في يوم النحر وهو من أيام الحج كما هو معلوم .
يقول رحمه الله : [ باب الهدي والأضحية ] : أي في هذا الموضع سأذكر لك جملة من الأحكام والمسائل التي تتعلق بالهدي والأضحية ، والمسلم مطالب أن يعرف أحكام أضحيته ؛ لأن هذه الأحكام يتلبّس بها ولربما يسأل عنها ، وحينئذ يتعلمها ليعمل بها ، ويعلمها الناس .(1/1356)
قال رحمه الله : [ والهدي والأضحية سنة لا تجب إلا بالنذر ] : والهدي والأضحية سنة لا تجب إلا بالنذر بيّن رحمه الله أن الهدي سنة من سنن النبي -r- وهديه ، وهذا في غير هدي القِران، وهدي التمتع، وجزاء الصيد، والإحصار، وهذا لأنها واجبة ولازمة . وأما بالنسبة للمراد هنا فهو ما خرج عن اللزوم ، ولذلك قال : لا تجب إلا بالنذر ؛ واختلف في الأضحية على قولين : أصحهما وأقواهما أن الأضحية واجبة لمن استطاع وقدر على شرائها بوجود قيمة الأضحية فاضلة عن قوته وقوت من تلزمه نفقته ؛ فهي واجبة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من ذبح قبل الصلاة فليذبح أخرى مكانها ، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله )) وأمر النبي -r- بذلك ، ولو كانت غير واجبة لخيّر عليه الصلاة والسلام ؛ ولأن النبي -r- قال في حديث السنن وحسنه بعض العلماء : (( من وجد سَعة فلم يضح فلا يقربنّ مصلانا )) .
وذهب طائفة من العلماء إلى عدم الوجوب وقالوا إن النبي النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح : (( إنما ضحى بكبشين أملحين قال في أحدهما : (( اللهم هذا عن محمد وآل محمد ، وقال في الثانية : عمن لم يضح من أمة محمد -r- )) فقالوا إن هذا يدل على أن الأضحية ليست بواجبة .(1/1357)
وقد أجيب عن هذا الاستدلال بأن قوله : (( عمن لم يضح...)) يحتمل أن يكون المراد به من عجز ولم يقدر فجبر الله له ذلك العجز وبلغه بفضله -I- وكرمه على أمة محمد -r- بهذا الفضل ، فالحديث محتمل ، ومن هنا لا يقوى على صرف الأمر عن ظاهره ، وهذا لاشك أنه أقوى القولين وأحوطهما . ولما سئل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما- فسأله رجل عن الأضحية . وقال : يا أبا عبد الرحمن أواجبة هي ؟ فقال له رضي الله عنه وأرضاه : (( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان )) . فرد عليه وقال : يا أبا عبد الرحمن الأضحية واجبة ؟ فرد عليه وقال : (( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان )) . فلما كانت الثالثة وسأله قال له أتعقل ؟! ضحى رسول الله يعني من يترك هذا الشيء الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله الخلفاء الراشدون المهديون من بعده ، وهذا والله هو الفقه في حمل الناس على السنة ، وترغيبهم فيها وحثهم عليها رضي الله عنه وأرضاه .
وبيّن رحمه الله أن الأضحية تجب بالنذر فإن قيل بعدم وجوبها في أصل الشرع فإنها تجب بالنذر. وصورة ذلك : أن يقول: لله علي أن أضحي هذا العام ؛ فحينئذ إذا قلنا إن الأضحية ليست بواجبة فإنه يجب عليه أن يفي بنذره إذا كان مستطيعا .
قال رحمه الله : [ والتضحية أفضل من الصدقة بثمنها ] : كونه يقول : سنة : السنة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أهدى عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا إلى البيت ، وتطوع في هديه ، فجمع بين الهدي الواجب والهدي المسنون ، ولذلك نحر بأبي وأمي -صلوات الله وسلامه عليه- ثلاثا وستين بدنة في حجة الوداع ، وأمر عليا رضي الله عنه أن ينحر ما بقي من الإبل تمام المائة ، وهذا يدل على أنه يجوز ويشرع أن يهدي الإنسان للبيت. فالواجب عليه -عليه الصلاة والسلام- الدم الذي ساقه معه ، وأما ما زاد على ذلك فإنه سنة ، ومن هنا قالوا إن الهدي سنة .(1/1358)
وأما الأضحية سنة بقوله -عليه الصلاة والسلام- وفعله أما قوله فأحاديث منها قوله -عليه الصلاة والسلام- : (( من ذبح قبل الصلاة فليذبح أخرى مكانها )) وقوله -عليه الصلاة والسلام- حينما سأله أبو بردة -رضي الله عنه وأرضاه- قال له عليه الصلاة والسلام : (( تجَزيك ولا تَجزي غيرك )) وكذلك أيضا الفعل حيث إنه عليه الصلاة والسلام فعل الأضحية ، فضحى عليه الصلاة والسلام بنفسه، وتولى الأضحية بنفسه -صلوات الله وسلامه عليه- .(1/1359)
قال رحمه الله : [ والتضحية أفضل من الصدقة بثمنها ] : إذا كان عند الإنسان مال يكفيه لشراء أضحية سواء كانت من الإبل أو البقر أو الغنم فهل الأفضل أن يتصدق بهذا المال أو الأفضل أن يضحي ؟ هذا مبني على أن الأضحية غير واجبة . أما إذا قلنا إنها واجبة فلا إشكال ؛ لأن التصدق نافلة والتضحية واجبة ، والواجب أفضل من غير الواجب بإجماع العلماء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه )) ، وأجمع العلماء على أن الواجبات أفضل من غير الواجب ، فلو صلى ركعتي الفجر فإنها بالإجماع أفضل من كل ركعتين من النوافل، إذا ثبت هذا الكلام عند المصنف -رحمه الله- والخلاف في هذه المسألة مبني على القول بعدم وجوب الأضحية ، فهل الأفضل أن يتصدق بالثمن أو يضحي ؟ هذا راجع إلى مسألة المفاضلة والمفاضلات بابها ينبغي ضبطه بالكتاب والسنة ؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يفضل قولا ولا عملا إلا بنص شرعي ؛ لأن التفضيل راجع إلى حكم الشرع ، فلا يستطيع أحد أن يقول إن هذا أفضل إلا إذا كان أكثر ثوابا وأعظم منزلة وقربة لله -Y- ، وهذا أمر غيبي يفتقر إلى ورود النص ، ومن هنا تكلم العلماء على قواعد المفاضلة في الأقوال والأعمال ، ثم المفاضلة تكون بين الأركان وتكون بين الواجبات وتكون بين المستحبات والمسنونات ، ثم تكون بين المؤقت وغير المؤقت إلى غير ذلك مما هو معلوم في قواعد الفقه وما بحثه العلماء في هذا الباب . فمسألة التصدق بالمال قال بعض العلماء : التضحية أفضل من الصدقة بالمال بمعنى أنه إذا اشترى الأضحية وذبحها أو نحرها فهذا أفضل من أن يأخذ المال كله ويتصدق به .(1/1360)
وقال بعض العلماء : الأفضل أن يتصدق بالمال . أما الذين فضلوا أن يضحي فقالوا : إن هذه سنة مخصوصة بزمان مخصوص ووقت مخصوص ، ففعلها في هذا الزمان المخصوص والوقت المخصوص يقتضي تفضيلها على أي شيء مطلق ؛ ولذلك من قواعد العلماء : (( أن المقيد فيما قيد به أفضل من غير المقيد )) فمثلا أنت إذا كنت في عمل صالح وجاء عن الشرع النص بالقول والعمل يفضل قولا أو فعلا في هذا الوقت ، وجاء نص يفضل قولا وفعلا في عموم الأوقات قُدّم المقيد ومن ذلك الصلاة على النبي -r- يوم الجمعة ، حينما قال طائفة من العلماء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالإكثار منها يوم الجمعة أفضل من غيرها من النوافل ، وهذا مبني على النص ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( فأكثروا علي من الصلاة فيه )) فجاء مقيدا بالزمان حتى اختلفوا وقالوا : الأفضل أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إنه أفضل من أن يكثر من تلاوة القرآن ليس معنى ذلك أن جنس الصلاة أفضل من جنس القرآن أبدا بإجماع العلماء على أن قراءة القرآن هي أفضل وأعظم أجرًا عند الله -U- لكنه لما ورد النص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتخصيص فُضّل ، ومن ذلك : مسألة الاستغفار في الأسحار هل الأفضل أن يكثر من الاستغفار أو يقرأ القرآن في السحر في آخر السحر ؟ قالوا إن الله أثنى على المستغفرين بالأسحار، فهذا ذكر مخصوص في وقت مخصوص يفضل للوارد هذا راجع إلى قاعدة تقول : (( الوارد أفضل من غير الوارد )) هذا أمر بديهي لكن مراد العلماء أن الفضائل والمستحبات إذا وردت بخصوص زمان أو بخصوص مكان فإنها مفضلة للورود .(1/1361)
وجه هذا التفضيل : قالوا إنه إذا ضحى في يومه فإنه يصيب أجرين : الأجر الأول في كونه ضحى فإنه مال أنفقه وخرج عنه لله وفي الله وفي طاعة الله صدقة وقربة ثم يثاب من جهة المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مثل مسألة الصلاة بمكة ظهر اليوم الثامن وهو يوم التروية ، فإن الحاج في اليوم الثامن السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصعد إلى منى ، صعد وصلى اليوم الثامن الظهر بمنى ، فعلى القول بأن التفضيل خاص بالمسجد نفسه وأن الصلاة بمائة ألف صلاة خاصة بالمسجد نفسه قالوا إنه لو كان بمكة وأمكنه أن يصلي الظهر في المسجد الحرام وأن يصليه في مسجد الخيف أو في مسجد منى فالأفضل أن يصلي في ذلك اليوم الظهر بمنى أو بخيفها ؛ لماذا ؟ لأنه وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم والاتباع يقتضي زيادة المرتبة وعلو الدرجة ؛ لأن الله –I- جعل في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم شيء منحه وأعطاه لعباده هو الهداية ، الهداية التي المسلم ولا يصلي صلاته ولا تقبل له الصلاة على الصحيح من أقوال العلماء أن الصلاة إلا بالفاتحة بعينها وهي مذهب الجمهور في كل صلاة وهو يقول : {اهدنا الصراط المستقيم } يسأل الله الهداية . جعل الله أعز شيء وأعظم نعمة وأفضل نعمة وهي نعمة الهداية في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { واتبعوه لعلكم تهتدون} فقالوا إن هذه المتابعة تقتضي المفاضلة ، وعلى هذا فالأفضل أن يضحي ، ولاشك أن التضحية متابعة للنبي -r- أفضل من الصدقة ؛ لأن الصدقة عامة ، والأضحية خاصة ، لكن كل هذا كما ذكرنا على القول بعدم الوجوب .(1/1362)
أما مسألة الصدقات في عمومها بعض العلماء يقول قلنا بتفضيل الصدقة ؛ لأن المسكين حينما يأخذ المال يملكه، وإذا ملكه صرفه في منافعه فكان أعظم رفقاً به حينما يأخذ اللحم ؛ لأنه إذا ضحى وأعطاه اللحم فإنه قد جعل الانتفاع خاصا بالأكل ، لكن حينما يعطيه المال جعل انتفاعه أكثر من الأكل ، يستطيع أن يستخدم المال في طعامه وفي شرابه وفي قضاء دينه إلى غير ذلك فقالوا إنه لا يخصه بعمل معين ، ومن هنا فضلوا إعطاء المال على التضحية ، وهذا كله كما ذكرنا محله أن لا يكون هناك وارد .
قال رحمه الله : [ والأفضل فيهما الإبل ] : والأفضل في الهدي والأضحية الإبل ؛ وذلك لأن النبي -r- قال : (( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن )) فجعل مرتبة الإبل أفضل من مرتبة البقر، ومرتبة البقر أفضل من مرتبة الغنم ، ومن هنا قالوا إن الإبل أفضل ما يهدى ، وأفضل ما يضحى به ؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل البعير مجزئا عن سبعة ، فالجزور الواحد يجزئ عن سبعة ، فلو أن سبعة أشخاص اشتركوا في شراء بعير وضحوا به أجزأهم ، والشاة تجزي عن الرجل وأهل بيته ؛ كما صح في حديث أبي أيوب -رضي الله عنه وأرضاه- ، وعلى هذا لاشك أن الإبل أفضل ، ولأن الإبل أكبر جسما ، وكذلك أغلى ثمنا ، ومن هنا كانت أفضل من البقر وأفضل من الغنم .(1/1363)
قال رحمه الله : [ ثم البقر ] : ثم البقر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الرواح في الساعة الثانية من الجمعة كمن ذبح بقرة وهذا فيه رد على من يقول من العلماء إن الإبل والبقر بمنزلة واحدة وهناك من يقول إن ا لإبل والبقر لا تفضيل بينهما إلا من جهة الصفات : أن تكون إحداهما أسمن أو أطيب لحما أو أحسن حالا وصفة في الكمال فحينئذ تفضل أما جنس الإبل والبقر فيجعلهما في مرتبة واحدة ؛ ودليلهم أن النبيصلى الله عليه وسلم جعل الإبل عن سبعة وجعل البقر عن سبعة فدل على أنهما بمرتبة واحدة .
ونقول : إن السنة دلت على أن البقر دون الإبل على ظاهر قوله : (( من راح في الساعة الثانية فكان كأنما قرب بقرة )) وكون الشرع يجعل الإبل عن سبعة والبقر عن سبعة لا يقتضي أنهما بمنزلة واحدة ، فقد يكون المنزلة واحدة والتفضيل بالصفات كما لو كان أحد البعيرين أسمن وأوفر لحما والثاني دونه ويجزي فإننا نقول: إن كلا منهما يجزئ عن سبعة ولكن التضحية بهذا أفضل من التضحية بهذا ، ولاشك أن الإبل أكبر وأوفر لحما من الغنم ، وعلى هذا فيقدم الإبل على البقر .(1/1364)
قال رحمه الله : [ ثم الغنم ] : ثم الغنم والإبل بنوعيها : العراب ، والبختية ، والبقر بنوعيه : البقر ، والجواميس، والغنم بنوعيه : الضأن ، والمعز، فجعل الله -U- في الإبل زوجين ونوعين. فالإبل بالنوعين : العراب ، والبختية، وأفضلها العراب ، والعراب هي التي لها سنام واحد ، والإبل البختية هي التي لها سنامان ، وفضلت العراب ؛ لأنها هي التي أهدى بها رسول الله -r- ، والبقر يفضل على الجاموس ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر ، وعلى هذا فإن البقر أفضل من التضحية بالجاموس ؛ والجاموس يدخل في هذا بنوعيه ، وكذلك بالنسبة للغنم فالضأن أفضل من المعز؛ لأن النبي -r- ضحى بكبشين أملحين أقرنين ، ولأنه أطيب لحما ، وأكثر نفعا ، ومن هنا قدم وفضل على المعز ، ولذلك يجزي منه الجذع ويوفي مما يوفي منه الثني من المعز ، وهذا يدل على أن شأن الضأن أفضل من شأن المعز وإن كان كل منهما يجزئ عن الرجل وأهل بيته .
قال رحمه الله : [ ويستحب استحسانها واستسمانها ]: ويستحب للمسلم إذا أراد أن يضحي أن يستسمن الأضحية وأن يستحسن . أما الاستسمان فهذا راجع إلى حال الكمال في صفة البهيمة إبلا كانت أو بقرا أو غنما ، فالسمين منها أفضل وأعظم أجرا ، ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن أعظم البهائم أجرا عند الله -U- وهذا شامل للأضاحي والهدي قال : ((أنفسها وأغلاها ثمنا عند أهلها )).(1/1365)
أنفسها : والنفيس من كل شيء أفضله ، والذي يعز وجوده ، ولذلك السمين أنفس وأحب إلى أهله ، وعلى هذا يعتبر من كرام المال ، وقد تقدم معنا في الزكاة أن الساعي و الجابي لا يأخذ السمينة ؛ لأنها كريمة مال ، فمن كرام المال السمان ، فأحسن وأفضل ما تكون الأضحية إذا كانت سمينة ، وسمنها يزيد في لحمها ، وزيادة في طيبها ، وحينئذ يكون أعظم أجرا إذا تصدق بها ؛ ولأن السمين أغلى ثمنا ، وإذا كان أغلى ثمنا فهو أغلى كلفة ومشقة ، فيكون أكثر ثوابا عند الله -U- ولذلك قال : (( أنفسها وأغلاها ثمنا عند أهلها )) ولاشك أن السمين كذلك .
والاستحسان : الاستحسان يكون في الصفات فإذا كانت حسنة الحال في شكلها وصفاتها فبعض البهائم تكون لها صفات محمودة من الإبل والبقر والغنم إلا أن هذا الاستحسان راجع إلى طيب اللحم ، البهائم يستحسنها أهلها ويستطيبونها وتكون عزيزة عندهم على حسب المقاصد ، فالبهمية إما مركوبة وإما محلوبة وإما مأكولة ، فهذه مصالح الناس في البهائم : مركوبة فيما يركب كالإبل ، فإنها تكون عزيزة في الرَّكوب إذا كانت على صفات معينة ، وتكون كذلك حلوبا ، فإذا أرادها للحليب فإنها تكون عزيزة وغالية عند أهلها بصفات معينة يعرفها أهل الخبرة ، كذلك إذا كانت للأكل ، فالاستحسان هنا من جهة الأكل أن تكون حسنة في حالها وصفاتها ومن جهة الأكل ومن جهة الصفة ، فبين من جهة الأكل بقوله : سمينة بصفة السمن، والاستحسان في الشكل .(1/1366)
قال رحمه الله : [ ولا يجزئ إلا الجذع من الضأن والثني مما سواه ] : بعد أن بين رحمه الله حكم الأضحية والمفاضلة بين أنواعها يتبع هذا أن التضحية والهدي لا يكون إلا من هذه الثلاثة الأنواع : الإبل، والبقر، والغنم ، فلا يضحي بغير هذه الثلاث ، وهذا مذهب الجماهير من السلف والخلف رحمهم الله ومنهم الأئمة الأربعة فلا يضحي بدجاجة ، ولا يضحي بمثلا غزال ولا يضحي بتيثل ولا وعل ، فهذه كلها ليست بأضحية وليست محلا للأضحية ؛ ولذلك خص النبي -r- المسن من بهيمة الأنعام ، وهذا يخص الإبل والبقر والغنم ، ونص الله U على اعتبار البهيمة يدل على أنه لا يكون إلا من هذا النوع ، فإذا ثبت هذا فإنه لابد وأن يراعى في هذه البهائم سنا معتبرا يراعي سنا معتبرا فلا يجزئ ما نقص عن هذه السن ، وهذا يعتبر من شروط صحة ا لأضحية .
فالشرط الأول : أن تكون من بهيمة الأنعام ، فلا يجزئ من غيرها .
والشرط الثاني : أن تكون قد بلغت السن المعتبر ، والسن المعتبر الثني من المعز ، والإبل والبقر ، فالثني من الإبل هو الذي بلغ الرابعة وطعن في الخامسة ، أتم الرابعة وطعن في الخامسة .
وأما بالنسبة للغنم فإن الماعز يكون ثنيا إذا أتم السنة ودخل في الثانية .
ومن ا لبقر إذا أتم السنتين ودخل في الثالثة .(1/1367)
قال r : (( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )) وقال r في الحديث الصحيح : (( إن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني )) فعندنا الأصل وما يستثنى، فالأصل أن الثني من الإبل والبقر والغنم واستثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشرط - أن يكون ثنيا - الضأن فقط وهو الذي يسمى في عرف العامة اليوم : الطلي الذي له ألية ، فهذا النوع من الغنم يجزئ منه ما أتم ستة أشهر إذا كان جيد المرعى ، قالوا إنه يكون جذعا من الضأن إذا أتم ستة أشهر . وبعض العلماء يقول : إنه لا يكون جذعا إلا إذا بلغ ثلاثة أرباع الحول ، ومنهم من يقول إذا قارب تمام الحول.
والصحيح الذي ذكره بعض الأئمة أنه يختلف بحسب اختلاف المراعي ، ولذلك قد يجذع بإتمام الستة الأشهر إذا كان طيب المرعى ، وقد يجذع في أكثر الحول أو إذا قارب تمام الحول على حسب اختلاف المرعى .
إذًا لا يكون جذعا دون ستة أشهر وهذا هو بيت القصيد أنه أتم ستة أشهر ، ودخل في أكثر الحول . هذا بالنسبة للشرط المعتبر ؛ لأن النبي -r- رد على أبي بردة -t- حينما ضحى بالعناق وقال له : (( تجزيك ولا تجزي غيرك )) .
فيشترط في الأضحية أن تكون بعد الصلاة لا قبل الصلاة ، فجاء أبو بردة t وضحى قبل صلاة النبي r لعيد الأضحى ، وقال كما في الصحيحين : (( فأحببت أن يكون أول شيء يصيب أهلي من طعامها )) فقصد بالتعجيل المبادرة بهذه السنة ، فلما أخبر النبي -r- أمره أن يذبح أخرى مكانها فقال : (( ليس عندي إلا عناقا)) وهي أصغر فقال r له : (( تجزيك ولا تجزي غيرك )) وهذا يدل على أن الأضحية لابد أن تبلغ سنا معتبرة. ولذلك قال r : (( لا تذبحوا إلا مسنة )) فجعل السن شرطا ، وعلى هذا جماهير السلف والخلف وهو كالإجماع على أن الأضحية لا تجزي والهدي لا يجزي إلا إذا كان قد بلغ السن المعتبرة .(1/1368)
قال رحمه الله : [ وثني المعز ما له سنة ] : ثني المعز ما أتم السنة ودخل في الثانية وعلى هذا إذا أتم السنة ودخل في الثانية جاز أن تُضَحّي بها ، وأيضا لو أن شخصا سألك وقال : علي دم إما في حج مثل أن يكون مثلا فدية حج فأصاب محظورا من محظورات الإحرام فقال: أريد أن أذبح دما فماذا أفعل ؟ تقول له ينبغي أن يكون قد بلغ السن المعتبرة فكل دم واجب على الشرع سواء بالعبادة أو أوجبه على نفسه بالنذر فإنه لابد أن يبلغ السن المعتبر هذه على التفصيل الذي يذكره المصنف في الغنم أتم السنة ودخل الثانية ، ولذلك يقال له الثني.
إذًا يستثنى من الغنم في إتمام السنة الضأن فإنه يمكن أن يضحي به إذا كان دون السنة كما ذكرنا إذا كان جذعا من الضأن .
قال رحمه الله : [ وثني الإبل ما كمل له خمس سنين ] : وثني البقر ما أتم السنتين فإذا أتم السنتين فإنه ثني وحينئذ يجزئ أن يذبحه ، وأن يتقرب به في هدي أو أضحية ، وأما الإبل فما أتم .
قال رحمه الله : [ وثني الإبل ما كمل له خمس سنين ] : ما كمل له خمس سنين : هذا راجع إلى مسألة فقهية : هل العبرة في الحد بأوله أو بتمامه ؟ فكلهم متفقون على أنه لا يكون إلا بعد تمام أربع سنوات ، ثم اختلفوا فقال بعضهم : طعن في الخامسة ، وإذا قيل طعن في الخامسة كما ذكرنا في أول الحديث فهو أن يكون في أكثر الحول من الخامسة يعني أتم ستة أشهر وقارب التمام ، وهذا ذكره بعض أهل الخبرة ، ولذلك نجد بعض الفقهاء رحمهم الله اعتمدوا على هذا القول . قالوا طعن في الخامسة .
ومنهم من يقول أتم الخامسة كما قال المصنف -رحمه الله- وهذا كما ذكرنا راجع إلى التفصيل الذي ذكرناه باختلاف المرعى والأحوال .
قال رحمه الله : [ ومن البقر ما له سنتان ] : ومن البقر ما له سنتان كما ذكرنا .(1/1369)
قال رحمه الله : [ وتجزئ الشاة عن واحد ] : وتجزئ الشاة عن واحد ؛ لأن النبي -r- جعلها عن الرجل وأهل بيته كما في الحديث الصحيح أن الشاة كانت تجزئ عن الرجل وأهل بيته فهي في الأصل مجزئة عن المضحي نفسه. وأما بالنسبة لأهل بيته فهم تبع .
وأجمع العلماء -رحمهم الله- على أن الشاة لا تجزئ عن أكثر من واحد ، ولو اشترك اثنان في شاة لم تقع عنهما. وعندهم خلاف في مسألة لو أنهما ذبحا على هذه الصفة على من تجزي ؟ هل لأول مُسَمٍّ منهما أو للمالك الحقيقي على تفصيل عند العلماء ؛ لأن هناك أحوالا أن يكون مشتركين استحقاقا كما في الشريكين أن يكونا مشتركين هدية يقول له : أشركك معي تبعا هذا كله فيه تفصيل لكن من حيث الأصل لو اشترك اثنان في شاة أو اشترك أكثر من واحد في شاة لا تجزي إلا عن الرجل نفسه ، ولا تجزي عن أكثر من رجل إلا عن أهل بيته تبعا ، وعلى هذا الأصل فيها عن الشخص نفسه ، وهذا منصوص العلماء رحمهم الله في كتبهم أن الشاة لا تجزي إلا عن الرجل وحده . تجزي عن أهل بيته كزوجته وأولاده ، فإذا كانت له أسرة ولو كانت كثيرة العدد فلو كان عنده أكثر من عشرة أولاد وكلهم في رعايته وهو الذي يقوم عليهم وهو الذي ينفق عليهم وهم تبع له وفي بيت واحد فإنه يضحي بشاة واحدة عنه وعن آله .
وأما بالنسبة للبقر والإبل فإن النبي -r- جعلهما عن سبعة ، ولذلك ثبت في الحديث الصحيح أن الصحابة رضوان الله عليهم اشتركوا في الإبل عن سبعة ، وكانت السبعة منهم ينحرون الجزور ويجزيهم .
قال رحمه الله : [ والبدنة والبقرة عن سبعة ] : كما ثبت في حديث جابر -t- وغيره وفي حديث أم المؤمنين عائشة في المسند وغيره عنها رضي الله عنها (( أن النبي r ضحى عن نسائه بالبقر )) فالبقر يحصل فيه التشريك بنوعيه ، وهكذا الإبل .(1/1370)
قال رحمه الله : [ ولا تجزئ العوراء البين عورها ] : الاشتراك في التضحية وفي الهدي، فلو مثلا فرضنا أن سبعة أشخاص كل واحد منهم عليه دم فدية في الحج أو ذهبوا في عمرة ولزمتهم الفدية في حلق أو تقصير أو نتف شعر أو تغطية أو طيب أو نحو ذلك من الفدية فلزم كل واحد منهم دم أو أحرموا دون الميقات وهم سبعة فنقول لهم: اشتركوا في بعير على الصفة المعتبرة وانحروه عنكم ، فحينئذ يجزئ عن السبعة ، ولو أن سبع أسر أرادوا أن يشتركوا في أضحية فاجتمعوا واشتروا جزورا أجزأ هذا الجزور عن سبعة بيوت ، وهكذا لو استطابوا البقر فأرادوا أن يأكلوا لحم البقر والحال يصعب أن أحدهم يشتري بقرة فقال نريد أن نشترك في سبعة في هذه البقرة فدفعوا ثمنها أجزأت أضحية عنهم .
إذًا الاشتراك سواء كان من الشخص في واجب أو في غير واجب .
كذلك أيضا ذكر بعض العلماء أن من وجبت عليه الفدية في سبعة أخطاء ، أو مثلا تكررت على وجه لا تتداخل فيه في الأنواع ، فقالوا لو أنه جاء بعمرة سبع مرات وهو يتخطى الميقات ، ولا يحرم من الميقات عالما متعمدا؛ فلزمه الدم قالوا صح أن ينحر الجزور بمكة صدقة على أهل مكة ؛ لأن الدم الواجب في جبران الواجبات في الحج يكون بمكة، فنحر بمكة جزورا أجزأه عن الإخلالات السبعة ، فيحصل التشريك سواء عن الشخص نفسه فيما وجب عليه . شخص قال : والله أنا صعب علي أن أذبح سبع شياه أو وجد أن قيمة سبعة الشياه مثلا بثلاثة آلاف وخمسمائة أمكنه أن يشتري بقرة بألف ريال وهي بنفس الصفات المعتبرة أجزأته عن هذه الإخلالات .(1/1371)
هذا فيما يحصل فيه التداخل ، ويحصل فيه التشريك . فالتشريك في الجزور سائغ على هذا الوجه ، لكن لو أن أربعة أشخاص أرادوا عقيقة فكل واحد من الثلاثة مثلا ولد له ذكر والرابع منهم ولدت له أنثى فأرادوا أن ينحروا جزورا نقول: لا ؛ لأن مقصود الشرع هنا بالعقيقة كما ذكر بعض الأئمة -رحمهم الله- بالدم نفسه شاتان متكافئتان عن الذكر وشاة عن الأنثى، وحينئذ لا يحصل التداخل ولا الاجتماع ؛ لأنه يخالف مقصود الشرع ، فيحصل التداخل والتشريك في الدماء الواجبة ، ويحصل التداخل والتشريك في الأضحية ، ويحصل التداخل والتشريك في اجتماع الاستحقاقات حتى ولو كان من شخص واحد أو أشخاص ، فلو كان على أحدهم ثلاث فديات واجبة والآخر عليه أربعة ، فدفع الأول الذي عليه ثلاث ثلاثة أسباع قيمة الجزور، ودفع الآخر أربعة أسباع القيمة مثلا كانت قيمة الجزور سبعمائة ريال فإنه يدفع الأول ثلاثة الأسباع ثلاثمائة والثاني يدفع أربعة أسباع أربعمائة ، وينحران جزورا ويجزي عما يجب عليهما .
---
(1/1372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > متى كانت بداية تدوين القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
---
متى كانت بداية تدوين القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
---
أحمد القصير
04-01-2005, 01:46 PM
هذا السؤال عرض لي وأنا أحرر مراحل كتابة القرآن الكريم، فلاحظت أن مرحلة تدوينه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرر تاريخياً، وأقصد أن هذه المسألة لم تناقش في كتب علوم القرآن، ولعل البعض وقف على بعض النصوص التي نستطيع من خلالها معرفة أول مرة كتب فيه القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
---
عبدالرحمن الشهري
04-01-2005, 03:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أبا خالد وفقه الله ونفع به . هذا جواب قريب من هذا الموضوع كنت كتبته لأحد المواقع الإسلامية . فرأيت وضعه هنا مع الإشارة إلى أن الدكتور غانم قدوري الحمد قد عرض لهذا في (رسم المصحف) 95-100 ولم يجد نصوصاً كثيرة في الموضوع ، غير أن المتفق عليه أن القرآن قد بدأت كتابته مع بداية نزول الوحي تقريباً. وأن القرآن الكريم كله كُتِبَ في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان ظهور الإسلام في مكة إيذاناً بنهضة كتابية عظيمة، تتمثل في حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تدوين القرآن الكريم منذ بدء نزوله، وتعلم الصحابة – رضي الله عنهم- للكتابة.
والأدلة على أن القرآن الكريم كتب كله بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرة على ذلك منها:
1- في قصة إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، أنه ذهب لبيت أخته فاطمة بنت الخطاب وهي مع زوجها -رضي الله عنهما-، يقرأُ لهما سورة طه خباب بن الأرت رضي الله عنه من صحيفة مكتوبة، وهي صحيفة من صحف كثيرة كان يكتب فيها القرآن الكريم في أول الإسلام في مكة، ثم بعد ذلك في المدينة.(1/1373)
2- نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة غير القرآن في أحاديث كثيرة، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه (3004): "لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ " وهذا لفظ أحمد (11142). وهذا حث من النبي -صلى الله عليه وسلم -وأمر بكتابة القرآن، ودليل على عناية الصحابة – رضي الله عنهم- بكتابة الوحي، وأنهم قد تجاوزوا تدوين القرآن إلى تدوين كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- مما دعاه عليه الصلاة والسلام أن ينهاهم عن كتابة شيء غير القرآن.
3- عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قلت لعثمان بن عفان – رضي الله عنه- ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال؟
فقال عثمان- رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا). أخرجه الترمذي (3086) وأبو داود (786) والنسائي في السنن الكبرى (8007) والبيهقي في السنن الكبرى (2/42) وأحمد (376). فهذا دليل على أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من القرآن مباشرة.(1/1374)
4- أخرج أبو داود (2507) وغيره عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه- قال: (كنت إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سُرِّي عنه فقال:"اكتب". فكتبت في كتف: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" "والمجاهدون في سبيل الله..." إلى آخر الآية [النساء:95]. فقام ابن أم مكتوم – رضي الله عنه- وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامه غشيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى ثم سُرِّي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال :"اقرأ يا زيد". فقرأت: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غير أولي الضرر.." الآية كلها. قال زيد – رضي الله عنه- فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِف...).
وفي الصحيحين البخاري (2831)، ومسلم (1898) عن البراء بن عازب – رضي الله عنه- قال: " لما نزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - زيدا – رضي الله عنه- فجاء بكتف فكتبها وشكا ابن أم مكتوم – رضي الله عنه- ضرارته فنزلت: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر..." الآية [النساء:95].
وهذا دليل صريح على أن القرآن كان يكتب مباشرة بعد نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم.(1/1375)
5- آيات كثيرة تدل على معرفة العرب للكتابة وشيوعها بينهم، فقد وردت مادة كتب وما اشتق منها في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمائة مرة (300)، ووردت مادة قرأ وما اشتق منها نحواً من ثمانين مرة (80)، ووردت مادة خط وأسماء أدوات الكتابة : القلم، والصحف، والقرطاس، والرق. مما يعني أن كل هذه الأمور مما يعرفه العرب المخاطبون بالقرآن الكريم، وليست مجرد معرفة ساذجة كما يزعم بعض الباحثين، بل معرفة شائعة بينهم.
6- بلغ عدد الذين يكتبون للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة وأربعين كاتباً، وكان بعضهم منقطعاً لكتابة القرآن خاصة، ومن أشهرهم : عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وحنظلة بن الربيع -رضي الله عنهم جميعاً -. وكان أول من كتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- من قريش هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح –رضي الله عنه- وأول من كتب له من الأنصار أبي بن كعب -رضي الله عنه -.(1/1376)
ويجب التفريق بين كتابة القرآن وتدوينه كله في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبين جمعه في مصحف واحد بعد وفاته، أما عن التدوين فالقرآن كله كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم، وأما عدم تدوين القرآن الكريم في مصحف جامع فهذا يرجعه العلماء إلى عدم الحاجة إليه في هذا العصر لوجود النبي -صلى الله عليه وسلم- مرجعا للناس، إضافة إلى نزول القرآن مفرقاً منجماً بحسب الوقائع والأحداث، وما قد يعتريه من النسخ. وفي عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن للصحابة – رضي الله عنهم- القراء مرجع سوى المحفوظ في صدر النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو الأصل الذي يُرجع إليه عند التنازع، أما ما كان مكتوبًا في الرقاع وغيرها فلم يكن مما يرجع إليه الناس، مع وفرته وصحته وصوابه، وكذلك في عهدي أبى بكر وعمر -رضى الله عنهما- كان الاعتماد على الحفظ في الصدور هو المعول عليه دون الكتابة؛ لأنها كانت مفرقة، ولم تكن مجموعة، ولذلك استنكر أبو بكر على عمر – رضي الله عنهما- عندما أشار عليه بجمع القرآن. وكانت حظوظ الصحابة- رضي الله عنهم-، من حفظ القرآن متفاوتة، فكان منهم من يحفظ القدر اليسير، ومنهم من يحفظ القدر الكثير، ومنهم من يحفظ القرآن كله. وهم جمع كثيرون مات منهم في موقعة اليمامة في خلافة أبي بكر – رضي الله عنه - سبعون حافظًا للقرآن- رضي الله عنهم-، وكانوا يسمون حفظة القرآن بـ(القُرَّاء).(1/1377)
ولما قتل سبعون رجلاً من حُفَّاظِه دعت الحاجة إلى جمع ما كتب مفرقًا في مصحف واحد في منتصف خلافة أبي بكر – رضي الله عنه - باقتراح من عمر -رضي الله عنه- .وبعد وفاة أبي بكر – رضي الله عنه - تسلم المصحف عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-، وبعد وفاته ظل المصحف في حوزة ابنته أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها-، وفي هذه الفترة كان حفظ القرآن في الصدور هو المتبع كذلك .وانضم إلى حُفَّاظه من الصحابة – رضي الله عنهم - بعد انتقال النبي -عليه الصلاة والسلام - إلى الرفيق الأعلى، التابعون من الطبقة الأولى، وكانت علاقتهم بكتاب الله هي الحفظ بتفاوت حظوظهم فيه قلة وكثرة، وحفظًا للقرآن كله، وممن اشتهر منهم بحفظ القرآن كله التابعي الكبير الحسن البصري -رضي الله عنه- وآخرون .كان هذا أول جمع للقرآن ، والذي تم فيه هو جمع الوثائق التي كتبها كتبة الوحي في حضرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-،بمعنى تنسيق وثائق كل سورة مرتبة آياتها على نسق نزولها، ولا معنى لهذا الجمع إلا هذا، وإطلاق وصف المصحف عليه إطلاق مجازي. والغاية منه أن يكون مرجعًا موثوقًا به عند اختلاف الحفاظ .
ومما يجب التنبيه إليه مرات أن الجمع في عهد أبي بكر وعثمان –رضي الله عنهما - لم يضف شيئًا أو يحذفه من تلك الوثائق الخطية ، التي تم تدوينها في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- إملاءً منه على كتبة وحيه الأمناء الصادقين .فالجمع في عهد أبي بكر وعثمان – رضي الله عنهما- لم يُدْخِِِِِلا على رسم الآيات ولا نطقها أي تعديل أو تغيير أو تبديل، وفي كل الأماكن والعصور واكب حفظ القرآن تدوينه في المصاحف، وبقي السماع هو الوسيلة الوحيدة لحفظ القرآن على مدى العصور حتى الآن وإلى يوم الدين ومع كثرة انتشار الطباعة اليوم، وكثرة المصاحف، إلا أن هذا لا يغني عن الأخذ عن القراء المتقنين، وهذا من خصائص القرآن الكريم.(1/1378)
وينبغي أن ينبه إلى أن هذا التدوين أو الجمع المبكر للقرآن كان وما يزال هو الأصل الثابت الذي قامت على أساسه كل المصاحف فيما بعد، حتى عصرنا الحالي. وهذه الفترة الراشدة التي سبقت جمع القرآن في خلافة أبي بكر -رضى الله عنه-، لم تكن فترة إهمال للقرآن، كما يزعم بعض خصوم القرآن من المبشرين والمستشرقين والملحدين بل العكس هو الصحيح، كانت فترة عناية شديدة بالقرآن اعتمدوا فيها على السماع من الحفظة المتقنين لحفظ القرآن وتلاوته، و الحفظ المتقن في الصدور والسماع هما أقدم الوسائل لحفظ وتلاوة كتاب الله العزيز . وسيظلان هكذا إلى يوم الدين .والله أعلم.
من المصادر المهمة :
- (رسم المصحف) لغانم الحمد .
- العدد الرابع 1407هـ من مجلة المورد العراقية فقد خصص للخط العربي وتطوره وفيه مباحث عن كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأدواته.
- الخط العربي للخطاط محمد الكردي رحمه الله فيه حديث عن هذا .
- كتاب هلال ناجي عن الخط العربي في مجلد كبير تعرض لهذا الموضوع .
---
أحمد القصير
04-01-2005, 10:00 PM
بارك الله فيك أبا عبد الله ولمزيد من المذاكرة أضيف فأقول:
هل هناك مزيد من النصوص تدل على وجود كتابة في العهد المكي كقصة إسلام عمر؟
---
(1/1379)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بشرى .. كتاب التصوف ..المنشأ والمصادر للشيخ إحسان إلهي ظهير على النت لأول مرة
---
بشرى .. كتاب التصوف ..المنشأ والمصادر للشيخ إحسان إلهي ظهير على النت لأول مرة
---
مسك
10-18-2004, 09:00 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد ..
فهذا هو كتاب الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»التصوف .. المنشأ والمصادر «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
لأول مرة على النت ..
نسقته ونسخته على ملف وورد أسأل الله أن ينفع به أتبعه بنبذه مفيدة عن الكتاب من صميم الكتاب عبارة عن تلخيص لمضمونه في المشاركة القادمة
مشاركة الأخ النظير
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31388)
---
مساعد الطيار
10-18-2004, 01:29 PM
أخي مسك ، أشكرك كثيرًا على تزويدك المكتبة بهذه الكتب النافعة ، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد .
---
مسك
10-19-2004, 12:13 PM
فضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ..
بارك الله فيك على طيب كلماتك وتشجيعك ..
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .
---
(1/1380)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هداية الجيل لقراءة التنزيل
---
هداية الجيل لقراءة التنزيل
---
إمداد
05-20-2005, 11:28 AM
أيها الأخوة الكرام
يسرني أن أهدي إليكم هذا الكتاب( هداية الجيل لقراءة التنزيل)
وفيه بيان طريقة سهلة وميسرة لتعليم الهجاء للطلاب الصغار قبل تسجيلهم في المدارس أو حلقات تحفيظ القران
ولمحو الأمية
ومن أراد نشره فله ذلك وجزاه الله خيرا
على الرابط التالي
هداية الجيل لقراءة التنزيل طريقة سهلة لتعليم الهجاء (http://emdad.jeeran.com/هداية%20الجيل%20إلى%20قراءة%20التنزي.doc)
---
إمداد
05-27-2005, 02:26 AM
إذا لم يعمل الرابط السابق فيمكنك أخي الكريم الأطلاع على الكتاب على هذا الرابط
http://www.ahlalquran.com/vb/attachment.php?attachmentid=378
---
(1/1381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معلومات عن الآيات..منظومه في أبيات...فمن يحفظها؟؟
---
معلومات عن الآيات..منظومه في أبيات...فمن يحفظها؟؟
---
العدواني
06-10-2003, 02:11 PM
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .
هذه بعض الأبيات الجميله في حساب آيات القرآن ،ومناسباتها وهي سهلة الحفظ إن شاء الله.
قال الناظم رحمه الله:
إن شئت حصر الآيي في القرآن ** فهاك نظماً فيه بالبيانِِِِ
ستةُ آلاف وست مئهْ ** وستٌ معْ ستين فخذ بياني
فوعدهُ ألفٌ كذا وعيدهْ ** وأمرهُ ونهيهُ ألفانِ
ومنه ألفٌ قصصٌ أخبارُ ** عبارةُ أمثالْ ألفٌ ثاني
وجاء في التحليل والتحريم ** خمسُ مئةٍ من أول القرآنِ
وجاء في التسبيح والدعاءِ ** مئةُ آيةٍ لذي الإيمانِ
وجاء في الناسخ والمنسوخِ ** ستونَ معْ ستٍ هذا بياني
والحمد لله وصلى الله على ** الرسول أمدَ الزمانِ
---
أبو خالد السلمي
06-10-2003, 05:44 PM
أخي الكريم
ما ذكر في هذه المنظومة من كون عدد آيات القرآن هو ( 6666) ليس بصحيح ، بل هي شبهة يروجها بعض النصارى ، للتنفير عن القرآن ، حيث إن كثيرا من النصارى يتشاءمون من الرقم الذي يكون كله ستات مكررة .
والصحيح أن عدد الآيات في القرآن على العد الكوفي (6236) آية.
ومن المعلوم أن هناك اختلافا يسيرا في عد الآي فأحيانا تدمج آيتان في آية أو تقسم آية إلى آيتين(1/1382)
ومن التصانيف التي أُلفت في عدد آي القرآن: كتاب (عدد المدني الأول) لنافع بن عبدالرحمن المدني، وكتاب (العدد الثاني) لنافع أيضاً، وكتاب (العدد) لعطاء بن يسار، وكتاب (العدد) لحمزة الزيات، وكتاب (العدد) لخلف بن هشام، وكتاب (العدد) لمحمد بن عيسى، وكتاب (العدد) للكسائي، وكتاب (العدد) لعاصم الجحدري، وكتاب يحيى بن الحارث الذماري، وكتاب (العدد) لخالد بن معدان، وكتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب (عد آي القرآن) لأبي حفص الطبري، وكتاب (عد آي القرآن على مذهب أهل البصرة) لأبي العباس الكيالي، وكتاب (البيان في عد آي القرآن) لعثمان بن سعيد. ولابن فيره الشاطبي منظومة رائية في عد الآيات وتعيين فواصل السور، بعنوان (ناظمة الزهر)، ولبرهان الدين الجعبري منظومتان، الأولى بعنوان (عقد الدرر في عد آي السور)، والثانية بعنوان (حديقة الزهر في عد آي السور) ولم يذكر أحد من هؤلاء الآئمة الذين عدوا الآي أن عدد الآي 6666 ، والله أعلم .
---
العدواني
06-10-2003, 11:44 PM
أشكرك أخي على ردك المؤدب والنافع والمؤصل علمياً
وقد أخذت هذه المنظومه من دكتور وكلانا لايعرف المصدر.
---
(1/1383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القول بالأجلين
---
القول بالأجلين
---
أبو محمد المدني
02-24-2005, 02:09 AM
الإخوة الكرماء ، والمشايخ الفضلاء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
عند قوله تعالى : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب .. ) الآية 11 من سورة فاطر .
ذكر ابن عطية رحمه الله تعالى أثر كعب الأحبار الذي أخرجه الصنعاني في تفسيره ، وفيه : أن كعبا عندما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : لو دعا الله لزاد في أجله ، فأنكر ذلك عليه المسلمون واستدلوا بقوله تعالى : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) فأجاب كعب رضي الله عنه بآية فاطر .
قال ابن عطية بعد ذكره لهذا الأثر : وهو ضعيف مردود ، يقتضي القول بالأجلين ، وبنحوه تمسكت المعتزلة . أ.هـ .
أرغب في زيادة إيضاح لهذه العبارة لمن لديه العلم بذلك ، مع رجائي ذكر المراجع للرجوع لها إن أمكن ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد القصير
02-24-2005, 08:15 PM
قال ابن أبي العز الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية» ج1/ص149:(1/1384)
قدر الله سبحانه وتعالى آجال الخلائق بحيث اذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال تعالى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال تعالى وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سالت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وارزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل أجله ولن يؤخر شيئا عن أجله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا وأفضل فالمقتول ميت بأجله فعلم الله تعالى وقدر وقضي ان هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بسبب الحرق وهذا بالغرق الى غير ذلك من الأسباب والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق سبب الموت والحياة وعند المعتزلة المقتول مقطوع عليه أجله ولو لم يقتل لعاش الى أجله فكأن له أجلان وهذا باطل لانه لا يليق أن ينسب الى الله تعالى أنه جعل له اجلا يعلم انه لا يعيش اليه البتة أو يجعل أجله أحد الامرين كفعل الجاهل بالعواقب ووجوب القصاص والضمان على القاتل لارتكابه المنهي عنه ومباشرته
==================
وقال أبو الحسن الأشعري في «مقالات الإسلاميين » ج1/ص256:
القول في الآجال
اختلفت المعتزلة في ذلك على قولين
فقال اكثر المعتزلة الاجل هو الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان يموت فيه او يقتل فاذا قتل قتل بأجله واذا مات مات بأجله وشذ قوم من جهالهم فزعموا ان الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان لو لم يقتل لبقى اليه هو اجله دون الوقت الذى قتل فيه
واختلف الذين زعموا ان الاجل هو الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان يموت فيه او يقتل في المقتول الذى لو لم يقتل هل كان يموت ام لا على ثلاثة اقاويل(1/1385)
فقال بعضهم ان الرجل لو لم يقتل مات في ذلك الوقت وهذا قول ابى الهذيل
وقال بعضهم يجوز لو لم يقتله القاتل ان يموت ويجوز ان يعيش واحال منهم محيلون هذا القول
==================
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (8/516) عن المقتول : هل مات بأجله ؟ أم قطع القاتل أجله ؟
فأجاب : المقتول كغيره من الموتى لا يموت أحد قبل أجله ولا يتأخر أحد عن أجله . بل سائر الحيوان والأشجار لها آجال لا تتقدم ولا تتأخر . فإن أجل الشيء هو نهاية عمره وعمره مدة بقائه فالعمر مدة البقاء والأجل نهاية العمر بالانقضاء . وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة , وكان عرشه على الماء } وثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض } - وفي لفظ - { ثم خلق السموات والأرض } . وقد قال تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } . والله يعلم ما كان قبل أن يكون ; وقد كتب ذلك فهو يعلم أن هذا يموت بالبطن أو ذات الجنب أو الهدم أو الغرق أو غير ذلك من الأسباب وهذا يموت مقتولا : إما بالسم وإما بالسيف وإما بالحجر وإما بغير ذلك من أسباب القتل . وعلم الله بذلك وكتابته له بل مشيئته لكل شيء وخلقه لكل شيء لا يمنع المدح والذم والثواب والعقاب ; بل القاتل : إن قتل قتيلا أمر الله به ورسوله كالمجاهد في سبيل الله أثابه الله على ذلك وإن قتل قتيلا حرمه الله ورسوله كقتل القطاع والمعتدين عاقبه الله على ذلك وإن قتل قتيلا مباحا - كقتيل المقتص - لم يثب ولم يعاقب إلا أن يكون له نية حسنة أو سيئة في أحدهما . والأجل أجلان " أجل مطلق " يعلمه الله " وأجل مقيد " وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم : { من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له(1/1386)
في أثره فليصل رحمه } فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال : " إن وصل رحمه زدته كذا وكذا " والملك لا يعلم أيزداد أم لا ; لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر . ولو لم يقتل المقتول فقد قال بعض القدرية : إنه كان يعيش وقال بعض نفاة الأسباب : إنه يموت وكلاهما خطأ ; فإن الله علم أنه يموت بالقتل فإذا قدر خلاف معلومه كان تقديرا لما لا يكون لو كان كيف كان يكون وهذا قد يعلمه بعض الناس وقد لا يعلمه فلو فرضنا أن الله علم أنه لا يقتل أمكن أن يكون قدر موته في هذا الوقت وأمكن أن يكون قدر حياته إلى وقت آخر فالجزم بأحد هذين على التقدير الذي لا يكون جهل . وهذا كمن قال : لو لم يأكل هذا ما قدر له من الرزق كأن يموت أو يرزق شيئا آخر وبمنزلة من قال : لو لم يحبل هذا الرجل هذه المرأة هل تكون عقيما أو يحبلها رجل آخر ولو لم تزدرع هذه الأرض هل كان يزدرعها غيره أم كانت تكون مواتا لا يزرع فيها وهذا الذي تعلم القرآن من هذا لو لم يعلمه : هل كان يتعلم من غيره ؟ أم لم يكن يتعلم القرآن ألبتة ومثل هذا كثير .
---
عبدالرحمن الشهري
02-24-2005, 10:26 PM
جزاكم الله خيراً يا أبا خالد على هذا الجواب الشافي الكافي. زادك الله علماً وبصيرة .
---
أبو محمد المدني
03-02-2005, 02:07 AM
جزاك الله أخي أحمد القصير على ما أفدت وأجدت ، جعل الله ذلك في ميزان حسناتك ..
---
(1/1387)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول الطبعات الأخيرة من مصحف المدينة النبوية
---
حول الطبعات الأخيرة من مصحف المدينة النبوية
---
إبراهيم الحميضي
10-19-2005, 09:19 PM
يوجد اختلاف في ابتداء وانتهاء بعض الأوجه في الطبعات الأخيرة من مصحف المدينة النبوية انظر مثلاً الأوجه التالية : 120 ، 121، 122، 123، 585،587، 589،591 ، 592 ، وغيرها ، فما سر هذا التغيير ، وهل هو في جميع الإصدارات ، وهل يُوصى الحفاظ بضبط محفوظهم وفق الطبعات الجديدة ؟
---
أبو بيان
10-19-2005, 11:41 PM
هذا التغيير ظاهرٌ في الطبعات الأخيرة لمصحف المجمع,
والسبب تغيير كتابة بعض الآيات والكلمات لملاحظات خاصةٍ بها, هذا ما سمعته (بلاغاً), والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
10-20-2005, 12:58 AM
تتبعت كل الفروق بين الطبعة الأخيرة والسابقة من حيث الخط وبداية الصفحات وسأنشره قريباً بإذن الله في الملتقى مع إرفاق صور من الطبعتين توضح المقصود.
---
مساعد الطيار
10-20-2005, 10:07 AM
جرت العادة بأن مثل هذه الأعمال توثَّق ، ويؤلف فيها من كتب في المشروع ، فلو استطاع مستطيع أن يسأل أحد اللجنة القائمين على هذا المصحف ، أو من له صلة بمجمع الملك فهد رحمه الله ، لوجد ذلك ، ولأسعفنا في إدراك ما أحدثوه من تغييرات ، وأسباب ذلك .
فالطبعة الأولى من هذه المصحف اعتمدت على المصحف المصري ، وقد خرج تقرير علمي بشأن هذه الطبعة الأولى ، وفيها بيان عن سبب اعتماد المصحف المصري ، وما وقع لهم من رأي يخالف ما عليه المصحف المصري .
---
أيمن صالح شعبان
10-20-2005, 10:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1388)
إلتقيت بفضيلة الدكتور زين العابدين المشرف العلمي بالمجمع منذ فترة ودار نقاش بيننا حول هذه المسألة فعلمت منه بتوجه المجمع لوضع المصحف بهذا التنسيق حت يتم توافقه مع القراءات المتداولة في العالم الإسلامي
ورش وقالون والدوري
حيث سيقوم المجمع بطباعة هذه المصاحف والغرض من الاختلاف هو إبداع مساحة للخطاط نفسه لكتابة رؤوس الآيات المختلف فيها عن طريق تضييق بعض الكلمات ومط البعض بحيث يتسنى توحيد المصاحف المطبوعة بداية ونهاية لكل صفحة وتوحيد بدايات الأسطر كذالك . هذا مبلغ علمي
---
أيمن صالح شعبان
10-20-2005, 11:01 PM
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله أن في غاية الشوق لمعرفة الاختلاف في الخط .
---
العيدان
10-21-2005, 01:21 AM
و مما لاحظته العام الماضي :
أنه قد ألغي الوقف الممنوع في جميع المصحف .
و الطبعة الجديدة لمصاحف الجيب ( الزرقاء ) لم يحدث فيها تغيير
---
المنصور
10-21-2005, 06:53 AM
حسب معلوماتي :
أن الخطاط عثمان طه كتب المصحف كتابة جديدة قبل سنتين تقريباً ، ثم طَبَعَ المجمع المصاحف الجديدة وفق الخط الجديد .
وهناك مقابلة كاملة حول هذا الموضوع موجودة في مجلة الدعوة السعودية ، العام الماضي ، ولا أعرف رقم العدد حالياً .
فلعل أحد الإخوة ينقل لنا هذه المقابلة .
وأنا مرتاح جداً لهذا الخط الجديد .
وفق الله تعالى الجميع للخير .
---
الراية
10-21-2005, 01:11 PM
بانتظار المزيد من البيان ، وهل هناك اشياء تم تعديلها غير ما ذكر هنا ؟
---
عبدالرحمن السديس
10-21-2005, 01:39 PM
نعم كلام الأخ المنصورصحيح
فالمصحف تغير خطه ـ يعني ـ كتب مرة أخرى ، وهذا التغيير نتيجة لذلك .
وحقيقة قد يسبب شيئا من الإشكال في المحفوظ ، فعن نفسي لا أقرأ فيه إلا إذا لم أجد الأول ، وإن كان خط الجديد أجمل ، وأوضح.
---
أيمن صالح شعبان
10-21-2005, 10:36 PM(1/1389)
عندي سؤال لفضيلة الدكتور عبد الرحمن حفظه الله هل تقصد سيادتكم الاختلاف في الخط اختلاف الشكل التركيبي للكلمات أم الرسم بالحذف والإضافة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2005, 01:49 AM
ليس اختلاف الرسم وإنما اختلاف طريقة كتابة الحرف. وسيأتي البيان مصحوباً بلقطات من الطبعتين إن شاء الله تبين المقصود .
---
إبراهيم الجوريشي
10-22-2005, 02:29 AM
من التغييرات التي حصلت في الطبعة الجديدة للمصحف هو رسم الحروف بشكل اوضح ووضع حركات التشكيل على الحرف مباشرة وتفكيك بعض الحروف عن بعضها حتى تسهل القرءاة على الجميع أقصد :
مثلا المؤمنين قد تجد اللام اسفلها مباشرة حرف الميم أم الان تجدها اللام ويوجد مسافة تاتي بعدها الميم مثل هذه الحالة
المؤمنين
والله اعلم
---
الزهري للبرمجيات
10-23-2005, 08:15 AM
من يتحفنا بنسخة من الطبعة الجديدة للمصحف ولو تكرم يسحبها بالماسح الضوئي ويرفعها ولكم جزيل الشكر
---
أبو المعتز القرشي
11-15-2005, 03:19 PM
تجدون في هذا الرابط صور من نسخ القرآن :
لعام 1413
وعام 1421
وعام 1425
على هذا الرابط http://alsaha2.fares.net/sahat?128@162.Vq33tTo38xQ.0@.1dd8625d
في تعليق رقم 7
،،
---
عماد الدين
11-19-2005, 02:31 PM
إخواني الأعزاء
أقترح من المشرفين وضع بعض الصور للطبعة الجديدة لقدرتهم على وضع الصور بالموقع.
الإخوة يلحون عليكم بذلك منذ فترة بارك الله فيكم.
ليت المصحف لدي الآن لأضع بعض الصفحات.
---
أبو معاذ البلقاوي
11-19-2005, 11:24 PM
بلغني أن الطبعة الجديدة تحوي ما يزيد على 400اختلاف في علامات الوقف والابتداء عن الطبعات القديمة
ولعل ذلك يُعزى أيضا إلى تغيّراللجنة المشرفة على مراجعة المصحف.
والله أعلم
---
معاذ صفوت محمود
11-20-2005, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1390)
أشكر الإخوة الأفاضل والعلماء الأجلاء الذين كتبوا وعلقوا على هذا الموضوع، ولكني أبدي وجهة نظري حول مصحف المجمع في نسختيه المختلفتين.
وقبل أن أبين ذلك أريد فقط التنبيه على أن كلا المصحفين مكتوبان بنمط واحد من أنماط الخط العربي الأصيل، اصطلح الخطاطون على تسمية هذا النمط بخط النسخ.
وهناك أمر آخر أحب أن ألفت النظر إليه وهو أن كلا المصحفين مكتوب بالرسم العثماني الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتمده الإمام الجليل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
أما الآن فأنا أثبت ما رأيته وما عندي من معلومات حول النسختين إن شاء الله:
أما النسخة الأولى التي نعرفها جميعاً والتي حفظنا عليها القرآن فهي نسخة كتبت في الشام قديماً وعليها طبعت كل المصاحف الشامية إلى يومنا هذا فيما أعلم - والله أعلم - ، وأخذ منها المجمع نسخة طبعها وعدل عليها كلمات معدودة قليلة جدّاً، ولكم أن تروا نموذجاً لمثل هذه التعديلات في حرف اللام الأخيرة من كلمة (وليملل) من آية الدين رقم 282 من سورة البقرة، فإنها - أي اللام من هذه الكلمة- في المصاحف المطبوعة بالشام ممدودة نوعاًُ ما، بينما نجد المجمع قد عدلها في طبعاته الأولى لتصبح بالشكل المعهود لدينا للام الأخيرة في الكلمة، وإنما غير المجمع هذه الكلمة لأن اللام في خط النسخ الذي كتب عليه المصحف لا تقبل هذه المدة (الكشيدة)، فهذا خطأ فني عند الخطاطين، وإنما اضطر الخطاط لعملها هكذا لأن المساحة المتبقية لنهاية السطر كانت كبيرة ولا تكفيها الكلمة إلا بمط اللام قليلاً.
كما أن المجمع عدل أيضاً عليها أكثر علامات الوقف والابتداء التي كانت موجودة في المصحف المطبوع في الشام بحسب آراء علمائنا الأفاضل السادة في لجنة مراجعة المصحف، أما فيما عدا ذلك فالمصحف الأول للمجمع هو عبارة عن صورة منتسخة تماماً من المصحف الذي كتبه عثمان طه - حفظه الله - في الشام قبل إنشاء المجمع أصلاً.(1/1391)
هذا وقد بقي المجمع على هذه النسخة إلى ما قبل حوالي سنتين أو ثلاث سنوات تقريباً أي إلى أن استبدل هذه النسخة بالطبعة الحديثة له.
أما الطبعة الحديثة التي نراها فهي نسخة ثانية كتبت من جديد في المجمع مختلفة عن نسخة الشام، بقلم مختلف، وسُمك مختلف، وحجم مختلف للكلمة، وبالتالي فهي غير متفقة تماما في كل البدايات والنهايات في الأسطر والصفحات مع النسخة التي كتبت بالشام، مع العلم أن هذه النسخة كانت بمراقبة لجنة جديدة مختلفة الأعضاء في الأغلب الأعم.
هذا وقد كان الحرص قائماً على أن توافق هذه الطبعة الجديدة الطبعات السابقة إلا أن اللجنة ارتأت أن تُرَحَّل آية أو اثنتان من بعض الصفحات المضغوطة بسبب كثرة الكلمات، إلى الصفحة التي تليها لكي تكون كثافة الكلمات في كل صفحة واحدة تقريباً - وهذه وجهة نظرهم-.
كما عدلت اللجنة في طريقة كتابة بعض الكلمات بحيث لا تتراكب حروف على أخرى كاللام مع الميم، والياء مع الجيم، ونحو ذلك مما هو جائز في قواعد الخط العربي، إلا أن اللجنة رأت خلافه حتى يكون كل حرف قائماً بذاته وحركاته وسكناته ولا يلتبس بحرف آخر، ويتضح ذلك جلياًّ في قول الله تعالى (ونمارق) من سورة الغاشية فقد كانت النون مركبة فوق الميم فكان بعضهم يقرؤها (وغارق) بغين بعدها ألف، وكتبت في النسخة الجديدة من غير تركيب، هكذا: ونَمَارِقُ.
كما رأوا أن تلغى علامة الوقف الممنوع من المصحف لأن كل وقف لا يؤدي المعنى الكامل من الجملة يعتبر من الوقف الممنوع، وإذا كان الأمر كذلك فإن الأصل أن توضع على كل كلمة في القرآن علامة (لا) وهذا غير معقول، وإن كان التنبيه على بعض الكلمات كان من المتبادر أن يستغرب أحدهم من تخصيص هذه المواضع دون غيرها.
وعلى كل فمسألة علامات الوقف فيها سعة وهي أولا وأخيرا مسألة اجتهادية بحتة إلا فيما يندر جداً من المواضع.(1/1392)
ويجدر بي هنا أن أنبه على ملحظ هام وهو أن أول طبعة من النسخة الثانية هذه كان فيها اختلافات كثيرة عن الطبعات القديمة وخاصة في جزء عم، وانهالت الطلبات الكثيرة على المجمع بالعودة إلى الطبعة القديمة، مما حدا بالمجمع إلى تعديل هذه المواضع من جزء عم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبالتالي فالطبعة الثانية وما تبعها إلى الآن من النسخة الثانية مختلفة عن الطبعة الأولى من ذات النسخة.
وكل ما ذكرته في هذا المقال اعتمدت فيه على دراستي لأسس وقواعد الخط العربي، وعلى ملاحظتي التي دققتها بين النسختين، وعلى مقابلة أجريتها مع فضيلة الشيخ المقرئ محمد تميم بن مصطفى الزعبي، عضو لجنة مراجعة المصحف الجديد.
والله ولي التوفيق ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
عماد الدين
11-21-2005, 12:38 PM
أحسنت أخي (معاذ)
سؤالي : هل يعني أن هناك طبعتين (مختلفتين) من النسخة (الثانية) للمصحف الذي يصدره المجمع ؟
---
عماد الدين
01-20-2006, 08:43 PM
وصلتني والحمد لله النسخة الجديدة من المصحف الشريف التي طبعها مجمع الملك فهد أخيرا وهذه بعض الصور مع توضيح الفروقات بينها وبين الطبعة السابقة ليستفيد زوار هذا الموقع المبارك الذي يهتم بخير العلوم
ولا تنسونا من صالح دعواتكم
http://www.tafsir.net/images/sa/mos1
http://www.tafsir.net/images/sa/mos2
http://www.tafsir.net/images/sa/mos3
http://www.tafsir.net/images/sa/mos4
http://www.tafsir.net/images/sa/mos5
http://www.tafsir.net/images/sa/mos6
http://www.tafsir.net/images/sa/mos7
http://www.tafsir.net/images/sa/mos8
http://www.tafsir.net/images/sa/mos9
http://www.tafsir.net/images/sa/mos10
---
فهد الناصر
01-22-2006, 03:37 PM
الأخ الدكتور عماد الدين : الصور لا تظهر عندي ، ليتك تنظر في الأمر مشكوراً مأجوراً.
---
عماد الدين
01-22-2006, 10:38 PM
الأخ الكريم فهد الناصر(1/1393)
الصور تظهر عندي كلما فتحت صفحة الموضوع بدون مشاكل
أقترح أن أن تنقر بالزر الأيمن بالفأرة على كل صورة وتختار (إظهار الصورة) ... ومجموع الصور عشر .. بها تفاصيل كثيرة عن الطبعة الجديدة
وقد يكون من أسباب عدم ظهورها .. بطء الجهاز لديك .. أو بطء الشبكة
حاول وأخبرني إن لم تظهر الصور سأرسلها لك بالبريد.
---
عبدالرحمن الشهري
01-24-2006, 07:45 PM
شكر الله لكم يا دكتور عماد على هذه الصور الموضحة للفروق . والسبب في عدم ظهور الصور لدينا في السعودية -كما ذكر الأخ فهد الناصر - أن الموقع المجاني الذي رفعتم عليه الصور محجوب لدينا ، وقد نقلت الصور ، ورفعتها على موقعنا حتى تظهر للجميع . فجزاكم الله خيراً.
---
عماد الدين
01-25-2006, 03:27 PM
أحسنت أخي د. عبدالرحمن
وأرجو أن الأخ فهد تظهر لديه الصور الآن.
---
فهد الناصر
01-26-2006, 02:36 PM
نعم . الآن ظهرت لي الصور وفقكما الله ونفع بكما.
---
(1/1394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > «الناس في التفسير عِيَالٌ على مُقاتِل» أيُّ مُقَاتِل؟
---
«الناس في التفسير عِيَالٌ على مُقاتِل» أيُّ مُقَاتِل؟
---
أبو بيان
10-22-2004, 06:57 AM
قال ابن حجر: رُويَ عن الشافعي من وجوه:
(الناس في التفسير عيالٌ على مُقاتل)[تهذيب التهذيب 143].
وهذا مشهور عن الشافعي.
وقال الأثرم: سألت أحمد عن مقاتل بن سليمان؟ فقال لي:
(ما أقول؟ ما رأيت أحداً أعلمُ بالتفسير من مقاتل بن سليمان)[طبقات الحنابلة 1/67].
لكن:
في جلاء الأفهام (ص:422- 423) قال ابن القيم رحمه الله:
(وقد قال مُقاتل بن حَيَّان في تفسيره, في قول الله عز وجل {الذين يُقيمون الصلاة}, قال: «إقامتها: المُحافظة عليها, وعلى أوقاتها, والقيام فيها, والركوع والسجود, والتشهد, والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير», وقد قال الإمام أحمد: الناس في التفسير عِيالٌ على مُقاتل).
وبعد هذا النقل يُقال:
- إمَّا أن ابن القيم رحمه الله سَهَا, فنَسَب العبارة للإمام أحمد, وجعلها في مُقاتل بن حَيَّان.
- وإما أن ما قاله الشافعي في مقاتل بن سليمان, قال مثله الإمام أحمد في مُقاتل بن حَيَّان.
والثاني أطيب وأقرب. والله أعلم.
---
مساعد الطيار
10-22-2004, 12:43 PM
أخو أبو بيان
الذي يظهر أن المتفق عليه عندهم في علمه بالتفسير هو مقاتل بن سليمان ، وإن كان في روايته عندهم نظر ، فهي في محلِّ الردِّ وعدم القبول .
وهو أعلم من مقاتل بن حيان في التفسير ، ولم لا يكون الإمام أحمد قد واطأ الإمام الشافعي على هذه العبارة ، أو أنه يكون أخذها منه ، وأحمد قد اخذ عن الشافعي كما هو معروف ، والله أعلم .
---
فهد الوهبي
10-22-2004, 01:54 PM
المشهور في هذا القول هو مقاتل بن سليمان كما ذكر الدكتور مساعد وإليك بعض النقولات في ذلك:(1/1395)
= روى حرملة بن يحيى عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال الناس عيال على هؤلاء الخمسة من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة وكان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير ابن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان هكذا نقله الخطيب في تاريخه .
(وفيات الأعيان : 5 / 409 ).
= وعنه قال سمعت الشافعي يقول الناس عيال على هؤلاء الأربعة فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان .
( تاريخ مدينة دمشق : 60 / 117 ).
____________
وانظر : تاريخ بغداد : 13 / 346 ، ومرآة الجنان : 312 ، وشذرات الذهب : 1 / 227 ، البداية والنهاية : 10 / 107 .
---
(1/1396)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المجاز في القران
---
المجاز في القران
---
عبدالله حسن
11-19-2004, 02:16 AM
السلام عليكم ،،
هل يصح القول بوجود المجاز في القران .. هل من الممكن احالتي الى مصادر ناقشت هذه المسالة و بينت اراء العلماء حولها
---
جمال حسني الشرباتي
11-19-2004, 04:35 AM
قد يفيدك هذا البحث
http://www.balagh.com/mosoa/quran/re10cdph.htm
---
جمال حسني الشرباتي
11-19-2004, 04:36 AM
وهذا أيضا
http://www.balagh.com/mosoa/quran/re10cdp3.htm
---
فيصل القلاف
11-19-2004, 06:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل المسألة خلافية كما هو مشهور، فمن أهل العلم من أثبته - وهم جمهور المتأخرين - ومنهم من نفاه مطلقاً في القرآن وغيره - وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه والعلامة ابن عثيمين وغيرهم من المحققين - ومنهم من عد الخلاف لفظياً كالإمام ابن قدامة رحمه الله، ومنهم من منع المجاز في القرآن دون غيره، ونسبه العلامة ابن عثيمين إلى العلامة محمد الأمين الشنقيطي، ونسب إليه القول بنفي المجاز مطلقاً في مواضع أخرى. والله أعلم.
ومن أحسن ما كتب في المسألة تحقيقاً وفائدة رسالة الحقيقة والمجاز لشيخ الإسلام ابن تيمية، يرد فيها على الآمدي، وكذلك رد ابن القيم على القائلين بالمجاز في مختصر الصواعق، وكذلك رسالة العلامة محمد الأمين الشنقيطي ( منع جواز المجاز في الكتاب المنزل للإعجاز ).
وأظن المسألة والله أعلم كما قال ابن قدامة رحمه الله لفظية، لا تأثير لها في المعنى.(1/1397)
أما من حيث تحقيق وجود المجاز بالمعنى الذي يذكره الأصوليون ( أنه استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً لعلاقة بينهما، وقرينة تمنع من المعنى الحقيقي ) فالأقرب والله أعلم نفي المجاز مطلقاً. وهذا القول كذلك أولى لسد ذريعة تعطيل الله تعالى من صفاته، حيث توسع المتكلمون في صرف ظواهر نصوص الصفات بغير قرائن معتبرة توسعاً مبتدعاً مرفوضاً.
---
جمال حسني الشرباتي
11-19-2004, 09:43 AM
قلت يا صديقي القلاف
((المسألة خلافية كما هو مشهور، فمن أهل العلم من أثبته - وهم جمهور المتأخرين - ومنهم من نفاه مطلقاً في القرآن وغيره - وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه والعلامة ابن عثيمين وغيرهم من المحققين - ومنهم من عد الخلاف لفظياً كالإمام ابن قدامة رحمه الله، ومنهم من منع المجاز في القرآن دون غيره، ونسبه العلامة ابن عثيمين إلى العلامة محمد الأمين الشنقيطي، ونسب إليه القول بنفي المجاز مطلقاً في مواضع أخرى. والله أعلم.))
وأنت إن كنت تقصد علماء السلفية منذعهد إبن تيمية وحتى عصرنا الحالي فكلامك صحيح.
فلا تتجاهل صديقي وجود مئات من العلماء الأشاعرة من غير توجهكم الذين قالوا بالمجاز وكتاب الجرجاني ليس عنا ببعيد
ولقد أوردت أنا مقالين لأحد الأفاضل لا يمكن التغاضي عما فيهما
فلماذا يكون إقصاء الآخر سياسة؟؟ولماذا لا نعترف بوجوده ووجود رأيه
أليس الإمام العز بن عبد السلام إمام من أئمة ألأشعرية وله وزنه وقيمته وجهاده وله رأيه وتقسيمه لأنواع المجاز القرآني ---فلم تجاهله
قال الصغير صاحب المقال المرفق((نعم هناك ادعاء مجاز جديد ذكره عز الدين بن عبد السلام (ت: 660 ه) وسماه "مجاز اللزوم"، ونحن نذكر أنواعه عنده ونعقب على كل نوع.
أما أنواع "مجاز اللزوم" فهي عنده:(1/1398)
1_ التعبير بالإذن عن المشيئة، لأن الغالب أن الإذن في الشيء لا يقع إلا بمشيئة الإذن واختياره، والملازمة الغالبة مصححة للمجاز، ومن ذلك قوله تعالى: (وَمَا كانَ لِنفسٍ أن تَمُوتَ إلاّ بإذن اللهِ).
أي بمشيئة الله، ويجوز في هذا أن يراد بالاذن أمر التكوين، والمعنى "وما كان لنفس أن تموت إلا بقول الله موتي".
وهذا من المجاز العقلي، وعلاقته السببية كما هو واضح، أو أنه من المجاز المرسل باعتبار الإذن تعبيراً عن المشيئة وعلاقته السببية أيضا.
2_ التعبير بالإذن عن التيسير والتسهيل في مثل قوله تعالى: (واللهُ يدعوا إلى الجنّةِ والمغفرةِ بإذنهِ).
أي بتسهيله وتيسيره. وهذا من المجاز اللغوي المرسل، وعلاقته السببية، أي بسبب من مشيئة الله تعالى وتيسيره وتسهيله.
3_ تسمية ابن السبيل في قوله تعالى: (وابنَ السّبيل) لملازمته الطريق. وهذا من المجاز العقلي، ووجهه وعلاقته من باب تسمية الحال باسم المحل، وذلك لكونه موجود في السبيل.
4.----------وأكتفي بهذه الأمثلة
5
وهذا الموقع موقع تفسير وما عليك إلا أخذ أية من الآيات التي نقول أن قيها مجاز كآية((والليل إذا سجى)) ولنر أقوال المفسرين حولها إن كانوا يقولون بأن الليل يهدأحقيقة أم مجازا
---
عبدالله حسن
11-20-2004, 08:47 AM
أشكر الاخوة على ردودهم .. و الطريف ان ما دفعني الى البحث في هذا الموضوع هو حوار بيني و بين احد الاخوة حول الاشاعرة و انتقلنا من تاويل الصفات الى المجاز حيث أخذ الاخ يشنع على القائلين بوجود المجاز مستخدما عبارة ابن تيمية المجاز كذب فبذلك لا يليق بالله تعالى ..و وصلنا هنا ايضا الى خلاف سلفي اشعري اخر
هل صحيح ان جمهور العلماء قبل شيخ الاسلام ابن تيمية كانوا من المقرين بوجود المجاز في القران ؟
ابحث عن امثلة لهؤلاء العلماء .. و ان تيسر نقل شيء من اقوالهم او ذكر بعض المصادر فهذا افضل ..(1/1399)
على الرغم من انه يبدو لي ان سببا رئيسيا للخلاف هو الاختلاف حول المقصود بـ" المجاز"
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 05:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل يجيبك عن سؤالك بعينه ابن تيمية رحمه الله في رسالة الحقيقة والمجاز، وملخص ما قال: أنك إن قصدت بالجمهور الذي كتبوا كتباً خاصة بعلم الأصول من المتكلمين المعطلين للصفات [ الأشاعرة والمعتزلة ونحوهما ]، فنعم، ومقتضى كلامه أنه لا عبرة بتكاثرهم على هذا القول، وبين سبب ذلك. وإن كان مرادك جمهور العلماء بالأصول الذين هم المجتهدون وأئمة السلف وأئمة اللغويين، فجمهورهم لم يقل بالمجاز، ولا تكلم به، وإنما حدث أول ما حدث من قبل المعتزلة الآخذين علومهم عن اليونان!
فالرسالة أخي قيمة جداً، وإن كان في مباحثها دقة تحتاج جهداً وتركيزاً، لكن فيها خير كثير جداً في الأصول واللغة الفقه والتفسير والعقائد وغيرها، فاقتنها وادع الله لي خيراً.
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 06:25 PM
أخي الكريم
جماهير العلماء واللغويين يقولون بالمجاز
وهل تغطى الشمس بغربال؟؟
وأقتصر على نقل قول عالم عظيم جدا هو الزركشي في كتابه ((البرهان في علوم القرأن))
وهذا مقال معتمد عليه فاقرأ ففيه ما لا يمكن إنكاره
========================================
((((المجاز عند الزركشي
لو لم يكن لبدر الدين ا لزركشي غير كتاب (البرهان في علوم القرآن) لكفاه ، كيما يحتل المكانة التي شغلها وسط منظومة علماء المسلمين ، فالكتاب رغم تأخره نسبيا ، يعد من أمهات علوم القرآن التي لا يستغني عنها باحث في هذا المجال . ونحن في هذه الوقفة نزمع الوقوف العاجل عند أحد أهم المباحث التي انطوى عليها ذلكم الكتاب الجليل ، وهو مبحث مجاز القرآن .(1/1400)
وليس يخفى أن لمبحث المجاز القرآني أهمية ركينة في التراث العلمي الإسلامي ، من شواهدها أن هذا المبحث قد أدى بوضوح وفاعلية إلى تشكل أفكار رئيسة قام عليها عدد من الفرق والتنوجهات الفكرية في سواء منظومة الفكر الديني الإسلامي ن وحصريا فيما عرف ضمن أبواب العقائد بباب توحيد الأسماء والصفات ، حسب التصنيف المتأخر عند كتّاب العقائد ن وبخاصة وسط فرقة أهل السنة. تلك الأسماء والصفات الإلاهية التي وردت في النصوص المقدسة الإسلامية؛ فأثارت خلافات عقدية بالغة الأهمية والخطورة ، واسعة المدى ، عميقة الأثر. وذاك ما نراه بجلاء في كتابات الأشاعرة والمعتزلة ، ثم فرقة أهل الحديث والسلفية بفروعها، التي تشكلت بوضوح في ما كتبه ابن تيمية (728) هـ وابن القيم(751)هـ، وصولا إلى ابن عبد الوهاب أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
وقد استتبع كل ذلك نشوء خلافات وعداوات بين الأفرقة الإسلامية التي طرقت موضوع المجاز القرآني والأسماء والصفات . ولا جرم أن كان المغذّي الأساس لتلك الخلافات ما عُرف وتأكد من سيادة ورسوخ الروح التنطعية ، والعصبية غير العلمية عند كثير من فقهاء المسلمين –رحمهم الله-.
وكان لهم غُنية عن كل ذلك لو أنهم نظروا إلى القضية بمنظار لغة العرب التي تعد المجاز ظاهرة لغوية متحققة راسخة فيها، في حال النص المقدس أيضا هو نص لغوي لم يحد عن سنن العربية ، وطرائق تعبيرها ، وهذا ما أكده الله تعالى في مواطن كثيرة منها قوله : {إنا انزلناه قرآنا عربيا }سورة يوسف ،(1/1401)
وقوله {…بلسان عربي مبين}الشعراء .ولهذا نجد من الغني عن الذكر التذكير بأن كلام النبي عليه السلام قد حوى من المجاز ما لا يحصى كثرة ؛ تبعا لانتهاجه سنن التعبير اللغوي المألوف عند العرب الذين فشا المجاز في كلامهم فشوّا ذريعا واسها ، قال تتعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}سورة إبراهيم . وهنا عليّ الإشارة إلى أن الخلاف في شأن المجازات القرآنية لم يظهر إلا بعد دخول الأعاجم ساحة الإسلام. وبعد زعزعة هيبة ومكانة اللغة العربية، مقارنة بالوضع الذي كانت عليه وقت حياة النبي وصحبه الأقحاح ومن قبلهم من الأعراب الخلّص.
ولقد كان للزركشي دورجلي في إثارة بعض قضايا المجاز بوصفه ظاهرة لغوية قرآنية لابست النص المقدس ، وينكشف لنا ذلكم الدور فيما كتبه ضمن كتابه (البرهان في علوم ا لقرآن ).
إن ظاهرة المجاز لها ساحة بعيدة الأطراف ن غزيرة الفروع ، فضلا عن قيمتها البلاغية والجمالية في إطارها اللغوي . تلك القيمة ا لتي جعلت بعض أهل اللغة يجنحون إلى القول بأن المجاز أبلغ من الحقيقة(1)
ونحن في هاته الوقفة العجلى سنعمد إلى إشارات موجزة نحو أم القضايا ا لمجازية التي تعرض الزركشي لها ودرسها في كتابه البرهان وهي التالية:
أولا/ كون المجاز واقعا في النص القرآني(2) . هاته مسألة غير شائكة بل غير مشهورة على النحو الذي اشتهرت باقي مسائل علوم القرآن .ولقد وضح الخلاف فيها بعد ابن تيمية الذي مال إلى القول بأن المجاز غير واقع في القرآن المجيد، ولم يكن ابن تيمية هو رائد هذا المذهب ، حيث سبقه إلى ذلكم غير واحد منهم أبو إسحاق الإسفراييني(418هـ)و(أبو العباس ابن القاص335هـ)و(ابن خويز منداد4
ثانيا/ اشتراك اللفظ بين حقييقتين، أو حقيقة ومجاز.5
ثالثا/ كون الحذف نوع من أنوع المجاز، ووقوع الخلاف في ذلك.6(1/1402)
ليس من اتفاق على عدِّ الحذف من أضرب المجاز. ومن الاعتراضات أن المجاز استعمالٌ للّفظ في غير موضعه والحذف ليس كذلك. وقد أكد ابن عطية اعتداد الحذف من المجاز، وذلك بوضوح ، فقال :
(وحذف المضاف هو عين المجاز، أو معظمه . وهذا مذهب سيبويه وغيره ، وليس كل حذف مجاز) والسؤال الهام هنا: هل كل حذف مجاز؟7
ومن أهل العلم من وضع معيارا عنده يتحدد كون الحذف من المجاز أم لا . وهذا مانراه عند (عز الدين ا لزنجاني)في قوله(الحذف مجاز إذا تغير الحكم بسببه ، وإلا فلا. مثلا زيد منطلق وعمرو، ليس مجازا رغم حذف الخبر )8.
ويصرح الزركشي برأيه في هذه القضية فيقول((إن أريد بالمجاز استعمال اللفظ في غير موضعه، فالحذف ليس كذلك ؛ لعدم استعماله. وإن أريد بالمجاز إسناد الفعل إلى غيره-وهو المجاز العقلي- فالحذف كذلك))9
إذا الزركشي هنا يحصر الحذف في مطابقته المجاز العقلي؛ فلا يحكم له بالمجازية المطلقة ، لكن أ يكون في الحذف إسناد للفعل إلى غيره حتى يقول الزركشي إن الحذف كذلك؟ أليس الحذف عدم استعمال والمجاز استعمال؟فكيف يكونان شيئا واحدا؟
إن النقطة الأساسية المشتركة بين المجاز والحذف هي التي ذكرها الزركشي في في قوله : ((الحذف خلاف الأصل ))10- ووجه الاشتراك أن المجازأيضا خلاف للأصل .
ولعل هذا الاشتراك في مخالفة الأصل هو ما أغرى الكثيرين بالقول بأن الحذف مجاز بإطلاق.كما أن من وجوه الاشتراك بينهما ما يمكن تسميته باللذة الذهنية، وهي التي صرح بوجودها الزركشي في سياق ذكره فوائد الحذف إن حيث قال: ((إن من فوائده زيادة لذة بسبب استنباط الذهن للمحذوف، وكلما كان الشعور بالمحذوف أعسر، كان الالتذاذ به أشد وأحسن)).(1/1403)
يوكد الزركشي على نقطة أخرى ، الخلاف فيها أقل مما سلف سوقه، وهي كون التشبيه والاستعارة من وجوه المجاز. وهذا من القضايا اللغوية التي لا تحتمل خلافا إذ الأمر فيها واضح جلي، لا يسمح بإنكار دخول الاستعارة والتشبيه ضمن أضرب المجاز ، بل هما من أشهر وأوسع التطبيقات المجازية في لغة العرب.
خالد إبراهيم المحجوبي
http://www.almualem.net/maga/mazaj565.html
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 06:31 PM
وهذا أخي الكريم جزء من كتاب السيوطي حول مجاز القرآن من كتابه الإتقان في علوم القرآن
(((السيوطي في كتابه ((الإتقان في علوم القرآن))
كتب عن المجاز ما يلي
----------------------------------------------------------------------
((النوع الثاني والخمسون في حقيقته ومجازه
----------------------------------
لا خلاف في وقوع الحقائق في القرآن وهي كل لفظ نقي على موضوعه ولا تقديم فيه ولا تأخير وهذا أكثر الكلام .
وأما المجاز فالجمهور أيضًا على وقوعه فيه وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية وشبهتهم أن المجاز أخوالكذب والقرآن منزه عنه وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير وذلك محال على الله تعالى وهذه شبهة باطلة ولوسقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولووجب خلوالقرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنيه القصص وغيرها .
وقد أفرده بالتصنيف الإمام عز الدين ابن عبد السلام ولخصته مع زيادات كثيرة في كتاب سميته مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن وهوقسمان .
الأول : المجاز في التركيب ويسمى مجاز الإسناد .(1/1404)
والمجاز العقلي وعلاقته الملابسة وذلك أن يسند الفعل أوشبهه إلى غير ما هوله أصالة لملابسته له كقوله تعالى { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا } نسبت الزيادة وهي فعل الله إلى الآيات لكونها سببًا لها { يذبح أبناءهم } يا هامان ابن لي نسب الذبح وهوفعل الأعوان إلى فرعون والبناء وهوفعل العملة إلى هامان لكونهما آمرين به وكذا قوله { وأحلوا قومهم دار البوار } نسب الإحلال إليهم لتسببهم في كفرهم بأمرهم إياهم به .
ومنه قوله تعالى { يومًا يجعل الولدان شيبًا } نسب الفعل إلى الظرف لوقوعه فيه عيشة راضية أي مرضية { فإذا عزم الأمر } أي عزم عليه بدليل فإذا عزمت .
=======================
وهذا القسم أربعة أنواع . أحدها : ما طرفاه حقيقيان كالآية المصدر بها وكقوله { وأخرجت الأرض أثقالها } ثانيها : مجازيان نحو { فما ربحت تجارتهم } أي ما ربحوا فيها وإطلاق الربح والتجارة هنا مجاز .
ثالثها ورابعها : ما أحد طرفيه حقيقي دون الآخر أما الأول والثاني .
كقوله { أم أنزلنا عليهم سلطانًا } أي برهانًا { كلا إنها لظى نزاعة للشوى } تدعو فإن الدعاء من النار مجاز .
وقوله { حتى تضع الحرب أوزارها } { تؤتي أكلها كل حين } { فأمه هاوية } فاسم الأم الهاوية مجاز : أي كما أن الأم كافلة لولدها وملجأ له كذلك النار للكافرين كافلة ومأوى ومرجع .
القسم الثاني : المجاز في المفرد ويسمى المجاز اللغوي وهواستعمال اللفظ من غير ما وضع له أولًا وأنواعه كثيرة .
================================
أحدها : الحذف وسيأتي مبسوطًا في نوع المجاز فهوبه أجدر خصوصًا إذا قلنا إنه ليس من أنواع المجاز .
=================================
الثاني : الزيادة وسبق تحرير القول فيها في نوع الإعراب .
==================================(1/1405)
الثالث : إطلاق اسم الكل على الجزء نحو يجعلون أصابعهم في آذانهم أي أناملهم ونكتة التعبير عنها بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة من الفرار فكأنهم جعلوا الأصابع { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم } أي وجوههم لأنه لم ير جملتهم { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } أطلق الشهر وهواسم الثلاثين ليلة وأراد جزءًا منه كذا أجاب به الإمام فخر الدين عن استشكال أن الجزاء يكون بعد تمام الشرط والشرط أن يشهد الشهر وهواسم لكله حقيقة فكأنه أمر بالصوم بعد مضي الشهر وليس كذلك .
وقد فسره علي وابن عباس وابن عمر على أن المعنى : من شهد أول الشهر فليصم جميعه وإن سافر في أثنائه .
أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما وهوايضًا من هذا النوع ويصلح أن يكون من نوع الحذف .
==============================
الرابع : عكسه نحو ويبقى وجه ربك أي ذاته فولوا وجوهكم شطره أي ذواتكم إذ الاستقبال يجب بالصبر { وجوه يومئذ ناعمة } ووجوه يومئذ خاشعة .
عاملة ناصبة عبر بالوجوه عن جميع الأجساد لأن التنعم والنصب حاصل لكلها ذلك بما قدمت يداك بما كسبت أيديكم أي قدمت وكسبت ونسب ذلك إلى الأيدي لأن أكثر الأعمال تزاول بها قم الليل وقرآن الفجر واركعوا مع الراكعين ومن الليل فاسجد له أطلق كلًا من القيام والقراءة والركوع والسجود على الصلاة وهوبعضها { هديا بالغ الكعبة } أي الحرم كلعه بدليل أنه لا يذبح فيها .
تنبيه ألحق بهذين النوعين شيئان .
أحدهما : وصف البعض بصفة الكل كقوله { ناصية كاذبة خاطئة } فالخطأ صفة الكل وصف به الناصية وعكسه كقوله { إنا منكم وجلون } والوجل صفة القلب { ولملئت منهم رعبًا } والرعب إنما يكون في القلب .(1/1406)
والثاني : إطلاق لفظ بعض مراد به الكل ذكره أبوعبيدة وخرج عليه قوله { ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه } أي كله { وإن يك صادقًا يصبكم بعض الذي يعدكم } وتعقب بأنه لا يجب على النبي بيان كل ما اختلف فيه بدليل الساعة والروح نحوها وبأن موسى كان وعدهم بعذاب في الدنيا وفي الآخرة فقال : يصبكم هذا العذاب في الدنيا وهوبعض الوعيد من غير نفي عذاب الآخرة ذكره ثعلب .
قال الزركشي : ويحتمل ايضًا أن يقال إن الوعيد مما لا يستنكر ترك جميعه فكيف بعضه ويؤيد ما قاله ثعلب قوله { فإما نرينك بعض الذي نعدهم أونتوفينك فإلينا مرجعهم .
===================================
الخامس : إطلاق اسم الخاص على الصام نحو { إنا رسول رب العالمين } أي رسله .
=================================
السادس : عكسه نحو { ويستغفرون لمن في الأرض } أي المؤمنين بدليل قوله { ويستغفرون للذين آمنوا } السابع : إطلاق اسم الملزوم على اللازم . الثامن : عكسه نحو { هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة } أي هل يفعل أطلق الاستطاعة على الفعل لأنها لازمة له .
=================================
التاسع : إطلاق المسبب على السبب نحو { ينزل لكم من السماء رزقًا } .
{ قد أنزلنا عليكم لباسًا } أي مطرًا يتسبب عنه الرزق واللباس لا يجدون نكاحًا أي مئونة من مهر ونفقة ومما لا بد للمتزوج منه .
================================
العاشر : عكسه نحو { ما كانوا يستطيعون السمع } أي القبول والعمل به لأنه مسبب عن السمع .
تنبيه من ذلك نسبة الفعل إلى سبب السبب كقوله { فأخرجهما مما كانا فيه } كما أخرج أبويكم من الجنة فإن المخرج في الحقيقة هو الله تعالى وسبب ذلك أكل الشجرة وسبب الأكل وسوسة الشيطان .
===============================(1/1407)
الحادي عشر : تسمية الشيء باسم ما كان عليه نحو { وآتوا اليتامى أموالهم } أي الذين كانوا يتامى إذ لا يتم بعد البلوغ فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن أي الذين كانوا أزواجهن من يأت ربه مجرمًا سماه مجرمًا باعتبار ما كان في الدنيا من الإجرام .
===============================
الثاني عشر : تسميته باسم ما يؤول إليه نحو { إني أراني أعصر خمرًا } أي عنبًا يؤوإلى الخمرية { ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا } أي صائر إلى الكفر والفجور { حتى تنكح زوجًا غيره } سماه زوجًا لأن العقد يؤول إلى زوجية لأنها لا تنكح إلا في حال كونه زوجًا { فبشرناه بغلام حليم } نبشرك بغلام عليم وصفه في حال لا بشارة بما يؤول إليه من العلم والحلم .
===============================
الثالث عشر : إطلاق اسم الحال على المحل نحو ففي رحمة الله هم فيها خالدون أي في الجنة لأنها محل الرحمة { بل مكر الليل } أي في الليل { إذ يريكهم الله في منامك } أي عيناك على قول الحسن .
=================================
الرابع عشر : عكسه نحو { فليدع ناديه } أي أهل ناديه : أي مجلسه ومنه التعبير باليد عن القدرة نحو بيده الملك وبالقلب عن العقل نحو { لهم قلوب لا يفقهون بها } أي عقول وبالأفواه عن الألسن نحو ويقولون بأفواههم وبالقرية عن ساكنيها نحو واسأل القرية وقد اجتمع هذا النوع وما قبله في قوله تعالى { خذوا زينتكم عند كل مسجد } فإن أخذ الزينة غير ممكن لأنها مصدر فالمراد محلها فأطلق عليه اسم الحال وأخذها للمسجد نفسه لا يجب فالمراد به الصلاة فأطلق عليه اسم المحل على الحال .
=============================
الخامس عشر : تسمية الشيء باسم آلته نحو { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } أي ثناء حسنًا لأن اللسان آلته { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } أي بلغة قومه .
================================(1/1408)
السادس عشر : تسمية الشيء باسم ضده نحو { فبشرهم بعذاب أليم } والبشارة حقيقة في الخبر السار ومنه تسمية الداعي إلى الشيء باسم الصارف عنه ذكره السكاكي وخرج عليه قوله تعالى ما منعك أن لا تسجد يعني : ما دعاك إلى أن لا تسجد وسلم بذلك من دعوى زيادة ل .
================================
السابع عشر : إضافة الفعل إلى ما سصح منه تشبيهًا نحو { جدارًا يريد أن ينقض } وصفه بالإرادة وهي من صفات الحي تشبيهًا لميله للوقوع بإرادته .
===============================
الثامن عشر : إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته نحو { فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن } أي قاربن بلوغ الأجل : أي انقضاء العدة لأن الإمساك لا يكون بعده وهوفي قوله { فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن } حقيقة { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } أي فإذا قرب مجيئه وبه يندفع السؤال المشهور فيها أن عند مجيء الأجل لا يتصور تقديم ولا تأخير { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم } الآية : أي لوقاربوا أن يتركوا خافوا لأن الخطاب للأوصياء وإنما يتوجه عليهم قبل الترك لأنهم بعده أموات إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا أي أردتم القيام فإذا قرأت القرآن فاستعذ أي أردت القراءة لتكون الاستعاذة قبلها { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا } أي أردنا إهلاكها وإلا لم يصح العطف بالفاء وجعل منه بعضهم قوله { من يهد الله فهو المهتدي } أي من يرد الله هدايته وهوحسن جدًا لئلا يتحد الشرط والجزاء .
====================
وهذا ليس كل ما ذكر السيوطي وله تتمة أنشرها إن طلبتها
____________
jamal
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 06:37 PM
لاحظ أخي عبارة السيوطي
((وأما المجاز فالجمهور أيضًا على وقوعه فيه وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية ))(1/1409)
فكيف يقال أن الجمهور لا يقولون بوقوعه---مع أن السيوطي على جلال قدره قال بأن الجمهور قالوا بوقوعه---إلا إذا كان الجمهور الشيخ إبن تيمية وتلميذه ومن جاء بعدهما في هذا العصر من جماعة السلفية
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 06:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم الغضب أخي؟! قد بينت لك أن الجمهور إن أريد بهم من خص الأصول بتصنيف من متكلمي الأشاعرة والمعتزلة، فنعم جمهور هؤلاء يقول بالمجاز. وإن أردنا المجتهدين من أئمة السلف - الذين هم أعلم الناس بالأصول وبالكتاب والسنة - وأئمة النحاة فلم يتكلم أحد منهم بالمجاز. وإنما نشأ المجاز في القرون الخالفة على يد المعتزلة لما ترجموا كتب اليونان.
ثم يا أخي قد أكثرت من النقل من غير تحقق، فكلام السيوطي رحمه الله غير دقيق أبداً في الكلام في هذه المسألة. فقد ذكر لمن قال بنفي المجاز دليلين واهيين، وأوهم أن ذلك منتهى ما عندهم، وذلك غير صحيح. بل هم يستدلون بأدلة كثيرة، تجدها في الرسالة المذكورة سابقاً.
ثم يا أخي من نقلت عنهم يوهم بعضهم أن من قال بنفي المجاز كشيخ الإسلام يخرجون بالقرآن الكريم عن طرائق اللسان العربي، والصواب أنهم ينفون المجاز في اللغة مطلقاً في القرآن والشعر وغير ذلك.
وقد أحلتك سابقاً إلى رسالة شيخ الإسلام رحمه الله، فراجعها. ولولا ضيق الوقت وأني مسافر بعد غد، لنقلت لك منها درراً تفيد في هذه المسألة، فالله المستعان.
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 09:56 PM
التأليف في البلاغة والبديع لم يحصل في عصر الأئمة ولا السلف هذا صحيح
فلم يتكلموا في جناس ولا طباق ولا كناية ولا مجاز ولا إستعارة ولا تشبيه---إنما كانت هذه الروائع في كتاب الله مفهومة واضحة لهم ولا حاجة لتأليف فيها أو تنظيم لعلومها
وما عرف عنهم التأليف حتى في أصول الفقه الذي أول من كتب فيه الشافعي رضي الله عنه
ولقد نتجت المؤلفات في علوم القرآن وفي إعجاز القرآن من بعدهم(1/1410)
وجميع علماء السنة كتبوا في تفسيراتهم وكتبهم ذاكرين المجاز ومعترفين بوقوعه إلا القليل القليل منهم
وجاء إبن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ومن تبعهم في هذا العصر من علماء السلفية
الذين قالوا بعدم وقوع المجاز في القرآن---مع أن أستقراء الآيات لا يدعم موقفهم
وما النقولات التي نقلتها أنا عن السيوطي عنا ببعيد
والله أعلم
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 10:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل جمال، عدم تصنيف السلف في الأصول ونحوها يختلف عن عدم تكلمهم بالمجاز. إذ عدم تصنيفهم للأصول كان لتمكنهم منه، ثم أخذ الأصول من كلامهم. أما المجاز، فليس في كلامهم ما يدل عليه، ولا في طرائق تفسيرهم للقرآن، فدل على أنهم غير قائلين به على المعنى الذي يذكره الأصوليون.
ووددت أنك ترجع أخي لرسالة شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، ففيها أدلة الفريقين والقائل بكل قول من العلماء، والترجيح، وذكر الآيات التي يدعي بعض الناس أن فيها مجازاً والجواب عنها، فهو بحق كتاب قيم يستحق قراءتك.
والله أعلم.
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 10:42 PM
أخ قلاف
هل أرجعتني لرسالة إبن تيمية على الشبكة
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل لا أعلم أنها موجودة على الشبكة، والله أعلم.
---
عبدالله حسن
11-21-2004, 06:19 AM
أخي فيصل .. فهمت من كلامك أن شيخ الاسلام و من هم على رايه ينفي المجاز في اللغة مطلقا
هل من الممكن ان تفصل حول هذه النقطة ..
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 04:10 PM
بارك الله فيكم جميعاً .
موضوع المجازموضوع طويل الذيل ، ولا أقول قليل النيل .(1/1411)
كتب فيه العلماء قبل ابن تيمية وبعده رحمهم الله جميعاً . والأمر فيه سهل ، ولكن هناك في كل أمر من يبالغ فيخرج عن المقصود. وقد كتب فيه الدكتور عبدالعظيم المطعني كتاباً جيداً بعنوان (المجاز بين المانعين والمجيزين) وكان رسالته للماجستير ، ويمكن الاطلاع عليه فهو كبير الحجم ، وقد ناقش الأدلة بما استطاع من الموضوعية والعدل.
والمقصود بمثل هذه المشاركات الإشارة للمطولات ، ولا أعتقد أننا سنحسم الخلاف هنا ، لكن بحسبنا الإشارة كما تفضل الشيخ فيصل القلاف والأستاذ جمال .
وقد كتب أخي الكريم الشيخ ناصر الماجد جواباً لسؤال حول هذا الموضوع في موقع الإسلام اليوم أحببت نقله هنا لعله يثري الحوار .
السؤال : ما حكم تأول المجاز عند تفسير القرآن فنقول مثلا عند تفسير قوله تعالى : (( إن الأبرار لفي نعيم )) إن استعمال النعيم في الآية مجاز؛ لأن النعيم لايحلَّ فيه الإنسان لأنه معنى من المعاني ، وإنما أطلق فيه الحال وأريد المحل، وهل يعتبر المجاز في القرآن من باب القول على الله بغير علم ؟
الجواب :
مسألة تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز من المسائل التي نقل الخلاف فيها قديماً ، وجماهير أهل العلم من المفسرين، والأصوليين، وأهل اللغة على إثباته ، ولايفرقون بين مورده في اللغة ، ومورده في القرآن الكريم، وفيهم أئمة لهم قدم صدق في تقرير عقيدة السلف والذود عنها .
والذين ذهبوا إلى نفي المجاز -خصوصاً من أهل السنة- حملهم على ذلك مارأوه من تسلط المبتدعة بدعوى المجاز على نصوص الوحيين، فعطلوها عن دلالاتها في مسائل الغيبيات، وصفات الخالق -عز وجل- خصوصاً .(1/1412)
وفي الحق، فإن القول بالمجاز لاخطر وراءه ، ذلك أن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته إلا بقرينة بإجماع أهل العلم ، ولا قرينة تصحّح قول المعطل، وإنما أُتوا من توهّم كيفيات معينة لتلك النصوص، ثم سلّطوا التأويل عليها لدفع توهمهم الفاسد . على أن تلك الأخبار المتعلقة بالله –تعالى- لاتقبل دعوى المجاز من جهة اللغة وتراكيب الكلم ، وهذا مبسوط تقريره في كلام أهل السنة -والحمد لله- .
والمقصود أنه لاضير من القول بالمجاز ، ولايعدّ من القول على الله بغير علم ، إذ القرآن الكريم نزل بلغة العرب، فجرى على طرائقهم في التعبير، وأساليبهم في تركيب الكلم ، وإنما يكون قولاً على الله بغير علم إذا تعلق بأمور غيبية لاتدرك، ولم تشاهد تُعطل عن ظواهرها، ويُلحد فيها .
بقي أن يقال: إن الأسلوب المجازي ضرورة لبقاء أي لغة وحياتها، إذ الألفاظ وإن كثرت فهي محدودة لا تستوعب كل ما يطرأ من المعاني في حياة الناس ، ومن تأمل هذا الأمر زال عنه ـ بإذن الله ـ كل تردد في هذه المسألة ، والله ولي التوفيق .
المصدر (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=62)
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 05:52 PM
وقول الماجد قول ماجد
((والمقصود أنه لاضير من القول بالمجاز ، ولايعدّ من القول على الله بغير علم ، إذ القرآن الكريم نزل بلغة العرب، فجرى على طرائقهم في التعبير، وأساليبهم في تركيب الكلم ،))
لولا تحفظ بسيط وهو---إن القرأن الكريم ذو إسلوب متفرد في تركيب الكلم غير معهود عند العرب ولا معتاد لديهم وإن كان فيه من البديع مافيه إلا أنه ليس من طراز ولا طرائق كلامهم
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-29-2004, 10:10 PM
إضافة إلى ما ذكره الأخوة عن المجاز وما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
هذه طائفة من أقوال بعض أهل العلم عن المجاز في القرآن .
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة .(1/1413)
أن طريقة المتأخرين هي استخراج معاني النصوص وصرفها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكر التأويلات فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وراء ظهورهم فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف والكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف . ..............و صرف اللفظ عن حقيقته وما وضع له إلى ما لم يوضع له ولا دل عليه بأنواع من المجازات والتكلفات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان والهدى .............. ........... يراجع في الصواعق المرسلة
وقال ابن باز رحمه الله
في مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الرابع
هل في القرآن مجاز
سائل من القصيم بعث إلي رسالة يقول فيها : كثيرا ما أقرأ في كتب التفاسير وغيرها بأن هذا الحرف زائد كما في قوله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فيقولون بأن ( الكاف ) في " كمثله " زائدة ، وقد قال لي أحد المدرسين بأنه ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز ، فإذا كان الأمر كذلك فما القول في قوله تعالى : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ وقوله تعالى : وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
الجواب : الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة وكل ما فيه فهو حقيقة في محله ومعنى قول بعض المفسرين أن هذا الحرف زائد يعني من جهة قواعد الإعراب وليس زائدا من جهة المعنى ، بل له معناه المعروف عند المتخاطبين باللغة العربية . لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم كقوله سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يفيد المبالغة في نفي المثل ، وهو أبلغ من قوله : ( ليس مثله شيء ) وهكذا قوله سبحانه : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير ،(1/1414)
وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها ، وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة تصرفها في الكلام ، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذلك من مجاز اللغة أي مما يجوز فيها ولا يمتنع ، فهو مصدر ميمي كـ " المقام " و " المقال " وهكذا قوله سبحانه : وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ يعني حبه ، وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها ، وهو من باب الإيجاز والاختصار لظهور المعنى . والله ولي التوفيق .
الدعوة العدد 1016 الاثنين 6 ربيع الأول سنة 1406 هـ .
وقال ابن عثيمين رحمه الله
وأكبر دليل على امتناع المجاز في القرآن: أن من علامات المجاز صحة نفيه، وتبادر غيره لولا القرينة؛ وليس في القرآن ما يصح نفيه؛ وإذا وجدت القرينة صار الكلام بها حقيقة في المراد به.
وقال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
وقد أوضحنا في رسالتنا المسماة: منع جواز المجاز، في المنزل للتعبد والإعجاز.
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 10:24 PM
لنمازح آل الشهري قليلا
فإذا كنتما والد وولده
فلماذا يعق الولد والده بقبوله المجاز بينما والده لا يقبل به؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 10:56 PM
بارك الله فيك أخي جمال ، والأخ محمد الشهري (أبو عبدالرحمن) ممن نتعلم منهم وفقه الله. وأخشى أن يكون صنيعي على حد قول الشاعر :
رام نفعاً فضر من غير قصد = ومن البر ما يكون عقوقا !
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-30-2004, 07:39 AM
الأخ جمال الشربيني وفقه
لتعلم أنني لا أعرف الشيخ عبد الرحمن إلا عن طريق الشبكة أسأل الله أن يجمعني وإياه في الفردوس ولو يحصل أن التقي به في غير الشبكة لقاء وجها لوجه فلي الشرف أن أقابله .
وأما لخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف فلا يفسد للود قضية .
الشيخ عبد لرحمن وفقك الله وبارك الله فيك على تواضعك وإنما أنا طويلب أتعلم منكم حفظكم الله .
---(1/1415)
جمال حسني الشرباتي
11-30-2004, 08:06 AM
ولكن يا عميد آل الشهري
مع كل الإحترام البالغ
أليس غريبا قولكم بنفي المجاز في القرآن الكريم مع أنه أظهر من شمس في نهار صيف؟؟
---
أبو عبد المعز
11-30-2004, 11:18 PM
ادعاء ان المجاز اوضح من الشمس..دعوى عريضة جدا..والحديث عن المجاز فرع عن تصوره..وانا اتحدى كل مثبت للمجاز ان يأتي بتعريف معقول للمجاز..
التعريف المشهور عند اهل البلاغة...المجاز هواللفظ المستعمل في غير ما وضع لها...الاسد ان استعمل فى الحيوان المعروف حقيقة وان استعمل فى الانسان الشجاع كان مجازا..لماذا؟ لان هذه اللفظة لم توضع للانسان ولكن للحيوان..هذا التعريف وهو افضل ما عند البلاغيين ...غير معقول..لماذا؟لان تحديد المجاز..لا يمكن الا بعد..معرفة الوضع..وهذا مستحيل لا يكون الا بكهانة كما قال ابن القيم رحمه الله..
اتحدى كل مثبت للمجاز ان ياتي بدليل على ان الاسد فى الاول وضع للحيوان..ثم استعمل بعدذلك فى الشجاع من الناس..ماذا لو عكسنا وقلنا ان الاسد وضع بداية للانسان ثم استعمل بعد ذلك فى الحيوان...ليست الدعوى الاولى اولى من الثانية...
وارجو من المشرفين فى الاخير لو يفرد هذا الموضوع لنقاش اوسع وامثل والسلام عليكم
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2004, 04:31 AM
أبا المعز
ليست حلبة ملاكمة هنا
وإذا كان لفظ الاسد لم يوضع أساسا للحيوان الحقيقي فلأي مسمى وضع؟؟
وما رأيك بالرقبة؟؟
هل قوله تعالى ((فتحرير رقبة))
يعني الحقبقة؟؟
وهل تتحرر الرقبة دون الإنسان؟؟
وهل الجدار له إرادة فيقول عنه القرآن((يريد))؟؟
وهل مريم أخت هارون في قوله((يا أخت هارون))؟؟
لدينا مئات الشواهد التي في إنكار المجازفيها يؤول بذلك التعبير في اللغة إلى خبيصة
---
أبو عبد المعز
12-01-2004, 05:30 AM
عرف المجاز...اولا...الكلام عن الشيء فرع عن تصوره....
ولك بعد ذلك ان اجيبك عن كل اسئلتك..(1/1416)
ملحوظة..يا صديقي العزيز..لا ابحث عن حلبة ملاكمة..بل ابحث عن حلبة مكالمة..
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2004, 02:10 PM
أبا عبد المعز
لقد أخطأت سابقا في إسمك فمعذرة
وموضوع حلبة الملاكمة لا تكون بين متناقشين حتى يقول كل منهما للأخر أتحداك
أما موضوع المجاز----فانتم تنفونه وعليكم أنتم أن تعرضوا بضاعتكم فإذا كانت ثمينة زحزحتم الآخرين عن رأيهم---وإن كانت زهيدة تركوها ولم يهتموا
وواضح انك فهمت كلامي---فأنتم لا تعرضون بضاعة ولا تعرضون ثمنا لبضاعة
أما دعوى عدم معرفة ماوضع اللفظ له إبتداء فهذه نصوص الشعر والشواهد الأدبية وها هم فحول اللغة في معاجمهم قد حددوا أصل كل لفظة
فاذا أردتم تمييع اللغة وقلب الحقائق وجعل الالفاظ تدل على عكس مدلولاتها فلكم ذلك ولكن لا يوجد من يقبل قولكم بنفي ما هو ثابت
---
أبو عبد الرحمن الشهري
12-01-2004, 04:42 PM
الأخ جمال حسني الشرباتي وفقه الله
المجاز الذي تقول أنه أظهر من شمس في نهار صيف لم يظهر للقرون المفضلة وسبق أن أورد الأخوة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أنه استحدث من قبل المتكلمين ........ وكذلك سبق أن ذكرت كلام ابن القيم أن طريقة المتأخرين هي استخراج معاني النصوص وصرفها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكر التأويلات فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وراء ظهورهم فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف والكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف .
وقولكم وما رأيك بالرقبة؟؟(1/1417)
فقد سبق بيان ذلك والتمثيل بقوله تعالى (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير ، وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها ، وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة تصرفها في الكلام ، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذلك من مجاز اللغة أي مما يجوز فيها ولا يمتنع ، ................وهكذا قوله سبحانه : وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ يعني حبه ، وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها ، وهو من باب الإيجاز والاختصار لظهور المعنى .
وأنصحك أخي بالرجوع إلى تلك المراجع المشار إليها لتطلع على المجاز أكثر .
---
أبو عبد المعز
12-01-2004, 05:51 PM
انا انفي ثبوت المجاز فى اللغة..وانت مثبت..وكل طالب علم يعرف ان في قواعد المناظرة..الدليل على المثبت لا على النافي..المجاز عندي عدم ...وعندك المجاز شيء ثابت..
مازلت اطالبك بتعريف للمجاز...ولا ينفعك القفز على المطلوب...
وشرطي فى استمرار الحوار هو ان تحدد المجاز الذي تدعيه...لننظر فيه..فإن اثبته بدليل قبلناه...
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2004, 07:02 PM
أنا لا أدري دليلا على ثبوت المجاز إلا الاستقراء
أعني تتبع آيات الكتاب أية أية
تماما كالقول بحصول النسخ في آيات معدودات
أما بالنسبة للتعريف فأنا ملتزم بأن ((المجاز قسيم الحقيقة))
وقول الإمام عبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغة ملزم لي إذ قال
((« مفعل من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه ، وإذا عدل باللفظ عما نوجبه أصل اللغة ، وصف بأنه مجاز على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي ، أو جاز هو مكان الذي وضع به أولا »ص265
فهل نبدا على بركة الله في تتبع آيات الكتاب؟؟؟
---
أبو عبد المعز
12-01-2004, 07:59 PM(1/1418)
قولك ((المجاز قسيم الحقيقة))يعني فقط ان اللغة تنقسم الى حقيقة والى مجاز..فكل طرف قسيم للآخر...المجاز قسم للغة..وقسيم للحقيقة....فلا زال المجاز مجهولا..
الشيخ عبد القاهر- رحمه الله -عرف لفظ المجاز ..ولم يعرف -فيما نقلته عنه -مفهوم المجاز..لقد اشار الى الاشتقاق لا الى التصور..او اذا احببت عرف الاسم لا المسمى..
لو رجعت الى كتابه اسرار البلاغة..لوجدت تعريفا للاستعارة-والاستعارة عند القوم قسم من المجاز-يقول:
اعلم ان الاستعارة فى الجملة ان يكون لفظ الاصل فى الوضع اللغوي معروفا تدل الشواهد على انه اختص به حين وضع ثم يستعمله الشاعر او غير الشاعر في غير ذلك الاصل وينقله اليه نقلا غير لازم فيكون هناك كالعارية انتهى كلامه...
لك ان تقبل هذا التعريف..ولك ان تبدله..
---
جمال حسني الشرباتي
12-01-2004, 08:42 PM
لماذا الإنتقال إلى الإستعارة وهي قسم من المجاز كما تفضلت
وما العيب في قول الجرجاني((وإذا عدل باللفظ عما نوجبه أصل اللغة ، وصف بأنه مجاز على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي ، أو جاز هو مكان الذي وضع به أولا))
معنى كلامه أن المجاز هو تعديل باللفظ عما أوجبته اصول اللغة لما وضع له أصلا
واللغة اكثرها مجازا ---ولا تجد جملة إلا وفيها لفظ معدول به عن أصله
وكافة فنون البلاغة مجاز على خلاف في الحذف
وانا أرى أن نبدا بالإستقراء ففي ذلك إفادة ما بعدها إفادة
واسمح لي أن أبدا بآية((والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس))
فهل يتنفس الصبح حقيقة؟؟
---
أبو عبد المعز
12-06-2004, 03:39 AM
لا جدوى من استقراء الجزئيات..ونحن لم نتفق بعد على الكليات..
وسأنطلق من مثالك ..لنعود الى البحث الكلي...(1/1419)
لا ريب انك تذهب الى ان "تنفس"موضوع للانسان...وهو فى الاية مسند الى غير الانسان ..وهذا مجاز ..وبالضبط ..هنا استعارة كنائية..حسب تصنيف القوم..اذ شبه الصبح بالانسان..او بالحيوان..وحذف المشبه به وبقي فى الكلام ما يدل عليه وهو لفظ "تنفس"..هكذا يقولون ويعيدون...
الاعتراض...هو..
ما الدليل على ان" تنفس"..موضوع للحيوان..لكي يكون التنفس للصبح مجازا..؟؟؟؟؟؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
12-06-2004, 07:02 AM
بذلك ندور
وهذا غير مفيد للنقاش
قولك((ما الدليل على ان" تنفس"..موضوع للحيوان..لكي يكون التنفس للصبح مجازا..؟؟؟؟؟؟؟))
ربما تأتينا بعده بقول وما الدليل على أن الأكل موضوع للحيوان وليس للحجارة؟؟؟
هذا ليس نقاشا إنما دوار في البدهيات!!
فإذا كنت ستسير معى بنفس الطريقة فلا حاجة لأستمرار النقاش
لأني حقا لا أدري دليلا على أن الكتابة وضعت اصلا للإنسان وليست للحجارة
ابلاغ المشرف |
---
أبو عبد المعز
12-06-2004, 05:55 PM
لا تغضب يا اخي وسع صدرك قليلا...
اعلم ان القول بالوضع..يحيل على مجهول بل على مجاهيل والقول كما قال الامام احمد من احالك على مجهول فما انصفك...
من وضع اسم الاسد للحيوان؟
متى وضع ذلك؟
اين تم الوضع؟
كيف تم الوضع؟
هل الوضع اللغوي توقيفي ام اتفاقي؟
ولا اري اهمية لافتراض الوضع اصلا..لانها ستقود الى بحوث ميتافزيائية..غير متيقنة النتائج...
لذلك نبدل الوضع الافتراضي بحقيقة واقعية لا تنكر..
الا وهي الاستعمال....
ركز معي قليلا ..لا اعرف ولا انت تعرف ولا احد من اللغويين يعرف ..الا الاستعمال..
فالوضع غيبي...ركز معي..لكي لا ندور....
انا لا اعرف وضع لفظ الاسد للحيوان....لكني اعرف ان الاسد يستعمل للحيوان....ركز اقول يستعمل للحيوان...وقد يستعمل فى الانسان...فيدل فى الاولى على الحيوان ويدل فى الثانية على الشجاعة والجراءة..(1/1420)
فلا مجاز ولا هم يحزنون....لا انت ولا غيرك ينكر الاستعمالين....ولكنكم تفترضون وضعا سابقا لا سبيل الى التحقق منه....فتدعون اصالة الاول وثانوية الثاني ولا دليل لكم..
باختصار اللغة عندي استعمالات لا اوضاع..وعندما فتحت عيبي ..لم اجد من يضع اسم السماء للسماء..بل وجدت الناس يستعملون لفظ السماء للسماء..والفرق كبير..بين الامرين...ووجدت الشعراء يستعملون السماء للدلالة على الغيث..فلا مجاز فى الاول ولا فى الثاني..
---
(1/1421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار البيان في( المعوذتين ) للشيخ ابن قيم الجوزية
---
من أسرار البيان في( المعوذتين ) للشيخ ابن قيم الجوزية
---
عبد القادر يثرب
05-29-2004, 03:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير المعوذتين:
أولا- ما ورد في المعوذتين من الأحاديث: روى مسلم في صحيحه من حديث بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله:" ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط: أعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس "0 وفي لفظ آخر من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن عقبة أن رسول الله قال له:" ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قلت: بلى! قال: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس " 0
وفي الترمذي حدثنا قتيبة بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة0 إسناده فيه ضعف، وهو صحيح0 لغيره قال: هذا حديث غريب0
وفي الترمذي والنسائي وسنن أبي داود عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة، نطلب النبي؛ ليصلي بنا، فأدركناه فقال:" قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 قلت يا رسول الله! ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء صحيح "0 قال الترمذي حديث حسن صحيح0
وفي الترمذي أيضا من حديث الجريري، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان0 فلما نزلتا أخذهما، وترك ما سواهما "0 قال: حسن0(1/1422)
ثانيًا- والمقصود: الكلام على هاتين السورتين، وبيان عظيم منفعتهما وشدة الحاجة، بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيرا خاصا في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس0
فنقول- والله المستعان: قد اشتملت السورتان على ثلاثة أصول: وهي أصول الاستعاذة0 أحدها: نفس الاستعاذة0 والثانية: المستعاذ به0 والثالثة: المستعاذ منه0 فبمعرفة ذلك تعرف شدة الحاجة والضرورة إلى هاتين السورتين0 فلنعقد لهما ثلاثة فصول: الفصل الأول- في الاستعاذة0 والثاني- في المستعاذ به0 والثالث- في المستعاذ منه0
الفصل الأول- الاستعاذة وبيان معناها:
اعلم أن لفظ عاذ، وما تصرف منه يدل على التحرز والتحصن والنجاة0 وحقيقة معناه: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه0 ولهذا يسمى المستعاذ به: معاذا، كما يسمى: ملجأ ووزرا0 وفي الحديث:" أن ابنة الجون، لما أدخلت على النبي، فوضع يده عليها قالت: أعوذ بالله منك0 فقال لها: قد عذت بمعاذ! الحقي بأهلك "0 رواه البخاري0
فمعنى أعوذ: ألتجيء، وأعتصم، وأتحرز0 وفي أصله قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الستر0 والثاني: أنه مأخوذ من لزوم المجاورة0 فأما من قال إنه من الستر، قال: العرب تقول للبيت الذي في أصل الشجرة التي قد استتر بها: عوذ بضم العين وتشديد الواو وفتحها0 فكأنه لما عاذ بالشجرة واستتر بأصلها وظلها، سموه: عوذا0 فكذلك العائذ قد استتر من عدوه بمن استعاذ به منه واستجن به منه0 ومن قال هو لزوم المجاورة، قال: العرب تقول للحم إذا لصق بالعظم فلم يتخلص منه: عوذ؛ لأنه اعتصم به واستمسك به0 فكذلك العائذ قد استمسك بالمستعاذ به واعتصم به ولزمه0(1/1423)
والقولان حق، والاستعاذة تنتظمهما معا، فإن المستعيذ مستتر بمعاذه متمسك به معتصم به قد استمسك قلبه به ولزمه كما يلزم الولد أباه إذا أشهر عليه عدوه سيفا وقصده به فهرب منه فعرض له أبوه في طريق هربه فإنه يلقي نفسه عليه ويستمسك به أعظم استمساك0 فكذلك العائذ قد هرب من عدوه الذي يبغي هلاكه إلى ربه ومالكه وفر إليه وألقى نفسه بين يديه واعتصم به واستجار به والتجأ إليه0
وأصل هذا الفعل: أعوذ بتسكين العين وضم الواو، ثم أعل بنقل حركة الواو إلى العين وتسكين الواو: فقالوا: أعوذ ، على أصل هذا الباب0 ثم طردوا إعلاله فقالوا في اسم الفاعل: عائذ0 وأصله: عاوذ 0 فوقعت الواو بعد ألف فاعل فقلبوها همزة، كما قالوا: قائم وخائف0 وقالوا في المصدر: عياذا بالله0 وأصله: عواذا، كلواذ، فقلبوا الواو ياء لكسرة ما قبلها ولم تحصنها حركتها؛ لأنها قد ضعفت بإعلالها في الفعل0 وقالوا: مستعيذ0 وأصله: مستعوذ، كمستخرج0 فنقلوا كسرة الواو إلى العين قبلها ثم قلبت الواو قبلها كسرة فقلبت ياء على أصل الباب0
فإن قلت: فلم دخلت السين والتاء في الأمر من هذا الفعل، كقوله: فاستعذ بالله، ولم تدخل في الماضي والمضارع، بل الأكثر أن يقال: أعوذ بالله، وعذت بالله، دون أستعيذ واستعذت؟
قلت السين والتاء دالة على الطلب0 فقوله: أستعيذ بالله0 أي: أطلب العياذ به، كما إذا قلت: أستخير الله0 أي: أطلب خيرته0 وأستغفره0 أي: أطلب مغفرته0 وأستقيله0 أي: أطلب إقالته0 فدخلت في الفعل إيذانا لطلب هذا المعنى من المعاذ0 فإذا قال المأمور: أعوذ بالله، فقد امتثل ما طلب منه؛ لأنه طلب منه الالتجاء والاعتصام0 وفرق بين نفس الالتجاء والاعتصام، وبين طلب ذلك0 فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصما بالله، أتى بالفعل الدال على ذلك دون الفعل الدال على طلب ذلك فتأمله!(1/1424)
وهذا بخلاف ما إذا قيل: أستغفر الله0 فإنه طلب منه أن يطلب المغفرة من الله0 فإذا قال أستغفر الله: كان ممتثلا؛ لأن المعنى: أطلب من الله تعالى أن يغفر لي0 وحيث أراد هذا المعنى في الاستعاذة، فلا ضير أن يأتي بالسين فيقول: أستعيذ بالله تعالى0 أي: أطلب منه أن يعيذني0 ولكن هذا معنى غير نفس الاعتصام والالتجاء والهرب إليه0 فالأول: يخبر عن حاله وعياذه بربه، وخبره يتضمن سؤاله وطلبه أن يعيذه0 والثاني: طالب سائل من ربه أن يعيذه0 كأنه يقول: أطلب منك أن تعيذني0 فحال الأول أكمل مجيء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر0 ولهذا جاء عن النبي في امتثال هذا الأمر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم0 وأعوذ بكلمات الله التامات0 وأعوذ بعزة الله وقدرته، دون أستعيذ0 بل الذي علمه الله إياه أن يقول: أعوذ برب الفلق0 أعوذ برب الناس، دون أستعيذ0 فتأمل هذه الحكمة البديعة!
فإن قلت فكيف جاء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر والمأمور به: فقال:( قل أعوذ برب الفلق- 1) و ( قل أعوذ برب الناس-1)، ومعلوم أنه إذا قيل: قل الحمد لله، وقل سبحان الله، فإن امتثاله أن يقول: الحمد لله، وسبحان الله0 ولا يقول: قل: سبحان الله؟
قلت: هذا هو السؤال الذي أورده أبي بن كعب على النبي بعينه، وأجابه عنه رسول الله فقال البخاري في صحيحه: حدثنا قتيبة، ثنا سفيان عن عاصم وعبده عن زر قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين، فقال: سألت رسول الله، فقال: قيل لي، فقلت0 فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم0 رواه البخاري0 ثم قال: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش، وحدثنا عاصم عن زر قال: سألت أبي بن كعب قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود، يقول: كذا وكذا، فقال: إني سألت رسول الله، فقال: قيل لي: فقلت: قل، فنحن نقول كما قال رسول الله0(1/1425)
قلت: مفعول القول محذوف وتقديره: قيل لي: قل0 أو قيل لي: هذا اللفظ، فقلت كما قيل لي0 وتحت هذا السر أن النبي ليس له في القرآن إلا بلاغه، لا أنه هو أنشأه من قبل نفسه0 بل هو المبلغ له عن الله0 وقد قال الله له: قل أعوذ برب الفلق، فكان يقتضي البلاغ التام أن يقول: قل أعوذ برب الفلق، كما قال الله0 وهذا هو المعنى الذي أشار النبي إليه بقوله: قيل لي، فقلت0 أي: إني لست مبتدئا0 بل أنا مبلغ أقول، كما يقال لي، وأبلغ كلام ربي، كما أنزله إلي0 فصلوات الله وسلامه عليه، لقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وقال كما قيل له، فكفانا وشفانا من المعتزلة والجهمية وإخوانهم ممن يقول هذا القرآن العربي، وهذا النظم كلامه، ابتدأ هو به0 ففي هذا الحديث أبْيَن الردِّ لهذا القول، وأنه بلغ القول الذي أمر بتبليغه على وجهه ولفظه، حتى أنه لما قيل له: قل؛ لأنه مبلغ محض0 وما على الرسول إلا البلاغ0
الفصل الثاني المستعاذ به هو الله:
المستعاذ به وهو الله وحده رب الفلق، ورب الناس، ملك الناس، إله الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به، ولا يستعاذ بأحد من خلقه0 بل هو الذي يعيذ المستعيذين، ويعصمهم، ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره0 وقد أخبر الله تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذته زادته طغيانا، ورهقا، فقال حكاية عن مؤمني الجن:( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) الجن 6 0 جاء في التفسير أنه كان الرجل من العرب في الجاهلية إذا سافر فأمسى في أرض قفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح0 أي: فزاد الإنس الجن باستعاذتهم بسادتهم رهقا0 أي: طغيانا وإثما وشرا0 يقولون: سدنا الإنس والجن0 والرهق في كلام العرب: الإثم وغشيان المحارم0 فزادوهم بهذه الاستعاذة غشيانا، لما كان محظورا من الكبر والتعاظم، فظنوا أنهم سادوا الإنس والجن0
الفصل الثالث- الشرور المستعاذ منها:(1/1426)
في أنواع الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين0 الشر الذي يصيب العبد، لا يخلو من قسمين: إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه0 ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشدهما اتصالا بصاحبه0 وإما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه0 ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشدهما اتصالا بصاحبه0
وإما شر واقع به من غيره0 وذلك الغير إما مكلف، أو غير مكلف0 والمكلف إما نظيره وهو الإنسان0 أو ليس نظيره وهو الجني0 وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها0 فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما0
فإن سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من أمور أربعة: أحدها: شر المخلوقات التي لها شر عموما0 الثاني: شر الفاسق إذا وقب0 الثالث: شر النفاثات في العقد0 الرابع: شر الحاسد إذا حسد0 فنتكلم على هذه الشرور الأربعة ومواقعها واتصالها بالعبد والتحرز منها قبل وقوعها، وبماذا تدفع بعد وقوعها0
فصل الشرور المستعاذ منها في المعوذتين:
الشر الأول في قوله:( من شر ما خلق 2) فإذا عرفت هذا فلنتكلم على الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين الشر الأول العام في قوله من شر ما خلق0(1/1427)
و(ما)- ههنا- موصولة، ليس إلا0 و(الشر) مسند في الآية إلى المخلوق المفعول، لا إلى خلق الرب تعالى الذي هو فعله وتكوينه، فإنه لا شر فيه بوجه ما0 فإن الشر لا يدخل في شيء من صفاته، ولا في أفعاله، كما لا يلحق ذاته تبارك وتعالى؛ فإن ذاته لها الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه0 وأوصافه كذلك لها الكمال المطلق والجلال التام0 ولا عيب فيها، ولا نقص بوجه ما0 وكذلك أفعاله كلها خيرات محضة، لا شر فيها أصلا0 ولو فعل الشر سبحانه، لاشتق له منه اسم، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى، ولعاد إليه منه حكم0 تعالى وتقدس عن ذلك0 وما يفعله من العدل بعباده، وعقوبة من يستحق العقوبة منهم هو خير محض؛ إذ هو محض العدل والحكمة؛ وإنما يكون شرا بالنسبة إليهم0 فالشر وقع في تعلقه بهم، وقيامه بهم، لا في فعله القائم به تعالى0 ونحن لا ننكر أن الشر يكون في مفعولا ته المنفصلة؛ فإنه خالق الخير والشر0 ولكن هنا أمران ينبغي أن يكونا منك على باب: أحدهما: أن ما هو شر، أو متضمن للشر، فإنه لا يكون إلا مفعولا منفصلا، لا يكون وصفا له، ولا فعلا من أفعاله0 والثاني: أن كونه شرا هو أمر نسبي إضافي، فهو خير من جهة تعلق فعل الرب وتكوينه به، وشر من جهة نسبته إلى من هو شر في حقه0 فله وجهان هو من أحدهما خير؛ وهو الوجه الذي نسب منه إلى الخالق سبحانه وتعالى خلقا وتكوينا ومشيئة، لما فيه من الحكمة البالغة التي استأثر بعلمها، وأطلع من شاء من خلقه على ما شاء منها0 وأكثر الناس تضيق عقولهم عن مباديء معرفتها، فضلا عن حقيقتها، فيكفيهم الإيمان المجمل بأن الله سبحانه هو الغني الحميد، وفاعل الشر، لا يفعله لحاجته المنافية لغناه، أو لنقصه وعيبه المنافي لحمده، فيستحيل صدور الشر من الغني الحميد فعلا، وإن كان هو الخالق للخير والشر0 فقد عرفت أن كونه شرا هو أمر إضافي، وهو في نفسه خير من جهة نسبته إلى خالقه ومبدعه0 فلا تغفل عن هذا الموضع فإنه يفتح لك بابا(1/1428)
عظيما من معرفة الرب ومحبته، ويزيل عنك شبهات حارت فيها عقول أكثر الفضلاء0
وفي الحديث الآخر:" أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزها بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرا وبرا ومن شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن- صحيح0
الشر الثاني- فصل شر الغاسق إذا وقب: الشر الثاني( شر الغاسق إذا وقب )0 فهذا خاص بعد عام وقد قال أكثر المفسرين: إنه الليل0 قال: عبد الله بن عباس:" الليل إذا أقبل بظلمته من الشرق، ودخل في كل شيء، وأظلم "0 والغسق الظلمة0 يقال: غسق الليل، وأغسق إذا أظلم0 ومنه قوله تعالى:( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل الإسراء 78 )0 وكذلك قال الحسن ومجاهد0 والغاسق إذا وقب: الليل إذا أقبل ودخل0 والوقوب: الدخول0 وهو دخول الليل بغروب الشمس0 وقال مقاتل:" يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار "0 وفي تسمية الليل غاسقا قول آخر إنه من البرد0 والليل أبرد من النهار0 والغسق: البرد0 وعليه حمل عبد الله بن عباس قوله تعالى:( هذا فليذوقوه حميم وغساق ص 75)0 وقوله:( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا النبأ 24 25)0 قال: هو الزمهرير يحرقهم ببرده، كما تحرقهم النار بحرها0 وكذلك قال مجاهد ومقاتل: هو الذي انتهى برده0 ولا تنافي بين القولين؛ فإن الليل بارد مظلم0 فمن ذكر برده فقط أو ظلمته فقط، اقتصر على أحد وصفيه0 والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة؛ فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل0 ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور من شر الغاسق الذي هو الظلمة، فناسب الوصف المستعاذ به للمعنى المطلوب بالاستعاذة، كما سنزيده تقريرا عن قريب إن شاء الله0(1/1429)
فصل سبب الاستعاذة من شر الليل: والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل، وشر القمر إذا وقب، هو أن الليل إذا أقبل فهو محل سلطان الأرواح الشريرة الخبيثة وفيه تنتشر الشياطين0 وفي الصحيح: أن النبي أخبر أن الشمس إذا غربت انتشرت الشياطين0 ولهذا قال: فاكفوا صبيانكم واحبسوا مواشيكم حتى تذهب فحمة العشاء0 رواه البخاري ومسلم0 وفي حديث آخر: فإن الله يبث من خلقه ما يشاء والليل هو محل الظلام وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط بالنهار فإن النهار نور والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة وعلى أهل الظلمة0
وروي أن سائلا سأل مسيلمة: كيف يأتيك الذي يأتيك؟ فقال في ظلماء حندس0 وسأل النبي: كيف يأتيك؟ فقال في مثل ضوء النهار0 فاستدل بهذا على نبوته، وإن الذي يأتيه ملك من عند الله، وأن الذي يأتي مسيلمة شيطان0 ولهذا كان سلطان السحر، وعظم تأثيره؛ إنما هو بالليل دون النهار0 فالسحر الليلي عندهم هو السحر القوي التأثير0 ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محال الشياطين، وبيوتهم مأواهم0 والشياطين تجول فيها وتتحكم كما يتحكم ساكن البيت فيه0 وكلما كان القلب أظلم، كان للشيطان أطوع، وهو فيه أثبت وأمكن0
فصل السر في الاستعاذة برب الفلق: ومن- هاهنا- تعلم السر في الاستعاذة برب الفلق في هذا الموضع0 فإن الفلق الصبح الذي هو مبدأ ظهور النور، وهو الذي يطرد جيش الظلام وعسكر المفسدين0 في الليل يأوي كل خبيث وكل مفسد وكل لص وكل قاطع طريق إلى سرب أو كن أو غار وتأوي الهوام إلى أحجرتها والشياطين التي انتشرت بالليل إلى أمكنتها ومحالها، فأمر الله تعالى عباده أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمة ويزيلها ويقهر عسكرها وجيشها0 ولهذا ذكر سبحانه في كل كتاب أنه يخرج عباده من الظلمات إلى النور ويدع الكفار في ظلمات كفرهم0(1/1430)
فصل تفسير الفلق: واعلم أن الخلق كله فلق0 وذلك أن فلقا فعل بمعنى مفعول كقبض وسلب وقنص، بمعنى مقبوض ومسلوب ومقنوص0 والله عز وجل فالق الإصباح وفالق الحب والنوى وفالق الأرض عن النبات والجبال عن العيون والسحاب عن المطر والأرحام عن الأجنة والظلام عن الإصباح0 ويسمى الصبح المتصدع عن الظلمة فلقا وفرقا0 يقال: هو أبيض من فرق الصبح وفلقه0 وكما أن في خلقه فلقا وفرقا فكذلك أمره كله فرقان يفرق بين الحق والباطل فيفرق ظلام الباطل بالحق كما يفرق ظلام الليل بالإصباح ولهذا سمى كتابه الفرقان، ونصره فرقانا؛ لتضمنه الفرق بين أوليائه وأعدائه0 ومنه فلقة البحر لموسى وسماه فلقا، فظهرت حكمة الاستعاذة برب الفلق في هذه المواضع وظهر بهذا إعجاز القرآن وعظمته وجلالته، وأن العباد لا يقدرون قدره، وأنه( تنزيل من حكيم حميد فصلت 42)0
الشر الثالث- شر النفاثات في العقد: الشر الثالث شر النفاثات في العقد0 وهذا الشر هو شر السحر0 فإن النفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر0 والنفث هو النفخ مع ريق وهو دون التفل0 وهو مرتبة بينهما0 والنفث فعل الساحر0 فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة، نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق، فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر والأذى مقترن بالريق الممازج لذلك0 وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور، فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني القدري، لا الأمر الشرعي0(1/1431)
فإن قيل: فالسحر يكون من الذكور والإناث، فلم خص الاستعاذة من الإناث دون الذكور؟ قيل في جوابه: إن هذا خرج على السبب الواقع، وهو أن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي0 هذا جواب أبي عبيدة وغيره0 وليس هذا بسديد؛ فإن الذي سحر النبي هو لبيد بن الأعصم كما جاء في الصحيح0 والجواب المحقق إن النفاثات هنا هن الأرواح والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات؛ لأن تأثير السحر، إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة، والأرواح الشريرة0 وسلطانه، إنما يظهر منها0 فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث، دون التذكير والله أعلم0
فصل العاين والحاسد: والعاين والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء0 فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه، وتتوجه نحو من يريد أذاه0 فالعاين تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته0 والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضا0 ويفترقان في أن العاين قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه، وربما أصابت عينه نفسه0 فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين0
والمقصود أن العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد0 ولهذا- والله أعلم- إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم0 فكل عائن حاسد ولا بد، وليس كل حاسد عائنا0 فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين0 وهذا من شمول القرآن الكريم، وإعجازه وبلاغته0 وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود، وتمني زوالها0(1/1432)
الساحر والحاسد: فالحاسد عدو النعم0 وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها، بل هو من خبثها وشرها، بخلاف السحر0 فإنه؛ إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية0 فلهذا- والله أعلم- قرن في السورة بين شر الحاسد، وشر الساحر؛ لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن0 فالحسد من شياطين الإنس والجن، والسحر من النوعين0 وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن، وهو الوسوسة في القلب0 فذكره في السورة الأخرى، كما سيأتي الكلام عليها، إن شاء الله تعالى0
فالحاسد والساحر يؤذيان المحسود والمسحور بلا عمل منه0 بل هو أذى من أمر خارج عنه0 ففرق بينهما في الذكر في سورة الفلق0 والوسواس؛ إنما يؤذي العبد من داخله بواسطة مساكنته له، وقبوله منه0 ولهذا يعاقب العبد على الشر الذي يؤذيه به الشيطان من الوساوس التي تقترن بها الأفعال والعزم الجازم؛ لأن ذلك بسعيه وإرادته بخلاف شر الحاسد والساحر0 فإنه لا يعاقب عليه؛ إذ لا يضاف إلى كسبه، ولا إرادته0 فلهذا أفرد شر الشيطان في سورة، وقرن بين شر الساحر، والحاسد في سورة0
وكثيرا ما يجتمع في القرآن الحسد والسحر للمناسبة0 ولهذا اليهود أسحر الناس وأحسدهم0 فإنهم لشدة خبثهم فيهم من السحر والحسد ما ليس في غيرهم0 وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بهذا، وهذا فقال:( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئسما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون البقرة 102)0(1/1433)
والشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبها0 ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان؛ لأن الحاسد شبيه بإبليس وهو في الحقيقة من أتباعه؛ لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم، كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله وأبى أن يسجد له حسدا0 فالحاسد من جند إبليس0 وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه0 وربما يعبده من دون الله تعالى حتى يقضي له حاجته، وربما يسجد له0
والمقصود أن الساحر والحاسد كل منهما قصده الشر؛ لكن الحاسد بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود، والشيطان يقترن به ويعينه ويزين له حسده ويأمره بموجبه، والساحر بعلمه وكسبه وشركه واستعانته بالشياطين0(1/1434)
فصل الحسد يشمل الحاسد من الجن والإنس0 وقول( من شر حاسد إذا حسد ) يعم الحاسد من الجن والإنس0 فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله تعالى من فضله، كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته، كما قال تعالى:( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فاطر 6)0 ولكن الوسواس أخص بشياطين الجن، والحسد أخص بشياطين الإنس0 والوسواس يعمهما، كما سيأتي بيانهما0 والحسد يعمهما أيضا، فكلا الشيطانين حاسد موسوس، فالاستعاذة من شر الحاسد تتناولهما جميعا0 فقد اشتملت السورة على الاستعاذة من كل شر في العالم، وتضمنت شرورا أربعة يستعاذ منها: شرا عاما؛ وهو شر ما خلق0 وشر الغاسق إذا وقب0 فهذا نوعان0 ثم ذكر شر الساحر والحاسد؛ وهما نوعان أيضا؛ لأنهما من شر النفس الشريرة، وأحدهما يستعين بالشيطان ويعبده وهو الساحر0 وقلما يتأتى السحر بدون نوع عبادة للشيطان وتقرب إليه0 إما بذبح باسمه، أو بذبح يقصد به هو؛ فيكون ذبحا لغير الله، وبغير ذلك من أنواع الشرك والفسوق0 والساحر وإن لم يسم هذا عبادة للشيطان، فهو عبادة له، وإن سماه بما سماه به0 فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه0 فمن سجد لمخلوق، وقال: ليس هذا بسجود له0 هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة، كما أقبلها بالنعم0 أو هذا إكرام، لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله، فليسمه بما شاء0
سورة الناس: وأما سورة الناس فقد تضمنت أيضا استعاذة، ومستعاذا به، ومستعاذا منه0 فالاستعاذة تقدمت0 وأما المستعاذ به فهو الله تعالى رب الناس، ملك الناس، إله الناس0 فذكر ربو بيته للناس، وملكه إياهم، وإلاهيته لهم0 ولا بد من مناسبة في ذكر ذلك في الاستعاذة من الشيطان الرجيم كما تقدم0 فنذكر أولا معنى هذه الإضافات الثلاث ثم وجه مناسبتها لهذه الاستعاذة0(1/1435)
الإضافة الأولى: إضافة الربوبية المتضمنة لخلقهم وتدبيرهم وتربيتهم وإصلاحهم وجلب مصالحهم وما يحتاجون إليه ودفع الشر عنهم وحفظهم مما يفسدهم هذا معنى ربو بيته لهم0 وذلك يتضمن قدرته التامة ورحمته الواسعة وإحسانه وعلمه بتفاصيل أحوالهم وإجابة دعوا تهم وكشف كرباتهم0
الإضافة الثانية: إضافة الملك0 فهو ملكهم المتصرف فيهم وهم عبيده ومماليكه وهو المتصرف لهم المدبر لهم كما يشاء النافذ القدرة فيهم الذي له السلطان التام عليهم فهو ملكهم الحق الذي إليه مفزعهم عند الشدائد والنوائب وهو مستغاثهم ومعاذهم وملجؤهم فلا صلاح لهم ولا قيام إلا به وبتدبيره فليس لهم ملك غيره يهربون إليه إذا دهمهم العدو ويستصرخون به إذا نزل العدو بساحتهم0(1/1436)
الإضافة الثالثة: إضافة الإلهية0 فهو إلههم الحق ومعبودهم الذي لا إله لهم سواه ولا معبود لهم غيره فكما أنه وحده هو ربهم ومليكهم لم يشركه في ربوبيته ولا في ملكه أحد فكذلك هو وحده إلاههم ومعبودهم فلا ينبغي أن يجعلوا معه شريكا في إلهيته كما لا شريك معه في ربوبيته وملكه0 وهذه طريقة القرآن الكريم يحتج عليهم بإقرارهم بهذا التوحيد على ما أنكروه من توحيد الإلهية والعبادة0 وإذا كان وحده هو ربنا ومالكنا وإلهنا، فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ولا ملجأ لنا منه إلا إليه ولا معبود لنا غيره فلا ينبغي أن يدعي ولا يخاف ولا يرجى ولا يحب سواه ولا يذل لغيره ولا يخضع لسواه ولا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه وتخافه وتدعوه وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ومولي شأنك وهو ربك فلا رب سواه أو تكون مملوكه وعبده الحق فهو ملك الناس حقا وكلهم عبيده ومماليكه، أو يكون معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك وروحك وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم وملكهم وإلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره ولا يستنصروا بسواه ولا يلجئوا إلى غير حماه0 فهو كافيهم وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتولي أمورهم جميعا بربوبيته وملكه وإلاهيته لهم0 فكيف لا يلتجيء العبد عند النوازل ونزول عدوه به إلى ربه ومالكه وإلهه؟
فظهرت مناسبة هذه الإضافات الثلاث للاستعاذة من أعدى الأعداء، وأعظمهم عداوة، وأشدهم ضررا، وأبلغهم كيدا0 ثم إنه سبحانه كرر الاسم الظاهر، ولم يوقع المضمر موقعه فيقول: رب الناس، وملكهم، وإلههم تحقيقا لهذا المعنى، وتقوية له0 فأعاد ذكرهم عند كل اسم من أسمائه، ولم يعطف بالواو، لما فيهم من الإيذان بالمغايرة0 والمقصود الاستعاذة بمجموع هذه الصفات حتى كأنها صفة واحدة0(1/1437)
وقدم الربوبية لعمومها وشمولها لكل مربوب، وأخر الإلهية لخصوصها؛ لأنه سبحانه إنما هو إله من عبده ووحده واتخذه دون غيره إلها0 فمن لم يعبده ويوحده فليس بإلهه، وإن كان في الحقيقة لا إله له سواه؛ ولكن ترك إلهه الحق، واتخذ إلها غيره0 ووسط صفة الملك بين الربوبية والإلهية لأن الملك هو المتصرف بقوله وأمره، فهو المطاع، إذا أمر0 وملكه لهم تابع لخلقه إياهم، فملكه من كمال ربوبيته0 وكونه إلاههم الحق من كمال ملكه، فربوبيته تستلزم ملكه وتقتضيه، وملكه يستلزم إلهيته ويقتضيها0 فهو الرب الحق، الملك الحق، الإله الحق0 خلقهم بربوبيته، وقهرهم بملكه، واستعبدهم بإلاهيته0 فتأمل هذه الجلالة، وهذه العظمة التي تضمنته هذه الألفاظ الثلاثة على أبدع نظام وأحسن سياق: رب الناس، ملك الناس، إله الناس0 وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان، وتضمنت معاني أسمائه الحسنى0
أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى فإن الرب هو القادر الخالق الباريء المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى0
وأما الملك فهو الآمر الناهي المعز المذل الذي يصرف أمور عباده كما يحب ويقلبهم كما يشاء وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز الجبار الحكم العدل الخافض الرافع المعز المذل العظيم الجليل الكبير الحسيب المجيد الوالي المتعالي مالك الملك المقسط الجامع إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك0(1/1438)
وأما الإله فهو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فيدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى0 ولهذا كان القول الصحيح أن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم، وأن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى0 فقد تضمنت هذه الأسماء الثلاثة جميع معاني أسمائه الحسنى، فكان المستعيذ بها جديرا بأن يعاذ ويحفظ ويمنع من الوسواس الخناس، ولا يسلط عليه0
وأسرار كلام الله أجل وأعظم من أن تدركها عقول البشر وإنما غاية أولي العلم الاستدلال بما ظهر منها على ما خفي، وإن باديه إلى الخافي يسير0
فصل الاستعاذة من الشر: وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل0 فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه0 والشر الثاني في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي0 فهذا شر المعائب، والأول شر المصائب0 والشر كله يرجع إلى العيوب، والمصائب، ولا ثالث لهما0 فسورة الفلق تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات وسورة الناس تتضمن الاستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة0(1/1439)
فصل الوسواس: إذا عرف هذا الوسواس: فعلال من وسوس0 وأصل الوسوسة: الحركة0 أو الصوت الخفي الذي لا يحس فيحترز منه0 فالوسواس: الإلقاء الخفي في النفس إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه0 وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد0 ومن هذا وسوسة الحلي وهو حركته الخفية في الأذن0 والظاهر والله تعالى أعلم أنها سميت وسوسة لقربها، وشدة مجاورتها لمحل الوسوسة من شياطين الإنس، وهو الأذن فقيل: وسوسة الحلي؛ لأنه صوت مجاور للأذن، كوسوسة الكلام الذي يلقيه الشيطان في أذن من يوسوس له0 ولما كانت الوسوسة كلاما يكرره الموسوس، ويؤكد عند من يلقيه إليه، كرروا لفظها بإزاء تكرير معناها، فقالوا: وسوس وسوسة0 فراعوا تكرير اللفظ؛ ليفهم منه تكرير مسماه0 ونظير هذا ما تقدم من متابعتهم حركة اللفظ بإزاء متابعة حركة معناه كالدوران والغليان والنزوان وبابه0 ونظير ذلك زلزل ودكدك وقلقل وكبكب الشيء؛ لأن الزلزلة حركة متكررة، وكذلك الدكدكة والقلقلة، وكذلك كبكب الشيء، إذا كبه في مكان بعيد، فهو يكب فيه كبا بعد كب، كقوله تعالى:( فكبكبوا فيها هم والغاوون الشعراء 94)0 ومثله رضرضة، إذا كرر رضه مرة بعد مرة0 ومثله ذرذره، إذا ذره شيئا بعد شيء0 ومثله صرصر الباب، إذا تكرر صريره0 ومثله مطمط الكلام، إذا مطه شيئا بعد شيء0 ومثله كفكف الشيء، إذا كرر كفه وهو كثير0 وقد علم بهذا أن من جعل هذا الرباعي بمعنى الثلاثي المضاعف، لم يصب؛ لأن الثلاثي لا يدل على تكرار، بخلاف الرباعي المكرر0 فإذا قلت: ذر الشيء، وصر الباب، وكف الثوب، ورض الحب، لم يدل على تكرار الفعل، بخلاف ذرذر وصرصر ورضرض ونحوه0 فتأمله فإنه مطابق للقاعدة العربية في الحذو بالألفاظ حذو المعاني وقد تقدم التنبيه على ذلك فلا وجه لإعادته0 وكذلك قولهم عج العجل إذا صوت فإن تابع صوته قالوا عجعج وكذلك ثج الماء إذا صب فإن تكرر ذلك قيل ثجثج0 والمقصود أن الموسوس لما كان يكرر وسوسته ويتابعها(1/1440)
قبل وسوس0
فصل الخناس وبيان اشتقاقه: وأما الخناس فهو فعال من خنس يخنس، إذا توارى واختفى0 ومنه قول أبي هريرة:" لقيني النبي في بعض طرق المدينة وأنا جنب، فانخنست منه "0
وحقيقة اللفظ اختفاء بعد ظهور، فليست لمجرد الاختفاء0 ولهذا وصفت بها الكواكب في قوله تعالى:( فلا أقسم بالخنس التكوير 15)0 قال قتادة هي النجوم تبدو بالليل، وتخنس بالنهار، فتختفي ولا ترى0 وكذلك قال علي رضي الله عنه: هي الكواكب تخنس بالنهار، فلا ترى0 وقالت طائفة: الخنس هي الراجعة التي ترجع كل ليلة إلى جهة المشرق؛ وهي السبعة السيارة0 قالوا: وأصل الخنوس: الرجوع إلى وراء0 والخناس مأخوذ من هذين المعنيين، فهو من الاختفاء والرجوع والتأخر0 فإن العبد إذا غفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان وانبسط عليه وبذر فيه أنواع الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها0 فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به، انخنس وانقبض كما ينخنس الشيء؛ ليتوارى0 وذلك الإنخناس والانقباض هو أيضا تجمع ورجوع وتأخر عن القلب إلى خارج0 فهو تأخر ورجوع معه اختفاء، وخنس0 وانخنس يدل على الأمرين معا0 قال قتادة: الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس0 ويقال: رأسه كرأس الحية، وهو واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه، ويحدثه، فإذا ذكر الله تعالى، خنس0 وإذا لم يذكره، عاد ووضع رأسه يوسوس إليه ويمنيه0(1/1441)
وجيء من هذا الفعل بوزن فعال الذي للمبالغة دون الخانس والمنخنس إيذانا بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله، وأن ذلك دأبه ودينه، لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحيانا0 بل إذا ذكر الله، هرب وانخنس وتأخر0 فإن ذكر الله هو مقمعته التي يقمع بها كما يقمع المفسد والشرير بالمقامع التي تردعه من سياط وحديد وعصي ونحوها0 فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب بها0 ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلا ضئيلا مضنى مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته0
وفي أثر عن بعض السلف أن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي الرجل بعيره في السفر؛ لأنه كلما اعترضه، صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة0 فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة0 ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا0 فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار0 فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه، أو يعذبه شيطانه0
وتأمل كيف جاء بناء الوسواس مكررا لتكريره الوسوسة الواحدة مرارا حتى يعزم عليها العبد، وجاء بناء الخناس على وزن الفعال الذي يتكرر منه نوع الفعل؛ لأنه كلما ذكر الله انخنس، ثم إذا غفل العبد عاوده بالوسوسة! فجاء بناء اللفظين مطابقا لمعنييهما0
فصل الصفة الثالثة للشيطان: وقوله الذي يوسوس في صدور الناس صفة ثالثة للشيطان0 فذكر وسوسته أولا، ثم ذكر محلها ثانيا، وأنها في صدور الناس0 وقد جعل الله للشيطان دخولا في جوف العبد، ونفوذا إلى قلبه وصدره0 فهو يجري منه مجرى الدم، وقد وكل بالعبد فلا يفارقه إلى الممات0(1/1442)
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت: كان رسول الله معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت، فانقلبت، فقام معي؛ ليقلبني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي على رسلكما إنها صفية بنت حيي0 فقالا: سبحان الله يا رسول الله! فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا0 أو قال: شيئا0 رواه البخاري0
وفي الصحيح أيضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، وله ضراط0 فإذا قضي، أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا اذكر كذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربعا سجد سجدتي السهو0 رواه البخاري ومسلم0
ومن وسوسته ما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ ومن خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فمن وجد ذلك، فليستعذ بالله ولينته0 رواه البخاري ومسلم0
وفي الصحيح أن أصحاب رسول الله قالوا: يا رسول الله! إن أحدنا ليجد في نفسه ما لإن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به0 قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة0 صحيح0
ومن وسوسته أيضا أن يشغل القلب بحديثه، حتى ينسيه ما يريد أن يفعله0 ولهذا يضاف النسيان إليه إضافته إلى سببه0 قال تعالى حكاية عن صاحب موسى أنه قال:( إني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره الكهف 63)0(1/1443)
وتأمل حكمة القرآن الكريم وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذة شره جميعه0 فإن قوله:( من شر الوسواس 4 ) يعم كل شره، ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا؛ وهي الوسوسة التي هي مباديء الإرادة0 فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية فيوسوس إليه ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه فيصير شهوة ويزينها له ويحسنها ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليه فيصير إرادة ثم لا يزال يمثل ويخيل ويمني ويشهي وينسى علمه بضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط وينسى ما وراء ذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمة فيشتد الحرص عليها من القلب فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطان معهم مدادا لهم وعونا فإن فتروا حركهم وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى:( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا مريم 83)0 أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا، كلما فتروا، أو ونوا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم، فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظم شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة0 قد رضي لنفسه بالقيادة لفجرة بني آدم وهو الذي استكبر وأبى أن يسجد لأبيهم بتلك النخوة والكبر ولا يرضيه أن يصير قوادا لكل من عصى الله كما قال بعضهم: عجبت من إبليس في تيهه وقبح ما أظهر من نخوته0 تاه على آدم في سجدة، وصار قوادا لذريته شرور الشيطان0(1/1444)
فأصل كل معصية وبلاء إنما هو الوسوسة فلهذا وصفه بها؛ لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه، وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا0 فمن شره أنه لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله تعالى عليه فله فيه حظ بالسرقة والخطف0 وكذلك يبيت في البيت إذا لم يذكر فيه اسم الله تعالى فيأكل طعام الإنس بغير إذنهم ويبيت في بيوتهم بغير أمرهم فيدخل سارقا ويخرج مغيرا ويدل على عوراتهم فيأمر العبد بالمعصية ثم يلقي في قلوب الناس يقظة ومناما إنه فعل كذا وكذا0 ومن هذا أن العبد يفعل الذنب لا يطلع عليه أحد من الناس، فيصبح والناس يتحدثون به0 وما ذاك إلا لأن الشيطان زينه له وألقاه في قلبه، ثم وسوس إلى الناس بما فعل، وألقاه فأوقعه في الذنب ثم فضحه به0 فالرب تعالى يستره، والشيطان يجهد في كشف ستره وفضيحته0 فيغتر العبد ويقول: هذا ذنب لم يره إلا الله تعالى0 ولم يشعر بأن عدوه ساع في إذاعته وفضيحته0 وقل من يتفطن من الناس لهذه الدقيقة0 ومن شره أنه إذا نام العبد عقد على رأسه عقدا تمنعه من اليقظة، كما في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ويعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدة يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقده فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان0 رواه البخاري ومسلم0 ومن شره أن يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح كما ثبت عن النبي أنه ذكر عنده رجل نام ليله حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه0 رواه البخاري0 ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه فإن خالفه وسلكه ثبطه فيه وعوقه وشوش عليه بالمعارضات والقواطع فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته0(1/1445)
ويكفي من شره أنه أقسم بالله ليقعدن لبني آدم صراطه المستقيم، وأقسم ليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم0 ولقد بلغ شره أن أعمل المكيدة وبالغ في الحيلة حتى أخرج آدم من الجنة0 ثم لم يكفه ذلك حتى استقطع من أولاده شرطة النار من كل ألف وتسعة وتسعين0 ثم لم يكفه ذلك حتى أعمل الحيلة في إبطال دعوة الله من الأرض وقصد أن تكون الدعوة له وأن يعبد من دون الله0 فهو ساع بأقصى جهده على إطفاء نور الله وإبطال دعوته وإقامة دعوة الكفر والشرك ومحو التوحيد وأعلامه من الأرض0 ويكفي من شره أنه تصدى لإبراهيم خليل الرحمن حتى رماه قومه بالمنجنيق في النار فرد الله تعالى كيده عليه وجعل النار على خليله بردا وسلاما0 وتصدى للمسيح حتى أراد اليهود قتله وصلبه فرد الله كيده وصان المسيح ورفعه إليه0 وتصدى لزكريا ويحيى حتى قتلا واستثار فرعون حتى زين له الفساد العظيم في الأرض ودعوى أنه ربهم الأعلى0 وتصدى للنبي وظاهر الكفار على قتله بجهده والله تعالى يكبته ويرده خاسئا0 وتفلت على النبي بشهاب من نار يريد أن يرميه به وهو في الصلاة فجعل النبي يقول ألعنك بلعنة الله0 وأعان اليهود على سحرهم للنبي0 فإذا كان هذا شأنه وهمته في الشر فكيف الخلاص منه إلا بمعونة الله وتأييده وإعاذته0 ولا يمكن حصر أجناس شره فضلا عن آحادها إذ كل شر في العالم فهو السبب فيه0(1/1446)
فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى:( يوسوس في صدور الناس )، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى:( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154)0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر، ووسوسته واصلة إلى القلب0 ولهذا قال تعالى:( فوسوس إليه الشيطان طه 120)، ولم يقل: فيه؛ لأن المعنى أنه ألقى إليه ذلك وأوصله فيه، فدخل في قلبه0
فصل الجار والمجرور من الجنة والناس: وقوله تعالى:( من الجنة والناس )0 اختلف المفسرون في هذا الجار والمجرور: بم يتعلق؟ فقال الفراء وجماعة: هو بيان للناس الموسوس في صدورهم0 والمعنى: يوسوس في صدور الناس الذين هم من الجن والإنس0 أي: الموسوس في صدورهم قسمان: إنس وجن0 فالوسواس يوسوس للجني كما يوسوس للإنسي0 وعلى هذا القول فيكون من الجنة والناس نصب على الحال؛ لأنه مجرور بعد معرفة على قول البصريين0 وعلى قول الكوفيين نصب بالخروج من المعرفة0 هذه عبارتهم0 ومعناها: أنه لما لم يصلح أن يكون نعتا للمعرفة، انقطع عنها0 فكان موضعه نصبا0 والبصريون يقدرونه حالا0 أي: كائنين من الجنة والناس0 وهذا القول ضعيف جدا لوجوه:
أحدها: أنه لم يقم دليل على أن الجني يوسوس في صدور الجن، ويدخل فيه كما يدخل في الإنسي، ويجري منه مجراه من الإنسي0 فأي دليل يدل على هذا حتى يصح حمل الآية عليه؟(1/1447)
والثاني: أنه فاسد من جهة اللفظ أيضا0 فإنه قال:( الذي يوسوس في صدور الناس )0 فكيف يبين الناس بالناس؟ فإن معنى الكلام على قوله: يوسوس في صدور الناس الذين هم، أو كائنين من الجنة والناس0 أفيجوز أن يقال: في صدور الناس الذين هم من الناس، وغيرهم؟ هذا ما لا يجوز، ولا هو استعمال فصيح0
الثالث: أن يكون قد قسم الناس إلى قسمين: جنة وناس، وهذا غير صحيح0 فإن الشيء لا يكون قسيم نفسه0
الرابع: أن الجنة لا يطلق عليهم اسم الناس بوجه، لا أصلا، ولا اشتقاقا، ولا استعمالا0 ولفظها يأبى ذلك0 فإن الجن إنما سموا جنا من الاجتنان، وهو الاستتار0 فهم مستترون عن أعين البشر، فسموا جنا لذلك، من قولهم: جنه الليل، وأجنه، إذا ستره0 ومنه: الجنين، لاستتاره في بطن أمه0 قال تعالى:( وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم النجم 31)0 ومنه: المجن، لاستتار المحارب به من سلاح خصمه0 ومنه: الجنة لاستتار داخلها بالأشجار0 ومنه: الجنة بالضم، لما يقي الإنسان من السهام والسلاح0 ومنه: المجنون، لاستتار عقله0
وأما الناس فبينه، وبين الإنس مناسبة في اللفظ والمعنى0 وبينهما اشتقاق أوسط، وهو عقد تقاليب الكلمة إلى معنى واحد0 والإنس والإنسان مشتق من الإيناس، وهو: الرؤية والإحساس0 ومنه: قوله:( آنس من جانب الطور نارا القصص 29)0 أي: رآها0 ومنه:( فإن آنستم منهم رشدا النساء 6)0 أي: أحسستموه، ورأيتموه0 فالإنسان سمي إنسانا؛ لأنه يونس0 أي: يرى بالعين0(1/1448)
والناس فيه قولان: أحدهما: أنه مقلوب من أنس، وهو بعيد0 والأصل عدم القلب0 والثاني: هو الصحيح0 أنه من النوس، وهو الحركة المتتابعة0 فسمي الناس ناسا، للحركة الظاهرة، والباطنة، كما سمي الرجل: حارث، وهمام0 أصدق الأسماء- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم0 صحيح- لأن كل أحد له هم، وإرادة0 وهي مبدأ وحرث وعمل هو منتهى0 فكل أحد حارث وهمام0 والحرث والهم حركتا الظاهر والباطن، وهو حقيقة النوس0 وأصل ناس: نوس0 تحركت الواو قبلها فصارت ألفا0
هذان هما القولان المشهوران في اشتقاق الناس0 وأما قول بعضهم: إنه من النسيان0 وسمي الإنسان إنسانا، لنسيانه، وكذلك الناس سموا ناسا، لنسيانهم، فليس هذا القول بشيء0 وأين النسيان الذي مادته:( ن س ي ) إلى الناس الذي مادته:( ن و س )؟ وكذلك أين هو من الإنس الذي مادته:( أ ن س )؟
وأما إنسان فهو فعلان من( أ ن س )0 والألف والنون في آخره زائدان، لا يجوز فيه غير هذا البتة؛ إذ ليس في كلامهم: أنس حتى لا يكون إنسانا إفعالا منه0 ولا يجوز أن يكون الألف والنون في أوله زائدتين؛ إذ ليس في كلامهم: انفعل0 فيتبين أنه: فعلان من الأنس0 ولو كان مشتقا من نسي، لكان نسيانا، لا إنسانا0
فإن قلت: فهلا جعلته إفعلالا، وأصله: إنسيان، كليلة إصحيان، ثم حذفت الياء تخفيفا، فصار إنسانا؟ قلت: يأبى ذلك عدم إفعلال في كلامهم0 وحذف الياء بغير سبب، ودعوى ما لا نظير له، وذلك كله فاسد0 على أن الناس قد قيل: إن أصله: الأناس0 فحذفت الهمزة، فقيل الناس0 واستدل بقول الشاعر: إن المنايا يطلعن على الأناس الغافلين0(1/1449)
ولا ريب أن أناسا فعالا0 ولا يجوز فيه غير ذلك البتة0 فإن كان أصل ناس أناسا، فهو أقوى الأدلة على أنه من أنس، ويكون الناس كالإنسان سواء، في الاشتقاق، ويكون وزن ناس على هذا القول: عال؛ لأن المحذوف فاؤه0 وعلي القول الأول يكون وزنه: فعل: لأنه من النوس0 وعلى القول الضعيف يكون وزنه: فلع؛ لأنه من نسي، فقلبت لامه إلى موضع العين، فصار ناسا0 ووزنه: فلعا0
والمقصود أن الناس اسم لبني آدم، فلا يدخل الجن في مسماهم0 فلا يصح أن يكون:( من الجنة والناس ) بيانا لقوله:( في صدور الناس )0 وهذا واضح لا خفاء فيه0
فإن قيل: لا محذور في ذلك0 فقد أطلق على الجن اسم الرجال، كما في قوله تعالى:( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن 6)0 فإذا أطلق عليهم اسم الرجال، لم يمتنع أن يطلق عليهم اسم الناس0
قلت: هذا هو الذي غر من قال إن الناس اسم للجن والإنس في هذه الآية0 وجواب ذلك: أن اسم الرجال؛ إنما وقع عليهم وقوعا مقيدا في مقابلة ذكر الرجال من الإنس0 ولا يلزم من هذا أن يقع اسم الناس والرجال عليهم مطلقا0 وأنت إذا قلت: إنسان من حجارة، أو رجل من خشب، ونحو ذلك، لم يلزم من ذلك وقوع اسم الرجل والإنسان عند الإطلاق على الحجر والخشب0 وأيضا فلا يلزم من إطلاق اسم الرجل على الجني أن يطلق عليه اسم الناس0 وذلك؛ لأن الناس، والجنة متقابلان0 وكذلك: والإنس، والجن0 فالله تعالى يقابل بين اللفظين، كقوله:( يا معشر الجن والإنس الرحمن 33)0 وهو كثير في القرآن0 وكذلك قوله: ( من الجنة والناس 6) يقتضي: أنهما متقابلان، فلا يدخل أحدهما في الآخر، بخلاف الرجال، والجن، فإنهما لم يستعملا متقابلين0 فلا يقال: الجن والرجال، كما يقال: الجن والإنس0 وحينئذ فالآية أبين حجة عليهم في أن الجن، لا يدخلون في لفظ الناس؛ لأنه قابل بين الجنة، والناس، فعلم أن أحدهما لا يدخل في الآخر0(1/1450)
فالصواب القول الثاني0 وهو أن قوله:( من الجنة والناس ) بيان للذي يوسوس، وأنهما نوعان: إنس، وجن0 فالجني يوسوس في صدور الإنس، والإنسي أيضا يوسوس إلى الإنسي0 فالموسوس نوعان: إنس، وجن0 فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب0 وهذا مشترك بين الجن، والإنس، وإن كان إلقاء الإنسي ووسوسته؛ إنما هي بواسطة الأذن0 والجني لا يحتاج إلى تلك الواسطة؛ لأنه يدخل في ابن آدم، ويجري منه مجرى الدم0 على أن الجني قد يتمثل له، ويوسوس إليه في أذنه، كالإنسي- كما في البخاري عن عروة عن عائشة عن النبي أنه قال:" إن الملائكة تحدث في العنان0 والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن، كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة من عند أنفسهم "0 رواه البخاري والترمذي0 فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن0 ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني0 قال تعالى:( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا الأنعام 112)0
فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله0 فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني، ويشتركان في الوسوسة0 وعلى هذا فتزول تلك الإشكالات والتعسفات التي ارتكبها أصحاب القول الأول0 وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين: شياطين الإنس، والجن0 وعلى القول الأول؛ إنما تكون الاستعاذة من شر شياطين الجن فقط0 فتأمله فإنه بديع جدا!!
فهذا ما من الله به من الكلام على بعض أسرار هاتين السورتين0 وله الحمد والمنة، وعسى الله أن يساعد بتفسير على هذا النمط، فما ذلك على الله بعزيز0 والحمد لله رب العالمين!
من كتاب ( بدائع الفوائد)
للشيخ: ابن قيِّم الجوزيَّة- رحمه الله تعالى بتصرف!
---
أبو عاتكة
05-30-2004, 12:22 PM(1/1451)
(( فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى:( يوسوس في صدور الناس )، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى:( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154)0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر، ))
اخي الفاضل لم أفهم الفرق بين ذكر القلب والصدر من كلام ابن القيم رحمه الله فهلا أفدتمونا بارك الله فيكم ونفع بكم
---
عبد القادر يثرب
05-30-2004, 02:00 PM
لعلك تجد جواب سؤالك في قول الدكتور فاضل السامرائي من لمسات بيانية في سورة الناس، وهو:
( ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور ، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب،فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب ).
أو يجيبك عليه من عنده شيء من علم البيان، فأنا لست منهم، وإنما أنا أنقل ما قاله ابن القيم0 وبارك الله فيك0
---
د. عماد
06-01-2004, 05:41 PM
شكر الله لأخينا عبد القادر جهده الواضح في نقل هذه الأسرار البديعة، ورحم شيخنا الجليل ابن قيم الجوزية على ما أظهر لنا من أسرار البيان في المعوذتين. وليت الذين يرتفعون على أكتافه وأكتاف غيره من العلماء الأجلاء أن يحفظوا غيبهم، وألا يغمطوا لهم حقهم.
وقد أجاب الجمهور على تساؤل الأخ ( أبو عاتكة ) بقولهم: الصدر محل القرآن والعلم. ودليلهم على ذلك قوله تعالى:( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ). وكذلك الصدر هو محل القلب.(1/1452)
وقال محمد بن علي الترمذي: القلب محل العقل والمعرفة. وهو الذي يقصده الشيطان. فالشيطان يجيء إلى الصدر الذي هو حصن القلب، فإذا وجد مسلكًا نزل فيه هو وجنده، وبث فيه الهموم والغموم، فيضيق القلب حينئذ، ولا يجد للطاعة لذة، ولا للإسلام حلاوة.
ولهذا خص الله تعالى الصدر بالذكر دون القلب، وإن كان المراد في الحقيقة القلب0
د. عماد
ــــــــــــــــ
وفوق كل ذي علم عليم
---
(1/1453)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال : ياقوم هؤلاء بناتيهن أطهر لكم .
---
قال : ياقوم هؤلاء بناتيهن أطهر لكم .
---
عبد الله عبد الفتاح
09-09-2003, 07:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله تبارك وتعالى .
وأشهد أنه لا إله إلا هو عز وجل ، وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله .
اللهم صلي وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى أصحابه ، وعلى التابعين ،وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ، ، ،
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة هود(الآية الكريمة رقم : 78 ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
" وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات . قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم . فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي. أليس منكم رجل رشيد * ".
استخدم المولي جل جلاله لفظ " هؤلاء " وهو عز وجل يتحدث عن بنات سيدنا لوط عليه السلام - في قول ، أو بنات بعض المؤمنين في قول آخر- أيعني هذا أن هذا اللفظ " هؤلاء " يجوز استخدامه عند الحديث عن جمع المؤنث ؟ ، كما استخدمه الحق جل وعلى في هذه الآية الكريمة مه لفظ بناتي ؟وهو لفظ مؤنث .
وشكرا واحتراما ، ، ،
وأنهي حديثي بالصلاة والسلام على سيد الخلق قاطبة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه والتابعين .
---
(1/1454)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل كتاب " فوات الوفيات " لابن شاكر الكتبي
---
للتحميل كتاب " فوات الوفيات " لابن شاكر الكتبي
---
مسك
09-10-2004, 11:22 AM
ترجم المؤلف في كتابه هذا للخلفاء ومن وقف عليهم ممن لم يترجم لهم ابن خلكان في وفيات الاعيان فقد التزم فيه ابن خلكان ألا يترجم للخلفاء ولا لمن يقف على وفياتهم وقد افاد ابن شاكر من " الوافي بالوفيات " للصفدي ولكنه زاد كثيراً من الاشعار جعلت الكتاب مرجعاً للادباء كذلك . وقد بلغت تراجم الكتاب 600 ترجمة
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30739)
---
(1/1455)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدرحديثاً(المبنى والمعنى في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم )لـ د.عبدالمجيد ياسين
---
صدرحديثاً(المبنى والمعنى في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم )لـ د.عبدالمجيد ياسين
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2006, 07:30 PM
صدر حديثاً عن دار ابن حزم في بيروت ، الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب :
المبنى والمعنى في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم
للدكتور عبدالمجيد ياسين المجيد
http://www.tafsir.net/images/mabna.jpg
ويقع الكتاب في 455 صفحة من القطع العادي ، وقد اشتمل الكتاب على :
- المقدمة .
- التمهيد .
- الفصل الأول : المحكم والمتشابه.
- الفصل الثاني : الآيات المتشابهات بالحروف.
- الفصل الثالث : الآيات المتشابهات بالأفعال.
- الفصل الرابع : الآيات المتشابهات بالأسماء .
- الفصل الخامس : الآيات المتشابهات بالتقديم والتأخير والذكر والحذف.
- الفصل السادس : الآيات المتشابهات.
والكتاب دراسة تفسيرية موجزة للآيات المتشابهة لفظياً ، وقد اعتمد فيه على المصنفات التي سبقته في هذا ، مثل كتاب الخطيب الإسكافي (درة التنزيل) وكتاب الغرناطي (ملاك التأويل).
---
(1/1456)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشيخ + الدكتور: لقبان علميان متنافران (مقالة مهداة لدكاترة العلوم الإسلامية)
---
الشيخ + الدكتور: لقبان علميان متنافران (مقالة مهداة لدكاترة العلوم الإسلامية)
---
عبدالرحمن الشهري
08-04-2006, 05:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة هذه المقالة :
قرأتُ هذه المقالة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً ، في جريدة (الرياض) ، فأعجبني مضمونها فقصصتها من أطرافها بدقة ، وطويتها ووضعتها في حافظتي الشخصية التي أحملها معي ، غير أنني تكلمتُ يوماً وأنا طالبٌ في كلية الشريعة مع أحد الشيوخ الفضلاء ممن يحملون لقب دكتور حول غرابة حمل شيوخ كلية الشريعة لقب الدكتور ، مع كون هذا اللقب غريباً عن البيئة الإسلامية وألقابها الخاصة بها ، فلم يرقه ما في هذه المقالة ، وقال لي : لو كنت تحمل هذا اللقبَ لما تحمستَ لهذه المقالة وللرأي الذي طرح فيها ! فأعدتُ المقالة إلى جيبي حينذاك ، وكففتُ عن نقاش هذا الموضوع ، حيث وقع رده علي وقعاً شديداً ، حيث أشار حينها إلى أنه ينطبق علي قول الثعلب حين عجز عن نيل العنب :(حامض يا عنب) !
ومرت سنوات طوال بعد ذلك ومرت بالأمة أحداث جسام على المستوى الثقافي والحضاري زادت من قناعتي بأهمية طرح مثل هذه الموضوعات على بساط البحث والنقاش ، لعل القائمين على شؤون التعليم العالي في البلاد الإسلامية يتنبهون إلى خطورة تغريب الألقاب العلمية ، وما فيه من الذوبان الحضاري والثقافي في ثقافة غريبة عن ثقافتنا الإسلامية العريقة والغنية .(1/1457)
ثم جلستُ اليوم مع حافظتي الخاصة المشتتة الأوراق ، حتى أعيد ترتيبها ، فأعدتُ قراءة هذه المقالة مرة أخرى ، فرأيتًُ من المناسب طرح هذا الموضوع الآن حيث لن أُتَّهم بما اتُهمتُ به من قبلُ من أن الدافع هو العجزُ عن تحصيل هذه الدرجات العلمية ، ولتيسر النقاش حول هذه المسألة في هذا الملتقى العلمي الذي يرتاده عدد كبير من الباحثين المتخصصين ، من الأكاديمين وغيرهم ، عسى أن يكون هذا بداية لتصحيح هذه المسألة في التعليم العالي في البلاد الإسلامية . وأترككم مع هذه المقالة الماتعة ، للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ ، أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود ، وأظنه قد تقاعد منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ، وهو من الأساتذة الأجلاء الذين كتبوا دراسات أدبية متميزة في الأدب السعودي وغيره ، وله مقالات وترجمات لبعض البحوث الإنجليزية في غاية الجودة . وهذا هو المقال .
[line]
الشيخ + الدكتور لقبان علميان متنافران
(مهداة إلى أصحاب الفضيلة دكاترة العلوم الإسلامية)
بقلم / أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشامخ
http://www.tafsir.net/images/shamekh.jpg
نعم إنهما لقبان علميان متنافران . أما الأول فلقبٌ عربي كريمٌ رعت نشأته أروقة المساجد وحلقاتها العلمية . وأما الثاني فهو في أصله لقب كهنوتي عاش طفولته في كنائس النصارى ومعابد اليهود .
وقد مشى (الشيخ) على الأرض العربية الإسلامية هوناً ، تضفي العباءة عليه وقارها ، وتزيده العمامة العربية سكينة وبهاءً.
أما (الدكتور) فقد وفد إلى ديار الإسلام في عصرها الحديث ، فأقبل يتخايل في مسيرته ، وصار يزهو بردائه الجامعي ، ويترنح فرحاً بقبعته الأكاديمية.
الدكتور في المعاجم الأجنبية لقب كنسي كهنوتي :(1/1458)
وإذا كان لقب الدكتور قد أصبح رمزاً من الرموز الفكرية الجامعية العالية في بلادنا الإسلامية ، فإن الرضا بتسلله إلى ميدان العلوم الإسلامية يبعث في النفس شيئاً من ألم الحسرة والأسى ، ذلك أن هذا اللقب – الذي افتتن به البعض منا – ليس في أصله سوى لقب كنسي كهنوتي .
ففي تعريف كلمة (الدكتور) DOCTOR جاء في معجم أكسفورد OXFORD الجديد ما يلي :
(دكاترة الكنيسة هم طائفة معينة من آباء النصرانية الأوائل الذين اشتهروا بالعلم والقدسية ، ولا سيما القديسون آمبروز وأوغسطين وجرومي وجريجوري آباء الكنيسة الغربية)
Doctors of the Church certain early Christian Fathers distinguished for their learning and heroic sanctity esp. Ambrose, Augustine, Jerome, and Gregory in the western church.
وجاء في الطبعة العالمية الثالثة من معجم وبستر Webster :(الدكتور هو عالم ديني برز في دراسة اللاهوت ، وعرف بالقداسة الشخصية ، وعادة ما يكون من شراح المذهب الرسمي والمدافعين عنه .
Doctor : a religious scholar who is eminent in theololgical learning and personal holiness and usu. an expouner and defender of established doctrine.
وعرف معجم تشيمبر Chambers (الدكتور) قائلاً :(الدكتور أب من علماء الكنيسة ، ورجل من رجال الدين مهر في علم اللاهوت أو القانون الكنسي.
Doctor : a learned father of the Church, a cleric especially skilled in theology or ecclesiatical law.
وحين ذكر منير البعلبكي في معجمه (المورد) كلمة الدكتور جعل أول معانيها العالم بعلم اللاهوت النصراني ، فقال :(الدكتور عالم لاهوتي بارز).(1/1459)
أما الأستاذ الجامعي علي جواد الطاهر الذي كان على دراية واسعة بالثقافة الفرنسية فقد قال بأن :(الدكتور في الأصل هو الذي يعلم علناً ، وأطلقه اليهود على الرباني أو الحاخام العالم بالشريعة ، وأطلقه المسيحيون على الذي يفسر الكتب المقدسة . ودخل اللقب الجامعات لأول مرة في جامعة بولونيا في القرن الثاني عشر ، ثم تبعتها جامعة باريس بعد قليل) [منهج البحث الأدبي ، ص 32 ، بغداد 1970 م].
هذا إذن أصل من أصول لقب الدكتور الذي تحدر إلى الجامعات الأوروبية من كنائس النصارى ومعابد اليهود.
كيف تسلل لقب الدكتور إلى الدراسات الإسلامية ؟
وإذا كان الخذلان الفكري قد مكن للقب الدكتور من أن يصبح أداة من أدوات الخيلاء الثقافية في ديار الإسلام ، فإن من أضعف الجهد أن يجد هذا اللقب الطارئ من يذوده حين يتسلل إلى مجال العلوم الإسلامية متشبثاً ببُردةِ مُفَسِّرٍ ، أو عباءة محدث ، أو جبة فقيه ، ممن خلعت عليهم جامعاتهم الإسلامية لقباً كنسياً وجردتهم من صفة (عالم) التي وصفهم الله بها ، وكرمهم بالانتساب إليها.
وقد يغض المرءُ الطرف كارهاً عما شاع من استخدام اللقب في ميادين العلوم الدنيوية ، ولكن في السكوت عن اقتحامه لمجالات العلوم الإسلامية تهاوناً في مراعاة ما أمرنا به من مخالفة اليهود والنصارى .
عرفت كليات الدراسات الإسلامية في البلاد العربية هذا اللقب الأجنبي حين بدأ نفر من الدكاترة العرب الذين تثقفوا بالثقافة الأوروبية الحديثة يهزأون بشيوخ الكليات والمعاهد الدينية ، ويسخرون من طرقهم في الدرس والبحث . ونسي أصحاب هذه الأقلام الجامحة المتعالية الهازئة أن ما اتسمت به أقلامهم وألسنتهم من قوة في التأثير وبراعة في البيان إنما كان أثراً من آثار تلك المعاهد والكليات الإسلامية التي رعت نشأتهم العلمية الأولى ، وكانت في هذا كذلك الشاعر الذي آلمته رمية العقوق فقال :
أعلمه الرماية كل يوم * فلما اشتد ساعده رماني(1/1460)
وعندما تكاثرت الأصوات المستغربة التي تسخر من الكليات الإسلامية ، وتصد أجيالاً من الطلاب عنها ، رأى علماءُ هذه الكليات وأشياخها أن تيار الاستغراب – الذي كان يهيمن على الحياة الثقافية آنذاك – يقتضي أن يتخلوا عما ألفوه من ألقابهم العلمية العربية ، وأن يتلقبوا بالدكتوراه التي شغفت الجامعات العربية الحديثة بها ، والتي بلغ الافتتان بها حداً جعل أديباً يحصل على عدد منها ويلقب نفسه بالدكاترة في بعض مقالاته الصحفية التي كان ينشرها منذ حوالي نصف قرن . [هو الأديب المصري الدكتور زكي مبارك / عبدالرحمن ]
وظنت طائفة من الناس أن الدكتوراه هي التي صنعت الأسماء التي لمعت في أفق الثقافة العربية في ذلك الحين ، ولكن مرور السنين قد أثبت أن هذا كان وهماً من أوهام الحياة الجامعية العربية ، ذلك أن الدكتوراه – وهي في معظم أحوالها أطروحة جامعية أولية تجريبية أضعف من أن تصنع علماً من أعلام الثقافة ، أو توجد رمزاً من رموز الفكر . ولكن القدرة الذهنية المبدعة ، والدأب في البحث والدرس هما اللذان صنعا الأعلام من دكاترة الفكر العربي الحديث. وربما كانت هذه الحقيقة سبباً في أن شهرة هؤلاء الدكاترة الأعلام قد نسجت أوهام الدكتوراه في الثقافة العربية المعاصرة ، وأحاطتها بهالة عاجية براقة ما زالت تتراءى لبعض الأذهان .
معظم الأساتذة في كليات بريطانية مشهورة ليسوا دكاترة :
حين كانت الجامعات العربية الحديثة تحتفي بالدكتوراه احتفاءً شديداً كما ذكر آنفاً ، كانت بعض الجامعات العريقة كالجامعات البريطانية لا تلقي للدكتوراه بالاً ، ولا تتخذها شرطاً في تعيين هيئة التدريس فيها ، ذلك أنها كانت تعول في هذا على ما لدى المرشح للتدريس من قدرة علمية وموهبة ذهنية وصبر على البحث والدرس.(1/1461)
وقد أوضح الأستاذ ج.واطسون الأستاذ في جامعة كمبردج هذه الحقيقة في كتابه (الأطروحة الأدبية) الذي نشر عام 1970م فقال :(يسود الاعتقاد بأن الالتحاق في مهنة التدريس الجامعي يتطلب شهادة بكالوريوس ممتازة ومؤهلاً علمياً عالياً مثل درجة الدكتوراه . ورغم أن المؤسسات الجامعية الأمريكية غالباً ما تولي المؤهلات الرسمية كالدكتوراه اهتمامها إلا أن في مثل هذا الاعتقاد مبالغة كبيرة بالنسبة للجامعات البريطانية ، إذ يتضح من التقرير الذي قدمته لجنة روبنز عن التعليم العالي في بريطانيا عام 1963 أن 41% من مدرسي الجامعات البريطانية لم يحصلوا على شهادة جامعية ممتازة ، وأنه لم يكن بين مدرسي الجامعات الذين عينوا فيما بين عام 1959 وعام 1961 سوى 39% ممن كانوا يحملون شهادة عليا حين التعيين ، كما إنه لم يكن بين هؤلاء إلا 28% من حملة الدكتوراه . وربما حصل نفر من فئة الـ 72% الذين عينوا بدون دكتوراه على هذه الدرجة بعد التعيين ، ولكن عدداً كبيراً من هذه الفئة قد فُضِّلوا في التعيين على أولئك المرشحين الذين كانوا يحملون درجة الدكتوراه . وليس من المستغرب في الجامعات البريطانية أن يفضل في التعيين مرشح لا يحمل الدكتوراه على آخر يحمل هذه الدرجة ، فهناك أقسام بل كليات كاملة في جامعات مشهورة لا يحمل معظم أعضاء هيئة التدريس فيها درجة الدكتوراه).أ.هـ[ترجم كاتب المقال فصولاً من هذا الكتاب ونشرها في كتابه (إعداد البحث الأدبي) الذي صدر في الرياض عام 1405هـ انظر ص 45-46 من هذا الكتاب] .(1/1462)
وقد ذهبتُ مع عدد من الزملاء منذ سنوات لزيارة إحدى الجامعات الأمريكية المشهورة ، وهناك تحدث أستاذ بارز في علم الرياضيات عن تلميذه الذي كان يرجو أن يتم تعيينه مدرساً في الجامعة بعد الحصول على درجة الدكتوراه . وقال الأستاذ بأني رشحته للتدريس ، ولكني اشترطتُ عليه أن يتخلى عن إتمام رسالة الدكتوراه التي أوشك على الانتهاء منها ، وأن يكف عن السعي في الحصول على درجتها ، لأنه كان حينئذٍ – وهو في مرحلة الطلب – ينشر أبحاثاً جيدة محكمة في المجلات العلمية ، وكان هذا في نظر الأستاذ أهم مؤهل علمي يجب أن يتوافر في المدرس الجامعي.
عدد من الأساتذة الأعلام يسخرون من حال الدكتوراه :
حضرتُ مجلساً علمياً ضم طائفة من علماء اللغة العربية وأساتذتها المشهورين الذين تتلمذت لهم أجيال من حملة الدكتوراه في البلاد العربية ، وقد أتوا على ذكر رسائل الدكتوراه في الجامعات العربية ، فأنكروا ما صار إليه أمرها من شكلية وابتسار ، وسخروا مما آل إليه حالها من ضعفٍ وهزال.
وأعرف جامعياً زهد في الدكتوراه حين رأى ما أصيب به عدد من رسائلها الأدبية من ترهل في الأبواب والفصول ، ونحول في جدلية الطرح ومنطقية الفكر ، وما آل إليه لقب الدكتور في بيئات عربية متفرة اتخذته حِليةً اجتماعية وزخرفاً ثقافياً . وقد آثر أن يتخلى عن لقب دالي أعجمي علق باسمه طيلة ثلاثين عاماً ، وحرمه من أن يأنس بذلك الود الحميم الذي يشعر به حين يناديه مناد باسمه الذي سماه به والداه .
علماء الدراسات الإسلامية والدكتوراه :(1/1463)
لقد أفاض الكاتب في الحديث عن الدكتوراه ليبين أن الدراسات الإسلامية – التي هي عنوان شخصية المسلم ورمز هويته – في غنى عن لقب كنسي لا هوتي طارئ لم يجد في دياره الأصلية من الحظوة ما وجده في بلاد المسلمين من افتتان به وتعلق بأذياله . ولا يريد المرء أن يحرم الباحثين الإسلاميين من تقدير علمي ومادي يماثل ما اكتسبه الباحثون الاخرون ، ولكنه يرى أن في الألقاب العلمية الإسلامية العربية ما يوجد الألفة الحميمة بين الباحث المسلم وبين أبناء ملته ، ويبعده عن مظنة التشبه وريبة التقليد.
وإذا كان لا بد للباحثين في الدراسات الإسلامية من سمة تميز طبيعة عملهم الجامعي فإن اللغة العربية لن تضيق بمقاصدهم ، ولن تغمطهم حقهم ، فأبواب الاجتهاد فيها مشرعة ، وسبل الاستنباط فيها ممهدة . فإذا رأى بعض الجامعيين أن صفة (الشيخ) التي يؤثرها الناس – لا تكفي لتبيان درجاتهم العلمية ، فإن من الممكن أن يقولوا مثلاً العالم الشيخ ، أو الأستاذ الشيخ ، أو الأستاذ الجامعي الشيخ ، والأستاذ المساعد الشيخ ، أو ما شاؤوا من صفات علمية عربية إسلامية .
وبعدُ فإن إيجاد لقب علمي بديل يلائم وقار الباحث الجامعي الإسلامي ليس مشكلة علمية جوهرية ، فقد بلغ الأشياخ الدكاترة منزلة علمية معينة ، ولكن بإمكانهم أن يصلوا إلى مقام يماثل تلك المنزلة أو يعلو عليها بدون دكتوراه ، وذلك بما وهبهم الله من قدرات ذهنية ، ومواهب فكرية ، وطاقة فاعلة ، وعمل دائب صبور . فليس العلماءُ الدكاترة بأغزر علماً وأحكم منهجاً من إخوانهم العلماء الأشياخ ، ومن ينظر في قائمة من فازوا بجائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والعلوم الإسلامية مثلاً يجد أن العلماء الباحثين الذين لم يحملوا الدكتوراه كانوا من أبرز أولئك الأعلام .(1/1464)
وتشهد الأمثلة الحية المشرقة في ديار الإسلام بأن منهج الدكتوراه الفرعي الجزئي المحدود لا يرقى إلى مستوى المنهج الإسلامي في ميدان الدراسات الإسلامية من حيث شمول المعرفة وغزارة العلم وسلوك طريق الاجتهاد . ودليل هذا هم أولئك الشيوخ الأعلام من شيوخ العلماء الذين يلجأ الناس اليوم إليهم في مسائل الفتيا وقضايا الاجتهاد ، والذين لم تعلق بأسمائهم الإسلامية وصفاتهم العلمية ألقاب القساوسة والكهان .
[line]
انتهى هذا المقال الذي حفظته في جيبي أكثر من خمسة عشر عاماً لأضعه بين أيديكم الآن مرة أخرى ، وقد أثار الكاتب الكريم في طياته قضايا في غاية الأهمية ، أرجو أن يتناولها نقاشكم العلمي الهادئ ، الذي يخرج بعده القارئ بوجهة نظر علمية متزنة حول هذه القضية التي تتعلق بالحضارة الإسلامية وخصوصيتها وتميزها ، مع مراعاة واقع الحياة العلمية الآن ، ومسائل الغزو الفكري الغربي ، ومراعاة التدرج في إصلاح مثل هذه القضايا الأكاديمية ، وكم أتوق لرؤية جامعاتنا الإسلامية وأقسامها العلمية وقد عادت لتحتفي بالألقاب الإسلامية النابعة من صميم تراثنا العلمي الإسلامي ، وقد زالت عنها وعن درجاتها العلمية عقدةُ الحفاوة بالألقاب الغربية ، والله الموفق سبحانه وتعالى .
الجمعة 10/7/1427هـ
---
د. أنمار
08-05-2006, 01:26 AM
وبماذا يسمونها في جامعات العراق ومصر والشام؟
فبعضهم يسميها "الشهادة العالمية"
---
أحمد بزوي الضاوي
08-05-2006, 11:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/1465)
وبعد ، لدينا مصطلح بديل للدكتوراه، معتمد في جامعة القرويين وهي من أعرق الجامعات العالمية وأقدمها ، وتسمى بالإجازة العالمية ، لأن العالم لا يمكن أن يكون عالما إلا إذا أجازه علماء مجازون هم كذلك من كبار العلماء. لم لا نستخدم هذا المصطلح مع ربطه بمضمونه لإعادة الاعتبار للشهادة الجامعية . فالمشكل في اعتقادي ليس هو التسمية رغم أهمية المصطلح من الناحية الحضارية و الثقافية . بل لا بد لنا كجامعيين من وقفة مع الذات لإعادة النظر في أغلب الشهادات الجامعية من حيث الإعداد ، والمستوى العلمي ، وتحقيق الإضافة العلمية لمجال تخصصها.
---
العيدان
08-06-2006, 02:32 AM
بسم الله ..
وفقك الله شيخنا ..
و بودي أن لو تكلمتم عن طريقة الحافظات ، و عن طرق العناية بالمقروءات التي قد لا يصل الشخص لها مرة أخرى .
و معذرة على هذا الطلب ..
و فقكم الله
---
أبو ثابت الحربي
08-06-2006, 04:12 AM
رأيي من رأي الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد شفاه الله ، وألبسه ثوب الصحة والعافية
في كتابه الجميل : تغريب الألقاب العلمية ؛ فلينظر .
---
ابو حنيفة
08-06-2006, 07:51 PM
هذا حال ( الدكتوراه ) ((فما حال الماجستير)) ؟؟؟
أظن أن لقب الدكتوراه في أصله لقب كهنوتي هذا في لغتهم أما اصطلاحا فهو يختلف عن هذا الاطلاق
---
سلطان الفقيه
08-12-2006, 12:42 PM
المشايخ الكرام ـ حفظكم الله ـ
وفي جامعة الايمان عندنا في اليمن يسمونها (الاجازة العالمية) ولا يسمونها (الدكتوراة) وكذلك شهادة(البكالوريوس) لايسمونها هكذا بل يسمونها (الشهادة العالية ).
وكنت سمعت من قبل من أحد المشايخ الكرام أن الدال ،والكاف من (الدكتوراة )بمعنى :علم ،وتوراة بمعنى :التوراة ؛ومجموع المعنى:علم التوراة .
والظاهر:أنه لاتنافي بين هذا المعنى والمعنى الذي ذكره المشايخ الكرام .(1/1466)
والأحرى في نظري أن اللقب العلمي البديل هو الأستاذ المساعد الشيخ ـ كماذكرالشيخ الشامخ ـ ،أو الأستاذ المشارك الشيخ إن كان أستاذاًمشاركاً .
ولقدرأينا في بعض الجامعات أن بعض (الدكاترة)يحمر وجهه ويغضب إذا لم تصدَراسمه بحرف الدال،وتجدالبعض يضع حرف الدال أمام اسمه إذاوقَع في حافظة أوغيرها .
ولقد قرأت قبل عدة أيام في بعض الصحف عن هذا الموضوع ،وذكر الكاتب أن هناك من المشايخ من يحمل هذه الشهادة المذكورة( وهو مدرس في جامعة صنعاء )لا يسمح لأحد بأن يكتب قبل اسمه حرف الدال ،أو يناديه ب(دكتور) بل إن بعض الصحف نقلت له مقالاً عن موضوع وذكرت أن المقال للدكتور فلان فعلم بذلك الدكتور فاتصل فيهم فوراً وعاتبهم على ذلك ،وأمرهم بأن يعتذروا له في العدد القادم .
فالناس في ذلك طرفي نقيض بعضهم يحب كتبتها له ،والبعض الآخر يرفضها .لكن الأفضل أن يكون بديلاًعلمياً اسلامياً مناسباً .
وأخيراً :أخاف أن تقولون لو كنت تحملها لما قلت هذا الكلام كما قيل للشيخ الشهري ، وأنا قريب منها بإذن الله .
---
عمر المقبل
08-14-2006, 01:12 AM
إن كان المقال أعجبكم ، فمن حق الكاتب أن تترحموا عليه ،فهو ميت منذ بضع سنوات ـ رحمه الله تعالى ـ .
وللفائدة ، فأصل الكاتب من بلدنا (المذنب) وهو من أسرة عريقة تنتمي إلى القبيلة العربية المشهورة (تميم) ،وقد عاش في محافظة (عنيزة) وأظنه مات فيها ،وجلُّ أيامه العملية قضاها في الرياض حيث عمله في جامعة الملك سعود (رحم الله الجميع).
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2006, 07:41 PM
أخي الكريم الدكتور عمر المقبل وفقه الله : شكر الله لكم على هذه المعلومات عن الدكتور محمد الشامخ رحمه الله ، فلم أعلم بوفاته إلا منك ، وليتك توافينا بترجمة مختصرة له بحسب معرفتك ، فكتاباته الأدبية والنقدية تعجبني منذ زمن طويل ، ومن أجمل كتبه كتاب سماه :
نريد أدباً يصلح في الأرض ولا يفسد فيها
رحمه الله رحمة واسعة .
---(1/1467)
عبدالرحمن السديس
08-15-2006, 02:11 PM
سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير قبل بضع سنوات يقول : [حول من حصل على الدكتوراة في علوم الشريعة ]
منهم من يستوي أن تقول له : يا شيخ ويا دكتور .
منهم من تستحي أن تقول له : يا دكتور ... كالشيخ ابن جبرين حفظه الله .
ومنهم من تستحي أن تقول له : يا شيخ ! .
هذا معنى كلامه ـ حفظه الله ـ لا لفظه .
--------------
وهذا مقال نشر في مجلة البيان للكاتب سليمان بن عبد العزيز العيوني
ما زال الغُيُر من أبناء الأمة يدعون إلى تنقية اللغة العربية من أدران العجمة، وكلام السلف الصالح في ذم الرطانة بالأعجمية، أو خلط العربية بالأعجمية مشهور مذكور.
ويشتد النكير إذا كانت تلك الكلمات الأعجمية ذات أصول دينية، كلفظة (دكتور)، التي ـ وإن كانت أصولها تضرب في الإغريقية أو اللاتينية ـ أطلقها اليهود على العالم بشريعتهم، وأطلقها النصارى على مفسِّر كتبهم المقدسة.
ويشتد النكير أكثر إذا ولغت هذه الألفاظ الأعجمية في منابع العلم، ورتعت في معاقله، وصارت ألقاباً لدرجاته، وشعاراً على صدور أهله.
ويشتد النكير أكثر وأكثر إذا أطلقت هذه الألفاظ الأعجمية على تلك الألقاب والدرجات رسمياً، وأقرتها أعلى المجالس المختصة، ووافق عليها المسؤولون.
ومن تلك الألفاظ التي ينطبق عليها ما سبق لفظة (دكتوراه)، ويسمى صاحبها بـ (دكتور)، ونحوها أختها (ماجستير)، ولا أعرف بِمَ يسمى صاحبها من اسمها، اللتان استشرى البلاء بهما في طول العالم الإسلامي وعرضه إلا ما شاء الله.
وقد قامت جهود مشكورة لإيجاد بديل مناسب لهاتين اللفظتين الأعجميتين، من أفراد وجهات عدة، ليس المقال لذكرها، ولكنها جهود مذكورة مشكورة، ومأجورة بإذن الله.(1/1468)
ومن هذه البدائل (العَالمِيَّة) عن (الماجستير)، و (العَالمِيَّة العالية) عن (الدكتوراه)، ولا يَقُلْ أحد إن هاتين اللفظتين منتشرتان جداً، ويصعب اقتلاعهما؛ لأن انتشارهما «في الحقيقة لا يعدو أن يكون كالوَعْكة والصُّداع العارض ما يلبث أن يزول، ما دام أن ثَمَّةَ جهداً متواصلاً ونَزْعَةً متينة للتعريب»(1).
وأقر بأن انتشار مثل هذه الألفاظ ليس المرض، ولكنه من أعراض المرض الأكبر، وهو التخلف الحضاري الذي تتمرغ فيه الأمة الإسلامية، وأن هذه الألفاظ نتاج دول وحضارات تقدمت علينا في الصناعات والعلوم المادية، وأنها نشرت مع صناعاتها وعلومها لغتها ومصطلحاتها، ولكن كل ذلك لا يعني ترك علاج ما نستطيع علاجه من أعراض المرض، حتى يأذن الله للمسلمين بالدخول على المرض في وكره، واقتلاعه من جذوره.
ومن تلك الخطوات الحضارية على الطريق الصحيح، التي انتصرت للتعريب على التغريب، وتستحق أن تكتب بماء الفخر على جبهة اللغة العربية اليوم ما أقره مجلس التعليم العالي في المملكة العربية السعودية في جلسته السادسة في 26/8/1417هـ، المتوج بموافقة رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس التعليم العالي في 17/6/1418هـ المتضمن اللائحة الموحدة للدراسات العليا في الجامعات السعودية التي جاء في المادة الثانية منها ما نصه: «يمنح مجلس الجامعات الدرجات العلمية الآتية، بناءً على توصية مجلس القسم والكلية وتأييد مجلس عمادة الدراسات العليا:
1 - الدبلوم. 2 - الماجستير (العالمِيَّة).
3 - الدكتوراه (العالمِيَّة العالية)»(2).
وقد أسعدنا هذا القرار، ونأمل أن تتبعه خطوات أخرى أعمق في الإصلاح اللغوي، وأحب أن أعلق على المادة السابقة منبهاً ومقترحاً:
1 - لم تضع المادة بديلاً للفظة (الدبلوم)، ومن البدائل المقترحة لها كلمة (براءة)، ولا أرى أن نجعل بديلها كلمة (العالية)؛ لكي لا تلتبس ببديل (الدكتوراه).(1/1469)
2 - وضعت المادة اللفظة الأعجمية أولاً، وبعدها البديل العربي بين قوسين، ولعل هذا من شدة انتشار اللفظتين الأعجميتين، ونرجو أن تكون هذه الخطوة الأولى، ويتلوها وضع الكلمة العربية أولاً، بعدها الأعجمية بين قوسين، ويتلوهما الاكتفاء بالكلمة العربية، والاستغناء عن اللفظة الأعجمية، والتعجيل بهذا سيخدم الأمر الآتي.
3 - مضى على القرار أكثر من خمس سنوات، وبدأت البدائل العربية تشقُّ طريقها بقوة إلى الرسائل الجامعية، والمراسلات العلمية، وشيء قليل من الكتابات الصحفية، والمأمول من وزارة التعليم العالي أن تطالب الجامعات باستعمال المصطلحات العربية، والحرص عليها تمهيداً للاكتفاء بها، ولو تدريجياً، بأن يكتب المصطلحان أحدهما بين قوسين، ويفضل كون المحبوس بين قوسين الأعجمي لا العربي.
كما نأمل من جميع الجامعات السعودية بأساتذتها الكرام أن تعتز بهذا الإنجاز الكبير، وأن تحرص على تطبيقه واستعماله، وأن تدعم التعريب، وتشجعه، وتدعو إلى المزيد منه.
4 - نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية تنسيق أوسع وأشمل بقنواته الخاصة بين جامعات العالم العربي كله، للاتفاق على بدائل ومصطلحات متفق عليها لنرى حينها العربي يحمل علمه بلقب عربي لا أعجمي.(1/1470)
5 - وضعت المادة أسماء عربية للدرجات العلمية (العالمِيَّة، والعالمِيَّة العالية)، ولم تضع منها ألقاباً تطلق على الحاصلين عليها، وهو أمر لا غنى عنه؛ فالوصف اللغوي حينئذ سيكون: (صاحب العالمِيَّة أو ذو العالمية) للحاصل على العالمية (الماجستير)، واستعماله على كل حال قليل، ولكن الملح لقب الحاصل على العالمية العالية (الدكتوراه)، فالوصف اللغوي سيكون صاحب العالمية العالية، أو ذو العالمية العالية، ويمكن أن يختصر فيقال: ذو العالية؛ لأن من أسباب نجاح المصطلح كونه قصيراً، وأقترح أن يشتق منه اسم فاعل يكون مصطلحاً دالاً على صاحبه، فيقال: العالي فلان وجمعه العالون، والعالية فلانة وجمعه العاليات، وأن يرمز له بحرف العين (ع.)؛ ليكون بديلاً لحرف الدال (د.).
المهم أن يصطلح على أسماء وألقاب عربية تكون بدائل متفقاً عليها عن الألفاظ الأعجمية، بين الناطقين بالضاد، والله ولي التوفيق.
---
يوسف العليوي
08-18-2006, 02:10 AM
السلام عليكم يا أحبابي..
ما لي أرى بعض القوم يقولون ما لا يفعلون ؟!
---
د.حسن خطاف
08-19-2006, 04:24 AM
أخي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بارك الله بك ، واسمع إلى هذه القصة ، زميل لنا ذهب إلى أحد المراكز الثقافية ، وطلب من القائم عليه او ممن ينوب عنه أن يحدد له يوم لإلقاء محاضرة ، وعندها طلب المسؤول عن المركز تعريفا بهذا الزميل ، فعرف الزميل عن نفسه بالشيخ قائلا أنا الشيخ فلان... عندها قال له المسؤول عن المركز او من كان نائبا عنه ، يشترط في المتقدم أن يكون حائزا على الإجازة !! علما أن زميلي عضو في الهيئة التدريسية !!!!(1/1471)
بناء على ما تقدم وعلى ماذكرتم من أصل كلمة الدكتوراه ، الذي يبدو لي أن العربية عندنا غير عاجزة عن اشتقاق أوصاف وألقاب علمية معينة بعيدة عن أصل كلمة الدكتوراه ، وإن كانت هذه الكلمة لها معنى اصطلاحي خاص ، والذي أراه أن كلمة شيخ - وليس ذاك انتقاصا منها - لم تعد تغني عن هذا اللقب العلمي في عرفنا اليوم ، وعليه لا مناص من اشتقاق لقب علمي معترف به ، وذاك لأن كلمة شيخ - كمصطلح الآن- ليست مقصورة على مرحلة دراسية معينة ، فقد تطلق كلمة الشيخ على كل من درس في العلوم الشرعية منذ المرحلة الإعدادية وحتى أعلى مرتبة علمية، أي أن هناك عموما وخصوصا مطلق بين كلمة شيخ كلقب وبين كلمة دكتوره ، فكل دكتور هو شيخ ، وليس كل شيخ دكتور والله اعلم
==
---
عمر المقبل
08-22-2006, 08:50 PM
اعتذر في مداخلتي هذه للإخوة جميعاً في هذا الملتقى المبارك ،وقبل ذلك أعتذر للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ ـ حفظه الله ـ عن خطأي في (تمويت) الأستاذ د.محمد ،حيث ذكرت ـ بسبب وهمي وانتقال ذهني لشخصية أخرى ـ أن د.محمد قد مات منذ بضع سنوات ،والواقع أنه حي يرزق بفضل الله ،وهو الآن إلى هذا اليوم (28/7/1427)ـ كما ذكرت ـ يعيش في مدينة عنيزة.
وأنا بصدد البحث عن ترجمته ـ رحمه الله حياً وميتاً ـ استجابة لطلب أخي العزيز د.عبدالرحمن الشهري ،حصلت على هذه المعلومات من أحد أقاربه :
1 ) الدكتور محمد ـ حفظه الله ـ يستقبل زواره في بيته في عنيزة بعد المغرب .
2 ) وهو ممن أوائل الحاصلين على هذا اللقب العلمي (دكتور) على مستوى المملكة .
3 ) حاول بعض الكتاب والصحفيين ـ أيام تدريسه في جامعة الملك سعود ـ جرّه إلى مستنقعات فكرية ،وصراعات ثقافية ؛لكن الله حفظه ،وقد نأى بنفسه عن تلكم الموارد الآسنة.
فنسأل الله لنا وله الثبات ،وحسن الختام ،كما أسأل الله تعالى لدكتورنا الكريم أن يحفظه ويبارك فيه ،وأن يمتعه متاع الصالحين.(1/1472)
ولولا خشيتي من خرم بنود الملتقى ،وخوفاً من تكثير المواضيع ؛ لأفردت موضوعاً مستقلاً للاعتذار ،فأرجو من الجميع العفو والصفح والمسامحة .
---
عبدالرحمن الشهري
08-25-2006, 09:32 PM
حياك الله يا أبا عبدالله ، ونسأل الله للدكتور محمد الشامخ التوفيق والسداد ، ولا بأس عليك ، وقد ذكرني هذا بقول المتنبي :
يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ
كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ =ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ=جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا
ولا زلتُ أطمع منك أو من الأستاذ خالد الشبل وفقه الله مزيداً من التعريف بهذا الأستاذ الجليل وفقه الله .
وأما موضوع هذه المقالة التي أنشأتُ هذا الموضوع من أجلها ، فلم أطرحه لأعترض على هذه الشهادات العلمية الأكاديمية المعترف بها ، أو أقلل من شأن حملتها ، وأغض من شأنهم . كلا فما لهذا طرحتُ الموضوع ، فإن هذا اصطلاح اصطلح الناس عليه ، ولا تثريب عليهم في ذلك ، وقد نُسي أصله الكهنوتي الذي ذكره الدكتور الشامخ . وهو في نهاية المطاف رتبة علمية وظيفية ، كغيرها من الوظائف مثل الرتب العسكرية التي لا يتعارض أن يحملها شخص طالب للعلم فيسمى شيخاً عميداً أو عقيداً أو نحو ذلك .
إلا أنني طرحتُ الموضوع للنقاش للبحث في ألقاب علمية إسلامية بديلة تبدأ قليلاً قليلاً حتى ترسخ في الأجيال القادمة ، فلا يشوب الألقاب العلمية شائبة تمت إلى ملل وعقائد منسوخة ولو كانت طفيفة والله الموفق سبحانه وتعالى .
وأما قول أخي العزيز يوسف العليوي : ما لي أرى بعض القوم يقولون ما لا يفعلون ؟!
فلم يظهر لي مراده منه ، وأرجو ألا يكون قد فهم مقصدي من طرح الموضوع للنقاش فهماً على غير ما أردتُ منه .
---
(1/1473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (( وما في الأرض )) في آيات التسبيح
---
(( وما في الأرض )) في آيات التسبيح
---
سعيد الرقيب
09-03-2004, 10:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سئل الدكتور فاضل السامرائي عن الأيات التي يرد فيها التسبيح ، وفي بعضها (مافي السموات والأرض) ، وفي البعض الآخر (مافي السموات ومافي الأرض) ما السر البياني في ذلك ؟
فأجاب وفقه الله :
بأن الآيات التي يرد فيها ذكر التسبيح ، ثم تتضمن الآية نفسها أوالآية التي تليها كلاماً عن أهل الأرض يأتي في آية التسبيح (( وما في الأرض )) ، وإذا لم يرد فيها أو فيما بعدها ذكر لأهل الأرض ، فتأتي الآية (( والأرض )) ثم ذكر جميع الآيات في القرآن الكريم التي تؤيد ماذهب إليه.
---
(1/1474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة في مقدمة تفسير المنار ( 1 )
---
قراءة في مقدمة تفسير المنار ( 1 )
---
أبو جواد
02-01-2007, 07:36 PM
قراءة في مقدمة تفسير المنار
رحلة رشيد رضا إلى حكيمي الشرق
مصطفى محمد الحسن / صحيفة عكاظ ـ الخميس 29 / 12 / 1427هـ
تجيء هذه المقالة بعد مرور مئة عام وأكثر قليلا على وفاة الإمام محمد عبده، حيث كان رحمه الله ركناً رئيساً في إدارة الصراع الفكري في فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حين بدأ الانهيار يظهر في الدولة العثمانية، وقامت على إثره الدول الأوروبية باقتسام تركة الرجل المريض، وتوافق ذلك مع غزو فكري بدخول نابليون إلى مصر، كل ذلك مهّد إلى ظهور عمل فكري إصلاحي يقوم على رجلين حكيمين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ومن بعدهما أستاذ التفسير محمد رشيد رضا، والحديث عن هذا الاتجاه أو هذه المدرسة لا تكفيه مقالة أو اثنتان، لذلك سأحصر كلامي في قراءة فكرية لمقدمة (تفسير القرآن الحكيم) والمشهور بتفسير المنار، هذا التفسير الذي حمل في طيّاته منهجاً جديداً في التعامل مع القرآن الكريم أثار جدلاً واسعاً لم يهدأ حتى اليوم، ويمكنك القول إن تفسير المنار هو المعبّر الحقيقي عن النظرة الشرعية لاتجاه الإمام محمد عبده، فحديثنا إذن حول مرتكز فكره ومحور عقليته وأساس تجديده، مقدمة المنار تحتاج إلى رعاية وعناية ونظرة فاحصة، وكنت وددت في أول مرّة قرأت فيها المقدمة أن لو انبرى لها أريب لبيب فقلب أفكارها وأدار رحاها وحرّك سواكنها، فإن ذلك لن يخرج منه بأقل من مجلد ضخم، وهي تستحق ذلك، وأنا هنا أحاول أن أقرأ بعض أفكارها قراءة عجلى تناسب المقام.(1/1475)
أنقل بداية قصة الإمام مع تلميذه محمد رشيد رضا، ففيها معانٍ جليلة ضمَّنها المقدمة، كان رشيد رضا يعيش في موطنه لبنان، يحترق ألماً لما أصاب العالم الإسلامي من وهن، يبحث عن الداء فيتيه عقله بين تزمتِ وجهلِ فارتاحت نفسه إلى شيء من هذا وذاك، وكان ينظر إلى القرآن باعتباره سبيل الخلاص إلا أنّ المعاني كانت تتراءى له مثل الخيال لا يكاد يتبين منها شيء، عثرت يداه صدفة على أوراق من مجلة (العروة الوثقى) التي كان يصدرها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من المنفى، فكأنه وجد ضالته المفقودة، قرأ شيئاً لم يكن يعهده فيما يقرأ، من ذلك سنن الله تعالى في الخلق ونظام الاجتماع البشري وأسباب قيام الحضارات وسقوطها، وغير ذلك، يقول «تلك المقالات التي حبّبت إليّ حكيميّ الشرق، السيد جمال الدين الحسيني الأفغاني والشيخ محمد عبده المصري، وهما اللذان عملا على انشاء جريدة العروة الوثقى في باريس سنة 1301هـ عقب احتلال الإنكليز لمصر في أواخر سنة 1299هـ، وكان الكاتب لتلك المقالات العالية فيها هو الثاني ولكن بإرشاد الأول وإدارته وسياسته، وهو أستاذه في هذا المنهج ومربيه عليه).
توفي الأفغاني قبل أن يلتقي برشيد رضا، فارتحل الشيخ رشيد إلى القاهرة لملازمة الإمام محمد عبده، وتمّ له ذلك، قال له رشيد رضا ذات يوم: لو كتبت تفسيراً تقتصر فيه على حاجة العصر وتترك ما يصدّ عن ذلك مما هو موجود في كثير من كتب التفسير، فأجابه الإمام بأمرين اثنين:
الأول: إذا كان التفسير كتاباً، فما أكثر الكتب في المكتبات والمساجد والبيوت، فأين الناس عنها؟ أين من يدخل المكتبة ليبحث عن كتاب يقرأ فيه؟ وإذا وُجد القارئون فإنهم يطلبون ما يوافق هواهم، وإذا وقعت أيديهم على ما يخالف رأيهم تأولوه لصالحهم، أو أعرضوا عنه.(1/1476)
الثاني: إذا كان التفسير درساً يُلقى ويستمعه الحاضرون، فذلك أكثر تأثيراً في النفس والعقل، ولكنّ الإمام خاض تجربة اعتبرها فاشلة حين عقد درساً حضره بعض طلبة العلم، فوجد من بلادتهم وقلة فهمهم ما زهّده في الاستمرار!! كان الإمام في حالة إحباط شديدة، كان يسبح في أفق واسع من الفكر والمعرفة، والناس حوله في نوم عميق، وهذا أشدّ ما يكون على النفوس الحرّة، يقول “فإنني ربما أتصور أن أكتب بموضوع وعندما أوجه قواي لجمع ما يحسن كتابته تتوارد على فكري معانٍ كثيرة ووجوه للكلام جمّة، ثم يأتيني خاطر: لمن ألقي هذا الكلام؟ ومن ينتفع به؟ فأتوقف عن الكتابة، وأرى تلك المعاني التي اجتمعت عندي قد امتصّ بعضها بعضاً حتى تلاشت، ولا أكتب شيئاً”()، أرأيت الإحباط كيف يصنع بأرباب المعرفة؟ إنه كفيل بأن يميت عالِماً وعالَماً من حرائر الفكر، كان بإمكانها أن تحيي أمة هامدة، وإذا هيّأ الله تعالى من يملأ هذه النفوس حيوية وتفاؤلاً فإنها تحدث من الحِراك والوعي ما لم يكن بالحسبان.
كان الشيخ رشيد على مستوى عالٍ من النباهة فأجابه بأمرين:(1/1477)
الأول: أن الدنيا لا تخلو من أذكياء، والأفكار الجديدة لا تصلح بطبيعتها لكل الناس، وإنما هي بحاجة إلى عقول متنورة ونفوس حرّة، ذلك أن تبعات الخروج عن المألوف كبيرة، فلا قيمة لها بدون تضحيات، ومثل هذه الأفكار يكفيها في أوّل حياتها الواحد والاثنان، ثم يتزايد الناس عليها. الثاني: ان التعامل مع وسائل الإعلام الملائمة للعصر له أثر في نشر الفكرة، فأوراق (العروة الوثقى) البالية، هيجت نفس رشيد رضا ليترك أهله ووطنه ويضع نفسه بين يدي رجل لا يملك من الدنيا سوى أفكار تقبع في رأسه، يقول رشيد رضا “ولم أزل به حتى أقنعته بقراءة التفسير في الأزهر فاقتنع وبدأ الدرس بعد ثلاثة أشهر ونصف، أي في غرّة المحرم سنة 1317هـ، وانتهى منه في منتصف المحرم سنة 1323هـ عند تفسير قوله تعالى {وكان الله بكل شيء محيطا} من الآية 125 من سورة النساء، فقرأ زهاء خمسة أجزاء في ست سنين”(). وهذا ما جعل رشيد رضا يفكّر بطريقة إبداعية تجعل من تفسير الإمام فكراً عالمياً، خصوصاً أنه منبع فكره ومحور أفكاره، فأنشأ مجلة المنار وكان يحضر درس الإمام ثم يكتبه بأسلوبه ثم يعرضه عليه ثم ينشره في المجلة، فطار التفسير في الآفاق بشكل يفوق التصور وصار حديث الركبان
---
(1/1478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رأي لطيف للعلامة ابن عاشور في قوله تعالى " واضربوهن"
---
رأي لطيف للعلامة ابن عاشور في قوله تعالى " واضربوهن"
---
أبو مالك الشافعي
08-21-2004, 09:14 AM
قرأت للعلامة ابن عاشور هذا الرأي في مسألة ضرب الزوجات الوارد في الآية الكريمة، وقد أعجبني فقهه وفهمه فيها فأحببت أنأعرضه عليكم، لا سيما وقضايا المرأة من أهم ما يعتنى به في زماننا للذب عن هذه الشريعة الغراء، فقد قال رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى :
[الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }
والمخاطب بضمير { تخافون } إمَّا الأزواج، فتكون تعْدية (خاف) إليه على أصل تعدية الفعل إلى مفعوله، نحو
{ فلا تخافوهم وخافون }
[آل عمران: 175] ويكون إسناد { فعظوهن واهجروهن واضربوهن } على حقيقته.
ويجوز أن يكون المخاطب مجموع من يصلح لهذا العمل من وُلاَة الأمور والأزواج؛ فيتولّى كلّ فريق ما هو من شأنه، وذلك نظير قوله تعالى في سورة البقرة (229)
{ ولا يَحلّ لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله }
إلخ. فخطاب (لكم) للأزواج، وخطاب
{ فإن خفتم }
[البقرة: 229] لولاة الأمور، كما في «الكشّاف». قال: ومثل ذلك غير عزيز في القرآن وغيره. يريد أنّه من قبيل قوله تعالى في سورة الصفّ (11 ـ 13):
{ تؤمنون بالله ورسوله }
إلى قوله:
{ وبشر المؤمنين }(1/1479)
فإنّه جعل (وبشّر) عطفاً على (تؤمنون) أي فهو خطاب للجميع لكنّه لمّا كان لا يتأتّى إلاّ من الرسول خصّ به. وبهذا التأويل أخذ عطاء إذ قال: لا يضرب الزوج امرأته ولكن يغضب عليها. قال ابن العربي: هذا من فقه عطاء وفهمه الشريعة ووقوفه على مظانّ الاجتهاد علم أنّ الأمر بالضرب هنا أمر إباحة، ووقف على الكراهية من طريق أخرى كقول النبي " ولن يضرب خياركم ". وأنا أرى لعطاء نظرا أوسع ممّا رآه له ابن العربي: وهو أنّه وضع هاته الأشياء مواضعها بحسب القرائن، ووافقه على ذلك جمع من العلماء، قال ابن الفرس: وأنكروا الأحاديث المرويَّة بالضرب. وأقول: أو تأوّلوها. والظاهر أنّ الإذن بالضرب لمراعاة أحوال دقيقة بين الزوجين فأذن للزوج بضرب امرأته ضرب إصلاح لقصد إقامة المعاشرة بينهما؛ فإن تجاوز ما تقتضيه حالة نشوزها كان معتديا.
ولذلك يكون المعنى واللاتي تخافون نشوزهن } أي تخافون سوء مغبّة نشوزهنّ، ويقتضي ذلك بالنسبة لولاة الأمور أنّ النشوز رفع إليهم بشكاية الأزواج، وأنّ إسناد { فعظوهن } على حقيقته، وأمّا إسناد { واهجروهن في المضاجع } فعلى معنى إذن الأزواج بهجرانهنّ، وإسناد { واضربوهن } كما علمت.
وضمير المخاطب في قوله: { فإن أطعنكم } يجري على التوزيع، وكذلك ضمير { فلا تبغوا عليهن سبيلاً }.
والحاصل أنّه لا يجوز الهجر والضرب بمجرّد توقّع النشوز قبل حصوله اتّفاقاً، وإذا كان المخاطب الأزواج كان إذنا لهم بمعاملة أزواجهم النواشز بواحدة من هذه الخصال الثلاث، وكان الأزواج مؤتمنين على توخّي مواقع هذه الخصال بحسب قوّة النشوز وقدره في الفساد، فأمّا الوعظ فلا حدّ له، وأمّا الهجر فشرطه أن لا يخرج إلى حدّ الإضرار بما تجده المرأة من الكمد، وقد قدّر بعضهم أقصاه بشهر.(1/1480)
وأمّا الضرب فهو خطير وتحديده عسير، ولكنّه أذن فيه في حالة ظهور الفساد؛ لأنّ المرأة اعتدَتْ حينئذ، ولكن يجب تعيين حدّ في ذلك، يبيّن في الفقه، لأنّه لو أطلق للأزواج أن يتولّوه، وهم حينئذ يشْفُون غضبهم، لكان ذلك مظنّة تجاوز الحدّ، إذ قلّ من يعاقب على قدر الذنب، على أن أصل قواعد الشريعة لا تسمح بأن يقضي أحد لنفسه لولا الضرورة. بيد أنّ الجمهور قيّدوا ذلك بالسلامة من الإضرار، وبصدوره ممّن لا يعدّ الضرب بينهم إهانة وإضراراً. فنقول: يجوز لولاة الأمور إذا علموا أنّ الأزواج لا يحسنون وضع العقوبات الشرعية مواضعَها، ولا الوقوفَ عند حدودها أن يضربوا على أيديهم استعمال هذه العقوبة، ويعلنوا لهم أنّ من ضرب امرأته عوقب، كيلا يتفاقم أمر الإضرار بين الأزواج، لا سيما عند ضعف الوازع.[/font][/size][/size][/B]
---
(1/1481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما رأي شيخ الاسلام في هذه المسألة.............؟؟
---
ما رأي شيخ الاسلام في هذه المسألة.............؟؟
---
شموخ قلم
04-26-2006, 01:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخوة الأفاضل أرجو النظر في هذه المسألة التي تخص جزيرة العرب ومايتصل بأحكام أهل الذمة بين أظهر المسلمين....
فعن ابن عباس_رضي الله عنه_ أن النبي عليه السلام أوصى قبل موته بثلاث وذكر..(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)متفق عليه..
وعن عمر رضي الله عنه..(سمع رسول الله عليه السلام يقول:لأُخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لاادع فيها إلا مسلماً)
رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه..
حرر الشيخ تقي الدين بن تيمية في اقتضاء السراط..
أن جزيرة العرب..
(هي من بحر القلزم إلى بحر البصرة ومن أقصى حجر اليمامة إلى أوائل الشام بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم ولاتدخل فيها الشام وفي هذه الارض كانت العرب حين البعثة وقبله..)
السؤال مالمقصود بالإخراج من جزيرة العرب..!!
فقد ذكر كلاً من:
* الشيخ بكر ابو زيد في خصائص جزيرة العرب ص31 (على منع أي كافر مهما كان دينه أو صفته من الاستيطان والقرار في جزيرة العرب وأن هذا الحكم آخر ماعهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته)
*الشيخ الجبرين في موقع صيد الفوائد عندما سئل عن حديث ..(اخرجوا المشركين من جزيرة العرب)..(1/1482)
الحديث صحيح ولكن حُمل على التملك أي لا تمكنوا المشركين من أن يتملكوا شيئاً من الأرض يملكونها ملكاً كاملاً بحيث يكونون أحق بها من المسلمين ويملكون تأجيرها والسكن فيها وبيعها واستغلالها، فأما دخولهم كمعاهدين أو دخولهم كمستأمنين أو عاملين فلا يدخل في هذا الحديث........ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر اليهود في خيبر بعد أن دخلت في ملك المسلمين وخيبر من جزيرة العرب ولكنه أقرهم فيها كعمال فإذا جاؤوا إلينا كعمال ومستأجرين فهذا لا يلزم أننا مكناهم، وكذلك كان الصحابة يدخلون أيضاً كثيراً من المشركين كعمال أو نحو ذلك، كما حصل من ادخال العباس كثيراً من المجوس ونحوهم، فالحاصل أنه يفهم من الحديث النهي عن تمليكهم وهذا لم يحصل والحمد لله.
هذه أقوال الأئمة المعاصرين..
أما في نيل الاوطار شرح منتقى الاخبار للشوكاني ج8 ..
ذكر قول الامام مالك..(يجوز دخولهم الحرم للتجارة)
والشافعي.(لايدخلون اصلاً الابإذن الامام لمصلحة المسلمين)
وابوحنيفة(يجوز الدخول مطلقاً الا المسجد)
**فهل الاخراج يحمل على..
الإقرار والاستطان فيحرم هذان ويباح الإقامة المؤقتة وتلزم بالحاجة..؟!
او يحمل على التملك..؟!
وهل تعقد ذمة في جزيرة العرب ..؟ّكما كان لاهل خيبر من الرسول صلى الله وسلم الى ان أجلاهم عمر_رضي الله عنه_..؟
وهل عقد أحد من الصحابة ذمة في جزيرة العرب..!!
وأين أجد قول شيخ الاسلام ابن تيمية والشيخ ابن باز في هذه المسألة..؟
ولكم الشكر...
---
ابو الروب
04-26-2006, 02:02 PM
يا اخي يظهر لي انك خلطت بين مسالة جزيرة العرب ومسالة منع غير المسلمين من دخول الحرم فجزيرة العرب في حدها خلاف وفي منع من يدخلها قال بعضهم بمثل ما قال به الشيخ ابن جبرين حفظه الله واما مسالة دخول الحرم فهي مسالة اخرى فحرر المسالة جيدا ثم اسال عما اشكل تجد من يجيبك ان شا الله واما انا فلا اعلم قول ابن تيمة رحمة الله والله اعلم
---
شموخ قلم(1/1483)
04-26-2006, 04:51 PM
أخي الفاضل ..
أُريد مايتعلق بجزيرة العرب ومنع من يدخلها ..؟!
وايضاً هل تعقد لهم ذمة فيها ام لا..؟!
وجزاك الله خيراً..
---
ابو الروب
04-27-2006, 02:07 PM
انت ذكرت الاحاديث بتخريجها فلماذا لا ترجع الى شروحات الصحيحين ومن اهمها فتح الباري وتستخلص اقوال العلماء ثم عد الى فتاوى اللجنة الدائمة وفتاوي الشيخ ابن باز قسم العقيدة تجد قولهم هذا للبحث واما اذا اردت فتوى فسوف انقلها لك من فتاوى الشيخ ابن باز واعذرني على التاخر في الرد
---
شموخ قلم
04-29-2006, 08:04 PM
الأخ الفاضل..أبو الروب
جزاك الله خير رجعت الى الشروحات والفتاوى واتضحت لي المسألة شكر الله لك..
---
(1/1484)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المنهجية في قراءة كتب التفسير
---
المنهجية في قراءة كتب التفسير
---
أبو مهند النجدي
11-03-2005, 09:06 PM
إخواني المشائخ وطلبة العلم ما هي الطريقة المثلى في قراءة كتب التفسير فقد جربت القراءة المجردة ( مع تعليق الفوائد وحل الإشكالات ) ولكن هذه الطريقة لم تفدني إذ مقصودي من القراءة أن أستطيع إذا قرأت في المصحف أعرف معاني الآيات وسبب النزول وغيرها من الأمور وكذلك التحدث مع الآخرين حول الآية ومعانيها فأرشدوني أرشدكم الله
---
أبومجاهدالعبيدي
11-04-2005, 02:20 PM
معا لكيفية القراءة في كتب التفسير (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1477)
---
(1/1485)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > متى سيتم افتتاح معرض الكتاب في الرياض؟
---
متى سيتم افتتاح معرض الكتاب في الرياض؟
---
أبو يعقوب
01-18-2006, 08:09 PM
السلام عليكم
متى سيتم افتتاح معرض الكتاب في الرياض؟
---
محب احمد بن حنبل
01-19-2006, 02:22 AM
وعلكيم السلام.
في 23/1/1427ه
---
أبو يعقوب
01-19-2006, 11:59 AM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
01-23-2006, 12:45 PM
معرض الرياض الدولي للكتاب 2006 (http://www.riyadhbookfair.org/)
---
أبو يعقوب
01-25-2006, 02:45 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن على إضافة الموقع
---
عبد اللطيف سالم
02-11-2006, 02:10 AM
موعد معرض الكتاب في الرياض (http://www.riyadhbookfair.org/images/king_abdullah.gif)
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2006, 05:49 PM
الافتتاح اليوم الأربعاء 32/1/1427هـ إن شاء الله
---
عبدالرحمن الشهري
02-23-2006, 12:47 AM
زرت المعرض عشية افتتاحه اليوم ، ورأيت تنظيماً غير مسبوق في معارض الكتاب الدولية المقامة في السعودية . ويبدو لي أنه أفضل المعارض التي سبق أن رأيتها في الرياض من حيث التنظيم والأنشطة المصاحبة، وتوفير الخدمات للزوار. أما الكتب فالأمر يحتاج إلى تتبع لم أتمكن من التحقق منه ليلة الافتتاح .
---
أبو يعقوب
02-28-2006, 01:46 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/1486)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المنهج الكلامى والمنهج المتجمد وأثرهما السيىء على واقع الأمة
---
المنهج الكلامى والمنهج المتجمد وأثرهما السيىء على واقع الأمة
---
عبدالله زايد
04-30-2006, 07:30 PM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد
مما لاشك فيه أن الواقع الذى تحياه الأمة الآن هو أسوأ حال وصلت إليه الأمة على مدار تاريخها العريق الممتد من البعثة النبوية الشريفة وحتى الآن
وقد يكون هناك فترات شبيه بالواقع الحالى فى بعض الأزمان السابقة
ولكنها تختلف عنها فى شىء أساسى وهام وهو أن ما تملكه الأمة من أسباب مادية وقوى بشرية وعلماء يجعل الواقع الحالى هو أسوأ الأحوال
لأنه لا يلام المرء على ما لايستطيع إنما يلام على ما يملك ويقدر
ولايستخدم ذلك فيما لاينفع بل على العكس قد يسخدمه فيما يضر
وحتى لايتشعب بنا الحوارفى عدة إتجاهات
رأيت فى هذه المشاركة أن أتناول جانباً مهما
وعسى ان يتم الحوار والنقاش فيما بعد فى نواحى أخرى
وأقول مما لاشك فيه أن أول أسباب الخروج هو صدق العودة الحقيقية إلى الله سبحانه
وهذه الجزئية سوف أتناول منها شيئاً واحداً ومحدداً فى هذه المشاركة
وحتى يكون الكلام نافعاً ومؤثراً وتظهر ثمرته فيما بعد
وهذه الجزئية هى الفهم عن الله وعن رسول الله
وهذه سينقسم الناس فيها ثلاثة أقسام
قسمان مذمومان وقسم محمود
والقسم الأول هم علماء الكلام وهم المتقدمون على النصوص بأرائهم ولاشك أن هذا القسم مذموم
والقسم الثانى هم الفقهاء الذين ينظرون فى الأدلة الشرعية ويستخرجون الأحكام من الأدلة الشرعية
ويؤصلون القواعد فى كل الأبواب فى العقيدة وفى العبادات وفى المعاملات على وفق هذا النظر
ولايتقدمون على النصوص ولايأخذون بدلالات بعض النصوص ويتركون البعض ويتجلى فضل هذا القسم(1/1487)
وتقدمه على غيره بالدعاء الوارد عن النبى الكريم لحبر الأمة عبدالله بن عباس رضى الله عنهما
(اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل)ويزداد الفضل لهذا القسم إذا ما رأينا حديث النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به
فيه أيضاً بيان لما ذهبت إليه من تقسيم
والقسم الثالث وهو مذموم كالأول تماما وهو الجمود بالتمسك ببعض النصوص والعمل بها وترك البعض الآخر
بل والأشد من ذلك حين يقوم هذا القسم بالهجوم على غيره من القسم الثانى وهم الفقهاء وإتهامهم بأنهم أهل الكلام وأهل التقدم على النصوص وعدم العمل بها
وعلى هذا التقسيم أفتح الحوار بسؤال ويدور النقاش حوله
ما هو الفرق بين أهل الكلام والفقهاء وموقفنا من أصحاب المنهج المتجمد الواقف على العمل ببعض النصوص دون بعض
وما هو السبيل للفهم الصحيح عن الله وعن رسوله
وأرى عندما نصل للإجابة الصحيحة على ذلك سنصل من خلالها إلى النورانية الحقيقية فى الفهم عن الله وعن رسوله وستبدأ الأمة بعدها نهضة حقيقية مستمدة و مستنيرة بنور الفهم عن الله وعن رسوله وهى الوسطية المحمودة
والحمد لله رب العالمين
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 11:22 PM
أخي العزيز عبد الله أشكر لك اهتمامك بما طرحته وشعورك بالواقع وكيفية النهوض به ولكن هناك بعض الملاحظات :(1/1488)
الملاحظة الأولى : انت انطلقت مسبقا في الحكم على المنهج الكلامي بأن له أثرا سيئا على واقع الأمة ، فهل تقصد كل في هذا كل مناهج المتكلمين ؟ أم بعضهم ؟ فإن كنت تقصد كلهم أو بعضهم كان من الأجدى أن تحدد ما هو مقصودكم بالمنهج الكلامي الذي قرنته بالمنهج المتجمد ، وفي تصوري إن قصدت بالمنهج الكلامي ما قصده ابن خلدون في تعريفه لعلم الكلام وهو الدفاع عن العقائد الإيمانية بالأدلة المنطقية فلا أتصور أن هذا المنهج محل اتفاق على انه مذموم ؟ لأن بعض المسائل العقدية تضطرنا للجوء إلى مناهج المتكلمين في الدفاع عن العقيدة الإسلامية .
الملاحظة الثانية : جعْلك الحديث عن العقيدة داخلا فيما يختص به الفقهاء .
هذا الأمر يصعب تطبيقه في واقع الأمر ، أي أن تطلب من الفقيه أن يكون متكلما في جانب العقيدة بما يتصل من الوقوف ضد الديانات الأخرى أمر يعسر تطبيقه في ظل فتور الهمم عند طلاب العلم وفي ظل التشعب في الاختصاصات ، فالناس اليوم يسرعون إلى التخصص أكثر فأكثر ، ففي المجال الفقهي هناك تخصصات كثيرة ومثل ذلك في المجال العقدي ، ولا أرى ضرورة إلى دمج كل هذه الاختصاصات في يد الفقيه إلا إذا قصدت بالفقيه المعنى اللغوي وهو الفهم وعندها يدخل التخصص في الحديث وعلومه والقرآن وعلومه...(1/1489)
الملاحظة الثالثة: ينبغي أن لانقع في أمر نحذر منه ، فالوسطية المحمودة التي ننشدها تقتضي منا أن لا نعمم الكلام على الجميع كالحكم على المنهج الكلامي بان له أثرا سيئا على واقع الأمة ، فإن كنت تقصد البعض فلا بد من التحديد ، وإن كنت تقصد بالمنهج الكلامي مصطلحا خاصا فلا بد من تحديده، كما أن الوسطية تلزمنا أن لا نستشهد بالحديث عن هذه المناهج ما لم يقع التحديد الكامل عن المقصود بالمنهج الكلامي والمنهج المتجمد لأن هذه المسائل نسبية وليست محل اتفاق فما تراه جمودا في الوقوف على النص هناك من يراه محافظة على النص ، لأن الحديث يبين أن هناك من لم يقبل هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فهل الدخول في سلك هذه المناهج يصل إلى هذا الوصف الموجود في الحديث
وفي الختام أشكر لك اهتمامك
د. حسن الخطاف جامعة دمشق
---
محمد سفر العتيبي
04-30-2006, 11:27 PM
يوجد نوع من التعسف في المقال, كوضع الخيار الحسن في وسط الخيارات الثلاثة ثم القول أن خير الامور أوسطها, أي ماوضعه صاحب الموضوع حسب رؤيته الشخصية في وسط الخيارات الثلاثة. حكم قبل المداولة كما يرد في لغة مهنة القضاء والمحاماة.
والحمد لله, المحمود على كل حال, في السراء و ((الضراء))
ألاحظ اننا نتحدث كثيراً حول فهم السلف الصالح, الفهم عن الله عز وجل ونبيه, ((رحم الله من عقل عن الله: احمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية)) -- ولكن على شكل نصائح عصرية للخلف, ويبدو أن مجلدات النصائح والنصيحة بلغت الف مجلد, ولكن إثارة مفاهيم السلف غائبة عن المشهد, مدفونة تحت أرجل النصائح الكثيرة.
من يعمل؟؟
---
أحمد الطعان
05-01-2006, 12:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المشاركة كتبتها لموضوع الاستواء في القرآن ولكن يبدو أن الإخوة المشرفين أغلقوه وقد أحسنوا جزاهم الله خيراً ولذلك أحببت أن أضع مشاركتي هنا فلعل فيها ما ينفع ...
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...(1/1490)
الأخ الفاضل أبا إسحاق
أظن أن إثارة مثل هذه الموضوعات لا يجدي لأنها أُشبعت بحثاً وسيظل الخلاف فيها قائماً إلى يوم القيامة وهذا لا يضيرنا شيئاً ..لأن كل إنسان سوف يرجح ما يميل إليه عقله وحسه وضميره فيصبح الخلاف هنا ليس في الدليل وإنما في قوة الدليل ومدى توريثه لليقين وهذا سختلف فيه الناس دائماً وقد اختلفوا وسارت قافلة التاريخ وظل الأشعري أشعرياً والمعتزلي معتزلياً والتيمي تيمياً والحنبلي حنبلياً ووووووو ....
فلماذا نعود لنشغل أنفسنا بمثل هذه المباحث التي تضيع وقتنا في الوقت الذي نجد أمامنا مساحات واسعة للعمل هي أهم وأولى من هذا الذي دعوتنا للخوض فيه دعنا يا أخي الكريم من هذه التفاصيل التي لسنا في حاجة للخوض فيها إلا في حالة الضرورة التي يلجئنا إليها المخالفون في الملة وهي مباحث نشأت لهذا السبب أصلاً ...
فنحن كلنا مؤمنون بالله عزو وجل وأن له الصفات العليا التي تليق بجلاله وأنه منزه عن صفات النقص وأنه ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى ..ولا حاجة لأكثر من ذلك فيما أرى ...
أما الأخ العتيبي فلك الحق أن تتبنى ما تشاء من الأفكار وتنحاز إلى الاتجاه الذي تجده أقرب إلى الحق وأنه يمثل أهل السنة والجماعة ولكن أن تصف الرازي بأنه : كذاب جويهل ومهرج وكذلك المتكلمين والأشاعرة والمعتزلة فقد ارتقيت مرتقاً صعباً لا أظنك تحسنه ... كان يمكنك أن تكون أكثر أدباً مع علماء الأمة وجهابذتها وأن تعبر عن رأيك بالطريقة العلمية الخالية من السباب والشتائم والتشنج لأن هناك عدد كبير من الإخوة المشاركين هنا في الملتقى أشاعرة وهم يرون أن الأشاعرة لم يحيدوا عن منهج أهل السنة والجماعة على العموم ولعلنا نتفق أنهم قد وقعوا في بعض الأخطاء ولكن لا يعني ذلك أنهم مهرجون ولا أنهم أذناب الفلاسفة ولا أذناب أذنابهم .
أدعو الإخوة الأكارم القائمين على المنتدى أن يوجهوا المحاورين إلى ما هو الأولى أولاً ..(1/1491)
وتجنب الموضوعات التي لا جدوى منها ...
واحترام أعلام الأمة ورموزها ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
05-01-2006, 12:57 AM
شكر الله للدكتور أحمد الطعان هذا التعقيب ، وليتنا نستطيع إقناع الجميع بالتزام تخصص الملتقى العلمي ، دون الدخول في هذه المسائل التي لا تعود علينا بجديد . ولكن الأخ عبدالله زايد أتانا وليس في جعبته إلا مثل هذه الموضوعات . فأرجو أن يتوقف عن طرح مثل هذه الموضوعات التي ليست من تخصص الملتقى العلمي وفقه الله ، وكذلك الأخ محمد بن سفر جزاه الله خيراً.
---
الجنيدالله
05-01-2006, 01:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله المشرفين خيرا لاغلاق موضوع الاستواء في القرآن اثابهم الله
وجزى الله الدكتور احمد الطعان خيرا وُفقت وسددت
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
---
عبدالله زايد
05-01-2006, 02:01 AM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وبعد
د /حسن الخطاف جزاك الله خيرأعلى إهتمامك وأذن لى فى كلمة للأستاذ العتيبى ليتك تكون اكثر هدوء
بدلا من إلقاء التهم دون التناول للموضوع من كل جهاته والقول بأنى وضعت طرفين ووسط لأدلل على صحة ما أقول وأراك غير متخصص وكنت أتمنى أن أراك مناقشاً مستفسرأ
كما تفضل واستوضح د/حسن وأنا أعلم جيداً أنى أثير القضية فى وسط علماء أفاضل لهم مكانتهم
وأعود بالحديث د/حسن....رداً على الملاحظة الأولى أقول: أنالم أقصد نقض المنهج الكلامى كاملاً ولكن قصدت من المنهج الكلامى(1/1492)
المنهج الذى يتقدم على النصوص ولا يلتفت لها مطلقاً ولكن المنهج الكلامى القائم على إستصحاب أدلة الشرع ومعرفة مقاصد الشرع فيها وإستخلاص الحكم منها فلايعد منهجاً كلامياً بل هو منهج مستصحب لمقاصد الشريعة وأهدافها ويصغوها بعد ذلك بطريقة يدفع بها شبهة المخالف وإن كانت الطريقة التى سار عليها المتكلم جديدة ولكنها فى إطارها العام لم تخرج عن الشريعة قيد أنملة وهذه الطريقة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون خروج عن الشريعة بل هى دائرة فى حدود الشريعة مالم لم تصطدم بنص من النصوص الشرعية هذا ما قصدته فى الكلام على المتكلمين ولذلك خصصته بقولى التقدم على النص وعدم إعتباره
الملاحظة الثانية: قصدت بالفقه المعنى المعنوى بمعنى الفهم لم أقصده بالمعنى الإصطلاحى المعروف
به الآن
أما الملاحظة الثالثة:فأنا قصدت من الكلام بإيجاز شديد وهو ألا يقف المتجمد على النص ويستمسك به
وهو معارض بوضوح لأدلة أخرى من أدلة الشرع أو معارض لأصل غير مختلف عليه من أصول الشريعة وهذا لا بد أن يسمى متجمداً لأنه تبنى رأياً مخالف لأدلة أخرى وضح من خلال النظر إليها
أن المتجمد لم يضعها فى إعتباره مطلقاً فلا بد حين ذاك من إعتباره مذموم الرأى لامحالة
والأمر الأخير وهو ليتنا نضع الحوار بأبسط أسلوب حتى يمكن لغير المتخصص أن يستفيد منه
ولى ملحوظة أنا لم أضع مشاركتى إتهاماً لأحد أو حكماً مبسقاً على أحد ولكن وضعتها لفتح حوار بفكرة
أراها من وجهة نظرى جيدة مع علماء لهم باع كبير فى العلم فلاشك أنى فى كلا الحالتين سأخرج مستفيداً أو مفيداً وكلاهما خيرأ
الحمد لله رب العالمين
---
د.حسن خطاف
05-01-2006, 11:14 AM
أشكرك أخي عبد الله على أخلاقك العالية في المناقشة ، وكم نحن بحاجة إلى أدبيات الحوار
---
د.حسن خطاف
05-01-2006, 11:24 AM(1/1493)
بارك الله بك يادكتور أحمد وبارك بمن أغلق موضوع الاستواء ، لأن هذه المسائل لن يتم الاتفاق حولها ، وبودي ان لا يتم الحديث عن الأمور العقدية التي يصعب الاتفاق عليها ، وإن كان ولابد فينبغي احترام وجهات النظر وعدم التهجم والتهكم بأعلام الأمة من قبيل الرمي بالابتداع ...ولقد هممت أن أشارك في موضوع ولكن تذكرت أنني خرجت من المشاركة كليا من أحد الملتقيات الموضوعة على الانترنيت لكثرة ما فيها من احتكار للمعرفة وللحق
فبارك الله بكم على أغلاق موضوع الاستواء ، وعلى الدعوة إلى ضرورة الالتزام بأدبيات الحوار وأخلاق المناظرة بعيدا عن التسفيه.
د. حسن الخطاف
---
محمد سفر العتيبي
05-27-2006, 10:31 PM
بارك الله بك يادكتور أحمد وبارك بمن أغلق موضوع الاستواء ، لأن هذه المسائل لن يتم الاتفاق حولها ، وبودي ان لا يتم الحديث عن الأمور العقدية التي يصعب الاتفاق عليها ،
د. حسن الخطاف
نعم العقيدة آخر اهتمامت من لايود ان يعرف أقوال عبد الله بن المبارك والبخاري وأحمد بن حنبل والثوري ومالك والليث بن سعد, والأوزاعي وابن عيينة وابن مهدي, .... الخ ائمة الهدى ومن كانوا يتبعونهم. ليس صحيحاً أخي الكريم, أنه لن يتم الاتفاق حولها, لأن السلف لم يختلفوا فيها, أما كتابات الجهلة كالمعتزلة, او الأشعرية اسماً المعتزلة تصرفاً وفكراً دون علمهم, كالفخر الرازي او الجويني والغزالي والأمدي قبله الخ فهي لايعتد بها.
لم يختلف المسملون في الاستواء, في العصور الأولى, سوى من شذ من المعتزلة. لا أطرح هذا, متبعاً لياسة فرعون: لا أريكم إلا ما أرى, بل لأنه الحقيقة التي حدثت بغض النظر عمن أكون!!
فلماذا نكذب وندلس على العوام: ونزعم ان هذه المسألة العقدية مختلف فيها!!!! بل اتفاق مطبق, والكتب بين أيدينا, فهل نقرأها معاً أم أننا نجيد بسهولة كتابة: مختلف فيها!!!
---
علال بوربيق
05-27-2006, 11:18 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله:(1/1494)
أود أن أقدم جملة ملاحظات:
1- لماذا نعالج مسائل العقيدة بأفهام غيرنا، إن السلف الصالح عاشوا زمانهم ونصرواالقرآن والسنة بالوسائل التي أتيحت لهم وتصدوا لكل الأزمات والانحرافات العقدية التي ظهرت في زمانهم فلما لا نواجه نحن اليوم الأفكار الهدامة ، ونحطم مظاهرالشرك الجديدة ، قديما كان شرك القبور أما اليوم فالشرك شرك قبور وشرك قصور وكلاهما يحتاج صولات وجولات.
2- لماذا يغيب الأدب الرائع الذي عاشه سلفنا الصالح مع أن الخلاف بينهم كان قائما. لو قلت لأحدهم: إن الدارقطني المحدث كان يقبل رأس الباقلاني المتكلم ويقول :" بمثل هؤلاء ينصردين محمد صلى الله عليه وسلم " ظنه ضرب من الخيال فهو لا يستحضر إلا صورة الإمام الطبري رحمه وهو يرمى بالحجارة من طرف عوام الحنابلة .
---
(1/1495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
---
وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
---
جمال حسني الشرباتي
04-04-2006, 09:39 PM
قال تعالى
(وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)8 الحديد
قال فيها ابن عطيّة في المحرر الوجيز
(وقوله: { إن كنتم مؤمنين } قال الطبري المعنى: إن كنتم مؤمنين في حال من الأحوال فالآن.
قال القاضي أبو محمد: وهذا معنى ليس في ألفاظ الآية وفيه إضمار كثير، وإنما المعنى عندي أن قوله: وإن الرسول { يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين } ، يقتضي أن يقدر بأثره: فأنتم في رتب شريفة وأقدار رفيعة إن كنتم مؤمنين، أي إن دمتم على ما بدأتم به.)
وهو في قوله هذا يعترض على قول الطبري فيها على أساس أنّ المعنى الذي قاله الطبري لا تحتمله ألفاظ الآية وفيه إضمار لمعظم الجملة التي قالها
ترى هل هو مصيب في نقده؟؟
بالإنتظار
---
جمال حسني الشرباتي
04-05-2006, 06:24 AM
السلام عليكم
رأيت أن أنقل لكم قول الطبري بدقة من تفسيره ---
قال (وقوله: { إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } يقول: إن كنتم تريدون أن تؤمنوا بالله يوماً من الأيام، فالآن أحرى الأوقات، أن تؤمنوا لتتابع الحجج عليكم بالرسول وإعلامه، ودعائه إياكم إلى ما قد تقرّرت صحته عندكم بالإعلام والأدلة والميثاق المأخوذ عليكم)
ولو قارناه بما أسنده ابن عطية له ( قال الطبري المعنى: إن كنتم مؤمنين في حال من الأحوال فالآن.) لوجدنا أنّ المعنى متقارب
وتوجيه ابن عطيّة للجملة القرآنية "إن كنتم مؤمنين"(1/1496)
متناولا في معناها أثر الآيمان على ارتفاع الأقدار والمراتب توجيه يدعمه سياق الآية المتضمن الحث والحض على الآيمان---فسياق الآية في نظري لا يتضمن التعريض والتوبيخ إنما الإستمالة والترغيب
وأضع نصب أعينكم رأي ابن عاشور فيها الذي جعل السياق استفهاما يتضمن التوبيخ---
قال (ظاهر استعمال أمثال قوله: { وما لكم لا تؤمنون } أن يكون استفهاماً مستعملاً في التوبيخ والتعجيب، وهو الذي يناسب كون الأمر في قوله: { آمنوا بالله ورسوله } مستعملاً في الطلب لا في الدوام.)
وقال (ماذا يمنَعكم من الإيمان وقد بين لكم الرسولُ من آيات القرآن ما فيه بلاغ وحجة على أن الإِيمان بالله حق فلا عذر لكم في عدم الإِيمان بالله فقد جاءتكم بينات حقّيّته فتعين أن إصراركم على عدم الإِيمان مكابرة وعناد.)
وقال (واسم فاعل في قوله { إن كنتم مؤمنين } مستعمل في المستقبل بقرينة وقوعه في سياق الشرط، أي فقد حصل ما يقتضي أن تؤمنوا من السبب الظاهر والسبب الخفي المرتكز في الجبلة)
فهل معنى الآية الإجمالي---"أوبخكم على عدم آيمانكم مع توافر الدلائل في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي ما خلق الله في جبلتكم وهذا يعني أنّه قد حصل ما يقتضي آيمانكم فآمنوا"؟
كما يقتضيه قول ابن عاشور فيها
أم هل معنى الآية الإجمالي "أرغبّكم بالآيمان فقد توفرت دلائله في دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلم وفي ما خلق الله في جبلتكم فإن آمنتم رفعنا قدركم ومراتبكم"؟؟
بالإنتظار
---
(1/1497)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مجلة فقهية للبحوث الفقهية المعاصره
---
مجلة فقهية للبحوث الفقهية المعاصره
---
fiqhi
09-23-2003, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية اود ان اعرف بنفسي في اول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع " فقهي" واود ان استأذن مشرفي ملتقى اهل التفسير باضافة موقع خاص بمجلة فقهية جديدة للبحوث الفقهية المعاصرة حيث ستعم الفائدة لكل الزوار و امل من الجميع زيارة موقع المجلة:
www.fiqhi.com
واود ان ينفع الله بها الجميع....
وشكرا ،،،
---
fiqhi
10-19-2003, 05:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود تعديل الرابط السابق حيث ان الرابط لا يعمل والرابط الصحيح هو
www.fiqhia.com
---
(1/1498)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ميلادالمسيح بين الانجيل والقران
---
ميلادالمسيح بين الانجيل والقران
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-11-2006, 10:53 AM
هل ولد المسيح حقا في فصل الشتاء في 25 ديسمبر كما يقول النصارى الغربيون وفي يناير كما يقول النصارى الشرقيون
ورد في انجيل لوقا حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام : وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك :لاتخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح (انجيل لوقا –اصحاح 2 عدد 8-9-10-11)
ومعنى ذلك أن يكون الميلاد في وقت يكون الرعى فيه ممكنا في الحقول القريبة من بيت لحم المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام وهذا الوقت يستحيل أن يكون في الشتاء لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة وخصوصا بالليل بل وتغطي الثلوج تلال أرض فلسطين وجعل عيد الميلاد للسيد المسيح في فصل الشتاء لاأساس له اذا بل هو من مخترعات الوضاع يجعله في فصل فصل الشتاء وفي هذه التواريخ المذكورة انفا .
ولندلل على ذلك بالاتي :
1- يقول الاسقف بارنز: غالبا لايوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل ميلاد المسيح واذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الايمان قصة لوقا عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريبا من بيت لحم فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلا وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد(كتاب ظهور المسيحية للاسقف بارنز)(1/1499)
2- وهذا الرأي الذي ذهب إليه الأسقف بارنز قد استمده الذين كتبوا بيانات عن عيد الميلاد في دائرة المعارف البريطانية ودائرة معارف شاميرز فقد ورد في الطبعة الخامسة عشر ة من المجلد الخامس في الصفحة 642-643 أ من دائرة المعارف البريطانية مايلي : لم يقنع أحد مطلقا بتعين يوم أو سنة لميلاد المسيح – ولكن صمم أباء الكنيسة في عام 340 بعد الميلاد على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد – اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء الذي استقر في أذهان الناس وكان أعظم أعيادهم أهمية ونظرا الى التغيرات التي حدثت في التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسي وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة
3- ورد في دائرة معاف شاميرز الاتي : كان الناس في كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسي في الشتاء يوم ميلاد الشمس –وفي روما كان يوم25 ديسمبر يحتفل فيه بعيد وثني قومي - ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد - بل باركته كعيد قومي لشمس البر.
4- يقول بيك من علماء تفسير الكتاب المقدس : لم يكن ميقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الاطلاق فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيرا في الغرب (تفسير الكتاب المقدس للدكتور بيك ص 727 )
5- هناك دليل تاريخي ثابت موثوق به يوضح أن المسيح ولد في شهر أغسطس أو سبتمبر فقد كتب الدكتور جون د . أفيز في كتابه ( قاموس الكتاب المقدس ) تحت كلمة سنة أن البلح ينضج في الشهر اليهودي أيلول كما ورد في صفحة 117 من كتاب تفسير الكتاب المقدس لبيك العبارة الاتية : (إن شهر أيلول يطابق عندنا شهر أغسطس وسبتمبر )
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-11-2006, 11:30 AM
النتائج التي تستخلص مما تقدم :(1/1500)
1- ونخلص من كل ذلك طبقا للبحوث السابقة التي أجريت حاليا على أصول المسيحية أن المسيح لم يولد في ديسمبر أو يناير ولكن في أغسطس أو سبتمبر ويكون حمل السيدة مريم لم يبدأ في مارس أو ابريل كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده بل بدأ حملها في نوفمبر أو ديسمبر
2- إن القران الكريم يستخلص من تفسيره أن المسيح مولود في أغسطس أو سبتمبر وهذا يتفق مع الحقائق التاريخية ومع رواية إنجيل لوقا وان كان ذلك دون قصد وأنه يظهر مما حكاه القران عن السيدة مريم أنها كانت ترقد عند ولادتها في سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه وكان من الميسور لها أن تصل إلى جذعها وتهزه وكثرة النخيل في بيت لحم واضحة في الكتاب المقدس في الاصحاح الاول من سفر القضاة وكذلك قاموس الكتاب المقدس الؤلف بمعرفة الدكتورجونريفنز.كما أن حقيقة إرشادالسيدة مريم إلى نبع كما ورد في القران الكريم لتشرب منه تشير إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلا في شهر أغسطس أو سبتمبر وليس في ديسمبر حيث يكون الجو باردا كالثلج في كورة اليهودية وحيث لارطب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا قال تعالى :
( فناداها من تحتها الاتخافي ولاتحزني قدجعل ربك تحتك سريا ) ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا . فكلي واشربي وقري عينا ) والمعنى أنه جعل قربها جدولا صغيرا كان قد انقطع ماؤه ثم جرى وامتلأ وسمي سريا لأن الماء يسري فيه وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل وأذا أرادت أن تشرب أمكنها ذلك من جدول الماء الذي كان يسري بجانبها
نقلا عن كتاب النصرانية و الإسلام المستشار محمد عزت الطهطاوي
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-11-2006, 08:25 PM
سبب تخبط النصارى هو تعدد المراجع التي اقتبسوا منها ليؤلفوا دينهم الجديد الذي لا ناقة للمسيح عليه السلام فيه ولا جمل
أصل الكريسماس(1/1501)
- هو تاريخ مولد الشمس في التقويم اليوليوي . ويرتبط وما حوله بالانقلاب الشتوي للشمس . وقد وُلد العديد من آلهة الشمس في العالم القديم في ذلك التاريخ أو قريباً منه.
- لا يوجد في الإنجيل ما يثبت أن يسوع ولد في ذلك التاريخ
- الذي حدد ميلاد المسيح راهب من سكيثيا ( منطقة شمال البحر الأسود ) اسمه ديونيسيون أو أكسيموس عام 530 ميلادي ولم يحدد مرجعه. تحتفل الكنائس الشرقية به يوم 7 يناير.
- يقول الباحث ريتشارد جريجوري إن الكريسماس كان عيداً وثنياً اتُخذ للاحتفال بمولد المسيح في منتصف القرن الرابع الميلادي لإبعاد المتنصرين عن الاحتفالات الوثنية التي كانت تُقام في تلك الفترة.
أما يوم الأحد فهو يوم الشمس وهو اليوم المقدس لإله الشمس أبولو الجامع للامبراطورية الرومانية خلال عهد الامبراطور قسطنطين . وقد حُدد هذا اليوم بدلاً من السبت المقدس في شريعة موسى لاستكمال أوجه التوافق بين المسيحية والوثنية.
----------------------------
الكريسماس وأعياد ميلاد أخرى
من الجدير بالذكر أن :-
- الإله إيتس في آسية الصغرى وُلد من عذراء يوم 24 مارس وكان يُعتبر الابن الوحيد والمخلص ، وقد تُرك ينزف عند جذع شجرة صنوبر وكان عابدوه يعتقدون أن دمه قد جدد خصوبة الأرض ومنح البشر حياة جديدة وقد قام من الموت وكان أتباعه يحتفلون بموته وبقيامته ويعلقون صورته على شجرة صنوبر كل عام ثم يضعونها في مقبرة ........الخ
- الإله ديونيسوس أو باكوس في اليونان : " الابن الأوحد المولود" لجوبيتر كبير الآلهة من العذراء ديمترير في 25 ديسمبر ويوصف بالفادي والمحرر والمخلص ، ويقول للبشر " إنني أنا الذي يهديكم ويحميكم وينقذكم. أنا البداية والنهاية " وقد قُتل من أجل فداء البشرية ويسمى المذبوح أو حامل الخطايا أو الفادي. وكان أتباعه يحتفلون كل عام بتمثيل موته ونزوله إلى الجحيم ثم قيامته .(1/1502)
- في مصر : أوزيريس وُلد من عذراء في 29 ديسمبر . كان يدعو إلى الوداعة والوئام. تعرض للخيانة ومُزق جسده . وبعد دفنه مكث في الجحيم يومين أو ثلاثة وثلاث ليال ثم عاد للحياة، وقد أصبح الاعتقاد في الاله الانسان على شكل أوزيريس عنصراً أساسياً في الديانة المصرية.
- في فارس : الإله ميثرا أو ميثراس : هو إله الشمس المولود من عذراء يوم 25 ديسمبر وهو الأصل الذي أُخذت منه أسطورة تأليه المسيح عليه السلام وتأسست لعبادته كنيسة انتشرت خارج بلاده ، وكان الفصح من أهم احتفالاتها المقدسة والأسرار والعماد والتثبيت والعشاء الإلهي الذي كان متناولوه يشتركون في طبيعة ميثرا الإلهية بتناول الخمر والنبيذ.
عن كتاب " حوار صريح بين عبدالله وعبدالمسيح"
تأليف : د. عبدالودود شلبي
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=7081
---
أبو علي
11-12-2006, 10:14 AM
أخي أبا أحمد ، السلام عليكم ورحمة الله.
أرى أن المسيح عليه السلام ولد في فصل الشتاء حسب ما فهمته من الآية : فناداها من تحتها الاتخافي ولاتحزني قدجعل ربك تحتك سريا ) ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا . فكلي واشربي وقري عينا ).
من المعلوم أن الإنسان إذا جاع فإن نفسه تحدثه أن يبحث عن الأكل ، وإن لم يجد فإنه قد يضطر إلى البحث عنه في القمامة ، إذن فالجائع لا يحتاج إلى استئذان للأكل ، قد يحتاج إلى مرشد يرشد عن مكان الطعام.
وحسب الآية فإن مريم كانت تحت النخلة ، لو كان ذلك في فصل الصيف
لعلمت أن النخلة مثمرة ، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك.
وتنبيه ابنها لها يدل على أنها لم تكن تظن أن النخلة مثمرة باعتبار أنه ليس موسم الثمار.(1/1503)
وكما (جعل) الله تحتها سريا بعد أن كان الجدول جافا كذلك (يجعل) الله النخلة تثمر في غير موسم الثمار ، وقد كانت مريم عليها السلام في بيت زكريا تأتيها فاكهة الشتاء في فصل الصيف ، وفاكهة الصيف في فصل الشتاء.
---
أبو علي
11-13-2006, 01:11 AM
يجب ألا نخضع قانون السببية في ما يخص مريم وابنها عليهما السلام ، فمريم حملت بدون الأسباب المعتادة عند العالمين ، وكان يرزقها الله بدون حساب (بلا أسباب).
نلاحظ في الآيتين ثلاثة أشياء جديرة بالتفكر :
1) طفل يتكلم في المهد : (بدون قانون الأسباب).
2) جعل الله تحتها سريا: (بدون قانون الأسباب) حيث أن الجدول كان جافا.
3) النخلة مثمرة : لماذا نريد أن نخضع النخلةبالذات لقانون الأسباب!؟
أنا شخصيا أرجح أن كل الأشياء المذكورة في الآيتين هي فوق قانون السببية وأن النخلة أثمرت في غير أوانها وذلك في فصل الشتاء.
---
سمير القدوري
11-29-2006, 10:41 PM
الأخ أبو علي نعم ما قلته لكنني لدي تعقيب على قولك: [من المعلوم أن الإنسان إذا جاع فإن نفسه تحدثه أن يبحث عن الأكل ، وإن لم يجد فإنه قد يضطر إلى البحث عنه في القمامة ، إذن فالجائع لا يحتاج إلى استئذان للأكل ، قد يحتاج إلى مرشد يرشد عن مكان الطعام. وحسب الآية فإن مريم كانت تحت النخلة ، لو كان ذلك في فصل الصيف لعلمت أن النخلة مثمرة ، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك.وتنبيه ابنها لها يدل على أنها لم تكن تظن أن النخلة مثمرة باعتبار أنه ليس موسم الثمار.](1/1504)
وفيه تعويل منك واضح على قانون السببية الذي حجرت على أخينا الاستناد إليه. ثم لا يلزم من قولك [فإن مريم كانت تحت النخلة ، لو كان ذلك في فصل الصيف لعلمت أن النخلة مثمرة ، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك...] أنها كانت في غير فصل الصيف إذ العلة التي ذكرت أنت , لها علة تشاركها بل تفوقها في الوجاهة وهو: أن تقول إن انشغال مريم بأوجاع المخاض قد كان سببا كبيرا في صرف انتباهها عن الثمار المعلقة بالنخلة.
هذه واحدة, والثانية أننا لا يمكن لنا إسقاط ما يلي من بالنا وهو الفائدة التي تجنيها المرأة النفساء من تناول الرطب كما ثبت ذلك بالعلم التجريبي فلم يأت القرآن الكريم ليحثنا على نفي العلل الطبيعية جملة وتفصيلا وهي سنن كونية جعلها الخالق سبحانه في الكون بمشيئة منه , ولو شاء سبحانه لألغاها بالكلية.
---
أبو علي
11-30-2006, 12:14 AM
أخي الفاضل سمير القدوري
لا توجد نخلة ليس لها مالك ، والنخلة المذكورة لا بد لها من مالك ينتظر موسم الثمار لجني التمر ، وماذا لو جاء المالك فوجد النخلة وقد نقصت غلتها !! أليس ذلك ظلم في حقه ؟ وكيف يأمر المسيح عليه السلام أمه بأكل ما ليس لها بحق!!
أما إذا كانت النخلة قد آتت أكلها في الصيف وجنى المالك غلته فهو بهذا قد أخذ حقه، فإذا أثمرت بعد ذلك في الشتاء فذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء مادام قد وفى صاحب النخلة حقه في موسم الثمار.
---
سمير القدوري
11-30-2006, 03:10 PM
أخي أبو علي السلام عليكم ورحمة الله
أنا إن شاء الله أسوق لك ما يثبت أنك تفترض أشياء في كل مرة وتجزم بأنها هي العلة في وجود كدا وكذا.
[1] أما إقحامك لمالك النخلة وقطعك بأنه لاتوجد نخلة ليس لها مالك. فليس بمسلم إذ ما أكثر النخل الذي ليس في ملك أحد وهذا أمر مشاهد بالعيان, فلا تجنح لهذا الجواب. والقرآن يقول عن المكان الذي كانت فيه "فحملته فانتبذت به مكانا قصيا" .(1/1505)
[2] ثم لو عارضك معارض بأن يقول لك بأن النخلة قد تكون في ملك مريم فحينها ارتفع الحجر عليها في الأكل من الرطب. وإنما ذكرت لك هذا لآبين لك بأن ما تقحمه من علل لتقول بأن الوقت ليس صيفا بل شتاء لايغني في حقيقة الأمر شيئا.
---
أبو علي
12-01-2006, 08:55 AM
أخي الفاضل سمير قدوري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أدخل إلى هنا معارضا وإنما دخلت لأضيف فوائد ، فالبحث العقلاني يتطلب استحضار كل الافتراضات الممكنة .
ما تسميه أنت (إقحام) أسميه أنا (افتراضات ممكنة).
صحيح أن العقل يقول إن موسم البلح هو فصل الصيف لكن العقل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن مريم وابنها عليهما السلام كانوا آية عجيبة، أبعد هذه الآية العجيبة (طفل رضيع يتكلم في المهد) يقال: إن الولادة يجب أن تكون قد حصلت في الصيف لأن البلح لا يكون إلا في الصيف !!
ولماذا يفترض أن كل شيء عند النصارى محرف !!؟
النصارى مخطئون في تحديد اليوم أوالشهر الذي ولد فيه المسيح عليه السلام لكنهم قد لا يكونوا مخطئين في أنه ولد في فصل الشتاء. فطفل معجزة لا شك أنه أثار اهتمام الناس وصار حديثه على كل لسان لعدة أجيال ( ومن ضمن ما يتحدثون عنه زمن ميلاده)، وإذا كان النصارى يعتبرون ميلاد المسيح عيدا يتقربون به إلى الإله فمن مصلحتهم ألا يحرفوا تاريخ ميلاده فيجعلوه في فصل الشتاء بدلا من فصل الصيف.
---
(1/1506)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة مع الآية : "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
---
وقفة مع الآية : "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
---
عمار
12-22-2005, 07:36 AM
أجد في بعض الشروح أن معنى الصلاة من الله هو : الرحمة وليس الثناء ، عندها أسأل نفسي...إذا فسّرنا الصلاة بالرحمة فكيف نفسر قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة }157{ : "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة " ؟!
هل يكون معنى الآية : أن عليهم رحمة من ربهم ورحمة! وعلى هذا يكون اللفظ مختلفا والمعنى واحد تأكيدا وإشباعا للمعنى
كما ذكر ذلك القرطبي –رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية.
وهذا بعض ما قاله المفسرون في تفسيرهم لمعنى الصلاة في هذه الآية :
* الرازي : "الصلاة من الله هي الثناء والمدح والتعظيم."
* الطبري: " وصلوات الله على عباده: غفرانه لعباده"
* القرطبي: "وصلاة الله على عبده: عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة..... وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا وإشباعا للمعنى"
* ابن كثير : " }أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة{ أي ثناء من الله عليهم.
* ابن عاشور: "فكانت الصلاة إذا أسندت إلى الله أو أضيفت إليه دالة على الرحمة وإيصال ما به النفع من رحمة أو مغفرة"
فهل يمكن الاستدلال بهذه الآية على أن المراد بالصلاة من الله هو الثناء وليس الرحمة؟ وهل تعليل القرطبي – رحمه الله – يعتبر كافيا لرد الاستدلال بها إن أمكن؟
(أرجو من مشايخنا الكرام التعليق)
---
سلطان الفقيه
12-27-2005, 09:36 PM(1/1507)
الاخ عمار:هناك خلاف بين المفسرين في تفسير هذه الاية،لكن والله اعلم أن تفسيرها بالثناء عليه أقرب الى الصواب،وليس كما ذكرت بتفسيرهابالرحمه،كما رجحه ابن كثيرونقله عن ابي العاليه،وكذلك الشوكاني في فتح القدير،وابن عثيمين في الشرح الممتع.وكذلك الخلاف في تفسيرالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن كثيرفي تفسيرقوله تعالى{ان الله وملائكته يصلون على النبي000}
---
عمار
12-28-2005, 03:46 AM
الأخ الكريم سلطان الفقيه :
جزاك الله خيرا على المشاركة ، لكن يبدو لي أنك لم تدقق في كلامي بارك الله فيك.
.................................................. ..............................................
أخي الفاضل:
أولا: أخوك العبد الفقير يميل إلى الرأي القائل بأن معنى الصلاة من الله هو الثناء وليس الرحمة.
ثانيا: الخلاف بين المفسرين معلوم ولذا أوردتُ بعضَ أقوالهم في موضوعي للاستئناس
بها فقط ، وليس الغرضُ هنا حصر أقوالهم ومناقشة ما ذهبوا إليه ، وإنما معرفة مدى إمكانية الاستدلال بتلك الآية على أن المعنى الصحيح هو الثناء وليس الرحمة.
وخلاصة ما أريد قوله هو أنني استنكرتُ -بيني وبين نفسي - أنْ يكون معنى الآية أنّ عليهم رحمة من ربهم ورحمة! على فرض أننا فسَرناها بالرأي المرجوح (لم أرجح من عندي وإنما نقلتُ هذا عن بعض مشايخنا)
ولذا أردت معرفة رأي المشايخ الكرام لأعرف ما إذا كان استنكاري في محله أم أنّ توجيه
الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - مقبول.
---
(1/1508)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل تعلم؟ إذًا فاعمل!
---
هل تعلم؟ إذًا فاعمل!
---
hedaya
07-10-2005, 07:08 PM
هل تعلم؟ إذًا فاعمل!
أخي الحبيب وأختي الفاضلة:
* هل تعلم أن أداء الصلاة هو ما يفرق بين المسلم والكافر؟
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينَ الرجلُ وبين الشّركِ والكفرِ تركُ الصلاة".
* هل تعلم أن الله عزَّ وجلَّ قد أمرنا بأداء الصلوات الخمس؟
- قال عزَّ من قائل: [حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ].
* هل تعلم أن الصلاة كانت وصية رسول صلى الله عليه وسلم قبل موته؟
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي توفي فيه: "الصَّلاة وما مَلَكَت أَيمَانُكم" ... فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه.
* هل تعلم أن الصلاة مكفرة للذنوب والسيئات؟
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يتطهر فيتم الطهور الذي كتب الله عليه، فيصلي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفارة لما بينهن".
* هل تعلم أن الصلاة مفتاحٌ لكل خير؟
- قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "الصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، طاردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، منورة للقلب، حافظة للنعم، دافعة للنقم، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن".
* هل تعلم أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؟
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن أكملها كتبت له نافلة فإن لم يكن أكملها قال الله سبحانه لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فأكملوا بها ما ضيع من فريضته، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".
* هل تعلم أن تارك الصلاة مع المجرمين في نار جهنم؟(1/1509)
- قال الله عزَّ وجلَّ: [كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ].
* وأخيرًا ... هل تعلم أن أداء الصلاة سبيل لدخول الجنة؟
- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أتاني جبريل من عند الله تَباركَ وتَعالَى، فقال: يا محمد إن الله عز وجل قال لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات، من وافاهن على وضوئهن ومواقيتهن، وسجودهن، فإن له عندي بهن عهد أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد انقص من ذلك شيئاً - أو كلمة تشبهها - فليس له عندي عهد، إن شئت عذبته، وإن شئت رحمته".
أخي الحبيب وأختي الفاضلة:
ها قد علمنا معًا جانبًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الصالحين بشأن فريضة الصلاة، وعرفنا معًا جانبًا من فوائدها في الدين و الدنيا والآخرة!
إذاَ هل يُعقل أن يضيع مسلم الصلاة بعد ذلك؟!
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ...
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
والحمد لله رب العالمين
(( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ))
منابر الدعوة - بتصرف
سرايا الدعوة
---
(1/1510)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حمل ختمة القران الكريم كاملة للشيخ محمد صلاح الدين كبارة
---
حمل ختمة القران الكريم كاملة للشيخ محمد صلاح الدين كبارة
---
إبراهيم الجوريشي
11-03-2006, 12:25 PM
حمل ختمة القران الكريم كاملة للشيخ محمد صلاح الدين كبارة
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى إخواني الكرام في ملتقانا الحبيب أهدي لكم الختمة الكاملة بصوت الشيخ المقرئ محمد صلاح الدين كبارة - رحمه الله- من طرابلس لبنان والشيخ رحمه الله جمع القراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية والدرة على المقرئ العلامة عامر بن السيد عثمان رحمه الله.
وهذه الختمة المباركة سجلت عام 1984م
وقد اهداني اياها ابن الشيخ المهندس هلال واذن لي بنشرها ليعم الخير والاجر
الأجزاء 1, 2, 3
http://www.4shared.com/file/4887571/..._-__1_2_3.html
الأجزاء 4, 5, 6
http://www.4shared.com/file/4889275/..._-__4_5_6.html
الأجزاء 7, 8, 9
http://www.4shared.com/file/4891059/...__7_8_9__.html
الأجزاء 10, 11, 12
http://www.4shared.com/file/4892287/..._10_11_12.html
الأجزاء 13, 14, 15
http://www.4shared.com/file/4896737/..._13_14_15.html
الأجزاء 16, 17, 18
http://www.4shared.com/file/4899113/..._16_17_18.html
الأجزاء 19, 20, 21
http://www.4shared.com/file/4901779/..._19_20_21.html
الأجزاء 22, 23, 24
http://www.4shared.com/file/4901778/..._22_23_24.html
الأجزاء 25, 26, 27
http://www.4shared.com/file/4904493/..._25_26_27.html
الأجزاء 28, 29, 30
http://www.4shared.com/file/4904492/..._28_29_30.html
وجزاكم الله خيرا
---
(1/1511)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المفصل في شرح آيات القتال في القرآن الكريم
---
المفصل في شرح آيات القتال في القرآن الكريم
---
abohamzahashhame
07-29-2004, 07:56 PM
المفصل في شرح آيات القتال في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا كتاب فيه شرح مختصر لآيات القتال في القرآن الكريم وقد اعتمدت فيه على ثلاثة تفاسير فقط وذلك للاختصار وهي تفسير الإمام القرطبي رحمه الله من أجل استنباط الأحكام الشرعية من الآيات وتفسير الإمام ابن كثير رحمه الله من أجل التفسير الأثري للآيات وتفسير الظلال للشهيد سيد قطب رحمه الله من أجل أنه تفسير العصر والقلب النابض بالحق لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر 0 (( وخصصت كتابا آخر فيه خلاصة أحكام القتال في الفقه الإسلامي سيخرج بعد هذا بعون الله تعالى ))
وبهذا نأخذ فكرة واضحة عن آيات القتال في القرآن الكريم حسب ترتيبها في القرآن الكريم
ولم أذكر إلا الآيات التي ذكر فيها القتال دون ذكر الجهاد لأن القتال أخص من الجهاد كما هو معلوم
وبهذا يتزود المسلم اليوم بالزاد الواجب عليه لهذا الدين ويحمي نفسه من شبهات المعوقين والمنهزمين والمثبطين والمنافقين الذين يأمروننا بترك القتال والاستسلام للكفار والفجار والطغاة في الأرض
وليعلم المسلم أن الإسلام (( والإسلام وحده )) هو دين العزة والكرامة والسعادة في الدارين وما سواه فباطل في باطل وهراء في هراء
*********(1/1512)
إن هذا الدين إعلان عام لتحرير "الإنسان" في "الأرض" من العبودية للعباد - ومن العبودية لهواه أيضاً وهي من العبودية للعباد - وذلك بإعلان ألوهية الله وحده - سبحانه - وربوبيته للعالمين . . إن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها:الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها ; والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور . . أو بتعبير آخر مرادف:الألوهية فيه للبشر في صورة من الصور . . ذلك أن الحكم الذي مرد الأمر فيه إلى البشر , ومصدر السلطات فيه هم البشر , هو تأليه للبشر , يجعل بعضهم لبعض أرباباً من دون الله . . إن هذا الإعلان معناه انتزاع سلطان الله المغتصب ورده إلى الله ; وطرد المغتصبين له ; الذين يحكمون الناس بشرائع من عند أنفسهم فيقومون منهم مقام الأرباب ; ويقوم الناس منهم مقام العبيد . . إن معناه تحطيم مملكة البشر لإقامة مملكة الله في الأرض . . أو بالتعبير القرآني الكريم:
(وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) . .
(إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه . . ذلك الدين القيم . .) . .
(قل:يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم:ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً , ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله . فإن تولوا فقولوا:اشهدوا بأنا مسلمون) . .
ومملكة الله في الأرض لا تقوم بأن يتولى الحاكمية في الأرض رجال بأعيانهم - هم رجال الدين كما كان الأمر في سلطان الكنيسة , ولا رجال ينطقون باسم الآلهة , كما كان الحال في ما يعرف باسم "الثيوقراطية " أو الحكم الإلهي المقدس !!! - ولكنها تقوم بأن تكون شريعة الله هي الحاكمة ; وأن يكون مرد الأمر إلى الله وفق ما قرره من شريعة مبينة .(1/1513)
وقيام مملكة الله في الأرض , وإزالة مملكة البشر . وانتزاع السلطان من أيدي مغتصبيه من العباد ورده إلى الله وحده . وسيادة الشريعة الإلهية وحدها وإلغاء القوانين البشرية . . كل أولئك لا يتم بمجرد التبليغ والبيان . لأن المتسلطين على رقاب العباد , المغتصبين لسلطان الله في الأرض , لا يسلمون في سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان . وإلا فما كان أيسر عمل الرسل في إقرار دين الله في الأرض ! وهذا عكس ما عرفه تاريخ الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - وتاريخ هذا الدين على ممر الأجيال !
إن هذا الإعلان العام لتحرير "الإنسان" في "الأرض" من كل سلطان غير سلطان الله , بإعلان ألوهية الله وحده وربوبيته للعالمين , لم يكن إعلاناً نظرياً فلسفياً سلبياً . . إنما كان إعلاناً حركياً واقعياً إيجابياً . . إعلاناً يراد له التحقيق العملي في صورة نظام يحكم البشر بشريعة الله ; ويخرجهم بالفعل من العبودية للعباد إلى العبودية لله وحده بلا شريك . . ومن ثم لم يكن بد من أن يتخذ شكل "الحركة " إلى جانب شكل "البيان" . . ذلك ليواجه "الواقع" البشري بكل جوانبه بوسائل مكافئة لكل جوانبه .
والواقع الإنساني , أمس واليوم وغداً , يواجه هذا الدين - بوصفه إعلاناً عاماً لتحرير "الإنسان" في "الأرض" من كل سلطان غير سلطان الله - بعقبات اعتقادية تصورية . وعقبات مادية واقعية . . عقبات سياسية واجتماعية واقتصادية وعنصرية وطبقية , إلى جانب عقبات العقائد المنحرفة والتصورات الباطلة . . وتختلط هذه بتلك وتتفاعل معها بصورة معقدة شديدة التعقيد . .(1/1514)
وإذا كان "البيان" يواجه العقائد والتصورات , فإن "الحركة " تواجه العقبات المادية الأخرى - وفي مقدمتها السلطان السياسي القائم على العوامل الاعتقادية التصورية , والعنصرية والطبقية , والاجتماعية والاقتصادية المعقدة المتشابكة . . وهما معاً - البيان والحركة - يواجهان "الواقع البشري" بجملته , بوسائل مكافئة لكل مكوناته . . وهما معاً لا بد منهما لانطلاق حركة التحرير للإنسان في الأرض . . "الإنسان" كله في "الأرض" كلها . . وهذه نقطة هامة لا بد من تقريرها مرة أخرى !
إن هذا الدين ليس إعلاناً لتحرير الإنسان العربي ! وليس رسالة خاصة بالعرب ! . . إن موضوعه هو "الإنسان" . . نوع "الإنسان" . . ومجاله هو "الأرض" . . كل الأرض . إن الله - سبحانه - ليس رباً للعرب وحدهم ولا حتى لمن يعتنقون العقيدة الإسلامية وحدهم . . إن الله هو (رب العالمين) . . وهذا الدين يريد أن يرد(العالمين) إلى ربهم ; وأن ينتزعهم من العبودية لغيره . والعبودية الكبرى - في نظر الإسلام - هي خضوع البشر لأحكام يشرعها لهم ناس من البشر . . وهذه هي "العبادة " التي يقرر أنها لا تكون إلا لله . وأن من يتوجه بها لغير الله يخرج من دين الله مهما ادعى أنه في هذا الدين . ولقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن "الاتباع" في الشريعة والحكم هو "العبادة " التي صار بها اليهود والنصارى "مشركين" مخالفين لما أمروا به من "عبادة " الله وحده . .(1/1515)
أخرج الترمذي - بإسناده - عن عدى بن حاتم - رضي الله عنه - أنه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام . وكان قد تنصر في الجاهلية . فأسرت أخته وجماعة من قومه . ثم منّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها . فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام , وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدث الناس بقدومه . فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقه [ أي عدي ] صليب من فضة وهو [ أي النبي صلى الله عليه وسلم ] يقرأ هذه الآية: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) . . قال:فقلت:إنهم لم يعبدوهم . فقال:" بلى ! إنهم حرموا عليهم الحلال , وأحلوا لهم الحرام . فاتبعوهم . فذلك عبادتهم إياهم " . .
وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله سبحانه , نص قاطع على أن الاتباع في الشريعة والحكم هو العبادة التي تخرج من الدين , وأنها هي اتخاذ بعض الناس أرباباً لبعض . . الأمر الذي جاء هذا الدين ليلغيه , ويعلن تحرير "الإنسان" , في "الأرض" من العبودية لغير الله . .
ومن ثم لم يكن بد للإسلام أن ينطلق في "الأرض" لإزالة "الواقع" المخالف لذلك الإعلان العام . . بالبيان وبالحركة مجتمعين . . وأن يوجه الضربات للقوى السياسية التي تعبد الناس لغير الله - أي تحكمهم بغير شريعة الله وسلطانه - والتي تحول بينهم وبين الاستماع إلى "البيان" واعتناق "العقيدة " بحرية لا يتعرض لها السلطان . ثم لكي يقيم نظاماً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً يسمح لحركة التحرر بالانطلاق الفعلي - بعد إزالة القوة المسيطرة - سواء كانت سياسية بحتة , أو متلبسة بالعنصرية أو الطبقية داخل العنصر الواحد !(1/1516)
إنه لم يكن من قصد الإسلام قط أن يكره الناس على اعتناق عقيدته . . ولكن الإسلام ليس مجرد "عقيدة " . . إن الإسلام كما قلنا إعلان عام لتحرير الإنسان من العبودية للعباد . فهو يهدف ابتداء إلى إزالة الأنظمة والحكومات التي تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر وعبودية الإنسان للإنسان . . ثم يطلق الأفراد بعد ذلك أحراراً - بالفعل - في اختيار العقيدة التي يريدونها بمحض اختيارهم - بعد رفع الضغط السياسي عنهم وبعد البيان المنير لأرواحهم وعقولهم - ولكن هذه الحرية ليس معناها أن يجعلوا إلههم هواهم ; أو أن يختاروا بأنفسهم أن يكونوا عبيداً للعباد ! وأن يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله ! . . إن النظام الذي يحكم البشر في الأرض يجب أن تكون قاعدته العبودية لله وحده ; وذلك بتلقي الشرائع منه وحده . ثم ليعتنق كل فرد - في ظل هذا النظام العام - ما يعتنقه من عقيدة ! وبهذا يكون "الدين" كله لله . أي تكون الدينونة والخضوع والاتباع والعبودية كلها لله . . إن مدلول "الدين" أشمل من مدلول "العقيدة " . . إن الدين هو المنهج والنظام الذي يحكم الحياة وهو في الإسلام يعتمد على العقيدة . ولكنه في عمومه أشمل من العقيدة . . وفي الإسلام يمكن أن تخضع جماعات متنوعة لمنهجه العام الذي يقوم على أساس العبودية لله وحده ولو لم يعتنق بعض هذه الجماعات عقيدة الإسلام . .(1/1517)
والذي يدرك طبيعة هذا الدين - على النحو المتقدم - يدرك معها حتمية الانطلاق الحركي للإسلام في صورة الجهاد بالسيف - إلى جانب الجهاد بالبيان - ويدرك أن ذلك لم يكن حركة دفاعية - بالمعنى الضيق الذي يفهم اليوم من اصطلاح "الحرب الدفاعية " - كما يريد المهزومون أمام ضغط الواقع الحاضر وأمام هجوم المستشرقين الماكر أن يصوروا حركة الجهاد في الإسلام - إنما كان حركة اندفاع وانطلاق لتحرير "الإنسان" في "الأرض" . . بوسائل مكافئة لكل جوانب الواقع البشري ; وفي مراحل محددة لكل مرحلة منها وسائلها المتجددة .
وإذا لم يكن بد من أن نسمي حركة الإسلام الجهادية حركة دفاعية , فلا بد أن نغير مفهوم كلمة "دفاع" .
ونعتبره "دفاعاً عن الإنسان" ذاته , ضد جميع العوامل التي تقيد حريته وتعوق تحرره . . هذه العوامل التي تتمثل في المعتقدات والتصورات ; كما تتمثل في الأنظمة السياسية , القائمة على الحواجز الاقتصادية والطبقية والعنصرية , التي كانت سائدة في الأرض كلها يوم جاء الإسلام ; والتي ما تزال أشكال منها سائدة في الجاهلية الحاضرة في هذا الزمان !
إن هناك مبرراً ذاتياً في طبيعة هذا الدين ذاته ; وفي إعلانه العام , وفي منهجه الواقعي لمقابلة الواقع البشري بوسائل مكافئة لكل جوانبه , في مراحل محددة , بوسائل متجددة . . وهذا المبرر الذاتي قائم ابتداء - ولو لم يوجد خطر الاعتداء على الأرض الإسلامية وعلى المسلمين فيها - إنه مبرر في طبيعة المنهج وواقعيته , وطبيعة المعوقات الفعلية في المجتمعات البشرية . . لا من مجرد ملابسات دفاعية محدودة , وموقوتة !
وإنه ليكفي أن يخرج المسلم مجاهداً بنفسه وماله . . (في سبيل الله) . في سبيل هذه القيم التي لا يناله هو من ورائها مغنم ذاتي ; ولا يخرجه لها مغنم ذاتي . .(1/1518)
إن المسلم قبل أن ينطلق للجهاد في المعركة يكون قد خاض معركة الجهاد الأكبر في نفسه مع الشيطان . . مع هواه وشهواته . . مع مطامعه ورغباته . . مع مصالحه ومصالح عشيرته وقومه . . مع كل شارة غير شارة الإسلام . . ومع كل دافع إلا العبودية لله , وتحقيق سلطانه في الأرض وطرد سلطان الطواغيت المغتصبين لسلطان الله . .
والذين يبحثون عن مبررات للجهاد الإسلامي في حماية "الوطن الإسلامي" يغضون من شأن "المنهج" ويعتبرونه أقل من "الموطن" ! وهذه ليست نظرة الإسلام إلى هذه الاعتبارات . . إنها نظرة مستحدثة غريبة على الحس الإسلامي , فالعقيدة والمنهج الذي تتمثل فيه والمجتمع الذي يسود فيه هذا المنهج هي الاعتبارات الوحيدة في الحس الإسلامي . أما الأرض - بذاتها - فلا اعتبار لها ولا وزن ! وكل قيمة للأرض في التصور الإسلامي إنما هي مستمدة من سيادة منهج الله وسلطانه فيها . وبهذا تكون محضن العقيدة وحقل المنهج و "دار الإسلام" ونقطة الانطلاق لتحرير "الإنسان" . .
وحقيقة أن حماية "دار الإسلام" حماية للعقيدة والمنهج والمجتمع الذي يسود فيه المنهج . ولكنها هي ليست الهدف النهائي . وليست حمايتها هي الغاية الأخيرة لحركة الجهاد الإسلامي . إنما حمايتها هي الوسيلة لقيام مملكة الله فيها . ثم لاتخاذها قاعدة انطلاق إلى الأرض كلها , وإلى النوع الإنساني بجملته . فالنوع الإنساني هو موضوع هذا الدين , والأرض هي مجاله الكبير !
وكما أسلفنا فإن الانطلاق بالمنهج الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة , ونظام المجتمع , وأوضاع البيئة . . وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة . كي يخلو له وجه الأفراد من الناس , يخاطب ضمائرهم وأفكارهم , بعد أن يحررها من الأغلال المادية ; ويترك لها بعد ذلك حرية الاختيار . . (( الظلال))
***********************(1/1519)
أسال الله تعالى أن يجعله زادا للمجاهدين في سبيله أينما كانوا في هذه الأرض وأن يجعلنا منهم
قال تعالى :
{ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (74) سورة النساء
أبو حمزة الشامي
12 جمادى الآخرة 1425 الموافق 29/7 /2004 م
******************************
---
الوحدانيKH
11-10-2004, 01:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن تساعدني يا اخي الكريم في مسأله انا بصراحه اريد ان اعد بحثا عن آيات القتال في القرآن الكريم فاذا امكن ان تساعدني اذا كنت قدر اريد اعرف كل الايات التي ذكر فيها القتال او الجهاد في القرآن مع ذكر الصورة ورقم الايه جزاك الله خير .
يرجى ارسال الرد على alsreeh__love@hotmail.com
---
(1/1520)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معنى العلة ( لكي لا نظلم مفسرينا رحمهم الله )
---
معنى العلة ( لكي لا نظلم مفسرينا رحمهم الله )
---
د. أبو عائشة
01-07-2007, 05:49 AM
كثيراً ما توافق القارئ في كتب التفسير وإعجازه وفي كتابات البلاغيين عبارة : (العلة ) بمعنى السبب الباعث على اختيار لفظة ما دون أختها ومرادفتها أو الموجب لاختيار تعبير دون آخر ، بل شاع اسلوب التعليل في كتبهم حتى لا يكاد تفسير أو كتاب في علوم القرآن أو إعجازه يخلو من مثل هذا التعبير أو مشابهٍ له له نفس دلالته .ففي تفسير الطبري نجده يقول:
فإن قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثباتَ على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟
و: وأما وَجْهُ دخول الألف واللام في"السُّفهاء"، فشبيه بوجه دخولهما في"الناس" في قوله: ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس)، وقد بيَّنا العلة في دخولهما هنالك، والعلةُ في دخولهما في"السفهاء" نظيرتها في دخولهما في"الناس" هنالك، سواء.
وفي تفسير القرطبي (( 1 )):
ولا يجوز عند الحذاق من النحويين أن يكتب " يرجو " إلا بغير ألف إذا كان لواحد، لان العلة التي في الجمع ليست في الواحد.و (( 2 )) : كرهوا ضم الضاد في ضيزى، وخافوا انقلاب الياء واوا وهي من بنات الواو، فكسروا الضاد لهذه العلة
و (( 3)) : قال الفراء: العلة الجالبة لهذه الواو أن الله تعالى أخبرهم أن آل فرعون كانوا يعذبونهم بأنواع من العذاب غير التذبيح
وفي تفسير البحر المحيط (( 4 )) : ولا أدري ما العلة في العدول عن جعل أنتم المبتدأ ، وهؤلاء الخبر ، إلى عكس هذا
و (( 5 )) : العلة في تحريم الاستقسام بالأزلام كونها يؤكل بها المال بالباطل ، وفي معالم التنزيل (( 6 )): واختلفوا في العلة الجالبة للام في قوله : ( لإيلاف)
وغير هذا كثير .(1/1521)
ولقد تختلف أقوالهم في تعليل التعبير الواحد بعلل شتى ، ولما كان تعليل كلام الله القرآن بهذه العلة أو تلك حكمٌ على أن مراد الباري عز وجلَّ ما يقوله المفسر نصاً ، وهذا أمرٌ يحتاج للتوقيف للقول به ؛ لذلك يستغْرِب بعض من لم يفهم عبارات الأوائل ومقاصدهم من مفسرينا رحمهم الله التساهل في إطلاق مثل هذه العبارات في طيات تفاسيرهم .
الأمر الذي دعاني ، في عجالة أرجو أن أعود لإتمامها قريباً ، للبحث في معنى العلة عموماً ومن ثم التطرق لمعناها عند أهل كل فنٍ وعلم ، مما يدفع هذه الشبهة عن مفسرينا رحمهم الله .
فـ ( العِلَّة ) لغةً بالكسر : المرض ، ( عُلَّ الإنسانُ ) بالبناء للمفعول : مَرِضَ ، ( يُعَلّ واعْتلَّ ) ، ومنهم من يبنيه للفاعل من باب ( ضرب ) ، فيكون المتعدي من باب ( قتل )( أعلَّه الله ُتعالى ) فهو مُعَلٌّ وعَلِيْلٌ ، و ( اعْتَلَّ ) : إذا مرِض ، و (رجلٌ عليلٌ ) : ذو علَّةٍ ، و ( أعلَّه ) : جعله ذا عِلَّة ، ومنه ( إعلالات الفقهاء ) ، و ( اعتلالاتهم ) ،
و ( عللته عللا ) من باب ( طلب ) : سقيته السقية الثانية ، و ( عل هو ، يعل ) من باب
( ضرب ) : إذا شرب ، و ( اعتلَّ ) : إذا تمسَّك بحجةٍ . (( 7 )) .
وجاء في القاموس المحيط : (( ولا تقل : ( معلول ) ، والمتكلِّمون يقولونها ، ولستُ منه على ثَلَجٍ ))(( 8 )) وجعله النووي لحناً ، وأيده السيوطي (( 9 )) ، بيد أنَّ صاحب
( المغرب ) ينقلها عن شيخه أبي علي (( 10 )) ، وفي المصباح : (( ( أعلَّه الله ) فهو :
( معلولٌ ) ، قيل : من النوادر التي جاءت على غير قياس . وليس كذلك ، فإنَّه من تداخل اللغتين ، والأصل ( أعلَّه الله ) ، فهو ( معل ) ، أو من ( عَلَّه ) ، فيكون على القياس . وجاء ( مُعَلٌّ ) على القياس ، لكنَّه قليل الاستعمال ))(( 11 )) ، وبهذا التقليل يندفع تجويد الحافظ العراقي والسيوطي لـ (معلّ ) (( 12 )) .(1/1522)
كما تأتي أيضاً بمعنى ( السبب ) جاء في لسان العرب : (( (هذا علَّة لهذا ) ، أي : سَبَب ٌ، وفي حديث عائشة : (( فكان عبدُ الرحمن يضرب بِعلَّة الراحلة ، أي : بسببها ، يُظْهِرُ أنَّه يَضْرِب جَنْبَ البعير برجله وإنَّما يضْربُ رجلي ... ا.هـ (( 13 )) )) (( 14 )) ، وقيل : وهذا المعنى هو المناسب للمعنى الاصطلاحي ؛ لأنَّ العلة سَبَبٌ في ثبوت الحكم في الفرع المطلوبِ إثباتُ الحكمِ له (( 15 )) .
و (العِلَّة ) لغةً في كتب ( الاصطلاحات ) : معنى يحلُّ بالمحلِّ فيتغيَّر به حال المحلِّ ، ومنه سمِّيَ المرضُ عِلَّةً ؛ لأنَّه بحلوله يتغيَّر الحال من القوَّة إلى الضعف (( 16 )) وزاد صاحب التعريفات : بلا اختيار (( 17 )) ، وذكر قولا آخر يعرِّفها بأنَّها : ما يتوقف عليه وجود الشيء ويكون خارجا مؤثرا فيه (( 18 )) .
و ( العِلَّة ) في الشريعة : عبارة عمَّا يجب الحكم به معه (( 19)) .
وعند الأصوليين : المعرِّف للحكم . وقيل المؤثِّر بذاته بإذن الله . وقيل الباعث عليه و ( العلة القاصرة ) عندهم : هي التي لا تتعدَّى محلَّ النصِّ (( 20 ))
وهي عند المتكلمين وأصحاب الميزان : ما يتوقف عليه ذلك الشيء . وهي قسمان : ( عِلَّة الماهيَّة ) و ( علَّة الوجوب ) ، وفيها تقسيمات متشعبة (( 21 )) .
وعند الصوفيين : تنبيه الحقِّ لعبده بسببٍ وبغير سببٍ (( 22)) .
و ( العِلَّة ) في ( علم العروض ) : التغيير في الأجزاء الثمانية سواءٌ أكان في العروض أم الضرب (( 23)) .(1/1523)
وعند المُحَدِثِين (( سببٌ غامِضٌ قادِحٌ مع أنَّ الظاهِر السَّلامة منه ))(( 24)). و ( عِلل المتكلمين ) التي شَبَّه ابنُ جنيٍّ عللَ النحاةِ بها ، وصفَها هو نفسُه بأنَّها : إحالاتٌ على الحسِّ ، يحتجُّون فيها بِثِقلِ الحال أو خفَّتها على النَّفس ، على العكس من عِلَل الفقهاء ، برأيه ؛ لأنَّها إنَّما هي أعلامٌ وأماراتٌ لوقوع الأحكام ، ووجوهُ الحكمة فيها خفيَّة عنَّا ، غيرُ بادية الصفحة لنا (( 25)) .
وقول ابن جني المذكور آنفاً ( إنَّ عِلل النحاة أقربُ إلى عِلل المتكلمين منها إلى علل الفقهاء ) صحيحٌ عند من قال : إنَّ العلَّة هي المعرِّف للحكم ، أي : عَلمٌ عليه ، أو : أمارةٌ وعلامةٌ ؛ لذلك قالوا : متى ما وجد المعنى المُعلَّلُ به عُرِفَ الحكمُ ، إشارةً إلى أنَّ العلَّة غير مؤثرة حقيقةً ، وليست موجبةً للأحكام ، وهو اختيار البيضاوي وكثيرٍ من الأحنافِ وبعضِ الحنابلة (( 26 )) .
لكنَّ من الفقهاء والأصوليين من قال بأنَّها الوصف المؤثِّر في الأحكام ، وعبارة الغزالي واضحةٌ في المعنى : (( و ( العِلَّة ) في الأصل : عبارة عمَّا يتأثَّر المحل ُّبوجوده ؛ ولذلك سُمِّيَ ( المرضُ ) علَّةً ، وهي في اصطلاح الفقهاء على هذا المذاق ))(( 27)).(1/1524)
ويبدو أنَّ ابن جني ، رحمه الله تعالى ، اعتمد في حكمه السابق على الحدِّ الأوَّل ، وإلا فإنَّ الغزاليَّ نفسه قال عن علل الفقهاء : (( وهي كالعلل العقلية في الإيجاب ، إلا أنَّ إيجابها بجعل الشارع إياها موجِبة لا بنفسها )) (( 28)) ، وقد يُعْتَذَرُ لكلام ابن جني هنا بأنَّ مقصد الغزالي أنَّ وجود العلة يستلزِم وجود المعلول عندها لا بها ، أي : إنَّ الإيجاب غير الوجوب ، ولكن لا يستقيم هذا الاعتذار مع تعريف المعتزلة للعلة ( وابن جني معتزلي ) فقد قالوا : (( العِلَّة : هي الوصف المؤثِّر بذاته في الحكم )) (( 29 )) ، فالعِلَّة عند فقهاء المعتزلة موجِبةٌ للحكم ؛ لذلك قال الشيخ جلال الدين الدواني ، ناقلاً عن المعتزلة :
(( قالوا : للفِعْلِ في نفسه ، مع قطعِ النظرِ عن الشرعِ ، جِهَةُ حُسْنٍ أو قُبْحٍ ...))(( 30 )) ، وبهذا يترجَّح أنَّ ابن جني تحدَّث عن تعليلات الأحناف ، بدليل عبارتِه : ( إنَّما هي أعلامٌ وأمارات لوقوعِ الأحكام ) .
وممَّا جعلني أستفيض في طرح هذا المشكل ، ما قد يُسْتَشْعَر من القول بأنَّ عِلَّة التعبير التي تشيع في كلام المفسرين ، قد لا تكون هي المقصودة في التعبير ، أو هي تقوُّلٌ على الله عزَّ وجلَّ وحاكمة ٌعلى المقصد ، ولا دليل غير الحسِّ على أنَّ المراد من التعبير هذا الاختيار أو ذاك ، وهذا صحيح ٌ لو اعتُقِد عند القول بالعلَّة أنَّها الموجِبة للتعبير ، ولكنَّ ظاهر عبارات المفسرين على معنى العلَّة عند البيضاوي وغالبية الأحناف وبعض الحنابلة ، من أنَّ القول بالعلَّة هو علامةٌ أو أمارةٌ على الحكم لا موجِبٌ له .(1/1525)
ومعنى ( الخفاء ) يكاد يقترن بدلالة لفظة ( العلة ) كما أشار ابن جني وهو يُشبه مصطلح ( الغموض ) الوارد في حدِّ المحدِّثين للعلَّة . بل قيل فيه : ( وكلُّ من جاء بعد ابن الصلاح وعرَّف المُعلَّ اشترط فيه خفاء العلة ....) (( 31 )) ، الأمر الذي يمكِّنني من القول : إنَّ لفظ ( العلل) الذي يكثر ذكره في مباحث المفسرين والبلاغيين ، مزيداً على ( التعبير القرآني ) ، ليس مصطلحاً يحمِل في مفهومه ما حملته هذه المصطلحات ، بل هو باقٍ على دلالته اللغوية ، استُعمِل كثيراً في كتب القدماء ، تارةً باسم ( العلَّة ) (( 32 )) ، وأخرى بالفعل ( علَّلَ )(( 33 )) ، وثالثة بتسمية ( النكته )(( 34 )) ، ولكن بقي يتعلق كما تعلق غالب هذه المصطلحات بالمعنى الغامض ، وما يُبحث عنه ليكون سبباً في هذا التعبير أو ذاك ، ولمَّا كان المفسِّر باحثاً عن إعجاز القرآن ، مفتِّشاً عنه ، كان ديدنه الغوص إلى غوامض التعابير ، ومخفيِّ المعاني ؛ ليقول به سبباً وعلَّةً لاختيار هذه اللفظة أو تلك ، ومجيء التركيب على هذا النحو أو ذاك ، ومقصد بحثه ليس الحكم بنصِّيَّة العلَّة في التعبير ، بل قد لا يُعْنى بعلَّة النَّصِّ على جهة الإثبات ، بقدر اهتمامه بالعلَّة التي يقولها المفسِّر وبحثِهِ فيها ؛ لأنَّها شكَّلت نشاطاً لغويا وأدبياً يمكن أن يفيد منه الدرسُ اللغوي .
[line]
(( 1)) ينظر : تفسير القرطبي 14 / 15 .
(( 2)) ينظر : تفسير القرطبي 17 / 103.
(( 3)) ينظر : تفسير البغوي 4 / 336.
(( 4)) ينظر : تفسير البحر المحيط 1 / 377 .
(( 5)) ينظر : تفسير البحر المحيط 4 / 356 .
(( 6)) ينظر : معالم التنزيل 8 / 191 .
(( 7)) ينظر : القاموس المحيط ( علل ) .
(( 8)) القاموس المحيط ( علل ) .
(( 9)) ينظر :التقريب مع التدريب ( 1/251) ، وتدريب الراوي ( 1/251) .
(( 10)) ينظر : المغرب ( علل ) .
(( 11)) المصباح المنير ( علل ) .(1/1526)
(( 12)) ينظر : شرح التبصرة (1/ 225) .
(( 13)) ينظر : صحيح مسلم ( 2/880) .
(( 14)) اللسان ( علل ) ، وينظر : الصحاح ( علل ) .
(( 15)) ينظر : مباحث العلة في القياس عند الأصوليين (69) .
(( 16)) ينظر : التعاريف ( 1 / 522-523 ) ، و التعريفات ( 1 / 201) ، والتوقيف على مهمات التعاريف 1/523).
(( 17)) ينظر: التعريفات ( 1 / 201) .
(( 18)) ينظر: المصدر نفسه ، المكان نفسه .
(( 19)) ينظر: المصدر نفسه ، المكان نفسه .
(( 20)) ينظر : منهاج الوصول (3/ 37) ، ونشر البنود (2/ 129) ، وشرح الكوكب المنير ( 48) ، وشفاء الغليل (2 -21) ، ونهاية السول (3/39) ، والتعاريف (1/ 523) ، والتوقيف على مهمات التعاريف ( 1 / 523) .
(( 21)) ينظر : التعاريف ( 1 / 523) ، والتعريفات ( 1 / 202) ، التوقيف على مهمات التعاريف ( 1 / 523) .
((22 )) ينظر : التعاريف(1/ 523) ، والتوقيف على مهمات التعاريف ( 1 / 523) .
((23 )) ينظر : الوافي في علم العروض والقوافي ( 132) ، والتعريفات ( 1 / 201) .
((24 )) التقريب مع التدريب ( 1/252) .
((25 )) ينظر : الخصائص ( 1/48) ، وعلل الإعراب والحركات الإعرابية ( 57) .
((26 )) ينظر : إرشاد الفحول (207 ) وحاشية الإزميري ( 2/298-299) .
((27 )) شفاء الغليل (20-21) ، وينظر : المستصفى (1/ 59-60).
((28 )) شفاء الغليل ( 569 ).
((29 )) ينظر : البحر المحيط في أصول الفقه ( 3/165) ، ونهاية السول (3/39) .
((30 )) حاشية الكلنبوي ( 2/ 213-214).
((31 )) أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء (13) .
((32 )) ينظر : تفسير البيضاوي ( 2/ 152) ، والقرطبي ( 4/271) ، والطبري ( 4/148) والثعالبي (4/212) ،و فتح القدير (2/288) .
(( 33)) ينظر : تفسير فتح القدير ( 5/468) ، وزاد المسير ( 1/89) ، وتفسير أبي السعود ( 7/ 141) .]
(( 34)) ينظر : تفسير البيضاوي ( 2/95) ، وتفسير أبي السعود ( 2/161) ، وفتح القدير ( 1/137) .
---
حنان(1/1527)
02-04-2007, 03:47 PM
مواصلون معك دكتور ابو عائشة وباهتمام شديد
وفقكم الله
---
(1/1528)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يا أهل التفسير
---
يا أهل التفسير
---
النايف
04-11-2004, 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أهل التفسير
قال الله تعالى ((وما كان ربك نسيا )) و قال الله تعالى (( نسوا الله فنسيهم ))
كيف نجمع بين الأيتين وجزاكم الله خيرا
---
روضة
09-15-2006, 08:18 PM
يسهُل الجمع بين الآيتين الكريمتين بعد معرفة الأصل اللغوي لكلمة (النسيان) والذي هو (الترك)، وقد يكون الترك متعمداً، وقد يكون غير متعمد، وهو الغفلة.
أما قوله تعالى: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذالِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } [مريم:64]، فهو نفي للترك المتعمد لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، والمعنى: أي ما كان ربك تاركاً لك يا محمد، وإن أخر عنك الوحي، وهو كقوله تعالى: { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }
[الضحى: 3] وهذا الخطاب حكاية لقول جبريل عليه السلام لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين تأخر عنه الوحي، فشقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر الإمام الألوسي أن النسيان في هذه الآية: (وما كان ربك نسياً) قد يأتي على ظاهره، وهو الغفلة، فالله عز وجل لإحاطة علمه وملكه لا يطرأ عليه الغفلة والنسيان، حتى يغفل عن الإيحاء إليك، ثم رجّح رحمه الله المعنى الأول، وهو الترك لمناسبته لسبب النزول، ولأن المعنى الثاني لا يُحتاج إلى نفيه عن الله تعالى، فالنسيان بمعنى الغفلة محال على الله.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن النسيان الذي هو بمعنى الغفلة يعود أيضاً إلى الترك، لكنه ترك غير متعمد.(1/1529)
وفي هذا يقول الفيروز أبادي في (بصائر ذوي التمييز): النِّسيان: تَرْكُ الإِنسان ضَبْطَ ما اسْتُودِعَ، إِمّا لضَعْف قَلْبه، وإِمّا عن غَفْلةٍ، وإِمّا عن قَصْد حتى يرتفع عن القَلْبِ ذِكْرُه. أ.هـ.
النسيان بمعنى الترك المتعمد ليس محالاً على الله وهو المعنى غير الظاهر من النسيان، ولكن الترك غير المتعمد وهو الغفلة محال عليه سبحانه وهو المعنى الظاهر من النسيان، ونفي النسيان عن الله في الآية السابقة، قد يحمل على المعنيين: إما نفي الترك المتعمد لرسوله صلى الله عليه وسلم، وإما نفي الغفلة.
أما النسيان المنسوب إليه تعالى الوارد في قوله: { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }، فهو ترك متعمد للذين نسوه، والمعنى أن الكافرين تركوا طاعة أوامر الله، والتزام شرعه، فتركهم الله من رحمته، أو تركهم في النار، والتعبير بالنسيان من باب المشاكلة.
ولا يجوز أن يحمل النسيان في هذه الآية على أنه غير متعمد، سواء نسيان الكافرين أو نسيان الله لهم، لما سبق من أنه محال في حق الله، ولأن النسيان عن غير قصد لا يحاسب عليه الإنسان، قال الإمام الرازي: "واعلم أن هذا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان على الحقيقة لما استحقوا عليه ذماً، لأن النسيان ليس في وسع البشر، وأيضاً فهو في حق الله تعالى محال، فلا بد من التأويل، وهو من وجهين: الأول: معناه أنهم تركوا أمره حتى صار بمنزلة المنسي، فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته، وجاء هذا على أوجه الكلام كقوله:
{ وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا }
[الشورى: 40] الثاني: النسيان ضد الذكر، فلما تركوا ذكر الله بالعبادة والثناء على الله، ترك الله ذكرهم بالرحمة والإحسان، وإنما حسن جعل النسيان كناية عن ترك الذكر لأن من نسي شيئاً لم يذكره، فجعل اسم الملزوم كناية عن اللازم. أ.هـ.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ(1/1530)
والنتيجة أن نفي النسيان عن الله لا يتعارض مع إثباته له سبحانه، فكلٌ له سياق ووجه يُحمل عليه، والله أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2006, 08:53 PM
سؤال: هل يوصف الله تعالى بالنسيان ؟.
الجواب:
الحمد لله
" للنسيان معنيان :
أحدهما : الذهول عن شيء معلوم مثل قوله تعالى : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) البقرة /286 . ومثل قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) طه/115. على أحد القولين .
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني ) . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) . وهذا المعنى للنسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعي ، والعقلي .
أما السمعي : فقوله تعالى عن موسى : ( قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى ) طه /52.
وأما العقلي : فإن النسيان نقص ، والله تعالى منزه عن النقص ، موصوف بالكمال ، كما قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) النحل /60 . وعلى هذا فلا يجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال .(1/1531)
والمعنى الثاني للنسيان : الترك عن علم وعمد ، مثل قوله تعالى: ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء ) الأنعام /44 . ومثل قوله تعالى: ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) طه /115 . على القول الثاني في تفسيرها . ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل : ( ورجل ربطها تغنياً وتعففاً ، ولم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر ) . وهذا المعنى من النسيان ثابت لله تعالى عز وجل قال الله تعالى : ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ) السجدة /14. وقال تعالى في المنافقين : ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) التوبة/67. وفي صحيح مسلم في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فذكر الحديث ، وفيه " أن الله تعالى يلقى العبد فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا. فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ".
وتركه سبحانه للشيء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته، قال الله تعالى: ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ) البقرة /17 . وقال تعالى : ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) الكهف /99 . وقال : ( وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً ) العنكبوت/35 . والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة معلومة ، وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه. وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين ، وإن شاركه في أصل المعنى ، كما هو معلوم عند أهل السنة " اهـ .
"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/172-174) .
---
(1/1532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جامع الفتاوى في القرآن
---
جامع الفتاوى في القرآن
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-16-2003, 10:45 AM
في هذه الصفحة نقوم بإذن الله بجمع فتاوى العلماء في القرآن وأحكامه فليساهم كل واحد منكم بما يعلمه في هذا الباب ليكون مرجعا للجميع ومجمعا للموضوع
---
ناصر الصائغ
06-16-2003, 03:08 PM
بارك الله فيك يا أخ محمد على هذه الفكرة النيرة والإبداع في الطرح .
وحبذا لو تفضلت بافتتاح هذا الجامع بذكر مثال لذلك حتى يحتذى حذوه .
ويشرفني أن أشارك في فهذا الموضوع بأن أحيل على فهرس مجلة البحوث الإسلامية ( للشيخ القعود والذي يشتمل على فهرس المجلة من العدد 1 حتى العدد 60) . ص 510 حتى صفحة534 قسم التفسير .
واشتمل افهرس على عدد من الفتاوى المتنوعة في التفسير مبينا فيها رقم الفتوى ورقم العدد والصفحة وهذه المواضيع هي:(1/1533)
القرآن وعلومه ، جمع القرآن وترتيبه ، تعدد القراءات في القرآن ، تلاوة القرآن وتحزيبه، تحسين الصوت في القراءة ، رفع الصوت في القراءة ، احترام القرآن ويشتمل ( كتابة الآيات وتعليقها ، كتابة الآيات على ساعات اليد ، كتابة الآيات على معلقات ، دخول الخلاء وهو يحمل المصحف، قراءة القرآن لغير المسلم ، ترجمة معاني القرآن ، حمل المصحف إلى بلد يهان فيه ، كنابة الآيات بما يهان من المصحف والوصفات الطبية وغير ذلك ، حكم رمي الجرائد في الزبائل، استعمال ألفاظ القرآن فيما يعتاده الناس من أفعال ) اللحن في التلاوة ، نسيان القرآن الكريم ، هجر القرآن ، قراءة ومس المصحف ممن به حدث أكير أو أصغر ( قراءة الجنب، قراءة الحائض، قراءة من به حدث أصغر، قراءة من به سلس،) رد السلام من القاريء، تسمية القرآن بنظم علمي ، حكم إقامة مسابقة لحفظ القرآن ، أخذ الأجرة على تلاوة القرآن ، ماذا يعمل بالمصحف المغلوط أو الممزق، قراءة القرآن ، قول بعض الكلمات عند سماع القرآن ،حكم تقبيل المصحف ، رفع المرأة صوتها بالقراءة ، حكم الاستماع للقرآن من المذياع ، ترجمة معاني القرآن ، مقدمة في التفسير ، تفسير سورة الفاتحة ، تفسير سورة البقرة .......تفسير سورة العاديات .
علما أن المواضيع السابقة تشتمل على تفريعات متنوعة .
فمن يرغب الإطلاع على تلك الفتوى الرجوع للفهرس للدلالة على موضع الفتوى ومن ثم الرجوع للفتوى من مجلة البحوث .
والسلام ختام .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-16-2003, 07:28 PM
بسم الله
وهذا رابط مهم يحتوي على الكثير من الفتاوي المهمة المتعلقة بالقرآن الكريم
http://www.qurancomplex.org/arb/DEFAULT.ASP?Frame=qfatawa.htm
أو هنا http://www.qurancomplex.org/qfatwa/tree.asp
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-24-2003, 05:56 AM
فتوى حول القراءة الجماعية من موقع الشبكة الإسلامية بإشراف الدكتور عبالله بلفقيه
هل يجوز قراءة القرآن جماعة ؟(1/1534)
السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:
الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
وقال في مطالب أولي النهى 1/598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/433.
وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى(1/1535)
الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا.. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى(1/1536)
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/270
القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2003, 07:50 AM
حكم قراءة الفاتحة على روح الميت وقراءتها بعد انتهاء قراءة القرآن وقبل الزواج
السؤال : ما حكم القول : الفاتحة على روح فلان ؟ أو الفاتحة الله ييسر لنا ذلك الأمر ؟ وبعد الميلاد يقرأون سورة الفاتحة ، أو بعد أن يقرأ القرآن وينتهي من قراءته يقول : الفاتحة ، ويقرأ الحاضرون ، وكذلك جرى العرف على قراءة الفاتحة قبيل الزواج ؟
فما حكم ذلك ؟
الجواب : الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:(1/1537)
قراءة الفاتحة بعد الدعاء ، أو بعد قراءة القرآن ، أو قبل الزواج بدعة ، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من صحابته - رضي الله عنهم - وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وبالله التوفيق . وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبدالعزيز بن باز رحمه الله
الأعضاء
عبدالله بن قعود رحمه الله
عبدالله بن غديان حفظه الله
عبدالرزاق عفيفي رحمه الله
رقم الفتوى 8946 المجلد الثاني الصفحة 384 من فتاوى اللجنة الدائمة.
وهي منقولة من كتاب (من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ) الذي جمعه الشيخ الكريم عبدالكريم بن عبدالمجيد الدرويش وفقه الله ، والذي طبعته مكتبة الرشد عام 1420هـ. وهو كتاب نافع في هذا الباب من المشاركات.
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-28-2003, 12:25 AM
جاء إلى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الاستفتاء الآتي: ما حكم الجهر في المسجد بتسبيح أو قراءة قرآن، خصوصا سورة الكهف يوم الجمعة، كما أن أغلب المقرئين يقرؤون: مريم، أو طه، أو الضحى. هل ذلك جائز؟
الجواب :
إن قراءة سورة الكهف -كما هو معهود الآن في المسجد- يوم الجمعة بصوت مرتفع قبل صلاة الجمعة، بدعة مستحدثة، لم تعرف في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا في زمن الصحابة والسلف الصالح، ويظن العامة أن قراءتها بهذه الكيفية -في ذلك الوقت- من شعائر الإسلام. فهي مكروهة- لا سيما- وأن قراءتها على هذا الوجه تحدث تشويشا على المصلين، وقد خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، وهم يصلون، ويجهرون بالقراءة، فقال: أيها الناس كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض . وكذلك الحكم في قراءة سورة الكهف من القرآن، وفي الجهر بالتسبيح أو التهليل، مما يحدث تشويشا على المصلين، بل نص بعض المالكية على أن ذلك، إذا أحدث تشويشا كان حراما(1/1538)
شيخ الجامع الأزهر
عبد المجيد سليم
المجلد 19 من مجلة الأزهر ص 838 نقلا عن: الفتاوى الأمينية تأليف الشيخ : أمين محمود خطاب . الجزء الأول. الطبعة الأولى . ص: 54]
---
الراية
07-01-2003, 10:22 PM
هل تنطبق هذه الآية على غزو الفضاء ؟ د.رياض المسيميري (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=263)
المجاز في القرآن (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=62)
هل البسملة آية من الفاتحة (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=255)
بأي التفاسير تنصحون ؟ اجاب عنه:د.الطريري (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=262)
حمل الكافر للمصحف (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16789)
قراءة القرآن من غير تجويد د.مساعد بن سليمان الطيار (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16700)
---
الراية
07-01-2003, 10:27 PM
إستماع القرآن عند النوم عبد الله بن سليمان بن منيع (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16754)
المساجلة بآيات القرآن ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16751)
حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم د. رياض بن محمد المسيميري (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=3125)
---
الراية
07-01-2003, 10:31 PM
معالجة المسحور بالقرآن ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=1022)
هل استماع القرآن يعدل قراءته؟ ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=8683)(1/1539)
الاقتباس من القرآن في الكلام د. رشيد بن حسن الألمعي (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=10078)
تعليق الآيات القرآنية د. سعود بن عبدالله الفنيسان (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=5842)
المسابقات القرآنية د.أحمد بن محمد الخليل (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=11393)
---
الراية
07-01-2003, 10:38 PM
خلق القرآن
أرجو من فضيلتكم إخباري عن كيفية الرد على من قال إن القرآن مخلوق غير منزل، مع الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة، وما حكم من قال إن القرآن مخلوق وليس منزلاً؟ علماً أنهم يقولون في تفسير كلمة نزلنا إنه منزل من الفوقية إلى الأسفل أو التحتية، أرجو أن تكون محاضرة أو مقال كامل عن هذا الموضوع، وما هي الكتب والمراجع التي تعينني على ذلك؟
المجيب د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الجواب :
القرآن الكريم كلام الله – عز وجل – المنزل بلفظه ومعناه كما دل عليه القرآن نفسه وليس هناك أي دليل يعارض ذلك .
ومن الأدلة قوله – تعالى -: " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله"[التوبة:6] وقوله – تعالى –:" وكلم الله موسى تكليماً"[النساء:164] . وقال – عز وجل - لموسى :" وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري"[طه:14] وهذا القول سمعه موسى – عليه السلام- فممن سمعه؟ سمعه من الله – عز وجل - . وعلى هذه العقيدة علماء الأمة المحققون .
وأورد اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة أقوال أكثر من خمسمائة وخمسين عالماً قالوا بهذا القول . ويراجع كتاب ( مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد 12 وعنوانه: القرآن كلام الله" والفتاوى الكبرى له المجلد 6 آخره ) ففيها تفصيل للمسألة، والله أعلم .(1/1540)
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=5575
---
الراية
07-01-2003, 10:55 PM
تعليق لوحات الآيات القرآنية اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=11004
)
هل في القرآن أخطاء إملائية ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=15230)
تسمية سور القرآن بألفاظ فيها د.مساعد بن سليمان الطيار (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=20373)
قطع القراءة قبل تمام المعنى د.مساعد بن سليمان الطيار (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=21777)
السور التي جاءت أحاديث صحيحة في فضلها د.محمد بن سريّع السريّع (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=23656)
القول بأن للقرآن ظاهراً وباطناً د. رشيد بن حسن الألمعي (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=24341)
---
الراية
07-02-2003, 01:23 AM
علامات الترقيم في كتابة القرآن ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=9509)
إهداء ترجمات معاني القرآن للكفار ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=9588)
الاجتماع لقراءة القرآن على الشبكة خالد بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=12668)
القراءة الصامتة للقرآن ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=13310)
هل فسر الرسول القرآن ناصر بن محمد الماجد (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=13586)
---
الراية
07-02-2003, 01:26 AM(1/1541)
معنى : أنزل القرآن على سبعة أحرف ...............د. رياض بن محمد المسيميري (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=308)
القراءة بمثل تلاوات المرتلين ................. د. عبد العزيز بن علي الحربي (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16273)
التنقل بين القراءات في السورة الواحدة .................د. رياض بن محمد المسيميري (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=24399)
ما هي القراءات السبع؟ (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=14454)
---
الراية
07-02-2003, 01:49 AM
تنكيس الآيات والسور .......د.مساعد بن سليمان الطيار (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=7293)
النسخ في القرآن الكريم ...........د. سعود بن عبدالله الفنيسان (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=921)
ذكر الله نفسه بصيغة الجمع .......عبد الرحمن بن ناصر البراك (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=12262)
---
الراية
07-02-2003, 01:56 AM
هذه مجموعة من الأسئلة أجاب عنها الشيخ سلمان العودة...حفظه الله
كتابة المصحف (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=16423)
تقبيل المصحف . (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=3499)
هل أذكر الآية بالمعنى ؟ (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=597)
قراءة القرآن من غير طهارة. (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=4357)
حكم مس المصحف بغير طهارة للتعليم. (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=4240)(1/1542)
تعليق الآيات القرآنية على الجدارن (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=5426)
هل البسملة آية من الفاتحة؟ (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=6518)
قراءة القرآن بنية الإهداء للميت (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=14171)
تحصين المنزل بتشغيل أشرطة القرآن (http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=13656)
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
07-03-2003, 09:27 AM
شكر الله لأخينا ( الراية ) هذا التفاعل الطيب والمشاركة الجميلة
ومزيدا من الجهد وفقك الله وبارك فيك ونفع بك محبيك
---
الراية
07-03-2003, 03:15 PM
إهداء الكفار ترجمة معاني القرآن.........فتاوى اللجنة الدائمة (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=10694&dgn=3)
حمل المصحف عند دخوله الحمام (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=6223&dgn=3)
حكم الاتجار بالمصاحف (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=6783&dgn=3)
أجر قراءة ترجمة القرآن الكريم (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=2589&dgn=3)
---
الراية
07-03-2003, 03:27 PM
فتاوى الامام الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=529)
هل ثبت التكبير من سورة الضحى إلى آخر القرآن؟ (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=742)
معنى التغني بالقرآن (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3063)
هل في القرآن مجاز (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1291)
حكم قول صدق الله العظيم عند انتهاء قراءة القرآن (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1972)(1/1543)
من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك ؟ (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2201)
حكم وضع القرآن الكريم على الأرض (http://http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2390)
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
07-03-2003, 04:50 PM
لقد تسلمت راية الفتاوى بحق يا أيها الراية
اسم على مسمى
زادك الله حرصا ونفع بك
---
الراية
07-03-2003, 07:12 PM
تابع لفتاوى الشيخ الامام / عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
معنى التغني بالقرآن (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3063)
حكم دعاء ختم القرآن (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3067)
يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة فهل يسجد (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3113)
. أيهما أفضل قراءة القرآن أم استماعه عبر الأشرطة المسجلة (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3074)
. قراءة القرآن متتابعا في صلوات المغرب والعشاء والفجر (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3205)
حكم قراءة القرآن على الأموات (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3432)
قراءة سورة يس أو غيرها من القرآن على القبر بعد الدفن (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3545)
علامات الوقف في القرآن الكريم (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3545)
حكم أخذ أجرة قراءة القرآن على الأموات (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3596)
. للمسلم والمسلمة قراءة القرآن ولو كانا على غير طهارة (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4461)
خذ من القرآن ما شئت لما شئت هل هذا الأثر صحيح (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4462)(1/1544)
ما جزاء من قام بحرق القرآن الكريم سهوا ولم يعرف إلا بعد ما مضى هذا الفعل؟ (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4463)
ما حكم الاستماع إلى تلاوة النساء في مسابقات القرآن الكريم (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4464)
---
الراية
07-03-2003, 08:02 PM
فتاوى للشيخ د.عبدالعزيز الراجحي - حفظه الله -
هل القرآن الكريم نزل جملة واحدة في اللوح المحفوظ ؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=547&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
هل في القرآن مجاز ؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=165&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
ما حكم تنقيط القرآن وتشكيله كما هو موجود في المصاحف الآن ؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1632&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)(1/1545)
آخر آية نزلت من القرآن الكريم (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1638&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
ما حكم بيع القرآن الكريم ؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=600&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
الاطلاع على نسخ من القرآن المزعوم عند الرافضة (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=923&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
ما حكم التكسب من بيع مصاحف القرآن وكذلك أشرطة القرآن؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=262&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)(1/1546)
هل أخذ الأجرة على تدريس القرآن جائز، حيث أنني مدرس قرآن، وما حكم راتبي ذلك؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=571&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
هل يجوز للنفساء أن تقرأ على طفلها إذا كان مريضا من القرآن، وأن ترقيه؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1504&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
تعلم القرآن بغير أحكام التجويد (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=163&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
كتابة القرآن على حرف واحد (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1630&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)(1/1547)
ما حكم من غنى بالقرآن؟ وهل يعتبر مرتدا؟ وما هو الحد الذي يفترض أن يقام عليه؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1556&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=60)
قول: صدق الله العظيم بعد القراءة (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1559&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=60) هل يجوز مس المصحف بدون وضوء للنقل أو للحمل بدون قراءته؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=870&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=80)(1/1548)
هل يجوز للبنت الصغيرة دون السابعة مسَّ المصحف بدون وضوء كي تُعلَّم القرآن؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=674&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=80)
ما حكم تعليق الآيات على الجدران؟ (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=173&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=100)
الكتابة أو وضع علامة في المصحف (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=273&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText=القرآن&ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=100)
---
الراية
07-03-2003, 08:06 PM
ممكن أن يستفاد من هذه الفكرة مستقبلا واخراج الفتاوى والاجوبة في كتاب مطبوع
---
عوض احمد الشهري
07-09-2003, 12:12 AM
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7339):
س3:هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش ، علماً بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم؟.
ج3: القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعهدها،(1/1549)
بل عهد غيرها- كالقراءة برواية حفص مثلاً- تثير بلبلة في نفوس المأمومين،فتترك القراءة بها لذلك،أما إذا كان
القارئ بها في صلاته منفرداً فيجوز؛ لعدم المانع.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد،وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبدالله بن قعود-عضو
عبدالله بن غديان-عضو
عبد الرزاق عفيفي-نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبدالله بن باز-الرئيس.
---
ابواحمد
07-11-2003, 06:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذه أول مشاركة نسال الله ان ينفع بها .
أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
السؤال : ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟؟
الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها .
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات .
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم .
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة(1/1550)
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة : 4\145.
49ـ سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين : هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى:( )يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.(1/1551)
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: : ()كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)( الرحمن الايات 26 - 28 )
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع : كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله .ص157 .
* * *
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :
(( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
..تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [ العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23 ، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير :
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة ،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن ..إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم : ( من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار .)(1/1552)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه .
اقوال العلماء في الاعجاز العلمي على ملف وورد :
---
الراية
07-17-2003, 05:06 AM
استخدام آيات مسجلة من القرآن الكريم لتحويل خط هاتفي (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-6&l=arb)
مس الأطفال للمصحف (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-2&l=arb)
المصحف الممزق (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=2-2&l=arb)
كتابة القرآن على الأواني للتداوي (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=3-3&l=arb)
تلحين القرآن موسيقيا وتصويره فنيا (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=8-2&l=arb)
حكم العاجز عن أداء حرف الضاد من مخرجه (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=8-4&l=arb)
كتابة المصحف بغير الرسم العثماني (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=9-2&l=arb)
كتابة القرآن الكريم بالمعنى في الاختبارات (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=9-5&l=arb)
التمايل يمينا وشمالا أثناء قراءة القرآن (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=10-9&l=arb)
توزيع شيء من المأكولات أو المشروبات عند ختم القرآن الكريم (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=10-48&l=arb)
قراءة المرأة جهرا (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-8&l=arb)
السفر إلى مكة أو المدينة لقصد حضور الختمة (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-4&l=arb)
تتبع ختمات القرآن الكريم في المساجد (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-3&l=arb)
مسابقات ترتيل القرآن للنساء (http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-9&l=arb)
---
الراية
09-06-2003, 08:42 PM(1/1553)
كتابة الأسماء على المصاحف جائزة
السؤال: كثير ما يكتب بعض تواريخ المناسبات مع كلمات إهداء في المصحف هل مسموح بهذا العمل ؟.
الجواب:-
الحمد لله
يجوز إذا أراد أن يهدي هذا المصحف يمكن أن يكتب هذه هدية لفلان بمناسبة كذا وكذا ، لا مانع إن شاء الله أو يهدي إليه كتاباً ويذكر ذلك سواء نسخاً باليد أو بالمطبعة فلا بأس .
فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين مجلة الدعوة العدد/1795 ص/45.
حكم أخذ الإنجيل من الكافر ليقبل بأخذ القرأن...أجاب عنه...الشيخ ابن عثيمين (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=8885&dgn=3)
هل الأفضل أن أقرأ القرآن وأنا أنظر إلى المصحف ، أو أقرأ حفظاً ؟. (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=32594&dgn=3)
تحريف القرآن عند الرافضة (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=21500&dgn=3)
لماذا لم ترتب سور المصحف على أولية النزول؟...أجاب عنه...الشيخ/محمد المنجد (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=3214&dgn=3)
هل للأحجار الكريمة ذكر في القرآن ؟ (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=33583&dgn=3)
---
الراية
02-21-2004, 08:29 PM
الدخول بالجوالات التي فيها القرآن إلى الخلاء
السؤال:
انتشر في الآونة الأخيرة أجهزة الإلكترونية والجوال يمكن تخزين القران الكريم عليهم (بالصوت) فما حكم إدخال هذه الأجهزة في أماكن الخلاء ؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يحرم إدخال هذه الجوالات إلى الخلاء لأنها ليس لها حكم المصحف ، ولو بعد تسجيل القرآن داخلها ، لأنه صوت داخلي مخفيٌّ وليس بكتابة ظاهرة . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=21792&dgn=4
---
الراية
07-19-2005, 02:02 AM
صدر حديثا
كتاب جمع الفتاوى حول القران الكريم في ثلاثة مجلدات(1/1554)
جمعه د.محمد بن موسى الشريف
---
(1/1555)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير الباقيات الصالحات العلائي وما دل عليه القرآن محمود شكري الالوسي
---
حمل تفسير الباقيات الصالحات العلائي وما دل عليه القرآن محمود شكري الالوسي
---
مسك
02-05-2005, 11:57 PM
حمل تفسير الباقيات الصالحات العلائي
ما دل عليه القرآن محمود شكري الالوسي
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32986)
---
الريان
11-21-2005, 08:25 AM
بارك الله فيك أخي مسك على نشرك هذا الخير والكتاب النافع فأسأل الله أن لا يحرمك الأجر ويعظم لك المثوبة
---
(1/1556)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما القول الراجح في قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}
---
ما القول الراجح في قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}
---
سيف الدين
07-02-2006, 11:23 PM
يقول تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (الأحزاب:37)
سؤالين لو تكرمتم:
1- ما الذي كان الرسول يخفيه وابداه الله؟
2- مم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخشى الناس؟
وبارك الله فيكم
---
سيف الدين
07-02-2006, 11:51 PM
وجدت هذا الرد الرائع في الملتقى للاخ احمد القصير ولا بأس من الاستزادة وبارك الله فيكم:
التحقيق فيما نسب للنبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها (http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=6755&postcount=1)
---
(1/1557)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله العزيز؟
---
ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله العزيز؟
---
د. أنمار
05-01-2004, 09:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجد الدرس السابق على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1806
تنبيه:
العنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي ) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.
وبإمكانك أخذ فكرة من قراءة التعاريف والاطلاع على الفروقات في آخر الدرس، وما عدا ذلك فهو مبحث تخصصي ، جعلنا الله جميعا من خواص أهل القرآن آمين
وأترككم مع درس اليوم وهو الياآت الزوائد وياآت الإضافة
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
==================
(36 – ياءات الإضافة)
ياء الإضافة في صناعة القراء : عبارة عن الياء الزائدة الدالة على المتكلم، وتتصل بالاسم والفعل والحرف
نحو: نفسي وذكري وفطرني وليحزنني ولي وإني.
وهي في القرآن على قسمين:
1- مدغم فيها ما قبلها
2- وغير مدغم
فالثانية [أي ياء الإضافة، غير المدغم فيها ما قبلها] فيها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب
وهما:
1 - الإسكان
2 - والفتح.
والإسكان فيها هو الأصل الأول، لأنها مبنية، والأصل البناء على السكون.
والفتح أصل ثان لأنها اسم على حرف واحد فقوي بالحركة وكانت الفتحة للتخفيف.
والياءات الواقعة في القرآن من هذا القسم 876 وتنقسم على قسمين:
[القسم الأول]:
متفق عليه، وهو 664 ياء، منها:
566 متفق على سكونهن
و 98 متفق على فتحهن لموجب إما*:
1- سكون بعد الياء:(1/1558)
أي لام تعريف أو شبهه وجملته أحدى عشرة كلمة، في ثمانية عشر موضعا. وهي نعمتي التي، ثلاثة مواضع، وبلغني الكبر، وحسبي الله، في موضعين، وبي الأعداء، ووليي الله، وما مسني السوء ، في الأعراف ، ومسني الكبر بالحجر، وشركائي الذين، أربعة مواضع، وأروني الذين، وربي الله وجاءني البينات ونبأني العليم
2- أو ألف قبلها:
أي وذلك في ست كلمات في ثمانية مواضع وهي: هداي وإياي فإياي ورءياي ومثواي وعصاي
3- أو ياء بعدها:
أي وذلك في تسع كلامات وقعت في اثنين وسبعين موضعا وهي: إلي وعلي ولدي وبني وابنتي ولوالدي وبمصرخي ويا بني وبيدي
[القسم الثاني]
و 212 مختلف فيهن بين الإسكان والفتح.
وتفصيلهن في الشاطبية في أواخر السور من باب فرش الحروف.
والأولى [أي ياء الإضافة] وهي التي يدغم فيها ما قبلها،
نحو: لدي وعلي.
فالكثير الشائع لغة وقراءة: فتحها.
وجاء كسرها في لغة قليلة وهي لغة بني يربوع، حكاها الفراء وغيره. وعليها جاءت قراءة حمزة بمصرخيِّ بكسر الياء.
---------------
*تفصيل الضباع للأنواع الثالثة كان في الهامش فنقلته لصلب الكتاب
(37- ياءات الزوائد)
الياء الزائدة في اصطلاح القراءة عبارة عن الياء المتطرفة المحذوفة رسما للتخفيف لفظا.
واختلف القراء في إثباتها وحذفها لفظا وصلا ووقفا، أو وصلا فقط، أو وقفا فقط.
فخرج بقيد "التطرف" مثل ياء يعلم، وياء يبيع.
وبقيد "الحذف رسما للتخفيف لفظا" ما لم تحذف رسما أصلا مثل:
( ياء واحشوني ولأتم نعمتي ويأتي بالشمس، كلاهما في البقرة.
( وفاتبعوني يحببكم في آل عمران.
( والمهتدي في الأعراف.
( وفكيدوني في هود.
( وما نبغي ، ومن اتبعني في يوسف.
( وفلا تسألني في الكهف.
( وفاتبعوني في طه.
( وأن يهديني في القصص.
( ويا عبادي الذين آمنوا في العنكبوت.
( وأن اعبدوني في يس.
( ويا عبادي الذين أسرفوا في الزمر.
( ولولا أخرتني في المنافقون.
( ودعائي في نوح.
مما اجتمعت المصاحف على إثبات الياء فيه،(1/1559)
أو حذفت رسما ولكن لا لفائدة ترجع إلى اللفظ مثل: ياء أني يحيي.
فإنه وإن خفف رسما بحذف إحدى ياأيْهِ لم يخفف لفظا.
وبقيد "اختلاف القراء في إثباتها وحذفها لفظا" ما اتفق القراء على حذفها فيه مثل: ياء الاسم المنادى المحذوفة لفظا استغناء عنها بالكسرة كما في "رب اغفر لي"، و"يا قوم استغفروا ربكم"، و"يا عبادي الذي آمنوا اتقوا ربكم".
فإنه لم تثبت الياء رسما في شيء منه سوى ثلاثة مواضع ، موضعان باتفاق وهما:
1-يا عبادي الذي آمنوا في العنكبوت
2-ويا عبادي الذي أسرفوا في الزمر
وموضع بالخلاف وهو:
3-يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف.
ولم تثبت لفظا إلا [لعله الأولى حذف إلا، للمراجعة] في موضعين وهما:
1 - يا عباد فاتقون
2 - ويا عباد لا خوف عليكم
فإن كلا منهما من القراء من يثبته لفظا في الحالين، ومنهم من يحذفه لفظا فيهما كما سيأتي، فلا شيء من هذا يعد في جملة الزوائد إلا يا عباد فاتقون، لحذفه رسما بالاتفاق وإثباته لفظا في الحالين، باختلاف القراء،
ويا عباد لا خوف عليكم لحذفه رسما من بعض المصاحف وإثباته لفظا في الحالين، مع اختلاف القراء في إثباته لفظا وصلا ووقفا.
واعلم أن الياءات الزوائد الواقعة في القرآن [121] مائة وإحدى وعشرون ياء وتنقسم إلى أربعة أقسام، لأنها تكون في وسط الآي وفي رءوسها وفي كل تكون أصلية وزائدة
[القسم الأول]
فتكون في وسط الآي أصلية
في [13] ثلاثة عشر، وهي:
الداع موضع بالبقرة وموضعان بالقمر، ويأت بهود، والمهتد بالإسراء والكهف، ونبغ فيها، والباد بالحج، وكالجواب بسبأ، والجوار بـ[ال]ـشورى، والمناد بـ ق، ويرتع ويلعب بيوسف.
[القسم الثاني]
وتكون في وسط الآي زائدة
في [22] اثنين وعشرين وهي:(1/1560)
دعان واتقون يا أولي في البقرة، واتبعن وخافون بآل عمران، وتسئلن وتخزون بهود، وتؤتون بيوسف، وأشركتمون بإبراهيم، ولئن أخرتن بالإسراء، وأن يهدين وإن ترن وأن يؤتين وأن تعلمن بالكهف، وتتبعن بـ طه، وأتمدونن وفما آتان الله بالنمل ، وإن يردن بـ يس، ويا عباد فاتقون وفبشر عباد لالزمر، ويلتحق بها يا عباد لا خوف عليكم نظرا لحذفها من بعض المصاحف.
[القسم الثالث]
وتكون في رأس الآي أصلية
في ست وهي:
المتعال بالرعد، والتلاق والتناد بالمؤمن، ويسر وبالواد بالفجر.
[القسم الرابع]
وتكون في رأس الآي زائدة
في [75] وهي :
فارهبون وفاتقون ولا تكفرون بالبقرة، وأطيعون بآل عمران، وفلا تنظرون بالأعراف ويونس، وثم لا تنظرون بهود، وفأرسلون وولا تقربون ولولا أن تفندون بيوسف، ووإليه متاب وفكيف كان عقاب ووإليه مآب بالرعد، ووعيد ودعاء بإبراهيم، وفلا تفضحون وولا تخزون بالحجر، وفاتقون وفارهبون بالنحل، وفاعبدون موضعين وفلا تستعجلون بالأنبياء، ونكير بالحج، وبما كذبون موضعين، وفاتقون وأن يحضرون ورب ارجعون وولا تكلمون بالمؤمنين، وأن يكذبون وأن يقتلون وسيهدين وفهو يهدين ويسقين ويشفين وثم يحيين وأطيعون ثمانية وإن قومي كذبون بالشعراء، وحتى تشهدون بالنمل، وأن يقتلون وأن يكذبون بالقصص، وفاعبدون بالعنكبوت ونكير بسبأ وفاطر، وولا ينقذون وفاسمعون بـ يس، ولتردين وسيهدين بالصافات، وعقاب وعذاب بـ ص، وفاتقون بالزمر، وعقاب بغافر، وسيهدين وأطيعون بالزخرف، وأن ترجمون وفاعتزلون بالدخان، ووعيد معا بـ ق، وليعبدون وأن يطعمون وفلا تستعجلون بالذاريات، ونذر ستة بالقمر، ونذير ونكير بالملك، وأطيعون بنوح، وفكيدون بالمرسلات، وأكرمن وأهانن بالفجر، ودين بالكافرون.
فهذه [121] مائة وإحدى وعشرون ياء ، وهي جملة ما اختلف القراء في إثباته وصلا ووقفا أو وصلا فقط
وبقي ما اختلفوا في أثباته وقفا فقط نحو:(1/1561)
هاد وباق، ونحو: اخشون اليوم في المائدة، ويقض الحق في الأنعام، وننج المؤمنين بيونس، ولهاد الذين آمنوا بالحج، وبهاد العمي في الروم، وبالواد المقدس في طه والنازعات، وواد النمل في سورته، ويوم التناد في ق، وفما تغن النذر في القمر ، والجوار في الرحمن والتكوير.
وقد جرت عادة المصنفين بعدم درج هذا النوع في الحصر المذكور تسمحا مع أنه داخل في ضابط الباب إذ علة الاتصاف بالزيادة وهو زيادة اللفظ على الخط موجودة فيه كما لا يخفى، وإنما اتبعتهم على ذلك جريا على سنتهم وتبركا بصنيعهم كي أكون مشمولا ببركاتهم نفعنا الله بهم.
ثم اعلم أن الفرق بين ياآت الإضافة وياآت الزوائد ظاهر من جهات:
1 - أن الياآت الزوائد تكون في الأسماء والأفعال ولا تكون في الحروف، بخلاف ياآت الإضافة فإنها تكون متصلة بالأسماء والأفعال والحروف
2 - أن الياآت الزوائد محذوفة من المصاحف بخلاف ياآت الإضافة فإنها ثابتة فيها.
3 - أن الخلاف في ياآت الإضافة دائر بين الفتح والإسكان ، وفي الياآت الزوائد بين الحذف والإثبات.
4 - أن الخلاف في المضافات جار في الوصل، وفي الياآت الزوائد جار في الوصل والوقف.
5 - أن الزوائد تكون أصلية وزائدة فتكون لاما للكلمة بخلاف ياءات الإضافة فإنها لا تكون إلا زائدة
وهنا تم المقصد و لله الحمد و المنة.
=============
يليه بيان مذهب كل قارئ من العشرة في أصول القراءة علي انفراده
---
(1/1562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب فصول في أصول التفسير
---
سؤال عن كتاب فصول في أصول التفسير
---
أبو حسن
08-15-2006, 06:24 AM
هل كتاب فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد الطيار
شامل لموضوعات مقدمة في أصول التفسير لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
---
أبو صفوت
08-15-2006, 02:20 PM
إن أردت الشمول لمباحث المقدمة تحديدا فللدكتور مساعد شرح على المقدمة طبعته دار ابن الجوزي
---
أبو حسن
08-16-2006, 12:50 PM
هل يغني هذا الكتاب عن مقدمة في أصول التفسير لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
بحيث يكون لمسائلها وزيادة
---
عقيل الشمري
08-17-2006, 02:23 AM
أما شرح الشيخ / مساعد للمقدمة .... فسأقول ما لدي لأن لدي عناية بشرح الشيخ ...
وقد وفق الله في هذه الإجازة ... وشرحت الشرح لمجموعة من الطلبة .... ولذلك أقول :
أولا : الجميل في شرح الشيخ أنه استطاع أن يقسم مباحث المقدمة بحيث تسهل على القارئ فقسمها إلى أربعة أقسام .
ثانيا : جملها أكثر بالعناوين الجانبية .
ثالثا : ترتيبها وتلوينها كان مساعدا أكثر في الفهم ، خاصة مع أقوال ابن تيمية .
رابعا : وفق الشيخ في سرد أمثلة للقضايا التي يذكرها ابن تيمية .
خامسا : كانت المعلومات على شكل نقاط " أولا ، ثانيا ، ثالثا..." .
والملاحظة في ظني :
1ـ أن الشرح جدا أكاديمي ، فلايناسب كثيرا من القراء ، لاسيما والمقدمة من المتون التي تشرح دائما
فيستفيد منها في ظني المتخصص ، نظرا للمعلومات الخاصة التي طرحها الشيخ .
2ـ فصل الشيخ للشرح عن المقدمة من مسببات انقطاع المعلومات وتتابعها ، فلو أن الشيخ سار على الطريقة المعروفة في التأليف بحيث يضع المتن في الأعلى ، والشرح في الأسفل كان أجمل في ظني
والمقترح :
إن كان مثلي يقترح على أمثال فضيلته ، فأقترح أن يكون للشيخ عليها شرحان ، أحدهما مبسط يناسب(1/1563)
المبتدئ ، والآخر متعمق يناسب الأرقى درجة .
ذكرت ذلك لأني أحسب أني من أول من شرَح شرْح المقدمة .
---
أبو حسن
08-22-2006, 04:38 PM
هل من مجيب
---
مساعد الطيار
08-23-2006, 02:47 PM
أخي أبو حسن ، حسَّن الله عملي وعملك
يظهر لي أنك تستطيع أن تعرف الفرق بين الكتابين ، إذ في كتابي الفصول تلخيص لبعض ما في مقدمة ابن تيمية ، وفيه إضافات ، لكنه ليس شاملاً لكل ما ذكره شيخ الإسلام ، فهل هذا مرادك ؟
---
إبراهيم الحميضي
08-24-2006, 02:51 PM
أرجو من فضيلة الدكتور مساعد تطوير هذا الكتاب القيم الذي لاأعرف له نظيرا على منواله، والذي حرر فيه مسائل لم يسبقه إليها أحد من المعاصرين ، وكان هو مفتاح التعرف على فضيلته، وذلك بتقسيمه إلى قسمين القسم الأول للمبتدئين ويكون بتهذيب وتسهيل الكتاب الحالي، والثاني للمتخصصين أو المتوسطين ويكون بزيادة بعض المباحث اولإكثار من الأمثلة ، وأظن أن هذا لن يكلف الشيخ جهداً كبيراً، والحاجة داعية بل ماسة إليه.
---
أبو حسن
08-24-2006, 11:09 PM
نعم هذا مرادي حفظك الله
وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على ماتبذله لخدمة هذا العلم الجليل
---
مساعد الطيار
08-26-2006, 01:42 PM
الأخ أبو حسن
هذا رسم توضيحي لأفكار الكتابين :
الأول :
http://up700.com/uploads/c733e6aa85.jpg (http://up700.com)
الثاني :
http://up700.com/uploads/cba0ef2ba6.jpg (http://up700.com)
---
مساعد الطيار
08-26-2006, 04:32 PM
أشكر الشيخ الدكتور إبراهيم الحميضي على ثنائه ، وذلك من حسن ذاته ، وأرجو أن يوفقني الله لما يقترحه من مشروعات تتعلق بأصول التفسير ، وهناك نية للعمل مع بعض الإخوة في مثل هذا المشروع وغيره ، فأسأل الله أن يوفقنا للقيام به ، وأن يتقبله منا خالصًا لوجهه الكريم .
---
أبو صالح التميمي
08-26-2006, 06:31 PM(1/1564)
وأضم صوتي إلى صوت الشيخ إبراهيم فهذا الكتاب من الكتب التجديدية والتي تلذذت بقراءته أكثر من مرة.
---
عبدالرحمن الشهري
08-27-2006, 12:03 AM
أشكر أخي الكريم الدكتور مساعد الطيار على هذا الكتاب النافع الذي كان باكورة مؤلفاته ، وأحسبه بصدد عمل متمم لهذا الكتاب إن شاء الله . كما أشكره على رسمه التوضيحي البديع الذي أتحفنا به في هذا الموضوع بارك الله فيه ، وإلى الأمام في تذليل علوم القرآن لطلابه ، فكم على المناهل من الوُرَّاد الظِّماء مثلي !
---
أبو حسن
08-27-2006, 06:35 AM
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء يا أبا عبد الملك
---
(1/1565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- لعق الأصابع بعد الأكل
---
برنامج إحياء السنة النبوية- لعق الأصابع بعد الأكل
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-05-2006, 04:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 27) بتاريخ 13/9/1427- لعق الأصابع بعد الأكل
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة الآتية ثم قم بالتصويت
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : "رأيت رسول الله يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها ".
(صحيح مسلم )
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
محمد سند
10-08-2006, 01:09 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/1566)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذا كانت الآية تحمل معنيين لكل منهما دليله من القرآن فكيف يتم الترجيح بينهما؟
---
إذا كانت الآية تحمل معنيين لكل منهما دليله من القرآن فكيف يتم الترجيح بينهما؟
---
أبو أنس الغامدي
12-13-2006, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
إذا ورد في تفسير آية ما معنيان لكل منهما شاهد من القرآن فكيف يتم الترجح ؟ وعلى أي قاعدة ؟
فمثلا قوله تعالى : ( كما بدأكم تعودون ) الأعراف 29.
اختلف المفسرون فيها فمنهم من قال تعودون مؤمنين وكافرين وذهب إلى ذلك مجاهد ومقاتل والسمعاني
واستُدل لهذا القول بالسياق بقوله تعالى : ( فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة )
ومن الآيات الدالة عليه أيضاً قوله تعالى ) هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ )
وذهب أكثر المفسرين منهم ابن جرير وابن زمنين والسمرقندي إلى أن المعنى كما خلقكم أولاً ولم تكونوا شيئاً فإنه يعيدكم مرة أخرى ويبعثكم من قبوركم أحياء بعد أن متم وصرتم عظاماً رميماً
واستُدل لهذا القول بقوله تعالى (( فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون)
وقوله تعالى(( كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ))
إلى غير ذلك من الآيات ....
فهل هناك قرائن للترجيح في مثل هذه المسألة.
وفقكم الله
---
روضة
12-14-2006, 12:51 AM(1/1567)
هذا الاختلاف الحاصل في تفسير الآية ناتج عن اختلاف التابعين، كما ظهر لي بعد الرجوع إلى التفاسير، والأصلُ في حال اختلاف التابعين الجمعُ بين الأقوال، فهو أولى، فبعض الاختلافات تكون من باب التنوع لا التضاد، أما إن تعذر الجمع، فيتم الترجيح، فيُنظر في أصح الروايات، ويُقدم الصحيح، وإن استوت في الصحة ـ كما يقول الدكتور الذهبي ـ رددنا الأمر إلى ما ثبت فيه السمع، فإن لم نجد سمعاً وكان للاستدلال طريق إلى تقوية أحدهما رجّحنا ما قواه الاستدلال وتركنا ما عداه، وإن تعارضت الأدلة فعلينا أن نؤمن بمراد الله تعالى ...
---
أبومجاهدالعبيدي
12-14-2006, 11:00 AM
قول الله تعالى : ? كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ?(لأعراف: من الآية29) يحتمل المعنيين المذكورين ، وكل معنى منهما حقّ ، وتفسير الآية بهما هو الأولى . وليس مع من قصر معنى الآية على أحد هذين القولين حجة قاطعة .
وقد تقرر في أصول التفسير أن الآية إذا احتملت وجوهاً من التفسير فلا يصرف المعنى إلى بعض هذه الوجوه دون بعض إلا بحجة .
وتجد في الملف المرفق دراسة مفصلة لهذه المسألة
---
أبو أنس الغامدي
12-14-2006, 02:35 PM
رُفع الإشكال
أسأل الله أن يبارك في علمكم
ونحن لكم من الشاكرين،،،
---
(1/1568)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح خاص بالرسائل الجامعية
---
اقتراح خاص بالرسائل الجامعية
---
حليمة ساسوي
01-01-2006, 09:51 PM
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين
إخواني الأفاضل أعضاء ملتقى أهل التفسير عندي اقتراح أرجو أن يحظى لديكم بالقبول وهو خاص بعرض الباحثين لرسائلهم الجامعية بحيث يساعد بعضنا بعضا بالاقتراحات و عناوين المراجع التي تخدم الموضوع، و لما لا اقتراح عناوين مناسبة للدراسة في مجال العلوم الشرعية و غيرها.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
---
أحمد البريدي
01-02-2006, 10:35 AM
انظري هذا الرابط :
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155)
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2006, 07:06 PM
أرحب بالأخت الكريمة حليمة وأرجو لها التوفيق.
والاقتراح الذي أشرتم إليه - فيما أفهمه - اقتراح جيد ، يكون بأن يعرض الإخوة الباحثون في الملتقى من الحاصلين على الماجستير أو الدكتوراه رسائلهم العلمية باختصار ، ويعرضوا التجربة التي مروا بها في أثناء بحوثهم . ولا شك أن هذا سيثري الملتقى ، وسينتفع به الباحثون المبتدئون . ولن تخلو مثل هذه التجارب من طرائف وفوائد علمية إن شاء الله.
---
(1/1569)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كان في مكة نفاق قبل الهجرة ؟
---
هل كان في مكة نفاق قبل الهجرة ؟
---
ابن العربي
05-03-2004, 09:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
هل كان في مكة نفاق قبل الهجرة ؟
قال ابن كثير رحمه الله :" نزلت صفات المنافقين في السور المدنية ؛ لأن مكة لم يكن فيها نفاق ، بل كان خلافه من الناس من كان يظهر الكفر مستكرهاً وهو في الباطن مؤمن .... فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وأسلم من أسلم من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج ، وقل من أسلم من اليهود إلا عبدالله بن سلام رضي الله عنه ولم يكن إذ ذاك نفاق أيضاً ؛ لأنه لم يكن للمسلمين بعد شوكة تخاف بل قد كان عليه الصلاة والسلام وادع اليهود وقبائل كثيرة من أحياء العرب حوالي المدينة ، فلما كانت وقعة بدر العظمى وأظهر الله كلمته وأعز الإسلام وأهله قال عبدالله بن أبي بن سلول وكان رأساً في المدينة وهو من الخزرج ، وكان سيد الطائفتين في الجاهلية ، وكان قد عزموا على أن يملكوه عليهم فجاءهم الخير وأسلموا واشتغلوا عنه فبقي في نفسه من الإسلام وأهله ، فلما كانت وقعة بدر قال : هذا أمر قد توجه فأظهر الدخول في الإسلام ودخل معه طوائف ممن هم على طريقته ونحلته وآخرون من أهل الكتاب فمن ثم وجد النفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب " . (1)
فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري ، جزاك الله خيراً
فضيلة الشيخ أبو مجاهد أحسن الله إليك كما أحسنت
-------------------------
(1) تفسير ابن كثير ج1
---
المنهوم
05-03-2004, 01:48 PM
بارك الله فيك
---
عبدالرحمن الشهري
05-03-2004, 02:07 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك
---
(1/1570)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شرح حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - لابن عثيمين - رحمه الله
---
شرح حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - لابن عثيمين - رحمه الله
---
إمداد
07-22-2004, 09:42 PM
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون , فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا , قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل , والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبد , فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة - رواه أبوداود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .(1/1571)
· الشرح : قوله -وعظنا - الوعظ : هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم مخافة السآمة , قوله - وجلت منها القلوب - أي خافت , - وذرفت منها العيون - أي بكت حتى ذرفت دموعها - فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا - لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل - وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي صلى الله عليه وسلم بما فيه خير , قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل - وتقوى الله اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عزوجل - والسمع والطاعة - يعني لولاة الأمور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون , - وإن تأمر عليكم عبد - يعني وإن كان الأمير عبداً فأسمعوا له وأطيعوه , وهذا هو مقتضى عموم الآية - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...- ]النساء59] . قوله - فإنه من يعش منكم - أي من تطول حياته فسيرى اختلافاً كثيراً ووقع ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد حصل الاختلاف الكثير في زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم أمر صلى الله عليه وسلم بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين والخلفاء الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم . - المهديين - وصف كاشف , لأن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عزوجل لطريق الحق - عضوا عليها بالنواجذ - وهي أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم . ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور فقال - إياكم - أي أحذركم من محدثات الأمور وهي الأمور وهي ما أحدث في(1/1572)
الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما لأمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال - فإن كل بدعة ضلالة - رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح . وفي الحديث فوائد منها : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه , حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين .
· ومنها : أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم , موعظة مؤثرة بليغة , لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى .
· ومنها : الوصية بتقوى الله عزوجل , فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين والآخرين لقوله تعالى - ...وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ... - ]النساء131] .
· ومنها : الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك في قوله - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... - ]النساء59 [... وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة في معصية الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم - إنما الطاعة في المعروف - ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... - ]النساء59] ... حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله .
· ومن فوائد هذا الحديث : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع , فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها .(1/1573)
· ومنها : أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة , لأن بعض الوعاظ يأتي بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحريك القلوب , ولكنها وإن أفادت في هذا تضر , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين - .
· ومن فوائد هذا الحديث : أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة , لقوله " كأنها موعظة مودعٍ " .
· ومنها : طلب الوصية من أصحاب العلم .
· ومنها : أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عزوجل قال تعالى - ... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ... - ]النساء131] , وقد سبق شرحها , وقد سبق شرحها .
· ومنها : الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله صلى الله عليه وسلم - والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ - لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة .
· ومن فوائد الحديث : ظهور آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال - من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً - والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ .
· ومن فوائد الحديث : لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال - فعليكم بسنتي - . ومنها : أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ , لئلا تفلت من الإنسان .
· ومن فوائد الحديث : التحذير من محدثات الأمور , والمراد بها المحدثات في الدين , وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذير منه ’ أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله , والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً .(1/1574)
· ومن فوائد الحديث : أن كل بدعة ضلالة , وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء , بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين : إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة , وإما أنها ليست حسنة وظن اهو أنها حسنة , وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي صلى الله عليه وسلم- فإن كل بدعة ضلالة - . شرح الأربعين النووية للشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ــــــــــ
---
(1/1575)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > :::::::: عاجل للأهمية :::::::::::
---
:::::::: عاجل للأهمية :::::::::::
---
خادمة العقيدة
04-14-2006, 10:38 PM
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أخواني في الملتقي لقد استفدت كثيرا من ردودكم بشأن إختيار موضوع الماجستير
الذي انا بصدده الآن وبعد التأكد من المركز الملك فيصل للدراسات و البحوث
تبين انه لم يكتب بهذا العنوان
(منهج اللالكائي وجهوده في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها من خلال كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة )
الذي قام أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي بعمل تحقيق بهذا الكتاب لنيل درجة الدكتوارة .
وأنا أريد أن أعمل رسالة ماجستير أتناول فيها منهجه وجهوده
فأرجو المساعدة بأفكار ومقترحات لوضع الخطة
وبارك الله فيكم
---
خادمة العقيدة
04-15-2006, 08:13 PM
السلام عليكم
أخواني
أين مساعدتكم
---
الجكني
04-16-2006, 11:30 PM
السلام عليك يا أختى أقترح عليك الاتصال بمحقق الكتاب أولاً وعرض الفكرة عليه لأنه فى تقديرى أقرب الناس للموضوع بحكم معيشته مع الموضوع فترة زمنية طويلة ،وتمنياتى لك بالتوفيق
---
أحمد البريدي
04-16-2006, 11:45 PM
أختي الكريمة :
ما تطلبينه سهل ويسير, كل ما عليك عمله هو :
تحديد الرسائل المشابهة لبحثك , وما أكثرها , ومن ثم الحصول على الخطط البحثية لها , وبعد تصورك للطريقة المناسبة تبدئين بالقراءة في كتابك الذي اخترتيه , واستخراج ما تريدين .
وفقك الله .
---
أبو العالية
04-17-2006, 11:47 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أولاً : أظن أنَّ دراسة جهود عالم من خلال كتاب واحد قد يكون فيها بعض القصور ؛ سيَّما إن كان له أكثر من كتاب في الفنِّ الواحد .
وعليه : فلو كان ( جهود اللالكائي رحمه الله في تقرير عقيد السلف من خلال كتبه ) لكان أجود ، وليست كتبه بالكثيرة .(1/1576)
ولقد خرجت قبل بضعة أشهر رسالة دكتوراه للدكتور وليد العلي بعنوان ( منهج الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تقرير توحيد الأسماء والصفات ) ( ثلاثة مجلدات ) فاستوفى جميع كتب الإمام رحمه الله وهي كثيرة .
ونالت بتقدير ( ممتاز مرتفع مع مرتبة الشرف الأولى )
وغيرها .
فأظن أنَّ الأمر مع الإمام اللالكائي أيسر بكثير .
وثانياً : ما ذكره الشيخ الدكتور أحمد البريدي وفقه الله جميل ؛ بيد أن هذا سينحى بك إلى التقليد والمحاكاة لتلك الرسائل ! ثم الخطط من كتاب لاخر قد تختلف .
وما أظن هذا بالجيِّد في الدراسات العليا ؛ إذ المتوقع من الطالب ان يأتي بالجديد في الخطة ، والطرح ، والتقسيم ، والأراء .
والذي يظهر لي _ وقد أكون مخطئاً _ أن الابداع والتفنُّن يكمن في :
1_ قراءة الكتاب أكثر من مرة قراءة متأنية ؛ حتى يهضم ما في الكتاب ويصبح الكاتبُ مستوعباً مادة الكتاب ، ثم عدم الاستهانة البتة في أيَّة فكرة وضرورة تقييدها في بطاقات أو ملزمات والثاني أحسن .
2_ محاولة التعمَّق والنظر واستخراج المُلَحِ والدقائق ، وربطها بين كتبه ذات الموضوع الواحد إن وجدت . ثم التنسيق والتألف بينها ، بالمنهج العلي للبحث المتميز .
3_ من خلال قراءة الكتاب ستعرض أفكار وخطط ، وستخرج إبداعات وأشيئا لم يُسبق لها ، وقد تكون معلومات ( بِكْرية = جديدة ) مما فَتح الله به على الباحث المُجِد ؛ فيحسن به استغلالها وتوظيفها في المكان المناسب .
بعد ذلك كله ، بإمكان الباحث أن يرسم خطة هيكلية للكتاب ممتميزة ( مناسبة متخصصة للكتاب ) بعد أن سبر الكتاب وعرف مداخله ومخارجه وما فيه من مسائل بحاجة لإبرازها عن غيرها ، مع ما سيلحقه من تعديل أو حذف مع المشرف على الرسالة .
مع ضرورة الأخذ بالمشورة من أهل الاختصاص ، وعلى رأسهم محقق الكتاب جزاه الله خيراً ، وكذا ما ذكره الشيخ أحمد وفقه الله .(1/1577)
والبحث أيضاً عمَّن تناول منهج الإمام اللالكائي رحمه الله في الجوانب الاخرى إن وجدت .
وفقكم الله ونفع بكم الإسلام والمسلمين .
والله أعلم
---
عماد الدين
04-17-2006, 12:09 PM
وأين الجديد والإبداع في التعليق على كتاب أو تحقيق كتاب...
في ظني مثل هذه الأمور تناقش كبحث أو ورقة عمل أو مقال
أما كرسالة ماجستير أو دكتوراة ... بصراحة فيها مبالغة
---
خادمة العقيدة
04-17-2006, 01:47 PM
أخواني في الملتقي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
وأشكركم علي حسن مساعدتكم لي
فأنار الله دروبكم وأضاءها بنور الإيمان
ولكن لي رجاء منكم أ،
من أستطاع أن يساعدني في معرفة رقم جوال أو هاتف المحقق وأسمه هو :
د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي
ولكن الإمام اللالكائي له فقط كتابين تم تحقيق كل منهما
وهما :( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة - والتابعين ومن بعدهم )
و الثاني :(كاشف الغمة في اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم اللالكائي) وهو إختصار للكتاب الأول .
ولا يوجد غيرهما .
وبارك الله فيكم
---
عبدالله الميمان
04-17-2006, 01:59 PM
وأين الجديد والإبداع في التعليق على كتاب أو تحقيق كتاب...
في ظني مثل هذه الأمور تناقش كبحث أو ورقة عمل أو مقال
أما كرسالة ماجستير أو دكتوراة ... بصراحة فيها مبالغة
أخي الكريم التحقيق هو من أبدع ما يفعله طالب العلم لأسباب :
أولاً : إخراج نص من عالم كتبه في الماضي ثم اندثرت كتابته إلا من أرفف دور المخطوطات .
ثانياً : أن التحقيق كما يتفق عليه كثير من الأكاديميين الذين لهم خبرة في هذا المجال أصعب كثيراً من الكتابة ابتداءً لأنك معلق بنص غيرك فتريد أن تخرجه كما يريد هو لا كما تريد أنت .
ثالثاً : أن نفاسة وثراء معلومة الطالب من نفاسة وثراء معلومة النص المحقق .(1/1578)
رابعاً : أن الطالب الذي يشتغل بالتحقيق يقرأ ويقارن ويدقق ويكرر المسئال وبهذا تتكرر عليه فوائد كثيرة .
رابعاً : أن مخرج نص الكتاب - إن كان نفيساً - قد أسدى للأمة جميلاً يشكر عليه ومن طالع جمع ابن قاسم رحمه الله وابنه لفتاوى الشيوخ ابتداءً بشيخ الإسلام فقد عرف قيمة التحقيق .
خامساً : أن الإبداع في الرسائل العلمية في الموضوعات النظرية غير معلق بالاختراع بل منه جمع المفترق وضمه ، وتحليل المجتمع ، وغير ذلك ...
فقط ,,, ولذكر الله أكبر ..
---
عماد الدين
04-18-2006, 01:52 PM
أخي الفاضل (عبدالله الميمان)
أشكر لك تعليقك
والنقاط (الست) التي ذكرتها ... وغيرها من المبررات معروفة
ولا أقلل هنا من أهمية التحقيق والإخراج والختصار والشرح
ولكن كل ما في الأمر أنني أرى أن مثل هذه الجهود ينبغي أن تنشر كبحوث للترقية بعد الدكتوراة أو كمطبوعات يستفيد منها الجميع ... لا لنيل الشهادات العليا
خذ كمثال : تفسير ابن كثير عليه رحمات الله ... كم من المسلمين طبعه وباعه وجنى منه الثروات وكم من طالب علم حصل على المؤهلات بسبب تحقيقه أو اختصاره ... كل هذا والمؤلف هو الإمام ابن كثير ... رحمه الله
وما زلت أقترح أن يبذل طلاب العلم الجهود وأن ينظروا كيف يمكنهم إضافة الجديد لهذا الدين العظيم .. فقد كثرت الشهادات هذه الأيام ... من تحقيقات (كتب) السلف رضوان الله عليهم
---
عبدالله الميمان
04-18-2006, 02:53 PM
أنا شخصياً رسالتي الماجسير ليست تحقيقاً لكتاب ومع ذلك فلا زلت أخي الفاضل أتساءل وماذا يكون إذا كثرت الرسائل من التحقيق ؟ التحقيق اتجاه علمي صحيح في العلوم النظرية وأما قضية جني الثروة فلا علاقة لها بالمحقق أو المؤلف وإنما هي راجعة لقوة الكتاب وشعبيته لدى المجتمع ،(1/1579)
كذلك في نظري بالنسبة للبحث الجامعي لايفرق بحث الترقية عن الرسالة الجامعية من إلا من حيث الضخامة لا من حيث نوعية العمل ، فكلاهما يطلب فيه الجدة والابتكار .
هذا في نظري والله تعالى أعلم ..
وفقك الله .
---
عماد الدين
04-18-2006, 03:37 PM
أخي العزيز
جني الثروة على حساب مؤلفات السلف ... هي التي فيها النقاش
وعندي بنفس المنطق ... الحصول على الشهادات ... من تحقيق أو تنميق مؤلفات السلف
أشكرك مرة أخرى
---
عبدالله الميمان
04-18-2006, 07:45 PM
لم أفهم أخي الكريم ما ذا في ( وعندي بنفس المنطق ... الحصول على الشهادات ... من تحقيق أو تنميق مؤلفات السلف ) ؟؟
هل هو معيب ؟!
---
عماد الدين
04-19-2006, 04:37 PM
أخي عبدالله
أشكر تواصلك ... أولا
وثانيا ... المقصود من كلامي .. أن الناس قل لديهم الإبداع (الحقيقي) في يقومون به للحصول على الشهادات العليا في الدراسات (الشرعية) ... دعك مما يحصل في الدراسات النظرية الأخرى..
فقل بالله عليك ... هل يجوز أن أشتري تفسير ابن كثير بخمسين ريال ... وتذهب لشخص لم يؤلف هذا الكتاب .. سواء كان ناشرا أم محققا أم مختصرا ؟
---
(1/1580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دورة ثلاثة أيام للشيخ الفنيسان
---
دورة ثلاثة أيام للشيخ الفنيسان
---
ابن مقبل
12-19-2005, 08:10 PM
ستقام إن شاء الله دورة في تفسير آيات الحج للشيخ: سعو بن عبدالله الفيسان. عميد كلية الشريعة سابقاً.
وقت الدورة ولمدة ثلاثة أيام متتالية بعد العشاء اعتباراً من السبت تاريخ: 29/11.
موقع الدورة: مسجد سالم السالم في حي السلي بالرياض.
راجع رسم طريق المسجد في المرفقات.
ساعد على نشره جزاك الله خير الجزاء
---
عبدالرحمن الشهري
12-19-2005, 09:03 PM
وفق الله الدكتور سعود الفنيسان وسدده ، ونسأل الله للقائمين على هذه الدورة الثواب .
---
ابن الجزيرة
12-23-2005, 11:07 PM
جزا الله الشيخ خير الجزاء , ونفع به .
---
(1/1581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رسالة فيما قرأنا به لحفص في مصر
---
رسالة فيما قرأنا به لحفص في مصر
---
شريف بن أحمد مجدي
03-28-2007, 01:10 PM
منقووووووووول
رسالة فيما قرأنا به لحفص في مصر
السلام عليكم
استجابة لطلب أحد إخواني أكتب هذا التوضيح
[quote=شيخنا المقرئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو منكم اذا سمحتم توضيح المنهجية والطريقة التي قرأتم بها حفصا من الطيبة بأوجهها 21 على مشايخكم وذلك للأهمية وجزاكم الله خيرا[/quote]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
قبل البدء في شرح طرق حفص أقول : إن طرق حفص كلها تعود لسبعة طرق إجمالا . نجملها فيما يأتي :
1ــ القصرـ ــ التوسط ـ فويقه ( خمس حركات ) ــ الإشباع ــ مد التعظيم ــ السكت الخاص ـــ السكت العام .
ـــ المد ثلاث حركات: الوجه الذى لا يقرا به بين شيوخ مصر رغم ما صححه الأزميرى والمتولى، وقد وضع ابن الجزري رتبة فويق القصر إلي مرتبة القصر.
وأيضا يأخذون بالمد أربعا فى الضربين بدلا من المد خمسا تبعا للشاطبى ، رغم وجود وجه فويق التوسط فى التيسير الذى هو أصل الشاطبى .
قال الشيخ الجوهرى ــ وهو من أجل تلاميذ الشيخ عامر عثمان ــ لم نقرأ بفويق القصر رغم ما ذكره فى النشر وصححه الأزميرى والمتولي .
ــ أما التوسط : فهو من طريق الشاطبية فقط ، والقليل من يقرى من طريق ابن خليع من المصباح عن الفيل ........
ــ أما فويق التوسط : فهو من طريق التيسيروالكل يعول على الشاطبية .(1/1582)
ـــ أما الإشباع : فهو من طريق روضة ابن المعدل أيضا لوجوده فيه
ـــ أما السكت الخاص : هو السكت علي ( أل ــ شئ ــ الساكن المفصول مثل: من ءامن ) وهو من طريق الفارسي من التجويد
ـــ أما السكت العام : هو السكت علي ( أل ــ شئ ــ الساكن المفصول ــ الساكن الموصول مثل : قرءان ) وهو من طريق الروضة للمالكى
ملاحظات :
أولا : الكلمات المختلف فيها لحفص هى : التكبير ــ المد المنفصل ــ المد المتصل ـــ غنة النون مع اللام والراء ــ يبصط ــ بسطة ـــ المصيطرون ـــ بمصيطر ــ باب آلذاكرين ـــ اركب معنا ــ عوجا ــ مرقدنا ــ من راق ــ بل ران ــ عين فى ــ أتان وقفا ــ ضعفا وضعفا ـــ سلاسلا وقفا ــ يلهث ذلك ــ يس والقرآن ـــ ن والقلم ــ راء ــ لا تأمنا".
1ـ أما بالنسبة للطرق : القصر فى المنفصل يأخذون به من طريق الحمامى من المصباح عن الفيل
2 ــ طريق روضة ابن المعدل عن الفيل وعن ابن ذرعان ، وهذا الكتاب وإن لم يكن من كتب النشر إلا أن العلماء المتأخرين أخذوا بهذا الكتاب لحفص لأنهم وجدوا فى مخطوطة روضة ابن المعدل القصر لحفص كما قال ذلك المتولى والأزميرى وصاحب فريدة الدهر والشيخ عامر والزيات وجابر المصرى فى تحريراتهم وعليه العمل ،والكتاب جعله ابن الجزري من كتب شعبة وغيره فلربما سها عن هذا الوجه ، أو لم يكن الطريق موجودا في نسخته . والله أعلم
فهذه ثلاث طرق : المصباح ــ وروضة ابن المعدل عن الفيل وعن ابن ذرعان
أما مد التعظيم ، فمن طريق الكامل وهو للإمام الهذلى فلم يرد إلا من طريقه .
أما غنة الراء واللام : من طريق الحمامي من الكامل عن الفيل
وهذه هي الكتب التي منها طرق النشر :
1 التيسير فى القراءات السبع . الحافظ الكبير أبى عمرو عثمان بن سعيد الدانى ت 444هـ
2 الشاطبية ( حرز الأمانى ووجه التهانى ) . الإمام أبى القاسم الرعينى الشاطبى الأندلسي ت 590 هـ(1/1583)
3 تلخيص العبارات فى القراءات السبع . الإمام أبى على الحسن بن بليمة الهوارى القيروانى . ت 514 هـ
4 التذكرة فى القراءات الثمانى الإمام أبى الحسن طاهر بن الإمام الطيب بن غلبون الحلبى ت 399 هـ
5 لتجويد فى القراءات السبع . الإمام أبى القاسم عبد الرحمن الصقلى المعروف بن الفحام ـ ت 516 هـ
6 الروضة فى القراءات العشر . الإمام الشريف أبى إسماعيل موسي بن الحسين العدل. ت480 هـ
7 الروضة فى القراءات العشر . الإمام أبي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادى المالكى 438 هـ
8 المبهج فى القراءات الثمانى . الإمام أبي محمد عبد الله سبط الخياط البغدادى . ت 541
9 الكفاية فى القراءات الست . الإمام أبى محمد عبد الله ــ سبط الخياط البغدادى 541
10 الجامع فى القراءات العشر . الإمام أبى الحسن على بن محمد بن على بن فارسي الخياط البغدادى ــ ت 450 هـ
11 التذكار فى القراءات العشر . الإمام ابى الفتح عبد الواحد بن الحسين بن احمد بن عثمان بن شيطا البغدادى . ت 445 هـ
12 الإرشاد في القراءات العشر . الإمام ابي العز محمد بن الحسين بن بنداز القلانسي الواسطى .ت 521 هـ
13 الكفاية الكبرى فى القراءات . . الإمام ابي العز محمد بن الحسين بن بنداز القلانسي الواسطى ت 521 هـ
14 غاية الإختصار فى القراءات العشر . الإمام أبي العلا الحسن بن أحمدبن محمد العطار الهمذانى
15 المصباح في القراءات العشر الإمام أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري البغدادي
16المستنير في القراءات العشر الإمام أبي طاهر أحمد بن سوار البغدادي
17 الوجيز في القراءات العشر الإمام أبي الحسن الأهوازي نزيل دمشق
18 الكامل في القراءات العشر والأربع الزوائد الإمام أبي الحسن يوسف بن علي الهذلي المغربي نزيل نيسابور
ولم يتفق طريق من هذه الطرق السابقة إلا ست كتب فقط وه-
1ـ 2 المستنير للهاشمي مع الإرشاد لأبي طاهر
3ــ الجامع للهاشمي مع الجامع لأبي طاهر(1/1584)
4 ـ الكامل للهاشمي مع الكامل لأبي طاهر
ملاحظات:
أتعرض في الملاحظات لبعض لكلمات التي فيها إشكالات :
ــ أما" ألم نخلقكم "
قال المتولي في الروض النضير ورقة 329 مخطوطة " أما حفص فقال الأزميرى قرأنا له بالإدغام مع إبقاء الصفة مع المد فى المنفصل وعدم السكت قبل الهمزة على أن يكون من التبصرة وغاية بن مهران وإن لم يسندها فى النشر إلى رواية حفص ويأتى له على الإدغام الكامل كل الوجوه . ا. هـ
وبه أخذ الشيوخ جعلوا وجهى الإدغام الكامل والناقص على مد المنفصل وبه أخذ الشيوخ رغم رد الشيخ الضباع وجه الإدغام الناقص لحفص ،
ــ أما ( ضعف وضعفا ) أخذوا بالوجهين على مد المنفصل وكذا علي القصر والضم علي القصر لابن ذرعان من روضة ابن المعدل اختيارا والفيل بالفتح رواية . قاله فى النشر
وحفص لم يقرأ بوجه الضم على عاصم قال حفص:" وما خالفت عاصما فى شىء من القرآن إلا في هذا الحرف " النشر
قال أبو عمرو : اختياري فى رواية حفص من طرق عمرو وعبيد الأخذ بالوجهين بالفتح والضم فأتابع بذلك عاصما على قراءته وأوافق به حفصا على اختياره .
قال ابن الجزرى : وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ " النشر "
ــــ أما ءالآن وبابه : فالوجه المقدم الإبدال مع المد المشبع وهو المقدم فى الأداء على المد وعلى القصر لم نقرا إلا بالإبدال ووجه تقديم الإبدال : قال صـ 96 في الفتح الرحمانى " .
الإبدال أولى من التسهيل ،لأن التسهيل تحريك همزة الوصل ، ولاوجه لتحريكها درجا . وأولى من الحذف ، لأن الحذف يؤدى إلى التباس الاستفهام بالخبرفى كثير من الكلام ."
هذا ما قرأنا به علي الشيخين عبد الله الجوهري والشيخ حسنين جبريل
أما تفصيل الطرق فيرجع إلي صريح النص للعلامة الضباع
وهذا باختصار شديد . ومن أبهم عليه شئ فليسأل وأرد عليه ـ إن شاء الله ــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
ثم سأل الأخ شريف قائلا:
________________________________________(1/1585)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الكريم وجزاك الله خيرا ولو تسمح لى بسؤال بسيط ولكنه هام ألا وهو
ذكر الشيخ/ الضباع في كتاب صريح النص أن للمد المتصل في رواية حفص من طريق روضة ابن المعدل الإشباع وما عليه القراء حاليا في مصر هو التوسط من طريق روضة ابن المعدل بل إن بعض المشايخ لم يأخذ باله أن الشيخ الضباع قد ذكر في كتابه صريح النص الإشباع وليس التوسط
فهل وقع الشيخ الضباع في سهو وخطأ أم الخطأ من عندنا وهل الصحيح إشباع المتصل أم توسطه
ولا يخفي أهمية ذلك لانتشار طريق الروضة عندنا سواء عن الفيل أم عن ذرعان أرجوا ألاَّ أكون قد أثقلت عليك وجزاكم الله خير
فأجبته قائلا:
أما الجواب علي سؤال الشيخ شريف :
نعم ذكر الضباع الإشباع في المتصل مع القصر من طريق روضة ابن المعدل. ولكن انظر له في آخر الكتاب حيث قال:" (تنبيه)جميع ما ذكرته في هذا الملخص من التفريع والأحكام مبني علي الأصول التي ذكرها أئمة الأداء في كتبهم من غير نظر إلي ما اختاره الإمام ابن الجزري في المدين من وضعه رتبة فويق قصر المنفصل إلي رتبة قصره ورتبة فويق توسطه إلي توسطه ورتبتي فويق توسط المتصل وإشباعه إلي رتبة توسطه وقد تبعه علي ذلك جماعة من المتأخرين وهو جائز معمول به ولا يخفي التفريع عليه لمن تأمل" ا.هـ 44
انظر أخي إلي هذه العبارة للضباع" ورتبتي فويق توسط المتصل وإشباعه إلي رتبة توسطه وقد تبعه علي ذلك جماعة من المتأخرين وهو جائز معمول به ولا يخفي التفريع عليه لمن تأمل "
دل ذلك علي الجواز من إنزال كل من له الإشباع إلي رتبة التوسط وبذلك قال ابن الجزري وقراء مصر كما تري ووافق الضباع علي ذلك بقوله:" وهو جائز معمول به ولا يخفي التفريع عليه لمن تأمل "
والسلام عليكم
أبو عمر عبد الحكيم
ثم قال الشيخ محمد يحيي شريف قائلا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم(1/1586)
أخي الشيخ المقرئ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمر عجيب والله يا أخي لا يمكنني أن أستغني عن الحوار معك لأنّ الحوار معك شيّق جداً وإن كنا نتناطح في بعض الأحيان ولكن هذه المرّة ليس الهدف من هذا التدخل المناقشة ولا الردّ بل هو عبارة عن استفسار وإعطاء رأي من غير مخالفة
الاستفسار الأوّل لماذا اقتصر بعض العلماء على وجه توسّط المتصل دون الطول لحفص من طريق روضة المعدّل مع ورود الطول من هذا الطريق في كتاب صريح النصّ وظاهر كلام النشر ؟ أي لماذا ألغى العلماء وجه الطول في المتصل من الروضة ؟ وهذا السؤال راودني منذ أكثر من عشر سنوات.
ثانياً : القاعدة التي ذكرها الشيخ الضباع وهو كلّ ما ثبت فيه طول جاز فيه التوسّط . نريد أن نعرف كيف وصل الشيخ الضباع إلى هذه النتيجة لا سيما أنّ أصول النشر تطبع الآن. ولعلّ الجواب هو أنّ مثلاً كلّ الأوجه التي وردت من طرق الطول وردت أيضاً من طرق التوسّط كالغنّة مثلاً في اللام والراء فقد وردت من الكامل الهذلي الذي له جميع أوجه المنفصل مع طول المتصل وورد من طريق الوجيز للأهوازي بتوسّط المدين إذاً فالغنّة ثابتة بتوسّط والطول المتصل مع جميع أوجه المنفصل جمعاً بين الطريقين. وكذلك السكت لحفص فالسكت الخاصّ من التجريد لابن الفحام بتوسّط المدّين والسكت العام مع طول المتصل من الروضة للمالكي والتذكار لابن شيطا, فالسكت جاز فيه المدّ والتوسّط في المتصل ولكن عند التدقيق لم يرد السكت العام إلاّ مع طول المتصل فهل يجوز توسّطه على القاعدة التي ذكرها الشيخ الضباع رحمه الله هل ذلك على الإطلاق. فلأجل هذا لا بدّ أن نرتقي في التحقيق ولا بدّ أن نثبت أنّ جميع الأحكام الواردة من طرق طول المتصل وردت من طرق توسّط المتصل وهذا من باب التحقيق والتدقيق والسير على نهج المحررين المدققين فقط وليس من باب التعريض والاعتراض وإلاّ فالكل صحيح متواتر.(1/1587)
ثالثاً : وقع خلاف كثير في طريق روضة المعدّل وحتّى في الحجّ الفارط أخبرني الشيخ عبد الرافع بن رضوان علي حفظه الله أنّه اطلع على المخطوط ووجد فيه بأمّ عينيه وجه السكت في { بل ران} و{من راق} وهذا الوجه هو مخالف لظاهر النشر وصريح النصّ وما نظمه الشيخ عامر رحمه الله والشيخ السمنودي حفظه الله وكلّ هؤلاء اطلعوا على المخطوط وأظنّ والله أعلم أنّ المشكلة في غموض نصّ كتاب الروضة حيث أنّ بعض كتب القدامى تجد بعض الكالمات فيها غموض تحتمل عدّة معاني والحلّ في هذا النوع من النصوص هو اتّباع ظاهر كلام النشر لأنّه أوّلاً أعلم وأدرى ، ثانيا : تلقّى ذلك الطريق بالسند إلى صاحب الكتاب. وإنّما يُعدَلُ عن ظاهر كلام النشر عند وضوح النصّ في أصول النشر.
فلذلك أميل إلى ما ذكره صاحب صريح النصّ وهو الإشباع في المتصل وهو الموافق لظاهر كلام النشر وقد تلقيت ذلك بالسند حيث تلقيت القرءان بجميع أوجه الطيّبة بمضمون تلخيص صريح النصّ على الشيخ جمعة أبو أنس في دمشق وهو تلقّى ذلك على الشيخ عبد العزيز عيون السود وهو على العلامة الضباع كما أنّه لا مانع من الأخذ بوجه التوسّط . أمّا طريق قصر المنفصل مع توسّط المتصل الذي لم يرد فيه الخلاف فهو طريق المصباح لأبي الكرم الشهرزوري رحمه الله تعالى وبه أقرأ وأقرئ, والعلم عند الله تعالى.
أكرر يا أخي المقرئ أنّ ما ذكرته ليس اعتراضاً بل هو استفسار فقط.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
أخوك محمد يحيى شريف الجزائري
فأجبته قائلا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ / محمد يحيي
ألم أقل لك إني لاأناقش سواك...........ولكن هذه المرة ليست مناقشة ولكن نريد أن نصل لحل هذه المشكلة :
أظن أنهم أجازوا التوسط في كل ما فيه إشباع نظرا لعدم انضباط مقدار المد عند الجميع ،(1/1588)
ومن نظرفي النشر في اختلافهم في مقدار المدود لعلم أنهم غير متحدين في تحديده ولكنهم مجمعون علي عدم المد المفرط ، ولا القصر المخل ، فما يكون في الجزائر يعد إشباعا يكون في ماليزيا مثلا توسطا أو العكس .
والشاطبي ـ رحمه الله ـ ذكر في باب المد مذهبين : قصر وطول
وترك المقدار للمشافهة كما قال ابن الجزري في النشر ولعل هذا هو السبب في هذه النتيجة التي وصل
إليها الضباع والقراء المصريين وهذه النصوص ربما ترجح ما ذهبت إليه:
قال ابن الجزري في النشر :" واعلم أن هذا الاختلاف في تقدير المراتب بالألفات لا تحقيق وراءه بل يرجع إلي أن يكون لفظيا وذلك أن المرتبة الدنيا وهي القصر إذا زيد عليها أدني زيادة صارت ثانية ......... وهذه الزيادة إن قدرت بألف أو بنصف ألف هي واحدة فالمقدر غير محقق والمحقق إنما هو الزيادة وهذا ما تحكمه المشافهة وتوضحه الحكاية ويبينه الاختبار ويكشفه الحسن . 1/ 327
وقال أيضا : " فهذا ما حضرني من نصوصهم ولا يخفي ما فيها من الاختلاف الشديد في تفاوت المراتب وإنه ما من مرتبة ذكرت لشخص من القراء إلا وذكر له ما يليها وكل ذلك يدل علي شدة قرب كل مرتبة مما يليها وإن مثل هذا التفاوت لا يكاد ينضبط . والمنضبط من ذلك غالبا هو القصر المحض والمد المشبع من غير إفراط عرفا "ا. هـ 1/333
وتكملة أنقل من بحث الحركات هذه الفقرة: سؤال :هل هناك مساواة بين مقدار الغنة والمد؟(1/1589)
الجواب:لا : قد يظن البعض أن زمن الحركتين فى الغنة تعادل زمن الحركتين فى المد، بل أقول : إن حركتى المد الطبيعى شئ وأربعة المتصل شئ آخر ، فإن قرأت " قاال " بألفين بعد القاف مثلا هل يستغرقا نفس زمن المد المتصل بأربع حركات ؟ بالطبع لا، وجربها بنفسك لتعلم الفرق ، وكذلك مقدار الغنة حركتين وشبهها ابن الجزرى بحروف المد من باب التقريب وإلا فلم نجد من قرأ ب (قال) مثلا يستغرق نفس زمن من غن ( إنّ ) وأيضا من يقرأ بالحدر غنته لا يمكن أن تكون بنفس المقدار إن قرأ بالترتيل مثلا ، وكذا المد نفس حكم ما سبق ، فيتضح لك أن إطلاقهم الحركتين وما ترتب عليه من باب التقريب ، وهذا واضح وإليك نصوص الأئمة : قال الدانى في التيسير في المدود " وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر " وقال المالقى فى شرح التيسير " ومذاهب القراء في ذلك لابد أن تكون موافقة كما عليه كلام العرب الذى نزل القرآن به فمن مذهبه الأخذ بالصبر والتمكين فإنه يزيد في المد ، ومن مذهبه الحدر والإسراع فإنه يمد بتلك النسبة ، ومن توسط فعلى حسب ذلك وحينئذ يتناسب المد والتحريك ، ولو أن المسرع بالحركات أطال المد والممكن للحركات قصر المد ، لأدى ذلك إلى تشتت اللفظ وتنافر الحروف . والله أعلم " ا.هـ الدر النثير 317(1/1590)
وقال ابن الجزرى في النشر "قال : قال في كفايته :....ويتفاوت تقدير المد فيما بينهم والمشافهة تبين ذلك " ا.هـ وقال في موضع آخر ".....يستوى في معرفة ذلك أكثر الناس ويشترط في ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته ، ويبين الأداء كيفيته ، ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذى استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا ... ثم قال وبه كان يأخذ الشاطبى ولذلك لم يذكر فى قصيدته في الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة في الأداء .... ثم نقل عن القصاع :" وهذا الذى ينبغى أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره ، أى المشافهة فى المدود ــ ثم قال ابن الجزرى :" وهو الذى أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه " ا.هـ 333
وهذا ما من الله به علىّ وأسأله أن يتقبله منا وأن يجعله خالصا لوجه .... آمين
ولعنا اتفقنا هذه المرة.؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوعمر عبد الحكيم
ثم قال الشيخ محمد يحيي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد(1/1591)
أخي الشيخ المقرئ بارك الله فيك على هذه الفوائد إلاّ أنّ المشكلة مازالت موجودة وأعلم جيّداً أنّ هناك تقارب بين مقادير المدود وهذا الذي جعل إمامنا الشاطبيّ رحمه الله يقتصر على المراتب الثلات وهو القصر والتوسّط والطول وهو المعمول به. كما أنّ في العارض للسكون القصر والتوسّط والطول ولو أنّ أحداً قرأ بفويق القصر في العارض لا يقال أنّه أخطأ لأنّ مقادير المدود متقاربة. و لأجل ألغى بعض العلماء مرتبة فويق القصر وفويق التوسّط واقتصر عبى القصر والتوسّط والطول لإبعاد هذا الخلط وهذا الالتباس. أمّا فيما يخصّ المراتب الثلاث من قصر وتوسّط وطولٍ أظنّ المشكل الذي طرحته منتفي بتباعد هذه المراتب فيما بينها وقطع صاحب النشر أنّ أهل العراق مذهبهم في المتصل هو الطول وهذا ليس على سبيل التقريب وإلاّ لماذ لم يقل أحد من العلماء جواز توسّط المدين لورش وحمزة لو كان السبب كما ذكرت ولكن السبب ليس كما ذكرت لأجل النصّ والمشافهة أيّ أنّ النصوص والمشافهة أثبتت الطول لورش وحمزة كما أثبتت الطول عند جمهور أهل العراق وإنّما يكون التقريب بين مرتبتين متقاربتين كفويق القصر مع التوسّط أو مع القصر ، وفويق التوسّط مع التوسّط أو الطول وليس بين القصر والتوسّط أو بين التوسّط والطول ولا أظنّ أنّ السبب الذي ذكرت هو الذي جعل الشيخ الضباع يخيّر بين مرتبة الطول والتوسّط إذ لو كان كذالك لفعله مع جميع القرّاء ولأجازه كذلك في كتابه القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق. وأظنّ أنّ العلّة في جعل الشيخ الضباع يخيّر بين المرتبتين لحفص هو قلّة الخلاف بين الطرق حيث أنّ عدد ما اختُلف فيه لحفص لا يتجاوز عشر كلمات مع إلغاء الخلاف الوارد في المدود بخلاف الروايات الأخرى فإنّك تجد خلافاً كثيراً بين الطرق. ولما كان معظم الكلمات المختلف فيها عن حفص ثبتت مع أوجه المدّين غالباً أجاز الشيخ الضباع التخيير بين التوسّط والطول والأفضل هو(1/1592)
التدقيق في كلّ جزئية فيُتأكّد أنّ كلّ كلمة اختُلف فيها لحفص ورد فيها التوسّط وفويقه والطول في المتصل ( لأنّ مرتبة فويق التوسّط قريبة منهما )حتّى تكون القاعدة خالية من الشك وخاصّة أنّ الكتب الآن متوافرة. وهذا مجرّد رأي يحتمل الخطأ والصواب.
وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
أخوك محمد يحيى شريف الجزائري
ثم أجبته قائلا :
السلام عليكم
الشيخ / محمد يحيي شريف
اقرأ هذه الفقرة جيدا ثم قل ما تعليقك علي اختيار الضباع، قال ابن الجزري:" ثم إني آخذ في الضربين بالمد المشبع من غير إفراط لحمزة وورش من طريق الأزرق علي السواء وكذا في رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش عنه كما قدمنا من مذهب العراقيين.
وآخذ له من الطرق المذكورة أيضا ومن غيرها ولسائر القراء ممن مد المنفصل بالتوسط في المرتبتين وبه آخذ أيضا في المتصل لأصحاب القصر قاطبة . هذا الذي أجنح إليه وأعتمد غالبا عليه
مع أني لا أمنع الأخذ بتفاوت المراتب ولا أرده كيف وقد قرأت به علي عامة شيوخي وصح نصا وأداء عمن قدمته من الأئمة .
وإذا أخذت به كان القصر في المنفصل لمن ذكرته عنه ابن كثير وأبوجعفر وأصحاب الخلاف كقالون وأبي عمرو ومن تبعهما
ثم فوق القصر قليلا في المتصل لمن قصر المنفصل وفي الضربين لأصحاب الخلاف فيه.
ثم فوقها قليلا للكسائي وخلف وابن عامر سوي من قدمنا عنه في الروايتين.
ثم فوقها قليلا لعاصم ثم فوقها قليلا لحمزة وورش والأخفش عن ابن ذكوان من طريق العراقيين وليس عندي فوق هذه مرتبة إلا لمن يسكت علي المد كما تقدم وسيأتي هذا إذا أخذت بالتفاوت في المنفصل فقط كما هو مذهب من ذكرت من العراقيين وغيرهم فإن مراتبهم عندي في المنفصل كما ذكرت آنفا ويكون المتصل بالإشباع في علي وتيرة واحدة وكذلك لا أمنع التفاوت في المد اللازم علي ما قدمت إلا أني أختار ما عليه الجمهور.. والله الموفق " ا.هـ 1/334
هذا الذي قاله ابن الجزري هو الذي قاله الضباع حيث(1/1593)
قال:" (تنبيه)جميع ما ذكرته في هذا الملخص من التفريع والأحكام مبني علي الأصول التي ذكرها أئمة الأداء في كتبهم من غير نظر إلي ما اختاره الإمام ابن الجزري في المدين من وضعه رتبة فويق قصرالمنفصل إلي رتبة قصره ورتبة فويق توسطه إلي توسطه ورتبتي فويق توسط المتصل وإشباعه إلي رتبة توسطه وقد تبعه علي ذلك جماعة من المتأخرين وهو جائز معمول به ولا يخفي التفريع عليه لمن تأمل" ا.هـ 44
أعتذر إليك أخي الجوريشي لأنني سأتغيب عن الموقع إلي ما بعد العيد ـ إن شاء الله ـ وأستودعكم الله وأرد عليك وقت رجوعي ـ إن شاء الله ـ ولا تنسانا من صالح دعاءك
والسلام عليكم
أبو عمر عبد الحكيم
ثم قال الشيخ محمد يحيي شريف:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله أرجوا أن تكون الأمور واضحة من غير لبس ولا غموض وليس هدفي من المداخلة الأزعاج ولا الإحراج ولا الإعجاز بل نحن نتعلّم ونستفيد جميعاً فلا تأخذ الإجابة ببساطة والمتكلم في هذا النوع من المسائل لا بدّ أن يحيط بكلّ الجوانب ولا يكفي هذا النوع من المسائل الاقتصار على قولٍ أو قولين حيث لا بدّ من استقراء نصوص الأئمّة وكتب التحريرات مع طول العمر في البحث النتقيب. وحتّى العلماء المتخصصين في التحرارات معظمهم مقلدين لكتب المتولّي والضباع عيهما رحمة الله تعالى. أقول : إن كان جوابك كما ذكرت .....
أوّلاً : فما الذي حمل الشيخ عامر رحمه الله تعالى والشيخ السمنودي حفظه الله تعالى على إلغاء وجه طول المتصل من طريق روضة المعدّل مع وروده في صريح النصّ والنشر ؟
ثانياً : ما رأيت فيما اطلعت عليه من عهد ما بعد بن الجزري من رخّص في توسّط المدين لورش من طريق الأزرق وحمزة. أقول فإن أجاز العلامة الضباع ذلك في رواية حفص على أساس إطلاق العمل بالقاعدة التي ذكرها فلماذا لم يرخّص ذلك في رواية ورش من طريق الأزرق وقراءة حمزة.(1/1594)
ولماذا لم يعمل بها في كتابه القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق وكنابه المطلوب في بيان ماختلف فيه عن أبي يعقوب - أي الأزرق- وكتابه شرح الطيّبة
ثالثاً : إن كانت القاعدة عامّة كما ذكرت فلماذا لم تذكر عند العلماء المحررين كالأزميري والمتولّي والميهي والمنصوري وغيرهم رحمهم الله تعالى.
فالأمر ليس بالهيّن كما تظنّ فالذي أطلبه منك أن تبحث في هذا الموضوع وأن تسأل المتخصصين في التحريرات في مصر والشيخ السمنودي حفظه الله وهو لا يزال على قيد الحياة أسأل الله تعالى أي يحفظه.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
أخوك محمد يحيى شريف الجزائري.
فأجابه الشيخ شريف قائلا:
________________________________________
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه المناقشات الثرية والمفيدة وقد قرأت منذ فترة تعليق لشارح منظومة الشيخ السمنودي في القراءة بقصر المنفصل من طريق روضة ابن المعدل على إشباع المتصل من طريق الروضة بعد ذكره توسط المتصل وليس الإشباع وهذا في كتابه لحظ الألحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ ما نصه :
(وَمُتَّصِلا وَسِّطْ) أي : إذا قرأت لحفص من طريق روضة الحفاظ فاعلم أن عليك توسيط المد المتصل والتوسيط قدره ألفان والألفان قدر كل منهما حركتان طبيعيتان وكان المشايخ يقدِّرون ذلك تقريبًا بحركات الأصابع أي : قبضًا أو بسطًا وذلك يكون بحركة متوسطة ليست بسرعة ولا بتأنٍّ وعليه : فقدر التوسط أربع حركات بحركات الأصابع.
تنبيه :(1/1595)
هذا خلاف ما ذكره الإمام الضباع في كتابة (صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص) من أن لحفص في المد المتصل من طريق روضة المعدل الإشباع وقد راجعت الناظم – حفظه الله – فأخبرني أنه رجع إلى نسخة خطية من روضة الحفاظ كانت في مكتبة الشيخ عامر عثمان فوجد فيها التوسط لا الإشباع وكان هذا بعد وفاة الإمام الضباع بحوالى ثمان سنوات.
فأجابه الشيخ محمد يحيي شريف قائلا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بارك الله فيك أخي شريف سام على هذه الفائدة وحتّى الشيخ عبد الرافع بن رضوان عليّ أخبرني بذلك حيث اطلع هو كذلك على المخطوط ويبدو أنّ الشيخ الضباع رحمه الله تعالى اعتمد على كلام ظاهر النشر فلا مانع حينئذٍ من الأخذ بهما والعلم عند الله وهذا تعليل يشفي العليل ويروي الغليل ولله الحمد.
فأجبته قائلا :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم:" أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله
قلت يا شيخ محمد:" أرجوا أن تكون الأمور واضحة من غير لبس ولا غموض وليس هدفي من المداخلة الإزعاج ولا الإحراج ولا الإعجاز بل نحن نتعلّم ونستفيد جميعاً فلا تأخذ الإجابة ببساطة" ا.هـ
ياشيخ نحن نظن بك خيرا ولم يخطر ذلك ببالنا ،فلعلك ظننت في اعتذاري للجوريشي التهرب !! ليس مثلي من يفعل ذلك لأنني أبغي الحق مثلك تماما ، ولكني سأسافر يوم الجمعة أو السبت لذلك كنت أقوم ببعض الأمور الخاصة بي فكنت أريد وقتا لذلك، فلم يخطر ببالي أن أحدا سيظن بي ذلك، ثم أهرب من ماذا؟ هذه المسائل عندنا في مصر مقتولة بحثا .. ولله الحمد .ثم إني قلت في بحثي من أشكل عليه شئ فليسأل، ولو لم تكن عندي دراية بهذا الموضوع لما طلبت منكم أن تسألوا .. أليس كذلك ؟؟
ثم تعالي لهذه الفقرة" فلا تأخذ الإجابة ببساطة" ا.هـ(1/1596)
وقلت :" فالأمر ليس بالهيّن كما تظنّ فالذي أطلبه منك أن تبحث في هذا الموضوع وأن تسأل المتخصصين في التحريرات في مصر والشيخ السمنودي حفظه الله وهو لا يزال على قيد الحياة أسأل الله تعالى أي يحفظه"ا.هـ
بل الأمر أهون مما تظن فهم علي هذه الحالة منذ أن كتبوا كتبهم ولم تتغير هذه الحالة ... إذا كان هؤلاء هم الذين كتبوا هذا الكلام .. أفسألهم ؟؟ سيجيبون نفس الإجابة وهذا طبعي!!!
قلت:" وأن تسأل المتخصصين في التحريرات في مصر" أقول لك : مازلنا نسأل علماءنا فيما أشكل علينا ولكن هذه المسألة ليس فيها إشكال علي الأقل بالنسبة إلينا .فلا يمكن أن نستغني عن علمائنا حتي بعدما فرغنا من الكبري.
قلت "والمتكلم في هذا النوع من المسائل لا بدّ أن يحيط بكلّ الجوانب ولا يكفي هذا النوع من المسائل الاقتصار على قولٍ أو قولين حيث لا بدّ من استقراء نصوص الأئمّة وكتب التحريرات مع طول العمر في البحث النتقيب. وحتّى العلماء المتخصصين في التحرارات معظمهم مقلدين لكتب المتولّي والضباع عيهما رحمة الله تعالى."ا.هـ
يا شيخ محمد .. إذا كنت تقول بالإحاطة وعدم الاقتصار علي قول أقول لك : الشيخ الضباع هو الذي قال ذلك ولا يوجد نص يعارض كلامه إذا القول كما قال ولابد للمخالف أن يأتي بدليل .. وحيث لا دليل فنقول بقوله .. وابحث أنت ما دمت تقول بأن الكتب موجودة ..لا أن تقول :"ابحث"
ثم إنني ظننت من مداخلتك قبل السابقة أنك تسأل : من أين للضباع بهذه النتيجة ؟؟ وأين كلام ابن الجزري ؟؟ فوجدت أن كلام ابن الجزري السابق هو الرد الشافي الكافي ولكن..............
الأول ننظر في كلام ابن الجزري هل يقول كما قال الضباع أم لا ؟؟
قال ابن الجزري:" ثم إني آخذ في الضربين بالمد المشبع من غير إفراط لحمزة وورش من طريق الأزرق علي السواء وكذا في رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش عنه كما قدمنا من مذهب العراقيين.(1/1597)
وآخذ له من الطرق المذكورة أيضا ومن غيرها ولسائر القراء ممن مد المنفصل بالتوسط في المرتبتين وبه آخذ أيضا في المتصل لأصحاب القصر قاطبة . هذا الذي أجنح إليه وأعتمد غالبا عليه."ا.هـ
فالكلام ياشيخ هنا واضح يطابق ما قاله الضباع .. ولكن العجيب من أين فهمت أنه يقصد الأزرق وحمزة؟!!!
هو يقول بهذه القاعدة لأصحاب التوسط فقط ... وللمقصرين قال بإشباع المتصل .. فلا دخل لمن لهم الطول بأي حال من الأحوال ، وأنا لما أخبرتك بهذه القاعدة كنت أقصد ذلك والله....فحفص أساسه من الموسطين ..
ومع ذلك لم يمنع ابن الجزري التفاوت في المدود فدل ذلك أنه له مذهبان .. وهذا واضح وضوح الشمس في علاه ..قال ابن الجزري"مع أني لا أمنع الأخذ بتفاوت المراتب ولا أرده كيف وقد قرأت به علي عامة شيوخي وصح نصا وأداء عمن قدمته من الأئمة .
وإذا أخذت به كان القصر في المنفصل لمن ذكرته عنه ابن كثير وأبوجعفر وأصحاب الخلاف كقالون وأبي عمرو ومن تبعهما
ثم فوق القصر قليلا في المتصل لمن قصر المنفصل وفي الضربين لأصحاب الخلاف فيه.
ثم فوقها قليلا للكسائي وخلف وابن عامر سوي من قدمنا عنه في الروايتين.
ثم فوقها قليلا لعاصم ثم فوقها قليلا لحمزة وورش والأخفش عن ابن ذكوان من طريق العراقيين وليس عندي فوق هذه مرتبة إلا لمن يسكت علي المد كما تقدم وسيأتي هذا إذا أخذت بالتفاوت في المنفصل فقط كما هو مذهب من ذكرت من العراقيين وغيرهم فإن مراتبهم عندي في المنفصل كما ذكرت آنفا ويكون المتصل بالإشباع في علي وتيرة واحدة وكذلك لا أمنع التفاوت في المد اللازم علي ما قدمت إلا أني أختار ما عليه الجمهور.. والله الموفق " ا.هـ 1/334
والجميل أنك حصرت الخلاف في ثلاثة أشياء فقط وهذا سيسهل المهمة ــ إن شاء الله ـــ(1/1598)
قلت:" أوّلاً : فما الذي حمل الشيخ عامر رحمه الله تعالى والشيخ السمنودي حفظه الله تعالى على إلغاء وجه طول المتصل من طريق روضة المعدّل مع وروده في صريح النصّ والنشر ؟"ا.هـ
أقول: هما لم يلغيا وجه الطول ولكنهما اختارا التوسط لوروده أيضا مع القاعدة السابقة لابن الجزري ، قال ذلك لي الشيخ الجوهري: إنه وجد التوسط أيضا في روضة ابن المعدل ... ولو تتذكر يا شيخ محمد الأخ الذي كان يناقشك قبل أن أدخل الموقع بمشاكلي في مسألة إثبات التوسط من الروضة ونقل لك قول صاحب فريدة الدهر في المسألة.... حتي إنه أحالك إلي رسالتي الفاصلة في الفرجة في ملتقي أهل القرآن وقتها .. هل تذكرت ؟ وهذه أول مرة أسمع فيها اسمك وقتها وهو صديق عزيز إلي جدا جدا.. فلا داعي للإعادة .
قلت:" مع وروده في صريح النصّ والنشر ؟"ا.هـ
هذا الكتاب وإن كان موجودا في النشر لغير حفص ولكن لم يذكره من ضمن كتب حفص التي أخذ منها طرق حفص......
سأعتبر هذه العبارة سبق قلم أو نسيت لأن الأخ كان قد ناقشك من قبل في هذه المسألة ....
قلت:"ثانياً : ما رأيت فيما اطلعت عليه من عهد ما بعد بن الجزري من رخّص في توسّط المدين لورش من طريق الأزرق وحمزة. أقول فإن أجاز العلامة الضباع ذلك في رواية حفص على أساس إطلاق العمل بالقاعدة التي ذكرها فلماذا لم يرخّص ذلك في رواية ورش من طريق الأزرق وقراءة حمزة." ا.هـ
أظن قد أجيب عن هذا القول:" هو يقول بهذه القاعدة لأصحاب التوسط فقط ... وللمقصرين قال بإشباع المتصل .. فلا دخل لمن لهم الطول بأي حال من الأحوال ، وأنا لما أخبرتك بهذه القاعدة كنت أقصد ذلك والله....فحفص أساسه من الموسطين .."(1/1599)
قلت :"ولماذا لم يعمل بها في كتابه القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق وكنابه المطلوب في بيان ما اختلف فيه عن أبي يعقوب - أي الأزرق- وكتابه شرح الطيّبة" أقول: إن أخذ به لم يكن خطئا للقول السابق ولكن لما كان الأصبهاني مغايرا للأزرق مع كثرة الطرق عن الأصبهاني بالقصر والتوسط جنح إلي الأخذ بهذين الوجهين ـ القصر والطول ــ
قلت :"ثالثاً : إن كانت القاعدة عامّة كما ذكرت فلماذا لم تذكر عند العلماء المحررين كالأزميري والمتولّي والميهي والمنصوري وغيرهم رحمهم الله تعالي
" .أقول : إن هذا الكتاب لم يكن من كتب النشر لحفص فلم يعولوا عليه وقد قال صاحب فريدة الدهر إنه وجد التوسط لحفص في الروضة في مخطوطة عنده ، وكذا الشيخ عامر ،
وانظر إلي ما قاله الشيخ شريف:" هذا خلاف ما ذكره الإمام الضباع في كتابة (صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص) من أن لحفص في المد المتصل من طريق روضة المعدل الإشباع وقد راجعت الناظم – حفظه الله – فأخبرني أنه رجع إلى نسخة خطية من روضة الحفاظ كانت في مكتبة الشيخ عامر عثمان فوجد فيها التوسط لا الإشباع وكان هذا بعد وفاة الإمام الضباع بحوالى ثمان سنوات"ا.هـ
ومن قرأ حجة علي من لم يقرأ
ثم إنهم اختاروا ما أخذ به ابن الجزري من مذهب التفاوت واختار غيره هذا المذهب فإذا كان ابن الجزري يأخذ بهذه القاعدة فلا يمكن أن نخطئ من أخذ بها . بصرف النظر عن صحة القاعدة من عدمه .
يا شيخ محمد البحث في أساس كل شئ وإعمال العقل يؤدي إلي الاعتراض علي أشياء اتفق القراء عليها وخاصة ولم يكن معك دليل يخالف قولهم فهناك أشياء لن تجد لها حلا شافيا وقد مررنا بهذه المرحلة في البداية .
ولعله يكون جوابا شافيا قبل الرحيل.
والله ياشيخ لم أر ما كتبته أخيرا إلا عند إنزالي للرد فكتبت لك هذا السطر .. حتي هذه الجملة "ولعله يكون جوابا شافيا قبل الرحيل" :كتبته دون أن أري قولك والله علي ماأقول شهيد(1/1600)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
.
---
أم قتادة
04-13-2007, 10:56 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/1601)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرة أخرى للمنسوخ تلاوة والباقي حكما، فما رأي أساتذة التفسير ؟
---
نظرة أخرى للمنسوخ تلاوة والباقي حكما، فما رأي أساتذة التفسير ؟
---
راجي رحمة ربه
02-29-2004, 05:36 PM
سأل بعض الإخوة السؤال التالي:
هل صح عن عائشة حديث الداجن الذي أكل الصحيفة التي فيها آية الرجم والرضاعة ؟؟؟
فجاءه الجواب:
هذه الرواية منكرة ولاتصح
وقد وردت عند ابن ماجه(1944)
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها
وأخرجه أحمد (6/269) وأبو يعلى في المسند(4587) والطبراني في الأوسط (8/12) وغيرهم من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم به
والعلة في هذا الحديث هو محمد بن إسحاق فقد اضطرب في هذا الحديث وخالف غيره من الثقات
وبقية التخريج والكلام على الحديث تجدونه على الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&postid=81756#post81756
فقلت أنا الفقير إلى الله ما يلي:
بالنسبة لمخالفة ابن إسحاق من هو أحفظ منه فهذه مقبولة في لفظة رضاعة الكبير
فكلمة الكبير هنا مردودة
أما قصة الداجن فليس بالضرورة أن تكون زيادة ضعيفة خاصة أنها حكاية عن أمر خارج عن الجزء الأول من الأثر.
ولنفترض جدلا أن القصة صحيحة، فهذا لا يضر إطلاقا، ولا دليل فيه على نقصان القرآن ومناقضته للحفظ من الضياع، لأن هناك دليل آخر يثبت أن ما في هذه الصحيفة ليس من العرضة الأخيرة بل وليس مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم(1/1602)
وهذا الأخير يعبر عنه بعض العلماء المنسوخ تلاوة والباقي حكما
ففي نفس الأثر أعلاه نجد ذكر آية الرجم
وهذه الآية حتى لو كتبها بعض الصحابة من حفظه فهي ليست مما كتب قرآنا يتلى إلى يوم القيامة بل نزل حكما فقط ونسخ من حيث القراءة والتعبد بكونه قرآنا. والقرآن الذي أجمعت عليه الأمة لابد أن يكون مكتوبا ومقروؤا.
فآية الرجم لم يأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكتابتها وتدينها في صحف القرآن وهو الذي حرص الصحابة على جمعه بين الدفتين بعد وفاته.
فقد أخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت قال كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان في المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فقال عمر لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أكتبها فكأنه كره ذلك فقال عمر ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد وان الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم
اهـ من الفتح
وجاء أيضا في رواية النسائي والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأذن بكتابتها،
ففي سنن النسائي الكبرى ج: 4 ص: 271
أخبرنا إسماعيل بن مسعود الجحدري قال ثنا خالد بن الحارث قال ثنا بن عون عن محمد قال نبئت عن بن أخي كثير بن الصلت قال كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت فقال زيد كنا نقرأ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فقال مروان لا تجعله في المصحف قال فقال ألا ترى إن الشابين الثيبين يرجمان ذكرنا ذلك وفينا عمر فقال أنا أشفيكم قلنا وكيف ذلك قال أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فاذكر كذا وكذا فإذا ذكر أية الرجم فأقول يا رسول الله أكتبني آية الرجم قال فأتاه فذكر ذلك له فذكر آية الرجم فقال يا رسول الله أكتبني آية الرجم قال لا أستطيع
وفي سنن البيهقي الكبرى ج: 8 ص: 211
أخبرنا أبو الحسن المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن المثنى ثنا بن أبي عدي عن بن عون به(1/1603)
قال البيهقي عقبه:
في هذا وما قبله دلالة على أن آية الرجم حكمها ثابت وتلاوتها منسوخة وهذا مما لا أعلم فيه خلافا
قلت: هكذا عبر عنه البيهقي، وعندي أنه مما لم يكتب قرآنا بين الدفتين من الأساس، ولذا لم يستطع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يكتبها فيما بعد كما في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال لما صدر عمر من الحج وقدم المدينة خطب الناس فقال أيها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة ثم قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة
فتح الباري ج: 12 ص: 143 وراجع بقية الآثار في نفس الموضع في الفتح.
فعدم سماحه لنفسه بكتابتها إنما بسبب عدم الإذن بكتابتها من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند نزول الحكم.
وما بين أيدينا اليوم، مما نعده قرآنا إنما جمع بشاهدي عدل أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ففي فتح الباري ج: 9 ص: 14
عند ابن أبي داود في المصاحف من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قام عمر فقال من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منا لقرآن فليأتيه وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب قال وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان
قال الحافظ: وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفي بمجر وجدانه مكتبوا حتى يشهد به من تلقاء سماعا مع كون زيد كان يحفظ وكان يفعل ذلك مبالغة في الاحتياط
وذكر غيره من الآثار، ثم تعرض لمعنى الشاهدين ولا أرى إلا كونهما شاهدين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا فعلوا في كل القرآن إلا آيتين لم يشهد عليها إلا خزيمة ذو الشهادتين وقصته مشهورة تجدها في البخاري وشرحه.(1/1604)
وارجع لترجمته في الإصابة ولقبه ذو الشهادتين لمزية حصل عليها لشدة يقينه بصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فما لم يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطعا هو داخل تحت ما أطلق عليه العلماء المنسوخ تلاوة والباقي حكما.
ولا أستبعد أبدا أن يكون مثله في الحكم ما نسخ تلاوة وحكما
وراجع أنواع النسخ في الإتقان للسيوطي
=============
فالخلاصة :
حتى لو ثبت الأثر فما في الصحيفة ليس مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي صحف خاصة لا تمثل القرآن المعجز الباقي ليوم القيامة.
وبعض العلماء عبر عن أحد أنواع النسخ في القرآن أنه نسخ للتلاوة وبقاء للحكم
لكن الذي يظهر من الآثار أن الأولى أن ينظر له أنه مما نزل حكما ولم يأذن الله ولا رسوله بكتابته ليكون قرآنا نتلوه إلى يوم القيامة. والقرآن كما هو مجمع عليه لا يثبت إلا باتفاق نقله لفظا وخطا بالسند الصحيح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والدليل على ذلك أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس رضعات معلومات فتوفي رسول الله وهن مما نقرأ من القرآن
ولا يوجد بين أيدينا في القرآن لا العشر ولا الخمس
وهذا يثبت صحة الاستنباط الذي خرجت به، ولم أر من فصل فيه كتفصيلي هذا والله أعلم
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/1605)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شيعة = فرقة ، والله أمر ألا نتفرق إلى فرق .
---
شيعة = فرقة ، والله أمر ألا نتفرق إلى فرق .
---
أبو علي
07-30-2004, 11:15 AM
حينما أستعمل كلمة (الشيعة) فإن هذه الكلمة ليست مدحا وإنما الكلمة نفسها تدين أصحابها , مثلا :
أمرنا الله أن نكون أمة واحدة وألا نتفرق إلى فرق ، فإذا انشقت جماعة وسمت نفسها (فرقة كذا) فإن في تسمية هذه الجماعة ب (فرقة كذا أو الفرقة ) دليل أنها افترقت عن الجماعة ، فالإسم نفسه يعبر عن التفرق، إذا أمرنا الله ألا نكون أحزابا وقامت جماعة سمت نفسها (حزب فلان أو سمت نفسها (الحزب) ، أليس في هذه التسمية دليل أن هؤلاء خالفوا الأمر وتحزبوا وتسموا بما نهوا عنه ؟
كذلك قال الله : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا ( شيعا) لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون .
فهذه الآية تنهى عن التفرق إلى شيع ، فإذا انفصلت جماعة وسمت نفسها (شيعة) فمعنى ذلك أنها فارقت الجماعة ، أليست (شيع) مفردها
(شيعة) ، إذن ففي التسمية ب (الشيعة ) حجة عليهم أنهم فعلوا ما نهوا عنه.
ما زال الشيعة يتسمون بهذا الإسم وهم يتلون هذه الآية أفلا يعقلون !!
---
(1/1606)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أيميلات وهواتف العلماء والمشايخ
---
أيميلات وهواتف العلماء والمشايخ
---
ابوفالح الاكلبي
07-30-2004, 08:46 PM
هام ... أيميلات وهواتف العلماء والمشايخ .... لمن يريد الفايدة
هواتف وايميلات المشايخ وأهل العلم ...... لمن يريد الفائدة .... هام
لا تحق من المعروف شئ رسالة جوال أو رسالة بريد أو مكالمة أو فاكس أو........................
مشرف / موقع عبدالعزيز بن باز
ahmad@ibnbaz.org.sa
الشيخ / محمد المختار الشنقيطي
webmaster@shankeety.com
الشيخ سلمان بن فهد العودة
salman@aloadah.com
الشيخ / عائض بن عبدالله القرني
AAlqarni@al-islam.com
الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان
snallwan@hotmail.com
الشيخ / علي بن خضير الخضير
khodair_site@hotmail.com
الشيخ محمد بن حمود النجدي
alathry@alathry.net
الشيخ عثمان الخميس
almanhaj@almanhaj.com
الشيخ / محمد المنجد
questions@islam-qa.com
الشيخ / سعد البريك
sogian@hotmail.com
الشيخ / محمد الدويش
dweesh@dweesh.com
الشيخ / مازن الفريح
mazen@sheikh-mazen.net
الشيخ / عبد الرحمن بن محمد الهرفي
a_alharfi@hotmail.com
الشيخ / حامد بن عبدالله العلي
hamed_alali@yahoo.com
الشيخ / فيصل مولوي
fatawa@mawlawi.net
الدكتور / مازن مطبقاني
mazen_mutabagani@hotmail.com
الشيخ الدكتور/ فالح بن محمد الصغير
falehmalsgair@yahoo.com
الأستاذ / عصام العطار
alattar-web@ifrance.c om
الشيخ / ناصر الفهد
alssalaf@yahoo.com
الشيخ / عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
al-obikan@maktoob.com
الشيخ الدكتور / محمد بن حسين الجيزاني
maljezane@hotmail.com
الشيخ / محمد بن عبد الرحمن العريفي
Arefy@hotmail.com
الشيخ / عبدالكريم الغضية
gdyyah@yahoo.com
الشيخ / سعد بن سعيد الحجري
hjry@naseej.com(1/1607)
عبدالله بن سليمان الحبيشي
alhobieshi@hotmail.com
الهواتف :
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
4829730/01
4810005/4828390/01
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
4596520/01
4253050/01
4250416/01 فاكس
صالح بن محمد اللحيدان
4829802/01
4655279/01
بكر بن عبدالله ابو زيد
4511541/01
4655279/01
عبدالمحسن العباد
8475207/04
صالح بن فوزا ن الفوزان
4588570/01
4787840/4767420/01
عبدالله بن عبدالرحمن الغديان
4111729/4113796/01
عبدالله بن محمد الغنيمان
3694401/06
3230526/06
ابو بكر الجزائري
8254837/04
8371500/04
فيحان بن شالي المطيري
8363309/04
علي بن سعيد الغامدي
8282071/04
8384093/04
054593813
عبدالمحسن بن عبدالله الزامل
4240870/01
4037628/01
عبدالله بن سليمان المنيع
5561712/01
5586254/02
055501731
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
2582939/01
4915930/01
عبدالله البسام
5561554/02
عبدالرحمن بن ناصر البراك
2582899/01
2410428/01
عبدالله بن محمد المطلق
2584837/01
4214086/01
صالح بن عبدالله بن حميد
5580639/02
محمد السبيل
5733277/02
5565503/02
سعود الشريم
5746004/7545/02
عبدالرحمن السديس
5275819/02
علي بن عبدالرحمن الحذيفي
8253596/04
عبدالباري الثبيتي
8370300/04
عبدالمحسن القاسم
8292028/04
055372032
صلاح البدير
055470866
سليمان العلوان
3816716 /06
055151311
صالح بن غانم السدلان
4643083/01
احمد بن عبدالله العمري
8411883/04
053334044
أنيس بن احمد طاهر
8486115/04
055300229
سلمان بن فهد العودة
3820789/06
054250250
عبدالوهاب بن ناصر الطريري
4622706/01
سعيد بن مسفر القحطاني
5571424/02
بعد صلاة المغرب
ناصر عبدالكريم العقل
2318972/01
055142120
سعد بن عبدالله البريك
055441178
سفر بن عبدالرحمن الحوالي
5281050/02
محمد بن سعيد القحطاني
5281141/02
ابراهيم بن عبدالله الغيث
4210696/01
055419565
ناصر العمر
2491455/0(1/1608)
عائض بن عبدالله القرني
4196663/01 فاكس
054222000
ابراهيم بن عبدالله الدويش
3337191/06
3333003/06
يوم الثلاثاء بعد المغرب
محمد بن صالح المنجد
8827789/03 من الساعة الواحدة ظهراً إلى الساعة الثالثة عصراً عدا الجمعة
علي عبدالخالق القرني
02/5376142
محمد عبدالرحمن العريفي
2460368/01
055845140
ابراهيم الفارس
4910307/01
4912482/01
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
49843 80/01
عمر بن سعود العيد
4259612/01
055457377
يحي اليحي
8344095/04
عبدالعزيز بن محمد السدحان
4250470/01
055469946
عبدالرحمن المحمود
2326327/01
محمد حسن الدريعي
4630858/01
محمد بن عبدالرحمن الدخيل
8380022/04
055308749
عبدالرحمن الفريان
4312090/01
عبدالعزيز بن ابراهيم القاسم
4240734/01
055484807
خالد بن علي المشيقح
3248076/06
055148076
صالح بن عواد المغامسي
055319008
عبدالكريم بن ابراهيم الغيضة
055304127
عبيد بن سالم العمري
055321442
عبيدالله بن احمد القحطاني
054549596
منصور بن عبدالعزيز السماري
4923434/01
سلطان العويد
8412749/03
عبدالرزاق عبدالمحسن العباد
8471810/04
055308367
عبدالله الجلالي
3642705/06
محمد جميل زينو
5561827/02
موسى بن حسن ميان
8640407/04
055315688
عابد السفياني
5565220/02
سليمان اللحيدان
055667261
محمد بن عبدالعزيز المسند
2390210/01
عبدالله بن عبدالوهاب سرداد
055314323
ابراهيم بن صالح الخضيري
4216724/01
055404373
عبدالعزيز بن محمد الداود
4595956/01
4412103/01
عبدالله بن صالح القصير
055255565
صالح الأطرم
2328798/01
4585443/01
سعد بن ناصر الشثري
4886247/01
عبدالكريم بن عبدالله الخضير
2330025/01
2330056/01
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
4259762/01
4260616/01
علي الجمعة
3810560/06
عبدالعزيز العقل
3242111/06
3246576/06
عبدالله بن صالح الفوزان
3234178/06
سعيد الدعجاني
6831669/02
عبدالله بن سليمان الحبيشي
8232980/04(1/1609)
054362202
سعد بن سعيد الحجري
2270479/07
053752282
عبدالعزيز السويدان
055804137
بدر بن نادر المشاري
055409983
---
كساب
08-04-2004, 07:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا ........ وبارك الله فيك
---
(1/1610)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ"
---
"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ"
---
أبو إسحاق
03-30-2006, 11:01 PM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ",هذه الآية نزلت في حق سيدنا داود فالهاء في آتيناه عائدة على النبي داود ,والحكمة:قيل هي النبوة وكمال العلم، وإتقان العمل، والإصابة في الأمور، أو: الزبور وعلم الشرائع,واما فصل الخطاب فقد قيل ان الفصل معناه القطع وقيل انه تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه ,والخَطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة في الكلام ,ويصبح معنى الآية :إن الله أخبر أنه آتى داود صلوات الله عليه فصل الخطاب، والفصل: هو القطع، والخطاب هو المخاطبة، ومن قطع مخاطبة الرجل الرجل في حال احتكام أحدهما إلى صاحبه قطع المحتكم إليه الحكم بين المحتكم إليه وخصمه بصواب من الحكم، ومن قطع مخاطبته أيضاً صاحبه إلزام المخاطب في الحكم ما يجب عليه إن كان مدعياً، فإقامة البينة على دعواه وإن كان مدعى عليه فتكليفه اليمين إن طلب ذلك خصمه. ومن قطع الخطاب أيضاً الذي هو خطبة عند انقضاء قصة وابتداء في أخرى الفصل بينهما بأما بعد.
وهناك من قائل يقول :الفصل: التميز بين الشيئين. وقيل للكلام البين: فصل، بمعنى المفصول كضرب الأمير، لأنهم قالوا: كلام ملتبس، وفي كلامه لبس. والملتبس: المختلط، فقيل في نقيضه: فصل، أي: مفصول بعضه من بعض، فمعنى فصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذي يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه ومن فصل الخطاب وملخصه: أن لا يخطىء صاحبه مظانّ الفصل والوصل، فلا يقف في كلمة الشهادة على المستثنى منه، ولا يتلو قوله:" فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ",[الماعون: 4] إلا موصولاً بما بعده.
---(1/1611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نماذج من التفسير التطبيقي للقرآن.... أضف انموذجا
---
نماذج من التفسير التطبيقي للقرآن.... أضف انموذجا
---
أبو عبد الرحمن المدني
03-03-2007, 08:12 PM
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .... أما بعد:
فإن أحدنا حين يقرأ في كتاب من كتب التفسير تمر عليه من اللطائف والفوائد والقصص والشواهد ما
يستحسنها ويستملحها ... ومن هذه اللطائف, تلك المواقف والأحداث التي تحصل للفرد أو للجماعة فيستشهد
أحدهم بآية تطابق نفس الواقع المستشهد به. وهو ما قصدت به هنا (التفسير التطبيقي).
ما أجمل هذه النماذج وخصوصا أنها تدعو العبد إلى العمل بكتاب الله وتطبيقه, بل إنها أحيانا تصحح مسار الأمة.
ولعلي في هذا الموضوع أذكر شيئا من هذه النماذج,, وأنتظر من أعضاء الملتقى الأكارم التكرم بالمشاركة لتحصل الفائدة ويعم النفع.
وبسم الله أبدأ:
1. لعل من أروع النماذج ما حصل من الصديق رضي الله عنه حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم, وقام عمر
خطيبا مهددا لمن يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات, فقام أبوبكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله
فإن الله حي لا يموت، قال الله : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى
أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } [ آل عمران : 144 ] .
قال ابن عباس : والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها .(1/1612)
قال ابن المسيب : قال عمر : والله، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعرفت أنه الحق، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات .
فتأمل كيف ثبت الله هذه الأمة حين استشهد أبوبكر رضي الله عنه بهذه الآية في هذا الموقف.
2. ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن وهب بن منبه رحمه الله سجن ثلاثة أيام فأتاه أحد الحضور فقال له يا
أبا عبد الله ألا أسمعك بيتا من الشعر- يريد أن يسري عنه- فقال له : يا ولدي نحن الآن في طرف من عذاب
الله , والله تعالى يقول: ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) فصام ثلاثة أيام,
فقيل له ما هذا الصيام فقال: أُحدِثَ لنا الحبس فأخذتنا زيادة عبادة.
3. ذكر القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قول الله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً) (الاسراء:45)
بعدما ساق تفسير الآية قال: (قلت: ولقد اتفق لى ببلادنا الاندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا.
وذلك أنى هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبى فارسان وأنا في فضاء من
الأرض قاعد ليس يسترنى عنهما شئ، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن، فعبرا عليَّ ثم رجعا من
حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله – بمعنى جني باللغة الفرنسية-، يعنون شيطانا.
وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يرونى، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك.
هذا ما وقفت عليه وفي انتظار المزيد من المشايخ والإخوة الفضلاء
---
(1/1613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن عبارة في مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله
---
استفسار عن عبارة في مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله
---
مرهف
05-15-2003, 01:09 AM
بسم الله :
يقول ابن تيمية في المقدمة في أصول التفسير صـ61 : ( وأما التفسير فإن أعلم الناس به أهل مكة ،لأنهم أصحاب ابن عباس ، كمجاهد ت 104 هـ ،وعطاء بن أبي رباح 114 هـ ،وعكرمة مولى ابن عباس 104 هـ ، وغيرهم من أصحاب ابن عباس ،كطاووس 106 هـ ،وأبي الشعثاء ،وسعيد بن جبير 95 هـ ، وأمثالهم .
وكذلك أهل الكوفة من أصحاب عبد الله بن مسعود ـ ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم ـ وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل :زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك 179 هـ التفسير، وأخذه عنه أيضاً ابنه عبد الرحمن ،وعبد الله بن وهب 197 هـ ).
ماذا تعني هذه العبارة في كلام الشيخ ، ـ( ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم )وما مناسبة محلها هنا ، أم هي من خطأ النساخ ؟ .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-15-2003, 01:59 PM
بسم الله
هذه العبارة فيها غموض ، وقد علق عليها عدنان زرزور في تعليقاته على مقدمة التفسير ؛ فقال : (وقوله :{ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم } يراد بها فيما يبدو : أنهم تميزوا من أهل التفسير بكثرة الرأي والاجتهاد في تفسيرهم ، على ما عرف من أهل العراق بعامة . وربما كان في العبارة سقط ، أو أن العبارة مقحمة . ) انتهى كلام زرزور .
ولعل الاحتمال الثالث الذي ذكره هو الأقرب - أي أنها مقحمة - فقد وجدت السيوطي قد نقل عبارة ابن تيمية في الإتقان 2/ 1233-1234 بتحقيق مصطفى البغا في [النوع الثمانون] ولم يذكر هذه العبارة ، مع أن هذا يبقى احتمالاً أيضاً ؛ لأن في نقل السيوطي عن ابن تيمية بعض التصرف مع أنه نص على قول ابن تيمية ثم أشار إلى نهاية النقل بقوله : انتهى .
---(1/1614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الدرر اللامعة في نصح فتاة الجامعة كتاب الكتروني رائع
---
الدرر اللامعة في نصح فتاة الجامعة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-04-2007, 07:23 AM
الدرر اللامعة في نصح فتاة الجامعة كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الدُّرَرُ اللامِعَة في نصْح فتاة الجَامِعَة
بقلم الشيْخ
مهنا نعيم نجْم " أبو الحارث "
عضو هيئة العلماء والدعاة
فلسْطين
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 422 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/35c5295799.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/8bc1af72d7.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/b2dfd365b8.jpg
روابط التنزيل
http://r5g.org/up//download.php?filename=735a6cb398.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=306182
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1615)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مساعدة لطالب علم....
---
مساعدة لطالب علم....
---
محمد الشامي
04-15-2006, 09:53 PM
السلام عليكم
هل لكم أن تدلوني على موقع أو رابط فيه ختمة كاملة (حصراً ) وليس أجزاء (لأي قارئ)
1- برواية شعبة عن عاصم
2-برواية هشام عن ابن عامر
3-برواية ابن ذكوان عن ابن عامر
و الدال على خير له مثل اجر فاعه....وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
04-15-2006, 10:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً : رواية شعبة عن عاصم . يمكنك الاستماع إليها بصوت الشيخ أحمد الحاج قاسم ، والشيخ عادل الكلباني ، والشيخ أحمد المعصراوي ، والشيخ عبدالرشيد بن الشيخ علي صوفي ، والشيخ مشاري العفاسي .
ثانياً : رواية هشام عن ابن عامر ، يمكن الاستماع إليها بصوت الشيخ أحمد المعصراوي .
ثالثاً : رواية ابن ذكوان عن ابن عامر ، يمكنك الاستماع إليها بصوت الشيخ أحمد المعصراوي .
كل ذلك تجده على هذا الرابط من موقع الشبكة الإسلامية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat) .
كما تجد في موقع إذاعة طريق الإسلام (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&sorting=rewaya) ما قد يفيدك إن شاء الله .
---
محمد الشامي
04-18-2006, 08:00 PM
جزاك الله خيراً....ولكنني أريد ختمة كاملة....رجاءً ...لطالب علم
وجزاكم الله الجنة..
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 10:06 PM
وإياك .
كنت أظنها ختمة كاملة ، وتبين لي الآن بعد المراجعة أنها ليست كذلك فمعذرةً .
---
(1/1616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب معونة لإدخال متون للكمبيوتر
---
طلب معونة لإدخال متون للكمبيوتر
---
جمال الحامدي
07-08-2006, 05:17 PM
السلام عليكم
يا إخوان أرجو من الإخوة أن يدلوني على من أثق به (يفضل أن يكون في مصر أو سوريا)
لأجل إدخال بعض متون دينية مسجلة صوتيا في ملفات إلى الكمبيوتر فهل في الملتقى من يساعدني
جزاكم الله خيرا
يمكن مراسلتي عبر البريد
cemalaydin@yahoo.com
الإدخال سيكون مقابل أجرة
---
عبدالرحمن السديس
07-09-2006, 11:08 PM
إن لم تجد هنا ففي ملتقى أهل الحديث بعض طلبة العلم يعملون على هذا فاكتب في الاستراحة هناك .
---
جمال الحامدي
07-10-2006, 01:11 AM
أشكرك أخي على إرشادك
---
(1/1617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لفظ (القرآن ) هل هو مشتق أم لا؟
---
لفظ (القرآن ) هل هو مشتق أم لا؟
---
الغامدي
05-29-2003, 03:44 AM
لفظ ( القرآن ) هل هو مشتق من قرأ أم لا ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 11:32 AM
أخي الكريم الغامدي وفقه الله
العلماء من قديم اختلفوا على قولين في هذه المسألة :
الأول : يرى أن لفظ (القرآن) غير مشتق ، وعلى رأسهم الإمام الشافعي رحمه الله.
ولذلك فهو لا يهمز (القرآن) ، ويقرأ بقراءة أهل مكة وهي قراءة ابن كثير المكي رحمه الله وهو يقرأ بغير همز. ولذلك كان الشافعي يهمز الفعل (قرأ) ولا يهمز القران. كما نقل عنه البيهقي. لأنه يرى أنه علم غير مهموز.
ويرى أهل هذا الرأي أن القران عَلَمٌ على الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أن التوارة علم على الكتاب الذي أنزل على موسى ، والإنجيل على عيسى.
الثاني : أنه مشتق ، وعلى هذا الجمهور من العلماء من اللغويين وأهل التفسير. لكنهم اختلفوا في المشتق منه على أقوال :
1- أنه مشتق من (قَرَنَ) ، بمعنى ضم ، كما تقول قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه ، وسمي القرآن بذلك لقرنه السور والآيات والحروف فيه. وهذا قول الأشعري .
2- أنه مشتق من القرائن ، جمع قرينة ؛ لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً ، ويشابه بعضها بعضاً ، وهذا قول الفراء اللغوي رحمه الله.
وعلى هذين الرأيين فالقران غير مهموز ، ونونه أصلية ، لأنه من (قرن). وهذان الرأيان فيهما ضعف.(1/1618)
3- أنه مشتق من (قرأ) كما سألت يا أخي الكريم ، وهذا رأي جمهور كبير من العلماء رحمهم الله. منهم ابن فارس صاحب (مقاييس اللغة) ، بل هو يرى أن (قرى) و (قرأ) بمعنى واحد ، وهو يدل على جمع واجتماع ، ومن ذلك القرية ، سميت بذلك لا جتماع الناس فيها ، ويقولون : قريت الماء في المقراة ، جمعته... ويقولون : ما قرأت هذه الناقة سلىً كأنه يراد (أنها ما حملت قط... قال ومنه القرآن ، كأنه سمي به لجمعه ما فيه من الأحكام والقصص وغير ذلك. مقاييس اللغة 5/78-79
ويرى الراغب الأصفهاني في المفردات أن القرآن في الأصل مصدر ، مثل الكفران والرجحان ، وهو بمعنى القراءة.
ويرى بعض العلماء أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى أظهر وألقى ، لا بمعنى جمع.
ولذلك يقول الزركشي : وقال بعض المتأخرين : لا يكون القرآن وقرأ بمعنى جمع ، لقوله تعالى :(إن علينا جمعه وقرآنه) فغاير بينهما ، وإنما مادته (قرأ) بمعنى (أظهر أو بين).
والقارئ : يظهر القرآن ويخرجه. والقرء : الدم ، لظهوره وخروجه.
والقرء : الوقت ، فإن التوقيت لا يكون إلا بما يظهر.
ومثل هذا القول حكي عن قطرب قال : إنما سمي القرآن لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه ، أخذاً من قول العرب : ما قرأت الناقة سلى قط ، أي ما رمت بولد ، أي ما أسقطت ولداً ، أي ما حملت قط.
والقرآن يلفظه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً.
ومما تقدم يظهر أن بعض العلماء يرجح كون لفظ القرآن مشتقاً من قرأ بمعنى جمع.
في حين يرجح البعض الآخر كونه مشتقاً من قرأ بمعنى ألقى وأظهر وتلا.
والذي عليه الأكثر أن مادة (قرأ) في اللغة إنما تفيد الجمع الذي يعقبه إلقاء أو ظهور ، كما في قول عمرو بن كلثوم :
هجان اللون لم تقرأ جنينا
وهذا الشاهد الشعري لا يخلو منه كتاب في التفسير!
أي لم تحمل جنينا ، ولم تلق ، أي لم تجمع رحمها على ملقوح ولم تلد. وراجع كلام الراغب الأصفهاني في معنى القرء تجد تفصيلاً جيداً.(1/1619)
وبناء على ما تقدم تكون القراءة من الجمع الذي يتلوه الإلقاء أو الظهور ، أو التلاوة ، وذلك لأن التلاوة مرحلة تالية للجمع. سواء كانت هذه القراءة بعد الجمع في الصدر أو في الكتاب.
ولعل هذا هو مراد الأصفهاني بقوله:(والقراءة ضم الحروف بعضها إلى بعض في الترتيل ، وليس يقال ذلك لكل جمع.
الخلاصة يا أخي الكريم : أن كلمة (القرآن) من حيث الاشتقاق وعدمه مسألة خلافية ، وإن كنت أرى أنها مشتقة من (قرأ) بمعنى جمع وأظهر وتلا معاً. لأن طبيعة القرآن كذلك ، فبداية نزوله :(اقرأ باسم ربك الذي خلق). وللأمر بتلاوته وترتيله في أكثر من موضع ، ولمساعدة كلام العرب على هذا الاشتقاق. ولكن يبقى في الأمر سعة ولله الحمد.
وأختم بمسألة : وهي أن الشيخ الكريم صبحي الصالح رحمه الله ذهب إلى أن مادة (قرأ) في العربية مأخوذة من أصل آرامي ، وأن العرب في الجاهلية لما سمعوا هذه اللفظة استخدموها بمعنى غير معنى التلاوة ، فكانوا يقولون : هذه الناقة لم تقرأ سلىً قط . يقصدون أنها لم تحمل ملقوحاً ولم تلد ولدا.
بينما الكلمة عربية أصيلة ، لا شبهة فيها إن شاء الله. ولكن تأثر كثير من العلماء الأجلاء ببحوث ودراسات المستشرقين الذي يرون أن اللغات الآرامية والحبشية والفارسية تركت في اللغة العربية آثاراً لا تنكر ، لأنها كانت لغات أقوام أهل مدنية بخلاف العرب ، هذا هو السبب في القول بهذا القول.
ويمكن مراجعة كلامه في كتابه في علوم القرآن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرض ى ، وأرجو أن يكون الجواب وافياً بالغرض.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-26-2003, 12:17 AM
لابن القيم كلام جيد في معنى مادة قرأ ، ذكره في زاد المعاد أثناء تفصيله لخلاف السلف في معنى القرء .
قال ما نصه : ( وقولكم : إن القرء مشتق من الجمع ، وإنما يجمع الحيض في زمن الطهر . عنه ثلاثة أجوبة .(1/1620)
أحدها : أن هذا ممنوع ، والذي هو مشتق من الجمع إنما هو من باب الياء من المعتل ، من قرى يقري ، كقضى يقضي ، والقرء من المهموز بنات الهمز ، من قرأ يقرأ ، كنحر ينحر ،
وهما أصلان مختلفان فإنهم يقولون : قريت الماء في الحوض أقريه ، أي : جمعته ، ومنه سميت القرية ، ومنه قرية النمل : للبيت الذي تجتمع فيه ، لأنه يقريها ، أي : يضمها ويجمعها .
وأما المهموز ، فإنه من الظهور والخروج على وجه التوقيت والتحديد ، ومنه قراءة القرآن ، لأن قارئه يظهره ويخرجه مقداراً محدوداً لا يزيد ولا ينقص ، ويدل عليه قوله : " إن علينا جمعه وقرآنه " [ القيامة : 17 ]، ففرق بين الجمع والقرآن . ولو كانا واحداً ، لكان تكريراً محضاً ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " [ القيامة : 18 ] ، فإذا بيناه ، فجعل قراءته نفس إظهاره وبيانه ، لا كما زعم أبو عبيدة أن القرآن مشتق من الجمع .
ومنه قولهم : ما قرأت هذه الناقة سلى قط ، وما قرأت جنيناً هو من هذا الباب ، أي ما ولدته وأخرجته وأظهرته ، ومنه : فلان يقرؤك السلام ، ويقرأ عليك السلام ، هو من الظهور والبيان ، ومنه قولهم : قرأت المرأة حيضة أو حيضتين ، أي : حاضتهما ، لأن الحيض ظهور ما كان كامناً ، كظهور الجنين ، ومنه : قروء الثريا ، وقروء الريح : وهو الوقت الذي يظهر المطر والريح ، فإنهما يظهران في وقت مخصوص ، وقد ذكر هذا الإشتقاق المصنفون في كتب الإشتقاق ، وذكره أبو عمرو وغيره ، ولا ريب أن هذا المعنى فى الحيض أظهر منه في الطهر .
---
كادح
10-26-2003, 11:53 PM
الشهري والعبيدي ..
جزاكما الله خيرا على الإيضاح ..
---
مساعد الطيار
10-27-2003, 06:04 AM
من باب الفائدة :(1/1621)
إن القول بأن القرآن غير مشتق هو قول شيخ الشافعي إسماعيل بن قسطنطين ، وقد ذكرذلك عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 2 : 62 ) الطبعة القديمة ، قال الشافعي : (( ... وقرأت على إسماعيل ، وكان يقول : القرآن اسم ، وليس بمهموز ، ولم يؤخذ من قرأت ، ولو أُخِذ من قرأت ؛ لكان كل ما قرئ قرآنًا ، ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل .
يهمز قرأت ، ولا يهمز القرآن ( وإذا قرأت القرآن ) يهمز قرأت ، ولا يهمز القرآن )) . انتهى ,
قلت : الصحيح أن لفظ القرآن مشتقٌ ، وأنَّ ما استدلَّ به من أنهم لا يهمزون القرآن ويهمزون قرأت ، فهذا راجع إلى التسهيل في لغة العرب في لفظ القرآن دون قرأت .
وشبهة هذا القول أن المكيين لا يهمزون القرآن ، وعدم الهمز لا يدلُّ على أنَّ هذه الكلمة ليس لها أصلٌ تُشتقُّ منه ، ولو أُجريت هذه العلَّة على كلِّ ما قرأه المكيون بتسهيل الهمز لكانت غير مشتقَّه كذلك ، ومن الألفاظ التي يسهلها المكيون لفظ (يومنون ) ، فهل يقال إنها غير مشتقة ، فهم يهمزون آمن ولا يهمزون يومنون ، وقس على ذلك غيرها .
وكون القرآن اسم للكتاب المنَزل لا خلاف فيه ، لكن استدلاله الآخر بأنه لو كان من قرأت لكان كل ما قرئ قرءانًا ، غير لازمٍ ، لأن ما قرئَ يسمى قرءانًا من جهة اللغة ، لكن غلب هذا المصدر على اسم الكتاب المنَزَّل ، فصار لا يطلق إلا عليه ، وصار علمًا بالغلبة عليه ، وهذا كثير في الأسماء الشرعية الواردة من جهة الشرع ، حيث يكون الاسم العربي مختصًّا بمصطلحٍ شرعيٍّ بقدر زائد على المعنى اللغوي ؛ كمسمَّى الإيمان والزكاة والجهاد وغيرها ، والله أعلم .
---
(1/1622)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
فاختة
06-02-2006, 10:30 AM
أنوي كتابة رسالة الدكتوراه بإذن الله تعالى في موضوع (استشراف المستقبل في القران )
وأحتاج مساعدتي في كيفية جمع أطراف الموضوع ، ووضع خطة محكمة تعطي تصور صحيح عن ذلك .
وما هي المراجع التي تعين على ذلك .
أحتاج أراءكم ومرئياتكم حتى أكون على الطريق الصحيح بارك الله جهودكم جميعا .
---
فاختة
06-12-2006, 03:27 AM
كم مرة أرسلت وأنا في شدة الحاجة ولا مجيب
شكرا لكم
---
منصور مهران
06-12-2006, 11:59 AM
إلى ابنتنا فاختة مع التحية ، لست أقصد بقولي هنا أن يكون خطة دراسية لما أبديته من مشروع الرسالة ، ولكنه توجيه لبعض ما ينبغي عمله ؛ أولا : يجب قراءة القرآن الكريم قراءة تدبر من البداية إلى الختام مع تفسير واحد مثل القرطبي وذلك لإعانتك على تحديد المقصود ، واستخراج الآيات المتعلقة بكل زمن مستقبل أثناء نزول القرآن ، ثم بعد كمال النزول ، ثم تصنيفها حسب زمن وقوع الحوادث التي وردت في هذه الآيات المستخرجة ، وما لم يقع بعد . واستعراض كتب التفسير و كتب أسباب النزول للتحقق من صحة الاختيار . ثانيا : مراجعة كتب موضوعات القرآن مثل كتاب ( المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم ) المطبوع في دار الفكر بدمشق ، ومراجعة الموضوع في كتب علوم القرآن مثل البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي ، وفي أثناء القراءة وجمع المادة ستتكشف لك المسائل تباعا ، وأسأل الله لك التوفيق والسداد .
---
فاختة
08-24-2006, 09:39 PM
شكر الله لك شيخنا الفاضل
---
(1/1623)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول سورة الأحزاب
---
سؤال حول سورة الأحزاب
---
مهاجر
08-05-2006, 06:25 PM
بسم الله
السلام عليكم
في أي كتب الحديث أجد الروايات المتعلقة بمسألة نسخ آيات من سورة الأحزاب ، حتى صارت 73 آية ، فهذه من شبه الإمامية في زعمهم حذف آيات من القرآن الكريم ، مع العلم بأن بعض علمائهم يرى جواز النسخ ، ولكنه التحكم في تلمس الشبهات ، وإنما أردت الاستيثاق ، وأين أجد تعليقات أهل العلم على هذه الروايات ، وجزاكم الله خيرا
---
مهند شيخ يوسف
08-06-2006, 10:40 AM
قال أحمد:
حدثنا عبد الله حدثني وهب بن بقية أخبرنا خالد بن عبد الله الطحان عن يزيد بن أبي زياد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال
كم تقرءون سورة الأحزاب قال بضعا وسبعين آية قال لقد قرأتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البقرة أو أكثر منها وإن فيها آية الرجم
[المسند، برقم (20260)]
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&ID=32179&SearchText=الأحزاب%20البقرة&SearchType=exact&Scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&Offset=0&SearchLevel=QBE
---
مهاجر
08-11-2006, 11:53 PM
بسم الله
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أيها الكريم
---
(1/1624)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أخواتي: الا رسول الله!
---
أخواتي: الا رسول الله!
---
hedaya
03-21-2006, 06:52 AM
أخواتي: إلا رسول الله!
"إلا رسول الله!" جملة صغيرة شكلت حملة رائعة، نشرها المسلمون في كل مكان، ردًا على تلك الجريدة النكرة التي تجرأت على شخص رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - وذلك بالرسوم التي ما أهانت إلا من رسمها وما أساءت إلا لمن نشرها.
وانطلقت المظاهرات هنا وهناك للدفاع عن حبيبنا رسول الله، وانتشرت المقاطعة الاقتصادية لتلك الدول التي نشرت هذه الصور وأرى حماس جميع الناس لهذه المقاطعة حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
ووسط كل هذا يقف أمامي سؤال يطرح نفسه بشدة: كيف ننصر نبينا نحن النساء؟ وكيف تنصره الفتيات والبنات! وهو القائل في الحديث الصحيح: [لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين] رواه الشيخان.
أجد الإجابة على تساؤلاتي في قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: [أنا فرطكم على الحوض أنتظركم ليرفع لي رجال منكم حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول : رب أصحابي ! رب أصحابي ! فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك] 1470 ص.ج.
إياكِ أختاه من التبديل بعد رسول الله، ولتعلم كلٌ منا أنه أقوى السبل لنصرته على أعداء الإسلام في الدنيا وإسعاده يوم القيامة، هي بالتمسك بسنته وهديه في كل شؤوننا، فهو الممتدح من فوق سبع سماوات بقول الله عز وجل: {وإنك لعلى خلقٍ عظيم} وقوله سبحانه وتعالى: {وما ينطق عن الهوى}.(1/1625)
نعم نحن أنصارك يا خليل الرحمن وكليمه، والله لن نخزيك أبدًا إن شاء الله، وستجد سنتك قائمةً بيننا، وسنتوِّج رؤوسنا - نساء وفتيات الإسلام - بالحجاب رغم أنف الحاقدين الماكرين ليلاً ونهارًا، وستكون كل واحدة منا قرآنًا يمشي على الأرض حتى تفخر بنا يوم القيامة، وبأيدينا كل من دللناه أو دللناها على سنتك المطهرة.
نعم يا حبيبنا يا رسول الله، فنحن لن نترك من حولنا يغرقون في مهالك الشيطان، وسننتشلهم وأنفسنا وننطلق إلى رياض الجنة، وسنأتي معاً لنقول لك: ها نحن أحبابك يا رسول الله، أحببناك وأطعناك ولم نرك، واشتقنا لك وصدقناك عندما سمعنا قولك الشريف: [وددت أني لقيت إخواني الذين آمنوا و لم يروني] 7108 ص.ج.
اللهم اجمعنا والمسلمين والمسلمات تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله، وثبتنا على الدين القويم وهدي الرسول الكريم، واسقنا من يده الشريفة وحوضى الأنقى، شربةً لا نظمأ بعدها أبدا ... آمين، وصلِّ اللهم على النبي الأمين، والحمد لله رب العالمين.
Hedaya
---
ضياء الإسلام
03-25-2006, 05:05 PM
جزاك الله أختي خير الجزاء ورفع من قدرك وسقانا وإياك من يده الشريفة شربة لا نضمأ بعدها أبداً
أسأل الله العلي القدير أن يجندنا لخدمة دينه ونصرة نبيه على الوجه الذي يرضيه عنا
---
ضياء الإسلام
03-25-2006, 05:14 PM
هذا عرض إلكتروني رائع لسيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا وحسنات من عمل على إخراجه بهذه الصورة .
---
hedaya
04-10-2006, 07:53 AM
بارك الله فيكم أخي الفاضل و جزاكم خيراً كثيراً..
اللهم أعنّا على نصرة دينك و حمل راية الذود عنه..
---
(1/1626)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحاديث القراءة في سنة الفجر
---
أحاديث القراءة في سنة الفجر
---
عبدالرحمن السديس
03-06-2004, 10:26 PM
تخريج أحاديث القراءة في سنة الفجر
( بسم الله الرحمن الرحيم )
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
فهذا تخريج لأحاديث القراءة في سنة الفجر ، دعاني لكتابته ما رأيت من اختلاف في رواية حديث ابن عباس في قراءة آية آل عمران ...التي خرجها مسلم رقم (727) ، وغيره ..ورأيت أنه من الأحسن والأنفع تتبع كل أحاديث الباب وتخريجها ، وتمييز الصحيح من الضعيف ، للعمل بالصحيح وترك الضعيف ، والمسلم بحاجة لهذا ليعمل به فسنة الفجر لها فضل لا يخفى ، وهي سنة مرغب فيها حضرا و سفرا .....
والأحاديث المرفوعة التي – وقفت عليها – خمسة أحاديث :
الحديث الأول : (سبق طرحه في الملتقى ، وإعادته هنا ليترابط الموضوع)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] .
(قال ابن معين كما في تاريخ الدوري3/521 رقم (2549): إسناده جيد) اهـ.
هذا الحديث لم يروه عن ابن عباس ـ حسب اطلاعي ـ إلا سعيد بن يسار ولا عن سعيد إلا عثمان بن حكيم الأنصاري ثم رواه عن عثمان جماعة وهم :
1 - مروان بن معاوية الفزاري وهذا نص حديثه :(1/1627)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] .
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (727) والنسائي في الصغرى 2/155 والكبرى (1016) و(11158) تنبيه (لفظ النسائي في ( 11158): وفي الأخرى (آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية المائدة رقم 111 ، وهذا مخالف للموضع الأول (1016) ولفظه :وفي الأخرى (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آية آل عمران رقم52 ، مع العلم أنه أخرجه بنفس الإسناد في الموضعين !)
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/322 والبيهقي في السنن الكبرى 3/42:
كلهم من عدة طرق عن مروان عن عثمان به.
2- عيسى بن يونس :
أخرجه مسلم في صحيحه (727) قال حدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثل حديث مروان الفزاري.
3- زهير بن معاوية :
أخرجه أبو داود (1259) قال حدثنا أحمد بن يونس . ومن طريق أبي داود ابن عبد البر في التمهيد 24/43 ، وعبد بن حميد (706) قال حدثنا أبو نعيم .
وأبو عوانة في مسنده (2162) من طريق أحمد، وأبي نعيم عن زهير عن عثمان بمثله .
4- عبد الله بن نمير الهمداني :
أخرجه أحمد 1/230 ، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 عن عثمان بمثله .
5- يعلى بن عبيد الطنافسي :
أخرجه أحمد 1/231 ، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 عن عثمان بمثله .
6- أبو خالد الأحمر (سليمان بن حيان) :
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 2/50 ومن طريقه مسلم (727) ، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 والبيهقي في الكبرى 3/42 .
وابن خزيمة في صحيحه (1115) قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني .(1/1628)
والحاكم في المستدرك 1/307 من طريق عثمان بن أبي شيبة. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ! (وهو في مسلم).
ثلاثتهم (أبو بكر وهارون وعثمان) عن أبي خالد الأحمر عن عثمان به.
وهذا نص رواية أبي خالد الأحمر :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) [البقرة 136] ، والتي في آل عمران ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) [ آل عمران 64] هذا لفظ مسلم .
ولفظ ابن خزيمة: ... وفي الأخرى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (اشهدوا بأنا مسلمون) [ آل عمران 64].
ولفظ الحاكم: وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون).
فبجمع الطرق والنظر في تراجمهم تبين ما يلي :
1- أن الرواة عن عثمان بن حكيم كلهم ثقات ، وبعضهم أوثق من بعض .
2- أن الرواة عن عثمان بن حكيم اتفقوا على ما يقرا في الركعة الأولى.
3- أن الرواة عن عثمان بن حكيم غير أبي خالد الأحمر اتفقوا في روايتهم أنه يقرأ في الركعة الثانية :
قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ، واقتصروا على ذكر هذا الجزء من آخر الآية .
ونص الآية كاملة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.
4- أن أبا خالد الأحمر خالفهم فقال : في روايته أنه يقرأ قوله تعالى :
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (64) سورة آل عمران.(1/1629)
فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم ، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى : (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى : (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)!
ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/307 أنه يقرأ في الثانية :
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون ) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب..) ، وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون ).
الحديث الثاني :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان" يقرأ في الركعتين قبل الفجر: (قل يا أيهاالكافرون) و( قل هو الله أحد)" .
هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم ، وهم :
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/497.
وابن أبي شيبة في المصنف 2/50 ، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،
والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود .
ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300) ، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/226 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/41 .
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/498.
من طريق عثمان بن أبي شيبة.
كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا :
حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ).
وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب .(1/1630)
قال ابن حجر هذا حديث حسن ..ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة ، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ
ورواه عبد الرزاق (4790) ، ومن طريقه أحمد 2/35 والطبراني في الكبير(13527).
ورواه أحمد 2/94 ، والترمذي (417) ـ ومن طريقه والبغوي في شرح السنة (883) ـ ، وابن ماجه (1149) ، وابن حبان (2459) من طريق أبي أحمد الزبيري.
كلاهما (عبد الرزاق ، وأبو أحمد) قالا: حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين مرة ، أو قال من عشرين مرة ـ قال عبد الرزاق: وأنا أشك ـ يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)
لفظ عبد الرزاق .
ولفظ أبي أحمد ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فكان يقرأ بالركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) .
قال الترمذي: حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد روي عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضا ، وأبو أحمد الزبيري ثقة حافظ.أهـ
أقولُ: تقدم أنه تابعه عبدالرزاق.
قال ابن حبان: سمع أبو أحمد الزبيري هذا الخبر عن الثوري ، وإسرائيل ،وشريك عن أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا، وأخرى عن ذاك، وتارة عن ذا .
ورواه أحمد 2/24 و58 حدثنا وكيع. و2/95 حدثنا حجين بن المثنى. و2/99 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 حدثنا محمد بن خزيمة حدثنا عبد الله بن رجاء ح وحدثنا فهد حدثنا أبو نعيم.(1/1631)
خمستهم (وكيع، وحجين، ومحمد، وعبد الله، وأبو نعيم) قالوا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين ، أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ولفظ وكيع: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة ، أو بضع عشر مرة …) .
ورواه النسائي في المجتبى 2/170، وفي الكبرى (1064) والطبراني في الكبير (13564) من طريق الفضل بن سهل الأعرج.
والبيهقي 3/43 من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني .
كلاهما (الفضل ومحمد) قالا: حدثنا الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب ، وفي الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ).
ولفظ الطبراني (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون …) .
قال الدارقطني ـ كما في أطراف الغرائب والأفراد (3/424 :3137) ـ : تفرد به إدريس بن الحكم، عن أبي الجواب ، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق ، عن إبراهيم ، عن مجاهد. اهـ.
أقول: لم أجد من أخرج رواية إدريس المشار إليها ، وهو لم يتفرد به كما ترى.
والأحوص بن جواب هو: الضبي أبو الجواب الكوفي :
قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وسأله مرة أخرى فقال: ليس بذاك القوي. وقال عباس عن يحيى: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة عن يحي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: كان متقناً ربما وهم. و أخرج له مسلم توفي سنة 211هـ .(1/1632)
انظر: الجرح والتعديل 2/328 والثقات لابن شاهين 73 والثقات لابن حبان 6/89 تهذيب الكمال 2/288 ميزان الاعتدال 1/167 الكاشف 1/229 تهذيب التهذيب 1/167 تقريب التهذيب 96.
وعمار بن رزيق هو: الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي :
قال علي بن المديني، وابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: لابأس به. وقال النسائي والبزار: ليس به بأس. وقال أحمد: كان من الأثبات، وقال لوين: قال لي أبو أحمد الزبيري: لو اختلفتَ إليه لكفاك. وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات. وقد أخرج له مسلم، ومات سنة 159.
انظر: الجرح والتعديل 6/392، والثقات لابن حبان 7/286 و الثقات لابن شاهين 228 وتهذيب الكمال 21/189 والكاشف 2/50 والميزان 3/164، تهذيب التهذيب 7/350 وتقريب التهذيب 407.
وذكره مسلم في التمييز 208 معلقاً عن إبراهيم النخعي عن مجاهد عن ابن عمر به.
قال ابن أبي حاتم في العلل 1/105:
سالت أبي عن حديث رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بـ (قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) ؟
قال أبي: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
أقول: رواية نفيع ستأتي إن شاء الله .
وقال مسلم في التمييز ص 208:
وهذا الخبر وهم عن ابن عمر ، والدليل على ذلك الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذكر ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته باليل والنهار، فذكر عشر ركعات ، ثم قال وركعتي الفجر أخبرتني بها حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيها ؟(1/1633)
وهو يخبر أنه حفظ الركعتين من حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم...(ثم ذكر ما ثبت من إخبار حفصة له ) ثم قال : إن رواية أبي إسحاق وغيره عن ابن عمر أنه حفظ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم غير محفوظ . اهـ.
وقال محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84:
وهذا غير محفوظ عندي لأن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنه أنه روى عن حفصة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعتين قبل الفجر ، وقال تلك ساعة لم أكن أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها .اهـ
أقول: وفي عدم إخراج البخاري لهذا الحديث مع أنه على شرطه ، وقد عقد في صحيحه باباً بعنوان (ما يقرأ في ركعتي الفجر) ، ولم يذكر فيه سوى حديثي عائشة رقم (1170) وفيه (..ركعتين خفيفتين..) و(1171) وفيه (.. يخفف الركعتين اللتين قبل الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) ولم يذكر شيئاً في تعيين القراءة أشارة إلى أن هذا الحديث لم يصح عنده، وأنه معلول؛ فلذلك لم يخرجه، مع أنه أصل في هذا الباب. والله أعلم.
أقولُ: ثم وجدتُ الإمامَ البخاريَ في التاريخ الكبير 8/11 : (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب ، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) قال: ورواه أبو إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر مثله ولا يصح ، والصحيح حديث حفصة .
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/214
قال :حدثنا أبي في جماعة، قالوا: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن يعقوب، عن أبي سيف ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال ( رقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة يصلي في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) .اهـ .(1/1634)
أقول : هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عامر بن إبراهيم، ولا يعرف إلا من طريقه، وقد اضطرب فيه ؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة .
ولم يتابع على جميع هذه الروايات ، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله .
وعامر بن إبراهيم: هو ابن واقد الأصبهاني المؤذن: قال أبو داود الطيالسي اكتبوا عن عامر بن إبراهيم فإنه ثقة ،وقال عمرو بن علي حدثنا عامر بن إبراهيم وكان ثقة من خيار الناس .
توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين .
انظر : الجرح والتعديل 6/ 319 ، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/83 ، وتاريخ أصبهان 1/ 462 ،وتهذيب الكمال 14/11 ، و تهذيب التهذيب 5/54 ، وتقريب التهذيب 287.
ورواه الطبراني في الكبير(13493) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، ويحيى بن أيوب العلاف المصري، حدثنا سعيد بن أبي مريم. وفي الأوسط (188) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، حدثنا سعيد بن أبي مريم.
وابن عدي في الكامل 9/57حدثنا أحمد بن الحارث بن مسكين حدثنا أبي أخبرنا ابن وهب.
كلاهما، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر_ في الكامل عبد الله بن عمرو وهو خطأ _( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر ). لفظ الطبراني في الأوسط.
وقال: لم يرو أول هذا الحديث في قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون عن ليث ، إلا عبيد الله بن زحر ؛ تفرد به يحيى بن أيوب .
ولفظ ابن عدي (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وإن هاتين الركعتين فيها الرغائب والخير كله ).اهـ(1/1635)
قال ابن رسلان ( في شرح سنن أبي داود 2/490 القسم الذي حققه سهيل حسن عبد الغفار): رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد حسن .
وعبيد الله بن زحر هو: الضمري مولاهم الإفريقي الكناني:
قال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال علي بن المديني: منكر الحديث، وقال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد بن حنبل : عبيد الله بن زحر ؟ فضعفه، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: عبيد الله زحر ثقة، وقال الدارمي،عن ابن معين:كل حديثه عندي ضعيف، وفي رواية عباس، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ليس بشيءٍ ، وقال أبو مسهر: عبيد الله بن زحر صاحب كل معضلة إن ذلك بين على حديثه، ونقل الترمذي في العلل عن البخاري أنه: وثقه، وقال البخاري في التاريخ :مقارب الحديث لكن الشأن في علي بن يزيد ، وقال يعقوب بن سفيان ضعيف ، وقال أبو حاتم: لين الحديث ، وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس ، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً يروي الموضوعات عن الإثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وقال ابن عدي: ويقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه ، وقال الدارقطني: ضعيف ، وقال الحاكم: لين الحديث ، وقال الخطيب: كان رجلاً صالحاً في حديثه لين.
وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
انظر : معرفة الثقات للعجلي 2/110، والتاريخ الكبير 5/382، والجرح والتعديل 5/315، والمجروحين لابن حبان 2/62 والضعفاء للعقيلي 3/120، والكامل لابن عدي5/522، والضعفاء والمجروحين لابن الجوزي 162،وتهذيب الكمال 19/36 وميزان الاعتدال 3/6 وتهذيب التهذيب 7/12وتقريب التهذيب 371 والكشف الحثيث 178.
وليث هو: ابن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر ويقال أبو بكير الكوفي:
ويكاد يكون شبه اتفاق بين الحفاظ على تضعيفه، وقد ضعف لثلاثة أسباب: سوء حفظه، وجمعه بين الشيوخ ،وعدم فصل حديثهم عن بعض، واختلاطه.
و حديثه ليس على درجة واحدة بل هو أقسام :(1/1636)
الأول: ما جمع فيه بين شيوخه كعطاء، وطاووس، ومجاهد، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط فهذا أضعف حديثه، ولا يكتب لا في الشواهد ولا في المتابعات .
الثاني: إذا لم يجمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا النوع ضعيف، ولكن يكتب في الشواهد والمتابعات، فإن جاء ما يشهد له قبل و إلا فلا يحتج به.
الثالث: إذا لم يجمع بين شيوخه ، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط، فهذا أضعف من الذي قبله، ولكن يكتب أيضاً في الشواهد والمتابعات.
الرابع : إذا جمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا كالذي قبله.
وهذا التقسيم تقريبي مبني على كلام الحفاظ فقط (ولم أتتبع حديثه). والله أعلم .
انظر : معرفة الثقات للعجلي 2/231 الجرح والتعديل 7/177 والطبقات الكبرى 6/349 والضعفاء والمتروكين للنسائي90 والمجروحين 2/231 والضعفاء للعقيلي 4/14 والكامل لابن عدي 7/233 وتهذيب الكمال 24/279 وميزان الاعتدال 3/420 تهذيب التهذيب 8/417 وتقريب التهذيب 464.
وليث: روى هذا الحديث هنا عن مجاهد، عن ابن عمر.
وستأتي روايته : عن نافع، عن ابن عمر .
ثم روايته : عن عطاء ، عن ابن عمر . إن شاء الله .
ورواه الطبراني في الكبير (13123) حدثنا أحمد بن محمد بن نافع المصري، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالوا: حدثنا أبو مصعب، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) .
ورواه الطبراني في الأوسط (7792) حدثنا محمود بن محمد الواسطي.
وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 2/428 أخبرنا أبو العباس الثقفي .
( كلاهما : محمود، وأبو العباس ) قالا:(1/1637)
حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه ( قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين صباحاً في غزوة تبوك يقرأ في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد).
قال الطبراني في الأوسط :لم يرو هذا الحديث عن الزهري ، إلا ابن أخيه ، ولاعن ابن أخي الزهري ، إلا عبد العزيز بن عمران ، تفرد به أبو مصعب .
وقال ابن أبي حاتم في العلل 1/166:
سألت أبي عن حديث رواه أبو مصعب، عن عبد العزيز بن عمران ، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في غزوة تبوك في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) ؟
قال أبي: هذا حديث باطل بهذا الإسناد .اهـ .
وذكر هذا الحديث السيوطي في الدر المنثور 6/693 ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد 8/256 ، والعجلوني في كشف الخفاء 2/131 وعزوه إلى ابن مردويه.
وعبد العزيز بن عمران هو: ابن عبد العزيز الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت :(1/1638)
قال الدارمي عن ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر ، وقال الحسين بن حبان عن يحيى: قد رأيته ببغداد كان يشتم الناس، ويطعن في أحسابهم ليس حديثه بشيء ، وقال الذهلي: عليّ بدنة إن حدثت عنه حديثاً ، وضفعه جداً ، وقال أحمد: ما كتبت عنه شيئاً ، وقال البخاري: لا يكتب حديثه منكر الحديث ، وقال عمر بن شبة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه ، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً قيل: يكتب حديثه ؟ قال: على الاعتبار ، وقال ابن أبي حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه، وترك الرواية عنه ، وقال الترمذي: ضعيف ، وقال النسائي: متروك الحديث ، وقال مرة: لا يكتب حديثه ، وقال ابن حبان: ممن يروي المناكير عن المشاهير. وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث ، والدارقطني: ضعيف وهو من الطبقة الثامنة ومات سنة 197هـ.
انظر : التاريخ الكبير للبخاري 6/29 والضعفاء للنسائي 72 والجرح والتعديل 5/390 والضعفاء للعقيلي 3/13 والكامل لابن عدي 5/215 والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 2/428، وتاريخ بغداد 10/440 والضعفاء لابن الجوزي 1/111 وميزان الاعتدال 2/632 الكاشف 1/657 وتهذيب التهذيب 6/312 وتقريب التهذيب 385.
ورواه محمد بن نصر ـ مختصر قيام الليل ـ ص 84 قال: حدثنا محمود بن آدم ،
والبيهقي في شعب الإيمان5/496 من طريق الحسن بن علي بن عفان
كلاهما (محمود والحسن) قالا :
حدثنا أسباط، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة أو خمس وعشرين ليلة أو شهراً فلم أسمعه يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر إلا بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ) .
وأسباط هو: بن محمد بن عبد الرحمن، وقيل ابن أبي عبد الرحمن القرشي الكوفي:
وثقه ابن معين ثقة. قال الدوري، عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة.(1/1639)
وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وكان يخطي عن سفيان. وقال المفضل بن غسان عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة، والكوفيون يضعفونه. وقال الدارمي عن يحيى: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة. وقال العجلي: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق. وقال ابن سعد: ثقة صدوق؛ إلا أن فيه بعض الضعف. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العقيلي: ربما يهم في الشيء. وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وقد أخر له الجماعة، وهو من الطبقة التاسعة، ومات سنة199 وقيل200هـ اهـ.
انظر : معرفة الثقات للعجلي 1/217 وتاريخ الدوري (1284) وسؤالات الآجري لأبي داود (141) والجرح والتعديل 2/332 والضعفاء للعقيلي 1/119 والثقات لابن حبان 6/85 وتهذيب الكمال 2/354 وتهذيب التهذيب 1/185 وتقريب التهذيب 98.
وليث: هو ابن أبي سليم ضعيف، تقدم الكلام عليه وعلى روايته لهذا الحديث.
ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 2/20 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة ، قال حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر (رمقت النبي يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ).
قال أبو الشيخ: ومما تفرد به ـثم ذكر أحاديث ـ هذا منها.
ورواه أيضاً 2/275 في ترجمة إبراهيم بن عامر، قال: ومن غرائب حديثه ـ ثم ساق بنفس الإسناد السابق لكن فيه زيادة ـ ولفظه ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يقرا في الركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي الركعتين قبل الغداة قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ).(1/1640)
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/250 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، قال حدثنا الحسين بن إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا الوليد بن أبان ، حدثنا محمد بن عامر ، حدثنا أبي ، عن أبي هانئ عن شريك النخعي ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل صلاة الغداة قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
قال الدار قطني كما في أطراف الغرائب والأطراف (3/466: 3294) . :غريب من حديثه ـ يعني عبيد الله ـ عن نافع عنه ، تفرد به شريك، ولم يروه عنه غير أبي هانئ إسماعيل بن خليفة تفرد به عامر بن إبراهيم عنه، وروى عن عبد المنعم ، عن نعيم ، عن عبيد الله اهـ.
وهذه الرواية التي أشار اليها الدارقطني لم أقف عليها .
و قد تقدم الكلام على هذا الحديث .
ورواه أبو يعلى (5720) ، حدثنا محمد بن المنهال أخو الحجاج.
وابن الضريس في فضائل القرءان (303) أخبرنا مسدد.
كلاهما قالا: حدثنا عبد الواحد ـ يعني ابن زياد ـ حدثنا ليث ، قال حدثني أبو محمد قال : " رمقت ابن عمر شهراً فسمعته في الركعتين قبل الصبح يقرأ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، قال: فذكرت له ذلك ؟ فقال: رأيت رسوا الله صلى الله عليه وسلم شهرا ، أو خمسة وعشرين يوماً يقرأ في الركعتين قبل صلاة الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، وقال إن أحدهما تهدل بثلث القرءان ، والأخرى بربع القرءان: قل هو الله أحد تعدل بثلث القرءان ، وقل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرءان) .
اللفظ لأبي يعلى. ولفظ ابن الضريس ليس فيه ذكر مدة القراءة
(تصحفت رمقت في كتاب ابن الضريس إلى رصفت)
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/450: رواه أبو يعلى بإسناد حسن ، وقال الهيثمي في المجمع 2/218 ورجال أبي يعلى ثقات.
وليث هو : ابن أبي سليم ضعيف كما تقدم .(1/1641)
قال البخاري في التاريخ الكبير 8/11 : (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب ، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) ورواه ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن ابن عمر حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يصح .. والصحيح حديث حفصة .اهـ
وأبو محمد هو : عطاء بن أبي رباح، وفي سماعه من ابن عمر خلاف:
من قال لم يسمع :
قال الدوري التاريخ (3337)و(3438): سمعت يحيى يقول: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر، إنما رآه رؤية.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : عطاء ـ يعني ابن أبي رباح ـ : قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.
وقال ابن محرز في معرفة الرجال (1/126 : 626): سمعت يحيى يقول: قالوا : إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع.
من قال سمع :
قال البخاري في التاريخ الكبير 6/464 ، ومسلم في الكنى والأسماء رقم 2889ص719:
سمع من ابن عمر .
وقال ابن عساكر في تأريخ دمشق 40/376 _ معلقا على كلام القطان _: لا معنى لهذا الإنكار فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر ، وكان يفتي في زمان ابن عمر.
من اختلف في النقل عنه :
قال علي ابن المديني في العلل ص 66 : ورأى عبد الله بن عَمرو… وسمع من ابن عُمر.
وفي مراسيل ابن أبي حاتم رقم (565) عن ابن المديني : رأى عبد الله بن عَمرو ولم يسمع منه .
قال محقق المراسيل: في المطبوعة (عبد الله بن عمر) ، وما أثبتناه من الأصل يوافق العلل ، وليس فيه (ولم يسمع منه) ، وفيه أنه لقي ابن عمر. وهو كما ذكر في مطبوع الباز (عبد الله بن عمر) ص 129 .
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/377 :
عن علي بن المديني: لقي عبدالله بن عُمر ... ورأى عبدالله بن عَمرو ... وسمع .. ابن عُمر .(1/1642)
ونقل العلائي في جامع التحصيل ص 237 ، وابن حجر في تهذيب التهذيب 7/182، وأبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل ص 228: عن علي بن المديني : أنه رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.
أقولُ: ليس في الصحيحين من رواية عطاء عن ابن عمر شيئاً .
وله في السنن الأربع ستة أحاديث:
الأول: عند النسائي 4/205و206، وجاء في بعض الروايات عمن سمع ابن عمر، و عمن سمع ابن عمرو...
الثاني: عند أبي داود (1133) وفي (1130) بالعنعة ، والترمذي (523م)، وفيه (رأيت ابن عمر..) والذين قالوا لم يسمع قالوا إنه رآه.
الثالث: عند أبي داود (4900) ، والترمذي (1019)، وإسناده ضعيف، ورواه بالعنعنه .
الرابع: عند ابن ماجه (2956) بالعنعنه.
والخامس: عند ابن ماجه (4019) بالعنعنه ، و سنده ضعيف .
والسادس: عند ابن ماجه (4259) بالعنعنه و سنده ضعيف. والله أعلم .
وعند أحمد 8/33و440و451 ، و9/496 ، و10/475 طبعة الرسالة .
وقد وقع لمحققي المسند في هذه المواضع شيء عجيب ! فليراجع .
وله روايات عن ابن عمر في غير هذه الكتب ، بعضها صريح في السماع .... تحتاج إلى تتبع ونظر في صحة أسانيدها ، وسلامة ألفاظ الأداء ..ولم أنشط لذلك ..
ولننظر في التأريخ ، والبلد:
فابن عمر رضي الله عنه مقيم بالمدينة ، وتوفي رضي الله عنه بعد حج عام 73 هـ بأيام ...
وأما عطاء بن أبي رباح: فقد وولد في عام 26 فقد روي عنه أنه ولد لسنتين خلون من خلافة عثمان يعني في عام 26هـ ، وقال ابن يونس وابن حبان وغيرهم سنة 27هـ اهـ
أقول: والفرق اليسير غير مهم هنا بمعنى أنه أدرك من حياة ابن عمر رضي الله عنه أكثر من 45 عام ، وعطاء مكي مقيم في الحرم ... = يستبعد أنه لم يسمع من ابن عمر شيئا مع كثرة تردد ابن عمر على مكة للحج والعمرة .. أما اللقاء فلا إشكال ، وأما السماع .. فلعله ـ إن صح ـ قليل جدا .. والله أعلم .
انظر: الكاشف 2/21 ، وتهذيب التهذيب 7/182.
وانظر: تحفة الأشراف 6/11 وإتحاف المهرة لابن حجر 8/588.(1/1643)
ورواه الطبراني في الكبير (13587) قال حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، وابن مردويه في جزء أحاديث أبي عبد الله بن حيان (48ح15) قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، وعبد الله بن محمد بن زكريا ـ ثلاثتهم ـ
(إبراهيم بن نائلة، وإبراهيم بن محمد، وعبد الله) قالوا: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عطاء ، عن ابن عمر قال (شهدت النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين مرة فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر ، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) لفظ ابن مردويه وعند الطبراني (..والركعتين قبل المغرب.. ) .
قال الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (3/408 :3080) : غريب من حديث عطاء بن أبي رباح عنه ، تفرد به ثوير بن أبي فاخته عنه ، وتفرد به إسماعيل بن عمرو عنه ، عن إسرائيل ، عن ثوير .
تنبيه : في أطراف الغرائب : يزيد بن أبي فاختة ! وهو خطأ ،.
وفيه: عن إسماعيل بدل إسرائيل والصواب: ما أثبته .
وطبعة هذا الكتاب _الكتب العلمية _ مليئة جداً بالأخطاء.والله أعلم .
وفيه: إسماعيل بن عمرو البجلي: قال أبو حاتم، والدارقطني ضعيف ، وقال ابن حبان: يغرب كثيراً ، وقال أبو أحمد بن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها ، وقال الخطيب البغدادي: صاحب غرائب ومناكير ، وقال ابن عقدة: ضعيف ذاهب الحديث ، وقال الأزدي: منكر الحديث ، وقال أبو الشيخ الأصبهاني: غرائب حديثه تكثر .
انظر: الثقات لابن حبان 8/100 ، والكامل 1/523 ، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/71 ، وميزان الاعتدال 1/239 ، وتهذيب والتهذيب 1/279 .
وثوير بن أبي فاختة هو : أبو الجهم الكوفي:
متفق على ضعفه ، بل بعضهم كذبه .(1/1644)
انظر: التاريخ الكبير 2/183 ، والجرح والتعديل 2/472 ، والضعفاء للنسائي 27 ، والمجروحين 1/205 ، والضعفاء للعقيلي 1/180 ، والكامل 2/315 , وتهذيب الكمال 4/429 ، وميزان الاعتدال 1/375 ، وتهذيب التهذيب 2/32 ، وتقريب التهذيب 135.
وعلقه ابن أبي حاتم في العلل 1/105،
ورواه ابن السماك في جزء حنبل " التاسع من الفوائد" (10) قال حدثنا حنبل، حدثنا عمر بن عثمان، حدثنا أبو تميلة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة.
وابن عبد البر في التمهيد 7/258 من طريق عمر بن عثمان بهذا الإسناد .
(تنبيه : تصحف في التمهيد إلى عمرو بن عثمان )
ورواه ابن عدي في الكامل 7/186، حدثنا محمد بن أحمد بن موسى السوليطي، حدثنا علي بن بكار المصيصي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن يحيى بن أبي أنيسة.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص(21) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن علي بن عمر الحافظ، وعبيد الله بن حبابة ، قالوا : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا طالوت بن عباد حدثنا شهاب بن شرنفة.
ثلاثتهم (زيد بن أبي أنيسة، ويحيى بن أبي أنيسة، وشهاب بن شرنفة) عن نفيع بن الحارث، عن ابن عمر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة يقرأ في الركعتين قبل الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. قال: وسمعته يقول: نعمت السورتان هما قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن)
لفظ ابن السماك ، ومثله عند ابن عبد البر : إلا أنه لم يذكر عشرين ليلة.
ولفظ ابن عدي قريب من هذا جداً وفيه (رمقت ..خمس وعشرين يوماً..)
ولفظ الخلال مثل لفظ ابن عدي إلا أنه لم يذكر (نعمت السورتان ..الخ) .
قال ابن السماك: أخبرنا حنبل حدثنا عمر بن عثمان : أبو أنيسة اسمه يزيد ، وهذا يحيى بن يزيد أخو زيد بن أبي أنيسة، قال: وقال أبو تميلة : قال ابن إسحاق أنا أجمعهما جميعاً.(1/1645)
تنبيه: في رجال مسلم لابن منجويه 1/215 ، وتهذيب الكمال 31/223 ، وتهذيب التهذيب 3/343 وطبقات الحفاظ للسيوطي2/64 قالوا في ترجمة زيد بن أبي أنيسة: واسمه ( أبو أنيسة ) زيد. اهـ
وعليه ؛ فهذا وهم ! من عمر بن عثمان ، ويكون يحيى هذا ـ والله أعلم ـ هو:
يحيى بن يزيد الجزري أبو شيبة الرهاوي ، فهو الذي يروي عن زيد بن أبي أنيسة ، ويروي عنه محمد بن إسحاق.
انظر: تهذيب الكمال 32/44 .
وقال أبو عمر ابن عبد البر : ليس هذا الإسناد بقوي.
وزيد بن أبي أنيسة هو: أبو أسامة الجزري الرهاوي : ثقة .
انظر: معرفة الثقات 1/376 والجرح والتعديل 3/556 والطبقات الكبرى 7/481 وسؤالات أبي داود لأحمد 279 وتاريخ عثمان الدارمي (338 )والثقات لابن حبان6/315 والضعفاء للعقيلي 2/74 وتهذيب الكمال 10/18 وتذكرة الحفاظ 1/139 وتهذيب التهذيب 3/343 و تقريب التهذيب 222 .
ويحيى بن أبي أنيسة هو: أبو زيد الجزري: قال أخوه زيد: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب ، وهو متفق على ضعفه .
انظر: التاريخ الكبير 8/262 والضعفاء الصغير للبخاري 118 ومقدمة مسلم 20 والجرح والتعديل 9/129 و الضعفاء للنسائي 110 والمجروحين لابن حبان 3/110 والضعفاء للعقيلي 4/392 والكامل لابن عدي 9/3 وتهذيب الكمال 31/223 وميزان الاعتدال 4/364 وتهذيب التهذيب 11/161 وتقريب التهذيب 588.
وشهاب بن شرنفة هو: المجاشعي البصري: قال البخاري: كان من عباد أهل البصرة .
وقال مسلم بن إبراهيم : حدثنا وكان شيخاً صدوقاً. قال ابن معين: ليس إسناده بالقائم .
وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى عن شهاب بن شرنفة ؟ فقال: حدث عنه ابن المبارك وأصحابنا ، وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات قال أبو حاتم: روى عنه … وعبد الرحمن بن مهدي .
انظر: التاريخ الكبير 4/236 والعلل ومعرفة الرجال 3/18 والجرح والتعديل 4/362 والثقات لابن حبان 6/443 وميزان الاعتدال 2/282 .(1/1646)
وفيه نفيع بن الحارث هو : أبو داود الأعمى:
قال أحمد بن أبي يحيى، عن ابن معين: يضع ليس بشيء. وقال: سمعت أحمد يقول: قال: نفيع سمعت العبادة ولم يسمع منهم. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي: متروك الحديث . وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وضعيف الحديث. وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات توهماً لا يجوز الاحتجاج به. وقال العقيلي: كان ممن يغلو في الرفض. وقال الساجي: كان منكر الحديث يكذب. وقال الدارقطني: متروك. وقال الدولابي: متروك. وقال الحاكم: روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: هو من جملة الغالين بالكوفة. وقال ابن عبد البر أجمعوا على ضعفه ، وكذبه بعضهم واجمعوا على ترك الرواية عنه.
وهو من الطبقة الخامسة .
انظر: التاريخ الكبير 8/114 الضعفاء للبخاري 115 والمجروحين 3/55 والضعفاء للعقيلي 4/306 والكامل 8/327 وتهذيب الكمال 30/9 ميزان الاعتدال 4/272 تهذيب التهذيب 10/419 والكاشف 2/325 وتقريب التهذيب 565.
ورواه ابن أبي عمر كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2301) .
تنبيه : هذا الموضع من إتحاف الخيرة المهرة لم يعثر محققوه على الجزء المسند منه بل اثبتوا ما في المختصر بدون إسناد وقال البوصيري ورجاله ثقات .
وقال ابن عبد البر في التمهيد 24/40: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. من حديث عائشة، وحديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن مسعود، وكلها صحاح ثابتة.!
أقول: تقدم كلام الإمامان: مسلم ، ومحمد بن نصر بتضعيفه عن ابن عمر مطلقا ...
وتقدمت نقول خاصة ببعض الطرق ...
والخلاصة : أنه لا يصح عن عن ابن عمر والعلم عند الله .
(2) أبو هريرة رضي الله عنه :(1/1647)
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/108 ، ومسلم في صحيحه (726) ، وأبو داود (1256) ، والنسائي في المجتبى 2/156، والكبرى (1017) ، وابن ماجه (1148) ، وأبو منصور الشيباني في جزء أحاديث يحيى بن معين رقم (27) ، وأبو عوانة (2163) ، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 2/321 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/42 ، والبيهقي 3/43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/496 ،
كلهم من طريق: مروان الفزاري ، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ".
(3) جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 ، وابن حبان (2460) ، وابن بشران في الأمالي (390) ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/463 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 11/74 ، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/503 ،
كلهم من طريق حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه " أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر ، فقرأ في الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه ، وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد حتى انقضت السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه ، فقال طلحة فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين ".
تنبيه : في شرح معاني الآثار سقط من إسناد الحديث يحيى ـ يعني بن عبد الله بن يزيد ـ وجعل عن عبد الله بن يزيد ويحيى هو راو الحديث ، وهو مثبت في بقية المصادر. ثم رأيت ابن أبي الوفاء الحنفي في كتابه الحاوي في بيان آثار الطحاوي 2/204 قال: كذا وقع ! والصواب: يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري اهـ.
ويحيى بن عبد الله بن يزيد:(1/1648)
قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل كتبنا عن أبي زكريا الأنيسي ولم يكن به بأس وأثنى عليه ، وذكره في الثقات 7/613 .اهـ
طلحة بن خراش:
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ص77 : من جلة أهل المدينة ممن كان يغرب عن جابر بن عبد الله . وذكره في الثقات 4/394 .
وفي تهذيب التهذيب 5/14 : قال النسائي صالح ،...وقال ابن عبد البر : موسى وطلحة كلاهما مدني ثقة ، وقال الأزدي: طلحة روى عن جابر مناكير.
أقول : وهذا من غرائبه عن جابر .
قال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/504 : هذا حديث حسن .
(4) أنس بن مالك رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 ، والبزار – كشف الأستار ـ (704) ، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/373 ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/463 ، والضياء المقدسي في المختارة 7/119،120 ومن طريقه الضياء ابن حجر في نتائج الأفكار1/500 .
كلهم من طرقٍ عن خلف بن موسى، حدثنا أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال :"كان رسول الله صلى الله عليه يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" .
ولفظ البيهقي "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" .
قال البزار: تفرد به موسى بن خلف، عن قتادة .
وقال الضياء المقدسي: موسى أثنى عليه جماعة من الأئمة، وتكلم فيه آخرون ، والله أعلم . وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة اهـ.
قال العراقي في تكملة شرح الترمذي (1/ق75 /ب) : رجال إسناده ثقات ،
وكذا قال الهيثمي في المجمع 2/218، و الشوكاني في نيل الأوطار 3/24 وتحفة الذاكرين 170 .
وقال ابن حجر: هذا حديث حسن اهـ.
وموسى بن خلف هو: أبو خلف العمّي البصري:(1/1649)
قال الجوزجاني: حدثنا عفان، حدثنا موسى بن خلف، أثنى عليه عفان ثناء حسناً ،وقال: ما رأيت مثله قط، وقال العجلي: ثقة، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن خلف ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس ليس، بذاك القوي، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يروي عن قتادة أشياء مناكير، وعن يحيى بن أبي كثير ما لا يشبه حديثه فلما كثر ضرب هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات ، وما تفرد جميعاً. وقال البرقاني، عن الدارقطني ليس بالقوي يعتبر به.
أقول : لا شك أن في النفس شيء من هذه الرواية ، وتقدم قول البزار: إنه تفرد به موسى عن قتادة ، وكلام ابن حبان نص في ترك الاحتجاج بما تفرد به .
انظر: معرفة الثقات 2/303 ، والتاريخ الكبير 7/282 ، والجرح والتعديل 8/140 ،وسؤالات ابن الجنيد (549) ، وسؤالات الآجري 225 ، والثقات لابن شاهين 222 ، والمجروحين 2/240 ، والكامل لابن عدي 8/60 ، وسؤالات البرقاني 67 ، وتهذيب الكمال 29/55 ، وميزان الاعتدال 4/203 ، وتهذيب التهذيب 10/304 .
(5) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
رواه الطبراني في الأوسط (7761) قال حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا أصرم بن حوشب، عن إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه، ولا تحدثنا عن غيرك، وإن كان ثقة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول": ... (ذكر حديثا طويلا وفيه)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ...الحديث ".
ومن هذا الطريق أخرجه ابن حجر في نتائج الأفكار 1/506.(1/1650)
قال الطبراني في المعجم الأوسط (7761) والصغير 1/399 : لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشعث.
وقال ابن حجر: ـ معلقاً على كلام الطبراني ـ وهو: ـ يعني أبو الأشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي من شيوخ البخاري لكن شيخه، وشيخ شيخه ضعيفان. ويعارض هذا ما أخرجه أبو داود من رواية جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما " كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يطيل الركعتين بعد المغرب حتى ينصرف أهل المسجد".
قال محمد بن نصر ـ بعد أن أخرجه موصولاً ومرسلاً ـ : إن ثبت هذا فلعله فعله في بعض الأوقات انتهى كلام ابن حجر.
أقول : كلام ابن نصر على حديث ابن عباس في إطالة الركعتين بعد المغرب فقط.
انظره في مختصر قيام الليل ص85 .
ورواه الطبراني في الصغير 1/399 ، وفي 2/205 من طريق أبي الأشعث بن المقدام العجلي..الخ . فساقه مختصراً بذكر آخره فقط ليس فيه ذكر القراءة .
ثم قال:لم يرو هذا الحديث الذي هو: جملة أحاديث من حيث المعنى عن قرة إلا أصرم تفرد به أبو الأشعث. اهـ.
ورواه الحاكم في المستدرك 3/568 أخبرني أبو الوليد الإمام، وأبو بكر بن قريش قالا: أنبأ الحسن بن سفيان. وأخبرني محمد بن المؤمل، حدثنا الفضل بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن المقدام ..الخ فساقه بنحو هذا الحديث لكن ليس فيه ذكر القراءة في ركعتي الفجر .
وسكت عليه الحاكم.!
وقال الذهبي في المختصر 5/2280 :
أضنه موضوعاً ؛ ففيه إسحاق بن واصل وهو متروك، وأصرم بن حوشب وهو متهم بالكذب اهـ.
وذكر الزيلعي في نصب الراية 1/296:كلام الذهبي هذا ، وسكت عليه .
وذكر هذا الحديث الذهبي في الميزان 1/202 في ترجمة إسحاق بن واصل وقال: فمن بلاياه التي أوردها الأزدي مرفوعاً ...ثم قال: لكن الجميع من رواية أصرم بن حوشب، وليس بثقة عنه، وهو هالك.(1/1651)
وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث 66 في ترجمة إسحاق، ـ وأورد كلام الذهبي ـ ثم قال: فأشار بقوله من بلاياه ـ يعني وضعه ـ ثم توقف في ذلك لأجل أصرم. والله أعلم .
وذكره ابن حجر في اللسان 1/377 وذكر كلام الذهبي في الميزان، ومختصر المستدرك وأقره عليه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/53 و 9/170: وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف ، وفي موضع آخر: وهو متروك.
وأصرم بن حوشب هو: أبو هشام الكندي:
متروك الحديث ، وبعضهم كذبه .
انظر: التاريخ الكبير 2/56 و الضعفاء الصغير للبخاري (35:21) والتاريخ الصغير 2/290 و الجرح والتعديل 2/336 و الضعفاء للنسائي (66:22) أحوال الرجال للجوزجاني 205 والكنى والأسماء لمسلم 1/879 وطبقات الأسماء المفردة171 والمجروحين لابن حبان 1/181 و الضعفاء للعقيلي 1/118 و الكامل لابن عدي 2/95 ، وتاريخ بغداد7/30 ، وميزان الاعتدال 1/272 و لسان الميزان 1/461 .
وإسحاق بن واصل الضبي : قال الأزدي: متروك الحديث زائغ ،وقال الذهبي: من الهلكى.
انظر : الضعفاء لابن الجوزي 1/105، وميزان الاعتدال 1/202، والمغني في الضعفاء 1/74 والكشف الحثيث 66 ، ولسان الميزان 1/377.
(6) عائشة رضي الله عنها :
رواه عبد الرزاق (4788) و (4789) ، وابن أبي شيبة في المصنف 2/50 ، وإسحاق بن راهويه (1339) و (1340) ، وأحمد 6/184 و225 و238 ، وابن أبي عمر كما في المطالب العالية لابن حجر رقم (627) ، والدارمي (1414) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار1/297 ، وأبو نعيم في الحلية 10/30 ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/464 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/40و41 ، وابن حجر في نتائج الأفكار1/502
كلهم من طرق عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن عائشة (أن رسو الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) وفي بعض الألفاظ (..يسر فيهما القراءة) وفي لفظ (يخفي ما كان يقرأ فيهما ..).(1/1652)
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/297: إنه منقطع .
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/502: هذا حديث حسن .
ورواه إسحاق بن راهويه (1338) ، وأحمد 6/183 كلاهما قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن عائشة سئلت عن ركعتي الفجر فقالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخففهما ، قالت: فأظنه كان يقرأ بنحو من: قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد) . لفظ أحمد .
ورواه إسحاق (1341) أخبرنا النضر، أخبرنا الأشعث، عن عبد الملك عن ابن سيرين ، عن عائشة قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر القراءة في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد ، وقل يا أيها الكافرون).
ورواه أحمد 6/184 حدثنا علي عن خالد الحذاء ، عن ابن سيرين، عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
قال ابن محرز في معرفة الرجال (1/127رقم 630): سمعت يحيى بن معين يقول: ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئاً قط ، ولا رآها .
وقال أبو حاتم كما في المراسيل لابنه رقم (687) ، وجامع التحصيل للعلائي 264، وتحفة التحصيل للعراقي 277 : لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئاً.
وتقدم قول الطحاوي عند ذكر حديث هشام عن ابن سيرين عن عائشة إنه منقطع .
ورواه أحمد 6/239. وابن ماجه (1150) ، وابن حبان (2461) ، والطبراني في الأوسط (5247) ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/496 ، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/502
من طرق عن يزيد بن هارون، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر ـ وقال يزيد مرة: ركعتين بعدهاـ وركعتين قبل الفجر ، وكان يقول: نعم السورتان هما يقرؤونهما في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد".
لفظ أحمد .
قال الطبراني:لم يرو هذا الحديث عن الجريري ، إلا يزيد بن هارون. تفرد به سهل بن صالح .(1/1653)
أقول: رواه ابن خزيمة (1114) قال: حدثنا بندار، أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر ،وركعتين قبل العصر لا يدعهما قالت: وكان يقول: نعم السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر قل هو الله أحد ،وقل يا أيها الكافرون".
فهذه متابعة من يوسف الأزرق ليزيد بن هارون.
وأيضاً: لم يتفرد به سهل بن صالح، عن يزيد بن هارون فقد رواه عن يزيد: أحمد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعثمان بن أبي شيبة.
انظرها في مصادر التخريج السابقة.
قال ابن حجر في فتح الباري 3/60 : وقد روى ابن ماجه بإسناد قوي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها … وذكر هذا الحديث ، وكذا القسطلاني في المواهب اللدنية 4/225. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/139: هذا إسناد فيه مقال الجريري اسمه سعيد بن أياس احتج فيه الشيخان في صحيحيهما إلا أنه اختلط بآخره ، وقد قيل: إن يزيد بن هارون إنما سمع منه بعد التغير وباقي رجال الإسناد ثقات .
أقول : الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن هذا الحديث حسن ففي الإسناد انقطاع بين ابن سيرين وعائشة ، وابن سيرين قد قيل إنه لا يروي إلا عن ثقة قاله ابن عبد البر في التمهيد 8/301 وابن تيمية في الفتاوي 23/47 ، وعليه فهذا ضعف يسير لعله ينجبر برواية عبد الله بن شقيق عنها ، ويشهد له حديث أبي هريرة المتقدم ، والله أعلم .
ورواه الطبراني في الأوسط (7304) حدثنا محمد بن العباس، حدثنا نصر بن علي، حدثنا هارون بن مسلم ـ صاحب الحناء ـ ، نا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي عن عائشة قالت:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الصبح والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن محمد بن علي، عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن مسلم .اهـ .(1/1654)
وهارون بن مسلم صاحب الحناء : قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لين .
وذكره ابن حبان في الثقات ، وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وقال البرقاني، عن الدارقطني: صويلح يعتبر به، وقال الدارقطني في العلل : ضعيف، وقال الحاكم: ثقة، قد روى عنه أحمد بن حنبل.
انظر: الجرح والتعديل 9/94 ، والثقات 9/237 ، والعلل للدارقطني 6/147 ، وسؤالات البرقاني 69 ، ومستدرك الحاكم 1/419 ، وميزان الاعتدال 4/286، والإكمال 444 ، ومجمع الزوائد 5/116 ، وتهذيب التهذيب 11/11 ، ولسان الميزان 6/182 ، وتعجيل المنفعة 427.
وفيه أيضاً: القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري: متفق على ضعفه
انظر: تاريخ الدوري (1809) ، والجرح والتعديل 7/112 ، وأجوبة الرازي على سؤالات البرذعي 373 ، وصحيح ابن خزيمة 4/442 ، والترغيب والترهيب للمنذري 2/107 ، وميزان الاعتدال 4/462 .
وهو أيضا : منقطع ؛ فإن محمد بن علي لم يسمع من عائشة : قال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة شيئاً ؟
قال: لا يصح أنه سمع قلتُ: فسمع من عائشة ؟ فقال: لا ، ماتت عائشة قبل أم سلمة.
وقال ابن طهمان وسمعته ـ يحيى بن معين ـ سئل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة ؟ فقال روى مرسلاً وقد عمرت ، وسمعته يقول: ماتت عائشة قبل أم سلمة رضي عنها ، وماتت عائشة ، وأبو هريرة سنة خمس وخمسين .
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (672) ، وجامع التحصيل266 ، وتحفة التحصيل 283 .
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/146 حدث عبد الله بن أحمد بن أسيد حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر " قل هو الله أحد وفي الأولى قل يا أيها الكافرون " .(1/1655)
أقول : هكذا قال أبو نعيم ، ولم يذكر من حدثه عن عبد الله بن أحمد ، وهو يروي عنه بواسطة رجل ، ولم يسمع منه لأن عبد الله بن أحمد بن أسيد توفي سنة 310هـ وأبا نعيم ولد سنة 336هـ انظر: تاريخ أصبهان ( 2/26:983).
ومحمد بن عبد الرحمن المجاشعي: لم أجد من ترجم له ، ولم يذكر مع من روى عن هشام بن عروة ، وذكر المزي في شيوخ عامر بن إبراهيم : محمد بن عبد الرحيم المجاشعي الأصبهاني فلعله هو ، لكن أيضاً: لم أجد من ترجم له.
فأين أصحاب عروة عن هذا الحديث ؟! ثم أصحاب هشام عنه ؟! حتى يتفرد عنه هذا ! .
وقد تقدم بعض الكلام على هذه الرواية في حديث ابن عمر ، وأن عامر بن إبراهيم قد اضطرب فيه ؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ، ولم يتابع على شيء من ذلك. والله أعلم.
(7) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84 قال: حدثنا محمد بن يحيى . والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود. والطبراني في الأوسط (5767) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، وإبراهيم، ومحمد بن عبد الله) قالوا: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عبد الملك بن الوليد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: " ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" .
قال محمد بن يحيى (مختصر قيام الليل 84 ) : لو شاء قائل لقال: مسند ، ولو شاء قائل لقال: منكر .
ورواه أبو يعلى (5049) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 18/433، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/505 .(1/1656)
ورواه الطبراني في الكبير (10250، 1025) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وإبراهيم بن هاشم البغوي. وابن عدي في الكامل 6/535 قال: حدثنا الحسن بن الطيب البلخي. أربعتهم (أبو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، والحسن) قالوا: حدثنا سعيد بن أبي الربيع حدثنا عبد الملك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود فذكره، مثل لفظ أحمد بن يونس.
قال ابن عدي : هذا الحديث مع أحاديث يرويها عبد الملك، عن عاصم بهذا الإسناد وغيره مما لا يتابع عليه .
وقال ابن حجر: هذا حديث غريب ـ ثم ذكر كلام ابن عدي على هذا الحديث ثم قال ـ قلت: أخرج محمد بن نصر بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كانوا يستحبون أن يقرؤوا في صلاة الفجر، والركعتين بعد المغرب فذكره. وعبد الرحمن: تابعي كبير سمع من ابن مسعود، وغيره من كبار الصحابة؛ فهو شاهد قوي .اهـ .
تنبيه : عند الطبراني رقم (10250) ذكر أنه يقرأها في ركعتي الفجر ، ولم يذكر المغرب ، وفي (10251) على عكس ذلك !
ورواه الترمذي (431) ، وابن ماجه (1166)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/387 ، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (253) ، والبزار (1843) ، والعقيلي في الضعفاء 3/38 ، وابن الأعرابي في معجمه1/63 ، وابن عبد البر في التمهيد 24/42 ، والبغوي في شرح السنة (884)
كلهم من طرق عن بدل بن المحبر حدثنا عبد الملك، حدثنا عاصم، عن زر، وأبي وائل، عن عبد الله بن مسعود به.
إلا الترمذي وعنه البغوي فعن أبي وائل وحده ، والبيهقي عن زر وحده .
وعند ابن ماجه ، والطوسي: "..يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب..". ولم يذكر القراءة في ركعتي الفجر.
وعند ابن شاهين: "..كان يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر، وفي الركعتين بعد صلاة العصر..".
وعند البزار: "..يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر..". ولم يذكر القراءة في ركعتي المغرب.
وعند العقيلي: (.. يقرأ في ركعتي الفجر، وركعتي الغداة .. ) !(1/1657)
قال الترمذي: هذا حديث غريب، من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم .
وقال العقيلي: لا يتابع عليه ـ يعني عبد الملك ـ بهذا الإسناد، وقد روي المتن بغير هذا الإسناد بإسناد: جيد .
وقال النووي في خلاصة الأحكام 1/544 ـ بعد ذكره كلام الترمذي على هذا الحديث ـ قلت: وإسناده محتمل .
تنبيه : وقع في إسناد ابن شاهين : (عن زر عن أبي وائل) ، والصواب: (عن زر و أبي وائل).
ووقع في إسناد العقيلي (عن ذر) ، والصواب (عن زر) .
(8) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:
رواه الحسن بن سفيان في مسنده ـ كما في لسان الميزان لابن حجر (3/111رقم 367 ) ـ قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي الحمصي، حدثنا سليم بن عثمان، وكان ثقة، سمعت محمد بن زياد يقول: سمعت أبا أمامة يقول : فذكر حديثاً في قراءة سورتي الإخلاص في ركعتي الفجر .
ثم قال ـ ابن حجر ـ : وهو غريب من هذا الوجه ، مشهور من رواية أبي هريرة وغيره اهـ.
وقال في نتائج الأفكار 1/503: وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده بسند ضعيف، ولفظه مثل حديث أنس. اهـ. (قد تقدم حديث أنس)
أقول: إسحاق بن إبراهيم الزبيدي المعروف أبوه: بزبريق.
قال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين: وأثنى على إسحاق بن الزبريق خيراً، وقال: الفتى لا بأس به، ولكنهم يحسدونه. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: شيخ. وقال أبو داود: قال لي ابن عوف: ما أشك أن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق يكذب. وقال الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: ليس هو بشيء. وقال عبد الكريم بن أبي عبدالرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن العلاء يقال له ابن زبريق ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث.
انظر: الجرح والتعديل 2/209 ، والثقات لابن حبان 8/113 ، وتاريخ دمشق 8/109 ، وتهذيب الكمال2/270 ، وميزان الاعتدال 1/181، وتهذيب التهذيب1/189 ، ولسان الميزان 3/111 .(1/1658)
وأخرجه الخلال في فضائل سورة الإخلاص (37) حدثنا علي بن إبراهيم بن أبي عزة، أبنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا سليمان ـ يعني ابن سلمة ـ حدثنا سليم بن عثمان الطائي، حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى بالحمد ، وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية بالحمد ،وقل هو الله أحد، لا يعداهن " .
أقول: سليمان بن سلمة هو: أبو أيوب الخبائري:
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ولم يحدث عنه ، وسألته عنه ؟ فقال: متروك الحديث لا يشتغل به ، فذكرت ذلك لابن الجنيد ، فقال: صدق كان يكذب ، ولا أحدث عنه بعد هذا ، وقال النسائي: ليس بشيء ، وقال الأزدي: معروف بالكذب ، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر، وقال الخطيب: مشهور بالضعف، وقال ابن الملقن: المتروك الكذاب.
انظر: الجرح والتعديل 4/121 والضعفاء للنسائي 49 والكامل لابن عدي 4/297 و الضعفاء لابن الجوزي 1/20 وميزان الاعتدال 2/209 وخلاصة البدر المنير 2/384 ولسان الميزان 3/93 والكشف الحثيث 129.
وأما سليم بن عثمان الذي دارت عليه هاتين الروايتين فهو: أبو عثمان الطائي الفوزي الزبيدي الحمصي:
قال البخاري، ومسلم، وأبو حاتم: عنده عجائب. زاد أبو حاتم: وهو مجهول ، وقال ابن جوصاء: سألت أبازرعة عن أحاديث سليم بن عثمان الفوزي، عن محمد بن زياد وعرضتها عليه فأنكرها وقال: لا تشبه حديث الثقات عن محمد بن زياد، وقال مرة: أحاديثه مسواة موضوعة. وقال ابن حبان: روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيب الكثيرة، ولست أعرفه بعدالة، ولا جرح، ولا له راو غير سليمان، وسليمان ليس بشيء، فإن وجد له راو غير سليمان بن سلمة اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتأهله من جرح أو عدالة. قال ابن حجر ـ معلقا على كلام ابن حبان هذا ـ له رواة غيره وتعين توهينه ، وقال أيضا : ليس بثقة ، وقال ابن عدي: يروي عن محمد بن زياد مناكير .(1/1659)
انظر : التاريخ الكبير 4/125 ، والكنى والأسماء لمسلم (2204) ، والجرح والتعديل 4/116 ، والثقات 6/415 ، والكامل4/334 ، والضعفاء لابن الجوزي 1/13 ، وميزان الاعتدال 2/230 ولسان الميزان 3/111.
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم" يقرأ في ركعتي الفجر ( قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [آل عمران 84] في الركعة الأولى ، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53] أو(إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119] شك الدراوردي.
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/108 عن إبراهيم بن حمزة ، وكذا المزي في تهذيب الكمال 19/466 ، وأبو داود (1260) عن محمد بن الصباح بن سفيان ، والبخاري في التاريخ الكبير 6/239 ، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 ، والبيهقي في الكبرى 3/43 ، من طريق سعيد بن منصور .
ثلاثتهم (إبراهيم ، ومحمد ، وسعيد) عن عبد العزيز بن محمد ، عن عثمان بن عمر يعنى ابن موسى ، عن أبي الغيث، عنه به.
وهذا لفظ أبي داود ، أما البخاري في ، والطحاوي ، والبيهقي فعندهم أنه " قرأ في الركعة الأولى قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية [البقرة136] .
وعند البخاري 4/108، والمزي (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) و (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) بالواو بدل أو .
(تنبيه: البخاري في 6/239لم يسق المتن)
وعند الطحاوي ، والبيهقي : " وفي الثانية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53].(1/1660)
قال البيهقي: هكذا أخبرناه بلا شك، وقد رواه محمد بن الصباح، عن عبد العزيز الدراوردي بالشك في قوله (ربنا آمنا بما أنزلت) فلم يدر هذه الآية ، أو( إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119]، وكذلك إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي اهـ.
أقول:لم يشر البيهقي إلى الاختلاف في الآية الأولى، ففي رواية سعيد منصور، وإبراهيم بن حمزة : أنه قرأ في الأولى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم) الآية [البقرة136].
وفي رواية محمد بن الصباح: أنه قرأ في الأولى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [الآية 84 آل عمران] .
عبد العزيز بن محمد هو: الدراوردي : موصوف بالغلط ، والوهم ، وسوء الحفظ إذا حدث من حفظه... وللحفاظ كلام متفاوت نسبيا لا أطيل بذكره ، ولكن تجده في
: معرفة الثقات للعجلي 2/98 والتاريخ الكبير 6/25 و الجرح والتعديل 5/395 و الطبقات لابن سعد 5/424 و الثقات لابن حبان 7/116 و الضعفاء العقيلي 3/20 و تهذيب الكمال 18/187 و الكاشف 1/658 و تهذيب التهذيب 6/315 و تقريب التهذيب 358 .
وعثمان بن عمر بن موسى هو التيمي : قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين ؟ فعمر بن عثمان المدني عن أبيه عن ابن شهاب ؟ قال: ما أعرفهما ، وقال ابن عدي هو كما قال : مجهول ، وذكره ابن حبان في الثقات ،. وقال أبو بن يربوع الإشبيلي : رأيت الدارقطني قد ذكره في العلل كثيرا ، وقال لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم ، قال: قد رأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع . قال ابن حجر: وقول عثمان الدارمي عن يحيى بن معين لا أعرفه ، وقول ابن عدي هو كما قال ، عجيب فقد عرفة غيرهما حق المعرفة ، لكنه قال في التقريب: مقبول.
(تنبيه : انظر تعليق الدكتور أحمد نور سيف على كلام ابن حجر في تاريخ الدارمي ص47)(1/1661)
انظر : تاريخ الدارمي ص47 ، وتاريخ البخاري الكبير 6/239 ، والجرح والتعديل 6/159 ، والثقات لابن حبان 7/200 ، والكامل لابن عدي 5/175 ، وتهذيب الكمال 19/464 ، وتهذيب التهذيب 7/130 ، وتقريب التهذيب 1/386 .
وسالم أبو الغيث: ثقة .
انظر: وتاريخ البخاري الكبير 4/108 ، والثقات لابن حبان 4/306 ، وتهذيب الكمال 10/179، والكاشف 1/424 ، وتهذيب التهذيب 3/385 .
وهذا الحديث – والله أعلم – لا يصح : لشك الدراوردي فيه , واضطرابه ، فتقدم اختلافهم في الآية في الركعة الأولى ، والشك ، وعدمه في الثانية ... ، ولحال عثمان ، وكون هذا الحديث من أفرادهم ، فلم يروه حسب اطلاعي وبحثي عن أبي هريرة غير سالم ، ولا عنه غير عثمان تفرد به الدراوردي .
والبخاري في تاريخه الكبير 4/108: كأنه ـ والله أعلم ـ ألمح لضعفه ـ إن صح مافهت ـ فقد ذكر هذا الحديث ثم أردف بعده حديث مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بقراءة سورتي الإخلاص ... (الحديث خرجه مسلم وقد تقدم) .
الحديث الرابع :
عن أبي هريرة قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى (آمنا بالله وما أنزل إلينا) وفي الثانية (ربنا إننا آمنا فاغفر لنا) أو نحو ذا ".
ذكره البوصيري ـ في إتحاف الخيرة المهرة (2306) ـ وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف ؛ لجهالة التابعي، ورواه أبو داود في سننه ، وسكت عليه بلفظ آخر .اهـ .
أقول: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع الذي هو برواية ابن حمدان ، وقد في مسنده الكبير برواية ابن المقري فهي التي اعتمدها البوصيري في كتابه . والله أعلم .
والحديث الذي قال البوصيري رواه أبو داود وسكت عنه ... هو الحديث الثالث .
الحديث الخامس:(1/1662)
عن ابن عباس أنه كان يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن ، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران64] حتى يختم الآية ".
رواه أحمد 1/265 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق، حدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس به .
ورواه الطبراني في الكبير (10816) ، وأبو يعلى ـ كما في المطالب العالية لابن حجر ـ (629) من طريق يحيى بن واضح، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن معبد ، عن عبد الله بن عباس به .
أقول: هذا الحديث تفرد به ابن إسحاق لم أجده إلا من طريقه ، وقد اختلف فيه عليه فصرح بالتحديث في رواية إبراهيم بن سعد ، وشيخه العباس بن عبد الله عن بعض أهله عن ابن عباس.
وفي رواية يحيى بن واضح عنعن ، وأسقط العباس بن عبدالله ، وجعله عن أبيه عن ابن عباس !
وهو مخالف لما ثبت عن ابن عباس في صحيح مسلم وغيره عن ابن عباس ، كما في الحديث الأول.
ولم أجد ما يبين سماع ابن إسحاق من عبد الله بن معبد ..
فهنا: احتمال انقطاع ، واختلاف ، ومخالفة ، وتفرد ، وجهالة .. فجميعها مما يرجح رده ، وعدم قبوله ، والعلم عند الله تعالى .
تنبيه: لم أجد هذا الحديث في مسند أبي يعلى المطبوع برواية ابن حمدان ، ولعلها في مسند الكبير برواية ابن المقري ؛ فهي التي اعتمدها الحافظ في كتابه المطالب العالية.
الخاتمة :
لم يصح بعد البحث ، والتتبع في القراءة براتبة الفجر إلا حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] ".(1/1663)
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ".وقد خرجهما مسلم في صحيحه ،
ورواية عائشة لهذا الحديث قوية أيضا.
وأخيرا : يا أيها القارئ فيه أمعن النظر , وأوسع لكتابه العذر إن اللبيب من عذر ، ويأبى الله العصمة لغير كتابه , والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه , والله المسئول أن يوفقنا لصواب القول والعمل , وأن يرزقنا اجتناب أسباب الزيغ والزلل , إنه قريب مجيب لمن سأل , لا يخيب من إياه رجا وعليه توكل ، صلى الله على خليلنا محمد ، آله وصحبه وسلم.
---
ابن الشحي
03-13-2004, 01:09 PM
جزاك الله خيرا.
لقد اتحفتنا وأفتدنا.
بارك الله في علمك ووفقك لكل خير
---
أبومجاهدالعبيدي
05-26-2005, 06:16 PM
بناء على نتيجة هذا البحث تكون السنة قراءة آية البقرة رقم 136 ، وآية آل عمران 52 .
ولكن ؛ يلاحظ أن آية آل عمران 52 جاءت في سياق الكلام عن قصة عيسى عليه السلام مع قومه ، فهي متعلقة بما قبلها ، وما بعدها من الآيات ؛ فهل ورد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم اقتصاره على آية متعلقة بما قبلها وما بعدها ؟
في النفس شيء من نتيجة هذا البحث ؛ أرجو من الشيخ عبدالرحمن السديس أن يفيدنا أكثر في هذه المسألة ، خاصة أن المعروف والمشهور هو قراءة الآية رقم 64 من سورة آل عمران .
---
الراية
05-27-2005, 06:16 PM
بحث طيب وجهد واضح
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 06:01 PM
جزاكم الله خيرا
عفوا أخي أبا المجاهد لم أنتبه لتعقيبكم إلا الساعة .
أما من حيث الصناعة الحديثية فلا شك عندي في ثبوت ذلك ، ولا وجه للأخرى .
وتنبيهك جيد جميل ، وكنت قد كتبت كلاما على هذا ، لكني حذفته لأني لم أر من العلماء من نبه عليه فهبت المخالفة ، ولعلي أنقله هنا .
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 06:41 PM
هل تقرأ الآية التي في الركعة الثانية كاملة ؟(1/1664)
الذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الذي يقرا هو الجزء الأخير من الآية لأمور:
1- أنه لم يرد في الحديث أنه كان يقرأ الآية الثانية كاملة ، بل كان يقرأ بـ { آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [(52) سورة آل عمران] الجزء الأخير منها ، كما في جميع الروايات.
2- أنه لو كان يقرأ الآية كاملة لنص على ذلك الرواة ، كما نصوا على ذلك في الآية الأولى بقولهم : إلى آخر الآية ، كلها ، هذه الآية ، الآية .. فلما لم يذكروا ذلك إلا في الأولى ، وأجمعوا على عدم ذكرها في الثانية علمنا أنه لم يكن يقرأ إلا الجزء الأخير من الآية ، وهو المشتمل على ذكر الإيمان والإسلام .
3- من المعلوم أن الرواة إذا اختصروا الحديث أو ذكروا جزءا من الآية أن ينبهوا على اختصارهم ، كما تقدم ذكره من قولهم ..
4- اختلاف نقلهم للآية الأولى : فبعضهم نقلها من أولها ، وبعضهم من وسطها ويزيد على ما نقله الآخر بكلمة أو كلمتين من الآية ، وينبهون على اختصارهم ، أما الآية التي تقرأ في الركعة الثانية ؛ فلم يختلف نقلهم لها ، فهل يكون هذا صدفة ، وفي حديث واحد.
5- كونه يقرأ الآية كاملة يكون : حكى قول الحواريين ، وأما إذا اقتصر على الجزء الأخير من الآية يكون معنى الكلام منه صلى الله عليه وسلم أنه مؤمن بالله ، ويشهده على إيمانه ، وهو الظاهر في سبب اختياره صلى الله عليه وسلم لهذا الجزء من الآية لمناسبتها لما يقرأ في الركعة الأولى ،
ومناسبتها أيضا لاختياره لقراءة سورتي الإخلاص [الكافرون الإخلاص] والقراءة بهما في بداية النهار ؛ لتكون بمثابة تجديد العهد في بداية كل يوم ، والله أعلم .
وأنا متوقف في ذلك لأني لم أر من نبه على ذلك .
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 06:44 PM
وهنا مسألة فقهية وهي :
هل يجوز القراءة بجزء من آية في الصلاة ؟
قال الله تعالى ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ـ إلى قوله ـ فاقرءوا ما تيسر منه ) (المزمل 20)(1/1665)
والجزء من الآية من القرآن فالقارئ به قارئ بما تيسر .
وقد ذكر بعض فقهاء الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة :
أنه لا يقتصر في الصلاة على الفاتحة سوى الركعتين الأخريين ، بل يستحب أن يقرأ معها شيئا من القرآن سورة ، أو آية ، أو بعض آية .
على خلاف عند الحنفية في قدر المجزئ من بعض الآية .
ينظر : البحر الرائق 1/ 359 ، وحاشية ابن عابدين 1/538 ، شرح فتح القدير 1/ 332 ، والشرح الكبير 1/242 ، والثمر الداني 105 ، وحاشية العدوي 1/ 330 ، والفواكة الدواني 1/ 178 ، والفروع 1/ 368 ، والمبدع 1/ 443 ، والإنصاف 2/ 120 ، وغاية المرام 4/ 194 وكفاية الأخيار ص115، والمنهج القويم لابن حجر الهيتمي 2/195.
---
عبدالرحمن السديس
01-12-2007, 06:16 PM
وجدت في العلل للدارقطني (1)
في 13/115 رقم 2994 هذا السؤال :
وسئل عن حديث سالم عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك يقرأ في ركعتي الفجر : بـ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد .
فأجاب بجواب مطول نفيس سأنقله إن شاء الله كاملا .
وسأنزل البحث ـ إن شاء الله ـ في ملف وورد ، فقد عدلت فيه بعض التعديلات وأضفت فيه شيئا يسيرا ، وصححت بعض الأغلاط .
--------------
(1) صدر في هذه الأيام ـ آخر ذي الحجة من عام 1427هـ ـ بتحقيق الشيخ محمد الدباسي جزاه الله خيرا .
---
عبدالرحمن السديس
01-13-2007, 08:20 PM
في العلل للدارقطني 13/115 رقم 2994:
وسئل عن حديث سالم عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك يقرأ في ركعتي الفجر : بـ (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) .
فقال: روي عن سالم وعن مجاهد ونافع ووبرة . ووقع فيه وهم .
فأما حديث سالم فرواه عبد العزيز بن عمران عن ابن أخي الزهري عن عمه عن سالم عن أبيه بذلك . وهذا حديث ضعيف .(1/1666)
والمحفوظ عن سالم عن ابن عمر: أنه عد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم : التطوع ، فلما ذكر ركعتي الفجر ، قال: وأما ركعتي الفجر فإنه كان يصليها في ساعة لا يدخل عليه أحد ، وأخبرتني حفصة : أنه كان يصلي ركعتي الفجر .
و عبد العزيز بن عمران هذا ضعيف.
وروى أبو إسحاق السبيعي هذا الحديث ، واختلف عنه :
فرواه إسرائيل بن يونس وسفيان الثوري ، وعمرو بن أبي قيس وأبو الأحوص سلام بن سليم ومعمر بن راشد ، رووه عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر : رمقت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ...
وخالفهم عمار بن رزيق ، رواه عن أبي إسحاق عن إبراهيم عن مجاهد عن ابن عمر .
وإبراهيم لم ينسب ، فقال بعضهم : هو النخعي ، وقال بعضهم : هو ابن مهاجر .
وليس ذلك بمحفوظ.
ورواه شريك عن أبي إسحاق عن رجل ـ لم يسمه ـ عن ابن عمر .
فاضطرب هذا الحديث من رواية أبي إسحاق لكثرة الخلاف عليه فيه.
وقال أبو هانئ إسماعيل بن خليفة: عن شريك عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ووهم فيه على شريك.
والمحفوظ عن شريك: عن أبي إسحاق عن رجل ـ لم يسمه ـ عن ابن عمر .
كذلك رواه عبد المنعم بن نعيم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر بذلك.
وحدّث به أحمد بن بديل عن حفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وقال فيه : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب ... وليس هذا من الحديث بسبيل .
ورواه يعقوب القمي عن أبي سيف ـ لا نعرفه إلا كذلك ـ عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر .
ويعقوب وأبو سيف ضعيفان، ولا يصح هذا عن الأعمش .
ورواه ليث ابن أبي سليم واختلف عنه :
فرواه عبيد الله بن زحر وعبد العزيز بن مسلم القسملي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر.
وخالفهم الحسن بن حر، وزائدة روياه عن ليث عن نافع عن ابن عمر.
وكذلك قال أسباط بن محمد عن ليث.
وقال عبد الواحد بن غياث عن ليث: حدثني أبو محمد عن ابن عمر .
وأبو محمد هذا مجهول.(1/1667)
وقال زفر بن الهذيل: عن ليث [عمّن حدثه] عن ابن عمر .
كلها مضطربة ، وليث مضطرب الحديث.
ورواه يوسف بن ميمون الصباغ ـ وكان ضعيفا ـ عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر.
ورواه مندل بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن ابن عمر.
وجعفر هذا هو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي وهو ضعيف، وأبوه أيضا مثله.
ورواه نفيع بن الحارث ـ أبو داود ـ عن ابن عمر. وهو متروك الحديث.
حدث به زيد بن أبي أنيسة، وسفيان الثوري.
وهذا الحديث إنما حدث به ابن عمر عن أخته حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكل من رواه عن ابن عمر أنه حفظه من النبي صلى الله عليه وسلم فقد وهم عليه فيه .
أخبرنا علي بن الفضل قال أخبرنا محمد بن عامر ـ قراءة ـ : حدثكم شداد عن زفر عن ليث عمن حدثه عن ابن عمر : أنه صحبه خمسة وعشرين صباحا . قال فكنت أرمقه ، فلم أره يقرأ في الركعتين قبل الفجر، وفي الركعتين بعد المغرب إلا بـ(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) .
وقال ابن عمر : رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، فلم أره قرأ في ركعتي الفجر إلا بـ(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) . وقال: تعدل إحداهما بثلث القرآن، والأخرى بربع القرآن، (قل هو الله أحد) بثلث القرآن و (قل يا أيها الكافرون) بربع القرآن.
---
عبدالرحمن السديس
01-13-2007, 08:25 PM
البحث المصحح مرفق في ملف وورد
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 09:05 AM
أحسن الله إليك أبا عبدالله على هذا البحث المحرر ، والجهد المشكور الموفق ، ولا حرمك الله أجره وبره ، وقد قرأته كاملاً وانتفعتُ بما فيه بارك الله فيك وفي وقتك وعلمك .
الخاتمة :
لم يصح بعد بحثي وتتبعي في القراءة في سنة الفجر إلا :(1/1668)
1- حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قراءة قوله تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة] في الركعة الأولى ، وقوله تعالى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران] في الركعة الثانية .
2- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى ، والإخلاص في الركعة الثانية. وقد أخرجهما مسلم في صحيحه .
3- ورواية عائشة للحديث الثاني قوية أيضا ، والمحصل واحد من جهة العمل .
فالأفضل للمسلم أن يقرأ بهذه تارة وهذه تارة كما هي القاعدة في كل عمل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم على أوجه متعددة .
---
أبو المنذر
01-14-2007, 02:04 PM
كفيتنا يا شيخ تنزيل الملف واجهاد الأعين بقراءته خاصة لأمثالنا ممن لا همة عالية عنده
والعبرة بالعمل .
فجزاكما الله خيرا من حقق ومن كفى المؤونة . وكان الله على كل شئ حسيبا
---
عبدالرحمن السديس
01-15-2007, 04:09 PM
جزاكم الله خيرا ، ونفعني الله أياكم بما علمنا .
---
عبدالله المعيدي
01-17-2007, 01:44 AM
جزاك الله خيرا.
لقد اتحفتنا وأفتدنا ياشيخ عبد الرحمن ..
بارك الله في علمك ووفقك لكل خير
---
(1/1669)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما تعليق السادة المتخصصين على هذه التأملات حول بيت العنكبوت الذي هو أوهن البيوت ؟
---
ما تعليق السادة المتخصصين على هذه التأملات حول بيت العنكبوت الذي هو أوهن البيوت ؟
---
نصرمنصور
07-25-2005, 06:08 AM
تأملات في تفسير معنى قوله تعالي:
( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
د. صلاح رشيد
الحمد لله القائل في محكم كتابه: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[آل عمران:190،191]. والقائل: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ) [فصلت: الآية53].وقال تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ*إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) [العنكبوت:41،43].
لقد استوقفني كثيراً قوله تعالى: ( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت: الآية41].(1/1670)
فرجعت إلى كتب التفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري/ مختصر تفسير القرطبي للقرطبي، تفسير ابن كثير لابن كثير، تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، فتح القدير للشوكاني، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، صفوة التفاسير للصابوني، تفسير أبي السعود للعمادي، فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي البخاري، زاد المسير في علم التفسير للجوزي، الضوء المنير على التفسير للصالحي تنوير الأذهان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القرآن العظيم للقرشي الدمشقي) ووجدت أنها أجمعت على أن المقصود ببيت العنكبوت في هذه الآيات هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا لها، وقد وصفت كتب التفسير هذا البيت على أنه لا يغني عنها شيئاً (الطبري) هو أضعف البيوت لا يقيها حراً ولا برداً (القرطبي) ضعيف ووهن (ابن كثير) ضعيف (ابن حيان الأندلسي) لا بيت أضعف منه (الشوكاني) من أضعف البيوت (السعدي) أضعف البيوت لتفاهته وحقارته (الصابوني) لا يرى شيء يدانيه في الوهن (العمادي) لا بيت أضعف منه ولا أوهن (القنوجي البخاري) أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي) لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام (البروسوي) ضعيف ووهن (ابن كثير القرشي الدمشقي).
غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.(1/1671)
ولإيماني المطلق أن الحقائق العلمية لا يمكن ان تتعارض مع ما ذكر في القرآن الكريم فإن تعارضت فلا شك أن ما أثبته القرآن هو الحق وأن العلم البشري قد جانب الحقيقة، فقد رجعت إلى أن القرآن الكريم وكتب التفسير وقواميس ومعاجم اللغة العربية وللحقائق العلمية عن العنكبوت وبيته ومعيشته وعلاقاته الاجتماعية لأرى إن كان المقصود بالآيات يختلف عن ما ذهبت إليه كتب التفسير.
وكان منهجي في البحث أن قمت بتحديد المواقع التي ذكرت بها كلمة (أولياء) في القرآن الكريم لأرى بين من تكون الولاية، وهل ذكرت الأصنام والأوثان في أي آية على أنهم يتخذون أولياء، ثم بحثت عن معنى كلمة (بيت) في القواميس والمعاجم العربية لأرى هل استعمل العرب كلمة بيت بمعنى أخر غير المعنى الدارج وهو المسكن ليكون هو المقصود بكلمة بيت في هذا المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى - في سورة العنكبوت. ثم بحثت في الحقائق العلمية عن نسيج وبيت أو (مسكن) العنكبوت لأرى مدى قوة هذا النسيج وهذا المسكن وهل هو بحق أضعف المساكن كما ذهبت إلى ذلك كتب التفسير؟ ثم بحثت في العلاقات الاجتماعية للعناكب لأرى نوع العلاقة بين ذكور العناكب وإناثها وصغارها وهم أل البيت الواحد حيث تطلق العرب كلمة بيت أيضاً على الزوجة والأولاد.
ثم ربطت نتائج ما سبق بعضها ببعض لأرى إذا كان هناك احتمال تفسير آخر للآيات على ضوء ما وجدته.
نتائج البحث:
1- كلمة أولياء في القرآن الكريم:
وردت كلمة أولياء في القرآن الكريم ثلاثاً وثلاثين مرة، وقد ورد ذكر الأولياء في عشرين موقعا على أنهم: الكافرون، الذين كفروا، المنافقون، اليهود والنصارى، الذين أوتوا الكتاب، الشياطين، إبليس وذريته، الظالمون والذين هادوا، وكذلك الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا والذين آووا ونصروا، والأباء والإخوان من الكفار، والمؤمنون والمؤمنات، وعباد الله الصالحين، ولم ينص في أية آية على أن الأولياء من الأصنام أو الأوثان.(1/1672)
2- معنى كلمة "أولياء" ومعنى الولاية في القواميس والمعاجم العربية:
القاموس المحيط:
الولي: هو المحب والصديق والنصير.
لسان العرب:
الولي: هو الناصر.
والولاية تعني النصرة قال ابن كثير: وكأن الولاية تشعر بالتدبر والقدرة والفعل.
3- معنى كلمة "بيت" في القواميس والمعاجم العربية:
كلمة بيت لها استعمالات كثيرة في اللغة العربية فتعني (بيتا من الشعر) وتعني أيضاً (المسكن، وفرش البيت، والكعبة، والقبر) وتطلق الكلمة أيضاً على (امرأة الرجل وعياله) كما ورد في المعاجم التالية:
المعجم الوسيط: بيت الرجل امرأته وعياله.
لسان العرب المحيط: بيت الرجل: امرأته.
قال الشاعر:
ألا يا بيت، بالعلياء بيت ولولا حب أهلك ما أتيت
قال الشاعر:
ما لي، إذا أنزعها، صايت أكبر غيّرتي، أم بيت
ترتيب القاموس المحيط: البيت: عيال الرجل.
الصحاح: البيت: عيال الرجل
4- الحقائق العلمية عن نسيج العنكبوت ومسكنه:
تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. والحرير المنتج قوي جداً ومتانته أشد من متانة الحديد الصلب وهو قابل للتمدد لضعفي طوله قل أن ينقطع (راجع: الحشرات في القرآن والأحاديث النبوية والتراث الشعبي الكويتي للدكتورة وسيمة الحوطي) وهو يعد من اقوي أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وشبكة العنكبوت من القوة بمكان حتى إنها تستطيع إيقاف نحلة يزيد حجمها عن حجم العنكبوت مرات عديدة وهي تطير بسرعة 22 كلم في الساعة بدون أن تتأثر أو تتمزق (تقرير نكسيا) وتقوم شركة كندية حاليا بإنتاج نسيج العنكبوت لتصنع منه خيوطاً طبية وحبالاً لصيد الأسماك وألبسة واقية من الرصاص (تقرير نكسيا يناير 2002م)، وقد قام سكان جزر السلمون قديما بصنع شباك صيد الأسماك من خيوط العنكبوت.
ومما سبق يتضح أن بيت العنكبوت بمعنى السكن هو بحق من أقوى بيوت المخلوقات المعروفة إن لم يكن أقواها.
5- الحقائق العلمية عن معيشة العناكب وعلاقاتها الاجتماعية:(1/1673)
العناكب أمة من الأمم ويوجد في العالم أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب تتفاوت في الأحجام والأشكال ونمط المعيشة ويغلب عليها المعيشة الفردية والعدائية لبعضها بعضاً، ولا يوجد إلاّ أنواع قليلة جداً تعيش في جماعات. والإناث أكبر حجماً من الذكور، والزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط ويقوم الذكر قبل الجماع برقصات وطقوس معينة أمام الأنثى يقصد منها الحد من الغريزة العدوانية لدى الأنثى، وعند انتهاء عملية التلقيح يغادر الذكر في الغالب عش الأنثى خوفاً من أن تقوم بقتله. وقتل الذكر بعد الانتهاء من عملية التلقيح يحدث بين كثير من أنواع العناكب وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء التي سميت بذلك لأن الأنثى تقتل ذكرها بعد انتهائه من عملية التلقيح. أما بعض أنواع العناكب فتترك الأنثى الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح ليقوم الأبناء بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض.
وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها. ومما سبق يتضح أن البناء الاجتماعي والعلاقات الأسرية في بيت العنكبوت تتصف بأنها مبنية على مصالح مؤقتة حتى إذا انتهت هذه المصالح انقلب الأفراد أعداء وقام بعضهم بقتل بعض، فهذه أنثى العنكبوت تسمح للذكر بدخول عشها لوجود مصلحة التلقيح حتى إذا قضت أربها منه انقلبت عليه وقامت بقتله وأكله، وأخرى تقدم زوجها طعاماً لأولادها، وفي نوع آخر يأكل الصغار أمهم أول ما تقوى أعوادهم.
وهذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انقضاء المصالح، وهذه العلاقات الهشة الضعيفة بين أفراد بيت العناكب يجعل هذا البيت بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة.
المناقشة:(1/1674)
ذهبت كتب التفسير إلى أن المقصود بالمثل في الآية (41) من سورة العنكبوت هو أن مثل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ونفعهم ورزقهم عند حاجتهم إليهم ويتمسكون بهم في الشدائد كمثل العنكبوت في ضعفها اتخذت بيتاً ضعيفاً لا يغني عنها شيئاً عند حاجتها إليه (الطبري وابن كثير وآخرون). وذهب بعض المفسرين إلى أن الأولياء المقصودين هنا هم الأصنام والأوثان (زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي)، وبمراجعة المواضع التي ذكرت فيها كلمة أولياء في القرآن الكريم نجد أن الآيات نصت على ذكر الأولياء في أغلب المواضع (20 من أصل 33) على أنهم من الأحياء، كما فصل سابقاً ولم تنص أي من آيات القرآن الكريم على أن الأولياء يكونون من الأوثان والأصنام، وهذا يتوافق على معنى كلمة أولياء ومعنى الولاية، كما وردت في لغة العرب حيث تعني الولاية النصرة وهي تشعر بالتدبر والقدرة والفعل، والولي هو المحب والصديق والنصير، وهذه الأفعال والتصرفات لا تصدر عن جماد.
وبمراجعة الحقائق العلمية الحديثة عن نسيج العنكبوت ومسكنه نجد أن العلم الحديث يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن نسيج العنكبوت يعد من أقوى الأنسجة الطبيعية حيث يتصف بالمرونة والصلابة التي تفوق صلابة الحديد الصلب وأن بيت العنكبوت المادي بمعنى المسكن يعد من أقوى المساكن حيث يستطيع إيقاف نحلة تفوق حجم العنكبوت مرات عديدة وتطير بسرعة فائقة بدون أن يصيبه تلف أو تمزق.(1/1675)
وعلى ذلك فإني أرى -والله أعلم- أنه من غير الراجح أن المقصود ببيت العنكبوت الذي وصفه القرآن بأنه أوهن البيوت هو شبكة العنكبوت التي يتخذها سكناً ومصيدة لفرائسه. بل لعل المقصود ببيت العنكبوت -والله أعلم- أسرة العنكبوت التي هي بحق أوهى الأسر ترابطاً وتآلفاً، كما بينا. وقد ذكرنا أن العرب استخدمت كلمة (بيت) بمعنى امرأة الرجل وعياله. وقد أثبت العلم الحديث أن العلاقة الأسرية بين العناكب علاقة تحكمها المصلحة حتى إذا انقضت المصلحة انقلبوا أعداء يقتل بعضهم بعضاً كما فصل سابقاً، ولا تجتمع هذه الخصال السيئة والعلاقات الهشة في أي بيت لمخلوق آخر مما يجعل بيت العنكبوت بمعنى المرأة والأولاد هو أوهن بيوت المخلوقات قاطبة.
وإذا قبلنا أن المقصود في الآية الكريمة هذا المعنى للبيت، أي بمعنى العلاقات الأسرية، فإن وصف القرآن الكريم له بأنه أوهن البيوت يتطابق مع ما بينه الله تعالى لعباده من خلال ملاحظات العلم الحديث لحياة العناكب. ويكون وجه الشبه في المثال المضروب في القرآن الكريم واضحاً جداً حيث إن الذين يتخذون من دون الله أولياء إنما يتخذونهم لمحاولة تحقيق مصالح دنيوية حتى إذا تحققت هذه المصالح انقلبوا أعداء، إما في الدنيا أو في الآخرة، يقول تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) وهذه العلاقة المؤقتة والمصلحة الآنية تنطبق على العنكبوت وأهل بيته كما ذكرنا.(1/1676)
ومن ناحية أخرى: إذا نظرنا إلى وجه الشبه في المثل المضروب بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم وبين العنكبوت وبيتها بمعنى المسكن، نجد أن الفرق كبير فالعلاقة بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم هي علاقة بين أحياء وهي علاقة محبة وصداقة ونصرة وذلك تحقيقاً لمعنى الولاية. أما العلاقة بين العنكبوت وبيتها المادي بمعنى المسكن فهي علاقة بين كائن حي وجماد فلا تتحقق الولاية بمعنى الصداقة والنصرة لعدم قدرة الجماد على التدبر والقدرة والفعل.
وتتجلى في هذه الآيات صورة من صور الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فهذه الحقائق عن بيوت وحياة العناكب لم يتم اكتشافها إلاّ حديثاً وهي تصف بدقة واقع حال بيت العناكب على أنها أوهن البيوت حيث أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف سنة من اكتشافها.
وعند النظر إلى آخر الآية المذكورة نجد أنها ختمت بقوله تعالى ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) وهذا يوحي بأنهم لم يكونوا يعلمون المقصود لأن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة للبشر وقت نزول القرآن الكريم.
وفيما يمكن أن يؤخذ على أنه إيحاء آخر على أن المقصود بالمثل يختلف عن المعنى الظاهر ما جاء في الآية التي تلي المثل وهي قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)، جعلنا الله وإياكم منهم.
وأختم بقولي: إن ما تقدم لا يعدو أن يكون خواطر واجتهادات أعرضها على أهل العلم لأستنير برأيهم داعياً الله أن يجعل فيها صلاحاً للإسلام والمسلمين، وهي اجتهادات تحتمل الخطأ والصواب فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلم وأصلي وأسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(1/1677)
الحمد لله القائل في محكم كتابه: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[آل عمران:190،191]. والقائل: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ) [فصلت: الآية53].وقال تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ*إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) [العنكبوت:41،43].
لقد استوقفني كثيراً قوله تعالى: ( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت: الآية41].(1/1678)
فرجعت إلى كتب التفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري/ مختصر تفسير القرطبي للقرطبي، تفسير ابن كثير لابن كثير، تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، فتح القدير للشوكاني، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، صفوة التفاسير للصابوني، تفسير أبي السعود للعمادي، فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي البخاري، زاد المسير في علم التفسير للجوزي، الضوء المنير على التفسير للصالحي تنوير الأذهان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القرآن العظيم للقرشي الدمشقي) ووجدت أنها أجمعت على أن المقصود ببيت العنكبوت في هذه الآيات هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا لها، وقد وصفت كتب التفسير هذا البيت على أنه لا يغني عنها شيئاً (الطبري) هو أضعف البيوت لا يقيها حراً ولا برداً (القرطبي) ضعيف ووهن (ابن كثير) ضعيف (ابن حيان الأندلسي) لا بيت أضعف منه (الشوكاني) من أضعف البيوت (السعدي) أضعف البيوت لتفاهته وحقارته (الصابوني) لا يرى شيء يدانيه في الوهن (العمادي) لا بيت أضعف منه ولا أوهن (القنوجي البخاري) أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي) لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام (البروسوي) ضعيف ووهن (ابن كثير القرشي الدمشقي).
غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.(1/1679)
ولإيماني المطلق أن الحقائق العلمية لا يمكن ان تتعارض مع ما ذكر في القرآن الكريم فإن تعارضت فلا شك أن ما أثبته القرآن هو الحق وأن العلم البشري قد جانب الحقيقة، فقد رجعت إلى أن القرآن الكريم وكتب التفسير وقواميس ومعاجم اللغة العربية وللحقائق العلمية عن العنكبوت وبيته ومعيشته وعلاقاته الاجتماعية لأرى إن كان المقصود بالآيات يختلف عن ما ذهبت إليه كتب التفسير.
وكان منهجي في البحث أن قمت بتحديد المواقع التي ذكرت بها كلمة (أولياء) في القرآن الكريم لأرى بين من تكون الولاية، وهل ذكرت الأصنام والأوثان في أي آية على أنهم يتخذون أولياء، ثم بحثت عن معنى كلمة (بيت) في القواميس والمعاجم العربية لأرى هل استعمل العرب كلمة بيت بمعنى أخر غير المعنى الدارج وهو المسكن ليكون هو المقصود بكلمة بيت في هذا المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى - في سورة العنكبوت. ثم بحثت في الحقائق العلمية عن نسيج وبيت أو (مسكن) العنكبوت لأرى مدى قوة هذا النسيج وهذا المسكن وهل هو بحق أضعف المساكن كما ذهبت إلى ذلك كتب التفسير؟ ثم بحثت في العلاقات الاجتماعية للعناكب لأرى نوع العلاقة بين ذكور العناكب وإناثها وصغارها وهم أل البيت الواحد حيث تطلق العرب كلمة بيت أيضاً على الزوجة والأولاد.
ثم ربطت نتائج ما سبق بعضها ببعض لأرى إذا كان هناك احتمال تفسير آخر للآيات على ضوء ما وجدته.
نتائج البحث:
1- كلمة أولياء في القرآن الكريم:
وردت كلمة أولياء في القرآن الكريم ثلاثاً وثلاثين مرة، وقد ورد ذكر الأولياء في عشرين موقعا على أنهم: الكافرون، الذين كفروا، المنافقون، اليهود والنصارى، الذين أوتوا الكتاب، الشياطين، إبليس وذريته، الظالمون والذين هادوا، وكذلك الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا والذين آووا ونصروا، والأباء والإخوان من الكفار، والمؤمنون والمؤمنات، وعباد الله الصالحين، ولم ينص في أية آية على أن الأولياء من الأصنام أو الأوثان.(1/1680)
2- معنى كلمة "أولياء" ومعنى الولاية في القواميس والمعاجم العربية:
القاموس المحيط:
الولي: هو المحب والصديق والنصير.
لسان العرب:
الولي: هو الناصر.
والولاية تعني النصرة قال ابن كثير: وكأن الولاية تشعر بالتدبر والقدرة والفعل.
3- معنى كلمة "بيت" في القواميس والمعاجم العربية:
كلمة بيت لها استعمالات كثيرة في اللغة العربية فتعني (بيتا من الشعر) وتعني أيضاً (المسكن، وفرش البيت، والكعبة، والقبر) وتطلق الكلمة أيضاً على (امرأة الرجل وعياله) كما ورد في المعاجم التالية:
المعجم الوسيط: بيت الرجل امرأته وعياله.
لسان العرب المحيط: بيت الرجل: امرأته.
قال الشاعر:
ألا يا بيت، بالعلياء بيت ولولا حب أهلك ما أتيت
قال الشاعر:
ما لي، إذا أنزعها، صايت أكبر غيّرتي، أم بيت
ترتيب القاموس المحيط: البيت: عيال الرجل.
الصحاح: البيت: عيال الرجل
4- الحقائق العلمية عن نسيج العنكبوت ومسكنه:
تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. والحرير المنتج قوي جداً ومتانته أشد من متانة الحديد الصلب وهو قابل للتمدد لضعفي طوله قل أن ينقطع (راجع: الحشرات في القرآن والأحاديث النبوية والتراث الشعبي الكويتي للدكتورة وسيمة الحوطي) وهو يعد من اقوي أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وشبكة العنكبوت من القوة بمكان حتى إنها تستطيع إيقاف نحلة يزيد حجمها عن حجم العنكبوت مرات عديدة وهي تطير بسرعة 22 كلم في الساعة بدون أن تتأثر أو تتمزق (تقرير نكسيا) وتقوم شركة كندية حاليا بإنتاج نسيج العنكبوت لتصنع منه خيوطاً طبية وحبالاً لصيد الأسماك وألبسة واقية من الرصاص (تقرير نكسيا يناير 2002م)، وقد قام سكان جزر السلمون قديما بصنع شباك صيد الأسماك من خيوط العنكبوت.
ومما سبق يتضح أن بيت العنكبوت بمعنى السكن هو بحق من أقوى بيوت المخلوقات المعروفة إن لم يكن أقواها.
5- الحقائق العلمية عن معيشة العناكب وعلاقاتها الاجتماعية:(1/1681)
العناكب أمة من الأمم ويوجد في العالم أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب تتفاوت في الأحجام والأشكال ونمط المعيشة ويغلب عليها المعيشة الفردية والعدائية لبعضها بعضاً، ولا يوجد إلاّ أنواع قليلة جداً تعيش في جماعات. والإناث أكبر حجماً من الذكور، والزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط ويقوم الذكر قبل الجماع برقصات وطقوس معينة أمام الأنثى يقصد منها الحد من الغريزة العدوانية لدى الأنثى، وعند انتهاء عملية التلقيح يغادر الذكر في الغالب عش الأنثى خوفاً من أن تقوم بقتله. وقتل الذكر بعد الانتهاء من عملية التلقيح يحدث بين كثير من أنواع العناكب وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء التي سميت بذلك لأن الأنثى تقتل ذكرها بعد انتهائه من عملية التلقيح. أما بعض أنواع العناكب فتترك الأنثى الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح ليقوم الأبناء بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض.
وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها. ومما سبق يتضح أن البناء الاجتماعي والعلاقات الأسرية في بيت العنكبوت تتصف بأنها مبنية على مصالح مؤقتة حتى إذا انتهت هذه المصالح انقلب الأفراد أعداء وقام بعضهم بقتل بعض، فهذه أنثى العنكبوت تسمح للذكر بدخول عشها لوجود مصلحة التلقيح حتى إذا قضت أربها منه انقلبت عليه وقامت بقتله وأكله، وأخرى تقدم زوجها طعاماً لأولادها، وفي نوع آخر يأكل الصغار أمهم أول ما تقوى أعوادهم.
وهذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انقضاء المصالح، وهذه العلاقات الهشة الضعيفة بين أفراد بيت العناكب يجعل هذا البيت بحق أوهى بيوت المخلوقات المعروفة.
المناقشة:(1/1682)
ذهبت كتب التفسير إلى أن المقصود بالمثل في الآية (41) من سورة العنكبوت هو أن مثل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ونفعهم ورزقهم عند حاجتهم إليهم ويتمسكون بهم في الشدائد كمثل العنكبوت في ضعفها اتخذت بيتاً ضعيفاً لا يغني عنها شيئاً عند حاجتها إليه (الطبري وابن كثير وآخرون). وذهب بعض المفسرين إلى أن الأولياء المقصودين هنا هم الأصنام والأوثان (زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي)، وبمراجعة المواضع التي ذكرت فيها كلمة أولياء في القرآن الكريم نجد أن الآيات نصت على ذكر الأولياء في أغلب المواضع (20 من أصل 33) على أنهم من الأحياء، كما فصل سابقاً ولم تنص أي من آيات القرآن الكريم على أن الأولياء يكونون من الأوثان والأصنام، وهذا يتوافق على معنى كلمة أولياء ومعنى الولاية، كما وردت في لغة العرب حيث تعني الولاية النصرة وهي تشعر بالتدبر والقدرة والفعل، والولي هو المحب والصديق والنصير، وهذه الأفعال والتصرفات لا تصدر عن جماد.
وبمراجعة الحقائق العلمية الحديثة عن نسيج العنكبوت ومسكنه نجد أن العلم الحديث يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن نسيج العنكبوت يعد من أقوى الأنسجة الطبيعية حيث يتصف بالمرونة والصلابة التي تفوق صلابة الحديد الصلب وأن بيت العنكبوت المادي بمعنى المسكن يعد من أقوى المساكن حيث يستطيع إيقاف نحلة تفوق حجم العنكبوت مرات عديدة وتطير بسرعة فائقة بدون أن يصيبه تلف أو تمزق.(1/1683)
وعلى ذلك فإني أرى -والله أعلم- أنه من غير الراجح أن المقصود ببيت العنكبوت الذي وصفه القرآن بأنه أوهن البيوت هو شبكة العنكبوت التي يتخذها سكناً ومصيدة لفرائسه. بل لعل المقصود ببيت العنكبوت -والله أعلم- أسرة العنكبوت التي هي بحق أوهى الأسر ترابطاً وتآلفاً، كما بينا. وقد ذكرنا أن العرب استخدمت كلمة (بيت) بمعنى امرأة الرجل وعياله. وقد أثبت العلم الحديث أن العلاقة الأسرية بين العناكب علاقة تحكمها المصلحة حتى إذا انقضت المصلحة انقلبوا أعداء يقتل بعضهم بعضاً كما فصل سابقاً، ولا تجتمع هذه الخصال السيئة والعلاقات الهشة في أي بيت لمخلوق آخر مما يجعل بيت العنكبوت بمعنى المرأة والأولاد هو أوهن بيوت المخلوقات قاطبة.
وإذا قبلنا أن المقصود في الآية الكريمة هذا المعنى للبيت، أي بمعنى العلاقات الأسرية، فإن وصف القرآن الكريم له بأنه أوهن البيوت يتطابق مع ما بينه الله تعالى لعباده من خلال ملاحظات العلم الحديث لحياة العناكب. ويكون وجه الشبه في المثال المضروب في القرآن الكريم واضحاً جداً حيث إن الذين يتخذون من دون الله أولياء إنما يتخذونهم لمحاولة تحقيق مصالح دنيوية حتى إذا تحققت هذه المصالح انقلبوا أعداء، إما في الدنيا أو في الآخرة، يقول تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) وهذه العلاقة المؤقتة والمصلحة الآنية تنطبق على العنكبوت وأهل بيته كما ذكرنا.(1/1684)
ومن ناحية أخرى: إذا نظرنا إلى وجه الشبه في المثل المضروب بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم وبين العنكبوت وبيتها بمعنى المسكن، نجد أن الفرق كبير فالعلاقة بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم هي علاقة بين أحياء وهي علاقة محبة وصداقة ونصرة وذلك تحقيقاً لمعنى الولاية. أما العلاقة بين العنكبوت وبيتها المادي بمعنى المسكن فهي علاقة بين كائن حي وجماد فلا تتحقق الولاية بمعنى الصداقة والنصرة لعدم قدرة الجماد على التدبر والقدرة والفعل.
وتتجلى في هذه الآيات صورة من صور الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فهذه الحقائق عن بيوت وحياة العناكب لم يتم اكتشافها إلاّ حديثاً وهي تصف بدقة واقع حال بيت العناكب على أنها أوهن البيوت حيث أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف سنة من اكتشافها.
وعند النظر إلى آخر الآية المذكورة نجد أنها ختمت بقوله تعالى ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) وهذا يوحي بأنهم لم يكونوا يعلمون المقصود لأن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة للبشر وقت نزول القرآن الكريم.
وفيما يمكن أن يؤخذ على أنه إيحاء آخر على أن المقصود بالمثل يختلف عن المعنى الظاهر ما جاء في الآية التي تلي المثل وهي قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)، جعلنا الله وإياكم منهم.
وأختم بقولي: إن ما تقدم لا يعدو أن يكون خواطر واجتهادات أعرضها على أهل العلم لأستنير برأيهم داعياً الله أن يجعل فيها صلاحاً للإسلام والمسلمين، وهي اجتهادات تحتمل الخطأ والصواب فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلم وأصلي وأسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
---
جمال أبو حسان(1/1685)
07-25-2005, 09:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هذا الذي تقول ليس رايا جديدا بل ذكره غير واحد وقد كنت اسمع هذا التفسير من مولانا العلامة فضل عباس قبل اكثر من عشرين سنة فالاولى التروي قبل بيان ان هذا الراي جديد وبالسؤال ينجلي الجواب ودمتم للخير والعلم
واقبلوا التحيات
---
جمال حسني الشرباتي
07-25-2005, 01:26 PM
السلام عليكم
هل أفهم من كلام الدكتور جمال المحترم أنّه يقبل بهذا التفسير؟؟
---
عبدالرحيم
07-28-2005, 10:30 PM
انظر النقاش حول ذلك مع أحد الملحدين في منتدى التوحيد
http://70.84.212.52/vb/showpost.php?p=8254&postcount=4
مع محبتي
---
المقرئ
07-30-2005, 01:12 AM
إلى الأخ نصر وفقه الله :جزاكم الله خيرا على هذا النقل
وأما ما ذكره الباحث فلي عنده وقفات :
قلتم سددكم الله : ( غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.)
1 - ( يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب )
الآية تتكلم عن البيوت فبيت العنكبوت أوهى من أي بيت مصنوع
2 - قولكم إن صلابته تزيد على الحديد الصلب
لم أفهم وجه المقارنة بين نسيج العنكبوت وبين الحديد فهذه مواد صلبة وهذه ليست كذلك وأنا لا أعلم شيئا عن هذا العلم فأرجو توضيح ذلك
3 - قول الباحث وفقه الله : وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.)(1/1686)
أعتقد أنه بالغ في هذا كثيرا بل إن بيت العنكبوت نراه كثيرا يتهالك عند أي عارض ولهذا تحرص العنكبوت أن تختار مكانا مناسبا
4 - رجح الباحث أن البيت بمعنى امرأة الرجل وعياله
وهذا فيه ملاحظتان أرجو أن يتأملها الباحث جيدا :
من المتقرر عند علماء الأحياء أن الأنثى هي من يبني البيت لا الرجل والآية ظاهرها كذلك على أحد القولين في قوله ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) وعلى تفسير البيت بمعنى الزوجة والعيال لا يستقيم ذلك لأنه سيكون بمعنى ( كمثل أنثى العنكبوت اتخذوت زوجة وعيالا ) وهذا محال
ولذا أرى الباحث استخدم لفظة العلاقة الأسرية وهذا تعميم للمعنى اللغوي وزيادة عليه من أجل أن يتخلص من هذا الإشكال مع أن المعنى اللغوي الذي استخدمه ليس فيه ما يقتضي مادة العلاقة
ونكمل السياق :
(وإن أوهن البيوت ) أرى الباحث وفقه الله استخدم لفظة ( أوهى ) بدلا من ( أوهن )
( لبيت العنكبوت ) ونعود إلى ربط المعنى الذي وصل إليه الباحث فيكون :
وإن أوهن الأسرة ( العلاقة الأسرية ) لأسرة ( للعلاقة الأسرية )
وهذا معنى متكلف يصعب ربطه ببعضه حقيقة
الثاني : كثيرا تلك المخلوقات التي إذا كبرت قد يأكل أولادها بعضها بعضا بل إنه لا يستغرب أنه إذا كبر انتهت العلاقة بينه وبين أمه أو أبيه أو أخيه بل إن بعض المخلوقات تأكل بيضها وبعضها تعتني ببعض فراخها وتترك بعضهم ولو كان مقتضى التشبيه هو العلاقة الأسرية لما اختصت العنكبوت بهذا فقط
ولذا فأعتقد أن هذا المعنى لا يظهر رجحانه لصعوبة ربطه مع سياق الآية بخلاف المعنى الظاهر منها
المقرئ
---
الجعفري
08-04-2005, 06:24 AM
أحسنت أخي المقرئ على هذا الكلام .
إن صرف الآية عن ظاهرها وترك تفاسير العلماء السابقين من أساطين العلم في هذا الفن أمر غير مقبول , فضلاً عن أن الواقع يشهد بأن المراد ببيت العنكبوت هو ما تنسجه فهو لا يقيها من حر ولا ريح - كما أشارإلى ذلك أخونا المقرئ -(1/1687)
وأشكر الأخ الكاتب الأخ نصر جزاه الله خيرا....
ولا يعني هذا أن ما نقله الأخ نصر غير صحيح فقد يجتمع الأمران والله أعلم
أنظر الرابط التالي: http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=161
---
أبو علي
03-09-2006, 11:03 AM
الحمد لله العزيز الحكيم
كلمة (بيت) تطلق في القرآن ويراد بها المسكن ، وتطلق ويراد بها الأسرة ، وحتى في اللغة تطلق نفس الإطلاقين ، ونفس الشيء في العامية يقال : فلان يريد أن يكون بيت ، أي يكون أسرة.
قال تعالى عن قرية لوط : ...فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).
هل المراد بكلمة (بيت ) هنا مسكن أم أسرة؟
القرية دمرها الله بكاملها بما فيها بيت (مسكن) لوط عليه السلام ولم ينج منها إلا أسرة لوط باستثناء امرأته، إذن (بيت من المسلمين) أريد به هنا(أسرة من المسلمين).
وقال تعالى : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) .
القرية تتكون من مجموعة من البيوت (مساكن) ، ومعنى أخذ القرى وهي ظالمة : إهلاك أهلها بسبب ظلمهم.
نأتي الآن إلى الآية:
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.)
هل المراد ببيت العنكبوت هنا مسكن العنكبوت أم أسرتها؟
لو كان المقصود بذلك هو مسكن العنكبوت وهوانه وأنه هو ذلك النسيج الذي يعرفه جميع الناس أنه لا يقي من برد ولا حر فإن هذا المفهوم لا يتوافق مع عجز الآية الذي يقول : لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، إذ أن هذه الحقيقة يعلمها كل الناس لا تحتاج أن ينبه الله عليها بقوله: (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .(1/1688)
كما أن ذلك النسيج العنكبوتي الذي نراه ليس هو مسكن العنكبوت وإنماهو مصيدة وكمين يصطاد به العنكبوت فريسته وفي نفس الوقت يستعمله العنكبوت كقاعدة انطلاق يتحرك خلالها كيف يشاء ويتدلى منها إلى الأرض...
أما مسكن العنكبوت ، فهو يسكن في شقوق الجدران ، وإذا كان يتواجد في المباني الطينية فإنه يسكن الثقوب والمغارات الصغيرة حيث يفرشها بنسيجه الأبيض الحريري) ويغلق المدخل بالنسيج الأبيض.
إذن فمسكن العنكبوت بيت أبيض لكنه ليس بأهون المساكن بناء أو وقاية من الحر والبر.
أما إذا كان المقصود ببيت العنكبوت أسرة العنكبوت وأن العلماء اكتشفوا أن أسرة العنكبوت هي أسوأ الأسر وأهونها مودة وأن العلاقة الأسرية مبنية على المصلحة فإن هذه الدراسة لا نسلم بها إلا إذا فهمنا الحكمة من ضرب الله لهذا المثل ثم بعد ذلك نرى هل تتطابق مع الواقع.
لنبدأ البحث.
ما هو الغرض من اتخاذ الولي ؟
الجواب : هو ابتغاء العزة والحماية والنصرة، وهذا كله لا يمكن أن يحققه الولي بمفرده إلا إذا كان ذا سلطان ونفوذ وأمره مطاع ...
وكل نظام فيه رئيس ومرؤوس فهو كالبيت (أسرة) ، أليس البيت (الأسرة) هو النموذج الأول للنظام يتكون من الأب (الرئيس) والزوج والأولاد(مرؤوسين) يطيعون الأمر؟
كل جهاز أو مؤسسة أو حكومة أو حزب أو منظمة أو أي هيئة تتكون من رئيس ومرؤوسين فهي بيت (أسرة).
وكثيرا ما تكون الولاية قائمة على المصلحة ، سمعنا عن أمثلة كثيرة من هذا النوع من الولاية: جماعة من المعارضين لنظام بلدهم يلجئون إلى نظام معاد لحكومة بلدهم ، وحينما تتحسن العلاقات بين نظامي الدولتين يسلم الولي المعارضين إلى نظام بلدهم أو يطردهم من بلده.
ومن حكمة الله سبحانه في ضربه المثل للولي بال (بيت) أن جعل له واقعا حصل في الماضي ونعيشه في عصرنا هذا.(1/1689)
أما في الماضي فإن القوة المتجبرة التي اتخذها الناس وليا من دون الله اسمها فرعون التي فسرها علماء الآثار أن فرعون تعني : البيت العالي.
والقوة الموجودة حاليا والتي يتسابق زعماء العالم لنيل رضاها وطلب ولايتها اسمها : البيت الأبيض ، ومعروف أن العنكبوت بيته أبيض ، وكما أن العنكبوت ينسج شبكته لتكون قاعدة يترصد بها لأعدائه ، كذلك هذه القوة بنت لها قواعد في أكثر بلدان العالم لتحكم قبضتها عليه ولتترصد لأعدائها.
وشبكة المعلومات هذه التي نتصل فيها مع بعضنا اخترعها البيت الأبيض وسماها الشبكة العنكبوتية. والولاية بين البيت الأبيض وحلفاءه (أولياءه) مبنية على المصلحة.
إذن فكلام العلماء عن هوان أسرة (بيت العنكبوت) يوافق الواقع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عبد القادر يثرب
03-09-2006, 12:24 PM
على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1140628631&archive=&start_from=&ucat=1&do=maqalat
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-10-2006, 12:24 AM(1/1690)
يعرف المبتدؤن من طلاب العربية ان القران جرى على لغة الذين انثو لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية كما انثو مفرد النمل والنحل والدود فلم يقولو فى الواحد منها الا نملة ونحلة ودودة وهو تانيث لغوى لا علاقة له بالتانيث البيولوجى كما وهم المفسر العصرى وجرى لسانهم كذلك على تانيث الشمس والارض والسماء والدار والسوق وكل ما يعرف فى المصطلح المجازى دون ان يتصور من له ادنى اتصال بالعربية ان التانيث هنا يحمل على التانيث البيولوجى وقبل ان ينزل القران بايات (واوحى ربك الى النحل ان اتخذى منالجبال بيوتا) (قالت نملة يايها النمل ادخلو مساكنكم) (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) (ان الله لا يستحى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) كان اى عربى وثنى (من اجلاف البادية)ينطق بها على التانيث فلا نتصور فى اى ذلك اشارة علمية الى ما اكتشفه عصرنا من بيولوجيا الحيوان ثم تورط المفسر العصرى من هذا الوهم الى وهم اشنع فاضاع السر البيانى للاية تضرب المثل لاوهن البيوت ببيت العنكبوت حين قرر ما وصفه بالحقيقة العلمية (وهى ان خيط العنكبوت اقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات واقوى من بيت واكثر مرونة ) وعلى هذا التفسير العصرى لايصلح بيت العنكبوت مضربا للمثل على الوهن لانه ليس اهون من بيت الصلب او من بيت احرير اتخذته دودة القز . نحن علما.ء النصوص واساتذة التخصص نرفض هذا العبث بحرمة كتاب لايحل لنا ان نفهمه الا كما بينه الرسول عليه الصلاة والسلام (كتاب القران والتفسير العصري للدكتورة بنت الشاطىء) اقول لقد تجاوز الاخوة المشاركون حدود التفسير الذي يعرفه العلماء وساروا في طريق لي اعناق النصوص.وتحميلها مالا تحتمل فالبيت في استعمال القران هو السكن وما قول الاخوة فى قوله تعالى (واوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا) وقوله تعالى(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا....... الخ) والمراجع جميع الايات التى(1/1691)
استخدمت لفظ البيت او البيوت لنقف على معناها القراتى بلا تبديل ولا تحريف قبل ان ننزلق هذا المنزلق الخطير و السؤال المهم الذى يطرح نفسه فى القضية هل نفهم القران كما بينه نبى الاسلام وكما احتملته قواعد اللغة التى نزل بها ام نسير وراء اوهام تريد ان تحررنا من الجمود على فهم الصحابة للقران فى مدرسة النبوة وعصر المبعث
---
د.أبو بكر خليل
03-10-2006, 01:11 AM
أين هو البحث العلمي - بمعناه الحقيقي - بل أين الحقيقة العلمية القائلة إن خيوط أو نسيج بيت العنكبوت أقوى من الحديد الصلب و الفولاذ ؟
- هذا ما ينبغي إثباته و التحقق منه أولا قبل التسليم به و البناء عليه ،
و يجب عدم التكلف بحمل آيات القرآن الكريم على أقاويل و نظريات و فرضيات لم تثبت و لم تستقر أو لم تصح أصلا ، بدعوى الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ، تلك الدعوى التي انفلتت من ضوابطها في كثير من الأحيان ،
http://www.nooran.org/O/17/17-3.htm
و ما أحسب ما قيل عن قوة خيوط العنكبوت إلا محاولة خبيثة للطعن في القرآن الكريم ،
فهذا بيت العنكبوت بخيوطه و نسيجه الواهي الرقيق - على حالته التي خلقه الله عليها ، من غير إضافة مواد كيميائية خارجية أو غيرها - أين صلابته المزعومة تلك ؟
---
حسن عبدالله الخطيب
03-10-2006, 08:18 AM
الحمد لله القائل: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) والحمد لله الذي منَّ علينا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك خيرا إلا أرشدنا إليه وحثنا عليه، وما ترك شرا إلا حذرنا منه ونهانا عنه
أحباب الملتقى الطيب البحث الذي نقله الأخ نصر منصور مشكورا عن الدكتور صلاح رشيد جزاه الله خيرا وما يتعلق بالآيات التي تتحدث عن الذين يتخذون الأولياء من دون الله ومن دون رسوله ومن دون المؤمنين كالذي يتخذ العنكبوت وبيته من دون الله .(1/1692)
وأيا كان كان صاحب الفكرة فالبحث بهذه الفكرة المترابطة والعلمية والمتكاملة يوصلنا إلى المعنى الحقيقي للولاية ويضع الذين يوالون غير الله ورسوله والمؤمنون أمام حقيقة أنفسهم حيث ظنوا أن بعض القوى التي يظن أنها قوية متماسكة من خلال النظر إليها من بعيد تغريهم التحالفات مع مثل هؤلاء وهم لا يعلمون أن مثل هذه البيوت التي غرتهم واهية أركانها ساقط عما قريب بنيانها
إن بيت العنكبوت على جماله ودقة صنعته يغري الكثير من أهل الغرر وبالتالي يسقطون في حبائله ولو كانوا يعلمون حقيقة بيت العنكبوت لما رموا أنفسهم في أحضانه. ولذلك الله يوجهنا إلى هذه الحقيقة العلمية والمثال المتناهي في الدقة بقوله: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)
فلا نغتر بجمال نظم ودقة صنعة مبنية على ضلال وباطل فالله تعالى يقول: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُبُ الَّذِيَن كَفَرُوا فِي الْبِلَاِد* مَتَاعٌ َقِليلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاُد*) (آل عمران:196و197)
ختاما جزى الله خيرا من نشر علما لله على مراد الله ورسوله
نفعني الله وإياكم في القرآن العظيم وما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
---
أبو علي
03-10-2006, 11:11 AM
أين هو البحث العلمي - بمعناه الحقيقي - بل أين الحقيقة العلمية القائلة إن خيوط أو نسيج بيت العنكبوت أقوى من الحديد الصلب و الفولاذ ؟
- هذا ما ينبغي إثباته و التحقق منه أولا قبل التسليم به و البناء عليه ،
و يجب عدم التكلف بحمل آيات القرآن الكريم على أقاويل و نظريات و فرضيات لم تثبت و لم تستقر أو لم تصح أصلا ، بدعوى الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ، تلك الدعوى التي انفلتت من ضوابطها في كثير من الأحيان ،
http://www.nooran.org/O/17/17-3.htm(1/1693)
و ما أحسب ما قيل عن قوة خيوط العنكبوت إلا محاولة خبيثة للطعن في القرآن الكريم ،
فهذا بيت العنكبوت بخيوطه و نسيجه الواهي الرقيق - على حالته التي خلقه الله عليها ، من غير إضافة مواد كيميائية خارجية أو غيرها - أين صلابته المزعومة تلك ؟
لم أقصد هذا الذي ذكرته ، فهذا لا ينبغي التسليم به والبناء عليه إلا إذا أثبت ببرهان مبين.
وأما ما قالوه حول أسرة العنكبوت وأنها أهون البيوت فهذا هو الذي يبحث في صحته ليرى هل يمكن أن يناسب المثل الذي ضربه الله أم يتعارض معه.
وحيث أنه ورد في القرآن ذكر المكان وأريد به المكين في عدة مواضع مثل : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ).
هل يسأل القرية أم سكان القرية؟
وقال تعالى: وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا).
هل العذاب والإهلاك للجماد (المساكن) أم لأهل القرية؟
نأتي الآن إلى آية العنكبوت التي ضرب الله فيها المثل ببيت العنكبوت ثم نرى هل المقصود بالبيت المكان أم المكين.
أليس المقصود من ضرب المثل لشيء بشيء آخر هو تشابه الحال؟
لنفرض أن البيت في آية العنكبوت هو مسكنها، فما هو تشابه حال من اتخذ وليا من دون الله بحال اتخاذ العنكبوت مسكنا؟
كل ما قيل في بيت العنكبوت أنه أهون البيوت لأنه لا يقي من حر ولا يقي من البرد، هذا تحليل لما يراه الإنسان في ذلك النسيج العنكبوتي إذا كان هو فعلا مسكن العنكبوت ، وما أدرانا أن العنكبوت متكيفة في نسيجها بحيث لا يضرها برد ولا حر!!
كما أن الأمور تقاس نسبيا فمسكن العنكبوت الذي يبدو للإنسان كريشة في مهب الريح هو ليس كذلك بالنسبة لساكنه.(1/1694)
إذن فنحن لا نعلم شيئا عن كيفية هوان بيت العنكبوت ، لو كان صحيحا ما يعتقده كل الناس في ما يرونه في هوان نسيج العنكبوت لمااحتاج ذلك إلى تأكيده ب (إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت).
ولما عقب الله بعدها بقوله (لو كانوا يعلمون) التي تفيد : امتناع إدراك أن بيت العنكبوت هو أهون البيوت لامتناع وجود العلم بذلك عند كل الناس.
إذن ففرضية أن بيت العنكبوت هو مسكنها لم نتوصل بها إلى معرفة تشابه حال من اتخذ وليا من دون الله بحال اتخاذ العنكبوت مسكنا ولم تبين لنا كيفية هوان بيت العنكبوت;
لم تبق إلا الفرضية العقلية وهي اعتبار أن المكان أريد به المكين.
ذكرت في المداخلة السابقة تلك الفرضية العقلية التي تتلخص في أن الإنسان لا يتخذ شخصا وليا لذاته ابتغاء العزة والنصرة والحماية لأنه لا يستطيع تحقيق ذلك بمفرده إلا إذا كان رب بيت يأمر أهل بيته ليوفروا الحماية للمستجير، وكل نظام أو جهاز يتكون من رئيس ومرؤوس فهو بيت.
والولي الكافر بالله لا يحقق لمولاه الحماية والنصرة إلا بمقابل ، فإن أتته فرصة أخرى يتحقق منها مكاسب أهم من حمايته للمستجير تخلى عنه وباعه بثمن بخس.
إذن فقد يكون حال أسرة العنكبوت قائما على المصلحة كحال الذين يتخذون من دون الله أولياء ، وهذه الفرضية يفترضها العقل حتى ولو لم يظهر من يقدم لنا هذه المعلومات عن هوان عالم العنكبوت.
فأي الفرضيتين تفيد العلم بالمثل المضروب وبحقيقة هوان بيت العنكبوت؟
أهي الفرضية الظاهرية أم الفرضية العقلية؟
قال تعالى : وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ. ) 43 العنكبوت.
والله تعالى أعلم
---
عبد القادر يثرب
03-10-2006, 03:49 PM
قال الله تبارك وتعالى:( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )(العنكبوت/43)(1/1695)
قال السيوطي في الدر المنثور:(أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني؛ لأني سمعت الله تعالى يقول:( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ). صدق الله العظيم.
---
عبد القادر يثرب
03-12-2006, 05:19 PM
بيت العنكبوت - من مزاعم إعجاز القرآن العلمي
منقول من شبكة اللادينيين العرب
http://ladeeni.net/pn/Article22.html
وانظر هذا الرابط، لترى كيف تلتقي الأفكار مع بعضها.
http://www.yassar.freesurf.fr/stoa/bal081.html
---
ام عمر
03-15-2006, 08:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1696)
من الامور الاخرى التي ذكرت في اعجاز وهن بيت العنكبوت ان الرسم الهندسي له مسطح اي ما ان يدخل العنكبوت فيه حتى يخرج من الطرف الاخر ... فهذا يحسب ايضا من علامات وهن بيت العنكبوت ... والقران الكريم لا تنقضي عجائبه ولو ان اعجازه متعلق بالبلاغة لنفدت جيوب البلاغيين من مدخرات البلاغة ولبداؤا يلوّن النصوص من اجل استيعاب مصطلحاتهم البلاغية ... كقولهم من معاني حسن التخلص في القران الكريم ومن امثلة الاحتباك في النص القراني كذا وكيت .... ولكن اعجاز القران الكريم يتعلق بالقضايا العلمية المقطوع بصحتها كما يتعلق بالاخبار الصحيحة التي لم تكن قد حدثت في عهد النبوة وهي لدينا الان من التاريخ مثل قولة تعالى " الم . غُلبَت الروم " .. وغيرها من الاخبار المتحققة ... الشيئ الوحيد المخيف والمزعج في ان واحد في مسألة الاعجاز العلمي هو محاولة البعض التعلق بالنظريات التي لم تبلغ شأن الحقائق العلمية واقحامها في اذهان العامة على انها اعجاز جديد للقران الكريم ... وهذا امر قد يتأرجح بفعله ايمان بعض العامة وعقول الاخرين من غير المسلمين .. وهذا من الخطر بمكان ليس بالهيّن ... شكرا اخي الكريم على هذا الموضوع الذي فتح امامنا كل هذه الافاق من النقاش وبيان الاراء أسال الله عز وجل ان يعلمنا ما ينفعنا به في الدنيا والاخرة .
---
(1/1697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > أشكل علي إنكار الإمام الشوكاني لتواتر أسانيد القراءات
---
أشكل علي إنكار الإمام الشوكاني لتواتر أسانيد القراءات
---
عبد الحي محمد
11-11-2006, 11:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مشايخي الفضلاء:
قال الشوكاني في فتح القدير ــ في تفسير سور النساء في قوله تعالى ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) :(1/1698)
( ... وقرأ النخعي وقتادة والأعمش وحمزة "والأرحام" بالجر. وقرأ الباقون بالنصب. وقد اختلف أئمة النحو في توجيه قراءة الجر، فأما البصريون فقالوا: هي لحن لا تجوز القراءة بها. وأما الكوفيون فقالوا: هي قراءة قبيحة. قال سيبويه في توجيه هذا القبح: إن المضمر المجرور بمنزلة التنوين، والتنوين لا يعطف عليه. وقال الزجاج وجماعة بقبح عطف الاسم الظاهر على المضمر في الخفض إلا بإعادة الخافض كقوله تعالى "فخسفنا به وبداره الأرض" وجوز سيبويه ذلك في ضرورة الشعر، وأنشد: فاليوم قربت تهجونا وتمدحنا فاذهب فما بك والأيام من عجب ومثله قول الآخر: تعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعب بهو نفانف بعطف الكعب على الضمير في بينها. وحكى أبو علي الفارسي أن المبرد قال: لو صليت خلف إمام يقرأ "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" بالجر، لأخذت نعلي ومضيت. وقد رد الإمام أبو نصر القشيري ما قاله القادحون في قراءة الجر فقال: ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين، لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء أثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم تواتراً، ولا يخفى عليك أن دعوى التواتر باطلة يعرف ذلك من يعرف الأسانيد التي رووها بها، ولكن ينبغي أن يحتج للجواز بورود ذلك في أشعار العرب كما تقدم، وكما في قوله بعضهم: وحسبك والضحاك سيف مهند وقول الآخر: وقد رام آفاق السماء فلم يجد له مصعداً فيها ولا الأرض مقعدا وقول الآخر: ما إن بها والأمور من تلف وقول الآخر: أكر على الكتيبة لست أدري أحتفي كان فيها أم سواها فسواها في موضع جر عطفاً على الضمير في فيها، ومنه قوله تعالى "وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين". ... )
(ولا يخفى عليك أن دعوى التواتر باطلة يعرف ذلك من يعرف الأسانيد التي رووها بها)
فكيف توجيه هذا الكلام
أحسن الله إليكم؟
---
الجكني
11-11-2006, 05:21 PM(1/1699)
الإمام رحمه الله متبع رأي ابن الجزري رحمه الله ،وهو القول ب "صحة السند " حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأقوال في المسألة ،قال رداً على الإمام النويري رحمه الله عندما قال -النويري-عن صحة السند:"إنه قول حادث مخالف لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم من الأصوليين والمفسرين"علّق الشوكاني بقوله:" وأنت تعلم أن (نقل }مثل الإمام الجزري -كذا-وغيره من أئمة القراء لا يعارضه نقل النويري لما يخالفه ،لأنا إن رجعنا إلى الترجيح بالكثرة أو الخبرة بالفن أو غيرهما من المرجحات قطعنا بأن نقل أولئك الأئمة أرجح وقد وافهم (كذا ولعله:وافقهم) عليه كثير من أكابر الأئمة حتى أن الشيخ زكريا الأنصاري لم يحك في غاية الأصول إلى شرح لب الأصول "الخلاف لما حكاه الجزري وغيره عن أحد سوى ابن الحاجب0انتهى:نيل الأوطار:2/238
أما قوله رحمه الله:"الكثرة" و"الخبرة بالفن" فليست من الأدلة العلمية ،وإنما يستأنس بها ،وما عدا ذلك من المرجحات ‘فياليته ذكرها حتى نعلمها 0وعدم حكاية الأنصاري أيضاً ليست دليلاً لأن قصارى جهده أنه "متبع"لابن الجزري فهو قول واحد لا غير0والله أعلم
---
د. أنمار
11-12-2006, 09:19 AM
اغتر الشوكاني كغيره بالاكتفاء بتلك الأسانيد التي في كتاب ما من كتب القراءات كالتيسير أو الروضة. ولو كلف نفسه عناء البحث والجمع في معظم ما كتب من الكتب القديمة لا الحديثة لاختلف رأيه.
كم يريد الشوكاني للإقرار بالتواتر؟
10 أم أقل أم أكثر؟
معظم التعاريف تقول جمع ...دون تحديد
إذن إليكم هذا المثال ليكون عبرة وعليه فقس بقية القراءات
نعم من القراء العشرة لم يقرأ بالجر إلا حمزة
لكن إليك أسماء من عزيت لهم هذه القراءة
ابن مسعود
ابن عباس
الحسن البصري
الأعمش
قتادة
مجاهد
إبراهيم النخعي
المطوعي
أبو رزين
يحيى بن وثاب
طلحة بن مصرف
الأصفهاني
الحلبي عن عبد الوارث
أبان بن تغلب
أبو إياس هارون بن علي بن حمزة(1/1700)
فمعظم هؤلاء إلى عهد حمزة وكذا من بعده كانت أسانيدهم متصلة، لكن بعد ذلك اكتفى العلماء بأسانيد العشر اكتفاء بالبعض عن الكل، ونسبة القراءة لواحد منهم لا يعنى انفراده بين الأمة بالقراءة تلك بسنده المنفرد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومن يكابر في ذلك إنما يشهد على نفسه بالجهل العريض وقلة المعرفة بأصول القراءات
ثم قضية أخرى، وهي نسبة ما قيل لابن الجزري, فتلك قضية تحتاج مزيد بحث وإيضاح
فإني أؤكد وجوب التفرقة بين ما تواتر من فرش الأحرف وأصول القراءات وبين تحرير تلك الأصول مما لا يستلزم إلا صحة السند، وهذه دقيقة قد تخفى على الكثيرين.
---
أمين الشنقيطي
11-12-2006, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قضية التواتر عند القراء لاتستغرق كل هذا الوقت في نظري والله أعلم،
فعند من يقرأ بالقراءات المتواترة اليوم لايوجد في مفهوم علماء القراءات المجيزين غير التواتر،
أمّا الاعتماد علىرأي الإمام الكبير ابن الجزري فقد كان كتاب النشر نفسه خير دليل على اعتماده فيه على التواتر ولذا لم يضمِّنه الشواذ، إذعلى القول بتأييده لصحة السند لماذا لم يرو فيه صحيح السند؟ وماأكثر من سبقه إلى ذلك من كتب تقدمته، كابن الجندي في بستان الهداة وغيره،
هذه حقائق القراء،أما آراء الأصوليين،فواقع لاأدري سببه وقد ردّه النويري، ومن جاء بعده بعد أن ذكر الإجماع على التواتر.
وفق الله الجميع .
---
د. أنمار
11-13-2006, 12:41 AM
دكتور أمين لكن ممكن أن يعترض على كلامك بأن الخلاف في المشهور المستفيض وإن لم يصل حد التواتر
فالأربع الشواذ لم تصل إلى حد الاستفاضة كما عند العشرة.
بل لن تخطئ إن قلت قراءة اليزيدي لا تخرج عن العشرة بل هي لا تخرج عن قراءة أبي عمرو إلا في نحو 15 كلمة ومع ذلك لم يحكموا عليها بالقبول كما فعلوا بقراءة خلف التي لا تخرج عن قراءة أهل الكوفة
---
أمين الشنقيطي
11-13-2006, 01:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1701)
تفصيل المفهوم العام لدى القراء أولى،
فالتواتر مانقله جمع لايمكن تواطؤهم على الكذب.
المشهور ماصح سنده بنقل العدل ولم يبلغ درجة التواتر ووافق العربية ولو بوجه والرسم ولواحتمالا..
الآحاد مااختل فيهأحد اركان القراءة بأن خالف الرسم خلافا بينا أو خرج على قواعد اللغة ..أوروي بسند صحيح..
ماأريد أن أقوله أين تلك الرواية في النشر اليوم التي تعد من المشهور،أو الآحاد.
آسف: هناك كلمات في النشر نص عليها الجزري 1/229، على أنها تُلحق بالمتواتر وهي من المشهور ككلمة (أفئيدة) لهشام، و(سؤوقه)،لقنبل ...النشر2/338.
لكن إذا علمنا أن القاضي رحمه الله قال عن الاستفاضة: ((إذا كان المراد بها أنها بلغت عامة القراء وعلموها وتلقوها من مشائخهم،ولكن لم يقرؤوا بها على عادتهم في الاختيار عند الإقراء فهذا النوع متواتر في الحقيقة بعد طول تأمل، إذ أن المتواتر في حقيقته تعدد الأسانيد والطرق حتى يبلغ الحد الذي يحصل به اليقين ويستحيل التواطؤ على الكذب وإذا كان لم يبلغ القراء ولم يشتهر عن عامتهم فهذا يمنع من الإقراء به)). أبحاث في القراءات /15.
وعليه فالنشر وإن كان فيه بعض الروايات القليلة المشهورة، فهي في نهاية الأمر متواترة، وبعد التأمل كما ذكر القاضي رحمه الله.
ولكن السؤال عند قول الجزري (وصح إسناداً..).فإن كان يعني المشهور فلاإشكال،وإن كان يعني الآحاد غير المشهورة فاين هي في النشر.
هذاماقصدته.والله أعلم،وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
---
أبو مالك العوضي
11-13-2006, 07:33 PM
هل يمكننا القول بأن المسألة نظرية بحتة؟
وأعني بذلك أنه سواء قلنا بأن هذه القراءات جاءت بالتواتر أو لم تأت بالتواتر فهي معلومة بالضرورة لأن العلماء تلقوها بالقبول طبقة عن طبقة إلى يومنا هذا.
فيكون نزاع الشوكاني ومن وافقه إنما هو في مجرد مسمى (التواتر) وليس في ثبوت القراءة يقينا والاعتداد بها من القرآن.
هل فهمي صحيح؟
---
د. أنمار(1/1702)
11-14-2006, 12:05 AM
لكن إليك أسماء من عزيت لهم هذه القراءة
ابن مسعود
ابن عباس
الحسن البصري
الأعمش
قتادة
مجاهد
إبراهيم النخعي
المطوعي
أبو رزين
يحيى بن وثاب
طلحة بن مصرف
الأصفهاني
الحلبي عن عبد الوارث
أبان بن تغلب
أبو إياس هارون بن علي بن حمزة
.
وأعلن القاضي ابن وهبان المزي في محاسن الأخيار ص 333 ثبوت هذه القراءة بنقل التواتر
وذكر أسماء معظم من سبق وزاد:
اليماني (؟)
أبو البلاد
أبو صالح
ابن إدريس
شيبان
الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء
وناقش هذه القراءة وصحتها من ص 327 إلى 344 فلتراجع
وذكر قصة حمزة ورجوعه لشيخه الأعمش بسبب أن بعض الناس لحنه لقراءته بالجر فقال له إذا لحنك الناس فقل لهم قرأت بذلك على أصحاب عبد الله بن مسعود وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ثم أورد قصة قراءته على جعفر الصادق وقوله له لست أخالفك من قراءتك إلا في عشرة أحرف فإني لست أقرأ بها وهي جيدة في العربية وذكر منها والأرحام
(وفي الإقناع لابن الباذش: وهي جائزة في العربية.)
---
عبد المعين محمد علي جيدي
11-14-2006, 05:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
حسب فهمي أن مأخذ الإمام ابن الجزري في مسألة التواتر أو صحة السند للقراآت يختلف عن مأخذ الإمام الشوكاني ؛فالإمام الشوكاني يرى بأن أسانيد القراء متواترة إلى الأئمة الذين نسبت إليهم تللك القراأة وليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره في إرشاد الفحول له. وقدرد الإمام ابن الجزري نفسه على هذا القول في كتابه منجد المقرئين وشنع عليه .
وأما رأي الإمام ابن الجزري الذي تبناه في (النشر) متراجعا عن رأيه في (منجد المقرئين )فهو: اشتراط صحة السند مع الشهرة عند أهل الصنعة لصحة القراأة وعدها من القراآت المقروأة . من المقرئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.(1/1703)
ومن هنا نفهم أن الفرق بين مأخذ القولين واضح ( فليحرر ) والعلم عند الله تعالى
عبد المعين محمد علي القبيسي
---
أبو مالك العوضي
11-14-2006, 06:57 PM
ينظر هذا الرابط:
http://forum.turath.com/showthread.php?t=471
---
د. أنمار
11-16-2006, 04:46 PM
وأما رأي الإمام ابن الجزري الذي تبناه في (النشر) متراجعا عن رأيه في (منجد المقرئين )فهو: اشتراط صحة السند مع الشهرة عند أهل الصنعة لصحة القراءة وعدها من القراآت المقروأة . من المقرئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن هنا نفهم أن الفرق بين مأخذ القولين واضح ( فليحرر ) والعلم عند الله تعالى
عبد المعين محمد علي القبيسي
وهذا ما أدين به أيضا.
فقوله الأول في التأصيل، والثاني في التطبيق، حيث قرأ وجمع ثم ألف. فكيف السبيل هل سيبحث عن تواتر كل إسناد قبل وبعد الشيخ المنسوب له الكتاب الفلاني وثم إسناده للقارئ وهل عليه أن يروي كل كتاب بعشرات الأسانيد ليضمنه في طيبته. طبعا لا.
لكن عند البحث في القراءات المتضمنة في الطيبة نجد أن ما نقله هو عين المتواتر أو المشهور المستفيض المتلقى بالقبول.
ثم تأتي مسألة التحارير وهذه لا دخل لها في قضية التواتر بل هي زيادة تحري لمنع التركيب في الأسانيد
---
الجكني
11-16-2006, 09:47 PM
وبما أن الكلام عن ابن الجزري رحمه الله فقد قال بعد تأليفه للنشر بما يقارب(23) سنة ،وقبل وفاته ب(9-10) سنوات تقريباً إنه لم يذكر "كل الصحيح " في كتابه "النشر ،وإن مد الله في العمر سيفعل ،لكنه رحمه الله -حسب علمي - لم يفعل0
المصدر : مخطوط في مكتبة الملك فهد بعنوان "تقريب النشر " وهو في الحقيقة أسئلة وجهت إليه من تبريز متعلقة ببعض الإشكالات في "النشر والطيبة والتقريب "فأجاب عنها وفي آخرها "يتأسف على أهل القراءات في عصره في "كسلهم "و"زهدهم " في الرحلة إلى الشيوخ لطلب هذا العلم 0
---
د. أنمار
11-17-2006, 03:20 AM(1/1704)
وبما أن الكلام عن ابن الجزري رحمه الله فقد قال بعد تأليفه للنشر بما يقارب(23) سنة ،وقبل وفاته ب(9-10) سنوات تقريباً إنه لم يذكر "كل الصحيح " في كتابه "النشر ،وإن مد الله في العمر سيفعل ،لكنه رحمه الله -حسب علمي - لم يفعل0
المصدر : مخطوط في مكتبة الملك فهد بعنوان "تقريب النشر " وهو في الحقيقة أسئلة وجهت إليه من تبريز متعلقة ببعض الإشكالات في "النشر والطيبة والتقريب "فأجاب عنها وفي آخرها "يتأسف على أهل القراءات في عصره في "كسلهم "و"زهدهم " في الرحلة إلى الشيوخ لطلب هذا العلم 0
شكرا على الإضافة القيمة ويا ليتكم تتحفونا بالنص كاملا.
وسبب ذلك واضح
وهو وجود رواة أكثر للقراء أقصد أكثر من الاثنين اللذين اكتفى بهما في النشر بل والطرق الأربعة التي التزمها لكتب اتصلت أسانيدها حتى زمنه رضي الله عنه. ثم لا تنس الكتب الأخرى التي لم تدخل في النشر.
لكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
ويغلب على الظن كون الصحيح المتبقي معظمه لقراءات وأوجه مقروء بها في النشر لكن تنسب لقراء معينين مع وجود رواة آخرين لغيرهم خارج النشر.
مثلا سكت حفص على الكلمات الأربع
يوجد مثله لنافع في قولك بل ران
لكن من غير الطرق التي في النشر والتيسير.
ورواية لخلف في النشر يوجد مثلها لخلاد
إلخ ..
والله أعلم
---
أمين الشنقيطي
11-18-2006, 02:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اشكر الأخ الذي وضع الرابط أعلاه،وتعقيب الإخوة، وبالنسبة لقضية وجود شيء لم يبحث من القراءات العشر المتواترة وكان في عصر ابن الجزري،فهذا في نظري والله أعلم بعيد،
ولوحاول شيخ القراء ابن الجزري ذلك لظهر وانتشر،
فلارواية متواترة معروفة بعد عصر ابن الجزري، لم يذكرها البناء صاحب الإتحاف فقد ذكر فيه جميع القراءات المتواترة،من الشاطبية والطيبة،
والبناء تعقب ابن الجزري كثيراً ،(1/1705)
وكان يذكر أن ابن الجزري لم يقرأ بكثير من الروايات الواردةفي مراجعه التي اصطفاها في النشر، لانفرادها، فلايقرأ بها من النشر،أو من طيبة النشر،
وللعلم فشيء كثير من هذا الذي لايقرأ به جمعته في رسالتي الانفرادات عند علماء القراءات،
وأقصد بالانفر ادات ، الروايات الشاذة الواردة من طرق العشرة، وليس ما تعرض له بعض الباحثين من انفرادات فتلك تعني دون شك الانفرادات المتواترة،وتُعرف كذلك بالمفردات،
وعلى هذا فالشاذ أمر، والمتواتر أمر آخر. والله أعلم.
---
د. أنمار
11-19-2006, 12:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اشكر الأخ الذي وضع الرابط أعلاه،وتعقيب الإخوة، وبالنسبة لقضية وجود شيء لم يبحث من القراءات العشر المتواترة وكان في عصر ابن الجزري،فهذا في نظري والله أعلم بعيد،
ولوحاول شيخ القراء ابن الجزري ذلك لظهر وانتشر،
.
شيخ أمين، أوضح فالعبارة فيها إبهام
---
أمين الشنقيطي
11-19-2006, 11:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:وبعد:
فقصدي من التعليق السابق الدعوة إلى ضرورة الوقوف عند كتب القراءات المتواترة التي يقرأ بها اليوم،
ودحض فكرة افتراض وجود كتب جديدة لابن الجزري غير النشر وتقريبه والطيبة، وكانت مخطوطة من تأليفه لم تصل إلينا اليوم وحاول ابن الجزري فيها إثبات غير القراءات العشرالمتواترة التي بين أيدينا،
فهذا والله أعلم أمر بعيد،(1/1706)
فقد جاء بعد ابن الجزري تلاميذه:كابنه أحمد،والنويري في شرحهما للطيبة،، وشرحا مراده بما نظمه فيها،وقد صرّحوا بالقراءات العشر المتواترة التي تلقوها عنه... وقد صرح بذلك أيضا صاحب الإتحاف حيث يقول في كتابه : ((فخطر لي بعد ذلك أن ألخص ماصح وتواتر من القراءات العشر،حسبما تضمنته الكتب المعتمدة المعول عليها في هذا الشأن ككتاب النشر في القراءات العشر،وطيبته،وتقريبه، للشيخ المذكور الذي ترجموه بأنه لم تسمح الأعصار بمثله ،ووصف كتابه النشر بأنه لم يسبق بمثله، وكشرح طيبته للإمام أبي القاسم العقيلي الشهير بالنويري وككتاب اللطائف للشهاب المحقق أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني..)) /64.
أرجوا أن تكون المسألة واضحة. وفق الله الجميع
---
د. أنمار
11-20-2006, 12:16 PM
فلارواية متواترة معروفة بعد عصر ابن الجزري، لم يذكرها البناء صاحب الإتحاف فقد ذكر فيه جميع القراءات المتواترة،من الشاطبية والطيبة،
والبناء تعقب ابن الجزري كثيراً ،
وكان يذكر أن ابن الجزري لم يقرأ بكثير من الروايات الواردةفي مراجعه التي اصطفاها في النشر، لانفرادها، فلايقرأ بها من النشر،أو من طيبة النشر،
ظاهر كلام الإتحاف أنه لم يخرج عن الكتب المذكورة، وطبعا ذكر أيضا الأربع الشواذ ونص على شذوذها.
فهل الإتحاف رد شيئا مما في النشر؟
لا يفهم من عبارته ذلك.
وهل زاد عما في النشر وتقريبه وطيبته والشاطبية والتيسير؟
لا يمكن ذلك
إذن فماذا قصدتم بقولكم "تعقب ابن الجزري كثيرا" ؟؟؟
أما كونه صرح بأن ابن الجزري لم يقرأ بكثير من الروايات الواردة في مراجعه التي اصطفاها، فهذا واضح جدا لأنه اشترط التزم بالراويين ولم يزد عليهما مع كون الكتب التي يروي عنها فيها الكثير من الرواة الآخرين، وكانت تلك الكت إلى عهده مقروءة بكاملها ، ثم زاد اشتراطه على نفسه اختيار أربع طرق فقط، واشترط وجود الرواية في كتابين على الأقل.(1/1707)
فهذا لا يمنع صحة ما لم ينطبق عليه شرطه الذي اشترطه على نفسه، والانفراد لا يعني الشذوذ. نعم شيئا فشيئا انتهى اتصالنا بتلك الكتب بالقراءة على المشايخ ولعل ذلك لم يتجاوز الطبقة أو الطبقتين، أما اليوم فلا وألف لا.
ثم إن ابن الجزري نفسه أورد في تيسيره ودرته ما لم يورده في نشره لأنه لم يجد لها طريقا على شرطه نعم هي كلمات معدودة لكنها مقروءة إلى يومنا هذا.
وهذه الأربع كلمات زاد فيها وجها آخر لابن وردان ليس في الطيبة ، وهي
لايخرج: بضم الياء وكسر الراء ،
فيغرقكم: بالتأنيث وتشديد الراء ،
سقاية : بضم أولهما وحذف الياء ،
عمارة: وحذف الألف.
نعم لها شواهد من كتب آخرى وقراء آخرين لكن لم تدخل تحت شرطه الذي شرطه على نفسه في النشر.
والحاصل أننا كلنا اليوم نقر بأنه ليس لأحد أن يتعبد بقراءته إلا بما اتصل سنده بهذه المنظومات وأصولها.
طيبة النشر
الشاطبية والدرة
ومن خرج عن ذلك فقد خالف الإجماع وعزر تعزيرا شديدا
---
أمين الشنقيطي
11-21-2006, 12:55 AM
هل الإتحاف رد شيئا مما في النشر؟
لا يفهم من عبارته ذلك.
وهل زاد عما في النشر وتقريبه وطيبته والشاطبية والتيسير؟
لا يمكن ذلك
إذن فماذا قصدتم بقولكم "تعقب ابن الجزري كثيرا" ؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد: للرد على جملة الأسئلة فأقول:
كان صاحب الإتحاف ينبه على روايات انفرادية لايقرأ بها، كرواية تتبعان بتخفيف التاء الثانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النون،
قال صاحب النشر: ذلك كله ليس من طرقنا،
قال البناء ولذا لم يعرج عليه على عادته في الانفرادات/54
وقال في بعض المواضع ولذا أسقطها من الطيبة، 383.
هذه امثلة لتعقيبات توضيحية من البناء على ابن الجزري،كي يبين وجود مالايقرأ به في النشر، وكان قد وصل إلى ابن الجزري من الطرق الواردة عن العشرة،وهي ثابتة في الكتب السابقة القديمة بطرقهم فهل كانت يقرأ بها حقاً؟
هذا الأمر يحتاج إلى جواب؟(1/1708)
وفي نظري أنها لم يكن يقرأ بها بسبب أنّ في اسانيدها وطرقها من العلل مايكفي لمن تبين له ذلك ضعفها وشذوذها،
وقد نبه الهذلي في كامله إلى فائدة مهمة،
وهي: الطريقة التي كان يصنعها الطلبة في القراءات قديما من جمع كل مايصل إليهم،ثم في نهاية الأمر يعلمون الناس مايجب.الكامل/180.
وعليه فالأمر كان قديما في طور الجمع لكل الروايات،حتى القرن التاسع ،
وفيه كانت نهاية الأمر،فحطّ الكلّ رحله عند المصادر المعتمدة اليوم والعلم عند الله.
وفق الله الجميع.
---
عمار
11-21-2006, 10:21 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد :
لا يخفى على المشايخ الكرام أن لابن الجزري - رحمه الله تعالى - رأيين في هذه المسألة :
1-) رأي قديم كان قد ذكره في كتابه "منجد المقرئين ومرشد الطالبين " وانتصر فيه للقول بالتواتر ، وساق كلام الإمام أبي شامة -رحمه الله - من كتابه " المرشد الوجيز " فبالغ في الردّ عليه...والانتصار لرأيه.
والجدير بالذكر أنّ ابن الجزري - رحمه الله - فرغ من تأليف هذا الكتاب سنة 773هـ ، يعني أن عمره حينذاك : اثنان وعشرون عاما.
2-) رأيه في النشر وهو القول الذي ثبت عليه :(1/1709)
" (وقولنا) وصح سندها فإنا نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذ بها بعضهم، وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ولم يكتف فيه بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر وإن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن وهذا ما لا يخفى ما فيه فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم وقد كنت قبل أجنح إلى هذا القول ثم ظهر فساده وموافقة أئمة السلف والخلف "
ثم ذكر كلام الإمام أبي شامة - رحمه الله - مدافعا عنه..محتجّا به!
وكتاب " النشر " انتهى مؤلفه منه سنة 799هـ.
والله أعلم.
---
أمين الشنقيطي
11-22-2006, 09:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي عمار:
ماذكرته عن ابن الجزري معروف،
لكن هذا القول الثاني غير معمول به، وقد نظمه في الطيبة بقوله: وكل ماوافق وجه نحوي ..إلى أن قال وصح إسناداً،
وقد عقبت على هذا النص في هذه المشاركة أعلاه بأمرين:
1- أن العلماء بعد ابن الجزري كتلميذه النويري لم يوافقوه صراحة على ذلك.
2- أنه من أين لنا رواية صحيحة السند، زيادة على العشر المتواترة،
ولوقلنا بوجودها،ثم قلنا بأنها يقرأ بها على أنها من الثابت عندنا (تواترا)،
إذا لدخل شواذ الأربعة،وهذا مالم يعمل به ابن الجزري نفسه في كتابه النشر.(1/1710)
ولوعمل به لقلنا إن الانفرادات الشاذة المنسوبة للعشرة و رواتهم المعروفين وغير المعروفين مما لايقرأ به،التي يسّر الله لي إحصاءهافي رسالتي الانفرادات من خمسة كتب في القراءات فكان عددها قريبا من الفي رواية واردة،داخلة فيما صح سنده ولصارت ممايقرأ به وهذا غير ممكن إطلاقا فبعد البحث تبين وجه شذوذها،وعلل طرقها وهو الذي كان ابن الجزري يشير إليه ثم تعقبه البناء صاحب الإتحاف بتوضيحه.
هذا ماتبين لي بعد دراسة لهذا الموضوع .والله أعلم.
وفق الله الجميع.
---
(1/1711)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سنن الدارمي كتاب الكتروني رائع
---
سنن الدارمي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
01-15-2007, 08:05 AM
سنن الدارمي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
سُنَنُ الدَّارَمِيّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظَ
الدَّارِمِىَّ
حجم البرنامج990 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/d631d94f95.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/f8653b6733.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/69254c3abd.jpg
روابط التنزيل
http://sa32.com/files/50e192788fbfd850/Addaramy.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=301501
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1712)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > عمل باحث لكل سوره وكل ايه مع التفسير الدقيق لكل ايه
---
عمل باحث لكل سوره وكل ايه مع التفسير الدقيق لكل ايه
---
رهيفه
12-30-2003, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكو من البحث عن تفسير بعض الايات بانتضار فاعل خير يفسرها في المنتديات لعدة ساعات او ايام
لذالك اتمنى من الله ثم من اهل التفسير والخبره عمل باحث لكل سوره وكل ايه مع التفسير الدقيق لكل ايه
بحيث يسهل تفسير الايه بعد كتابتها اوكتابة جزء منها في الباحث فتضهر النتيجه في الحال
كما يفضل وضع برنامج مصحف النور لنشر المكتبي في هذا الملتقى ليسهل البحث عن اي ايه ولو بتذكر كلمه منها فقط
---
عبدالرحمن الشهري
01-01-2004, 11:56 AM
الأخت الكريمة رهيفة وفقه الله مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير ، ونشكرك على مشاركتك معنا ، وما تفضلت به من الاقتراحات ستكون محل عنايتنا إن شاء الله.
جزاك الله خيراً.
---
أحمد عبدالغني
01-29-2004, 09:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزى الله القائمين على هذا الملتقى خير الجزاء .. وجعل ذلك في ميزان حسناتهم ....
لقد استفدت من هذا المنتدى كثير .... وفقكم الله ....
وهذا المنتدى من أحب المنتديات التي ارتاح عند ارتيادها ......
تحياتي وسلامي لكل من قام على هذا الملتقى .... وكل من قام بزيارته وارتياده ......
---
(1/1713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > لي تعليق على هذا الكتاب
---
لي تعليق على هذا الكتاب
---
سمير القدوري
11-29-2006, 06:50 PM
كتاب شتاينشنيدر درسته مدة سنوات وفيه كثير من الفوائد لكنه بحاجة إلى تذييل موسع وتجديد للمعلومات وتصويب لبعضها. قد ننشر ملاحظاتنا عنه في بحث مستقل بحول الله بعد أن نقف على الترجمة العربية التي رأت النور حديثا.
---
(1/1714)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إبلاغ هام إلى المهتمين بالمخطوطات في مكتبات تركيا
---
إبلاغ هام إلى المهتمين بالمخطوطات في مكتبات تركيا
---
جمال الحامدي
03-26-2006, 03:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
إنني أسكن في تركيا وأعمل كباحث في مجال الحديث إلى جانب عملي الحكومي كمدرس.
لله الحمد والمنة أملك إمكانية الوصول إلى المخطوطات في مكتبات تركيا المختلفة
وتركيا ثرية كما تعلمون بالمخطوطات في شتى العلوم.
سبق لي أن تعاملت مع بعض الباحثين في سحب صور لمخطوطات معينة من المكتبات.(خاصة في التفسير)
ففكرت بإخبار الإخوة الباحثين الذين يرغبون في الحصول على صور المخطوطات من مكتبات تركيا بأنني مستعد للتعاون معهم. وإرسال ما يطلبونه من صور المخطوطات عبر البريد.
حيث يمكن للراغبين مراسلتي عبر بريدي الالكتروني cemalaydin@yahoo.com
وكذلك مستعد ولله الحمد أن أجد للإخوة الباحثين ما يبحثونه من مخطوطات لكتب معينة إذا ما كانت موجودة في مكتبات تركيا حيث بإمكاني الوصول إلى فهارس المكتبات (والمؤلفة باللاتينية) مباشرة والحمد لله..
جمال الحامدي
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2006, 03:57 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا أستاذ جمال في ملتقى أهل التفسير ، ونشكرك على هذه المبادرة الكريمة ، والحاجة ماسة للتعاون فيما بيننا إن شاء الله لنشر كثير من المخطوطات الإسلامية المتعلقة بالدراسات القرآنية في المكتبات العريقة في تركيا .
وفقكم الله وبارك فيكم.
---
(1/1715)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد تقريرًا عن كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني
---
أريد تقريرًا عن كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني
---
ماجد الخير
03-20-2006, 11:59 AM
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته أما بعد :
أريد من الأستاذة والمشايخ الكرام تقرير بسيط عن كتاب (( المصاحف )) للمؤلف (( أبي داود السجستاني ))
ولكم جزيل الشكر .................................................. ................ماجد الخير
---
العويدي
03-20-2006, 02:09 PM
تجد دلك في تحقيق هدا الكتاب للدكتور محب الدين واعظ ط دار البشائر
---
السائح
03-20-2006, 05:35 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أخي الكريم ، كتاب المصاحف من تصنيف أبي بكر بن أبي داود السجستاني ، وهو ابن صاحب السنن .
وانظر ما في هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=405&highlight=%C7%E1%D3%C8%CD%C7%E4
---
الراية
03-20-2006, 10:01 PM
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/1612k.jpg
كتاب المصاحف
تأليف : عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ، (ابن أبي داود )(230-316هـ)
تحقيق : محب الدين عبدالسبحان واعظ
النسخ المعتمدة في التحقيق : اعتمد المحقق في تحقيق هذا الكتاب على النسخ الخطية التالية :
النسخة الأولى :
اسم الناسخ : لم يعلم ، لفقدان الورقة الأولى ، وعدم وجود ذكر له حتى آخر المخطوط . تايخ النسخ : غير معلوم أيضاً . مقاس الورقة : 14×20 عدد الأوراق : 98 معدل عدد الأسطر في الصفحة :21 سطراً .
حالة المخطوط : عليها سماعات عديدة ، أقدمها سماع تاريخه 17 جمادى الأولى عام 541هـ ، وعليها ما يدل على المقابلة والتصحيح . مصدره : المكتبة الظاهرية بدمشق . رقمه : 407 حديث وهذا ترقيم قديم بجانبه ترقيم آخر وهو (1198) .(1/1716)
النسخة الثانية : اسم الناسخ : محمد المقدسي أقليماً ، والنابلسي بلداً . تاريخ النسخ : 19 ( أو 29) /11/1150هـ . مقاس الورقة : 23×32. عدد الأوراق : 83 ورقة . معدل عدد الأسطر في الصفحة : 21 سطراً . مصدره : مكتبة تشستربتي . رقمه : 3586
الناشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة : الأولى لدار البشائر
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: أخرى
عدد الأجزاء : 2
عدد الصفحات : 948
أصل الكتاب: رسالة دكتوراه جامعة أم القرى - كلية الدعوة وأصول الدين
نبذة عن الكتاب :
هذا الكتاب موضوعه كتاب الله سبحانه وتعالى ، من حيث جمعه بجميع مراحله ،
واختلاف مصاحف الأمصار ،
وما أثر عن مصاحف بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ،
وما نقل عن بعض التابعين من قراءات ،
والحديث عن رسم القرآن ونقطه ، وكتابته ،
وأخذ الأجرة عليها ،
وجملة وافرة من الأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم ، كمس المصحف على غير طهارة ، وبيعه ، وارتهانه ، والسفر به إلى أرض الكفر ،
وإمامة المصلين من القرآن ، وغير ذلك .
أما منهج المؤلف فيه / فقد قسم كتابه على أبواب عديدة ، أدرج تحت كل باب ، بعض الأحاديث والآثار المتعلقة به ، والتي رواها عن شيوخه بأسانيدهم .
الملاحظات : 1- هذا الكتاب قد طبعه المستشرق آرثر جفري في ليدن ، ولم يكن له عمل فيه إلا إخراج الكتاب من حيز المخطوط إلى عالم المطبوع ، كما ذكر محقق هذه الطبعة ، وقد وقع في طبعة المستشرق أخطاء كثيرة بينها محقق هذه الطبعة أيضاً ، كما رد على أخطاء المستشرق في مقدمته للكتاب حول تاريخ جمع القرآن والقراءات واختلاف المصاحف ورسمها .
2- تحقيق الكتاب جيد ، وكذلك إخراجه ، ومما يمتاز به هذا التحقيق استعمال المحقق الرسم البياني في الحاشية لبيان أسانيد بعض الآثار ، وقد جمع رواة الأسانيد وترجمهم في ملحق خاص آخر الرسالة .(1/1717)
3- وقع في الكتاب أنه طبع طبعته الأولى سنة 1415هـ وأن هذه الطبعة هي الطبعة الثانية له والأولى لدار البشائر .
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2366
هناك طبعة أخرى للكتاب
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/nas-844-b.jpg
الناشر : الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة 2002
وقد اعتمد محقق هذه الطبعة من الكتاب على النسخة الأولى من النسختين اللتين اعتمد عليهما محقق الطبعة السابقة .
كما أنه يقارن في حواشيه بما يسميه (نسخة قرطبة) !!، ويعني نسخة مطبوعة فيما يظهر ، حيث لم يوضح المحقق ماهية هذه النسخة إطلاقاً .
ومحقق هذه الطبعة استعان بالطبعة الأولى لتحقيق محب الدين عبد السبحان التي صدرت في قطر عام 1415هـ /1995 م ، لكنه لم يشر إلى ذلك !!
فلا يظهر ذلك إلا من خلال هامش صغير في الصفحة الأولى من الكتاب المحقق (ص33)حيث قال "الثلاث أحاديث الأُول سقطوا من نسخة قرطبة ومن المخطوط وأثبتها من نسخة قطر "
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5398
كما ان طبعة دار الفاروق تجلديها رديء
---
(1/1718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "بهذا اخرجناهم من غزة هاشم ..""
---
"بهذا اخرجناهم من غزة هاشم ..""
---
hedaya
08-16-2005, 08:37 AM
http://usera.imagecave.com/Hozeifa/al-multaqa/gazaa.JPG
(أتمنى أن أصحوَ يوماً لأجد "غزة" في قاع البحر!)
كلماتٌ انطلقت من عمقِ المعاناةِ التي يعيشها رئيس وزراء الاحتلال الهالك "إسحاق رابين", وتمخضت من مأساته وهو يرى الموت يحصد جنودَه ومستوطنيه في "غزة هاشم"، ويرى سواعدَ المجاهدين تكيلُ له الضربات؛ فيبقى أمامها كالمشلول لا يقدر حراكاً, وأنّى له الحراك في مواجهةِ عزائمَ من نور!
واليوم وبعد هلاكه بسنوات ها هو مشهد القائد "طارق بن زياد" على ضفاف "الأندلس" يتكرر في "غزة" الأبية؛ فالعدو من أمامكم والبحر من خلفكم، وكانت هذه المرة كسابقتها الأندلسية.. أمواج صهيونية متكسرة على شطآن غزة، عدوٌ يتلاشى ونشوة انتصارٍ فلسطينية.
مسامير نعش الاحتلال: كانت وطأة نيران المقاومة هي المِحَك, وطابور الاستشهاديين والاستشهاديات كان الضربة التي دقت مسامير نعش الاحتلال.. أنفاق ملغومة جعلتهم كمن يستلقي على فوهة بركان, وصورايخ كالغيث المنهمر بل كحجارةٍ من سجيل تكسر شوكتهم.
أمامَ عظمة أسطورة المقاومة وثنائية الجهاد والاستشهاد، تلاشت وتبخرت كل طاولات المفاوضات.. بل التنازلات! تهاوت أبراج التنسيق الأمني وقبلات المغازلة الدنيئة؛ فالأسطورة أثبتت بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة, وأن الأرض العطشى للحرية لا ترويها إلا سيول دم الشهداء.
يغطون الشمس بمنخال! ووسط هذا كله تراءت في لحظات المساء الأخيرة أكوام من فتات يتهافت ليقف أمام طلعة الشمس! حربٌ إعلامية -يشنها غافلين- لتسحب البساط من تحت أقدام المجاهدين ذوي السواعد المسلمة وأبناء التيارات الإسلامية بشقيها السياسي والعسكري وعلى رأسها "حماس".(1/1719)
إنها حملة ظالمة تستهدف سرقة نضال المجاهدين ورباط المخلصين وتجييره للمفاوضين المستسلمين! رغم أن "حماس" الجهاد والاستشهاد أعلنت أنها لا تسعى لتشكيل قيادة بديلة ولا لنزع السلطة من أحد، بل دعت للوحدة الوطنية وطلبت احترام هذا الإنجاز الذي لم يكن ليتحقق بالأقلام، وما صنع النصر إلا الدماء التي أريقت والشهداء الذين تسابقوا للجنان.
ما تطلبه "حماس" -ويطلبه الشارع العربي والمسلم العريض معها- هو احترام سلاح المقاومة.. احترام فوهة البركان الغاضب التي لم توجه إلى صدور الفلسطينيين كما فعلت أسلحة الآخرين! ففوهة هذا البركان كانت الحل الأمثل والوحيد -بعد توفيق الله تعالى وتأييده- لدحر الاحتلال عن أرض إسلامية محتلة.
الانسحاب من غزة بداية مرحلة: بداية مشوارٍ طويل في طريق النصر، وكل من يدعي بأن كسر شوكة العدو صعبٌ فهو واهم، ومهما طال الزمان وتكالبت الأيام سيأتي يوم تسمع فيه صيحات التكبير وهتافات "حي على الجهاد" من كل بقاع فلسطين.
اليوم وبعد 38 عاماً تزدان "غزة" برايات النصر والحرية، على أنغام الحرية تزغرد وترسم دربًا للمجاهدين نحو "القدس" و"يافا" و"حيفا" و... دربًا لكل فلسطين.. "غزة" بصيحاتها وتكبيرات مجاهديها ترسم دربًا في الأفق لبوابات "المسجد الأٌقصى" السليب, لساحاته الطاهرة وأجوائه الساحرة وعيونه الساهرة بانتظار الفجر الوليد.
هذا النصر ليس من حق أحد وحسب؛ إنما هو من حق كل مسلم وكل قطرة دمٍ سالت في سبيل تحرير هذه الأرض.. للأسرى وأمهاتهم ولكل أم علَّمت ابنها عشق الوطن، وقدمته فداءً في سبيله، وهو حق الثكالى واليتامى والأرامل.. حق حفنة رمل وشاهد قبرٍ لم تجف تربته بعد.
وأخيرًا فلنعلنها جميعًا: الفرح بالنصر من حق من ضحوا وقدموا، لا من تنازلوا واستسلموا، اللهم تقبّل الشهداء وفكَّ الأسرى وأسعد المحزونين وانصر المجاهدين... آمين.(1/1720)
"هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)"
http://www.palestine-info.net/arabic/spfiles/insehab/n.jpg
---
(1/1721)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من قائمة تجمع كل التفاسير ؟
---
هل من قائمة تجمع كل التفاسير ؟
---
القميحي
04-13-2004, 07:23 AM
إخواني الأحباء
هل من قائمة تجمع كل التفاسير القرآنية ؟
وجزاكم الله خيرا
---
(1/1722)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التسجيل الكامل لمنظومة ذات الشفا فى سيرة النبى و الخلفا للإمام ابن الجزرى
---
التسجيل الكامل لمنظومة ذات الشفا فى سيرة النبى و الخلفا للإمام ابن الجزرى
---
طه محمد عبدالرحمن
03-20-2007, 02:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ..
فكنتُ قد سجلت فى فترة سابقة ألفية السيرة النبوية للحافظ أبى الفضل زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقى رحمه الله
وأقدم لكم اليوم تسجيلا كاملا لمنظومة ( ذات الشفا فى سيرة النبى و الخلفا ) للإمام الحافظ شيخ الإسلام و سند مقرئى الأنام محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف الجزرى رحمه الله
اعتمدت فى تسجيلها على نسخة من شرحها الموسوم ب( كشف الخفا شرح ذات الشفا ) للشيخ العلامة محمد ابن الحاج حسن الآلانى الكردى رحمه الله طبعة دار عالم الكتب ببيروت (1987م ) بتحقيق صابر محمد سعدالله الزيبارى و حمدى عبدالمجيد السلفى .
أرسل إلى بهذه النسخة النادرة من الشرح أخى الفاضل الشفيعى جزاه الله خيرا و هو أحد أعضاء هذا الملتقى المبارك ..
حالة المتن لم تكن تسمح بالتسجيل مباشرة و انما كان يحتاج إلى بعض العناية فقد كان هناك أبيات كثيرة لم تضبط بالشكل إضافة إلى سقوط بعض الكلمات من بعض الأبيات الأمر الذى أدى إلى اختلال فى وزن البيت و يؤثر على المعنى فى بعض الأحيان .
و لكن مما سهل المهمة هو اعتناء الشارح رحمه الله بألفاظ المتن و ذكر جميع كلمات البيت أثناء شرحه بين قوسين و كذلك وجود مخطوطة للمنظومة وضعها الأخ أبويعلى البيضاوى حفظه الله منذ فترة موجودة مضبوطة ضبطا تاما بالشكل فقمت قبل التسجيل بالاتى:(1/1723)
*ضبط جميع المنظومة بالشكل اعتمادا على ضبط الشارح و المخطوط مع ترجيح ضبط الشارح عند الاختلاف بناء على قوله فى ضبط أحد الابيات ج2 ص86 (و ظنى أنه سهو من النساخ و الحق ما قررناه فى ضبطه حتى يظهر معناه و يوافق لفظ الحديث و كذلك فعلنا بكثير من مواضع الكتاب إذ لا اعتماد على ضبط النساخ و قد صرح الأئمة بجواز التصرف لعالم لا يخفى عليه الساقط لعلمه بالقواعد ) اهـ .
*إثبات الابيات التى سقطت من نسخة الشرح و موجودة فى المخطوط و العكس و مجموعها ثلاثة أبيات فقط .
ثم بعد ذلك كانت عملية التسجيل .
و هذا رابط التحميل و طريقة التحميل هى إما بالضغط على الرابط فيطلب التحميل مباشرة أو بالضغط بالزر الأيمن للماوس ثم حفظ باسم ثم حفظ حفظنى الله تعالى و إياكم من كل سوء:
www.khayma.com/tajweed/taha/zatalshefa.mp3
تنبيهات:
1- استخدم الناظم رحمه الله حساب الجمل فى بيتين اثنين فى أول المنظومة فى باب (بيان وقت حمله و تاريخ ولادته صلى الله عليه و سلم ) و البيتان هما:
من عام فيل لهبوط آدما ...... ستة آلاف مضت مع جاد ما
و بعد طب ظلا من الإسكندر.....ثق حز علا من رفع عيسى الأطهر
ج=3 , م=40 , ط=9 , ظ=900 , ث= 500 , ح=8 , ع=70 .
فليعلم هذا ....
2- قال الشارح عند شرحه للبيت الذى نظم فيه ابن الجزرى عدد أبيات الأرجوزة و هو (أبياتها جائت ثوان كملا...عام حساب صح ذاك جُمَّلا) قال:
(أى معدودة بما دل عليه الثاء المثلثة فى أول ثوان بحساب الجمل و هو خمسمائة بيت تقريبا ، و إنما قيدنا بقولنا تقريبا لأنا عددنا من أولها إلى هذا البيت مرارا فكان أربعمائة و تسعين إلا أن يكون إسقاط هذا الناقص من النساخ فى أثناء الأبيات ، و لا يجوز عد ما بعد هذا البيت منها لتكميل خمسمائة لتصريحه بأنه كالتتمة و الخاتمة و ليس من ذات الشفاء فظهر أن كتابة النساخ الجيم من جائت و الكاف من كملا بالحمرة إشارة ألى الحساب من أوهامهم ) انتهى .(1/1724)
قلت عدد الأبيات التى سجلتها 517 بيت و هو أقرب إلى العدد الذى ذكره ابن الجزرى حيث أن ج=3 ، ث=500 ، ك=20 ( 3+500+20=523 بيت) .
و لعل الباقى و هو ستة أبيات يمكن أن يكون سقط من النساخ فى أثناء الأبيات كما قال رحمه الله .
و أما ما قاله بخصوص أن النظم ينتهى إلى قول ابن الجزرى( و كملت ذات الشفا..) و الباقى لا يعتبر من ذات الشفا و إنما هو كالتتمة و الخاتمة فأقول لقد قال ابن الجزرى فى الدرة ( و تم نظام الدرة احسب بعدها... و عام أضا حجى فأحسن تفؤلا) وزاد بعد هذا البيت ستة أبيات و اعتبرها داخلة تحت العدِّ فإنك لو حسبت حروف كلمة الدرة (أ=1 ، ل=30 ، د=4 ، ر=200 ، هـ =5 ) تجدها 1+30+4+200+5= 240 و البيت الذى ذكرته سابقا يحمل الرقم 235 .
كذلك الإمام الشاطبى فى العقيلة حيث قال :
تمت عقيلة أتراب القصائد فى...أسنى المقاصد للرسم الذى بهرا
تسعون مع مائتين مع ثمانية....أبياتها ينتظمن الدر و الدررا
و زاد بعد هذين البيتين سبعة عشر بيتا و هى معدودة ضمن الابيات بلا خلاف و الأمثلة كثيرة ...
فظهر من هذا أن الجيم و الثاء و الكاف هى عدد أبيات القصيدة و ليست الثاء وحدها فقط و الله أعلم .
فوائد :
*تاريخ تأليف النظم هو 798 هـ كما دلت عليه الحاء و الصاد و الذال و هذا يعنى أن ابن الجزرى نظم ذات الشفاء بعد حوالى سبع سنين من نظم الإمام العراقى لألفيته فى السيرة و التى ألفها عام 791 هـ
و امتازت ذات الشفاء عن الألفية _حسب رأيى القاصر_ بالاختصار و حسن التبويب و التقسيم كذالك زادت عليها بنظم سير الخلفاء الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على و الحسن بن على رضى الله عنهم و أهم ما جرى فى عصر كل واحد منهم من الأحداث و الفتوحات و شىء من أخلاقهم و صفاتهم رضى الله عنهم فكان تقسيم الأبيات كالآتى :
15 بيتا مقدمة النظم .
301 بيتا فى سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم .
45 بيتا فى سيرة الصديق أبى بكر رضى الله عنه .(1/1725)
59 بيتا فى سيرة الفاروق عمر رضى الله عنه .
32 بيتا فى سيرة ذى النورين عثمان رضى الله عنه .
27 بيتا فى سيرة أبى تراب على بن أبى طالب رضى الله عنه .
8 أبيات فى سيرة سبط رسول الله صلى الله عليه و سلم و سيد شباب أهل الجنة الحسن بن على رضى الله عنهما .
30 بيتا فى سرد أحداث جرت فى عصر الناظم و خاتمة ذات الشفاء .
* قال محقق الكتاب :
شرح منظومة ذات الشفا لابن الجزرى كثير من العلماء منهم :
الجلال السيوطى حيث شرحها فى جزئين على ما ذكر لنا الاخ الاستاذ محمود أحمد محمد أمين مكتبة الأوقاف المركزية فى مدينة السليمانية و قال إنه موجود عند أحد علماء السليمانية و إنه رآه بعينه ، و لم أره .
محمد ابن الحاج حسن فى كشف الخفا ( و هو الذى اعتمدت عليه فى التسجيل )
محمد أمين خير الله العمرى (ت 1203هـ) فى كتابه منهل الصفا و مسرح الوفا فى كشف الخفا عن ذات الشفا .
محمد بن آدم بن عبدالله الكردى البالكى الروستى باللغة الفارسية و هو مطول جدا .
شرح قطعة من المنظومة فى 40 ورقة لمؤلف مجهول .
شرح قطعة أخرى تقع فى 32 صفحة تأليف محمد يوسف السليمانى الشهير بالمحجر .
و هذا يدل دلالة واضحة على اهتمام العلماء بهذه المنظومة .اهـ
و الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا و يرضى و كما ينبغى لكرم وجهه و عز جلاله غير مكفى و لا مكفور و لا مودع و لا مستغنىً عنه ربنا .
و أسأله سبحانه أن يتقبل منى هذا العمل و يجعله خالصا لوجهه الكريم و ينفع به كل من استمع إليه و ساهم فى نشره إنه جواد كريم رؤوف رحيم .
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
أخوكم /طه الفهد
---
(1/1726)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن آيات الأحكام في سورة البقرة
---
سؤال عن آيات الأحكام في سورة البقرة
---
شاكر سليم صالح
09-10-2003, 12:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اريدان اعرف ايات الحكم في سورة البقرة مع تفسيرها
---
(1/1727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > افحص جهازك من الفيروسات عبر مواقع في الأنترنت
---
افحص جهازك من الفيروسات عبر مواقع في الأنترنت
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 10:18 PM
موقع يقدم خدمة الفحص ل 15 برنامج مجتمعة (معتمد)
http://virusscan.jotti.org/
http://security.symantec.com/ssc/home.asp?j=1&langid=ie&venid=sym&plfid=23&pkj=FDQXLSIVFWMFKPXKBQW
http://housecall.trendmicro.com/
http://us.mcafee.com/root/mfs/default.asp?cid=9059
http://www.bitdefender.com/scan8/ie.html
http://www.pcpitstop.com/antivirus/AVLoad.asp
http://www.pandasoftware.com/products/activescan.htm
http://www.kaspersky.com/virusscanner
http://test-clamav.power-netz.de/
http://onlinescan.avast.com/
---
(1/1728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور (المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري) لأكرم زيادة
---
صدور (المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري) لأكرم زيادة
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2007, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن الدار الأثرية ودار ابن عفان الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب :
المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري
http://www.tafsir.net/images/mojaaam.jpg
تأليف الشيخ أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
وقد صدر في مجلدين من القطع العادي ، عدد صفحاتهما 924 صفحة .
وهذا الكتاب معجم لرواة الإمام الطبري في كتبه المطبوعة ، وترجمة لهؤلاء الرواة ، وقد سبق أن أصدر المؤلف كتابه عن معجم شيوخ الإمام الطبري ، كما سبقت الإشارة إليه في موضوع :
عرض كتاب(معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة)للشيخ أكرم الفالوجي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7038)
الرياض - عاشوراء 1428هـ
---
(1/1729)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > طالب ماجستير يرغب في التواصل مع أساتذة التفسير لتذليل الصعاب
---
طالب ماجستير يرغب في التواصل مع أساتذة التفسير لتذليل الصعاب
---
أبوعادل الشريف
09-05-2003, 12:29 AM
أنا طالب ماجستير سجلت في إحدى الجامعات العربية بحث ماجستير في التفسير وأرغب في الحوار والمناقشة مع المشرفين على هذا الموقع المبارك عن سمات وخصائص بحثي وأستزيد من فيض خبراتهم لذا آمل تخصيص زاوية لطللاب الدراسات العليا مع أساتذتهم لتتلاقح الأفكار خدمة لكتابه الكريم وسنة نبيه الأمين عليه الصلاة والسلام.
كما أسجل رغبتي في المساهمة في إنشاء هذا الموقع حيث أنني أجيد الكتابة على الكمبيوتر بسرعة فائقة ودون النظر إلى لوحة المفاتيح لذا آمل أن أساهم في كتابة ما يحتاجه الموقع من تحديث وخلافه وأنا أسكن في مدينة الرياض
كما آمل تزويد الموقع ببعض رسائل الماجستير وبعض الخطط التي تفيد الدارسين .
---
مساعد الطيار
04-10-2004, 07:16 PM
أخي الكريم
مرحبًا بك ، ويمكنك أن ترسل للمشرفين عبر البريد ليتم التواصل معك ، وأسأل الله لي ولك الخير في الدارين
---
أبومجاهدالعبيدي
04-10-2004, 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك أخي الكريم هذه المبادرة الإيجابية التي تدل على رغبتكم في الخير وحرصكم على تقديم ما يفيد الباحثين عن الخير .
وبشأن عرضك الأخير أحب أن أؤكد لك أننا بحاجة إلى من يتعاون معنا ، وخاصة في مجال طباعة المشاركات لأن بعض المشاركين معنا هنا ، وهم أساتذة كرام إلا أن خبرتهم في الطباعة والتعامل مع الحاسوب قليلة
وعندهم الكثير من المشاركات والبحوث غير المطبوعة ، وهم بحاجة إلى أمثالكم وفقكم الله .
وبإمكنك كما ذكر الشيخ مساعد مراسلة المشرفين - وخاصة المشرف العام الأخ عبدالرحمن الشهري للتنسيق بهذا الشأن .(1/1730)
ونرحب بك ، علماً بأن أكثر المشرفين جيران لك في مدينة الرياض .
---
د.خضر
02-28-2005, 09:36 AM
الأخ الفاضل الذي يريد الإفادة العلمية في موضوعة ، نرجو كتابة عنوان أطروحته ، وأبرز محاور النقاش المرجو فيها ، وكلنا في خدمة العلم وأهله
أخوكم أبو عمر د. عبد الفتاح محمد خضر . جامعة الأزهر ، والملك خالد أبها
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 10:32 AM
حياك الله شيخنا الكريم أبا عمر ، وقد سعدنا بباكورة مشاركاتكم معنا في هذا الملتقى العلمي ، وبانتظار المزيد من علمكم وتوجيهاتكم
---
أبو بيان
02-28-2005, 11:26 AM
فكرة جميلة سنستفيد منها جميعاً إن شاء الله.
---
أبو حذيفة
12-24-2005, 02:33 AM
فكرة طيبة لاحرمك الله الأجر ، والمشائخ الفضلاء يسعدهم بذل العلم والتوجيه لطلابه ، فاكتب يا أخي ما تريده من مساعدة بعد بيان عنوان رسالتك وستجد ما يسرك .
---
رحمة
02-25-2006, 07:20 PM
وهذا ما كنت افكر فيه حقيقة لأني طالبة في الدراسات العليا وموضوع بحثي في التفسير ولدي بعض الاستفسارات بما يخص موضوعي. وجزاكم الله خيرا
---
مرهف
02-26-2006, 08:15 PM
لم لا يكون هذا الاقتراح محله في الملتقى العلمي حيث يعرض الباحث مقدمة في المشكلة التي تواجهه من حيث التوصيف والأساس ويرى آراء أهل الملتقى ـ وأكثرهم متخصصون ما شاء الله ـ ويستفيد الجميع بذلك والله أعلم .
وفقك الله أخي الكريم وجوزيت على بادرتك الطيبة خيراً
---
ضياء الإسلام
03-01-2006, 10:07 PM
جزاك الله خيراً على الاقتراح ، فعلا نحن نحتاج إليه ، أنا كذلك في مرحلة الماجستير وأحتاج إلى المساعدة من مشايخنا الأفاضل نفعنا الله وإياكم بعلمهم خدمة لكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام
---
أبو حذيفة
04-18-2006, 01:29 AM
لقد طلب بعض الأخوة المساعدة ، وطلب منهم أن يذكروا ما عندهم من اشكالات حتى يمكن تقديم المساعدة ، ومع ذلك لم يذكروا شيئاً فما السبب ؟
---
أبو عبيدة عواد(1/1731)
04-18-2006, 10:58 PM
طالب دراسات عليا يريد عنوانا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أكملت دبلوم الدراسات العليا من كلية الشريعة من الجامعة الاسلامية بغزة وأبحث عن موضوع للبحث(الرسالة)يكون فيه الفائدة للأمة الاسلامية وكذلك يكون موضوعا جديدا لم يتناوله أحد من قبل.
---
(1/1732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل الفائق في غريب الحديث للزمخشري المعتزلي
---
حمّل الفائق في غريب الحديث للزمخشري المعتزلي
---
مسك
01-31-2005, 04:53 PM
حمل الفائق - الزمخشري طبعة دار المعرفة بيروت {4أجزاء}
يبحث الكتاب في علم من علوم الحديث الشريف وهو غريب الحديث إذ أن في الأحاديث الشريفة كلمات غامضة وعبارات لا يفهمها أكثر الناس فقام العلماء بشرح هذه العبارات وبيان مدلولاتها . وكان من بينهم بل من أهمهم مصنف هذا الكتاب إذ جاء محصلة لجهود العلماء الذين سبقوه . وقد قام الزمخشري مصنف الكتاب بعمل قيم وهو ترتيب الكلمات الغريبة ترتيبا ألفبائيا على حسب حروف المعجم مما يسهل عملية البحث وييسرها وهذه طبعة جديدة وعليها تعليقات مهمة ومفيدة .
أضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32878)
---
(1/1733)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في سورة الفاتحة
---
سؤال في سورة الفاتحة
---
ماجد الخير
02-22-2007, 01:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
سؤالي في سورة الفاتحة :
س / ماذا تفيد الباء في قوله (( بسم الله )) ؟
أرجو الأجابة وشكرا .......................
---
مروان الظفيري
02-22-2007, 05:40 PM
جاء في الدر المصون ؛ لابن السمين الحلبيّ ، في إعراب آيات سورة ( الفاتحة ) :
وبِسْم: جارٌّ ومجرور، والباء هنا للاستعانة كعَمِلت وبالقَدُوم، لأنَّ المعنى: أقرأ مستعيناً بالله، ولها معانٍ أُخَرُ تقدَّم الوعدُ بذكرها، وهي: الإِلصاقُ حقيقةً أو مجازاً، نحو: مَسَحْتُ برأسي، مررْتُ بزيدٍ، والسببية: [نحو] {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ} [النساء: 160]، أي بسببِ ظلمهم، والمصاحبة نحو: خرج زيدٌ بثيابه، أي مصاحباً لها، والبدلُ كقوله عليه السلام: "ما يَسُرُّنِي بها حُمْرُ النَّعَم" أي بدلها، وكقول الآخر:
8ـ فليتَ لي بِهِمُ قوماً إذا ركبوا * شَنُّوا الإِغارةَ فرساناً ورُكْبانا
أي: بَدَلَهم، والقسم: أحلفُ باللهِ لأفعلنَّ، والظرفية نحو: زيد بمكة أي فيها، والتعدية نحو: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17]، والتبعيض كقول الشاعر:
9ـ شَرِبْنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعَتْ * متى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئيجُ
أي من مائه، والمقابلة: "اشتريتهُ بألف" أي: قابلتُه بهذا الثمنِ، والمجاوزة مثلُ قولِه تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ} [الفرقان: 25] أي عن الغمام، ومنهم مَنْ قال: لا تكون كذلك إلا مع السؤال خاصة نحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان: 59] أي عنه، وقول علقمة:
10ـ فإنْ تَسْأَلوني بالنساءِ فإنني * خبيرٌ بأَدْواءِ النساء طبيبُ(1/1734)
إذا شابَ رأسُ المرءِ أو قلَّ مالُه * فليس له في وُدِّهِنَّ نَصيبُ
والاستعلاء كقوله تعالى: {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75]. والجمهورُ يأبَوْن جَعْلها إلا للإِلصاق أو التعديةِ، ويَرُدُّون جميعَ المواضعِ المذكورةِ إليهما، وليس هذا موضعَ استدلال وانفصال.
وقد تُزاد مطَّردةً وغيرَ مطَّردة، فالمطَّردةُ في فاعل "كفى" نحو: {وَكَفَى بِاللَّهِ} [النساء: 6]/ أي: كفى اللهُ، بدليل سقوطِها في قول الشاعر:
11ـ ................................ * كفى الشيبُ والإِسلامُ للمرءِ ناهياً
وفي خبرِ ليس و "ما" أختِها غيرَ موجَبٍ بـ إلاَّ، كقوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ [عَبْدَهُ]} [الزمر: 36]، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ} [الأنعام: 132] وفي: بحَسْبكِ زيدٌ. وغيرَ مطَّردةٍ في مفعولِ "كفَى"، كقوله:
12ـ فكفى بنا فَضْلاً على مَنْ غيرُنا * حُبُّ النبيِّ محمدٍ إيانا
أي: كَفانا، وفي البيت كلامٌ آخرُ، وفي المبتدأ غيرَ "حَسْب" ومنه في أحدِ القولين: {بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] وقيل: المفتون مصدر كالمَعْقول والمَيْسور، فعلى هذا ليست زائدةً، وفي خبر "لا" أختِ ليس، كقوله:
13ـ فكُنْ لي شفيعاً يومَ لا ذو شفاعةٍ * بمُغْنٍ فتيلاً عن سَوادِ بنِ قاربِ
أي: مُغْنياً، وفى خبرِ كان مَنْفِيَّةً نحو:
14ـ وإنْ مُدَّتِ الأيدي إلى الزادِ لم أكنْ * بِأعجلِهم، إذْ أَجْشَعُ القومِ أَعْجَلُ
أي: لم أكنْ أعجلَهم، وفي الحال وثاني مفعولَيْ ظنَّ منفيَّيْنِ أيضاً كقوله:
15ـ فما رَجَعَتْ بخَائِبَةٍ رِكابٌ * حكيمُ بنُ المُسَيَّب مُنْتَهاها
وقولِ الآخر:
16ـ دعاني أخي والخيلُ بيني وبينه * فلمَّا دعاني لم يَجِدْني بقُعْدَدِ
أي: ما رَجَعَت رِكابُ خائبةً، ولم يَجِدْني قُعْدَداً، وفي خبر "إنَّ" كقول امرئ القيس:
17ـ فإنْ تَنْأَ عنها حِقْبَةً لا تُلاقِها * فإنك ممَّا أَحْدَثَتْ بالمُجَرِّبِ(1/1735)
أي: فإنك المجرِّب، وفي: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ} [الأحقاف: 33] وشبهه.
---
ماجد الخير
02-23-2007, 02:21 AM
جزاك الله خيرا
---
فهد الوهبي
02-23-2007, 04:02 AM
المعنى كما ذكر الأخ مروان وفقه الله وهو :
الاستعانة . أي باسم الله أقرأ مستعيناً به ومتيمناً ومتبركاً . [ البحر المحيط : 1 / 29 ، اللباب : 88 ] .
ومعنى قولك ( باسم الله ) : ابتدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شيء ، أو اقرأ بتسميتي الله ، لا أن المعنى ( أقوم بالله ) أو ( اقرأ بالله ) ، فالمعنى : اقرأ مبتدئاً بتسمية الله ، فجعل الاسم مكان التسمية كما جعل الكلام مكان التكليم والعطاء مكان الإعطاء . [ تفسير ابن جرير : 1 / 117 ] .
---
(1/1736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة -بعد الأنبياء -19
---
صفوة الأمة -بعد الأنبياء -19
---
د. محمد مشرح
06-17-2005, 06:43 AM
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛فإنه ذب عن الإسلام والقرآن والسنة ؛ ولن يضيع عند الله شيء ؛ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
الحلقة التاسعة عشرة
يد ليس يكافئها إلا الله
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
قال تعالى -مشيدا بالصديق ومن فعل فعله- :
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21))[1] .
قوله تعالى: "وسيجنبها" أي يكون بعيدا منها. "الأتقى" أي المتقي الخائف. قال ابن عباس: هو أبو بكر رضي اللّه عنه، يزحزح عن دخول النار. ثم وصف الأتقى فقال:"الذي يؤتي ماله يتزكى" أي يطلب أن يكون عند اللّه زاكيا، ولا يطلب بذلك رياء ولا سمعة، بل يتصدق به مبتغيا به وجه اللّه تعالى.[2]
وقال أبو عيسى الترمذي في سننه راويا شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق في سنته فقال :(1/1737)
حدثنا علي بن الحسن الكوفي حدثنا محبوب بن محرز القواريري عن داود بن يزيد الأزدي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ) e ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه الله به يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن صاحبكم خليل الله) .
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه [3]
"والمعنى جازيناه مثلا بمثل أو أكثر . ما خلا أبا بكر ؛ أي ما عداه ؛أي إلا إياه ؛ فإن له عندنا يدا ، قيل أراد باليد النعمة ، وقد بذلها كلها إياه e وهي المال والنفس والأهل والولد . يكافيه الله أي يجازيه بها ؛ أي بتلك اليد . ما نفعني مال أبي بكر ؛ ما مصدرية ومثل مقدر أي مثل ما نفعني ماله ..." [4]
وهل يعدل شهادة الله تعالى وشهادة رسوله صلى الله عليه وسلم شهادة أحد أو هل يؤثر بها كلام أحد ؟ هذا الصديق رضي الله عنه يشيد الله سبحانه به ، في كتابه ، ويشيد به رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته ، أفيليق بالمسلم أن يقول لا ويناقض هذا ؟ اللهم غفرانك .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الليل
[2] - أنظر القرطبي في التفسير عند تفسير الآية .
[3] - سنن الترمذي 5/609رقم(3661) صححه شعيب الأرناؤوط .
[4] - تحفة الأحوذي 1/101-102.
---
(1/1738)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > لأوّل مرّة في العالم ؛ المصحف المرتّل برواية الدوريّ عن الكسائيّ
---
لأوّل مرّة في العالم ؛ المصحف المرتّل برواية الدوريّ عن الكسائيّ
---
مروان الظفيري
03-07-2007, 07:33 PM
لأوّل مرّة في العالم
المصحف المرتّل برواية الدوريّ عن الكسائيّ :
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=609&rid=21
---
نورة
03-08-2007, 02:05 AM
أثابك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
---
أبو محمد نائل
03-08-2007, 09:39 AM
الدال على الخير كفاعله ، جزاك الله خيراً .
---
أيمن صالح شعبان
03-08-2007, 10:44 AM
السلام عليكم جزاك الله خيرا
وتفضلوا هذا الرابط لهذه الرواية وتصحيح الدكتور عبد الباسط هاشم بصوت فضيلة الشيخ أحمد زكى طلبة لواء سابق بالبحرية المصرية قراءة الكسائي برواية الدوى على فضيلة الدكتور عبد الباسط هاشم (http://www.tajweedhome.com/kisaee.asp)
---
(1/1739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدورات العلمية الصيفية في الدراسات القرآنية - صيف 1427هـ (ملف متجدد)
---
الدورات العلمية الصيفية في الدراسات القرآنية - صيف 1427هـ (ملف متجدد)
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 12:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقام العديد من الدورات العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية في هذا الصيف 1427هـ ، جمعتُ ما عرفته منها في هذه المشاركة ، وقسمتها بحسب الدول والمدن التي تقام بها هذه الدورات العلمية ، ودمجت الدورات العلمية مع دورات حفظ وضبط ومراجعة القرآن الكريم وأرجو من الإخوة الفضلاء التعاون بذكر الدورات التي لم أذكرها في هذه المشاركة ،،
http://www.tafsir.net/images/quranaldorat.jpg
وبعض هذه الدورات العلمية سوف تبث وتسجل عن طريق
موقع البث الإسلامي (http://www.liveislam.com)
** مزيد من الدورات العلمية في جميع الفنون في دليل الدورات العلمية في موقع صيد الفوائد (http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/index.htm) .
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 12:15 PM
- الدورات في مكة المكرمة .
1- الدورة العلمية الثالثة لفضيلة الشيخ د.عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، من السبت 14/5/1427 إلى 19/5/1427 في :
- تفسير سورة الحجرات . من الساعة 5.15 ــ 6.15 صباحاً
- مقدمة التسهيل لابن جزئ . من 6.30 ــ 7.30 صباحاً .
وذلك بجامع المهاجرين بحي الخالدية – خلف هيئة تطوير مكة .
تنقل الدورة عبر البث الإسلامي .
****
2- دورة علمية للدكتور مساعد بن سليمان الطيار في شرح مقدمة تفسير التسهيل لابن جزي الكلبي . بمسجد الملك عبدالعزيز بحي المعابدة بمكة المكرمة .
من 28/5/1427هـ
إلى 3/6/1427هـ.
[line]
- الدورات في المدينة النبوية .(1/1740)
- دروة للدكتور مساعد بن سليمان الطيار في شرح مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير ، بمسجد البلوي بالمدينة المنورة .
من 14/5/1427هـ
حتى 19/5/1427هـ.
[line]
- الدورات في الرياض .
- دورة الكتاتيب الرابعة بالرياض .
يسر مدارس الرحمانية لتحفيظ القرآن الكريم بحي الرحمانية بمدينة الرياض دعوتك أخي للمشاركة في : دورة الكتاتيب الرابعة 4 لعام 1427هـ على النحو التالي :
شروط الالتحاق بالدورة:
*اجتياز المقابلة الشخصية.
*الحضور اليومي وعدم الغياب.
*دفع رسوم الدورة1000ريال غير مستردة.
مميزات الدورة:
*يشارك في الدورة نخبة من المشايخ الحاصلين على المؤهلات العلمية والإجازات الشرعية.
*يحصل الطلاب الخاتمون على شهادة حفظ القرآن الكريم بعد اجتياز اختبار الجمعية.
*خدمة توصيل الطلاب إلى منازلهم.
*تستقبل الدورة جميع المراحل الدراسية والعمرية.
*يتخلل الدورة برنامج إفطار.
*تبدأ الدورة يوم 16/5 وحتى 15/7/1427هـ من الساعة 30: 4 صباحا حتى الساعة العاشرة صباحا.
*التسجيل يبدأ يوم 7/5/1427هـ بعد صلاة العصر.
المنهج المعتمد:
*حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد والتفسير والكتابة.
*القراءات المتواترة.
*مراجعة القرآن الكريم كاملا.
*حفظ عشرين جزءً.
*حفظ خمسة عشر جزءً.
*حفظ عشرة أجزاء.
*برنامج التجويد المكثف.
*برنامج التلقين للأطفال.
للمشاركة والإستفسار:
الإدارة العامة: الرياض- طريق الملك فهد- حي الرحمانية- خلف وكالة الأنباء السعودية
هاتف:4195322/01- جوال0555470456- 0503494981- 0506451297
***
- للفتيات : الدورة المكثفة لحفظ القرآن في شهرين بالرياض .
المستوى الأول/ 10 أجزاء
المستوى الثاني/ 20 جزء
المستوى الثالث/ القرآن كاملاً
التاريخ : من 14/5/1427
وحتى 22/7/1427
من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 12 ظهراً
المكان:
مدرسة الشيماء بنت الحارث- بحي الواحة- شمال الرياض
المميزات:(1/1741)
وسيلة نقل ، وإفطار مجاني ، وجوائز قيمة للمتميزات .
للاستفسار 0568607236 - 0505187428
[line]
- الدورات في جدة .
1- مكتبة علوم القرآن . الدورة العلمية الثانية عشر من 14/5 إلى 2/6 لعام 1427 هـ بجامع الحمودي بحي المطار القديم . جدة .
****
2- الدورة القرآنية النسائية بدار الصديقة الثالثة عشر بجدة . وتشمل الدورات التالية :
• دورة حفظ المصحف كاملاً من يوم السبت وحتى الخميس .
• دورة حفظ 10 أجزاء من يوم السبت وحتى الثلاثاء .
• دورة حفظ 5 أجزاء من يوم السبت وحتى الثلاثاء .
• دورة تحسين تلاوة القرآن من يوم السبت وحتى الثلاثاء .
وذلك في الفترة الصباحية من الساعة 8 – 12
وقد فتح باب التسجيل وسوف يستمر حتى يوم السبت الموافق 28/ 5 /1427هـ
للاستفسار تلفون 6051809 - 6590311
[line]
- الدورات في عنيزة .
- دورة جامع الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-العلمية السادسة بعنيزة خلال الفترة من 21/5 إلى 9/6/1427هـ ، من يوم السبت إلى يوم الأربعاء ، الساعة 6:45 صباحا .
تفسير أواسط المفصل(القسم الثاني) للشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح الدهش .
- الدورة العلمية الثالثة في جامع الصناعية في عنيزة . بعد صلاة الفجر يومياً . للشيخ الدكتور إبراهيم محمد قاسم رحيم . في تفسير سورة (ق) .
من 14/5/1427هـ
حتى 25/5/1427هـ
[line]
- الدورات في الطائف.
- دورة في تفسير سورة الحجرات للشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير ، بمدينة الطائف . تبدأ يوم السبت 19/6/1427هـ حتى الإثنين 21/6/1427هـ .
[line]
- الدورات في الباحة.
الدورة الرئيسة بجامع الباحة الكبير من الفترة 18-6-1427هـ إلى 9-7-1427هـ
الأسبوع الثالث من 3/7/1427هـ إلى 9/7/1427هـ .
شرح كتاب الجزرية بعد صلاة العشاء ، للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الزهراني .
[line]
- الدورات في مدينة الجبيل بالمنطقة الشرقية.(1/1742)
- دورة للدكتور مساعد بن سليمان الطيار في تفسير سورة الطور ، بمسجد مجمع إسكان التحلية بمدينة الجبيل .
من السبت 21/5/1427ه،
حتى الأحد 22/5/1427هـ.
[line]
- الدورات في مدينة المذنب بالقصيم .
- تفسير سورة النصر للشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير ، يوم الخميس 23/7/1427هـ بعد صلاة المغرب .
[line]
- الدورات في مدينة الخفجي .
الدورة العلمية لشهر جمادى الأولى بمحافظة الخفجي لفضيلة الشيخ الدكتور فهد بن سليمان الفهيد ، المحاضر بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية .
من تاريخ 17/5/1427 لغاية 20/5/1427 بجامع عبدالله بن مسعود ( بعد صلاتي الفجر و المغرب )
- ( تفسير سورة الحجرات ) .
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 12:36 PM
الدورة العلمية في الكويت .
الوقت: من 10/6/2006 إلى 20/6/2006
المكان: في صالة لجنة صباح الناصر بجانب مسجد الشيخ محمد الحمود عند الجمعية التعاونية . في الأسبوع الثاني :
- أصول التفسير للشيخ محمد الحمود النجدي ، بعد المغرب .
تنبيه : أيام الأربعاء والخميس والجمعة لا يوجد دروس
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 12:37 PM
- الدورات في الشارقة .
ينظم المنتدى الإسلامي بالشارقة الدورة العلمية السادسة في الفترة 1---13/7/2006 بجامع المغفرة .
الدرس الرابع / بعد المغرب / سورة الحجرات من تفسير القرطبي / الشيخ مصطفى البيحياوي.
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 12:47 PM
الدورة الصيفية الثانية بمركز دار الفاروق الإسلامي بمدينة منيابوليس ولاية منيسوتا .
يلقيها إمام المركز وليد بن إدريس المنيسي ( أبو خالد السلمي )
خلال أشهر صيف سنة 2006 ميلادية الموافقة 1427 هجرية ( أشهر يونيو ويوليو
وأغسطس) الموعد بتوقيت وسط أمريكا من الساعة 8 مساء إلى الساعة 11 مساء يومي الأحد والاثنين من كل أسبوع ( يوافق الساعة 4 إلى 7 تقريبا صبيحة الاثنين والثلاثاء بتوقيت المملكة العربية السعودية )(1/1743)
ابتداء من الأحد 4-6-2006 وتنتهي الاثنين 28-8 -2006 إن شاء الله
كتب الدراسات القرآنية التي ستشرح إن شاء الله :
- النَّظمُ الْحَبيرُ في عُلُومِ القُرآنِ وأُصولِ التَّفسيرِ للشَّيخِ سُعودِ الشّريم .
الدروس باللغة العربية وتوجد ترجمة فورية باللغة الإنجليزية وكلاهما سوف يبث إن شاء الله عبر موقع مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا
WWW.AMJAONLINE.ORG
---
ابو حنيفة
06-18-2006, 12:41 AM
جدول الدورة العمية الخامسة من 9/8 - 13/8
في جامع الراجحي مخرج 15 بالرياض
الفجر : مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية
د. مساعد بن سليمان الطيار
العصر: القواعد الفقهية وشرحها
د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
المغرب والعشاء : الاجرومية
د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني
---
حمدي
06-23-2006, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما سيدنا محمد المصطفى .
وبعد / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ عبدالرحمن نشكركم جزيل الشكر على إفادتنا بهذه الدورات فجزاكم الله خير الجزاء والفرصة بقيت للمحسنين ليساعدوا الطلبة الذين لا تجدون ماينفقون للمشاركة في هذه الدورات النفيسة .
وأخيرا أعتذر لكم في غيابي عن المنتدى خلال الأسابيع الماضية لقد كنت مشغولا بالإمتحانات الأخيرة
وبعد أن عدت سأتابع معكم عرض بقية بحثي الذي كنت قد بدأت في عرضها للمناقشة والارشاد
السلام عليكم ورحمة الله
حمدي باه
الجامعة الاسلامية بالنيجر
خريج سنة 2005-2006
---
حمدي
08-10-2006, 02:01 PM
فشكرا لكم يا حمدي فإ ن هذا من ءا دا ب الشاكرين دا ئما.
و نسأل الله العظيم أن يسدد خطا كم وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
---
(1/1744)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من عالم بالتفسير يطلب عليه هذا العلم في الرياض او القصيم او قريبا منها ؟
---
هل من عالم بالتفسير يطلب عليه هذا العلم في الرياض او القصيم او قريبا منها ؟
---
زيد العنزي
06-02-2004, 02:50 PM
وجزاكم الله خيرا
---
رشدي الغدير
06-03-2004, 08:55 AM
زيد العنزي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى منك ان تبين لنا يا اخ زيد ماذا تقصد وما هو سؤالك بارك الله فيك .
---
زيد العنزي
06-05-2004, 12:24 AM
اقصد بارك الله فيك اني ابحث عن عالم في التفسير حتى اطلب التفسير عليه
---
أحمد البريدي
06-05-2004, 02:23 PM
أولاً : أحيي فيك هذه الهمة واسأل الله لك مزيداً من التوفيق .
وبالنسبة لطلبك فإني لا أعلم شخصياً عالماً تفرغ لتدريس التفسير , وقد اشرت إلى هذا في مقالة لي في شبكة التفسير بعنوان : من يحمل هم التفسير . لكن هناك دروس منتشرة في التفسير وأصوله بحمد الله لطلاب العلم لعلك تسأل عنها مكاتب الدعوة في المكان القريب منك , ليتسنى لك حضورها .
---
المقرئ
06-05-2004, 03:39 PM
إلى الإخوة الشيوخ :
لا أكتمك سرا أن لي وجهة نظر في زماننا هذا في إطلاق كلمة المفسر من منظور اصطلاحي
فإني مع أسفي الشديد وأرجو أن أكون مخطئا لا أعلم في زماننا هذا من يصح أن يطلق عليه اسم مفسر متى ما أعملنا شروط المفسرين
وحتى أكون واقعيا ولا أتهم بالتسرع مع أن هذه الفكرة ليست ةليدة الساعة وليس هذا الرأي مبنيا على عدم مخالطة بالعلماء أو عدم قراءة لكتبهم ولكن هذا هو واقعنا فيما أرى
وفي نظري أن إطلاق فقيه أو لغوي أو عالم عقيدة مع صعوبته أخف بمراحل من إطلاق لفظ مفسر على شيخ في زماننا(1/1745)
كيف نقول لشخص مفسر وهو لايستحضر معاني القرآن بعامة وليس معرفة الخلاف فيه بل تعطيه آية ليفسرها فيغدو ويروح ثم لا يأتي بجديد حتى يرجع إلى معناها عند المفسرين مع أن المفترض لمن كان مفسرا أن يلم بأقل القليل بمعاني الآيات
من المفترض في المفسر أن يكون عالما بالقراءات بل هي من أهم العلوم بالنسبة له ومع هذا كم من المفسرين المشتغلين بالتفسير يجيدون علم القراءات فضلا عن الإجازة فيه ، ومن عجيب ما مر علي شيخ يشار إليه في علم التفسير عرض عليه تفسير لآية فرده وقال ليس هذا بصحيح فقيل له إنه قول فلان وفلان من السلف وترجيح لبعض المحققين فقال كل يؤخذ من قوله ويرد ولو كان يعلم هذا الشيخ أن هذا التفسير بناء على قراء سبعية لحمزة لما أعيته المسألة
فضلا عن علم الفواصل وأهميته للمفسر
وأما أحكام الفقه فلا حول ولا قوة إلا بالله فهذا مما يحيى المواجع في نفسي كيف يكون مفسرا من لا يحفظ مذهبا من المذاهب وأحسن فيه وعرف أقوال إمامه وكيف سيفسر آيات المواريث وآيات الحدود والنفقات وأحكام الطلاق من لا يحسنها
وأما علوم اللغة والبلاغة والبديع وأشعار العرب فليت شعري ما أقول فيها ؟ ماذا أقول لمفسر أكثر محفوظات من أشعار العرب لا يتجاوز المائة بيت ؟!
كيف نطلق لفظ مفسر وهذا الشيخ ما أكمل من كتب التفسير إلا كتابين أو ثلاثة أو أربعة أين هم أولئك العلماء الذين
قرؤوا مئات التفاسير قبل أن يتسودوا بله ويؤلفوا
ليس المفسر من يجمع كتب التفسير ثم ينقل كل يحسن هذا غالبا إنما المفسر من إذا تكلم في كل آية كما الكتب بين عينيه
قد يقول قائل : شروطك هذه لو أعملناها في كل العلوم لما بقي فن له عالمه ؟؟!!!
أقول إن هذا فيه قدر كبير من الصحة ولكن فن التفسير أرى أنه أقل فن اهتم به أهله فضلا عن من ليسوا من أهله(1/1746)
أرجو أن لا تهجموا على أخيكم بعد هذا الكلام وأعلم أن فيكم من سيقوا إنك مبالغ ولكن هي والله مواجع في الفؤاد وأرى التقصير من المتصدرين في طلب العلم والاستزادة منه
وعلى كل فقولوا ما شئتم فالأذن سامعة والقلب منشرح ما دام الكلام بعلم وحلم
أخوكم : المقرئ
---
زيد العنزي
06-06-2004, 06:25 PM
جزاكم الله خيرا
انا كنت اقصد شيخا اذهب اليه واطلب منه درسا خاصا نبدا فيه بداية منهجية واستفيد من علمه وتوجيهاته في هذا العلم حتى تتضح معالمه ويسهل سلوكه على بصيرة
والا فاعلم ان هناك دروس في التفسير اغلبها في ظني تعليقات عامة واظن ان سماع الأشرطة قد استفيد منه اكثر
الا ما قال لي بعض الاخوة من درس للشيخ الطيار فلو بين احد الأخوة كيفية الدرس ومتى يبدا واين توقف وفي اي كتاب
والسلام عليكم
---
(1/1747)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يعقوب عليه السلام لم يفقد بصره
---
يعقوب عليه السلام لم يفقد بصره
---
شهاب ثاقب
08-29-2005, 04:06 PM
السلام عليكم
ادعى أحد الخطباء على المنابر أن سيدنا يعقوب عليه السلام لم يفقد بصره لأنه يستحيل أن يصاب نبى بعاهة كالعمى أو الصمم أو البكم،و كان رده على"فارتد بصيرا"أى من ضعف البصر إلى قوته، و على "و ابيضت عيناه"أنه لا يستلزم العمى.و هو فى رأيى تمحل فى تأويل الآيات الكريمة.
و الجمهور على أنه فقد بصره بالفعل و عاد مرة أخرى بآية من الله. و الأدلة كثيرة فى الرد على هذا القول الشاذ، لكن سؤالى:هل لهذا القول الشاذ سلف من أهل السنة.
جزاكم الله خيرا
---
أبو حسن الشامي
09-04-2005, 05:15 PM
على مذهب هذا الخطيب: هل يجوز على النبي أن يضعف بصره ؟
---
شهاب ثاقب
09-06-2005, 02:39 PM
نعم يجوز
---
أخوكم
09-09-2005, 10:20 PM
منذ القدم اتفقت الرسل حتى مع أعدائهم بأنهم "بشر"
فيجوز عليهم ما يجوز على البشر
( ... قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ...
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ... )
---
شهاب ثاقب
09-12-2005, 03:47 PM
أرجو الإجابة عن سؤالى:هل لهذا القول الشاذ سلف من أهل السنة؟؟
---
(1/1748)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحية للقائمين على ملتقى أهل التفسير
---
تحية للقائمين على ملتقى أهل التفسير
---
محمد بن إبراهيم الحمد
03-23-2007, 03:04 PM
ما من ريب أن العناية بكتاب الله –عز وجل- تعلماً، وتعليماً، وتدبراً، وما جرى مجرى ذلك – من أجل القربات، وأعظم الباقيات الصالحات.
وإن من نعم الله علينا في السنوات الأخيرة ما نراه من العناية بكتاب الله، والإقبال على تعلمه وتعليمه.
ومن ذلك القبيل ما نراه من الاهتمام بتفسير القرآن الكريم، ولفت الأنظار إلى ضرورة العناية به، ومزيد الإقبال عليه.
وإن من تلك الجهود المباركة ما نراه في هذا الملتقى المبارك الذي يضم نخبة طيبة مباركة من أهل العلم والفضل الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تقريب علم التفسير، وتبيين مناهج المفسرين، والإجابة على الأسئلة المتنوعة حول القرآن وعلومه، وإثارة الموضوعات، والمشاركة في بعض وسائل الإعلام، وبعض المؤتمرات التي ترمي إلى هذا الغرض النبيل.
كل ذلك مصحوب بالعلم المؤصل، والأدب الفاضل، والتواضع الجم، والحوار الهادئ، والمناقشة الحرة، والنقد البناء، واحترام أهل العلم، وإنزالهم منازلهم، والبعد عن التسفيه والمهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فتحية صادقة، وثناءاً عاطراً، ودعاءاً خالصاً لأولئك السراة الأماجد، الذين نهضوا بعلم التفسير، وجددوا ما خلق من نصاعته وروائه.
ورجاءاً حاراً بأن يواصلوا مسيرتهم المباركة، ويرتقوا بعملهم درجات ودرجات.
وأخيراً أعتذر عن عدم ذكر أسماء أولئك خشية من نسيان أحد منهم، ولعلي أستأنس بقول الأول:
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمة = وذكرك المعتلي عن ذاك يكفينا
الخميس 3/3/1428هـ
---
أبو فهر السلفي
03-23-2007, 03:09 PM
مرحباً بالشيخ الكريم الذي لطالما انتفعت وانتفع إخواني بكتاباته........
---
عمر المقبل(1/1749)
03-23-2007, 03:16 PM
وجود أمثالكم ـ أبا إبراهيم ـ في هذا الملتقى العلمي العملاق سبب فيما تراه من توفيق وتميز ـ ولله الحمد ـ ، فلا تحرم إخوانك ومحبيك من فوائدك الكثيرة .
---
فهد الوهبي
03-23-2007, 06:09 PM
بارك الله فيكم فضيلة الدكتور محمد الحمد على هذا التجشيع للقائمين على الملتقى ، والعناية بالقرآن شرف الجميع ...
---
الجكني
03-23-2007, 09:22 PM
أضم صوتي للشيخ محمد الحمد ،وأضيف إلى كلامه :إن الشيخ حفظه الله لم يشر إلى "علم القراءات وعلومها ، فهذا الملتقى - حسب علمي ضم كثيراً من مسائل ودقائق هذا العلم التي لا يعرف قدرها إلا من كان من أهلها .
هذا ولا أعلم أن هناك ملتقى أو منتدى اهتم بالقراءت "دراية " ولا أقول "رواية " مثل هذا الملتقى المبارك ،ونحن لا زلنا في بداية الطريق نسيرعليه حتى يقيض الله من يجيء بعدنا ويكمل المشوار ،فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء .
---
أحمد الفالح
03-24-2007, 01:48 AM
أهلاً ومرحباً بك بين إخوانك ، فبمثل شخصكم الكريم
يرتفع شأن هذه الملتقيات ، ويزاد الإقبال عليها ، لا سيما
وأنكم ممن عرفتم بكتاباتكم الرائعة التي لطالما استفدنا منها ،
لا حرمك الله الأجر ، وبانتظار مشاركاتكم الفاعلة .
---
أيمن صالح شعبان
03-24-2007, 07:48 PM
السلام عليكم
مرحبا بالشيخ المعطاء الداعية محمد بن إبراهيم الحمد وفي انتظار مقالتكم الرائعة تقبل الله منا ومنك كل العمل دقه وجله
---
ابن الجزيرة
03-25-2007, 06:39 AM
أهلاً بشيخنا الكريم، وأهلاً بفوائده ودرره.
---
أحمد البريدي
04-07-2007, 11:18 PM
نشكر الشيخ الفاضل محمد والشكر موصول لكل الأخوة الأعضاء المشاركين في هذا الملتقى فبهم بعد توفيق الله وصل الملتقى إلى ما وصل إليه وما زلنا نطمح بالمزيد .(1/1750)
وأما ما ذكره أخي الدكتور الجكني فظاهر وبارز ولله الحمد , ولو قام أحد الأخوة بفهرسة المواضيع المتعلقة بالقراءات لقدم للملتقى خدمة جليلة , وننتظر من ينشط ليقوم بهذا العمل .
---
(1/1751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مخطوطات الأزهر على الشبكة العالمية
---
مخطوطات الأزهر على الشبكة العالمية
---
أبو بيان
05-25-2005, 08:11 AM
هذا موقع مخطوطات جامعة الأزهر:
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/index.jsp
للقراءة والتصفح والحفظ الالكتروني.
---
(1/1752)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مختصر ترجمة فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله
---
مختصر ترجمة فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله
---
احمد بن حنبل
07-14-2004, 06:14 PM
* اسمه : عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
* مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ .
* عمله : عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
* شيوخه :
* في القصيم :
1- الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله .
2- الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله .
3- الشيخ محمد ذاكر حفظه الله .
4- الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله .
5- الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله .
6- الشيخ صالح السكيتي رحمه الله .
7- الشيخ علي الضالع رحمه الله .
8- الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله .
9- الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله .
* في الرياض :
1- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله .
2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
3- الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين حفظه الله .
4- الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله .
5- الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله .
6- الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله .
7- الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله .
* مؤلفاته :-
1- الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ( مطبوع ) .
2- تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي .
3- تحقيق الرغبة شرح النخبة ( مخطوط ) .
4- شرح قصب السكر ( مخطوط ) .
5- شرح الورقات ( مخطوط ) .
6- شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( مخطوط) .
- وله تعليقات و تنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث والعقيدة وغيرها .
تعريفه:-(1/1753)
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة .. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
دراسته النظامية :-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على اثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنه نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية اصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسه العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان ( الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ) . ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان ( تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي ) عين على اثرها أستاذا مساعدا في قسم السنه وعلومها بكلية اصول الدين وعمل بها استاذا مساعدا الى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/8/1424 هـ وهو ابن خمسين سنة .
طلبه للعلم :-(1/1754)
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم ( ثلاثة الاصول - واداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد ) وغيرها من المتون في أصول العلم .. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيله الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهيه وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في ( الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي ) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله ..ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,, ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
,,,
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبد الرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ ,,,
* كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين .
مشاركا ته العلمية :-(1/1755)
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك ( شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها ) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد .
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي :
* أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية اجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ .
* كماأن له ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ .
* كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي .
* كما أن له ثلاثون حلقة في الهدي النبوي في رمضان أذيع سنة 1423هـ .
*كما أن له ثلاثون حلقة في الشمائل النبوية أذيع في رمضان سنة 1424هـ .
*كما أن له ثلاث عشرة حلقة في فقه الامام البخاري في الحج أذيع في موسم الحج سنة 1424هـ .
* كما أن له لقاءات في الاذاعة نفسها حول مكتبة طالب العلم .
*كما أنه يجيب عن اسئلة المستمعين في اذاعة القرآن ويبث كل يوم جمعة في الرابعة عصرا .
دروسه :
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع
وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منهاما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز :(1/1756)
( شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامة , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية ، الدرر السنية، تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير)...
ويقرأ عليه أثناء الدروس الآن جملة من كتب أهل العلم كما هو مبين في الجدول
في صفحة الشيخ :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره و نفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن
---
(1/1757)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى هذا الكلام من القاسمي ؟
---
ما معنى هذا الكلام من القاسمي ؟
---
أبو صفوت
12-30-2003, 02:58 PM
السلام عليكم
قال القاسمي في تفسير قوله تعالى ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) .............. ويظهر أن عود الضمير في بها إلى الوجوه - مرادا بها الذوات - شبه استخدام ولم أر من نبه عليه .
فهل تسمحون بتوضيح هذه العبارة لي وماذا يريد بها القاسمي ؟ لأني لم أفهم مراده
---
أبو صفوت
12-31-2003, 10:23 PM
للرفع
---
أبو صفوت
01-03-2004, 08:32 AM
للرفع
---
عبدالرحمن الشهري
01-03-2004, 10:07 AM
في قول القاسمي الذي ذكرته إشارة إلى نوع من المحسنات البلاغية التي يعتني بها البلاغيون ، وهو ما يسمونه بالاستخدام.
وهو استفعال من الخدمة ، وهو في اصطلاح البلاغيين :(أن تكون الكلمة لها معنيان ، فتحتاج إليها فتذكرها وحدها فتخدم المعنيين). وأسامة بن منقذ هو أول من عرف هذا النوع في كتابه البديع في نقد الشعر ص 82 ، وأورد لذلك مثالاً هو قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى... الآية).
والصلاة ههنا تحتمل أن تكون فعل الصلاة ، وتحتمل أن تكون موضع الصلاة.
فاستخدم الصلاة بلفظ واحد ، لأنه قال سبحانه بعدها :(إلا عابري سبيل) فدل على أنه أراد موضع الصلاة وهو المسجد .
وقال تعالى :(حتى تعلموا ما تقولون) فدل على أنه فعل الصلاة.
ومعنى كلام القاسمي هنا أن قوله :(وجوه يومئذ باسرة* تظن أن يفعل بها فاقرة) فيه استخدام . حيث استخدم هنا (الوجوه) للدلالة على معنيين :
الأول : الوجوه بدليل وصفها بقوله :(باسرة) وهذا من صفة الوجه بمعنى كالحة ، لجهامة هيآتها ، وهول ما تراه هناك من الأهوال ، وأنواع العذاب والعياذ بالله.
الثاني : الذوات لقوله (فاقرة) وهذا من شأن الظهر لا الوجه.(1/1758)
وفن الاستخدام هذا قد كتب فيه الصفدي رحمه الله كتاباً جيداً بعنوان :(فض الختام في التورية والاستخدام).
والتورية كما هو معلوم لديكم تختلف عن الاستخدام في أمر وهو أن التورية استعمال أحد المعنيين من اللفظة وإهمال الآخر ، والاستخدام استعمالهما معاً.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
---
(1/1759)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من تفسير مسموع ( مسجل ) على أشرطة ؟
---
هل من تفسير مسموع ( مسجل ) على أشرطة ؟
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
03-11-2004, 07:18 PM
هل من تفسير مسموع ( مسجل ) على أشرطة للقرءان الكريم؟
---
أحمد البريدي
03-12-2004, 12:14 AM
تفسير الشيخ ابن عثيمين كله مسجل على أشرطة عند تسجيلات الاستقامة , وهو موجود على موقعه على الانترنت كذلك , كما أن الشنقيطي له تفسير مسجل ايضا .
---
محب القراءات
03-16-2004, 02:02 PM
أخي الكريم : ناصر
لفضيلة الشيخ أبي بكر الجزائري .. المدرس بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة " حفظه الله " تفسير كامل للقرآن الكريم مسجل وموجود بالمكتبة الصوتية بالمسجد النبوي , ويمكن الحصول على نسخة منه بسهولة .
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
03-16-2004, 06:19 PM
ما ذكره الإخوة انا على علم به ولكن ... هل تفسير الشنقيطي مكتمل ؟
و شكر الله لكم
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2006, 12:09 PM
هناك الآن مشروعات لتسجيل التفسير بطريقة جميلة على وسائط متعددة ، بحيث تستمع إلى تفسير أي آية تريدها ، بطريقة تقنية جميلة . وقد أدخلت عدد من التفاسير المهمة في المشروع نسال الله التوفيق للقائمين عليه. وفكرته في أن تستمع لتفسير أي آية تريدها من تفسير الطبري مثلاً أو ابن كثير أو القرطبي .. كما في الموسوعات الالكترونية المكتوبة ، ولكن هنا بالصوت أيضاً.
---
د . يحيى الغوثاني
03-01-2006, 11:29 PM
http://share2net.com/?id=96092031
في هذا الرابط تحملون تفسيرا لشيخنا العالم المحدث الشيخ محمد المنتصر الكتاني
وهو بصوت الشيخ في دروسه التي كان يلقيها في الحرم المكي الشريف، هذا المقطع من بداية سورة الكهف...
---
حامد بن يحيى
03-02-2006, 05:12 PM(1/1760)
الأخ ناصر بن عبدالله الدرعاني ليس عندي جواب عن سؤالك ولكن رأيت أن لا بأس في أن أضع هنا بعض الروابط التى بها ملفات صوتية في التفسير لبعض الشيوخ رحمهم الله تعالى و أحسن نزلهم. والله أسأل أن ينفع بذالك الجميع.
- تفسير العلامة بن عثيمين (http://www.ibnothaimeen.com/all/eSound.shtml)
- خواطر الشيخ الشعراوي (http://www.al-mostafa.info/alshaarawi.htm)
- تفسير العلامة محمد الآمين الشنقيطي هنا (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=83) وهنا (http://islammessage.com/audio/a/shanqeeti.htm)
- مجموعة أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر جابر الجزائري (http://www.islamway.com/temp/IW/index.php?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=37)
هذا ما تيسر لي جمعه و إتماما للفائدة فهذه مجموعة سلاسل خاصة بعلوم القرآن (http://www.quranway.net/index.aspx?function=Category&id=48&lang=)
ملاحظة: بالنسبة للرابط الثانى لتفسير الشيخ الشنقيطي رحمه لم أتمكن من تنزيل الملفات منه فأرجوا أن يكون هذا وقتي.
---
محمود المومني
03-04-2006, 07:07 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
لا يوجد على الأنترنت مكتبة صوتية أضخم من المكتبة الموجودة على هذا الموقع:
www.islamway.com
فيه تجد جميع قراءات القرآن الكريم وبالقراءات السبع.
كذلك تجد تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري وابن عثيمين وغيرهم.
وفيه تجد خطباً منبرية ودعوية.
---
(1/1761)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني
---
حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني
---
فرغلي عرباوي
06-12-2004, 06:30 PM
حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني
http://www.alquran.org.sa/islamicsound/sounds.php?shareet=7
---
فرغلي عرباوي
06-12-2004, 07:30 PM
الشريط الأول الوجهان دراسة لقواعد التجويد ومن الشريط الثاني للخامس شرح كتاب التحديد وهذه المادة الصوتية فيها من الفائدة ما الله به عليم .
---
(1/1762)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الشاطبية وشرحها الصوتي
---
الشاطبية وشرحها الصوتي
---
إمداد
07-26-2005, 01:36 AM
الشاطبية وشرحها الصوتي
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أولاً : متن الشاطبية مكتوبًا ومشكولاً :-
http://saaid.net/Quran/2/7.zip
ثانيًا : القراءة الصوتية للمتن :-
إليكم تسجيلاً لمتن الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع للإمام الشاطبي بصوت كلاً من
(1) الشيخ مشاري راشد
http://www.islamway.com/?iw_s=Schol...&series_id=1442
(2) الشيخ / عبد الرشيد صوفي
الجزء الأول
http://abdulrashid.net/Sound/Shatebia_01.rm
الجزء الثاني
http://abdulrashid.net/Sound/Shatebia_02.rm
الجزء الثالث
http://abdulrashid.net/Sound/Shatebia_03.rm
(3) الشيخ / عبد الباسط هاشم
http://www.khayma.com/tajweed/الشاطبية.zip
(4) الشيخ / فائز شيخ الزور
الشريط الأول الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media...%20Amany_1A.mp3
الشريط الأول الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media...%20Amany_1B.mp3
الشريط الثاني الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media...%20Amany_2A.mp3
الشريط الثاني الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media...%20Amany_2B.mp3
(5) أصول الشاطبية الشيخ / محمد عبد المجيد (حجم صغير جدًا )
http://www.khayma.com/tajweed/أصول%20الشاطبية.zip
ثالثًا : شرح المتن :-
(1) قراءة كتاب إرشاد المريد إلي مقصود القصيد للعلامة الشيخ على الضباع بصوت الشيخ فائز شيخ الزور
الشريط الأول الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_1A.rm
الشريط الأول الوجه الثاني(1/1763)
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_1B.rm
الشريط الثاني الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_2A.rm
الشريط الثاني الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_2B.rm
الشريط الثالث الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_3A.rm
الشريط الثالث الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_3B.rm
الشريط الرابع الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_4A.rm
الشريط الرابع الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_4B.rm
الشريط الخامس الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_5A.rm
الشريط الخامس الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_5B.rm
الشريط السادس الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_6A.rm
الشريط السادس الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_6B.rm
الشريط السابع الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_7A.rm
الشريط السابع الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_7B.rm
الشريط الثامن الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_8A.rm
الشريط الثامن الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_8B.rm
الشريط التاسع الوجه الأول
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_9A.rm
الشريط التاسع الوجه الثاني
http://www.tarteel.com/sounds/media/shar7_shatbia_9B.rm
(2) كتاب إبراز المعاني من حرز الأماني للعلامة أبو شامة
http://www.saaid.net/book/2/574.zip
رابعًا : تحريرات الشاطبية :-(1/1764)
(1) إتحاف البرية في تحريرات الشاطبية تأليف الإمام خلف الحسينى مع تحريرات الشيخ أحمد عبد الغني قراءة الشيخ عبد الباسط هاشم
http://www.khayma.com/tajweed/متن%2...%20الشاطبية.zip
(2) تحريرات الشيخ عبد الباسط هاشم على الشاطبية
http://www.khayma.com/tajweed/تحرير...باسط%20هاشم.zip
لاتنسونا من خالص الدعاء والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منقوووووووول
---
الميموني
08-05-2005, 09:41 PM
جزاك الله خيرا
---
روضة ميدو
04-23-2006, 06:11 PM
تقبل الله منكم جميعا صالح الأعمال
وبارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
وأعانكم على خدمة كتابه العزيز
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
ونفع الله بنا وبكم الاسلام والمسلمين
ءامين يارب العالمين
---
(1/1765)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف تكتب الأيات القرآنية بالرسم العثماني في الوورد
---
كيف تكتب الأيات القرآنية بالرسم العثماني في الوورد
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:10 AM
تفضل ملف الخط العثماني
تضيفه الى ملف الخطوط في جهازك
http://www.al-ebda3.info/ib/index.php?act=Attach&type=post&id=58766
أين نضع ملف الخط العثماني؟
اذهب الى لوحة التحكم Control Panel ستجد مجلد اسمه الخطوط Fonts ضع الخط هناك
---
(1/1766)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > وما زالت الحرب على ثوابت الأمة : دعي يشبه القرآن بالسوبر ماركت
---
وما زالت الحرب على ثوابت الأمة : دعي يشبه القرآن بالسوبر ماركت
---
أحمد البريدي
09-23-2006, 10:02 PM
مفكرة الإسلام: أهدر إسلاميون وأساتذة وعلماء أزهريون، دم أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة حسن حنفي، مطالبين بفصله من الجامعة وإقامة حد الردة عليه بسبب ما أسموه الأفكار الشيطانية التي صدرت منه تجاه النص القرآني، على ما أفاد موقع فضائية 'الجزيرة' على شبكة الإنترنت.
جاء ذلك بعد أن وصف حنفي بمحاضرة ألقاها بمكتبة الإسكندرية أثناء مشاركته بورشة عمل عن 'الحرية الفكرية في مصر' كتاب الله العزيز بأنه أشبه بالسوبر ماركت، ما أحدث ردود فعل كثيرة داخل أوساط مثقفين مصريين، بينما رفض هو التعليق عليها واعتبر الأمر شأنًا لا يعنيه.
وقال الدكتور عبد الصبور شاهين الأستاذ بكلية دارة العلوم جامعة القاهرة: إن حنفي اعتاد على مهاجمة الدين وثوابته والتطاول عليه من خارج الإطار الجامعي، خاصة بعد أن أحيل إلى التقاعد لأنه سيكون منبوذًا وممجوج الرأي لو طرحه من داخل الجامعة، بحسب قوله.
وشبهه بالدكتور طه حسين ونصر أبو زيد؛ وذلك لتجرئه وطعنه في صحة القرآن وبأنه متناقض ومتضارب، مؤكدًا أن آيات القرآن لا تحمل تناقضًا ولا تضاربًا, وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قائلاً: 'التناقض والتضارب موجود فقط في عقل حنفي'.
كما أوضح أن التصدي لتفسير القرآن العظيم ليس من حق أي شخص؛ لأن ذلك يتطلب - في رأيه - خبرة ودراية بأسباب النزول وطبيعة الأحداث التي كانت الدعوة الإسلامية تمر بها خلال 23 عامًا، وهي الفترة التي قضاها الرسول الكريم في تبليغ رسالة ربه.(1/1767)
ورأى شاهين، أن كلام حنفي حول أسماء الله الحسنى وما قاله عن ضرورة حذف الأسماء التي تشير إلى القوة والجبروت بدعوى أنها تكرس الله - سبحانه وتعالى - كدكتاتور، بأنه كلام 'مساطيل', فأسماء الله الحسنى تنوعت بين الرحمة والعذاب, وهذا من صفات الكمال.
من جهته، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور مصطفى الشكعة: إن تفسير فهم معاني القرآن الكريم يتطلب إدراكًا كاملاً بدروب اللغة العربية ودراسة لتاريخ الدعوة الإسلامية وترتيب أحداثها والإلمام بالسيرة النبوية، إضافة إلى أن يكون المفسر كامل الإيمان بالله ولا ينحاز إلى عقله أو يعظمه متجاهلاً النص القرآني .
المصدر : http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=126569
---
أحمد الطعان
09-23-2006, 11:44 PM
يا أخي والله غريب أنهم لم يكتشفوا ذلك حتى الآن !
فكتب حسن حنفي مليئة جداً بما هو ادهى من ذلك بكثير فيما يخص الذات الإلهية والنبوة واليوم الآخر وهي تطبع في القاهرة ولبنان وغيرها منذ عشرات السنين ... فلماذا الضجة الآن ؟
هل نريد أن نمنحه وساماً إضافياً للشهرة ...
دعوا الكلاب تنبح فالقافلة تسير ...
على فكرة من حيث التعامل والأخلاق حسن حنفي أفضل بكثير من بعض المشايخ وقد زرته في بيته وزرت عددا من المشايخ في مصر ... هناك كثير من الاستعلاء والعجرفة لدى بعض المشايخ أما حنفي فيتميز بحسن الخلق ولطف المعاملة إلى حد كبير جداً ... وأظن أن الإنصاف جوهر ديننا // ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى //
ولعل حنفي يقوم بتأوبل كلامه فيقول لك بأنه يقصد أن القرآن فيه تنوع وثراء في المعاني كمن يقول إن القرآن الكريم كالبستان فيه شتى أنواع الفواكه ..(1/1768)
وقد واجهناه أنا وبعض زملائي في مكتبه بكثير من كلامه الخطير في كتبه فقام بتأويلها وزعم أنه لا يقصد المعنى الذي نفهمه ... وطبعاً نحن لا نتفق معه في ذلك ونعد هذا عبثاً ولعباً ... ولكن ما دام هو يزعم أنه يحترم القرآن فلندعه وما ذهب إليه حتى لا نعطيه فرصة جديدة لشهرة أكبر وأعظم ...
إذا كان القرآن الكريم قد نقل لنا ما قاله المشركون في القرآن الكريم من أنه : سحر أو أساطير أو افتراء أو ...
وذهب المشركون وذهب ما قالوه ادراج الرياح فهل لا زلنا نخشى من نعيق الناعقين ونهيق الناهقين ...
أرجو أن لا نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه أيام أبي زيد ...
---
مروان الظفيري
09-26-2006, 03:19 PM
وماذا تقولون في هذا !!!!؟
دبي - فراج إسماعيل
أثارت محاضرة د. حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة، والتي ألقاها في مكتبة الإسكندرية أثناء مشاركته في ورشة عمل عن "الحرية الفكرية في مصر"، ردود فعل كثيرة داخل أوساط مثقفين مصريين، بينما رفض د. حنفي التعليق عليها واعتبر الأمر شأنا لا يعنيه.
وقال ردا على اتصال هاتفي من العربية.نت "عليكم الاتصال بمكتبة الاسكندرية فهذا أمر بينها وبين الاعلام".
وذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية الأربعاء 30-8-2006 أن علماء من الأزهر انتقدوا د.حسن حنفي "لتطاوله" في محاضرته على القرآن الكريم، ووصفه بأنه "أشبه بالسوبر ماركت"، وأنه "يمكن للمجتهد أن ينتقي منه ما يشاء من دون الالتزام بحرفية النصوص القرآنية أو يأخذها كلية، لأن هناك كثيرا من الآيات القرآنية بينها تناقض وخاصة ما يتعلق بالتسامح والدعوة إلى القتال".(1/1769)
ووصف الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ما قاله حنفي بأنه "أقوال لا تليق بأن تصدر من مسلم عالم يدرس لعشرات الآلاف في مصر والعالمين العربي والإسلامي، فإن كانت العبارة خانته فواجب عليه الاعتذار أمام الرأي العام ليبرئ ساحته من سوء القصد والنية، أما إن كان مصرا على ما يقول فواجب علماء الأزهر التصدي له والرد عليه بالحجة والبرهان وتفنيد أقواله".
لكن د. عبد الصبور شاهين، الأستاذ المتفرغ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قال إنه لم يطلع على هذا الكلام المنسوب لحسن حنفي، لكن من يثبت قوله هذا النوع من الكلام يدخل في نطاق الكفر "لأنه يشكك في القرآن الكريم".
وكان شاهين كتب تقريرا اشتهر به قبل سنوات حول بحث تقدم به الدكتور نصر حامد أبو زيد للترقية إلى درجة الاستاذية في الفلسفة بجامعة القاهرة، وتسبب هذا التقرير في قضية حسبة ضده رفعها داعية آخر هو الشيخ يوسف البدري وصدور حكم قضائي بتفريقه عن زوجته د. ابتهال يونس وهجرتهما إلى هولندا.
ومن جانبه قال الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر لـ "العربية.نت" الذي حرك دعوى الحسبة ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد في ذلك الوقت إن ذلك لم يعد ممكنا في حالة الدكتور حسن حنفي لأن قانون الحسبة تغير فأصبح لا يحرك الدعوى إلا النيابة العامة. وأوضح أن "حسن حنفي رفض مناظرته على الهواء في برنامج تلفزيوني" وهدد الصحفي محمد بركات الذي استضافه في برنامج "مواجهات" بقناة اقرأ الفضائية بمغادرة "الاستديو فورا لو تم الاتصال بي لتقديم مداخلة".
كتابه "من العقيدة إلى الثورة"(1/1770)
وقال البدري إنه قام عام 1987 بالرد على موسوعة حسن حنفي الخماسية "من العقيدة إلى الثورة"، وأضاف أن بعضا "من كلام" د. حنفي "أشد" مما هو منسوب إليه في مكتبة الاسكندرية. بينما قال د. عبدالصبور شاهين في حديثه مع "العربية.نت" إن د. حنفي "لم يعد له وجود في جامعة القاهرة لأنه أحيل إلى التقاعد، لكنه لم يكن يستطيع أن يقول كلامه ذاك أثناء عمله فيها".
واستطرد أن كلام حسن حنفي "مرفوض على مستوى كل الأساتذة في الجامعة، ولذلك يقول كلامه خارج مصر وكأنه يخرج من المتابعة فيما يتعلق بصواب الفهم وبصحة التعرض لقضايا الدين".
"نجادله بالتي هي أحسن"
من جهته قال شاهين "أريد أن أرى ماذا قال في مكتبة الاسكندرية وماذا نشر عن قوله، وبعد ذلك نتولى الرد عليه ونجادلهم بالتي هي أحسن، وهذه المجادلة هي بالنسبة لأهل الكتاب: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". مضيفا "نحن سنعتبره من أهل الكتاب وهو ليس حتى منهم".
أقواله تشكيك في القرآن :
ووصف شاهين ما نسب لحنفي عن أسماء الله الحسنى بأنها "تعرض للنص القرآني الكريم. هو هنا لا يتعرض لذات الله عز وجل وإنما يتعرض للقرآن. يريد أن يعدله وينتقد وجود مثل هذه الصفات، فكأنما عثر على لقطة ويخيل له بذلك أنه أمسك الدين من اليد التي توجعه، وهذا كله مشروح ومفهوم لدى المفسرين وليس فيه أدنى تناقض، فذات الله عز وجل هي جماع كل الصفات، وليس من حقه أن يعترض على أن يصف الله نفسه أو ذاته بأي صفة لأن القرآن ثبت عندنا بالتواتر، وليس هنالك أدنى شك في حرف من حروف القرآن".
جرأة مرفوضة :
وأضاف د. عبد الصبور شاهين "أنه يريد بهذا القول أن يشكك في القرآن الكريم وهم متسلطون في ذلك". وعن قول حنفي في محاضرته بتناقض القرآن الكريم وأنه مثل "السوبر ماركت" قال د. شاهين "هذا عدوان على القرآن واعتراض على كلام الله عز وجل وليس من حقه أن يقول هذا الكلام لأنه أساسا لا يفهم القرآن".(1/1771)
وبشأن حديث الرسول "خير القرون هو قرني ثم الذي يليه" وتساؤله: ما ذنب حسن حنفي لا يولد في خير القرون؟.. قال د. شاهين "عندما يتكلم أحد في السنة فالمفروض أن يكون دارسا للحديث من ناحية السند والمتن، مثلا أننا نرد بعض أحاديث البخاري مثل حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم الذي ورد في البخاري، فليس كل حديث يحتج به على الإسلام بل لابد من دراسته من ناحية السند والمتن".
اتهام حنفي بالمطالبة بحذف بعض أسماء الله :
وكانت صحف ومواقع انترنت قد نسبت للدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة الإسلامية وصاحب ما يسمى بنظرية اليسار الإسلامي، في محاضرة ألقاها في مكتبة الاسكندرية يوم 27-8-2006 أنه سخر من بعض أسماء الله الحسنى وبعض الأحاديث النبوية وأنه وصف القرآن الكريم بأنه "سوبر ماركت" به كثير من المتناقضات.
وقال عن أسماء المهيمن والمتكبر والجبار بأنها "تدل على الديكتاتورية للذات الإلهية، وأنه يجب حذف تلك الأسماء، وأن هناك تناقضًا بين آيات القرآن الكريم". ونقل عنه أيضا أنه انتقد حديث الرسول "خير القرون هو قرني ثم الذي يليه" متسائلا: ما ذنبي أنا حسن حنفي أن أعيش في قرن من أسوأ القرون ولماذا لم أعش في خير القرون.
واجبنا الرد على هذه الشبهات :
وقال المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية "هذا الكلام ليس جديدا على الدكتور حسن حنفي، وقمت بالرد عليه في كتابي: الإسلام بين التنوير والتزوير، وفندت كل أقواله التي هي في حقيقتها لا تزيد على ترديد وتكرار لما قاله المستشرقون المعادون للإسلام منذ فترة طويلة، وواجبنا كعلماء أن نفضح هذه الأفكار التي ترددها بعض الأبواق، أو من يدعون أنهم مفكرون ومجددون إسلاميون، وفي الوقت نفسه واجبنا نشر الوعي لدى الرأي العام بالرد على هذه الشبهات".(1/1772)
وأشار الدكتور عبد الله سمك رئيس قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة جامعة الأزهر إلى أن "هذا الكلام لا يصدر إلا عمن لا يدرك فهم النصوص القرآنية ومعرفة أسباب النزول وحكمة الله في التشريع. أو تصدر عن سوء قصد لأن أصحاب الهوى هم الذين يتلمسون أي وسيلة للإساءة للقرآن".
---
(1/1773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كليات القرآن
---
كليات القرآن
---
أحمد البريدي
11-30-2004, 04:45 PM
كُلِّياتُ القرآنِ تُطْلق ويُرادُ بها : الألْفاظُ والأساليبُ الواردة في القرآنِ على معنىً مُطَّرِد .( 1)
وهذهِ الإطْلاقاتُ الكُلِّية يُطْلقها بعضُ المفسِّرينَ وعُمْدتهم في ذلكَ هو اسْتِقْرَاءُ القرآنِ الكريم بحيثُ يقفُ المفسِّرُ على عادةِ القرآنِ وطريقته في هذا اللفظِ أو الأسلوبِ ، قالَ الشنقيطيُّ رحمه الله :"وقد تقرّرَ في الأصولِ ، أنّ الاستقراءَ التامَّ حُجَّةٌ بلا خِلاف".(2 )
ولِلمفسِّرينَ في إيرادِ الكُلِّيات طريقتان :
الطريقة الأولى : الإطْلاق ؛ كقولِ ابن عباس رضي الله عنهما وابنِ زيد :" كُلُّ شيءٍ في القرآن رِجْزٌ فهو عذاب ".( 3)
الطريقة الثانية : الإطْلاق مع الاستثناء ، وتُسمّى " الأفْراد " ، وهو نوعٌ مِن الكُلِّياتِ ؛ لأنّ الاستثناءَ مِعْيار العمومِ كما هو مُقرَّرٌ عند أهل العلم .( 4)
مثاله :
قال ابن فارس :" ما في القرآنِ مِنْ ذِكْر البعْلِ فهو الزَّوْجُ ، كقوله تعالى : { وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنّ}(البقرة:من الآية228) إلا حرْفًا واحدًا في الصافّات :{أَتَدْعُونَ بَعْلاً}(الصافات:
من الآية125) ، فإنّهُ أرادَ صَنَمًا " نَقلَهُ الزركشيُّ .( 5)
وقد اعتنى بهِ الصحابة والتابعون كما تقدّم مثالُه عن ابن عباس رضي الله عنهما وعبد الرحمن بن زيد بن أسْلم ، وكذا منْ جاء بعدهم من المفسِّرين ، وأوّلُ من ذُكِرَ أنّهُ جمعها في كتاب: الإمام اللغويّ أحمد بن فارس ، في كتابه : الأفْراد ، وقد ضَمَّنَهُ الزركشيُّ في كتابه : البرهان في علوم القرآن (6 )، والسيوطيُّ في كتابه : الإتقان في علوم القرآن .(7 ) .
وللرّاغب الأصفهانيّ اهتمامٌ بها في كتابه: المفْردات ،جَمَعها في الفهْرس مُحقِّقُ كتابِ المفْردات .(8 )(1/1774)
وينبغي التنبّهُ إلى أنّه ليسَ كُلُّ ما يذْكُره المفسِّرون مِن الكُلِّياتِ مُسَلَّمٌ ؛إذْ رُبّما يكون الاستقراء غيرَ تامٍّ ، ومِن أمْثلةِ ذلك :
تقدّم عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما وابن زيدٍ" أنّ كلَّ شيءٍ في القرآن رِجْزٌ فهو عذاب "، وهذا الاستقراءُ غيرُ تامٍّ قالَ ابنُ فارس :" كلُّ حرْفٍ في القرآن منْ " رِجْز " فهو العذاب ،كقوله تعالى في قصّة بني إسرائيل:{ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ }(الأعراف:من الآية134) إلا في سورة المدّثّر :{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}(المدثر:5) فإنّه يعني به الصَّنَمَ فَاجْتَنِبُوا عبادتَه ".( 9)
ومِمّنْ فسَّر الآية بالصَّنَمِ ابنُ عباس رضي الله عنهما وابنُ زيد .( 10)
قُلْتُ : وحَصْرُ ابنُ فارسٍ أيضًا غيرُ تامٍّ ، إذْ يَخْرُج منهُ أيضًا قوله تعالى : { وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} (الأنفال : من الآية 11) ، والمرادُ برجز الشيطانِ هو ما يوسوس به ويدعو إليهِ مِن الكُفْرِ والبهتانِ والفسَاد .( 11)
ومن الأمثلة أيضاً :
قالَ السيوطيُّ :" أخْرجَ ابن أبي حاتم عن ابنِ عباسٍ :كُلُّ شيءٍ في القرآنِ " أوْ " فهو مُخَيَّر".( 12)
قلت هذه القاعدةُ الكُلَِّية يُعَكِّرُ عليها بعض الأمور :
الأمر الأول : ما أخْرجهُ البيهقيّ في سُنَنه عن ابن جُريْج قال :" كُلُّ شيءٍ في القرآن فيه " أوْ " فَلِلتَّخْيير ، إلا قوله :{ أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} (المائدة:من الآية33) ليس بمُخَيّر فيهما ".( 13)
قُلْتُ : وهذا على أحدِ الأقوالِ في تفسير الآية ،والقولُ الثاني أنّ " أوْ " فيها للتَّخْيير ،
قالَ ابنُ كثير رحمه الله :" ومُسْتند هذا القولِ أنّ ظاهرَ " أوْ " للتَّخْيير كما في نظائرِ ذلكَ مِن القرآنِ "(14 ) ، وهو قولُ المالكيّة وطائفةٌ مِن أهل العلْم .( 15)
قُلْتُ : تَبيَّنَ أنَّ اسْتثناء ابن جُريْج غيرُ مُتَّفقٍ عليه ؛ ولِذا فلا يصحُّ الاعتراضُ به على هذه الكُلِّية .(1/1775)
الأمْر الثاني : قال الله تعالى : { وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} (الانسان: من الآية24)
ليسَ المقْصودُ بهذه الآية تخْييرُه في طاعةِ أحدِهمَا وإنّما المرادُ لا تُطعْ واحدًا منهما ، فـ " أوْ " في النَّهي نَقِيضَةُ " أوْ " في الإباحةِ .( 16)
الأمْر الثالث : مِنَ المعلوم أنّ لـ " أوْ " معاني متعدّدة غير التَّخْيير واردٌ بعْضها في القرآن ؛ انْظُرْهَا مع أمْثلتها عندَ ابن هشام ، والسيوطيّ .( 17)
قُلْتُ : ولو قُيِّدتْ هذه القاعدةُ في بابِ الكفَّارات لَكَانَ لها وجْه ( 18) ؛ إلا أنّه يُمْكنُ تخْريجُ كلامِ ابن عباس رضي الله عنهما ومَنْ قال بِقَوْلِه بما يلي :
أنّ مَقْصُودهم أنّ التخْييرَ هو الأصْلُ في معنى " أوْ" وأمّا بقيّة المعاني فتُسْتفادُ من سياقِ الكلام ويدلُّ على هذا أنّ ابن هشام بعْدَ ذِكْره لِمعاني " أوْ " قال :" التحْقيقُ أنّ " أوْ " مَوْضُوعةٌ لأحَدِ الشَيْئَيْن أوْ الأشياء ،وهو الذي يقوله المتَقَدِّمُونَ ، وقد تَخْرُجُ إلى مَعْنى "بلْ " وإلى مَعْنى " الوَاوِ " ، وأمّا بقيّةُ المعاني فمُسْتَفادةٌ مِنْ غيرِها ".( 19) والله أعْلم .
وقالَ الكَفَوِيُّ:" الأصْلُ في كلمة " أوْ " أنْ تُسْتَعْمَلَ في أحد الأمْرين ".( 20)
وفي الختام ارجو ممن وقف على كلية لم يتم فيها الحصر أن يتحفنا بها مع ذكر مستنده , لأنه كما تبين أن الحصر التام هو عمدة الكليات .
[line]
( 1 ) انظر : فصول في التفسير صـ ( 122 ) ، تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه صـ ( 120 ) .
( 2 ) تفسير الشنقيطي ( 2 / 4 ) .
(3 ) انظر : تفسير الطبري ( 1 / 305 ، 306 ) .
( 4) انظر : عمدة القاري ( 21 / 237 ) .
( 5 ) انظر : البرهان في علوم القرآن ( 1 / 137 ) .
( 6 ) انظر : المرجع السابق ( 1 / 136 ) .
( 7 ) انظر : الإتقان في علوم القرآن ( 1/ 453 ) .(1/1776)
( 8 ) هو : صفْوان داودي ، انظر:كتاب مفردات ألفاظ القرآن صـ ( 948 ) ، وبلغَ عددُها (47) قاعدةً كُلِّية .
( 9 ) انظر : البرهان في علوم القرآن ( 1 / 138 ) .
( 10 ) انظر : تفسير ابن جرير ( 14 / 147 ) .
( 11 ) انظر : مفردات ألْفاظ القرآن صـ ( 342 ) .
( 12 ) الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 498 ) ، وانظر : تفسير القرطبيّ ( 6 / 100 ) .
( 13 ) أخْرجه البيهقيّ في السنن الكبرى كتاب : الحجّ / باب :هلْ لمن أصاب الصيد أنْ يفديه بغير النَّعَم (5/185) .
( 14 ) تفسير ابن كثير ( 2 / 559 ) .
( 15 ) انظر : تفسير ابن كثير ( 2 / 559 ) ، تفسير القرطبيّ ( 6 / 99 ) .
(16 ) انظر : الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 1498 ) ، مُغْني اللبيب ( 1 / 62 ) .
( 17 ) انظر : مُغْني اللبيب ( 1 / 61 ) ، الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 495 ) .
( 18) انظر : تفسير ابن كثير ( 2 / 559 ) ، تفسير الشنقيطي ( 2 / 77 ) .
( 19 ) مُغْني اللبيب ( 1 / 67 ) .
( 20 ) الكُلِّيات صـ ( 125 ) .
---
جمال حسني الشرباتي
11-30-2004, 08:40 PM
أنا أريد أن أستفسر عن ((في سبيل الله))
فكلما وردت كعبارة في القرآن الكريم قصد فيها الجهاد
أليس كذلك؟؟
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:22 PM
ليس هذا على إطلاقه إذ يخرج منه قول الله تعالى : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " فالمراد بقوله " في سبيل الله " الزكاة كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري وغيره , ولذا قيل : كل مال أديت زكاته فليس بكنز
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:23 PM
ذكر الأخ جمال تعقيبا بقوله :
السلام عليكم
قال إبن عاشور في الاية التي ذكرتها((و { سبيل الله } هو الجهاد الإسلامي وهو المراد هنا.))
مع أني أوافقك أن هذه الأية مقصود منها الزكاة
فهلا فصلت؟؟
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:24 PM
سبب قول ابن عاشور يتضح بنقل كلامه حول هذه الآية حيث قال :(1/1777)
والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم( جملة معطوفة على جملة )يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا( والمناسبة بين الجملتين: أن كلتيهما تنبيه على مساوي أقوام يضعهم الناس في مقامات الرفعة والسؤدد وليسوا أهلا لذلك، فمضمون الجملة الأولى بيان مساوي أقوام رفع الناس أقدارهم لعلمهم ودينهم، وكانوا منطوين على خبائث خفية، ومضمون الجملة الثانية بيان مساوي أقوام رفعهم الناس لأجل أموالهم، فبين الله أن تلك الأموال إذا لم تنفق في سبيل الله لا تغني عنهم شيئا من العذاب.
وأما وجه مناسبة نزول هذه الآية في هذه السورة: فذلك أن هذه السورة نزلت إثر غزوة تبوك، وكانت غزوة تبوك في وقت عسرة، وكانت الحاجة إلى العدة والظهر كثيرة، كما أشارت إليه آية )ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون( وقد ورد في السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، وقد أنفق عثمان بن عفان ألف دينار ذهبا على جيش غزوة تبوك وحمل كثير من أهل الغنى فالذين انكمشوا عن النفقة هم الذين عنتهم الآية ب)والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله( ولا شك أنهم من المنافقين.
والكنز بفتح الكاف مصدر كنز إذا ادخر مالا، ويطلق على المال من الذهب والفضة الذي يخزن، من إطلاق المصدر على المفعول كالخلق بمعنى المخلوق.
و)سبيل الله( هو الجهاد الإسلامي وهو المراد هنا.
فالموصول مراد به قوم معهودون يعرفون أنهم المراد من الوعيد، ويعرفهم المسلمون فلذلك لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنب قوما بأعيانهم.(1/1778)
ومعنى )ولا ينفقونها في سبيل الله( انتفاء الإنفاق الواجب، وهو الصدقات الواجبة والنفقات الواجبة: إما وجوبا مستمرا كالزكاة، وإما وجوبا عارضا كالنفقة في الحج الواجب، والنفقة في نوائب المسلمين مما يدعو الناس إليه ولاة العدل.
والضمير المؤنث في قوله )ينفقونها( عائد إلى الذهب والفضة.
والوعيد منوط بالكنز وعدم الإنفاق، فليس الكنز وحده بمتوعد عليه، وليست الآية في معرض أحكام ادخار المال، وفي معرض إيجاب الإنفاق، ولا هي في تعيين سبل البر والمعروف التي يجب الإخراج لأجلها من المال، ولا داعي إلى تأويل الكنز بالمال الذي لم تؤد زكاته حين وجوبها، ولا إلى تأويل الإنفاق بأداء الزكاة الواجبة، ولا إلى تأويل )سبيل الله( بالصدقات الواجبة، لأنه ليس المراد باسم الموصول العموم بل أريد به العهد، فلا حاجة إلى إدعاء أنها نسختها آية وجوب الزكاة، فإن وجوب الزكاة سابق على وقت نزول هذه الآية.
ووقع في الموطأ أن عبد الله بن عمر سئل عن الكنز، أي المذموم المتوعد عليه في آية )والذين يكنزون الذهب والفضة( الآية ما هو فقال: هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة. وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده مال لم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك فتأويله أن ذلك بعض ماله وبعض كنزه، أي فهو بعض الكنز المذموم في الكتاب والسنة وليس كل كنز مذموما.(1/1779)
وشذ أبو ذر فحمل الآية على عموم الكانزين في جميع أحوال الكنز، وعلى عموم الإنفاق، وحمل سبيل الله على وجوه البر، فقال بتحريم كنز المال، وكأنه تأول )ولا ينفقونها( على معنى ما يسمى عطف التفسير، أي على معنى العطف لمجرد القرن بين اللفظين، فكان أبو ذر بالشام ينهى الناس على الكنز ويقول: بشر الكانزين بمكاو من نار تكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم، فقال له معاوية، وهو أمير الشام، في خلافة عثمان: إنما نزلت الآية في أهل الكتاب، فقال أبو ذر: نزلت فيهم وفينا، واشتد قول أبي ذر على الناس ورأوه قولا لم يقله أحد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فشكاه معاوية إلى عثمان، فاستجلبه من الشام وخشى أبو ذر الفتنة في المدينة فاعتزلها وسكن الربذة وثبت على رأيه وقوله. اهـ
فأنت تلاحظ أن ابن عاشور ربط الآية بما أورده من سبب نزولها , وجعل الموصول " اللذين" للعهد , لا للعموم , ويريد بذلك الرد على ما قاله المفسرون حول الآية مما أورده من الأقوال وهذا اختياره , هي مسألة أصولية أختلف فيها العلماء هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب , والجمهور على الأول , وأن العبرة بعموم اللفظ .
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:25 PM
قال الأخ ابو عبد المعز :الاخ احمد البريدي...
قيل إن كل" عسى" فى القرآن..متحققة الوقوع...إذا كانت مسندة الى الله تعالى.....
واستثنوا-عفوا انا الان اعتمد على الذاكرة-قوله تعالى في سورة التحريم عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن...
قالوا فإن الله لم يبدله..غيرهن..من النساء...
ولعل هذا الاستثناء غير صحيح..فعسى فى الاية تعلقت بشرط..فتبديل الازواج مشروط بالطلاق..فلا يتحقق الاول الا..بتحقق الثاني..
ومن هنا اطردت القاعدة...لكن الفيصل فى المسألة هو الاستقراء..كما تفضلت..
والسلام عليكم..
---
أحمد البريدي
02-04-2005, 10:25 PM
أخي الفاضل :أبو عبد المعز أعزك الله بطاعته(1/1780)
هذه الكلية ذكرها ابن عباس رضي الله عنه حيث قال :كل " عَسَى " في القرآنِ فهي وَاجِبة . أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ( 6 / 1766 ) ، والبيهقيّ في سننه الكبرى في كتاب : السير / باب : ما جاء في عذر المستضعفين ( 9 / 13 ) برقم ( 17531 ) .
وقال بها أيضًا : الضَّحَّاكُ ، والحسنُ ، وأبو مالكٍ ، والسُّدِّيُّ ، وأبو عبيدة ، والشافعي ، وهو قول أكثر المفسِّرينَ . انظر : تفسير ابن أبي حاتم ( 6 / 1874 ) ، مجاز القرآن لأبي عبيدة ( 1 / 134 ) ، الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 522 ) , بدائع الفوائد ( 3 / 178 ) .
والمراد من الله , وهكذا قال الشافعي رحمه الله , وغيره .
ومعنى ذلك : أي واقعة حَتْمًا ذلك أنّ الرجاء في حقِّ الله تعالى غير وارد ؛ إذْ إنّه المتصرّف المدبّر ، والرجاء إنّما يكون ممّن لا يملك الشيء فيرجوه مِنْ غيره .
قال الزركشيُّ :"والعرب قد تُخْرج الكلام المتيقّن في صورة المشكوك ؛لأغراض . البرهان في علوم القرآن ( 4 / 182 ) .
وقد استثنى بعضُ المفسّرين كابن الأنباري وغيره مِنْ هذه القاعدة آيتين هما : قوله تعالى:{ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ }(الإسراء:من الآية8) يعني :بني النضير فما رحمهم الله ،بلْ قاتَلهم رَسُول الله ، وأوْقع عليهم العقوبة .
والثانية : قوله تعالى :{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنّ} (التحريم:من الآية5) فلَمْ يقع التبديل .
قالَ السيوطيّ :" وأبطل بعضهم الاستثناء ، وعمّم القاعدة ؛ لأنّ الرحمة كانت مشْروطة بألاّ يعودوا ، كما قالَ:{ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}(الإسراء:من الآية8)وقد عادوا ، فوجبَ عليهم العذاب ، والتبديلُ مشْروطٌ بأنْ يُطلِّقَ ولَمْ يُطلِّقْ ، فلا يجب ". انظر : الإتقان في علوم القرآن ( 1 / 522 ) ، , البرهان في علوم القرآن ( 4 / 183 ) .
ولِذا فهذه القاعدة كلِّيةٌ لَمْ يُسْتثن منها شيءٌ على الصحيح . والله أعلم .
---(1/1781)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين المقابلة مع عبدالله ابن الشيخ الشنقيطي رحمه الله؟؟؟
---
أين المقابلة مع عبدالله ابن الشيخ الشنقيطي رحمه الله؟؟؟
---
المحيميد
12-04-2003, 08:15 PM
فقد سبق وإن وعدنا بنتيجة اللقاء ، التي وضعنا لها أسئلتنا .
فهل حصل علم لم نعلم به ؟
---
فهد الوهبي
12-04-2003, 08:35 PM
الأخ المحيميد وفقه الله ..
أشكرك على سؤالك الكريم عن المقابلة وسوف ترى النور قريباً إن شاء الله ، ولم يبق إلا أن القليل ..
ونحن على موعدنا في إخراجها وقد نبهت إلى أنه قد فهم أنها ستنزل في الملتقى في شعبان الماضي خطأ ، ونحن حريصون جداً على إخراجها ..
وأرجو من الله التوفيق والسداد
وفقكم الله
أخوك
---
المحيميد
12-04-2003, 08:59 PM
جزاك الله خيرا على سرعة تجاوبك .
وما بعثني على استفساري ؛إلا شوقي لها . أسأل الله لكم الإعانة والتوفيق ، وجعل ماتقوم به في موازين حسناتكم
---
(1/1782)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > احتياطات مستقبلية
---
احتياطات مستقبلية
---
أخوكم
07-11-2003, 05:14 PM
1- أنصح الإخوة القائمين على المنتدى بضرورة وضع سياج جيد لصد هجمات الهكر المستقبلية ، فقد كثرت هجماتهم على المنتديات وكثرت البرامج المختصة فقط بتدمير المنتديات والتلاعب بها .
2- ويا ليت تتطور طرق الكتابة في المنتدى بأكثر مما هي عليه الآن لأن ميزات الخط وتزيين النص ما زالت ناقصة .
3- أما إن كانت المسألة مكلفة ماديا ، فلا أجد حرجا في طرح التعاون على الخير من الاخوة المشاركين في المنتدى وإن شاء الله لن نعدم خيرا
وجزاكم الله كل خير .
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2003, 05:15 AM
أشكر الأخ الكريم (أخوكم) على حرصه على الملتقى ، وحبه لتطويره . كما أشكر أخي الكريم الشيخ خالد الشبل على تنبيهي على هذا الاقتراح . وأو أن اشير إلى أمور :
الأول : أن موضوع حماية الموقع من الأولويات التي نحرص عليها بشدة ، وسنزيد من ذلك من الآن فصاعداً بقدر الطاقة إن شاء الله ، (فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين).
الثاني : بخصوص تطوير طريقة الكتابة في الملتقى ، فقد تم وضع أدوات الصندوق السحري الذي يتيح للكاتب تغيير الخط واللون ، وكتابة الشعر بطريقة مرتبة ونحو ذلك من التنسيقات المتوفرة في برامج الطباعة. غير أنه بقي علينا فيه بعض أوجه النقص البرمجية التي تحتاج إلى معالجة ، وسنعيده بمشيئة الله قريباً. وأقدر للجميع حرصهم على الرقي بهذا الملتقى وفقهم الله.
شكراً لك أخي الكريم (أخوكم) وجزاك الله خيراً ولا نستغني عن أي نصيحة تراها أو يراها أي من الإخوة الكرام وفقهم الله.
---
(1/1783)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل... نونية السخاوي في التجويد
---
حمل... نونية السخاوي في التجويد
---
فرغلي عرباوي
06-08-2004, 04:52 PM
حمل... نونية السخاوي في التجويد من هذا الرابط
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&postid=5173#post5173
---
المقرئ
06-08-2004, 07:33 PM
فضيلة الشيخ : فرغلي
جزاك الله خيرا وبارك في وقتك كم أحسنت إلي في نقل النونية
وقد كان عندي متن السخاوي في المتشابه ولكنني فقدته وبحثت عنه في المكتبات فلم أجده !
هل أجد عندك خبره أو من المشايخ الفضلاء
أخوك : المقرئ
---
د. أنمار
06-08-2004, 08:06 PM
إليكها:
http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=852
---
المقرئ
06-09-2004, 02:38 PM
إلى فضيلة الشيخ : د / أنمار
بارك الله فيك على هذه الفائدة وجزاك الله خيرا
ثم إني لحظت في المتن بعض ما يحتاج منكم إلى مراجعة وسأكتب لكم بعض ما أشكل علي ولعلكم تصححون ما يظهر لكم وإن كان عنكم طبعة أخرى فليتكم تصححون ما وقع وإنما خصصتكم لأنكم أهل الاختصاص والفائدة عندكم مرجوة :
3 - فيه هدى للمهتدي ونور ....وحكمة تشفي بها الصدور [المهتدي بد المتقين ]
12- و قد نظمت في اشتباه الكلم *** أرجوزة كاللؤلؤ المنتظم [المنتظم بدل المنظم]
26 - و أقرأ ( فأنزلنا ) بآي البقره *** على الذين ظلموا محبره [ البقرة ب ها ، محبره بدل مخبرة ]
29- و جاء ( إبليس أبى و استكبر) *** فيها و في صاد ( أبى ) ماذكر [واستكبر بدل واستكبرا وكذا ذكرا]
30- و مع وما أنزل قل إلينا *** و آل عمران بها علينا [وما بدل ما ]
إن رأيتم أن نواصل حتى نهايتها فلا مانع
أخوكم : المقرئ
---
(1/1784)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تهذيب تفسير الجلالين للدكتور محمد لطفي الصباغ
---
تهذيب تفسير الجلالين للدكتور محمد لطفي الصباغ
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2007, 01:04 AM
http://www.alukah.net/UserFiles/scan0003_001(2).jpg
(تفسير الجلالين) من أشهر كتب تفسير القرآن على الإطلاق، ولا يكاد يخلو منه بيت من بيوت المسلمين، وهو على صغر حجمه من أجلِّ التفاسير وأفضلها وأنفعها، فقد صيغ بإيجاز مُحكَم ، وعبارته عبارةٌ علميَّة مركَّزة، جمعت لُباب ما في كتب التفسير، حتى لتخالها لم تغادر معنى من المعاني المنتثرة فيما سواه.
وقد ألَّفه إمامان جليلان، كلٌّ منهما يلقَّب بـ جلال الدين، ولذلك سمِّي بتفسير الجلالين، وهما: جلال الدين المَحَلِّي المتوفَّى سنة (864هـ)، وجلال الدين السُّيوطي المتوفَّى سنة (911هـ). وقد فسَّر كلٌّ منهما نصف القرآن، المحلِّي: من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن مع الفاتحة، والسيوطي من أول البقرة إلى آخر سورة الإسراء.
صَحِبَ فضيلة العلامة الشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ تفسير الجلالَين تلاوةً ومطالعةً دهراً طويلاً، وقام بتدريسه عقوداً من الزمان، فحصَّل من هذه الصحبة فوائد عظيمة، ولم يمنعه بعضُ ما فيه من عيوب أن يقطف ثمرات محاسنه الجمَّة، فلا يخفى أنه لا يكاد يخلو كتاب من صنع البشر من زلل أو خطأ.
وقد لخَّص الشيخ الصبَّاغ مآخذه على تفسير الجلالين فيما يأتي:
1- جنح المؤلفان - المحلِّي والسيوطي- إلى تأويل آيات الصفات، خلافاً لمنهج سلف هذه الأمة في إمرارها من غير تأويل، يفضي إلى التحريف، ولا تشبيه ولا تجسيم.
2- وجود بعض الإسرائيليات الباطلة، على نحو ما هو ملاحظ في عامَّة كتب التفسير.
3- التوسع في استعمال مصطلحات نحوية لا يفهمها إلا المتخصِّصون.
4- الإيجاز المؤدِّي في كثير من الأحيان إلى الغموض.(1/1785)
5- السكوت في بعض الأحيان عما يتطلَّب التفسير.
6- اختيار أقوال مرجوحة في التفسير.
7- إحالة القارئ في تفسير آية معيَّنة إلى مواضعَ أخرى لم تُحدَّد، مما ينتج عنه صعوبة في الوقوف على التفسير المطلوب.
8- بنى المؤلفان هذا التفسير على قراءة غير قراءة حفص التي انتشرت وشاعت في جُلِّ بلاد المسلمين، وهذا يؤدي بالذين لا يعرفون سواها من القراءات إلى الظن بوجود خطأ في الآية، في حين هي على الصواب.
9- ويرى الشيخ الصباغ أن تعدد القراءات في التفاسير الموجزة لا يفيد غير المتخصِّصين من القرَّاء.
ولما تقدَّم من ملاحظات رأى الشيخ الصباغ أن يهذِّب تفسير الجلالين، لينفيَ عنه ما سبق من مثالب ومآخذ، حتى يتهيأ للقارئ المتدبِّر أن يتأمَّل السياق الكريم، ويتدبَّر معانيه، مما يهيِّئ له الفهمَ السليم للنصوص القرآنية الكريمة.
وقد صدرت الطبعة الأولى من (تهذيب تفسير الجلالين) للشيخ الصباغ في مجلَّد كبير، في 605 صفحات، بهامش المصحف الشريف بخط عثمان طه، قبل أشهر قليلة، في نهاية عام 1427هـ، عن المكتب الإسلامي.
وقد اعتمد المؤلِّف صاحب التهذيب قراءة حفص عن عاصم في تهذيبه، وحذف الكلام على القراءات الأخرى.
ووافق الجلالين في غالب الأحيان، وخالفهما في بعض المواضع معتمداً على أرجح الأقوال عند أئمة المفسرين، وبخاصَّة إذا وافقت أقوالُهم ما صحَّ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما حذف بعض التفصيل فيما لا يراه ضرورياً، وأبقى على الإطناب الذي يساعد في فهم المعنى.
وأورد ما صحَّ من أسباب النزول، وهو يرى أن هذا الباب ما يزال بحاجة إلى خدمة متأنية دقيقة، تنقيه مما لا يصح.
وقد نبه الشيخ الصباغ على أنه اضطرَّ إلى حذف طامَّات نتجت من ذكر الإسرائيليات، باعتبار أنه قام بتهذيب التفسير، ولم يقم بتحقيقه.
ثم عاد مرة أخرى إلى الثناء على تفسير الجلالين، ليرفع من همم طلاب العلم، حتى لا يكون سيرهم في رحاب العلم خبط عشواء.(1/1786)
نسأل الله الكريم أن يتقبل من الشيخ الصباغ هذه الخدمة الجليلة، وأن يجزيه خيراً على هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين عامَّة، وطلاب العلم خاصَّة.
والله من وراء القصد.
المصدر : موقع الألوكة (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=497) جزاهم الله خيراً.
---
إبراهيم الحميضي
03-18-2007, 09:48 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على هذا العرض الحسن
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ترون تقريره على الطلاب أولى من تقرير أصله؟
---
الغني بالله
03-19-2007, 09:46 AM
أبلغ القول من ثنائي جزاك الله خيرا كذا يقول الرسول
إي والله جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ورفع درجاتك في عليين .
ليت فضيلة الشيخ نبه إلى الطوام التي جاءت في ثنايا تعليقات الصاوي حتى لا يغتر بها مغتر .
---
الجعفري
03-19-2007, 10:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً
---
الجكني
03-19-2007, 11:57 PM
إذا كان ما ذكره أخي د/عبد الرحمن حقاً ،وهو عندي حق وثقة -فإن هذا لا يعتبر "تهذيباً " بل هو شيء آخر لا علاقة للجلالين رحمهما الله تعالى به 0:
1-هما "أوّلا " الصفات ،فليس من حق أحد أن يحول التأويل في كتابهما ويضع بدلاً عنه أي "عقيدة" تخالفهما ثم ينسب الكتاب إليهما ،فالواجب هنا لمن أراد ذلك أن "يؤلف " كتاباً خاصاً للرد عليهما ومناقشتهما ،لا أن يعمد إلى تأليفهما ف"ينسخه " ،لا أقصد "النسخ " بمعنى الكتابة 0
2-اعتماد قراءة غير التي اعتمدها الجلالان رحمهما الله ليس من حق أحد أن يغيرها إلى قراءة أخرى
3-عبارة "وخالفهما في بعض المواضع معتمداً على أرجح الأقوال عند أئمة المفسرين" هل تعني أنه ذكر أقوالاً غير التي ذكرها الجلالان حتى وإن كانت راجحة على التي ذكراها ؟ أم ماذا ؟(1/1787)
4- تعلمت من مشايخي رحم الله من مات منهم ،وبارك في عمر من بقي منهم :الحذر من كل كتاب مكتوب عليه "تهذيب " و "هذبه "و "اختصره " خاصة مع وجود الأصل بين أيدينا ، ولما سألتهم عن هذا "التحذير قالوا لي :لأنك يا بني في هذه الحالة (لا تقرأ ) كلام المؤلف ورأيه نوإنما (تقرأ ) رأي و (فهم ) ال "مهذب " و ال "مختصِر " وشتان ما بينهما 0
وأختم هذا التعليق بما ختم به د/عبد الرحمن كلامه :
نسأل الله الكريم أن يتقبل من الشيخ الصباغ هذه الخدمة الجليلة، وأن يجزيه خيراً على هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين عامَّة، وطلاب العلم خاصَّة.
والله من وراء القصد
---
(1/1788)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أحاديث الصيام المعلة للشيخ عبدالعزيز الطريفي
---
أحاديث الصيام المعلة للشيخ عبدالعزيز الطريفي
---
أبو مهند النجدي
09-30-2006, 02:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحاديث الصيام المعلة
للشيخ عبدالعزيز الطريفي
رابط الشريط الأول :
http://www.archive.org/download/trefe/seam1.rm
رابط الشريط الثاني :
http://www.archive.org/download/trefe2/seam2.rm
لا تنسو من قام بهذا العمل من الدعاء
---
أبو مهند النجدي
12-22-2006, 07:51 PM
رابط من موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58298
---
(1/1789)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل من كتاب يشرح قراءة ورش؟
---
هل من كتاب يشرح قراءة ورش؟
---
أبو غازي
09-23-2004, 12:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشايخي, هل من كتاب مبسط وسهل ييشرح فيه قراءة ورش عن نافع ؟ (سواء كان نظماً أو نثراً).
جزاكم الله خيرا.
---
ابو حنيفة
09-23-2004, 02:04 AM
اخي ابو غازي بارك الله فيكم اذكر أننا في اثناء دراستنا في كلية المعلمين كان مقررا علينا كتاب باسم :
الضياء اللامع في رواية ورش عن نافع للشيخ / محمد عوض الحرباوي استاذ في قسم الدراسات القرانية في كلية المعلمين بالرياض
وهو كتاب مبسط وسهل جدا يستطيع القارئ لأول وهلة التعرف على أصول رواية ورش وحفظ الكلمات الفرشية حيث أن المؤلف وضع الأصول في أبواب مستقلة ، ثم في اخر الكتاب بدأ باستعراض سور القران الكريم من أول الفاتحة الى الناس ووضح الكلمات القرشية في كل سورة...
---
أبو غازي
09-24-2004, 09:11 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبي حنيفة.
---
الجكني
04-07-2006, 10:54 PM
هناك منظومة للشيخ المتولى رحمه الله فىرواية ورش قام هو بنفسه بشرحها أيضا مطبوعة محققة رأيتها قبل أسبوع تقريبا فى إحدى المكتبات التجارية فى المدينة المنورة
---
حامد بن يحيى
04-08-2006, 11:54 PM
عندي لك كتابان
1- القواعد والأصول في رواية ورش وهو للدكتور / أيمن رشدي سويد جمع وترتيب أ / فرغلي سيد عرباوي ( باحث في علم صوتيات التجويد) وهو كتاب صغير ومبسط
2- التجويد والترتيل من لسان حفص وورش للشيخ قصي كنفاني وفيه بسط لتحريرات ورش وهو مفيد للجمع بين روايتي حفص وورش.
:: القواعد والأصول في رواية ورش :: (http://www.yah27.com/vb/attachment.php?attachmentid=402)
:: التجويد والترتيل من لسان حفص وورش :: (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4852)
---
علال بوربيق(1/1790)
04-23-2006, 08:23 PM
نحن ببلاد المغرب الأوسط -الجزائر- تحفظ عندنا منظومة مشهورة تسمى بـ" الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع" وهي أيضا عمدة المغاربة و الشناقطة، ويضرب بها المثل فيقولون " من لم يحفظ منظومة ابن برما جاب للقرآن خبر " وهي من نظم العلامة علي ابن بري الرباطي التازي يقول فيها
سميته بالدرر اللوامع **** في أصل مقرإ الإمام نافع
نظمته محتسبا لله **** غير مفاخرولامباهي
وهي في (273) بيتا.جمع فيها بين روايتي ورش وقالون، وعندي لها ثلاثة شروح أحدها لعالم منطقتنا العلامة الحاج سليمان ميلودي تغمده الله برحمته الواسعة آمين
---
حامد بن يحيى
04-23-2006, 11:04 PM
و يوجد غرفة على البالتوك يعطى فيها شرح لـ " الدرر اللوامع" يشرحها الشيخ "عبد الكبير أكبوب" .
للأسف أنا لا يمكنني الدخول على البالتوك ولم أتمكن من التأكد من وجود الغرفة ولكن أسأل الله أن ينفع به الجميع.
تجدون أكثر تفاصيل على الرابط التالي
:: (شرح الدرر اللوامع) [ رواية ورش ]:: (http://www.maghrawi.net/index.php?r=1&Larg=1024)
أما تسجيلات الدروس فتجدونها على هذه الصفحة
<<:: (شرح الدرر اللوامع) [ رواية ورش ]::>> (http://www.maghrawi.net/modules.php?name=Masmou3a&sinf=4&sheikh=5&silsila=14)
و إتماما للمنفعة أذكر لكم موقع آخر يهتم برواية ورش وعلى العموم بقراءة نافع رحمهما الله
:: قراءة نافع المدني رحمه الله :: (http://www.quran-warch.com/)
ودروس أخرى مسجلة من موقع " صوت القرءان"
:: دروس في رواية ورش :: (http://www.quranvoice.net/modules.php?c=warsh)
---
علال بوربيق
04-25-2006, 09:25 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
أضف إلى شروح " الدرر اللوامع " القصد البارع بشرح الدرر اللوامع للعلامة الشريشي ، ومن خصائص هذا الشرح؛ أنه شرحه في حياة المؤلف، وقد ذكر ذلك عند شرحه للبيت التالي من باب نقل الهمزة عند قول الناظم:(1/1791)
ونقلوا لنافع منقولا **** ردا وعادا وألآن لولى.
وفي هذا الشرح الكثير من النقولات والتعليلات عن علامة الجزائر، النحوي الصنهاجي الشهير المعروف بـ" ابن آجروم صاحب الآجرومية في النحو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
حفظ اللغات علينا فرض كحفظ الصلاة
فلا يحفظ دين إلا بحفظ اللغات
---
د.عبد الله الجيوسي
04-26-2006, 05:02 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
اضف إلى ما ذكره الخوة الافاضل كتابا لفضيلة الدكتور احمد خالد شكري بعنوان
قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش
وهو كتاب فيه شرح مفصل وباسلوب مبسط
---
علال بوربيق
04-26-2006, 07:53 PM
بارك الله في فضيلة د.عبدالله بن محمد الجيوسي
---
خادمة القرآن
05-22-2006, 01:32 AM
هناك أيضاً شرح لمنظومة الدرر اللوامع ، وهي للعلامة المحقق إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي ، وكتابه المسمى : النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرا الإمام نافع . وهي طباعة الدار العمرية . وبهامشه شرح المقدمة الجزرية المسمى بالفوائد المفهمة في شرح المقدمة ، وكذلك رسالة تحرير الكلام في وقف حمزة وهشام .
كلاهما للشيخ سيدي محمد التونسي
وهذا الكتاب رأيته موجودا في مكتبة أضواء السلف بالرياض
---
محمود الشنقيطي
05-23-2006, 04:17 PM
أيضا هنالك جهد نافع, في شرح الدرر اللوامع يسمى(القصد النافع لبغية الناشئ والبارع على الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع) وهو من تحقيق فضيلة الوالد الشيخ/ التلميدي بن محمود - رحمه الله تعالى- وقد طبع عام 1412هـ ...
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-05-2006, 02:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موجود منزل في هذا الملتقى كتاب نجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع في مقرإ الإمام نافع . وستجده في هذا الرابط إن شاء الله
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4546
---
علال بوربيق
06-12-2006, 02:13 PM(1/1792)
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح العلامة شيخنا الحاج سليمان العمراوي البيضي الجزائري الموسوم بـ" المختصر الجامع شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع " طبع في بيروت، لبنان : دار ابن حزم، 2004. - 120 ص
---
أبو حمد المطيري
06-15-2006, 11:13 PM
هناك كتاب لفضيلة شيخنا أ.د أحمد خالد شكري ,اسمه قراءة الإمام نافع , يقول عنه مؤلفه مشافهة:حللت بعض الإشكالات بإجابات لم أجدها مجموعة في مؤلف
والشيخ أحمد شكري من خير المشائخ الذين أعرفهم وهومشرف رسالتي ولله الحمد
---
علال بوربيق
07-01-2006, 09:41 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
ولعلامة الجزائر، ومفسرها الماهر أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي المتوفى سنة 876هـ ، شرح على الدرر اللوامع وَسَمَهُ
بـ " المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع "
ولا يزال هذا الكتاب مخطوطا في حدود علمي . والله أعلم
---
(1/1793)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > هل التوقيت توقيت مكة المكرمة أم توقيت جرينتش؟
---
هل التوقيت توقيت مكة المكرمة أم توقيت جرينتش؟
---
صالح صواب
11-07-2005, 04:51 PM
ربما يخجل الواحد منا في ترك ملاحظة على إخوان بذلوا وتعبوا، وخدموا كتاب الله ولكن أرجو السماح بطرح هذه الملاحظة البسيطة:
أجد في أسفل كل صفحة:
(جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة .. الساعة الآن ..)
ثم أجد التوقيت بتوقيت جرينتش (توقيت مكة -3) .. فهل هذا عام مع كل المتصفحين أم خاص معي ..
ثم أجد ذلك أيضا في توقيت المشاركات والموضوعات ...
أتمنى النظر في ذلك لكي يزول اللبس
حفظكم الله ورعاكم
---
عبدالرحمن الشهري
11-08-2005, 10:28 PM
حباك الله يا دكتور صالح .
جهازك يحتاج إلى ضبط توقيته فقط ، وأما التوقيت فهو صحيح ، وأنا الآن في مكة المكرمة من جهاز ليس لي والتوقيت مع هذا صحيح. وفقكم الله .
---
صالح صواب
11-09-2005, 06:23 PM
شكرا لأخي الكريم الدكتور/ عبدالرحمن الشهري على هذا الجواب.
ولكن بالتأكيد لا علاقة للجهاز بالموضوع، فتوقيت الجهاز في هذه اللحظة 6:20 م، بينما هو في أسفل القائمة 3:20 م بتوقيت مكة.
ولا أعتقد بأي حال - مع قلة خبرتي - أن توقيت الجهاز يؤثر على توقيت الشبكة (شبكة الإنترنت) .. خاصة أنني أستخدم أكثر من جهاز.
ولعل الخلل والله أعلم من توقيت الخدمة التي تقدمها الشبكة المحلية ... وعلى كل حال أشكركم مرة أخرى، فقط أردت التأكد من أن المشكلة ليست مشكلة عامة، وقد تم ذلك.
وجزاكم الله خيرا ...
---
(1/1794)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > متشابه القرآن للكسائي
---
متشابه القرآن للكسائي
---
طويلب علم
05-18-2005, 10:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متشابه القرآن للكسائي أين اجده بحثت عنه كثيراً
جزاكم الله خير
---
الجكني
04-07-2006, 10:46 PM
الكتاب طبع قبل أربع سنوات تقريبا محققا فى ليبيا
---
(1/1795)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > لقدجاء الامريكان شيئا إِِدَا (ملف تفاعلي عن حوادث تدنيس الجنود الأمريكيين للمصحف)
---
لقدجاء الامريكان شيئا إِِدَا (ملف تفاعلي عن حوادث تدنيس الجنود الأمريكيين للمصحف)
---
عيسى الدريبي
05-19-2005, 01:58 PM
السلام عليكم وحمة الله وبركاته ياأهل القرآن .وبعد
لقد تابع المسلمون في العالم باستنكار شديد مانشرته مجلة النيوزويك من اهانة الامريكان لكتاب الله في معتقل غوانتنامو ،وصدرت عدة بيانات من جهات رسمية وشعبية في العالم الاسلامي ،وغاب الحديث عن هذه الجريمة الشنيعة في هذا المنتدى المبارك مع أولويته بالتصدي ،لذا أرجو من المشاركين في هذا الملتقى القرآني تسجيل موقف في ذلك ،وأقترح على الاخ الكريم عبدالرحمن الشهري وإخوانه المشرفين اصدار بيان بشأنه باسم ملتقى أهل التفسيروالمشاركين فيه من الاساتذة الافاضل من انحاء العالم،اضافة لوضع الروابط المهمة التي تحدثت عن الموضوع
---
ابو حنيفة
05-19-2005, 03:34 PM
شكرالله لكم يادكتور عيسى
وان كنت أظن أنها لاترد شيئا وتشفي ألما....
أظن أن الأمريكان قد ألفوا منا هذه البيانات والاستنكارا ت -وهم يتوقعونها - دائما ، ولم يرد في حساباتهم أن الرد منا سيكون رادعاً...
ولنا في ما مضى مثال : اقدام اخوة القردة والخنازير على قتل الشيخ أحمد ياسين ، وبعده الرنتيسي ومن قبلهما كثير ،- مع أن المتوقع منا لوسألت أحدا أن اليهود سوف يقتلون احمد ياسين في يوم من الأيام فانه سوف يقول أن هذا مستحيل لأن العالم الاسلامي سوف يضج وينهض لأخذ الثأر- ... ومع ذلك جرى الأمر وقتل الشيخ....بكل سهولة وبرودة....
لذا أقول إن الاقتصار على مثل هذه البيانات أمر يجشع الاخرين على التمادي في استحقارنا والاستهانة بمعتقداتنا..(1/1796)
ولو استبدلت هذه البيانات بشئ عملي مثل المقاطعة أو الظهور الاعلامي المكثف وربط هذه الجرائم بعقائد القوم وأنه لايمكن التفاوض معهم في اتفاق تجاري أو تبادل ثقافي الا بعد الاعتذار العلني وعدم تكرار ذلك.... لكن الأمر أفضل .
أخيرا إن الكثير سيقولون إن هذه الأفكار مربوطة بولاة الأمر ... لكن من الذي يؤثر في ولاة الأمر ؟ أليست الشعوب؟ وخصوصاً أهل الحل والعقد من علماء وحكماء ... لماذا لانرى من بعضهم ووقفا ومطالبة قوية من ولاة الأمر؟؟؟؟ الا اذا كان الأمر فيه سعة ؟؟؟؟؟!!!!!! وقد مرت الأمة بأشد من ذلك..
انا لله وانا اليه راجعون
---
سلسبيل
05-20-2005, 12:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- صحيح إن بعض الحثالة من الجنود الأمريكيين قاموا بتمزيق القرآن .....
- لكنه تمزيق مادي.........
لن يضر هذا الكتاب العظيم.......
- فقد مزقوا المصحف.....
ولم يمزقوا القرآن.........
- فهو محفوظ إن شاء الله ولو مزقوا كل النسخ في العالم......
فالله سبحانه وتعالى تكفل بحفظه.....................
حفظ في القلوب والعقول والأرواح..........
- فلا تحزنوا..........
- لكن نحن المسلمون............
مزقنا القرآن قبلهم من قلوبنا..........
من عقولنا........
من أرواحنا......................
- مزقنا القرآن معنويا.........
قبل أن يمزقه الأمريكان...
ماديا......
- ولعمري إن التمزيق المعنوي أشد وأكثر تأثيرا........
من تمزيقه ماديا........
- والله لو نطق القرآن.........
لبكى على حاله مع المسلمين.......
- والله لو نطق القرآن........
.لشكى لله........
على هجر المسلمين له...
- فكم من المصاحف تراكم عليها الغبار.....
في بيوت ملايين من المسلمين.......
- وكم من البيوت..........
دخلتها الآف المجلات والجرايد........
ولم تتشرف بدخول القرآن.......عليها.....
- لقد مزقنا القرآن.........
- عندما هجره ملايين المسلمين......(1/1797)
- لقد مزقنا القرآن.......
- عندما قرأنا القرآن ولم نفهمه........
- لقد مزقنا القرآن.......
- عندما قرأنا القرآن وفهمناه.......
ولم نطبق.....
ما فهمنا......
- لقد مزقنا القرآن......
- عندما قرأنا القرآن وفهمناه وطبقناه.......
.لكن لم نجيد تطبيقه........
- فكم قارئا للقرآن.........
لم يظهر تأثير هذا القرآن على سلوكه ومظهره....
وتعامله...
- لقد مزقنا القرآن.......
- عندما.........
غاب عنا في تعاملنا مع الناس........
- فكم من الناس.....
صارت العادات والتقاليد والقربى هي الأساس في تعامله وحكمه على الناس........
- فكم من إنسان........
فضل علاقة القربى والأسرة والقبيلة..وعصبيته......
وصارت هي الميزان .....
بدلا من كتاب الله............
- لقد مزقنا القرآن......
- عندما غاب عنا في تعاملا تنا المالية.......
- فكم من الناس...........
غاب عنه القرآن في ظل الجشع والطمع وتنامي الأرباح........
وتسارع المعاملات...........
- فكم من الناس لم يصبح لديه خوف أو حرج......
وأصبح متهاون متساهل في حقوق وأموال الناس....
- لقد مزقنا القرآن.........
- عندما قرأنا القرآن ولم يتعدى حناجرنا......
- لقد مزقنا القرآن..........
- عندما سجنَا القرآن في الأدراج.........
ولا نفرج عنه إلا في ليالي رمضان.......
- لقد مزقنا القرآن.........
- عندما أصبحنا نقرأه مثل : الصحف والمجلات............
والكتب.....
- لقد مزقنا القرآن.........
- عندما....وضعنا القوانيين الوضعية المستمدة من الثورة الفرنسية والأمريكية........بدلا من قوانيين القرآن...........
وصارت هذه القوانيين الوضعية.......
هي السائدة في كل دوائرنا .....
- وأمست دستورا..........
للكثير من بلاد المسلمين......
- لقد مزقنا القرآن.......
- عندما......حصرنا القرآن في المساجد.........
والصلاة........
وغاب عن حياتنا اليومية........
- فكم من المسلمين......(1/1798)
لا يعرف القرآن إلا في المسجد والصلاة.......
- لقد مزقنا القرآن .......
- عندما أصبحت (( مادة القرآن )) حصة إختيارية في بعض دول المسلمين.......
وبعضها لا يوجد مادة القرآن أصلا.........
- يالله.........أللهم ألطف بنا..........
- هل وصل الحال..........إلى هذه الدرجة......
- أصبح القرآن.......إختياريا..........
هل أصبح دستورنا........مادة غير ذات أهمية........
- هل هذه مكانة القرآن عند المسلمين........
أليس هذا تمزيقا أشد مما فعله الأمريكان......عند الله....
- لقد مزقنا القرآن.........
- عندما تهاون المعلمين.........
وتكاسلوا........في تدريسه.......وتطبيقه........
- وأخيرا..........
- مزقنا القرآن...........عندما صمتنا وصمتت؟؟؟ الحكومات.......
للكثير من غلمان الغرب..من المسلمين..........
في السخرية منه....والأستهزاء به......
- والله إني أكاد أن أقسم............
- إن هذا القرآن.......لن يشتكي لله........يوم الحساب....
مما فعله الأمريكان فيه.........
- لكن سوف يشتكي لله ..........من أهل القرآن..........
وما فعلوه به.......وهجرهم له...
منقول للفائدة
---
ابو حنيفة
05-20-2005, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فإنه لا يخفى على كل مسلم -رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً- ما للقرآن من مكانة سامية في نفسه، وأنه يقدم نفسه وولده وعرضه وماله فداءً لهذا القرآن العظيم، حيث أنه كلام رب العالمين وهو حجة الله على الخلق أجمعين وهو سبب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولا يرضى أن ينال منه أو يحد من قدره أو أن ينحى عن حياة الناس فضلاً عن أن تناله إهانة أو أن يمتهن من أيدٍ نجسة.(1/1799)
وإننا قد سمعنا ما تعرَّض له الكتاب العظيم –القرآن الكريم– من إهانة على يد عسكر الأمريكان في معتقل الظلم والجبروت غوانتانامو في كوبا، ونبين في هذه الأسطر الموقف الواجب تجاه نصرة هذا الكتاب والغيرة عليه.
أولاً: لقد أجمع المسلمون على أن من تعرَّض للقرآن بامتهان أو بابتذال متعمداً فإنه مرتد خارج من الملة إن كان من المسلمين، وأن من تعرض له من غير المسلمين فهو محارب لله ورسوله، وأما من رضي بذلك أو بدر منه ما يؤيده فقد دخل في النفاق الاعتقادي فالراضي كالفاعل.
ثانياً: على جميع المسلمين الغيرة على كتاب ربهم والوقوف بقوة في مناصرته والعمل في جميع المحافل في بيان الموقف الرافض لمثل هذه التعديات السافرة على الكتاب الكريم، وعلى المجتمعات المسلمة تفعيل غضبها وغيرتها على كتاب ربها بالعمل الجاد المستمر في كشف نوايا المعتدي عبر المنابر الإعلامية المختلفة وتنشيط المقاطعة للبضائع الأمريكية ولا ينسى الخطيب واجبه الشرعي تجاه أمته في تبصيرها بخطورة الأمر وتحريك تفاعلها البناء مع كتاب ربها.
ثالثاً: لقد ظهر للعالم أجمع بعد هذا التصرف الظلم الواقع على أبنائنا في ذلك المعسكر الخارج عن قانون العالم وما يلاقونه من اضطهاد وبغي وعدوان دون توجيه تهمة إليهم فضلاً عن محاكمة عادلة لهم، وإذا أرادت أمريكا أن تسلم من هذا الغليان الشعبي الإسلامي بعد هذه الجريمة النكراء فعليها بإطلاق سراح هؤلاء المسجونين عاجلاً لعل عملهم أن يرفع شيئاً من ظلمها الذي نزل بأمة القرآن.(1/1800)
رابعاً: إنه لا ينفعنا اعتذار الخارجية الأمريكية ورفضها لهذا العمل أو ذر الرماد في العيون بإجراء محاكمة لمن فعل هذا الفعل فلنا في التاريخ معتبر، فقد رأينا محاكمتهم لأصحاب جرائم سجن أبو غريب فصدق عليها: تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ولا يرضي الأمة المسلمة في مثل هذا العمل إلا تسليمهم إلى محكمة تحكم فيهم بحكم الله العدل، فكتاب ربنا أغلى من الأنفس والمهج عندنا.
خامساً: لئن وصلت الإهانة من قبل أولئك الجند لكتاب من الكتب السماوية المقدسة فما بالك بالإنسان المحجوز عندهم؟! المسلوب حق الدفاع عن نفسه فلا بد من قيام الدول التي ينتمي إليها أولئك المسجونون في تلك البلدان بواجبهم الشرعي والقانوني في الدفاع عنهم والسعي لإطلاق سراحهم.
سادساً: إن لله الحكمة البالغة في الأمر كله ولعل من الحكمة في هذا الحدث أن بتقوى الولاء والبراء في قلوب المسلمين وتظهر أهميته لديهم وأن يتمسكوا به ويتذكروا دوماً أنه من أوثق عرى الإيمان وتجعلوا نصب أعينهم قول الله عن الكافرين وليعلم المسلمون أن سنة الابتلاء ماضية إلى يوم القيامة والعاقبة للتقوى وصدق (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: من الآية4) وقوله (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ)(النساء: من الآية89).
ويتجلى في هذا الحدث وما تبعه تنامي الكره لدى المسلمين لدولة أمريكا وإجرامها وأن ما تصنعه اليوم في العالم هو ظلم مكشوف تعدى كل المعايير والقيم ولكن صدق الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية21).(1/1801)
سابعاً: ليتذكر المسلمون دوماً أن العداوات للقرآن قديمة ولكن العاقبة له كما قال الله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ، فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) (فصلت:26،27)
ولله الحمد من قبل ومن بعد فقد ظهر حفظه سبحانه لكتابه الكريم في صورة واضحة وهو ما رأيناه من تفاعل الأمة المسلمة مع هذا الحدث العظيم وظهور غيرتها على كتاب ربها ونصرتها له عبر المظاهر الإيجابية التي رأيناها في العالم الإسلامي.
والمهم هو استثمار هذا الحدث فيما يعلي شأنه الأمة، ويكشف خطط ونوايا أعدائها ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(آل عمران: من الآية118) نسأل الله أن يحفظ أمة الإسلام، ويذل أعداءها في كل ميدان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الموقعون:
1) أ.د/ ناصر بن سليمان العمر.
2) د/ عبدالله بن عبدالله الزايد.
3) د/عبدالله بن وكيل الشيخ.
4) د/ محمد بن عبدالله الشمراني.
5) د/ موسى بن محمد القرني.
6) د/ إبراهيم محمد الجارالله.
7) د/خالد بن عبدالرحمن العجيمي.
8) د/ سليمان بن صالح الرشودي.
9) د/ عبدالله بن ناصر الصبيح.
10) د/ عبدالله النافع آل شارع.
11) الشيخ/ عبدالعزيز بن سالم العمر.
12) الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي.
13) الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان.
14) د/ عبدالله بن إبراهيم الريس.
15) د/ خالد بن إبراهيم الدويش.
16) أ.د/ سعود بن عبدالله الفنيسان.
17) د/ وليد بن عثمان الرشودي.
18) الشيخ/ حمد بن إبراهيم الحيدري.
19) أ.د/ سليمان بن فهد العيسى
http://www.islamtoday.net/albasheer...nt.cfm?id=42426
---
سلسبيل
05-21-2005, 10:09 PM(1/1802)
قال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
وقال تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "
مساكين هؤلاء الأمريكان لا يعرفون أنهم يدنسون ما تبقى لهم من" الضمير" و"المبادئ" التي يتشدقون بها بتدنيسهم لهذا الكتاب الخالد الذي حفظه الله في الصدور قبل السطور .....
يحسبون أنهم بذلك يغيظون الأسرى الذين لا حول لهم ولا قوة ....
يحسبون أنهم بذلك يزعزعون الإيمان من قلوب المؤمنين
يحسبون أنهم بذلك ينالون من مكانه القرآن في قلوب المسلمين
خابوا وخسروا والله فالقرآن محفوظ بحفظ الله له ... ومكانته في قلوب المسلمين لا تتزعزع وإن كان فيهم تقصير إلا أنهم يبذلون الدماء رخيصة في سبيل الدفاع عنه ... كيف لا هو دستورهم – الذي يعتقدون بأن لا دستور لهم سواه وينتظرون أن يأتي اليوم الذي يُحكمون به - ومنهاجهم وحياتهم وسر سعادتهم في الدنيا والآخرة ... كيف لا وهو كلام ربهم الذي لولا أن الله يسره لم تستطع الألسن النطق بالحرف منه كما قال ابن عباس رضي الله عنه ...
وخير رد لنا عليهم بتطبيق القرآن في حياتنا أفرادا وجماعات والإنشغال بالقرآن حفظا وفهما وتدبرا وعملا ودعوة
وجزى الله علماءنا الأجلاء خير الجزاء على هذا البيان الذي لا يعني أننا نقتصر في ردودنا على امتهان كرامتنا بالبيانات - فجزاهم الله عنا خيرا
وليس معنى أن حال الأمة اليوم من الضعف والهوان أن نعجز حتى عن اصدار بيان أو نقول إما أن نصلح كل شئ أو فليفسد كل شئ
أو نقلل من جهد العلماء ... أو نقلل من مكانتهم لدى العامة .... لا فالنقف جميعا صفا واحدا خلف علمائنا وليعذر بعضنا لبعض .... ولنضيق هوة الخلاف ولا نبحث عن أسباب الفرقة في أوقات اجتماع الكلمة وتوحيد الصف ... فالأمم عند الدفاع عن المقدسات و في الملمات والأزمات تصف جيمعها في خندق واحد(1/1803)
فجزى الله علمائنا وجزى الله الشيخ ناصر العمر على مواقفه التي عودنا فيها على قول كلمة الحق .
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 07:15 AM
شكر الله لكم يا دكتور عيسى هذا التنبيه ، وإن قلوبنا جميعاً لتتميز غيظاً على مثل هذه الأفعال التي تهدف إلى إهانة المسلمين بامتهان مقدسات المسلمين ، والتي تدل على حقد عقدي دفين ، وحسد كامن في نفوس هؤلاء الكفار. هذا الحقد والحسد الذي تمثل في حروبهم العسكرية والثقافية والإعلامية المستمرة ، والتي لا يمثل تدنيسهم للمصحف إلا فصلاً من فصوله وإن كان من أشدها استفزازاً للمسلمين. ولجوء الأعداء إلى تدنيس المصاحف قديم قدم عداوتهم للمسلمين ، فقد مارسوه في حروبهم الصليبية في بلاد الشام ودنسوا المصاحف عند دخولهم للمساجد ، ودنسوه في حروبهم للمسلمين في الأندلس ، وهكذا في حروبهم الصليبية المتأخرة في كل بلاد المسلمين ، والآن كما تناقلت الأخبار في جوانتانمو. ولست أشك أن هذا الخبر وتسريبه بهذه الطريقة له أهداف إعلامية لإضعاف معنويات المسلمين ، واستفزاز مشاعرهم لاستغلال ذلك بطريقة أو بأخرى . لكننا نحن المسلمين نرى في هذه الأفعال تعجيلاً بنهايتهم ، وإسراعاً للخلاص من هذا القيد الذي أدمى أكف نفوس أضناها السجن ، وألسنة ألجمها الاستبداد دهراً طويلاً ، ولله سبحانه وتعالى في هذا حكم عظيمة لإيقاظ أمة طال سباتها ، وغفلت عن دينها وكتاب ربها.
نسأل الله أن ينصر دينه ، وأن ينتصر للمسلمين فقد بلغ الظلم مداه .
وأرجو أن لا يكون ردنا مقتصراً على الاستنكار هذا ، فلست أشك في إنكار كل من في قلبه ذرة من إيمان ودين ، بل وإن العقلاء من غير المسلمين ليستنكرون هذا . ولكن الذي ينبغي على الجميع هو أن يترجم مثل هذه الإشارات إلى أعمال بعنايته بكتاب الله ، ونشره وتعليمه وتنبيه الغافلين من المسلمين إلى ما يعنيه هؤلاء الطغاة من هذه الأفعال. والله غالب على أمره.
---
عبدالرحمن الشهري(1/1804)
05-22-2005, 07:17 AM
بقلم: محمد حسن يوسف
يشاء الله أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتظهر فضائح جديدة لقطب الحضارة الإنسانية الأوحد في هذا العصر!!! فقد نقلت مجلة " نيوزويك " الأمريكية[1] عن محققين يتابعون ما يجري في معتقل جوانتانامو أن عسكريين أمريكيين يشاركون في عمليات الاستجواب للمعتقلين المسلمين قد وضعوا مصاحف في المراحيض لاستفزاز المعتقلين، وأنهم القوا في حالة واحدة على الأقل مصحفا داخل المرحاض.
لقد قالوها من قبل! إنها حرب صليبية جديدة على الإسلام!! حرب تباح فيها جميع المحظورات!! والمسلمون ما زالوا نائمين!! وهل يبقى شيء بعد وضع المصحف في المرحاض، ونزع أوراقه ورقة ورقة، وشد " السيفون " عليه؟!!! وإمعانا في المهانة، قام الجنود الأمريكيون بالتبول على صفحات المصحف الشريف وتدنيسه بأقدامهم لانتزاع الاعترافات من المعتقلين!!![2]
لقد وصلت المذلة بالمسلمين إلى الحد الذي يهان فيه أقدس مقدساتهم، ولا يفعلون شيئا!! لقد نزع الله المهابة من قلوب أعدائنا منا، وقذف في قلوبنا نحن الوهن. لقد تشبعت قلوبنا بحب الدنيا، لدرجة أن يتم تدنيس القرآن جهارا نهارا، ولا يتحرك المسلمون!!! تراجع أمر الدين في حياتنا، وأصبح اللهث وراء لقمة العيش هو الأساس الذي نتحرك من أجله!!
ولكن القصة لم تقف عند هذا الحد! ففور نشر القصة على صفحات مجلة نيوزويك، قامت الاحتجاجات والمظاهرات الصاخبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وكانت أشد هذه المظاهرات في باكستان وأفغانستان التي تئن من وطأة المستعمر الأمريكي!
وإزاء رد الفعل هذا، والذي لم يكن متوقعا، اضطرت كونداليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، إلى التصريح بأن ازدراء القرآن الكريم شيء بغيض، وذلك في محاولة منها لتهدئة مشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض.(1/1805)
وفي هذه الأثناء، فاجأ الجنود الأمريكان في العراق العالم باقتحام بعض المساجد وتدنيس المصاحف برسم صلبان عليها. وقد بثت قناة الجزيرة شريطا يستنكر فيه الأهالي القاطنون بالقرب من أحد المساجد العراقية اقتحام بيت الله. وقد أشهر العراقيون المصاحف التي لطخها الأمريكان بصورة الصلبان.[3]
ثم تراجعت مجلة نيوزويك تحت ضغط الحكومة الأمريكية عن تقريرها حول تدنيس القرآن في معتقل جوانتانامو في كوبا، بعدما أثار موجة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.[4] فتحت عنوان: " كيف اندلعت النار "[5]، راحت المجلة تحكي قصة الانتهاكات " المزعومة " التي حدثت للقرآن الكريم في معتقل جوانتانامو!!
ولكن بالرغم من نفي مجلة نيوزويك لهذا الحدث، وتأكيد البيت الأبيض أن الواقعة لم تحدث، أكد مواطن أفغاني أمضى في معتقل جوانتانامو ثلاث سنوات أن المحققين في المعتقل كانوا يقومون باستمرار بتدنيس القرآن الكريم، مما دفع السجناء إلى الإضراب عن الطعام، مطالبين الولايات المتحدة بالاعتذار. وقال إن تدنيس القرآن كان يجري بشكل روتيني خاصة في الأيام الأولى للاعتقال. وأوضح أن المحققين كانوا يلقون نسخا من المصحف على الأرض ويدوسونها، ويقولون للمعتقل الذي يخضع للتحقيق إنه لا أحد يستطيع منعهم من ذلك!!! وأضاف أن المعتقلين احتجوا بأن أضربوا عن الطعام، ولم ينهوا إضرابهم إلا بعد أن قدم مسئولون أمريكيون كبار اعتذارا عما فعله المحققون.[6]
إن القصة بهذا السياق لا تخرج عن أحد ثلاثة احتمالات، أحلاهم مرّ كما يقولون:
الاحتمال الأول: أن القصة قد حدثت بالفعل وفقا لما روته مجلة نيوزويك أولا في عددها الصادر في 10/5/2005، وهو ما يغني عن أي كلام يمكن أن يقال عن راعية الديمقراطية والأخلاق في العالم!!!(1/1806)
الاحتمال الثاني: أن تكون القصة حدثت بالفعل وفقا لما روته مجلة نيوزويك أيضا، ولكن أرادت الحكومة الأمريكية امتصاص غضب العالم الإسلامي، لما رأت أن الشارع الإسلامي ما زال ينبض بالحركة، فأجبرت مجلة نيوزويك على نشر تكذيب لها في عددها الصادر في 24/5/2005. وهو ما يدلك على الممارسات الديمقراطية الحقيقية التي تقوم بها الحكومة الأمريكية، والتي تريد أن تنقلها لشعوبنا، من تكميم أفواه الصحافة وعدم نشر الحقيقة إلا من وجهة نظرهم هم!!! ثم يطالبوننا بهذه الديمقراطية!!!
الاحتمال الثالث: أن القصة ليس لها أساس من الصحة، كما اعترفت بذلك مجلة نيوزويك في عدد 24/5/2005. وهو ما يدلك على الأساس القوي الذي تقوم عليه صحافة العالم " المتحرر " من جميع الأخلاق والقيم!!!
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: والغيرة بفتح الغين, وهي في حقنا: الأنفة, وأما في حق الله تعالى فقد فسرها هنا ... بقوله صلى الله عليه وسلم: ( وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم عليه )، أي: غيرته منعه وتحريمه.
فإذا كان الله عز وجل يغار إذا ارتكب أحد المؤمنين محرما، فكيف ستكون غيرته سبحانه مع من دنسوا كتابه؟!
ويدلنا التاريخ كيف كانت غيرة الله مع من فكروا في هدم بيته. والقصة وردت مطولة في تفسير القرطبي لسورة الفيل، وأحاول هنا أن اجتزأها: وذلك أن ( أبرهة ) بنى القليس بصنعاء, وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض, وكان نصرانيا, ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب. فلما تحدث العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي, غضب رجل منهم, فخرج حتى أتى الكنيسة, فأحدث فيها.(1/1807)
فغضب عند ذلك أبرهة, وحلف ليسيرن إلى البيت الذي تحج إليه العرب بمكة حتى يهدمه. ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت, ثم سار وخرج معه بالفيل. وسمعت بذلك العرب, فأعظموه وفظعوا به, ورأوا جهاده حقا عليهم, حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام. فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم, فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة, وجهاده عن بيت الله الحرام, وما يريد من هدمه وإخرابه; فأجابه من أجابه إلى ذلك. ثم عرض له فقاتله, فانتصر عليهم أبرهة. ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك, يريد ما خرج له, حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له أهلها أيضا, ومن معهم من قبائل العرب; فقاتلوه فهزمهم أبرهة.
فلما نزل أبرهة بالقرب من مكة, بعث رجلا من الحبشة حتى انتهى إلى مكة فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم, وأصاب فيها ماتتي بعير لعبد المطلب بن هاشم, وهو يومئذ كبير قريش وسيدها. فهمت قريش ومن كان بالحرم بقتاله; ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به, فتركوا ذلك.
ثم إن عبد المطلب انطلق إليه, ومعه بعض بنيه, حتى أتى العسكر. وكان عبد المطلب أوسم الناس, وأعظمهم وأجملهم, فلما رآه أبرهة أجله, وأعظمه عن أن يجلسه تحته; فنزل أبرهة عن سريره, فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جنبه. ثم قال لترجمانه: قل له: حاجتك؟ فقال له ذلك الترجمان, فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال له ذلك, قال أبرهة لترجمانه: قل له لقد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني, أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك, وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك, قد جئت لهدمه؟ لا تكلمني فيه. قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل, وإن للبيت ربا سيمنعه. قال أبرهة: ما كان ليمتنع مني. قال عبد المطلب: أنت وذاك. فرد عليه إبله. وانصرف عبد المطلب إلى قريش, فأخبرهم الخبر, وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في جبالها وشعابها, تخوفا عليهم معرة الجيش.(1/1808)
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة, وهيأ فيله, وعبأ جيشه. وكان أبرهة ينوي هدم البيت, ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجهوا الفيل إلى مكة, برك الفيل. وضربوا الفيل ليقوم فأبى, فضربوه في رأسه ليقوم فأبى. فوجهوه راجعا إلى اليمن, فقام يهرول ووجهوه إلى الشام, ففعل مثل ذلك, ووجهوه إلى المشرق, ففعل مثل ذلك, ووجهوه إلى مكة، فبرك.
وعند ذلك أرسل الله عليهم طيرا من البحر في جماعات عظام, مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك; وليس كلهم أصابت. وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي جاءوا منها, ويسألون عمن يدلهم على الطريق إلى اليمن.
فخرجوا يتساقطون بكل طريق, ويهلكون بكل مهلك على كل سهل, وأصيب أبرهة في جسده, وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة, كلما سقطت منه أنملة أتبعتها منه مدة تقطر قيحا ودما. حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر. فما مات حتى أنصدع صدره عن قلبه; فيما يزعمون. وكان أصحاب الفيل ستين ألفا, لم يرجع منهم إلا أميرهم, رجع ومعه شرذمة لطيفة. وقيل هلكوا عن آخرهم!!!
اللهم انتقم لدينك وكتابك وعبادك المسلمين! اللهم انصر المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها! اللهم اقصم أعدائك أعداء الدين! اللهم آمين! آمين!!
11 من ربيع الثاني عام 1426 من الهجرة ( الموافق في تقويم النصارى 19 من مايو عام 2005 ).
-----------------------------
[1] مجلة نيوزويك، النسخة العربية، في تقرير لها نُشر في عددها الصادر في 10/5/2005.
[2] جريدة الأسبوع، العدد 425، 16/5/2005. ص: 14.
[3] جريدة آفاق عربية، العدد 709، 19/5/2005. الصفحة الأولى.
[4] جريدة المصري اليوم، العدد 341، 18/5/2005. ص:12.
[5] مجلة نيوزويك، النسخة العربية، 24/5/2005. ص ص: 14-16. وهي قصة واهية للغاية لا تكاد تصدق!!!(1/1809)
[6] جريدة الأهرام، العدد 43262، 18/5/2005. ص:4. وجريدة الأخبار، العدد 16558، 18/5/2005، ص: 7.
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 07:20 AM
أ.د.ناصر العمر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد تناقلت وكالات الأنباء وصحف العالم ما فعله الجنود الأمريكان في معتقل غوانتانامو من تدنيس للقرآن الكريم وإهانة ظاهرة متعمدة وهذا الأمر ليس بمستغربٍ على أولئك الذين يمثلون أكبر دول الظلم والغطرسة والجبروت والبغي في العصر الحديث.
وهذه الحادثة قد تكررت منهم مراراً وبخاصة ما حدث بالعراق وما رأيناه بأعيننا بالفلوجة ولي مع هذا الحدث الوقفات التالية:
أولاً: أجمع العلماء على أن من أهان القرآن الكريم أو دنّسه فإن كان من المسلمين فهو مرتد يجب أن يقام عليه حد الردّة، وإن كان من الكفار فهو محارِب فمَن فعل ذلك متعمداً عالماً فهذا حُكمه ويُلحق بهذا الحكم مَن رضي بهذا الأمر أو صدر منه ما يدل على الفرح به أو تأييده أو الدفاع عن فاعليه وهذا أمر عظيم ولا شك عند التدبر والتأمل، فليحذر أولئك المدافعون عن أمريكا وتفسير الحدث بأنه حدث فردي لا تتحمل أمريكا مسؤليته.
ثانياً: إلى متى ستظل أمريكا في أعين بعض الناس تمثل الديمقراطية أو العدالة أو الحرية مع جرائمها التي أهلتها لأن تكون أكبر دولة في البغي والعدوان والظلم والغطرسة، هل تركت أمريكا شيئاً يخل بميزان العدالة والحرية إلا وفعلته، وهل قتل الأبرياء حوادث عارضة في السنوات المعاصرة؟ كلا فجرائم فيتنام واليابان والهنود الحمر وما يحدث في العصر الحاضر من جرائم اليهود التي تعتبر أمريكا المسؤول الأول عنها في فلسطين ثم ما جاء من أحداث في أفغانستان وفي العراق كل ذلك يبين حقيقة أمريكا.(1/1810)
فأقول هل أبقت أمريكا مجالاً لأن يقول بعض المهزومين إن في أمريكا عدالة أو حرية أو ديمقراطية فقد أصبحت رمزاً للتفنن في البغي والظلم والطغيان والله المستعان.
ثالثاً: الذي حدث ابتلاء من الله جل وعلا وامتحان للأمة، وإلا فالله جل وعلا قادر على أن يهلك أمريكا بلحظة عين كما أهلك فرعون وقارون وهامان وكما أهلك عاداً وثمود وأهلك قوم لوط سبحانه وتعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّس:82)، ولكن الذي حدث ابتلاء وامتحان من الله للأمة يؤكد هذه الحقيقة قوله تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) (محمد: من الآية4)، فإننا نقف أمام هذا الحدث بل يقف كل مسلم ليتساءل ماذا أفعل؟ كيف أنكر؟ سواء على مستوى الحكومات أو مستوى الشعوب على مستوى العلماء والعامة على مستوى الرجال والنساء الصغير والكبير وقد يقول قائل: وماذا يفعل الصغير؟ ماذا تفعل الشعوب المقهورة المستضعفة؟ فأقول إنها تفعل الشيء الكثير كما سيأتي بيانه.(1/1811)
رابعاً: ماذا نحن فاعلون تجاه هذا الحدث، المسؤولية عظيمة جداً، والأمر جسيم وعظيم، الحكومات مطالبة بموقف حازم تجاه هذا الحدث، المنظمات الدولية وأخص المنظمات الإسلامية مطالبة بموقف يبرئ ذمتها أمام الله جل وعلا ثم أمام الشعوب المسلمة، العلماء مطالبون ببيان الحكم الشرعي في هذه الحادثة وتوجيه الكلمة للمسلمين قبل توجيهها لأمريكا، إن على الأمة الاستنكار القولي والعملي بكل صورة وبكل وسيلة مشروعة كخطب الجمعة من على المنابر العلمية والإعلامية وعبر كل وسيلة مشروعة، الصغار الكبار، المقاطعة الاقتصادية بل يستطيع الصغير أن يفعل شيئاً، يستطيع أن يقاطع أي منتج أمريكي، إن علينا في هذه المرحلة أن نتوجه بقوة لمقاطعة العدو، ألم يقاطع المسلمون اليهود في فلسطين سنوات ولا تزال المقاطعة سارية في كثير من جوانبها عبر مرور خمسين أو ستين سنة؟ مقاطعة أمريكا أولى بذلك، مقاطعة منتجاتها، المقاطعة بشتى صورها وأشكالها وهنا نأتي للنقطة الخامسة وهي:
إن المقاطعة لا يتصور البعض أن مغزاها هو مجرد الإضرار بالعدو حتى يأتي مَن يقول إنها لن تؤثر بأمريكا. لا إن من أهداف المقاطعة إحياء عقيدة الولاء والبراء وهو مبدأ عظيم جداً، البراءة من أمريكا وعملائها إنني عندما أقاطع منتجاً من منتجات أمريكا أحيي مفهوم الولاء والبراء في بيتي وفي نفسي وفي أهلي وهذا ملحظ عظيم يغيب عن بعض الأذهان حيث ينظرون إلى الأثر الاقتصادي فقط.
إنك عندما تدخل السوق وتجد منتجاً أمريكياً فتتركه تتحرك فيك مشاعر الإيمان لأنك ما تركته إلاّ براءة من الكفار وولاءً للمؤمنين.
وأقول أيضاً إذا لم يكن بالإمكان أن نقاطع كل سلعة أمريكية فلا أقل من أن يقاطع الواحد منا ولو عدداً يسيراً من هذه المنتجات من أجل هذا الهدف العظيم.(1/1812)
سادساً: إحياء عقيدة الولاء والبراء، التي أصبحت مع كل أسف ضعيفة هزيلة في نفوس كثير من المسلمين، والأمة تحتاج إلى هذا المبدأ وبخاصة في هذه العصور المتأخرة التي ضعفت فيها العقيدة لدى كثير من المسلمين.
سابعاً: إن ما حدث ينطبق عليه قوله تعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ) (النور: من الآية11)، وكما أن الإفك وحادثة الإفك كانت عظيمة ومؤثرة فنزل فيها هذا القرآن العظيم (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (النور: من الآية11)، فإن ما رأيناه من احتجاجات واستنكارات عالمية يبيّن أن في هذه الأمة خيراً وأنها مستعدة لمواجهة عدوها متى ما سنحت الفرصة المشروعة لذلك، ومما يتأكد في هذا الجانب وقوفنا مع المجاهدين الصادقين في ميادين الجهاد العظيمة في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان دعماً لهم بكل وسيلة ممكنة وأخص الدعم المادي لإثخان العدو في ميادينه المباشرة، وفي غيرها من الميادين تكون المواجهة بفضح أمريكا وعملائها وتجريدها من مقوماتها التي تدعيها كالديمقراطية والحرية وغيرها وهذا من جملة جهاد اللسان (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (التوبة: من الآية73) فلنجاهدها في ميادين الجهاد الحقيقية بالسنان ولنجاهدها في البلدان الأخرى باللسان فضحاً وتشهيراً وبياناً لجرائمها عبر التاريخ وما تفعله بالمسلمين.
وأخيراً فإن ما حدث هو من حفظ الله لهذا القرآن العظيم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)، إن حفظ القرآن ليس فقط حفظ نصه وإنما يشمل ذلك حفظ لمنزلته ومكانته، فما حدث من ردة فعل قوية من المسلمين وكيف سُرِّب هذا الخبر من داخل معتقلات غوانتانامو على أيدي الأمريكيين أنفسهم إنه دليل عظيم على حفظ الله لكتابه وحمايته لكتابه جل وعلا وإبراز لمكانته في قلوب المسلمين جميعاً.(1/1813)
وبالمقابل ومما يجعلني أتفاءل وألتمس بعض جوانب الخير في هذا الحدث هو أن أمريكا تتساقط من قلوب الناس وهذا مؤذن بإذن الله بسقوطها من أرض الواقع طال الزمان أو قصر وعلامة ذلك شاهدة بارزة ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: «ولكنكم تستعجلون»، فأبشروا وأمّلوا، فالعدو مخذول والظلم مرتعه وخيم (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59)
أسأل الله أن يحمي هذه الأمة وأن يحفظها وأن يذل أعداءها وأن يجعل الدائرة عليهم.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر : موقع المسلم (http://www.almoslim.net)
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 07:26 AM
د.وسيم فتح الله
قال الله تعالى:"فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً"(البقرة200)، فجعل انتصار المرء لحظ نفسه وأبيه وعشيرته حداً أدنى لا يقل عنه ذكره وانتصاره لأمر الله عز وجل ولله تعالى المثل الأعلى، فمن كان انتصاره لنفسه أو لأبيه أو لقومه أشد من انتصاره لله تعالى ولأمر الله تعالى فقد باء بالخسران المبين، وخرج عن زمرة العقلاء إلى زريبة البهائم إن أُطعمت سكتت وأن جاعت هاجت، ليس لها وراء ذلك من غاية، فلا ترفع بالحق صوتاً ولا تأخذ على الباطل بيد، ولكن لا غرابة في ذلك فهذه إنما هي بهائم إن عقلها أصحابها لم تدر فيما أُعقلت، وإن أرسلها أصحابها لم تدرِ فيما أُرسلت، فالخزي كل الخزي والعار كل العار أن يتحول الإنسان إلى تلك البهيمة البكماء الصماء لا ترفع رأساً ولا صوتاً إلا لحاجة بطنها وفرجها ليس إلا...(1/1814)
فإذا علمت ما تقدم وتأملت أحوالاً من انتصار ما يسمى حكومات الدول الإسلامية لحظوظ أنفسها عندما "تنتهك" دولة من الدول حرمة رمزٍ من رموزها السامية أو تتجرأ على الذات السامية لرأس الأمر فيها، فإذا بهذه الدولة تثور وتفور وتضطرب وتمور؛ استدعاء للسفراء وقطع للعلاقات وطلبات الاعتذار وشن الهجوم الكلامي والتهديد بالحرب والحصار، قطع للعلاقات الدبلوماسية وتهديد بالانسحاب من المعاهدات الرسمية، فلا يهدأ لهذه الحكومة المعتدى عليها بال حتى يعاد الاعتبار للذات السامية التي تُكُلِّم فيها بالاعتذار والبيانات والتصريحات التي تمجد تلك الذات وتسبح بحمدها، وإذا بأقلام الأمة وأصحاب المنابر ومشايخ السلطة وعلماء التدجين يحشدون كل آيات الطاعة العمياء لولي الأمر انتصاراً لذاته العظيمة التي تجرأت يد الحقد الآثمة بالتطاول عليها، ولو أن الأمر كان بهذا القدر حداً أدنى لا يقل انتصار حكومات المسلمين لدين الله تعالى عنه لكان حسناً، ولكن تأمل مدى الخزي والعار عندما تتفجر صدور القيح الصليبي عن نتن تشمئز منه النفوس والفطر السليمة فتتطاول على كتاب الله عز وجل وتدنسه فيما تحسب خابوا وخسئوا فهو رغم أنف كل حقيرٍ كتابٌ مكنونٌ مطهرٌ محفوظ، فإذا تطاير الخبر وعلمت به الناس في أقاصي المعمورة وتحركت بعض القلوب الغيورة من العامة والدهماء تتفجر غضباً لكتاب ربها، تأملت عند ذاك منتظراً زمجرة الحكومات المسلمة ومتربصاً كم من السفارات ستغلق، وكم من العلاقات الدبلوماسية ستقطع، وكم من الجيوش ستستنفر، وكم من الدول المسلمة ستقطع إمداداتها النفطية وثرواتها الطبيعية وعلاقاتها الثقافية وتعاوناتها الأمنية مع رأس الصليبية الحقود، وإذا بالانتظار يطول، وإذا بالناطقين الرسميين للحكومات صمٌ بكمٌ لا يعقلون، وإذا بمنابر الجمعة خافتة هزيلة مشغولة بالتمجيد والتقديس لغير رب العالمين، وإذا بالعلماء والمفتين مشغولون بالإنكار على من لم ينساقوا في(1/1815)
الطاعة العمياء لولاة الأمر المعطلين لحكم رب السماء، وإذا بحشود الفتوى التي تشن بها الغارة على الشعوب المسلمة المغلوبة تتراجع وتتخافت وتضمحل أمام جريمة الكفر التي تتفطر لها السموات وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، اللهم إلا بعض البيانات الفردية المتفلتة من سراديب التدجين ومصانع الفتوى الرسمية، ولكن أين العجب...
أين العجب من كل هذا، ونحن أول من دنس المصحف الشريف عندما طرحناه جانباً وتحاكمنا إلى شريعة الغاب وقانون العلمانية والكفر، وأين العجب ونحن الذين عطلنا حكم كتاب الله ووضعنا الحدود جانباً وأخذنا نزحف على إستانا متمتمين بحقوق الإنسان وهمجية حدود القرآن (حاشاه)، وأين العجب ونحن الذين ما رضينا حكم الله وحكم رسوله الذي نطق به القرآن فإذا بنا نجد في صدورنا حاجة مما قضى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأين العجب ونحن الذين جعلنا القرآن عضين نحذف من مناهجنا آيات البراء والجهاد ونكرر مراراً وتكراراً ما تشابه من الذكر الحكيم عساه يسعف مواقف المنافقين المنبطحين تحت أقدام الشياطين، أين العجب...(1/1816)
يقول أهل القرار وولاة الأمور نحن لا نستطيع مجابهة دول الكفر والطغيان، ونقول حسناً لا نريد منكم إلا أن تنتصروا لكتاب الله بمثل ما تنتصرون به لأنفسكم وهو بقدرتكم وباستطاعتكم وقد فعلتموه قريباً ولا تزالون، فإن لم تفعلوا وأنتم عليه قادرون فذلك منكم بيان بأنكم بفعل أعداء الله راضون، فالسكوت في موضع الحاجة بيان، والحاجة متمحضة ملحَّة، والبيان الهزيل الذين صدر عن بعضكم على خجل لا يرقى إلى مستوى أفعالكم وبطولاتكم حين تنتصرون لأنفسكم وذواتكم السامية، فإما أن تنتصروا الساعة لكتاب الله تعالى ونحن حينها لكم جندٌ مطيعون نمضي في هذا الأمر حتى تنقطع سالفتنا أو ننتصر لكتاب الله، وإما أن نخلع لكم من رقابنا كل شبهة ولاء أو طاعة أو بيعة أو ما شاء علماؤكم ومفتوكم من مصطلحات التدجين هذه حتى يفتح الله تعالى بيننا وبينكم وهو خير الفاتحين، إذ قد علمنا من صمتكم القاتل أنكم لستم بشيء، ولن نبرح داعين إلى الله تعالى مبتهلين : اللهم أعز أولياءك وأظهرهم وأذل أعداءك واطمسهم في غير فتنة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما أولئك القردة والخنازير الذين سولت لهم أنفسهم الحقيرة الاجتراء على كتاب الله فإن كتاب الله في صدورنا في صدور مليار مسلم يسفكون دماءهم دفعةً واحدة في سبيل الله ولا يأبهون، فأنى لكم أن تنالوا من كتاب الله شيئاً ...
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 07:29 AM
مقدمة،،،(1/1817)
ثارت ثائرة العالم الإسلامي بعد ما حصل من تدنيس للقرآن الكريم في غوانتنامو الذي أهينت فيه كل القيم الانسانية والأخلاقية، وقامت المظاهرات والاحتجاجات في مناطق عديدة من البلدان الإسلامية، وسقط قتلى وجرحى وأحرقت اعلام امريكا والدويلة العبرية وصاح المتظاهرون وازبدوا وهددوا وارعدوا وتوعدوا.
مشهد آخر،،،
كنت مع بعض الاخوة يوم الخميس الماضي في زيارة لاحد المشائخ الفضلاء وهو الشيخ محمد الحنيني مدير مركز المصحف المستعمل بمحافظة الخرج وهو المركز الأول والوحيد من نوعه في العالم لتجميع المصاحف الممزقة والتالفة والتي عليها نقص ومن ثم تجديدها بطريقة خاصة وترسل لخارج المملكة فقط، وعندما كان الشيخ وفقه الله يتحدث عن القرآن ووجوب احترامه كورق مثل احترامه كنطق بدأ يتحدث عن تقديس الأجانب للقرآن وقص علينا قصص عجيبة ثم يقارنهم بالسعوديون في بلادنا واهمالهم للمصاحف –الا من رحم الله- وذكر عدة مواقف حصلت له في بداية نشاطة التجميعي قبل ان يصبح له مركز متخصص يتبع له أكثر من مائة وعشرون مندوب تجميع في أغلب مناطق المملكة حيث ذكر لنا قصص منها انه مرت عليه فترات يفتّش فيها براميل القمامة ويجد فيها قطع من مصاحف مختلطةً مع ماتحتويه القمامةُ عادةً... أليس هذا من الإهانة للمصحف؟ أليس هذا أوجب للعقوبة من ذلك الكافر؟ إذاً ،،، من الذي أهان المصحف أولاً؟ فالنصراني لايعترف بالمصحف اجمالاً ولو نفى ذلك فعقيدته تفضحه، أما المسلم السعودي فهو درس فضل القرآن وعرف أحكامه ومع ذلك يهينه!!! فالله المستعان.
مشهدٌ ثانٍ،،،(1/1818)
إن مافعله الأمريكان في سجن غوانتنامو نابع من كره عقائدي تأصلوا عليه وليس عمل فرديُ شاذ كما ينعق به أذنابهم الذين اهانوا انفسهم بالابتعاد عن دينهم مما جعل احدهم –على سبيل المثال- يصف القرآن الكريم بالكتاب الوعظي فقط لا التشريعي والآخر يستهزئ بالاعجاز العلمي للقرآن مما حدا بأحد انجس المواقع السابّة للاسلام بالاستشهد بمقالته، وليس ببعيد مافعله الأمريكان أمثال تشارلز جرانر و ليندي انجلاند و زعيمتهم جانيس كاربينسكي والبريطاني دارين لاركين من تعذيب للسجناء العراقيين والتي لجلجت به الصحف العالمية والقنوات الفضائية ثم مالبثت ان تناسوا ماحصل.
كثيرٌ منا يتذكر حينما أمرت القوات الأمريكية بتوزيع مئات آلاف النسخ من فلم الرسالة قبل بداية غزو العراق حتى يتعرف العلوج الأمريكان على طبيعة الشعب العراقي المسلم قبل ان يغزوهم، لا كما ادعى اذنابهم من بني جلدتنا ان الأمريكان أتوا محررين من طاغية واستدلوا بطلبهم النسخ حتى يتعرفوا على الاسلام حتى لا يقعوا في إهانة لأي مسلم عن غير قصد، زعموا.
قد يعلم هؤلاء الذين تمنّعوا من ذكر مساوئ عمتهم أن أول من بدأ المظاهرات هم الأفغان،، لكن هل يعلم هؤلاء لماذا بدأها الأفغان في شتى ولاياتهم؟؟ لقد بدأها الأفغان لانهم عاصروا التحرير الأمريكي لأفغانستان عن قرب، ولانهم ذاقوا جرعة الديموقراطية الأمريكية عن تجربة، ولأنهم شاهدوا تعمير أفغانستان عن قرب.
كذلك الأمر بالنسة للشعب العراقي لكن الاعلام الامريكي وكعادته اقصد الاعلام العربي وكعادته اغفل العراق من فقرة الاخبار الصادقة...
مشهد أخير،،،(1/1819)
في بلادي بلاد الحرمين مهبط الوحي ومنبع الاسلام، يصلي المصلي وأمامه عشرات المصاحف التي لم يتحرك منها سوى ثلثها أما الباقي فقد ثقل وزنها من كثرة الغبار... أما في إحدى قرى السودان ،، فقد ذكر لنا الشيخ الحنيني أنها لا يوجد فيها الا مصحف واحد يتداورونه بينهم .. أما القرية الأخر فقد مزقوا المصحف،،، نعم مزقوه قطع حتى يتوزع على اكبر قدر من بيوت القرية... هذا في دولة واحد فما بالك بدولٍ منع فيها تداول المصحف لعقود ثم سمح لهم،، من أين لهم ان يقرأوا كلام الله ،،،
فايز الشمري
المصدر : صيد الفوائد (http://www.saaid.net/Minute/118.htm#8)
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 08:13 AM
طالب 18 من العلماء والمفكرين السعوديين بمحاكمة المسئولين عن تدنيس القرآن في قاعدة جوانتانامو الأمريكية أمام محكمة إسلامية مؤكدين أن اعتذار الخارجية الأمريكية ورفضها لهذا العمل أو ذر الرماد في العيون بإجراء محاكمة لمن فعل هذا الفعل لا ينفع، حيث يؤكد التاريخ أن محاكماتهم لأصحاب جرائم سجن أبي غريب فصدق عليها: تسمع جعجعة ولا ترى طحنا، ولا يرضي الأمة المسلمة في مثل هذا العمل إلا تسليمهم إلى محكمة تحكم فيهم بحكم الله العدل، فكتاب ربنا أغلى من الأنفس والمهج عندنا".
وأضاف الموقعون في بيانهم وبينهم ناصر بن سليمان العمر إن على جميع المسلمين الغيرة على كتاب ربهم والوقوف بقوة في مناصرته والعمل في جميع المحافل في بيان الموقف الرافض لمثل هذه التعديات السافرة على الكتاب الكريم، وعلى المجتمعات المسلمة تفعيل غضبها وغيرتها على كتاب ربها بالعمل الجاد المستمر في كشف نوايا المعتدي عبر المنابر الإعلامية المختلفة وتنشيط المقاطعة للبضائع الأمريكية، ولا ينسى الخطيب واجبه الشرعي تجاه أمته في تبصيرها بخطورة الأمر وتحريك تفاعلها البناء مع كتاب ربها كما طالب الموقعون أيضا بالإفراج عن جميع المعتقلين في جوانتانامو.(1/1820)
أضاف البيان "لقد ظهر للعالم اجمع بعد هذا التصرف الظلم الواقع على أبنائنا في ذلك المعسكر الخارج عن قانون العالم وما يلاقونه من اضطهاد وبغي وعدوان دون توجيه تهمة إليهم فضلا عن محاكمة عادلة لهم، وإذا أرادت أمريكا أن تسلم من هذا الغليان الشعبي الإسلامي بعد هذه الجريمة النكراء فعليها بإطلاق سراح هؤلاء المسجونين عاجلا لعل عملهم أن يرفع شيئا من ظلمها الذي نزل بأمة القرآن".
كان مفتي عام المملكة السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ دعا الثلاثاء واشنطن إلى التحقيق في حادثة تدنيس القرآن.
ومن جانبه طلب إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن السديس خلال صلاة الجمعة، من واشنطن تقديم اعتذارات لتهدئة غضب المسلمين إذا تأكدت المعلومات عن تدنيس القرآن.
المصدر : الإسلام اليوم (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=42534)
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2005, 05:32 AM
مفكرة الإسلام: تواصلت ردود الأفعال الغاضبة تجاه تدنيس المصحف الشريف في جوانتانامو، فقد طالبت رابطة العالم الإسلامي اليوم السبت السلطات الأمريكية بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وفي بيان صدر عن الأمانة العامة للرابطة بمكة المكرمة، أعرب الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله التركي عن استياء المسلمين والمنظمات الإسلامية في العالم عما تناقلته وسائل الإعلام من انتهاكات لحرمة القرآن الكريم وتدنيسه في سجن جواتنانامو، وفقًا لوكالة الأنباء الكويتية.
وشدد الدكتور 'التركي' على ضرورة إجراء تحقيق سريع حول تدنيس القرآن الكريم، واتخاذ إجراءات رادعة لمحاسبة من يثبت تورطهم؛ بما يمنع تكرار هذا الحادث المشين ويحافظ على مشاعر المسلمين في العالم.(1/1821)
وكانت تقارير صحفية أمريكية ذكرت أن بعض المحققين في سجن جوانتانامو الأمريكي في كوبا قاموا بتدنيس نسخ من القرآن الكريم، وتمزيق صفحاتها ودوسها بالإقدام ووضعها في الحمامات خلال عمليات التحقيق مع عدد من الأسرى.
المصدر (http://www.islammemo.cc/news/one_newssearch.asp?word=المصحف&IDnews=65556)
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2005, 05:33 AM
مفكرة الإسلام: دعت الجامعة العربية اليوم السبت إلى 'التعامل بجدية' مع التقارير التي كشفت عن تدنيس المصحف الشريف في معتقل قاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا.
وأكدت الجامعة في بيان صحفي أنها 'تدين بقوة وحزم أية محاولات للإساءة إلى الدين الإسلامي عامة وإلى المصحف الشريف خاصة من أية جهة كانت وبأي شكل كان، مشددة على أنها تتابع بقلق شديد هذه الأنباء.
وحذرت من أن 'تلك الأنباء مدعاة لغضب كبير بين المسلمين الذين لا يتصورون أن يبلغ الاجتراء على معتقداتهم مثل هذا المستوى المتدني'، على ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية .
وطالبت الجامعة العربية الإدارة الأمريكية بـ'تطبيق أغلظ العقوبات الممكنة على كل من يثبت ضلوعه أو تخطيطه لمثل تلك الجريمة النكراء'.
كما دعت إلى 'تقديم الضمانات لعدم تكرار حدوث مثل تلك الأفعال، والتقدم إلى المسلمين باعتذار عنها؛ اتساقًا مع المواقف المعلنة لكبار المسئولين الأمريكيين بشأن احترامهم للدين الإسلامي'.
وكانت مظاهرات غاضبة قد عمت عددًا من الدول العربية والإسلامية مثل أفغانستان وباكستان وفلسطين وإندونيسيا؛ تنديدًا بتقارير نشرتها مجلة 'نيوزويك' الأمريكية الأسبوع الماضي عن قيام محققين أمريكيين في جوانتانامو بإلقاء نسخ من القرآن الكريم في المراحيض بغرض إثارة استياء الأسرى.
المصدر (http://www.islammemo.cc/news/one_newssearch.asp?word=المصحف&IDnews=65541)
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2005, 05:35 AM(1/1822)
مفكرة الإسلام: في تواصل لحملة الغضب العارم التي سادت البلدان الإسلامية وألهبت مشاعر ملايين المسلمين بسبب انتهاك محققين أمريكيين بمعتقل جوانتانامو الأمريكي بكوبا لحرمة المصحف الشريف، أكد رئيس الوزراء الماليزي 'عبد الله أحمد بدوي' أن قيام المحققين الأمريكيين برمي المصحف الشريف داخل المراحيض بمعتقل 'جوانتانامو' يمثل إهانة بالغة للأمة الإسلامية بأسرها.
وقال بدوي في تصريحات للصحفيين ـ بحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات ـ إنه عمل يؤذينا حقًا وقد أحدث غضبًا شديدًا في جميع أنحاء العالم الإسلامي مؤكدًا أن المسلمين ما كانوا ليتعرضوا لمثل هذه الإهانة لو لم يكونوا ضعفاء اقتصاديًا.
وأشار إلى أن أخطر التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية تتمثل في الأمية والفقر, موضحًا أن بلاده طرحت مبدأ الإسلام الحضاري بهدف الارتقاء بالأمة الإسلامية في مختلف الميادين الدينية والعصرية والاقتصادية والصناعية والتكنولوجية.
وكانت تقارير صحفية نشرتها مجلة نيوزويك الأمريكية قالت: إن محققين أمريكيين في معتقل جوانتانامو الأمريكي بكوبا قاموا بتدنيس نسخ من القرآن الكريم، وتمزيق صفحاتها ودوسها بالأقدام ووضعها في الحمامات خلال عمليات التحقيق مع عدد من الأسرى.
المصدر (http://www.islammemo.cc/news/one_newssearch.asp?word=المصحف&IDnews=65629)
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2005, 05:37 AM
http://www.tafsirnet.com/mushaf.jpg
مفكرة الإسلام [خاص]: اقتحمت قوات الاحتلال الأمريكية فجر اليوم مسجد القدس في منطقه البو فراج جنوب مدينة الرمادي غرب العاصمة العراقية بغداد.
وذكر مراسل 'مفكرة الإسلام' أن أكثر من 50 جنديًا أمريكيًا اقتحموا المسجد وقاموا بتفتيشه بالكامل وتمزيق المصاحف وضرب المصلين.(1/1823)
وصرح إمام المسجد لمراسلنا: قام جنود الاحتلال باقتحام المسجد, ونحن نكبّر تكبيرة الإحرام لصلاة الفجر, واقتحموا حرم المسجد بأحذيتهم وطوقونا وحاصرونا ببنادقهم في إحدى زوايا المسجد, وقاموا بتفتيش المسجد وغرفه الملحقة به, وقام عدد من الجنود تحت مسمع من آمر دوريتهم بركل المصاحف بأرجلهم عدة مرات حتى أوصلوها إلى باب المسجد الخارجي بطريقه هزلية فيما بينهم, وقد كان أحد الجنود يشير إلى أحد المصاحف بإصبعه وهو ملقى على الأرض وينظر إلينا ويركله برجله ويضحك بشكل غير طبيعي'.
وقال: وقام أحد الجنود - وهو يحمل صبغة سوداء اللون - برسم سبعة صلبان على المنبر, وثلاثة على سجادة الإمام الذي يقف أمام المصليين, وثلاثة على باب المسجد الداخلي وساريتيه الداخليتين, وخرجوا عند الساعة السابعة صباحًا دون أن يعتقلوا أحدًا.
وأضاف الشيخ: إن كانوا دنسوا مصحفًا في جوانتاناموا فنحن في العراق يوميًا يهان كتاب الله من قبل الصليبيين واليهود.
هذا, وتمكن مراسلنا من التقاط عدد من الصور لتلك المصاحف التي مزقت وركلت بالأرجل والصلبان التي رسمت على المنبر وأرضية المسجد.
http://www.tafsirnet.com/quraan_cross_in-rmadi.jpg
المصدر (http://www.islammemo.cc/news/one_newssearch.asp?word=بركل%20المصاحف%20&IDnews=65701)
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2005, 05:46 AM
وعباد البقر يمزقون المصحف أيضاً !
http://www.tafsirnet.com/Burning_Quran.jpg
---
عيسى الدريبي
05-25-2005, 02:10 PM
وصلتي رسالة من أحد الاخوة الدعاة من الصين وهو الاخ الشيخ /محمد نوح وله اهتمامات بالتفسيرمن حيث التأليف والترجمة الى اللغة الصينية
ولديه مشروع متميزلتأليف تفسير باللغة الصينينة يعكف عليه من عدة سنوات ولعلي أعرف به في مقال آخر ان شاء الله
وهذا نص الرسالة كما وصلتني :
(أخي العزيز الدكتور عيسى الدريبي(1/1824)
شكر الله لك على إرسالك لي هذه المقالة الرائعة ،وقد قرأتها وأعجبت بها كثيرا ،فأقول :
إن دل تدنيس الكفار لمصحفنا على شيء، فإنما يدل على عجزهم عن مقاومة منطقه القوي وإعجازه الأبدي ، فلا نتعجب عندما نسمع مثل هذه الأخبار ،لأنها ليست أولى ولن تكون أخيرة ، كم من مرة سمعنا أن قرآننا دنس وأن شريعتنا الربانية وجه إليها تشكيكات وأن إسلامنا شوهت صورته من هذه البلاد أو تلك ، يقصد أعداء الإسلام من خلالها إهانة المسلمين وإضعاف معنوياتهم،ولكن الله يأبى إلا أن يقوي بها إيمان المسلمين ويجدد بها عهدهم مع ربهم من خلال احتجاجاتهم القوية ومواجهاتهم الحقيقية لمكر أعدائهم ، فالواجب علينا أمام هذه التحديات - كما أرى وكما ترون- أن نكثف جهودنا أكثر من أي وقت مضى في العناية بكتاب الله ، ونشره و إخراج حكمه ومعانيه بلغة العصر وتنبيه الغافلين من المسلمين إلى ما يعنيه هؤلاء الطغاة من هذه الأفعال ، حينئذ نستطيع أن نقول أننا قد فهمنا السر الذي وضعه الله عزوجل في مثل هذه الأحداث لابتلائنا )
---
عبدالرحمن الشهري
05-25-2005, 09:47 PM
أدان 37 من كبار علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية الجريمة الأمريكية النكراء التي ارتكبها الجنود الأمريكان في غوانتانامو بتدنيس المصحف الشريف إمعاناً في إيذاء نفسيات سجنائهم من أبناء المسلمين، مشددين على مثل أن هذه الجريمة لا تصدر إلا عن نفوس قد ملئت بالحقد والبغضاء للمسلمين ودينهم وكتابهم وتجردت من جميع صور الاحترام للإنسان(1/1825)
وأكد العلماء –في بيان لهم- أن هذه الجريمة تأتي في إطار مسلسل من الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمين ومساجدهم وعلمائهم ومعتقداتهم، مشددين على ثبوت وقع هذه الجريمة بعد ما ذكره المعتقلين المفرج عنهم من قاعدة غوانتانامو، وطالبوا حكومات العالم الإسلامي وعلمائه ومثقفيه وشعوبه أن يقفوا وقفة حازمة جادة تجاه تدنيس كتاب الله، كما طالبوا منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية بشجب وإدانة هذه الجريمة النكراء
وقلل علماء الشريعة في المملكة من جدوى إصدار البيانات الإعلامية الاعتذارية عن الجرائم التي يمارسها الجنود الأمريكان، مشددين على ضرورة محاكمة من اقترفوا هذه الجرائم، ومحذرين أمريكا من استهتارها بمقدسات المسلمين ومعتقداتهم فأمريكا –بحسب البيان- لن تنال مرادها من عدوانها على المسلمين ومقدساتهم وإنما تضاعف أسباب كرهها وبغضها من المسلمين في كل أقطار الأرض وتثير العداوات بين الشعوب.
وختم العلماء بيانهم بالإعراب عن ثقتهم التامة ويقينهم القاطع بأن الله سينتصر لكتابه ويحفظه من كل حاقد ومجرم، وثقتهم أن عقوبة الله في الدنيا قبل الآخرة محيطة بأعداء الله الكافرين الذين ينالون من كتابه ودينه فوق كل أرض وتحت كل سماء جزاء جرائمهم وظلمهم وعدوانهم.
وهذا هو نص البيان الذي أصدره علماء الشريعة بالمملكة العربية السعودية:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد.
فقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر إساءة الجنود الأمريكان في غوانتانامو للقرآن الكريم وتدنيسه بالنجاسات وإلقائه في المراحيض إمعاناً في إيذاء نفسيات سجنائهم من أبناء المسلمين ، إننا في موقع علماء الشريعة إذ نستنكر هذا الفعل الإجرامي الآثم الذي لا يصدر إلا عن نفوس قد ملئت بالحقد والبغضاء للمسلمين ودينهم وكتابهم وتجردت من جميع صور الاحترام للإنسان ومعتقداته وخياراته في الحياة فإننا نؤكد على الأمور الآتية:-(1/1826)
1-إن هذا الفعل الإجرامي يأتي في سياق مسلسل خطير من الجرائم التي تصدر من أمريكا حيال المسلمين في مواقع مختلفة وبصور متعددة من انتهاك لحرمات المساجد وقتل للعلماء والنساء والأطفال وتدمير للمدن وانتهاك للأعراض وتعذيب للسجناء وإيذاء لمشاعر المسلمين في معتقداتهم وشعائرهم والنيل من نبيهم .
2-إن هذه الجريمة بالذات قد تُحُدِّث عنها في وسائل الإعلام من قبل العديد ممن أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو وكذلك تحدثت عن ذلك وسائل الإعلام في العراق وفي أفغانستان وبالتالي فالأمر متكرر من الجنود الأمريكان وليس بجديد.
3-إننا نطالب حكومات العالم الإسلامي وعلمائه ومثقفيه وشعوبه أن يقفوا وقفة حازمة جادة في الموضوع وأن يعلموا أمريكا أن كتاب الله عزيز عليهم ولن يسمحوا بتدنيسه وفي السياق نفسه فإننا نشكر الشعوب التي بادرت إلى الاحتجاج على الجريمة ونشكر الحكومات والهيئات والمنظمات التي أعلنت استياءها ومطالبتها بمحاكمة المجرمين وفي مقدمة هؤلاء الحكومة السعودية.
4-نطالب المنظمات الدولية وناشطي حقوق الإنسان في العالم أن يشجبوا هذه الجريمة النكراء التي تنتهك أعظم وأغلى حقوق الإنسان وهي عقيدته ودينه في الوقت الذي تزعم أمريكا في إعلاناتها السياسية أنها تدعوا إلى حرية الإنسان في اختيار عقيدته ودينه وهي تمارس الاعتداء على هذا الحق الغالي على أهله.
5-نطالب المفكرين والمثقفين والعلماء في أمريكا بأن يقفوا وقفة حازمة في مواجهة هذه الممارسات السيئة التي سيكون لها أوخم العواقب على علاقة الشعب الأمريكي مع العالم الإسلامي.(1/1827)
6-نخاطب الإدارة الأمريكية إن كان مازال لديها استعداد لسماع غيرها ونقول إن إصدار البيانات الإعلامية الاعتذارية عن الجرائم التي يمارسها جنودكم لن تجدي نفعا وإن التحدي الحقيقي أمامكم هو أن تحاكموا من اقترفوا هذه الجرائم في محاكمة علنية لا تنتهي إلى ما انتهت عليه محاكمة مجرمي أبو غريب وقتلة الجرحى المدنيين في مساجد الفلوجة وغيرهم من تمثيل مسرحي سيء الإخراج والتنفيذ.
ونحب تذكير أمريكا بأن ما تملكه من قوة تعتدي بها على العالم وثوابته لن تدوم وعليها أن تتعظ بالقوى العظمى التي سبقتها في الأمم السابقة حيث كانت أشد منها قوة ومارست العدوان ولكن الله كان لها بالمرصاد فأزالها بسبب ظلمها وعدوانها كما نذكر أمريكا بأنها لن تنال مرادها من عدوانها على المسلمين ومقدساتهم وإنما تضاعف أسباب كرهها وبغضها من المسلمين في كل أقطار الأرض وتثير العداوات بين الشعوب.
وفي الختام فإننا على ثقة تامة ويقين قاطع بأن الله سينتصر لكتابه ويحفظه من كل حاقد ومجرم، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر : 9 )
كما أننا واثقون أن عقوبة الله في الدنيا قبل الآخرة محيطة بأعداء الله الكافرين الذين ينالون من كتابه ودينه فوق كل أرض وتحت كل سماء جزاء جرائمهم وظلمهم وعدوانهم، وأمريكا بظلمها تستوجب غضب الله عز وجل جرّاء انتهاكاتها السافرة بدين الله وكتابه، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)(فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)(ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت :26، 27، 28 ).
وهذا هو نص البيان الذي أصدره العلماء :(1/1828)
1-الشيخ/ إبراهيم بن حسن الشعبي.(من علماء منطقة جيزان-صامطة)
2-الشيخ الدكتور/ أحمد عبدالعزيز الحليبي.(الأحساء-جامعة الملك فيصل)
3-الشيخ الدكتور/ أحمد بن عبدالله العمري.(الجامعة الإسلامية-المدينة المنورة)
4-الشيخ الدكتور/ أحمد بن نافع المورعي.(مكة المكرمة- جامعة أم القرى)
5-الشيخ الدكتور/ جميل بن حبيب اللويحق.(الطائف جامعة الطائف)
6-الشيخ الدكتور/ حسين بن محمد شريف.(جيزان- كلية المعلمين بأبي عريش)
7-الشيخ الدكتور/ حمزة بن حسين الفعر.(جامعة أم القرى- مكة المكرمة)
8-الشيخ الدكتور/ راشد بن أحمد العليوي.(جامعة القصيم - كلية الشريعة وأصول الدين)
9-الشيخ الدكتور/ سالم بن محمد القرني.(أبها- جامعة الملك خالد)
10-الشيخ الدكتور/ سعود بن عبدالله الفنيسان.(الرياض- عميد كلية الشريعة سابقا)
11-الشيخ الدكتور/ سعيد بن ناصر الغامدي.(جامعة الملك خالد- معار للندوة العالمية بجدة)
12-الشيخ الدكتور/ عائض بن عبدالله القرني.(الرياض- أستاذ جامعي سابق)
13-الشيخ الدكتور/ العباس بن حسين الحازمي.(الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود)
14-الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن بن أحمد علوش.(جيزان - كلية المعلمين)
15-الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز بن عبد الله الحميدي.(مكة المكرمة - رابطة العالم الإسلامي)
16-الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز بن عمر الغامدي.(أبها - جامعة الملك خالد)
17-الشيخ الدكتور/ عبدالله قادري الأهدل.(الجامعة الإسلامية- المدينة المنورة)
18-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن ظافر العمري.(أبها - جامعة الملك خالد)
19-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي.(الرياض- جامعة الإمام محمد بن سعود)
20-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن عبدالله الزايد.(المدينة المنورة - رئيس الجامعة الإسلامية سابقا ).
21-الشيخ الدكتور/ عبدالله أبو سيف الجهني.(الجامعة الإسلامية- المدينة المنورة)(1/1829)
22-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن مقبل القرني.(جامعة أم القرى - مكة المكرمة)
23-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن وكيل الشيخ.(الرياض- جامعة الإمام محمد بن سعود)
24-الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري.(الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود)
25-الشيخ الدكتور/ علي بن حسن عسيري.(أبها- جامعة الملك خالد)
26-الشيخ الدكتور/ علي بن حسين موسى.(أبها- جامعة الملك خالد)
27-الشيخ الدكتور/ علي بن عمر بادحدح.(جدة- جامعة الملك عبد العزيز)
28-الشيخ الدكتور/ عوض بن محمد القرني.(أبها -محامي، أستاذ جامعي سابق)
29-الشيخ الدكتور/ فيحان بن شالي المطيري.(المدينة المنورة - أستاذ في الجامعة الإسلامية سابقا).
30-الشيخ الدكتور/ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك.(الأحساء- جامعة الملك فيصل)
31-الشيخ الدكتور/ محمد بن موسى الشريف.(جدة- جامعة الملك عبدالعزيز)
32-الشيخ الدكتور/ مسفر بن علي القحطاني.(الظهران- جامعة الملك فهد)
33-الشيخ الدكتور/ مصطفى بن كرامة مخدوم.(الجامعة الإسلامية-المدينة المنورة)
34-الشيخ الدكتور/ مناع بن محمد القرني.(أبها - جامعة الملك خالد)
35-الشيخ الدكتور/ مهدي بن محمد الحكمي.(جيزان - كلية المعلمين)
36-الشيخ الدكتور/ موسى بن محمد القرني.(محامي، أستاذ في الجامعة الإسلامية سابقا)
37-الشيخ الدكتور/ هاني بن عبدالله الجبير.(قاضي بمحكمة جدة)
المصدر (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=42663)
---
عيسى الدريبي
05-26-2005, 12:15 AM
بيان من الندوة العالمية للشباب الإسلامي حول تدنيس المحققين الأمريكيين للقرآن الكريم في معتقلات جوانتنامو(1/1830)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد: فقد قال الله تعالى: {قل آمنوا به أو لا تؤمنوا, إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا, ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا} (الإسراء106ــ108), وقد حفظ الله كتابه العزيز وأمر بتوقيره فقال تعالى: {إنه لقرآن كريم, في كتاب مكنون, لا يمسه إلا المطهرون, تنزيل من رب العالمين} (الواقعة 77ــ80) نقلت مجلة (نيوزويك) الأمريكية أن المحققين الأمريكيين في معتقلات جوانتنامو قد عمدوا إلى تدنيس نسخ من القرآن الكريم في إطار التعذيب النفسي للشباب المعتقلين هناك. وقد تواتر الخبر قبل ذلك بين الناس من خلال ما يتسرب من أحوال المعتقلين. وإن الندوة لتشكر مجلة (نيوزويك) على نشر الخبر على نحو يتسم بالمهنية والموضوعية.
وفي هذا المقام فإن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تؤكد ما يلي:
(1) تشجب الندوة العالمية للشباب الإسلامي هذا العمل المشين لما فيه من عدوان على كتاب الله وإهانة لأكثر من مليار وثلث مسلم في العالم. (2) تدعو الندوة السلطات الأمريكية إلى أخذ الأمر بشكل جدي, والتحقيق فيه بإشراك أطراف دولية, ونشر ما يتوصل إليه التحقيق.
(3) تشدد الندوة على ضرورة حفظ كرامة المعتقلين وحرمة معتقداتهم, وسرعة إخراجهم أو تقديمهم إلى قضاء دولي عادل, فقد اختطفتهم القوات الأمريكية ظلما وعدوانا مخالِفة بذلك كل المواثيق والأعراف الدولية.
(4) تناشد الندوة الحكومات الإسلامية والمنظمات الأممية والإسلامية أن تتخذ خطوات عملية لوقف الممارسات الظالمة التي ترتكب ضد معتقدات الأمة ومرتكزاتها العقدية والحضارية بما في ذلك هذه الممارسة الشائنة.(1/1831)
(5) تدعو الندوة السلطات الأمريكية إلى رفع ما يتعرض له المسلمون ــ أفرادا ومؤسسات ــ من ظلم وسوء معاملة وريبة في داخل الولايات المتحدة من قبل بعض الدوائر الرسمية الأمريكية, وإلى معاملتهم باعتبارهم مواطنين ذوي حقوق كاملة وفقا للدستور الأمريكي.
(6) تدعو الندوة الحكومة الأمريكية إلى مراجعة سياساتها التي ثبت فشلها, مع عدم الانجراف مع التوجهات الصهيونية والمحافِظة التي أدت إلى تأجيج مشاعر الكراهية لدى الشعوب الأخرى ضد أمريكا وعزلها عن العالم, و قد تقود بعد ذلك إلى ممارسات مضادة غير منضبطة. والله غالب على أمره, وهو ــ سبحانه وتعالى ــ حسبنا ونعم الوكيل. الندوة العالمية للشباب الإسلامي الرياض
---
مساعد الطيار
05-30-2005, 01:33 PM
أخي الكريم د.عيسى
شكر الله لك هذه المبادرة الكريمة حيال ما حصل من محور الشر الأكبر في العالم ، وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى .
كما أشكر اإخوة الذين تفاعلوا مع هذا قراءة أو كتابة ، وأخص بذلك أخي عبد الرحم ن الشهري الذي جمع مادة مما كتبه بعض علماء المسلمين وكتابهم عن هذا الموضوع ، وحقًّا إن هذا لمؤذن بنصر قريبٍ إن شاء الله ، فإن الذي قدَّر هذا أعلم وأحكم وأحلم ، وإنه مما لا يرضاه سبحانه البغي في الأرض ، وإنه لا يخفى على ذي بصر ؛ مسلمٍ أو كافرٍ أن هذه الدولة قد دخلت في نفق البغي ، ولن تخرج منهم ـ إن شاء الله ـ إلا منهزمة ذليلة صاغرة ، لكن على يد من؟
أسأل الله أن لا يجعلنا من المتولين الذين قال فيهم ( وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ) .
---
سلسبيل
06-11-2005, 01:15 PM
مفكرة الإسلام: دعا الأكاديمي والناشط السياسي الفلسطيني الدكتور عبد الستار قاسم، الإعلاميين الفلسطينيين والعرب إلى التمسك بلغتهم العربية وعدم استخدام ألفاظ خاطئة في تقاريرهم الصحافية.(1/1832)
ونوّه قاسم المحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس في رسالةٍ بعثها لمجمع اللغة العربية؛ إلى أنّه يتم التداول خطأ لعبارة 'تدنيس القرآن الكريم'، مستدلاً بقوله تعالى: 'إنّه لقرآن مجيد، في لوح محفوظ'.
وقال: إن 'القرآن لا يدنّس إطلاقًا، ولا يستطيع الإنسان أنْ يطاله. الذي يُدنّس هو المصحف، أيْ الصحف المكتوب عليها الكلمات، أيْ أنّ التدنيس يطال الورق ولا يطال القرآن'، وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام.
كما أوضح قاسم أنّه يتمّ التداول الآن في وسائل الإعلام بأسماء الأشهر اللاتينية بدلاً من الأشهر السريانية، فيقال: سبتمبر بدلاً من أيلول وأكتوبر بدلاً من تشرين.
وقال الأكاديمي الفلسطيني: 'صحيح أنّ الأسماء السريانية متداولة في بلاد الشام والعراق، لكن المطلوب أنْ يتكيّف العرب مع لغتهم وليس مع لغة غيرهم، أيْ من المفروض أن ينقل أهل العرب الأسماء عن أبناء جلدتهم وليس عن الإنجليز'.
وختم قاسم رسالته بالقول: 'اللغة مرآة الفكر، وإذا كان للعرب أن يتجاوزوا اللغة فإنّ في ذلك ما يتضمّن اضمحلالاً فكريًا وتبعية للغير. إنّه من واجب مجمع اللغة العربية أنْ يبقى يقِظًا وفاعلاً، ومن واجب الإعلاميين أن لا ينساقوا تابعين للفكر واللغات الغربية'.
http://islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=68696
---
(1/1833)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال لأهل التخصص في القراءات عن التكبير عند الختم ؛ هل يصح فيه شيء؟
---
سؤال لأهل التخصص في القراءات عن التكبير عند الختم ؛ هل يصح فيه شيء؟
---
الراية
07-14-2003, 03:03 AM
السؤال:
عن مسألة التكبير بين السور ابتداء من سورة الضحى هل يصح فيه شي ؟ ارجو ممن عنده علم أن يفيدنا.
(( وأخص فضيلة الشيخ د. ابراهيم الدوسري - حفظه الله - ))
وجزاه الله خير.
---
أحمد البريدي
07-14-2003, 05:44 AM
أيه الأخ المبارك أدلي بدلوي في جواب سؤالك عن التكبير في آخر سورة الضحى مع أملي بزيادة المتخصصين عليه فأقول:
حديث التكبير ورد مرفوعا وموقوفا , فالمرفوع رواه الفاكهي في اخبار مكة (3/35) والحاكم في مستدركه(3/344) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : البزي قد تكلم فيه .
ورواه البيهقي في شعب الايمان (2/371) من طريق الحاكم ورواه الثعلبي في تفسيره في آخر سورة الشرح ورواه البغوي في تفسيره (8/459)
كلهم من طريق البزي عن عكرمة بن سليمان عن اسماعيل بن عبد الله عن شبل بن عباد عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والبزي ضعيف وعكرمة بن سليمان مستور.
وقد جاء موقوفا على أبي بن كعب رواه البيهقي في شعب الإيمان (2/370).
قال ابن كثير في تفسيره (7/311) : وهذه سنة تفرد بها ابو الحسن احمد بن محمد البزي .
والواقع ان البزي لم ينفرد بها فقد وجدت طريقا لهذا الحديث من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا الشافعي قال حدثنا اسماعيل بن قسطنطين به .
اخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/56) ومن طريقه اخرجه المزي في تهذيب الكمال (24/366). فداره على اسماعيل بن عبد الله .
وقد تكلم العلماء على هذا الحديث فقال عنه ابو حاتم : حديث منكر , وكذا قال الذهبي انظر السير (12/ 51).(1/1834)
وقال د بكر ابو زيد لايصح في التكبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته وعامة ما يروى مما لاتقوم به حجة .
وسئل شيخ الاسلام هذا السؤال:جماعة اجتمعوا في ختمة وهم يقرءون لعاصم وأبي عمرو فإذا وصلوا إلى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا إلى آخر الختمة ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا ؟ وهل الحديث الذي ورد في التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا ؟
فأجاب :حمد لله . نعم إذا قرءوا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل ; بل المشروع المسنون فإن هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا في أوائل السور ولا في أواخرها . فإن جاز لقائل أن يقول : إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاز لغيره أن يقول : إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فإن أهل التواتر لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعي إلى نقله فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأهم بتكبير زائد فعصوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا ما أمرهم به استحق العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله عن مثل ذلك . وأبلغ من ذلك البسملة ; فإن من القراء من يفصل بها ومنهم من لا يفصل بها وهي مكتوبة في المصاحف ثم الذين يقرءون بحرف من لا يبسمل لا يبسملون ولهذا لا ينكر عليهم ترك البسملة إخوانهم من القراء الذين يبسملون فكيف ينكر ترك التكبير على من يقرأ قراءة الجمهور ؟ وليس التكبير مكتوبا في المصاحف وليس هو في القرآن باتفاق المسلمين . ومن ظن أن التكبير من القرآن فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل . بخلاف البسملة ; فإنها من القرآن حيث كتبت في مذهب الشافعي وهو مذهب أحمد المنصوص عنه في غير موضع وهو مذهب أبي حنيفة عند المحققين من أصحابه وغيرهم من الأئمة ; لكن مذهب أبي(1/1835)
حنيفة وأحمد وغيرهما أنها من القرآن حيث كتبت البسملة وليست من السورة . ومذهب مالك ليست من القرآن إلا في سورة النمل وهو قول في مذهب أبي حنيفة وأحمد . ومع هذا فالنزاع فيها من مسائل الاجتهاد فمن قال : هي من القرآن حيث كتبت أو قال : ليست هي من القرآن إلا في سورة النمل كان قوله من الأقوال التي ساغ فيها الاجتهاد . وأما التكبير : فمن قال : إنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأئمة والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل فكيف مع هذا ينكر على من تركه ومن جعل تارك التكبير مبتدعا أو مخالفا للسنة أو عاصيا فإنه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام والواجب عقوبته ; بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله . ولو قدر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه أو استحبابه فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول : إنه مستحب وهذا خلاف البسملة فإن قراءتها واجبة عند من يجعلها من القرآن ومع هذا فالقراء يسوغون ترك قراءتها لمن لم ير الفصل بها فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته . وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور فليس هذا موضع تفصيله .الفتاوى (13/ 417)
وللاستزادة راجع النشر في القراءات العشر لابن الجزري (2/405) باب التكبير وما يتعلق به .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-14-2003, 05:53 AM
بسم الله
تعليقاً على مسألة التكبير أقول : ألف شيخ المقرئين في المدينة إبراهيم الأخضر القيّم رسالة بعنوان : تكبير الختم بين القراء والمحدثين(1/1836)
ذكر في مقدمة هذه الرسالة أن سبب كتابته لها هو ما لاحظه من تعلق الناس بما ينقل لهم من أخبار فيها حث على عبادة في أمر في الأمور مع أن هذه الأخبار تكون ضعيفة أو واهية ، وتشتهر عند الناس حتى يظنها الكثير سنة وهي ليست كذلك .
ومن أمثلة ذلك قول : صدق الله العظيم بعد القراءة [ وقد سبق التنبيه على هذه المسألة ] .
ثم ذكر أن من أمثلة ذلك أيضاً : التكبيرعند ختم القرآن ، فهو من هذا الباب .
ثم ذكر في خاتنة هذه الرسالة ما نصه : ( ومن خلال ما تقدم من بحث أحوال الروايات ، وتحقيق سندها ، وتراجم رجالها لم نجد غير رواية البزي كما ذكر العلماء ، وهي رواية تسلسلت بالضعفاء والمجروحين ، ولم تعضدها رواية أخرى من غير طريق البزي ، وذلك كما صرح كثير من علماء الروايات ، على أن بعضاً من مشاهير القراء كابن مجاهد في كتابه السبعة لم يورد التكبير ، وكذلك أبو القاسم الهذلي في كتبه الكامل لم يورد التكبير أيضاً ، وهذا مما يدل على عدم ثبوت الرواية عندهما ، والله أعلم .... ) ثم ختم بقوله : ( وبهذا فلا نثبت سنة بخبر كهذا ، بل الأفضل والأولى تركه سواء في رواية البزي أو رواية غيره من القراء ، وذلك صوناً لكتاب الله ، وتجريداً له عن كل ما ليس منه ممن يظن أنه سنة وهو ليس بسنة . والحمد لله رب العالمين ) . انتهى .
انظر هنا :http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=462
وهنا :http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
---
حسين
07-14-2003, 11:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
إنكار التكبير مما زلّ به المقرئ الشيخ : إبراهيم الأخضر 0
وماذكره مجرّد توهمات وعدم استيعاب لما قاله أهل العلم ، وقد حادثته في هذا 00
وقد ردّ عليه أحمد الزعبي في كتاب سمّاه إرشاد البصير إلى سنيّة التكبيرعن البشير النذير وطبع الكتاب 0(1/1837)
ولم ينكر التكبير أحد من السلف ولا الخلف 000 ولو رجعت إلى مجموع الفتاوى لرأيت هذا 00إلا ماروي في أخبار مكة للفاكهي 3/ 37 إن لم تخني الذاكرة 0
ومنشأ الخطأ : الخلط بين ضعف الحديث الوارد في سببه كما في العلل لابن أبي حاتم 00والقراءة 0
** سبب الورود لا يصح ولكن لا يعني هذا عدم المشروعيّة 0
وكون العلماء قد أجمعوا على أنه ليس من القرآن لا ينفي مشروعيّته كالاستعاذة 0
وأطول تفصيل للمبحث في النشر و جامع البيان للداني والمفردات له فيهما الرواية بأسانيد لا يصح تجاهلها 0
---
الراية
07-14-2003, 03:31 PM
جزى الله المشايخ الذين كتبوا خيراً وبارك الله في الجهود
---
المحرر
07-14-2003, 05:45 PM
قال الشيخ اللامة المحدث المقرئ عبد الله بن صالح العبيد - حفظه الله - في كتابه ( الإتقان في تجويد القرآن ) ( ص 109 ) في الحاشية رقم ( 1 ) :
وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن ، فهو لحفص من طريق الطيبة .
وجعله بعض أفاضل علمائنا ومعاصرينا من البدع ، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم ، وهو اجتهادٌ منهم ، حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع .
والتحقيق : أنه سنة صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجهٍ ، وعن جماعة من الصحابة والتابعين وتابعيهم . ، لكن لمَّا كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء ائمة الأداء غير المطبوعة - ككتب الداني ، والهذلي ، وأبي العلاء الهمذاني ، والأهوازي ، وابن الباذش - ولم يكن لهم معرفة بها قطعوا بعدم صحته .
وقد أفردت لذلك جزءاً نفيساً تكلمت فيه على الآثار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة ، واتصال التكبير للكاتب مسلسلاً من غير وجهٍ ، فلله الحمد والمنة .
---
د. محمد السيد
07-14-2003, 11:03 PM(1/1838)
إشارة إلى ما ذكره الإخوة : أشير إلى أن الشيخ الدكتور عبدالعزيز القاريء قد ناقش هذه المسألة في كتابه الموسوم بـ "سنن القراء و مناهج المجودين " ، وقد أفرد لها مبحثاً خاصاً في قرابة (26) صفحة .
وملخص المبحث : إن التكبير سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مروية عن ابن عباس رضي الله عنه ، و جلة التابعين بمكة وغيرها . وقد أسند رواية البزي جملة من المصنفين كالحاكم و ابن غلبون والداني وابن الباذش و الشهرزوري وابن الجزري كلهم عن البزي .
و تضعيف البزي يجبره متابعة قنبل الراوي الآخر عن ابن كثير .
كما وردت هذه الرواية عن غير ابن كثير كأبي عمرو البصري من رواية السوسي عنه ، و أبي جعفر من العشرة من رواية العمري عنه ،بل روى التكبير عن سائر القراء أبو الفضل الرازي و أبو القاسم الهذلي و أبو العلاء الهمذاني ، و ثبت موقوفاً عن ابن عباس كما رواه الدني بسنده .
و عليه فهذه السنة مشهورة عند أهل مكة ، يتناقلونها عن شيوخهم ، لا يعتبرون في ذلك البزي ولا غيره ، فهي أثبت عندهم و أشهر من أن تعزى لفرد .
روى الداني بإسناده عن موسى بن هارون قال : قال لي البزي : قال لي الشافعي : إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم .وعن أبي محمد الحسن القرشي قال : صليت بالناس في المسجد الحرام خلف المقام التراويح ، فلما كانت ليلة الختمة كبرت من خاتمة "والضحى" إلى آخر القرآن في الصلاة ، فلما سلمت فإذا بأبي عبد الله الشافعي قد صلى ورائي ، فلما أبصرني قال : أحسنت و أصبت السنة ، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد إيراده هذا الخبر :وهذا يقتضي صحة الحديث.
ويخلص الدكتور إلى استفاضة هذه السنة واشتهارها لدى القراء وجريان العمل بها عندهم ، وبهذا استغنت هذه السنة في ثبوتها عن الإسناد .ومن يرد التفاصيل فليراجع الكتاب .
---
حسين
07-15-2003, 06:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام(1/1839)
في الحقيقة أن الكتاب ورد الشيخ أحمد الزعبي غير محرّرين 0
لا أتحدّث عن الوهم في النقل من مصدر والعزو إلى غير قائله ، ولا إنكار شيء موجود مثل إنكار إيراد الهذلي للتكبير وهو في الكامل ص 155 فما بعد ، و التلازم بين حال الراوي في القراءة ورواية الحديث ، ولا عن الوهم في أسماء الرواة ، وإنكار المشاهير منهم ولكن أتحدّث عن ضيق الأفق وعدم المنهجيّة في الاستدلال والحكم بالظنون 0
* إنكار قول الشافعي في التكبير مع وجوده في مفردات القراء للداني مسندا في ص 108
* الاستدلال بعدم ذكر ابن مجاهد لأحكام التكبير في السبعة 000 إذن فأتبعها الاستعاذة والبسملة فأنكرهما حيث لم يذكرهما ابن مجاهد 0 وقد ورد من طريقه التكبير 00
----
* المكابرة في تصحيح حديث سبب التكبير وتعسف الإجابة عن قول ابن أبي حاتم في العلل 2/77 هذا حديث منكر 00
* إنكار ترجمة عكرمة بن سليمان في الجرح والتعديل 7/11
* دعوى أن ابن الجزري هو المرجع الأول والأخير في هذا العلم
* الغفلة عن تحديد مدار التكبير 000 فدعوى أنه انفراد من عكرمة لا يستقيم حيث ورد في كتب من رووا رواية البزي من طريقه وغير طريقه كابن الباذش بالتكبير رواية عنهم جميعا 000 ومثل ذلك البزي لم ينفرد به 0000
---
أبو خالد السلمي
07-17-2003, 06:40 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4113&highlight=%C7%E1%CA%DF%C8%ED%D1
---
حسين
07-17-2003, 08:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
سبقت الإشارة إلى
منشأ الخطأ : الخلط بين ضعف الحديث الوارد في سببه كما في العلل لابن أبي حاتم 00والقراءة 0
أما النقاش المشار إليه فليس بواف 0
البزي لم ينفرد بهذه القراءة 00تابعه غيره من الرواة عن العشرة كما تقدّم 0 وغيرهم ممن لانعلمهم 0 لأن الحرف المنسوب إلى ابن كثير كان قراءة أهل مكة مذ بعث عثمان المصحف إليهم مع عبدالله بن السائب رضي الله عنهما 0(1/1840)
وقد أشار إلى هذا ابن مجاهد وغيره عندما ذكروا سبب عدول أهل مكة عن قراءة ابن محيصن إلى قراءة ابن كثير لاتباعه 0
وأيضا لم يكن من هدي القراء في سالف الزمن ولا آخره الاعتداد بالانفردات والآحاد أيّا كانت 000وإنما اختاروا البزي وقنبل ممن رووا عن ابن كثير مع وجود من هو أجل منهما ممن قرأ على ابن كثير من غير واسطة أو بواسطة لانقطاعهما للإقراء وعنايتهما بهذه الرواية وطول عمرهما في الإقراء 0000
ولهذا استشكل بعضهم قول الحافظ ابن كثير عن الشافعيّ أنه يرى التكبير سنّة 000 ولا وجه لهذا الاستشكال حيث رويت قراءة الإمام ابن كثير من طريقة وكان بعض الشافعيّة يحرصون عليها 00 كما وردت رواية الإمام أحمد لقراءة عاصم 00 وتمسك المالكيّة بقراءة نافع لثناء الإمام مالك عليه 000
المسألة أكبر مما يتخيّله المبتدئ من أن هذا الوجه أو ذاك لم يقرأ به غير فلان 00000
فبأيّ قراءة كان يقرأ غير الرواة العشرين من المسلمين ؟ أو أهل البلد الذي عاش فيه القارئ والرواة عنه ؟
ولم أجمعت الأمّة على تلقّي قراءتهم بالقبول ؟ مع اختلافهم في ما دون ذلك حيث تواتر عنهم الجهر بالحق والصدع به وعدم المداهنة في شيء من أمور الدين 00فكيف بالقرآن ؟
ولعله يأتي مزيد تفصيل لهذا منيّ أو من غيري 0
----
وحيث طلب الأخ الكريم رأي الشيخ د0 إبراهيم الدوسري حفظه الله ؛ فأنقله من تحقيقه للمصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر ج 4 ص 1561 (0000 وهذا نص صريح في ثبوت التكبير ولهذه الرواية المرفوعة حكم الرفع لأن هذا الأمر تعبدي لامجال للاجتهاد فيه ولهذا استحسن الإمام أحمد بن حنبل التكبير عند الختم كما في المغني 2/610 واعتبره الشافعي سنة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فيما حكاه عنه أبو شامة في إبراز المعاني ص 736 0 ولذلك كله قطع ابن الجزري في النشر 2/410 بصحة التكبير وتواتره 0 والله أعلم 0 )
---
الراية
10-22-2004, 01:34 PM(1/1841)
يرفع للمزيد من الافادة ...
وجزيتم خيرا
---
الراية
05-27-2005, 06:09 PM
الاخ الكريم / حسين
سؤال : هل طبع تحقيق فضيلة الشيخ ابراهيم الدوسري لكتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر ؟
هل من توضيح بورك فيك
---
أبومجاهدالعبيدي
12-15-2005, 09:20 PM
التكبير عند ختم المصحف مفهومه وأحكامه للدكتور محمد خالد منصور (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=1317)
---
(1/1842)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ( إعجاز القرآن ) للشيخ صالح آل الشيخ ( محاضرة مفرغة )
---
( إعجاز القرآن ) للشيخ صالح آل الشيخ ( محاضرة مفرغة )
---
أبو العالية
01-18-2007, 10:48 AM
الحمد لله ، وبعد ..
تفضل نسخة من هذه المحاضرة .
ودمتم على الخير أعواناً .
---
أحمد البريدي
01-18-2007, 10:56 PM
شكر الله أبا العالية .
---
(1/1843)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة: [كُذِّبَ] و [كُذِّبَتْ] لمَ في الأولى مذكر والثانية أتت مؤنثة؟ مشكورين
---
مسألة: [كُذِّبَ] و [كُذِّبَتْ] لمَ في الأولى مذكر والثانية أتت مؤنثة؟ مشكورين
---
سعودالعكوز
01-28-2006, 09:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة
بارك الله في علمكم
يقول الله تعالى: ( فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ) آل عمران184
يقول الله تعالى: ( وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ) فاطر4
وهنا سائل يسأل..
لماذا في الآية الأولى وهي من سورة آل عمران ، لفظة [ كُذِّبَ ] مذكر؟ وفي الآية الثانية وهي من سورة فاطر لفظة [ كُذِّبَتْ ] مؤنثة ؟
والله يحفظكم ويرعاكم
---
د.أبو بكر خليل
01-28-2006, 10:31 PM
وهنا سائل يسأل..
لماذا في الآية الأولى وهي من سورة آل عمران ، لفظة [ كُذِّبَ ] مذكر؟ وفي الآية الثانية وهي من سورة فاطر لفظة [ كُذِّبَتْ ] مؤنثة ؟
والله يحفظكم ويرعاكم
----------------------------------------------------------
في جمع التكسير - مثل : " رسل " ها هنا - يجوز تذكير و تأنيث الفعل
---
روضة
01-28-2006, 11:16 PM
لابن الزبير في (مِلاك التأويل) حول هاتين الآيتين كلام جميل:
"ورد في هاتين الآيتين المفعولُ المقام مقامَ الفاعل، وهو (رسل) مكسراً.
والاسم المجموع جمع تكسير يجوز فيه التذكير والتأنيث، فورد في الآية الأولى: (فقد كذب) على رعي التذكير، ولم يُقرأ بغيره.
وفي الآية الثانية: (فقد كذبت) على معنى التأنيث؛ لزوماً أيضاً، مع وحدة اللفظ في المرفوع المفعول، وما يجوز فيه من التذكير والتأنيث، فيسأل عن ذلك.(1/1844)
والجواب والله أعلم أن كلا الآيتين مراعى فيه ما يلي تابعاً للمرفوع من الوصف في الأولى، وما عطف في الثانية.
أما الأولى فقال تعالى: (جاؤوا بالبينات)، ولا يمكن هنا إلا هذا، فجرى على ما هو الأصل في جمع المذكر المكسر من التذكير، فلم تلحق الفعل علامة التأنيث.
وأما آية الملائكة (فاطر) فلحقت التاء الفعل؛ رعياً لما عطف على الآية الأولى من قوله: (وإلى الله ترجع الأمور)، فليس في هذا إلا التأنيث سواء بُني الفعل للفاعل أو للمفعول.
فنوسب بين الآيتين فقيل: (كذبت) على الجائز الفصيح في تأنيث المجموع المكسر ليحصل التناسب، ولا يمكن عكس الوارد في الآيتين، والله أعلم" (325:1).
---
(1/1845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ [تعقيب على رأي الحافظ ابن عبد البر في هذه المسألة ]
---
هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ [تعقيب على رأي الحافظ ابن عبد البر في هذه المسألة ]
---
أبومجاهدالعبيدي
10-18-2003, 08:36 AM
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟
اختلف الناس في هذه المسألة مع أنه لاينبغي الخلاف فيها ؛ وذلك لورود النصوص التي تدل بوضوح على أن بعضه أفضل من بعض .
وقد ذكر خلاف الناس في هذه المسألة كل من الزركشي في البرهان( 1) ، والسيوطي في الإتقان(2 ) .
وسوف أذكر ملخص ما ذكراه بعد ذكر رأي الإمام ابن عبدالبر - إن شاء الله - ثُمَّ أذكر القول الصواب في هذه المسألة مستمداً من الله العون والسداد .
يرى ابن عبدالبر - رحمه الله - أنه لاينبغي أن نفضل بعض القرآن على بعض ؛ لأن القرآن كلام الله ، وصفة من صفاته ؛ ولو قلنا بأن بعضه أفضل من بعض للزم من ذلك دخول النقص في المفضول منه .
فبعد أن ذكر أقوال العلماء في معنى الحديث الوارد في فضل سورة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } وأنها تعدل ثلث القرآن ، وبيّن أن المعنى الذي يشهد له ظاهر الحديث أنها تعدل في الثواب لمن تلاها ثلث القرآن ، قال : ( وهذا هو الذي يشهد له ظاهر الحديث ، وهو الذي يفر منه من خاف واقعة تفصيل القرآن بعض على بعض ، وليس فيما يعطي الله عبده من الثواب على عمل يعمله ما يدل على فضل ذلك العمل في نفسه ، بل هو فضله عزوجل يؤتيه من يشاء من عباده على ما يشاء من عباداته تفضلاً منه على من يشاء منهم ، وقد قال الله عزوجل : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ) } [ البقرة : 106 ] .(1/1846)
ولم يختلف العلماء بتأويل القرآن أنها خير لعباده المؤمنين التالين لها والعاملين بها إمَّا بتخفيف عنهم وإمَّا بشفاء صدورهم بالقتال لعدوهم لا أنها في ذاتها أفضل من غيرها .
فكذلك { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } خيرٌ لنا ، لأن الله يتفضل على تاليها من الثواب بما شاء ، ولسنا نقول [ هي ] في ذاتها أفضل من غيرها لأن القرآن عندنا كلام الله وصفة من صفاته ، ولايدخل التفاضل في صفاته لدخول النقص في المفضول منها )(3 ) ا هـ .
وهذا القول الذي اختاره ابن عبدالبر - رحمه الله - هو القول الأول في هذه المسألة ، وهو الذي ذكره الزركشي بقوله : ( فذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري ، والقاضي أبو بكر ، وأبو حاتم ابن حبان وغيرهم إلى أنه لا فضل لبعضه على بعض ؛ لأن الكل كلام الله ، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينها ، وروى معناه عن مالك ، قال يحيى بن يحيى : تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها ، واحتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول ، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه .
قال ابن حبان في حديث أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - : { ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن } : إن الله لايعطي لقارئ التوارة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقارئ أم القرآن ، إذ الله بفضله فضّل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مِمَّا أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه ... قال : وقوله : { أعظم سورة } أراد به في الأجر ، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض )(4 ) ا هـ .
وأمَّا القول الثاني في هذه المسألة فهو القول بالتفضيل ، أي أن بعض القرآن أفضل من بعض ، وهو القول المأثور عن السلف ، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .(1/1847)
قال السيوطي في الإتقان : ( وذهب آخرون إلى التفضيل لظواهر الأحاديث ، منهم : إسحاق بن راهويه ، وأبو بكر بن العربي ، والغزالي .
وقال القرطبي : إنه الحق ، ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين(5 ) .
وقال ابن الحصّار : العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك ، مع النصوص الواردة بالتفضيل )(6 ) ا هـ .
وأقول أنا أيضاً : إنه لعجيب أن يرد مثل هذا الخلاف في هذه المسألة مع أن النصوص والأدلة الكثيرة تدل على التفضيل بل إن العقل يدل على ذلك مع دلالة الشرع .
وتقرير ذلك أن يقال : إن القرآن كلام الله ، ( وكلام الله لا نهاية له كما قال سبحانه : { قُل لَّوْ كَانَ ا؟لْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ا؟لْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـ!ــتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ÷ مَدَدًا } [ الكهف : 109 ] .
ومن كلماته تعالى : كتبه المنزلة ، كالتوراة ، والإنجيل ، والقرآن ، وكلماته التي يخلق بها الخلق ، وكلماته التي كلّم بها آدم ، والتي كلّم بها موسى ، والتي كلّم بها محمداً صلى الله عليه وسلم وكلماته التي يكلم بها عباده في المحشر وفي الجَنَّة ، وكلماته التي يخاطب بها أهل النَّار توبيخاً وتقريعاً ، وغيرُ ذلك من كلامه تبارك وتعالى .
فكلامه تعالى متبعّضٌ متجزي ، فالتوراة بعض كلامه وجزء منه ، والإنجيل كذلك والقرآن كذلك ، والقرآنُ أبعاضٌ وأجزاءٌ وسورٌ وآياتٌ وكلماتٌ .
وجميع هذا من المسلَّمات المعلومة لدى الكافة ، دلّ عليها الحس ، والعقل ، والشرع ، وهي أجلى من أن تحتاج إلى ضرب الأمثلة ، وسياق البراهين .(1/1848)
فكلامه تعالى الذي هو أجزاءٌ وأبعاضٌ ، بعضه أفضل من بعض ، وليس ذلك من جهة المتكلم به وهو الله تعالى ، وإنَّما هو من جهة ما تضمن من المعاني العظيمة ، فإن كلام الله المتضمن للتوحيد والدعوة إليه ، أفضل من كلامه المتضمن ذكر الحدود والقصاص ونحو ذلك ، وما يخبر به عن نفسه وصفاته أعظمُ مِمَّا يخبر به عن بعض خلقه ، وذلك لشرف الأول على الثاني .
وقد ورد في السنة الصحيحة ما يثبت ذلك ويوضحه ويُجلِّيه ، فمن ذلك :
1 - حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في ميسر له فنزل ونزل رجلٌ إلى جانبه ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { ألا أخبرك بأفضل القرآن ؟ } قال : فتلا عليه { الحمد لله رب العالمين }( 7) .
2 - حديث أبي سعيد بن المعلّى - رضي الله عنه - قال : كنتُ أصلي في المسجد ، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبْه ، فقلتُ : يا رسول الله ! إني كنت أصلي فقال : { ألم يقل الله : { ا؟سْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ } [ الأنفال : 24 ] ثُمَّ قال لي : { لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد } . ثُمَّ أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج قلتُ له : ألم تقل : { لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ } قال : { الحمد لله رب العالمين ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته }( 8) .
3 - عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا أبا المنذر ، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم ؟ } قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم . قال : { يا أبا المنذر : أتدري : أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ } قال : قلتُ : { ا؟للَّهُ لاَ إِلَـ!ــهَ إِلاَّ هُوَ ا؟لْحَيُّ ا؟لْقَيُّومُ ... } [ البقرة : 255 ] ، قال : فضرب في صدري ، وقال : { والله ، لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر } .(1/1849)
4 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } يرددها ، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له - وكأنّ الرجل يتقالُّها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن }(9 ) .
فدلت هذه النصوص ، وغيرها على تفضيل كلام الله بعضه على بعض ، وذلك حسب ما يدل عليه من المعاني ، وهو مذهب جمهور السلف وأهل السنة )( 10) .
وقد فصّل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الكلام في هذه المسألة في رسالة له بعنوان : ( جواب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن )(11 ) ، وذكر أقوال العلماء في ذلك وأدلة كل قول مع المناقشة والترجيح ، والتوجيه والتعليل بما يغني الناظر فيه عن الرجوع إلى غيره .
وقد قرر أن النصوص النبوية والآثار السلفية والأحكام الشرعية والحجج العقليَّة تدل على أن كلام الله بعضه أفضل من بعض . وقال : ( ومعلوم أنه ليس في الكتاب والسنة نص يمنع تفضيل بعض كلام الله على بعض ، بل ولايمنع تفاضل صفاته تعالى ، بل ولا نقل هذا النفي عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، ولا عن أئمة المسلمين الذين لهم لسان صدق في الأمة ، بحيث جعلوا أعلاماً للسنة وأئمة للأمة )( 12) .
وإذا تقرّر أن القول بالتفضيل هو القول الصواب الذي لاينبغي القول بخلافه ؛ فإن من نافلة القول أن أذكر الشبه التي احتج بها - ابن عبدالبر - على قوله المخالف للصواب ، مع الرد عليها والاعتذار له - إن أمكن - .(1/1850)
الشبهة الأولى : اشتبه عليه المراد بقوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ) } [ البقرة : 106 ] ، وذكر أن العلماء بتأويل القرآن لم يختلفوا أن المراد بقوله : { بِخَيْرٍ مِّنْهَآ } أنها خير لعباده المؤمنين التالين لها والعاملين بها إمَّا بتخفيف عنهم وإمَّا بشفاء صدورهم بالقتال لعدوهم لا أنها في ذاتها أفضل من غيرها .
قال - رحمه الله - : ( وأمَّا قول الله عزوجل { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ) } فمعناه بخير منها لنا لا في نفسها )( 13) .
وما استدل به وذكره ابن عبدالبر وإن كان قاله أيضاً إمام المفسرين ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين عند تفسيرهم لهذه الآية إلاَّ أنه في الحقيقة لايدل على المراد الذي أراده ابن عبدالبر من نفي وقوع التفاضل في كلام الله ؛ بل إن ظاهر الآية يدل على أن الآية التي يأتي بها الله بدل الآية المنسوخة أو المنسية خيرٌ منها أو مثلها .
ولهذا ( فقول القائل : إنه ليس بعض ذلك خيراً من بعض بل بعضه أكثر ثواباً ، ردٌّ لخبر الله الصريح ، فإن الله يقول : { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ) } [ البقرة : 106 ] فكيف يُقال : ليس بعضه خيراً من بعض ؟ .
وإذا كان الجميع متماثلاً في نفسه امتنع أن يكون فيه شيء خيراً من شيء .
وكون معنى الخير أكثر ثواباً مع كونه متماثلاً في نفسه أمر لايدل عليه اللفظ حقيقة ولا مجازاً ، فلايجوز حمله عليه ، فإنه لايُعرف قط أن يقال : هذا خير من هذا وأفضل من هذا ، مع تساوي الذاتين بصفاتهما من كل وجه ، بل لابُدّ مع إطلاق هذه العبارة من التفاضل ولو ببعض الصفات ، فأمَّا إذا قدر أن مختاراً جعل لأحدهما مع التماثل ما ليس للآخر مع استوائهما بصفاتهما من كل وجه ، فهذا لايعقل وجوده ، ولو عقل لم يقل إن هذا خير من هذا أو أفضل لأمر لايتصف به أحدهما البتة .(1/1851)
وأيضاً ففي الحديث الصحيح أنه قال في الفاتحة : { لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها } فقد صرح الرسول بأن الله لم ينزل لها مثلاً ، فمن قال إن كل ما نزل من كلام الله فهو مثلٌ لها من كل وجه فقد ناقض الرسول في خبره )(14 ) .
فالآية التي ذكرها ابن عبدالبر تدل على خلاف ما ذهب إليه ، كما قال ابن حجر : ( ويؤيد التفضيل قوله تعالى : { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ) } )( 15) ا هـ .
الشبهة الثانية : أن القرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته ولايدخل التفاضل في صفاته لدخول النقص في المفضول - منها .
وهذا الذي ذكره ابن عبدالبر بعضه صحيح ، وبعضه غير صحيح .
فأمَّا الصحيح منه فهو أن القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته ، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة .
وأمَّا غير الصحيح فهو أن التفاضل لايدخل في صفات الله لدخول النقص في المفضول منها ، والسبب الذي دعاهم إلى هذا القول ، هو أن صفات الله كلها فاضلة في غاية التمام والكمال ، وليس فيها نقص ، وإذا قلنا بأن بعضها أفضل من بعض كان ذلك وصفاً للمفضول بالنقص ، وهذا لايجوز .
والجواب على هذه الشبهة أن يقال : ( قول القائل : صفات الله كلها فاضلة في غاية التمام والكمال ليس فيها نقص ، كلام صحيح ، لكن توهمه أنه إذا كان بعضها أفضل من بعض كان المفضول معيباً منقوصاً خطأ منه فإن النصوص تدل على أن بعض أسمائه أفضل من بعض ، وبعض أفعاله أفضل من بعض .(1/1852)
ففي الآثار ، ذكر اسمه العظيم واسمه الأعظم ، واسمه الكبير واسمه الأكبر ، كما في السنن ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، فإذا رجلٌ يصلي يدعو : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلاَّ أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دُعي به أجاب }(16 ) .
وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الله كتب في كتاب فهو موضوع عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي } وفي رواية : { سبقت رحمتي غضبي }(17 ) .
فوصف رحمته بأنها تغلب غضبه وتسبقه ، وهذا يدل على فضل رحمته على غضبه من جهة سبقها وغلبتها ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده : { اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك }(18 ) ، ومعلوم أن المستعاذ به أفضل من المستعاذ منه ، فقد استعاذ برضاه من سخطه ، وبمعافاته من عقوبته .
وأمَّا استعاذته به منه فلابد أن يكون باعتبار جهتين : يستعيذ به باعتبار تلك الجهة ، ومنه باعتبار تلك الجهة ، ليتغاير المستعاذ به والمستعاذ منه ، إذ أن المستعاذ منه مخوف مرهوب منه ، والمستعاذ به مدعو مستجار به ملتجأ إليه ، والجهة الواحدة لاتكون مطلوبة مهروباً منها ، لكن باعتبار جهتين تصح )(19 ) أ هـ .
ويقال أيضاً في الجواب على هذه الشبهة ما سبق ذكره من أنه لايوجد في الكتاب والسنة نص يمنع تفضيل بعض كلام الله على بعض ، بل ولايمنع تفاضل صفاته تعالى ، بل ولا نقل هذا النفي عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أئمة المسلمين الذين لهم لسان صدق في الأمة بحيث جعلوا أعلاماً للسنة وأئمة للأمة .(1/1853)
بل النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تدل على تفضيل بعض كلام الله على بعض وعلى تفضيل بعض صفاته على بعض ، وقد سبق ذكر شيء منها في ثنايا هذا المبحث ، وبالله التوفيق .
ومِمَّا سبق يُعلم أن إمامنا ابن عبدالبر لم يوفق للصواب في هذه المسألة ، ويُمكن أن يُعتذر له بأنه - رحمه الله - ظن أن القول بتفضيل بعض كلام الله على بعض لايُمكن إلاَّ على قول الجهمية من المعتزلة وغيرهم القائلين بأن القرآن مخلوق ، فإنه إذا قيل : إنه مخلوق أمكن القول بتفضيل بعض المخلوقات على بعض ، فيجوز أن يكون بعضه أفضل من بعض ، وهذا الظن الذي ظنه - رحمه الله - قد ظنّه غيره من العلماء الذين هم من أهل السنة ووافقوه في هذه المسألة فيما ذهب إليه .
( قالوا : وأمَّا على قول أهل السنة والجماعة الذين أجمعوا على أن القرآن كلام الله غير مخلوق فيمتنع أن يقع التفاضل في صفات الله القائمة بذاته . ولأجل هذا الاعتقاد صار من يعتقده يذكر إجماع أهل السنة على امتناع التفضيل في القرآن كما قال أبو عبد الله ابن الدراج في مصنّف صنّفه في هذه المسألة ، قال : { أجمع أهل السنة على أن ما ورد في الشرع مِمَّا ظاهره المفاضلة بين آي القرآن وسوره ليس المراد به تفضيل ذوات بعضها على بعض ، إذ هو كلام الله وصفة من صفاته ، بل هو كله لله فاضل كسائر صفاته الواجب لها نعت الكمال } .
وهذا النقل للإجماع هو بحسب ما ظنه لازماً لأهل السنة ، فلما علم أنهم يقولون : القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، وظن هو أن المفاضلة إنَّما تقع في المخلوقات في الصفات ، قال ما قال . وإلاَّ فلاينقل عن أحد من السلف والأئمة أنه أنكر فضل كلام الله بعضه على بعض ، لا في نفسه ، ولا في لوازمه ومتعلقاته ، فضلاً عن أن يكون هذا إجماعاً )( 20) .(1/1854)
وأخيراً نقول : إن ابن عبدالبر اجتهد في هذه المسألة فأخطأ ، ومن اجتهد بقصد طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده لم يكلفه الله ما يعجز عنه ، بل يثيبه على ما فعله من طاعته ويغفر له ما أخطأ فيه فعجز عن معرفته والوصول إليه .
وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلاَّ المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه .
الحواشي السفلية
(1 ) انظر : رهان في علوم القرآن للزركشي 2/67 - 73 النوع الثامن والعشرون : هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ .
( 2) انظر : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/1131 - 1134 النوع الثالث والسبعون في أفضل القرآن وفاضله .
( 3) الاستذكار 8/116 ، 117 .
( 4) البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/67 - 69 .
( 5) انظر كتاب القرطبي : التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم ص 40 - 44 ، وقد رجح أن القول الصحيح هو القول بالتفضيل .
( 6) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/1131 ، 1132 ، باختصار .
( 7) حديث صحيح أخرجه النسائي في فضائل القرآن رقم [36] ص 72 ، وقال محققه فاروق حماده : إسناده صحيح . وانظر : الترغيب والترهيب للمنذري 2/342 رقم [2151] .
( 8) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن ، باب : فضل فاتحة الكتاب رقم [5006] ص 995 .
( 9) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ، باب : فضل { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } رقم [5013] ص 996 .
( 10) من كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية ، تأليف : عبد الله بن يوسف الجديع ص 187 - 191 بتصرف يسير واختصار .
( 11) وهي مطبوعة بتحقيق فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي ، نشر دار الكتاب العربي ، وهي أيضاً مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى 17/5 - 205 .
( 12) انظر : الرسالة السابقة ص 91 .
( 13) التمهيد 19/231 .
( 14) من كلال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الرسالة السابقة ص 167 .
( 15) فتح الباري 8/8 .(1/1855)
( 16) رواه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب : الدعاء رقم [1493] 2/166 ، 167] ، والترمذي في الدعوات ، باب : جامع الدعوات رقم [3475] 5/481 ، 482 ، وقال : هذا حديث حسن غريب . وغيرهما من أهل السنن ، وهو حديث صحيح كما في صحيح سنن أبي داود رقم [1324] 1/279 ، وصحيح سنن الترمذي رقم [2763] 3/163 .
( 17) رواه البخاري في كتاب التوحيد ، باب : قول الله تعالى : { وَيُحَذِّرُكُمُ ا؟للَّهُ نَفْسَهُ ,) } [ آل عمران : 28 ] رقم [7404] ص 1410 ، ومسلم في كتاب التوبة ، باب : في سعة رحمة الله تعالى ، وأنها سبقت غضبه رقم [2751] ص 1100 ، 1101 .
( 18) رواه مسلم في كتاب الصلاة رقم [486] ص 201 .
( 19) باختصار من رسالة ابن تيمية السابقة ص 101 - 104 .
( 20) من رسالة ابن تيمية السابقة ص 87 .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-27-2003, 02:25 PM
وجدت لابن عبدالبر رحمه الله كلاماً خالف فيه ما قرره سابقاً من عدم جواز التفضيل بين آيات القرآن وسوره
قال رحمه الله في شرحه لحديث فضل الفاتحة وأنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها : ( وأمَّا قوله - عليه السلام - لأبيّ : { حتى تعلمَ سورة ما أنزل الله في القرآن ، ولا في التوراة ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في القرآن مثلها } فمعناه مثلها في جمعها لمعاني الخير ، لأن فيها الثناء على الله بما هو أهله ، وما يستحق من الحمد الذي هو له حقيقة لا لغيره ؛ لأن كلّ نعمة وخير فمنه ، لا من سواه ، فهو الخالق الرازق ، ولا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، وهو المحمود على ذلك ، وإن حُمد غيره فإليه يعود الحمد .
وفيها التعظيم له ، وأنه رب العالم أجمع ، ومالك الدنيا والآخرة وهو المعبود المستعان .
وفيها تعليمُ الدعاء إلى الهدى ، ومجانبة طريق من ضلّ وغوى ، والدعاءُ لبابُ العبادة ، فهي أجمع سورة للخير ، وليس في الكتاب مثلها على هذه الوجوه ، والله أعلم .(1/1856)
وقد قيل : إن معنى ذلك لأنها لاتجزيء الصلاة إلاَّ بها دون غيرها ، ولايجزئ غيرها عنها ، وليس هذا بتأويل مجمع عليه )[ الاستذكار 4/186 - 187 . ] ا هـ .
قلت : فهذا كلام ابن عبدالبر - رحمه الله - في معنى كون الفاتحة أعظم سورة في القرآن ، وأن الله لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها ، وأن ذلك راجع إلى ما اشتملت عليه من المعاني العظيمة التي لاتوجد في غيرها من سور القرآن .
وابن عبدالبر إذ يقرر هذا فهو يخالف ما ذهب إليه من القول بعدم التفضيل لبعض القرآن على بعض ، إذ مقتضى كلامه هنا أنها أفضل من غيرها ، وأنه ليس هناك سورة مثلها ، وهذا هو الصحيح الذي تدل عليه الأحاديث .
ولو أنه قال هنا في معنى كونها أفضل سورة وأعظم سورة في القرآن بمقتضى ما ذهب إليه من عدم التفضيل لكان المعنى : أن ثوابها أعظم من غيرها ، كما قال بذلك ابن التين ، كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان .
وهذا يدل على أن القول بالتفضيل هو الذي لاتدل النصوص الصريحة الصحيحة إلاَّ عليه كما سبق تقريره .
---
سليمان داود
07-21-2004, 12:00 PM
[size=4]وتأكيدا لما تفضل به أستاذنا العزيز أبو مجاهد العبيدي
أضيف
ان التوراة والانجيل والزبور
وصحف ابراهيم كلها من عند الله
فلماذا لانتعبد بها لو كانت بنفس المستوى؟؟؟
أن الحديث القدسي؟؟؟ أيضا هو كلام الله
ولايجوز التعبد به؟؟ كالقرآن
وأريد هنا أن أضرب مثلا ولله المثل الأعلى
هب أنك أرسلت رسالة الى شخص عزيز
سيكون وقعها أمر عادي؟؟؟
لكن لو أن هذه الرسالة كانت قصيدة شعرية بليغة
فمن المؤكد سيكون وقعها أعظم؟؟
فكيف اذا كانت برقيه ؟؟ عاجلة ؟؟ مختصرة؟؟ بليغة؟؟
من هنا نقول كما قال السلف
ان الله جمع الكتب السماوية كلها؟؟؟ في القرآن
ففيه خبر من كان قبلنا وفيه شريعتنا وفيه خبر مايكون الى أن يرث الله الأرض ومن عليها
على الرغم من أن الكتب السماوية السابقة كلها من عند الله
وفيها الموعظة والحكمة(1/1857)
وكذلك أم الكتاب هي مختصر للقرآن كله لما فيها من البلاغة والاعجاز والايجاز البليغ
من هنا جاءت أفضليتها وعظمتها وتفضيلها على سواها؟؟
والحديث يمكن أن يكون أطول ويكون له شواهد أكثر لكنني آثرت الايجاز وتأكيدا لما تفضل به الشيخ
العبيدي
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وآخر دعوانا
الحمد لله رب العالمين
---
(1/1858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الشيخ عبدالحميد كشك، ماذا تعرف عنه ؟
---
تفسير الشيخ عبدالحميد كشك، ماذا تعرف عنه ؟
---
هلال بن بلال
05-29-2003, 06:33 PM
بسم الله والحمد لله
في رحاب القرآن تفسير للشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله . فمن من الأعضاء يفيدنا بنبذة عن هذا التفسير ، وكيفية الحصول عليه.
---
منير العتيبي
10-19-2003, 01:49 PM
ألا رجل يخبرنا عن هذا التفسير
---
محب
10-21-2003, 02:05 AM
" فى رحاب التفسير " .. تفسير للقرآن للشيخ عبد الحميد كشك .
ليس عندى نسخة كاملة من التفسير ، لكن عندى بعض الأجزاء منه ، كنت قد اشتريتها وقت أن كان يصدر .. على أجزاء .. انتهت حوالى سنة 1994 م .. سأحاول ـ إن شاء الله ـ أن أتكلم عنه على ضوء القليل الذى عندى .
صدر التفسير من " المكتب المصرى الحديث "
2 شارع شريف ـ عمارة اللواء ـ تليفون : 3934127 القاهرة ..
7 شارع نوبار ـ المنشية ـ تليفون : 4826602 الإسكندرية ..
فاكسيمللى القاهرة : 3475427 ( 00202 )
تلكس : E.N.I 94312
ينتهى تفسير سورة النجم عند صفحة ( 6043 ) .. والصفحات من القطع الكبير .
يصدر الشيخ ـ رحمه الله ـ تفسير السورة بمقدمة قصيرة جداً فى سطور قلائل ، ينقلها عن صاحب " البصائر " .. مثال ذلك :
تفسير سورة النجم
مقدمة
قال صاحب البصائر : السورة مكية بالاتفاق
عدد آياتها : اثنتان وستون
وكلماتها : ثلاثمائة وستون
وحروفها : ألف وأربعمائة وخمسون
مجموع فواصل آياتها ( واهن )
سميت النجم لمفتتحها
يلى ذلك فقرة بعنوان " مقصود السورة " ، يحاول فيها الشيخ أن يجمع مقاصد السورة الرئيسية بإيجاز .(1/1859)
وقد يلى ذلك فقرة بعنوان " المتشابهات " ، يعرض فيها للآيات المتشابهة فى السورة ، سواء مع آيات أخرى فى السورة أو خارجها .. مثال ذلك من سورة النجم : " إن يتبعون إلا الظن " تكررت فى السورة ، وقوله : " ما أنزل الله بها من سلطان " تكررت فى غيرها .. وقد يحاول الشيخ غالباً " فك " التشابه بكلمات قلائل ، وقد يكتفى بالرصد فقط .
ثم يتكلم عن " مناسبتها لما قبلها " ، محدداً وجوه المناسبة بالأرقام ، مختصراً كلامه بلا تطويل .
ثم يشرع ـ رحمه الله ـ فى تقسيم السورة إلى " مقاطع " ، مشابهاً فى ذلك لصنيع سيد ـ رحمه الله ـ فى الظلال .. وقد يضع عنواناً للمقطع أو الدرس يوضح محتواه .
أما عن صنيعه داخل المقطع أو الدرس من السورة .. فهو يبدأ بفقرة عنوانها " معانى المفردات " .. يسرد فيها الألفاظ الغريبة سرداً سريعاً ، مبيناً معانيها بإيجاز غير مخل أبداً .
يتبع ذلك بفقرة عنوانها " المناسبة وإجمالى المعنى " ، يبين فيها مناسبة المقطع لما قبله ، ويوضح مجمل معناه بعبارات واضحة جلية بلا تطويل .
ثم يتبعها بفقرة عنوانها " التفسير " .. يتكلم فيها ـ بلا اختصار ـ على الآيات .
وهو ـ رحمه الله ـ فى تفسيره يكثر النقل بشدة ، لكنه ـ والحق يقال ـ يسوقك من نقل إلى نقل دون أن يتشتت فكرك ، أو يضيع تركيزك .
وهو ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وغالب هذه الأحاديث ، بالإضافة للعزو السريع منه فى المتن ، فهى مخرجة فى الهامش تخريجاً جيداً .
كما ينقل عن الصحابة والتابعين بكثرة ، لكن غالباً لا يعزو هذه الآثار إلى الكتب المصنفة ، بل يكتفى بذكر قائلها ، كما أنها غالباً لا تخرج فى الهامش .
كما أنه ـ رحمه الله ـ ينقل عن علماء السلف بكثرة ، وإن كان غالباً لا يعزو النقول إلى الكتب المصنفة ، لا فى المتن ولا فى الهامش .. غالباً .(1/1860)
ولا تقتصر نقولاته ـ رحمه الله ـ على ذلك ، بل تعدت إلى النقل عن العلماء المعاصرين ، مثل أبو شهبة ، وعبد الله دراز وغيرهم .
وهو ـ رحمه الله ـ فى نقولاته ، لا يهتم أبداً بطولها إن طالت ، المهم عنده وصول الفكرة ، وحصول الفائدة .
ويتعرض ـ رحمه الله ـ كثيراً لمقولات المستشرقين ، مفنداً إياها ، وراداً عليها بردود بارعة ، غالباً ما يستند فيها إلى أقوال علماء الأمة .
وقد يقطع تفسير الآيات ، ليعقد مبحثاً ، حول مسألة تعرضت لها الآيات : إما لشدة أهميتها ودخولها فى أصل العقيدة ، مثل مبحث عن إعجاز القرآن فى سورة الطور ، اكتفى فيه بالنقل عن درة مؤلفات عبد الله دراز " النبأ العظيم " ، أفرد له صفحات وصفحات .. وإما لطول اللجج فى المسألة وأهمية توضيح رأى أهل السنة فيها ، مثل مبحث قصة الغرانيق فى سورة النجم .. وإما لعموم البلوى بالمسألة بين المسلمين ، مثل مبحث حكم الغناء فى آخر تفسير سورة النجم .. وإما لغير ذلك من الأغراض الملحة .
أما أسلوب الشيخ نفسه فى كل ذلك ، فهو أسلوب سهل سلس ، ورغم فائدته الجليلة للمتخصص ، إلا أنه أقرب لفهم المسلم غير المتخصص ، لا يتركه وحيداً وسط كل النقولات التى يأتيه بها ، بل يهتم به بالدرجة الأولى قبل غيره ، يلخص له ما طال ، ويشرح له ما غمض عليه ، ويلفته إلى جوانب الإعجاز ، ويأخذ بيده فى العمل بالقرآن .
هذا ما عندى حول تفسير الشيخ كشك رحمه الله ! ..
ولم أكن أنوى سوق ذلك ، أولاً : لأن ما عندى مجرد أجزاء معدودات من التفسير ، وثانياً : لأنى لست من أهل العلم وإن كنت أحاول التعلم ..
لكنها الضرورة دفعتنى لسوق ذلك على استحياء !
وجزاكم الله خيراً !
---
ماجد أحمد يحيى
09-24-2004, 07:32 AM
الأخوة الأعزاء / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1861)
لقد شرفني الله تبارك وتعالى بالعمل على طبع ونشر كتاب "في رحاب التفسير" للشيخ عبد الحميد كشك والذي استغرق اعداده وتجهيزه وصفه ومراجعته من الأزهر الشريف أكثر من 15 سنة متواصلة ، فمنذ أن تم منع الشيخ رحمة الله عليه من الخطابة في عام 1981 ميلادية وتم اعتقاله بقرارات من الرئيس السادات أثر أحداث هزت مصر وانتهت باغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981 رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم ومنذ ذلك الحين وتم منع الشيخ من المنابر والمساجد ولقاء أحبائه فكانت الضارة النافعة ، فبدد ظلمات لياليه بتفسير القرآن وأخذ يملي على تلامذته المقربين تفسير القرآن والذى أنعم الله عليه باتمامه واكتمال نشره في عام 1996 وقد صدر في 8260 صفحة من المقاس 20× 28 سم ويقع في 9 مجلدات
ويمكن الحصول عليه من الناشر : المكتب المصري الحديث القاهرة 2 شارع شريف هاتف 3934127كما يمكن زيارة موقع الناشر almaktabalmasry.com
كما يمكن تسجيل بياناتكم وطلب شراء من خلال الموقع وارسال شيك بالقيمة ويصلكم التفسير في أي مكان كنتم .
مهندس / ماجد أحمد يحيى
مدير المكتب المصري الحديث
---
الراية
09-24-2004, 09:35 AM
شكرا للجميع لنشر تراث العالم الجليل عبد الحميد كشك - رحمه الله ونور ضريحه -
ومن باب المشاركة
فهذه صوتيات للشيخ رحمه الله حول تفسير القران
مع سورة القمر
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=26711
فضل سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=21303
نظرة في سورة طه
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=13697
تفسير سورة الحاقة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5288
في ظلال القصص القرآني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5181
سورة المجادلة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5098(1/1862)
تفسير سورة القلم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4931
بقية الدروس والخطب على هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=39
---
د. هشام عزمي
10-17-2004, 09:53 PM
السلام عليكم ،،
و كم هو ثمن التفسير بمجلداته التسع يا سيادة المهندس ؟
---
ابواحمد
10-19-2004, 04:41 PM
هذا كلام العلامة الالباني في تفسير الشعراوي وعبد الحميد كشك
---
د. هشام عزمي
10-19-2004, 07:21 PM
و لكن هذا لا يمنع الاطلاع على تفاسيرهم و الاستفادة منها كما نستفيد من تفاسير القرطبي و الرازي و الزمخشري و البيضاوي و النسفي و أبي السعود و الجلالين ... و لكن العامي من الناس يستحسن أن يطالع ما فيه سلامة عقيدته .
---
طويلب علم صغير
10-19-2004, 08:59 PM
بارك الله فيك يا د. هشام
---
ابراهيم على محمد
08-11-2005, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته رد على الاخ ابو احمد (كلام الشيخ الالبانى رحمه الله) فاذا قراءت اخى فى هذا التفسير سوف تجد ان الالبانى رحمه الله مخطأ فى دعواة على عدم صحه عقيده الشيخ كشك رحمه الله
واليك ما ذكره الشيخ فى تفسيرة فمثلا عند ايه الاستواء ذكر رحمه الله قول الامام مالك وفى موضع اخر قال الاستواء معلوم اى فى اللغه والكيف مجهول وفى ايه المجىء قال رحمه الله بلا كيف و لا تمثيل وهكذا مرر رحمه الله الايات الاخرى وفى سورة ال عمران عندما تكلم عن اختلاف الاقوال بين السلف و الخلف كان رحمه الله منصف فقال راى السلف اصلح والخلف احكم وقرر هو رحمه الله مذهب السلف ولم يكن كغيرة من اهل العلم الذين اتهموهم بالبدعه والضلال فبدل من الانسياق اطلع عليه لتعرف الحقيقه ولان اكون مبالغ اخى ان قلت انك وغيرك لت تجد تفسير لا فى القديم و الحديث بروعه وشموله(1/1863)
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه. ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
وبعد أيها الأخوة الكرام..
فأثناء مروري بأحد المنتديات وجدت لأحد أصحاب الأفكار القرمطية كلاماً حول الشيخ عبد الحميد كشك يصفه بـ (مولانا) وأنه كلمه وحادثه ووو إلخ التمسح، فخشيت أن يظن أحد من القراء أن الشيخ كشك رحمه الله على عقيدة هذا المبتدع هداه الله إلى الصراط المستقيم . . فكتبت هذا الموضوع المختصر إيضاحاً مني لمخالفات الشيخ كشك للأفكار القرمطية.!!
1- يقول الشيخ كشك رحمه الله في معنى "الرحمن الرحيم" : (( والراجح ما ذهب إليه ابن القيم وهو أن الوصف الأول دال على الرحمة الثابته له سبحانه والثاني يدل على تجدد الأفعال المتعلقة بهذه الصفة )) في ظلال الإيمان ص25 طبعة مكتبة التراث الإسلامي.
التعليق: تجدد الأفعال المتعلقة بهذه الصفة الثابته له يسميه المبتدعة ! حلول الحوادث ! ويكفر صاحب الأفكار القرمطية من قال بهذا !!؟ فتأملوا !
2- تحت باب "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" قال: ((..فهذا كتاب تناولت فيه القاعدة الأساسية في الإسلام وهي أن القرآن هو الأساس في العصمة من الزلل وهو المنجي إذا احتدمت الفتن وهو المنقذ من الضلال والهادي إلى النور إذا ادلهمت الخطوب.
تناولت فيه الآيات الدالة على توحيد الأسماء والصفات كما تناولت إخلاص العبادة بأنواعها..)) ص66(1/1864)
ثم قسم الشيخ أنواع العبادات إلى عبادات قلبية: وهي ما ترجع إلى عمل القلب مثل الخوف والحب والإخلاص والتوكل وغيرها… وعبادات قولية: وهي ما يتعلق باللسان وهي كثيرة جداً وعبادات بدنية: وهي ما يتعلق بالجوارح وهي أيضاً كثيرة ومعلومة فأفضلها الصلاة وعبادات مالية:وهي التي تعبد الله عباده بها في أموالهم من زكاه وذبائح ونذور.إلخ
وكلامه فيها رائع مهم جاء فيه:
3- قال في الخوف: ( ومن هنا يعلم ضلال من زعم من الصوفية أنه لا يعبد الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته كما يذكرون ذلك عن رابعة..)ا.هـ المقصود
4- وقال في التوكل: (فالتوكل لا يقوم على إهمال الأسباب ولكن يقوم على إعمالها واحترامها كونها أسباباً إنما بمشيئة الله وحكمته ومن هنا يعلم أن ما يدعيه الجهلة من المتصوفة وغيرهم من أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل وأن كمال التوكل في القعود وترك العمل ولقد كان فهم التوكل بهذ المعنى الصوفي الأحمق سبباً كبيراً في تأخرهم وانحطاطهم في العصور المتوسطة التي فشا فيها الجهل والتقليد وراج فيها الدجل الصوفي الخبيث) ص73
5- قال في الاستغاثة : ( وهي طلب الغوث والنجدة ولا يصح أن يستغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فإن ذلك شرك…) ص83
6- ثم قال الشيخ: ( ومما تقدم يعلم أن ما يجري على ألسنة العوام من دعاء لغير الله أو استغاثة به أو غلو في مدحه أو استشفاع وتوصل به أو حلف باسمه أو طلب المدد والبركة منه كل ذلك شرك يجب على العلماء أن ينبهوا الناس إلى عظيم خطره وسوء عاقبته بدلاً من أن يلهوا عقولهم بذكر حكايات الصوفية كرابعة العدوية وغيرها ) ص84
فتامل كلامه هنا وكلام صاحب الأفكار القرمطيه في منتداه !!
7- تحت باب توحيد الأسماء والصفات(1/1865)
يقول الشيخ كشك رحمه الله: ( بعد ما تبين لنا أن الإخلاص واجب في عبادة الله وفي اعتقاد ألوهيته وربوبيته رأينا أن نسجل هنا عقيدة الفرقة الناجية التي بشر بها الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم في حديث الفرق وعلى رأس تلك العقائد التي تنجي صاحبها من خزي الدنيا وعذاب الآخرة أن يعلم المسلم توحيد الله وصفاته اعتقاداً كاملاً علماً وعملاً.
يقول العلماء إن اعتقاد الفرقة الناجية إلى قيام الساعة هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه من غير تحريف في كتابه ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأن الله سبحانه لا سمي له ولا كفء له…) إلخ ص89
ثم ذكر الآيات الدالة على صفاته فذكر مثلاً في صفة اليد آيتين وهما (( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ))
وقوله تعالى: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ))
8- ثم ذكر الأحاديث الدالة على صفاته وهي أحاديث كل المبتدعة تكرهها وأكثرها آحاد !! بل بعضها علق عليها كما سيأتي بقوله"حديث حسن"!! ولم يقل صحيح!!
قال: ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك.
فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )) متفق عليه(1/1866)
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته))
وقوله: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة))(متفق عليه)
وقوله: ((عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره ينظر إليكم أزلين قانطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب))(حديث حسن)
... )) إلخ الأحاديث
9- ومن ضمن الأحاديث التي أوردها الشيخ كشك و وصف الرسول بها ربه عز وجل!! من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول ووجب الإيمان بها!! حسب تعبير الشيخ حديث الجارية !
قال الشيخ : ((وقوله للجارية أين الله قالت في السماء… قال من أنا قالت أنت رسول الله ...قال:أعتقها فإنها مؤمنة. رواه مسلم )) ص97
أين الشيخ كشك ممن يقول أن الرسول أقر الجارية على الحلول !!!!!؟
وحسب الفكر القرمطي فالشيخ يستدل بهذا الحديث ويوجب الإيمان به !! فهو مقر بالحلول أيضاً..! وذلك كما أسلفنا حسب الفكر القرمطي..
الله المستعان.. والموعد الصبح..أليس الصبح بقريب!!
اللهم ارحمه وبلغه منازل الصديقين والشهداء إنك على كل شيء قدير وبلغنا معه ووالدينا وجميع المسلمين…
كتبه : فيصل وسقت لك ما كتبه احد الاخوة للتوقف عن نشر اباطيل حول هذا العالم المجاهد الجليل وشكرا لكم ابراهيم على محمد
---
(1/1867)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعليق على الوقف اللازم في قوله تعالى : ( ماذا أراد الله بهذا مثلا )
---
التعليق على الوقف اللازم في قوله تعالى : ( ماذا أراد الله بهذا مثلا )
---
مساعد الطيار
11-03-2003, 06:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:
فقد طلب مني بعض الإخوة في هذا الملتقى أن أطرح بعض المسائل التي ناقشتها في رسالة الماجستير ، وكانت بعنوان ( وقوف القرآن وأثرها في التفسير ) ، وقد استحسنت هذه الفكرة ، فرأيت أن أطرح منها ما تيسر.
وسأبدأ هذا الطرح بالتعليق على أول وقف لازم في مصحف المدينة النبوية ، وهو الوقف الوارد في قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26).
فأقول مستعينًا بالله :
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى :(مثلاً) الثانية.
فما معنى الكلام بناءً على هذا الوقف ؟
إن لزوم الوقف على قوله تعالى :(مثلاً) يدل على انفصال الجملة من قوله تعالى : ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ) عمَّا بعدها، فتمَّ هنا كلام الكفار.
ثم أعقبه الله جل ذكره ببيان فائدة المثل بقوله تعالى : (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً ) ، فهذا من الله ابتداءُ كلامٍ تعقيباً على قولهم ، و رداً عليهم.
وما الإشكال الوارد في الوصل لو وصل القارئ ؟(1/1868)
ولو وصل القارئ قوله تعالى : (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا ) لأوهَمَ أن قوله تعالى : (يضل به كثيراً … ) من تمام قول الكفار .
وقد أورد المفسرون هذين المعنيين السابقين ، و اختار أكثرهم الوقف على قوله تعالى : (مثلاً ) ، وأعلُّوا المعنى الثاني .
قال أبو جعفر الطبري :(يعني بقوله جل و عز : (يضل به كثيراً ) يضل الله به كثيراً من خلقه , و الهاء في (به) من ذكر المثل ، و هذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدأ ، و معنى الكلام أن الله يضل بالمثل الذي يضر به كثيراً من أهل النفاق و الكفر )) (1)
ثم استدل لصحة هذا الوقف بما جاء في سورة المدثر من قوله تعالى : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض و الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل به من يشاء و يهدي من بشاء ) .
قال الطبري : (( وفيما في سورة المدثر من قول الله : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) ما ينبئ عن أنه في سورة البقرة كذلك مبتدأ ، أعني قوله : (يضل به كثيراً ) )) (2).
وقد تبع الطبريَّ في الاستدلال بهذه الآية على صحة الوقف في آيه البقرة أبو جعفر النحاس حيث قال : (( والأَولى في هذا ما قاله أبو حاتم ، والدليل على ذلك ... )) (3) . ثم ساق آيه المدثر .
و قال الشوكاني : (( وقوله : ( يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً ) هو كالتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بـ(أما) ، فهو خبر من الله سبحانه )) (4).
و قال ابن جزي الكلبي : (( (يضل به ) من كلام الله جواباً للذين قالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا ، وهو أيضاً تفسير لما أراد الله بضرب المثل من الهدى والضلال )) (5).
و ممن اختار هذا المعنى : السُّدِّيُّ ، ومقاتل ؛ كما نقل ذلك عنهما ابن الجوزي في تفسيره (6) .
واختاره السجاوندي (7) ، وأبو حيان في تفسيره (8) ، ومن نقلتُ أقوالَهم فيما سبق .(1/1869)
و اختار المعنى الثاني ـ وهو أن يكون الكلام من تمام كلام الكفار ـ : الفراء (9) وابن قتيبة (10) .
قال الفراء : (( وقوله : (ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً) ؛ كأنه قال ـ والله أعلم ـ : ماذا أراد الله بهذا بمثل ـ لا يعرفه كل أحد ـ يضل به هذا ويهدي به هذا . قال الله : ( وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ)(البقرة: من الآية26) )) (11).
وقد اعتُرضَ على قول الفراء بما يأتي :
أن الكافرين لا يُقرُّون بأن في القرآن شيئاً من الهداية ، ولا يعترفون على أنفسهم بشيء من الضلالة (12).
و قال أبو حيان ـ مناقشاً لهذا القول ـ : (( واختار بعض المعربين والمفسرين أن يكون قوله تعالى : ( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً)(البقرة: من الآية26) في موضع الصفة لمثل … فعلى هذا يكون من كلام الذين كفروا ، وهذا الوجه ليس بظاهر ؛ لأن الذي ذكر أن الله لا يستحيي منه هو ضرب مثلٍ ما ؛ أيِّ مثلٍ كان : بعوضة أو ما فوقها ، والذين كفروا إنما سألوا سؤال استهزاء وليسوا معترفين بأن هذا المثل يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً إلا إن ضَمَّن معنى الكلام : إن ذلك على حسب اعتقادكم وزعمكم أيها المؤمنون ، فيمكن ذلك ، ولكن كونه إخباراً من الله تعالى هو الظاهر )) (13).
أقوال علماء الوقف :
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ :
الأول : أنه تام ، وبه قال أبو حاتم ، وأبو جعفر النحاس (14).
الثاني : أنه حسن ، وبه قال أبو العلا الهمذاني (15).
الثالث : أنه لازم ، وهو قول السجاوندي (16).
الرابع : التفصيل بين الكفاية والجواز ، وهو قول الأشموني ، حيث قال : (( كافٍ ، على استئناف ما بعده جواباً من الله للكفار . وإن جُعل من تتمَّةِ الحكاية عنهم كان جائزاً (17) )) (18).(1/1870)
هذا ، وقد سبق ذكر الوجه التفسيري المترجح ، وهو قول الجمهور ، حيث جعلوا قوله تعالى : ( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً)(البقرة: من الآية26) من قول الله استئنافاً للردِّ على الكفار . وبهذا الوجه يكون الفصل بين الجملتين بالوقف هو المرجَّح ، وهذا يتناسب من حكم عليه بالتمام والكفاية واللزوم .
وكونه كافياً أقرب ؛ لأن الجملة فيها ردٌّ على ما سبق من كلام الكفار ، وبهذا تكون مرتبطة بما قبلها من جهة المعنى ؛ لأن الحديث عن ضرب المثل لم يتمَّ بعد . والعلة التي ذكرها السجاوندي تجعل تخيُّر الوقف على هذا الموضع أولى ، وإن كان كافياً .
أما حكم أبي العلاء الهمذاني عليه بأنه حسن , وكذا ما ذكره الأشموني من أنه إن جعل من تتمه الحكاية عنهم كان جائزاً فهو موافق لاختيار الفراء التفسيري , وقد سبق الرد عليه .
ــــــــــــــ
( ) تفسير الطبري 1 : 181 .
(2) تفسير الطبري 1 : 181 .
(3) القطع والائتناف 129 .
(4) فتح القدير 1 : 57 ، وهو بنصه في فتح البيان ، لصديق خان 1 : 94 ، وانظر : تفسير القرطبي 1 : 209 ، وروح المعاني 1 : 209 .
(5) تفسير ابن جزي 1 : 42 .
(6) زاد المسير 1 : 43 .
(7) علل الوقوف 1 : 89 .
(8) البحر المحيط 1 : 125 .
(9) معاني القرآن 1 : 23 .
(10) انظر : زاد المسير 1 : 43 .
( 1) معاني القرآن 1 : 23 .
(2 ) انظر : فتح القدير 1 : 57 ، وفتح البيان 1 : 94 .
(3 ) البحر المحيط 1 : 125 .
(4 ) انظر : القطع والائتناف 129 .
(5 ) الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي 1 : 44 .
(6 ) علل الوقوف 1 : 89 .
(7 ) قال الأشموني في منار الهدى (ص : 10 ) عن مصطلح الجائز : (( … ثمَّ الأصلح ، وهو الذي يعبر عنه بالجائز )) . ولم يشرح بأكثر من هذا .
(8 ) منار الهدى 37 .
---
عبدالرحمن الشهري
11-10-2003, 01:55 AM(1/1871)
جزاك الله خيراً أبا عبدالملك على هذا الموضوع النافع ككل مشاركاتكم وفقكم الله. وجزى الله من أشار عليك بذلك خيراً ، ويا حبذا لو واصلت هذه الوقفات عند الوقوف ، فأكثر منها بارك الله فيك ، فبهذا التطبيق لمسائل علوم القرآن والتجويد يتضح مدى أهميتها وأثرها في التفسير ، وارتباطها به ارتباطاً وثيقاً. وفقك الله ونفع بك أخي الكريم.
---
(1/1872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحقيق تفسير الثعلبي في رسائل جامعية
---
تحقيق تفسير الثعلبي في رسائل جامعية
---
متعلم
09-25-2003, 02:35 PM
فقد اخذ عدد من طلبة العلم من ذوي الرسائل الجامعية في جامعة ام القرى تفسير الثعلبي واظن ان عددهم عشرة ، يقومون بتحقيق الكتاب وتخريج الاحاديث ...
وأول رسالة يتم مناقشتها السبت 1 \ 8 \ 1424هـ بإشراف الدكتور أمين باشا ، والرسالة الى سورة آل عمران .
---
أحمد البريدي
09-25-2003, 11:26 PM
هذا المشروع قديم وشارك فيه أكثر من العدد الذي ذكرت ,وكنت أحدهم , وأول رسالة نوقشت في تفسير الثعلبي هي رسالتي في تحقيق آخر القرآن .
---
متعلم
10-01-2003, 03:35 PM
اشكرك على هذا التوضيح والافادة .
واوضح اني لم اقصد اول رسالة بل قصدت انه يتم مناقشتها في ذلك اليوم المذكور ولكن سبق قلم ، ثانيا علمت من احد الدكاترة في الكلية انه تم من مشروع الرسالة في تحقيق تفسير الثعلبي 80 % تقريبا ..
مع تحياتي للأستاذ احمد البريدي ..
---
ابو اويس
10-13-2003, 11:48 PM
السلام عليكم ابلغني احد الاخوة من السعودية ان التفسير طبع في ايران طبعة مليئة بالاخطاء ولكنها كاملة وان عنده نسخة منه
---
أبو صفوت
10-16-2003, 11:06 PM
شيخنا الدكتور / البريدي هل طبعت رسالة الدكتوراة التي قمت فيها بتحقيق جزء من كتاب الثعلبي وأين نجدها في دور النشر وإذا لم تطبع فهل يمكنني الحصول على نسخة منها ؟
جزاكم الله خيرا
---
أحمد البريدي
10-17-2003, 09:55 PM
الأخ أبو صفوت وفقه الله :
رسالتي في تحقيق الثعلبي رسالة ماجستير , وهي لم تطبع إذ هي جزء من الكتاب ومن غير المناسب طباعة الكتاب نا قصاً, وأما الدكتوراه فما زلت أعدها يسر الله إتمامها .
أما بشأن الحصول عليها فأرجو المراسلة عبر الرسائل الخاصة .(1/1873)
وأما المطبوع فهو ليس كاملا فيما أطلعت عليه ,ففيه نقص في آخر القرآن , ومليئ بالتصحيفات .
يسر الله خروج الكتاب محققاً .
---
(1/1874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا عن مكتبة الصحابة بالشارقة الطبعة الأولي من (علم التفسير أصوله وقواعده)
---
صدر حديثا عن مكتبة الصحابة بالشارقة الطبعة الأولي من (علم التفسير أصوله وقواعده)
---
د.يسري خضر
03-25-2007, 11:37 PM
صدر حديثا عن مكتبة الصحابة با لشارقة الطبعة الأولي من (علم التفسير أصوله وقواعده) للدكتور خليل الكبيسي وقد قسمه إلي قسمين
القسم الأول عن مبادئ التفسير وأصوله وفيه خمسة
فصول
الفصل الأول :مفهوم التفسير وأهميته
الفصل الثاني :نشأة التفسير وتطوره
الفصل الثالث:أقسام التفسير
الفصل الرابع:أصول التفسير وضوابطه
الفصل الخامس:طبقات المفسرين
أما القسم الثاني فقد خصصه لبيان قواعد التفسير وقسمه إلي ثلاثة فصول
الفصل الأول:قواعد الدلالة في القران الكريم
الفصل الثاني:قواعد لغوية يحتاج المفسر إلي معرفتها
الفصل الثالث:معرفة معاني الأدوات التي يكثر استعمالها
هذا والكتاب يقع في 384صفحة من القطع المتوسط
---
أبو صفوت
03-28-2007, 11:34 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ليتك تذكر مكان بيعه وكيف يمكن الحصول عليه
---
د.يسري خضر
03-28-2007, 11:39 AM
اخي الكريم وجدته في مكتبة الرشد
---
(1/1875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما منهج أبي بكر الصديق في تدوين القراءات؟
---
ما منهج أبي بكر الصديق في تدوين القراءات؟
---
أحمد القصير
04-14-2005, 05:42 PM
المشهور في كتب علوم القرآن أن الصحف التي أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بكتابتها كانت مشتملة على الأحرف السبعة، فهل من دليل على كونها كذلك؟ وما المنهج الذي اتبعه في الرسم عند تعدد القراءات في آية ما؟
---
مساعد الطيار
04-16-2005, 02:23 PM
أخي الكريم أحمد القصير
سؤالك هذا من عويص مسائل علوم القرآن ، وهو من المشكلات في جمع القرآن الكريم ، وسأدلي لك ببعض الأفكار حول هذه المسألأة ، وهي ليست نهائية ، بل ما زالت قيد المدارسة والنقاش ، وإن كنت أميل إليها ، فأقول :
أولاً : هذا الحكم يُبنى على معنى الأحرف السبعة عند القائل به ، وذلك ما لم أره قد تبيَّن عند من قال به .
ثانيًا : هل المراد بالكتابة حفظ النصِّ المقروء بجميع صورِه ، أم حفظ أصل يُرجَعُ إليه في حال الاختلاف ، ويكون مستندًا لمن يجيء بعد أبي بكر رضي الله عنه ؟
وجواب ذلك أن كتابة النصِّ بجميع صوره المقروءة ممكنة عقلاً فيما يمكن رسم صورته ، وممتنعة فيما يتعلق بالصوتيات ؛ كالإمالة والإدغام والإشمام وغيرها .
لكن هل ثبت يقينًا أنه كتب جميع الصُّورِ المنطوق بها ؟
الذي بين أيدينا من المصحف العثماني فيه بعض صور المرسوم التي استُغني عن كتابتها ، وثبتت قراءته بوجهين ، ومن ذلك ( الصراط ، ضنين ، لأهب ).(1/1876)
قال أبو داود سليمان بن نجاح في كتابه مختصر التبيين لهجاء التنْزيل ( 4 : 828 ) : (( وكتبوا في جميع المصاحف ( لأهب ) بلام ألف ، وقرأ نافع من رواية ورش عنه ، والحلواني وسالم بن هارون عن قالون ، وأبو عمر بياء مفتوحة بين اللام والألف على إخبار المتكلم ، وكذا روى إسماعيل والمسيبي عن نافع وأحمد بن صالح عن قالون عنه ، وابن جبير عن أصحابه )) .
وهذا يدلك على أنه لا يلزم كتابة جميع صور المقروء ، بل الاعتماد على المحفوظ من المقروء هو المقدَّم في هذا الباب ، لكن لا يوجد نقص في لفظة ، بحيث تُقرأ ولا توجد لها صورة مرسومة .
وبهذا يمكن القول بأن كتابة المصحف في عهد أبي بكر حوت صورة المقروء ، ولو أهملت بعض وجوه الاختلاف في المرسوم ؛ لأنَّ المقصود الأكبر الاحتفاظ بالقرآن مكتوبًا ، وما قام به أبو بكر ـ لو كان بوجه من وجوه المرسوم ـ متعيِّن في حفظ القرآن .
وفهم هذه المسألة ـ وهي علاقة الملفوظ بالمرسوم ـ تحلُّ إشكالات كثيرة فيما يتعلق بتدوين المصحف وجمعه .
ثالثًا : مما يمكن الاستناد إليه في هذا معرفة علاقة عمل عثمان في المصاحف بعمل أبي بكر قبله ، وهذا مما دخله الاحتمال العقلي ، حتى صارت هذه الاحتمالات ـ عند بعضهم ـ كاليقين ، وليس الأمر كذلك ، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ ما يأتي :
أنَّ عثمان أراد بعمله هذا أن يكون بين المسلمين مرجعًا يرجعون إليه ، ولا يختلفون فيه ، وكان عمدته في هذا عمل أبي بكر ، فأخذ ما في مصحف أبي بكر ، وفرقه بين المصاحف ـ إن كان كتبه بوجوه مختلفة من الرسم ، أو أضاف إليه رسم بعض الوجوه المقروءة ـ ولم يحذف منه شيئًا ، ومن زعم غير ذلك فعليه الدليل .(1/1877)
كما أنه يظهر أنَّ عمل أبي بكر كان جمعًا لمتفرِّقٍ ، حيث كان القرآن مكتوبًا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدوات متفرقة كما هو معروف ، فجمعه أبو بكر في مصحف واحدٍ ، ثم جاء عثمان ففرَّق ما في مصحف أبي بكر ، ولم يكتف بذلك ، بل أرسل مع كل مصحفٍ قارئًا يقرئ الناس بما في هذا المصحف ، وما ذاك إلا لأن القراءة قاضية على الرسم ، لذا قرأ بعضهم ( بظنين ، السراط ، ليهب ) مع اتفاق المصاحف بكتابتها بغير هذه الصورة .
كما أنَّ الأصل الذي يدل عليه العقل أن يكون عين المكتوب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عين المكتوب في عهد أبي بكروعثمان ، وإن كان ثمَّت اختلافٍ ففي طريقة كتابته ، وهو ما يدخل في باب التنوع في الرسم فحسب ، وإلا فالقرآن كاملٌ منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وما مات إلا وقد عُرِف ما هو قرآن باقٍ مما ليس بقرآن ، وجهل بعض الصحابة بشيء من ذلك لا يعني صحة اختلافهم مع إجماع غيرهم على خلافهم .
هذه بعض أفكار حول الموضع ، وإن لم تكن قد أجابة بعين ما نريد ، لكنها صالحة للمدارسة والمناقشة ، والله الموفق للصواب .
---
أحمد القصير
04-17-2005, 12:05 AM
أستاذي الكريم:
لعلك تلاحظ معي أن الروايات التي اهتمت بنقل أحداث وتفاصيل كتابة القرآن في عهد أبي بكر لا تكاد تجد فيها تعرضاً وتفصيلاً لمشكلة الأحرف السبعة، أفلا يكون هذا دليلاً على أن أصل هذه المشكلة لم يكن حينئذ، وفي نظري أن اللجنة المختصة بالكتابة لم تتعرض لمسألة الأحرف السبعة وكيفية تدوينها، ولو فعلت لواجهت بعض المشكلات والتي ستكون محل نقاش بين الصحابة رضوان الله عليهم، وبالتالي فإن الروايات ستسلط الضوء على شيء من هذه النقاشات لتنقل إلينا بعضاً منها، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، أفلا يكون هذا دليلاً على أن أصل المشكلة لم يكن حينئذ.(1/1878)
ومما يقوي هذا الاحتمال أن الروايات نقلت لنا تفاصيل أخرى هي أقل من مشكلة الأحرف السبعة، كالآية التي في آخر سورة التوبة حيث لم توجد إلا مع أبي خزيمة الأنصاري، وهذا مما يقوي دعوى أن مشكلة الأحرف السبعة لم تطرح في مشروع كتابة القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. والله تعالى أعلم.
---
مساعد الطيار
04-17-2005, 07:59 AM
أخي الكريم أحمد
أحسنت الاستدلال ، وأنا أوافقك في أنَّ مشكلة الأحرف السبعة لم تظهر لهم ، إذ لم ترد إشارة ـ ولو جزئية ـ إليها ؛ كما ذكرتَ ـ وفقك الله ـ في تعقيبك .
ومن الملاحظ أن كثيرًا ممن يناقش هذا الموضوع اليوم لا يؤمن بالمجملات ، ولا يعتدُّ بالنهايات ، فتراه ينقِّبُ عما لا يمكن وجوده ، فالنتيجة عندنا اليوم هي وجود هذا المصحف الذي كُتِب فيه كل القرآن ، وهو الذي أجمع عليه الصحابة ثمَّ تبعتهم الأمة ، سوى شُذَّاذٍ من الرافضة لا عبرة بهم في هذا .
وأقصد من ذلك : أن عدم وجود تفاصيل لهذا الجمع لا يطعن عليه كما يذهب إلى هذا بعض المغرضين من أعداء الدين ؛ سواءً من المنصرين أو المستشرقين التوراتيين أو ممن تبعهم من المستغربين .
وهذا الأمر قائم على علم الجدل ، ويمكن نقض أقوالهم بدون وجود هذه التفاصيل التي يتَّكئون على عدم وجودها .
ولقد استطردت عن أصل موضوعك ههنا قصدًا ؛ لأنبه أن بحثنا ـ نحن المسلمين ـ في هذه الأمور لا يعدو البحث العلمي للاستفادة والتحرير ، وليس غرض مثلي ومثلك ـ ولله الحمد ـ كغرض أولئك المستغربين أو أسيادهم .(1/1879)
ولقد قرأت كتاب الفيلسوف الكبير عبد الرحمن بدوي ( دفاع عن القرآن ضد منتقديه ) الذي عرض فيه نقد بعض المستشرقين والمنصرين للقرآن ، فإذا بي أزداد قناعة بتهافت ما عندهم من وجهات نظر ، وبقلة عقلهم في هذا الموضوع ، حتى إنهم ليتشبثون بسوء فهمهم فيكون لمن بعدهم حجة قوية ومنطقية ، ويصير ما كان ظنًّا واحتمالاً حجة علمية ، والموضوع ذو شجون ، لكني أردت التنبيه على هذا الأمر ، والله يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى .
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2005, 12:37 PM
حرَّرَ الدكتور عبدالحي الفرماوي في كتابه (رسم المصحف ونقطه) هذه المسألة تَحريراً جيداً لولا ضيق الوقت لنَقلتهُ للمُدارسةِ (103-109) ، وقد أشار إلى خطوات الكتابة في عهد الصديق رضي الله عنه ، ووقف عند هذه النقطة التي أشرتم إليها فأَشارَ إِلى أَنَّ زيداً كان يكتب القراءاتِ المتواترةَ المتلوةَ برسمٍ واحدٍ إِنْ أَمكنَ ، فإن لم يصلح رسمٌ واحدٌ لجميعِها كتبَ أَحدها في الأصل ، وكتب ما يُخالِفُهُ تَحته أو فَوقه أو بِهامش الآية ، أو بغير ذلك من الطرق التي يعرفون بِها أَنَّ للكلمة رسمين أو أكثر ، ثُمَّ قال: (وهذا الاحتمالُ وإِنْ كان بغيرِ دليلٍ كما نرى ، إِلاَّ أنَّه لا يوجد أيضاً ما يَمنعُ من قَبولهِ) ص 108
وكتب في الحاشية : (ويُبَرِّرُ لهم فعل ذلك أَنَّ هذه الصحف لم تكن مجموعةً لقراءة العامة فيها ، وإنَّما جُمعت لحفظ القرآن بين دفتين ، خشيةَ الضياع ، فلا ضررَ في كتابةِ رَسْمين مع الإشارة التي يَعلَمُ بها أولو العلم أَنَّهما رَسْمان صحيحان ، بِخلاف المصاحف العثمانية كما سنرى).(1/1880)
وربَّما يردُّ بعضُ الباحثين بعض الخطوات الدقيقة التي يُشِيْرُ إليها المؤرخون لجمع القرآن دون أن يكون لديهم رواية تاريخية يستندون إليها ، بأَنَّ هذا نوعٌ من التحري الدقيق لا يوافق ما كان سائداً عند العرب في بداية الإسلام من التواضع في أدوات الكتابة وطريقتها ونحو ذلك ، ولكنَّ المُدقِّق في أمرِ جَمعِ القرآن يَجدُ أَنَّ زيدَ بن ثابتٍ قد سارَ على خِطةٍ غايةٍ في الدقةِ والضبطِ والتحري ، وأَنَّه قد احتشدَ لِهذا غايةَ الاحتشاد ، وذلك على مرأى ومَسمعٍ مِن جَميعِ الصحابةِ ، لو كان أهلُ زماننا هم الذين قاموا بِها لَما وسِعَهم أَكثر مِمَّا قام به زيد بن ثابت رضي الله عنه في ذلك ، ثُمَّ إِنَّ الأمرَ قبل ذلك وبعدَه أمرُ حفظِ اللهِ سبحانهُ وتعالى للقرآن ، وتَهيئتهِ وهدايتهِ مَنْ قامَ على هذا العملِ إلى أقومِ طريقةٍ ، وأَسَدِّ سبيلٍ للنهوض بهذا الأمر ، وهذا ما كان والحمد لله.
---
خالد الباتلي
04-20-2005, 11:02 AM
أحسنتم نضر الله وجوهكم
ومع فتوري عن الكتابة في الملتقى - دون المتابعة – إلا أن هذا الموضوع حركني للكتابة لأهميتة، وهو موضوع لما ينضج في علوم القرآن ، وأرى أنه جدير برسالة علمية، أو بحث علمي محكم على الأقل، ليحرر تحريرا بالغا.
وأقترح أن يكون البحث عبر المراحل التالية:
1. جمع المرويات في الموضوع ، والاستقصاء في ذلك ما أمكن.
2. النقد والتمحيص لتلك المرويات، وتمييز المقبول منها من المردود.
3. التحليل لتلك المرويات والربط فيما بينها، وضم النظير إلى نظيره، وتدقيق النظر والاستنباط منها.
4. النظر في الدراسات السابقة لهذا الموضوع، ونقدها، ومقارنته بما تم التوصل إليه.
5. النتائج.
فمن ينبري لها يا أهل القرآن؟
والسلام عليكم،،،
---
(1/1881)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > خطر ملفات ad-aware التجسسية عليك
---
خطر ملفات ad-aware التجسسية عليك
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:47 AM
الكثير منها لديه القدرة على سرقة أرقام بطاقات الإئتمان وكلمات السر ، كما أن غرضها التجاري قد زاد بصورة مخيفة في الآونة الأخيرة وبشكل أصبح يمثل إزعاجاً مفرطاً بل وتهديداً كبيراً ، ليس فقط لحرية المستخدم الشخصية ولكن أيضاً لسلامة وحسن أداء جهازه ، فهذه البرامج تستغل الكثير جداً من موارد الجهاز ومن سعة قناة إتصاله بالإنترنت وتبطىء عمل الجهاز وسرعة الإنترنت بشكل كبير ، وأحياناً تؤدي إلى توقف الجهاز عن العمل تماماً ، بل أنها قد تتنافس فيما بينها تنافساً حاداً إن كان الجهاز مصاباً بالكثير منها مما يؤدي إلى الإنهيار التام لنظام تشغيل الجها
---
(1/1882)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يمكن القول بأن سورة التوبة انما هي في جهاد الطلب ؟؟
---
هل يمكن القول بأن سورة التوبة انما هي في جهاد الطلب ؟؟
---
ابواحمد
08-21-2005, 05:32 PM
وهل قال بهذا احد من المفسرين او غيرهم من اهل العلم وجزاكم الله خيرا.
---
ابواحمد
08-30-2005, 06:11 AM
كنت اتصور ان هذا السؤال سهل ، لكن الذي يظهر انه يحتاج الى مزيد بحث ,,
ارجو من الاخوة التفاعل ...
---
ابواحمد
09-07-2005, 01:58 AM
للرفع والتذكير
---
ابواحمد
09-16-2005, 06:06 AM
للمشاركة والاحتساب
---
أبو صلاح الدين
09-16-2005, 02:56 PM
يقول العلامة المستشار فيصل مولوي: علَة القتال: الحرابة وليس الكفر:
بحث الفقهاء في مباحث الجهاد عن العلة التي تبيح للمسلمين قتل الأعداء، فقال جمهورهم من المالكية والحنفية والحنابلة أن علة القتال هي الحرابة - أي المحاربة - والمقاتلة والاعتداء، وليس مجرد الكفر ، بينما يرى الشافعي في أحد قوليه أن علة القتال هي الكفر. ورأي الجمهور في هذه المسألة هو الراجح، وقد بنوه على الأدلة التالية:
1. آيات كثيرة صريحة تؤكّد أن سبب قتال المسلمين لغيرهم هو العدوان الصادر منهم. {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحبّ المعتدين} {ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة} {وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة ..} {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحبّ المقسطين} . وقد اتفق أكثر المحققين أن هذه الآيات محكمة وليست من المنسوخ.(1/1883)
2. الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي تمنع قتل كثير من الكفّار لأنّهم لم يحاربوا أو لعدم قدرتهم على القتال، منها الأحاديث التي تمنع قتل المرأة لأنها لا تقاتل والصبيان لأنهم لا يقاتلون، وقد ورد هذا المعنى عند البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه وغيرهم. وقد ذكر أبو داود وابن ماجه منع قتل العسيف وصحح الألباني الروايتين (صحيح سنن أبي داود رقم 2324 وصحيح سنن ابن ماجه2294) والعسيف هو الأجير المستخدم في أمور لا تتصل بالقتال كالفلاحين والعمال في المصانع، وعمال النظافة في الطرقات والأطباء والممرضين وموظفي المستشفيات. وورد في سنن أبي داود منع قتل الشيخ الفاني، كما ورد فيها الأمر بقتل شيوخ المشركين، وجمع الشوكاني بين الروايتين بأن الشيخ المنهي عن قتله هو الفاني الذي لم يبق فيه نفع للكفار، والشيخ المأمور بقتله هو من بقي فيه نفع للكفار ولو بالرأي كدريد بن الصمة الذي كان صاحب رأي في الحرب فقتل وقد نيّف عن المائة .
ولأن علة القتل هي المحاربة وليست الكفر فقد أوصى أبو بكر جيشه أن لا يتعرّضوا لمن حبسوا أنفسهم في الصوامع وأن لا يقتلوا امرأة ولا صبياً ولا كبيراً هرماً . ومع أن الإمام الشافعي يجيز قتل غير النساء والأطفال ولو لم يشتركوا في القتال، إلاّ أنه لا يرى قتل الرهبان اتباعاً لأبي بكر.
وقد ورد في مصنّف أبن أبي شيبة (أنهم كانوا لا يقتلون تجار المشركين) .(1/1884)
وقد قاس الفقهاء - الذين يرون أن علة القتال هي الحرابة وليس الكفر - على هذه النصوص كل من كان غير قادر على القتال كالمقعد والأعمى ويابس الشق - أي المشلول - والأعمى ومقطوع الرجل واليد من خلاف ومقطوع اليمنى والمعتوه والراهب في صومعته والسائح الذي لا يخالط الناس والرهبان في الكنائس والأديرة . ويرى المالكية منع قتل سبعة هم: المرأة والصبي والمعتوه والشيخ الفاني والزمن - أي المصاب بمرض مزمن - والأعمى والراهب المنعزل بالدير أو الصومعة وعند الحنابلة لا يجوز قتل الصبي ولا المرأة ولا الشيخ الفاني ولا زمِن ولا أعمى ولا راهب . انتهى
---
أبو صلاح الدين
09-16-2005, 02:58 PM
يقول فضيلة الشيخ حامد العلي: الأصل في دماء الكفار: العصمة
نص السؤال
السلام عليكم.....شيخنا الفاضل:< تناقش بعض الأخوة في مسألة علةقتل الكفار هل هي الكفر أم المحاربة..وقد اشتد النقاش بين الفريقين حتى أفضى الى تكفير القائلين بأن علة قتل الكفار المحاربة...ونرجو أن يكون جوابكم سبباً في إخماد هذه الفتنة وجزاكم الله خيراً...؟؟؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ(1/1885)
الذين كفروا القائلين بأن علة قتل الكفار هي المحاربة ، قد غلطوا غلطا شنيعا ، والواجب عليهم التوبة ، ذلك أن التكفير في مثل هذه المسائل ، من البدع المنكرة ، وكبائر الذنوب . وصنيعهم في تكفير المخالفين لهم ، يتناوله حديث ( إذا قال الرجل لاخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما ) رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وحديث ( إذا قال الرجل لاخيه يا كافر فهو كقتله ، ولعن المؤمن كقتله ) رواه مسلم من حديث الثابت بن الضحاك . وينبغي أن يعلم أنه ليس كل من يخطىء في مسائل الاعتقاد ، يكفر ، بل قد يكون كافرا متردا تارة ، وقد يكون مبتدعا ضالا تارة ، وقد يكون مخطئا آثما تارة ، وقد يكون مخطئا مأجورا أجرا واحدا تارة ، وإنما يعرف الفرق يبن ما يحكم فيه بالردة ومالا يحكم بردة قائله ، أهل العلم الراسخين ، والواجب الاحتياط البالغ في هذا الباب ، لان الخطأ فيه مزلة عظيمة والله المستعان . وقد تنازع العلماء في بعض مسائل الحكم بالردة ، ولم يكفر بعضهم بعضا ، بل عذر بعضهم بعضا . فليتق الله هؤلاء الذين يتجرأون على تكفير من يخالفهم ، بغير حق قبل أن يَضلوا ويُضلوا . وأما الجواب على ما اختلفوا فيه ، فنضع هنا جوابا عاما يفي بالمقصود إن شاء الله تعالى ، فإن حصلت إشكالات أخرى ، فأرسلوها لاحقا بارك الله فيكم .
الصحيح أن علة قتل الكافر كونه يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله تعالى ، وليس كفره فحسب ، وهذا يقتضي أمرين :
أحدهما : أن نكون نحن في حال إعلان الجهاد لإظهار الدين ، وهذا لا يشرع إلا إن ترجحت مصلحة الجهاد ، بأن يغلب على الظن تحقيقه لهذا الهدف ،أعني ظهور دين الله وإعلاء كلمة الله .
أما إن كان يغلب على الظن أن القتال يأتي بعكس المقصود ، كما نهى الله تعالى عن القتال في أول ظهور الإسلام في مكة ، فيكون حينئذ الإعداد هو فرض المرحلة .(1/1886)
ولايجوز جعل إعلان الجهاد ، منوطا بكل شخص ، بل يرجع فيه إلى طائفتين ، أهل العلم بالشرع وأهل المعرفة بالحرب ، ممن لهم في هذين الشأنين قدم راسخة ومعرفة كافية .
الأمر الثاني : أن الكافر الذي لاشأن له في ممانعتنا في جهادنا لإظهار الدين ، لا يقتل .
وبهذا يعلم أن من يجيز قتل الكافر على الإطلاق ، حتى لو لم يكن الجهاد قائما ، لعدم ترجح مصالحه .
وكذا من يجيز قتل الكافر الذي لاشأن له في ممانعة جهاد المسلمين لو كان الجهاد قائما ، قد أخطأ خطأ شنيعا .
وينبغي أن يعلم أن كثيرا من الكفار ، يعارضون القتل والقتال مطلقا ، ويعتقدون أنه لا يحل في حال من الأحوال ، ويعارضون حكوماتهم في كل الحروب ، وفيهم من اليهود والنصارى وغيرهم من الملل ، وهذا كثير في هذا العصر ، وهم أشبه شيء بالرهبان الذين نهينا عن قتلهم في الجهاد مالم يعينوا على قتالنا ، هذا في حال الجهاد ، فكيف مع عدمه .
وقد ذكر شيخ الإسلام كلاما حسنا في هذا المعنى أنقله هنا بتمامه ، لما فيه من الفوائد العظيمة ، ومن تأمله انحلت عنه كثير من الاشكالات في هذا الباب إن شاء الله تعالى :
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
والأمر بالجهاد وذكر فضائله في الكتاب والسنة : أكثر من أن يحصر . ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة ومن الصلاة التطوع والصوم التطوع .
كما دل عليه الكتاب والسنة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم { رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد } .
وقال : { إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله } متفق عليه .(1/1887)
وقال : { من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار } رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم { رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه . وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان } رواه مسلم .
وفي السنن : { رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل } وقال صلى الله عليه وسلم { عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرص في سبيل الله } قال الترمذي حديث حسن .
وفي مسند الإمام أحمد : { حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها } .
وفي الصحيحين : { أن رجلا قال : يا رسول الله أخبرني بشيء يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : لا تستطيع . قال : أخبرني به ؟ قال : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تصوم لا تفطر وتقوم لا تفتر ؟ قال لا . قال : فذلك الذي يعدل الجهاد } .
وفي السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال : { إن لكل أمة سياحة وسياحة أمتي الجهاد في سبيل الله } . وهذا باب واسع لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد فيه .
وهو ظاهر عند الاعتبار فإن نفع الجهاد عام لفاعله ولغيره في الدين والدنيا ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة فإنه مشتمل من محبة الله تعالى والإخلاص له والتوكل عليه وتسليم النفس والمال له والصبر والزهد وذكر الله وسائر أنواع الأعمال : على ما لا يشتمل عليه عمل آخر .
والقائم به من الشخص والأمة بين إحدى الحسنيين دائما . إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة .
فإن الخلق لا بد لهم من محيا وممات ففيه استعمال محياهم ومماتهم في غاية سعادتهم في الدنيا والآخرة وفي تركه ذهاب السعادتين أو نقصهما .
فإن من الناس من يرغب في الأعمال الشديدة في الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل شديد وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت فموت الشهيد أيسر من كل ميتة وهي أفضل الميتات .(1/1888)
وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فمن امتنع من هذا قوتل باتفاق المسلمين .
وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء ؛ إلا أن يقاتل بقوله أو فعله وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر ؛ إلا النساء والصبيان ؛ لكونهم مالا للمسلمين .
والأول هو الصواب ؛ لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال الله تعالى : { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم { أنه مر على امرأة مقتولة في بعض مغازيه قد وقف عليها الناس . فقال : ما كانت هذه لتقاتل } { وقال لأحدهم : الحق خالدا فقل له : لا تقتلوا ذرية ولا عسيفا } .
وفيهما أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : { لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة } . وذلك أن الله تعالى أباح من قتل النفوس ما يحتاج إليه في صلاح الخلق كما قال تعالى : { والفتنة أكبر من القتل } .
أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد ففي فتنة الكفار من الشر والفساد ما هو أكبر منه فمن لم يمنع المسلمين من إقامة دين لله لم تكن مضرة كفره إلا على نفسه ؛ ولهذا قال الفقهاء : إن الداعية إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة يعاقب بما لا يعاقب به الساكت . وجاء في الحديث : { أن الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها ؛ ولكن إذا ظهرت فلم تنكر ضرت العامة } .(1/1889)
ولهذا أوجبت الشريعة قتال الكفار ولم توجب قتل المقدور عليهم منهم ؛ بل إذا أسر الرجل منهم في القتال أو غير القتال مثل أن تلقيه السفينة إلينا أو يضل الطريق أو يؤخذ بحيلة فإنه يفعل فيه الإمام الأصلح من قتله أو استعباده أو المن عليه أو مفاداته بمال أو نفس عند أكثر الفقهاء كما دل عليه الكتاب والسنة . وإن كان من الفقهاء من يرى المن عليه ومفاداته منسوخا. انتهى والله اعلم.
---
ابواحمد
09-16-2005, 04:20 PM
أخي الكريم معذرة فليس في كلامك ونقولاتك جوابا على سؤالي .
بينما سؤالي هو : هل موضوع سورة التوبة انما هو في جهاد الطلب ...؟؟
وجزاك الله خيرا ..
---
أبو صلاح الدين
09-16-2005, 04:35 PM
أخي الكريم.. تُفهم سورة التوبة في ضوء ما قد أوضحته لك من أصول وفقه.
أما الإجابة التفصيلية, فتحتاج إلى شيء من الوقت لا يتيسر لي الان.
---
ابواحمد
09-24-2005, 05:37 AM
للرفع ، رفع الله قدركم بالاسلام والسنة
---
(1/1890)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقدمة التسهيل؟هل حُققت؟
---
مقدمة التسهيل؟هل حُققت؟
---
طلال العولقي
01-28-2006, 06:14 PM
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم مشايخنا الأفاضل وأجزل الله لكم المثوبة والأجر على هذا الملتقى المبارك الذي طالما استفدت منه
سؤالي أحسن الله إليكم:
عن مقدمة كتاب التسهيل لابن جزي - رحمه الله - هل تعلمون لها طباعةً محققة ، وإن كان كذلك ففي أي دور هي متواجدة؟
فإن لم يكن
هل تعلمون لها رابطاً على شبكة الانترنت؟
شكر الله لكم موقعكم المتميز ، وتوجيهاتكم المباركة
---
محمد صفاء حقي
01-29-2006, 04:02 AM
يسعدني أن ابلغك أخي الكريم بأنني تناولت المقدمة في كتابي علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير بمبحث خاص تحدثت فيه عن المؤلِف والمؤلف ، وأرجو أن يكون ما كتبته مفيدا .مع تحياتي ولا علم أن المقدمة طبعت منفصلة عن الكتاب.
---
طلال العولقي
02-05-2006, 11:07 PM
بارك الله فيكم
أخي الدكتور محمد واسأل الله أن يبارك فيك على الاجابة الوافية.
وسا أقتني الكتاب وشكر الله لك إرشادك.
---
(1/1891)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح فني
---
اقتراح فني
---
مؤمل
02-19-2004, 01:32 PM
اقترح من التطوير الفني للملتقي استعمال التقنية التي تتيح للشخص معرفة اسم اخر مشارك
او معلومات اخري عند وضع الماوس علي رابط الموضوع
كما تستعمله بعض المنتديات . فهو مفيد
وجزاكم الله خير .. وبارك فيك جهودكم
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2004, 01:47 PM
أبشر أخي الحبيب وفقك الله .
---
(1/1892)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرسائل العلمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
---
الرسائل العلمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
---
أحمد بزوي الضاوي
10-19-2006, 03:22 PM
رسائل دكتوراه السلك الثالث، وأطاريح دكتوراه الدولة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي :
1- منبهة الشيخ أبي عمرو الداني : الحسن بن أحمد وكاك . أول أطروحة دولة عن القراءات القرآنية بدار الحديث الحسنية ، تقع في مجلدين ، نوقشت 1408هـ/1988م.
2- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش : عبد الهادي حميتو .دكتوراه دولة. تقع في سبعة أجزاء، عملت وزارة الأوقاف المغربية على طبعها، كما وضعت منها خمسة أجزاء على موقعها الرسمي يمكن تحميله من هناك على هذا الرابط : http://www.habous.gov.ma
3- القصد النافع لبغية الناشئ والبارع لأبي عبدالله الخراز : نعيمة شابلي.
4- القول النافع على الدرر اللوامع لابن بري : لابن الطالب العلوي محمد ابن سي محمد الموريطاني.
5- شرح الدرر اللوامع للإمام المنتوري : فؤاد ريشة .
6- إيضاح الأسرار والبدائع على الدرر اللوامع لابن المجراد : وخيتي يوسف .
7- معين الصبيان على الدرر اللوامع للجزولي السملالي : خديجة آيت طالب .
8- تفصيل عقد الدرر للشيخ ابن الغازي : سعيد وديدي .
9- تحصيل المنافع ليحيى بن سعيد الكرامي : الحسن طالبون .
10- طرق رواة نافع : محمد اللويزي .
11- شرح طيبة النشر لابن الجزري للنويري: رشيدة ناصر- علو عزيزة.
12- رسائل وأجوبة ابن القاضي (دراسة وتحقيق) : محمد أبو الوافي .
13- فهرس محمد بن عبدالسلام الفاسي : محمد أمين زلو .
14- علم النصرة في قراءة إمام أهل البصرة لابن/ القاضي : عبدالعزيز كارتي .(1/1893)
15- كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري: أحمد اليزيدي .
16- الدرة الصقيلة في شرح العقلية للبيب : عبد العلي آيت زعبول .
17- ري الظمآن في عدد آي القرءان للمنتوري : عبد المجيد بوشبكة .
18- تنبيه العطشان على مورد الظمآن للشوشاوي : ميلود الضعيف .
19- الأقراط والشنوف بمعرفة الابتداء والوقوف لابن عبد السلام الفاسي: طاهر الشفوع .
20- الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرراللوامع لابن القاضي : أحمد البوشيخي .
21- المنهج المتدارك في شرح دالية ابن المبارك للمنجرة : العربي الخامر.
22- ابن جرير الطبري ومنهجه في توظيف القراءات القرءانية من خلال تفسير جامع البيان : الشليخي رحمة .
23- القراءات والتقديم والتأخير في القرءان الكريم : باب ولد أبو مدين .
24- القراءات التي تضمنها المحتسب في ضوء فكرة الترخص : سعيد مصطفى عياش.
25- منهج الإمام الشاطبي في القراءات : غوردو محمد .
26- الوسيلة إلى كشف العقلية لعلم الدين السخاوي " دراسة وتحقيق " : الإدريسي الطاهري محمد .
27- ابن عطية الأندلسي قارئا : تمام نعيمة .
28- قراءات الصحابة رضي الله عنهم : لحدودي بنيونس .
29- المدرسة القرآنية بالمغرب والأندلس في القرن الثامن : عزوزي حسن .
30- إتقان الصنعة في تجويد السبعة لأبي العباس بن شعيب : صدقي الحسن .
31- الزمخشري ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية: مرزوق عبدالرحيم .
32- كفاية التحصيل في شرح التفصيل لمسعود محمد جموع : السايب عبدالرحمن .
33- فتح المنان شرح مورد الظمآن لابن عاشر : الهبطي الإدريسي عبدالسلام .
34- الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود محمد جموع : خربوشة الطيبي .
35- تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي " دراسة وتحقيق ": الحسن وكاك .
36- اختلاف القراء وأثره في التفسير و استنباط الأحكام : عبد الهادي حميتو .(1/1894)
37- الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى تأليف أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي (ت 1082 هـ ) : محمد بن علي بالوالي .
38- قراء القرنين الرابع والخامس الهجري بالأندلس والمغرب الأقصى: العمريش الحسين .
39- أعد عدد من طلبة وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي التي يرأسها شيخنا تحقيقا علميا لكتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري . كما أنهم يقومون بإعداد رسائل علمية في مجال القراءات القرآنية في الغرب الإسلامي.
هذا ما استطعت الوصول إليه، مع العلم أن رصيد أستاذنا أكبر من ذلك بكثير، ولعلني مستقبلا سأوفق لجمع كل الرسائل والأطاريح التي أشرف عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ في القراءات خاصة والدراسات القرآنية. أما مساهماته في المناقشات العلمية للرسائل والأطاريح فأكثر من أن تحصى. كما أنني أثير الانتباه إلى أن أغلب الطلبة الذين أشرف شيخنا الجليل على رسائلهم وأطاريحهم هم الآن عمدة الدراسات القرآنية بالجامعة المغربية، وحجر الزاوية في كثير من المجالس العلمية المغربية، بل أصبحوا أعضاء متميزين في المجلس العلمي الأعلى، ولهم إسهاماتهم العلمية المشهود لها بالكفاءة والجدية، كما أن لهم حضورهم المتميز في كثير من الجامعات العربية والإسلامية.
وإنني متأكد أن هذا الجهد العلمي المتميز عندما يسلط عليه الضوء ـ بموضوعية وتجرد للحق والحقيقة ـ سيوضح بجلاء أحقية الشيخ التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ بلقب شيخ مقارئ الديار المغربية، وما ذلك إلا اعتراف بسيط منا للمجهودات التي بذلها ولا زال لترسيخ الدرس القرائي في الدراسات الجامعية المغربية، وتمكين حملة القرآن الكريم وقرائه من تطوير أدائهم علميا والمساهمة في نشره عن طريق البحث العلمي الذي تعتبر الجامعة معقله بامتياز .
---
صادق الرافعي
10-19-2006, 06:52 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
السلام عليكم ورحمة الله(1/1895)
بارك الله في الشيخ التهامي وفي طلبته على إحيائهم لهذا العلم الذي نبغ فيه آبائهم فأهدوا للمشرق كنوزا لاتقدر بثمن .
ومن طالع رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو الموسومة بـ"قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش ." ، فسيعرف لهذا العالم الجليل قدره، وفضله، وعلمه .
ورجحو ا ما شهر المغاربة *** والشمس بالمشرق ليست غاربة.كتبت فيما مضى بتوقيع الرافعي ونزولا عند رغبت الشيخ عبد الرحمن الشهري عدت إلى توقيعي القديم .
---
علال بوربيق
10-19-2006, 07:28 PM
عذراً على هذا الخطأ
كتبت " رغبت " وهو خطأ ، والصواب " رغبة "
---
أحمد بزوي الضاوي
11-03-2006, 10:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : علال بوربيق ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أمين الشنقيطي
11-04-2006, 09:20 PM
السلام عليكم ورحة الله وبركاته:
اخي الكريم لقد زدتني علما،جزاك الله خيرا بذكرك لهذه الرسائل تحت إشراف الدكتور التهامي وفقه الله،
وقد كنت إلى حد قريب أعتبر مخطوطة رواية ابن كثير لابن القاضي لازالت بين المخطوطات،فإذا بك تذكرها ضمن هذه الكتب المخطوطات (الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى)،أرجوا أن تفيدني أكثر.
ملاحظة كتب الإمام ابن القاضي قيمة جدا،فهي معروفة بخلافها أحيانا لكثير من كتب القراءات،وقد لاحظت كذلك على كتبه أنها تمتاز بالتوجيه،وبيان طريقة رسم القراءة التي يذكرها للقارئ.والله أعلم
---
أحمد بزوي الضاوي
11-05-2006, 11:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الأستاذ الدكتور أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/1896)
أما بعد ، فإني أشكر لكم اهتمامكم و تقديركم وتواضعكم. أما عن الرسالة المشار إليها فإنها نوقشت بدار الحديث الحسنية لنيل دبلوم الدراسات العليا (دكتوراه السلك الثالث ) برسم السنة الجامعية 1400 هـ / 1980 م .
هذا ما أعرفه عن الموضوع الآن . وإن حصل جديد سأطلعكم عليه ـ إن شاء الله ـ .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أم عاصم
11-06-2006, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشير إلى أن الرسالة المذكورة (الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى) للدكتور محمد بالوالي قد طبعت طبعتها الأولى في 1427هـ/2006م.
---
أحمد بزوي الضاوي
11-07-2006, 12:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخت الفاضلة : الأستاذ ة الدكتور ة أم عاصم ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإني أشكر لفضيلتكن اهتمامكن ،ومساهمتكم في إثراء الموضوع . أرجو إن كان ممكنا الإرشاد إلى دار الطبع والبلد .
وتفضلن بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أم عاصم
11-08-2006, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم.
طُبع الكتاب في مدينة وجدة -مكتبة الطالب- ويباع في مكتبات بوجدة والرباط.
---
أحمد بزوي الضاوي
11-08-2006, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخت الفاضلة : الأستاذ ة الدكتور ة أم عاصم ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاكم الله خيرا ، عن هذه المعلومة القيمة .
وتفضلن بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-03-2007, 12:32 AM(1/1897)
أشرف الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي على أول رسالة علمية نوقشت بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ، جامعة شعيب الدكالي ، شعبة اللغة العربية ، تخصص لسانيات ، أعدتها الأستاذة خديجة إيكر العربي ، بعنوان : ألفاظ الحياة الاجتماعية في الحديث النبوي الشريف ، من خلال صحيح مسلم " دراسة دلالية معجمية " وقد نوقشت الرسالة سنة 1411هـ / 1991 م ، وقد أجازت اللجنة الرسالة بميزة حسن جدا .
---
(1/1898)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ أبو الأعلى المودوي ومعالم تجديده (2)
---
الشيخ أبو الأعلى المودوي ومعالم تجديده (2)
---
أبو عمار المليباري
03-14-2004, 10:29 AM
تحدثنا في الحلقة السابقة عن الجماعة الإسلامية التي أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي ، وخلاصة أفكاره . واليوم أتحدث عن تفسيره .
كتب الشيخ تفسيره المعنون بـ (تفهيم القرآن الكريم) ، تفسير عصري مناسب للناشئة ، ليس تفسيراً حديثياً أو فقهياً أو نحوياً ، لم يخصص تفسيره في شيء منها إنما استفاد من مختلف العلوم وضمن خلاصة الكلام .
الشيخ يبدي رأيه غالباً معتمداً على الكتاب والسنة ، ويرد على المخالفين من أهل البدع والأهواء وأصحاب المذاهب الفكرية المنحرفة ، والنظريات الخبيثة .
يركز الشيخ على شمولية الإسلام لجميع جوانب الحياة ، وموضوع الحاكمية التي طالما نسيها الإنسان في الآونة الأخيره ولم يستحضرها .
ترجم التفسير إلى عدة لغات إلى العربية ولم تكتمل الترجمة ، وهو مكتوب بالأردية ، وترجم إلى المليبارية في 6 مجلدات . تميز التفسير بميزات منها :
1- يذكر المقدمات المهمة التي تخص كل سورة في بدايتها مثل (تحرير اسم السورة ، سبب النزول والترجيح ، زمن النزول ، موضوعات السورة) . وهذه المقدمات موجودة في بداية كل سورة . وهذا التميز بهذا الشكل لم أجده في أي تفسير .
2- لغة الشيخ راقية ، وعصرية ، يستمتع القارئ بها وبجمالها .
وفي التفسير بعض المآخذ سنبين بعضها في الحلقة القادمة ....
---
(1/1899)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بشرى / حمل مجموع مؤلفات الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله [ مصورة pdf ]
---
بشرى / حمل مجموع مؤلفات الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله [ مصورة pdf ]
---
أبو محمد الأزهري
02-17-2007, 10:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام _ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت رابط يحتوي على مجموع مؤلفات الشيخ عطية محمد سالم - رحمه الله -.
http://www.islamhouse.com/auther.php?page=a4abd3057c329e5e7bea1200352e00fe
والكتب مصورة من طبعة دار الجوهرة بالمدينة المنورة.
عناوين الكتب:
1- مجموعة الرسائل المدنية.
2 - موسوعة الدماء في الإسلام.
3 - آيات الهداية والاستقامة في كتاب الله تعالى.
4 - السؤال والجواب في آيات الكتاب.
5 - في ظلال عرش الرحمن.
6 - عمل أهل المدينة.
7 - موقف الأمة من اختلاف الأئمة.
8 - من علماء الحرمين.
9 - وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما مجموعة الرسائل المدنية، فتشتمل على ستة عشر رسالة مستقلة وهي:
1- رمضانيات من الكتاب والسنة.
2- مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في رمضان.
3- صلاة التروايح أكثر من ألف عام في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام.
4- زكاة الحلي على المذاهب الأربعة.
5- الإسراء والمعراج من الكتاب والسنة.
6- تعريف عام بعموميات الإسلام.
7- معالم على طريق الهجرة.
8- منهج الإسلام في كيفية المؤاخاة والتحكيم بين المسلمين.
9- مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع.
10- آداب زيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
11- أصول الخطابة والإنشاء.
12- تحريم نكاح المتعة.
13- منهج التشريع الإسلامي وحكمته،وتعدد الزوجات وتحديد النسل.
14- سجود التلاوة مواضِعُه وموضوعاته.
15- مع المرضى في صبرهم، وقدرهم، وأجرهم، وعيادتهم وتداويهم، وعبادتهم.(1/1900)
16- العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة.
الصفحة الرئيسية للموقع [ قسم اللغة العربية ]
http://www.ar.islamhouse.com
الصفحة الرئيسية للموقع
http://www.islamhouse.com
وهناك العديد من الكتب المصورة، والحمد لله رب العالمين.
---
(1/1901)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صفوة الأمة 45
---
صفوة الأمة 45
---
د. محمد مشرح
01-27-2006, 12:44 AM
صفوة الأمة 45
الحلقة الخامسة والأربعون
موقفه من أهل الباطل
طالما امتشق الفاروق سلاحه عند أي خطر ضد النبي صلى الله عليه وسلم أو إساءة إلى الإسلام ، أو ما يعتبر قلة أدب وعدم تقدير لمن يستحق التقدير والتبجيل ؛ روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله e وهو يقسم قسما ؛ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم ؛ فقال يا رسول الله اعدل ! فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؛ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه. فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله e وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي e الذي نعته}[1](1/1902)
قوله : لا يجاوز يحتمل أنه لكونه لا تفقهه قلوبهم ويحملونه على غير المراد به ويحتمل أن يكون المراد أن تلاوتهم لا ترتفع إلى الله. وقوله يمرقون من الدين إن كان المراد به الإسلام فهو حجة لمن يكفر الخوارج . ويحتمل أن يكون المراد بالدين الطاعة فلا يكون فيه حجة وإليه جنح الخطابي . وقوله الرمية بوزن فعيلة بمعنى مفعولة وهو الصيد المرمي شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه ومن شدة سرعة خروجه لقوة الرامي لا يعلق من جسد الصيد شيء . وقوله ينظر في نصله أي حديدة السهم ورصافه بكسر الراء ثم مهملة ثم فاء أي عصبه الذي يكون فوق مدخل النصل والرصاف جمع واحده رصفة بحركات . ونضيّه بفتح النون وحكى ضمها وبكسر المعجمة بعدها تحتانية ثقيلة قد فسره في الحديث بالقدح بكسر القاف وسكون الدال أي عود السهم قبل أن يراش وينصل وقيل هو ما بين الريش والنصل قاله الخطابي قال بن فارس سمي بذلك لأنه برى حتى عاد نضوا أي هزيلا ، وحكى الجوهري عن بعض أهل اللغة أن النضي النصل والأول أولى . والقذذ بضم القاف ومعجمتين الأولى مفتوحة جمع قذة وهي ريش السهم يقال لكل واحدة قذة ويقال هو أشبه به من القذة بالقذة لأنها تجعل على مثال واحد وقوله آيتهم أي علامتهم . وقوله بضعة بفتح الموحدة أي قطعة لحم وقوله تدردر بدالين وراءين مهملات أي تضطرب والدردرة صوت إذا اندفع سمع له اختلاط وقوله علي حين فرقة أي زمان فرقة؛ وهو بضم الفاء أي افتراق وفي رواية الكشميهني على خير بخاء معجمة وراء أي أفضل وفرقة بكسر الفاء أي طائفة وهي رواية الإسماعيلي ...وقوله في آخر الحديث فأتى به أي بذي الخويصرة حتى نظرت إليه على نعت النبي e الذي نعته ؛ يريد ما تقدم من كونه أسود ؛ إحدى عضديه مثل ثدي المراة الخ ، قال بعض أهل اللغة النعت يختص بالمعاني كالطول والقصر والعمى والخرس والصفة بالفعل كالضرب والجروح وقال غيره النعت للشيء الخاص والصفة أعم .[2](1/1903)
في الحديث : علامة ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم بوصفه الفرقة المفرقة والرجل الذي وصفه فظهر في زمن علي رضي الله عنه وتحقق من الوصف . والأمر الثاني خطورة الفهم السقيم على صاحبه وعلى وحدة الصف ، والإساءة إلى المنهج الرباني ،لكون الناس في محاكمتهم لما يصدر عن سيء الفهم ليسوا سواء ؛ وهذه واضحة تمام الوضوح في الممارسة الحالية في محاكمة الإسلام من خلال تصرفات المسلمين المقصرين أو من خلال وسائل الإعلام المضادة المغرضة التي تتعمد تشويه الإسلام ؛ فإن ضحايا هذا المسلك جماهير غفيرة .
والخوارج ومن اقترب من فكرهم يضربون الوحدة الإسلامية في الصميم ويوصلهم الفكر القاصر إلى ممارسات تنتج هدم مقاصد وكليات الإسلام العظيمة إلى أن تزهق أنفس برية وتراق دماء محرمة ، وتنتهك أعراض محترمة ، ويُهدّ أمن شامل ، وتعطل فرائض وواجبات ، وييتم أطفال ، وترمل نساء ، وتسلب أموال ... ويفسح المجال لعدو الأمة المتربص أن يلحق ضررا بالغا بالأمة ودينها وبيضتها ؛ ولا شك في تورطه للاصطياد في الماء العكر ، ولكن عند فسح المجال من داخل الأمة . وهذه قضية مقلقة بدرجة غير اعتيادية فإذا وجد مثل هؤلاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبيانه أعظم البيان ، وأسلوبه معلوم السلامة والنجاح فكيف بغيره ... إنه مطلوب من العقلاء في الأمة علاج هذا الخلل بتعاون مسئول بين العلماء والحكام وذوي الرأي تعاونا يقضي على الفهم السقيم بالتي هي أحسن ، والحذر من وضع يفرق ولا يجمع من البعض وبخاصة الحكام ؛ ينبغي تمكين العلماء الربانيين وحكماء الناس أن يوضحوا المنهج السوي بالفهم السليم ... والحفاظ على وحدة الأمة على النهج القويم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يصلحها ويذهب فرقتها وذلها سوى ذلك .
ما الذي جرأ على النيل من أعظم إنسان سوى هذا الوضع المزري الذي جعل أمة الإسلام لا تدفع عن نفسها ولا على أغلى شيء عندها ... ؟(1/1904)
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاؤي 3/ 1321، رقم 3414 . بتصرف
[2] - الفتح 6/ 618-619 .
---
(1/1905)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإجازة في القرآن الكريم للشيخ المقرئ أسامة حجازي رحمه الله
---
الإجازة في القرآن الكريم للشيخ المقرئ أسامة حجازي رحمه الله
---
إبراهيم الجوريشي
09-16-2005, 12:33 PM
الإجازة
في
القرآن الكريم
بقلم الشيخ المقرئ: أسامة حجازي كيلاني – رحمه الله
معناها:
هي عملية النقل الصوتي للقرآن الكريم من جيل إلى جيل ، وفيها يشهد المجيز أن تلاوة المجاز قد صارت صحيحة مئة بالمائة بالنسبة للرواية – أو الروايات – التي أجازه بها ، ثم يأذن له بأن يقرأ ويُقرئ غيره القرآن الكريم.
مشروعيتها:
الأصل فيها: قول الله تعالى: { وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم }
[ النمل: 6 ]
ومادة ( تلقى ) من اللقيا ، فيها لقاء بين اثنين ، هما المتلقي – بكسر القاف – والمتلقى منه – بفتحها – فأمرُ هذا القرآن في تلقيه مبني على ذلك ، تلقى جبريل من الله تعالى ، وتلقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل ، وتلقى الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخرج البخاري في ( فضائل القرآن ) في (( صحيحهِ )) عن مسروق: ذكر عبد الله ابن عمرو، عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأُبي بن كعب " .
فهؤلاء المذكورون ، اثنان منهم من المهاجرين ، وهما : عبد الله بن مسعود ، وسالم ابن معقل.
أما عبد الله بن مسعود الهذلي- رضي الله عنه- فهو الملقب بـ (( ابن أم عبد )) كما في الحديث: " من أحب أن يقرأ القرآن غضاَ كما أُنزل.... فليقرأه بقراءة ابن أم عبد " .(1/1906)
وذلك أنه تلقى القراءة مشافهة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتقنها ، وكان مع ذلك حسن الصوت ، قوي التأثير ، بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع منه آيات ؛ منها قوله تعالى: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } [ النساء : 41 ].
وثبت عنهُ في (( الصحيح )) أنه – رضي الله عنه- قال: " والله.... لقد أخذتُ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة ، والله... لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله ، وما أنا بخيرهم " .
فسيدنا عبدالله بن مسعود كان من أقرإ الصحابة وأعلمهم بالقرآن ، وأحسنهم إتقاناً لقراءته ، وأعلمهم بالعرضة الأخيرة ، ولعل هذا هو السر في تقديم النبي صلى الله عليه وسلم له على باقي الأربعة.
وأما سالم بن معقل : فهو مولى أبي حذيفة بن عتبة ، وكان سالم من السابقين الأولين ، وقد روى البخاري أنه كان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة وفيهم عمر ابن الخطاب ، واستدل البخاري بذلك على جواز إمامة العبد .
واثنان من المذكورين من الأنصار ، وهما: معاذ ، وأُبي.
أما معاذ: فهو ابن جبل الخزرجي الأنصاري أبو عبدالله الرحمن.
وأما أُبي: فهو ابن كعب النجاري الخزرجي الأنصاري ، أبو المنذر ، سيد القراء بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد مات ابن مسعود وأُبي في خلافة عثمان ، ومات معاذ في خلافة عمر ، واستشهد سالمُ مع مولاهُ أبي حذيفة في وقعة اليمامة في خلافة أبي بكر ، رضي الله عن الجميع.
يدل هذا الحديثُ على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: قراءة القرآن تؤخذ بالتلقي من أفواه المقرئين ، وهذا معنى الإجازة الذي تقدم.
والأمر الثاني: مشروعية تحري الضابطين من أهل القرآن للأخذ عنهم والتلقي منهم ؛ فهذا القرآن لا يؤخذ عن كل أحد.(1/1907)
والأمر الثالث: محبة أهل القرآن ، القراء الحافظين المتقنين على وجه الخصوص ؛ لأن صدورهم أوعية لكتاب الله تعالى ، وهم في إتقانه وقراءته كالملائكة الكرام البررة.
وهنا يرد سؤال:
لم خص النبي - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الأربعة في الحديث السابق ، بينما في الصحابة قراء كثيرون غيرهم؟
والجواب: أنه برز من الصحابة من القراء غير هؤلاء المذكورين كثيرون مثل: زيد بن ثابت ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي الدرداء ، ومن الخلفاء الأربعة قرأ الناس على يد عثمان بن عفان – ثم شغلته الخلافة – وعلى بن أبي طالب.
ولو نظرت في كتاب (( معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار )) للإمام الذهبي ، المتوفي سنة ( 748 ) رحمه الله تعالى.... لرأيت الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فذكر:
1- عثمان بن عفان.
2- على بن أبي طالب.
3- أُبي بن كعب.
4- عبدالله بن مسعود.
5- زيد بن ثابت الأنصاري.
6- أبا موسى الأشعري.
7- أبا الدرداء الأنصاري.
إذن.... فقوله - صلى الله عليه وسلم -: " خذوا القرآن من أربعة "... ليس على وجه الحصر ، إنما خص هؤلاء الأربعة بالذكر تقديماً لهم على غيرهم في ذلك الوقت ، أي: وقت صدور هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا لا يمنع أن يوجد بعدهم مثلهم أو أقرأُ منهم.
فزيد بن ثابت من أقراءِ الصحابة وأعلمهم بالقرآن ، وأعرفهم بالعرضة الأخيرة ، إضافةً إلى خبرته بكتابة القرآن ، حيث كان يكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعاش زمناً حتى قرأ عليه كثيرون وانتفع به أمم ، فقد توفي سنة ( 42هـ ) ، وقيل: ( 43 هـ ) ، وقيل : ( 45 هـ ).
وأبو موسى الأشعري ، عبدالله بن قيس: من أهل اليمن من بني الأشعر ، قَدِمَ المدينة بعد فتح خيبر ، مات سنة ( 42هـ ) ، وهو ابن نيفٍ وستين سنة بالكوفة ، وقيل بمكة.(1/1908)
وأبو الدرداء ، عويمر بن زيد ، مات في خلافة عثمان ، قيل: لسنتين بقيتا من خلافته ، رضي الله تعالى عنهم.
فإذا شهد المُقرئ لمن يقرأُ عليه بأن قراءتهُ صحيحةٌ ، وأذن له أن يُقرئ غيرهُ.... فهذا هو معنى ( أجازهُ بالقرآن الكريم ).
* * *
شروط الإجازة في القرآن الكريم:
1- حفظُ القرآن الكريم كاملاً ، حفظاً مُتقناً ؛ وذلك لأن رجال السند قد وَصَلَنا القرآن عن طريقهم ، وكل واحدِ منهم قرأ على شيخه غيباً من حفظه ، من مشايخنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالسند مسلسل بالقراءة عن ظهر قلب.
ومن يقرأُ من المصحف في هذه الأيام دون أن يحفظ غيباً ، ثم يريد إجازة في القرآن... فقد خالف هيئة التلقي التي وصلنا القرآن بها ، وهي: التسلسل بالقراءة عن ظهر [ قلب ] ، مع الضبط والإتقان في التجويد.
فالقراءة بالنظر في المصحف ، وإن كانت مضبوطة مع التجويد ، لكن ينقصها التلقي عن ظهر [ قلب ] ، حتى يبقى جميع السند مسلسلاً بهذه الصفة .
ومن قرأ من المصحف نظراً مع التجويد الكامل ، ثم أراد منا إجازةً... فلا بأس أن نعطيه ( شهادة في تجويد القرآن ) نبين فيها بأن فلاناً قد قرأ القرآن الكريم كلهُ نظراً من المصحف مع التجويد الكامل والضبط التام ، نشهد له بذلك ، ونسأل الله تعالى أن يوفقه لحفظ القرآن عن ظهر قلبٍ ليتلقى عن ظهر قلب.
وذلك حتى نميز بين من تلقى عن ظهر قلبٍ ، وبين من قرأ نظراً من المصحف ، وليبقى للإجازة ميزتها وقدرها.(1/1909)
2- حفظ منظومة (( المقدمة الجزرية )) في التجويد ، وفهم شرحها ؛ وذلك لأن نقل القرآن قد كان ضمن ضوابط وقيود معينة ، من حيث مخارج الحروف وصفاتها مفردة ومجتمعة ، لهذا تحتم على طالب الإجازة معرفة هذه الضوابط وحفظها ، وقد جرت عادة القراء على حفظ منظومة (( المقدمة الجزرية )) في التجويد ، لإمام القراء ابن الجزري – رحمه الله تعالى – لكونها حوت معظم أحكام التجويد ، ، ثم تحتم عليهم معرفة معانيها وفهم شرحها ؛ لتكون مرجعاً لهم تحفظُ تلاوتهم من اللحن ، فتلتقي الروايةُ مع الدراية.
3- قراءة القرآن كاملاً ، حرفاً حرفا ، من أول الفاتحة إلى آخر الناس ، مع مراعاة جميع أحكام التجويد من حيث المخارج والصفات ، وغير ذلك مما هو معلوم.
وما يفعله بعضهم من قراءة أحد الطلاب عليه شيئاً من القرآن ثم يجيزه.. فهذا لا يصح في القرآن ، إلا إذا نص ( بأن فلاناً قرأ من كذا إلى كذا وأجزته بذلك ).
أما أن يقرأ بعض القرآن ثم يجيزه بجميع القرآن وهو لا يعلمُ عن قراءته باقي القرآن شيئاً... فهذا لا يصحُ ؛ لأن في القرآن ألفاظاً لم ترد إلا مرة واحدةً ، وضبطها يحتاج لانتباه وتيقظ.
انظر إلى أداء الإشمام والروم في كلمة { تَأمَنَّا } بسورة يوسف.
وانظر إلى أداء الإمالة الكبرى في كلمة ُ { مَجريهَا } بسورة هود.
وانظر إلى أداء التسهيل في كلمة { أَعجَمِيٌ } بسورة فصلت.
فهذه بعض الألفاظ التي لم تتكرر في القرآن ، كيف يشهدُ الشيخُ للطالب بأن أداءه صحيحٌ لهذه الكلمات وهو لم يسمعها منه ولم يضبطها له؟
والله تعالى يقول: { سَتُكتبُ شَهَدَتُهُم و يُسئلونَ } [ الزخرف : 19 ].
4- تدريب المجيز المجاز على الإقراء ؛ لأن القراءة شيءٌ ، والإقراء شيءٌ آخر ، كما تقدم معنا سابقاً.(1/1910)
فكم ممن يُحسنُ القراءة ولا يُحسن الإقراء ، فينبغي للمجيز أن يدرب طالبهُ على الإقراء ، وذلك بأن يأتي بطالب جديد في التلاوة ويأمر المجيز المجاز بأن يستخرج أخطاء هذا الطالب أمامه ويُدقق له في قراءته ويصححا له نحو الهيئة التي تلقاها من مجيزه ، فإن استطاع ذلك.. فهو أهلٌ لأن يقرئ غيره ، وإن لم يستطع ذلك... فلا يحق للمجيز أن يأذن له بأن يُقرئَ حتى يصير أهلاً للإقراء ، وإلا.. سنرى انحرافاً في أداء القرآن والتجويد ، سببه عدم الأهلية للإقراء.
ولا تنس أن الإجازة تتضمن شهادة المجيز للمجاز بأن قراءته صارت صحيحةً ، والإذن له بأن يُقرئَ غيرهُ.
وأنت تعجبُ من بعض الإخوة المجيزين ، عندما يُجيزون بعض الطلاب بمجرد سرد القرآن الكريم كاملاً ، وحفظه (( الجزرية )) وقراءة شرحها ، فيكتبُ له: ( أجزته بأن يقرأ ويُقرئَ في أي مكان نزل ، وفي [ أي ] قطر حل ، ويُقرئَ من شاء ومتى شاء وفي الوقت الذي يشاء ) ، والطالب المجاز لا يستطيع أن يُقرئَ غيره ، ولا يستطيع أن يصحح خطأ غيره ، بل لا يستطيع أن يستكشف الخطأ أين هو. فهل هذا جائز؟
وما دام أن أُستاذهُ لم يعرف مقدرته في الإقراء... فكيف يأذن له بالإقراء؟
إذا علمت ذلك.. ظهر لك السبب في أن بعض المُجازين قراءتهم غير منضبطة ومليئة بالأخطاء ، مع أنهم يحملون ( إجازة في القرآن الكريم )!
وإذا أردت أن تعرف قيمة التدريب لمن يريد التعليم أو الإقراء أو إبلاغ الدعوة... فانظر كيف أمر الله تعالى سيدنا موسى بإلقاء العصا ثم أخذها عندما ناداه بالواد المقدس، ثم بعد ذلك أمره بإلقائها وأخذاه أمام فرعون ، قال الإمام القرطبي:(1/1911)
( قوله تعالى : { قال ألقها يا موسى } لما أراد الله أن يدربه في تلقي النبوة وتكاليفها.. أمره بإلقاء العصا { فألقاها } موسى ، فقلب الله أوصافها وأعراضها ، وكانت عصا ذات شُعبتين فصارت الشعبتان لها فماً ، وصارت حيةً تسعى ؛ أي : تنتقلُ وتمشي وتلتقمُ الحجارة... ثم قال: فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة ، وهي سيرتها الأولى ، وإنما أظهر له هذه الآية لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون.. ) .
فانظر إلى الذين يقفزون إلى كراسي الوعظ والإرشاد وإلى التدريس والإقراء ، دون تدريب سابق ، وتجربة وخبرة ، كيف يخالفون منهج الله تعالى في الدعوة إلى دينه ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
أركان الإجازة في القرآن الكريم:
1- مُجيز : وهو الشيخُ الذي يسمعُ القرآن كله من الطالب مع التجويد والضبط التام ، وقد تقدمت شروط الشيخ في الفصل الأول ، فارجع إليه.
2- مُجاز: وهو الطالب الذي يقرأُ أمام الشيخ ويتلقى منه القرآن.
3- مُجازٌ به: وهو القرآن العظيم الذي هو كلام الله تعالى المنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باللسان العربي ، للإعجاز بأقصر سورة منه ، المكتوب في المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس .
4- سَنَندٌ: وهم الرجال الذي نقلوا لنا القرآن العظيم مشافهةً ، كل واجد منهم قرأ على شيخه ، وشيخهُ على شيخه ، وهكذا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عن سيدنا جبريل ، عن رب العالمين تبارك وتعالى ، منتهى السلسلة في القراءة.
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله تعالى – في كتاب (( النشر )):
( ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله.. أقام له أئمةً ثقات ، تجردوا لتصحيحه ، وبذلوا أنفسهم في إتقانه ، وتلقوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - حرفاً حرفا ، لم يُهملوا منه حركة ولا سكوناً ، ولا إثباتاً ولا حذفاً ، ولا دخل عليهم في شيءٍ منه شكٌ ولا هم... )(1/1912)
وهذا هو السبب الذي جعلنا نقول في معنى الإجازة: ( وفيها يشهد المجيز أن تلاوة المُجاز قد صارت صحيحةً مئة بالمائة ).
تسعٌ وتسعون بالمائة درجةٌ ممتازة في غير ( الإجازة في القرآن ).
أما في الإجازة... فلا يُقبلُ إلا مئةٌ بالمائةِ ، وسأوضح لك ذلك:
في سندنا بالقرآن بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( 28 ) رجلاً – ولله الحمد – قد نقلَ القرآن كل واحدٍ منهم لمن بعده ، وهكذا حتى وصلنا ، فلو تساهل كلُ واحدٍ من هؤلاء بواحد بالمائة في القراءة في النقل... لكان نقل القرآن من الصحابة إلى التابعين ( 99% ) ، ومن التابعين لمن بعدهم ( 98% ) وإلى من بعدهم ( 97% ) وهكذا حتى يصل إلينا بنسبة ( 72% ) ، فما رأيكم بقرآنٍ وتجويدٍ وضبطٍ نسبتهُ ( 72% )؟!.
هذا إن تساهلت كل طبقة بواحدٍ بالمائة فقط، فما بالك لو زاد التساهل؟
لكن – بحمد الله تعالى – لم يقع هذا التساهل ، وقد وصلنا القرآن العظيم مضبوطاً بكل حركة وسُكون ، وغنة وقلقة ، ومد وقصر ، وتفخيم وترقيق ، محفوظاً من كل تغيير وتبديل.
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } .
فاحرص أن تكون ممن يحفظ الله بهم القرآن ، واحذر أن تكون من الذين يتساهلون بنقل القرآن.
قال الله تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } .
وقال: { فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم } .
آدابُ الإجازة في القرآن الكريم:
أولاً: آدابُ الشيخ ( المجيز ):
1- الإخلاص: أن يقصد بذلك مرضاة الله تعالى ، ولا يقصد به توصلاً على غرضٍ من أغراض الدنيا ، من مالٍ أو رياسةٍ أو وجاهةٍ أو غير ذلك.
2- الحذر من قصده التكثر بكثرة طلابه.
3- الحذر من كراهته قراءة طلابه على غيره من ينتفع به.
4- التخلق بالأخلاق الحميدة ، وخاصة التواضع للطالب.
5- تنظيف الظاهر والباطن.
6- الرفق بمن يقرأُ عليه ، والترحيب به ، والإحسان إليه ، وعدم استخدامه في الحاجات الخاصة.(1/1913)
7- الاعتناء بمصالح الطالب ، وبذل النصيحة له.
8- تفريغ القلب حال الإقراء من الشواغل.
9- تقديم الأول فالأول في الإقراء إذا ازدحموا.
10- تفقد من يغيب منهم.
11- عودةُ من يمرض منهم.
12- توسيع مجلس القراءة.
13- تدريب الطالب على القراءة ببعض أجزاء من القرآن ؛ حتى يتأهل للبداية بختم الإجازة ، الذي يجبُ أن يكون خالياً من الأخطاء في حال التلقي.
14- اختبار الطالب بالوقف على كل كلمة يصعبُ الوقف عليها على غير المتعلم.
مثل: { حَاضِرِى } من قوله: { حاضرى المسجد الحرام } .
و { وَيَمحُ } من قوله: { وَيَمحُ الله الباطل } .
إلى غير ذلك من الكلماتِ الكثيرة.....
15- اختبارُ الطالب بالابتداء بالكلمات التي يصعب الابتداء بها على غير المتعلم.
مثل: { اجتُثَّت } ، { امشُوا } ، { لْئيكة } ، { لِيَقطَعَ } .
إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة.....
16- اختبار الطالب بوصل الكلمات التي يصعب وصلها على غير المتعلم.
مثل: { ما هِيَه نار } ، { طُوى اذهب } ، { أحدٌ الله الصمد } ، { لم يَتَسَنَّه وانظر } ، { بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر } .
إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة......
17- تدريب الطالب على مراتب القراءة الثلاث ، ولا بأس بأن يقرأ الثلث الأول من القرآن بمرتبة التحقيق ، والثلث الثاني بمرتبة التدوير ، والثلث الأخير بالحدر ، فيكون قد أتقن المراتب كلها.
وذلك لأننا شاهدنا بعض الذين يتقنون القراءة بالتحقيق أو بالتدوير لا يُتقنونها بالحدر ؛ لأن شيخهم لم يدربهم على هذه المرتبة ، وهي ضرورية في المراجعة والمدارسة وفي صلاة التراويح وقيام الليل.
ثانياً: آدابُ الطالب ( المجاز ):
1- الإخلاص.
2- التخلق بالأخلاق الحميدة ، وخاصة التواضع لأستاذه.
3- تنظيف الظاهر والباطن.
4- تفريغ القلب من الشواغل أثناء القراءة.
5- التأدب مع معلمه ولو كان أصغر منه سناً أو شهرة ، وأن ينظر إليه بعين الاحترام.(1/1914)
6- أن لا يتعلم إلا ممن هو أهل للإقراء ، وإلا لن يستفيد شيئاً.
7- التأدب مع رفقة الشيخ وحاضري مجلسه.
8- أن لا يقرأ على الشيخ حال شغلِ قلبِ الشيخ أو مللهِ ، أو غمهِ ، أو فرحهِ ، أو جوعهِ ، أو عطشهِ ، أو نعاسهِ ، أو قلقهِ ، ونحو ذلك مما يشق معه على الشيخ الانتباه لقراءة الطالب ، فيفوت قدرٌ من القراءة بلا تصحيح ولا أداءٍ صحيح ، وربما أخطأ الطالبُ فلم يتنبه له الشيخ.
9- تحمل جفوة الشيخ ؛ لأن من لم يصبر على ذلك التعلم بقي عمره في عماية الجهالة.
10- الحرص على التعلم في جميع الأوقات التي تناسب الشيخ ، لا التي تتناسب مع الطالب.
11- عدم حسد أحداً من رفقته ؛ وطريقة ذلك: أن يعلمَ أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل الفضيلة في هذا ، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمه أرادها الله تعالى ولم يكرهها.
12- أن لا يعجب بنفسه بما حصله ؛ وطريقة ذلك: أنه لم يحصل له ما حصل بحوله وقوته ، وإنما هو من فضل الله ( ومن فضله عليك أن خلق ونسب إليك ) فالفضل له سبحانه وتعالى.
ومن أراد المزيد من هذه الآداب... فعليه بكتاب (( التبيان في آداب حملة القرآن )) – رحمه الله تعالى – فهو من أعظم ما كُتبَ في هذا الباب.
منقول من كتابه هل التجويد واجب؟
---
معاذ صفوت محمود
09-16-2005, 03:10 PM
جزاك الله خيرا على هذا النقل، وهو جدير بالقراءة.
وأطلب من الإخوة القراء أن يجعلوا هذا الكتاب (طبعته دار المنهاج) من ضمن سلسلة الكتب الواجب شراؤها لعظم منفعتها.
---
إبراهيم الجوريشي
09-19-2005, 02:00 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا المقرئ معاذ بن الشيخ المقرئ صفوت بن محمود سالم
على تعليقكم الجميل وفعلا شيخي
الكتاب قيم جدا وفيه اضافات جميلة وتوضيحات رائعة عن اهمية التجويد ووجوبه
كما فيه بحث رائع عن الوقف والابتداء
نسال الله ان يرحم مؤلفه وينفع بكتابه
---
(1/1915)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المُصَنَّف، المُؤَلَّف، المُدَوَّن
---
المُصَنَّف، المُؤَلَّف، المُدَوَّن
---
خلود
04-17-2005, 06:41 PM
مُصَنَّف، مُؤَلَّف، مُدَوَّن
ما الضابط في اطلاق هذه الأوصاف على كتاب ما؟
---
(1/1916)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل (المجتبى في مشكل إعراب القرآن) للدكتورالخراط (هدية لهذا الملتقى المبارك)
---
حمّل (المجتبى في مشكل إعراب القرآن) للدكتورالخراط (هدية لهذا الملتقى المبارك)
---
مسك
10-28-2004, 10:35 AM
المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم
أ.د.أحمد بن محمد الخراط . المستشار بمجمع طباعة المصحف بالمدينة المنورة
الكتاب يوظف علم الإعراب في توضيح المعنى الذي تنشده الآيات القرآنية، وبيان ما تقصده من دلالات، وتوضيح معانيه وغريبه، وتركيز العناية على إجلاء معاني كتاب الله. والكتاب يعين في معرفة إعراب القرآن والوقوف على تصرُّف حركاته وسواكنه؛ ليكون بذلك سالما من اللحن فيه، مستعينًا على إحكام اللفظ به، مطلعًا على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات، متفهمًا لما أراد الله تبارك وتعالى به من عباده؛ إذ بمعرفة حقائق الإعراب تُعرف أكثر المعاني وينجلي الإشكال، وتظهر الفوائد، ويُفْهَم الخطاب، وتصحُّ معرفة حقيقة المراد.
لتحميل الكتاب من هنا (http://www.tafsir.org/Bookstorge/701.zip)
---
عبدالرحمن الشهري
10-30-2004, 09:36 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا مبارك على هذا الجهد الموفق ، والاختيار المسدد للكتب والبحوث ، والهدية القيمة. ولعلك لاحظت التعديلات وفقك الله.
وأستأذنك في نقله للمكتبة .
---
مسك
10-30-2004, 04:15 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن ..
ولك ما اردت ..
ولي سؤال حول تغير اسم المؤلف !
علما اني قمت بتحميل كتاب أخر بعنوان مشكل إعراب القرآن للخراط تجده هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1051
وهذا هو كتاب اين اجروم :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1399
فهل هذا يعني انهم كتاب واحد أم هم كتابين لنفس المؤلف ؟
---(1/1917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال
---
سؤال
---
عبد الرحمن
08-30-2004, 12:35 PM
هذه الرواية في الدر المنثور :
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل لحق بغار ثور قال: وتبعه أبو بكر رضي الله عنه، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسه خلفه خاف أن يكون الطلب، فلما رأى ذلك أبو بكر رضي الله عنه تنحنح، فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفه فقام له حتى تبعه فأتيا الغار، فأصبحت قريش في طلبه فبعثوا إلى رجل من قافة بني مدلج، فتبع الأثر حتى انتهى إلى الغار وعلى بابه شجرة، فبال في أصلها القائف ثم قال: ما جاز صاحبكم الذي تطلبون هذا المكان.
قال: فعند ذلك حزن أبو بكر رضي الله عنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحزن إن الله معنا" قال: فمكث هو وأبو بكر رضي الله عنه في الغار ثلاثة أيام يختلف إليهم بالطعام عامر بن فهيرة وعلي يجهزهم، فاشتروا ثلاثة أباعر من إبل البحرين واستأجر لهم دليلا، فلما كان بعض الليل من الليلة الثالثة أتاهم علي رضي الله عنه بالإبل والدليل، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته وركب أبو بكر أخرى فتوجهوا نحو المدينة وقد بعثت قريش في طلبه.
وسؤالي : ما صحة هذه الرواية وخصوصا ما ورد فيها من أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وحده في أول الأمر ثم لحقه أبو بكر رضي الله عنه ؟؟(1/1918)
وهذه الرواية بمعناها : وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ضبة بن محصن العبري قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنت خير من أبي بكر، فبكى وقال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: أما ليلته، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة، خرج ليلا فتبعه أبو بكر رضي الله عنه فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه، ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك؟! قال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون من خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك.
---
محمد بن عبده آل محمد
09-14-2004, 07:10 AM
تحذير الأبرار من رواية قصة ثعبان الغار
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ،،،
فلقد أكثر أهل السير من إيراد قصة ثعبان الغار ، وقد اشتهرت على ألسنة الخطباء ، فأردنا أن نبين في هذه العجالة أن هذه القصة موضوعة مختلقة ، فلا يحل روايتها إلا على سبيل التحذير ، والله الموفق .
نص القصة(1/1919)
عن ضبة بن محصن العبري ، قال : قلت لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : أنت خير من أبي بكر ، فبكى ، وقال : والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عمَر ، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟ قال : قلت : نعم يا أمير المؤمنين ! قال : أما ليلته فلما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هارباً من أهل مكة خرج ليلاً فتبعه أبو بكر ، فجعل يمشي مرة أمامه ، ومرة خلفه ، ومرة عن يمينه ، ومرة عن يساره ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " ما هذا يا أبا بكر ؟! ما أعرف هذا من فعلك ؟ " ، قال : يا رسول الله ! أذكر الرصد فأكون أمامك ، وأذكر الطلب فأكون خلفك ، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك ، لا آمن عليك ، قال : فمشى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه ، فلما رآه أبو بكر – رضي الله عنه –أنها قد حفيت حمله على كاهله ، وجعل يشد به حتى أتى به فم الغار فأنزله ، ثم قال : والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله ، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك ، فدخل فلم ير شيئاً ، فحمله فأدخله ، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي ، وجعلت دموعه تنحدر ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول له : يا أبا بكر ! لا تحزن إن الله معنا ؛ فأنزل الله سكينته لأبي بكر فهذه ليلته .(1/1920)
وأما يومه فلما توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وارتدت العرب ، فقال بعضهم : نصلي ولا نزكي ، وقال بعضهم : لا نصلي ولا نزكي ، فأتيته ولا آلوه نصحاً ، فقلت : يا خليفة رسول الله ! تألف الناس وارفق بهم ، فقال : جبار في الجاهلية خوار في الإسلام ، بماذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفترى ؟! قبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وارتفع الوحي ، فوالله لو منعوني عقالاً مما كانوا يعطون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقاتلتهم عليه ، قال : فقاتلنا معه ، فكان والله رشيد الأمر ، فهذا يومه " .
تحقيق القصة
رواها البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 476 – 477 ) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ، قال : حدثني فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ضبة بن محصن العبري ، به .
وهذا القصة موضوعة ؛ عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ضعفه الدارقطني وأبو نعيم ، وقال الذهبي في " الميزان " ( 2 / 454 ) : " وأتى عن فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ضبة بن محصن العبري ، عن أبي موسى بقصة الغار ، وهو شبه وضع الطرقية " ، وأقره ابن حجر في " اللسان " ( 4 / 397 ) .
و فرات بن السائب ، وقال ابن معين : " ليس بشيء " ، وقال البخاري : " منكر الحديث "، وقال أبو حاتم : " ضعيف الحديث ، منكر الحديث " ، وتركه النسائي والدارقطني ( الميزان 4 / 503 – 504 واللسان 6 / 9 – 10 ) .
وروى الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 6 ) من طريق عفان بن مسلم ، ثنا السري بن يحيى ، ثنا محمد بن سيرين ، عن عمر ، به ، وليس فيه ذكر الثعبان .
قال الحاكم : " هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، لولا إرسال فيه " ، ووافقه الذهبي .
قلت : لم يخرج مسلم للسري بن يحيى ، وهذا مرسل كما قالا .
وقد وهم السخاوي في " فتح المغيث " ( 4 / 118 ) في عزوه للبيهقي في " الدلائل " من هذا الطريق .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وكتب(1/1921)
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري
الإسكندرية ، ضحى الأحد 20 / رجب / 1425
---
محمد بن عبده آل محمد
09-14-2004, 07:11 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22564&highlight=%C7%E1%DB%C7%D1
---
(1/1922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المجد
---
المجد
---
ماجد الخير
12-20-2006, 02:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
أما بعد : فقد أعلن الاستاذ راشد الزهراني أن قناة المجد العلمية سوف تضاف إلى باقة المجد المفتوحة
والله ولي التوفيق
الرابط
http://forum.islamacademy.net/forumdisplay.php?f=12
---
ماجد الخير
12-21-2006, 01:31 PM
تبث على قمر عربسات 2b على التردد 12661 - 27500
---
ابن الجزيرة
12-21-2006, 10:35 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/1923)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > موضوع للنقاش في علم التجويد (الإلزام بالنبر في قراءة القرآن)
---
موضوع للنقاش في علم التجويد (الإلزام بالنبر في قراءة القرآن)
---
شعبة بن عياش
11-01-2003, 01:56 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإني أطرح هذا الموضوع للنقاش العلمي من خلال رأي الأخوة المتخصصين في علم القراءات وعلم التجويد حتى نصل إلى تقريب وجهات النظر في هذه المسألة..... مستمدين العون والتوفيق من الله سبحانه.
وأعرض ابتداءً رأي فضيلة الشيخ المقرئ أكرم بن يوسف الحريري وهو من مشايخنا في المنطقة الشرقية بالسعودية.
وكان قد طلب مني عرض وجهة نظره على الأساتذة المتخصصين في ملتقاكم المبارك حتى نستنير بآرائكم وإضافاتكم حول هذا الموضوع وإليكم الآن ما كتبه الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1924)
الحمد لله منزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيرا ويسره بقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين الذي علم صحابته وبشرهم أيما بشارة وسهله عليهم فانقادوا لمعالمه انقيادا كان فيه ذكرهم في العالمين ، أما بعد فإني أجد من اللازم عرض قضية قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه ، بعدما اعتد قوم بآرائهم ، واستبدوا بتوجهاتهم ، وبالغوا بتجريحاتهم ، وتمادوا بعدوانهم ، يعيشون بغمرة من الهوى ، يرضى و يرضي بعضهم بعضا ، بل ويسترق بعضهم السمع تنقصا من قراءة الآخرين ، ودعوة لاعتماد مذهبهم ، وهكذا ، فلابد من قول يميط اللثام ، ويريح الأنام ، ويحقق مع كتاب الله الوئام ... متجاوزين مطايا الغلو والتنطع تحت مظلة تعليم القرآن ، متجاوزين قيم السياق ومعاييره وسلامة إقبال المسلم على كتاب ربه ، دون أن نخطر في باله معان يأباها السياق أو السباق ولا الإعراب ن وسيكون العرض من خلال مجموعة من الوقفات .
الوقفة الأولى :(1/1925)
القرآن الكريم أمانة الله في أعناقنا قمين بأن نذب عنه ، وندعو أليه ونرغب فيه ، وننشر قراءته ، ونطلق حملة إسلامية لنشر الثقافة القرآنية القرائية ، للتمتع بسماعه ، والتدبر في كلماته ومعانيه ، بل ولتمتلئ أفواهنا ولتستمتع حناجرنا وشفاهنا بترنيمات الكلمة القرآنية ، لتكون منطلقا لمتعة العقل والروح بعدما أخذت عيوننا من رسمه حقها من المتعة والتدبر.. نعم ننشر ذلك ترغيبا وتحفيزا وتيسيرا من منطلق الحب في الله واللقاء على كتاب الله ، مهما كان مستوى المشارك المقبل عليه فلنقبل عليه بحب وشوق وثناء .. بما أنه وجه من وجوه سنة و منهج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه ، ومن محاسن ذلك التأديب توفيق الله نبيه لاستشفاف حاجات النفوس المدعوة لهذا الخير ومن ثم اصطفاء مفاتيح تلك النفوس ، وفق ما يناسبها ، تمشيا مع المعاني التي يلمح إليها قوله تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ، وقوله تعالى ( الرحمن * علم القرآن ... ) ، نعم تلمح إلى أن على القارئ المعلم أن ييسر لا أن يعسر ولا أن يشعر الناس بجهلهم أو يستشفون منه التعالي والاعتداد بالنفس ... بل أن يكون رفيقا رحيما يقرب البعيد ويسهل الصعب ويقبل ما عسر ويبشر بالخير والتقدم في الأداء ، فالله تعالى قال : ( ولقد يسرنا.. ) ، وهذا يلمح إلى الأمر بالتيسير ، فالله تعالى يعلم ، سبحانه وتعالى ، أن المسلمين بعمومهم لن يبلغوا حد الإتقان في تلاوة كتابه ، سبحانه ، فمنهم الأعجمي ، ومنهم الأمي ، ومنهم المشغول ، ومنهم غير المتخصص ....
الوقفة الثانية:(1/1926)
إن منطق الرحمة يقتضي عدم وضع الناس على قدم التسوية التعلمية التعليمية ... فليكن الإقبال حدا في الثناء على صاحبه ، ولو تعسر الأمر على لسانه ... لقد جاء هذا التلميح العجيب في إطار لغة الجمع في نون يسرنا التي تحمل عظمة رحمة الله ، من طرف ، كما تحمل إشارة للرحمة المطلوبة من قبل معلم القرآن الكريم إذ إنه سيواجه ألسنة كثيرة ، ونفوسا متعددة المستويات والقدرات واللهجات ، وبما أنه تعالى قد بارك التلاقي على كتاب الله فقد يسر هذا التجمع ويسر تعليمه ، فلابد أن نيسر لهم وجوه الأداء على قدر طاقتهم وما يعرفون ... وما الأحرف السبعة إلا دليل واضح على التيسير والإعجاز الباهر لتعميمٍ تعليمي ونشرٍ ثقافي يستوعب طبقات الناس ، مادام القرآن مائدة الجميع .
الوقفة الثالثة :
أقول هذا وأدعو إليه ، بعدما لمسنا وجوها من الثقافة التي تشكلت عليها جماعات والتزمها شباب محورها الرئيس فرعيات نصبت وكأنها كليات وأركان ، تقوقع حولها وتنافس فيها فئام من إخواننا ، بل أصبحت معيار الحكم على التزام هذا والتقرب منه ونبذ ذاك والتشهير به سراً أو جهراً ... بينما المصدر الرئيس وهو القرآن الكريم مهجور ، حفظا وتدبرا وتخلقا ... مما أدى للجهل بمبادئ وقيم وأسس إسلامية بل وجهل بقراءة كلمات منه ، مع أنه يخاصم ويفارق على فرعية اجتهادية ، وتتكون بناء على ذلك الجماعات التي تستعظم الرجال وتلتزم آراءهم وأفكارهم ...
الوقفة الرابعة :(1/1927)
إننا اليوم أمام هجمة استعمارية في ظل ضعف عام في أوصال الأمة التي لم تعد لها مرجعية قوة مادية ترد بها عن نفسها عوادي الغزو ومسارب التحدي لكيان هذه الأمة أمة القرآن ،،، والمرجعية الهامة في هذه الأمة عندما تضيق بها السبل هي العودة إلى أصل أصولها وهو القرآن ليكون منطلقا لبقية الأصول والعوامل المهمة لقوة هذه الأمة وما ذلك إلا حدا من ثقافة المجلات والفضائيات والصحف والتيه والحيرة التي تنتاب النفس في لحظات الضعف ، وفي هذا العصر الذي تطل علينا فيه معالم ثقافة تبتعد عن الثقافة القرآنية وأنفاس الناس لم تعد أنفاسا قرآنية لما ألمحه من تقصير من قبل المسلمين ذلك التقصير الذي يلبس أثوابا عدة لعل منها الهجر القسري والهجر الكيفي تحت ضغوط الحياة المادية ، ومنها أساليب تقديم القرآن إلى الناس حيث نلحظ التعنت والتنطع وكأن على قارئ القرآن أن يكون اللغوي المبدع والمجود البارع ... و إلا فلا يقرأ أو يتهم و و ...
الوقفة الخامسة :
أخي الكريم أعرض بين يديك ما ينبغي على المرء المسلم فعله نحو كتاب ربه سبحانه قراءة وحفظا ومنافحة عنه ودعوة إلى نهجه وتيسيرا للنطق به وحسن أدائه ... ومنع الغلو أو التنطع في قراءته وجعل سياقه مطية السلامة في معانيه والبعد عن الظن والتخيل في وقوع القارئ في لحون لم تخطر له على بال ، ذلك أننا نلحظ في هذه الأيام من ضاق به علمه إلى أن حشره في زاوية التنطع وتخيل لحون لم يأبه بها علماء السلف وهي لحون تخطر في بال من يوقع الناس في الحرج وإشعارهم أن هذا الفن لا يستطيعه كل أحد وإنما هو حكر عليه وعلى من نهج نهجه وتبنى خياله إلى درجة تنفير صد كثيرين عن هذا الفن ، وبعدا عن التأثيم فعدم العلم أسلم للمرء من العلم وفي أمر لا يحتاج هذه الجعجعة ولا تلك التقولات على كتاب الله تعالى .
الوقفة السادسة :(1/1928)
لقد تمت مناقشة أصحاب هذا الرأي فتبين لي تعصبهم بل وتحديهم وكأنهم أمام فتح جديد في هذا الإطار ... لذلك وجدت من المناسب أن أقول كلمة تحمل للناس حقيقة الأداء القرآني وتقريب التلاوة للناس وترغيبهم بها وحثهم عليها رحمة بهم لأنها روح القرآن ، كيف لا ونحن نقرأ قوله تعالى : الرحمن . علم القرآن ... وقوله تعالى : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر .
إن القرآن الكريم محور لمقاصد شرعية تقرب القلوب وتجمع الكلمة وتوحد التوجه وتعمق الرابطة الاجتماعية وتفتح أمام الناس متعة المجالسة التي تعطرها نفحات القرآن الكريم بما أنه لا مجال للاختلاف عليه ولا فيه ويصبح الإقبال على درسه إيجابية يتسم به كل حاضر تلك المجالس دون توجس من نقد ولا خوف من تجهيل ... بل التعلق بكل ما من شأنه زيادة المعرفة بالقرآن ونأمل بلوغ مرحلة يصبح فيها التساؤل عن كلمة أو حكم أو قراءة أو مراد ... خاص بالقرآن الكريم علامة على ثقافة السائل وحرصه على دينه وإخوانه لأنه يهتم بأمور المسلمين بدلا من الاهتمام بقضايا فرعية مختلف فيها ..
الوقفة السابعة :
نعم نبشر ولا ننفر ونقرب ولا نهجر فالذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران فليكن ذلك عملا وسلوكا وسجية نفسية وقيمة إسلامية وليدعم هذا المعنى والاتجاه قوله عليه السلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه ... فعلى المعلم أن يتمثل معاني هذا الحديث نفسيا وتربويا ، فهو حديث يبشر بخيرية ما بعدها خيرية وليس من السهل الوعد بها لولا أنها أمانة ثقيلة فيها الصبر ومعاناة هموم نهوض بهذه الأمة المقتضية قدرا كبيرا من فهم النفوس وعاداتها في التأثر والتأثير وظروف تلك النفوس وبيئات نشوئها وضرورة التواصل بين الشعوب والقبائل وإن لم يكن معلم القرآن متصفا بهذه السمات فمن سيتسم بها ؟ !
الوقفة الثامنة :(1/1929)
وحرصا على هذا الهدف يمكن النظر في كتب الفقهاء ومراجع علم القراءة حيث سيجد الباحث اختلافات كبيرة وتباينات حول حكم الخطأ في قراءة القرآن الكريم يمكن تلخيصها بمحورين اثنين أولهما أن الذي تيسر له التعلم ولم يتعلم هجرا أو تكبرا يؤاخذ على قراءته وهذا مؤشر هام على حفز المسلم على القراءة وتعلمها والثاني العاجز والأعجمي يعذر ويصلي بأمثاله .... ومن هذا الخلاف الواسع نستشف من وراء الأقوال وبين سطورها الحرص على تأليف القلوب فهي أولى وحب التعليم وهو هدف سام ، لذلك علينا العمل وفق هذا التوجه .
الوقفة التاسعة :
أن نتصور قراءة للكلمة وحروفها وحركاتها تصورات توحي بالاستدراك على علماء اللغة والقراءة ، ذلك الاستدراك الذي مؤداه وجود قصور في بنية الكلمة إذا اتصل بها أحد حروف المعاني ، بمعنى وجود فصل صوتي بين حرف المعنى والحرف الأول من الكلمة .. .. يسمى النبر ... وما أدري ما الذي غيب هذا الكشف عن علماء اللغة إلى أن جاء أصحاب هذا الرأي بهذا الفتح .. ولماذا وصلوا حرف المعنى بالكلمة وما مقدار تلك الحركة من حيث الزمن ، ألا يفتح هذا الكلام أبواب الترقيص والتكلف في القراءة ؟ ولو جربنا هذا الرأي في كلام الناس المعتاد خلال قراءتهم النصوص من الكتب وغيرها فما الذي سيلحظ وما الحكم الذي سيطلق على صاحب هذا التكلف أو التشدق ..؟
الوقفة العاشرة :(1/1930)
يرى البعض وجوها من القراءة ، فيها تجشم صعاب ، تعتمد الظن في فهم وجه من المعنى في قراءة من يقرأ ، رغم أنه لا يخطر على بال ذلك القارئ ، بل يمر إدراكه بصعوبة في تصور وجه الأداء المعبر عن اللحن المظنون ، رغم أن السياق القرآني لم يرد فيه المعنى المظنون كما أن الإعراب لا يسعف أصحاب مثل هذه الآراء ، نعم تصور يراد منه أن يقتحم على عقل القارئ ونيته معان قد يصبح القرآن بمثل هذه التصورات ألعوبة في ألسنة أصحاب الزندقة والتقول الفاجر ... واخترع له اسم النبر ، الذي إن قيل أو ورد على السنة البعض من أجل كلمة عابرة إلا أنه قد استغل استغلالا مقيتا ، أراد منه البعض إيجاد علم لم تشهد له كتب القدماء ولا يتناسب مع حاجة المحدثين ولا مع مستوياتهم .. فبدأت إشاعته على نحو يحمل معنى التعالم والاستدراك على الأعلام السابقين وبخاصة في قضية حساسة تتصل بالمعنى القرآني .. وما له صلة بالمعاني لم يتركه السلف .. والسياق والإعراب محكان رئيسان هنا لا ينبغي هجرهما لإثبات رؤية فلان أو فلان .. رغم أن المتعلم يقرأ بصفاء واجتماع همته على السياق دون حاجته للمشقة في أن يذهب به اللفظ مذهبا متعنتا ، كما يريد أصحاب هذا الرأي الجديد الذي قد تصدق عليه صفة الابتداع فضلا عن التنفير وإيقاع الناس بالمشقة .. وتحميل اللفظ القرآني في سياقه مالا يحتمل .. وكأنه يلزم القارئ هذا بأنه قد لحن ويحاول القارئ أن يفهم أو يتصور هذا اللحن أي أن يجهد نفسه وعقله ليفهم ومن ثم عليه أن يقتنع برأي الشيخ ! ومنها هذه الأمثلة :(1/1931)
1- في قوله تعالى : ( فقست قلوبهم ..) يرى البعض أنه إذا كان الأداء بغير نبر للفاء فسيكون المعنى من الفقس ، وكأنه يريد أو كان لزاما على أهل العربية الأول أن يجعلوا فاصلا زمنيا بين الفاء هنا وما بعدها ليتميز الفاء كحرف معنى عن باقي حروف الكلمة ... ثم هل في القرآن الكريم كلمة جاءت بمعنى الفقس ؟ الحقيقة أنه لا يوجد ... وهذا التصور خروج عن السياق ومنطقه وإغراق وتنطع ويدخل في باب التفيقه أو التشدق والتكليف بما يشق على الناس ، كما أن السياق لا يشير إلى المعنى المظنون ولم يذكر السلف مثل هذا.
2- قوله تعالى : ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) : يقول صاحب هذه الرؤية التصورية الظنية الشاقة على القارئ وبخاصة العادي : إذا أديت كلمة ساءلهم دون نبر للهمزة ... فالمعنى سيكون من المساءلة لا من السوء . .
3- قوله تعالى :( أوحى لها ) إذا أديت الكلمة بطريقة معينة يرددها صاحب هذا اللون الجديد العجيب من الأداء فيكون المعنى من الوحل سبحان الله السياق يرفض رفضا قاطعا مثل هذا المعنى الذي يريد هؤلاء على ذهن صاحب هذه الرؤية المغالية ... وهذا الغلو إذا فتح فسنجد له مدخلا في كل كلمة ..
4- قوله تعالى : ( سنسمه على الخرطوم ) : قال لاتكون من الوسم إلا إذا قرئت على نحو كذا ..
5- وقول : ( وكفى بالله ..) يلزم أصحاب هذا الرأي أن قراءتها بوجه غير النبر الذي يريدونه تصبح معناها من الوكف لا من الكفاية رغم أن القرآن لا يوجد فيه كلمة من الوكف فأقحموا على القرآن معنى لم يرد به وبالتالي أحرج الناس بتصور هذا اللحن مخالفة للسياق .. وهنا ماذا يقول اصحاب هذا الرأي إذا رد عليهم بأن وكفى تصبح على التثنية (وكفا ) فلم لم تخطر ببالهم وعندها ماذا سيقترحون حلا لهذه المعضلة ..؟ !
الوقفة الحادية عشرة :
من أقوال أهل العلم والقراءة عن مثل هذه الظاهرة :(1/1932)
إن الاجتزاء من السياق خلل منع منه السلف ومنعت منه خصوصية القرآن الكريم ، قال الأشموني رحمه الله تعالى في كتابه منار الهدى في الوقف والا بتدا نقلا عن ابن الجزري في قوله تعالى : ( أم لم تنذر / هم لا يؤمنون ) وقوله سبحانه : ( ثم جاءوك يحلفون / بالله إن أردنا ) وقوله جل ذكره ( وما تشاءون إلا أن يشاء / الله رب العالمين ) وآية ( فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح / عليه أن يطوف يهما ) . وقوله تعالى : ( سبحانك ما يكون أن أقول ما ليس لي / بحق إن كنت ) . وقوله عز وجل : ( ادع لنا ربك / بما عهد عندك ) . وآية ( يا بني لا تشرك / بالله إن الشرك لظلم عظيم ) وقول سبحانه : ( وإذا رأيت ثم / رأيت نعيما وملكا كبيرا ) إلى أن قال رحمه الله تعالى : فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فيجب تجنبه ، فإني رأيت مبتدعي هذا الفن يقف .. فيلقي في أسماع الناس شيئا لا أصل له ...
لاحظ رعاك الله هذا الاجتزاء من السياق وكيف حذر منه ومنع ، وما يدعو إليه أصحاب الدعوة الجديدة تخيلا ليس بعيدا عن هذا الاجتزاء حيث هو نزع للفظ عن سياقه وإخراجه من بيئته اللفظية وخلفية الأداء ... ولا ننسى أن السياق معنى وإعرابا ولابد أن يراعى هذان الأصلان ..
الوقفة الثانية عشرة :
هذا وقد سألت شيخنا الشيخ سعيد العبد الله حفظه الله تعالى وعافاه وأطال في عمره على ما يرضيه سبحانه فقال إن هذا غلو وتنطع أعرض عنه السلف ..
الوقفة الثالثة عشرة :(1/1933)
أقول بعد معايشتي أصحاب الرأي أو البدعة هذه : إنها نشأت بعد سنين من تدريس مفردات التجويد وأحكامه العامة وما يلحق بها وكأنهم لم يعطوا جديدا للناس فالتكرار أصبح يقحم عليهم الملل والسآمة فبحثوا عن الجديد لتطوير وإبراز العطاء وتمليح معرفتهم بما يسمى جديدا وهو ليس كذلك .. والدليل هنا أن الشيخ حفظه الله لم تخطر في باله مثل هذه الأفكار عندما كان يقرئ ختمة في رواية حفص قبل سنين قليلة ولقد قرأت عليه ختمة عام 1408هـ فما خطرت على ذهنه أبدا وإذا كانت مثل هذه تابعة لعلم القراءة وتستحق أن ينافح عنها ويدافع فلابد أن تؤصل سابقا ومن ثم تستدرك على القارئ بناء على تدوينها في كتب القراءة وبخاصة إذا علمنا الأثر اللغوي أداء ، وتغير المعنى ثالثا مع تركيزنا على السياق الذي لا يتنازل عنه علماء القراءة لأن الاجتزاء يمكن تصوره وتخيله وجمع الأصوات الناشئة عن الحروف لتكوين معنى جديد بل قد ننشئ كلمات أعجمية ونحن نقرأ الجملة العربية لاتفاق عارض بين كلمة أو أكثر واحتوائها على كلمة أعجمية وهو اتفاق عرضي لا علاقة للسياق به ، إذن الشيخ لم يبلغ ولم يعلم لأنه لم يكن موجودا فخطرت في البال واجتهد مع من اجتهد لتقرير ذلك وحشد الأدلة عليه ومن ثم أصبح موقفا واتجاها أدى لردة فعل تجاه القرآن وتعلمه .
الوقفة الرابعة عشرة :(1/1934)
الاعتياد يدفع للملل والسآمة أو يحث على البحث عن جديد ذلك أن الفراغ الذي أخذ يحس به إخواننا من فرط تكريرهم لمفردات التجويد وهنا كان من المطلوب السير في باب علم القراءة والعربية الداعمة لهذه الرسالة دون غلو فأين علم القراءات ومعالمها والرواة والأثر الجرسي للقرآن الكريم على النفس البشرية وكيف يمكن تسخير هذا الأمر في معالجة النفوس ورفع الهمة وزيادة الحماسة دفاعا عن الأمة ورسالتها ورسولها وقيمها ... نعم أين بقية الروايات القرآنية والاهتمام بها من أصحاب هذه الدعوة المغالية ... وهذا الذي ذكروه لم يطرق منه القرآن إلا كلمات يسيرة على رأسها ذكر ما يتعلق باللبس بين كلمتين قرآنيتين مثل : " حرستم / حرصتم " و" محذورا / محظورا ... ولم يتطرقوا لمثل هذه الإغراقات المغالية والخيالات المعتمدة على تثوير وإجهاد الكلمات في الأداء كي يتخيل لأحدهم المعنى الذي يحمله اللفظ ، حرصا منهم على التيسير واعتمادا على السياق .(1/1935)
نعم و من أدلة بحث هؤلاء عن الجديد والانبهار بما تراه نفوسهم أنه علم يشار إليه بعد ذلك الملل في مسيرتهم القرآنية أن وسعوا الضيق وأطالوا ما يمكن تقصيره وقصره ، فهذه الدورات الخاصة بمفردات التجويد بعدما كانت تنقضي في فصل دراسي وكان الإقبال شديدا أذكر أن ملتقى واحدا كان يضم ما يزيد على مائة دارس وعظم الأمر في أذهان القائمين على القرآن ووسعوا واستنطقوا الكلمات والحركات وجعلوا علم التجويد مجموعات من الفوازير والطلاسم وهم يعلمون أن الدارسين ليسوا من الحفظة .. وهكذا زينوا لأنفسهم ما هم عليه فوسعوا المفردات وطوروا المسميات وعددوا السنوات حتى أصبح اليوم طالب علم التجويد يحتاج ثلاث سنوات بعدما كان قادرا على تحصيله في فصل دراسي أو عام ، وهاهم اليوم يزيدون الطلسمة ويستصعبون السهل وينفرون الطباع والفطر بما نصبوه علامات وعقبات أمام طالب علم التجويد ليصبح حلما صعب المنال ، من يقدر عليه ؟ لا يقدر عليه إلا فئة قليلة أوتيت من العلم ما أوتيت .... والناظر في حال الصحابة رضي الله عنهم لن يجد إلا اليسر وتعميم التعلم مهما كان حال المسلم الجديد الذي قد يكون من المتعتعين في قراءتهم وهو صحابي .
الوقفة الخامسة عشرة :(1/1936)
نعم إن من الأولى على إخواننا أن يطرقوا أبواب العلم القرائي كما ينبغي ولينطلقوا إلى القراءات والروايات وما ينطوي عليه القرآن من وجوه في الإعجاز الصوتي والبياني وما يتعلق بذلك من علوم القرآن لتكون مفاتيح تيسير لهذا العلم ونشره تنفيذا لمفهوم قوله تعالى : ( في رق منشور ) فلا بد من نشره وجمع الناس عليه تأليفا للقلوب وترغيبا للنفوس وتعميقا للرابطة التي أراها اهتزت لدى البعض ممن اطلع على هذا التنطع فقال أترك هذا المجال لأنني لن أقدر على تملك هذه الدقائق التي انطوى عليها القرآن ، أي أنه نُفِّر ولم يُبشر وأُبعِد بدل أن يقرب ... وقد رافق ذلك اتهام المتخصصين بالعلوم الشرعية بأنهم جهلة لا يقدرون على تلاوة كتاب الله فأوقعوا في النفوس حساسية التثاقل والتباعد والنفور بين الطلاب وهذا العلم ، حتى لم يبق في موائد دورات التجويد إلا نفر قليل منهم من يجهد لتحصيل الشهادة لعله يحظى بفرصة عمل إضافي ، ونحن مطالبون بالتعميم لا بالتخصيص والتوسع الدعوى والثقافي القرآني لا بالتضييق وتوسيع دائرة الهجران العفوي أو القسري بمعنى من معاني القسر . فأين الدعوة إلى قراءة القرآن على كتاب من الكتب كما كان السلف يفعلون وذلك من قبلهم هم لا أقصد الدارسين بل فليشغلوا أوقاتهم بهذا العلم الذي نريد إحياءه والتوسع فيه وتنمية الثقافة القرآنية ... وعندها تعمر موائدنا الخاصة والموائد العامة من منهل القرآن الذي لا تنقضي عجائبه من وجوه الحق و بالحق لا بالظنون وإحراج الناس بوجوه الأداء العجيبة .
الوقفة السادسة عشرة :(1/1937)
البشارة مفتاح نفسي والتقرب إلى الدارسين والحرص على نفعهم وتعليمهم وحسن تدريبهم والبدء بالميسور ومراعاة الظرف والمستوى والقدرات العقلية وإبعاد معالم التوتر كيف لا وقد قال تعالى : ( الرحمن ، علم القرآن .... ) فالرحمة مقدمة على تعليم القرآن فإذا لم تكن الرحمة ومنها البشارة وما تعنيه من البشرة المتفتحة الباسمة الفرحة إذا لم تكن مطية التعليم وفي ماذا ؟ في القرآن فعلى إخواننا أن يجعلوا علم القرآن وقراءته سهلا ميسورا ..
الوقفة السابعة عشرة :
الوسوسة عقبة خطرة تقود لها التخيلات التي يلزم بها دعاة هذا التوجه ويحرجون القارئ إلى درجة أن التفريق بين فتحة وفتحة ، و ضمة و ضمة ، وكسرة و كسرة ، رغم السياق السلس والمعنى الذي لم يخطر في بال القارئ اللاحن في ظن أصحاب الفكرة الجديدة ... نعم هذا التوجه جعل بعض الناس يرفض الصلاة إماما بالناس خوفا من اللحن على هذا المعنى رغم أنه كان يصلي بزملائه وأخشى أن يكون هذا الأمر ثمرة من ثمار الصد عن سبيل الله الصد غير المقصود طبعا من خلال إحراج مثل هذا الشخص ودفعه للبعد عن الإمام رغم أنه أفضل في القراءة من غيره ، ولما سألته عن السبب قال الحقيقة هي الوسوسة حيث أصبحت أفكر في الكلمة التي سأقرأ ها فأخطئ بما بعدها وهكذا شكلت الوسوسة مشكلة لي ... الله أكبر ما هكذا تورد الأمور . ... فنحن هنا أمام باب شر يجب أن يغلق حفاظا على سلامة الصدر وسلامة القراءة وفق السياق الذي يلزمنا جميعا بنصه ومعناه .
الوقفة الثامنة عشرة :
السياق ملزم وليس الدخول في الظنون والظن الذي في ذهن الشيخ لم يخطر في بال سامعه ولما نوقش الشيخ احتاج وقتا طويلا لإيصال فكرته لمحاوره وهي الفكرة التي لم يسعفه فيها السياق لا معنى ولا إعرابا بل تحتاج ليا لأعناق الكلمات وحركاتها لتتناسب مع الوسوسة .(1/1938)
ومما يلزم في اعتبار السياق مرجعا في القراءة وإبعادا عن التنطع وحدة المعنى الذي يندرج في نسق من الكلمات ، لاحظ مثلا ما يلي :
قرأ رجل ممن يتكسب بالقرآن آية ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوا واتقوا لعلكم ترحمون ) 55 الأنعام ، قرأ منها بترا من السياق لإرضاء زعيم قادم إلى حفل دعي إليه التالي : مبارك فاتبعوه واتقوا ....) ! ، فالسياق معنى وإعرابا لابد من مراعاته في الأداء فهو المرجع ، أما الاجتزاء وتخيل معان أخر يحاكم إليها أداء القارئ على نحو يشكك ويلبس ، فهذا مما تأباه السليقة العربية والسلامة الفطرية التي يقرأ بها الناس ، فدعوهم يقرؤون على سجيتهم بسلامة أداء ، دون إقحام لتخيلات تخطر ببال مثل أصحاب هذه النظرة .
الوقفة التاسعة عشرة :
النبر قد يحتاج إليه في بعض المواقف رغم أنه لا يحتاج التكلف وذلك فيما إذا حذف حرف لالتقاء الساكنين وخشي من اللبس كما في قوله تعالى :" واستبقا الباب " وقوله تعلى :" وقالا الحمد لله " وقوله عز وجل :" فلما ذاقا الشجرة " ففي مثل هذه المواطن قد يحتاج القارئ إلى ضغطة خفيفة أو نبر ما بعد الألف المحذوفة إشعارا بالألف ، رغم أن هذه النبرة قد تستغل ، أو تحتاج تكلفا مبالغا فيه ، وترك الأمر على ظاهر القراءة وفق الحروف والحركات أولى ، وبخاصة عندما تكون القراءة حدرا ، كما أن السياق هو المخرج فكون الألف ألف تثنية يحدده سياق القصة ، قارن هذا مع قوله تعالى : " وقيل ادخلا النار " فألف التثنية ستحذف لالتقاء الساكنين ويصبح النطق هكذا : " ادخلنَّار" فأين ألف التثنية ؟ لقد سقطت وسقوطها غير مخل بالمعنى رغم أن المبنى نقص ولكن المبنى يوضحه الإعراب الذي يشكل ركنا من أركان السياق فلو كان الفعل للمفرد لكان النطق هكذا :" ادخل النار " بكسر لام ادخل ..
الوقفة العشرون :(1/1939)
يرى البعض أن الوقف على الهمز يستلزم ضغطة أو نبرة تنهي النطق ، لإعطاء الهمزة حقها من الظهور ، كما في الوقف على همزة :" السماء ، السوء ، شئ.." والحقيقة عندما ندقق في هذا ونبحث عن وظيفة المد قبل الهمزة لوجدنا المد فسحة لعضلات الأداء أن تغلق المخرج دون الكلفة التي يعبر عنها بالنبر ، لأن الذي لا يحقق الهمز قد ترك مخرج الهمزة مفتوحا ويصبح النطق هكذا :" السما " دون همز ،.. وهي قراءة بعض العرب .
إن النبر تكلف ولغة القرآن سهلة ميسورة وما مدودها و غننها إلا تجاوب مع جهاز النطق عند الإنسان ، وعندما نلغي المد من مثل كلمة " السماء " فسوف نقع بالنبر وهي لغة مستثقلة ، لأن انتقال القارئ من مخرج الميم إلى مخرج الهمزة دون منح المخرج زمنه الكافي سيؤدي إلى النبر فجرب بنفسك النطق ستجد النبر منضافا إلى قوة الهمزة مما يزيد قوتها ويخرجها عن حد السواء والنطق اللطيف ، لأن المطلوب كما قال الإمام السخاوي في عمدة المجيد :
فإذا همزت فجئ به متلطفا من غير ما بهر وغير توان
إذا لابد من اللطف في الأداء وهذا المد قد أعاننا ويسر لنا الأمر ، ومن هنا أجد الأمر أيسر من القول بالنبر والله أعلم .
الوقفة الحادية والعشرون :
مستوى القراءة : القراءة في عرف القراء مستويات ثلاثة التحقيق والتدوير والحدر ومعلوم أن القراءة بالحدر تعني الاختلاس في الحركات والمدود والغنن .... وبالتالي فما ينادي به أصحاب البدعة الجديدة في القراءة وأرجو قبول تسميتها بدعة بما أنها لم تبن على أصل عند أهل القراءة من السلف فهي جديدة كل الجدة ,, نعم ما ينادي به إخواننا لن تسعفهم به القراءة بالحدر ..
الوقفة الثانية والعشرون :(1/1940)
إذا اكتشف شخص خللا وأمكن وضع قاعدة ضابطة له ولأمثاله فلا بد أن تكون قاعدة سليمة تحفظ مسار نفسها ولا تنخرم أو توقع في اللبس وتقتحم على الناس مواطن السلامة في الأداء ، ومادام الأمر قد وسع السلف الذين كانوا جهابذة هذا العلم فليسعنا ماوسعهم وتحفظ على الناس سلامة صدورهم ونبعد عنهم أسباب الشك والريب في المعاني .. فالكلمات التي يطرحها أصحاب هذا الرأي تولد فضولا في تصور كلمات تنشأ عن تقطيع كلمة أو تركيب بين كلمتين أو ... وهذا مزلق خطر ومنعرج يحيد بالقارئ عن سلامة الصدر .
الوقفة الثالثة والعشرون :
حديث الماهر بالقرآن ..." حديث أستشف من بين ثنايا كلماته وسطوره قيما تربوية ومعالم دعوية ورؤى تواصلية لها من السمو والرفعة ما يمتد عبق خيره ليشمل الزمان والأشخاص .. يعطينا المهارة القرائية هدفا ساميا على مستوى الأمة هدفا نصبه الشارع أمام الأمة ولكن لا أمام أنه هدف يجب على كل فرد تحقيقه ، فرض عين فإنه أمر بما يشق بما أن المهارة تحتاج حيثيات وإمكانيات وزمن وتكاليف والناس توزعت طاقاتهم في أرجاء الحاجات الواسعة الممتدة وفق تخصصات عمران الحياة كما نطقت به الآية " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ..." فالمهارة تتحقق ولكن متى وكيف وممن ولماذا ...؟ فالحديث يضع الدعاة أمام حدين حد أعلى وهو طرح علينا تحقيقه في الأمة و على أعضائه أن ينهلوا قدر طاقتهم وعلى المعلمين أن يراعوا ذلك،.
ولقد قدم حدا أدنى من ا لمهارة تكريما لأصحابه وتحفيزا لغيرهم وعلى المعلمين وهيئاتهم أن يكتشفوا عوامل بناء المهارة وشرائط تحققها مادية ومعنوية.. وليكونوا كما نص الحديث هداة في هذا الباب فالمتعتع سمة تعبر عن شريحة تقضي ظروف الحياة وجوده ، كل منا متعتع في غير تخصصه حاذق في مجاله كي يبقى الناس على تواصل واحتياج لبعضهم ولا يكتفي امرؤ بنفسه ولا بقدراته هكذا خلق الله الخلق لتعمر الحياة وتبدو شيقة متكاملة
الوقفة الرابعة والعشرون :(1/1941)
السياق مطلب اللغة والبيان ومحور السلامة في الأداء ومرجع التقولات الناشئة عن مثل ما تصور أصحابنا .. ونظرا لقيمة السياق في الأداء جاءت كلمات قرآنية على رسوم خاصة بها لربط القارئ بالسياق معنى ولو على حساب بناء الكلمة لاحظ رعاك الله كلمة :"ويكأن الله .." فـ :" وي " كلمة و " كأن " كلمة رسمت الكلمتان موصولتين حفاظا على معنى السياق كي لايخطر في بال القارئ أو السامع أن :" وي " للتحسر ، ثم يبدأ :" كأن الله يبسط الرزق .." فالله تعالى يبسط الرزق لاكأنه يبسط الرزق سبحانه وتعالى وحرصا على بقاء معنى السياق محافظا عليه وصلت الكلمتان مراعاة لهذا المعنى والله أعلم . وكلمة :" نعما .." تجد أن كلمة :" نعم " فعل لإنشاء المدح و"ما " موصولية وهي في محل فاعل لنعم ، وكي يحافظ على هذا المعنى وكي لايخطر في البال أن ما متعلقة بما بعدها وبالتالي يصبح اللفظ هكذا : مايعظكم به .." أي نفي وعظ الله تعالى للعباد بكلامه وهذا معنى قبيح ، لذلك وصل الجزءان بكلمة واحدة حرصا على معنى السياق والله أعلم .
الوقفة الخامسة والعشرون :
لقد كتب بعض أهل العلم والنظر (1) نظرات ومباحث علمية تحاول استقصاء موضوع التجويد وأحكامه وأقوال العلماء فيه والمراد من التجويد وكيف تجشم بعضهم تحميل الأمور ما لم تحتمل ، وجعلوا التكلف مطية أدائهم وأرهقوا ألسنتهم وأنفاسهم كي يوصلوا للسامعين نغمة ما أو مبالغة في ممدود أو تلوكا في خديه
(1) مثل كتاب فتح المجيد للدكتور سعود الفنيسان .(1/1942)
وتمطيطا في شفتيه ومبالغة في تجافي فكيه وكأن القراءة شد في العضلات وإنهاك للأنفاس ... ، بينما الذي يسمع أهل القراءة المتقنين لا يجد منهم إلا ما يسره وترتاح له أسماعه وتتأثر به مشاعره ويأنس له وبه قلبه ، وتحلق روحه في عالم السمو تدبرا وتعجبا من عظمة كلام الله تعالى ، وما فعل هذا القارئ أكثر من أن ضرب بقراءته على أوتار معان نبهت غافلا أو أحيت ميت قلب أو هيجت أملا أو ورثت ندما ، أو أبكت عيونا ... ولقد صليت في الجامع الأموي بدمشق خلف الشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة صليت صلاة التراويح ولقد كان يقرأ جزءا في كل صلاة تراويح يوميا ولكنها كانت غاية في المتعة والتأثير والتدبر إلى درجة ما كنا نتمالك أنفسنا من التأثر فلقد بلغ بنا البكاء حد النشيج مرارا ، مع ملاحظة هامة هنا هي هدوء قراءة الشيخ وتسلسلها وترابط المعاني ترابطا لم يحرج الشيخ على كبر سنه حيث كان حينها شيخ قراء دمشق قراءة سهلة دون تشدق ولا تمطيط ولازعيق ... فسبحان من وهب بعض عباده صدارة في تعظيم وتعليم وترغيب العباد بكتاب رب العباد.(1/1943)
إن بعض من كتبوا تلك الكتابات لم يكتبوها إلا ردا لغلو وتنطع يجافي يسر القرآن الكريم ويجافي نشره والتوسع في نشره ونشر معارفه بن العباد ، كيف لا ونحن اليوم على أبواب هجمة جديدة تتعرض لها الأمة في دينها ونبيها وكتاب ربها ومبادئها ... فهل نرتضي انتشار ذلك التنطع الذي يشكل نوعا من الصد عن كتاب الله وإشغالا للناس عما هو أهم ، بل ويخشى من كونه إفساد ا يقحم على الكلمة القرآنية ولايسعنا هنا إلا أن نأخذ بسد الذرائع فلا نسمح بهذه الأقوال ولا ننشرها بين الناس ... ، ولنترك الناس يقرؤون على فطرهم التي تقبل على الله من خلال كتابه تعظيما وترتيلا وتعلما وتعليما وتفسيرا واستنباطا ، فلا نقحم عليهم معان هم في غنى عن التطرق لها والكتاب في غنى عن ذلك كذلك والأمة اليوم في غنى عنها كذلك .. وقبل وبعد هذا أجيالنا لا يليق بنا أن نشغلها بما لا ينتهي إلا إلى الشك والتلاعب بالألفاظ القرآنية ، ويكفينا أن مثل هذه المعاني الدخيلة ليس لها مثل قرآني ، ولعل هذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم .. والله أعلم .
الوقفة السادسة والعشرون :
إن التركيب الناشئ من نظرة أصحاب هذه الدعوة سيؤدي لتحليل الكلمة وتحليل الجملة بل وتحليل الآية لنجد أنفسنا أمام معان وعبارات جديدة وإغراق في تيه جديد لم يعن عليه السياق بما أنه تركيب من التركيب ، لذلك ستجد القارئ نفسه أمام ما يلي :
* قول الباري عز وجل : ( الحمد لله رب ..) هل يقبل دعاة الفكرة الجديدة أن تكون كلمة الله في أدائنا للآية من اللهو ولا فرق في الأداء بين الكلمتين فما المخرج هنا ، أي كأن القارئ لها نطقها هكذا : اللاهي .. وفي بسم الله .. وما شابه ذلك ..؟
* قوله تعالى : ( وأنَّ الله ..) هل أنَّ هنا أداة التوكيد والنصب أم هي فعل أنَّ من الأنين ، وبالتالي يوسوس القارئ بمعنى لا يليق التفكير فيه لأنه يضيف للباري عز وجل معنى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .(1/1944)
* وقوله : ( ولما ) هل لما هنا هي الظرفية أم فعل لم يلم منها اللمم ..؟ بما أن الأداء في الكلمتين نفس الأداء ..
* وفي آي’ : ( أعمالهم ..) هل نقبل فكرة أصحاب الدعوة الجديدة ونقول للقارئ قراءتك جعلت الكلمة على المعنى التالي : أعمى لهم .. أي من شخص منسوب إلى العمى وأنه لهم ..!
* وقوله ) إن أجري..) لو قرأها على تسكين الياء كما في بعض القراءات فهل الكلمة من الأجر أم من الجري؟!
*وقول : ( ولئن سألتهم من خلقهم ) ما رأي الشيخ في هذه الكلمة القرآنية هل مَن هنا مفعول به أم مبتدأ ؟ فهي على تأويل دعاة الفكرة تحتمل أن تكون أحد الأمرين ، فإن كانت مفعولا به أي إن طلبت منهم الذي خلقهم فيصبح الأمر متعلقا بمعط ومعطى والعياذ بالله ، أما إن كان على الابتداء فهو المناسب للسياق والمعنى .. فكيف نخرج من الإشكال ؟
* وقول الله تعالى : ( ولقد فتنا ..) هل نا هنا نا الفاعل أم نا المفعول ؟ والأداء في الحالين واحد .
* وقوله سبحانه : ( على كل شئ قدير ) هل على هنا الحرفية أم فعل العلو والأداء الصوتي واحد ؟
وقول الحق عز وجل : ( أولئك الذين ..) هل تخرج على رأي أصحاب الفكرة فيصبح الأداء" أولاء كالذين ..".
* بل قد نقحم على الناس معان قبيحة لاتليق بالعاقل فضلا عن أهل القرآن ، فلقد سمعت شخصا يقول مازحا وهذه حقيقة وقعت أمامي قال رجل إنجليزي لرجل تقولون عن القرآن قد حوى كل شئ أخذا من قوله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) فهل فيه ذكر الضابط الإنجليزي كوك الذي كان يعمل في الأردن ؟ فقال له الأردني نعم ، فقد قال تعالى : ( وتركوك قائما ..) ! .
* وكيف نخرج كلمة " فاتقوا .." هل هي من التقوى أم من التفتيق وأداؤها هكذا " فتًّقوا " ؟ .
*وكيف نقول لمن يتصور كلمة رب من قوله تعالى : " رب السموات والأرض " وخطر بباله أن رب هنا فعل أمر من التربية .
* وفي قوله تعالى : تزاور .. " هل هي من التزاور أم من الازورار ؟ .(1/1945)
* وقوله تعالى " وترى الشمس .." هل أداء وترى من الوتر أم من الرؤية ؟! في ذهن أصحاب الرأي الجديد وبخاصة عند من يقرأ بالحدر ؟
* وفي قوله تعالى :" وزدناهم / هدى .." هل نقحم على القارئ والسامع المعنى المفصول بين " زدنا " وهم هدى ؟!
* وفي قوله تعالى :" أفلا تعقلون " هل أفلا ،، تخطر في البال من الأفول " .. وهنا مشكل آخر مفاده هل سننبر الأحرف كلها الهمزة والفاء و لا ..؟ وبالتالي نلزم القارئ المتعلم بتكلف يذهب عن قراءة كتاب الله ما تستحقه أدب ..
* وفي : كالوهم أو وزنوهم ... ذكرت لدى السلف من باب الفصل ،، وإذا قيل كالو..هم ، مع فصل كما تشير النقاط لن يستقيم السياق وهنا لابد أن يرد السياق هذا القارئ ، وفي " وزنو .. هم ، لا يستقيم ، لأن من يفعل هذا يعد من المتلاعبين بالألفاظ والقريبين من الزندقة ، ولا يدرج في فئة أهل القرآن ، كما أن الفصل المتصور في جزء " وزنو .. هم " لا يؤيده أداء ما قبله " كالوهم " لأن هذا يعني قراءتها " كالو .. هم أو .." فما المعنى الذي ينشأ من " هم أو " ..؟ فهذا الربط بهذا القيد يمنع قبول رأي من يظن هذا ويدرج في إطار المتلاعبين باللفظ القرآني .
*وفي قوله تعالى :" قال لهم " إذا قرئ بالإدغام لأبي عمرو سيصبح أداؤها هكذا " قالَّهم " فكيف سيصبح المعنى ، والأداء نفس الأداء فهل هي من القول أم من المقالة ؟.
* وكذلك لأبي عمرو في نحو " نحن له " سيصبح " نحلَّه " هل هي من نحل له ، على ظاهر الأداء أم نحن له كما هو الأصل .
* وقوله تعالى :" من راق " على قراءة الإدراج سيكون أداؤها هكذا " مرَّاق " فعلى ظاهر لفظها تكون من المروق ، فما المخرج ؟
* قوله تعالى : " ولي دين " على قراءة من يسكن الياء ، فما المعنى الذي يراه أصحاب الرأي الجديد ؟ هل هي بمعنى " لي " إشارة الملكية ؟ أم فعل : ولي يلي ..؟ أم " ولي " من الولاية ..؟(1/1946)
* وفي قوله تعالى :" حتى إذا جاءه لم يجد .." هل إشباع هاء الضمير يسمح بتصور كونه ضميرا منفصلا هو هكذا : جاء هو لم .. وهاء الضمير لابد من إشباعه والأداء واحد ؟!
* وفي قوله تعالى :" فترى الودق .." فترى الودق .." هل فتر من الفتور أم ترى من الرؤية ، وبالتالي كيف نميز دون السياق بين الأداءين وبخاصة في قراءة الحدر ؟!
* وفي قوله تعالى :" إنا على ذهاب ." هل إنا هنا فعل أمر من الأنين والمخاطب مثنى أي يطلب منهما الحزن والأنين على ذهاب .. والعياذ بالله ..؟! وكيف المخرج من حيث الأداء ؟!
* وفي قوله تعالى :"تريدون عرض .." هل نقرأ الآية هكذا : تري / دون عرض ..، والأداء واحد ؟ !
* وكذلك إذا قال قائل إن قوله تعالى : ( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض ..) أوقع الظلم على ما فأصبحت مفعولا ، فماذا نقول ؟ .
* وفي قوله سبحانه ( فأما اليتيم .. ) تجد أن كلمة " أما " وصلا تؤدى فتصبح "أمَّ..) لفظا وهي بهذا لن تختلف عن معنى كلمة "أمَّ يؤم .. " من الإمامة في الصلاة ولا مخرج إلا السياق فتنبه أخي صاحب الدعوى .
* والحظ رعاك الله قوله تعالى :" السائل " في آية " وأما السائل ..) ستجد نفسك أمام معنى قد يخطر في البال كما يعتقد أصحاب تحميل قارئ القرآن ما لم يحتمله السياق فهل يخطر في بال القارئ أو صاحب الدعوى أن السائل هنا من السيلان ؟ ! حقا إن هذا لشيء عجيب من الاستنتاج .
* والحظ قوله تعالى : ( وهل أتاك حديث موسى .. ) هل يمكن إقحام المعاني الجديدة وجعل الناس يفكرون فيها هنا ، حيث يمكن تصور اللفظ التالي : وهل أتى كحديث ..) منزوعة من السياق ؟ !
* وفي قوله تعالى :" قال لهم " على قراءة أبي عمرو بالإدغام الكبير وتصبح هكذا " قالَّهم " كيف سيتحقق النبر أو ما في ذهن أصحاب الفكرة .(1/1947)
* واعلم رعاك الله أن من وجوه إعجاز هذا الكتاب أن الكلمات التي خطرت ببال هؤلاء الإخوة ليس لها المقابل الذي يخافون منه حسب تصورهم للحن ، فلا يوجد في القرآن كلمات : لمع من اللمعان ، إن الله لمع المحسنين .." ولا " الوحل .. من : أوحى لها .. ولا فقع .. فقعوا له ساجدين .. ولا فقس .. فقست قلوبهم .. ساءلهم .. ساء لهم يوم القيامة حملا ..ولا ومض ،، ومضى مثل الأولين .. ولا وتر بمعنى قطع على هذا اللفظ .. وترى الذين ..... ولا وكف .. وكفى بالله .. ولعل هذا مجال مناسب للكف
* وهل نفتح الباب لتصبح الكلمة قابلة للانقسام إلى معان نحو : يريدون وجه .. التي ستصبح هكذا : يري دون وجه ..
* وهذه كلمة : " النسئ " من قوله تعالى :" إنما النسئ زيادة في الكفر .." عند الأزرق وأبي جعفر ، تقرأ " بالياء المشددة ، هكذا :" النسيُّ " ، هل هي مبالغة من النسيان ؟ ! .
* وهذه كلمة :" ويبشر " من قوله تعالى : ويبشر المؤمنين .." يقرأها حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين ، هكذا : يًبْشُر .. فما المعنى الذي سيخطر ببال أصحابنا هنا ؟.
* وكلمة :" المأوى " من قوله تعالى :" جنات المأوى نزلا .." السجدة .. يقرأها الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلف ... :" الماوى " هل يصبح الداء قابلا لمعنى جديد هو : جنات الما وانزلا .. ؟ ! . بمعنى الماء مخففة الهمزة ..؟ .(1/1948)
وهكذا أجد نفسي ملزما بأداء النصيحة لله تعالى وكتابه وللمؤمنين وفق ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام ، ولا ينفك الأمر عن كل من لديه شئ من علم في هذا الجانب ، ولا أقول هذا إلا بعد عرض هذه الكلمات على كثير من الذين يترددون على المسجد وغيره لعلي أجد من خطر بباله مثل تلك المعاني التي نصب لها أصحاب الدعوة نفوسهم منافحين وإليها داعين وعلى نهجها سائرين ، ولا يسعني إلا أن أقول لهم هونوا على أنفسكم وعلى طلبتكم ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ، ولن يشاق هذا القرآن أحد إلا غلبه ، فلا تشاقوا في كتاب الله ولا تحرجوا عباد الله .
إن المعاني التي تبنون عليها دعوتكم هي معان استحضرتموها في أذهانكم ورسمتم على وفقها تخيلات
اللحون ، في حين لم تخطر هذه المعاني في بال الناس ، فأين التيسير وأين الرفق الذي نصبه الدين الحنيف قيمة تربوية ونبراسا للدعاة ، وفي مقدمتهم ، معلمو القرآن الكريم في مجالهم ؟
الوقفة السابعة والعشرون :(1/1949)
اعلموا رحمكم الله أن سلامة الصدر تقتضي البدء مع المتعلم مما يبشره ويفتح أسارير قلبه وتقبل ما هو عليه من معرفة كي ينطلق على نحو إيجابي ، والذي يبدأ به أصحاب هذه الدعوة هو البدء مما يصد النفس ويضعف الدافعية ويحبط الإقبال ، فكم من الشباب جاء شاكيا متذمرا من البدء ، حيث يكلف الشخص بقراءة الكلمات التي يتصور صاحب الدعوة أنها محك ومدخل للحكم على مدى إتقان الشخص لهذا الفن ... ونسي هذا الشيخ أن هذا ليس مورد التعليم ولا بابا له ، وما كان هذا نهج السلف ، إذ إنهم يبدؤون مع المتعلم بداية الترغيب ، ولذلك عندما يبدأ المتعلم من قصار السور تلك السور التي لا تنطوي على طلاسم أصحاب الدعوة الجديدة ولا كلمات مشكلة حسب ظن رواد اللحن بل أهل التجديد في اللحن ، نعم يقرأ السور القصيرة فيستقم لسانه ويتدرب في ممارسته فلا يحتاج ذلك التنطع ، وهكذا سهل الشيخ عليه فلم يستحضر كلمات التحدي التي تؤذي القارئ في تعلمه وتؤذي كتاب الله في التعنت الذي يمليه أصحاب هذه الدعوة .
الوقفة الثامنة والعشرون :
لقد سألت الكثيرين عن الألفاظ التي ظنها أصحاب الدعوة الجديدة ، هل خطر ببالكم معنى آخر من هذه اللفظة أو تلك ؟ ومن الكلمات التي عرضت كلمة : فقست ، فقعوا ، أوحى لها ، وإن الله لمع ، .... من خطر بباله أن كلمة " فقست " من الفقس ؟ وكلمة " فقعوا " من الفقع ، وكلمة أوحى لها من الوحل .. والخيرة من اللمعان ؟ ولقد كانت إجابات الجميع بين أعوذ بالله من الشيطان .. وبين أبدا ما خطر ببالي ذلك ...(1/1950)
أمام هذا لا يليق بنا أن نقحم على كتاب الله ما ليس منه ونترك الناس يقرأ ون على السياق .. رحم الله الجميع بواسع رحمته وردنا إلى ميسور كتابه وأبعدنا عن الغلو في تعليم عباده . نعم هذا جواب الفطرة وأصحاب الصدور السليمة التي تعبد الله بقراءة كتابه على ما سلم من المعاني في الصدور ، لا على ما يحتمل من وجوه اللفظ ، ما صح منها وما لم يصح ، وأكد الجميع أن هذا ما فكرنا فيه أصلا ..
لقد جاء بعد مدة فقال : الحقيقة أنني في البداية وقبل سماع هذه الأفكار من أصحابها ما كنت أفكر إلا في سياق النص ويدور فهمي وتدبري في إطار المعنى الذي يعرضه النص ، غير أني بعد سماع هذه الأفكار بدأ تقليب الكلمة في ذهني فوصلت إلى معان أشغلتني إلى أن وصلت للقناعة بضرورة البعد عن هذا ...
الوقفة التاسعة والعشرون :
لقد قرأت النشر في القراءات العشر لا بن الجزري وهو إمام هذا الفن كما هو معلوم وكذلك الشاطبية وأنعم بها من نظم بزت غيرها من المنظومات وأصبحت مرجع الناس وتلقيت بالقبول والثناء ، واطلعت على شرحها... كما أن الشيخ محمد الضباع رحمه الله تعالى وهو إمام القراءة في زمانه ، له كتاب بعنوان " الإضاءة في بيان أصول القراءة " جمع فيه مصطلحات خاصة بعلم التجويد والقراءات وأصول كل قراءة ورواية فلم يذكر هذا الذي تنطعوا فيه ، وأحرجوا الناس في تخيله فضلا عن أدائه ...
الوقفة الثلاثون :(1/1951)
من المتعة في علم القراءات أن الدخول في رياضه والتنعم بين جنباته والإنس مع أهله يمنح القارئ معالم التيسير والبعد عن التنطع والتعسير ، أما من يحتج بأنه حق كتاب الله وأنه لا يجوز أن نخالف في حرف ولا في حركة ولا في صفة .. ويقحمون ما ينبغي وما لا ينبغي فهذا من التنطع والغلو والمبالغة وإشغال الناس بوجوه تبعدهم عم القصد .. نعم تبعده عن التعسير وتستكشف أساليب تسهل إيصال المراد دون إجهاد للنفس بالمعسرات وتخيل المشاق من اللفظ وإلزام المتعلم بها و إلا فهو .. وهو ..
الوقفة الحادية والثلاثون :(1/1952)
حافظ علماء العربية والقراءة على نسق الكلام وجماله ورقة اللفظ وعذوبته ، فهذا علم الصرف و فيه ما يسمى بالإعلال الذي ينقل اللفظ عن أصله الذي بني عليه ويلطف فيه وفق قواعد رائعة يسهل النطق بها ويجعل اللفظ جميلا لطيفا ، فهل على القارئ أن يعود إلى أصل اللفظ كما يتصور إخواننا أصحاب الدعوة الجديدة التي يتخيلون فيها اللحن ثم يلزمون القارئ بأنه على هذا النسق نطقك يؤدي إلى كذا ؟ ! .. وكذلك علماء القراءة والعربية عندما يأتون إلى كلمة فيها حرف مرقق وفق القواعد فإنهم يفخمونه مراعاة لما بعده حرصا على نسق صوتي أفضل مثل كلمة " قرطاس " ونحوها ، فعلى القارئ لأن يفخم الراء لتتسق مع الطاء كما أن الانتقال من مكسور هو القاف إلى مرقق هو الراء ثم الانتقال إلى مستعل بمرتبة هي الأعلى فيه نبو في اللفظ يحتاج تكلفا ، لذلك تنحى العربي عن ذلك ففخم الراء كي تتناسب مع الطاء مما أضفى على اللفظ يسرا وجمالية ، و في هذا الإطار سنجد لفظ الجلالة "الله " من قوله تعالى " الحمد لله " الذي أبقاه العرب والقراء على نسق الترقيق ، فلم يقحموا الغلو ، الذي تصوره أصحاب الدعوة الجديدة لأن المسلم يقرأ على السياق إذ إنه وفق منهجهم سيصبح اللفظ هكذا " الحمد للاهي " أي من اللهو فلم لم يغير العرب والقراء اللفظ خوفا من هذا المعنى قياسا على كلمة " قرطاس " فيبقوا على اللفظ بتغليظ اللام من " الحمد لله " ونحوها ..؟!
الوقفة الثانية والثلاثون :
لقد اعترض أصحاب التخصص الشرعي والمشرفون على التربية الإسلامية في المنطقة عندما بدأ الشيخ معهم بمنطق التحدي والغرور لإثبات عجزهم وأنهم ... و أنهم .. ، ولاحظوا التنطع والغلو في تناول الأمر فما كان منهم إلا أن اعترضوا وألغوا اللقاء وكانت ضربة مؤسفة لخلفية متنطعة ، ولو كان الأمر بحجة حماية كتاب الله ، وليكن معلوما أن حماية كتاب الله لا تبدأ من هنا ، ..(1/1953)
هل يليق برواد التخصص أن يُتهموا بالعجز والقصور على هذا النحو الذي ينطوي على نوع من الغرور والاستعلاء على هيئة شئ يسمى التحدي ... وممن ؟ من زميل لهم حصل على رواية حفص ، وبدلا من أن تكون هذه المعرفة طريق رفق ولين ورحمة بمن لا يعرف ، أصبحت ذريعة لما لا يليق ..
لذلك أدعو أصحاب هذه الدعوة إلى تقوى الله تعالى والبعد عن هذا الورع البارد الذي يشعر صاحبه بالبعد عن إثم حسب رأيه ليقع في إثم لأعظم خطره يتعدى على كتاب الله وعلى عباده .. وأقول دعوا على سلامة صدورهم ويسر فهمهم ، وليسعكم ما وسع السلف فلسنا أتقى لله منهم والله أعلم .
الوقفة الثالثة والثلاثون :
اللحن الخفي واللحن الجلي مجالان ، على قارئ القرآن الاطلاع عليهما ، ومعرفة عوامل الوقوع فيهما ، واللحن الخفي لا يبدأ به مع الدارس مادام اللحن الجلي غير مدروس وغير مستوعب ، أما أصحابنا فكأنهم يريدون البدء باللحن الجلي مع ما فيه من سد منافذ ترغيب التعلم ، إذ إن تصور هذا اللحن يحتاج دربة ومرانا وممارسة مع اللفظ القرآني ، وبخاصة في عصرنا الذي استعجمت فيه الألسنة ... فكيف يبدأ من الخفي قبل تحقق القراءة المعربة وسلامة الحركات ، إذ إنها هي المعول عليها في بيان المعاني ومواقع الكلمة في الجملة والجملة من الآية ...
الوقفة الرابعة والثلاثون :
المحافظة على السياق أساس في كتاب الله ، وقد يتغير اللفظ وتركيب كلمتين أو مجموعة كلمات ، سعيا للمحافظة على السياق ، مثل كلمة :" نعما " فهي مركبة من : نعم ، و : ما ، فالثناء هنا مقصود به الأمر الذي وعظنا الله به ، وليس المقصود هو الثناء على الله رغم أن الله تعالى أهل الثناء ولكن السياق لم يسق هنا لذلك ، ولذلك لا بد من الوقوف عند السياق والإعراب .
الوقفة الخامسة والثلاثون :(1/1954)
في قوله تعالى : " أن اغدوا .." و : " أن امشوا .." و : " أن اشكر لله .." حركة النون في " أن " هل هي الضمة أم الكسرة ؟ ولماذا على الحالين ؟ .
الوقفة السادسة والثلاثون :
راجع كتاب النشر للإمام ابن الجزري بدءا من فصل مخارج الحروف وكيف يقرأ القرآن وتعريف التجويد ، وما تشترك فيه الحروف وما تنفرد به ومواضع التفخيم والترقيق ، والحظ كذلك فصل التنبيهات في ختام فصل أقسام الوقف ، فيذكر مثلا ما قيل عن قوله تعالى : " سلسبيلا " حيث قد يخطر في بال بعضهم قراءتها هكذا " سل سبيلا " متجاوزا السياق ومجافيا المعنى المراد ، فرد ابن الجزري ذلك ردا قويا ، كما أنه رحمه الله لم يشر إلى قضية الحركات ، وما ينشأ عنها من لحون ، كما تصورها أصحاب الطريقة التعليمية الجديدة المحرجة للمتعلمين .. ، بل ستجد التأكيد الواضح على أهمية التزام السياق والبعد عن التعنت والتنطع ، ويبين السبب فيقول في نهاية التنبيه الأول ما يلي : ( فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق ) ، لاحظ قوله : تحريف للكلم عن مواضعه ، والحظ قوله : يعرف أكثره بالسباق والسياق . والحظ تمثيله على مواضع تفخيم الحروف حيث لم يذكر الكلمات التي يتصور نشوءها ... بل لم يذكر كلمات واضحة على طريقة أصحاب الدعوة والتكلف ففي الكلام على الزاي يمثل بكلمة :" كنز تم " التي يؤكد فيها على أهمية جهر الزاي والحذر من الهمس لأنها ستصبح سينا ، ومع ذلك لم يذكر الكلمة المقابلة التي تنشأ ، واكتفى بذكر ما ينبغي منحه للحرف من حقه في صفته ومخرجه ، بل في الضاد بيان واضح كذلك يمكن استشفافه في نفس ما أ قصد بيانه حيث لم يذكر الكلمات التي تنشأ عندما تتغير صفات الحرف نظرا لتأثره أو تأثيره بما قبله أو ما بعده من الحروف .(1/1955)
لذلك أقول ناصحا إخواني دعوا هذا الباب الذي إذا فتح سيفتح باب شر لا ندري أعماق خطره ولا وديان تيهه وفي ماذا ؟ في القرآن الكريم ! فلندع الصدور سليمة والمقاصد إيجابية والمشاعر خيرة بناء ة
هذا وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم
أكرم بن يوسف الحريري
---
محمد العبدالهادي
11-03-2003, 01:08 AM
أخي شعبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لقد قرأت طرفا من كلام الشيخ الحريري وهو كلام جيد غير أني أنبه على أمور في هذا الباب :
1- الجزم بأن هذا من التكلف يحتاج إلى تأمل لأن القرآن كما هو معلوم يؤخذ بالتلقي وكون من قرأ عليه الشيخ كان لاينبه على هذا وقتا ثم أصبح ينبه بعد ذلك لايعني أنه أحدث طريقة جديدة ، بل هناك كثير من المقرئين ينبهون على ذلك ولقد قرأت على شيخي - وهو من أهل مصر - وكان ينبهني على ذلك .
2- هذا الترتيب الصوتي إن صح التعبير لاشك أنه يعطي دقة عند السماع أكثر من عدمه ، فلا يبعد أن يكون مستحبا أثناء القراءة ، ولكن مجال البحث هل يكون لحنا خفيا ؟ الذي رأيته من شيخي الاستحسان دون التشدد في ذلك !
3- ربما يكون ضمن الأمثلة المستعملة نوعا من التكلف ، فلا ينبغي سحب ذلك على البقية .
4- طرق الناس تختلف في توصيل المعلومة ، فمنهم من يتشدد دائما ولايفرق بين مسألة وأخرى ولذلك ينشأ عند الطالب ( المتلقي ) أن هذه المسألة ضرورة وإنما هي مستحبة أثناء القراءة !فينقلها لمن بعده بنفس التشدد !
5- إذا كان هناك اختلاف بين المقرئين في بعض مسائل التجويد مثل مسألة إطباق الشفتين عند الإقلاب بين السند المصري والسند الشامي فلا يبعد أن يكون هناك اختلاف فيما هو أسهل من ذلك وقل مثل ذلك في الضاد !
أخيرا أتمنى بعد ذلك :
1- ان يؤخذ آراء المقرئين الكبار في هذا ويستفتون فيها مثل الشيخ إبراهيم الأخضر ويحاول تنويع المخارج في السند حتى يحصل هناك غلبة ظن في المسألة .(1/1956)
2- لو ثبت وجود ذلك عند البعض دون بعض فأرجو أن تتسع الصدور لذلك لأن كل إنسان روى بما تلقاه عن شيخه وجزاكم الله خيرا .
---
شعبة بن عياش
11-03-2003, 03:58 PM
أشكر لك أخي الفاضل تفاعلك مع هذا الموضوع...
ومما أضيفه في هذه العجالة ما يلي:
نقل لي أحد الأفاضل أنه سأل الشيخ المحقق عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ عن هذه المسألة فستحسن مذهب النبر وأخبره أن شيخه المقرئ عبدالفتاح القاضي -شارح الشاطبية- كان يراه.
وأيضاً كنت قد سألت الشيخ الدكتور حازم الكرمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية وباحث بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقال لي:
أنه من تجويد القراءة ولا ينبغي التشدد فيه وقال أنه من المباحث التي تميز بها اهل التجويد وأبهروا بها علما اللغة -وذكر لي موقفاً يدل على ذلك نسيت طرفاً منه-
عموما جزيت خيرا على إضافتك القيمة......
وبانتظار المزيد من مشايخنا الكرام....
---
شعبة بن عياش
11-03-2003, 04:02 PM
منقول
هذا نقل لما تفضل به (د. أنمار) في منتدى البحوث الدراسات القرآنية تعقيبا على الوضوع:
سبحان الله، اليوم كنت في صدد فتح هذا الموضوع للنقاش وأنا عائد من صلاة التراويح فإذا بي أراه قد غطى معظم ما أردت طرحه.
وللمعلومية:
فإن قراء الشام لا يؤيدون هذا المذهب.
أما قراء مصر فقد دخل عليهم هذا المبحث من علم الدراسات الصوتية الحديثة، ولا ذكر لذلك في كتب الأقدمين.
وقرأت نقلا عن الشيخ السيد عامر عثمان أنه رحمه الله كان يؤيد هذا النبر، بل وقد كنت ناقشت أحد القراء في الإذاعة المصرية عندي اسمه واسم شيخه السنة الماضية فقال لي أنه لم يتلق هذا النبر لكن الشيخ عامر في الإذاعة هو الذي أكد عليه التزامها، ومثله ينقل عن بعبض كبراء القراءات في مصر.(1/1957)
واعتراضي على من يتبنى هذا الرأي أن الخطأ (إن عددته خطأ) فيه منتنشر عند الطلبة، فأين من ألف في التجويد كابن الجزري في كتبه أو ملا على القارئ أو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري أو السفاقسي
والأخير يكاد لم يترك شاردة ولا واردة في أخطاء الطلبة إلا ونبه عليها لأنه في كتابه أراد استقصى معظم ما يخطئ فيه المبتدئ.
والذي أوده من مؤيدي هذا الرأي أن يذكروا مستندهم من كلام المتقدمين وإلا فهو اعتراف منهم بأنه ليس جزءا من التلقي المطلوب اتباعه.
====================
---
خادمة القرآن
06-30-2006, 11:36 PM
النبر في كتاب الله موجود لفظاً ولكنه مصطلح جديد عند علماء هذا العصر إلا أن المشايخ في القرن الرابع الهجري تحدثوا عن الطريقة اللفظية لبعض الكلمات القرآنية ووصفوها توصيفا دقيقا ولكنهم لم يسموها وباتباع نفس طريقة اللفظ سار عليها بعض القراء وهم تلقوها عن مشايخهم ، فكثير من أهل الشام ومصر والسعودية وأهل المدينة خاصة تميزت قراءتهم بالأداء او ما يسمى بالنبر وهم لم يحدثوا هذا من تلقاء أنفسهم بل تلقوه عن مشايخهم بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذكر أبي الحسن علي بن جعفر السعيدي المتوفى سنة 400 وقيل 410 هجري في كتابه التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ، في صفحة 34 في باب الياءات إذا انفتحت وما قبلها مكسور .
قال : وذلك مثل قوله تعالى : ( لا شية فيها ) ( ودية مسلمة ) ( الغاشية ) ... وما أشبهها ينبغي أن تختلس حركة الحرف الذي قبل هذه الياءات اختلاساً خفيفاً ، ولا تشبع كسرتها فتصير في اللفظ ياءين ، فإنك إن أشبعت كسرتها قلت : لا شيية فيها ، وديية مسلمة ، وحاميية ، لفظت بياء ساكنة وبعدها ياء مفتوحة ، وذلك غير جائز عند أهل الأداء .(1/1958)
فيجب أن تكسر الحرف الذي قبل الياء في هذه الحروف وأشباهها بمقدار الكسرة في العين من عِدَة ، والزاي من زِنَة ، والصاد من صِلَة ، وما أشبهها ، ويُفرق بين المختلس والمشبع في اللفظ . أه
نقلاً من كتاب رسالتان في تجويد القرآن , تأليف أبي الحسن السعيدي . تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد .
فمن هنا نجد أن النبر كان موجودا في تلاوة كتاب الله إلا أنه لم يكن له مسمى .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
إبراهيم الجوريشي
07-01-2006, 04:46 AM
موضوع له صلة منقول عن هذا الرابط:
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=55768#post55768
النبر في القرآن الكريم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
لاشك ان القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته ، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن ، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب ، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود ،وأن الإبدال مقصود ،وكما أن الأصل مقود ، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6 ، هذا من جهة البلاغة ،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني ، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:(1/1959)
أولها : مرحلة الشكل(أي التشكيل) كيف يتعلم طرقة نطق الفتحة والضمة والكسرة،والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء ، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا في القراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر،قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)" فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين ، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر، وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير ، وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي ، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي:" :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب ،وكذا قوله تعالي :" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا(1/1960)
غير مراد في الآية .
فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا ،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر..قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض " وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق ،والنبر :إظهار الهمزة مثل:دارأ في داري" والذي نحن بصدده: :" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ :" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي(المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف"{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق(1/1961)
بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ...) .انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري . ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء ، وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)" { وَإِذَا كَالُوهُمْ } يعني : إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل { أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } يعني : ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني : كالوا ثم قال : هم وكذلك وزنوا ثم قال : هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي : كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587(1/1962)
ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ(هم)علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل ،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم)في حالة تنغيم (هم)مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم)في (هم يخسرون)مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا،وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص)وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر..تحقيقات في التلقي د/جبل وقال الزمخشري:" { والذين يَجْتَنِبُونَ } عطف على الذين آمنوا ، وكذلك ما بعده . ومعنى { كبائر الإثم } الكبائر من هذا الجنس . وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : كبير الإثم هو الشرك { هُمْ يَغْفِرُونَ } أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب ، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس ، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ ، وإسناد { يَغْفِرُونَ } إليه لهذه الفائدة ، ومثله : { هُمْ يَنتَصِرُونَ } [ الشورى : 39 ] .يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم)المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق(1/1963)
ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني ،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة ، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي(أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما ، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة ، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام ،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ .
والسؤال :ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟
قال د/ جبل :" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع ..مثل فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) تنبر القاف ، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين ، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا)تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها....
زيادة توضيح:(1/1964)
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل ( يقول ) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل( أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل(فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات .
2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل ( ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما ) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ )وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة .
3.النبر في الحرف المقطعة .(1/1965)
أولا إن +ما ،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة ،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما)التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه :أ ـ ما تنبر فيه(ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134(َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام ،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط
ثانيا: ( أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ..(178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ...(41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ...(30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ...ر (43) ( وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)(1/1966)
وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ...(49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال .
الخلاصة : أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر( الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24 ، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20 )= لانبر فيه
ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34)" وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل : ...كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)
رابعا بئس +ما)هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
Øوَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْØ وقد رسمت الأوليان باتصال "ما" .
وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي : وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ...(80)"قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ...(150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")(1/1967)
قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة .
فالخلاصة: أن كل( بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
4.(أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ...(37)الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ...(115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ...(148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112)آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78)النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76)النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31)مريم ُ
"مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ...(7)المجادلة قال د/غانم قدوري :"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات : فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب .
وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة .
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة.انتهي خلاصة العجالة صـ213..) الدراسات الصوتية 480
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع .(1/1968)
هذا ما من الله به علينا ،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة .آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
---
عادل الكلباني
07-01-2006, 08:41 AM
الحمد لله وبعد ،،،
فقد قرأت على مشايخ أجلاء ، كانوا يرون ما سماه أخونا هنا بالنبر ، ومنهم شيخنا العلامة أحمد مصطفى ، احد أبرز تلاميذ الشيخ أحمد الزيات رحمه الله ، وكان يبين طريقة النطق في بعض الكلمات ، مثل : يعدكم ، ويرثني ، وهكذا . وكذلك شيخنا الشيخ محمد أبو رواش في المدينة النبوية ، وكذلك الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ القراء في المسجد النبوي ، - لم أقرأ عليه - ولكن في جلساتنا معه وسؤالنا له كان يمسي ذلك { هندسة الكلمة } . وهكذا شيخنا الشيخ محمد عبدالحميد .
وأما مشايختنا السوريين فهم لا يحسنون هذا ، وهي مشكلة في طريقة نطقهم للكلمة في النطق العامي ، وأظن أن مكمن المشكلة في هذا ، أي في غلبة النطق العامي ، وتعود اللسان عليه ، ولهذا فإن من سمع قارئا من أهل الجنوب ، أي جنةب المملكة سيعرف ذلك من طريقة نطقه لبعض الكلمات مثل { أنفسهم } ، فلما غلبت العامية على نطق المدرس والعالم والمتعلم كان لا بد من بيان النطق الفصيح للكلمة ، مع ملاحظة أن الغلو في كل شي مفسد له ، وبهذا لا يصلح أن يجعل الغالي أصلا يرد به أصل العلم فتنبه .
ومن هنا فإن في بعض ما ذكر حق ، وبعضه مردود ، والوسطية هلي الحق الكامل ، وهذا لا يؤخذ بكلام مكتوب ، ولكنه تلق بالشفاه ، والله المستعان .
---
محمود الشنقيطي
07-01-2006, 06:40 PM
كثيراً ما نلحظ في اختلاف القراء (المعاصرين) الاحتجاج ببعضهم على بعض بأن ما يرونه هو ما تلقوه بالسند المتصل عن شيوخهم وأن من أقرأهم كان بالغا في علم القراءات مبلغاً قل أن يصله أحد ووافقه في قوله فلان وفلان.....الخ(1/1969)
وإن اختلفت الأساليب والعبارات فالمؤدى واحد ولكن بعيداً عن تلك المزاعم التي لا يسلم منها إلا ذو حظ عظيم إلا أن من الأمورما هو ظاهر بجلاء تام ففيما يتعلق بالنبر نجد في قراءة البعض مبالغة لا تخفى على أحد وتقعراً يفسد ذوق القراءة ويختلف مع التيسير الذي أنزل الله به كتابه.
كما أن في الجانب الآخر تفريطا وتساهلا وعفوية في الأداء-إن صح التعبير- بحجة أن القرآن نزل مُيَسَّراً تفسد المعنى المراد من الكلمات القرآنية تماماً ومن ذلك مثلاً قول الله تعالى{وترى الشمس إذا طلعت...} فإن المفرِّط في مراعاة قدر الفتحة على التاء وإكمالها تماماً قد يحيل المعنى باختلاسه للحركة حتى يظن السامع أن الفعل ليس من الرؤية وأنه مسبوق بواو بل سيظنه(وَتَرَ) من الوَتر. وشتان بين المرادَين.
وكذلك مثلاً في قوله تعالى (فقالَ لهم) من يختلس فتح اللام الأولى ولا يكمله ولايؤديه على الوجه الصحيح ففي قراءته تحويل للمعنى المراد ليصبح في أذن السامع كأنه فعل واحدٌ (قالَلَهم).
وغير ذلك كثيرٌ جدا في القرآن الكريم وما دام الأمر كما سبق متعلق بالخلل في معاني القرآن فإن التزام أداء تلك الكلمات بطرقها الصحيحة أمرٌ لازم والله تعالى أعلم.
---
خادمة القرآن
07-01-2006, 10:29 PM
أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق برفع الصوت وخفضه عند كلمة ( ما )
وذلك بقول العلامة السمرقندي ( ت 780 ) في كتابة روح المريد في شرح العقد الفريد :
إذا (ما) لنفي أو لجحد فصوتها ار فعن ، وللاستفهام مكن وعدلا
وفي غيرٍ اخفض صوتها ، والذي (بما) شبيه بمعناه فقسه لتفضلا
كهمز الاستفهام ،مع (من)و(أن)و(إن) وأفعل تفضيل،و(كيف)و(هل)و(لا)
وهذا خلاصة النقطة الثالثة والرابعة التي تحدث عنها أخونا ابراهيم .(1/1970)
أما النقطة الأولى فقد قعدها الشيخ زكي داغستاني رحمة الله بقوله : أن كل حرف مزيد على أصل الكلمة فإن الحرف الأول من أصلها يكون صوته أعلى مما جاوره .أهـ . وأطلق عليها القاعدة الداغستانية .
واخيرا أذكر أن مشايخ الشام لم يشتهروا ومن يعرف هذا النبر وهذا الأداء في تلاوتهم ، ومن حيث الأمانة العلمية نقول إلا قليل منهم ، فالشيخ محمد شحاذة الغول شيخ مقارء لبنان حفظه الله صنف في كتابه بابا مستقلا عن النبر وجعله أول باب استفتح به كتابه ( بغية عباد الرحمن ) وكما أن مشايخنا ممن قرأنا عليهم أخبرونا أنهم قرأوا على الشيخ محمد شحاذة الغول وكان يوقفهم على مثل كلمة ( فسقى ) ، ( فترى ) وغيرها كثير بل كان يوضح من خلال قراءته وأداءه الكلمة المقطوعة في الخط أو الموصولة .
والشيخ د / أيمن رشدي سويد تحدث عن النبر في القرآن الكريم ولكنه لم يطرق جميع أبوابه بل ذكر نبذة بسيطة عنه ووضع ست حالات للنبر وهي :
1) الوقف على الحرف المشددنحو كلمة ( وبثّ ) ( مستقرٌّ )لاشعار السامع أن الحرف الموقوف عليه في الوصل عبارة عن حرفان ، ويستثنى من هذا الوقف على النون والميم المشددتين نحو ( اليمّ ) و ( الجنّ ) لأن الغنة تغني عن النبر وكذلك الوقف على حرف القلقلة المشدد نحو ( وتبّ ) ( الحقّ )
2) عند النطق بالواو او الياء المشددتين سواء كانت في وسط الكلمة او داخلها نحو ( قوّة ) ( سيّارة ) ( الحيُّ ) ( عدوّ ) لكي لا يتولد من الحرف المشدد واو أو ياء مدية .
3) عند الإنتقال من المد اللزم إلى الحرف المشدد بعده نحو ( الحآقّة ) ( الصآخّة ) ويستثنى من ذلك إذا كان بعد حرف المد اللازم نون او ميم مشددتين نحو ( جآنّ ) و(الطآمّة ) ويدخل معها المد اللازم الحرفي نحو ( الم ) ( طسم ) أو حرف قلقلة مشدد موقوف عليه نحو ( دوآبّ ) ،(1/1971)
4) عند الوقف على همزة مسبوقة بحرف مد أو لين حتى لا يذهب المد بالهمز نحو ( السَّمَاء ) ( شَيْء ) ( سُوء ) ( السَّوْء ) .
5) عند التقاء حرف ساكن بحرف ساكن عارض لأجل الوقف نحو ( الفصْلْ ) ( الهزْلْ ) ( الفجْرْ ) لكي لا تمال حرة الساكن الأول إلى كسر أو فتح ولا يضيع الساكن الثاني عند الوقف .
6) عند سقوط ألف التثنية للتخلص من التقاء الساكنين إذا التبس بلفظ المفرد نحو : ( واستبقا الباب ) سورة يوسف آية 25 . ( وقالا الحمد لله ) سورة النمل آية 15 . ( ذا قا الشجرة ) سورة الأعراف آية 22 . حتى لا يتوهم السامع ان الفاعل واحد . ولا رابع لهم في القرآن الكريم . أما كلمة ( دعوا الله ربهما ) سورة الأعراف آية 189 . فلا نبر فيها لعدم التباسها بلفظ المفرد .
إلا أن الشيخ أيمن حفظه الله تقيد في قراءته للقرآن الكريم بهذه المواطن التي حررها ولم ينبر باقي الحالات ، ولعل السبب يعود في هذا أنه لم يقف على باقي الحالات ولم يحررها او أنه لم يتضح الأمر لديه .فهو ممن يتبعون الحق و يقول : الحق أحق أن يتبع .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
إبراهيم الجوريشي
07-02-2006, 02:47 AM
ذكرت الاخت خادمة القران في تعقيبها:"أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق ... ""
وللأمانة العلمية فالكلام الذي وضعت هنا للشيخ المقرئ أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرزاق الفولي وهو منقول عن هذا الرابط كما أشرت ، وجزاكم الله خيرا
http://www.yah27.com/vb/showthread....55768#post55768
---
جمال القرش
07-20-2006, 02:19 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده ، وبعد
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا ، وذهاب همومنا وأحزاننا ، اللهم ذركنا منا ما نسينا وعلمنا منه ما جلهنا(1/1972)
أما بعد فالشكر والتقدير لأصحاب الفضيلة المشايخ ، الذين بذلوا جهدًا ملحوظًا لإبراز هذه المسألة ، وهي جديرة بالبحث ، وهذا جهد المقل من اخيكم أفقر العباد إلى الكريم المنان ، جمال بن إبراهيم القرش ، من كتابي ( زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين )
سائلا ربي أن يلهمنا إلى سواء السبيل ، إنه نعم المولى ونعم النصير ،
ونبدأ برأي أصاحب الفضيلة :
أولا : قال الشيخ إبراهيم السمنودي:
لاَ تَخْتَلِسْ نَحْوَ ولنْ يَتِرَكُمْ : وَجِلَةٌ بِيَدِهِ يَعِدُكُمْ
وَمِزْ مِنَ الأَشْبَاهِ يُصْحَبُونَ : وَفَقَعُوا نَذَرْ تُحْصِنُونَ
وكلام السمنودي واضح لا يحتاج إلى بيان : وقد سماه ( اختلاس ) ، والبعض الآخر يسميه ( اتكاء على الحرف ) ، ، والبعض يسميه ( نبر على الحرف ) و البعض يسميه ( دفع الحرف ) .
ثانيا : الشيخُ محمودُ علي بسه:
قال رحمه الله :
للتلقِّي في تعَلُّمِ القرْءان وأدائه أهميةٌ كبيرةٌ، فلا يَكفي تعَلُّمُهُ منَ المصاحفِ دون تلقيه من الحافظين له، لأَنَّ من الكلماتِ القرآنية ما يختلفُ الْقُرَّاء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظًا ورسمًا، تبعًا لتفاوتهم في فَهْمِ معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافرُ لهم من حسن الذوق، وحَسَاسِيَة الأُذنِ، ومُراعَاة ذلك كلِّه عند إلقائِها، لدرجة أنَّ بعضَهم يُخطِئُ في أدائه بما يكاد يُخرجها عن معانيها المرادة منها لتساهُلِه، وعدمِ تحرِّيه النُطْقِ السَّليمَ، والَّذِي لوْ وُفِّقَ إليه وعوَّدَ نفسه عليه: لدلَّ على حساسِية أذنه، وحسن ذَوْقِه وفَهْمِه لمعانيها.
تأمل الأمثلة المذكورة : وذلك نحو: { حرِّضِ المُؤمنين } الأنفال: 65 { يعظكمْ } البقرة: 231 { فسقىَ لهما } القصص: 24، { وَذرُوا البيعَ } الجمعة: 9 . اهـ(1) من كتاب العميد في علم التجويد .(1/1973)
ثالثاً : ذكر شيخنا فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: ( وهو من المبرزين في هذا العصر ) له أكثر من عشرين إجازة مسندة إلى كبار المشايخ أنحاء المعمورة
نفس ما ذكره الشيخ محمود علي بسه وزاد بعض الكلمات
تأمل الأمثلة المذكورة نحو: { أَفَلا يعلم، أَوَلا يعلمون، أَوَلَو كان، إِنَّ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَوَلَم، أَفَلَمْ } . اهـ(2) .
رابعًا : استاذي وشيخي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ –رحمه الله- تلميذ الشيخ العلامة الزيات، والعلامة عثمان مراد ، والعلامة ( عامر السيد )
وكلهم من الأقطاب الأفذاذ حاملين لوا هذا العلم :
تعالى : اهتمَّ العلماءُ – رضوَان اللهِ عليهم- المتخصِّصُون في هذا المجال بإبرازِ أحكام القرآن الكريم ، وبيانِ ما ينبغي أن يُقرأ به ، من كيفياتِ مرْضية مقبولة متلقَّاة عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثمَّ عن صحابته من بعده ، ثم عن العلماء الذين حَمَلوا لواء هذا العلم حى وَصَل هذا العلم إلينا ، فالقرآنُ الكريم لا يمكن
تلقِيه عن طريق كتاب.
إن الكُتبَ عامل مساعد، ولكنَّ العامل الأساسيَّ هو التلقِّي، لأنَّ هناك كثيرًا من الكلمات ربَّما تقرأ بغير ما ينبغي ، ولكنها لا تختلف في كتابتها، سواء أكان نطقها صحيحًا أو غيرَ صحيح،
ـامل الأمثلة : :"خَلَقَكم" الزمر: 6، { فسقى لهما } القصص: 24، { أفلا } ، الذاريات: 21 فلا بدَّ أن يسمع المجود من شيخه سماعًا طيبًا، ويكون ذا أذن ناقلة حافظة، ويعود الشيخ لسان تلميذه على أن يقرأ بالكيفية الصحيحة (1) .
خامسًا : قال الشيخ محمد بن الأحمدي الأشقر: ينبغي معرفة طريقة الأداء عند النطق بالكلمات الآتية، والمحافظة على نبرة الحرف وحقه ومستحقه، ولا يتم ذلك إلا بالتلقي والمشافهة، وسماع الأصوات من أفواه المشايخ المهرة، نحو :
تأمل الأمثلة :(1/1974)
{ آلهتكم } الأنبياء: 36، " { يعدكم } البقرة : 228، { يعظكم } البقرة : 231، { يومئذ } الزلزلة: 4، { مثلهم } البقرة : 17، { خلقكم } الزمر: 6، { وتعيها } الحاقة: 12، { عرضهم } البقرة: 31، وما شابه ذلك اهـ (2).
وسأذكر بعون الله نماذج لهذه اللحون " إن هذه الأسباب وطرق العلاج ما هي إلا عوامل مساعدة تقربية للفهم والتوضيح، لا يحق لأحد أن يعتمد عليها كلية، بدون تلق، أو أن يقيس من نفسه أثناء قراءته.
أولا: تحويل حرف ليس من أصل الكلمة وجعله من أصل الكلمة
1- حدثني فَضِيلَة الشيخ رزق خليل حبه: شيخ عموم المقارئ المصرية :
قال: " كَلِمَة { فَسَقَى لَهُما } فمنهم من يقرأها من الفسق { فَسَقَى } هذه الأمور تحتاج إلى تتبعٍ ودقةٍ في الأداء
2- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز القاري: قال: عندما كنت أقرأ على الشَّيْخ عبد الرحمن القاضي - رحمه الله - كان ينبِّهُ إلى مثل هذه الدقائق، ففي مرةً قرأ عنده أحدُ تلاميذِه { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } الحديد: 16. فقال له الشيخ: هي فراخ تفقس عن بيض؟ اتكئ على القاف وليس على الفاء، فمِثلُ هذا تعتبرُ من درجاتِ الإتقان المطلوبةِ من المتلقِّي، هذا مثل { فَجَعَلَهُمْ } ، كثير ما ينطقونها (فجع لهم) كأنَّها من فجع يفجع.
3- حدثني فَضِيلَة الشيخ علي الحذيفي إمام المسجد النبوي :
ينبغي العناية بذلك مثلا: لأنه لو قرأ { فَتَرَى الَّذِينَ } تصير من الفُتُور، والصَّحِيحُ { فَتَرَى الَّذِينَ } من الرؤية .
4- حدثني فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: عضو لجنة مصحف المدينة النبوية :
قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ(1/1975)
هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو: { يُصْحَبُونَ } فسوف ينطِقُها بالسِّين فتكون { يُسْحَبُون } ، انقلبتِ الصادُ من الاستعلاء إلىالاستفال، وتغير المعنى، وكَلِمَة { فَقَعُوا لَهُ } لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا { فَقَسَتْ } فبعض الناس يقرأها { فَقَسَتْ } هذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق .
5- حدثني فَضِيلَة الشيخ رشاد السيسي: المدرس بكلية المعلمين بالمدينة المنورة :
قال: أذكر أن الشَّيْخ الزيات أسأل الله أن يَمُدَّ في عمُرهِ ويختِمَ لنَا وله بالإيمان: كان شديدَ اليقظةِ عند هذه الكلمات، فمثلاً عندما نأتي عند كَلِمَة : { فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } كان يتربص به عند السماع بها .(1/1976)
6- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: وأذكر أنَّ هناك مَنْ كان يُضربُ بسبِب عدمِ أداءِ بعضِ الكلمات على الوجه الصحيحِ، نحو: { وَذَرُوا } ، وقد حدث أمامي أنَّ بعض القراء الكُبار كانوا يقرأون فيأتون على { وَذَرُوا } فينطقونها قراءة خاطئة، فيقول له الشيخ انطقها كما أُلَقِّنُها لك، فكان يُضرَب، وهو شيخ، والله هذا حصل، وقد كان الشَّيْخ عثمان سليمان مراد – رحمه الله- شيخ قراء عصره، الذي جوَّدت عليه حفص، وكان يضرب على ذلك، وأيضًا على نطق : { فَنَظِرَةٌ } كان رحمه الله يدرس في الأزهر ويأتي إليه مختلف الجنسيات، فكان يُدَقِّقُ على هذا الكلام، فكثيرمن يقول { فَسَقَى لَهُمَا } من الفسق، فكان -رحِمَهُمُ اللهُ- يدقِّقُون على هذه الأمور، ويقُولون: إنَّ القرآنَ هو التلقِّي قال تعالى: { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } النمل: 6. وقال تعالى: { قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } الزمر: 28، فيقولون هذا العوج الذي تقرأون به، { غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } أي : ليس به لُكَنَةٌ غيرُعربية .
7- حدثني فَضِيلَة الشيخ أحمد مصطفى: سئل فضيلته: عن نطق كلمة
{ فَسَقَى، فَتَرَى } فأجاب بأنه ينبغي العناية بقراءة { فَسَقَى } من السقية، وليس الفسق، و { فَتَرَى } من الرؤية، وليس الفتور.
8- حدثني فَضِيلَة الشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش ، مدير إدارة النص القرآن بمجمع الملك فهد :
: بالنسبة إلى { فَتَرَى،وَتَرَى، فَقَعُوا } ، كل هذه الكلمات الاختلاس فيها يؤدي إلى فسادِ المعنى، هناك فرْقٌ كبيرٌ جدًا بينَ { وَتَرَى } من الرؤية والأخرى من الوتر، يجب أن يصحح لأنه قد يؤدي إلى إفساد المعنى .
9- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور إبراهيم الدوسري: رئيس قسم أصول الدين بالرياض :(1/1977)
كُلُّ من نعرفُ من القُرَّاء، سواءٌ مَن استمعنا إلى قراءَتهم، أو مَن قرأنا عليهم، يُشدِّدون في هذا الأمر تشدِيدًا قويًا، لأنَّه أحيانًا يؤدِّي إلى اختلافِ المعنى، فينبغي بيان ما هو من أصل الكلمة مما ليس من أصل الكلمة ،مثال ذلك { فَسَقَى، لَمَع، لإِلَى، أَفَلا، وَكَفَى } ، كما ينبغي الاحتراز من فصل الكلمات بضغطات تعسفية، مثال { فَمَنْ بَدَّلَهُ } وليس { بَدَّ لْهُ } .
10- حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أنه ينبغي التمييز في الأداء بين الكلمات التي توهم لبسًا في المعنى نحو : { فسقى، فقعوا، وكفى } .
وهناك الكثير غير هؤلاء اكتفينا بذكرهم ، حتى يعلم للأفضال الكرام
وهناك أشرطة صوتية تسمى بزاد المقرئين الصوتية تضم نخبة من كبار قراء هذا العصر بصوتهم ، وادئهم في التسجيلات يمكن الرجوع إليها لتوثيق ذلك .
أسأل الله أن يهيء لأمة محمد أمرا رشدا ، وأتمنى أن ينشأ مركزًا يضم نخبة من كبار القراء البارزين المحققين ، يكون استشاريا لخدمة القراء في أرجاء المعمورة و ليرفع الحرج عن القراء المبتدئين في هذا العلم .
وكتبه أفقر العباد إلى الله (جمال القرش )
---
القعقاع محمد
01-02-2007, 12:02 PM
أتساءل تساؤلاً محضاً:
هل موضوع النبر من الموضوعات الرئيسة أم الفرعية؟؟
بمعنى آخر هل تركه من اللحن الجليّ أم من اللحن الخفي؟؟
فإن كان من اللحن الجلي فقد وجب تعلمه كتعلم أحكام التجويد، والمقصر فيه كالمقصر في أحكام التجويد، والمقصر فيه آثم:
والأخذ بالتجويد حتم لازم***من لم يجود القرآن آثم
وإن كان من الموضوعات الفرعية فلم كل هذه الضجة المثارة حوله؟؟
بحسبنا أن تبقى قوبنا سليمة ، وأن نبقى بعيدين كل البعد عن التخطئة والاتهامات والتراشق ببعض الكلمات التي لا يصلح أن يتخاطب بها المسملون.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
---(1/1978)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الحلقة الرابعة من استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
---
الحلقة الرابعة من استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
---
مصطفى الفاسي
04-26-2004, 04:20 AM
بعد أن عرضنا أقوال الفقهاء، نعرض الآن لأدلتهم ابتداءا بأدلة المجيزين:
ولَكم أتمنى أن تشاركونا بتعقيباتكم وآرائكم........
عرض أدلة الفقهاء:
1. أدلة المجيزين:
1. مفهوم قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا" (1) أن غير المسجد الحرام مأذون لهم بقربه.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه في كل مرة خرج إليه ويقول له: ما عندك يا ثمامة حتى خرج عليه في اليوم الثالث فقال له فقال: (أطلقوا ثمامة). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (2).(1/1979)
3. عن أنس بن مالك قال: بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكىء بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكىء. فقال له الرجل: ابن عبد المطلب؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أجبتك). فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك. فقال: (سل عما بدا لك). فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: (اللهم نعم). قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: (اللهم نعم). قال أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: (اللهم نعم). قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم نعم). فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر(3).
4. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بالمنافقين بخلاف عامة الصحابة، وكانوا يصلون الصلاة في مسجد رسول الله ولم يخرجهم.
5. عن عثمان بن أبي العاص (4) أن وفد ثقيف (5) قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم(6).(1/1980)
قال الشارح في عون المعبود (7) : (أن وفد ثقيف لما قدموا): في شرح المواهب: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد ثقيف بعد قدومه صلى الله عليه وسلم من تبوك في رمضان كما قال ابن سعيد وابن إسحاق، وقال بعضهم في شعبان سنة تسع. وأما خروجه من المدينة إلى تبوك فكان يوم الخميس في رجب سنة تسع اتفاقاً انتهى (ليكون): أي ذلك الإنزال (أرق لقلوبهم): أرق هاهنا اسم التفضيل من أرقّه إرقاقاً بمعنى ألانه إلانة وهو عند سيبويه قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة، ويؤيده كثرة السماع كقولهم هو أعطاهم للدينار وأولاهم للمعروف، وهو عند غيره سماع مع كثرته قاله الرضى في شرح الكافية. فالمعنى أي ليكون إنزالهم المسجد أكثر وأشد إلانة وترقيقاً لقلوبهم بسبب رؤيتهم حال المسلمين وخشوعهم وخضوعهم واجتماعهم في صلواتهم وفي عباداتهم لربهم والله أعلم. اهـ
6. أن أوس بن حذيفة قال: "قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف قال فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة وأَنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له. قال مسدد: وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف. قال كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا. قال أَبو سعيد: قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول ...الحديث (8)
7. كان اليهود يعطسون بالمسجد، لكي يشمتهم النبي صلى الله عليه وسلم. فعن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال: "كان اليهودُ يتعاطسُونَ عندَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَرْجُون أن يقولَ لهم: يرحمُكُم اللَّهُ فيقولُ: "يَهديكُم اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ" (9).(1/1981)
8. مناظرة النبي صلى عليه وسلم نصارى نجران في المسجد (10). قال صاحب مغني المحتاج (11)" وثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخل الكفار مسجده، وكان ذلك بعد نزول براءة فإنها نزلت سنة تسع وقدم الوفد عليه سنة عشر وفيهم وفد نصارى نجران وهم أول من ضرب عليهم الجزية فأنزلهم مسجده وناظرهم في أمر المسيح وغيره.
9. وقدم عمير بن وهب (12) وكان قد حلس مع صفوان بن أمية بعد أحد فقال لصفوان: لولا عيالي ودَين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا بنفسي، فقال صفوان: فكيف تصنع؟ فقال: أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره، ثم أضربه بالسيف ثم ألحق بالجبل، ولا يلحقني أحد، فقال له صفوان فعيالك ودينك علي، فخرج فشحذ سيفه وسمه، ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد ، فقدم المدينة....فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما أقدمك؟ قال: جئت أفدى أُساراكم، قال: ما بال السيف؟ قال: أما إنا حملناها يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح، قال:فما شيء قلته لصفوان وأنتما في الحجر، فأخبره الخبر. فقال وهب: هاه كيف قلتُ؟ فأعاد عليه، قال وهب: قد كنت تخبرنا خبر الأرض فنكذبك، فأراك تخبر خبر أهل السماء، أشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله. وفي رواية محمد بن جعفر بن الزبير: "فأناخ بباب المسجد، قال عمر هذا عمير بن وهب جاء متوشحا السيف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأدخله...القصة." انظر أخي القارئ كيف جاء عمير ناويا القتل فأدخله المسجد، فما بالك بمن جاء من أجل أدنى من ذلك.(1/1982)
10. جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد نقض بني بكر الصلح وكانت تدخل في حلف قريش باعتدائهم على خزاعة وكانت تدخل في حلف المسلمين، يروي ابن هشام (13) :" ..ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته.... (14) ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه، فلم يرد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: أنا أشفع لكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فوالله لو لم أجد إلا الذّر (15) لجاهدتكم به. ثم خرج فدخل على علي ثم على فاطمة فقالا له كلاما شبيها باللذين قبله ...فقال: يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت علي، فانصحني، قال: والله ما أعلم لك شيئا، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك، قال أوَ ترى ذلك مغنيا عني شيئا ؟ قال: لا والله، ما أظنه، ولكني لا أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: أيها الناس إني أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره فانطلق....القصة. (16) وأما قصة مجيئه لإسلامه فهي في البخاري (17).
[line]
1. سورة التوبة:28
2. البخاري، فتح الباري (2/129)، أبواب المساجد/ باب: الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير أيضا في المسجد. ومسلم مع شرح النووي (12/308) كتاب الجهاد والسير/ باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه. عن أبي هريرة.
3. البخاري (فتح الباري 1/201) ، كتاب العلم، باب ما جاء في في العلم، وقوله تعالى(وقل رب زدني علما)، القراءة والعرض على المحدث، ومسلم مع شرح النووي (2/125)كتاب الإيمان باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة عن أنس بن مالك وألفاظهما متقاربة.(1/1983)
4. هو عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي ، يكنى أبا عبد الله، استعمله رسول الله على الطائف، بقي عليها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر. سير أعلام النبلاء (4/39)، الاستيعاب (3/153)، طبقات بن سعد (5/594)، أسد الغابة (3/476).
5. انظر قصة إسلام وفد ثقيف كاملة في زاد المعاد (3/498، 499، 500).
6. حسن رواه الإمام أحمد قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص (4/218)، وأبو داود (عون المعبود 8/267) عنه. وعفان هوابن مسلم الصفار أبو عثمان البصري قال عنه أبو حاتم: ثقة إمام، وقال مرة أخرى ثقة متقن متين. وقال العجلي ثقة ثبت صاحب سنة، وقال يعقوب بن شيبة السدوسي ثقة ثبت متقن، وقال ابن معين هو أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة، قلت وحديثه في الكتب الستة وقد حدث عنه البخاري، وروى عنه الآخرون بواسطة. انظر سير أعلام النبلاء (9/25-32). وحميد هو الطويل. قال المنذري: "وقيل أن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص" كما في عون المعبود (8/268)، - وهو مزبور في كتاب الاستيعاب (3/153)- قلت هذا القول معقب : فإن كان يقصد أنه لم يسمع منه مطلقا فمردود لأن ابن عبد البر قال في كتاب الاستيعاب (3/153): "والحسن أروى الناس عنه"، ونقل الإمام الذهبي عن حماد بن زيد عن أيوب –أي السختياني- عن الحسن قال دخلت على عثمان بن أبي العاص (5/461). وذكره الحسن وقال: ما رأيت أحدا أفضل منه (سير أعلام النبلاء 4/40)، ونقل الذهبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص –نفس المصدر- وقال الإمام المزي: روى عنه الحسن البصري (5/118). وقال عز الدين بن الأثير في أسد الغابة: روى عنه الحسن البصري فأكثر (3/476) . وإن قصد أنه لم يسمع هذا الحديث بالذات فهذا يحتاج إلى إثبات، لأن الأصل حمل عنعنة الحسن البصري عمن ثبتت روايته عنه على السماع حتى(1/1984)
يثبت عدمه على الصحيح من أقوال أهل العلم وهو مذهب المتقدمين. \فهذا سند جيد.
7. عون المعبود (8/267).
8. ضعيف رواه أبو داود (عون المعبود 4/269). من طريق عبدالله بن الرحمن بن يعلى عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده، وعثمان قال عنه الذهبي في الميزان: محله الصدق. وثقه ابن حبان (3/42)، قال ابن منده: رواه شعبة عن النعمان بن سالم عن أوس بن أوس الثقفي، وقيل عن شعبة عن أوس بن أوس عن أبيه. اهـ (أسد الغابة 1/164). و قال ابن معين إسناد هذا الحديث صالح (الاستيعاب لابن عبد البر 1/208). وروى نحوه الإمام أحمد (4/343). والذي ذهب إلى تضعيف الحديث ضعفه من أجل عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، فقد قال فيه يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم ليس بقوي، لين الحديث (أنظر تهذيب الكمال 4/193)، وقال النسائي ليس بقوي ونقل عن ابن معين أنه قال فيه: صويلح، وقال مرة ضعيف (انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي 145 )، و(الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/130)، قلت قال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطئ ويهم (2/509)، وقد خرج له مسلم في صحيحه متابعة، وروى عنه ابن مهدي وعبد الرزاق (الكاشف 2/93)، وقال ابن معين صالح، وقال الدارقطني يعتبر به، أي أنه أوتي من قبل حفظه لا من قبل عدالته فيتقوى، وتابعه ابن منده عن شعبة عن النعمان بن سالم عن أوس بن حذيفة، والنعمان وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي،(تهذيب الكمال 7/346)، وقال ابن حجر في التهذيب: وقال وكيع عن شعبة: حدثنا النعمان بن سالم وكان ثقة 10/453)،وقال ابن حجر في التقريب: ثقة (2/ 248). فهذه متابعة حسنة لو لم يشك ابن منده في وصله وقطعه. والله أعلم.
9. حسن رواه أحمد في المسند (4/400) ، أبو داود (عون المعبود 4/378)، والترمذي تحفة الأحوذي 8/10)، و رواه النسائي في "اليوم والليلة" ص90، والحاكم في المستدرك 4/268،. من طريق حكيم بن ديلم عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري.(1/1985)
10. البخاري (فتح الباري 8/428)، كتاب المغازي، باب قصة أهل نجران، مسلم مع شرح النووي (15/187) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل ابن عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه.
11. مغني المحتاج (4/248)
12. ضعيف والحديث بتمامه رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/364) عن أبي عمران الجوني عن أنس وقال في آخره رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق محمد بن جعفر بن الزبير:وقال رواه الطبراني مرسلاً وإسناده جيد، ورواه كذلك عن عروة بن الزبير نحوه مرسلا، وإسناده حسن،ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/58-59/61-62).
13. السيرة النبوية لابن هشام (5/50-51)
14. الطبري في تاريخه (2/154)، وابن سعد (8/114)
15. الذر: النمل
16. البيهقي في دلائل النبوة (5/8)، من طريق ابن اسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان ابن الحكم والمسور بن مخرمة، وقد صرح فيه ابن اسحاق بالسماع من الزهري، وابن حجر في المطالب العالية( 4/243) من مرسل محمد بن عباد بن جعفر بإسناد إليه صحيح، وفتح الباري 8/6، من رواية محمد بن عائذ الدمشقي من حديث ابن عمر، وابن كثير في البداية والنهاية 4/281.
17. البخاري مع فتح الباري (8/6) كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح..
---
(1/1986)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > اكتب الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الوورد
---
اكتب الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الوورد
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:26 PM
تفضل ملف الخط العثماني http://www.al-ebda3.info/ib/index.php?act=Attach&type=post&id=58766
تضيفه الى ملف الخطوط في جهازك
أين نضع ملف الخط العثماني؟
اذهب الى لوحة التحكم Control Panel ستجد مجلد اسمه الخطوط Fonts ضع الخط هناك
---
أم البراء
05-26-2006, 09:48 PM
الملف غير صالح ، هل يمكنك إعادة وضعه مرة أخرى ؟
جزاكم الله خيرا ..
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:10 PM
ها هو الملف مرفق
---
(1/1987)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج المنسق العجيب
---
برنامج المنسق العجيب
---
إمداد
09-09-2005, 05:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني الكرام يسرنا أن نقدم لكم البرنامج العجيب لتنسيق المواضيع والردود والذي قام بتصميمه وبرمجته اخوانكم في منتديات طريق الهداية ونأمل الاستفادة منه وبه تستطيع تنسيق الموضوع وإعداده للنشر بدون اتصال ثم تقصه وتلصقه أو تحفظه على جهازك لنشره وقت ماتريد
وهو هدية من اخوانكم في منتديات طريق الهداية
http://www.hedayaway.net/vb/attachment.php?attachmentid=37
---
(1/1988)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الكتب التي جمعت الدعاء في القرآن
---
سؤال عن الكتب التي جمعت الدعاء في القرآن
---
العبيدي
08-17-2003, 11:46 AM
جزاكم الله خيرا يا أخوة
أود معرفة الكتب التي بحثت مسألة الدعاء في القرآن و جمعتها
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن بن صخي
08-18-2003, 09:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وبعد :-
أشكر القائمين على هذا الملتقى وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن الشهري والشيخ أبومجاهد العبيدي والشيخ أحمد البريدي والشيخ مساعد الطيار
وأما عن سؤالك :-
1- الدعاء المستجاب من القرآن الكريم و صحيح السنة لعبدالله بن احمد العلاف
2- الدعاء في القرآن الكريم اعداد صالحة الشريف حسين محمد عبدالله الهجاري
3- الدعاء من القرآن الكريم لطلال مكي الخيمي
4- اطلب حاجتك بالادعية المأثورة في القرآن الكريم لعلي بن علي محمد سلامي
5- الادعية في القرآن الكريم : صيغها - خصائصها - دلالاتها ، موازنة بما ورد في السنة النبوية اعداد مرشد عالم مفيض الرحمن محمد اسماعيل ؛ اشراف عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي
6- التذكار في افضل الاذكار : القرآن الكريم لابي عبدالله محمد بن احمد بن فرح القرطبي الاندلسي ؛ حققه عبدالقادر الارناؤوط
7- الجامع لادعية القرآن الكريم و السنة المطهرة لاحمد عبدالله عيسى ؛ تقديم عبدالعزيز المسعود
8- الذكر في القرآن الكريم و السنة المطهرة لمحمود الصباغ
9- الفهرس الجامع لادعية القرآن الكريم و السنة الصحيحة لاحمد عبدالله عيسى
10- جامع الادعية و الاذكار الواردة في القرآن الكريم مع السور و الآيات ذات الفضائل لمحمد ابو البشر رفيع الدين
---
العبيدي
08-23-2003, 10:41 AM
جزاك الله خيرا يا أخي
---
(1/1989)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ابن أبي زمنين
---
تفسير ابن أبي زمنين
---
عبد الله آل صالح
08-26-2004, 01:36 AM
الإخوة والمشايخ الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود السؤال عن كتاب تفسير ابن أبي زمنين هل يصلح للقراءة كمختصر في التفسير من ناحية كثرة فوائده وتحقيقاته
لأن الجلالين مختصر جدا بينما هذا فيه شيئ من النقولات عن أئمة التفسير
أو إذا كان هناك ماهو أنسب منه في مثل حجمه وقريبا من اختصاره
وأيضا عن طبعته التي طبعتها دار الكتب العلمية هل هي جيدة
ولكم جزيل الشكر
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2004, 09:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ السائل الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً : هذه معلومات عن الكتاب الذي سألت عنه :
( تفسير القرآن العزيز
تأليف: محمد بن عبد الله بن أبي زمنين (ت399هـ)
تحقيق: حسين بن عكاشة، محمد بن مصطفى الكنز الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة - مصر
عدد المجلدات: 5
حجم الكتاب: 71 * 42 سم
التصنيف: علوم القرآن / تفسير / تفاسير
هذا التفسير مختصر من تفسير الإمام يحيى بن سلام ـ رحمه الله ـ وتفسير يحيى من التفاسير الأثرية؛ حيث يعتني برواية الأحاديث والآثار في تفسير القرآن، ثم يعقب ذلك بالنقد والاختيار، ويجعل مبنى اختياره على المعنى اللغوي والتخريج الإعرابي، وأضاف يحيى بن سلام إلى ذلك بعض القراءات واللغات، وذكر المكي والمدني من الآيات، وذكر الناسخ والمنسوخ.
وقد نص الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ على أن هذا الكتاب سُمع من مؤلفه بأفريقية، وشهد بأنه كتاب «ليس لأحد من المتقدمين مثله»، ونقل عن إمام القراءات أبي عمرو الداني أنه قال: «ليس لأحد من المتقدمين مثل تفسير ابن سلام».(1/1990)
وقد نشرت ستة أجزاء من تفسير يحيى بن سلام البصري في الجزائر بتحقيق عدة باحثين، ولم ينشر التفسير كله، وقد حققت الدكتورة هند شلبي التفسير الموجود كاملاً، ووعدت بإخراجه لكن لم يطبع حتى الآن.
وهذه المكانة دفعت العلماء إلى الاشتغال به وتدريسه واختصاره، ففي بلاد الأندلس اختصره عالمان:
- ابن أبي زمنين (ت 993هـ) (وهو المختصر الذي سنقوم بعرضه).
- وأبو المطرف القناعي عبدالرحمن بن مروان (ت 314 هـ)، واختصاره مفقود.
- كما اختصره ثالث وهو: هود بن محكم الهواري، قاضي الإباضية في قبيلة (هوارة) البربرية في الجزائر، (ت 380هـ).
وقد حقق تفسير الهواري الباحث الجزائري: الحاج بن سعيد شريفي، ونشرته له دار الغرب ـ بيروت ـ لبنان ـ سنة 1410هـ ـ 1990 م، في أربعة مجلدات.
أما صاحب هذا المختصر الذي نعرضه فهو: أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله الأندلسي المري الألبيري، نزيل قرطبة، المالكي المعروف بابن أبي زمنين (324-399هـ).
وقد ذكر ابن أبي زمنين أن السبب الدافع له إلى اختصار تفسير يحيى بن سلام؛ أنه وجد فيه تكراراً كثيراً، وأحاديث ذكرها يقوم علم التفسير بدونها، حتى طال الكتاب بذلك؛ بحيث لا يتناسب وقلة نشاط أكثر الطالبين.
أما بالنسبة لمنهجه في كتابه؛ فقد حدد في خطبة الكتاب ما عمله في التفسير وهو أنه: زاد على اختصار تفسير يحيى بن سلام أشياء أُخر في الإعراب واللغة على طريقة الفقهاء في تحليل الكلمة وتحديد المراد منها، كما فسر كثيراً مما لم يفسر... وقد ميز ابن أبي زمنين زياداته على تفسير يحيى بن سلام بقوله في أولها: «قال محمد». أما تفسير يحيى بن سلام فمذكور كذلك في أوله إما «قال يحيى» أو «يحيى».(1/1991)
وكان من منهجه أيضاً أنه لا يفسر القرآن كلمة كلمة أو آية آية، بل يقف عندما يراه جديراً بالتفسير والبيان، ومن طريقته في التناول أننا نجده أحياناً يحدد النص الذي سيتناوله بدءاً ونهاية، ثم يعود إليه، فيقف عند كلمات منه، ويعرض عند الضرورة لحكاية أوجه الإعراب، وهو يعتني بإيراد القراءات فيما يحتاج إلى ذلك لا يقصد إلى القراءات بذاتها بل لبيان استعمالات أوجه الكلمة من ذلك فعلاً، ويتدخل أحياناً لتوجيه استعمال الكلمة في القراءة، ويتدخل أحياناً لبيان استعمال أصل الكلمة.
من كل ما مر ندرك قيمة هذا التفسير؛ فهو ليس مجرد اختصار لتفسير يحيى بن سلام فحسب، بل أضحى هذا التفسير تفسيراً مستقلاً عن تفسير يحيى؛ بكثرة ما أضافه.
ومما يميزه كون مؤلفه صاحب سُنَّةٍ كما مر، بالإضافة إلى ما تميز به من الإيجاز وسهولة العرض والبعد عن التفصيلات والخلافات مع الاستشهاد والاستدلال، فضلاً عما ضمه الكتاب من جملة من النكات والإشارات اللغوية، والنحوية، ولطائف التفسير.
وقد قام المحققان بإخراج النص وضبطه، وتوثيق القراءات واللغات، وتخريج الأحاديث، مع صنع الفهارس العلمية، كما قدما للكتاب دراسة عن المؤلف شملت: ترجمته ومنهجه في هذا التفسير مع توثيق نسبته إليه، إضافة إلى ترجمة يحيى بن سلام والتعريف بتفسيره.
وقبل الختام نحب أن نلفت عناية القراء إلى أن الكتاب قد حققه منذ زمن الدكتور عبد السلام الكنوني/ أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين جامعة القرويين- تطوان، في أطروحةٍ جامعية، ولم يُخرج من الكتاب إلا قسم الدراسة/ الصادرة بعنوان: «مختصر تفسير يحيى بن سلام لابن أبي زمنين»، عام 2241 هـ، مع وعدٍ بإخراج بقية أجزاء الرسالة.) انتهى منقولاً من هنا (http://albayan-magazine.com/files/p-a-books/1.htm)
ثانياً : رأيي الشخصي أن هذا التفسير مما ينصح بالبداية به ، وهو سهل مختصر مفيد .(1/1992)
وللتوسع يمكنك الرجوع إلى ما كتبته هنا : كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26&highlight=%E3%DF%CA%C8%C9+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
---
موراني
08-26-2004, 10:25 AM
أما القول المنقول انّ هود بن محكم الاباضي قد اختصر تفسير يحيى بن سلام
فان فيه نظر الى حد ما . لو اختصره لذكر مصدره الأصلي ( وهو تفسير يحيى بن سلام) غير أنه لم يفعل شيئا من ذلك , بل أخذ كلام يحيى بن سلام وسكت عنه واسقط فقرات من تفسيره وأضاف آراءه خاصة في أمور العقيدة .
انظر الفقرة التالية الصغيرة من تفسير يحيى بن سلام بمقارنتها بما جاء عن كل من هود وابن أبي زمينين :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1924&highlight=%E3%E6%D1%C7%E4%ED
تقديرا
موراني
---
عبد الله آل صالح
08-26-2004, 02:04 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ أبا مجاهد
وشكر الله لك على هذا الرابط المفيد
---
(1/1993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : المجموعة الثالثة من كتب للعقيدة (( 5 شروح لكتاب العقيدة الواسطية ))
---
حمل : المجموعة الثالثة من كتب للعقيدة (( 5 شروح لكتاب العقيدة الواسطية ))
---
أبوأسامة ريان
06-01-2006, 12:47 PM
شرح الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين
http://www.9q9q.net/index.php?f=FfeEeD96
شرح الشيخ العلامة / عبدالرحمن البراك
http://www.9q9q.net/index.php?f=pONab8mK
شرح الشيخ العلامة / صالح الفوزان
http://www.9q9q.net/index.php?f=OonaA8vr
شرح الشيخ / خالد المصلح
http://www.9q9q.net/index.php?f=dhcLJhFB
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=653eEdeA
---
(1/1994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خاطرةٌ يسيرة عن الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله .
---
خاطرةٌ يسيرة عن الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله .
---
المسيطير
05-28-2006, 01:05 PM
أولا :
أسأل الله تعالى أن يجزي الشيخَ الفاضل المبارك / عبدالكريم الخضير خير الجزاء ، وأن يبارك له في علمه وعمله وعمره وأهله وذريته وماله ، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب ، وأن يجمعنا وإياه ووالدينا وعلمائنا وإخواننا وأهلينا ومن نحب في الفردوس الأعلى .
الشيخ المبارك عبدالكريم الخضير من أعجب من رأيتُ وسمعتُ له ، عالمٌ رفعه الله بالعلم ، وحسنه بالتواضع ، وجمله بحسن الخلق .
أستمع له فأرى أن كل كلمة ، بل كل حرف يدخل إلى سويداء القلب دون تكلف أو عناء .
يأسرك بأسلوبه .
تثق به ، وبعلمه ، وبمشورته ، وتوجيهه .
ترى في سيرته ومواقفه سيرة العلماء المتقدمين .
لا أدري لماذا أتذكر ابنَ المبارك إذا ذُكر الشيخ عبدالكريم الخضير !.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير عن ابن المبارك رحمه الله :
(اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى ، ومخلد بن الحسين ، فقالوا : تعالوا نعدّ خصال ابن المبارك من أبواب الخير ، فقالوا :
العلم ، والفقه ، والأدب ، والنحو ، واللغة ، والزهد ، والفصاحة ، والشعر ، وقيام الليل ، والعبادة ، والحج ، والغزو ، والشجاعة ، والفروسية ، والقوة ، وترك الكلام فيما لا يعنيه ، والإنصاف ، وقلة الخلاف مع أصحابه ) .
وأراى أغلبها أو كلها قد اجتمعت في الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى .
رجلٌ بارك الله له في وقته :
فتجد له دروسا في كل يوم .
وتقرأ له عن محاضرات ودروس في أماكن متفرقة من أنحاء المملكة .
تسمع له لقاءات متعددة في الإذاعة .
يصلُ أرحامه وجيرانه .
يصلي على الجنائز ، ويتبعها .
يزور المرضى .
ويجالس أبناءه .(1/1995)
ويؤانس طلابه .
له وردٌ يومي من القرآن لا يخْلفه .
وورد من الليل لا يتخلف عنه .
وورد من القراءة في كتب العلم لا يكاد يصبر عنها ، حتى قيل : إنه يقرأ في أيام الإجازات بمعدل مجلد واحد - بحجم مجلدات فتح الباري - في كل يوم !! .
وأحسب - والله أعلم - أنه سيكون له شأن آخر ( قريبا )بإذن الله ، بل لا أتردد إن قلت إنه سيكون بمثابة العلماء الأفاضل (ابن باز رحمه الله ، بن عثيمين رحمه الله ، ابن جبرين حفظه الله ، غيرهم ) .
وأحسب كذلك - والله أعلم - أنه سيأتي اليوم الذي إذا ذُكر فيه أسمه - عند العامة والخاصة - سيقولون :
بما أن الشيخ عبدالكريم الخضير = قال هذا ، إذن : سمعنا .
وذلك لعلمهم بعلمه ، وورعه ، وخشيته ، واتباعه ، وتوافر صفات العالمِ الحقِ فيه - أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا - .
خاطرة :
من أعجب ما رأيت في شخصية الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله :
أني لم أسمع ، ولم أرَ ، ولم أقرأ عن من تعرض له ، أو تكلم فيه بما لا يرضي ، أو حذّر منه ، أو وصفه بما لا يسر .
وهذا - والله - من أعجب العجب :
أن يسلم عالم في هذا الزمان من غوغاء العامة وجهالتهم ، وتجرأ بعض المنتسبين للطلب وجهلهم !! .
زاده الله رفعة وشرفا وعزا .
لا أدري لماذا كتبتُ ما كتبت ، فأعتذر للشيخ ولمكتب الشيخ وللإخوة القرّاء .
والله أعلم .
--
سبق أن كتبتُ هذه المشاركة في ملتقى أهل الحديث .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73246
فنقلتها عندما رأيت مشاركة الشيخين الفاضلين :
د. مساعد الطيار
د. عبدالرحمن الشهري
على هذا الرابط :
قال الشيخ عبدالكريم الخضير: ( هذا كتاب ...متعوب عليه ) .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5684
---
ابن الجزيرة
05-28-2006, 01:27 PM
جزاك الله خير , نسأل الله أن يبارك بعلم الشيخ , وعمله , ويكثر في الأمة من أمثاله , ويثتنا جميعاً بالقول الثابت .
---
أبو ياسر(1/1996)
05-28-2006, 09:14 PM
جزاك الله خير
الشيخ عبد الكريم الخضير ما رأينا منه إلا الصبر والجلد على العلم أسأل الله أن يبارك له في علمه وعمله .
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2006, 03:37 PM
ما دمت قد فتحت هذا الباب يا أبا محمد ، فاسمع مني :
كنت اليوم الإثنين - 2/5/1427هـ - متجهاً لمقر اللجنة الإدارية للاختبارات في كليتي - كلية الشريعة وأصول الدين بأبها - عند الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً ، فإذا أنا بشيخي الجليل الدكتور أحمد فال ولد محمد الشنقيطي ، ومعه زميلي الشيخ محمد كدم المحاضر بقسم الفقه بالكلية وهو من الزملاء النبلاء الفضلاء ، فاستوقفني الشيخ محمد ، وقال يا أخ عبدالرحمن لوتكرمت سؤال ، والشيخ أحمد فال يسمع : ماذا تعرف عن الشيخ عبدالكريم الخضير ؟
فقلت : علمٌ من أعلام العلماء المعاصرين ، يُرحل إلى مثله .
فنظر في الشيخ أحمد فال كالمعجب بجوابي .
فسألته : ولماذا تسأل عنه ؟
فقال : أنا لا أعرف الشيخ إلا من خلال دروسه التي أسمعها له في الإذاعة وغيرها ، ولكنَّ أحد الطلاب الفضلاء في الكلية هنا جاءني وقصَّ علي رؤيا رآها .
قلت : وماذا قال ؟
قال : قال : رأيت في المنام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله في بشته المعروف ، وهو يمسك بيده شيخاً وقوراً ويقدمه أمامه ، ويتجه به إلى منصة المحاضرات في قاعة المحاضرات الكبرى التي في الكلية هنا(1) ، وعندما جلس الشيخان على المنصة قال الشيخ عبدالعزيز بن باز للشيخ الذي أجلسه وقدمه : تكلم يا شيخ ، تكلم يا شيخ .
قال الرائي : فتساءل الناس الذين لا يعرفون هذا الذي يقدمه الشيخ عبدالعزيز بن باز : من هذا ؟ فقال بعضهم : هذا الشيخ عبدالكريم الخضير .
قال الرائي : ونظرت إلى الحضور فلم أر أحداً !
انتهت الرؤيا .(1/1997)
قال الشيخ محمد سعيد كدم : فأَوَّلتُ هذه الرؤيا أَنَّ الشيخ عبدالكريم الخضير يتصدر للتعليم والفتيا حتى يكون كالشيخ عبدالعزيز بن باز في حياته ، وأن تقديم ابن باز له بمثابة التزكية له ولعلمه.
قال : وأولت خلو القاعة من الحضور بزهد الطلاب في العلم في هذا الزمان ، وقلة ملازمتهم للشيوخ .
قال الشيخ محمد : ثم أردت أن أتوثق من تأويلي فسألتُ الدكتور أحمد فال الشنقيطي وهومعروف بتأويله السديد للرؤى ، فوافقه في تأويله ، وقال : هذا الرجل نجم في العلم ، وسيرحل إليه الطلاب ، وخلو القاعة من الطلاب إشارة إلى زهد الطلاب في العلم في هذا الزمان .
قال الشيخ محمد : وإنما سألتك يا أخ عبدالرحمن عن الشيخ عبدالكريم لظني بأنك تعرفه وليسمع الشيخ أحمد فال قولك ، ومطابقته لتأويله وتأويلي للرؤيا.
قلتُ : هذه الرؤيا قد وقعت قبل رؤيتها ، والشيخ قد سار ذكره وفضله في الآفاق ، وهذه من المبشرات له إن شاء الله ، أسأل الله أن يوفقه وأن يسدده ، وأن ينفع به المسلمين .
وانصرفتُ من عندهما وأنا أدعو لابن باز والخضير ، فكم نفع الله بهما وبغيرهما من العلماء الصادقين المخلصين ، وتذكرتُ بحزنٍ عندما جاء الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله إلى أبها قبل أيام قريبة ليلقي محاضرات في أبها والخميس فحيل بينه وبين ذلك مع شدة شوق الناس لرؤيته وسماعه ، فربطت بين ذلك وبين خلو القاعة في الرؤية والله المستعان ، ونعوذ بالله من الحرمان ، ويشهد الله أنه لا أحد في المنطقة إلا أحزنه هذا التصرف غير اللائق مع هذا العالم الجليل .
رفع الله قدر الشيخ عبدالكريم الخضير ، وزاده بسطة في العلم وقبولاً عنده وعند عباده ، وليتكم تبلغونه هذه البشرى وسلامنا له فنحن نحبه في الله وإن كان لا يعرفنا ولم يسمع بنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1998)
(1) وهي قاعة كبيرة تتسع لألف أو يزيد من الحضور ، وقد سمتها الكلية بقاعة الشيخ عبدالعزيز بن باز منذ سبعة أعوام تقريباً عندما أقامت ندوة علمية بعنوان : منهج الشيخ عبدالعزيز بن باز في العلم والدعوة إلى الله ، وقد طبعت بحوث تلك الندوة ووزعت .
---
المسيطير
05-29-2006, 04:24 PM
الشيخ الكريم / عبدالرحمن الشهري
جزاكم الله خير الجزاء .
هل تأذنون لي - شيخنا - بنقل الرؤيا لملتقى أهل الحديث ، ولمن أحب ، وعزوها إليكم ؟.
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2006, 04:27 PM
نعم وفقكم الله ، فما قلتُ إلا حقاً .
---
خالد الشبل
07-13-2006, 05:10 PM
جزيتم خيرًا.
رحم الله الشيخ الجليل ابن باز، ورفع درجته. ووفق الشيخ الخضير لكل خير، ونفع به.
الرؤيا الصالحة من المبشرات، وهي جزء من النبوة، ولكَم سأل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا - أصحابه عن الرؤى.
وشبيه بما ذكر الشيخ أبو عبد الله - ولو من بعيد - ما رأى أحد الإخوة القريبين. قال: رأيتُ - فيما يرى النائم - أني راكب سيارة والسائق هو الشيخ ابن باز، رحمه الله، وأنا أعي أن الشيخ ضرير، ومستغرب كيف يقود بي السيارة وهو بهذه الصفة، وذهبنا إلى مخيم فيه بعض الإخوة، إلخ. انتهت.
قذكرتُ هذه الرؤيا لشيخنا الفقيه ابن عثيمين، رحمة الله عليه، فقال: هذا طيب، أن يكون قائده الشيخ ابن باز.
---
ابو حنيفة
07-23-2006, 11:21 PM
اللهم احفظ الشيخ عبدالكريم الخضير وبارك في عمره على عمل صالح... امين
لاشك ان للشيخ قبولا في المجتمع بشقيه طلاب العلم ، وعامة الناس من خلال الفتيا والقاء الدروس العلمية..وهو من المرشحين لنيل عضوية كبار العلماء عندنا في المملكة او للافتاء..
(( كلما كان العالم ربانيا ... كلما كان له تأثير في الناس ))
ولكم في ابن باز وابن عثيمين .... شاهد عليه...
لكني اخاف ممن يحاول النيل من الشيخ او الصاق الاباطيل به ... مما يسبب منعه او ايقاف انشطته..؟؟(1/1999)
(( الا تلاحظون ان هناك تشابها في الطريقة والسمت بين :
الشيخ عبدالعزيز بن باز = الشيخ عبدالعزيز الراجحي
الشيخ محمد بن عثيمين = الشيخ عبدالكريم الخضير
وهذا ملاحظ لمن يسمعهما وبخاصة من يحضر دروسهما
اذ نجد المناقشة والمحاورة مع الحضور تستأثر بالدرس وخصوصا عند الشيخ عبدالكريم كما هو سلفه الشيخ محمد العثيمين ...
رحم الله الجميع رحمة واسعة وجمعنا واياهم في دار النعيم
---
الجعفري
08-03-2006, 06:34 AM
جزاك الله خيراً
وحق لطلبة العلم أن يتعرفوا على فضل هذا العلم
وليستفيدوا منه.
---
(1/2000)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الشيخ الجليل عمر المختار كتاب الكتروني رائع
---
الشيخ الجليل عمر المختار كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-09-2006, 09:07 AM
الشيخ الجليل عمر المختار كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الشيْخ الجَليل
عُمَر المُختار
نشأته ، وأعماله، واستشهاده
د. علي محمد الصلابي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج455 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/c97be0575f.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/f9f41fe4bf.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/913bce389c.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Omarolmokhtar.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=290334
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
عدنان البحيصي
10-09-2006, 04:49 PM
بارك الله فيك
لقد أطل الدكتور علي الصلابي إطلالة رائعة على سيرة هذا المجاهد في كتابه الرائع الحركة السنوسية
الحقيقة أسعد دائماً بما يكتب هذا الرجل المعطاء
شكرا لك أخي عادل
---
(1/2001)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل طبع أو نشر بحث الدكتور وسيم فتح الله عن الاختلاف في التفسير
---
هل طبع أو نشر بحث الدكتور وسيم فتح الله عن الاختلاف في التفسير
---
أبو صفوت
03-10-2007, 11:39 AM
هل طبع أو نشر بحث الدكتور وسيم فتح الله عن الاختلاف في التفسير في مجلة علمية أو دار نشر أو غيرهما ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2007, 12:11 PM
إن كنت تسأل عنه لتطلع عليه فهو موجود في مواقع مختلفة على الانترنت مثل :
- مكتبة شبكة التفسير (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=74) .
ونشر في مكتبة صيد الفوائد وغيرها .
وإن كنت تسأل للتحقق من نشره نشراً علمياًُ محكماً في كتاب مطبوع أو مجلة فلستُ أدري وفقكم الله أخي العزيز.
---
أبو صفوت
03-10-2007, 01:46 PM
جزاك الله خيرا شيخنا المفضال
لقد اطلعت عليه منذ فترة ولكني أريد توثيقه
---
(1/2002)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلمات تكتب بماء الذهب عن التدبر لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية
---
كلمات تكتب بماء الذهب عن التدبر لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية
---
عمر المقبل
12-22-2003, 12:44 AM
في سياق تقرير شيخ الإسلام رحمه الله تعالى رحمة واسعة لكون الطلاق البدعي لا يقع ، ومحاولته الاستدلال على ذلك بكل ما أوتي من قوة في البيان ، واستحضار للحجج ، من خلال تأمله في الآيات الواردة في الحيض والعدة الواردة في سورة البقرة ،والطلاق والأحزاب ، قال ـ رحمه الله تعالى ـ بعد ذلك ـ في جامع المسائل (2/256) ـ كلمات تكتب بماء الذهب ـ :
(( من تدبر القرآن تدبراً تاااااااااااااماً ، تبين له :
اشتماله على بيان الأحكام ،
وأن فيه من العلم ما لا يدركه أكثر الناس ،
وأنه يبين المشكلات ،
ويفصل النزاع بكمال دلالته وبيانه إذا ( وهذان شرطان أساسيان ) :
1 ـ إذا أعطي حقه .
2 ـ ولم تحرف كلمه عن مواضعه )).
انتهى كلامه رحمه الله ، وهو الذي ندم على ما ندم عليه في آخر حياته من فوات وقت كثير في عدم تدبر القرآن !!
ليت شعري ! بماذا أمضى هذا الإمام وقته الماضي ؟
أفي مباحات أم مستحبات ؟!!
بل لقد أمضاها في واجبات كبارٍ.. كباااااار ...
جهاد ومجاهدة ،
وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ،
وتعبد وتأله ، ونغع للخاص والعام ..
ولكنه عنى شيئاً آخر ـ فيما يبدو لي ـ وهو ما انكشف له في سجنته الأخيرة من المعاني التي لم تظهر له من قبل .. فسبحان الله !!
سبحان الله ! ما أعظم كلام ربنا ! وما أجله !
وسبحان الذي فتح على هذا الإمام بما فتح عليه !
ونستغفر الله على شدة تقصيرنا في تدبره !
اللهم فاجمعنا ـ مع هذا الإمام الذي أحببناه من كل قلوبنا ـ في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
---
(1/2003)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حجية التلقي
---
حجية التلقي
---
شريف بن أحمد مجدي
03-01-2007, 12:38 AM
منقوووووول
حجية التلقي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فإخواني في الله ..إن من أعظم النعم علي عباده أن أنعم الله عليهم بالقرآن ، وأمرهم بتلاوته وتدبره والعمل به ، وفي هذا البحث نتناول قضية القراءة من جهة الأداء والتلاوة ، وقد ألف كثير من العلماء في تدبر القرآن والعمل به ــ وهما أساس نزول القرآن ــ ليضع للناس المنهج الرباني في تقويم السلوك ، وأيضا لا يمكن تجاهل أهمية القراءة من جهة الأداء ونورد في ذلك شاهدين:
الأول: نص من القرآن الكريم وهو قوله تعالي: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) } .
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:(1/2004)
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه، من إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا، سرا وعلانية، { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } أي: يرجون ثوابا عند الله لا بد من حصوله. كما قدمنا في أول التفسير عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه: "إن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة" ؛ ولهذا قال تعالى: { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } أي: ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم، { إِنَّهُ غَفُورٌ } أي: لذنوبهم، { شَكُورٌ } للقليل من أعمالهم.
قال قتادة: كان مُطَرف، رحمه الله، إذا قرأ هذه الآية يقول: هذه آية القراء."3/437
فهذه حقا آية القراء لأنهم غالبا هم المكثرون لتلاوة القرآن أو سماعها بحكم ما تصدوا له .
والشاهد الثاني : قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ" قال ابن حجر في الفتح:" قَالَ الْقُرْطُبِيّ الْمَاهِر : الْحَاذِق وَأَصْله الْحِذْق بِالسِّبَاحَةِ ، قَالَهُ الْهَرَوِيُّ وَالْمُرَاد بِالْمَهَارَةِ بِالْقُرْآنِ جَوْدَة الْحِفْظ وَجَوْدَة التِّلَاوَة مِنْ غَيْر تَرَدُّد فِيهِ لِكَوْنِهِ يَسَّرَهُ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ كَمَا يَسَّرَهُ عَلَى الْمَلَائِكَة فَكَانَ مِثْلهَا فِي الْحِفْظ وَالدَّرَجَة ." 21/140(1/2005)
ولكي نصل إلي هذه الدرجة من المهارة في قراءة القرآن ، أردت أن أرسم لك أخي طريقا قويما إن تتبعته وصلت إلي المقصود ، ولكن هناك بعض العوائق التي قد تقف أمام الناس عندما يسلكون هذا الطريق ، وأولها البحث عن القارئ الحاذق الذي يستطيع أن يتلقي القرآن عنه ، وسأبين لك صور الذين ستتلقي عنهم حتي تختار لنفسك الشيخ الحاذق ، ولكننا سنعرج إلي أهمية التلقي بالمشافهة لأنها الأصل .. وإليك البيان:
المشافهة هي الأصل:
نعم المشافهة هي الأصل وهذا ما عليه اعتقاد المسلمين قاطبة قال تعالي: { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) }
قال البغوي في تفسيره:"
{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ } أي: تؤتى القرآن وتلقن { مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } أي: وحيا من عند الله الحكيم العليم." صـ377 فدل علي أن نبينا قد تلقي القرآن من لدن حكيم عليم ، وما زال الناس يتلقون القرآن جيلا بعد جيل بالمشافهة والتلقين ومازال القراء هم المعتمد الأول في نطق القرآن قال ا.د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ :" ...فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين ،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا.هـ صـ112، وأقوال الأئمة في ذلك كثيرة(1/2006)
ففي كتاب" إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" قال الدمياطي في تعريف المقرئ: " من علم بها أداء ورواها مشافهة فلو حفظ كتابا امتنع عليه (إقراؤه) بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا لأن في القراءات أشياء ( لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة ) بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل وإن اكتفوا به في الحديث ، قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء ، وليس من سمع من لفظ الشيخ يقدر علي الأداء أي فلابد من قراءة الطالب علي الشيخ بخلاف الحديث فإن المقصود منه المعني أو اللفظ ، لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن ،أما الصحابة فكانت طباعهم السليمة وفصاحتهم تقتضي قدرتهم علي الأداء كما سمعوه منه صلي الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم ." ا.هـ صـ 68
وأحكام التجويد من جهة الأداء يمكن أن تجمع في ثلاثة أحكام إجمالية وهي :
أ . المخارج والصفات
ب . المدود
ت . الغنن
أما المخارج والصفات ويندرج تحتهما التفخيم والترقيق ـ اللامات والراءات والألف وحروف التفخيم والترقيق وأشباهها ـ والتماثل والتقارب والتجانس والإدغام وبابه ونطق الحرف بالحركة وباختلاسها وبالروم ... ودليل اعتمادها علي المشافهة قول ابن الجزري في النشر بعد ذكر المخارج والصفات : "(فهذا) ما تيسر من الكلام على تجويد الحروف مركبة. والمشافهة تكشف حقيقة ذلك، والرياضة توصل إليه، والعلم عند الله تبارك وتعالى."1/224
قال خلف الحسيني في كتاب" القول السديد في بيان حكم التجويد:" فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات مالم يسمعه من فم الشيخ..." صـ12
قال أبو حيان (ت745هـ) في الرد علي إنكار النحاة بعض أنواع الإدغام :" والذي قرأناه وتلقيناه عن المشايخ أهل الأداء إدغام ما ذكرناه .والذين رووا ذلك عن أبي عمرو أئمة ثقات منهم علماء بالنحو كأبي محمد اليزيدي وغيره ،فوجب قبوله..." نقلا عن الدراسات الصوتية صـ434(1/2007)
وقال ابن الحاجب :"" والأولى الرد على النحويين في منع الجواز , فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع ومن القراء جماعة من أكابر النحويين , فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوي فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين في نقل اللغة , فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته عن الغلط في مثله ولأن القراءة ثبتت متواترة وما نقله النحويين لآحاد ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى )) ا.هـ المصدر السابق صـ434
وفي الاختلاس وما شابهه : ...وذلك أن تأتي بثلثيها كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به ، وهذا مما لا تحكمه المشافهة" الحواشي المفهمة 77
والمدود: ويندرج تحتها الطبيعي وكل أنواع المدود وهاء الضمير وغيره مما فيه المد ،والدليل علي أن المشافهة الأصل:
قال ابن الجزرى في النشر "قال : قال في كفايته :....ويتفاوت تقدير المد فيما بينهم والمشافهة تبين ذلك " ا.هـ وقال في موضع آخر ".....يستوى في معرفة ذلك أكثر الناس ويشترط في ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته ، ويبين الأداء كيفيته ، ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذى استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا ... ثم قال وبه كان يأخذ الشاطبى ولذلك لم يذكر فى قصيدته في الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة في الأداء .... ثم نقل عن القصاع :" وهذا الذى ينبغى أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره ، أى المشافهة فى المدود ــ ثم قال ابن الجزرى :" وهو الذى أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه " ا.هـ 333
أما أحكام الغنن :(1/2008)
قال المرعشي في جهد المقل عند حديثه عن الإخفاء :"... يحتاج إلي التراخي لما قال في التمهيد :عن الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء ، وكذا من مشافهة شيخنا.. وكان يحذرنا عن المبالغة في التراخي"صـ85
وقد أجاد الشيخ محمد علي خلف الحسيني الشهير بالحداد شيخ القراء بالديار المصرية بقوله ( ...وإذ قد علمت أن التجويد واجب وعرفت حقيقته علمت أن معرفة الأداء والنطق بالقرآن على الصفة التي نزل بها متوقفة على التلقي والأخذ بالسماع من أفواه المشايخ الآخذين لها كذلك المتصل سندهم بالحضرة النبوية لأن القارئ لا يمكنه معرفة كيفية الإدغام والإخفاء والتفخيم والترقيق والإمالة المحضة أو المتوسطة والتحقيق والتسهيل والروم والإشمام ونحوها إلا السماع حتى يمكنه أن يحترز عن اللحن والخطأ وتقع القراءة على الصفة المعتبرة شرعا إذا علمت ذلك تبين لك أن التلقي المذكور واجب لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو معلوم ولأن صحة السند عن النبي صلى الله عليه وسلم عن روح القدس عن الله عز وجل بالصفة المتواترة أمر ضروري للكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ليتحقق بذلك دوام ما وعد به تعالى في قوله جل ذكره )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وحينئذ فأخذ القرآن من المصحف بدون موقف لا يكفي بل لا يجوز ولو كان المصحف مضبوطا . قال الإمام السيوطي : ( والأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وأحكامه متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية ) اهـ فقوله على الصفة المتلقاة من الأئمة... إلخ صريح في أنه لا يكفي الأخذ من المصاحف بدون تلق من أفواه المشايخ المتقنين .... فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات ما لم يسمعه من فم الشيخ فكيف لا نتعلم(1/2009)
القرآن مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا من المشايخ الماهرين في علم التجويد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال فصاحته ونهاية بلاغته تعلم القرآن عن جبريل عليه السلام في جمع من السنين خصوصا في السنة الأخيرة التي توفي فيها ومع أفضليته على جبريل والعجب من بعض علماء زماننا فإنه إذا وجد أهل الأداء في أعلى المراتب تعلم منه وفي أدنى المراتب لا يتعلم منه استكبارا عن الرجوع إليه ...ولذا قيل
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة *** يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف *** فعلمه عند أهل العلم كالعدم " ا.هـ كتاب" القول السديد في بيان حكم التجويد" صـ9:11
وبعد الحديث عن أصالة المشافهة نتحدث عن قضية مهمة وهي الخلل الذي يطرأ علي المشافهة ،وقد تحدث القدامي عن الخلل الذي أصاب قراء زمانهم وكثرة المتصدرين للإقراء وقلة المتقنين البارعين ونذكر بعض أقوالهم ، قال أبو عمر الداني (ت444 ) في مقدمة كتابه التحديد " ...فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ......" التحديد ص66.
وقال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى : "...والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً...التحديد ص67.
وقال مكي القيسي رحمه الله تعالى : "... فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً.." الرعاية ص90
وقال القرطبي (ت461) : " ولمّا رأيت من قراء هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا إصلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفيّ وأهملوا تصفيتها من كَدَرِهِ وتخلّصها من دَرَنِهِ....." الموضح ص54.(1/2010)
قال المرعشي رحمه الله تعالى " ....لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء ، والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر ، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد ، بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل هذا الفنّ ، ونفيس ما سمعنا من الشيوخ على ما أودع في الكتب ، فما وافق فهو الحقّ ، وما خالفه فالحق ما في الكتب. اهـ " بيان جهد المقل ص 18 في هامش جهد المقل
وبعد سرد أقوال العلماء في دخول الخلل في قراءة بعض قراء زمانهم ـ وهذا مع قربهم من العصور الفاضلة ـ فلابد أن تتسع دائرة الخلل مع تأخر الأزمنة ونحاول التعرف علي هذه الأسباب التي أدت إلي هذا الخلل الذي اشتكي منه القراء في زمانهم وهم المتقنون ، فما بالك بأهل زماننا .
أسباب الضعف يرجع إلي نقاط مهمة وهي :
الأولي: إقراء الشيخ لسن متأخرة فقد يعتري الشيخ في هذا السن نسيان في أداء بعض الألفاظ فيقرأها الطالب وهو لا يعرف أنه قد أخطأ ، ولذلك امتنع شعبة عن الإقراء قبل موته بسبع سنوات ، وحتي في علوم الحديث وغيرها منع أولاد بعض العلماء آباءهم عند كبر سنهم خوفا عليهم من الخلط.
الثاني: كثرة الطلبة عند شيخ معين فيعتريه التعب والإرهاق فينام والطالب يقرأ فلا يدري ما قال الطالب ، ولا الطالب يقف حتي يستيقظ شيخه. وبعض الشيوخ يقرئون حتي وقت متأخر من الليل فيعتريه السرحان لإراحة ذهنه من كثرة ما أقرأ.
الثالث : المال : وهناك بعض الشيوخ يتساهلون مع ما يدفع أكثر حتي يختم بسرعة ويتقاضي منه ثمن الإجازة ولربما لم يكمل الختمة ويثني علي قراءته بسبب المال. وأيضا مجاملة بعض الشيوخ لأصحاب الأموال وتساهله معهم لنفس السبب .(1/2011)
الرابع : خدمة الظروف لبعض الشيوخ بأن ينزل مكانا فيصادف خلو المكان من مقرئ فيتصدي بقلة بضاعته فيشتهر أمام الناس فيأتي الخلل من جهته .
الخامس : عدم مذاكرته وقت طلبه فيؤدي إلي النسيان فيجتهد في ضبط الوجه فيعتريه الخطأ. لأنه وقت طلبه همه أن يحصل علي الإجازة وفقط .
وهناك أسباب أخري نوردها من كلام د/ جبل عند ذكره لشروط حجية التلقي . ذكر د/ جبل في كتابه (تحقيقات في التلقي والأداء) شروط من يؤخذ منهم العلم ، وله بعض التعقيبات سنوردها باختصار وتصرف.:
ويؤخذ علي د/ جبل في كتابه رفضه لبعض الأداء الصوتي للقراء مثل الهمس والضاد والطاء وغيرها من اعتراضات بعض علماء الأصوات ، والغريب قوله في همس التاء بأنه هواء وليس صوتا ورأيته يخرج هواء بدون صوت ،ويستند في ذلك إلي قول سيبويه في الهمس وإلي قول ابن الجزري إن البعض يخرجونه سينا ، ونتيجته أن النطق القائم بين القراء في التاء الساكنة ليس بصواب .
أقول له : إذا كان الهمس خروج هواء هذا لا يمنع خروج صوت ـ مع غلبة خروج الهواء ـ ولو كان ضعيفا إثر مرور الهواء ، فيجب أن يكون هناك صوت عند النطق بالتاء الساكنة ، ولكن لا تصل إلي درجة إخراجها سينا ، وإلا فما الفرق بين التاء والكاف ؟ وقيل : إنها من حروف القلقلة " قاله ابن الجزري في التمهيد صـ65 ورد هذا القول بأنه يلزم الكاف كذلك .
إذن هناك صوت ليس بسين جعلهم يعدونها من حروف القلقلة ، كما عد المبرد (الكاف) من حروف القلقلة ، وقول ابن الجزري إن البعض يخرجونه سينا " هذا فيه دليل علي وجود صوت ولكن الناس يبالغون في إخراجه سينا ، وإلا لماذا الخلاف في جعلها من أحرف القلقلة طالما أن نطقها هواء فقط ؟؟
ونعود ألي شروط حجية التلقي قال د/ جبل :" قال ابن مجاهد :(1/2012)
1. فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين .
2. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه .
3. قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه ....وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه ، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم .فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله .
4. ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث...( وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين ) عن ابن مسعود :" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال:إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم " .ا.هـ السبعة صـ 45ـ46
إن ابن مجاهد حدد شروط العالم الحجة ـ كما في( 1 ) ـ أما الثلاثة فاقدوا الأهلية وصفهم ابن مجاهد بدقة أولهم :(1/2013)
السليقي : (الذي يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك ) فهذا ليس إماما ولا يصلح لذلك لأنه يقرأ عن سليقة لا عن علم ، فهو لا يعرف دقائق قراءة نفسه معرفة علمية بقواعدها ومصطلحاتها ولذا لا يستطيع أن يعلم غيره ولا أن ينكشف خطأه ويعيّنه ولا أن يقومه ، وقصاري ما يستفاد منه أن يقلد .
أما الثاني: المقلد الفاقد للأمرين السليقة والعلم ، وهذا أخطرهم ولذلك أطال ابن مجاهد في أمره ، لأنه قد يتلقي الصواب ثم ينسي أو يشتبه عليه ما تلقاه أداء أوحفظا ، وهو ليس عنده علم يفطن به إلي حاله ، فيقرأ أو يلحن ويتوهم أنه علي وصواب ويتمسك به ويكابر ويجادل ناسبا إياه إلي مصدر التلقي .
والثالث: (ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس) والصنف الثالث هم علماء العربية العالمون باللغة والمعاني ، ولكنهم لا علم لهم بضوابط مجال القراءات ـ مثل : صحة السند وغيرها من الشروط ـ فمثل هؤلاء قد يبتكر الواحد منهم قراءة لا سند ،أو يفضل قراءة علي أخري ناظرا إلي المعني أو التركيب صارفا النظر عن صحة السند وقوته ، فهذا أيضا لا يجوز أن يكون إماما ولا أن يُتلقي عنه لأن غفلته عن ضوابط مجال القراءات تؤدي إلي تغييره القرآن .
ونخلص من ذلك كله إلي أن التلقي الذي ينبغي التمسك به والاحتجاج به هو التلقي عن دراسة واعية شاملة توصل إلي دقائق الأمر بأن يكون الدارس عالما بكل جوانب المسألة المدروسة لغة ورواية فاقِهاً لأقوال الأئمة فيها ، خبيرا بالكيفيات التي يؤدي بها الصوت المفرد أو النسق الصوتي ، وبذلك تكون له أهلية لمراجعة شيخه للتحقق من كيفية أدائه وهنا يكون تلقيه حجة .
أما الذين يتلَّقون بلا دراسة ولا معرفة بجوانب ما تلقَّوه ودقائقه ، فلا حجة في تلقيهم ولا في تقليدهم أداء مشايخهم ، بل ولا يُؤْمَنون في درجة إحكامهم لهذا التقليد فلا تقبل شهادتهم بالنسبة لأداء مشايخهم."أ.هـ صـ 11 : 17 بتصرف واختصار.(1/2014)
وقال في موضع آخر:" وما قاله ابن مجاهد ـ شيخ الصنعة ـ ذكر معناه الداني فقال :" وقراء القرآن متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق فمنهم من يعلم ذلك قياسا وتمييزا وهو الحاذق النبيه ومنهم من يعلمه سماعا وتقليدا وهو الغبي الفَهِه " ثم قال د / جبل وأضاف الداني إضافة قيمة فقال:" إن العلم فطنة ودراية آكد منه سماعا ورواية ، فللدراية ضبطها ونظمها وللرواية تقلها وتعلمها " والداني محق تماما في إعلاء شأن الدراية لأنها الأرسخ أساسا ويمكن الرجوع إليها كلما احتيج إلي ذلك . ونقل د/ جبل قول مكي وأبي شامة ثم ما تبناه علماء التجويد ." صـ19:18
قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم ، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله ، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة ، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية.انتهى كلامه رحمه الله" جهد المقل ص110.
وهذا كلام نفيس ياليت بعض إخواننا يحاولوا أن يحسِّنوا نطقهم ويصرفوا همهم لكيفية النطق الصحيح بدلا من أن يكون همه الحصول علي الإجازة وفقط ، ومن ثم يتربَّح بسنده فلا بد أن يأتي اليوم الذي سينكشف فيه علي حقيقته وقد رأينا ذلك بأعيننا في بعض الشيوخ ، وقد قال لي الشيخ الجوهري في أثناء قراءتي لرواية حفص وكنت أتعسف في القراءة خشية الخطأ ـ في بداية طلبي قال: سيتخلي عنك التعسف في وقت من الأوقات" وهذا كلام نفيس لم أشعر بقيمته إلا بعد تركي للتكلف ، فإن المتكلف في القراءة سيصيبه الإرهاق في وقت ما ومن ثَمّ ستضعف قراءته وسيظهر أمره أمام الناس ، ولذلك ننصح إخواننا بالقراءة علي جمع من الشيوخ ، فما يتساهل فيه أحدهم يستدركه الآخر .والله أعلم
وبعد الخوض في شروط حجية التلقي نتحدث عن كيفية التلقي والعرض علي الشيخ ..(1/2015)
قال السيوطي في الإتقان: " فصل في كيفية الأخذ بإفراد القراءات وجمعها الذي كان عليه السلف أخذ كل ختمة برواية لا يجمعون رواية إلى غيرها أثناء المائة الخامسة فظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستقر عليه العمل، ولم يكونوا يسمحون به إلا لمن أفرد القراءات وأتقن طرقها وقرأ لكل قارئ بختمة على حدة، بل إذا كان للشيخ راويان قرءوا لكل راو بختمة ثم يجمعون له وهكذا. وتساهل قوم فسمحوا أن يقرأ لكل قارئ من السبعة بختمة سوى نافع وحمزة، فإنهم كانوا يأخذون ختمة لقالون ثم ختمة لورش ثم ختمة لخلف ثم ختمة لخلاد، ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك. نعم إذا رأوا شخصاً أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجيز وتأهل وأراد أن يجمع القراءات في ختمة لا يكلفونه الإفراد لعلمهم بوصوله إلى حد المعرفة والإتقان."صـ 139
وقال أيضا:" فائدة: أرى على مريد تحقيق القراءات وأحكام تلاوة الحروف أن يحفظ كتاباً كاملاً يستحضر به اختلاف القراء وتمييز الخلاف الواجب من الخلاف الجائز.
فائدة أخرى: قال ابن الصلاح في فتاويه:" قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الإنس."صـ141
قال الشيخ /السيد أحمد في كتابه (أسانيد القراء العشرة ورواتهم البررة) :" طريق العرض والتلاوة ويشمل الآتي :
1. السماع من الشيخ ثم العرض عليه ويدخل ضمنه التلقين والترديد .
2. العرض علي الشيخ مباشرة دون سماع منه .
3. الإذن من الشيخ للطالب بعد عرضه علي الشيخ لبعض القرآن
ويكون هذا في الغالب بين أهل التخصص ، بأن يعلم الشيخ أن المجاز عالم متقن لما يجاز فيه ويريد بهذا علو السد أو تقويته أو تعدد الطرق."صـ7(1/2016)
وقال الخليجي:" قال ابن الجزري في نشره : كان السلف الصالح رحمهم الله يقرءون ويقرئون القرآن رواية رواية ولا يجمعون رواية إلى أخرى يقصدون بذلك استيعاب الروايات والتثبت منها وإحسان تلقيها واستمر ذلك إلى المائة الخامسة عصر الداني و الأهوازي و الهذلي ومن بعدهم ، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا واستقر عليه العمل لفتور الهمم وقصد سرعة الترقي والإنفراد وانتشار تعليم القرآن ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح بالجمع إلا لمن أفرد القراءات واتقن معرفة الطرق و الروايات وقرأ لكل راو بختمة على حدة ، وهذا الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ إلا بعد أن يفرد السبعة في في إحدى وعشرين ختمة وللعشرة كذلك اهـ .
أما مقدار التلقين في الإفراد والجمع فمفوض إلى رأي الشيخ وحال القارئ وقوة قبوله ، وبعض المشايخ لا يزيد على عشر مطلقا وبعضهم يأخذ في الإفراد بنصف حزب وفي الجمع بربع حزب .
ويشترط على مريد القراءات ثلاثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء ،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة" حل المشكلات صـ 11
سؤال : هل يشترط السند في الإقراء ؟
قال السيوطي في الإتقان :" الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة فمن علم في نفسه الأهلية جاز له ذلك وإن لم يجزه أحد وعلي ذلك السلف الأولون والصدر الصالح ،وكذلك في كل علم في الإقراء والإفتاء خلافا لما يتوهمه الأغبياء من اعتقاد كونها شرطا وإنما اصطلح الناس علي ذلك الإجازة لأن أهلية الشخص لا يعلمها غالبا من يريد الأخذ عنه من المبتدئين ونحوهم لقصور مقامهم عن ذلك والبحث عن الأهلية قبل الأخذ شرط فجعلت الإجازة كالشهادة من الشيخ للمجاز بالأهلية ."أ.هـ 1/140(1/2017)
فقصد السيوطي ـ والله أعلم ـ أن هذا القول نابع منه مما كان في زمانه ممن يمنعون الإجازة بسبب المال وهذا ما صرح به في الفائدة التي تليها حيث قال : " فائدة ثالثة: ما اعتاده كثير من المشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مال في مقابلها ، لا يجوز إجماعا بل إن علم أهليته وجب عليه الإجازة ..."صـ 140
والظاهر من القول أن الذي أخذ رواية كاملة عن الشيخ وفرغ من التلقي لا يشترط أن يحصل علي الإجازة ..أو أن الطالب قد قرأ قدرا كبيرا فيسكت الشيخ عن قراءته ولا يكثر عليه في الرد ، فهذا قد يكون المقصود من كلام السيوطي ، وخاصة المغالاة التي نجدها في أيامنا هذه ، أما من قرأ جزءا أو أكثر من ذلك ويظن في نفسه الأهلية فلا أظن أن هذا قصد السيوطي ، ثم ما يدريه أنه في الباقي لا تشتبه عليه الأمور؟ وإنما كانوا يجيزون بالاختبار لمن قرأ ختمة علي شيخ ، وهي مسألة تختلف من شخص لآخر بلا شك . والله أعلم
هذا ما من الله به علىّ ولله الحمد والمنة علي ما أنعم به علينا من الفضل والكرم والجود.
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
---
(1/2018)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لاتنسوا فضيلة العلامة من دعائكم فقد أُصيب بالشلل..!!
---
لاتنسوا فضيلة العلامة من دعائكم فقد أُصيب بالشلل..!!
---
ابن الجزيرة
10-02-2005, 07:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أصيب الشيخ العلامة/يوسف المطلق مفسر الرؤيا المعروف..بجلطه دماغية أصابته بالشلل وعدم النطق..
وقد نقل للعلاج خارج المملكة..
أخواني وأخواتي لاتنسوه من دعائكم..
اللهم ياحي ياقيوم إشفه وعافاه وألبسه الصحة والعافية ورده ألينا سالما
الرابط http://alsaha2.fares.net/sahat?14@82.7VT9tINweF6.0@.1dd82345
---
أبو العالية
10-02-2005, 01:15 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أولاً : جزاك الله خيراً على هذا الحرص والوفاء للشيخ حفظه الله وأسبغ عليه العافية .
وثانياً : أسأل الله العلي القدير أن يلبسه لباس الصحة والعافية ، وأن يجعل ذلك كفارةً وطهرةً له ، وأَنْ يتولاَّه بلطفه وعنايته ، ويكلؤه بعينه التي لا تنام .
فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
( وحبذا لو جعل المسلم له دعوة في القيام ، فالدعوة في القيام ، وفي ظهر الغيب قَمِنَةٌ للاستجابة ، والله اعلم )
---
أبو المعتز القرشي
10-07-2005, 07:52 PM
أسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يمن عليه بالشفاء ، وأن يلبسه بلبوس العافية
لقد عُرف هذا الشيخ الجليل ببذل الجهد المضني في الدعوة إلى الله حتى أنه ومع كبر سنه يطوف على مساجد كثيرة ويلقي فيها كلمات بعد الصلوات ومنها صلاة الفجر .
كتب الله له الأجر ورفع درجته في أعلى عليين
---
(1/2019)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) اشكال؟؟!! ( ابو حنيفة )
---
(ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) اشكال؟؟!! ( ابو حنيفة )
---
أخوكم
02-13-2005, 03:58 PM
هذا الموضوع للأخ المكرم ابو حنيفة وقد حذف مع ما حذف في النسخة القديمة وهذا رابطه
http://www.tafsirmail.com/vb/showthread.php?p=10725#post10725
وقد كان لي فيه رد فبحثت عنه هنا في النسخة الجديدة فلم أجد ردي ولم أجد الموضوع أصلا ، فقمت بنسخه كاملا مع الردود
=================
ابو حنيفة
قال تعالى :
(ولاتمسكوا بعصم الكوافر) في هذه الاية تحريم من الله عز وجل على عباده المؤمنين نكاح المشركات والاستمرار معهن ، ولكن الله عز وجل أباح لنا الزواج بنساء أهل الكتاب فقال سبحانه : ( والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن) واليهود والنصارى هم من كفارومشركون وهم وقد قالت النصارى المسيح ابن الله ، وقالت اليهود عزير ابن الله...فكيف نجمع بين الايتين؟
والله ولي التوفيق و صلى الله على نبينا محمد
=================
أخوكم
قد يجتمع أهل الكتاب مع الكفرة المشركين في كفر وشرك
ولكن قد وردت النصوص الشرعية بالتفريق بينهما وفي أكثر من حكم شرعي ليس في الزواج فحسب .
والله أعلم وأحكم
=================
أبومجاهدالعبيدي
هذه الآية مثلها مثل قول الله عزوجل : ( وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) ، وإباحة نكاح الكتابيات من باب تخصيص هذا العموم كما هو معلوم .
فلا إشكال في الآية ولله الحمد .
=================
أبو زينب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الكوافر هن المشركات و الوثنيات لا الكتابيات .(1/2020)
و لبيان اللبس الذي قد يتبادر إلى الذهن في علاقة الآيات ببعضها فإني أستسمحكم بنقل فتوى للشيخ يوسف القرضاوي - حفظه الله - تناول فيها الزواج من غير المسلمات بتفصيل كل فئة منهن . و قد نقلتها من موقع " نداء الإيمان " .
سئل الشيخ د/ يوسف عبد الله القرضاوي عن زواج المسلم بغير المسلمة فقال:
قد قدر لي أن أزور عددًا من أقطار أوروبا وأمريكا الشمالية، وأن ألتقي بعدد من أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملُون هناك، ويقيمون بتلك الديار إقامة مؤقتة أو مستقرة.
وكان مما سأل عنه الكثيرون: حكم الشرع في زواج الرجل المسلم من غير المسلمة وبخاصة المسيحية أو اليهودية، التي يعترف الإسلام بأصل دينها، ويسمي المؤمنين به " أهل الكتاب " ويجعل لهم من الحقوق والحرمات ما ليس لغيرهم.
ولبيان الحكم الشرعي في هذه القضية، يلزمنا أن نبين أصناف غير المسلمات وموقف الشريعة من كل منها . فهناك المشركة، وهناك الملحدة، وهناك المرتدة، وهناك الكتابية.
تحريم الزواج من المشركة:
فأما المشركة - والمراد بها: الوثنية - فالزواج منها حرام بنص القرآن الكريم . قال تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) وقال تعالى: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) وسياق الآية والسورة كلها - سورة الممتحنة - وسبب نزولها يدل على أن المراد بالكوافر: المشركات: أعني الوثنيات.
والحكمة في هذا التحريم ظاهرة، وهي عدم إمكان التلاقي بين الإسلام والوثنية، فعقيدة التوحيد الخالص، تناقض عقيدة الشرك المحض، ثم إن الوثنية ليس لها كتاب سماوي معتبر، ولا نبي معترف به، فهي والإسلام على طرفي نقيض . ولهذا علل القرآن النهي عن نكاح المشركات وإنكاح المشركين بقوله: (أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه) ولا تلاقي بين من يدعو إلى النار ومن يدعو إلى الجنة.
أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان ؟ !(1/2021)
هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يمان
وهذا الحكم - منع الزواج من المشركات الوثنيات - ثابت بالنص، وبالإجماع أيضًا، فقد اتفق علماء الأمة على هذا التحريم، كما ذكر ابن رشد في بداية المجتهد وغيره.
بطلان الزواج من الملحدة:
وأعني بالملحدة: التي لا تؤمن بدين، ولا تقر بألوهية ولا نبوة ولا كتاب ولا آخرة، فهي أولى من المشركة بالتحريم، لأن المشركة تؤمن بوجود الله، وإن أشركت معه أندادًا أو آلهة أخرى أتخذتهم شفعاء يقربونها إلى الله زلفى فيما زعموا.
وقد حكى القرآن عن المشركين هذا في آيات كثيرة مثل: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن: الله)، (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).
فإذا كانت هذه الوثنية المعترفة بالله في الجملة قد حرم نكاحها تحريما باتًا، فكيف بإنسانة مادية جاحدة، تنكر كل ما وراء المادة المتحيزة، وما بعد الطبيعة المحسوسة، ولا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا بالملائكة ولا الكتاب ولا النبيين ؟.
إن الزواج من هذه حرام بل باطل يقينًا.
وأبرز مثل لها: الشيوعية التي تؤمن بالفلسفة المادية، وتزعم أن الدين أفيون الشعوب، وتفسر ظهور الأديان تفسيرًا ماديًا، على أنها إفراز المجتمع، ومن آثار ما يسوده من أحوال الاقتصاد وعلاقات الإنتاج.
وإنما قلت: الشيوعية المصرة على شيوعيتها، لأن بعض المسلمين والمسلمات قد يعتنق هذا المذهب المادي، دون أن يسبر غوره، ويعرفه على حقيقته، وقد يخدع به حين يعرضه بعض دعاته على أنه إصلاح اقتصادي لا علاقة له بالعقائد والأديان . . . إلخ . فمثل هؤلاء يجب أن يزال عنهم اللبس، وتزاح الشبه، وتقام الحجج، ويوضح الطريق حتى يتبين الفرق بين الإيمان والكفر، والظلمات والنور، فمن أصر بعد ذلك على شيوعيته فهذا كافر مارق ولا كرامة، ويجب أن تجري عليه أحكام الكفار في الحياة وبعد الممات.
المرتدة:(1/2022)
ومثل الملحدة: المرتدة عن الإسلام والعياذ بالله ونعني بالمرتدة والمرتد كل من كفر بعد إيمانه كفرًا مُخرجًا من الملة، سواء دخل في دين آخر أم لم يدخل في دين قط.
وسواء كان الدين الذي انتقل إليه كتابيًا أم غير كتابي . فيدخل في معنى المرتدين ترك الإسلام إلى الشيوعية، أو الوجودية، أو المسيحية، أو اليهودية، أو البوذية، أو البهائية، أو غيرها من الأديان والفلسفات، أو خرج من الإسلام ولم يدخل في شيء، بل ظل سائبًا بلا دين ولا مذهب.
والإسلام لا يُكره أحدًا على الدخول فيه، حتى إنه لا يعتبر إيمان المُكْرَه ولا يقبله، ولكن من دخل فيه بإرادته الحرة لم يجز له الخروج عنه.
وللردة أحكام بعضها يتعلق بالآخرة وبعضها بالدنيا.
فمما يتعلق بالآخرة: أن من مات على الردة فقد حبط كل ما قدمه من عمل صالح واستحق الخلود في النار، قال تعالى: (ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
ومن أحكام الدنيا: أن المرتد لا يستحق معونة المجتمع الإسلامي ونصرته بوجه من الوجوه، ولا يجوز أن تقوم حياة زوجية بين مسلم ومرتدة، أو بين مرتد ومسلمة، لا ابتداء ولا بقاء، فمن تزوج مرتدة فنكاحه باطل، وإذا ارتدت بعد الزواج فرق بينهما حتما، وهذا حكم متفق عليه بين الفقهاء، سواء من قال منهم بقتل المرتد رجلاً كان أو امرأة وهم الجمهور، أم من جعل عقوبة المرأة المرتدة الحبس لا القتل، وهم الحنفية.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أن الحكم بالردة والكفر على مسلم هو غاية العقوبة . لهذا وجب التحري والاحتياط فيه، ما وجد إليه سبيل، حملاً لحال المسلم على الصلاح . وتحسينًا للظن به، والأصل هو الإسلام، فلا يخرج منه إلا بأمر قطعي، واليقين لا يزال بالشك.
بطلان الزواج من البهائية:(1/2023)
والزواج من امرأة بهائية باطل، وذلك لأن البهائية إما مسلمة في الأصل، تركت دين الله الحنيف إلى هذا الدين المصطنع، فهي في هذه الحال مرتدة بيقين، وقد عرفنا حكم الزواج من المرتدة.
وسواء ارتدت بنفسها أم ارتدت تبعًا لأسرتها، أو ورثت هذه الردة عن أبيها أو جدها، فإن حكم الردة لا تفارقها.
وإما أن تكون غير مسلمة الأصل، بأن كانت مسيحية أو يهودية أو وثنية أو غيرها، فحكمها حكم المشركة، إذ لا يعترف الإسلام بأصل دينها، وسماوية كتابها، إذ من المعلوم بالضرورة أن كل نبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة، وكل كتاب بعد القرآن باطل، وكل من زعم أنه صاحب دين جديد بعد الإسلام فهو دجال مفتر على الله تعالى . فقد ختم الله النبوة، وأكمل الدين، وأتم النعمة: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين).
وإذا كان زواج المسلم من بهائية باطلاً بلا شك، فإن زواج المسلمة من رجل بهائي باطل من باب أولى، إذ لم تجز الشريعة للمسلمة أن تتزوج الكتابي، فكيف بمن لا كتاب له ؟.
ولهذا لا يجوز أن تقوم حياة زوجية بين مسلم وبهائية أو بين مسلمة وبهائي، لا ابتداء ولا بقاء . وهو زواج باطل، ويجب التفريق بينهما حتمًا.
وهذا ما جرت عليه المحاكم الشرعية في مصر في أكثر من واقعة.
وللأستاذ المستشار علي علي منصور حكم في قضية من هذا النوع قضى فيه بالتفريق، بناء على حيثيات شرعية فقهية موثقة، وقد نشر في رسالة مستقلة، فجزاه الله خيرًا.
رأي جمهور المسلمين إباحة الزواج من الكتابية:
الأصل في الزواج من نساء أهل الكتاب عند جمهور المسلمين هو الإباحة.(1/2024)
فقد أحل الله لأهل الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم في آية واحدة من سورة المائدة، وهي من أواخر ما نزل من القرآن الكريم . قال تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان).
رأى ابن عمر وبعض المجتهدين:
وخالف في ذلك من الصحابة عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما-، فلم ير الزواج من الكتابية مباحًا، فقد روى عنه البخاري: أنه كان إذا سُئل عن نكاح النصرانية واليهودية قال: إن الله حرم المشركات على المؤمنين، (يعني قوله تعالى: :. لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن") ولا أعلم من الإشراك شيئًا أكبر من أن تقول: " ربها عيسى، وهو عبد من عباد الله ! ".
ومن العلماء من يحمل قول ابن عمر على كراهية الزواج من الكتابية لا التحريم ولكن العبارات المروية عنه تدل على ما هو أكثر من الكراهية.
وقد أخذ جماعة من الشيعة الإمامية بما ذهب إليه ابن عمر استدلالاً بعموم قوله تعالى في سورة البقرة: (ولا تنكحوا المشركات) وبقوله في سورة الممتحنة: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر).
ترجيح رأي الجمهور:
والحق أن رأي الجمهور هو الصحيح، لوضوح آية المائدة في الدلالة على الزواج من الكتابيات . وهي من آخر ما نزل كما جاء في الحديث.
وأما قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات) وقوله: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) فإما أن يقال: هذا عام خصصته سورة المائدة، أو يقال: إن كلمة " المشركات " لا تتناول أهل الكتاب أصلاً في لغة القرآن، ولهذا يعطف أحدهما على الآخر كما في سورة البقرة: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين . .)، (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها . . . .).(1/2025)
وفي سورة الحج يقول تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا، إن الله يفصل بينهم يوم القيامة...) فجعل الذين أشركوا صنفًا متميزًا عن باقي الأصناف، ويعني بهم الوثنيين . والمراد بـ " الكوافر " في آية الممتحنة: المشركات، كما يدل على ذلك سياق السورة.
قيود يجب مراعاتها عند الزواج من الكتابية:
وإذن يكون الراجح ما بيناه من أن الأصل هو إباحة زواج المسلم من الكتابية، ترغيبًا لها في الإسلام، وتقريبًا بين المسلمين وأهل الكتاب، وتوسيعًا لدائرة التسامح والألفة وحسن العشرة بين الفريقين.
ولكن هذا الأصل معتبر بعدة قيود، يجب ألا نغفلها:
القيد الأول:
الاستيثاق من كونها " كتابية " بمعنى أنها تؤمن بدين سماوي الأصل كاليهودية والنصرانية، فهي مؤمنة - في الجملة - بالله ورسالاته والدار الآخرة . وليست ملحدة أو مرتدة عن دينها، ولا مؤمنة بدين ليس له نسب معروف إلى السماء.
ومن المعلوم في الغرب الآن أنه ليست كل فتاة تولد من أبوين مسيحيين مثلاً مسيحية . ولا كل من نشأت في بيئة مسيحية تكون مسيحية بالضرورة . فقد تكون شيوعية مادية، وقد تكون على نحلة مرفوضة أساسًا في نظر الإسلام كالبهائية ونحوها.
القيد الثاني:
أن تكون عفيفة محصنة فإن الله لم يبح كل كتابية، بل قيد في آياته الإباحة نفسها بالإحصان، حيث قال: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) قال ابن كثير: والظاهر أن المراد بالمحصنات العفيفات عن الزنى، كما في الآية الأخرى: (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) . وهذا ما أختاره . فلا يجوز للمسلم بحال أن يتزوج من فتاة تسلم زمامها لأي رجل، بل يجب أن تكون مستقيمة نظيفة بعيدة عن الشبهات.(1/2026)
وهذا ما اختاره ابن كثير، وذكر أنه رأى الجمهور، وقال " وهو الأشبه، لئلا يجتمع فيها أن تكون ذمية، وهي مع ذلك غير عفيفة، فيفسد حالها بالكلية، ويتحصل زوجها على ما قيل في المثل: حشفًا وسوء كيله ! ". (تفسير ابن كثير، جـ 2، والله أعلم . 20 ط. الحلبي).
وقد جاء عن الإمام الحسن البصري أن رجلاً سأله: أيتزوج الرجل المرأة من أهل الكتاب ؟ فقال: ما له ولأهل الكتاب ؛ وقد أكثر الله المسلمات ؟ ! فإن كان ولابد فاعلاً . فليعمد إليها حصانًا (أي محصنة) غير مسافحة . قال الرجل: وما المسافحة ! ؟ قال: هي التي إذا لمح الرجل إليها بعينه اتبعته.
ولا ريب أن هذا الصنف من النساء في المجتمعات الغربية في عصرنا يعتبر شيئًا نادرًا بل شاذًا، كما تدل عليه كتابات الغربيين وتقاريرهم وإحصاءاتهم أنفسهم، وما نسميه نحن البكارة والعفة والإحصان والشرف ونحو ذلك، ليس له أية قيمة اجتماعية عندهم، والفتاة التي لا صديق لها تُعيَّر من أترابها، بل من أهلها وأقرب الناس إليها.
القيد الثالث:
ألا تكون من قوم يعادون المسلمين ويحاربونهم . ولهذا فرق جماعة من الفقهاء بين الذمية والحربية . فأباحوا الزواج من الأولى، ومنعوا الثانية . وقد جاء هذا عن ابن عباس فقال: من نساء أهل الكتاب من يحل لنا، ومنهم من لا يحل لنا . ثم قرأ: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية . . . .) فمن أعطى الجزية حل لنا نساؤه، ومن لم يعط الجزية لم يحل لنا نساؤه.
وقد ذكر هذا القول لإبراهيم النخعي - أحد فقهاء الكوفة وأئمتها - فأعجبه (تفسير الطبري، جـ9، ص. 788 بتحقيق شاكر). وفي مصنف عبد الرزاق عن قتادة قال: لا تنكح امرأة من أهل الكتاب إلا في عهد . وعن علي رضي الله عنه بنحوه.
وعن ابن جريج قال: بلغني ألا تنكح امرأة من أهل الكتاب إلا في عهد.(1/2027)
وفي مجموع الإمام زيد عن علي: أنه كره نكاح أهل الحرب . قال الشارح في " الروض النضير ": والمراد بالكراهة: التحريم ؛ لأنهم ليسوا من أهل ذمة المسلمين . قال: وقال قوم بكراهته ولم يحرموه، لعموم قوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) فغلبوا الكتاب على الدار (الروض النضير، جـ 4، ص. 270 - 274). يعني: دار الإسلام . والذي من أهل دار الإسلام بخلاف غيره من أهل الكتاب.
ولا ريب أن لرأي ابن عباس وجاهته ورجحانه لمن يتأمل، فقد جعل الله المصاهرة من أقوى الروابط بين البشر، وهي تلي رابطة النسب والدم، ولهذا قال سبحانه: (وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا) (سورة الفرقان). فكيف تتحقق هذه الرابطة بين المسلمين وبين قوم يحادونهم ويحاربونهم وكيف يسوغ للمسلم أن يصهر إليهم، فيصبح منهم أجداد أولاده وجداتهم وأخوالهم وخالاتهم ؟ فضلاً عن أن تكون زوجه وربة داره وأم أولاد منهم ؟ وكيف يؤمن أن تطلع على عورات المسلمين وتخبر بها قومها ؟.
ولا غرو أن رأينا العلامة أبا بكر الرازي الحنفي يميل إلى تأييد رأي ابن عباس، محتجًا له بقوله تعالى: (لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) والزواج يوجب المودة، يقول تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة) (سورة الروم).
قال: فينبغي أن يكون نكاح الحربيات محظورًا ؛ لأن قوله تعالى: (يوادون من حاد الله ورسوله) إنما يقع على أهل الحرب، لأنهم في حد غير حدنا. (أحكام القرآن، جـ 2، ص. 397، 398).
يؤيد ذلك قوله تعالى: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون). (سورة الممتحنة: 9).
وهل هناك تول لهؤلاء أكثر من أن يزوج إليهم، وتصبح الواحدة من نسائهم جزءا من أسرته بل العمود الفقري في الأسرة ؟(1/2028)
وبناء على هذا لا يجوز لمسلم في عصرنا أن يتزوج يهودية، ما دامت الحرب قائمة بيننا وبين إسرائيل، ولا قيمة لما يقال من التفرقة بين اليهودية والصهيونية، فالواقع أن كل يهودي صهيوني، لأن المكونات العقلية والنفسية للصهيونية إنما مصدرها التوراة وملحقاتها وشروحها والتلمود . . . وكل امرأة يهودية إنما هي جندية - بروحها - في جيش إسرائيل.
القيد الرابع:
ألا يكون من وراء الزواج من الكتابية فتنة ولا ضرر محقق أو مرجح، فإن استعمال المباحات كلها مقيد بعدم الضرر، فإذا تبين أن في إطلاق استعمالها ضررًا عامًا، منعت منعًا عامًا، أو ضررًا خاصًا منعت منعًا خاصًا، وكلما عظم الضرر تأكد المنع والتحريم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار ".
وهذا الحديث يمثل قاعدة شرعية قطعية من قواعد الشرع، لأنه - وإن كان بلفظه حديث آحاد - مأخوذ من حيث المعنى من نصوص وأحكام جزئية جمة من القرآن والسنة، تفيد اليقين والقطع.
ومن هنا كانت سلطة ولي الأمر الشرعي في تقييد بعض المباحات إذا خشي من إطلاق استخدامها أو تناولها ضررًا معينًا.
والضرر المخوف بزواج غير المسلمة يتحقق في صور كثيرة منها:
1 - أن ينتشر الزواج من غير المسلمات، بحيث يؤثر على الفتيات المسلمات الصالحات للزواج، وذلك أن عدد النساء غالبًا ما يكون مثل عدد الرجال أو أكثر، وعدد الصالحات للزواج منهن أكبر قطعًا من عدد القادرين على أعباء الزواج من الرجال.
فإذا أصبح التزوج بغير المسلمات ظاهرة اجتماعية مألوفة، فإن مثل عددهن من بنات المسلمين سيحرمن من الزواج، ولا سيما أن تعدد الزوجات في عصرنا أصبح أمرًا نادرًا، بل شاذًا، ومن المقرر المعلوم بالضرورة أن المسلمة لا يحل لها أن تتزوج إلا مسلمًا، فلا حل لهذه المعادلة إلا سد باب الزواج من غير المسلمات إذا خيف على المسلمات.(1/2029)
وإذا كان المسلمون في بلد ما، يمثلون أقلية محدودة، مثل بعض الجاليات في أوروبا وأمريكا، وبعض الأقليات في آسيا وأفريقية، فمنطق الشريعة وروحها يقتضي تحريم زواج الرجال المسلمين من غير المسلمات، وإلا كانت النتيجة ألا يجد بنات المسلمين - أو عدد كبير منهن - رجلاً مسلما يتقدم للزواج منهن، وحينئذ تتعرض المرأة المسلمة لأحد أمور ثلاث:
( أ ) إما الزواج من غير مسلم، وهذا باطل في الإسلام.
( ب ) وإما الانحراف، والسير في طريق الرذيلة . وهذا من كبائر الإثم.
(جـ) وإما عيشة الحرمان الدائم من حياة الزوجية والأمومة.
وكل هذا مما لا يرضاه الإسلام . وهو نتيجة حتمية لزواج الرجال المسلمين من غير المسلمات، مع منع المسلمة من التزوج بغير المسلم.
هذا الضرر الذي نبهنا عليه هو الذي خافه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - فيما رواه الإمام محمد بن الحسن - في كتابه " الآثار، حين بلغه أن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان تزوج - وهو بالمدائن - امرأة يهودية، فكتب إليه عمر مرة أخرى: أعزم عليك ألا تضع كتابي هذا حتى تخلي سبيلها، فإني أخاف أن يقتدي بك المسلمون، فيختاروا نساء أهل الذمة لجمالهن، وكفى بذلك فتنة لنساء المسلمين ". (انظر كتابنا: شريعة الإسلام: خلودها وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان، ص39، ط. أولى).(1/2030)
2 - وقد ذكر الإمام سعيد بن منصور في سننه قصة زواج حذيفة هذه، ولكنه ذكر تعليلاً آخر لمنع عمر لحذيفة . فبعد أن نفى حرمة هذا الزواج قال: " ولكني خشيت أن تعاطوا المومسات منهن ". (المصدر السابق ص40، وكذلك ذكره الطبري، جـ 4، ص366، 367، ط. المعارف: وتكلم عنه ابن كثير، جـ 1، ص257 وصحح إسناده . وهناك علة ثالثة ذكرها عبد الرزاق في " المصنف " عن سعيد بن المسيب عن عمر: أنه عزم عليه أن يفارقها، خشية أن يقيس الناس المجوسية على الكتابية ويتزوجوا المجوس اقتداء بحذيفة، جاهلين الرخصة التي كانت من الله في الكتابيات خاصة . وانظر المصنف، جـ 7، ص178).
ولا مانع أن يكون كل من العلتين مقصودًا لعمر رضي الله عنه.
فهو يخشى - من ناحية - كساد سوق الفتيات المسلمات، أو كثير منهن . وفي ذلك فتنة أي فتنة.
ومن ناحية أخرى يخشى أن يتساهل بعض الناس في شرط الإحصان - العفاف - الذي قيد به القرآن حل الزواج منهن، حتى يتعاطوا زواج الفاجرات والمومسات، وكلتاهما مفسدة ينبغي أن تمنع قبل وقوعها، عملاً بسد الذرائع . ولعل هذا نفسه ما جعل عمر يعزم على طلحة بن عبيد الله إلا طلق امرأة كتابية تزوجها، وكانت بنت عظيم يهود، كما في مصنف عبد الرزاق. (المصنف، جـ 7 ص177 - 178).(1/2031)
3 - إن الزواج من غير المسلمة إذا كانت أجنبية غريبة عن الوطن واللغة والثقافة والتقاليد - مثل زواج العربي والشرقي من الأوروبيات والأمريكيات النصرانيات - يمثل خطرًا آخر يحس به كل من يدرس هذه الظاهرة بعمق وإنصاف، بل يراه مجسدًا ماثلاً للعيان . فكثيرًا ما يذهب بعض أبناء العرب المسلمين إلى أوروبا وأمريكا للدراسة في جامعاتها، أو للتدريب في مصانعها، أو للعمل في مؤسساتها، وقد يمتد به الزمن هناك إلى سنوات ثم يعود أحدهم يصحب زوجة أجنبية، دينها غير دينه، ولغتها غير لغته، وجنسها غير جنسه، وتقاليدها غير تقاليده، ومفاهيمها غير مفاهيمه، أو على الأقل غير تقاليد قومه ومفاهيمهم، فإذا رضيت أن تعيش في وطنه - وكثيرًا ما لا ترضى - وقدر لأحد من أبويه أو إخوانه أو أقاربه، أن يزوره في بيته، وجد نفسه غريبًا . فالبيت بمادياته ومعنوياته أمريكي الطابع أو أوربيه في كل شيء، وهو بيت " المدام " وليس بيت صاحبنا العربي المسلم، هي القوامة عليه، وليس هو القوام عليها . ويعود أهل الرجل إلى قريتهم أو مدينتهم بالأسى والمرارة، وقد أحسوا بأنهم فقدوا ابنهم وهو على قيد الحياة !!
وتشتد المصيبة حين يولد لهما أطفال، فهم يشبون - غالبًا - على ما تريد الأم، لا على ما يريد الأب إن كانت له إرادة، فهم أدنى إليها، ألصق بها، وأعمق تأثرًا بها، وخصوصًا إذا ولدوا في أرضها وبين قومها هي، وهنا ينشأ هؤلاء الأولاد على دين الأم وعلى احترام قيمها ومفاهيمها وتقاليدها . وحتى لو بقوا على دين الأب، فإنما يبقون عليه اسمًا وصورة، لا حقيقة وفعلاً . ومعنى هذا أننا نخسر هؤلاء الناشئة دينيًا وقوميًا إن لم نخسر آباءهم أيضًا.(1/2032)
وهذا الصنف أهون شرًا من صنف آخر يتزوج الأجنبية، ثم يستقر ويبقى معها في وطنها وبين قومها، بحيث يندمج فيهم شيئًا، ولا يكاد يذكر دينه وأهله ووطنه وأمته . أما أولاده فهم ينشأون أوروبيين أو أمريكيين، إن لم يكن في الوجوه والأسماء، ففي الفكر والخلق والسلوك، وربما في الاعتقاد أيضًا، وربما فقدوا الوجه والاسم كذلك، فلم يبق لهم شيء يذكرهم بأنهم انحدروا من أصول عربية أو إسلامية.
ومن أجل هذه المفسدة، نرى كثيرًا من الدول تحرم على سفرائها، وكذلك ضباط جيشها، أن يتزوجوا أجنبيات، بناء على مصالح واعتبارات وطنية وقومية.
تنبيه مهم:
وفي ختام هذا البحث، أرى لزامًا علي - في ضوء الظروف والملابسات التي تتغير الفتوى بتغيرها - أن أنبه على أمر لا يغيب عن ذوي البصائر، وهو في نظري على غاية من الأهمية، وهو:
إن الإسلام حين رخص في الزواج من الكتابيات راعى أمرين:
1 - أن الكتابية ذات دين سماوي في الأصل، فهي تشترك مع المسلم في الإيمان وبرسالاته، وبالدار الآخرة وبالقيم الأخلاقية، والمثل الروحية التي توارثتها الإنسانية عن النبوات، وذلك في الجملة لا في التفصيل طبعًا . وهذا يجعل المسافة بينها وبين الإسلام قريبة، لأنه يعترف بأصل دينه، ويقر بأصوله في الجملة، ويزيد عليها ويتممها بكل نافع وجديد.
2 - إن المرأة الكتابية - وهذا شأنها - إذا عاشت في ظل زوج مسلم ملتزم بالإسلام، وتحت سلطان مجتمع مسلم مستمسك بشرائع الإسلام - تصبح في دور المتأثر لا المؤثر والقابل لا الفاعل - فالمتوقع منها والمرجو لها أن تدخل في الإسلام اعتقادًا وعملاً . فإذا لم تدخل في عقيدة الإسلام - وهذا حقها إذ لا إكراه في الدين - اعتقادًا وعملاً . فإنها تدخل في الإسلام من حيث هو تقاليد وآداب اجتماعية . ومعنى هذا أنها تذوب داخل المجتمع الإسلامي سلوكيًا، إن لم تذب فيه عقائديًا.(1/2033)
وبهذا لا يخشى منها أن تؤثر على الزوج أو على الأولاد، لأن سلطان المجتمع الإسلامي من حولها أقوى وأعظم من أي محاولة منها لو حدثت.
كما أن قوة الزوج عادة في تلك الأعصار، وغيرته على دينه، واعتزازه به اعتزازًا لا حد له، وحرصه على حسن تنشئة أولاده، وسلامة عقيدتهم، يفقد الزوجة القدرة على أن تؤثر في الأولاد تأثيرًا يتنافى مع خط الإسلام.
أما في عصرنا، فيجب أن نعترف بشجاعة وصراحة: إن سلطان الرجل على المرأة المثقفة قد ضعف، وإن شخصية المرأة قد قويت، وبخاصة المرأة الغربية، وهذا ما وضحناه فيما سبق.
أما سلطان المجتمع المسلم فأين هو ؟ إن المجتمع الإسلامي الحقيقي الذي يتبنى الإسلام عقيدة وشريعة ومفاهيم وتقاليد وأخلاقًا وحضارة شاملة، غير موجود اليوم.
وإذا كان المجتمع المسلم غير موجود بالصورة المنشودة، فيجب أن تبقى الأسرة المسلمة موجودة، عسى أن تعوض بعض النقص الناتج عن غياب المجتمع الإسلامي الكامل.
فإذا فرطنا في الأسرة هي الأخرى، فأصبحت تتكون من أم غير مسلمة، وأب لا يبالي ما يصنع أبناؤه وبناته، ولا ما تصنع زوجته، فقل على الإسلام وأهله السلام !
ومن هنا نعلم أن الزواج من غير المسلمات في عصرنا ينبغي أن يمنع سدًا للذريعة إلى ألوان شتى من الضرر والفساد . ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة . ولا يسوغ القول بجوازه إلا لضرورة قاهرة أو حاجة ملحة، وهو يقدر بقدرها.
ولا ننسى هنا أن نذكر أنه مهما ترخص المترخصون في الزواج من غير المسلمة، فإن مما لا خلاف عليه، أن الزواج من المسلمة أولى وأفضل من جهات عديدة، فلا شك أن توافق الزوجين من الناحية الدينية أعون على الحياة السعيدة . بل كلما توافقا فكريًا ومذهبيًا كان أفضل.(1/2034)
وأكثر من ذلك أن الإسلام لا يكتفي بمجرد الزواج من أية مسلمة، بل يرغب كل الترغيب في الزواج من المسلمة المتدينة، فهي أحرص على مرضاة الله، وأرعى لحق الزوج، وأقدر على حفظ نفسها وماله وولده . ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
=================
موراني
المشركات أصلا مشركات العرب اللاتي لا كتاب لهن .
والمراد بالآية 221 من سورة البقرة ( ولا تنكحوا المشركات ...) جميع أجناس الشرك : الوثني , واليهودي والنصارى والمجوس كلهم مشركون , كما قاله الشافعي أيضا : اسم المشرك لازم لأهل اكتاب وغيرهم من المشركين . وكذلك جاء في أحكام القرآن له :
جماع الشرك دينان : دين أهل الكتاب ودين الأميين ( ج 2 , ص 50 ) ,
حكم الله ........في المشركين حكمين : فحكم أن يقاتل أهل الأوثان حتى يسلموا وأهل الكتاب حتى يعطوا الجزية ان لم يسلموا . (تحقيق عزت عطار) .
فمن هنا لا فرق بين الكتابيات والمشركات أصلا
الا أن الآية 4 , 5 من سورة المائدة استثنت نساء أهل الكتاب .
تقديرا
موراني
=================
موراني
هذا , ويأيّد هذا القول ما جاء في تفسير القرطبي فتأمّل :
{ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ } المراد بالكوافر هنا عبدة الأوثان مَن لا يجوز ابتداءً نكاحها، فهي خاصة بالكوافر من غير أهل الكتاب. وقيل: هي عامة، نسخ منها نساء أهل الكتاب. ولو كان إلى ظاهر الآية لم تحل كافرة بوجه. وعلى القول الأول إذا أسلم وثَنيّ أو مجوسيّ ولم تُسلم امرأته فرّق بينهما.
وهذا قول بعض أهل العلم. ومنهم من قال: ينتظر بها تمام العدة. فمن قال يفرّق بينهما في الوقت ولا ينتظر تمام العدة إذا عرض عليها الإسلام ولم تُسلم ـ مالكُ بن أنس. وهو قول الحسن وطاوس ومجاهد وعطاء وعكرمة وقتادة والحَكَم، واحتجوا بقوله تعالى: { وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ }. وقال الزهري: ينتظر بها العدّة. وهو قول الشافعي وأحمد....ألخ .(1/2035)
موراني
=================
جمال حسني الشرباتي
أبا زينب
لدينا حالات هنا في القدس تقشعر لها الأبدان
وذلك عندما يتزوج مسلم من يهودية--فينجبان ويحصل طلاق فيلتحق الولد بأمه فيربى تربية معادية للإسلام---وعندهم يتبع الولد الأم--فهو يهودي حسب حكمهم وشرعهم
واحب أن أذكر لكم قصة فتاة تركية الأب ويهودية الأم---تربت مع أمها اليهودية في القدس بعد إنفصالها عن الوالد كيهودية---وعندما بلغت 18 عاما حيث لها حرية القرار--راسلت والدها وكأنه اقنعها بالإلتجاء عند عائلة مسلمة في القدس---وفعلا جاءت إلى بيت جيران لنا--وزوجوها من إبن لهم
وهذه الحادثة أنقذت فيها فتاة مسلمة---ومع ذلك فحوادث كثيرة يربى فيها الولد ذو الأب المسلم كيهودي بحسب أمه اليهودية
---
ابو حنيفة
02-13-2005, 08:07 PM
بارك الله فيك وأثابك الجنة
---
(1/2036)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > دعوة لحضور ندوة عن المخطوطات
---
دعوة لحضور ندوة عن المخطوطات
---
عمر المقبل
12-18-2006, 02:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته... وبعد :،،،
يسر مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض دعوتكم لحضور اللقاء الشهري السابع والعشرين بعنوان:"ماذا قدمنا لخدمة المخطوطات العربية" وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 28 ذو القعدة 1427هـ الموافق 19 ديسمبر 2006 م بقاعة المحاضرات بمكتبة الملك عبد العزيز العامة فرع المربع بمركز الملك عبد العزيز التاريخي ، وسينقل اللقاء عبر الشبكة التلفزيونية للقاعة النسائية .
و سيكون ضيوف اللقاء كلاً من :
سعادة الأستاذ الدكتور / عبدالستار عبدالحق الحلوجي - عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة .
وسعادة الأستاذ الدكتور / أيمن فؤاد السيد - عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة .
سعادة الدكتور / فيصل عبد السلام الحفيان – رئيس تحرير مجلة معهد المخطوطات العربية .
و يدير اللقاء سعادة الدكتور / عبدالرحمن بن عبدالله العبيد
وبهذه المناسبة الطيبة يسر مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض دعوتكم لحضور هذا اللقاء .
نأمل حضوركم وتفاعلكم بما يثري اللقاء من خلال مناقشاتكم ومداخلاتكم القيمة.
مع خالص التحية والتقدير
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
دارة العلاقات الثقافية
فاكس 4936961 للاستفسار 4911300 توصيلة 169 أو 162
---
(1/2037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نداء من أهل القرى: أين طلاب العلم؟
---
نداء من أهل القرى: أين طلاب العلم؟
---
إمداد
06-26-2005, 02:45 PM
نداء من أهل القرى: أين طلاب العلم؟
سلطان بن عبدالله العمري
نداء من أهل القرى
يا طلاب العلم
أين أنتم ؟؟
هل غرتكم الحياة الدنيا ؟
أين أنتم عنا ؟؟
إننا بحاجة إليكم
لقد تعلمتم الكثير فلماذا لا تبلغون العلم ؟؟
ألم يقل الرسول ( بلغوا عني ولو آية )
لماذا لا تعلموننا مما علمكم الله ؟
هل يصعب عليكم زيارة القرى والمحافظات البعيدة ؟؟
أين التضحية والهمة ؟
إن النصارى يعملون
وأنتم لا تعملون
لا تريدون إلا مكانا مكيفا وجميلا وقريبا
فمن لنا ؟
والله إن منا من يموت وهو لا يعرف يصلي
ومنا من يجهل أبسط مسائل الطهارة
ومنا من لم يسمع موعظة تنفعه وتذكره بربه
فأين أنتم؟؟
الواحد منكم إذا ( توظف عندنا وجاء تعيينه في القرى)
بدأ يبحث عن ( الواسطة ) لعل هناك من يفك عنه كربته
ويخرجه من هذه القرية القديمة
عجبا لكم
أهكذا كان الصحابة ؟
الذين هجروا بلادهم لكي يبلغوا الدين
وأنتم يستلم الواحد منكم راتبا يقارب (5000) ولا يضحي من أجل دينه ؟؟
عجبا لكم
المنصرين يذهبون للغابات والصحاري
لكي ينصّروا المسلمين
وأنتم تنامون بين أحضان ( النعيم )
عجبا لكم
تدعون العلم ولا علم
تدعون الحب للدين
ولا حب
تزعمون أنكم تحملون هم الإسلام
ولاهم
كلامكم كثير
وعملكم قليل
أنتم كثير فماذا قدمتم لدين الله؟؟
من السهل أن تدعو في بيتك وعملك
لأن الهواء نقي
والمكان قريب
والزوجة بجانبك
وأطفالك حولك
أما أن ترحل أيام
وأسابيع
إلى قرية بعيدة
قد تنفق مئات الريالات من أجل الوصول لها
فهذا لا تستطيع
تسافر للسياحة
ولا تسافر لتبليغ دين الله
عجبا لكم
يا طلاب العلم
لم لا تنصرون دين الله
والله يقول (كونوا أنصار الله )
لقد رحل الرسول إلى الطائف على قدميه(1/2038)
ونحن نقول تعال إلينا بالسيارة
أو بالطائرة
عجبا لكم
هل تربيتم على الكسل والذل
أهكذا تعلمتم من أساتذتكم؟؟
كم عددكم ؟؟
ولكن
فيكم من هو غثاء كغثاء السيل
منكم من عشق الوسادة
وآخر طاب له العيش بين الأجواء الجميلة
فهو لا يستطيع البعد عن المساكن والدنيا
وآخر تزوج فتوقف عن الدعوة
وآخر فتح محل تجاري وهجر العلم
وآخر بدأ في السياحة والسفر
وآخر من النوع ( الناعم ) لا يصبر على شدة الحر
وآخر من النوع ( الحساس ) لا يقوى على الغبار
وآخر ترفض زوجته أن يذهب
فيطيعها
وآخر يزعم أنه بار بوالديه
فلا يذهب
ولكن
لو كان له انتداب
ويأخذ من وراءه (راتب) لذهب
أرجو أن لا تغضب من الصراحة
يا ترى
هل سبق وأن علمت جاهل
أو ألقيت كلمة
أو شاركت بتوزيع كتاب أو مطوية
يا ترى
هل جربت الذهاب للدعوة خارج بلدك
وبعيدا عن مدينتك
نحن أهل القرى نناديك
وسوف نكرمك
ونذبح لك
ونرحب بك
ولكن متى ستأتي لنا
نحن بانتظارك
لا تتأخر لا تتأخر لا تتأخر لا تتأخر
منقول من صيد الفوائد
موضوع ذات صلة
http://saaid.net/afkar/64.htm
---
(1/2039)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي كتب التفسير الموضوعي وأين أجدها؟
---
ما هي كتب التفسير الموضوعي وأين أجدها؟
---
العبيدي
06-17-2004, 05:09 PM
أود معرفة الكتب التي تكلمت في التفسير الموضوعي سواء طريقة التفسير الموضوعي او المواضيع التي فسرت موضوعيا وسواء من المؤيدين أو الرافضين لطريقة التفسير الموضوعي
وفيما يلي بعض الكتب التي أو أن أعرف أين أجدها:
1-دراسات في التفسير الموضوعي للدكتور أحمد العمري
2-دراسات في التفسير الموضوعي للدكتور زاهر بن عواض الألمعي
3-البداية في التفسير الموضوعي للدكتور عبدالحي الفرماوي
4-الفتوحات الربانية في التفسير الموضوعي للدكتور حسين أبو فرحة
5- المدخل في التفسير الموضوعي للدكتور عبدالستار فتح الله
6- التفسير الموضوعي في القرآن للدكتور أحمد الكومي والدكتور محمد أحمد قاسم
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2004, 05:24 PM
الكتب التي ذكرتها أخي الكريم متوفرة في المكتبات في الرياض حسب علمي في مكتبات الرشد والعبيكان والتدمرية عدا الكتاب الأخير للكومي رحمه الله فهو نادر بعض الشيء. وأضيف كتاب مباحث في التفسير الموضوعي للدكتور مصطفى مسلم .
وأما الموضوعات التي كتب فيها على هذا المنوال فهي كثيرة ، القليل منها طبع مثل الحياة في القرآن والصبر في القرآن والنصر في القرآن ونحوها والأكثر لا يزال مخطوطاً في الأقسام العلمية في الجامعات.
---
صالح الدرويش
06-22-2004, 02:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الكتاب هو " منهجية البحث في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم "
إعداد
د/ زياد خليل محمد الدغامين
ط " دار البشر عمان
لدى مكتبة المؤيد بالرياض ت : 4932581 مخرج 12 الدائرى الشرقي
---
(1/2040)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علوم الطاقة وعلم الخوارق (الباراسيكولوجي)
---
علوم الطاقة وعلم الخوارق (الباراسيكولوجي)
---
حفصة
06-03-2005, 11:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي في الله
علم الطاقة وعلم الخوارق (الباراسيكولوجي)
هذا العلم يتضمن فيه الكثير من المسميات لكن أذكر لكم بعض ما جاء فيه وهو (التخاطر، الخروج من الجسد، الإسقاط النجمي وغيره...) وحاليا يقوم بعض الإخوة بإنشاء الدورات التعليمية لها والتي تأخذ من كتب أجنبية غربية..
في الحقيقة..
أود معرفة المنظور الإسلامي لهذا العلم؟؟ ورأي أهل العلم فيها ؟؟ وخاصة في من أقام الدورات التعليمية لها ؟؟
فهذه أول مرة أعرف أن هذا العلم يدرب !!
إلا أنني لا أنكر حدوث بعضه (لا إراديا) كالتخاطر أو الإحساس بحدوث أمر مثلا.. أما بالنسبة للخروج من الجسد فأيضا قد أتوقع حدوثه (لا إراديا) واعتقد أنه شبيه (بالمنام أو الرؤيا) والله أعلم هذا ما أظنه بعد قرائتي.. أما أن تدرب!! فهذا ما استغربه!!
فما رأي أهل العلم والمنظور الإسلامي والعلمي له ؟؟ وهل تحدث عنها الإعجاز العلمي ؟؟ وهل حقا يدرب؟؟
أرجوا من الإخوة والأخوات الأفاضل من لديه العلم
والدراية عن هذه الأمور أن يبين لنا ..وجزاه الله خيرا
........
ثم إن لي بعض ما اجتهدت بالبحث عنه في القرآن والأحاديث واعتقد أن له صلة بهذه الأمور اعتقد والله أعلم ولدي بعض الأسئلة فيها إن شاء الله.. أود إطلاعكم عليها ..
مع العلم أنه ليست لدي أي دراية أو معرفة بأمور التفسير وغيره واجتهادي اجتهاد سطحي فلا تنبهروا من طول ما كتبت..ثبتكم الله .. فمن وجد مني أي خطأ فاليبلغني ويبين لي وسأقوم إن شاء الله بتعديل الخطأ..
وفي نقلي لكم سأستدل إن شاء الله من كتاب المختصر لابن كثير رحمه الله ..
من سورة يوسف ..
بدأت بتسلسله على حسب الرقم للآيات ..(1/2041)
وأتمنى أن تكملوا قراءته إلى قصة المراودة ..
نبدأ بقول الله تعالى ، مخبرا عن نبيه يعقوب عليه السلام :{قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون}
قد يكون هنا شيء من التنبؤ قبل حدوث الأمر أو نوع من الإحساس كما هو معروف لدى الوالدان.. والله أعلم
ثم قول الله تعالى : {فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}
في الحقيقة قبل قراءتي للتفسير ظننت أن كلمة (وأوحينا إليه) عائدة على يعقوب عليه السلام..
سؤال : لما هي عائدة على يوسف عليه السلام ؟؟
بينوا لنا ثبتكم الله..
وقول الله تعالى : {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون} ..
لمحة بسيطة عن تذكر يوسف عليه السلام وذكر السيد ..
فأنا أرى أنه من تذكر شخصا إما..
بشوق أو خوف + إحساس صادق = تصويره وتشكيله في الذهن
(وأعتقد أن الأغلبية من الناس مروا بهذا).... والله أعلم
ثم قول الله تعالى : {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}
بحثت عن البرهان في التفسير فلم أجد قول يبين الأمر وتوجد أقاويل كثيرة لأهل العلم ...
قول الله تعالى : {واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم} ...
قرأت لمن ذكر علم التخاطر أنه قد يرى الشخص صورة شخص آخر ويرسل له رسائل ذهنية .. فيقوم الطرف الآخر المستقبل إما بالرفض أو القبول والإتصال به... والله أعلم
قول الله تعالى: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين، ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون}
وهذه أيضا أجد فيها شيء مما سبق ذكره .. والله أعلم ..(1/2042)
أيضا بعض الآيات في السورة لم أقم بنقلها وأرى فيها ما سبق ذكره..
قول الله تعالى : {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون} ...
قرأت في التفسير أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء هذا قول جمهور العلماء ... وأعتقد وهذا رأيي أن كلمة أرسلنا تبين حمل الرسالة وهي خاصة بالرجال .. وما (أرسلنا) من قبلك إلا رجالا (نوحي) إليهم .. أما كلمة (نوحي) فجاء ذكرها للرجال والنساء .. وقول الله تعالى : {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} .. أعتقد أن كلمة أوحينا فيها شيء من هذا التنبؤ أو التخاطر فالتخاطر أنواع ... والله أعلم
سورة الإسراء.. ممكن توضيح ..
قول الله تعالى : {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
ما المقصود بـ (وما أوتيتم من العلم) ؟؟
هل المقصود العلم بالروح أم جميع العلوم ؟؟
....
أيضا ممكن توضيح ما المقصود بـ ...
.(الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)
....(لم يبق من النبوة إلا المبشرات). قالوا : وما المبشرات؟ قال : (الرؤيا الصالحة).
ماهي (الستة وأربعين) جزءا من النبوة ؟؟؟ وهل المقصود بـ (المبشرات) هي الرؤيا فقط ؟؟
....
وفي الأخير أود أن أذكر لكم أنه توجد قصة مشهورة
ذكرها الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن (سارية الجبل)
والبعض يقول أنها تدل على هذا النوع من العلم..
هذا والله أعلم.. ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى من صالح القول والعمل..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
حفصة
08-19-2005, 07:46 PM
118 زائر ولا يوجد 1 رد
الله المستعان ..
سؤالي غير مرغوب فيه !!!
طيب .. سؤال سهل إن شاء الله..
هل أطالب المشرفين بحذفه ؟؟
وبارك الله في الجميع
أختكم في الله
---
محمد حامد سليم
08-20-2005, 01:28 AM
أختنا حفصة(1/2043)
بالنسبة لأسئلتك سأجيب عن جزء فيها بداية من المراودة وذلك من خلال كتابنا ( القول الفصل في قضية الهم بين يوسف وإمرأة العزيز) لمؤلفه محمد حامد سليم على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=1448
عسى أن يكون فيه بعض ما تسألين عنه
---
حفصة
08-20-2005, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل / محمد حامد سليم
جزاكم الله خيرا على هذا الكتاب..
قول الله تعالى : {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}
"لولا أن رآى برهان ربه"..
"جائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب .
وجائز أن تكون صورة الملك .
وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك ،
ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك ، فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى"
وهذا ما توصلت إليه في تفسير مختصر ابن كثير رحمه الله وطابقه كتابكم..
جزاكم الله خيرا
---
حفصة
08-20-2005, 02:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي في الله ..
أُعيد السؤال تبسيطا لكم..
أود معرفة المنظور الإسلامي لهذا العلم؟؟ ورأي أهل العلم فيها ؟؟
وخاصة في من أقام الدورات التعليمية لها ؟؟ (كدورات التخاطر والخروج من الجسد وغيره..)
فهذه أول مرة أعرف أن هذا العلم يدرب !!
وجزاكم الله خيرا
---
حسين الخالدي
08-25-2005, 02:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا حفصة
حسب قاصر علمي أن هذا العلم له ثلاث زوايا
الزاوية الأولى: الدعوى النظرية القائمة على إدعاء القدرة على اكتساب القوة الروحانية الخارقة لعادة بني آدم من خلال طرق تأملية ورياضة نفسية فهو وجه جديد للسحر ومحطة مستحدثة لقافلة العبث الشيطاني .(1/2044)
الزاوية الثانية :طرق إثبات هذه الدعوى تعتمد على أمور ثلاثة أولها المبالغة في استثمار صدفة توارد الخواطر ثانيها التهويل من دقائق في علم النفس ليست من الخوارق بسبيل لكن العامة تجهلها ثالثها دعاوى وقصص لا يمكن التحقق منها
الزاوية الثالثة : حكم تعلمها وتعليمها أعتقد أن الفتوى لهل رجالها لكن حسب إطلاعي لا أظن لجوازها منفذ وأقل ما فيها التذرع لفنون السحر
والله أعلم مع الإعتذار لذوي الشأن في المشاركة
---
حفصة
09-02-2005, 05:17 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل على التعقيب..
---
حفصة
09-02-2005, 05:24 PM
بارك الله فيكم .. دلوني على مشايخ أو أهل العلم في هذا المجال ..
نستطيع سؤالهم وأخذ العلم الصحيح منهم؟؟
من هم ذوي الشأن ؟؟
---
حسين الخالدي
09-04-2005, 03:12 AM
من صيد الشبكة :
علم الطاقة الباطني
طريق تطبيقات "الطاقة الكونية "إلى أين ؟؟
انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها ، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ"الطاقة الحيوية الانتاجية" أو"الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك .(1/2045)
إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية ، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون ، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود ، ولها نفس قوته وتأثيره ؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي ، ولا شكل له ، وليس له بداية ، وليس له نهاية ) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام ،وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة " العقل الكلي ، الوعي الكامل ، الين واليانج " . أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله ، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا ، ومنهجنا في الحياة !!
وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة ، وإنمايدّعى قياسها بواسطة "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية ، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني" ، أو تصوير شرارة "الكورونا" ، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد !! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية ؛ لتلبس لبوس العلم ، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس .(1/2046)
ومن ثم فهذه الطاقة المسماة "الطاقة الكونية" لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون فليست هي الطاقة التي يعرفون ، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين ، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه ، إذ كلا الطاقتين لاعلاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل "الطاقة الكونية" ، وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديماً وحديثاً .
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة ، وتمرين الاستمداد فهي طاقة "التشي" ، وطاقة "الكي" ، وتسمى "البرانا" و"مانا" . ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيساً- : ( أنها المقصودة بمصطلح "البركة" عند المسلمين !! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة ، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته) وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة" ليست خاصة بدين معين ، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم ، بل إن حظ "المستنيرين" من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن "جهاز الطاقة" في "الجسم الأثيري" ، وعدم اهتمامهم بـ"شكراته ومساراته" !!(1/2047)
وتنقسم "الطاقة الكونية" إلى طاقة إيجابية وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها ، وطاقة سلبية وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها .لذا يطالب معتنقوها بمن فيهم من المسلمين بتصفية النفوس والعالم من (الطاقات السلبية ) أي لابد من القضاء على الكره والخوف من قلوب العالمين!!! والقضاء على مسبباتها من النقد والجدال والحروب !! والأمر لدى المسلم في غاية الوضوح - بفضل الله الذي تكفل بحفظ الدين فتربت الأمة على نصوص الوحيين - فلا يمكن أن يقوم إيمان إذا انتهت هذه العواطف الإيمانية من قلوب المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم : "وما الإيمان إلا الحب والبغض " وكيف تقوم العقيدة بلا ولاء وبراء ، وكيف ترفع راية "لا إله إلا الله" بلا جهاد! وكيف تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ؟! وقد سمى الشيخ "محمد قطب" هذه المشاعر في كتابه "منهج التربية الإسلامية" : الخطوط المتقابلة في النفس البشرية ، وأكد بفكره النيّر ، وفهمه لنصوص الوحيين أنه لابد من تربية هذه "الخطوط المتقابلة" بصورة متوازنة بما أسماه التربية بتفريغ الطاقة ، فلابد أن يحافظ على الحب في النفس نابضاً محركاً ولابد من تفريغه في حب الله ورسوله والمؤمنين ، وحب الطاعات . كما يجب أن يحافظ على الكره والبغض ويفرغ في اتجاه المعاصي وأعداء الله من المشركين ، ولابد من حرب على الذين يحادون الله ورسوله -وفق الأحكام المفصّلة في مظانها - وإلا لما قام الإيمان ولا تم الإسلام .ومن المؤسف أن ينخدع بفكر "الطاقة الكونية" فئام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، بل ويتصدون لنشر تطبيقاته في المجتمع المسلم وهذه البلاد الطيبة. مما ينذر بعودة الوثنية والقضاء على عقيدة الولاء والبراء تدريجياً .
طرق استمداد الطاقة الكونية ( وسائل الحلول والاتحاد ) :(1/2048)
يتم استمداد الطاقة الكونية بعدد من الوسائل والتدريبات والأنظمة الحياتية والاستشفاءات.وكلما تعاضدت الوسائل كانت النتيجة فاعلة أكثر وكان الوصول أسرع –بزعمهم- للاستنارة "enlightment" . وفيما يلي سأذكر الطرق التي يتم التدريب عليها عندنا في هذه البلاد المباركة وللأسف !!!
1. عن طريق نظام "الماكروبيوتيك" :
وهو نظام شامل وفلسفة فكرية للكون والحياة ، تفسّر ماهية الوجود ، ومن الموجود الأول ؟وكيف وجدت الكائنات ؟ وهي فلسفة الديانة الطاوية والفلسفة الإغريقية القديمة وبوذية زن ،التي تعتقد بكلي واحد فاضت عنه الموجودات بشكل ثنائي متناقض متناغم "الين واليانغ" ، وعلى أساس فهم هذه الفلسفة ،وكيفية تكون الكائنات واطراد "الين واليانغ" في سائر الموجودات ،وأهمية الوصول للتناغم ليعود "الكل"واحداً ،ويتناغم الكون في وحدة واحدة ؛ لا فرق بين خالق ومخلوق ولا بين إنسان وحيوان أو نبات وجماد ، ولا بين جنس وجنس ودين ودين ، في عالم يحفه السلام والحب ، ويحكمه فكر واحد يعتمد فلسفة "تناغم الين واليانغ "من أجل وحدة عالمية !!(1/2049)
وتُقدم فلسفة "الماكروبيوتيك" في بلاد التوحيد الحبيبة في صورة دورات توعية غذائية تنبه على نظام الكون وفلسفة النقيضين "الين واليانغ" مع محاولة أسلمة هذا الفكر الفلسفي الملحد بليِّّ أعناق الأدلة ، أو فهمها من منطلق تلك الفلسفة فيزعم المدربون المسلمون أن مفهوم النقيضين "الين واليانغ" هو الزوجية المطردة في مخلوقات الله ]ومن كل شيء خلقنا زوجين [ فكل الأشياء مكونة من ذكر وأنثى ،وموجب وسالب ، وأبيض وأسود ، وحار وبارد ورطب ويابس ( لاحظ أن الكلام يبدو حقاً ! وهكذا سائر الشبه، وعند التحري تجد أن المضمون مختلف واللفظ المستخدم معروف لتمرير المعتقدات الباطنية ) وتتغير قوى "الين واليانغ" بحسب قوى العناصر الخمسة : الماء والمعدن والنار والخشب والأرض ، والتي تتغير بحسب تأثيرات الكواكب وروحانياتها ؛ فيصبح الذكر أنثى والأنثى ذكر ، ويتحول الموجب سالب والسلب موجب! ( لاحظ الفرق بين المعاني الظاهرة التي نعرفها للزوجية والذكر والأنثى ، ولاحظ المعاني الباطنية التي تتلبس بالمعاني الظاهرة للتلبيس على الناس فيما يعرفون ) . ووفق هذه الفلسفة يتم اعتماد حمية غذائية يغلب عليها الحبوب "الشعير والحنطة " والخضروات الورقية وجذور النباتات والطحالب البحرية، وتدعو لتجنب الأغذية الحيوانية ومنتجاتها من الألبان وكذلك تجنب العسل والفواكه والتزام "الميزو"وهو شعير مخمر تحت الأرض 3سنوات ويزعمون له خصائص تتعدى جسد الإنسان وصحته وروحانيته إلى حماية منزله من الإشعاعات النووية لو تعرض العالم لحرب من هذا النوع !! والنظام الغذائي الماكروبيوتيكي طوره الفيلسوف الياباني "جورج أوشاوا " جامعاً فيه بين بوذية زن مع تعاليم النصرانية مع بعض سمات الطب الغربي- وهو يتضمن –بلا شك- عادات غذائية وحياتية نافعة كالاهتمام بنوع الغذاء ومحاربة الشره ، وأهمية مضغ الطعام جيداً ( وفيه مبالغة عجيبة حيث تقام دورات للتدريب على المضغ فلا تبلع اللقمة(1/2050)
من إنسان صحيح قبل مضغها 40-60 مرة ، بينما يجب على المريض بأي مرض أن يمضغها مالا يقل عن 200 مضغة قبل بلعها!! ) وشكلت هذه المنافع لباس الحق الذي على جسد الباطل فاشتبهت على كثيرين ممن فتنوا بها فحاولوا دراستها وتفسير النصوص والهدي النبوي في الغذاء على ضوئها ، غافلين أو متغافلين عن المصادمات الفلسفية لأسسها "الين واليانغ" مع معتقد المسلمين ، وما يتبع ذلك من عقيدة "العناصر الخمسة" و"الأجسام السبعة" و"جهاز الطاقة" و"الشكرات" ، بالإضافة لوصايا تجنب الألبان واللحوم والعسل!! الذي يتعارض مع منهج الإسلام في التغذية المبني على الحلال والحرام وفق الشريعة الغراء ، فاللحوم طيبة والألبان مباركة، والعسل نافع فيه شفاء ، مع قاعدة لا إفراط ولا تفريط و"ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "وسائر آداب الطعام في هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام .
وتتعدى دورات "الماكروبيوتيك " الحميات الغذائية والتوعية الصحية لتشمل كل الحياة ، فتقدم تمارين التنفس التحولي ، وتمارين الاسترخاء والتأمل التجاوزي ، وتدعو لتعلم مهارات وتدريبات التعامل مع "جهاز الطاقة" و"شكراته" من خلال "الريكي" و"التشي كونغ" و"اليوجا" وغيرها مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة والطبائع لجميع الموجودات فالشموع – بزعمهم- تجلب المحبة ، وحجر الكهرمان يجلب الثقة بالنفس ، واللون الأخضر يشفي الكلى ، والمانترا ( أوم ...أوم ...أوم )- وأوم اسم طاغوت هندوسي باللغة السنسكريتية- تمكن من شفاء هذا المرض أو ذاك (المانترا كلمة خاصة- وهي غالباً اسم طاغوت في أديان الشرق - تردد عند فتح كل "شاكرا" أو عند التأمل والرغبة في جمع الطاقة في عدسة قوية للتصرف بقوة الطاقة في الأشياء المحسوسة وغير المحسوسة بل المجيدين لها يستطيعون أن يقولوا للرجل :كن مريضاً فيكون مريضاً ، كن معافى ؛ فيكون معافى !!) كما يزعمون ولا حول ولا قوة إلا بالله .(1/2051)
ولابد من تصميم المنزل بطريقة "الفونغ شوي" الصيني أو (الستهابايتا فيدا ) الهندوسي أو بالطريقة الفرعونية المؤسلمة"البايوجيوماتري"!! وهي طرق تصميم وديكور تعتمد استعمال الخصائص الروحانية المزعومة للأحجار والتماثيل "أسدي المعبد للحماية ، الضفدع ذو الأرجل الثلاثة للثروة ...." والأشكال الهندسية وخصائصها في جلب الطاقة الإيجابية "طاقة الحب والسلام" وطرد الطاقات السلبية "الكره والبغض" ، مع الأهرامات التي تعمل كهوائيات لجلب طاقة "تشي" الكونية . وعند أسلمة هذه الوثنيات عند المصممين المسلمين تستبعد التماثيل – من بعضهم - وتضاف بعض المفاهيم الإسلامية كالاهتمام باتجاه القبلة في تصميم الحمامات وفي وضعية أسرة النوم !!
فالماكروبيوتيك فلسفة شاملة يدخل تحتها أنواع الشرك والوثنية والسحر والدجل من الوثنيات القديمة والحديثة . ومع هذا يروج لها كثير ممن ظاهرهم الخير والصلاح في هذه البلاد مفتونين ببعض نفع حصل لهم باتباع حميته الغذائية ، مع أن دراسات علمية كثيرة أثبتت ضرر التزامه على الصحة والعقل لعدم وجود توازن صحيح في الحمية بين المجموعات الغذائية التي يدل العقل السليم على أهميتها ، وهي المتوافقة مع هدي النقل الصحيح في الأطعمة والأشربة . ولكن الشيطان زين لهم نسبة الأثر إلى الماكروبيوتيك فقط !! ولو علموا أن تحكمهم في غذائهم واتباعهم لأي حمية مع التزام رياضة يؤثر لا شك على الصحة ومن ثم الحيوية وصفاء الذهن ، فكيف وهم مسلمون يجمعون مع هذا دعاء وصلاة !!.
2. عن طريق تدريبات الريكي :
بدأت ”الريكي“ في اليابان على يد "ميكاوا يوسوي" ، كان أصلها دراسة معجزات الإبراء في النصرانية ، وعند بوذا ، وخرج بعد دراستها وصيام 21 يوم بمبادئها : فقد استطاع أن يدخل "طاقة الإبراء الكونية" في داخله ومن ثم خرج ليعالج الآخرين – هكذا يزعمون-!!(1/2052)
فـ"الرِي" طاقة قوة الحياة في الجسم والموجودة في جهاز الطاقة في الجسم الأثيري ، و"الكي" الطاقة الكونية الإلهية "طاقة الإبراء" وبعد أن يتم فتح "الشكرات" من قبل خبير الطاقة "المشعوذ" يتم التدرب على تسليك مسارات الطاقة في الجسم الأثيري لضمان تدفق كامل للطاقة في الجسم تعتمد التنفس التحولي والتأمل الارتقائي ، وفي جو هادئ وضوء خافت وفي وضعية استرخاء تام يتم التخاطب مع أعضاء الجسم عضواً عضواً بصوت رتيب خفيض "كيف حالك رئتي أنت سعيدة وبصحة جيدة ، كيف حالك معدتي ...." مع التركيز على الداخل وتخيل العضو وتأمل لونه وما يحيط به ، مع المحافظة على الشعور بالسلام والحب لكل الناس وكل الأرض بلا استثناء ومحو كل "الطاقات السلبية" من الجسم . وبعدها – كما يزعمون - يتناغم الإنسان مع جسده وتتدفق "الطاقة الكونية" بسلاسة فيه ، ويشعر بتحسن عام في صحته ، ونشاط وسمو روحي !! ومع التدريب اليومي ، مع التخلق بما يدعونه من مثاليات الريكي ؛ يصبح الإنسان صاحب روحانية عالية تمكنه من الصلاة بخشوع وطمأنينة لاسيما إذا أعطى اهتماماً خاصاً "للشكرات" العلوية الخاصة بالروحانيات ! كما تصبح صحته جيدة بدون أدوية وجراحات، ولن يحتاجها غالباً لأن جسمه أصبح صديقه ، وأصبح متوافقاً مع عقله وروحه ونفسه ، وستصبح أخلاقياته عالية لتأثير التدريبات على الشهوة الغضبية ، وتخليص الجسم من الطاقات السلبية كالبغض وغيره . وبالتدريج يصبح المتدرب أكثر روحانية وسمواً وسلاماً وحباً لكل الناس ! ويصبح ذا طاقة عجيبة تمكنه من علاج المرضى بلمسة علاجية من يده! أو طاقة قوية يرسلها له عن بعد ، ولو عبر الشبكة العنكبوتية ، أو عبر الهاتف إذا تم اتفاق على الوقت وعرف المدرب اسم المريض واسم أمه !!
3.عن طريق تدريبات التشي كونغ :(1/2053)
والتشي كونغ تدريبات صينية تعتمد على إدخال طاقة "التشي" الكونية ، وتدفيقها في الجسم الأثيري للإنسان ليتم توافقه مع أجسامه الأخرى ، وتناغمه مع الطاقة الكونية . وتقدم دورات "التشي كونغ" في عدد من المستويات ولكل مستوى أجزاء يختص كل منها بتدريبات خاصة تبدأ بدراسة الجسم الأثيري والتعرف على مواضع "الشكرات" وممارسة تدليك كامل لها تدريجي مع الأيام ، وفهم فلسفة النقيضين المتناغمين "الين واليانغ" مع الالتزام بحمية وآداب "الماكروبيوتيك" الغذائية .
ثم التدرب على استرخاء "فان سونغ كونغ" في ضوء خافت وهدوء مع صوت رتيب وتنظيم للتنفس مع تركيز التأمل على الداخل فلا يسمع إلا صوت المدرب وصوت النفس . ثم تدريبات "كونغ جي فا " الرياضية الهادئة مع أهمية الشعور بالسلام والحب لكل العالم ، وطرد الطاقة السلبية من الجسم ، ثم استمداد الطاقة الكونية من الأعلى، ولابد من تخيلها وهي تدخل بشكل قوي من المنفذ العلوي في الرأس "الشاكرا" مع إغماض العينين وتحريكهما مغمضتين بشكل دائري . مع التنقل بالتركيز ووضع اليد من منفذ لمنفذ من منافذ الطاقة "الشكرات" وتخيل العضو الخاص بكل "شكرا" مع محيطه وهو يمتلئ مع الشهيق بطاقة "التشي" مع كل المشاعر الإيجابية ، ويطرد الطاقة السلبية مع كل زفير . إلا أنه يجب الانتباه عند تدريب القلب والدماغ فلا ينبغي تخيل طاقة "التشي" متجهة لهما مباشرة لأن ذلك خطر ويسبب تلف فيهما !!
هذه تدريبات الجزء الأول من المستوى الأول من مستويات دورات "التشي كونغ" التي تقدم ويتهافت عليها مجموعات من الخائفين والخائفات على الصحة والأمراض المستعصية وأمراض تقدم السن ، وفئام من الدعاة والداعيات والتربويين والتربويات لتنشيط الطاقة والشعور بالروحانية لمواصلة الحياة على درب التربية والدعوة الشاق !!(1/2054)
ويزعم المدربون أنه مع مواصلة التدريب والترقي في مستويات التدريبات يصبح الجسم صحيحاً والروحانية عالية والأخلاق فاضلة والذهن وقاداً ( ومالا يقوله المدربون المسلمون : أن المآل يصبح كذلك مأمون ومضمون إذ فرص الوصول للتنور ، والنجاة من جولان الروح تزيد مع مشاعر السلام والحب التي تغمر النفس والعقل والروح فتصرفه عن البغض والجدال والحروب ) .
4. عن طريق تدريبات وطب الطاقة :
وهي دورات تقدم إما بتقنيات "البرمجة اللغوية العصبية" أو مستقلة عنها ، تحتوي دوراتها على شرح مفصّل للجسم الأثيري وجهاز الطاقة وللدماغ وتقسيمات الواعي واللاواعي . وتتضمن تدريبات التخيل والاسترخاء والتركيز على العين الثالثة"بين الحاجبين" واستمداد "طاقة الطبيعة الإيجابية "من الكون والشعور بها تتدفق في الجسم ويمكن –حسب ما يدعون- إرسالها من شخص لآخر من بُعد بنفس التركيز وتخيلها شعاعاً أبيضاً ينساب منه إلى من يريد مع أهمية إلغاء كل ماحول الشخص المرسل من أفكار أو أصوات أو أشخاص !! ويدّعون أنه يمكن تجميع الطاقة الإيجابية بين راحتي اليد لصنع "كرة المحبة" وقذفها على من نشاء برفق ، وسنجده ينجذب إلينا بقوة طاقة المحبة الإيجابية ؟! وهم يؤكدون على ضرورة التدرب على يد مدرب طاقة خبير ، وفي مكان ترتاح له النفوس لأنها تقنيات خطيرة ، قد تصيب المتدرب بأضرار صحية ونفسية إذا زادت كمية الطاقة عن حدود تحمله ! ويزعمون أن هناك من أصيبوا بشلل من جراء التدفق غير المتوازن للطاقة الكونية في جسدهم !!
ولكل يوم تدريب خاص يركز على "شاكرا"خاصة ومعرفة لونها المفضل ، والعضو والحاسة المؤثرة فيها لتمام الاستفادة والوصول لتناغم كلي مع الكون والطبيعة ؛ يشعر المتدربون بعده بالسلام والحب ينطلق من الأعماق لكل الكون ولكل الناس من أي جنس أو بلد أودين !! !!
5. عن طريق التأمل التجاوزي والارتقائي :(1/2055)
تعتمد على تدريبات التنفس العميق الذي يضمن دخول طاقة "البرانا" إلى داخل الجسم "البطن" ، ويكون من الفم لا الأنف لأن الفم أكبر مع إغماض العينين وتحريك الحدقة بشكل دائري والتركيز على عملية الشهيق والزفير ، ويجب أن يتم تحت يد مدرب خبير لنتظيم وقت الشهيق والزفير والتحول من الفم للأنف ، ثم التبادل بين فتحتي الأنف لضمان تغذية متوازنة لشقي الدماغ من طاقة "البرانا" الكونية . كما تعتمد على تمارين الاسترخاء عن طريق تأمل الذات من الداخل للوصول للنشوة والنرفانا "التناغم مع الطاقة الكونية"- المزعومة - فدورات التأمل الارتقائي هي : تمارين رياضية روحية من أصول ديانات الشرق وممارسات دينية هندوسية وضع المهاريشي يوجي ( مدعي الألوهية الهندوسي) عام 1955م طريقتها المعاصرة ، وكلمة (Transcendental Meditatio) ويرمز لها بـ (TM) أي التأمل الارتقائي مسجلة عالمياً باسم "المهاريشي يوجي" ، ولهذا صنفته محكمة مقاطعة نيوجيرسي الأمريكية في شهر اكتوبر 1977م كممارسات وعلوم دينية ومنعت تعليمه والتدريب عليه في المدارس العامة .(1/2056)
والتأمل الارتقائي ممارسة تهدف – عند أهلها - إلى الترقي والسمو ، والوصول للاسترخاء الكامل ، ومن ثم النرفانا ، فالارتقاء المقصود هو الارتقاء عن الطبيعة الإنسانية ، وتجاوز للصفات البشرية إلى طبيعة وصفات الآلهة "الطواغيت" – كما يزعمون - ، ودوراته تعتمد على إتقان التنفس العميق مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم (رموز الشكرات) وتخيل الاتحاد بها مع ترديد ترانيم ، أو سماع أشرطة لها بتدبر وهدوء وتتضمن كثير من هذه الترانيم استعانة بطواغيت عدة مثل :” أوم ...أوم...أوم .) وصورة التأمل الارتقائي المقدمة في بلاد التوحيد لاتختلف عن ذلك إلا في بعض محاولات "الأسلمة" فستبدل الترانيم بكلمة لا معنى لها نحو :"بلوط ..بلوط ..بلوط" ، أو كلمة لها معنى روحي عند المسلم : "الله ..الله ..الله " "أحد ..أحد .." ويزعمون تدليساً أو جهلا – هداهم الله – أن هذه "مانترا" إسلامية عرفها الرسول والصحابة وكان يرددها بلال بن رباح رضي الله عنه في بطحاء مكة فأمدته بطاقة كونية جعلته يتحمل البلاء الشديد في تلك الفترة !!
6- عن طريق دورات البرمجة اللغوية العصبية :(1/2057)
" البرمجة اللغوية العصبية " واختصارها الغربي "NLP" وهي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات ، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات ؛ بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته . يقول المدرب وايت ود سمول: " الـ NLP عبارة عن مجموعة من الأشياء . ليس هناك شيء جديد في الـNLP ، أخذنا بعض الأمور التي نجحت في مكان معين ، وشيء آخر نجح في مكان آخر وهكذا " . وظاهر تقنيات البرمجة تهدف إلى تنمية قدرة الفرد على الاتصال مع الآخرين، وقدرته على محاكاة المتميزين. ولها باطن يركز على تنويم العقل الواعي بإحداث حالات وعي مغيّرة لزرع بعض الأفكار ( إيجابية أو سلبية ) في ما يسمونه "اللاوعي" بعيداً عن سيطرة نعمة العقل . وعند أهله الغربيين دعاة الوثنية الجديدة تبين أهمية الخروج من "الوعي المنتبه" إلى "الوعي غير المنتبه" بحالات "الوعي المغيرة" التي تُشعر النفس بالسكينة والاطمئنان والاندماج مع "الوعي التام" في الكون !
وفي بعض المستويات المتقدمة - عند بعض مدراس البرمجة- تُعتمد فلسفة الطاقة وجهازها الأثيري –المزعوم- ويُدرب فيها على تمارين التنفس والتأمل لتفعيل النفع به.
وبالإضافة إلى مافي دورات "البرمجة اللغوية العصبية " من خطورة فهي تشكل البوابة للدخول في الدورات الأخرى التي تعتمد فلسفة استمداد "الطاقة الكونية" -المزعومة- ضمن سلسلة تقنيات "النيوإييج"والوثنية الجديدة ، فبعد تمام تفعيل الطاقات الكامنة يُندب إلى التدرب على تمارين استمداد "الطاقة الكونية" ومن بعدها يكون الشخص مؤهلا لدورات التدريب على استخدام الطاقات والقوى السفلية من خلال تعلم الهونا والشامانية والتارو وغيرها تقول (كريستين هولبوم) في مقالة بعنوان " الاستشفاء بطب الطاقة، والشامانية والبرمجة اللغوية العصبية" في مجلة (أنكور بوينت) الخاصة بالـNLP،في عدد اغسطس 1998م : "(1/2058)
إن طب الطاقة لم يؤسس على علم الأمراض، إنما أسس على التساؤلات التالية:
ماهي رسالتك في الحياة ؟ لماذا وجدت في هذه الحياة وفي هذا الجسد؟ ماهي آمالك وكيف يمكنك تحقيقها؟ " مما يبين أن التسمية بطب وعلاج واستشفاء ماهي إلا تسمية باطنية ظاهرها ما يعرفه الناس وباطنها فلسفات الشرق والغرب .
والذي يجب التنويه إليه أن هذه "الطاقة الكونية" المزعومة منبعها فلسفة "الطاوية" دين الصين القديم ، وفق تصورهم المشوه للكون والحياة ، وتقدح في توحيد الربوبية فضلا عن الألوهية وكذا في توحيد الأسماء والصفات . كما أن هذه التطبيقات تقدم نماذج الدجاجلة والمجاديب قديماً وحديثاً على أنهم حكماء ومعلمين "مستنيرين" فعبر الفضائيات التي تبث هذا الفكر وتروج له وبالذات قناة "نيو" في برامج دجّالة العصر "مريم نور" التي لاتفتأ تعظّم الحلاج وابن عربي ، وبوذا من القدماء وتذكرهم بالخير جنباً إلى جنب مع علي بن أبي طالب ومحمد صلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام ! بالإضافة إلى رؤوس دجاجلة العصر الحالي كا "الساي بابا" ، و"المهاريشي" و"الدلاي لاما" ممن وصلوا لـ"التنور"!! ويدعون الألوهية ويتبعهم ملايين في الشرق والغرب!!!
كما أنه من المهم الإشارة إلى أن المتبنين لهذه التطبيقات والمروجين لها بصورها التدريبية والاستشفائية في العالم هم طائفة "النيواييج" "العصر الجديد" وهي من أكبر الطوائف الوثنية الجديدة في الغرب ، ذكرت مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان " المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين" تعريفاً لهم ولطريقتهم ملخصه :(1/2059)
" يدعي"النيواييج" أنهم أصحاب عصر جديد من الفهم والنضوج الذهني شبيه بعصر النهضة التي تلت القرون الوسطى في أوربا ، ولا يهتمون بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من الأفكار والمعتقدات ومنها الديانات السماوية وغيرها إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار وتطبيقات . ويرجع عدم اهتمامهم إلى قناعتهم أن منهجهم الجديد مع الزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة ، ومن هنا نلاحظ تركيزهم على الأدوات المدروسة بعناية مثل: التأثير على العقل من خلال برامج تشبه الـ (NLP) .
التأثيرعلى النفس من خلال الـ (Reiki) وماشابهه من برامج الطاقة .
التأثير على الجسد من خلال برامج الماكروبيوتيك والآيروفيدا وما شابهها .
التأثير على الجسد من خلال برامج مثل المايكروبايوتيك
التأثير على الروح من خلال برامج مثل اليوغا والهونا .
ويفسر علماء الاجتماع ظاهرة انتشار طائفة "النيو إييج" بأنها تتبع حاجة المؤسسات الانتاجية الحديثة إلى القيم كموجه أساسي للدافعية والانتاج على مستوى الفرد أولاً والمؤسسة ثانياً. وأنهم قد وجدوا ضالتهم ضمن أهدافهم " الدولارية " في فكرة " قوة طاقة الحياه" (Life Energy Force) التي إن تناغمنا معها حصلت السعادة والسلام والوحدة في العالم الجديد. ولكي يتم تغيير الناس يتم تغيير إدراكهم ووعيهم بإضافة بعض التقنيات السايكولوجية في حياتهم مثل التأمل (بمفهوم البوذية) ، والتنويم ، والترنيم (بمفهوم الهندوسية) ، والتغذية (بمفهوم الطاوية) ، والعزلة، والاستهداء بالأرواح والكائنات ذات القوى الروحية (كالأصنام والأحجار الكريمة والألوان وgods والجوديسات ) .
ويرى علماء النفس الذين درسوا هذه البرامج أن المشاركين فيها يكونوا في "حالة من التحول" (Altered State) يُمكن قادة مجموعاتهم من التأثير على طريقتهم في التفكير وزرع ما يرغبون فيه من أفكار (لزيادة الانتاج )" .(1/2060)
وبعد فهذه أبرز الطرق والتدريبات التي تقدم في بلاد العالم ومنها بلاد التوحيد الغالية بصورة دورات تدريبية ، أو علاجات استشفائية ، ورياضات ، وهناك غيرها كثير كالقراءة الضوئية والسفر خارج الجسد ضمن منظومة العلوم الباطنية المعتمدة على فلسفات "الطاقة الكونية" التي تهدف مباشرة –كما يزعمون - لتناغم الجسد والروح والعقل والنفس مع الكون والترقي فيه والاتحاد به ، واستمداد الطاقة الكونية منه . يقول مدرب الريكي المسلم " تدرب حتى تتحد بالعقل الكلي فيما الريكي تتدفق في داخلك " .
ويقول مدرب البرمجة العصبية والطاقة المسلم : هدفنا من الاسترخاء التنويم الإيحائي الوصول إلى "النرفانا".
ومما جاء في كتاب التنفس التحولي الذي ترجمته مدربة التنفس التحولي المسلمة : "المرحلة النهائية في الجلسة التنفسية تتمثل بارتقائك إلى مستويات أعلى من الإدراك . ويمكن بلوغ هذه المرحلة من خلال الدعاء الواعي والفراغ الحيوي الذي تولد بفعل التنفس . ولا شك في أنك ستجد نفسك في حالة استرخاء وتأمل عميق ، لا بل وقد تخوض تجربة روحانية ما " .
ويقول خبير الطاقة والماكروبيوتيك المسلم في تعريفه لكتابه المترجم "علم الطاقات التسع" :
(ستكتشف في هذا الكتاب إلى أي نوع من النجوم تنتمي وأي فئات من الناس تنسجم معها أكثر من غيرها ، ومن هو الشريك المثالي لك ، وستكتشف أيضاً ، أي مجال عمل أو مهنة تناسبك أكثر ، ومتى وفي أي اتجاه تسافر أو لا تسافر، وأي سنوات وأشهر هي الأفضل لجعل حلمك حقيقة ...).(1/2061)
وصدق الإمام ابن تيمية عندما قال تعليقاً على صنيع فلاسفة عصره في ترويجهم لهذه الفلسفات : "وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين ، وأهل النجوم لهم اختياراتهم" وقال مبيناً حقيقة صنيع هؤلاء وما يجرّونه على الأمة من خطر : " كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون التوحيد ...كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه " .
ويقول الإمام الذهبي محذراً من طريقة هؤلاء مبيناً الطريق الأمثل للصحة والسعادة والروحانية :
" الطريقة المثلى هي المحمدية ، وهو الأخذ من الطيبات ، وتناول الشهوات المباحة من غير إسراف ..وقد كان النساء أحب شيء إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وكذلك اللحم والحلواء والعسل والشراب الحلو البارد والمسك، وهو أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى ثم العابد العري من العلم متى زهد وتبتل وجاع ، وخلا بنفسه ، وترك اللحم والثمار ، واقتصر على الدقة والكسرة، صفت حواسه ولطفت ، ولازمته خطرات النفس ، وسمع خطاباً يتولد من الجوع والسهر ... ، وولج الشيطان في باطنه وخرج ، فيعتقد أنه قد وصل ، وخوطب وارتقى ، فيتمكن منه الشيطان ويوسوس له ...وربما آل به الأمر أن يعتقد أنه ولي صاحب كرامات وتمكن !!"(1/2062)
وبعد فالنداء موجه إلى عقلاء الأمة من العلماء في الطب والنفس والعلوم الطبيعية بالإضافة إلى علماء الشريعة والعقيدة لأخذ الموضوع بعين الاعتبار ، وتوعية الناس والمؤسسات الإعلامية ، والتعليمية والتربوية ، والجهات الحكومية والهيئات الرقابية بحقيقة هذه الوافدات الفكرية وخطورتها على الدين والنفس والعقل والمجتمع ، وضرورة التصدي لها :كل بحسب تخصصه ، وطريقته ومنبره فقد أخذت بالانتشار تحت مظلات متنوعة وبصور متلونة مما يتطلب توعية سريعة لحماية عقول وقلوب الأمة والذود عن جناب التوحيد .
كاتبته : فوز بنت عبداللطيف كردي
أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات
15 شعبان 1424 هـ
---
حفصة
09-11-2005, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل حسين الخالدي ..
جزاكم الله خيرا على هذه المقالة .. لكن سؤالي ليس في المعتقدات الدينية الأخرى أو المسميات المذكورة ..
أعيد السؤال لكم إن شاء الله بتوضيح :
أود معرفة المنظور الإسلامي لعلم الطاقة؟؟ ورأي أهل العلم فيه ؟؟
وخاصة في من أقام الدورات التعليمية لها ؟؟ (كدورات التخاطر والخروج من الجسد وأضيف عليها الجلاء البصري وغيرها..)
فهذه أول مرة أعرف أن هذا العلم يدرب !!
فقد خطر على فكري أنه لدينا طاقة تسمى الحسد وقد نهينا عنها ألا توجد طاقة نقيضها أو ضدها تكون في الحلال .. كما هو حال مشربنا ومأكلنا .. فقد أحل لنا الشراب إلا الخمر وما يذهب العقل .. وأحل لنا المأكولات إلا محرمه الله ورسوله وقد ذكره الشرع !!
أما عن الحسد فقد أقيمت عليها دراسات أثبتت أنها طاقة تخرج من العين وقد نهينا نحن المسلمين عنها من قبل ولله الحمد والمنة .. ألا توجد طاقة في الحلال !! تزيد وتنقص على حسب الإيمان واليقين!!(1/2063)
والأسئلة التي في الأعلى .. لا أقصد بها ما ورد من المعتقدات الأخرى (كاليوجا وغيرها من المسميات والإسترخاء) إنما أقصد القدرات الموجودة فينا ولا تحتاج إلى الإسترخاء كالتخاطر وغيرها كطاقة (الحسد) فهي لا تحتاج إلى استرخاء أو ما ذكر في مقال الأستاذة فوز فهي تحدث لا إراديا.. وكما ورد أيضا عن حادثة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسارية الجبل..
أتمنى عرض هذا السؤال على مشايخنا الأفاضل فقد كثر الإعتراض منهم على هذا العلم .. وأريد التفصيل فيه لمعرفة ما هو الصحيح ..
وجزاكم الله خيرا مرة أخرى على المقال..
---
حسين الخالدي
09-12-2005, 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم إن كان المراد البدائل الشرعية فهناك الفراسة الإيمانية وهي نور إيماني يقذفه الله في قلب العبد يورثه فطنة وقد إستدل لها ابن القيم بالحديث القدسي " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره اللذي يبصر به " الحديث رواه البخاري
وهناك الكرامات وهي أن تنخرق العادة لشخص ما في جانب العلم أو التأثير بسبب صلاحه تكريما من الله ,
ولكن أنبه إلى أمرين :
أحدهما : أن هذه الخوارق تكون من الله متى شاء كيف شاء ولا تكون سجية للعبد يستصحبها أبدا ويصرفها بإختياره خلافا لما تعتقده الصوفية ومن لف لفهم من قبوريين
الثاني : أن الإستزادة من التقوى بغرض تحصيل الكرامات يقدح في الإخلاص ففي النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وإبتغي به وجهه " سنده جيد
ويبقى أن تفسير (الحسد ) والفراسة والكرامات تفسيرا ماديا وعلى أساس قوانين الطاقة في نظري أنه لا يصح ولا ينبغي الخوض فيه فإن هؤلاء الماديين ينطلقون من منطلق جحد الخوارق الإلهية وجحد وجود الملائكة ووجود الشياطين ويخضعون كل شيء للتفاسير المادية وهذا لا يتأتى مع الإيمان بالغيب الذي ندين به
---(1/2064)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ركن الاستنباط وفوائد الآيات [ 2 ]
---
ركن الاستنباط وفوائد الآيات [ 2 ]
---
أبومجاهدالعبيدي
04-15-2004, 10:29 PM
كانت الحلقة الأولى من هذا الموضوع حافلة بالكثير من المشاركات النفيسة ، والاستنباطات الدقيقة ، وللرجوع إليه يرجع إلى هذا الارتباط ركن الاستنباط وفوائد الآيات (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=253)
ولنبدأ سلسلة جديدة في هذا الباب المهم ، راجياً من الإخوة الكرام إثراءها بما يفتح الله به عليهم .
قال الله تعالى : (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف:94)
قال الإمام القرطبي : ( في هذه الآية دليل على اتخاذ السجون ، وحبس أهل الفساد فيها ، ومنعهم من التصرف لما يريدونه ، ولا يتركون وما هم عليه ، بل يوجعون ضربا ، ويحبسون ويطلقون كما فعل عمر رضى الله عنه) تفسير القرطبي (11/59)
---
أبوعبدالله المسلم
04-28-2004, 12:08 AM
قال تعالى «ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا» (المائدة)
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي: «نهى الله المسلمين في هذه الآية الكريمة ان يحملهم بغض الكفار ان صدوهم عن المسجد الحرام في عمرة الحديبية أن يعتدوا على المشركين بما لا يحل لهم شرعا» .
ثم قال رحمه الله : (وفي هذه الآية دليل صريح على ان الانسان عليه ان يعامل من عصى الله فيه، بأن يطيع الله فيه. وفي الحديث «أد الأمانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك» وهذا دليل واضح على كمال دين الاسلام، وحسن ما يدعو إليه من مكارم الاخلاق، مبين أنه دين سماوي لاشك فيه).
---
أبومجاهدالعبيدي
05-10-2004, 08:13 PM
بسم الله الرلاحمن الرحيم(1/2065)
جاء في كتاب العزلة للخطابي ما نصه :
( 134 أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الزِّيبَقِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعُتْبِيُّ قَالَ : " كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ وَقَالَ : مَا فِي الْأَرْضِ آدَمَيٌّ إِلَّا وَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ شَبَهِ الْبَهَائِمِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَهْتَصِرُ اهْتِصَارَ الْأَسَدِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْدُو عَدْوَ الذِّئْبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْبَحُ نُبَاحَ الْكَلْبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَطَوَّسُ كَفِعْلِ الطَّاوُسِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُشْبِهُ الْخَنَازِيرَ الَّتِي لَوْ أُلْقِيَ لَهَا الطَّعَامُ الطَّيِّبُ عَافَتْهُ فَإِذَا قَامَ الرَّجُلُ عَنْ رَجِيعِهِ ، وَلَغَتْ فِيهِ فَكَذَلِكَ تَجِدُ مِنَ الْآدَمَيِّينَ مَنْ لَوْ سَمِعَ خَمْسِينَ حِكْمَةً لَمْ يَحْفَظْ وَاحِدَةً مِنْهَا وَإِنْ أَخْطَأَ رَجُلٌ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ حَكَى خَطَأَ غَيْرِهِ تَرَوَّاهُ وَحَفِظَهُ " .(1/2066)
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ :مَا أَحْسَنَ مَا تَأَوَّلَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهَا هَذِهِ الْحِكْمَةَ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حُكْمُهُ مُطَاوِعًا لِظَاهِرِهِ وَجَبَ الْمَصِيرُ إِلَى بَاطِنِهِ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ وُجُودِ الْمُمَاثَلَةِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ كُلِّ دَابَّةٍ وَطَائِرٍ وَكَانَ ذَلِكَ مُمْتَنِعًا مِنْ جِهَةِ الْخِلْقَةِ وَالصُّورَةِ وَعَدَمًا مِنْ جِهَةِ النُّطْقِ وَالْمَعْرِفَةِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَصْرُوفًا إِلَى الْمُمَاثَلَةِ فِي الطِّبَاعِ وَالْأَخْلَاقِ . وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّكَ إِنَّمَا تُعَاشِرُ الْبَهَائِمَ وَالسِّبَاعَ فَلْيَكُنْ حَذَرُكَ مِنْهُمْ وَمُبَاعَدَتُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى حَسْبِ ذَلِكَ وَمِصْدَاقُ قَوْلِ سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ حِينَ يَقُولُ فِي تَمْثِيلِ مَنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ بِالْكَلْبِ فَقَالَ عَزَّ وَعَلَا : فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ فَجَعَلَهُمْ أَسْوَأَ حَالًا مِنْهَا وَأَبْعَدَ مَذْهَبًا فِي الضَّلَالِ حَتَّى قَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ فَلَمْ يُذْعِنُوا لَهَا . وَلِأَجْلِ ذَلِكَ رَأَى الْحُكَمَاءُ أَنَّ السَّلَامَةَ مِنْ آفَاتِ السِّبَاعِ الضَّارِيَةِ أَمْكَنُ وَالْخَلَاصَ مِنْهَا أَسْهَلُ مِنَ السَّلَامَةِ مِنْ شَرِّ النَّاسِ *)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2004, 07:53 PM(1/2067)
قال الله تعالى : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) (صّ:35)
قال الرازي في تفسيره : (دلت هذه الآية على أنه يجب تقديم مهم الدين على مهم الدنيا ؛ لأن سليمان طلب المغفرة أولاً ، ثم بعده طلب المملكة .
وأيضاً الآية تدل على أن طلب المغفرة من الله تعالى سبب لانفتاح أبواب الخيرات في الدنيا ؛ لأن سليمان طلب المغفرة أولاً ، ثم توسل به إلى طلب المملكة .ونوح عليه السلام هكذا فعل أيضا لأنه تعالى حكى عنه أنه قال : (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً . ويمددكم بأموال وبنين ) (نوح 10 -12) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك ) .)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2004, 05:06 AM(1/2068)
قال الله تعالى في سورة ص : ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ {س}(24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26).
ذكر بعض الباحثين أنه يؤخذ من هذه الآيات سبعة دروس في القضاء هي:
الدرس الأول: أن محراب القضاء محراب مقدس، ينبغي عزله عن المؤثرات الجانبية التي ربما تحيط بالقضاء، فتؤثر عليهم وتفزعهم بضغوطها فيخافون، ولا جدال أن القاضي الخائف لا يستطيع أن يستجمع شتات نفسه وعقله ويركز على ما بين يديه من الحقائق المجردة.(1/2069)
ولهذا انعكاساته على الواقع المعاش حيث نجد أن الإعلام كثيراً ما يتسور محراب القضاء فيفزع القضاة.. بل أننا أحيانا نستمع لمسئولين من كبار القوم يعلقون على قضايا بعينها تعليقات من شأنها أن تفزع القضاة.. أن تسور محراب القضاة جريمة يجب أن نقف ضدها، وأن نطور من أساليب الحماية ما يمنع هذا التسور.
الدرس الثاني: أن القاضي لا يقضي حتى يستمع إلى جميع المتخاصمين.
الدرس الثالث: أن القاضي ينبغي أن يحكم بالحق، والحق هنا هو الشريعة الحقة، وما استخرجه الفقهاء منها من قوانين، لأن اكبر مصدر للسوء في المجتمع هو ان يتقاضى الناس بغير الحق، أي بقوانين جائرة، وضعتها قوى ظالمة، أو قوى جاهلة لتحقق بها مصلحة قريب لها.. الدرس الرابع: أن القاضي ينبغي ألا يشطط وهو يستخدم هذا الحق، فليس هناك قوانين منطبقة تماماً على حالة بعينها،
وانما يحتاج الأمر إلى تفسير وتقريب ومماثلة وتشبيه.. وكل ذلك يستوجب مهارة للقاضي تحول بينه وبين الشطط.. فالشطط ربما يكون في تطبيق قانون لا يناسب الحالة التي بين يدي القاضي، والشطط يمكن أن يكون في حجم العقاب أو في حجم التعويضات التي يقضي بها القاضي. وفي كل الأحوال ينبغي على القاضي أن ينتبه قدر استطاعته إلى احتمالات الشطط، وانه قد ينزلق إليها بسهولة ويسر وبنية طيبة، ويرى أن القاضي في صغره يحتاج إلى عملية تدريب عقلية، كي يقلل الشطط قدر الإمكان أن لم يستطع أن يمحوه تماماً.
الدرس الخامس: ألا تكتفي العملية القضائية بإصدار حكم قاصر، وإنما ينبغي أن تهدي المتخاصمين إلى سواء الصراط، فكم من أحكام تصدر وتحول الظروف الاجتماعية أو النفسية أو الاقتصادية دون تنفيذها، وربما يحتاج الأمر إلى منظومة جديدة في النظام القضائي مهمتها التوجيه والهداية في تنفيذ الأحكام.(1/2070)
الدرس السادس: ينبغي على القاضي أن ينزع نفسه من ظروفه الخاصة، ولا يسقطها على ما بين يديه من حالات، فربما كان القاضي سيئ الحظ في بيته مع زوجته أو أولاده.. فإذا جاءته قضية شبيهة سيطرت عليه ظروفه الخاصة، وحالت بينه وبين الموضوعية فيحكم حينئذ بهواه، ومن اجل ذلك ينبغي أن لا ينفرد قاض واحد بالحكم في قضية، وانما يكون من حوله مساعدون قضاة يحولون بينه وبين الهوى الخفي الناشئ عن ظروفه الخاصة، والذي ربما يتسرب إلى عقله وضميره دون أن يدري.
الدرس السابع: ينبغي على القاضي ان يجعل لنفسه نظاماً استغفارياً، يراجع فيه قضاياه من وقت لآخر قبل أن ينفذ الحكم، أو أن يكون ذلك نظاماً عاماً يعمل به في الدولة، وهو ما آلت إليه الأنظمة القضائية في معظم بلدان العالم، ولكن ننبه إلى أن القرآن يطالب بهذا الاستغفار على مستوى الفرد الذي يمارس القضاء، وبالطبع يرحب بأي نظام استغفاري يعين الفرد والجماعة على الأدب إذا حدث خطأ مقصود أو غير مقصود، فالاستغفار والإنابة «وهي حسن الأدب» أمران مطلوبان على مستوى الفرد القاضي، وعلى مستوى النظام القضائي.
المرجع : هنا (http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/11/28/mnw/44.htm)
---
سليمان داود
06-24-2004, 11:47 AM
أستاذنا وشيخنا العزيز أبو مجاهد العبيدي
أود هنا أن أضيف درسا ثامنا
وهو أن يأخذ القاضي بالقياس؟؟؟اذا تعذر وجود النص
والقياس في قضية داود عليه السلام واضحة فقد قاس الغنم على النساء؟؟؟
الفائدة الرئيسية الثانية من هذه الآيات والعبرة منها
ليس أن يخبرنا الله سبحانه وتعالى بقصة داود فقط
بل أن نتعلم (طريقة الأستنباط ) أيضا" وهي الموضوع الرئيسي هنا وتحثنا على الاستنباط وعلم التأويل
وهذه فائدة كبيرة نحصل عليها من دروس السابقين
وهكذا أغلب قصص القرآن العظيم
فمثلا" عندما تحدث رب العالمين أنه جعل قوم موسى يتيهون أربعين عاما"؟؟؟(1/2071)
يقول المرء -- ما الفائدة هنا من اخبارنا بعدد سنين التيه؟؟؟؟؟
لكنه أعظم درس لنا ؟؟؟؟
فقد علمنا الله أنه لابد من تغيير الجيل بالكامل ؟؟؟؟(اربعين سنة) حتى يتم الاصلاح؟؟
واذا لم يصلح المجتمع لايمكن الوصول الى الأهداف السامية ؟؟
فالقرآن كله حكمة وعبر ودروس يجب الاستفادة منها
فرب آية لو طبقناها أصلحنا مجتمع كامل بها؟؟وهناك الكثير الكثير من الدروس والعبر في القرآن تحتاج الى الاستنباط والبحث
من خلال آيات أعظم كتب الله (القرآن العظيم)
---
أبومجاهدالعبيدي
08-12-2004, 03:13 PM
قال الله تعالى : {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } (الأحزاب:34)
قال ابن العربي: ( أَمَرَ اللَّهُ أَزْوَاجَ رَسُولِهِ بِأَنْ يُخْبِرْنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بُيُوتِهِنَّ , وَمَا يَرَيْنَ مِنْ أَفْعَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَقْوَالِهِ فِيهِنَّ , حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ إلَى النَّاسِ , فَيَعْمَلُوا بِمَا فِيهِ , وَيَقْتَدُوا بِهِ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ قَبُولِ خَبَرِ الْوَاحِدِ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الدِّينِ .)(1/2072)
وقال أيضاً عن الآية : ( فِي هَذَا مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ ; وَهِيَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِتَبْلِيغِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْ الْقُرْآنِ , وَتَعْلِيمِ مَا عَلِمَهُ مِنْ الدِّينِ ; فَكَانَ إذَا قَرَأَهُ عَلَى وَاحِدٍ , أَوْ مَا اتَّفَقَ , سَقَطَ عَنْهُ الْفَرْضُ , وَعَلَى مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يُبَلِّغَهُ إلَى غَيْرِهِ , وَلَيْسَ يَلْزَمُهُ أَنْ يَذْكُرَهُ لِجَمِيعِ الصَّحَابَةِ وَلَا كَانَ عَلَيْهِ إذَا عَلِمَ ذَلِكَ أَزْوَاجُهُ أَنْ يَخْرُجَ إلَى النَّاسِ فَيَقُولَ لَهُمْ : نَزَلَ كَذَا , وَكَانَ كَذَا . وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي الْأُصُولِ , وَشَرْحِ الْحَدِيثِ , وَلَوْ كَانَ الرَّسُولُ لَا يَعْتَدُّ بِمَا يَعْلَمُهُ مِنْ ذَلِكَ أَزْوَاجُهُ مَا أُمِرْنَ بِالْإِعْلَامِ بِذَلِكَ , وَلَا فَرَضَ عَلَيْهِنَّ تَبْلِيغَهُ ; وَلِذَلِكَ قُلْنَا بِجَوَازِ قَبُولِ خَبَرِ بُسْرَةَ فِي إيجَابِ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ ; لِأَنَّهَا رَوَتْ مَا سَمِعَتْ , وَبَلَّغَتْ مَا وَعَتْ . وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ الرِّجَالَ , كَمَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ , حَسْبَمَا بَيَّنَّاهُ فِي مَسَائِلِ الْخِلَافِ , وَحَقَّقْنَاهُ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ ; عَلَى أَنَّهُ قَدْ نُقِلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنِ عُمَرَ , وَهَذَا كَانَ هَاهُنَا . )
[line]
ويستنبط من قول الله تعالى : { وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا } (البقرة: من الآية221) أن النكاح لا يكون إلا بولي .
قال ابن العربي : ( قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ : النِّكَاحُ بِوَلِيٍّ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ; ثُمَّ قَرَأَ : وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ بِضَمِّ التَّاءِ , وَهِيَ مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ وَدَلَالَةٌ صَحِيحَةٌ . )
[line](1/2073)
وقال ابن العربي أيضاً : ( قوله تعالى { وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا } : وَهُمْ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ لِتَحْصِيلِهَا , وَيُوَكَّلُونَ عَلَى جَمْعِهَا ; وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَسْأَلَةٍ بَدِيعَةٍ , وَهِيَ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ فَالْقَائِمُ بِهِ يَجُوزُ لَهُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَيْهِ . وَمِنْ ذَلِكَ الْإِمَامَةُ ; فَإِنَّ الصَّلَاةَ , وَإِنْ كَانَتْ مُتَوَجِّهَةً عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ فَإِنَّ تَقَدُّمَ بَعْضِهِمْ بِهِمْ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَةِ , فَلَا جَرَمَ يَجُوزُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَيْهَا . وَهَذَا أَصْلُ الْبَابِ )
---
أبومجاهدالعبيدي
08-19-2004, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً : يؤسفني أنه لا يشارك في هذا الركن أحد من الأعضاء الكرام ، رغم أنه موضوع خصب واسع الأرجاء .فما أدري ما السبب ؟!!
ثانياً : أطال الإمام الشنقيطي في أضوائه الكلام عن المسائل المستفادة من قول الله تعالى : { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }
وقد ختمها بقوله :
( غريبة تتعلق بهذه الآية الكريمة :
وهي أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما استنبط من هذه الآية الكريمة التي نحن بصددها: ايام النزاع بين علي رضي الله عنه وبين معاوية رضي الله عنه - أن السلطنة والملك سيكونان لمعاوية، لأن من أولياء عثمان رضي الله عنه وهو مقتول ظلماً، والله تعالى يقول: { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً } الآية. وكان الأمر كما قال ابن عباس.
وهذا الاستنباط عنه ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة، وساق الحديث في ذلك بسنده عند الطبراني في معجمه. وهو استنباط غريب عجيب. )
---
سلطان الدين
08-20-2004, 12:05 AM(1/2074)
أولاً : أعتذر لك شيخنا أبامجاهد عني وعن الأخوة على التقصير برد جميلك في نثر هذه الدرر.
ثانياً : هذه فائدة علها تكون موفية لشرط المقال...:
قال تعالى : (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَين لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ )
قال ابن كثير:
( مسألة:
استدل بهذه الآية في حصر صفات هذه البقرة حتى تعينت أو تم تقييدها بعد الإطلاق على صحة السلم في الحيوان، كما هو مذهب مالك والأوزاعي والليث والشافعي وأحمد وجمهور من العلماء سلفاً وخلفاً بدليل ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنعت المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها» وكما وصف النبي صلى الله عليه وسلم، إبل الدية في قتل الخطأ، وشبه العمد بالصفات المذكورة بالحديث، وقال أبو حنيفة والثوري والكوفيون: لا يصح السلم في الحيوان لأنه لا تنضبط أحواله، وحكي مثله عن ابن مسعود وحذيفة بن اليمان وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم) .
---
سيف الإسلام
08-20-2004, 06:53 AM
جزاكم الله خير الجزاء
و أنا قد سيفت الصفحه لأقرأها وأتدبرها ..... و الله يزيدكم و يزيدنا .
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2004, 10:52 AM
قليل العلم فضل عظيم ، وهذا من أعظم فضائل العلم .
هذا ما استنبطه الرازي من قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }[ النساء : 113 ](1/2075)
قال رحمه الله : ( وهذا من أعظم الدلائل على أن العلم أشرف الفضائل والمناقب ؛ وذلك لأن الله تعالى ما أعطى الخلق من العلم إلا القليل، كما قال { وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85] ، ونصيب الشخص الواحد من علوم جميع الخلق يكون قليلاً، ثم أنه سمى ذلك القليل عظيماً حيث قال : {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }وسمى جميع الدنيا قليلاً حيث قال { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ }[النساء: 77] وذلك يدل على غاية شرف العلم.)
---
أبوعبدالله المسلم
09-23-2004, 06:13 AM
قال الله تعالى في سورة السجدة : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } .
ذكر ان القيم في كتابه الصلاة هذه الآية من ضمن أدلة كفر تارك الصلاة ، قال رحمه الله :
( ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا سجداً مسبحين بحمد ربهم . ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة ، فمن ذكر بها ولم يتذكر ولم يصل لم يؤمن بها لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم اهل السجود .
وهذا من أحسن الاستدلال وأقربه ؛ فلم يؤمن بقوله تعالى ( وأقيمو الصلواة ) إلا من التزم إقامتها ) .
ومن أحسن الاستدلالات كذلك ما ذكره ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى : { وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ } . قال رحمه الله :(1/2076)
( { فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } أي بولد لها يكون له ولد وعقب ونسل، فإن يعقوب ولد إسحاق، ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إنما هو إسماعيل وأنه يمتنع أن يكون إسحاق لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعد اللّه حق لا خلف فيه، فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعين أن يكون هو إسماعيل . وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه وللّه الحمد .)
---
الباحث7
02-23-2005, 08:20 AM
قال الله تعالى : { هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } ( الفتح:25)
قال القرطبي في تفسير هذه الآية : ( هذه الآية دليل على مراعاة الكافر في حرمة المؤمن؛ إذ لا يمكن أذية الكافر إلا بأذية المؤمن. قال أبو زيد قلت لابن القاسم: أرأيت لو أن قوماً من المشركين في حصن من حصونهم، حصرهم أهل الإسلام وفيهم قوم من المسلمين أسارى في أيديهم، أيحرق هذا الحصن أم لا؟ قال: سمعت مالكاً وسئل عن قوم من المشركين في مراكبهم: أنرمي في مراكبهم بالنار ومعهم الأسارى في مراكبهم؟ قال: فقال مالك لا أرى ذلك؛ لقوله تعالى لأهل مكة: {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} .) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2005, 10:53 PM(1/2077)
قال الله تعالى : {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِى الأٌّرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}. (آل عمران:137)
قال ابن عاشور تعليقاً على هذه الآية : ( وفي الآية دلالة على أهميِّة علم التَّاريخ لأنّ فيه فائدة السير في الأرض، وهي معرفة أخبار الأوائل، وأسباب صلاح الأمم وفسادها. قال ابن عرفة: «السير في الأرض حسّي ومعنوي، والمعنوي هو النظر في كتب التَّاريخ بحيث يحصل للنَّاظر العلم بأحوال الأمم، وما يقرب من العلم، وقد يحصل به من العلم ما لا يحصل بالسير في الأرض لِعجز الإنسان وقصوره».
وإنَّما أمر الله بالسير في الأرض دون مطالعة الكتب لأنّ في المخاطبين مَن كانوا أمِّيين، ولأنّ المشاهدة تفيد من لم يقرأ علماً وتقوّي عِلْم من قرأ التَّاريخ أو قصّ عليه. )
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2005, 01:55 PM
قال الله تعالى : ? وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ? (التوبة:122)
قال الرازي : ( دلت الآية على أنه يجب أن يكون المقصود من التفقه والتعلم دعوة الخلق إلى الحق ، وإرشادهم إلى الدين القويم والصراط المستقيم، لأن الآية تدل على أنه تعالى أمرهم بالتفقه في الدين، لأجل أنهم إذا رجعوا إلى قومهم أنذروهم بالدين الحق، وأولئك يحذرون الجهل والمعصية ويرغبون في قبول الدين.
فكل من تفقه وتعلم لهذا الغرض كان على المنهج القويم والصراط المستقيم، ومن عدل عنه وطلب الدنيا بالدين كان من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. )
---
أبو علي
06-18-2005, 10:28 PM
الحمد لله رب العالمين
القراءة أساس العلم، وهي نوعان :
1) قراءة لعلم معنى الشيء واسمه.(1/2078)
2) قراءة لعلم كيفية رسمه بالقلم.
الطفل يولد أميا فنعلمه الكلام بالقراءة، نعلمه الأسماء : هذا بيت ، وهذا جمل ، وهذه طاولة... فيردد الكلام شفهيا ، هذا هو الإقراء الأول = قراءة لعلم أسماء ومعاني كل الأشياء التي خلقها الله.
ثم بعد ذلك نرسمها له بالقلم ليعلم كيف تكتب فيقرأها مكتوبة ، هذا هو الإقراء الثاني = قراءة ما رسم بالقلم.
وبما أن الله ضرب محمدا صلى الله عليه وسلم مثلا للإنسان يولد أميا فيتعلم بالقراءة معاني الأشياء وكيفية كتابتها بالقلم فإن من الحكمة أن يكون أول ما أنزل من القرآن هو قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق) = هذا هو الإقراء الأول : قراءة لعلم أسماء ومعاني كل الأشياء التي خلقها الله.
إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم. = هذا هو الإقراء الثاني : قراءة رسم القلم.
والله تعالى أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2005, 12:24 AM
تدل هذه الآية على عدة مسائل ، ومنها
1- حاجة كل أحد إلى القدوة ، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إليها ، ولذلك أمر هنا أن يقتدي بهدي من قبله من المرسلين ، وأن يصبر كما صبروا ، قال الله تعالى : ? فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ? (الاحقاف: من الآية35)(1/2079)
2- دلت هذه الآية مع الآيات التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بمن قبله من المرسلين على مسألة مهمة في موضوع الاقتداء ، وهي ما أشار إليه القرطبي بقوله عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة النحل : ? ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? (النحل:123) قال القرطبي : ( في هذه الآية دليل على جواز اتباع الأفضل للمفضول لما تقدم إلى الصواب والعمل به ، ولا دَرَك على الفاضل في ذلك ؛ لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء عليهم السلام ، وقد أمِر بالاقتداء بهم فقال: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: 90) . وقال هنا: «ثم أوحينا إِلَيْكَ أنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ». ) انتهى .
3- في هذه الآية إشارة إلى فضل النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى علو مكانته بين إخوانه من الأنبياء ؛ لأن الاقتداء بهدي السابقين ، يقود إلى بلوغ درجات عالية من الفضل ؛ ولذلك حاز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفضل ، وصار أفضل الخلق لأنه جمع كمالات من قبله . وقد نبه على هذا بعض المفسرين كالرازي ، وابن سعدي . قال الأخير : ( وقد امتثل صلى الله عليه وسلم فاهتدى بهدى الرسل قبله وجمع كل كمال فيهم فاجتمعت لديه فضائل وخصائص فاق بها جميع العالمين وكان سيد المرسلين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .وبهذا الملحظ استدل بهذا من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم .)(1/2080)
4- أن الاقتداء يكون بالهدى الذي معهم ، ولذلك قال الله فبهداهم اقتده ، ولو تأملنا الآية لرأينا أن الهدى قُدم على الفعل [ لم يقل فاقتد بهداهم ]، وفي هذا إشارة مهمة نبه عليها الشوكاني بقوله : ( وتقديم بهداهم على الفعل يفيد تخصيص هداهم بالاقتداء ) كما أن في ذلك تنبيه على أن العلم قبل العمل ، فلا بد من معرفة هداهم أولاً ثم يحصل بعد ذلك العمل والاقتداء ؛ فالعلم قبل القول والعمل . ومن هنا يظهر لنا أن الخطأ في الاقتداء إنما سببه الجهل ، وأكثر من يخطئ في الاقتداء بالصالحين هم الجهلة ، لأنهم لا يميزون بين الصحيح من أعمال أهل القدوة والخطأ ؛ فيتبعونهم اتباعاً خاطئاً في بعض الأمور .
---
طالب المعالي
06-29-2005, 03:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
من أسماء سورة الفاتحة انها ( الشافية ) وقد كان أحد السلف رحمهم الله ( ولعله ابن القيم ) اذا الم به داء أخذ ماء زمزم ، فيقرأ فيه هذه السورة المباركة ثم يشربه فيكشف الله عنه .
قال تعالى : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا / يرسل السماء عليكم مدرارا / ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )
فالاستغفار سبب للرزق والمطر ، والبنين والاموال وهذا ماأثبتته التجربة
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لم يحتسب )
---
أبومجاهدالعبيدي
11-29-2006, 10:06 AM
قال الله تعالى : ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? (يوسف:108)
ذكر ابن القيم أن هذه الآية تدل على أنه لا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة ، كما تدل على أن من لم يكن على بصيرة فليس من أتباع الرسول وأن أتباعه هم أولو البصائر.(1/2081)
انظر : رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه بتحقيق عبدالله المديفر ص21-23 .
وقال ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية :
( وفي الآية دلالة على أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين الذين آمنوا به مأمورون بأن يدعوا إلى الإيمان بما يستطيعون . وقد قاموا بذلك بوسائل بث القرآن وأركان الإسلام والجهاد في سبيل الله . وقد كانت الدعوة إلى الإسلام في صدر زمان البعثة المحمدية واجباً على الأعيان لقول النبي صلى الله عليه وسلم " بلّغوا عنّي ولو آيةً " أي بقدر الاستطاعة . ثم لمّا ظهر الإسلام وبلغت دعوته الأسماع صارت الدعوة إليه واجباً على الكفاية كما دل عليه قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير الآية } في سورة آل عمران ( 104 ) . ) التحرير والتنوير - (ج 7 / ص 325)
وقال الشوكاني :
( وفي هذا دليل على أن كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق عليه أن يقتدي به في الدعاء إلى الله ، أي : الدعاء إلى الإيمان به وتوحيده ، والعمل بما شرعه لعباده . ) فتح القدير - (ج 4 / ص 79)
---
أبومجاهدالعبيدي
12-21-2006, 08:34 AM
قال الله تعالى : ? لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ? (النور:38)
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان - (ج 6 / ص 32):
( وقد قدمنا قول بعض أهل العلم : أن قوله تعالى : { لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } ونحوها من الآيات يدل على أن المباح حسن ، لأن قوله : أحسن ما عملوا صيغة تفضيل ، وأحسن ما عملوا هو ما تقرّبوا به الى الله من الواجبات والمستحبات ، وصيغة التفضيل المذكور تدل على أن من أعمالهم حسناً لم يجزه وهو المباح .
قال في مراقي السعود :
ما ربُّنا لم يَنْهُ عَنه حَسَن ... وغيرُه القبيحُ والمستهجنُ.) انتهى.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2007, 10:01 AM
جاء في تفسير القرطبي ما نصه :(1/2082)
( قوله تعالى: (وسار بأهله) قيل : فيه دليل على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء، لما له عليها من فضل القوامية وزيادة الدرجة إلا أن يلتزم لها أمرا فالمؤمنون عند شروطهم، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج.)
تفسير القرطبي - (ج 13 / ص 281)
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2007, 10:04 AM
وهذه جملة حسنة من استنباطات الإمام البغوي رحمه الله من تفسيره :
تفسير البغوي - (ج 3 / ص 32)
قوله عز وجل: { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } قيل: أراد بهم اليهود والنصارى فاكتفى بذكر أحدهما، والصحيح أن الآية في النصارى خاصة لأنه قد تقدم ذكر اليهود، وقال الحسن: فيه دليل على أنهم نصارى بتسميتهم لا بتسمية الله تعالى.
تفسير البغوي - (ج 4 / ص 98)
{ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } قرأ حمزة والكسائي: "فَيَقْتُلوُن" بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا، ويقتل الباقون. وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل. { وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا } أي: ثواب الجنة لهم وعدٌ وحقٌ { فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ } يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد، وبيَّنه في هذه الكتب. وقيل : فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة.
تفسير البغوي - (ج 4 / ص 239)
قوله تعالى: { وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أَمِلْ إليهن وأتابعهن، يقال: صبا فلان إلى كذا يصبو صبوا وصبُوَّاً وصُبُوَّةً إذا مال واشتاق إليه.
{ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ } فيه دليل على أن المؤمن إذا ارتكب ذنبا يرتكبه عن جهالة.
تفسير البغوي - (ج 6 / ص 361)(1/2083)
قوله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُم، الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ } فيه دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق، وقال: كل امرأة أنكحها فهي طالق، فنكح، لا يقع الطلاق.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 05:44 PM
قال الشنقيطي في تفسيره لقول الله تعالى : ? وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? (النور:32) :
( وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: { وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ} ، يدلّ على لزوم تزويج الأيامى من المملوكين الصالحين ، والإماء المملوكات ، وظاهر هذا الأمر الوجوب ؛ لما تقرّر في الأصول.
وقد بيّنا مرارًا من أن صيغة الأمر المجرّدة عن القرائن تقتضي الوجوب، وبذلك تعلم أن الخالية من زوج إذا خطبها كفء ورضيته ، وجب على وليّها تزويجها إياه. )
---
حسن عبدالله الخطيب
03-10-2007, 09:03 AM
أعضاء المنتدى الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل
عن الاستنباطات التي نستطيع أن نستبطها من قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
س2 وما علاقة الأحبار بمانعي الزكاة ؟؟
س3 وهل عقاب اليهود والنصارى ومانعي الزكاة في النار سواء؟؟
---
(1/2084)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماأصل خلقة الحيوانات؟.
---
ماأصل خلقة الحيوانات؟.
---
ابنة الإسلام
04-02-2005, 07:20 PM
ماأصل خلقة الحيوانات؟
يقول الله عز وجل ( والله خلق كل دآبة من ماء )
هل هذا هو بدأ خلق الحيوان أم غير هذا؟
لأن الله عز وجل خلق الملائكة من نور، وخلق الجن من نار، وخلق آدم من طين.
فما أساس خلقت الحيوان؟
وما المراجع المناسبة في هذا الموضوع؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-02-2005, 10:08 PM
الله خلق كل دابة من ماء (http://www.55a.net/dabtee.htm)
وجاء في تفسير ابن كثير لآية الأنبياء :{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ }
( وقوله: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ} أي أصل كل الأحياء منه. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الجماهر، حدثنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أنه قال: يانبي الله إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي، فأخبرني عن كل شيء قال: «كل شيء خلق من ماء». وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا همام عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال: قلت يارسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال: «كل شيء خلق من ماء» قال: قلت أنبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة قال: «أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأحارم، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام» ورواه أيضاً عن عبد الصمد وعفان وبهز عن همام، تفرد به أحمد، وهذا إسناد على شرط الصحيحين إلا أن أبا ميمونة من رجال السنن واسمه سليم، والترمذي يصحح له، وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً، والله أعلم.)
ويمكنك الرجوع إلى كتب التفسير ، ومنها تفسير الرازي وفقك الله(1/2085)
---
محمد إسماعيل
04-03-2005, 04:09 PM
إضافة إلى ما ذكره الأخ ( أبو مجاهد ) هذا بيان للمراد من قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }( الأنبياء:30 )، وقوله تعالى:{ والله خلق كل دابة من ماء } ( النور:45 )، مع ذكر ما بينهما من فرق في المعنى، وبالله المستعان.
سر الحياة على هذه الأرض
وأما الحقيقة الثانية- وهي سرُّ الحياة- فقد أشار إليها الشق الثاني من الآية الكريمة؛ وهو قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }0 أي: أوجدنا من الماء كل شيء حيٍّ، وكوَّناه بقدرتنا00 وإنما قال تعالى:{ وجعلنا }، ولم يقل:{ خلقنا }؛ لأن( جعل ) لفظ عام في الأفعال0 ولمَّا كان قوله تعالى:{ كل شيء حي } مرادًا به عموم المخلوقات، ناسب التعبير عنه بفعل يدلُّ على العموم0
وقال تعالى- هنا:{ من الماء }، وقال في النور:{ والله خلق كل دابة من ماء } ( النور:45 )، فعرف الماء في الأول، ونكَّره في الثاني00 أما تعريفه في الأول فلأن المعنى: أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس، الذي هو الماء0 فذكِر الماءُ- هنا- معرَّفًا بأل الجنسية؛ ليشمل أجناس المخلوقات المختلفة الأنواع0 وأما تنكيره في الثاني فلأن المعنى: أن الله سبحانه خلق كل دابة من نوع مخصوص من الماء؛ وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات، بحسب اختلاف نطفها: فمنها هوامٌ، ومنها ناسٌ، ومنها بهائمٌ.
وتحرير الفرق بين القولين: أن الغرض من الأول إظهار الآية بأن أشياء متفقة في جنس الحياة، قد تكونت بالقدرة من جنس الماء المختلف الأنواع0 وأن الغرض من الثاني إظهار الآية بأن شيئًا واحدًا، قد تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة0
من مقال:( من أسرار الإعجاز في القرآن )(1/2086)
يمكن الرجوع إلى مقال:( مثل عيسى عند الله في الخلق)، ففيه جواب عن قوله تعالى:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ }(المؤمنون:12-13).. والله تعالى أعلم!
محمد إسماعيل عتوك
---
أبومجاهدالعبيدي
04-03-2005, 04:31 PM
طلب من الأستاذ محمد إسماعيل : ما توجيه جملة "بالله المستعان" ؟ وهل هي أفصح أم " الله المستعان" ؟ لأني أراك تفضل استعمال الأسلوب الأول .مع أن الثاني هو استعمال القرآن :
(قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (الانبياء:112)
(وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18)
---
أبو عبد المعز
04-03-2005, 08:03 PM
فى انتظار توجيه الاستاذ الفاضل محمد اسماعيل...انا ايضا استشكل تعلق الجار والمجرور........"بالله الاستعانة"تعبير فصيح...لكن اسم المفعول....لا يصلح متعلقا للجار والمجرور....لان المعنى يرجع الى القول الله بالله....لان المستعان هو الله....المستعان ينحل الى اسم موصول(اللام)وفعل (يستعان)..فيقدر الكلام على النحو التالي:بالله الذى يستعان به..فأن كان المستعان مجرورا...على الصفة او البدلية...احتاجنا الى تقدير المتعلق...اما رفع "المستعان"فغير مقبول..
---
محمد إسماعيل
04-03-2005, 09:57 PM
العجب كل العجب من سؤالك يا أبا مجاهد. ولا أظن أنه يخفى عليك أن لكل مقام مقال. ألا ترى أن من استعان بالله على أمر جلل، قال: الله المستعان؛ كما ورد ذلك في الآيتين الكريمتين.. وأن من ابتدأ كلامًا قال: وبالله المستعان؟! وكم من فرق بين المقامين!
اقرأ إن شئت هذه العبارات، التي نقلتها لك من مصادرها لعلماء لا يشق لهم غبار في الفصاحة والبلاغة:(1/2087)
1- ( وقيل:{ اقرأ باسم ربك الذي خلق }. وهذا هو الصحيح- كما سيأتي تقريره في موضعه- وبالله المستعان )(1 تفسير ابن كثير:/10).
2- ( وقد وردت الأحاديث بالوصايا بالجار، فلنذكر منها ما تيسر.. وبالله المستعان )(1 تفسير ابن كثير:/495 ).
3- ( ذكر الكلام على معناها.. وبالله المستعان وعليه التكلان )(1تفسير ابن كثير:/594 ).
4- ( ونذكر هنا الأحاديث الواردة في ذلك والآثار.. وبالله المستعان، وعليه التكلان )( تفسير ابن كثير:( 2/104 ).
5- ( ولنذكر الآن الأحاديث الواردة في المقام المحمود.. وبالله المستعان)( تفسير ابن كثير:3/56 ).
6- ( ولنذكر ملخص غزوة بني النضير على وجه الاختيار.. وبالله المستعان )(تفسير ابن كثير:4/332 ).
7- ( فهذا الذي قام بحقيقة{ إياك نعبد وإياك نستعين } علمًا وحالاً.. وبالله المستعان )( مدارج السالكين:1/201 ).
8- ( فسلكنا هذا السبيل؛ ليكون قولهم مردودًا على كل قول من أقوال الأمة.. وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله )( مفتاح دار السعادة:1/14 ).
9- ( وما لم يستحضر هذا المعنى فهو واقف بين يديه بجسمه وقلبه يهيم في أودية الوساوس والخطرات.. وبالله المستعان)( حاشية ابن القيم:1/64 ).
( ويبقى التفاوت بينهم في العلم بذلك، والعلم بطريق حصوله، والتوصل إليه.. وبالله المستعان )( الطب النبوي:1/107 ).
10- ( ونحن نتبع ذلك بذكر فصول نافعة في هديه في الطب الذي تطيب به، ووصفه لغيره، ونبين ما فيه من الحكمة، التي تعجز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها، وأن نسبة طبهم إليها طب العجائز إلى طبهم، فنقول.. وبالله المستعان)( زاد المعاد:4/5 ).
11- ( فالعاقل إذا علم أن هذا الخبر صادق، علم أن كل ما عارضه فهو كذب، ولم يحتج أن يعرف أعيان الأخبار المعارضة له، ولا وجوهها.. وبالله المستعان )( الصواعق المرسلة:3/1086 ).
---
أبومجاهدالعبيدي
04-03-2005, 11:32 PM(1/2088)
ما زال في النفس شيء من هذا الأسلوب ، وفرق بين : أستعين بالله ، و"بالله المستعان"
فلو بينت لي المراد بالمستعان في هذا التركيب لكنت لك شاكراً . واعذرني على إلحاحي ، فما أنا إلا سائل مسترشد .
من خلال معلوماتي المتواضعة في اللغة ، أعلم أن المستعان : من يُطلب منه العون . وهو الله عز وجل .
ولو ذكرت وفقك الله - شواهد لغوية من عصر الاحتجاج لكان ذلك أفضل وأقوى حجة . مع تقديرنا لك حفظك الله ، ولابن كثير وابن القيم رحمهما الله .
---
أخوكم
04-04-2005, 12:55 AM
وماذا لو قيل بأن أصل خلقة الحيوانات من تراب ؟
استدلال بالحديث الذي فيه اقتصاص الحيوانات من بعضها البعض
ثم يقال لها ( كوني ترابا )
وكما انطبقت الآيات التالية على الإنسان :
( وجعلنا من الماء كل شيء حي )
( والله خلق كل دابة من ماء )
فكذلك تنطبق على الحيوان
فالإنسان والحيوان مخلوقون من تراب
والإنسان والحيوان يتناسلون من ماء
فلعل هذا الأقرب
والله أعلم بالاصوب
---
محمد إسماعيل
04-04-2005, 02:49 AM
{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (يوسف:18)
قال الفخر الرازي في تفسير الآية الكريمة:( المعنى: أن إقدامه على الصبر لا يمكن إلا بمعونة الله تعالى؛ لأن الدواعي النفسانية تدعوه إلى إظهار الجزع، وهي قوية.. والدواعي الروحانية تدعوه إلى الصبر والرضا؛ فكأنه وقعت المحاربة بين الصنفين، فما لم تحصل إعانة الله تعالى، لم تحصل الغلبة.
فقوله تعالى{ فصير جميل } يجري مجرى قوله:{ إياك نعبد }، وقوله:{ والله المستعان على ما يصفون } يجري مجرى قوله:{ وإياك نستعين }.. ).
وقال السيوطي في الدر المنثور:(1/2089)
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك الكلمات، التي قالهن موسى حين انفلق البحر؟ قلت: بلى. قال: اللهم لك الحمد، وإليك المتكل، وبك المستغاث، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم ) (الدر المنثور:6/299).
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغفاري: ( كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقداره ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا، لا يأتيهم خبر من السماء، ولا يؤمر فيهم بأمر؟ قال بشير: المستعان بالله يا رسول الله !) ( الدر المنثور:8/443 ).
وفي الناسخ والمنسوخ للكرمي( 1/155 ):( قالوا: سئل الشعبي عن هذه الآية أمنسوخة هي؟ قال: لا، والله! فقيل له: إن الناس لا يعلمون بها، فقال: المستعان بالله ).
والآية هي قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (النور:58).
---
أبومجاهدالعبيدي
04-04-2005, 08:16 AM(1/2090)
أولاً : ما ذكرته في الأثر قبل الأخير : ( وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغفاري: ( كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقداره ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا، لا يأتيهم خبر من السماء، ولا يؤمر فيهم بأمر؟ قال بشير: المستعان بالله يا رسول الله !) ( الدر المنثور:8/443 ).) مخالف لما في غيره من المصادر فلفظه في تفسير ابن جرير : ( حدثني محمد بن إبراهيم السِّلِيْميِّ المعروف بابن صدران، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق، قال: ثنا عبد السلام بن عجلان، قال: ثنا يزيد المدني، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغِفَاريّ: «كَيْفَ أنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ مِقْدَارَ ثَلاثِ مِئَةِ سَنَةٍ مِنْ أيَّامِ الدُّنيْا، لا يأتِيهِمْ خَبرٌ مِنَ السَّماءِ، وَلا يُؤْمَرُ فِيهِمْ بأمْرٍ؟» قال بشير: المستعان الله يا رسول الله، قال: «إذَا أنْتَ أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَتَعَوَّذْ باللّهِ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَسُوءِ الْحِسابِ».) وكذلك هو في تفسير ابن كثير .
وفي النسخة المحققة من الدر المنثور علق محققو الكتاب على اللفظ الذي نقلتَه : وفي الأصل ، ص ، ف1 ، ن : "الله" ) 15/292 .
والأثر الأخير كذلك ، فلفظه في تفسير الثعلبي والبغوي : ( روى سفيان عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت الشعبي عن هذه الآية {لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أمنسوخة هي؟ قال: لا والله، قلت: إن الناس لا يعملون بها؟ قال: الله المستعان. )(1/2091)
ولفظه في كتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس : ( قال أبو جعفر هذا القول بأن الآية محكمة هو قول القاسم بن محمد وجابر بن زيد والشعبي كما قرىء على إبراهيم بن موسى الجوزي عن يعقوب الدورقي قال حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى بن أبي عاثشة عن الشعبي ) يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ( قال ليست بمنسوخة قلت إن الناس لا يعملون بها قال : الله - عز وجل- المستعان .) 2/557 قال المحقق : إسناده صحيح .
وكذلك هو في الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام ص220 .
---
(1/2092)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مناقب أهل البيت وعلي في تفسير الثعلبي
---
مناقب أهل البيت وعلي في تفسير الثعلبي
---
خوضي
08-03-2004, 03:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هناك أحاديث وردت في مناقب أهل البيت وعلي رضي الله عنه لا تثبت من جملة ما يستدل بها الروافض منها ما جاء في تفسير الثعلبي عند قوله تعالى: [سأل سائل بعذاب واقع].
أرجو من الاخوة من كان عنده هذا التفسير أن يذكر الإسناد ومتن هذا الحديث وجزاه الله خيرا.
---
أبومجاهدالعبيدي
08-04-2004, 02:23 PM
وجدت في تفسير الثعلبي عن طريق برنامج جامع التفاسير من إصدار شركة العريس ما نصه :
(وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله سبحانه: {سَأَلَ سَآئِلٌ} فيمن نزلت، فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك. حدّثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه، فقال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم، نادى بالناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ فقال: «مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه». فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان القهري فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له حتّى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها، ثمّ أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟(1/2093)
فقال: «والّذي لا إله إلاّ هو هذا من الله» فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهمّ إن كان ما يقوله حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع}. ) انتهى
وقد نقل القرطبي هذا القول أيضاً ولم يعلق عليه .
وذكره الألوسي ثم علق عليه بقوله : ( وأنت تعلم أن ذلك القول منه عليه الصلاة والسلام في أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه كان في غدير خم وذلك في أواخر سني الهجرة فلا يكون ما نزل مكياً على المشهور في تفسيره وقد سمعت ما قيل في مكية هذه السورة ) .
---
خوضي
08-04-2004, 07:48 PM
جزاك الله خيرا على هذا الرد
لكن هل هذا هو الاسناد الذي ورد في تفسير الثعلبي المطبوع أم لا؟ وفي أي جزء وصفحة من المطبوع؟
---
(1/2094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > JetAudio Basic 6.2.6 مشغل الصوتيات الرائع
---
JetAudio Basic 6.2.6 مشغل الصوتيات الرائع
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 05:58 AM
http://www.download.com/3000-2167_4-10495839.html?tag=sd.EXAF
---
(1/2095)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور كتاب الشيخ الدوسري
---
صدور كتاب الشيخ الدوسري
---
السلامي
11-23-2004, 12:02 AM
لقد صدر كتاب صفوة التفاسير للشيخ عبد الرحمن الدوسري في سيعة مجلدات والله ولي التوفيق
---
أبو بيان
11-23-2004, 01:20 AM
الأخ السلامي. . . . . سلمه الله
هل من تفصيل عن هذه الطبعة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 03:31 PM
السلام عليكم
دار المغني للنشر تصدر تفسير (صفوة الآثار والمفاهيم) للدوسري رحمه الله (http://tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1101727286&archive=&start_from=&ucat=2&maqal=full).
---
(1/2096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تصحيفات الكتب (الدراسات القرآنية)
---
تصحيفات الكتب (الدراسات القرآنية)
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2003, 06:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في لقاء جمعني بالأخوين الكريمين الدكتور مساعد الطيار وأبي مجاهد العبيدي وفقهما الله أشار الدكتور مساعد إلى أن أحد الفضلاء قد اقترح عليه بأن يكون لدينا في ملتقى أهل التفسير مكان للتنبيه على ما يعرض لطالب العلم في كتب التفسير والدراسات القرآنية من التصحيفات والسهو والخطأ ، فإنه يعرض لطالب العلم أثناء قراءته تصحيفات وأخطاء لأسباب كثيرة ، يعلق عليها بقلمه ، أو يضع حولها ما يدل على هذا السهو والتصحيف.
فوعدته وفقه الله بأن أقوم بذلك ، وأن أقدم له بمقدمة تبين المقصود منه ، وتثبيت هذا الموضوع ليتسنى للمشاركين – وفقهم الله – وضع ما يجدونه في هذه الزاوية تباعاً ، ليمكن الانتفاع به ، وتصحيحه في الكتب الخاصة. ولا أرى هذا من القدح والغيبة إن شاء الله ، فليس كل من نقدته أو خالفته في رأي فقد نسبته إلى الجهل. يقول ابن قتيبة رحمه الله :(ولا أعلم أحداً من أهل العلم والأدب إلا وقد أَسْقَطَ في علمه ، كالأصمعي وأبي زيد وأبي عبيدة وسيبويه والأخفش والكسائي والفراء وأبي عمرو الشيباني ، وكالأئمة من قراء القرآن ، والأئمة من المفسرين. وقد أخذ الناس على الشعراء في الجاهلية والإسلام الخطأ في المعاني والإعراب وهم أهل اللغة ، وبهم يقع الاحتجاج). تأويل مختلف الحديث ص 95- 96(1/2097)
والمقصود أنه قد يقع طالب العلم على نقص أو سقط أو سهو أو تصحيف في كتاب أو رسالة أو بحث مما يقع بين يديه ، فيتكرم بالتنبيه على ذلك في هذه الزاوية ابتغاء وجه الله ، وطلباً للحق والعلم ، ورغبة في تصحيح الكتاب وتقويمه ، ورجعه إلى أصله . فإنني أرى من الواجب على طلاب العلم التعاون في هذا الطريق ، وأنه يجب على كل قارئ للكتب المحققة أو البحوث أن ينشر ما يراه من أخطاء ليعرفها القارئ ، وينتفع بها الناشر ، وبمثل هذا التعاون والتناصح العلمي المنشود تخلص الكتب بإذن الله من شوائب التحريف والتصحيف الذي منيت به على أيدي الناسخين قديماً ، والطابعين حديثاً. على أن يطرح ذلك بأسلوب علمي عف ، بعيد عن السخرية والتجريح ، ومغلفاً بغلاف الأدب ، فإن سلوك الأدب هو جمال الكتابة ، بل جمال الحياة كلها.
ولا نحب أن تكون هذه الزاوية محلاً للمناظرات والمجادلات التي لا طائل من ورائها حول التصحيفات والتحريفات ، فما أظن أحداً يزعم لنفسه أنه لا يخطئ ، وأن كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، بل كلنا يخطئ ويصيب ، ثم قد يكون أحدنا أنفذ بصراً بالمسألة من صاحبه ، وليس وراء الجدال من فائدة إلا المراء ، وقد نهينا عنه أشد النهي.
ويجب أن يتسع صدر طالب العلم للنقد ، ويعتاده حتى ينتفع به ، بل إني لأرى أن الضيق بالنقد العلمي ، والتسامي عليه ليس من أخلاق طلاب العلم ، وليس من أخلاق المؤمنين. وإنما هو الغرور العلمي ، والكبرياء الكاذبة. وحسبنا في ذلك قول الله تعالى :(وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم). وما قال أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب ، إذ ردت عليه امرأة في مسألة علمية ، وهو على المنبر يخطب في خير مجتمع ظهر على وجه الأرض ، قال كلمة صريحة بينة :(أصابت امرأة وأخطأ عمر !). لم تأخذه العزة بالإثم ، وتسامى على الكبرياء والغرور العلمي ، وعمر هو عمر !(1/2098)
والطريقة التي أراها مناسبة – وقد يرى غيري غيرها – أن يذكر النص المصحف ويشار إلى محله بالجزء إن كان الكتاب ذا أجزاء والصفحة وإن أمكن السطر فيا حبذا. ثم يعقب بعده بالصواب والحجة التي بنى عليها تصويبه. وإن كان هناك فائدة أو تعليق فلا بأس.
أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم ، وجزى الله الشيخ مساعد الطيار خيراً على رأيه هذا ، ومن اقترح عليه هذا الرأي ، ونسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
---
أحمد القصير
09-27-2003, 02:59 PM
أشكر أخي الكريم الشيخ عبد الرحمن الشهري على هذه الفكرة ، وقد كنت دونت أثناء قراءتي لكتب الشيخ محمد العثيمين رحمه بعض الأخطاء من أجل إيصالها للقائمين على مؤسسة الشيخ ، ولما رأيت هذا الاقتراح رأيت نشرها للفائدة ، وهي أبدا لا تقلل من قيمة الشيخ ولا من كتبه ؛ لأنه كما تعلمون فإن أغلب كتب الشيخ مفرغة من أشرطة صوتية ، كما أن كتب التفسير لم تطبع إلا بعد وفاته رحمه الله تعالى .
الأخطاء المطبعية في تفسير سورة ( البقرة ) لابن عثيمين رحمه الله تعالى
- الجزء الأول -
الصفحة/السطر/الخطأ/الصواب
46/12/يأتوا/يأتون
83/3/بمعارضِ/بمعارضٍ
105/20/يخرج إلى الدنيا/يخرج من الدنيا
130/4/كما قوله تعالى/كما في قوله تعالى
139/1/منها/ومنها
197/الأخير/الزرق/الرزق
---
أحمد القصير
09-27-2003, 03:00 PM
الأخطاء المطبعية في تفسير سورة ( البقرة ) لابن عثيمين رحمه الله تعالى
- الجزء الثاني –
الصفحة/السطر/الخطأ/الصواب
35/16/قال لله تعالى/قال الله تعالى
41/12/بدبح/بذبح
121/7/إيمانه/إيمان
127/7/فإدا/فإذا
176/8/أية/آية
233/13/حال كون طيباً/حال كونه
285/6/البنات/النبات
418/11/فلا فسوق/ولا فسوق
---
أحمد القصير
09-27-2003, 03:02 PM
الأخطاء المطبعية في تفسير سورة ( البقرة ) لابن عثيمين رحمه الله تعالى
- الجزء الثالث –
الصفحة/السطر/الخطأ/الصواب
11/1/بالعباد /للعباد(1/2099)
62/18/الحديث صحيح/الحديث الصحيح
100/3/قال يا ويلتي /قالت يا ويلتى
104/7/لكن قوله تعالى /لكن قوله صلى الله عليه وسلم
111/12/قول تعالى/قوله تعالى
135/16/ولا تعضلوهن /فلا تعضلوهن
177/14/توفيقي /توقيفي
190/5/وعلى الموسع/على الموسع
223/1 ، 3 /اختيار/اختبار
234/6/سبق ذكر/سبق ذكره
236/3/المرسل/الرسل أو المرسلين
403/15/للام/اللام
421/18/الاسلامي/الإسلامي
---
أحمد القصير
09-27-2003, 03:12 PM
الأخطاء المطبعية في تفسير سورة ( يس ) لابن عثيمين رحمه الله تعالى
طبعة دار الثريا ، الأولى ، 1424 هـ
( الطبعة ذات الورق المزخرف )
الصفحة/السطر/الخطأ/الصواب
22/7/ولكن لم ذكر هنا ذكر الإنذار/ولكن لم ذكر هنا الإنذار
22/17/إليه/إليهم
24/10/المجالس/مجالس
42/5/قادر/قادراً
44/15/لأن ...../العبارة فيها سقط تحتاج مراجعة
45/6،15/إسمية/اسمية
48/4/يتقدموا/تقدموا
49/18/{ حم ...} بمعنى /{ حم والكتاب المبين } بمعنى
49/19/موضح/موضحاً
57/9/ما دعوا/ما ادعوا
58/19/دليل/دليلاً
72/13/ولذلك/وذلك
72/19/هذا/هذه
75/12/لأعبد/لا أعبد
75/18/وما مقتضيها/ومقتضيها
78/5/منه/من
78/17/الخلاص/الإخلاص
80/2/كدليل/كالدليل
83/15/فيه/فيها
95/18/ويدل ذلك/ويدل على ذلك
97/14/التأبيد/بالتأبيد
136/18/إنك نظرت /إنك لو نظرت
146/8/كان اليل/كأن الليل
147/2/تنويه/تنوين
148/9/بتغيره/بتغييره
153/12/الذي/الذين
154/4/نوحاً/نوح
166/21/هذا /هذه
176/18/وأن/وإن
185/11/له/لها
197/2/فيها لا عين/فيها ما لا عين
197/10/لأن/لأنه
202/8/قاصرات/قاصرة
203/11/اليسر/السير
206/15/تجدد/تتجدد
217/7/الأعذار/الإعذار
221/4/جُبْلاًّ ( بتشديد اللام )/جُبْلاً ( بدون تشديد اللام )
226/16/خطأهم/خطئهم
237/1/بين/بيان
257/10/الواو... على الهمزة/الواو داخلة على الهمزة
260/9/الإسمية/الاسمية
271/2/الإسمية/الاسمية
275/21/جاز الاترداف/جواز الارتداف
281/19/الإسنان/الإنسان(1/2100)
304/آخر سطر/أجابته/إجابته
---
عبدالرحمن الشهري
11-05-2003, 03:54 AM
قرأت في كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة (210هـ) 2/52 ما يلي :
( "فكأين من قرية"[الحج :45] الياء من (فكأين) مثقلة ، وهي قراءة الستة ، ويخففها آخرون...الخ).
وظني - والله أعلم - أن عبارة :(وهي قراءة الستة) مقحمة من أحد النساخ ، وقد تكون تعليقاً لأحد العلماء الذين ملكوا نسخة من هذا الكتاب النفيس.
وصحة العبارة :("فكأين من قرية"[الحج :45] الياء من (فكأين) مثقلة ، ويخففها آخرون...الخ).
وذلك لأن تعبير السبعة والستة تعبير متأخر لم يبدأ إلا مع أبي بكر بن مجاهد (ت325هـ) ولم يشتهر إلا بعده بمدة طويلة.
فما تعليقكم على هذا وفقكم الله.
---
خالد بن عمر
11-07-2003, 07:26 PM
الاخوة الأفاضل في ملتقى أهل التفسير وفقهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الأخطاء أو التصحيفات التي وقفت عليها أثناء قراءتي للجامع لابن وهب الذي أخرجه (( ميكلوش موراني )) قبل مدَّة .
فما وجدتم فيه من صواب فالحمد لله ، وما كان فيه من خطإ فأستغفر الله من ذلك .
أخوكم
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
13/9/1424
---
أبومجاهدالعبيدي
07-30-2005, 07:52 AM
قال ابن جرير في تفسيره : ( حدثنا المثنى ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد ، قال: أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم مولى ابن عباس ، قال : كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد ؟ فقال : الرعد: ملك. ) 1/340 الأثر رقم 434
تعجبت من قول أحمد شاكر رحمه الله : ( موسى بن سالم أبو جهضم : ثقة ، ولكن روايته عن ابن عباس مرسلة !!)
كيف يكون مولى لابن عباس ، وروايته عنه مرسلة ؟!
وقد أفدت من أحد المقالات عن ابن عباس وروايته عن أهل الكتاب أن أبا جهضم هذا مولى لآل عباس ، لا لابن عباس .
ثم رجعت إلى ترجمة موسى هذا ، فوجدت في طبقات ابن سعد : ( موسى بن سالم أبو جهضم(1/2101)
مولى بني هاشم روى عن عبد الله بن عبيد الله بن العباس وروى عبد الله بن عبيد الله عن عبد الله بن عباس أحاديث . )
وقال عنه ابن حجر : ( موسى بن سالم أبو جهضم مولى آل العباس، أرسل عن ابن عباس. )
وعلى هذا فما في تفسير الطبري تصحيف ظاهر ؛ فهو مولى آل العباس ، وليس مولى ابن عباس .
---
موراني
07-30-2005, 10:51 AM
خالد بن عمر الفقيه الغامدي , وفقه الله .
لقد عثرت على تصحيحاتكم القيمة واللازمة في رابط آخر منذ مدة ,
وأدخلتها وغيرها في الكتاب , بارك الله فيك . منها أخطاء في الكتابة على الحاسوب وأخرى أخطأ في التقنية
ومنها قراءتي الخاطئة كما يتبين ذلك للقراء .
الكمال غاية لا تدرك ....
ربما سينشر الكتاب مصححا مرة أخرى في مجلد واحد بفهارس جديدة حسب الترقيم الجديد للفقرات وذلك بعد تواصلي في البحث عن قطع أخرى من تفسير ابن وهب بالقيروان بلا جدوى .
---
عبدالرحمن السديس
07-30-2005, 01:36 PM
جزاكم الله خيرا
في تفسير الطبري تحقيق آل شاكر 4/275 رقم 4048
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا همام بن منبه عن عكرمة عن ابن عباس ..
والصواب :
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا همام بن منبه عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس .
والتصحيح من تاريخ الطبري 1/111و495، ونقله عن التفسير على الصواب ابن كثير في تفسيره تحقيق الوادعي 1/461، وكذا هي على الصواب في المستدرك 2/546و547.
---
الميموني
07-30-2005, 04:10 PM
جزاكم الله خيرا
بالنسبة لما في مجاز أبي عبيدة فالظاهر أن المقصود ( قراءة السنة ) و القول بإقحام العبارة فيه بعد هنا في نظري
---
موراني
07-30-2005, 06:19 PM
عبد الرحمن السديس , حفظك الله ,
لعل تصحيحك في محله .....
الا أنني لم أجد دليلا في كتب علم الرجال (تهذيب التهذيب , المزي , تذهيب التهذيب للذهبي ) يفيد بأن همام بن منبه روى عن قتادة بن دعامة مباشرة .
---
أبومجاهدالعبيدي(1/2102)
07-30-2005, 10:00 PM
جزاكم الله خيرا
في تفسير الطبري تحقيق آل شاكر 4/275 رقم 4048
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا همام بن منبه عن عكرمة عن ابن عباس ..
والصواب :
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا همام بن منبه عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس .
والتصحيح من تاريخ الطبري 1/111و495، ونقله عن التفسير على الصواب ابن كثير في تفسيره تحقيق الوادعي 1/461، وكذا هي على الصواب في المستدرك 2/546و547.
في طبعة دار هجر 3/621 بإشراف التركي : ( حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا همام ، [ عن قتادة ] ، عن عكرمة عن ابن عباس ..) وذكروا أن هذا التعديل من بعض النسخ الخطية .
---
موراني
07-30-2005, 11:51 PM
بارك الله فيك يا أبا مجاهد العبيدي ,
أما الفقرة في 3 , 621 : ....ثنا أبو داود قال : ثنا همام (1 عن قتادة (1 عن عكرمة.....
وفي الحاشية :
(1 ـ 1 ) في م , ت2 : *بن منبه*
يعني بغير اشارة الى قتادة تعديلا من جانب المحققين . فلم يجعلوا اسم قتادة بين القوسين .
أما في التفسير , (القاهرة ) , ج 2 , ص 334 فلا ذكر فيه لقتادة .
أما تفسير قتادة لهذه الآية فهو يأتي بعد هذه الفقرة بالضبط برواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ( بعدم ذكر عكرمة عن ابن عباس)
السؤال : هل كتب ناسخ ما في احدى النسخ التي ترجع اليها النسخ المعتمدة في التحقيق , هل كتب هذا الناسخ اسم قتادة في هذا الاسناد سهوا ؟ كما سبق لي أن ذكرت هذه الظاهرة (انتقال النظر عند القرآءة من سطر الى سطر آخر ) ؟
لا علم لنا بذلك لأنه لم يتم مقارنة النسخ المعتمدة لتفسير الطبري بعضها ببعض من أجل كشف العلاقة بين هذه النسخ الخطية .
وهذا الأمر من المقتضيات الأساسية (في نظري) في البحث في التراث .
---
أحمد البريدي
07-31-2005, 01:02 AM
تصحيفات في تفسير البغوي المحقق في دار طيبة(1/2103)
لقد قمت بتحقيق جزء من تفسير الثعلبي في رسالة الماجستير , ومن المعلوم أن البغوي يروي كثيراً من الأسانيد عن طريق الثعلبي , وحيث أن الإخوة المحققين لم يقوموا بترجمة الرواة فقد وقع عدة تصحيفات في الأسانيد اذكر بعضاً منها ففي المجلد الثامن :
في ص438 أخبرنا عبد الله بن محمد بن سفيان : والصواب سنان
وفي نفس الاسناد : أخبرنا عروة بن ثابت والصواب عزرة
وفي ص 455 : وقال حرب بن شريح والصواب بن سريج
وفي نفس الصفحة أنا ابو عمرو الجويني والصواب ابو عمر الحوضي
وفي صفحة 459 حدثنا وكيع والصواب ابو وكيع
وفي صفحة 463 حدثنا صفوان يعني ابن صالح عبد الملك والصواب ابو عبد الملك
---
جمال أبو حسان
07-31-2005, 09:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله
اعجبتني الفكرة التي طرحها النوابغ الطيار والشهري ومن معهما لكن لم اعجب بما تحتها وذلك لانني لا ارى ان تملا صفحات هذا الملتقى بتصويبات الاخطاء الاملائية والنحوية والمطبعية التي يمكن ان يدركها اي طالب علم وارى ان ينبه الاخوه الكرام القائمون على هذا المنتدى السادة المشاركين بضرورة الاقتصار على الاخطاء والتصحيفات والسقوط التي لا تدرك بسهولة
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
والله الهادي الى سواء الصراط
---
أم عاصم
07-31-2005, 03:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في مقدمة تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز 1/51 تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد. وفي "مقدمتان في علوم القرآن" لآرثر جفري ص: 276 ):
اختلف الناس في هذه المسألة، فقال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
والصواب -والله أعلم- : أبو عبيد.
لأن أبا عبيدة معمر بن المثنى ينكر أن يكون في القرآن غير العربي إذ قال في "مجاز القرآن" 1/17:
"نزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول".
أما أبو عبيد القاسم بن سلام فقال:(1/2104)
"والصواب عندي، مذهب فيه تصديق القولين جميعا؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولُها أعجمية كما قال الفقهاء، إلا أنها سقطت إلى العرب فعربتها بألسنتها، وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فصادق". انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/290.
---
موراني
08-01-2005, 01:40 PM
أودّ أن أشير الى هذه الظاهرة التي تسمى أيضا بـ(العبور من سطر الى سطر) عند نسخ كتاب ما وعند كتابة النص الجديد :
جاء في الجزء الأول لتفسير ابن وهب :
( وضعت خطأ الناسخ في النص بين * * )
قال : وسمعت خلاد بن سليمان يقول : سمعت * عامر بن عبد ارحمن * خالد بن لآبي عمران وذكر هاروت وماروت أنهما يعلمان السحر .
فقال خالد : نحن ننزهما عن ذلك , فقرأ بعض القوم : ( وما أنزل على الملكين) . قال خالد : لم ينزل عليهما .
قال : وسمعت خلاد بن سليمان يقول : سمعت عامر بن عبد الرحمن يقول انّ ابن عباس كان يقول في هذه الآية ......
وفي هذه الحالة ( وهناك أمثلة أخرى في المخطوط ) قد لاحظ الناسخ الخطأ عند كتابة النص ومحا الاسم في الموضع الذي وضعته بين * * مباشرة .
يأتي اسم عامر بن عبد الرحمن في موضعه الصحيح بعد سطر ونصف السطر .
انتقال النظر من سطر الى سطر آخر واضح في هذا الموضع .
لم أشر الى هذه الظاهرة في النص المحقق لأنّ الناسخ نفسه قد صحح خطأه في السطر ( فلا على الهامش عند مقابلة النسختين ! ) : الجزء الأول من التفسير , ص 96 الى 97
ربما هكذا الأمر في الاسناد : همام بن منبه عن قتادة ...في الموضع المذكور في تفسير الطبري , وذلك مع الفارق أنّ الناسخ (وهو مجهول) لم يلاحظ خطأه وترك الاسناد كما هو . وكذلك كتبه الأجيال التالية حتى دخلت نسخة ما المطبعة ولم يقارن المحققون (كما يبدو لي) الاسناد المذكور بالنسخ المعتمدة الأخرى , ان كانت .
---
أبومجاهدالعبيدي(1/2105)
09-14-2006, 07:43 AM
فكرة هذا الموضوع مهمة ، ولكن قد يكون التعرض لها بهذه الطريقة غير مناسب.
فرأيي أن يخصص لتصحيفات كل كتاب موضوع مستقل ، فتذكر التصحيفات في تفسير ابن جرير مثلاً في موضوع مستقل ، والتصحيفات في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي في موضوع ... وهكذا.
---
(1/2106)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دراسات تجديدية فِي أصول الْحَدِيْث : التفرد
---
دراسات تجديدية فِي أصول الْحَدِيْث : التفرد
---
ماهر الفحل
08-24-2006, 09:44 PM
دراسات تجديدية فِي أصول الْحَدِيْث : التفرد
التَّفَرُّدُ في اللغة :
مأخوذ من الفعل الثلاثي المزيد بحرفين ( تَفَرَّدَ ) .
يقال : فَرَدَ بالأمر والرأي : انْفَرَدَ ، وفَرَدَ الرجلُ : كَانَ وحده مُنْفرِداً لا ثاني مَعَهُ . وفَرَّدَ برأيه : اسْتَبَدَّ .
وَقَدْ أشار ابن فارس (1) إلى أن تراكيب هَذَا الأصل واشتقاقاته كلها تدل عَلَى الوحدة . إِذْ قَالَ : (( الفاء والراء والدال أصل صَحِيْح يدل عَلَى وحدة . من ذَلِكَ : الفرد وَهُوَ الوتر ، والفارد والفرد : الثور المنفرد … )) (2) .
التفرد في الاصطلاح :
عرّف أبو حفص الميانشي (3) الفرد بأنه : ما انفرد بروايته بعض الثقات عن شيخه، دون سائر الرُّوَاة عن ذَلِكَ الشيخ (4) .
ويظهر من هَذَا التعريف بعض القصور في دخول بعض أفراد المُعَرَّف في حقيقة التعريف ، إِذْ قَصَرَه عَلَى انفراد الثقة فَقَطْ عن شيخه (5) .
وعرّف الدكتور حمزة المليباري التفرد وبيّن كيفية حصوله ، فَقَالَ : (( يراد بالتفرد: أن يروي شخص من الرُّوَاة حديثاً دون أن يشاركه الآخرون )) (6) .
وهذا التعريف الأخير أعم من التعريف الأول ، فإنه شامل لتفرد الثقة وغيره ، وعليه تدل تصرفات نقاد الْمُحَدِّثِيْنَ وجهابذة الناقلين ، ولقد كثر في تعبيراتهم : حَدِيْث غريب ، أو تفرّد بِهِ فُلاَن ، أو هَذَا حَدِيْث لا يعرف إلا من هَذَا الوجه ، أَوْ لا نعلمه يروى عن فُلاَن إلاّ من حَدِيْث فُلاَن ، ونحوها من التعبيرات(7) .(1/2107)
ولربما كَانَ الحامل للميانشي عَلَى تخصيص التعريف بالثقات دون غيرهم ، أن رِوَايَة الضعيف لا اعتداد بِهَا عِنْدَ عدم المتابع والعاضد . ولكن من الناحية التنظيرية نجد الْمُحَدِّثِيْنَ عِنْدَ تشخيصهم لحالة التفرد لا يفرقون بَيْنَ كون المتفرد ثقة أو ضعيفاً ، فيقولون مثلاً : تفرد بِهِ الزهري ، كَمَا يقولون : تفرد بِهِ ابن أبي أويس (8) .
وبهذا المعنى يظهر الترابط الواضح بَيْنَ المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي ، إِذْ إنهما يدوران في حلقة التفرد عما يماثله .
والتفرد ليس بعلة في كُلّ أحواله ، ولكنه كاشف عن العلة مرشد إلى وجودها ، وفي هَذَا يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي : (( وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الْحَدِيْث إذا تفرد بِهِ واحد – وإن لَمْ يروِ الثقات خلافه - : إنه لا يتابع عَلَيْهِ .ويجعلون ذَلِكَ علة فِيْهِ ، اللهم إلاّ أن يَكُوْن ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه ، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أَيْضاً ولهم في كُلّ حَدِيْث نقد خاص ، وليس عندهم لِذَلِكَ ضابط يضبطه )) (9) .
ومعنى قوله : (( ويجعلون ذَلِكَ علة )) ، أن ذَلِكَ مخصوص بتفرد من لا يحتمل تفرده، بقرينة قوله : (( إلا أن يَكُوْن ممن كثر حفظه … )) ، فتفرده هُوَ خطؤه ، إِذْ هُوَ مظنة عدم الضبط ودخول الأوهام ، فانفراده دال عَلَى وجود خلل ما في حديثه ، كَمَا أن الحمّى دالة عَلَى وجود مرض ما ، وَقَدْ وجدنا غَيْر واحد من النقاد صرح بأن تفرد فُلاَن لا يضر ، فَقَدْ قَالَ الإمام مُسْلِم : (( هَذَا الحرف لا يرويه غَيْر الزهري ، قَالَ : وللزهري نحو من تسعين حديثاً يرويها عن النَّبِيّ ( صلى الله عليه وسلم ) لا يشاركه فِيْهَا أحد بأسانيد جياد )) (10) .
وَقَالَ الحافظ ابن حجر : (( وكم من ثقة تفرد بما لَمْ يشاركه فِيْهِ ثقة آخر ، وإذا كَانَ الثقة حافظاً لَمْ يضره الانفراد ))(11) .(1/2108)
وَقَالَ الزيلعي (12) : (( وانفراد الثقة بالحديث لا يضره )) (13).
وتأسيساً عَلَى ما أصّلناه من قَبْل من أن تفرد الرَّاوِي لا يضر في كُلّ حال ، ولكنه ينبه الناقد عَلَى أمر ما ، قَالَ المعلمي اليماني : (( وكثرة الغرائب إنما تضر الرَّاوِي في أحد حالين :
الأولى : أن تكون مع غرابتها منكرة عن شيوخ ثقات بأسانيد جيدة .
الثانية : أن يَكُوْن مع كثرة غرائبه غَيْر معروف بكثرة الطلب )) (14) .
وتمتع هَذَا الجانب من النقد الحديثي باهتمام النقاد ، فنراهم يديمون تتبع هَذِهِ الحالة وتقريرها ، وأفردوا من أجل ذَلِكَ المصنفات، مِنْهَا: كتاب " التفرد " (15) للإمام أبي داود ، و " الغرائب والأفراد " (16) للدارقطني ، و " المفاريد " (17) لأبي يعلى ، واهتم الإمام الطبراني في معجميه الأوسط والصغير بذكر الأفراد ، وكذا فعل البزار في مسنده ، والعقيلي (18) في ضعفائه . وَهُوَ ليس بالعلم الهيّن ، فهو (( يحتاج لاتساع الباع في الحفظ ، وكثيراً ما يدعي الحافظ التفرد بحسب علمه ، ويطلّع غيره عَلَى المتابع )) (19) .
وفي كُلّ الأحوال فإن التفرد بحد ذاته لا يصلح ضابطاً لرد الروايات ، حَتَّى في حالة تفرد الضعيف لا يحكم عَلَى جميع ما تفرد بِهِ بالرد المطلق ، بَلْ إن النقاد يستخرجون من أفراده ما يعلمون بالقرائن والمرجحات عدم خطئه فِيْهِ ، وَهُوَ ما نسميه بعملية الانتقاء ، قَالَ سفيان الثوري : (( اتقوا الكلبي (20) ، فقيل لَهُ : إنك تروي عَنْهُ ، قَالَ : إني أعلم صدقه من كذبه )) (21) .(1/2109)
ومثلما أن تفرد الضعيف لا يرد مطلقاً ، فكذلك تفرد الثقة – وكما سبق في كلام ابن رجب – لا يقبل عَلَى الإطلاق ، وإنما القبول والرد موقوفان عَلَى القرائن والمرجحات. قَالَ الإمام أحمد : (( إذا سَمِعْتَ أصحاب الْحَدِيْث يقولون : هَذَا حَدِيْث غريب أَوْ فائدة . فاعلم أنه خطأ أو دخل حَدِيْث في حَدِيْث أَوْ خطأ من المُحدِّث أَوْ حَدِيْث ليس لَهُ إسناد ، وإن كَانَ قَدْ رَوَى شعبة وسفيان ، فإذا سمعتهم يقولون : هَذَا لا شيء ، فاعلم أنه حَدِيْث صَحِيْح )) (22) .
وَقَالَ أبو داود : (( والأحاديث الَّتِيْ وضعتها في كتاب " السنن " أكثرها مشاهير ، وَهُوَ عِنْدَ كُلّ من كتب شَيْئاً من الْحَدِيْث ، إلا أن تمييزها لا يقدر عَلَيْهِ كُلّ الناس ، والفخر بِهَا : بأنها مشاهير ، فإنه لا يحتج بحديث غريب ، وَلَوْ كَانَ من رِوَايَة مالك
ويحيى بن سعيد و الثقات من أئمة العلم )) (23) .
ونحن نجد أمثلة تطبيقية متعددة في ممارسة النقاد ، مِنْهَا قَوْل الحافظ ابن حجر في حَدِيْث صلاة التسبيح : (( وإن كَانَ سند ابن عَبَّاسٍ يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر )) (24) .
ويمكننا أن نقسم التفرد – حسب موقعه في السند – إلى قسمين :
الأول : تفرد في الطبقات المتقدمة :
كطبقة الصَّحَابَة ، وطبقة كبار التَّابِعِيْنَ ، وهذا التفرد مقبول إذا كَانَ راويه ثقة –وهذا الاحتراز فِيْمَا يخص طبقة التَّابِعِيْنَ – ، فهو أمر وارد جداً لأسباب متعددة يمكن حصرها في عدم توفر فرص متعددة تمكّن الْمُحَدِّثِيْنَ من التلاقي وتبادل المرويات ، وذلك لصعوبة التنقل في البلدان ، لا سيما في هذين العصرين .(1/2110)
فوقوعه فيهما لا يولد عِنْدَ الناقد استفهاماً عن كيفيته ، ولاسيما أن تداخل الأحاديث فِيْمَا بينها شيء لا يكاد يذكر ، نظراً لقلة الأسانيد زياد على قصرها . هَذَا فِيْمَا إذا لَمْ يخالف الثابت المشهور ، أو من هُوَ أولى مِنْهُ حفظاً أَوْ عدداً .
وإن كَانَ المتفرد ضعيفاً أَوْ مجهولاً -فِيْمَا يخص التَّابِعِيْنَ- فحكمه بيّن وَهُوَ الرد(25).
الثاني : التفرد في الطبقات المتأخرة
فبعد أن نشط الناس لطلب العلم وأداموا الرحلة فِيْهِ والتبحر في فنونه ، ظهرت مناهج متعددة في الطلب والموقف مِنْهُ ، فكانت الغرس الأول للمدارس الحديثية الَّتِيْ نشأت فِيْمَا بَعْد ، فكان لها جهدها العظيم في لَمِّ شتات المرويات وجمعها ، والحرص عَلَى تلقيها من مصادرها الأصيلة ، فوفرت لَهُم الرحلات المتعددة فرصة لقاء المشايخ والرواة وتبادل المرويات ، فإذا انفرد من هَذِهِ الطبقات أحد بشيء ما فإن ذَلِكَ أمر يوقع الريبة عِنْدَ الناقد ، لا سيما إذا تفرد عمن يجمع حديثه أَوْ يكثر أصحابه ، كالزهري ومالك وشعبة وسفيان وغيرهم (26) .
ثم إنّ العلماء قسموا الأفراد من حَيْثُ التقييد وعدمه إلى قسمين :
الأول: الفرد المطلق : وَهُوَ ما ينفرد بِهِ الرَّاوِي عن أحد الرُّوَاة (27) .
الثاني: الفرد النسبي : وَهُوَ ما كَانَ التفرد فِيْهِ نسبياً إلى جهة ما(28) ، فيقيد بوصف يحدد هَذِهِ الجهة .
وما قِيْلَ من أن لَهُ أقساماً أخر ، فإنها راجعة في حقيقتها إلى هذين القسمين .(1/2111)
أما الحكم عَلَى الأفراد باعتبار حال الرَّاوِي المتفرد فَقَطْ من غَيْر اعتبار للقرائن والمرجحات ، فهو خلاف منهج الأئمة النقاد المتقدمين ، إذن فليس هناك حكم مطرد بقبول تفرد الثقة ، أو رد تفرد الضعيف ، بَلْ تتفاوت أحكامهما ، ويتم تحديدها وفهمها عَلَى ضوء المنهج النقدي النَّزيه ؛وذلك لأن الثقة يختلف ضبطه باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لخلل يحدث في كيفية التلقي للأحاديث أَوْ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سَمعه من بعض شيوخه ، أو لحدوث ضياع في بعض ما كتبه عن بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت أصحابهم وألزمهم ، ولذا ينكر النقاد من أحاديث الثقات – حَتَّى وَلَوْ كانوا أئمة – ما ليس بالقليل .
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو العلامة اللغوي المحدّث أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني ، المعروف بالرازي ، المالكي، من مؤلفاته : " المجمل " و " الحجر " و " معجم مقاييس اللغة " ، توفي سنة ( 395 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 390 ه ) .
سير أعلام النبلاء 17/103 ، والبداية والنهاية 11/287 ، والأعلام 1/193 .
(2) مقاييس اللغة 4/500 . وانظر : لسان العرب 3/331 ، وتاج العروس 8/482 ، والمعجم الوسيط 2/679 ، ومتن اللغة 4/379 .
(3 )هُوَ أبو حفص عمر بن عَبْد المجيد القرشي الميانشي ، له كراس في علم الْحَدِيْث أسماه : " ما لا يسع المحدّث جهله " ، توفي بمكة سنة ( 581 ه ) .
العبر 4/245 ، والأعلام 5/53 .
وَقَدْ وقع في بعض مصادر ترجمته ( الميانشي ) ، نسبة إلى ( مَيّانِش ) قرية من قرى المهدية . انظر : معجم البلدان 5/239 ، والعبر 4/245 ، ونكت الزركشي 1/190 ، وتاج العروس 17/392 .
وفي بعضها ( الميانجي ) وَهِيَ نسبة إلى ( ميانج ) موضع بالشام ، أو إلى ( ميانه ) بلد بأذربيجان . انظر : الأنساب 5/320 ، واللباب 3/278 ، ومعجم البلدان 5/240 ، ومراصد الاطلاع 3/1341 .(1/2112)
وكذا نسبه الحافظ ابن حجر في النُّزهة : 49 ، وتابعه شرّاح النّزهة عَلَى ذَلِكَ . انظر مثلاً : شرح ملا علي القاري : 11 .
(4)ما لا يسع المحدّث جهله : 29 .
(5) وأجاب عَنْهُ بعضهم بأن رِوَايَة غَيْر الثقة كلا رِوَايَة . التدريب 1/249 .
(6) الموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين : 15 .
(7) انظر عَلَى سبيل المثال : الجامع الكبير ، للترمذي عقب ( 1473 ) و ( 1480م) و( 1493 ) و( 1495 ) و ( 2022 ) .
(8) هُوَ إسماعيل بن عَبْد الله بن أويس بن مالك الأصبحي ، أَبُو عَبْد الله بن أبي أويس المدني : صدوق ، أخطأ في أحاديث من حفظه ، توفي سنة ( 226 ه ) وَقِيْلَ : ( 227 ه ) .
تهذيب الكمال 1/239 و 240 ( 452 ) ، وسير أعلام النبلاء 10/391 و 395 ، والكاشف 1/247 ( 388 ) .
(9) شرح علل الترمذي 2/406 .
(10) الجامع الصَّحِيْح 5/82 عقب ( 1647 ) .
(11) فتح الباري 5/11 .
(12) الفقيه عالم الْحَدِيْث أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن يوسف بن مُحَمَّد الزيلعي ، من مؤلفاته : " نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية " و " تخريج أحاديث الكشاف " ، توفي سنة ( 762 ه ).
الدرر الكامنة 2/310 ، والأعلام 4/147 .
(13) نصب الراية 3/74 .
(14) التنكيل 1/104 .
(15)هُوَ مفقود وَكَانَ موجوداً في القرن الثامن ، والمزي ينقل مِنْهُ كثيراً في تحفة الأشراف انظر عَلَى سبيل المثال 4/630 (6249) ، والرسالة المستطرفة : 114 .
(16)وَقَدْ طبع ترتيبه للمقدسي في دار الكتب العلمية ببيروت عام 1998 م .
(17) طبع بتحقيق عَبْد الله بن يوسف جديع في دار الأقصى ، الكويت ، الطبعة الأولى 1985 م .
(18) هُوَ الحافظ الناقد أبو جعفر مُحَمَّد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي الحجازي صاحب كتاب
" الضعفاء الكبير " ، توفي سنة ( 322 ه ) .
سير أعلام النبلاء 15/236 و 238 ، والعبر 2/200 ، وتذكرة الحفاظ 3/833 – 834 .
(19) نكت الزركشي 2/198 .(1/2113)
(20) هُوَ أبو النضر مُحَمَّد بن السائب بن بشر الكلبي، متهم بالكذب، ورمي بالرفض، توفي سنة ( 146 ه ) .
كتاب المجروحين 2/262 ، وسير أعلام النبلاء 6/248-249 ، والتقريب ( 5901 ) .
(21) الكامل 7/274 ، وميزان الاعتدال 3/557 .
(22) الكفاية ( 142 ه ، 225 ت ) . والمراد من الجملة الأخيرة ، أن الْحَدِيْث لا شيء يستحق أن ينظر فِيْهِ ، لكونه صحيحاً ثابتاً .
(23)رسالة أبي داود إلى أهل مكة ( مع بذل المجهود ) 1/36 .
(24) التلخيص الحبير 2/7 ، والطبعة العلمية 2/18-19 . وانظر في صلاة التسبيح : جامع الترمذي
1/491 – 494 ( 481 ) و ( 482 ) .
(25) إلا أن توجد قرائن أخرى ترفع الْحَدِيْث من حيز الرد إلى حيز القبول .
(26) انظر : الموقظة : 77 ، والموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين : 24 .
(27)انظر : مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 80 وطبعتنا : 184 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/217 وطبعتنا 1/286 ، ونُزهة النظر : 78 .
(28) انظر : مَعْرِفَة أنواع علم الحديث : 80 وطبعتنا : 184 ، والتقريب والتيسير : 73 وطبعتنا : 119-120 ، وفتح المغيث 1/239 ، وظفر الأماني : 244 .
---
(1/2114)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {12}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {12}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-03-2004, 08:12 PM
(((المسيرة الكبرى)))
تبدا المسيرة الكبرى من ساحة العرض والحساب الى الصراط المستقيم ,والمسيرة الكبرى هذه تضم المؤمنين والكافرين .الاولين والآخرين..يقول الله عزوجل((وإن منكم الا واردها كان على ربِك حتما مقضيَا*ثم ننجِي الذين اتَقوا ونذر الظالمين فيها جثيا*)) {مريم آية:71-72}
عن ابن مسعود والحسن وقتادة:((وان منكم الا واردها ))هو الجواز على الصراط لان الصراط ممدود على النار ...
وعن ابن عباس يقول:قد يرد الشيء الشيءلا يدخله كقوله تعالى((ولما ورد ماء مدين )).تفسير الزمخشري
كل البشر ,المؤمنون والكافرون سيساقون من ساحة العرض الى الصراط...!!والكل سيرى جهنم ..!!
والمعلوم ان المؤمنين سبَاقون الى الصِراط المستقيم لانهم يسيرون (الكل)في ظلام.اما المؤمنون فان نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم ,وقد ذكر الله هذه الحقيقة فقال عزوجل:((يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم))
{الحديد آية:12}
الكل يسير في ظلام دامس ليس هناك من نور يضيء الطريق لهذه الجحافل السائرة ...الكل يسير!!الى اين...؟؟الى الصراط...؟؟
ولكن المؤمنين تاتيهم النجدة ..من اين..!من الرحمن الرحيم...!!
لان الله تعالى وعد المؤمنين ان يستجيب لهم اذا التزموا اوامره ,يقول عزوجل ((ياأيُها الَذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفِر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنَات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والَذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربَنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير ))(1/2115)
{التحريم آية:8}
فإذا بالنور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم .نور أعمالهم في الحياة الدنيا ,الاعمال الصالحة تقلب هناك الى نور يستضيء به المؤمنون والمؤمنات ,وهذا النور هو الََََََََذي يحفظهم من السقوط من على الصراط لانهم يبصرون الطريق بكل وضوح..
روى ابن جرير الطبري بسنده عند تفسير الآية {12}من سورة الحديد عن مجاهد قوله ((ربَنا أتمم لنا نورنا))قال:قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين .وقال الطبري في تفسير((ربَنا اتمم لنا نورنا ))يقول جل ثناؤه مخبرا عن قيل المؤمنين يوم القيامة :يقولون((ربَنا أتمم لنا نورنا))يسألون ربَهم ان يبقي لهم نورهم فلا يطفئه حتَى يجوزوا الصِراط وذلك حين ((يوم يقول المنافقون والمنافقات للَذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ))
وقال ابن كثير في تفسير ((ربَنا أتمم لنا نورنا ))قال مجاهد والضَحَاك والحسن البصري وغيرهم.هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نور المنافقين قد طفيء...قوَة النور أو قلَته بحسب الاعمال الصَالحات (الحسنات)
فكلَما كانت الاعمال الصالحة كثيرة ,كلما كان النور مضيئا ,وكلَما قلَت هذه الاعمال كلما قل النور ,ولا نور للكافرين أو الظالمين ,بل ظلام في ظلام...!!
يتبع((( جسر جهنَم)))
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-08-2004, 11:05 PM
المرور على الصراط
ذكر ابن لجوزي في زاد المسير عند تفسير قوله تعالى: {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } في الكلام إضمار تقديره: وما منكم أحد إلا وهو واردها.
وفيمن عني بهذا الخطاب قولان.(1/2116)
أحدهما: أنه عام في حق المؤمن والكافر، هذا قول الأكثرين. وروي عن ابن عباس أنه قال: هذه الآية للكفار. وأكثر الروايات عنه كالقول الأول. قال ابن الأنباري: ووجه هذا أنه لما قال: لنحضرنهم وقال: أيهم أشد على الرحمن عتياً كان التقدير: وإن منهم، فأبدلت الكاف من الهاء، كما فعل في قوله: {إِنَّ هَاذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء } [الانسان: 22] المعنى: كان لهم، لأنه مردود على قوله: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ } [الانسان: 21] وقال الشاعر:
شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا علي طلابك ابنة مخرم
قوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاًثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}.
اختلف العلماء في المراد بورود النار في هذه الآية الكريمة على أقوال:
الأول: أن المراد بالورود الدُّخول، ولكن الله يصرفُ أذاها عن عباده المتقين عند ذلك الدخول.
الثاني: أن المراد بورود النار المذكور: الجواز على الصراط، لأنه جسر منصوب على متن جهنم.
الثالث: أن الورود المذكور هو الإشراف عليها والقرب منها.
الرابع: أن حظ المؤمنين من ذلك الورود هو حر الحمى في دار الدنيا.
وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله مجموع فتاواه
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر: الصراط، وهو عبارة عن جسر ممدود على النار يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، على حسب أعمالهم كل من كان أسرع في الدنيا لقبول الحق والعمل به كان على الصراط أسرع عبوراً، وكلما كان الإنسان أبطأ لقول الحق والعمل به كان على الصراط أبطأ، فيمر أهل الجنة على هذا الصراط فيعبرون،
أما الكفار فلا يمرون عليه، لأنه يصار بهم إلى النار والعياذ بالله، فيأتونها ورداً عطاشاً.
---
(1/2117)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول كتاب ( أثر القراءات في تفسير و الأحكام )لعمر بازمول
---
حول كتاب ( أثر القراءات في تفسير و الأحكام )لعمر بازمول
---
محمد رشيد
12-11-2003, 09:39 PM
السلام عليكم و رحمة لله تعالى وبركاته
أما بعد ،،، فهذا سؤال عن كتاب رأيته في مؤسسة الرسالة ،،،،
اسمه : (( القراءات و أثرها في التفسير و الأحكام ))
تأليف / عمر سالم بازمول .
طبع / دار الهجرة ، و يقع في مجلدين .
س1 ما هو تقييمكم للكتاب ؟ و هل هو أفضل ، أم كتاب ( أثر اختلاف القراءات في الفقه ) للدكتور صبري عبد الرؤوف الذي نصحني به شيخنا محمد جابر القحطاني ؟
س2 اسم المؤلف مألوف لأذني جداً ،،، فهل من ترجمة له أو تعريف به ؟
بارك الله تعالى فيكم
---
الباحث7
12-11-2003, 09:53 PM
الكتاب قيم جداً ، وخاصة في المجلد الأول ، وقد استفدت منه كثيراً في كثير من المسائل المتعلقة بنزول القرآن والقراءات وغيرها .
أما الجانب التطبيقي فيه فلا يصل إلى مستوى الجانب التأصيلي في الجلد الأول ، وهو مع هذا يفوق في نظري الكتاب المشار إليه في سؤالك أخي محمد _ وفي كلٍ خير _ .
والدكتور عمر بازمول له كتابات جيده متميزه ، وقد اطلعت على أكثرها ، وهو أستاذ في قسم الكتاب والسنة بكلية أصول الدين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ، ولعل رواد الملتقى من نفس الكلية يعرفوننا به أكثر .
---
العيدان
12-11-2003, 10:34 PM
بسم الله
وهناك رسالة دكتوراة في المعهد العالي للقضاء بنحو هذا العنوان لفضيلة الشيخ الدكتور :عبدالله بن برجس الدوسري الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود
و هي نفيسة في بابها ..
---
محمد رشيد
12-13-2003, 11:55 PM
جزاكما الله تعالى خير الجزاء
و لعل أحدا من مشايخنا الكرام يفيدنا إفادة أكبر حول الكتاب و مؤلفه
---
متعلم
12-15-2003, 04:29 PM(1/2118)
الكتاب فيما يظهر قوي في بابه ، جدير بالاطلاع والاستفادة منه ..
وأما المؤلف فهو : الأستاذ الدكتور محمد بن عمر بن سالم بازمول ، أستاذ بكلية الدعوة قسم كتاب وسنة بجامعة أم القرى ، وهو طالب علم وباحث متمكن ، له دروس علمية مثل : شرح موطأ مالك ، وشرح اللمع في أصول الفقه للشيرازي .
وله عدة كتب مطبوعة منها على سبيل المثال :
1 - القراءات وأثرها في التفسير والأحكام ( وهو رسالة الدكتوراة )
2 - المجد ابن تيمية ومنهجه في المنتقى ( وهو رسالة الماجستير )
3 - وتحقيق كتاب السيوطي : علم المناسبات في السور والآيات ، وكتاب مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع .
وهذا ما أحببت إضافته عن مؤلف الكتاب من الناحية العلمية .
---
محمد رشيد
12-15-2003, 09:51 PM
جزاك الله تعالى خيرا أخي المتعلم
و كلامكم بلا شك زاد الكتاب توثيقا عندي
و لكني لازلت أطمع في المزيد حول الكتاب بصورة أدق تكون ممن درسه أو يستفيد منه
---
أبومجاهدالعبيدي
12-16-2003, 01:41 AM
أخي الكريم محمد يوسف
إذا كنت تريد التعرف على الكتاب بصورة أدق فالطريقة هي أن تشتريه وتقرأه بنفسك وفقك الله ، هذا هو الأولى .
ولو تصفحته لمدة ربع ساعة وأنت في المكتبة لاقتنعت به . ( وليس المخبَر كالمعاين )
---
محمد رشيد
12-17-2003, 07:56 PM
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الحبيب جابر
و الآن قد اتضح أن الكتاب مزكّى
و لكن سؤال صغير جدا لتتم الفائدة بالنسبة لي / هل هو أفضل أم كتاب ( أثر القراءات في اختلاف القراءات ) لعبدالرؤوف سعد ؟
حيث إنني سأقدم على الكتاب ـ إن شاء الله تعالى ـ دارسا و متخذه عمدة في بابه ، و ليس عندي وقت نهائيا للتجربة ، إلا أن يأتي ذلك خارجا عن إرادتي فتكون تجربة حينها ، و أما في البداية فأتخذ كل الأسباب التي تعطيني ثقة يقينية بالكتاب
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
و أعتذر لإزعاجكم
تلميذكم / محمد يوسف رشيد
---
أحمد البريدي
12-17-2003, 11:02 PM(1/2119)
لم تزعجنا ايه الأخ الفاضل , بل نشد من أزرك ونثمن حرصك على طلب العلم , ونتمنى لك المزيد , وسنعمل جاهدين للتعاون معاً على طريق الخير .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-08-2004, 12:53 AM
هذه نبذة عن أهم ما اشتمل عليه هذا الكتاب مأخوذة من خاتمة الباحث :
الخاتمة
تتضمن الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها البحث، مع جملة من المقترحات التي يوصي بها الباحث.
وتتلخص أهم النتائج التي توصل إليها البحث فيما يلي:
1 – بيان معنى نزول القرآن العظيم، وأن الاستعمال الشرعي لكلمة نزول لم يخرج بها عن حقيقتها اللغوية، وأن القول فيه كالقول في سائر الغيوب، والصفات الإلهية.
2 – بيان أن للقرآن العظيم بعد إثباته في اللوح المحفوظ، وجود ونزولين، وجود في اللوح المحفوظ، ونزول في بيت العزة في السماء الدنيا، ونزول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم منجما مفرقا على مدى ثلاث وعشرين سنة.
3 – تقرير تكرار نزول القرآن العظيم، والتدليل عليه مع بيان حكمته.
4 – المصحف العثماني يشتمل على الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه، وعلى ما يوافق رسمه من سائر الأحرف السبعة.
5 – تحديد زمن جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف الشريف.
6 – بيان أن رسم المصحف العثماني يشتمل على الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه، وعلى ما يوافق رسمه من سائر الأحرف السبعة.
7 – أن التمييز بين القراءات التي تعود إلى الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه وبين ما يوافقه من سائر الأحرف إنما هو بالنقل؛ فذاك الحرف خطي بالتواتر في النقل، وما وافقه نقل على غير طريق التواتر، لكن توفرت له شروط القبول من موافقة الرسم والعربية وصحة النقل وتلقاه العلماء بالقبول .
8 – تقرير أن القراءات سنة متبعة، تؤخذ عن طريق التلقي والرواية، وليست رأيا ودراية.
9 – بيان أقسام القراءات من جهة النقل، ومن جهة القبول، مع بيان الفرق بين القرآن والقراءة والرواية والطريق والوجه.(1/2120)
10 – تقرير أن القراءات لا تنحصر في السبع أو في العشر، إنما هذا هو المشهور في العصور المتأخرة، أما في الأعصار الأول فهذا العدد قل من كثر، ونزر من بحر.
11 – تقرير أن التلقي بالقبول مع موافقة الرسم والعربية وصحة السند يفيد العلم ويقوم مقام التواتر في ثبوت القراءة.
12 – بيان أنواع الاختلاف الواقع بين القراءات، وفوائد تعدد القراءات.
13 – بيان أن التصنيف في القراءات وما يتعلق بها لم ينقطع في عصر من الأعصار وأنه مستمر ولله الحمد إلى زمننا هذا.
14 – بيان أن موقف بعض النحاة من بعض القراءات لم يقم على أساس عدم الاعتداد بالقراءة أو عدم الاحتجاج بها، إنما كان نتيجة لأحد أمرين:
إما لعدم ثبوت القراءة لديهم، ثبوت الحجة.
وإما لقيام مانع – بحسب اجتهادهم – منعهم من الأخذ بها وهم في اجتهادهم مأجورون أجراً واحداً.
15 – رد الشبه التي جاء بها المستشرقون بالنسبة لاختلاف القراءات ولرسمها، وأنها في حقيقتها تطوير للشبه القديمة التي جاء بها المبطلون وردها عليها أهل العلم.
16 – تأكيد أن القراءات جميعها حق، واختلافها حق، لا تضاد فيه، ولا تناقض، لأنه اختلاف تنوع، والاختلاف الذي نفاه الله عز وجل عن القرآن العظيم هو اختلاف التضاد والتناقض، وهذا لا يوجد في الشرع بله في القرآن العظيم، ولله الحمد والمنة.
17 – بيان منزلة القراءات من التفسير، وأنها تارة تكون من باب تفسير القرآن بالقرآن، وتارة تكون من باب تفسير القرآن بالسنة أو بقول الصحابي.
18 – بيان أن تنوع القراءات من جهة أثره في التفسير على قسمين:
الأول : قراءات لها أثر في تفسير الآية وبيان معناه.
الثاني: قراءات لا أثر لها في تفسير الآية ومعناها، وإنما هو أمور ترجع إلى اللغة نحواً، وصرفاً ونحو ذلك.
19 – تقرير أن الاهتمام بأثر القراءات في التفسير كان منذ عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.(1/2121)
20 – حصر الآيات الكريمة الذي أنتج تنوع القراءات فيها أثراً في معناها وتفسيرها من قبيل الجهات التالية:
أ – القراءات التي بينت معنى الآية.
ب - القراءات التي وسعت معنى الآية.
ت – القراءات التي أزالت الإشكال عن معنى الآية.
ث - القراءات التي خصصت عموم الآية.
ج - القراءات التي قيدت مطلق الآية.
ح - القراءات التي بينت إجمال الآية.
21 – ثم أوردت الآيات الذي أنتج تنوع القراءات فيها تنوعاً في الأسلوب، دون كبير أثر في معنى الآية وتفسيرها.
22 – تقرير أن تعدد القراءات هو ضرب من الإعجاز القرآني، لا يستطيع أن يأتي به بشر قط من عنده، ثم لا يستطيع أن يبلغه على هذا الوجه الشامل إلا رسول من عند الله حقاً، لذلك لم يحط بعد ذلك إمام واحد بكل القراءات.
المرجع : موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/htmls/bookctitles.asp?bookcID=5)
---
(1/2122)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فيض الباري شرح صحيح البخاري للتحميل
---
فيض الباري شرح صحيح البخاري للتحميل
---
مسك
03-29-2006, 07:09 PM
اسم الكتاب : فيض الباري شرح صحيح البخاري
اسم المؤلف : محمد أنور شاه الكشميري
نبذة عن الكتاب :
كتاب مهم شرح فيه المؤلف كتاب صحيح البخاري الذي يعد اهم كتب الحديث على الاطلاق وهذا الشرح عبارة عن امال املاها الشيخ على تلامذته وقد جاء الكتاب مقسما في كتب:كتاب الايمان، كتاب العلم...الخ.
وسيتم نشر الكتاب تباعاً إن شاء الله ..
رابط تحميل الكتاب :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=257898#post257898
---
(1/2123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعلان : طلب موظف للعمل في مركز للدراسات القرآنية
---
إعلان : طلب موظف للعمل في مركز للدراسات القرآنية
---
عبدالرحمن الشهري
01-09-2007, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك مركز للدراسات القرآنية يرغب في توظيف موظف :
- له عناية جيدة بالدراسات القرآنية ، ومعرفة بكتبها ، ولغته العربية جيدة .
- له معرفة جيدة بالتعامل مع الكمبيوتر والنسخ والانترنت .
- يعمل على فترتين صباحية ومسائية .
- يكون مقيماً بمدينة الرياض .
ترسل السيرة الذاتية وطلبات التوظيف على بريدي الالكتروني
am33s@hotmail.com
---
آل جهينة
01-10-2007, 01:12 PM
***
بالتوفيق لكم إن شاء الله تعالى
***
---
حمدي باه
01-11-2007, 12:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
وبعد / جميع الشروط متوفرة في إلا الشرط الأخير حيث لا أقيم بالرياض وإنما أقيم بمدينة بماكو ب (دولة مالي) فهل أستطيع ترشيح نفسي للقيام بهذه المهمة الجلية التي أرغب فيها كثيرا.
---
محمود21
01-11-2007, 01:38 AM
وفقكم الله أخى الكريم لما فيه رفعة الإسلام والمسلمين
لكنى مقيم بالقاهرة
---
محب الطبري
01-12-2007, 02:10 PM
حبذا لو ذكرتم الراتب والبدلات والمميزات، وبالنسبة لمن يقيم خارج الرياض يمكن أن يرحل إليها. وشكرا.
---
أبو المنذر
01-12-2007, 08:31 PM
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وزادكم حرصا على نفع الاسلام والمسلمين
وجعل عملكم خالصا لوجهه الكريم
اللهم وفق شيخنا للحصول على مبتغاه
آمين
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 08:19 AM
وفقكم الله وجزاكم خيراً ، على ردودكم . ولا زلت أنتظر رسائلكم بارك الله فيكم ، والتفاصيل سوف تبحث لاحقاً إن شاء الله.
---
(1/2124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مخطوط ( تفسير ينبوع الحياة ) ؟ أفيدونا مشكورين
---
مخطوط ( تفسير ينبوع الحياة ) ؟ أفيدونا مشكورين
---
سعودالعكوز
02-18-2006, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
رواد ملتقى أهل التفسيرالأفاضل
أعضاء وزوارا
أريد أن اسأل عن مخطوط في التفسير سمعت أنه موجود في القصيم ، و بدأ مجموعة من الطلبة في تبيضه أو تحقيقه ..
يحمل اسم: ينبوع الحياة ...
للأسف لم اضبط اسم المؤلف ..
كل ما أريده مزيد من المعلومات عنه وعن طريقته في التفسير ومن هو صاحبه ..
كل المعلومت ، بدون أي اختصار ..
محبكم
---
أبو حذيفة
03-12-2006, 12:42 AM
كتاب ينبوع الحياة لابن ظفر الصقلي رحمه الله كتاب جليل عظيم القدر كثير النفع وقد قام الدكتور صالح الفايز بدراسة منهج الكتاب في مرحلة الماجستير واحضر جميع نسخه الخطية المتفرقة في العالم وقد اشار به على عدد من الباحثين وفعلا تم ذلك فقد سجل الكتاب من الفاتحة حتى سورة الانعام وبقي من الكتاب قطعة كبيرة جداً إلا ان المتبقي لا يخلو من سقط ولو رجعت إلى رسالة الدكتور صالح لتبين لك الأمر فقد بين جميع ما في الكتاب من طمس أو سقط أو بياض
---
أبو حذيفة
03-15-2006, 12:50 AM
استدراك
الذي سجل من الكتاب من سورة الناس حتى سورة الأنعام
---
أبو حذيفة
04-22-2006, 10:33 PM
بل سجل حتى نهاية سورة آل عمران
---
(1/2125)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دورة منهجية لتحفيظ القرآن
---
دورة منهجية لتحفيظ القرآن
---
عبد الله الخضيري
05-28-2004, 01:44 PM
إعلان-تعلن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بحائل عن دورة منهجيه لحفظ القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة والأخوات الاعزاء وفقهم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة حائل -
ان تعلن عن إقامة الدورة المنهجيه لحفظ القرآن الكريم وإتقانه
حوافز الدورة
1- إتقان حفظ القرآن الكريم وتجويده على أيدي مدرسين متخصصين.
2- جوائز تشجيعية أثناء سير الدورة للمتميزين والمثاليين .
3- يتخلل الدورة رحلات تربوية وترفيهية متعددة داخل المنطقة وخارجها .
4- يمنح الطالب شهادة في حفظ القرآن الكريم وإتقانه في نهاية الدورة بعد اجتياز الامتحان.
5- يمنح الطالب في نهاية الدورة مكافأة مالية قيمة في حفل التخريج.
6- يكون الطالب مرشحا للتدريس في إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم .
شروط الدورة
1- أن لايكون الطالب قد سبق له حفظ القرآن الكريم كاملا في حلقات التحفيظ أو في دورات سابقة.
2- أن يكون الطالب جيد التلاوة وأن يجتاز المقابلة الشخصية.
3- ألا يقل عمر الطالب عن سبعة عشر عاما أو يكون حاصلا على شهادة الأول ثانوي.
4- ألا يقل معدل الطالب في آخر شهادة دراسية حصل عليها عن (80%) مع احضار صورة منها.
تنبيهات
1- العدد محدود والأولوية عند المفاضلة للاسبق .
2-مواعيد التسجيل ابتداء من يوم الأحد 4/4/1425هـ
وحتى يوم الاربعاء 14/4/1425هـ
وذلك في مقر الجمعية صباحا جميع ايام الاسبوع عدا يومي الخميس والجمعة.
مساء في الايام التالية (الأحد - الاثنين - الثلاثاء).
فعلى الراغبين في الالتحاق سرعة التسجيل .(1/2126)
علما بأن الدورة : سنة واحده ابتداء من 1/5/1425هـ
للاستفسار اتصل على هاتف / ( 5332208 __ 054283313 __ 054977881)
والله الموفق ،،،،،
أخوكم
عبد الله
ـــــــــــــــــــــــــــ
---
(1/2127)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظراتٌ لغوية ... في القرآن الكريم ..
---
نظراتٌ لغوية ... في القرآن الكريم ..
---
فهد الوهبي
09-04-2003, 09:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين ..
فهذا عرض لكتاب قرآني لغوي قال فيه مؤلفه :
( فلقد رغبت في أن أقود طلاب العلم ، ولو بالسلاسل ، إلى ولوج الروضات الخلابة التي يزخر بها كتاب الله ؛ كي يتفيؤوا ظلها الوارف ، ويشموا عبيرها الفوَاح ، وكنت أدرك أن من حرمها قد حُرِم خيراً كثيراً ، وأنه لا سبيل إلى دلفان أبوابها ، والتمتع بنعيمها ، إلا بإعداد العدة اللازمة لبلوغ مراميها... ) .
وقال عنه :
(فإني أحمد الله جل جلاله على ما رأيته من قبولٍ لكتابي ... فإخاله لم يضع كما تضيع أكثر الأشياء الثمينة ؛ فلا هو : مطر جَودٌ في أرض مُسبِخة ، لا يجف ثراها ، ولا ينبت مرعاها ، ولا هو سراجٌ يوقد في الشمس ، ولا هو جارية حسناء تُزَف إلى عنّين أعمى ، أو خَوْدٌ تزف إلى ضرير مقعد ، ولا هو صنيعة تُهدى إلى من لا يشكرها ، بل رأيته وسمياً باكر جنة بربوة ، ثم خَلَفه وليٌّ فغدت الأرض بعده كأنها وشيٌ منشور ، عليه لؤلؤ منثور ... ) .
= عنوان الكتاب :
نظرات لغوية .. في القرآن الكريم
ومؤلفه :
أ . د . صالح بن حسين العايد . الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .
= وموضوعه :
بيان نوع من إعجاز القرآن بفصاحته وبلاغته وبيانه .
= فصول الكتاب :
قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة ، ثم قدم الكلام على أهمية اللغة العربية في الدعوة (17 ـ 44 )
ثم تمهيد في سبل تدبر كتاب الله : ( 46 ـ 50 ) .
ثم بدأ بذكر النظرات مرتبة حسب ترتيب السور في المصحف .
= حجم الكتاب :
يقع الكتاب في ( 330 ) صفحة من القطع العادي .
= طبعات الكتاب :(1/2128)
طبع الكتاب طبعتين في دار إشبيليا الثانية في عام 1423 هـ .
= أنموذج من الكتاب :
قوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
قال :
عبر عن المؤمنين بجملة ( الذين أنعمت عليهم ) التي جاءت صلة موصولها جملة فعلية ، ولم يقل : ( صراط المنعم عليهم ) ؛ لتكون متناسبة مع قوله : ( المغضوب عليهم ) وقوله : ( الضالين ) ؛ وإنما جاءت الآية على ما جاءت عليه لأن من شأن التعبير بالاسم الموصول أن يكون معهوداً نُصْبَ العين للسامع والقارئ ، وههنا دلّ التعبير عن المؤمنين بالاسم الموصول على علوّ شأنهم وتلألئهم في ظلمات البشر ، كأنهم معهودون نُصب العين لكل سامع .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
---
محب أهل التفسير
09-16-2003, 05:57 PM
الأخ الفاضل هل الكتاب متوفر في الأسواق لأني سألت في إحدى مكتبات جدة فلم أجده أرجو التكرم بإفادتنا باسم مكتبة يمكننا الحصول على الكتاب منها ولكم منا جزيل الشكر
---
فهد الوهبي
09-28-2003, 07:38 PM
الأخ الفاضل محب أهل القرآن ..
نعم الكتاب متوفر وموجود في الأسواق وقد شاهدته قريباً في إحدى المكتبات ..
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2005, 01:49 PM
صدرت الطبعة الثالثة من هذا الكتاب عام 1425هـ . عن الدار نفسها ، وعدد صفحاته كما في الثانية 330 صفحة . وقد كتب الشيخ إبراهيم بن يوسف الشنقيطي بعض الاستدراكات على ما ورد في الكتاب وبعث بها للمؤلف ، فأودعها المؤلف في كتابه ، وأثنى على الشيخ ثناء عاطراً.
---
(1/2129)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن التفسير العلمي
---
سؤال عن التفسير العلمي
---
متعلم
10-04-2003, 02:19 PM
من لديه معلومات سواء بحوث او كتب عن التفسير العلمي ، سوى كتاب أحمد عمر أبو حجر
وشكرا
---
أبو عبد الرحمن المدني
10-05-2003, 11:05 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... أما بعد :
فهذه بعض المعلومات عن التفسير العلمي ، وهي عبارة عن محاضرات للشيخ الدكتور خالد السبت ( حفظه الله )
أضع لك ما أخذته من تلك المحاضرات .
التفسير العلمي : هو التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارة القرآن الكريم ، ويجتهد في استخراج العلوم منها .
- والملاحظ على من أغلب من يتكلم في هذا الموضوع أمورا منها :
- كثرة التكرار في هذه الموضوعات .
- أنهم لا يعزون ما يأخذونه وكأنما هم الذين استنبطوه واستخرجوه .
- الجرأة المتناهية في القول في التفسير والمسارعة في ذلك .
- إلقاء العبارات الواسعة .
• هل للمشتغلين بالتفسير العلمي سلف ؟
هذه القضية قديمة وكانت موجودة عند بعض المسلمين وقت قيام حضارتهم ، قبل قيام نهضة أوروبا ، وقد تلقفها المسلمون من اليونان كعلم الفلك والمنطق .
وهذه العلوم منها ما هو صحيح ومنها ما هو فاسد .
وظهرت بدعة ، وهو أنه لا يبلغ درجة الاجتهاد إلا من كان عنده شيء من ذلك ، فأدخلها العلماء في كتبهم ؛ إما عن قناعة منهم ، وإما جريا على هذه البدعة .
فأصبح من يريد مثلا التكلم عن قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها } تكلم عن هذه الأمور التي لا حاجة لها في التفسير
وبهذا تتابع بعض من يكتب في التفسير على هذا المنوال .
• بواعث هذا الفكر :(1/2130)
وذلك لما حصل الطعن في كتاب الله وأنه لا يصلح في هذا الزمان _ زعموا _ جاء بعض الغيورين وقالوا : لا تنزعجوا ولا تتخلوا عن دينكم فإن هذا القرآن تكلم عما قلتموه من ( 1400) سنة
• ومن الذين مانعوا وحاربوا هذا النوع من التفسير : الشاطبي رحمه الله في الموافقات .
والشيخ محمد شلتوت رحمه الله .
وأستاذ أمين الخولي ، ومحمد عبد العظيم الزرقاني ، ومحمد حسين الذهبي ، رحمة الله عليهم
وكذلك العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ، والأستاذ سيد قطب في الظلال .
ومن الأسباب التي جعلت أمثال هؤلاء يردون مثل هذا النوع :
1/ أن هذا القرآن إنما هو كتاب هداية
2/ أن نصوص القرآن نصوص قطعية ، وهذه العلوم التجريبية هي علوم ظنية .
• حكم التفسير العلمي للقرآن :
إن الذي ينبغي هو التفصيل أما الإجمال فلا يصلح .
فمنه ما هو صحيح ولا يوجد ما يدل عليه ، ومنه ما هو صحيح ويوجد ما يدل عليه ، ومنه ما هو صحيح ويوجد في القرآن ما يحتمله .
ومنه ما يذكرونه ويوجد في القرآن ما يبطله .
فلا نسلم به مطلقا ولا نرده مطلقا .
• شروطه :
- تأمل قواعد التفسير في هذا الوجه .
- ينبغي أن يكون الكلام في الحقائق العلمية
- لا يمكن أن تصادم حقيقة ثابتة القرآن الكريم
- ألا يتنافى هذا التفسير مع سياق الآية ومفهوم اللغة
هذا بعض ما دونته وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-06-2003, 06:09 AM
أخي متعلم وفقك الله
كنت كتبت بعض المراجع في حوار مع الأخ مرهف سقا وفقه الله على هذا الرابط.
نظرة في مصطلح التفسير العلمي - مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129)
---
حسن الكبهي
10-06-2003, 07:18 AM
خلاصة التفسير العلمي للقرآن
هذه الخلاصة منقولة من موقع الايمان نقلتها للفائدة.
خلاصة بحث التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين
للشيخ محمد الأمين ولد الشيخ(1/2131)
ينقسم أعلامنا الفضلاء في (موضوع التفسير العلمي للقرآن) إلى فريقين : فريق يجيز التفسير العلمي للقرآن ، ويدعو إليه ، ويرى فيه فتحاً جديداً وتجديداً في طرق الدعوة إلى الله،وهداية الناس إلى دين الله.وفريق يرى في هذا اللون من التفسيرخروجاً بالقرآن عن الهدف الذي أنزل من أجله،وإقحاماً له في مجال متروك للعقل البشري،يجرب فيه، ويصيب ويخطئ.لذلك كان لا بد من بحث القضية ، ولا بد من استعراض الأدلة ، ومناقشة حجج الفريقين المجيزين والمانعين .
--------------------------------------------------------------------------------
المجيزون للتفسير العلمي للقرآن الكريم :
أما مجيزوا التفسير العلمي وهم الكثرة ، فيمثلهم الإمام محمد عبده ، وتلميذه الشيخ محمد رشيد رضا ، والشيخ عبد الحميد بن باديس ، والشيخ محمد أبو زهرة، ومحدث المغرب أو الفيض أحمد بن صديق الغماري ، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، صاحب أضوء البيان في تفسير القرآن بالقرآن .وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له الحدود التي تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتشبعون بما لم يعطوا .
ومن هذه الحدود :
1-ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلا بد من :
أ) أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي .
ب) أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها .
ج) أن تراعى القواعد البلاغية ودلالاتها.خصوصاً قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية . 2- البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي .
3- أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر ، بل تجعل هي الأصل : فما وافقها قبل وما عارضها رفض .
4- أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص . أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسربها القرآن،لأنها عرضةللتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت.(1/2132)
--------------------------------------------------------------------------------
المانعون من التفسير العلمي
أما المانعون من التفسير العلمي فيمثلهم في هذا العصر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت ، والأستاذ سيد قطب ، ود . محمد حسين الذهبي .
وهؤلاء المانعون يقولون :
1- إن القرآن كتاب هداية ، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ، ودقائق الفنون ،وأنواع المعارف .
2-إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان ،والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.
3-إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع الإعجاز ،ولا يسيغه الذوق السليم .
4-ثم يقولون : إن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون ،وهذا الدليل هو ما روي عن معاذ أنه قال يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة . فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ، يم ينقص حتى يعود كما كان . فأنزل الله هذه الآية : ? يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...?(البقرة:189) .
ولكن هل تكفي هذه الحجج لرفض التفسير العلمي ؟
· إن كون القرآن كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث ، فقد تحدث القرآن عن السماء ، والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، وسائر الظواهر الكونية . كما تحدث عن الإنسان ، و الحيوان والنبات .
· ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية ، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس .
· أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض ، وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن .(1/2133)
· أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر ، والتمحل ، والتكلف، فإن التأويل بلا داع مرفوض ، وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة .
أما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية : ? يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ? فهو بحاجة إلى أن يثبت وإلا فهو معارض بما رواه الطبري في تفسيره عن قتادة في هذه الآية: قالوا سألوا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون ? هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...? فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء والله أعلم بما يصلح خلقه .
وروى عن الربيع وابن جريج مثل ذلك . ففي هذه الروايات التي ساقها الطبري(1)، إن السؤال هو : لم جعلت هذه الأهلة؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدوا دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص . ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي .
--------------------------------------------------------------------------------
والخلاصة :
· أن التفسير العلمي للقرآن مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تستقر ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية .
· ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية .
· ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً .
· وهو مرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع آخر ، أو دل عليه صحيح السنة .
· وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة ، وحدود الشريعة ، والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله .
· وهو – أخيراً – مقبول ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب ، فكتاب الله أعظم من ذلك .(1/2134)
· وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
--------------------------------------------------------------------------------
التوصيات الصادرة عن المؤتمر
مقدمة :
تم – بعون الله تعالى وتوفيقه – عقد المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مدينة إسلام آباد بباكستان في الفترة من 25-28 من صفر 1408هـ الموافق 18-21 أكتوبر 1987م ، وذلك تحت الرعاية المشتركة للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ، وهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .وقد اشترك في هذا المؤتمر 228 عالماً ينتمون إلى 52 دولة كما شارك في هذا المؤتمر 160 مراقباً . ولقد قدم للؤتمر 78 بحثاً علمياً غطت 15 تخصصاً علمياً ، تم اختيارها من بين أكثر من 500 بحث وردت للجنة المنظمة للمؤتمر من كل أنحاء العالم . ولقد تمت مناقشة تلك البحوث عبر ست جلسات عامة بالإضافة إلى عدد من جلسات العمل المتخصصة . وتم استبعاد ستة بحوث لعدم حضور أصحابها لإلقائها بالمؤتمر . والإعجاز العلمي يعني تأكيد الكشوف العلمية الحديثة الثابتة والمستقرة للحقائق الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأدلة تفيد القطع واليقين باتفاق المتخصصين . وتهدف دراسته وإجراء البحوث فيه إلى إثبات صدق محمد صلَّى الله عليه وسلَّم فيما جاء به من الوحي بالنسبة لغير المؤمنين ، وتزيد الإيمان وتقوى اليقين في قلوب المؤمنين وتكشف لهم عن عجائبه وأسراره ، وتعينهم على فهم حكمه وتدبر مراميه . ويعتمد الإعجاز العلمي على الحقائق المستقرة التي تثبت بأدلة قطعية ، ويشهد بصحتها جميع أهل الاختصاص ، دون الفروض والنظريات . كما يجب أن يدل نص الكتاب أو السنة على الحقيقة العلمية بطريق من طرق الدلالة الشرعية ، وفقاً لقواعد اللغة ومقاصد الشارع وأصول التفسير ، فإن خرجت الحقيقة العلمية المدعاة عن جموع معاني النص لم تكن حقيقة في الواقع ونفس الأمر . ويجب(1/2135)
أن يكون الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من العلماء المشهود لهم بالتأهيل العلمي في مجال تخصصه ، إضافة إلى قدرته على فهم النصوص الشرعية من مصادرها ، والاستنباط منها ، وفق قواعد اللغة وأصول التفسير وعليه أن يستشير المتخصصين في العلوم الشرعية فيما يخفى عليه وجه الإعجاز فيه . ويستحسن أن تقوم بهذه البحوث مجموعات عمل تجمع الخبراء في العلوم الكونية والشرعية .وتقوم لجان الخبرة ومجموعات العمل التي تجمع المفسرين والعلماء الكونيين بإعداد البحوث وإجراء الدراسات في مجال الإعجاز العلمي حتى توجد المؤسسات التعليمية التي تخرج العالم بمعاني التنزيل وحقائق العلم .
--------------------------------------------------------------------------------
توصيات المؤتمر
التوصية الأولى :
دراسة الإعجاز العلمي في الجامعات :
يوصي المؤتمر الجامعات والمؤسسات التعليمية بالعناية بقضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مناهجها الدراسية ، والعمل على إعداد وتدريس مادة جديدة في كل كلية أو معهد تعنى بدراسة آيات وأحاديث الإعجاز العلمي الداخلة في تخصص هذه الكلية أو المعهد،وذلك لربط حقائق العلم بالوحي، تعميقاً للإيمان وتقوية لليقين في قلوب الدارسين .
التوصية الثانية :
إعداد تفسير ميسر :
يوصي المؤتمرهيئة الإعجازالعلمي في القرآن والسنة،بالتعاون والتنسيق بين الجامعات ومراكزالبحوث والهيئات والمنظمات الإسلاميةفي البلاد الإسلامية،بإعداد تفسيرميسرللقرآن الكريم يعني بوجه خاص الآيات الكونية الواردة فيه
التوصية الثالثة :
ترجمة معاني القرآن الكريم :(1/2136)
يوصي المؤتمر هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتعاون والتنسيق بين الجامعات ومراكز البحوث والهيئات والمنظمات الإسلامية بإعداد ترجمة دقيقة لمعاني القرآن الكريم ، مصحوبة بتعليقات وافية عن الآيات الكونية الواردة فيه ، لتعين الباحثين من غير الناطقين بالعربية في مجال الإعجاز العلمي في القرآن .
التوصية الرابعة :
إصدار مجلة علمية :
يوصي المؤتمر هيئة الإعجاز العلمي بإصدار مجلة علميةذات مستوى عالمي رفيع باللغتين العربيةوالإنجليزيةتعنى بنشر البحوث المتخصصةفي مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنةبعدإجازتها من المتخصصين في العلوم الإسلاميةوعلوم الكون
التوصية الخامسة :
تشجيع بحوث الإعجاز :
يوصي المؤتمر الجامعات ومراكز البحوث في البلاد الإسلامية بتشجيع البحوث والدراسات في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، وتخصيص المنح الدراسية لطلاب الدراسات العليا ، ورصد الجوائز المالية لغيرهم من الباحثين في هذه المجال
التوصية السادسة :
مراكز بحوث الإعجاز العلمي :
يوصي المؤتمر الجامعات والمؤسسات العلمية والهيئات والمنظمات العاملة في حقل الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي بإنشاء مراكز متخصصة لبحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، كما يوصي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بأن تبادر بإنشاء أول مركز لهذا الغرض .
التوصية السابعة :
تمويل نشاط الهيئة :
يناشد المؤتمر الحكومات والهيئات والمؤسسات المالية ورجال الأعمال في البلاد الإسلامية أن يقدموا الدعم المالي لهيئة الإعجاز العلمي ومراكز البحوث التي تنشئها لتمكينها من تمويل نشاطاتها تحقيقاً للهدف الذي قامت من أجله من عقد المؤتمرات والندوات وحلقات البحث،وإعداد البحوث والدراسات التي تعمق الإيمان وتقوي اليقين في قلوب المؤمنين وتخاطب غيرهم بلغة العصرالتي يحتكمون إليها في قبول الإيمان،قياماً بواجب الأمةفي تبليغ دعوةالإسلام بالحجةوالدليل والبرهان.(1/2137)
التوصية الثامنة :
الدعوة للبحوث العلمية الأصلية :
يوصي المؤتمر هيئة الإعجاز العلمي وغيرها بالاهتمام بعقد الندوات المتخصصة وحلقات البحث ، وتكوين مجموعات العمي ولجان الخبرة ، لتطوير البحوث في مجال الإعجاز العلمي، ووضع خطة متكاملة لها توزع على الجامعات والمراكز البحوث في داخل البلاد الإسلامية وخارجها تمهيداً لعقد المؤتمرات الدورية التي تعرض فيها هذه البحوث الجديدة .
التوصية التاسعة :
البحوث العلمية والكشوف الحديثة :
يدعو المؤتمر الجامعات ومراكز البحوث في البلاد الإسلامية والعلماء المسلمين في العالم، إلى التعاون على إعداد خطة بحوث متكاملة في المجالات العلمية المختلفة والعمل على تنفيذها بالتعاون والتنسيق فيما بينهما ، امتثالاً لدعوة القرآن الكريم للمسلمين إلى البحث والنظر والتدبر في آيات الله في آفاق الكون وفي النفس لاكتشاف الحقائق العلمية والسنن الكونية واستخدامها في توفير سبل القوة وأسباب العزة للمسلمين ، وانتشالهم من التبعية الكاملة لغيرهم في مجال العلوم والتكنولوجيا.كما يوصي المؤتمر الحكومات الإسلامية باتخاذ الخطوات العلمية لجذب العقول الإسلامية المهاجرة للمشاركة في تنمية وتقدم مجتمعاتهم كما يوصي الهيئات والمؤسسات المالية ورجال بالمساهمة الأعمال في تمويل مشروعات البحوث التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحوث والأفراد .
التوصية العاشرة :
نشر بحوث المؤتمر وإعلان نتائجها :(1/2138)
يوصي المؤتمر هيئة العلمي بنشر بحوث المؤتمر بعد مراجعتها على ضوء المناقشات التي دارت في جلسات المؤتمر وكذلك التقارير والتوصيات باللغتين العربية والإنجليزية واستثمار نتائجها . في الدعوة إلى الإسلام ، تحقيقاً للهدف من هذه البحوث،مع الاستعانةفي ذلك بتقنيات العصرفي الإخراج والعرض ووسائل الإعلام الحديثة في التأثير والإقناع ،كما يوصي المؤتمر الهيئةبإعداد سلسلة من المحاضرات في الجامعات ومعاهد العلم وتكليف العلماءالمهتمين بهذاالموضوع بإلقائها ودعوة الصحف ووسائل الإعلام في البلاد الإسلاميةللمشاركة بإعداد البرامج ونشرالمقالات في هذا المجال .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الطبري المحقق ج 3 ص 554 (الهيئة).
*************************************************
والله أعلم و وهو يغفر ويرحم
---
متعلم
10-07-2003, 01:09 AM
شكرا لكل من تفاعل من الاخوة ...
وجزاكم الله خيرا ، وانا في انتظار المزيد ...
---
(1/2139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن تعريف متقدم لعلم التفسير .
---
أبحث عن تعريف متقدم لعلم التفسير .
---
سعد آل محمود
03-27-2006, 06:24 AM
بحثت في كتب المتقدمين فلم أجد أي تعريف للتفسير عندهم
فمن هو أول من عرف التفسير من العلماء، وما تعريفه، وما
هو التعريف الجامع لهذا العلم.
أرجو الإفادة، وأشكر لكم مروركم
---
مجدي ابو عيشة
03-27-2006, 11:52 AM
في الاتقان باب"في معرفة التفسير" ستجد عن التفسير والبيان . وفي أول فصل علم التفييسرفي البرهان
فسر:"الفَسْرُ: التَفْسِيْرُ؛ وهو بَيَانٌ؛ وتَفْصِيْلُ الكُتُبِ، يُقال: فَسَرْتُ القُرْآنَ وفَسَّرْتُه. وما تَفَسرْتُ عن هذا: أي ما سَالْمتُ عن تَفْسِيْرِه، وهي كقَوْلِكَ: ما اسْتَفْسَرْتُه."المحيط في اللغة للصاحب بن عباد 2/258
"( فسر ) الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله ابن الأَعرابي التَّفْسيرُ والتأْويل والمعنى واحد وقوله عز وجل وأَحْسَنَ تَفْسيراً الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل والتأْويل ردّ أَحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر واسْتَفْسَرْتُه كذا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لي والفَسْر نظر الطبيب إلى الماء وكذلك التَّفْسِرةُ قال الجوهري وأَظنه مولَّداً وقيل التَّفْسِرةُ البول الذي يُسْتَدَلُّ به على المرض وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل وهو اسم كالتَّنْهِيَةِ وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تَفْسِرَتُه "لسان العرب 5/55
---
سعد آل محمود
03-27-2006, 01:46 PM
أشكر لك مرورك وإجابتك، لكن ما أحب معرفته هو تعريف اصطلاحي للتفسير
عند قدماء المفسرين، من أمثال الطبري، أو القرطبي، أو غيرهم من علماء التفسير
المعروفين
---
طالب العلم1(1/2140)
03-27-2006, 05:55 PM
أنظر قول المتقدمين من المفسرين في قوله عز وجل "ولايأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"
---
أبو إسحاق
03-27-2006, 07:24 PM
السلام عليكم
التفسير فى الإصطلاح: يرى بعض العلماء: أن التفسير ليس من العلوم التى يُتكلف لها حد، لأنه ليس قواعد أو ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره من العلوم التى أمكن لها أن تشبه العلوم العقلية، ويُكتفى فى إيضاح التفسير بأنه بيان كلام الله، أو أنه المبيِّن لألفاظ القرآن ومفهوماتها.
ويرى بعض آخر منهم: أن التفسير من قبيل المسائل الجزئية أو القواعد الكلية، أو المَلَكات الناشئة من مزاولة القواعد، فيتكلَّف له التعريف، فيذكر فى ذلك علوماً أخرى يُحتاج إليها فى فهم القرآن، كاللغة، والصرف، والنحو، والقراءات... وغير ذلك.
وإذا نحن تتبعنا أقوال العلماء الذين تكلَّفوا الحد للتفسير، وجدناهم قد عرَّفوه بتعاريف كثيرة، يمكن إرجاعها كلها إلى واحد منها، فهى وإن كان مختلفة من جهة اللفظ، إلا أنها متحدة من جهة المعنى وما تهدف إليه.
فقد عرَّفه أبو حيان فى البحر المحيط بأنه: "علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التى تُحمل عليها حالة التركيب، وتتمات لذلك".(1/2141)
ثم خرَّج التعريف فقال: "فقولنا: "علم"، هو جنس يشمل سائر العلوم، وقولنا: "يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن"، هذا هو علم القراءات، وقولنا: "ومدلولاتها" أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا هو علم اللغة الذى يُحتاج إلأيه فى هذا العلم، وقولنا: "وأحكامها الإفرادية والتركيبة"، هذا يشمل علم التصريف، وعلم الإعراب، وعلم البيان، وعلم البديع، وقولنا: "ومعانيها التى تُحمل عليها حالة التركيب"، يشمل ما دلالته عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فإن التركيب قد يقتضى بظاهره شيئاً ويصد عن الحمل على الظاهر صاد فيحتاج لأجل ذلك أن يُحمل على الظاهر وهو المجاز، وقولنا: "وتتمات لذلك"، هو معرفة النَسْخ وسبب النزول، وقصة توضح بعض ما انبهم فى القرآن، ونحو ذلك".
وعرَّفه الزركشى بأنه: "علم يُفهم به كتاب الله المُنَزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه".
وعرَّفه بعضهم بأنه: "علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد، من حيث دلالته على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية".
والناظر لأول وهلة فى هذين التعريفين الأخيرين، يظن أن علم القراءات وعلم الرسم لا يدخلان فى علم التفسير، والحق أنهما داخلان فيه، وذلك لأن المعنى يختلف باختلاف القراءتين أو القراءات، كقراءة: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً} - بضم الميم وإسكان اللام،. وكقراءة {حَتَّى يَطْهُرْنَ} - بالتسكين، فإن معناها مغيرة لقراءة مَن قرأ: "يطهَّرن" - بالتشديد، كما أن المعنى يختلف أيضاً باختلاف الرسم القرآنى فى المصحف، فمثلاً قوله تعالى: {أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً} بوصل "أمَّن"، يغاير فى المعنى: {أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} - بفصلها، فإن المفصولة تفيد معنى "بل" دون الموصولة.(1/2142)
وعرَّفه بعضهم بأنه: "علم نزول الآيات، وشئونها، وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومُحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومُطلقها ومُقيدها، ومُجملها ومُفسِّرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعِبَرها وأمثالها".
وهذه التعاريف الأربعة تتفق كلها على أن علم التفسير علم يبحث عن مراد الله تعالى بقدر الطاقة البَشرية، فهو شامل لكل ما يتوقف عليه فهم المعنى، وبيان المراد.
المصدر:التفسير والمفسرون.وهاكم الرابط:http://www.altafsir.com/MiscellaneousBooks.asp
---
سعد آل محمود
03-27-2006, 10:35 PM
جزاكم الله خيرًا
لا حرمكم الله الأجر
---
(1/2143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > v2.9 Mighty Fax (معرب) لإرسال واستقبال الفاكسات
---
v2.9 Mighty Fax (معرب) لإرسال واستقبال الفاكسات
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:57 AM
مميزات البرنامج : 1 دعم اللغة العربية · 2- سهل الاستخدام· 3- يمكنك اختيار شكل غلاف الفاكس الذى تريد ان ترسله 4- التحكم فى استجابة رد الفاكس بعد رنات قليلة · 5- التحكم فى سرعة الفاكس · 6- طباعة محتويات الفاكسات سواء القادمة أو المرسلة · 7- يوجد سجل للهاتف يمكن أن تسجل عليه أي عدد من الأشخاص الذين ترسل لهم فاكسات
http://www.ar-tr.com/file406.html
وهذة نسخة أحدث للوجهه الانجليزية
http://edu.arabsgate.com/showthread.php?t=431593&highlight=Mighty
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:57 AM
البرنامج ككجهاز الفاكس العادي ، اذن لابد أن يكون الجهاز يعمل ويكون كابل الهاتف مربوط بالجهاز لكي تستطيع إستقبال فاكسات ، واليك الشرح : واجة البرنامج عربى كل ما عليك هو الضغط على الاعدات لتعريف المودم وتستطيع الاختيار او اضغط على فحص منفذ المودم ليتعرف علية البرنامج وهذة الخطوة تنفذ مرة واحدة فقط ، لارسال الفاكس اضغط علي جديد ثم ضع البيانات كرقم المرسل الية وعنوان الرسالة وما الى ذلك ، ثم اضغط علي حفظ للرجوع الى القائمة الرئيسية ،
ثم اضغط على ارسال ، وهذا شرح للواجهة الانجليزية http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=23849&highlight=Mighty
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:58 AM
تكلفة استخدام الفاكس من الكمبيوتر هي تكلفة استخدام الخط الهاتفي وليست تكلفة استخدام الإنترنت· أي أن التكلفة أعلى من تكلفة استخدام الإنترنت
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 01:00 AM(1/2144)
كيف نستقبل الفاكسات ؟ 1- يجب قبل أن نستقبل الفاكسات أن نقوم بإعداد برامج الفاكس للاستقبال، ونقوم بتحديد أن يقوم الفاكس بالبدء في الاستقبال بعد عدد الرنات، وللوصول لهذا الاختيار : - اضغط على .Preferences
- اختر من لسان التبويب الظاهر امامك الخطوة Part 2.-Receiving Faxes
2 -بعد تحديد الرد بعد بضع رنات، نقوم بالضغط على زر Finish في حالة وجود الكمبيوتر في البيت يجب وضع زيادة عدد الرنات، بحيث يكون متسع من الوقت لاستخدام الفاكس والتليفون، فإذا رن أحد أصدقائك، لا يقوم الفاكس بالرد فورا لاستقبال رسالة الفاكس· يمكن وضعه على وضع استعداد بعد 5 رنات ).
3- عند البدء في استقبال الفاكس، سيقوم البرنامج بعمل كل شئ من الاستقبال فقط· يتبقى عليك قراءة الفاكس من الجزء الخاص بالرسالة المستقبلة Outgoing Faxes ، - في الحقيقة رغم ان هذا البرنامج بسيط جد الا انه يوجد العديد والعديد من الإمكانيات التى يمكن أن تستغلها حسب بيئة التشغيل التى تختلف من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 01:00 AM
ينبغي أن يكون الطرف الآخر على علم برسالة الفاكس التي ستصله على الكمبيوتر، وأن يكون كمبيوتره شغالا ، ويمكن أن ترسل رسائل الفاكس إلى جهاز الفاكس أيضا وليس الكمبيوتر فقط·
---
(1/2145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل فكرنا بمعنى القبلة في الصلاة؟
---
هل فكرنا بمعنى القبلة في الصلاة؟
---
عزام عز الدين
10-03-2006, 01:23 AM
من كتاب "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"- د.أحمد خيري العمري دار الفكر
..سأقف عند مشهد واحد، ربما ليس فيه الكثير من الحركة، ربما ليس فيه الكثير من الأحداث.. لكن فيه الكثير من العمق وحافل بالإيحاءات والدلالات..
مشهد واحد، يتكرر مرتين، مرّة مع إبراهيم، ومرة مع محمد..
تتغير أدوات المشهد، تتغير عناصره، لكن شيئاً أساسياً في قلب المشهد ينبض نفس النبض..
يدق نفس الدقة..
ويجعل المشهدين يتكاملان مع بعضهما البعض..
* * *
المشهد الأول، إبراهيم، وتلك الليلة التي خرج منها بإتجاه الفجر- الذي أشرق فيها العقل في داخله..
تلك الليلة.. التي أفلت فيها كل المعبودات، ولم يبق سوى الذي أوجدها- خارجاً عن كل تجسيم، مجرداً عن كل تشكيل ،منزهاً عن أي إطار يحدده في زمان أو مكان..
تلك الليلة، تقلب فيها وجه إبراهيم، تقلب فيها عقله، يبحث عن ذلك الشيء الذي لا مفر من البحث عنه..
وعندما بزغ العقل في داخله- عبر، ومعه الإنسانية كلها، نحو الوجه الآخر من القمر- ذلك الوجه الذي لا يمكن لحوت الخرافة والجهل أن يبتلعه.. تلك الليلة، وذلك المشهد، ووجه إبراهيم يتقلب بين الآفلين، الى أن يصل الى الضفة حيث لا مكان للآفلين. تلك الضفة التي وجّه إليها- أخيراً- وجهته..
(إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً.. وما أنا من المشركين..) الأنعام 79.
*************************
المشهد الأول، لكنه يعاد مرة أخرى.. في عصر آخر..
هذه المرة معه ،محمد، عليه افضل صلاة..
ليس المهم أن تكون ليلة تقلب فيها وجهه.. ولا نهار إحتار فيه فكره.. لكن المهم أن وجهه تقلب..(1/2146)
نبض قلبه بحثاً عن جهة يتوجه إليها..، تحرك عقله من أجل مكان يحتوي أفكاره..
هل كانت المسألة مسألة جهةفحسب ؟ .. أم كانت الجهة رمزاً لما هو أكثر من ذلك ؟..
لا ندري إلا إنه كان يبحث. لا ندري إلا إنه كان يدور بوجهه، بحثاً عن جهة يتوجه إليها..
وإن كان ذلك يؤرقه..
ولعلها كانت ليلة أيضاً- تركت بصمتها أيضاً على مجرى التاريخ..
.. (قد نرى تقلب وجهك في السماء..) البقرة 144.
************************
بين الليلتين، بين التقلبين، بين الوجهين الباحثين، أكثر من ربط، أكثر من مجرد خيط، بينهما تكامل، وتوائم..
الليلة الأولى، تقلب فيها إبراهيم من أجل أن يجد – بنفسه، قبل أن يأتيه الوحي- ذلك الذي فطر، والذي خلق.. والذي ترك الأدلة على وجوده في كل مكان..
************
تلك الليلة تقلب فيها إبراهيم من أجل أن يجد من هو أهل لأن يعبد.. من أجل أن يجد من يستحق أنه تتوجه له.. الوجوه والأنظار.. والأيدي..و العقول..
كانت الحاجة للعبادة واضحة عند كل الناس وكل المجتمعات، المشكلة كانت في أنها تتوجه الى المكان الخطأ..
تلك الليلة قرر العقل الإنساني أن يحسم الأمر.. ويبحث عمّن خلقه.. لا يتوجه إلا له..
********************
وفي الليلة الأخرى،تقلب وجهه عليه الصلاة و السلام بين الجهات، لم يكن يبحث عمن خلقه- فالأمر حسم منذ فترة طويلة، لكنه كان يبحث، بين الجهات، بين الخيارات، في مفترق الطرق ذاك الذي كان فيه، عن جهة تحقق له القرار الذي تحقق بعد الليلة الأولى.. الجهة التي كان يبحث عنها محمد، ويقلب وجهه بحثاً عنها، كانت الجهة التي ستحقق ما وجده إبراهيم- ستنزلها على أرض الواقع، تحولها من فكرة هائمة في خيال العباد والزهاد- الى مجتمع حقيقي، يحتويها وتحتويه، يسندها وتسنده..
في مفترق الطرق ذاك، وقف محمد يقلب وجهه بين الجهات، كل جهة تمثل تجربة حضارية مختلفة ومتميزة، كل جهة تمثل فشلاً ما، أو نجاحاً ما، إخفاقاً ما، أو إنتصاراً ما..(1/2147)
كل جهة من كل تلك الجهات التي تقلب فيها وجه محمد، كانت تلك خصائصها الحضارية الثابتة- المميزة لها- الناتجة عنها، سلباً أو إيجاباً..
كانت تلك الجهات، تملك تجربتها التي أختلط فيها الصواب والخطأ، التوحيد بالوثنية، والمبادئ بالمصلحة..
كل تلك التجارب كانت تمثل تجارب حضارية راسخة، قد تكون تحمل معها بذرة إنهيارها وسقوطها، لكنها كانت موجودة على أرض الواقع.. نموذجاً جاهزاً للتطبيق والإستعادة..
وفي تلك المرحلة الحاسمة، في مفترق الطرق ذاك، كان يمكن لتلك النماذج أن كون جهة تأثير على التجربة الوليدة، خاصة وأن بعضها امتلكت –في موروثها- تجربة دينية سماوية يمكن أن تقارن بالدين الإسلامي..
وهناك، كانت الحيرة، وهناك كان مفترق الطرق..
وهناك تقلب وجهه، بحثاً عن جهة..
* * *
(فلنولينّك قبلة ترضاها..).البقرة 144
* * *
لكن، صحيح، ما هي القبلة ؟..
لقد تعودنا على الأمر الى درجة البلادة، والى درجة إستنكار أي سؤال يحاول أن يعيد تعريف الأمر ويعيد إستكشافه.
لكن صحيح، ما هي القبلة ؟.
على المعنى تراكمت خيوط العنكبوت. وعلى رؤوسنا تراكمت خيوط التقليد، لو أننا حككنا رؤوسنا قليلاً، لربما خرج مارد آخر من قمقم المعاني الكامنة.. ولربما صار، للقبلة، معنى آخر- يجدد معنى اتجاهنا إليها.
* * *
علمونا أن نضبط اتجاهنا منذ زمن بعيد، منذ تعلمنا الصلاة..
ربما قالوا لنا أن الصلاة لا تصح بلا ضبط الاتجاه، وقالوا شيئاً آخر عن التوحد بين المسلمين واتجاههم جميعاً نحو نفس الجهة كلما توجهوا للصلاة..(1/2148)
..مع الوقت، تعودنا الأمر، وتعودنا الإتجاه، وإذا حدث وصلينا في مكان مختلف- كأن نكون ضيوفاً عند أقارب أو أصدقاء، فإننا سرعان ما نسألهم، بينما نحن نفرش السجادة على الأرض، أين اتجاه القبلة ؟.. – ولعل الأمر يزيد صعوبة إذا نزلنا مسافرين غرباء في فندق ليس فيه مصلي واحد في مدينة أجنبية، وقتها سيصير علينا الإستعانة بالجهات الأربع، وربما بالبوصلة- والتي إنتبه مصنعو السجاد في تايوان الى أهميتها التسويقية في هذا المجال فوضعوها – ملحقةً ببعض أنواع السجاد..
* * *
ولأن الأمر بهذه الحساسية والأهمية، فقد قاس علماؤنا وفقهاؤنا من المعاصرين، على جواز الإتجاه لأي جهة أثناء الصلاة على الدابة- فقد خرجوا فتوى تجوز الصلاة لأي جهة أثناء الصلاة في الطائرة..
وأظن أني قرأت فتوى (إفتراضية)- تقول بجواز الإتجاه الى –الكرة الأرضية- بمجملها. إذا أديت الصلاة على ظهر القمر..
وهو أمر منطقي كما هو واضح، لكنه غير واقعي مطلقاً، فالذين وطئوا القمر بأقدامهم لم يكونوا من المسلمين.. وليس من الوارد قريباً حدوث شيء كهذا، إلا إذا أراد غزاتنا الأكارم التخلص منا بنفينا الى القمر في مجاهله وصحاريه.. وهو أمر غير وارد أيضاً، لأن التخلص منّا- بالطريقة التي يحرصون عليها حالياً- أكثر جدوى إقتصادياً من أعباء نفينا الى القمر.
* * *
.. ولا أظن مصلياً من رواد المساجد لا يحتفظ في ذاكرته بسجل من المناقشات والجدل بخصوص القبلة- كلما زاد عدد المصلين وتجاوز الباحة الرئيسية الى ممرات المسجد والحديقة الخارجية..
ولا أظن مصلياً من رواد المساجد ينسى أن الأمر يتراوح بين (تعديل) وضعية المصلي أثناء صلاته.. الى مطالبته بإعادتها- وفق الإتجاه الصحيح للقبلة- فور إنتهائه من الصلاة..
القبلة أمر مهم إذن. والحياد عنها قد يستوجب إعادة الصلاة..
وهو أمر خطير..
* * *
.. لكن لماذا ؟.
* * *
صحيح، "القبلة" مهمة جداً. وخطيرة جداً. لكن لماذا ؟.(1/2149)
ما الأمر فيها بالضبط..
* * *
لا أقول ذلك كله من أجل التشكيك بركن من أركان الصلاة والعياذ بالله..
لكني أشير الى أن التأكيد على أهمية القبلة- قد لا ينسجم- للوهلة الأولى- مع كل ما يؤكده الإسلام من نبذ الشكليات والمظاهر في كل أنواع العبادات..
نعم، يحدث ذلك للوهلة الأولى.. فالإسلام قام، ومنذ البداية، بتفجير وإلغاء كل أنواع الوساطة بين الله والبشر، بل إنه تفرد في ذلك بالذات من بين كل الأديان السماوية، فألغى دور الكهانة التقليدية •التي إحتكرت طويلاً العلاقة بين الخالق والمخلوق، والتي شكلت في بعض المجتمعات- إن لم يكن أكثرها-، طبقة متنفذة تملك ما تملك من المال والسلطة.. وتتحكم نتيجة لذلك، بأمور ومقدرات الناس..
بل إنه نتيجة لإلغاء دور الكهانة، قام بإلغاء الدور التقليدي لدور العبادة وتحويلها من مكان منعزل على نفسه وعلى رواده- الى مكان منفتح على السماء وعلى العلاقة بها وعلى الآخرين وعلى بعضهم البعض..
بل أنه ألغى كل المظاهر الوثنية التي أثقلت فكرة "الله" في أذهان المؤمنين به حتى في الأديان السماوية، ألغى التجسيم الذي حول الله الى مجرد مارد عملاق له بعض القوى الخارقة. ألغى التشبيه الذي جعل من صفات الله حبيسة داخل تصورات مادية ضيقة محصورة داخل الصفة الإنسانية المقابلة لصفاته عز وجل..
.. وألغى الإسلام كل تلك القوالب والأطر والأقانيم التي وضعوا فكرته- تعالى وسما- وأطلقها – بدلاً عن ذلك- داخل لا حدود المطلق، داخل اللامتناهي الذي شكلته الأسماء الحسنى والصفات العلى.
.. وألغى أيضاً فكرة الأولياء والقديسين وأشباههم وأنصافهم الذي كانوا يحتكرون جزءاً من المساحة الخاصة بين الإنسان والله..(1/2150)
لقد ألغى الإسلام كافة الشكليات والمظاهر التي كانت تثقل العلاقة بين الفرد وربه.. الأرض كلها جعلت له مسجداً وطهوراً، يستطيع أن يصلي في أي وقت، وأي مكان.. لا يحتاج الى أن يكون في دار عبادة، تحت إمرة كاهن أو رجل دين.. فقط أن يفترش الأرض ويتطهر ويفتح قلبه و عقله لذاك الذي يعلم ما في القلوب و العقول..
شي واحد فقط، حرص الإسلام على شكليته- أو على الأقل هذا ما يبدو- إنه القبلة.. الحرص على شكل الإتجاه إليها..
* * *
أم أن الأمر ليس كذلك ؟.. و"القبلة" ليست مظهراً شكلياً في العلاقة بين الإنسان والله ؟..
* * *
القبلة لغة هي"الجهة". هذا ما تقوله المعاجم..
لكننا لو تأملنا في اللفظ، لوجدنا أنها ليست أي جهة.
إنها جهة "يقبل" عليها الناس- "جهة" يقبل بها الناس.. بين القبول والإقبال ستكون "القبلة" مكاناً ينجذب الناس إليه، يذهبون إليه، يرجعون إليه..
(يرجعون إليه ؟. حتى لو لم يكونوا فيه قط..).
يتخذونه مرجعاً ؟..
بعض جوانب بالصورة- من الشكل الذي لا يمكن أن يكون شكلاً فحسب- بدأت بالتوضح.
*****************************
بعد القبول، هنالك ما هو أكثر..
هنالك الرضا..
(فلنولينك قبلة ترضاها..)
.. وبين القبول والرضى .. هناك مسافة علينا أن نقطعها- نجتازها.. بين الفهم التقليدي.. والفهم المبدع..، بعدها ستتوهج "القبلة"- وسنجد أنفسنا منجذبين إليها كما تنجذب الطائرات والأجسام المعدنية نحو مثلث برمودا.. كما ينجذب الفراش نحو النار المتوهجة- لكن مع فارق أن ذلك الإنجذاب لن يميتنا.. لن يحرقنا. بل سيدخلنا في خضم تجربة حياتية مختلفة.. سيحيينا من جديد.. وقد كنا نجهل قبلها كم كنّا أمواتاً..
نعم، بعد القبول.. هنالك الرضا..
* * *
بالمناسبة:عندما تخطئ القبلة في الصلاة..فأن لديك الفرصة لتصحيح الأمر..و إعادة الصلاة..لكن عندما تخطئ القبلة في الحياة..فأن الامر يكون اكثر تعقيدا..
*******************(1/2151)
أن تتجه دوماً الى مكان واحد، أينما كنت، سواء كان إتجاهك 7 غرباً أو 29 شرقاً، فإنه يعني، أنك بالضرورة، عليك أن تحدد موقعك الذي أنت فيه الآن..
أن تتجه دوماً الى مكان واحد، يعني أنك يجب أن تحدد مكانك الذي أنت فيه- وفي عالم شديد التغير، سريع التحول، فإن تحديد مكانك يعني تحديد مكانتك..
يعني أنك ستكون دوماً شديد الوعي بمكانك.. هل هو على السفح المعرض للإنهيار.. أم هل هو على تلك القمة التي تأتي الهاوية بعدها بخطوة واحدة..
.. هل أنت في القعر السحيق ؟.. أم في بطن الحوت ؟.. أم أنك في لا مكان- لأنك أقل أهمية من أن تأخذ حيزاً في هذا العالم- ..
أن تتجه دوماً الى مكان واحد، يعني أن تكون على وعي بمكانك أنت..
بمكانتك..
* * *
.. وأن تعرف (أين) تريد، يعني أيضاً أنك يجب أن تعرف (ماذا) تريد..
أن تعرف أنك تريد هذه الجهة بالذات، هذه القبلة بالذات لتتوجه إليها في حياتك، يعني أنك يجب أن تعرف بالضبط ماذا تريد من حياتك..
هذا التشديد على "الجهة"، ليس من أجل خطوط الطول والعرض، ليس من أجل الإتجاه الجغرافي..- ولكن من أجل أن نشدد على أن يكون لدينا هدف، لدينا مقصد، لدينا جهة نعرف أننا نريد أن نذهب إليها..
.. الأمر عميق فينا، وكلما أزداد عمق جذور "القبلة" فينا، كلما زاد هذا الإحساس وتجذر.. وصار أصيلاً فينا..
إن لدينا هدفاً، لدينا مكاناً نعرف أننا نقصده..
* * *
.. وعندما تعرف أين أنت، وتعرف أين تريد.. فالأمر دوماً يصير أسهل، ودوماً يصير الطرق أقصر.. وأقل وعورة..
* * *
.. وعندما يرتبط المكان الذي تريد- الجهة التي تتجه إليها- ذلك المكان الذي تقبل عليه وتنجذب إليه، وقد يبطل صلاتك- أو حياتك ؟– أن تحيد عنه.. عندما يرتبط هذا المكان بموقع جغرافي محدد.. فأنت تعلم أنه يخزن في أعماقه الكثير من المعاني والإيحاءات التي ستغني حياتك وتزيدها ثراءاً وخصوباً وإثماراً..(1/2152)
.. نعم، هذا الموقع المحدد، قد يمتك لك الكثير من الأسرار.. الكثير من المفاجئات..
قد يبدو ذلك منبسطاً للوهلة الأولى، لكنه سيمنحك قمماً لم تتخيل قط أنك ستبلغها..
..وقد يبدو لك حاراً جافاً عندما تزوره للمرة الأولى، لكنه سيغمرك بنسيم ينعشك ويكاد يعيدك الى الحياة، وسيزهر الربيع في قلبك كمفاجئة غير متوقعة- وقد كنت تتخيل دوماً أنه قد دخل صقيعه الدهري وموسم جفافه اللانهائية..
لكن ها هو يتبرعم، وها هو يزهر.. وها هو يثمر وقد كنت تتخيله عقيماً منذ قرون..
.. قد يبدو لك أجرداً- في وادٍ غير ذي زرع !- ولن تصدق كيف سينشر البساتين والجنان في أعماقك وسهولك ووديانك.. لن تصدق كم سيكون خصباً.. هذا الوادي الذي بلا زرع.
ربما ستمسك بحفنة من الرماد في قبضة يدك وتتأملها ثم تقول أنها لن تصلح لشيء. ربما سيقول خبير التربة ذلك أيضاً…
لكنك لن تدري أنها يمكن أن تكون سماداً لكل حياتك..
* * *
لماذا مكة ؟.
لماذا مكة بالتحديد ؟.. لماذا ذلك البيت العتيق تحديداً ؟.. ما الذي فيه بالضبط ؟.. يجعلنا (نرجع) إليه.. حتى لو لم نكن قد ذهبنا إليه أصلاً.. وما الذي فيه يجعل قلوبنا تهوي إليه.. وتهوي.. وتهوي.. ما الذي فيه يجعل صلاتنا معرضة للبطلان، إن لم نتوجه فيها إليه..
لماذا مكة ؟.
* * *
ندور دورة واسعة- ثم نعود دوماً الى نفس النقطة، حيث تتلاقى البدايات والنهايات.. وتختلط علامة البدء بإشارة نهاية السباق..
مكة تذكرنا ببداية السباق، ببداية تلك الحكاية كلها، عندما طردنا من الجنة وهبطنا الأرض بعضنا لبعض عدو..
مكة تذكرنا برحلة التيه الطويلة التي تخبطنا فيها، وبذلك التجوال المر والترحال الذليل بحثاً في المكان الخطأ عن فردوس مفقود.. وتذكرنا مكة، برحلة أخرى، قام بها إبراهيم، وبدت كما لو أنها تتجه الإتجاه الخطأ- بعيداً عن مراكز الحضارة التقليدية، نحو عمق الصحراء الجرداء.. حيث لا زرع.. ولا ضرع..(1/2153)
تذكرنا مكة ببيت عتيق يشبه بيت طفولتنا الأول، ذكراه مشوشة وغائمة في خيالنا، لكنه كان رحباً جداً إذ إتسع لأحلامنا ورؤانا وضحكاتنا وصخبنا..
تذكرنا مكة، بحجر أساس، وضع في عمق أحشائنا، لا يزال الماء رطباً حوله.. ولا نزال نستطيع أن نتحسسه هناك بأيدينا.. لا يزال صامداً هناك – في كل فرد فينا… ننتظر أن نشمر سواعدنا، ونستكمل البناء المنتظر..
تذكرنا مكة، بحجر أسود هو حجر الأساس، ويذكرنا الإتجاه إليها، إن بناءنا يكون أقوى وأمتن لو إستند على هذا الحجر.. تذكرنا مكة – بقواعد راسخة وعميقة، رفعها إبراهيم ومعه إسماعيل.. ويذكرنا الإتجاه إليها الى أن القواعد تحتاج الى المزيد من الرفع.. وأن عملية البناء يجب أن تتواصل بإستمرار..
ندور دورة واسعة ونعود الى نقطة البداية، نستمد منها الأبجديات الأولى بعدما ضعنا طويلاً في الألفاظ والمصطلحات.. وبعدما تهنا طويلاً، وتخبطنا على غير هدى، ولم نعد نعرف إين أصبحنا بالضبط، نعود الى نقطة البداية- منه ننطلق من جديد، نستعيد هويتنا التي ضيعناها وحصلنا على عشر هويات مزورة بدلاً عنها. نستعيد ثوابتنا التي ميعناها وصهرناها وذوبناها وخلطناها مع ثوابت الغير وقيمهم وأسباب سقوطهم..- ويكون الناتج هذا الهجين غير المتجانس الذي يشدنا الى الوراء..
مكة، هي الرجوع الى ما لا مفر من الرجوع إليه.. والاتجاه إليه هو الإتجاه نحو كل تلك المعاني وكل تلك الدلالات..
لا مكة في مكة. أعني أن خطوط الطول والعرض وخرائط الجغرافية ليست مهمة هنا.
المهم هو ذلك الإرث الإنساني الذي اختزنته مكة. والمهم هو تلك التجربة العميقة الجذور التي بذرت أول بذورها فيها..
ليس المهم في الأمر هو الإتجاه الجسدي فحسب.
لكن المهم أن يصاحب ذلك الإتجاه الجسدي، توجه عقلي نحو ذلك الإرث ونحو تلك التجربة..
المهم هو الوعي بمعنى "القبلة".. بل بكل المعاني الخصبة المختزنة في داخلها..
المهم هو أن يكون ولاؤنا – حقاً- لتلك القبلة..(1/2154)
ربما يكون ذلك معنى "فلنولينك قبلة ترضاها".
*************************************
التقلب بحثاً عن حقيقة ليس أمراً نادراً في حياة البشر.. وتقلب إبراهيم بين "الآفلين"- يشبه قصة تنقل الكثير من المفكرين والفلاسفة والدعاة بين مختلف الأيدلوجيات بل ومتضاداتها.. الى حين الوصول الى قناعة أو يقين نهائيين..
ولا يحدث ذلك لكبار المفكرين فحسب، لكنه يحدث أيضاً للبشر العاديين، أولئك الذين يتأرجحون تأرجحاً مراهقاً بين شك وإيمان.. وقد يثمر تأرجحهم هذا يقيناً يملئ عليهم حياتهم كلها فيما بعد..
المهم أن تقلب إبراهيم في تلك الليلة، له ما يماثله في حياة البشر العاديين..، وبالتالي فإن تقلبه يمس وتراً ما في أعماقهم. هل يعتقد أحد أن ذلك حكرٌ على تقلب إبراهيم ؟..
.. وإن "تقلب وجهه" عليه الصلاة والسلام لا يتكرر كل يوم.. بل كل لحظة في حياتنا المعاصرة ؟
أبداً، تقلب وجهه عليه أفضل الصلاة والسلام، ليس مسألة حسمت وإنتهى أمرها- على الأقل بالنسبة لنا..
الأمر لم ينته. لقد حسمت مرحلة منه فحسب، حسمها الجيل الأول مرحلياً.
لكن التقلب لا يزال مستمراً.. وجوهنا لا تزال تتقلب قبل المشرق، وقبل المغرب..
حتى لا أقول قبل المشارق وقبل المغارب..
… وإمكانية الحسم لا تزال قائمة..
* * *
من كتاب " الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"- أحمد خيري العمري- دار الفكر دمشق
---
(1/2155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ، الحلقة الأولى
---
الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ، الحلقة الأولى
---
عبدالله بن بلقاسم
05-08-2003, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد على النعم الجزيلة، والمنن الجليلة،
لك الحمد ما اقشعرت الأبدان لعظمتك ، ولانت الجلود من خشيتك،
لك الحمد أنت تعطى الأخلاص من تشاء، فأعطنا إخلاصا يذهب عنا حب الرياء ، ويجعلنا في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء
اللهم طهر حروفنا من حب التكاثر، وطيب منا البواطن والمظاهر،
اللهم إن لم نبلغ مراتب المخلصين فأنت تعلم أنا نحب أن نكون منهم
اللهم بحبنا ذاك إلا أعطيتنا منه أوفر الحظ والنصيب،
اللهم أصلح السرائر، وطهر الضمائر،
اللهم صل وسلم على الرسول، واجعلنا من أتباعه في الغدو والقفول،
اللهم أجب الدعوة، واغفر الهفوة، وأنزع من قلوبنا إلى الحرام كل شهوة، يارب:
أما بعد
فلما كان الطريقا طويلا، والصبر على لأوائه عسير ثقيلا، والعمر وحي التقضي، سريع التمضي، والمشاركات المبددة، والمطارحات المشردة، تذهب هباء منثورا، كأن لم تكن شيئا مذكورا، أحببت أن إشارك في هذا الملتقى المبارك ،بكتابات متسلسلة، وحلقات مرتبة، توفر تراكما علميا مفيدا،
فأخترت المشاركة بالوقوف عند كل آية والنظر هل كانت مما استدل به الفقهاء في أي مبحث من المباحث، أخذا بقول من قال وهو الراجح، أن آيات الاحكام كثيرة جدا، غير محصورة بعد،
وقد كان منهجي البحث بنفسي في كتب الفقه دون الرجوع لتفاسير آيات الأحكام،
بل آخذ ذلك مباشرة من كتب الفقه، وقد بدأت من الآية 134 من سورة آل عمران،
حيث هي الآية التي وقفنا عندها في درس التفسير، وحتى أوفر على نفسي التحضير مرتين، فلم أبدأ من أول القرآن ، وعسى أن ييسر الله التمام،(1/2156)
ولعلي أعود لمزيد بيان المنهج في البحث في حلقة قادمة إن شاء الله ، وبعد النظر لعل إخواننا يسهمون معنا بالنصحية، والتقويم
اللهم اجعل هذا العمل مباركا،ووفقنا فيه للقبول ، واجعله من العمل المدخر يوم القيامة، يا رب العالمين،
قال تعالى:
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم من يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون،
1-أخذ الفقهاء الحنفية منها جواز البناء على الصلاة التي أحدث فيها العبد بعد الوضوء:
من الآية
ففي (الحجة ج: 1 ص: 70) لمحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى:
وقال ابو حنيفة اذا احدث في متعمد من ريح سبقه او بول او غائط فلينصرف وليغسل ما اصابه من ذلك ثم يتوضأ ثم يبنى على صلاته ان احب وقال ابو حنيفة رحمه الله واحب ان يتكلم ويعيد الصلاة ولا يبنى وان بنى اجزأه اخبرنا ابو حنيفة رضي الله عنه قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن معبد بن صبيح ان رجلا من اصحاب محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام صلى خلف عثمان بن عفان رضي الله عنه فأحدث الرجل فانصرف ولم يتكلم حتى توضأ ثم اقبل وهو يقول ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون فاحتسب بما مضى وصلى ما بقي ما فعلوا وهم يعلمون فاحتسب بما مضى وصلى ما بقي
2- ومنها اخذ الحنابلة رحمهم الله مشروعية صلاة التوبة:
ففي كشاف القناع ج: 1 ص: 443
و تسن صلاة التوبة إذا أذنب ذنبا يتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى لحديث علي عن أبي بكر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله الآية رواه أبو داود
3-واستشهد بها الشافعية على قبول توبة القاذف ومن ثم شهادته
المهذب ج: 2 ص: 330
فصل(1/2157)
ومن ردت شهادته بمعصية فتاب قبلت شهادته لقوله تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا والتوبة نوبتان توبة في الباطن وتوبة في الظاهر فأما التوبة في الباطن فهي ما بينه وبين الله عز وجل فينظر في المعصية فإن لم يتعلق الفرج فالتوبة منها أن يقلع عنها ويندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود إلى مثلها والدليل عليه قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة بها مظلمة لآدمي ولا حد لله تعالى كالاستمتاع بالأجنبية فيما دون أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين وإن تعلق بها حق آدمي فالتوبة منها أن يقلع عنها ويندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود إلى مثلها وأن يبرأ من حق الآدمي إما أن يؤديه أو يسأله حتى يبرئه منه لما روى إبراهيم النخعى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى رجلا يصلى مع النساء فضربه بالدرة فقال الرجل والله لئن كنت أحسنت فقد ظلمتني وإن كنت أسأت فما علمتني فقال عمر اقتص قال لا أقتص قال فاعف قال لا أعفو فافترقا على ذلك ثم لقيه عمر من الغد فتغير لون عمر فقال له الرجل يا أمير المؤمنين أرى ما كان مني قد أسرع فيك قال أجل قال فاشهد أنى قد عفوت عنك وإن لم يقدر على صاحب الحق نوى أنه إن قدر أوفاه حقه وإن تعلق بالمعصية حد لله تعالى كحد الزنا والشرب فإن لم يظهر ذلك فالأولى أن يستره على نفسه لقوله عليه الصلاة السلام من أتى من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله تعالى فإن من أبدى لنا صفحته أقمنا عليه حد الله وإن أظهره لم ينكر لان ماعزا والغا مدية اعترفا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزنا فرجمهما ولم ينكر عليهما وأما التوبة في الظاهر وهى التي فإذا بها العدالة(1/2158)
والولاية وقبول الشهادة فينظر في المعصية فإن كانت فعلا كالزنا والسرقة لم يحكم بصحة التوبة حتى يصلح عمله مدة لقوله تعالى إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا وقدر أصحابنا المدة وعشرون لأنه لا تظهر صحة التوبة في مدة المساجد فكانت أولى المدد بالتقدير سنة لأنه تمر فيها الفصول الأربعة التي تهيج فيها الطبائع وتغير فيها الأحوال وإن كانت المعصية بالقول فإن كانت ردة فالتوبة منها أن يظهر الشهادتين وإن كانت قذفا فقد قال الشافعي رحمه الله التوبة منه إكذابه نفسه
4-واستشهدوا بقوله تعالى ولم يصروا على مافعلوا بأن الإصرار على الصغائر موجب لانتفاء العدالة:
قال في (إعانة الطالبين ج: 4 ص: 280)(1/2159)
قوله واجتناب إصرار على صغيرة معطوف على اجتناب كل كبيرة والإصرار هو أن يمضي زمن تمكنه فيه التوبة ولم يتب وقيل بأن يرتكبها ثلاث مرات توبة وقال عميرة الإصرار قيل هو الدوام على نوع واحد منها والأرجح أنه الإكثار من نوع أو أنواع قاله الرافعي لكنه في باب العضل قال إن المداومة على النوع الواحد كبيرة وبه صرح الغزالي في الإحياء قال الزركشي والحق أن الإصرار الذي تصير به الصغيرة كبيرة إما تكرارها بالفعل وهو الذي تكلم عليه الرافعي وإما تكرارها في الحكم وهو العزم عليها قبل تكفيرها وهو الذي تكلم فيه ابن الرفعة وتفسيره به الماوردي قوله تعالى ولم يصروا على ما فعلوا وإنما يكون العزم إصرارا بعد الفعل وقبل التوبة اه وفي الأحياء أن الصغيرة قد تكبر بغير الإصرار كاستصغار الذنب والسرور به وعدم المبالاة والغفلة عن كونه يسبب الشقاوة والتهاون بحكم الله والإغترار بستر الله تعالى وحلمه وأن يكون عالما يقتدى به ونحو ذلك اه بجيرمي قوله أو صغائر أي من نوع واحد أو أنواع قوله بأن لا تغلب طاعاته صغائره الذي يظهر أن الباء بمعنى مع وهي متعلقة بإصرار المنفي والمعنى أن العدالة تتحقق بإجتناب الإصرار المصاحب لعدم غلبة طاعاته معاصيه بأن استويا أو غلبت المعاصي أما الإصرار المصاحب لغلبة الطاعات فتحقق العدالة بدون إجتنابه كما سيصرح به ورأيت لسيد عمر البصري كتب على قول التحفة بأن لا تغلب الخ ما نصه كذا في النهاية وفي هامش أصله بخط تلميذه عبد الرؤوف ما نصه الظاهر أن لا زائدة وفيه نظر لأن الظاهر أن مراد الشارح تفسير الإصرار المراد للمصنف
قال الحافظ رحمه الله:
فتح الباري ج: 11 ص: 99
فيه إشارة الى ان من شرط قبول الاستغفار ان يقلع المستغفر عن الذنب والا فالاستغفار باللسان مع التلبس بالذنب كالتلاعب(1/2160)
5-واستدل ابن حزم رحمه الله بالآية على أن المحارب مادام مصرا يجب مواصلة نفيه مرة بعد مرة لأنه مصر على المحاربة ولا يجوز إقراره في سجن :ق
قال في (المحلى ج: 11 ص: 182)
قال أبو محمد رحمه الله ثم نظرنا في حجة من قال ينفي أبدا من بلد إلى بلد أن قال إننا إذا سجناه في بلد أو أقررناه مسجون فلم ننفه من الأرض كما أمر الله تعالى بل عملنا به ضد النفي والإبعاد وهو الإقرار والإثبات في الأرض في مكان واحد منها وهذا خلاف القرآن فوجب علينا بنص القرآن أن نستعمل إبعاده ونفيه عن جميع الأرض أبدا حسب طاقتنا أو غاية ذلك ألا نقره في شيء منها ما دمنا قادرين على نفيه من ذلك الموضع ثم هكذا أبدا ولو قدرنا على أن لا ندعه يقر ساعة في شيء من الأرض لفعلنا ذلك ولكان واجبا علينا فعله ما دام مصرا على المحاربة(1/2161)
قال أبو محمد رحمه الله فكان هذا القول أصح وأولى بظاهر القرآن لما ذكر المحتج له من أن السجن إثبات وإقرار لا نفي وما قال قط أهل اللغة التي نزل بها القرآن وخاطبنا بها الله تعالى أن السجن يسمى نفيا ولا أن النفي يسمى سجنا بل هما اسمان مختلفان متغايران قال الله تعالى فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن 4 الموت أو يجعل الله لهن سبيلا النساء 15 الآية وقال تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ثم ودخل معه السجن فتيان قال أحدهمآ إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين يوسف 35 36 فما قال أحد لا قديم ولا حديث أن حكم الروائي كان النفي إذ أمر الله تعالى بحبسهن في البيوت ولا قال قط أحد أن يوسف عليه السلام نفى إذ حبس في السجن فقد بطل قول من قال بالسجن جملة وعلى كل حال فالواجب أن ننظر في القولين اللذين هما إما نفيه إلى مكانه وإقراره هنالك أو نفيه أبدا فوجدنا من حجة من قال ينفي من بلد إلى بلد ويقر هنالك أن قالوا أنتم لا تقولون بتكرار فعل الأمر بل يجزى عندكم إيقاعه مرة واحدة وإذا كررتم النفي أبدا فقد نقضتم أصلكم قال علي وهذا الذي أنكروه داخل عليهم يمنعهم المنفي من الرجوع إلى منزله فهم يقرون عليه استدامة فقد وقعوا فيما أنكروا بعينه نعم والتكرار أيضا لازم لمن قال بنفيه أو سجنه سواء سواء قال أبو محمد رحمه الله فنقول إن المحارب الذي افترض الله تعالى علينا نفيه حربا على محاربته فإنه ما دام مصرا فهو محارب وما دام محاربا فالنفي حد من حدود الله تعالى ولم يصروا على ما فعلوا آل عمران 35
6-واستدل بها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله انه لا يجب على من زنا أن يقدم نفسه للحاكم لإقامة الحد
قال في الفتاوى ج: 34 ص: 180(1/2162)
رحمه الله عن رجل أذنب ذنبا يجب عليه حد من الحدود مثل جلد أو حصب ثم تاب من ذلك الذنب وأقلع واستغفر ونوى أن لا يعود فهل يجزئه ذلك أو يحتاج مع ذلك إلى أن يأتى إلى ولى الأمر ويعرفه بذنبه ليقيم عليه الحد أم لا وهل ستره على نفسه وتوبته أفضل أم لا فأجاب إذا تاب توبة صحيحة تاب الله عليه من غيرحاجة إلى أن يقر بذنبه حتى يقام عليه الحد وفى الحديث من ابتلى بشىء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله فانه من يبد لنا صفحته تقم عليه كتاب الله وفى الآثر أيضا من أذنب سرا فليتب سرا ومن أذنب علانية فليتب علانية وقد قال تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الآية
7- واستدل بها بعض الحنفية على عدم إقامة حد الزنا بمن زنا بالميتة
قال إبراهيم بن أبي اليمن الحنفي : في لسان الحكام ج: 1 ص: 398
فصل في المسألة المتعلقة بالحدود رجل زنى بامرأة ميتة لا حد عليه وعليه التعزير لما روى أن بهلول النباش فعل ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه السلام فلم يقم عليه الحد ونزل فيه قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة الآية وقبلت توبته
8-واستدل بها ابن حزم على أن من ترك الصلاة يتوب ويكثر من التطوع:
قال في المحلى ج: 2 ص: 244
280 مسألة وأما قولنا أن يتوب من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها الله تعالى ويكثر من التطوع فلقول الله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا ولقول الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
يتبع إن شاء الله في حلقة قادمة وصلى الله وسلم على محمد
---
أبومجاهدالعبيدي
05-16-2003, 09:22 PM
بسم الله(1/2163)
موضوع جيد ، وله أهمية من جهة كونه يربط الفقه بأصله الأول وهو القرآن الكريم ، وفيه ما يعين الباحث ، والقارئ له على تكوين ملكة الاستنباط ، وأقترح عليك أخي عبدالله ما يأتي :
أولاً - أن تهتم بضبط الكتابة بالحرص على سلامتها من الأخطاء المطبعية ، مع التركيز على مراعاة علامات الترقيم ما أمكن .
ثانياً - أن يغلب الجانب التفسيري على الجانب الفقهي بمراعات ما يأتي :
1- ذكر الحكم الفقهي المستنبط من الآية باختصار ، مع ذكر من ذكره من العلماء من غير توسع في النقل ، ولعل الإحالة تختصر لك الوقت في ذلك .
2- أن تحرص على ذكر وجه الاستنباط من الآية ، مع الحرص على بيان مدى صحة هذا الاستنباط ، من خلال معرفة التفسير الصحيح للآية ، ومدى احتمال اللفظ للحكم المستنبط .
ثالثاً - أرجو منك الاستمرار في كتابة هذه الحلقات فهي من أنفع الأشياء لطالب العلم ، وقد كان الشيخ بن عثيمين رحمه الله يهتم بجانب الفوائد والاستنباطات كثيراً . فلعلك تستعين بما له من ثروة مباركة في التفسير والفقه .
وأخيراً ؛ أحيي فيك الجدية والعمق فيما تطرح . وفقك الله وزادك من فضله .
---
(1/2164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة أقوال المفسرين في المراد بهمّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز
---
دراسة أقوال المفسرين في المراد بهمّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز
---
أبومجاهدالعبيدي
08-30-2006, 10:15 AM
قال الله تعالى : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }
قال ابن القيم في سياق بيانه لعفاف يوسف عليه السلام :
( فإن قيل : فقد هم بها ، قيل عنه جوابان :
أحدهما : أنه لم يهم بها ، بل لولا أن رأى برهان ربه لهمّ . هذا قول بعضهم في تقدير الآية .
والثاني - وهو الصواب - : أن همّه كان همَّ خطرات ، فتركه لله ، فأثابه الله عليه ، وهمّها كان هم إصرار ، بذلت معه جهدها ، فلم تصل إليه ؛ فلم يستوِ الهمّان .
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : الهمّ همّان : هم خطرات ، وهم إصرار ؛ فهم الخطرات لا يؤاخذ به ، وهم الإصرار يؤاخذ به .([1]) )([2])
وقال في موضع آخر - في سياق كلام له عن التقديم والتأخير ، وأن العرب لا يأتون بالتقديم والتأخير إلا حيث لا يلتبس على السامع ، ولا يقدح في بيان مراد المتكلم - : ( وأما ما يدعى من التقديم والتأخير في غير ذلك ، كما يدعي من التقديم في قوله : ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ? ، وأن هذا قد تقدم فيه جواب لولا عليها ؛ فهذا أولاً لا يجيزه النحاة ، ولا دليل على دعواه ، ولا يقدح في العلم بالمراد .)([3])
الدراسة :
مسألة همّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز مسألة كثر حولها الكلام ، وتباينت الأقوال في إيضاحها ، واختلفت مواقف المفسرين منها . وقد أفردها بالتصنيف بعض الباحثين .(1/2165)
وقد اقتصر ابن القيم في كلامه السابق على قولين في هذه المسألة :
القول الأول : أنه لم يقع من نبي الله يوسف همّ أصلاً ؛ لأن رؤيته لبرهان ربه منعته من ذلك الهمّ .
القول الثاني : أنه قد همّ بها فعلاً ، ولكنه همّ خطرات ، لا هم عزيمة على الفعل ؛ فهو من قبيل حديث النفس الذي لا يمكن دفعه ، وهو ما لا يؤاخذ به المرء كما صح معنى ذلك في الحديث الصحيح ([4])، بل إن من ترك هذا الهمّ لله كتب له به حسنة كما ثبت هذا المعنى أيضاً في الحديث الصحيح .([5])
وقد رجح ابن القيم هذا القول ، وذكر أنه الصواب .
وفي معنى هذا الهمّ من يوسف أقوال أخرى ([6])، أشهرها ، وهو القول الثالث : أنه همّه كان من جنس همها ، فلولا أن الله تعالى عصمه لفعل . وهذا قول جمهور المفسرين المتقدمين . ([7])
وفيما يأتي عرض لموقف أئمة التفسير من هذه الأقوال :
اعتمد ابن جرير في تفسيره ما نُقل عن جمهور السلف في تفسير الهم ، حيث قال : ( ومعنى الهمّ بالشيء في كلام العرب : حديث المرء نفسه بمواقعته ، ما لم يواقع .
فأما ما كان من همّ يوسف بالمرأة وهمّها به ، فإن أهل العلم قالوا في ذلك ما أنا ذاكره ...) ثم ذكر الآثار في تفسير ذلك ، ومفادها أن يوسف عليه السلام قد همّ بمواقعتها ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ، بعد أن حلت ثيابها ، وحلّ ثيابه .([8])
وهذه الآثار تدل على أن همّه بها كان من جنس همها به .
ولمّا كانت هذه الأقوال دالةً على أن يوسف قد وقع فيما لا يليق ؛ قال ابن جرير : ( فإن قال قائل : وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا وهو لله نبيّ ؟ .) ثم أجاب عن ذلك بقوله: ( قيل : إن أهل العلم اختلفوا في ذلك ، فقال بعضهم : كان ممن ابتلي من الأنبياء بخطيئة ، فإنما ابتلاه الله بها ليكون من الله عزّ وجلّ على وَجَل إذا ذكرها ، فيجدّ في طاعته إشفاقاً منها ، ولا يتكل على سعة عفو الله ورحمته .(1/2166)
وقال آخرون : بل ابتلاهم الله بذلك ليعرّفهم موضع نعمته عليهم ، بصفحة عنهم وتركه عقوبته عليه في الآخرة .
وقال آخرون : بل ابتلاهم بذلك ليجعلهم أئمة لأهل الذنوب في رجاء رحمة الله ، وترك الإياس من عفوه عنه إذا تابوا. )
وبعد هذا قرر أن من قال بغير ذلك فقد خالف أقوال السلف ، وتأول القرآن برأيه . وذكر أنهم اختلفوا في معنى الآية على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أن معنى الآية : ولقد همت المرأة بيوسف ، وهمّ بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمها به مما أرادته من المكروه . قالوا : والشاهد على صحة ذلك قوله : ? كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? قالوا : فالسوء : هو ما كان همّ به من أذاها ، وهو غير الفحشاء .
والقول الثاني : هو القول الأول الذي ذكره ابن القيم .
وقد بيّن ابن جرير أن هذين القولين فاسدان لعلتين :
العلة الأولى : أن العرب لا تقدم جواب «لولا» قبلها ، لا تقول : لقد قمت لولا زيد ، وهي تريد : لولا زيد لقد قمت .
والعلة الثانية : خلافهما جميع أهل العلم بتأويل القرآن الذين عنهم يؤخذ تأويله .
والقول الثالث : هو القول الذي رجحه ابن القيم ، غير أن جعل الهمين نوعاً واحداً ، وهو أنه الميل الذي بين الفعل والترك ، لا هم العزيمة والإرادة .
ولم يعلق على هذا القول بشيء يخصه .([9])(1/2167)
وذكر ابن عطية ثلاثة أقوال : قول ابن جرير ، والقول الذي رجحه ابن القيم ، والثالث: أن المراد : هم أن يضربها . وقد حكم على هذا القول بأنه ضعيف البتة . ثم قال : ( والذي أقول في هذه الآية : إنّ كون يوسف نبياً في وقت هذه النازلة لم يصح ، ولا تظاهرت به رواية؛ وإذا كان ذلك فهو مؤمن قد أوتي حكماً وعلماً ، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته ، وإن فرضناه نبياً في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو الخاطر ، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حلّ تكة ، ونحو ذلك لأن العصمة مع النبوة . ...
وللهم بالشيء مرتبتان : فالأولى تجوز عليه مع النبوة ، والثانية الكبرى لا تقع إلا من غير نبي ؛ لأن استصحاب خاطر المعصية والتلذذ به معصية تكتب ، وقول النبي r )) إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفوسها ما لم تنطق به أو تعمل(( ([10])
معناه : من الخواطر ، وأما استصحاب الخاطر فمحال أن يكون مباحاً ، فإن وقع فهو خطيئة من الخطايا ، لكنه ليس كمواقعة المعصية التي فيها الخاطر ... والإجماع منعقد أن الهم بالمعصية، واستصحاب التلذذ بها غير جائز ولا داخل في التجاوز .) ([11])(1/2168)
وأما الرازي فقد بدأ بذكر قول الواحدي في البسيط ، قال : ( قال الواحدي في كتاب «البسيط» : قال المفسرون الموثوق بعلمهم ، المرجوع إلى روايتهم : همّ يوسف أيضاً بهذه المرأة هماً صحيحاً ، وجلس منها مجلس الرجل من المرأة ، فلما رأى البرهان من ربه زالت كل شهوة عنه .) ثم نقل بعض الآثار التي أورده الواحدي ، ثم قال : ( ثم إن الواحدي طوّل في كلمات عديمة الفائدة في هذا الباب ، وما ذكر آية يحتج بها ، ولا حديثاً صحيحاً يعول عليه في تصحيح هذه المقالة ، وما أمعن النظر في تلك الكلمات العارية عن الفائدة .... ثم قال [ أي الواحدي ] : والذين أثبتوا هذا العمل ليوسف كانوا أعرف بحقوق الأنبياء عليهم السلام وارتفاع منازلهم عند الله تعالى من الذين نفوا الهم عنه . فهذا خلاصة كلامه في هذا الباب .)([12])
ثم شنّع عليه ، وعلى القائلين بأن يوسف عليه السلام قد همّ بامرأة العزيز هماً صاحَبَه بعض مقدمات الفاحشة ، ورجح أنه عليه السلام كان بريئاً عن العمل الباطل ، والهمّ المحرم . قال : ( وهذا قول المحققين من المفسرين والمتكلمين ، وبه نقول وعنه نذب .) ثم بيّن ذلك بياناً حسناً ، وذكر أن الآيات الكريمة تدل على براءته من كل ما نسب إليه من عدة وجوه .
ثم ذكر أن في تفسير همّ يوسف المذكور في الآية ثلاثة أقوال صحيحة :
القولان اللذان ذكرهما ابن القيم ، والثالث : المراد أنه عليه السلام هم بدفعها عن نفسه ، ومنعِها عن ذلك القبيح ؛ لأن الهم هو القصد ، فوجب أن يحمل في حق كل أحد على القصد الذي يليق به . فاللائق بالمرأة القصد إلى تحصيل اللذة والتمتع ، واللائق بالرسول المبعوث إلى الخلق القصد إلى زجر العاصي عن معصيته ، وإلى الأمر بالمعروف النهي عن المنكر ؛ يقال : هممت بفلان أي بضربه ودفعه .
وقد ذكر خلال ذلك ما يرد على كل قول من هذه الثلاثة من إشكالات ، وأجاب عليها، وبيّن أنه لا حجة لمن ضعف شيئاً منها .(1/2169)
ثم ختم كلامه بقوله : ( فقد ظهر بحمد الله تعالى صحة هذا القول الذي ذهبنا إليه ولم يبق في يد الواحدي إلا مجرد التصلف ، وتعديد أسماء المفسرين ، ولو كان قد ذكر في تقرير ذلك القول شبهةً لأجبنا عنها ؛ إلا أنه ما زاد على الرواية عن بعض المفسرين ... ومن الذي يضمن لنا أن الذين نقلوا هذا القول عن هؤلاء المفسرين كانوا صادقين أم كاذبين ؟! . والله أعلم .)([13])
ونقل القرطبي الأقوال عدة أقوال في بيان معنى الآية ، ومنها الأقوال السابقة . وقد حكم على القول الذي رجحه ابن القيم بأنه قول حسن ، ثم نقل قول ابن عطية السابق ، وقال بعده: ( قلت: ما ذكره من هذا التفصيل صحيح ؛ لكن قوله تعالى: ? وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ ? (يوسف: من الآية15) يدلّ على أنه كان نبيًّا ..([14]) ، وهو قول جماعة من العلماء ؛ وإذا كان نبيّاً فلم يبق إلاّ أن يكون الهمّ الذي همّ به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر ؛ وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق ، إذ لا قدرة للمكلَّف على دفعه .)([15])
وصرح أبو حيان برأيه في هذه المسألة من البداية ، فقال : ( طوّل المفسرون في تفسير هذين الهمين ، ونسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفساق . والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه همّ بها البتة ، بل هو منفي لوجود رؤية البرهان كما تقول : لقد قارفت لولا أن عصمك الله...) ، ثم بيّن الخلاف في مسألة تقدم جواب "لولا" عليها ، وذكر أنه وإن كان جائزاً عند جماعة من النحويين ، إلا أنه لا يقول به هنا ، بل يقول : إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه .(1/2170)
ثم بيّن موقفه من أقوال السلف في تفسير هذه الآية ، فقال : ( وأما أقوال السلف فنعتقد أنه لا يصح عن أحد منهم شيء من ذلك ؛ لأنها أقوال متكاذبة يناقض بعضها بعضاًر، مع كونها قادحة في بعض فساق المسلمين ، فضلاً عن المقطوع لهم بالعصمة. والذي روي عن السلف لا يساعد عليه كلام العرب ؛ لأنهم قدروا جواب لولا محذوفاً ، ولا يدل عليه دليل ، لأنهم لم يقدروا "لهم بها"، ولا يدل كلام العرب إلا على أن يكون المحذوف من معنى ما قبل الشرط ، لأنّ ما قبل الشرط دليل عليه ، ولا يحذف الشيء لغير دليل عليه .
وقد طهرنا كتابنا هذا عن نقل ما في كتب التفسير مما لا يليق ذكره ، واقتصرنا على ما دل عليه لسان العرب ، ومساق الآيات التي في هذه السورة مما يدل على العصمة ، وبراءة يوسف عليه السلام من كل ما يشين . )([16])
ولم يجزم ابن كثير برأي صريح في هذه المسألة ، واقتصر على الإشارة إلى أشهر ما قيل في معنى هذا الهمّ من أقوال .([17])(1/2171)
ووافق ابنُ عاشور أبا حيان فيما ذهب إليه ، وذكر بعض ما يحسن الوقوف عليه هنا ، فقال : ( وجملة ? وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ? معطوفة على جملة ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ? كلها ، وليست معطوفة على جملة ? هَمَّتْ ? التي هي جواب القسم المدلول عليه باللام ؛ لأنه لما أردفت جملة ? وَهَمَّ بِهَا ? بجملة شرط ? لَوْلاَ ? المتمحض لكونه من أحوال يوسف - عليه السّلام - وحْده ، لا من أحوال امرأة العزيز ؛ تعين أنه لا علاقة بين الجملتين ، فتعين أن الثانية مستقلة لاختصاص شرطها بحال المسند إليه فيها. فالتقدير : ولولا أن رأى برهان ربه لَهَمّ بها ، فقدم الجواب على شرطه للاهتمام به ... فيحسن الوقف على قوله : ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ? ليظهر معنى الابتداء بجملة ? وَهَمَّ بِهَا ? واضحاً . وبذلك يظهر أن يوسف - عليه السّلام - لم يخالطه همّ بامرأة العزيز لأن الله عصمه من الهمّ بالمعصية بما أراه من البرهان. ) ([18])
وبعد هذا العرض يتبين للقارئ أن المفسرين قد انقسموا لى قسمين في هذه المسألة :
القسم الأول : أثبتوا وقوع الهم من يوسف عليه السلام ، وهؤلاء فريقان :(1/2172)
الفريق الأول : ذهب إلى أن همّه بها كان من جنس همها به ، وأنه كاد أن يواقعها لولا أن الله عصمه ، وصرفه عن السوء والفحشاء . وقد اعتمد هذا القول – إضافة إلى ابن جرير – النحاس ([19])، والواحدي ([20]). وقد قرره قبلهم الإمام أبوعبيد القاسم بن سلام ، فقال : ( وقد زعم بعض من يتكلم في القرآن برأيه أن يوسف r لم يهمّ بها يذهب إلى أن الكلام انقطع عند قوله : ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ? ، قال ثم استأنف فقال : ? وَهَمَّ بِهَا لَوْلا? أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ?، بمعنى : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ، واحتج بقوله : ? ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ? (يوسف: من الآية52) ، وبقوله : ? وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ?(يوسف: من الآية25) . وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه همّ بها ، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه، وأشد تعظيماً للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم .)([21])
والفريق الثاني : أثبت هماً وقع من يوسف عليه السلام بامرأة العزيز ، ولكنه همّ خطرات ، وحديث نفس . وهذا الهمّ لا يُكلف به العبد ؛ لأنه خارج عن قدرته .
وقد اختار هذا القول كل من ابن عطية ، والقرطبي . وقد نسبه البغوي إلى بعض أهل الحقائق ، فقال : ( وقال بعض أهل الحقائق : الهمّ همان :
هم ثابت ، إذا كان معه عزم وعقد ورضى ، مثل هم امرأة العزيز . والعبد مأخوذ به.
وهم عارض ، وهو الخطرة وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم ، مثل هم يوسف عليه السلام . والعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل .) ([22])(1/2173)
وقد علّق على قوله هذا الطِّيبي ، وقال : ( إن هذا التفسير هو الذي يجب أن نذهب إليه ونتخذه مذهباً - وإن نقل المفسرون ما نقلوا - ؛ لأن متابعة النص القاطع ، وبراءة المعصوم عن تلك الرذيلة ، وإحالة التقصير على الرواة أولى بالمصير إليه . على أن أساطين النقل المتقنين لم يرووا في ذلك شيئاً مرفوعاً في كتبهم ، وجل تلك الروايات بل كلها مأخوذ من مسألة أهل الكتاب .)([23]) .
وقد ذكر ابن العربي ما يدل على ترجيحه لهذا القول ، وشنّع على من خالفه بقوله تعليقاً على قول الله تعالى : ? وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ? (يوسف:22) : ( وهذا إنما بيّن الله به حال يوسف من حين بلوغه بأنه آتاه العلم , وآتاه العمل بما علم ; وخبر الله صادق , ووصفه صحيح , وكلامه حق , فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا ، وتحريم خيانة السيد أو الجار أو الأجنبي في أهله , فما تعرض لامرأة العزيز , ولا أناب إلى المراودة ; بل أدبر عنها , وفر منها ; حكمة خص بها , وعملاً بمقتضى ما علمه الله سبحانه . وهذا يطمس وجوه الجهلة من الناس والغفلة من العلماء في نسبتهم إليه ما لا يليق به , وأقل ما اقتحموا من ذلك أنه هتك السراويل , وهم بالفتك فيما رأوه من تأويل , وحاش لله ما علمت عليه من سوء , بل أبرئه مما برأه منه , فقال : ? وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ? , كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا الذين استخلصناهم . والفحشاء هي الزنا ، والسوء هو المراودة والمغازلة ؛ فما ألمّ بشيء ولا أتى بفاحشة .
فإن قيل : فقد قال الله : ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ? ؟(1/2174)
قلنا : قد تقصينا عن ذلك في كتاب الأنبياء من شرح المشكلين , وبينا أن الله سبحانه ما أخبر عنه أنه أتى في جانب القصة فعلاً بجارحة , وإنما الذي كان منه الهمّ , وهو فعل القلب ؛ فما لهؤلاء المفسرين لا يكادون يفقهون حديثاً , ويقولون : فعل , وفعل ؟! واللهُ إنما قال : ? هَمَّ بِهَا ? . لا أقالهم ولا أقاتهم الله ولا عالهم .)([24])
وممن رجح هذا القول كذلك : ابن جزي ، قال : ( والصواب إن شاء الله أنها همت به من حيث مرادها ، وهم بها كذلك ، لكنه لم يعزم على ذلك ، ولم يبلغ إلى ما ذُكر من حل التكّة وغيرها ، بل كان همُّه خطرةً خطرت على قلبه لم يطعها ولم يتابعها ، ولكنه بادر بالتوبة والإقلاع عن تلك الخطرة حتى محاها من قلبه لما رأى برهان ربه . ولا يقدح هذا في عصمة الأنبياء ؛ لأن الهمّ بالذنب ليس بذنب ، ولا نقص عليه في ذلك فإنه من هم بذنب ثم تركه كتبت له حسنة .)([25])
والقسم الثاني : نفوا وقوع الهمّ من يوسف عليه السلام ؛ فلم يقع منه همّ أصلاً عندهم لرؤيته برهان ربه . وقد تبنى الرازي أصل هذا القول ، وقرره أبو حيان ، وابن عاشور كما سبق .
وذكر الشنقيطي أن ما قرره أبو حيان هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية ، قال : ( لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب : أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه ... وعلى هذا القول : فمعنى الآية : وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه ، أي : لولا أن رآه همّ بها . فما قبل ? لَوْلاَ ? هو دليل الجواب المحذوف ، كما هو الغالب في القرآن واللغة.
ونظير ذلك قوله تعالى: ? إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ? (القصص: من الآية10) فما قبل ? لَوْلاَ ? دليل الجواب ، أي : لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به .) ([26])
النتيجة :(1/2175)
الذي ظهر لي من هذه الدراسة أن تبرئة نبي الله يوسف عليه السلام من كل ما نسب إليه في الآثار التي أوردها ابن جرير وغيره هو المتعين ، وهو اللائق بمقام الأنبياء عليهم السلام .
ثم إن هذه الآثار – إن ثبتت عن قائليها من السلف – مأخوذة من أهل الكتاب ؛ لأنه لم يثبت شيء منها في كتاب ، ولا سنة .([27])
وإذا تقرر هذا ؛ فإن الأمر في توجيه معنى الآية يسير ، وهو لا يخرج عن المعنيين اللذين ذكرها ابن القيم ؛ وترجيح ابن القيم أقرب إلى الصواب في نظري ؛ لأن الله U أثبت في الآية هماً وقع من يوسف عليه السلام ، ثم صرف عنه هذا الهمّ بعد رؤيته لبرهان ربه .
ولو كان يوسف لم يهمّ أصلاً لما كان لذكر همّه في الآية فائدة ظاهرة . والله أعلم .
تنبيهات :
التنبيه الأول : سبب الخلاف :
للخلاف هنا عدة أسباب ، أهمها :
الاختلاف بين المفسرين في مفهوم عصمة الأنبياء عليهم السلام .
الاختلاف النحوي بين المفسرين في مسألة تقدم جواب لولا .
الاختلاف في احتمال الآية للتقديم والتأخير .
التنبيه الثاني : تنازع هذا المثال أكثر من قاعدة تفسيرية :
القاعدة الأولى : تفسير السلف للقرآن وفهمهم له حجة على من بعدهم .([28])
القاعدة الثانية : القول الذي يعظّم مقام النبوة ، ولا ينسب إليها ما لا يليق بها أولى بتفسير الآية .([29])
فابن جرير ومن وافقه اعتمدوا القاعدة الأولى ، ورجحوا بها ، وغيرهم من المفسرين اعتمدوا القاعدة الثانية ورجحوا بها .
ولذلك صارت هذه الآية من الآيات التي أشكل فهمها .
التنبيه الثالث : ما نقل من روايات في تفسير هذه الآية معدود من جملة الإسرائليات المردودة في كتب التفسير .([30])
الحواشي والتعليقات :--------------------------------------------------------------------------------
([1] ) لم أجده منسوباً إلى الإمام أحمد ، ونسبه البغوي في تفسيره معالم التنزيل 4/231 إلى بعض أهل الحقائق .(1/2176)
([2] ) روضة المحبين ص450 ، وبدائع التفسير 2/446.
([3] ) الصواعق المرسلة 2/716 .
([4] ) هو قول النبي r : )) إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم (( أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه ، منها ما جاء في كتاب الطلاق – باب الطلاق في الإغلاق والكره – حديث رقم 5269 ، ومسلم في كتاب الإيمان من صحيحه – رقم 127 .
([5] ) هو قول النبي r : )) إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة (( أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الرقاق – باب : من همّ بحسنة أو سيئة – رقم 6491 ، ومسلم في صحيحه - كتاب الإيمان – حديث رقم 131 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
([6] ) انظرها في النكت والعيون للماوردي 3/23-25 ، وزاد المسير لابن الجوززي 4/203-207 .
([7] ) انظر المصدرين السابقين .
([8] ) حكم الإمام ابن تيمية على هذه الآثار بقوله : ( وأما ما ينقل من أنه حل سراويله ، وجلس مجلس الرجل من المرأة ، وأنه رأى صورة يعقوب عاضًا على يده ، وأمثال ذلك ، فكله مما لم يخبر اللّه به ولا رسوله ، وما لم يكن كذلك فإنما هو مأخوذ عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذبًا على الأنبياء وقدحًا فيهم ، وكل من نقله من المسلمين فعنهم نقله ، لم ينقل من ذلك أحد عن نبينا صلى الله عليه وسلم حرفًا واحدًا .) انظر مجموع فتاوي شيخ الإسلام 10/297 .
([9] ) انظر جامع البيان 16/34-39 .
([10] ) سبق تخريجه قريباً .
([11] ) انظر المحرر الوجيز 7/476-479 .
([12] ) انظر قول الواحدي في الوسيط 2/607-608 ، فقد ذكر ما ذكره في البسيط .
([13] ) انظر التفسير الكبير 18/92-96 . وفي كلامه مبالغة في القدح والسب لمن خالفه.(1/2177)
([14] ) في هذا الاستدلال نظر ؛ فليس كل من أوحي إليه نبياً .
([15] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 9/165-168 .
([16] ) انظر البحر المحيط 6/257-258 .
([17] ) انظر تفسير القرآن العظيم 4/1835-1836 .
([18] ) انظر التحرير والتنوير 12/252-253 .
([19] ) انظر معاني القرآن 3/411-414 .
([20] ) انظر الوسيط 2/607-608 .
([21] ) نقل قوله هذا بعض المفسرين ، ومنهم النحاس في معاني القرآن3/ 413 ، وقد علّق عليه بقوله : ( وكلام أبي عبيد هذا كلام حسن بيّن لمن لم يمل إلى الهوى . )
([22] ) معالم التنزيل 4/231 .
([23] ) نقل قوله الآلوسي في روح المعاني 12/215 .
([24] ) أحكام القرآن 3/46-47 .
([25] ) التسهيل لعلوم التنزيل 2/214 .
([26] ) انظر أضواء البيان 3/53 .
([27] ) وهذه قاعدة مهمة في الحكم على الإسرائيليات في التفسير ، نص عليها الإمام ابن تيمية رحمه الله في كلامه السابق في الحكم على هذه الآثار ، وهي أن الأخبار عن الأنبياء السابقين إذا لم تثبت في القرآن ولا في السنة فهي مأخوذة عن أهل الكتاب ، وخاصة اليهود .
([28] ) انظر هذه القاعدة في كتاب قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/206 -207 . وقد ذكر هذه الآية مثالاً لهذه القاعدة .
([29] ) انظر قواعد الترجيح للدكتور حسين الحربي 1/328-336 . وقد ذكر هذه الآية من الأمثلة على القاعدة .
([30] ) انظر كتاب الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة ص220-229 .
---
الجكني
08-30-2006, 11:42 AM
جزاك الله خيراً أخي د/محمد القحطاني ،وقد أفدتني كثيراً بهذه المنقولات والمعلومات عن هؤلاء العلماء الجلة ؛ حيث إن بين يدي الآن مخطوطاً في هذه المسألة أعكف على تحقيقه وهو بعنوان :"تحفة الصديق في براءة الصدّيق" للشيخ محمد بن علي بن أحمد البلنسي رحمه الله 0(1/2178)
وأضيف هنا معلومة أخرى ممن أفرد هذه المسالة بالتأليف الشيخ :أبو عبد الله محمد بن أحمد الهاشمي الطنجالي ،وعنوان تأليفه :"تحقيق الكلام في براءة يوسف عليه السلام " مطبوعة ضمن كتاب "المعيار " للونشريسي (11/194-204) 0والله أعلم
---
صالح صواب
08-30-2006, 11:57 AM
ممن أجاد في بيان هذه المسألة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، وقد اختار القول بأن الهم قد وقع من يوسف عليه السلام، وأن ذلك مما لا ينافي العصمة، ولا يطعن في يوسف عليه السلام
واستشهد - رحمه الله - بقول الله تعالى: (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) حيث وقع الهم من هاتين الطائفتين، ومع ذلك أثبت لهما الولاية، ولم يكن هذا الهم مانعا من ولاية الله لهما، لأنه مجرد هم، والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
08-30-2006, 04:23 PM
ممن أجاد في بيان هذه المسألة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، وقد اختار القول بأن الهم قد وقع من يوسف عليه السلام، وأن ذلك مما لا ينافي العصمة، ولا يطعن في يوسف عليه السلام
واستشهد - رحمه الله - بقول الله تعالى: (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) حيث وقع الهم من هاتين الطائفتين، ومع ذلك أثبت لهما الولاية، ولم يكن هذا الهم مانعا من ولاية الله لهما، لأنه مجرد هم، والله أعلم
ليس الأمر كما ذكر فضيلة الدكتور صالح ، وقد بينتُ موقف الشنقيطي في هذه الدراسة . وهذا موضع ما ذهب إليه الشنقيطي رحمه الله :
( والقسم الثاني : نفوا وقوع الهمّ من يوسف عليه السلام ؛ فلم يقع منه همّ أصلاً عندهم لرؤيته برهان ربه . وقد تبنى الرازي أصل هذا القول ، وقرره أبو حيان ، وابن عاشور كما سبق .(1/2179)
وذكر الشنقيطي أن ما قرره أبو حيان هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية ، قال : ( لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب : أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه ... وعلى هذا القول : فمعنى الآية : وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه ، أي : لولا أن رآه همّ بها . فما قبل ? لَوْلاَ ? هو دليل الجواب المحذوف ، كما هو الغالب في القرآن واللغة.
ونظير ذلك قوله تعالى: ? إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ? (القصص: من الآية10) فما قبل ? لَوْلاَ ? دليل الجواب ، أي : لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به .).
---
سيف الدين
08-31-2006, 09:16 PM
لا يمكن الوقوف على ما تهمّ النفوس به الا من خلال السياق, ولو نظرنا الى السياق القرآني لوجدنا التالي:
يقول الله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (23) {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (24) سورة يوسف(1/2180)
في الاية 24 هناك همّان: همّ امرأة العزيز وهمّ يوسف عليه السلام .. وللوقوف على ماهية كل همّ لا بد من الرجوع الى السياق القرآني الذي يبيّن لنا ما يدور في خلد كل منهما حتى نقف على حقيقة همّه .. وبالرجوع الى الاية 23 نرى بكل وضوح ان امرأة العزيز تتجه لطلب الفاحشة من يوسف, وبذلك يمكن تفسير همّها على أنه همّ بالفاحشة, بينما نرى ان يوسف عليه السلام في الاية 23 يتجه للاستعاذة بالله من طلب واغواء امرأة العزيز, وبذلك يجب حمل همّ يوسف على ما أفصح القرآن الكريم من قول ليوسف واستعاذة له بالله .. والعجب ان الكثير من المفسرين رحمهم الله تعالى قد جعل همّ امرأة العزيز مهيمنا على معنى الهمّين, فأدخلوا همّ يوسف في همّها رغم ان الاية السابقة قد أوضحت ان هناك موقفين تجاه ما يحدث: هناك موقف امرأة السوء وهناك موقف المعارض والرافض لهذا السوء .. لقد افصح القرآن الكريم عمّا جال في النفوس, وبالتالي فالأولى ان يحمل كلّ همّ على ما أفصح عنه القرآن الكريم وليس على اسقاطات لا دليل عليها ..(1/2181)
فلو قلنا مثلا: همّ الرجل بذلك .. فاننا لا نستطيع ان نقف على معنى "همّ الرجل" الا بقرائن موجودة في النص .. فلو سبق مثلا قولنا: "همّ الرجل بذلك" عبارة: "أراد الرجل ان يعبر الطريق", فاننا نعلم هنا ان همّ الرجل منحصر بعبور الطريق ولا يتعداه .. وعلى هذا وجب تفسيرنا همّ امرأة العزيز وهمّ يوسف عليهما السلام .. فامرأة العزيز: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } (23) هذا ما أرادت, فهمّت بيوسف عليه السلام بناء على ما أرادت وأفصحت: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } (24) ... أما يوسف عليه السلام: {قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (23), هذا ما أراده يوسف عليه السلام وأفصح عنه, فتناسب همّه مع ما أراد: { وَهَمَّ بِهَا } (24) .. وان الذين يصرفون همّ يوسف عليه السلام الى غير هذا, فانهم انما يحمّلون النصوص ما لا تحتمل, ويفسّرون همّه بغير ما أفصح القرآن الكريم عنه وبيّن .. والله أعلم ...
---
أبومجاهدالعبيدي
09-01-2006, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم الدكتور السالم الجكني : أشكرك على ثنائك وشكرك لأخيك ، ولعلك تتحفنا بخلاصة ما في الرسالة التي تقوم بتحقيقها حول هذه المسألة.
الأخ الكريم سيف الدين : أحترم رأيك وأقدر تأملك وتدبرك للآيات ؛ ولكن هذا الرأي الذي ذكرته بعيد لأنه مخالف لما ذكره مفسرو السلف من جهة ، ولأنه لا يناسب لفظ الآية ؛ لأن الله يقول : { وهمّ بها } أي بامرأة العزيز .
ولعلك أخي الكريم تُخفّفُ من حماسك لما تقرره ، وخاصة إذا لم يكن لك سلف فيه ، ولا داعي لقولك :( وان الذين يصرفون همّ يوسف عليه السلام الى غير هذا, فانهم انما يحمّلون النصوص ما لا تحتمل, ويفسّرون همّه بغير ما أفصح القرآن الكريم عنه وبيّن ).
---
صالح صواب
09-02-2006, 06:13 PM(1/2182)
أشكر لأخي أبي مجاهد العبيدي ملاحظته على ما كتبته سابقا.
وأود الإشارة أنني في سفر، وقد كنت بعيدا عن مكتبتي وحاسبي أيضا، ولا زلت حتى هذه اللحظة في مدينة الرياض، وقد نقلت ما نقلته اعتمادا على الذاكرة عندما وقفت على هذه المسألة قبل سنوات عديدة.
وعندما تمكنت من الرجوع إلى الكتاب (ضمن مكتبة التفسير وعلوم القرآن الالكترونية) وجد ما أشرت إليه، ولعلي وهمت في قولي بأن الشنقيطي – رحمه الله تعالى – قد رجحه، وأحببت أن أقتبس من كتاب أضواء البيان بعض النصوص المفيدة التي أورد بعضَها أخونا أبو مجاهد، ولعله لم يورد بعضها اختصارا أو اكتفاء بغيرها من النصوص.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى:
(فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على براءته عليه السلام مما لا ينبغي في الآيات المتقدمة ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى: (وهم بها)؟
فالجواب من وجهين :
الأول: أن المراد بهم يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى، وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى وهذا لا معصية فيه لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك) يعني ميل القلب الطبيعي.
ومثال هذا ميل الصائم بطبعه إلى الماء البارد مع أن تقواه تمنعه من الشرب وهو صائم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة) لأنه ترك ما تميل إليه نفسه بالطبع خوفا من الله وامتثالا لأمره كما قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى).
وهم بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحد كهم يوسف هذا، بدليل قوله: (إذ همت طآئفتان منكم أن تفشلا والله وليهما) لأن قوله: (والله وليهما) يدل على أن ذلك الهم ليس معصية لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية.(1/2183)
والعرب تطلق الهم وتريد به المحبة والشهوة، فيقول الإنسان فيما لا يحبه ولا يشتهيه هذا ما يهمني ويقول فيما يحبه ويشتهيه هذا أهم الأشياء إلي، بخلاف هم امرأة العزيز فإنه هم عزم وتصميم بدليل أنها شقت قميصه من دبر وهو هارب عنها ولم يمنعها من الوقوع فيما لا ينبغي إلا عجزها عنه. ......
وأما تأويلهم هم يوسف بأنه قارب الهم ولم يهم بالفعل، كقول العرب قتلته لو لم أخف الله، أي قاربت أن أقتله، كما قاله الزمخشري.
وتأويل الهم بأنه هم بضربها أو هم بدفعها عن نفسه فكل ذلك غير ظاهر بل بعيد من الظاهر ولا دليل عليه.
والجواب الثاني: وهو اختيار أبي حيان أن يوسف لم يقع منه هم أصلا، بل هو منفى عنه لوجود البرهان.
قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية؛ لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه كقوله: (فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) أي: إن كنتم مسلمين فتوكلوا عليه فالأول دليل الجواب المحذوف لا نفس الجواب لأن جواب الشروط وجواب (لولا) لا يتقدم ولكن يكون المذكور قبله دليلا عليه كالآية المذكورة، وكقوله: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم.
وعلى هذا القول فمعنى الآية: وهم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي: لولا أن رآه هم بها، فما قبل لولا هو دليل الجواب المحذوف، كما هو الغالب في القرآن واللغة. .......
وقال الشيخ أبو حيان في البحر المحيط ما نصه: والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه هم بها ألبتة بل هو منفى لوجود رؤية البرهان كما تقول لقد فارقت لولا أن عصمك الله ولا نقول إن جواب (لولا) متقدم عليها .......(1/2184)
فبهذين الجوابين تعلم أن يوسف - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - بريء من الوقوع فيما لا ينبغي وأنه إما أن يكون لم يقع منه أصلا، بناء على أن الهم معلق بأداة الامتناع التي هيى (لولا) على انتفاء رؤية البرهان وقد رأى البرهان فانتفى المعلق عليه وبانتفائه ينتفي المعلق الذي هو همه بها كما تقدم إيضاحه في كلام أبي حيان.
وإما أن يكون همه خاطرا قلبيا صرف عنه وازع التقوى أو هو الشهوة والميل الغريزي المزموم بالتقوى كما أوضحناه.
فبهذا يتضح لك أن قوله: (وهم بها) لا يعارض ما قدمنا من الآيات على براءة يوسف من الوقوع فيما لا ينبغي.
ينظر أضواء البيان 2/207-212 .
---
محمد الطاسان
09-08-2006, 01:57 PM
السلام عليكم :
الأخوة الكرام
تكلم شيخ الإسلام عن هذه الآية في " شرح حديث لا يزني الزاني وهو مؤمن " ص 38 - 46 الذي طبع بتحقيق : دغش العجمي أولاً سنة 1422 هـ .
ثم طبع ضمن المجموعة الخامسة من جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 253 - 259 .
وكلامه في الحقيقة نفيسٌ ومحررٌ للغاية .
---
أبو حذيفة
09-13-2006, 10:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لقد قام الدكتور صالح الفايز الإسناذ المشارك بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بدراسة الآية الكريمة وأصدر بذلك كتابا بعنوان ( الإيضاح الأتم لقوله تعالى " ولقد همت به وهم " وقد جمع الأقوال وبين دليل كل قول وناقش الأدلة ودرس الروايات وبين درجتها ووضح القول الراجح. .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 05:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الكرام الذين أثروا هذه المسألة بالتعليق والإضافة .
ولعل الأستاذ الكريم أباحذيفة يذكر لنا خلاصة ما ذكره الدكتور صالح الفايز في بحثه إذا كان ذلك ممكناً.
---
أبومجاهدالعبيدي
12-12-2006, 11:13 PM
السؤال الأول من الفتوى رقم (4488):(1/2185)
س1: عاد الإمام من مصر بعد زيارة لابنه وقال: بأنه جالس العلماء هناك ولاحظ بعض الأخطاء التي يقع فيها، ومثل لذلك أن في سورة يوسف قوله تعالى: { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } (1) أنه كان يفكر أن المقصود بذلك همت به وهم بها في عمل الجنس الذي يقع بين المرأة والرجل، ولكن فهم في مصر من العلماء أن المقصود غير العادة الجنسية، فهل هذا صحيح؟ علمًا بأن الآيات تدل أن المقصود هو عمل الجنس لولا أن رأى برهان ربه.
ج1: الصحيح من أقوال العلماء في ذلك: أن الهم الذي وجد من يوسف -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- هو: الميل الجنسي الطبيعي الذي يوجد مع أي إنسان عند وجود سببه، وقد صرفه الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } (2) ولا يجوز صرف الآية عن ظاهرها إلا بدليل، وليس هنا دليل فيما نعلم يوجب صرفها عن ظاهرها، والهم بالسيئة لا يضر المسلم إذا لم يفعل، بل يكتب له بذلك حسنة إذا ترك الفعل من أجل الله، كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
_________
(1) سورة يوسف ، الآية 24 .
(2) سورة يوسف ، الآية 24 .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 6 / ص 133)
---
(1/2186)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول المصحف على الوورد ، أرجو المساعدة
---
سؤال حول المصحف على الوورد ، أرجو المساعدة
---
عبدالله العلي
02-12-2005, 07:06 PM
السلام عليكم
إخواني الكرام ، لدي بعض الملفات المرسلة لي من بعض طلاب العلم على ملف الوورد وفيها الايات القرآنية ظهرت بصورة رموز ، ومع استخدامي لبرنامج حرف (المصحف للنشر المكتبي) ، إلا أن الآيات لم تتعدل ، أرجو من يدلني على رابط في النت لتحميل برامج أخرى للمصحف ، بحيث تتعدل كتاب الآيات
أرجو مساعدة الأحبة
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 08:40 PM
جرب تحميل الخطوط الواردة في هذا الموقع :
http://qurankareem.info/
أو : اسأل مرسل الملفات عن اسم هذه الخطوط حتى تبحث عنها وتحملها على جهازك
---
عبدالله العلي
02-12-2005, 09:30 PM
جزاك الله خيرا
نوع الخط لم أجده
وهو Msh Quraan1
فهل توصلني إليه
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:06 PM
جرب من هنا مرة أخرى
http://www.alargam.com/sorts/ragm215.htm
---
(1/2187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نداء الى السادة العلماء والباحثين
---
نداء الى السادة العلماء والباحثين
---
جمال أبو حسان
03-20-2005, 02:48 PM
نداء الى الاخوة الباحثين الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
ستقيم جامعة الزرقاء الاهلية بالاردن مؤتمرا علميا حول اعجاز القران ضمن محاور متعددة وقد تفضل كثير من اهل الفضل والعلم بابداء الرغبة في المشاركة وقدمت لنا اوراق عدة لكن بقي من محاور المؤتمر محور حول نظرية الصرفة في الاعجاز لم يتقدم احد بابداء رغبة للكتابة فيه وكذلك محور اعجاز القران في دراسات البيانيين واعجاز القران في دراسات المتكلمين فالمرجو من الاخوة الكرام اصحاب التخصصات المختلفة ان يشاركونا الكتابة في هذه المحاور
ومن خلال هذا المنبر اوجه النداء للدكتور فهد الرومي والاخ الكريم الدكتور الشهري المشرف على هذا المنتدى ان يشاركونا وان يحفزا هما والدكتور الكريم مساعد الطيار الباحثين من حولهم للكتابة
جعلنا الله تعالى من خدم كتابه ومن اهل دينه الذين رضي عنهم وارضاهم
---
(1/2188)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من لطائف تأثير الوقوف على المعاني
---
من لطائف تأثير الوقوف على المعاني
---
الميموني
03-01-2004, 03:54 PM
العناية بفهم الكتاب المجيد دليل على الخير و التسديد و علوم القرآن أسها فهم
التفسير وما يتعلق به من لغة ووقف و سبب نزول و وغير ذلك.
وهذه سلسلة في آيات يختلف معناها و موقعها النحوي بحسب اختلاف الوقف .
فيمكن أن نقول تأثير المعنى على الوقف و نقول تأثير الوقف على المعنى
من ا لآيات
قوله تعالى :
( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العبدين) ( الزخرف-81 )
في الوقف عليها قولان :
القول الأول : أن الوقف على { ولد } وتكون { إن } نافية بمعنى ( ما ) والمعنى ما كان للرحمن ولد ، ثم يبتدئ فأنا أول العابدين وهو قول الحسن ، وقتادة ، واختيار أبي حاتم ، وذكره يعقوب عن قوم ، واختاره ابن الأنباري.
القول الثاني :
أن الوقف على : { العابدين } وتكون { إن } شرطية على بابها أي إن كان للرحمن ولد على زعمكم فأنا أول من عبد الله ووحده ، وهذا قول مجاهد ، والسدي.
و القول بأنها شرطية هو الراجح وهو اختيار الإمام الطبري : على معنى : أنه إلطاف من الله تعالى لهم
كقوله تعالى :
{ و إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } ( سبأ - 24 ) .
وقد اختلف المفسرون في { العابدين } فقيل بمعنى العبادة وقيل من عبد بمعنى غضب أو أنف وأن أول العابدين معناه : أول الغضاب الآنفين وذكروا له شواهد من كلام العرب.
وقد ذكر الأزهري أن الآية مشكلة وذكر الأقوال فيها ورجح أن معناها :(1/2189)
( إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين إله الخلق الذي لم يلد ولم يولد لأن من عبد الله وحده فقد دفع أن يكون له ولد . وقال : وإلى هذا ذهب جماعة من ذوي المعرفة . قال ولا يجوز عندي غيره ) اهـ . باختصار والقول بأن العبادة على بابها وهي على المعنى المعروف المتبادر للذهن هو القول الراجح في معنى الآية لأن حمل العبادة على غير المعنى المعروف المتبادر منها حمل لكتاب الله تعالى على غير المعنى الواضح بلا موجب .
وأما ? ما ? فالقول بأنها شرطية أرجح وأظهر كما قلت سابقا.
واختاره بالإضافة إلى من تقدم الإمام ابن كثير وعبارته رحمه الله تعالى في ذلك حسنة فإنه قال : ( يقول تعالى ? قل ? يا محمد ? إن كان للرحمن ولد فأنا أول العبدين ? أي لو فرض هذا لعبدته على ذلك لأني عبد من عبيده مطيع لجميع ما يأمرني به ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته فلو فرض هذا لكان هذا ولكن هذا ممتنع في حقه سبحانه وتعالى والشرط لايلزم منه الوقوع و لا الجواز أيضا كما قال الله عز وجل ? لو أراد الله أن يتخذ ولدا لا صطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ?
الإيضاح 2 / 886 والقطع 651 و المكتفى ص
تفسير الطبري 25 / 103 510
---
الميموني
03-02-2004, 08:02 PM
تتميم
وقال ابن عاشور في تفسيره:
( ونظم الآية دقيق ومعضل، وتحته معان جمة: وأولها وأولاها: أنه لو يعلم أن لله أبناء لكان أول من يعبدهم، أي أحق منكم بأن أعبدهم، أي لأنه ليس أقل فهما من أن يعلم شيئا ابنا لله ولا يعترف لذلك بالإلهية لأن ابن الله يكون منسلاّ من ذات إلهية فلا يكون إلا إلها وأنا أعلم أن الإله يستحق العبادة .... الخ ) اهـ.
---
(1/2190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم ..كتاب جديد
---
الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم ..كتاب جديد
---
أحمد البريدي
02-13-2007, 01:30 PM
مفكرة الإسلام: صدر في الشارقة بدولة الإمارات العربية عن دائرة الثقافة والإعلام كتاب بعنوان الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم للدكتور محمد الأمين موسي أحمد.. وهو عبارة عن رسالة دكتوراه أشرف عليها البروفيسورعلي شمو.. الإعلامي السوداني والوزير السابق.
خصص الباحث المبحث الأول للتعريف بالاتصال غير اللفظي كما خصص الفصل الأول لمناقشة الاتصال بالعين في القرآن الكريم.. ويذكر أن لفظة عين وردت في القرآن الكريم في 63 آية وبمعان مختلفة!.. ويلخص المبحث الأول- في الفصل الأول- باستخلاص عن مهام ومدلولات لفظة عين تصل إلي 13 مدلولاً.المبحث الثاني يبدأ باستخدام اللفظ البصير ويأتي بنماذج لما ورد في القرآن. المبحث الثالث يتحدث عن علم الغيب وهو ما لا يمكن إدراكه بالحواس المعروفة.المبحث الرابع يتحدث عن الشهادة ويأتي بنماذج الشهادة والشهود وشهادة الجوارح.(1/2191)
أما الفصل الثاني يتحدث فيه المؤلف عن تعبيرات الوجه .. بادئاً بوصف الوجه وملامحه والآيات المعبرة عنه، مروراً بملامح الوجه. وتعبيرات الوجه ومنها التعبير عن العواطف.الفصل الثالث يتحدث عن الإيماء . ويبدأ بالبعد التواصلي لليد.. ويأتي بنماذج حول حركة اليد وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (المائدة). أو أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً .المبحث الثاني يتحدث عن الإيماءات ومنها الإيماءات المكيفة للذات وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم (نوح). وينتقل الباحث إلي الإيماءات المكيفة للطفل. والذات عموماً وللآخرين. وكذلك الإيماءات المكيفة للأشياء، وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم . ثم الإيماءات الرامزة قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار .ومن الإيماءات التسبيح- التحية .الفصل الرابع يتحدث عن هيئة وأوضاع الجسم في الاتصال غير اللفظي، ومنه القيام الوقوف الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقو خصص م الذي يتخبطه الشيطان من المس ، ثم الجلوس ثم استوي إلي سماء فسواهن سبع سماوات و وسع كرسيه السماوات والأرض . والمبحث الثالث في الفصل يتحدث عن الاستلقاء والنوم ثم المشي قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين . و الجري . و الصلاة و الهبوط والصعود و البعث والحشر وعموم الوضع والحركة والهيئة .الفصل الخامس يتحدث عن الاتصال عبر حاسة اللمس وتعتبر حاسة اللمس من أهم حواس اتصال الإنسان، ويحتاجها المرء مباشرة بعد الولادة للتواصل مع أمه.ويتطرق المؤلف إلي أن الدراسة الحديثة، توصلت إلي أن الملامسة قد تكون من أبرز وسائل التعبير عن المودة والألفة، بل تكون أبرز وسيلة للتعبير عن العداء في حال التخاصم والعراك.ومن شواهد اللمس في القرآن(1/2192)
الكريم: في كتاب مكنون، لا يمسه إلا المطهرون . وكذلك يوم يُسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر . ومن حالات الرحمة والتواد بين الزوجين الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .والمبحث الثالث في هذا الفصل يتطرق إلي الألم عبر اللمس. ومنه شواهد عذاب يوم القيامة للكاذبين ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك علي الله يسيراً ، ثم الحرق، والتعذيب بالنار كلا إنها لظي، نزاعة للشوي ومنه العذاب الأليم. وأخيراً الجلد وهو من وسائل التعذيب المتعلقة باللمس فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .(1/2193)
الفصل السادس من الكتاب يتحدث عن الشم والذوق والشم مكمل لحاسة التذوق، فالطعم محدد ب الحلو، المر، المالح، الحمضي فقط، أما مئات وصفات الأكلات وطعومها المختلفة تتولي توصيلها لنا حاسة الشم المسئولة عن 90% من حاسة التذوق. ويأتي الباحث بنماذج من القرآن الكريم تتناول موضوع الشم والذوق.في الفصل السابع يتناول المؤلف المسافة والاتجاهات ذلك أن مسافة والاتجاهات دوراً فاعلاً في قضية التواصل غير اللفظي. والمباحث في هذا الفصل هي، دلالة المسافة مثل: فكان قاب قوسين أو أدني و ثم دنا فتدلي ، و عند سدرة المنتهي ، سيروا فيها ليالي وأياماً . ثم دلالة القرب والبعد مثل: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ، و تلك حدود الله فلا تقربوها ، وكذلك القربى و المقربون و القريب و الأقرب و الأدنى و القربان و القرين و الجيرة و ما يفيد القرب ، و البعد و الاعتزال والهجر و النبذ و ما يفيد البعد . كما يتناول الفصل الإقليمية مثل وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله . و سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله .في الفصل الثامن يتحدث الباحث عن المظهر : ومن مباحث الكتاب الشكل و اللباس و الألوان و الأنواع وفي هذا المبحث يتحدث عن الإنسان، الملائكة، الشيطان، الدواب، الجن، الأنعام، الطيور، والحشرات، الوحوش. المبحث السادس يتحدث عن الجنس الذكورة والأنوثة . و مراحل العمر والمظهر و الإظهار والخفاء ، و زينة الحياة.
المصدر (http://www.almokhtsar.com/html/news/1454/18/67422.php)
---
فهد الرومي
02-13-2007, 02:23 PM
لو اختصره مؤلفه الى النصف تقريبا لكان نفيسا في مادته وحجمه ففي الكتاب إطناب وجزى الله أخي الدكتور أحمد
خيرا على عرضه الموجز الوافي لهذا الكتاب
---
أبو حازم الكناني
02-14-2007, 06:09 PM(1/2194)
مفكرة الإسلام: صدر في الشارقة بدولة الإمارات العربية عن دائرة الثقافة والإعلام كتاب بعنوان الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم للدكتور محمد الأمين موسي أحمد.. وهو عبارة عن رسالة دكتوراه أشرف عليها البروفيسورعلي شمو.. الإعلامي السوداني والوزير السابق.
المصدر (http://www.almokhtsar.com/html/news/1454/18/67422.php)
الدكتور علي محمد شمو: وزير سابق للثقافة والإعلام في عهد الرئيس السوداني جعفر النميري
الذي حكم السودان في الفترة (1969- 1985).
وحسب علمي فإن تناول الباحث لهذا الموضوع يأتي من باب (المدلول الإعلامي) وفنون الاتصال
بكافة مستوياتها (الفردي/ الجماهيري). وأدوات هذا الاتصال (لفظي/ إشاري).
---
(1/2195)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعاء ختم القرآن الكريم من الكتب والتسجيلات
---
دعاء ختم القرآن الكريم من الكتب والتسجيلات
---
عماد الدين
02-02-2004, 10:07 AM
للفائدة هذا دعاء ختم القرآن الكريم
يقرأ بعد الانتهاء من ختم القرآن ... ليس في الصلاة فقط
هناك تحفظ لبعض المشايخ على قراءته في الصلاة
فمن لديه الدليل فليطلعنا جزاه الله خيرا
----------------------------------------
صَدَقَ الله العَظِيم. الذي لا إله إلا هو المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيما وتكبيرا. المتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل والإجمال تقديرا وتدبيرا. المتعالي بعظمته ومجده. الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. وصدق رسوله الذي أرسله إلى جميع الثقلين الإنس والجن بشيرا ونذيرا. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. صدق الله العظيم التواب. الغفور الوهاب. الذي خضعت لعظمته الرقاب. وذلت لجبروته الصعاب. ولانت لقدرته الشدائد الصلاب. ربُّ الأرباب. ومسببُ الأسباب. وخالقُ خلقه من تراب. غافِرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقاب. ذو الطولِ لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب.
صدق الله ومن أصدق من الله قيلا. صدق الله العظيم. وصدق رسوله النبي الكريم. قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم. ونحن على ما قال ربُّنا وخالقُنا ورازقنا وباعثنا ووارثنا ونصيرنا ومن إليه مصيرُنا ووليُّ النعمةِ علينا من الشاهدين. وله من الذاكرين. ولما أوجب علينا غيرُ جاحدين. والحمد لله رب العالمين. وصلواتُ الله وسلامُه على خاتمِ النبيين. وعلى أزواجِهِ الطاهراتِ أمهاتِ المؤمنين. وعلى أصحابِهِ الغُرِّ الميامين. والتابعينَ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.(1/2196)
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربُّنا ويرضى. الحمد لله كما ينبغي لجلالِ وجهك ولعظيمِ سلطانك. اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة. وآلائك الجسيمة. حيث أنزلت علينا خيرَ كتبك. وأرسلت إلينا أفضلَ رسلك. وشرعت لنا أفضلَ شرائع دينك. وجعلتنا من خير أمة أخرجت للناس. وهديتنا لمعالمِ دينِك الذي ليس به التباس.
اللهم أنت أحقُّ من ذُكِر. وأحق من عُبِد. وأحق من حُمِد. وأولى من شُكِر. وأنصَرُ من ابتُغِى. وأرأَفُ من مَلَك. وأجود من سُئِل. و أعفى من قَدَر. وأعدلُ منِ انتَقَم. حلمُكَ بعد عِلمِك. وعَفوُكَ بعدَ قدرَتك. أنت الملكُ لا شريك لَك. والفردُ فلا ندَّ لك. والغنيُّ فلا ظهيرَ لك. كلُّ شئ هالكٌ إلا وجهُك. وكلُّ مُلكٍ زائلٌ إلا مُلكُك. وكلُّ فضلٍ منقَطِعٍ إلا فضلُك. لن تُطاعَ إلا بإِذنِكَ ورحمتِك. ولن تُعصى إلا بعلمِكَ وحِكمَتِك. تُطاعَ فتَشكُر. وتُعصى فتَغفِر. كلُّ نِقمَةٍ مِنكَ عَدل. وكلُّ نِعمَةٍ مِنكَ فَضل. أقرَبُ شَهيد. وأدنى حفيظ. حُلْتَ دون النفوس. وأخَذْتَ بالنواصي. وسَجَّلْتَ الآثار. وكتبتَ الآجال. فالقلوبُ لكَ مُفضِيَة. والسِّرُّ عندَك علانية. والغيبُ عندك شهادة. سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. سبحانك ما حمدناك حق حمدك. سبحانك ما شكرناك حق شكرك. سبحانك ما عرفناك حق معرفتك. سبحانك ما قدرناك حق قدرك. سبحانك لا نحصي ثناء عليك كما أثنيت أنت على نفسك. فلك الحمد حتى ترضى. ولك الحمد إذا رضيت. ولك الحمد بعد الرضى دائما أبدا.
اللهم لك الحمد على ما يسرته من تلاوة كتابك العزيز. الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد. اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام. وعلمتنا الحكمة والقرآن. وأعنتنا على ختم القرآن.(1/2197)
اللهم إنا عبيدك بنوا عبيدك. بنوا إمائك نواصينا بيدك. ماض فينا حكمك. عدل فينا قضاؤك. نسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك. أو أنزلته في كتابك. أو علمته أحدا من خلقك. أو استأثرت به في علم الغيب عندك. أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا. ونور صدورنا. وجلاء أحزاننا. وذهاب همومنا وغمومنا. وسائقنا إلى رضوانك وجنتك. اللهم ذكرنا منه ما نسينا. وعلمنا منه ما جهلنا. وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله. ويحرم حرامه. ويعمل بمحكمه. ويؤمن بمتشابهه. ويتلوه حق تلاوته. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده. اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل القرآن لقلوبنا ضياءا. ولأبصارنا جلاءا. ولأسقامنا دواءا. ولذنوبنا ممحصا. وعن النار مخلصا. وعن غضبك ومقتك ساترا وحجابا. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم زين أخلاقنا بالقرآن. ونجنا من النار بالقرآن. وأدخلنا الجنة بالقرآن. اللهم ألبسنا به الحلل. وأسكنا به الظلل. وأسبغ علينا به النعم. وادفع به عنا النقم. واجعلنا به عند الجزاء من الفائزين. وعند النعماء من الشاكرين. وعند البلاء من الصابرين. ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين. فشغلته بالدنيا عن الدين. فأصبح من النادمين. وفي الآخرة من الخاسرين.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم. الذي أعليت مكانه. وأيدت سلطانه. وقلت يا أعز من قائل سبحانه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه. أحسن كتبك نظاما. وأفصحها كلاما. وأبينها حلالا وحراما. محكم البيان. ظاهر البرهان. محروس من الزيادة والنقصان. فيه وعد ووعيد. وتخويف وتهديد. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.(1/2198)
اللهم اجعلنا لكتابك من التالين. وبتلاوته من المنتفعين. وإلى لذيذ خطابه مستمعين. ولأوامره ونواهيه خاضعين. وعند ختمه من الفائزين. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل القرآن الكريم لنا قائدا إلى الخيرات. وطريقنا إلى بلوغ أعلى المراتب والمقامات. ووسيلتنا إلى بلوغ الأمنيات. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه. وأسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه. وغفرت زلله وإجرامه. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك. واجعل مآلنا إلى جناتك. وأعذنا من عقوبتك ونيرانك. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات … الخ ما يدعو به المسلم
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2004, 10:16 PM
هذا موضوع قيم له صلة بالموضوع :
التبيان في بدع القنوت في رمضان (http://saaid.net/Doat/samer/2.htm)
وهذا موضوع آخر له صلة : هل دعاء ختم القرآن بدعة ؟ (http://www.islamway.com/bindex.php?section=fatawa&fatwa_id=3509)
---
عماد الدين
02-03-2004, 11:01 PM
شكرا أخي أبو مجاهد
في انتظار مشاركات بقية الإخوة
---
(1/2199)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السلام عليكم نرجو إبداء الرأي الشرعي في محور التفسير المرئي لدينا بوركتم
---
السلام عليكم نرجو إبداء الرأي الشرعي في محور التفسير المرئي لدينا بوركتم
---
الدكتور رامي محمد ديابي
02-28-2004, 11:21 AM
السلام عليكم
إخواني الأحباب لست من أهل الإختصاص مثلكم ولكن عندي حب خدمة كتاب الله وأرجو منكم المناصحة والرأي العلمي والتسديد لما قمت به على موقعي مدرسة الإسلام
www.islamschool.com
وخاصة التفسير المرئي
http://www.islamschool.com/digitalTafseer/default.htm
وأخص سورة يس التي أتممتها تقريباً
http://www.islamschool.com/digitalTafseer/soras/36.htm
السيرة الذاتية
لي للتعارف
www.islamschool.com/etcc/cv.htm
والسلام عليكم ورحمة الله
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 09:24 PM
أخي الكريم أبا عبيدة
أرجو منحنا شيئاً من الوقت للنظر ، وأرجو من الإخوة المشاركة ، ومرحباً بك معنا في ملتقى أهل التفسير.
---
(1/2200)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
---
صدور العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 01:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف بالعدد الثاني من مجلة
معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
أصدر مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي العدد الثاني(1) من مجلة المعهد العلمية المحكمة، وقد احتوى العدد على ثلاثة مقالات ونص محقق وفهرس وخمسة تقارير، وذلك على النحو الآتي :
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f91d64eb395.jpg
في باب البحوث والدراسات :
- كتب الدكتور أحمد البريدي دراسة تأصيلية لموضوع تفسير القرآن بالقرآن (11-67) تحدث فيها عن طريقة تفسير القرآن بالقرآن مبيناً أنها تعتمد في الجملة على الربط بين الآيات التي يكون بينها تشابه، وأن هذا التشابه إما أن يكون في المعنى أو في اللفظ أو في الموضوع أو في الحكم ، وبجمع الآيات المتشابهة على صعيد واحد يتبين ما لم يكن ظاهراً من معانيها ، أو تظهر معانيها بصورة كاملة.
- وفي الباب نفسه كتب الدكتور مساعد الطيار(71-131) بحث بعنوان : تصحيح طريقة معالجة تفسير السلف في بحوث الإعجاز العلمي . بأنه يلزمهم في بحوثهم أن يرجعوا إلى تفسير السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم ممن التزم الكتاب والسنة ، وأن يتعلموا أصول التفسير ليفهموا أقوال السلف ويدركوا وجوهها ويحسنوا التعامل معها ويقفوا منها الموقف الصحيح، ومن أهم ذلك أن الحق لا يخرج عن أقوال السلف جميعهم ، وأن ما زاده المتأخرون من وجوه المعاني لا يعني نقص علمهم بالقرآن ؛ لأن موجب ذلك لم يكن موجوداً في عصرهم.(1/2201)
- وختم الباب ببحث للدكتور عبد الله بن عويقل السلمي(135-225) عن التوجيهات النحوية لقراءة أبي السمَّال العدوي(ت160هـ)، وهي قراءة شاذة ، ولكن قارئها وُسم بالفصاحة ،كما أنه ممن يستشهد بكلامهم . وقد ظهر في البحث أن كل قراءته الشاذة لها وجه في العربية لم تخرج قراءة منها على التوجيه النحوي ، ولكثير منها ما يعضده من منقول الشعر العربي الفصيح .
وفي باب النصوص المحققة :
- حقق الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد (231-296) كتاباً في ذكر (تنزيل القرآن وعدد آياته واختلاف الناس فيه) من إملاء الشيخ أبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة المقرئ الذي عاش في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري والنصف الأول من القرن الخامس الهجري؛ وقدم له بدراسة عن مؤلفه وناقش بعض القضايا المتعلقة بشخصيته وعرف بموضوع الكتاب ، ومنهج ابن زنجلة فيه ، والنسخة الخطية التي اعتمد عليها. والكتاب يتناول موضوعين من موضوعات علوم القرآن، هما : البحث في تنزيل القرآن الذي يعبر عنه بالمكي والمدني ، والآخر بيان عدد السور وفواصل الآي، ويمكن القول إن كتاب ابن زنجلة من أقدم النصوص التي وصلت إلينا في موضوعه، ولا يخلو من تميز في بعض جوانبه مثل حديثه عن حروف أواخر آيات كل سورة ، وتحديد عدد مرات ورود كل حرف في أواخر الآي ، وهو ما لا يوجد في كتاب آخر.
وفي باب الفهارس والكشافات :
- أعد الأستاذ فؤاد أبو الغيث - الباحث بمركز الدراسات والمعلومات القرآنية ومسؤول وحدة المعلومات بالمركز- دليلاً لكتب علوم القرآن المسندة المطبوعة حتى عام 1427ه(301-380). وتعتبر الكتب المشار إليها أهم مصادر علوم القرآن، حيث إنها تحوي آثار السلف الصالح في علوم القرآن مسندة إليهم إسناداً متسلسلاً ، يمكن بواسطته التثبت من صحتها. مع ما هو مقرر من أنهم أعلم الناس بعلوم القرآن ، وأحسنهم عملاً بها.
وفي باب التقارير أوردت المجلة تقارير عن الملتقيات التالية :(1/2202)
- مؤتمر مناهج تفسير القرآن وشرح الحديث الشريف الذي نظمته الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا يومي 21-22/جمادى الآخرة/1427هـ.
- المؤتمر القرآني الأول : نحو جيل قرآني ، الذي رعته جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن في عمان يومي 15-16/رجب /1427هـ.
- الملتقى العلمي الثالث : حافظ القرآن الكريم بين الواقع والمرتجى ، الذي أقامته الهيئة العالمية لتحفيظ العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة جدة في المدة من 4-5/ رمضان /1427هـ.
- ندوة تناولت موضوع "القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية" ، عقدها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ، خلال الأيام من الثلاثاء إلى الخميس 16-19/شوال/1427هـ.
- المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي ، وذلك في الكويت في المدة من 5-8/ذو القعدة/1427هـ.
ثم ختم العدد بترجمة لملخصات البحوث الواردة فيه إلى اللغة الإنجليزية.
والعدد تقوم بتوزيعه دار ابن الجوزي في السعودية ، وسيصل للمكتبات هذا الأسبوع بإذن الله .
وقد أعلن المركز عن مسابقة في البحث العلمي بمناسبة صدور العدد الثاني من المجلة تجد تفاصيلها على هذا الرابط :
إعلان عن مسابقة في البحث العلمي برعاية مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=33470)
ملحوظة : مرفق بالمشاركة ملف بضوابط المشاركة في مجلة معهد الإمام الشاطبي لمن أراد الاطلاع أو المشاركة في المجلة .
الرياض في 25/2/1428هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صدور العدد الأول من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6034) .
---
الجكني
03-15-2007, 05:12 PM(1/2203)
جزاكم الله خيراً أخي د/عبد الرحمن على هذا الخبر المهم0
---
د. أنمار
03-15-2007, 09:45 PM
جزيتم ألف خير.
وهل المجلة موجودة على الشبكة؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-16-2007, 12:12 AM
وإياكم أخي الكريم .
ليست المجلة الآن على الشبكة ، وسأسعى لدى الإخوة الفضلاء في معهد الإمام الشاطبي لإتاحتها بإذن الله بصيغة PDF مع العدد الأول ، ومثلها مجلة مجمع الملك فهد ، ومجلة الجمعية السعودية بطريقة مناسبة لا تؤثر على نشرها وتوزيعها .
---
أبو صفوت
03-16-2007, 12:14 AM
كم عدد صدر من مجلة الجمعية السعودية وأين تباع
---
فهد الوهبي
03-16-2007, 03:06 AM
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن على هذا الخبر
---
محب القراءات
03-16-2007, 06:54 AM
جزى الله خيرا فضيلة الشيخ / عبد الرحمن الشهري , على جهوده المباركة في خدمة علوم القرآن , وعلى التنبيه بكل ما هو جديد ومفيد في هذا العلم المبارك , وأسأل الله أن يعظم له الأجر والثواب وأن يبارك في علمه وعمله .
---
(1/2204)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المنهج الخاص لشيخ الإسلام عرض لأبرز المعالم وعددها يربو على السبعين
---
المنهج الخاص لشيخ الإسلام عرض لأبرز المعالم وعددها يربو على السبعين
---
أبو مهند النجدي
11-03-2005, 05:16 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=223170#post223170
رابط للموضوع
---
أبو مهند النجدي
11-04-2005, 05:58 PM
المنهج الخاص لشيخ الإسلام عرض لأبرز المعالم وعددها يربو على السبعين
بيانه لما يحتاجه الناس في العقيدة وهو معرفة ما أراده الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة
بيانه لمعرفة ما قاله الناس في هذا الباب " أي معرفة ما أراد الله ورسوله " للنظر في المعاني الموافقة للرسول والمعاني المخالفة
مسائل العقيدة عنده " تحتاج إلى قبل الكلام في حكمها إلى حسن التصور لها "
بيانه لوجوب إعطاء الأدلة الشرعية حقها ( أي معرفة الواقعة وحسن التصور لها ثم معرفة الأدلة الشرعية , ثم الحكم على المسألة )
وجوب النظر فيما جاء به الرسول والاستدلال بأدلته والعمل بموجبها
بيانه أن الرسول بين بالبراهين العقلية ما يتوقف السمع عليه ( كما أنه بين أن الرسل بينوا للناس العقليات التي يحتاجون إليها )
بين فيما يتعلق بحكاية الخلاف : وجوب استيعاب الأقوال في ذلك المقام وينبه على الصحيح ويبطل الباطل
تقعيده في الرد على الخصوم ( إذ هو ينطلق من الأصول والقواعد لبيان التناقض لجميع المخالفين )
حكمه على أهل الكلام والنفاة أن أكثرهم قليل المعرفة بما جاء به الرسول وما جاء عن السلف
من منهجه نقض أصول الفلسفة وأهدافها العليا ونقض الأصول الكلامية ونقض أصول المنطق والنظريات الأخرى
سلوكه المنهج الصحيح للمعرفة والاستدلال ومراتب الأدلة وهي ثلاثة(1/2205)
بيانه لطرق العلم والمعرفة ومصادرها ( يطلق عليها أحياناً العلوم الإنسانية ) وهي ثلاثة : الحس والإعتبار والخبر أخذاً من قوله تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً فليس هناك طريق رابع .
بيانه للطريق والدليل الشرعي ويعني بالدليل الشرعي :
1 ـ ما أثبته الشرع ودل عليه
2 ـ ما أباحه وأذن فيه
فالذي أثبته الشره هو دلالة الكتاب والسنة والذي أباحه و أذن فيه هو دلالة العقل وفي علمنا أنه لم يُسبقه إلى ذلك أحد والله أعلم
بيانه تفصيل الأدلة الشرعية وهي دلالة الكتاب والسنة والاعتصام بهما
الاستدل بدليل الفطرة التي فطر الله الناس عليها وبيانه أن دليل الفطرة فيها من الإستعداد والقبول ما يكفي الحصول المقتضى من معرفة الله وعبادته
الاستدلاله بالأدلة العلمية النظرية والتي تفيد العلم واليقين وهو دلالة الآيات أي دلالة المخلوقات التي تدل على الخالق وتوجب العلم به وتفريقه بين الآيات وبين القياس
استدلاله بالقياس الأولى أو القياس الجلي وقد ركز عليه شيخ الإسلام وبين دلالته على إثبا التوحيد ونفي الصاحبة والولد عنه سبحانه وعلى إثبات صفات الكمال لله تعالى ونفيه لدلالة قياس الشمول أو التمثيل لهذا الأمر .
بيانه للميزان القرآني وهو من المناهج المهمة التي دعا غليها القرآن الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان والمراد بالميزان القرآني هنا سواء فسر بالعدل أو فسر بما يوزن به وهما متلازمان لكن حقيقته معرفة تماثل المتماثلات ومعرفة اختلاف المختلفات وهو يعتبر من القياس الصحيح ومن العدل الذي أمر الله به كما يقوله شيخ الإسلام في الرد على المنطقيين
سلك في بيان العقيدة أسلوباً متميزاً يتماثل في : أنه أسلوب سهل ميسر يفهمه الجميع المتعلم وغير المتعلم كما في كتابه العقيدة الواسطية بعيداً عن إثارة المشكلات والشبهات(1/2206)
من منهجه المتميز التركيز على أكبر المسائل وأهمها كتحقيقه لتوحيد الألوهية وبيان أركان الإسلام وأركان الإيمان وغيرها من قضايا أصول الدين والمطالب الإلهبة .
من منهجه المتميز أيضاً اهتمامه بقضايا يحتاج الناس إليها ولا حصر لهذا المنهج ومن أمثلة ذلك : بيانه لشروط قبول العمل والإخلاص لله والمتابعة لرسول الله فهو يركز مثلاً على هذه القضية لأنه يعتبرها من منطلقات العقيدة الأساسية كما صنع ذلك في كتابه العبودية وغيره .
انتسابه إلى مذهب السلف لا غلى مذهب معين وهذا ما صرح به في مواقف متعددة فلم يدعو أحداً إلى مذهب بعينه ولا ذكره في كلامه اللهم إلا ما اتفق عليه سلف الأمة .
تميز منهجه بالتركيز على بيان وسطية مذهب السلف وغالباً ما يبني هذه الوسطية على وسطية أمة محمد بين الأمم .
إذا كان القول يستدعي ذكر القول الصحيح وأقول المخالفين فالمنهج عنده : ذكر القول أولاً ثم ذكر أقوال المخالفين في ضمن ذلك والهدف من هذا المنهج ليترسخ القول الصحيح عند القارئ
( وهذا من المناهج المتميزة )
له منهج متميز أيضاً في مسألة الأسماء والصفات حيث يذكر قواعد معينة في وجوب الإلتزام بها فمن خالفها أو خالف واحدة منها نقص تحقيق هذه المسألة العظيمة كما صنع في التدمرية وفي بيان تلبيس الجهمية وغيرها من كتبه .
في مجال صراعه مع المخالفين فإنه قد سلك منهجاً منفرداً في ذلك ومن أبرزه كشف أسباب نشأة الفرق والأسباب الداعية لضلالهم أو مخالفتهم .
وممن يكمل هذا المنهج المعرفة التاريخة لنشأة الفرق وتاريخها والتسلسل التاريخي لظهورها والمدن , ومعرفة أول البدع ظهوراً وأكثرها أثراً فيربط البدع اللاحقة بالسابقة وهذا منهج من المؤكد أنه انفرد به وحقق النصر في النهاية على المخالفين .
من منهجه : معرفته بأحوال الخصوم مذاهبهم وعقائدهم وأدلتهم وكتبهم وحتى خطبهم أو خطوطهم حتى أنه قال : كل من خالفني في شء مما كتبته فأنا أعلم بمذهبه منه(1/2207)
( انظر مجموع الفتاوى 3 / 163)
كشف بهرجة أهل الباطل ( حيث إنهم يلبسون على أتباعهم ويتدرجون بهم في ذلك حيث يبدؤنهم بالألفاظ المتشابهة ثم يألفون بينها ثم يعظمونها ويهولونها حتى تتشبع بها قلوب العامة والأتباع والرعاع فقد كشف هذا المنهج ووصل إلى انطلاقة المخالفين وضلالهم )
قد يكون من منهجه المتميز ثقته المطلقة بما عنده من الحق سواء كان ذلك في كتاباته أو مناظرته حتى أنه قال : ( قد أمهلت كل من خالفني في شيء ثلاث سنين , فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة ... يخالف ما ذكرته فأنا أرجع عن ذلك )
( مجموع الفتاوى 3 / 169 )
اعتماده في العقيدة على الكتاب والسنة وتقديمها على غيرها وهذه سمة بارزة في منهجه يشاهده القارئ في جميع ما كتبه .
تقريره : أن السلف أعلم وأسلم وأحكم من غيرهم لذلك بحسب الرجوع إلى فهمهم في العقيدة لأنهم أعلم الناس بالكتاب والسنة .
من منهجه جواز استعمال المصطلحات الحديثة والألفاظ المبتدعة لمخاطبة أهل الإصطلاح باصطلاحهم وأهل المخالفة بكلاماتهم إذا احُتيج غلى ذلك وهو : ينحصر في مجال الرد والكشف والبيان وليس في مجال التأصيل والتصنيف .
من منهجه إدراك تناقض أقول الخصوم والعجيب من أمره : إدراكه لأدلة كل فريق أنها ترد على أدلة الفريق المقابل ليبقى مذهب السلف هو الحق والعدل
ومن عجيب منهجه أن جميع ما يحتاج به المبطل من الأدلة الشرعية والعقيلية إنما تدل على الحق لا تدل على قول المبطل كمن يأخذ سيفاً يريد أن يعتدي على غيره فيأخذه غير القوي فيقتله به .
من منهجه في مجال الناظرة والمحاورة أن المناظرة تارة بين الحق والباطل وتارة تكون بين القولين الباطلين لتبيين بطلانهما أو بطلان أحدهما أو كون أحدهما أشد بطلاناً من الآخر فإن هذا المنهج ينتفع به كثيراً في أقوال أهل الكلام والفلسفة ليتوصل بعد ذلك إلى نتيجة معينة ملخصها هو انقطاع حجة المخالف وتعزيز قول المحق وذلك يتمثل في :(1/2208)
أن من منهجه إنصافه للخصوم والإعتراف بما عندهم من الحق وهذا في جميع ما كتبه وفي جميع ما قرره وعلى جميع من تعامل معه من المخالفين على اختلاف مستوياتهم ومعتقداتهم وعلى اختلاف نوع مخالفتهم .
من الملاحظ من منهجه أن ردوده قوية صارمة حين معارضة الكتاب والسنة أو معارضة كلام سلف الأمة أو حين تأويل النصوص الصريحة بالتأويلات الفاسدة فإذا ما وجه مثل ذلك اشتدت غيرته وقوي رده .
من منهجه وجوب العدل والإنصاف مع الآخريين ( ومع النفس أيضاً ) فلا تحمله قربى ولا يحمله قرب ولا تحمله مودة في كتمان شيء من الحق .
قد ينبه إلى شي من الحق في كلام المبتدعة وأهل الكلام ليتوصل بعد ذلك إلى بداية الضلال من أين جاء , حيث أن الأغلب أن يكون الضلال جاء من جهة أنهم نفوا ما زاد عليها من الحق مما يثبته أهل السنة أو أنها قصرت هممهم عن الوصول إلى الحق بعدما قاربوه .
حين يبين تناقض الخصوم يبين أن ما أوقعهم في التناقض والمخالفة أوقعتهم في عقائد فاسدة هي : قواعدهم الفاسدة المنطقية .
من منهجه في تكوين المنتسبين إلى أصول الدين يبين أنهم على درجات , فليسوا في المخالفة سواء فلربما بعضهم مخالفتهم لاتؤثر , وربما أن بعضهم تكون مخالفته في أصول عظيمه ربما تستوجب كفره أو تبديعه .
من منهجه الواضح أيضاً أنه لا يبرأ أحداً من الخطأ سواء كان من أهل السنة أو من غيرهم وسواء كان منتسباً للمذاهب أم لا .
من منهجه البارز أيضاً تفريقه بين الأشخاص والأقوال , فإذا كان في مقم الرد على مقالة فاسدة فإنه يتجه إلى تلك المقالة وينقضها بقوة و بلا هوادة ويبين زيفها وبطلانها , أما إذا اتجه إلى الشخص فيختلف حاله في الحكم بناءً على أحوال الشخص وحسناته وفضائله وربما أن هناك اعتبارات أخرى تشفع لهذا الإنسان كأن يكون قد تاب ورجع أو تكون له حسنات كثيرة غيرها .(1/2209)
من منهجه في الردود أيضاً فيما يتعلق بحكمه على الأشخاص : أنه ينظر إلى أحوال الشخص نظرة متكاملة يظهر فيها الموازنة بين حسناته وسيئاته وهو يشنع على الذين يلغون الموازنه بين ما للإنسان وما عليه , فلو سلك هذا المنهج في زماننا لكان خيراً كثيراً .
من منهجه الثابت : أنه يقرن بين الأمور العلمية بالأمور العملية حيناً على الطوائف وعموم المخالفين , فهو إلى جانب بيانه فيما يتعلق بالأمور العلمية والإعتقادية يهتم بالناحية الأخلاقية والسلوكية للطوائف فيجمع في الحكم بين الأمرين .
من منهجه : أنه لايرى مفاتحه العّوام وامتحانهم بكثير من المسائل الفرعية والأمور الإعتقادية التي لاتحتملها عقولهم ويرى أن ذلك لايخدم الحق لا من قريب ولا من بعيد .
من منهجه الواضح التدريج في المسائل العلمية والعملية بحسب ما يقتضيه المقام وبقدر ما يستوعبه العقل حتى يحصل المقصود فإن الحال والشأن إذا أُلغي التدرج أوقع نتيجة عكسية تُذهب المقصود .
من منهجه أن من الأقوال الفاسدة والباطلة ما يكون بطلانه واضح فلا حاجة إلى نقضه أو الرد عليه فقد يكون السكوت هو الرد وقد يكون التغافل عن الرد هو الرد فإن من الردود بما يكون في تصور المسألة وإدراكها ما يكون كافياًً للرد عليها .
ومن المنهج المهم الذي يحتاج غليه كل مسلم أنه لابد من هدم الباطل الذي عند الشخص أولاً ثم إعطائه الحق ثانياً .
من المنهج المهم : أن يكون جواب الشبهة قوياً حتى تنقض الشبهة , فإنه إذا كان الرد ضعيفاً فأي فائدة من ذلك بل يبقى مدخلاً لأهل الباطل في التزامهم بالباطل وبعدهم عن الحق , ومن المهم في هذا المنهج أن يسعى الإنسان إلى رد محكم قوي يضمن فيه نقض الشبهة وإسكات الخصم وهو يعيب على الذين يتولون الردود بإسلوب ضعيف .(1/2210)
من منهجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما إذا وجد الأمر بالمعروف ترك معروفاً أكبر أو وجد النهي عن المكنر نكر أكبر ( مسألة المصالح والمفاسد إذا تعارضت ) فإن هذا منهج عام في حياته العلمية والدعوية , فينظر في المعارض فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر .. لم يكن مأموراً به بل يكون محرماً .
إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لايفرقون بينهما بل إما أن يفعلوها جميعاً أو يتركوها جميعاً , لم يجز أن يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر , بل ينظر : فإن كان المعروف أكثر أمر به وإن استلزم ما دونه من المنكر , ولم ينهى عن منكر يستلزم تقوية معروف أعظم منه , فيكون النهي من الصد عن سبيل الله والإفساد في الأرض .
لا يطلب رضا الناس ويعلل بأن رضا المخلوقين غير ممكن لأننا مأمورون أن نتحرى رضا الله ولا نخاف إلا من الله .
أمر بالإجتماع وعدم الفرقة وبيانه أن ما يقع من خلاف بين السلف إنما هو تنوع لا خلاف تضاد .
من منهجه المتبع بيانه أن البدعة مقرونة بالفرقة , وأن السنة مقرونة بالجماعة .
دائماً كان يضرب الأمثال لتوضيح المراد .
الأمانة العلمية ( منهجيته في العدل والإنصاف ) شهد له بذلك أعداؤه الذين لايرضون سلفيته .
من منهجه الذي طبقه أن أهل السنة هم أهل العدل والرحمة فيعدلون على من خرج عن أهل السنة , وهم يحبون الخلق ويرحمونهم ويحبون الخير والتسهيل له دون الشطط عليهم أو الإزراء بهم .
من منهجه أنه كان يعطي كل ذي حق حقه ويرجع في كل فن إلى أهله فيعرف فضل الجميع .
من منهجه أنه تنبه إلى أن عامة ما يؤتى الناس : إما تفريط في الحق وأدلته أو دخول الباطل وولع فيه , وينبه أيضاً على أن الحجج القوية لا تقابل بالجحد والمعاندة , بل يجب قول الصدق والتزام العدل ( وهذا في عامة العقلاء وأهل الإسلام أحق بذلك من غيرهم ) .(1/2211)
في مجال الرد يجب نقل الأقوال بألفاظها , وذكر جميع ما يقوله الخصم من ألفاظ بأعيانها
( دون التشهي واتباع الهوى )
من منهجه اعتماد النقل الصحيح للأقوال فقط ( أي الدقة في نسبة الأقوال إلى أصحابها )
لمعرفة حقيقة أقوال الناس : إنما تتم بنقل ألفاظهم والهدف منه من أجل تمييزهم وتقييمهم ومعرفة مدى صدقهم من كذبهم .
من منهجه إدراكه وإحاطته بأقوال الناس فهو غالباً ما يصحح الأقوال التي تنسب إما خطاً أو تجاوزاً أو غير ذلك .
من منهجه أيضاً الحكم على النص المنقول فيبين أنه إما محرف أو خطأ أو تقّول .
مع طول نفسه في تقصي الأقوال إلا أنه كان دائم الإعتذار وبأعذار تحمل التواضع .
كان رحمه الله من المحققين فهو يرجع إلى أكثر من نسخة ويقارن بين النُسخ ويعرف الخطوط .
مقارنته بين النقل والأصل وإدراكه الفرق بينهما .
يتميز منهج شيخ الإسلام بأن جميع مؤلفاته كلها سائة على منهج واحد , وهذا قلما يوجد في غيره فالإنسان يحتار أي كتبه ألف أولاً ( ليس هناك مراحل متعددة في منهجه كما حدث لغيره )وإنما هو منهج وطريق واحد
من الملامح البارزة في منهجه أنه أطال النفس في مناقشة الخصوم من أهل الكلام والفلسفة حتى يوجد صعوبة بالغة في ملاحقة الأفكار التي يناقشها ,وهو دائماً يبرر لهذا العمل أنه لايمكن قطع دابر الشبهة إلا بملاحقة أصولها واجتثاثها من أساسها .
كان يقول عن أهل الضلال أنهم كثروا وانتشروا , وفي نفس الوقت عظموا ورفعت مكانتهم حتى وصلوا إلى مخاصمة أهل السنة , فامتطى صهوة جواده وهب للدفاع عن دين الله وكشف هؤلاء الأدعياء .
كان يبرر لجهوده ووجوب جهاده لأنه يجب على كل من يقدر على دفه الشبهة والأباطيل وعلى قطع الحجج والأباطيل أن يذب عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجليلة .
من لفتاته العظيمة أنه يقول ( كل من كان بفساد الباطل أعرف كان بصحة الحق أعرف وإلى القبول أقرب بخلاف من لم يكن كذلك )
قلت : ومن لفتاتة العظيمة قوله :(1/2212)
( وكل من كان بالباطل أعلم كان للحق أشد تعظيمًا، وبقدره أعرف إذا هدى إليه )
وبقي مسألة مهمة أحب أن أضيفها أن شيخ الإسلام كان دائماً يؤلف من حفظه وقد أشار إلى ذلك الشيخ الألباني رحمه الله
ومن لديه إضافات فلا يحرم الإخوة منها بشرط أن لا تكون قد ذُكرت
وهذا رابط بعنوان كتب شيخ الإسلام .. الطريقة المثلى للإفادة منها واستخراج الفوائد وتقييدها (شارك برأيك)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37071
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
---
(1/2213)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول إمكانية حضور ندوة الاستشراق بالمدينة النبوية
---
حول إمكانية حضور ندوة الاستشراق بالمدينة النبوية
---
نواف الحارثي
11-03-2006, 05:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
آمل الافادة حول امكانية حضور ندوة الاستشراق بالمدينة النبوية والدخول لقاعة الفندق هل هو مسموح لكل شخص أم لابد من الحصول على بطاقة دخول ؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-03-2006, 06:38 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحضور متاح للجميع وجزاك الله خيراً .
---
فهد الوهبي
11-04-2006, 09:16 AM
أخي الشيخ نواف وفقه الله ... الحضور متاح للجميع والإعلانات في المدينة عامة ...
---
أمين الشنقيطي
11-04-2006, 08:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله:
مقترح بسيط أحببت أن أنبه عليه من يحضر لهذه الندوة العالمية،بدء بحسن الانصات،وثانيا بخدمة المعلومة الواصلة ،وذلك بالتدوين لها ثم التدقيق فيها، ثم معرفة ما تنطوي عليه من فهم صحيح أو عدمه،ثم تلخيص ذلك وتقديمه لإخواننا في هذا الملتقى المبارك، وفي ختم الندوة مقارنة ذلك بالجديد الذي قدمته الندوة عبر بيانها الختامي.فهل ياترى استعددنا لهذا؟ اللهم يسر وأعن؟
---
(1/2214)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل في تفسير ابن عطية اعتزاليات ؟
---
هل في تفسير ابن عطية اعتزاليات ؟
---
أبو فاطمة الأزهري
01-31-2007, 10:24 PM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .
وبعد،
جاء في الفتاوي الحديثية لابن حجر الهيتمي ( صـ 242 )
وسئل نفع الله به : هل في تفسير ابن عطية اعتزال ؟
فأجاب بقوله : نعم فيه شيء كثير حتى قال الإمام المحقق ابن عرفة المالكي : يخشى على المبتديء منه أكثر ما يخاف عليه من كشاف الزمخشري لأن الزمخشري لما علمت الناس منه أنه مبتدع تخوفوا منه واشتهر أمره بين الناس مما فيه من الاعتزال ومخالفة الصواب وأكثروا من تبديعه وتضليله وتقبيحه وتجهيله ، وابن عطية سني لكن لا يزال يدخل من كلام بعض المعتزلة ما هو من اعتزاله في التفسير ثم يقره ولا ينبه عليه ويعتقد أنه من أهل السنة وأن ما ذكره من مذهبهم الجاري على أصولهم. وليس الأمر كذلك فكان ضرر تفسير ابن عطية أشد وأعظم على الناس من ضرر الكشاف . أهـ
وقد قرر نحو ذلك ابن تيمية رحمه الله فقال : ( 361/13 )
وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري ـ وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرا ـ ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت المعتزلة به أصولهم وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب ........ أهـ
وقال في موضع آخر : ( 388 / 13 )(1/2215)
وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع وإن اشتمل على بعضها بل هو خير منه بكثير بل لعله أرجح هذه التفاسير لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها ....... أهـ
ــــــــــــ
سؤال للسادة الأعضاء :
هل تناول هذه المسألة أحد من الباحثين بتفصيل ؟ـ إثباتاً أو نفياً ـ .
برجاء التفصيل .
---
أبو فاطمة الأزهري
02-08-2007, 08:17 AM
لعل أحداً من الأعضاء يدلنا على دراسات حديثة عن ابن عطية وتفسيره تكون متوفرة على الشبكة ، وجزاكم الله خيراً
---
عمار
02-09-2007, 11:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أشار الدكتور / الذهبي - رحمه الله تعالى - في كتابه " التفسير والمفسرون " إشارة سريعة إلى هذه المسألة ...فليراجع
كلامه.
ولعلكم تجدون بغيتكم في كتاب الدكتور / عبد الوهاب فايد
والمسمّى بـ " منهج ابن عطية في التفسير ".
وفقكم الله ،،،
---
جمال حسني الشرباتي
02-10-2007, 07:27 AM
السلام عليكم
لا نوافق على ذلك---ومن قرر عليه أن يأتينا بالدليل من تفسيره----
والآية المفصليّة عندهم هي " بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة : 81]
قال فيها إبن عطيّة
"وقالت طائفة: السيئة الشرك كقوله تعالى
{ ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار }
[النمل: 90]، والخطيئات كبائر الذنوب، وقال قوم: " خطيئته " بالإفراد، وقال قوم: السيئةُ هنا الكبائر، وأفردها وهي بمعنى الجمع لما كانت تدل على الجنس، كقوله تعالى
{ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }(1/2216)
[إبراهيم: 34]، والخطيئة الكفر، ولفظة الإحاطة تقوي هذا القول وهي مأخوذة من الحائط المحدق بالشيء، وقال الربيع بن خيثم والأعمش والسدي وغيرهم: معنى الآية مات بذنوب لم يتب منها، وقال الربيع أيضاً: المعنى مات على كفره، وقال الحسن بن أبي الحسن والسدي: المعنى كل ما توعد الله عليه بالنار فهي الخطيئة المحيطة، والخلود في هذه الآية على الإطلاق والتأبيد في المشركين، ومستعار بمعنى الطول والدوام في العصاة وإن علم انقطاعه، كما يقال ملك خالد ويدعى للملك بالخلد.
وقوله تعالى: { والذين آمنوا } الآية. يدل هذا التقسيم على أن قوله { من كسب سيئة } الآية في الكفار لا في العصاة، ويدل على ذلك أيضاً قوله: { أحاطت } لأن العاصي مؤمن فلم تحط به خطيئته، ويدل على ذلك أيضاً أن الرد كان على كفار ادعوا أن النار لا تمسهم إلا أياماً معدودة فهم المراد بالخلود، والله أعلم.)
وهو كلام دال على موقفه السنّي--وإن حصل توافق بين علم من أهل السنّة وعلم من المعتزلة في قضيّة فرعية فهذا مما يسمح به المذهب كقضيّة السحر التي أنكر فيها بعض أهل السنّة أن يكون له حقيقة---
ومع ذلك فإبن عطيّة أقرّ بحقيقة السحر إذ قال في تفسير الفلق
(و { النفاثات في العقد } السواحر، ويقال إن الإشارة أولاً إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي كن ساحرات وهن اللواتي سحرن مع أبيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعقدن له إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله تعالى إحدى عشرة آية بعد العقد، هي المعوذتان، فشفى الله النبي صلى الله عليه وسلم، والنفث شبه النفخ دون تفل ريق، وهذا النفث هو على عقد تعقد في خيوط ونحوها على اسم المسحور فيؤذى بذلك، وهذا الشأن في زمننا موجود شائع في صحراء المغرب، وحدثني ثقة أنه رأى عند بعضهم خيطاً أحمر قد عقد فيه عقد على فصلان فمنعت بذلك رضاع أمهاتها، )
وإن توفر وقت قد نتتبع باقي الآيات التي يحتج بها المعتزلة على مذهبهم مثبتين تباين موقفه عن موقفهم--(1/2217)
ودمتم
---
روضة
02-10-2007, 04:32 PM
للأستاذ الدكتور مصطفى المشني كتاب بعنوان: (مدرسة التفسير في الأندلس)، تحدث فيه عن المفسرين الأندلسيين، واتجاهاتهم، واعتقاداتهم، ...إلخ.
وأفرد فصلاً للحديث عن الاتجاه الاعتزالي، افتتحه ببيان أصول المعتزلة الخمسة، وشرحها، ثم عرض من أقوال المفسرين ما يتعلق بهذه الأصول، كلّ على حدة، وعلى رأسهم القاضي ابن عطية. [وهذه المشاركة تلخيص لأهم ما ورد في كتاب الدكتور مما يتعلق بالقاضي ابن عطية].
فيما يتعلق بالأصل الأول من أصول المعتزلة، وهو التوحيد، والذي ينكرون في ضوئه أزليّة صفات الله تعالى، لما يلزم منها ـ حسب قولهم ـ المشابهة للحوداث، فقد أثبت ابن عطية أزلية الصفات خلافاً للمعتزلة الذين نفوا القدم عنها بموجب الأصل الأول عندهم، وهو التوحيد.
يقول ابن عطية في تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُو?اْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للَّهِ جَمِيعاً}: "وثبتت بنص هذه الآية القوة لله بخلاف المعتزلة في نفيهم معاني الصفات القديمة".(1/2218)
وقد ذهبت المعتزلة إلى استحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة، وأما أهل السنة فيقولون بالمنع في الدنيا، والجواز في الآخرة، ونرى ابن عطية يقول عند تفسيره لقوله تعالى: { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 103]: "أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة، يراه المؤمنون وقاله ابن وهب عن مالك بن أنس، والوجه أن يبين جواز ذلك عقلاً ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز، واختصار تبيين ذلك يعتبر بعلمنا بالله عز وجل، فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيز ولا مقابل ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود، جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذى ولا مكيفاً ولا محدوداً، وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول: مسألة العلم حلقت لحى المعتزلة ثم ورد الشرع بذلك وهو قوله عز وجل:
{ وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } [القيامة:22] وتعدية النظر يأتي إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهبت إليه المعتزلة، وذكر هذا المذهب لمالك فقال: فأين هم عن قوله تعالى: { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } [المطفّفين:15].(1/2219)
قال القاضي أبو محمد: فقال بدليل الخطاب ذكره النقاش، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله: إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ونحوه من الأحاديث على اختلاف ترتيب ألفاظها، وذهبت المعتزلة إلى المنع من جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة، واستحال ذلك بآراء مجردة، وتمسكوا بقوله تعالى: { لا تدركه الأبصار }، وانفصل أهل السنة عن تمسكهم بأن الآية مخصوصة في الدنيا، ورؤية الآخرة ثابتة بأخبارها، وانفصال آخر، وهو أن يفرق بين معنى الإدراك ومعنى الرؤية، ونقول إنه عز وجل تراه الأبصار ولا تدركه، وذلك الإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه وحوزه من جميع جهاته، وذلك كله محال في أوصاف الله عز وجل، والرؤية لا تفتقر إلى أن يحيط الرائي بالمرئي ويبلغ غايته، وعلى هذا التأويل يترتب العكس في قوله { وهو يدرك الأبصار } ويحسن معناه، ونحو هذا روي عن ابن عباس وقتادة وعطية العوفي، فرقوا بين الرؤية والإدراك، وأما الطبري رحمه الله ففرق بين الرؤية والإدراك واحتج بقول بني إسرائيل إنَّا لمدركون فقال إنهم رأوهم ولم يدركوهم.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذا كله خطأ؛ لأن هذا الإدراك ليس بإدراك البصر، بل هو مستعار منه أو باشتراك، وقال بعضهم إن المؤمنين يرون الله تعالى بحاسة سادسة تخلق يوم القيامة، وتبقى هذه الآية في منع الإدراك بالأبصار عامة سليمة، قال: وقال بعضهم: إن هذه الآية مخصوصة في الكافرين، أي إنه لا تدركه أبصارهم لأنهم محجوبون عنه".
******************************
أما فيما يتعلق بالأصل الثاني، وهو العدل، الذي يعني عند المعتزلة أن أفعال الله كلها حسنة، وأنه لا يفعل القبيح، ولا يخلّ بما هو واجب، يلزم من هذا أن الله لا يرزق الحرام، بل الحلال فقط، ولا تتعلق إرادته بالقبيح والشر، كما أنه لا يخلق أفعال العباد، بل هم يخلقون أفعالهم بقدرة أودعها فيهم.(1/2220)
ردّ الإمام ابن عطية هذا الأصل، حيث قال عند قوله تعالى: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة:3]: "والرزق عند أهل السنة. ما صح الانتفاع به حلالاً كان أو حراماً، بخلاف قول المعتزلة إن الحرام ليس برزق".
وقال حين فسر قوله تعالى: {وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]: "وانطلق اسم الرزق على ما يخرج من الثمرات قبل التملك، أي هي معدة أن يصح الانتفاع بها فهي رزق، ورد بهذه الآية بعض الناس قول المعتزلة إن الرزق ما يصح تملكه، وليس الحرام برزق".
وردّ في قضية خلق الأفعال، وقرّر عقيدة أهل السنة، وهي أن الله تعالى خالق أفعال العباد، وليس للعباد إلا الكسب، وبه يكون التكليف، وعليه يكون الثواب والعقاب.
عند قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:]، قال: "وفي قوله تعالى: {مني} إشارة إلى أن أفعال العباد خلق لله تعالى".
وقال: "وفي قوله تعالى: {والله يهدي من يشاء} [البقرة: 213] رد على المعتزلة في قولهم إن العبد يستبد بهداية نفسه".
أما قول المعتزلة إن الحسن ما حسّنه العقل، والقبيح ما قبّحه العقل، فقد ردّه ابن عطية بشكل صريح في تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّو?ءِ وَالْفَحْشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 169]، قال: "ثم استعملت اللفظة فيما يستقبح من المعاني، والشرع هو الذي يحسن ويقبح، فكل ما نهت عنه الشريعة فهو من الفحشاء".
يتبع...
---
روضة
02-10-2007, 04:34 PM(1/2221)
الأصل الثالث: الوعد والوعيد، الذي يقتضي وجوب الثواب والعقاب على الله تعالى، وإلا لزم الخُلف في وعده ووعيده، فمرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب، فهو مخلّد في النار، لأن وعد الله له كذلك، ويترتب على هذا ـ عندهم ـ نفي الخروج من النار بالشفاعة، ولا بغيرها.
قال الدكتور مصطفى المشني: وفي هذا يتجلى اتجاه المفسرين الأندلسيين، وفي مقدمتهم ابن عطية، في الرد على المرجئة والمعتزلة والخوارج، وذلك بذكر أقوالهم في مرتكب الكبيرة، ثم ذكر عقيدة أهل السنة والانتصار لها، على أنها عقيدة أهل الحق والصواب.
يقول ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [النساء: 48]: "هذه مسألة الوعد والوعيد، وتلخيص الكلام فيها أن يقال: الناس أربعة أصناف، كافر مات على كفره، فهذا مخلد في النار بإجماع، ومؤمن محسن لم يذنب قطّ ومات على ذلك، فهذا في الجنة محتوم عليه حسب الخبر من الله تعالى بإجماع، وتائب مات على توبته فهو عند أهل السنة وجمهور فقهاء الأمة لاحق بالمؤمن المحسن إلا أن قانون المتكلمين أنه في المشيئة، ومذنب مات قبل توبته، فهذا موضع الخلاف.
فقالت المرجئة: هو في الجنة بإيمانه ولا تضره سيئاته، وبنوا هذه المقالة على أن جعلوا آيات الوعيد كلها مخصصة في الكفار، وآيات الوعد عامة في المؤمنين، تقيّهم وعاصيهم.
وقالت المعتزلة: إذا كان صاحب كبيرة فهو في النار ولا بد.
وقالت الخوارج: إذا كان صاحب كبيرة أو صغيرة فهو في النار مخلد ولا إيمان له، لأنهم يرون كل الذنوب كبائر، وبنوا هذه المقالة على أن جعلوا آيات الوعد كلها مخصصة في المؤمن المحسن الذي لم يعص قط، والمؤمن التائب، وجعلوا آيات الوعيد عامة في العصاة كفاراً أو مؤمنين.(1/2222)
وقال أهل السنة والحق: آيات الوعد ظاهرة العموم، وآيات الوعيد ظاهرة العموم، ولا يصح نفوذ كلها لوجهه بسبب تعارضها، كقوله تعالى: { لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى } [الليل 15-16] وهذه الآية هي الحاكمة ببيان ما تعارض من آيات الوعد والوعيد وقوله: { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم } [الجن:23].
فلا بد أن نقول: إن آيات الوعد لفظها لفظ عموم، والمراد بها الخصوص في المؤمن المحسن، وفي التائب، وفيمن سبق في علمه تعالى العفو عنه دون تعذيب من العصاة، وأن آيات الوعيد لفظها عموم، والمراد بها الخصوص في الكفرة وفيمن سبق في علمه تعالى أنه يعذبه من العصاة، وتحكم بقولنا: هذه الآية النص في موضع النزاع، وهي قوله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فإنها جلت الشك وردت على الطائفتين، المرجئة والمعتزلة، وذلك أن قوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به } فصل مجمع عليه، وقوله: { ويغفر ما دون ذلك } فصل قاطع بالمعتزلة راد على قولهم رداً لا محيد عنه، ولو وقفنا في هذا الموضع من الكلام لصح قول المرجئة، فجاء قوله { لمن يشاء } راداً عليهم، موجباً أن غفران ما دون الشرك إنما هو لقوم دون قوم، بخلاف ما زعموه من أنه مغفور لكل مؤمن.
قال القاضي ابو محمد: ورامت المعتزلة أن ترد هذه الآية إلى قولها، بأن قالوا: " من يشاء " هو التائب، وما أرادوه فاسد، لأن فائدة التقسيم في الآية كانت تبطل، إذ التائب من الشرك يغفر له.
قال القاضي أبو محمد: ورامت المرجئة أن ترد الآية إلى قولها، بأن قالوا: { لمن يشاء } معناه: يشاء أن يؤمن، لا يشاء أن يغفر له، فالمشيئة معلقة بالإيمان ممن يؤمن، لا بغفران الله لمن يغفر له، ويرد ذلك بأن الآية تقتضي على هذا التأويل أن قوله: { ويغفر ما دون ذلك } عام في كافر ومؤمن، فإذا خصص المؤمنون بقوله { لمن يشاء } وجب أن الكافرين لا يغفر لهم ما دون ذلك، ويجازون به.(1/2223)
قال القاضي أبو محمد: وذلك وإن كان مما قد قيل - فهو مما لم يقصد بالآية على تأويل أحد من العلماء، ويرد على هذا المنزع بطول التقسيم، لأن الشرك مغفور أيضاً لمن شاء الله أن يؤمن".
والحديث عن الأصل الثالث، تضمن بيان رأيه في الأصل الرابع عند المعتزلة، وهو أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين.
أما الأصل الخامس للمعتزلة، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم تثر حوله خلافات مذهبية بين أهل السنة والمعتزلة، فهما متفقان عليه من حيث المعنى والحكم الذي هو الوجوب.
ثم ختم الدكتور مصطفى هذا المبحث، بقوله:
اتضح من خلال البحث أن المفسرين الأندلسيين كانوا على النقيض من تلك الأصول، كما أثبتوا من خلال عرضِهم لها، ومناقشتِهم وردِّهم اتجاهَهم السليمَ البعيدَ عن البدع والضلالات، المتمثل في عقيدة أهل السنة، وهي عقيدة الحق والصواب. أ.هـ.
**********************************
وهذه النصوص المنقولة من تفسير (المحرر الوجيز) للإمام ابن عطية، لا تترك مجالاً للشك، في أنه لا يعتقد عقيدة المعتزلة، ولا يدين بها، فبغير الاعتقاد بهذه الأصول الخمسة لا يكون الإنسان معتزلياً، وهو قد ردَّها جميعها، فكيف يقال: إن في تفسيره اعتزاليات.
---
مساعد الطيار
02-10-2007, 04:55 PM
الأخ الفاضل أبا فاطمة
لقد أثرت سؤالاً مشكلاً بلا ريب ، والأمر يحتاج إلى نظر علمي بلا عاطفة أو تحيُّز مذهبي ، وأحب أن أذكر الموضوع في نقاط :
أولاً : إن ابن عرفة الورغمي الماكي وابن حجر الهيتمي أشعريان ، وقد اشتد نكيرهما على ابن عطية ، وهو أشعري كذلك ـ رحم الله الجميع ـ فصار الكلام منصبَّا في هذه المدرسة ، وكلامهما ـ كما تراه ـ عنيف وقوي على مفسر هذا التفسير ، فهما يتهمانه صراحة بالاعتزال ، ويحذران منه أشد من تحذيرهما من كشاف الزمخشري .(1/2224)
ثانيًا : إن كلام ابن تيمية ، وهو من رفع لواء الانتصار لمذهب السلف ـ أدق من كلام ابن عرفة وابن حجر ؛ لأنه يصفه بأنه اتبع من قرر أصوله من جنس ما قررت المعتزلة به أصولهم ، والذي ظهر لي من خلال قراءة هذا التفسير أن مراد ابن تيمية مسألة تقديم العقل على النقل ، وتفصيل هذا الموضوع ليس هذا محله ، ومن أراد الاستزادة في هذا فلا مانع أ، يراسلني على الخاص لأوقفه على شيء من هذه المسائل ؛ لكيلا يخرج النقاش عما طرحه الأخ الفاضل أبو فاطمة .
ثالثًا : إن ابن عطية لم يكن معتزليًا البتة ، بل هو يقرر المعتقد على مذهب الأشاعرة ، وقد تأصل بكتب أبي المعالي الجويني ، وأبي الطيب الباقلاني ، وغيرهما من متكلمي الأشاعرة ، كما ذكر ذلك في كتابه المعنون بـ ( فهرست ابن عطية ) .
والدليل على ذلك أني وقفت على اكثر من أربعين موطنًا يرد فيها على المعتزلة صراحة ، وكان رده عليهم متنوعًا في مجموعة من عقائدهم ، ومن أمثلة ردِّه ما يأتي :
1 ـ في وقوله تعالى : { ومما رزقناهم ينفقون } قال : ( والرزق عند أهل السنة . ما صح الانتفاع به حلالاً كان أو حراماً ، بخلاف قول المعتزلة إن الحرام ليس برزق ) .
2 ـ قال واختلف المتأولون في قوله تعالى : { يضل به كثير ويهدي به كثيراً } فقيل هو من قول الكافرين ، أي ما مراد الله بهذا المثل الذي يفرق به الناس إلى ضلالة وإلى هدى؟ وقيل بل هو خبر من الله تعالى أنه يضل بالمثل الكفار الذين يعمون به ، ويهدي به المؤمنين الذين يعلمون أنه الحق . وفي هذا رد على المعتزلة في قولهم : « إن الله لا يخلق الضلال » ولا خلاف أن قوله تعالى : { وما يضل به إلا الفاسقين } من قوله الله تعالى .(1/2225)
3 ـ قال في قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) : والمنسوخ عند أئمتنا : الحكم الثابت نفسه : لا ما ذهبت إليه المعتزلة ، من أنه مثل الحكم الثابت فيما يستقبل ، والذي قادهم إلى ذلك مذهبهم في أن الأوامر مرادة ، وأن الحسن صفة نفسية للحسن ، ومراد الله تعالى حسن ، وقد قامت الأدلة على أن الأوامر لا ترتبط بالإرادة ، وعلى أن الحسن القبح في الأحكام إنما هو من جهة الشرع لا بصفة نفسية .
4 ـ قال في قوله تعالى : وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) : ( وثبتت بنص هذه الآية القوة لله بخلاف المعتزلة في نفيهم معاني الصفات القديمة ) .
5 ـ في تفسير قوله تعالى : ( الحي القيوم ) ، قال : (و { الحي } صفة من صفات الله تعالى ذاتية ، وذكر الطبري ، عن قوم أنهم قالوا : الله تعالى حي لا بحياة . وهذا قول المعتزلة وهو قول مرغوب عنه ، وحكي عن قوم أنه حي بحياة هي صفة له ، وحكي عن قوم أنه يقال حي كما وصف نفسه ، ويسلم ذلك دون أن ينظر فيه ، و { القيوم } فيعول من القيام أصله قيووم اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت الأولى في الثانية بعد قلب الواو ياء ، وقيوم بناء مبالغة أي : هو القائم على كل أمر بما يجب له ، وبهذا المعنى فسره مجاهد والربيع والضحاك ) .
وهناك غير هذه الأمثلة في الرد الصريح ، ، لذا لا زلت أستغرب كلام هذين العالمين ـ ابن عرفة وابن حجر الهيتمي ـ لأنهما لا يمكن أن يصدرا مثل هذا القول عن جهل وعدم تحقيق ، خصوصًا إذاعلمت أن ابن عرفة المالكي قد اعتمد كتاب ابن عطية مصدرًا من مصادره في مجالس التفسير التي كان يعقدها ، وقد قرأه ـ فيما يظهرـ قراءة فاحصة ، ولم أقف ـ فيما طُبع من تفسير ابن عرفة ـ على انتقاده لابن عطية من هذا الجانب .(1/2226)
ومن الأمور المهمة لمن أراد أن يتصدى لبيان ما وقع فيه ابن عطية من موافقة للمعتزلة ـ إن كان وقع ـ أن يكون عارفًا بدقائق المذهب الاعتزالي ؛ ليظهر له بالموازنة موافقات ابن عطية لهم .
رابعًا : هناك فائدة زائدة على السؤال ، وهي أن تفسير ابن عطية على اسمه ( تفسير محرر ) ، وهو من أصول كتب التفسير المهمة التي يحسن بطالب العلم اقتناؤها والاستفادة منها ، وأن لا يدعوه ما يُحكى من مثل هذا الكلام عن ابن عطية أن لا يستفيد منه ، بل إن فيه من حسن التعليق على كلام السلف ، وتوجيه أقوالهم ما لا تجده في غيره ، ولقد ظهر لي أن هذه السمة من السمات البازوة في تفسير ابن عطية رحمه الله .
تنبه : أرجو أن لا يخرج الموضوع عن حد السؤال ، والله الموفق للصواب .
---
مساعد الطيار
02-10-2007, 05:08 PM
كنت اول ما وقفت على نسب ابن عطية للمعتزلة في شرحين :
الأول : تحفة الأحوذي ، وقد جاء فيه :
( قَوْلُهُ : ( مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ )
أَيْ بِغَيْرِ دَلِيلٍ يَقِينِيٍّ أَوْ ظَنِّيٍّ نَقْلِيٍّ أَوْ عَقْلِيٍّ مُطَابِقٍ لِلشَّرْعِيِّ ، قَالَهُ الْقَارِي . وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ أَيْ قَوْلًا يَعْلَمُ أَنَّ الْحَقَّ غَيْرُهُ وَقَالَ فِي مُشْكِلِهِ بِمَا لَا يَعْرِفُ
( فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )(1/2227)
أَيْ لِيُهَيِّئْ مَكَانَهُ مِنْ النَّارِ قِيلَ الْأَمْرُ لِلتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ ، وَقِيلَ الْأَمْرُ بِمَعْنَى الْخَبَرِ . قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ : وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ ، قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ سَلَبُوا لَفْظَ الْقُرْآنِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ أَوْ حَمَلُوهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَرِدْ بِهِ فِي كِلَا الْأَمْرَيْنِ مِمَّا قَصَدُوا نَفْيَهُ أَوْ إِثْبَاتَهُ مِنْ الْمَعْنَى فَهُمْ مُخْطِئُونَ فِي الدَّلِيلِ وَالْمَدْلُولِ مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْأَصَمِّ وَالْجُبَّائِيِّ وَعَبْدِ الْجَبَّارِ وَالْهَانِيِّ وَالزَّمَخْشَرِيِّ وَأَمْثَالِهِمْ . وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَدُسُّ الْبِدَعَ وَالتَّفَاسِيرَ الْبَاطِلَةَ فِي كَلَامِهِمْ الْجَذِلِ فَيَرُوجُ عَلَى أَكْثَرِ أَهْلِ السُّنَّةِ كَصَاحِبِ الْكَشَّافِ ، وَيَقْرُبُ مِنْ هَؤُلَاءِ تَفْسِيرُ اِبْنِ عَطِيَّةَ ، بَلْ كَانَ الْإِمَامُ اِبْنُ عَرَفَةَ الْمَالِكِيُّ يُبَالِغُ فِي الْحَطِّ عَلَيْهِ وَيَقُولُ إِنَّهُ أَقْبَحُ مِنْ صَاحِبِ الْكَشَّافِ لِأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَعْلَمُ اِعْتِزَالَ ذَلِكَ فَيَجْتَنِبُهُ ، بِخِلَافِ هَذَا فَإِنَّهُ يُوهِمُ النَّاسَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ) .
الثاني مرقاة المفاتيح لملا علي قاري ، قال :(1/2228)
( قال ابن حجر وأحق الناس بما فيه من الوعيد قوم من أهل البدع سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به أو حملوه على ما لم يدل عليه ولم يرد به في كلا الأمرين مما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى فهم مخطئون في الدليل والمدلول مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم والجبائي وعبد الجبار والرماني والزمخشري وأمثالهم ومن هؤلاء من يدس البدع والتفاسير الباطلة في كلامهم الجزل فيروج على أكثر أهل السنة كصاحب الكشاف ويقرب من هؤلاء تفسير ابن عطية بل كان الإمام ابن عرفة المالكي يبالغ في
الحط عليه ويقول إنه أقبح من صاحب الكشاف لأن كل أحد يعلم اعتزال ذلك فيجتنبه بخلاف هذا فإنه يوهم الناس أنه من أهل السنة ) ، ولم أجد هذا الكلام عند ابن حجر ـ إن كان الهيتمي ـ إلا ما كان في الفتاوى الحديثية ، لكن لا يوجد في الفتواى كل هذه التفاصيل ، فلعلها من كتاب آخر ، والله أعلم .
---
جمال حسني الشرباتي
02-10-2007, 05:11 PM
السلام عليكم
وليس لنا بعد كلام الدكتور الطيّار كلام------
---
روضة
02-10-2007, 05:17 PM
السلام عليكم
وليس لنا بعد كلام الدكتور الطيّار كلام------
فعلاً فقد أنصفت يا د. مساعد، بارك الله فيك..
---
مساعد الطيار
02-10-2007, 05:27 PM
أشكر الأخ الفاضل جمال والأخت الفاضلة روضة ، ولم أطلع على تعليقك ، إلا بعد تسجيلي تعليقاتي ، فيبدو أنك كتبتيها وأنا أعدُّ التعليق ، ولقد ظهر ـ والحمد لله ـ الاتفاق على نفي الاعتزال عن ابن عطية ، ولله الحمد .
---
عمار
02-10-2007, 06:10 PM
الشيخ الفاضل / د.مساعد الطيّار – حفظه الله تعالى- :
قلتم : " ...والدليل على ذلك أني وقفت على اكثر من أربعين موطنًا يرد فيها على المعتزلة صراحة ، وكان رده عليهم متنوعًا في مجموعة من عقائدهم "
شيخنا الفاضل... هل وقفتم على كلام ابن عطية – رحمه الله – عند تفسير قوله تعالى :
" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس :26(1/2229)
فكما لا يخفى عليكم يا شيخنا الكريم أنّ من عقائد المعتزلة – وإن كان ليس من أصولهم – نفي رؤية الله سبحانه وتعالى سواء في الدنيا أم في الآخرة.
وهذا نص كلام المصنف – رحمه الله تعالى – في تفسير الآية الكريمة:
" وقوله تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } الآية، قالت فرقة وهي الجمهور: { الحسنى } الجنة و " الزيادة " النظر إلى وجه الله عز وجل، وروي في نحو ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه صهيب، وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وحذيفة وأبي موسى الأشعري وعامر بن سعد وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " الزيادة " غرفة من لؤلؤة واحدة، وقالت فرقة { الحسنى } هي الحسنة، و " الزيادة " هي تضعيف الحسنات إلى سبعمائة فدونها حسبما روي في نص الحديث، وتفسير قوله تعالى:
{ والله يضاعف لمن يشاء }
[البقرة: 261]، وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول " اهـ
ولعلكم يا شيخنا الكريم تتبعون كلام ابن عطية – رحمه الله – في تفسيره لمعنى الاستواء...فالذي يظهر أنه ليس أشعريا جلدا!
والله أعلم.
---
عمار
02-11-2007, 06:21 AM
رجعتُ إلى كتاب " المفسّرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات " للشيخ المغرواي..فوجدته يصرح بقوله "
أما أبو محمد بن عطية فيمزج بين الأشعرية والاعتزال ، ويميل أحيانا إلى الاعتزال..." اهـ
فما رأي الشيخ الطيار – حفظه الله تعالى - ؟
---
جمال أبو حسان
02-11-2007, 10:55 AM
اما المغراوي فلا يصلح كلامه للنظر بسبب تعصبه ودخوله في كتابه بوجهة نظر مسبقة طغت على الكتاب مما تعد احكامه في كثير من جوانبها في غاية العنف
ماما شيخنا الطيار فقد طار بالبحث كل مطار وحلق غاية التحليق فاجاد وافاد وابلغ واوجز جزاه الله خيرا(1/2230)
اما تفسير من لم يفسر الزيادة بالنظر الى وجه الله الكريم فليست مخرجة اياه عن المعتقد الصحيح وانما الاية تحتمل هذا وغيرة والعبرة بالنصوص القاطعة لا فيما يحتمله التاويل والله اعلم
---
روضة
02-11-2007, 01:06 PM
قول الإمام ابن عطية: " وقوله تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } الآية، قالت فرقة وهي الجمهور: { الحسنى } الجنة و " الزيادة " النظر إلى وجه الله عز وجل، وروي في نحو ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه صهيب، وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وحذيفة وأبي موسى الأشعري وعامر بن سعد وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " الزيادة " غرفة من لؤلؤة واحدة، وقالت فرقة { الحسنى } هي الحسنة، و " الزيادة " هي تضعيف الحسنات إلى سبعمائة فدونها حسبما روي في نص الحديث، وتفسير قوله تعالى: { والله يضاعف لمن يشاء } [البقرة: 261]، وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول " اهـ.
لا يخفى على المنصف أن هذا النص ليس فيه نفي رؤية الله تبارك وتعالى، فأقصى ما في الأمر أنه أورد الاختلاف في معنى الزيادة، ثم رجّح أن الزيادة هي الرؤية، حيث قال بعد أن ذكر رأي فرقة بأن الزيادة هي تضعيف الحسنات: (( .... وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول))، و(لولا) كما هو معروف أداة امتناع لوجود، فوجود قول عن عظماء بأن الزيادة هي الرؤية، منعه من ترجيح القول بأن الزيادة هي تضعيف الحسنات.
ومن أراد معرفة مذهب أحد المفسرين في مسألة الرؤية من الطبيعي أن يرى ما قاله في تفسير قوله تعالى: { وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } [القيامة:22]، أو قوله تعالى: { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 103].(1/2231)
وقد نقلتُ ما قاله في هاتين الآيتين، واتضح بما لا مجال فيه للشك بأنه يثبت الرؤية على ما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
فلينظر القارئ في نصوص العلماء بعين المنصِف، فلا يقوّلهم حسب أهوائه، ولا يتهمهم بما لم يرد عنهم بسبب سوء فهمه لنصوصهم، أو بسبب اصطحابه حكماً مسبقاً.
---
مساعد الطيار
02-11-2007, 02:09 PM
اخي الكريم عمار الحديث فيما أورد فيه أمور :
الأول : أن تفسير ابن عطية للزيادة لا غبار عليه البتة ، بل هو متبع لقول السلف لم يحد عنهم ، وإنما زادك فائدة في طريقة الترجيح عند تعارضها ، وتلك فائدة ثمينة جدًا .
الثاني : أنه لا يؤخذ من هذا النص الواحد رأيه في الرؤية ، وله في إثبات الرؤية نصوص متعددة ، وهي مجموعة عندي كلها ، ومنها :
1 ـ عند قوله تعالى : ( لن تراني ) قال : (ورؤية الله عز وجل عند الأشعرية وأهل السنة جائزة عقلاً ، لأنه من حيث هو موجود تصح رؤيته ، قالوا لأن الرؤية للشيء لا تتعلق بصفة من صفاته أكثر من الوجود ، إلا أن الشريعة قررت رؤية الله تعالى في الآخرة نصاً ومنعت من ذلك في الدنيا بظواهر من الشرع ) .(1/2232)
2 ـ عند قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار ) قال : (أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة ، يراه المؤمنون وقاله ابن وهب عن مالك بن أنس ، والوجه أن يبين جواز ذلك عقلاً ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز ، واختصار تبيين ذلك يعتبر بعلمنا بالله عز وجل ، فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيز ولا مقابل ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود ، جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذى ولا مكيفاً ولا محدوداً ، وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول : مسألة العلم حلقت لحى المعتزلة ثم ورد الشرع بذلك وهو قوله عز وجل : { وجوه يؤمئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } [ القيامة : 22 ] وتعدية النظر يأتي إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهبت إليه المعتزلة ، وذكر هذا المذهب لمالك فقال : فأين هم عن قوله تعالى : { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } [ المطفّفين : 15 ] .(1/2233)
قال القاضي أبو محمد : فقال بدليل الخطاب ذكره النقاش ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله : إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ونحوه من الأحاديث على اختلاف ترتيب ألفاظها ، وذهبت المعتزلة إلى المنع من جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة واستحال ذلك بآراء مجردة ، وتمسكوا بقوله تعالى : { لا تدركه الأبصار } وانفصل أهل السنة عن تمسكهم بأن الآية مخصوصة في الدنيا ، ورؤية الآخرة ثابتة بأخبارها ، وانفصال آخر ، وهو أن يفرق بين معنى الإدراك ومعنى الرؤية ، ونقول إنه عز وجل تراه الأبصار ولا تدركه ، وذلك الإدراك يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه وحوزه من جميع جهاته ، وذلك كله محال في أوصاف الله عز وجل ، والرؤية لا تفتقر إلى أن يحيط الرائي بالمرئي ويبلغ غايته ، وعلى هذا التأويل يترتب العكس في قوله { وهو يدرك الأبصار } ويحسن معناه ، ونحو هذا روي عن ابن عباس وقتادة وعطية العوفي ، فرقوا بين الرؤية والإدراك ، وأما الطبري رحمه الله ففرق بين الرؤية والإدراك واحتج بقول بني إسرائيل إنَّا لمدركون فقال إنهم رأوهم ولم يدركوهم .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه : وهذا كله خطأ لأن هذا الإدراك ليس بإدراك البصر بل هو مستعار منه أو بإشتراك ، وقال بعضهم إن المؤمنين يرون الله تعالى بحاسة سادسة تخلق يوم القيامة ، وتبقى هذه الآية في منع الإدراك بالأبصار عامة سليمة ، قال : وقال بعضهم : إن هذه الآية مخصوصة في الكافرين ، أي إنه لا تدركه أبصارهم لأنهم محجوبون عنه .
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه : وهذه الأقوال كلها ضعيفة ودعاو لا تستند إلى قرآن ولا حديث ) .(1/2234)
الثالث : يترتب من هذا قضية مهمة ، وهي أنه إذا وُجِد لمسألة ما أكثر من دليل ، وتوقف عالم من العلماء في صحة أحد هذه الادلة ؛ إما من جهة الثبوت ـ إن كان في الاخبار ـ في الإسناد ، وإما من جهة الدلالة ، فإن هذا لا يعني أنه ينكر المسألة في أصلها ، وإنما هو لا يرى دلالة هذا الدليل على هذه المسألة ، وهذه قضية مهمة ودقيقة قد يغفل عنها بعض القراء ، فيحسن جمع موارد كلام العالم في المسألة ليتبن مراده الذي يذهب إليه .
والحال هنا أن أبن عطية لو ذهب إلى عدم دلالة آية ( وزيادة ) على الرؤية لأحد العوارض التي تعرض له ولغيره من العلماء ، فإنه لا يُعدُّ منكرًا للرؤية ، وإنما هو يعترض على دلالة هذه الآية عليها لسبب عنده .
هذا ، مع أن ابن عطية يذهب بالآية إلى تفسيرها بالرؤية ، وإنما حكيت لك الامر افتراضًا لتتبين المسألة ، وفي ذلك أمثلة غير هذا في تطبيقات العلماء العلمية .
الرابع : أن الأمر في هذه المسألة يتعلق بنسبة عالم إلى معتقد لا يظهر أنه يعتقده ، فمن قال بأنه معتزلي أو يميل إلى الاعتزال ، فعليه الدليل ، وذلك أصل علمي لا يحيد عنه أحد ، وإلا فالدعاوى قد تظهر على كثير من العلماء ، وعند التحقيق لا ترى منها ما يثبت .
الخامس : كلامنا ـ نحن البشر ـ يُحتجُّ له ولا يُحتجُّ به ، وما ذكرته عن الشيخ المغراوي حفظه الله من قوله : (أما أبو محمد بن عطية فيمزج بين الأشعرية والاعتزال ، ويميل أحيانا إلى الاعتزال... ) يندرج تحت الفقرة الرابعة التي أوردتها لك ، فهل ذكر المغراوي مثالاً على ميله للاعتزال ؟!
السادس : فائدة زائدة :(1/2235)
أحب ان تعلم أن إتيان بعض المسائل العقدية في كتب التفسير من زاوية واحدة ، أو من خلال فهم لجزء من عقيدة المؤلف أو كذا عقيدة الباحث = يورث القصور في الحصول على النتائج ، والعدل أن يكون مقام النقد مبينًا عما للمفسر وما عليه ، حتى لو كنت تخالفه في المعتقد ؛ لأن إظهار جانب معين والتركيز عليه سيورث زُهد طلاب العلم بذلك المفسر وكتابه .
وانظر ما يحصل لك لو أردت أن تقرأ الكشاف ، مع أنه من أكثر كتب التفسير نقدًا ، فقل عالم إلا انتقده ، وكره ما فيه من اعتزاليات ، لكن لم يمنعهم هذا من الاستفادة من الجوانب الاخرى التي تميز بها ، بل كان سببًا في بروز بحوث كثيرة للعلماء في مجال بلاغة القرآن الكريم ، ولا يتغافل عن هذا إلا من لا يحب الإنصاف .
---
عمار
02-11-2007, 08:03 PM
جزاكم الله خيرا يا شيخ وبارك الله فيكم. أحب أن أوضح بعض النقاط لكم وللقراء :
أولا : استشهادي بكلام الشيخ المغرواي – حفظه الله – لا يعني أنني أوردته كدليل يجب التسليم له! بل كان غرضي هو مناقشة الشيخ والتدقيق في كلامه لنرى ما إذا كان كلامه يستند إلى أدلة علمية تعضد رأيه أم لا.
ثانيا : أستغفر الله مما قلتُ في تعقيبي الأول...ولقد خطر لي قبل قراءة تعليق الشيخ مساعد – حفظه الله – أن أتتبّع كلام الإمام ابن عطية – رحمه الله – في مواطن أخرى متعلقة بمسألة الرؤية...وكانتْ المفاجأة أن تبيّن لذهني الضعيف ما ذكره الشيخ مساعد - حفظه الله – في تعقيبه السابق.
ثالثا : نظرتُ في بعض كتب التراجم كطبقات المفسرين للسيوطي وتاريخ الإسلام للذهبي وغيرها..فلم أجد عند من ترجم لهذا الإمام إلا خيرا ، لكن لا يزال الأمر مشكلا ونحن نقف أمام نصين من عالمَيْنِ محققين..وكما قال الشيخ مساعد : " لأنهما لا يمكن أن يصدرا مثل هذا القول عن جهل وعدم تحقيق " اهـ
فكيف يمكن توجيه حكمهما؟! رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم.(1/2236)
رابعا : جزاكم الله خيرا يا شيخ مساعد على فوائدكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
---
أبو فاطمة الأزهري
02-12-2007, 10:32 PM
جزاكم الله جميعاً خيراً كثيرا ً ، فلقد استفدت من مشاركاتكم خاصة ما تفضل به الدكتور مساعد وفقه الله للخير .
ولكني أريد أن أنبه إلى أمر وهو أن سؤالي لا يعني أن ابن عطية يميل إلى المعتزلة أو يقول بكل أقوالهم أو بكل أصولهم ، حتى يقال : إن رده لأصولهم دليل على أنه ليس في كتابه شيء من أقوالهم ؛ إذ حكاية أقوالهم وتقريرها ـ بدون معرفة كما يفهم من كلام ابن تيمية ـ لا ينفي أن فيه اعتزاليات . ولعل الفرق واضح بين قولنا : في كلامه اعتزاليات . وبين قولنا : هو يميل إلى المعتزلة .
وأستطيع أن أقيد ما استفدته من هذه المشاركات الطيبة في عدة نقاط :
ـــ أن ابن عطية قد رد على المعتزلة في مواضع عدة من تفسيره .
ـــ أنه قد اتفق معهم في أصل عام وهو تقديم العقل على النص .
ــ أن كلام ابن حجر وابن عرفة يظهر فيه المبالغة وأن كلام ابن تيمية كان أدق .
ـــ أن هناك من الباحثين المعاصرين من وافق ابن حجر وابن عرفة في قولهما .
ــ أن هذه المسألة ما زالت بحاجة إلى بحث ، وخاصة من أهل الاختصاص ـ دارسي العقيدة ـ وذلك لمعرفة ابن عرفة بهذا الكتاب ودرايته بما فيه ، وأيضاً لتتبع أقوال ابن عطية هل فيها ما يوافق أقوالهم بالفعل أم لا ؟
ولا يزال الكلام في هذه المسألة غير قاطع . فلعل الله ييسر .
---
د.خضر
02-27-2007, 02:01 PM
الذي ندين الله عليه أن ابن عطية ليس من المعتزلة ، وشيخ الاعتزال من المفسرين الزمخشري فيما دون هذه النقطه له
فضل على المفسرين جميعاً والله ذو فضل على العالمين.
---
أحمد البريدي
03-03-2007, 02:04 PM
لمزيد بيان ينظر إلى :
عقيدة ابن عطية من خلال تفسيره المحرر الوجيز (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5871)
---
ابن وهب
03-03-2007, 05:55 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(1/2237)
ذكرتم - نفع الله بكم -
( ولم أجد هذا الكلام عند ابن حجر ـ إن كان الهيتمي ـ إلا ما كان في الفتاوى الحديثية ، لكن لا يوجد في الفتواى كل هذه التفاصيل ، فلعلها من كتاب آخر ، والله أعلم .)
انتهى
فائدة
أولا :
مصدر المباركفوري صاحب التحفة = شرح المشكاة لملا علي القاري
والنص في شرحه كما في نقلكم - حفظكم الله ونفع بكم -
ثانيا :
][®][^][®][مصدر ملا علي القاري = كتاب شرح المشكاة لابن حجر المكي][®][^][®][
وكتاب شرح المشكاة لابن حجر المكي مفقود - والله أعلم -
وهو من أهم مصادر ملا علي القاري في شرحه على المشكاة
بل إنك لو وجدت ذكر ابن حجر في شرح المشكاة لملا علي القاري فالمقصود به ابن حجر المكي
هذا هو الأصل
إلا إذا جاء مقيدا بمثل ابن حجر العسقلاني
أو ابن حجر في شرح البخاري
أو ابن حجر مع قرينة أخرى
والقرائن مثل أن يكون شرح لحديث في البخاري أو تعقب على النووي وغير ذلك مما يعرف منه أسلوب ابن حجر العسقلاني
وإلا فالأصل كما وضحت
والله أعلم بالصواب
فائدة :
وبهذا التوضيح يتضح الإشكال الذي يقع أحيانا في تحديد ابن حجر -حين النقل من الكتب المتأخرة-
وكمثال
في تحفة الأحوذي
(قوله: (إذا دخل الخلاء) أي أراد دخوله قوله: (نزع) أي أخرج من أصبعه (خاتمه) قال القاري في المرقاة لأن نقشه محمد رسول الله، وفيه دليل على تنحية المستنجي اسم الله واسم رسوله والقرآن، كذا قاله الطيبي قال الأبهري: ويعم الرسل. وقال ابن حجر: استفيد منه أنه يندب لمريد التبرز أن ينحي كل ما عليه معظم من اسم الله تعالى أو نبي أو مالك، فإن خالف كره انتهى. وهذا هو الموافق لمذهبنا انتهى كلام القاري. )
انتهى من شرح الترمذي للمباركفوري
فابن حجر هنا هو ابن حجر المكي لا العسقلاني
وهكذا
والله أعلم بالصواب
---
أبو فاطمة الأزهري
03-06-2007, 08:30 AM(1/2238)
الذي ندين الله عليه أن ابن عطية ليس من المعتزلة ، وشيخ الاعتزال من المفسرين الزمخشري فيما دون هذه النقطه له
فضل على المفسرين جميعاً والله ذو فضل على العالمين.
أولاً: ما قال أحد من المشاركين إن ابن عطية من المعتزلة فلا أرى وجهاً لنفي كونه من المعتزلة هنا ، فبرجاء مراجعة المشاركات .
ثانياً : الزمخشري في تفسيره لم تكن مخالفته في التحريف ـ أو ما يسمى تأويلاً ـ فقط وإنما له غير ذلك مما بينه العلماء وأنكروه عليه فينبغي مراجعة ذلك . وإن كان تفسيره لا يخلو من فائدة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
ابن وهب
03-07-2007, 03:07 PM
ولعل من المناسب الرجوع إلى نص كلام ابن عرفة
وذلك بالرجوع إلى تفسيره
وفي الأعلام
(. البسيلي ( 000 - 830 ه = 000 - 1427 م ) أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي :
مفسر من أهل تونس . كان من تلاميذ ابن عرفة . حضر دروسه وجمع كتابا مما كان يمليه في ( التفسير - خ ) النصف الثاني منه ، في خزانة تمكروت بسوس ( المغرب ) الرقم 2862 وأضاف إليه زيادات
)
ولعلنا لو وقفنا على نص عبارة ابن عرفة نعرف سبب هذه العبارة
ولعل كلامه في الجزء المفقود
والله أعلم بالصواب وصلى على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وسلم
---
مساعد الطيار
03-07-2007, 03:17 PM
أحسنت يا ابن وهب على هذا الملحظ ، وهناك رواية أخرى أجود من رواية البسيلي ، وهي رواية تلميذه الأبي ، وقد طُبع منها جزء صغير ، ومحققه الدكتور حسن المناعي يدرس الآن في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود ، ولعلي أتواصل معه من أجل هذا الموضوع ، وأفيدكم بما لديه إن كان قد اطلع على هذه العبارة .
---
الباجي
03-08-2007, 03:59 PM(1/2239)
يخشى على المبتديء منه أكثر ما يخاف عليه من كشاف الزمخشري لأن الزمخشري لما علمت الناس منه أنه مبتدع تخوفوا منه واشتهر أمره بين الناس مما فيه من الاعتزال ومخالفة الصواب وأكثروا من تبديعه وتضليله وتقبيحه وتجهيله ، وابن عطية سني لكن لا يزال يدخل من كلام بعض المعتزلة ما هو من اعتزاله في التفسير ثم يقره ولا ينبه عليه ويعتقد أنه من أهل السنة وأن ما ذكره من مذهبهم الجاري على أصولهم. وليس الأمر كذلك فكان ضرر تفسير ابن عطية أشد وأعظم على الناس من ضرر الكشاف . أهـ
.
الحمد لله.
وفق الله المشايخ الكرام لكل خير.
في فتاوى البرزلي - وهو من أجل تلاميذ ابن عرفة رحمهما الله - جـ6 /418 : ( وسمعت شيخنا الإمام - رحمه الله - يقول في تفسير ابن عطية وا في تفسير ابن عطية والزمخشري قال: نخاف على المبتدئ من تفسير ابن عطية أشد من الزمخشري، لأن الزمخشري لما عُلم أنه مبتدع تحرز منه الناس، وذكروا ما خالف فيه واشتهر، وابن عطية سني لا يزال يُدخل من كلام الرماني ما هو من مذهبه من الاعتزال في التفسير، ولا ينبه عليه فتعتقد أنه من أهل السنة، وأن الكلام جار على أصولهم وليس الأمر كذلك ).
---
(1/2240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَكر
---
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَكر
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-21-2004, 02:31 AM
بسم الله الرَحمن الرَحيم*الحمد لله الَذي خلق فسوَى والَذي قدَر فهدى****//والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير وعلى آله وأصحابه اجمعين ومن تبع هداهم الى يوم الدين -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته** وبعد السلام /اخي القاريء الكريم طبعا كل مسلم حين يعلم او يلتقي بمسلم آخر حافظا لكتاب الله عز وجل يود ويرجو لو كان مكانه او مثله حافظا لكتاب الله عز وجل ثم يبادر بالاسئلة المعلومة متى حفظت وكيف حفظت ومتى إنتهيت وهل تنسى وكيف تراجع وما هي الطريقة للمحافظة على الحفظ واسئلة اخرى معلومة لمن حفظ من عوام الناس اقصد ليس متخصصا بعلوم الشريعة الاسلامية *والله اعلم اني لن اود بكلامي هذا الا النصيحة للمؤمنين والمسلمين في سبيل لله عز وجل وسوف اذكر هنا ماستطاعت بإيجاز دون إطالة *اولا حفظ كتاب الله الكريم على ظهر القلب هذا فضل من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * ثانيا ان كل انسان عندما يبدأ بحفظ مسألة معينة أي مسألة في أي مجال (اقتصادية او اجتماعية او فيزيائية او كيميائية ....الخ )يشعر بسعادة كبيرة فما بالك بسعادة وفرح وسرور وراحة وانشراح وطمأنينة وشعور لايعلم بحلاوته الا من دخل هذا التنافس وهذا السباق الى رضوان الله عز وجل *فعلى من يريد ان يحمل كتاب الله عزوجل ان ينوي بالشروع بإرادة قوية وتصميم ثابت بان يبدا بحفظ كتاب الله عز وجل وانه مهما كان سوف لن يتوقف عن هذا العمل وما أجله من عمل اما تجربتي في هذا فكنت اشعر واحس كلما بدأت بسورة لأحفظها تاتيني مصيبة وأذكر ان اكبر المصائب التي وقعت فيها حين بدأت بحفظ سورة النساء حين كنت اسيرا في ايران فقد(1/2241)
اتهموني بتهم كثيرة ثم منها وهابي ومنها ناصبي ومنها ازرع التفرقة بين السنة واشيعة ....الخ ثم ضربوني ضربا كثيرا ثم اخذوني الى الزنزانات الانفرادية وليتهم تركوني بل بدأوا بالتعذيب ليلا ونهارا وبعد خروجي من الزنزانة طبعا رجعت لاتمام سورة النساء ولم البث الا بضعة ايام فنادوني ان الادارة الايرانية لمعسكر الاسرى ارسلوا بطلبك فقيدوني ثم ذهبوا بي لمقابلة شخص مسؤل في الحكومة الايرانية فتبين لي انه ممثل رئيس الجمهورية على الاسرى واسمه ((روحي نواز ))وأعتقد ان اكثر الاسرى العراقيين يعرفون هذا الشخص فسألني اوَلا مااسمك ؟ قلت عمار اكرم *من اين انت قلت من الموصل والله على ما اقول شهيد عض على اصبعه بقوة وقال كل الاسرى يصيرون اوادم الا الموصل وسامراء والفلوجة *فقلت له وكنت آيسا من رحمته ولكني ارى ان فقط هؤلاء هم الاوادم *فانتهرني بشدة ثم قال لي انت كم عمرك ؟حينها كان عمري 21 سنة وهذا في عام 1987 م *فقال ان لسانك اطول من عمرك *فقلت بل الحق معي لاني لم امس احد لا بيد ولا بكلمة وجميع الاسرى يحترمونني وليس لي اي مشكلة مع اي شخص ..وهؤلاء واتباعهم كنت انظر اليهم انهم اتباع الشيطان يريدون ان يصدونني عن حفظ كتاب الله عزوجل ولكني كنت مصمما على اتمامه مهما اتى الشيطان بأساليبه واوليائه لعنه الله عز وجل وقد فعل ...................................... وكنت انظر وأتأمل من الجهة الاخرى ان كل مايجري علي هو اختبار وابتلاء وامتحان لان الله عز وجل يقول (أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) والله عز وجل أعلم بحال عباده *ولكن اخي الكريم اعلم ان الله عز وجل يلهم الصبر على قدر المشقة والله لطيف بعباده ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا*وانا اخي الفاريء الكريم لا اريد بكلامي هذا الا ان أريك قوة الارادة والتصميم على حفظ القرآن الكريم فكنت احفظ مااراه سهلا على نفسي فمثلا سورة مريم بدات بها ثم(1/2242)
سورة (طه) ثم المؤمنون ثم ما كان سهلا على مسامعي بطريقة غير مرتبة حسب السور التي ارى انها سهلة عليَ حفظها وكذلك مقاطع من سور الى ان احصيت حفظي رايت اني قد بلغت النصف ..فبعد ذلك بد ات بسورة البقرة وكنت اراها طويلة جدا ولكن لاسهل الاما سهله الله عزوجل فكان معي صديق عزيز اسمه خليل ابراهيم اتفقنا ان نتسابق لحفظ سورة البقرة وكان اتفاقنا يوم الجمعة بعد صلاة المغرب ولله الحمد الى الجمعة الثانية اي ثمانية ايام اتممت الحفظ فذهبت لاسال صديقي لارى هل اتم ام لا فاذا به قد اتم هو الآخر كذلك حفظ سورة البقرة في نفس المدة وهذه لاأنساها ابدا *اما أوقات الحفظ كنت كل يوم مساء قبل النوم اقرأصفحة واحدة مرارا وتكرارا الى مايقارب العشرين مرة ثم انام وحين استيقظ لصلاة الفجر اقراها ثانية فاحفظها بسرعة وكنت اتم ختم القران كل شهر واجعل ختمة اخرى للحفظ ومراجعته قراءة وكذلك اقرا في كل ركعة صفحة وفي صلاة الليل كل يوم اقرا نصف جزء واعلم يااخي ان الحفظ السريع نسيانه سريع واعتقد ان كل شخص يستطيع ان يجعل له الطريقة التي تناسبه واعلم يااخي القاريء ان الشيء المهم هو الاستمرار بالحفظ واياك والفتور والتسويف فانها من مكائد الشيطان وحبائله *واسال الله ان يسدد خطانا لما فيه الخير والصلاح للعباد والبلاد
((( وما توفيقي الابالله عليه توكلت واليه أنيب )))
---
(1/2243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات )
---
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات )
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-15-2007, 11:31 AM
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات )
( سبب نزولها )
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال الرجل ألي هذه قال لمن عمل بها من أمتي ، وفي لفظ فقال : رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل للناس كافة " . أخرجه البخاري رقم ( 4410 ) 4 / 1727، ورقم ( 503 ) 1 / 196، ومسلم ( 2763 ) 4 / 2115 – 2116 .
قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات " المراد بالحسنات قولان :
أحدهما أنها الصلوات الخمس قاله ابن مسعود وابن عباس وابن المسيب ومسروق ومجاهد القرظي والضحاك والمقاتلان ابن سليمان وابن حيان .(1/2244)
والثاني أنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر رواه منصور عن مجاهد والأول أصح لأن الجمهور عليه وفيه حديث مسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ وقال من توضأ وضوئي هذا ثم صلى الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح ، ومن صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ومن صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينها ويبن صلاة المغرب ثم لعله أن يبيت ليلته يتمرغ ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينه وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات ، فأما السيئات المذكورة هاهنا فقال المفسرون هي : الصغائر من الذنوب وقد روى معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أوصني قال اتق الله حيثما كنت قال قلت زدني قال أتبع السيئة الحسنة تمحها قلت زدني قال خالق الناس بخلق حسن .
زاد المسير في علم التفسير 4 / 168- 169 .
قال ابن العربي رحمه الله : عند قوله : " إن الحسنات يذهبن السيئات "
قال ابن المسيب ومجاهد وعطاء هي : الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وقال جماعة هي الصلوات الخمس وبه قال مالك وعليه يدل أول الآية في ذكر الصلاة فعليه يرجع آخرها وعليه يدل الحديث الصحيح الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت المقتلة وروي ما اجتنبت الكبائر وكل ذلك في الصحيح ، وقد روي أن النبي أعرض عنه وأقيمت صلاة العصر فلما فرغ منها نزل عليه جبريل بالآية فدعاه فقال له أشهدت معنا الصلاة قال نعم قال اذهب فإنها كفارة لما فعلت وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تلا هذه الآية قال له : قم فصل أربع ركعات والله أعلم .
أحكام القرآن لابن العربي 3 / 29 – 30 .(1/2245)
قال الألوسي عند قوله تعالى : " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل " أمر بإقامة الصلاة المفروضة على ما علمت وقد ذكروا أن الصلاة معراج المؤمن وفي الأخبار ما يدل على علو شأنها والأمر غني عن البيان إن الحسنات يذهبن السيئات قال الواسطي أنوار الطاعات تذهب بظلم المعاصي وقال يحيى بن معاذ إن الله سبحانه لم يرض للمؤمن بالذنب حتى ستر ولم يرض بالستر حتى غفر ولم يرض بالغفران حتى بدل فقال سبحانه إن الحسنات يذهبن السيآت وقال تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المشار إليها وإذهاب الحسنات السيآت ذكرى للذاكرين تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله تعالى في الصفاء والجمعية والأنس والذوق واصبر بالله سبحانه في الاستقامة ومع الله تعالى بالحضور في الصلاة وعدم الركون إلى الغير إن الله لا يضيع أجر المحسنين الذين يشاهدونه في حال القيام بالحقوق .
روح المعاني للألوسي 12 / 168 – 169.(1/2246)
قال ابن تيمية رحمه الله : " قال بعض السلف : كان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة فمن قضي له بالتوبة كان كما قال سعيد بن جبير أن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة وذلك أنه يعمل الحسنة فتكون نصب عينه ويعجب بها ويعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستغفر الله ويتوب إليه منها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الاعمال بالخواتيم والمؤمن إذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب ، أن يتوب فيتوب الله عليه فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، أو يستغفر فيغفر له ، أو يعمل حسنات تمحوها فان الحسنات يذهبن السيئات ، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به ، أو يشفع فيه نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه ، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه ، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه ، أو يرحمه ارحم الراحمين ، فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن الا نفسه كما قال تعالى فيما يروي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه " .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 10 / 45 .(1/2247)
قال ابن تيمية : إن الله قد بين بنصوص معروفة إن الحسنات يذهبن السيئات وأن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن مصائب الدنيا تكفر الذنوب وأنه يقبل شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أهل الكبائر وأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كما بين أن الصدقة يبطلها المن والأذى وأن الربا يبطل العمل وأنه إنما يتقبل الله من المتقين أي في ذلك العمل ونحو ذلك فجعل السيئات ما يوجب رفع عقابها كما جعل للحسنات ما قد يبطل ثوابها لكن ليس شيء يبطل جميع السيئات إلا التوبة كما أنه ليس شيء يبطل جميع الحسنات الا الردة . مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12 / 483.
وقال ابن جزي عند قوله تعالى : " وأقم الصلاة " الآية يراد بها الصلوات المفروضة فالطرف الأول الصبح والطرف الثاني الظهر والعصر والزلف من الليل المغرب والعشاء إن الحسنات يذهبن السيئات لفظه عام وخصصه أهل التأويل بأن الحسنات الصلوات الخمس ويمكن أن يكون ذلك على وجه التمثيل روى أن رجلا قبل امرأة ثم ندم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه الصلاة فنزلت الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين السائل فقال ها أنذا فقال قد غفر لك فقال الرجل ألي خاصة أو للمسلمين عامة فقال بل للمسلمين عامة والآية على هذا مدنية وقيل إن الآية كانت قبل ذلك ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للرجل مستدلا بها فالآية على هذا مكية كسائر السورة وإنما تذهب الحسنات عند الجمهور الصغائر إذا اجتنبت الكبائر ذلك إشارة إلى الصلوات أو إلى كل ما تقدم من وعظ ووعد ووعيد " .
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 2 / 113 .(1/2248)
قال ابن تيمية : " لفظ الحسنات والسيئات فى كتاب الله يتناول هذا وهذا قال الله تعالى عن المنافقين إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً وقال تعالى إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون وقال تعالى وبلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون وقال تعالى : " وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور " و قال تعالى في حق الكفار المتطيرين بموسى ومن معه فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى و من معه ذكر هذا بعد قوله و لقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ، وأما الأعمال المأمور بها والمنهي عنها ففي مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقوله تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً وهنا قال ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و لم يقل وما فعلت و ما كسبت كما قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و قال تعالى فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و قال تعالى قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين و نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا و قال تعالى و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربياً من دارهم و قال تعالى فأصابتكم مصيبة الموت وقال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون فلهذا كان قول ما أصابك من حسنة و من سيئة متناول لما يصيب الإنسان و يأتيه من النعم التى تسره و من المصائب التى تسوءه فالآية متناولة لهذا قطعا وكذلك قال عامة المفسرين(1/2249)
قال أبو العالية إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله قال هذه في السراء وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال وهذه فى الضراء ، وقال السدي إن تصبهم حسنة قالوا و الحسنة الخصب ينتج خيولهم وأنعامهم و مواشيهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان قالوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة قالوا والسيئة الضرر فى أموالهم تشاؤماً بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - أصابنا هذا البلاء فأنزل الله قل كل من عند الله الحسنة والسيئة فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا قال القرآن وقال الوالبي عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليك يوم بدر وكذلك قال الضحاك وقال الوالبي أيضاً عن ابن عباس من حسنة قال ما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله قال والسيئة ما أصابه يوم أحد إذ شج في وجهه وكسرت رباعيته وقال أما الحسنة فأنعم الله بها عليك وأما السيئة فابتلاك الله بها وروى أيضاً عن حجاج عن عطية عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال هذا يوم بدر وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كان من نكبة فمن ذنبك و أنا قدرت ذلك عليك وكذلك روى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبى صالح فمن نفسك قال فبذنبك وأنا قدرتها عليك روى هذه الآثار ابن أبي حاتم و غيره ، وروى أيضا عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال ما تريدون من القدر أما تكفيكم هذه الآية التى فى سورة النساء إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك أي من نفسك و الله ما وكلوا إلى القدر و قد أمروا به و إليه يصيرون وكذلك فى تفسير أبى صالح عن ابن عباس ان تصبهم حسنة الخصب والمطر وإن تصبهم سيئة الجدب والبلاء ، وقال ابن قتيبة ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال الحسنة النعمة و السيئة البلية ، وقد ذكر أبو الفرج فى قوله ما(1/2250)
أصابك من حسنة ومن سيئة ثلاثة أقوال : أحدهما أن الحسنة ما فتح الله عليهم يوم بدر والسيئة ما أصابهم يوم أحد قال رواه بن أبى طلحة و هو الوالبى عن ابن عباس قال والثاني : الحسنة الطاعة والسيئة المعصية قاله أبو العالية ، والثالث الحسنة النعمة والسيئة البلية قاله ابن منبه قال و عن أبى العالية نحوه و هو أصح ، قلت هذا هو القول المعروف بالاسناد عن أبي العالية كما تقدم من تفسيره المعروف الذي يروى عنه هو وغيره ومن طريق أبى جعفر الداري عن الربيع بن أنس عنه و أمثاله ، وأما الثاني فهو لم يذكر إسناده ولكن ينقل من كتب المفسرين الذين يذكرون أقوال السلف بلا إسناد وكثير منها ضعيف بل كذب لا يثبت عمن نقل عنه وعامة المفسرين المتأخرين أيضا يفسرونه على مثل أقوال السلف و طائفة منهم تحملها على الطاعة والمعصية ، فأما الصنف الأول فهي تتناوله قطعاً كما يدل عليه لفظها وسياقها ومعناها وأقوال السلف ، وأما المعنى الثاني فليس مراداً دون الأول قطعاً ولكن قد يقال إنه مراد مع الأول باعتبار أن ما يهديه الله إليه من الطاعة هو نعمة في حقه من الله أصابته وما يقع منه من المعصية هو سيئة أصابته ونفسه التى عملت السيئة وإذا كان الجزاء من نفسه فالعمل الذي أوجب الجزاء أولى أن يكون من نفسه فلا منافاة أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه مع أن الجميع مقدر كما تقدم وقد روى عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ فمن نفسك وأنا قدرتها عليك " .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 14 / 234 – 239 .(1/2251)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى : " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " يدل على أن الحسنة إنما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه فوجب بحكم هذا الإيماء أن تكون كل حسنة مذهبة لكل سيئة ترك العمل به في حق الحسنات الصادرة من الكفار فإنها لا تذهب سيئاتهم فيبقى معمولاً به في الباقي وثالثها قوله تعالى مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا . ثم إنه تعالى زاد على العشرة فقال كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ ثم زاد عليه فقال وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء . وأما في جانب السيئة فقال وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وهذا في غاية الدلالة على أن جانب الحسنة راجع عند الله تعالى على جانب السيئة ورابعها أنه تعالى قال في آية الوعد في سورة النساء وَالَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ فقوله وَعْدَ اللَّهِ حَقّا إنما ذكره للتأكيد ولم يقل في شيء من المواضع وعيد الله حقاً ، أما قوله تعالى مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ الآية يتناول الوعد والوعيد و خامسها قوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً . والاستغفار طلب المغفرة وهو غير التوبة فصرح ههنا بأنه سواء تاب أو لم يتب فإذا استغفر غفر الله له ولم يقل ومن يكسب إثماً فإنه يجد الله معذباً معاقباً بل قال فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ فدل هذا على أن جانب الحسنة راجح ونظيره قوله(1/2252)
تعالى إِنْ أَحْسَنتُمْ ، أَحْسَنتُمْ لأنفسكم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. ولم يقل وإن أسأتم ، أسأتم لها فكأنها تعالى أظهر إحسانه بأن أعاده مرتين وستر عليه إساءته بأن لم يذكرها إلا مرة واحدة وكل ذلك يدل على أن جانب الحسنة راجح و سادسها أنا قد دللنا على أن قوله تعالى وَيَغْفِرُ مَا دُونَ لِمَن يَشَاء . لا يتناول إلا العفو عن صاحب الكبيرة ثم إنه تعالى أعاد هذه الآية في السورة الواحدة مرتين والإعادة لا تحسن إلا للتأكيد ولم يذكر شيئاً من آيات الوعيد على وجه الإعادة بلفظ واحد لا في سورة واحدة ولا في سورتين فدل على أن عناية الله بجانب الوعد على الحسنات والعفو عن السيئات أتم وسابعها أن عمومات الوعد والوعيد لما تعارضت فلا بد من صرف التأويل إلى أحد الجانبين وصرف التأويل إلى الوعيد أحسن من صرفه إلى الوعد لأن العفو عن الوعيد مستحسن في العرف وإهمال الوعد مستقبح في العرف فكان صرف التأويل إلى الوعيد أولى من صرفه إلى الوعد و ثامنها أن القرآن مملوء من كونه تعالى غافراً غفوراً غفاراً وأن له الغفران والمغفرة وأنه تعالى رحيم كريم وأن له العفو والإحسان والفضل والإفضال والأخبار الدالة على هذه الأشياء قد بلغت مبلغ التواتر وكل ذلك مما يؤكد جانب الوعد وليس في القرآن ما يدل على أنه تعالى بعيد عن الرحمة والكرم والعفو وكل ذلك يوجب رجحان جانب الوعد على جانب الوعيد وتاسعها أن هذا الإنسان أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمان ولم يأت بما هو أقبح القبائح وهو الكفر بل أتى بالشر الذي هو في طبقة القبائح ليس في الغاية والسيد الذي له عبد ثم أتى عبده بأعظم الطاعات وأتى بمعصية متوسطة فلو رجع المولى تلك المعصية المتوسطة على الطاعة العظيمة لعد ذلك السيد لئيماً مؤذياً فكذا ههنا فلما لم يجز ذلك على الله ثبت أن الرجحان لجانب الوعد وعاشرها قال يحيى بن معاذ الرازي إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين(1/2253)
سنة كيف لا يهدم معصية ساعة ا إلهي لما كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان مقتضى العدل أن الإيمان لا يضر معه شيء من المعاصي وإلا فالكفر أعظم من الإيمانا فإن يكن كذلك فلا أقل من رجاء العفو وهو كلام حسن الحادي عشر أنا قد بينا بالدليل أن قوله وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء لا يمكن حمله على الصغيرة ولا على الكبيرة بعد التوبة فلو لم تحمله على الكبيرة قبل التوبة لزم تعطيل الآية أما لو خصصنا عمومات الوعيد بمن يستحلها لم يلزم منه إلا تخصيص العموم ومعلوم أن التخصيص أهون من التعطيل قالت المعتزلة ترجيح جانب الوعيد أولى من وجوه أولها هو أن الأمة اتفقت على أن الفاسق يلعن ويحد على سبيل التنكيل والعذاب وأنه أهل الخزي وذلك يدل على أنه مستحق للعقاب وإذا كان مستحقاً للعقاب استحال أن يبقى في تلك الحالة مستحقاً للثواب وإذا ثبت هذا كان جانب الوعيد راجحاً على جانب الوعد " .
التفسير الكبير للفخر الرازي 3 / 145 .(1/2254)
قال الفخر الرازي : المسألة الأولى ذكروا في الحسنة والسيئة وجوهاً الأول قال المفسرون كانت المدينة مملوءة من النعم وقت مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما ظهر عناد اليهود ونفاق المنافقين أمسك الله عنهم بعض الإمساك كما جرت عادته في جميع الأمم قال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء فعند هذا قال اليهود والمنافقون ما رأينا أعظم شؤما من هذا الرجل نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا منذ قدم فقوله تعالى وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يعني الخصب ورخص السعر وتتابع الأمطار قالوا هذا من عند الله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ جدب وغلاء سعر قالوا هذا من شؤم محمد وهذا كقوله تعالى فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَاذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ " وعن قوم صالح " قَالُواْ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ "
القول الثاني المراد من الحسنة النصر على الاعداء والغنيمة ومن السيئة القتل والهزيمة قال القاضي والقول الأول هو المعتبر لأن اضافة الخصب والغلاء إلى الله وكثرة النعم وقلتها إلى الله جائزة أما إضافة النصر والهزيمة إلى الله فغير جائزة لأن السيئة إذا كانت بمعنى الهزيمة والقتل لم يجز إضافتها إلى الله وأقول القول كما قال على مذهبه أما على مذهبنا فالكل داخل في قضاء الله وقدره .(1/2255)
المسألة الثانية : اعلم أن السيئة تقع على البلية والمعصية والحسنة على النعمة والطاعة قال تعالى وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وقال إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " إذا عرفت هذا فنقول قوله وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يفيد العموم في كل الحسنات وكذلك قوله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يفيد العموم في كل السيئات ثم قال بعد ذلك قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ فهذا تصريح بأن جميع الحسنات والسيئات من الله ولما ثبت بما ذكرنا أن الطاعات والمعاصي داخلتان تحت اسم الحسنة والسيئة كانت الآية دالة على أن جميع الطاعات والمعاصي من الله وهو المطلوب ، فان قيل المراد ههنا بالحسنة والسيئة ليس هو الطاعة والمعصية ويدل عليه وجوه الأول اتفاق الكل على أن هذه الآية نازلة في معنى الخصب والجدب فكانت مختصة بهما الثاني أن الحسنة التي يراد بها الخير والطاعة لا يقال فيها أصابتني إنما يقال أصبتها وليس في كلام العرب أصابت فلانا حسنة بمعنى عمل خيرا أو أصابته سيئة بمعنى عمل معصية فعلى هذا لو كان المراد ما ذكرتم لقال ان أصبتم حسنة الثالث لفظ الحسنة واقع بالاشتراك على الطاعة وعلى المنفعة وههنا أجمع المفسرون على أن المنفعة مرادة فيمتنع كون الطاعة مرادة ضرورة أنه لا يجوز استعمال اللفظ المشترك في مفهوميه معاً ، فالجواب عن الأول أنكم تسلمون أن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والجواب عن الثاني أنه يصح أن يقال أصابني توفيق من الله وعون من الله وأصابه خذلان من الله ويكون مراده من ذلك التوفيق والعون تلك الطاعة ومن الخذلان تلك المعصية ، والجواب عن الثالث أن كل ما كان منتفعا به فهو حسنة فان كان منتفعا به في الآخرة فهو الطاعة وإن كان منتفعا به في الدنيا فهو السعادة الحاضرة فاسم الحسنة بالنسبة إلى هذين القسمين متواطئ الاشتراك فزال السؤال فثبت أن ظاهر الآية يدل على ما ذكرناه ومما(1/2256)
يدل على أن المراد ليس إلا ذاك ما ثبت في بدائه العقول أن كل موجود فهو إما واجب لذاته وإما ممكن لذاته والواجب لذاته واحد وهو الله سبحانه وتعالى والممكن لذاته كل ما سواه فالممكن لذاته إن استغنى عن المؤثر فسد الاستدلال بجواز العالم وحدوثه على وجود الصانع وحينئذ يلزم نفي الصانع وإن كان الممكن لذاته محتاجا إلى المؤثر فإذا كان كل ما سوى الله ممكنا كان كل ما سوى الله مستنداً إلى الله وهذا الحكم لا يختلف بأن يكون ذلك الممكن ملكا أو جمادا أو فعلا للحيوان أو صفة للنبات فان الحكم لاستناد الممكن لذاته إلى الواجب لذاته لما بينا من كونه ممكنا كان الكل فيه على السوية وهذا برهان أوضح وأبين من قرص الشمس على أن الحق ما ذكره تعالى وهو قوله قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ .
---
(1/2257)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك )
---
قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك )
---
سلسبيل
12-22-2006, 01:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الإستدلال على عصمة الرسول عليه الصلاة والسلام سليم ؟
قال تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )
الآيه فيها اثبات العصمه من وجهين
وهي أن الله تعالى يقول يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغته رسالته
وقد شهد الله تعالى لرسوله بأنه بلغ الرساله وأدى الأمانه قال تعالى ( اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دينا )
هذا يثبت أن الرسول أدى الأمانه كامله والرساله كما أمره الله بتبليغها في قوله ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
وفي الآيه شاهد آخر على عصمة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) فما دام أن الله تعالى تكفل بعصمة نبيه عليه الصلاة والسلام من الخطر الخارجي ليأمن له تبليغ الرساله فكذلك عصمه داخليا من الخطأ والنسيان والسهو فيما يبلغ عن ربه وهو الأولى
هل الإستدلال بهذه الآيه على هذا الوجه سليم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2006, 08:24 AM
نعم وفقك الله ، استدلالك سليم على هذا الوجه ، وهو يدل على معرفتك بكيفية الاستدلال والربط بين الأدلة والحمد لله.
---
(1/2258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور كتاب (جامع البيان في القراءات السبع المشهورة) لأبي عمرو الداني
---
صدور كتاب (جامع البيان في القراءات السبع المشهورة) لأبي عمرو الداني
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2005, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/images/Jameealbayan.jpg
يعد كتاب جامع البيان في القراءات السبع المشهورة للإمام الحافظ المقرئ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي المتوفى سنة 444هـ من أهم كتب القراءات وأقدمها ، ومؤلفه من أكبر أئمة القراءات رحمه الله. وقد حقق هذا الكتاب النفيس في جامعة أم القرى في أربع رسائل علمية لنيل درجة الدكتوراه ، ونشر بعض مباحثه نشراً مستقلاً كما في كلامه على حديث الأحرف السبعة . غير أنه تعثر نشره بتحقيق الباحثين الأربعة ، لسبب لا أعلمه ، وقد قامت دار الكتب العلمية في بيروت بإخراج نص الكتاب مع بعض التعليقات . وكتب على غلافه (تحقيق الحافظ المقرئ محمد صدوق الجزائري) ولست أعرف عنه شيئاً . وقد صدر الكتاب في مجلد واحد بلغ عدد صفحاته 807 صفحات من القطع العادي.
وقد ذكر المحقق أنه اعتمد على نسخة مخطوطة وحيدة لم يذكر رقمها ولا وصفها ، واكتفى بقوله :
عملنا في الكتاب :
- قمنا بعونه تعالى بمقابلة الكتاب على أصل خطي ، ووضعنا أرقام صفحاته ضمن النص.
- أثبتنا فروق النسخ.
- خرجنا الآيات القرآنية.
- خرجنا الأحاديث النبوية.
- قمنا بتوثيق بعض النصوص من كتب القراءات. ). أ.هـ.
والغريب قوله : أثبتنا الفروق بين النسخ ، مع إنه لم يعتمد إلا على مخطوطة وحيدة. كما إنه اعتمد في التوثيق على كتابي تقريب النشر والبدور الزاهرة دون غيرهما ، وهذا في مواضع قليلة جداً.(1/2259)
وإخراج الكتاب يعد مكسباً علمياً لطلاب العلم لأهميته ونفاسته ، غير أن تحقيقه وعدم طباعته محققاً حال دون استفادة الباحثين منه ، وأصبحت الاستفادة منه أشبه ما تكون بالاستفادة من المخطوطة الأصلية لصعوبة الحصول عليه ، وقلة المطلعين عليه في قاعات الرسائل الجامعية في المكتبات المركزية للجامعات. وأخشى ما أخشاه أن يكون خروج الكتاب بهذه الصورة اعتمد فيه على جهد الباحثين المحققين دون الإشارة إليهم ، وإن كان لم يظهر إلا النص المحقق الذي أرجو أن يكون كاملاً وسالماً من السقط ، والقراءة الخاطئة.
---
أبو عمار المليباري
09-02-2005, 08:09 PM
جزاك الله خيراً على هذا الإطلاع . ولكن يا شيخنا دار الكتب العلمية التي يشرف عليها محمد علي بيضون معروفة بالأخطاء المطبعية الكثيرة وأنها كثيرة التهاون في هذا الجانب . فلذلك لا ينصح بشراء طبعتها إذا وجد غيرها . ولعل الإخوة يفيدونا بدار الكتب العلمية أكثر .
---
معاذ صفوت محمود
09-02-2005, 08:20 PM
الشيخ عبد الرحمن الشهري:
جزاك الله خيرا، فقد وضعت يدك على الجرح، لأن هذا الكتاب قد يسر الله لي إيجاد من يخدمه الخدمة التي يستحقها، ولا يحتاج في سبيل ذلك إلا لدعم مادي يسير لصف الكتاب، ومن ثم دار نشر جيدة تعطي الكتاب حقه من حيث الطباعة ، وأرجو مواصلتي على البريد الإلكتروني لتفاصيل أدق، وفقنا الله جميعا لنيل الشرف بخدمة العلم.
والسلام عليكم ورحمة الله..
---
محمد الطبراني
09-03-2005, 12:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.(1/2260)
كتاب جامع البيان من أصول الكتب القرائية، حشر فيه أبو عمرو الداني رحمه الله علما جما، ولم أزل أسمع مد سنوات خلت عكوف الدكتور الشيخ أيمن سويد على تحقيقه بموازة الاشتغال على سلسلة أصول النشر، ولم يصدر إلى الآن فيما أعلم -والله أعلم وأحكم- غير مقدمته بتحقيق المنوه به آنفا. والدي أعرفه عن الكتاب من نسخته المعروفة المودعة بدار الكتب المصرية، أنه كبير الجرم، وأن تحقيقه والتعليق عليه بما هو أهله يربي بصفحاته عن أن لا تتعدى الثمانمائة كما هو واقع، فلعل الكتاب نشرة ليس إلا، وإن كان هدا الأمر يحتاج إلى معاينة له، وفي كل خير، حسبما قال الراجز:
خد ما دنا إن فاتك الأجل*إن لم يصبها وابل فطل
---
روضة ميدو
03-23-2006, 09:54 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/2261)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة موجهة الى طلبة العلم والمشايخ......
---
دعوة موجهة الى طلبة العلم والمشايخ......
---
ابوعبدالملك
08-23-2003, 01:49 PM
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته : اخواني ,هذا الموضوع كتبته في احد المنتديات ولم اجد تجاوبا من احد هناك ,وبما ان هذا المنتدى اكثر روادة من طلبة العلم والمشايخ احببت طرح الموضوع عليكم :
هذه دعوة اوجهها الى كل طالب علم بل والى العلماء .............
أن يسهموا ويشاركوا في منتديات الانترنت عموما, لأن الملاحظ في جميع المنتديات ,أنه تطرح مواضيع عظيمة وجسيمة ,.. وشبهات ملتبسة على كثير من الشباب , ...........يناقشونها ,ويتداولون آراءهم فيها , مع قصر علمهم وجهل كثير منهم..... والواجب على أهل العلم أن لا يدعوا الشباب يسفه بعضهم بعضا ويتهجمون على بعض( مع حسن النية من كل منهم) , ................في منتديات الانترنت وجد كثير من الشباب متنفس لهم مما امتلأت به نفوسهم , فيكتب أحدهم ما يجول في خاطرة دون تحرز أوقيود , مما لو أراد أن يقوله مباشرة لأحد لم يستطع ذلك , وهذا ملاحظ في كثر مما يطرح ,.............اذا كان حال بين العلماء وبين الشباب من أن يلتقوا في مجالس العلم وفي بيوت العلماء لأسباب كثيرة(هي أسباب الزمن الحديث ) , فالأنترنت مكان مناسب للاجتماع والنقاش ,خصوصا وأن الملاحظ أن أكثر من يدخل الأنترنت من الشباب هو من عنده أمور وتساؤلات وشبهات ,يبحث عن الحق فيها (وقد لاحظت ذالك )الشاب الذي لا يعرف الانترنت تجده غالبا مشغول بأمورة , منصرف الى شأنه لا يلقي بالا الى هذه الأمور ...............(1/2262)
الخلاصة : لكي لا يكون جلوسنا أما شاشات الانترنت للتسلية واضاعة الوقت (أرجوا أن لا يكون الأمر كذلك) لنسعا جميعا الى أن تكون هذه المنتديات منابر للاصلاح ومجالس يجد فيها كل متعطش وباحث عن الحقيقة ما يروي عطشه ويكون نافعا له في الدنيا والآخرة
وهنا اقتراح :لماذا لا يكون هناك منتديات خاصة لبعض العلماء (منتدى الشيخ فلان )أو منتدى كذا باشراف مجموعة من العلماء؟؟؟؟؟؟؟ أرجوا ذلك !
أرجوا من كل من يطلع على هذا الموضوع أن يسهم في نشره وايصاله الى كل من يعنيه ..بالنقل ..بالمهاتفه ..بالنقاش ..باعادة صياغته والزيادة فيه ...بكل وسيلة..... لعل الله ان ينفع به ... وجزاكم الله خير
اخوكم : ابو عبدالملك
---
عبدالرحمن الشهري
08-24-2003, 05:47 AM
أخي الكريم أبا عبدالملك وفقه الله لكل خير
جزاك الله خيراً على هذه الدعوة الكريمة ، والتي حملك على كتابتها الحرص على الشباب المسلم ، والنصح لإخوانك المسلمين ، ولا شك أن الأمر كما قلتَ - وفقك الله- بل وأكبر مما قلت. والأمر جد ويحتاج إلى تعاون الجميع للنهوض بمستوى الحوار بين الإخوان على الانترنت ، والانتفاع بقدر المستطاع بهذه التقنية التي أصبحت متاحة لعدد كبير من الشباب.
أرجو أن نرى تطبيقاً لرأيك هذا قريباً إن شاء الله ، وأرجو أن يكون ملتقى أهل التفسير وأمثاله من الملتقيات والمنتديات المسئولة بداية طيبة في هذا الطريق إن شاء الله.
---
ابوعبدالملك
09-11-2003, 04:37 PM
جزاك الله خير اخي عبد الرحمن
---
(1/2263)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد معرفة الدراسات التي دارت عن كتاب (أضواء البيان)
---
أريد معرفة الدراسات التي دارت عن كتاب (أضواء البيان)
---
محمد البويسفي
04-25-2006, 12:41 AM
أنا طالب أبحث في القواعد الأصوليةو دورها في التفسير عند الإمام الشنقيطي من خلال أضواء البيان و أريد أن تفيدوني إن كانت هناك دراسة في هذا الموضوع . سمعت أن للشيخ السديس شيء من هذا القبيل أريد أن تفيدوني في هذا الموضوع و جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-25-2006, 07:12 AM
انظر لو تكرمت هنا فقد سبق السؤال عنه ..
أود معرفة الموضوعات التي بحثت في كتاب أضواء البيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=938)
---
(1/2264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف يمكنني الحصول على شرح الشيخ عبد الكريم الخضير لمختصر صحيح البخارى؟
---
كيف يمكنني الحصول على شرح الشيخ عبد الكريم الخضير لمختصر صحيح البخارى؟
---
المتدبر
04-22-2006, 03:36 PM
أرجو إفادتي والدال على الخير كفاعله
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2006, 05:50 PM
هنا كثير من حلقاته مسجلة :
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=273
ويمكنك شراء الأشرطة من تسجيلات الراية الإسلامية بالرياض .
---
المتدبر
04-22-2006, 09:59 PM
ما أقول إلا بيض الله وجهك ... ياشيخنا الفاضل ....
ووالله لقد فرحت بهذا الشرح كثيرا... حينما ضغطت الرابط فوجدته ..أسأل الله ياشيخنا أن يربط على قلبى وقلبك حين تنزل الملائكة الكرام وان يلهمنا وإياك النطق بالشهادة ..آمين:{وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالو ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلها} ,وصدق الله إذ يقول:{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }....
أكرر شكري لشيخنا الفاضل ...كلل الله جهودكم بالنجاح ،،،
---
(1/2265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الموسوعة الشاملة الإصدار ( 2 ) للتحميل
---
الموسوعة الشاملة الإصدار ( 2 ) للتحميل
---
مسك
01-27-2006, 03:57 PM
الهدف من هذه المكتبة ليس مجرد جمع بعض الكتب المجانية من الإنترنت في مكتبة واحدة بل الأهم من ذلك هو إمكانية إضافة الكتب وتعديلها لتكون المكتبة الشخصية لطالب العلم
والمكتبة مجانية لا يجوز التربح من بيعها
كما لا يجوز استخدامها لنشر ما يخالف منهج أهل السنة والجماعة.
وليس هذا تضييقا على طالب العلم ، بل يجوز لطالب العلم المتبصر أن يضع من كتب أهل البدع مثلا ليرد عليها أو نحو ذلك أما نشر هذه الكتب فإن من شرط جواز استخدام هذه المكتبة عدم استعمالها في ذلك
يجوز - بل يشجع - نشر المكتبة على اسطوانات أو في المنتديات أو على مواقع الإنترنت
مبرمج الموسوعة : الأخ نافع
أضغط هنا لتحميل الموسوعة :
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=37&book=2287
---
د.أبو بكر خليل
01-29-2006, 07:00 PM
الأخ العزيز " مسك "
حفظكم الله و رعاكم ، أنتم و الأخ نافع ( المبرمج )
و جعل ذلك في ميزان حسناتكما ، و غفر لكما و لآلكما
أخي مسك
أكرمك الله ، و الدالّ على الخير كفاعله ،
و أستأذنكم في التقدم على ما أنتم له أهل - بكونكم من المشرفين في منتديات " مشكاة الإسلامية " - بالإشارة إلى أنه :
قد يصادف البعض صعوبات أو أعطال في التشغيل أو البحث ،
و للتغلب على ذلك و غيره : راجع هذه الروابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70968
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70638
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70719
---
روضة ميدو
04-23-2006, 06:16 PM
جزاكم الله خيرا وأعانكم على فعل الخير
وجعل الله هذه الأعمال في ميزان حسناتكم
---(1/2266)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > إقتراح دروس في علم القراءات
---
إقتراح دروس في علم القراءات
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
12-28-2005, 11:08 AM
السلام عليكم نلحظ غيابا كبيرا للدروس المسموعة في علم القراءات ونود لو أكرمتمونا بمحاولة إدراج بعض الشروح المسموعة لمتن الشاطبية والدرة والطيبة أحسن مع دروس في منهج دراسة هدا الفن ورحمكم الله على التفهم
---
زكرياء توناني
12-30-2005, 10:29 PM
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك ، و أضم صوتي إلى صوت الأخ الفاضل أبي عبد الرحمن سعيد زهير .
أخوكم زكرياء توناني - الجزائر
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
01-01-2006, 01:17 AM
أشكر الاخ زكرياء توناني على ضم صوته الى الإقتراح ولكن ارى أنه لم يجد صدا عند المشايخ المسئولين على المنتقى ونرج التوفيق للجميع آمين
---
خادم الكتاب والسنة
01-22-2006, 11:51 PM
الأخوان الفاضلان
قال علماؤنا رحمهم الله: القراءة سنة متبعة
لذا أفضل وسيلة هي تلقي هذا العلم من أفواه المتقنين بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ولربما تفيد بعض الشروح الصوتية لكن بدون الشيخ فليست بشيء
والحمد لله
---
عائشة
01-25-2006, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتراح ممتاز نسأل الله ان يتحقق فنحن فى امس الحاجة لفهم هذا العلم
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
01-25-2006, 04:42 PM
[quote=خادم الكتاب والسنة]الأخوان الفاضلان
قال علماؤنا رحمهم الله: القراءة سنة متبعة
لذا أفضل وسيلة هي تلقي هذا العلم من أفواه المتقنين بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ولربما تفيد بعض الشروح الصوتية لكن بدون الشيخ فليست بشيء
والحمد لله(1/2267)
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هدا التوضيح المهم حقا ان علم القراءات هو العلم الدي له التعلق الاكبر بالعلماء لانه تطبيقي اكثر منه نظري ولكن ان مشايخ هدا العلم اندر من الكبرية الاحمر في ماء النيل كما يقولون والموجود منهم ليس عنده وقت كافي لتدريس المادة نظريا وتطبيقيا فلهدا لو وفرنا عليه الدراسة النظرية على الكتب والاشرطة المسموعة لبعض علماء هدا الفن سينشط هو اكثراتدريسك للوقت الدي وفرته عليه و لعلمه بحرصك على التعلم هدا هو راي ونيتي واحسن الله اليكم اجمعين
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
01-25-2006, 04:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله لقد اقترحت هدا الاقتراح ولم يجد صدا عند الاحوان المسئولين ولو فقط للتوضيح وهم معذورون لكثرة المشاغل اعنهم الله والحمد لله الدي قيض من يناقشنا في هدا المشروع بين مأيد ومخالف وهدا شيء جميل حقا وساجيب اخي الخادم لكتاب الله وسنة رسول الله جعله الله على نيته حيث قال[quote=خادم الكتاب والسنة]الأخوان الفاضلان
قال علماؤنا رحمهم الله: القراءة سنة متبعة
لذا أفضل وسيلة هي تلقي هذا العلم من أفواه المتقنين بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ولربما تفيد بعض الشروح الصوتية لكن بدون الشيخ فليست بشيء
والحمد لله
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هدا التوضيح المهم حقا ان علم القراءات هو العلم الدي له التعلق الاكبر بالعلماء لانه تطبيقي اكثر منه نظري ولكن ان مشايخ هدا العلم اندر من الكبرية الاحمر في ماء النيل كما يقولون والموجود منهم ليس عنده وقت كافي لتدريس المادة نظريا وتطبيقيا فلهدا لو وفرنا عليه الدراسة النظرية على الكتب والاشرطة المسموعة لبعض علماء هدا الفن سينشط هو اكثراتدريسك للوقت الدي وفرته عليه و لعلمه بحرصك على التعلم هدا هو راي ونيتي واحسن الله اليكم اجمعين
---
روضة ميدو
07-03-2006, 05:57 PM
الحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم جميعا(1/2268)
هل ممكن رفع روابط شرح القراءات السبع أو العشر كاملة صوتيا أم مرئيا؟
والله لقد استفدنا كثيرا جدا جدا من شرح الدكتور أيمن سويد وغيره من الشرح الصوتي
وإن توفر الشرح في القراءات صوتيا فهذا يعتبر شئ عظيم إلى أن ييسر الله سبحانه وتعالى
الشيوخ الذين نأخذ عنهم .
أما لو تركنا الأمر كليا لحين توافر الشيوخ فهذا شئ عقيم
فأدعو الله تعالى أن ييسر لكم الأمر ويعينكم على نشر هذا العلم الذي يكاد ينقرض
كما ادعوه سبحانه أن يعينكم على خدمة كتابه العزيز
والحمد لله أولا وآخرا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
د.عبدالرحمن الصالح
07-29-2006, 06:52 PM
الحمد لله والصّلاةُ على رسول الله
لا فرْق عند كلِّ من نظر بنظر ثاقب وعين بصيرة أنّ التعلُّم من القارئ من خلال الكاسيت أو القُرص هو كالأخذ من الشيخ ولا فرق. بل إنّ التعلُّم من الكاسيت والقرص قد يفوق التعلُّم من الشيخ. لماذا؟ لأن الشيخ الذي يُقرئك في المسجد لا يكون - في الغالِب- بمُستوى الحُصريّ أو عبالباسط أو الحُذيفي ، فالكاسيت والقرص غنيمة باردة ويتيمة فاردة هي حُجَّة الله عليك.
لكن عليك أن تتعلم بإتقان وتعرف كيف تُحاكي وتُقلِّد (وهذا معنى قول زيد بن ثابت القراءة سنة متبعة) فمن قرأ على الكاسيت والقرص فقد قرأ على الشيخ ولا ريب.
ومَن اشترط السماع من شخص مُجسد فهو مشكور على حُسن نيته ولكنه يُجانف الصواب، ويُحجِّر واسعاً ، ويقول على الله بغير علم
ولذلك يجوز أخذ القراءات من الموقع ، وأن يُمتحن الطالب عبر الشبكة ، ويجوز منح الإجازات على أنواعها وفقا لمبادئ التعليم عن بُعد.
ولا نغضب على من كان له فهم مخالف ممن يقع في (إسْقاط) فيفهم كلام مثل زيد بن ثابت على غير مقصده. ولكننا لا نشكّ في خطئه.
فكرة حسنة نسأل الله تعالى لكم التوفيق ولمن تعلم من خلالها النجاح.
والله الهادي إلى سواء السبيل
---
الجكني
07-29-2006, 07:16 PM(1/2269)
أخالف أخي د/ عبد الرحمن ، فلا بد من جلوس التلميذ عند الشيخ ،لأن (الكاسيت ) يعتريه ما يعتريه من الخلل الفني بسبب الشمس أو بضعف التيار الذي يعمل به 0
وللحديث عودة إن شاء الله 0
---
صادق الرافعي
07-30-2006, 02:31 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه.
مشايخي وإخواني
بين المؤمنين – الطالب والشيخ ومجلس الدرس- وُدٌ، وعلاقة، وأنفاس لا توفرها الأسلاك والأقراص والشاشات.
" فالأرواح جنود مجندة "
إننا لا ننكر ما هنالك من فوائد غير أننا نخشى ما هناك من غوائل
شيخنا الجكني كيف لأهل التقنية أن يتقنوا هذا الباب- باب الروم والإشمام - قال ابن بري:
فالروْمُ إضعافك صوت الحركه ***من غير أن يذهب رأسا صوتُكَهْ
يكون في المرفوع والمجرور*** معا وفي المضموم والمكسور
ولا يُرى في النصب للقراء *** والفتح للخفة والخفاء
وصفة الإشمام إطباق الشفاه *** بعد السكون والضريرُ لا يراه
من غير صوتٍ عنده مسموعِ *** يكون في المضموم والمرفوعِ
أوقن أن الأمر يحتاج إلى شيخ حاضر
---
نورة
09-19-2006, 04:55 AM
الإخوة الأفاضل
راجعوا هذا الرابط
http://www.khayma.com/tajweed/
---
(1/2270)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى قوله تعالى أو لامستم النساء وما هو الراجح في معنى اللمس هنا
---
ما معنى قوله تعالى أو لامستم النساء وما هو الراجح في معنى اللمس هنا
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
02-06-2006, 07:30 AM
ما معنى قوله تعالى أو لامستم النساء وما هو الراجح في معنى اللمس هنا وجزاكم الله خيراً
---
ابواحمد
02-06-2006, 09:56 PM
معنى اللمس : الجماع كما يروى عن ابن عباس .
ويدل لهذا المعنى أن مريم قالت (أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر)فان مجرد المس لايكون منه الولد فتبين بذلك ان المقصود من اللمس او المس : أي الجماع .
---
عمار
02-06-2006, 11:11 PM
معنى اللمس هو الجماع...وقد رُوِيَ عن حبر الأمة ابن عبّاس- رضى الله عنه - كما ذكر الأخ الكريم " أبو أحمد "...
والراجح - والله أعلم - أنّ معنى اللمس في هذه الآية الكريمة هو (الجماع)...وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في فتاواه .
والله أعلم...
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
02-07-2006, 03:33 AM
جزاكم الله خيراً وما هي مذاهب العلماء في نقض الوضوء بلمس المرأة سواء بشهوة أو بغير شهوة ، وجزاكم الله خيراً ، ونفع بعلمكم .
---
أبو عبد العزيز
02-09-2006, 02:17 AM
هل لمس المرأة ينقض الوضوء؟
أولاً / تحرير موضع النزاع
صور اللمس:
1- لمس بشهوة مع خروج المني أو المذي. وهو محل اتفاق بين الفقهاء على نقضه للوضوء.
2- لمس بشهوة بدون خروج ما ينقض. وفيه خلاف.
3- لمس بغير شهوة وبدون خروج ما ينقض. وفيه أيضاً خلاف.
ثانياً/ عرض الأقوال بالأدلة
القول الأول: أن اللمس لا ينقض الوضوء مطلقاً.
وهو قول الحنفية [ بدائع الصنائع 1/46 ] ورواية عن أحمد وروي ذلك عن علي وابن عباس وعطاء وطاوس والحسن ومسروق [ المغني 1/257 ] ، واستدلوا بالتالي:(1/2271)
1- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ. رواه الأربعة وصححه الألباني [ المشكاة 1/105]
2- حديث عائشة رضي الله عنها : " فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان وهو...." الحديث رواه النسائي وصححه الألباني [ صحيح سنن النسائي 1/37 ح163].
3- أن الوجوب من الشرع ولم يرد بالنقض شرعٌ ولا هو في معنى ما ورد به الشرع. [ المغني 1/257 ]
القول الثاني:أن اللمس ينقض الوضوء مطلقاً.
وهو قول الشافعية [ الأم 1/63، روضة الطالبين 1/185، المجموع 1/29 ] ورواية عن أحمد [ المغني 1/257 ] ، واستدلوا بما يلي:
1- قوله تعالى: ( أو لامستم النساء ... )، قالوا: الآية مطلقة، وحقيقة اللمس: ملاقاة البشرتين [ انظر المجموع 1/35 – 36 ]، وهو يقع على ما دون الجماع. وعضدوا ذلك بقوله تعالى: ( وأنا لمسنا السماء )، وبقول الشاعر: لمست بكفي كفه أطلب الغنى.. ، وبحديث ماعز الأسلمي وقول الرسول صلى الله عليه وسلم له: ( لعلك قبلت أو لامست ).. ففرقٌ بين الملامسة والجماع. [ انظر المغني 1/257 ]
2- حديث معاذ رضي الله عنه عن ذلك الرجل لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إني أتيت امرأة لا أعرفها وإني قبلتها وفعلت ما يفعل الرجل مع زوجته إلا أني لم أجامع ) فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء والصلاة. رواه الترمذي وأحمد والدارقطني وضعفه الألباني [ السلسلة الضعيفة 2/428 ح1000 ].
3- ما رواه مالك بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة، فمن قبل امرأة أو جسها بيده فعليه الوضوء ). [ الموطأ 1/43 ح64] قالوا وهذا الأثر له حكم الرفع.
القول الثالث: التفصيل، فإن كان اللمس بشهوة فهو ينقض الوضوء، وإن كان بغير شهوة لا ينقض الوضوء.(1/2272)
وهو قول المالكية [ مواهب الجليل 1/429] والحنابلة [ الإنصاف 1/211 ] وهو قول علقمة وأبي عبيدة والنخعي والحكم وحماد والثوري وإسحاق والشعبي [ المغني 1/256 ]. واستدلوا بما يلي:
1- قوله تعالى ( أو لامستم النساء ) قالوا: اللمس باليد مطلقاً، ثم قُيّد هذا اللمس بالشهوة، بالسنة، ومنها:
• حديثا عائشة رضي الله عنها السابقان.
• حديث عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت: ( كنت أكون نائمة ورجلاي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل فإذا أراد أن يسجد ضرب رجليّ فقبضتهما فسجد ). متفق عليه.
2- استدلوا بالمعقول، فقالوا: إن اللمس ليس بحدثٍ بذاته، وإنما هو ناقض لأنه يفضي للحدث، فاعتبرت الحالة التي تفضي للحدث وهي حالة الشهوة. [ المغني 1/260 ]
3- استدلوا أيضاً بنفي الحرج، وذلك أن اللمس مطلقاً لو كان ناقضاً للوضوء لشق ذلك، فهو يقع للرجل وزوجته، وكذلك في شدة الزحام كما في الطواف، وفي هذا حرج ومشقة، والله سبحانه نفى الحرج ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ).
ثالثاً/ مناقشة الأقوال
* مناقشة الحنفية للجمهور:
1- قولهم في الآية ( أو لامستم النساء ) أن اللمس باليد ، فهو مردود. لأن معناه: الجماع كما قاله حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما، وتفسير ابن عباس أرجح من غيره لمزية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بعلم التأويل [ انظر نيل الأوطار 1/246 ]، ويعضد تفسيره قوله تعالى ( من قبل أن تمسوهن ) أي قبل الجماع.
2-أما الاستدلال بحديث معاذ رضي الله عنه فلا يصح لضعف الحديث، ثم إنه يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر السائل بالوضوء لأجل المعصية، وقد ورد أن الوضوء من مكفرات الذنوب، و يحتمل أن الحال التي وصفها : مظنة خروج المذي، أو يحتمل أنه طلبٌ لشرط الصلاة المذكورة في الآية من غير نظر لانتقاض الوضوء وعدمه [ انظر نيل الأوطار 1/246 ].(1/2273)
3- أما قولهم بأن القبلة فيها الوضوء فلا حجة في قول الصحابي إذا وقع معارضاً لما ورد عن الشارع [ انظر نيل الأوطار 1/247 ]..
4- أما استدلالهم بأحاديث عائشة رضي الله عنها فيجاب عنها بأنها أدلة لنا لأنها تدل على أن اللمس لا ينقض، وكذا القبلة.. كما أن حديث عائشة في القبلة ذكر أن فيه ضعفاً وأنه مرسل. لكن يرد بأن الضعف منجبر بكثرة رواته وشواهده [ انظر نيل الأوطار 1/246 ].
* مناقشة الشافعية للجمهور:
1- استدلالهم بحديث عائشة في القبلة معلول... وقد سبق. ولو صح لحمل على القبلة فوق حائل جمعاً بين الأدلة [ المجموع 1/37 ]..
2- أما استدلالهم بتفسير ابن عباس رضي الله عنهما ( أو لامستم النساء ) أنه الجماع فيجاب عنه بأن ابن مسعود رضي الله عنه قرأها ( أو لمستم ). وهي قراءة حمزة والكسائي [ تفسير القرطبي 5/145 ]. واللمس يكون باليد، ثم إن الآية مطلقة لم تفرق بين الشهوة وغير الشهوة.
3- وقولهم: أن الوجوب من الشرع ولم يرد بالنقض شرع ولا ما هو في معناه فمردود بالآية على تفسيرنا. ويرد بترجيح تفسير ابن عباس كما سبق.
4- أحاديث عائشة رضي الله عنها في وقوع يدها على قدم النبي صلى الله عليه وسلم ولمسه إياها وهو يصلي، يحتمل كونه فوق حائل. وهذا هو الظاهر في من هو نائم في فراشه [ المجموع 1/37 ]. وردّ بأن في هذه التأويلات تكلف لا يحتاج إليه [ انظر نيل الأوطار 1/246 ].(1/2274)
5- ثم إن أكثر الحنفية سلّم أن الرجل والمرأة إذا تجردا وتعانقا وانتشر له وجب الوضوء [ شرح فتح القدير 1/56 ]؛ فيقال لهم: بم نقضتم الوضوء في الملامسة الفاحشة؟ فإن قالوا : بالقياس، لم يقبل. وإن قالوا: لقربه من الحدث، قلنا: القرب من الحدث ليس حدثاً بالاتفاق. . ولا يرد علينا بالنائم، فإنه إنما انتقض بالسنّة، لكونه لا يشعر بالخارج، فلم يبق لهم ما يوجب الوضوء في الملامسة الفاحشة إلا ظاهر الآية ( أو لامستم ) وليس فيه فرق بين الملامسة الفاحشة وغيرها [ المجموع 1/36 ].
رابعاً / الترجيح
من عرض الأقوال والأدلة السابقة ومناقشتها يترجح قول الحنفية، لقوة أدلتهم وسلامتها، كما أن عمدة قول الشافعية هو تفسير ( أو لامستم النساء ) بحقيقة اللمس مردود بتفسير ابن عباس رضي الله عنهما بأنه الجماع.
وممن رجحه من المحققين شيخ الإسلام ابن تيمية [ الفتاوى 21/242 ]. ومن المعاصرين سماحة الشيخ ابن باز [ مجموع الفتاوى 10/135 ] والشيخ ابن عثيمين [ الشرح الممتع 1/240 ] رحم الله الجميع.
وأستغفر الله عن أي خطأٍ يتعلق بالمضمون أو الأسلوب.
والله أعلم.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
02-12-2006, 08:12 AM
جزاك الله خيراً ونفع بعلمك
---
أبو عبد العزيز
02-17-2006, 09:37 PM
والعجيب أن سورة المائدة على طولها ليس فيها منسوخ [ إعلام الموقعين 2/172].
---
(1/2275)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة تأصيلية لإشكالية الترادف في تفسير المفردة القرآنية
---
دراسة تأصيلية لإشكالية الترادف في تفسير المفردة القرآنية
---
د. أبو عائشة
06-16-2006, 01:34 AM
بحث بعنوان :
دراسة تأصيلية لإشكالية الترادف في تفسير المفردة القرآنية (http://tafsir.org/books/open.php?cat=93&book=963)
---
حنان
06-24-2006, 03:01 PM
هلا افدتنا دكتورنا الفاضل هل الدراسة كتاب مطبوع أم يحث منشور، واين؟؟؟
---
أريام
06-27-2006, 05:50 AM
نعم اين نجد هذا البحث؟؟؟
---
(1/2276)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عنواين مكتبات تسهل عملية الحصول على الكتاب
---
عنواين مكتبات تسهل عملية الحصول على الكتاب
---
ناجح
03-02-2004, 02:49 PM
طلب احد اعضاء المنتدى هذه الكتب
فبحثت في الشيكة ووجدت انها متوفرة في المكتبات المنشورة ادناه
وحتى يستفيد الاعضاء مستقبلا من رغب منهم الحصوبل على احد الكتب ستكون العناوين المنشورة في متناول يده
====
ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للغرناطي
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=142
====
فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن للأنصاري
http://www.daralfajr.20fr.com/Islam.htm
====
البرهان في متشابه القرآن للكرماني
نتيجة البحث عن : البرهان في متشابه القرآن
عدد الكتب التى تم العثور عليها : 1
الصفحة 1 من 1
البرهان فى توجيه متشابه القرآن
الكرمانى. مركز الكتاب للنشر 2000
عدد الصفحات:
السعر: 4.30 $
http://www.e-kotob.com/
---
(1/2277)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءة العلمية للتفاسير
---
القراءة العلمية للتفاسير
---
أحمد بزوي الضاوي
09-26-2006, 08:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
{ سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد، فإنه يسعدني أن أشارك في هذا الموضوع الهام، ذلك أنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير ، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود . ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين : ابن كثير و القرطبي ، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير ، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا .(1/2278)
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط .
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية :
1-المستوى الوصفي .
2- المستوى التحليلي .
3- المستوى المقارن .
المستوى الأول : الدراسة الوصفية : هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى .
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف .
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره ، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا ، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره . ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبه لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك .(1/2279)
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في :
1- اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة ، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره . والمصطلحات، والأعلام .مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية .
2- ترتيب المكونات : أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير .
3- العلاقات التي تقوم بين المكونات : إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختارها المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة . وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء .(1/2280)
المستوى الثاني : الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته : لماذا ؟ و كيف ؟ و متى ؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية .
المستوى الثالث : الدراسة المقارنة : وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز .
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه .
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية . في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
روضة
09-26-2006, 09:18 PM
أسلوب علمي رائع للتعامل مع التفاسير والإفادة منها، فهذا ما نطمح إليه وهو الحصول على ملكة التفسير لا حفظ المعلومات التي جاء بها المفسر فحسب.
وليت الأساتذة في الجامعات الأخرى يتبعون هذا الأسلوب في التدريس، حيث إننا نعاني في كثير من الأحايين بعدم قدرة الدكتور نفسه على التعامل مع التفاسير، وتكليف الطلبة بالحفظ فقط، لدرجة أن مادة (دراسة نصية في كتب التفسير) التي تهدف إلى تعلم منهجية علمية في قراءة التفاسير نجد من يجهل كيفية تدريسها، وينتهي الطالب منها كما بدأ.
والله المستعان.
بارك الله في جهودكم ـ د. أحمد ـ ونفع بعلمكم، وأهنئ طلابكم بكم.
---
أحمد بزوي الضاوي
09-27-2006, 12:14 PM
إلى الإخوة المشرفين: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الرجاء إدراج هذه الجمل في النص بدل الموجودة فيه ، تصحيحا لأخطاء لغوية :
**إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبها لكل صغيرة وكبيرة،
** بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختاره المفسر.
جزاكم الله خيرا.
---
(1/2281)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من ملحد عنيد إلى موحد سديد !
---
من ملحد عنيد إلى موحد سديد !
---
الجندى
11-08-2005, 10:38 PM
قبل عام مضى قمنا بنشر موضوعنا ( بعد صراع فكري اخترت الإسلام دينا (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=783) ) بشرنا أمتنا فيه بمسلم جديد يعلن إسلامه بعد أن جرب النصرانية ثم الإلحاد ... ثم وجد ضالته واستراح بالإسلام العظيم.
وسبقنا خبرنا هذا بخبر آخر رجع فيه مرتد إلى الإسلام العظيم بعد مناظرة حول نبوة النبى صلى الله عليه وسلم انتهت بإعلانه لإسلامه وعودته لدينه الحق .
وبين هذا وذاك صولات وجولات لإخوة لكم دفاعاً عن الدين ضد الملاحدة واللادينين والمستشرقين .
وعرفاناً مناً بفضل الله عز وجل ... وامتدادًا لتواصلنا معكم ؛ يسرنا الآن أن نتقدم إليكم بهدية مماثلة لهديتنا لكم فى العيد الماضى .
يسرنا أن نبشركم بإسلام ملحد جديد .
كتب معنا كثيراً ، معانداً مكابراً باسم ( دارون ) ، ناظرناه وناظرنا كثيراً كثيراً.... ولكن !
شاء الله عز وجل له الهداية والنجاة فأعلن إسلامه فى شهر رمضان الفضيل وصار يكتب معنا أيضاً باسم ( الجاحظ ) ، معاهداً ربه وإيانا أن يصلح ما أفسدته يداه قديماً بالدفاع عن الإسلام العظيم .
وإليكم موضوعه الذى اعلن فيه إسلامه :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3189
---
(1/2282)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثالث : مسائل في الوحي )
---
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثالث : مسائل في الوحي )
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 09:50 AM
بسم الله
الوحي في اللغة : الإشارة ، والكتابة ، والإلهام ، والكلام الخفي ، وكل ما ألقيته إلى غيرك .[ لسان العرب لابن منظور 15/239 - 240 ، مادة ( وحي ) ]
وأصل الوحي : الإشارة السريعة كما في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 858 ، وقال بعضهم : أصله في اللغة إعلامٌ في خفاء كما في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 4/335 .
وأمَّا تعريف الوحي في الاصطلاح الشرعي ، فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريفه ، فمنهم من أوجز فقال : ( هو الإعلام بالشرع ، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه ، أي الموحى ، وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم) [فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/14 – 15] .
ومنهم من أسهب فقال : ( الوحي معناه في الشرع أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كلّ ما أراد إطلاعه إليه من ألوان الهداية والعلم ، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر ) [مناهل العرفان لمحمد عبدالعظيم الزرقاني 1/64] .(1/2283)
ومنهم من أراد أن يأتي بما لم يأت به السابقون فقال : ( وقد عرفوه شرعاً : بأنه إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه ، أمَّا نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة ، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغيرصوت ، ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى ، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور ) [هذا تعريف محمد عبده للوحي في رسالة التوحيد كما نقله عنه تلميذه محمد رشيد رضا في كتاب الوحي المحمدي ص 44 ، 45 ، ونقله غيره من العلماء الذين ألّفوا في علوم القرآن . وانظر نقد هذا التعريف وبيان المآخذ عليه كتاب منهج المدرسة العقليَّة الحديثة في التفسير للدكتور فهد ابن عبدالرحمن الرومي 2/486 ومابعدها .]
وكل التعريفات السابقة لم تخل من مقال ونقد .
ولعل الأقرب في بيان معنى الوحي في الشرع أن يقال : هو إعلام الله تعالى لمن اصطفاه من عباده بطريق خفية سريعة . [من كتاب علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص 15 .]
وهذا التعريف عندما يطلق الوحي ويراد به المصدر .
وأمَّا إذا أطلق وأريد به اسم المفعول ( الموحَى ) فإنه يقال في تعريفه : هو ما أنزله الله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم . [من كتاب الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 44 ].
ولمزيد من الإيضاح والبيان لمعنى الوحي الاصطلاحي الشرعي يُقال : ( ينقسم الوحي بمعناه الاصطلاحي إلى قسمين أساسين :
1 - وحي الله إلى ملائكته .
2 - وحي الله إلى رسوله من البشر .(1/2284)
وبيان ذلك : أنه قد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يبين أن الله يكلم الملائكة ويوحي إليهم ، كما قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... } الآيات [ البقرة : 30 ] ، وقال تعالى : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا" } الآية [ الأنفال : 12 ] .
والمذهب الصحيح الذي عليه أهل السنة والجماعة في كيفية وحي الله إلى جبريل بالقرآن أن جبريل - عليه السلام - قد سمع القرآن الكريم من الله تعالى بكلامه المخصوص وبالكيفية التي يعلمها الله تعالى وحده .
ويؤيد هذا ويدل عليه ماجاء في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة ، أو قال : رعدة شديدة خوفاً من الله عزوجل ، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخرّوا لله سجداً ، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل - عليه السلام - فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثُمَّ يمر جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل : ( قال الحق وهو العلي الكبير ) فيقولون كلهم مثلما قال جبريل ، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عزوجل } . [هذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره 10/373 ، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/511 - 512 رقم [435] وقال محققه : إسناده ضعيف . وأخرجه أيضاً البغوي في تفسيره 6/398 ، وذكره ابن كثير في تفسيره 3/516 وعزاه لابن أبي حاتم ثُمَّ قال : ( وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم - رحمه الله - ) .
والحديث ضعفه الألباني في ظلال الجَنَّة 1/227 .(1/2285)
والحديث ثابت بلفظ قريب من هذا ، وهو : ( إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرس السلسلة على الصفا ، فيصعقون ، فلايزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل ، حتى إذا جاءهم جبريل فزّع عن قلوبهم ، قال : فيقولون : يا جبريل ! ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق ، فيقولون : الحق الحق ) . فقد ذكره الألباني بهذا اللفظ في الصحيحة برقم [1293] ثُمَّ قال : ( أخرجه أبو داود 2/536 - 537 الحلبي ) وابن خزيمة في التوحيد ص 95 - 96 ، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 200 عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبدالله قال : قال رسول الله r فذكره . قلتُ : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ... ) السلسلة الصحيحة 3/282 - 283 . وانظر أيضاً في تخريجه : كتاب شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن عثيمين ، بتحقيق أشرف بن عبدالمقصود ص 76 ، 77 - حاشية ) .]
وأمَّا وحي الله إلى رسله من البشر فهو على نوعين :
النوع الأول : الوحي بغير واسطة وهو قسمان :
أولهما : الرؤيا الصالحة في النوم .
ثانيهما : الكلام الإلهي من وراء حجاب بدون واسطة في اليقظة لا في المنام .
النوع الثاني : الوحي إلى الرسل بواسطة الملك ، وهو الذي نزل به القرآن ، وله كيفيات متنوعة ، وآثار كثيرة سيأتي بيانها - إن شاء الله - ) . [ما بين القوسين مأخوذ باختصار شديد وبتصرف يسير من كتابي : مباحث في علوم القرآن للقطان ص 34 - 39 ، وبحوث منهجية في علوم القرآن الكريم لموسى إبراهيم الإبراهيم ص 17 - 19 . ]
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 10:15 AM
صور وكيفيات نزول الوحي
أشار ابن عبدالبر - رحمه الله - إلى أن لنزول الوحي صوراً وضروباً كثيرة ، وقد ذكر منها الصور التالية :
1 - أن يأتي الوحي في مثل صلصلة الجرس - أي في مثل صوت الجرس - ، وقد كان الوحي يأتي النبي r بهذه الصورة فيفصم عنه وقد وعى ما قال .(1/2286)
وهذه الصورة أشد الصور على النبي صلى الله عليهوسلم ، وفيها يأتيه جبريل على صورته الملكية ولكنه لايراه ، ويعرف مجيئه بهذا الصوت الذي يشبه صوت الجرس ، أو يكون له دوي كدوي النحل كما في بعض الأحاديث .
وقد دلّ على هذه الصورة حديث عائشة الذي سأل الحارث ابن هشام فيه النبي صلى الله عليه وسلم : كيف يأتيك الوحي ؟ قال : { أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده عليّ ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال ... } الحديث .
وعن عبدالرحمن بن عبدٍ القاريِّ( 1) قال : سمعتُ عمر بن الخطاب يقول : كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي نسمع عند وجهه كدويّ النحل( 2) ، فمكثنا ساعة ، فاستقبل ورفع يديه ، فقال : { اللهم زدنا ولاتنقصنا ، وأكرمنا ولاتهنّا ، وأعطنا ولاتحرمنا ، وآثرنا ولاتؤثر علينا ، وارضنا وارض عنا ، ثُمَّ قال : { أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة } ثُمَّ قرأ : { قَدْ أَفْلَحَ ا؟لْمُؤْمِنُونَ } [ المؤمنون : 1 ] حتى ختم عشر آيات( 3) .
ولاتعارض بين كون الوحي يأتيه على مثل صلصلة الجرس ، وكونه يُسمع له صوت كدوي النحل ؛ لأن سماع الدوي بالنسبة للحاضرين - كما في حديث عمر - حيث قال : يُسمع عند وجهه كدوي النحل ، والصلصلة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين ، وشبهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه ، أفاد ذلك ابن حجر( 4) .
2 - أن يتمثل الملك رجلاً ، فيكلم النبي صلى الله عليه وسلم فيعي ما يقول : وهذه الصورة أهون الصور على النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء ، ذلك في رواية عند أبي عوانة في صحيحه ، حيث زاد في آخر حديث عائشة السابق { وهو أهونه عليّ }( 5) .(1/2287)
وقد أشار ابن عبدالبر إلى هذه الصورة بقوله : ( وأحياناً يأتيه جبريل في هيئة إنسان فيكلمه مشافهة كما يكلم المرء أخاه ، وذلك بيّن في حديث عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر في الإيمان والإسلام ، وحديثه حين جاءه جبريل في صفة دحية الكلبي )(6 ) ا هـ .
فهذه الصورة يأتي فيها جبريل في صورة رجل ، يراه الحاضرون ويسمعون قوله ولايعرفون حقيقته ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أنه جبريل ، ويعي ما يقول .
وهي أخف من سابقتها ، حيث يكون التناسب بين المتكلم والسامع ويأنس رسول النبوة عند سماعه من رسول الوحي ، ويطمئن إليه اطمئنان الإنسان لأخيه الإنسان( 7) .
وقد دلّ على هذه الصورة أحاديث كثيرة :
منها حديث عائشة السابق ، وفي آخره : { وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعى ما يقول }( ) .
ومنها حديث عمر بن الخطاب الذي رواه عنه ابنه عبدالله ، حيث قال عمر في أول الحديث : بينما نحن جلوس عند النبي r ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لايُرى عليه أثر السفر ، ولايعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي r ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ... الحديث وفيه سؤال ذلك السائل النبي r عن الإسلام والإيمان والإحسان ، وسؤاله عن الساعة وأماراتها ، وفي آخره : أن النبي r قال لعمر : { يا عمر ، أتدري من السائل ؟ } قلتُ : الله ورسوله أعلم ، قال : { فإنه جبريل آتاكم يعلمكم دينكم } أخرجه مسلم( ) .
وفي رواية للإمام أحمد عن ابن عمر قال : وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي r في صورة دحية الكلبي( ) .
وفي صحيح البخاري عن أبي عثمان( 8) قال : أنبئت أن جبريل أتى النبي rوعنده أم سلمة ، فجعل يتحدث ، فقال النبي r لأم سلمة : مَن هذا ؟ أو كمال قال ، قالت : هذا دحية ، فلما قام قالت : والله ما حسبته إلاَّ إياه ، حتى سمعت خطبة النبي r يخبر خبر جبريل ، أو كما قال(9 ) .(1/2288)
قال ابن حجر( 10) : ( وكان جبريل يأتي النبي r غالباً على صورته )( 11) .
3 - أن يأتي جبريل في صورته التي خلقه الله عليها : وهذه الصورة نادرة ، وقد ورد عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرَ جبريل على هذه الحالة إلاَّ مرتين ، مرة في الأرض وهو نازل من غار حراء ، ومرة أخرى في السماء عند سدرة المنتهى ليلة المعراج - كما سيأتي في كلام ابن القيم - رحمه الله - .
وهذه الصورة أشار إليها ابن عبدالبر بقوله : ( وقد كان صلى الله عليه وسلم يُبَدّى له جبريل بين السماء والأرض ، وذلك بيّن في حديث جابر بن عبدالله ) ا هـ .
وحديث جابر هذا رواه البخاري في كتاب بدء الوحي ، ولفظه : ( قال ابن شهاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن( 12) أن جابر بن عبدالله الأنصاري قال - وهو يحدث عن فترة الوحي - فقال في حديثه : { بينا أنا أمشي ، إذ سمعت صوتاً من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسي بين السماء والأرض ، فرُعبت منه ، فرجعت فقلت : زملوني ، فأنزل الله تعالى : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنذِرْ } إلى قوله :{ وَا؟لرُّجْزَ فَا؟هْجُرْ } [ المدثر : 1 - 5 ] فحمي الوحي وتتابع } ) .
وأمَّا المرة الثانية التي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيها جبريل على صورته فكانت في السماء ، عند سدرة المنتهى ، كما قال تعالى : { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى .عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } [ النجم : 13 ، 14 ] .
قال البغوي( 13) - رحمه الله - في تفسيره : ( { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } يعني : رأى جبريل في صورته التي خلق عليها نازلاً من السماء نزلة أخرى ، وذلك أنه رآه في صورته مرتين ، مرة في الأرض ، ومرة في السماء )( 14) .(1/2289)
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن المراد بقوله تعالى : { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى .عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } [ النجم : 13 ، 14 ] جبريل عليه الصلاة والسلام ، رآه على صورته التي خلق عليها مرتين ... في صحيح مسلم عن أبي هريرة { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى = 13 } قال : رأى جبريل عليه السلام(15 ) .
وفي صحيحه أيضاً عن مسروق( 16) قال : كنت متكئاً عند عائشة فقالت : ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية ، قلتُ : ما هنّ ؟ قالت : من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . قال : وكنت متكئاً فجلست ، فقلت : يا أم المؤمنين أنظريني ولاتعجليني ؛ ألم يقل الله عزوجل : { وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} [ التكوير : 23 ] { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } [ النجم : 13 ] ؟ فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله r فقال : { إنَّما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين ، رأيته منهبطاً من السماء سادّاً عظم خلقه ما بين السماء والأرض } فقالت : أولم تسمع أن الله عزوجل يقول : { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [ الأنعام : 103 ] أولم تسمع أن الله عزوجل يقول : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ" إِنَّهُ , عَلِيٌّ حَكِيمٌ = 51 } [ الشورى : 51 ] الحديث(17 ) .
والمقصود أن المخبر عنه بالرؤية في سورة النجم هو جبريل )( 18) ا هـ .
الحوشي السفلية
( 1) هو : عبدالرحمن بن عبدٍ القارىّ المدني ، ولد في أيام النبوة ، وهو من جلة تابعي المدينة وعلمائها ، توفي إحدى وثمانين ، وقيل : ثمانين وله ثمان وسبعون سنة . انظر : الاستيعاب لابن عبدالبر 2/381 ، 382 .(1/2290)
( 2) دوي النحل هو ما يُسمع منه إذا تجمع . انظر : معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/309 .
( 3) أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/255 ، 256 رقم [223] بتحقيق أحمد شاكر وقال : إسناده صحيح ، ورواه الترمذي في تفسير القرآن ، باب : ومن سورة المؤمنين 5/305 رقم [3073] ، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه البغوي في شرح السنة وقال : هذا حديث حسن 5/177 ، وفي صحة الحديث اختلاف بين المحدثين ذكره أحمد شاكر في تحقيقه على المسند 1/255 ، 256 ، وانظر : ضعيف الجامع الصغير وزيادته للألباني رقم [1208] .
( 4) انظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/27 .
( 5) أشار إلى هذه الرواية ابن حجر في الفتح 1/29 .
( 6) الاستذكار 8/65 ، 66 .
( 7) انظر : مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 39 .
( 8) هو : أبو عثمان النهدي ، الإمام الحجة ، عبدالرحمن بن مُِلّ - وقيل : ابن مَلي - البصري ، مخضرم معمر ، أدرك الجاهليَّة والإسلام ، وغزا في خلافة عمر ، روى عن كبار الصحابة وهو أكبر من صغارهم ، كان كثير الصلاة والعبادة ، يقوم الليل ويصوم النهار ، ويصلي حتى يُغشى عليه ، مات سنة مائة . انظر : السير 4/175 - 178 .
( 9) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن ، باب : كيف نزل الوحي وأول ما نزل رقم [4980] 8/619 مع الفتح .
( 10) هو : أحمد بن عليّ بن محمد الكناني العسقلاني ، أبو الفضل ، شهاب الدين ، من أئمة العلم والتاريخ ، وأمير المؤمنين في الحديث ، علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره ، قال السخاوي : انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر ، تصانيفه كثيرة جداً ، وهي مشهورة متداولة بين أهل العلم ، ولد سنة 773 هـ ، ومات سنة 852 هـ . انظر : الأعلام للزركلي 1/178 ، 179 .
( 11) فتح الباري 8/621 .(1/2291)
( 12) هو : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف ، الحافظ ، أحد الأعلام بالمدينة ، كان طلاّبة للعلم فقيهاً ، مجتهداً كبير القدر ، حجة ، كثير الحديث ، توفي سنة 94 بالمدينة وهو ابن 72 سنة . انظر : السير 4/287 - 292 .
( 13) هو : الشيخ الإمام ، العلامة القدوة الحافظ ، محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن الفراء ، البغوي الشافعي ، المفسّر المحدث ، صاحب التصانيف النافعة كشرح السنة ، ومعالم التنزيل والمصابيح وغيرها ، وقد بورك له فيها ، ورزق فيها القبول ، كان زاهداً قانعاً باليسير ، توفي سنة 516 هـ بمرو . انظر : السير 19/439 - 443 .
( 14) تفسير البغوي 7/404 .
( 15) رواه مسلم في كتاب الإيمان ، باب : معنى قول الله عزوجل : { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } وهل رأى النبي e ربّه ليلة الإسراء رقم [175] .
( 16) هو : مسروق بن الأجدع ، أبو عائشة الهمداني ، الكوفي ، الفقيه ، أحد الأعلام ، من أصحاب عبدالله بن مسعود ، قال ابن المديني : ما أقدم على مسروق أحداً من أصحاب عبدالله ، وقد صلى خلف أبي بكر الصديق ، توفي سنة 63 - رحمه الله - . انظر : طبقات علماء الحديث 1/102 ، 103 ، سير أعلام النبلاء 4/63 ، 69 .
( 17) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب : معنى قول الله عزوجل : { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } وهل رأى النبي e ربه ليلة الإسراء رقم [177] ص 97 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .
( 18) بتصرف واختصار من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية 4/282 - 284 .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 10:27 AM
4-- الرؤيا الصادقة في المنام : وكانت مبدأ الوحي إلى النبي r كما في صحيح البخاري عن عائشة قالت : أول ما بدئ به رسول الله r من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لايرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ....(1/2292)
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( ولا خلاف بين العلماء أن رؤيا الأنبياء وحي بدليل قوله عزوجل حاكياً عن إبراهيم وابنه صلوات الله عليها : { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ } [ الصافات : 102 ] يعني ما أمرك الله به في منامك . وهذا واضح ، والحمد لله كثيراً )( 1) ا هـ .
فرؤيا الأنبياء وحيٌ بلاشك ، ومِمَّا يدل على ذلك أيضاً ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : رؤيا الأنبياء وحي( 2) .
وأمَّا رؤيا غير الأنبياء فقد أخبر النبي r أن الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزاءً من النبوة( 3) .
ووجه كون الرؤيا الحسنة جزءاً من النبوة محتمل لأمور ذكرها ابن حجر - رحمه الله - وهي باختصار :
الأول : أن الرؤيا إن وقعت من نبي فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة ، وإن وقعت من غير النبي فهي جزء من أجزاء النبوة على سبيل المجاز .
الثاني : أن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة لا أنها جزء باق من النبوة .
الثالث : أنها جزء من عِلْمِ النبوة ؛ لأن النبوة وإن انقطعت فعلمها باق( 4) .
وأمَّا ابن عبدالبر فقال في وجه كون الرؤيا الحسنة جزءاً من النبوة : ( وقد يحتمل أن تكون الرؤيا جزءاً من النبوة لأن فيها ما يعجز ويمتنع كالطيران ، وقلب الأعيان ، ولها التأويل الحسن ، ورُبَّما أغنى بعضها عن التأويل )( 5) .
وهذه الأقوال كلها محتملة ، ولا تعارض بينها ، فهي متوافقة غير متدافعة ولا متعارضة . ولايلزم منها أن تكون النبوة باقية لبقاء جزء منها ، وذلك لأن جزء الشيء إذا ثبت فلايلزم من ذلك كون الشيء ثابتاً موجوداً ، كمن قال : أشهد أن لا إله إلاَّ الله رافعاً صوته لايسمى مؤذناً ، ولايُقال إنه أذن ، وإن كانت جزءاً من الأذان ، وكذا لو قرأ شيئاً من القرآن وهو قائم لايسمى مصلياً وإن كانت القراءة جزءاً من الصلاة( 6) .(1/2293)
وإذا كانت الرؤيا الحسنة الصادقة من الرجل الصالح الصادق جزءاً من النبوة ، فهل تعتبر وحياً يترتب عليه ما يترتب على وحي الأنبياء من تشريع الأحكام ، والعمل بمقتضاها كما في رؤيا إبراهيم عندما رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل ؟ .
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - عند شرحه لحديث عبدالله بن زيد ، الذي رأى فيه أنه رأى رجلاً في المنام فعلمه صفة الأذان ، فلما أخبر بها النبي r قال : إنها لرؤيا حق - إن شاء الله - ، قال : ( وفي ذلك أوضح الدلائل على أن الرؤيا من الوحي والنبوة ، وحسبك بذلك فضلاً لها وشرفاً ، ولولم تكن من الوحي ما جعلها عليه السلام شرعة ومنهاجاً لدينه ، والله أعلم )(7 ) ا هـ .
وهذا الذي ذكره ابن عبدالبر يُفهم منه أن مشروعية الأذان كانت بناءً على هذه الرؤيا ، وهذا المفهوم مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة من الإجماع على أنه لايترتب على رؤيا غير الأنبياء تشريع حكم شرعي ، وإنَّما تكون تأنيساً للرائي أو تبشيراً له أو إنذاراً(8 ) .
قال المحقق الشاطبي( 9) في كتاب الاعتصام وهو يبين مآخذ أهل البدع : ( وأضعف هؤلاء احتجاجاً قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المقامات وأقبلوا وأعرضوا بسببها ، فيقولون : رأينا فلاناً الرجل الصالح ، فقال لنا : اتركوا هذا ، واعملوا كذا ، ويتفق مثل هذا كثيراً للمتمرسين برسم التصوف ، ورُبَّما قال بعضهم : رأيت النبي r في النوم ، فقال لي كذا ، وأمرني بكذا ، فيعمل بها ويترك بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة ، وهو خطأ ؛ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لايحكم بها شرعاً على حال إلاَّ أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية ، فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلاَّ وجب تركها والإعراض عنها ، وإنَّما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة ، وأمَّا استفادة الأحكام فلا ...(1/2294)
ولايُقال : إن الرؤيا من أجزاء النبوة فلاينبغي أن تهمل ، وأيضاً : إن المخبِر في المنام قد يكون النبي r وهو قد قال : { من رآني في النوم فقد رآني حقاً ، فإن الشيطان لايتمثل بي }( 10) وإذا كان كذلك فإخباره في النوم كإخباره في اليقظة ؛ لأنا نقول : إن كانت الرؤيا من أجزاء النبوة ، فليست إلينا من كمال الوحي ، بل جزء من أجزائه ، والجزء لايقوم مقام الكل في جميع الوجوه ، بل إنَّما يقوم مقامه في بعض الوجوه ، وقد صرفت إلى جهة البشارة والنذارة ، وفيها كفاية .
وأيضاً فإن الرؤيا التي هي جزء من أجزاء النبوة من شرطها أن تكون صالحة من الرجل الصالح ، وحصول الشرط مِمَّا يُنظر فيه ، فقد تتوفر وقد لاتتوفر .
وأيضاً فهي منقسمة إلى الحلم ، وهو من الشيطان وإلى حديث النفس ، وقد تكون [ سبب ]( 11) هيجان بعض أخلاط ، فمتى تتعين الصالحة التي يحكم بها وتترك غير الصالحة ؟ .
ويلزم أيضاً على ذلك أن يكون تجديد وحي يحكم به بعد النبي r وهو منهي عنه بالإجماع ... .
وأمَّا الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله r الرائي بالحكم فلابد من النظر فيها أيضاً ، لأنه إذا أخبر بحكم موافق لشريعته فالحكم بما استقر ، وإن أخبر بمخالف فمحال ؛ لأنه r لاينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته ؛ لأن الدين لايتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية ؛ لأن ذلك باطل بالإجماع ، فمن رأى شيئاً من ذلك فلا عمل عليه ، وعند ذلك نقول : إن رؤياه غير صحيحة ، إذ لو رآه حقاً لم يخبره بما يخالف الشرع )( 12) ا هـ .
وعلى هذا فما ذكره ابن عبدالبر في شرحه لحديث عبدالله بن زيد من كون الرؤيا هي الأصل في مشروعية الأذان غير مسلّم ، وإنَّما الذي يؤخذ من الحديث ومن قول النبي r فيه : { إنها لرؤيا حق - إن شاء الله - فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت }( ) أن النبي r رضى هذه الرؤيا واستبشر بها ، وأقره على ماجاء فيها( 13) .(1/2295)
قال النووي( 14) - رحمه الله - في شرحه لصحيح مسلم : ( رأى عبدالله بن زيد الأذان فشرعه النبي r بعد ذلك إمَّا بوحي وإمَّا باجتهاده r على مذهب الجمهور في جواز الاجتهاد له r . وليس هو عملاً بمجرد المنام ، هذا ما لايشك فيه بلا خلاف )( 15) .
5- أن يأتي الملَكُ فيلقي في روع النبي r وقلبه من غير أن يراه ، مع تيقنه أن ما ألقى إليه من قبل الله ، وهذا النوع قليل ، ومنه ماجاء في الحديث أن النبي r قال : { إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولايحملنكم استبطاء الرزق على أن تبطلوه بمعصية الله ، فإن ما عند الله لاينال إلاَّ بطاعته } .
ولم يبق من الصور المشهورة إلاَّ صورة واحدة ، وهي :
6 - الكلام من وراء حجاب : أي كلام الله للرسول مباشرة بغير واسطة من وراء حجاب ، وهذه الصورة ثابتة لموسى عليه السلام كما قال الله تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [ النساء : 164 ] ، وقال تعالى :{وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ , رَبُّهُ , قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ... } [ الأعراف : 143 ] .
وهذه الصورة أو المرتبة ثابتة لنبينا محمد r أيضاً ، وذلك ليلة الإسراء والمعراج كما صحت بذلك الأحاديث . [انظر : مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 38 ، وانظر ذكر هذه الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم . انظر : صحيح البخاري كتاب الصلاة ، باب : كيف فرضت الصلاة في الإسراء رقم [349] ص 90 ، 91 ( ط : بيت الأفكار الدولية . وانظر : صحيح مسلم كتاب الإيمان ، باب : الإسراء بالرسول e إلى السماوات وفرض الصلوات رقم [163] ص 91 ، 92 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) . ]
الحواشي السفلية :
( 1) الاستذكار 27/120 .(1/2296)
( 2) المعجم الكبير للطبراني 12/6 رقم [12302] وأخرجه الطبري في تفسيره بلفظ : { كانت رؤيا الأنبياء وحياً } 15/554 بتحقيق أحمد شاكر ، وذكره ابن كثير عن ابن عباس بلفظ : { رؤيا الأنبياء في المنام وحي } وقال بعده : ليس هو في شيء من الكتب التسعة من هذا الوجه .
وفي صحيح البخاري في كتاب الوضوء ، باب : التخفيف في الوضوء عن عبيد بن عمير قال : رؤيا الأنبياء وحي ، ثُمَّ قرأ { إِنِّي% أَرَى فِي ا؟لْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } ص 52 ، 53 حديث رقم [138] ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .
(3 ) الحديث أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الرؤيا ، باب : ماجاء في الرؤيا عن أنس بن مالك أن رسول الله e قال : { الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة } ص 278 ، وأخرجه البخاري في التعبير ، باب : رؤيا الصالحين رقم [6582] .
وللحديث روايات أخرى كثيرة فيها غير هذا العدد ، ففي رواية أخرجها مسلم في صحيحه رقم [2263] من حديث أبي هريرة : { ... جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة } وفي أخرى عند مسلم أيضاً رقم [2265] من حديث ابن عمر : { جزء من سبعين جزءاً من النبوة } . وانظر في التوفيق بين هذه الروايات : التمهيد لابن عبدالبر 1/283 ، وفتح الباري لابن حجر 12/380 - 385 .
( 4) انظر : فتح الباري لابن حجر 12/380 .
( 5) التمهيد 1/285 .
( 6) انظر : فتح الباري لابن حجر 12/392 .
( 7) الاستذكار 4/10 ومثله في التمهيد 24/27 .
( 8) انظر : كتاب الرؤى والأحلام في النصوص الشرعية لأسامة الريّس ص 210 .
(9 ) هو : إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي ، الشهير بالشاطبي ، أصولي حافظ ، صاحب : { الموافقات في أصول الشريعة } و { الاعتصام } ، توفي سنة 790 هـ . انظر : الأعلام للزركلي 1/75 .(1/2297)
( 10) في صحيح البخاري في كتاب التعبير ، باب : من رآى النبي e في المنام يمن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي e : { من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لايتمثل بي ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة } 12/399 - 400 مع الفتح .
وقال أبو قتادة : قال رسول الله e : { من رآني فقد رأى الحق } 12/400 . وانظر : شرح السنة للبغوي 12/225 - 228 .
( 11) لعله : بسبب .
( 12) من كتاب الاعتصام للشاطبي ص 189 ، 191 باختصار وتصرف يسير .
( 13) انظر : كتاب الرؤى والأحلام في النصوص الشرعية لأسامة الريّس ص 78 .
( 14) هو : الإمام الفقيه الحافظ ، محيي الدين ، أبو زكريا ، يحيى بن شرف النووي أو النواوي ، الشافعي ، صاحب التصانيف المشهورة ، مثل : رياض الصالحين ، والمجموع شرح المهذب ، وكتاب الأذكار ، والأربعون النووية ، وغير ذلك من المصنفات الحافلة النافعة ، وكان شديد الورع والزهد ، معرضاً عن الدنيا وملاذها ، مات سنة 676 هـ . انظر : طبقات علماء الحديث 4/254 - 275 .
( 15) شرح صحيح مسلم للنووي 4/318 ، وانظر : فتح الباري لابن حجر 2/98 .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 10:56 AM
.
إن الناظر في الأدلة الواردة في بيان صور ومراتب الوحي ، وفي كيفية نزول القرآن يدرك من خلالها أن القرآن الكريم إنَّما نزل بواسطة جبريل عليه السلام ، كما قال تعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [ الشعراء : 192 - 194 ] فالروح الأمين هنا هو جبريل بإجماع .[ انظر : تفسير ابن عطية 12/79 . ]
وظاهر الآيات يقتضي أن جميع القرآن نزل به الروح الأمين على قلب النبي صلى الله عليه وسلم . [ انظر : تفسير روح المعاني للألوسي 10/124 .](1/2298)
وهذا لاينافي ماجاء في صحيح مسلم عن ابن عباس قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلاَّ اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلاَّ اليوم ، فسلّم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلاَّ أعطيته . [أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافر وقصرها ، باب : فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة 6/339 رقم [806] . ]
لأن الحديث لايدل على أن هذا الملك هو الذي نزل بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، وإنَّما فيه ما يدل على أنه بشّر النبي r بها ، وهو قد أوتيها ونزل بها جبريل عليه السلام من قبل .
ولاينافي كذلك ما ثبت في صحيح مسلم أيضاً من حديث ابن مسعود قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ... الحديث .
وفيه : فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً : أعطى الصلوات الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغُفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المُقْحِمَات . [ أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب ذكر سدرة المنتهى 3/5 النووي رقم [173] . والمُقْحِمَات : الذنوب العظام التي تقحم أصحابها النَّار : أي تلقيهم فيها . انظر : النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 4/19 ، مادة ( قحم ) . ] ؛ لأن هذا ليس فيه تصريح بأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها ، فيجوز أن يكون جبريل نزل بها تأكيداً وتقريراً ، أو نحو ذلك ، وقد ثبت نزوله عليه السلام بالآية الواحدة مرتين . [ انظر : روح المعاني للألوسي 10/124 ، وانظر : النوع الحادي عشر في الإتقان للسيوطي وهو ما تكرر نزوله 1/113 ، وانظر : تهذيب وترتيب الإتقان في علوم القرآن لمحمد عمر بازمول ص 147 . ]
وأمَّا كيف كان جبريل ينزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ .(1/2299)
فالجواب ذكره الرسول r عندما قال في حديث عائشة : { أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول } .
وبهذا يتضح لنا معنى قول ابن عبدالبر في شرحه لهذا الحديث : ( ... ولكنه أراد بهذا الحديث نزول ما يُتلى - والله أعلم - ) وقوله : ( ولكن المقصد بهذا الحديث إلى نزول القرآن - والله أعلم - ) .
ولعل ما ذكره ابن عبدالبر هنا أولى من قول الحافظ ابن حجر : ( وأُورد على ما اقتضاه الحديث - وهو أن الوحي منحصر في الحالتين - حالات أخرى : إمَّا في صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل ، والنفث في الروع ، والإلهام ، والرؤيا الصالحة ، والتكليم ليلة الإسراء بلا واسطة ، وإمَّا في صفة حامل الوحي كمجيئه في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ، ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سدّ الأفق .
والجواب : منع الحصر في الحالتين المقدم ذكرهما ، وحملهما على الغالب ، أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال ، أو لم يتعرض لصفتي الملك المذكورتين لندورهما فقد ثبت عن عائشة أنه لم يره كذلك إلاَّ مرتين ، أو لم يأته في تلك الحالة بوحي ، أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس فإنه بيّن بها صفة الوحي لا صفة حامله )(فتح الباري لابن حجر 1/27 . ) ا هـ .
فحملُ الحالتين المذكورتين في الحديث على نزول القرآن خاصة ، وحمل بقية الحالات التي وردت بها الأحاديث والآثار الأخرى على ما سوى القرآن يزيل الإشكال ، ويرد على الإيراد الذي أورده ابن حجر وذكر وجوهاً متعددة في الجواب عليه .(1/2300)
ولايعني هذا أن غير القرآن لاينزل بالحالات المذكورة في حديث عائشة ، بل هو ينزل بها وبغيرها ، قال الحافظ ابن حجر : ( والظاهر أن نزول الوحي بهذه الكيفية لايختص بالقرآن كما يدل على ذلك حديث يعلى بن أمية في قصة لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج ، فإن فيه أنه رآه صلى الله عليهوسلم حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط )(من فتح الباري لابن حجر 1/28 بتصرف واختصار ) ا هـ .
ومِمَّا يقوي ما ذهب إليه ابن عبدالبر - من حمل حديث عائشة على نزول القرآن - ويرجحه أنه لم يرد في الأحاديث والآثار التي ذكر فيها حالات أخرى غير الحالتين المذكورتين في الحديث السابق - ما يدل على أن شيئاً من القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بها ، وإنَّما غاية ما تدل عليه أن الوحي نزل على النبي r فيها ، ومعلومٌ أن من الوحي ما هو قرآن ومنه ما ليس بقرآن كما سيأتي بيانه - إن شاء الله - في أقسام الوحي .
وبهذا نعلم ( أن وحي القرآن الكريم من قبيل الوحي الجليّ - وهو ما كان عن طريق إرسال أمين الوحي جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليوحي إليه قرآناً عربياً في اليقظة لا في المنام ، بالكلام لا بالإلهام - .
وهذا النوع هو أشهر أنواع الوحي وأكثرها وقوعاً كما قال تعالى :{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين ُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ا؟لْمُنذِرِينَ } [ الشعراء : 193 - 194 ] .
وقد نفى كثير من العلماء الأجلاء أن يكون في القرآن الكريم شيء من غير هذا الطريق ( طريق الوحي الجلي ) كالوحي عن طريق الإلهام أو المنام ، أو التكليم المباشر .(1/2301)
ومن هؤلاء العلماء الإمام السيوطي ، فعند حديثه عن الكيفية الخامسة للوحي وهي أن يكلمه الله إمَّا في اليقظة ، كما في ليلة الإسراء أو في المنام كما في حديث معاذ { أتاني ربي فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى ... }[ حديث اختصام الملأ الأعلى أخرجه الترمذي رقم [3233] في تفسير سورة ص% ، وأحمد في المسند 5/243 ، من حديث معاذ بن جبل ، وقال الترمذي : سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال : حسن صحيح . ] الحديث قال : ( وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم )( انظر : الإتقان 1/142 ، 143 . ) . )[ من كتاب القرآن المبين وكيف نزل به الروح الأمين للدكتور محمد بحيرى إبراهيم ص 40 ، 41 بتصرف . ] ا هـ .
والذي تدل عليه الأدلة أيضاً أن القرآن الكريم كله نزل في الحالة الأولى وهي الحالة التي يكون فيها جبريل على ملكيته ، ويأتي الوحي فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مثل صلصلة الجرس .
وهذا ما رجحه الشيخ المحقق محمد أبو شهبة - رحمه الله - حيث قال : ( والذي نقطع به - والله أعلم - أن القرآن الكريم كله نزل في الحالة الأولى ، وهي الحالة التي يكون فيها جبريل على ملكيته ، وتحول النبي r من البشرية إلى الملائكية ، وهذا هو الذي يليق بالقرآن الكريم ، ونفى أي احتمال أو تلبيس في تلقيه .
ولم أقف على رواية تفيد نزول شيء من القرآن عن طريق جبريل وهو في صورة رجل ، وكل ما جاء من ذلك في الأحاديث الصحاح كحديث جبريل المشهور وسؤاله النبي r عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها ، فإنَّما هو في وحي السنة لا في وحي القرآن ... .
وأيضاً فلو أنزل شيء من القرآن في الحالة الثانية وهي مجيء جبريل في صورة رجل لكان هذا مثاراً للشك والتلبيس على ضعفاء الإيمان ، ولكان فيه مستند للمشركين في قولهم :{ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [ النحل : 103 ]( المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 60 - 61 باختصار . ) .(1/2302)
---
أبومجاهدالعبيدي
04-28-2003, 09:58 PM
الوحي - بمعنى اسم المفعول - وهو ما أنزله الله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم - ينقسم إلى قسمين كما يفهم ذلك من كلام ابن عبدالبر :
أحدهما : ما يُتلى ، وهو القرآن .
والثاني : ما لايُتلى ، وهو السنة .
قال ابن عبد البر- رحمه الله - : ( وفي قوله - عليه السلام - : { كذلك قال لي جبريل } دليلٌ على أن من الوحي ما يُتلى وما لايُتلى ، وما هو قرآن ، وما ليس بقرآن ) .
ومن هنا نعلم أن الذين عرّفوا الوحي - عندما يطلق ويراد به الموحَى - بأنه كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه . [ انظر : مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 33 ] ، قد قصروا الوحي على أحد القسمين ، وهو كلام الله الذي يُتلى ، وهذا نقص في التعريف ؛ ولذلك فإن التعريف المختار للوحي في الشرع - عندما يطلق ويراد به اسم المفعول ( الموحى ) - هو أنه ما أنزله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم . [ المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ محمد أبو شهبة ص 79 .]
وهذا التعريف بلا شك يشمل القسمين ما يُتلى ، وما لايتلى .
وأوضح دليل على أن ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّا ليس بقرآن يعتبر وحياً قوله تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [ النجم : 3 ، 4 ] .
قال القرطبي : ( وفيها أيضاً دلالة على أن السنة كالوحي المنزل في العمل ، وقد تقدّم في مقدمة الكتاب حديث المقداد بن معدي كرب في ذلك والحمد لله ) . [ تفسير القرطبي 17/15 .](1/2303)
وحديث المقداد هذا ذكره في مقدمة تفسيره تحت باب : تبيين الكتاب بالسنة وما جاء في ذلك ، فقال : ( وروى أبو داود عن المقداد بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، ألا لايحل لكم الحمار الأهليّ ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلاَّ أن يستغني عنها صاحبها ومَن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه } . [ رواه أبو داود في كتاب السنة ، بابٌ في لزوم السنة 5/10 - 12 رقم [4604] ، وأخرجه الترمذي في العلم حديث [2666] باب : ما نهى عنه أن يقال عند حديث النبي e ، وقال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وقال الألباني : صحيح كما في صحيح سنن أبي داود 3/871 رقم [3848] .]
قال الخطابي : قوله : { أوتيت القرآن ومثله معه } يحتمل وجهين من التأويل :
أحدهما : أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو ، مثل ما أعطى من الظاهر المتلو .
والثاني : أنه أوتي الكتاب وحياً يُتلى ، وأوتي من البيان مثله ، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص [ ويزيد عليه ويشرع ما ليس له في الكتاب ذكر ، فيكون وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن ] ) ا هـ .[ تفسير القرطبي 1/37 ، 38 . وفي نقله عن الخطابي نقص وخلل أكملته وضبطت نصه من معالم السنن للخطابي بحاشية سنن أبي داود 5/10 .](1/2304)
وقال ابن القيم - رحمه الله - في تفسير آيتي سورة النجم : ( ثُمَّ قال : { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [ النجم : 4 ] فأعاد الضمير على المصدر المفهوم من الفعل ، أي ما نطقه إلاَّ وحي يوحى ، وهذا أحسن من قول من جعل الضمير عائداً إلى القرآن ، فإنه يعم نطقه بالقرآن والسنة وأن كليهما وحي يوحى ، وقد احتج الشافعي لذلك فقال : لعل من حجة من قال بهذا قوله : { وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ } [ النساء : 113 ] قال : ولعل من حجته أن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم : { والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله : الغنم والخادم ردٌّ عليك ... } [الحديث رواه البخاري في كتاب المحاربين ، باب : الاعتراف بالزنا 6/2502 رقم [6440] ورواه مسلم أيضاً في الحدود رقم [1697 ، 1698] ورواه أيضاً غيرهما .]
وقد صح عنه أنه قال : { ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه } .
وهذا هو السنة بلاشك ، وقد قال تعالى :{ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [ النساء : 113 ] وهما القرآن والسنة ، وبالله التوفيق ) ا هـ . [ من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية جمع يسرى السيد محمد 4/276 - 278 باختصار .(1/2305)
وماجاء في الكلام السابق من الاستدلال بحديث { لأقضين بينكما بكتاب الله } قد أشار إليه ابن عبدالبر - رحمه الله - عندما شرح هذا الحديث فقال : ( والقول الآخر أن معنى قوله عليه السلام : { لأقضين بينكما بكتاب الله عزوجل } أي لأحكمن بينكما بحكم الله ، ولأقضين بينكما بقضاء الله ، وهذا جائز في اللغة ، قال الله عزوجل : { كِتَابَ ا؟للَّهِ عَلَيْكُمْ } [ النساء : 24 ] أي حكمه فيكم وقضاؤه عليكم . على أن كل ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حكم الله ، قال الله عزوجل : { مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [ النساء : 80 ] وقال : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [ النجم : 3 ، 4 ] وقد ذكرنا قبل أن من الوحي قرآناً وغير قرآن ) ا هـ . [ التمهيد 9/78 . ]
وقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } ما رواه أحمد عن عبدالله بن عمرو قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش فقالوا : إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلاَّ الحق } ورواه أبو داود.[ رواه أبو داود في كتاب العلم ، باب : في كتاب العلم 4/60 رقم [3646] ورواه أيضاً الإمام أحمد 2/162 ، 192 ، والحاكم 1/105 - 106 ، وهو حديث صحيح كما قال الألباني في صحيح الجامع رقم [1196] وانظر : السلسلة الصحيحة للألباني [1532] 4/45 ، 46 .](1/2306)
وذكر أيضاً ما رواه أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا أقول إلاَّ حقاً } قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ؟ قال :{ إني لا أقول إلاَّ حقاً } [ رواه الترمذي في كتاب البر والصلة ، باب : ماجاء في المزاح 4/314 رقم [1990] وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه أحمد 2/340 و 360 وسنده حسن . وانظر : شرح السنة للبغوي 13/179 .]
وقد استدل ابن عبدالبر أيضاً على أن السنة وحي بما قاله طائفة من أهل العلم بالقرآن في قوله تعالى : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } [ الأحزاب : 34 ] قالوا : القرآن : آيات الله ، والحكمة : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لاينطق عن الهوى .
وممن قال بهذا قتادة - رحمه الله - كما رواه ابن جرير في تفسيره حيث قال : ( ويعني بالحكمة : ما أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحكام دين الله ، ولم ينزل به قرآن ، وذلك السنة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ) . [تفسير الطبري 10/299 .]
ثُمَّ ذكر بسنده عن قتادة في قوله : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } أي السنة ، قال : يمتن عليهم بذلك. ا هـ .
( واعلم أن الحكمة في القرآن نوعان : مفردة ، ومقترنة بالكتاب ، فالمفردة فسرت بالنبوة ، وفسرت بعلم القرآن ، وأمَّا الحكمة المقرونة بالكتاب فهي السنة ، كذلك قال الشافعي وغيره من الأئمة . وقيل : هي القضاء بالوحي ، وتفسيرها بالسنة أعم وأشهر ). [ من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن القيم 2/76 ، 77 باختصار .]
---
أبومجاهدالعبيدي
06-05-2003, 03:20 PM
يرفع بعد التعديل
---
عوض احمد الشهري
06-30-2003, 02:50 PM
بارك الله فيك ياأبا مجاهد وجزاك خيرأً على هذه المجالس المباركة والنافعة بإذن الله وأسأله سبحانه أن يبارك لك في وقتك.(1/2307)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2006, 08:17 AM
الشيخ خالد السبت : المهمات في علوم القرآن - الوحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1520)
---
(1/2308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز العلمي في سرعة الملائكة
---
الإعجاز العلمي في سرعة الملائكة
---
محمد حامد سليم
08-16-2005, 03:36 PM
أساتذتنا ولإخواننا في المنتدى
أعرض اليوم عليكم بحث بسيط توصلنا اليه مما أفاض الله به علينا عن الإعجاز العلمي في سرعة الملائكة من خلال الآية الكريمة )تَعْرُجُ الْملائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ {4}( المعارج
فكلمة العروج تأتي بمعنى الصعود بتدرج كما:
تَعْرُج الملائكة والرُّوح إِليه؛ أَي تصعد؛ يقال: عَرَج يَعْرُج عُرُوجاً؛ وفيه: من الله ذي المَعارج؛ المَعارِج: المَصاعِد والدَّرَج وقيل: مَعارج الملائكة وهي مَصاعِدها التي تَصْعَد فيها وتعرُج فيها.( لسان العرب)
والروح في القرأن تأتي بمعان كثيرة ولكن هنا في هذه الأية تأتي بأحد معنيين .
أحدهما هو جبريل عليه السلام كما يقول الطبري: تصعد الملائكة والروح, وهو جبريل عليه السلام .
والثاني قد يكون لروح أبن أدم عندما تصعد به الملائكة الي السماء بعد وفاته وذلك لقول ابن كثير في تفسيره :
ويحتمل أن يكون اسم جنس لأرواح بني آدم فإنها إذا قبضت يصعد بها إلى السماء كما دل عليه حديث البراء, وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث المنهال عن زاذان عن البراء مرفوعاً الحديث بطوله في قبض الروح الطيبة قال فيه: «فلا يزال يصعد بها من سماء إلى سماء حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله».......إنتهي
وهذا الرأي هو الذي نميل اليه وذلك لأن الأية تتكلم عن صعود الملائكة ومعها روح.
فعندما نقرإ هذه الأية فإننا نمر عليها مر الكرام ولا نعرف قدرها فالعروج هو الصعود بطريقة متعرجة أو بتدرج فعلينا أن نتدبرها جيدا ولنستعرض ما قالته بعض كتب التفسير.(1/2309)
تصعد الملائكة والروح إليه, يعني إلى الله جلّ وعزّ والهاء في قوله: إلَيْهِ عائدة على اسم الله في يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ يقول: كان مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة, وذلك أنها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السموات السبع. الطبري
أي عروج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة (القرطبي)
"في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"، من سني الدنيا لو صعد غير الملك وذلك أنها تصعد منتهى أمر الله تعالى من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمر الله تعالى من فوق السماء السابعة.
وقال محمد بن إسحاق: لو سار بنو آدم من الدنيا إلى موضع العرش لساروا خمسين ألف سنه من سني الدنيا". ( البغوي)
وفي شعب الإيمان للبيهقي:
عن مقاتل بن سليمان أنه قال في هذه الآية تعرج يعني تصعد الملائكة من السماء إلى سماء إلى العرش والروح يعني جبريل عليه السلام إليه من الدنيا في يوم كان مقداره عندكم يا بني آدم خمسين ألف سنة ...إنتهى
أي أن المسافة التي تقطعها الملائكة في يوم تساوي مسافة يقطعها البشر أو غيرهم من المخلوقات الأخرى في خمسين ألف سنة لأن الأية لم تحدد من المقصود أهم الجن أم الإنس ولكننا لا نعرف سرعة الجن وإن كانت سرعة الجن فائقة بالنسبة لسرعة البشر لأن الله قد جعل لهم قدرات أعلى من قدرات البشر وكان شياطين الجن يسترقون السمع في السماوات وذلك من الأية الكريمة :
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ)16( وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ (17) إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ )18) (الحجر
وللحديث الشريف:(1/2310)
- عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَنْزِلُ فِى الْعَنَانِ - وَهْوَ السَّحَابُ - فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِىَ فِى السَّمَاءِ ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ ، فَتَسْمَعُهُ فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ » . البخاري
ولكي لا ندخل في أمور جدلية لا تؤتي ثمارها
فسنتكلم عن البشر الذي نحن منهم فنقول والله أعلم أن المسافة التي تقطعها الملائكة في يوم تساوي مسافة يقطعها البشر في خمسين ألف سنة من أقصي سرعة سيصل إليها البشر بأدواتهم التي تمكنهم من ذلك من خلال عمرهم علي الأرض الي أن تقوم الساعة.
والسرعة كما يقول علماء الهندسة :
هي المسافة المقطوعة في زمن معين
فلو حسبنا سرعة الملائكة فعلينا أن نحول عدد السنين الي أيام فالنضرب عدد السنين في عدد أيام السنة الميلادية بالتقريب
50000× 365=18250000 يوم
ولو حسبنا السنوات التي تكون فيها عدد الأيام 366 يوما فإنها ستزيد الي الربع
50000÷ 4=12500 يوم
وبإضافته
18250000+0012500= 18262500 يوما
وبحساب السنة الهجرية فإن النسبة ستقل .
أي أن المسافة التي نقطعها نحن البشر في ما سنتوصل اليه من أقصي سرعة مستقبلا في يوم للصعود الي السماء في مركبات فضائية وليس سرعة سير علي الأرض (لأن الله هنا يتكلم عن عروج أي صعود) فإن سرعة الملائكة تفوقها ب ثمانية عشر مليونا ومئتان وإثنان وستون الفا وخمسمائة يوما تقريبا أي بنسبة 1: 18262500 تقريبا وقد تزيد والله أعلي واعلم .
يقول البعض أن سرعة الملائكة هي سرعة الضوء وذلك لكونهم مخلوقون من نور فليسمحوا لي بالإختلاف قليلا وليس الخلاف(1/2311)
وسأعطي مثالا صغيرا محسوسا لنا ألا وهي الشمس وهي أقرب النجوم الينا والتي نتبعها فإن ضوءها يصل الينا بعد ثمان دقائق
وهناك أقرب نجم الى الأرض عدا المجموعة الشمسية وهو النجم القطبي فإن ضوئه يصل الينا بعد أربعة الاف سنة ضوئية أي بسرعة الضوء وهذا ما تعلمناه من خلال دراستنا
ويقول الأستاذ الدكتور زغلول النجار في كتابه الإعجاز العلمي في القرآن في تفسيره للأية الكريمة(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا , لا تنفذون إلا بسلطان (33) ) الرحمن
فمجرتنا ( سكة التبانة ) يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية (100.000*9.5 مليون مليون كيلو متر تقريبا ), ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية (10.000*9.5 مليون مليون كيلو متر تقريبا ), ومعني ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلي وسيلة تحركه بسرعة الضوء ( وهذا مستحيل ) ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلي عشرة آلاف سنة من سنيننا , وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة , وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة , ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط , وهي المسافة بين الأرض والقمر , علي الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء . .. انتهى
وعلينا أن نذكر هنا رحلة الإسراء والمعراج وكيف كانت هذه الرحلة في زمن لا يذكر من صعود رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الأمين جبريل الي السماوات العلا وما حدث في تلك الليلة من أيات ثم عودة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا يزال فراشه دافئا ومن هنا يزول الإستغراب والعجب ولتقريب المفهوم نجد ذلك من حديث الإسراء والمعراج :(1/2312)
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ - وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ -..... الحديث بطوله (البخاري)
وعلينا أن نقف عند قوله صلى الله عليه وسلم عن البراق وتقريبه لسرعته الجبارة ليصل المفهوم الى صحابته رضوان الله عليهم (يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ) فعلينا أن نتخيل منتهى نظر البراق يصل الى أي مدى ليضع حافره عنده وهو ملك من الملائكة له قدراته التي وهبه الله إياها.
وكذا نذكر أيضا مجادلة المرأة لرسول الله في زوجها
( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) ) المجادلة
وكيف أن الله قد سمع حوارها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنزل الله الوحي جبريل من فوره ولم تأخذ المسألة وقتا من جبريل للنزول من السماء بالأيات لحل هذه القضية.
فما هي هذه السرعة للملائكة ؟
فإننا لا نستطيع أن نحسبها في وقتنا الحالي لأنها تفوق سرعة الضوء بمراحل ولا يمكن لإنسان أن يتخيلها أو يحسبها ولكن الله سبحانه قد أعطانا لها نسبة مما نتخيله أو نحسبه لأنه خلق الله المعجز للإنسان ليتضاءل أمام قدرته سبحانه.
وكذا قوله سبحانه:
( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5)( السجدة
فنجد أن الملائكة المدبرات أمرا تتلقف أمر الله وتنزل به لتنفذه وليس هذا وحسب ولكن يتم إعطاء تمام التنفيذ كل هذا في يوم يحسب عند البشر من حساب عمرهم الف سنة
إي أن الأمر الذي تنفذه الملائكة في يوم لا يستطيع البشر تدبيره وتنفيذه إلا في الف سنة(1/2313)
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله {يدبر الأمر} الآية. قال: ينزل الأمر من السماء الدنيا إلى الأرض العليا، ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة.
وهذا أيضا يعطي مفهوما لقدرة الملائكة الفائقة في سرعة تنفيذ الأمر ما بين استلام أمر التدبير من عند الله في السماء والنزول به وتنفيذه والعروج مرة أخرىوإعطاء تمام التنفيذ أيضا في السماء
وذلك لأن الله يفتح للناس من الأيات القرأنية العلم ليتفكروا ويتدبروا
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) محمد
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)( النساء
وذلك من خلال كتاب الملائكة خلق وأسرار وحياة لمؤلفه( محمد حامد سليم)
---
أبو علي
08-18-2005, 08:43 AM
الإنسان خلقه الله من عنصرين :
أرضي (مادي) وهو الجسد.
وسماوي (طاقوي) وهو الروح.
و خلق الله الملائكة من عنصر سماوي ،
إذن فالروح من جنس طبيعة الملائكة سرعتها تناسب طبيعتها.
أما المادة فهي لا يمكن أن تصل إلى سرعة الطاقة إلا إذا تحولت إلى طاقة .
مثلا : إذا ضربنا مثلا للروح بنقل صوت الإنسان وصورته من مكان إلى مكان. التلفزيون ينقل لنا صوت الإنسان وصورته مباشرة في نفس اللحظة لكنه لم ولن يستطيع أن ينقل الإنسان بجسمه .
جهاز الإرسال التلفزيوني يرسل صوت وصورة الإنسان بتحويلهما إلى تيار كهربائي أما الجسم المادي فمن المستحيل أن يستطيع أحد تحويله إلى طاقة إلا خالقه فهو على كل شيء قدير.
إذن فلكي يعرج الجسم إلى السماء في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فإنه يجب أن يتحول إلى طبيعة الروح الطاقوية بحيث يفقد ماديته ويصبح غير قابل لأن تحل فيه الروح إلا بعد وصوله إلى غايته وعودته من جديد إلى طبيعته المادية.(1/2314)
وهذا ما حصل - والله أعلم- لعيسى بن مريم عليه السلام حين رفعه الله إليه . قال تعالى : إذ قال الله يا عيسى إني (متوفيك) و رافعك إلي ...) .
وكذلك لأن الحكمة تقتضي أن يحقق الله معجزة إحياء الموتى بكل الافتراضات الممكنة.
ولتحقيق معجزة إحياء الموتى فرضيتان :
1) أن يأتي العنصر السمواوي (الروح) فتحل في العنصر الأرضي (الجسد)
= الحياة. هذا حققه الله لرسوله عيسى عليه السلام بإحياءه الموتى بإذن الله.
2) أن يرفع الله العنصر الأرضي (الجسد) إلى السماء ليحل فيه العنصر السمواوي (الروح) فتنشأ الحياة . وهذا تشريف ورفعة وفي نفس الوقت آية لعيسى عليه السلام في نفسه.
---
محمد حامد سليم
08-19-2005, 06:31 PM
أخي الأستاذ أبو علي
أفهم من كلامك أن معجزة الإسراء والعروج برسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتم بالجسد لإستحالة تحمل الجسد (جسد رسول الله ) لهذه السرعة الفاقة وأنها تمت بروحه دون جسده
أرجو ردك لنضع النقاط فوق الحروف لهذه القضية
---
أبو علي
08-20-2005, 10:11 AM
أخي الكريم الأستاذ محمد حامد سليم
اختلف العلماء في الإسراء والمعراج : هل كان بروح النبي -صلى الله عليه وسلم- وجسده أو كان بروحه فقط؟
ذهب جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين إلى أن الإسراء كان
بالروح والجسد معاً بدليل قوله تعالى : (أسرى بعبده ) ولم يقل أسرى بروح عبده.
وذهب فريق آخر إلى أن الإسراء والمعراج كان بالروح فقط ودليلهم هو قوله تعالى : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [ الإسراء: 60 ] حيث قال : إن الرؤيا مصدر "رأى" الحُلْمية لا البصرية، فإن مصدر " رأي " البصرية هو رؤية.
لنناقش هذه المسألة بعقلانية .
هل الملائكة أرواح فقط أم أن لكل ملك روح وجسد نوراني يناسب الحياة في السماء والعروج فيها ؟(1/2315)
لا شك أن الملك له روح وجسم نوراني يلائم سرعته، والملائكة تنزل إلى الأرض وقد توجد في المساجد ولا يراهم أحد لأن بصر الإنسان غير قادر على رؤية الملائكة ، وكذلك الجن يروننا ولا نراهم.
فإذا أرسل الله ملكا من الملائكة إلى نبي من الأنبياء فإنه يمثله له في صورة بشر ، بحيث يصبح جسمه جسم بشري. وكذلك الجن لكي يراه الناس فإنه عليه أن يخرج من جسده الأصلي إلى جسد طيني.
ماذا عن الإنسان إذا أراد له الله أن يعرج إلى السماء؟
إذا كان الملك يتحول من جسده النوراني إلى جسد طيني فإن العكس ممكن . كذلك يتحول جسد الإنسان من مادي إلى نوراني ، وبذلك إذا عرج إلى السماء فإن العروج يكون بالروح والجسد النوراني.
إذن - والله أعلم - الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد النوراني.
ليست رؤيا منامية كما قالت طائفة من العلماء . وكلمة (رؤيا) هنا
أطلقت لأنه صلى الله عليه وسلم رآى ما رآى ليس وهو بجسده المادي وإنما بجسده النوراني. كما أن الرؤيا المنامية تكون في حالة اللاوعي أما الإسراء والمعراج فقد كان في منتهى الوعي والبصر كان أكثر حدة .
ولقد التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في المسجد الأقصا وصلى بهم والتقاهم في السموات (وهؤلاء الأنبياء متوفين ولهم قبور في الأرض ، فهل هم في السماء بنفس أجسادهم الأرضية أم بأجساد أخرى نورانية؟
قال تعالى : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
---
محمد حامد سليم
08-23-2005, 07:31 AM
أخي الفاضل
عذرا لتأخري في الرد لعطل قي الخدمة الخاصة بالنت
أخي
إني أحترم كل كلمة قلتها
ولكن هذا يؤدي بنا الى أن الله تبارك وتعالى قد أبدل رسول الله جسدا نورانيا يتحمل مشاق هذه الرحلة العجيبة لكون جسده الطيني لا يتحمله
أو أن الله قد حول هذا الجسد من طيني الى نوراني وهذه فرضية جدلية
أخي الفاضل(1/2316)
علينا أولا أن نعترف بأن لله نواميسه في الحياة وهو القادر على خرق هذه النواميس
ولنا في الأنبياء العبرة والعظة وسأعطي أمثلة فقط ليس على سبيل الحصر منها أهل الكهف، وذا النون في جوف الحوت، ثم إحياء من أماته الله مئة عام ثم بعثه
ولقد خرق ناموس الحرق في النار لنبيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام
وخرق قانون استطراق الماء لموسى في شق البحر
ثم الإنتهاء بنبيه عيسى في قدرة إحياء الموتى وهكذا حتى رفعه الله الى السماء
وإني لأعزو الي أن رفع عيسى الى السماء كان تمهيدا للبشر لإستقبال رحلة الإسراء ثم والعروج برسول الله الى السماوات العلا بالتصديق دون مكابرة أو تكذيب لكون عيسى رفع من قبله يجسدة كاملا دون نقصان ولم نقل أو يقول المكذبون من المنافقين أو أهل الكتاب كيف رفع بجسده أوأن هذا الجسد لا يتحمل هذه الرحلة ولكنهم أمنوا لعيسى ولم يؤمنوا لمحمد صلى الله عليهما وسلم
ولكي يزول العجب من هذا أي كيف عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده الذي لا يتحمل هذه السرعة الفائقة للملائكة وكذا نقصان الأكسوجين وباقى الأشياء التي هي سبب الحياة على الأرض علينا أن نذكر شيئا واحدا
ألا وهو شق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هذه الرحلة
فلقد كان شق صدر رسول الله بمثابة التجهيز البدني والنفسي لتحمل مشاق هذه الرحلة المعجزة
فالتجهيز البدني كان لتحمل السرعة العالية في الإنتقال وأيضا التنفس لأن الإنسان كلما صعد الى أعلى وجد صعوبة في التنفس للأية الكريمة{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125(1/2317)
والتجهيز البدني كان لتحمل جسد رسول الله الدخول الى سدرة المنتهى وملاقاة ربه مع أن جبريل وهو من هو كرئيس للملائكة لم يستطع الإقتراب وقالها( لو أقتربت أنا لاحترقت)
إن رحلة الإسراء والعروج برسول الله صلى الله عليه وسلم من كبريات الإعجاز لنا نحن البشر ومهما فسرنا أو تأولنا أو تدبرنا كيفيتها ودخلنا فيها بقوة ومهما أوتينا من علم فلن نصل الى شربة ماء لعصفور من بحر علم الله فيها
بارك الله فيك أخي
[b]
---
محمد الأمين
08-23-2005, 08:42 AM
http://arabic.islamicweb.com/sunni/speed_of_light.htm
---
محمد حامد سليم
08-23-2005, 02:30 PM
أخي محمد الأمين
بارك الله فيك
أشكرك شكرا جزيلا على ردك وإهتمامك بالموضوع
ولكن لي رد بسيط وهو
إن في القرآن الكريم ثلاث آيات تتكلم عن الزمن
الأولى {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47
والثانية {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5
والثالثة {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4
وعلينا أن نفرق بين كل آية من هذه الآيات وأختها ونتدبرها جيدا
الأولى {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47
يتكلم الحق سبحانه عن فرق توقيتي في الزمن وقال عنه المفسرون أنه يوم القيامة الذي يساوي 1000 سنة على الأرض
والثانية {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5(1/2318)
يتكلم عن أمر تأخذه الملائكة لتنفيذه في الأرض ثم تعود مرة ثانية الى السماء لإعطاء تمام التنفيذ
فهنا الملائكة تهبط الى الأرض بالأمر تنفذه ثم تعرج مرة أخرى الى السماء أي أن هناك حركتي هبوط وصعود
وتنفيذ أمر فكيف نقيس السرعة هنا
وما هي المسافة بين السماء والأرض؟
هل نعلمها لنحسب هذه السرعة؟
وعلينا أن نتدارك شيئا أخر وقلته في كتابي أن ضوء الشمس يصل الى الأرض في حوالي ثمان دقائق والرسول عرج به وحدث ما حدث في تلك الليلة وعاد الى الأرض وما زال فراشه دافئا أي لم تتعدي دقيقة أو دقيقتين إن حسبنا وقتا لم حدث
ولقد خالفت من قال أنها سرعة الضوء
ولقد قلت يا أخي أنها نسبة سرعة ودللت عليها لأن سرعة الملائكة لا يمكن تداركها ولا يمكن لأحد أن يعرفها في الوقت الحالي أو المستقبلي لأنها أضعاف أضعاف سرعة الضوء بمراحل لا يمكن تصورها
عليك أخي أن تقرأ ما قلت بتأني[b]
---
محمد حامد سليم
12-13-2005, 05:00 PM
الى د/ محمد الجهني
أردت أن أضع موضوعي هذا هنا للتيسير في قراءته والدخول اليه لمناقشته مرة اخرى
---
سمير القدوري
12-18-2005, 07:54 PM
حسب علمي فإن أقرب نجم لشمسنا هو نجم ألفا من كوكبة قنطورسconstelation of CENTURUS ويبعد عنا بأربع سنوات ضوئية فقط
أما النجم القطبي فليس هو بأقرب النجوم للشمس بيقين فاسألوا أهل التخصص تجد الأمر كما دكرت لك
.أما بشأن تفسير آية السجدة فيرجى الرجوع لمقال علمي في موقع http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=744&select_page=12
والله أعلى وأعلم.
---
محمد حامد سليم
12-19-2005, 12:14 AM
أخي الفاضل د/ سمير القدوري
بارك الله فيك ونفع بك
أولا أشكرك على الإهتمام والرد
ثانيا إسمح لشخصي الضعيف جدا أمام علم العلماء ولكن لي بعض الملاحظات على بحث استاذنا الدكتور حسب النبي
فلقد اعترف سيادته بأننا لن نستطيع حساب سرعة الملائكة وقال بالنص:(1/2319)
أننا لن نستطيع أبداً إحصاء سرعة الملائكة والروح رغم علمنا بقيمة كل من اليوم والسنة القمرية بمقاييسنا...
وقال أيضا
ويا ليتهم يعرفون الحكمة من ذكر سرعة الملائكة التي لن نستطيع قياسها
ولكنه في نفس الوقت حسبها بأنها أعلى من سرعة الضوء بخمسين مرة فقال بالحرف:
أظنك تستطيع الرد الآن، فالأولى أعطت سرعة قدرها 299792.5 كم / ث، مساوية لسرعة الضوء في الفراغ كحد أقصى للسرعة الكونية في عالم الشهادة، بينما الآية الثانية تعطي خمسين ضعفاً لهذا الرقم للحد الأقصى للسرعة في عالم الغيب، وليس هذا هدماً لنظرية أينشتين التي تسمح بوجود سرعات أعلى من سرعة الضوء فقط في الكون المعكوس أو في عالم الغيب المتكون فرضاً من جسيمات أو أمواج التاكيون،
أخي الكريم لقد أثبت الدكتور حسب النبي من القرأن سرعة الضوء
ولكني أظن أنه لا يوجد حد أقصى للسرعة في ملكوت الله لقوله تبارك وتعالى(( و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) (القمر)
ولقد رد الأستاذ الدكتور محمد الجهني على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4132
فأما قولك:
فإن أقرب نجم لشمسنا هو نجم ألفا من كوكبة قنطورسconstelation of CENTURUS ويبعد عنا بأربع سنوات ضوئية فقط
أما النجم القطبي فليس هو بأقرب النجوم للشمس بيقين
فإنني لم أقل هذا ولكنه منقول من كتاب للدكتور زغلول النجار
ولقد نوهت اليه في كتابي
أخي الكريم
القرأن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكتاب الحق الذي فيه قول الصدق وفيه علوم الدنيا والأخرة
فعلينا أن نتدبره ونعمل فيه العقل السليم الموحد المؤمن بالعقيدة السليمة الحقة لقول الحق
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) محمد(1/2320)
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)( النساء)
وأيات التدبر في القرأن كثيرة
ولا يأخذنا فيه الشطط فنضل وتتوه بنا المسالك والطرق عن هوى في أنفسنا
---
(1/2321)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الارجوزة المتضمنةمعرفة المكي و المدني
---
الارجوزة المتضمنةمعرفة المكي و المدني
---
أبو الجود
05-19-2003, 03:00 PM
الأخوة الكرام
ذكر الشيخ / عبد الرزاق حسين أحمد في كتابه الرائع " المكي و المدني في القرآن " طبع دار ابن عفان في صفحة 78 عن وجود أرجوزة " الأرجوزة المتضمنة معرفة المكي و المدني في سور القرآن " نظم بدر الدين محمد بن أيوب التاذفي الحنفي المتوفي سنة 705هـ
و ذكر أنها توجد في الظاهرية برقم 7659، و في دار الكتب المصرية برقم 12101 ثم قال وفقه الله
و قد أودع هذه المنظومة الإمام الذهبي في آخر ذلك الكتاب النفيس " أي كتاب معرفة القراء الكبار
و قد ذكرت في طيعة القاهرة في صفحة 2/628-632 و لم ترد في طبعة بشار و عدد أبياتها 39 بيتا .
قلت أرجو من الأخوة ممن يملك الطبعة المصرية من كتاب معرفة القراء الكبار أن يتحفنا بهذه المنظومة الفريدة و الله يجزي كل من يقدم العلم النافع في هذا المنتدى خيرا .
---
(1/2322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسماء الله الحسنى غافر ، غفار ، غفور - مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم
---
من أسماء الله الحسنى غافر ، غفار ، غفور - مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم
---
د/ سعيد جمعة
11-27-2003, 09:37 PM
( افتتاحية البحث )
الحمد لله ، غافر الذنب ، وقابل التوب ، وساتر العيب ، سبحانه يغفر ذنوبَ المذنبين كرماً ، ويعفو عن المسيئين حلماً، يحب من عباده أن يستغفروه ليلاً ونهاراً ، فيغفر لهم إنه كان غفاراً .
وأصلى وأسلم على من أرسل الله ُإليه قوله الكريم:(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الحجر:49)
وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، أما بعد :
فهذا بحث بياني بعنوان : من أسماء الله تعالي ( غافر ، غفور ، غفار ) مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم .
والمعلوم أن الله تعالي ( وصف نفسه بكونه غافراً ، وغفوراً ، وغفاراً ) ، وبأن له غفراناً، ومغفرة . وعبر عنها بلفظ الماضي والمستقبل والأمر ............
كما أن للعبد أسماء ثلاثة فهو ظالم وظلوم وظلام .
ولله تعالي في مقابلة كل واحد من هذه الأسماء اسم . فكأنه تعالي يقول :
إذا كنت ظالماً فأنا غافر
وإذا كنت ظلوماً فأنا غفور
وإذا كنت ظلاماً فأنا غفار
( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه 82
ولقد نبه الله تعالي في قرآنه الكريم على أسمائه الحسنى ليُعّرف بها ويدل بها عليه فقال (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف:180)
ومن الواجب على البحث البياني في كتاب الله تعالي – تبيان دلالة هذه الأسماء ومقاماتها وعلاقاتها بسياقاتها ، ليكون الدعاء بها عن علم ومعرفة .(1/2323)
ولقد أرسي الإمام عبد القاهر – رحمه الله – مما أرسي من القواعد- أن الألفاظ لا تتمايز من حيث هي ، ولا يفضل بعضها بعضاً حال انفرادها عن النظم ، وبعدها عن التأليف،إلا من حيث الخفّة على اللسان،أو الثقل،........والاستعمال، أو قلة الاستعمال .
فليس اسمه سبحانه ( غفّار ) أدل على الذات من اسمه سبحانه ( غفور ) أو( غافر) ، فالكل دلالتهم على ذاته سبحانه سواء .
وهذا البحث معنىٌ في المقام الأول بدلالة كل اسم في سياقه ، ومراد كل كلمة من خلال( مكانها في النظم وحسن ملاءمة معناها لمعاني جاراتها وفضل مؤانستها لأخواتها .... وحسن الاتفاق بين هذه وتلك )
فهذا البحث ليس في بيان معاني بعض الأسماء المجردة المتشابهة المواد ، إنما هو بحث في المقامات وأثرها في دلالة هذه الأسماء .
إنه بحث في العلاقات ، والقرائن ، والسياقات المتنوعة داخل السورة وداخل القرآن ، وكيف تُشَكِّلُ هذه السياقات معاني هذه الأسماء ؟
وغايتي في هذا البحث محاولة الكشف عن وجه من وجوه الإعجاز البياني التي لا حصر لها ، من خلال علاقة كل اسم بسياقه ومقامه ، وبيان وجه اصطفائه دون غيره ، واصطفاء صيغته ، ومكانه وإعرابه ... وغير ذلك ، حتى ينكشف للقارئ باب من أبواب الإحكام في هذا الكتاب حيث قال ربنا سبحانه (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) هود:1
منهج البحث
يعتمد هذا البحث على المنهج التحليلي الذي يبدأ بالنظر في الكليات العامة مثل مضمون السورة وسياقها، وما يشاع فيها .
ثم النظر في سياق الاسم خاصة، وما يحيط به.
ثم الوصول إلى دلالة الاسم من خلال هذه العائلة الدلالية الكبيرة ولقد اتبعت عدة خطوات في هذا التحليل ومنها:
1- إحصاء أسماء الله تعالي، موضوع البحث ( غافر – غفار – غفور ).
2- تصنيف هذه الأسماء من حيث الكثرة والقلة.(1/2324)
3- تحليل كل اسم بداية بـ ( غافر الذنب ) حيث لم يرد إلا مرة واحدة ، ثم (غفار) حيث ورد خمس مرات ، ثم ( غفور ) حيث ورد إحدى وتسعين مرة .
4- اعتمد التحليل على المقارنات بين الأسماء عند اقترانها بغيرها، حيث اقترن اسمه ( الغفار ) باسمه( العزيز) فقط .
أما اسمه الغفور فقد اقترن بستة أسماء وهي ( الرحيم – الحليم – العزيز – العفوّ – الشكور – الودود ).
5- اعتمد التحليل أيضاً على بيان أثر الجملة في دلالة كل اسم ، فقد يأتي الاسم خبراً لمبتدأ ، وقد يأتي خبراً لكان ، وقد يأتي خبراً (لإن) وقد يأتي مفعولاً ، وقد يأتي مجروراً بحرف الجر ...... الخ.
6- اعتمد التحليل أيضاً على بيان موقع كل اسم من التركيب ودلالة هذا الموقع من حيث التقديم والتأخير.
-------
خطة البحث
حوى هذا البحث أربعة فصول مسبوقة بافتتاحية وبيان للمنهج والخطة ومتلوّة بخاتمةٍ وفهارس.
أما الافتتاحية:
فلقد تناولت فيها موضوع هذا البحث، وأهميته ، وغايتي فيه .
وأما منهج البحث :
فلقد وضحت فيه طريقة العمل وكيفية التناول لهذه الأسماء .
وأما خطة البحث :
فأبرزت فيها تقسيماته ، وعناصره ، وطريقة إبرازها للقارئ الكريم وتشمل الآتي :
الفصل الأول : الدلالات العامة للمادة والأسماء ، وحوى عدة نقاط :
1- دلالة غَفَرَ في اللسان العربي .
2- دلالة غَفَرَ في القرآن الكريم .
3- الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاث ( فاعل – فعّال – فعول ) .
4- هل صفات الله –تعالي- قائمة على المجاز ؟
5- الأسماء الثلاثة بين التعريف والتنكير .
6-الأسماء الثلاثة بين مجيئها في الفاصلة وتقدمها في الآية0
07-الأسماء الثلاثة بين الاعتناق مع غيرها والتفرد.
الفصل الثاني :تبيان اسم الله تعالي ( غافر ) وفيه :
1- إعراب (غافر الذنب ) في سورة غافر .
2- أثر السياق في بيان المراد من قوله :( غافر الذنب ) .
الفصل الثالث : اسمه ( الغفار ) مقاماته ودلالاته وحوى عدة نقاط :(1/2325)
1- مواقع ذكر هذا الاسم الجليل .
2- تبيان اسمه (غفار) بين سورتي (طه ونوح ).
3- دلالته في سورة طه .
4- دلالته في سورة نوح0
5- تبيان اسمه ( الغفار )
الفصل الرابع :تبيان اسمه (الغفور) في القرآن الكريم ويحوى أربعة مباحث ...
في المبحث الأول :اسمه ( الغفور ) بين التعريف والتنكير .
المبحث الثاني :موقع اسمه ( الغفور) من الإعراب وفيه :
1- وروده مجرورا بحرف الجر 0
2- وروده منصوبا 0
3- وروده مرفوعا 0
المبحث الثالث :اسمه( الغفور) بين الاعتناق مع غيره والانفراد ، وفيه.
1- اعتناق الغفور والرحيم .
2- اعتناق الغفور والحليم .
3- اعتناق العزيز والغفور .
4- اعتناق العفو والغفور .
5- اعتناق الغفور والشكور .
6- اعتناق الغفور والودود0
الخاتمة :وفيها ألخص ما حواه البحث ، مستعرضاً بعض النتائج وما أراه من توصيات .
ثم الفهارس وفيها : فهارس الموضوعات ،و ثبت بأهم المراجع والمصادر .
والله من وراء القصد
سعيد أحمد جمعة
جامعة الأزهر
****
دلالة غَفَرَ في اللغة
أعني بالمادة هنا: مادة ( غفر ) وبالأسماء : الأسماء الثلاثة ( غافر – غفار – غفور ).
يقول ابن فارس: ( الغين والفاء والراء : عُظْمُ بابِه الستر ، ثم يشذّ عنه ما يُذْكر .
فالغَفْرُ : الستر ، والغُفْران والغَفْر بمعني ، يقال : غَفَرَ الله ذنبَهم غفراً ومغفرة وغفراناً .... ويقال : غفر الثوب , إذا ثار زئبرُهُ ، وهو من الباب ، لأن الزئبر يغطي وجه الثوب ، والمِغْفَرُ معروف ، والغِفَارةُ : خِرقة يضعها المدّهن على هامته ، ويقال : الغفير : الشعر السائل في القفا .
وذكر عن امرأة من العرب أنها قالت لابنتها ( اغفري غفيرك ) تريد : غطيه . )
ويقول الزجاج : ( أصل الغفر في الكلام :الستر والتغطية ، ومعنى الغفر في الله تعالي : هو الذي يستر ذنوب عباده ، ويغطيهم بستره كما جاء في الدعاء ( يا ستّار استرنا بسترك الحسن الجميل ) .(1/2326)
وعند ابن منظور : ( أصل الغَفْر في الكلام : التغطية والستر ، غَفَرَ الله ذنوبه أي سترها ، والغفر : الغفران .
وفي الحديث كان إذا خرج من الخلاء قال : غفرانَكَ الغفران : مصدر وهو منصوب بإضمار أطلب ...........
وقد غَفَرَهُ يغفره : غفراً : ستره ، وكل شئ سترته فقد غفرته .
ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأس : مغفر ...
وتقول العرب : أصبُغ ثوبَك بالسواد فهو أغفرُ لوَسَخِه ، أي أحْمَل له وأغطي له ، ومنه : غفر الله ذنوبَه ، أي سترها ، وغفرت المتاع جعلته في الوعاء ... وغَفَرَ المتاع في الوعاء يغفره غفراً ، وأغفره : أدخله وستره وأوعاه .
وكذلك غفر الشيب بالخضاب وأغفره . قال .
حتى اكتسيتُ من المشيبِ عمامةً ... غفراءَ أغفَرَ لونُها بخضاب 0
وكل ثوب يغطي به شيء فهو غفارهُ ، ومنه غفارة الذنّون تُغَشّي بها الرحال ، وجمعها غفارات وغفائر .
وفي حديث عمر : لما حصّب المسجد قال : هو أغفر للنخامة أي :أسترله والغَفْرُ والمغفرة : التغطية على الذنوب والعفو عنها .... والغُفْرَةُ : ما يغطي بها الشيء ..
والغُفْرُ أيضاً : هُدْبُ الثوب وهُدْبُ الخمائص ، وهي القُطُف دقاقها ولينها ،وليس هو أطراف الأردية ولا الملاحف ... وغُفْرُ الكلأ: صغارُهُ ، وأغفرت الأرض نبت فيها شيء منه ...
وغَفَرَ الجُرْحُ ويغفر غفراً: نُكِسَ وانتُقِض ... ويُقال للرجل إذا قام من مرضه ثم نُكس :غُفِر)
وفي كتاب التعريفات للجرجاني 0
( المغفرةُ :سترُ القادر للقبيح الصادر ممن تحته ، حتى إن العبد إذا سترَ عيبَ سيدِه خوفَ عقابه لا يُقال : غَفَرَ له . )
ويقال : ( اللهم غفراً ، وليست فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنب أحد ، قال
يا قوم ليست فيهم غفيرة . . فامشوا كما تمشى جمال الحيرة
أي فامشوا إلى حربهم مشي جمال الحيرة .).
(ومن المجاز : قول زهير:
فلاقت بياناً عند آخر معهد أضاعت فلم تُغْفَرْ لها غفلاتُها
أي لم تغفر السباع غفلتها عن ولدها فأكلته . )(1/2327)
( والغفير : الكثير ، ويقال جاء القوم جماً غفيراً ، أي جاءوا جميعاً )
وتلك دلالة الصيغة كما يبدو .
خلاصة ما سبق :
إن دلالة هذه المادة ( غ – ف – ر ) تدور حول عدة أمور منها :
1- الستر والتغطية وهذا هو الأصل ، ويشتق من اللفظ كلمات تطلق على هذا المستور، فالغفير :هو القفا ، والمغفر : ما يوضع على الرأس ليستره ، والغفارة : الثوب يغطى به الشيء .
2- كما يطلق اللفظ على الأشياء الدقيقة مثل هُدب الثوب حيث يقال له غَفْر ، ويقال أيضاً للنبات الصغير ( غَُفْرُ الأرض ) .
ولعل ذلك يربط بين المغفرة وصغائر الذنوب .
3- كما أن الكلمة تدل على عكس الستر فتعني الكشف والانفتاح ، كما في(غفر الجرح) بمعنى انتقض وفُتِحَ وانكشف ما فيه .
4- تدل الكلمة أيضاعلى العفو عن هذا الذنب المغفور فالمغفرة ستر يتبعه عفو.
5- وفي دلالة الكلمة أيضاً معنى الغلبة والقدرة فلا يقال ( غَفَرَ ) إلا عن اقتدار وتمكن، مما يعني أن المغفرة بداية العفو .
وهكذا تلين الكلمة وتطوع ؛لأن للسياق دوراً في توجيه المراد منها ،لكن تبقي مع هذا معقودة بأصلها وهو الستر والتغطية
دلالة ( غَفَرَ ) في القرآن الكريم .
يقول الأصفهاني : ( الغَفْرُ : إلباسُ ما يصونه عن الدنس ، ومنه قيل : اغفر ثوبك في الوعاء ، واصبغ ثوبك فإنه أغفر للوسخ ، والغفران والمغفرة من الله تعالي ، هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب ..قال : غفرانك ربنا .. ومغفرة من ربكم .. ومن يغفر الذنوب إلا الله ، وقد يقال : غفرله إذا تجافي عنه في الظاهر وإن لم يتجاف عنه في الباطن نحو قوله تعالي: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الجاثية:14)(1/2328)
والاستغفار : طلب ذلك بالمقال والفعال .. وقوله ( استغفروا ربكم ) لم يؤمروا بأن يسألوه ذلك باللسان فقط ، بل باللسان وبالفعال ، فقد قيل : الاستغفار باللسان من دون فعل ذلك بالفعال فعلُ الكذّابين وهذا معني : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر:60)
(والغافر والغفور) في وصف الله تعالي نحو ( غافر الذنب ) ( إنه غفور شكور ) والغفيرة : الغفران ، ومنه قوله : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) (إبراهيم:41)
وقيل:اغفروا هذا الأمر بمغفرته أي:استروه بما يجب أن يستر به) (والغفّار:الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة ، فلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً.)
وإذا كان هذا المعني لا يبعد كثيراً عن المعني اللغوي ، إلا أن المغفرة في القرآن الكريم ، من خلال الأسماء الحسنى ( غافر – غفار – غفور ) تكتسب ظلالا أخرى وتتشرب من عيون السياقات المتنوعة دلالات جديدة ، لكنها في الختام تعود إلى الأصل وهو : الستر والتغطية .
وهذا سيتضح من خلال تحليل النماذج وسياقاتها داخل كل سورة .
الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاثة
( فاعل ـ فعّال ـ فعول )
يرى النحاة أن اسم الفاعل هو[الجاري مجرى الفعل في اللفظ والمعنى ... ويعمل عمل الفعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ....... ]
[ وليس القصد بقولهم : اسم الفاعل : اسم الصيغة ، بل المراد اسم ما فعل الشيء ]
[ فهو اسم مشتق من الثلاثي يدل على شيئين :
1- معنى مجرد عارض ليس بدائم ويسميه العلماء: الحدث .
2- فاعل هذا المعنى المجرد ويسميه العلماء : الذات ]
[ وصيغة فاعل تحتمل في دلالتها على الحدث : القلة والكثرة ، فإذا أريد الدلالة على كثرة الحدث ( كماً أو كيفًا) حُوّلت –فاعل- إلى إحدى صيغ المبالغة ] .
ومعنى هذا أنه [ عند صياغتنا اسم الفاعل فإننا نقصد شيئين :
المعنى المجرد وصاحبه،دون اهتمام ببيان درجة المعنى قوة أو ضعفاً وكثرة أو قلة .(1/2329)
وأما عند استخدامنا ( صيغة المبالغة ) فإننا نقصد إلى الأمرين معاً مزيداً عليهما بيان الدرجة كثرةً وقوةً .
[ ودلالة اسم الفاعل العارضة قد تكون في حق غير الله تعالى لصحة قيام الأفراد لنفس الحدث لكن في حق الله تعالى فإن دلالة الدوام ثابتة فقولنا ( غافر ) مثلاً .... الغفران لا يكون إلا من الله ولذلك لا يقال : غافر الذنب إلا لله تعالى .
أما غيره فيجوز أن يقال له : غافر ذنب فلان ، أو غافر الذنب الفلاني ، فيتخصص الذنب بصفته أو بصاحبه .
أما إطلاق الذنب وتعريفه بـ ( ال ) فيشير إلى عمومه ، فـ ( ال ) في [الذنب] للجنس وليس للعهد فالله تعالى غافر لجنس الذنوب ولذلك قال :
(إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر53)] أو أنه غافر للذنوب في جميع الأزمنة [ واسم الفاعل إذا أريد به زمان مستمر كانت إضافته لفظية ، والزمان المستمر يشمل الماضي والحاضر والمستقبل ...
وإذا كان للثبوت كان غير عامل وكانت إضافته حقيقية ]
أما صيغة (فعال) و ( فعول ) .
فهما من صيغ المبالغة لاسم الفاعل وهذا يعني أن أصلهما اسم الفاعل لكن بولغ فيه.
والمبالغة [أن يذكر المتكلم وصفاً فيزيد فيه حتى يكون أبلغ في المعنى الذي قصده وهي ضربان:
- مبالغة بالوصف بأن يخرج إلى حد الاستحالة ومنه: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) (النور:35)
- ومبالغة بالصيغة : وصيغة المبالغة هي [ فعلان كالرحمن - وفعيل كالرحيم – وفعال كالقهار – وفعول كغفور ... وفَعِل كحذر ] .
[ وصيغ المبالغة تشتق من الفعل الثلاثي المتعدى فقط لتدل على معنى اسم الفاعل مع المبالغة في المعنى وتأكيده وتقويته .
ومعنى المبالغة : تكرير أصل الفعل وتوكيده ]
وكلام العلماء يفيد أن صيغة (فاعل) لا مبالغة فيها حتى إذا أردنا المبالغة تُحول صيغة فاعل إلى فعال أو فعول أو مفعال ....... الخ(1/2330)
وهذا يثير سؤالاً،وهو:هل المعنى في(فاعل) أقل من المعنى في(فعول) أو ( فعال ) ؟
لقد قال العلماء [ إن (فعال ) أبلغ من ( فاعل ) وقالوا إن ( ضروب ) ناب عن قولك :( ضارب وضارب وضارب) ]
ولقد [ سأل الصاحب بن عباد القاضي عبد الجبار المعتزلي عن قوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان:3)
كيف غاير بين الصفتين وجعل المبالغة من جانب الغفران ؟
فأجاب أن نِعَم الله تعالى على عباده كثيرة وكل شكرٍ يأتي في مقابلها قليل ، وكل كفر يأتي في مقابلتها عظيم ، فجاء ( شكور ) بلفظ ( فاعل ) وجاء ( كفور ) بلفظ ( فعول ) على درجة المبالغة .. فتهلل وجه الصاحب )
كما أن البيهقي في كتابه الأسماء والصفات : وهو يشرح معاني هذه الأسماء يقول :
( غافر : الذي يستر على المذنب ، ولا يؤاخذه به ، فيُشهره ويفضحه .
والغفار : هو المبالغ في الستر فلا يشهر الذنب في الدنيا ، ولا في الآخرة .
والغفور:هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ويزيد عفوه على مؤاخذته)
كل ذلك قالوه ، لكن الذي أميل إليه أن المبالغة وعدمها إنما تكون عند استعمال هذه الصيغ في حق الإنسان ، فيقال صابر وصبور ، وآكل وأكول ، وأكال ، فالمبالغة وزيادة المعني في ( فعول وفعال ) مفهومه ، لكن عند استعمال هذه الصيغ في حق الله تعالي، فالأمر يختلف ولذلك قال الزركشي: إن المبالغة هنا إنما هي[ بالنسبة إلى تكثير التعلق،لا بالنسبة إلى تكثير الوصف، فاسمه (الغفار) مثلاً يعني ( الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أخرى وكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً ) ] ......
وقد سئل أبو على الفارس :
هل تدخل المبالغة في صفات الله تعالي ؟
فأجاب بالمنع ، لأن الله تعالي ذم من نسب إليه الإناث ، لما فيه من النقص فلا يجوز إطلاق اللفظ المشعر بذلك . )(1/2331)
وعلى هذا فإن صفات الله تعالي التي جاءت على صيغة المبالغة ، والتي جاءت علي غيرها سواء في الدلالة على ذاته سبحانه واتصافه بها .
فهو سبحانه ( غافر الذنب ) فإذا نظرنا إلى عدد الذنوب المغفورة أو إلى عدد من غفر لهم من الخلق قلنا : إنه (غفار) وإذا نظرنا إلى عظم الذنوب وأحجامها قلنا : إنه (غفور)0
زد على ذلك أن القول بأن فيها مبالغة يجعلها شبيهة بصفات البشر، فالفروق في الصيغ يلحظ فيها المبالغة بالنسبة للناس،وفرق بين صفات البشر،وصفات رب البشر
( ومن الإيمان بالاسم : الإيمان بما دل عليه من معني : فلكل اسم معنى يخصه غير الاسم الآخر ، وكلها اتفقت في دلالتها على الذات .
كما أن من الإيمان بالاسم .. الإيمان بأن الله سبحانه وتعالي منزه عن مماثلة المخلوقين .. لقوله تعالي ( ليس كمثله شيء )
وهنا يثار سؤال وهو : إذا كان ( فعول وفعال ) موضوعين للمبالغة فما وجه تكرارهما ؟
يقول الزجاج : [ وإنما جاز تكرارها،وإن كانا بمعني واحد وأنت لا تكاد تقول في الكلام : فلان تروك للفواحش ، تراك لها ، وصروف عن القبائح صراف عنها إلا لمعنيين :
أحدهما : أن اختلاف الموضوعين يحسن من ذاك ما لا يحسن مع المجاورة ، ألا تراهم أجمعوا على أن الإيطاء مع بعد الموضع ، ليس هو مثله مع قرب الموضع0
والوجه الآخر: أن هذا يحسن في صفات الله تعالي وإن كان لا يحسن في أسامي المخلوقين وصفاتهم ، لأنهم لم يبلغوا قط في صفة من الصفات المنتهي ، والله تعالي المتناهي في هذه الصفات التي تمدح بها،فيحسن فيه من ذلك ما لا يحسن في غيره ]
فالفروق بين الصيغ إذاً إنما هي من حيث تعلقها بالمذنبين وبالذنوب ، وليست من حيث تعلقها بالله تعالي ، وفرق بين الأمرين كبير .
هل صفات الله – تعالي – قائمة على المجاز ؟(1/2332)
( قيل إن صفات الله التي جاءت على صيغة المبالغة كلها مجاز ، لأنها موضوعة للمبالغة ، ولا مبالغة فيها ، لأن المبالغة ، أن تثبت للشيء أكثر مما هو له ، والمعلوم أن صفاته سبحانه متناهية في الكمال ولا يمكن المبالغة فيها .
كما أن المبالغة تكون في صفات تقبل الزيادة والنقصان ، وصفات الله تعالي منزهة عن ذلك .
والتحقيق أن صيغ المبالغة قسمان :
أحدهما : ما تحصل المبالغة فيه بحسب زيادة الفعل .
والثاني : بحسب تعدد المفعولات .
ولا شك أن تعددها لا يوجب للفعل زياد ، إذ الفعل الواحد قد يقع على جماعة متعددين.
وعلى هذا القسم تنزل صفاته تعالي ويرتفع الإشكال .
فالمبالغة مصروفة إلى مجموع الأفراد التي دل السياق عليها فهي بالنسبة إلى كثرة المتعلق لا الوصف . )
أضف إلى ذلك أن المجاز قائم على الادعاء وأسماء الله تعالي قائمة على الحقيقة .
ومن كل ما سبق فإني أرى أن أسماء الله تعالي وإن كانت قد جاءت على صيغ تعارف عليها أهل اللغة أنها للمبالغة مثل : ( فعال وفعول ) إلا أن أسماء الله تعالي وصفاته لا مبالغة فيها .
ويبقي السؤال ، وهو : ما حكمة وضعها على هذه الصيغ؟.
ولعل السبب في ذلك أن العرب – وقد نزل القرآن بلغتهم – لما ترسخ في عقولهم أن هذه الصيغ بلغت المنتهي في الدلالة ، وأريد ترسيخ معنى أن صفات الله تعالي بالغة هذا الحد ، وضعت هذه الصفات على تلك الصيغ لترتسم في قلوب المسلمين مدى ما وصلت إليه هذا الصفات ، وأنها لا زياد عليها .
الأسماء الثلاثة بين التعريف والتنكير:
وردت هذه الكلمات في القرآن الكريم مرة دون[ أل] ، ومرة فيها[ أل] فقيل ( إن الله غفور رحيم ) ( وكان الله غفوراً رحيماً ) و ( نزلاً من غفور رحيم ) كما قيل : (إنه هو الغفور الرحيم ) و ( وهو العزيز الغفار ) .
لكن الشائع ، والأغلب في هذا الاسم وروده دون (أل) حيث ورد معرفاً أربع عشرة مرة من بين إحدى وتسعين مرة ورد فيها الاسم الكريم .(1/2333)
وهذا يفيد أن المقصود الأعظم من ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم النفوذ إلى الصفة..أعني : إلى المغفرة، وجذب القلوب إليها أولاً ، ذلك لأن [لام التعريف تدخل الأعلام للمدح والتعظيم]
وقيل [ إن اللام في الأسماء : تفخيم الجرس، وفي المعني: توفير المسمي وتعظيمه]
ولما كان التعظيم والتفخيم والتوقير مستفاداً من أسماء أخر ، كان الأصل في اسمه [ الغفور والغفار] إبراز الصفة .
[ وقد صح أن ما جاء من الأعلام وفيه لام التعريف إنما ذلك لما فيه من معنى الفعل والوصفية . ]
وعلى هذا فالمقصود الأعظم من ذكر الغفور- معرفاً كان أو نكرة إنما هو القصد إلى المغفرة ، والدلالة عليها ، وتوكيدها ، وقد يفاد من الألف واللام فيها القصر ، أو التعظيم أو غير ذلك من المعاني المستفادة من التركيب والسياق لكن الأصل في الاسم أياً كانت صيغته هو الدلالة على الصفة .
الأسماء الثلاثة بين مجيئها في
الفاصلة وتقدمها في الآية
جاءت الأسماء الثلاثة في الآيات القرآنية في جملة الفاصلة عدا ثلاثة مواضع ، منها اسمه ( غافر ) وهو الاسم الذي ذكر مرة واحدة في القرآن الكريم ، وجاء في بداية الآية الثالثة من سورة غافر من قوله تعالي (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) (غافر:3)
ثم ورد اسمه ( الغفار) ضمن أول الآية في سورة طه رقم 82 وذلك قوله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) .
ثم ورد اسمه ( الغفور) ضمن أول الآية في موضع واحد وذلك في سورة الكهف رقم 58 وفيه :( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) (الكهف:58)
وقبل الوقوف على دلالة ذلك أود أن أقف على الفاصلة قليلاً .(1/2334)
[ فالفاصلة هي الكلمة التي تكون آخر الآية ، نظيرها قرينة السجع في النثر وقافية البيت في الشعر .....أو هي الكلام المنفصل مما بعده ،وقد يكون رأس آية وغير راس آية ،وهي الطريقة التي يباين بها القرآن سائر الكلام ،وتسمي فواصل لأنه ينفصل عندها الكلامان00
وما ثبت أن النبي وقف عليه دائماً تحققنا أنه فاصلة وما وصلة دائماً تحققنا أنه ليس فاصلة ، وما وقف عليه مرة ووصلة أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريف الفاصلة، أو لتعريف الوقف ، واحتمل الوصل أن يكون غير فاصلة . ]
ومعلوم أن عناية القدماء بختام الكلام لا تقل عن عنايتهم بمقدماته ولقد جرى القرآن الكريم على سنن العربية حين ختم آياته بهذه الفواصل ، ولقد نظر العلماء إلى بعض التصرف في الكلام فوجدوا أن هذا التصرف إنما كان من أجل الفاصلة ، ورعاية لها ... من ذلك مثلاً :
في قوله تعالي (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) (القمر:41) .
قالوا : [ أخر الفاعل من أجل الفاصلة .. وأخر الفعل من قوله ( ومما رزقناهم ينفقون ) البقرة 3 لتوافق رءوس الآي .
وتأخيرُ الاستعانة عن العبادة في قوله (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) .
لأجل الفواصل ، وألحقت الألف في كلمة ( الظنونا )في قوله (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10) من أجل الفاصلة ، أو كما يقولون [ من أجل التناسب وإفراغ الكلام في قوالب التقفية وتحليتها بمناسبات المقاطع . ]
مما يعني أن الاهتمام بالفواصل حدا بالعلماء إلى اعتبار بعض مواضع التقديم والتأخير، والزيادة ، والنقص ، والإفراد ، والتثنية ، وغير ذلك أنه من أجل الفواصل ..فلم كل هذا ؟
لأن الفاصلة كأنها تلخيص لمراد الآية ، وتعقيب عليها ، وتعليل لها ؛ لذلك ولغيره ، كانت العناية بها ، فوُضع لها إطارٌ نغمي خاص ، وبُنيت بناءً خاصاً ،(1/2335)
لإبراز ما فيها من عناصر الجمال ، أو كما يقول صاحب كتاب الفاصلة في القرآن الكريم : إنها تمثل عنصر الجمال البارز في الآيات وهي قائمة على [قانون الإيقاع، وقانون العلاقات ]
وهنا يبرز السؤال المهم :
إذا كانت الفاصلة قد حازت على هذا القدر من العناية فما وجه ختم الآيات بفاصلة تحوى أسماء الله الحسنى ؟
إن القرآن الكريم وعد ، ووعيد ، وتبشير وتهديد ، وإخبار ، وإعلام وتشريع لأحكام ... وغير ذلك من الأمور التي يكثر دورانها في القرآن الكريم ، والمعلوم أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يحمل صفة كأنما هي إيجاز لهذه المعاني ، وبيان لها ، فهو سبحانه الغفور ، وكذلك هو العزيز ..هو العفوّ ، وكذلك هو المنتقم .. هو الرءوف الرحيم ، وكذلك هو القوي المتين ..
وكأن هذه الأسماء أختام وتوقيعات ربانية على المعاني التي في الآيات لتُوَثقها ، وتعللها وتؤيدها ، وتمنحها بعد التوضيح تأكيداً وبعد التعليل حسناً أكيدا ، ولم لا ، والنفس تأنس بهذه النغمات التي تبرزها الفواصل ، فإذا كان هذه النغم ناشئاً من أسماء الله الحسنى كان الجمال أبهر، والحسن أزهر.
وإذا تذكرنا أن الفاصلة غالباً ما تحوى اسمين من أسمائه الحسنى علمنا أن هناك ضرباً من الإيقاع الذي يقوم تارة على التقابل كما هو الحال بين( العزيز والغفار) ، أو يقوم على التوازي كما بين (الغفور والرحيم) أو يقوم على التتابع كما بين( الغفور والشكور) .
وهكذا تزداد الفاصلة بهاءً بأسمائه الحسنى ويزداد المعني في الآيات توكيداً بهذه الفواصل .
تبيان مجئ الأسماء الثلاثة بين
الاعتناق والتفرد
لا خلاف على أن دلالة الكلمة ، ومعناها ومضامينها تزداد نمواً ، من خلال التركيب وأن الكلمة – وهي منفردة – لها دلالة المادة والصيغة فقط ، فإذا أُخذت هذه الكلمة ووضعت في أسرة تركيبية ، رأيت المعني وقد اكتسب ظلالاً دلالية أخرى .(1/2336)
هذا يعني أن الكلمة لا تعطي معناها من ذاتها فقط ، بل هناك روافد تضيف إليها وتصبغها بعالمها ، ومن هذه الروافد – بعد المادة والصيغة: مكان الكلمة في الجملة ، وموقعها من الإعراب ، ثم قرينها وأليفها .
نعم ... فالكلمة كالإنسان ، بل إن الكلمة إنسان ، يأنس بغيره ولا يحيا إلا في مجتمع وأسرة ،وكما أن للإنسان صديق حياة ، ورفيق وجود ، فإن هناك كلمات لا تكاد ترى إلا في صحبة قرين لها ، وقليلاً ما تجدها إلا وهي في صحبة أليفها ، تلكم هي أسماء الله الحسنى .
فلا يكاد القارئ يقرأ كتاب الله ، فتقع عينه على اسمه سبحانه ( الغفور ) إلا وتقع في ذات الوقت على اسم آخر مثل ( الرحيم ) وكذلك لا يكاد يأتي اسم ( العزيز ) إلا في صحبة اسمه ( الحكيم ) أو اسم آخر تقتضيه دلالات السياق والمقام .
لذلك كان وجود أحد هذه الأسماء دون قرين له من أخوته أمراً يدعو إلى التوقف ، وبيان وجه المجئ منفرداً عن أليفه ، وبعيداً عن قرينه .
والأسماء الثلاثة ( غافر – غفار – غفور ) لم تأت منفردة إلا في ثلاث آيات :
الأولي : في سورة الإسراء في قوله الله تعالي (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً) (الاسراء:25)
الثانية : في سورة طه ، في قوله تعالي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (آية:82)
والثالثة في سورة نوح ، في قوله تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) آية 10 .
وعودة إلى سياق كل موضع يتبين الآتي :
في سورة الإسراء كان السياق في شأن بر الوالدين والإبلاغ في النهي عن العقوق فبدأ ذلك بقوله (لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) أية 22.(1/2337)
ليكون مرتكزاً لما سيأتي بعد ذلك ، وأن العقوق للوالدين فرع من الشرك فجاءت الجمل حاملة صيغ النهي المتتابعة ، المشعرة بالغضب على كل من خالف ، فقالت في البداية ()وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (الإسراء:23) لتربط بين القضيتين لأنهما من مشكاة واحدة ثم قيل :
لا تقل لهما أف
لا تنهرهما .
قل لهما قولاً كريماً .
أخفض لهما جناح الذل ...
قل رب احمهما ...
ربكم أعلم بما نفوسكم !!
وهذه الدفقات الإنذارية المتتابعة تضفي على الجو العام شعوراً بالرهبة لكل من خالف أمراً أو نهياً في هذه الرسائل المتلاحقة .
ثم قيل تعقيباً (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) (الإسراء:25)
أي [ ثم فرطت منكم في حال الغضب وعند حرج الصدر ، وما لا يخلو منه البشر أو لحميّة الإسلام – هنة تؤدي إلى أذاهما ، ثم أنبتم إلى الله واستغفرتم منها فإن الله غفور ] كذا فقط 0
فالذنب مغفور فقط ، وأين الرحمة ؟
إن علمها عند ربي ، فالسياق حجزها هنا وأتي باسمه ( الغفور ) فقط ليضيف إلى التهديد تهديداً آخر .
ويلحظ أيضاً أن هذه المغفرة ليست لمن تاب وأناب ، بل للأوابين المداومين على التوبة والاستغفار ، وما رأيت ذنباً كهذا في دين الله !! .
----------------
أما الموضع الثاني والذي جاء في سورة طه وفيه قوله تعالي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) آية 82 .
فقد جاء في معرض عد النعم لبني إسرائيل التي أنعم الله بها عليهم في الدنيا وهي
1- قد أنجيناكم من عدوكم .
2- واعدناكم جانب الطور الأيمن .
3- نزلنا عليكم المن والسلوى .
4- إني لغفار – أي أستر على العاصي في الدنيا ولا أفضحه .(1/2338)
وليس من النعم التي أنعم الله بها عليهم في الدنيا ما يشير إلى الرحمة أو العفو أو نحو ذلك لأن هذه أمور متعلقة بالآخرة ، أما ستر المذنب وعدم فضحه بين الناس فهي نعمة من الله تشبه النجاة من فرعون وإنزال المن والسلوى .
لذلك اقتصر هنا المجيء على اسمه ( الغفار ) دون أن يُلحق به اسم آخر من الأسماء الحسنى .
---------------------
أما الموضع الثالث وهو موضع سورة نوح فيقول الله تعالي فيه :
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) آية 10 .
و السياق هنا سياق ترغيب بالماديات ، وبنعم الدنيا أولاً ، وكأنهم كانوا يجنحون إلى الإيمان المادي الملموس ، المشاهد ، فجاءت دعوة نوح عليه السلام لتذكرهم بهذه النعم المادية ، وفيها : ستر الله عليهم وعدم فضحهم وكشف عيوبهم ، ثم إرسال الغيث ، وزيادة الأموال والبنين وإنبات الأرض جناناً ، وشق الأنهار وخلق السماوات طباقاً ، وجعل القمر نوراً ، وجعل الشمس سراجاً .. إلى آخر ذلك من نعم ملموسة ، ولذلك كانت الدعوة إليها بقوله ( ألم تروا ) ؟
فلما كان الأمر كذلك حسن الاقتصار علي الغفران في قوله ( إنه كان غفاراً ) وكأن إيمانهم بالمغفرة بداية للإيمان بالرحمة والعفو وغير ذلك ، فلما كانوا معاندين اقتصر على تذكيرهم بأنه(غفار)،لتعلق المغفرة غالباً بسترهم في الدنيا من الفضيحة
وهكذا يلحظ أن مجيء اسم الله تعالي ( الغفور ) أو ( الغفار ) منفرداً عن قرين له ما يبرر من السياق والقرائن ، فليس الأمر حشواً للأسماء داخل الآيات ولكن لكل شيء مقدار ، فكل شيء عنده بمقدار .
مدخل :
لم يرد اسم الله تعالي ( غافر ) منفرداً دون إضافة في القرآن الكريم ، كما ورد اسمه ( الغفور ) , و ( الغفار ) .
وإنما جاء في السنة في إحصاء ابن حجر ، والبيهقي وابن الوزير والاصبهاني وابن منده لحديث [ إن لله تعسة وتسعين اسماً ...](1/2339)
كما أن اسمه ( غافر ) لم يرد إلا في آية واحدة في سورة غافر وذلك قوله سبحانه (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) من 1- 3 .
إعراب ( غافر الذنب ) في الآية :
يقول أبو حيان – رحمه الله – في البحر المحيط [ ( تنزيل ) مبتدأ و ( من الله ) خبر أو خبر ابتداء أي ( هذا تنزيل ) ... وتلخص من هذا الكلام أن( غافر الذنب ) وما عطف عليه ، و( شديد العقاب ) أوصاف ؛ لأن المعطوف على الوصف وصف ، والجميع معا رف على ما تقرر .. ، أو أبدال لأن المعطوف على البدل بدل لتنكير الجميع، أو (غافر) و (قابل)وصفان و(شديد) بدل لمعرفة ذينك وتنكير (شديد) ]
ويري ابن عاشور –رحمه الله –أن هذه كلها أوصاف لاسم الله فيقول : (أجريت علي اسم الله ستة نعوت معارف بعضها بحرف التعريف وبعضها بالإضافة إلي معرف بالحرف 000والمراد بـ [غافر وقابل ] أنه موصوف بمدلوليهما فيما مضي إذ ليس المراد أنه سيغفر وسيقبل ، فاسم الفاعل فيهما مقطوع عن مشابهة الفعل وهو غير عامل عمل الفعل ، فلذلك يكتسب التعريف بالإضافة التي تزيد تقريبه من الأسماء ، وهو المحمل الذي لا يناسب غيرها هنا . ]
وعلى هذا فقوله ( غافر الذنب ) اسم مثلها مثل ( العزيز ) و ( العليم ) وهي مثلها صفه لاسمه الجليل ( الله ) الوارد في أول الآية ( تنزيل الكتاب من الله ) .
أثر السياق والمقام في فهم المراد :
أول ما يلفت النظر في اسمه ( غافر الذنب ) أنه لم يذكر إلا مرة واحدة في القرآن الكريم ، وجاء في سورة عنوانها هو هذا الاسم ( سورة غافر ) وجاء في أول الآية والأكثرية الكاثره في أسماء الله تأتي في الفاصلة ، وجاء مضافاً إلى الذنب ولم يفرد بالذكر مثل ( غفور وغفار ) .
وتلك أمور تجعل من هذا الاسم نمطاً خاصاً يغاير الاسمين الآخرين .(1/2340)
ومع أن الاسم يدل على المغفرة إلا أنه ورد في سورة يخيم عليها [جو المعركة بين الحق والباطل ....
ومما يتفق مع هذه السمة افتتاح السورة بإيقاعات ذات رنين خاص :
غافر الذنب .. قابل التوب .. شديد العقاب.. ذي الطول ... لا إله إلا هو ... إليه المصير ..
فكأنما هي مطارق منتظمة ثابتة الوقع مستقرة المقاطع ، ومعانيها كذلك مساندة لإيقاعها الموسيقي ..
حتى مشاهد القيامة داخل السورة كانت تُعرض في صورها العنيفة المرهوبة المخيفة متناسقة مع جو السورة كله ، مشتركة في طبع هذا الجو بطابع العنف والشدة . ]
كل ذلك لماذا ؟
لأن السورة ترد في أغلبها على هؤلاء المعاندين المكذبين المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق ، ولذلك يذكر فيها الحديث عن جدالهم مرة بعد مرة ، وكأنه محور السورة ... فالرد على المكذبين بتنزيل القرآن من الله هو محور السورة حيث يقال :
(مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (غافر:4)
(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً) (غافر:35)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) (غافر:69)
فكأنهم استكبروا واعتزّوا بعلمهم ... حتى قيل (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (غافر:83)
كل ذلك شكل دلالة ( غافر الذنب ) .
فإذا انتقلنا من هذا السياق الكبير للسورة إلى السياق الصغير المحيط بالكلمة فإن الأمر يزداد تأكيداً ، فاسمه ( غافر الذنب ) وضع داخل مجموعة من الأسماء بدأت باسمه العَلَم ( الله ) وختمت بتوحيده ( لا إله إلا هو )
ولا يخفي ما في هذا البدء والختام من رهبة ،وكأنها تهديد ، ولذلك كان التعقيب بـ[ إليه المصير ](1/2341)
ثم إن هذا البدء والختام اختصار لرحلة الخلق ، كما أن المجيء بأول الأسماء بعد اسم الله كان باسم العزيز[ والعزيز هو الممتنع فلا يغلبه شيء وهو القوي الغالب]
ثم ختمت الأسماء باسمه [ذي الطول ] أي : ذي القدرة والهيمنة لأن[ الطول في الأصل : الامتداد في الشيء ]
وكأن المراد : [ يغفر أو يعاقب ]
فهو سبحانه [ غافر الذنب وقابل التوب ] و [ شديد العقاب ]
كما أن الاسم جاء علي صيغة [ فاعل ] وهي ليست مثل [ فعول أو فعال ] في اللغة ،فـ[فاعل ] بداية الفعل ، ثم يزاد فيه فيقال [ فعال أو فعول ] 0
كما أن الاسم لم يخلص لحاله بل شبك بلفظ آخر وهو[ الذنب] ؛ ليكون الذنب حاضرا مع الاسم في الصورة ، تشاهده العيون فكأنه لم يمح ، كيف وهو حاضر أمام العيون ؟
إذا روجع كل ذلك لتبين أن المغفرة هنا تحيط بها ظلال التهديد لمن كذبوا بتنزيل الكتاب من الله العزيز الحميد
ولما كان هذا ذنباً خاصًا جيء لهم بمغفرة خاصة إذا تابوا 00
هذه المغفرة مسبوقة بصفات القوة والغلبة ، ومتبوعة بصفات القوة والغلبة حتى تكون في ركابهم ولا تخرج كثيرا عن طوعهم،ليراها كل ناظر من خلال هذا الجو المشحون بالغضب ليعلم أن التكذيب بنزول الكتاب ليس ككل ذنب إذ هو تكذيب بالمنزل والمنزل عليه معا فإن تاب ورجع فلا يحرم من المغفرة ، وكأن المغفرة هنا ومضة ونسمة في جو عصيب .
مواضع ذكر هذا الاسم الجليل :
ورد هذا الاسم الجليل(غفّار) في خمسة مواضع،منها موضعان دون(ال) وذلك في سورتي طه ونوح، والثلاثة الباقية فيها ال ، أي ( الغفار ) في سورة [ ص –الزمر – غافر ] وهاهي المواضع بالترتيب :
1- (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82)
2- (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (صّ:66)(1/2342)
3- (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5))
4- (تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر:42)
5- ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح:10)
------------------
والنظر إلى هذا الترتيب في المصحف قد يشير إلى عدة معان منها :
1- في البداية والختام جاء اسمه ( غفار ) دون ( ال ) وكأن المراد التعرف على الصفة في البدء والختام فجيء بها نكرة لتفيد الشيوع فعفو الله يسبق عقوبته ومغفرته تسبق غضبه .
2- في البدء والختام جاء اسمه ( غفار ) دون التصاق باسم آخر فالمقصود إذن هذه الصيغة وحدها .
3- في البداية والختام كان اسمه ( غفار ) خبراً لـ[إنّ] مما يشير إلى أن التوكيد هدف في البدء والختام .
4- في البداية قيل ( وإني لغفار ) فهو تعريف من الله لعباده ، وبعد رحلة القرآن الكريم ، سئلوا كيف وجدتموه فقالوا ( إنه كان غفاراً )0
دلالة اسمه ( غفار ) بين سورتي ( طه ) و ( نوح )
ما دام اسمه ( غفار ) قد ورد في هاتين السورتين ، فإن قواعد البيان توجب النظر في الموضعين معاً ، لكشف ما بينهما من صلات القرب الذي كان من آثاره اصطفاء هذا الاسم ( غفار ) بهذه الخصائص :
وهذه بعض معالم القرب بين سورتي طه ونوح .
أولاً : [ سورة طه تبدأ وتختم خطاباً للرسول e، ببيان وظيفته ، وحدود تكاليفه ... وأمر الخلق بعد ذلك إلى الله تعالي ]
وفي سورة نوح بيان أيضاً لوظيفة نوح عليه السلام ( أنذر قومك ) ( قال رب إني دعوت قومي ) .
وحدود تكاليفه ( دعوتهم لتغفر لهم ) ، ومع ذلك لم يؤمن منهم إلا القليل ؛ لأن أمر الخلق إلي الله تعالي .(1/2343)
ثانياً : في سورة طه قيل لرسول الله e ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) .
وفي سورة نوح بيان لصورة هذا الشقاء حيث ظل نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً وما آمن معه إلا قليل .
ثالثاً : في عاقبة قوم نوح قيل: ( أغرقوا فأدخلوا ناراً )
وفي عاقبة فرعون و قومه قيل : ( فغشيهم من اليمّ ما غشيهم )
رابعاً : تلاقى كثير من عناصر السياق في السورتين وذلك نحو :
1- أن الاسم الكريم ( غفار ) جاء في معرض التذكير بالنعم في السورتين ففي طه قيل (يَا بَنِي إِسْرائيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى.. وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:80:82)
وفي نوح قيل: (إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً .. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ....) (نوح:9: 11 )
.... وكل ذلك عد للنعم .....
2- أن الاسم الكريم ذكر في معرض الرزق المنزل من السماء وأكل الحلال ففي طه قيل ( ونزلنا عليكم المنّ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ... وفي نوح قيل : (يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ..الخ
3- في نوح قيل: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ..ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً) (نوح:17 : 18) وفي طه قيل: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طه:55)
4- في نوح قيل: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ بِسَاطاً ..لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً) (نوح19 : 20) وفي طه قيل: ( الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً .... )
وهكذا يتلاقى السياقان مما يشعر بشدة القرب فإذا أضفنا إلى هذا التلاقي ما في الجملة والاسم موضوع البحث لوجدنا زخماً من التشابه بين السورتين0(1/2344)
لكن هذا الزخم يضع البحث أمام سؤال ، وهو: متى يأتي اسمه ( غفار ) ،وفي أي المقامات يكون ؟
ومن خلال ما سبق أستطيع أن أقول أن هذا الاسم بهذه الصيغة ودون ( أل ) يأتي في قضية الرزق وما يحيط بها من لغط وشوائب في حياة الناس ، فالسعي على الرزق – ولا شك – لا يسلم من شبهة ، ولا ينأى كلية عن شائبة فناسب ذلك مجيء هذا الاسم الخالي من أل ، القريب من والوصف منه إلى الذات ، وهذا ما أكده ابن الجوز في زاد المسير حيث قال :
[ الغفار : الذي يغفر ذنوب عباده مره بعد أخرى ، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً لأنه يستر .... فالغفار : الستار لذنوب عباده المسبل عليهم ثوب عطفه . ]
وهذا ما يؤكده ورود هذا الاسم في سورتي طه ونوح ملتصقاً بالرزق كما سبق .
وإلى تحليل كل موقع على حدة :
موقع سورة طه :
قال الله تعالي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82)
وهذه الآية جاءت في ختام مشهد النصر – على فرعون وقومه – بغرقهم في اليم ونجاة موسى وبني إسرائيل ، في معجزة باهرة رآها الجميع .
ثم تأتي الآية مبدوءة بهذه الجملة الخبرية ، وكان الخبر فيها هو هذا الاسم (غفار) وأكد هذا الخبر بعده مؤكدات منها : [ إن – واللام – واسمية الجملة ] وكان المخبر عنه هو الضمير الظاهر – ياء المتكلم – المشعر بحضور المتكلم ورؤية الجميع له ، وكأن القارئ في حضرته سبحانه ، فهو يخاطبه .
ثم إن الجملة ليس فيها تقديم أو تأخير حيث تأخرت المتعلقات عن الخبر ، لأن القصد إثبات المغفرة ، بعيداً عن أصحابها ، والمستحقين لها ، فإذا ثبتت المغفرة ، واتصافه سبحانه بها قيل : إنها لمن تاب وآمن وعمل صالحاً .... الخ .
ولو قدمت هذه المتعلقات وقيل وإني لمن تاب وآمن .. لغافر ، لظن تعلق الوصف والخبر بهؤلاء ، لكن هذا غير مراد لأن الآية وسياقها في ذكر نعم الله وصفاته والتي منها أنه (غفار) سواء وجد من يغفر لهم أم لا .(1/2345)
وفي السياق علاقة وثيقة بين الاسم ومضمون الآيات .
فالاسم ( نكرة ) ( غفار ) ومن دلالة النكرة العموم والشمول ، فالستر هنا شمل الذنب والمذنب ، كما يشمل أنواع الذنوب المختلفة ، من حيث اكتساب الرزق ، وإنفاق الرزق .
فالآية تنادي على بني إسرائيل لتذكرهم :
قد أنجيناكم – وواعدناكم – ونزلنا عليكم .
وهذا الخطاب يلحظ فيه التودد لهذه الطائفة المؤمنة فلما زاد التودد قيل: (كلوا من طيبات ما رزقناكم ، ولا تطغوا ..
وهنا يطرح سؤال، وما بال من طغي ثم تاب ورجع ؟
فقيل ( وإني لغفار..)
فالسياق الأخص هنا مشعر بالتودد والرغبة في صلاح حالهم ، وبخاصة وهم في بداية عهدهم بعد النجاة من فرعون ، فوُعدوا بعموم المغفرة وشمولها فالمناسبة بين الاسم والمستحقين له لا تخفي .
العلاقة بين السحرة وقوله ( غفار )
الإلحاح على السورة والآيات ، والاسم الشريف ، ومداومة النظر في كل ذلك يفتح للتحليل أبواباً أخرى للنظر ، ويكشف عن علاقات متنوعة بين الاسم الجليل وطوائف أخرى داخل السورة .
فالآية محل البحث جاءت في الوسط بين ذكر السحرة وإيمانهم وثباتهم وبين الحديث عن بني إسرائيل ،وألمح مقارنة في السياق بين السحرة الذين تابوا وأنابوا بمجرد رؤيتهم آية واحدة من آيات الله وهي تَلَقُّف عصا موسى لعصيهم، وبين بني إسرائيل الذين رأوا الآيات تترى وعند أول اختبار ، وذهاب موسى ،عبدوا العجل .
ولنعد إلى ترتيب الآيات لتوضيح ذلك : يقول الله تعالي في شأن السحرة :
- فألقى السحرة سجداً قالوا آمنا 000
- قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ...
- إنه من يأت ربّه مجرماً فإنه له جهنم ...
فكل آية من هذه الآيات تشير إلى شرط من الشروط المصاحبة لاسمه ( غفار ) فقوله ( وإني لغفار لمن تاب ) يشير إلى فعل السحرة حين أُلقوا سجداً00(1/2346)
وقوله: ( وآمن ) يشير إلى قولهم [إنا آمنا بربنا ]
وقوله [وعمل صالحاً ] يشير إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قولهم :
( إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم ... )
ومن خلال هذه العلاقات يمكن فهم الآيات التالية لبني إسرائيل على أنها تبكيت لهم وتذكير بفعل السحرة،حيث قيل لهم:[يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم... الخ
ولذلك لم يعقب على الحديث معهم بأنه غفر لهم ، فلما عبدوا العجل ورجع إليهم موسى وقف السياق عند قوله ( إنما ألهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً ) دون تعقيب على فعلهم بشيء ، فلقد انتقل السياق إلى خطاب النبي e وقيل له ( كذلك نقص عليكم من أنباء ما قد سبق ... ) .
فكأن القصة كانت مقارنة بين السحرة وبني إسرائيل ، بين قوم تابوا وآمنوا وعملوا صالحاً ، وقوم ارتدوا وأنكروا من بعدما رأوا الآيات ومن هنا ينتقل اسمه ( غفار ) ليلتصق بالسحرة ، والعلاقة بينهما لا تخفي فالاسم يدل علي كثرة المغفرة ، وكثرة المغفور لهم .
والسحرة من حيث العدد كما جاء في بعض الروايات [ كانوا خمسة عشر ألف ساحر ]
ومن حيث الفعل فالسحر من الموبقات فناسب ذلك كله المجئ بهذا الاسم ( غفار ) ليشمل الكثرة في العدد ، والكثرة في الذنوب أما كثرة المؤكدات في الجملة ، فلأن السحرة لم يعملوا عملاً لله تعالي إلا عظتهم لفرعون ، فما لبثوا أن آمنوا حتى قتلوا ، وصحائفهم ملأى بالسحر ، وإغواء الناس من أجل ذلك تأكدت الجملة وقيل ( وإني لغفار ) .
دلالة اسمه ( غفار ) في سورة نوح
يقول الله تعالى في سورة نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح:10)
[ والسورة كلها تقص قصة – نوح – عليه السلام مع قومه ... وتعرض صورة من صور الجهد المضني ، والعناء المرهق ، والصبر الجميل ، والإصرار الكريم من جانب الرسل – صلوات الله عليهم – لهداية هذه البشرية الضالة العنيدة العصيبة الجامحة ....(1/2347)
إنها ترسم تلك الصورة التي يعرضها نوح – عليه السلام – على ربه وهو يقدم له حسابه الأخير بعد ألف سنة إلا خمسين عاماً قضاها في هذا الجهد المضني .... ]
والنظر في الآيات الأولى يلحظ فيها الإلحاح في الدعوة ، حتى إن مادة ( دعا ) ذكرت قبل هذه الآية أربع مرات ..... وهي :
( قال ربي إني دعوت قومي .... )
( فلم يزدهم دعائي إلا فراراً .... )
( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم ... )
( ثم إني دعوتهم جهاراً .... )
كل ذلك ولم يبين إلى أي شيء دعا ، في حين أن المطلوب منه في أول السورة هو ( أنذر قومك ) .
إذن جميع هذه الدعوات إنذار ولكن كيف كان هذا الإنذار وماذا قال فيه ؟
هذا ما تشير إليه الآية التي ورد فيها الاسم محل البحث وهي :(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً)
إذن الدعوة التي ألح عليها نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً والتي أمر بها هي:
( استغفروا ربكم ) .
فالقصد من كل ذلك هو مغفرة هذه الذنوب ، وسترها حتى في بداية السورة حين قال:( إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون) كان الجزاء (( يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى )
هكذا فقط 00، فلا مجال هنا للحديث إلا عن المغفرة . فقيل ( إنه كان غفاراً ) فكأن ملخص الدعوة التي ألح عليها سيدنا نوح _ عليه السلام – هي ( استغفروا ربكم ) والمعروف أن الاستغفار يكون لمن أسلم وآمن ، وهؤلاء مازالوا على شركهم وعنادهم . مما يعني أن قوله ( استغفروا ربكم ) هنا يقصد بها ما قاله في البداية
( اعبدوا الله ، وأطيعون ) وهذا يعني أن نوح عليه السلام – حين دعا إلي الإسلام دعا إلى المغفرة ، ودعا إلى الغفار – وذلك من التناسب العجيب ، لأن القوم طالت أعمارهم ، وكثرت ذنوبهم ، وطول العمر وكثرة الذنوب تستدعي أول ما تستدعي غفران هذه الذنوب . ومن هنا كانت الدعوة ليلاً ونهاراً ، وجهراً وإسراراً ، إلى المغفرة فهي شاغلهم كما أنها شاغل سيدنا نوح عليه السلام .(1/2348)
ولما كان اسمه ( غفاراً ) يعني أنه يغفر كثيراً ويغفر مرة بعد مرة ، وكلما أذنب العبد كان الرب غفاراً،جيء بهذا الاسم هنا، بل واقتصر عليه حتى لا ينشغلوا بغيره ، ومن هنا كان التناغم بين اسمه ( غفاراً ) وقوم نوح عليه السلام والكثرة التي أتحدث عنها تملأ جوانب السورة .
- بداية بالكثرة الكامنة من اسمه (غفاراً ) من حيث صيغة الكلمة ، وكذلك من حيث ختمها بالراء وهو حرف من صفاته التكرار ، وكذلك من حيث حركة الفتحة وهي حركة له من اسمها نصيب لأنها ( حركة خفيفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا تقبل التبعيض)1،كل ذلك ناسب هذه الكثرة في الدعوة كما قلت حيث قيل:(دعوت، دعائي، دعوتهم، دعوتهم ) .
-وهناك كثرة من نوع آخر وهي كثرة في كيفية الدعوة حيث قيل :
( أعلنت وأسررت ) وفي وقت الدعوة ( ليلاً ونهاراً ) .
-وكثرة في كلمات الدعوة حيث قيل :( استغفروا ربكم ، ما لكم لا ترجون لله وقاراً ، ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا .....)
ولذلك جاء في سورة هود ( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا )) هود 32
-ثم كان الرد كثيرا أيضاً ، حيث قال: ( رب إنهم عصوني ، ومكروا مكراً كباراً ، وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سُواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيراً .... )
هكذا بهذا الرد الذي يشبه السيل الجارف ، فكان التناسب واضحاً بين الكثرة في كل جوانب الصورة
حتى في ترغيبهم بالرزق 00 فلقد جاء وافراً كثيراً ( يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ).
ولأجل كل ذلك كان اسمه [ غفاراً ] هو الأليق بالسياق ولم يقترن باسم آخر ,لأن السياق في شأن الكفار المعاندين ,ودعوه هؤلاء تحتاج إلي التأكيد علي المغفرة لما سبق , كما اشترط عمرو بن العاص عند إسلامه أن يغفر له ما قد سبق .
لأن ذلك شغلهم الشاغل ، فرغبوا فيه ، كما رغبوا بمتع الدنيا من مال وبنين .(1/2349)
ووضع هذا الاسم في الفاصلة ليكون على ذكر منهم ، ومن هم علي شاكلتهم فمهما عاندوا فدعوتنا لهم دعوة إلى الغفار ،ولكي لا ينسوا ذلك وضع الاسم الجليل في الفاصلة ليكون آخر ما يلامس أسماعهم من كلمات الدعوة . فآخر كلمة في سياق الدعوة الطويل هي ( الغفار ) فالباب مازال مفتوحاً .
تبيان اسمه (الغفار ).
جاء اسمه ( الغفار ) معرفا بالألف واللام في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم :
الأول: في قوله سبحانه (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (صّ:66)
والثاني: في قوله سبحانه(كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5)
والثالث: في قوله سبحانه(تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر:42)
وأول ما يلحظ هنا أن هذا الاسم الكريم ورد في ثلاث سور متواليات وهي ( ص – الزمر – غافر )
كما أنه لم يرد إلا مرتبطا باسمه[ العزيز] ومقروناً به،فلا يقال إلا( العزيز الغفار) كما أن سياقه لا يخلو من ذكر أسماء أخرى وهي ( الواحد- القهار ) في السور الثلاث ،ً ففي سورة (ص) كان الاقتراب بين الأسماء الأربعة شديداً حيث قيل :
( قل إنما منذر وما من إله إلا الله- الواحد- القهار- رب السماوات والأرض وما بينها- العزيز- الغفار ) آية 65 ، 66 فلقد جاءت الأسماء في آيتين متتابعتين 0
وفي سورة الزمر أيضا تتابعوا في آيتين حيث قيل (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر: 4 ،5)(1/2350)
فارتباط الأسماء هنا يبدو واضحاً لا تخطئه العيون
أما سورة غافر فلقد فصل بين الأسماء حيث جاء قوله [ الواحد القهار ] ،وذلك في قوله تعالي (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .. (تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر:16،42)
فإذا جيء إلى الموضع الأول موضع سورة (ص) يلحظ أن الأسماء كلها جاءت أخباراً لاسم الله تعالى حيث قيل (وما من إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات ولأرض وما بينهما العزيز الغفار .... الخ )) وهذا الحشد من الأسماء جاء بعد عرض مشهد من مشاهد يوم القيامة ، تخاصم فيه أهل النار .
وارتباط هذه الأسماء بمشاهد يوم الحساب يفسر وجه تغليب أسماء الجلال فيها على أسماء الجمال بداية من اسم ( الله ) المشعر بالجلال والسلطان والجبروت ثم
( الواحد ) ثم ( القهار ) ثم ( العزيز ) وكل ذلك كأنه زجر وتهديد وترهيب من يوم الحساب .
فإذا عدت إلى السورة وجدت الحديث عن يوم الحساب يملأ جنباتها ، ويسبغ عليها ستره. ففي البداية يقول :
(إِنْ كُلٌّ إِلا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) (صّ:14)
(وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) (صّ:15)
(وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) (صّ:16)
حتى عند ذكر سيدنا داود جيء بكلمات لا تبعد بنا عن الجو العام فقيل :
(وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) (صّ:19)
وقال في توبته (وخر راكباً وأناب) 25 (ص)
وفي سليمان قال (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) (صّ:40)
ثم قال :
(إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26)(1/2351)
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (صّ:27)
وفي شأن أهل الجنة قال سبحانه :
(هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) (صّ:49)
(هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ) (صّ:53)
وغير ذلك كثير ، فذكر يوم الحساب واستعمال ألفاظ ذات رحم موصولة بهذا اليوم يجعل من السورة كلها تذكيرا بيوم الحساب، يوم المآب ، حتى أن مادة [ الأوب والإنابة] تكررت في السورة تسع مرات ، فهي الكلمة الأم التي عليها دوران السورة وارتكازها . وتظل السورة تذكر بيوم الحساب حتى تقول في النهاية
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (صّ:88)
ولا شك أن هذا السياق يجذب اسمه ( الغفار ) إلى عالم الإنذار فالسورة كلها إنذار حتى قيل في بدايتها (( قل إنما أنا منذر )) لأن المقام في شأن الرد على من أنكر وحدانية الله تعالى (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (صّ:5)
ثم رد على من أنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا :
(أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ) (صّ:8)
بل وإنكار يوم الحساب حيث قالوا مستهزئين :
(وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) (صّ:16)
في ظل هذا السياق والمقام وفي ظل صحبة هذه الأسماء (الله الواحد القهار العزيز) يأتي اسمه [ الغفار] ،ليّذكر هؤلاء بأن المغفرة لن تكون لهم ، يأتي اسمه الغفار للإبلاغ في كيدهم والنكاية والتوبيخ لهم ، وبأنهم محرمون يوم الحساب من هذا الاسم الكريم .
-------------------
ويظل السياق ممتداً من سورة ص إلى سورة الزمر ..
فالكل ( يجري لأجل مسمى .... ) الزمر 5
( ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم ) الزمر 7(1/2352)
ويقول : (( قل تمتع بكفرك قليلاً ... ) الزمر 8
( قل إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) الزمر 13
( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ) الزمر 60
( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون) الزمر 61
ثم ختمت السورة بآيات السوق :
(( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً ..... وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً )) الزمر 72 ، 73
ولا يختلف الحال في سورة غافر فسياق الآية أيضاً في ذكر يوم الحساب بل إن دلالة وسياق سورة غافر قد اختزل المواضع السابقة حيث قيل (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ، تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر: 41 ، 42)
ومع كل ذلك نرى أن آية غافر جاءت كختام لهذه الرحلة رحلة الإنذار الممزوج ولو قليلاً بالتبشير ، رحلة التهديد بيوم الحساب وما فيه من أهوال لقوم كذبوا فقيل لهم في الختام (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44)
وهكذا يمضي الاسم الكريم في السور الثلاث في رحلة الإنذار ليخفف من وطأتها على من آمن بيوم الحساب ، وكأن هذا الاسم مخصوص بيوم الحساب اليوم الذي ينبغي أن نتذكر فيه هذه الهيمنة والتفرد (( لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار .... العزيز ))
ومع ذلك لا نجاة للخلق أجمعين ، وهنا يبرر اسمه الغفار بما يحويه من كثرة المغفرة لتناسب هذا الجمع الغفير ، وما يحويه من تفرد فلا مغفرة من غيره ، ولذلك عرف بـ ( أل ) فلا غفار سواه يومئذ0
ومن هنا أستطيع أن أقول : إن اسمه[ الغفار] يعني يوم القيامة وتلك نتيجة لا ينبغي إغفالها .(1/2353)
وإن كانت المغفرة تعني الستر والتغطية . فإن أحوج ما يكون إليها الإنسان يوم القيامة ، فالخلق كلهم محشورون . وظهور الذنب أمام هذا الحشد كرب شديد ، وإسبال الستر على الخلق بداية العفو ، وقد تكون المغفرة عدم الفضيحة فقط ، وأشد ما تخشاه النفس في ذلك اليوم افتضاح أمرها ، فالكل في صعيد واحد ، وكشف الستر حينئذ من أشد أنواع العقاب، لذلك استعمل في هذا الموقف اسمه .
( الغفار ) بما فيه من دلالات مستمدة من مادة الكلمة ، وصيغة الكلمة ، وتعريف الكلمة ومجيئها في الفاصلة ، بل آخر الفاصلة ، وسبقها بالعزيز ، ومجيئها في حال الرفع ؛ لتعطي لكل ما سبق قوة ، وكثرة ، وانفراداً ، وشيوعا ، ً فالمغفرة في هذا المقام لا يدل عليها إلا بالغفار .
تبيان اسم الله تعالي:(الغفور)
(غافر ، وغفار ، وغفور).
مقاماتها ، ودلالاتها
في القرآن الكريم
سعيد جمعة
جامعة الأزهر
مدخل :
ورد اسمه – سبحانه - ( الغفور) في القرآن الكريم إحدى وتسعين مرة ، وتنوعت صورته ، كما تنوع التركيب الذي ورد فيه بحسب السياق والمقام ويمكن تلخيص هذا التنوع في عدة نقاط:
1- التعريف والتنكير .
2- حالته الإعرابية [ بين الرفع والنصب والجر ] .
3- مجيئه منفرداً أو اقترانه باسم آخر .
4- تقديمه على الاسم الآخر أو تأخيره .
وتحت كل قسم من هذه الأقسام تفريعات أخرى ، لكن هذه هي الأقسام الرئيسة التي يمكن إدخال الأسماء الإحدى والتسعين تحتها .
لكنني أود في البداية أن أشير إلى كثرة ذكر هذا الاسم في سورة النساء حيث وردت مادة ( غفر ) بصورها المختلفة- اسماً كانت أم فعلاً- في سورة النساء إحدى وعشرين مرة .
وفي ذلك ما يشير إلى شدة احتياجهن إلى هذه الصفة ، بل إن أمر النساء عامة في الإسلام قائم على الستر والحجاب والتغطية ، فإذا ضممنا إلى ذلك حالهن في الآخرة ، وأنهن أكثر أهل النار كما ورد في الحديث علمنا أن هذه الكثرة في سورة النساء ناسبت المرأة في الدنيا والآخرة .(1/2354)
كما أن هذا الاسم ورد معرفاً بـ ( أل ) في إحدى عشرة آية والباقي بدون ( أل ) مما يفيد أن المقصود الأعلى من هذا الاسم عموم المغفرة ، وشمولها ، مما يدل على أن استعمال هذا الاسم يناسب سياقات التعريف بصفاته-سبحانه - ، ويقل في سياقات اختصاصه بها دون غيره .
كما أن هذا الاسم الجليل ورد مره واحدة مجروراً بحرف الجر ( مِن ) وورد منصوباً عشرين مرة ، في حين أنه ورد مرفوعاً سبعين مرة .
ولا يخفي ما في ذلك من دلالة ، فالرفع أقوى الحركات ، هذا يتناغم مع دلالة اسمه ( الغفور ) الذي يشير إلى عظم المغفرة وكثرتها .
المبحث الأول
اسمه ( الغفور ) بين التعريف والتنكير
هذا الاسم على وزن ( فعول ) وفي دلالتها معني الكثرة والعظم ، أي أن الغفور هو الذي يستر الذنوب الكثيرة ، أو الذي يستر الذنوب العظيمة ، في حين أن غفار تتوجه إلى معنى مغفرة الذنب مرة بعد مرة ، فالمقصود منها تكرار المغفرة ، للعبد الواحد ، أو للعباد جميعاً ، فالغفار :من تكرر منه المغفرة ، للعبد أو للعباد ،والغفور : من تعظم مغفرته وتكثر للعبد أو للعباد .وفي كلتا الصيغتين مبالغة .
تعريف الاسم بـ ( أل ).
تشير السياقات الكثيرة التي ورد فيها اسمه ( الغفور ) إلى معنى الاختصاص ، وقصر المغفرة عليه سبحانه ، وكأن المعني هو الكامل المغفرة ، وذلك لأن من الناس من يستر عيب أخيه وذنوبه ، هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فالقصر قصر حقيقي أي: لا غفور إلا الله- تعالي- ، وتعريف المسند كما قال الخطيب القزويني قد يفيد القصر التحقيقي [ كما في قولك – زيد الأمير – إذا لم يكن أمير سواه ، وإما مبالغة لكمال معناه في المحكوم عليه كقولك -عمرو الشجاع - أي : الكامل في الشجاعة ، فتخرج الكلام في صورة توهم أن الشجاعة لم توجد إلا فيه لعدم الاعتداد بشجاعة غيره لقصورها عن رتبة الكمال ....وقد يفيد القصر ](1/2355)
لكن تتبع اسمه ( الغفور ) كما قلت ، من خلال السياقات يفيد قصر المغفرة عليه لتعريف الطرفين ، ووجود ضمير الفصل في بعض الجمل .
يقول أستاذي أبو موسى : [ القصر المفاد من قولك ( محمد هو الشاعر ) لم تدل عليه بكلمة ، وإنما تولد بطريقة خفية ولطيفة من احتكاك الألفاظ وتفاعل معانيها لأنك لما قلت : هو ، بعد قولك: -محمد- أفدت أنك تقصد إلى تمييزه وتحديده وتخصيصه قبل أن تخبر عنه ، وهذا لا يكون إلا إذا كنت حريصاً على إلا يشاركه غيره في هذا الخبر ، وهذا هو معنى قصر هذا الخبر عليه ، أي قصر المسند على المسند إليه ..
والدلالة هنا تولدت مما بين الكلمات .
وكذلك يتولد معنى القصر في قولك : محمد الكاتب من شيء خفي ولطيف ليس هو في متن الكلمة ، وإنما في حافتها .
وذلك لأن التعريف باللام يفيد الجنسية فقولك: الشجاع يفيد جنس الشجاع ، والكاتب يفيد جنس الكاتب، ولهذا اتسعت بها الكلمة فاستغرقت الأفراد.. فليس كاتب سواه وهذا هو معنى القصر]
واسمه (الغفور) الذي هو محل البحث الآن عُرِّف باللام وجاء في أغلب جملهِ ضمير الفصل ..
وأنا أذكر الآيات التي ورد فيها اسمه ( الغفور ) معرفاً بـ ( أل ) وهي كما قلت إحدى عشرة أية وهي على الترتيب كما يلي :
1- (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس:107
2- (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يوسف:98)
3- (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الحجر:49)
4- (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ) (الكهف:58)
5- (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (القصص:16)(1/2356)
6- (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (سبأ:2)
7- (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
8- (أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الشورى:5)
9- كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الاحقاف:8)
10- لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2)
11- (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:14)
وهذه هي الجمل مرة أخرى :
[ هو الغفور – إنه هو الغفور – أني أنا الغفور – ربك الغفور – إنه هو الغفور – هو الرحيم الغفور – إنه هو الغفور – إن الله هو الغفور – وهو الغفور – وهو العزيز الغفور – وهو الغفور الودود ] .
إن دلالة القصر لا تخلو من واحدة منها إما بسبب تعريف الطرفين ، وإما بسبب ضمير الفصل بين الاسم والخبر وقد ذكر البقاعي – رحمه الله – تعقيباً على هذه الجمل بما يفيد دلالتها على القصر حيث يقول مثلاً تعقيباً على قوله سبحانه وتعالى (( إنه هو الغفور الرحيم )) قال : [ أي وحده ]
وفي قوله( أني أنا الغفور الرحيم) قال : [ أي: وحدي...لا اعتراض لأحد عليه...]
وفي قوله (( وربك الغفور )) قال : [ أي هو وحده الذي يستر الذنوب إما بمحوها أو بالحلم عنها إلى وقت .... ]
والنظر في سياق هذه الآيات يجد كل جملة ذكر فيها اسمه( الغفور) معرفاً بأل يشير إلى اختصاص الله تعالى بهذه الصفة وبغيرها
فبداية من آية يونس يقول السياق :
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس:104)(1/2357)
ثم يواصل السياق فيقول :( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) (يونس:106) وهذا امتداد لاختصاص الله تعالى بالدعاء .
ثم يظل السياق ممسكاً بقضية إفراد الله تعالى واختصاصه بالعبادة والدعاء فيضيف إلى ذلك اختصاصه بكشف الضر فيقول :
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس:107)
هكذا بأسلوب القصر وبطريقه الرئيس ( ما وإلا ) . بحيث يأتي اسمه ( الغفور ) في سياق مشحون بالقصر وإفراد الله تعالى بالعبادة والدعاء وكشف الضر ثم بالمغفرة والرحمة . فيتساوق الجميع في نمط واحد من التعبير .
فإذا جئنا إلى آية يوسف وجدنا السياق تحيط به ظلال مختلفة . فأفعال أخوة يوسف لا تخفي على أحد والآثار الناجمة من هذه الأفعال طوّحت بأخيهم بعيداً عن أبويه ، وألقت به في السجن ، ونشأ محروماً من بيت النبوة ، كما أن هذا الآثار امتدت إلى الأب فابيضت عيناه من الحزن ،
ولما دارت الأيام وانكشفت أفعالهم ، طلبوا الاستغفار من أبيهم ، وتوددوا إليه بكلمة ( يا أبانا ) واعترفوا فقالوا ( إنا كنا خاطئين)
فأراد أبوهم- عليه السلام- أن يعلمهم أن ما فعلوا لا يقدر على غفرانه إلا الله تعالى ، لكن في عرف البشر فالأمر جلل 00، فالمغفرة قدرة ، وهذا الخطأ لا يغفره إلا الله تعالى لذلك قال ( سوف أستغفر لكم ) وقال ( ربي ) ولم يقل ( ربكم ) رغبة في تحقيق المغفرة منه سبحانه ، ويؤكد هذا قول يوسف لهم أيضاً ( يغفر الله لكم )
إن كل ذلك يدل على أن ما فعلوه لا يغفره إلا الغفور فكأن هناك مقامات للمغفرة ، وهذا المقام لله وحده . لذلك عقب بقوله (إنه هو الغفور الرحيم) أي وحده القادر على غفران هذا الذنب .(1/2358)
وفي آية الحجر سياق ومقام مختلف ، فالمقام مقام الرد على إبليس وتوعده بإغواء الخلق ، إلا عباد الله المخلصين ، فجاءت الآيات لتقول لهؤلاء العباد رسالتين :الأولى:(أني أنا الغفور الرحيم) والأخرى:( وأن عذابي هو العذاب الأليم)
وكأنه تحدٍّ لإبليس حين قال ( لأغوينهم ) فقال الله تعالى : ( أنا الغفور ) (ومن يغفر الذنوب إلا الله) لكنه ألحقه بقوله( وان عذابي هو العذاب الأليم )) حتى لا يتكل العباد على المغفرة وتمضي النفوس حيث تشاء .
وفي سورة القصص يقترن السياق من سورة يوسف ، فالذنب قتل خطأ لكن النتيجة ( قتل ) وهذا ذنب عظيم لا يغفره إلا الغفور فالآية تعقيب على قتل موسى للمصري ، ثم قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (القصص:16)
ولعل المغفرة هنا تفيد العفو والصفح ، ومن آثار هذا العفو أن موسى نسي الذنب حتى قال مصري آخر لموسى (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) (القصص:19)
وعليه فالمغفرة هنا صفح وعفو وعدم مؤاخذة . وهذه أيضاً يختص بها الله سبحانه (( إنه هو الغفور الرحيم ....)
وهكذا في كل السياقات التي يرد فيها اسمه( الغفور) معرفاً بأل يلحظ الاختصاص.
يقول الفخر : [ قوله : إنه هو الغفور الرحيم ) يفيد الحصر ، ومعناه : لا غفور ولا رحيم إلا هو، وذلك يفيد الكمال في وصفه سبحانه بالغفران والرحمة.]
أما تنكير الكلمة فإن المعنى يبعد بها عن دلالة الاختصاص ، ويدخلها في زمرة الأخبار البسيطة ، حيث وردت جميع المواضع في صورة المبتدأ والخبر ، أعني: ( الله غفور رحيم ) وتلك أبسط صور الجملة الخبرية التي تُلقى إلى المخاطب ابتداءً لتعليمه مضمون الخبر بعد أن عرف المبتدأ فيأتي الخبر ليفيد الحكم على هذا الاسم بأنه ( غفور)(1/2359)
وحين تحدث الإمام عبد القاهر – رحمه الله – عن فروق في الخبر قال :
[ ومن فروق الإثبات أنك تقول : زيد منطلق ، وزيد المنطلق ، والمنطلق زيد ، فيكون لك في واحد من هذه الأحوال غرض خاص ، وفائدة لا تكون في الباقي ، وأنا أفسر لك ذلك :
أعلم إنك إذا قلت " زيد منطلق " كان كلامك مع من لا يعلم أن انطلاقاً كان لا من زيد ولا من عمرو فأنت تفيد ذلك ابتداءً . ]
وإذا راجعت سياقات المواضع التي ذكر فيها اسمه ( غفور )
وقد ورد في خمسة عشرة آية تجد أنها تدور حول هذا المعني أعني : إعلام السامع باتصاف الله بهذه الصفة : صفة المغفرة ابتداء ، وقد يكون هذا الإعلام هو المقصود فقط ، كما في قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأنفال:70)
فهو إخبار بمغفرة الله تعالى إن دخلوا في الإسلام وقد كانوا أسرى ومازالوا علي كفرهم0
وقد يراد من وراء هذا الخبر معنى آخر وهو طمأنة السامع وتبشيره بأن ما يرجوه سيقع وذلك نحو قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:218)
فلا يدعي أحد أن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ، لا يعرفون أن الله غفور ... إذن كلمة غفور هنا جاءت خبراً ليس لإعلامهم بل لتبشيرهم ، فالمقصود لازم الفائدة كما يقول علماؤنا واصطفاء الاسم النكرة في هذه المواضع لأن المخاطب لا يشك ولا ينفي ولا يتردد بين أكثر من ( غفور ) فهو يعلم أنه غفور واحد لذلك ذُكِّر به تبشيراً له وجيء بصيغة فعول وبدون أل للإشارة إلى عظم هذه المغفرة،وكثرتها 0(1/2360)
وقد يكون الغرض من وراء اسمه( الغفور) الإشارة إلى غلبة المغفرة على العذاب ، وذلك كما في آية آل عمران (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:129)
فالسياق في شأن غزوة أحد والمقام يعود بنا إلى ما أَلَمَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم- في هذه الغزوة من شج وجهه ، وكسر رباعيته ، حتى قال : [ كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ]
وهكذا تتعدد الأغراض لكن الغالب عليها بعد معرفة الخبر هو : رفع الحرج عما اقترف من هنات أو أخطاء وذلك نحو قوله تعالي :
1- (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:226)
2- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101)
3- (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:91)
وهكذا فالعفو والصفح ورفع الحرج هو المقصود الأعلى من اسمه – غفور- في هذه السياقات ، ولذلك تقدم في الآية ما يشير إلى ذلك من نحو [ عفا الله – ما على المحسنين من سبيل ] ... ونحو ذلك .
وقد يكون المقصود من ذكر هذا الاسم الكريم ترغيب المسلمين في المغفرة وحثهم علي التزود منها من خلال طريقها الصحيح حيث جاء مثل ذلك في قوله تعالى :(1/2361)
1- (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
2- (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:74)
3- (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22)
4- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28)
وقد تقدم على اسمه- الغفور- أيضاً ما يشعر بالغرض منه ، أي الترغيب وذلك نحو [ اتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم– أفلا يتوبون– ألا تحبون أن يغفر الله لكم....]
فالمقصود من الخبر ( والله غفور ) أعني المقصود من اسمه –الغفور- كما يشير السياق ترغيب المؤمنين في الإسراع فيما يطلب منهم ، وكأن التذييل بجملة( والله غفور ) توكيد لما حوته الآيات ، وتعليل له ؛حتى يسرعوا بالامتثال والاستجابة .
وقد تكون جملة ( والله غفور ) تذييل لعتاب من غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما في آية التحريم في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1)(1/2362)
وهنا يخرج اسمه ( غفور ) إلى معنى التودد والعتاب الرقيق لمن مال إلى خلاف الأولى [ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن حرم العسل أو حرم- مارية- بمعنى التحريم الشرعي إنما كان قد قرر حرمان نفسه منه فجاء هذا العتاب ليوحي بأن ما جعله الله حلالاً لا يجوز حرمان النفس منه عمداً وقصداً وإرضاءً لأحد ، والتعقيب بـ : (والله غفور رحيم ) يوحي بأن هذا الحرمان من شأنه أن يستوجب المؤاخذة ، وأن تتداركه مغفرة الله ورحمته ، وهو إيحاء لطيف ] مشعرٌ بالإشفاق على هذا الذي يُحَمِّل نفسه الكثير ، وهو الذي اصطُفى ليكون نبياً رسولاً ، ولذلك امتلأت السورة بكلمات التودد واللطف من مثل ( النبي ) ( الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) وكأنها تظاهرة للدفاع عنه ، والتخفيف عنه –صلي الله عليه وسلم - ومن هنا يبرز قوله ( غفور ) ليحمل معنى المودة والحب وكأنه يقول والله حبيب لك رحيم بك .
وبعد :
فإن اسمه ( غفور ) بهذه الهيئة المتكررة التي على وزن ( فعول ) يحمل من خلال السياقات عدة معاني ومنها :
1-عظم المغفرة،أو كما يقول البقاعي رحمه الله (بليغ المغفرة)
2-عموم المغفرة ، وشمولها ، وطلاقتها لله تعالى .
3-تأتي بمعنى التبشير وتعجيل السرور إلى المذنبين .
4-تأتي بمعنى التودد والتلطف للخاصة .
5-إثبات اتصاف الله تعالى بعموم مغفرته .
6-تأتي بمعنى الصفح والعفو وعدم المؤاخذة .
كل ذلك من خلال النظر إلى اللفظة وصياغتها وتنكيرها داخل الجملة مما يعني أن تعريف الكلمة أو تنكيرها كانت تقف من ورائه دلالات ساعدت السياقات المختلفة على إبرازها .
المبحث الثاني
موقع اسمه ( الغفور ) من الإعراب
ورد هذا الاسم الجليل مجروراً بحرف الجر ( مِن ) مرةً واحدةً في القرآن الكريم ، في سورة فصلت آية 32 .
وورد منصوباً عشرين مرة في السور التالية :
النساء آية [ 23 ، 43 ، 96 ، 99 ، 100 ، 106 ، 110 ، 129 ، 152 ] .(1/2363)
الإسراء آية [ 25 ، 44 ] .
الفرقان آية [ 6 ، 70 ] .
الأحزاب آية [ 5 ، 24 ، 50 ، 59 ، 73 ] .
فاطر آية [ 41 ] .
الفتح آية [ 14 ] .
وهو حيث جاء مجرورا ،ً أو منصوبا ً لم يأت إلا نكرة ( غفور ) .
أما وروده مرفوعاً فقد جاء- نكرة ومعرفاً بأل - سبعين مرة .
وجميعها وقعت خبراً إما لمبتدأ وإما لإنّ الناصبة .
أولاً : وروده مجروراً بحرف الجر :
يقول الله تعالي في سورة فصلت : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ، نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (فصلت:30 ، 31 ، 33)
والمقام في ذكر نزول الملائكة [عند الموت بالبشرى ] وهو مقام لا يحتاج إلى بيان شدته وكربه وسكراته ونزعاته وابتلاءاته ، في هذا المقام يبلغ الرفق من الملائكة بالمؤمنين مبلغة حتى في إيصال البشرى، فبعد هذه النفحات المتتالية( لا تخافوا– لا تحزنوا– ابشروا بالجنة – نحن أولياؤكم ) تأتي الجملة الأخيرة وكأنها قمة البشريات ( نزلاً من غفور رحيم ) .
[ والنُزُل : بضم النون وضم الزاي : ما يُهيأ للضيف من القِرى وهو مشتق من النزول لأنه كرامة النزيل،وهو هنا مستعار لما يعطونه من الرغائب سواء كانت رزقاً أم غيره،ووجه الشبه سرعة إحضاره كأنه مهيأ من قبل أن يشتهوه أو يتمنوه
و(من غفور رحيم ) صفة ( نزلاً ) و ( من ) ابتدائية ، وانتصب نزلاً على الحال من ( ما تشتهى أنفسكم ) و ( ما تدعون ) حال كونه كالنزل المهيأ للضيف ، أي يعطونه كما يعطى النزل للضيف ](1/2364)
وهكذا تتابع الجمل لتهدئ الروع ، وتطمئن القلب ، وتسكن الجوارح واستعمل في ذلك اللفظ ، وإعرابه ، فاللفظ في نحو ( لا تخافوا – لا تحزنوا ) .... الخ
والإعراب في اصطفاء هذا الختام المجرور بـ ( من ) المشعر بالرقة واللطف وخفض الجناح والقرب من الغفور ، ففي الكسرة قرب حتى إن النحويين يسمون الجر: الخفض ، وكأن المغفرة قريبة ، نزلت من قريب ، وكان المبعوثُ بها قريباً أيضاً ، ولذلك قالوا ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ) وكأنهم يذكرونهم بقربهم منهم في الدنيا، وأنهم سيظلون قريبين منهم في الآخرة .
وهكذا تتفاعل الألفاظ والحركات الإعرابية في تناغم واضح لتبشير هؤلاء عند الموت
ولو أن القارئ وضع مكان ( نزلاً من غفور رحيم ) ( تنزيل الغفور الرحيم) ... مثلاً
لما ناسب هذا السياق ، ولا هذا المقام .
وفرق بين أن أخاطب المؤمنين في ساعة الاحتضار ، وبين أخاطبهم في مقام آخر.
ثانياً : مجئ اسمه ( الغفور ) منصوباً
ورد هذا الاسم منصوباً في عشرين موضعاً،في ست سور قرآنية،وهي على التوالي:
1-النساء[ 23 ،43، 96، 100، 106 ، 110 ، 129 ، 152 ] .
2-الإسراء [ 25 ، 44 ] .
3-الفرقان [ 6 ، 70 ] .
4-الأحزاب [ 5 ، 24 ، 50 ، 59 ، 73 ] .
5-فاطر [ 41 ] .
6-الفتح [ 14 ] .
ولم يرد هذا الاسم منصوباً إلا نكرة، وجميعها خبراً لكان الناسخة عدا موضع واحد
وذلك في قوله تعالي (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:110)(1/2365)
وهذه الآية جاءت في مقام الحديث عن إنصاف رجل يهودي اتُهم ظلماً بالسرقة من بيت من الأنصار كان السارق منهم وظن هؤلاء أن اتهام اليهودي سيرضى الجميع وبخاصة أن السارق ألقي بالدرع المسروق في بيت اليهودي فنزل القرآن ليعلن الرسول بالحقيقة حتى يحكم بين الناس بما أراه الله ولا يجادل عن السارق لمجرد أنه مسلم فالحق أحق أن يتبع ، وللشيخ سيد قطب حول هذا السياق كلام جميل .
وسياق الآيات كأنه حملة [ يفوح منها الغضب ، على الخائنين ] والعقاب الشديد للمجادلين عنهم ، ومع ذلك ( من يستغفر يجد الله غفوراً رحيماً ) والذي يلفت النظر هنا هو بناء الجملة الذي أشعر أن المستغفر يبحث عنها ، فيجدها عند الله سبحانه [ إنه سبحانه موجود للمغفرة والرحمة حيث قصده مستغفر منيب ]
أقول إن بناء العبارة يشعر بأن المقام تقل فيه المغفرة ، ويعز فيه العفو فيظل البحث عنهما فلا يتحصل المستغفر علي المغفرة ولا يتحقق من العفو إلا عند الله تعالي [ فمعنى ( يجد الله غفوراً رحيماً ) أي : يتحقق ذلك له، فاستعير الفعل ( يجد ) للتحقق لأن الفعل ( وجد ) حقيقته الظفر بالشيء ومشاهدته فأطلق على تحقيق العفو والمغفرة على وجه الاستعارة ]
ووجه الجمال في ذلك أن هذه الجملة رسمت للقارئ المغفرة على أنها كنز محسوس يُرى ويتحصل عليه ويتمتع به بمجرد الاستغفار ، ويزيد هذا المعنى رسوخا بمجئ اسمه(غفوراً) مفعولاً ثانياً،والمفعول هو ما وقع عليه الفعل .
أضف إلى ذلك أن حركة الفتح في المفعول به ، وتنكير الكلمة يشيران إلى هذا الفيض ، فالنكرة بما فيها من عموم ، والفتحة بما توحيه من سعة يتناغمان مع معنى الإيجاد والاستحواذ لأن البحث كان عن عزيز نادر البحث ،كان عن مغفرة في مقام الغضب ، حتى أعيد اسم ( الله ) مرتين وفيه ما فيه من جلال ، وذلك في قوله ( ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً ) .(1/2366)
وكأن العقاب كان متوقعاً ، لذلك فُهم أن من يعمل سوءًا ثم يستغفر مُتوقِعاً العقاب من الله يجد الله غفوراً رحيماً .
وهكذا تفاعلت عناصر التركيب لتوافق هذا السياق فجئ باسمه ( غفوراً ) مفعولاً به ، نكرة ، منصوباً بالفتحة، مسبوقاً باسم الجلالة ( الله )؛ ليشير كل جزء من هذه العناصر إلى معنى ، لكن في الختام لا تخرج عن سياق الآيات ومقامها .
هذا هو الاسم الوحيد الذي ورد مفعولاً به ، أما باقي الأسماء المنصوبة فقد جاءت خبراً لكان الناقصة .
مجئ اسمه الغفور خبراً لكان الناقصة
وردت صورة المعنى في جملة( كان) على شاكلتين :
الأولي : مجئ ( كان ) في أول الجملة ثم يتبعها الاسم والخبر ظاهرين نحو قوله تعالي ( وكان الله غفوراً رحيماً ) .
الأخرى : تقديم ( إن ) المؤكدة الناسخة على ( كان ) ثم مجئ الاسم ظاهراً ، أو مضمراً ثم مجئ ( كان ) ثم خبرها ( غفوراً ) وذلك نحو :( إن الله كان غفوراً رحيماً ) أو ( إنه غفوراً رحيماً ) .
( وكان ) من الألفاظ التي يكثر دورانها في القرآن الكريم ، ويكثر الإخبار بها عن ذات الله سبحانه ، وقد ذكر الزركشي كلاماً لعلمائنا في المراد من ( كان ) في مثل هذه الجمل ، وأنا أوجز كلامه فيما يلي :
قال [(كان) حيث وقعت في صفات الله تعالي ، فهي مسلوبة الدلالة على الزمان ...
وحيث وقع الإخبار بها عن صفة ذاتية فالمراد الإخبار عن وجودها ، وأنها لم تفارق ذاته ، ولهذا يقدرها بعضهم بـ ( مازال ) فراراً مما يسبق من الوهم ... أي أزلية الصفة ، ثم تستفيد بقاءها في الحال ، وفيما لا يزال بالأدلة العقلية وباستصحاب الحال ...
وحيث وقع الإخبار بها عن صفة فعلية فالمراد تارة : الإخبار عن قدرته عليها في الأزل ، نحو : كان الله خالقاً رازقاً ...
وتارة : تحقيق نسبتها إليه ، نحو ( وكنا فاعلين ) الأنبياء 79 .(1/2367)
وحيث أخبر بها عن صفات الآدميين ، فالمراد : التنبيه على أنها فيهم عزيزة وطبيعة مركوزة في نفسه نحو : ( وكان الإنسان عجولاً ... ) الإسراء 11 أي : خلق على هذه الصفة ....
وحيث أخبر بها عن أفعالهم دلت على اقتران مضمون الجملة بالزمان نحو: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) الأنبياء 90 ، وقال الصفار في شرح سيبويه :
إذا استعملت للدلالة على الماضي،فهل تقتضي الدوام والاتصال أم لا ؟ مسألة خلاف
وذلك أنك إذا قلت : ( كان ) فهل هو الآن قائم ؟
الصحيح أنه ليس كذلك ، هذا هو المفهوم ضرورة .......
وإنما حملهم على جعلها للدوام ما ورد من مثل ( كان الله غفوراً رحيماً ) وهذا عندنا يتخرج على أنه جواب لمن سأل : هل كان الله غفوراً ؟
وقال ابن الشجري :
اختلف في ( كان ) في نحو: ( كان الله عزيزاً حكيماً ) على قولين :
أحدهما : أنها بمعني : لم يزل ..
والآخر : أنها تدل على وقوع الفعل فيما مضي من الزمان فإذا كان فعلاً متطاولاً لم يدل دلالة قاطعة على أنه زال وانقطع كقولك ( كان فلان صديقي ) لا يدل هذا على أن صداقته قد زالت ، بل يجوز بقاؤها ويجوز زوالها .
وقال أبو بكر الرازي : ( كان ) في القرآن الكريم على خمسة أوجه :
1- بمعني الأزل والأبد كقوله تعالي ( وكان الله عليماً حكيماً ) .
2- بمعنى المضي المنقطع كقوله(وكان في المدينة تسعة رهطٍ) النمل48 وهو الأصل في معاني(كان) لما تقول:كان زيد صالحاً ... ونحوه .
3- بمعني الحال كقوله : ( كنتم خير أمة ) وقوله ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) النساء 103 .
4- وبمعني الاستقبال كقوله تعالي ( ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ) الإنسان 7 .
5- وبمعني(صار)كقوله تعالي:(وكان من الكافرين)البقرة 34] .
وخلاصة ما سبق :
أن ( كان ) في سياق الحديث عن ذات الله – تعالي – وصفاته تخالف مجيئها في سياق الحديث عن المخلوقين .(1/2368)
فهي في سياق الحديث عن أسماء الله وصفاته تفيد الكينونة والوجود الدائم فقوله ( كان غفوراً ) تفيد أن المغفرة من صفاته الكائنة فيه من غير ارتباط بزمان ، صفةً قائمةً به لا تنفك عنه سبحانه وتعالي .
والصورة الأولى لجملة ( كان ) وردت في عشر مواضع في النساء منها أربعة [ في الآيات 96 ، 99 ، 100 ، 152 ] وفي الأحزاب أربعة [ في الآيات 5 ، 50 ، 59 ، 73 ] وفي الفرقان موضع واحد، آية70، وفي الفتح موضع واحد، آية14، وأغلب هذه المواضع يأتي في سياق عطاء الله وفيضه من المغفرة والرحمة ،ثم يأتي التعقيب بجملة ( وكان الله غفوراً رحيماً) كأنها تعليل لهذا الفيض، ولنقرأ هذه الجمل قبل جملة كان في عدة مواضع قال تعالي:
[ درجات منه ومغفرة ورحمة – وقع أجره على الله – سوف يؤتيهم أجورهم ، يبدل الله سيئاتهم حسنات ... ]
فالفيض والعطاء بدون حساب هو الأصل هنا ، ثم تأتي جملة ( وكان الله غفوراً رحيماً ) لتبين أن هذا الفيض سببه اتصاف الله سبحانه بالمغفرة والرحمة اتصافاً أبدياً أزلياً .
وقد يكون السياق في رفع الحرج ، وذلك في الآيات المتعلقة برسول الله e كما هو الحال في آيات سورة الأحزاب في قوله :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:50)(1/2369)
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59)
والتعقيب على رفع الحرج بالمغفرة ، إشارة إلى أن هذا المقام مقام الطهر والعفة لا ينبغي أن يند عنه شيء مما هو خلاف الأولى ، وإن ند شيء فمغفرة الله ورحمته تسعه وتحيط به .
وكأن جملة ( كان ) تصديق وخاتم وشعار يصك ويختم به كل سياق مما سبق بداية من سياق الحديث عن النبي e ، وآل بيته ، وانتهاء بالحديث عن المؤمنين، فالكل أفعاله مختومة بهذا الخاتم ( كان الله غفوراً رحيماً ) .
تنوع الصورة في جملة ( كان )
مجئ اسمه ( الغفور ) خبراً لكان جاء في صور أخرى من صور بناء الأسلوب حيث جاءت جملة ( كان ) لتكون جميعها خبراً لأن واسمها .
فيقال :إن الله كان غفوراً رحيماً
فيكون الأساس في الجملة ليس (كان) إنما (إن) ويأتي اسم (إن) علماً ظاهراً وهو اسم (الله) .
ثم يزداد الثراء فيأتي اسم ( إن ) ضميرا، ثم تأتي جملة- كان- لتقع موقع الخبر لها ، فيقال :إنه كان غفوراً رحيما .
ولا شك أن هذه الصور لها دلالات ينبغي الكشف عنها من خلال السياق والمقام .
والإمام عبد القاهر تحدث عن اعتماد الجملة على ( إن ) وقيمة هذا الحرف في الجملة وقدرته على ربط المعاني ، ونظمها في سلك واحد حيث يقول [ إنك ترى الجملة إذا هي دخلت ترتبط بما قبلها ، وتأتلف معه وتتحد به ، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغاً واحداً وكأن أحدهما قد سبك في الآخر ... ]
وقال وهو يعرض بيت الشعر المشهور ( بكراً صاحبي ) .
[ الغرض : أن يحتج لنفسه في الأمر بالتبكير ويبين وجه الفائدة فيه . ] .(1/2370)
وعلى ذلك ، فإن انضمام ( إن ) إلى عائلة الجملة بحيث يصبح الاسم الجليل (الله) اسماً لها ، ثم تأتي ( كان ) وجملتها لتكون خبراً لها يشعر بأن التوكيد وربط الكلام السابق باللاحق هو الأساس وتصير ( كان ) مع جملتها تابعة وعنصراً من عناصر جملة ( إن ) فالاحتجاج لما سبق وبيان الفائدة هو الأصل هنا ، ولعل العلامة ابن عاشور يعمد إلى هذا المعني وهو يفسر قوله تعالي (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللأتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:23)
يقول : [ وقوله ( إن الله كان غفوراً رحيماً ) يناسب أن يكون معنى ( إلا ما قد سلف ) تقرير ما عقدوه من ذلك في عهد الجاهلية ، فالمغفرة للتجاوز عن الاستمرار عليه ، والرحمة لبيان سبب ذلك التجاوز ]
وكأن جملة ( إلا ما قد سلف ) هي معنى ( كان الله غفوراً ) .
( فإنّ ) ربطت الكلام وأفرغته إفراغاً واحداً ، وأضفت عليه من الرسوخ والتمكين ما لا يوجد لو أنها حذفت ، في حين جُعِلت- كان- دليلاً على دوام المغفرة من الله تعالي وأنها صفة ملازمة لاسمه الكريم ، لكل من جمع بين أختين دون علمه بالحرمة.
ولعل من دلالات ( إن ) أيضاً هنا أن المخاطب قد يهجس في نفسه هاجس العقوبة للجمع بين الأختين فأكدت له المغفرة لنزع هذا الهاجس من نفسه .(1/2371)
فإذا جئ إلى الآيات الأخرى والتي عُرضت فيها صفة المغفرة خبراً لكان ،ثم جاءت الجملة خبراً لإن فإنه يلحظ أن الكلام- كما قال الإمام في دلالة ( إن )- كأنه أفرغ إفراغاً واحدا ً ، ففي سورة النساء يقول الله تعالي (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) آية106.
وفي سورة الأحزاب تتكرر الصورة نفسها :( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) آية 24.
فهناك تآلف بين عدة عناصر في الجملة تهدف إلى مزج كل ألفاظها وسبكها في إطار واحد ، هذا الإطار هو تأكيد المغفرة والرحمة .
وهذه العناصر هي
1- ( إن )0
2- ( كان ) المشعره بأن المغفرة صفة لا تنفك عنه سبحانه0
3- اسمية الجملة ، حيث بدئ بـ ( إن ) وجعلت كان مع جملتها خبراً ، وفي الجملة الاسمية ثبوت ودوام لا يزول .
4- وضع هذه الجملة ختاماً للمعاني لتكون ثمرة أو نتيجة أو تعليلاً أو احتجاجاً لما
سبق ، والأدلة دائماً ما تكون محل توكيد .
5- مجئ اسمه ( غفوراً ) نكرة وفي النكرة عموم ومجيئه مفتوحاً وفي الفتحة كما
يقول ابن منظور [الفتحة خفيفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا تقبل
التبعيض]
كل هذه العناصر تتحد لتكوّن هذه الصورة المليئة الحية .
-------------------
فإذا انتقل البحث إلى صورة أسلوبية أخرى لا تختلف كثيراً عن السابقة اللهم إلا في مجئ الضمير بدلاً من اسم ( الله ) في جملة ( إن الله كان غفوراً رحيماً ) حيث يقال : ( إنه كان غفوراً رحيماً ) يجد أنها قد جاءت في أربعة مواضع ، في الإسراء آية 25 ، 44 وفي الفرقان آية 6 وفي فاطر آية 41 .
وتظل المعاني السابقة ظاهرة في هذا الأسلوب أيضاً ، ويضاف إليها دلالة أخرى ، مأخوذة من وضع الضمير موضع الاسم الظاهر .(1/2372)
واقرأ قوله الله تعالي في سورة الفرقان : (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:6)
وهذه الآية جاءت في سياق ادعاء الكفار أن هذا القرآن إفك وأنه أساطير الأولين ، وكأنهم اطلعوا على الغيب ، وعلموا أنه إفك وأنه أساطير ، فكان الرد ( أنزله الذي يعلم السر ) ثم تأتي جملة ( إنه كان غفوراً رحيماً ) فيسترجع القارئ من خلال الضمير الموصول بـ ( إن ) جملة ( يعلم السر ) ويستحضرها أمامه ثم يربط بين ( يعلم السر ) ( و إنه كان غفوراً ) .
فليس القصد إلى وصف الله بأنه غفور ابتداءً ، ولكن المراد وصف من يعلم السر بأنه غفور .
وكأن المراد مغفرة الذنوب المستورة ، التي لا يعلمها إلا هو وهنا يبدو الفرق واضحاً بين أن يقال
إن الله كان غفوراً رحيما
وإنه كان غفوراً رحيما
ففي الأولى استقلالية ليست في الثانية ، ذلك لأن الثانية تُعيدك إلى وصف آخر سبق ذكره في الآية ليتم الربط بينه وبين اسم الغفور .
ولا يبعد بك السياق حين تستعرض آية الإسراء عن هذا المعنى حيث قيل : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً) آية 25 .
ليرتبط اسمه الغفور بالسر الذي في النفوس وكذلك في آية فاطر :( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) آية 41 .
فإمساك السماوات والأرض، غرض ينبغي استحضاره عند وصف الله بأنه (غفور).(1/2373)
فالغفور هنا وصف ليس لاسم ( الله ) ولكن لمن يمسك السماوات والأرض ولمن يعلم كيف يمسك ؟ولماذا يمسك ؟ فالإمساك ، والكيفية، والعلة، كلها من الأسرار التي لم يطلع عليها أحد وعلي المسلم أن يستحضرها عند قراءة قوله (إنه كان حليما غفورا ) وهذا يعنى أن اسمه ( الغفور ) يأخذ بعداً آخر ومساحة أخرى غير موجودة في السياقات السابقة .
ثالثاً : مجئ اسمه الغفور مرفوعاً
كنت قد تحدثت في مبحث سابق عن اسمه سبحانه ( الغفور ) بين التعريف والتنكير وتناولت هناك بعض الآيات التي ورد فيها اسمه ( الغفور ) مرفوعاً .
لكنني أشير إلى أن التناول هناك كان منصباً على مجيئه معرفة أو نكرة والتناول هنا سيعمد إلى الحالة الإعرابية .
ولقد ورد هذا الاسم الشريف مرفوعاً في سبعين موضعاً ، منها ثمان وأربعون موضعاً جاء خبراً ( لإن ) الناسخة ، وجاء الباقي خبراً لمبتدأ ، وتنوعت صور الجملة الابتدائية حيث قيل : ( الله غفور – هو الغفور – ربك الغفور ) .
وفي جملة ( إن ) جاءت الجملة في صور متنوعة أيضاً حيث قيل :
[ إن الله غفور – إنه هو الغفور – أنه غفور – إني أنا الغفور – إن ربك لغفور – إن ربي لغفور – فأني غفور – إنك غفور ] .
ولا شك أن كثيراً من هذه المواضع قد مر الوقوف عندها لذلك سأحاول الوقوف على المواضع التي لم يسبق الإشارة إليها .
دلالة الغفور في جملة (وهو الغفور الرحيم )
أجرى عبد القاهر حول هذا التركيب دراسة بيّن فيها أنه قد يفيد القصر حقيقة كما يقال : هو الأمير ، وقد يفيده ادعاءً كما تقول: هو الجواد ، وقد يفيد التوكيد كما تقول : ووالدك العبد ، لكني أذكر هنا حديثه عن الخبر الموهوم المتخيل حيث يقترب هذا المعني من سياقات بعض الآيات :
يقول عبد القاهر – رحمه الله - :(1/2374)
[ واعلم أن للخبر المعرف بالألف واللام معنى غير ما ذكرت ، وله مسلك ثَمّ دقيق ، ولمحة كالخلس يكون المتأمل عنده يعرف وينكر ، كما يقال : ( هو البطل المحامي ) ( وهو المتقى المرتجى ) وأنت لا تقصد شيئاً مما تقدم فلست تشير إلى معنى قد علم المخاطب أنه كان ، ولم يعلم أنه ممن كان ؟ كما مضى في قولك : زيد هو المنطلق ، ولا تريد أن تقصر المعنى عليه ، على معنى أنه لم يحصل لغيره على الكمال كما في قولك: ( زيد هو الشجاع ) ولا أن تقول أنه ظاهر بهذه الصفة كما في قولك ، ( والدك العبد ) ولكنك تريد أن تقول لصاحبك :
هل سمعت بالبطل المحامي ؟
هل حصلت معنى هذه الصفة ؟
وكيف ينبغي الرجل حتى يستحق أن يقال ذلك له ، وفيه ؟ فإن كنت قتلته علماً وتصورته حق تصوره فعليك صاحبك وأشدد به يدك فهو ضالتك ، وعنده بغيتك وطريقه طريق قولك :هل سمعت بالأسد ؟ وهل تعرف ما هو ؟ فإن كنت تعرفه فزيد هو هو بعينه .
وهذا من عجيب الشأن وله مكان من الفخامة والنبل وهو من سحر البيان الذي تقصر العبارة عن تأدية حقه .
والمعول فيه مراجعة النفس واستقصاء التأمل . ]
إن جمال هذا المعنى الجديد كامن في خفائه ، عكس المعاني الأخرى فإن الناس قد هُدوا إليها أو دُلوا عليها .
أما هذا الخبر الموهوم أو المتخيل ، أو الصورة المثلي فهي في نفس كل قارئ ، تتجدد بتجدده وتزداد رحابة بالزمان والمكان 0
فكل قارئ للقرآن الكريم لديه صورة في خياله هي المثلى في المغفرة ، ولديه نموذج هو الأسمى للغافرين ، فإذا حصل ذلك فليعلم أن المثالية في المغفرة والغافرين كائنه في الله سبحانه ( فهو الغفور ) وهذا هي الآيات :
في سورة يونس آية 107 (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(1/2375)
وهذا الآية جاءت في خواتيم السورة ، والسورة يغلب على آياتها تعريف الناس بهذا الإله الخالق ففي أولها من البداية وحتى النهاية لا يغيب هذا الخيط،وذلك نحو:
( إن ربكم الله الذي خلق ... وهو الذي جعل الشمس ضياءً .... هو الذي يسيركم ... قل من يرزقكم من السماء والأرض ... فذلكم الله ربكم .... قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ الخلق ثم يعيده .... قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى للحق ......... هو يحي ويميت ... هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ... ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم .... )
كل ذلك تعريف بالله تعالي وخيط يمسك بمعاني السورة من أولها إلى آخرها كما أن العين لا تخطئ ملاحظة هذا الضمير ( هو ) في أغلب الجمل ..
حتى تأتي جملة ( وهو الغفور الرحيم ) لتضع لبنة من لبنات هذا التعريف .
فإذا كان التعريف به سبحانه عن طريق أنه خلق ورزق وأحيا وأمات فلا شك أنه الغفور لمن خلقهم ورزقهم وأحياهم وأماتهم .
فالسورة من بدايتها حتى هذه الآية عرفَتْ الخلقَ بخالقهم ثم جاءت جملة ( وهو الغفور ) لتقول لهم إن هذا الذي عرفتموه وعبدتموه هو الغفور ، أي هو الكامل في المغفرة،فالمغفرة الكاملة المتصوَّرة من عقل كل ذي عقل لا توجد إلا له سبحانه
وربك الغفور
تلك صورة أخرى لمجئ اسمه ( الغفور ) مرفوعا حيث جاء خبراً لمبتدأ وهو اسم ( الرب ) المضاف إلى كاف الخطاب ، وجاء ذلك في سورة الكهف في قوله تعالي: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) (آية:58)(1/2376)
وسورة الكهف من السور الأربع التي بدأت بالحمد ، والحمد هنا على إنزال الكتاب على عبده واختصاصه بهذا الإنزال ، وهذا الاختصاص تلاه سياق طويل في السورة يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخصه بالكلام ، فالقصص له .... وتبيان قدرة الله تعالى كان تسليه له ... وإبراز ما يحدث يوم القيامة كان له ... وكأن السورة مناجاة بين الحق جل وعلا وبين حبيبه صلى الله عليه وسلم ولذلك امتازت الجملة ، بميزتين على ما عداها في القرآن الكريم .
الأولى : أن المبتدأ جاء باسم الرب ومضافاً إلى كاف الخطاب العائد على رسول الله e.
والأخرى أن اسمه ( الرحيم ) جاء في قالب جديد وهو ( ذو الرحمة ) .
أما مجئ المبتدأ باسم ( الرب ) ففيه من الود والأنس ما لا يخفي ، وإذا كان اسم الرب وحده مشعر بهذا الفيض من الحب واللطف ، فما بالك حين يضاف إلى كاف الخطاب العائد على الحبيب e ؟! .
لا شك أن الاسم سيأخذ أبعاداً أخرى فيها معنى التذكير بالنعم وأولها إنزال الكتاب عليه دون غيره،ومنها الإشارة إلى هذه الاختصاصات المتقدمة له في السورة، مثل
( نحن نقص عليك ... لعلك باخع نفسك .... وترى الشمس .... وتحسبهم .... لا تقولون لشيء إن فاعل ذلك غداً .. اصبر نفسك.... واضرب لهم مثلاً .. وعرضوا على ربك .... وربك الغفور ....(1/2377)
فهذا الإلحاح على خطابه e، وتوجيه الكلام إليه خاصة يعطى للمعني خصوصية لا توجد في غيره ، ويؤيد هذا مجئ وصف- الرحيم - بصيغة خاصة وهي ( ذو الرحمة ) [و إنما ذكر لفظ المبالغة في المغفرة لا في الرحمة ؛ لأن المغفرة ترك الإضرار وهو تعالي قد ترك مضار لانهاية لها مع كونه قادرا عليها ، أما فعل الرحمة فهو متناه لأن ترك ما لانهاية له ممكن ، أما فعل ما لانهاية له فمحال وتقديم الوصف الأول : لأن التخلية قبل التحلية ، أو لأنه أهم بسبب الحال إذا المقام مقام بيان تأخر العقوبة عنهم بعد استيجابهم لها ، كما يعرب عنه قوله عز وجل ( لو يؤاخذهم بما كسبوا .... ] .
[ وتحرير نكتة التفرقة بين الخبرين ... أن المذكور بعد عدم مؤاخذاتهم بما كسبوا من الجرم العظيم - وهو مغفرة عظيمة وترك التعجيل رحمة منه تعالي ، سابقة على غضبه ، لكنه لم يرد سبحانه إتمام رحمته عليهم ، وبلوغها الغاية ، إذ لو أراد – جل شأنه – لهداهم وسلمهم من العذاب رأساً،وهذه النكتة لا تتوقف على حديث التناهي وعدم التناهي.
كما أن ( ذو الرحمة ) لا يخلو عن المبالغة ... لاقتران الرحمة بـ ( أل ) فتفيد الرحمة الكاملة أو الرحمة المعهودة التي وسعت كل شيء .
أما ( ذو ) فإن دلالته على الاتصاف في مثل هذا التركيب فوق دلالة المشتقات عليه ، ولا يكاد يُدل سبحانه على اتصافه بصفة بهذه الدلالة إلا وتلك الصفة مراده على الوجه الأبلغ ، وإلا فما وجه العدول عن المشتق الأخصر الدال على أصل الاتصاف " كالراحم " مثلاً إلى ذلك ؟
فدلالة ( ذو الرحمة ) أقوى لأنها بواسطة أمرين ، فهي أبلغ من كل واحد من ( الرحمن ) و( الرحيم ) وإن كانا معاً أبلغ منه ولذا جئ بهما في البسملة دونه ، ومَنْ أنصف لم يشك في أن قولك ( فلان ذو العلم ) أبلغ من قولك : فلان يعلم ، بل ومن قولك : فلان عليم ، من حيث إن الأول يفيد أنه صاحب ماهية العلم ومالكها ولا كذلك الأخيران .(1/2378)
وحينئذ يكون التفاوت بين الخبرين في الآية بأبلغية الثاني ، ووجه ذلك ظاهر ، فإن الرحمة أوسع دائرة من المغفرة كما لا يخفي .
والنكتة فيه هنا مزيد إيناسه صلى الله عليه وسلم بعد أن أخبره سبحانه بالطبع على قلوب بعض المرسل إليهم مع علمه جل شأنه بمزيد حرصه e...وهو السر في إيثار عنوان الربوبية مضافاً إلى ضميره e... في قوله ( وربك الغفور ذو الرحمة) ]
مجئ اسمه ( الغفور ) خبراً لـ ( إن )
الصورة الأخيرة لمجئ اسمه ( الغفور ) مرفوعاً هو أن يكون خبراً لإن الناسخة ، وهذه الصورة تفرعت منها صور شتى لتواءم كل صورة المقام الذي جاءت فيه .
فقيل مرة : إن الله غفور رحيم
وقيل : إن ربك غفور رحيم
وقيل : إن ربك من بعدها – لغفور رحيم
وقيل : أني غفور رحيم – وأني أنا الغفور الرحيم
ولا يخفي أن التأكيد في الجملة ينصب على الخبر ، والخبر هو اسمه ( الغفور ) مما يعني أن مسافات هذه الجمل التي أخبر فيها عن مغفرة الله تعالي تحتاج إلى توكيد ...
كما أن اصطفاء هذه الأداة ( إن ) لتكون عاملاً للتوكيد يفيد أن الاتجاه السائد في هذه الجمل هو إزالة الشكوك لدى القارئ من أول وهلة وصراحة ، فالتوكيد أصل في الدلالة هنا ، ولا يخفى أن [ التوكيد بـ ( إن ) أقوى من التأكيد باللام ، وأكثر مواقع ( إن ) بحسب الاستقراء ، الجواب لسؤال ظاهر ، أو مقدر ، إذا كان للسائل فيه ظن .....
كما أن من مواقعها التعليل ... وهو نوع من التوكيد .... ]
ولقد سبقت الإشارة إلى حديث عبد القاهر عن ( إن ) وأنها تربط الكلام وتخرج جملتها مخرج الحجة لما سبق ، وتظهر وجه الفائدة فيه .....
كل هذه الدلالات كامنة في ( إن ) فإذا أضيف إليها عوامل توكيدية أخرى أزداد الأمر حتى يصل إلى درجة القصر في نحو ( أني أنا الغفور الرحيم ) .
ولكن البحث يبدأ من الصورة الأولى لجملة ( إن ) وهي جملة :
إن الله غفور رحيم(1/2379)
وقد وردت هذه الصورة في القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين مرة ، وذلك في [ البقرة 173 – 182 – 192 – 199 –226] [ وآل عمران 89 – 155 ] [ والمائدة 3 – 39 – 98 ] [ والأنفال 69 ] [ والتوبة 5 – 99 – 102 ] [ والنحل 18 – 115 ] [ والنور 5 – 69 ] [ والحجرات 14 ] [ والمجادلة 12 ] [ والممتحنة 12] [ والتغابن 14 ] [ والمزمل 20 ] .
والسياق العام لهذه المواضع يبدو فيه وجود الذنب ثم تأتي جملة ( إن الله غفور رحيم ) لتبين الحكم الصادر على هذا الذنب وأن المحكمة الإلهية قد برأت ساحتهم وقررت عدم مؤاخذتهم ، وذلك إما بسبب الاستغفار أو أنه فعل الذنب اضطراراً ، أو كانت نيته الإصلاح ، أو أنه لم يكن عامداً حين أذنب ، أو نحو ذلك من الأمور التي تُبرز عذرهم في حدوث هذا الذنب ، و هو ذنب غالباً ما يكون في شأن الأرزاق والمطعم والمشرب ونحو ذلك ففي سورة البقرة يقول الله تعالي :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ، إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة 172:173)
فاسمه الغفور هنا مرتبط بالاضطرار ، والاضطرار مغفور ما دام خالياً من بغي أو عدوان 0
ويلحق بهذه الآية آيات متشابهة في رفع الحرج في المطعومات وذلك كما في قوله تعالي :
(فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3)
وقوله :(فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأنفال:69)(1/2380)
وتنكير الاسم الجليل ( غفور ) لأن المغفرة ليست خاصة وليست محل نقاش بل هي أشبه بالحقائق ، حتى في جانب الخلق إذا تعامل بعضهم مع بعض ، واضطر أحدهم إلى المخالفة ، الأصل أن يَغفرَ الآخر ، هكذا يقول المنطق السليم والطبع القويم ، هذا في الوقت الذي يرى فيه أهل القرب من الله تعالي وجها ً أعلى وأرقى حيث يقولون : [ إنه لا يصل إلى حال الاضطرار إلى ما حرم عليه أحدٌ إلا عن ذنب أصابه ، فلولا المغفرة لتممت عليه عقوبته ؛ لأن المؤمن أو الموقن لا تلحقه ضرورة ، لأن الله تعالي لا يعجزه شيء ، وعبد الله لا يعجزه ما لا يعجزه ربه (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) (الروم:49)
فاليأس الذي يحوج إلى ضرورة إنما يقع لمن هو دون رتبة اليقين ودون رتبة الإيمان .
ولقد جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً ففنيت أزوادهم ، فأقاموا أياماً يتقوتون بيسير ، حتى تقوتوا بتمرة تمرة ، فأخرج الله لهم العنبر، دابة من البحر
فلم يحوجهم في ضرورتهم إلى ما حرم عليهم ، بل جاءهم في ضرورتهم بما هو أطيب مأكلهم في حال السعة من صيد البحر الذي هو الطهور ماؤه الحل ميتته ]
وهذا يعني – كما يرى البقاعى – رحمه الله – أن اسمه (الغفور) تحت عباءته معنى العتاب ، وهذا امتداد آخر في مساحة المعني في اسمه الغفور .
----------------
ولا يبعد هذا المعني عن الآية رقم 182 والتي فيها :
(فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
حتى أن جملة ( فلا إثم عليه ) تفوح برائحة العتاب لأن الأمر حتى وإن كان بقصد الإصلاح إلا أنه في النهاية تغيير للوصية،حتى قال العلامة ابن عاشور - رحمه الله – إن الآية فيها [ تنويه بالمحافظة على تنفيذ وصايا الموصين حتى جعل تغيير جورهم محتاجاً للإذن من الله تعالي ... ](1/2381)
وعمد الفخر الرازي-رحمه الله - إلى بيان وجه المجئ بهذه الجملة ، وأخذ يعلل لها ويبين وجه المقصود منها حتى قال : [ لقائل أن يقول : هذا المصلح قد أتي بطاعة عظيمة في هذا الإصلاح وهو يستحق الثواب ، فكيف يليق به أن يقال :
- فلا إثم عليه- ] وأخذ يجيب على ذلك ، والذي يعنينا هنا أن الجملة تحمل معنى العتاب ..
------------
وقد يشتد هذا العتاب وهنا يبرز اسمه[ الغفور] ليعطي معنى الصفح والعفو لذنب حدث ثم فئ منه وعدل عنه ، وذلك تراه واضحاً في قوله تعالي :
(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:226)
فالجملة هنا حكم صريح على من ارتكب هذا الخطأ ثم عاد عنه ، وليس الخطأ في الإيلاء كسلوك تجاه المرأة ولكن الخطأ ، بل الذنب يكون في القصد منه ، فإن كان المقصود به
إضرار المرأة فهو حرام ، وإلا فلا مانع منه إن كان القصد علاج النشوز كما فعل النبي e حين اعتزل نساءه شهراً .
ثم يزداد الخطأ فيبدو الذنب عظيماً وعند العودة والاستغفار منه يبدو اسمه (الغفور) أقوي دلالة واتساعاً لهذه الأمور العظيمة وكأن المغفرة بحر يؤخذ منه يحسب الذنب ، ففي الآيات التالية يلحظ هذا جيداً ، يقول الله تعالي :
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ .... وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين َ) (البقرة:190،191)
وقوله تعالي :
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (آل عمران:155)
وقوله تعالي :(1/2382)
(فَإِذَا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ .... فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)
إن كل هذه السياقات تدخل في زمرة الاعتراف بالذنب ، والتوبة عما اقترفوه ، والقاعدة القرآنية توضح أن الحكم في ذلك هو ( إن الله غفور رحيم )
بل إن الآية تصرح بهذه الدلالة فتقول :
(فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:39)
هكذا يأتي اسمه ( الغفور ) في كل سياق يحكي توبة وندماً وإصلاحاً ليعطي الحكم ( إن الله غفور رحيم ) ليعم ذلك كل مقام وكل سياق والاستئناف الموجود في (إن) وإظهار اسم ( الله ) ومجئ الخبر نكرة يرسم صورة لحكمٍ يُوسمُ به كل أمر مشابه.
-----------------
ولا تنحصر دلالة اسمه ( الغفور ) في جملة ( إن ) على المعني السابق ، بل قد تتسع لتحيط بسياق آخر ، لا يبرز فيه حكم المحكمة ، بل يبرز فيه الدعوة إلى الاستغفار والترغيب فيها خشية نسيان الاستغفار في جو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير .
ترى ذلك في مقام العبادة ، بل الاجتهاد في العبادة ، ويبرز هذا في موقفين ، الموقف الأول في فريضة الحج ، والموقف الآخر في قيام الليل 0
ففي فريضة الحج تأتي الآيات لتذكر الحاج بأهمية الاستغفار حتى يتحصل المؤمن على الجائزة : فيرجع كيوم ولدته أمه فتقول الآيات :(1/2383)
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين ... ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:197،198،199)
ويقول سبحانه وتعالي :
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ..... وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المزمل:20)
فالسياقان سياق عبادة واجتهاد في العبادة فرُغب في الاستغفار وكأنها وصية محب ، وتوجيه رءوف إلى كنز وثروة لا ينبغي نسيانها .... هذا الكنز وذاك الفيض هو ( إن الله غفور رحيم ) ولذلك قيل ( واستغفروا الله ) .
فالمغفرة هنا تأتي في سياق الحب ، والعطف لتكتسب مساحة أخرى من الدلالة أرقى وأسمى لأنها في شأن الذاكرين المبتهلين ، القوامين بالليل والنهار ، أو الحجاج المهللين ، المفيضين من عرفات ، ولا يخفى هنا ما في الإظهار لاسم- الله في سياق الإضمار ليتناغى التكرار لاسم الله مع الذكر ، ويتساوق الإظهار مع مقام رفع الصوت بالتهليل ، والاستغفار عند الإفاضة من عرفات .
----------------
وقد يأتي اسمه ( الغفور ) لبيان الفارق بين أفعال الله تعالي وأفعال العباد تجاه نعمه التي لا عد لها ولا إحصاء0
ولقد وردت آيتان في شأن البيان عن نعم الله –تعالى- فقيل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (النحل:18)
لكن الآية الأولى ختمت بجملة (إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:34)(1/2384)
والأخرى ختمت بجملة (إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) النحل 18
ذلك لأن آية إبراهيم كانت في شأن عد أفعال العباد وفي سياق قبح هذه الأفعال وبخاصة أفعال الكافرين حيث قيل من أول السورة عنهم أنهم :
( يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ..
ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً ...
ردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا ... وإنا لفي شك
بدلوا نعمة الله كفراً ....
أحلوا قومهم دار البوار ...
جعلوا لله أنداداً ....
كل ذلك في سرد أفعال العباد ، فلما جئ إلى عد نعم الله تعالي ناسب أن يذكر موقفهم تجاه هذه النعم فقيل .
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:34)
لكن السياق يختلف في سورة النحل لأن الحديث فيها ليس عن أفعال العباد ولكن عن أفعال الله تعالي :
فمن أول السورة تسمع هذه العطاءات
ينزل الملائكة بالروح من أمره
خلق السماوات والأرض بالحق
خلق الإنسان من نطفة
الأنعام خلقها لكم
أنزل من السماء ماءً لكم
ينبت لكم به الزرع ...
سخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم
وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه ..
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه ...
كل هذه أفعال الله تعالي ونعمة التي لا عد لها فلما ذكرنا بهذه النعم ناسب أن يختم بوصف آخر.
فقال (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:18)
يقول الزركشي : [ ومن بديع هذا النوع اختلاف الفاصلتين في موضعين والمحدث عنه واحد لنكتة لطيفة ، وذلك قوله في سورة إبراهيم (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
وقال في سورة النحل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
قال القاضي ناصر الدين بن المنير :(1/2385)
كأنه يقول : إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت آخذها وأنا معطيها فحصل لك عند أخذها وصفان : كونك ظلوماً وكونك كفاراً ...
ولي عند إعطائها وصفان ، وهما أني غفور رحيم ، أقابل ظلمك بغفراني وكفرك برحمتي ، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوفير ، ولا أجازي جفاءك إلا بالوفاء . ]
إن ربك من بعدها لغفور رحيم
هذا نوع آخر من جملة ( إن ) حيث يأتي بدلاً من اسم الله اسم الرب ، ويفصل بين الاسم والخبر بشبه الجملة ( من بعدها ) أو ( من بعد ذلك ) .
وهذا الفاصل الذي حشر بين اسم إن وخبرها كأنه إضافة أراد القرآن استحضارها عند ذكر المغفرة ، لأن المغفرة لا تكتمل إلا بوجود هذا الأمر في الصورة معها حتى تراه العين ملاصقاً للمغفرة .
وقوله ( من بعدها ) أو ( من بعد ذلك ) تذكير بالذنب و استحضار له.
فأي ذنب هذا أراد القرآن حضوره ليعلم دلالة الغفور وقيمة هذه الدلالة؟
إنها ذنوب عظيمة من شاكلة ( عبادة العجل من دون الله تعالي )
ومن شاكلة سلب اختصاص الله تعالي بالتشريع ليزاوله العباد .
ومن شاكلة إكراه الإماء على الزنا ...
إنها ذنوب تستوجب النار وبعضها يستوجب الخلود فيها ، لذلك كان استحضارها في صورة المغفرة إنما هو بيان لمقدار هذه المغفرة ، وعظم الغفور سبحانه كما أن الحديث هنا كان عن ذنوب تحققت فيها التوبة بالفعل فناسب ذلك إلحاق اسم الرب بجملة المغفرة للإشارة إلى تحقق المغفرة ، فمن دلائل التعبير باسم الرب تحقق الفضل والمغفرة والرحمة ، لأن الرب هو المربي وهو أيضاً الخالق الرازق المدبر لشؤون العباد ....
ومن هو قائم بذلك كله وغيره لا يبخل على المقصرين ممن خلقهم ورزقهم ودبر أمورهم بالمغفرة لذنوبهم .(1/2386)
والعجيب أن آية الأعراف وآية النحل تذكر هذه الأفعال بلفظ ( السوء والسيئات ) لتكون تبشيراً بمغفرتها بعد التوبة .ففي الأعراف يقول الله تعالي (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأعراف:153)
وهذا قد جاء بعد قوله (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) (لأعراف:152)
فلما كان الذنب عظيماً ثم ندموا وعادوا ناسبه أن يحضره عند المغفرة بقوله ( من بعدها ) كما ناسبه المجئ باسم الرب بدلاً من اسم الله فإذا كان المآل مغفرة فالأولي به اسم ( الرب ) وزاد من ذلك إضافته إلى كاف الخطاب العائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان عظمة الإحسان إليهم .
وفي النحل يقول الله تعالي : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:119)
ولاحظ هنا تكرار – ( من بعد ذلك ) ثم قال ( من بعدها ) فالآية تعمد عمداً إلى إحضار الذنب ، فما هو ؟ إنه قولهم : ( هذا حلال وهذا حرام )
وتلك خصيصه الألوهية لذلك كان إحضارها مقصوداً لبيان عظم المغفرة .
لكن موقع سورة النور لم يكن حديثاً عن الذنب من حيث هو ولكن عن شناعته حيث إن الفطر السوية تأباه وتنكره لذلك أرادت الآيات أن تحضره بل وتعيده ليرسخ في الذهن واسمع ذلك :
(وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:33)
(وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ) (النور: من الآية33) .(1/2387)
فالإعادة هنا والتكرار جاء ثلاث مرات ،وكأنه أمر غير متصور أريد من السامعين تخيله ثم عقب عليه بالمغفرة وألصق الفعل أو الإكراه بلفظ ( غفور ) فقيل :
( من بعد إكراههن غفور )
لتنظر العين الكلمتين دفعة واحدة وتستشعر قيمة ودلالة اسمه الغفور
المبحث الثالث
اسم ( الغفور ) بين الاعتناق والتفرد
لم يرد اسم من الأسماء الثلاثة منفرداً إلا في ثلاثة مواضع :
الأول في سورة الإسراء في قوله سبحانه (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً) (الإسراء:25)
والثاني في قوله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82)
والثالث في قوله تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح:10)
وقد سبق تحليل هذه الآيات في مواضع سابقة ، وذكر فيها وجه إفرادها لكنني هنا أقف على اقتران هذه الأسماء بأسماء أخرى ، لأحاول بيان مدى اكتساب اسمه ( الغفور والغفار ) ظلالاً جديدة تضاف إليه من هذه الأسماء المتعانقة معه وأثر السياق والمقام في اصطفاء الاسم الآخر لندرك أنه قد اختير بعناية وحكمة وأنه لا يجدي غيره لو وضع مكانه وهذا يعرف عند البلاغيين بالتمكين أو ائتلاف القافية .. ومن الإحصاء ظهر الآتي :
أولاً : جاء اعتناق اسم ( الغفور ) باسم ( الرحيم ) 76 مرة
ثانياً : جاء اعتناق اسم ( الغفار ) باسم ( الحليم ) 7 مرات
ثالثاً : جاء اعتناق اسم ( الغفار ) باسم ( العزيز ) 5 مرات
رابعاً : جاء اعتناق اسم ( الغفور ) باسم ( العفو ) 4 مرات
خامساً : جاء اعتناق اسم ( الغفور ) باسم ( الشكور ) 3 مرات
سادساً : جاء اعتناق اسم ( الغفور ) باسم ( الودود ) مرة واحدة
أولاً: اعتناق الغفور والرحيم(1/2388)
أصل كلمة الرحيم هي ( الراء والحاء والميم ، وهذا أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة ، يقال من ذلك : رحمة ، يرحمه ، إذا رق له ، وتعطف عليه ، والرحم : علاقة القرابة ، ثم سميت رحم الأنثى رحماً من هذا : لأن منها يكون ما يرحم به ، ويرق له من ولد . ]
وهذه [ الرقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم ، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة ، وتارة في الإحسان المجرد من الرقة ، نحو : رحم الله فلاناً .
وإذا وصف به الباري ، فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة .
فالرحمة من الله إنعام وإفضال ، ومن الآدميين رقة ، وتعطف ... والرحيم : هو الذي كثرت رحمته ... ]
والذي ينبغي الوقوف عنده هو وجه اقتران ( الغفور ) بـ ( الرحيم ) وهل العبد لا يكتفي بالمغفرة حتى يؤتي له بالرحمة ؟
الحق أن المغفرة فضل عظيم لكنها لا تكفي العبد يوم القيامة ولا حتى في الدنيا ، وذلك لأن المغفرة وهي ستر الذنب وتغطيته لا تعنى أن الذنب قد أزيل ، أو تم العفو عنه ، والتجاوز عن صاحبه ، كل ما هنالك أنه مستور ، لا يعلمه إلا الله تعالي ، ولله تعالي المشيئة في أن يحسن إلى المذنب ولا يعاقبه ، كما أن له طلاقة المشيئة في أن يعذبه بهذا الذنب في الدنيا والآخرة ، وهو في ذات الوقت قد غفر له ذنبه أي ستره عن أعين الخلق وقد يستره عن المذنب أيضا ومن هنا تأتي الرحمة من اسمه ( الرحيم ) لتلتصق باسمه الغفور ليتم الإحسان والفضل ويكون الغفران بداية العفو ، وأول الإحسان زوال الذنب ، ومحوه من الصحف بل وتبديله حسنات فيدخل الإنسان الجنة .
الأمر الآخر : أن دخول الجنة لن يتم بسبب المغفرة بل بالرحمة ، ولقد ورد حديث : ( لن يدخل أحداً عمله الجنة ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) ومن هنا كان من لوازم المغفرة : الرحمة .
التقديم والتأخير بين الاسمين :(1/2389)
اقتران اسمه ( الغفور ) باسمه الرحيم جاءت الأكثرية فيه ، بتقديم (الغفور) على (الرحيم) لأن المغفرة توطئة للرحمة [ فالمغفرة :سلامة ، والرحمة: غنيمة ، والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة.]
كما أن المغفرة تبدأ من الدنيا بستر الذنب ، لكن الرحمة لا تكون إلا في الآخرة والدنيا مقدمة في الترتيب الزمني على الآخرة .
ولم يتغير ذلك الترتيب بين ( الغفور والرحيم ) إلا في موضع واحد تقدم فيه اسمه ( الرحيم ) وذلك في قوله تعالي :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (سبأ :1،2)
والقرآن الكريم هو خطاب الله تعالي للمكلفين من الثقلين ، وأكثر ما يهم الثقلين هو معرفة ثمرة أعمالهم التكليفية التي عملوها .
ولما كان من جملة ما يقع على الأرض أعمال المكلفين ، وكذلك من جملة ما يعرج إلى السماء أعمال المكلفين أشارت الفاصلة هنا إلى أن هذه الأعمال مهما بلغ حسنها لا تكافئ نعم الله على العبد ، ولا تصلح ثمناً لبلوغ جنته ورضوانه ، لكنها سبيل إلى الوصول إلى رحمته ومغفرته وهذا الأخير سبيل إلى دخول الجنة والفوز برضا الله تعالي .
ولما كان المقام هنا مقام تفضل وإنعام ، وإحسان وإكرام قدمت الرحمة على المغفرة،لأن المغفرة لا تكون إلا عن ذنب وتقصير ولم يذكر في الآية تصريح بذلك
وأما الرحمة فهي عامة إذ هي من الله ، تعالي : الإنعام والإفضال وهذا يشمل كل الكائنات .
وأما الرحمة الخاصة ، فلا تكون إلا للمؤمنين المتقين ، قال تعالي (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:156)(1/2390)
أضف إلى ذلك أن القضية الأساسية في سورة سبأ هي قضية إثبات البعث فسبب نزول هذه الآيات [ أن أبا سفيان قال لكفار مكة ، لما سمعوا قول الله تعالي (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:73)
إن محمداً يتوعدنا بالعذاب ، بعد أن نموت ، ويخوفننا بالبعث ، واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبداً ، ولا نبعث ، فقال الله تعالي : قل يا محمد: ( بلى وربي لتبعثن ) قاله مقاتل ] ...
ولا شك أن قضية البعث أول ما تستدعي في النفوس ، تستدعي الرحمة ، فقدم اسمه ( الرحيم ) لمناسبة هذا المقام ، كما أن الآية في كافة أصناف الخلق ، وفي هذا يقول الزركشي رحمه الله : [ تأخرت المغفرة في قوله ( وهو الرحيم الغفور ) لأنها منتظمة في سلك تعداد أصناف الخلق من المكلفين وغيرهم ، وهو قوله: ( يعلم ما يلج في الأرض ....... إلى آخره . فالرحمة شملتهم جميعاً ، والمغفرة تخص بعضاً والعموم قبل الخصوص بالرتبة ]
ثانياً : اعتناق الغفور والحليم
واسمه ( الحليم ) مأخوذ من الحلم و [ والحاء واللام والميم أصول ثلاثة :
الأول : ترك العجلة ، والثاني : تثقب الشيء ، والثالث : رؤية الشيء في المنام ،
وهي متباينة جداً تدل على أن بعض اللغة ليس قياساً وإن كان أكثره منقاساً فالأول : الحلم ، خلاف الطيش ، يقال : حلمت عنه أحلُم فأنا حليم .
والأصل الثاني : قولهم حَلُم الأديمُ إذا تثقب وفسد ، وذلك أن يقع فيه دواب تفسده .
والثالث :قد حلم في نومه حُلْماً وحُلُماً .. ]
وقيل : [ الحليم : هو الذي لا يعاجل بالعقوبة ، فكل من لا يعاجل بالعقوبة يسمى فيما بيننا حليماً . ]
وقيل : [ وهو الصبور ... الذي لا يستخفه عصيان العصاة ولا يستفزه الغضب عليهم ، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً فهو منته إليه . ](1/2391)
[ فالحلم : ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب وجمعه : أحلام ]
وقد اقترن اسمه(الغفور) باسمه(الحليم) سبع مرات وذلك في[ البقرة 225– 235] [ آل عمران 155 ] [ والمائدة 101 ] [ والإسراء 44 ] [ وفاطر 41] ووجه اصطفاء اسم ( الحليم ) فيها يتنوع من سياق إلى سياق .
فتارة يكون السياق في شأن ذنب هو في حقيقته تقصير في الأدب مع الله –تعالى- فيناسب ذلك وصفه بالحليم الذي لا يعاجل بالعقوبة .
وتارة يكون السياق توجيهاً للناس أن يتصفوا بالحلم ولا يتعجلوا ، وهنا يكون اسمه الحليم تذكيرا بهذه الصفة ، وتارة يكون السياق تهديداً ؛ حتى لا يعودوا إلى الذنب ، وكأنه يقول ( لقد حلمت عليكم فاحذروا ، وهكذا ... وإليك هذه الآيات ...
قال تعالي (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:225)
.فسترُ الذنبِ هنا سترُ حليم ، ذلك لعلمه أن العبد حين حلف إنما دفعه إلى ذلك ما جُبل عليه من عجلة ، (وخلق الإنسان عجولا ) , ولو أنه عومل على شاكلته لعجلت له العقوبة وكأن هناك دعوة إلى التحلم عند الحلف ، ... دعوة إلى النظر في عاقبة اليمين ، فغفر للإنسان ذنبه في الحلف لعله يفئ ، ولأن الله لا يعجل بعجلة أحدنا كما قال رسول الله e
ولذلك يقول ابن عاشور – رحمه الله – [ ومناسبة اقتران وصف ( الغفور ) بـ ( الحليم ) هنا دون الرحيم لأن هذه مغفرة لذنب هو من قبيل التقصير في الأدب مع الله تعالي،فلذلك وصف الله نفسه بـ(الحليم) لأن الحليم: هو الذي لا يستفزه التقصير في جانبه ، ولا يغضب للغفلة ، ويقبل المعذرة . ] ويقول البقاعي – رحمه الله [ولما كان السياق للمؤاخذة التي هي معاجلة كل من المتناظرين لصاحبة بالأخذ كان الحلم أنسب الأشياء،لذلك قال:(حليم) أي:لا يعاجلهم بالأخذ...فهو رفع للمؤاخذة عن مستحقها بجناية في حق مستعظم ](1/2392)
والذي يهمني في كل ذلك دلالة اسمه ( الغفور ) فالأمر هنا ليس متعلقاً بالآخرة ولكنه ما زال في الدنيا ، والسياق في شأن التربية وتوجيه النفوس المؤمنة إلى ترك الحلف جملة ، إلا لحاجة ، ولما كان الأمر كذلك جئ باسمه ( الحليم ) وكأن (الغفور) هنا تعنى الدعوة إلى عدم العودة فالستر هنا ستر تربية وتأديب وتعليم وتهذيب ، ولذلك سبق في السياق قوله (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) (البقرة:225)
وينتقل الدرس التعليمي إلى جو آخر وسياق آخر تحتاج النفوس فيه إلى تهذيب وذلك في قوله سبحانه : (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:235)
والسياق كما لا يخفي في شأن التعريض بالخطبة لمن توفى زوجها ، وما زالت في عدتها منه ....، ورغبة النفوس وميل القلوب من الصعب دفعه ولذلك قيل (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:235) أي ( نكاحاً )(1/2393)
وهذا الجو الذي تملؤه مشاعر متناقضة ورغبات والتزامات تفرضها شريعة غراء ، هذا الجو الذي تفلِتُ فيه-دون قصد- مخالفة أو تند عنه-دون عمد- هفوة ، أو يرتكب فيه-بغير إرادة- خطأ ، كان التعقيب عليه ( إن الله غفور حليم ) .
فالمغفرة هنا متعلقة بأمور يشق على النفوس ضبطها ضبطاً كاملاً ، يقول ابن عاشور [ لعل المراد من المغفرة هنا التجاوز ، لا مغفرة الذنب .. ] لأن الذنب مقصود ،ولقد رفع عن أمة محمد e [الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ].
وعليه يأتي اقتران العفو بالحليم اقتران تهذيب وتربية في أمور ترتبط بما قد يستحي منه،كما يلمح في التذييل باسمه(الحليم) أيضاً أن المغفرة هنا دعوة إلى عدم التعجل ومحاولة ضبط النفس ولذلك قيل(واعلموا)أي : تعلموا وتخلقوا بهذا الخلق .
--------------------
وينتقل التعليم والتربية بصفة الحلم إلى جو آخر ، تتعجل فيه النفوس أيضاً خوفاً من الموت ، فجاء الدرس :
قال تعالي (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (آل عمران:155)
فالقوم أشيع فيهم أن رسول الله e قد قتل ، فحملهم الشيطان على ترك المعركة ثم عادوا وجاهدوا فكانت المغفرة لعودتهم، لكنها مغفرة حليم لم يعجل عليهم بذنبهم، وليست المغفرة هنا إلا الصفح والعفو ، وهذا يؤكد أن دلالة ( الغفور) لا تعنى ستر الذنب من كل موضع ، بل قد تتجاوز إلى الصفح عنه والتجاوز وعدم المؤاخذة .
وهو معنى ملتصق بالستر ، فالستر كما سبق بداية المحو وأول العفو ، ولقد ورد قبل ذلك في أحاديث نبوية ومنها: [ثلاث من كن فيه ستر الله عليه وأدخله جنته ]
ومنها : [ حديث أبي موسى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا فعيّره به يوم القيامة ](1/2394)
ومن هنا كانت دلالة ( الغفور ) تعنى عدم العقاب ، وليس عدم التعجيل بالعقاب وعلى ذلك ( فالحليم ) هنا توكيد للعفو وتعليم للنفس المؤمنة ألا تعجل ولذلك سبق في الآية قوله ( ولقد عفا الله عنهم ) وكأن هذه الجملة توجه المعني في (غفور) إلى دلالة العفو وليس إلى دلالة الستر ولا شك أن العفو أعلى منزلة من الستر ، ولذلك لم يُعَاقَب هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد المعركة ؛ لعفو الله عنهم .
التقديم والتأخير بين الاسمين
تناوب اسمه ( الغفور ) واسمه ( الحليم ) بين التقديم والتأخير ، وقد سبق في تحليل الآيات التي قُدم فيها اسمه ( الغفور ) أن المراد من هذا الاسم إما ستر الذنب حلماً ليكون ذلك درساً يتعلم منه المؤمنون فلا يعودوا إلى مثل ما فعلوه ،وقد يكون المراد من اسمه ( الغفور ) العفو والصفح فلا مؤاخذة على ما فعلوه وكل ذلك قدم فيه اسمه ( الغفور ) لا لشيء إلا لأن الذنب هو شاغلهم فقيل بداية : إنه
( غفور ) ثم جاء اسمه الحليم ليوضح علة المغفرة .
لكن هناك سياقات يتقدم فيها اسمه ( الحليم ) ويتأخر اسمه ( الغفور ) عنه فيقال ( إنه كان حليماً غفوراً ) وقد جاء ذلك في موضعين اثنين .
الأول في قوله تعالي : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء:44)
والآخر في قوله تعالي :
(إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (فاطر:41)
وبداية أود أن أشير إلى عدة نقاط تجمع بين الجملتين وهي :
1- أن الآيتين في ذكر أمر متعلق بالسماوات والأرض
2- أن الجملتين بنيتا على التوكيد بـ(إن) ثم مجيء اسمها ضميراً ثم المجيء بجملة ( كان ) الناسخة لتكون خبراً .(1/2395)
3- أن اسمي ( الغفور والحليم) جاءا نكرتين ، وتقدم اسمه( الحليم) على اسمه( الغفور) .
والسياق الذي يحيط بالآيتين في سورة الإسراء وسورة فاطر سياق يفوح منه روائح الغضب ، لأنه يتحدث عن قوم ادعوا أن مع الله إلاهاً آخر ، وادعوا أن الله اصطفاهم بالبنين في الوقت الذي يخضع الكون كله لعظمته إلا هؤلاء !! .
أن الآيات تستنكر فتقول : (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) (الإسراء:40)
وراجع قراءة قوله (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) لأنها تولد تهديداً بل رعباً في القلب ، ونذراً بالخطر ...ثم يوالي السياق الحديث عن هؤلاء وظلمهم فيقول (لو كان معه آلهة كما يقولون) .
ثم تزداد نبرة التهديد بذكر المقابل ، والعجيب أن المقابل لهؤلاء هو الكون كله ( السماوات والأرض ومن فيهن وكل شيء ) هؤلاء جميعاً من جهة وهذه الفئة الضالة في جهة أخرى ، الكون كله يسبح ، وهؤلاء يقولون قولاً عظيماً .
إن منطق القوة ومنطق الفهم البشري تستدعي على عجل الانتقام من هؤلاء وخسف الأرض بهم ، لكن صفات الجمال تحيط بهم وتمهلهم ، لعلهم يثوبون ، فيغفر لهم .
إذن الأولى بالتقديم صفة الحلم فقيل ( إنه كان حليماً غفوراً ) وكأن المغفرة مؤجلة حتى يعودوا ومؤخرة حتى يتوبوا .
------------------
فإذا جئ إلى آية فاطر رأيت هذه البسط يختصر اختصاراً ، فيقال (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلا مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلا خَسَاراً) (فاطر:39)(1/2396)
وإذا كان الكون هناك يسبح والسماوات والأرض تسبح فإن الأمر هنا ليس أمر تسبيح ، بل أمر حفظ ، حفظ هذه السماوات والأرض من الزوال والانسياح في الكون الذي لا يعلمه إلا الله ، ولا شك أن كفر هؤلاء وجعلِهم لله شركاء يستوجب أن يُطوَّح بهم في هذا الكون مع السماء والأرض ولكن يظهر الإمهال مرة أخرى فيقال : ( إنه كان حليماً غفوراً ) وكأن هذا الإمساك ثمرة من ثمار الحلم فلما أخبر عن إمساكه سبحانه للسماوات والأرض بيَّن أن ذلك سببه هو الحلم ولعلهم يثوبون فيغفر لهم . ولذلك ختمت السورة بقوله (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) (فاطر:45)
ثالثاً : اعتناق العزيز والغفور
يقول ابن فارس:إن(العين والزاء أصل صحيح واحد يدل على شدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقهر ، والعزيز : الذي لا يُقدر عليه . ]
[ والعزة : حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم : أرض عزاز أي : صلبة .. وقيل : من عز بز : أي من غلب سلب ]
[ والعزيز : من صفات الله عز وجل ، وأسمائه الحسنى ، قال الزجاج : وهو الممتنع فلا يغلبه شيء ، وقال غيره : هو القوى الغالب كل شيء ، وقيل : هو الذي ليس كمثله شيء ]
وقد جاء اسمه ( العزيز ) مع اسمه الغفور مرتين في القرآن الكريم وذلك في سورة فاطر آية 28 ، وسورة الملك آية 2 .
في حين اقترن اسمه الغفار باسمه العزيز ثلاث مرات وذلك في سورة (ص )آية 66 وسورة الزمر آية 5 وسورة غافر آية 42 .
والمواضع الخمسة تقدم فيها اسمه (العزيز)وتأخر اسمه ( الغفور ) أو ( الغفار ) ذلك لأن السياقات كلها في شأن بيان القوة ، والقهر ، والسلطان ، والملك ، وتلك بعض الأدلة .(1/2397)
في فاطر مثلاً نستشعر ذلك من أول السورة (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر:2)
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر:10)
(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) (فاطر:13)
(أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر:15)
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) (فاطر:16،17)
وهكذا تمتلئ السورة بشواهد القوة والغلبة .
فإذا انتقلنا إلى سورة ( ص ) نجد أنها تفتتح بهذا الافتتاح (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ، كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) (صّ:1- 3 )
ثم تبدأ السورة في بيان وجه العزة ومظاهرها فتقول
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ، أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ) (صّ:9 ، 10)
إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب ..
حتى إبليس حين أقسم قال ( فبعزتك )
وهكذا في سورة الزمر وغافر والملك والتي تبدأ بقوله ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك:1)
إن سياق القوة والغلبة والقهر تسيطر على السور ولذلك ذُكِر( العزيز) وقدم في الذكر على
( الغفور )
لكن يبقى أن الجمع بين ( العزيز ) و ( الغفور ) جمعٌ بين صفة جلال وصفة جمال وما ذلك إلا لأن السور كما أنها في شأن العزة إلا أنها بنيت على هذا التقابل بين أمرين كل منهما في الغالب مضاد للآخر .
ففي فاطر مثلاً يلحظ هذا التقابل :
فهو سبحانه فاطر
السماوات الأرض
ما يفتح... فلا ممسك له وما يمسك فلا مرسل له(1/2398)
الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة
وما يستوي البحران... .
هذا عذب فرات وهذا املح أجاج
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني
الأعمى والبصير
ولا الظلمات ولا النور
ولا الظل ولا الحرور
وما يستوي
الأحياء ولا الأموات
إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور
وفي صورة ( ص ) يقول السياق أيضاً :
أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض
أم نجعل المتقين كالفجار
وبناء العبارة في السورة قائم على ثنائية ظاهرة من مثل ( عزة ، وشقاق) –(ساحر ، كذاب) – (يسبحن بالعشي ، والإشراق) –( خر راكعاً ، وأناب) – ( زلفى ،وحسن مآب ...)
وغير ذلك كثير في السورة .
ومن هنا كان الجمع بين ( العزيز )و ( الغفار أو الغفور )
ولا يخفي أن وجه اصطفاء صيغة فعال في السور الثلاث ( ص – الزمر – غافر ) هو أن السياق في شأن تعدد المغفور لهم أو تعدد العمل الصالح ، فالسياق في ( ص ) مثلاً يذكرنا بـ ( الذين آمنوا – ثم داود – وسليمان – أيوب – وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ) وفي كل ذلك يقول ( واذكر، واذكر، واذكر ) فهذا تعدد للمغفور لهم .
لكن في الزمر يذكرنا السياق بتعدد أعمال هؤلاء فيقول (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الأخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ...) (الزمر: من الآية9) فهذا تعدد في العمل .
فـ(الغفار) أي الذين تتتابع منه المغفرة وتكثر ، إما بحسب المغفور لهم ،أو بحسب المغفرة لواحد مرة بعد مرة .
أما سورة(فاطر والملك) فإن صيغة(فعول) تشير إلى عظم المغفرة لأنها في غافر( للعلماء ) الذين يخشون الله تعالى ، وفي الملك لمن أحسن العمل ولا ذكر هنا لتكراره أو تنوعه ، بل إحسانه .(1/2399)
وعلى كل فالحديث في السياقات كلها عن ( العزيز ) والمغفرة فيها مغفرة عزيز ، فليس المقام في الصور الخمس مقام ذنب ومغفرة ولكنه مقام اقتدار وقهر ؛ فأحيطت العزة بالمغفرة حتى لا تنعكس على الخلق بالعذاب .
لذلك كله لم تتغير صورة الترتيب بين اسم العزيز واسم ( الغفور ) فأينما اجتمعا تقدم اسمه (العزيز) بل إن اسم( العزيز) لم يجتمع مع اسم آخر من أسماء الله الحسنى إلا تقدم عليه حيث قيل :
( العزيز الحميد ) ( العزيز الرحيم ) ( العزيز الحكيم ) .
إلا مع اسماً واحد وهو ( القوي ) ففي جميع السياقات تقدم اسمه (القوي) لأن القوة لا تفيد بعد العزة شيئاً ، فالعزة متضمنة لها لكن العزة تعطى للقوة إحاطةً وشمولاً وتفرداً .
رابعاً :اعتناق العفو والغفور
ورد اسمه ( الغفور ) مرتبطاً باسمه العفو في أربع آيات في القرآن الكريم وهي :
[ النساء 99 ، 43 – الحج 60 – المجادلة 2 ]
ومادة هذا الاسم هي [ العين والفاء والحرف المعتل ، ويدل الاسم على معنيين أصليين ، أحدهما : ترك الشيء ، والآخر: طلبه
فالأول : العفو : ومنه: عفو الله تعالى عن خلقه ، وذلك تركه إياهم فلا يعاقبهم فضلاً منه.
قال الخليل وكل من استحق عقوبة فتركته فقد عفوت عنه .....
وقد يكون أن يعفو الإنسان عن الشيء بمعنى الترك]
وقيل : هو [ ما جاء بغير تكلف ولا كره ]
[ وأصل العفو : المحو والطمس .. وفي حديث أبي بكر : سلوا الله العفو والعافية والمعافاة .
فأما العفو فهو محو الله تعالى ذنوب عبده عنه .
وأما العافية : فهو أن يعافيه الله تعالى من سقم أو بلية وهي الصحة ضد المرض.
يقال : عافاه الله وأعفاه أي : وهب له العافية من العلل والبلايا .
وأما المعافاة : فأن يعافيك الله من الناس . ويعافيهم منك . أي يغنيك عنهم : ويغنيهم عنك ، ويصرف أذاك عنهم ، وأذاهم عنك ](1/2400)
واستعراض الآيات التي ورد فيها الجمع بين الاسمين يلحظ أنها في شأن الرُخص التي توهب للمستضعفين أو أصحاب الأعذار وذلك مثل.
الرخصة للذين لا يقدرون قدرة الأشداء على التكاليف .
والرخصة في شأن التيمم بدلاً من الوضوء عند فقده .
والرخصة في رد العدوان بالمثل لمن حدث عليه اعتداء .
ثم الرخصة في الذنب الذي فُعل قبل نزول الحكم .
ففي شأن المستضعفين قيل ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ ... فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُورا ً) (النساء: 97 :99)
وفي شأن الرخصة في التيمم قيل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ... فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طيباً.... ) (النساء:43)
وفي الرخصة بالرد بالمثل قيل ( ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) (الحج:60)
ثم الرخصة فيما مضى من ظهار قبل نزول الحكم وذلك في قوله تعالى :
( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا الْلائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) (المجادلة:2)
فالآيات كلها في شأن المسلمين الذين عرضت لهم أمور أخرجتهم من دائرة العقاب ، ومن ميدان الحساب وحتى من ساحة العتاب ، لذلك كان العفو مع المغفرة.
------------------(1/2401)
أما تقديم ( العفوّ ) على ( الغفور ) دائما ، فلأن ( العفو)أعم من المغفرة يقول الزركشي [ إن العام أشرف من الخاص ، ولذلك قدم( العفوّ على الغفور) ، أي أنه ( عفو ) عما لم يؤاخذنا مما نستحقه بذنوبنا ، ( غفور ) لما يؤاخذنا به في الدنيا قبلنا ورجعنا إليه ؛ فتقدم ( العفو ) على ( الغفور ) لأنه أعم وأخرت المغفرة لأنها أخص .]
كما أن في العفو تعجيل بالمسرة ،في شأن هذه الأصناف ، وهم في أمس الحاجة لهذا التعجيل
ولم يرد اسمه( العفو) في القرآن الكريم متعانقاً مع اسم آخر إلا مع اسمين أحدهما (الغفور) والآخر ( القدير ) في سورة النساء أيضاً وهو قوله سبحانه وتعالى (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) (النساء:149)
مما يعني أن سورة النساء حازت ثلاث مواضع من ستة في ورود اسمه العفو وهذا يؤكد حاجة المرأة إلى صفتي ( العفو ) و ( المغفرة ) .
ولا يخفي أيضاً في تقديم ( العفو ) هنا ما يعتبره العلماء من رعاية للفاصلة ، وهذا وإن كان ليس أصلاً لكنه ملحظ لا يمكن إغفاله ، وإذا ضممت هذا إلى تشابه الكلمتين في الحروف من حيث وجود العين والغين وهما حرفان متتابعان في النطق وفي المخرج فالعين في أقصى الحلق والغين من أعلاه ، ثم تأتي الفاء في كل من الكلمتين في الوسط ، ثم تأتي الواو في كل من الكلمتين .
هذا التقارب الشديد كأنه يهدف إلى تكرار نغمة واحدة ،لتستوعبها الآذان حق الاستيعاب وتأخذ حقها في قرار العقل ، فإذا أضيف إلى كل ذلك هذا القرب في المعنى بين العفو والغفور ، إذ كل منها يعني التجاوز والصفح وجدت المعنى يقترب من دلالة أخرى أو يفتح باباً آخر من الدلالة إنه باب التوكيد فكأنك قلت في آخر كل آية:
إن الله غفور غفور ..
أو قلت
إن الله عفو عفو(1/2402)
فلا تخرج من الآية حتى يعاد عليك المعنى وشبيهة أو إن شئت قلت يكرر لك المعنى بالنغم ، ليلخص لك المراد من المسامحة والصفح .
خامساً : اعتناق الغفور والشكور
يقوا ابن فارس : [ الشين والكاف والراء أصول أربعة :
فالأول : الشكر:الثناء على إنسان بمعروف يوليكه ، ويقال إن حقيقة الشكر الرضا باليسير ]
[ والشكور : فعول من الشكر وأصل الشكر في الكلام هو الظهور ومنه يقال شكير النبت ، وشَكَرَ الضرعُ إذا امتلأ ، وامتلاؤه : ظهوره ، ويقال : دابة شكور : أي : سريعة السمن
فكأن الشكر من الله تعالى هو إثابة الشاكر على شكره ، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة : شكراً على طريقة المقابلة .]
[ والشكر : عرفان الإحسان ونشره ..... والشكر من الله تعالى : المجازاة والثناء الجميل ..... والشكور : من صفات الله جل اسمه ، ومعناه : أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، وشكره لعباده : مغفرته لهم . ]
وقد اعتنق الاسمان في القرآن الكريم ثلاث مرات:
الأولى والثانية في سورة فاطر في الآيتين 30، 34
أما المرة الأخيرة فجاءت في سورة الشورى آية 23
في الآية الأولى ورد الاسمان في سياق الحديث ( الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا .... سِرّاً وَعَلانِيَةً ........) (فاطر:29)
وبعده بقليل كان الجزاء والجزاء ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ َقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ) ( فاطر : 33 ، 34)
فعقب على فعلهم وعبادتهم ( إنه غفور شكور )
وعقب على الجزاء من الله بقولهم : ( إن ربنا لغفور شكور )
فالشكر متبادل ، وهذا يؤكد كلام الزجاج من أن الشكر هو إثابة الشاكر على شكره ، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكراً على طريقة المقابلة(1/2403)
والموضع الثالث يؤكد هذا وهو ما جاء في سورة الشورى حيث يقول الله تعالى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (الشورى:23)
فقوله ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً )
يؤكد ما سبق ولذلك عقب بقوله ( إن الله غفور شكور )
وكأن المغفرة هنا هي الزيادة على عدم المعاقبة ، فعدم المعاقبة هي الجزاء ، ثم زيد عليها الستر والمغفرة فكانت المغفرة زيادة ؛ ولذلك اقترنت بالشكور ليفهم أنها مغفرة شكور يقول الطاهر بن عاشور- رحمه الله- :
[ المقصود بالتعليل هو وصف الشكور ، وأما وصف الغفور فقد ذكر للإشارة إلى المقترفين السيئات في الاستغفار والتوبة ليغفر لهم فلا يقنطوا من رحمة الله ]
كما أن تقديم الغفور يعني أن هناك شوائب في الطريق ينبغي أن تمحى وتستر أولاً ، فسترت ومحيت شكراً من الله تعالى .
وهذا مطلبهم ففي الآية الأولى قيل : ( يرجون تجارة لن تبور )
و في الآية الأخرى قيل : ( لهم ما يشاءون عند ربهم )
ولا يتصور أن العبد عند عبادته يطلب شيئاً قبل المغفرة ، إنها شغل العباد الشاغل : أن تغفر لهم ذنوبهم ، فعجل لهم ذلك، وقدمت المغفرة في جميع المواضع على ( الشكور ) لأنها مقصود العباد الأول فبشروا به أولاً .
سادساً : اعتناق الغفور والودود
يقول ابن فارس : [ الواو والدال كلمة تدل على محبة ، وددته : أحببته ، وودت أن ذاك كان ، إذا تمنيته ... وهو وديد فلان ، أي : يحبه ]
[ والودود : فعول بمعني فاعل ، ويجوز أن يكون فعولاً بمعنى مفعول ](1/2404)
ولم يتعانق اسمه ( الغفور ) مع اسمه ( الودود ) في القرآن الكريم إلا في موضع واحد وذلك في سورة البروج في قوله تعالي (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ، إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:12 ، 13 ، 14)
وسياق سورة البروج سياق غضب على هؤلاء الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وقد امتلأت السورة بأسمائه وصفاته وأفعاله المنذرة المشعرة بالقدرة والهيمنة وذلك نحو [ الله – العزيز – الذي له ملك السماوات والأرض – الله على كل شيء شهيد – بطش ربك لشديد – إنه هو يبدئ ويعيد – ذو العرش المجيد – فعال لما يريد – الله من ورائهم محيط . ]
كل ذلك نذر من الله تعالي ، وفي وسط هذه الأمواج الهادرة ، والعواصف الساخطة يوضع قوله ( وهو الغفور الودود ) ليكون بمثابة النسمة الحانية وسط هذه العواصف أو كما يقول المرحوم سيد قطب[ليظل الباب مفتوحاً لا يغلق في وجه عائد تائب و لو عظم الذنب وكبرت المعصية]
وقد تكون المغفرة هنا للمؤمنين والمؤمنات الذين قدموا أرواحهم فداءً لعقيدتهم لكن المغفرة هنا لها مذاق خاص ........ نعم ،
فمن الناس من يغفر لهم رحمةً
ومنهم من يغفر له شكراً
ومنهم من يغفر لهم حلماً
أما هؤلاء الذين جادوا بأرواحهم وأقبلوا على النار تأكلهم ، هم وأولادهم فلقد نالوا المغفرة حباً ومودة من الله تعالي .
وكأن دلالة المغفرة قد أحيطت بالحب والود وليس هناك كما أرى أعلى درجة من هؤلاء الذين غفرت لهم ذنوبهم حباً وكرامة من الله تعالي .
يقول المرحوم سيد قطب : [ أما الودود – فيتصل بموقف المؤمنين الذين اختاروا ربهم على كل شيء .
وهو الإيناس اللطيف الحلو الكريم حين يرفع الله عباده الذين يؤثرونه ويحبونه إلى مرتبة يتحرج القلم من وصفها ، لولا أن فضل الله يجود بها ، ... مرتبة الصداقة : الصداقة بين الرب والعبد ..
ودرجة الود من الله لأودائه وأحبائه المقربين .(1/2405)
فماذا تكون الحياة التي ضحوا بها ، وهي ذاهبة ؟
وما يكون العذاب الذي احتملوه , وهو موقوت ؟
ماذا يكون هذا إلى جانب قطرة من هذا الود الحلو ؟
وإلى جانب لمحة من هذا الإيناس الحبيب ؟ ......
ألا هانت الحياة وهان الألم وهان العذاب
وهان كل غال عزيز ، في سبيل لمحة رضى يجود بها
المولي الودود ذو العرش المجيد ]
ولعل هذه المعاني التي أفاض الله بها على الشيخ – رحمه الله – تجعلنا نميل إلى أن اسمه ( الودود ) هو فعول بمعني (فاعل ومفعول) في آن واحد فهو محب ومحبوب ، وواد ومودود .
ولعل ذلك أيضاً جعل اسمه الودود يتأخر عن اسمه ( الغفور ) تبشيراً لهم بالقبول ، ثم إيناساً لهم بالودود ، فالمغفرة هنا مغفرة محب .
وليس الترتيب هنا ترتيب حدوث – فلا يقال غفر فأحب ، ولكنه ترتيب عِلِّيِّه ،
أي أنه: أحب فغفر .
خاتمة البحث أسأل الله-تعالى-حسنها
الحمد لله ، بنعمته تتم الصالحات – سبحانه – هو الغفور الرحيم ، والصلاة والسلام على صاحب الخلق العظيم ، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإذا كان العيش في رحاب القرآن جميلاً كله فالعيش مع صفات الله أجمل، ويزداد الجمال بهاءً ونضارة حين تنحصر الدراسة في صفات تبث في النفس الأمل والطمأنينة ؛ لأن النفس الإنسانية لقصورها تأنس كثيراً إلى صفات تطمئنها بالغفران ، وتبشرها بجميل الإحسان ، فما أحلى أن يتحقق الأمل حين يكثر الخطأ والزلل.
ومهما تكلمت عن سعادتي بهذا البحث الذي عشت معه وقتاً من عمري ، بتكليف من أساتذتي-أجزل الله لهم المثوبة – فالألفاظ تتضاءل دون الوفاء بحق التعبير عن هذه السعادة ، ولم لا ؟ والبحث في أسماء الله .(1/2406)
وإن من أجل أسماء الله تعالى و أوصافه : وصفَه بالمغفرة ؛ فهي عنوان الكمال ، وبرهان الجلال والجمال ، فهي ستر للعيوب ، وغطاء للذنوب وهي بداية العفو ، وبريد الرحمة، ولما تعددت الذنوب ، من صغيرة إلي كبيرة ، وكثر الناس في الزمان والمكان ، وكلهم خطاء تعددت صفة المغفرة فقيل مرة :غافر، ومرة :غفور ، ومرة :غفار , ففي غافر بداية ، وفي غفار تكرار ، وفي غفور عِظَم 0
وهذه الصفات ليست قائمة على المجاز لأنها لا تقبل الزيادة ولا النقصان ، وليست قائمة على الادعاء ،بل هي قائمة على الحقيقة وما تعددت الصيغ إلا للإشعار بأنها بلغت المنتهى0
وتنوُّع المجىء بها في القرآن الكريم بين التعريف والتنكير إنما كان لتنوع السياقات داخل كل سورة ، فسياق يهدف إلى اختصاصه بالمغفرة ، وسياق يهدف إلى عمومها ،وسياق يبشر ، وسياق يحذر ، ولكل مايناسبه0
كما أن هذه الأسماء تعددت أماكنها داخل الجملة ، لكن أغلبها جاء في الفاصلة ، وكأنها نتائج أو تلخيص لما سبقها من معان 0
وأول الأسماء (غافر) ، ولم يرد إلا مرة واحدة في القرآن الكريم ،وفي سورة كان عنوانها غافر ، ولقد جاء هذا الاسم في صحبة جمع من الأسماء تحمل صفات الجلال وتحيط بها ظلال التهديد لمن كذبوا بالقرآن ونزوله على النبي العدنان؛ لذلك كان السياق سياق تهديد حتى يعودوا.
أما اسمه (الغفار)فلقد جاء في خمسة مواضع ، وجميعها جاءت في سياق رفع الحرج عن الذنوب المتكررة في أمور الرزق ، كما أنه مفتاح لسعته وكثرته إذا لزم الناس الاستغفار.
أما اسمه الغفور فهو أكثر الأسماء شيوعا في القرآن الكريم حيث ورد إحدى وتسعين مرة ،وحازت سورة النساء المرتبة الأولى في ذكر هذا الاسم الكريم مما يعكس شدة احتياجهن إلى المغفرة الدائمة من الرجال والتغاضي عن الهنات المتوالية منهن كما وصى ديننا الحنيف.(1/2407)
وقد تنوعت صورة هذا الاسم وصورة الجملة التي ورد فيها ، فهو مرة معرفة ، ومرة نكرة ، وهو حين يكون معرفة يغلب عليه معنى الاختصاص فلا غفور سواه ، وإذا جاء نكرة يغلب عليه معنى الشمول للجميع .
أما حركاته الإعرابية فقد جاء مجرورا ًمرة واحدة في القرآن الكريم وقد جاء في سياق تشيع فيه معاني الرقة والقرب كما هو حال المؤمنين عند انتقالهم من دار الفناء إلى دار البقاء فهم حينئذٍ أشد ما يكونون حاجة إلي هذا القرب .
وفي مجيئه مفعولا به معنى آخر وهو أن هذه المغفرة عزيزة غالية ينبغي البحث عنها والسعي الحثيث للحصول عليها .
وحين يكون خبرا لـ "كان" فإن دلالته تكتسب ظلالا أخرى ، منها ديمومة هذه المغفرة وعدم تخلفها وبخاصة إذا جعلت "كان" وجملتها خبرا لـ"إن"حيث يجتمع على اسمه "الغفور"حشد من المؤكدات يزيل كل شك من قلب كل عاص ، ويرسم له المغفرة على أنها كالشمس ، تطلع للجميع .
فإذا وضع بدلا من اسم "الله " الضمير ارتشف المعنى رحيقا آخر ، يعود به إلى ما سبق ذكره في الآية من ذنوب ليكون حاضرا أمام العيون عند ذكر المغفرة ، وبخاصة الذنوب المستورة ، والأسرار المطمورة .
أما وروده مرفوعا فلقد تعددت صوره فهو مرة خبرا لمبتدأ ومرة خبرا لـ"إن" ومرة اسما لـ"كان"الناسخة .
وفي كل ظلال من المعاني لا تكون في الصورة الأخرى ، فهو حين يكون خبرا لمبتدأ قد يحمل معنى الإخبار بالصفة لمن يجهلها من الكفار ترغيبا لهم ،وهو تارة تبشير لمن هفا وأخطأ مضطرا ، وهو تارة تودد للمقربين إذا فعلو خلاف الأولى، وهو قبل كل ذلك وبعده يحمل من الدلالات عظم المغفرة وعمومها،وكمالها.
وحين يفصل بين الاسم والخبر بقوله –من بعدها- ، أو- من بعد ذلك – فإن السياق غالبا ما يكون في شأن الذنوب العظيمة التي قد لا يتصورها العقل فيأتي هذا الفاصل لبيان مدى هذه المغفرة وعظمها .
ثم يأتي المبحث الأخير ليبين اعتلاق هذا الاسم الكريم بغيره :(1/2408)
وفيه يظهر جليا الألفة الواضحة بين اسم" الغفور" واسم" الرحيم" ،حيث كان جل صحبته معه في عالم القرآن الكريم ، وهذه الألفة تعني أن المغفرة بداية العفو والصفح ،فهي تمهيد للرحمة وتوطئة للجنة .
والغالب في ورودهما تقديم" الغفور" على" الرحيم" فالمغفرة سلامة والرحمة غنيمة ، والسلامة مقدمة على الغنيمة ، ولم يتغير ذلك إلا في موضع واحد كان الحديث فيه عن البعث والحساب وهو مقام يستدعي أولا الرحمة.
ثم يأتي اعتلاق اسمه" الغفور" باسمه" الحليم" في سبع آيات ليشير إلى أن المغفرة كانت لذنوب فيها إساءة للأدب مع الله تعالى ،كأن يحلف الإنسان بالله استهانة واستخفافا ، أو يتجرأ على محارم الله تعالى ، ويتسور فوق مناهيه بالتصريح بخطبة المتوفى عنها زوجها ، دون مراعاة لحرمة الميّت أو مصاب زوجته .
وقد تكون الإساءة في عدم الثقة في نصر الله يوم التقى الجمعان .
وقد تكون الإساءة بكثرة السؤال للرسول –صلى الله عليه وسلم وكأن الدين قد نقص منه شيء .
كل ذلك إساءة للأدب مع الله تعالى تستدعي حلمه ومغفرته ؛ لذلك اقترن اسمه" الغفور" باسمه" الحليم" ؛ لأن "الحليم" هو الذي لا يستفزه التقصير .
وقد تقدم في كل ذلك اسمه" الغفور" لأن الحديث كان فيها للمؤمنين .
أما إذا جاء الحديث عن الكافرين فإن الحلم والإمهال هو المقدم لأن الكافر في حاجة إلى إمهال لعله يثوب ويرجع فيحوِّل كفره إلى إيمان فيكون أهلا للمغفرة ليتم هذا النسق ...." كفر فإمهال فإيمان فمغفرة "
أما اعتلاق المغفرة باسمه" العزيز" فقد جاء خمس مرات وكلها لبيان القدرة والغلبة وكأن المغفرة هنا قد أحاطت بالعزة حتى لا تنعكس على الخلق بالعذاب .
أما اسمه" العفو" فقد قرن" بالغفور" عند الحديث عن الرُّخص والأعذار التى تطرأ في حياة المؤمنين فتحاط مخالفاتهم بالعفو والمغفرة تبشيرا بأن الله لايكلف نفسا إلا وسعها .(1/2409)
وفي اعتلاق اسمه" الشكور" معنى آخر وهو ما يشير إليه قوله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "فالحديث عن المؤمنين أو عن أعمالهم الصالحة وهذا يعني أن المغفرة لهم مغفرة شكر .
ثم يأتي الاسم الأخير وهو "الودود" وفيه تصل المغفرة إلى أبهى صورها وأعلي درجاتها لأنها مغفرة محب ولم يأت ذلك إلا مرة واحدة ، ولقوم استرخصوا أرواحهم ، وألقوا بأنفسهم في النار إيمانا بالله رب العالمين ؛فكانت المغفرة لهم مغفرة ودود ،وتلك أعلى مراتبها .
هذا وإن هذا البحث يوصي أهل البيان بالنظر في توزيع أسماء الله تعالى داخل كل سورة وما في ذلك من هندسة قرآنية عالية تنم عن دلالات لا حصر لها.
كما يوصي بالنظر في وجوه الدلالة الكامنة خلف التعبير عن أسماء الله تعالى مرة بالاسم ومرة بالفعل ، وأثر السياق و المقام في ذلك.
وبعد :
فهذا جهد المقل ،فإذا كان من صواب فالحمد لله في الأولى والآخرة ، و إلا فإني أسأل الله – تعالى – أن تشملني مغفرته ورحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
سعيد جمعة
جامعة الأزهر الشريف
فرع شبين الكوم
****
ثبت بالمصادر والمراجع
1- الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين السيوطي الشافعي وبهامشه كتاب إعجاز القرآن للباقلاني –دار الفكر –بيروت لبنان.
2- إرشاد العقل السليم إلي مزايا القرآن الكريم لمحمد بن محمد العمادي أبي السعود ت /951 هـ دار إحياء التراث العربي بيروت .
3- أساس البلاغة للإمام جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري دار الفكر بيروت ط / الثانية 1399 هـ .
4- أسماء الله الحسني لعبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن دار الوطن السعودية ط/ الأولي 1417 هـ .
5- الأسماء والصفات للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ت /458 هـ تحقيق عبد الله الحاشدي السوادي للتوزيع جدة السعودية .(1/2410)
6- الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني ت /عبد الحميد هنداوي مؤسسة المختار القاهرة ط / الأولي 1419 هـ .
7- البرهان في علوم القرآن لمحمد بن بهادر الزركشي تحقيق /محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعرفة للتراث بيروت .
8- التبيان في تصريف الأسماء لأحمد حسن كحيل مطبعة السعادة القاهرة الطبعة الرابعة.
9- التعريفات لعلي بن محمد بن علي الجرجاني ت /816 هـ تحقيق إبراهيم الإبياري دار الكتاب العربي بيروت الطبعة الأولي .
10- تفسير أسماء الله الحسني لأبي إسحق إبراهيم بن السري الزجاج ت/ 311هـ تحقيق أحمد يوسف الدقاق دار الثقافة العربية دمشق 1974م .
11- تفسير البحر المحيط لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي ت /745 هـ دار الكتب العلمية بيروت لبنان .
12- تفسير البيضاوي ت /791 هـ تحقيق عبد القادر عرفات الحشا حسونة دار الفكر بيروت.
13- تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور دار سحنون للنشر والتوزيع تونس .
14- تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبي الفداء دار الفكر بيروت 1401هـ .
15- التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثة .
16- التوقيف علي مهمات التعاريف لمحمد بن عبد الرؤوف المناوي ت /1031 هـ دار الفكر المعاصر بيروت لبنان تحقيق محمد رضوان الداية .
17- الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي دار الشعب القاهرة تحقيق البردوني الطبعة الثانية 1372هـ .
18- دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني تحقيق محمود شاكر مكتبة الخانجي القاهرة.
19- دلالات التراكيب دراسة بلاغية لمحمد أبي موسى مكتبة وهبة القاهرة الطبعة الثانية 1408هـ .
20- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي أبي الفضل ت /1270 هـ دار إحياء التراث العربي بيروت .(1/2411)
21- زاد المسير في علم التفسير لعبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي المكتب الإسلامي بيروت ط /الثالثة 1404هـ
22- شرح أسماء الله الحسني في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف القحطاني ط/السادسة 1419هـ مطبعة سفير الرياض السعودية.
23- شرح المفصل لموفق الدين بن يعيش النحوي ت /643 هـ عالم الكتب بيروت ط /الأولي 1413هـ .
24- صحيح مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .
25- صحيح البخاري محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي ت /256 هـ دار ابن كثير اليمامة بيروت ط / الثالثة 1207 هـ تحقيق / مصطفى ديب البغا .
26- الصرف الواضح لعبد الجبار علوان النايلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة الموصل 1408هـ .
27- الفاصلة في القرآن الكريم لمحمد الحسناوي المكتب الإسلامي بيروت الطبعة الثانية 1406هـ .
28- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني دار المعرفة – بيروت ت / محمد فؤاد عبد الباقي .
29- في ظلال القرآن لسيد قطب دار الشروق الطبعة العاشرة 1402هـ .
30- كتاب سيبويه أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر –تحقيق عبد السلام هارون –دار الجيل – بيروت ط/ الأولى .
31- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل للزمخشري الخوارزمي ت /538 هـ دار المعرفة بيروت لبنان .
32- لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ت /711 هـ دار صادر بيروت.
33- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لأبي الفتح عثمان بن جني 392هـ تحقيق/ محمد عبد القادر عطا دار الكتب العلمية بيروت1419هـ .
34- المدونة الكبرى لمالك بن أنس دار صادر بيروت .
35- مسند البزار أبو بكر أحمد بن عمر – مؤسسة علوم القرآن بيروت ط/ الأولى 1406هـ ت/ محفوظ الرحمن زين الله .(1/2412)
36- معجم المقاييس في اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ت / 395 هـ تحقيق شهاب الدين أبو عمر دار الفكر بيروت 0
37- المعجم الوجيز إصدار مجمع اللغة العربية مصر 1418هـ .
38- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني تحقيق محمد سيد كيلاني دار المعرفة بيروت .
39- مناهل العرفان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني دار الفكر بيروت ط / الأولي 1996م .
40- نظم الدرر في تناسب الآي والسور للإمام المفسر برهان الدين أبي الحسين إبراهيم بن عمر البقاعي ت/885 هـ ط / الأولي 1394هـ
فهرس العناوين
الصفحة الموضوع
1 افتتاحية البحث
3 منهج البحث
4 خطة البحث
الفصل الأول:الدلالات العامة للمادة والأسماء
6 دلالة غفر في اللغة
9 دلالة غفر في القرآن الكريم
10 الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاثة (فاعل –فعال –فعول )
14 هل صفات الله –تعالى – قائمة على المجاز ؟
15 الأسماء الثلاثة بين التعريف والتنكير
16 الأسماء الثلاثة بين مجيئها في الفاصلة وتقدمها في الآية
18 الأسماء الثلاثة بين الاعتنناق والتفرد.
الفصل الثاني : تبيان اسم الله –تعالى – (غافر )
21 مدخل
21 إعراب (غافر الذنب ) في سورة غافر
22 أثر السياق والمقام في فهم المراد
الفصل الثالث : تبيان اسمه –سبحانه ( الغفار )
24 مواضع ذكر هذا الاسم الجليل
25 دلالة اسمه (غفار )بين سورتي (طه و نوح )
27 موضع سورة طه
28 العلاقة بين السحرة وقوله (غفار )
30 دلالة اسمه (غفار) في سورة نوح
33 تبيان اسمه ( الغفار )
الفصل الرابع : تبيان اسمه –سبحانه – (الغفور )
37 مدخل
الصفحة الموضوع
38 المبحث الأول : اسمه (الغفور ) بين التعريف والتنكير
46 المبحث الثاني : موقع اسمه (الغفور ) من الإعراب
47 أولاً : وروده مجرورا بحرف الجر
48 ثانيا : وروده منصوبا – مفعولاً به
50 وروده خبرا لـ"كان" الناقصة
52 تنوع الصورة في جملة " كان "
56 ثالثا: مجيء اسمه الغفور مرفوعاً(1/2413)
56 دلالة (الغفور) في جملة ( وهو الغفور الرحيم )
58 وربك الغفور
60 مجيء اسمه الغفور خبرا لـ" إن "
60 إن الله غفور رحيم
66 إن ربك من بعدها لغفور رحيم
68 المبحث الثالث :اسم الغفور بين الاعتناق و التفرد
69 أولاً : اعتناق الغفور و الرحيم
70 التقديم والتأخير بين الاسمين
72 ثانياً: اعتناق الغفور و الحليم
76 التقديم والتأخير بين الاسمين
78 ثالثاً : اعتناق العزيز والغفور
81 رابعا: اعتناق العفو والغفور
84 خامسا:ً اعتناق الغفور والشكور
86 سادساً : اعتناق الغفور و الودود
88 خاتمة البحث
92 ثبت بالمصادر والمراجع
95 فهرس الموضوعات
سعيد جمعة
جامعة الأزهر
---
عبدالرحمن الشهري
11-28-2003, 04:29 PM
مرحباً بالشيخ الكريم الدكتور سعيد جمعة في ملتقى أهل التفسير. وشكر الله لكم هذا البحث العلمي المتميز ، ونرجو التواصل معنا في هذا الملتقى بالإجابة عن كثير من الأسئلة التي لا تزال تحتاج إلى إجابة ، أو أجيب عنها ولا تزال في حاجة إلى مزيد إيضاح وبيان.
وفقكم الله ونفع بعلمكم.
---
أحمد القصير
11-28-2003, 05:00 PM
شكر الله لك أخي الكريم د/ سعيد جمعة على هذا البحث القيم ، وحبذا لو وضعته على ملف وورد حتى يتم حفظه منسقا ، وتتم الاستفادة منه أكثر ، بارك الله فيكم .
---
الخطيب
11-28-2003, 07:08 PM
شكر الله لكم أخانا الكريم الدكتور سعيد جمعة ما قمتم به من جهد في سبيل إتمام هذا البحث الطيب
وأنوه إلى أن الأخ الكريم قد نال بهذا البحث مع مجموعة أخرى درجة " أستاذ مساعد " بجامعة الأزهر وهي تعادل بالمملكة العربية السعودية درجة " أستاذ مشارك "
بارك الله فيكم ونتطلع إلى المزيد
---
محمد رشيد
12-03-2003, 05:24 PM
أشكر الله تعالى الذي منّ على موقعي بهذه النخبة الطيبة من الأساتذة
و أرحب بالشيخ الفاضل صاحب المقال الرائع الدكتور / سعيد جمعة ـ حفظه الله تعالى ورعاه و زاده من فضله علما و تقى وورعا ـ آمين(1/2414)
و أرحب بشيخنا الأستاذ / أحمد سعد الخطيب ـ حفظه الله تعالى ورعاه ورعاه وزاده من فضله علما وتقى وورعا ـ آمين
وأؤكد للشيخين الفاضلين أنهما لن يجدا مثل هذا الموقع في رصانة أبحاثه و تخصصه في فنيهما و بعده عما قد يوجد في بعض المواقع الأخرى من المهاترات و قلة العقل و إضاعة الوقت ، فالمشرفين على هذا الموقع يحافظون عليه تمام المحافظة منذ أول يوم له ، و حسبكما ما وصل إليه هذا الموقع من ثقل التخصص و توجه أنظار المتخصصين إليه و رصانة أبحاثه و شهرته بذلك في هذه الشهور القليلة ، و أنا لا أعرف ـ على حد علمي ـ مثل هذا الموقع في احتوائه على نخبة طيبة من متخصصي علوم القرآن ـ بالمعنى التركيبي ـ من الأفاضل كالشيخ الطيار و الشيخ الشهري و الشيخ الدوسري و الشيخ جابر القحطاني
أرجب بكما مرة ثانية و ثالثة و رابعة و خامسة الدكتور سعيد جمعة و الدكتور أحمد سعد الخطيب
و نشكر لكما هذه المشاركة الطيبة ، و تكونون من أركان الموقع بإذن الله تعالى
تلميذكما / محمد يوسف رشيد
---
الديبو
04-20-2006, 02:37 PM
نشكر الأخ الدكتور سعيد جمعة على هذا البحث العلمي المتميز في مادته العلمية وفي أسلوب عرضه ودقته، وإن كنت أرى أن الأفضل أن يعرض على حلقات متتالية، فالكم العلمي الكبير والقضايا التي عرضها تحتاج أن نقف عندها وأن نفيد منها، فالموضوع له تعلق بالأسماء والصفات ، وله عمق بلاغي ودلالي، وهو إضافة جديدة في الإعجاز البلاغي للآيات القرآنية.
وأؤكد على ما تفضل به من أن التمايز في الألفاظ لا من حيث تعلقها بذات الله تعالى بل من جهة التعلق بالمخلوقات.(1/2415)
بحث قيم يستحق الشكر عليه ونرجو أن نقرأ له جهدا آخر على هذا المستوى ، ويتعلق بالأسماء الحسنى الأخرى التي لم تنل حظها من الدراسة في بحثه، ونستبشر خيرا إن شاء الله، فالموضوع الذي بحثه يحتاج لباحث متميز ومتخصص وله اطلاعات واسعة على كل ما يتصل بموضوع الدراسة، وقد أظهر كل ذلك في دراسته.
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-22-2006, 11:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا د سعيد جمعة
على ذلك البحث الدقيق
وأتمنى إن كان هناك بحوث مثله تتناول باقى أسماء الله الحسنى
أن تفيدنا بها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-25-2006, 09:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
د سعيد جمعة
تحية طيبة ، وبعد
نرجوا أن تشترك معنا فى بحث لأسماء الله الحسنى ، يشمل بحثك هذا ونضم إليه أبحاث أخرى فى بحث مشترك
- إحصاء جدول جديد لأسماء الله الحسنى الموجودة في القرآن حصراً , استناداً إلى ضوابط مستمدة من أصول العقيدة ومستندة على قواعد اللغة العربية .
- إحصاء الأسماء التى إقترنت بغيرها
- إحصاء أثر الجملة التى أثرت فى كل إسم ( هل هو مبتدأ ام خبر أم إسم إن ..إلخ)
ولكن تدخل فيها أيضا أساليب حسابية ، لإضافة جانب الإعجاز العددى بجوار الإعجاز البيانى الذى إرتكزت إليه أنت.
وبالتالى إن تعاونت معنا فسيتم تعميم منهج بحثك على كل أسماء الله الحسنى المتفق عليها ، وإضافة إليه منهج بحثنا
والإتفاق على صياغة منهجية ، وخطة بحث يتم ضم كل الأبحاث فى جسم واحد متكامل.
والإحصائيات وأثرها الإعربى أقوم حاليا بإعدادها
ونرجوا تعاونك لتنفعنا بعلمك ، بارك الله لك فيه ، وبارك فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرى
---
(1/2416)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حصن العقيدة أعني.. فواها لهم ثم واها واها
---
حصن العقيدة أعني.. فواها لهم ثم واها واها
---
سلسبيل
11-02-2006, 07:10 PM
جموعا ثبات والدواهي في الآفات تهترس لا يغرنكم ترادف المحن وتوالي الفتن فإن الحق أبلج والباطل لجلج
قد استدار الزمان حتى رأينا من محنه أن تقيد الأسود وتطلق الثعالب ويتهم الأمين ويُصدّق الكاذب !!
لم يبق أن يرفع راية الدين إلا من هدم أركان الدين !!
لم يبق من يرفع اللواء إلا من لم يقم لله حقا ولم يرفع بالعقيدة رأسا
قد رأينا اللواء في أيديهم يأنف وعن الإنتساب إليهم يستنكف !!
شاهت الوجوه ثم شاهت الوجوه ...........
كم يريدون الظهور على أكتاف حقوقنا المسلوبه وديارنا المغلوبه !!
ولكن الطبع يغلب التطبع !!
نكصوا عن السنة وأقاموا على البدعة ، نابذوا الحق وأزلفوا الباطل بل حاربوا خير القرون وطعنوا بالأكارم قد تعالى أمرهم وبلغ السيل الزبى !!
طويتهم معلولة وعقيدتهم مدخولة !!
فعجبي لا ينقضي ليس منهم ولكن ممن لف لفهم ولم يتبرأ ممن تبرأ من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
وقد آذوهم واختلقوا عنهم الأباطيل بل زعموا أنهم أهل رده !!!!!!!!!
أيكن الفم مريض بسب الأفاضل واليد مشغولة عن الحق تنافح وتناضل !؟؟؟؟؟
مالكم كيف تحكمون ؟
هيهات هيهات أن تقوى على حمل السلاح أو تخلص في درب الكفاح !!
فلئن ملأوا الأرض بدعواهم وضاق الفضاء بزعمهم انهم عن حياض الدين مدافعين وعن الرسول منافحين وللمستضعفين مناصرين !!
فلم يكن لهم مما ادعوا إلادعواهم ولا من العمل إلا أقوالهم
ولا من الجهاد إلا الأماني ولا من الوعود إلا كبرق الخلب !!
سمعنا أهازيجهم ولم نرى انتصاراتهم !!
خادعوا أنفسهم فخُدعوا ،،، لم تنطلي حيلهم إلا على الغر ولم يزدد بهم أهل العلم إلا علم(1/2417)
فئن شد بهم بعض المتوهمين أزره فليرخه فما على الخبير سقطوا ولا على أهلها وقفوا !!
فإن للأمة رجالا تعرفهم بسيماهم وقفت أمجادها عليهم ووقفوا همتهم على مجدها، فليست ترضى عنهم بديلا وليس يرضيهم بديلها ،لا يصلح لهم غيرها ولايصلحون إلا لها
إن شئت تجدهم في المحاريب عبادا أو بين حلقات العلم طلابا وإن تعرج على ساحات الوغى فهم أسد الشرى وموت العدى
وإن أردت المزيد فحسبك انهم لا يحصيهم مكان ولا يخلو منهم زمان أينما حلوا نفعوا يتحصنون بالعقيدة وهم حصنها، ويقيمون السنة وهم أهلها ،مشمرين عن ساق في المعالى ،،،، لا يضرهم تخاذل من خذلهم ولا كيد الأعادي ،،،، فواها لهم ثم واها واها !!!
قد أبان وصفهم نبيهم وقدوتهم بقوله عليه الصلاة والسلام ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . لا يضرهم من خذلهم . حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) صحيح رواه مسلم
---
(1/2418)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضابط بالمعنى لبعض متشابهات القرآن الكريم
---
ضابط بالمعنى لبعض متشابهات القرآن الكريم
---
معلم القرآن
01-07-2006, 09:31 PM
هذه مشاركة مني لأهل الملتقى لعلكم تجدون فيها الفائدة ، وأرحب بالملاحظات ، ودمتم .
---
(1/2419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الإعجاز البلاغي في قوله تعالى: " أكله الذئب "
---
سؤال عن الإعجاز البلاغي في قوله تعالى: " أكله الذئب "
---
عبدالرحيم
11-15-2005, 04:08 PM
إخوتي الأفاضل...
أذكر أني قرأت مرة عن رد الإمام الخطابي على أحد الزنادقة الذين قالوا بوجود خطأ بلاغي في القرآن الكريم فالحيوان المفترس يفترس افتراسا ولا يأكل أكلا فالذي يأكل هو الإنسان.
فرد عليه الخطابي ـ رحمه الله تعالى ـ بأنه لو قال افترسه الذئب لقال لهم أبوهم ـ سيدنا يعقوب عليه السلام ـ أحضروا لي بقاياه (عظامه....)
فالأكل معناه أنه أكله كله بعظامه ....
السؤال هنا:
1. أين أجد هذا الرد ؟
2. ألا يعارض هذا التوجيه قوله تعالى: " .... وما أكل السبع.. " ؟
مع محبتي
---
جمال أبو حسان
11-16-2005, 10:04 AM
رد الخطابي تجده في رسالته في الاعجاز التي هي بعنوان بيان اعجاز القران والمطبوعة ضمن كتاب اسمه ثلاث رسائل في اعجاز القران بتحقيق الدكتور زغلول سلام ومحمد خلف الله من مطبوعات الهيئة العامة للكتاب بمصر حرسها الله
---
أبو عبد المعز
11-18-2005, 04:38 AM
الأخ الكريم عبد الرحيم.....(1/2420)
دعوى أن "الحيوان المفترس يفترس افتراسا ولا يأكل أكلا فالذي يأكل هو الإنسان" منقوضة بنص القرآن وقد أشرت إلى الشاهد وهو قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة.
فقد أثبت الله تعالى فعل الأكل لجنس السبع فلا كلام من هذه الجهة.
وعلى فرض الاختلاف بين أكل الانسان وافتراس السبع فالقول بالخطأ البلاغي محض جهالة.....وقائل ذلك لم يشم رائحة البلاغة أبدا....ولأهل البيان في مثل هذه الحالة مسلكان معروفان:
-مسلك الاستعارة على أن يشبه الافتراس بالاكل كما في توجيههم ل"مشفر زيد" أو "شفة الفرس".
-مسلك المجاز المرسل ....وهنا أيضا طريقان:
القول بالمجازالمرسل بمرتبة واحدة أي اعتبار الأكل مطلقا والافتراس مقيدا بأكل السبع...فيكون هنا استعمال المطلق وإرادة المقيد والعلاقة هي الاطلاق.
أو القول بالمجاز المرسل بمرتبتين إذا اعتبر الأكل بخصوص الانسان....بمعنى ان الافتراس الخاص بالسبع عبر عنه بالاكل المطلق –كما في الحالة السابقة- ثم قيد بخصوص الانسان بعد ذلك...فتلك مرتبتان والمدار على علاقتي الاطلاق والتقييد.(1/2421)
وبعيدا عن هذا التوجيه المشهور عند البيانيين يظهر لي – والله اعلم-توجيه أقرب إلى علم المعاني : مفاده أن اسناد الأكل للذئب –بدل الافتراس المعهود-يكشف عن حالة الذهول وعدم قدرة الكاذب على إحكام كذبته مهما اجتهد......الا ترى إلى العطف الغريب بالفاء بين التعبيرين :
وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ .
الفاء أفادت أن الذئب أكل يوسف فورا....بدون مقدمات ولا تمهيدات...هم لم بقولوا مثلا : تركنا يوسف عند متاعنا وجاء ذئب فأكله....بل إن روايتهم تشعر كأن هذا الذئب اسطوري ظهر فجأة –من السماء نزل أو من الأرض بعث- والتهم يوسف بسرعة:فلا صراخ ولا مقاومة ولا محاولة فرار....ثم كان اسناد فعل الأكل للذئب لمسة غليظة شاهدة على مشهد مفتعل.......
ولعل هذا الافتعال-وقرائن أخرى- هو الذي جعل أباهم اسرائيل عليه السلام يشك في مصداقية روايتهم... { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (18) سورة يوسف.
أما نحن فنستفيد من ذلك مغزى :أن الكاذب يعجز عن اتقان وحبك كذبه.....ولو ظاهره عليه عصبة.ومن حكم العرب قولهم العميق: يكاد المريب أن يقول خذوني.
ومن حماقة الملاحدة قولهم هذا القرآن مفترى....وقد اسس القرآن أمة قائمة إلى يوم الدين......فأروني كاذبا نجح في بناء كوخ-كوخ فقط-
---
عبدالرحيم
11-19-2005, 11:52 AM
شكراً لكما أخواي الكريمين..
وكان أملي في أخي أبي حسان أن يتصل مستفهماً بشيخنا الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس فلن يرد طلب تلميذ نجيب له ( مثل أفضالكم ) كما سمعتُ منه ذات لقاء.
وأما أنت أبا عبد المعتز .. فقد نطقت بما كان يجول بخاطري
وذلك حين عقدت في أطروحتي مقارنة لقصة سيدنا يوسف عليه السلام في القرآن الكريم ، وقصة من زعموا أنه سيدنا يوسف عليه السلام في ما زعموا أنه التوراة.(1/2422)
وبما أنه: " من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام .. ".
ففي قصة التوراة (المزعومة) تناقضات وثغرات واستشكالات كثيرة تهدم بناءها لا مجال لذكرها هنا إلا موضع الشاهد (أكله الذئب) منطلقاً من ختام ما ذهب إليه الأخ المكرم (أبو عبد المعتز).
ورد في الإصحاح السابع والثلاثين من سفر التكوين أن عمر سيدنا يوسف عندما طرحوه في البئر كان سبعة عشر عاماً (بزعمهم)..
والسؤال هنا: كيف قدر إخوته عليه وألقوه في البئر ولم يخطر ببالهم أنه في سن اكتمال القوة العقلية البدنية، فيستطيع عندها إنقاذ نفسه من البئر.. وتوضيح الأمر لمن وجده في البئر.. والهروب منهم.. وفضح أمرهم في مصر.. كيف لم يخطر هذا الاحتمال على إخوته ؟ فما أيسر أن يعود إلى أبيهم ويقص عليه الحقيقة.
كيف سيقتنع يعقوب أن ابنه الشاب القوي قد أكله ذئب ؟ وهو الذي كان يتنقل بين نابلس والخليل وهو بعمر اثنتي عشرة سنة لوحده ؟ (بزعمهم هم) [انظر: الإصحاح (31) من سفر التكوين.]
بينما ذكر القرآن الكريم أن سيدنا يوسف كان غلاماً حين وجدته القافلة، وأن المرأة راودته عن نفسه بعد أن أصبح شاباً مكتمل النمو.
من هنا كنت أريد الاستدلال بتوجيه الإمام الخطابي ـ رحمة الله عليه ـ للاستدلال به على ضعف بنية سيدنا يوسف (بحكم سنه) حين زعم إخوته أن الذئب أكله.
لذا لم يطلب سيدنا يعقوب عليه السلام ببقايا عظامه لدفنها
أو يسألهم لماذا لم يصرخ طالباً النجدة..
فالذئب يأكل الأرنب بعظامه الطرية.. لكنه يفترس الغزال الكبير.
وقد يخطف الأرنب ويهرب به.. وكيف له ذلك مع الغزال ؟
(هذا كله بغض النظر عن القميص ذي الدم الكذب)
كم كان هوايَ يتمنى أن يكون رد الإمام الخطابي محكماً .. فيكون نوراً على نور
ولكن الحق أحق أن يتبع .. ولا يؤمن من لم يكن هواه تبعاً لما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من نورَي الكتاب والسنة.
اللهم ارزقنا حسن الاتباع وحسن الفهم واستعملنا لخدمة دينك.
مع محبتي
---(1/2423)
جمال أبو حسان
11-21-2005, 01:00 PM
ساكتب راي الاستاذ فضل عباس في فسحة اخرى وابشر يا شيخ عبد الرحيم
---
(1/2424)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل القراءات السبعه هي الاحرف السبعه؟؟
---
هل القراءات السبعه هي الاحرف السبعه؟؟
---
الغرنوق
02-18-2004, 10:23 PM
لست بطالب علم ولكن أعجبني الموضوع فنقلته خدمة لهذا المنتدى وأرجواثراء الموضوع بأسلوب شيق نزول القرآن على سبعة أحرف
(الشبكة الإسلامية)
ثبت في صحاح الأخبار قوله صلى الله عليه وسلم ( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه) وعند مسلم من حديث أُبيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إليَّ أن اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف) .
وأخرج أبو يعلى في "مسنده" أن عثمان رضي الله عنه قال وهو على المنبر: " أُذَكِّرُ الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ ) لَمَّا قام، فقاموا حتى لم يُحْصَوا، فشهدوا بذلك، فقال: وأنا أشهد معهم " وقد ورد معنى هذا الحديث من رواية جمع من الصحابة، ونص بعض أهل العلم على تواتره.
غير أن أهل العلم ذهبوا في معنى الحديث مذاهب شتى، بعضها فيه نظر لا يُعوَّل عليه، وبعضها الآخر داخل في غيره وعائد إليه. ونحن نختار من أقوالهم أهم قولين، ونحيل من أراد الاستزادة في ذلك إلى كتب القراءات:
القول الأول: أن المراد بالأحرف السبعة لغات قبائل من العرب، وليس معناه أن يُقرأ الحرف الواحد على سبعة أوجه. وهذا القول هو اختيار القاسم بن سلاَّم ، وآخرون، وصححه البيهقي ، واختاره ابن عطية ، قال ابن الجزري : وأكثر العلماء على أنها لغات .(1/2425)
القول الثاني: أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو: أقبل، هلُمَّ، تعال، عجِّل، أسرع... ونسب ابن عبد البر هذا القول إلى أكثر العلماء، وأسند عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} (البقرة:20) (سعوا فيه) قال: فهذا معنى السبعة الأحرف المذكورة في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث، قال: وفي مصحف عثمان رضي الله عنه الذي بأيدي الناس اليوم منها حرف واحد، وهذا القول اختيار الإمام الطبري .
ثم إن المحققين من أهل العلم ذهبوا إلى أن القراءات السبع المتواترة التي يتداولها الناس اليوم هي غير الأحرف السبعة التي وردت بها الأحاديث، بل هذه القراءات اختيارات أولئك الأئمة القراء؛ حيث اختار كل واحد منهم طريقة في القراءة مما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أقرأها غيره حتى عُرف بها، ونُسبت إليه، ويدل على ما ذكرنا ما نُقل عن أهل العلم في ذلك، إذ قالوا: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء ..أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم". ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المعنى: " لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة ..".
غير أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم غير خارجة عن الأحرف السبعة. وهذا الذي عليه جمهور المسلمين من السلف والخلف.
وبناء على هذا الاختيار، فإن المصاحف العثمانية التي بين أيدينا اليوم - كما قال السيوطي - تشتمل على ما يحتمل رسمها من الأحرف السبعة فقط، وهي جامعة للعرضة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، متضمنة لها.(1/2426)
ومن المفيد التنبيه في هذا السياق، إلى أن القراءة التي عُرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قُبض فيه، هي القراءة التي يقرأ بها الناس اليوم.
والحاصل من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن المقصود بالأحرف السبعة لغات للعرب على أرجح الأقوال، وأن عثمان رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة جمعوا القرآن على حرف واحد من تلك الأحرف، وهو حرف قريش، وصار المصحف العثماني شاملاً لحرف قريش، ولِمَا يحتمله رسمه من الأحرف الستة المتبقية؛ وأن القراءات المتواترة ما هي إلا قراءات ضمن حرف قريش، احتملها الرسم العثماني الذي لم يكن منقوطًا ولا مشكولاً حينذاك. كما أن نسبة القراءات السبع إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، واتباع للنقل والأثر ليس إلا. والله أعلم بالصواب، والحمد لله على نعمة هذا الكتاب، التي لا تعدلها نعمة، ونسأله تعالى أن يفقِّهنا في كتابه، ويلهمنا الرشد والصواب في أمرنا كله، والحمد لله رب العالمين
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2004, 11:50 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم الغرنوق على تفضلك بالمشاركة معنا .
وما أشرتم إليه - مشكورين - قد سبق بحثه بشيء من التفصيل في عدد من موضوعات الملتقى ، ويمكن الرجوع إليها عبر البحث في فهرس الملتقى ، ولعله يكون هناك تنسيق للموضوعات بشكل أفضل بإذن الله.
---
فالح العجمي
02-20-2004, 02:32 AM
قال الآجري رحمه الله في كتاب الشريعة في باب
ذكر النهي عن المراء في القرآن
فإن قال قائل : عرفنا هذا المراء الذي هو كفر، ما هو ؟ قيل له : نزل هذا القران على
رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف ، ومعناها : على سبع لغات ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل قبيلة من العرب على حسب ما
يحتمل من لغتهم ، تخفيفاً من الله عز وجل ورحمة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
فكانوا ربما إذا التقوا ، يقول بعضهم لبعض : ليس هكذا القرآن ، وليس هكذا علمنا(1/2427)
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعيب بعضهم قراءة بعض ، فنهوا عن هذا ، وقيل
لهم : اقرؤوا كما علمتم ، ولا يجحد بعضكم قراءة بعض ، واحذروا الجدال والمراء فيما قد
تعلمتم .
والحجة فيما قلنا: ثم ذكر بعض الأحاديث أصحها
ما أخرجه البخاري ومسلم كما قال محقق الكتاب
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم رضي الله عنه يقرأ
سورة الفرقان في الصلاة على خلاف ما أقرؤها ، وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أقرأنيها ، فأخذت بثوبه ، فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقلت : يارسول الله ، إني سمعت هذا يقرأ الفرقان على غير ما أقرأتنيها ، فقال عليه
الصلاة والسلام : اقرأ ، فقرأ القراءة التي سمعتها منه ، فقال صلوات الله وسلامه
عليه : هكذا أنزلت ، إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه .
---
(1/2428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما حكم تكفير طائفة "الرافضة" ؟ لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
---
ما حكم تكفير طائفة "الرافضة" ؟ لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
---
ناصر
07-29-2006, 05:30 AM
ما حكم تكفير طائفة "الرافضة" ؟
عبدالعزيز بن باز
http://www.islamway.com/?Islamway&iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=711
---
(1/2429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب "الكامل" للهذلي من عنده علم به ؟!
---
كتاب "الكامل" للهذلي من عنده علم به ؟!
---
أيمن صالح شعبان
03-28-2005, 10:06 PM
السلام عليكم إخواني الكرام الرجاء موافاتي بكل ما تعلمون عن كتاب الكامل للهذلي في القراءات، فقد حدثني مهتم بكونه معد للتحقيق في شكل أطروحات علمية للماجيستر أو الدكتوراة، فما تم في هذا الشأن وأين نسخه الخطية، وهل تتوافر نسخ خطية منه في مكتبة جامعة المدينة المنورة .. الرجاء الاهتمام.
---
أحمد القصير
03-29-2005, 03:52 PM
الكتاب سمعت أنه يحقق الآن في جامعة أم القرى في رسائل علمية
---
أيمن صالح شعبان
03-29-2005, 05:27 PM
جزاك الله خيرا يا أستاذنا أحمد، هل يمكن الحصول على صورة من الخطوط !!!
---
أحمد القصير
03-29-2005, 10:23 PM
يمكنك الحصول على المخطوط بمراسلة أحد القائمين على تحقيقه
---
أيمن صالح شعبان
03-30-2005, 12:42 AM
جزاك الله خيرا أستاذنا أحمد القصير
سأحاول مراسلة الجامعة أو شئون المكتبات بها .. ومن عنده علم فاليراسلني والله الموفق.
---
أبو الجود
03-30-2005, 11:32 PM
الكتاب له نسخة وحيدة جيدة الخط و أنا في الطريق إلى طباعته محققا قريبا جدا و إن كان له نسخ أخرى غير الموجودة في مصر أرجو البيان من الأخوة وههاكم جزء مكتوب على الورد من الكتاب
---
أيمن صالح شعبان
03-30-2005, 11:54 PM
جزاك الله خيرونفع بك أستاذنا أبا الجود فعلا ... فعلا متى نرى الكتاب مطبوعا !!
إن كنت من مصر فأنا إن شاء الله تعالى أساعدك بمدك بأدوات للرسم العثماني خيرا من تلك التي تستخدمها في الكتابة ...
---
(1/2430)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}..تناسب الآية مع ختامها
---
{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}..تناسب الآية مع ختامها
---
كادح
05-12-2004, 11:25 PM
قال تعالى في سورة البقرة: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}.
سمعت مرة من أحد المشايخ - حفظه الله - أن خاتمة أية آية تتناسب مع الآية نفسها ..
وفي الآية أعلاه لم يتبين لي سبب التناسب .. مع علمي أن أن كلام الله أصدق وأحسن وأبين ..
وكذلك في آية أخرى وهي قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
هل من توضيح؟!! ..
وشكرا ..
---
عبدالرحمن الشهري
05-13-2004, 08:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية هي الآية رقم (209) من سورة البقرة .
معنى العزيز : المنيع الذي لا ينال ولا يغالب ، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء أراده ، فله العزة كلها : عزة القوة ، وعزة الغلبة ، وعزة الامتناع ، فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات ، وقهر جميع الموجودات ، ودانت له الخليقة.
معنى الحكيم : الذي يحكم الأشياء ، ويتقنها غاية الإتقان والإحكام . قال ابن جرير : والحكيم الذي لا يدخل تدبيره خللٌ ولا زلل.
وقال ابن كثير : الحكيم في خلقك وأمرك ، وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء ، لك الحكمة في ذلك والعدل التام.
صلة الاسمين (العزيز) و (الحكيم) بالآية :(1/2431)
بيَّن الله في هذه الآية أن من زلَّ وأخطأ طريق الحق بعدما جاءته البينات والحجج ، فلا يظنن أن الله عاجز عن أخذه والانتقام منه ، وإنما ليعلم أن الله سبحانه وتعالى عزيز ذو عزة لا يمنعه من الانتقام منه مانع ، ولا يدفعه عن عقوبته دافع ، حكيم فيما يفعل به من عقوبة . وكل ما رتبه عز وجل من عقوبات ومؤاخذات إنما هو من مقتضى حكمته جل وعلا.
بتصرف من كتاب : (أسماء الله الحسنى في خواتم آيات الفاتحة والبقرة) للأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد.
وأما الآية الثانية فهي من سورة المائدة ، وقد وضح العلماء رحمهم الله الحكمة التي ظهرت لهم من ختم الآية بهذين الاسمين (العزيز الحكيم) مع أنه قد يتبادر إلى ذهن القارئ أنه سيختمها بقوله ( إنك أنت الغفور الرحيم). فذكروا أن الحمكة هي بيان أن مغفرته سبحانه وتعالى تكون عن قدرة وعزة وقوة ، لا عن ضعف وعجز ، وأنها لا تكون إلا لحكمة عظيمة وليست عبثاً.
ولعله يكون للأمر مزيد بيان من بقية الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى العلمي.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
---
كادح
05-13-2004, 11:57 PM
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن ..
وعلمك التأويل ..
---
مساعد الطيار
05-18-2004, 11:14 PM
يقول ابن القيم عن آية المائدة :(1/2432)
(( ... أي هم عبادك وأنت أعلم بسرهم وعلانيتهم فإذا عذبتهم عذبتهم على علم منك بما تعذبهم عليه فهم عبادك وأنت أعلم بما جنوه واكتسبوه فليس في هذا استعطاف لهم كما يظنه الجهال ولا تفويض إلى محض المشيئة والملك المجرد عن الحكمة كما تظنه القدرية وإنما هو إقرار واعتراف وثناء عليه سبحانه بحكمته وعدله وكمال علمه بحالهم واستحقاقهم للعذاب ثم قال وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم المائدة 118 ولم يقل الغفور الرحيم وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم والأمر بهم إلى النار فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم فلو قال فإنك أنت الغفور الرحيم لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم والمعنى إن غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم ليست عن عجز عن الانتقام منهم ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره لعجزه عن الانتقام منه ولجهله بمقدار إساءته إليه والكمال هو مغفرة القادر العالم وهو العزيز الحكيم وكان ذكر هاتين الصفتين في هذا المقام عين الأدب في الخطاب )) مدارج السالكين 2 : 397 .
---
فيصل القلاف
05-19-2004, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزى الله مشائخنا الفضلاء على ما بينوا، وكان قد تبين لي أمر، فأحببت أن أعرضه عليكم، وإني إن شاء الله مستفيد من تعقيبكم.
الآية الأولى قوله تعالى: ( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم ).(1/2433)
فالمؤمن في حال الزلل بالمعصية يخشى عليه من أمرين: الأول أن يستهين بها فيحمله استصغارها على التمادي والإصرار. والثاني: كره تشريع الله تعالى، حيث قد يتوهم أن فيه من الحرج ما أوقعه في الإثم، وحب المعصية، لما قد يجد فيها من اللذة والمصلحة المؤقتة.
أما الأول فهو كقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحدث الصحيح: ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار )، وفي الحديث الآخر - وهو ضعيف، لكن معناه صحيح إن شاء الله -: ( لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار ).
أما الثاني فهو كقول المنافقين الذي حكى الله تعالى في سورة النساء: ( وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب ) فهذا كره منهم لهذا التشريع استثقالاً له، ثم قال تعالى رداً عليهم: ( قل متاع الدنيا قليل والآخر خير لمن اتقى ) فهذا تزهيد لهم في المصلحة الزائلة الناتجة عن المعصية واللذة الكاذبة.
ثم نرجع إلى آية البقرة موضوعِ البحث.
فنرى اسم الله تعالى العزيز، ذو القهر والمنعة، الذي لا يعجزه شيء ولا يفوته. فإذا سمع المؤمن هذا، وعلم مقتضاه، خاف ربه، فانصرف ذهنه عن صغر المعصية التي ارتكب إلى عظمة الرب الذي قد عصى. وهذا يحمله على استعظام ذنبه والمسارعة بالتوبة.
ثم نرى اسم الله تعالى الحكيم، المحكِم المتقِن لشرعه وخلقه، ذو الحكمة الذي يضع الأمر في موضعه المناسب بحث يصلح به ولا يفسد. فإذا سمع المؤمن هذا، نظر إلى هذا التشريع الذي قد يُرى فيه استثقال، على أن فيه المصلحة الأكيدة والحكمة البالغة، وليس فيه تعنت ولا إعجاز. فإذا تبين له ذلك كره هذه المعصية التي تفوت مصلحة العمل بالحكم الشرعي، وزهد بما فيها من مصلحة ولذة، لثقته في حكمة ربه.(1/2434)
وبهذا يحمي الله تعالى المؤمن من هذين الأمرين، ويهديه إلى السلامة والخير، والسلامة من العقاب التي في التوبة، والخير الذي في العمل بالشرع لما فيه من المصالح.
لكن هنا قد يسأل سائل: الأمور التي يخشى على المؤمن منها حال معصيته ربه أكثر من مجرد هذين الأمرين، لم كان الحديث عنهما؟
فالجواب - والله تعالى أعلم - أن المقام هنا يقتضيهما، حيث قال تعالى قبل هذه الآية: ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ).
فالدخول في كل شرائع الإسلام من غير استثناء، قد يفهم منه المشقة والحرج، فجاء ذكر الحكمة لبيان أن هذا الدخول ليس لمشقة ولا تعنت كما كان على بني إسرائيل وإنما هو لحكمة بالغة ولصلاح الدين والدنيا.
وذلك كما قال تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وعليهن وسلم بعد أن أمرهن بجملة من التشاريع : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )، فكأنه قال: لا أريد بهذا إعناتكن ولا إتعابكن، إنما أريد بذلك تطهيركن. والله أعلم.
ثم اتباع خطوات الشيطان يكون بتزيينه المعاصي وتحقيرها. قال تعالى في التزيين: ( قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) فهذا تزيين بذكر منافع المعصية ولذتها. وقال تعالى في التحقير: ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ) وهذا تحقير للمعصية حيث لن ينال الفاعل عليها عقاب بزعمهم.
فقابل الله تعالى ذينك بذكر عزته تخويفاً لعباده لئلا يغتروا بما هون الشيطان من عذاب المعصية، وبذكر حكمته لئلا يغتروا بما زين لهم من مصلحة ومنفعة.
هذا. وما أصبت فمن الله، وما أخفقت فمني ومن الشيطان، والله وكتابه منه بريئان.
والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
أبو علي
05-20-2004, 08:36 AM
اسمحوا لي أن أتطفل على علمكم لأعرض على حضراتكم ما تبين لي من تفسير لهذه الآية.(1/2435)
الآية مكونة من جملتين ، فالجملة الأولي من الآية هي :
( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات ).
والجملة الثانية هي : ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) .
في مثل هذا الأسلوب في اللغة تكون الجملة الثانية إما (تهديدا ) أو ( طرح حل ).
أما التهديد فهو كقول المعلم لتلاميذه : إن تهاونتم في مراجعة دروسكم بعدما شرحتها لكم فلا تلومون إلا أنفسكم.
(فلا تلومون إلا أنفسكم ) هذا تهديد.
وأما (طرح الحل البديل ) كقول المعلم لتلاميذه : إن لم تفهموا الدرس بعدما شرحته لكم فإني سأستعمل أسلوبا آخر مبسطا في الشرح.
مثال آخر ل ( طرح الحل البديل ) ، قال تلميذ لزميله وهو ينصحه :
إن رسبت في مادة الكيمياء ولم يفدك شرح مدرسك فخذ دروسا خصوصية في مادة الكيمياء.
(الحل البديل) لفشل التلميذ في مادة الكيمياء هو ( الدروس الخاصة (الخصوصية ).
لنعد إلى الجملة الثانية من الآية ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) .
هل هي تهديد أم عرض حل بديل يعطي يقينا أعظم من يقين الحل الأول؟
الحل الأول الذي زلوا من بعده هو (البينات)، فالبينات المراد من إرسالها هو ( أن تستيقنها الأنفس). فهل يوجد حل آخر فيه من اليقين ما هو أعظم من يقين البينات؟
لنأخذ الصفة المتعلقة بما جاء في الجملة الثانية من الآية ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم) ، الصفة المتعلقة بإسم الله العزيز الحكيم هي (الحكمة).
نستنتج من الآية أن الحل الأول الذي زل الناس من بعد ما جاءهم هو (البينات الحسية) ، والحل البديل هو (الحكمة).
هل في آيات (الحكمة) يقين خير من مما تعطيه (البينات الحسية) ؟
نضرب مثلا يوضح لنا هذه المسألة :(1/2436)
عدت إلى البيت فأخبرني أخي أن أستاذي في مادة الفلسفة زارني اليوم أثناء غيابي ، و آتاني ب (البينة ) على صدق كلامه بأن أراني قبعة الأستاذ وسبحته اللتان نسيهما في بيتي، وحيث أني أعرف قبعة الأستاذ وسبحته صدقت أخي إلا أنني ساورني الشك بعد قليل فقلت في نفسي لعل أخي يمزح معي ربما يكون يكون قد وجدهما في مكان ما خارج المنزل وأحضرهما إلى البيت، لكن أخي ما لبث أن قال لي :
لقد دخل الأستاذ إلى حجرة المكتبة و رص كل كتبك التي كانت مبعثرة على الأرض في خاناتها، فلما دخلت المكتبة وجدت الكتب قد رصت بالفعل مرتبة كل مجموعة لوحدها وحسب الترتيب الأبجدي ، هنا أتاني اليقين الذي لا يتطرق إليه الشك أبدا خاصة وأن أخي هذا الذي أخبني (أمي) لا يقرأ ولا يكتب، فترتيب الكتب بإحكام يعتبر بينة من جنس (الحكمة).
ولو كنت أنا الآخر لا أعلم القراءة ولا الكتابة فأنى لي أن أعلم أن الكتب قد رصت في أدراجها بترتيب محكم!! إذن فالمتعلم هو الذي يدرك الحكمة والترتيب.
فتعالوا لنرى كيف طبقت هذه الآية في هدى الله للبشر.
لقد جاء عيسى عليه السلام (بالبينات ) فزل المرسل إليهم بعد ذلك، فبعث الله رسولا آخر بالحل البديل الذي هو خير يقينا من (البينات الحسية) فآتاه الله اآيات من جنس (الحكمة) ( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)، وكان من الحكمة أن يكون هذا الرسول (أميا) لكي لا يرتاب الناس كما لم أرتب في أمر أخي في ذلك المثل الذي ضربته،
وكان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان بالقلم مالم يعلم ليدرك حكمته كما أدركت أنا في ذلك المثل الذي ضربته أن الكتب رتبت بإحكام.
ولقد نبهنا الله على ذلك في أول ما أنزل من القرآن وهو : إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم ،الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم.
وترتيب سورة العلق في القرآن جاء بعد سورة التين التي اختتمت بسؤال من الله : أليس الله بأحكم الحاكمين؟(1/2437)
فالإنسان المتعلم هو الذي يجيب ب (بلى) ويبرهن على ذلك بالبراهين والحجج التي أدركها بعلمه ، ولذلك جاءت سورة العلق بعد سورة التين.
أعتذر عن الإطالة وعن الأخطاء التي ربما قد أكون ارتكبتها في هذا الموضوع لأنني كتبته دون أن أعده مسبقا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أبو علي
05-20-2004, 10:08 AM
والآية أيضا شطرها الأخير (فاعلموا أن الله عزيز حكيم) تهديد لمن زل بأن الله عزيز حكيم سيحاسب الذين زلوا بحكمته، كل حسب نوع الزلل ، فقد يكون الزلل بالتهاون أو بالجحود أو بالفسق ولكل نوع من الزلل حكم.
يثني الله تعالى باسمين من أسماءه الحسنى ، وهنا باسميه (العزيز الحكيم) فالعزيز هو الغالب الذي لا يقهر ، ولا يكون العزيز غالبا إلا إذا كان حكيما، فمن لم يحكم الشيء ويتقنه بكون عرضة أن يستدرك عليه ويصحح له، والمستدرك عليه يعتبر مغلوبا لافتقاره إلى الحكمة،
إذن فالحكمة هي أم العزة، فيوصف العزيز بالحكيم.
والحكمة بنت العلم .الذي يحكم الأشياء ويتقنها هو الذي يحيط بعلمها.
إذن فالعلم أم الحكمة ، والحكمة أم العزة، فالعزيز يوصف بالعلم (العزيز العليم) .
---
(1/2438)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين على السرير الابيض
---
الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين على السرير الابيض
---
أبوأسامة ريان
05-27-2006, 10:35 PM
يرقد الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين
في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض
لإجراء فحوصات طبية وكذلك لإجراء عملية جراحية يوم غداً الأحد ..
وقد ذكر أحد الإخوة في شبكة أنا المسلم أن الشيخ
قد سقط أثناء إلقاءه لخطبة الجمعة يوم أمس حيث قال الأخ (( بينما كان الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله يخطب خطبة صلاة الجمعة ، وفي الخطبة الثانية أثناء الدعاء أصيب الشيخ بحالة إغماء وسقط على اثرها وضج المسجد خوفاً وهلعاً على الشيخ وقام أحد أبنائه بإكمال الخطبة ، وقام الشيخ وأدى الصلاة إماماً وقرأ سورتي الاعلى والغاشية وبعد الصلاة قام وتسنن وذهب الى سيارته سيرااً دون مساعدة من أحد . أسال الله الصحة والعافية وطول العمر للشيخ الكريم وأن ينفع بعلمه المسلمين ))
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا وأن يمد في عمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ..
موقع الشيخ حفظه الله
http://www.ibn-jebreen.com/
---
أبو بيان
05-27-2006, 11:15 PM
اللهم اشف عبدك وعافه, وبارك في عمره وعلمه.
---
أبو ياسر
05-28-2006, 04:58 AM
أسأل الله أن يشرح صدره وييسر أمره ويعجل له بالشفاء .
---
علال بوربيق
05-28-2006, 02:01 PM
نسأل الله عز وجل أن يعجل بشفاء العلامة عبد الله بن جبرين ، وبشفاء جميع علماء الأمة فهم الملاذ الآمن لنا
---
المسيطير
05-28-2006, 02:06 PM
استأذنك أخي الكريم بإضافة يسيرة :
نسأل الله عز وجل أن يعجل بشفاء العلامة عبد الله بن جبرين ، وبشفاء جميع علماء الأمة فهم الملاذ الآمن لنا (بعد الله تعالى)
---
بخصوص حالة الشيخ شفاه الله وعافاه ، أنقل لكم هذه المشاركة :(1/2439)
قال الكاتب - وفقه الله تعالى -:
( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
فقد سمع الكثير عبر الشبكة ورسائل الجوال خبر دخول شيخنا سماحة الوالد د. عبدالله بن جبرين - حفظه الله وشفاه - إلى المستشفى
وقد تضاربت الأخبار وكثرة الإشاعات
فأحببنا أن نبشركم أن الشيخ حفظه الله بخير وعافية
وهو الآن خاضع للفحوصات الطيبة التي يجريها في كل عام ,
ولعل ما حدث للشيخ أثناء خطبة الجمعة الماضية هو ما أفزعهم , حينما كان الشيخ يخطب فأصبته شبه إغماءه في آخر الخطبة فأستند إلى جدار المنبر وقام أبنه الشيخ د. عبد الرحمن واحد الأخوة بإنزاله من المنبر ثم أكمل أبنه الدعاء في آخر الخطبة ونزل للصلاة فأشار الشيخ أنه سيتقدم ليصلي بالناس وأنه بخير , وفعلاً تقدم وصلى ولم يصب بأي مكروه والحمد لله ومضى يوم الجمعة في بيته ومكتبه كعادته واستقبل الناس بعد العصر ولم يكن عليه أثر أي تعب والحمد لله
وفي يوم السبت دخل المستشفى لإجراء بعض الفحوصات
وقد قمنا بزيارة شيخنا مغرب أمس السبت الموافق 29\4\1427 هـ
وجلسنا معه ومابه والحمد لله إلا كل خير وعافية
وأوصانا أن نبلغ الجميع أنه بخير ولا داعي للقلق وأن الدروس ستعود بإذن الله مع نهاية الأختبارات وبداية الدورة العلمية الصيفية السادسة لشيخنا الحبيب
أما عن العملية فهي ولله الحمد ستجرى له يوم الأحد أو الاثنين وهي عبارة عن منظار بسيط في البلعوم إجراء وقائي لا يدعو للقلق بإذن الله تعالى
وبعد عودتنا علمنا أن طلاب الشيخ من الأخوة والأخوات خاصة من هم في خارج المملكة ينتظرون أي خبر يقين عن الشيخ في قناة نبض الدعاة الصوتية
والتي تنقل جميع دروس الشيخ مباشرةً
وقد يؤثر ذلك على نفسياتهم في الأختبارات
فحرصاً منا على راحة طلاب الشيخ وأحبابه عبر الشبكة وخارجها
قمنا بالأتصال بالشيخ عبر الجوال ليستمعوا له مباشرة وتطمئن قلوبهم(1/2440)
بسماع صوته وقد فرحوا بذلك الحوار فرحاً كبيرا
وقمنا بتسجيل المكالمة وأحببنا أيضاً أن يسمعها الجميع ليرتاح قلبه ويطمئن
وبسبب رادءة التسجيل قمنا بتفريغ نص المكالمة وإليكم نصها:
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله يا شيخنا
حياكم الله الحمدلله والثناء لله والشكر لله نحن في خير وعافية , نحن في خير وسلامة , والحمدلله ولم يحصل شيء يسيء الحال , ولا يسيء السمعة , نحن نتمتع والحمدلله بصحة تامة , وبعافية , وبشفاء , ولم يحدث شيء يخل بالصحة والحمد لله , فالذين نشروا وتسرعوا وأعلنوا , نقول لهم أن هذا تسرع لا يصلح , نقول هذا التسرع سبباً للإزعاج , ونشر شيء سيء .
الله يحفظك , لا بأس طهور إن شاء الله يا شيخنا..
الله يطهرنا وإياكم , أبداً , ما بنا إلا الخير , خير وعافية وسرور والحمدلله وصحة .
أشيع أيضاً يا شيخنا حفظك الله , أن الدورة ستتوقف بسبب هذا المرض؟
أبداً الدورة ستمشي إن شاء الله , في حينها إن شاء الله كما هي , أبداً والدورة سوف تبدأ إن شاء الله بعد نهاية الإختبارات , وتستمر ثلاثة أسابيع في الرياض , ثم في آخرها في حوالي في شهر 3\6 إن شاء الله يكون ختام الحفل , تقيم الدورة حفل فيها , ثم أيضاً هناك دورات في الحجاز ثلاثة أسابيع , إن شاء الله تعالى تيسر الأمور.
جميع الأخوان يا شيخنا , جميع طلابك عبر الشبكة يسلمون عليك .
سلمك الله وإياهم , أبلغوهم السلام , ونحن طيبون إن شاء الله , سنخرج بعد غدٍ إن شاء الله .
ويريدون منك نصيحة صغيرة ياشيخنا حتى ما يثقلوا عليك الله يحفظك يا شيخنا.
ننصحهم بأن يكونوا دعاة إلى الله في كل ما يستطيعون, يدعون إلى الله بقدر ما يستطيعون بالأقوال وبالأفعال, وأن يتمسكوا بالسنة ويعملوا بها بقدر الإستطاعة , وإن شاء الله يثيبهم الله على نياتهم وعلى قدر أعمالهم حفظكم الله
جزاك الله خيراً يا شيخنا , وأطال الله في عمرك , وعجل الله بخروجك وشفاءك..(1/2441)
وإياك في أمان الله مع السلامه
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@6...AS.0@.2cc1007f
---
ابو الروب
05-30-2006, 06:11 AM
اللهم اطل في اعمار علماءنا وبارك في علمهم
---
(1/2442)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الدراسات التي كتبت حول جلال الدين المحلي رحمه الله
---
سؤال عن الدراسات التي كتبت حول جلال الدين المحلي رحمه الله
---
أبومحمد
11-02-2003, 12:14 PM
تحية طيبة للإخوة الأحباء رواد المنتدى المبارك إن شاء الله وأسأل الله بمنه وكرمه أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وأنيعيننا على التمام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،آمين
ثم إني أسأل الإخوة بلا استثناء ، فمن كان يعلم الإجابة فأرجو أن يتحفني بها وأكونَ له من الشاكرين الممتنين ......
أنا طالب علم وأدرس دراسات عليا في مجال علوم القرآن والتفسير ، وأنا بصدد ترجمة للإمام الجلال المحلي رحمه الله أحد الجلالين مؤلفي التفسير المعروف ، وإلى الآن لاأعرف دراسة علمية لحياته ، فآمل ممن اطلع على ذلك أن يوافيني بعنوان الدراسة ، سائلاً الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
---
عبدالرحمن الشهري
11-04-2003, 10:54 PM
مرحباً بأخينا الكريم أبي محمد وحياك الله مع إخوانك في هذا الملتقى العلمي الذي يرحب بكل طالب علم جاد حريص.
وأما سؤالك وفقك الله عن الدراسات العلمية التي كتبت حول العلامة جلال الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلي (791-864هـ) فقد رجعت إلى الكتب التالية :
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير 2/1958-1959 ، وقد ترجموا له ترجمة مختصرة وأحالوا إلى بعض المراجع ، منها الكتب التالية :
- الأعلام للزركلي 5-333
- الضوء اللامع للسخاوي 7-39
- طبقات المفسرين للداوودي 2/84
- معجم المؤلفين لكحالة 3/93
- المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي 2/181
- شذرات الذهب للحنبلي 9/447(1/2443)
وقد بحثت عن الدراسات التي كتبت حوله في قاعدة الرسائل الجامعية التي أصدرها مركز الملك فيصل فلم أظفر حوله بشيء. وظني أنه قد كتبت عنه رسائل كعالم أصولي ، فهو مشهور كأصولي أكثر منه مفسراً. وسأواصل البحث ولو وجدت شيئاً ينفعك كتبته هنا إن شاء الله.
وأشكر لك تكرمك بالانضمام للملتقى ونحن نؤمل خيراً في أمثالك من طلاب العلم المتخصصين فلا تحرمنا يا أبا محمد من علمك وفقك الله.
---
أبومحمد
11-05-2003, 08:24 PM
أسأل الله الذي رفع السماء بلا عمد ، وبسط الأرض بلا مدد ، وخلق الإنسان في كبد ، أن يجزيك خير الجزاء ، وأن يفيض عليك من واسع العطاء ، على مابذلت وتبذل في سبيل خدمة القرآن وأهله عامة وعلى جهودك المشكورة في هذ المنتدى خاصة ، فلك مني باسم الإخوة عظيم الامتنان والعرفان ، وصادق الدعاء من الله المنان ، وكما يقول بعضهم :
إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ * من العلوم فأَكْثِرْ شكرَه أبدا
وقل فلانٌ جزاه الله صالحةً * أفادنيها وخَلِّ اللؤمَ والحسدا
---
(1/2444)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مرويات سماك
---
مرويات سماك
---
أبو حذيفة
10-03-2006, 03:42 AM
مرويات سماك بن حرب عن عكرمة رحمهما الله عن ابن عباس رضي الله عنهما لا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك ، ولا ينبغي ان تعد صحيحة لأن سماكا إنما تكلم فيه من أجلها .
---
(1/2445)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المفسرة الهندية (بيكم)..هل هي اول من فسر القرآن من النساء
---
المفسرة الهندية (بيكم)..هل هي اول من فسر القرآن من النساء
---
أبو الفضل
07-14-2006, 06:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .
فهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك .. ملتقى أهل التفسير ..
و هو عبارة عن إثراء بحث عن من فسر القرآن من النساء كاملاً أو جزءا منه .
و لم أكن مهتما لهذا الأمر و لا شغل به بالي حتى رأيت شيئا عجيبا لم يؤذن لي في أن أبو ح به
و أثناء بحثي عن هذا الأمر و جدت مفسرة أمرها عجيب فأحببت أن أثري الموضوع بعد استشارة الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري .
هي المفسرة (بيكم) بنت الشاه محي الدين أورنك زيب عالمكير سادس أباطرة المغول في الهند 1658ه-1707م ، أديبة شاعرة من آثارها زيب التفاسير في القرآن ....هذه ترجمتها في معجم المفسرين من صدر الاسلام حتى العصر الحديث ..المجلد الأول ص197 .عادل نويهض
و جاءت ترجمتها في كتاب الاعلام بمن في تاريخ الهند من الاعلام ما يلي :
الملكة الفاضلة زيب النساء بنت السلطان محي الدين أورنك زيب عالمكير أكبر ملوك الهند و أكرمهم و لدت في عاشر شوال سنة 1048 من بطن دلرس بانو شاهور خان الصفوي و نشأت في نعمة أبيها و حفظت القرآن على مريم أم عناية الله الكشميري فأعطاها عالمكير 30 ألف من النقود الذهبية ثم تعلمت الكتابة من نسخ و تعليق و شفيعة و غيرها ..و قرأت الكتب المدرسية على الشيخ أحمد ابن أبي سعيد الأمهوي و على غيره من العلماء و أخذت الشعر و الإنشاء و غيرهما عن الشيخ محمد سعيد المازنداني و أحرزت الكتب النفيسة في خزانتها و اجتمع عندها من العلماء و الشعراء ما لم يجتمع عند أحد .(1/2446)
و كانت شاعرة ساحرة تسحر الألباب .......لا تضاهيها امرأة في الهند في جودة القريحة و سلامة الفكرة و لطافة الطبع ..لم تتزوج قط لغيرتها بأن تكون ضجيعة لأحد من الرجال و أما مصنفاتها فهي لا تكاد توجد في الدنيا غير (زيب المنشآت ) وهو مجموع لرسائلها .
و أما ديوان الشعر المنسوب اليها فهو لواحد من الشعراء الفرس و ديوانها قد ضاع في حياتها .
و أما زيب التفاسير فهو ترجمة للتفسير الكبير للرازي بالفارسي نقله من العربية الفارسية او العكس ( اختلط علي الأمر )الشيخ صفي الدين الأردبيلي ثن الكشميري بأمرها و لذلك سماه باسمها توفيت سنة 1113في حياة ابيها فدفنت بحديقة بناها في لا هور.. انتهى معني زيب أي أحسن .
من كتاب الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام و المسمى ..نزهة النواظر و بهجة المسامع و النواظر ..لؤرخ الهند الكبير العلامة الشريف عبد الحي بن فخر الدين الحسن أمين ندوة العلماء العام بلكهنو-الهند سابقا المتوفى 1341 المجلد 6 ص 724
هذا ما وجد لهذه المفسرة من تراجم و قد قال احد الفضلاء انه لا يوجد في معجم عادل نويهض الا هذه المفسرة من النساء
وننتظر من الفضلاء المشاركة و اثراء الموضوع ..و العلم عند الله تعالى .
---
منصور مهران
07-15-2006, 12:33 AM
هل تعد ترجمة تفسير الرازي تفسيرا ؟
فيكون المترجم مُفسّرًا ؟
فكيف إذا انحصر الفضل في الأمر بالترجمة ، بلا أدنى جهد أو عمل ؟
قد يكون الإنفاق على أعمال الترجمة استوجب الاعترافُ به أن يُنسَبَ التفسيرُ المترجَمُ إلى المنفِق ماله في سبيل نشر العلم ، ومن هنا حمل التفسير اسم هذه المرأة الأديبة الشاعرة سليلة الملوك (بيكم).
وتظل قضية ( أول امرأة فسرت القرآن ) معلقة إلى أن يأتي بذلك نبأ أكيد .(1/2447)
قلت : كانت بنت الشاطئ أصدرت تفسيرا لبعض سور جزء عمّ وسمته ( التفسير البياني للقرآن الكريم ) وقال النقاد عنها حين صدوره : إنها أول امرأة تفسر القرآن . فنفت هذا بشدة وذكرت أسماء بعض النسوة اللائي لهن تفسير قبلها ، ولقد نسيت أمر هذا الموضوع فلم يبق في ذاكرتي منه إلا هذه اللمحة . وبالله التوفيق .
---
محمود الشنقيطي
04-14-2007, 06:58 AM
سبحان الله مهما بلغ الإنسان من العلم لا بد وأن يبقى فيه نقص يدل على بشريته التي لا ينفك عنها النقص:
(..لم تتزوج قط لغيرتها بأن تكون ضجيعة لأحد من الرجال..)
---
(1/2448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > منشيء الكتب الالكترونية الرائع مع الشرح eBook Edit Pro 3.31
---
منشيء الكتب الالكترونية الرائع مع الشرح eBook Edit Pro 3.31
---
سامي عبدالعزيز
05-29-2006, 10:48 AM
http://members.lycos.co.uk/algarehf/Program/eBook%20Edit%20Pro%203.31/eBook%20Edit%20Pro%203.31.rar
الكراك : http://members.lycos.co.uk/algarehf/Program/eBook%20Edit%20Pro%203.31/eepcrack.rar
معلومات التسجيل عبئها بما تريد و الاسم الذي سوف تكتبه سيظهر في كل كتاب تنشأه
طريقة تفعيل الكراك:
http://www.members.lycos.co.uk/algarehf/Explain/Cr.eeb/ce1.jpg
افتح الملف الذي باسم upxg.exe و حدد الكتاب الذي صنعته
http://www.members.lycos.co.uk/algarehf/Explain/Cr.eeb/ce2.jpg
تأكد من تحديد الخيار ثم إضعط GO
http://www.members.lycos.co.uk/algarehf/Explain/Cr.eeb/ce3.jpg
الآن افتح الملف eBookEditcrk.exe
حدد الكتاب ثم اضغط Start
http://www.members.lycos.co.uk/algarehf/Explain/Cr.eeb/ce4.jpg
بعد ما تنتهي من تصميم الكتاب و تسميه و تحدد مكان الحفظ و تضغط على Compile
حدد هذا الملف في كلا ملفين الكراك
ويكون موقعه بحسب المكان الذي حددته (سطح المكتب - المستندات ... الخ)
أولاً : استخدم upxg.exe
ثانياً: استخدم eBookEditcrk.exe
استخدمها بالترتيب
ملاحظة: الملف الكتاب المنشأ يكون امتداده exe.
شرح البرنامج : http://members.lycos.co.uk/algarehf//Explain/Eepro/Algareh%20Book.rar
---
(1/2449)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وصيته قبل الاعتقال
---
وصيته قبل الاعتقال
---
خالد الشبل
10-11-2003, 02:31 PM
اقرأه هنا (http://saaid.net/mktarat/ramadan/index.htm)
---
صالح العمري
10-12-2003, 08:42 AM
جزاك الله خيرا على حسن الإختيار..
والدلالة على الخير..
جميلة ومؤّثرة..
وجزى الله الكاتب خير الجزاء وجعلها في موازين أعمالكما..
أخوك:
صالح
---
(1/2450)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج احتساب مدة حفظ القرآن الكريم اعتمادا على قدرة الحفظ اليومي للآيات
---
برنامج احتساب مدة حفظ القرآن الكريم اعتمادا على قدرة الحفظ اليومي للآيات
---
إمداد
05-27-2005, 02:01 AM
برنامج احتساب مدة حفظ القرآن الكريم اعتمادا على قدرة الحفظ اليومي للآيات
إضافة عملية ميسرة لتمهيد الطريق الطويل إلى الجنة ؟
إذا حفظت من القرآن الكريم في اليوم ( آية واحدة فقط ) تحفظ القرآن كله
في مدة 17 سنة و7 أشهر و9 أيام
وإذا حفظت في اليوم 2 آية تحفظه في 8 سنوات و9 أشهر و18 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 3 آيات تحفظ القرآن في 5 سنوات و10 اشهر و13 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 4 آيات تحفظ القرآن في 4 سنوات و 4 اشهر و 24 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 5 آيات تحفظ القرآن في 3 سنوات و6 اشهر و 7 أيام
وإذا حفظت في اليوم 6 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتين و 11 شهرا و 4 أيام
وإذا حفظت في اليوم 7 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتين و 6 اشهر و 3 أيام
وإذا حفظت في اليوم 8 آيات تحفظ القرآن في 2 سنتين و 2 شهر و 12 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 9 آيات تحفظ القرآن في 1 سنة و 11 شهراً و 12 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 10 آيات تحفظ القرآن في 1 سنة و 9 أشهر و 3 أيام
وإذا حفظت في اليوم 11 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 7 أشهر و 6 أيام
وإذا حفظت في اليوم 12 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 5 أشهر و 15 يوما
وإذا حفظت في اليوم 13 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 4 أشهر و 6 يوما
وإذا حفظت في اليوم 14 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 3 أشهر فقط 0
وإذا حفظت في اليوم 15 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 2 شهر و 1 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 16 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 1 شهر و 6 أيام
وإذا حفظت في اليوم 17 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 10 أيام0(1/2451)
وإذا حفظت في اليوم 18 آية تحفظ القرآن في 11 شهر و 19 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 19 آية تحفظ القرآن في 11 شهر و 1 يوماً0
وإذا حفظت في اليوم 20 آية تحفظ القرآن في 10 شهر و 16 يوماً
وإذا حفظت في اليوم 1 وجه تحفظ القرآن .. في 1 سنة و8 شهر و12 يوماُ
وإذا حفظت في اليوم 2 وجه تحفظ القرآن .. في 10 أشهر و 6 أيام فقط
لا تنسى أن كل حرف تنطقه عند قراءة القرآن الكريم بحسنة ، وتكتب عشر
حسنات ! .. ففي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مثلاً 19 حرفاً .. تحتسب
بـ 190 حسنة ! .. فقط عند التسمية 190 حسنة .. فكيف بالآيات ، والتكرار
التلقائي مع الحفظ وبعد الحفظ ؟. ( حقاً فرصة العمر ) .. لأن بعض
الموازين يوم الحساب قد لا تحتاج إلا لحسنة واحدة لتترجح كفة حسناتها
على كفة سيئاتها فينفتح الطريق بفضل الله ورحمته إلى الجنة ! . لا
حرمنا الله الطريق الآمن إليها . رزقنا الله جميعاً عونه وتوفيقه
والصدق والإخلاص والقبول ، وحسن العاقبة .. اللهم آمين
منقوول
منhttp://www.quranmakkah.org/
__________________
---
(1/2452)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موسوعة المحدث الألباني المسموعة
---
موسوعة المحدث الألباني المسموعة
---
عادل التركي
03-08-2005, 04:56 PM
( نتاج علمي مبهر ، وشيخ عالم جهبذ ..
يجتمعان في هذه السلسلة الكبيرة المباركة التي قام على جمعها ورعايتها محمد بن أحمد أبو ليلى الأثري وهو من لازم الشيخ المبارك محمد ناصر الدين الألباني في حياته وسجل علمه وقوله فكان أشبه في الملازمة بأبي هريرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع فارق الرتب العظيم بين المشبه والمشبه به ، إلا أن ما اجتمعوا عليه سواء ... وهو سنة النبي المعصوم الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ....
وقد قمنا في موقعنا طريق الإسلام بعمل مخصوص وجهد كبير لخدمة هذه السلسلة ، فكان من هذا :
1) الاستئذان من أبي ليلى الأثري مشافهة لنشر مجموعه المبارك في موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com بصورة دعوية غير تجارية.
2) استعارة أشرطة الكاسيت من مشرف موقع أهل الحديث والأثر http://www.alathar.net والناشر لأشرطة الكاسيت التي تم العمل عليها تسجيلات ابن رجب بالمدينة المنورة.
3) تحويل هذه الأشرطة إلى امتدادين الأول بامتداد rm بضغط 11 والثاني بامتداد mp3 بضغط 32 .
4) معالجة الصوت فنياً وتحسين جودته بأعلى صورة ممكنة، والمحافظة على سلامة التدفق الصوتي لنبرات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بخلاف ما كان عليه التسجيل الأساسي، إذ تم إبطاء التدفق الصوتي للأشرطة التي تدفقها أسرع من الوضع الطبيعي، وإسراع الأشرطة التي تدفقها الصوتي أبطأ من الوضع الطبيعي في كثير من الأشرطة ولله الحمد.(1/2453)
5) دراسة اسطوانات أهل الحديث والأثر (الاصدار الثالث) التي نشرها موقع http://www.alathar.net لهذه السلسلة المباركة وتفقد النقص بين الطرفين وجمعه في مكان واحد ليكون المجموع الفعلي بين أشرطة الكاسيت وملفات الأشرطة الموجودة في موقع أهل الحديث والأثر 695 شريطاً حتى الآن ولله الحمد والمنة.
بإمكانك أخي الكريم الاستفادة من هذه السلسلة المباركة، والاستفادة من جهود موقع أهل الحديث والأثر في صنعه لبرنامج (فهرسة الأشرطة) والتي تجد فيها فهرس لعناصر كل شريط بصورة تفصيلية لهذه السلسلة المباركة، ورابط التنزيل لهذا البرنامج: http://www.islamway.com/pro/setup-3-0-5.zip
مع العلم بأن البرنامج يتميز بميزة عجيبة تفوق التصور، ومن مميزاته ما يلي:
1) البحث عن أي كلمة في عناصر جميع أشرطة السلسلة، وإظهار نتائج البحث في قائمة.
2) عند النقر على أي نتيجة بحث فعندها يقوم البرنامج بإيصالك إلى رقم الشريط والموضع بالدقيقة والثانية التي ابتدأ الحديث عن الكلمة المراد البحث عنها.
3) إظهار عناصر كل شريط في نافذة مستقلة.
مثال:
أكتب كلمة (كحول) ستخرج لك تسع نتائج تحدث الشيخ فيها عن الكحول، وعند النقر على أحد النتائج فسوف يقوم البرنامج بتشغيل الملف المراد وتحديد ابتداء الحديث عن الكحول بالدقيقة والثانية.
ملاحظة:
البرنامج يتطلب إيجاد ملفات الصوت لكي يعمل بصورة جيدة، وعند رغبتك في الاستماع الفوري لما تبحث عنه فقم بالتوجه إلى أحد هذين الموقعين:
1.موقع طريق الإسلام: - بجودة صوت عالية rm11 & mp3 32 ومجموع الأشرطة 695 شريطاً(أفضل من ناحية الصوت وتنوع الإمتدادات)-: http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2012(1/2454)
2.موقع أهل الحديث والأثر – ومجموع الأشرطة 676 بصيغة rm 8.5 (أفضل من ناحية التوقيت بكل دقة لنتائج البحث حيث اعتمد البرنامج على ملفات موقع أهل الحديث والأثر مع بعض العيوب الفنية في الصوت والتدفق الصوتي):
http://www.alathar.net/modules.php?name=Downloads&d_op=viewdownload&cid=35
هناك جهد آخر لهذه السلسلة المباركة يقوم به أبو ليلى الأثري، ولا ندري متى يتم الإنتهاء منه وطرح هذه الأشرطة متداولة في الأسواق.
ونود أن نشكر في نهاية هذه النبذة ؛ أخانا الفاضل أبو محمد وهو أحد أنشط العاملين معنا في موقع طريق الإسلام ... )
منقول
موقع طريق الإسلامhttp://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2012
---
عبدالرحمن الشهري
03-08-2005, 08:33 PM
جزاك الله خيراً . ونسأل الله لهم التوفيق
---
(1/2455)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذا فقد أحدنا شيئا فهل إذا يئس أن يجده صار يائسا من روح الله وصار من الكافرين؟
---
إذا فقد أحدنا شيئا فهل إذا يئس أن يجده صار يائسا من روح الله وصار من الكافرين؟
---
أخوكم
04-05-2006, 06:26 AM
هذا الأمر يحصل كثيرا في الواقع
فعندما تنزل مصيبة على شخص ما كأن تسرق أمواله مثلا
فيبحث عنها في كل مكان ويبذل قصارى جهده
فإذا وصل لمرحلة اليأس منها انبعث له البعض قائلين له :
لا تيأس من روح الله فـ ( إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )
فهل استدلالهم صحيح ؟
---
عدنان البحيصي
04-05-2006, 12:10 PM
ليس صحيحاً أخي الحبيب
شكرا لك
---
أبو عبد المعز
04-06-2006, 04:54 AM
أخونا بارك الله فيك:
يظهر لي- والله أعلم - أنه لا تلازم بين النوعين من اليأس:
-اليأس من العثور على الشيء المفقود-وما شابهه- هو من قبيل الأمور العادية...والجبلية.
-اليأس من روح الله من الأعمال القلبية المتعلقة بالدين والإيمان.
-اليأس من النوع الأول يكون بسبب عوامل خارجية طبيعية مثل تزايد احتمال سرقة الشيء أو انكساره أو تلفه ....
-اليأس من النوع الثاني مرده إلى القلب وحده ولشيخ الاسلام تحليل عميق لهذا الشعور .قال ابن القيم في المدارج: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : حد الخوف ما حجزك عن معاصي الله فما زاد على ذلك : فهو غير محتاج إليه وهذا الخوف الموقع في الإياس.
اليأس إذن هو الافراط في الخوف.....وهذا مثال جيد لتطبيق قاعدة انقلاب الشيء إلى ضده عندما يزيد عن حده....فالخوف الذي هو أحد جناحي الايمان يمسي مطية للكفر إن زاد عن الحد المشروع...(1/2456)
وقد يستدل على أن اليأس العادي لا شيء فيه بما رواه مسلم من حديث انس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح.
وجه الاستدلال أنه لا يتصور أن يضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثل السوء ....
---
أخوكم
04-07-2006, 06:30 AM
الأخ الفاضل عدنان البحيصي
جزاكَ رب العرش خير الجزاء
جوابك هو جوابي بل أخاله جواب الكثير من المسلمين إن لم يكن الجمعُ كلهم
ولكن
إن كان فعلا استدلال البعض بالآية خاطئا... فربما أوردوا علينا الإيراد التالي:
لماذا خاطئا .... وإسرائيل _يعقوب_ عليه السلام وأبناؤه فقدوا شيئا ... _يوسف وأخاه_
فإن كان اليأس من الحصول على الشيء المفقود يأسا جائزا
فلماذا جعله النبي يعقوب عليه السلام من اليأس المحرم ؟
بل من الكفر !!!؟ _يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ _
------
الأخ (أبو عبد المعز) أعزه الله ونفعنا بدرر فوائده
كما اتفقتُ مع أخي عدنان فإني أتفق معك على وجود اليأس الجائز
بل أثناء بحثي وجدت أن اليأس ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
جائز ومحرم وواجب .. وسأوردها إن شاء الله بعد الفراغ من أفضل جواب عن آية سورة يوسف عليه السلام
وقلتَ _نور الله لك دنياك وأخراك_ :
( .. لا تلازم بين النوعين .. )
وهنا إشكال بارك الله فيك
فحتى وإن قلنا: أحدهما ظاهري والآخر قلبي
فالتلازم بينهما ظاهرٌ !
لأن الرجل الذي سُرقت أمواله .. هو بين احتمالين "يلزمه" أحدهما
إما أن ييأس منها
أو
لا ييأس منها
إذن فهناك تلازم بين النوعين(1/2457)
وكذلك في الآية .. فيعقوب عليه السلام لازمَ بين فقده ليوسف ( وهو أمر عادي وجبلي وله عوامله الخارجية وتزايد احتمالاته ..الخ )
وبين اليأس من العثور على يوسف
حتى جعل ذلك من ضمن اليأس من روح الله وأنه كفر !
فهل تجدَ أو يجدَ أحد الإخوة الفضلاء هنا جوابا مناسبا لهذه الآية :
يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
(سورة يوسف:87)
؟
---
أبو عبد المعز
04-08-2006, 10:00 AM
أخونا..غفر الله لك وأمنك من كل خوف.
قصدت بعدم التلازم: إمكان وقوع اليأس العادي مع عدم حصول الكفر أو ما يؤدي إليه.....ولا أعني شيئا آخر.
وهذا القدر (جواب الكثير من المسلمين إن لم يكن الجمعُ كلهم-حسب تعبيرك-)
ثم إن كون بعض اليأس من العادات يدخله تحت الأحكام الخمسة كما هو معروف....وقد أشرت إلى ثلاثة أقسام :
جائز ومحرم وواجب .....ونظريا يمكن أن نجد قسمين آخرين:المندوب والمكروه.......أقول نظريا وإلا فالاستقراء هو الفيصل.....
بقي من الاشكال ما جاء في الآية الكريمة على لسان يعقوب عليه السلام:
يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.
هنا لا بد من تفصيل:
-ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.
-ثمة يأس من روح الله.
وجاء المعنيان على نسق "الوصل البلاغي" أي العطف بحرف الواو ولهذا الوصل أهمية دلالية كبرى:فهو ينبه إلى أن الجملة المعطوفة:
1-ليست متماهية مع المعطوف عليها
2- وفي الوقت ذاته ليست أجنبية عنها....
.توضيح الأول أن عطف الشيء على نفسه غير معقول...فلا بد أن يكون هناك فرق بين محتوى الأمر- فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ- وبين محتوى النهي- وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ.(1/2458)
توضيح الثاني: أن تجاور المعنيين ووصلهما يقتضي وجود علاقة ما وبدونها يكون العطف ممنوعا...فلا يقال :(صلاة الجمعة واجبة والمتنبي شاعر فحل.)فلا علاقة وبالتالي لا يجوز العطف.
هذا الملحظ البلاغي التداولي قد يفيد لإزالة الإشكال:
فيقال:
ذكر الإمام الشاطبي أن العادة لا تخلو من شائبة التعبد...
وهي قاعدة جليلة جدا جدا.......
فالاكل المباح عادي لكنه قد يرتقي إلى درجة العبادة والقربة بالنية المصاحبة.
ولبس الصوف عادي لكنه قد ينزل إلى دركة البدعة بالنية المصاحبة كما لو قصد صاحب الصوف إظهار الانتماء إلى مذهب الدروشة ....
ويبنى عليه:
أن اليأس من العثور على يوسف باعتبار الواقع والعادة له حكم.
وان اليأس من العثور عليه- شكا في قدرة الله أو يأسا من روح الله أو سوء ظن بالله- له حكم .....وهو يأس قبيح قادح في الإيمان....والعياذ بالله .والله أعلم.
---
أخوكم
08-06-2006, 11:34 PM
الأخ كثير وجليل الفوائد أبو عبد المعز أعزه الله
1- أعتذر لك عن التأخير الكثير
2- قلتَ بأن في الآية ثمة يأسيين :
ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.
ثمة يأس من روح الله.
ثم بنيتَ بقية كلامك على وجود هذين اليأسيين ... ولكننا عند التأمل لا نجد إلا يأسا واحدا وهو اليأس من روح الله
وما كان هذا اليأس إلا بعد الأمر بالتحسس من يوسف وأخيه
3- أعرض عليك مستشيرا ما أرى أنه أفضل جواب للخروج من الإشكال في الآية
ومن خلال بعض كتب التفسير وخلاصته:
أن الآية على ظاهرها فاليأس هنا هو يأس محرم موقع للكفر كما ظاهر الآية
ولكن هذا اليأس له قرائن جعلته محرما بل كفرا ، وإلا فالأصل في هذا اليأس هو الجواز
أما القرائن فمن ذلك قول يعقوب عليه السلام في الآية التي قبلها مباشرة:
وأعلم من الله ما لا تعلمون
فالنبي الكريم بن الكريم يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام لديه علمُ من الله بأنه سيجد يوسف(1/2459)
فحالئذ وجب التصديق بهذا العلم فصار اليأس الجائز هنا محرما بل موقع في الكفربسبب هذا العلم .
وبالتالي لو عدنا لسؤال الموضوع لوجدنا جوابه بأنه :
إذا فقد أحدنا شيئا ويئس أن يجده صار يأسه جائزا
إلا إذا كان لديه علم من الله فسينقلب اليأس الجائز إلى محرم وكفر كما في آية سورة يوسف.
فهذه الآية ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
آية مستثناة في الأمور المفقودة
فلا ينبغي استدلال كثير من الناس بها إذا فقدوا شيئا
4- ملاحظة : بما أن أي مسألة يكفي فيها دليل واحد
فسواء كان هذا العلم الذي عند يعقوب هو الرؤيا التي رآها يوسف _ ورؤيا الأنبياء حق_
أو كان علما منفصلا كدليل أولي ، والرؤيا دليل ثانٍ
ففي كلا الحالين سنكسب إما دليلين أو دليلا واحدا
والمسألة يكفيها دليل واحد ، فالحمد لله رب العالمين
والله أعلم وأجل وأحكم
---
مجدي ابو عيشة
08-13-2006, 11:02 AM
لا ينبغي لأحد ان ييأس من رحمة الله عليه وبأن يفرج عنه كربه .
فان سرق منه ما او ضاع طلب من الله العوض فكان طلبه من الله هو رجاء رحمة الله وان يروح الله عنه مصيبته مهما كانت .
واذا أهمه شأن امتثل لأمر نبيه بالدعاء بالتفريج وزوال الهم والحزن .
فاليأس من رحمة الله على الانسان بالدينا بالتفريج عن كروبه انما يدخل في قلوب قاسية اما أهل الايمان فانهم ييأسوا من الناس ويطلبوا من الله عز وجل . لذا أمر يعقوب عليه السلام ابنائه من البحث عن يوسف وأخيه وان لا ييأسوا من ان يجدوا يواسف ويفك اسر اخيه فيما كانوا يظنونه , فلو يأس اخوة يوسف من البحث عنه وعن اخيه ودخل اليأس الى قلوبهم دخل معه شك في قدرة الله على الترويح عنهم .
قال ابن جرير رحمه الله :
القول في تأويل قوله تعالى : { يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) }(1/2460)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: حين طمع يعقوب في يوسف ، قال لبنيه:(يا بني اذهبوا) إلى الموضع الذي جئتم منه وخلفتم أخويكم به=( فتحسَّسوا من يوسف ) ، يقول: التمسوا يوسف وتعرَّفوا من خبره .
* * *
وأصل"التحسُّس"،"التفعل" من"الحِسِّ".
* * *
=( وأخيه ) يعني بنيامين=( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما=( إنه لا ييأس من روح الله ) يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ( إلا القوم الكافرون ) ، يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه .
وبمثل تلك المواقف الصعبة يأتي الشيطان على الانسان ليغريه بالكفر . ويدخل في قلبه اليأس الذي هو يأس من ان يغير الله ما به من كرب الى فرج . فقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة مثال على ذلك حيث جزم المشركين ان الله لن ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم في الدنيا وكانوا من المكذبين بالآخرة فيأسوا من نصرة الله له في الآخرة ." مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ"
وأمثال هؤلاء يسقطوا عند اول امتحان :
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)"
---
سيف الدين
08-14-2006, 01:17 AM
الأخ كثير وجليل الفوائد أبو عبد المعز أعزه الله(1/2461)
1- أعتذر لك عن التأخير الكثير
2- قلتَ بأن في الآية ثمة يأسيين :
ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.
ثمة يأس من روح الله.
ثم بنيتَ بقية كلامك على وجود هذين اليأسيين ... ولكننا عند التأمل لا نجد إلا يأسا واحدا وهو اليأس من روح الله
وما كان هذا اليأس إلا بعد الأمر بالتحسس من يوسف وأخيه
3- أعرض عليك مستشيرا ما أرى أنه أفضل جواب للخروج من الإشكال في الآية
ومن خلال بعض كتب التفسير وخلاصته:
أن الآية على ظاهرها فاليأس هنا هو يأس محرم موقع للكفر كما ظاهر الآية
ولكن هذا اليأس له قرائن جعلته محرما بل كفرا ، وإلا فالأصل في هذا اليأس هو الجواز
أما القرائن فمن ذلك قول يعقوب عليه السلام في الآية التي قبلها مباشرة:
وأعلم من الله ما لا تعلمون
.
وبالتالي لو عدنا لسؤال الموضوع لوجدنا جوابه بأنه :
إذا فقد أحدنا شيئا ويئس أن يجده صار يأسه جائزا
إلا إذا كان لديه علم من الله فسينقلب اليأس الجائز إلى محرم وكفر كما في آية سورة يوسف.
فهذه الآية ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
آية مستثناة في الأمور المفقودة
فلا ينبغي استدلال كثير من الناس بها إذا فقدوا شيئا
4- ملاحظة : بما أن أي مسألة يكفي فيها دليل واحد
فسواء كان هذا العلم الذي عند يعقوب هو الرؤيا التي رآها يوسف _ ورؤيا الأنبياء حق_
أو كان علما منفصلا كدليل أولي ، والرؤيا دليل ثانٍ
ففي كلا الحالين سنكسب إما دليلين أو دليلا واحدا
والمسألة يكفيها دليل واحد ، فالحمد لله رب العالمين
والله أعلم وأجل وأحكم
الحقيقة ايها الاخ الكريم, لقد أثار سؤالك الكثير من القضايا, وارجو ان يتسع صدرك لما سأقول .. صحيح اني لا املك اجابة شافية, لكن اطرح بعض الاسئلة التي قد تعين على التدبّر, ولعل هناك أمورا خفيت عليّ فأجد جوابها عندك او عند بعض الاخوة ..(1/2462)
1- هل الربط بين الموضوع والاية مشروع؟ أقصد انك سألت: اذا فقد أحدنا شيئا فهل اذا يئس أن يجده صار يائسا من روح الله وصار من الكافرين .. فهل يصح الربط بين فقدان الشيء وبين هذه الاية؟
الاية تقول: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف
السؤال هنا: هل أخو يوسف يعدّ مفقودا هنا؟ فالاخوة والاب يعلمون انه عند الملك .. اذا فأخو يوسف بهذا المعنى لا يعد مفقودا ..ّ
لننتقل الان الى يوسف عليه السلام:(1/2463)
هل يوسف يعدّ مفقودا هنا؟ أقصد ان يوسف بالنسبة للاخوة قد يعدّ مفقودا حيث هم اعلم اين وضعوه وقد يكونون استفقدوه بعد ذلك فلم يجدوه .. على أية حال, الاخوة جاءوا الاب حينها يقولون ان الذئب قد أكله .. لا يوجد في السياق القرآني ان الاخوة قد اعترفوا للاب بفعلتهم, فمن ثم ان توجيه الطلب من الاب للاخوة بأن يبحثوا عن يوسف قد يحمل على توجيه اتهام من الاب للاخوة بأن قصتهم القديمة عن يوسف غير صحيحة أكثر من حمله على البحث عن شيء مفقود, والاّ فان قبول الاخوة البحث عن يوسف هو اقرار منهم بفعلتهم القديمة, وهذا ما لا يشير اليه النص, بل ان السياق القرآني يشير الى ان الاخوة ما زالوا يكنّون ليوسف الحسد القديم: {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} (77) سورة يوسف ممّا يعني استبعاد ان يكونوا قد اعترفوا لأبيهم بفعلتهم, حيث ان الاعتراف قد يثير عليهم اباهم أكثر,وكيف يفعلون ذلك وهم قد أبعدوا يوسف كي ينالوا حظوة اكبر عند ابيهم: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} (8) سورة يوسف .. يضاف الى هذا ما جاء في نهاية القصة بعد ان جمع الله الجميع بيوسف: {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} (97) سورة يوسف
كل هذا يجعلنا نستبعد ان يكون طلب يعقوب من اولاده طلبا عن شيء مفقود ..
2- لقد قلت ايها الاخ الكريم:
فالنبي الكريم بن الكريم يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام لديه علمُ من الله بأنه سيجد يوسف
فحالئذ وجب التصديق بهذا العلم فصار اليأس الجائز هنا محرما بل موقع في الكفربسبب هذا العلم ..(1/2464)
نقول: هذا العلم وان كان صادقا في حق يعقوب عليه السلام وحتى ولو حملنا علم يعقوب في هذه الاية على علم ما سيكون في المستقبل, الاّ ان هذا لا يصدق على أبنائه, فأبناء يعقوب قد لا يكون حصل عندهم العلم بما سيكون, بل العلم هنا قد يكون محصورا فقط بيعقوب عليه السلام, واذا كان الامر كذلك فلا ينطبق عليهم قول اليأس المحرّم ..
---
(1/2465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ظاهرة تطويل الشباب شعورهم
---
ظاهرة تطويل الشباب شعورهم
---
سيف بن علي العصري
04-30-2006, 01:58 PM
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى في التمهيد (6/80) : قال أبو عمر - ابن عبد البر - قد حلق الناس رؤوسهم وتقصصوا وعرفوا كيف ذلك قرنا بعد قرن من غير نكير والحمد لله .
قال أبو عمر -بن عبد البر - صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم أو حشر معهم فقيل من تشبه بهم في أفعالهم وقيل من تشبه بهم في هيئاتهم وحسبك بهذا فهو مجمل في الإقتداء بهدى من الصالحين على أي حال كانوا والشعر والحلق لا يغنيان يوم القيامة شيئا وإنما المجازاة على النيات والأعمال فرب محلوق خير من ذي شعر ورب ذي شعر رجلا صالحا وقد كان التختم في اليمين مباحا حسنا لأنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوجهان جميعا فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم وكراهية للتشبه بهم لا أنه حرام ولا أنه مكروه وبالله التوفيق.
---
محمود الشنقيطي
04-30-2006, 05:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا على هذا الحرص لكن ابن عبد البر قال في كلامه(وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء)
والفاصل الزمني بننا وبين ما ذكته عنه أكثر من 13 قرنا...
فهل ترى انطباق كلامه عل شباب هذا العصر؟
وهل ثمَّ حرج في إطالته اليوم؟
---
سلطان الفقيه
04-30-2006, 08:25 PM(1/2466)
الاخوة الكرام:مسألة(( تطويل الشعر )) قد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في صفةالنبي صلى الله عليه وسلم الخلقيه، كما هو معلوم لديكم ،و تلك الروايات موجودة في الصحيحين وغيرها من كتب السنة الأخرى((أن شعره صلى الله عليه وسلم كان إلى كتفيه أو إلى شحمة أذنيه أوما بين ذلك...الخ)) لكن هل فعله صلى الله عليه وسلم هذا يعد سُنة أم أن ذلك كانت عادة من عادات ذلك الزمان؟ الذي يبدوـ والله أعلم ـ أن ذلك كان عادة من عاداتهم في ذلك الزمان من تطويل شعورهم ،فأطال صلى الله عليه وسلم شعره . أما اليوم فالذي يظهر أن الناس من عادتهم عدم تطويل شعورهم ،وعلى هذا فتطويل الشعور هذه الأيام ليس سنة. ولكل مجتهد نصيب. وجزاكم الله خيراً.
---
د.حسن خطاف
05-01-2006, 03:48 PM
إخوتي الكرام الذين تناولوا موضوع تطويل الشعرعند الشباب اليوم ، بارك الله بكم على هذا الموضوع ، ولعلكم تجدون فائدة فيما كتبته بعنوان " معالم شخصية المسلم"
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-01-2006, 04:17 PM
ليُحافظوا على صلواتهم، ولْيغتنموا أوقاتهم، ولْيتعلَّموا العِلم النّافِع ، وليُعظموا شعائِر الله...ثمّ لِيُطيلوا شُعورهم إذا شاءوا
---
(1/2467)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير بعض الآيات من سورة النحل
---
سؤال عن تفسير بعض الآيات من سورة النحل
---
shade torky
09-01-2004, 11:15 PM
question : please tell me the full meaning of the part (15-20) from ALNAHL section from the holy quran ???
note : sorry to write in english while i'm arabian
but its the system ...
want to read the reply from any master "clever shaikh" to
know ...
send as soon as possible
send back in arabic ...please
thanks
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2004, 12:35 AM
هذا تفسير الآيات المطلوبة ، وأرجو الحرص على الكتابة بالعربية بارك الله فيك.
(وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون) (15)
وأرسى في الأرض جبالا تثبتها حتى لا تميل بكم, وجعل فيها أنهارا; لتشربوا منها, وجعل فيها طرقا; لتهتدوا بها في الوصول إلى الأماكن التي تقصدونها.
(وعلامات وبالنجم هم يهتدون) (16)
وجعل في الأرض معالم تستدلون بها على الطرق نهارا, كما جعل النجوم للاهتداء بها ليلا.
( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) (17)
أتجعلون الله الذي يخلق كل هذه الأشياء وغيرها في استحقاق العبادة كالآلهة المزعومة التي لا تخلق شيئا؟ أفلا تتذكرون عظمة الله, فتفردوه بالعبادة؟
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) (18)
وإن تحاولوا حصر نعم الله عليكم لا تفوا بحصرها; لكثرتها وتنوعها. إن الله لغفور لكم رحيم بكم؛ إذ يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم, ولا يقطعها عنكم لتفريطكم, ولا يعاجلكم بالعقوبة.
( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون) (19)
والله سبحانه يعلم كل أعمالكم, سواء ما تخفونه منها في نفوسكم وما تظهرونه لغيركم, وسيجازيكم عليها.
( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) (20)(1/2468)
والآلهة التي يعبدها المشركون لا تخلق شيئا وإن صغر, فهي مخلوقات صنعها الكفار بأيديهم, فكيف يعبدونها؟
( أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون) (21)
هم جميعا جمادات لا حياة فيها ولا تشعر بالوقت الذي يبعث الله فيه عابديها, وهي معهم ليلقى بهم جميعا في النار يوم القيامة.
---
(1/2469)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الميم المخفاة
---
سؤال حول الميم المخفاة
---
محمد رشيد
03-14-2004, 01:15 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
ففي بعض صفحات ملتقى أهل الحديث المبارك قال الأخ ( أبو تيمية إبراهيم ) ما يلي :
[[علم التجويد : احكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ( المستوى الثاني )
تأليف : يحيى عبدالرزاق الغوثاني
نبذة عن الكتاب : هذا كتاب في قواعد علم التجويد ، ركز فيه المؤلف على الملاحظات والتنبيهات التي تتعلق بكيفية النطق ، كما نبه على أخطاء يقع فيها كثير من الناس أثناء القراءة والأداء وهي خلاصة تجربة طويلة من خلال الأخذ عن المشايخ المتقنين ، وهذا مما يمتاز به هذا الكتاب حيث لم يشأ كاتبه أن يكون كتابه نسخة مكررة عن غيره . كما يمتاز الكتاب بالضبط وحسن الإخراج .
الملاحظات : 1- قدم للكتاب الشيخان المقرءان بكري الطرابيشي وعبد الغفار الدروبي
2- ختم المؤلف كتابه بذكر سنده في القراءات العشر المتواترة ( وهذا مما يحمد للمؤلف ليظهر للقارئ أن المؤلف من أهل الأداء لا من الدخلاء على هذا الفن الشريف ) ثم ألحق بذلك صورة إجازتيه من الشيخ سعيد العبد الله و الشيخ عبد الغفار الدروبي يلي ذلك جواب للشيخ كريم راجح عن حكم الترجيع في القراءة وكيفية أداء الإخفاء الشفوي والحقيقي ، وآخر ما أورده المؤلف من ملاحق ملخص لمجلس شيوخ القراء بدمشق الشام عن مسألة الإخفاء المتقدمة
3- مما جاء في جواب الشيخ كريم قوله ( والمؤسف أن أكثر القراء اليوم مغنون ، ثم هم يجعلون التجويد تابعاً للنغمة فالنغمة هي الأصل والتجويد هو الفرع ، وذلك لا شك من أشد ما دخل على القرآن في أدائه ، فليحذر القراء من مثل ذلك ، ومهما قرأ القارئ بالنغمات المعروفة دون أن يخل بأحكام التجويد فهو حسن ) .(1/2470)
4- وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء ( ولقد اجتمعت ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل وممن أجمع العلماء على فضله في هذا الفن ، فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إن بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإحفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل ، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل ، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي ، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي ، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول { ترميهم بحجارة } ، { من بعد } ، { يعتصم بالله } ، وهكذا كان ينطق [ أي بفرجة بين الشفتين ] ، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق ، أيها الأخوة الذين تستمعونني : النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [ وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي ] .
أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة ، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به ، فشتان بين قولنا { أن سلام عليكم } وبين قولنا { عن صلاتهم } فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته ، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته ، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه ، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده ، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده .(1/2471)
وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي ، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها ، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك ، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها .
وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر ، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه ، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك ، ومن عاد إلى تساجيل الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ، أو الشيخ محمد رفعت ، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تساجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الان ، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف واحد . ) ]] انتهى
السؤال / واضح أنه يتكلم في الميم الساكنة ( سواء المنقلبة عن نون ساكنة أو تنوين أو المخفاة لوقوعها قبل الباء ،،، و في الحقيقية أن الذي درسته هو عدم إطباق الشفتين ، و إلا فكيف تكون الميم مخفاة ، ثم طار إلى أذني أن فيها خلافا ، ثم أفاجأ الآن بأن ما أنا عليه مخالف للقراء و لما تلقوه .... أرجو التوضيح في هذا المسألة فأنا عندي ظن أنني فهمت خطأ ... و إن لم أفهم خطأ فأرجو مناقشة المسألة ، و أنا من جانبي سأبحث فيها و أضع ما رأيته في الموضوع ...
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
---
راجي رحمة ربه
03-15-2004, 09:24 PM
هنا نقاش بين بعض الإخوة فلعله يفيد في الموضوع
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&threadid=907
---
راجي رحمة ربه
03-16-2004, 09:38 AM(1/2472)
وعلى غرار النقل السابق وقفت على ما قد يفيد في توضيح المسألة، فمن أشكل عليه تسميته إخفاء ثم حاول أن يطبق التسمية عليه فقد سمى بعض العلماء ما هو على غراره بالإدغام، علما أن الاصطلاح إنما يراد منه تسهيل عملية التلقي الذي هو الأصل، فسمه ما شئت طالما أن صفة التلقي واحدة. وهنا ظهر إشكال فبعض الباحثين، لما قرؤوا هذه الاصطلاحات بدؤوا يفسرونها بما يظهر لهم لا بما تلقوه، فتفاقم الأمر.
علما أنك كإدغام كامل لن تستطيع أن تلفظ غنة مع الباء، لكن حقيقة الأمر هنا بقاء غنة الميم ثم يتبعها الباء كما هو حال الإدغام الناقص في بسطت مثلا أو أحطت.
===========
ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير
قال الإمام الشاطبي
وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزلا
قال الإمام أبو شامة في إبراز المعاني
وقوله على إثر تحريك
أي تكون الميم بعد محرك نحو:
آدم بالحق، أعلم بالشاكرين، علم بالقلم، حكم بين العباد
والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا.
اهـ
فأنت ترى أن العبرة ليست بالمصطلح بل بما تلقاه المئات عن المئات جيلا عن جيل.
---
راجي رحمة ربه
03-18-2004, 07:05 PM
قول الإمام أبي ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي
قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه:
ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى الستثناء الباء عند مثلها وعند الميم(1/2473)
قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين
اهـ
- ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي -
وقد صرح بذلك في أول باب ذكر المتقاربين بقوله:
فكان يدغم هذه الستة عشر فيما جانسها أو قاربها إلا الميم إذا تقدمت الباء فإنه يحذف حركتها فقط ويخفيها
قلت وقد قدمت لك كلام أبي شامة رحمهم الله تعالى
---
راجي رحمة ربه
03-18-2004, 07:20 PM
ومما يفيد في هذا الباب نقولاتهم في الإقلاب (الأصح لغة القلب)
قال العلامة محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس المتوفى سنة 1314 في كتابه شرح الجزرية الذي فرغ منه عام 1301 هـ
أما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو (انبعث) (أن بورك) (صم بكم)
فينقلبان ميما خالصة مع الغنة
وهذا معنى قوله (والقلب عند الباء بغنة) لكن في الحقيقة هو إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء
قال في النشر فلا فرق حينئذ بين (أن بورك) و(من يعتصم)
اهـ
وهكذا لم يجد أحد من البحاثين فيما اطلعت عليه من يصرح فترك الفرجة بين الشفتين قبل الشيخ السيد عامر عثمان رحمه الله تعالى
---
راجي رحمة ربه
03-18-2004, 07:24 PM
وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم إقلاب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة:
وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا.
---
راجي رحمة ربه
03-20-2004, 04:03 AM
وتأمل كلام ابن الجزري في التمهيد، ولا توجد أدنى إشارة لترك الفرجة بين الشفتين
قال:
الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو:
أن بورك ،
أنبئهم ،
جددٌ بيض
والغنة ظاهرة في هذا القسم.
وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغمة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء.
---
راجي رحمة ربه(1/2474)
03-20-2004, 04:07 AM
وعبارة الداني أصرح شيء في هذا الباب ولا مجال لتأويلها بأي حال،
وهو يحكي المذهبين الإظهار، ولا قائل به اليوم لانقطاع سنده، والإخفاء وقد وصفه ووصف أطباق الشفتين فيه كما ترى
وهذه صورة الصفحة من كتاب التمهيد لابن الجزري بتحقيق علي البواب
ونص الداني تجده منقول في الهامش رقم 5 من كتابه التحديد وقد طبع مؤخرا طبعة جيدة.
http://al-zahra.net/qurannet/new_qurannet/taweed/books/altemheed/144.jpg
---
عبدالرحمن الشهري
03-20-2004, 06:13 PM
فضيلة الشيخ راجي رحمة ربه وفقه الله
أسأل الله أن يوفقك وأن يزيدك عملاً وبصيرة على هذه الفوائد النفيسة ، والنقول الموثقة السديدة ، وإنا لأمثالها لمشتاقون !
---
راجي رحمة ربه
03-20-2004, 11:01 PM
وإياكم يا شيخ عبد الرحمن
وهنا أيضا كلام للشيخ ملا علي القاري المتوفى سنة 1014 هـ في المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية قال ص 48:
وقلب النونين (يقصد النون والتنوين) ميما عند ملاقاتهما الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء
حال كونها مقرونة بغنة كما هو شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلاء أرباب القراءة في نحو قوله:
وهم بربهم
وأنبئهم
وأن بورك
وعليم بذات الصدور
ووجه القلب عسر الإتيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، ولم يدغم لاختلاف نوع المخرج وقلة التناسب، فتعين الإخفاء.
ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة.
اهـ
والشاهد نجده في العبارة الأولى والأخيرة، وهما واضحتان في المراد، كما أنك لا ترى أدنى إشارة لترك الفرجة التي ينادي بها أصحاب ذلك القول.
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي صاحب غيث النفع المتوفى سنة 1053 هـ في كتابه الرائع تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ص 101
وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو
انبعث، أن بورك، صم بكم(1/2475)
فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء
قال في النشر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين أن بورك وبين يعتصم بالله.
اهـ
ونحو قال الشيخ سيدي إبراهيم المارغيني مفتي المالكية في النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع والذي انهاه سنة 1320 هـ - وأظنه حفيد يالوشة السالف الذكرـ
ص 87 :
فتقلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميما خالصة كما أشار إليه بقوله وقلبوهما لحرف الباء ميما
(أي ابن البري صاحب النظم)
أي قلب القراء نافع وغيره النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء وحينئذ تخفي عند الباء بغنة من غير إدغام كما تخفى الميم الأصلينة عند الباء في نحو ومن يعتصم بالله فلا فرق في اللفظ بين أن بورك مثلا وبين ومن يعتصم بالله ،وأما الإخفاء فمعناه لغة الستر واصطلاحا النطق بحرف ساكن عار أي خال عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة.
وبقي نص أخير أظنه سبب ظهور القول بالفرجة سأناقشه في القريب إن شاء الله تعالى.
---
المهيب
03-24-2004, 12:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أود التنبيه إلى أنه ورد نص أيضا عن الإمام طاهر بن غلبون ( ت 399 ) وهو قوله: (وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة ، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما) التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد
وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق.(1/2476)
وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبدالرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية ، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات ، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة ، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي : بالإطباق ، فسألته : وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق ، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".
كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه ؟ فأجاب رحمه الله: لا
ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبدالعزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبدالعزيز يقريء بالإطباق أول أمره – حسب ماتلقى من شيخه الضباع- ، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات ، والشيخ/ عامر السيد عثمان ، والشيخ السمنودي ، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم ، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله
وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالاطباق لم يجاوزوه إلى غيره
وبعض تلامذتهم الذين قرؤا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء
فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلقي، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء
---
فرغلي عرباوي
03-25-2004, 12:22 PM(1/2477)
من الأخطاء التي شاعت بين الناس في الآونة الأخيرة التغير الصوتي للميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء , حيث أن البعض يجعل فرجة عند تلفظها ولو سئل القارئ لماذا هذه الفرجة عند صوت الميم ؟ لقال لك من أجل غنة الإخفاء . قال العلماء لا علاقة للشفتين بصوت الغنة , الغنة مخرجها الخيشوم فحسب , ولا يتحقق صوت الميم إلا بإطباق الشفتين بها , ومن المشهور بين العلماء عند ذكر أحكام القلب أو الإخفاء الشفوي قولهم : بإطباق الشفتين من غير كز فيهما , والشيخ عبد العزيز الزيات من أكبر علماء القراءات والتجويد, ويوجد حاليا في الحرم النبوي , وهو أعلى القراء سندا في الوقت المعاصر حيث أن الواسطة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرون رجلا, قاال : يجب على القارئ أن يطبق الشفتين بلطف من غير فرجة أو كز زائد ,و الشيخ أحمد مصطفى وهو من أكابر تلامذة الشيخ الزيات قال : أن كل من تلقى عن الشيخ الزيات يقرأ بالإطباق الكامل , والعلماء قديما صرحوا بإطباق الشفتين مثل أبو عمرو الداني في كتابه التيسير وكتاب التحديد وصرح بذلك بن الجزري في النشر والتمهيد وطاهر بن غلبون والضباع وغيرهم فمثلا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ)(الفيل: من الآية4) بجعل فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة , وقد روى لنا بعض العلماء أن هذه الفرجة القائل الوحيد بها فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو الذي تولى مراجعة المصاحف الصوتية التي سجلت لإذاعة القران المصرية وكان أحد المراقبين في لجة المصاحف الصوتية في عصر ترتيل المصاحف الصوتية للمنشاوي والحصري والبنا وعبد الباسط ومصطفى إسماعيل فكان القارئ منهم الذي يطبق الشفتين عند النطق بالميم لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مرة أخرى مع جعل فرجة ,وصرح بذلك الشيخ عبد الباسط بنفسه , فجميع المصاحف الصوتية لقرائنا سجلت بتغيير الصوت(1/2478)
القرآني في الميم وهناك مصحفين التزما قارئهما بالأداء الصوتي للميم المخفاة بإطباق الشفتين وهما الشيخ : عبد الله الخياط والشيخ عبد الله يوسف من قراء المملكة السعودية . والعجب العجاب أني سمعت من البعض نقلا عن شيخه المصحفي أن النطق الصحيح في القلب والإخفاء الشفوي أن تقرع الثنايا العليا ظاهر الشفة السفلى وقد رأيت شابا في مسابقة القرآن بإمارة دبي يقرأ الميم الساكنة بنفس هذه الكيفية , والأعجب من هذا كله قول بعض المشايخ المعاصرين من قولهم : الغنة في الإخفاء الشفوي حركتين الحركة الأولى بجعل فرجة مع الميم والحركة الثانية بإطباق الشفتين على الميم ثم بعدها ننطق بالباء , فبالله عليكم هل هذا كلام يعقل . والبعض الآخر المتساهل يقول يجوز الكل , وأقول له: الحق واحد ولا يتعدد , بمعنى أن الأصل في صوت الميم إطباق الشفتين ومن يخالف الأصل عليه بالدليل , ويوجد لدي بحث تفصيلي حول القلب والإخفاء الشفوي وما أحدثه القراء فيه من تغيير للصوت القرآني ولمن أراد الإطلاع عليه فلا بأس . والله من وراء القصد .
---
راجي رحمة ربه
03-25-2004, 09:48 PM
ملاحظة:
الشيخ الزيات قد انتقل إلى رحمة الله قبل عدة أشهر رزقه الله الفردوس الأعلى
وسؤال للأخ فرغلي:
هل كاتب هذه السطور هو أنتم أم هي منقولة من كتاب؟
جزاك الله خيرا
---
فرغلي عرباوي
03-26-2004, 01:41 AM
بعض هذه السطور كتبت في حياة الشيخ رحمه الله والبعض الآخر نقلا عن شيوخي
وجزاكم الله خير ورزقني وإياكم كمال الإخلاص
---
راجي رحمة ربه
03-29-2004, 02:04 AM
أعتذر عن التأخر بسبب بعض الانشغالات
النص الأخير الذي وعدتكم به هو من كلام الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ والمشهور بساجقلي زاده
يقول ما نصه:(1/2479)
والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه
وهذا كإخفاء الحركة في قوله : "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.
وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.
فتلفظ بالباء في نحو:" أن بورك " بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدا ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم، فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء، لأجل الغنة الظاهرة حينئذ في الميم، إذ الغنة الظاهرة يتوقف تلفظها على امتدادٍ.
ولو تلفظت بإظهار الميم هنا لكان زمان انطباقهما فيه كزمان انطباقهما في الباء لإخفاء الغنة حينئذ، ويقوى انطباقهما في إظهار الميم فوق انطباقهما في إخفائه لكن دون قوة انطباقهما في الباء إذ لا غنة في الباء أصلا بخلاف الميم الظاهرة فإنها لا تخلو عن أصل الغنة وإن كانت خفية، والغنة تورث الاعتماد ضعفا.
اهـ شرح التحفة للميهي*
فهذا نص عمره قرابة 300 عام صريح في بابه أنه إطباق لا غير، ولا يوجد أي شك في كونه بدون فرجة
ومع أني أرى أن الاحتجاج يكون بكلام أمثال الداني، لكني أحببت أن أدلل على أنه حتى القرون الأخيرة ما كان أحد يذكر الفرجة هذه بتاتا ولا ينبه عليها نفيا أو إثباتا، لأنه كما هو واضح، لا يوجد من يقول بها أصلا.
وقولي العبرة بكلام الداني وابن غلبون وابن الجزري، لئلا يجيئ معترض ويستغل كلمة "تقليل إنطباق الشفتين جدا"
إذ كان يكفيه أن يقول بتقليل انطباق الشفتين
مثلا
أقول هذا لعدة أمور:(1/2480)
الأول : واضح مما بعده أنه انطباق لآخر لحظة ولكنه انطباق دون انطباق وهو مما يعبر عنه كثير من مشايخ القراءات اليوم : بترك الكز أي الضغط الزائد على الشفتين،
والثاني: أن القدامي الأوائل صرحوا بالإطباق فلا وجه لترك الفرجة مهما كان فهمهم واستنباطهم من عموميات لا تفيدهم من اليقين الثابت كما هو أعلاه.
الثالث: وهو أن المرعشي رحمه الله كان سهلا في إعمال الفكر والتنظير العقلي، وله مسائل، لا يوافق عليه كمسألة نطق الضاد التي شوشت على كثير من الناس وأخذ بها قلة من المتأخرين في مصر لكن فتنتها خمدت في كل بلاد المسلمين إلا تركيا.
والنقطة الأخيرة، دليل قوي للقائلين بالإطباق لأنه لو قال بالفرجة أحد لسبق بها المرعشي لتوسعه في هذا الباب فلما لم يفعل كانت دليلا أكبر على أن انطباق الشفتين هو التلقي وهو النص لا ما سواه.
والله أعلم
------------------
* نقلا ص 122من نهاية القول المفيد والذي انتهى من كتابته الشيخ محمد مكي نصر عام 1305 هـ بتحقيق الشيخ الضباع رحمه الله وطبع عام 1349 طبعة مصطفى البابي الحلبي.
---
المهيب
03-29-2004, 05:30 PM
جزى الله الأخ راجي رحمة ربه على ما أوضح وبين
وأود أن أزيد على ما ذكر أن الشيخ محمد نصر ذكر في أول كلامه أن (الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين وأن الباء أدخل وأقوى انطباقا) وهذا في المظهرتين
أي أن الميم المظهرة تخرج بانطباق أقل من الباء المظهرة
ثم لا يختلف الحال عند الإخفاء فالميم تخرج بانطباق أقل من الباء ، كما هو الحال في المظهرتين
لا أن الاطباق عند الميم المخفاة يقل حتى يؤدي إلى الفرجة
وقوله (بتقليل انطباقهما ) لا يدل على الفرجة ، لأن الفرجة -وان كانت بسيطة - لا يبقى معها انطباق حتى يقلل،
بل يدل على الاطباق، لكن من غير كزّ
ونقل هدا النص الشيخ محمد مكي نصر في نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر : ص124، طبعة البابي الحلبي(1/2481)
ونجد الشيخ الضباع رحمه الله لا يذكر تقليل اتطباق الشفتين ولكن يحذر من الكز، انظرمنحة ذي الجلال للشيخ علي الضباع : ص 54،
وكأنه يراهما بمعنى واحد
والكزّ هو الضغط على الشفتين بعد اطباقهما
والتحذير من الكز فيه دليل على الإطباق
حيث أن الكز هو الضغط بقوة على الشفتين ، وهذا لا يتأتى إلا بعد الاطباق
فحذروا من الأعلى الذي هو الكز ، وتركوا الأدنى وهو الإطباق
ولو كانت القراءة الصحيحة بالفرجة لحذر العلماء من الاطباق الذي هو المرحلة الأولى قبل الكز
فتحذيرهم من الكز دل على أن القراءة كانت بالاطباق، وكان يبالغ فيه البعض فيوصله إلى الكز، فحذروا منه.
وهذا يتبين بالممارسة والإقراء
فقد أقرأنا بالفرجة دهرا، ولم نر أحدا قرأ بالكز
وجينما عدنا إلى الإقراء بالإطباق وجدنا البعض يضغط على شفتيه ضغطا عنيفا لا نجد تعبيرا عنه أوضح من (الكز) فحذروا منه لأجل ذلك ولأجل أنهم كانوا يقرئون بالإطباق فيظهر هذا المحظور لدى البعض
ونعود إلى كلام الشيخ زاده ونترك للقارئ التأمل في هذه النصوص ألا تدل على الإطباق؟
(ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين)
(وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم)
(فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء)
وقد نقل الأخ راجي رحمة ربه من كلام الأئمة ما لا يدع مجالا للشك
ولكننا أحببنا التفصيل في هذا النص خاصة لأنه المرتكز الأقوى والنص الوحيد الذي يعتمد عليه القائلون بالفرجة
فاذا أضيف الى نصوص الائمة التلقي المجمع عليه
وأضيفت فتوى علماء دمشق الذين هم أبرز علماء هذا العصر في هذا الفن علما واعلاهم إسنادا-كان الأمر واضحا غاية الوضوح
نسأل الله تعالى العصمة من الزلل والتوفيق في القول والعمل
---
راجي رحمة ربه
03-30-2004, 12:22 AM
الشيخ مهيب جزاك الله خيرا على هذا التفاعل البناء
وشكرا على هذه الدرر النفيسة،(1/2482)
لكن زيادة في التحرير يا ليت تذكر لنا نص كلام الضباع وابن غلبون بين معكوفتين ليكمل الموضوع.
---
المهيب
03-30-2004, 02:22 AM
قال ابن غلبون في فصل: الاشمام عند الإدغام الكبير لأبي عمرو
وبعد ذكره لاختلاف الطرق عن أبي عمرو في جواز الاشمام وامتناعه عند ادغام الباء في الباء، والميم في الميم ، والميم في الباء:
(وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالاشمام هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الادغام، ليدل على أن الحرف المدغم يستحق هذه الحركة في حال الإظهارحرصا عل البيان، وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الميم فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما)
التذكرة:1/92
وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب:
(وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف)
منحة ذي الجلال بتحقيق اشرف عبدالمقصود:54
وقد نقل الشيخ المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: ص169، طبعة بن لادن
وقد تقدم أن الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا ، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية.
فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه ، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه ، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة.(1/2483)
وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بانها بمقدار ورقة ، أو رأس قلم ، أو حتى يرى بياض الأسنان ، أو إطباق الشفين من طرفيهما وفتحهما من الأمام ، أو فتحهما بمقدار حركة ثم اطباقهما بمقدار حركة وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!!
ونقول : لافرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تلقيا مسندا متصلا.
بل إن في تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان.
هذا.. والله تعالى أعلم
---
المهيب
03-30-2004, 02:53 AM
هناك خطأ في نسخ ابن غلبون والصواب:
( وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما)
---
المهيب
03-30-2004, 05:43 AM
هناك خطأ عند نسخ كلام ابن غلبون والصواب:
( وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما)
---
د. أنمار
03-30-2004, 06:59 AM
جزاكم الله خيرا وقد قمت بتلخيص معظم ما نقلتموه هنا على هذا الرابط
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&threadid=1109
وكان له أطيب الأثر بين أحباب القرآن، وسأفعل فيما تبقى من النصوص بعد إذنكم
---
المهيب
03-30-2004, 11:32 AM
الأخ الفاضل/ د.أنمار
جزاك الله خيرا على نشر العلم ولك الشكر على ما قمت به من تلخيص لهذا الموضوع، وحبذا لو أشرت هناك إلى هذا الموقع تيسيرا على الراغبين في الاستزادة.
أما الخطا في كلام ابن غلبون فهو مني أنا عند نسخي لعبارته وليس من النساخ
---
فرغلي عرباوي
04-01-2004, 02:16 AM(1/2484)
إخواني الأحباب جمعت ما نشر في هذا الموقع وغيره فيما يتعلق بهذه المسألة وأضفت عليها ما كنت أبحثه من فترة وذلك تكملة لجهودكم
ملحوظة : إذا وافق كلام أحدكم رأيي أنقله مع التعديل فيه
وأرجو رأيكم بعد الإطلاع
وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
على هذا الرابط
http://www.quranway.net/dboard/showthread.asp?Lang=&forumid=26&threadid=2193
---
أبو خالد السلمي
04-01-2004, 04:56 PM
مشايخنا الأفاضل_ وفقكم الله _
جزاكم الله خيرا ، وهذا رابط لمشاركات في ملتقى أهل الحديث تؤيد ما ذكرتم من أن الصواب هو إطباق الشفتين إطباقا تاما بلا أي فرجة عند النطق بالميم المخفاة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4805&highlight=%C5%D8%C8%C7%DE+%C7%E1%E3%ED%E3
__________________
---
(1/2485)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل شرح لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
---
ما أفضل شرح لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
---
أبو حسن
11-02-2005, 04:04 AM
س : ما أفضل شرح لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟
---
أحمد البريدي
11-02-2005, 05:02 PM
هذا الكتاب له شروح عديدة طبع منها شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله , والباقي مذكرات تتداول بين طلبة العلم ,وقد أطلعني الدكتور مساعد الطيار على مسودة شرحه لها , وهو في طريقه للنور ,والشيخ عرف عنه التدقيق والتحقيق من خلال كتبه المتعددة وكتاباته , وقد مر ذكر لهذا الشرح في إحدى مشاركات الملتقى .
---
ابن العربي
11-05-2005, 11:31 AM
وللشيخ صالح آل الشيخ شرح للمقدمة عالي القيمة وموجود على الشبكة
وكذلك الشيخ بازمول له شرح للمقدمة ممتاز وموجود أيضاً على الشبكة
---
أبو عبدالرحمن بن أحمد
11-05-2005, 02:29 PM
وللشيخ ابن قاسم حاشية عليه
---
مساعد الطيار
11-05-2005, 03:40 PM
أخي أبو عبد الرحمن
حاشية ابن قاسم على كتاب وضعه هو تحت عنوان ( مقدمة في التفسير ) ، وقد انتخبها من كتاب الإتقان للسيوطي ، ومقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم قام بشرح كتابه تحت عنوان ( حاشية مقدمة في التفسير ) .
والمقدمة لها شروح غير مطبوعة ولا متداولة ، منها ما ذكره الإخوة ، وكذا للشيخ عبد الله بن جبرين شرح لها ، وللشيخ عبد الرحمن بن صالح الدهش شرح لطيف لها ، ولعله يتيسر لأحد المكتبات أو غيرهم من المعتنين بإخراج تراث العلماء أن يجمعوا هذه الشروح ويخرجوها بطريقة معينة .
---
أبو عبدالرحمن بن أحمد
11-06-2005, 04:18 PM
بارك الله فيكم شيخنا مساعد الطيار ونفع بكم
---
(1/2486)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مع صفوة الأمة بعد نبيها
---
مع صفوة الأمة بعد نبيها
---
د. محمد مشرح
05-03-2005, 06:48 AM
الحلقة الثامنة ترتيب الصديق عند الصحابة الكرام
مكانة الصديق عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم معلومة ؛ في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأما مكانته بين الأصحاب فنذكر هنا بعض الأمثلة أحدهما للإمام علي والثاني لأنس رضي الله عنهما وأرضاهما ليتبين مكانة الصديق عند صفوة الأمة بعد الأنبياء ، ومن لم يكفه كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عاليه وسلم وصفوة الأمة قلا شيء يكفيه .
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : حدثني الوليد بن صالح حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن بن أبي مليكة عن بن عباس رضي الله عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله e يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب([1][1](1/2487)
لقد كان الصديق أهلا لحمل الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم رضيه الله تعالى لعلمه بما سيفعله ذلك الخليفة العظيم بالحدث الجلل الذي حدث وهو الردة والمؤامرة الرهيبة على المدينة مهبط الوحي وعاصمة الإسلام الأولى ومع أن خلافته كانت قليلة ؛كانت سنتين انشغل بها كثيرا بحروب الردة وهي مسألة طبيعية أن يبدأ بتثبيت الأمر في داخل الجزيرة قبل أن يتوجه نحو الفتوحات بتوسع إلا إنه لم يغفل رضي الله عنه عن الفتوحات خارج الجزيرة بل لقد انفرد بالرأي في إمضاء جيش أسامة إلى خارج الجزيرة العربية كما سبق .. وقد بدأ بالفتوحات التي أكملها الفاروق حيث توفي ومعركة اليرموك في اللمسات الأخيرة لخوضها ؛ تلك هي وظيفة الخلافة الإسلامية ؛ دعوة الناس إلى الله تعالى لا تتوقف ... وقد أشارت بعض الأحاديث .. إلى ذلك(1/2488)
في بعض الرؤى وكان في (ذلك إشارة إلى ما فتح في زمانه من الفتوح الكبار وهي ثلاثة ولذلك لم يتعرض في ذكر عمر إلى عدد ما نزعه من الدلاء وإنما وصف نزعه بالعظمة إشارة إلى كثرة ما وقع في خلافته من الفتوحات والله اعلم وقد ذكر الشافعي تفسير هذا الحديث في الأم فقال بعد أن ساقه ومعنى قوله وفي نزعه ضعف قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد الذي بلغه عمر في طول مدته انتهى فجمع في كلامه ما تفرق في كلام غيره ويؤيد ذلك ما وقع في حديث بن مسعود في نحو هذه القصة فقال قال النبي e فاعبرها يا أبا بكر فقال إلي الأمر من بعدك ثم يليه عمر قال كذلك عبرها الملك أخرجه الطبراني لكن في إسناده أيوب بن جابر وهو ضعيف قوله وفي نزعه ضعف أي انه على مهل ورفق قوله والله يغفر له قال النووي هذا دعاء من المتكلم أي انه لا مفهوم له وقال غيره فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر وهو نظير قوله تعالى لنبيه عليه السلام فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فانها إشارة إلى قرب وفاة النبي e قلت ويحتمل ان يكون فيه إشارة إلى ان قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه لان سببه قصر مدته فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه . قوله فاستحالت في يده غربا بفتح المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة أي دلوا عظيمة قوله فلم ار عبقريا بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها قاف مفتوحة وراء مكسورة وتحتانية ثقيلة والمراد به كل شيء بلغ النهاية واصله ارض يسكنها الجن ضرب بها العرب المثل في كل شيء عظيم وقيل قرية يعمل فيها الثياب البالغة في الحسن وسيأتي بقية ما فيه في مناقب عمر قوله يفري بفتح أوله وسكون الفاء وكسر الراء وسكون التحتانية وقوله فرية بفتح الفاء وكسر الراء وتشديد التحتانية المفتوحة وروي بسكون الراء وخطأه الخليل ومعناه يعمل عمله البالغ ووقع في حديث أبي عمر ينزع نزع عمرا قوله حتى ضرب الناس بعطن بفتح المهملتين واخره نون هو مناخ الإبل(1/2489)
إذا شربت ثم صدرت وسيأتي في مناقب عمر بلفظ حتى روي الناس وضربوا بعطن ووقع في حديث أبي الطفيل بإسناد حسن عند البزار والطبراني ان رسول الله e قال بينا انا انزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وعفر فجاء أبو بكر فنزع فذكره وقال في عمر فملأ الحياض وأروى الواردة وقال فيه فاولت السود العرب والعفر العجم قوله قال وهب هو بن جرير شيخ شيخه في هذا الحديث وكلامه هذا موصول بالسند المذكور وقوله يقول حتى رويت الإبل فأناخت هو مقول وهب المذكور وسيأتي شيء من مباحثه في كتاب التعبير ان شاء الله تعالى قال البيضاوي أشار بالبئر إلى الدين الذي هو منبع ماؤه حياة النفوس وتمام أمر المعاش والمعاد والنزع منه إخراج الماء وفيه إشارة إلى اشاعة امره واجراء احكامه وقوله يغفر الله له إشارة إلى ان ضعفه المراد به الرفق غير قادح فيه أو المراد بالضعف ما وقع في أيامه من أمر الردة واختلاف الكلمة إلى ان اجتمع ذلك في اخر أيامه وتكمل في زمان عمر واليه الإشارة بالقوة وقد وقع عند احمد من حديث سمرة ان رجلا قال يا رسول الله رأيت كأن دلوا من السماء دليت فجاء أبو بكر فشرب شربا ضعيفا ثم جاء عمر فشرب حتى تضلع الحديث ففي هذا إشارة إلى بيان المراد بالنزع الضعيف والنزع القوي والله اعلم.[2][2]
و حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال متى الساعة قال وماذا أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم .(1/2490)
وقوله فأنا أحب ألنبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ... إشارة إلى المرتبة التي كان أبو بكر يتبوأها عند الصفوة فهي الثانية بعد مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام النووي (قوله e للذي سأله عن الساعة: ماأعددت لها قال حب الله ورسوله قال أنت مع من أحببت وفي روايات : المرء مع من أحب فيه فضل حب الله ورسوله e والصالحين وأهل الخير الأحياء والأموات ومن فضل محبة الله ورسوله امتثال أمرهما واجتناب نهيهما والتأدب بالآداب الشرعية ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم وقد صرح في الحديث الذي بعد هذا بذلك فقال أحب قوما ولما يلحق بهم قال اهل العربية لما نفي للماضي المستمر فيدل على نفيه في الماضي وفي الحال بخلاف لم فإنها تدل على الماضي فقط ثم انه لا يلزم من كونه معهم أن تكون منزلته وجزاؤه مثلهم من كل وجه قوله ما أعددت لها كثير ضبطوه في المواضع كلها من هذه الأحاديث بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة وهما صحيحان وقوله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة)[3]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح البخاري 3/1345.
[2] الفتح 7/39
[3] شرح النووي على مسلم 16/ 186.
---
(1/2491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصود بالاستفزاز
---
ما المقصود بالاستفزاز
---
عبدالرحيم
03-26-2005, 10:13 PM
الاخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقني تفسير المفسرين لمعنى الاستفزاز في قوله تعالى: " أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا " في سورة الإسراء: 103
حيث اتفقوا على ان المقصود إخراجهم من مصر وقيل قتلهم.
مع ان هدف فرعون ابقاءهم في مصر لخدمته، وكل هم سيدنا موسى إخراج بني إسرائيل من مصر
ولما رجعت الى كتب اللغة وجدت المعنى نفسه
فهل هذا معقول ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2005, 11:30 AM
مادة (فزز) في اللغة العربية تأتي بمعنى الإزعاج والإفزاع كما ذكر أصحاب المعاجم كلسان العرب . وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع ، كلها في سورة الإسراء هي :
الأول : قوله تعالى :(واستفزز من استطعت منهم بصوتك) الإسراء 64
الثاني : (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً) الإسراء 76
الثالث : (فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعاً) الإسراء 103
وهذا الفعل يتعدى بنفسه كما في قوله :( (واستفزز من استطعت منهم بصوتك).
ويتعدى بحرف (من) كما في قوله : (يستفزونك من الأرض) وقوله:(يستفزهم من الأرض).
فإن تعدى الفعل بنفسه كان بمعنى الإزعاج والاستخفاف للفؤاد. قال في لسان العرب:(استفزَّهُ : خَتَلَهُ حتى ألقاه في مهلكةٍ ، واستفزَّه الخوفُ أي استخفَّهُ).(1/2492)
وإن تعدى بـ(من) كان بمعنى الإخراج والاستئصال بالقتل أو الطرد. قال في لسان العرب :(واستفزه من الشيء : أخرجه). وقال ابن عباس في تفسيرها :(يستأصلهم من الأرض) ، فضمَّن الفعلَ (يستفز) معنى الاستئصال فعدَّاه بِمِن. وهذا الفعل (فزز) فيه معنى الاضطراب والخفة لشدة الخوف والفزع ، حتى قال أبوعبيد : (أفززتُ القومَ وأَفزعتُهُم سواءٌ). والذي يظهر لي أن المعنى الأصلي والدقيق للاستفزاز هوالأول (الإزعاج والاستخفاف للفؤاد) وأَنَّ (الخوف والهرب وربما الموت من شدة الاضطراب والهلع) من نتائج المعنى الأول للكلمة. وهذا المعنى الأصلي هو معنى الاستفزاز في كلامنا اليوم ، فإنه بمعنى الاستثارة ، والإزعاج ، مما يدعو للتحفز والتوثب للخوف أو الهرب أو الانتقام أو غير ذلك.
والآية التي وقع السؤال عنها ، وهي قوله تعالى :{فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعاً} حسب التقعيد السابق تكون بمعنى الإخراج . وهذا صحيح أن فرعون بعد أن لحق بهم كان يريد طردهم على وجه الذلة والخزي ، أو قتلهم أو استعبادهم على وجه أشد من ذي قبل ، وإن كان قبل أن يتبعهم لم يوافق على طلب موسى بأن يأذن لهم في الخروج معه ، ويريد بقاءهم لاستعبادهم وجعلهم في خدمته.
والمفسرون كما ذكرت أخي عبدالرحيم في سؤالك كلهم يفسرون الاستفزاز في الآية بمعنى الإخراج دون توقف عند المعنى الذي استوقفك والذي يدل على فقهك وفطنتك.(1/2493)
ولذلك لم يتوقف عندها الطبري فقال في تفسيرها: (فأراد فرعون أن يستفز موسى وبني إسرائيل من الأرض). ولم يزد على ذلك ، فكأَنَّ (يستفزُّ) عنده بمعنى (يُخرجُ) فلم يشرحها. وقال القرطبي :(أي أراد فرعون أن يُخرجَ موسى وبني إسرائيل من أرض مصر بالقتلِ أوالإبعاد) 10 / 338 . غير أن الاستفزاز ليس معنى مطابقاً للإخراج ، بل هو أعم منه بدليل قوله تعالى : (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً) فقد جعل الإخراج من مكة دون الرجوع إليها علةً للاستفزاز ، فدل على أن الاستفزاز معنى أعم من الإخراج ، وإنما هو الإخراج على وجه الخوف والاضطراب والهلع.
وأَما القاسميُّ فقد أَلْمَحَ إلى المعنى الذي ذكرته أعلاه للكلمة فقال :(أي يُفزعهم ويزعجهم بِما يَحملِهم على خِفَّةِ الهَرَبِ فَرَقاً منه. أو ينفيهم عن ظهر الأرض بالقتل والاستئصال). فالشطر الأول لكلامه يدل على أَنَّ المفردة تدل في أصلها على الإفزاع والإزعاج بما يحملهم على الهرب خوفاً منه ومن بطشه ، وهذا المعنى تؤيده آية أخرى ، وهي قوله تعالى :(فلما ترآءا الجمعان قال أصحاب موسى إِنَّا لمدركون)[الشعراء:61] ودخل الخوف نفوسهم من بطش فرعون.
وأختم بما يمكن أن يبدو في الآية التي وقع السؤال عنها من معنى الاستفزاز الذي وقع على فرعون نفسه ، حيث دخله الاضطراب والانزعاج والخفة لَمَّا سَمِعَ بِخُروجِ موسى ببني إسرائيل ، فخرج مسرعاً مستعجلاً لحتفه وهلاكه ، فكأَنَّ الاستفزازَ (بمعنى الخفة والاضطراب) في حقه أصدقُ منه في حقِّ موسى عليه الصلاة والسلام وقومه ، بدليل تسرعه في اقتحام البحر مع خطورة هذا القرار الذي اتخذه ، والذي كان فيه هلاكه وقومه، ولكنها حكمة الله وإرادته وانتقامه سبحانه وتعالى. فلعل التعبير بهذه اللفظة (يستفزهم) تشير إلى هذه الدلالات التي أحاطت بتلك الحادثة مجتمعة والله أعلم وأستغفر الله من الخطأ والزلل.
---
عبدالرحيم(1/2494)
03-27-2005, 04:44 PM
أخي الفاضل
الاستفزاز وقع من فرعون إليهم ..
والشبهة هنا واضحة ..
ففرعون هو المستفِز لا المستفَز
هنا الإشكال
وهذا من شبهات المشككين في سلامة القرآن الكريم من الزلل فالأمر ليس بالسهل
ولا ينبغي التعامل معه ببساطة
مع محبتي
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2005, 06:18 PM
صدقت أخي الحبيب الأمر سهل والشبهة واضحة ، ولا يشكل فهمها إلا على أعجمي لا يفهم لغة العرب. ولسنا في حاجة إلى بسط الواضحات لكل عجمي لا يفهم العربية. والأفعال في اللغة العربية ليست معانيها محصورة فيما قاله أصحاب المعاجم دائماً ، فقد يقع في تعبيرهم التقصير في الشرح. والحجة في مثل هذه الآية هي السياق الظاهر للآية الذي يدل على المعنى دون تكلف ، ولم أجد أحداً من المفسرين الذين يعنون بمثل هذه اللطائف وقف عندها ، لوضوحها فيما يبدو لي.
فلعلك في بحثك تفيدنا بالجواب فتح الله عليك باعتبارك تكتب رسالتك الدكتوراه في مثل هذه الشبهات إن كانت. أسأل الله لك التوفيق السداد.
---
عبدالرحيم
03-27-2005, 06:22 PM
بإذن الله أخي الفاضل وشكرا لاهتمامك
أسأل الله أن يوفقنا لخدمة الإسلام
آمين
---
الخطيب
03-28-2005, 02:16 AM
الأخوان الكريمان الشيخان عبد الرحمن الشهري وعبد الرحيم
السلام عليكماورحمة الله وبركاته
واسمحا لي أن أشارككما الرأي فيما وصلتما إليه
الاستفزاز أصل يدل على الفزع والإزعاج
ولما كان للفزع والإزعاج موارد يعسر تحديدها بمجرد اللفظ احتيج في السياق إلى ما يبين المراد
وعليه فلما قصد به الإزعاج بالصوت والإفزاع به قيل { واستفزز من استطعت منهم بصوتك) الإسراء 64
ولما قصد به الإخراج من الأرض قيل {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً } الإسراء 76
ثم تبقى هذه اللفظة محل الدراسة غفلا حيث لم تردف بما يوضح المقصود بالاستفزاز فيها { فأراد أن يستفزهم من الأرض }(1/2495)
ليخوض المفسرون في بيانها انطلاقا من معناها اللغوي المباشر أو تأويلا له بشيء من لوازمه كالإخراج أو القتل أو غير ذلك
لكن بتتبع موارد القصة في الكتاب العزيز نستطيع أن نقف على خصوصية معنى الاستفزاز هنا
وذلك أننا قد وعينا من تتبعنا لهذه القصة في سورة الإسراء وفي غيرها أن هناك مستفِزا هو فرعون ومستفَزا هو موسى وقومه وسياق القصة في سور القرآن الكريم يدل على أن هذا الاستفزاز لم يحدث إلا بعد أن علا شأن موسى عليه السلام عندما آمن به السحرة الذين كان فرعون قد أعدهم للتصدي لموسى عليه السلام فحدث ما لم يكن فرعون يتوقعه حيث آمن السحرة بعد أن بان لهم الحق في قصة معلومة قد قصها القرآن لا يحتاج أهل العلم إلى أن نذكرهم بها ، ومن ثم سوف نقفز إلى محل الكلام مباشرة وهو المقصود بالاستفزاز الذي أراد فرعون أن يوقعه بموسى عليه السلام وبني إسرائيل بعد هزيمته وفضيحته أمام ملائه
أقول هذا الاستفزاز قد وضحه فرعون نفسه فيما حكاه القرآن عنه وهو أنه عزم على سبي نسائهم وقتل ذراريهم بعد أن استشعر خطرهم عليه وقد نبهه إلى ذلك بطانته السيئة وهذه الآية من سورة الأعراف تحكي ذلك :
{ وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون } َ{ الأعراف: 127 }
ولأن مشهد الإيمان الرائع قد أثر على بني إسرائيل فمنهم من آمن بموسى كما حكت سورة يونس { فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ{83(1/2496)
فقد اغتاظ فرعون واشتد كيده وقد صورت آيات سورة الشعراء سيكولوجية فرعون وحالته النفسية السيئة التي اعترته بعد نجاح موسى عليه السلام وكيف أنه قد بلغ به الغيظ مبلغه فاتخذ قراره باستفزاز ببني إسرائيل وهو سبي نسائهم وذبح أبنائهم ولهذا اتبعهم بعد أن فروا منه - خوفا ووجلا - بقرار من موسى عليه أرشده إليه الوحي : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ{52} فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ{53} إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ{54} وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ{55} وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ{56} فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{57} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ{58} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ{59} فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ{60}
وتضيف لنا آية سورة إبراهيم التي جاءت في إطار الامتنان على بني إسرائيل لتضيف بعدا جديدا لمعنى الاستفزازوهو تعذيب فرعون رجال بني إسرائيل {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيم } لاحظ أن هذا البعد قد أضافه العطف بين هذه الجمل الثلاث { يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ } وهو ما اقتضى المغايرة وهو ما ليس موجودا بآيتي البقرة ( ) ( 49 ) والأعراف ( ) ( 141 )
وعلى هذا فلا محل للشبهة لأن محاولة فرعون ملاحقة بني إسرائيل سبيا لنسائهم وقتلا لذراريهم – وهو في نظري الاستفزاز المذكور – كان بعد قصة السحرة ونجاح موسى عليه السلام في ميدان التحدي والتباري حيث اغتاظ فرعون فعزم على الانتقام(1/2497)
وأما فكرة استعباد بني إسرائيل فهي الفكرة التي كانت مستقرة وقائمة قبل مجيء موسى وقبل قصة التباري حيث كان بنو إسرائيل بالفعل عبيدا لفرعون ولذلك قال له موسى عليه السلام مستفهما مستنكرا فيما نتصوره عن الدلالة الصوتية لهذه العبارة { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ{22} الشعراء
والحاصل أن قرار الاستعباد كان قبل مجيء موسى عليه السلام وإيمان السحرة وقرار الاستفزاز هو الطارئ بعد نجاح موسى عليه السلام وإيمان السحرة وخوف فرعون على زعزعة مكانته
وهو ما فهمناه بتتبع موارد القصة في القرآن الكريم ، وعليه لا يكون للشبهة المذكورة موضع .
والله أعلم
أخي عبد الرحيم بارك الله فيك ووفقك في موضوعك وإني لمفتقدك منذ فترة وإني لسعيد بالاطمئنان عليك عبر الملتقى
---
عبدالرحيم
03-28-2005, 03:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وحبيبي الخطيب ... أشهد الله إني أحبك في الله
كنت أظن أن الأخ الجندي يطلعك على أخباري..
على كل حال..
عندي فهم جديد للمقصود بالاستفزاز في الآية الكريمة أرجو التكرم ببيان صوابه أو عدمه
فالموضوع مهم جدا وقد يكون محاولة لرسم معالم وآفاق جديدة
مقدمة:
قال تعالى في سورة الإسراء: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا(101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا(102)فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103)وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) ".(1/2498)
تتحدث الآيات الكريمة عن تسع آيات (معجزات، ضربات) نزلت على فرعون وقومه ليسمحوا لبني إسرائيل بالخروج من مصر هاربين بدينهم (( ليتمكنوا )) من عبادة الله تعالى ويحقق الاستخلاف في الأرض كما أمرهم وأمر كل طائفة مؤمنة.
فقد كان بنو إسرائيل في ذلك الزمان وذاك المكان يمثلون الفئة المؤمنة.
فكان ذلك الخروج تحقيقاً لوعد الله باستخلاف الفئة المؤمنة والتمكين لها.
ولكن فرعون (أراد) غير ذلك فقد عقد العزم على (استفزاز) بني إسرائيل ـ كما نجح في استفزاز قومه (استخفافهم) فأطاعوه ـ
ولكن أمر الله تعالى وتدبيره المحكم كان خيراً وأحكم من تدبير فرعون فأغرقه ولم يحقق له (الاستفزاز) الذي أراده وحلم به.
ما المقصود الاستفزاز الذي أراده فرعون ؟
جل المفسرين ـ رحمهم الله تعالى وجمعنا بهم في مستقر رحمته ـ فسروا الاستفزاز بالإخراج من الأرض، إخراجاً حقيقياً إما بالطرد أو القتل.
وهذا تفسير مشكل، فإخراج بني إسرائيل من مصر أمنيتهم، وهو خلاف مراد فرعون الذي أرادهم مسخرين لخدمته وقومه، أتباعاً لهم، عبيداً .. فكيف ذلك ؟
جواب ذلك: إن الاستفزاز في الآية الكريمة لا يمكن حمله على الطرد، بل العكس تماماً.. والشواهد تدل على ذلك،
ولذلك سيتم استقراء ما اشتق من الجذر (فزز) في القرآن الكريم والسنة وكلام العرب والمعاجم ، ثم استنباط المعنى الأنسب إلى سياق الآيات الكريمة، والذي لا يخالف المسلمات التاريخية ويزيل احتمال التناقض بين الآيات الكريمة. كقوله تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام ـ في سورة الشعراء ـ : " فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(16)أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ(17) ".
أولاً: مادة (فزز) في القرآن الكريم... تكرر ما اشتق من (فزز) في القرآن الكريم ثلاث مرات جميعها في سورة الإسراء (وفي هذا إشارة ينبغي دراستها في مقابلة الوحدة الموضوعية لسورة الإسراء ).(1/2499)
الأولى ـ في خطاب الله تعالى لإبليس ـ : " قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا(63)وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(64) ".
الثانية في بيان نعم الله تعالى على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا(76) ".
الثالثة ـ في سياق بيان ضعف مكر فرعون ـ : " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103) ".
دراسة معنى الاستفزاز في الآية الأولى:
ذكر المفسرون ـ وحتى البخاري في صحيحه مرتين ـ في تفسير الآية الأولى أن المقصود باستفزاز إبليس: استخفافه.
فعلاقة الشيطان بأوليائه علاقة استخفاف السيد بأتباعه..
ومثله استخفاف فرعون بقومه قال تعالى في سورة الزخرف: " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ(54) ". وفسر العلماء استخفافه ((((( بالاستفزاز ))))) انظر القرطبي والجلالين.
هذا استفزاز (استخفاف) ناجح.
وذكر القرآن الكريم مثالاً على استفزاز غير ناجح بسبب توفيق الله تعالى.
قال تعالى في آخر آية من سورة الروم: " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ(60) ".
قال النحاس في معاني القرآن: عن معنى لا يستخفنك: " لا يستفزنك ".
على هذا: الاستفزاز والاستخفاف بمعنى واحد.
دراسة معنى الاستفزاز في الآية الثانية والآية الثالثة:
تتحدث الآيتان عن إرادتين:(1/2500)
الأولى: إرادة الله تعالى الشرعية ثم إرادة عباده المؤمنين بنقل المؤمنين من مكان لا يستطيعون فيه تحقيق أمر الله تعالى بإقامة الخلافة المأمور بها شرعا وعمارة الأرض وفق حكم الله تعالى والتمكين لهم.
الإرادة الثانية: محاولة الشيطان وأتباعه استمالة المؤمنين إلى جانبهم والاستخفاف بهم ليطيعوهم كما أطاعهم كثير من (الأنعام).
هنا تتصارع الإرادتان: إرادة من لا يرضون الحكم إلا لله تعالى ويرفضون التبعية لمخلوق.
وإرادة تريد سلب عزة المؤمن واستمالته بأطماع الدنيا وشهواتها الرخيصة.. وقد عبر عنها القرآن الكريم بعبارات منفرة: استخفاف ، استفزاز...
ولكن الله تعالى وعد النبيَّين (موسى ومحمد عليهما السلام) بأن مكر أعدائهما سيزول وأن العاقبة لهما، وسيمكنان من الأرض.. ولن يتحقق للكفار أمنية (استفزازهم من الأرض) بل سيتحقق (تمكينهم في الأرض).
وإن كان المقصود بالاستفزاز (الإخراج) فالمقصود ليس الإخراج المادي (بالطرد)
فآخر ما كانت تريده قريش إخراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة. (( كما ورد في الآية الثانية ))
وآخر ما كان يريده فرعون، إخراج بني إسرائيل من مصر (( كما ورد في الثالثة ))
بل كل ما أراده الفريقان: إخراج النبيين وأتباعهم من أن يكون للطائفة المؤمنة أي دور ريادي وسيادي في الأرض، بل كانوا يريدونهم أتباعاً يسهل سوقهم كالأنعام.
ويؤيد المعنى اللغوي ذلك:
جاء في الصحاح: استفزه الخوف: استخفه. ورجل فزّ: خفيف.
وفي تاج العروس: يستفزونك: يستخفونك، ويفزعونك ليحملوك على الهرب..
وفي لسان العرب: فزه فزاً وأفزه: .. أفزعه وطيّر فؤاده.
قال أبو عبيد: أفززت القوم وأفزعتهم سواء.
وقد ورد في حديث صفية عن صفة النبي عليه السلام: " ولا يستفزه "
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: " ولا يستفزه: أي لا يستخفه ".
وقال ابن فارس في الاتباع والمزاوجة: قال الأصمعي: فزٌّ ونزٌّ وهو الخفيف.(1/2501)
وقال القالي في الأمالي: أفزَّته، استخفته.
وذكر أن أصلها من ولد البقر الذي يقال له (فز) لأنه يستخفه كل شيء رآه أو أحس به.
والمقصود البقر الوحشي.. قال النوري في نهاية الأرب: قالت العرب: ولد البقرة الوحشية ما دام يرضع فهو فز وفرقد وفرير.. ".
وأختم بقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: الفاء والزاء أُصَيلٌ يدلُّ على خفّةٍ وما قاربَهَا. تقول: فَزَّهُ واستفزَّه، إذا استخفَّه. قال الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْض} [الإسراء 76]، أي يحملونك على أن تَخِفَّ عنها. وأفزَّه الخوفُ وأفْزَعَه بمعنىً. وقد استفَزَّ فُلاناً جهْلُه. ورجل فَزٌّ: خفيف. ويقولون: فزَّ عن الشيء: عدل. والفَزُّ: ولَد البقرة. ويُمكن أن يسمَّى بذلك لخفَّة جسمِه. قال:
كما استغَاثَ بسيءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ *** خافَ العُيونَ ولم يُنظُرَ به الحَشَكُ
------------------
البيت لزهير في ديوانه 177 واللسان (سيأ، فزز، غطل، حشك) . وسيء، يقال بفتح السين وكسرها، وهو اللبن قبل نزول الدرة يكون في طرف الأخلاف.
والغيطلة البقر الوحشي..
=======================================
أما في كتب غريب القرآن فقد اتفقت ـ إن ذكرت معنى استخف واستفز ـ على أن معنى استفز: استخف.
واستخف: استفز.
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\
في النهاية: تقرر الآيات الثلاث الكريمة في سورة الإسراء أهمية عزة المؤمن واستعلائه على الباطل (جناً كان أم إنساً). وتحقير من رضي لنفسه أن يكون ( فزاً وفريراً ... ) !!
وعدم الرضوخ إلى عصاه وجزرته فما هي إلا (استفزازات) و(استخفافات) لا تليق بالمؤمنين المخلصين الدعاة ولهذا حذرهم من أن يكون مصيرهم كمصير قوم فرعون الذي..
" يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ " [هود: 98]
نسأل الله تعالى العفو والعافية... آمين(1/2502)
إخوتي الأفاضل: أرجو قراءة الموضوع مرة أخرى والتكرم بتصويب ما فيه وبارك الله فيكم
مع محبتي
---
د. هشام عزمي
04-25-2005, 11:58 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
أصل الشبهة هو أن قوم موسى كانوا خارجين هاربين من مصر و أن فرعون أراد أن يستفزهم (أي يخرجهم حسب كلام المفسرين) من أرض مصر ، فكيف يكون هذا ؟ كيف يخرجهم و هم أصلاً خارجين ؟
هذه هي الشبهة ببساطة و الرد هو أن الاستفزاز ليس معنى مطابقًا للاخراج ، فهو لا يدل على الاخراج عمومًا بل على كيفية معينة لهذا الاخراج .
و انسحاب بني إسرائيل من أرض مصر كان انسحابًا تكتيكيًا و من لديه خلفية عن العلوم العسكرية يعلم جيدًا أن أكبر خسائر الجيوش المنهزمة تكون أثناء الفرار لأن القوات المنتصرة ساعتها تركب ظهور و أعناق الهاربين و تمزقهم تمزيقًا و تلحق بهم خسائر جسيمة و هو المعروف بمطاردة فلول الهاربين ، لهذا وجب أن يكون الانسحاب بالنسبة للفارين الهاربين مدروسًا و منظمًا .
لهذا السبب خرج فرعون بقواته ليحبط هذا الخروج المدروس لبني إسرائيل و أراد ان يكون خروجهم على نحو هروب الجيوش المنهزمة أمام المنتصرين الذين يمزقون ظهورهم و أعناقهم أثناء الفرار .
و هذا هو معنى الاستفزاز : أي خروجهم بهذه الكيفية المعينة و ليست الكيفية الرزينة المدروسة التي رسمها موسى لقومه .
و هذا دافع لنا لنتأمل و نتفكر في الانتقاء البديع للكلمات في القرآن العظيم ، و أرجو أن يفهم القاريء براعة اختيار كلمة (يستفزهم) في هذا السياق ، و هي كلمة بديعة تدل على الاخراج بكيفية معينة لا يمكن التعبير عنها إلا بهذه الكلمة الرائعة .(1/2503)
و تأمل قول الألوسي رحمه الله في روح المعاني : (( فأراد فرعون أن يستفزهم أي موسى وقومه وأصل الاستفزاز الإزعاج وكنى به عن إخراجهم من الأرض أي أرض مصر التي هم فيها أو من جميع الأرض ويلزم إخراجهم من ذلك قتلهم واستئصالهم وهو المراد .. { فأغرقناه ومن معه جميعا } أي فعكسنا عليه مكره حيث أراد ذلك لهم دونه فكان له دونهم فاستفز بالإغراق هو وقومه وهذا التعكيس أظهر من الشمس على الثاني وظاهر على الأول لأنه أراد إخراجه من مصر فأخرج هو أشد الإخراج بالإهلاك والزيادة لا تضر في التعكيس بل تؤيده )) روح المعاني ج15 ص186 .. و سبحان العزيز الجبار !
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=6755
---
عبدالرحيم
04-26-2005, 10:12 PM
أخي المكرم د. هشام...
أنا لا أتساءل كيف يخرجهم فرعون وهم خارجون أصلاً ؟ بل السؤال الأصح: هل أراد أن يخرجهم ؟!
لو أراد فرعون إخراجهم فما الداعي إلى الضربات التسع: الجراد والقمل والضفادع...
بل تلك إرادة سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل أصلاً...
حالها كحال القضية ذاتها في تفسير الاستفزاز في السورة الكريمة عينها: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا(76) ".
هل فعلاً (((( أحب وأراد ))) كفار قريش إخراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة ؟!
ألم يجلسوا في دار الندوة ويطرحوا ذلك الاقتراح ولكنهم رفضوه كي لا يجمع حوله الأتباع بلسانه الحكيم البليغ ( بحسب وجهة نظرهم ) ؟
ثم لماذا بعثوا خلفه من يبحث عنه وأعدوا أكبر الجوائز .. (قصة سراقة بن مالك في حادثة الهجرة ).
أليست الآية الكريمة نص في أن الاستفزاز غير الإخراج ؟؟؟
أم هنا ترادف ؟!
ما أرت قوله سهل:(1/2504)
فسر السادة الأفاضل العلماء، الاستفزاز في قوله تعالى: " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(64) ". بالاستخفاف بحسب أصل معنى الكلمة.
ولكنهم فسروه ( بلازم ) الكلمة بحسب فهمهم في الموضعين التاليين..
وهنا الإشكال فالأولى حمل اللفظ على حقيقته إلا بوجود مسوغ...
فلماذا لم يفسروه بحسب ظاهره وانتهى الأمر..
وخاصة أن القرآن الكريم استعمل المعنى ذاته في موضعين منفصلين يخصان النبيين الكريمين صلى الله عليهما وسلم..
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبر عن إرادة المشركين استخفافه في آخر آية من سورة الروم " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ(60) ".
وفي الوقت ذاته عبر عن تلك الإرادة في سورة الإسراء: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا(76) ".
أما سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام فقد نجح فرعون في الاستخفاف بقومه كما بينت سورة الزخرف " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ(54) ".
ولكنه رأى هذا الاستخفاف ناقصا لأنه لم يشمل بني إسرائيل فأراد الاستخفاف بهم كما استخف بقومه: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103) ".
ومن عجيب الأمر أن المفسرين فسروا الاستخفاف في الزخرف والروم بالاستفزاز !!!
إذا:
الاستخفاف = الاستفزاز.
والاستفزاز = الاستخفاف.
وهذا لا يعني الترادف .. بل أحدهما مقدمة للآخر..
ومن الممكن أن يكون الاستفزاز سابق للاستخفاف ( الاستخفاف مرحلة متقدمة ).(1/2505)
باختصار: المقصود بالاستفزاز في الآيات الثلاث: المنع من التمكين في الأرض، وإخراج المسلم من العزة إلى العبودية، ومن الاستعلاء على الباطل إلى الخضوع له.
يريد أهل الباطل الاستفزاز من الأرض
ليمنعوا التمكين في الأرض
هذا ما يقتضيه سياق الآيات الثلاث وتحتمله اللغة والموافق للتفسير بالمأثور ( تفسير القرآن بالقرآن ) ولم يرد نص شرعي في إثبات عكسه.
والله تعالى أعلم ...
ورحم الله السادة المفسرين العلماء الذين نتشرف بمسح الغبار عن أحذيتهم..
وأسأله جل في علاه أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته إخوانا على سرر متقابلين.
---
عبدالرحمن الشهري
05-02-2005, 04:18 PM
استنباط موفق ، زادك الله توفيقاً أخي عبدالرحيم ، وأعانك في بحثك .
---
عبدالرحيم
05-21-2005, 02:20 PM
أخي الفاضل:
بقي سؤال يحيرني
سؤال أخير:
بحسب تفسيري للاستفزاز، ما معنى حرف الجر " من "
في قوله تعالى: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ " هل من الممكن أن تكون بمعنى الظرفية ( في )
بحسب نظرية تعاور معاني حروف الجر ؟
وجزاكم الله كل خير
---
عبدالرحيم
05-24-2005, 06:08 PM
تعاور أو تناوب حروف الجر من المسائل الخلافية الكبرى بين النحويين البصريين والكوفيين.
فمنعه جماهير البصريين وقال به جماهير الكوفيين.
وهذا ما ينفيه بشدة علماء البلاغة والنظم القرآني المدافعين عن رأيهم (( الصحيح )) في نفي الترادف عن القرآن الكريم.
فإن كان الترادف منفياً، فإن تناوب الحروف منفي من باب أولى.
ولكنهم جوزوا القول بأن بعض حروف الجر، تفيد معانٍ عدة (منها معاني حروفٍ أخرى) تفهم من السياق، مع فرق دقيق بين معنى الحرف المراد من الآية.
كالفرق بين الريب والشك، في قوله تعالى: " لا ريب فيه "... ومثله الفرق بين: مهطعين ومسرعين، الخوف والخشية، المكر والكيد،... الخ
مثلاً الباء: تفيد معنى..
في: كقوله تعالى: " ولقد نصركم الله ببدر ". آل عمران123.(1/2506)
عن: كقوله تعالى: " فاسأل به خبيراً ". الفرقان: 59.
على: كقوله تعالى: " ما أن تأمنه بقنطار ". آل عمران: 75.
مع: كقوله تعالى: " فأتبعهم فرعون بجنوده ". طه: 78.
من: كقوله تعالى: " عيناً يشرب بها عباد الله ". الإنسان: 6.
إلى: كقوله تعالى: " وقد أحسن بي ". يوسف: 100.
انظر: الجني الداني في معاني حروف المعاني للمرادي، ورصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي.
والآن إلى موضع الشاهد هنا:
قوله تعالى: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأرْضِ "
من معاني ( مِن ) : الظرفية: ( في )
ومن معاني ( في ) : التبعيض أو البيان ( مِن ).
فمن الممكن أن يدل أحدهما على معنى الآخر...
أولاً: " في " بمعنى " من ":
- قوله تعالى: " ويوم نبعث في كل أمة شهيداً ". النحل: 89.
أي: من كل أمة. انظر ما قبلها: " وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ(84) ". والنساء: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا(41) ".
- وقول امرئ القيس: ألا أيها الليل الويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح فيك بأمثل
أراد: منك.
- وقوله: وهل يعمن من كان أحدث عهده ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال
أراد: من ثلاثة أحوال.
( انظر: البرهان للزركشي4/303، الأزهية في علم الحروف للهروي، ص289).
ثانياً: " مِن " بمعنى " في " :
- قوله تعالى: " إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة " . الجمعة: 9.
أي: في يوم الجمعة.
(انظر: البرهان للزركشي4/421، ومغني اللبيب لابن هشام ص321، وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك2/288، وشرح التصريح على التوضيح للأزهري 2/8 ).
- وقوله تعالى: " أروني ماذا خلقوا من الأرض " . فاطر: 40.
أي: في الأرض.
(انظر: المراجع السابقة والأزهية ص293، والجني الداني ص314 ).
- ومثله للشاعر الجاهلي أبي اللحام التغلبي ـ وقيل لعدي بن زيد ـ :(1/2507)
عَسى سائِلٌ ذُو حاجَةٍ إِن مَنَعتَهُ مِن اليَومِ سُؤلاً أَن يَكون لَهُ غَدُ
أي: في اليوم.
(انظر: رصف المباني ص314 ).
بهذا يتبين أنه يجوز لـ ( من ) أن تحمل معنى الظرفية ( في ), بالإضافة إلى ما تتميز به من معان أخرى.
ومن اليسير نقد هذا الرأي أو ذاك، فكلها خاضعة للاجتهاد المأجور، سواء كان بأجر أو أجرين.
والله الميسر لما فيه الحق والسداد
---
(1/2508)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أشهر قراء العالم الاسلامي ...صور
---
أشهر قراء العالم الاسلامي ...صور
---
ابو حنيفة
08-22-2004, 01:28 PM
أشهر قراء العالم الاسلامي من جمهورية مصر العربية:
رحمهم الله جميعا
---
(1/2509)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الدخول يا أهل الملتقى
---
أرجو الدخول يا أهل الملتقى
---
العنزي
10-05-2006, 02:19 PM
أرجو من الإخوة الفضلاء إعطائي مراجع للموضوعات التالية مع ذكر أفضل الطبعات.
_التفسير التحليلي
_التفسير الموضوعي
_القراءات القرآنية
_إعجاز القرأن
_اللغة والبيان في القرأن
_مناهج المفسرين
وماهي أفضل طبعة للكتب التالية:
_الإتقان للسيوطي
_مناهل العرفان للزرقاني
_تفسير الكشاف للزمخشري
أرجو التفاعل من المشرفين وبارك الله في جهود الجميع.
---
أمين الشنقيطي
10-11-2006, 01:32 AM
الأخ الكريم: القائمة التي ذكرتها تحتاج للكثير، والأولى أن تحدد ماتطلبه منها بعدد،وزمن قديم أو حديث .وفقني الله وإياك لكل خير.
---
نواف الحارثي
10-12-2006, 01:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فهذه مشاركة مزجاة فيما طلبت ، ولعل الإخوة يصوبوا ويستدركوا ويكملوا ما طلبت .
= التفسير التحليلي :
1-تفسير الطبري(جامع البيان) تحقيق الدكتور عبد الله التركي ، كما حققه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ولم يتمه ، وربما لاتجد هذه الطبعة .
2- تفسير ابن كثير ، وله تحقيق غير كامل لسامي سلامة .
3-الجامع لإحكام القرآن للقرطبي ، طبع الكتب العلمية ، وحقق مؤخرا بتحقيق الدكتور التركي طبع دار الرسالة.
4-البحر المحيط لأبي حيان ، له عدة طبعات ربما يكون أجودها تحقيق عادل عبد الموجود وآخرون .
5- الدر المصون للسمين الحلبي تحقيق الدكتور أحمد خاطر
6- أضواء البيان للشنقيطي ، وله طبعة اعتنى بها الشيخ بكر أبو زيد .........وغيرها كثيييير.
=القراءات القرآنية
1-السبعة لابن مجاهد تحقيق شوقي ضيف .
2-التيسير للداني تحقيق اوتو تريزل، وحقق في الجامعة الإسلامية (حبيس الرفوف) .(1/2510)
3-الكشف عن وجوه القراءات لمكي بن أبي طالب تحقيق محيي الدين رمضان ، طبع مؤسسة الرسالة .
4- النشر لابن الجزري ، تحقيق الضباع ، كما حقق جزءا منه أخي الجكني عضو الملتقى .......وغيرها كثييير
= مناهج المفسرين :
1- التفسير والمفسرون لمحمد الذهبي ، ضبط أحمد الزعبي ، دار الأرقم .
2- مناهج المفسرين من العصر الأول إلى العصر الحديث للدكتور محمود النقراشي .
3-اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للدكتور فهد الرومي ....
---
الجكني
10-12-2006, 03:49 AM
أشكر أخي نواف على التنويه بتحقيق جزء من النشر ،وهو صادق في ذلك ،لكن تم بحمد الله تعالى تحقيقه كاملاً على (9) نسخ لم تتوفر-حسب ظني - للشيخ دهمان والشيخ الضباع ،وهو في المراحل الأخيرة من الطباعة في مجمع الملك فهدلطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
---
مروان الظفيري
10-12-2006, 01:28 PM
للعلم فإن أفضل طبعات كتاب :
الدر المصون لابن السمين الحلبي :
هو ما حققه أخي وصديقي الأستاذ الدكتور أحمد الخراط وطبع في أحد عشر مجلداً بدار القلم بدمشق .
ويعد من أهم وأنفع كتب إعراب القرآن ؛ ومؤلفه تلميذ أبي حيان الأندلسي المفسر صاحب تفسير البحر المحيط الذي يشتمل على إعراب القرآن أيضاً لعنايته بالنحو والإعراب ...
---
العنزي
10-12-2006, 05:11 PM
أشكر الدكتور الشنقيطي تنبيهه على صيغة السؤال فالذي اريده مرجعين أوثلاثة لكل موضوع تكون بين قديم وحديث وكذلك إن تيسر ذكر دراسات لكل موضوع,واشكر اخي الحارثي على تفاعله في الموضوع وانتظر منه المزيد
---
د. أنمار
10-13-2006, 04:34 AM
في القراءات العشر يحتاج طالب العلم لكتاب الإضاء في أصول القراءة للضباع، ثم بعد ذلك البدور الزاهرة للقاضي.
وأسهل الكتب تناولا للقراءات حتى لو كان للشخص معلومات ضئيلة فعليه بالبسط لسمر العشا لكن العائق الوحيد في نظري سعر الكتاب وهو من 6 مجلدات في غاية اليسر.(1/2511)
وإلا فعليه بالشاطبية وشرحها للقاضي أيضا أقصد الوافي ثم الدرة وشرحها للضباع.
أما العشر الكبرى فحكاية أخرى.
---
د.أحمد شكري
10-16-2006, 10:51 AM
سأقتصر على ما يتعلق بأفضل طبعات كتاب الإتقان ومناهل العرفان
وأظن أفضل طبعات الإتقان الطبعة التي حققها الدكتور محمود القيسية وهي في 5 مجلدات وطبعت في الإمارات وكذلك الطبعة التي حققها الدكتور يوسف العش جيدة جدا.
أما كتاب مناهل العرفان فأظن أحسن طبعاته بتحقيق الدكتور بديع اللحام، وعليه دراسة قيمة للدكتور السبت.
---
مروان الظفيري
10-16-2006, 01:24 PM
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري
لاأعرف من تقصد بالدكتور يوسف العش ،
هل هو العلامة السوري يوسف رشيد العش
(الذي كان محافظا لدار الكتب الظاهرية بدمشق )
وهذا لم يعرف عنه تحقيق كتاب الإتقان ، وإن كان كذلك
نرجو التكرم بذكر الطبعة والدار ومكان الطبع
ونشكرك كل الشكر لو تفضلتم وعرفتم لنا هذه الطبعة تفصيليا :
((وأظن أفضل طبعات الإتقان الطبعة التي حققها الدكتور محمود القيسية
وهي في 5 مجلدات وطبعت في الإمارات ...))
وجزاكم الله خيرا
ودمتم سالمين
---
(1/2512)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هكذا رحل رمضان ( خذ نسختك )
---
هكذا رحل رمضان ( خذ نسختك )
---
أبو العالية
10-14-2006, 11:08 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
إن كنت خطيباً أو واعظاً أو محاضراً !
فخذ نسختك من كتاب ( هكذا رحل رمضان ) وحمِّل الآن !
قيدها أخوكم الفقير غفر الله له
وطبعت في كتاب ( رمضان بين يديك ) الجزء الثاني عن دار العلوم _ الأردن
بحاجة لخط الرسم العثماني للآيات .
وأسألكم دعوة في ظهر الغيب
( أتمنى من المشرف التثبيت جزاه الله خيراً )
محبكم
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2006, 06:58 PM
جزاك الله خيراً يا أبا العالية ، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام .
---
أبو العالية
10-15-2006, 10:15 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسو الله وبعد ..
وجزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن ، وأشكر نزولكم الكريم المفضال عند رغبة أخيك المحب.
---
أحمد بزوي الضاوي
10-20-2006, 12:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أخي الفاضل : أبو العاليةـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يجزيكم عنا خير الجزاء . ومزيدا من العطاء خدمة للقرآن الكريم ، وإشاعة للخير ، فتلكم الصدقة الجارية .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو العالية
10-21-2006, 11:32 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .ز
الاستاذ القدير أحمد الضاوي حفظه الله
أشكر مروركم الكريم ، وأحسن الله لنا ولكم في هذا الشهر العظيم.
وأخوك المحب متابع لكم في أبحاثكم ، وجهودكم مباركة وطيبة ونافعة ومثمرة إن شاء الله ..
نفع الله بكم الإسلام والمسلمين ، وسدد على الحق خطاكم .
محبكم في الله
---(1/2513)
أحمد بزوي الضاوي
10-21-2006, 12:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أخي الفاضل : أبو العالية ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني استبشرت هذا الصباح المبارك من أواخر رمضان بمشاعركم الطيبة ، وتقديركم الإيجابي ، ودعواتكم الصادقة. وإنه لا يسعني إلا أن أقول لكم : كثر الله من أمثالكم ، وأحبكم الله الذي أحببتمونا فيه . سائلين الله تبارك وتعالى كما جمعنا في هذا الموقع المبارك لتدارس كتابه الكريم ، أن يجمعنا جميعا في جناته على سرر متقابلين .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي وتقديري .
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
---
(1/2514)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لم حجزنا قلوبنا عن الله ؟؟؟
---
لم حجزنا قلوبنا عن الله ؟؟؟
---
أبو الهيثم
12-26-2005, 05:15 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من لوازم الإيمان أن تعرف الواحد الديان معرفة الله شيء ، ومعرفة العلوم الإسلامية شيء آخر ، قد تستطيع أن تتكلم ساعات طويلة ارتجالاً ، ومن دون تحضير بأفصح لغة ، وبأصح دليل ، وبأعمق تحليل ، وأنت لا تعرف الله ، تعرفه إذا خفت منه ، وتعرفه إذا رجوت جنته ، وتعرفه إذا شعرت أنه معك دائماً ، وتعرفه حينما توقن أنه يعلم وسيحاسب ، وسيعاقب ، تعرفه إذا توكلت عليه ، تعرفه إذا ذكرته ، تعرفه إذا اشتقت إليه .
أيها الإخوة ، معرفة الله شيء ، وأن تكون متبحراً في العلوم الإسلامية شيء آخر ، هذه الخصيصة للمؤمن مستنبطة من قوله تعالى :
وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة : 83 )
إن لم تشعر بالقرب ، إن لم تشعر بالحب ، إن لم تشعر بأن الله سبحانه وتعالى متفضل عليك فأنت لا تعرفه .(1/2515)
الآن سأورد أقوالا كثيرة حول علامات المعرفة ، وهذه مفيدة جداً ، من أمارات المعرفة بالله حصول الهيبة منه ، فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته ، الذي يعرف الله يعظم شعائر الله ، وحينما أقول هان أمر الله علينا فهنّا على الله ، معنى ذلك نحن لا نعرفه ، المعرفة توجب السكون ، فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته ، الهياج والعنف والصياح والضجيج والسخط ، والموقف القاسي ، والكلام البذيء هذا لا يعبر عن أنك تعرف الله عز وجل ، من علامات المعرفة أنس القلب بالله ، فهو يحس أنه قريب منك ، ومن كان لله أعرف كان له أخوف ، قال تعالى : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء
[ سورة فاطر: 28]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ... أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ )) .
[مسلم عن عمر بن سلمة](1/2516)
من علامات معرفة الله أن الدنيا تضيق عليه بسعتها ، ومن علامات معرفة الله أن الدنيا تتسع عليه بضيقها كيف ؟ لو عاش في أجمل مكان ، وتناول أطيب طعام ، وتمتع بأجمل المناظر ، وهذا المكان بعيد عن ذكر الله يضيق به ، ولو عاش في غرفة قميئة ، وهو ذاكر لله تتسع به ، أينما حل إذا كان في هذا المكان ما يقرب إلى الله يأنس به ، ولو كان ضيقاً ، وإذا كان يبعد عن الله يستوحش منه ، ولو كان واسعاً ، من عرف الله عز وجل صفا له العيش ، فطابت له الحياة ، وهابه كل شيء ، وذهب عنه خوف المخلوقين ، وأنس بالله عز وجل ، والمخلوق ينتهي عنده ، لا يعبأ لا بتهديده ، ولا بوعيده ، ولا بإغرائه ، لا يتأثر لا بسياط الجلادين ، ولا بسبائك الذهب اللامعة ، من عرف الله عز وجل قرت عينه بالله ، وقرت عينه بالموت ، وقرت به كل عين ، ومن لم يعرف الله تقطع قلبه عن الدنيا حسرات ، من عرف الله زهد فيما سواه ، ومن ادعى معرفة الله عز وجل وهو راغب في غير الله كذبت رغبته معرفته ، ومن عرف الله أحبه على قدر معرفته به ، وخافه ، ورجاه ، وتوكل عليه ، وأناب إليه ، ونهج بذكره ، واشتاق إلى لقائه ، واستحيا منه ، وأجلّه ، وعظمه على قدر معرفته به .
أيها الإخوة ، أي إنسان آتاه الله فكراً وقّاداً بإمكانه أن يقرأ ، وأن يحفظ ، وأن ينطق بالحق ، وأن يجلب عقول الآخرين ، هذا شيء ، وأن تعرف الله ، وأن تتخلق بالكمال البشري ، وأن تكون متواضعاً ، على الله متوكلاً ، إلى ما عنده راجياً ، من عقابه خائفاً ، راضياً بقضائه وقدره ، هذا من علامات المعرفة .(1/2517)
من علامات معرفة الله أن الذي يعرف الله عز وجل لا يطالب ، ولا يخاصم ، يؤدي الذي عليه ، والذي له الخصومة الشديدة إذا خاصم فجر ، ليس هذا من أخلاق العارفين بالله ، لا يطالب ، ولا يخاصم ، ولا يعاتب ، ولا يرى على أحد له فضلاًَ ، لأن الذي خلقه منحه نعمة الوجود ، أعطاه ما أعطاه ، مكنه مما مكنه ، هو لا يرى أن له على أحد فضلاً ، بل يرى أن كل ما هو فيه من فضل الله عز وجل ، ليس هذا أدباً ، بل هو حقيقة .
من علامات معرفة الله ألاّ يأسف على فائت ، وألاّ يفرح بآت ، لأنه ينظر إلى الأشياء بعين الفناء والزوال ، لأنها في الحقيقة كالظلال والخيال ، العارف بالله يخرج من الدنيا ، ولم يقضِ وطره من شيئين ، بكاء على نفسه ، و ثناء على ربه ، وهذا من أحسن الكلام ، ولا يكون العارف بالله عارفاً ـ حتى لو أعطي ملك سليمان ـ لم يشغله عن الله طرفة عين ، قال تعالى :
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [ سورة النور : 37]
من علامات معرفة الله أن العارف بالله مستأنس بربه ، مستوحش ممن يقطعه عنه ، العارف بالله أنس بالله فاستوحش من الخلق ، وافتقر إلى الله فأغناه الله عنهم ، وذل لله فأعزه الله ، وتواضع لله فرفعه الله ، واستغنى بالله فأحوجهم إليه .
سئل الإمام الحسن البصري بما نلت هذا المقام ؟ فقال : باستغنائي عن دنيا الناس بما نلت هذا المقام ؟ وحاجتهم إلى علمي .(1/2518)
العارف بالله يتلون بتلون العبودية ، بينما تراه مصلياً ، إذا هو ذاكراً ، أو قارئاً ، أو معلماً ، أو مجاهداً ، أو حاجاً ، أو مساعداً للضعيف ، أو مغيثاً للملهوف ، فيضرب في كل غنيمة من الغنائم بسهم ، فهو مع المتعلمين متعلم ، ومع الغزاة غازٍ ، ومع المصلين مصل ، ومع المتصدقين متصدق ، فهو ينتقل في منازل العبودية من عبودية إلى عبودية ، وهو مقيم على معبود واحد لا ينتقل في منازل العبودية إلى غيره .
من علامات معرفة الله ألاّ يعتقد باطناً من العلم ما ينقضه في ظاهر الحكم ، ولا تحمله كثرة النعم على هتك أسرار محارم الله عز وجل .
أيها الإخوة ، كثرة النعم تطغي العبد ، وتحمله على أن يصرفها في وجوهها ، وغير وجوهها ، قال تعالى : أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى [ سورة العلق : 7]
حينما تقوى مالاً أو مكانةً ، أو منصباً أو علماً ، الإنسان تغريه نفسه إذا استغنى أن يتفلت من منهج الله ، علامة معرفة الله عز وجل أنه مهما بلغت بك المراتب ، ومهما أقبلت عليك الدنيا ورعك ورعك ، وتواضعك تواضعك ، وذلك لله ، وخدمة المساكين هي خدمة المساكين ، صار سيدنا الصديق خليفة المسلمين ، وكان قبل أن يكون خليفة المسلمين يحلب شياه جارته العجوز ، فلما تسلم منصب الخلافة استقر في ذهن هذه العجوز أن هذه الخدمة انتهت ، في اليوم الأول من تسلم منصب الخلافة طرق باب العجوز ، قالت : يا بنيتي ، افتحي الباب ، من جاء ؟ قالت : جاء جالب الشاة يا أماه ، المنصب لا يغيره ، والمال لا يغيره ، هو هُو ، الإنسان حينما يقوى ، أو حينما يغتني ، أو حينما يتسلم منصباً رفيعاً قد يتناول ما يحل له ، وما لا يحل ، لكن العارف بالله ، قال تعالى :
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [ سورة الأحزاب : 23](1/2519)
مجالسة العارف بالله تدعوك من ست إلى ست ، من الشك إلى اليقين ، من الرياء إلى الإخلاص ، من الغفلة إلى الذكر ، من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة ، من الكبر إلى التواضع ، من سوء الطوية إلى النصيحة .
أيها الإخوة ، مقام المعرفة شيء ، قد تجد إنساناً يعيد ما بدأت به هذا الدرس ، قد تجد إنساناً فصيح اللسان ، ناصع البيان ، قوي الحجة ، له تحليل دقيق لقضايا الدين ، إذا تكلم ملك القلوب ، أما حينما يعصي الله في خلوته فهو لا يعرفه أبداً ، أما حينما يتكبر على خلقه فهو لا يعرفه أبداً ، حينما يأخذ ما لا يحل له لا يعرفه أبداً ، لذلك قال تعالى :
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ [ سورة الفتح : 6]
هذا أيها الإخوة ، حينما يخيب ظن الإنسان بإنسان يتوهمه مؤمناً ، كيف يقول هذا الكلام ، ويفعل هذه الأفعال ؟ القضية سهلة جداً ، الملخص أن العلم علمان ، علم بأمر الله ، وعلم بالله ، العلم بأمر الله يقتضي المدارسة ، يحتاج إلى كتاب ، وإلى قراءة ، وإلى مذاكرة ، وإلى طلاقة لسان ، وإلى حفظ ، لكن العلم بالله يقتضي المجاهدة ، حينما يجاهد نفسه وهواه يكشف الله عز وجل لهذا الإنسان طرفاً من كماله فيحبه ، ومن أعجب العجب أن تعرفه ، ثم لا تحبه ، ومن أعجب العجب أن تحبه ، ثم لا تطيعه ، مستحيل أن تعرفه ، ثم لا تحبه ، وأن تحبه ، ثم لا تطيعه ، العلم بالله يقتضي المجاهدة .(1/2520)
الآن ثمار العلم بأمر الله ، معلومات دقيقة محشوة في الدماغ ، أما النفس فليست صافية ، علامة معرفة الله أن هذه المجاهدة مجاهدة النفس والهوى ولدت ثقة في النفس ، وإقبالاً على الله ، فسرى الكمال الإلهي في كل كيان الإنسان ، صار متواضعاً صار ، مؤدباً صار رحيماً صار منصفاً ، صار يحب الخير ، صار همه الأول أن يكون الناس بخير ، لا أن يعلو عليهم ، لذلك حينما قيل : يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ ، يا من قدست الوجود كله ، ورعيت قضية الإنسان ، يا من ذكيت سيادة العقل ، ونهنهت غريزة القطيع ، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً بين الجميع فعشت واحداً بين الجميع ، يا من كانت الرحمة مهجتك ، والعدل شريعتك ، والحب فطرتك ، والسمو حرفتك ، ومشكلات الناس عبادتك .
والحمد لله رب العالمين
---
(1/2521)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً (المفتاح في اختلاف القراء السبعة المسمين بالمشهورين) لعبدالوهاب القرطبي
---
صدر حديثاً (المفتاح في اختلاف القراء السبعة المسمين بالمشهورين) لعبدالوهاب القرطبي
---
عبدالرحمن الشهري
12-23-2006, 01:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت الطبعة الأولى (1427هـ) لأول مرة من كتاب :
المفتاح في اختلاف القراء السبعة المسمين بالمشهورين .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_25559458c58fc48c1e.jpg
لأبي القاسم عبدالوهاب بن محمد القرطبي المتوفى سنة 463هـ رحمه الله تعالى .
وقد قام بتحقيقه ونشره الأستاذ الدكتور الجليل حاتم بن صالح الضامن وفقه الله . وقد نشرته دار البشائر بدمشق ، ويقع الكتاب في مجلد عدد صفحاته 427.
ومؤلف الكتاب من علماء التجويد والقراءات الكبار بالأندلس ، وقد نشر له كتاب الموضح في التجويد ، الذي يعد من أهم كتب التجويد ، وطريقته في عرض مسائل التجويد من أفضل الطرق . وقد قام بتحقيقه ونشره الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد قبل سنوات وفقه الله .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_26064458c598e57fac.jpg
---
الجكني
12-23-2006, 07:09 AM
جزيتم خيراً د/عبد الرحمن ،ولو أتحفتمونا بذكر مكان بيعه في السعودية 0
من باب التذكير :كتب كاتب هذه الحروف تعليقاً على "تحقيق" نفس الكتاب ل:أحمد فريد المزيدي ،هنا في الملتقى بعنوان : تحقيق المفتاح : "خلع الدرع بيد الزوج" 0
والأمل كبير في الدكتور المحقق :حاتم الضامن بإظهار هذا السفر القيم على الوجه اللائق به 0
---
أبو يعقوب
12-23-2006, 10:04 PM
جزيتم خيراً د/عبد الرحمن ،ولو أتحفتمونا بذكر مكان بيعه في السعودية 0(1/2522)
من باب التذكير :كتب كاتب هذه الحروف تعليقاً على "تحقيق" نفس الكتاب ل:أحمد فريد المزيدي ،هنا في الملتقى بعنوان : تحقيق المفتاح : "خلع الدرع بيد الزوج" 0
والأمل كبير في الدكتور المحقق :حاتم الضامن بإظهار هذا السفر القيم على الوجه اللائق به 0
جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
12-23-2006, 10:13 PM
اشتريته من مكتبة التدمرية في الرياض ، ولست أدري عن المكتبات الأخرى .
---
مروان الظفيري
12-24-2006, 11:25 PM
كتاب المفتاح ، هو الكتاب الرابع في سلسلة كتب القراءات التي أصدرها
شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور حاتم ـ حفظه الله ـ ؛ وهي على الترتيب الآتي :
1 ـ التهذيب لما تفرد به كلّ واحد من القراء السبعة ؛ لأبي عمرو الداني ، المتوفى سنة 444 هـ .
2 ـ الاكتفاء في القراءات السبع المشهورة ؛ لأبي الطاهر ، إسماعيل بن خلف ، المتوفى سنة 455 هـ .
3 ـ قراءة الكسائي ؛ للكرماني ، المتوفى سنة 563 هـ .
وتلاحظون على صفحة الغلاف الذي صوره الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ، تحت عنوان الكتاب ؛ الاتي :
سلسلة كتب القراءات / 4 ..
ومازالت هذه السلسلة مستمرة في الصدور ـ مدّ الله عمر شيخنا العلامة ، كي يخرجها جميعها ،
بما عرف عنه من دقة وإتقان وتجويد وتفان في خدمة تراثنا الحبيب ..
واعتمد شيخنا الفاضل على نسخة نفيسة ، كتبت في نصف شهر رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة للهجرة ،
بغرناطة ، وهي محفوظة في مكتبة الأسكوريال ، ومنها نسخة مصورة على ميكروفيلم ، في مركز
جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبيّ ، تحت رقم 3268 ..
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 05:29 AM
نفع الله به ..
---
الجكني
04-05-2007, 03:20 PM
والآن بين يدي النسخة المحققة منه والتي نوقشت رسالة ماجستير وطبعتها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،تحقيق :فهد مطيع المغذوي 0
---
عبدالرحمن الشهري
04-05-2007, 03:25 PM(1/2523)
والآن بين يدي النسخة المحققة منه والتي نوقشت رسالة ماجستير وطبعتها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،تحقيق :فهد مطيع المغذوي 0
بارك الله فيك يا أبا إبراهيم . لعلكم توازنون بينهما لنرى هل هناك فرق في الأصل المخطوط ، أو في خدمته رعاك الله.
---
(1/2524)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مانصيحتكم لمن من الله عليه بحفظ القرآن الكريم؟(دعوة للمشاركة)
---
مانصيحتكم لمن من الله عليه بحفظ القرآن الكريم؟(دعوة للمشاركة)
---
ابوالحارث
06-06-2006, 05:26 AM
بحمد الله وفضله من الله علي بختم القرآن،،،
أسال المولى أن يعينني على اتقانه وضبطه، وتدبر..
واني احتاج لتويجيهاتكم، ونصائحكم يا اخوتي الافاضل فلاتبخلوا علينا...
ولاتنسونا من دعواتكم
---
ابن الجزيرة
06-06-2006, 05:40 AM
نسأل الله أن يعيننا جميعاً على ضبط كتابه, وعليك بالجد والإجتهاد في أول الأمر وسيسهل عليك بإذن الله, وعليك بقراءة تفسير مختصر كتفسير السعدي رحمه الله وغيره من المختصرات فالقراءة فيها ليست شاقة مع أنها معينة على ترسيخ الحفظ .
---
ابوالحارث
06-06-2006, 06:22 AM
اثابك المولى اخي ابن الجزيرة،،،،
نفع الله بك...
---
إبراهيم الحميضي
06-06-2006, 01:41 PM
أوصيك بتعاهده ، والعمل به ، والتأدب بآدابه ، وتدبر آياته ، ومعرفة معانيه ، جعله الله شفيعاً لنا ، ورفعنا ونفعنا وإياك به .
---
(1/2525)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي
---
أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي
---
موراني
08-14-2005, 02:57 PM
يسعدني أن أبشر محبي التراث عامة والمختصين بتفسير القرآن وعلومه خاصة أنّ
كتاب أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق الجهضمي القاضي
( ت 282 )
تمّ طبعه وصدر عن دار ابن حزم في بيروت .
وذلك بتحقيق الصديق العزيز الدكتور عامر حسن صبري .
واعتمد في اخراج هذا الكتاب على الأجزاء والأوراق المتبقية منه وهي محفوظة في رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان .
هذا , وأتمنى ألا * يلومني * صاحب التحقيق بسبب اسراعي في اعلان هذا الخبر .................
---
الميموني
08-31-2005, 01:26 AM
مشكور جدا
و إذا كنتم قرأتم الكتاب فأعطونا بعض التفاصيل عنه فمن المعلوم أن الموجود منه إنما هو شيء قليل بالنسبة لذلك الكتاب العظيم
---
موراني
08-31-2005, 09:18 AM
عبد الله الميموني المحترم ,
نعم , الأوراق المتبقية قليلة بنسبة الى حجمه في الأصل الا أن ما وجدنا منه هو برواية عن المؤلف مباشرة وانتشر بالقيروان مبكرا وفيه سماع مؤرخ على عام 282 هـ .
---
(1/2526)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حاشية الإمام السيوطي على تفسير الإمام البيضاوي
---
حاشية الإمام السيوطي على تفسير الإمام البيضاوي
---
أم صهيب
02-13-2004, 12:01 AM
للإمام السيوطي رحمه الله حاشية على تفسير الإمام البيضاوي . هل هذه الحاشية مطبوعة أم مازالت مخطوطة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-13-2004, 08:31 AM
بحثت في كتاب (دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها) الذي أعده محمد بن إبراهيم الشيباني وأحمد الخازندار - الطبعة الثانية 1416هـ . ولم أجد ذكراً لهذه الحاشية ، مع بحثي أكثر من مرة ، ولم ألتزم في بحثي بكونها مبدوءة بكلمة : حاشية.
فلا أدري أختي الكريمة . أين وجدتِ هذه الحاشية منسوبة للسيوطي رحمه الله ؟ فربما تكون مما أهمله المؤلفان للدليل .
---
المنصور
02-13-2004, 03:35 PM
أظن أن الحاشية اسمها نواهد الأبكار ، فلتراجع
---
أم صهيب
02-13-2004, 07:55 PM
قال الدكتور نايف العتيبي في كتابه الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر نقلاً عن رسالة رفع الالتباس عن منكر الاقتباس للشيخ محمد بن أبي اللطف رحمه الله تعالى _وهي مخطوطة_ : ( أن الإمام السيوطي رحمه الله حكى الإجماع على جواز الاقتباس في النثر كما في حاشيته على تفسيرالإمام البيضاوي وذكر مناقشة قيمة في هذه المسألة) أود الإطلاع عليها للأهمية إذا كان مطبوع
ولم يذكر الدكتور أي معلومة عن هذه الحاشية ولا اسمها بالتحديد
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2004, 08:36 AM
إن كان اسم الحاشية كما ذكر أخي المنصور فهي مذكورة في دليل مخطوطات السيوطي ص 41 باسم :(نواهد الأبكار وشوارد الأفكار). وليس هناك إشارة إلى أنها حاشية على تفسير البيضاوي ، وقد ذكر لها عدة نسخ مخطوطة. ، وذكر ص 226 أنها طبعت ضمن مجموع بالمطبعة المحمدية بلاهور. ولم يزد على ذلك.(1/2527)
وأما كلام السيوطي حول موضوع الاقتباس ، فهو في أكثر من موضع من مؤلفاته غير الحاشية المذكورة ، فقد تعرض للاقتباس في ألفيته عقود الجمان وشرحها في البلاغة ص 165-169 ولم يذكر الإجماع على جواز الاقتباس في النثر ، وإنما أشار إلى الخلاف في المسألة.
وبحثه في الإتقان في علوم القرآن 1/347 (طبعة البغا) ولم يزد على ما ذكره في عقود الجمان وشرحها ، إلا مسألتين ليست منهما حكاية الإجماع على جوازه في النثر مطلقاً.
---
أم صهيب
02-15-2004, 01:37 AM
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم جميعاً على هذه المعلومات المفيدة
نعم تكلم الإمام السيوطي رحمه الله عن الاقتباس في عدة مواضع من كتبه ، فكما أشرتم في (الإتقان) و(عقود الجمان) وكذلك في رساته (رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرأن والاقتباس) الموجودة ضمن كتابه الحاوي للفتاوى في (1/ 295 _284 ).
لكن لأن هناك بعض الإشكالات في الموضوع ، ربما وجدت لها حل في حاشيته رحمه الله ، وسأحاول عرضها هنا في هذا الملتقى العامر إن شاء الله.
---
طالب يتعلم
02-19-2004, 06:54 AM
للتأكيد فقط
نعم فاسم الحاشية نواهد الابتكار
انظر هنا (http://213.150.161.217/scripts/minisa.dll/4964/M040/%E4%E6%C7%E5%CF+%C7%E1%C7%C8%CA%DF%C7%D1+%E6%D4%E6 %C7%D1%CF+%C7%E1%C7%DD%DF%C7%D1?KEYSEARCH)
---
مرهف
11-14-2005, 08:56 PM
هناك رسالة دكتوراه بعنوان الإمام جلال الدين السيوطي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن للدكتور يوسف الشربجي مقدمة في تونس جامعة الزيتونة ولعل الذاكرة لا تخونني إن قلت أنه ذكر التحقيق في المسألة، والرسالة غير مطبوعة إلى الآن
---
(1/2528)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين الفقراء والمساكين
---
ما الفرق بين الفقراء والمساكين
---
نضال دويكات
04-14-2006, 11:03 PM
ما الفرق بين الفقراء والمساكين اللذين ذكرهما الله عز وجل في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين ....
---
ربيع أبوعليتن
04-15-2006, 05:29 PM
الأول: أنَّ الفقيرَ ـ المحتاج المعفّف. والمسكين: الفقيرُ السائل. وبه قال مالك في كتاب ابن سُحْنُون ـ وهي:
المسالة السادسة:
قاله ابن عباس والزهري، واختاره ابن شعبان.
الثاني: الفقير هو المحتاج الزَّمِن. والمسكين هو المحتاج الصحيح؛ قاله قتادة.
الثالث: أنّ الفقير المحتاج، والمسكين سائر الناس، قاله إبراهيم وغيره.
الرابع: الفقير المسلم، والمسكين أهل الكتاب.
الخامس: الفقير الذي لا شيء له، والمسكين الذي له شيء؛ قاله الشافعي.
السادس: عكسه؛ قاله أبو حنيفة، والقاضي عبدالوهاب.
السابع: أنه واحدٌ، ذكره للتأكيد.
الثامن: الفقراء المهاجرون، والمساكين الأعراب.
(مأخود من كتاب أحكام القرآن لابن العربي)
---
ابومتعب
04-16-2006, 01:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, اما بعد أخي السائل وفقكم الله ,المسكين هو من يجد قوت يومه ,وأما الفقير هوالذي لايجد قوت يومه ,هذا والله أعلم.
---
نضال دويكات
04-16-2006, 05:12 PM
بارك الله فيكما وحياكم الله
---
خالدعبدالرحمن
04-17-2006, 10:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال موفق بإذن الله..
ورد أخي (المنقول)لا يكفي! ولا يُغني! فقول يضرب قولاً.
و الأجدر بالمسلم أن يعود يبحث في كتاب ربه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن وجد ضالته استغنى واكتفى.. وإن لم يجد اجتهد وله اجره إن أصاب أو اخطأ.
وبين يدي حديث صحيح رواه البخاري عن أبي هريرة عن الصادق محمد صلى الله عليه وسلم، قال:(1/2529)
(( ليس المسكين الذي يطوف على الناس ، ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين : الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن به فيتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس )).
وفي رواية أخرى لأبي هريرة أوردها البخاري في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
( ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ، ويستحيي ، أو ، لا يسأل الناس إلحافا .)
فهل يُجزيء هذا؟؟!
بارك الله فيكم.
---
نضال دويكات
04-17-2006, 03:07 PM
بارك الله فبك رد طيب ومقنع من خلا ل الحديث حول معنى المساكين
---
أبو فاطمة الأزهري
04-21-2006, 03:35 PM
للتوسع ارجع إلى كتاب : أحكام الفقير والمسكين لمحمد عمر بازمول
---
أبوعبيدالله المصرى
04-22-2006, 01:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال موفق بإذن الله..
و الأجدر بالمسلم أن يعود يبحث في كتاب ربه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن وجد ضالته استغنى واكتفى.. وإن لم يجد اجتهد وله اجره إن أصاب أو اخطأ.
وبين يدي حديث صحيح رواه البخاري عن أبي هريرة عن الصادق محمد صلى الله عليه وسلم، قال:
(( ليس المسكين الذي يطوف على الناس ، ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين : الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن به فيتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس )).
وفي رواية أخرى لأبي هريرة أوردها البخاري في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
( ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ، ويستحيي ، أو ، لا يسأل الناس إلحافا .)
فهل يُجزيء هذا؟؟!
بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخى الكريم خالد _بارك الله فيك_وماذا عن قوله تعالى ((للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله ..))الآية إلى قوله تعالى ((يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفّف))(1/2530)
فوصفهم بالفقر وأخبر مع ذلك عنهم بالتعفف حتى يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء من التعفف . قاله فى الفروق اللغوية.
وعندى إشكال آخر _بارك الله فيك_ فقد ثبت للفقير المِلكُ كقول القائل:
أمّا الفقير الذى كانت حلوبته****وَفق العيال فلم يُترك له سَبَدُ.
والمسكين كذلك لقوله تعالى((أمّا السفينة فكانت لمساكين ))الآية.
ومن العرب من يسوِّى بينهما كما فى القاموس إلا أنّ قوله تعالى ((إنّما الصدقات للفقراء و المساكين..))الآية. تفرِّقُ بينهما.
وجزاك الله خيراً.
---
(1/2531)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم
---
و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم
---
محمد رشيد
02-23-2004, 12:31 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17013
---
(1/2532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > كنز : الشرح الكامل لقواعد التجويد للشيخ أيمن سويد ( فيديو)
---
كنز : الشرح الكامل لقواعد التجويد للشيخ أيمن سويد ( فيديو)
---
حذيفة المصري
07-14-2006, 09:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم أيها الأخوة الأحباب وأقدم لكم أول موضوعاتي
فتفضلوا ملفات فيديو عالية الوضوح فيها شرح كامل لمادة التجويد للشيخ أيمن سويد ، وهي الحلقات الخاصة بعلم التجويد التي ألقاها في قناة إقرأ .
وبرجاء تثبيت الموضوع لفترة في هذا الملتقى الرائد ليراه أكبر عدد ممكن وتعم الفائدة
http://www.7mel.com/uploads/95fab848da.jpg
فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا هذا العمل وأن ينفعنا به فى حياتنا وبعد مماتنا وأن يجعل لوالدينا مثل ثواب من ينتفع به
الملفات جميعها فى حدود حجم 2 جيجا بايت تقريباً
وأرجوا من الأخوة والأخوات أصحاب الأتصالات السريعة بتحميل المواد ونشرها فى الأماكن المتخصصة لتعم الفائدة وتحصيل الأجر بأذن الله
أنشروا الموضوع أخواني واخواتي الكرام فى جميع المنتديات
فالدال على الخير كفاعله
لتحميل الملفات اضغط على يمين الماوس واختيار حفظ بواسطة ( Save Target As )
أو نسخ الروابط والقيام بلصقها فى أى برنامج تحميل
ولا تنسونا من صالح دعائكم
الملف الأول
معنى التجويد
http://www.shatib.com/nagwa/1.wmv
---------
الملف الثاني
مراتب القراءة
http://www.shatib.com/nagwa/2.wmv
-------------
الملف الثالث
علم التجويد
http://www.shatib.com/nagwa/3.wmv
-------------
الملف الرابع
تدوين القرآن ( جزء أول )
http://www.shatib.com/nagwa/4.wmv
--------------
الملف الخامس
تدوين القرآن ( جزء ثاني )
http://www.shatib.com/nagwa/5.wmv
-------------
الملف السادس
تدوين القرآن ( جزء ثالث )(1/2533)
http://www.shatib.com/nagwa/6.wmv
-----------
الملف السابع
تدوين القرآن ( جزء رابع)
http://www.shatib.com/nagwa/7.wmv
------------
الملف الثامن
القراء العشر
http://www.shatib.com/nagwa/8.wmv
------------
الملف التاسع
النقل الصوتي للقرآن
http://www.shatib.com/nagwa/9.wmv
-----------
الملف العاشر
أحكام الميم الساكنة
http://www.shatib.com/nagwa/10.wmv
---------
الملف الحادي عشر
أحكام النون الساكنة ( الأظهار )
http://www.shatib.com/nagwa/11.wmv
------------
الملف الثاني عشر
أحكام النون الساكنة ( الأخفاء )
http://www.shatib.com/nagwa/12.wmv
----------
الملف الثالث عشر
أحكام النون الساكنة ( الأقلاب )
http://www.shatib.com/nagwa/13.wmv
----------
الملف الرابع عشر
أحكام النون الساكنة ( الأدغام )
http://www.shatib.com/nagwa/14.wmv
----------
الملف الخامس عشر
الأدغام الناقص
http://www.shatib.com/nagwa/15.wmv
----------
الملف السادس عشر
أدغام المتجانسين
http://www.shatib.com/nagwa/16.wmv
----------
الملف السابع عشر
أدغام المتماثلين
http://www.shatib.com/nagwa/17.wmv
----------
الملف الثامن عشر
النون والميم المشددتين
http://www.shatib.com/nagwa/18.wmv
-------------
الملف التاسع عشر
أنواع المدود
http://www.shatib.com/nagwa/19.wmv
-------------
الملف العشرون
1- المد الطبيعي
http://www.shatib.com/nagwa/20.wmv
--------------
الملف الحادي والعشرون
2- مد البدل
http://www.shatib.com/nagwa/21.wmv
--------------
الملف الثاني و العشرون
3- مد العوض
http://www.shatib.com/nagwa/22.wmv
--------------
الملف الثالث و العشرون
4- المد المتصل
http://www.shatib.com/nagwa/23.wmv
--------------
الملف الرابع و العشرون
5- المد المنفصل
http://www.shatib.com/nagwa/24.wmv
--------------
الملف الخامس و العشرون(1/2534)
تعريف مد الصلة
http://www.shatib.com/nagwa/25.wmv
--------------
الملف السادس و العشرون
6- مد الصلة
http://www.shatib.com/nagwa/26.wmv
--------------
الملف السابع و العشرون
7- المد اللازم
http://www.shatib.com/nagwa/27.wmv
--------------
الملف الثامن و العشرون
8- المد العارض للسكون
http://www.shatib.com/nagwa/28.wmv
--------------
الملف التاسع و العشرون
9- المد اللين
http://www.shatib.com/nagwa/29.wmv
--------------
الملف الثلاثون
علاقة مد اللين بالمد العارض للسكون
http://www.shatib.com/nagwa/30.wmv
--------------
الملف الحادي و الثلاثون
ياء المد
http://www.shatib.com/nagwa/31.wmv
--------------
الملف الثاني و الثلاثون
تركيب المدين
http://www.shatib.com/nagwa/32.wmv
--------------
الملف الثالث و الثلاثون
التعوذ والبسملة
http://www.shatib.com/nagwa/33.wmv
--------------
الملف الرابع و الثلاثون
حكم الاستعاذة والبسملة
http://www.shatib.com/nagwa/34.wmv
--------------
الملف الخامس و الثلاثون
اللحن
http://www.shatib.com/nagwa/35.wmv
--------------
الملف السادس و الثلاثون
علم الأبتداء
http://www.shatib.com/nagwa/36.wmv
--------------
الملف السابع و الثلاثون
أنواع الوقف
http://www.shatib.com/nagwa/37.wmv
--------------
الملف الثامن و الثلاثون
الوقف والابتداء
http://www.shatib.com/nagwa/38.wmv
--------------
الملف التاسع و الثلاثون
تابع الوقف والابتداء
http://www.shatib.com/nagwa/39.wmv
--------------
الملف الأربعون
بعض حالات الوقف والابتداء
http://www.shatib.com/nagwa/40.wmv
--------------
الملف الحادي والأربعون
الفرق بين الوقف والقطع والسكت
http://www.shatib.com/nagwa/41.wmv
--------------
الملف الثاني والأربعون
السكت
http://www.shatib.com/nagwa/42.wmv
--------------(1/2535)
الملف الثالث والأربعون
تابع السكت
http://www.shatib.com/nagwa/43.wmv
-------------
الملف الرابع والأربعون
السكتات
http://www.shatib.com/nagwa/44.wmv
--------------
الملف الخامس والأربعون
وتعريف ( صلي _ قلي )
http://www.shatib.com/nagwa/45.wmv
--------------
الملف السادس والأربعون
تعريف ( وضع ميم صغيرة )
http://www.shatib.com/nagwa/46.wmv
-----------------
الملف السابع والأربعون
الالفات السبعة
http://www.shatib.com/nagwa/47.wmv
-----------------
الملف الثامن والأربعون
الامالة
http://www.shatib.com/nagwa/48.wmv
-----------------
الملف التاسع والأربعون
التقاء ساكنان
http://www.shatib.com/nagwa/49.wmv
-----------------
الملف الخمسون
الحالات الناشئة عن تجاور حرفين
http://www.shatib.com/nagwa/50.wmv
-----------------
الملف الحادي والخمسون
الحرف
http://www.shatib.com/nagwa/51.wmv
-----------------
الملف الثاني والخمسون
الحرفان المتقاربان
http://www.shatib.com/nagwa/52.wmv
-----------------
الملف الثالث والخمسون
الحروف المقطعة
http://www.shatib.com/nagwa/53.wmv
-----------------
الملف الرابع والخمسون
السين
http://www.shatib.com/nagwa/54.wmv
-----------------
الملف الخامس والخمسون
اللام الشمسية والقمرية
http://www.shatib.com/nagwa/55.wmv
-----------------
الملف السادس والخمسون
المخارج الرئيسة للحروف
http://www.shatib.com/nagwa/56.wmv
-----------------
الملف السابع والخمسون
لام التعريف
http://www.shatib.com/nagwa/57.wmv
-----------------
الملف الثامن والخمسون
مخارج الحروف
http://www.shatib.com/nagwa/58.wmv
-----------------
الملف التاسع والخمسون
مخارج اللسان
http://www.shatib.com/nagwa/59.wmv
-----------------
الملف الستون
مخارج اللسان ( 2)
http://www.shatib.com/nagwa/60.wmv(1/2536)
-----------------
الملف الحادي والستون
مخرج الجوف
http://www.shatib.com/nagwa/61.wmv
-----------------
الملف الثاني والستون
مخرج الحروف ق &ك &ج & ى & ش
http://www.shatib.com/nagwa/62.wmv
-----------------
الملف الثالث والستون
مخرج الحروف ط د ت ز س ص ظ ث
http://www.shatib.com/nagwa/63.wmv
-----------------
الملف الرابع والستون
مخرج الضاد واللام
http://www.shatib.com/nagwa/64.wmv
-----------------
الملف الخامس والستون
مخرجا النون والراء
http://www.shatib.com/nagwa/65.wmv
-----------------
الملف السادس والستون
هاء الضمير
http://www.shatib.com/nagwa/66.wmv
-----------------
الملف السابع والستون
الاستطالة والغنة
http://www.shatib.com/nagwa/67.wmv
-----------------
الملف الثامن والستون
الاستعلاء والاستفال
http://www.shatib.com/nagwa/68.wmv
-----------------
الملف التاسع والستون
الاشمام
قيد البحث عن نسخة سليمة منه
------------------
الملف السبعون
التفشى
http://www.shatib.com/nagwa/70.wmv
-----------------
الملف الحادي والسبعون
التكرير
http://www.shatib.com/nagwa/71.wmv
-----------------
الملف الثاني والسبعون
الثمرة العملية للشدة والرخاوة والبينية
http://www.shatib.com/nagwa/72.wmv
-----------------
الملف الثالث والسبعون
الشدة والبينية والرخاوة
http://www.shatib.com/nagwa/73.wmv
-----------------
الملف الرابع والسبعون
الصفير والتفشى
http://www.shatib.com/nagwa/74.wmv
-----------------
الملف الخامس والسبعون
المتماثلان والمتجانسان
http://www.shatib.com/nagwa/75.wmv
-----------------
الملف السادس والسبعون
النبر
http://www.shatib.com/nagwa/76.wmv
-----------------
الملف السابع والسبعون
الهمس والجهر
http://www.shatib.com/nagwa/77.wmv
-----------------
الملف الثامن والسبعون(1/2537)
صفات الالف والياء
http://www.shatib.com/nagwa/78.wmv
-----------------
الملف التاسع والسبعون
صفات التاءوالجيم
http://www.shatib.com/nagwa/79.wmv
----------------
الملف الثامنون
صفات الحروف
http://www.shatib.com/nagwa/80.wmv
-----------------
الملف الحادي والثامنون
صفات الخاء والدال والذال
http://www.shatib.com/nagwa/81.wmv
-----------------
الملف الثاني والثامنون
صفات الراء والزاى والسين
http://www.shatib.com/nagwa/82.wmv
-----------------
الملف الثالث والثامنون
صفات الطاء والظاء والعين
http://www.shatib.com/nagwa/83.wmv
-----------------
الملف الرابع والثامنون
صفات الغين والفاء والقاف
http://www.shatib.com/nagwa/84.wmv
-----------------
الملف الخامس والثامنون
صفات النون والهاء والواو
http://www.shatib.com/nagwa/85.wmv
-----------------
الملف السادس والثامنون
صفات الشين والصاد والضاد
http://www.shatib.com/nagwa/86.wmv
-----------------
الملف السابع والثامنون
صفتا الاطباق والانفتاح
http://www.shatib.com/nagwa/87.wmv
-----------------
الملف الثامن والثامنون
القلقلة
http://www.shatib.com/nagwa/88.wmv
-----------------
الملف التاسع والثامنون
تابع القلقلة
ملحوظة هذا الملف وجده مقرر لما قبله بأسم مختلف أورده كما هو
http://www.shatib.com/nagwa/89.wmv
-----------------
الملف التاسعون
حروف القلقلة
http://www.shatib.com/nagwa/90.wmv
-----------------
الملف الحادي و التاسعون
أخطاء تقع عند نطق القلقلة
http://www.shatib.com/nagwa/91.wmv
-----------------
الملف الثاني و التاسعون
همزة الوصل
http://www.shatib.com/nagwa/92.wmv
-----------------
الملف الثالث و التاسعون
همزة الوصل فى الاسماء والحروف
http://www.shatib.com/nagwa/93.wmv
-----------------
الملف الرابع و التاسعون
همزة القطع(1/2538)
http://www.shatib.com/nagwa/94.wmv
-----------------
الملف الخامس و التاسعون
دخول همزة القطع على همزة الوصل
http://www.shatib.com/nagwa/95.wmv
-----------------
الملف السادس و التاسعون
تسهيل الهمزة
http://www.shatib.com/nagwa/96.wmv
---------------------
الملف السابع و التاسعون
ادكر
http://www.shatib.com/nagwa/97.wmv
---------------------
الملف الثامن و التاسعون
الآن
http://www.shatib.com/nagwa/98.wmv
--------------------
الملف التاسع و التاسعون
ألقه 28 النمل
http://www.shatib.com/nagwa/99.wmv
-------------------
الملف المائة
الله
http://www.shatib.com/nagwa/100.wmv
-------------------
الملف الأول بعد المائة
كلمة ضعف
http://www.shatib.com/nagwa/101.wmv
-------------------
الملف الثاني بعد المائة
يهدي
http://www.shatib.com/nagwa/102.wmv
-------------------
الملف الثالث بعد المائة
التفخيم والترقيق
http://www.shatib.com/nagwa/103.wmv
-------------------
الملف الرابع بعد المائة
درجات التفخيم والترقيق
http://www.shatib.com/nagwa/104.wmv
-------------------
الملف الخامس بعد المائة
مراتب التفخيم
http://www.shatib.com/nagwa/105.wmv
-------------------
الملف السادس بعد المائة
حكم الراء
http://www.shatib.com/nagwa/106.wmv
-------------------
الملف السابع بعد المائة
أزمنة الحروف المتحركة
http://www.shatib.com/nagwa/107.wmv
-------------------
الملف الثامن بعد المائة
أزمنة الغنن
http://www.shatib.com/nagwa/108.wmv
-------------------
الملف التاسع بعد المائة
تطبيق على الازمنة
http://www.shatib.com/nagwa/109.wmv
-------------------
الملف العاشر بعد المائة
أتمام الحركات
http://www.shatib.com/nagwa/110.wmv
-------------------
الملفين الحادي عشر والثاني عشر بعد المائة(1/2539)
السكت والأستعلاء والأستفال مكرر بحجمين مختلفين
http://www.shatib.com/nagwa/111.wmv
http://www.shatib.com/nagwa/112.wmv
-------------------
الملف الثالث عشر بعد المائة
صفحة من المصحف
http://www.shatib.com/nagwa/113.wmv
-------------------
الملف الرابع عشر بعد المائة
أخر المصحف
http://www.shatib.com/nagwa/114.wmv
تم بحمد الله
ولا تنسونا من صالح دعائكم
اختكم / نجوى محمد
الأخ الكريم / فارس الحق
بارك الله فيه رفع المواد بروابط جديدة ولا تنسونا من صالح دعائكم علماً أنها مرتبة
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A1.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A2.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A3.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A4.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A5.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A6.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A7.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A8.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A9.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A10.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A11.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A12.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A13.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A14.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A15.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A16.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A17.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A18.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A19.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A20.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A21.wmv(1/2540)
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A22.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A23.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A24.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A25.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A26.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A27.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A28.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A29.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A30.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A31.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A32.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A33.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A34.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a35.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a36.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a37.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a38.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a39.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a40.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a41.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a42.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a43.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a44.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a45.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a46.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a47.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a48.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a49.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a50.wmv
لاتنسونا من صالح دعائكم
وللأمانة فالموضوع منقول من هنا(1/2541)
http://www.majdah.com/vb/showthread.php?t=19230
فجزى الله من قام بذلك وكل من نشره خير الجزاء
---
حذيفة المصري
07-14-2006, 11:45 PM
وهذه بقية الروابط البديلة الموجودة بأعلى تكملة الخمسين.
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a51.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a52.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a53.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a54.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a55.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a56.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a57.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a58.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a59.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a60.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a61.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a62.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a63.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a64.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a65.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a66.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a67.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a68.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a70.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a71.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a72.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a73.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a74.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a75.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a76.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a77.wmv(1/2542)
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a78.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a79.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a80.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a81.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a82.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a83.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a84.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a85.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a86.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a87.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a88.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a89.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a90.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a91.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a92.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a93.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a94.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a95.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a96.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a97.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a98.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a99.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a100.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a101.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a102.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a103.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a104.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a105.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a106.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a107.wmv(1/2543)
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a108.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a109.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a110.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a111.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a112.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a113.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a114.wmv
وجزى الله خيرالجزاء كل من اشترك في هذا العمل وكل من قام بنشره .
---
حذيفة المصري
07-19-2006, 06:51 AM
الأخوة الأحباب
بحثت كثيراً عن نسخة سليمة للملف الباقي وهو رقم 69 الخاص بالإشمام فلم أجد سوى نسخة بها عيب بسيط يمكن تجاوزه حتى أجد أو يجد غيري ملف آخر سليم إن شاء الله ، وهذا العيب البسيط في هذا الملف يؤدي إلى توقف العرض عند الدقيقة 2:40 وفق عداد الملف ، والحل بسيط وهو أن تشغل الملف مرة أخرى وتضغط على المؤشر حتى تتجاوز الدقيقة التي يتوقف عندها الملف .
وهذا رابط الملف :
الملف التاسع والستون
الاشمام
http://ia301112.us.archive.org/0/ite...Swydan3/69.wmv
وهذا ملف يعرض فيه الشيخ أيمن سويد إجازته وشيوخه وسنده الذي يمتد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
http://www.shatib.com/nagwa/3ama/20.wmv
وهذا ملف يشتمل على لقاء مع الشيخ أجرته قناة إقرأ وفيه فوائد كثيرة
http://ia301134.us.archive.org/2/ite...wydan5/115.wmv
---
عبدالرحمن الشهري
07-19-2006, 11:06 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم .
---
حذيفة المصري
07-20-2006, 08:44 AM
وجزاكم الله مثله أخي الحبيب وبارك فيكم وفي جهودكم وجعلها في موازين حسناتكم .
---
خادمة القرآن
07-21-2006, 02:05 PM
عمل رائع أسأل الله أن يثيبكم عليه وأن يجزيكم عليه أعظم الجزاء(1/2544)
ولكن عندي رجاء : لاحظت أن دروس مخارج الحروف وصفاتها كانت من الدروس القديمة للشيخ بالرغم من أنه شرحها مرة أخرى باستخدام صور واضحة وطريقة شرح ممتعة . فهلا تكرمتم بانزال الدروس الجديدة لمخارج الحروف وصفاتها . لا حرمكم الله الأجر
وسدد الله خطاكم لما يحب ويرضى
---
محمود الشنقيطي
07-21-2006, 06:32 PM
أحسن الله إليك يا حذيفة ورفع قدرك وجزاك خيراً , فالحاجة كما لا يخفى ملحةٌ إلى تلقي هذا العلم الشريف عن الراسخين المتخصصين العالمين به وباصوله , والمتلقين له عن الثقات الأثبات ,أمثال هذا الرجل المتميز طرحاً وأدباً وعلماً وتعليماً وتعاملاً فضيلة الشيخ المقرئ/ أيمن سويد سيما في زمن اصبح ادِّعاء العلم والمعرفة فيه مشاعاً ومباحاً لمن شاء ...
---
حذيفة المصري
07-23-2006, 10:49 AM
الأخت / خادمة القرآن .. جزاك الله خير الجزاء ، وإن شاء الله لو قابلني أي شروحات أخرى سأنقلها بإذن الله .
الأخ / محمود الشنقيطي .. جزاك الله خير الجزاء ، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا والجميع بهذا الشرح المبسط الجميل لأحكام القرآن الكريم .
---
د. أنمار
07-23-2006, 06:55 PM
للأسف الموقع متوقف
http://www.shatib.com/
---
حذيفة المصري
07-24-2006, 01:09 AM
أخي / د. أنمار
الموقع الأول توقف بالفعل ، ولكن يمكن تحميل كافة الملفات من الروابط الأخرى ، وها هي جميعها مرتبة ، ويمكنك معرفة موضوع المحاضرة من خلال مطابقة الرقم الموجود بنهاية الرابط مع تفصيل الملفات وأسمائها في المداخلة الأولى ، بمعنى أنك تنظر للمداخلة الأولى فسترى موضوع الملف واسمه ورقمه ثم تنظر في الروابط التالية وإلى أرقامها فتطابق
فتفضل :
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A1.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A2.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A3.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A4.wmv(1/2545)
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A5.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A6.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A7.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A8.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A9.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A10.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A11.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A12.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A13.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A14.wmv
http://ia310114.us.archive.org/2/items/a123z/A15.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A16.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A17.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A18.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A19.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A20.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A21.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A22.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A23.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A24.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A25.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A26.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A27.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A28.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A29.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A30.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A31.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A32.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A33.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/A34.wmv(1/2546)
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a35.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a36.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a37.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a38.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a39.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a40.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a41.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a42.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a43.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a44.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a45.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a46.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a47.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a48.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a49.wmv
http://ia310134.us.archive.org/2/items/b123z/a50.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a51.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a52.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a53.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a54.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a55.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a56.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a57.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a58.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a59.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a60.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a61.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a62.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a63.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a64.wmv(1/2547)
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a65.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a66.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a67.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a68.wmv
http://ia301112.us.archive.org/0/ite...Swydan3/69.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a70.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a71.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a72.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a73.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a74.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a75.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a76.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a77.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a78.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a79.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a80.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a81.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a82.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a83.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a84.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a85.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a86.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a87.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a88.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a89.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a90.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a91.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a92.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a93.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a94.wmv(1/2548)
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a95.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a96.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a97.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a98.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a99.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a100.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a101.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a102.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a103.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a104.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a105.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a106.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a107.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a108.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a109.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a110.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a111.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a112.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a113.wmv
http://ia301124.us.archive.org/0/items/c123z/a114.wmv
وبالفائدة والتوفيق إن شاء الله
---
حذيفة المصري
07-24-2006, 01:13 AM
وللنفع
هل اطلعتم على هذا الموضوع لنفع أولادكم
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6086
---
حذيفة المصري
07-29-2006, 10:20 AM
لقد عادت جميع الروابط تعمل ولله الحمد .
---
محب الوحي
08-01-2006, 01:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا
أخي الكريم للأسف رابطا الملفين 69 و 115 لا يعملان.
ولي طلب عندكم هل أجد عندكم تسجيلات دروس الشيخ لرواية ورش؟
---
محب الوحي
08-01-2006, 05:40 PM
الحمد لله وجدت رابطا لتحميل الملف 69 وقد جربته(1/2549)
http://ia301112.us.archive.org/0/items/Ayman_Swydan3/69.wmv
---
محمد التلباني
08-03-2006, 05:58 PM
جزاكم الله خير الجزاء
---
حذيفة المصري
08-09-2006, 07:53 PM
جزاكم الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناتكم .
---
محب الوحي
08-31-2006, 12:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهنا تحت هذا الرابط تجدون بإذن الله دروس التجويد على رواية ورش للشيخ حفظه الله وأستسمح المشرف على وضع الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=464949&posted=1#post464949
---
ربيع أبوعليتن
09-01-2006, 08:58 PM
بارك الله فيه ونسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين التوفيق والسداد والعون والرشاد
---
حذيفة المصري
09-27-2006, 09:06 AM
جزاكم الله خير الجزاء ، وتقبل الله منا ومنكم ، وكل عام وأنتم بخير .
---
(1/2550)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشروع مجالس القرآن .. مشروع النهضة (أدعو الجميع للمشاركة)
---
مشروع مجالس القرآن .. مشروع النهضة (أدعو الجميع للمشاركة)
---
Ahmad Alaa
11-24-2004, 01:59 PM
مقدمة :
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده رواه الترمذي .
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا . و روىابن أبي داود أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا .(1/2551)
و عن أبي هريرة عن النبي قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألوك قال وماذا يسألوني قال يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيرونني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأواناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي في الله .. أخي في الله
يهدف هذا الموضوع إلى البدء في مشروع إحياء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عن طريق مجالس القرآن ، برجاء الاطلاع فيما يلي على أهداف المشروع و الخطوات العملية لتنفيذه بناء على خبرات عملية ، و أرجو أن نتواصل و نتواصى من خلال المنتدى لتبادل الخبرات و النصائح ، و لنتعاهد على البدء في نهضة المسلمين بتدارس دستورنا من الآن . فهل من مشمر ؟
أهداف المشروع :
(1) الخروج من إثم هجر القرآن
قال تعالى : <وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)> – سورة الفرقان
و هجر القرآن يكون بهجر تلاوته ، أو هجر تدبره ، أو هجر مدارسته و تعليمه ، أو هجر العمل به .
(2) المساهمة في تغيير واقع الأمة
قال تعالى : <إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ> – سورة الرعد (12)(1/2552)
فالله يخاطب الأمة و لا يخاطب أفرادا ، و حركة التغيير المنشودة يقودها الله عز و جل عندما تحدث حركة مجتمعية و ليست حركة فردية ، فإذا تحرك المجتمع كله نحو مدارسة كتاب الله عز و جل و تعليمه و العمل به ، ظهرت مساندة الله للأمة .
(3) مقاومة موجات التغريب و محاولات مسخ هوية الأمة
تلك الموجات التي نراها تقتحم البيوت من خلال الفضائيات و الإنترنت و الصحف و المجلات و التي تخاطب الشهوات و تحرك الغرائز . تأتي مجالس القرآن لتمنح روادها مناعة ، و تملأ القلوب إيمانا و العقول فهما و الأسرة ترابطا . فهذه الموجات تهدف إلى إيجاد نسخ مكررة بين الشباب ، تكون فيها الشهوات هي محور الاهتمام فيتآكل انتماؤها للأسرة و للوطن و الدين فيسهل احتلالها و السيطرة عليها بلا حروب .
(4) تنظيم و توظيف الطاقات
قيام أفراد الجلسة القرآنية بالتفكير و تنفيذ بعض المشروعات الدعوية الهادفة في نطاق العائلة أو الحي ، و توظيف طاقات أفرادها في أعمال نافعة مثل كفالة الأيتام أو مساعدة أصحاب الحاجات مثل مشروع صندوق العائلة لإعانة المحتاجين .
(5) أجر عظيم
عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فالذي يدعو إلى هذا المشروع و يقنع عائلته أو جيرانه أو زملاءه به سيكون له مثل مجموع الحسنات التي يحصلوا عليها من مثل هذه الجلسات المباركة .
(6) ميراث الأجيال
عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: <فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ(1/2553)
و لا يخفى على لبيب أن في استمرار مثل هذه الجلسات فرصة طيبة لهداية من يحضرها ، و كل من تتحقق له الهداية بسبب هذه الجلسات سيكون كل خير يتسبب فيه و كل هداية يتسبب فيها في ميزان حسنات من دعا إلى هذه الجلسات ، و بذلك يظل كتاب حسناته مفتوحا إلى يوم القيامة حتى بعد مماته . فنشر العلم من أسباب الصدقة الجارية ، لا سيما إذا تحولت هذه الجلسات القرآنية إلى ميراث تتوارثه الأجيال . و تالله هذا هو خير ما نترك لأبنائنا و أحفادنا .
خبرة شخصية:
تم تجربة هذه الجلسات في عائلتنا لمدة ثلاث سنوات و قد كانت النتائج مبهرة، فلقد كانت نسبة التزام من حضروا هذه الجلسات 100% ، و أقلع بعض من كان يمارس التدخين عن هذه العادة السيئة و التزمت البنات بالحجاب و هذا من فضل الله .
الخطوات العملية لتنفيذ المشروع :
(1) يقوم الداعي لمجلس القرآن بترغيب مجموعة من محبي الخير في العائلة في عقد مجلس للقرآن مرة أسبوعيا و يذكر لهم المميزات و الأهداف . و يستحسن أن تكون هذه الدعوة بطريقة الاتصال الفردي أولا حتى يتكون رأي عام مشجع للفكرة عملا بالنصيحة القرآنية : <قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا> - سورة سبأ (46)
(2) تحديد الموعد و المكان المناسب لعقد هذا المجلس و قد يحسن أن ينتقل أفراد العائلة في كل مرة إلى بيت من البيوت .
(3) برنامج المجلس : نقترح عدة صور :
أ – إذا كان الداعي إلى المجلس أو أحد أفراد العائلة يجيد تفسير القرآن ، فيختار مجموعة من الآيات في كل مرة يقرأها على الحضور ثم يفسرها لهم ، مع تلقي أسئلتهم و الإجابة عليها . و يمكن أن يدرب الحاضرين على تدبر القرآن بأن يذكر تفسير المفردات و يطلب منهم إلقاء خواطرهم حول الآيات كلما أمكن .(1/2554)
ب – إذا لم يوجد بين أعضاء المجلس عالم بالتفسير ، فيمكن عرض تفسير مجموعة من الآيات لأحد علماء المسلمين عن طريق الكاسيت أو Computer CD ، ثم إجراء مناقشة حول بعض المعاني ، و حبذا لو كان هناك تكليفات عملية ليتحقق الغرض من المدارسة في تغيير السلوك و تدريب الحضور على السلوك التنفيذي العملي . و يمكن أيضا استضافة أحد الدعاة ليثري المجلس كلما أمكن ذلك .
جـ – أن يتم توزيع أجزاء من القرآن على الحاضرين ، ليقرأ كل منهم جزء من القرآن منفردا . ثم يتحدث كل منهم عن معنى من المعاني استوقفه فيما قرأ ليذكر الآخرين به . و إذا أراد الجميع أن يعرفوا تفسير آية فيمكن أن يستعان بأحد كتب التفسير في ذلك .
د – صور أخرى : متروكة لاقتراحاتكم !
(4) مراعاة أن ثمار هذه المجالس تتوقف على استمرارها ، و عليه يجب أن نتفقد كل من يتخلف عنها ، و تكرار المحاولة مع من يعرض عنها ابتداء .
(5) مراعاة عدم إحراج من لا يجيد قراءة القرآن لا سيما إذا كان كبير السن ، و لذلك قد يفضل أن تكون القراءة بشكل منفرد (مثال الاقتراح الثالث) .
(6) البعد عن الجدال و التحلي بأدب الحوار لأن من أهداف هذه المجالس تحقيق الترابط العائلي .
(7) دعوة الناس (الأصدقاء و المعارف) لتبني هذا المشروع و تكوين مجالس جديدة . فمن البديهي أن هناك شريحة من المخلصين المحبين لدينهم الغيورين عليه لا يملكون إمكانات الدخول على الإنترنت . فلابد من استيعاب أهداف المشروع و خطوات تنفيذه حتى نستطيع إقناع الآخرين به . قال تعالى : <وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104)> – سورة آل عمران .
و هكذا تحصل على شهادة من القرآن بأنك من المفلحين .
خاتمة :
اغتنم الفرصة الآن ، و كن من السابقين الأولين ، يكن لك الأجر و الفضل العظيم .(1/2555)
في انتظار آراؤكم و تعليقاتكم و نتائج تجاربكم ، و جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم الفقير إلى الله تعالى
---
(1/2556)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مبادئ العلوم : من د.ابراهيم الحميضي , إلى د.أحمد البريدي
---
مبادئ العلوم : من د.ابراهيم الحميضي , إلى د.أحمد البريدي
---
معمر العمري
08-19-2006, 01:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل الله وتوفيقه تم تسجيل وبث حلقة من برنامج مبادئ العلوم , مع د.ابراهيم الحميضي , عن ( آداب حامل القرآن ) .
وهذا الأسبوع بإذن الله ستبث حلقة عن علم ( الوجوه والنظائر ) مع د.أحمد البريدي , أحد مشرفي هذا الموقع المتميز, وذلك يوم الثلاثاء :28/7 .
شكر الله للشيخين الفاضلين تكبدهما عناء السفر من أجل مشاركتنا , وجعل عملهما في موازين حسناتهما , والله الموفق.
---
العبادي
08-19-2006, 10:33 PM
أشكرك أخي الغالي (معمر) على خدمتك الجليلة لطلاب العلم ببث مثل هذه الأخبار..
وأود أن تكون مستمرة، لأننا في الحقيقة نجهل مواعد البث وأوقاته، مع حاجتنا وانتفاعنا بما يُقدم..
فأرجو -وبشدة- أن يكون هذا الفعل منك دِيمَة..تلبية لمحبي برنامجك، وخدمك لطلاب العلم ومحبيه.
وجزاك الله خيرا
---
العبادي
08-21-2006, 01:59 PM
في أي ساعة يُبث البرنامج؟
---
ابن الجزيرة
08-22-2006, 07:50 AM
بارك الله فيك وياليت تجيب على سؤال الأخ العبادي .
---
معمر العمري
08-23-2006, 02:39 AM
جزى الله الجميع خير الجزاء
بثت الحلقة التاسعة مساء , وستعاد _ بإذن الله _ غدا الأربعاء , الساعة الواحدة ظهرا .
وأعتذر عن التأخر في الرد .
---
(1/2557)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الحامع لأحكام القرآن
---
الحامع لأحكام القرآن
---
محمد التلباني
03-28-2006, 04:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله
المشايخ والأخوة الفضلاء
هل من كلمة عن الجامع لأحكام القرآن و عن طبعاته
ومارأي مشايخنا في طبعة عالم الكتب تصحيح الشيخ هشام البخاري
وجزاكم الله خير الجزاء
---
محمد بن يوسف
04-04-2006, 06:35 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
راجع ـ أخي الكريم ـ هذه الروابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1007&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED+%C F%C7%D1+%C7%E1%DF%CA%C8
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=747&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED+%C F%C7%D1+%C7%E1%DF%CA%C8
---
محمد التلباني
04-17-2006, 04:59 AM
جزاك الله خير الجزاء
---
(1/2558)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عاجل :هل من الممكن معرفة تردد قناة المجد العلمية على القمرين العرب سات والنايل سات "
---
عاجل :هل من الممكن معرفة تردد قناة المجد العلمية على القمرين العرب سات والنايل سات "
---
أبو صفوت
02-23-2006, 07:19 AM
السلام عليكم
الرجاء ذكر التردد لقناة المجد العلمية بالتفصيل على العرب سات والنايل سات
---
عبدالرحمن الشهري
02-23-2006, 08:46 AM
الذي أعرفه أن المجد العلمية التي تريد مشاهدتها لا تظهر إلا على طبق استقبال المجد الخاص . وسمعت أنها ليست مشفرة وإنما يمكن استقبالها على العرب سات فقط على تردد لا أعرفه . لكن لو ذهبت لموقع قناة المجد ربما تجد الجواب www.almajdtv.com
---
سلسبيل
02-23-2006, 09:01 AM
تُبَثُ القناة على العرب سات 2ب وكل البلاد التي يخدمها هذا القمر عبر الترددarab Sat 2b /12661/v/27500 ، ولا تحتاج لاشتراك خاص.
ونتمنى على المسؤولين في قناة المجد العلمية أن يتم بثها على النايل سات كما قناة المجد العامة والمجد للقرآن الكريم
---
عبدالرحمن الشهري
12-24-2006, 01:38 PM
ماذا عن استقبال قناة المجد العلمية الآن بعد أن أعلن أنها ستصبح مجانية مع بداية شهر ذي الحجة 1427هـ . فقد سئلتُ عن ذلك فلم أعرف الجواب .
---
أبو صفوت
12-24-2006, 04:49 PM
شيخنا عبد الرحمن - حفظه الله -
كان بعض الأعضاء قد اقترح على الأخ معمر العمري أن يخصص برنامج يهتم بنقل مناقشات الرسائل العلمية فليتك تعرض عليه هذا فكم هو مهم
---
خادمة القرآن
12-25-2006, 02:53 AM
تم إعلان ذلك على موقع قناة المجد العلمية ؛
وإليكم الرابط :
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=33644
---
محمدغراب
12-26-2006, 01:43 AM(1/2559)
ياليت الافاضل فى قناة المجد العلميه يستجيبون لمطلب طلاب العلم بأن تبث القناة عبر النايل سات من باب نشر العلم وعموم المنفعه حيث ان عرب سات 2 ذو مدار محدود والله الموفق
---
(1/2560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يجوز قراءة الحديث كقراءة القرآن الكريم؟
---
هل يجوز قراءة الحديث كقراءة القرآن الكريم؟
---
سيف الدين
05-23-2006, 08:10 PM
يقوم بعض الاخوة في بعض الاذاعات بتجويد الحديث كتجويده للقرآن الكريم .. فما حكم ذلك؟
---
محمود الشنقيطي
05-23-2006, 10:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد/
1- لست أعني بما سأكتبه إلا من يثرِّب على الموجبين لتجويد القرآن, ثم لا يعتني بالقراءة, ويتفانى في تلحين متون العلم وتنغيمها..
وبغض النظرعن مدى صلاحية حجة من يرى عدم وجوب تجويد القرآن الكريم إلا أن
من الطريف في هذا الموضوع أنك تجد أقواما ينكرون وجوب التجويد ويستنبطون ويستدلون وينافحون من أجل إقناع من هو أمامهم بذلك, وفي اآن ذاته تجدهم يجودون المتون الفقهية والأصولية وليس الحديث فقط..
وهذا تناقض عجيب, ودليل عليهم يلزمهم بما ينفونه من وجوب التجويد, فإذا كان هذا التلحين والتنغيم الذي يأتي في غير محله زينة وحلية, فكتاب الله أولى بها-على فرض عدم وجود ما يوجب ذلك من نصوص الوحييين الطاهرين - وإن لم تكن زينة وحلية ما الداعي لها وهل للقوم فيها سلفٌ؟؟...
---
سيف الدين
05-23-2006, 10:21 PM
الاخ محمود الشنقيطي, بارك الله فيك ...
حقيقة الامر انه لا يوجد عندي حكم مسبق على ما سألت عنه, رغم انني أميل الى ما ذهبت اليه, ولكن هناك عدة ايات اثارت انتباهي وانا استمع الى من يجوّد الحديث الشريف كتجويده للقرآن الكريم ومنها قوله تعالى:
{ورتّل القرآن ترتيلا} فالاية ذكرت القرآن ولم تذكر الحديث, و(كأن) ذلك تخصيص للقرآن بطريقة قراءة معيّنة ...
---
(1/2561)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > إضافة شريط إخباري بربطه بأي المواقع الإخبارية
---
إضافة شريط إخباري بربطه بأي المواقع الإخبارية
---
ناصر الصائغ
06-14-2003, 10:44 AM
تعج الساحة الإسلامية بل العالم بأسره بأحداث كبيرة ومتغيرات سريعة ونظرا لعشق الكثير لهذا الملتقى والوقوف أمام شاشته وقتا طويلا فأقترح :
أن يوضع شريط إخباري وذلك عن طريق ربطه من أحد المواقع الإخبارية الهامة ( هذا إذا كان ممكنا ) .وذلك لما فيه فوائد :
1) تلبية حاجة المفسر وطالب العلم للإلمام بما يحدث بالساحة ، وفقهه بالواقع .
2) ربط الأحداث الواقعة بالقرآن الكريم ( دون تعسف للنصوص القرآنية .) والأمة بحاجة في وقت الأزمات بالرجوع إلى القرآن الكريم والاستفادة من منهجه بدلا من مناهج غريبة أخرى .
3) فيه كفاية لأعضاء الملتقى من التنقل في مواقع أخرى .
هذا مجرد اقتراح ، وللقراء والمشرفين الأعزاء النظر فيه .
---
عبدالرحمن الشهري
06-14-2003, 11:42 AM
أشكرك على هذا الاقتراح الجيد. وهذه فكرة حسنة ، ولكن يخشى من كونها مشتتة للذهن - مثلاً - عن القراءة والتركيز فيها. وقد يقول قائل : المواقع الإخبارية قريبة وكثيرة جداً. فيمكن الرجوع إليها بسهولة.
وعلى كل حال فإذا كان الأعضاء يؤيدون إضافة شريط إخباري فلا مانع ، والأمر سهل من ناحية برمجية ، وإذا شعر الأعضاء بإزعاجه لهم وعدم جدواه يمكن استبعاده.
وأتوقع أن يكون بديلاً لشريط (آخر عشر مشاركات). لأنه يصعب وجود أكثر من شريط تمرير في الصفحة الواحدة.
ننتظر آراء البقية إذا أمكن وأشكرك أخي ناصر على اهتمامك.
---
أحمد البريدي
06-16-2003, 12:41 PM
أرى أن الفكرة جيدة , وأرشح موقع : مفكرة الإسلام .
ولا مانع من طرح الموضوع للتصويت لمدة ثلا ثة أيام , ومن ثم يتخذ القرار .
---
السلطان
06-16-2003, 11:06 PM
فكرة جيدة لكن أرى ما يلي:(1/2562)
ألا يحذف شريط آخر عشرة مواضيع لأنه في الحقيقة مفيد وجذاب فيعض العناوين تكون أكثر وضوحاً ولفتاً منها في نفس المنتدى .
أما الشريط الإخباري فإن كان ولا بد فليجعل في مكان آخر ، أو يوضع رابط لمن أراد الاطلاع على الأخبار من مفكرة الإسلام أو مجموعة من الشرائط المتحركة .
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 09:05 PM
الإخوة الكرام وأخص الأخ الكريم السلطان وفقه الله
أشكركم على مشاركاتكم ، وسنقوم بوضع الشريط الإخباري من موقع مفكرة الإسلام ، ولا بد لنا من حذف شريط آخر عشر مشاركات لأنه لو ترك لتشتت الذهن ، وأشغل القارئ.
لكن سنضع الشريط الإخباري ونرى مدى استفادة الزوار منه ، وأرجو أن يبدي الزوار آراءهم وملاحظاتهم عليه بعد تركه مدة من الزمن . فإن كان مناسباً وإلا نبحث عن حل أنسب بإذن الله ، والأمر في ذلك قريب وسهل ولله الحمد وفقكم الله وجزاكم خيراً.
---
(1/2563)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى (كليات القرآن) ؟
---
ما معنى (كليات القرآن) ؟
---
طالب يتعلم
04-29-2004, 09:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المقصود بكليات القرآن ؟
وهل هناك كتاب فصّل في هذه المسألة مع ذكر أمثلة عليها ؟
وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2004, 09:44 AM
لعلك تراجع هذا الموضوع ، ففيه بعض الجوانب المتعلقة بسؤالك ، فاقرأه كاملاً إن شئت :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=146
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2004, 09:51 AM
وقد بحث الأخ الكريم : بريك القرني موضوع كليات الألفاظ في التفسير ، وهذه بعض المعلومات عنها ، وقد نوقشت قبل فترة وهي رسالة قيمة :
اسم الباحث : بريك بن سعيد القرني
اسم المشرف محمد بن عبد الرحمن الشايع
عنوان الرسالة كليات الألفاظ في التفسير . دراسة نظرية تطبيقية
تاريخ التسجيل :. 1420 هـ
المرحلة : ماجستير
القسم : القرآن و علومه
الكلية : أصول الدين
الجامعة : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تاريخ المناقشة :1423/ 1424 هـ .
---
مساعد الطيار
04-29-2004, 02:55 PM
أخي الكريم
كما ذكر لك الأخ الفضل أبو مجاهد ، فهناك رسالة علمية في الكليات التفسيرية .
وأذكر أن الأستاذ الدكتور محمد الشايع قد نبَّهني إلى التفريق بين الكليات التفسيرية ، وكليات القرآن
فالكليات التفسيرية مثل ( كل ما في القرآن من الخير فهو المال ) .
وكليات القرآن هي الجمل المبدوءة بكل ، مثل : ( كل نفس ذائقة الموت ) ، ( كل من عليها فان ) ، وهذا النوع لم يُبحث ـ فيما أعلم ، والله أعلم .
---
طالب يتعلم
05-03-2004, 05:02 AM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
---
(1/2564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل قمت بزيارة هذا الموقع الدعوي
---
هل قمت بزيارة هذا الموقع الدعوي
---
مريد الخير
11-15-2004, 12:44 PM
أدعو الجميع إلى زيارة لهذا الموقع النافع إن شاء الله
ياله من دين
www.denana.com
ونشكركم على زيارتكم
---
(1/2565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار !! عن تفسير بن مردويه رحمه الله
---
استفسار !! عن تفسير بن مردويه رحمه الله
---
محب السلف
11-30-2004, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أساتذتي الكرام وإخواني الأفاضل - علماء وطلبة علم التفسير - حفظهم الله جميعا ونفع بهم الإسلام والمسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
آمل التكرم والاحتساب في إفادتي بكل ما يتعلق (( بتفسير الإمام بن مردويه )) رحمه الله ،
1 - هل هو موجود أو مفقود ؟؟؟
2 - وإن كان موجودا فهل هو مطبوع ؟؟؟
2 - وإن كان مفقودا !!! فما هي التفاسير المطبوعة التي تناولته وتضمنته مستوعبا ؟؟؟
4 - ما هي أفضل الطبعات الموجودة للتفاسير التي تناولت واستوعبت تفسير بن مردويه ؟؟؟
5 - هل يوجد دراسة جامعية في تفسير بن مردويه ؟؟؟
6 - هل يوجد مُستخرج لتفسير بن مردويه أو جمع لمروياته رحمه الله من التفاسير المطبوعة ؟؟؟
7 - هل مرويات بن مردويه في التفسير استوعبت جميع الآيات ؟؟؟ أي تفسير كل القرآن ؟؟؟
وأخيرا وربما ليس بآخر !!! ما هو التقيم العلمي العام لهذا التفسير ؟؟؟؟
وتقبلوا تحيات وتقدير أخيكم ومحبكم في الله
محب السلف
---
مساعد الطيار
12-01-2004, 04:23 PM
يظهر أيها الأخ الكريم أن مرويات ابن مردوية في التفسير قد بُحثت في الجامعة الإسلامية ، وهذا أحد الأعمال التي تمت بشأنه ، ولعلك تتصل بالجامعة إن كان لك فيه غرض لم يقوموا به ، وهذا نموذج أحد الرسائل العلمية ، كما هو في ثبت رسائلهم الجامعية :
مرويات ابن مردويه في التفسير "من أول سورة الأنعام إلى آخر سورة النحل" ـ جمعاً ودراسةً ـ.
الباحث : أحمد نجيب بن عبد الله صالح
الجنسية: ماليزي
المشرف : د/ حكمت بشير ياسين
المرحلة: الماجستير
تاريخ المناقشة : 1414/08/28 هـ
التقدير : ممتاز
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات: 916(1/2566)
ملخص تعريفي للرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين، وخاتمة.
المقدمة: اشتملت على نبذة عن التفسير بالمأثور وأهميته.
أما القسم الأول: ففيه فصلان: ترجمة المؤلف (حياته الشخصية، والعلمية). دراسة المرويات، وقد اشتمل على: عنوان تفسير ابن مردويه، منهج ابن مرديه في تفسيره، موارد ابن مردويه في التفسير، العلماء الذين حصلوا على إجازة رواية تفسير ابن مردويه، القيمة العلمية لتفسير ابن مردويه، بعض المآخذ على التفسير.
القسم الثاني: مرويات ابن مردويه في التفسير ويشمل السور الآتية: سورة الأنعام، الأعراف، الأنفال، التوبة، يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر، النحل.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها: قوة شخصية هذا الإمام وبراعته في العلوم المختلفة وخصوصاً الحديث والتفسير. ضخامة تفسيره لكثرة الروايات الواردة فيه، وقد بلغت الروايات من أول القرآن إلى آخره نحو خمسة آلاف رواية وفي هذه الرسالة بلغ عدد الروايات (1198) رواية من غير تكرار.
رجوع
---
محب السلف
12-02-2004, 12:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي وأستاذي فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
وزادك الله حرصا على طاعته وخدمة دينه .
---
(1/2567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق في مسألة اجتماع مد البدل بالمد العارض للسكون في رواية ورش عن نافع
---
التحقيق في مسألة اجتماع مد البدل بالمد العارض للسكون في رواية ورش عن نافع
---
محمد يحيى شريف
04-13-2005, 05:03 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ذهب الكثير من العلماء المتأخرين إلى أنّه إذا اجتمع بدل بالمدّ العارض للسكون نحو { وبالآخرة هم يوقنون } فإنّ في الآية ستة أوجه وهي قصر البدل مع تثليث العارض ثم توسط البدل مع التوسط والطول في العارض ثم مدّهما جميعاً بالطول وممن أخذ بهذا القول العلامة الطباخ وتبعه العلامة الخليجي في كتابه حلّ المشكلات حيث قال " وليس ذلك مخصوصاً بالعارض للسكون الذي فيه همز بل هو عام في جميع المد العارض للسكون لكونه أقوى من البدل كما علمت ونبّه على ذلك العلامة الطباخ " وممن أخذ بهذا القول الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله في البدور الزاهرة وهذا الكلام فيه نظر ويحتاج إلى تحقيق فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : إننا لمّا رجعنا إلى الكتب المعتمدة كالنشر وشروح الشاطبية وغيث النفع ونجوم الطوالع للمارغني رحمه الله وإتحاف فضلاء البشر وكنز المعاني للجمزوري والإتحاف للحسيني وغيرها لم أجد من أخذ بهذا القول وإنّما ذكروا ذلك عند اجتماع بدل بالبدل العارض للسكون نحو { آمنوا} مع { مستهزءون } والأمر يختلف تماماً.(1/2568)
ثانيا : إنّ تعليل من ذهب إلى هذا القول بأنّ المدّ العارض للسكون أقوى من البدل غير صحيح لأنّه من المعلوم أنّ تقديم الأقوى يكون عند اجتماع سببين في حرف واحد نحو { مستهزءون } فاجتمع في الواو بدل ومدّ عارض للسكون وكذا { آمّين } فاجتمع في الألف بدل ومدّ لازم فإذاً يُقدّم الأقوى عند اجتماع سببين في حرف واحد ، فتقديم الأقوى منوطٌ باجتماع سببسن. أمّا كلمة { يوقنون } ونحوها فليس فيها اجتماع سببين فالأمر يختلف.
ثالثاً : إن كان تعليلهم صحيحاً لماذا لم يمنع العلماء مثلاُ وجه قصر العارض للسكون مع مدّ المنفصل مع تواتر ذلك في القراءات المتواترة مع أنّ العارض أقوى من المدّ المنفصل ، وهذا يؤكدّ أن تقديم الأقوى جائز ومتواتر إذا لم يجتمعا في حرف واحد.
وعلى ما ذكرنا فإنّه إذا اجتمع بدل بالمدّ العارض للسكون في رواية ورش عن نافع فتكون عدد الأوجه تسعة وهي تثليث العارض مع أوجه البدل الثلاثة والعلم عند الله.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد يحي شريف الجزائري
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2005, 03:45 PM
مرحباً بالأخ الكريم محمد بن يحيى الجزائري بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير ، وأشكرك على هذا التنبيه الدقيق في رواية ورش. ونرحب دائماً بمشاركاتكم وإفاداتكم وفقكم الله.
---
(1/2569)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الوقف والابتداء للغزال
---
الوقف والابتداء للغزال
---
خلود
09-10-2005, 11:20 PM
كتاب الوقف والابتداء للغزال هل حقق كاملا؟
لأني أعلم أن د.عبد الكريم العثمان حققه من أول القرآن إلى سورة الكهف.
وعن أي دار نشر صادر؟
---
(1/2570)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدرراللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع
---
الدرراللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-16-2006, 03:40 AM
الدرراللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع
نظم المقرئ أبي الحسن علي بن محمد
(ابن بري) المتوفى سنة 731هـ
الحمد لله الذي أوْرَثَنَا
كتابَه وعِلْمه علَّمنا
حمدا يدوم بدوام الأبد
ثم صلاته على محمد
أكرم من بُعث للأنام
وخيرِ من قد قام بالمقام
جاء بختم الوحي والنبوءهْ
لخير أمة من البريئهْ
صلى عليه ربَُّنا وسلَّما
وآله وصحبه تكرّما
وبعد فاعلمْ أن علم القرآنْ
أجملُ ما به تحلى الإنسانْ
وخيرُ ما علَّمهُ وعَلِمهْ
واستعمل الفكرَ له وفهِمهْ
وجاء في الحديث أن المَهَرَهْ
في علمه مع الكرام البررهْ
وجاء عن نبينا الأوَّاهِ
حمَلةُ القرآن أهلُ الله
لأنه كلامه المرَفَّعُ
وجاء فيه شافِعٌ مُشَفّعُ
وقدْ أتت في فضله آثارُ
ليست تَفي بحملها أسفارُ
فلنكتفي منها بما ذكرْنا
ولنصْرِفِ القول لما قصدْنا
من نظم مقرإ الإمام الخاشع
أبي رُؤَيْمِ المَدنيِّ نافعْ
إذْ كان مقرأَ إمامِ الحرم
الثبْتِ فيما قد روى المقدَّمِ
ولِلَّذي ورد فيه أنَّهْ
دون المقارئ سواه سُنَّهْ
فجئتُ منه بالذي يطَّرِدُ
ثم فرشْتُ بعدُ ما ينفرِدُ
في رجَزٍ مُقَرَّبٍ مشطورِ
لأنه أحْظى من المنثورِ
يكون للمُبْتدئين تبصِرهْ
وللشيوخ المقرئين تذكرهْ
سمَّيْتُهُ بالدُّرَرِ اللوامِعْ
في أصْل مقرإ الإمام نافعْ
نظمته محتسبا لله
غيرَ مُفاخِرٍ ولا مُباهِ
على الذي روى أبو سعيدِ
عثمانُ ورشٌ عالم التجويد
رئيسُ أهلِ مصر في الدرايهْ
والضبط والإتقان في الروايهْ
والعالم الصدْرُ المعلِّم العلَمْ
عيسى بْنُ مينا وهْو قالون الأصَمّ
أثبتُ منْ قرأ بالمدينهْ
َودَانَ بالتقوى فزان دِينهْ
َبيّنتُ ما جاء من اختلاف
بينهما عنه أو ائتلاف(1/2571)
ورُبَّما أطلقتُ في الأحكام
ما اتفقا فيه عن الإمام
سلكتُ في ذاك طريقَ الدّاني
إذْ كان ذا حفظٍ وذا إتقان
حسَبَ ما قرأت بالجميعِ
عن ابن حمدونَ أبي الربيعِ
المُقْرِئِ المحقَِقِ الفصيحِ
ذي السَّندِ المقدَّمِ الصحيحِ
أوردتُّ ما أمكنني من الْحُجَجْ
مما يقام في طِلابه حِجَجْ
ومع ذا أقِرُّ بالتقصيرِ
لكلِّ ثبْتٍ فاضل نحرير
وأسأل الله تعالى العِصْمَهْ
في القول و الفعل فتلك النعمهْ
القول في التعوذ المختار
وحكمه في الجهر والإسرار
وقد أتت في لفظه أخبارُ
وغيرُ ما في النحل لا يختار
والجهر ذاع عندنا في المذهب
به والاخفاءَ روى المسيبي
القول في استعمال لفظ البسمله
والسكتِ والمختارِ عند النقلة
قالون بين السورتين بسملا
وورش الوجهان عنه نقلا
فاسكت يسيرا تَحظ بالصواب
أوْ صِل لّه مبيّنَ الإعراب
وبعضهم بسمل عن ضرورهْ
في الأربع المعلومة المشهورهْ
للفصل بين النفي والإثبات
والصبر واسم الله والويلات
والسكت أوْلى عند كل ذي نظر
لأن وصفه الرحيم معتبر
ولا خلاف عند ذي قراءه
في تركها في حالتي براءه
وذكرها في أول الفواتح
والحمد لله لأمر واضح
واختارها بعض أولي الأداء
لفضلها في أول الأجزاء
ولا تقف فيها إذا وصلتها
بالسورة الأولى التي ختمتها
القول في الخلاف في ميم الجميع
مقرَّبُ المعنى مهذَّبٌ بديعْ
وصل ورشٌ ضم ميمِ الجمع
إذا أتت من قبل همز القطع
وكلها سكنها قالون
ما لم يكن من بعدها سكون
واتفقا في ضمها في الوصل
إذا أتت من قبل همز الوصل
وكلهم يقف بالإسكان
وفي الإشارة لهم قولان
وتركها أظهر في القياس
وهْو الذي ارتضاه جُل الناس
القول في هاء ضمير الواحد
والخلف في قصْر ومدِّ زائدِ
واعلم بأن صلة الضمير
بالواو أو بالياء للتكثير
فالهاء إن توسطت حركتين
فنافع يصلها بالصلتين
وهاء هذه كهاء المضمَر
فوصلها قبل محرَّكٍ حَرِ
واقصر لقالون يؤده معا
ونؤته منها الثلاث جُمَعا
نولّهِ ونُصلهِ يتّقِهِ
وأرجه الحرفين معْ فألقه(1/2572)
رعايةً لأصله في أصلها
قبل دخول جازم لفعلها
وصِلْ بطه الْهَا لهُ من ياته
على خلاف فيه عن رُوَاته
ونافع بقصر يرضه قضى
لثقل الضم وللذي مضى
ولم يكن يراه في هاء يره
معْ ضمها وجزمِهِ إذ غيَّره
لفقدِ عينه ولامه فقد
ناب له الوصل مَنَابَ ما فَقَدَ
القول في الممدود والمقصور
والمتوسطِ على المشهور
والمد واللين معا وصفان
للألف الضعيف لازمان
ثم هما في الواو والياء متى
عن ضمة أوكسرة نشأتا
وصيغة الجميع للجميع
تمد قدر مدِّها الطبيعي
وفي المزيديِّ الخلاف وقعا
وهْو يكون وسطا ومشبعا
فنافع يشبع مدَّهُنَّهْ
للساكن اللازم بعدهُنَّهْ
كمثل محيايَ مُسكّناً وما
جاء كحَادَ والدوَابَ مُدْغَما
أو همزةٍ لبعدها والثِّقَل
والخلف عن قالون في المنفصل
نحو بما أنزل أوما أخفي
لعدم الهمزة حال الوقف
والخلف في المد لما تغيرا
ولسكون الوقف والمدَّ أرى
وبعدها ثبتت أو تغيرت
فاقصر وعن ورش توسطٌ ثبت
ما لم تك الهمزة ذات الثقل
بعد صحيح ساكن متصل
فإنه يقصره كالقرآنْ
ونحوِ مسؤولا - فقِسْ – والظمآن
وياءُ إسرائيل ذات قصر
هذا الصحيح عند أهل مصر
وألف التنوين أعني المبدلهْ
منه لدى الوقوف لا تَمُدَّ له
وما أتى من بعد همز الوصل
كإيت لانعدامه في الوصل
وفي يؤاخذ الخلافُ وقعا
وعاداً اِلْأُولى وآلان معا
والواو والياء متى سكنتا
ما بين فتحة وهمزٍ مُدَّتا
له توسطا وفي سَوْآت
خلف لما في العين من فعْلات
وقصر مَوئِلا معَ المَوْءُودَهْ
لكونها في حالةٍ مفقودهْ
ومُدَّ للساكن في الفواتحْ
ومَدُّ عينٍ عند كلٍّ راجحْ
وقف بنحو سوفَ ريبَ عنهما
بالمد والقصر وما بينهما
القول في التحقيق والتسهيل
للهمز والإسقاط والتبديل
والهمز في النطق به تكلف
فسهلوه تارة وحذفوا
وأبدلوه حرف مدٍّ محضا
ونقلوه للسكون رفضا
فنافع سهَّل أخرى الهمزتين
بكِلْمَةٍ فهْي بذاك بينَ بينْ
لكنَّ في المفتوحتين أُبْدِلت
عن أهل مصر أِلفاً ومُكِّنَتْ
ومَدَّ قالونُ لما تسهَّلا(1/2573)
بالخُلف في أءُشْهِدوا ليَفْصِلا
وحيث تلتقي ثلاث تركه
وفي أئمةٍ لنقل الحركه
فصل وأسقط من المفتوحتين
أولاهما قالون في كلمتينْ
كجاء أمرنا وورشٌ سهَّلا
أخراهما وقيل لا بل أبْدلا
وسهِّل الأخرى بذات الكسر
نحو من السماء إن لِّلمصري
وأبدِلَنْ ياءً خفيف الكسر مِنْ
على البِغاءِ إنْ وهؤلاء إن
وسهِّلِ الأولى لقالون وما
أدى لجمع الساكنين أُدْغِمَا
في حرفيِ الأحزاب بالتحقيق
والخلف في بالسوء في الصِّدِّيق
وسهَّلَ الأخرى إذا ما انضمتا
ورشٌ وعن قالون عكسُ ذا أتى
وقيل بل أبْدَل الُاخْرى ورشُنا
مدًَّا لدى المكْسورَتين وهُنا
ثم إذا اختلَفتا وانفتحت
أولاهما فإنّ الأخرى سُهِّلت
كاليا وكالواو ومهما وقعت
مفتوحةَ ياءً وواواً أبْدِلتْ
وإن أتت بالكسر بعد الضمِّ
فالخُلْفُ فيها بين أهل العلم
فمذهب الأخفش والقُرَّاء
إبدالُها واواً لدى الأداء
ومذهب الخليل ثم سيبويْهْ
تَسْهيلُها كالياء والبعض عَلْيه
فصل وأبدلْ همز وصل اللاّم
مَدًّا بُعَيدَ همزٍ الاستفهام
وبعده احذِفْ همز وصلِ الفعل
لعدم اللَّبس بهمزِ الوصلِ
فصل والاستفهام إن تكررا
فصيِّرِ الثانيَ منه خَبَرا
واعكسه في النمل وفوق الروم
لكَتْبِه بالياء في المرسوم
القول في إبدال فاء الفعل
والعينِ واللامِ صحيحَ النقل
أبدلَ ورشٌ كلَّ فاء سَكَنَتْ
وبعد همز للجميع أُبْدِلَتْ
وحَقِّقِ الإيوا لما تدْريهِ
من ثقل البدل في تؤويهِ
وإن أتت مفْتوحةً أبْدَلها
واوا إذا ما الضَّمُّ جاء قبلَها
والعَين واللام فلا تبْدِلْهُما
لنافع إلا لدى بِئْسٍ بما
وأبْدَلَ الذئْب وبئْرٍ بيسَ
ورشٌ ورِئْياً بِادِّغامٍ عيسى
وإنما النَّسِيءُ ورْشٌ أبْدَلَهْ
ولسُكونِ الياء قبلُ ثَقَّلهْ
القول في أحكام نقل الحركة
وذكْرِ من قال به وترَكه
حركة الهمْزِ لورْشٍ تنْتَقِلْ
للساكن الصحيح قبلُ المنفصل
أو لامِ تعريفٍ وفي كتابِيَهْ
خُلْفٌ ويجْري في إدِّغام مالِيَهْ
ويبْدأ اللام إذا ما اعتدّا(1/2574)
بها بغير همزِ وصْلٍ فرْدا
ونقلوُا لِنافِعٍ منْقُولا
رِدْءًا وءالانَ وعاداً الاُّولى
وهمزُوا الواوَ لِقالونَ لدى
نقلِهِمُ في الوَصْلِ أوْ في الابتِدا
لكنَّ بَدْأَهُ له بالأصْلِ
أ وْلَى من ابْتِدائهِ بالنقْلِ
والهمز بعد نقْلِهِمْ حركَتَه
حذَف تخْفيفاً فحقِقْ عِلَّتَهْ
القوْلُ في الإظْهارِ والإدْغاَمِ
وما يليهِما من الأحكام
وإذ لأحرُف الصفيرِ أَظْهِرا
ولِهجَاء جُدتَّ ليْسَ أكثرا
وقد لأحرُفِ الصفير تَسْتبِينْ
ثمَّ لِذالٍ ولِجيمٍ ولشينْ
وزادَ عيسى الظَّاء والضَّادَ معا
وورشٌ الإدْغامَ فيهِما وعى
والتاء للتّأْنيثِ حيثُ تأتي
مُظْهَرَةٌ عند الصفير يأتي
والجيمِ والثاءِ وزاد الظاءَ
أيضا وبالإدغام ورش جاء
ويظهران هل وبل للطاء
والظاء والتاء معا والثاء
والضادِ معجما وحرف السين
والزاي ذي الجهر وحرف النون
فصل وما قرُبَ منها أدغَمُوا
كقوله سُبْحَانهُ إذ ظّلموا
وقد تبين وقالت طائفهْ
واثْقَلَتْ فلا تكن مُخالِفهْ
وساكنُ المِثْلَيْن إن تقدما
وكان غيْر حرْف مدّ أُدغِما
وأظهَرا نخْسِفْ نَبَذْتُ عُذْتُ
أورثْتُموها وكذا لَبِثْتُ
واذهَبْ معًا يغْلِبْ وإن تعْجَبْ يَتُبْ
يُردْ ثواب فيهما وإن قَرُبْ
ودالَ صادِ مريمِ لذِكْرِ
وبا يُعذَبْ من روَوْا للمصري
واركَب ويَلْهَثْ والخِلافُ فيهما
عن ابن مينا والكثيرُ أدغَما
وعنه نونَ نونِ معْ ياسينا
أظْهِرْ وخُلْفُ ورشِهمْ بِنُونا
ذكْرُ ادِّغام النّون والتنْوين
والقلْبِ والإخفاءِ والتبيين
وأظهروا التنوين والنّونَ معَا
عند حروفِ الحلْقِ حيثُ وقَعا
وأدْغَموا في لمْ يَرَوْ لكنَّه
أبْقوا لدى هجاءِ يومِ غُنَّهْ
وقلَبوهُما لحرْفِ الباءِ
ميمًا وقالوا بعْدُ بالإخفاء
وتظهر النون لواوٍ أو يا
في نحوَ قِنْوانٍ ونحوِ الدُّنيا
خيفةَ أن يُشْبِهَ في ادِّغامهْ
ما أصلُه التضْعيفُ لالْتِزامهْ
القول في المفتوح والممالِ
وشرْح ما فيه من الأقوال
أمال ورش من ذوات الياءِ(1/2575)
ذا الراء في الأفعال والأسماء
نحو رءا بشْرى وتترا واشترى
ويتوارى والنصارى والقرى
والخلف عنه في أُريكَهُمْ وما
لا راءَ فيهِ كاليتامى ورمى
وفي الذي رسم بالياء عدا
حتى زَكى منكُمْ إلى على لدى
إلا رؤوسَ الآي دون هاءِ
وحرْفَ ذكْراها لأجْلِ الراء
واقرأ ذوات الواو بالإضْجاع
لدى رؤوس الآيِ للإتباع
والألفات اللائ قبل الراء
مخفوضةً في آخر الأسماء
كالدار والأبرار والفجار
والجار لكن فيه خُلف جار
ِ
والكافرين مع كافرينَ
بالياء والخلفُ بجبارينَ
وَرَا وهَا يَا ثُمَّ هَا طَهَ وحَا
وبعضهم حَا معَ هَا يَا فتحا
وكلُّ ما له به أتينا
من الإمالة فبيْنَ بيْنَ
وقد روى الأزرق عنه المحضا
فيهَا بهَا طه وذاك أرضى
واقرأ جميع الباب بالفتح سوى
هارٍ لقالونٍ فمحضها روى
وقد حكى قومٌ من الرواةِ
تقليل ها يَا عنه والتوراةِ
فصل ولا يمنع وقف الراء
إمالة الألف في الأسماء
حملا على الوصل وإعلاما بما
قرأ في الوصل كما تقدما
ويمنع الإمالة السكون
في الوصل والوقف بها يكون
والخُلْف في وصلك ذكرى الدار
ورققت في المذهب المختار
فإن يك الساكن تنوينا وفي
ما كان منصوبا فبالفتح قف
نحو قُرىً ظاهرةً وجاء
إمالةُ الكلِّ له أَداءَ
القول في الترقيق للراءات
مُحَرَّكَّاتٍ وُمسَكّنَات
رقق ورشٌ فتْح كلِّ راء
أو ضمها بعد سكون الياء
نحو خبيرًا وبصيرًا والبصيرْ
ومسْتَطيرًا وبشيرا البشيرْ
والسير والطير وفي حيرانَ
خلف له حملا على عمرانَ
وبعد كسرٍ لازمٍ كناظِرَهْ
ومنذِرٌ وساحِرٌ وباسِرَهْ
إلا إذا سكن ذو استعلاء
بينَهما إلا سكون الخاءِ
فإنها قد فُخِّمَتْ كمصرا
وإصرهم وفطْرةٍ ووقرا
وفخمت في الاعجمي وإرم
وفي التكرر بفتح أو بضم
وقبل مستعلٍ وإن حال ألِفْ
وبابُ ستْراً فتْحُ كلِّه عُرِف
ورَقِّقِ الأولى له من بِشَرَرْ
ولا ترقِّقْها لدى أولي الضَّررْ
إذ غَلَبَ الموجِب بعد النقْل
حرفان مستعلٍ وكالمستعلِي
وكلهم رققها إن سكنت
من بعد كسرٍ لازم واتصلت(1/2576)
إلا إذا لقيها مُسْتَعْلِ
والخلف في فِرْقٍ لِفَرْقٍ سهْلِ
وقبل كسرة وياء فخما
في المرء ثم قرية ومريما
إذْ لا اعتبار لتأخر السبب
هنا وإن حُكِيَ عن بعض العرب
وإنما اعتبر في بشرر
لأنه وقع في مكرر
والاتفاق أنها مكسورة
رقيقة في الوصل للضرورة
لكنها في الوقف بعد الكسر
والياء والممال مثلُ المَرِّ
والوقف بالروم كمثل الوصل
فرِدْ ودَعْ ما لم يرد للأصل
القول في التغليظ للامات
إذا انفتحن بعد موجبات
غلظ ورشٌ فتحة اللام يلي
طاءً وظاءً ولصادٍ مهمل
إذا أتين متحركات
بالفتح قبلُ أو مُسَكَّنات
والخلف في طال وفي فصالا
وفي ذوات الياء إن أمالا
وفي الذي يسكن عند الوقف
فغلّظَنْْ واترك سبيل الخُلف
وفي رؤوس الآي خذ بالترقيقْ
تتبَعْ وتتَّبِعْ سبيل التحقيقْ
وفخمت في الله واللهمه
للكل بعد فتحة أو ضمَّهْ
القول في الوقوف بالإشمام
والروم والمرسوم في الإمام
قف بالسكون فهو أصل الوقف
دون إشارة لشكل الحرف
وإن تشأ وقفت للإمام
مبيِّنا بالرَّوْمِ والإشمام
فالروْمُ إضعافك صوت الحركه
من غير أن يذهب رأسا صوتُكَهْ
يكون في المرفوع والمجرور
معا وفي المضموم والمكسور
ولا يُرى في النصب للقراء
والفتح للخفة والخفاء
وصفة الإشمام إطباق الشفاه
بعد السكون والضريرُ لا يراه
من غير صوتٍ عنده مسموعِ
يكون في المضموم والمرفوعِ
وقف بالاسكان بلا معارضِ
في هاء تأنيث وشكل عارضِ
والخلف في هاء الضمير بَعْد ما
ضمة أو كسرة أو أُمَّيْهِما
فصل وكن متَّبِعًا متى تقفْ
سنَنَ ما أُثبت رَسْماً أو حُذفْ
وما من الهاءات تاء أبدِلا
وما من الموصول لفظا فُصِلا
واسلك سبيل ما رواه الناسُ
منه وإن ضعَّفه القياسُ
القول في الياءات للإضافهْ
فخذ وِفاقَه وخذ خلافه
سكَّن قالونُ من الياءات
تسعا أتت في الخط ثابتات
وليؤمنوا بي تؤمنوا لي إخوتي
وليَ فيها من معي في الظلَّةِ
وياء أوزعني معا وفي إلى
ربي بفُصِّلت خلاف فصِّلا
وياء محياي وورش اصطفى
في هذه الفتح والإسكانَ روى(1/2577)
القول في زوائد الياءات
على الذي صح عن الرواة
لنافع زوائد في الوصل
منهن زائد ولام فعل
أولهن ومن اتبعن ي
وقل ويأت ي لا لئن أخرتن ي
والمهتد الإسراء والكهف وأن
يهدين ي بها ونبغ يؤتينْ
تُعَلِّمنْ تَتّبعنْ آتان ي
في النمل ذاتِ الفتح للإسكان
وأتمدونن والجوار في
ثم إلى الداع المناد أضف
وأحرفٌ ثلاثة في الفجر
أكرمن ي أهانن ي ويسري
وزاد قالون له إن ترن ي
واتبعون أهدكم في المؤمن
وورشٌ الداع ي معا دعان ي
وتسألنِّ ما فخذ بياني
ثم دعاءِ ربَّنا وعيدي
واثنين في قاف بلا مزيد
وأربعا نكير ثم الباد ي
تردين والتلاق والتناد ي
وأن يكذبون قال ينقذون
وترجمون بعده فاعتزلون
ومعْ نذير كالجواب نُذُر ي
في ستة قد أشرقت في القمر
والواد في الفجر وفي التنادي
مع التلاق خلْفُ عيسى باد
فهذه فإن وصلت زدتها
لفظا ووقفا لهما حذفتها
لكنه وقف في آتان ي
قالونُ بالإثبات والإسكان
القول في فرش حروف مفرده
وفَّيْتُ ما قدمت فيه من عِدَهْ
قرأ وهْوَ وهْي بالإسكان
قالون حيث جاء في القرآن
ومثل ذاك فهْو فهْي لهو
ولهْي أيضا مثله ثم هْوَ
وفي بُيُوتٍ والبيوت الباءَ
قرأها بالكسر حيث جاءَ
واختلسَ العين لدى نعمّا
و في النساء لا تعَدُّوا ثََََمَّا
وها يهَدِّي ثم خا يخَصِّمون
إذ أصل ما اختُلس في الكل السكون
وأنا إلا مده بخلف
وكلهم يمده في الوقف
وسكَّن الراء التي في التوبه
في قوله عز وجل قرْبه
ولأهبْ همزهُ واللائ
معَ لئلا في مكان الياء
ثم ليقطعْ وليقضوا ساكنا
وليتمتعوا وأوْ آباؤنا
واتفقا بعدُ عن الإمام
في سينِ سيئت سيء بالإشمام
ونونِ تأمنّا وبالإخفاء
أخذه له أولو الأداء
وأرأيتَ وهأنتمْ سهَّلا
عنه وبعضهم لورشٍ أبدلا
والهاء يحتمل كونها فيه
من همز الاستفهام أو للتنبيه
وهْي له من همز الاستفهام
أوْلى وههنا انتهى كلامي
فالحمد لله على ما أنعما
عليَّ مِنْ إكماله وألهما
---
(1/2578)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختلاف بنية المفردة القرآنية (3)
---
اختلاف بنية المفردة القرآنية (3)
---
د. أبو عائشة
08-17-2004, 09:59 PM
ثالثاً : أبنية الأفعال :
أ - الفعل بين التجرد والزيادة :
قال تعالى : ( ثمَّ أماته فأقبره )( عبس : 21 ) ولم يقل فقبره فما الفارق بين ( فقبره وأقبره ) ولماذا عُدِلَ عن فقبره إلى الفعل المزيد فأقبره ، عُدل هنا لأن فعل ( قبره ) يدلَ على الذي يواري بالفعل (1) ، أما أقبره فجعله ذا قبر وهو أخص من معنى قبره أي أن الله سبب له أن يُقبر وكذلك فإن الإقبار تهيئة القبر ويقال :أقبره أيضاً إذا أمر بأن يدفن (2) ، أو علّم الموجودين أن يقبروه (3) ،وأقبر الميت إذا أمر غيره بأن يجعله في القبر (4) ، قال تعالى : ( فبعثَ اللهُ غراباً يبحثُ في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه ) ( المائدة : 31 ) ، ولا يليق أن يقال : ( فقبره ) وينسب فعل القبر إلى الله تعالى فضلاً عن مخالفته للحقيقة ، فتعين قوله تعالى ( فأقبره ) لما دلت عليه الزيادة من معنى ، ومثل هذا قوله تعالى : ( ثم إذا شاء أنشره .. )( عبس : 22 ) فالانشار هو المناسب هنا لأنه خاص بإخراج الميت من الأرض حياً وهو البعث أما نشر فيقال نشر الثوب إذا أزال طيّه وينشر الصحيفة إذا فتحها ليقرأها (5).(1/2579)
أما بالنسبة للتجرد فالقرآن قد يحذف أحد حروف بنية المفردة كما تفعل العرب غير أنه يوظف هذا التجريد توظيفاً عجيباً وبما يتلائم مع حاجة السياق تماماً ، وهذا واضح جداً في ( كان ) في القرآن كله فكل ما جاء في القرآن منها محذوف حرفٍ مثل ( أكُ أو تكُ أو نكُ ) إنما جاء بعد نفيٍ وهو الغالب أو بعد شرطٍ بـ ( إن ) أحياناً (6) ، ومما ورد من هذا قوله تعالى : ( قالوا لم نكُ من المصلين ولم نكُ نُطعم المسكين )( المدثر : 43 – 44 ) وقوله تعالى : ( ألم يَكُ نطفةً من منيٍ يُمنى ) ( القيامة : 37 ) فالمشركون في سورة المدثرنفوا أنهم كانوا من المصلين وأتو بـ ( نَكُ ) وكان في القول متسعٌ لـ ( نَكُن ) ، وكأنهم نفوا عن أنفسهم أي صلاةٍ مهما كان حجمها وكذلك في إطعام المسكين ، ولما كانت آية القمر مما تدل على تقليل اصل الإنسان الذي خلق منه (7) ناسب أن يؤتى معها بالفعل على هذه الصورة من التجريد ، لا سيما وقد جاءت ( من ) التبعيضية في كلا الآيتين ، ومن تجريد الفعل من الزيادة قوله تعالى : ( عَبَسَ وتولّى أن جاءَهُ الأعمى )( عبس : 1 - 2 ) فلم يقل تعالى : عبَستَ وتوَليتَ ؛ لأن هذه الزيادة ستحدد الفاعل حتى لا يعرض الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى ضمير المواجهة (8) ، وفي هذا ملاطفة للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في الخطاب وهو كثير في القرآن .
ب - اختلاف أحرف الزيادة :
قد تختار المفردة بأحرفِ زيادةٍ معينة لتكون مصدرة في صيغة واحدة لأكثر من معنى وصورة قال تعالى : ( عمَّ يتساءلون )( النبأ : 1 ) فالتساؤل :تفاعل وحقيقة صيغة التفاعل أن تفيد صدور معنى المادة المشتقة منها من الفاعل إلى المفعول وصدور مثله من المفعول إلى الفاعل ، وترد كثيراً لإفادة تكرر وقوع ما اشتقت منه نحو قولهم : سَاءَل بمعنى سأل قال النابغة (9) :
أسَائِل عن سُعْدى وقد مرّ بعدَنا على عرصاتِ الدارِ سَبْعٌ كوامِلٌ(1/2580)
وتجيء صيغة ( فاعَل ) كذلك لإفادة قوة صدور الفعل من الفاعل نحو قولهم : عافاك الله وذلك إما كنايةً أو مجازاً ، ومحمله في الآية على جواز الاحتمالات الثلاثة وذلك من إرادة المعنى الكنائي مع المعنى الصريح أو من استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه وكلا الاعتبارين صحيح في الكلام البليغ فلا وجه لمنعه ، فيجوز أن تكون مستعملةً في حقيقتها بأن يسأل بعضهم بعضاً سؤال متطلع للعلم لأنهم حينئذٍ لم يزالوا في شكٍ من صحة ما أُخبروا به ثم ظل إنكارهم على هذا ، ويجوز أن تكون هذه الصيغة مستعملة في المجاز الصوري فهم يتظاهرون بالسؤال وهم موقنون بانتفاء ما يتساءلون عنه وعلى هاتين الطريقتين كانت مذاهب المفسرين والوجه أن تُحمل الآية على كليهما لأن المشركين كانوا متفاوتين في التكذيب بين مصدّق ومكذب عندما كانوا يتحدثون بينهم كما يقول ابن عباس (10) وغيره (11) ، فجاءت هذه اللفظة مصورة لأحوال الناس بكل دقةٍ وشمول وبأوجز لفظٍ وأعذبه وهذا غاية الفصاحة والبلاغة . ومن الزيادات التي دلت على معنى التشارك والتفاعل أيضاً ما جاء في قوله تعالى :( وتواصوا بالحقِ وتواصوا بالصبرِ ) ( العصر : 3 ) فقد عُدِلَ عن ( أوصوا ) إلى ( تواصوا ) لما تحققه هذه المفردة بزيادتها من بيان إن النجاة من الخسران إنما تناط بحرص كل من أفراد الأمة على الحق ونزوع كلٍ منهم إلى أن يوصي به قومه ومن يهمه أمر الحق ليوصي صاحبَه بطلبه ويهمه أن يرى الحق فيقبله ، فكأنه تعالى في هذه العبارة الجزلة قد نصّ على تواصيهم بالحق وقبولهم الوصية به إذا وجهت إليهم (12) ومن هذا الباب أي باب الزيادة قوله تعالى : ( إذ انبعثَ أشقاها )( الشمس : 12 ) فانبعث ( مطاوع بَعَثَ فالمعنى : إذ بعثوا أشقاهم فانبعث وانتدب لذلك )(13) فيكون تعالى بهذه الزيادة قد أدانهم جميعاً حيث بيّن الفعل بهذه الزيادة أنهم حرّضوه وأنه أجاب ، لذلك جاء الضمير جمعاً في قوله تعالى: ( فكذبوه فعقروها(1/2581)
)(الشمس : ) لأنهم مشتركون في الأمر جميعاً ، والله تعالى أعلم .
ج - الفعل بين الإدغام وعدمه :
وقد جاء التعبير القرآني تارةً بالإدغام وأخرى من غيره وهذا حال التعبير القرآني الذي يستفيد من كل ظاهرة أسلوبية في كلام العرب وبحسب حاجة السياق وقد وظفت هذه الظاهرة الصوتية في التعبير القرآني بصورةٍ أعطت للنص القرآني خصوصيةً في الاستعمال من ذلك : استخدام الفعل يشاقّ ويشاقق بالفك والإدغام ، فالإدغام يكون طالما ذُكِرَ الله وحده فإذا ذُكِرَ معه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فُكَّ الإدغام قال تعالى : ( ذلك بأنهم شاقّوا اللهَ ورسولَهُ ومن يشاقّ الله فإن اللهَ شديدُ العقابِ ) ( الحشر : 4 ) وقال تعالى : ( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ) ( الأنفال : 13 ) ، وقد تنبه لهذا الدكتور فاضل السامرائي وحاول تعليل هذا الاستخدام حيث ذكر ( ولعله وَحَّدَ الحرفين وأدغمهما في حرفٍ واحد لأنه ذكر الله وحده وفكّهما وأظهرهما لأنه ذكر الله والرسول فكانا اثنين )(14) ، وهذا التعليل غير مُطّرد مع أطّراد هذا الاستخدام في القرآن فقد قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ) ( النساء : 115 ) فورد الفك دون ذكر الله ورسوله معاً وكان ابن الزبير قد علّلَ الفك في هذه الآية فقال : ( إن الإدغام تخفيف وليس بالأصل فورد في النساء على الأصل ولم يقترن به ما يستدعي تخفيفه ولا سؤال في ذلك )(15) وعلل الآيتين الأخريين فقال عن آية الحشر ( ذلك بأنهم شاقّوا الله ورسوله ومن يشاقّ الله .. ) بأن الماضي تقدم مُدغماً ولم يُسمع في الماضي إلا تلك اللغة ، فجيء بـ ( يشاقّ الله ) بعدها مدغماً ليناسب بإدغامه الإدغام الأول في ( شاقّوا الله ) ، وذكر أن قوله تعالى ( … ومن يشاقق الله ورسوله ) استدعاه داعيان :
أحدهما ما قبله من الإدغام
والثاني ما بعده من العطف المشبه للفك(1/2582)
فروعي البَعْدي ففكّوا الإدغام لأنّ البعدي أقوى في المراعاة ، كما فعلوا في الإمالة ، فلم يميلوا نحو مناشيط وما كان مثله مما تأخر فيه حرف الاستعلاء ، وإن حالَ بينه وبين الألف حرفان ومع ذلك فإنه يمنع الإمالة ، وليس كذلك في قوته المنع إذا تقدّم مع مائل . فكذا فعلوا فيما تقدّم فراعوا ما بَعُدَ فلم يدغموا ؛ لأنّ مراعاة الأبعد عندهم أقوى من مراعاة المتقدم (16) ، وعلى الرغم مما هذا التعليل من دقة نظرٍ إلا أن كلام الخطيب الإسكافي يبدو أقرب في تعليله الذي قال فيه : ( إنّ الأصل في ذلك إذا قويت الحركة في القاف أن تُدغم ألا ترى أنّ من جوّز أردد مكان ردّ ، وكانت لغته الإظهار متى حرَك الدال الأخيرة في قوله للاثنين رُدَا ، وقوله للجميع ردّوا لم يبق إلا الإدغام ولم يجز أردوا ولا أرددوا ولا أرددي )(16) ، وأضاف إن الحركة إنما قويت في القاف الأخيرة لتحركها بعد ملاقاتها ساكنٍ ( اللام الأولى في الله ) مثل إعْبُدِ الله ، ولأن القاف لا يلاقي غير لفظة ( الله ) ساكنة الأول لذلك قويت الحركة لأنها لا تلاقي سواه مما علق الفعل به ، أما في قوله تعالى : ( ومن يشاقق الله ورسوله ) فليس الأمر كذلك لأن القاف قد تلاقي ما يتعلق بها متحركاً ، وهو ( رسوله ) لأنّ التقدير ... ومن يشاقق رسول الله فلم يخلص ( القاف ) - لما يتعلق به - للحركة ، كما خلصت له في الأول ، أما في قوله تعالى ( ومن يشاقق الرسول ... ) فليس الساكن هنا في ( الرسول ) كمثله في ( الله ) لأنه قد يحذف فيصح لملاقاة القاف متحركاً منه نحو ( ومن يشاقق رسول الله ) فالذي أوجب الإدغام في سورة الحشر هو قوة الحركة في القاف ، وقوتها أنها لا يصح أن تلاقي الاسم الذي بعدها إلا ساكناً لا يقوم مقامه متحركٌ في حالٍ والله أعلم (17).
الحواشي:
1) ينظر : المختار من تفسير القرآن 1 / 109 ، والقابر : الدافن بيده ، معاني القرآن 3 / والطبري 30 / 56 .(1/2583)
2) ينظر التحرير 30 / 124 .
3) ينظر : المختار 1 / 109 .
4) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6063 .
5) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 126 .
6) ينظر : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن 637 – 639 .
7) على أحد قولين وسيأتي هذا .
8) ينظر : المختار 1 / 94 – 95 .
9) الديوان 61 .
10) ينظر : ابن كثير 4 وهو قول الحسن وقتادة .
11) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 7 – 8 .
12) ينظر تفسير القاسمي 17 / 6252 ونسبه بقوله ( قال الإمام ) .
13) التحرير 30 / 373 .
14) التعبير القرآني 19 .
15) ملاك التأويل 1 / 353 .
16) ينظر : ملاك التأويل 1 / 353 .
17) درّة التنزيل 475 .
18) ينظر : دّرة التنزيل 474 – 475 .[/align]
د. عامر مهدي العلواني
مدرس البلاغة والنقد في قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار[/size][/font]
---
فهد الناصر
08-20-2004, 01:16 PM
تحية طيبة للدكتور عامر على هذا البحث القيم . ونرجو المواصلة فنحن ننتفع بها ونتدبرها بشغف.
---
(1/2584)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نبذة عن كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة معمر بن المثنى
---
نبذة عن كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة معمر بن المثنى
---
مسك
06-30-2004, 08:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء أبحث عن نبذة علمية عن كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ..
جزى الله خيراً من دل على ذلك .
---
عبدالرحمن الشهري
07-09-2004, 09:38 AM
هذه مقالة حول كتاب المجاز ، كنت قرأتها قديماً في موقع المجلة ، ثم لما رأيت هذا السؤال بحثت عنها فلم أوفق ، ثم قام الأخ الكريم نايف الزهراني وفقه الله بوضعها على هيئة ملف مرفق، فأحببت وضعها برمتها هنا ، ليطلع عليها الجميع مع شكري لأخي أبي بيان .
كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ـــ أ.بهاء الدين عبد الله الزهوري
مجلة التراث العربي - العدد 81 - 82
يذكر المؤرخون أن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب، أحد كتَّاب الفضل بن الربيع، سأل أبا عبيدة عن معنى آية من القرآن، فأجاب عن السؤال واعتزم أن يؤلف (مجاز القرآن)(1). ونقل الرواة أن أول ما يطالعنا في آخر القرن الثاني الهجري من دراسات القرآن الكريم، الدراسات اللغوية لأسلوب القرآن، وكان أولها كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة (2) معمر بن المثنى (110-209)هـ. ومهما يكن الداعي إلى تأليف هذا الكتاب، فقد كان أبو عبيدة يرى أن القرآن نص عربي، وأن الذين سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة لم يحتاجوا إلى السؤال عن معانيه، لأنهم كانوا في غنى عن السؤال ما دام القرآن جارياً على سنن العرب في أحاديثهم ومحاوراتهم، وما دام يحمل كل خصائص الكلام العربي؛ من زيادة وحذف وإضمار واختصار وتقديم وتأخير(3).(1/2585)
وكتاب المجاز يمثل التيار اللغوي للتفسير، وتوجد به بعض آثار البحث البياني -الذي اتسع من بعد- وهو مهم من هذه الناحية، لأنه يحدد أيضاً بدء الدراسات النقدية من دراسات القرآن نفسها، وسنتناول الكتاب ببعض التفصيل.
تحليل الكتاب :
يحسن بنا أن نقف وقفة قصيرة أمام مجهود أبي عبيدة في كتابه (مجاز القرآن)، لاعتبارات كثيرة، أحدها أنه أول دراسة تصلنا في هذا الميدان اللغوي في القرآن، وثانيهما أنه يعتبر مرحلة أولية من مراحل تطور النقد والدراسات البيانية لأسلوب القرآن، وفي تطور الأدب العربي عامة، وثالثها أن هذا الكتاب كان مرجعاً لكثير من الدراسات اللغوية والأدبية التي تلت، لأن الرجل علم من أعلام اللغة والأدب في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ولا يصح إغفال إنتاجه في دراسة متعلقة بالقرآن الكريم.
يقدم أبو عبيدة لكتابه بمقدمة في بحوث لغوية عامة في القرآن، يبدؤها ببحث كلمة (قرآن)، وله رأي خاص في اشتقاق هذه الكلمة ينقله عنه المتأخرون، وهو قوله: إنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن، قال الله جل ثناؤه: (إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ( [القيامة: 75/17]. ويستشهد عليه من كلام العرب(4).
وبعد أن ينتهي من تلك المقدمة العامة، التي رسم فيها منهجه، ووضع فكرته التي دار عليها الكتاب، يبدأ بتناول السور والآيات تناولاً تنازلياً، يبدأ بسورة الفاتحة. ويتبع في تفسيره نظاماً لا يحيد عنه، نلخصه فيما يلي:
1-يبدأ بشرح الآية بآية أخرى ما أمكن.
2-يتبعها بحديث في المعنى نفسه.
3-ثم يتبعها بالشاهد الشعري القديم، أو بكلام العرب الفصيح، كالخطب والأمثال والأقوال المأثورة. ويحرص أبو عبيدة على أن يؤكد دائماً صلة أسلوب القرآن وفنون التعبير فيه بأساليب العرب وفنونهم، فيذكر دائماً في ختام كلامه أن (العرب تفعل هذا).
فكرة المجاز واستعمال اللفظ عند أبي عبيدة :(1/2586)
كان أبو عبيدة يدير لفظ (مجاز) على أمر في نفسه، وأنه التزم فكرة بعينها كانت تشغل ذهنه، فلم تكن هذه الكلمة تعبر عن مدلول كلمة تفسير، أو كلمة معنى بصفة مطلقة، وهذا لا ينفي إطلاقها أحياناً في ذلك المعنى. فكان أبو عبيدة يستعمل في تفسيره للآيات هذه الكلمات: (مجاز كذا)، و (تفسيره كذا)، و(معناه كذا)، و(غريبه)، و(تقديره)، و(تأويله) على أن معانيها واحدة أو تكاد، ومعنى هذا أن كلمة (المجاز) عنده عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة (المجاز) فيما بعد.
وجاز في اللغة بمعنى قطع جوز الفلاة، والمجازاة الطريقة، والمادة ومشتقاتها تعني الانتقال بوجه عام، ومنه التجوز في الشيء، الترخص فيه. وعلى هذا المعنى بنى أبو عبيدة فهمه لكلمة مجاز، ويقصد(5):
1-الانتقال في التعبير من وجه لآخر:
كالانتقال في التشبيه من وجه الشبه المعروف إلى وجه آخر غير معروف، أو مألوف. كما في قوله تعالى: (إنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أَصْلِ الجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِين) [الصافات: 37/64-65]. وعلى أساس أن هذا الانتقال من تعبير قريب إلى تعبير بعيد غير معهود لغير العربي الأصيل. يرى أبو عبيدة أن في أسلوب القرآن مجازاً، وانتقالاً على طريقة العرب في الانتقال، أو الرخصة في التعبير.(1/2587)
وقد صرح أبو عبيدة في أن العرب لم يكونوا في حاجة إلى مثل كتابه لفهم المجاز في القرآن. لأنهم أعرف بفنون القول في لغتهم، ومن ثم في القرآن الذي جاء على أصول هذه اللغة عربياً مبيناً. فالفكرة التي تراود أبا عبيدة وهو يؤلف كتابه، كانت مدرسية، يحاول أن يضع أمام طبقة المستعربين صوراً من التعبير في القرآن، وما يقابله من التعبير في الأدب العربي شعراً ونثراً، ويبين ما فيها من التجاوز أو الانتقال من المعنى القريب أو التركيب المعهود للألفاظ والعبارات إلى معان أخرى اقتضاها الكلام.
فكلمة مجاز عنده إذاً ليست مجرد مقابل لكلمة تفسير، ولكي نثبت هذا نحب أن نعطي فكرة عامة عن دوران معنى الكلمة ليتضح الأمر.
(أ)قد يكون التحول في مدلول الكلمة لغوياً:
قد يتحول المعنى من مدلول صيغة إلى مدلول صيغة أخرى، من المصادر إلى الصفات، مثل قوله تعالى: (وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ( [البقرة: 2/177]، يقول: فالعرب تجعل المصادر صفات، فمجاز البر هنا مجاز الصفة لمن آمن بالله. وقد يتحول مدلول الفاعل إلى المفعول، أو العكس، مثل قوله تعالى: ( ما إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ( [القصص: 28/76] والعصبة هي التي تنوء بالمفاتح. ومن مجاز ما يقع المفعول إلى الفاعل، قوله تعالى: ( كَمَثَلِ الَّذي يَنعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ( [البقرة: 2/171] والمعنى على الشاة المنعوق بها، وحوَّل على الراعي الذي ينعق بالشاة. والأمثلة كثيرة على ذلك.
ومنه أيضاً تحول مدلول الأدوات والحروف، يقول: ومن مجاز الأدوات اللواتي لهن معان في مواضع شتى، فتجيء الأداة تتفق في بعض تلك المعاني، قال تعالى: ( أَنْ يَضْرِبَ مثلاً ما بعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا( [البقرة: 2/26] معناه فما دونها، وفي قوله تعالى: ( والأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاها( [النازعات: 79/30] ومعناها مع ذلك.
(ب)الانقلاب في المدلول إلى الضد:(1/2588)
فقد ينقلب معنى وراء إلى قدام، في قوله تعالى: (مِنْ وَرَائِهِمُ جَهَنَّمُ( [الجاثية: 45/10] مجازه قدامه وأمامه، يقال إن الموت من ورائك أي قدامك.
(ج)التغير في الصيغة:
بزيادة في الحروف كأن يكون مدلول مَطَرَ غير مدلول أَمْطَرَ في تفسيره لقوله تعالى: (فأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجَرَةً مِنَ السَّماءِ( [الأنفال: 8/32] مجازه أن كل شيء من العذاب فهو أمطرت بالألف، وإن كان من الرحمة فهو مَطَرت.
(د)التغير في مدلول الاستفهام:
ففي قوله تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا( [البقرة: 2/30] جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربها، وقد قال تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ( ولكن معناها الإيجاب أي أنك ستفعل، وقال جرير فأوجب ولم يستفهم:
أَلَسْتُم خيرَ مَنْ رَكِبَ المطَايَا * وأنْدى العَالمينَ بُطُونَ رَاحِ
ويهتم أبو عبيدة في مواضع كثيرة بصيغة أفعل في القرآن، مثل قوله تعالى: (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه( [الروم: 30/27] مجازه مجاز ذلك هيِّن عليه، لأن أفعل يوضع موضع الفاعل. قال:
لعَمْرُك ما أَدري وإِنِّي لأوْجَلُ *على أَيِّنا تَأْتي المنيَّةُ أَوَّلُ
إني لأوجل أي وجل، وفي الأذان: الله أكبر، الله أكبر. وهكذا قد تتغير صيغة التفضيل فتصبح مجرد فاعل.
2-ويتحول المعنى تحولاً بلاغياً:
وذلك على سبيل الإيضاح أو التأنق في التعبير والتفنن في القول، فتجري كلمة مجاز على مجموعة من المعاني اصطلح البلاغيون من بعد على إدراجها تحت تعريفات خاصة في علم البلاغة، ومن هذه التعريفات ما نشأ أو قوي في ظل القرآن والدراسات القرآنية الأولى ومنها هذا الكتاب. ومنها:
(أ)التقديم والتأخير: يذكره أبو عبيدة في المقدمة، فيقول: ومن مجاز المقدم والمؤخر، قوله تعالى: (فَإِذا أَنْزَلْنَا عَلَيْها المَاءَ اهتزَّتْ وَرَبتْ( [فصلت: 41/38] أراد ربت واهتزت، و قوله تعالى: ( لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا( [النور: 24/40] لم يرها ولم يكد.(1/2589)
(ب)التشبيه، وأول ما ترد هذه الكلمة على لسان أبي عبيدة في كتاب المجاز، عند شرحه لقوله تعالى: ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ( [البقرة: 2/223] كناية وتشبيه.
(ج)التمثيل، وهو يعني عنده هنا التشبيه، أو تشبيه التمثيل، قال في تفسير قوله تعالى:
(على شَفَا جُرُفٍ هَارٍ( مجاز هائر. ومجاز الآية: (أَفَمَنْ أَسِّسَ عَلَى تَقْوى من اللهِ وَرِضْوانٍ خَيرٌ مَنْ أُسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ( [التوبة: 9/109]. مجاز تمثيل لأن ما بناه على التقوى أثبت أساساً من البناء الذي بنوه على الكفر والنفاق، وهو على شفا جرف وهو ما يجرف من سيول الأودية، فلا يثبت البناء عليه(6).
ويجدر بنا أن ننبه إلى معرفة أبي عبيدة بالتشبيه والتمثيل لونين من ألوان التعبير، ولم يهتم في الآية بكلمة هائر وحدها بل اهتم بالصورة البيانية بتمامها. وفهمه للصورة البيانية بوجه عام لا يتعدى الفهم اللغوي، فهو يتعرض لكل الفنون البيانية المتعلقة بالأسلوب، ويعتبرها من المجاز اللغوي.
(د)الاستعارة: يطلق كلمة مجاز على معنى الاستعارة، مثل قوله في تفسير قوله تعالى:
(وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ( [الأنفال: 8/11] مجازه يفرغ عليهم الصبر وينزله عليهم فيثبتون لعدوهم. وفي قوله تعالى: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى( [الأنفال: 8/17] مجازه ما ظفرت، ولا أصبت ولكن الله أظفرك وأصاب بك ونصرك.(1/2590)
وكثير من الاستعارات والتشبيهات في القرآن تدخل نطاق الحرج لأنها تتعلق بالذات أو العقيدة، أو بصورة البعث. وموقف أبي عبيدة من هذه جميعاً موقف اللغويين، يأخذ بظاهر القول إلى أمد محدود غايته المعنى المجازي القريب، وهو المذهب الذي عرفوا به ولامهم عليه المعتزلة، ولكنه قد يعمد أحياناً إلى التحلل من التشبيه، ويدور حول بعض عبارات القرآن حتى لا تدخله في دائرة الحرج أو التجسيم، فيفسر قوله تعالى: (يَدُ الله مغلولةٌ) بقوله: أي خير الله.
(هـ)الكناية: ينص على الكناية في أكثر من موضع، والفعل كنى يستعمله بمعناه اللغوي أي أخفى أو أضمر، واستعماله للكلمة في الدلالة على فن من فنون الأسلوب، قريب من استعمال البلاغيين للدلالة على الاصطلاح البلاغي المعروف (الكناية). مثل قوله في الآية: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ( [البقرة: 2/223] كناية وتشبيه، وفي قوله: (أَوْ عَلَىْ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِط( [النساء: 4/43] كناية عن إظهار لفظ قضاء الحاجة من البطن، وكذلك قوله تبارك وتعالى: (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّساءَ( [النساء: 4/43] كناية عن الغشيان، وكذلك -سوءاتهما- كناية عن فروجهما، وهذه كلها قريبة من الاستعمال البلاغي.
ويتعرض أبو عبيدة لنكت عامة في الأسلوب تأتي عرضاً في تفسيره، فيعرض للإيجاز والإطناب، ويشير إلى ما في بعض الآيات من الحذف، وما فيها من الزيادة، ومن الفنون البلاغية الأخرى التي التفت إليها، واعتبرها من المجاز (الالتفات) ويذكره في المقدمة. فيقول: ومن مجاز ما جاءت مخاطبته مخاطبة الشاهد ثم تركت وحولت هذه إلى مخاطبة الغائب، قوله تعالى: (حتى إِذا كُنْتُمْ في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بِهِمْ( [يونس: 10/22] أي بكم. والأمثلة على ذلك كثيرة في كتاب مجاز القرآن.(1/2591)
هذا بعض ما تنطوي عليه مرامي كلمة مجاز في كتاب أبي عبيدة، وهذه المعاني السابقة غالبة على غيرها من الاستعمالات، وخاصة استعمالها في معنى -تفسير- وقد تأتي بهذا المعنى في أحوال غير قليلة، كما يفسر قوله تعالى: (وَ لاَطَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالَكُمْ( [الأنعام: 6/38] قال: مجازه إلا أجناس، وقوله تعالى: (ما فَرَّطْنَا في الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ( [الأنعام: 6/38] قال: مجازه ما تركنا ولا ضيعنا(7).
وخلاصة القول في كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة، أنه كان خطوة في سبيل الكلام في طرق القول، أو (المجاز) بمعناه العام، وقد حاول أبو عبيدة أن يكشف عن بعض ما جاء من ذلك في أسلوب القرآن، مع مقارنته بما جاء في الأدب العربي، وساعد عليه محصوله اللغوي والأدبي الغزير فيهما.
وقد حددت هذه المحاولة؛ القول في بعض المسائل والمشكلات في أسلوب القرآن، والتي صارت فيما بعد مسائل البيان العربي عامة، كما أنها كانت ذات قيمة لغوية كبيرة أفادت بحوث اللغة.
وختاماً، يقول الجاحظ(8): (لم يكن في الأرض أعلم بجميع العلم من أبي عبيدة) (9)، وكان له إلى هذه السعة في العلم نفاذ وعمق يتمثلان في قولهم عنه: (إنه كان ما يفتش عن علم من العلوم إلا كان من يفتشه عنه يظن أنه لا يحسن غيره، ولا يقوم بشيء أجود من قيامه به)(10).(1/2592)
وقد عاصر أبو عبيدة من علماء اللغة الأصمعي(11)، وأبا زيد(12) وكان بينهم من الخلاف مايكون بين المعاصرين، ولكن خلافهم هذا لم يصل إلى الريبة في الثقة بما يرويه كل واحد منهم، أو إلى الأنفة من الاعتراف بالحق لصاحبه حين يبدو وجه هذا الحق. ذلك لأنهم لم يكونوا يختلقون ولا يتزيدون. وكان الرواة والآخذون عنهم يرجحون أبا عبيدة إذا قاسوه بصاحبيه أو أحدهما(13). ولعل ملحظهم في هذا التفضيل أن أبا عبيدة كان له- إلى غزارة العلم -مرونة في فهم اللغة عند الأصمعي وأبي زيد، على أن أبا عبيدة وأبا زيد كانا يتفقان في كثير من مسائل اللغة(14).
الحواشي:
(1) مجاز القرآن أبو عبيدة: ، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مؤسسة الرسالة، ط(2) بيروت 1981م، 1/المقدمة.
(2)أبو عبيدة (110-209هـ/728-824م) معمر بن المثنى. في مقدمة العلماء الرواد في البصرة، عاصر الخليل والأصمعي وأبا زيد الأنصاري، واسع الاطلاع على أخبار العرب وأيامهم.
(3)مجاز القرآن، 1/المقدمة.
(4)المرجع السابق، 1/2.
(5) أثر القرآن في تطور النقد العربي د.محمد زغلول سلام: ، دار المعارف بمصر ط(2)، القاهرة 1961/، ص39.
(6)مجاز القرآن، 1/71.
(7)المرجع السابق، 1/82.
(8)الجاحظ (159-255هـ/775-868م) أبو عثمان، عمرو بن بحر. قمة في البيان والنثر الفني، وإمام في التأليف، ورأس من فرقة المعتزلة، ترك نحواً من 360 كتاباً.
(9) البيان والتبيين الجاحظ: ، تحقيق: عبد السلام هارون، دار المعارف بمصر، ط(1) القاهرة 1950م، 1/347
(10) النوادر أبو زيد الأنصاري: ، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1894م، ص51.
(11)الأصمعي: (122-231هـ/739-831م) أبو سعيد، عبد الملك بن قريب.. بن أصمع، علم بصري فذ في اللغة والرواية قوي الحافظة لأنساب العرب وأيامها وأخبارها وأرجازها، وله كتاب الأصمعيات في الشعر القديم.(1/2593)
(12)الأنصاري (119-215هـ/737-830م) أبو زيد، سعيد بن أوس بن ثابت. من أئمة البصريين في النحو واللغة والرواية، في منزلة الأصمعي وأبي عبيدة، موثق في علمه وروايته، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء.
(13) المزهر في علوم اللغة وأنواعها السيوطي: ، تحقيق: محمد أحمد جاد المولى وعلي البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى الحلبي، القاهرة، 2/402.
(14) جمهرة اللغة ابن دريد: ، ط حيدر آباد 1345هـ، 3/434.
---
مساعد الطيار
07-09-2004, 05:31 PM
من باب الفائدة :
الرواية المذكورة في قصة تأليف كتاب المجاز التي أشار إليها الكاتب فيها غرابة ، وتكاد ألا تكون صحيحة ، ومما يستأنس به في ردِّها أمران :
أولاً : أن أبا عبيدة أبان عن سبب تأليفه للمجاز ، وهما سببان :
الأول : أن الصحابة ومن بعدهم عرب يفهمون الخطاب العربي ، فلم يحتاجوا إلى أن يسألوا عنه ، بخلاف من جاء بعدهم ممن هو في حاجة إلى معرفة هذا الخطاب العربي .
الثاني : الرد على من يزعم أن في القرآن غير اللفظ العربي ( المعرَّب ) .
وهذان السببان قد نصَّ عليهما نصًّا واضحًا في مقدمة المجاز .
ثانيًا :أنه لم يذكر هذا السبب في مقدمة تفسيره ، كما لم يذكر تفسيرًا لهذه الآية أصلاً ، فكيف يغفل عن تفسير آية كانت هي سبب تأليف الكتاب ؟!
وهذا الكتاب ـ مع ما لاقى من معارضة ـ نفيس جدًّا في بابه ، وهو من أهمِّ كتب الشواهد اللغوية في التفسير ، ولإن كان يجوز القول في أن الناس عيال على فلان في كذا ، فالمفسرون واللغويون عيال على أبي عبيدة في باب الشاهد اللغوي الشعري .
والكتاب بحاجة إلى تحقيق جديد ، ودراسة علمية مستقصية لجوانب إفادة هذا الكتاب ، ومنزلته في التأليف في هذا الفنِّ ، ودراسة عصره اللغوي وما لأهلها من اللغويين من كتابات في غريب القرآن ومعانيه ، وأثره فيمن جاء بعده ، إلى غير ذلك .
والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
06-24-2005, 06:55 PM
وهذا بحث آخر بعنوان :(1/2594)
أَبو عبَيْدة التّيمي منهجه ومذهبه في "مجَاز القرآن"
لموفق السرّاج
نشر بمجلة التراث العربي بدمشق -العدد 18 - ربيع الثاني 1405
تمهيد:
أحب أن أشير في البداية إلى أن أهم نقطة يمكن أن يتعرض لها الباحثون في التراث العربي هي المنهج الذي كان يتبعه أصحاب تلك الأعمال التراثية الضخمة في مؤلفاتهم، هذا المنهج الذي يتخطى حدود الزمان والمكان، ويكشف عن التوجه العقلي الذي يصدر عنه الكاتب في كتاباته، وبالتالي يدل على مكانة العمل التراثي وصاحبه، والأثر الذي خلفه في عصره ومابعد عصره، ويجلو مذاهب المؤلفين من آثارهم. وذاك ما أبتغيه من هذه الدراسة فأعرض لكتاب "مجاز القرآن"، لأبي عبيدة مَعمر بن المثنى التيمي /110 ـ 210 هـ/ فأبين من خلال هذا الكتاب منهج مؤلفه ومذهبه لأنه أول كتاب و صلنا في عنوانه وموضوعه، وعندما ظهر في زمانه أحدث ضجة كبيرة في الأوساط العلمية المختلفة، ولكن أرى من الضرورة، قبل ذلك، أن أعرِّج على ما ألف في القرآن كي نعرف إلى أي لون من التفاسير القرآنية ينتمي كتاب المجاز هذا.
*ما ألف في القرآن:
قد يكون من نافلة القول أن نذكر بأن لوناً من ألوان التراث العربي لم يحظ بالعناية والدراسة والشرح والتمحيص مثل ما حظي به القرآن الكريم خاصة، والعلوم الشرعية عامة، منذ نزل القرآن على محمد (ص) ليكون مفسره الأول إلى الصحابة والتابعين والعلماء والدارسين في أصقاع متنوعة من عالم واسع عريض امتد من الصين والهند في أقصى المشرق، إلى مراكش والأندلس في أقصى المغرب، وحتى عصرنا هذا الذي ظهرت فيه ـ ولا تزال ـ دراسات وشروح وتفاسير مختلفة.(1/2595)
والناظر إلى المكتبة القرآنية يدرك مدى غناها بكتب التفسير، كما يلحظ ألواناً شتى للتفاسير، بسبب العصبيات المذهبية والسياسية والفكرية التي ينتمي إليها المفسرون، فكان ما يسمى بـ"التفسير بالمأثور"، أو "التفسير النقلي" الذي اعتمد فيه أصحابه على ما ورد في القرآن، وما جاء في الحديث الشريف، وأثر عن الصحابة والتابعين من تفسير للآيات.
ثم "التفسير بالرأي" أو "التفسير العقلي" الذي اتخذ من الرأي أو العقل والاجتهاد طريقاً له في الكشف عن غامض التنزيل. و"تفاسير الفرق الإسلامية المختلفة" ترجع في الحقيقة إلى التفسير بالرأي، لأن أصحابها لم يؤلفوها إلا لتأييد أهوائهم... ومن ذلك تفاسير المعتزلة والمتصوفة... ويغلب على تفاسير المعتزلة الطابع العقلي والمذهب الكلامي... ولا ترد النصوص فيها إلا على أنها شيء ثانوي نادراً ما يلجؤون إليه لشرح معاني الآيات(1)، ويغلب على تفاسير المتصوفة الشطحات التي تبعدهم عن النسق القرآني، وتجعل كلامهم غامضاً إلا على المشتغل بالشؤون الروحية(2).
ويقرب من تفاسير المتصوفة ما يسمى بالتفسير الإشاري، وهو الذي تؤول به الآيات على غير ظاهرها مع محاولة الجمع بين الظاهر والخفي(3).(1/2596)
إلا أن من كتب التفسير ما أظهر عناية خاصة في جانب من جوانب القرآن، كالتوجيه الأعرابي أو البلاغي أو النظر في معاني مفردات القرآن، أو مجازه، أو في أقسامه، أو نظمه ونذكر من ذلك على سبيل المثال كتاب "مجاز القرآن"، لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 210 هـ)، وكتب "معاني القرآن"، للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة(4)، (ت 215هـ)، ويحيى بن زياد الفراء (5) (ت 207)، والزجاج (6) (ت 310 هـ)، وأبي جعفر النحاس (7) (ت 337)، وكتاب "أحكام القرآن"، لأبي بكر الجصاص (ت 370 هـ)، و"إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم"، لابن خالويه (ت 370 هـ)، وإعجاز القرآن"، للقاضي الباقلاني (ت 403هـ)، و"دلائل الإعجاز" للإمام عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، وكتاب "مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني (ت 502 هـ)، ....الخ.
ولعل من دواعي كثرة الدراسات والتفاسير القرآنية أن هذا الكتاب قد بهر أرباب الفصاحة والبيان، وجعلهم عاجزين عن مجاراته بله الإتيان بآية من آياته، مما دفع علماء العربية إلى البحث عن أسباب إعجازه من جهة، واستنباط قواعد العربية النحوية واللغوية من خلال القراءات التي لم تعدُ وجوهاً فصيحة صحيحة لكلام العرب ولهجاتهم من جهة أخرى، فظهرت عن ذلك التفاسير اللغوية التي يلجأ فيها المفسر إلى اللغة، يستعين بها في تطبيق المنهاج الذي ارتضاه لنفسه والمذهب الذي يميل إليه. بيد أن الاعتماد على اللغة يختلف مقداره من مفسر إلى آخر، فمنهم من جعل كل اعتماده أو جله على اللغة، فقدموا إلينا كتب "معاني القرآن"، التي تنحو في التفسير منحى لغوياً ونحوياً وبلاغياً، وكتاب "مجاز القرآن" واحد منها، وإن اختلف عنها في التسمية، لأنه ينحو في التفسير منحى لغوياً.(1/2597)
ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى أن الحركة اللغوية عامة، و النحوية خاصة، بدأت أول ما بدأت، بدافع من الحرص على حفظ ألسن العرب من اللحن وتعليم الأعاجم، الذين دخلوا الإسلام أفواجاً، حسن قراءة القرآن "وكان القائمون على ذلك من قراء القرآن الذين ورثوا ألواناً من وجوه القراءات هي سابقة ولا شك على الاشتغال باللغة والنحو، فمن الطبيعي، والحالة هذه، أن يورثوها بدورهم تلاميذهم، وأن يحاول هؤلاء التلاميذ مع الزمن تأويلها وتعليلها حين بدأت تتكون مقومات البحث المنهجي العلمي"(8).
وكيلا نشعب القول ونظل في التعميم، نلقي المرساة في أواخر القرن الثاني الهجري فنرى أن "أول ما يطالعنا من دراسات القرآن الدراسات اللغوية والنحوية لأسلوب القرآن، أما اللغوية فيضطلع بها أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه "مجاز القرآن"، وأما النحوية فيضطلع بها أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء في كتابه "معاني القرآن"، (9)، وسوف نقف على الكتاب الأول ونفصل فيه القول لأن عليه مدار حديثنا.
*في مجاز القرآن:
كنت قد ذكرت أن هذا الكتاب ينضوي تحت ما ألف من كتب في "معاني القرآن" وإن اختلف عنها في التسمية، لأنه ينطلق ـ كما انطلقت هذه الكتب ـ في غاية واحدة هي الرجوع إلى أساليب العربية المستعملة، ومعرفة الطرق التي تسلكها في التعبير، ومن ثم فهم آي التنزيل التي نزلت على طريقة العرب.
وإذا كان كتاب الفراء "معاني القرآن"، يمثل المذهب الكوفي النحوي واللغوي فإن "مجاز القرآن"، لا يكاد يمثل مذهباً سوى الرأي المتحرر من القيود التي كانت المدرستان البصرية والكوفية تضعانها لفهم النصوص (10)، على أن صاحبه يعد من علماء البصرة.(1/2598)
ومع أن الكتاب قد وجدت فيه بعض آثار البحث البلاغي إلى أن الطابع اللغوي يكاد يطغى عليه حتى يوشك أن يكون كتاب لغة قبل أن يكون كتاب تفسير. و"يعد معاني القرآن للفراء دراسة مكملة ـ من الناحية اللغوية ـ لكتاب مجاز القرآن لأنه يبحث في التراكيب والإعراب، و"المجاز" يبحث في الغريب والمجاز، وكلتا الدراستين متعلقتان بالأسلوب، واختلفت دراسة الفراء هنا عن دراسة أبي عبيدة، وكان لهذا الخلاف أسبابه(11).
ولكن ما الدافع الذي جعل أبا عبيدة يؤلف كتاب المجاز، ويطلق عليه هذا الاسم؟، وفي أي وقت كان ذلك؟...
لقد ذكرت كتب التراجم سبب التأليف وزمنه من غير تحديد دقيق للسنة التي تم فيها ذلك. سوى ياقوت الحموي الذي حدد زمن تأليفه بسنة 188هـ، قال: "... قال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه سنة 188 هـ، فقدمت إلى بغداد واستأذنت عليه فأذن لي، ودخلت وهو في مجلس له طويل عريض في بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسي وهو جالس عليها... ثم دخل رجل في زي الكتَّاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي. وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة. أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا. قال لي: إني كنت إليك مشتاقاً وقد سئلت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟... قلت: هات. قال: قال الله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين(. وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفيُّ مضاجعي* ومسنونة زرق كأنياب أغوال(1/2599)
وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أضع كتاباً في القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علم. فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز، وسألت عن الرجل فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه يقال له إبراهيم بن اسماعيل بن داود الكاتب"(ص12).
وهذا الذي حكاه أبو عبيدة يلفتنا إلى أمور نرى من الفائدة ذكرها وهي التالية:
1 ـ أن أبا عبيدة ألف كتاب المجاز سنة 188 هـ، وهذا يعني أنه سابق لكتاب الأخفش الأوسط الذي اعترف بأنه أفاد منه في كتابه "معاني القرآن"، كما سيرد في حينه، كما أنه أسبق من كتاب الفراء الذي ألف مابين (202 ـ 204هـ).
2 ـ إن الدافع لتأليفه هو سؤال إبراهيم بن إسماعيل بن داود أحد كتاب الوزير الفضل بن الربيع، ولم يكن هذا الكاتب ممن عرفوا بالفصاحة والحذق وسعة الاطلاع على العربية ومذاهبها من أفواه أصحابها الذين ارتحل إليهم علماء العربية، فدرسوا اللغة عليهم في مواطنها، وإنما كان ـ فيما يبدو ـ ممن تعلم العربية تعلماً مدرسياً كما كانت تعلم في المدن، فعرف القواعد الدقيقة التي تنسرب اللغة فيها، من غير أن يدرك الأوجه المختلفة التي تستعمل فيها مفردات العربية التي تتمرد على كل القواعد الصارمة التي يجب أن تخضع لأحوال استعمال المفردات لا أن تخضع هذه المفردات لتلك القواعد(13)، التي كانت تدرس في مجالس النحاة واللغويين. "وغني عن البيان أن أي قاعدة نحوية أو لغوية تضيق دائماً عن إمكانات الواقع الحي للغة وثرائه، ويظل من يتعلم اللغة ولفترة طويلة جداً في حدود القواعد والحدود، دون أن يتجاوز ذلك إلى رحابة الأساليب الفنية للغة"(14).(1/2600)
"فالفكرة التي تراود أبا عبيدة وهو يؤلف كتابه كانت فكرة مدرسية، يحاول أن يضع أمام طبقة المستعربين صوراً من التعبير في القرآن وما يقابله من التعبير في الأدب العربي شعراً ونثراً ويبين ما فيها من التجاوز أو الانتقال من المعنى القريب أو التركيب المعهود للألفاظ والعبارات إلى معان وتراكيب أخرى اقتضاها الكلام. فكلمة مجاز عنده إذاً ليست مجرد مقابل لكلمة تفسير أو كلمة معنى بصفة مطلقة. وإن هذا لا ينفي إطلاقها أحياناً في ذلك المعنى".(15).
فهو قد سماه بـ"المجاز" انطلاقاً من هذا المعنى لأن "جاز الموضع جوزاً... ومجازاً... سار فيه وخلَّفه... والمجاز الطريق إذا قطع من أحد جانبيه إلى الآخر. وخلاف الحقيقة".(16).
والمجازة الطريقة، والمادة ومشتقاتها تعني الانتقال بوجه عام، ومنه التجوز في الشيء: الترخص فيه(17).
وقد وضح لنا مراده هذا منذ الصفحة الأولى وما تلاها عندما شرح معنى كلمة قرآن ولماذا سمي القرآن بهذا الاسم فقال:
"القرآن: اسم كتاب الله خاصة، ولا يسمى به شيء من سائر الكتب غيره، وإنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن. قال الله جلَّ ثناؤه: (إن علينا جمعه وقرآنه( [القيامة: 17]. مجازة: تأليف بعضه إلى بعض، ثم قال: (فإذا قرآناه فاتبع قرآنه( [القيامة: 18]. مجازه: فإذا ألقينا منه شيئاً فضممناه إليك فخذ به واعمل به وضمه إليك وقال عمرو بن كلثوم في هذا المعنى:
ذراعي حرة أدماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا(1/2601)
أي لم تضم في رحمها ولداً قط... وفي آية أخرى: (فإذا قرأت القرآن( [النحل: 98]، مجازه: إذا تلوت بعضه في إثر بعض، حتى يجتمع وينضم بعضه إلى بعض، ومعناه يصير إلى معنى التأليف والجمع"(18). ثم يأتي على معنى الفرقان ومجاز السورة فالآية (19) مما يتصل بمعارف عامة في القرآن، ثم يصرح بالدافع الذي جعله يؤلف كتابه فيبين أنه لم يضعه للعرب الفصحاء وإنما لعامة الناس ـ بما فيهم الأعاجم ـ الذين شعر أبو عبيدة بحاجتهم إلى فهم القرآن وإدراك معانيه، والإلمام بأساليبه الجارية على خصائص الكلام العربي من زيادة وإضمار وحذف واختصار وتقديم وتأخير وما جاءت مخاطبته مخاطبة الغائب ومعناه مخاطبة الشاهد، وما جاءت مخاطبته مخاطبة الشاهد، ثم تركت وحولت مخاطبته هذه إلى مخاطبة الغائب، قال: "فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي ( أن يسألوا عن معانيه لأنهم كانوا عرب الألسن، فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه وعما فيه مما في كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص....".(20)، ثم يضرب أمثلة مختلفة من القرآن على أنواع المجاز التي ذكرنا (21)، ثم يشرع بتفسير آيات من كل سورة بحسب ورودها في القرآن حتى يأتي على جميع السور(22).
ولعل هذا ما حدا أحد الباحثين على أن يعد أبا عبيدة في كتابه المجاز نحوياً رائداً تجاوز وقوف النحاة على حركات الإعراب وانشغالهم بها زمناً طويلاً ليتناول بحسه طرق التعبير، ويكشف من سر العربية ونظم تأليفها ما يتجاوز آخر الكلمة وحكم إعرابه. بيد أنه لم يكثر ما أكثر سيبويه وجماعته، ولم يتعمق ما تعمقوا، ولا أحاط إحاطتهم. ولكنه دل على سبيل تبصرة انصرف الناس عنها غافلين(23).
3 ـ وأما الأمر الثالث الذي يلفتنا إليه جواب أبي عبيدة فهو أنه يرد المثال القرآني الذي سئل عنه إلى طريقة العرب التي نزل القرآن عليها فيجعل من ذلك منهجاً له في الكتاب. ودليل ذلك أنه يقول:(1/2602)
"نزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن "طه" بالنبطية فقد أكبر، وإن لم يعلم ماهو، فهو افتتاح كلام وهو اسم للسورة وشعار لها. وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها. فمن ذلك الاستبرق بالعربية، وهو الغليظ من الديباج، والفِرِند، وهو بالفارسية استبره، وكَوز وهو بالعربية جوز، وأشباه هذا كثير". (24).
وفي ذلك طرف من القضية اللغوية الهامة التي أثارها القرآن على أقلام علماء العربية الذين انقسموا في ألفاظه بين فريق رافض لفكرة وجود أية ألفاظ غير عربية في القرآن معتمداً على تفسير لظاهر الآيات التي تعرضت للسان الذي جاء به التنزيل من مثل قوله تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي((25). [فصلت:44]. وفريق آخر رأى أن العرب خالطوا سائر الألسنة فعلقت من لغاتهم ألفاظ غيرت بعضها بالنقص من حروفها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح، وعلى هذا الحد نزل بها القرآن(26). وبين الرأيين رأي ثالث اتخذ منحى توفيقياً فقال بوجود كلمات يسيرة غير عربية دون أن تخرج القرآن عن عربيته(27).
وعلى هذا يكون أبو عبيدة من أصحاب الرأي الأول، وعليه بنى منهجه في الكتاب كله، بمعنى أنه يحاول شرح لفظ أو تركيب، ثم يستشهد على صحته بآية أو حديث في المعنى نفسه أو كلام العرب الفصيح، كالخطب والأمثال والأقوال المأثورة، وفي أغلب الأحيان بأبيات من الشعر القديم وخاصة الرجز منها، ويحرص دائماً على أن يؤكد صلة أسلوب القرآن بأساليب العرب، فيذكر في ختام كلامه أن "العرب تفعل هذا".(1/2603)
وبعد، فمجاز القرآن كتاب تمتزج فيه اللغة والبلاغة والنحو، وكذلك كان الأمر في تراثنا القديم، حيث كانت الدراسة البلاغية متداخلة مع الدراسة اللغوية في كتب النحاة الأوائل أمثال سيبويه حتى عده بعض الباحثين واضع علمي المعاني والبيان(28). ورأى أن أبا عبيدة في كتابه "مجاز القرآن"، لم يفعل أكثر من أنه سلك مسلك سابقيه من اللغويين من ربط النحو بالأساليب والتراكيب، على عكس ما فعل المتأخرون حيث قصروه على أنه علم يعرف به أحوال أواخر الكلم إعراباً وبناء (29). وقد بينا ذلك حين تحدثنا عن المقصود بكلمة "مجاز".
على أن ذلك لا يمنع أن نرى في أبي عبيدة، نظرياً، رجل لغة أولاً، وبلاغة ثانياً، ونحو ثالثاً كفنان يلم بألوان الفن، ولكنه يبرع في رسم الوجوه وكشف ملامحها بأفضل من محاولته مع المناظر الطبيعية، ويتقن رسم الطبيعة بما لا يتوافر له مع اللوحات التجريدية.
أولاً: أبو عبيدة اللغوي:(1/2604)
لا يخفى على كل ذي نظر متأمل في كتاب "المجاز" أن صاحبه لغوي في المقام الأول، عليم بلغات العرب وغريبها، يوجه اهتمامه الأول عند التفسير إلى شرح ما يراه يستحق الشرح من مفردات القرآن، مستعيناً ببعض الآيات المماثلة أو فصيح الكلام، من غير أن يغفل الاستشهاد بالشعر القديم، وخاصة الرجز الممتلئ بأوابد اللغة وشواردها(30). وقد يحدد نوع الكلمة ووزنها(31)، وكثيراً ما يبدو ذا حس لغوي مرهف ومثال ذلك إدراكه فرق المعنى بين كسر العين وفتحها في كلمة "عوج" في الآية: (تبغونها عوجاً( [آل عمران: 99]. إذ يقول: مكسورة الأول لأنه في الدين، وكذلك في الكلام والعمل، فإذا كان في شيء قائم نحو الحائط، والجذع، فهو عوج مفتوح الأول (32)، ويستطرد في شرح مفردة لا علاقة لها بالآية، كان يشرح اسم صاحب الشاهد الشعري(33)، أو مفردة من الشاهد(34)، أو من كلامه، ويأتي لها بالشاهد مما يدل على تبحره باللغة فمن ذلك مثلاً شرحه الآية: (قاتلهم الله( [التوبة: 30]، قتلهم الله، وقلما يوجد فاعل إلا أن يكون العمل من اثنين، وقد جاء هذا ونظيره ونِظْره: عافاك الله، والمعنى أعفاك الله، وهو من الله وحده والنظر والنظير سواء مثل ندّ ونديد، قال:
ألا هل أتى نظري مليكة أنني"(35).
وقد أشاد الطبري بهذا التفسير (36)، كما أقر في مواضع كثيرة من تفسيره ببصر أبي عبيدة بكلام العرب ونقل عنه (37)، وبعد ذلك يحق له أن يسن القواعد اللغوية (38)، وأن يكون له تفرده فيخالف غيره من العلماء في بعض أمور اللغة كالفراء والكسائي (39). ويكون له مذهب في التفسير (40).
وربما مر بتعليل حركة كلمة فقال: "زعم النحويون" (41)، وكأنه يقر أنه لغوي أولاً، واهتمامه بالنحو محدود لأنه يذكر رأيهم فلا يعلق عليه. ومما يؤكد ما نذهب إليه قول صاحب اللسان: "وقال الأزهري: أبو عبيدة صاحب بالغريب وأيام العرب وهو بليد النظر في باب النحو ومقاييسه".(42).
ثانياً: أبو عبيدة البلاغي:(1/2605)
لقد سبق وعرفنا أن تأليف كتاب المجاز كان بسبب مسألة بلاغية في القرآن، تتعلق بالتشبيه (طلعها كأنه رؤوس الشياطين( [الصافات: 65]، فلا غرابة أن نجد أن أبا عبيدة يهتم بإيضاح المسائل البيانية الموجودة في القرآن، ويجد لها ما يماثلها في كلام العرب وأساليبهم في التعبير، وقد صارت هذه المسائل فيما بعد مسائل في البيان العربي (43)، حتى وصل الأمر بالأستاذ إبراهيم مصطفى إلى أن وجده أسبق من الإمام عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، في وضع أسس علم المعاني الذي فصله النحاة فيما بعد عن معاني النحو فأزهقوا روح الفكرة(44)، كما عده آخر أول من كتب في علم البيان(45).
ولا بد من التدليل على هذا الكلام فنحدد ما جاء في الكتاب من أمور بلاغية، لأن كل كلام يفتقر إلى الدليل القاطع يبقى في حيز الافتراض فإليك البيان:
1 ـ المجاز العقلي حيث قال في قوله تعالى: (والنهار مبصراً( [يونس: 67]، له مجازان أحدهما: إن العرب وضعوا أشياء من كلامهم في موضع الفاعل، والمعنى أنه مفعول، لأنه ظرف يفعل فيه غيره لأنه لا يبصر ولكنه يبصر فيه الذي ينظر، وفي القرآن: (في عيشة راضية([الحاقة:21]. وإنما يرضى بها الذي يعيش فيها، قال جرير:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى *ونمت وما ليل المطي بنائم
والليل لا ينام وإنما ينام فيه، وقال رؤبة:
"فنام ليلي وتجلى همي"(46).
ب ـ الكناية والتشبيه المصرح بهما من غير تفصيل في مثل قوله: (نساؤكم (47)، حرث لكم( [البقرة: 223]، كناية وتشبيه قال: (فأتوا حرثكم أنى شئتم(، [البقرة: 223]، (47). وفي بعض الأماكن يريد الكناية من غير أن يصرح باسمها (48) أما مجاز التمثيل فيعني عنده التشبيه أو تشبيه التمثيل كما في تفسير قوله تعالى: (على شفا جرف هار((49)، [التوبة ـ 109].
ج ـ الاستعارة: وإليها يشير إشارة تفهم من خلالها (50) وقد يخلط بينها وبين التشبيه (51).(1/2606)
د ـ الالتفات: تنبه أبو عبيدة إلى هذا الأسلوب، وإن لم يسمعه، كأن يقول: "ومن مجاز ما جاءت به مخاطبة الشاهد، ثم تركت، وحولت مخاطبته هذه إلى مخاطبة الغائب، قول الله تعالى: (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة(ـ [يونس ـ 22]، (أي بكم).(52).
هـ ـ الحذف والاختصار عند أمن اللبس للإيجاز. والإيجاز صفة محمودة من صفات الكلام عند العرب، والقرآن خير ممثل لهذه الصفة في أسلوبه، وقد أشار أبو عبيدة إلى كثير من مواضع الحذف في آياته فلنسمعه يقول في هذه الآية: (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم(. [آل عمران: 106]"، العرب تختصر لعلم المخاطب بما أريد به، فكأنه خرج مخرج قولك: فأما الذين كفروا فيقول لهم: أكفرتم، فحذف واختصر الكلام، وقال الأسدي:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها *بني شاب قرناها تصر وتحلب
أراد: بني التي شاب قرناها، وقال النابغة الذبياني:
كأنك من جمال بني أقيش *يقعقع خلف رجليه بشنِّ
"بني أقيش"، حي من الجن، أراد: كأنك جمل يقعقع خلف رجليه بشن، فألقى الجمل، ففهم عنه ما أراد". (53).
و ـ الإطناب: مثلما أحب العرب الإيجاز، فحذفوا عند أمن اللبس، لم يستنكروا الإطناب حين تدعو الحاجة إليه، كتوكيد بعض الكلام. وقد أشار أبو عبيدة إلى مكان الإطناب من غير تسمية، فقال: "ومن مجاز المكرر للتوكيد قوله تعالى: (يا أبت أني رأيت أحد عشر كوكباً، والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين(. [يوسف: 4]، أعاد الرؤية، وقال: (أولى لك فأولى( [القيامة: 34]، أعاد اللفظ"، (54).
ز ـ إدراك الفارق بين الخبر والإنشاء قوله تعالى: (لا تُضارُّ والدة بولدها( [البقرة: 233]. يقول: رفع، خبر، ومن قال: "لا تضارَّ"، بالنصب، فإنما أراد (لا تضارِرْ(. نهي (55)، ومعلوم أن النهي غرض من أغراض الإنشاء.(1/2607)
ح ـ خروج الإنشاء عن حقيقة معناه ليعبر عن معنى آخر يفهم من السياق كخروج الاستفهام إلى تقرير أمر ما، وهو ما يسمى بالاستفهام التقريري(56)، أو خروجه إلى معنى التحذير (57)، أو الإنكار(58). وكذا الحال في الأمر الذي يخرج معناه إلى الوعيد(59).
ط ـ التقديم والتأخير: يحدث في الجملة أن تتقدم كلمة على أخرى لغرض بلاغي، مما يكسب الكلام جمالاً وتأثيراً، ويجعل للتقديم والتأخير مكانة سامية في علم المعاني، وقد أشار أبو عبيدة إلى أماكنه في القرآن وتنبه إليها ولكنه لم يكن يذكر السبب البلاغي الذي حصل من أجله التقديم والتأخير(60).
ي ـ الكلام بالواحد على لفظ الجمع بغرض التفخيم. وكثيراً ما ردد أبو عبيدة أن العرب تتكلم بهذا أو تفعله.(61).
ولكن يجدر بنا بعد هذا البيان أن نشير إلى أن فهم أبي عبيدة للصورة البيانية بوجه عام لا يتعدى الفهم اللغوي، فهو يتعرض لكل الفنون البيانية المتعلقة بالأسلوب، ويعدها من المجاز اللغوي، وكثير من الاستعارات والتشبيهات في القرآن تدخل نطاق الحرج لأنها تتعلق بالذات أو بالعقيدة، أو بصورة البعث، وموقف أبي عبيدة من هذه جميعاً موقف اللغويين، يأخذ بظاهر القول إلى أمد محدود غايته المعنى المجازي القريب، وهو المذهب الذي عرفوا به (62)، ولكن استعماله للكناية في الدلالة على فن من فنون الأسلوب قريب من استعمال البلاغيين للدلالة على الاصطلاح البلاغي المعروف، "الكناية"، (63).
ثالثاً: أبو عبيدة النحوي:
بان لنا أن أبا عبيدة يوجه جل اهتمامه إلى اللغة ثم البلاغة ليكون الجانب النحوي عنده أضعف الجوانب، واحتفاؤه به قليلاً. ولا بأس علينا أن نتلمس شخصيته النحوية من خلال هذا القليل فنجده:
أ ـ لا يحتفي بإيراد وجوه القراءات احتفاء غيره بها، وأن أورد منها شيئاً فأحياناً يكتفي بوجه واحد (64)، وحيناً بوجهين (65)، ونادراً بثلاثة وجوه(66).(1/2608)
ب ـ إذا مر ببعض وجوه الإعراب مسَّها مساً خفيفاً من غير أن يقف عليها أو يتأملها بعمق نظر النحاة (67)، ويكاد النصب على المصدرية يشكل قاعدة لديه فكثيراً ما ذكر المصدر سبباً للنصب(68).
ج ـ يقول بالإعمال (69)، ويذكر العامل المحذوف أحياناً ليعلل حركة كلمة (70)، ولكن دون أن يبالغ في ذلك أو يتزيد أو يتمحل فعل متأخري النحاة.
د ـ له شخصية مستقلة ورأي حر، فلا يتقيد ـ وهو البصري ـ بمذهب أهل البصرة، فيستعمل أحياناً مصطلحاً كوفياً كالكناية التي يعبر بها الكوفيون عن الضمير (71)، وقد يعمم عليه قاعدة نحوية (72).
لماذا تألب على أبي عبيدة معاصروه؟
ما إن ألف أبو عبيدة كتاب "المجاز"، وذاع أمره حتى أحدث ضجة كبيرة في البيئات العلمية في البصرة والكوفة على السواء.
في البصرة كان الأصمعي يحمل لواء الحملة ويتهمه بأنه فسر القرآن برأيه فلما بلغ ذلك أبا عبيدة سأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هو، فذهب إليه وسأله: أبا سعيد، ما تقول في الخبز؟... قال: هو الذي تخبزه وتأكله، فقال له أبو عبيدة: فسرت كتاب الله برأيك؟... قال: قال تعالى: (إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً( [يوسف: 36]. قال: الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته ولم أفسره برأيي، فقال له أبو عبيدة: وهذا الذي تعيبه علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا(73).
وانتقل هذا الحرج إلى أبي حاتم السجستاني الذي قال ـ وقد سئل عن كتاب المجاز: (إنه لكتاب ما يحل لأحد أن يكتبه، وما كان شيء أشد علي من أن أقرأه قبل اليوم، ولقد كان أن أضرب بالسياط، أهون علي من أن أقرأه)، ثم نازعته إليه نفسه فقرأه، والتقى بحمد بن المعذل فصار كل منهما يقول للآخر: "وقفني على خطأ أبي عبيدة في القرآن"، (74).(1/2609)
وكذلك ذهب أبو عمرو الجرمي بشيء منه إلى أبي عبيدة، وكأنه ينكره، وقال له: عمن أخذت هذا يا أبا عبيدة فإن هذا تفسير خلاف تفسير الفقهاء؟... فقال له، وقد ضاق به: (هذا تفسير الأعراب البوالين على أعقابهم فإن شئت فخذه وإن شئت فدعه). (75).
أما في الكوفة فقد كان موقف علمائها أشد حدة مما ذكرنا، فهم أنكروا عليه ما ورد في تفسيره، وشنعوا عليه حتى قال الفراء: "لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتابه المجاز"(76)، وكثيراً ما قال في كتابه: "معاني القرآن"، "وقد قال بعض من لا يعرف العربية"، (77)، قاصداً أبا عبيدة.
وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما الأسباب التي جعلت علماء البصرة والكوفة يقفون من تفسير أبي عبيدة موقف المنكر المستهجن؟...
لقد عزا بعض الباحثين الاختلاف حول كتاب المجاز في البصرة إلى الخصومة بين النزعة العقلية، والنزعة النقلية(78)، إذ كان مسلك أبي عبيدة في عدم التزامه بآثار السلف في التفسير، واعتماده على النزعة العقلية، والتفكير الحر والنظر الدقيق المستقل خروجاً على ما كان عليه علماء اللغة والتفسير الذين كانوا يتحرجون أشد الحرج ويلتزمون بآثار السلف(79)، على حين كان موقف علماء الكوفة من كتاب المجاز من أول الدلائل على العصبية القائمة بين البلدين(80).(1/2610)
بيد أنني، وإن كنت لا أنفي أن تكون الأسباب المذكورة وراء الحملة التي شنت على أبي عبيدة، إلا أنني أرى لهذه الخصومة سبباً أهم من كل ذلك، ولا أقدم عليه سواه، وهو سبب شخصي يتعلق بأصل أبي عبيدة وموقفه وأخلاقه، ذلك أنه ينحدر من أصل يهودي، وقد عرف بشعوبيته وطعنه على العرب، كما اتهم في أخلاقه، ومن ذلك قول بروكلمان: "ولد أبو عبيدة... لأبوين رقيقين من يهود فارس من باجروان، وكان مولى لتيم قريش، وأخذ في شبيبته عن أبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب. ولا عيب عليه نسبه من العجم لحق بفرقة الصفرية من الخوارج، وحاول أن ينتقم لنفسه بتصنيف كتب في مثالب العرب على مذهب الشعوبية... وهجاه أبو نواس بتهمة اللواط. ولما كتب كتاب المثالب، الذي نقل عنه ياقوت كرهه الناس فلم يحضر جنازته أحد من البصريين".(81).
ولعل هذا دليل على ماكان في شخصية أبي عبيدة من أسباب جعلت حتى جماعته البصريين يقفون منه هذا الموقف وينفرون منه ويحجمون عن المشاركة في تشييعه حتى انتقل إلى جوار ربه.
ولو كان الخلاف المعروف بين البصرة والكوفة السبب الأول والوحيد في موقف بعض علماء الكوفة من أبي عبيدة لوجب أن نجد لهذه الخصومة نظائر مع علماء بصريين آخرين كتبوا في تفسير القرآن على هذا المنحى، كالأخفش الأوسط أبي الحسن سعيد بن مسعدة المتوفى سنة 215هـ، الذي كتب كتاب "معاني القرآن"، (82)، في الفترة نفسها، والذي يعد من كبار علماء البصرة إذ أخذ النحو واللغة عن سيبويه(83)، غير أننا نرى أبا زكريا الفراء إمام مدرسة الكوفة بعد الكسائي يجله ويعترف بسمو مكانته العلمية في أمور اللغة بين علماء عصره، فقد روى ياقوت على لسان ثعلب (أن الفراء دخل على سعيد بن سالم فقال: قد جاءكم سيد أهل اللغة وسيد أهل العربية، فقال الفراء: أما ما دام الأخفش يعيش فلا). (84).(1/2611)
على أن ما ذكرناه في شخصية أبي عبيدة لا يغض من مكانته العلمية ومنزلته الثقافية بحال من الأحوال فقد قال فيه الجاحظ: "لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة"، (85). وفي عهده وضعت أسس العلوم الإسلامية على ما اختلفت نواحيها من تفسير وفقه وأخبار، وكان أبو عبيدة يشارك في أنواع هذه الثقافة مشاركة جيدة. ونستطيع أن نتبين في كتبه جوانب من هذه الثقافة، فهي لغوية بما فيها من تفسير وحديث وغريب، وهي تاريخية تتناول مواضيع في تاريخ العرب وعاداتهم في جاهليتهم أحياناً وفي إسلامهم أحياناً أخرى، وقد تتجاوز ثقافته هذه الأمة العربية إلى عادات وأخبار لغير العرب(86).
ولعل فيما روي من اعتراف أبي الحسن الأخفش الأوسط برفعة مكانة أبي عبيدة في العلم بغريب اللغة حتى قدمه على نفسه، معلناً تأثره بكتاب المجاز وإفادته منه في كتابه معاني القرآن، دليلاً آخر يضاف في هذا المجال فقد (قال أبو حاتم: كان الأخفش قد أخذ كتاب أبي عبيدة في القرآن فأسقط منه شيئاً وزاد شيئاً، وأبدل منه شيئاً، قال: أبو حاتم: فقلت له: أي شيء هذا الذي تصنع؟... من أعرف بالغريب أنت أو أبو عبيدة؟... فقال: أبو عبيدة، فقلت: هذا الذي تصنع له ليس بشيء، فقال: الكتاب لمن أصلحه، وليس لمن أفسده). (87).
كما أن فيما ورد في صلب الدراسة دلائل أخر تثبت شأن أبي عبيدة وعلو قدره العلمي، ولا مندوحة لنا من الإقرار بأنه من العسف أن نغضَّ من المكانة العلمية لإنسان ما، فنغمطه حقه لأنه لا يوافقنا في أخلاقه ومعتقداته ومواقفه. فهذه الأمور شيء والعلم والحقيقة شيء آخر.
******
*الحواشي والتعليقات:
(1) ـ مباحث في علوم القرآن، ص 294.
(2) ـ نفسه، ص 295.
(3) ـ نفسه 296.
(4) ـ معاني القرآن للأخفش الأوسط مطبوع في الكويت في جزأين عام 1979، بتحقيق د.فائز فارس.
(5) ـ معاني القرآن للفراء مطبوع في ثلاثة أجزاء بتحقيق محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي.(1/2612)
(6) ـ معاني القرآن للزجاج، مخطوط، دار الكتب المصرية، رقم (111)، م تفسير.
(7) ـ معاني القرآن للنحاس مخطوط، دار الكتب المصرية، رقم (385)، تفسير. وفي دار الكتب الظاهرية مخطوط " معاني القرآن"، رقم (181)، للزجاج والنحاس في أوله خمس ورقات ربما كانت للنحاس من أصل (246)، ورقة. (فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية قسم علوم القرآن. د.عزة حسن).
(8) ـ أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي ص 45.
(9) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 36.
(10) ـ مقدمة المجاز للدكتور محمد فؤاد سزكين ص 19.
(11) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 48.
(12) ـ معجم الأدباء7/ 166. وانظر تاريخ بغداد 13/254، وطبقات النحويين واللغويين ص 97، والبغية ص 395، وبروكلمان 2/143، وضحى الإسلام 2/304 ـ 305، وانظر في ترجمة إبراهيم بن اسماعيل بن داود الكاتب انباه الرواة 3/278.
(13) ـ انظر الاتجاه العقلي في التفسير ص 100 ـ 101.
(14) ـ نفسه ص 101.
(15) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي 43 ـ 44، وانظر دائرة المعارف الإسلامية. مادة: تفسير.
(16) ـ القاموس المحيط: جاز.
(17) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 43.
(18) ـ المجاز 1/1 ـ 2 ـ 3.
(19) ـ المجاز 1/ 3 ـ 4 ـ 5.
(20) ـ المجاز 1/8.
(21) ـ المجاز 1/8 ـ 16.
(22) ـ كلام الأستاذ المرحوم إبراهيم مصطفى غير دقيق، حيث ذكر أن أبا عبيدة، "أخذ في تفسير القرآن الكريم كله"، لأنه أغفل كثيراً من الآيات (انظر إحياء النحو ص 12).
(23) ـ إحياء النحو 11 ـ 16.
(24) ـ المجاز 1/17 ـ 18.
(25) ـ انظر الإتقان في علوم القرآن 1/ 135. والمزهر 1/ 129 ـ 130.
(26) ـ الإتقان في علوم القرآن 1/ 136.
(27) ـ الإتقان في علوم القرآن 1/ 136.
(28) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية ص 43، وانظر البلاغة العربية تطور وتاريخ ص 29، والاتجاه العقلي في التفسير ص 100.(1/2613)
(29) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية ص 49، والاتجاه العقلي في التفسير ص 100.
(30) ـ انظر مثلاً: المجاز1/ 43 ـ 44 ـ 68 ـ 82 ـ 83 ـ 105 ـ 164 ـ 165 ـ 234.
(31) ـ انظر مثلاً المجاز 1/ 88 ـ 93 ـ 117 ـ 140.
(32) ـ المجاز 1/98.
(33) ـ انظر مثلاً المجاز 1/149.
(34) ـ المجاز 2/56 ـ 72 ـ 263.
(35) ـ المجاز 1/ 256 ـ 257، وانظره 1/301. لقد أصاب الاستطراد منهج أبي عبيدة بالقصور، وكذا التكرار في الشرح (انظر المجاز 1/149 ـ 154 ـ 155 ـ 157).
(36) ـ تفسير الطبري 10/110.
(37) ـ تفسير الطبري 12/ 54.
(38) ـ المجاز 1/351
(39) ـ المجاز 2/99
(40) ـ المجاز 2/188
(41)ـ المجاز 2/150 ـ 152 ـ 155.
(42)ـ اللسان: عشا.
(43)ـ انظر المعاني في ضوء أساليب القرآن ص 14.
(44)ـ إحياء النحو ص 16 وما بعدها.
(45)ـ علوم البلاغة العربية ص 7 و 215.
(46)ـ المجاز 1/ 279 و 2/96.
(47)ـ المجاز 1/73 وانظره 1/155 و2/127.
(48)ـ المجاز 1/75 ـ 170 ـ 171 ـ 263 ـ 290.
(49)ـ المجاز1/269 وأثر القرآن في تطور النقد العربي 46 ـ 47.
(50)ـ المجاز 1/410 ـ 2/82 ـ 196.
(51)ـ المجاز 2/68
(52)ـ المجاز 1/11 وانظره 1/23ـ 253.
(53)ـ المجاز 1/100 ـ 101 وانظره 1/126 ـ 257 ـ 297 ـ 342.
(54)ـ المجاز1/12
(55)ـ المجاز1/75
(56)ـ المجاز 1/35 ـ 287 و 2/118 ـ 133.
(57)ـ المجاز 1/288
(58)ـ المجاز 1/130
(59)ـ المجاز 2/197ـ 270
(60)ـ المجاز 1/173 ـ 185 ـ 364.
(61)ـ المجاز 1/38 ـ 108 ـ 131.
(62)ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 47.
(63)ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 47 ـ 48.
(64)ـ المجاز 1/91
(65)ـ المجاز 1/355
(66)ـ المجاز 1/303
(67)ـ المجاز 1/211
(68)ـ انظر مثلاً المجاز 2/214 ـ 223
(69)ـ انظر 1/35 ـ 107 و 2/160
(70)ـ المجاز 1/57 و 2/143.
(71)ـ المجاز 1/174 وانظر 2/109.
(72)ـ المجاز 1/24.
(73)ـ معجم الأدباء 19/ 159 ـ رواية اللغة 141.(1/2614)
(74)ـ طبقات النحويين واللغويين ـ رواية اللغة 141.
(75)ـ طبقات النحويين واللغويين ـ تاريخ بغداد 13/ 255.
(76)ـ معجم الأدباء 19/159.
(77)ـ انظر مثلاً معاني القرآن للفراء 1/8، ومجاز القرآن 1/25.
(78)ـ رواية اللغة 142.
(79)ـ انظر المرجع نفسه ص 141.
(80)ـ نفسه ص 142.
(81)ـ تاريخ الأدب العربي 2/143، وانظر مقدمة مجاز القرآن لمحققه الدكتور محمد فؤاد سزكين ص 14 ـ 15.
(82)ـ انظر في سبب تأليفه وزمنه بغية الوعاة ص 258.
(83)ـ البلغة في تاريخ أئمة اللغة ص 87.
(84)ـ معجم الأدباء 11/ 227.
(85)ـ البيان والتبيين 1/ 331، نقلاً عن مقدمة المجاز 1/ 12.
(86)ـ مقدمة المجاز 1/ 13 ـ 14.
(87)ـ طبقات النحويين واللغويين ص 74 ـ 75.
المصادر والمراجع:
(1) ـ الاتجاه العقلي في التفسير د. نصر حامد أبو زيد الطبعة الأولى 1982 دار التنوير للطباعة والنشر ـ بيروت.
(2) ـ الإتقان في علوم القرآن. جلال الدين السيوطي. الطبعة الثانية 1925. المطبعة الأزهرية بمصر.
(3) ـ أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي. د.عفيف دمشقية. معهد الإنماء العربي 1978.
(4) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي د.محمد زغلول سلام ـ الطبعة الثالثة 1952، دار المعارف.
(5) ـ إحياء النحو. إبراهيم مصطفى القاهرة 1959، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر.
(6) ـ انباه الرواة. علي بن يوسف القفطي تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم القاهرة ـ دار الكتب 1973.
(7) ـ بغية الوعاة، جلال الدين السيوطي الطبعة الأولى 1326هـ دار السعادة.
(8) ـ البلاغة تطور وتاريخ د.شوقي ضيف الطبعة الثانية 1965 ـ دار المعارف.
(9) ـ البلغة في تاريخ أئمة اللغة. الفيروز آبادي تحقيق محمد المصري ـ وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
(10) ـ تاريخ الأدب العربي. كارل بروكلمان ترجمة: د.عبد الحليم نجار ـ الطبعة الثانية 1959 ـ دار المعارف.
(11) ـ تاريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي الطبعة الأولى 1931.(1/2615)
(12) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية. أحمد مصطفى المراغي. الطبعة الأولى 1950 ـ مصطفى البابي الحلبي.
(13) ـ تفسير الطبري (جامع البيان) الطبعة الثانية 1954 مصطفى البابي الحلبي.
(14) ـ دائرة المعارف الإسلامية مادة: تفسير للأستاذ أمين الخولي.
(15) ـ رواية اللغة. د.عبد الحميد الشلقاني ط 1971 ـ دار المعارف.
(16) ـ ضحى الإسلام. أحمد أمين ط10 دار الكتاب العربي ـ بيروت.
(17) ـ طبقات النحويين واللغويين للزبيدي. الطبعة الأولى 1954 تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم ـ مكتبة الخانجي.
(18) ـ علوم البلاغة العربية. أحمد مصطفى المراغي ـ الطبعة الثالثة. المطبعة العربية.
(19) ـ فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم علوم القرآن)، د.عزة حسن.
(20) ـ القاموس المحيط للفيروز آبادي مادة: جاز.
(21) ـ لسان العرب لابن منظور المصري مادة: عشا.
(22) ـ مباحث في علوم القرآن. د.صبحي الصالح ط6 ـ 1969 ـ دار العلم للملايين ـ بيروت.
(23) ـ مجاز القرآن. أبو عبيدة معمر بن المثنى ط2 مؤسسة الرسالة 1981 تحقيق د.محمد فؤاد سزكين.
(24) ـ المزهر في علوم اللغة. جلال الدين السيوطي. المطبعة الأميرية ـ 1282هـ.
(25) ـ المعاني في ضوء أساليب القرآن. د.عبد الفتاح لاشين ط1 ـ 1976 دار المعارف.
(26) ـ معاني القرآن للفراء، ط2 ـ 1980 ـ عالم الكتب ـ بيروت.
(27) ـ معجم الأدباء. ياقوت الحموي ط. دار المأمون 1355 هـ = 1936م.
---
(1/2616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الطريقةالسليمة لانقاص الوزن
---
الطريقةالسليمة لانقاص الوزن
---
ام احمد
03-30-2006, 12:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ومن تبعه واهتدى بهديه الى يوم الدين
اخواني واخواتي في الله وردني سؤال في بريدي الخاص يطلب المساعده للتخلص من الوزن الزائد
هنا سأقوم بطرح كامل للطريقة السليمه لخفض الوزن
يعتبر فقد الوزن العال في وقت سريع خطر على الجسم
الادوية والوسائل التي يروج لها اعلانيا زاعمة أنها تمتلك المفتاح السحري لحل مشكلة البدانة
ان مفعولها السحري يخلص من الوزن الزائد ولكن لها المردود السيئ على الجسم ومضار جانبيه ومن المعروف بأن التخلص من الوزن الزائد يجب أن يتم بشكل تدريجي وصحي مدروس
لا ينصح بفقد أكثر من كيلو غرام واحد الى واحد ونصف خلال أسبوع
كما يفضل فقد الوزن بشكل تدريجي فهو صحي لتحاشي المضاعفات وأكثر ثباتا ً
فالكثير من الأشخاص الذين فقدو اوزان كبيره في وقت قصير تعود كما في السابق سريعا .
المفتاح بيدك اخي واختي الكريمه بعد الله عز وجل باتباع الاتي
قبل البدء باي نظام ونمط حياة جديد يجب مراعات الاتي
ماهو السبب لانقاص وزني ؟
1- من الناحية النفسية : عدم القدرة على الخشوع عند السجود لمدة طويلة , ردة فعل لتعليقات معينة , نضرة الغير , ضعف النفس عند مشاهدة الطعام
2- الناحية الصحية: لأجراء عملية , الام اسفل الظهر, احتكاك و الام الركب , حرارة اسفل القدم, الاختناق الليلي , الشخير , ازمات الربو ................
3- الناحية الاجتماعية : الاقدام على خطبة , استعداد لسفر , الظهور في مناسبة
4- الناحية المادية : عند التنقل بالطائره مثلا اختيار درجة اولى مرغما , شراء امتار اكثر من القماش, مبالغة في شراء كميات وانواع طعام انت في غنا عنها ...............(1/2617)
قد تكون لديكم اسبابكم الخاصة غير ما ذكرت
هنا لابد من ايجاد السبب لنضع الهدف ومحاولة الوصول اليه بالاتكال على الله عز وجل اولا ثم السعي الى مافيه خير لنا
فالمؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف وتحدي النفس اعظم واشد من تحدي الغير
بارك الله فيكم ولي عوده قريبة ان شاء الله
يتبع
---
الكشاف
03-31-2006, 12:07 AM
شكراً . موضوع يهمني بارك الله فيك.
---
ام احمد
04-01-2006, 01:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي الكريم ولا شكر على واجب
مثال على الناحية النفسيه : مثلا عندما تكون ردة فعل لحالة نفسية ويعتقد الشخص بان المتنفس الوحيد هو التهام كل ما تستطيع يده الامساك به من طعام
هنا يجدر ذكر ان الحالة النفسية لا يجب ربطها بالأكل بل بالرياضة ولكن مع الذكر الا بذكر الله تطمئن القلوب والاعتماد على الله بانه هو المعين وترديد لاحول ولا قوة الا بالله والتسيبح وكثر الأستغفار وان المعين على كل مصاب هو الله فالحالة النفسية عبارة عن زيادة كمية شحنات كهربية في الجسم مما تزيد من تعقيد الحالة النفسية وتعتبر الرياضة متنفس لتلك الطاقة لطردها من الجسم والتهوين منها
الا اذا احتاج تدخل طبي باستخدام عقاقير معينة يحددها الطبيب بعد تشخيص الحالة اذا احتاج الامر
مثال على الناحية الصحية : يطلب بعض الاطباء من مرضاهم انقاص اوزانهم حتى يتسنى لهم اجراء عملية بسهولة وان الطبيب لن يجريها اذا لم يتم انقاص وزن معين , فيقوم بعض الاشخاص بانقاص اوزانهم ارضاء للطبيب وبعد اجراء العملية يعودون الى سابق عهدهم(1/2618)
مثال على الناحية الصحية : الاختناق الليلي عند ازدياد الوزن تتكون نسبة شحوم على الرقبة من الداخل وهذا بحد ذاته يضغط خلال النوم على مجرى الشهيق مما يمنع دخول الاكسجين الى الجسم لبعض الثوان مما يجبر الدماغ من ايقاض الشخص بالسعال لتحاشي الاختناق وهنا قوة السعال تساعد على ادخال اكبر كمية من الاكسجين الى الدماغ بقدر ما يحتاجة الجسم وهذه الحالة تتكرر خلال الليل مما يضر بصحة الشخص الصحية و العقلية والنفسية وكما يكون ازعاج غير طبيعي لمن يشاركه ذلك السرير او تلك الغرفة
مثال على الناحية الاجتماعية : يسعى بعض الاشخاص لاتباع نضام خاطئ سريع ليصل الى وزن ما في مدة زمنية قصيرة , وبعد اتمام الخطبة ثم الزواج تراه يعود الى سابق عهده واكثر اي لم يفعل ما فعل باقتناع تام انه يفعله من اجل صحته بقدر انه انجز ما اراد فقط لشئ في نفسه للاسف
مثال على الناحية الماديه : سيدة تبلغ من العمر 31 سنة ادمنت تناول الدونات على شكل دوائر شبيهه باللقيمات المغطى ببودرة السكر وكانت تتناول ثلاث علب كل يوم ولمدة تقريبا سنتان
علبة الدونات بخسمة ريالات , ثلاث علب في اليوم 15 ريال , في الاسبوع 105 ريال , في شهر 420 ريال في سنه 4640 ريال ميزانية غير بسيطة
وبما انها كانت في حالة تعتبر ادمان لمدة عامين يصبح المبلغ 9280 ريال
كان وزنها لا يتعدى 64 كغم زاد الى 84 كلغم اي زياده 20 كغم , بالرغم من انها تمارس الرياضة بين الحين والاخر هذا مع مراعات انها عندما تتناول الدونات تستغني عن وجبة الافطار واحيانا تتجاهل وجبة العشاء وتكتفي بعلبة الدونات
فلنتصور لوكانت تناولت الوجبات الرئيسية بالاضافه الى علب الدونات الثلاث كل يوم سيصل وزنها الى اكثر من 25 كغم زياده في الوزن(1/2619)
بداء لديها الام في الظهر وثقل وحرارة في القدمين , زارت طبيب الاسنان اربع مرات , ارتفعت لديها نسبة الكلسترول , بدأت لديها حالات زيادة نسبة البلغم في الرئة , اضطرت مرغمه شراء مقاسات ملابس كبيره , تدهورت حالتها النفسية اضطرتها الى الانعزال
كم تحتاج من الوقت للعوده الى وزنها السابق اذا قامت باتباع طريقة صحية مدروسه من نمط حياة صحي ؟؟؟
تحتاج الى لا يقل من اربع شهور اتباع نظام غذائي يناسب حالتها مع رياضة لا تقل عن 30 دقيقة من المشي بهمة يوميا وقبل هذا اصرار وتوفيق من الله عز وجل
البعض يتهم دور الوراثة وعمل الغدة في السمنة:
يشكل عدم التوازن الهرموني %7 فقط من أسباب السمنة بين البدينين ، والوالدان ذوي الأوزان الثقيلة يكتسبها الابناء ليس جينيا بل بسبب العادات الغذائية الخاطئة التي تعودو عليها ، لذا يجب ان نكون خير مثال لهم وتعويدهم قدر المستطاع على ما ينميهم بطريقة سليمة وابعادهم قدر المستطاع عن ما يضر بصحتهم مستقبليا فهم امانة في اعناقنا
يتبع
---
ام احمد
04-02-2006, 02:24 AM
بعد معرفة سبب زيادة الوزن وتحديد الهدف تحتاج بعض المساعدات للوصول اليه باذن الله تعالى
نقوم اولا بحساب نسبة الشحوم في الجسم لنقرر كم المده المطلوبة للوصول الى الهدف
كيف يمكن قياس كتلة الشحم في الجسم ؟
من الممكن حسابها بصورة مبسطة وذلك بقسمة الوزن (بالكيلوجرام) على مربع الطول (بالمتر)
فان كان الوزن 96 كجم والطول 1.74 مترفإن مؤشر الوزن المثالى= 96 - 1.74×1.74 = 31.7 وهذا يعنى أن هذا الشخص يعانى من السمنة.
1- أقل من 18.5 نحيف.
2- من 18.5 إلى 24.9 وزن مثالى.
3- من 25 إلى 29.9 وزن زائد.
4- من 30 إلى35 سمنة متوسطة.
5- من 35 إلى 40 سمنة شديدة.
6- أكثر من 45 سمنة مفرطة خطيرة .
هنالك الوزن المثالي والوزن المرضي او المقبول
فمثلا في المثال السابق اذا كانت نسبة كتلةالشحم31,7 فهي تزيد عن 25 بـ6 درجات(1/2620)
6 في 3 =18 كغم وزن كتلة الشحم في الجسم
18 كغم هو الوزن الذي يحتاج التخلص منه للوصول الى الوزن المثالي
ولكن باستطاعته فقد 10 كغم فقط ويكون مقبول شكليا وصحيا فما المانع من محاولة التخلص اذا لم يصل للمثالي على الاقل يصل للمقبول او المرضي فهو افضل مما هو عليه في وقته الحالي او استمرارة في الزيادة
اذا كنت تريد خفض 18 كغم فتحتاج لا يقل عن 3 اشهر لتغير بعض العادات التي ساطرحها
نبداها بالرياضة فـ30 دقيقة كل يوم تعتبر كافية لتساعد على الفقد السريع ولكن ستكون يومية وتبداء بالتدريج و حذار ان تتعدى الساعة فهنا ستحول كتلة الشحم الطرية الى طبقة شحمية جامده تشبة العضل مما يبطئ من نزول الوزن
اقتراحات غذائية
1 - يجب الحرص على شرب لترين من الماء يوميا ( 8 اكواب )
2 - بالامكان شرب الماء قبل الوجبة بساعة او بعدها بساعة وتحاشي شرب الماء مع الاكل
3 - يجب مضغ الطعام جيدا لتحفيز الغدد اللعابية على فرزكمية كافية من اللعاب محمل
بالانزيمات التي تساعد على هظم الطعام في الفم قبل المعده مما يساعد سرعة
وصول المؤشرات الدماغية التي تساعد على الاحساس بالشبع بسرعة
( مضغ جيد = هظم بسيط = امتصاص عالي )
4 - يمكن شرب الشاي او القهوه بعد الوجبة بساعتين ( ولا تعد من السوائل التي يحتاجها الجسم بل تعتبر مدرة فشرب كاس من الشاي يفقد الجسم كاسين من الماء يجب تعويضهما )
5 - تناول الالياف مثل خبز البرو والخضروات و الفواكة بدلا من العصير
حتى لو كان غير محلى ( كاس عصير غير محلى = 5 حبات فاكهة
حبة فاكهة واحده مثل برتقاله متوسطة الحجم =60 سعر حراري
60 × 5 = 300 سعر حراري )
الالياف تساعد في تقليل كمية السعرات الحرارية
تساعد في ارتفاع نسبة الدهون النافعه في الجسم ( HDL ) وتقلل من خطر
ارتفاع الكلسترول
تساعد في عملية الهظم وتحاشي الامساك
تشعر بالشبع لانها تأخذ حيز من حجم المعده(1/2621)
6 - تحاشي الاطعمة المقلية وازالة الجلد من الدجاج والشحم من اللحم قبل الطبخ
7 - تحاشي استخدام مكعبات الماجي او الزيوت او الزبده في الطبخ
8 - تقليل كمية الملح قدر المستطاع والاستعاضة عنها بالطماطم والليمون والبهارات لتحسين
الطعم
9 - تناول المشبعات قبل تناول الوجبة الرئيسية فهي تحتوي على الياف عالية وفيتامينات وتأخذ حيز كبير من المعده وتحتوي على سعرات حرارية قليلة( حبة الفاكهة ثم السلطة ثم شوربة الخظار او الخظروات الطبوخة التي لا تتعدى 20 دقيقة سلق لكي لا تفقد اليافها او قيمتها الغذائة )
يتبع
---
ام احمد
04-03-2006, 10:24 AM
أسباب السمنة
السمنة تحدث عندما يتناول الفرد سعرات حرارية أكثر من التى يقوم بحرقها اي اكثر من احتياجه اليومي . فتناول سعرات حرارية عالية
والقيام بعاداة غير سليمة مثل حب النفس بطريقة خاطئة , عدم التريض , الاكل متأخر ثم النوم لساعات
مالذي يجب فعلة ؟؟؟
( حب النفس نوعان اما حب مبالغ فيه بتناول كل ما تشتهية النفس وفي اي وقت وباي كميه بقصد لماذا احرم نفسي من الخيرات التي انعم الله علي هنا نقول لا ضرر ولا ضرار فخير الامور اوسطها والاعتدال والحرص افضل من اعطاء النفس هواها كلما طلبت فالنفس امارة بالسوء)
يجب ان يكون حب النفس مع الحرص فالصحة مسؤولية شخصية بحته انت المسؤول عنها اولا واخرا ولنفسك عليك حق
( ساقوم بطرح حمية متوازنه لاحقا لتفي بجميع احتياجات الجسم الغذائية )
ثانيا ان التفكير بالرياضة على أنها متعة وليست واجب نجعلها عادة يومية تدخل السرور إلى قلوبنا
محاولة اختيار وقت مناسب للتريض يوميا ان امكن واختيار الرياضة المناسبة المحببة لك وابسطها رياضة الجميع الا وهي المشي ولنعلم أن الرياضة تساعد في إفراز مادة السيروتونين في الدماغ وهي مادة طبيعية لمقاومة التوتر العصبي والاكتئاب(1/2622)
( نراعي اختيار حذاء يحتوي على تفريغ هوائي من الخلف ليخفف من تأثير الاهتزازات على العمود الفقري , ذو ربطة او لزق لتثبيت الحذاء بالقدم للاحساس به بانه جزء من الجسم وعدم السير به بدون جوارب فهذا بحد ذاته يسبب التهابات وتمزق مؤلم للجلد كما يراعا وجود سانده في اسفل وسط القدم لتدعم الكعب )
يجب مراعات الاتي عند المشي
يكون الظهر مستقيم والبطن مشدود الى الداخل مع شهيق عميق من الانف وزفير من الفم والخطوة واسعه
اول خمس دقائق مشي عادي يعتبر تسخين للجسم والعشرين دقيقة التي تليها مشي بهمة مع مراعات ما سبق اما الخمس الدقائق الاخيره فنعود الى المشي العادي وهذا يعتبر التبريد
ان وجد مرافق مؤنس في تلك الفتره فخير وان لا فالله وذكره دائما خير مؤنس , فستحضى بوقت وفير للذكر والتسبح والاستغفار لا يقل عن 30 دقيقة الى ساعة
ثالثا النوم لساعات طوال مضيعة للوقت وهدر لطاقات من جميع النواحي فلنراعي ان احتياج الجسم من النوم يتراوح بين 7 الى 9 ساعات يوميا , والبعض الاخر يعتبرون النوم من الأمور التى ليست لها أولوية كبيرة فى وسط زحام الحياة التى يعيشونها، لكن يجب أن نضع فى اعتبارنا أن النوم هام للغاية بالنسبة للصحة والحيوية كما أنه هام أيضاً للصحة الذهنية .
ينصح الخبراء بأن أفضل شئ هو أن نستجيب لاحتياجات أجسامنا دون مبالغة ، لكن هناك بعض العوامل التى قد تؤثر على احتياج كل منا للنوم: فالبعض يكتفي بـ 5 ساعات فقط سبحان الله
يتبع
---
د.أبو بكر خليل
04-05-2006, 08:22 PM
الرجاء من الإخوة مراعاة تخصص الملتقى في العلوم الشرعية و متعلقاتها ، و لو بوجه من الوجوه
---
ضياء الإسلام
04-05-2006, 09:21 PM
جزاك الله خير الجزاء أم أحمد أتمنى أن ترفقي الإيميل الخاص بك حتى يتسنى لنا التعامل بسهولة وخصوصية فأنا شديد الاهتمام بهذا الموضوع
---
ام احمد
04-07-2006, 04:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2623)
الاخ الكريم ابو بكر
العقل السليم في الجسم السليم والمعدة بيت الداء والحمية راس الدواء
اذا شعرت اخي انه لاداعي من وجود موضوعي في ملتقاكم الذي كم استفدت منه وترا انكم في غنا عن ما اضيفة في مجال تخصصي لارد ولو البسيط لمن استفدت منهم فلا مانع لدي من اخبار المشرف العام والغاء كل ما اضفت ولك مني كل احترام وتقدير
الاخ الكريم ضياء الدين
بامكانك التواصل معي عن طريق ايميل الملتقى بارك الله فيك
----------------------------------------------------------
سنقوم اليوم بحساب السعرات الحرارية لكلى الجنسين لليوم الواحد وعلى اساسها نستطيع توزيعها على شكل خمس وجبات
ثلاث اساسية مثل وجبة الافطار والغداء والعشاء ووجبتين اضافيتين مثل وجبة خفيفة في العصر واخرى قبل النوم بساعة
نراعي لتحويل الوزن من الكغم الى الرطل نضرب في 2.2
للرجال
66+ 6و2 × (الوزن الحالي بالرطل ) + 12,7 × ( الطول بالانش ) 6,8 ×( العمر ) = السعرات الحرارية المطلوبة في اليوم
للنساء
655+4و4 × ( الوزن الحالي بالرطل ) + 4و7 × ( الطول بالانش ) – 4,7× ( العمر ) = السعرات الحراية المطلوبة في اليوم
اقرب سعرات مناسبة للرجل لخفض الوزن هي 1500 سعر حراري اما المرأة فهي 1200 سعر حراري
قبل توزيع لائحة الطعام المتوازنة المناسبة لكلا الجنسين يجب معرفة السعرات الحرارية لجميع الاطعمة
قائمة البدائل
شريحة خبز تعطي 80 سعر حراي
تعادل ثلث كوب ارز مسلوق او جريش او هريس او معكرونة او كوز ذره مسلوق او حبة بطاطس متوسطة الحجم او بازيلاء خضراء او قرع عسلي
حبة فاكهة متوسطة الحجم تعطي 60 سعر حراي
تعادل 3 حبات تمر او 15 حبة عنب او حبة تفاح متوسطة الحجم او حبة موز سغيرة او برتقالة او ربع كوب عصير برتقال
مقدار واحد من البروتين يساوي 30 جم من اللحم بحجم بيضة تقريبا تعطي 75 سعر حراري(1/2624)
تعادل نفس المقدار من الدجاج بدون جلد او السمك او شريحة جبن قليل الدسم او علبة تونة حجم صغير او ملعقتين فول سوداني او ربع كوب فول او ربع كوب عدس
نصف كوب من الخضروات المطبوخة تعاد 25 سعر حراري
الكوسى او الجزر او الملفوف او القرنبيط او الفاصولياء او الباميا
1 كوب من الحليب او اللبن او اللبن الزبادي السادة يعطي
خالي من الدسم 90 سعر حراري
قليل الدسم 120 سعر حراري
كامل الدسم 150 سعر حراري
خمس جم من الزيت تعادل ملعقة صغيره تعطي 45 سعر حراي
تعادل ملعقة صغيره من زيت الزيتون او زيت الذرة او زيت دوار الشمس او 10 حبات زيتون حجم صغير او 2 ملعقة صغيره زيوت سلطة جاهزه او ملعقتين اكل من بذر دوار الشمس او 6 حبات لوز
يتبع ان شاء الله
---
الكشاف
04-07-2006, 01:41 PM
هذا الموضوع طريف ويهم كثيراً منا ، ولعل الأخت الكريمة أم أحمد تركز على النقاط العملية المهمة التي تتعلق بهذا الأمر كما تفعل الآن بارك الله فيها. ولعله يكون هذا الموضوع الوحيد في الملتقى المفتوح لهذا الأمر . فلا يكون هناك تشتيت للقراء وإشغال لهم بما هو خارج عن تخصص الملتقى في الوقت نفسه .
---
ام احمد
04-08-2006, 11:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم الكشاف بارك الله فيك
انا فعلا لم اخرج عن نطاق اهل التفسير ففي اعجاز القران الكثير الذي يرينا امور الدين والدنيا وما الغذاء الا واحد منها
قال الله تعالى في كتابة العظيم
(يبني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين )
سورة الاعراف اية 31
حدثنا حبيبنا المصطفى عليه الصلاة واتم التسليم ومن تبعه واهتدى بهدية الى يوم الدين
اللهم امين
بما معناه "( نحن قوم لاناكل حتى نجوع واذا اكلنا لانشبع فثلث لطعامك
وثلث لشرابك وثلث لنفسك )
من المعروف ان الانسان يتبع من يحب بلا ادنى تفكير فهذا ما نصحنا به الذي لا ينطق عن(1/2625)
الهوا وهو خير معلم للبشرحبيبنا رسول امتنا محمد ابن عبدالله صلوات الله وسلامة عليه
بارك الله فيك اخي الكريم ووفقك الى ما يحبة ويرضاه اللهم امين
------------------------------------------
امور يجب الحرص عليها عند اتباع النمط الجديد
يجب الحرص على تناول جميع الوجبات
يراعى التنويع في الاطعمه
يمكن الاستعاضة عن حبة فاكهه بملعقة عسل
اضافة شرائح طماطم وخيار مع شطائر الافطار
اضافة حزمة بقدونس مفرومة مع السلطة
استخدام الليمون والبهارات والبصل والثوم عند اعداد الطعام
يمكن اخذ نوع واحد من الخضروات ولكن مع اضافة البهارات والطماطم والبصل والثوم او خلط جميع انواع الخضار على شكل ( ايدام او شوربة خضار ) لكن يراعا عدم السلق اكثر من 20 دقيقة
ازالة الشحم من اللحم وسلق اللحم لمدة 30 دقيقة ثم تبريد المرق للتخلص من الدهون المتجمده على السطح
ثم اعداد اي طبخة تشاء ما عدا القلي بالزيت
ازالة الجلد من الدجاج قبل الطبخ
تحاشي الطبخ بمرقات الدجاج لانها تحتوي على شحوم دجاج واحشائها مع نكهات واصباغ اصطناعية
وخميرة وسكر وملح
حمية 1500 سعر حراري
قبل الافطار بساعة تقريبا
كأس ماء برودة الجو العادية
وجبة الافطار
تفاحة او 3 تمرات 60 سعر حراري
شريحتين خبز او نصف رغيف بر 160 سعر حراري
حبة بيض مسلوقة او شريحة جبن قليل الدسم 75 سعر حراي
كوب من الحليب الخالي من الدسم 90 سعر حراري
60+160+75+90 = 385
بعد الافطار بساعة حتى قبل الغداء بساعه
شرب ما لا يقل عن ثلاث اكواب ماء
يمكن تناول الخضروات مثل الخيار او الخس
يمكن تناول القهورة او الشاي او الشاي الاخضر او النعناع بدون سكر
وجبة الغداء
حبة فاكهه 60 سعر حراري
طبق سلطة 25 سعر حراي + ملعقة زيت زيتون 45 سعر حراري
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
مقدارين من الارز او مقدارين من المعكرونه = 160 سعر حراي
60 جم من اللحم او الدجاج او السمك او نصف كوب فول او نصف كوب عدس = 150 سعر حراري(1/2626)
60 +25+45+25+160+150 = 465 سعر حراي
بعد الغداء بساعة حتى قبل العشاء بساعه
لا يقل عن 3 اكواب ماء
وجبة خفيفه في العصر
عن حبة فاكهه + سلطة
60+15= 75 سعر حراري
وجبة العشاء
حبة فاكهه 60 سعر حراري
طبق سلطة كبير 30 سعر حراي بدون زيت
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
كوزين ذرة مسلوقة او حبتين بطاطس متوسطة الحجم مشوية او مسلوقة او نصف خبزه عربية =160 سعر حراري
علبة تونه حجم صغير او 4 ملاعق اكل لبنة قليلة الدسم او نصف كوب فول او 60جم شيش طاوك =150 سعر حراري
60+30+25+160+150 = 425
وجبة خفيفة قبل النوم بساعة
علبة لبن زبادي ساده خالي من الدسم مع حبة فاكهة .
90+60= 150 سعر حراري
قبل النوم مباشره
شرب كأس ماء
مجموع السعرات الحرارية لليوم = 385+ 465+ 75+ + 425 +150 =1500 سعر حراري
يتبع
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2006, 12:08 AM
جزاك الله خيراً يا أم أحمد على هذه التوجيهات القيمة والمفيدة للجميع .
---
ام احمد
04-09-2006, 03:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم والمشرف العام عبدالرحمن الشهري
تواجدك في موضوعي دعم لاستمرار ما اقدمة اسأل الله ان يكون له المردود المفيد للجميع ان شاء الله تعالى
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
-------------------------------------
للنساء بعد سن الـ 20 سنه ولسن مرضعات
حمية 1200 سعر حراري
وجبة الافطار
تفاحة او 3 تمرات 60 سعر حراري
شريحة خبز او رغيف بر 80 سعر حراري
حبة بيض مسلوقة او شريحة جبن قليل الدسم 75 سعر حراي
كوب من الحليب الخالي من الدسم 90 سعر حراري
60+80+75+90 = 305 سعر حراي
بعد الافطار بساعة حتى قبل الغداء بساعه
شرب ما لا يقل عن ثلاث اكواب ماء
يمكن تناول الخضروات مثل الخيار او الخس
يمكن تناول القهورة او الشاي او الشاي الاخضر او النعناع بدون سكر
وجبة الغداء
حبة فاكهه 60 سعر حراري
طبق سلطة 25 سعر حراي + ملعقة زيت زيتون 45 سعر حراري(1/2627)
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
مقدار من الارز او مقدار من المعكرونه = 80 سعر حراي
60 جم من اللحم او الدجاج او السمك او نصف كوب فول او نصف كوب عدس = 150 سعر حراري
60 +25+45+25+80+150 = 385 سعر حراي
بعد الغداء بساعة حتى قبل العشاء بساعه
لا يقل عن 3 اكواب ماء
وجبة خفيفه في العصر
حبة فاكهه + سلطة
60+ 15= 75 سعر حراري
وجبة العشاء
طبق سلطة كبير 30 سعر حراي
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
كوز ذرة مسلوقة او حبة بطاطس متوسطة الحجم مشوية او مسلوقة او ربع خبزه عربية =80 سعر حراري
علبة تونه حجم صغير او 4 ملاعق اكل لبنة قليلة الدسم او نصف كوب فول او 60جم شيش طاوك =150 سعر حراري
30+25+80+150 = 285سعر حراي
وجبة خفيفة قبل النوم بساعة
علبة لبن زبادي خالي من الدسم مع حبة فاكهة .
90+60= 150 سعر حراري
قبل النوم مباشره
شرب كأس ماء
305 + 385 + 75+ 285 +150 = 1200 سعر حراري
يتبع
---
ام احمد
04-11-2006, 09:28 AM
وجبات مقترحة تعادل 1500 سعر حراري
وجبة الافطار
تفاحة متوسطة الحجم باي لون (يجب عدم تقشيرها للاستفادة من الالياف )
نصف رغيف بر او شريحتين خبز توست ( عند التحميص لا يفقد اي سعرات حراية )
بيضة مسلوقة ( اضافة شرائح طماطم ,القليل من الشطه و الكتشب , الفلفل الاسود )
كوب من الحليب الخالي من الدسم ( بدون اي اضافات )
او اخذ البيضة على شكل شكشوكة ( اضافة طماطة , فلفل رومي,بصل,كزبرة, فلفل اسود ويراعا طبخها بالمرقة الناتجه من الخضروات بدون اضافة زيت )
يجب عدم تناول اكثر من 3 صفار بيض في الاسبوع لتحاشي ارتفاع نسبة الكلسترول
وجبة الغداء
ثلاث تمرات
طبق تبولة ( اضافة ملعقة زيت زيتون صغيرة مع القليل جدا من البرغل)
طبق خضار ( بامية او كوسى بالبصل والثوم والطماطم والبهارات قليلة المرق )
كوب من الارز ( اضافة الهيل ,قطع القرفة ,الفلفل الرومي والقليل من الملح )(1/2628)
60 جم دجاج شيش طاوك موزعة على 3 اسياخ ( بين قطع الدجاج قطع الطماطم والفلفل والبصل )
او اضافة قطع الدجاج او قطع اللحم بعد سلقها والتخلص من الدهون الى طبق الخضروات عند طبخة ( على شكل ايدام ) مع مراعات عدم استخدام مكعبات الماجي
وجبة خفيفة العصر
حبة كمثرى حجم كبير
سلطة او حبتين خيار وحبتين جزر
2 الى 3 اكواب ماء
وجبة العشاء
برتقالة متوسة الحجم
طبق سلطة خضراء كبير ( مع الليمون او الخل )
شوربة خضار مشكلة ( مع البهارات والليمون )
نصف كوب فول بدون زيت ( اضافة الكمون لتحاشي الغازات , سلطة خاصة بالفول مثل قطع صغيره من الطماطم ,البصل ,الفلفل الرومي,البقدونس والشطة والليمون )
نصف رغيف بر ( بما ان التغميس يستهلك كمية خبز اكثر لذا يقطع نصف الرغيف الى قطع صغيره تضاف الى الفول وتتناول بالملعقة )
قبل النوم بساعة
تفاحة متوسطة الحجم
علبة لبن زبادي خالي من الدسم (بالامكان اضافة خيارة مقطعه )
قبل النوم بساعة
كأس ماء
اطعمة يجب تحاشيها في فترة انقاص الوزن
السكر , الدهون حتى لو كتب عليها خفيفة , المايونيز ,العصيرات حتى لو كانت غير محلاة
الاطعمة المعلبة لاحتوائها على مواد حافضة ونسبة ملح عالية,المربى , العسل التجاري, الاطعمة السريعة(همبرقر وهت دوق والبروستد) الاطعمة المعلبة المضاف اليها زيوت ,الاطعمة كاملة الدسم , المشروبات الغازية حتى الدايت منها لاحتوائها على نسبة بوتاسيوم عالية
ملاحضة هامه
القناعة كنز لا يفنى فعند وصولنا لتلك المرحلة سنرى باننا بدانا اختيار ما ينفعنا وبكميات متوازنة ومعقولة
سواء في البيت او المطعم او حتى عند حضور دعوة ما
( يخطئ بعض الاشخاص اذا دعي لوجبة عشاء فنلاحض انه يترك وجبة الافطار والغداء وعند العشاء يلتهم الطعام بطريقة غير لائقة بسبب تجويعة لنفسه فنراه يتناول كميات كبيره وفي وقت متاخر للاسف )(1/2629)
يجب تناول الوجبات في اوقاتها مثلا الافطار قبل القيام باي عمل يذكر والغداء بعد لا يقل عن 6 ساعات ووجبة العشاء قبل النوم ب3 الى 4 ساعات
اذا كان هنالك دعوة عشاء فلا بد من اخذ جميع الوجبات في اوقاتها كما يفضل تناول طبق سلطة وحبة فاكهة قبل الذهاب لتحاشي المبالغة في تناول الاطعمة في وقت متأخر
الحرص على تناول الاطعمة المذكورة بالمقادير وعدم الغاء اي منها بقصد لتساعد على انقاص الوزن بالشكل المطلوب ان شاء الله تعالى
وصلى الله على خير البشر نبينا محمد وعلى الة وصحبة ومن تبعة واهتدى بهدية الى يوم الدين اللهم امين
سيسرني الاجابة على اي استفسار
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
04-12-2006, 08:50 PM
أحسن الله لك يا أم أحمد ونفع الله بما ذكرتي
---
ام احمد
04-13-2006, 11:31 PM
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
الاخ الكريم ابو عبدالرحمن
اللهم امين
جزاك الله الخير الوفير وبارك الله فيك
-------------------------
تنبية بسيط
اخواني واخواتي الكرام
يخطئ من يقوم بطباعة الحمية فقط دون المعلومات السابقه خصوصا اذا نقلت لشخص يحتاج الى كل ما ذكر مسبقا او لمن سيكون معين لهذا الشخص باتباع ذلك النضام الجديد لما لها التأثيروالفائده الجمه وتعتبر الاساس للوصول الى الهدف .
بما انه لم يقم احد بسؤالي لماذا لا نأكل السكر اولما يجب التقليل او الامتناع عن الملح او لماذا لا نشرب المشروبات الغازية ؟؟؟ ساقوم بذكر سبب المنع مع ذكر مضار كل ما تحتوية قائمة الممنوعات
فمن المعروف انه اذا عرف السبب بطل العجب ويكون الانسان قد تركها باقتناع تام
ساقوم بطرح الاسباب في موضوع منفصل قريبا ان شاء الله
---
رشا عصر
04-14-2006, 12:44 AM
جزاك الله الخير الوفير وبارك الله فيك
عمل جميل ومفيد
وفقكى الله الى مافيه الخير اختى الغاليه ام احمد
اسالكى الدعاء لى بظهر الغيب
---
أبو محمد الظاهرى
04-14-2006, 12:47 AM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم....(1/2630)
لكن هناك سؤال ... اتبعت نظام حمية منذ فترة وكان الطبيب يؤكد على عدم الجمع بين السكريات والأملاح فى وجبة واحدة .... فما هو السبب؟....ولما سألت الطبيب تهرب ولم يجبنى؟
---
ام احمد
04-14-2006, 03:41 PM
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
اخيتي رشا
احب ان ادعو لك بما ادعو لنفسي
اللهم
اجعل خير اعمالها خواتيمها وخير ايامها يوم لقاك وان تصلح لها زوجها وذريتها واهلها وان تعافيها في بدنها وسمعها وبصرها وان تعيذها من الكفر والفقر ومن عذاب القبر ومن الكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ومن الهم والحزن ومن المسيح الدجال ومن الشيطان الرجيم اللهم امين وان لا تكلها الى نفسها طرفة عين ولا اقل من ذلك وان تكن وكيلها في الدنيا والاخرة وان تظلها في ظلك يوم لا ظل الا ظلك ولا باقي الا وجهك سبحانك انك نعم المولى ونعم الوكيل وجميع المسلمين
يا رحمان يا رحيم يارحمان يا رحييم يا رحمان يا رحيم 3 ارحم والداي كما ربياني صغيرا وارحمنا اذا صرنا الى ما صارو اليه وجميع المسلين
وصلى اللهم على سيدنا محمد ومن تبعه واهتدى بهديه الى يوم الدين
اللهم امين
---
ام احمد
04-14-2006, 03:58 PM
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
الاخ الكريم ابو محمد حياك الله
سؤالك مهم بارك الله فيك
(اتبعت نظام حمية منذ فترة وكان الطبيب يؤكد على عدم الجمع بين السكريات والأملاح فى وجبة واحدة .... فما هو السبب؟)
لم اسمع بمثل هذا الرجيم اي عدم خلط السكريات بالاملاح ولكن عدم خلط النشويات التي تتحول الى سكريات مع البروتينات
هنالك اخي الكريم نضام رجيم يراعى فيه عدم خلط النشويات مع البروتينات ولكن هذا نظان لا انصح به فلا نستطيع الاستمرار فيه لمده طويله وهذا من الامور المحبطه لمن يتبع مثل تلك الرجيمات لانه لا يستطيع الاستمرار فيه
فالجسم يحتاج الى جميع انواع الاطعمة ولكن باعتدال(1/2631)
الا اذا كان نضام سعرات حراري كما سبق وطرحته فهنا استطيع ان اقول لك
تجنب استخدام السكر الأبيض فى التحلية بعد الوجبة لأنه يؤدى إلى زيادة إفراز هرمون الأنسولين بالجسم وهذا يسبب إحساساً بالجوع السريع بعد ذلك
و السكر بعد الوجبة مباشرة يرفع من السكر فى الدم ويزيد من إفراز الأنسولين الذى يعمل على تحويل السكر إلى شحم فيما بعد وبدلاً من ذلك يفضل السكر الطبيعى الموجود بالفواكه لأنه يعالج بطريقة مختلفة داخل الجسم لاحتواءه على كمية عالية من الالياف التي تشعر بالشبع وتساعد على طرد كمية كبيرة من السعرات وهذا بدورة يساعد على انقاص الوزن وكما ذكرنا مسبقا انه يفضل تناولة قبل الوجبة لا بعدها
وبالله التوفيق
---
أبو الحسن الأثري
04-22-2006, 01:54 PM
ما هو إختصاصك وفقك الله ؟
وهل يمكن أن يكون الرجيم بأن لا ياكل الأنسان إلا تمر وماء
---
ام احمد
04-25-2006, 12:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
اخي الكريم اختصاصي هو تغذية علاجية في المجال الطبي لتخصيص حمية لجميع الامراض تساعد بدون او مع الادوية للتخلص او موازنة مرض معين
مثل التخلص من الكلسترول والدهون الثلاثية في بعض الحالات
او توازن السكر في الدم لعدم علاج خلايا البيتا المكونه للبنكرياس لحالتها الطبيعيه بعد توقفها التام عن العمل
او زيادة الوزن لدى المرضى الذين يعانون من النحافة الزائده
والعديد من الحالات العلاجية
نركز على زياده نوع من الطعام والمنع من اخر لان له المردود السئ في الحالة المرضية واذا احتاج رياضة لتحسين الدورة الدموية وزيادة المناعة في الجسم ( هنا نعتمد على الله اولا ثم موافقة الطبيب فكل عمر وحالة لها ضروفها الخاصة بها )
اما عن( وهل يمكن أن يكون الرجيم بأن لا ياكل الأنسان إلا تمر وماء ) ؟؟؟؟
قال تعالى
(( وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا)) سورة مريم(1/2632)
قال صلى الله عليه وسلم
(من أصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)
ساطرح عليك اولا فوائد التمر
الاعتماد عليه يؤدي للنحافة لأنه فقير بالمواد الدهنية
يعتبر علاجاً لفقر الدم لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد
يعطي مناعة ضد مرض السرطان لاحتوائه على الماغنسيوم
منقوع البلح مدر للبول وذلك بفعل السكاكر الموجودة فيه
يعتبر مقوي للعظام والأسنان والجنس لاحتوائه على معدن الفسفور والكالسيوم
يقوي البصر ويحفظ رطوبة العين لاحتوائه على فيتامين أ وهو يكافح مرض العشى الليلي
يقوي الأعصاب السمعية فهو مفيد لكبار السن
له تأثير مهدئ للأعصاب لاحتوائه على فيتامين أ وفيتامين ب1
المقوي للأعصاب والتمر يحد من نشاط الغدة الدرقية كما أنه يحتوي على الفسفور الذي يعتبر غذاءً للخلايا العصبية في الدماغ
يعد التمر علاجاَ لأمراض الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وجفاف الجلد وتكسر الأظافر لاحتوائه على فيتامين ب .
يستخدم التمر في علاج أمراض المثانة والمعدة والأمعاء لاحتوائه على فيتامين ب1 ، ب2 والنياسين وهذه ترطب وتحفظ الأمعاء من الضعف والالتهابات .
يعتبر التمر مليناً معالجاً للإمساك لاحتوائه على ألياف سليلوزية تساعد على حركة الأمعاء الاستدارية الطبيعية في حين أن العقاقير الملينة تخرش وتحطم الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء بسبب الحركة الاصطناعية كما أنه عند استعمال العقاقير تبقى الأغذية مدة طويلة في الأمعاء الغليظة مما يسبب التهاب القولون .
التمر يعادل حموضة المعدة لأنه غني بالأملاح القلوية كأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم .
وجود الأملاح القلوية تعدل حموضة الدم الناتجة من تناول النشويات كالخبز والأرز وهذه تسبب كثير من الأمراض الوراثية كحصى المرارة والكلى وارتفاع ضغط الدم.(1/2633)
ويعتبر التمر مفيد جداً للأم ورضيعها في فترة النفاس فهو منبه لحركة الرحم وزيادة فترة انقباضاته بعد الولادة وهو مهم لتكوين لبن الرضاعة وتعويض الأم ما ينقصها بسبب الولادة وذلك لاحتوائه على عنصري الحديد والكالسيوم وفيتامين أ وهذه هامة لنمو الطفل الرضيع وتكوين الدم ونخاع العظام .
اخي الكريم اذا اردت ان تعتمد على التمر واللبن او الحليب فانت تحتاج ما يعادل 1500 سعر حراري
اي ما يعادل كوبين من الحليب الخالي من الدسم
اذا كان في الكوب الواحد 90 سعر حراري هنا تحتاج 180 ناتج كوبان
باقي السعرات 1320 سعر حراري تقسمها على عدد السعرات الحرارية في التمره الواحده اي على 30
الناتج 440 حبة تمر في اليوم الواحد
فهل في امكانك تناول هذه الكمية من التمر ؟؟؟؟
هنا اقول لك اخي الكريم نحن قد انعم الله علينا بالكثير من خيراته سبحانة عز وجل والتنويع مع مراعات الاعتدال في تناول الاطعمة يشجع على التخلص من الوزن الزائد
وتحاشى الضغوط النفسية بحرمان النفس مما تشتهي لانه من الاسباب التي تعيق الوصول الى الهدف المرجو
الله سبحانه وتعالى اوجد لنا التمر انواع والتفاح بنكهات والوان لانه يعلم الانفس وما تشتهي فتميل اما للون او لنكهه معينه او لملمس معين اذا لا انصحك حتى بشراء نوع واحد من التفاح عند اتباع نضام معين لكي لا تمل منه
فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقة وزنة عرشة ورضى نفسة ومداد كلماته وعدد ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وكما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار
اللهـ امين ـــــم
والحمد لله رب العالمين
---
أبو الحسن الأثري
04-26-2006, 11:09 AM
أختي الكريمة شكرا على هذا الرد المفيد جدا(1/2634)
سؤالي لو أني أكلت في اليوم 50 تمرة على سبيل المثال و كأسين من اللبن أو الحليب لمدة شهر هل هذا فيه خطر على الصحة العامة وهل بإمكانك أختي الكريمة وضع برنامج لي يكون برنامج تمر فقط ويكون فيه أيام معينة أستطيع أن أكسر فيها الحاجز النفسي فيكون يوم مفتوح على سبيل المثال .
في الختام أشكرك على الرد وأتمنى أن يكون الرد على هذا التساؤل في أسرع وقت ممكن والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2006, 01:36 AM
شكر الله للأستاذة الكريمة أم أحمد على هذه الفوائد القيمة .
ولدي سؤال : ما هي فلسفة الهرم الغذائي ، وكيف يمكن الاستفادة منه في مثل موضوع تخفيف الوزن ؟ وهل هناك رابط نطبع منه صورة الهرم الغذائي ؟ وفقكم الله ونفع بكم .
---
ام احمد
05-01-2006, 11:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
الاخ الكريم ابو الحسن
اولا اسفه على التأخير
ثانيا نعم يمكنك اتباع تلك الطريقة من ثلاث ايام الى اسبوع فهي تعتبر منضفة للامعاء ولكن لا انصحك بالاستمرار لمدة شهر
الاخ الكريم د.عبدالرحمن
الهرم الغذائي هو الخطوة الاولى التي تدل وترشد الى ما ستناول كل يوم للانسان العادي او الذي يكون في فترة النمو
يتكون الهرم الغذائي من ست مجموعات وهي( ليس لمن يستخدم نضام انقاص وزن )
الدهون والزيوت والحلويات (تستخدم باعتدال وبكميات قليلة)
يمثل الجزء العلوي الصغير من الهرم الدهون والزيوت والحلويات. تتضمن هذه المجموعة الزيوت والزبدة والكريمة والسمن النباتي والسكريات والحلويات كما تشمل بعض انواع التوابل الغنية بالدهون مثل المايونيز
الحليب واللبن والجبن (2-3 حصص يوميا)
مجموعة اللحوم والبقول والبيض (2-3 حصص يوميا)
تاتي المجموعتين السابقتين في معظمهما من مصادر حيوانية وهي مصدر مهم للبروتين والكالسيوم والحديد والزنك
الخضروات (3-5 حصص يوميا)(1/2635)
تحتوي هذه المجموعة على الأطعمة النباتية فهي تحتوي على الفيتامينات والمعادن فنحتاج الكثير منها يوميا
الخبز والحبوب والارز والمعكرونة (6-11 حصة يوميا)
الأطعمة الموجودة في قاعدة الهرم الغذائي تتكون معظمها من الحبوب. وتزودنا هذه المجموعة بالألياف والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن.
الحصة تساوي
1- مجموعة النشويات (الخبز والحبوب والارز والمعكرونة والبطاطس)
1 قطعة من الخبز(1/8 من حجم الخبز العربي الكبير) او (1/4 من حجم الخبز العربي الصغير)
1/2 شطيرة الهمبرغر
1/2 كوب من الحبوب الجاهزة للأكل ( كورنفلكس )
1/2 كوب من الحبوب او الارز او المعكرونة المطبوخة
يعتبر اي بند من البنود السابقة كحصة واحدة، أي ان 1/8 رغيف خبز عربي كبير هو عبارة عن حصة واحدة ونصف كوب من الأرز المطبوخ هو حصة واحدة ايضا وبالتالي يوفر لنا الهرم الغذائي امكانية التنويع عن طريق البدائل المطروحة ضمن كل مجموعة
2- مجموعة الخضروات
كوب من الخضروات الورقية الخضراء
1/2 كوب من انواع اخرى من الخضروات المطبوخة او النيئة
3- مجموعة الفواكه
تفاحة متوسطة الحجم او موزة صغيرة او برتقالة
3/4 كوب من عصير الفواكه
4- مجموعة الحليب ومشتقاته
كوب واحد من الحليب أو اللبن
ملعقتين اكل من الجبنة العادية
4- مجموعة اللحوم والبقول والبيض والمكسرات
60 الى 90 جم من اللحم الخالي من الدهون او
1/2 كوب من العدس المطبوخ
بيضة واحدة
2 ملعقة اكل من زبدة الفول السوداني
لقد لاحظنا ان مجموعات الطعام الموجودة في الهرم الغذائي لا تحتوي على عدد محدد من الحصص ولكنها تحتوي على الحد الادنى والاعلى للحصص الغذائية
مجموعة الخبز 6-11 حصص
مجموعة الخضروات 3-5 حصص
مجموعة الفواكه 2-4 حصص
مجموعة الحليب 2- 3 حصص
مجموعة اللحوم 2-3 حصص(1/2636)
وهذا يعني ان الهرم الغذائي يمكن توظيفه ليلائم فئات مختلفة من ناحية العمر أطفال او بالغين او كبار السن او الجنس ذكر او انثى او نوعية العمل بسيط او شاق
http://www.khayma.com/tagthia/images/foodgudepyramide.gif
اما الفلسفة الجديدة للهرم الجديد فهي تبداء من الاسفل بتناول الخضروات الطازجة مثل السلطة والخضروات المطبوخة الخالية من الدهون بكمية كبيره
ثانيا الفواكه بنفس كمية النشويات
ثالثا الحليب والبروتين
اخيرا الدهون والملح والسكريات
الهرم الجديد يساعد بانقاص الوزن اذا استخدم بطريقة السعرات التي حسبت مسبقا
واسفه على التاخير
---
ام احمد
05-02-2006, 10:20 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
بما ان هذا الرابط مكمل للموضوع احببت اضافته هنا لتتم الفائده
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=22617#post22617
---
أبو الحسن الأثري
04-07-2007, 09:55 PM
الأخت الكريمة هل سمعتي بنظام IMPRO-300جزاك الله خيرا
---
(1/2637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد عند المحدثين والمفسرين
---
رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد عند المحدثين والمفسرين
---
النجدي
02-03-2005, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لا يخفى على مشتغل في أسانيد المفسرين والمحدثين هذه السلسلة أعني رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد
ولعلي في وقفات أسلط الضوء قليلا على هذه الرواية إن شاء الله
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 08:10 PM
أرحب بكم أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير . وأسأل الله لك التوفيق في بيان ما قيل في هذا الإسناد ، ونحن في انتظار وقفاتك ، أعانك الله وبارك فيك.
ولعلك اطلعت على سلسلة علل أحاديث التفسير التي سبق طرحها في هذا الملتقى للدكتور يحيى بن عبدالله وفقه الله ، والتي تظهر لك بعض حلقاتها في أسفل هذه الصفحة .
---
النجدي
02-04-2005, 12:30 AM
جزاكم الله خيرا على ترحيبكم
طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رواها الجماعة - البخاري ومسلم وغيرهما -
ورواها أيضا أئمة التفسير ابن أبي حاتم والطبري وغيرهما
إلا أن هذه السلسلة تكلم فيها
قال أبو بكر ابن الأنباري رحمه الله (ت 328 هـ ): : الذي روى هذا القول عن مجاهد ابن أبي نجيح ولا تصح روايته التفسير عن مجاهد " أ.هـ
قال يحيى بن سعيد : لم يسمع ابن أبي نجيح التفسير عن مجاهد إ.هـ
وقال ابن حبان : ابن أبي نجيح نظير ابن جريج في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير رويا عن مجاهد من غير سماع " إ.هـ
وقال الدوري قال ابن معين " قال سفيان بن عيينة : تفسير مجاهد لم يسمعه منه إنسان إلا القاسم بن أبي بزة فقلت ليحيى ابن أبي نجيح لم يسمعه من مجاهد ؟ قال هكذا قال سفيان
يتبع
---
محمد الأمين
02-06-2005, 02:34 AM
هنا بحث ممتاز عن تفسير مجاهد:(1/2638)
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm
---
موراني
02-06-2005, 03:16 PM
محمد الأمين
قد قرأت الفصل المشار اليه حول مجاهد بن جبر .
وما جاء فيه معروف ومعلوم لمن يتصفح في كتب الطبقات والجرح والتعديل .
انك تشير الى هذه الآراء ملخصا وتقول :
قال ....فلان
قال....شيخ الاسلام
قال....فلان .
وهناك أتساءل :
فماذا تقول أنت ؟؟؟
تقديرا
---
محمد الأمين
02-14-2005, 12:36 AM
الأستاذ موراني
لم أعرف بالضبط ما الذي تريد معرفته في رأيي؟ فأنا عندما أنقل وأسكت عن الناقل فغالباً ما أكون مقراً له (إلا في مواضع قليلة لأسباب متعددة كأن أنقل الخلاف في مسألة). والذي أراه في تفسير مجاهد أن غالبه من ابن عباس، لكنه أحيانا كان يفتي من رأيه، وأحيانا كان يأخذ عن أهل الكتاب، مثله مثل شيخه ابن عباس رضي الله عنه. فلا يكون تفسيره حجة دوماً. ولذلك تجدني قد قلت بصراحة: "إلا أن مجاهداً تصرف في ذلك برأيه، وأخذ كذلك من أهل الكتاب".
أما إن كان سؤالك عن رواية ابن أبي نجيح عنه، فأنا قلت: "فهذا طريق غالبه صحيح. ولكن لا تؤخذ العقيدة من هذا الطريق، لأنه يخشى ابن أبا نجيح دلسها عن ضعفاء لينصر بدعته المعتزلية الفاسدة. ولا بأس بأخذ التفسير اللغوي وآراء مجاهد الفقهية، خاصة أنها غالباً ما توافق آراء ابن عباس".
ملاحظة: بالنسبة لقولك: "وما جاء فيه معروف ومعلوم لمن يتصفح في كتب الطبقات والجرح والتعديل ." صحيح، لكنه مشروط طبعاً بمن يقرأ تلك الكتب ويلم بها. لكن عامة المفسرين لا يعلمون بها ولا يرجعون إليها. كما أنهم لا يعتدون -في كثير من الأحيان- بأقوال أهل الحديث وأهل الجرح والتعديل. فتراهم يعتمدون على تفاسير الكذابين من أمثال الكلبي والسدي ومقاتل، ومقرئين من أمثال حفص.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-14-2005, 12:49 AM(1/2639)
لكن عامة المفسرين لا يعلمون بها ولا يرجعون إليها. كما أنهم لا يعتدون -في كثير من الأحيان- بأقوال أهل الحديث وأهل الجرح والتعديل. فتراهم يعتمدون على تفاسير الكذابين من أمثال الكلبي والسدي ومقاتل، ومقرئين من أمثال حفص.
هكذا بكل بساطة ؟
ما هذا التعميم الجائر ؟
أين العدل في الأحكام ؟ والموضوعية في الكتابة ؟
---
موراني
02-14-2005, 01:08 AM
محمد الأمين حفظه الله ,
أما الآن فقد فهمت ربما ما تريد
كم من مرة يذكر القدماء (مثلا) السدي ....في التفسير بالمأثور
نعم , تلك أسماء (فحسب) ولكن وراءها أفكار لا تتجزأ عن هذه الحضارة العظيمة
---
(1/2640)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حتى المقرئين لم يسلموا في العراق ..
---
حتى المقرئين لم يسلموا في العراق ..
---
ابن الجزيرة
06-02-2006, 06:19 PM
إعدام الإمام الحافظ المقرئ 'العبيدي' بعد تعذيبه بكربلاء
مفكرة الإسلام [خاص]: ذكر مصدر طبي عراقي أن خمس جثث مجهولة الهوية تعود لعراقيين من أهل السنة تم العثور عليها في بغداد وكربلاء.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام في بغداد عن مصدر في دائرة الإحصاء التابعة لوزارة الصحة العراقية أن خمسة جثث تم العثور عليها تعود لعراقيين سنة عليها آثار تعذيب واضحة وإطلاق رصاص في الرأس.
وقال مراسل المفكرة: إن الجثث عثر عليها في منطقة الشرطة الخامسة فيما عثر على واحدة تعود لرجل مسن يبلغ من العمر 73 عامًا على أطراف مدينة كربلاء الشيعية، واتضح فيما بعد أنها جثة الشيخ القارئ الحافظ إبراهيم العبيدي البصير، وهو أحد شيوخ القراء في العراق فاقد للبصر اعتقلته قوات من الداخلية العراقية قبل أيام من منزله شرقي بغداد بتهمة تمويل المقاومة العراقية.
---
سلطان الفقيه
06-13-2006, 05:44 PM
إن لله وإنا إليه راجعون.
---
محمود الشنقيطي
06-14-2006, 06:32 PM
يا رب:
الدين دينك فانتصر ***** واعصف بجبارٍ أشرْ
واجعل جموع المعتدي***** أعجاز نخل منقعر
---
أريام
06-28-2006, 03:02 AM
اللهم امين اللهم امين اللهم لاتبقي ولا تذر
---
ابن الجزيرة
07-01-2006, 02:12 PM
آمين .
---
سيف الدين
07-01-2006, 03:24 PM
اللهم العن الامريكان الذين احيوا الفتن في العراق
---
(1/2641)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يا إخوة ويا أخوات ...هذه هي الحقيقة ...فادخلوا فورا دون تردد
---
يا إخوة ويا أخوات ...هذه هي الحقيقة ...فادخلوا فورا دون تردد
---
كساب
08-04-2004, 07:19 AM
أنصح نفسي وإياكم ولا تنسوني من دعواتكم
كن في الدنيا كأنك غريب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه.. وبعد:
إعلم أخي الحبيب أن هذه الحياة الدنيا أنفاس معدودة في أماكن محدودة. وأن هذه الحياة ( بحر ) و الأنفاس ( مراكب ) تقربنا إلى الشاطئ. وأن الحياة ( سفر )، وهو إن طال العمر أو قصر لابد أن ينتهي إلى المنزل والمستقر في نهاية المطاف: إما إلى جنة أبداً، أو إلى نار أبداُ.
فهل من مشمّر إلى الجنة؟ أم تريد القعود مع القاعدين؟
فحيّ على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
أخي الحبيب..
لقد دق ناقوس الرحيل، وتهيأ الركب للمسير، فوضعوا الزاد، وملئت المزاد، و حملت الإبل.. وأنتم لم تزل في الرقدة الأولى بعد!
أخي الحبيب..
كلنا لابد أن يركب قطار الآخرة و يسافر. فهل تريد أن ترحل كريماً، ويحسن استقابلك، وتنزل منزلاً؟
أم تريد أن تذهب مخفوراً؟ وتُستقبل مهاناً؟ وتلقى ملوماً مدحوراً؟
إن من أراد سفراً سأل ونقّر، وأعد له العدة وفكر، وهيّأ له الزاد وقدّر. فما بالنا نغفل عن السفر الطويل إلى الآخرة؟
إن الأيام تسير بنا وإن لم نسر، والأنفاس مراحل تقربنا إلى القبر الذي هو أول منازل الآخرة. وبعد ذلك أهوال وأهوال.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة *** وإلا فإني لا إخالك ناجياً
فماذا تراك قد أعددت لهذا السفر الطويل الذي بدأ بالفعل منذ نزلت من بطن أمك؟
أيام عمرك تذهب *** وجميع سعيك يَكتب
ثم الدليل عليك منك *** فأين أين المهرب؟
فالبدار البدار.. فلا يوجد ثم طريق للهرب أو الفرار.(1/2642)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا }.
فبادر يا أخي بالأعمال الصالحة في زمن المهلة قبل أن تفلت من يدك الفرصة.
قال : { لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله: من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه }.
وقال :{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ }.
فالفراغ نعمة عظيمة لمن شغلها بطاعة الله تعالى. فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل.
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغ
يُحكى أن رجلاً كان يحاسب نفسه، فحسب يوماً سني عمره، فوجدها ستين سنة. فحسب أيامها، فوجدها واحداً وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم.
فصرخ صرخة، و خرّ مغشياً عليه. فلما أفاق قال: يا ويلتاه، أنا آتي ربي بواحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب؟!
يقول هذا لو كان يقترف ذنباً واحداً في كل يوم، فكيف بذنوب كثيرة لا تحصي؟
ثم قال: آه عليّ، عمرت دنياي، وخربت أخراي، وعصيت مولاي، ثم لا أشتهي النقلة من العمران إلى الخراب. وأنشد:
منازل دنياك شيّدتها *** وخرّبت دارك في الآخرة
فأصبحت تكرهها للخرا *** ب وترغب في دارك العامرة
وفي الحديث: { اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك }.
واعلم أخي الحبيب أن لك موضعين تندم عندهما حيث لا ينفع الندم:
الأول: عند الاحتضار؛ حيث تريد مهلة من الزمن لتصلح ما أفسدت، وتتدارك ما ضيعت، ولكن هيهات.
الثاني: عند الحساب؛ حيث تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه؛ نقص فيه أجلي، و لم يزد فيه عملي ).
وقال سعيد بن جبير: ( إن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة ).(1/2643)
أخي الحبيب..
إن الليل و النهار رأس مال المؤمن؛ ربحها الجنة، وخسرانها النار. والسنة شجرة: الشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها. فمن كانت أنفاسه في طاعة؛ فثمرته شجرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في في معصية؛ فثمرته حنظل والعياذ بالله.
قال الحسن: ( من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعينه؛ خذلاناً من الله عز وجل ).
و قال أبو حازم: ( إن بضاعة الآخرة كاسدة، يوشك أن تنفق، فلا يُوصل منها إلى قليل ولا كثير. ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجوع إلى حال يتمكن فيها من العمل، فلا تنفعه الأمنية ).
يا هذا..الليل و النهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم. فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها، فافعل. فإن انقطاع السفر عن قريب ماهو، والأمر أعجل من ذلك. فتزود لسفرك، واقض ما أنت قاض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغتك.
إنما الدنيا إلى الجنة والنار طريق *** والليالي متجر الإنسان والأيام سوق
قال الحسن رحمه الله: ( ما مرّ يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم، إني يوم جديد، و على عملك شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدّم ما شئت تجده بين يديك، وأخّر ما شئت فلن يعود أبداُ إليك ).
تؤمل في الدنيا طويلاً و لاتدري *** إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من مريض عاش دهراً إلى دهر
وقال أبو نصر آبادي: ( مراعاة الأوقات من علامات التيقظ ).
وقال مورق العجلي: ( يا ابن آدم.. تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقص عمرك وأنت لا تحزن وتطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك ).(1/2644)
وقال الحسن: ( لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار، وتقريب الآجال. هيهات، قد صبّحا نوحاً وعاداً وثموداً وقروناً بين ذلك كثيراً، فأصبحوا قد أقدموا على ربهم ووردوا على أعمالهم. وأصبح الليل والنهار غَضّين جديدين لم يبلهما ما مرّا به، مستعدين لما بقي بمثل ما أصاب به من مضى ).
لقد كان السلف الصالح مشغولين دائماً بالآخرة، منتبهين لقيمة الوقت.
قال ابن مهدي: ( كنا مع سفيان الثوري جلوساً بمكة، فوثب و قال: النهار يعمل عمله ).
وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: ( إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل ).
أخي الحبيب..
ينبغي أن تذكر نفسك دائماً بهذا السؤال: لماذا خُلقنا؟ ويجيب رب العزة: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
ثم تأمل قول أبي الدرداء رضي الله عنه: ( لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً: الظمأ لله بالهواجر، والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطياب الكلام كما يُنتقى أطياب الثمر ).
وانظر أخي الكريم إلى وصية النبي التي حكاها ابن عمر رضي الله عنهما: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ).
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: ( إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها الظعن. فأحسنوا ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ).
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر *** ولابد من زاد لكل مسافر
ولابد للإنسان من حمل عدة *** ولا سيما إن خاف صولة قاهر
قال الحسن: ( ابن آدم، إنك بين مطيتين يوضعانك: الليل إلى النهار، والنهار إلى الليل، حتى يسلمانك إلى الآخرة. فمن أعظم خطراً منك؟ ).
ياهذا، إنك لم تزل في هدم عمرك منذ خرجت من بطن أمك. وإنما أنت أيام معدودة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.(1/2645)
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب *** وأن غداً للناظرين قريب
سأل الفضيل رجلاً: كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة. فقال: فأنت ننذ ستين سنة تسير إلى ربك، ويوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن عجب الأيام أنك جالس *** على الأرض في الدنيا وأنت تسير
فسيّرك يا هذا كسير سفينة *** بقوم جلوس والقلوع تطير
وقال داود الطائي: ( يا ابن آدم، فرحت ببلوغ أجلك، وإنما بلغته بانقضاء مدة أجلك. وسوّفت بعملك، كأن منفعته لغيرك! ).
إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يُدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل
أخي الحبيب..
إنما الزمان أشرف شيء؛ فلا تضيعه في البطالة. احرص على الطاعات، واغتنم الأوقات قبل الفوات.
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله *** إذا كنت فارغاً مستريحا
وإذا هممت بالقول في الباطل *** فاجعل مكانه تسبيحاً
قال الحسن: ( لقد أدركت أقواماً كان أحدهم أشح بعمره من أحدكم بدرهمه ).
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يُضيّع
يحكى أن أبا موسى الأشعري اجتهد قبل موته، فقيل له: لو رفقت بنفسك؟ فقال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها. والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
وماالمرء إلا راكب ظهر عمره *** على سفر يطويه باليوم والشهر
يبيت ويضحى كل يوم وليلة *** بعيداً عن الدنيا قريباً من القبر
ياهذا.. أمس أجل، واليوم عمل، وغداً أمل. فلا يلهينك الأمل عن العمل.
كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ( ويحك يا يزيد، من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يرضي ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ ).
ترحل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل(1/2646)
قال ابن مسعود رضي رضي الله عنه: ( إنكم في ممر من الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة. فمن يزرع خير فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شراً فيوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع ).
تمر الليالي والحوادث تنقضي *** كأضغاث أحلام ونحن رقود
وأعجب من ذا أنها كل ساعة *** تجدّ بنا سيراً ونحن قعود
قال يحيى بن معاذ: ( لست أبكي على نفسي إن ماتت، إنما أبكي لحاجتي إن فاتت ).
نروح ونغدو لحاجتنا *** وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجته *** وتبقى له حاجة ما بقي
أخي الحبيب.. هل آن الأوان لكي تبادر وتشمّر في جمع الغنائم الباردة قبل أن تُمنعها؟ !
قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: ( هذه غنيمة باردة: أصلح ما بقي من عمرك؛ يغفر لك ما مضى ).
ولله در القائل:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً *** بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنيناً بها *** وأجعلها في صلاح وطاعة؟
طوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
أويس القرني
08-04-2004, 01:52 PM
جزاك الله خيرا على نصحك ، ونفع بك أينما كنت
---
مساعد الطيار
08-04-2004, 05:10 PM
بورك فيك يا أخ كساب ، وكم نحن ـ والله ـ بحاجة لمثل هذه الأقوال في الرقائق ، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى .
---
(1/2647)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني على هذا المتن جزاه الله خيرا؟
---
من يدلني على هذا المتن جزاه الله خيرا؟
---
أبو وائل
08-07-2005, 04:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد تحية طيبة للجميع هل يمكن أن يدلني محب الخير وكلكم كذالك على متن المنظومة الخاقانية في التجويد ف الشبكة العنكبوتية الانترنت ولكمخالص الدعاء
---
شريف بن أحمد مجدي
08-21-2005, 06:44 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إليك أخي الحبيب رائية الخاقاني في التجويد
تأليف : موسى بن عبيد الله الخاقاني أبو مزاحم ت : 325هـ
---
أبو وائل
08-27-2005, 09:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فشكرا لك أخي الكريم بعد شكر الله على هذا الإهداء والله يوفقك ويرعاك ولك التحية
---
(1/2648)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من طرائف النحو والنحويين
---
من طرائف النحو والنحويين
---
سلسبيل
05-14-2005, 08:10 PM
لا لي لو ما حضر
قال ابن الجوزي: لقي نحويٌّ رجلاً، وأراد الرجل أن يسأله عن أخيه، وخاف أن يلحن، فقال أخاك أخيك أخوك ها هنا؟!
فقال النحويُّ: لا لي لو ما حضر
أبا أبو أبي فلان
وله أيضا قال: سمعت شيخنا أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزار يقول : قال رجل لرجل : قد عرفت النحو إلا أني لا أعرف هذا الذي يقولون : أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان؟!
فقال له : هذا أسهل الأشياء في النحو..
إنما يقولون:
أبا فلان.. لمن عظم قدره
وأبو فلان.. للمتوسطين
وأبي فلان.. للرذلة .
النحوي وبائع الباذنجان
وقال أيضًا: وقف نحويٌّ على رجل فقال: كم لي من هذا الباذنجان بقيراط؟!
فقال : خمسين
فقال النحوي : قل خمسون.
ثم قال : لي أكثر، فقال : ستين.
قال : قل ستون
ثم قال : لي أكثر، فقال : إنما تدور على مئون وليس لك مئون.
متسوِّل وضليع في النحو
قال أحد النحاة: رأيت رجلاً ضريرًا يسأل الناس يقول: ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا..
فقلت له: يا هذا.. علام نصبت ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا؟!
فقال الرجل: بإضمار ارحموا..
قال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود، وأعطيته إياه فرحًا بما قال.
سمَّاك يجيد النحو
حكى أبو بكر التاريخي في كتابه أخبار النحويين: أن رجلاً قال لسمَّاك بالبصرة: بكم هذه السمكة؟
فقال السماك: بدرهمان.
فضحك الرجل!!
فقال السماك: أنت أحمق، سمعت سيبويه يقول: ثمنها درهمان!!
أبوك وحمارِه
حكى العسكري في كتاب التصحيف أنه قيل لبعضهم: ما فَعَلَ أبوك بحمارِهِ؟!
فقال: باعِهِ، فقيل له: لم قلت "باعِهِ"؟!
قال: فلم قلت أنت "بحمارِهِ"؟!
قال الرجل: أنا جررتُه بالباء.
فرد عليه بقوله: فلِمَ تَجُرُّ باؤك وبائي لا تَجُرُّ؟!
في التعزية قولان(1/2649)
وعن ابن أخي شعيب بن حرب قال : سمعت ابن أخي عمير الكاتب يقول وهو يعزي قومًا : آجركم الله وإن شئتم أجركم الله، كلاهما سماعي عن الفراء.
مولع بالرفع
عن أبي زيد الأنصاري قال: كنت ببغداد فأردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكتَر لنا.. فجعل ينادي: يا معشر الملاحون.. يا معشر الملاحون..
فقلت: ويحك!! ما تقول جُعلتُ فداك؟!
فقال: أنا مولع بالرفع!!
كلام لم يخلق الله له أهلاً
عن أبي طاهر قال : دخل أبو صفوان الحمَّام، وفيه رجل مع ابنه، فأراد أن يعرف ما عنده من البيان، فقال : يا بني ابدأ بيداك ورجلاك، ثم التفت إلى خالد فقال : يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله، فقال : هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط!!.
نصيحة نحوي لمحتضر
وعن أبي العيناء عن العطوي الشاعر أنه دخل على رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه، فقال له : يا فلان قل لا إله إلا الله، وإن شئت فقل لا إلهًا إلا الله، والأولى أحب إلى سيبويه.
كلما كلمتك خالفتني
وعن عبد الله بن صالح العجلي قال : أخبرني أبو زيد النحوي قال : قال رجل للحسن : ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه؟! فقال الحسن : ترك أباه وأخاه.
فقال الرجل : فما لأباه وأخاه؟! فقال الحسن : فما لأبيه وأخيه، فقال الرجل للحسن : أراني كلما كلمتك خالفتني!!
دعوا زيدًا وشأنه
يُروى أن رجلاً دُعي إلى حضور درس من دروس النحو، فلما حضر لاحَظَ أنهم "أي النحاة" يقولون في أمثلتهم:
"جاء زيدٌ"، "ضرب زيدٌ عمرًا"، "حدَّث زيدٌ عمرًا حديثًا ".. إلخ.
فشعر بضيق من ذلك، وأنشأ يقول- على سبيل الدعابة-:
لا إلى النَّحو جئتكم لا ولا فيه أرغبْ
دعُوا زيْدًا وشَأنه أينما شَاء يذهبْ
أنا مَالي وما لامريء أبدَ الدَّهر يُضْربْ
وفي هذا أيضًا يقول أحدهم:
أخذوا من داود واوه وقالوا بها نصلح شأن عمرو
فظل داود بحسرة واوه وسلط زيدًا ليضربَنَّ عمرو
منقول
---
(1/2650)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن ؟!
---
مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن ؟!
---
المحرر
07-24-2004, 05:06 AM
يقول الشيخ عبد الله الجديع – حفظه الله – في المقدمات الأساسية ( 182 ) : ... ومنذ سنين طويلة وأنا أتساءل عن سبب حرص المستشرقين على الكتب التي صنفها بعض علماء الإسلام فيما يتصل بنقل القرآن ، ولا أجد الجواب يرجع إليَّ إلا أنَّ هؤلاء حاقدون على دين الإسلام ، لهم مقاصد سوءٍ ، يبحثون عن طريق للطعن على القرآن ، فتراهم أولَ من اعتنى – مثلاً – ينشر كتاب ( المصاحف ) لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ، وهو كتاب مفيد للمشتغلين بالعلم ، مصنفه إمام ابن إمام ، فقصد هؤلاء إلى نشره وترجموه إلى بعض لغاتهم ظناً منهم أنهم وجدوا فيه بعض مرادهم ، لِمَا تضمنه من حكاية قصة جمع القرآن ، والمصاحف التي كانت عند بعض الصحابة مما فيه اختلاف حرف أو ترتيب عن مصاحف المسلمين ، وقد شرحت أنه ليس من ذلك شيءٌ في مطعن على القرآن العظيم .
وهؤلاء المستشرقون مساكين كإخوانهم من أهل البدع ، ولا يدرون ما الأسانيد ، ولا يميزون صحيح نقلٍ من سقيمه ، فجميع الأخبار المحكية عندهم مسلمات ، وإني لأعذرهم في ذلك ، فإن اليهود والنصارى قد حرموا الإسناد ، واختصت به هذه الأمة الوسط ؛ فأنى لهم أن يفهموه ؟!
---
موراني
07-24-2004, 01:20 PM
لقد ذكر العضو (المحرر ) هذه السطور عن الشيخ عبد الله الجديع بغير تعليق عليها .
ومن هنا يبدو لي كأنّ (المحرر) قد تبنى رأي الشيخ بما ورد أعلاه .(1/2651)
كما يبدو لي أيضا كأنّ هذا الرأي سائد بين المسلمين عامة اذ جاء ذكر هذه السطور للشيخ عبد الله الجديع في ملتقى أهل الحديث , في الرابط ( المعجم المفهرس) قبل أيام , وذلك بعد اغلاق الرابط . أضيف هذا القول بالضبط من جانب المشرف عبد المرزوع وهنا أيضا بغير تعليق عليه .
انني لا أخاطب الشيخ عبد الله الجديع ولا الآخرين ولا أنتقدهم لشيء بما عبّروا عنه بل أحب أن أضع هذه الكلام الى موضعه .
لم يأت ذكر من هو المقصود بهذا الكلام المؤسف , بل جاءت الصورة عامة : المستشرقون....
فلا أظن أنّ أحدا يعلم , اللهم الا القليل النادر , أنّ أحدا يعلم على علم اليقين من هو المقصود بهذه الكلام أو أي بحث استشراقي وراء هذه التهم .
لقد نشر المستشرق الانجليزي Arthur Jeffery كتابه عام 1937 وقدم عليه مقدمة عام 1936 بالقاهرة .
عنوان الكتاب
Materials for the History of the Text of the Qur'an. The old Codices. Leiden. Brill 1937 .
أما العنوان التوضيحي للكتاب ( بانجليزية أيضا) فهو كما يلي :
كتاب المصاحف لابن أبي داود . مع جمع القراءات الأخرى من المصاحف لابن مسعود , ابيّ , عليّ , ابن عباس , أنس , أبي موسى وللقدماء الآخرين ذوي مكانة . وذلك تقديم نصوص تختلف عن مصحف عثمان .
أما ترتيب الكتاب في الفصل حول القراءات وهو يتفق وترتيب السور والآيات القرآنية .
الى جانب ما جاء في كتاب المصاحف لابن أبو د اود السجستاني من الذكر للقراءات
استخرج المؤلف المذكور النصوص المماثلة للقراءات من 32 كتابا (!) طبعت في القاهرة واسطنبول والهند , الا واحدا وهو كتاب قرّة عين القرّاء للمرندي ( مخطوط اسكوريال , الرقم 1337 ) .
من هنا يتبين أنّ المستشرق المذكور قد اعتمد في تأليف كتابه وعند جمع القراءات على ما حرص على جمعه القدماء المسلمون في العلموم القرآنية....
ولا غير !(1/2652)
هذا , فعند قراءة المقدمة للكتاب لا يستطيع القاريء الكريم أن يجد نوعا من (الحقد ) على دين الاسلام ولا (طعنا) على القرآن أو غير ذلك من التهم التي جاء ذكره في كلام الشيخ عبد الله الجديع .
انّ هذه التهم بهذه العبارات وبغيرها من المفردات شائعة بين الناس غير أنني أخشى أن الذين يذيعون هذا الكلام على الناس عامة وعلى طلبة العلم خاصة لم يقوموا بدراسة هذا الكتاب أو بقراءته . وهذا في طبيعة الحال مجرد افتراضات منّي فقط ,
فان كنت مخطئا فأعتذر عند من هو أهل به .
وان كنت مخطئا فعلى الجانب الآخر أن يأتي بالدلائل القاطعة المستخرجة من الكتاب (نصا !) لاثبات الحقد على الاسلام والطعن في القرآن لدى هؤلاء المستشرقين .
تقديرا
موراني
---
موراني
07-26-2004, 03:24 PM
اضافة الى السطور الأخيرة
يمكنني أو أقول اليوم :
لم أكن مخطئا.......نظرا الى التعقيبات ........
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2004, 09:30 PM
كنت أشرت في مشاركة سابقة إلى ما يشبه ما تفضل به أخي الكريم المحرر في مشاركة بعنوان :
سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1454)
وقد عقب عليها الدكتور موراني بما فيه الكفاية . والدكتور موراني - فيما يبدو لي - من المستشرقين المنصفين ، وهو على اطلاع بما يدور في الأوساط الاستشراقية. وأرجو أن يعذرنا الدكتور موراني فربما تكون الصورة لدينا غير مكتملة فيما يتعلق بهذا الجانب. غير أنه لا يمكننا تبرئة بعض الكتابات من التحامل على العلم الشرعي الإسلامي ، والإساءة التي ربما تكون عن جهل بالإسلام .(1/2653)
وقد كنت بحثت موضوع جهود المستشرقين فيما يتعلق بدراسة الشعر الجاهلي ، فتبين لي أن المستشرقين مع كثرة بحوثهم وجهودهم المشكورة في خدمة الشعر الجاهلي ، إلا أنهم عجزوا عن إدراك معاني اللغة العربية ، ومعاني شعر الجاهلية الذي لا يستطيعه كل أحد من العرب فضلاً عن غير العرب ، وقد وجدت كلاماً نفيساً للأمير المترسل شكيب أرسلان حول هذا الأمر ، ملخصه أنه قد عرف كثيراً من المستشرقين أصحاب الدراسات الكثيرة في تراث الشرق الإسلامي ، غير أنه إذا وصل الأمر إلى لغة العرب وشعر الجاهلية ، فإنه لا يستطيع أن يضع أكبر المستشرقين في الميزان مع أي عالم من علماء العربية من العرب ، لبعد الشقة ، وانعدام الموازنة ، فاللغة العربية لغة عصية ، لا تعطي قيادها لكل أحد إلا بعد طول خبرة ، ورضاع لها مع حليب الأم منذ نعومة الأظفار.
على كل حال الحديث في هذا الأمر ذو شجون ، وأشكر الجميع على الحرص على الحقيقة ، مع الوقار والتلطف في العبارات ، فإن هذا الملتقى لا يزال - ولله الحمد - يحظى باحترام أمثالكم من طلاب العلم النابهين ، وأجمل بالعلم إذا تدراسه أمثالكم ، على بساط من الأدب وحسن الخلق. ولعل الدكتور موراني ينتقد التعميم للمستشرقين جميعاً فحسب .
---
المحرر
07-26-2004, 10:00 PM
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ،
أنا نقلت هذا النقل من كتاب الشيخ الجديع ، فلا أعلم ماذا أغضب الدكتور ؟!
أم " يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فاحذرهم " .
---
موراني
07-26-2004, 10:20 PM
الأستاذ المحترم عبد الرحمن الشهري ,
أشكر لكم كما يشكر لكم غيري أيضا على هذه الكلمات ذات التوازن والرفق .
فيما يتعلق بالشعر , والشعر الجاهلي خاصة , فهناك دائرة صغيرة وضئيلة بين المستشرقين تخصصت في هذا الفن , للأسباب التي ذكرتموها .
عندما أجيب على بعض التهم (من جانب المسلمين) التي في الغالب لا أساس لها فلا أقصد به تبرئة ما قيل من الاساءات ضد التعاليم الدينية .(1/2654)
انّ البغية التي أود الوصول اليها هي ألا نحكم على كل من يسمى بالمستشرق (أو يسمي نفسه مستشرقا !) من زاوية نظرة مسبقة على جميع الأعمال وعلى جميع نتائج الأبحاث الاستشراقية كما حدث ويحدث .
عندما أخرجت 3 مجلدات من التفسير لابن وهب (بما فيها من الأخطاء المؤسفة التي أعترف بها وأحاول تصحيحها عند اعادة طبع الكتاب!) لم أكن حاقدا على الاسلام ولا طاعنا في القرآن (كما جاء في كلام الشيخ عبد الله الجديع وغيره , وهم كثيرون) بل أخرجت هذا التفسير لكي يبلغ القاريء المسلم الذي لم يزل محروما من الاطلاع على هذه المصادر النادرة . لم أفكر دقيقة من اليوم في أن أعثر على أمر ما وأبرزه في هذا العمل طعنا على الدين الآخر ....غير أنّ فيه روايات حول جمع القرآن وفيه أيضا اختلاف القراءات .
لقد علقت ملاحظتي الأولى على كلام الشيخ عبد الله الجديع لأن كلامه على صيغته هذه غير مقبول وليس في خدمة العلم الجاد الذي يقوم به كثير من الباحثين (في الغرب) ...كما يقال.
ودمتم بالخير والعافية
موراني
---
موراني
07-26-2004, 10:29 PM
@المحرر
لقد سبقتي قبل قليل .
لكي تكون مطمئنا : ليس هناك نوع من (الغضب)
بل الرجاء بالموضوعية فقط , حتى عند النقل .
موراني
---
المحرر
07-27-2004, 03:32 AM
قال الدكتور - هداه الله للإسلام - : ( عندما أجيب على بعض التهم (من جانب المسلمين) التي في الغالب لا أساس لها ) .
أقول : المسلمون - في الغالب - لا يلقون التهم جزافاً ؛ فلعلك يا دكتور تحاول ضبط العبارات التي توجهها للمسلمين ، وخاصةً انك قد عبت على الشيخ عبد الله الجديع ( وغيره كثير) - على حد زعمك - إطلاق العبارات العامة .
وأيضاً ، من تعاليم الدين الحنيف أن ينتقد الفكر والرأي والقول دون ذكرٍ للأشخاص إلا في مواضع نادرة ؛ فكان الأولى أن لا يذكر الدكتور اسم المستشرق المقصود بكلام الشيخ الجديع - وفقه الله - ،
والسلام على من اتبع الهدى .
---(1/2655)
عبدالرحمن الشهري
07-28-2004, 03:11 AM
ما ذكره الشيخ الجليل عبدالله الجديع وجهة نظر محترمة ، والأمر الذي أشار إليه الدكتور موراني واضح من الناحية العلمية النقدية وهو الاعتراض على التعميم لكل المستشرقين.
والأمر فيه سعة ولله الحمد ، فأرجو عدم الغضب من الجميع ، فهذه مسألة جزئية ليس لها كبير أثر. ولكم تحياتي.
---
د.عبدالرحمن الصالح
10-01-2006, 12:57 PM
عندما سئل الأستاذ جاك بيرك ، وكان على خلاف الأخ موراني لا يُسمي نفسه مستشرقا، بل كان يقول: أنتم تسمونني مستشرقا، أنا عالم اجتماع غربي مختص بالعالم الإسلامي! سئل
هل ظلم الاستشراق الإسلامَ؟
قال نعم بالتأكيد. الاستشراق القديم نشأ في أوساط متعصبة وتبشيرية . وبأهداف غير علمية. الاستشراق شأن جميع العلوم الانسانية بدأ يسير ببطء نحو الموضوعية
لا يمكننا الحكم على الحركة الاستشراقية بكاملها أي مسيرة 300 سنة بصفحة واحدة أو أن نكون وجهة نظر موضوعية عنها
لكن الملاحظ أن الدارسين العرب أو الكاتبين العرب يتحاملون لأسباب يعود معظمها إلى عيب في الفكر العربي وفي الثقافة العربية كلها
هذا العيب إذا لم يتداركه الدارسون والباحثون وطلبة العلم فإن مردوده السيء ستكون له عواقب وخيمة
هذا العيب هو (اللاتاريخية) بمعنى عدم ربط المعلومة بواقعها التاريخي بل التعامل معها وكأنها طائرة في الهواء
وهذا الخلل المنهجي لدى الدارسين المسلمين قد تسرب إليهم من اللاعقلانية الهرمسية التي تبنتها المذاهب الشيعية وعلى رأسها الرافضة
والسبب الثاني هو ظلم السياسي الغربي وصانع القرار هناك ولاموضوعيته ىإزاء قضية المسلمين الرئيسية (فلسطين)
فالعربي بعاطفيته يمزج بين السياسي والمثقف الغربي فيعد المستشرق عدوا حتى إذا كان باحثا موضوعيا
وهذا أيضا قصور في التصوّر سببه عدم سفر الدارسين المسلمين الى الجامعات الغربية والاختلاط بالمستشرقين ومحاورتهم عن كثب(1/2656)
ويوجد جهل حقيقي بجهود المستشرقين العملاقة في حفظ التراث العربي وإعادة التفكير فيه
جهل لا يمكن أن يزول بمقال او بجدل فارغ
بل يتطلب قراءة
ناريخ التراث العربي للأستاذ فؤاد سزكين كاملا
ومن نعم الله ترجمته الى اللغة العربية
وهذا الحال في الدارسين من التعصب بعيد كل البعد عن موضوعية العلماء القدماء كابن قتيبة الدينوري في مقدمة تأويل مختلف الحديث حيث يقول ما معناه ، ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم أو إيثار لهوى
والاستشراق اليوم قد تركه المستشرقون أنفسهم ، وعمره من وجهة نظري قرن ونصف وما قبلها كان بوادر وما بعد عام 1973 هو ذوبان الاستشراق في التخصص الأكاديمي العام
---
محمد سعيد الأبرش
10-02-2006, 10:48 PM
أعتقد أن كلام الشيخ الجديع وغيره مبني على ما اطلع عليه - وكذلك أغلب المسلمين - من أعمال المستشرقين
كما أعتقد أن الدكتور موراني لا ينكر كون زيهر وجب وماسينيون وموير ومرجليوث ودوركايم من المستشرقين كما لا يمكن أن ينكر تأثر الدارسين الغربيين بكتاباتهم
أما كتابات أنور عبد الملك وإدوارد سعيد فلعلها كافية - نوعاً ما - مع كتابات من ذكرتهم ومن قلدهم لتثبت وجهة نظرنا.
لا ننكر بعض الجهود الجليلة لكريمر وبروكلمان وغيرهما ولكن لنا الحق في الوقوف إزاء كل عمل يأتي من الغرب وقفة فاحص متأمل على الأقل وذلك لما أصابنا من جهتهم وليس شاتلييه وزويمر وأمثالهم منا ببعيد
---
(1/2657)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن معنى كلمة (الوحيين) في اللغة .
---
سؤال عن معنى كلمة (الوحيين) في اللغة .
---
البسملة
02-29-2004, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام الفضلاء أهل اللغة والتفسير
لدي سؤال وأرجو كل من عنده جواب أن يتحفنا به
سؤالي هو ::
دائما ما نسمع كلمة ( الوحيين ) فمن ماذا اشتقت هذه الكلمة لغويا ؟؟؟
وهل يطلق هذا الإسم على القرآن والسنة ؟؟؟
وهل ممكن أن تفصلوا لنا أكثر غن التسمية والإشتقاق ؟؟؟؟
الرجاء الرد سريعا
---
ابن الشجري
02-29-2004, 01:51 AM
حتى تكون الاجابة أسرع أحيلك على المرجع
أي كتاب من كتب اللغة مادة ( وح ي) تجد فيها إلاجابة على سؤالك عن المعنى اللغوي ، وكذلك عن اشتقاقها ، وأخص من بين كتب اللغة كتب المفردات القرآنية كمفردات الراغب ، وعمدة الحفاظ للحلبي إضافة للمقاييس لابن فارس فقد تطرق لهذه المادة ولمصدر اشتقاقها .
أما عن استعمالها للتعبير عن الكتاب والسنة فنعم ، بل لاتستعمل في سواهما ـ فلا تدل عند اطلاقها الاعليهما ـ وقد استعملها غير واحد من المتقدمين والمتأخرين ، ولانك تريد التفصيل أحيلك الى كتاب التأصيل للعلامة بكرأبوزيد (5ـ6) ففي هاتين الصفحتين من الحاشية منهما أتى الشيخ جزاه الله خيرا على ماتريد .
ولعل احد الاخوة الكرام ينشط ليفصل لك أكثر ، الا إن كان لديك ما أحلتك عليه من كتب أهل العلم فلن تحتاج لمزيد إن شاء الله ـ مع النظر في الكتب التي اشار اليها الشيخ بكرـ
---
(1/2658)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عمر بن الخطاب للدكتور الصلابي كتاب الكتروني رائع
---
عمر بن الخطاب للدكتور الصلابي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-15-2007, 07:55 AM
عمر بن الخطاب للدكتور الصلابي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
فصْل الخطاب في سيرَة ابْن الخطاب
أمير المُؤمنين عُمَر بْنُ الخطاب
رَضيَ اللهُ عَنه
تأليف الدّكتور عَلي مُحَمّد الصّلابي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 900 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/724cec3ced.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/2e5879669a.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/e3e2ea5d98.jpg
روابط التنزيل
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01173932778.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=307378
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
عبد الحي محمد
03-15-2007, 11:26 AM
جزيت خيراً
---
(1/2659)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل هذا الحديث يدل على شرعية القراءة بالقراءات؟
---
هل هذا الحديث يدل على شرعية القراءة بالقراءات؟
---
سلطان الفقيه
03-17-2006, 06:24 PM
هل الحديث الذي ذكره ابن الجزري في (النشر):القراءة سنة متبعة يأخذها الاخر عن الأول يدل على شرعية القراءة بالقراءات أم لا؟جزاكم الله خيرا.
---
محمود الشنقيطي
03-17-2006, 06:49 PM
ما الذي تعنيه بقولك شرعية القراءة بالقراءات؟؟
الذي فهمته أنك تقصد القراءة بغير حفص هل يدل على مشروعيتها قول ابن الجزري هذا.
فإن كان كذلك فاعلم وفقك الله لمراضيه أن القراءات كلها ثابتة بالتواتروالإجماع(وفي الثلاث المتممة خلاف لا يعتد به), وعليه فلا يجوز التفريق بينها وقد أجمع العلما على كفر من أنكر منها ما ثبت تواتره كالسبعة مثلا لأنه في الحقيقة إنكار للقرآن كما قال الإمام عبد الوهاب السبكي رحمه الله:(وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزَلٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلملا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل)انتهى.
وانتشار بعضها اليوم دون بعض ليس دليلا على أن المنتشر أصح وأقوى وأشد ثبوتا من غيره, كرواية حفص مثلا التي يقرأ بها الكثير من المسلمين اليوم وهي أوسع الروايات انتشارا في العالم الإسلامي..
فالقراءات لا تحتاج إلى شرعية تجوِّز القراءة بها , فهي في الحقيقة قرآن وإن كان هنالك من يفرق بين القراءات والقرآن.
وأرجو توضيح إشكالك إن لم أكن اهتديت إليه
---
سلطان الفقيه
03-17-2006, 07:34 PM
الأخ محمود:الذي فهمته مني هو الصحيح. لكن هل عندما يقال أدلة شرعية القراءات كلام غير صحيح ،وأنت ذكرت التواتروالاجماع فهذا دليل على شرعيتها،علما أن هناك من مشايخنا الكرام من جاء لنا بهذا السؤال في الدراسات العليا؟وهل كلامه هذا غير صحيح؟
---
سلطان الفقيه(1/2660)
03-18-2006, 08:03 PM
أين اجابتكم يا قراء القرءان على هذا السؤال!!؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2006, 08:59 PM
الأخ الكريم سلطان الفقيه وفقه الله وزاده فقهاً في كتابه .
أنت طالب دراسات عليا ، والمتوقع من مثلك أن يكون جواب هذا السؤال متقرراً عنده ، لا يحتاج إلى جواب ، وجواب السؤال باختصار : نعم ، قول ابن الجزري هذا يدل على ذلك. ولكن ليس هذا الدليل الوحيد كما تعلم على مشروعية القراءات وسنيتها ، وتفاصيل ذلك ، وإنما الأدلة على مشروعية القراءات أوسع من ذلك ، من قول الله تعالى ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا شك أنك على اطلاع على كل هذا في أثناء دراستك وبحثك .
وصيغة السؤال ليس فيها مؤاخذة من وجهة نظري ، فهو يسألك سؤالاً محدداً عن ماذا تستنبط من قول ابن الجزري هذا فحسب ، ولا يُفهم من هذا السؤال حصر أدلة مشروعية القراءات في هذا القول .
---
سلطان الفقيه
03-18-2006, 09:28 PM
فضيلة الشيخ:عبد الرحمن ــ حفظه الله ــ لقد جاء لنا بمثل هذا السؤال بالصيغة التي ذكرتها أنا في أول هذا الكلام،وأجبت بالحديث الذي ذكره ابن الجزري فأنكرأن الحديث هذا يدل على شرعيتها ،فحاججته في ذلك فسكت ،ولم يرد لي جواباً الى الان. وقال سؤاله بالتفصيل:اذكرحديثين على مشروعية القراءة بالقراءات؟ فهو سؤال كما ترى بديهي لا يحتاج الى أي استفسار إلا عندما أنكر شيخنا ذلك فتعجبت، وقلت أستفسركم في ذلك.وكنت أميل أولاً إلى كلام أخي محمود كيف يقال شرعية القراءات حتى تجوز بها. جزاكم الله خيراً شيخنا.
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2006, 09:46 PM
وهل قول (القراءة سنة متبعة يأخذها الأول عن الآخر) حديث نبوي ؟
---
سلطان الفقيه
03-18-2006, 10:07 PM(1/2661)
لا. ليس هو حديثاً نبوياً.بل ذكره ابن الجزري عن جملة من الصحابة منهم عمر وعبدالله بن الزبير ،ومن التابعين عمربن عبد العزيز وابن المنكدر وغيرهم مما لا يحضرني الآن.فالحديث موقوف وليس مرفوع.بارك الله فيكم شيخنا.
---
د.أبو بكر خليل
03-18-2006, 11:23 PM
" القراءة سنة " حديث روي موقوفا على زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أخرجه البيهقي في " سننه الكبرى " ، قال :
( أنبأ أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال : " القراءة سنة " .
وأنما أراد والله أعلم أن اتباع من قبلنا في الحروف وفي القراءات سنة متبعة ، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو أمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وأن كان غير ذلك سائغا في اللغة أو أظهر منها وبالله التوفيق ،
وأما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة غفور رحيم بدل عليم حكيم فلان جميع ذلك مما نزل به الوحي فإذا قرأ ذلك في غير موضعه ما لم يختم به آية عذاب بآية رحمة أو رحمة بعذاب فكأنه قرأ آية من سورة وآية من سورة أخرى فلا يأثم بقرائتها كذلك ،
والأصل ما استقرت عليه القراءة في السنة التي توفى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما عارضه به جبرائيل عليه السلام في تلك السنة مرتين ثم اجتمعت الصحابة على إثباته بين الدفتين ) . [ السنن الكبرى للبيهقي ]
* و قد ترجم له الإمام البيهقي رحمه الله : ( باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة دون غيرهن من اللغات ) .
و الله تعالى أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2006, 11:28 PM
بارك الله فيكما .
---
د.أبو بكر خليل
03-19-2006, 12:06 AM
و بارك الله فيك الأخ الفاضل الشيخ د . عبد الرحمن الشهري ، و أثابك و آجرك خيرا على عملك و متابعتك الإشراف على هذا الملتقى الطيب المثمر بإذن الله تعالى أنت و من معك من الإخوة الأفاضل المشرفين
---(1/2662)
سلطان الفقيه
03-19-2006, 05:52 PM
الدكتور/أبو بكر خليل ــ حفظه الله ــ الحديث ليس موقوفاً على زيد بن ثابت فقط ، بل على جملة من الصحابة منهم: زيد بن ثابت، وعمر بن الخطاب ، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم .بارك الله فيكم.
---
د.أبو بكر خليل
03-19-2006, 10:00 PM
أخي العزيز أكرمكم الله
أنا ام أنف رواية غير زيد بن ثابت رضي الله عنه لأحاديث القراءة ، و لم أحصرها فيه ،
و إنما أوردت الحديث الذي وقفت عليه ،
و لم أوفق في العثور على غيره بهذا اللفظ أو قريب منه ،
و ليتك توافينا بما ذكرته ،
وفقني الله و إياكم لكل خير .
---
د. أنمار
03-20-2006, 11:00 AM
ومن أدلة مشروعية تعلم القراءات وتعليمها، قوله صلى الله عليه وآله وسلم
اقرؤوا كما علمتم
وقول علي رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم
وهو حديث حسن رواه أحمد وصححه ابن حبان.
وقول ابن مسعود رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم
وهذا اللفظ صححه الحاكم وابن حبان
فمما علمنا - بضم فتشديد- القراءات العشر، والله أعلم
---
سلطان الفقيه
03-20-2006, 11:28 AM
قوله صلى الله عليه وآله وسلم
اقرؤوا كما علمتم
الدكتور أبو بكرحفظه الله ــ هذا الحديث موقوفاً على ابن مسعود بلفظ:((اتبعوا ولا تبتدعوا واقرؤا كما علمتم)) وبألفاظ أخرى، سأوافيك بجميع ما ذكرت باذن الله .
---
سلطان الفقيه
03-24-2006, 06:04 PM(1/2663)
وكما وعدت الدكتور: أبوبكر خليل ـــ حفظه الله ـــ على تخريج هذه الأحاديث .فسأذكرها أولاً بأول: الحديث الأول: رواية زيد بن حارثة :حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا سعيد بن أبي مريم (ح) وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا سعيدبن منصور (ح)وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا سعيد بن مينا قالون ثنا ابن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال :((القراءة سنة)) زاد ابن أبي مريم :((لاتخالف الناس برأيك)) رواه الطبراني في المعجم الكبير(5/133) دار احياء التراث . قال الهيثمي في المجمع (2/292):...وفيه ابن أبي الزناد، وهو ضعيف. والزيادة ((لا تخالف الناس برأيك)) من زيادة سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه . ورواه البغوي في شرح السنة (3/281) دار الفكر . وزاد ((متبعة)) وبدون زيادة ابن أبي مريم.وأخرجه سعيد بن منصور في سننه(2/259) بلفظ :((القراءة سنة))وأخرجه الحاكم في المستدرك .وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه .وقال الذهبي في التلخيص:صحيح الاسناد. وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/196) .والروايات كثيرة بهذه الألفاظ ونحوها .وسنذكر بعد رواية زيد رواية محمد بن المنكدر باذن الله .ولولا انشغالي لذكرت جميع الروايات الآن فسامحوني على التأخير.
---
د.أبو بكر خليل
03-24-2006, 07:41 PM
أكرمك الله و وفقك لكل خير ،
ما أوردته أنت غاب عني ، لبعدي عن مراجعي ، فبحثت في المتاح لدي حينه ،
ومما جاء في " الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ " ، لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ ، كَتْبُ حُرُوفِ الْقِرَاءَاتِ :
( أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم ، نا أحمد بن سعيد ، نا علي بن قطرب ، عن أبيه ، أنه قال : " القراءة سنة متبعة لا تقرأ إلا بما أثر عن العلماء ولا تقرأ بما يجوز في العربية دون الأثر ) .(1/2664)
- و قد بحثت في " المستدرك " على لفظ الحدبث : " القراءة سنة " : فلم أقف عليه ؟
---
سلطان الفقيه
03-24-2006, 10:22 PM
الدكتور أبو بكر ـــ وفقه الله ـــ الحديث موجود في المستدرك وسأؤافيك برقم الحديث،والدار التي طبعته،وغير ذلك لاحقاً إن شاء الله .وأما حديث علي بن قطرب عن أبيه فهي عندي الآن، وكنت قد خرجتها من قبل حتى أثبتها هنا، فقدجئت بها أنت ،فجزاك الله خيراًً شيخنا ،وبارك الله فيكم ،وفي علمكم.
---
د. أنمار
08-04-2006, 03:38 PM
لا. ليس هو حديثاً نبوياً.بل ذكره ابن الجزري عن جملة من الصحابة منهم عمر وعبدالله بن الزبير ،ومن التابعين عمربن عبد العزيز وابن المنكدر وغيرهم مما لا يحضرني الآن.فالحديث موقوف وليس مرفوع.
لكن لا ينبغي إهمال أن له حكم الرفع فهو داخل في قول الصحابي من السنة كذا فالجمهور على أنه في حكم الرفع.
قال ابن الصلاح في مقدمته ص50
وهكذا قول الصحابي من السنة كذا فالأصح أنه مسند مرفوع لأن الظاهر أنه لا يريد به إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجب اتباعه
وأبان عن ذلك الحافظ في نكته، ومثله في نخبة الفكر
وقال الإمام النووي في التقريب: قول الصحابي أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا أو من السنة كذا أو أمر بلال أن يشفع الاذان وما أشبهه كله مرفوع على الصحيح الذي قاله الجمهور
وشرح ذلك الإمام السيوطي في تدريب الراوي ج1/ص188
فقال:(1/2665)
قال ابن الصلاح لأن مطلق ذلك ينصرف بظاهره إلى من له الأمر والنهي ومن يجب اتباع سنته وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غيره لأن مقصود الصحابي بيان الشرع لا اللغة ولا العادة والشرع يتلقى من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ولا يصح أن يريد أمر الكتاب لكون ما في الكتاب مشهورا يعرفه الناس ولا الإجماع لأن المتكلم بهذا من أهل الإجماع ويستحيل أمره نفسه ولا القياس إذ لا أمر فيه فتعين كون المراد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل ليس بمرفوع لاحتمال أن يكون الآمر غيره كأمر القرآن أو الإجماع أو بعض الخلفاء أو الاستنباط وأن يريد سنة غيره وأجيب ببعد ذلك مع أن الأصل الأول وقد روى البخاري في صحيحه في حديث ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه في قصته مع الحجاج حين قال له إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة قال ابن شهاب فقلت لسالم أفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وهل يعنون بذلك إلا سنته فنقل سالم وهو أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة وأحد الحفاظ من التابعين عن الصحابة أنهم إذا أطلقوا السنة لا يريدون بذلك إلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم
اهـ
ومثل حكم ما سبق قولهم اقرؤوا كما علمتم
ففي بعض الروايات قال الصحابي: إن رسول الله يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم
---
(1/2666)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لغة عالمية
---
لغة عالمية
---
ش.م
06-14-2004, 12:35 AM
الأخلاق لغة عالمية، يفهمها الجاهل والعالم، يفهمها الأحمق والنابغ، يفهمها العدو والصديق، يفهمها الرفيق والغشوم، يفهمها من يتحدث بلسانك ومن هو ذو لسان غريب، يفهمها قريبك الذي ألفك وعرف معالم شخصيتك ويفهمها البعيد الذي لم يتعامل معك من قبل
قد تستعصي هذه اللغة الراقية على بعضٍ ممن تحجرت منهم القلوب ، وقامت أمام أعينهم سدود الظلم والجبروت، ووُسمت أركانهم بميسم الغلظة والفظاظة إلى أن جعلتهم لا يعون أن في الدنيا شيئا من حسن خلق، ولكن بفضل الله عز وجل يبقى هؤلاء قلة، فهم شواذ في الكون خارجون عن طبائع أهله، بل لعل الله يجعل منهم من يراجع نفسه أمام تلك السلوكيات الغريبة عليه
فإن الأخلاق يذل أمامها أعتى الرجال، وتلين أصلب القلوب، وتخضع أظلم النفوس، قد لا تعترف بذلك صراحة ولكن .. تضيء تلك المواقف الأخلاقية نافذة نور في حياتها فيفكر فيها وينتعش بالتحليق في أجوائها حينا من الزمان إلى أن تكبر فتتحول إلى هالة قوية من النور تضيء القلب وتنعكس على الجوارح
وقد تكون الاستجابة لهذه اللغة العالمية سريعا، فيعجب من يستقبلها، ويدهش بل ينبهر ثم يخضع راضيا، ويسرع متراجعا وقد طرد شعاع الحق ظلمة الباطل الذي كان عليه
الأخلاق .. كم اجتذبت إلى ساحة الحق أرتالا من البشر ذوي النفوس الوضيئة تأثرا بها، بل كم جذبت من ذوي النفوس الشديدة المستكبرة أو الشاردة عن الهدى
الأخلاق أسر للقلوب وأجمِلْ به من أسر! وزيغ للقلوب وأعظِم به من زيغ عن الضلال إلى الهدى! وصرف لها وأكرِم به من صرف عن الباطل إلى الحق!
ونتأكد بهذا من صدق مقولة (الدين المعاملة)، وماذا يكون الدين إن لم يكن تهذيبا للنفس وصيانة للقلب وتقويما للسلوك ؟ ماذا يكون الدين إن لم يعلم أبناءه حسن التعامل مع غيرهم؟(1/2667)
وكيف أسلمت قرى بل أمم بأكملها؟ وما خبر أندونسيا وشرق آسيا عنا ببعيد، فالصين مثلا لم تطأها قدم فاتح من المسلمين، ولكن نور القرآن أعظم أثرا ولغة الأخلاق أسرع انتشارا، فلما بلغت أسماع أهلها أنباءُ هذا الدين ورأوا وسمعوا عنه ما ترجف له الأفئدة إعجابا وإجلالا سارعوا إلى دين الله زرافات ووحدانا، وما زالت أعداد المسلمين في تزايد كبير في هذه البلاد
وفي عصر الفتوحات الإسلامية كان المسلمون يفتحون البلاد ، ثم يقوم الإسلام بعمله التلقائي في التأثير في القلوب، فما هي إلا برهة من الزمن إلا ويسارع أهلها إلى ساحة الحق ويصيرون من أخلص العباد وأكثرهم استماتة في سبيل دينهم الجديد، وهم الذين كانوا قبلا يقدمون الغالي والنفيس من أجل عقائدهم السابقة
ألم تكن الأخلاق ذلك النور الذي قذف في القلوب المظلمة فبدد ظلمتها؟ وتحولت رفقة النور إلى شمس ساطعة تضيء تلك النفوس رويدا رويدا إلى أن يعمها ضوء النهار في أصفى حالاته وأجلاها، فتغدو نفس المسلم شمسا تشع نورا وهدى وحسن خلق
وما تلك النفوس التي لا تتأثر بخلق حسن أو معاملة طيبة ولا تأسرها خصلة خير أو سماحة نفس أو رفعة جوارح أو سمو شمائل؟
وقد قال عليه الصلاة والسلام مخلدا سوء أثر الخلق الطالح : لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب(1/2668)
وهذه مواقف من دروس الأخلاق العملية التي كانت أعظم أثرا في النفوس: كان ثمامة بن أثال ملكَ اليمامة، جاءه كتاب من الرسول يعرض عليه الإسلام فألقاه باحتقار وازدراء، ثم أعلن العداوة للدين، وقتل عددا من الصحابة، وعزم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسره المسلمون يوما ولم يكونوا قد عرفوه، وربطوه في سارية المسجد ، فجاء الرسول وعرفه وأمر بإكرامه وجمع ما في بيوت أزواجه من طعام وأمر أصحابه بتقديمه إليه، كما أمر أن تحلب ناقته ويسقى ثمامة من لبنها غدوة وعشية. ثم جاءه وسأله: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي يا محمد خير، فإن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دمٍ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تُعْطَ منه ما شئت. أعادها الرسول عليه ثلاثة أيام، وهو يعيد الجواب نفسه، وفي اليوم الثالث أطلقه دون فداء ولم يسئ إليه، أو يقتص لمن قتل من أصحابه.
خرج ثمامة إنسانا جديدا فقد رأى معاملة لم ير مثلها وشاهد حسن خلق في تعاملهم مع بعضهم بعضا، عاش ثلاثة أيام في رحاب المسجد يتلقى قلبه أنوار الهدى ويسمع الكلام الحق.
ويلين القلب القاسي لرقة ما يشاهد ويسمع من تآلف واجتماع وحسن تعامل، فتطهر وعاد إليهم رافعا صوته بالشهادتين، ولما سئل : لم لم تسلم وأنت بين أيدينا؟ قال: خشيت أن يقال أسلم خوفا في الأسر. وقال للرسول : والله ما كان على ظهر الأرض وجهٌ أبغض إليّ، من وجهك، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليّ، ووالله ما كان دين أبغض إليّ، من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين كله إليَّ، ووالله ما كان بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ
ثم كان قويا في الحق، شديدا على قريش والمشركين حتى إنه قطع عنهم ما كانوا يشترونه من اليمامة متبعا سياسة المقاطعة التي أضرت بهم إلى أن لجؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يرفع حصاره عنهم، ويعود إلى ما كانوا عليه(1/2669)
ورسولنا عليه السلام حين دخل مكة فاتحا دخلها مطأطئا شكرا لله، ثم أطلق كلمته الشهيرة بالعفو العام عن قريش كلها على ما فعلته فيه وفي أصحابه من شرور: اذهبوا فأنتم الطلقاء. وسجل التاريخ تلك الكلمة بأحرف العزة والسماحة في أعظم صفحات فصول العفو عند المقدرة
وزين العابدين علي بن الحسين قابله رجل فتكلم فيه بسوء فما كان منه إلا أن قال له بهدوء: (يا عبد الله ..ما أظهر الله لك من عيوبنا أكثر مما ستر علينا) رد صاعق من حفيد المصطفى مقابل من أساء إليه أبلغ الإساءة، فارتجف القلب الخاطئ عندما لا مسد دفء نور الحق ثم أفاء إلى ظل ظليل نادما على ما قدم، مؤكدا أن حسن الخلق لغة عالمية لا يحدها سور ولا يمنعها باب ولا يعوقها اختلاف لسان
http://www.alanwaar.net/aalamy.htm
---
(1/2670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الناسخ والمنسوخ
---
الناسخ والمنسوخ
---
خالد الباب
10-31-2004, 12:40 PM
هل هناك كتاب أو موقع على الإنترنت يتحدث عن الناسخ والمنسوخ من القرآن بالتفصيل أي
سبب نزول الآية المنسوخة
وسبب نزول الآية الناسخة
والأحكام الفقهية
وتفسير الآية
وأسئل الله الهداية والثبات للجميع
---
مساعد الطيار
10-31-2004, 04:15 PM
أخي خالد هناك كتب كثيرة
منها الناسخ والمنسوخ ، للنحاس ، ولابن الجوزي ، ولابن العربي ، ولأبي عبيد القاسم بن سلام ، وغيرها كثير .
كما لا تخلو مطولات التفسير من ذكر الناسخ والمنسوخ .
---
(1/2671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار :هل بحثت آيات الزينة في القرآن أو في سورة النور؟
---
استفسار :هل بحثت آيات الزينة في القرآن أو في سورة النور؟
---
أحمد الفالح
12-22-2006, 06:48 PM
السلام عليكم
هل بحث موضوع الزينة في القرآن ؟
وأخص آية الزينة في النور ......
ولكم جزيل الشكر ....
---
أبومجاهدالعبيدي
12-22-2006, 10:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
للباحث محمد سلمان جنيد بحث بعنوان : الزينة في القرآن الكريم –دراسة وتحليل- = جامعة صدام للعلوم الاسلامية . ولا أعلم شيئا عن هذا البحث.
وللدكتور لطف الله خوجه بحث بعنوان : الدلالة المحكمة لآية الزينة على وجوب تغطية الوجه.
تجده على هذا الرابط (http://saaid.net/Doat/khojah/28.htm).
---
أبومجاهدالعبيدي
12-22-2006, 11:09 PM
وهذا بحث آخر :
الزينة في ضوء القرآن الكريم : دراسة موضوعية (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=958)
---
محمد العواجي
12-23-2006, 07:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
تفسير آيات الزينة في سورة النساء
لم تحدد مطلوبك منه
وهو بحث موضوعي شبه جاهز عندي
ولك خالص الشكر والتقدير
---
د.يسري خضر
12-23-2006, 09:29 AM
اخي العزيز كتب الاستاذ احمد عبد الحليم ابو شقة موسوعة بعنوان تحرير المراة في عصر الرسالة ------طبعة دار القلم افرد جزء لهذا الموضوع وقد قدم لها الامامان الغزالي والقرضاوي
---
أحمد الفالح
12-23-2006, 01:56 PM
أشكر الجميع على مشاركتهم
أخي الدكتور محمد العواجي ، المطلوب هو تفسير آية الزينة في سورة النور
أو تفسير الزينة في القرآن بشكل عام ،،،
وإن كان بالإمكان أن ترسل لي نسخة من بحثك الذي ذكرت حتى نستفيد منه
ولكم جزيل الشكر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-23-2006, 02:12 PM(1/2672)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ محمد العواجي لو نزلتم البحث في هذا الموقع المبارك ليستفيد الجميع والله يحفظكم ويرعاكم .
---
محمد العواجي
12-23-2006, 04:22 PM
أخي الكريم أحمد الفالح
شيخنا الغالي محمد مصطفى
تلبية لرغبتكما لعلي قريبا أرفق البحث للجميع
لعل فيه شيئا مما يفيد
ولكم جزيل الشكر والعرفان
---
أحمد الفالح
12-23-2006, 10:48 PM
من يفيدنا عن بحث الأخ / محمد سلمان جنيد بعنوان الزينة في القرآن الكريم
ولكم جزيل الشكر
---
جمال أبو حسان
12-24-2006, 09:49 AM
هناك رسالة دكتوراة للدكتور عبد العزيز عمرو حول الزينة في القران والسنة والاحكام الفقهية وهي رسالة مطبوعة قبل اكثر من عشرين سنة واصلها مقدم لجامعة الازهر في اوائل السبعينيات من القرن الماضي
---
أبو المعتز القرشي
12-25-2006, 05:22 AM
رسالة علمية من جامعة الإمام محمد بن سعود للباحثة عبير المديفر بعنوان ( أحكام الزينة ) وهي مطبوعة في جزءين من مطبوعات الجامعة .
---
(1/2673)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات القرآن للدعاية
---
آيات القرآن للدعاية
---
عبد العزيز
06-05-2003, 05:49 PM
لقد رأيت لوحة إعلانات كبيرة لأحد أكبرموزعي الفاكه في المملكة
وقد سطرها بقوله تعالى (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون)
هل عمله هذا صحيح؟
---
أحمد البريدي
06-05-2003, 06:05 PM
هذا العمل يأخي الكريم لا ينبغي . وينبغي ان تنصحه بالتي هي أحسن ذلك أنه لا تشابه بين فاكهة الجنة , وفاكهة الدنيا فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قوله : ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء .
وكتابتها بهذا الشكل مما يقللها في أعين الناس على حد قول الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره***إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
---
(1/2674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله تعالى :( ومن أوفى بما عاهد عليه الله)
---
لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله تعالى :( ومن أوفى بما عاهد عليه الله)
---
نضال دويكات
04-11-2006, 03:19 PM
لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله ومن اوفى بما عاهد عليه الله ؟؟؟؟
وهل هذه خلاف الاصل في اللغة العربية اي اننا نقول دائما عليه بكسر الهاء ارجو التوضيح ولكم جزيل الشكر
---
أبو عبد المعز
04-11-2006, 03:47 PM
إن كان ضم فقراءة من القراءات......
لا يحضرني الآن إلا رواية خلف عن حمزة لكنه قرأ (عليه الله) بالفتح لا بالضم....
ومن أصول خلف أنه يضم الهاء الواقعة قبل ميم الجمع بشرطين:
-أن يكون بعد الميم ساكن.
-ان يكون قبل الهاء كسر أو ياء ساكنة....
مثل : بهم الأسباب.......الهاء مضمومة لتحقق الشرطين كسر الباء وسكون اللام.
كما قرأ (عليهم)( إليهم)( لديهم) مطلقا بالضم.
هذا ماعندي وبضاعتي في هذا العلم مزجاة.......فلعل عند غيري ما يشفي.
---
جمال حسني الشرباتي
04-11-2006, 04:56 PM
السلام عليكم
كما تعلم هي قراءة حفص عن عاصم--
وقد وجدت عند الألوسي في روح المعاني تعليلا للضم(1/2675)
قال رحمه الله : وقرأ الجمهور { عَلَيْهِ } بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم أنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه، ووجه الكسر رعاية الياء وكذا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم، وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتخفيم أمر العهد المشعر به الكلام، وأيضاً إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه، وقد سألت كثيراً من الأجلة وأنا قريب عهد بفتح فمي للتكلم عن وجه هذا الضم هنا فلم أجب بما يسكن إليه قلبي ثم ظفرت بما سمعت .
---
د. أنمار
04-14-2006, 03:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فقد أجاد الأخ الشرباتي وفقه الله فيما نقل عنه الآلوسي .
أما ما قاله :
إن كان ضم فقراءة من القراءات......
لا يحضرني الآن إلا رواية خلف عن حمزة لكنه قرأ (عليه الله) بالفتح لا بالضم....
... هذا ماعندي وبضاعتي في هذا العلم مزجاة.......!!!.
فليس للفتح هنا سبيل لا في السبع ولا العشر بل ولا الخمسين !!
=====
فبالنسبة لقراءة (عليه الله) بالضم، هي رواية حفص عن عاصم ، وعلى الأصل من اللغة لا خلاف الأصل كما تبادر إلي ذهن الأخ نضال.
وزيادة في التفصيل أقول وبالله التوفيق:
الضم انفرد به حفص عن القراء العشرة ورواتهم من جميع طرقهم المقروء بها اليوم سواء من طريق العشر الصغرى أقصد الشاطبية والدرة أو العشر الكبرى أي النشر وطيبته.
وهذا التفرد ليس تفردا مطلقا بل هو بالنسبة لما سبق لأن هناك من قرأ بالضم قبل وبعد حفص الكوفي عمن لم يتواتر سنده خاصة بعد نشر العشر لابن الجزري.(1/2676)
فوصلنا في الأربع الشواذ الزائدة على العشر قراءة ابن محيصن المكي [1] بالضم بل هي قاعدته في كل هاء ضمير يكسرها غيره إن كان قبلها كسرة أو ياء إن وقع بعدها ساكن نحو (به انظر) (عليه الذكر) و(عليه الله) [2] [3] فيضم كل ذلك قاعدة له.
فوافقه في الأخيرة فقط حفص عن عاصم من العشرة.[4]
أما فيما فوق الأربعة عشر فهي قراءة سلام الطويل البصري الكوفي [ 5] ووافقه ابن مقسم البغدادي [6 ] فيما ذكره أبو القاسم الهذلي [7 ] في كامله [ 8]
أما سبب الضم فقد عده مكي بن أبي طالب القيسي آت على الأصل، بصلة الهاء بواو ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها فبقيت الضمة وقرأ الباقون بالكسر لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها لأن الكسرة بالياء أشبه وهي أخف بعد الياء فانقلبت الواو ياء وحذفت لكسونها وسكون اللام بعدها [9 ]
وكذا في الموضح [10 ] أنها ضمت على الأصل .
وأرادوا بالأصل أنك حين تلفظ الهاء من أنه ومثله وما شابه، فإن الأصل في هاء ضمير المفرد الغائب الضم، أما الكسر فإنما لفظ به عند بعض العرب لعارض الكسر أو الياء بغية تسهيل النطق بالحرف وعليه جمهور قراء العشر. والبعض الآخر بالضم كما سبق ووافقهم حفص من العشر وغيره كما مر. فجاز عند العرب الوجهان.
ومن لا تتوفر له المراجع القديمة فسيجد مثل ذلك في كتب المتأخرين كالدكتور محمد سالم محيسن جزاه الله في الآخرة خير الجزاء في كتابه الهادي[11] وغيره
وإنما شرح الشراح وعللوا بمثل ذلك ومرادهم لسان العرب وتعليله عندهم أما القرآن فهو كلام الله القديم المنزه عن الحوادث. والعبرة ثبوت السند، فنحن نتيقن تواتر اللفظين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن رب العزة جل وعلا.
والله أعلم
------------
الهوامش:(1/2677)
1- محمد بن عبد الرحمن بن محيصن ت 123هـ المكي مقرئ مكة مع ابن كثير ولولا ما في قراءته من مخالفة للرسم لألحقت قراءته بالعشر (غاية النهاية 2/167 ومعرفة القراء للذهبي 1/98)
2- إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة لشمس الدين محمد بن خليل القباقبي ص 358
3- اتحاف فضلاء البشر في القراءات الاربعة عشر للبنا 1/532
4- النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/305
5- سلام بن سليمان الطويل البصري ثم الكوفي تابعي ثقة جليل ومقرئ كبير مات سنة 171 هجرية (غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/309)
6- محمد بن الحسن بن يعقوب البغدادي العطار الإمام المقرئ النحوي، 265-354 هـ أثنى عليه الداني والذهبي لكن كان له مذهب في القراءة امتحن بسببه في قصة مشهورة (غاية النهاية 2/124)
7- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل الهذلي المغربي ت 465هـ
8- لوحة 152 من الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة. مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية.
9- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ص 281 ج 2 وص 66
10- الموضح في وجوه القراءات وعللها 1/239 لابن أبي مريم نصر بن علي الفارسي الفسوي النحوي ت بعد 565 هـ
11- الهادي شرح الطيبة والكشف عن علل القراءات وتوجيهها 1/ 159
---
نضال دويكات
04-14-2006, 10:32 PM
بارك الله فيكم
---
(1/2678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب المتشابهات
---
كتب المتشابهات
---
ابن عبدالشافي
07-30-2004, 11:11 PM
الإخوة الكرام،،
من يرشح لي أفضل الكتب في متشابه القرآن ؟؟
وما هي أفضل طبعات كتاب" البرهان في متشابه القرآن" للكرماني؟؟ التي يمكن العثور عليها بالإسكندرية
وجزاكم الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
---
أحمد البريدي
07-31-2004, 12:58 AM
أفضل كتاب وأجمعه فيما أرى هو كتاب : ملاك التأويل للغرناطي .
وأما كتاب" البرهان في متشابه القرآن" للكرماني فعندي نسخة بتحقيق أحمد عز الدين وهي من مطبوعات دار الوفاء بالمنصورة .
---
EL_SAGIR
08-02-2004, 11:58 PM
السلام عليكم
إن المتشابه في القرآن الكريم ينقسم إلى قسمين لفظي ومعنوى
فاما المتشابه اللفظي فان كتاب البرهان للكرماني يعتبر كتابا جيدا ، وارجح معه كتاب درة التأويل للاإسكافي إن لم تخني الداكرة ،.
اما المتشابه المعنوي فان كتاب الإكليل في متشابه التأويل لابن تيمية كتاب
---
د. هشام عزمي
08-04-2004, 04:42 PM
السلام عليكم
أنا حصلت على نسخة من كتاب الكرماني من الأسكندرية بتحقيق عبد القادر أحمد عطا تحت اسم " أسرار التكرار في القرآن المسمى البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة و البيان " ، و هي من إصدار دار الفضيلة بالقاهرة .
أنا حصلت على الكتاب من مكتبة حميدو بشارع النبي دانيال بالأسكندرية و ثمنه 18 جنيهًا مصريًا .
---
عبد الحميد العرفج
08-28-2004, 11:59 AM
هذا الرابط له تعلق بما ذكرت .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=327
أرجو أن يكون مفيدا .
---
(1/2679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما تفسيرقوله:(قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي ...الآية) وقوله :(ما نفدت كلمات الله)
---
ما تفسيرقوله:(قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي ...الآية) وقوله :(ما نفدت كلمات الله)
---
تسنيم
02-10-2006, 02:48 AM
قرأت في بعض كتب التفسير عن هذه الآيه ولكن هل لديكم تفسير واضح عنها لو تكرمتم
وجزاكم الله خيرا
قال تعالى (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولوجئنا بمثله مددا ))
ما المقصود بكلمات ربي في هذه الآيه وهل يوجد فرق ( كلمات ربي) في هذه الآية
و ( كلمات الله ) في آية (( ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم))
يقال هي كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته ام المقصود كلمات القران المنزلة من عند الله هي التي لا تنفد عندما قال المشركون ان هذا الكلام يوشك ان ينفذ فأنزل الله تعالى هذه الآية
الرجاء توضيح لي هذه المسألة وجزاكم الله خير ..
---
إيمان البحر
02-11-2006, 07:32 AM
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:" قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا "
أي : قل لهم ـ مخبرا عن عظمة الباري ، وسعة صفاته ، وأنها لا يحيط العباد بشيء منها :
" لو كان البحر "
أي : هذه الأبحر الموجودة في العالم ،
" مدادا لكلمات ربي "
أي : وأشجار الدنيا ، من أولها إلى آخرها ، من أشجار البلدان والبراري ، والبحار ، أقلام ،
" لنفد البحر "
وتكسرت الأقلام
" قبل أن تنفد كلمات ربي "
وهذا شيء عظيم ، لا يحيط به أحد . وفي الآية الأخرى
" ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم "(1/2680)
. وهذا من باب تقريب المعنى إلى الأذهان ، لأن هذه الأشياء مخلوقة ، وجميع المخلوقات ، منقضية منتهية ، وأما كلام الله ، فإنه من جملة صفاته ، وصفاته غير مخلوقة ، ولا لها حد ولا منتهى ، فأي سعة وعظمة تصورتها القلوب ، فالله فوق ذلك ، وهكذا سائر صفات الله تعالى ، كعلمه ، وحكمته ، وقدرته ، ورحمته ، فلو جمع علم الخلائق ، من الأولين والآخرين ، أهل السموات وأهل الأرض ، لكان بالنسبة إلى علم العظيم ، أقل من نسبة عصفور ، وقع على حافة البحر ، فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته ، ذلك بأن الله ، له الصفات العظيمة الواسعة الكاملة ، وأن إلى ربك المنتهى .
---
تسنيم
02-12-2006, 12:06 AM
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به .
وشكر الله لكم اهتمامكم
---
إبراهيم منصور
02-16-2006, 03:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى – سيد ولد آدم وأفضلهم واتقاهم وأعدلهم, المتصف بكل كمال بشري- خلقا وخُلقا- ولو كره الكافرون ولو كره المشركون ولو كره الحاقدون
وبعد
للإجابة على هذا السؤال يجب أن يعلم كل ناظر في كتاب الله عز وجل أن كل لفظة قرآنية لا يمكن فهمها ولا معرفة معناها إلا بعد النظر إلى سباق الآية وسياقها ولحاقها فكل آية لها ارتباط بما قبلها من الآيات, بل لك آية ارتباط بالسورة التي تذكر فيها هذه الآية – على نحو ما تقرر في علم المناسبات
وبعد تأصيل هذه القاعدة يمكننا أن ننظر إلى الآيتين اللتين معنا فنجد أن الآية الأولى هي قوله تعالى { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ ربي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ ربي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } الكهف109 وبالنظر إلى ما تناولته السورة من قضايا نجد أن
التعرض لصفة الربوبية ورد صريحا في السورة فى مواضع عدة وهى هذه الآيات(1/2681)
1. { إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا ربنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً } الكهف10
2. { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِربهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } الكهف13
3. { وَربطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا ربنَا رب السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } الكهف14
4. { وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ ربكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً } الكهف16
5. { وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا ربكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً } الكهف19
6. { وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً ربهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً } الكهف21
7. { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل ربي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً } الكهف22(1/2682)
8. { إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر ربكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ ربي لِأَقْرب مِنْ هَذَا رَشَداً } الكهف24
9. 0{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ ربكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } الكهف27
10. { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } الكهف28
11. { وَقُلِ الْحَقُّ مِن ربكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً } الكهف29
12. { وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى ربي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً } الكهف36
13. { لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ ربي وَلَا أُشْرِكُ بِربي أَحَداً } الكهف38
14. { فَعَسَى ربي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } الكهف40
15. { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِربي أَحَداً } الكهف42
16. { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ ربكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } الكهف46(1/2683)
17. { وَعُرِضُوا عَلَى ربكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً } الكهف48
18. { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ ربكَ أَحَداً } الكهف49
19. { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ ربهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } الكهف50
20. { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا ربهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً } الكهف55
21. { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ ربهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً } الكهف57
22. { وَربكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } الكهف58
23. { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا ربهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرب رُحْماً } الكهف81(1/2684)
24. { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ ربكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن ربكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } الكهف82
25. { قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى ربهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً } الكهف87
26. { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ ربي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } الكهف95
27. { قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن ربي فَإِذَا جَاء وَعْدُ ربي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ ربي حَقّاً } الكهف98
28. { أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ ربهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً } الكهف105
29. { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ ربي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ ربي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } الكهف109
30. { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ ربهِ أَحَداً } الكهف110
ويلاحظ أن التعرض لصفة الألوهية فى هذه السورة لم يزد عن بضع عشرة آية وهى:-
1 - { وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً } الكهف4
2 - { هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً } الكهف15(1/2685)
3 - { وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً } الكهف16
4 - { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } الكهف17
5 - { وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً } الكهف21
6 - { إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً } الكهف24
7 - { قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } الكهف26
8 - { لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } الكهف38
9 - { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } الكهف39
10 - { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً } الكهف43(1/2686)
11 - { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } الكهف45
12 - { قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً } الكهف69
*يقول الإمام البقاعي المتوفى : سنة خمس وثمانين وثمانمائة فى كتابه نظم الدرر [ جزء 6 - صفحة 197 ](1/2687)
"ولما تم الجواب عن أسئلتهم على أحسن الوجوه مخللاً بما تراه من الحجج البينة والنفائس الملزمة لهم بفصل النزاع، وأتبع ذلك بقص الأمر الذي بإغفاله تجرؤوا على الكفر، وهو أمر البعث إلى أن ختمه بما يقتضي أن معلوماته لا تحد، لأن مقدوراته في تنعيم أهل الجنة لا آخر لها فلا تعد، وكان اليهود قد اعترضوا على قوله في أولها { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } [الإسراء: 85] بأنهم أوتوا التوراة، وكان لكل ما سألوا عنه من الفصول الطويلة الذيول أمور تهول، وكان ربما قال قائل: ما له لا يزيد ذلك شرحاً؟ قال تعالى آمراً بالجواب عن ذلك كله، معلماً لهم بأنهم لا يمكنهم الوقوف على تمام شرح شيء من معلوماته، وآخر استفصال شيء من مقدوراته، قطعاً لهم عن السؤال، وتقريباً إلى أفهامهم بضرب من المثال: { قل } أي يا أشرف الخلق لهم: { لو كان البحر } أي ماؤه على عظمته عندكم { مداداً } وهو اسم لما يمد به الدواة من الحبر { لكلمات } أي لكتب كلمات { ربي } أي المحسن إليّ في وصف ذكر وغيره مما تعنتموه في السؤال عما سألتم عنه أو غير ذلك { لنفد } أي فني مع الضعف فناء لا تدارك له { البحر } لأنه جسم متناه. ولما كانت المخلوقات - لكونها ممكنة - ليس لها من ذاتها إلا العدم، وكانت الكلمات من صفات الله، وصفات الله واجبة الوجود، فكان نفادها محالاً، فكان نفاد الممكن من البحر وما يمده بالنسبة إليها مستغرقاً للأزمنة كلها، جرد الظرف من حرف الجر فقال: { قبل أن تنفد } أي تفنى وتفرغ { كلمات ربي } لأنها لا تتناهى لأن معلوماته ومقدوراته لا تتناهى، وكل منها له شرح طويل، وخطب جليل؛ ولما لم يكن أحد غيره يقدر على إمداد البحر قال: { ولو جئنا } أي بما لنا من العظمة التي لا تكون لغيرنا { بمثله مدداً * } أي له يكتب منه لنفد أيضاً، وهذا كله كناية عن عدم النفاد، لأنه تعليق على محال عادة كقولهم: لا تزال على كذا ما بل بحر صوفة وما دجى الليل، ونحو هذا،(1/2688)
ولعله عبر بجمع السلامة إشارة إلى أن قليلها بهذه الكثرة فكيف بما هو أكثر منه، وذلك أمر لا يدخل تحت وصف، وعبر بالقبل دون أن يقال " ولم تنفد " ونحوه، لأن ذلك كاف في قطعهم عن الاستقصاء في السؤال ولأن التعبير بمثل ذلك ربما فتح باباً من التعنت وهو أن يجعلوا الواو للحال فيجعلوا النفاد مقيداً بذلك، وأما سورة لقمان فاقتضى سياقها في تأسيس ما فيها على { الغني الحميد } [لقمان: 26] ومقصودها أن يكون التعبير فيها بغير ما ههنا، فما في كل سورة أبلغ بالنسبة إلى سياقه، مع أنه ليس في إفصاح واحدة منهما ما يدل على نفاد الكلمات ولا عدمه، وفي إفهام كل منهما بتدبر القرائن في السياق وغيره ما يقطع بعدم نفاذها، ولا تخالف بين الآيتين وإن كان التعبير في هذه السورة أدخل في التشابه، ويجاب عنه بما قالوا في مثل قول الشاعر " على لاحب لا يهتدى بمناره " من أن ما في حيز السلب لا يقتضي الوجود، ولعل التعبير بمثل ذلك من الفتن المميزة بين من في قلبه مرض وبين الراسخ الذي يرد المتشابه إلى المحكم، وهو ما دل عليه البرهان القاطع من أن الله تعالى لا نهاية لذاته، ولا لشيء من صفاته، بل هو الأول والآخر الباقي بلا زوال - والله أعلم". أهـ
*ويقول الطاهر بن عاشور – رحمه الله – فى تفسيره التحرير والتنوير [ جزء 1 - صفحة 2581 ]
لما ابتدئت هذه السورة بالتنويه بشأن القرآن ثم أفيض فيها من أفانين الإرشاد والإنذار والوعد والوعيد وذكر فيها من أحسن القصص ما فيه غيره وموعظة وما هو خفي من أحوال الأمم حول الكلام إلى الإيذان بأن كل ذلك قليل من عظيم علم الله تعالى(1/2689)
فهذا استئناف ابتدائي وهو انتقال إلى التنويه بعلم الله تعالى مفيض العلم على رسوله صلى الله عليه وسلم لأن المشركين لما سألوه عن أشياء يظنونها مفحمة للرسول وأن لا قبل له بعلمها علمه الله إياها وأخبر عنها أصدق خبر وبينها بأقصى ما تقبله أفهامهم وبما يقصر عنه علم الذين أغروا المشركين بالسؤال عنها وكان آخرها خبر ذي القرنين أتبع ذلك بما يعلم منه سعة علم الله تعالى وسعة ما يجري على وفق علمه من الوحي إذا أراد إبلاغ بعض ما في علمه إلى أحد من رسله . وفي هذا رد عجز السورة على صدرها
وقيل : نزلت لأجل قول اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقول أي في سورة الإسراء ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وقد أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا . وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) في سورة الإسراء
وقال الترمذي عن ابن عباس : قال حيي بن أخطب اليهودي : في كتابكم ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ثم تقرأون ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ؛ فنزل قوله تعالى ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي... ) الآية
وكلمات الله : ما يدل على شيء من علمه مما يوحي إلى رسله أن يبلغوه فكل معلوم يمكن أن يخبر به . فإذا أخبر به صار كلمة . ولذلك يطلق على المعلومات كلمات لأن الله أخبر بكثير منها ولو شاء لأخبر بغيره فإطلاق الكلمات عليها مجاز بعلاقة المآل . ونظيرها قوله تعالى ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) . وفي هذا دليل لإثبات الكلام النفسي ولإثبات التعلق الصلوحي لصفة العلم . وقل من يتنبه لهذا التعلق(1/2690)
ولما كان شأن ما يخبر الله به على لسان أحد رسله أن يكتب حرصا على بقائه في الأمة شبهت معلومات الله المخبر بها والمطلق عليها كلمات بالمكتوبات ورمز إلى المشبه به بما هو من لوازمه وهو المداد الذي به الكتابة على طريقة المكنية وإثبات المداد تخييل كتخيل الأظفار للمنية . فيكون ما هنا مثل قوله تعالى ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) فإن ذكر الأقلام إنما يناسب المداد بمعنى الحبر
ويجوز أن يكون هنا تشبيه كلمات الله بالسراج المضيء لأنه يهدي إلى المطلوب كما شبه نور الله وهديه بالمصباح في قوله تعالى ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) ويكون المداد تخييلا بالزيت الذي يمد به السراج
والمداد يطلق على الحبر لأنه تمد به الدواة أي يمد به ما كان فيها من نوعه ويطلق المداد على الزيت الذي يمد به السراج وغلب إطلاقه على الحبر . وهو في هذه الآية يحتمل المعنيين فتتضمن الآية مكنيتين على الاحتمالين
واللام في قوله ( الكلمات ) لام العلة أي لأجل كلمات ربي . والكلام يؤذن بمضاف محذوف تقديره : لكتابة كلمات ربي إذ المداد يراد للكتابة وليس البحر مما يكتب به ولكن الكلام بني على المفروض بواسطة " لو "
والمداد : اسم لما يمد به الشيء أي يزاد به على ما لديه . ولم يقل مدادا إذ ليس المقصود تشبيهه بالحبر لحصول ذلك بالتشبيه الذي قبله وإنما قصد هنا أن مثله يمده
والنفاد : الفناء والاضمحلال . ونفاد البحر ممكن عقلا
وأما نفاد كلمات الله بمعنى تعلقات علمه فمستحيل فلا يفهم من تقييد نفاد كلمات الله بقيد الظرف وهو ( قبل ) إمكان نفاد كلمات الله . ولكن لما بني الكلام على الفرض والتقدير بما يدل عليه ( لو ) كان المعنى لو كان البحر مدادا لكلمات ربي وكانت كلمات ربي مما ينفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي(1/2691)
وهذا الكلام كناية عن عدم تناهي معلومات الله تعالى التي منها تلك المسائل الثلاث التي سألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقتضي قوله ( قبل أن تنفد كلمات ربي ) أن لكلمات الله تعالى نفادا كما علمته
وجملة ( ولو جئنا بمثله مددا ) في موضع الحال
و ( لو ) وصلية وهي الدالة على حالة هي أجدر الأحوال بأن لا يتحقق معها مفاد الكلام السابق فينبه السامع على أنها متحقق معها مفاد الكلام السابق . وقد تقدم عند قوله تعالى ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ) في سورة آل عمران . وهذا مبالغة ثانية وانتصب ( مددا ) على التمييز المفسر للإبهام الذي في لفظ ( مثله ) أي مثل البحر في الإمداد .أهـ
ولو نظرنا إلى سورة لقمان لظهر لنا أن التعرض صفة الربوبية ورد فى مواضع عدة
1 - { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } لقمان6
2 - { خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } لقمان9
3 - { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } لقمان11
4 - { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } لقمان12
5 - { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان13
6 - { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } لقمان16(1/2692)
7 - { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لقمان18
8 - { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ } لقمان20
9 - { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } لقمان21
10 - { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } لقمان22
11 - { وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } لقمان23
12 - { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } لقمان25
13 - { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } لقمان26
14 - { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } لقمان27
15 - { مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } لقمان28(1/2693)
16 - { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } لقمان29
17 - { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } لقمان30
18 - { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } لقمان31
19 - { وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } لقمان32
20 - { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ } لقمان33
21 - { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } لقمان34
فناسب
بينما التعرض صفة الربوبية مصرحا به ورد في السورة فى موضعين لا ثالث لهما
1 - { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن ربهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } لقمان5(1/2694)
2 - { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ } لقمان33
يقول الطاهر بن عاشور فى تفسيره لقوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } لقمان27
"تكرر فيما سبق من هذه السورة وصف الله تعالى بإحاطة العلم بجميع الأشياء ظاهرة وخفية فقال فيما حكى من وصية لقمان ( إنها إن تك مثقال حبة من خردل ) إلى قوله ( لطيف خبير ) وقال بعد ذلك ( فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ) فعقب ذلك بإثبات أن لعلم الله تعالى مظاهر يبلغ بعضها إلى من اصطفاه من رسله بالوحي مما تقتضي الحكمة إبلاغه وأنه يستأثر بعلم ما اقتضت حكمته عدم إبلاغه وأنه لو شاء أن يبلغ ما في علمه لما وفت به مخلوقاته الصالحة لتسجيل كلامه بالكناية فضلا على الوفاء بإبلاغ ذلك بواسطة القول . وقد سلك في هذا مسلك التقريب بصرب هذا المثل ؛ وقد كان ما قص من أخبار الماضين موطئا لهذا فقد جرت قصة لقمان في هذه السورة كما جرت قصة أهل الكهف وذي القرنين في سورة الكهف فعقبتا بقوله في آخر السورة ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) وهي مشابهة للآية التي في سورة لقمان . فهذا وجه اتصال هذه الآية بما قبلها من الآيات المتفرقة(1/2695)
ولما في اتصال الآية بما قبلها من الخفاء أخذ أصحاب التأويل من السلف من أصحاب ابن عباس في بيان إيقاع هذه الآية في هذا الموقع . فقيل : سبب نزولها ما ذكره الطبري وابن عطية والواحدي عن سعيد بن جبير وعكرمة وعطاء بن يسار بروايات متقاربة : أن اليهود سألوا رسول الله أو أغروا قريشا بسؤاله لما سمعوا قول الله تعالى في شأنهم ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) فقالوا : كيف وأنت تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سألوه : هي في علم الله قليل ثم أنزل الله ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ) الآيتين أو الآيات الثلاث
وعن السدي قالت قريش : ما أكثر كلام محمد ! فنزلت ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ) الآية
وعن قتادة قالت قريش : سيتم هذا الكلام لمحمد وينحسر " أي محمد صلى الله عليه وسلم فلا يقول بعده كلاما " . وفي رواية سنفد هذا الكلام . وهذه يرجع بعضها إلى أن هذه الآية نزلت بالمدينة فيلزم أن يكون وضعها في هذا الموضع في السورة بتوقيف نبوي للمناسبة التي ذكرناها آنفا وبعضها يرجع إلى أنها مكية فيقتضي أن تكون نزلت في أثناء نزول سورة لقمان على أن توضع عقب الآيات التي نزلت قبلها
و ( كلمات ) جمع كلمة بمعنى الكلام كما في قوله تعالى ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) أي الكلام المنبئ عن مراد الله من بعض مخلوقاته مما يخاطب به ملائكته وغيرهم من المخلوقات والعناصر المعدودة للتكون التي يقال لها : كن فتكون ومن ذلك ما أنزله من الوحي إلى رسله وأنبيائه من أول أزمنة الأنبياء وما سينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم أي لو فرض إرادة الله أن يكتب كلامه كله صحفا ففرضت الأشجار كلها مقسمة أقلاما وفرض أن يكون البحر مدادا فكتب بتلك الأقلام وذلك المداد لنفد البحر ونفدت الأقلام وما نفدت كلمات الله في نفس الأمر(1/2696)
وأما قوله تعالى ( وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا ) فالتمام هنالك بمعنى التحقق والنفوذ وتقدم قوله تعالى : ( ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ) في سورة الأنفال
وقد نظمت هذه الآية بإيجاز بديع إذ ابتدئت بحرف " لو " فعلم أن مضمونها أمر مفروض وأن ل ( لو ) استعمالات كما حققه في مغنى اللبيب عن عبارة سيبويه . وقد تقدم عند قوله تعالى ( ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) في سورة الأنفال
و ( من شجرة ) بيان ل ( ما ) الموصولة وهو في معنى التمييز فحقه الإفراد ولذلك لم يقل : من أشجار, والأقلام : جمع قلم وهو العود المشقوق ليرفع به المداد ويكتب به أي لو تصير كل شجرة أقلاما بمقدار ما فيها من أغصان صالحة لذلك . والأقلام هو الجمع الشائع لقلم فيرد للكثرة والقلة
و ( يمده ) بفتح الياء التحتية وضم الميم أي يزيده مدادا . والمداد بكسر الميم الحبر الذي يكتب به . يقال : مد الدواة يمدها . فكان قوله ( يمده ) متضمنا فرض أن يكون البحر مدادا ثم يزاد فيه إذا نشف مداده سبعة أبحر ولو قيل : يمده بضم الميم من أمد لفات هذا الإيجاز
والسبعة : تستعمل في الكناية عن كثرة كثيرا كقول النبي صلى الله عليه وسلم " والكافر يأكل في سبعة أمعاء " فليس لهذا العدد مفهوم أي والبحر يمده أبحر كثيرة
ومعنى ( ما نفدت كلمات الله ) ما انتهت أي فكيف تحسب اليهود ما في التوراة هو منتهى كلمات الله أو كيف يحسب المشركون أن ما نزل من القرآن أوشك أن يكون انتهاء القرآن فيكون المثل على هذا الوجه الآخر واردا مورد المبالغة في كثرة ما سينزل من القرآن إغاظة للمشركين فتكون ( كلمات الله ) هي القرآن لأن المشركين لا يعرفون كلمات الله التي لا يحاط بها
وجملة ( إن الله عزيز حكيم ) تذييل فهو لعزته لا يغلبه الذين يزعمون عدم الحاجة إلى القرآن ينتزرون انفحام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لحكمته لا تنحصر كلماته لأن الحكمة الحق لا نهاية لها. أهـ(1/2697)
ولهذا الذى ذكره العلماء ولما فتح الله به يتضح لنا أن كل لفظة تؤدي معناها من غير ما تكرار عار عن الفائدة , ويتأكد لكل ناظر فى كتاب الله أنه كتاب معجز فى لفظه ومعناه وأنه تنزيل من حكيم حميد غير أن ما فيه من الأسرار تحتاج إلى تحقيق قوله تعالى " واتقوا الله ويعلمكم الله ..., "نسأل الله ذلك وصلى الله على النبي الأمين محمدٍ صلى الله عليه وسلم .
---
علال بوربيق
10-09-2006, 03:01 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
وتوضيح المسألة أن حرف " لو " وضع للملازمة بين أمرين يدل على أن الحرف الأول منهما ملزوم ، والثاني لازم ، وهي ترد في القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية المطهرة وفي كلام العرب على أربعة أحوال :
الأول : أن يلازم بين نفيين . ومثاله قوله تعالى: " قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق ." الثاني : أن يلازم بين ثبوتين . ومنه قول عمر رضي الله عنه :" ]نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه."
الثالث : أن يلازم بين ملزوم مثبت ولازم منفي، ومثاله قول الله تعالى :" ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله "
الرابع: أن يلازم بين ملزوم منفي ولازم ثابت. ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم:"لولم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ."
فالآية إذا من القسم الثالث ، وقد تكفل ابن القيم يرحمه الله بدفع الاشكال الواقع في الآية بقوله : " فافهم نظير هذا المعنى في الآية ، وهو عدم نفاد كلمات الله تعالى على تقدير أن الأشجار أقلام والبحار مداد يكتب بها . فإذا لم تنفد على هذا التقدير كان عدم نفادها لازماً له . فكيف بما دونه من التقديرات ؟ "(1/2698)
ثم قال يرحمه الله : " فافهم هذه النكتة التي لا يسمح بمثلها كل وقت ولا تكاد تجدها في الكتب ، وإنما هي من فتح الله وافضاله فله الحمد والمنة ، ونسأله المزيد من فضله ، فانظر كيف اتفقت القاعدة العقلية مع القاعدة النحوية. وجاءت النصوص بمقتضاهما معاً من غير خروج عن موجب عقل ولا لغة ولا تحريف لنص. "
ــــــــــــــ
(1) هذا من الأحاديث التي وضعها النحاة لبيان قاعدة "لو " قال العراقي وغيره:" لا أصل له ولا يوجد بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث."
(2) رواه مسلم
---
(1/2699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ذكرى ميلاد الدولة الإسلامية!
---
ذكرى ميلاد الدولة الإسلامية!
---
hedaya
01-27-2006, 10:27 AM
ذكرى ميلاد الدولة الإسلامية!
الهجرة .. بكل إيمانياتها وروحانياتها ..كانت رحلة ..وأي رحلة .. كانت صحبة .. وأي صحبة ؟؟ تجد في كل موضع قدم وفي كل كلمة نطق بها رسول الله آلاف المعاني والعبر..اعتماد صادق ثابت على الله بغير اهتزاز أو خوف ..أمان سامية سجلها التاريخ لرسول الله لتتحقق بعد عشرات السنين ..هذه هي الهجرة ..
عندما هاجر المسلمون إلى المدينة، وأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام يستعد للهجرة واختار أبا بكر ليكون صاحبه فيها وانطلق الإثنان إلى المدينة بعد أن ودع رسول الله مكة قائلا: (والله إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ... ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت).
نعم.. لولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت.. ويتكرر المثل النبوي الآن في قفار الأرض من المشرق إلى المغرب الأشخاص مختلفين.. لكنها هجرة واحدة.. ودعوة واحدة.. ورسالة واحدة.. يهاجر المسلم من أحب أرض على قلبه.. يهاجر من وطنه.. من مسقط رأسه.. من حياته.. ثم يقول: لولا أن أهلك أخروجوني ما خرجت.. ولكن.. سيعودون ويعود كل غريب بإذن الله بعد أن تكون راية التوحيد قد شارفت على بلادنا أحب بلاد إلى قلوبنا.. ويكون النصر كفتح مكة بعد إذن الله ..
وبعد أن غادر الرسول مكة وأخذ يمشي نحو مقصده متخفياً بدأ بأول محطة له في طريق هجرته وهي "غار ثور"، ولكن كفار قريش لم تزل قلوبهم في غل وحقد عليه فتتبعوا آثاره وحذوا حذوه إلى أن وصلوا إلى الغار، وشاءت قدرة الله أن تعميهم وتعمي أبصارهم فبحثوا وبحثوا دون جدوى!(1/2700)
هكذا حماية الله دائماً لعبادة المتقين المتوكلين.. ليس لنبيه وحسب.. بل لكل من قرر أن يجند نفسه لخدمة الله تعالى ولخدمة رسالته لأن الله قد قضى أن تظل هذه الرسالة محمية وقضى أن يتم نوره ولو كره الكافرون فسخر أضعف جنده، حمامة بنت عشها على باب الكهف وعنكبوت نسجت بيتها على باب الكهف فلم يجدوهما، ويتجلى لنا موقف من أعظم المواقف عندما قال أبو بكر للرسول: لو نظر أحدهم إلى خلل قدميه لرآنا فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام بثباتٍ وإيمانٍ راسخ: (ما قولك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا).
http://up3.w6w.net/upload/24-01-2006/w6w_2006012422084555c11616.jpg
ثم يواصلون الرحلة.. و يأتي سراقة بن مالك ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فتغوص قدما فرسه في الرمل ويتعثر ويستغيث بالنبي عليه الصلاة والسلام، فيرحمه رسول الله ويعطيه الأمان بموقف شامخ راسخ، قائلا له: (ما قولك إذا لبست سواري كسرى)! ها هو النبي يعد بسواري كسرى وهو طريد شريد ملاحق مهدد بالموت فأي شخص هذا؟ وأي ثبات ذلك الثبات؟
و يصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة والجموع المؤمنة تنتظره ومن تلك البقعة الشريفة والأرض المقدسة، انطلقت صرخة الإسلام مدوية في أنحاء الأرض بكل شعوبها وأممها، فقد شرف الله المدينة المنورة بأن كانت النافذة على العالم بالدعوة الخالدة والرسالة الخاتمة.
إنها ذكرى هجرة انتصار الفاتحين ولقد سماها الله تعالى انتصارًا بقوله عز من قائل: {إلا تنصروه فقد نصره الله، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين، إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم} صدق الله العظيم.
hedaya
---
(1/2701)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تنبيه
---
تنبيه
---
طالب علوم القرآن
01-14-2006, 03:04 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
إلى من سيرى مشاركتي هذه من المشرفين على الموقع و خصوصا المكتبة ، فإن في قسم كتب التفسير قد وضع كتاب تفسير أبي السعود و بعدما قمت بتحميله اكتشفت أنه تفسير الألوسي و هو مأخوذ من شبكة المشكاة الأسلامية !!!
---
(1/2702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
---
قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
---
أبوخطاب العوضي
02-26-2004, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم مالك يوم الدين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , إله الأولين والآخرين , وقيوم السماوات والأرضين , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , سيد المرسلين , وإمام المتقين , وقائد الغر المحجلين , المبعوث رحمةً للعالمين , صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله الطيبين الطاهرين , وأصحابه الغر الميامين الذين حفظ الله بهم الملة , وأظهر الدين , وعلى من اتبعهم بإحسان وسار على نهجهم إلى يوم الدين .
أما بعد فإن عقيدة أهل السنة والجماعة تمتاز بالصفاء والوضوح والخلو من الغموض والتعقيد , وهي مستمدة من نصوص الوحي كتابا وسنة , وكان عليها سلف الأمة , وهي عقيدة مطابقة للفطرة , ويقبلها العقل السليم الخالي من أمراض الشبهات , وذلك بخلاف العقائد الأخرى المتلقاة من آراء الرجال وأقوال المتكلمين , ففيها الغموض والتعقيد والخبطُ والخلط , وكيف لا يكون الفرق كبيراً والبونُ شاسعاً بين عقيدة نزل بها جبريل من الله إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبين عقائد متنوعة مختلفة خرج أصحابها المبتدعون لها من الأرض , وخلقهم من ماء مهين .(1/2703)
فعقيدة أهل السنة والجماعة بدت وظهرت مع بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه من ربه تعالى , وسار الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان , والعقائد الأخرى لا وجود لها في زمن النبوة , ولم يكن عليها الصحابة الكرام , بل قد ولد بعضها في زمانهم , وبعضها بعد انقراض عصرهم , وهي من محدثات الأمور التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وليس من المعقول ولا المقبول أن يحجب حق عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , ويدخر لأناس يجيئون بعد أزمانهم , فتلك العقائد لو كان شيء منها خيراً لسبق إليه الصحابة , ولكنها شر حفظهم الله منه , وابتُلي به من بعدهم .
والحقيقة الواضحة الجلية أن الفرق بين عقيدة أهل السنة والجماعة المتلقاة من الوحي , وبين عقائد المتكلمين المبنية على آراء الرجال وعقولهم , كالفرق بين الله وخلقه , ومثل ذلك ما يكون به القضاء والحكم , فإنه يقال فيه : إن الفرق بين الشريعة الإسلامية الرفيعة المنزلة من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم , وبين القوانين الوضعية الوضيعة التي أحدثها البشر , كالفرق بين الله وخلقه ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) فما بال عقول كثير من الناس تغفل عن هذه الحقيقة الواضحة الجلية فيما يعتقد , والحقيقة الواضحة الجلية فيما يُحكم به , فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!(1/2704)
اللهم اهد من ضل من المسلمين سُبل السلام , وأخرجه من الظلمات إلى النور , إنك سميع مجيب .وقد ألف علماء السنة قديماً مؤلفات توضح عقيدة أهل السنة والجماعة , منها ما هو مختصر ومنها ما هو مطول , وكان بين هذه المختصرات مقدمة الإمام ابن أبي زيد القيرواني المالكي لرسالته , ومقدمة رسالته على طريقة السلف مختصرة مفيدة , والجمع بين الأصول والفروع في كتاب واحد نادر في فعل المؤلفين , وهو حسن , يجعل المشتغل في فقه العبادات والمعاملات على علم بالفقه الأكبر الذي هو العقيدة على طريقة السلف .
وهي مع وجازتها وقلة ألفاظها تبين بوضوح العقيدة السليمة المطابقة للفطرة , المبينة على نصوص الكتاب والسنة , وهي شاهد واضح للمقولة المشهورة ( إن كلام السلف قليل كثير البركة , وكلام المتكلمين كثير قليل البركة ) .
ومن أمثلة ما في هذه المقدمة من النفي المتضمن إثبات كمال لله تعالى قوله في مطلع المقدمة ( إن الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيره , ولا شيبه له , ولا نظير له , ولا ولد له , ولا والد له , ولا صاحبة له , ولا شريك له ) .
فإن هذه المنفيات عن الله عز وجل مستمدة من الكتاب والسنة , وهذا بخلاف النفي في كلام المتكلمين , فإنه مبني على التكلف , ومتصف بالغموض , ومن أمثلة ذلك ما جاء في العقائد النسفية قول مؤلفها ( ليس بعرض ولا جسم , ولا جوهر , ولا مصوّر , ولا محدود , ولا معدود , ولا متبعّض , ولا متجزّ , ولا متركّب , ولا متناه ) .(1/2705)
وهذه المنفيات لم يأت بالنص عليها في كتاب ولا سنة , والواجب السكوت والإمساك عما لم يدل عليه دليل من الوحي , واعتقاد أن الله مصتف بكل كمال , منزه عن كل نقص , ومثل هذه السلوب لا يفهمها العوام ولا تطابق الفطرة التي هم عليها , وهي من تكلف المتكلمين , وفيها غموض وتلبيس , يتضح ذلك بالإشارة إلى واحد منها , وهو نفي الجسم , فإنه يحتمل أن يراد به ذاتٌ مشابهة للمخلوقات , وعلى هذا الاحتمال يرد اللفظ والمعنى جميعاً , لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير , وإن أريد به ذات قائمة بنفسها , مباينةٌ للمخلوقات , متصفة بصفات الكمال , فإن هذا المعنى حقٌّ , ولا يجوز نفيه عن الله , وإنما يرد هذا اللفظ لاشتماله على معنى حق ومعنى باطل .
وسيأتي في كلام المقريزي ( ص 14 , 14 ) قوله عن الصحابة ( فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه , ونزهوا من غير تعطيل , ولم يتعرض مع ذلك أحد منهم إلى تأويل شيء من هذا , ورأوا بأجمعهم إجراء الصفات كما وردت , ولم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى وعلى إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سوى كتاب الله , ولا عرف أحدٌ منهم شيئا ) .(1/2706)
وسيأتي أيضا في كلام المظفر السمعاني ص 16 ,قوله في بيان فساد طريقة المتكلمين ( وكان مما أمر بتبليغه التوحيد , بل هو أصل ما أمر به فلم يترك شيئاً من أمور الدين أصوله وقواعده وشرائعه إلا بلغه , ثم لم يدع إلى الاستدلال بما تمسكوا به من الجوهر والعرض , ولا يوجد عنه ولا عن أحد من أصحابه من ذلك حرف واحد فما فوقه , فعرف بذلك أنهم ذهبوا خلاف مذهبهم وسلكوا غير سبيلهم بطريق محدث مخترع لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم , ويلزم من سلوكه العود على السلف بالطعن والقدح , ونسبتهم إلى قلة المعرفة واشتباه الطرق , فالحذر من الاشتغال بكلامهم والاكتراث بمقالاتهم , فإنها سريعة التهافت كثيرة التناقض ) وقول أبي المظفر السمعاني هذا أورده الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري في شريح صحيح البخاري ( باب قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك" ونقل فيه 13/504 عن الحسن البصري قال ( لو كان ما يقول الجعد حقا لبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ) .
والجعد بن درهم هو مؤسس مذهب الجهمية , ونسب الجهمية إلى الجهم بن صفوان , لأنه أظهر هذا المذهب الباطل ونشره , وأقول كما قال الحسن البصري رحمه الله ( لو كان حقا ما يقوله الأشاعرة والمتكلمين وغيرهم من المتكلمين حقا لبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ) .(1/2707)
وقد رأيت أن أشرح هذه المقدمة شرحاً يزيد في جلائها ووضوحها , ويُفصل المعاني التي اشتملت عليها , ورأيت أن أمهد لهذا الشرح بذكر عشر فوائد في عقيدة السلف , وقد نظم الشيخ أحمد بن مشرف الإحسائي المالكي المتوفي سنة 1285هـ مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني نظماً بديعاً سلساً , رأيت من المناسب إثباته مع نص المقدمة قبل البدء بالشرح . وقد سميت هذا الشرح ( قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني ) وأسأل الله عز وجل أن ينفع كما به كما نفع بأصله , وأن يوفق المسلمين للفقه في دينهم , والسير على ما كان عليه سلفهم , في العقيدة والعمل , وأن يوفقني للسلامة من الزلل , ويمنحني الصدق في القول والإخلاص في العمل , إنه سميع مجيب , وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ــــــــــــ
ترجمة مختصرة لابن أبي زيد القيرواني
هو عبدالله أبومحمد بن أبي زيد , واسم أبي زيد عبدالرحمن , سكن القيروان , وكان إمام المالكية وقته وقدوتهم , وجامع مذهب مالك , وشارع أقواله , وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية , وكُتبه تشهد له بذلك , فصيح القلم , ذا بيان ومعرفة بما يقوله , بصيرا بالرد على أهل الأهواء , يقول الشعر ويجيده , ويجمع إلى ذلك صلاحاً تاما ورعا وعفة , وحاز رئاسة الدين والدنيا , وإليه كانت الرحلة من الأقطار , ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه .(1/2708)
وعرف قدره الأكابر , وكان يعرف بمالك الصغير , قال فيه القابسي ( هو إمامٌ موثوق به في ديانته وروايته ) واجتمع فيه العلم والورع والفضل والعقل , شهرته تغني عن ذكره , كان سريع الانقياد والرجوع إلى الحق , تفقه بفقهاء بلده وسمع من شيوخها , وعوَّل على أبي بكر بن اللباد وأبي الفضل القيسي , وسمع منه خلق كثير وتفقه به جلة , وكانت وفاته سنة 386هـ , له كتاب النوادر والزيادات على المدونة , مشهور أزيد من مائة جزء , وكتاب مختصر المدونة مشهور أيضاً , وعلى كتابيه هذين المعول في التفقه , وله الرسالة , غيرها من المؤلفات الكثيرة المذكورة في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي ص136-138 .
وكل ما مر منقول باختصار من هذا الكتاب , قال فيه الذهبي في أول ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/10 ( الإمام العلامة القدوة الفقيه , عالم أعل المغرب ) , وقال في آخرها ( وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول , لا يدري الكلام ولا يتأول , فنسأل الله التوفيق ) .
أخوكم في الله : أبوخطاب العوضي
---
أبوخطاب العوضي
02-27-2004, 06:28 PM
فوائد بين يدي الشرح
الفائدة الأولى :
منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة : اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح .
عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الدليل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم قال اله عز وجل ( 6 آيات )
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ( ... فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود 4607 والترمذي 2676 وغيرهما , وهذا لفظ أبي داود , وقال الترمذي ( حديث حسن صحيح )(1/2709)
وفي صحيح البخاري 7280 عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى , قالوا : يا رسول الله ! ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )
وفي صحيح مسلم 767 عن جابر بن عبدالله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته ( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة )
وروى البخاري في صحيحه 1597 , ومسلم في صحيحه 1270 عن عابس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه ( أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله , فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع , ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك )
وروى البخاري في صحيحه 2697 , ومسلم في صحيحه 1718 عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي لفظ لمسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهود رد ) .
وما جاء في هذه الرواية أعم من الأولى , لأنها تشتمل على من كان مُحدثا أو تابعاً لمحدث .
وروى الإمام أحمد 16937 , وأبو داود4597 وغيرهما – واللفظ لأحمد – عن معاوية رضي الله عنه قال ( إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة , وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء , كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة )
وانظر تخريجه وشواهده في تعليق الشيع شعيب الأرنؤوط وغيره على هذا الحديث في حاشية المسند .
وروى الإمام البخاري في صحيحه 5063 , ومسلم في صحيحه 1401 عن أنس في حديث طويل . آخره ( فمن رغب عن سنتي فليس مني )
وإنما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الكتاب والسنة , لأن ما يعتقد هو من علم الغيب , ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالوحي كتابا وسنة .(1/2710)
وما جاء في الكتاب العزيز وثبت في السنة فإن العقل السليم يوافقه ولا يعارضه , ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب واسع اسمه ( درء تعارض العقل والنقل )
والمعول عليه في فهم النصوص ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء عنهم من الفهم الصائب والعلم النافع , وقد فهموا معاني ما خوطبوا به من صفات الله عز وجل , لأن الكتاب والسنة بلغتهم , مع تفويضهم علم كيفياتها إلى الله عز وجل , لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه , كما جاء عن الإمام مالك بن أنس في بيان هذا المنهج الصحيح , حيث قال عندما سئل عن كيفية الاستواء فقال ( الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة )(1/2711)
وقد أوضح ما كان عليه الصحابة في صفات الله عز وجل الشيخ أبو البعاس أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة 845هـ في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 2/356 فقال ( ذكر الحال في عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعرية : اعلم أن الله تعالى لما بعث من العرب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الناس جميعاً وصف لهم ربهم سبحاته وتعالى بما وصف به نفسه الكريمة في كتابه العزيز الذي نزل به على قلبه صلى الله عليه وسلم الروح الأمين , وبما أوحى إليه ربه تعالى , فلم يسأله صلى الله عليه وسلم أحد من العرب بأسرهم قرويهم وبدويهم عن معنى شيء من ذلك , كما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم , عن أمر الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك مما لله فيه سبحانه أمرٌ ونهي , وكما سألوه صلى الله عليه وسلم عن أحوال القيامة والجنة والنار , إذ لو سأله إنسانٌ منهم عن شيء من الصفات الإلهية لنقل كما نقلت الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم في أحكام الحلال والحرام , وفي الترغيب والترهيب وأحوال القيامة والملاحم والفتن ونحو ذلك مما تضمنته كتب الحديث , معاجمها ومسانيدها وجوامعها , ومن أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية , علم أنه لم يرد قط من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم . على اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم – أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , بل كلهم فهموا معنى ذلك , وسكتوا عن الكلام في الصفات . نعم ! ولا فرق أحد منهم بين كونها صفت ذات أو صفة فعل , وإنما أثبتوا له تعالى صفات أزلية : من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام سوقاً واحداً , وهكذا أثبتوا رضي الله عنهم ما أطلقه الله سبحانه على نفسه الكريمة : من الوجه(1/2712)
واليد ونحو ذلك , مع نفي مماثلة المخلوقين , فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه , ونزهوا من غري تعطيل , ولم يتعرض من ذلك أحدٌ منهم إلى تأويل شيء من هذا , ورأوا بأجمعهم إجراء الصفات كما وردت , ولم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى وعلى إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سوى كتاب الله , ولا عرف أحدٌ منهم شيئا من الطرق الكلامية ولا مسائل الفلسفة , فمضى عصرُ الصحابة رضي الله عنهم على هذا , إلى أن حدث في زمنهم القول بالقدر , وأن الأمر أنفة , أي : أن الله تعالى لم يقدر على خلقه شيئاً مما هم عليه ... )
وهذا الذي أوضحه المقريزي هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ظهور الفرق المختلفة , وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية الذي مر ذكره قريباً (... فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) .
وليس المعقول أن يقال في هذا شيء من مذاهب هذه الفرق المختلفة في العقيدة التي حدثت في أواخر عهد الصحابة وبعده , كالقدرية والمرجئة والأشاعرة وغيرها , ليس المعقول أن يقال في شيء من ذلك : إنه الحق والصواب , بل الحق الذي لا شك فيه هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولو كان شيء من هذه المذاهب حقا لسبقوا إليه رضي الله عنهم وأرضاهم , فلا يعقل أن يحجب حق . عن الصحابة ويدخر لأناس يجيئون بعدهم , قال إبراهيم النخعي كما في جامع بين العلم وفضله لابن عبدالبر 1/97 ( لم يُدخر لكم شيءٌ خُبئ من القوم لفضل عندكم )(1/2713)
وقد نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه باب قوله الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) كلام نفيساً لأبي المظفر السمعاني , فقال 13/507( واستدل أبي المظفرالسمعاني بآيات الباب وأحاديثه على فساد طريقة المتكلمين في تقسيم الأشياء إلى جسم وجوهر وعرض , قالوا فالجسم ما اجتمع من الافتراق والجوهر ما حمل العرض , والعرض ما لا يقوم بنفسه , وجعلوا الروح من الأعراض , وردوا الأخبار في خلق الروح من قبل الجسد والعقل قبل الخلق , واعتمدوا على حدسهم وما يؤدي إليه نظرهم , ثم يعرضون عليه النصوص فما وافقه قبلوه وما خالفه ردوه , ثم ساق هذه الآيات ونظائرها من الأمر بالتبليغ , قال : وكان مما أمر بتبليغه التوحيد , بل هو أصل ما أمر به فلم يترك شيئاً من أمور الدين وأصوله وقواعده وشرائعه إلا بلغه , ثم لم يدع إلى الاستدلال بما تمسكوا به الجوهر والعرض , ولا يوجد عنه ولا عن أحد أصحابه من ذلك حرفٌ واحدٌ فما فوقه , فعرف بذلك أنهم ذهبوا خلاف مذهبهم وسلكوا غير سبيلهم بطريق محدث مخترع لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم , ويلزم من سلوكه العود على السلف بالطعن والقدح , ونسبتهم إلى قلة المعرفة واشتباه الطرق , فالحذر من الاشتغال بكلامهم والاكتراث بمقالاتهم , فإنها سريعة التهافت كثيرة التناقض , وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا وتجد لخصومهم عليه كلاماً يوازنه أو يقاربه , فكلٍّ بكل مقابل , وبعضٌ ببعضٍ مُعارض , وحسبك من قبيح ما يلزم من طريقتهم أنا إذا جرينا على ما قالوه وألزمنا الناس بما ذكروه لزممن ذلك تكفير العوام جميعاً , لأنهم لا يعرفون إلا الاتباع المجرد , ولو عرض عليهم هذا الطريق ما فهمه أكثرهم فضلاً على أن يصير منهم صاحب نظر , وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه أئمتهم في عقائد الدين والعضُّ عليها بالنواجذ , والمواظبة على وظائف(1/2714)
العبادات وملازمة الأذكار بقلوبٍ سليمة طاهرة عن الشبه والشكوك , فتراهم لا يحيدون عما اعتقدوه ولو قُطعوا إرباً إرباً , فهنيئا لهم هذا اليقين , وطوبى لهم هذه السلامة , فإذا كُفر هؤلاء وهو السواد الأعظم وجمهور الأمة , فما هذا إلا طي بِساط الإسلام وهدمُ منار الدين والله المستعان )
ما جاء في كلام أبي المظفر من ذكر خلق العقل فيه نظر , قال ابن القيم في كتابه المنار المنيف ص50 ( ونحن ننبه على أمور كلية يُعرف بها كون الحديث موضوعاً ) إلى أن قال ص66 ( ومنها أحاديث العقل , كلها كذب ... وقال أبو الفتح الأزدي : لا يصح في العقل حديث , قاله أبو جعفر العقيلي وأبو حاتم ابن حبان , والله أعلم )
وقد نقل الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري نقولاً عن جماعة من السلف إثبات الصفات من غري تشبيه أو تحريف أو تعطيل , وختم ذلك بكلام نفيس له , ومما قاله 13/407-408 ( وأخرج البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي قال ( كان سفيان الثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون , ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون كيف ) . قال أبو داود ( وهو قولنا ) . قال البيهقي ( وعلى هذا مضى أكابرنا )
وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال ( اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير , فمن فسر شيئا منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفارق الجماعة , لأنه وَصفَ الربِّ بصفة لا شيء ) .
ومن طريق الوليد بن مسلم : سألت الأوزاعي ومالكاً والثوري والليث ابن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة ؟ فقالوا ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) .(1/2715)
وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعي يقول ( لله أسماء وصفات , لايسع أحداً ردُّها , ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر , وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل , لأن علمَ ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر , فنثبت هذه الصفات , وننفي عنه التشبيه , كما نفى عن نفسه فقال " لَيسَ كَمِثلِِهِ شيءٌ " ) .
وأسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري , عن سفيان بن عيينة قال ( كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوتُ عنه ) .
ومن طريق أبي بكر الضُّبَعي قال ( مذهب أهل السنة في قوله " الرحمنُ عَلَى العَرشِ استَوَى " قال بلا كيف , والآثار عن السلف كثيرة , وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل ) .
وقال الترمذي في الجامع عَقب حديث أبي هريرة في النُزول ( وهو على العرش كما وصف به نفسه في كتابه , كذا قال غيرُ واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات ) .
وقال في باب فضل الصدقة ( قد ثبتت هذه الروايات فنؤمن بها ولا نتوهم , ولا يُقال كيف , كذا جاء عن مالك وابن عيينة وابن المبارك أنهم أمَروها بلا كيف , وهذا قولُ أهل العلم من أهل السنة والجماعة , وأما الجهمية فأنكروها , وقالوا هذه تشبيه . وقال إسحاق بن راهويه : إنما يكون التشبيه لو قيل يدٌ كيدٍ , وسمعٌ كسمعٍ ) .
وقال في تفسير سورة المائدة ( قال الأئمة : نؤمن بهذه الأحاديث من غير تفسير , منهم : الثوري ومالك وابن عيينة وابن المبارك ) .
وقال ابن عبدالبر ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة , ولم يُكيفوا شيئاً منها , وأما الجهمية والمعتزلة والخوراج فقالوا : من أقر بها فهو مشبه , فسماهم من أقر بها مُعطلة ) .(1/2716)
وقال إمام الحرمين في الرسالة النظامية ( اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر , فرأى بعضهم تأويلها , والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن , وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظاواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى , والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة , للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة , فلو كان تأويل هذه الظواهر حتماً لأوشك أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة , وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التاويل كان ذلك هو الوجه المتبع ) انتهي
وقد تقدم النقل عن أهل العصر الثالث وهم فقهاء الأمصار , كالثوري والأوزاعي ومالك والليث ومن عاصرهم , كذا من أخذ عنهم من الأئمة , فكيف لا يوثق بما اتفق عليه أهل القرون الثلاثة , وهم خير القرون بشهادة صاحب الشريعة .
وما جاء في كلام الجويني من أن السلف يُفوضون معاني الصفات إلى عز وجل غير صحيح , فإنهم يفوضون في الكيف , ولا يفوضون في المعني , كما جاء عن مالك رحمه الله , فقد سئُل عن كيفية الاستواء فقال ( الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة )
وإلى اللقاء مع الفائدة الثانية بإذنه تعالى
---
عبد الله الخضيري
02-28-2004, 12:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خيراً و أحسن إليك
فلكم أتحفتنا بفوائدكم
وهذا مذهب أهل السنة : التفصيل في الإثبات لصفات الله سبحانه و تعالى ، و النفي المجمل كذلك .
وقد يكون ورد شيئ غير هذا في تلك الرسالة فلننظر مرة أخرى ، و إن كان هذا بيِّن ، لكن الذكرى بأصول المذهب السلفي في هذا الباب مهمٌ للغاية
شكر الله لكم مرةً أخرى .
ثم إنني أتسائل
ما أخبار ملتقى أهل القرآن !!
زادنا الله وإياك شرفا به
---
أبوخطاب العوضي
02-29-2004, 05:24 AM
وإياك أخي العزيز عبدالله وإن شاء الله نكون عند حسن الظن(1/2717)
وبالسنبة لملتقى أهل القرآن فهو كأي منتدى لا يقوم إلا نشاط أعضائه وهو بغير والحمد لله , وسيكون فيه شيء من التطوير إن شاء الله
أخوك في الله : أبوخطاب العوضي
---
أبوخطاب العوضي
03-01-2004, 10:39 PM
الفائدة الثانية :
وسَطية أهل السنة والجماعة في العقيدة بين فرق الضلال
أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسطٌ بين الأمم , فإن اليهود والنصارى متضادون فاليهود جفوا في الأنبياء حتى قتلوا من قتلوا منهم , والنصارى غلوا في عيسى عليه السلام , فجعلوه إلهاً مع الله , وهذا من أمثلة تضادهم في الاعتقاد , ومن أمثلة تقابلهم في الأحكام أن اليهود لا يؤاكلون الحائض ولا يُجالسونها والنصارى بضدهم فإنهم يجامعونها .
وكما أن هذه الأمة وسط بين الأمم , فإن أهل السنة والجماعة وسطٌ بين فرق هذه الأمة , فهم :
أولاً : وسطٌ في صفات الله بين المعطلة والمشبهة , فإن المشبهة أثبتوا ولكنهم شبهوا ومثلوا , وقالوا : لله يدٌ كأيدينا , ووجه كوجوهنا , وهكذا , تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
وأما المعطلة فإنهم صوروا أن الإثبات يستلزم التشبيه , ففروا من الإثبات إلى التعطيل , تنزيهاً لله عن مشابهة المخلوقين بزعمهم , لكن آل أمرهم إلى أن وقعوا في تشبيه أسوأ , وهو التشبيه بالمعدومات فإنه لا يُتصور وجود ذات مجردة من جميع الصفات .(1/2718)
وأما أهل السنة والجماعة , فإنهم توسطوا بين هؤلاء وهؤلاء فأثبتوا بلا تشبيه , ونزهوا بلا تعطيل , كما قال عز وجل ( ليسَ كملِهِ شيءٌ وهو السميع البصير ) , فأثبتوا لله السمع والبصر كما أثبت الله ذلك لنفسه , فلم يُعطلوا ومع إثباتهم نزهوا ولم يُشبهوا , فالمشبهة عندهم الإثبات والتشبيه , والمعطلة عندهم التعطيل والتنزيه , وأهل السنة عندهم الإثبات والتنزيه فجمعوا الحسنيين : الإثبات والتشبيه , وسلِموا من الإساءتين : التشبيه والتعطيل , والمعطلة يصفون أهل السنة زوراً أنهم مُشبهة , لأنهم لم يتصوروا إثباتاً إلا مع التشبيه , وأهل السنة يصفون المعطلة بأنهم نافون للمعبود , قال ابن عبدالبر في التمهيد 7/145 ( وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوراج , فكلهم يُنكرونها , ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة , ويزعمون أن من أقر بها مشبه , وهم عند من أثبتها نافون للمعبود ) .
ونقله عنه الذهبي في العلو ص1326 وعلق عليه قائلاً (صدق والله ! فإن من تأول سائر الصفات وحمل ما ورد منها مجاز الكلام , أداه ذلك السلب إلى تعطيل الربِّ , وأن يشابه المعدوم , كما نُقل عن حماد بن زيد أنه قال : مثل الجهمية كقوم قالوا : في دارنا نخلة , قيل : لها سعف ؟ قالوا : لا , قيل : فلها كَرَب ؟ قالوا : لا , قيل : لها رُطب وقِنو ؟ قالوا : لا , قيل : فلها ساق ؟ قالوا : لا , قيل : فما في داركم نخلة ! ) .
والمعنى أنه من نفى الله الصفات , فإن حقيقة أمره نفيُ المعبود , إذ لا يُتصور وجود ذات مجردة من جميع الصفات .
ولهاذ قال ابن القيم في المقدمة التي بين يدي قصيدته النونية (فالمشبه بعيد صنماً , والمعطل يعبدُ عدماً , والموحِّد يعبدُ إلهاً واحداً صمداً , " ليسَ كملِهِ شيءٌ وهو السميع البصير " ) .(1/2719)
وقال أيضاً (قلبً المعطل متعلقٌ بالعدم , فهو أحقر الحقير , وقلبُ المشبه عابدٌ للصنم الذي قد نُحت بالتصوير والتقدير , والموحد قلبُه متعبدٌ لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .
ثانيا : وهم وسطٌ في أفعال العباد بين الجبرية الغلاة الذين ينفون عن العبد الاختيار , ويجعلون أفعاله كحركات الأشجار , وبين القدير النفاة الذين يجعلون العبد خالقاً لفعله , وينفون تقدير الله عليه , فأهل السنة يثبتون للعبد مشيئتةً واختياراً , بهما يستحق الثواب والعقاب , لكن لا يجعلونه مستقلاًّ في ذلك , بل يجعلون مشيئته وإرادته تابعةً لمشيئة الله وإرادته , كما قال الله عز وجل ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) , وهو سبحانه وتعالى خالقُ العباد وأفعال العباد , كما قال عز وجل ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) .
ثالثاً : وهو وسطٌ في باب الوعد والوعيد بين المرجئة الذي غلبوا جانب الوعد وأهملوا جانب الوعيد , فقالوا : إنه لا يضر مع الإيمان ذنب , كما لا ينفع مع الكفر طاعة , والخوارج والمعتزلة الذين غلبوا جانب الوعيد وأهملوا جانب الوعد , فجعلوا مرتكب الكبيرة خارجاً من الإيمان في الدنيا , خالداً مخلداً في النار في الآخرة , فأهل السنة والجماعة أعمَلوا نصوص الوعد ونصوص الوعيد معاً , وجعلوا مرتكب الكبيرة ليس خارجاً من الإيمان في الدنيا , وفي الآخرة أمره إلى الله , إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه , وإذا عذبه فإنه لا يخلده في النار كما يخلدُ فيها الكافر , بل يخرج منها ويدخل الجنة .(1/2720)
رابعاً : وهم وسطٌ في باب أسماء الإيمان والدين بين المرجئة الذين فرطوا , فجعلوا العاصي مؤمناً كامل الإيمان , وبين الخوارج والمعتزلة الذين أفرطوا فأخرجوه من الإيمان , ثم حكمت الخوارج بكفره , وقالت المعتزلة (إنه في منزلة بين المنزلتين ) فأهل السنة وصفوا العاصي بأنه مؤمنٌ ناقص الإيمان , فلم يجعلوه مؤمناً كامل الإيمان , كما قالت المرجئة , ولم يجعلوه خارجاً من الإيمان كما قالت الخوارج والمرجئة , بل قالوا (هو مؤمن بإيمانه , فاسقٌ بكبيرته ) فلم يعطوه الإيمان المطلق , ولم يسلبوا عنه مطلق الإيمان , ويجتمع في العبد إيمانٌ ومعصيةٌ وحب وبغض , فيُحب على ما عنده من الإيمان , ويُبغض على ما عنده من الفسوق والعصيان , وهو نظير الشيب الذي يكون محبوباً إذا نظر إلى ما بعده وهو الموت , وغير محبوب إذا نظر إلى ما قبله وهو الشباب , كما قال الشاعر :
الشيبُ كرهٌ وأن نفارقه *** فاعْجب لشيءٍ على البغضاء محبوب
خامساً : وهو وسطٌ بين الخوارج الذين كفروا عليا ومعاوية رضي الله عنهما ومن معهما وقاتلوهم واستحلوا أموالهم , وبين الروافض الذين غلوا في علي وفاطمة وأولادهما رضي الله عنهم , وجفوا في حق أكثر الصحابة , فأبغضوهم وسبوهم , فأهل السنة يحبون الصحابة جميعاً ويوالونهم ويُنزلونهم منازلهم ولا يقولون بعصمتهم , وقد قال الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم , ولا نتبرأ من أحدٍ منهم , ونبغض من يبغضهم , وبغير الخير يذكرهم , ولا نذكرهم إلا بخير , وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ , وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان )
ففي قوله رحمه الله (ونحب أصحاب رسول الله ) سلامة أهل السنة من الجفاء , وفي قوله (ولا نفرط في حب أحد منهم ) سلامتهم من الغلو , أي : ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلسنا جُفاة , ومع حبنا لهم فلسنا غلاة .(1/2721)
وقد أجمل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه الأمور التي أهل السنة والجماعة فيها وسط بين فرق الضلال , في كتابه العقيدة الواسطية فقال ص107-113 ( فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة , وهو وسطٌ في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم , وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم , وفي باب أسماء الإيمان والدِّين بين الحرورية والمعتزلة , وبين المرجئة والجهمية , وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج )
وإلى اللقاء إن شاء الله مع الفائدة الثالثة
---
عبد الله الخضيري
03-01-2004, 11:32 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً أبا خطاب
بالمناسبة فقد صدر كتاب جديد عن وسطية أهل السنة في باب القدر
للدكتور الفاضل ، و الباحث المحرر / عواد المعتق ، صدر ضمن رسائل متعددة عن عقيدة أهل السنة و الجماعة
و الدكتور - عواد - معروفٌ بالتحرير و التدقيق ، و قول مايعتقده بصورةٍ واضحةٍ ملتزماً مذهب أهل السنة في هذا الباب .
تحياتي مرةً اخرة لك أبا خطاب
و أمنياتي للجميع بالتوفيق .
أخوك عبد الله
---
أبوخطاب العوضي
03-04-2004, 08:10 AM
الفائدة الثالثة :
عقيدة أهل السنة والجماعة مطابقة للفطرة
روى البخاري في صحيحه 1385 , ومسلم في صحيحه 2658 – واللفظ للبخاري – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يُولد على الفطرة , فأبواه يُهوادته أو ينصرانه أو يمجسانه ... ) الحديث .
وفي صحيح مسلم 2865 من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه ( ... وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم , وإنهم أتتهم الشاطين فاجتالتهم عن دينهم , وحرمت عليهم ما أحللت لهم , وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً ) الحديث .(1/2722)
وهذان الحديثان يدلان على أن دين الإسلام هو دين الفطرة , وعقيدة أهل السنة والجماعة مطابقةٌ للفطرة , ولهذا جاء في حديث معاوية بن الحكم السمي رضي الله عنه في صحيح مسلم 537 في قصة جاريته , وفيه أنه قال ( أفلا أعتقها ؟ قال ائتني بها , فأتيته بها , فقال لها : أين الله ؟ قالت : في السماء , قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله , قال : اعتقها فإنها مؤمنة ) .
فهذه الجارية بفطرتها أجابت بأن الله في السماء , وقد قال الله عز وجل ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ) , والمراد بالسماء العلو , أو تكون ( في ) بمعنى ( على ) كما في قوله تعالى ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْل ) أي : على جذوع النخل .
وأما الذين لتبلوا بعلم الكلام , فإنهم يقولون ( إن علو الله عز وجل علو قدر وقهر ) , وأهل السنة والجماعة يقولون ( إن علو الله عز وجل علو قدر وقهر وذات ) وقد جاء عن بعض المتكلمين وغيرهم عباراتٌ تدل على أن السلامة والنجاة إنما هي في عقيدة العجائز المطابقة للفطرة , وقد نقل شارح الطحاوية عن أبي المعالي الجويني كلاماً ذم فيه علم الكلام , وقال فيه عند موته ( وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي , أو قال : على عقيدة عجائز نيسابور )
وفي ترجمة الرازي – وهو من كبار المتكلمين – في لسان الميزان 4/427 ( وكان مع تبحره في الأصول يقول : من التزم دين العجائز فهو الفائز ) .
وقال أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين في نصيحته لمشايخه من الأشاعرة 1/185 – مجموعة الرسائل المنيرية ( فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده , فإنه لا يزال مظلم القلب , لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان ) .(1/2723)
وروى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح على شرط مسلم 5/374 عن جعفر بن بُرقان قال ( جاء رجلٌ إلى عمر بن عبدالعزيز فسأله عن شيء من الأهواء , فقال : الزم دين الصبي في الكتاب والأعرابي , واْلهُ عما سوى ذلك ) وعزاه إليه النووي في تهذيب الأسماء واللغات 2/22 .
وإلى اللقاء مع الفائدة الرابعة إن شاء الله تعالى
---
أبوخطاب العوضي
03-11-2004, 12:28 PM
الفائدة الرابعة
الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات , والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر
أهل السنة والجماعة يُثبتون كل ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه يليق بكماله وجلاله , من غير تكييف أو تمثيل , ومن غير تعطيل أو تأويل , ويقولون لِمن أثبت الذات ونفى الصفات وهم الجهمية والمعتزلة ( إن الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات , فكما أننا نُثبت لله ذاتاً لا تُشبه ذوات المخلوفات , فيجب أن نثبت كل ما ثبت في الكتاب والسنة من الصفات دون أن يكون فيها مشابهةٌ للمخلوقات ) , ويقولون لمن أثبت بعض الصفات وأول بعضها وهو الأشاعرة ( القولُ في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر , فإن ما أثبت من الصفات على وجهٍ يليق بالله عز وجل , يلزمك الباقي على هذا الوجه اللائق بالله ) , وانظر توضيح هذين الأصلين في كتاب التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص31-46
وإلى اللقاء مع الفائدة الخامسة إن شاء الله
---
أبوخطاب العوضي
03-12-2004, 08:43 PM
الفائدة الخامسة
السَّلفُ ليسوا مُؤوِّلةً ولا مُفوِّضة(1/2724)
من المعلوم أن سلف هذه الأمة من الصحابة وتابعيهم بإحسان يثبتون لله ما أثبته لنفسه , وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , على وجه يليق بكماله وجلاله , فلا يُشبهون ولا يُعطلون ولا يُكيفون , بخلاف طريقة الخلف , التي هي التأويل لصفات الله عز وجل وصرفها إلى معان باطلة , وبخلاف طريقة المفوضة , التي زعم المؤولة أنها طريقة السلف , والتي يقولون فيها عن صفات الله عز وجل ( الله أعلم بمراده بها ) , وقد أوضح عقيدة السلف في الصفات الإمام مالك رحمه الله في كلامه المشهور لما سُئل عن كيفية الاستواء , فقال ( الاستواءُ معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة )
فهم لا يفوضون في المعنى , وإنما يفوضون في الكيفية , ومن زعم أن طريقة السلف من الصحابة ومن تبعهم تفويض في معاني الصفات , فقد وقد في محاذير ثلاثة هي : جهله بمذهب السلف , وتجهيله لهم , والكذب عليهم .
أما جهلة بمذهب السلف , فلكونه لا يعلم ما هو عليه , وهو الذي بينه الإمام مالك في كلامه المتقدم .
وأما تجهيله لهم , فذلك بنسبتهم إلى الجهل , وأنهم لا يفهمون معاني ما خوطبوا به , إذ طريقتهم على زعمه في الصفات أنهم يقولون ( الله أعلم بمراده بها )
وأما الكذب عليهم , فإنما هو بنسبة هذا المذهب الباطل إليهم , وهو برآءُ منه .
وإلى اللقاء مع الفائدة السادسة إن شاء الله تعالى
---
أبوخطاب العوضي
03-26-2004, 08:10 PM
الفائدة السادسة
كلِّ من المشبهة والمعطلة جمعوا بين التمثيل والتعطيل(1/2725)
المعطلة هم الذين نفوا صفات الله عز وجل , ولم يُثبتوها على ما يليق بالله , وشُبهتُهم أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه , لأنهم لم يتصوروا الصفات إلا وفقاً لما هو مشاهد في المخلوقين , فجرهم ذلك التصور الخاطئ إلى التعطيل , فكان ما وقعوا فيه أسوأ مما فروا منه , إذ كانت النتيجة أن يكون الله تعالى وتنَزَّه شبيهاً بالمعدومات , إذ لا يُتصور وجود ذات خالية من الصفات .
ويتضح ذلك في صفة كلام الله عز وجل , فإنهم لم يتصوَّروا من إثبات أن الله يتكلم بحرف وصوت إلا التشبيه بالمخلوقين , لأنه يلزمُ من ذلك أن يكون كلامه بلسان وحنجرة وشفتين , لأنهم لا يعقلون ذلك إلا في المخلوقين , وذلك التصور الخاطئ مردودٌ من وجوه :
الأول : أنه لا تلازم بين الإثبات والتشبيه , فإن الإثبات يكون مع التشبيه , وهو باطلٌ لا شك فيه , ويكون مع التنزيه , كما قال الله عز وجل ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) فأثبت السمعَ والبصر , ونفى مشابهة غيره له , وهذا هو اللائق بكمال الله وجلاله , وهو الحق الذي لا ريب فيه .
الثاني : أن ما زعموه من أن الإثبات يقتضي التشبيه , ومن أجله عطلوا الصفات , أداهم ذلك إلى التشبيه بالمعدومات , وهو أسوأ , وقد مر في كلام بعض أهل العلم ما يبين ذلك , لا سيما ما عزاه الذهبي إلى حماد بن زيد في التمثيل بالنخلة التي نفى أصحابها كل صفات النخل عنها , وقيل لهم ( إذا فما في داركم نخلة ! ) وذلك في الفائدة الثانية .
الثالث : أنه قد وجد في المخلوقات حصول الكلام على خلاف ما هو مشاهدٌ في المخلوقين , فإن ذراع الشاة التي وُضع فيه السم للرسول صلى الله عليه وسلم كلمته وأخبرته بأنها مسمومة كما في سنن أبي داود 4510 , 4512 .
وروى مسلم في صحيحه 2277 عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلمُ علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ) .(1/2726)
وهذا من كلام بعض المخلوقات في الدنيا , وأما في الآخرة , فقد قال الله عز وجل ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) , وقال ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .
أفيقال : إن كلام الذراع والحجر والأيدي والأرجل لا يكون إلا بلسان وشفتين .
وإذا كانت هذه المخلوقات وُجد منها الكلام على وجه يخالف ما هو مشاهدٌ في المخلوقين , فإنه يجب إثبات الكلام لله عز وجل على وجه يليق بكماله وجلاله , دون أن يكون مشابهاً لأحد في خلقه .
وبهذا يتبين أن المعطلة جمعوا إلى التعطيل التشبيه , وأما المشبهة فإنهم أثبتوا الصفات لله عز وجل , لكن جعلوه فيها مشابهاً للمخلوقات , وقد أضافوا إلى كونهم مشبهةً التعطيل , وذلك أنهم لم يُثبتوا الصفات على وجه يليق بالله عز وجل , ويذلك كانوا معطلة .
وإلى اللقاء مع الفائدة السابعة إن شاء الله تعالى
وأعتذر على التأخر في طرح الفوائد المتبقية لفترة قليلة إن شاء الله , بسبب ضغط الدراسة والله المستعان
---
عبد الله الخضيري
04-21-2004, 05:26 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً أبا خطاب
شكر الله لك
هل الفوائد - كامل المجموعة - موجودة على ملفات وورد
آمل بعثا أو إرسالها لي
مع تقديري لك
أمنياتي للجميع بالتوفيق .
أخوك عبد الله
---
أبوخطاب العوضي
04-23-2004, 04:39 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعرف أخي الفاضل أني تأخرت في إكمال الموضوع ولكن ظروف العمل والدراسة منعتني من ذلك وإن شاء الله اجهز الموضوع لك وأرسله في أقرب وقت
وجزاك الله خيرا على المتابعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبوخطاب العوضي
06-15-2004, 09:01 PM
الفائدة السابعة(1/2727)
متكلَّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم
عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الدليل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , فهي صافية نقية , واضحةٌ جلية , ليس فيها غموض ولا تعقيد , بخلاف غيرهم الذين عولوا على العقول , وتأولوا النقول , وبنوا معتقداتهم على علم الكلام المذموم , الذي بين أهله الذين ابتلوا به ما فيه من أضرار , وندموا على ما حصل منهم من شغل الأوقات فيه من غير أن يظفروا بطائل , ولا أن يصلوا إلى حقٍّ , وفي نهاية أمرهم صاروا إلى الحيرة والندم , فمنهم من وُفق لتركه واتباع طريقة السلف , وجاء عنهم عيبُ الكلام وذمه .
فأبو حامد الغزالي رحمه الله من المتمكنين في علم الكلام , ومع ذلك فقد جاء عنه ذمه , بل المبالغة في ذمه , ولا يُنبئك مثلُ خبير , جاء ذلك عنه في كتابه إحياء علوم الدين , حيث بين ضرره وخطره , فقال ص91-90 ( أما مضرَّته , فإثارةُ الشبهات وتحريك العقائد , وإزالتها عن الجزم والتصميم , فذلك مما يحصل في الابتداء , ورجوعها بالدليل مشكوك فيه , ويختلف فيه الأشخاص , فهذا ضرره في الاعتقاد الحق , وله ضررٌ آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة , وتثبيته في صدورهم , بحيث تنبعث دواعيهم , ويشتدُّ حرصُهم على الإصرار عليه , ولكن الضرر بواسطة التعصب الذي يثور من الجدل )(1/2728)
إلى أن قال ( وأما منفعته , فقد يُظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه , وهيهّات , فليس في الكلام وفاء بهذا الطلب الشريف , ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف , وهذا إذا سمعته من محدِّث أو حشوي ربما خطر ببالك أن الناس أعداءُ ما جهلوا , فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين , وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب نوع الكلام , وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود , ولعمري لا ينفكُّ الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور, ولكن على الندور في أمور جلية تكاد تفهم قبل التعمق في صنعة الكلام ) .
وقد نقل شارح الطحاوية عنه هذا الكلام وغيره في ذم الكلام ص236 , وقال ص238 ( وكلامُ مثلِه في ذلك حجة بالغة ) .
ثم بين شارح الطحاوية أن السلف كرهوا علم الكلام وذموه : ( لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق , ومن ذلك مخالفتها للكتاب والسنة , وما فيه من علوم صحيحة , فقد وعروا الطريق إلى تحصيلها , وأطالوا الكلامَ في إثباتها مع قلة نفعها , فهي لحمُ جَمل غث على رأس جبل وعر , لا سهل فيُرتقى , ولا سمين فيُنتقل , وأحسنُ ما عندهم فهو في القرآن أصحُّ تقريراً وأحسن تفسيراً , فليس عندهم إلا التكلف والتطويل والتعقيد ) .
إلى أن قال ( ومن المحال أن لا يحصل الشفاءُ والهدى والعلمُ واليقين من كتاب الله وكلام رسوله , ويحصلُ من كلام هؤلاء المتحيِّرين , بل الواجب أن يجعل ما قاله الله ورسوله هو الأصل , ويتدبر معناه ويعقله , ويعرف برهانه ودليله , إما العقلي , وإما الخبري السمعي , ويعرف دلالته على هذا وهذا , ويجعل أقوال الناس التي توافقه وتخالفه متشابهة مجملة فيُقال لأصحابها : هذه الألفاظ تحتمل كذا وكذا , فإن أرادوا بها ما يُوافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم قُبل , وإن أرادوا بها ما يُخالفه رُد ) .(1/2729)
وقال أيضاً ص243 ( قال ابن رُشد الحفيد – وهو من أعلم الناس بمذهب الفلاسفة ومقالاتهم – في كتابه تهافت التهافت " ومن الذي قال في الإلهيات شيئاً يعتدُّ به ؟ " , وكذلك الآمدي – أفضل أهل زمانه – واقفٌ في المسائل الكبار الحائر , وكذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخرُ أمره إلى الوقوف والحيرة في المسائل الكلامية , ثم أعرض عن تلك الطرق , وأقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم , فمات والبخاري على صدره , وكذلك أبو عبدالله محمد بن عمر الرازي , قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات :
نِهاية إقدام العقول عقالُ *** وغايةُ سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصلُ دنيانا أذَى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه : قيل وقالوا
فكم قد رأينا من رجال ودولةٍ *** فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد عَلت شُرُفاتِها *** رجالٌ فزالوا والجبالُ جبالُ
لقد تأملت تلك الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية , فما رأيتها تشفي عليلاً , ولا تروي غليلاً , ورأيتُ أقربَ الطرق طريق القرآن , اقرأ في الإثبات ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) , ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) , واقرأ في النفي ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) , ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) .ثم قال ( من جرَّب مثل تجربتي , عرف مثل معرفتي )
وكذلك قال الشيخ أبو عبدالله محمد بن عبدالكريم الشهرستاني , إنه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم , حيث قال :
لعمري لقد طُفت المعاهد كلها *** وشيرتُ طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كفَّ حائر *** على ذقن أو قارعاً سنَّ نادم(1/2730)
وكذلك قال أبوالمعالي الجويني رحمه الله ( يا أصحابنا ! لا تشتغلوا بالكلام , فلو عرفتُ أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ مما اشتغلت به ) وقال عند موته ( لقد خضتُ البحر الخِضم , وخليتُ أهل الإسلام وعلومهم , ودخلتُ في الذي نَهوني عنه , والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته , فالويل لابن الجويني , وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي , أو قال : على عقيدة عجائز نيسابور ) .
وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي – وكان من أجل تلامذة فخر الدين الرازي – لبعض الفضلاء , وقد دخل يوماً فقال ( ما تعتقد ؟ قال : ما يعتقده المسلمون , فقال : وأنتَ مُنشرح الصدر لذلك مستيقن به ؟ أو كما قال , فقال : نعم , فقال : اشكر الله على هذه النعمة , لكنِّي – والله ! – ما أدري ما أعتقد , - والله ! – ما أدري ما أعتقد !- والله! – ما ادري ما أعتقد ! ) وبكي حتى أخضل لحيته .
وبن أبي الحديد الفاضل المشهور بالعراق :
فيكَ يا أغلوطة الفكَر *** حارَ أمري وانقضى عمري
سافرتْ فيك العقول فما *** ربحت إلا أذى السفر
فلحى الله الاُلَى زعموا *** أنَّك المعروف بالنظر
كذبوا إن الذي ذكروا *** خارجٌ عن قوة البشر
وقال الخونجي عند موته ( ما عرفتُ مما حصلته شيئاً أن الممكن يفتقر إلى المرجِّح ) ثم قال ( الافقتارُ وصفٌ سلبيٌّ , أموت وما عرفتُ شيئاً ) .
وقال آخر ( أضطجع على فراشي , وأضع الملحفة على وجهي , وأقابل بين حُجج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر , ولم يترجَّح عندي منها شيء )
إلى أن قال شارح الطحاوية ( وتجد أحد هؤلاء عند الموت يرجع إلى مذهب العجائز , فيُقر بما أٌروا به , ويُعرض عن تلك الدقائق المخالفة لذلك , التي كان يقطع بها ثم تبين له فسادها , أو لم يتبين له صحتها , فيكونون في نهاياتهم – إذا سلموا من العذاب – بِمنزلة أتباع أهل العلم من الصبيان والنساء والأعراب ) .(1/2731)
وكان أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين في حيرة واضطراب في صفات الله عز وجل , ثم صار إلى مذهب السلف , وألف رسالة نُصح لبعض مشايخه من الأشاعرة , وهي مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية 1/174-187 .
وأعتذر لجميع الأخوة على هذا الانقطاع الطويل وذلك بسبب الدراسة , وإن شاء الله سأحاول أن أكون معكم يومياً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبوخطاب العوضي
06-17-2004, 02:48 PM
الفائدة الثامنة
هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة ؟
الأشاعرة هم المنتسبون إلى أبي الحسن الأشعري , وهو علي بن إسماعيل المتوفى سنة 330هـ رحمه الله , وقد مر في العقيدة بثلاثة أطوار : كان على مذهب المعتزلة , ثم في طور بين الاعتزال والسنة , يثبت بعض الصفات ويؤول أكثرها , ثم انتهى أمره إلى اعتقاد ما كان عليه سلف الأمة , إذ أبان عن ذلك في كتابه الإبانة , الذي هو من آخر كتبه أو آخرها , فبين أنه في الاعتقاد على ما كان عليه إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره من أهل السنة , وهو إثبات كلّ ما أثبته الله لنفسه , وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , على ما يليق بالله , من غري تكييف أو تمثيل , ومن غير تحريف أو تأويل , كما قال الله عز وجل ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .
والأشاعرة باقون على مذهبه الذي كان عليه قبل الانتقال إلى مذهب أهل السنة والجماعة , وقد اشتهر عند بعض الناس مقولةٌ أن الأشاعرة في هذا العصر يُمثلون 95% من المسلمين , وهذه المقولة غير صحيحة من وجوه :
الأول : أن إثبات مثل هذه النسبة إنما يكون بإحصاء دقيق يؤدي إلى ذلك وهو غير حاصل , وهي مجرد دعوى .(1/2732)
الثاني : أنه لو سُلم أنهم بهذه النسبة , فإن الكثرة لا تدل على السلامة وصحة العقيدة , بل السلامة وصحةُ المعتقد إنما تحصل باتباع ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة ومن سار على نهجهم , وليست باتباع معتقد توفي صاحبُه في القرن الرابع , وقد رجع عنه , وليس من المعقول أن يُحجب حق عن الصحابة والتابعين وأتابعهم , ثم يكون في اتباع اعتقاد حصلت ولادته بع أزمانهم .
الثالث : أن مذهب الأشاعرة إنما يعتقده الذين تعلموه في مؤسسات علمية , أو تعلموه من مشايخ كانوا على مذهب الأشاعرة , وأما العوام – وهم الأكثرية – فلا يعرفون شيئاً على مذهب الأشعرية , وإنما هم على الفطرة التي دل عليها اعتقاد الجارية في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه , وقد تقدم .
والعقيدة المطابقة للفطرة هي عقيدة أهل السنة والجماعة , وقد مر إيضاح ذلك قريباً في الفائدة الثالثة .
وإلى اللقاء مع الفائدة التاسعة إن شاء الله تعالى
---
المستشار الفني
06-20-2004, 08:07 PM
جزاك الله خيراً
---
أبوخطاب العوضي
06-23-2004, 09:47 PM
الفائدة التاسعة
عقيدة الأئمَّة الأربعة ومَن تفقَّه بمذاهبهم
من أئمة أهل السنة الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله , وعقيدتهم هي عقيدة السلف من الصحابة ومن سار على نهجهم .
وأما المشتغلون بالفقه بعدهم , فمنهم من يستفيد من علمهم في الفروع , ويُعول علي ما دلَّ عليه الدليل , أخذاً بوصايا الأئمة ا،فسهم , فإن كل واحد منهم جاء عنه الأمر باتباع الدليل , وتركِ قوله إذا كان الدليلُ على خلافه , وهؤلاء موافقون لهم في العقيدة .
ومنهم مَن يُقلدهم في مسائل الفروع , دون سعي إلى معرفة الراجح بالدليل , وهؤلاء منهم مَن يُوافقهم في العقيدة , وكثيرون منهم يتبعون مذهب الأشاعرة .(1/2733)
ومن أمثلة من تفقه في المذهب الحنفي وهو على عقيدة السلف الإمام أبوجعفر الطحاوي صاحب عقيدة أهل السنة والجماعة , وشارح هذه العقيدة علي بن أبي العز الحنفي , ومنهم في المذهب الشافعي عبدالرحمن ابن إسماعيل الصابوني , مؤلف عقيدة السلف و أصحاب الحديث , والذهبي صاحب كتاب العلو , وابن كثير صاحب التفسير , ومنهم في المذهب المالكي ابن أبي زيد القيرواني , وأبو عمر الطلمنكي , وأبو عمر بن عبدالبر , ومنهم في المذهب الحنبلي الإمام ابن تيمية , والإمام ابن القيم والإمام محمد بن عبدالوهاب .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة كما في مختصره لابن الموصلي اثنين وأربعين وجهاً في إبطال قول من فسَّر الاستواء على العرش بالاستيلاء عليه , وذكر أن كثيراً من المالكية على منهج السلف في العقيدة فقال في 2/132-136 ( الوجه الثاني عشر : أن الإجماع منعقدٌ على أن الله سبحانه استوى على عرشه حقيقة لا مجازاً , قال الإمام أبو عمر الطلمنكي – أحد أئمة المالكية وهو شيخ أبي عمر بن عبدالبر – في كتابه الكبير الذي سماه " الوصول إلى معرفة الأصول " فذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم وأقوال مالك وأئمة أصحابه , ما إذا وقف عليه الواقفُ علمَ حقيقة مذهب السلف , وقال في هذا الكتاب : أجمع أهل السنة على أن الله تعالى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز .(1/2734)
القول الثالث عشر : قال الإمام أبو عمر بن عبدالبر في كتاب التمهيد في شرح حديث النزول " وفيه دليلٌ على أن الله تعالى في السماء على العرش فوق سبع سموات , كما قالت الجماعة وقرر ذلك " , إلى أن قال " وأهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في القرآن والسنة , والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز , إلا أنهم لا يُكيفون شيئاً من ذلك , ولا يُحدُّون فيه صفة مخصوصة , وأما أهل البدع الجمهية والمعتزلة والخوارج , فكلهم يُنكروها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة , ويزعمون أن من أقر بها مشبهٌ , وهم عند من أقر بها نافون للمعبود .
وقال أبو عبدالله القرطبي في تفسيره المشهور في قوله ( الرحمن على العرش استوى ) : هذه المسألة للفقهاء فيها كلام , ثم ذكر أقوال المتكلمين , ثم قال : وقد كان السلف الأول لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق به في كتابه , وأخبرت به رسلُه , ولم يًنكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة , وإنما جهلوا كيفية الاستواء , كما قال مالك : الاستواء معلوم والكيف مجهول .(1/2735)
الوجه الرابع عشر : أن الجهمية لما قالوا إن الاستواء مجازٌ صرح أهل السنة بأنه مستوٍ بذاته على عرشه , وأكثرُ من صرح بذلك أئمة المالكية , فصرح به الإمام أبو محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه , وأشهرها الرسالة , وفي كتاب جامع النوادر , وفي كتاب الآداب , فمن أراد الوقوف على ذلك فهذه كتبه , وصرح بذلك القاضي عبدالوهاب , وقال : إنه استوى بالذات على العرش , وصرح به القاضي أبوبكر الباقلاني وكان مالكيا , حكاه عنه القاضي عبدالوهاب نصا , وصرح به أبو عبدالله القرطبي في كتاب شرح أسماء الله الحسنى , فقال : ذكر أبو محمد الحضرمي من قول الطبري يعني محمد بن جرير وأبي محمد بن أبي زيد وجماعة من شيوخ الفقه والحديث , وهو ظاهر كتاب القاضي عن القاضي أبي بكر نصا , وهو أنه سبحانه مستوٍ على عرشه بذاته , وأطلقوا في بعض الأماكن فوق خلقه .
قال : وهذا قول القاضي أبي بكر في تمهيد الأوائل له , وهو قول أبي عمر بن عبدالبر , والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين , وقول الخطابي في شعار الدين .(1/2736)
وقال أبوبكر محمد بن موهب المالكي في شرح شرالة ابن أبي زيد : قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , معنى ( فوق ) و ( على ) عند جميع العرب واحد , وفي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تصديق ذلك , ثم ذكر النصوص من الكتاب والسنة واحنج بحديث الجارية وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها ( أين الله ؟ ) وقولها ( في السماء ) وحكمه بإيمانها , وذكر حديث الإسراء , ثم قال : وهذا قول مالك فيما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين , فيما فهموا من الصحابة فيما فهموا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم : أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها , قال الشيخ أبو محمد : إنه بذاته فوق عرشه المجيد , فتبين أن علوه على عرشه وفوقه إنما بذاته , إلا أنه بائنٌ مع جميع خلقه بلا كيف , وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته , لا تحويه الأماكن , لأنه أعظم منها , إلى أن قال : وقوله : على العرش استوى , إنما معناه عند أهل السنة على غير معنى الاستيلاء والقهر والغلبة والملك , الذي ظنت المعتزلة ومن قال بقولهم أنه معنى الاستواء , وبعضهم إنه على المجاز لا على الحقيقة , قال : ويُبين سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره , ما قد علمه أهل المعقول أنه لم يزل مستولياً على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها , وكان العرشُ وغيره في ذلك سواء , فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاءٌ وملكٌ وقهرٌ وغلبةٌ , قال : وذلك أيضاً يبين أنه على الحقيقة بقوله ( ومن أصدق من الله قيلا ) فلما رأى المصنفون إفراد ذكره بالاستواء غير الاستيلاء , فأقروا بوصفه بالاستواء على عرشه وأنه على الحقيقة لا على المجاز , لأنه الصادقُ في قيله , ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله , إذ ليس كمثله شيء , هذا لفظه في شرحه .(1/2737)
الوجه الخامس عشر : أن الأشعري حكى إجماع أهل السنة على بُطلان تفسير الاستواء بالاستيلاء , ونحن نذكر لفظه بعينه الذي حكاه عنه أبو القاسم بن عساكر في كتاب تبيين كذب المفتري , وحكاه قبله أبو بكر بن فوْرك وهو موجود في كتبه , قال في كتاب الإبانة وهي آخر كتبه قال :
( باب ذكر الاستواء ) إن قال قائلٌ : ما تقولون في الاستواء , قيل : نقول له : إن الله تعالى مستوٍ على عرشه , كمال قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) , وساق الأدلةَ على ذلك , ثم قال : وقال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية : إن معني قوله ( الرحمن العرش استوى ) أنه استولى ملكَ وقهر , وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهلُ الحق , وذهبوا في الاستواء إلى القدرة , ولو كان هذا كما قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة السفلى , لأن الله تعالى قادرٌ على كل شيء والأرض والسموات وكل شيء في العالم , فلو كان الله مستوياً على العرش . بمعنى الاستيلاء والقدرة لكان مستوياً على الأرض والحشوش والأنتان والأقدار , لأنه قادرٌ على الأشياء كلها , ولم نجد أحداً من المسلمين يقول إن الله مستوٍ على الحشوش والأخلية , فلا يجوزُ أن يكون معنى الاستواء على العرش على معنى هو عام في الأشياء كلها , ووجبَ أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون سائر الأشياء , وهكذا قال في كتابه الموجز وغيره من كتبه ) .
وإلى اللقاء مع بقية الشرح إن شاء الله تعالى
---
موراني
06-24-2004, 02:56 PM
اضافة بسيطة الى ما جاء ذكره أعلاه في ذلك العرض القيم والدقيق :
لم يتركز ابن أبي زيد القيرواني على هذه المسائل في مقدمته للرسالة فقط .(1/2738)
بل جاء في آخر الجزء الثالث لكتابه ( الذب عن مذهب مالك بن أنس في غير شيء من أصوله وبعض مسائله من فروعه وكشف ما لبس به بعض أهل الخلاف وما جهله من مخارج الأسلاف ) , مخطوط Chester Beatty وهو النسخة الفريدة للكتاب قد نسخها تلميذ المؤلف في سنة احدى وسبعين وثلاثمائة في حلقة ابن أبي زيد بالقيروان .
جاء في آخر الكتاب رد ابن أبي زيد على من قال بالقيروان بخلق القرآن .
وقبل وفاة الشيخ درس محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري هذا الكتاب على ابن أبي زيد وأخذ عنه أيضا رسالته المسماة بالاستظهار في الرد على البكرية ( أو الفكرية ) من طريق الاجازة .
أما كتاب الأمر والاقتداء بأهل المدينة , فهو أيضا كتاب يدخل في هذا الباب , فانه انتشر بين المشارقة برواية الأندلسيين في أواخر القرن الرابع على يد عبد الله بن الوليد الأندلسي الذي استوطن الاسكندرية وكان فيها من (سادات المغاربة ) وتوفي عام 488 بالقدس . ( ترتيب المدارك , ج 7 , ص 238 . )
هذا , ويذكر ابن أبي زيد كتبه الاقتداء في مقدمة كتاب النوادر والزيادات ( ج 1 , ص 4 ) , فما لا شك فيه أن هذه الكتاب تناول هذا الموضوع المذكور في هذه الرابط , اذ جاء ذكر الكتاب أيضا كما يلي :
الاقتداء بأهل السنة بأهل المدينة , وأيضا :
كتاب الأمر والاقتداء والنهي عن الشذوذ عن العلماء وايجاب وائتمام بأهل المدينة ( أنظر فهرسة ابن خير الاشبيلي , ص 246 ) .
ويتبين من هذه التفاصيل أن ابن أبي زيد باعتباره فقيها أكثر منه (متكلما) تناول هذه القضايا الحاسمة في رسائل مستقلة وخارج رسالته أيضا .
وقد اعتصم أهل السنة بالقيروان بالنهي عن القول بخلق القرآن وانفاء الرؤية وعن وصف صفات الله كما وصفتها المعتزلة في ذلك العصر .
تقديرا
موراني
---
أبوخطاب العوضي
06-29-2004, 06:13 PM
الفائدة العاشرة
التأليف في العقيدة على منهج السلف :(1/2739)
المؤلفاتُ في العقيدة على منهج السلف كثيرةٌ جدا , منها مؤلفات مستقلة , ومنها مؤلفات تشتملُ على العقائد وغيرها . أما الكتب المشتملة على العقائد وغيرها فمثل صحيح البخاري فإنه يشتمل على سبعة وتسعين كتاباً , أولها كتاب الإيمان , وآخرها كتاب التوحيد , وبينهما كتبٌ أخرى , مثل كتاب القدر وكتاب الأنبياء وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة , ومثل صحيح مسلم ففيه كتاب الإيمان , وهو أول الكتب , وكتاب القدر وغير ذلك , وكذا كتاب السنن الأربعة وغيرها , تشتمل على كتب العقيدة بعضها باسم الإيمان , وبعضها باسم السنة مثل كتاب السنة في سنن أبي داود .
وأما المؤلفات المستقلة في العقيدة فتنقسم إلى قسمين :
مؤلفات على طريقة المتقدمين , ومؤلفات على طريقة المتأخرين .
أما المؤلفات التي على طريقة المتقدمين , فهي تعني غالباً بإيراد الأحاديث والآثار مسندة , وفيها أسماء يدخل تحتها عدة مسميات , كالإيمان , والسنة , والرد على الجهمية , فمن المؤلفات باسم الإيمان : الإيمان لأبي بكر بن أبي شيبة , ولأبي القاسم بن سلام , ولابن أبي عمر العدني , ولابن منده , وغيرها .
ومن المؤلفات باسم السنة : السنة لمحمد بن نصر المرروزي , ولابن أبي عاصم , ولعبدالله بن الإمام أحمد , وللاّلكائي , وللخلال , ولابن شاهين , وأصول السنة لابن أبي زمنين , وشرح السنة للمزني وللبربهاري , والمختار في أًصول السنة لابن البنا .
ومن المؤلفات بسام الرد على الجهمية : الردّ على الجهمية للإمام أحمد , ولعثمان بن سعيد الدارمي , ولابن منده .(1/2740)
وهناك مؤلفات أخرى , كالتوحيد لابن خزيمة , والتوحيد لابن منده , والشريعة للآجري , والحُجة في بيان المحجّة لإسماعيل الأصبهاني , وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني , وخلق أفعال العباد للبخاري , والعرش لابن أبي شيبة , والقدر للفرياني , والعظمة لأبي الشيخ , والرؤية والنزول والصفات كلها للدارقطني , وتعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي , والبعث والنشور لأبي داود , وصفة الجنة والإمامة والرد على الرافضة كلاهما لأبي نعيم , وذم الكلام وأهله للهروي , والإبانة الكبرى لابن بطة .
وللمتقدمين والمتأخرين مؤلفات تشتمل على مسائل العقيدة باختصار من دون أسانيد , ككتاب السنة لأحمد , وعقيدة أهل السنة والجماعة للطحاوي , ومقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني , وصريح السنة لابن جرير الطبري , واعتقاد أهل السنة لأبي بكر الإسماعيلي , والإبانة الصغرى لابن بطة , والإبانة لأبي الحسن الأشعري , وعقيدة الحافظ عبدالغني , ولمعة والعلو كلاهما لابن قدامة , والعقيدة الواسطية والتدمرية والحموية كلها لابن تيمية .
وأما المؤلفات على طريقة المتأخرين , فهي تُعنى بإيراد الآيات والأحاديث والآثار والرد على المخالفين في كل موضوع على حده .(1/2741)
وعند ذكر الأحاديث والآثار يعزونها إلى كتب المؤلفين المتقدمين المسندة , فيُقال : رواه البخاري ومسلم وأبو داود , دون أن يذكروا شيئاً من الأسانيد , مثل الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار ليحيى العمراني , وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي , ومنهاج السنة ودرء تعارض العقل والنقل والإيمان كلها لابن تيمية , والعلو للذهبي , واجتماع الجيوش الإسلامية وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والصواعق المرسلة علىالجهمية والمعطلة كلها لابن القيم , ومختصر الواعق المرسلة لمحمد بن الموصلي , وكتاب التوحيد للشيخ محمد عبدالوهاب , وشرحه تيسير العزيز الحميد لحفيده سليمان بن عبدالله , وشرحه الفتح المجيد لحفيده الشيخ عبدالرحمن بن حسن .
وما ذكرته من الكتب تمثيل وليس استقصاء .
وأما غَمز بعض المبتدعة بعضَ السنة لاشتمالها على أحاديث ضعيفة أو موضوعة فمردودٌ , وذلك أن عادة المحدثين إذا أسندوا الأحاديث فقد أحالوا المشتغلين بالعلم إلى أسانيدها للنظر فيها , وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 4/15 أن عادة المحدثين أنهم يروون جميع ما في الباب لأجل المعرفة بذلك , وإن كان لا يحتج من ذلك إلا ببعضه , وذكر أيضاً أن المحدث يروي ما سمعه كما سمعه والدَّرك على غيرهلا عليه , وأهل العلم ينظرون في ذلك , وفي رجاله وإسناده وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 3/75 ( أكثرُ المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين جرّا إذا ساقوا الحديثَ بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدتنه , والله أعلم ) .
يتبع إن شاء الله تعالى
---
أبوخطاب العوضي
07-06-2004, 05:40 PM
نصُّ مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
من طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة
باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات(1/2742)
من ذلك الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له .
ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ , لا يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الواصفون , ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ , يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ , بآياته , ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ( 1 ) ذاتِه , ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض , ولايِؤُوده حفظُهما وهو العليُّ العَظيمُ .
العالِمُ( 2 ) الخبيرُ , المُدَبِّرُ القَديرُ , السَّمِيعُ البصيرُ , العَلِيُّ الكَبيرُ , وَانَّه فوقُ عَرشه المجيد بذاته , وهو في كلِّ مَكان بعِلمه .
خَلَقَ الإنسانَ , ويَعلمُ ما تُوَسْوِسُ به نفسُه , وهو أَقَرَبُ إليهِ من حَبْلِ الوَريدِ , وما تَسْقُطُ إلاَّ يَعلَمُها ولاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَات الأرضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلا يابِس إلاَّ في كتاب مُبين .
على العرشِ استْوَى , وعَلى المُلْكِ احْتَوى , وله الأسماء الحُسنى والصِّفاتُ العُلى , لَم يَزَل بِجَميعِ صفاتهِ وأسمائِه , تَعالى أن تكون صفاتُه مَخلوقَةً , وأسماؤُه مُحْدَثَةً .
كلَّ موسى بكلامِه الَّذي هو صفةُ ذاتِه , ولا خلْقٌ مِن خَلقه , وَتَجَلَّى للجَبَل فصار دَكاًّ مِن جلالِه , وأنَّ القرآنَ كلامُ الله , وليس بمخلُوقٍ فَيبِيدُ , ولا صفة لمخلوقٍ فَيَنْفَدُ .
والإيمانُ بالقدَرِ خَيْرِه وشَرِّه , حُلْوِهِ وَمُرِّهِ , وكلُّ ذلك قَد قّدَّرَهُ اللهُ رَبُّنا , ومقاديرُ الأمورِ بيدِه , ومَصدَرُها عن قضائِه .
عَلِمَ كلَّ شيْءٍ قَبل كَونِه , فجَرَى على قَدَرِه , لا يَكون مِن عِباده قَولٌ ولا عَملٌ إلاَّ وقدْ قَضَاهُ وسبق عِلْمُه به , ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .(1/2743)
يُضلُّ مَن يشاء , فيَخْذُلُه بعدْلِه , ويُهدي مَن يَشاء , فَيُوَفِّقُه بفضلِه , فكَلٌّ مُيَسَّرٌ إلى ما سَبَقَ مِن علمه وقَدَؤِه , مِن شقِيٍّ أو سعيدٍ .
تعالَى أن يكونَ في مُلْكِهِ ما لا يُريد , أو يكون لأَحَد عنه غنِىً خالقاً لكلِّ شيءٍ , ألاَ هو( 3 ) رَبُّ العباد ورَبُّ أعمالِهم , والمُقَدِّرُ لِحَركاتِهم وآجالِهم .
الباعثُ الرُّسُل إليهِم لإقَامَةِ الحُجَّةِ عَلَيهم .
ثُمَّ خَتَمَ الرِّسالة والنَّذَارَةَ والنُّبُوَةَ بمحمَّد نَبيَّه صلى الله عليه وسلم( 4 ) فجَعَلَه آخرَ المرْسَلين , بَشِيراً ونَذِيراً , وداعياً إلى الله يإذنِه وسِراجاً منيراً , وأنزَلَ عَليه كتابِه الحَكِيمَ , وشَرَحَ به دينَه القَويمَ , وهّدّى به الصِّرَاطَ المستَقيمَ .
وأنَّ الساَّعة َ آتَية ٌلا رَيْبَ فيها , وأنَّ الله يَبعَثُ مَن يَموتُ , كما بدأهم يعودون .
وأنَّ الله سبحانه وتعالَى ضاعَفَ لعباده المؤمنين الحسَنات , وصَفَحَ لهم بالتَّوبَة عن كبائرِ السيَّئات , وغَفَرَ لهم الصَّغائِرَ باجْتناب الكبائِر , وجَعَلَ مَن لَم يَتُبْ مِنَ الكبائر صَائراً إلى مَشيئتِه ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) .
ومَن عاقَبَه اللهُ بنارِه أخرجه مِنها بإيمانِه , فأدخَلَه به جَنَّتَه ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) ويُخرِجُ منها بشفاعة النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَن شَفَعَ لَه مِن أهلِ الكبائِر مِن أمَّتِه .
وأنَّ الله سبحانه قد خَلَقَ الجَنَّةَ فأَعَدَّها دارَ خُلُود لأوليائِه , وأكرَمهم فيها بالنَّظر إلّى وَجْهْه الكريم , وهي الَّتِي أَهْبَطَ منها آدَمَ نبِيَّه وخلِيفَتَه إلى أَرضِه , بما( 5 ) سَبَقَ فِي سابِق عِلمِه .(1/2744)
وخَلَقَ النَّارَ فأعَدَّها دَارَ خُلُود لِمَن كَفَرَ به وألْحد في آياتِه وكتُبه ورُسُلِه , وجَعَلَهم مَحجُوبِين عن رُؤيَتِه .
وأنَّ الله تبارك وتعالى يَجيءُ يَومَ القيامَةِ وَالمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ , لِعَرْضِ الأُمَمِ وَحِسَابِهَا وثَوابِها , وتُوضَعُ الموازِين لَوَزْنِ أَعْمَالِ العِبَادِ , فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأولئك هم المُفلِحون , ويُؤْتَوْنَ صَحائِفهم بأعمَالِهم , فمَن أُوتِي كتابَه بيمينه فسوف يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً , ومَن أُوتِي كتابَه ورَاء ظَهْرِه فأولئِك يَصْلَوْنَ سَعيراً .
وأنَّّ الصَّرَاطَ حَقًّ , يَجُوزُه العبادُ بِقَدْرِ أعمالِهم , فناجُون مُتفاوِتُون في سُرعَة النَّجاةِ عليه مِن نار جَهَنَّم , وقَوْمٌ أَوْبَقَتْهُمْ فيها أعمالُهم .
والإيمانُ بِحَوْضِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم , تَرِدُهُ أمَّتُهُ لاَ يَظْمَأُ مَ شَرب مِنه , ويُذَادُ عنه مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ .
وأنَّ الإيمانَ قَولٌ باللّسانِ , وإخلاَصٌ بالقلب , وعَمَلٌ بالجوارِح , يَزيد بزيادَة الأعمالِ , ويَنقُصُ بنَقْصِها( 6 ) , فيكون فيها النَّقصُ وبها الزِّيادَة , ولا يَكْمُلُ قَولُ الإيمانِ إلاَّ بالعمل , ولا قَولٌ وعَمَلٌ إلاَّ بنِيَّة( 7 ) , ولا قولٌ وعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إلاَّ بمُوافَقَة السُّنَّ .
وأنَّه لا يكفرُ أَحدٌ بذَنب مِنْ أهْل القِبلَة .
وأنَّ الشُّهداءَ أحياءٌ عند ربِّهم يُرْزَقونَ , وأرْواحُ أهْل السَّعادَةِ باقِيةٌ ناعِمةٌ إلى يوم يُبْعَثون , وأرواحُ أهلِ الشَّقاوَةِ( 8 ) مُعَذَّبَةٌ إلى يَوم الدِّين .
وأنَّ المؤمنِين يُفْتَنُونَ في قُبُورِهم ويُسْأَلُون ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) .(1/2745)
وأنَّ على العباد حَفَظَةً يَكتُبون أعمالَهم , ولا يَسقُطُ شيْءٌ مِن ذلك عَن عِلمِ ربِّهِم , وأنَّ مَلَكَ الموتِ يَقْبِضُ الأرواحَ بإذن ربِّه .
وأنَّ خيْرَ القرون القرنُ الَّذين رَأَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم , وآمَنوا به , ثمَّ الَّذين يَلُونَهم ثمَّ الَّذين يَلونَهم .
وَأفْضَلُ الصحابة( 9 ) الخُلَفاءُ الرَّاشدون المَهْديُّون , أبو بكر ثمَّ عُمر ثمَّ عُثمان ثمَّ عليٌّ رضي الله عنهم أجمعين .
وأن لاَ يُذكَرَ أَحَدٌ مِن صحابَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم إلاَّ بأحْسَن ذِكْرٍ , والإِمساك عمَّا شَجَرَ بَينهم , وأنَّهم أحَقُّ النَّاس أن يُلْتَمَسَ لَهم أَحَسَن المخارج , ويُظَنَّ بهم أحْسن المذاهب .
والطَّاعة لأئمَّة المسلمين مِن وُلاَة أمورِهم( 10 ) وعُلمائهم , اتِّباعُ السَّلَفِ الصَّالِح واقتفاءُ آثارِهم , والاستغفارُ لهم , وتَركُ المراءِ والجِدَالِ في الدِّين , وتَركُ ما أَحْدَثَهُ المُحْدِثُونَ .
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد ]نبيِّه[( 11 ) وعلى آله وأزواجهِ وذريته , وسلَّّم تَسليماً كثيراً .
ـــــــــــــــــــــ
1 ) في نسخة ( مائية )
2 ) في نسخة ( العليم )
3 ) في نسخة ( إلا هو )
4 ) في نسخة ( محمد صلى الله عليه وسلم )
5 ) في نسخة ( لِما )
6 ) في نسخة ( بنقص الأعمال )
7 ) في نسخة ( وأنه لا قول ولا عمل إلا بنية )
8 ) في نسخة ( الشقاء )
9 ) في نسخة ( أصحابه )
10 ) في نسخة ( أمرهم )
11 ) ما بين المعقوفين زيادة في نسخة
---
أبوخطاب العوضي
07-23-2004, 03:28 AM
نظم مقدِّمة الرِّسالة
للشيخ أحمد بن مشرَّف الأحسائي المالكي المتوفى سنة 1285 هـ
نقلاً من ديوانه ص17
الحمدُ لله حمداً ليس مُنحصرا *** على أياديه ما يخفى وما ظهرَا
ثم الصلاةُ وتسليمُ المهمينِ ما *** هبَّ الصبَّا فأدرَّ العارضَ المَطرَا
على الذي شاد بنيانَ الهُدى فسَما *** وساد كلَّ الَورَى فخراً وما افتخرَا(1/2746)
نبيِّنا أحمد الهادي وعَتْرته *** وصحبِه كلِّ مَن آوى ومن نصرَا
بعدُ فالعلمُ لم يظفر به أحدٌ *** إلاَّ سَمَا وبأسباب العُلى ظفرَا
لا سيما أصل علم الدِّين إنّ َ به *** سعادةَ العبد والمنْجَى إذا حُشرَا
باب ما تعتقدُه القلوب وتنطق به الألسن من واجب أمور الديانات
وأولُ الفرض إيمانُ الفؤاد كذا *** نُطقُ اللِّسانِ بما في الذِّكر قد سُطرَا
أنَّ الإلهَ إلهٌ واحدٌ صَمد *** فلا إله سوى مَن للأنام برَا
ربُّ السموات والأرضين ليس لنا *** ربٌّ سواه تعالى مَن لنا فطرَا
وأنهُ موجدُ الأشياء أجمعها *** بلا شريك ولا عَونْ ولا وُزرَا
وهو المُنزه عن ولد وصاحبة *** ووالد وعن الأشباه والنُّظرَا
لا يبلغن كُنْه وصفة الله واصفُه *** ولا يحيط به علماً مَن افتكرَا
وأنَّه أوَّل باق فليس له *** بدءٌ ولا منتهى سبحان من قدرَا
حيٌّ عليم ٌ قديرٌ والكلام له *** فرد ٌ سميعٌ بصيرٌ ما أراد جرَى
وأنَّ كرسيَّه قد وسعَا *** كلَّ السموات والأرضين إذ كبرَا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقُنا *** بذاته فاسأل الوحيين والفطرَا
إنَّ العلوَّ به الأخبارُ قد وردتْ *** عن الرَّسول فتابِع مَن رَوى وقرَا
فالله حق على المُلك احتوى وعلى الـ *** ـعرش استوى وعن التكييف كُن حَذِرَا
والله بالعلمِ في كلِّ الأماكن لا *** يخفاه شيءٌ سميعٌ شاهدٌ ويرَى
وأنَّ أوصافَه ليست بمُحدَثة *** كذاك أسماؤه الحُسنى لِمَن ذكرَا
وأن تنْزيلَه القرآنَ أجمعَه *** كلامُه غيرُ خلق أعجز البشرَا
وحْيٌ تكلَّم مولانا القديمُ به *** ولم يزل من صفات الله مُعْتبرَا
يُتلَى ويُحمل حفظاً في الصدور كما *** بالحظِّ يُثبِتُه في الصُّحف مَن زَبَرَا
وأن موسى كليمُ الله كلَّمه *** إلههُ فوق ذاك الطور إذ حضرَا
فالله أسمعه مِن غير واسطة *** من وصفه كلمات تحتوي عِبرَا
حتى إذا هام سُكراً في محبَّته *** قال الكليم : إلَهي أسأل النَّظرَا(1/2747)
إليك . قال له الرحمن موعظة *** أنَّي ترانِي ونوري يُدهشُ البصرَا
فانظر إلى الطور إن يثبت مكانته *** إذا رأى بعضَ أنواري فسوف ترَى
حتى إذا تَجلى ذو الجلال له *** تصدَّع الطورُ من خَوف وما اصطبرَا
فصل في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه
وبالقضاء و بالأقدار أجمعها *** إيمانُنا واجبٌ شرعاً كما ذكرَا
فكلُّ شيء قضاه الله من أزَل *** طرًّا وفي لوحه المحفوظ قد سطرَا
وكلُّ ما كان من همٍّ و من فَرح *** ومن ضلال و من شكران مَن شكرَا
فإنَّه من قضاء الله قدَّره *** فلا تكن أنت مِمَّن ينكر القدرَا
والله خالقُ أفعال العباد و ما *** يجري عليهم فعن أمر الإلَه جرَا
ففي يديه مقادير الأمور و عن *** قضائه كلُّ شيء في الورى صدرَا
فمَن هَدى فبمحض الفضل وفَّقه *** و من أضلَّ بعدل منه قد كفرَا
فليس في مُلكه شيءٌ يكون سوى *** ما شاءه الله نفعاً كان أو ضررَا
فضلٌ في عذاب القبر وفتنته
و ل م تَمُت قطُّ من نفس وما قُتلت *** من قبل إكمالها الرِّزق الذي قُدرَا
وكلُّ روح رسولُ الموت يقبضُها *** بإذن مولاه إذ تستكمل العُمُرَا
وكلُّ من مات مسئولٌ ومفتتنٌ *** من حين يوضعُ مقبرواً ليُختبرَا
و أنَّ أرواحَ أصحاب السعادة في *** جنَّات عدن كطير يعلق الشَّجَرَا
لكنَّما الشُّهَدا أحيا و أنفسهم *** في جوف طير حسان تُعجب النَّظَرَا
وأنَّها في جنان الخلد سارحةٌ *** من كلِّ ما تشتهي تجني بها الثَّمرَا
وأنَّ أرواح من يشقى معذَّبةٌ *** حتَّى تكون مع الجُثمان في سَقَرَا
وأنَّ نفخةَ إسرافيلَ ثانية *** في الصُّور حقٌّ فيحيى كلُّ مَن قُبرَا
كما بدا خلقهم ربِّي يُعيدُهم *** سبحان من أنشأ الأرواحُ و الصُّوَرَا
حتى إذا ما دعا للجمع صارخُه *** و كلُّ ميْت من الأموات قد نُشرَا
قال الإلَه : قِفوهم للسؤال لكي *** يقتصَّ مظلُومُهم مِمَّن له قَهَرَا
فيوقَفون ألوفاً من سنينهمُ *** والشمسُ دانيةٌ والرَّشْحُ قد كثُرَا(1/2748)
وجاء ربُّك و الأملاكُ قاطبة *** لهم صفوفٌ أحاطت بالورى زُمرَا
وجيء يومئذ بالنار تسحبُها *** خزانها فأهالت كلَّ مَن نظرَا
لها زفيرٌ شديدٌ من تغيظها *** على العُصاة وترمي نحوهم شرَرَا
ويرسل الله صُحف الخلق حاويةً *** أعمالَهم كلَّ شيء جلَّ أو صغُرَا
فمَن تلقَّته باليمنى صحيفتُه *** فهْو السَّعيد الذي بالفوز قد ظفرَا
ومن يكن باليد اليسرى تناوُلها *** دعا ثُبوراً وللنيران قد حُشرَا
ووزنُ أعمالهم حقٌّ فإن ثقلت *** بالخير فاز وإن خفَّت فقد خسرَا
وأنَّ بالمثل تُجزى السيَّئات كما *** يكون في الحسنات الضِّعف قد وفرَا
وكلُّ ذنب سوى الإشراكِ يغفرُه *** ربِّي لِمَن شا وليس الشركُ مُغتفرَا
وجنَّة الخُلد لا تفنى وساكنُها *** مخَّلدٌ ليس يخشى الموتَ والكبرَا
أعدهَّا اللهُ داراً للخلود لِمَن *** يخشى الإلَهَ وللنَّعماء شمسَ الظهر والقمرَا
كذلك النارُ لا تفنى وساكنُها *** أعدهَّا الله مولانا لمَن كفرَا
ولا يخلد مَن يوَحِّدُه *** ولو بسفك دم المعصوم قد فَجَرَا
وكم يُنجي إلَهي بالشفاعة مِنْ *** خير البريِّة من عاص بِها سجرًا
[SIZE=3]فصل في الإيمان بالحوض
وأنَّ للمصطفى حوضاً مسافتُه *** ما بين صَنْعَا وبُصرَى هكذا ذكرَا
أحلَى من العصل الصافي مذاقتُه *** وأنَّ كِيزَانَه مثلُ النجوم تُرَى
ولم يَرِدْه سوى أتباع سُنَّته *** سيماهم : أن يُرى التَّحجيل والغُرَرَا
وكم يُنحَّى ويُنفَى كلُّ مبتدع *** عن وِرْدِه ورجالٌ أحدثوا الغيرَا
وأن جسراً على النِّيران يَعبُرُه *** بسرعة مَن لمنهاجِ الهُدى عبَرَا
وأنَّ إيْمَانَنا شرعاً حقيقتُه *** قصدٌ وقولٌ وفعلٌ للذي أمرَا
وأنَّ معصيةَ الرحْمن تُنقصُه *** كما يزيد بطاعات الذي شَكَرَا
وأنَّ طاعةَ أولي الأمر واجبةٌ *** من الهُداة نجوم العلم والأُمرَا
إلاَّ إذا أمروا يوماً بمعصية *** من المعاصي فيُلغى أمرهم هَدَرَا(1/2749)
وأنَّ أفضلَ قرن للَّذين رأوا *** نبيَّنا وبهم دينُ الهُدى نُصرَا
أعِني الصحابةَ رُهبانٌ بليلهمُ *** وفي النهار لدى الهّيْجَا لُيوث شَرَى
وخيرُهم مَن ولِي منهم خلافته *** والسَّبق في الفضل للصِّدِّيق معْ عُمَرَا
والتابعون بإحسان لهم وكذا *** أتباع أتباعهم مِمَّن قفى الأثَرَا
وواجبٌ ذِكرُ كلّ من صحابته *** بالخير والكفُّ عمَّا بينهم شَجَرَا
فلا تخُض في حروب بينهم وقعت *** عن اجتهاد وكنْ إن خُضتَ معتذِرَا
والاقتداءُ بهم في الدِّين مفتَرَضٌ ** فاقَتد بهم واتَّبع الآثار والسُّوَرَا
وتركُ ما أحدثه المُحدِثون فكم *** ضلالة تبعت والدِّين قد هُجِرَا
إنْ الهُدى ما هدى الهادي إليه وما *** به الكتاب كتاب الله قد أمَرَا
فلا مراء وما في الدِّين من جدلِ *** وهل يُجادل إلاَّ كلُّ مَن كفرَِا
فهاك في مذهب الأسلاف قافيةً *** نظماً بديعاً وجيزَ اللَّفظ مختصرًا
يحوي مهمّات باب في العقيدة من *** رسالة ابن أبي زيد الذي اشتهرَا
والحمد لله مولانا ونسأله *** غفران ما قلَّ من ذنب وما كثرَا
ثمَّ الصلاةُ على مَن عمَّ بعثته *** فأنذر الثَّقلين الجنّ والبَشَرَا
ودينُه نَسَخ الأديانَ أجمَعَها *** وليس يُنْسَخُ ما دام الصَّفَا وحرَا
محمد خير كلِّ العالَمين *** ختم النبيِّين والرُّسل الكرام جَرَا
وليس من بعده يوحَى إلى أحد *** ومن أجاز فحَلَّ قتلُه هَدَرَا
والآلُ والصَّحبُ ما ناحت على فنَن *** وَرْقَا ومَا غرَّدت قُمْريّة سَحَرَا
---
أبوخطاب العوضي
08-11-2004, 02:31 AM
1- قوله ( باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات
من ذلك الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له )(1/2750)
عقد ابنُ أبي زيد القيرواني رحمه الله , هذا البابَ في مقدمة رسالته بالفقه , لأنه لَم يجعل التأليف في العقيدة مستقلاًّ , بل أتي به تحت هذا الباب في مقدمة رسالته , فصارت رسالتُه في الفقه , جمعت بين الفقهين : الفقه الأكبر , وهو ما يتعلق بالعقيدة التي لا مجال فيها للاجتهاد , وفقه الفروع , الذي فيه مجال للاجتهاد .
وما ذكره من التنصيص على قول اللِّسان واعتقاد القلب بين يدي هذه العقيدة , لأن ما يعتقدُ مطلوبٌ فيه أن يكون في القلب , وأن يكون على اللِّّسان , ولا يقال : إنه لم يذكر الأعمال , فيُشابه مرجئة الفقهاء , لأنه قد ذكر في المقدمة أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والعمل .
وكلامُ ابن أبي زيد رحمه الله , هذا مشتملٌ على إثبات ألوهية الله وحده , وعلى النفي لأمور سبعة : نفيُ الإلهية عن غيره , ونفي التشبيه , ونفي النظير , ونفي الولد , ونفي الصاحبة , ونفيُ الشريك .
فقوله ( أن الله واحدٌ لا إله غيره ) مأخوذ من قوله تعالى ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )وهو مشتملٌ على بيان أن الله وحدَه هو الإلهُ الحق الذي يجب أن تُفرد له العبادة وأن لا يكون لغيره نصيبٌ منها , ولهذا الأمر العظيم أرسل اللهُ الرسل وأنرل الكتب , كما قال الله عز وجل ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) , وقال ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) , وقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) , فالله خلق الخلق , وأرسل الرسل , وأنزل الكتب لأمرهم بعبادته وحده , وترك عبادة غيره , وهذا النوع من التوحيد – وهو توحيد الألوهية , وهو إفراد الله بالعبادة – هو أحدُ أنواع التوحيد الثلاثة , التي هي توحيد الألوهية وتوحي
---(1/2751)
أبوخطاب العوضي
08-12-2004, 09:58 AM
1- قوله ( باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات
من ذلك الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له )
عقد ابنُ أبي زيد القيرواني رحمه الله , هذا البابَ في مقدمة رسالته بالفقه , لأنه لَم يجعل التأليف في العقيدة مستقلاًّ , بل أتي به تحت هذا الباب في مقدمة رسالته , فصارت رسالتُه في الفقه , جمعت بين الفقهين : الفقه الأكبر , وهو ما يتعلق بالعقيدة التي لا مجال فيها للاجتهاد , وفقه الفروع , الذي فيه مجال للاجتهاد .
وما ذكره من التنصيص على قول اللِّسان واعتقاد القلب بين يدي هذه العقيدة , لأن ما يعتقدُ مطلوبٌ فيه أن يكون في القلب , وأن يكون على اللِّّسان , ولا يقال : إنه لم يذكر الأعمال , فيُشابه مرجئة الفقهاء , لأنه قد ذكر في المقدمة أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والعمل .
وكلامُ ابن أبي زيد رحمه الله , هذا مشتملٌ على إثبات ألوهية الله وحده , وعلى النفي لأمور سبعة : نفيُ الإلهية عن غيره , ونفي التشبيه , ونفي النظير , ونفي الولد , ونفي الصاحبة , ونفيُ الشريك .(1/2752)
فقوله ( أن الله واحدٌ لا إله غيره ) مأخوذ من قوله تعالى ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )وهو مشتملٌ على بيان أن الله وحدَه هو الإلهُ الحق الذي يجب أن تُفرد له العبادة وأن لا يكون لغيره نصيبٌ منها , ولهذا الأمر العظيم أرسل اللهُ الرسل وأنرل الكتب , كما قال الله عز وجل ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) , وقال ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) , وقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) , فالله خلق الخلق , وأرسل الرسل , وأنزل الكتب لأمرهم بعبادته وحده , وترك عبادة غيره , وهذا النوع من التوحيد – وهو توحيد الألوهية , وهو إفراد الله بالعبادة – هو أحدُ أنواع التوحيد الثلاثة , التي هي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .
فتوحيد الألوهية : توحيد الله بأفعال العبد , كالدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر , وغيرها من أنواع العبادة , كلها يجب على العباد أن يخصوا الله تعالى بها , وأن لا يجعلوا له فيها شريكاً .
وتوحيد الربوبية : هو توحيد الله بأفعاله , كالخلق والرزق والإحياء والإماتة والتصرف في الكون , وغير ذلك من أفعال الله التي هومختصٌّ بها , لا شريك له فيها .
وتوحيد الأسماء والصفات : هو إثباتُ ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات على وجه يليق بكمال الله وجلاله , من غير تمثيل أو تكييف , ومن غير تحريف أو تعطيل .
وهذا التقسيم لأنواع التوحيد عرف بالاستقراء من نصوص الكتاب والسنة , ويتضح ذلك بأول سورة في القرآن وآخر سورة , فإن كلا منهما مشتملةٌ على أنواع التوحيد الثلاثة .(1/2753)
فأما سورة الفاتحة فإن الآية الأولى فيها , وهي ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) مشتملةٌ على هذه الأنواع , فإن ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) فيها توحيد الألوهية , لأن إضافة الحمد إليه من العباد عبادة , وفي قوله ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) إثبات توحيد الربوبية , وهو كون الله عز وجل رب العالمين , والعالَمون , هم كل من سوى الله , فإنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوق , والله الخالق , وكل من سواه مخلوق , ومن أسماء الله الرب .
وقوله ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) مشتمل على توحيد الأسماء والصفات , والرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله يدُلان على صفة من صفات الله , وهي الرحمة , و أسماءُ الله كلها مشتقةٌ , وليس فيها اسم جامد , وكل اسم من الأسماء يدل على صفة من صفاته .
و ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فيه إثبات توحيد الربوبية , وهو سبحانه مالك الدنيا والآخرة , وإنما خصَّ يوم الدين بأن الله مالكُه , لأن ذلك اليوم يخضعُ فيه الجميع لرب العالمين , بخلاف الدنيا , فإنه وُجد فيها من عتا وتَجبر , وقال ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى )
وقوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فيه إثباتُ توحيد الألوهية , وتقديم المفعول وهو ( إِيَّاكَ ) يُفيد الحصرَ , والمعنى : نخصكَ بالعبادة والاستعانة , ولا نشرك معك أحداً .
وقوله ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) فيه إثبات الألوهية , فإنَّ طلبَ الهداية من الله دعاءٌ , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدعاءُ العبادة ) فيسأل العبدُ ربَّه في هذا الدعاء أن يَهديه المستقيم الذي سلكه النبيون والصدِّيقون والشهداء والصحون , هم أهل التوحيد ويسأله أن يُجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين , الذين لم يحصل منهم التوحيد , بل حصل منهم الشرك بالله وعبادةُ غيره معه .(1/2754)
وأما سورة الناس فقوله تعالى ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) فيه إثباتُ أنواع التوحيد الثلاثة , فإن الاستعاذة بالله من توحيد الألوهية .
و ( بِرَبِّ النَّاسِ ) فيه إثبات الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات , وهو مثل قول الله عز وجل في الأول الفاتحة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
وقوله ( مَلِكِ النَّاسِ ) فيه إثبات الربوبية والأسماء والصفات .
و ( إِلَهِ النَّاسِ ) فيه إثبات الألوهية والأسماء والصفات .
والنسبة بين أنواع التوحيد الثلاث هذه أن يقال ( إن توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الألوهية , وتوحيد الألوهية متضمن لهما ) والمعنى أن من أقر بالألوهية فإنه يكون مقرا بتوحيد الربوبية وبتوحيد الأسماء والصفات , لأن مَن أقر بأن الله هو المعبود وحده فخصَّه بالعبادة ولم يجعل له شريكاً فيها , لا يكون منكراً بأن الله هو الخالق الرازق المُحيي المميتُ , وأن له الأسماء والصفات العُلى .(1/2755)
وأما من أقر بتوحيد الألوهية , وقد أقر الكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوحيد الربوبية , فلم يُدخلهم هذا الإقرار في الإٍسلام , بل قاتلهم حتى يعبدوا الله وحده لا شريك له , ولهذا يأتي كثيراً في القرآن تقريرُ توحيد الربوبية الذي أقر به الكفار , لإلزامهم بتوحيد الألوهية , ومن أمثلة ذلك قول الله عز وجل ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )(1/2756)
ففي كل آية من هذه الآيات تقريرُ توحيد الربوبية للإلزام بتوحيد الألوهية , فيقول في كل آية من هذه الآيات الخمس عقب تقرير توحيد الربوبية ( أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ) والمعنى أن مَن تفرد بهذه الأفعال التي هي من أفعال الله وحده , يجبُ أن يُخص بالعبادة وحده , لأن مَن اختص بالخلق والإيجاد وغيرها من أفعال الله يجب أن يُخص بالعبادة وحده , وكيف يُعقل أن تكون المخلوقات التي كانت عدماً , وقد أوجدها الله , كيف يُعقل أن يكون لها نصيب من العبادة وهي مخلوقةٌ لله ؟! .
ثم إنه لا بد لقبول العبادة والعمل الصالح من توفر شرطين :
أحدهما : أن يكون العمل لله خالصاً , والثاني : أن يكون لسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم موافقاً .
فلا بد من تجريد الإخلاص لله وحده , ولا بد من تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فلو وُجد العمل مبنيا على سُنة وفُقد شرط الإخلاص لم يُقبل , لقول الله عز وجل ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ) , ولو وُجد العملُ خالصاً لله لكنه لم يُبنَ على سُنة , بل بُني على البدع والمحدثات فإنه مردودٌ على صاحبه , لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي لفظ لمسلم ( من عملا عملاً ليس عليه أمرٌنا فهو رد ) أي : مردود عليه غير مقبول منه .(1/2757)
ولا يُقال : إن العمل إذا كان خالصاً لله , ولم يكن مبنياًّ على سُنته , وكان قصدُ صاحبه حسناً أنه محمود ونافعٌ لصاحبه , ومِما يدل على ذلك أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي ذبح أُضحيته قبل صلاة العيد ( شاتُك شاةُ لحم ) , فلم يعتبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أُضحية , لأنها ذُبحت قبل ابتداء وقت الذبح الذي يبدأ بعد صلاة العيد , والحديث أخرجه البخاري ( 5666 ) ومسلم ( 1961 ) وقد قال الحافظ في شرحه في الفتح 10/17 ( قال الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة : وفيه أن العمل وإن وافق نية حسنةً لم يصح , إلا إذا وقع على وفق الشرع ) .
وفي سنن الدارمي 1/68-69 : أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقف على أناس في المسجد مُتحلقين وبأيديهم حصى ’ يقول أحدهم ( كبروا مائة , فيُكبرون مائة , فيقول : هللوا مائة , فيُهللون مائة, فيقول : سبحوا مائة , فيُسبحون مائة , فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبدالرحمن ! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح , قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيعَ من حسناتكم شيءٌ , ويْحكم يا أمى محمد ! ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم , متوافرون وهذه ثيابُه لن تَبلَ , وآنيته لم تُكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى مِلةٍ هي أهدى من مِلة محمد صلى الله عليه وسلم , أو مفتتحو باب ضلالة ؟! قالوا : والله يا أبا عبدالرحمن ! ما أردنا إلا الخير , قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ) . وهذا الأثر أورد الألباني في السلسلة الصحيحة رقم ( 2005 ) .(1/2758)
وقل ابن أبي زيد رحمه الله ( أن الله إلا واحد لا إله غيره ) هو معنى كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله ) وهي مشتملةٌ على نفي عام وإثبات خاص فالنفي العام نفي العبادة عن كل مَن سوى الله , والإثبات الخاص إثباتها لله وحده , و ( لا ) نافيةٌ للجنس , وخبرها محذوفٌ تقديرُه : حقٌّ , والمقصود نفيُ وجود إله بحق سوى الله , وإلا فإن الآلهة بالباطل موجودةٌ وكثيرةٌ , وقد ذكر الله عن الكفار أنهم قالوا ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) .
والجملة الأولى من جُمل النفي السبع في كلام ابن أبي زيد ( لا إله غيره ) تأكيد لقوله ( أن الله إلهٌ واحد ) وختمها بقوله ( ولا شريك له ) , لبيان أن العبادة يجب أن تكون خالصة لله , وألا يكون له شريك في أي نوع من أنواع العبادة , والله تعالى واحدٌ في ربوبيته , وواحدٌ في ألوهيته , وواحدٌ في إسمائه وصفاته , وفلم يُشاركه أحدٌ في ألوهيته , فهو مستحق للعبادة دون من سواه , ولم يُشاركه أحد في ربوبيته , وفهو سبحانه وحده الخالقُ المدبر ولم يُشاركه أحد في أسمائه وصفاته , لأن المعاني اللائقة بالله لا يُشاركه أحدُ من خلقه فيها .
وقوله ( ولا شبيه له ولا نظير ) أي : أن اله لا مِثل له ولا يُشبه أحدُ من خلقه , بل هو المتفرد بصفاته , قال الله عز وجل ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) قال ابن كثير رحمه الله ( أي ليس كخالق الأزواج كلها شيء , لأنه الفردُ الصمد الذي لا نظير له ) .
وهذه الآية أصلٌ في عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات , وهي الإثبات مع التنزيه , بخلاف المشبهة , فإن عندهم الإثبات مع التشبيه , وبخلاف المعطلة فإن عندهم التنزيه مع التعطيل , وأهل السنة أثبتوا الصفات , ونزهوها عن مشابهة المخلوقات .
وقوله ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) إثباتٌ لا سْمي السميع البصير , وهما يدلان على إثبات صفتي السمع والبصر .(1/2759)
وقوله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) يدل على التنزيه , أي : أنه له سمعٌ لا كالأسماع , وبصرٌ لا كالأبصار .
وقال تعالى ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ) قال ابن كثير رحمه الله ( قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : هل تعلمُ للربِّ مثلاً أو شبيهاً , وكذلك قال مجاهد وسعيد بن جُبير وقتادة وابن جريج وغيرهم ) .
وقال الله تعالى ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) والكفو هو المثلُ والنظير , قال القرطبي في تفسيره 20/246 ( لم يكن له شبيهٌ ولا عدل , ليس كمثله شيء ) .
وكلمة ( أَحَدٌ ) جاءت في سياق النفي , فتكون عامةً في نفي كلِّ شبيه أو مثيل , وما جاء في تفسير ابن كثير من تفسير هذه الكلمة بالزوجة هو من قبيل التفسير بالمثال , وهذه الجملة من السورة مؤكدةٌ لما تقدم من الجُمل , ولا سيما الجملة الأولى , فهو سبحانه وتعالى أحدٌ , ولا يكون أحدٌ كفواً له .(1/2760)
وقوله ( ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبةَ له ) الصاحبةُ هي الزوجة , وقد جاء في القرآن نفي الولد والوالد والصاحبة عن الله عز وجل قال الله عز وجل ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) فنفى عنه الوالد والولد , ونفي عنه كل مثلٍ ونظير , ومنه الزوجة , وفي هذه السورة الكريمة إثباتُ أحديَّيه وصمديته , ونفيُ الأصول والفروع والنظراء عنه , فهو أحدٌ لا كُفء له , وهو صمدٌ لا ولد ولا والد له , والصمدُ هو الذي تصمد إليه الخلائق بحوائجها , وهو الغنيُّ عن كل مَن سواه , المفتقرُ إليه كل من عَداه , فلكمال غناه لا يحتاجُ إلي الوالد والولد , ولكونه واحداً أحداً لا يكون أحدٌ له مثلاً ونظيراً , والوالد جاء نفيهُ في القرآن الكريم في هذه السورة في قوله تعالى ( وَلَمْ يُولَدْ ) وأما الولد فقد جاء نفيهُ عن الله في آيات كثيرة , وذلك أن اليهود يقولون : عزيرٌ ابن الله , والنصارى يقولون : المسيح ابن الله , والكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : الملائكة بنات الله , ومن ذلك قول الله عز وجل في البقرة ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) وقال في المؤمنون ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ ) وقال في مريم ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ) وغير ذلك من الآيات منها في النساء والأنعام والتوبة ويونس والإسراء والكهف والأنبياء والصافات والزخرف والجن .(1/2761)
وأما الصاحبة فقد جاء نفيُها عن الله عز وجل في القرآن مع نفي الولد عنه في قوله عز وجل ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ... ) وقوله في الجن ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً ) أي : تعالت عظمته .
وما جاء في كلام ابن أبي زيد - رحمه الله - من نفي الشبيه والنظير والوالد والولد والصاحبة هو نفيٌ على طريقة السلف , وهو نفيٌ متضمنٌ إثبات كمال الله عز وجل , فنفيُ الشبيه والنظير متضمنٌ إثبات كمال أحديته , ونفيُ الوالد والولد والصاحبة متضمن إثبات كمال غناه , وكل ما جاء في القرآن من نفي شيء من الله فإنه يتضمن إثبات كمال ضد ذلك المنفي , مثل قوله ( ... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) فإنه دال على إثبات كمال قدرته , وكذا قوله ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) أي : من تعب , فهو متضمن إثبات كمال قدرته , ومثل قوله ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) وهو دال على إثبات كمال عدله , وقوله ( وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) فهو دال على إثبات علمه .
وهذا بخلاف النفي عند أهل الكلام , فإنه لا يدل على كمال , بل يُؤدي إلى تشبيه الله عز وجل بالمعدومات , وكما سبق إيضاح ذلك في الفائدة الثانية .
يتبع
---
أبوخطاب العوضي
08-16-2004, 07:35 PM
ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ(1/2762)
كلام ابن أبي زيد هذا منتزعٌ من قول الله عز وجل ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) وفي هذه الآية إثبات اسم ( الأول ) لله عز وجل , الذي يدلُّ على أن كل شيء آيلٌ إليه , واسم ( الآخر ) الدالُّ على بقائه ودوامه وآخريته , وقد جاء تفسير الأسماء في هذه الآية في حديث مشتمل على دعاء وفيه ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنتَ الآخر فليس بعدك شيء , وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنتَ الباطن فليس دونك شيء , اقْضِ عنَّا الدين وأغننا من الفقر ) أخرجه مسلم في صحيحه 2713 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومعنى قول ابن أبي زيد هذا أن الله لم يسبقه عدم , ولا يلحقه عدم , وأما المخلوقات فلها بداية سبقها عدم , ولها نهاية يلحقها عدم .
وأما ما جاء في نصوص الكتاب والسنة من بقاء الجنة والنار ودوامهما ودوام أهلهما فيهما , فلا يُنافي كونه سبحانه الآخرَ الذي ليس بعده شيء , لأن بقاءه لازم لذاته , بخلاف الجنة والنار ومن فيهما , فإنه مكتسبٌ قد شاءه الله وأراده , ولو لم يشأه لم يحصل ولم يقع , قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية ص629 ( وبقاء الجنة والنار ليس لذاتهما , بل بإبقاء الله لهما ) .
وقول ابن أبي زيد ( ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ ) أولى من قول الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة ( قديمٌ بلا ابتداء , دائمٌ بلا انتهاء ) لتعبيره بما يُطابق اسْمَي الله : الأول والآخر .
---
أبوخطاب العوضي
08-19-2004, 09:02 PM
لا يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الواصفون , ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ , يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ , بآياته , ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه(1/2763)
أهل السنة يصفون الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم , على ما يليق به سبحانه وتعالى , مع فهم المعنى والجهل بالكيف , فهُم يُثبتون الصفات ولا يبحثون عن كيفياتها , وهم مفوضةٌ بالكيف دون المعنى , كما جاء واضحاً في الأثر المشهور عن مالك رحمه الله عندما سئُل عن كيفية الاستواء فقال ( الاستواءُ معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة ) .
ومعنى كلام ابن أبي زيد أنه لا يستطيع أحدٌ أن يصف الله بما هو عليه , بأن يعرف كيفية اتصافه بالصفات , لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا هو .
وقوله (ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ ) أمرُ الله منه ما هو كوني قَدري , ومنه ما هو ديني شرعي , فالكونيُّ مقل قول الله عز وجل ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) , والشرعي مثل قوله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ... ) .
وكل من الأمر الكوني والأمر الشرعي مشتملٌ على حكمة , فما قدره الله فلحكمة , وما شرعه الله فلحكمة , وقد يعلم العبادُ شيئاً من الحكم في الأمر الكوني القدري والأمر الشرعي , ولكنهم لا يحيطون بحكم الله في خلقه وشرعه , فإن الواجب الإيمان بالقدر , والاستسلامُ للأمر والنهي , سواء عرف العبادُ حكم ذلك لأم لم يعرفوها .
ولكنهم إذا عرفوا شيئاً من ذلك زاد إيمانهم ويقينهم , وإذا لم يعرفوا الحكمة في القدر والشرع فإن ذلك لا يثنيهم عن القيام بما هو واجب عليهم من الإيمان بالقدر والانقياد للأحكام الشرعية .(1/2764)
والذي اشتمل عليه كلام ابن أبي زيد رحمه الله نفيُ الإحاطة بالحكم والأسرار , لتعبيره (المُتَفَكِّرونَ ) وليس المقصود معرفة الأحكام الشرعية , فإن ذلك مطلوبٌ في العلم والعمل , لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( ما نهيتكم عن فاجتنبوه , وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم ) أخرجه البخاري 7288 , ومسلم 1327 .
وقوله (يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ بآياته ) آيات الله نوعان : شرعية وكونية , فالآيات الشرعية هي التي اشتمل عليها القرآن الكريم , والآيات الكونية آياته في خلقه كالليل والنهار , والشمس والقمر وغير ذلك ويدل للاعتبار بالآيات الشرعية قول الله عز وجل ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) , وقوله ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) وقوله ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) .(1/2765)
ويدل للاعتبار بالآيات الكونية قول الله عز وجل ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) , وقوله ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) وقوله ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ(1/2766)
تَخْرُجُونَ ) , وقوله ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) , وقوله ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
وقوله (ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه ) الله عز وجل بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق , وقد مر في كلام ابن أبي زيد رحمه الله التفويض لكيفية الصفات , وأنه لا يبلغ كُنهَ صفته الواصفون , وكما أنه لا يجوز البحث في كيفية الصفات , فكذلك لا يجوز البحث في كيفية الذات , ولهذا قال (ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه ) أي حقيقتها والكيفية الني هي عليها .
---
أبوخطاب العوضي
09-16-2004, 09:56 AM
4- ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض , ولايِؤُوده حفظُهما وهو العليُّ العَظيمُ
هذه الجمل الأربع قطعةٌ من آية الكرسي المشتملة على عشر جمل ومثلها في الاشتمال على عشر جمل قول الله عز وجل ( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) نبه على ذلك ابن كثير رحمه الله عند تفسيره هذه الآية من سورة الشورى .(1/2767)
قوله ( ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء ) من صفات الله عز وجل العلم , وعلمُه محيطٌ بكل شيء كمال قال الله عز وجل ( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) , أما المخلوقين فلا يعلمون من علمه إلا ما علمهم إياه , كما قال ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ) , وقال ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) , وقال ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ) , وأخبر الله عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ... ) , وأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يُخبر قومه أنه لا يعلم الغيب , فقال ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيّ ... ) , وقال ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) .(1/2768)
وأخبر الله عن الملائكة أنههم ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) , وقال الله عز وجل ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) , وقال الله عن الجن ( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ) , وقال ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) .
وأما السنة فقد جاء فيها أحاديث كثيرة تدل على بيان أمور لا يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم , مثل قصة الإفك , فإنه لم يعلم براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلا بعد نزول القرآن في براءتها في آيات تُتلى في سورة النور , ومثل قصة العِقْد الذي فقدته عائشة رضي الله عنها في إحدى سفراتها مع النبي صلى الله عليه وسلم , وقد بقول في منزلهم للبحث عنه , وانتهى ماؤهم , فأنزل الله إليه آية التيمم , وعند رحيلهم وُجد العقدُ تحت الجمل الذي تركب عليه عائشة رضي الله عنها .
قال ابن كثير عن تفسير آية الكرسي ( وقوله " وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ " أي : لا يطلع أحدٌ من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه , ويحتمل أن يكون المراد : لا يطلعون على شيء من علم ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه , كقوله " وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً " ) .
وقوله ( وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض ) الكرسي مخلوقٌ من مخلوقات الله , وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه موضع القدمين , كما في المستدرك للحاكم 2/282 , وقال ( إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ولم يتعقبه الذهبي , وفي إسناده عمار الدُّهني , وهو من رجال مسلم دون البخاري .(1/2769)
وانظر تخريجه في السلسة الضعيفة للشيخ الألباني 906 , والضعيف فيه هو المرفوع , وأما الأثر الذي جاء عن ابن عباس من تفسير الكرسي بالعلم , ففي إسناده جعفر بن أبي المغيرة , عن سعيد بن جبير , قال فيه الحافظ في التقريب ( صدوق يتهم) , وقال ابن منده في كتاب الرد على الجهمية ص45 ( لم يُتابع عليه جعفر , وليس بالقوي في سعيد بن جُبير ) , وأورده الذهبي في ترجمت جعفر في الميزان 1/417 , وقال ( وذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه , بل سكت ) , ونقل ما تقدم عن ابن منده .
وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة ( والعرشُ والكرسيُّ حقَق ) .
وقوله ( ولايِؤُوده حفظُهما ) أي : لا يثقله ولا يشقُّ عليه , وهو نفي متضمن إثبات كمال قدرته , قال ابن كثير في تفسيره ( أي : لا يثقله ولا يكترثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما , بل ذلك سهلٌ عليه يسيرٌ لديه ) .
وقوله ( وهو العليُّ العَظيمُ ) اسمان من أسماء الله يدلان على صفتين من صفات الله , وهما العلو والعظمة , والله تعالى متصفٌ بالعلوِّ بأنواعه الثلاثة : علو القدر , وعلوُّ القهر , وعلوُّ الذات , وقد جاء اسم الله العليّ في القرآن مقترناً بثلاثة من أسماء الله , وهي العظيم , والحكيم , والكبير مع تقدمه عليها في الذكر .
فاقترانه بالعظيم كما هنا , وفي أول سورة الشورى .
واقترانه بالكبير كما في سورة النساء ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) , وفي سورتي الحج ولقمان ( وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) .
واقترانه بالحكيم كما في آخر سورة الشورى ( إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) .
---
النووي
09-20-2004, 03:27 PM
بسم الله
---
أبوخطاب العوضي
09-23-2004, 07:12 AM
5- العالِمُ الخبيرُ , المُدَبِّرُ القَديرُ , السَّمِيعُ البصيرُ , العَلِيُّ الكَبيرُ(1/2770)
العليم الخبير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتي العلم والخبرة , وهما متقاربان في المعنى , وجاء في بعض النسخ ( العليم ) بدل ( العلِم ) , و ( العليم ) أولَى لأمرين :
الأول : أن ( العليم ) جاء في القرآن كثيراً مطلقاً غير مقيد , وأمَّا ( العالم ) فيأتي في القرآن مقيداً بعلم الغيب , كقوله تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) , وقوله ( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْض ) .
والثاني : أنه يأتي في القرآن كثيراً اقترانُ اسم ( العليم ) باسم ( الخبير ) مع تقدُّم اسم ( العليم ) كما قال الله عز وجل ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) , وقال ( قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) .
وقوله ( المُدَبِّرُ القَديرُ ) القدير اسمٌ من أسماء الله يدل على صفة من صفات الله , وهي القدرة , قال الله عز وجل ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) , وقدرة الله عامةٌ لكل شيء , قال الله عز وجل ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) , وقال ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) , وقال ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) .(1/2771)
وأما المدبر على أنه من أسماء الله , وقد جاء وصف الله تعالى بالتدبير , كما قال الله عز وجل ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ) , وقال ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) , والله سبحانه وتعالى المُدبر للأمر المتصرف في الكون كيف يشاء , لا إله إلا هو .
وقوله ( السَّمِيعُ البصيرُ ) السميع والبصير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتين من صفات الله , وهما السمع والبصر , وسمع الله محيطٌ بكل المسموعات , وبصره محيطٌ بكل المرئيات , قال الله عز وجل ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) .
وفي هذه الآية الكريمة الجمعُ في وصف الله بالسمع بين الفعل الماضي والمضارع والاسم , وهذان الاسمان يأتيان مقرناً بينهما في كثير من آيات القرآن ,كقوله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) , وقوله ( إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) , وقوله ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) , وقوله ( وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .(1/2772)
وقوله ( العَلِيُّ الكَبيرُ ) العلي الكبير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتي العلو والكبر , والله تعالى عال على كل شيء قهراً وقدراً وذاتاً , وهو أكبرُ من كل كبير وأعظمُ من كل عظيم , والمخلوقات كلها حقيرةٌ أمام كبرياء الله وعظمته سبحانه وتعالى .
وقد مر قريباً أن اسم الله العلي يأتي مقترناً باسم الكبير , ومر ذكر بعضُ الآيات في ذلك , ومنها أيضاً قول الله عز وجل ( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) .
---
أبوخطاب العوضي
11-16-2004, 06:01 AM
6-وَانَّه فوقُ عَرشه المجيد بذاته , وهو في كلِّ مَكان بعِلمه ]
لما ذكر ابن أبي رحمه الله أن من أسماء الله العلي , وقد ذكره قريباً مقترناً باسم العظيم , وبسام الكبير , بين في هذا أن علو الله عز وجل وفوقيته على عرشه أنه علو بالذات , كما أنه علي بالقدر وعلي بالقهر . وإنما نص على علوه على عرشه بذاته لما وُجد من يقول ( إن علو الله علو قدر وعلو قهر , وأول علوه على عرشه باستيلائه عليه , وأنه ليس على العرش حقيقة بذاته ) فعبر بعلو الذات ردا على من قال ( إنه علو مجازي وليس بحقيقي ) وهذا نظير قول السلف عن القرآن إنه غير مخلوقٍ لما وُجد من يقول ( إنه مخلوق ) .
وأما قوله ( وهو في كلِّ مَكان بعِلمه ) فهو لنفي القول بالحلول والاتحاد , وهو أن الله حال في المخلوقات , متحد معها , مختلطٌ بها , فإن الله عز وجل الخالق , وكل ما سواه مخلوقٌ , والمخلوقات كلها كانت عدماً فأوجدها الله , ووجودها مباينٌ لوجودِ الله , وهو سبحانه وتعالى بائنٌ من خلقه , ليست المخلوقات حالة في الله , ولا الخالق حالا في المخلوقات .(1/2773)
ومعية الله فُسرت بأنها معيةٌ بالعلم , كما قال ابن أبي زيد القيرواني هنا , قال الله عز وجل ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) فقد بُدئت هذه الآية بالعلم , وخُتمت بالعلم .(1/2774)
وفُسرت بأنها معية حقيقة , والمعنى أن الله فوق عرشه بذاته , وهو مع خلقه دون امتزاج أو اختلاط , فإن المخلوقات صغيرةٌ حقيرةٌ أما عظمة الله وكبريائه , والله عز وجل مع كونه فوق عرشه , فهو قريبٌ من عباده , قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية في الواسطية ( وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله الإيمانُ بما أخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه سلف الأمة , من أنه سبحانه فوق سماواته على عرشه , عليٌّ على خلقه , وهو سبحانه معهم أينما كانوا , يعلم ما هم عاملون , كما جمع بين ذلك في قوله " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" , وليس معنى قوله " وَهُوَ مَعَكُمْ " أنه مختلطٌ بالخلق , فإن هذا لا توجبه اللغة , وهو خلاف ما أجمع عليه سلفُ الأمة , وخلاف ما فَطَرَ الله عليه الخلق , بل القمر آيةٌ من آيات الله , من أصغر المخلوقات , وهو موضوعٌ في السماء , وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان , وهو سبحانه فوق العرش , رقيبٌ على خلقه , مُهيمنٌ عليهم , مطلعٌ إليهم , إلى غير ذلك من معاني ربوبيته , وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه – من أنه فوق العرش وأنه معنا – حقٌّ على حقيقته , لا يحتاج إلى تحريف , لكت يُصانُ عن الظنون الكاذبة , مثل أن يُظن أن ظاهر قوله ( في السماء ) أن السماء تُقله أو تُظله . وهذا باطلٌ بإجماع أهل العلم والإيمان , فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض , وهو الذي يُمسك السماوات والأرض أن تزولا " وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ " , " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ(1/2775)
بِأَمْرِه " ) .
إلى أن قال ( وما ذُكر في الكتاب والسنة من قُربه ومعيته لا يُنافي ما ذُكر من علوه وفوقيته , فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته , وهو عليٌّ في دُنوه , قريبٌ في علوه ) .
ويشير شيخ الإسلام رحمه بالجملة الأخيرة وهي قوله ( علي في دنوه , قريب في علوه ) إلى ما جاء في حديث نزول الرب إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر من الليل , وحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم 1348 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة , وإنه ليدنو , ثم يُباهي بهم الملائكة , فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ) .
---
أبوخطاب العوضي
01-30-2005, 06:19 PM
7- خَلَقَ الإنسانَ , ويَعلمُ ما تُوَسْوِسُ به نفسُه , وهو أَقَرَبُ إليهِ من حَبْلِ الوَريدِ , وما تَسْقُطُ إلاَّ يَعلَمُها ولاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَات الأرضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلا يابِس إلاَّ في كتاب مُبين(1/2776)
علم الله محيطٌ بكل شيء , فقد علم أزلاً ما كان وما سيكون , وما لم يكن أن لو كان كيف يكون , كما قال الله عز وجل ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) , فأخبر عن أمر لا يكون , وهو رجوعُ الكفار إلى الدنيا , وأنهم أو رُدوا لعادوا لما نُهوا عنه , وقال الله عز وجل ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) , وقال تعالى ( إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه ... ) , وقال تعالى ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) , وقال ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) , وقال ( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) , وكل ما هو كائن في الوجود من حركة أو سكون قد سبق به علمُ الله , ولا يحصل لله(1/2777)
علم في شيء لم يكن معلوماً له من قبل أزلاً >
قال شيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أَضواء البيان 1/75-76 عند قوله تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ... ) قال ( ظاهرُ هذه الآية قد يُتوهم منه الجاهل أنه تعال يستفيد بالاختبار علماً لم يكن يعلمه , سبحانه وتعالى عن ذلك علواًّ كبيراً , بل هو تعالى عالمٌ بكلِّ ما سيكون قبل أن يكون , وقد بين أنه لا يستفيد بالاختبار علماً لم يكن يعلمه بقوله جلا وعلا " وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " , فقوله " وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " بعد قوله " وَلِيَبْتَلِيَ " دليل قاطعٌ على أنه لم يستفيد بالاختيار شيئاً لم يكن عالماً به , سبحانه وتعالى عن ذلك علواًّ كبيراً , لأن العليم بذات الصدور غنيٌّ عن الاختبار , وفي هذه الآية بيانٌ عظيمٌ لجميع الآيات التي يذكر الله فيها اختبارَه لخلقه , ومعنى " إِلَّا لِنَعْلَمَ " أي : علماً يترتبُ عليه الثواب والعقاب , فلا يُنافي أنه كان عالماً به قبل ذلك , وفائدةُ الاختبار ظهور الأمر للناس , أما عالمُ السرِّ والنجوى فهو عالمٌ بكل ما سيكون كما لا يخفى ) .
وأما قول الله عز وجل ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) فقد فُسر بتفسيرين :
أحدهما : قُرُبه بالعلم والقُدرة والإحاطة , وهذا الذي يظهر من كلام ابن أبي زيد رحمه الله .(1/2778)
والثاني : قُربُ الملائكة , نظير قوله في الواقعة ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) وقد رجحه ابن كثير في تفسيره , وابن القيم كما في مختصر الصواعق 2/268 , وقد جاء في القرآن الكريم ذكرُ الضمير بلفظ التعظيم والمرادُ به الملائكة , كما في قول الله عز وجل ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) والذي قرأه على الرسول صلى الله عليه وسلم جبريلُ , وقوله ( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) , وهو إنما جادل الملائكة , كما قال الله عز وجل ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ... ) الآية
---
الجندى
01-30-2005, 06:28 PM
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الطيب .
---
محتسب لله
02-08-2005, 01:17 AM
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم الأمة
---
أبوخطاب العوضي
07-22-2005, 02:18 AM
كنت أتمنى إكمال الموضوع بنفسي , ولكن ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه .
فقد قام الأخ الفاضل ( محمد الهاشمي المصمودي ) بنشر كتاب كاملاً على صيغة ملف وورد , فجزاخ الله عنا خير الجزاء على ما قدم ونفع به .
وإن شاء الله سوف ابدأ في تنزيل كتاب آخر بعد العودة من السفر .
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد
اضعط هنا لتحميل كتاب : قطف الجني الداني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني (http://www.alathar.net/modules/eboo...e=getit&boid=11)
---
سلسبيل
07-22-2005, 06:48 AM
جزاك الله خيرا ... ولكن رابط الحفظ لا يعمل
---
أبوخطاب العوضي
07-23-2005, 08:39 AM
نعم لعلي أخبر الأخ صاحب الموقع بهذا الأمر
وبارك الله فيك على التنبيه
---
أبو حسن
08-15-2005, 06:58 AM
مارأيكم في هذا الشرح
---
أبوخطاب العوضي(1/2779)
09-08-2005, 12:53 AM
لمن يريد تحميل الشرح كاملاً على هيئة كتاب الكتروني
اضغط هنا (http://www.ebooks-center.net/click/go.php?id=25)
وبارك الله في الأخ إسلام إبراهيم على هذه الفكرة الرائعة
---
(1/2780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لقاء مع الشيخ خالد السبت في منتدى الخيمة الرمضانية.
---
لقاء مع الشيخ خالد السبت في منتدى الخيمة الرمضانية.
---
طلال العولقي
10-15-2006, 03:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده..
اسأل الله أن يحفظ هذا المنتدى ومشرفيه ومشايخه وجميع من يدخل ليستفيد وينهلَ منه..
أحببتُ أن أنقلَ لكم هذا اللقاء لفضيلة الشيخ الجليل خالد السبت - وفقه الله - ..
يسر موقع أول اثنين أن يرحب أكمل الترحيب بفضيلة الشيخ/ خالد السبت ونشكره لقبول الدعوة لعمل هذا الحوار معه ..وبدايةً بودنا نسأل عن::
1- البطاقة الشخصية ( الاسم .. الحالة الإجتماعية .. المهنة )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
خالد بن عثمان السبت .
متزوج ولدي 4أبناء وبنتين .
المهنة رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالدمام .
2-ها هو رمضان آخر يمر على أمتنا الإسلامية وهي ترزح تحت وطأة الاحتلال والظلم والعدوان من فلسطين وحصار غزة صعودا إلى لبنان والحرب عليها وتدميرها , ومرورا بالعراق ومشاهد التقتيل والتفجير.. وغيرها من جراح الأمة .ما الكلمة التي توجهونها للأمة في ظل هذه الأحداث ؟.
هي قوله تعالى " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط " فالابتلاء حتم لا بد منه , ولكن الواجب على المسلمين أن يعتصموا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويلزموا أمر الله ويستقيموا على دينه كما قال تعالى " ياأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيما واتبع ما يوحي إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا "(1/2781)
وذكر ماوقع للمؤمنين يوم الأحزاب حين واجهوا الشدائد بالإيمان والتسليم لله تعالى مع إعداد العدة حسب طاقتهم " ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليما"
وذلك أن الله أخبر بوقوع الابتلاء الذي يحصل به التمحيص ويعقبه النصر . والمقصود أنه يجب على المسلمين الثبات على دينهم ولا يجوز لهم التخلي عنه أو عن شيء من مبادئه , فإن ذلك لا يزيدهم إلا وهناً على وهنهم , والنصوص الدالة على هذا المعنى كثيرة .
وإن مما يحز في النفس أن يجتمع على الإنسان ألوان الأذى من القتل والسلب والتشرد وانتهاك العرض في الوقت الذي يكون فيه العبد معرضاً عن ربه تبارك وتعالى .
3- من أبرز المشاهدات في رمضان الإسراف في المأكل والمشرب فما توجيهكم بهذا الخصوص ؟؟
هؤلاء الذين وجهوا عنايتهم في شهر الصوم وقضوا كثيراً من ليلهم ونهارهم في إعداد ألوان الأطعمة , مع الإفراط في الأكل , ثم ما يتبع ذلك وينتج عنه من معالجة ما يبقى من هذه الموائد . هؤلاء لم يدركوا حقيقة الصوم ولا يحصل لهم مقصود الشارع منه وهو تحقيق التقوى في النفوس .
لأن هذا الاشتغال يورث الغفلة, ولا بد , وتبقى الشهوات مضطرمة في تلك الأجساد كما لا يخفى .
فعلى المسلم أن يتقلل من ذلك كله , ويشغل وقته في شهر الصوم بما يصلح لذلك من قراءة وصلاة وذكر لله تعالى.
4- ماهي الطريقة المُثلى للإستفادة من أيام وليالي رمضان بالمفيد لأننا نرى الكثير يقضيه بالسهر والزيارات واللهو فما يدري إلا وتصرم الشهر ولم يستفيد منه؟؟
يجب على المؤمن أن يكون صادقاً مع نفسه محاسباً فإذا انقضى عليه يوم نظر في إنجازه في ذلك اليوم وكم يكافئ هذا الإنجاز _ حقيقة _ من ساعات هذا اليوم وبهذا يدرك تقصيره ثم يضرب ذلك في 30 . ليعرف ماذا سيكون عليه في آخر الشهر , ومن ثم نستدرك منذ البداية . وهكذا إذا مضى عليه أسبوع .(1/2782)
وقد كان السلف يطيلون المكث في المساجد في رمضان ليحفظوا صومهم وإذا نظر العاقل إلى زمانه وتصرمه أدرك كثيراً من الأبواب التي يدخل عليه الخلل منها , سواء كان ذلك بالزيارات , أو الهاتف الجوال , فضلاً عن الجلوس أمام الشاشة التلفزيونية أو العنكبوتية , أو غير ذلك كله . والله الموفق .
- كيف نجعل رمضان محفزا لتغيير السلوك ؟
يحتاج العبد إلى فقه في التعامل مع النفس لا سيما في أوقات المواسم واستثمارها في إصلاح القلب والعمل والسلوك شيئاً فشئياً وذلك أن صيام شهر كامل وقيام جزء من الليل كل ليلة يكفي تماماً لترويض النفس على هذه العبادات والأعمال العظيمة ( الصيام والقيام وقراءة القرآن ) وإذا حصل للعبد ذلك واستمر عليه انفتحت له أبواب الخير من كل ناحية وبناء على ذلك أقول :
كان السلف رضي الله عنهم يرتقون بأنفسهم في كل ساعة فلا يزال الواحد منهم في زيادة , كما قال بعض من صحب الإمام أحمد رحمه الله " صحبته 25سنة , فما دخلت عليه يوم إلا وهو في زيادة عن اليوم الذي قبله . ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى : من استوى يوماه فهو مغبون ومن لم يكن إلى زيادة فهو حتماً إلى نقصان .
ونحن يجب أن نعالج أنفسنا في مدرسة رمضان , فيلزم الإنسان عملاً يواظب عليه بعده , كأن يحافظ على صلاة الجماعة إن كان مفرطاً فيها , أو السنن الرواتب إن كان متهاوناً بها , أو التبكير منذ أن يسمع الأذان إن كان يتأخر عنها , وهكذا كل بحسبه .
وفي الصوم كأن يصوم الست من شوال وعاشوراء وعرفه وفي سنة بعدها يزيد ثلاثة أيام من كل شهر , ويزيد يوماً في الأسبوع وبعدها يصوم يومين الاثنين والخميس .
وكذلك في قراءة القرآن يختم كل شهر وبعدها كل 25 ليلة وبعدها كل 20 ليلة وهكذا شيئاً فشيئاً حتى يصل بعد سنوات قلائل بإذن الله تعالى .
6- ما الأسلوب الأمثل في نظركم لجذب جميع طبقات المجتمع في علو الهمة والحرص على سلوك المنهج المستقيم؟(1/2783)
الدعوة الناطقة بالكلمة الطيبة والدعوة الصامتة بالقدوة والمعاملة الحسنة .
7- بماذا نتزود في طريق سيرنا للعلم إذا فترت النفس؟
استحضار الثواب المترتب على ذلك , النظر في سير العلماء .
8- ما تأثير التربية على نهضة الأمة ورقيها؟
التربية هي الوسيلة لغرس المبادئ والعقائد والأخلاق في النفوس حتى تتجدد فيها , ومن ثم تكون راسخة لا تتزعزع إذا هبت رياح الشدائد , ومن ثم يستقيم السلوك والعمل , وينضبط بضوابط الشرع ولا يحمله موقف يضيق له صدره على فعل ما يلزم عليه , وبهذا أيضاً يحصل الثبات أمام الشهوات التي تعصف بكثير من النفوس كما هو مشاهد .
9- ماهي أساليب التربية الناجحة في ظل هذا الإنفتاح الفضائي ؟؟
التركيز على ما يحقق تعظيم الله تعالى في النفوس بمعرفة أسمائه وصفاته ودلالاتها ومعانيها وآثارها , فيحصل بذلك مراقبة الله تعالى والخوف منه ورجائه ومحبته والصبر على طاعته وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة بل غير ذلك من المعاني الطيبة , مع القيام على من تحت أيدينا وكفهم عن كل ما لا يليق بالإقناع إن أمكن وإلا بالمنع ولابد .
10- من أبرز المخالفات النسائية في التجمعات العائلية الغيبة والنميمة واللباس الفاضح فكيف الحد من ذلك؟؟ وهل للإنفتاح الفضائي أثر على تغيير القيم والمبادئ؟؟
النصح والاحتساب على المخالفين بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن .
11- في الختام .. نريد كلمة توجيهية لأعضاء موقع أول اثنين وللصائمين والصائمات..؟؟
وفي الختام أتوجه بالشكر لأعضاء أول اثنين على إتاحة هذه الفرصة , وأذكر نفسي وجميع إخواني بضرورة التزام طريق السلف الصالح من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . ورضي عنهم . وأن نعرض الدعوة على أصول هذا المنهج فهذا طريق سلامة محققة .(1/2784)
وأقول لإخواني الصائمين والصائمات : على الواحد منا دائماً أن يفكر في آثار صومه على نفسه وقلبه وعمله , وهل زاده تقوى لله عز وجل . .
شكر الله قبولكم دعوة الموقع وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل
http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?p=229413#post229413
انتهى النقل
اسألُ الله أن يجعلنا من عتقاؤه في هذا الشهر الكريم.
---
أبو العالية
10-15-2006, 10:34 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
سلامٌ على تلك الدِّيار ، ديار الأحِبَّة الأخيار .
جزى الله شيخنا الدكتور خالد السبت خير الجزاء على همِّه الدَّعوي والعلمي ؛ فكم انتفعنا به ، سيِّما الدورة التي ألقاها لنا في أعمال القلوب ، وبعض دروسه وكلماته بعد الصلوات .
فلله درُّ الشيخ ما أروع هدْيه وسمته !
وما أحلى منطقه !
وما أصدق إخلاصه !
تالله إن القرب من الشيخ والاستفادة منه عبادة وأي عبادة !
وأنصح أحبتي الفضلاء بتكرار القراءة في هذه السلسلة ( سلسلة أعمال القلوب ) ؛ فوالله كم هي رائعة ، وكم تفُّل العقل والُّلب من روعة الاستشهاد بكلام الأئمة ، وسوقه في محله الدقيق ، وبراعة النُّكات الفريدة في بابها .
وكم أثَّرت في نفسي هذه الدورة .
فيا قوم إني ناصحٌ لكم ؛ فمن رام صلاح قلبه ؛ فعليه بتيك السلسلة ، وليأخذ بزمام نفسه وليكبح جماحها ويروِّضها في مدارج العبودية ؛ لترتقي في معارج السعادة الأبدية .
فشآبيب الرحمة والرضوان من الله على شيخنا أبي عبد الرحمن
حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين .
ملحوظة :
ليت أخي الحبيب الشيخ أبا معاذ البخيت يعرض على شيخنا الكريم لقاء خاص بملتقى أهل التفسير ؛ فحتماً سيكون نافعاً وثرياً بالمفيد والجديد .
وليته يفعل .
صوِّت للقاء الدكتور خالد السبت في الملتقى .
---
الطبيب
10-28-2006, 11:07 AM(1/2785)
في الحقيقة كم أتمنى أن يشاركنا فضيلة الشيخ خالد السبت في الملتقى وأن يكون هناك لقاء مفتوح موسّع تحصل به الفائدة ويتم الإعداد له مسبقاً بحيث تتاح الفرصة للجميع وبما لا يشق على الشيخ حفظه الله.
وهذه بعض الاقتراحات التجديدية للقاء:
الإعلان عن اللقاء في الملتقى وطلب الأسئلة من الأعضاء والزوار.
جمع الأسئلة وتنقيحها وترتيبها، استعداداً لطرحها على الشيخ.
أن يكون اللقاء صوتياً ويفرّغ محتواه وينشر في الملتقى؛ وأنا أقيم في الشرقية ويمكنني المشاركة في ذلك.
ودمتم ،،،
---
(1/2786)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لارسال و استقبال بريد الياهو عبر Outlook Express
---
لارسال و استقبال بريد الياهو عبر Outlook Express
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 06:52 AM
المتطلبات
برنامج Yahoo pops
تقدر تحمله من هنا (http://dbeusee.home.comcast.net:80/ypops-win-0.8.5.exe)
و قد اضفت نسخة احدث و هية 0.8.5
و برنامج Outlook Express (موجود في الوندوز)
الان سنبدا الشرح
ننصب برنامج yahoo pops و نفتحه
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m1.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m2.jpg
ثم قم بكتابة الرقم 100 كما موضح في الصورة
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m3.jpg
ثم افتح برنامج Outlook Express
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m4.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m5.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m6.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m7.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m8.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m9.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m10.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m11.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m12.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m13.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m14.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m15.jpg
ثم نضغط على ok
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m16.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m17.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m18.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m19.jpg
و اذا ضهرت لك الرسائل التي باللغة العربية بهذا الشكل
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m20.jpg
اذهب الى:View>encoding>more>arabic windows
ملاحظة مهمة جدا: يجب عليك فتح برنامج yahoo pops عندما تريد ان تستقبل رسالة او ترسل رسالة(1/2787)
و اذا وجهتك مشكلة في الارسال فيمكنك حلها بهذا الشرح
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m4.jpg
http://www.qmraa.com/vb/uploaded/m13.jpg
ثم اذهب الى Servers
http://members.lycos.co.uk/salwannabil/files/m-1.jpg
http://members.lycos.co.uk/salwannabil/files/m-2.jpg
---
(1/2788)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل طبع كتاب الفوز الكبير في علوم التفسير للدهلوي ؟
---
هل طبع كتاب الفوز الكبير في علوم التفسير للدهلوي ؟
---
سلطان الفقيه
01-21-2006, 03:12 PM
هل كتاب الفوز الكبير في علوم التفسيرللدهلوي مطبوع الآن؟جزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2006, 04:03 PM
نعم . مطبوع منذ زمن بعيد ، ومتوفر في المكتبات .
---
المنصور
01-22-2006, 11:40 AM
علوم التفسير أم أصول التفسير ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2006, 03:13 AM
بل هو : الفوز الكبير في أصول التفسير . وله طبعات أجودها في رأيي هي هذه .
http://www.tafsir.net/images/faooz.jpg
---
(1/2789)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف قرآنية
---
لطائف قرآنية
---
محمد كالو
03-30-2004, 08:23 AM
0000FF
[زورزوا موقعنا على الشبكة (http://www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/)
القرآن الكريم ظاهره أنيق وباطنه عميق ، يحتوي بين دفتيه على كنوز ضخمة من الإشارات واللفتات ، واللطائف والإيحاءات ، والمعاني والحقائق والدلالات.
وتدبر آيات القرآن الكريم بلفتاته ولطائفه ، نعمة عظيمة وغامرة لا يعرفها إلا من ذاقها ، وكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من تلاوة ودعوة ، وحفظ وتدبر ، وتفسير وتوجيه ، ولطائف وإشارات ، وبحوث ودراسات ، كل ذلك عبادة لله تبارك وتعالى .
والقرآن الكريم لا يشبع منه العلماء ، ولا يَمَلُّه الأتقياء ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يتصف بهذه الصفات إلا كتاب الله عز وجل.
وبالنسبة لتفسير القرآن الكريم فلا يمكن أن نقتصر على دراسات السابقين ـ ولا نستغني عن تفاسيرهم ـ ونحبهم ونقدر علمهم الأصيل ، ومع ذلك نعتقد أن بعض المتأخرين ، وقفوا على لطائف ودلالات قرآنية لم يلحظها السابقون ، ومفهوم » ما ترك الأول للآخر ! « يجب أن يصحح إلى » كم ترك الأول للآخر «.
بعض العلوم نضجت ، ولا تقبل إضافة على قواعدها كالنحو والصرف ،وأصول الفقه، وأصول الحديث ، وبعض العلوم حية نامية ، وتقبل كل إبداع وجديد ، كعلم التفسير ، وعلم الحديث ،والبلاغة والأدب.
لا بدَّ من علماء يفسرون القرآن بلغة وأسلوب عصرهم ، وفائدتنا لمن ينقض لنا ـ من خلال تفسيره ـ مذاهب فكرية معاصرة كالماركسية والماسونية والوجودية ، أكبر بكثير من نقض الإمام الرازي مثلاً في تفسيره لأفكار المعتزلة.
إن لكل مفسِّرٍ أهدافه ،ومنهجه وأسلوبه ، بما يتفق مع قضايا ومشكلات عصره ، ضمن ضوابط التفسير وقواعده ، فباب التفسير باب لا يُغلَق ! والتفسير فتوحات وفيوضات ربانية .(1/2790)
وسأذكر في هذا البحث بعض الأمثلة والشواهد ، من اللطائف التي وقفت عند قراءتي لها، ورأيتها مفيدة جداً ، ويجب أن يطَّلع عليها كل الناس ، ومن الله تعالى أسأل الأجر والمثوبة.
1 ـ الحروف النورانية : الحروف المقطعة أوائل السور ، للتحدي والإعجاز ، وللإشارة إلى مصدر القرآن الكريم ، وأنه كلام الله تعالى ، حيث وضع بين أيدي الكافرين المادة الأولية ، لصياغة وتركيب الكلام العربي ، وهي حروف الهجاء ، وكأنه يقول لهم : الحروف التي افتتحت بها السور نصف أسامي حروف المعجم ( أربعة عشر حرفاً ) ، فمن زعم أن القرآن ليس بآية ، فليأخذ الشطر الباقي ، ويركب عليه لفظاً معارضة للقرآن.
والذي يرجح هذا الفهم للحروف النورانية ما يلي :
ـ عدد الحروف المقطعة بدون تكرار أربعة عشر حرفاً ، وهو نصف عدد حروف الهجاء العربية عند من قال : إن حروف المعجم ثمانية وعشرون حرفاً، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته.
ـ يجمع هذه الحروف النورانية جملة لطيفة ذات دلالة ، وهي قولك » نص حكيم قاطع له سر « ولهذا قال أبو بكر الصديق t : في كل كتاب سر ، وسره في القرآن أوائل السور.
ـ عدد السور المفتتحة بهذه الأحرف تسع وعشرون سورة ، على عدد حروف الهجاء العربية ، والصحيح أنها تسعة وعشرون حرفاً ، وذلك لأن الواضع جعل كل حرف من حروف المعجم صدر اسمه إلا الألف ، فإنه لما لم يمكن أن يبتدأ به لكونه مطبوعاً على السكون فلا يقبل الحركة أصلاً ، تُوصِّل إليه باللام ، لأنها شابهته في الاعتداد والانتصاب ، ولذلك يكتب على صورة الألف إلا إذا اتصل بما بعده( ).
ـ والسور المفتتحة بالأحرف المقطعة مرتبة ترتيباً ملحوظاً مقصوداً :
أ ـ السور المفتتحة بأحرف » ألم « مرتبة ومسلسلة في المصحف في مجموعتين :
المجموعة الأولى : سورتا البقرة وآل عمران.
المجموعة الثانية : أربع سور متوالية : العنكبوت ، الروم ، لقمان ، السجدة.(1/2791)
ب ـ السور المفتتحة بأحرف » ألر « ست سور متوالية في المصحف وهي : يونس ، هود ، يوسف ، الرعد ، إبراهيم ، الحجر.
ج ـ مجموعة » الطواسين « وهي السور المفتتحة بأحرف » طس « أو » طسم « ثلاث سور متوالية أيضاً وهي : الشعراء ، النمل ، القصص.
د ـ مجموعة » الحواميم « وهي السور المفتتحة بحرفَيْ » حم « سبع سور متوالية في المصحف وهي : غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف.
ومن دقة القرآن الكريم تلك الخماسيات التي تشمل الفئات السبع التالية في افتتاحيات السور :
الفئة الأولى : خمس سور مفتتحة بالتحميد : الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر ، وكلها مكية.
الفئة الثانية : خمس سور مفتتحة بالتسبيح : الحديد ، الحشر ، الصف ، الجمعة ، التغابن، وكلها مدنية .
الفئة الثالثة : خمس سور مفتتحة بألف لام راء : يونس ، هود ، يوسف ، إبراهيم ، الحجر ، وكلها مكية .
الفئة الرابعة : خمس سور مفتتحة بالنداء : النساء ، المائدة ، الحج ، الحجرات ، الممتحنة، وكلها مدنية.
الفئة الخامسة : خمس سور مفتتحة بنداء الرسول : الأحزاب ، الطلاق ، التحريم ، المزمل، المدثر ، وكلها مكية.
الفئة السادسة : خمس سور مفتتحة بالاستفهام : الدهر ، الغاشية ، الشرح ، الفيل ، الماعون ، وكلها مكية.
الفئة السابعة : خمس سور مفتتحة بالأمر : الجن ، الكافرون ، الإخلاص ، الفلق ، الناس، وكلها مكية ( ).
2 ـ ترتيب السور المفتتحة بالتسبيح : السور القرآنية المفتتحة بالتسبيح ست وهي : الإسراء ، والحديد ، الحشر ، الصف ، الجمعة ، التغابن ، الأعلى .
وبالتأمل فيها نجدها مرتبة ترتيب اشتقاقات لا ترتيب تسلسل ، لأن بينها سوراً أخرى .
الأصل في اشتقاقات أي كلمة مشتقة من المصدر ، ثم الفعل الماضي ، ثم الفعل المضارع ، ثم فعل الأمر ..وهكذا : سبحان ، سبَّحَ ، يسبح ، سبِّحْ ، وحينما نمعن النظر في السور المفتتحة بالتسبيح فسنجدها مرتبة على هذا الأساس .(1/2792)
سورة الإسراء افتتحت بالمصدر : ] سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً [ ( )لأن المصدر هو الأساس في الاستعمال .
وسورة الحديد والحشر والصف افتتحت بالفعل الماضي : ] سبَّحَ لله [ ( ) .
وسورتا الجمعة والتغابن افتتحتا بالفعل المضارع : ] يسبِّحُ لله ما في السموات وما في الأرض [( ) .
وسورة الأعلى افتتحت بفعل الأمر: ] سبِّح اسم ربك الأعلى [ ( ).
3 ـ هاء الرفعة وهاء الخفض :
ـ هاء الرفعة : هي الهاء المضمومة في كلمة ( عليهُ ) في قوله تعالى : ] إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [ ( ) .
الأصل أن تكون الهاء في » عليهِ « مكسورة ، ولكن جاءت هنا مضمومة ، والضم علامة الرفع ، والمقام مقام رفعة ، فكأن الرفعة أصابت الهاء في » عليه « فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو ، لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع ، انعكس الجو على حركة الهاء ، والآية أيضاً تتحدث عن الوفاء بالعهد والبيعة ، ولما كان الوفاء بالبيعة دليل على صدق المبايع ، وعلوِّ همته ، ورفعة نفسه، وسمو خلقه ،لذا جاءت الهاء مضمومة ( ) ، وكأن علامة الرفع جاءت من قوله تعالى :
] يد الله فوق أيديهم [.
ـ هاء الخفض :وهناك هاء أخرى في القرآن الكريم ، تقابل هاء الرفعة ، وهي هاء الخفض، وهي الهاء التي دخل عليها حرف الجر » في « في قوله تبارك وتعالى: ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [ ( ) .(1/2793)
فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : ] ويخلد فيه مهاناً [ فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها ، فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين ، إن وراء الهاء سراً دفيناً وعجيباً ، وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت فيه ، فقد سبقها ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد الرحمن ، ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة ، وهي العذاب المضاعف مهاناً ذليلاً خاسئاً ، ولما نقرأ الآية ونصل إلى قوله تبارك وتعالى : ] ويخلد فيه مهاناً [ يصور الله تعالى لنا المشهد المهيب وكأننا نلحظ بأبصارنا إلقاء صاحب تلك المعاصي وهو يهوي في قاع جهنم ، وحينما نمدُّ الهاء في
» فيه « أكثر من حركتين ، كأن نفس القارئ ينزل إلى أسفل نحو رئتيه ، وبذلك يساعد على الإنزال والخفض ، وكأننا بهذا المد الخاص هنا فقط نساعد على إنزال المجرم في هوة جهنم ، ومسارعة سقوطه فيها .
4 ـ ألف العزة وياء الذلة :
ـ ألف العزة : هي الألف في كلمة ( عباد ) التي وردت في القرآن الكريم حوالي مائة مرة ، في معظمها وصف بها المسلمون المطيعون لله ، لذلك لا نخطئ إذا قلنا : إن غالب كلمة ( عباد ) في القرآن يراد بها المسلمون المطيعون لله تبارك وتعالى .
كما قال تعالى : ] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [ ( ) .
نمعن النظر في الألف الممدودة في وسط كلمة ( عباد ) نجدها توحي بالعزة والمنعة والرفعة والسمو ، وكأنها مرفوعة الرأس بطاعة الله تعالى ، منصوبة القامة باستمرار ، وهذه العزة والرفعة والسمو نلحظها في حياة عباد الرحمن المطيعين لله تبارك وتعالى ، وفي أخلاقهم ومعاملاتهم ، يعيشون بعزة قوله تعالى : ] أعزة على الكافرين [( ) .(1/2794)
وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم حنين( ) :
والله أكرمنا وأظهر ديننا و أعزنا بعبادة الرحمن
والله أهلكهم وفرق جمعهم و أذلهم بعبادة الشيطان
وما أجمل قول القائل :
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدتُّ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صَيَّرْتَ أحمد لي نبياً
ـ ياء الذلة : إذا كانت ألف » العباد « ألف عزة ، فإن ياء » العبيد « هي ياء الذلة ! وإذا كان غالب استعمال » عباد « في القرآن للمؤمنين ، فإن كلمة » عبيد « في القرآن وردت وصفاً للكفار والعصاة ،وردت كلمة » عبيد « خمس مرات في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى عن كفر اليهود : ] لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [ ( ) .
ونمعن النظر في المواضع الخمس نجد أن الله تعالى ذكر في ثلاث مواطن في : ] وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [ ( ) وهي تتحدث عن اليهود والكفار في الدنيا وأن الله ليس بظلام لهم يوم القيامة .
بينما ذكر في » سورة فصلت « بقوله : ] وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [( ) فكلمة ربك فيه خطاب لرسول الله r والآية تتحدث عن عدل الله في منح الثواب للمحسن ، وإيقاع العذاب بالكافر .
وذكر في » سورة ق « قوله تبارك وتعالى : ] وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [ ( ) بضمير المتكلم لأن الآية تتحدث عن موقف بين يدي الله تعالى مباشرة يوم القيامة .(1/2795)
وكلمة ( ظلاَّم ) المبالغة في ( ظلاَّم ) باعتبار الكمية لا الكيفية، وقيل ( ظلاَّم ) للنسب كعطَّار أي : لا ينسب إليه الظلم أصلاً ،و ليس ربك بذي ظلم ، وقيل : ذكر الظلاَّم بلفظ المبالغة لاقترانه بلفظ الجمع وهو » العبيد «، فذلك لرعاية جمعية العبيد ، من قولهم : ظالم لعبده وظلاَّم لعبيده( ) ، وفيه تنبيه إلى أنه لا يظلم من يختص بعبادته ،
ولا من انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد العزى ونحو ذلك ( ).
عود على بدء ، ننظر في الآيات التي ذكرت ياء الذلة في » العبيد « فنجد أن التعبير عن الكفار بالعبيد يوحي بالذلة والصَّغَار ، لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحة ملقاة بذلة ، فالكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون ، في حياتهم وأشخاصهم ومواقفهم ، لا يريدون العزة والرفعة ، ولا يشعرون بالكرامة والأنفة ، تجدهم أحرص الناس على حياة ، وتراهم يذلون أمام المتسلطين الظالمين ، لذلك لازمتهم ياء الذلة( ).
5 ـ ميِّت ...و ... ميْت : كلمتان متقاربتان ، الأولى بالتشديد والثانية بالتسكين ، فما هو السر الدفين في هذا التفاوت في التعبير ؟ وما الفرق بين الكلمتين ؟
أولاً لا ترادف في كلمات القرآن الكريم ، أي لا توجد كلمتان في القرآن بمعنى واحد ، بل لا بدَّ من فروق دقيقة بينهما .
وربما عدل القرآن عن صورة إلى أخرى تختلف عن الأولى في عدد الحروف أو الترتيب أو الحركات ، وهذا التغيير يكون مقصوداً ، لذلك لا بدَّ من حكم ولطائف من هذا التعبير والتغيير.
الميِّت ـ بالتشديد ـ: هو غالباً ما يعبَّر به عن الحي الذي فيه الروح.
الميْت ـ بالتسكين ـ : هو الذي خرجت روحه منه.
فالميِّت : مخلوق حي ، ما زال يعيش حياته ، وينتظر أجله ، فهو ميَّت مع وقف التنفيذ ، ونرى هذا المعنى واضحاً في قوله تعالى وهو يخاطب رسوله الكريم r : ] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون [ ( ) .(1/2796)
الآية الكريمة تخاطب النبي r وتخبره بأنه سيموت ، وأن خصومه الكفار سيموتون ، فكل حي » ميِّت « حال حياته ينتظر حلول الأجل .
والميْت : هو المخلوق الذي مات فعلاً وخرجت روحه وأصبح جثة هامدة ،وأطلق القرآن هذا اللفظ على :
البلد الميْت ، فقال الله تعالى : ] وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ [ ( ) .
والبهيمة الميْتة ، قال الله تعالى : ] إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِه [ ( ).
والميْت : هو الإنسان الذي مات وخرجت روحه ، وقد شبه الله تعالى الذي يغتاب أخاه بمن يأكل لحم ذلك الإنسان الميت فقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [ ( ) .
والكافر : قلبه ميْت ، فهو ميْت موتاً معنوياً ، رغم أنه يتحرك ويتنفس ، ميْت لخلو قلبه من الإيمان ، وحياته من الاستقامة ، ولا يحيي قلبه إلا الإيمان : ] أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [ ( ).
ولعلنا نستشف هذه المعاني من حركات الكلمتين ، فالميِّت: ياؤه مشددة ، ويشير إلى إقبال الإنسان الحي على حياته الدنيا ، وانهماكه فيها ، وحرصه عليها بكل ما أوتي من قوة وشدّة .
أما الميْت : الذي خرجت روحه ، فياؤه ساكنة غير متحركة ، ولعلها إشارة إلى سكون هذا الإنسان وهدوئه بعد خروج روحه ، وتوقفه عن الحركة، وقد قال الشاعر مفرِّقاً بينهما :(1/2797)
وَتَسْأَلُني تَفْسيرَ مَيْتٍ وَمَيِّتٍ فَدونَكَ ذا التفسيرُ إنْ كنتَ تَعْقِلُ
فَمَنْ كانَ ذا روحٍ فَذلِكَ مَيِّتٌ وَما المَيْتُ إلاَّ مَنْ إلى القَبْرِ يُحْمَلُ
6 ـ الكُره ...و ... الكَره : كلمتان متقاربتان في البناء والتركيب والحركات ، ومتقاربتان أيضاً في المعنى .
فالكُره : المشقة المرغوبة ، كتكليف القتال الشاق على النفس ، ولكن النفس المؤمنة ترغبه وتطلبه رغم مشقته وصعوبته ، لذلك وصف بأنه ( كُره ) بضم الكاف ، أي ثقيل وشاق، ولكنه مرغوب ومطلوب مراد للمجاهدين الصادقين ، وذلك لثماره الإيجابية في الدنيا والآخرة .
قال الله تعالى : ] كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [ ( ) .
ولما كان حمل المرأة شاق صعب متعب مرهق ، يضعف جسمها ، ويؤثر في أعصابها ونفسيَّتِها ، وقد يصيبها بالأمراض أو تودي بحياتها.
علاوة على ذلك آلام المخاض ، وأوجاع الطلق ، ومشقة الولادة ، ولكن رغم كل هذا فالمرأة ترغب في الحمل والإنجاب ، وتستعذب هذه المشاق ، وتطلب الحمل وتريده !!
ولهذا عبَّر القرآن الكريم عن حملها ووضعها بأنه » كُره « أي مشقة وصعوبة وثقل ، فيه آلام وأوجاع وأخطار، لكنه مرغوب ومطلوب لدى المرأة، مقرونة باللذة والشوق ، قال الله تعالى : ] وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا [( ).
فسبحان من جعل الحمل والإنجاب حاجة فطرية ، في كل امرأة سليمة سوية ، لتستمرَّ الحياة !!(1/2798)
والكَره : وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم خمس مرات، بمعنى : الإكراه والإجبار والقسر ، قال الله تبارك وتعالى : ] ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين [ ( ) .
وقال عز وجل : ] وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ [ ( ) .
فالكافر أسلم لله رغم أنفه ، وهو كاره رافض ، لذلك اعتبر استسلامه » كرهاً « بفتح الكاف.
ويسجد لله مكرهاً مجبراً ، وليس هكذا استسلام المؤمن لله ، ولهذا وصفه القرآن الكريم بأنه » طوعاً « وجعله مقابلاً ومضاداً لاستسلام الكافر وخضوعه الجبري لله تبارك وتعالى.
حتى إنفاق المنافقين لأموالهم رغم أنوفهم ، إنفاق بسبب القسر والإكراه ، وذلك لأنهم يريدون به التمويه على المسلمين ، ولهذا وصف الله إنفاقهم بأنه » كَره « وأمرنا أن نقول لهم : ] قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ [ ( ) .
ونهى القرآن الكريم عن وراثة المرأة كالمتاع والأثاث فقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا [ ( ) .
فقد كان الجاهلي إذا مات أبوه ، ورث أمواله ومتاعه ، ومن جملة ما يرث زوجة أبيه ، فنهى الله تعالى عن هذا التصرف الجاهلي البشع وحرَّمه عليهم ، والمرأة ترفض هذا التصرف وتكرهه ، لأنه إجبار وقسر لها ولذا سماه الله تعالى في القرآن الكريم » كَرهاً « بفتح الكاف .
وقال الإمام الراغب الأصفهاني : الكَرْه: المشقة التي تنال الإنسان من خارج ، فيما يُحمَلُ عليه بإكراه، والكُرْهُ: ما يناله من ذاته ، وهو يعافه ( ) .(1/2799)
7 ـ الجسم .. و.. الجسد : كلمتان متقاربتان في الحروف والمعنى ، ولكن ما الفرق بينهما ، يقال : الجسم : إذا كان فيه حياة وروح وحركة ، والجسد : التمثال الجامد أو البدن بعد وفاته وخروج روحه.
قال الله تبارك وتعالى عن » طالوت « مبيناً مؤهلاته ليكون ملكاً على بني إسرائيل:
] قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [( ) .
وقال تعالى عن اهتمام المنافقين بأجسامهم على حساب قلوبهم : ] وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَة [ ( ).
الآيتان تتحدثان عن الأحياء ، فطالوت ملك حي ، والمنافقون أحياء يتكلمون.
أما كلمة » جسد « فإنها تعني : البدن جثة هامدة ، قال تعالى عن ابن نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، الذي ولد ميتاً مشوهاً : ] وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَاب [ ( ) .
كما وصف القرآن العجل » التمثال « الذي صنعه » السامري « من الذهب لبني إسرائيل ، ودعاهم إلى عبادته ، مستغلاً غيبة موسى عليه السلام ، فقال الله تبارك وتعالى : ] وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَار [ ( ) .
وبهذا نكون قد علمنا الفرق بين الجسم والجسد.(1/2800)
8 ـ همت به وهمَّ بها : أثبت القرآن الكريم لامرأة العزيز مراودتها ليوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال الله تعالى : ] وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ . وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [ ( ) .
ولكن هل همَّ يوسف بها كما همت به ، بعض المفسرين نسب الهمَّ ليوسف عليه السلام بامرأة العزيز ،وذهب إلى أن همه كان هم الفاحشة ، ومعلوم أن الأنبياء معصومون عن الخطأ .
ومنهم من نفى عن يوسف همَّ الفاحشة ، واعتبره همَّ الضرب ، أي همَّ بضربها ورفع يده عليها ، ولكنه لم يضربها لأنه رأى برهان ربه ، وهو شعوره بالخجل من ضربها ، لأنه لا يليق برجل أن يضرب امرأة ، فكيف إذا كانت سيدته !
ولا أرى الهمَّ بالفاحشة لأنه منزه عن ذلك ، ولا همَّ بالضرب لعدم توفر الأدلة على ذلك ، ولكن تركيب الآية توحي بأنه لم يهمَّ بها ، وتنفي عنه الهمَّ قال الله تعالى : ] وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ . وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [ فحرف » الواو « هنا استئنافية وليست عاطفة ، ويجب الوقوف على الضمير في » به « ثم يستأنف القارئ : ] وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [ ، وجملة » هَمَّ بها « جواب الشرط ، لحرف الشرط » لولا « مقدَّم عليها ، فتصبح الجملة هكذا : » لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها «.
ومعلوم أن ( لولا ) حرف امتناع لوجود ، فيمتنع تحقق جواب الشرط وهو » همَّ بها«لوجود فعل الشرط وهو » أن رأى برهان ربه «.(1/2801)
وبرهان ربه عز وجل هو : إيمانه القوي بالله تعالى ، وشعوره بمراقبته ، وحرصه على عدم مخالفته ، واجتنابه للمعاصي والذنوب.
9 ـ معجزات عددية في سورة القدر : تتحدث سورة القدر عن فضل ليلة القدر ، وتخبر أن إنزال القرآن كان في ليلة القدر ، وتبيِّن أنها خير من ألف شهر ، وحثنا النبي r على إحياء تلك الليلة فقال عليه الصلاة والسلام : (( من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) ( ) .
سورة القدر هذه تحتوي على إشارات عظيمة وعميقة منها :
ـ كلمة » القدر « مؤلفة من خمسة أحرف ، وكأنها تشير إلى أركان الإسلام الخمسة.
ـ تحتوي هذه السورة على خمس آيات ، وكأنها تحث الأمة على المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى.
حافظ على صلواتك الخمسِ فكم من مصبح وعساه لا يمسي
واستقبل يومك بذكر الإله تمحو به ما كان بالأمسِ
ـ كما أن هذه السورة تحتوي على ثلاثين كلمة ، بعدد أيام شهر رمضان الكريم وهي تحث الأمة على محافظة صيام هذا الشهر الكريم.
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقه قولاً وفعلاً وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوَّهَ نادماً عند الحصاد
ـ وتحتوي هذه السورة على مائة وأربعة عشر حرفاً ، بعدد سور القرآن الكريم ، وكأنها تحث الأمة على تلاوة هذا الكتاب المجيد ، الذي أنزل في هذا الشهر الكريم.
كلام قديم لا يمل سماعه تنزه عن قول وفعل ونية
به أشتفي من كل داء ونوره دليل لعقلي عند جهلي وحيرتي
فياربِّ متعني بسرِّ حروفه ونوِّر به سمعي وقلبي ومقلتي
ـ وفيها إشارة إلى أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين ، وذلك لأن جملة » ليلة القدر « مكونة من تسعة أحرف ، ومكررة ثلاث مرات ، ولعل الحكمة من ورودها ثلاث مرات هي الإشارة إلى تعيين الليلة ، فحاصل ضرب عدد الحروف بعدد المرات ، نستنتج تعيين الليلة : 9 × 3 = 27 وهي ليلة القدر.(1/2802)
ـ وذكرنا أن عدد كلمات هذه السورة ثلاثون كلمة ، على عدد أيام الشهر الكريم ، ورقم كلمة » هي « الضمير المنفصل الذي يعود على ليلة القدر ، هو السابع والعشرون في عدِّ الكلمات ، وكأن الآية تنطق بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين ، والله تعالى أعلم .
10 ـ فأردتُّ.. فأردنا .. فأراد ربك : في سورة الكهف ذكرت هذه الكلمات الثلاث قال تعالى في الآية الأولى عن السفينة : ] أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا [ ( ) .
حيث أضاف عيب السفينة إلى نفسه رعاية للأدب ، لأنها لفظة عيب فتأدب ، بأن لم يسند الإرادة فيها إلا إلى نفسه ، كما تأدب إبراهيم عليه السلام في قوله : ] وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين [ ( ) فأسند الفعل قبل وبعد إلى الله تبارك وتعالى ، وأسند إلى نفسه المرض ، إذ هو معنى نقص ومصيبة ، فلا يضاف إليه سبحانه وتعالى من الألفاظ إلا ما يستحسن منها دون ما يستقبح ، وهذا كما قال تعالى : ] بيدك الخير [( ) فاقتصر عليه، ولم ينسب الشر إليه ، وإن كان بيده الخير والشر ، والنفع والضر ، إذ هو على كل شيء قدير .
ولله تعالى أن يسند إلى نفسه ما يشاء ، ويطلق عليا ما يريد ، ولا نطلق نحن إلا ما أذن لنا فيه من الأوصاف الجميلة ، والأفعال الشريفة ، جل وتعالى عن النقائص والآفات علواً كبيراً.
الآية الثانية قال الله تعالى فيها عن الغلام : ] وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا [ ( ) .(1/2803)
( فأردنا ) وكأنه أضاف القتل إلى نفسه ، والتبديل إلى الله تبارك وتعالى ، والأشد كمال العقل والخلق ، فأبدلهما الله تعالى ابنة ، فتزوجها نبي ، فولدت له اثنا عشر غلاماً كلهم أنبياء .
والآية الثالثة تتحدث عن الجدار قال الله تعالى : ] وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا [ ( ) .
حيث أسند الإرادة في الجدار إلى الله تبارك وتعالى ، لأنها في أمر مستأنف في زمن طويل ، وغيب من الغيوب ، فحسن إفراد هذا الموضع بذكر الله تعالى ، وإن كان الخضر ـ عليه السلام ـ أراد ذلك ، فالذي أعلمه هو الله تبارك وتعالى أن يريده .
وقيل : لما كان ذلك خيراً كله أضافه إلى الله تعالى .
وقيل : أسند الإرادة إلى الله تعالى ههنا لأن بلوغهما الحلم لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ] فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا [ والله أعلم( ).
11 ـ خشية إملاق نحن نرزقهم .. من إملاق نحن نرزقكم : الفرق شاسع وواسع بين الكلمتين ، لذلك نجد أن القرآن الكريم عبَّرَ مرة هكذا ومرة هكذا .
فقال الله تعالى :] وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [ ( ) .
وقال في آية أخرى : ] وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم [ ( ).(1/2804)
ففي الآية الأولى قدم رزق المخاطبين وهم الآباء ، على رزق أولادهم ، لأن الفقر موجود بالفعل ، وهو السبب المباشر لقتل الأولاد ، وما دام الفقر موجود بالفعل ، فالإنسان يكون مشغولاً برزق نفسه قبل أن يشغل برزق ولده ، وهنا يطمئنه الله تعالى على رزقه فيقول : ] نحن نرزقكم [ يا أصحاب الإملاق وإياهم ، فنأتي برزقهم أيضاً.
أما الآية الثانية ، فالفقر غير موجود بالفعل ، وإنما هو متوقع ، فهم يخافون إن جاء لهم أولاد أن يأتي الفقر معهم ، فيقول تعالى : ] نحن نرزقهم [ نحضرهم ونحضر معهم رزقهم، ونرزقكم أنتم أيضاً ( ).
12 ـ السارق والسارقة .. الزانية والزاني : قدم السارق على السارقة ،لأن السرقة وقوعها من الرجل أغلب ،لأنه أجرأ عليها ،وأجلد وأخطر ،فقدم عليها لذلك .
قال الله تعالى : ] وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم [ ( ).
وقدم الزانية على الزاني ،لأن الزنى من المرأة أقبح ، وجرمه أشنع ، لما يترتب عليه من تلطيخ فراش الرجل ، وفساد الأنساب ، وإلحاق العار بالعشيرة ، ثم بعد كل هذا ، الفضيحة بالنسبة للمرأة ( بالحمل ) تكون أظهر وأدوم ،لذا قدمت على الرجل .
قال الله تعالى : ] الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [ ( ) .
قال القرطبي في تفسيره : قدمت الزانية في هذه الآية ،من حيث كان في ذلك الزمان زنى النساء فاشٍ ، وكان لإماء العرب وبغايا الوقت رايات ،وكن مجاهرات بذلك ،(1/2805)
وقيل : لأن الزنى في النساء أَعَر( ) ،وهو لأجل الحَبَلِ أَضَر ،وقيل : لأن الشهوة في المرأة أكثر ،وعليها أغلب ،فصَدَّرَها تغليظاً لتُرْدِعَ شهوتَها ،وإن كان قد ركب فيها حياء ، ولكنها إذا زنت ذهب الحياء كله.
وأيضاً فإن العار بالنساء ألحق ، إذ موضوعهن الحجب والصيانة، فقَدَّمَ ذكرَهنَّ تغليظاً واهتماماً ( ) .
فإن قلتَ : فلِمَ قدم الرجل في قوله تعالى : ] الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [ ( ) ؟؟
قلتُ : لأن تلك الآية في الحد والزنى ، وهي في المرأة أقوى ، وهذه الآية في حكم النكاح، والرجل هو الأصل فيه ، لأنه الراغب والمبادر في الطلب ، بخلاف الزاني فإن الأمر فيه بالعكس غالباً ( ) .
13 ـ القاسط .. و...المقسط : كلمتان متقاربتان في الحروف ، ولكن الفرق بينهما في المعنى واسع وشاسع ، قال الله تعالى : ] وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [ ( ) .
فالقاسط : هو الجائر ، والظالم الذي عدل عن القسط ، وانحرف عن العدل .
والمقسط : هو العادل ، والله تعالى يحب المقسطين ، ويبغض القاسطين ،قال الله تعالى :
] وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين [ ( ).
كلمة قاسط : من الفعل الثلاثي قسط ، بينما كلمة مقسط : من الفعل الرباعي أقسط ، فكأن الهمزة في » أقْسَط « للَّسلْب، كما يقال: شَكا إليه فأشْكاه، فالهمزة جعلت بين الفعلين فرقاً كبيراً في المعنى ، فرق تضاد.(1/2806)
هذه تأملات في كتاب الله تبارك وتعالى ، أردتُّ أن أوضح من ورائها بعض ما ينطوي عليه هذا الكتاب المعجز من روعة البيان ، والذي قصدت إليه هو أن أنال رشفة من بحر هذا البيان الإلهي ، أمتع بذلك الخاطر والنفس ، وأسعد الفكر والخيال ، وحسبي ، وحسب القارئ أن نقف من وراء ذلك ، وقفة المتأمل الخاشع عند شاطئ هذا اليم العظيم، نمتع البصر ونرهف السمع لهذا الذي سجد لبيانه البيان.
حكى الأصمعي قال : سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول :
أستغفر الله لذنبي كله قبلت إنساناً بغير حله
مثل الغزال ناعماً في دله فانتصف الليل ولم أصله
فقلت : قاتلك الله ما أفصحكِ ؟!
فقالت : أَوَيُعَدُّ هذا فصاحة مع قوله تعالى : ] وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه [ الآية فجمع في آية واحدة بين أمرَيْن (أرضعيه وألقيه ) ونهيَيْن ( لا تخافي ولا تحزني ) وخبريْن ( وأوحينا ـ فإذا خفت عليه ) وبشارتَيْن ( رادُّوه وجاعلوه ) ( ) .
فكم من حقيقة جاثمة وراء حدود دلالة النطق والكلام ، وكم من جمال وجلال يظهر من ثنايا الكلمة الصادقة التي تتناول من المعنى سطحه وأعماقه وسائر صوره وخصائصه .
وهذا الوليد بن المغيرة ـ عدو الإسلام والقرآن ، والحق ما شهدت به الأعداء ، يقول عن هذا الكتاب المنير لما سمعه من النبي r : والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر .
لذا أحببت أن يتذوق القارئ هذا السمو الرائع في كلام الله رب العالمين.[/font][/size][/size][/size]
---
محمد كالو
03-30-2004, 08:34 AM
1 ـ انظر البرهان في علوم القرآن ، للزركشي ، تعليق مصطفى عبد القادر عطا ، دار الفكر بيروت 1408 هـ 1988 م ، الطبعة الأولى : 1 / 226 .(1/2807)
2 ـ مجلة كلية الدعوة الإسلامية الليبية ، العدد الثامن 1991م » الإعجاز في الأسلوب القرآني « فرج علي حسين : 343 ومجلة العلم والإيمان التونسية العدد 61 يناير 1991 م : 81.
3 ـ الإسراء : 1.
4 ـ الحديد والحشر والصف :1 .
5 ـ التغابن : 1 .
6 ـ الأعلى : 1.
7 ـ الفتح : 10 .
8 ـ لطائف قرآنية ، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ، الطبعة الثانية ، دار القلم 1419 هـ 1998 م : 47 .
9 ـ الفرقان : 68 ـ 69 .
10 ـ الفرقان : 63 .
11 ـ المائدة : 54 .
12 ـ انظر » السيرة النبوية « لابن هشام ، دار الجيل ، بيروت 1411هـ.
13 ـ آل عمران : 181 ـ 182 .
14 ـ اتظر آل عمران : 182 والأنفال : 51 ، والحج : 10 .
15 ـ فصلت : 46 .
16 ـ ق : 29 .
17 ـ انظر تفسير النسفي » مدارك التنزيل وحقائق التأويل « لأبي البركات عبد الله النسفي : 3 / 97 ، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي ، دار إحياء التراث العربي بيروت :
14 / 215 ، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، للشوكاني ، دار الفكر بيروت : 5 / 77 .
18ـ انظر المفردات في غريب القرآن ، للراغب الأصفهاني تحقيق : محمد خليل عيتاني ، دار المعرفة بيروت ، الطبعة الأولى 1418 هـ 1998 م : 323.
19 ـ انظر لطائف قرآنية ، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ، الطبعة الثانية، دار القلم 1419 هـ 1998 م : 60 .
20ـ الزمر : 30 ـ 31.
21 ـ يس : 33 .
22 ـ المائدة : 3 .
23ـ الحجرات : 12 .
24 ـ الأنعام : 122 .
25 ـ البقرة : 216 .
26 ـ الأحقاف : 15 .
27 ـ فصلت : 11 .
28 ـ الرعد : 15 .
29 ـ التوبة : 53 .
30 ـ النساء : 19 .
31ـ انظر المفردات في غريب القرآن ، للراغب الأصفهاني تحقيق : محمد خليل عيتاني ، دار المعرفة بيروت ، الطبعة الأولى 1418 هـ 1998 م : 429.
32 ـ البقرة : 247 .
33ـ المنافقون : 4 .
34ـ ص : 34.
35 ـ الأعراف : 148 .
36 ـ يوسف : 23 ـ 24 .(1/2808)
37 ـ رواه البخاري في كتاب الإيمان باب قيام ليلة القدر من الإيمان برقم : / 34 / ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح برقم : / 1268 / والترمذي في كتاب الصوم عن رسول الله باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم : / 619 / والنسائي في كتاب الصيام باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً برقم : / 2164 / وأبو داود في كتاب الصلاة باب في قيام شهر رمضان برقم : / 1165 / وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم : / 6873 / والدارمي في كتاب الصوم باب في قيام رمضان برقم : / 1711 / .
38 ـ الكهف : 79 .
39 ـ الشعراء : 80 .
40 ـ آل عمران : 26 .
41 ـ الكهف : 80 ـ 81 .
42 ـ الكهف : 82 .
43 ـ انظر : الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، دار الشعب ، القاهرة ، 1372هـ الطبعة الثانية ، تحقيق : أحمد عبد العليم البردوني : 11 / 39.
44 ـ الأنعام : 151 .
45 ـ الإسراء : 31 .
46 ـ التحرير والتنوير للشيخ الطاهر بن عاشور ، الدار التونسية للنشر : 15 / 88 وإعجاز القرآن ، للشيخ محمد متولي الشعراوي ، دار الشروق : 125 .
47ـ المائدة : 38 .
48 ـ النور : 2 .
49ـ أعر : أي أكثر إثماً ، قال في لسان العرب : والمَعَرَّةُ: الإِثم، وفي التنزيل: ] فتُصِيبَكم منهم مَعَرَّة بغير عِلْم [ قال ثعلب: هو من الجرب، أَي يصيبكم منهم أَمر تَكْرَهُونه في الدِّيات، وقيل: المَعَرَّة الجنايةُ أَي جِنايَتُه كجناية العَرِّ وهو الجرب.
50ـ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، دار الشعب ، القاهرة 1372 هـ ، تحقيق : أحمد عبد العليم البردوني :
12 / 160.
51 ـ النور : 3 .
52 ـ انظر : فتح الرحمن لما التبس من القرآن ، للشيخ زكريا الأنصاري .
53 ـ الجن : 15 .
54 ـ الحجرات : 9 .
55 ـ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، دار الشعب ، القاهرة 1372 هـ ، تحقيق : أحمد عبد العليم البردوني :
13 / 252.
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2004, 05:37 PM(1/2809)
جزاك الله خيراً أخي محمد كالو على هذه التأملات الجيدة ، وأسأل الله لك التوفيق .
وما ذكرته جيد في أكثره ، وقد نختلف في بعض ما ذهبتم إليه ، غير أنني قد أعجبني تفريقكم بين ميت بالتخفيف والتشديد. أسأل الله لكم السداد ، والبصيرة بكلامه سبحانه وتعالى .
ولعل الأخ الكريم الأستاذ محمد إسماعيل عتوك ، يشاركنا في التعليق على هذه التأملات إن اتسع وقته لذلك ، ولا سيما القول بأن الواو في قوله تعالى :(وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) للاستئناف.
وقد صوتت لموضوعكم بدرجة (ممتاز) تقديراً لكثير من وقفاتكم العلمية ، وأعجبتني فكرة التصويت على الموضوع ، ولم يسبق لنا أن قمنا بمثل هذه الفكرة في ملتقى أهل التفسير ، فجزاك الله خيراً على هذه الفكرة ، التي قد تروق لبعضنا.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
خالدعبدالرحمن
04-02-2004, 10:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في أخينا على ما جمعه لنا من لطائف قرآنية..
ولي تعليق على موضوعي (هاء الرفعة والخفض ) و (الفرق بين ميت وميّت) ...
فالعالم بالقراءات يرفض مثل هذا الاستنتاج المبني على وجه واحد من القراءة ، قرأ بخلافه النبي صلى الله عليه وسلم ، وغالب القراء !!
فهل ينتفي الاستنتاج باختلاف وجه القراءة ، وكله قرآن؟؟
---
الخالد
04-04-2004, 03:33 PM
أشكرك أخي على هذا الموضوع ، وحقًا لكل شيء من اسمه نصيب
---
محمد إسماعيل
04-04-2004, 10:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري حفظه الله!
نزولاً عند رغبتك يا أخي، أشارك في التعليق على بعض ما ورد في لطائف بيانية للأخ محمد كالوا 0 وجزاه الله تعالى عنا كل خير على ما بذله من جهد ملحوظ، في جمع هذه اللطائف الدقيقة00 وابتداء أتوجه إلى الأخ محمد كالو بالسؤال الآتي:
ما الفرق بين ( بلد ميِّت )- بتشديد الياء- وبين ( بلدة ميْتًا )- بتخفيف الياء- في قوله تعالى:(1/2810)
{ وهو الذي يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابًا ثقالاً سقناه لبلد ميِّت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون }[ الأعراف:57 ]0
وقوله تعالى:{ وهو الذي أرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورًا* لنحيي به بلدة ميْتًا ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسي كثيرًا }[ الفرقان:48- 49 ] ؟
أما عن الواو في ( وهم بها ) من قوله تعالى:{ ولقد همت به وههم بها لولا أن رأى برهان ربه }فالظاهر أنها واو العطف00 ولعلماء النحو والتفسير في هذه الآية أقوال، أحدها ما ذكره الأخ محمد؛ وهو قولهم: ولقد همت به0 ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها0
وإلى هذا المعنى ذهب قطرب ( وهو أحد تلامذة سيبويه )، وكذلك الشيخ محمد بن عطية0 وأنكر قوم هذا المعنى؛ منهم ابن الأنباري، وقالوا: تقديم جواب ( لولا ) عليها شاذ ومستكره، لا يوجد في فصيح كلام العرب، خلافًا لعلماء الكوفة00 ولهذا قالوا: جواب ( لولا ) محذوف0 قدره الزجاج بقوله: لولا أن رأى برهان ربه، لأمضى ما هم به00 وقدره ابن الأنباري بقوله: لولا أن رأى برهان ربه، لزنا0
وفي الحقيقة أن هذين القولين لا وزن لهما، ولا قيمة في علم العربية والتفسير0 ولعل الصواب من القول فيما نذكره من المعنى0 إن شاء الله تعالى00 وبيانه: أن الهمَّ في اللغة - كما ذهب إليه المحققون - هو نوعان:(1/2811)
همٌّ ثابتٌ؛ وهو ما كان معه عزم، وعقد، ورضا، مثل هم امرأة العزيز بيوسف عليه السلام00 وهم عارضٌ؛ وهو الخطرة، وحديث النفس، من غير اختيار، ولا عزم، مثل هم يوسف عليه السلام0 والأول معصية، وليس كذلك الثاني0 قال تعالى:{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }00 ولأن هم يوسف- عليه السلام- ليس بمعصية، وحاشاه من ذلك- مدحه الله تعالى بقوله في آخر الآية:{ إنه من عبادنا المخلصين }0 ومما يدل على صحة هذا المعتى: أن هم زليخة بيوسف هم مطلق0 أما هم يوسف- عليه السلام- فهو هم مقيَّد ب ( لولا ) الشرطية0 وبيانه: أن قوله تعالى:{ وهم بها } جملة قائمة بنفسها، مستقلة بذاتها؛ ولكنها مقيَّدة بالعبارة الشرطية التي تتقدمها أداة الشرط ( لولا )؛ وهي قوله تعالى:{ أن رأى برهان ربه }0 وهذا ما يجعل الهم من يوسف- على حقيقته- ممتنعًا؛ وذلك بتقييده بـ( لولا ) دون غيرها من أدوات الشرط0 ولهذا جاء في البحر المحيط لأبي حيان:( أنه لم يقع منه- عليه السلام- همٌّ ألبتة، بل هو منفيٌّ، لوجود رؤية البرهان؛ كما تقول: قارفتَ الذنب لولا أن عصمك الله تعالى0 ولا تقول: إن جواب( لولا ) متقدم عليها، وإن كان لا يقوم دليل على امتناع ذلك)0
ومن قبله قال ثعلب- وهو تلميذ للفراء:( همت زليخة بالمعصية، وكانت مصرة، وهم يوسف، ولم يوقِع ما هم به0 فبين الهمين فرقٌ )0
وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الهداية، وبالله المستعان، والحمد لله رب العالمين0
محمد إسماعيل عتوك
---
محمد كالو
04-05-2004, 08:59 AM
الأخ محمد إسماعيل عتوك المحترم
أشكرك على هذا التعليق ، وخاصة تفصيل أقوال العلماء حول الواو في قوله تعالى:{ ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه } وحتى تتلاقح الآراء وتتناكح الأفكار ، عسى أن تتولد بشيء جديد ومفيد أقول :(1/2812)
سؤالك يا أخي : ما الفرق بين ( بلد ميِّت )- بتشديد الياء- وبين ( بلدة ميْتًا )- بتخفيف الياء- في قوله تعالى:
{ وهو الذي يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابًا ثقالاً سقناه لبلد ميِّت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون }[ الأعراف:57 ]0
وقوله تعالى:{ وهو الذي أرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورًا* لنحيي به بلدة ميْتًا ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسي كثيرًا }[ الفرقان:48- 49 ] ؟
جوابه :
أن الله سبحانه وتعالى تحدث في الآية الأولى عن ( بلد ميِّت ) بتشديد الياء : وهو غالباً ما يعبر به عن الحي الذي فيه الروح ، ولكنه سوف يموت ، وقد شبه الله تعالى هذا البلد بالإنسان الذي أشرف على الموت فأدركته رحمة الله تعالى فلن تخرج روحه بعد ، وهو ينتظر حلول الأجل ، وما أقرب هذا المعنى من ( الأرض الخاشعة ) في قوله تعالى : ] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير [ ( فصلت : 39 ).
والأرض الخاشعة هي الأرض الذليلة التي فيها حياة ونبات ولكنها تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وتترنح على شفا جرف هار ، تستغيث بخشوع وتذلل وانكسار وذبول لما أصابها من جفاف وقلة ماء.
والآية الثانية : (بلدة ميْتًا )- بتخفيف الياء- شبه الله تعالى هذه البلدة بالإنسان الذي مات فعلاً وخرجت روحه منه ، وأصبح جثة هامدة ، لذلك قال (لنحيي به بلدة ميْتًا).(1/2813)
وما أقرب هذا المعنى من ( الأرض الهامدة ) التي لا حياة فيها ، قال الله تعالى : ] وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج [ ( الحج : 5 ) فالأرض الهامدة : هي التي لا يكون فيها حياة ولا نبت ولا عود ولم يصبها مطر.
والله تعالى أعلم .
ـــــــــــــــــ
محمد محمود كالو ـ ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
muhmmdkalo@al-islam.come-mail 1 :
muhmmdkalo@jeeran.come-mail 2 :
---
محمد إسماعيل
04-05-2004, 04:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00 أما بعد0
جوابك عن سؤالي مقنع 0 هذا ما أراه أنا00 وقد يرى غيري خلاف ذلك00 وأحب أن أضيف إليه: أن في قوله تعالى:{ سقناه إلى بلد ميت }- من آية الأعراف السابقة- قراءتان : الأولى بتشديد الياء؛ وهي قراءة الجمهور0 والقراءة الثانية بتخفيف الياء؛ وهي التي يسمونها بالقراءة الشاذة، وما هي بشاذة ؛ إلا من حيث أنه لا تجوز القراءة بها0 وبهذه القراءة تستوي الآيتان في المعنى0 وأقصد آية الأعراف/57، وآية الفرقان/49 0
وليس في هذا ما يضير، كما يفهم من تعليق الأخ الدكتور خالد عبد الرحمن؛ لأنه لا يؤدي إلى تصادم في المعاني، أو تضاد فيها00 وبالمناسبة فإني أحيي الدكتور خالد بتحية الإسلام، وأشكره على جهوده الطيبة0
وأضيف أخيرًا أن الميْتة من الحيوان- بتسكين الياء- ما زالت روحه بغير تذكية؛ ولهذا حرم الله تعالى أكلها بقوله:{ حرِّمت عليكم الميتة00 إلخ الآية }0
محمد إسماعيل عتوك
---
محمد إسماعيل
04-06-2004, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تصحيح الخطأ الذي وقع سهوًا مني ومن الأخ محمد كالو في آية الفرقان/48 وهو قوله تعالى:{ وهو الذي يرسل الرياح }0 والصواب:{ وهو الذي أرسل الرياح }00 مع جزيل الشكر0
محمد إسماعيل عتوك
---
عبدالرحمن الشهري(1/2814)
04-06-2004, 06:55 AM
تم التصحيح جزاكم الله خيراً.
---
خالدعبدالرحمن
04-06-2004, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أخي في الله محمد اسماعيل ، و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... وبعد ؛
شكر الله لك ثناءك ، وحسن ظنك .
أنا لم أقل بالتضاد بين المعاني ، والمعنى جميل واضح ...لكن ،
يجدر بنا ان نسأل انفسنا حين نلحظ مثل هذه اللطيفة القرآنية في رواية حفص ، عن انسجامها مع جميع أوجه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم !
ففي ذلك تثبيت للمعنى أو صرف له عن فهمنا .
فماذا سيكون موقفنا لو سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : (أو من كان ميتا فأحييناه)بتشديد الياء ..ثم اذا ما جاء على (حرمت عليكم الميتة ) لم يشدد الياء ؟؟؟
و كله قرآن متواتر .
أظن أن المعنى سيكون حقا لو لم يكن لهذه القراءة ، وجه آخر والله أعلم
وجزى الله الجميع خيرا
---
محمد إسماعيل
04-06-2004, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليك أخي خالد، ورحمته وبركاته.
أما بعد.. فيا أخي الكريم أنا لم أتقول عليك بشيء.
أنت قلت:( فالعالم بالقراءات يرفض مثل هذا الاستنتاج المبني على وجه واحد من القراءة ، قرأ بخلافه النبي صلى الله عليه وسلم ، وغالب القراء!! فهل ينتفي الاستنتاج باختلاف وجه القراءة ، وكله قرآن؟؟ )
وأنا أجبت عن تساؤلك بقولي:( وليس في هذا ما يضير )، ثم عللت لإجابتي- بخصوص اختلاف القراءتين- بقولي:( لأنه لا يؤدي إلى تصادم في المعاني، أو تضاد فيها ).
وعلى كل حال إذا كنت قد فهمت من كلامي ما ذكرت، فأنا أعتذر إليك.. وأحب أن تعلم يا أخي أن الموت- كما ذكر علماء اللغة- أربعة أنواع:
الأول: عبارة عن زوال القوة الحيوانية، وإبانة الروح عن الجسد. ومنه قوله تعالى:{ كل نفس ذائقة الموت } - { وأحيينا به بلدة ميْتًا }، بتخفيف الياء.
والثاني: عبارة عن زوال القوة الحاسة. ومنه قوله تعالى:{ يا ليتني مت قبل هذا }.(1/2815)
والثالث: عبارة عن زوال القوة العاقلة. ومنه قوله تعالى:{ أومن كان ميتًا فأحييناه }- { إنك لا تسمع الموتى }.
والرابع: عبارة عن الحزن المكدِّر للحياة؛ وإياه قصد بقوله تعالى:{ ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميِّت }.
والخامس: عبارة عن المنام.. فقد قيل: النوم موت خفيف، والموت نوم ثقيل. وعلى هذا النحو سماهما الله تعالى توفيًا، فقال:{ وهو الذي يتوفاكم بالليل } - { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها }.
فقوله تعالى:{ أومن كان ميتًا فأحييناه } قرىء بتخفيف الياء، وبتشديدها. فمن قرأه بالتخفيف، فقراءته تحمل على النوع الأول من أنواع الموت. ومن قرأه بالتشديد، فقراءته تحمل على النوع الثالث. ويمكن حملها على الوجه الخامس.. ولا ضير في ذلك إن شاء الله؛ لتقارب هذه المعاني.
هذا ما عنيته يا أخي بقولي المذكور أعلاه.. أسأل الله تعالى لي ولك ولجميع المؤمنين العفو والعافية. والحمد لله رب العالمين.
أخوكم
محمد إسماعيل عتوك
---
(1/2816)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام للشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
---
المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام للشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-25-2006, 04:59 AM
المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام للشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
---
(1/2817)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل صحيح أن تكرير الراء صفة ذُكرت لتجتنب ؟
---
هل صحيح أن تكرير الراء صفة ذُكرت لتجتنب ؟
---
طارق
02-16-2006, 12:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف لدينا أن من صفات حرف الراء (( التكرير )) ، وهي خاصة بالراء فقط ، وإن هذه الصفة تعرف لتجتنب ، لكني وجدت للشيخ الفاضل إبراهيم بن الأخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف كلاماً مخالفاً لهذا في مقدمة كتاب (( دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في الأحكام التجويدية )) للشيخ الفاضل سيد لاشين أبو الفرح يقول فيه إن هذه الكلام لا يعلم له أصلاً ، ويستدل بقول الجمزوري رحمه الله :
والراء ثم كررنه
وبكلام ابن الجزري
والراء بتكرير جعل
فهل هذا الكلام صحيح ؟
وهل قال بالتكرير أحد من علماء التجويد ؟
أرجو الإفادة ممن لديه علم في هذه المسألة .
وجزاكم الله خيراً
---
د. أنمار
02-16-2006, 11:56 PM
الصواب والله أعلم إخفاء التكرير لا إعدامه بالكلية وضبطها بعضهم بأنه الحد الذي تشعر به في نفسك لا الصوت المسموع وإلا لاصبحت راءات بدل راء واحدة
قال ابن الجزري في مقدمته:
وأخف تكريرا إذا تشدد
ونبه على المشدد لأنه الذي يصعب التحكم فيه فيسبق اللسان إلى ظهور التكرير
---
أبو بيان
02-17-2006, 12:12 AM
واقرأ للفائدة:
حتى لا تكرر حرف الراء (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3140)
---
طارق
02-18-2006, 12:21 PM
الدكتور أنمار
بارك الله فيك ، وسدد للحق خطاك(1/2818)
الشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله في معرض كلامه هذا يقول : وقرأت على العمدة الفاضل شيخي الشيخ حسن الشاعر شيخ القراء الأسبق بالمسجد النبوي الشريف ، وعلى الشيخ عامر السيد عثمان ، وعلى تاج القراء العالم البحر شيخي الشيخ عبد الفتاح القاضي ، وعلى المحقق الشيخ أحمد الزيات بالتكرير في الراء ، ولم أسمع منهم أي ملاحظة في النطق بالراء المكررة
---
طارق
02-18-2006, 12:24 PM
أبو بيان
بارك الله فيك
وللفائدة أيضاً نقلت موضوعك هنا
حتى لا تكرر حرف الرَّاء
--------------------------
قال ابن بلبان الدمشقي الحنبلي (ت:1083):
(تنبيه:
مما يجب على القارئ إخفاء تكرير الراء؛ لأنه حرف قابل له, ويتأكد ذلك إذا كانت مُشَدَّدة؛ لأن القارئ إذا لم يتحرز من ذلك, جَعَلَ من الحرف المشدد حروفاً, ومن المخفف حرفين, وكل ذلك غير جائز, وطريق السلامة من هذا المحذور:
أن يُلصِقَ اللافظ ظهر لسانه على حنكه لصوقاً مُحكَماً مَرَّةً واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث عند كل رِعدَة حرف).
بُغيَة المستفيد في علم التجويد (ص:46).
---
(1/2819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير
---
دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 06:07 AM
دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير
الشيخ فودي سوريبا كمارا
بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: ]ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين [ (الروم:22) وأصلي وأسلم على من خاطبه الله بقوله تعالى ] وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا[ (سبأ:28) سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن هذا البحث يتكون من مقدمة وفصلين وخاتمة. ألقيت في المقدمة نظرة سريعة على تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية بصفة عامة، وإلى اللغة الفرنسية بصفة خاصة. وبينت في الفصل الأول آراء بلاشير بالنسبة إلى القرآن الكريم، وكونه منزلاً من عند الله وما إلى ذلك. أما الفصل الثاني فقد فصَّلْت فيه القول في بعض أخطائه في ترجمته لمعاني القرآن الكريم، وذكرت ذلك في مبحثين. ذكرت في المبحث الأول بعض أخطائه في المسائل النحوية، كما ذكرت في المبحث الثاني بعض أخطائه في المسائل اللغوية. وذكرت في الخاتمة تعليقات وتوصيات.
مقدمة(1/2820)
إن الترجمة وسيلة تبليغٍ لرسالة الله، وهمزة وصل بين الثقافات، وأداة اتصال وتفاهم بين الشعوب والأمم،لذلك "فإن الحاجة إلى الترجمة ضرورية" كما صرح بذلك سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية رحمه الله([1]). ويرى فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين –رحمه الله- أن ترجمة معاني القرآن الكريم واجبة. وقال: "وأما الترجمة المعنوية فهي جائزة في الأصل؛ لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة لإبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين بالعربية. لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب"([2]) .كما أن الترجمة – شأنها في ذلك شأن كل العلوم تقريباً – سلاح ذو حدين: يمكن استعماله أداة للبناء أو معولاً للهدم.(1/2821)
وقد بدأ الصحابة رضوان الله عليهم في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم([3])، واستغلها المسلمون الأوائل استغلالاً حسناً في جزء لا يستهان به من أنحاء المعمورة، وذلك بشرح معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والكتب الإسلامية المعتمدة، بواسطة مترجمين، للشعوب غير العربية في المجالس العلمية والاحتفالات الدينية. والواقع الملموس يشهد على أن جهود هؤلاء المسلمين الأوائل – مع حسن معاملتهم للناس- قد آتت ثمارها في كل أنحاء العالم، في نشر الإسلام من أقصى الأرض إلى أقصاها في فترة وجيزة وبسرعة مذهلة لم يشهد التاريخ لها مثيلا. وفي المقابل استغل بعض أعداء الإسلام من المنصِّرين و المستشرقين وغيرهم الترجمة في محاربة الإسلام الذي أقضَّ مضجعهم سرعة انتشاره وشدة تمسك معتنقيه به، وذلك رغم كل ما يستعملونه ضد الإسلام من مختلف أنواع التهديد والإغراء ورغم ما يتهمونه به من التخلف والجمود والسحر والشعر والكهانة وغير ذلك، فبدؤوا يفكرون في تطوير هذه الأساليب التي باءت بالفشل الذريع وصارت موضع سخرية لدى الجميع، حتى وصلوا بأفكارهم العنيدة إلى القيام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغاتهم. فرأوا في ذلك ضالتهم المنشودة لما يتيح لهم من فرصة ظهورهم أحيانا في ثياب أصدقاء مع أنهم في الحقيقة أعداء ألدّاء، كما يسهّل عليهم دس السم في الدسم كما يريدون. لذلك اهتموا بترجمة معاني القرآن الكريم اهتماماً كبيراً، ويشجعهم في هذا العمل العدائي ضد كتاب الله الكريم كون عدد قارئي الترجمات أكثر من عدد قارئي النص العربي،وبعبارة أخرى كون المسلمين غير العرب أكثر من المسلمين العرب.
نبذة تاريخية عن تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية(1/2822)
يبدو أن أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم ظهرت إلى حيز الوجود في أوربا الغربية كانت بمبادرة من بيير المحترم Pierre le vénérable ) ) رئيس دير كلوني (Cluny) المتوفى سنة 1156م الذي طلب من بيير الطليطلي Pierre de Tolède أن يقدم له ترجمة لاتينية لمعاني القرآن الكريم. وقد نشرت هذه الترجمة في مدينة بال سنة 1543م، ثم نشرت بعد ذلك بقليل في مدينة زيورخ. وقد قال بلاشير([4]) عن هذا القس ما يلي: "وكان طلبه لترجمة القرآن (الكريم) استمرارا لروح الحروب الصليبية، ومن جهة أخرى لحاجته إلى ما يمحو به أية آثار ما زالت عالقة بذهن المسلمين الأسبان الذين تم تنصيرهم حديثا، ويبدو أن الترجمة التي تمت في مدينة طليطلة لم تكن أمينة بالمرة وكانت غير كاملة".(1/2823)
أما أول ترجمة فرنسية فقد أعدها في منتصف القرن السابع عشر أندريه دوريير André de Ryer.([5]) وعن ترجمة دوريير الفرنسية هذه ترجم القرآن الكريم إلى الإنجليزية بواسطة ألكسندر روس A..Ross عام 1649م، وإلى الهولندية بواسطة جلازماخر Glazemaker عام 1657م ([6]). ومن الترجمات الفرنسية ترجمة سافاري (Savary) الفرنسية التي حظيت برواج كبير في القرنين الماضيين. وقد نشرت هذه الترجمة في عامي 1783 م و 1951 م كما يبدو، وكذلك طبعت ترجمة كازيمرسكي Kasimirskiفي عام 1840 م. ويقول موريس بوكاي([7]): "ويطغى على الترجمات الأولى التصرف الواسع بالنص، لأن همَّ المترجمين كان منصرفا إلى"محاربة البدعة" أكثر من اهتمامهم بدقة الترجمة ومطابقتها لمضمون القرآن الكريم". وقد بلغت ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، حسب إحصائيات الأستاذ حميد الله في مقدمة ترجمته الآنفة الذكر، ستاً وثلاثين ترجمة، أكثرها ترجمات المستشرقين، من ضمنها ترجمة لمستشرقة كتبت على ترجمتها اسماً شبه مستعار([8]). وحاولت في ترجمتها أن تحذو حذو بلاشير في ترجمته، وأن تقتدي به في كثير من الأحيان، وهو ما جعلها تقع في أخطاء كثيرة.([9]) وقد كتبت ترجمتها
بتشجيع من لوي ماسينيون . Louis Massignon([10])
وقد ظهر عدد كثير من هؤلاء المترجمين المستشرقين "في ثياب صديق" كأمثال جاك بيريك وريجيس بلاشير وغيرهما. فقد كان جاك بيريك عضوا بالمجمع اللغوي المصري، كما كان ريجيس بلاشير من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق !!! ولقد عانى القرآن الكريم الأمرّين من هذين " العضوين" في ترجمتيهما لمعانيه. وبما أن (ما لا يدرك كله لا يترك كله) سأحاول الإشارة في هذه العجالة إلى بعض الأخطاء أو المغالطات التي لاحظتها في ترجمة ريجيس بلاشير هذا العضو للمجمع العلمي العربي بدمشق.
فمن ريجيس بلاشير ؟(1/2824)
ريجيس بلاشير (Régis Blachère) (1318–1393هـ = 1900–1973م) من أشهر مستشرقي فرنسا في القرن العشرين ومن أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق(!). ولد في مونروج (من ضواحي باريس). تعلم العربية في الدار البيضاء (بالمغرب) وتخرج في كلية الآداب في الجزائر (1922م) و عين أستاذاً في معهد الدراسات المغربية العليا في الرباط (1924– 1935م) وانتقل إلى باريس محاضرا في السوربون (1938م)، فمديراً لمدرسة الدراسات العليا العلمية (1942م) وأشرف على مجلة "المعرفة" الباريسية، بالعربية والفرنسية. وألف بالفرنسية كتبا كثيرة ترجم بعضها إلى العربية، ونجح في فرض تدريسها في بعض المعاهد الثانوية الفرنسية. من كتبه:
1 – ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية في ثلاثة أجزاء، أولها مقدمة القرآن الكريم. ثم نشر الترجمة وحدها في عام 1957م ثم أعيد طبعها عام 1966م.
2 – تاريخ الأدب العربي، نقله إلى العربية د. إبراهيم الكيلاني.
3 – قواعد العربية الفصحى.
4 – أبو الطيب المتنبي، نقله إلى العربية د. أحمد أحمد بدوي.
5 – معجم عربي فرنسي إنكليزي.
الفصل الأول : منهج بلاشير في الترجمة
1 - في عام 1949م قام ريجيس بلاشير بترجمة معاني القرآن الكريم. وفي الطبعة الأولى وضع ترتيب السور وفق نزولها، سيرا على نهج بعض المترجمين البريطانيين، وذلك بقصد تفسير التشريع على ضوء الوقائع التاريخية. ثم تخلى عن ذلك في الطبعات التالية بعدما اقتنع بعدم جدوى مخالفة ترتيب المصحف العثماني.
2 - ويذكر دائما في مقدمة السورة مصدر اسمها وآراء المفسرين المسلمين وغير المسلمين في مكيتها أو مدنيتها جزئيا أو كليا. لكنه يرجِّح آراء غير المسلمين في أغلب الأحيان، وقد يذكر معلومات أخرى عن السورة.
3 - ويترجم بعض الآيات مرتين أو أكثر، إذا رأى أن للآية أكثر من معنى.(1/2825)
4 - ويذكر في ترجمته رقمين للآية: الرقم الأول هو رقمها حسب طبعة فلوجل للمصحف الذي اعتمد في عدِّ آياته على ترقيم خاص به مخالف لما عليه علماء الأمة، والرقم الثاني رقمها حسب طبعة القاهرة. وقد أشار إلى ذلك في " التنبيه " الذي كتبه قبل مقدمة ترجمته قائلا([11]) إن: "الآية في ترجمته تحمل رقمين: الرقم الأول (أي رقم طبعة F lugel) هو الذي ما زال يستعمل غالبا في أوروبا، والرقم الثاني هو رقم طبعة القاهرة".
5 - اعتمد في ترجمته –كما يدعي- على أربعة تفاسير وهي: الطبري، والبيضاوي، والنسفي، والرازي. ولكن عند قراءة ترجمته يلاحظ أنه يرجح دائما آراء المستشرقين على ما جاء في هذه الكتب.
6 – ومن آرائه أنه يرى أن بعض الآيات إلحاقية نزلت متأخرة عن الآية السابقة لها. ويشير إلى هذه الآيات التي يراها متأخرة بطباعتها بطريقة خاصة تميزها عن الآيات الأخرى وذلك إما بطباعتها في الجانب الأيمن من الصفحة أو بطباعتها بحرف مائل. ومثال ذلك الآية 129 في سورة النساء ([12]).
7 - ويدَّعي في مواضع أن الآيات ناقصة، فيأتي بعبارات من التوراة ليستكمل بها هذا النقص المزعوم.
8 - كما قام بنقل بعض الآيات من أماكنها.
وقد وصف جاك بيرك ترجمة بلاشير هذه بقوله: "ترجمة بلاشير لها مزاياها، فهو من أفضل المستشرقين الأوربيين اطلاعاً وضلاعة في قواعد اللغة العربية وآدابها، ولكن من نواقصه أنه كان علمانياً، أي أنه لم يكن قادراً على تذوق المضمون الروحي للقرآن وأبعاده. … إن ترجمته للقرآن – على الرغم من مزاياها- فإن لها نواقصها، ولكنها تبقى من أفضل الترجمات القرآنية للقرآن مع ترجمة الجزائري حمزة بوبكر) ([13]).
موقفه تجاه القرآن الكريم(1/2826)
هدف المستشرقين في ترجماتهم لمعاني القرآن الكريم معروف. وهو محاربة القرآن الكريم بالقرآن الكريم نفسه. وذلك بما يبثون في ترجماتهم ومقدماتهم وحواشيهم من أكاذيب وافتراءات يحاولون بذلك إقناع القراء بأن القرآن الكريم من تأليف محمد e، لأنهم يرون أن ذلك يصيب الإسلام في الصميم. وتقع مقدمة([14]) الطبعة الأولى لترجمة بلاشير في 310 صفحة ضمنها عدة موضوعات، منها:
- تدوين القرآن الكريم.
- وصف للمصحف العثماني.
- انتقادات مثارة من خلال النص القرآني.
- الترجمات الأوربية.
أما طبعة عام 1980م للترجمة المذكورة([15]) والتي نحن بصدد دراستها الآن، فلم تتجاوز مقدمتها عشر صفحات، حاول فيها تقسيم فترة النبوة المحمدية إلى أربع مراحل، ضمنها تحليلات وتعليقات مزيفة تهيئ ذهن القارئ لقبول ما يختلقه في ترجمته من افتراءات للنيل من القرآن الكريم. وسترى نماذج من هذه الافتراءات في الصفحات القادمة إن شاء الله.
وهذا يدل على ما بذله بلاشير – الذي هو من أشهر المستشرقين- من مجهودات مضنية لتحقيق هذا الهدف الاستشراقي.
بيان لآراء بلاشير في القرآن الكريم
1- التشكيك في أصالة ترتيب سور القرآن الكريم:([16])
ذكر بلاشير أنه: "لم تعد هذه النصوص القرآنية تظهر حسب تسلسل الوحي، لكن طبقا لتدرج طول سورها تنازليا. وبناء على ذلك يمكن القول إلى حد بعيد إننا نقرأ القرآن (الكريم) اليوم مقلوبا، لأن النصوص الأولى (يعني السور)، التي هي الأطول، هي على العموم آخرها وصولا إلى محمد e".اهـ فقد بدأ بلاشير بادئ ذي بدء بالتلميح إلى أن القرآن الكريم كان في البداية مرتبا حسب تسلسل النزول، أي كما سبق أن قام هو بترجمته مرتبا بحسب النزول، ثم تغير الترتيب حسب ترتيب طول السور تنازليا.(1/2827)
فرأيه هذا غير صحيح،فلم يتغير ترتيب سور القرآن الكريم لا تنازليا ولا تصاعديا، بل هو كما كان منذ عهد النبوة. فقد ثبت في كتب التفاسير والأحاديث الموثوقة أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتبة يكتبون القرآن الكريم، يقول لهم: ضعوا آية كذا في مكان كذا في سورة كذا، وأنه كتب كل القرآن الكريم في حياته في الرقاع واللخاف طبقا لتوجيهاته عليه الصلاة والسلام.
2- زعمه أن القرآن الكريم من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ومن أقواله في ترجمته لدعم هذه الفرية:
أ - كتب في حاشية الصفحة 48 معلقاً على الآية: ]سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم[ (البقرة:142) ما يلي: "بقي (أي القدس) قبلة المسلمين مدة 16 أو 17 شهراً أي حتى يئس محمد صلى الله عليه وسلم من ولاء إسرائيل ثم تحول إلى الكعبة". هذه إشارة واضحة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بكل ذلك من تلقاء نفسه بدون وحي من السماء، لأن القرآن الكريم، كما يزعم، من تأليفه.
ب - وفي تعليقه في حاشية الصفحة 53 على هذا الجزء من الآية الكريمة ]فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة[ (البقرة:178)، قال: "في هذه الآية إقرار- بكل بساطة- للدية التي كانت سائدة في الجاهلية" ثم جاء بكلمات منمقة ليخفف من وطأة هذه التهمة الشنيعة التي يؤكد فيها تأثير حكم الجاهلية في الشريعة الإسلامية، متناسياً استهجان الإسلام الصريح لهذا الحكم في قول الله تعالى: ] أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون[ (المائدة:50).
ج - ما قال في مقدمة سورة الأنعام (ص151) من وجود آيات هامة في هذه السورة أدخلت عليها تعديلات بعد الهجرة إلى المدينة المنورة بزمن وجيز.(1/2828)
د - كما زعم في مقدمة سورة إبراهيم (ص 278-279) أن الآيات الخاصة بسيدنا إبراهيم في هذه السورة (أي من الآية الـ 38 إلى 42) هي بكل تأكيد نصوص قديمة تمَّ تنقيحها بالمدينة المنورة.
هـ– ومن تخميناته السخيفة في حاشية الصفحة 484 ما قال في قوله تعالى: ]…وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم … [ (ص:24) من أن هذا الجزء الذي يمكن عدُّه تفكيراً لداود u حسب زعمه، أضيف إلى الآية مؤخراً ليكون عبرة مستخلصة من القصة.
و – وفي الصفحة 664 استدل بطول الآية الثالثة نسبياً في سورة العصر على أن هذه الآية ضمت مؤخراً.
3 – إيهامه بأن القرآن الكريم تأثر باليهودية والنصرانية
أ - قال في حاشية الصفحة 69 معلقا على قوله تعالى: ] أو كالذي مر على قرية [(البقرة:259) "إن هذه القصة مطابقة للأسطورة المنتشرة جداً في الشرق وفي الثقافة اليهودية النصرانية".
ب – علق في حاشية الصفحة 589 على الآيتين الكريمتين (23 و24:الحشر) بأنهما تذكّران بالتأبينات اليهودية قلبا وقالبا.
4 – زعمه أن بعض الآيات في غير محلها
أ- وصلت به الجرأة على كتاب الله العزيز إلى أن قال في حاشية الصفحة 96: إن قوله تعالى] فأثابكم غما بغم[ (آل عمران:153) قد تغير مكانه في الآية! ثم تقدم باقتراحين، أولهما: وضعه على رأس الآية لتكون كما يلي: (فأثابكم غما بغم إذ تصعدون ولا تلوون على أحد…)، والثاني: وضعه على رأس الآية 154 فتكون كما يلي: (فأثابكم غما بغم ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا…).(1/2829)
ب - ومن غرائب أعماله الشنيعة ما قام به في الصفحة 478 من تغيير مكان هاتين الآيتين:} فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم[ (الصافات:88، 89). فقد غيَّر مكانهما بالفعل ووضعهما بعد الآية 99 فكان الترتيب كما يلي: (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم رب هب لي من الصالحين….) ثم قال في الحاشية، بعد ما استبعد صحة أقوال المفسرين، إن قبول هذا التغيير يجعل تتمة القصة الثانية سليمة.
5- اتهام المفسرين بتغيير معنى بعض الآيات طبقا للجو السياسي
أ- وزعم أيضا في حاشية الصفحة 305 معلقا على قوله تعالى: ]سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى[ (الإسراء:1) أن المسلمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم (أي الصحابة رضي الله عنهم) كانوا يرون -فيما يبدو- أن المراد من المسجد الأقصى مسجد في السماء([17])، وأن الإسراء يعني المعراج أي الصعود في السماء، ولكن في عهد الأمويين كانت هناك محاولة لتجريد مكة المكرمة من مركزها الفريد عاصمةً للإسلام، وتبعا لذلك لم يعد المسجد الأقصى مسجدا سماويا لكنه صار يعني مدينة في دولة يهودية.
6 – الاعتماد على القراءات الشاذة لغرض في نفسه
أ - ومن مزاعمه ما قال في حاشية الصفحة 429 معلقا على قوله تعالى:
]الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون [ (الروم:1-3). فقد جاء بقراءتين:
أولاهما: (غُلِبت) بصيغة المبني للمجهول. اعترف في البداية بإجماع كل القراء تقريبا على هذه الصيغة. ثم جاء باعتبارات تاريخية (معتمدا في ذلك على آراء استشراقية) مفادها استبعاد صحة معنى قراءة "غلبت" بالمبني للمجهول.(1/2830)
والقراءة الثانية (غَلَبت) بصيغة المبني للمعلوم. وبعد ما استبعد أن يكون المراد هنا انتصار الروم على فارس في عام 624م، أضاف،بعد كلام، أنه يمكن التفكير في أنها (أي الآيات المذكورة) جاءت لرفع معنويات المسلمين بعد هزيمتهم في غزوة مؤتة بينهم وبين البيزنطينيين عام 8هـ (630م). والخبر، في هذه الحالة، ينم عن عداوة ضد الروم.
7 – اعتماده على رواية غير ثابتة للإساءة إلى القرآن الكريم
أ - ومما يدل على تصميمه على النيل من القرآن الكريم: قيامه عند ترجمة معاني سورة النجم في الصفحة 561 بإضافة (وإنها الغرانيق العلى وإن شفاعتهنَّ لترتجى) بعد الآية الـ 20 بدون تعليق([18]). فقد جعل هاتين الجملتين آيتين في القرآن الكريم. وكان عند تعليقه في الصفحة نفسها على قوله تعالى: ]عند سدرة المنتهى[ (النجم:14) قد جاء ببعض ما قال المفسرون ثم أيد ما زعم أنه توصل إليه كايتانيCaetani وهو أن "المنتهى" مكان معلوم قرب مكة المكرمة، وأن المراد بقوله تعالى: ]إذ يغشى السدرة ما يغشى [ (النجم:16) هو: الفصل الذي يغشى السدرة فيه ما يغشى من الثمار العنبية.
8 – النيل من شخص النبي صلى الله عليه وسلم
أ – ومن مزاعمه المغرضة تعليقه في حاشية الصفحة 584 على قوله تعالى:
]يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة[ (المجادلة:12) من أنه لم يذكر اسم المستفيد أو المستفيدين من هذه الصدقة، وأنه ليس من المستبعد أن يكون المستفيد محمدا صلى الله عليه وسلم بصفة كونه رئيسا للأمة.([19])
ب - وفي تعليقه في حاشية الصفحة 655 على قوله تعالى: ] ألم نشرح لك صدرك [(الشرح:1) قال: "أدت هذه الآية إلى صياغة الأسطورة القائلة إنه جاء ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سن الصبا وفتح صدره وأخرج قلبه ثم غسله فملأه بالإيمان والتقوى".
9 – تغيير ترتيب كلمات وإقحام كلمات في الترجمة للإساءة إلى أسلوب القرآن الكريم(1/2831)
أ - وأحيانا يغير ترتيب كلمات بعض الآيات مع إضافة كلمات أخرى عند ترجمتها ليبث بعض سمومه، كما فعل في الآية الكريمة التالية: ]زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب [ (آل عمران:14) فقد ترجم أول هذه الآية الكريمة في الصفحة 77 كما يلي: Pour les hommes, ont été parés ( de fausses apparences ) l’amour des voluptés tirées des femmes, ( l’amour ) des fils, ……….. أي: "للناس زينت (المظاهرالكاذبة) من حب الشهوات المستخرجة من النساء (حب) البنين والقناطير…" إلى آخر الآية.فقد استعمل كلمة "حب" مرتين وأقحم كلمة "المستخرجة" في الترجمة ليوهم القارئ أن القرآن الكريم يستعمل العبارات النابية المستهجنة متناسيا في ذلك ما جاء في قوله تعالى: ]لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم [ (النساء:148).
10 – افتعال بعض الأخطاء لغرض في نفسه
19 - و في الصفحة الـ 657، ترجم ] اقرأ باسم ربك الذي خلق [ (العلق:1) كما يلي: “ Prêche au nom de ton Seigneur qui créa !” أي: (عظ باسم ربك الذي خلق) وهذا يعني أن معنى القراءة الوعظ. ثم قال في الحاشية ما يلي: " "اقرأ" معناه "عِظ" ليس معناه " اقرأ " كما يترجم غالبا" انتهى كلامه. أليس الغرض من هذه الترجمة المفتعلة الكاذبة التشكيك في اهتمام القرآن الكريم بالعلم الذي لا يُنال إلا بالقراءة ؟ " وإلا فلماذا لم يترجم كلمة " اقرأ " في ]اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا[ (الإسراء:14) كما ترجمها في سورة العلق ؟ فقد ترجمها هنا بكلمة Lis أي "اقرأ". وقد أشار د. موريس بوكاي في كتابه " القرآن الكريم والعلم العصري " المترجم إلى العربية (صفحة الترجمة 131) إلى الازدواجية الخبيثة المماثلة التي استعملها في ترجمة كلمة " أزواجا " في سورتي الرعد ويس.(1/2832)
11- بث السموم للتشكيك في أصالة النص القرآني:
فمن ذلك:
أثبت العبارة التالية: en son état actuel أي (في وضعه الحالي)، كأن النص القرآني انتقل من وضع سابق إلى وضعه الحالي (انظر أول سور: النساء، والحجر، والزمر، وعلى حاشية الصفحتين 76 و 289 وفي الصفحة 436). وسبق أن زعم بلاشير أن ([20]): (تدوين القرآن الكريم كان جزئيا وناتجا عن جهود فردية ومثارا للاختلاف). لكن الحقيقة التي يشهد بها التاريخ الصحيح هو أن ([21]): "الواقع الذي عليه المسلمون منذ أربعة عشر قرناً هو تمسكهم الشديد بالمحافظة على الوحي القرآني لفظاً ومعنى، وليس ثمة مسلم يستبيح لنفسه أن يقرأ القرآن بأي لفظ شاء ما دام يحافظ على المعنى. وليبحث المستشرقون اليوم في أي مكان في العالم عن مسلم يستبيح لنفسه مثل ذلك وسيعييهم البحث، فلماذا إذن هذا التشكيك في صحة النص القرآني وهم يعلمون مدى حرص المسلمين في السابق واللاحق على تقديس نص القرآن لفظاً ومعنى؟ إنهم يبحثون دائماً –كما سبق أن أشرنا – عن الآراء المرجوحة والأسانيد الضعيفة ليبنوا عليها نظريات لا أساس لها من التاريخ الصحيح ولا من الواقع. فنحن المسلمين قد تلقينا القرآن الكريم من الرسول e، وهو بدوره تلقاه وحياً من الله. ولم يحدث أن أصاب هذا القرآن أي تغيير أو تبديل على مدى تاريخه الطويل. وهذه ميزة فريدة انفرد بها القرآن وحده من بين الكتب السماوية كافة، الأمر الذي يحمل في طياته صحة هذا الدين الذي ختم به الله سائر الديانات السماوية".
الفصل الثاني : ضعف بلاشير في اللغة العربية(1/2833)
هذه الأمثلة غيض من فيض، أما الأخطاء النحوية واللغوية في هذه الترجمة فحدث عنها ولا حرج. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ما من شك في تمكن بلاشير من اللغة الفرنسية. أما ما يخص اللغة العربية، فالمفروض، بصفة كونه عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، أن يكون متمكناً منها. إلا أن ترجمته لكثير من الآيات تؤكد عكس ذلك. فالأخطاء متفشية في كل صفحات ترجمته. وهذا يؤكد ما كتبته الدكتورة زينب عبد العزيز في كتابها " ترجمات القرآن إلى أين؟ (وجهان لجاك بيرك) من أنه([22]) "… أثبتت الدراسات التي قام بها العلماء العرب والمسلمون بأن أولئك المستشرقين الذين يدعون فهم العربية، هم في الحقيقة لا يحسنونها.. وعلى الرغم من هذا الجهل الواضح بالعربية –مع أنها أداة العمل العلمي الرئيسة-، فهم يصدرون أحكاما مغرضة من حيث الشكل والمضمون وأمانة تنزيه القرآن، وذلك فيما يكتبونه من مقدمات علمية ليست في الواقع سوى معاول هدم متعددة الأوجه، تدور حول محور أساسي واحد هو: زعم أن القرآن عقبة في سبيل ارتقاء الأمم الإسلامية!! وذلك بعينه هو ما كان يردده اللورد كرومر في كتابه في مطلع هذا القرن (أي: القرن الماضي) وبناء على آراء مستشاريه من المستشرقين: "أن القرآن هو المسؤول عن تأخر مصر في مضمار الحضارة الحديثة" أو "لن يفلح الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن" اهـ.
وسنعالج هذه الأخطاء في مبحثين. ففي المبحث الأول نذكر بعض أخطائه في المسائل النحوية، وفي الثاني بعض أخطائه في المسائل اللغوية.
المبحث الأول : من الأخطاء النحوية
1- ترجم قوله تعالى: } وما كنتم تكتمون [ (البقرة:33) كما يلي: ce que vous tenez secret فقد أسقط ترجمة “كنتم" والصحيح ce que vous teniez secret بوضع حرف "I" بين n و e في كلمة “ tenez”. وهذا الحرف يحل محل " كنتم " في مثل هذا الفعل في اللغة الفرنسية .(1/2834)
2 - ترجم قوله تعالى: ]وتنسون أنفسكم [ (البقرة:44) كما يلي: Alors que vous-mêmes ( l’ ) oubliez معنى هذه الترجمة: (وأنتم بأنفسكم تنسونه) فقد جعل كلمة (أنفسكم) تأكيدا لضمير الجمع في لفظ (وتنسون)، مع أنها مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره. لو كان تأكيدا لكان مرفوعا؛ لأن واو الجماعة في (وتنسون) ضمير مبني في محل رفع فاعل، والتأكيد يتبع المؤكد في إعرابه. والصحيح Vous-vous oubliez.
3 - ترجم قوله تعالى ] اهبطوا مصرا [ (البقرة:61) كما يلي: Descendez en Egypte أي (اهبطوا مصر) البلد المسمى حالياً بـ: (جمهورية مصر العربية). فقد جعل كلمة (مصر) علماً لهذا البلد المعروف، في حين أن هذه الكلمة نكرة؛ لأنها منصوبة بفتحتين وتعني مصراً غير معينّ، أي اهبطوا أيّ مصر، وهذا ما رجحه الإمام الطبري([23]) وبناء على ذلك فإن الترجمة الصحيحة كما يلي Descendez dans n’importe quelle ville.
4 - ترجم قوله تعالى: ]حتى يأتي الله بأمره[ (البقرة:109) كما يلي Jusqu’à ce que Dieu vienne avec Son ordre أي (حتى يأتي الله مع أمره). ويبدو أنه لا يعلم أو لم يدرك أن حرف الباء يستعمل في تعدية الفعل اللازم كما جاء في هاتين الآيتين الكريمتين: ]فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بهامن المغرب[ (البقرة:258) و ]إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد[ (فاطر:16). فالترجمة الصحيحة كما يلي Que Dieu fasse venir son ordre..
5 - ترجم قوله تعالى ]وأن تصوموا خير لكم[ (البقرة:184) كما يلي: Jeuner est un bien pour vous أي (والصوم حسن لكم).وهذا خطأ، لأن كلمة (خير) هنا اسم تفضيل([24]). وبناء على ذلك فإن الترجمة الصحيحة كما يلي Il vaut mieux pour vous de jeuner.(1/2835)
6 - ترجم لفظ " المساجد" في قوله تعالى ] ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد [ (البقرة:187) كأنه مفرد، ثم أضاف لفظ sacrée أي "الحرام" كأن المراد هنا هو المسجد الحرام. وأشير هنا إلى أن مثل هذه الإضافات التي تخل بالمعنى أو تجعله غامضا متفشية في هذه الترجمة.
7 - في قوله تعالى ] وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها [ (البقرة:205) ترجم عبارة "وإذا" الشرطية بعبارة qui أي "الذي" الموصولة، فجاءت ترجمته كما يلي: qui ( te ) tourne le dos أي الذي يتولى..الخ. والترجمة الصحيحة لحرف الشرط "وإذا" كما يلي et quand وباستعمال هذه الترجمة الصحيحة مع إضافة il قبل عبارة s’évertue يستقيم المعنى ويتضح ويكون مطابقا لمعنى الآية الكريمة.
8 - ترجم قوله تعالى ]ستذكرونهن[ (البقرة:235) كما يلي Que vous songez à ( ces femmes ) أي (تذكرونهن)، حذف ترجمة معنى حرف التسويف "س". فالترجمة الصحيحة كما يلي Que vous allez songer……. . 9 - وكذلك ترجم " ستدعون " في قوله تعالى ] ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد [ (الفتح:16) كما يلي vous êtes appelésأي "تدعون". فقد حذف ترجمة سين التسويف، والترجمة الصحيحة كما يلي
vous serez appelés
10 - قوله تعالى ] والكافرون هم الظالمون [ (البقرة:254) ربط هذا الجزء من الآية بالذي قبله بأداة وصل وضعها بين قوسين، ولم يراع فيه علامة الوقف الجائز التي تدل على كون الوقف أولى، كما استعمل seront مكان sont فكانت ترجمة معاني الآية كما يلي: (قبل أن يأتي يوم لابيع فيه… ويكون الكافرون فيه الظالمين). الصحيح هو أن تحذف أداة الوصل où وتوضع كلمة sont في مكان كلمة seront.(1/2836)
11 - ترجم قوله تعالى ] يرونهم مثليهم رأي العين [ (آل عمران: 13) كما يلي A vue d’oei, ils se voyaient à nombre égal أي "رأي العين كانوا يتراءون في عدد مماثل" فقد ترجم "مثليهم" كأنه مفرد، وذلك لأنه لا يعلم -كما يبدو- وجوب حذف نون المثنى ونون جمع المذكر السالم للإضافة. وعلاوة على ذلك، ترجم "يرونهم" بـ "يتراءون" وهذا خطأ، فالترجمة الصحيحة كما يلي: à vue d’oeeil, ils les voyaient deux fois plus nombreux qu’eux.
12 - قوله تعالى ] ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [ (آل عمران:97) علق في الحاشية على "ومن كفر" بقوله إن "الجملة بقيت معلقة". والصحيح أن الجملة كاملة تماما، ويتبين ذلك في إعراب الآية المذكورة وهو كما يلي: "ومن": أداة الشرط، "كفر" فعل الشرط ، وجملة "فإن الله غني عن العالمين" جواب الشرط، لذلك بدأت بالفاء؛ فإن جواب الشرط يقترن بالفاء إن كان جملة اسمية.
13 - قوله تعالى ] ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ (الرعد:28) اعتبر كلمة "ألا" كأنها مركبة من همزة الاستفهام و "لا" النافية، مع أنها حرف تنبيه. فجاءت ترجمته كما يليpar l’édification d’Allah les coeurs ne se tranquilisent-ils point ? أي "بذكر الله أليست القلوب تطمئن؟" وكذلك ترجم كلمة "ألا" في قوله تعالى في كل من ] ألا إنهم هم المفسدون …. ألا إنهم هم السفهاء (البقرة:12 و13)، … ألا لله الدين الخالص… ألا هو العزيز الغفار … ألا ذلك هو الخسران المبين[ (الزمر:3 و5 و15) .(1/2837)
14 - ترجم قوله تعالى ] لتبلون في أموالكم وأنفسكم [ (آل عمران:186) كما يلي: Nous vous éprouverons dans vos biens et vos personnes أي "لنبلونكم في….." فقد جعل "لتبلون" مبنيا للمعلوم وهو مبني للمجهول، كما جعل نائب فاعله مفعولا به واخترع من تلقاء نفسه فاعلا غير موجود في النص، وهو ضمير المتكلم المعظم نفسه أو معه غيره. الحاصل أنه لم يفهم (لتبلون) فجعله (لنبلونكم) وترجم الآية في ضوئه. فالترجمة الصحيحة كما يلي Vous serez éprouvés.
15 - ترجم (أن تجعلوا) في قوله تعالى ] أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا [ (النساء:144) كما يلي qu’ils donnent أي (أن يجعلوا): كأن الضمير لجمع المذكر الغائب، وهذا خطأ فالضمير لجمع المذكر المخاطب. فالترجمة الصحيحة كما يلي voudriez-vous que vou donniez ( ou voudriez- vous donner ).
16 - ترجم قوله تعالى ] لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك [ (المائدة:28) كما يلي Assurément, si tu portes la main sur moi tu me tueras, ( car ) moi, je ne porterai point la main sur toi pour te tuer أي (لئن بسطت إلي يدك لقتلتني (لأنه) ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك)، والصحيح كما يلي Assurément,
si tu portes la main sur moi pour me tuer, moi,je ne porterai pas la main sur toi pour te tuer يبدو أن المترجم عدَّ اللام في (لتقتلني) مفتوحة وجوابا للقسم ولم ينتبه لعدم وجود نون التوكيد التي تجب في آخر مثل هذا الفعل. ولم يعلم أيضا أن (ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) جواب القسم بل عدَّه جملة مستقلة، لذلك أضاف (لأنه) في أوله.لم يدخل حرف الفاء على (ما أنا) لأنه جواب القسم.
17 - قوله تعالى ] من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم[ (الأنعام:54) عد الشرط هنا معلقا، مع أن جواب الشرط مذكور (انظر الرد علىما قال في الآية 97 من سورة آل عمران ).(1/2838)
18 - ترجم قوله تعالى ]لست مرسلا[ (الرعد:43) في صيغة استفهامية بدلاً من صيغة نفي، كما يليN’es-tu pas un Envoyé ? أي "ألست مرسلا"؟، ربما عدَّ الألف الزائدة في آخر كلمة "كفروا" كأنها همزة استفهام، فقرأ كما يلي "ويقول الذين كفرو ألست مرسلا" بدلا من ]ويقول الذين كفروا لست مرسلا[ (الرعد:43)، فالترجمة الصحيحة كما يلي:Tu n’es pas un Envoyé..
19- ترجم " الخيل والبغال والحمير" في قوله تعالى ] والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة[ (النحل:8) كما يلي le cheval, le mulet, l’âne أي "الفرس والبغل والحمار" فقد عد كلا منها مفردا مع أنه جمع.
20 - ترجم قوله تعالى: ] ويوم يحشرهم [ (الفرقان:17) كما يلي le jour où ( les impies ) seront reunis أي: "ويوم يحشرون" أي ترجم الفعل كأنه مبني للمجهول مع أنه مبني للمعلوم.
21 - ترجم قوله تعالى ]قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء [ في الآية 18 من سورة الفرقان كما يلي:
(les faux dieux) répondront: Gloire à Toi ! il ne convenait pas à nous qu’en dehors de Toi nous fussions pris comme des patrons
أي: "قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نُتخَذ من دونك أولياء". فقد ترجم " أن نَّتَّخِذَ " كأنه فعل مبني للمجهول مع أنه –في المصحف الذي ترجم منه- مبني للمعلوم. فالترجمة الصحيحة كما يلي:
….Gloire à Toi ! il ne convenait pas à nous de prendre en dehors de Toi des patrons…(1/2839)
22 - ترجم قوله تعالى ] الملك يومئذ الحق للرحمن [ (الفرقان:26) كما يليLe Royaume, ce jour-là, ( et ) la vérité appartiennent au Bienfaiteur أي "المملكة يومئذ والحق للرحمن" فقد جعل كلمة "الحق" معطوفا على كلمة "المملكة" مع أنه نعت له. والخطأ الثاني هنا أنه ترجم "الملك" بـRoyaume أي "المملكة" والصواب " Royauté "، فالترجمة الصحيحة كما يلي .Ce jour-là la vraie royauté appartient au Bienfaiteur .
23 - ترجم قوله تعالى ] يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا[ (الفرقان:69) كما يلي: pour lequel le Tourment sera pour lui doublé au jour de la Résurrection , et pour lequel il restera أي "للذي يضاعف له العذاب يوم القيامة وللذي يخلد..". يجب حذف pour lequel أي "للذي" في كلا الموضعين، لأنهما زيادتان بدون فائدة، لتكون الترجمة كما يلي: le tourmrnt sera doublé pour lui le jour de la Résurrection et il restera .
24- ترجم "ستدعون" في قوله تعالى ] ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد[ (الفتح:16) كما يلي: vous êtes appelés أي "تدعون" حذف معنى سين التسويف، فالترجمة الصحيحة كما يلي: vous serez appelés.
25 - ترجم "يقولون" في قوله تعالى ]أم يقولون نحن جميع منتصر[ (القمر:44) كما يلي direz-vous أي "ستقولون" فقد جعل ضمير الفعل لجمع المذكر المخاطب، وهذا خطأ، فالضمير لجمع المذكر الغائب. كما أضاف سين التسويف، والصحيح حذف هذا الحرف، فالترجمة الصحيحة.disent-ils.
26 - ترجم قوله تعالى ]والساعة أدهى وأمر[ (القمر:46) كما يلي Or l’Heure est très cruelle et très amère أي "والساعة شديدة الدهاء وشديدة المرارة". فلم يراع في الترجمة معنى أفعل التفضيل فجاء محله كلمتا "الدهاء" و"المرارة"، لذلك يجب أن تكون الترجمة كما يلي: plus cruelle et plus amère.(1/2840)
27 - ترجم "وأكيد" في قوله تعالى ]وأكيد كيدا[ (الطارق:16) كما يليj’ourdirai أي "سأكيد" أي زاد سين التسويف من تلقاء نفسه. والصحيح إحلال S محل rai لتكون الكلمة كما يلي j’ourdis.
المبحث الثاني : من الأخطاء اللغوية
1 – ترجم قوله تعالى: ]ويستحيون نساءكم[ (البقرة:49) كما يلي: Et couvraient de honte vos femmes أي "يغطون بالحياء نساءكم" ظنا منه أن "يستحيون" من الحياء، و الراجح أنه من الحياة كما جاء في الطبري. فالترجمة الصحيحة كما يلي: laissaient vivantes vos femmes.
2 – ترجم "عند ربكم" في قوله تعالى: ] أويحاجوكم عند ربكم [ (آل عمران:73) كما يلي qui touche votre Seigneur أي "الذي يمس ربكم" والصحيح كما يلي auprès de votre Seigneur.
3 - ترجم قوله تعالى: ] وإذ جعلنا البيت مثابة [ (البقرة:125) كما يلي Quand nous fimes du Temple ( de la Mekke ) أي "معبد (مكة)". فقد ترجم "البيت" بـ "المعبد" ثم أضاف إليه اسم مكة المكرمة من تلقاء نفسه ! والصحيح هو كما يلي Quand nous fimes de la Maison مع كتابةM بالحرف الكبير، لأن المراد بالبيت هنا بيت الله الحرام.
4 – ترجم "الصالحين" في قوله تعالى: ] وإنه في الآخرة لمن الصالحين[ (البقرة:130) كما يلي saints أي "القديسين" والصحيح vertueux.
5 – ترجم قوله تعالى: ]وإن كانت لكبيرة[ (البقرة:143) كما يلي C’est là un grand péché أي "هنا إثم كبير". والصحيح C’était vraiment difficile.
6 - ترجم قوله تعالى: ] يأت بكم الله جميعا [ (البقرة:148) كما يلي Dieu marchera avec vous ensemble أي "يمشي الله معكم جميعا". والصحيح Dieu vous ramenera tous.(1/2841)
7 - ترجم قوله تعالى:] ما بين أيديهم وما خلفهم [ (البقرة:255) كما يلي entre les mains des (hommes) et derrière eux فقد ترجم "ما بين أيديهم" ترجمة حرفية،كما ترجم ضمير جمع المذكر "هم" بـ "الناس" مع أن هذا الضمير يشمل أيضا الجن والملائكة وغيرهم، فجاءت ترجمتها كما يلي "ما بين أيدي الناس" والترجمة الصحيحة كما يلي devant eux et derrière eux.
8 - كرر الخطأ نفسه في ترجمة ] ما بين أيديهم وما خلفهم [ (طه:110).
9 - ترجم قوله تعالى: ] نؤته منها [ (آل عمران:145) كما يلي Nous lui en donnerons une part أي "نؤته منها نصيبا". فكلمة "نصيبا" غير موجودة في النص ولا حاجة إلى إضافتها، بل يجب التقيد بالنص القرآني هنا تماما بدون أي إضافة، لأن ذلك يأتي بالمعنى الصحيح بكل وضوح.
10 - أثبت ترجمتين لقوله تعالى: ] وشاورهم في الأمر[ (آل عمران:159) مرتين كما يلي consulte-les donc ( désormais) sur toute affaire أي "شاورهم (من الآن فصاعدا) في الأمركله"، والثانية: كما يلي consulte-les donc sur cette affaire أي "شاورهم في هذا الأمر" والصحيح حذف "من الآن فصاعدا" من الأولى وحذف "هذا" من الثانية، لتكون الترجمة كما يلي Consulte-les sur toute affaire.
11 - ترجم قوله تعالى: ]الذين قالوا لإخوانهم [ (آل عمران:168) كما يلي ( Ce sont ceux-là ) qui ont dit de leurs frères أي "(هؤلاء هم) الذين قالوا في إخوانهم" وهذا خطأ. فالترجمة المطابقة للنص هي حذف عبارة ce sont ceux-là واستعمال حرف à مكان de وبذلك تكون الترجمة كما يلي qui ont dit à leurs frères .
12 - ترجم قوله تعالى: ]حتى يأتينا بقربان[ (آل عمرن:183) كما يلي avant qu’il nous impose une oblation أي "قبل أن يفرض علينا قربانا". فقد ترجم "يأتينا" بـ nous impose أي "يفرِض علينا". فالترجمة الصحيحة كما يلي avant qu’il nous apporte une oblation..(1/2842)
13 - ترجم قوله تعالى: ]من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض [ (آل عمران:195) كما يلي soit homme, soit femme: vous participez les uns des autres أي "من ذكر أو أنثى، تساهمون بعضكم من بعض". يبدو كأنه تعمد إدخال كلمة vous participezأي "تساهمون" هنا ليفسد على القارئ المعنى الجميل الذي تشتمل عليه هذه الآية الكريمة، والله أعلم. والترجمة الصحيحة كما يلي: homme ou femme, car vous êtes les uns des autres..
14 - ترجم قوله تعالى: ] ثم مأواهم جهنم [ (آل عمران:197) كما يلي puis, pour refuge, Géhenne أي "ثم للمأوى جهنم" هذه ترجمة غامضة. والترجمة الواضحة كما يلي: puis leur refuge sera Géhenne .
15 - ترجم قوله تعالى: ]واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام [ (النساء:1) كما يلي Soyez pieux envers Allah à propos duquel vous vous interrogez! (Respectez ) vos liens de consanguinité فقد ترجم "تساءلون" كأنه سؤال استفهام، لا سؤال طلب ورجاء. فالأحسن أن نستعمل كلمة interrogez مكان implorez. .
16 - ترجم قوله تعالى: ] فإن خفتم ألاتعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم [ (النساء:3) كما يلي Si vous craignez de n’être pas équitables, ( prenez-en ) une ou des concubines أي "فإن خفتم ألا تعدلوا (فخذوا منهن) واحدة أو خدينات" كلمة concubines أي "خدينات" غير صحيحة. والترجمة الصحيحة ……….une seule, ou des esclaves que vous possedez.
17 - ترجم قوله تعالى: ]وعاشروهن بالمعروف[ (النساء:19)كما يلي usez-en avec elles de la manière reconnue ( convenable ) أي (استخدموه (أو تمتعوا به) معهن بالمعروف). والترجمة الصحيحة كما يلي Et comportez-vous convnablement avec elles.(1/2843)
18 - ترجم قوله تعالى: ] فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله [ (النساء:34) كما يلي: Les (femmes) vertueuses font oraison ( qânit ) et protègent ce qui doit l’être ( ? ) du fait de ce qu’Allah consigne ( ? أي "( النساء ) الصالحات يفعلن العبادة ويحفظن ما يجب حفظه ( ؟ ) بما حفظ الله ( ؟ )" كذلك ترجم مع علامتي استفهام، قاصدا بذلك أن المعنى غير واضح. والمعنى واضح تماما، والترجمة الصحيحة كما يلي: Les femmes vertueuss obéissent et gardent le secret grâce à la protection de Dieu .
19 - ترجم قوله تعالى: ] والجار ذي القربى والجار الجنب[ (النساء:36) كما يلي au client par parenté, au client par promiscuité أي "الزبون ذي القربى والزبون بالاختلاط". الترجمة الصحيحة كما يلي voisin proche par parenté et le voisin lointain.
20 – ترجم "الشهداء" في قوله تعالى: ] من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين[ (النساء:69) كما يليtémoins أي "شهود" والترجمة الصحيحة كما يلي martyres.
21 - كذلك ترجم "شهيدا" بـ témoin في قوله تعالى: ] إذ لم أكن معهم شهيدا[ (النساء:72) والصحيح كما يلي présent. أي "حاضرا ".
22 – ترجم "الصيد" في قوله تعالى: ] غير محلي الصيد[ (المائدة:1) كما يلي le gibier ( tué ) أي "قنيصة (مقتولة)". ينبغي استعمال عبارة le gibier ) tué) بكلمة la chasse أي" ممارسة الصيد".فتكون الترجمة كما يلي Ne considerez point la chasse comme licite…...
23 – ترجم قوله تعالى: ] إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك[ (المائدة:29) كما يلي Je veux que tu confesses ton crime أي "أريد أن تعترف بإثمك". والصحيح كما يلي je veux que tu partes avec le péché de m’avoir tué et avec ton propre péché.(1/2844)
24 - ترجم "الشهادة" في قوله تعالى: ] وستردون إلى عالم الغيب والشهادة[ (التوبة:105) كما يليtémoignage أي: ترجم "الشهادة" هنا كما ترجمها في ] ولا تكتموا الشهادة[ (البقرة:283)، مع أن معناها هنا كما يلي visible .
25 - ترجم قوله تعالى: ]اخرج عليهن [ (يوسف:31) كما يليEntre auprès d’elles أي "ادخل عليهن". والصحيح كما يلي Sors devant elles.
26 - ترجم " نأتي الأرض " في قوله تعالى: ] أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها[ (الرعد:41) كما يلي Nou frappons la terre أي "نضرب الأرض"، والصحيح كما يلي Nous venons à la terre.
27 - ترجم "رواسي" في قوله تعالى: ] وألقينا فيها رواسي [ (الحجر:19) كما يلي cimes أي "قمماً" في حين ترجم الكلمة نفسها في قوله تعالى: ]وألقى في الأرض رواسي[ (النحل:15) بالترجمة الصحيحة وهي montagnes immobiles أي "(جبالاً) راسيات".
28 - ترجم "المستقدمين" و "المستأخرين" في قوله تعالى: ] ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين [ (الحجر:24) كما يلي ce qui se pressent en avant et ceux qui se pressent en arrière أي "الذين يبادرون إلى الأمام والذين يبادرون إلى الوراء". الترجمة الملائمة كما يليCeux qui sont passés en avantt et ceux qui viennent en arrière أي "الذين مضوا في المقدمة والذين يأتون في المؤخرة".
29 - ترجم " ظالمين" في قوله تعالى: ] وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين[ (الحجر:78) بـinsolents أي "وقحين" والصحيح. Injustes
30 – ترجم قوله تعالى: ] ولا حرمنا من دونه من شيء [ (النحل:35) كما يليNous n’aurions rien déclaré sacré en dehors de Lui أي "ولا قدَّسنا من دونه من شيء". والصحيح Nous n’aurions rien interdit en dehors de Lui.
31 - في الآية الخامسة من سورة النحل ترجم كلمة ] الأنعام[ بـchameaux أي "الجمال"، والصحيح les bestiaux.(1/2845)
32 – وترجم كلمة "دفء" في الآية المذكورة آنفا بـ vêture أي "مراسيم الاحتفال بلبس الملابس الرهبانية"، والترجمة الصحيحة كما يلي rechauffement.
33 - ترجم قوله تعالى: ] جعل لكم من أنفسكم أزواجا[ (النحل:72) كما يلي Allah vous a donné des épouses nées parmi vous أي "آتاكم الله أزواجا مولودة فيما بينكم" والصحيح كما يلي: Dieu vous a fait des épouses à partir de vous-mêmes .
34 - ترجم "الحمد لله" في قوله تعالى: ] الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون [ (النحل:75) كما يلي A Dieu ne plaise أي "حاش لله". والصحيح كما يلي Louange à Dieu.
35 - ترجم "من بيوتكم" في قوله تعالى: ] والله جعل لكم من بيوتكم سكنا[ (النحل:80) كما يليde vos tentes أي "من خيامكم" والصحيح كما يلي . de vos maisons
36 - ترجم "بغيا" في قوله تعالى: ] ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا[ (مريم:20) بـ femme أي "زوجة" وقد ترجم الكلمة نفسها وفي السورة نفسها بمعناها الصحيح في ] وما كانت أمك بغيا[ (مريم:28) وهو prostituée.
37- ترجم قوله تعالى: ] فأجاءها المخاض[ (مريم:23) كما يلي les douleurs la surprirent أي "جاءها المخاض فجأة"، وهذا يعني أنه قرأ (فأجاءها) كأنه (فاجأها).
38- ترجم قوله تعالى: ] وقري عينا [ (مريم:26) كما يليque ton oeil se sèche! أي "لتجفّ عينك".والصحيح كما يلي:
que ton oeil se réjouisse ( ou se tranquilise).
39 – ترجم "جبارا " في قوله تعالى: ] ولم يجعلني جبارا شقيا[ (مريم:32) بـ violent أي "عنيفا" والترجمة الصحيحة كما يلي orgueilleux.
40 – ترجم قوله تعالى: ] فجعلناه هباء منثورا [ (الفرقان:23) كما يليet Nous n’avons trouvé que poussière clairsemée أي "ما وجدنا إلا هباء منثورا". والصحيح كما يلي Nous l’avons réduite en poussière clairsemée.(1/2846)
41 - ترجم قوله تعالى: ] في أدنى الأرض[ (الروم:3) كما يلي aux confins de notre terre أي "في أدنى أرضنا" والصحيح de la terreأي "الأرض" بدلا من. de notre terre
42 - ترجم قوله تعالى: ] أإنك لمن المصدقين [ (الصافات:52) كما يلي es-tu de ceux qui proclament la vérité? أي "أئنك من الذين يقولون الحق؟" والترجمة الصحيحة كما يلي es-tu de ceux qui croient ?.
43 - ترجم قوله تعالى: ] فلما أسلما[ (الصافات: 103) كما يليquand ils eurent prononcé le salam أي لما قالا "السلام". والترجمة الصحيحة كما يلي quand ils ils se furent soumis ( à l’ordre de Dieu ).
44 - ترجم قوله تعالى: ] كتابا متشابها مثاني[ (الزمر: 23) كما يلي une Ecriture, en ses parties, à des répétés أي "كتابا شبيها قي أجزائه بمكررات" والترجمة الراجحة كما يليun livre qui se ressemble et se répète ( dans certain de ses versets ) .
45 - ترجم قوله تعالى: ] إنك ميت وإنهم ميتون [ (الزمر: 30) كما يلي Te voilà mort et les voilà morts أي "ها أنت ميت وها هم موتى" والصحيح كما يليToi, tu mourras et ils mourront eux aussi..
46 - ترجم "وصدق به" في قوله تعالى: ] والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون[ (الزمر: 33) كما يلي et l’ont déclaré véridique أي "أعلنوه صادقا" هذه ترجمة غامضة، والترجمة الصحيجة الواضحة كما يلي ceux qui sont venus avec le Vrai et l’ont confirmé (par leur acte) ceux-là sont les pieux.
47 - ترجم قوله تعالى: ] فاستغفر لنا[ (الفتح: 11) كما يلي pardonne-nous أي "اغفر لنا"، والترجمة الصحيحة كما يليimplore pour nous le pardon.
48 - ترجم "الكفار" في قوله تعالى: ] أعجب الكفار نباته[ (الحديد:20) بـ infidèles أي "الكفار". الترجمة الصحيحة كما يلي cultivateurs. الكفار هنا بمعنى الزراع.(1/2847)
49 - أثبت لقوله تعالى: ]… ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله… [ (المجادلة:4) ترجمتين مختلفتين AوB: الترجمة الأولىA صحيحة. والترجمة الثانيةB كما يليcela ( vous est imposé ) pour que vous sachiez qu’Allah est proche de vous, quand vous Le priez, ( prêt à exaucer quand vous L’implorez أي "هذا (مفروض عليكم) لتعلموا أن الله قريب منكم إذا دعوتموه (مجيب إذا سألتموه)". وهذه الترجمة، كما ترى، بعيدة عن النص.
50 - ترجم قوله تعالى: ]… إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس[ (المجادلة:11) كما يليquand il vous est dit “ prenez place à l’aise dans l’assemblée “ prenez place!
أي: "إذا قيل لكم: " اجلسوا كما يطيب لكم في المجلس "فاجلسوا". هذه الترجمة عكس المراد من النص، فالترجمة الصحيحة كما يلي quand il vous
est dit “ faites place ( aux autres ) dans les assemblées ” alors faites place.
51 - ترجم قوله تعالى: ] … بأسهم بينهم شديد… [ (الحشر: 14) كما يليLeur vaillance est grande parmi eux أي "بسالتهم كبيرة بينهم" هذا خطأ، والصحيح كما يلي: " Leurs dissensions sont grandes entre eux..
52 - ترجم قوله تعالى: ] قم الليل إلا قليلا[ (المزمل: 2) كما يلي reste en vigile seulement peu d temps "ابق ساهرا (أو حارسا) في وقت قليل فقط". فقد أدى تغيير كلمة واحدة هنا إلى عكس المراد من الآية الكريمة، فالصحيح أن يستعمل كلمة sauf أي "إلاّ" مكان كلمة seulement أي "فقط" لتكون الترجمة كما يلي reste en vigile sauf peu de temps.
53 - ترجم "ثقيلا" في قوله تعالى: ]إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا[ (المزمل: 5) بـ grave أي "خطيرا" والترجمة الصحيحة كما يلي lourde.(1/2848)
54 – ترجم "فاقرؤوا" في قوله تعالى: ] فاقرؤوا ما تيسر من القرآن[ (المزمل: 20) بـ récitez donc à haute voix أي "فاقرؤوا بصوت عال" كذلك ترجمه أيضا في قوله تعالى: ]فاقرؤوا ما تيسر منه[ (المزمل: 20).
55 - ترجم قوله تعالى: ] لواحة للبشر[ (المدثر: 29) كما يلي Elle est dévorante pour les Mortelsأي "لواحة لبني آدم" والصحيح كما يلي Elle est dévorante pour l’épiderme. أي " لواحة لظاهر الجلد ".
56 - ترجم قوله تعالى: ] وخلقناكم أزواجا[ (النبأ: 8) كما يلي Nous vous avons créés ( par ) groupes أي "خلقناكم مجموعات". والصحيح كما يلي Nou vous avons créés en couples.
57 - وفي السورة نفسها ترجم ] لباسا [ (10) بـ voile أي "غطاء أو حجابا" والصحيح vêtement.
58 - كما ترجم فيها أيضا ] فوقكم[ (12) بـ sur vous أي "عليكم" والصحيح au –dessus de vous.
59 - ترجم "ثم" في قوله تعالى: ] ثم ما أدراك [ (الانفطار: 18) بـ oui أي "نعم"، والترجمة الصحيحة كما يلي puis.
60 - ترجم قوله تعالى: ] كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون[ (المطففين:15) كما يلي Qu’ils prennent garde! En vérité, de leur Seigneur, ce jour-là ils seront séparés أي "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمفصولون" هذا غير صحيح، والصحيح كما يلي Quils prennent garde! En vérité, ce jour-là un voile les empêchera de voir leur Seigneur.
61 - ترجم قوله تعالى: ] وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [ (المطففين:26) كما يلي Que ceux mus par le désir le convoitent أي "فليطلبه الذين يحركهم الشوق". والأحسن كما يليQue ceux qui la convoitent entrent en compétition ( pour l’acquérir).(1/2849)
62 - ترجم قوله تعالى: ] هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون[ (المطففين:36) كما يلي Les impies se sont-ils repentis de ce qu’ils faisaient أي "هل ندم الكفار على ما كانوا يفعلون" . والصحيح كما يلي Est ce que les infidèles ont été recompensés de ce qu’ils faisaient?.
63 - ترجم قوله تعالى: ]وينقلب إلى أهله مسرورا[ (الانشقاق:9) كما يليEt s’en ira vers ses pareils en alegresse أي "ويذهب نحو أشباهه في سرور" فقد فسر "الأهل" بـ "الأمثال" وهذا خطأ، والترجمة الصحيحة لهذه الكلمة هي famille.
64 - ترجم قوله تعالى: ] وأنت حل بهذا البلد[ (البلد: 2) كما يلي Or tu es sans liens en cette ville أي "أنت بدون صلة بهذا البلد" أو "لاصلة لك بهذا البلد"، والترجمة الصحيحة كما يلي Et toi, tu es résident dans cette cité.
65 - ترجم"وسقياها" في قوله تعالى: ] ناقة الله وسقياها[ (الشمس:13) بـ son lait أي "لبنها". هذا خطأ، والترجمة الصحيحة كما يلي: Laissez la chamelle de Dieu boire أي "ذروا ناقة الله تشرب".
66 - ترجم قوله تعالى:] والتين والزيتون [ (التين:1) بما يلي Le (Mont des ) figuier(s) et ( des ) olivier(s) أي "جبل أشجار التين والزيتون" فقد أضاف "جبل أشجار" من تلقاء نفسه.
67 - ترجم قوله تعالى ] إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى[ (العلق:6-7) كما يلي L’homme en vérité est rebelle parcequ’il se passe de tous أي "إن الإنسان لطاغ لأنه يستغني عن الجميع"، والترجمة الصحيحة كما يلي Vraiment l’homme devient rebelle dès qu’ il estime qu’il se suffit.
68 - ترجم قوله تعالى: ] والعصر[ (العصر: 1) بـ par le Destin أي "والقدر" أو "والحظ" والصحيح كما يلي par le temps.
خاتمة(1/2850)
كتب د. حسن عزوزي([25]) عن المستشرق بلاشير ما يلي: "وبالرغم من موقع ترجمة بلاشير كواحدة من أفضل الترجمات الفرنسية، فإن الأخطاء الواردة في ثنايا الترجمة كثيرة جدا …………. ومثال بعض الأخطاء التي وقع فيها بلاشير أثناء ترجمته لمعاني القرآن الكريم ما أورده مقابلا للآية الكريمة ]وابعث فيهم رسولا منهم [ (البقرة: 139) حيث قال: “ Envoie parmi les habitants de cette ville un Apôtre issu d’eux “ فهل غاب عن المستشرق التمييز بين المعاني الكثيرة التي تؤديها الألفاظ الآتية: رسول – نبي – حواري؟ فكلمة "رسول" لا يمكن أن تقابلها سوى لفظة Envoyé وإلى حد ما لفظة Messager؛ لأن الكلمتين تؤديان نفس المعنى الذي هو الإرسال. أما النبي فلا ترادفها إلا لفظةProphète وقد اختلط المعنى على المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون Denise Masson في ترجمتها للقرآن الكريم حيث ترجمت الآية بقولها: Envoie leur un prophète pris parmi eux
أما بلاشير فقد اشتط به تفكيره ولم يجد مرادفا لكلمة "رسول" سوى لفظة Apôtre التي لا تعني سوى "الحواري". انتهى.
فهذه نبذة طفيفة جدا من أخطاء بلاشير في ترجمته الأخيرة لمعاني القرآن الكريم.
إن كان بلاشير يعرف هذه الأخطاء فتلك بلية، وإن كان لا يعرفها فالبلية أعظم!!.
ومهما كان الأمر فهذا بعض ما جناه بلاشير -هذا المستشرق- على القرآن الكريم والذي قالت عنه د. زينب عبد العزيز في كتابها "ترجمات القرآن إلى أين ؟"([26]) بعد التحدث عن ترجمة المستشرق الألماني نولدكه ما يلي: "وهي الترجمة التي يتذرع بها بلاشير ليقول عن القرآن الكريم: "ذلك النص الغامض عادة، والذي يصعب فهمه في سياقه الذي لا يتفق –ونصرُّ على ذلك– مع المراحل الأربع المتتالية لنبوة محمد e في مكة وفي المدينة…"(1/2851)
ولم يكتف بلاشير بالإصرار على تجريحه بقضية ترتيب الآيات المعروفة، التي لو رجع إلى كتب الفقه وعلوم القرآن لعرفها وإنما ها هو يرمي بضربته الأخرى قائلا: "إن الرغبة في فرض نص ثابت لايتغير تبدو من ذلك الفعل الدنس أو انتهاك الحرمات من الصحابة الذين قاموا بإبادة كل الأشياء التي تم تسجيل الآيات عليها بأياد ورعة قامت بجمعها من فم الرسول e ". فعلى الرغم من اللباقة([27]) واستخدام الألفاظ المغلفة والمنمقة من ورع وغيره وتباكيه على ضياع الأصول، إلا أن فحوى خطابه يتضمن الإشارة إلى تلاعب ما وإبادة الأصل لعدم الكشف عما تم من تحريف.. وهي ليست إلا عملية إسقاط لما قامت به الكنيسة في أناجيلها ومجامعها، وطرحها على القرآن الكريم الثابت نزوله وتثبيته بلا أي تحريف… بل وها هو يصل به الأمر إلى التشكيك حتى في نص مصحف عثمان اعتماداً على الهجوم الذي يكيله من مستشرقيه.. وما أغرب ازدواجية بلاشير هذا، فهو من ناحية يعلم ويقول: إن ترجمات القرآن الكريم كافة قد تمت بغية إدانته وتجريح شرائعه، ثم ها هو يتذرع بهذه الانتقادات ذاتها ليقول: " وحيال كل هذه الانتقادات نحن مساقون لأن نسأل الكتابة القديمة أن تأتينا بإجابة عن مسألة الأمانة المطلقة لنص مصحف عثمان !!". اهـ. وقديما قال الشاعر:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصَدَّق ما يعتادُه من توهُّم(1/2852)
أعتقد أن هذه المقولة تنطبق على بلاشير بل وعلى كل المستشرقين. فقد أنبأنا القرآن الكريم بما جَنَوْه على التوراة والإنجيل من تحريف، كما شهد بذلك بعض بني جلدتهم،([28]) فلا غرو إذاً أن يسيئوا الظن بنا طبقا لمقولة الشاعر الآنفة الذكر، هذا سبب، وهناك سبب آخر وهو التشفي منا لآبائهم الذين فضح الله أعمالهم السيئة في القرآن الكريم، والسبب الثالث هو ما هالهم من سرعة انتشار الإسلام حتى بدأ يغزوهم في عقر دورهم. وهناك أسباب كثيرة أخرى كدعوة زعمائهم" لتنصير العالم أجمع". وقِدَماً حذَّرنا الله منهم في كتابه العزيز بقوله سبحانه وتعالى ]لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [ (آل عمران: 118) لذلك علينا ألاّ نفاجأ بأي عمل تخريبي أو عدواني يوجهونه ضدنا، لأن هذه الآية الكريمة قد لخصت لنا موقفهم بكل وضوح وصراحة. فالمطلوب منا إذاً هو العمل الجاد بإخلاص وتفان بدون كلل ولا ملل كما قال الله سبحانه وتعالى ] ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لايرجون وكان الله عليما حكيما [ (النساء: 104) وقال أيضا]وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [ (الأنفال: 60). فمما نستطيع إعداده لهم من قوة:
توصيات
1 – مواصلة طباعة ترجمات معاني القرآن الكريم المعتمدة من مجمع الملك فهد بعد إعادة تصحيحها بدقة من قبل لجنة متخصصة تؤلف من المتمكنين في العربية وفي اللغة المترجم إليها ومن علماء الدين، ويستشار عالم مسلم متخصص عند مراجعة ترجمة الآيات الخاصة بالعلوم الأخرى كالفلك والطب والجيولوجيا. وتصدر بمقدمة تتضمن التعريف بالاستشراق ووسائله وأهدافه كما تتضمن الرد بطريقة علمية مركزة علىشبهاتهم وعلى كل ما يتذرعون به للنيل من القرآن الكريم.(1/2853)
2 – تأليف كتاب جيب في كل لغة استشراقية مهمة تتضمن دحض شبهات المستشرقين بطريقة علمية. يطبع بكمية كبيرة ويوزع كما توزع المصاحف.
3 – الإكثار من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الإفريقية لمواجهة الترجمات التنصيرية المتزايدة في هذه القارة، وخصوصاً ترجمة معاني سورة الفاتحة وجزء عم؛ لأنها هي التي يحفظها جمهور المسلمين، وتقرأ غالبا في الصلوات.
4 - الاهتمام بتنظيم توزيع المصاحف وترجمات معانيها في كل بلد .
5 – إنشاء ملحقية إسلامية مستقلة أوتابعة للملحقية الثقافية، بسفارات الدول الأعضاء في منظمة الدول الإسلامية، للدفاع عن القرآن بالحكمة والموعظة الحسنة.
6 – الاستفادة من موسم الحج في كل سنة بعقد لقاءات بين العلماء والمفكرين الذين يأتون إلى الحج، لتبادل الآراء حول السبل الكفيلة بتحقيق الأهداف المشار إليها آنفا.
7 – إصدار مجلة ربع سنوية، أو نصف سنوية متخصصة في دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم.
قائمة المراجع
1 – الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري للدكتور محمد حمدي زقزوق.
2 – الاستشراق والمستشرقون ( ما لهم وما عليهم ) للدكتور مصطفى السباعي.
– أصول التفسير لفضيلة الشيخ صالح العثيمين رحمه الله.
3 – أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن تأليف الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي.
4 – الأعلام تأليف خير الدين الزركلي.
5 – ترجمة القرآن إلى أين ؟ للدكتورة زينب عبد العزيز.
6 – ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية للأستاذ محمد حميد الله.
7 – تفسير الإمام الطبري.
8 – زبدة التفسير من فتح القدير للدكتور محمد سليمان عبد الله الأشقر.
9 – فتاوى للمسافرين والمغتربين لسماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية رحمه الله.
10 – القرويين ( مجلة مغربية ).
11 – المصباح المنير للعلامة أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ.(1/2854)
12 – موسوعة المستشرقين تأليف عبد الرحمن بدوي.
13 - La Bible, le Coran et la science للدكتور موريس بوكاي.
14 - Le Coran et la science moderne للدكتور موريس بوكاي.
15 – Frenche-Dictionnary the Oxford Hachette.
16 - La Grande Encyclopédie.
17 – Petit Larousse illustré 1989.
- الحواشي :
([1]) فتاوى للمسافرين والمغتربين 86-87.
([2]) فتاوى للمسافرين والمغتربين 86-87.
([3]) فتاوى للمسافرين والمغتربين 86-87.
([4]) انظر مقدمة كتابه عن القرآن " الكريم "(ص 10).
([5]) ولد أندريه دي ريور عام 1580 في مارسينيMarcigny بفرنسا وتوفي عام 1660 م، كان قنصلا عاما لبلاده في مصر والقسطنطينية، أتقن اللغات الثلاث الأمهات التي يتحدث بها أهل الإسلام: العربية والتركية والفارسية، ألف بعض الكتب وترجم القرآن الكريم في جزأين (648ص). انظر "موسوعة المستشرقين" لعبد الرحمن بدوي (ص 222) وLa Grande Encyclopédie المجلد 15 (ص134).
([6]) انظر في مجلة " القرويين " العدد الخامس عام 1414 هـ (ص 111-112).
([7]) انظر في كتابه " القرآن الكريم والعلم العصري " (ص 230).(1/2855)
([8]) اسمها Denise Masson وضعت ترجمتها لمعاني القرآن الكريم عام 1958. وتحدثنا في مذكراتها التي أصدرتها منذ بضع سنين أنها وجدت صعوبة شديدة في باريس وهي تحاول البحث عن ناشر ينشر لها ترجمتها للقرآن، ذلك أن معظم أصحاب دور النشر قد استبعدوا أن تُدِر عليهم ترجمة امرأة لكتاب المسلمين المقدس أرباحا، فأوصدت أمامها الأبواب إلى أن وجدت من يقبل ذلك بشرط عدم كتابة اسمها كاملا. وهكذا نجد في جميع طبعات الترجمة اسم دنيس ماصون يكتب هكذاD. Masson. وكأن في ذلك حملا للقارئ على الاعتقاد بأن الترجمة للدكتور ماصون، وهذا ما جعل الكثير من الباحثين ممن لا يعرفها شخصيا أو يقرأ لها يقعون في خطأ اعتقادهم أنه رجل. (انظر كلمة د. حسن عزوزي كلية اللغة العربية- مراكش في مجلة " القرويين " العدد الخامس لعام1414 هـ ص 115-116. وجاء في حاشية الصفحة 115 أنها الآن ( أي في عام 1414 هـ/ 1993م) تقطن بباب دكالة بمراكش ولها من العمر 90 سنة.
([9]) المصدر السابق الذكر (ص 116).
([10]) لوي ماسينيون أكبر مستشرقي فرنسا المعاصرين، ومستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال إفريقيا والراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر. زار العالم الإسلامي أكثر من مرة وخدم بالجيش الفرنسي خمس سنوات في الحرب العالمية الأولى. كان عضوا بالمجمع اللغوي المصري والمجمع العلمي العربي في دمشق، متخصص في الفلسفة والتصوف الإسلامي، ومن كتبه: (الحلاج الصوفي الشهيد في الإسلام) صدر في 1922م. وله كتب وأبحاث أخرى عن الفلسفة والتصوف، وهو من كبار محرري (دائرة المعارف الإسلامية). انظر " الاستشراق والمستشرقين- ما لهم وما عليهم " ( ص 45-46 ) للدكتور مصطفى السباعي.
([11]) انظر الصفحة 7. وألفت النظر هنا إلى أن المترجم اعتمد في تعليقاته على الرقم الأول، بدلا من رقم طبعة القاهرة الذي هو المعتمد في معظم الدول الإسلامية تقريبا.(1/2856)
([12]) انظر " التنبيه " في ترجمته ( ص 8 ).
([13]) في حوار معه نشرته مجلة " رسالة الجهاد الليبية "، عدد يناير 1990 ( ص 85 ).
([14]) جعل من هذه المقدمة كتابا مستقلا بعنوان Introduction au Coran أي "تقديم للقرآن الكريم".
([15]) ©G., P. MAISONNEUVE ET LAROSE. 1980
ISBN: 2-7068 – 0338 -x
([16]) انظر الصفحة 11 من المقدمة المذكورة.
([17]) يا سبحان الله ! من أين جاء بلاشير بهذا الخبر الذي لا أساس له من الصحة ؟ وكيف يتناسى بلاشير حديث البخاري المشهور ؟ الذي جاء فيه أنه: قال نبي الله e: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة، فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا" قال قتادة: قلت: ما يعني به ؟ قال إلى أسفل بطنه، قال: "فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض"، وفي رواية أخرى: "بدابة بيضاء يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه منتهى طرفه، فحملت عليه، ثم انطلقنا حتى أتينا إلى بيت المقدس فصليت فيه بالنبيين والمرسلين إماما، ثم عرج بي إلى السماء الدنيا"… فذكر الحديث.
([18]) مع أن سياق الآيات يدل على اختلاق القصة الشيطانية لأنه ليس من المعقول أن يثني الله على هذه الآلهة ثم يذكرها بسوء مباشرة، كما أنه ليس مقبولا أن يسجد المشركون بعد ما سمعوا ذكر آلهتهم بسوء في آخر المطاف لأن العبرة بالكلام الأخير. وقد صرح ببطلان هذه القصة خلق كثير من علماء الحديث. وعلاوة= =على ذلك كله، فقد جاءت آيات قرآنية كثيرة تدل على استحالة حدوث مثل هذا الحادث. منها قوله تعالى: ]هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم[ (الشعراء:222-223) وقوله تعالى:]لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[ ( فصلت: 42 ).(1/2857)
([19]) جاء في صحيح البخاري عن محمد بن زياد أنه قال سمعت أبا هريرة t قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه. فقال النبي e: " كخ كخ " ليطرحها. ثم قال: "أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة" ؟ وجاء في سياق آخر للبخاري أن النبي e قال: "ما علمت أن آل محمد e لا يأكلون الصدقة" ؟ .
([20]) في ترجمته ( ص 28/29 ).
([21]) انظر "الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري" للدكتور محمود زقزوق (91).
([22]) صفحة 9.
([23]) تفسير الطبري 1/313.
([24]) كما يؤخذ من تفسير الطبري (3/443).
([25]) مجلة " القرويين " ( العدد الخامس ).
([26]) الصفحة 8.
([27]) هذا ليس لباقة، إنما هو تهكم.
([28]) في كتابه La Bible le Coran et la science ( ص 21 )
المصدر (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=6838)
---
(1/2858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عظم الله أجركم في الشيخ محمد الحجار الحلبي ثم المدني
---
عظم الله أجركم في الشيخ محمد الحجار الحلبي ثم المدني
---
د . يحيى الغوثاني
01-29-2007, 10:54 AM
ترجمة العلامة الشيخ محمد الحجار الحلبي ثم المدني
في يوم الخميس الموافق للسادس من محرم عام 1428 هـ توفي العلامة الفقيه الصالح الشيخ محمد بن محمود الحجار الحلبي ثم المدني
فرحمة الله عليه ، ومن واجبي أن اذكر طرفا من ترجمته
ولد شيخنا عام 1340هـ أو قبلها بقليل في مدينة حلب الشهباء
ونشأ في بيئة العلم والعلماء ولازم العلامة المحب الشيخ عيسى البيانوني الحلبي سنين طويلة ورضع منه حب النبي صلى الله عليه وسلم وجالسه واستفاد منه الكثير الكثير حتى أجازه إجازة عامة بكل مروياته وسمع منه المسلسل بيوم عاشوراء ورواه عنه
كما لازم العلامة المربي الشيخ محمد أبا النصر خلف الحمصي أثناء زياراته لحلب وكان يحبه كثيرا
كما حضر دروس العلامة الفقيه الشيخ سعيد بن أحمد الإدلبي الحلبي
والعلامة الشيخ أحمد الكردي
والعلامة الشيخ أحمد بن محمد الشماع الحلبي
والعلامة الشيخ عبد الله حماد
والشيخ حامد هلال
والشيخ محمد زين العابدين التركي الحلبي
والعلامة الشيخ أسعد بن أحمد عبجي واستفاد منه كثيرا في الفقه
والشيخ بدر الدين الترمانيني
والعلامة الشيخ إبراهيم بن محمد خير الغلاييني
ومن الشيوخ الذين تاثر بهم كثيرا في التربية والسلوك العلامة المربي الشيخ أحمد عز الدين البيانوني ونبتت بينهما محبة عظيمة جدا حتى إن الشيخ زوجه ابنته الشيخة الفاضلة المربية الداعية بشرى رحمها الله والتي كانت قدوة للنساء في التربية والحجاب وأنجبت له عددا من الأولاد والبنات هم درر من الدررأخلاقا وعلما وتربية رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي
واستمر الشيخ إماما في مساجد حلب سنين طويلة(1/2859)
إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة وجاور فيها متفرغا للعبادة والتأليف وبعض الدروس العلمية لخواص الطلبة
وكانت له جلسات علمية خاصة مع الشيخ محمد زكريا البخاري والشيخ احمد قلاش الحلبي والشيخ حامد غريب وقد حضرت الكثير منها وخاصة في تفسير الجلالين وفي الأدب المفرد للبخاري واستمرت هذه الجلسات سنين طويلة بعد الفجر في الحرم ثم في أحد بساتين المدينة
وقد لازمت الشيخ أثناء دراستي في المدينة عام 1403 ـ و1404 هـ و 1405 هـ وزرته في بيته وآكلت على مائدته وصافحته ، وقرأت عليه خلال تلك المدة باب البيوع والمعاملات من كتاب المنهاج للإمام النووي وكثيرا من كفاية الأخيار في الفقه الشافعي
وقد كان الدرس بعد صلاة الظهر ويستمر إلى العصر في منطقة المظلات في الحرم قبل التوسعة ، وكان الشيخ رحمه الله يجلس جلسة التشهد في الصلاة متجها إلى القبلة ولا يغير جلسته طول الدرس ويقول أنا أحب الإمام النووي كثيرا واستحي أن أمد رجلي وأنا أقرا كتابه
وكان في هذه الأيام يحقق كتاب فتاوى الإمام النووي فقرأ علينا الكثير منه وقرأ علينا ترجمة الإمام النووي رحمه الله
ولم أجرؤ على الإستجازة منه تأدبا مع وقاره وسكينته إلى أن جاء عام 1407 هـ واجتمعت به في مكة المكرمة وكان يرغب في أن يصعد إلى سطح الحرم وكانوا قد وسعوه حديثا وركبوا السلم الكهربائي فاصطحبته إلى سطح الحرم وجلسنا بضع ساعات نتأمل ظهر الكعبة والطائفين والركع السجود من أعلى وههنا جاد المولى سبحانه فأكرمني وتلطف بالإجازة العامة بكل مروياته وبحديث الرحمة وأخبرني أنه مجاز من الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي بكل ما يجوز له روايته
ونشأت بينه وبين شيخنا الشيخ أحمد قلاش محبة كبيرة جدا واستمرت أكثر من خمسين سنة ويثق بعلمه ويستشيره في كثير من المسائل(1/2860)
وإذا أردت أن تتعلم دروسا في الأدب وتقدير العلم والعلماء ما عليك إلا أن تجالس هذين الشخين لترى العلم المتدفق والذوق والأدب متمثلا في برديهما
للشيخ العديد من المؤلفات المطبوعة والتحقيقات فجزاه الله خيرا
لازم الشيخ صلاة الجماعة في الحرم وأنس كثيرا في الصفوف الأولى حتى إنه كانت له زاوية عرف بها بجوار باب السلام حتى صار مكانه معلماً ، وكان لا يذهب إلى بيته إلا قبيل الظهر بقليل ثم يعود ظهرا ويستمر جالسا في الحرم إلى بعد العشاء صائماً قائماً ذاكرا لله
وللشيخ عادة كان يواظب عليها وهي أنه يذهب كل سبت ماشيا إلى قباء ليصلي ركعتي الضحى
والحديث عن شيخنا له شؤون وشجون
هذه نبذة سريعة جدا جدا عن هذا الشيخ الصالح المعمر الجليل الشيخ محمد الحجار بقلم تلميذه يحيى الغوثاني
__________________
وقل رب زدني علما
---
ابن الجزيرة
01-29-2007, 05:10 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
---
محمود الشنقيطي
01-29-2007, 08:38 PM
يا دكتور يحي هل هذا العالم - رحمه الله تعالى - هو الرجل المنحني الظهر الضعيف البنية الذي يجلس عند الساعة العربية الكبيرة في بداية الحصوة على يسار الداخل من باب الرحمة ..؟؟؟
---
خالد البكري
01-29-2007, 10:26 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
---
د . يحيى الغوثاني
01-31-2007, 02:26 AM
أخي الحبيب الشيخ محمود الشنقيطي
هو هو نعم
أبيض الوجه منور الشيبة أبيض اللحية طويلها
ويوجد في نفس المكان وبنفس المواصفات صنوه العلامة الشيخ أحمد قلاش الحلبي إلا أن الشيخ القلاش يميل إلى السمرة ولحيته ليست بيضاء نقية
وقد لازمناه في هذه الزاوية على يسار باب الرحمة سنين طويلة رحم الله الشيخ الحجار وعافى الشيخ القللاش
حيث إنه ملازم الفراش الآن منذ مدة بسبب كسر في حوضه عافاه الله
---
محمد كالو
01-31-2007, 07:53 AM(1/2861)
رحم الله شيخنا وأستاذنا وقد اجتمعت به عدة مرات وعدة سنوات في الحرم المدني الزاوية على يسار باب الرحمة
كله سكينة ووقار ،وجهه يتهلل نورا ، وفمه يرتل آيات الذكر الحكيم ، وقرأت بين يديه بعض الآيات القرآنية ، فسر والحمد لله ،وأهداني من بعض مؤلفاته المطبوعة .
قال الله تعالى :
(أولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقِّب لحكمه وهو سريع الحساب) سورة الرعد/41 ،
مبيناًأن نقص الارض نقص من فيها من رجال صالحين كما قال بعض العلماء.
والمراد أن بموت العلماء العاملين الذين يخشون ربهم.يكون النقص في سلوك الأمة .
وقد قال : أحمد بن غزال:
الأرض تحيا إذا ماعاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها وإن ابى عاد في أكنافها التلف
رحمك الله يا شيخنا ، وأسكنك فسيح جناته، انه سميع مجيب.
---
(1/2862)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم الوقف والابتداء مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار( 1 )
---
علم الوقف والابتداء مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار( 1 )
---
معمر العمري
04-01-2006, 01:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلقتنا الجديدة , الثلاثاء 6/صفر , ستكون الجزء الأول من الحديث عن علم ( الوقف والابتداء ) , مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار
مواعيد البرنامج:
البث الرئيس : الثلاثاء , العاشرة والربع مساء .
الإعادات :
الأربعاء , الثالثة عصرا .
الخميس , السادسة والنصف صباحا .
الجمعة , الرابعة إلا ربع فجرا .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
04-01-2006, 06:23 PM
شكر الله لك أخي معمر على تذكيرنا المتواصل بهذا البرنامج النافع ، أعانكم الله ..
---
معمر العمري
04-01-2006, 11:56 PM
جزاكم الله خيرا .ونفع بكم
---
(1/2863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني[6]( قواعد وضوابط في السياق )
---
علم السياق القرآني[6]( قواعد وضوابط في السياق )
---
محمد الربيعة
02-24-2007, 09:59 PM
لما كان السياق أصلا عظيماً في تفسير كلام الله تعالى وبيان معناه، فقد توجه بعض الدارسين لاستخلاص القواعد والضوابط المتعلقة بالسياق من كلام المفسرين والعلماء المحققين ليكون منهجاً ثابتاً يجب مراعاته في تفسير كلام الله تعالى، ومن الكتب التي اعتنت بجمع قواعد التفسير، ومن ضمنها قواعد السياق ما يلي:.
1- (قواعد التفسير) للدكتور خالد السبت. وقد عنى بجمع كل مايمكن إلحاقه بالتفسير من القواعد.
2- (قواعد الترجيح عند المفسرين) للدكتور حسين الحربي. وقد عنى بكل ما يتعلق بالترجيح في التفسير من القواعد.
3- (دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير من خلال تفسير ابن جرير) للشيخ عبد الحكيم القاسم. وقد عنى باستخلاص قواعد التفسير المتعلقة بالسياق من خلال تفسير ابن جرير.
وسأعرض في هذه الحلقة - بإذن الله - لأهم ما يتعلق بالسياق من القواعد مما ذكره أصحاب الكتب السابقة أو مما استخلصته خلال دراستي لسورة البقرة:
وسأقسم القواعد إلى أقسام:
القسم الأول: القواعد والضوابط العامة في السياق:
أولاً: أن السياق القرآني أصل معتبر في تفسير كلام الله تعالى.
هذه القاعدة هي أساس قواعد السياق، فأول ما يجب اعتباره في السياق أمران:
1- أنه ثابت جار في كلام الله تعالى؛ إذ لا يخلو كلام من سياق يدل على مراد المتكلم. وهذا أمر متفق عليه.
قال الزركشي: "دلالة السياق أنكرها بعضهم، ومن جهل شيئاً أنكره، وقال بعضهم: إنها متفق عليها في مجاري كلام الله تعالى"([1]).
2- أنه من أعظم وأول ما يجب اعتباره في التفسير كما تقرر في مبحث منزلة السياق بين قرائن الترجيح. وقد قرر ذلك العلماء.(1/2864)
قال الزركشي: "ليكن محط نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سيق له، وإن خالف أصل الوضع اللغوي لثبوت التجوز"([2]).
وقال السيوطي في الإتقان: "على المفسر مراعاة التأليف والغرض الذي سيق له"([3]).
ثانياً: أن السياق يرشد إلى المسلك الصحيح الذي يوصل إلى فهم مراد الله تعالى في كلامه.
وهذه القاعدة من أهم القواعد المتعلقة بالسياق، وهي تبين منزلة السياق في الوصول للمعنى الصحيح الذي هو مراد الله تعالى في كلامه، وذلك لأن السياق هو الذي يجعل الكلام متناسقاً منتظماً، وهذا هو المتوافق مع كتاب الله المحكم المعجز الذي انتظمت سوره وآياته وجمله. وتفسير كلام الله على وجه يراعي انتظامه أعظم مسلك في تفسيره، وأدعى إلى الوصول لمراد الله فيه، وبضد ذلك فإن الإعراض عن السياق يجعل الكلام متنافراً منقطعة أجزاؤه مما يجعل كلام الله متنافراً، وهو الذي يوقع في الخطأ في التفسير.
قال ابن القيم رحمه الله: "السياق يرشد إلى تبيين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته"([4]).
ثالثاً: أن تعيين السياق مبني على الاجتهاد والعلم بأصوله وقواعده.
السياق - كما تقرر - ثابت أصلاً في كلام الله تعالى، لكن تعيينه يختلف بحسب فهم المفسر له وقدرته على الوصول إليه بقرائن السياق المعتبرة وأركانه، فالبحث عن السياق هو بحث عن قرينة، والقرينة موجودة علمها من علمها وجهلها من جهلها([5])، ولذا تجد الاختلاف بين المفسرين على تعيين السياق في الآية الواحدة.(1/2865)
وهذه القاعدة مهمة تبين لنا أنه لا يجب اعتبار السياق وتعيينه إلا بدليل ظاهر، كأن يكون السياق ظاهراً في الآية كقوله تعالى: +وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ" [الطارق 1-3] فالسياق هنا ظاهر متعين في بيان المراد بالطارق وأنه النجم الثاقب.
قال ابن دقيق العيد: "ودلالة السياق لا يقام عليها دليل، وذلك لو فهم المقصود من الكلام، وطولب بالدليل عليه لعسر فالناظر يرجع إلى ذوقه"([6]).
رابعاً: لا يجوز صرف الكلام عن سياقه إلا بحجة يجب التسليم لها.
صرف الكلام عن سياقه الذي ورد لأجله لا يجوز، لكونه مخالفاً لمراد المتكلم، إلا أن يرد دليل صحيح يدل على صرف الكلام عما دل عليه السياق، كأن يثبت في الآية نسخ.
وقد قرر هذه القاعدة ابن جرير واعتمد عليها في تفسيره، فقال في تقريرها: "فغير جائز صرف الكلام عما هو في سياقه إلى غيره، إلا بحجة يجب التسليم لها من دلالة ظاهر التنزيل، أو خبر عن الرسول × تقوم به حجة، فأما الدعاوى، فلا تتعذر على أحد"([7]).
خامساً: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب([8])..
هذه القاعدة الأصولية تعتبر قاعدة في السياق من جهة أنه لا عبرة بخصوص السياق الذي نزلت فيه الآية، وإنما العبرة بسياقها العام وهو ما دل عليه غرضها وحكمها العام، ولهذا جاءت ألفاظ القرآن عامة.
قال شيخ الإسلام: "والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب، هل يختص بسببه أم لا؟ فلم يقل أحد من علماء المسلمين إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنما تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه"([9]).
فإذا كانت الآية نازلة في سبب معين فإن هذا يبين المعنى المراد لكنه لا يعني بحال قصر الحكم في الآية على خصوص سببها.(1/2866)
فخصوص السبب عمدة في فهم المعنى، وعموم اللفظ عمدة في حكم الآية، إلا أن ما نزلت الآية بخصوصه قطعية الدخول في معنى الآية إذ هي الأصل فيها، لكن الآية تشمل غيره من جهة القياس على وصفه.
قال السرخسي: "وقال بعضهم: النص يكون مختصاً بالسبب الذي كان السياق له، فلا يثبت به ماهو موجب الظاهر، وليس كذلك عندنا، فإن العبرة لعموم الخطاب لا لخصوص السبب، فيكون النص ظاهراً لصيغة الخطاب، نصاً باعتبار القرينة التي كان السياق لأجلها"([10]).
وقال السيوطي: "إن صورة السبب قطعية الدخول في العام، وقد تتنزل الآيات على الأسباب الخاصة، وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم القرآن وحسن السياق"([11]).
وضرب لذلك مثلاً بقوله تعالى: +وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى" [الليل 17-18] فإنها نازلة في أبي بكر الصديق بالإجماع ([12])، ومع كونها فيه ثناء عليه إلا أن الصيغة العامة التي وردت فيها تفيد أن هذا الحكم ليس مقصوراً عليه.
ولهذا فإنه كثيراً ما تكون الآيات نازلة بحال معين أو حدث خاص أو شخص مقصود، إلا أنها تأتي بصيغة العموم فتعم غيره من جهة الوصف؛ لأن القرآن عام في حكمه، إلا أنه يجب اعتبار ما نزلت فيه الآية في بيان المعنى ابتداءً؛ لأنه المحدد للوصف وللغرض من الآية.
قال السعدي: "قاعدة: وتدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى؛ إذا كان السياق في قصة معينة، أو على شيء معين، وأراد الله أن يحكم على ذلك المعين بحكم لا يختص به، ذكر الحكم وعلقه على الوصف العام، ليكون أعم، وتندرج فيه الصورة التي سيق الكلام لأجلها، ليندفع الإيهام باختصاص الحكم بذلك المعين"([13]).
وقد بقيت القواعد الخاصة بالسياق ، سأفردها في المشاركة القادمة بإذن الله
--------------------------------------------------------------------------------(1/2867)
([1]) ((البحر المحيط في أصول الفقه)) (6/52).ط وزارة الشؤون الإسلامية بالكويت، تحرير د. عبدالستار أبو غدة.
([2]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/36).
([3]) ((الإتقان في علوم القرآن)) (1/185).
([4]) ((بدائع الفوائد)) (4/9).
([5]) ((أثر السياق في النظام النحوي)) (ص94).
([6]) ((إحكام الأحكام)) (2/130).
([7]) ((جامع البيان)) (4/356).
([8]) انظر: ((القواعد والفوائد الأصولية)) (ص241) ، ((مجموع الفتاوى)) (31/44).
([9]) ((مجموع الفتاوى)) (13/338).
([10]) ((أصول السرخسي)) (1/164).
([11]) ((الاتقان)) (1/65).
([12]) انظر: ((أسباب النزول للواحدي)) (ص721).
([13]) ((تيسير الكريم الرحمن)) (1/682).
---
محمد الربيعة
02-28-2007, 09:40 AM
القسم الثاني: القواعد المتعلقة بترجيح السياق.
أولاً: أن القول المعتبر في التفسير هو الموافق للسياق.
تقرر أن السياق القرآني أصل معتبر في كلام الله تعالى، وأنه هو الدال على المعنى الصحيح، وعليه فإن القول الذي يتوافق مع السياق هو القول المعتبر والراجح.
وهذه القاعدة من أهم قواعد الترجيح في التفسير.
وقد اعتبر السلف والعلماء هذه القاعدة في تفسيرهم، ومن ذلك:
ما قاله صاحب رسالة دلالة السياق عند ابن جرير في تقرير القواعد المعتبرة عند ابن جرير: "يختار من المعاني ما اتسق وانتظم معه الكلام" ([1])، وأورد لذلك أمثلة من تفسير ابن جرير ([2]).(1/2868)
وقد قرر هذه القاعدة شيخ الإسلام أتم تقرير في معرض رده على نفاة الصفات الذين يؤولون الصفات استدلالاً بنصوص أخرى دل سياقها على معنى آخر، كتأويل إتيانه تعالى بإتيان عذابه استدلالاً بقوله تعالى: +فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا" [الحشر 2] فقال: "لما رأوا بعض النصوص تدل على الصفة، جعلوا كل آية فيها ما يتوهمون أن يضاف إلى الله تعالى - إضافة صفة - من آيات الصفات كقوله تعالى: +فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ" [الزمر 56] وهذا يقع فيه طوائف من المثبة والنفاة، وهذا من أكبر الغلط، فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية" ([3]).
وقد قرر صاحب قواعد الترجيح عند المفسرين هذه القاعدة بقوله: "قاعدة: القول الذي تؤيده قرائن في السياق مرجح على ما خالفه". وأورد الأمثلة والأقوال الدالة عليها([4]).
ثانياً: بجب حمل كلام الله على المعاني والأوجه اللائقة بالسياق والموافقة لأسلوب القرآن.
هذه القاعدة تعني أنه يجب حمل كلام الله تعالى على المعاني والأوجه اللغوية والإعرابية والبلاغية اللائقة بسياق الآية والموافقة لأسلوب القرآن، دون الأوجه القاصرة عنه، وليس كل ما ثبت في اللغة صح حمل آيات التنزيل عليه([5])، إذ القرآن هو أعظم الكلام، فلا بد من حمله على أكمل الوجوه وأعظمها، ولا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي والإعرابي ([6]).
قال العز بن عبد السلام: "وعلى الجملة فالقاعدة في ذلك أن يحمل القرآن على أصح المعاني، وأفصح الأقوال، فلا يحمل على معنى ضعيف، ولا على لفظ ركيك"([7]).
ثالثاً: كل تفسير خارج عن دلالات الألفاظ والسياق باطل مردود.(1/2869)
هذه القاعدة نتيجة للقاعدة التي قبلها، فإذا ورد تفسير خرج بمعاني كتاب الله تعالى عما تدل عليه ألفاظه وسياقه ولم يدلّ اللفظ على هذا المعنى بأي نوع من الدلالة: مطابقة، أو تضمناً أو التزاماً، أو مفهوماً، أو موافقاً، أو مفهوماً مخالفاً، فهو مردود([8]).
وهذه القاعدة متقررة عن سلف الأمة وعلمائها.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن هذا القرآن كلام الله عز وجل فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم) ([9]).
قال السيوطي بعد ما أورد تفسير ابن عباس: "ففيه الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ، كما يفعله الباطنية، والاتحادية، والملاحدة، وغلاة المتصوفة"([10]).
وقال شيخ الإسلام في كلام فصل في هذه القاعدة: "وأما النوع الثاني من سببي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان... والقائلون بالجهتين المتقدم ذكرهما قسمان:
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها
والثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به.
فالأولون: راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان، والآخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم أن يريد به العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام، ثم هؤلاء كثيراً ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم، كما أن الأولين كثيراً ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما يغلط بذلك الآخرون، وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ونظر الآخرين إلى اللفظ أسبق.(1/2870)
والأولون صنفان: تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به، وتارة يحملونه على ما لم يدل به، وفي كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلاً فيكون خطؤهم في الدليل والمدلول، وقد يكون حقاً فيكون خطؤهم فيه في الدليل لا في المدلول. فالذين أخطئوا في الدليل والمدلول مثل طوائف من أهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق الذي عليه الأمة الوسط الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الأمة وأئمتها، وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم: تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه..."([11]).
رابعاً: حمل كلام الله على الغالب من عرفه ومعهود استعماله أولى من الخروج به عن ذلك ([12]).
وعرف القرآن ومعهود استعماله مما يتضمنه السياق من جهة أن القرآن وارد على أسلوب منتظم مؤتلف، ومن جهة أن ذلك داخل في السياق القرآني، فالأولى أن يرجح القول الذي يوافق عادة القرآن ومعهود استعماله وسياقه العام، إلا أن يدل دليل من سياق الآية أو دليل آخر على معنى آخر مستقل.
قال شيخ الإسلام: "إذا كان في وجوب شيء نزاع بين العلماء، ولفظ الشارع قد اطرد في معنى، لم يجز أن ينقض الأصل المعروف من كلام الله ورسوله بقول فيه نزاع بين العلماء"([13]).
وقال الشنقيطي: "ومن أنواع البيان المذكور في هذا الكتاب المبارك الاستدلال على أحد المعاني الداخلة في معنى الآية بكونه هو الغالب في القرآن، فغلبته فيه دليل على عدم خروجه من معنى الآية"([14]).
ومن أمثلة ذلك ماذكره شيخ الإسلام في بيان رده على من جعل السراح والفراق صريحاً في الطلاق مستدلاً بغالب استعمال القرآن: "الوجه الثاني: وهو القاصم: أن هذه الألفاظ أكثر ما جاءت في القرآن في غير الطلاق"([15]).
خامساً: توحيد مرجع الضمائر في السياق الواحد أولى من تفريقها ([16]).(1/2871)
إذا جاءت ضمائر متعددة في سياق واحد، واحتملت في مرجعها أقوالاً متعددة، فتوحيد مرجعها وإعادتها إلى شيء واحد أولى وأحسن؛ لأنسجام النظم، واتساق السياق
وقد اعتمد هذه القاعدة أئمة اللغة من المفسرين كابن جرير، والزمخشري، وابن عطية، وأبي حيان وغيرهم ([17]).
قال الزمخشري في ترجيحه لعود الضمير إلى موسى دون التابوت في قوله تعالى: +فاقذفيه في اليمّ"[طه 39]: "والضمائر كلها راجعة إلى موسى، ورجوع بعضها إليه، وبعضها إلى التابوت فيه هجنة، لما يؤدي إليه من تنافر النظم... ومراعاته أهم ما يجب على المفسر"([18]).
وقال أبوحيان: "وتناسق الضمائر لشيء واحد أوضح"([19]).
وقال الزركشي: "إذا اجتمع ضمائر، فحيث أمكن عودها لواحد فهو أولى من عودها لمختلف"([20]).
سادساً: القول بالاستقلال مقدم على القول بالإضمار، إلا أن يدل السياق على الحذف ([21]).
الأصل في كلام الله تعالى أن يكون كاملاً لا يحتاج إلى تقدير، إلا أن يدل السياق على الحذف؛ لأن الإضمار والحذف والتقدير خلاف الأصل([22]).
قال أبو حيان: "متى أمكن حمل الكلام على غير إضمار ولا افتقار كان أولى من أن يسلك به الإضمار والافتقار، وهكذا تكون عادتنا في إعراب القرآن لا نسلك فيه إلا الحمل على أحسن الوجوه، وأبعدها عن التكلف، وأسوغها في لسان العرب"([23]).
ولا يقال بالحذف في كلام الله تعالى إلا بدليل من السياق يدل عليه.
قال ابن جزي في معرض ذكره لأوجه الترجيح التي قررها: "الحادي عشر: تقديم الاستقلال على الإضمار إلا أن يدل دليل على الإضمار"([24]).
وقال ابن عاشور: "إنك تجد في كثير من تراكيب القرآن حذفاً، ولكن لا تعثر على حذف يخلو الكلام من دليل عليه من لفظ أو سياق"([25]).
ومثال ذلك قوله تعالى: +وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ" [النساء 171] فإن الحذف هنا ظاهر لدلالة رفع +ثَلاَثَةٌ" بعد القول.(1/2872)
قال ابن جرير: "ورفعت الثلاثة بمحذوف دل عليه الظاهر، وهو (هم)، ومعنى الكلام: ولا تقولوا هم ثلاثة"([26]).
فنجد أن ابن جرير استدل على وجود الحذف بالسياق، وقدره بحسب سياق الآية
وقال أبو علي الفارسي([27]) وغيره التقدير: هو ثالث ثلاثة، لموافقته لما ظهر في القرآن في قوله تعالى: +لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ" ([28]).[المائدة 73] وهذا أولى
سابعاً: جميع حذوف القرآن لا تقدر إلا على أكمل الوجوه اللائقة بالسياق.
إذا دل السياق على حذف في الآية، فإنه لا يقدر إلا أفصح التقديرات وأنسبها للسياق والغرض، أو مادل عليه سياق آية أخرى.
قال العز بن عبد السلام: "جميع حذوف القرآن من المفاعيل والموصوفات وغيرها لايقدر إلا أفصحها وأشدها موافقة للغرض؛ لأن العرب لايقدرون إلا مالو لفظوا به لكان أحسن وأنسب لذلك الكلام" ([29]).
وقال أيضاً: "لا يقدر فيه من المحذوفات إلا أحسنها وأشدها موافقة وملاءمة للسياق"([30]).
ثامناً: حمل اللفظ على معنى جديد أولى من حمله على التأكيد، إلا أن يدل السياق على التأكيد.
إذا احتمل اللفظ في السياق بين أن يكون مفيداً معنى جديدا لم يسبق في الكلام، أو يكون مؤكداً للفظ أو جملة سابقة، فحمله على الإفادة أولى من الإعادة إلا أن يدل السياق على كونه تأكيداً.
قال مكي بن أبي طالب: "حمل اللفظين على فائدتين، ومعنيين أولى من حملهما على التكرار بمعنى واحد"([31]).
وقال الشنقيطي: "إن المقرر في الأصول أنه إذا دار الكلام بين التأكيد والتأسيس معاً، وجب حمله على التأسيس، ولا يجوز حمله على التأكيد إلا لدليل يجب الرجوع إليه"([32]).
وقد ذكر صاحب قواعد الترجيح هذه القاعدة من غير أن يذكر رجحان التأكيد حال دلالة السياق عليه، فقال: "قاعدة: إذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى"([33]).(1/2873)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير)) (ص219).
([2]) ((دلالة السياق القرآني وأثرها في التفسير)) (ص220-221).
([3]) ((مجموع الفتاوى)) (6/ 14).
([4]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (1/299).
([5]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/635).
([6]) انظر: ((أثر السياق في النظام النحوي)) (197).
([7]) ((الإشارة إلى الإيجاز)) (ص220).
([8]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/349).
([9]) أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص46). وانظر: ((الدر المنثور)) (7/330).
([10]) ((الإكليل في استنباط التنزيل)) (ص352).
([11]) ((مجموع الفتاوى)) (13/355).
([12]) انظر: ((قواعد السياق عند المفسرين)) (1/172).
([13]) ((مجموع الفتاوى)) (7/35).
([14]) ((أضواء البيان)) (1/51).
([15]) ((مجموع الفتاوى)) (15/450).
([16]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/ 613).
([17]) انظر: المصدر السابق (2/ 613).
([18]) ((الكشاف)) (2/536).
([19]) ((البحر المحيط)) (8/189).
([20]) ((البرهان في علوم القرآن)) (4/35).
([21]) انظر: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/424).
([22]) انظر: ((مغني اللبيب)) (2/599).
([23]) ((البحر المحيط)) (1/ 61).
([24]) ((التسهيل)) (1/9).
([25]) ((التحرير والتنوير)) (1/122).
([26]) ((جامع البيان)) (6/37).
([27]) الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي صنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها مات سنة 377هـ ((الموسوعة الميسرة)) (1/642)
([28]) انظر: ((البحر المحيط)) (4/144).
([29]) ((الإشارة إلى الإيجاز)) (ص4).
([30]) ((الإشارة إلى الإيجاز)) (ص2).
([31]) ((الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه)) (ص219).
([32]) ((أضواء البيان)) (3/355).
([33]) ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) (2/473).
---
أبو صفوت
02-28-2007, 10:48 AM(1/2874)
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الماتع ونفع بكم وجعله في ميزان حسناتكم
---
زهير هاشم ريالات
03-03-2007, 03:59 PM
من أجود ما قرأت في السياق رسالة دكتوراه للدكتور المثنى عبد الفتاح بعوان: "السياق القرآني وأثره في الترجيح الدلالي" وقد قدمت هذه الرسالة لقسم أصول الدين في كلية الشريعة / جامعة اليرموك - الأردن
إيميل الباحث
almuthnna100@yahoo.com
---
محمد الربيعة
03-03-2007, 07:01 PM
أشكر لك أخي زهير إشارتك ، وقد سمعت عن هذا الرسالة في فترة البحث ، فلم أجد سبيلاًَ للوصول إليها ، ولعلي أن أتواصل مع الباحث ، ولك مني الشكر والدعاء .
---
عبدالعزيز اليحيى
03-05-2007, 03:29 PM
جزاك الله خيرا
أود أن أستفسر عن قاعدة : حمل اللفظ على معنى جديد أولى من حمله على التأكيد، إلا أن يدل السياق على التأكيد.
هل نص علي الاستثناء أحد من العلماء أم هو مفهوم كلامهم في أهمية السياق ؟
كما أحب أن تلقي الضوء على تعارض دلالة السياق مع تعارض دلالة قاعدة تفسيرية أو ترجيحية أخرى أيها يقدم ؟ فهذا المبحث بحاجة لمزيد إيضاح وتقعيد .
---
(1/2875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصبحين أو بالليل ؟
---
مصبحين أو بالليل ؟
---
خالد الشبل
07-03-2005, 02:18 AM
ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تأويل قوله تعالى : ( إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ) أن ذلك كان ليلاً ، فما الجمع بينه وبين ظاهر الآية ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-03-2005, 02:29 AM
لعل الجمع بينهما يتبين من قول القرطبي : ( إذا أصبحوا بسدفة من الليل ) ، أي : بداية الصبح ، وآخر الليل . قال ابن عاشور : ( ومعنى "مصبحين" :داخلين في الصباح ، أي : في أوائل الفجر .) والله أعلم
---
خالد الشبل
07-04-2005, 02:04 AM
بعض أهل التفسير يسوق، في هذا الموضع، حديثَ الحسين بن علي، رضي الله عنهما : " نهى عن الجداد بالليل، والحصاد بالليل.
قال جعفر بن محمد، رحمه الله : " أراه من أجل المساكين " فكأنَّ الحادثة كانت ليلاً .
ثم هل (مصبحين) الثانية كالأولى؟
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/68/17/1.png
---
(1/2876)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءة بالالحان
---
القراءة بالالحان
---
حسين
06-12-2003, 02:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام
ماحكم إدخال ألحان الأغاني في تلاوة القرآن الكريم ؟
وهل هذا الموجود هنا منه:
http://www.qquran.com/phpBB2/viewforum.php?f=2&sid=041d287111ff3dc405c4a67094eb7340
http://www.geocities.com/al_tanzeel/index2.htm
---
طويلب علم صغير
06-12-2003, 06:22 PM
موضوع له صله:
ما هو حكم علم المقامات لقراءة القرآن الكريم ؟
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9036
---
إبراهيم الدوسري
06-12-2003, 07:51 PM
القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين :
الحالة الأولى :
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع ، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن ، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط ، وذلك جائز ، وهو من التغني الممدوح المحمود ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن "( أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب التوحيد رقم الحديث [7527 ]) ، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب .
الحالة الثانية :
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعمّل والتمرين ، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها ، فذلك لا يجوز ، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد ، وذلك أمر ممنوع .(1/2877)
وفي ذلك يقول ابن القيم ( زاد المعاد فى هدي خير العباد لابن القيم 1/493 ): " وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاؤ من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة ، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له ، بل أرشد إليه وندب إليه ، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به ، وقال : " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله ، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته "
ويقول ابن كثير ( فضائل القرآن صـ114 ) :" والغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة ، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويُجلّ ، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب ".
وما ينادي به بعض الناس من تلحين القرآن بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام ، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية ، فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذِكرُه وتقدس اسمُه ، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني ، بل يفضي بها إلى التغيير ، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك .
---
حسين
06-12-2003, 11:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجزل الله لكم المثوبة
ولكن هل الصبا والنهاوند والعجم والبيات والحجاز والسيكاه والرست والمقام العراقي 000من هذا ؟ أم لا؟(1/2878)
قرأت في مقدمة أحد كتيّبات التجويد عن نقاش بين القراء فيها (مجموعة من قراء مصر والعراق قبل أربعين سنة00وأشار إليه الحصري رحمه الله تعالى )
وهذه نماذج منها (آمل عدم نشرها) وإنما أشير إليها لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوّره 00وربما فسرت الأمثلة ما عيي عنه اللسان 0
http://bineid.tripod.com/sega.htm
http://bineid.tripod.com/bayat1.htm
http://bineid.tripod.com/bayat2.htm
http://bineid.tripod.com/rast.htm
http://bineid.tripod.com/saba.htm
http://bineid.tripod.com/nahawand.htm
http://bineid.tripod.com/hijaz.htm
http://bineid.tripod.com/ajam.htm
أو بالأدق ما يسمى بالقراءة الحجازيّة (وأشار إليها د0 القاري) هل هي من القراءة بالألحان المنهي عنها ؟
---
(1/2879)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب من كل من يتابع دروس أصول القراءات العشر للعلامة الضباع
---
طلب من كل من يتابع دروس أصول القراءات العشر للعلامة الضباع
---
د. أنمار
04-30-2004, 12:49 AM
الرجاء، المشاركة في تصحيح أي كلمة أو عبارة ترى فيها خطأ مطبعيا، أو إملائيا يستحق الإصلاح.
وبإمكانك المشاركة حتى إن لم يتبين لك وجه الصواب، فقط أشر إلى العبارة وسأراجع الأصل الذي عندي.
وبإمكانك أن تعلق على عبارة ما وتقول (أي كذا وكذا) لرفع غموض عنها.
لأنني إن شاء الله سأنزل الكتاب كاملا بعد الانتهاء من صفه، لينضم لكتب مكتبة منتدى أهل التفسير.
وأرجو من الله أن يكون من أصح الكتب المتوفرة على الشبكة لتعلم أصول القراءات العشر الصغرى.
وهذه روابط ما تم إنزاله حتى الآن:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1793
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1784
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1778
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1771
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1760
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2004, 02:44 AM
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم وسنفعل بإذن الله ما أشرت به وفقك الله وسددك.
---
خالدعبدالرحمن
04-30-2004, 12:07 PM
أخي الدكتور
جزاك الله خيرا ...
و جعل ذلك الجهد في ميزان حسناتك أضعافا مضاعفة ..
---
د. أنمار
04-30-2004, 03:56 PM
جزاكم الله خيرا أخي خالد وأخي الفاضل عبد الرحمن، والسبق لكم فيما تقومون به، أيدكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى.
---
د. أنمار
05-03-2004, 10:32 AM
وما أضيف بعد كتابة هذا المقال
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1806(1/2880)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1812
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
---
(1/2881)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وتظن أنها محجبة
---
وتظن أنها محجبة
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
04-19-2006, 06:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام وأخواتي الفضليات
نتقدم اليكم ونتقدم الى الامة الاسلامية كلها بمشروعنا الدعوي الكبير
حملة تصحيح الحجاب ( اسم مؤقت للحملة )
ونسال الله العلى القدير ان يرزقنا فيها الاخلاص في القول والعمل كما نساله ان يسدد خطانا وان يتقبل هذا العمل المتواضع منا
تفاصيل مشروعنا الكبير
اولا : مقدمة
بفضل الله تعالى اولا ثم بجهود مشايخنا واساتذتنا الدعاة الى الله - بارك الله فيهم - انتشر الحجاب بين اخواتنا واصبحنا نرى فتيات محجبات في كل مكان
ولكن هناك امر ما
ظهر خلل في تفسير كلمة الحجاب لدى البعض وللاسف فهم كثير
ظنوا ان كلمة الحجاب تعني فقط غطاء الراس فكل من تغطي شعرها فقط تسمى محجبة
وبرما تلبس بنطلونا ضيقا وربما تلبس ملا بس ضيقة تفصل جسدها وربما تضع العطور والمكياجات وهي تعتقد انها قد تحجبت وان هذه الاشياء لا تنتقص من حجابها
واصبحنا نرى اخوات محجبات يكثرن من الطاعات والنوافل ارضاء لله ورغم ذلك يلبسن البنطلون الضيق وغيره من الملابس الكاشفة لكل ما امر الله ان يستر من عوراتهن ومنهن من تضع المساحيق ومنهن من تضع العطور النفاذة التي نهى عنها رسول الله
ولما كان واجبا على كل مسلم ان راى منكرا ان يتصدى لتغييره ولا يحق لمسلم ان يرى تلك المخالفات ويسكت عنها لانه مسئول غدا بين يدي ربه تبارك وتعالى عن ما راي ( ماذا فعلت ؟) هل تمعر وجهك ؟ هل غضبت ؟ ماذا فعلت ؟
لا يسعنا السكوت فنحن غدا بين يدي ربنا واقفون ومسئولون
لذالك قررنا ان نقوم بهذه الحملة
حملة توعية وتصحيح للحجاب
ثانيا : من الجمهور المعني بهذه الحملة ؟(1/2882)
المعنيون بهذه الحملة هن اخواتنا المحجبات اللائي يحببن الله ورسوله اللاتي اطعن الله ويردن الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه من اخترن طريق الهداية والرشاد المحجبات اللائي يجهلن ان حجابهن منقوص وغير مكتمل
ثالثا : من سيقوم بهذه الحملة ؟
كل مسلم ومسلمة يعلم ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اخص خصوصيات دينه وهو اعلى المراتب وارفع الدرجات وهو طريق الانبياء وداب الصالحين
كل مسلم يريد ان يبرئ ساحته امام ربه من هذا المنكر يشترك في هذه الحملة حتى يقول لربه غدا فعلت ووقفت وقلت وتصديت وانكرت واحمر وجهى غضبا وتمعر وجهى فيك يارب
كل مسلم محب لاخوانه شفيق عليهم يحب لهم الخير يريد ان يصلح نفسه ويشارك في اصلاح مجتمعه
ثالثا : اهداف هذه الحملة ؟
الهدف منها اولا الاعتذار الى الله عما يصنع هؤلاء
الهدف توعية لاخواتنا المحجبات بشروط الحجاب الشرعي الصحيح ولن نختلف في التفاصيل ولن نتطرق الى مسائل كشف الوجه والكفين هل هما عورة ام لا ولكن سنجتمع حول ثلاثة امور
1- البنطلون وحكمه في الشرع وما يتبعه من كل زي ضيق يصف تفاصيل الجسم
2- العطور
3- وضع المساحيق
وليس هناك خلاف حولها باذن الله انها غير جائزة للمراة اذا خرجت من بيتها ورآها غير محارمها
وينبغي ان يعلم الجميع ان الله عز وجل لن يحاسبنا على النتائج ولكن سيحاسبنا على العمل ولعل الله يطلع على قلب واحد منا فيرى فيه اخلاصا له فيفتح به القلوب
اسم الحملة ؟
الاسم خاضع لاختيارتكم وكل اخ واخت يدخل في هذا المنتدى ويضع عنوانا للحملة وسيتم عليه تصويت الى ان يتم اختيار اكثر اسم معبر عن توجهات الحمله وموضح لها ويشترط فيه
أ- ان يكون قصيرا قدر الامكان
ب- ان يكون معبرا عن الهدف بشكل واضح فلا يفهم منه الدعوة للحجاب مثلا حتى لا تقتنع كل من تقرا الشعار انها غير معنية به لانها محجبة اصلا
توقيت هذه الحملة ؟(1/2883)
نحن ما زلنا في مرحلة الاعداد لها وسننطلق ان شاء الله بعد اكتمال الاعداد في موعد قريب
وسائل هذة الحملة
1- نشر الفكرة في المنتديات والغرف وتجميع اكبر عدد من المشاركين فيها
2- استقبال كافة الاقتراحات من المشاركين فيها
3- اختيار اسم الحملة
4- الاتصال بالشيوخ والدعاة لمشاركتنا في هذه الحملة ودعمها سواء بالحديث في قنوات تليفزيونية او بالقاء دروس او خطب ويتم تسجيلها ونشرها على الناس
5- عمل مسابقة لقصة قصيرة تصلح لمطوية تطبع وتوزع بين الاخوات
6- عمل مسابقة لتصميم يصلح للحملة يكون ملصقا لحملة التوعية بتصحيح الحجاب
7- عقد اللقاءات والندوات في الغرف الدعوية حول هذا المعني
8- ارسال الاميلات في المجموعات البريدية
9- اضافة أي افكار جديدة من الاخوة المشاركين في الحملة
المشرفون على هذه الحملة ؟
هذه الحملة ملك لكل مسلم وهي واجب كل مسلم ومسلمة وسيقوم بالتنسيق واستقبال الافكار الجديدة اخوانكم المشرفون على غرفة لا اله الا الله بالقسم العربي على البال توك
ولمن اراد رابط التسجيل للحملة واضافة المقترحات وتصويب الافكار
http://streetna.com/vb/showthread.php?t=1186
وفي النهاية اسال الله العلى القدير ان يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويتوفنا مع الابرار
---
ريحانة
04-19-2006, 08:53 PM
السلام عليكم(1/2884)
بورك فيكم ،فما زال هذا هما ينازعنا كلما رأينا أخواتنا في سن العطاء لهذا الدين( قبل حلول الهرم و انقطاع الرجاء )يحتجن أن نبذل معهن جهدا في إصلاح حالهن بعد أن وردن معين الطاعة ،و عرفن الحق، فإن بريق العصرنة بهرجة التبرج و اتباع صرعات الموضة بدعوى عدم الرجعية و مواكبة العصر، و أن الدين يسر هي ردود منوعة ممن وجدت أصلا من يفتح أبواب النصح -التي صارت شحيحة إلاالنزر القليل- فالخلل أعمق من أن يكون في المساحيق، لأنه في حقيقة الإمتثال لأوامر الله من غير تحايل،و العزة بالإنتماء لهذا الدين فالإصلاح يبدأمن الداخل إن صح التعبير، و العنوان الذي أقترحه هو"أختاه لا تستحى من حيائك الرباني "أو " الحجاب لا يكون تبرجا"
---
البتول
04-19-2006, 09:14 PM
بورك فيكم ،فالخ الفاضل قد حقق لنا مايسمى أصوليا بأقل ما قيل في الحجاب وهو ستر المراة لجسدها سوى الكفين والوجه انطلاقا من أن القدر المجمع عليه بين العلماء هوداك .
فأضم صوتي الي صوت ريحانة فأقول الحجاب لايكون تبرجا
---
يسرى خلف
04-20-2006, 04:05 AM
بوركت جهودك أخي وما أحوجنا فعلا إلى مثل هذه الحملات خاصة في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الموازين ...
---
ريحانة
04-20-2006, 09:55 PM
بورك فيكم،فالخ الفاضل قد حقق لنا مايسمى أصوليا بأقل ما قيل في الحجاب وهو ستر المراة لجسدها سوى الكفين والوجه انطلاقا من أن القدر المجمع عليه بين العلماء
أختي البتول : هدا ليس أقل ما قيل ، فإن الحنقية قالوا بإظهار الرجلين أيضا ، ولا أريد أن أدخل في مسألة حجية الأخد بأقل ما قيل لأنها محل نزاع بين الأصوليين، و لا أريد بدلك إخراج الموضوع عن مجاله الإصلاحى
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
04-21-2006, 09:11 AM
بارك الله فيكن اجمعين نعم ان الخلاف في الحجاب خلاف واسع جدا ولكن كلامنا مع من خرجن فعلا بلباسهن عن نطاق الخلاف مثل:
البنطال
والثوب المحزق والمحجم للعورة
والعطور
والمساحيق(1/2885)
وغيرها من الخروقات التي يعتبر فيها اجماع اهل العلم على حرمتها وتخرج من الخلاف بين اهل العلم
ونود من الاخوات ان ينعشن هذا الموضوع ببحوثهن المباركة
وجزاكن الله خيرا
---
(1/2886)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا بعد الكم الهائل من الكتب والمعلومات
---
ماذا بعد الكم الهائل من الكتب والمعلومات
---
مصطفى علي
10-29-2006, 08:36 AM
ماذا بعد الكم الهائل من الكتب والمعلومات
الأخوة الكرام من الله تعالى على علماء هذا العصر وطلبة العلم بالكم الخائل من تلك الكتب والمعلومات والموسوعات وتقنيات البحث فالسؤال الآن ماذا هو واجب العلماء وطلبة العلم الآن وما هو المتصو كخطة للشكر لله على هذا الفتح العظيم فليحاول كل منا الإجابة فإن في الإجابة انطلاق إلى مرحلة جديدة
---
د.خضر
10-29-2006, 02:18 PM
[اقول و بالله تعالى التوفيق واجبنا نحو المعلومات الثرية التي أصبحت بين أيدينا، فيما كانت في السابق من أحلام العلماء فالعلماء قديما كانوا يعانون التعب والارهاق في سبيل تحصيل الكتاب، فيما كانت الكتب تؤلف على ضوء القمر وبالريشة والمحبرة ثم نثر الرمل على الكتابة لتجفيف الحبر ، وبعد أن أصبحنا في ثورة علمية تقدم المعارف عن طريق كل متاح على وجه الأرض، أحب أن أقول إن واجبنا هو بذل المجهود في سبيل حياذة هذا العلم وتفريغ الأوقات من جداول الدنيا ومن اللعب بالمال مع التصبر بالمكثوث ولو لساعة يوميا متمحضة أمام كتب العلم، في زمن أصبح طالب العلم لا يطيق مكوثا أمام الكتاب مما أثر هذا سلبا فينا حيث أصبح معظم الناس من جماع الكتب، مع ندرة الاطلاع، فالشكر المتصور لله على هبته إيانا مصادر متكاثرة للمعرفة هو التفضل على النفس بتفريغ قليل من الوقت إجباريا يوميا للاطلاع والنفع مع تقديم ثمرات العلماء لكل طالب هدى فالعلم يزكو بالانفاق.
---
العبادي
10-29-2006, 04:20 PM
الصدق مع الله أولا، والاستعانة به، ودوام دعائه واللجأ إليه..فهو سر التوفيق(1/2887)
ثم التنظيم وترتيب الأولويات، فالعلم كثير والعمر قصير، والواجب متحتم مع هذه الكثرة أن نحسن الانتقاء، ونقدم ما حقه التقديم ..
وأخيرا فإنه على قدر النعمة يتحتم الشكر، وهذه النعمة العظيمة التي لم يجدها غيرنا تستوجب منا أن نحسن استغلالها والإفادة منها، وألا نكفرها بالتضييع والتساهل والكسل..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
---
عدنان البحيصي
10-31-2006, 04:34 PM
شكر العلم العمل به
فالعلم يهتف بالعمل
بارك الله فيك
---
مصطفى علي
10-31-2006, 06:51 PM
جزاكم الله جميعاً خيرًا على ما قلتم
ولكنها لست التي أعنيها
التي أعنيها هو كلامي للعلماء والباحثين بأن تنهض هممهم لنظرة فهم لما يجب عليهم بعد هذا الكم الهائل من المعلومات
وهو التخطيط لمرحلة ما بعد تلك المعلومات
فهيا ليفكروا ونقتبس
---
(1/2888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الزمر / تقسيم موضوعي
---
سورة الزمر / تقسيم موضوعي
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-07-2006, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله.. والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله.. وبعد
نزولاً عند رغبة بعض الأخوة الأفاضل ها أنا أضع بين أيديكم مثالاً توضيحيّاً عن تجربتي وطريقتي في تحفيظ كتاب الله تعالى حسب التقسيم الموضوعي للسورة المراد حفظها، مع بيان المناسبة ووجه الارتباط بين الموضوعات - إن كان هناك تناسب وارتباط -.. وقد وقع اختياري على سورة الزمرلسهولة نشرها في صفحات الملتقى على العكس من سورة البقرة لطولها.
وقبل البدء أرجو من القراء الكرام إعذاري فيما لو وجدوا بعض الأخطاء المطبعية أو النحوية، فما عملي هذا إلا عمل بشر لا يخلو من التقصير والزلل، فما كان من توفيق فمن فضل الله تعالى عليّ أولاً وآخراً ، فله الحمد والثناء الحسن الجميل. وما كان من تقصير فمن نفسي، وأسأل الله العفو والصفح.
سورة الزمر تفسير وتقسيم موضوعي
بين يدي السورة
سورة الزمر مكيّة/ رقمها: 39/ وهي (75) خمس وسبعون آية
تسميتها:
سميّت سورة الزمر لذكر لفظ الزمر فيها ولم يُذكر في غيرها قط؛ لأنَّ الله تعالى يتكلّم فيها عن تقسيم النّاس فيها إلى زمر أو فرق يوم القيامة بحسب أعمالهم في الدنيا، بحيث يكون هنالك زمرة الكفّار الأشقياء مع بيان حالهم وتوفية جزائهم، وزمرة المؤمنين السعداء وبيان إعزازهم وإكرامهم.
مناسبتها لما قبلها:
* تظهر صلة هذه السورة بما قبلها وهي سورة (ص) من جوانب:(1/2889)
- من حيث ارتباط فواتح سورة (الزمر) بخواتم سورة (ص): فإنّ الله تبارك وتعالى ختم سورة (ص) بوصف القرآن الكريم بقوله تعالى: { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (88) }. وابتدأ هذه السورة بقوله تعالى: { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) }فكأنه قيل: هذا الذكر تنزيل من الله العزيز الحكيم، فهما كالآية الواحدة، بينهما اتصال وتلاحم شديد.
- كذلك ذكر الله تعالى في آخر سورة (ص) قصة خلق آدم عليه السلام، وذكر في صدر هذه السورة قصة خلق زوجه منه، وخلق الناس كلهم منه، وذكر خلقهم في بطون أمهاتهم خلقاً من بعد خلق، ثم ذكر أنهم ميتون، ثم ذكر سبحانه القيامة، والحساب، والنار، والجنة، فذكر جلَّ شأنه أحوال الخلق من المبدأ إلى المعاد، متصلاً بخلق آدم المذكور في السورة قبلها.
* وأما من حيث الموضوع: فالسورتان مكيَّتان، ولا يخفى تشابه السور المكية من حيث بيان أصول العقيدة الإسلامية وذلك بالدعوة إلى التوحيد وعبادة الله وحده، وإثبات الرسالة، وإثبات البعث والجزاء، وذكر القيامة وهولها، والنار وعذابها، والجنة ونعيمها، ومجادلة المشركين بالبراهين العقلية، والآيات الكونية.
- ولما بُنيت سورة (ص) على ذكر المشركين وعنادهم واتخاذهم الأنداد والشركاء، ناسب أن يذكر في سورة (الزمر) الأمر بالإخلاص الذي هو نقيض حال من تقدّم، وتنزيه الله تعالى نفسه عن عظيم فعلهم؛ فقال: {سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.
- وكما ذكر في سورة (ص) ما أعدّه تعالى لعباده المتقين من النعيم والسعادة في الدار الآخرة، وما أعدّه للطاغين الخارجين عن طاعة الله من سوء المنقلب والمرجع، ذكر كذلك في هذه السورة الكريمة ما عليه أهل الكفر من سوء الحال، وكيف يساقون إلى النار ذليلين مهانين، وما عليه أهل الجنة من النعيم والسعادة، وكيف يساقون إلى الجنة مكرمين معزَّزين.
مشتملاتها:(1/2890)
محور سورة (الزمر) يدور حول التأكيد على وحدانية الله، وموضوعها الرئيس هو: الحديث عن التوحيد، وأدلّة وجود الله ووحدانيته، وعن الوحي، والقرآن العظيم.
فهي وإن كانت ككل السور المكيّة التي تدور محاورها حول هذه الموضوعات إلاّ أنّها تهزّ القلب هزّاً عميقاً متواصلاً في كل مقاطعها لتطبع فيه حقيقة التوحيد، وتنفي عنه كلَّ شبهة أو ضلالة. ومن ثَمَّ فهي ذات موضوع واحد متصل من بدئها إلى ختامها يُعرض في صور شتى. (في ظلال القرآن بتصرف).
فمنذ افتتاحها تبرز قضية التوحيد التي تكاد السورة تقتصر على علاجها، وذلك بقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} لتبقى تتردَّد في مقاطعها وعلى فترات متقاربة إمّا نصاً وإمّا مفهوماً.
نصاً كقوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ…} إلى قوله تعالى: { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) }.(1/2891)
ومفهوماً كقوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)} وقوله تعالى: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}. (المرجع السابق)
أمّا تسلسل موضوعاتها فهو كما يلي:(1/2892)
1- ابتدأت السورة ببيان تنزيل القرآن الكريم من الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، داعية إيَّاه لعبادة ربّه وحده، وإخلاص الدّين له، وتوضيح شبهة المشركين في اتِّخاذ الأصنام آلهة شفعاء، وعبادتها وسيلة إلى الله تعالى، والنعي عليهم في عبادة الأوثان، فالإيمان الوحيد هو الإيمان بالله الواحد الأحد. وأردفت ذلك بإقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى وكما غناه وقدرته، من خلق السموات والأرض، وتعاقب الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، وخلق الإنسان في أطوار مختلفة متعاقبة، وذلك يقتضي ربوبيّته تعالى المستلزمة لألوهيته، وأنَّه تعالى لا يحتاج لإيمان أحد وعبادته، وإنّما الإنسان هو الذي يحتاج إلى الله وعبادته. الآيات: 1- 7 قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(4)خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ(1/2893)
فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(7) }.
2- ندَّدت الآيات بطبيعة المشرك وتناقضه، وبيَّنت ما في نفسيته من تذبذب، فهو يتضرع إلى الله عند الشدائد ليعود إلى كفره وينسى ربّه حال الرخاء، وذلك على العكس من نفسية المؤمن السائر لربه على جناحي الخوف والرجاء. الآيات: 8 - 9 قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ(9) }.(1/2894)
3- ووجَّهت الآيات الكريمات لبعض أسباب الهداية والثبات على الحق، كتقوى الله والإحسان في عبادته، فمن تعسّر عليه ذلك في وطنه فليهاجر إلى غيره فإنّ أرض الله واسعة، فمن فعل ذلك فقد وقع أجره على الله. ثمّ وجَّهت مجموعة من الأوامر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مبيِّنة من خلالها أنَّ تحقيق العبودية لله تعالى وحده روح الرسالات الإلهية وزبدتها، كُلِّف بها المرسلون أولاً ليكونوا الأسوة الصالحة والقدوة الحسنة لمن أُرسلوا إليهم، تخلَّل ذلك تهديد للمشركين لعلَّهم يرجعوا إلى الطريق المستقيم، وبشَّرت المؤمنين الطائعين المنيبين بالغرف في جنات النعيم. الآيات:10 - 20 قوله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ(11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ(12)قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ(18)أَفَمَنْ حَقَّ(1/2895)
عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ(19)لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ(20)}.
4- أوردت الآيات الكريمات بعض الأدلَّة الدَّالة على قدرة الله تعالى في إحياء الخلق وبعثهم بعد الموت، كما أحيا الأرض بعد موتها. الآية: 21 قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ(21) }.
5- ثم عرضت الآيات صورة لفريقين من الناس: مهتدٍ شرح الله صدره للإسلام فاستنار بأنوار هدايته، وفهم عن ربه مراده من هذا الكتاب الكريم والذكر الحكيم الذي هو أحسن الحديث، وقاسي القلب الذي أعرض عن ذكر الله ولم ينتفع بالقرآن فاستحقَّ الضلالة والعذاب المهين يوم القيامة، كما استحقَّه كلَ ظالم. الآيات: 22 – 26(1/2896)
قوله تعالى:{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ(25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(26) }.(1/2897)
6- والقرآن الكريم يتضمَّن أمثالاً للناس لعلهم يتذكرون، ومن هذه الأمثال يتَّضح الفرق بين من يعبد إلهاً واحداً، وبين من يعبد آلهة متعدِّدة لا تسمع ولا تجيب، كالعبد الملوك لسيد واحد، والمملوك لعدّة شركاء متخاصمين فيه. وإذ لم ينتفع المشركون بضرب الأمثال اتجهت الآيات الكريمات تتوعدهم بالموت وما سيلقون بعده من حساب وجزاء يوم أن يصدر عليهم أحكم الحاكمين حكمه العادل. وفي المقابل يحكم الله على المؤمنين أهل الهدى والصدق بفضله ورحمته. وهو الذي يكفيهم ما أهمَّهم في الدنيا ويمنع عنهم ما يخوفونهم به أهل الشرك والضلال. الآيات: 27 – 37 قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنَاً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ(35) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ(1/2898)
ذِي انْتِقَامٍ(37) }.
7- عادت الآيات الكريمات لتقيم الحجة على المشركين باعترافهم أن الله تبارك وتعالى هو الخالق لكلِّ شيء وكان ذلك يقتضي أن يعبدوه وحده، ولكنهم لسفههم وجهالتهم عبدوا معه غيره مما لا يملك لهم ضرَّاً ولا نفعاً!.. ولمَّا تقرَّر ذلك وجَّه الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى وجوب التوكل عليه وحده، وتفويض الأمر إليه، ومواجهة المشركين وتحديهم وتهديدهم بعد أن بلَّغهم كتاب ربِّهم الذي أنزله لهم بالحقّ ليهتدوا به وهم بعد ذلك وما يشاؤون لأنفسهم من هدىً أو ضلال. الآيات: 38 – 41 قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ(38)قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40)إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(41) }.(1/2899)
8- بيَّنت الآيات الكريمات تفرّد الله تعالى بالتصرّف بالعباد في حال يقظتهم ونومهم، وفي حال حياتهم وموتهم، وأنه وحده مالك الشفاعة كلها، ومالك السموات والأرض، وإليه مصير الخلائق وحسابهم يوم البعث والمعاد. الآيات: 42 – 44 قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ(43)قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) }.(1/2900)
9- أظهرت الآيات الكريمات بعض صور ضلال المشركين وحماقاتهم وما اقتضاه شركهم، وأنَّه ما على المؤمن وهو يواجه هذه المواقف القبيحة الصعبة إلا التوجه بضراعة وخشوع إلى الله مبدع السموات والأرض، العالم بالسرِّ والعلانية، والحاكم الفصل بين العباد. يومئذ سيكون الحكم على المشركين الذين لو أنّ لهم ملك السموات والأرض لجعلوه فدية لهم من العذاب الشديد. الآيات: 45 – 48 قوله تعالى: { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(46) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(48) }.(1/2901)
10- بيَّنت الآيات الكريمات حالة الإنسان وطبيعته، فهو يدعو ربَّه إذا أصابه ضرّ، ويجحده إذا أصابه خير ورخاء زاعماً أن ذلك بجهده ومهارته واستحقاقه، ناسياً أنه إنّما هو ابتلاء له واختبار ليشكر أو يكفر، وهذا هو حال المكذبين الظالمين ودأبهم، لا يقرون بنعمة ربهم، ولا يرون له حقّا، فلم يلبثوا حتى أخذهم الله بذنوبهم فما نفعهم ما كانوا يكسبون عندما نزل بهم العذاب. ثم أنكر تعالى عليهم انتفاء علمهم أن الرزق بيد الله يبسطه لمن يشاء ويضيّقه على من يشاء، وهذا الإنكار تضمِّن توبيخهم؛ لأنهم تسبَّبوا في انتفاء العلم بسبب إهمالهم النظر في الأدلّة المفيدة للعلم، وصمِّهم آذانهم عن الآيات التي تذكِّرهم بذلك حتى بقوا في جهالة مركبة وكان الشأن أن يعلموا أن الله يعطي الرزق من يشاء، ويمنع من يشاء. الآيات: 49 – 52 قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ()51 أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }.(1/2902)
11- من أعظم بشائر القرآن: مغفرة الذنوب بالتوبة وإخلاص العمل، وترغيب وترهيب. الآيات: 53– 61 قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(61) }.(1/2903)
12- عودة إلى بيان دلائل الربوبية وانفراد الله بالخلق والملك والتدبير، وأن ذلك يستلزم إفراده بالألوهية والتوحيد. وذمّ المشركين الجاهلين، وبيان عظمة الله تعالى وسلطانه وتقديسه. الآيات: 62– 67 قوله تعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) }.
13- خاتمة مهيبة في عرصات يوم القيامة، وانقسام الناس لزمرتين: ضالين، ومهتدين.(1/2904)
الآيات: 68– 75 قوله تعالى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(69)وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ(70)وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71)قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73)وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) }.
الموضوعات الرئيسة لسورة الزمر
الجزء (23) / الحزب (2) / تتمة الربع الثالث
الآيات: 1 - 7
الموضوعات الرئيسة
أولاً: مصدر القرآن الكريم، والأمر بالعبادة الخالصة لله تعالى، ونفي ادِّعاءات المشركين وتهديدهم: الآيات 1 - 3(1/2905)
قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) }.
ــــــــــــــــــــــــ
ثانياً: تنزيه الله تعالى عن الولد والشريك، وإقامة البراهين الدّالة على وحدانية الله، وكماله وغناه، وقدرته، وعلمه، وإحاطته: الآيات: 4- 7
قوله تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) }.
المناسبة ووجه الربط:(1/2906)
لمَّا أخبر الله تبارك وتعالى بالحُكم بين أولئك الذين اتخذوا من دونه أولياء، وهدّدهم بعدم التوفيق والاهتداء بعد أن حجبوا أنفسهم عن أنوار الهداية، احتجَّ تعالى عليهم بأنهم كاذبون كفَّارون في زعمهم البنوّة له سبحانه وقصد إلى إبطال شركهم ببيان استحالة اتِّخاذ الشريك في حقِّه سبحانه، مع إقامة الأدلَّة الدَّالَّة على ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء (23) / الحزب (2) / الربع الرابع
الآيات: 8 – 31
المناسبة ووجه الربط:
بعد أن بيَّن الله تعالى في الآيات المتقدِّمة فساد مذهب المشركين في عبادة الأصنام، وأنّه لا دليل لهم على عبادتها، وبيّن تعالى أنّه هو الذي يجب أن يعبد وحده، وأنّه الغنيُّ عمَّا سواه من المخلوقات لا يفتقر إلى عبادتهم، ذكر تعالى هنا تناقض الإنسان وتقلُّبه وضعفه وقلَّة ثباته على نهج؛ إلا حين يتصل بربّه، ويتطلّع إليه، ويقنت له، فيعرف الطريق، وينتفع بما وهبه الله من عقل.
الموضوعات الرئيسة
أولاً: زمرة الكفار المتناقضين الذين لا يعلمون، وزمرة المؤمنين العالِمين العاملين:
الآيات: 8, 9 / قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ(9) }.
ـــــــــــــ
ثانياً: الأمر بالتقوى، وبيان الثواب المنشِّط في الدنيا للمتقي، والحث على الهجرة، والصبر لما فيهما من الأجر العظيم: الآية 10(1/2907)
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) }.
المناسبة ووجه الربط:
لمَّا أثنى الله تعالى على المؤمنين بإقبالهم على عبادته في أشدِّ الآناء، وبشدَّة مراقبتهم إيَّاه بالخوف والرجاء، وبتمييزهم بالعلم والعقل والتَّذكُّر، ونفى المساواة بينهم وبين المشركين في ذلك كلِّه، أتبع ذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ينصح المؤمنين بجملة نصائح تتضمَّن الأمر بالتقوى والاستمرار بالطاعة، وحثَّهم على ذلك ببيان الثواب المنشِّط لهم في الدنيا. وهو خطاب فيه تلطّف وتحبّب للمؤمنين.
وفي قوله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِ} تشريف لهم بإضافتهم إلى ضمير الجلالة، ومزيد اعتناء بشأن المأمور به، ووجوب الامتثال له.
ـــــــــــــ
ثالثاً: توجيهات وأوامر للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعظ للمشركين، وتبشير للمؤمنين
الآيات: 11-20(1/2908)
قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ(12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14)فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ(19)لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)}.
المناسبة ووجه الربط:
بعد أن أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بخطاب المسلمين بقوله: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أن يصدع الكفَّار بما أُمر به من عبادة الله؛ حيث إنَّ تحقيق العبودية لله تعالى وحده روح الرسالات الإلهية وزبدتها، كُلِّف بها المرسلون أولاً ليكونوا الأسوة الصالحة والقدوة الحسنة لمن أُرسلوا إليهم، ولهذا أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُعلن ذلك وهو يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى وحده.
ـــــــــــــ(1/2909)
رابعاً: كمال قدرة الله في إحياء الخلق: آية 21
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ(21) }.
المناسبة ووجه الربط:
بعد أن وصف الله تعالى الآخرة بصفات تقتضي الرغبة فيها والشوق إليها، أتبعه بوصف الدنيا بصفة تستوجب النفرة منها؛ حيث أنّ الاغترار بها من أقوى أسباب الضلال، فذكر تمثيلاً لها في سرعة زوالها وقُرب اضمحلالها. وإنما قدَّم وصف الآخرة؛ لأن الترغيب في الآخرة مقصود لذاته، والتنفير عن الدنيا مقصود غرضا.
ـــــــــــــ
خامساً: مقابلة بين المهتدين الذين شرح الله صدورهم للإسلام فاستناروا به، وقساة القلب المعرضون عن ذكر الله، الضالون ضلالاً بيِّناً: آية 22
قوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) }.
المناسبة ووجه الربط:
بعد أن بيّن الله تعالى ما يوجب الإقبال على الآخرة بطاعة الله تعالى، وما يوجب الإعراض عن الدنيا، أوضح أنَّ الانتفاع بهذه البيانات لا يكمل إلا إذا شرح الله الصدور ونوَّر القلوب.
ـــــــــــــ
سادساً: الآيات / 23- 31
- القرآن الكريم وصفاته:(*أحسن الحديث *كتاباً *متشابهاً *مثاني) وأثره في قلوب أولي الألباب المهتدين:آية (23)
- وبيان أحوال الضالين في المآل، وتذكيرهم بمصير الأمم المكذبة من قبلهم: الآيات (24، 25، 26)، وإقامة الحجة عليهم بضرب الأمثال لهم في القرآن المنَزَّل عليهم بلسانٍ عربيٍّ مبين: الآيات (27، 28، 29)(1/2910)
- وأنّ مصير الخلائق إلى الله تعالى يوم القيامة، وأنّه سبحانه وبحمده يفصل بينهم بحكمه العادل: الآيات (30، 31).
قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)}.
المناسبة ووجه الربط:(1/2911)
لمَّا توعَّد الله تعالى أصحاب القلوب القاسية، وبيَّن أنهم في ضلال واضح، فكأنَّما أثار ذلك في نفوس السامعين تساؤلاً عن وجه قسوة قلوب أولئك المبعدين الضالين من ذكر الله، أخبر سبحانه وبحمده عن صفات كتابه الكريم الذي أنزله على أكرم المرسلين مبيِّناً أنَّ قساوة قلوب الضالين من سماع القرآن إنّما هي لِرَيْنٍ في قلوبهم وعقولهم لا لنقص في هدايته، وهذا كما قال تعالى في سورة البقرة: {هُدىً لِلْمُتَّقِين} (البقرة:2).
وهذه الآية عود على بداية السورة الكريمة للتنويه بهذا القرآن الكريم المنزَّل من لدُن حكيم عزيز، كما قال تعالى في افتتاحها:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم(1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}؛ فلمَّا ذكر هنالك أنّه منزَّل من حكيم عزيز، وأنّه أنزله بالحق مشتملاً عليه، ناسب هنا أن يثني على هذا الكتاب ويذكر بعض صفاته، ويبيِّن أثره في قلوب أولي الألباب المهتدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء (24) / الحزب (1) / الربع الأول
الآيات: 32 – 52
الموضوعات الرئيسة
الموضوع الأول: الآيات: 32 – 40
أ) وعيد الكافرين، ووعد المؤمنين: الآيات/ 32 - 35
قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ(32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ(35) }.
المناسبة ووجه الربط:(1/2912)
لمَّا بيَّن سبحانه وتعالى أنَّ الموت نهاية كل حيّ ولا يتفرّد بالبقاء إلا الله، ثم يحصل التقاضي عند الله فيما اختلف فيه الناس من أمور الدنيا والدين معاً، وأنّه يحكم سبحانه بحكمه العادل يوم القيامة بين المتخاصمين، بيَّن هنا حكمه وقضاءه على مَن افترى عليه كذباً بنسبة الولد أو الشريك أو غير ذلك من أنواع الكذب على الله، أو كذَّب بالصدق الذي جاء به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنّه هو الظلم الذي لا أظلم منه. وفي المقابل أثنى على الصادقين المصدقين بالحق وبيَّن أنهم ينالون أحسن الجزاء.
ـــــــــــــ
ب) كفاية الله للمؤمنين من شر المشركين وباطل آلهتهم، وبيان سفههم بإقامة الحجة عليهم من أنفسهم. وتوبيخهم. وتفويض الأمر إلى الله. الآيات/ 36 - 40
قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ(37)وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ(38)قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ(39)مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40)}.
المناسبة ووجه الربط:(1/2913)
لمَّا بيَّن الله تعالى حال من افترى عليه الكذب وكذَّب بالرسل والرسالات، وتوعَّدهم بالعذاب في جهنم، وكان من صور ضلالهم وإصرارهم على تكذيب الرسول أنهم كانوا يحذِّرون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين آلهتهم ويخوِّفونهم بها، عندما كان يُسفِّه أحلامهم ويعيب آلهتهم، فأنزل الله تبارك وتعالى تثبيتاً للنبي والمؤمنين وردّاً عليهم قوله:
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الثاني: الآيات: 41– 52
أ) إنزال الكتاب وإلزام الناس الحجة: الآية 41
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(41) }.
المناسبة ووجه الربط:
بعد أن بيَّن سبحانه أدلة وحدانيته وقدرته، ووضَّح فساد مذاهب المشركين بالأدلة والبراهين، وأتبعه بالوعد والوعيد، سرَّى تعالى عن قلب نبيِّه صلى الله عليه وسلم ضيقَه وانزعاجَه لإصرارهم على الكفر، وثبَّته على دعوته بإعلامه أنّه تبارك وتعالى أنزل عليه الكتاب بالحق لفائدة الناس، وكفاه عليه الصلاة والسلام بهذا شرفاً وهداية، وكفاه تبليغاً إليهم فمن اهتدى فهدايته لنفسه، ومن ضلّ فضلاله عليها، وليس عليه تَبعة؛ لأنه بلَّغ ما أُمر به.
ـــــــــــــــ
ب) من مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى الوفاة الكبرى، والوفاة الصغرى: آية 42
قوله تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(42)} .
المناسبة ووجه الربط:(1/2914)
لمَّا عُرف من قوله تعالى: { وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}أنّ الله سبحانه هو الوكيل على الناس، وهم في قبضته في صحوهم ونومهم وفي كل حالة من حالاتهم، وهو يتصرف بهم كيف يشاء، ناسب أن يقول تبارك وتعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا.. } الآية، وذلك مظهر من مظاهر قدرته تعالى العظيمة، وكمال تفرّده بالتصرف بالعباد.
ـــــــــــــــ
ج) الآيات: 43 - 48
- إبطال حجة المشركين في عبادة الأوثان من أجل الشفاعة لهم إذ الشفاعة كلها لله: الآيات/ 43، 44/ قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ(43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)}.
- وبيان بعض حماقاتهم وما اقتضاه شركهم: الآية /45/ قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)}.
- والالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء عند اشتداد الكرب وعظم الخلاف، وتفويض الحكم إليه: الآية/ 46/ قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) }.
- وأن الحكم يوم القيامة سيكون على المشركين، وبيان عظم عذابهم: الآيات/ 47، 48(1/2915)
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) }.
المناسبة ووجه الربط:
لمَّا كانت خواتيم السور من مظنّات الاهتمام عاد الحق جلّ جلاله ليؤكِّد ما بدأه في أول السورة الكريمة من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ليؤكّد سبحانه هنا إبطال معاذير المشركين في شركهم، ذلك أنه لمّا دمغتهم حجج القرآن باستحالة أن يكون لله شركاء، تأوَّلوا لشركهم فقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} فلمَّا استُوفيت الحججُ على إبطال الشرك أقبل هنا على إبطال تأويلهم ومعذرتهم، فبدأ تعالى الآية الكريمة بالاستفهام الإنكاري بقوله: { أَمِ} تقريراً منه سبحانه أنّ تأويلهم وعذرهم منكراً كما كان المُعتذر عنه منكراً فلم يقضوا بهذه المعذرة وطراً.
ـــــــــــــــ
د) الآيات: 49 - 52
بيان دعاء الإنسان عند الضُّرّ، وجحوده عند النعمة: الآيات/ 49- 51
وإعلامه بأنّ الرزق بيد الله تعالى: الآية/ 52(1/2916)
قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }.
المناسبة ووجه الربط:
بعد أن حكى الله تعالى بعض قبائح المشركين، أتبعه بحكاية نوع آخر من القبائح، وهو أنهم عند الوقوع في الضر يفزعون إلى الله تعالى، وفي حالة النعمة والسعة، يزعمون أن حصول ذلك بكسبهم وجهدهم، وهذا تناقض قبيح صارخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء (24) / الحزب (1) / الربع الثاني
الآيات: 53 - 75
الموضوعات الرئيسة
الموضوع الأول: الآيات: 53– 61
من أعظم بشائر القرآن: الآيات/ 53 – 55 . وترغيب وترهيب: الآيات / 56 - 61(1/2917)
قوله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(61) }.
المناسبة ووجه الربط:
لمَّا حذَّر تعالى في هذه السورة ولا سيما في هذه الآيات فطال التحذير، وأودعها سبحانه من التهديد والإنذار والوعيد العظيم الكثير، وأطنبت آيات الوعيد إطناباً يبلغ بنفوس سامعيها أيَّ مبلغ من الرعب والخوف، وكانت كثرة الوعيد ربما أيأست وأوحشت، وصدّت عن الإيمان وأبعدت، أعقبها الله تعالى ببعث الرجاء في نفوس الشاردين عن بابه، مترفِّقاً متلطِّفاً بهم للخروج إلى ساحل النجاة إذا أرادوها على عادة هذا الكتاب المثاني المجيد من مداواة النفوس بمزيج الترغيب والترهيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/2918)
الموضوع الثاني: الآيات/ 62 – 75
أ ) الآيات/ 62 - 67
ربوبية الله وتفرده بالخلق والملك والتدبير، وأن ذلك يقتضي توحيده بألوهيته ووجوب إفراده بالعبادة، وذم المشركين الجاهلين، وبيان عظمة الله تعالى وسلطانه.
قوله تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62)لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)}.
المناسبة ووجه الربط:
لمَّا كانت خواتيم السور من مظانّ الاهتمام عادت السورة الكريمة لتقرير التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، ووجوب نبذ الكفر والشرك به، وذلك ببيان دلائل ألوهيته وتوحيده، فهو خالق كل شيء، وبيده مقاليد كل شيء، فمن أشرك به أو كفر فهو الخاسر لنفسه وأهله يوم القيامة، وهو السفيه الجاهل. لذا أمر سبحانه بعبادته وحده؛ لأنه المستحق لهذه العبادة دون سواه، وأما من أشرك به فما قدر الله حق قدره، وما عظَّمه حق تعظيمه.. والله سبحانه وتعالى منزّه عن شرك المشركين، وكفر الكافرين، ومنزّه عن كل عيب ونقص، فسبحانه وتعالى عمَّا يشركون.
ــــــــــــــــــــــــــ
ب ) خاتمة مهيبة: الآيات/ 68 - 75
مشهد من مشاهد يوم القيامة: الآيات 68 - 70 وانقسام الناس لزمرتين:
زمرة الكافرين الذليلين: الآيات/ 71 ، 72. وزمرة المؤمنين المعزَّزين: 73 ، 74(1/2919)
وخضوع الخلق لله تعالى هيبة وإجلالاً، وحمداً وتسبيحاً: الآية/ 75
قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ(70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)}.
المناسبة ووجه الربط:(1/2920)
بعد أن ختم تبارك وتعالى موضوع الآيات السابقة ببيان عظمته وكمال قدرته يوم القيامة بياناً مجملاً، أبان هنا تفصيل ذلك لما فيه من تهويل وتمثيل لمجموع الأحوال مما يُنذر الكافر ويبشر المؤمن. وذكّر بإقامة الحق والعدل وذلك بالفصل بين الخلائق في ذلك اليوم العظيم، وتنفيذ القضاء بمعاقبة الكافرين، وإثابة المؤمنين. ثم ختم هذه السورة الكريمة ببيان ذلك الموكب المهيب موكب الملائكة الحافين حول العرش، يحمدون الله على عدل قضائه وجميع صفات كماله.
هذا ما تيسَّر لي بيانه بفضل الله وتأييده من مقدمة بين يدي سورة الزمر، وتقسيم موضوعاتها، ووجه المناسبة والارتباط بينها. وسيأتي لاحقاً تفسير الآيات إن شاء الله. والله تعالى أعلم.
---
عدنان البحيصي
06-08-2006, 12:21 AM
رائع أخيتي الكريمة
جازاك الله خيراً على هذا الجهد
نموذج رائع للتفسير الموضوعي
بارك الله فيك
---
أبو الفضل
06-18-2006, 11:44 AM
عجيب تفسير موضوعي مترابط متين جزاك الله خيرا من خادمة لكتاب الله
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:27 AM
جزاك الله خيرا
---
ش.م
09-01-2006, 11:06 PM
جزاك الله خيرا وزادك علما وفهما
وبالتوفيق دوما
---
ميادة بنت كامل الماضي
09-03-2006, 06:25 AM
جزاك الله خيرا وزادك علما وفهما
وبالتوفيق دوما
اللهم آمين ، ولك بمثل . أشكرك على تعليقك والله أسأل أن يجعله علما نافعا خالصا لوجهه الكريم
---
(1/2921)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مستعد للدعم التقني
---
مستعد للدعم التقني
---
نعم..!
03-20-2004, 03:07 PM
الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فقد قرأت طلبات كثيرة تدعو إلى تنصيف معين أو إنشاء كتيب معين أو كتاب يحوي قواعدا معينة أو موسوعة تجمع مقالات معينة ... فوجدت فيّ الرغبة في المساندة لإخواني ونيل الشرف العظيم .. كذلك من الناحية التقنية للموقع .. فأنا مستعد على قدر استطاعتي والله تعالى أعلم
أخوكم :
البراء الشرقي " لا..! "
---
عبدالرحمن الشهري
03-20-2004, 05:50 PM
مرحباً بأخي الكريم البراء الشرقي ... وأسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب.
أشكرك على مبادرتك الكريمة التي نحن في حاجة ماسة إليها . ولعلك تتكرم بمراسلتي عبر الخاص ، أو المسنجر بما يمكنكم عمله لمساعدتنا.
* خاطرة أدبية :
استوقفني الاسم الذي اخترته معرفاً أخي البراء وهو (لا..) مع أن مشاركتك لا تدل على ذلك ، والأولى أن تكون (نعم..) ، لمبادرتك لمساعدتنا وفقك الله.
وقد ذكرني ذلك بأبيات من الشعر العربي تمدح قول (نعم) ، وتذم قول (لا) في الجاهلية دون استثناء ، فقد قال المثقب العبدي :
لا تقولن إذا ما لم ترد= أن تتم الوعد في أمر نعمْ
حسن قول نعم من بعد لا= وقبيح قول لا بعد نعمْ
إن لا بعد نعم فاحشة= فبـ ـلا فابدأ إذا خفت الندمْ
وإذا قلت نعم فاصبر لها= بنجاز الوعد إن الخُلفَ ذمْ
غير أن الفرزدق كان ذكياً في المديح لزين العابدين بن علي رضي الله عنهما عندما مدحه بقوله :
ما قال لا قط إلا في تشهده = لولا التشهد كانت لاءَهُ نعمُ
بينما فات على ربيعة بن عبدالرحمن الرقي ذلك عندما مدح العباس بن محمد أحد أمراء العباسيين بقوله في قصيدة من الروائع ، ولكنه لم يتفطن لما تفطن له الفرزدق:
لو قيل للعباس يا ابن محمد = قل : لا ، وأنت مخلد ما قالها !(1/2922)
ما إن أعد من المكارم خصلة = إلا رأيتك عمها أو خالها
فلم يستثن التشهد !
---
نعم..!
03-21-2004, 02:18 PM
أرسل لك ان شاء الله على الخاص أفضل ..
أما عن المعرف .. فوالله أثرت فيّ الأبيات :) ..
لا تقولن إذا ما لم ترد *** أن تتم الوعد في أمر نعمْ
حسن قول نعم من بعد لا *** وقبيح قول لا بعد نعمْ
إن لا بعد نعم فاحشة *** فبلا فابدأ إذا خفت الندمْ
وإذا قلت نعم فاصبر لها *** بنجاز الوعد إن الخُلفَ ذمْ
لو تغيّر المعرف إلى "نعم..! "
:)
---
عبدالرحمن الشهري
03-21-2004, 05:06 PM
تم تعديل المعرف إلى
نعم..!
وفقك الله
---
نعم..!
03-23-2004, 06:45 PM
أعتذر عن التأخير حقيقة لظروف ألمت ..
أود أن ترسل لي على الخاص " أفضل من البريد " ماتودون عمله .. سواءا من موسوعات أو غيره من كتب ومنشورات .. ورؤية مستقبلية للموقع .. حتى يتسنى لي الرد ...
بارك الله فيكم أجمعين ..
نعم..!
ما قال لا قط إلا في تشهده = لولا التشهد كانت لاءَهُ نعمُ
---
نعم..!
04-09-2004, 06:51 PM
السلام عليكم ورحمة اللخ وبركاته ...
اخي الغالي عبد الرحمن راجع عاجلا بريدك الخاص ...
نعم ..
البراء الشرقي
---
عبد الله الخضيري
04-12-2004, 08:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نعم " لا "
المهم
لا للخمول
نعم للعمل
بارك الله فيكما
و لو كنت أملك ما تملِكان " كل في فنِّه " لقدمت ما أستطيع
و لكن :
لا خيل عندك تهديها و لا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
دام الوصل و التوفيق
محبكما
عبد الله
---
د.عبد الله الجيوسي
04-19-2006, 02:05 PM
بارك الله فيك يا ابا عبدالله فما يخرج منك إلا الدرر، وارجو ان تكثر من أمثالها
---
(1/2923)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > د.مازن مطبقاني:مشاهدات وانطباعات وملاحظات ودروس من إيطاليا وألمانيا
---
د.مازن مطبقاني:مشاهدات وانطباعات وملاحظات ودروس من إيطاليا وألمانيا
---
ابن الجزيرة
04-04-2006, 08:03 AM
الحلقة الأولى :
تذكرون حسني البرزان رحمه الله الممثل في مسلسل (صح النوم) حينما كان يحاول أن يكتب مقالة صحفية، ولكنه كان يجد صعوبة في الكتابة فتوقف طويلاً عند عبارة "إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا، فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل" وانتهت الحلقات ولم نعرف شيئاً لا عن إيطاليا ولا عن البرازيل. أما في الأسطر القادمة فإنني سأقدم إليكم بعض مشاهداتي وانطباعاتي عن رحلة قمت بها إلى كل من إيطاليا وألمانيا في الفترة من 21صفر إلى 29 منه عام 1427هـ .
علمت عن منتديات المعهد الجامعي بفلورنسا قبل أشهر عديدة، ودخلت موقع المعهد لأتعرف على هذه المنتديات التي تسمى ورش عمل يجتمع في كل ورشة عشرة إلى اثني عشر شخصاً يبحثون في قضايا تخص مجتمعات البحر المتوسط، فاسم المنتديات هي منتديات البحر المتوسط. وقد بدأ عقدها منذ سبع سنوات، أي منذ عام 2000م. وتكون المنتدى هذا العام من إحدى عشرة ورشة منها في الاقتصاد وفي السياسة وفي الاجتماع وفي تقنية المعلومات وفي المسائل الحدودية وفي العمران والفن.
كنت أرغب في المشاركة في ورشة المشاركة السياسية في الأنظمة الشمولية أو الدكتاتورية، ولكني وجدت أن العنوان غير مناسب لأطلب الإذن للمشاركة في مثل هذه الجلسة وربمارلا يمكن السماح بحضورها أو أن الكياسة أن يبتعد الإنسان عن مثل هذه الأمور. فقررت أن أطلب الإذن لحضور موضوع الأسرة في الشرق الأوسط. وتقدمت بموضوع هو (وضع المرأة السعودية في الأسرة) وقٌبل الموضوع مبدئياً ولكن القبول النهائي لم يأت لأن الورشة اكتملت. فطلبت الإذن أن أحضر مستمعاً.(1/2924)
وبعد مراسلات عديدة أشهد فيها للخواجات (معذرة ليس هذاً إلاّ من باب الإنصاف)أنهم يردون على الرسائل في موعدها ويحرصون على أي باحث من أي بلد كان. وكان هناك الخوف أن لا يتوفر لي التمويل الكافي للحضور(ما أشق على الباحث أن تعوقه المادة عن المشاركة في المنتديات العالمية) ولكن الله هو الرزّاق ذو القوة المتين يسر لي الحصول على التذكرة، وشرعت في الرحلة بعد منتصف يوم الاثنين الواحد والعشرين من صفر. وكانت الرحلة إلى إيطاليا أو مدينة فلورنسا حسب ترتيب المكتب السياحي تمر عبر فرانكفورت، ولما كان مطار فلورنسا مغلق فكان لا بد من السفر من فرانكفورت إلى بيزا (المدينة التي فيها البرج المائل) ووصلت بيزا وكان الوقت نهاراً، وكان الفندق الذي حجزت فيه تقول المعلومات من موقع اليهاهو أنه في وسط المدينة وأجرته 125دولار بينما فندق آخر بعيد عن المدينة وأجرته أقل، فقررت أن أنزل في الفندق الذي في وسط المدينة. ولما وصلت الفندق إذ به بعيد عن وسط المدينة والفندق الآخر هو الذي في وسط المدينة. والياهو محرك بحث أساسي وبيزا مدينة سياحية يأتي الناس من أنحاء العالم لمشاهدة برجها المائل والكاتدرائية القريبة من البرج والمتحف، وربما هناك أشياء أخرى. والكاتدرائية ( ربما هي الكنيسة الكبيرة) مبنى قديم فيه كثير من التماثيل والتصاوير والنقوش والزخرفة. والدخول إليها برسم هو اثنان من اليوروات. وفي الداخل بعض الأجهزة التي يمكن أن تطلع على مزيد من مزايا أو ملامح المكان مقابل رسوم معينة. فتعجبت أن يجعل النصارى كنيستهم مكاناً ليدر الدخل أو للكسب المادي، وتذكرت هنا أننا نترفع بالمسجد أن يكون مكاناً لمثل هذه الأمور حتى إن الإنسان لا يجوز له أن ينشد ضالته في المسجد، ومن فعل ذلك يقال له (لا رد الله عليك ضالتك) فالمساجد لم تبن لمثل هذه الأمور.(1/2925)
وتحملت أجرة التاكسي من المطار إلى الفندق حوالي العشرين يورو أي ما يعادل التسعين ريالاً، بينما المسافة في الحافلة لا تتجاوز العشرة دقائق والأجرة أقل من عشرة ريالات.
تجولت في منطقة البرج ورأيت ميلان البرج وأحد الرسامين رسم صورة يتخيل البرج ينهار، وقال أحدهم لو انهار البرج لحطم بعض المباني التي أمامه. ولكن لم يحن بعد في مشيئة الله سبحانه وتعالى أن ينهار البرج. ومدينة بيزا فيها جامعة تضم كلية طب وكلية علوم إنسانية وكلية علوم يراها المرء وهو يمر بالشوارع المحيطة بالبرج. ومباني الجامعة قديمة ولكن الغربيين يعرفون كيف يجعلون المباني القديمة تضمن كل التقنيات الحديثة.
هناك من يقول لولا البرج ما زار أحد هذه المدينة، فهي متواضعة في شوارعها ومبانيها وأسواقها، ويلاحظ الإنسان التفاوت في المدن الإيطالية فميلانو في الشمال ليست مثل باليرمو في جزيرة صقلية في الجنوب، فالمدينة الجنوبية أقرب إلى المدن العربية المتواضعة ذات الشوارع التي تحتاج إلى إصلاح، وفيها فراغ لدى الناس فهم يقضون أوقاتاً طويلة في الأسواق وعلى الأرصفة وفي المقاهي حتى إنك تراهم في باليرمو يمضون وقتاً في الشوارع حتى وقت متأخر.
لم أكن أعرف أن الندوات ليست في فلورنسا وإنما في مدينة صغيرة بالقرب منها حتى اتصلت بالمنظمين للندوة فسألتهم أنتم تقولون سوفر حافلات لنقل المشاركين من مطار بيزا، قالوا نعم فذهبت إلى المطار وبالفعل وجدت الحافلات وسارت بنا إلى المدينة التي تسمى (مونتيكاتيني) وهي مدينة راقية في شوارعها وتنظيمها، وصغيرة جداً، وفيها عدد كبير من الفنادق. وكأن صغر المدينة مغر لأصحاب المؤتمرات والندوات أن يعقدوها هنا، فبالإضافة إلى الفنادق التي فيها قاعات للمؤتمرات هناك مبنى خاص للمؤتمرات. ومونتي كاتيني قريبة جداً من فلورنسا ويمكن الإنسان أن يجد قطاراً كل ساعة إلى فلورنسا.(1/2926)
بعد أن وصلت الفندق انطلقت إلى مقر الندوة وكانت في فندق آخر قريب فسجلت، وقبلوا تسجيلي مستمعاً في اليوم الأول رغم أنه معلن أن التسجيل في اليوم الثاني للمستمعين. فهاهم الأوروبيون يتنازلون أحياناً عن بعض النظام لتكون معاملتهم لطيفة. وحصلت على الملف الذي يحتوي على معلومات واسعة عن الندوات والأشخاص المشاركين وأسطوانة مدمجة تضم الندوات للسبع سنوات الماضية كلها. ومهما أنفق الإنسان من مال ففي سبيل العلم والمعرفة فهو يستحق، ولكن قديماً كتبت (من يحملني إليهم؟) وكتبت (رحلة غنائية ورحلة علمية) فالباحث يتجشم المصاعب والمتاعب ويسافر في الدرجة السياحية بينما المطرب(x) يركب الدرجة الأولى هو وفرقته مهما كان عددهم وينزلون في أفخم الفنادق ويحصلون على أعلى الأجور. وكان مرة حوار بين أمريكي وفرنسي فقال الفرنسي للأمريكي نحن في تلفزيوننا نحتفي بالعلماء والمفكرين والفلاسفة بينما أنتم تحتفون بالمغنين والمطربين والراقصين والراقصات، فنحن أكثر ثقافة منكم.
واجتمع شمل المشاركين والمستمعين وعددهم المستمعين قليل) في تلك الليلة على الساعة السابعة للاستماع إلى المحاضرة الافتتاحية للدكتورة سعاد جوسف بعنوان: " أبيض وأسود: تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في الصحافة الأمريكية المطبوعة) والدكتورة سعاد هي مديرة دراسات الشرق الأوسط وشرق وجنوب آسيا في قسم علم الإنسان بجامعة كاليفورنيا بمدينة ديفيس. وهي حاصلة على الدكتوراه من جامعة كولمبيا بنيويورك عام 1975 وتقوم بتدريس علم الإنثروبولوجي ودراسات المرأة والجندر في جامعة ديفس، وهي المحررة الرئيسة لموسوعة المرأة والثقافة الإسلامية التي تصدر عن دار بريل، وهي مؤسسة وأول رئيسة لرابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط.(1/2927)
قدمت الدكتورة جوزيف دراسة ميدانية عن تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في أكبر صحيفتين أمريكيتين هما نيويورك تايمز والواشنطن بوست، وكان مجمل عرضها أن هاتين الصحيفتين أساءتا كثيراً لصورة العرب والمسلمين الأمريكيين وللإسلام عموماً. ولم يسمح الوقت إلاّ بسؤالين أو تعليقين كنت أحدهما حيث سألتها هل هناك رد فعل من المسلمين والعرب على هذه الصحف وما رد فعل هذه الصحف على ردود الأفعال تلك. فأجابت إن هاتين الصحيفتين لا يهمهما كثيراً ردود الأفعال، كما قلت إذا كانت الصحيفتان تقدمان هذه الصورة السيئة فأين الجهود العربية والمسلمة في توضيح صورتهم وصورة الإسلام، أعرف أن المؤتمر السنوي لرابطة المسلمين في أمريكا الشمالية يستقطب أكثر من خمس عشرة ألف مشارك وهم يقدمون صورة رائعة للإسلام، أين الأفلام الوثائقية عنه المسلمين. وكان ردها جيداً بأن الجهود كبيرة والقضية بقدر ما هي مؤلمة فإن المستقبل مشرق.
الرابط / http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=10519
---
ابن الجزيرة
04-04-2006, 08:07 AM
الجزء الثاني من مشاهدات وملاحظات وانطباعات من إيطاليا وألمانيا(1/2928)
لقد كان من ضمن فقرات الافتتاح الحديث عن المعهد الجامعي بمدينة فلورنسا بإيطاليا، تأسس عام 1976م من قبل الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حينذاك، وهو معد لأعداد طلاب الدكتوراه والبحوث في أعلى مستواها، ولديهم الآن مائة وخمسين طالباً يعدون لدرجة الدكتوراه. ومن فروع المعهد مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة Robert Schuman ويرأسه هلن ولاسHellen Wallace وهذا المركز مخصص للباحثين فيما بعد الدكتوراه. وقد تأسس المركز عام 1992م. ومن أقسام المركز القانون، والاقتصاد والتاريخ والحضارة والعلوم السياسية والاجتماعية. ويعمل فيه أساتذة متفرغون وأساتذة يعملون بتفرغ جزئي. ولدى المركز مشروعات بتمويل من اللجنة الأوروبية منها عن نماذج جديدة للحكومات، والمواطنة والديموقراطية في أوروبا، وبحوث أخرى حول أوربا الشرقية والقيم الاجتماعية والسياسية في ثمانية عشرة دولة من دول الاتحاد وجنوب شرق آسيا.
انطلقت منذ اليوم الأول أشغال الورش المختلفة التي بلغت إحدى عشرة ورشة أذكر فيما يأتي بعضها:
الأولى: الإقليمية والأقلمة في الشرق الأوسط: بحث في النواحي النظرية والعملية.
الثانية: النتائج القانونية الاجتماعية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط.
الثالثة: التقسيم أو المشاركة السياسية: إدارة الحدود والأراضي في عالم معولم.
الرابعة: من المحلية إلى العولمة: الفنون المرئية في شرق البحر المتوسط بين الأسواق العالمية والتوقعات المحلية.
الخامسة: مناظرة حول الأسرة في الشرق الأوسط.
السادسة: المشاركة السياسية تحت الحكم الشمولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
السابعة: النقد الثقافي والنقد الجندري في الشرق الأوسط: إسهام الفكري النسوي (نسبة إلى حركة تحرير المرأة) للنقد الثقافي في المجتمعات المتوسطية.
الثامنة: المناقشات العامة حول الإسلام في أوربا: لماذا وكيف أصبح المهاجرون مسلمين.(1/2929)
شاركت في معظم جلسات الورشة الخاصة بموضوع الأسرة وذلك لأنني كنت قد قرأت بعض الأوراق، وكان يهمني أن أعرف ماذا يقولون عن الأسرة في الشرق الأوسط. وقد تناولت هذه البحوث قضايا حول الأسرة في عدن منذ نهاية عهد الاستعمار حتى العصر الحاضر، كما تناولت قضايا التشريعات الخاصة بالأسرة في كل من إيران ومصر وجنوب تركيا. وقدمت باحثتان موضوعين عن الأسرة من خلال مسالة الميراث إحداهما عن الوقف من خلال فتاوى الوزاني في المغرب العربي، بينما كان البحث الآخر حول القضايا الأسرية من خلال وثائق المحاكم المصرية في أواخر العهد العثماني. وتناولت باحثة أمريكية موضوع الحركات المطالبة بحقوق المرأة في المغرب العربي، وكيف أن الأسرة تشكل عائقاً نحو تحقيق المرأة بعض حقوقها.
لاحظت في أثناء استماعي إلى الحديث عن المرأة غياب المعرفة الشرعية المستندة إلى نصوص الكتاب والسنّة أو نماذج من حياة السلف في القرون التي كان التطبيق الإسلامي في أعلى مستوى له. وقد ذكرت لهم أن قضية الوقف مرتبطة بقضية شرعية وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له وصدقة جارية) وعمل الخير أيضاً ينطلق من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟، فقالوا مالنا يا رسول الله، فقال لهم (مالك ما أنفقت، ومال وارثك ما أبقيت) وأخبرتني رئيسة الجلسة أنها تنوي البدء في دراسة الفقه، فقلت لها هذا قرار سليم، ولكن إحدى المشاركات قالت إنها لا تحتاج إلى الاستشهاد بالنصوص الإسلامية من حديث أو قرآن.(1/2930)
وحدث أن انتقلت إلى جلسة أخرى وهي حول الجندر، وفي تلك الجلسة استمعت إلى بحثين أحدهما عن المدونة المغربية لإدماج المرأة المغربية في التنمية، وهي مدونة كثر حولها النقاش في المغرب، وقد اعترض عليها العلماء ورأوا فيها خروجاً عن الشريعة الإسلامية في عدد من المواضع. وقدم البحث باحث وباحثة من المغرب. وكانت المرأة أكثر تحدثاً. وكانت تتحدث بلهجة المنتصر أن المدونة قد أصبحت قانوناً وأن الحكومة المغربية استطاعت أن تسكت أصوات المعارضة الإسلامية. وذكرت من المدونة أنها لم تسمح للرجل بالزواج من ثانية إلاّ بموافقة الزوجة الأولى، وأن الطلاق لا يمكن أن يقع إلاّ أمام المحكمة، وتحدثا عن حقوق أخرى، ولكنهما كانا ينتظران أن تساوي المدونة بين الرجل والمرأة في الميرات. وانتقدت المدوّنة أو قانون الأحوال الشخصية الأخير مسألة عقد النكاح أو عقد يسمح للرجل بالممارسة الجنسية بل هو عقد زواج. وتعجبت أن الأمة قبلت هذه التسمية ألف وأربعمائة سنة ويأتي من يعترض اليوم على التسمية وحتى على المضمون، ناسين أن القرآن سمّاه (ميثاقاً غليظاً) ووصف العلاقة بين الرجل والمرأة بالمودة والرحمة وقال عن الزواج (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن) وانظر كيف قُذّمت المرأة في اللباس. واعترضوا على مسألة الطاعة، ومطالبة المرأة بطاعة الزوج. وانتقدوا الاستعمار بأنه كرّس ذكورية المجتمع، مع أن بذور حركة ما يسمّى تحرير المرأة جاء به الاستعمار. ونسوا أن المؤتمر العالمي الثالث للمرأة عقد في الجزائر في مدينة قسنطينة عام 1934م، وغابت عنه المرأة الجزائرية التي رضيت بالحجاب عدا نساء قليلات كنّ متغربات.(1/2931)
ولم أتحدث في أثناء الجلسة لأنني كنت أشعر أنني لو قلت شيئاً لأخرجوني من القاعة، فما كان الجو مناسباً لأي اعتراض. ولكن خارج القاعة شاء الله أن يكون معي كتيب صغير بعنوان (موقفنا من المشروع الوطني لإدماج المرأة في التنمية)، فقدمت الكتيب إلى رئيسة الجلسة، فقالت ما هذا الكتيب؟ قلت لها إنه رأي للعلماء المغاربة يعترضون على المدوّنة. فقالت لماذا تروج لهم؟ قلت لها أنا لا أروج لهم ورأيي أنه لا رأي لي حتى أقرأ المشروع كاملاً، ولكن في جلسة علمية كان ينبغي أن يكون هناك توازن في عرض وجهات النظر. فكما سمحت بوجهة النظر المؤدية للمشروع كان ينبغي وجود الرأي المعارض. ولعلي أكتب رسالة إلكترونية لتلك المرأة. وسألتها ألا تريدين أن تعرفي الرأي الآخر؟
أما البحث الثاني الذي سمعته فهو حول النساء السحاقيات، بين العلن والخفاء. وكانت الباحثة سورية، وكأنها كانت تشيد بهذا الأمر وذكرت العديد من الكاتبات اللاتي كتبن عن العلاقات الجنسية بين النساء أو ميل بعض النساء لبنات جنسهن، وذكرت من الكاتبات حنان الشيخ وليلي أحمد وغيرها وذكرت من الروايات باب الواد وحجر الضحى وغيرها. وأذكر أن مؤسسة بريطانية مسرحية قدمت إحدى مسرحيات حنان الشيخ في لندن، وافتخرت بها إحدى الصحف العربية الصادرة في الغرب وكأن الأمر فتح كبير مع أن الغرب لا يحتفي إلاً بمن شذ أو انحرف من أبناء الأمة.
وبالمناسبة فإن المشرفين على المؤتمر يقدمون دعماً مالياً لمن يقدم بحثاً مقابل البحث وكذلك مقابل المصروفات التي تحملها، وفي نهاية تلك الجلسة قالت الرئيسة إليزابيث كسّاب قوموا بنا نحصل على نقودنا من المسؤول المالي فاليوم هو اليوم الأخير. وقلت في نفسي ليتهم حفظوا كرامة الباحثين وقدموا إليهم ما يسمّى مكافأة بطريقة أخرى لا تضطرهم إلى الوقوف بباب المسؤول المالي.(1/2932)
أما الورشة التي كنت أرغب في حضورها فهي بعنوان "المشاركة السياسية تحت النظام الشمولي" وهي برئاسة كل من سلوى زرهوني من جامعة محمد الخامس بالرباط وإلين لست أوكار من جامعة ييل Yale بالولايات المتحدة، وتقول مقدمة الورشة إن المشاركة السياسية في الأنظمة الشمولية قد بدأت في العالم العربي الإسلامي ببعض المشاركة السياسية والحديث عن الانتخابات وغير ذلك ولكن هذه المشاركة السياسية قليلاً ما تُناقش أو تبحث في المنتديات العلمية. وسيكون الحديث عن المشاركة السياسية في المؤسسات السياسية أو غيرها، وتتناول الورشة المفاهيم الخاصة بالمشاركة السياسية وتعريفها. وهل ما يحدث من بعض المشاركة السياسية هو حقيقة مشاركة أو مجرد ديكور. وتناولت الأوراق المشاركة السياسية عموماً وكذلك التجارب في دول معينة كالأردن ومصر، وكذلك الحديث عن وسائل الإعلام وأثرها في نشر التوعية بأهمية المشاركة السياسية. ومن أبرز الباحثين والباحثات الذين واللاتي قدموا بحوثهم ليل الحمّاد من البنك الدولي بواشنطن حيث كان عنوان بحثها:" المشاركة السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: توسعة الشبكة."(1/2933)
لقد قرأت في الأوراق وفي الوجوه أن توجه الغالبية العظمى من المشاركين هي الوجهة الغربية العلمانية، ونحن نتفق معهم في قضايا معينة كحديث المحاضرة الافتتاحية عن الصورة السلبية التي تعكسها كبريات الصحف الإسلامية للعرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام، أو ضرورة زيادة المشاركة السياسية، أو رفع الحيف عن المرأة وعن الرجل، ولكننا لا نتفق معهم في المرجعية. وقد توصلت إلى قرار يحتاج إلى تفكير طويل هل أستمر في حضور مثل هذه المنتديات للتتاح لي الفرصة قليلاً أو كثيراً لأعرض وجهة نظر الإسلام أو أن الإسلام هو الحل الحقيقي لمشكلات الأمة. أو عليّ أن أنتقل لدراسة الغرب من خلال المؤتمرات الكثيرة التي تعقد هنا أو هناك، وهل سأجد الطريق مفتوحاً للمشاركة معهم في دراسة مشكلاتهم وقضاياهم؟ هذا سيحتاج منّي إلى تفكير طويل وعميق واستشارة ممن هم أعلم وأحكم، وإلى اللقاء في الجزء الثالث من هذه المذكرات.
---
ابن الجزيرة
04-04-2006, 08:09 AM
الجزء الثالث من مشاهدات وملاحظات وذكريات من إيطاليا وألمانيا
قبل أن أشرع في السفر إلى إيطاليا تلقيت دعوة من مركز دراسات الشرق الحديثة لحضور محاضرة حول (الحرية الأكاديمية في الجامعات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م) يقدمها البروفيسور بشارة دوماني أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا- بيركلي . ودوماني هو المحرر لكتاب حول الحرية الأكاديمة التي تتعرض لهجوم ضخم منذ أحداث سبتمبر، وقد بدأ مركز برلين بإرسال دعوات أو أخبار المحاضرات منذ عقدت في الرياض في العام الماضي ندوة حول ألمانيا والثقافة العربية وقدمت فيها ورقة حول موقع (القنطرة) الذي أسسته وزارة الخارجية الألمانية للحوار مع العالم الإسلامي. وقابلت عدداً من أساتذة الجامعات الألمانية ومنهم أساتذة من مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO.(1/2934)
ورأيت أن فلورنسا أو بالأحرى مونتي كاتيني (وهي المكان الذي عقدت فيه ورش العمل) القريب من بيزا وفلورنسا (مطارها كان مغلقاً) يمكن أن تكون قريبة من برلين بألمانيا، وسألت الوكالة السياحية في الرياض أن تسأل لي عن تذاكر القطار من إيطاليا إلى ألمانيا، ولكني بدأت أسأل بعد وصولي بقليل عن طريقة الوصول إلى ألمانيا وذهبت إلى وكالة سياحية فقالوا التذكرة من بيزا إلى ميونخ فبرلين في الطيران الألماني أربعمائة وثلاثين يورو وهناك ضرائب تبلغ سبعين يورو، والمكتب السياحي يتقاضى خمسين يورو عمولة ولا بد من الدفع بالنقد. ففكرت في الأمر قليلاً ولكني رجعت إلى الفندق وطلبت من موظف الاستقبال أن يحجر لي مع الشركة الألمانية وفي المطار أشتري التذكرة. ولكني قلت لنفسي أحاول مع إحدى موظفات المؤتمر بسؤالها عن أفضل طريقة للسفر إلى برلين، فقالت هناك شركات رخيصة كلما تحتاج إليه أن تحجز عن طريق الإنترنت وتسدد ببطاقة الإئتمان وفي المطار يعطونك بطاقة صعود وليس في الطائرة مقاعد محددة ولا خدمة على الطائرة إلاّ أن تدفع. وكانت قيمة التذكرة حوالي عشرين بالمائة من التذكرة العادية. وقررت السفر بهذه الوسيلة. وقامت الموظفة بعمل الحجز وأيضاً إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى برلين ليحجزوا لي في الفندق، وشكرتها على هذه الخدمات فقالت هذه وظيفتنا. ورغم علمي بأن هذا ليس عملها فهي من المنظمين للندوات، ولكن الغربيين يسعون إلى خدمة الباحثين. وتذكرت أمر الإركاب في جامعتي وكيف عليّ أن أمر على أرعبة أو خمسة مكاتب لأحصل على التوقيعات العظيمة ونسخ أمر الإركاب ثم الانطلاق إلى مكتب الخطوط لوضع السعر، فقلت ما أرخص وقت الأستاذ الجامعي عندنا. حتى إنني قلت لأحد الموظفين لماذا تضطرون أستاذاً كبيراً في السنّ مثلي للقيام بكل هذه الإجراءات. فرد علي بسكوت جميل وكأنه يقول إن أردت السفر فعليك القيام بهذه الإجراءات وإلاّ سافر على حسابك.(1/2935)
وفي اليوم الذي كان سبق سفري إلى ألمانيا قرر مجموعة من المشاركين في ورش العمل زيارة مدينة فلورنسا، وهناك قطار كل ساعة ينطلق من مونتي كاتيني وفلورنسا من المدن الإيطالية السياحية الجميلة، فهي تقع في منطقة توسكاني المشهورة تاريخياً وفيها عدد من المباني الكنسية الكبرى التي يحب السيّاح أن يقضوا وقتاً ينظروا ما فيها من تماثيل وصور. وفيها طبيعة خلابة وأسواق جميلة. ومن أسواقها المتاجر المفتوحة. وفيها بضائع يمكن أن تكون أسعارها طيبة. كما في فلورنسا جسر جميل على نهرها وعلى الجسر بنيت بعض المساكن ليسكن فيها الباعة على الجسر وفي الأماكن القريبة. كما لاحظت وجود اليد العاملة الأجنبية من كل دول العالم. كما لاحظت بعض الأفارقة الذين يبيعون الساعات الرخيصة والأحزمة ويتجولون في الشوارع يتحدثون فيما بينهم اللغات الإفريقية ولكنهم يتحدثون الإيطالية. قد يكون بعض هؤلاء ممن ليس لديهم إقامات نظامية ولكنهم يعملون في كل مكان.
كانت الطائرة مزدحمة وأكثر من فيها شباب لا يهتمون كثيراً بالنظام ويتدافعون، ولكن الطائرة جيدة من حيث الشكل ولا بد أن لديهم معايير فنية تجعلها صالحة للطيران، والأعمار بيد الله فقط تسقط الطائرة الجديدة وتبقى الطائرة القديمة في الجو، وقد ينفجر الإطار الجديد والإطار القديم تسير بها مئات الكيلومترات. فعندما تأتي المنية لا يردها لا طائرة جديدة ولا سيارة مصفحة ولا حرس وقد سمعت مثلاً يقول: "يموت الحارس ويبقى المحروس"(1/2936)
وحتى لا أبحث عن فندق بعد وصولي طلبت من إدارة مركز الدراسات الشرقية الحديثة في برلين أن يحجزوا لي في فندق قريب من مقر المحاضرة، وفعلوا ذلك وكان الفندق بالفعل قريباً، ولكني قمت في الصباح الباكر وكان الجو ماطراً وسرت في الشوارع القريبة، حتى إذا ضعت أو ظننت أنني ضعت أخذت تاكسي ليأخذني إلى مقر المحاضرة. وهناك عرفت كيف أرجع إلى الفندق. وعرفت أن الشارع الرئيسي في المنطقة اسمه فردريك أو فردريتش سترات، وفيه محطة قطار المترو كبيرة تنطلق منها خطوط عديدة إلى معظم مناطق برلين الشرقية والغربية.
وفي أثناء تجوالي في برلين الشرقية وجدت أن فيها بعض الكآبة والمشروعات غير المكتملة والأراضي غير المعمورة أو البور، كما وجدت أن أعمدة الإشارات الضوئية غير مثبتة في الأرض وإنما موضوعة على الرصيف وعليها أجسام ثقيلة لتثبيتها. لم أجد منتصف برلين الشرقية مزدحماً أو فيه تلك الحيوية والنشاط التي أعرفها في المدن الأوروبية التي زرتها، حتى باليرمو عاصمة جزيرة صقلية رغم تخلفها عن بقية المدن الأوروبية لكن فيها حيوية الشرق والعالم العربي.(1/2937)
أما الفندق الذي نزلت فيه فتملكه كنيسة أو شركة كنسية حيث فيه قاعة للصلاة النصرانية يتوسط أحد جدرانها صليب كبير. ولو لم أنزل إلى غرفة الإنترنت لما رأيت تلك الغرفة. ووجدت في الغرفة إنجيل لم أعرف لأول وهلة أنه إنجيل لكثرة الصور الفوتوغرافية فيه، ومن الصور صورة خرائط جغرافية وصور لأشخاص في مهن مختلفة، وصور لرياضيين وصور لعروس وغيرها من الصور. ولكني فحصت عناوين الفصول فعرفت أنه الإنجيل. وفي داخله كرت صغير يقول قبل أن تبدأ برحلتك السياحية للتجول في المدينة زر الكنيسة في الفندق أو ابدأ يومك بالعبادة. وهنا تساءلت هل يمكن لجمعية خيرية إسلامية أن تستثمر أموالها في الصناعة الفندقية؟ هل يسمح لها عدو "الإرهاب" الكبير أن تمارس التجارة. ومن الجميل في الفندق رغم أن فيه قنوات تلفزيونية ألمانية تعرض إعلانات للجنس لكنه يمتنع عن وضع قناة التلفزيون المدفوع للأفلام بأنواعها. كما علمت في زيارتي ذات مرة لجامعة نيويورك أن الجامعة تستثمر بعض أموالها في قطاع الفنادق وذلك حينما طلبت منهم أن يستضيفوني لأحضر ندوة عندهم. فهم عادة يكتفون بالمشاركات المحلية لأن أمريكا قارة ولكني أصررت أن أشارك وبشرط أن تكون الاستضافة فأفادتني المديرة المشاركة أن الجامعة تملك أسهماً في الفندق. أين استثمارات جامعاتنا حتى تنفق على الأساتذة والبحث العلمي بسخاء؟(1/2938)
وفي أثناء تجوالي في برلين الشرقية وجدت أن بعض الشركات الكبرى أسست مقار لها في هذا الجزء كما هي خطة لنقل برلين الشرقية من حياة التقشف والفقر التي كانت فيها إلى حياة الترف والرفاهية للغرب، وربما يوجد الآن أثرياء في برلين الشرقية لكنهم أكثر في الغربية. كما شاهدت لوحة على مبني للمركز الفرنسي الألماني لبحوث العلوم الاجتماعية. وكم كان بودي أن أدخله لأتعرف على نشاطاتهم وما يقومون به من أعمال. لكن الفكرة أعجبتني فأين مراكز البحوث المشتركة في بلادنا العربية الإسلامية. والطريف أن اسم المركز مكتوب باللغتين الفرنسية والألمانية
كان موعد المحاضرة التي قدمت من أجلها إلى برلين هي (الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة بين الإكراه والخصخصة: دراسة حالة الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في الجامعات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م" الساعة السابعة مساءً وقد حضرت قبل الموعد بقليل وفي أثناء تجولي في ممرات المبنى الذي تقام فيه المحاضرة رأيت إعلاناً عن أربع محاضرات لمركز الدراسات البريطانية ودونت بعض العناوين ووقع في نفسي رغبة في زيارة هذا المركز لأعرف كيف يدرس الألمان البريطانيين.
أما المحاضر فهو البروفيسور بشارة دوماني المولود في السعودية وعاش فيها حتى سن الثالثة عشرة ثم انتقل إلى لبنان ومنها إلى أمريكا حيث يعمل في قسم التاريخ بجامعة كاليفورنيا فرع بيركلي. وقد أشرف الدكتور دوماني على تحرير كتاب عن الحرية الأكاديمية في أمريكا بعد 11سبتمبر، ويتكون الكتاب من قسمين رئيسين أحدهما يتناول الجانب النظري في الحديث عن الحرية الأكاديمية عموماً وفي أمريكيا خصوصاً، ثم في قسمه الثاني يتناول الهجوم على هذه الحرية من جهات عدة منها المحافظين الجدد وأصحاب الشركات والمؤسسات المالية والمؤسسات والجمعيات الخيرية.(1/2939)
وعندما حان موعد النقاش طلبت الإذن لأسأل فقلت له: "كنت أتوقع منك أن تذكر أسماء بارزة في الهجوم على الحرية الأكاديمية مثل برنارد لويس ومارتن كريمر ودانيال بايبس وليزا أندرسون، وتذكر موقع كامبس واتشCampus-watch.com وموقع مشروع ديفيد David Project. أما الهجوم على الإسلام فهو أقدم بكثير من الهجوم على الحرية الأكاديمية وأذكر محاضرة برنارد لويس في الكونجرس الأمريكي عام 1990م التي عنونها نظرة المسلمين للحضارة الغربية ولماذا يكره المسلمون الغرب؟ ونشرها بعد ذلك في مقالة في مجلة كبرى ـThe New Republic بعنوان "جذور الغيظ الإسلامي" ولويس هو مخترع مصطلح "صدام الحضارات" الذي أخذه منه صموئيل هتنفتون عام 1993م. وزاد العداء للإسلام بعد سقوط الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة. وهنا تدخلت مديرة الحوار -لأنها ألمانية ولأسباب تخصها –ربما لأن الألمان يحذرون من اليهوذ- لقالت لا نحب هنا ذكر أسماء الأشخاص. وأجاب المتحدث باقتضاب، ولكنه فيما بعد عندما تحدث عن الكتاب وأشار إلى بحث لجويل بنين Joel Beninعن هؤلاء وأنه ذكرهم واحداً واحداً. وبنين يهودي وكان رئيس رابطة دراسات الشرق الأوسط ولا يتعاطف مع إسرائيل لذلك يهاجمه الصهاينة ويهاجمهم.
كانت مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO أولريكا فريتاخ قد اتصلت بي في الفندق ترحب بي وتعرض عليّ أي مساعدة، ثم اتصلت بعدها باحثة جزائرية اسمها نورا لافي أستاذة للتاريخ تكرر الترحيب وتدعوني في اليوم التالي للمشاركة في ورشة عمل غير رسمية مدة ثلاث ساعات يشارك فيها المحاضر بشارة دوماني حول التاريخ الاجتماعي للدولة العثمانية، وأن أتناول الغداء معهم. فشكرتهم على الترحيب وقلت يسرني أن أحضر وأن أستمع.(1/2940)
وبعد نهاية المحاضرة انتقل عدد من الباحثين والعاملين في المركز للترحيب بالمحاضر في عشاء في مطعم فخم قريب من مكان المحاضرة. واستمرت حفلة العشاء حتى الثانية عشر ليلاً، وسألت عن الذهاب إلى الفندق مشياً وأنه لا خوف من ذلك. فقيل لي إن البلاد أمان. وكان الأمر كما قالوا فقد مشيت ما يقارب الربع ساعة ورأيت الناس يتحركون في الشوارع المحيطة.
أما اليوم التالي ونشاطاته وملاحظاتي العامة فأتركها إلى الحلقة الرابعة من هذه المذكرات والمشاهدات.
---
جمال أبو حسان
04-04-2006, 08:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله
انه ليسرني ان اقول انني تعرفت الى الدكتور مازن صاحب هذه الرحلة الماتعة وذلك في رحلته الى مصر للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني لجامعة المنيا فوجدت المتعة في صحبته اكثر من اي شيء آخر واود ان ابين للسادة الكرام ان هذا الرجل من الافذاذ الذين يستحقون التكريم فهو المشرف على منتدى المدينة المنورة وهو الذي انشاه والمنتدى يعنى بدراسات الاستشراق والمستشرقين وانصح الاخوة الباحثين بمتابعة ما يكتب حتى لا يفوتهم من امور المستشرقين فوائد ربما لا يجدونها الا هناك
كل التحية للدكتور مازن واهلا به في هذا المنتدى
كما اود ان اشكره شكرا خاصا على هذه الرحلة الجميلة
---
ابن الجزيرة
04-10-2006, 06:11 PM
شكراً لمرورك وتعليقك اللطيف شيخنا الكريم .
---
مرهف
04-10-2006, 07:44 PM
بارك الله فيك د جمال ، أنا حقيقة من المعجبين بما يكتبه د مازن عن الاستشراق وتمحيصاته ونكته التاريخية والعلمية عنهم وحبذا لو قدم المشرفون على الموقع دعوة له لاستضافته في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم ، فهو من فرسان هذا الميدان والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
---
أحمد الطعان
04-11-2006, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم .. نعم(1/2941)
وأنا من المتابعين للجهود المباركة للدكتور مازن حفظه الله فيما يتعلق بالاستشراق وأضم صوتي للمطالبة باستضافته هنا للقاء علمي حول هذه الظاهرة ...
وأشكره على إطلاعنا على هذه الرحلة الممتعة ..
---
مازن مطبقاني
04-12-2006, 11:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحمد الله عز وجل على فضله ومنّه وأن جعل لي مثل هذا القبول وأقول مقتدياً بالصديق رضي الله عنه ( اللهم أنت أعلم بي منهم فاغفر لي ما لا يعلمون) وكان يقول أيضاً :"اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي عيون الناس كبيراً" ما نحن إلاّ من بركات هذا الدين العظيم ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه، والجنة سلعة الله ألاً إن سلعة الله غالية، لكم تحياتي والسلام
---
(1/2942)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بشرى : حمل التذكرة فى القراءات الثمان لطاهر بن غلبون pdfبتحقيقد/أيمن سويد
---
بشرى : حمل التذكرة فى القراءات الثمان لطاهر بن غلبون pdfبتحقيقد/أيمن سويد
---
طه محمد عبدالرحمن
03-04-2007, 02:19 AM
السلام عليكم
هذا كتاب التذكرة فى القراءات الثمان للإمام طاهر بن عبدالمنعم بن غلبون رحمه الله بتحقيق د/أيمن رشدى سويد حفظه الله .
قام برفعه إلى الشبكة أخ فاضل يكتب باسم (المساهمون) فى ملتقى أهل الحديث جزاه الله خيرا و ما قمت أنا إلا بنقل الموضوع هنا فقط .
هذا رابط التحميل :http://www.archive.org/details/altathkrhfialqraat8
و هذا رابط الموضوع :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92905
و السلام عليكم
---
نورة
03-05-2007, 08:46 PM
بوركت
ووفقكم الله والمساهمين لما فيه الخير والنفع..
---
طه محمد عبدالرحمن
03-11-2007, 10:46 AM
جزاكم الله خيرا على مروركم .
---
مروان الظفيري
03-11-2007, 09:18 PM
http://www.gshaam.com/vb/uploaded/4918_1154803259.gif
---
(1/2943)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تنبيه هام لمستخدمي برنامج العريس للنشر المصحفي
---
تنبيه هام لمستخدمي برنامج العريس للنشر المصحفي
---
أيمن صالح شعبان
10-28-2005, 09:52 PM
السلام عليكم إخواني الكرام كنت وضعت سابقا كافة الأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للنشر المصحف الذي يستخدمه كثير منا في هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3184&highlight=%C7%E1%DA%D1%ED%D3
وأثناء عملي في بعض الموضيع اتضح الآتي :
قام منفذو البرنامج بفصل كلمة (أَوَ) في صورة مستقلة عن التي هي موصولة معها كما في قوله تعالى (أَوَلم) كذا في كافة الكلمات التي بدأت بهذا الفظ ومن ثمَّ يجب التنبه عند تحرير المستند أن هذه الكلمة غير موجودة في نهاية السطروباقي الكلمة في السطر الذي يليه مثل كلمة (بن) يعاب كونها أول السطر من غير وضع ألف الصلة (ا) . لكن هذه أطم حيث (أَوَ )ليست من المفصل أو الموصول ولا يصح الوقف عليها عند كافة علماء الرسم فيجب التحذير والله من وراء القصد
---
(1/2944)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل أسماء السور توقيفية أم اجتهادية ؟
---
هل أسماء السور توقيفية أم اجتهادية ؟
---
أبو صفوت
10-30-2003, 12:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أسماء السور توقيفية أم اجتهادية ؟
مثلا : لقد ذكر الفيروزآبادي عشرين اسما لسورة الإخلاص ومن قبله ذكرها الرازي في تفسيره وذكر على بعض منها أدلة من السنة قد تكون ضعيفة وعلل بعض الأسماء الأخرى بوجوه استنبطها من السورة
فهل يجوز أن نثبت للسورة اسما لم يصح الحديث الدال عليه وهل يجوز أن يجتهد العالم في استنباط اسم للسورة من خلال معانيها ؟ ولو فتح الباب ما انتهت أسماء السور عند حد فأرجو توضيح الضابط في هذه المسألة
---
مساعد الطيار
10-30-2003, 01:16 PM
الأخ الفاضل أبو صفوت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأسماء السور تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : ما ثبت تسميته عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : ما ثبت تسميته عن الصحابة رضي الله عنهم .
الثالث : ما تعارف عليه الناس بعدهم في تسمياتهم لبعض السور ، كحكايتهم لأول السورة اسمًا لها ؛ كقولهم : سورة أرأيت .
هذا ، ولم يرد نهي أو أمر بتسمية السور بتسمية معينة ، ويظهر من عمل المسلمين أن في الأمر سعة ، والله أعلم .
والبحث له تتمة ، أكتب لك على عجل هذا الكلام ، ولعل الله ييسر طرحه مرة أخرى .
---
خالد الباتلي
10-30-2003, 11:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قال الشيخ الجديع – في ( المقدمات الأساسية ) ص 136 – " لم يرد نص بتسمية كل سورة من سور القرآن باسم يخصها، إنما وردت أحاديث كثيرة في تسمية كثير من السور، كالفاتحة والبقرة وآل عمران، وغيرها، ولم يحفظ ذلك في كل السور " .
وأما مورد السؤال فيقال :
في هذه المسألة رأيان لأهل العلم :
1. أنها اجتهادية .(1/2945)
واستدلوا بما جاء عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر، قال: قل سورة النضير.رواه البخاري .
قالوا : ففي هذا ما يُبين أن تسمية سور القرآن لم تكن توقيفية عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا لما ساغ لابن عباس أن يخالف ذلك .
2. أنها توقيفية .
وهو رأي الزركشي والسيوطي .
قال الزركشي في البرهان 1/270 :" ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات ؟ فإن كان الثاني ؛ فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها ، وهو بعيد "
وقال السيوطي 1/156: "وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار"
ويمكن أن يستأنس له بقول الطبري 1/100:" لسور القرآن أسماء سماها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
وهذا ما رجحه بعض المعاصرين ومنهم : د. فهد الرومي في (دراسات في علوم القرآن) ص118. ود. إبراهيم الهويمل في بحث (المختصر في أسماء السور) مجلة جامعة الإمام، ع30، ص135.
والمسألة تحتاج إلى تحرير لمحل النزاع فيما أرى ، والله أعلم
فائدة :
يمكن تقسيم سور القرآن من حيث الاسم إلى ثلاثة أقسام:
* الأول: ماله اسم واحد، وهو أكثر سور القرآن. مثل النساء والأعراف والأنعام وغيرها.
* الثاني: ما له أكثر من اسم، ويشمل هذا النوع سوراً لها اسمان كسورة (محمد) ، حيث تسمى (القتال) ، وسورة (الجاثية) تسمى (الشريعة) ، وسورة (النحل) تسمى (النِّعم) لما عدد الله فيها من النِّعم على عبادة.
ويشمل سوراً لها ثلاثة أسماء مثل (المائدة) وتسمى (العقود) و(المنقذة) ، ومثل سورة (غافر) وتسمى (الطّول) و(المؤمن).
ويشمل سوراً لها أكثر من ثلاثة أسماء مثل سورة (التوبة) اسمها (براءة) و(الفاضحة) و(الحافرة) وقال حذيفة هي سورة (العذاب) وقال ابن عمر كنا ندعوها (المُشقْشِقَة) وقال الحارث بن يزيد: كانت تدعى (المُبَعْثِرة) ويقال لها (المُسورة) ويقال لها (البَحُوث).(1/2946)
وكسورة الفاتحة فقد ذكر السيوطي لها خمسة وعشرين اسماً منها (أم الكتاب) (أم القرآن) و(السبع المثاني) و(الصلاة) و(الحمد) و(الوافية) و(الكنز) و(الشافية) و(الشفاء) و(الكافية) و(الأساس).
* الثالث: أن تسمى عدة سور باسم واحد:
ومن ذلك تسمية البقرة وآل عمران بـ (الزهراوين) وتسمية سورتي الفلق والناس بـ (المعوذتين) وتسمية السور المبدوءة بـ (حم) بـ (الحواميم) .
---
(1/2947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شيوخنا وطلاب العلم هل تدلوني على كيفية التمثيل للنظائر القرآنية وظاهرالقرآن؟
---
شيوخنا وطلاب العلم هل تدلوني على كيفية التمثيل للنظائر القرآنية وظاهرالقرآن؟
---
طالِب
04-15-2006, 01:11 PM
كما هو مكتوب في العنوان كيف يمكن استخراج النظائر القرآنية وظاهر القرآن فيما يتعلق بدراسة ترجيحات القرطبي وياحبذا التمثيل لذلك مع ارشادي بكتب تعين على فهم العنصرين السابقين جزى الله الكل خيرا.
---
طالِب
04-15-2006, 06:17 PM
أين أنتم يا شيوخنا الكرام ؟!
---
طالِب
04-15-2006, 09:17 PM
أسألكم بالله ساعدوني
---
أبومجاهدالعبيدي
04-15-2006, 11:04 PM
أخي الكريم
سيأتيك الجواب إن شاء الله ؛ فلا تعجل
قال حبيبنا الدكتورإبراهيم الحميضي في رسالته : ترجيحات شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير :
الترجيح بظاهر القرآن :
ظاهر الكلام , كما يقول شيخ الإسلام : " هو ما يَسْبق إلى العقل السليم منه لمن يفهم بتلك اللغة " ([1]) .
والأصل في نصوص القرآن , أن تحمل على ظواهرها , وتفسَّر على حسب ما يقتضيه , ظاهر اللفظ , ولا يجوز العدول عن هذا الظاهر إلا بدليل صحيح يجب الرجوع إليه , فمن خالف ظاهر القرآن فقوله مرجوح([2]) .
يقول الشيخ – رحمه الله - : " إن الكلام إذا احتمل معنيين , وجب حَمْله على أظهرها , ومن تكلف غير ذلك , فقد خرج عن كلام العرب المعروف , والقرآن منَزَّه عن ذلك ،والعدول عمَّا يدلُّ عليه ظاهر الكلام إلى ما لا يدل عليه بلا دليل , لا يجوز ألبتة " ([3])*
وقد رجحَّ شيخ الإسلام بدلالة ظاهر القرآن في مواطن كثيرة , وردَّ أقوالاً عديدة ؛ لأنها مخالفة لذلك .
ومن أمثلة استعماله لهذا الوجه في الترجيح , تفسير قوله تعالى :( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ(1/2948)
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) , فقد رجح الشيخ – رحمه الله – أن المراد إضاعة الواجب فيها لا مجرد تركها , قال : " وهو ظاهر الكلام ؛ فإنه قال : :( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) فأثبت لهم صلاة وجعلهم ساهين عنها , فعُلم أنهم كانوا يصلون مع السهو عنها " * .
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
فقد رجَّح أن النَّفسين الممسكة والمرسلة في الآية كلتيهما تُوفَّيت وفاة النوم , وقال : " وهذا ظاهر اللفظ , ومدلوله بلا تكلُّف " * .) انتهى ما ذكره الدكتور إبراهيم
قلت : تحديد معنى "الظاهر" يحتاج إلى تحرير ؛ فالترجيح به أمر نسبي قد لا ينضبط؛ فالظاهر من معنى الآية عند مفسر قد لا يكون متفقاً مع الظاهر من معناها عند مفسر آخر ؛ فتحرير المراد بظاهر اللفظ أمر يستحق أن يكون محل نظر الباحثين ؛ وإلا فإن الترجيح بالظاهر سيبقى غير ظاهر .
وللجواب بقية
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) مجموع الفتاوى 6/356 , وانظر : قواعد الترجيح 1/137 .
([2]) انظر : قواعد الترجيح 1/137 .
([3]) مجموع الفتاوى 10/627 .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-15-2006, 11:15 PM
أما المراد بالترجيح بالنظائر القرآنية فهو أن : حمل الآية على المعنى الموافق لنظائرها أولى ، أو : المعنى الذي دلت عليه آيات أخرى أولى .
وهو ما يعتمد عليه كثيراً ابن كثير عند تفسيره للآية التي لها نظائر ، أي تشبهها في المعنى .(1/2949)
وهو من أنواع بيان القرآن للقرآن ، ويمكنك الرجوع إلى كتاب قواعد الترجيح للدكتور حسين الحربي وكتاب قواعد التفسير للدكتور خالد السبت ، كما يمكنك الرجوع إلى مقدمة تفسير أضواء البيان للشنقيطي .
---
طالِب
04-16-2006, 01:16 PM
الأخ الكريم والشيخ الحبيب أسأل الله العظيم أن ييسر أمرك ويرزقك من حيث لا تحتسب ولكن شيخنا هل يمكن أن يعتمد تمام الاعتماد على جملة "ظاهر اللفظ" أو "ظاهر النص" أقول هل نعتبر الجملة السابقة تدل دلالة قاطعة على أن في وجودها دليلا على الترجيح بظاهر النص ؟
---
طالِب
04-16-2006, 06:45 PM
وبالنسبة للنظائر القرآنية لو وجدت المفسر يذكر آية معينة ثم يعقب بقوله وهذه الآية نظير قوله تعالى .. أو يعقب بقوله ومثلها قوله تعالى .. فهل هذا يعد ترجيح للنظائر القرآنية ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-16-2006, 11:30 PM
أنا معك أخي الكريم ، ولكني مشغول الآن ، وسأعود لقراءة أسئلتك والإجابة عنها بما ييسره الله
وقبل ذلك : هل عندك كتاب قواعد الترجيح لحسين الحربي ، وقواعد التفسير لخالد السبت ؟
---
طالِب
04-17-2006, 12:11 PM
الحبيب والكريم أشكر لك تواجدك العاطر وأعتذر على إلحاحي عليك وبالنسبة لكتاب الدكتور خالد فهو عندي أما كتاب الدكتورالحربي فلا زلت أبحث عنه ..
---
(1/2950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بالله عليكم هل يجوز هذا التفسير؟!
---
بالله عليكم هل يجوز هذا التفسير؟!
---
داود عيسى
09-24-2004, 11:13 PM
قال تعالى :
* قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *النمل44
تفسير ابن كثير( رضي الله عن ابن كثير وغفر الله له )
وَذَلِكَ أَنَّ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أَمَرَ الشَّيَاطِين فَبَنَوْا لَهَا قَصْرًا عَظِيمًا مِنْ قَوَارِير أَيْ مِنْ زُجَاج وَأَجْرَى تَحْته الْمَاء فَاَلَّذِي لَا يَعْرِف أَمْره يَحْسِب أَنَّهُ مَاء وَلَكِنَّ الزُّجَاج يَحُول بَيْن الْمَاشِي وَبَيْنه وَاخْتَلَفُوا فِي السَّبَب الَّذِي دَعَا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى اِتِّخَاذه ((( فَقِيلَ ))) إِنَّهُ عَزَمَ عَلَى تَزَوُّجهَا وَاصْطِفَائِهَا لِنَفْسِهِ ذُكِرَ لَهُ جَمَالهَا وَحُسْنهَا وَلَكِنْ فِي سَاقَيْهَا هُلْب عَظِيم وَمُؤَخِّر أَقْدَامهَا كَمُؤَخِّرِ الدَّابَّة فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَاِتَّخَذَ هَذَا لِيَعْلَمَ صِحَّته أَمْ لَا ؟ هَكَذَا قَوْل مُحَمَّد بْن كَعْب الْقَرَظِيّ وَغَيْره فَلَمَّا دَخَلَتْ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا رَأَى أَحْسَن النَّاس سَاقًا وَأَحْسَنهمْ قَدَمًا لَكِنْ رَأَى عَلَى رِجْلَيْهَا شَعَرًا لِأَنَّهَا مَلِكَة لَيْسَ لَهَا زَوْج فَأَحَبَّ أَنْ يُذْهِب ذَلِكَ عَنْهَا (((فَقِيلَ))) .........
هنا لدي الكثير من الأسإلة ولكن في الوقت الحالي أطرح سؤالاً واحداً
هذا (((النبي))) سليمان عليه أطيب السلام وما أدراك ما سليمان هذا العبد الأواب الشاكر لله الذي ملك الأرض(1/2951)
بأي حق تكتب هذه السطور عن نبي الله سليمان بن داود عليهم أطيب السلام ؟؟؟
يمثلون لنا هذا النبي يأتي بإمرأة لكي يرى جمالها وحسنها و في الوقت نفسه من خالف هذا القول أو بطريقة أخرى من خالف ابن كثير ومن قال بهذا القول الباطل الذي لا يصح بحق نبي عظيم ملكه الله الأرض حل غضب العلماء عليه......
---
أبوعبدالله المسلم
09-25-2004, 11:16 PM
لقد ذكر ابن كثير نفسه في آخر تفسيره للآية ما يدل على عدم قبول مثل هذه الأقوال التي لا تليق بمقام الرسل عليهم السلام ، فلو ذكرت ذلك لكان أولى
قال رحمه الله : ( وَالْأَقْرَب فِي مِثْل هَذِهِ السِّيَاقَات أَنَّهَا مُتَلَقَّاة عَنْ أَهْل الْكِتَاب مِمَّا وُجِدَ فِي صُحُفهمْ كَرِوَايَاتِ كَعْب وَوَهْب سَامَحَهُمَا اللَّه تَعَالَى فِيمَا نَقَلَاهُ إِلَى هَذِهِ الْأُمَّة مِنْ أَخْبَار بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ الْأَوَابِد وَالْغَرَائِب وَالْعَجَائِب مِمَّا كَانَ وَمَا لَمْ يَكُنْ وَمِمَّا حُرِّفَ وَبُدِّلَ وَنُسِخَ وَقَدْ أَغْنَانَا اللَّه سُبْحَانه عَنْ ذَلِكَ بِمَا هُوَ أَصَحّ مِنْهُ وَأَنْفَع وَأَوْضَح وَأَبْلَغ وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة . ) انتهى
---
داود عيسى
09-26-2004, 12:12 AM
أخي أبو عبدالله السلام عليك ورحمة الله وبركاته .....
والله يا أخي لو سكت ولم ترد لكان أولى لك ولو أنك دافعت عن هذا النبي سليمان عليه أطيب السلام لكن أولى من أن تدافع عن من أخطأ بحق هذا النبي....
أسألك سؤالاً
لو طلب منك أن تكتب هذه الأسطر عن هذا ((النبي)) العظيم وأنت تعلم خطأها وخطرها فهل ستفعل ؟؟؟
وما بالك بابن كثير وما أدراك ما ابن كثير (رضي الله عن ابن كثير وغفر الله له) يكتب هذه الأسطر وتنقل من بعده لتصبح مرجعاً يدرسه المعلمون في المدارس والجامعات بل ولتصبح منهجاً يتبع .......(1/2952)
لا أريد أن أشعب الموضوع أعيد السؤال على من أغضبه أن يقال على نبي الله سليمان رضي الله عنه هذه السطور ....
هل يجوز أن تكتب هذه السطور بحق نبي الله سليمان عليه السلام ؟؟؟
---
د. هشام عزمي
09-26-2004, 05:36 AM
أخي داود عيسى ، لماذا فتحت هذا الموضوع ؟ ما الغرض منه و ما الرسالة التي تبغي توصيلها ؟
---
داود عيسى
09-26-2004, 11:18 PM
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أخي د.هشام عزمي....
أما عن أسئلتك كنت أود أن تكون بعد أن نسمع من علمائنا رأيهم بهذا الموضوع ..
نريد أن نسمع كلمة حق بهذا الموضوع ولو أن هذه الكلمة كانت ضد كل من نقل لنا هذا القول الباطل من ابن كثير والقرطبي والطبري جزاهم الله خيرا وكل من يحمل وينقل لنا هذا القول الذي يمس نبي الله سليمان بل وأن هذا القول يمس كلام الله
الذي قال عز وجل في سورة هود
* وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ *هود120
فبالله عليكم أين تثبيت الفؤاد للرسول عليه أطيب السلام في هذا التفسير الذي يتحدث عن جمال وسيقان إمرأة ؟؟؟
---
ماجد
10-18-2004, 03:10 PM
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
أخي داود عيسى ..
بداية ارى أن في عنوان موضوعك عدممطابقة فيما يظهر لي ، ذلك أن ابن كثير لم يرتض هذا التفسير ولعل هذا واضح في كلامه الذي نقله الأخ عبدالله..
ثانيا : ابن كثير من صيارفة الحديث ومن ائمة التفسير ومن تلاميذ شيخ الاسلام ابن تيمية زقبل ذلك هو من أهل السنة الذين يرون عدم سب صحابي واحد من نهيه صلى الله عليه وسلم ، فكيف بالأنبياء الذين نؤمن بهم كلهم ولا نخوض فيهم بسوء والأدلة كثيرة في هذا ..(1/2953)
العلماء يوردون الضعيف احيانا ليتحدثوا عن ضعفه كما هو الحال هنا ، ولو مررت بصرك على تفسير الطبري مثلا لوجدت فيه احاديث ضعيفة ربما طبل عند ذلك مطبل مأفون ، لكنه لا يعلم بأن تلاميذ الطبري كانوا يعرفون ضعفاء الرجال وثقاتهم ..
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
---
أخوكم
10-22-2004, 04:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز داود عيسى بلغه الله أعلى مناه
أينقل لك أخوك "أبو عبدالله المسلم" تعليق ابن كثير على تلك العبارة _ التي نقلها ابن كثير _ فيكون جزاء إحسانُ أبو عبدالله المسلم الإسائةَ إليه بقولك : ليتكَ سكت ...
!!؟
رويدك أخي الفاضل هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
أنتعلم دقائق التفسير وننس المحكمات من أمثال : وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم
؟!!
أخي الكريم حفظك الله ورعاك
إننا عندما نطرح موضوعا ما في هذا المنتدى
فإنما إخواننا هنا
يخدموننا
يبحثون معنا
يتدارسون معنا
يتواصون معنا
فهم من لهم الفضل
معذرة على تلك المقدمة ولكن لا ينبغي لأهل القرآن إلا أخلاق القرآن
=========
أما عن مسألتك فما يدريك أخي فلعلك لا تدافع عن نبي وإنما تدافع عن فهم يختص بك ؟!
أدم التأمل في تكرارك لكلام ابن كثير بعدة صيغ ستجده يصب في النهاية في مكان واحد وهو :
( بأي حق يكتب ابن كثير ذلك وابن جرير ووو .. )
فهل ابن كثير _ وغيره _ كتبها أم نقلها ؟
وهل الإنشاء مثل الخبر
وهل ناقل كلمات الكفر كافر
!؟
فكيف والحال أن ابن كثير علق عليها
بل وردها
!؟
أخي الكريم إن رمتَ الأفضل في موضوعك فليكن حول حكم :
هل يحرم حكاية ما قاله أهل الكتاب خصوصا وأهل الكفر عموما ؟
فإن رأيتَ التحريم فانتقل إلى سؤال آخر وهو
إذا كان محرما فهل التحريم يمتد ليشمل من ينقل تلك النقولات ثم يعلق عليها وفق الشرع ؟
دمتَ بحلة الرضا والعافية والستر
وتقبل الله صيامك وقيامك وغيرتك
---
السهيلي
10-31-2004, 05:58 PM
الأخ داود عيسى(1/2954)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصحك بقراءة كتاب
الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير
للدكتور الشيخ محمدبن محمد أبو شهبة فإنه يفيدك في الإجابة على مثل هذه الأسئلة وننصح جمع الأخوة في المنتدى بالرجوع إليه فإنه مفيد جدا
ووفق الله الجميع
---
مسك
10-31-2004, 08:10 PM
وأفته من الفهم السقيم
وقال صلى الله عليه وسلم ( ألم يكن شفاء العي السؤال ) صحيح الجامع 4363
---
جمال حسني الشرباتي
11-01-2004, 07:39 AM
مسك
أظن أن صاحب المشاركة له الحق في إحتجاجه على آيراد حكايات من أهل الكتاب لا أصل لها
سواء كان المفسر إبن كثير أو القرطبي
لذا لا داعي لقولك((وأفته من الفهم السقيم ))
---
فيصل القلاف
11-08-2004, 04:23 PM
الحمد لله الذي كرم أولياءه الصالحين، وخص منهم أنبياء معصومين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى إخوانه النبيين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الميامين، وبعد،
فلعل في المسألة هنا أصلين: الأول في جواز رواية الإسرائيليات، والثاني في تصديقها أو تكذيبها. وأختمه إن شاء الله تعالى بتطبيق لهذين الأصلين على رواية سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هذه.
أولاً، تجوز الرواية عن بني إسرائيل كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) رواه أبو داود وصححه العلامة الألباني رحمه الله. وهذا نص في محل النزاع، لا يحل لأحد أن يتكلم بعده.
كيف وقد فهم من هذا النص الصحابة الإباحة فلا زالوا يروون عن أهل الكتاب؟! روى عنهم ابن عباس وأبو هريرة وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين. فهل أحد أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صحابته؟! اللهم لا.
فإذا استقر عندك هذا الأصل، جاء السؤال الثاني: إذا روينا عنهم: هل نصدقهم أم نكذبهم؟
والجواب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) رواه البخاري رحمه الله تعالى.(1/2955)
وكيف نصدقهم وإنا لنردّ حديث الرجل بينه وبين شيخه انقطاع في رجل؟! فلا شك أنا نرد ما انقطع في سنده مئات السنين من باب أولى.
وكيف نكذبهم وإن الشيطان ليصدق، قال صلى الله عليه وآله وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه في القصة المشهورة التي رواها البخاري رحمه الله: ( صدقك - أي الشيطان - وهو كذوب ).
ويؤيد هذا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أبي داود رحمه الله بسند ضعيف كما حققه العلامة الألباني رحمه الله، حيث قال: ( فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه ). وهذا أذكره بعد الاستدلال استئناساً.
فتبين بذلك أن حديث أهل الكتاب حكمه التوقف فيه، لا يُصدّق ولا يُكذّب. وما كان هذا حاله، كان تبعاً لما يحتف به من قرائن.
فما وافق كتاب الله تعالى أو صحيح سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، علمنا أنه حق، ويثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً. كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يستدل بموافقتهم ما في القرآن على صدقه. وكما وافقهم على ما ادعوا من أن نجاة موسى كانت يوم عاشوراء.
وما خالفهما علمنا أنه باطل، لامتناع اجتماع النقيضين. كما قد كذبهم الله تعالى في غير موضع في القرآن فيما خالفوا فيه أصول ديننا من التوحيد ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وما لم يدل عليه شرعنا بإثبات ولا نفي بقي على ما كان عليه من التوقف، إذ هو الأصل كما دلت عليه السنة. وحقيقة التوقف نوع رد كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النزهة، وذلك لأنه لا يستدل به، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سأله أيكتب من التوراة: ( أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! ) يقولها مستنكراً صلى الله عليه وآله وسلم. والحديث حسنة العلامة الألباني رحمه الله.
وبهذا يستقر إن شاء الله هذان الأصلان:
1. جواز الرواية عن بني إسرائيل، من غير كراهة.(1/2956)
2. ما وافق من أخبارهم ما ثبت بشرعنا قبلناه تبعاً، وما خالف رددناه قطعاً، وما لم يدل عليه شرعنا توقفنا فيه. والتوقف نوع رد.
ثم نأتي إلى قصة سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. والبحث فيها من أوجه:
أولاً: هل يثبت سندها إلى من قال بها من أهل الكتاب؟ فإن لم يثبت، خرجت من البحث هنا أصلاً.
ثانياً: هل فيها ما يوافق شرعنا فنقبلها أو فيها ما يعارضه فنكذبها أو ليس ذا ولا ذاك فنتوقف فيها؟
ثالثاً: ما موقف العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى من الأصلين الفائتين في هذه القصة؟
أما الأول فيظهر أنها تثبت إلى أهل الكتاب إذ قد علقها ابن كثير جازماً، وهو من هو في النقد رحمه الله تعالى.
وأما الثاني فيظهر لي - والله أعلى وأعلم - أن ليس في القصة ما يوافق شرعنا ولا ما يخالفه، إذ ليس فيها ما يقدح في عصمة سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، بل ولا ما يدل على وقوعه في معصية.
غاية الأمر أنه عليه السلام دبر ليرى من امرأة عزم على نكاحها ساقها، إن أعجبته تزوجها وإلا تركها. وهذا في شريعتنا جائز لا إثم فيه، فكيف يقال أنه تنقص؟!
مصداق جوازه حديث محمد بن سلمة رضي الله عنه عند ابن ماجهْ رحمه الله بسند صححه العلامة الألباني رحمه الله، قال:
( خطبت امرأة فجعلت أتخبأ لها حتى نظرت إليها في نخل لها ) [ وهذا تماماً كالفعل المنسوب إلى سليمان عليه السلام في قصتنا هنا، بل أشد لأنه يرى منها أكثر من قدميها وشعرها ].
فقيل له: ( أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ) [ وهذا تماماً كالاستنكار الذي ذكره الأخ عيسى بن داود هنا، بل أشد، لأن ما استنكر في حق الصحابي، كان أولى أن يستنكر في النبي ].
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها ).(1/2957)
فالفعل المنسوب إلى سليمان عليه السلام هنا سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا بأس ) به. وبالتالي فليس فيه ما يقدح به في الأنبياء عليهم السلام. وليس استنكار الأنفس لأمر أقره الشرع بمعتبر، إذ لا يعدو هوى خاطئاً.
هذا كله لو أنا سلمنا أن الساق كانت من العورة في شرع سليمان عليه السلام، ولا دليل على ذلك، ولا مانع منه.
ولعله قريب من هذه القصة ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بال في سباطة قوم واقفاً، كما رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني رحمهما الله تعالى. وهذا الفعل مما يستنكر اليوم أشد الاستقباح، بل لعل بعض المجتمعات تعده خارماً للمروءة!! وما هذا منهم إلا جهل بدين نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم. ولا يقدح استقباحهم فعلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه، بل يقدح فيهم أن جهلوا دينهم. وكما قال المتنبي رحمه الله: ( ومن يك ذا فم مريض .. مراً يجد فيه الماء الزلالا ). والله المستعان، وإياه أسأل أن يفقه المسلمين في دينهم.
وكذا غير هذا من المسائل الكثيرة، كاستكبارهم أن يرى الرجل مخطوبته، وقد أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكاستكبارهم أن يقلل الرجل مهر ابنته، وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكاستكبارهم أن ترث المرأة من العقار، وغير ذلك مما لا يخفى.
فإذا عرفنا أن القصة ليس فيها ما يوافق شرعنا ولا ما يخالفه، كان حكمها التوقف فيها، لا تُصدّق ولا تُكذّب.
ثم الثالث، موقف العلامة ابن كثير من الأصلين في هذه القصة:
أما الأصل الأول، فقد روى عنهم، وهذا مما أجاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلا شيء عليه فيه. وليس هو رحمه الله بخير من الصحابة الذين رووا عنهم.
أما الأصل الثاني فقد بين رحمه الله تعالى بطلان هذه القصة - عنده - وردها. فجزاه الله عن ديننا خير ما جزى عالماً عن أمته.(1/2958)
فليس - بإذن الله - على الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى شيء، بل لعل له في نقله هذا أجر كما سيتضح فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأختم الكلام بمسألة هامة جداً، وهي: ما الحكمة من أن يروي العلماء في تفاسيرهم وكتبهم قصص أهل الكتاب، مع كونها غير محتج بها؟!
والجواب على ذلك، أن في ذلك فوائد، منها:
1. أن في قصصهم من تسمية المبهمات وتفصيل المجملات وبسط المختصرات شيء كثير تتوق لمثله النفوس. وهذا يذكرونه استئناساً لا احتجاجاً. ونحو هذا ذكرهم بعض المسائل الطبية أو الفلكية، أو حتى الأحاديث الضعيفة أو المراسيل ونحوها، وإن كانا أقوى بمراحل من الإسرائيليات، لكن الكل لا يحتج به وإنما يستأنس. وهذا كله فيما تتشوق له النفوس، ولا يضر جهله ولا ينفع علمه، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في مقدمة التفسير.
2. أنهم كثيراً يذكرونها بياناً لبطلانها نصيحة للأمة، وذلك كما قال تعالى: ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ) وغيرمن الآيات كثير، فيها نقل عن أهل الكتاب لإبطال أكاذيبهم.
3. أن في قصصهم بيان معتقداتهم الفاسدة، وذلك يبين للمسلمين ما استحقوا به الكفر واللعن، ويدفعهم لبغضهم في الله، إذ ليس من رأى كمن سمع.
4. في كثير من قصصهم مواعظ وحكم، يستفاد منها كما يستفاد من حكم الشعراء والأدباء وكبار السن ونحوهم، لا على سبيل قبول الرواية وتصديقها، ولا على سبيل الاحتجاج بها ولا الاستئناس، ولكن للعبرة والعظة.
وغير ذلك.
وبهذا تم، والله أعلى وأعلم، وأستغفر الله مما قد يكون زل به القلم [ وهنا لا قلم، وإنما لوحة مفاتيح (!) ].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
جمال حسني الشرباتي
11-08-2004, 07:30 PM
الأخ فيصل
لدي نقطة أرجو ان يتسع صدرك لبحثها وهي أن قوله عليه الصلاة والسلام((وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) معارض لفعله عندما مزق صحف التوراة التي كانت بين يدي سيدنا عمر(1/2959)
وقال حينئذ((والله لوكان اخي موسى حاضرا لاتبعني) أو كما قال
والقاعدة الشرعية تنص على أن الأولى إعمال النصين من ترك أحدهما
فهل تقبل فهمي أنه لا حرج في رواية حكاياتهم كحكايات لا كدين نفسر بواسطتها نصوص القرآن
اعني أروا عنهم ما شئتم ولكن ليس في مجال الإتباع أو فهم ما لدينا بحسبها
بالمختصر أنا مع تنقية كتب التفسير من الإسرائيليات لأنها كتب يتلقاها العامة متبعين متعبدين لا يميزون بين الصحيح والسقيم
---
فيصل القلاف
11-10-2004, 11:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل جمال الشرباتي جزاه الله خيراً، لعل عبارتي قصرت عن البيان، فأعيد ما كنت ذكرت بشيء من التوضيح، والله أسأل أن يبصرنا الحق ويشرح له صدورنا، إنه سبحانه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
حكم أخبار أهل الكتاب - أخي - له اعتباران، اعتبار الرواية، واعتبار الحجية.
فأبدأ بحكم رواية أخبار أهل الكتاب التي تسمى الإسرائيليات.
فالنص فيها واضح جداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ). ونفي الحرج يخرج الحكم عن أن يكون حراماً، ويخرجه عن كونه مكروها الأمر، إذ لا يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمكروه، فهو مباح مستوي الطرفين في الأصل.
ثم قد يترجح للعالم أن يروي عنهم في حال لمصلحة ما، وقد يترجح له ترك الرواية عنهم في حال أخرى لمفسدة ما، أما مجرد الرواية لذاتها فهي مباحة.
وهذا إن شاء الله الله تعالى واضح لا إشكال فيه.
ثم حكم أخبارهم من حيث الاحتجاج وعدمه، فلا يمتري مسلم أن أخبارهم ليست بحجة مطلقاً، لا في التفسير ولا في الفقه ولا في العقائد ولا في شيء. وكيف يحتج بها وقد فقدت أسهل شروط الصحة، فلا ناقلها عدل ولا سندها متصل ولا يعلم لها مخرج؟!(1/2960)
وفي هذا الاعتبار قال صلى الله عليه وآله وسلم لعمر رضي الله عنه: ( أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والله لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي ). فهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلم هنا عن حكم الرواية، وإنما يتكلم عن حكم الاحتجاج والاتباع، كما هو ظاهر. فكأنه يقول: إذا كان موسى – وهو النبي الذي عليه نزلت التوراة – إذا كان حياً وجب على اتباعي، وحرم عليه اتباع التوراة لزوماً، فأنت يا عمر أولى بذلك الوجوب وهذا التحريم منه.
وبهذا فلا معارضة بين الحديثين، ولا يصح أخذ أحدهما واطراح الآخر.
بل كل حديث ينزل على الحال التي قيل فيها، واحد في حكم الرواية، وآخر في حكم الاحتجاج. والله سبحانه أعلى وأعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
هذه الأولى.
والمسألة الثانية وهي متفرعة على ما استقر – إن شاء الله – من جواز رواية أخبار أهل الكتاب، وهي: هل الأفضل روايتها أو ترك روايتها؟!
فلعل الأمر كما قيل: ( وكل خير في اتباع من سلف ). وقد رأينا سلفنا الصالح الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )، رأيناهم يروون أخبار أهل الكتاب لا يرون بذلك بأساً.
وقد مر في المقال السابق شيء من المصالح المستفادة من أخبارهم.
وأكرر هنا أنا لا نرويها احتجاجاً بها، بل استئناساً، كما يذكر أهل العلم شيئاً من قصص الأدباء وحكايات الحكماء وقصائد الشعراء، لا يحتجون بشيء من ذلك ألبتة، وإنما يستأنسون ويقربون الأمور للأفهام، ويلتمسون عظة وحكمة.
وأعجبني ما قلتَ مشكوراً: ( فهمي أنه لا حرج في رواية حكاياتهم كحكاياتٍ، لا كدين نفسر بواسطتها نصوص القرآن. اعني ارووا عنهم ما شئتم، ولكن ليس في مجال الاتباع أو فهم ما لدينا بحسبها ). وهذا عين الذي أريد، وزبدته:
1. الرواية لا بأس بها.
2. لا يحتج بشيء من أخبارهم في فهم نص ولا في حكم ولا في غيرهما.
3. نذكرها للاستئناس والحكمة ونحوها.(1/2961)
بقي مسألة – وأمرها هين ما إن اتفقنا على ما مر – وهي ذكر الإسرائيليات في كتب التفسير. فلعل الأولى - والله أعلم – في هذا ونحوه اتباع ما سار عليه أهل العلم، لا سيما وقد كان عليه السلف رضوان الله عنهم، ومع ذلك ففيه من الفوائد ما مر ذكره. وذلك هو ذكر الإسرائيليات روايةً لا احتجاجاً.
أما ما اعترضتَ به أخي بارك الله فيك من الذي يخشى على العوام من عدم التمييز، فيمنع من ذكر الإسرائيليات، فلعلي أناقشه.
ذلك أن العوام لا يترك سبيل العلماء لأجلهم، وما يخشى عليهم من زلل يزول بإفهامهم من غير التخلي عن طريق العلماء.
وهكذا نرى اليوم - نحواً من هذا - موت كثير من السنن بدعوى مراعاة العامة، مع أن العامة لو تعلموا وبين لهم ما احتجنا لقتل تلك السنن. والأمر كما قال بعضهم: نرتقي بالعوام إلى الدعوة الصحيحة ولا نهبط بالدعوة إليهم.
ثم لو فتحنا هذا الباب لمنعنا من ذكر ما شابه الإسرائيليات في الاحتجاج من قصص وأدبيات وأشعار وحكايات، فكلها لا يحتج به، ويخشى على العوام أن يحتجوا بها. وإن بعد احتجاجهم بمثل هذه مع كون أكثرها عن العلماء الكبار، فاحتجاجهم بالإسرائيليات أبعد لكونها منقولة عن الكفرة.
هذا، والله أعلى وأعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
جمال حسني الشرباتي
11-11-2004, 11:16 PM
السلام عليكم
ليس بعد كلام الأخ فيصل كلام إلا الميل
فأنا لا أميل لوضع حكايات أهل الكتاب في مصادرنا مطلقا
---
(1/2962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور مناقشات رسالتين علميتين بقسم القرآن وعلومه
---
دعوة لحضور مناقشات رسالتين علميتين بقسم القرآن وعلومه
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2006, 09:31 AM
1- دعوة لحضور مناقشة رسالة ماجستير 22/10/1427هـ . (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=34)
2- دعوة لحضور مناقشة رسالة ماجستير 1/11/1427هـ (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=35)
---
أحمد البريدي
11-06-2006, 02:23 PM
نسأل الله لهما التوفيق والتسديد .
---
دمعة الأقصى
11-11-2006, 02:11 AM
نسأل الله لهما التوفيق
وياليت ياشيخ تذكر عنوانهما
وجزاكم الله خيرا.
---
(1/2963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسماء أودية جهنم في القرآن الكريم. ((سؤال))
---
أسماء أودية جهنم في القرآن الكريم. ((سؤال))
---
محمد سفر العتيبي
11-10-2006, 10:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ((غياً)) و ((أثاما)) من أسماء أودية جهنم ام لا, وماهي كافة اسماء أودية جهنم التي تم ذكرها في القرآن الكريم, أو صحيح السنة؟؟
والسؤال بعبارة أخرى: أي هل يجب أن يعتقد الإنسان المتدبر أثناء قراءة الآية التي ورد فيها لفظ ((غياً)) - على سبيل المثال لا الحصر - أنها من اسماء أودية جهنم أم لا؟؟
وبعبارة ثالثة: هل ثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟؟
---
وائل حجلاوي
11-11-2006, 07:24 PM
عند تفسير قول الله تعالى { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ }
[الحجر : 44]
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تدرون كيف أبواب النار؟ هكذا –ووضع إحدى يديه على الأخرى- أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض, وإن الله وضع الجنان على العرض, ووضع النيران بعضها فوق بعض.
و الجنَّة درجات والنَّار دركات وهي سبعة أطباق
وقال ابن جريج: النار سبع دركات, أولها جهنم, ثم لظى, ثم الحُطمة, ثم السَّعير, ثم سقر, ثم الجحيم, ثم الهاوية.
و روي عن ابن عباس هذه السبع طبقات ولكن بغير هذا الترتيب
قال الضحاك: في الدركة الأولى -وهي أعلاها وعليها ممرّ الخلق وهي جهنم- أهل التوحيد أصحاب الكبائر أدخلوا النار يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون,
وفي الثانية: النصارى, وفي الثالثة: اليهود, وفي الرابعة: الصابؤون, وفي الخامسة: المجوس, وفي السادسة: أهل الشرك, وفي السابعة: المنافقون. فذلك قوله تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
انظر الدر المنثور للسيوطي (طبعة التركي) (8/618)
تفسير البغوي معالم التنزيل (طبعة دار الفكر) (3/236)(1/2964)
---
محمد سفر العتيبي
11-11-2006, 08:38 PM
جزيت أخيراً أخي الفاضل\ وائل حجلاوي, على ماتفضلت به, وسأقتبس من ردك مايخص النار, لعلاقتها بالموضوع وردي على أرقام 1) 2) 3) ..
1) ذكرت أخي وائل: قول الله تعالى { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [الحجر : 44]
نقول: آية قرآنية كريمة,ولذا نعتقد جازمين أن للنار سبعة أبواب.
2) ذكرت أخي وائل: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تدرون كيف أبواب النار؟ هكذا –ووضع إحدى يديه على الأخرى- أي سبعة أبواب بعضها فوق بعض, وإن الله وضع الجنان على العرض, ووضع النيران بعضها فوق بعض. والجنَّة درجات والنَّار دركات وهي سبعة أطباق
نقول: هذا أثر ورد عن علي رضي الله عنه وأرضاه, ومثله موقوف ولكنه بحكم المرفوع, لأنه لامجال لرأي الصحابي أو اجتهاده فيه, فما مدى صحته وثبوته من عدمه, وفقاً لمعايير الأئمة الجهابذة النقاد. فمثل الدر المنثور للسيوطي وقبله بقرون تفسير البغوي, كتب نافعة ولكنها كتب نقل, غالباً دون تمييز الصحيح من غيره.
3) كتبت أخي وائل: وقال ابن جريج: النار سبع دركات, أولها جهنم, ثم لظى, ثم الحُطمة, ثم السَّعير, ثم سقر, ثم الجحيم, ثم الهاوية. و روي عن ابن عباس هذه السبع طبقات ولكن بغير هذا الترتيب. قال الضحاك: في الدركة الأولى -وهي أعلاها وعليها ممرّ الخلق وهي جهنم- أهل التوحيد أصحاب الكبائر أدخلوا النار يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون, وفي الثانية: النصارى, وفي الثالثة: اليهود, وفي الرابعة: الصابؤون, وفي الخامسة: المجوس, وفي السادسة: أهل الشرك, وفي السابعة: المنافقون. فذلك قوله تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}.
نكرر ماذكرناه سابقاً, في (2)(1/2965)
4) كان السؤال حول ((غيا)) من اية ((فسوف يلقون غياً)) وحول ((اثاما)) , وقد قرأت بعض الاثار حولها بعضها موقوف وبعضها مقطوع ((عن سعيد بن جبير وربما غيره)) من كتاب شيخ الإسلام الإمام المحدث الفقيه الجبل محمد بن نصر بن الحجاج المروزي 202-294 هـ, وهو كتاب ((تعظيم قدر الصلاة+الإيمان)) واحببت السؤال عن صحتها من عدمه ما أمكن البحث إلى ذلك سبيلاً, لعلمي أن هذا المنتدى مكانه المناسب وهو المنتدى الذي اعتقد انه يجمع بعض خيرة طلبة العلم في مجال التفسير لسببين: 1) تخصصهم 2) اهتمامهم بالبحث والتنقيب. بالنسبة لي كـ إنسان عادي جداً جداً, مايذكره مثل محمد بن نصر رحمه الله رحمة واسعة نقريباً اتعامل معه كـ ((مسلمة)) لما وقر في نفسي من أنه من اعلم الناس بالاختلاف بعد الصحابة إن لم يكن اعلمهم على الإطلاق, كما ذكر هذا حوله بعض ائمة العلم بعده, ولكن احببت طرحه هنا متسائلاً لكي لا اعتنق ما أراى صوابه دون حجة او بينة. وبناءً عليه نكرر السؤال في رأس الموضوع
---
(1/2966)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملاحظات منهجية على بعض ما يكتب في لطائف الوقف
---
ملاحظات منهجية على بعض ما يكتب في لطائف الوقف
---
الميموني
07-03-2005, 01:48 AM
رأيت في ملتقى أهل التفسير و في موقع أهل الحديث و في بعض المواقع الأخرى موضوعات تتعلق بذكر لطائف الوقوف و فيها أوهام و أخطاء منهجيَّة، و لأنّ الموضوع عامٌّ فقد رأيت من المصلحة إفراده مع الإشارة إلى رابط موضوع لطائف الوقوف و التنبيه عليه في موضوع لطائف الوقوف نفسه جمعا بين الحسنيين ولأنَّ موضوع لطائف الوقوف في ملتقى أهل التفسير قد طالَ و خشيتُ أنْ لا يبلغ التنبيه المراد مبلغه .
و عليه ففي كثير مما ذكره الإخوان الملاحظ التالية:
1) الوقف عند كافة علماء الوقف تبع للمعنى والإعراب فينظر عند جميعهم في منزلة الوقف تماما وكفاية وحسنا وقبحا إلى ارتباط الكلام وتعلُّقِه ببعضه اعتمادا على تفسير الآية ومعانيها وإعرابها ولذلك فبعض الوقوف أتمُّ من بعض وبعضها أكفى من بعض وبعضها أحسن من بعض.
2) كثير من الوقوف التي ذكرها الإخوان إمّا أنْ تكون قبيحة عند جميع علماء الوقف أو ضعيفة أو جائزة لكنها دون الوقف التام و الكافي في مرتبتها فغيرها عند علماء الوقف أحسن منها وأولى.
3) قد يكون الوقف جائزا من جهة النحو مقبولا من جهة المعنى و يكون فيه لطافة ولا يدل هذا على تفضيله على ما هو أولى منه .(1/2967)
4) القارئ الجيد هو الذي يراعي عند وقفه المعنى فيقف على ما هو أكثر تبيانا للمعانى و على ما هو أبين لهدي القرآن و أجلى عند المستمعين وإذا كان في الآية موضع مختلف فيه عند العلماء لاختلافهم في المعنى فيأخذ بالقول الراجح إنْ كان له نظر واجتهاد في التفسير وإلا فيقلد ما هو مذكور في المصاحف التي طبعت بإشراف لجانٍ علمية كمصحف الملك فؤاد الأوّل ومصحف المدينة المنورة (مصحف خادم الحرمين الشريفين) .
ومن الأمثلة المعروفة المشتهرة لاختلاف أنظار العلماء في اختيار الوقف المناسب بناء على اختلافهم في التفسير اختلافهم المعروف في الوقف على قوله تعالى: (و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم) فأكثر السلف و جماهير العلماء اختاروا الوقف على إلا الله و ذهبت طائفة إلى اختيار الوقف على (والراسخون في العلم ) و الوقف على (إلا الله) هو الراجح بل هو الصحيح فيقف عليه القارئ، ويبتدئ بقوله: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) وأدلَّة هذا مبيّنة في موضعٍ آخر (ويمكن للإخوان أن يرجعوا إلى رسالتي في ذكر أمثلة للوقف على هذا الرابط: وهي موجوده في قسم التحميل بالمنتدى ففيها تفصيل لأقوال العلماء في هذه الآية الكريمة )و الأمثلة كثيرة يضيق المقامُ عن ذكر بعضها.
5) إخواني كتاب الله تعالى كما لا ينبغي أنْ تحمل معانيه في التفسير إلا على أصح وأفصح لغات العرب وأحسن ما تحتمله لغتهم كذلك ينبغي عند اختيار الوقوف مراعاة ذلك كله فلا يخترع قول يكون مخالفا لما يدل عليه المعنى وما يقتضيه سياق الكلام ومتى كان الوقف شاذا لم يصح أن يقال له لطيف إلا على معنى التجوُّز في الكلام .
6 ) دراسة أقسام الوقف و معانيها و النظر في أمثلته في بعض كتب التجويد و في بعض كتب علوم القرآن و مقدِّمات كتب الوقف و الابتداء كاف في إفهام الناظر اليقظ لأمَّهات مسائل هذا العلم.(1/2968)
و سأضرب مثلا بالوقف التام. لأنّ وقوف القارئ على التام إن أمكنه أحسن من الوقوف على غيره لكونه أبين للسامع و أوضح للمعنى و إن كان الوقف على الكافي و على بعض ما يُسمى في اصطلاحهم بالوقف الصالح أو الحسن سائغا حسنا .
7 ) فمثلا الوقف التامُّ عندهم هو : مالا يتعلَّق بشيء مما بعده من جهة المعنى ولا اللفظ كالوقف على آخر قصة والابتداء بغيرها وكالوقف على مثل قوله (وأولئك هم المفلحون) في سورة البقرة لأن قوله (إن الذين كفروا سواء عليهم) ليس متعلقا بقوله ( أولئك هم المفلحون) . و كمثل الوقف على ( وهو بكل شئ عليم ) والابتداء بقوله : ( وإذ قال ربك للملـ ــــــكة )
و قد اختلفت عباراتهم اختلافا متقاربا في تعريف الوقف التام و كلها تدل على نفس المعنى : فقال بعضهم هو الذي يحسن القطع عليه والابتداء بما بعده لأنه لا يتعلق بشيء مما بعده. (المكتفى للحافظ الداني ص 140 و نِظَام الأداء في الوقف والابتداء ص 30 ) و قيل إنه: (ما انفصل مما بعده لفظا ومعنى): جمال القراء 2 / 563 و ينظر: النشر 1 / 225 - 226 وتنببيه الغافلين صـ 123 و غيرها.
وأمثلة الوقف التام كثيرة ذكرها العلماء و إذا رأى الإخوان أن أفرد موضوعا لشرح مصطلحات علماء الوقف والابتداء فسأفعل إن شاء الله تعالى .
و أنبه هنا على أنّ أرجح الأقوال في أقسام الوقف هو تقسيمه إلى أربعة أقسام : التام و الكافي و الحسن و القبيح.
، وهو ترجيح الإمام الداني رحمه الله وعزاه الزركشي للأكثر ، ورجحه السخاوي وابن الجزري وابن الطحان الأندلسي و غيرهم و مع هذا فلا مشاحّة في الاصطلاح.
و ليت طابعي المصاحف قديما بنوا على هذا الاصطلاح و لكنْ كانت مراحل و أمور يطول ذكرها و قد اجتهد بعض أهل العلم فيها في القرنين الماضيين و الله يتولنا و سائر إخواننا بهدايته و رحمته و توفيقه لا حول و لا قوة إلا به.
نسأله تعالى من خزائن فضله و عظيم إفضاله و كريم إنعامه.
---
الميموني(1/2969)
07-03-2005, 01:52 AM
عفوا هذا الرابط المشار إليه في كلامي السابق
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1361
---
أبو بيان
07-05-2005, 10:39 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا محمد, ولا شك أن موضوع لطائف الوقوف كان بحاجة إلى هذه التنبيهات وغيرها من قواعد الوقوف منذ بدايته, وكنت أتمنى ممن عانى مادة الوقف والابتداء وبحثها ودرسها- كمثلكم والشيخ مساعد الطيار وفقه الله- تناول هذا الموضوع بتوسع, لكي يسبق التأصيل التمثيل, وتُبنى هذه الأمثلة على أصلٍ صحيح. وكما ترى فلا يعدو موضوع لطائف الوقوف أن يكون تقميشاً يحتاج إلى تفتيش, وجمعٌ لأمثلة تصلح أن تكون مادةً للتطبيق, وأولى الناس بذلك أمثالكم وفقكم الله.
فمن ثَمَّ أقترح عليك أبامحمد أن تعيد النظر في جميع أمثلة الوقوف في هذا الموضوع, وتصنفها على أنواع الوقوف المشتهرة كما ذكرت, وبذلك تتم الفائدة وتعظم, والله الموفق.
---
الميموني
07-06-2005, 03:19 PM
قال الإمام النكزاوي (و هو من أحسن المصنفين في فن الوقف و الابتداء و كتابه محقق في رسالة دكتوراة ) : (ويسمى الذي يجوز الوقف عليه وقف الاختيار ،لا وقف الاضطرار لأن القارئ إذا اضطر إلى الوقف إما لانقطاع نفس أو غيره فإنه يقف على أي موضع جاء ، فإن كان وقف على موضع لا ينبغي الوقف عليه في حال الاختيار فليبتدأ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى فإن كان ذلك يغير المعنى فليبتدأ بالكلمة التي قبلها ليصح به المعنى المراد في الآية 0 ) انتهى0
و جزاك الله خيرا يا أبا بيان .
و بالنسبة لاقتراحكم فهو مفيد لكني قد لا أجد الوقت الكافي لذلك حاليا و لو أنّ بعض من تفضل بالكتابة و المشاركة في الموضوع رجع الآن إلى بعض كتب الوقف المشهورة للنظر في منزلة الوقف الذي ذكره و اقترحه لكان أنفع و أحسن.
و كتب الوقف المطبوعه المتوفرة فيها كفاية و إنْ لم تشتمل على كلّ ما يراد .
---
الميموني(1/2970)
07-22-2005, 05:34 PM
و بالمناسبة فكثير من كتب الوقف و الاابتداء المطبوعة لم تخدم كما ينبغي اللهم إلا كتابين خرجا بشكل جيد
---
الميموني
09-20-2005, 04:53 PM
للفائدة إن شاء الله تعالى
---
(1/2971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة مع أية ..
---
وقفة مع أية ..
---
علي جاسم
05-30-2005, 05:25 PM
وقفة مع آية ..
يقول الحق سبحانه{ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم } محمد 30
هنالك صلة وثيقة بين ظاهر المرء وباطنه , أقول , أن هنالك توافقا - ولو نسبيا- بين ما يختلج في النفس وبين انعكاس هذه الخوالج على ظاهر الإنسان , لذلك قيل قديما " من أسرّ سريرة أبداها الله على وجهه" والمسألة كما ذكرت نسبية , إذ من الناس من يملك زمام نفسه للحد الذي يواري فيه ما يعتلج في طويته حتى لا يكاد الأريب المتفرس يلمس أثرة تلك الصفة على وجهه , والمسألة نسبية كذلك في حسابات المتفرس كما هي في حسابات المتفرس به, إذ أن قوة الفراسة من قوة النفس وهذه الأخيرة من قوة الإيمان , والعلم الذي يعنى باستكناه بواطن الناس وسبر أغوار طواياهم يسمى بالفراسة .
وإن كان مبتدأ الفراسة رؤية عينية فهي في الحقيقة انطباع يترك على صحيفة القلب على أثر تلك الرؤية , فهي إذن رؤية قلبية بحتة , ولهذا السبب اقترنت الفراسة – إن لم نقل اقتصرت – على الصالحين والعارفين بالله لصفاء صحيفة قلوبهم وهذا يعني بالمقابل صدق الانطباع ووضوح الأثرة المتولدة في القلب , ومن مأثوراتهم " إذا جالستم الصالحين فجالسوهم بصدق فإنهم جواسيس القلوب " .(1/2972)
وإذا كان الانطباع صادقا كلما كانت صحيفة القلب صقيلة بالإيمان فهو بالمقابل أقل وضوحا مع الذنب لما للذنب من أثر على القلب والله يقول{ كلا بل ران على قلوبهم} وهكذا كلما كثرت الذنوب كلما غشيت القلب طبقا عن طبق غشاوة تحول دون وضوح الرؤية وعفوية الانطباع , حتى ينتهي القلب آخر ما ينتهي بالختم { ختم الله على قلوبهم } وهذه مرحلة عمى البصيرة والله يقول{ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } , وهي مرحلة لا تستدرك في الغالب .. إلا ما رحم ربك .
وللفراسة مواضع , كما لدخائل النفوس منافذ , والحقّ , أنّّّّ منافذ الأخيرة هي عين مواضع الأولى , أي أنّا قد نقرأ المكر في عين المقابل كما قد نلمس أثرة الخسّة على ملامح الوجه, أو قد نجد روح الأنانية أو الضغينة من منطق المقابل وكلامه , وهذه المنافذ قد ذكرها الله تعالى فقال في العين { يعلم خائنة الأعين } وفي الكلام قال تعالى{قد بدت البغضاء من أفواههم } وقال أيضا{ ولتعرفنهم في لحن القول} وفي سحنة الوجه والملامح قال { ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم}وفي يوسف{إنا نراك من المحسنين} ومن اللطائف أن الحق سبحانه ما ذكر صنفا من هذه الأصناف إلا وذكر بعده مباشرة -أو قبله- خفايا الصدور فقال في الأولى { وما تخفي الصدور } وقال في الثانية { وما تخفي صدورهم أكبر } وفي الثالثة ذكر قبلها{أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم} .
وهكذا في كل صفة من صفات النفس , فلها – ولا بد – أثرة تنعكس على الظاهر , و لا ينفذ لقرار هذه الأثرة إلا من نفذ لقرارة نفسه قبلها وزكاها , ولا تنطبع هذه الصفة إلا في مرآة نقية صقيلة ترى من الحقائق عينها , وتنفذ عبر القشور للبابها , وتسفر عن القلوب أسرارها , وهذا هو وجه القوة بهذا العلم الأنيق , ووجه الذوق بهذا الحس الدقيق , وهذه بعد ذلك صفة من ينظرون بنور الله ..
---(1/2973)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أجل أهل التفسير والملتقى
---
من أجل أهل التفسير والملتقى
---
د.إلياس أنور
02-26-2007, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل بسط العدل في قضايا النقاش
نرجو من الإخوة أهل الملتقى الكريم أن يبينوا ما يرونه في هذا المقترح الذي يخص قضايا الحكم على طلبة العلم وكلنا كذلك .
نرى أن تكون قضايا عرض السرقات العلمية أو إبداء أي ملاحظة على العلماء أو طلاب العلم بعامة تنتظم ما يلي :
1ـ إن استطاع المستكشف للسرقة العلمية أن يتصل من خلال أية وسيلة غير مشهِّرة بالفاعل كان عليه وجوبا فعل ذلك إبراء للذمة وبعداً عن الفضيحة، لعله يصل إلى الحق باعتراف السارق وينتهي الأمر عند ذلك، وإيصال الحق إلى أهله وهو المطلوب، ومراعاة لأمور عديدة منها :
أنه إذا شاع هذا الأمر وذاع وخاصة في علماء الأمة فإن ذلك يوهن الثقة بمجملهم بل يسقطها، قبل معرفة الحقيقة، وهذا أجرم ما نتوقاه .
2ـ إن لم يستطع المستكشف للسرقة أن يتصل بمن ظنه من السرَّاق ـ وأقول ظنه؛ لأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته " فعلى المكتشف للسرقة أن يضع صفحات من الكتاب المسروق مواجهة مع صفحات من الكتاب السارق ويترك وقتاً يحدده لصاحبي المصنفين للدفاع وإبداء الرأي، مع إغلاق الموضوع أمام الكل حتى لا يحكم أحد على الموضوع بالجزم دون بينة من سماع الطرفين ، فيظلم أو يحيف وهذا ما لا نرتضيه من القدح في أمانة مسلم، فضلا عن عالم، أو طالب علم.
3ـ إذا دافع الطرفان أو أحدهما في المدة المضروبة انتهى الأمر عند ذلك وأغلق الموضوع، وإذا لم يدافع أحد منهما عن حقه فمن حق الموقع أن يترك للأعضاء حق إبداء الرأي مع مراعاة الأدب وحسن الظن وعدم التجريح.(1/2974)
4ـ عند إبداء الرأي نرى عدم تكثير كلمات اللوم والانتقام عملا بالمثل القائل:" إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه " ـ مع اليقين بحرمة الفعل ولوم الفاعل ـ ولا ننسى أن لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل عالم هفوة" وكفي المرء نبلا أن تعد معايبه" ومن العدل أن نتذكر لمن وجه إليه اللوم جهوداً أخر في خدمة العلم فبذكرها تزول الهفوات وهذا مبدأقرآني " إن الحسنات يذهبن السيئات".
5ـ عند وصول الأعضاء والإدارة إلى قناعة تامة بهذا المقترح تكون عندئذ سنة ملزمة في هذا الموقع المبارك، وبهذا نبعده عن التشهير بأهله.
اقترح ذلك كل من أساتذة التفسير وعلوم القرآن:
1ـ د. محمد إلياس محمد أنور. أستاذ التفسير والقراءات المساعد بكلية الشريعة جامعة الملك خالد.
2ـ أ.د.عبد الفتاح عبد الغني إبراهيم. أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد.
3ـ أ.د. عبد الفتاح محمد خضر أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة، جامعة الملك خالد.
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2007, 01:42 PM
هذا اقتراح موفق ، ورأي صائب ، وأتفق معكم فيما تفضلتم به جملة وتفصيلاً ، وهذا ما أنتظره من أمثالكم من الفضلاء من النصح والتوجيه للتي هي أقوم .
وأعدكم مستقبلاً أن يتخذ الموقع هذه السياسة بإذن الله ، حتى لا نظلم أحداً ، وتكون الأحكام الصادرة قد أخذت حقها من العدل والإنصاف والتدقيق . ويشهد الله أنني ما نشرتُ الواقعتين إلا بعد الاحتياط الشديد ، إلا أنني أعترف أنني لو سلكتُ المنهج الذي أشرتم إليه ابتداءً لكان أقوم وأبعد عن التشهير ، والإساءة للأشخاص وللعلم فاللهم اغفر لي يا رب العالمين .(1/2975)
ويبقى إتماماً لهذا المقترح البديع الذي تفضل به أساتذتي وزملائي وأصدقائي الثلاثة رعاهم الله وحفظهم - فما علمتهم إلا من أهل العلم والنبل والصدق ، وقد أحسنوا بي وبالموقع عندما أجمعوا أمرهم على هذا التوجيه - أن يكون هناك لجنة منبثقة من هذا الموقع تشكل بالمشاورة للنظر في مثل هذه القضايا التي لا تمس طرفي القضية فحسب ، وإنما تتعدى ذلك إلى العلم والتخصص عموماً ، وقد تفضل الأخوان الكريمان الأستاذ منصور مهران ، وأخي الكريم الدكتور صالح صواب بمقترحات نافعة على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=32088&postcount=3) وهذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=32706&postcount=34) .
وليتنا ننجح في تفعيلها وتطبيقها ، إذاً لقدمنا للعلم خدمة جليلة ، فإن الضعف البشري قد يجر بعض الباحثين إلى تسويغ أخذ بحوث الآخرين بحجج كثيرة ، فإذا كان هناك جهة ترصد مثل هذه المخالفات وتلاحق من يفعل ذلك بالطرق المنظمة التي تفضلتم بها لكان في ذلك خير ونفع كبير .
فإن استنفدت كل السبل السلمية لمعالجة الأمر ، لم يبق إلا بيان الأمر للباحثين بالأدلة ، وكما قال أهل مصر : (العيار اللي ما يصيب يدوش) . علماً أننا لم نشر في الموقع إلا لثلاث حوادث ، وكلها متعلقة بالدراسات القرآنية .
أكرر شكري وتقديري لهذه المقترحات والتوجيهات التي تهدف إلى حفظ العلم وأهله ، والرقي بالموقع وأهله ، وأكرر امتناني للزملاء الفضلاء حفظهم الله ونفع بهم لتجشمهم عناء الكتابة والتشاور ، وقد وقعت وصيتهم موقعها فجزاهم الله خيراً .
---
ابن الجزيرة
02-26-2007, 02:42 PM
اقتراح موفق، ورأي سديد جزاكم الله خيراً.
---
جمال أبو حسان
02-26-2007, 03:03 PM
نعم الراي هذا واضيف اليه بعد ثبوت السرقة بما لا مجال لدفعها يوضع محل في الملتقى للتحذير من الذين ثبت عليهم هذا الفعل الشائن
حمانا الله جميعا من هذا البلاء الذي لا رحمة فيه
---(1/2976)
أحمد البريدي
02-26-2007, 05:52 PM
اقتراح موفق , ورأي سديد , وهذا ما ننتظره من إخواننا في الملتقى فكلنا شركاء في هذا الصرح العلمي , ونسأل الله للجميع السداد والرشاد .
---
أحمد بزوي الضاوي
02-26-2007, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
اقتراح موفق ، و أشد على أيدي السادة العلماء الأجلاء أصحاب المقترح ، الذين صانوا العلم ، و احترموا مكانة أهله ، و لم يعملوا على تجريء العامة على العلماء و التطاول عليهم ، مع الحرص على إعطاء القدوة الحسنة .
وفي هذا الصدد أنبه إلى أن بعض الإخوة رواد الموقع في بعض ردودهم على زملائهم أو من هم في حكم أساتذتهم و مشايخهم يصدرون أحكام القيمة ، مع الرغبة في الظهور و التفوق ، رغم أن الموقع ليس حلبة مبارزة ، بقدر ما هو منبر علمي و تعليمي ، و من ثم فإني أناشد كل الإخوة رواد الموقع التزام أدب العلم في الحوار و المناقشة ، و عدم اللجوء إلى الأساليب التي لا تليق بالعلم و أهله . مع استحضار رقابة الله تعالى ، و إخلاص النية .
وفقنا الله تعالى لما يحبه و يرضاه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
منصور مهران
02-26-2007, 10:06 PM
ذلك ما كنت أرجوه
فإليكم يميني أبايعكم على هذا الصدق
والله يرعانا ويرعاكم
---
أمين الشنقيطي
02-26-2007, 10:55 PM
سؤال واقتراح على لجنة الإشراف
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال للمشرفين عن أولوية التوقيت، والمكان المناسب لتقديم ملاحظات للباحثين في مشاركات الملتقى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أرجوا من إخواني التكرم بإجابتي عن هذه المسألة العاجلة،
وهي ماهو التوقيت والمكان المناسب لتقديم الملاحظات على مؤلفات وبحوث الأفراد (والباحثين من مختلف البلدان)؟(1/2977)
ذلك لأننا اليوم نجد ملاحظة تبدأ برأي غالبا،ثم تنتهي بسلبيات كثيرة مستقبلية،
وخصوصا عندما تكون هذه الملاحظات يُفهم منها التشهير اوالاتهام، الذي يؤدي إلى إشكالية في كثير من الأحيان،
لذا فاقتراحي( ياإخواني الكرام) هو تأخير كثير من الملاحظات والاستدراكات الواردة من الأعضاء لحين التثبت والتأكد منها عبر مراسلي الملتقى(أوعبرالرسائل الخاصة)، ترسل لأصحاب الشأن، ثمّ بعد إشعارهم بالمسألة وجمع ردودهم،يكون رفع هذه الملاحظات إلى الملتقى للتعقيب والترجيح.
إخواني الكرام : الذي دعاني لهذا المقترح هو أننا كنا نسمع من بعض المشايخ في مرحلة الماجستير والدكتوراة ، النصيحة بتأخير كثير من الملاحظات (أثناء كتابة البحث )حتى التأكد منها،أو إلغاؤها لسلبياتها الكثيرة .
وكذلك لأن الملاحظات هي إما أنها تعبر عن مجموعة من الباحثين المختصين، أو عن جهة مختصة أوعن ممثلها؟أو باحث واحد متخصص قد يوافقه غيره وقد لا ؟فأين هو الحكم في هذه المسألة إذا؟
واليوم نجد هذه المشكلة عادت مرة أخرى في ملتقانا الطيب،
وعليه فالحل عندي (والله اعلم) أنّه ينبغي النظر في المسألة كمسألة لها إشكاليتها في الأوساط العلمية، فلا داعي للتعجل في الحكم والبت في حتى اكتمال ملاحظاتها واستكمال الاجراءات المتبعة في هذا النوع من القضايا،
ولابد كذلك من سرعة تنبيه المشاركين إلى أن القضايا المتعلقة بالأفراد الباحثين لابد عند التعليق عليها من اتباع الإجراء المتبع لدى إدارة الملتقى،وإن أراء العضو المخالفة لهذا الإجراء ليس بالضرورة تعبرعن آراء مشرفي الملتقى،
ولعل هذا هو المعمول به في المجلات العلمية المحكمة و غيرها؟(1/2978)
ولأهمية الموضوع في عالم الملتقيات وضيق عبارة (إضافة الردود) في خانة إضافة مشاركة في هذا الملتقى، عن توفية المقصود، الأمر الذي قد يفهم منها فتح الباب للردود القاسية من بعض الباحثين، لذا ارجوا سرعة تعديلها لتكون إضافة مداخلة أو إضافة علمية . والله أعلم من وراء القصد.
---
أحمد الطعان
02-26-2007, 11:57 PM
اقتراح قيم وممتاز ونافع إن شاء الله عز وجل - توقيع موافقة وتأييد .
بارك الله فيكم .
---
د.يسري خضر
02-27-2007, 09:23 AM
جزي الله الاخوة خير الجزاء علي هذا الاقتراح الطيب الذي يجمع بين العدل والفضل ورعاية حرمة العلماء وحفظ جهود الباحثين والتدرج في معالجة من تيقنا من ضعفه
---
إبراهيم الحميضي
02-27-2007, 03:15 PM
أشكر إخوتي الكرام على تحري العدل ولزوم الأدب، وهذه أخلاق العلماء، وأحب أن أنبه على أمور:
1/ هناك فرق كبير بين من يقتبس نصاً أو فكرةً أو ترجيحاً وينسبه لنفسه مخلاً بالأمانة العلمية ،وبين من يسطو على كتاب كامل ثم يتشبع به، ولا يشعر بالمرارة إلا من ذاقها، ولا بالجمرة إلا من وطئها ،فهل أدركنا ما يلحق أصحاب الكتب المسروقة من الأذى بسبب ذلك ، إن الضحية أولى بالرأفة من الجاني.
2/ إن من سرق كتاباً ونشره في الأسواق وقبض ثمنه قد جاهر بالمعصية وألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
3/ كون السارق ينتسب إلى أهل العلم الشرعي هذا أمر محزن، ولكن هذا لايدعو أن نخفي ذلك خشية أن يشمت بنا الأعداء، فكم من منتسب إلى القرآن والسنة وهو يخالفهما ظاهرا وباطنا وصدق الشاعر:
ما كل من لبس العباءة سيد * يخشى ولا كل المظاهر تبهر
4/ في هذا العصر عصر الحاسب والإنترنت والموسوعات اللإكترونية سهلت السرقة بشكل لم يكن أحد يتصوره ، ورأينا كثيرأ من الناس يستلون بحوثهم المزيفة ولا سيما المتطلبات الجامعية من شبكة الإنترنت، فينبغي أن نأدبهم بسلاحهم.(1/2979)
كل ذلك بعد التثبت. نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، ونعوذ به من فتنة القول والعمل.
---
عبدالرحمن السديس
02-28-2007, 04:46 PM
بارك الله في الجميع
كلام الدكتور إبراهيم جميل وسديد، ولا بد من الحزم في التصدي للسراق، ولا تأخذنا بهم رأفة، وقد رآى الناس تجلد وصفاقة وجوه كثير منهم مع ظهور ما قارفت أيديهم لمن له أدنى تمييز !
فإن لم يكن للحزم والتشهير ردع لهؤلاء = فلا رادع لهم، وسيدخل في هذه الصفقة الخاسرة والخطة الخسف خلق ممن لا خلاق لهم إن رأوا مرور قضايا هؤلاء بردا وسلاما .
---
أمين الشنقيطي
02-28-2007, 05:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الإخوة الكرام المحتكمين إلى مشاركات الملتقى :
أقول : إننا لواحتكمنا جميعا إلى هذا الملتقى الطيب المبارك لكنا نحمله شيئا فوق قدرته وطاقته، ولكن دعونا في هذه المسائل نحتكم إلى أخلاقيات العلم وأساليبه العلمية الحكيمة ،ثمّ إلى المؤسسات العلمية المختصة والتي لها صلاحية التحكيم،دون أن يكون ذلك عبر شبكات المعلومات، ومن ثبت له حكم فلينشره دون وجل. وفق الله الجميع.
---
د.أحمد شكري
03-02-2007, 11:32 AM
أحسن الإخوة الفضلاء الثلاثة بتقديم هذا الاقتراح الطيب، وكان في نفسي أن أقدم مثله بعد أن قرأت بعض ما كتب في الموضوع ولكنهم كفوني وأمثالي ذلك بما أبدعوا فيه من اقتراحات قيمة وتلقي الإخوة المشرفين للملتقى لها بالسرور وكذلك الإخوة الفضلاء في مداخلاتهم التي سبقتني.
ويكفي امتلاء أسواقنا ومكتباتنا بكتب الردود التي تقسي القلب وتضعف الثقة بأهل العلم وتوغر الصدور وتثير النفوس خاصة إذا اقترنت بعبارات لاهبة وسياط عنيفة.
فنعم ما اقترحتم وكما قيل أميتوا الباطل بترك ذكره، وكما ورد في الحديث: لا تذكروا لي أصحابي إلا بخير فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر(1/2980)
وإن كان لا بد من الإعلام بفاعلي ذلك فكما ذكر الأخ الفاضل د. أبو حسان تخصص لهم مساحة خاصة يردها من شاء ويعرض عنها من شاء، والله الموفق.
---
د.خضر
03-03-2007, 10:05 AM
تعليقا على ما سبق أحيي كل الأحبة الذين أدلوا بدلوهم في هذه القضية ، والكل أراه متفقاً على أساس واحد وهو بيان الحق وابطال الباطل، ولكن يبدو لي أن بعضنا فهم ـ ولكل امريء ما فهم ـ أننا باقتراحنا السابق نبارك للسرَّاق أو نشاركهم بهجة صنيعهم !!
كلا وألف كلا إننا ممن لا يتهاونون في حق ولا يتنازلون عن قضية مبتوته معلومة ، ولكن الفرق الذي أظنه بين أصحاب الاقتراح ومن وافقهم من الفضلاء من ناحية ، وبين من شدد النكير من العلماء ويظل يعد بالمزيد من التشهير هو:
أننا نعطي القضية نفَساً ومقدمات وحقاً للدفاع عن النفس مع إرخاء ستور الستر في تلك الفترة، ثم تتدرج القضية إلى أن نصل عند المكابرة والعناد واليقين الذي لا ينازعه شك إلى درجة الفضح والتشهير ولكن ـ كما يقول أهل القانون ـ
في آخر سلم التقاضي ـ ومن هنا أقول:
إن من العيب المذهب لريح الأمة ولروح المودة بين العلماء فتح النار من أول لحظه دون تروي أو دراسة فبمجرد اكتشاف ما هو مظنة خطأ ينطلق البعض كالصاروخ معلقا:" لص ، مجرم ـ ينتمي إلى الشرع ولا يعرفه ـ خذوه فغلوه ....... ويكون صاحب القضية ما درى بها ولا عنها بعد، فالتريث التريث والتمهل التمهل، ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة .
وأخيرا أقول: ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد ـ وإياكم ـ إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
---
عمر المقبل
03-09-2007, 11:52 PM
رأي مسدد وموفق ،وأنا مع أخي د.إبراهيم الحميضي فيما قال .
زادكم الله هدى وتوفيقاً.
---
عبدالله المعيدي
03-10-2007, 12:39 AM
اقتراح موفق، ورأي سديد جزاكم الله خيراً.
---
(1/2981)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل أنصبة الزكاة من باب السياسة الشرعية؟؟
---
هل أنصبة الزكاة من باب السياسة الشرعية؟؟
---
القعقاع محمد
04-11-2007, 12:46 PM
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد...
فقد سمعت من أحد الإخوة ينقل عن أحد المؤلفين فكرة مفادها أنه لا يوجد نصاب ثابت شرعاً للزكاة. وإنما هذه الأنصبة المعروفة عند الفقهاء وضعها النبي صلى الله عليه وسلم لمناسبة الأوضاع الاقتصادية في ذلك الوقت. وعليه فيجوز لولي الأمر أن يزيد أو أن ينقص من هذه الأنصبة بحسب ما تقتضيه السياسة الشرعية.
ما رأيكم -بارك الله فيكم- في هذا الكلام؟؟؟
وهل له من مستند شرعي؟؟؟
---
(1/2982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (1) نظرات في المعرَّب ( الطور )
---
(1) نظرات في المعرَّب ( الطور )
---
مساعد الطيار
04-28-2004, 11:11 AM
(1) نظرات في المعرَّب ( الطور )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فأثناء قراءاتي في أراء بعض المُحدَثين فيما يتعلق بما يُسمَّى ( المُعرَّب ) صرت أتأمل في الألفاظ التي ترد في قصص الأنبياء ، فظهر لي بعض اللطائف ، وسأجتهد في تسطير هذه اللطائف في مقالات متتابعة في هذا الملتقى ، والله الموفق .
لفظ ( الطور )
ورد لفظ ( الطور ) في عشرة مواطن في القرآن الكريم ، وهي كالآتي :
ـ(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور ) موضعان في البقرة ( 63 ، 93 ) .
ـ ( ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدًا ) النساء : 154 .
ـ ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ) مريم : 52 .
ـ ( قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ) طه : 80 .
ـ ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن ) المؤمنون : 20 .
ـ ( آنس من جانب الطور نارًا ) القصص : 29 .
ـ ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) القصص : 64 .
ـ ( والطور * وكتاب مسطور ) الطور : 1 ـ 2 .
ـ ( والتين والزيتون * وطور سينين ) التين 1 ـ 2 ) .(1/2983)
والطور هو الجبل ، ويدل على ذلك أن الله قد ذكر رفع الطور فوق بني إسرائيل ، وأخذ الميثاق ، فقال في سورة البقرة ( 63 ) : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ) ، وقال في سورة البقرة ( 93 ) : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا ) ، وقال في النساء : ( ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم ) ، ولما ذكر رفع الطور في سورة الأعراف ( 171 ) قال : ( وإذ نتقنا فوقهم الجبل كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ) ، فدلَّ هذا على أن الطور هو الجبل ، وهذا من باب الألفاظ المتعددة التي تُطلق على مسمَّى واحدٍ .
والملاحظُ على لفظة الطور في القرآن :
1 ـ أنها وردت في قصة موسى عليه السلام .
2 ـ أنها وردت في الجزء الشمالي من جزيرة العرب .
والذي يظهر ظنًّا ـ والله أعلم ـ أن إطلاق الطور على الجبل في عهد موسى عليه السلام كان شهيرًا ، يوازي إطلاق لفظ الجبل ، فذكر الله ما كان منطوقًا عندهم في وقتهم .
ويكون إطلاق الطور على جبل بعينه ؛ كالطور الذي كلَّم الله عليه موسى عليه السلام ، أو الطور الذي ووُعِد عنده بنو إسرائيل ، أو أن الطور ما يكون فيه نبات ، فإن ذلك كله من باب إطلاق اللفظ المطلق على فرد من أفراده ، وذلك معروف من أساليب العرب في الخطاب ، وقد ورد في القرآن ؛ كقوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ) ، و لا تخرج هذه الأقوال في الطور به عن أن يكون المراد به الجبل .
ولا يقال : إن من كان في ذلك الوقت لم يكونوا عربًا ، فكيف حَكَمْتَ بذلك ؟
والجواب عن ذلك أن يقال : إن العربية قديمة جدًّا ، ولا يماري في ذلك إلاَّ ممارٍ جَدِلٌّ لا يريد الوصول إلى الحقِّ ، وأُلْمحُ إليك بتلميح سريع جدًّ :(1/2984)
1 ـ النبي صالح عليه السلام من أنبياء العرب الذين ظهروا في جزيرة العرب ، واسمه مأخوذ من مادة ( صَلَحَ ) ، وهي مادة ـ كما ترى ـ عريقة قديمة ، وغيرها كثيرٌ جدًّا .
والنبي صالح عليه السلام سابق للنبي إبراهيم عليه السلام ، ومن باب أولى أن يكون سابقًا لبني إسرائيل ، فالعربية قديمة جدًّا ، وهي قبل هؤلاء بلا مراء .
2 ـ أنه قد ذكر المؤرخون أنه قد خرجت خمس هجرات ضخمة من جزيرة العرب إلى شمالها في بلاد العراق والشام ، وكانت أوائلها قديمة جدًّا ، وقد استوطنت هذه الشعوب العربية المهاجرة من جنوب الجزيرة ووسطها مناطق الشمال في العراق والشام ، وتناسلوا فيها وأقاموا حضارات لازالت بعض آثارها شاهدة عليهم . بل انطلقوا على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وعمروا أجزاء من شواطئه ، كما عمروا مصر وليبيا ، وحالهم في ذلك كحالنا نحن العرب اليوم من الامتداد والاتساع .
لكن الذي حصل ـ مع الأسف ـ أنَّ منطقتنا العربية قد غُرِّبت في دراساتنا ، فصرنا نتلقَّف ما يمليه الأساتذة المستشرقون دون وعي لما حصل منهم من تزييف لتاريخ هذه المنطقة العريق عروبةً لغة وتاريخًا ، والله المستعان .
ومن الملاحظ أنهم اعتمدوا الأسماء التي وردت في التوراة على أنها أسماء لا خلاف فيها ، وأنهم أقوامٌ متعدِّدوا الجنسيات لا علاقة بينهم ، كما لا علاقة بين العربي والهندي ، والعربي والبريطاني . والأمر ليس كذلك ، فهم شعوب عربية تتحدث لغة مشتركة ، وينفرد كلٌّ منهم بلهجته الخاصة ، كما هو الحال يوم نزلت الرسالة ، والحال التي نعيشها اليوم .
وهذا موضوع قد طرحه بعض المعاصرين ، ووضحوه وضوحًا بيِّنًا ، منهم الدكتور محمد بهجت القيسي في كتابه المتميِّز ( ملامح في فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية ) .(1/2985)
والمقصود أنَّ لفظ الطور مما نطق به موسى عليه السلام ، وهو مما بقي من الألفاظ العربية في اللهجة السائدة في عصره ، ونطق به العرب من بعده ، والله أعلم .
ولا تفهم من قولي هذا أن موسى عليه السلام كان يتكلم لغة العرب التي استقرت ونزل بها القرآن ، وإنما كان يتكلم بلغة عربية قديمة فيها أصول اشتقاق الألفاظ التي نطق بها العرب ، وإن كان قد يختلف طريق نطقها عما هو عليه نطق من قاربه من الشعوب العربية الأخرى ، كما أنه ـ بلا شكٍّ ـ يخالف اللغة التي نزل بها القرآن نطقًا ونحوًا ، وإن اتفق معها جذورًا ، والله أعلم .
هذا وللحديث بقية ، والله الموفق .
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-21-2007, 12:36 AM
ماشاء الله تبارك الله
سؤالي حفظك الله :
هل تعرفون رأي محمد رشيد رضا -رحمه الله- في تفسير ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ) ؟؟
---
مروان الظفيري
02-21-2007, 07:37 AM
أثابك الله خيرا أخانا الحبيب
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
بحثك هذا رائع وقيّم
ونحن ننتظرك ، وننتظر المزيد المفيد ـ بمشيئة الله ـ
---
جمال أبو حسان
02-21-2007, 09:53 AM
بحث شيخنا ابي عبد الملك يفتح الباب لحوارات ماتعة حول موضوع اللغات، وقد افاد فيه واجاد، وانا اثني على ما قال من تشويه الغربيين لتاريخنا وتراثنا ، وتسليم كثير منا بهذا التشويه ، على انه من انصع الحقائق، وهذا يستدعي مجهودا ضخما من كليات الاداب والتاريخ لاعادة النظر الجادة في هذا الامر
غير انه اشكل عندي تخاطب سيدنا موسى عليه السلام باللغة العربية القديمة مما يعني تحقيقا لا ظنا ان القبط وبني اسرائيل كانوا يتكلمون بتلك اللغة
وفي نفسي من هذا التقرير شيء كثير وهو يستدعي من شيخنا الفاضل اول الامر ابداء ما عنده من الادلة لنتعلم منها
واقبلوا خالص التحيات
---
منصور مهران
02-21-2007, 02:46 PM
ورد عند أبي عُبَيد البكري ( معجم ما استعجم ج 3 ص 897 ) أن :(1/2986)
الطور : جبل بيت المقدس . . . . سُمّيَ بطور بن إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام .
وورد في : ( تاريخ الطبري ج 1 ص 314 - دار المعارف بمصر ) أن ابن إسماعيل ( وطور ) ، رواه عن ابن إسحاق ،
وقد ينطق أسماء إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت عن ابن إسحاق فيقول بعضهم : ....... ، ويطور .
وهكذا جاء اسم ( يطور ) في ( المحبر ) لابن حبيب ص 386
وفي قصص الأنبياء لابن كثير - طبعة دار النبلاء بعَمّان - ص 272
قلت : والثابت أن إسماعيل لسانه العربية
أفلا يستظهر من ذلك أن اسم ولده يطور عربي ، ومنه أخذ اسم الطور الجبل المعروف
فيكون الجبل عربي التسمية ؟
آمل في إبداء الرأي والتوضيح ، وشكرا .
---
(1/2987)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فضائل سور القرآن الكريم للتحميل
---
فضائل سور القرآن الكريم للتحميل
---
مسك
03-20-2006, 04:41 PM
اسم الكتاب : فضائل سور القرآن الكريم
اسم المؤلف : علي بن عبدالله الشهري
نبذة عن الكتاب :
كتاب يحمل في طياتيه معاني عظيمة تدل على فضل ما جاء به القرآن الكريم من هدى ورحمة للعالمين .
وقد قام المؤلف بجمعها وترتيبها من كتب الحديث الصحيحة ونشرها ابتغاء وجه الله تعالى
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2342)
---
سعد الزيد
03-21-2006, 01:23 AM
بارك الله فيك اخينا الكريم .. نفعنا الله بما نقرأه من خير
---
(1/2988)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسابقة سهلة فما رأيكم
---
مسابقة سهلة فما رأيكم
---
عبدالعزيز الدغيثر
05-22-2004, 11:16 AM
1-- أطول كلمة في القرآن هي:" فأسقيناكموه". ( )
2- ورد ذكر غزوة بدر بالتفصيل في سورة التوبة ( )
3- ورد ذكر غزوة أحد بالتفصيل في سورة آل عمران ( )
4- نزلت أول سورة الممتحنة في حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه. ( )
5- عدد السور المبدوءة بـ(الحمد لله) أربع. ( )
6- سورة المجادلة لا تخلو آية منها من لفظ الجلالة. ( )
7-أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة وأعظم آية آية الكرسي. ( )
8- آية الصيف هي آية الدين. ( )
9- الآية التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم:جامعة فاذة هي:" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". ( )
10- سورة يوسف ليس فيها ذكر للجنة ولا للنار. ( )
ملحوظات:
· الإجابة ب(صح) أو خطأ.
· آخر موعد لاستلام الأجوبة يوم السبت من كل أسبوع.
---
فيصل القلاف
05-22-2004, 07:44 PM
السلام عليكم أخي، لكن لم تعلن بعد عن الجوائز!
على كل هذه الإجابات:
1. أطول كلمة في القرآن ( أسقيناكموه ) إن أردت كلمة بالرسم فنعم - والله أعلم - لأنها في القرآن بهذا اللفظ ( فـ( أسقيناكموه ) بالفاء. أما من غير الفاء فتساويه كلمة ( أنلزمكموها ) كلاهما عشرة حروف.
أما كلمة بالصرف فلا. لأن أن كلمة ( إستبرق ) سداسية وفعل ( أسقى ) رباعي.
2، 3. الله أعلم.
4. قصة حاطب نعم صحيحة إن شاء الله.
5. السور المفتتحة بالحمد إما أربع - إن اعتبرنا البسملة آية من الفاتحة - أو خمس - إن اعتبرنا الحمد أول الفاتحة -. والسور الأخرى هي: الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر. والله أعلم.
6. نعم صحيح إن شاء الله.
7. نعم صحيح إن شاء الله.
8. آية الصيف هي آية الكلالة كما في حديث عمر، والله أعلم.(1/2989)
9. جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً سأله عن آية جامعة فعلمه سورة الزلزلة - التي منها هذه الآية - لكن الحديث ضعفه العلامة الألباني رحمه الله. هذا مبلغ ما عرفت في هذا.
10. سورة يوسف ليس فيها ذكر الجنة والنار: تصريحاً بهذا اللفظ نعم.
لكن فيها: ( وألحقني بالصالحين ) ولحاقه بهم لا يكون إلا في الجنة. فكأنه قال: أدخلني الجنة.
بل الأصرح من ذلك قوله تعالى في تلك السورة: ( ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ) ودار الآخرة هي الجنة - والله أعلم - كقوله تعالى: ( لهم دار السلام عند ربهم ) وقوله تعالى: ( والله يدعو إلى دار السلام ) وقال تعالى: ( ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين ) والمؤمنون يقولون في الجنة: ( الذي أورثنا دار المقامة ) فهذه الآيات وغيرها تسمي الجنة داراً، بل في آية النحل دار الآخرة نصاً. والله أعلم.
أما النار فلعل أقرب ما يدل عليها في السورة قوله تعالى: ( ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) إذا يحتمل أن يكون المعنى بالبأس عذاب الآخرة، لما يشاهد من استدراج الله لكثير من الكافرين المجرمين يموتون في الدنيا من غير عذاب. والله أعلم بمراده.
وأعتذر أخي أن الإجابة لم تقتصر على ( صح ) أو ( خطأ ) لأن المقام يستدعي تفصيلاً. ولعلنا لا نعدم من الإطالة نفعاً يستحق الملل بالقراءة.
---
(1/2990)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أركان القراءة المقبولة(4)
---
أركان القراءة المقبولة(4)
---
أحمد البريدي
06-04-2003, 07:19 AM
الحلقات السابقة تجدها على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=305
وإليك بقية البحث وخاتمته :
المبحث الثالث : موافقة اللغة العربية ولو بوجهٍ
المطلب الأول : المراد بهذا الركن وأمثلة توضحه :
وإليه أشار ابن الجزري بقوله... فكل ماوافق وجه نحو قولهم بوجه : أي وجهاً من وجوه النحو سواء كان أفصح أم فصيحاً مجمعاً عليه أم مختلفاً فيه اختلافاً لا يضر مثله إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأئمة بالإسناد الصحيح وهذا هو اختيار المحققين في ركن موافقة العربية فكم من قراءة أنكرها أهل النحو أو كثير منهم ولم يعتبر إنكارهم بل أجمع الأئمة المقتدى بهم من السلف على قبولها كإسكان "بارئكم و يأمركم " ونحوه " وسبأ ،ويا بنى ، ومكر السيئ ، وننجى المؤمنين في الأنبياء " والجمع بين الساكنين في تاآ ت البزي و إدغام أبي عمرو "واسطاعوا " لحمزة وإسكان "نعما ويهدى " وإشباع الياء في " نرتعى ،ويتقى ، ويصبر ، و أفئدة من الناس " وضم"الملائكة اسجدوا" ونصب " كن فيكون " وخفض " والأرحام " ونصب "وليجزى قوماً " والفصل بين المضافين في الأنعام وهمز " سأقيها" ووصل " وإن الياس " وألف " أن هذان" وتخفيف " ولا تتبعان " وقراءة " ليكة " في الشعراء وص وغير ذلك .
المطلب الثاني : تنبيهات تتعلق بهذا الركن :
1- قال أبو عمرو في كتابه جامع البيان : وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القران على الافشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربيه ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها (1)(1/2991)
قال البيهقي : ومعنى سنة متبعة أي اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وإن كان غير ذلك سائغاً في اللغة أو اظهر منها (2) .
وقال الزرقاني : تعليقاً على كلام أبي عمرو : وهذا كلام وجيه فإن علماء النحو إنما استمدوا قواعده من كتاب الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب فإذا ثبت قرآنية القران بالرواية المقبولة كان القران هو الحكم على علماء النحو وما قعدوا من قواعد ووجب أن يراجعوهم بقواعدهم إليه لا أن نرجع نحن بالقران إلى قواعدهم المخالفة نحكمها فيه وإلا كان ذلك عكساً للآية وإهمالاً للأصل في وجوب الرعاية (1)
2- قال أبو زهرة ليس معنى ذلك أن تكون أقوال النحويين حاكمة على القران بالصحة فإنه هو الحاكم عليهم وهو أقوى حجج النحويين في إثبات ما يثبتونه ونفي ما ينفون ولكن معنى ذلك ألا يكون فيه ما يخالف الأسلوب العربي في مفرداته وفي جمله وتراكيبه (2)
الخاتمة
أحمد الله جل وعلا على ما يسره لي من إتمام هذا البحث وفيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها :
1- أنه لا تعارض بين قولنا ضابط القراءة المقبولة وبين قولنا أركان القراءة المقبولة فلكل منهما معنى تصح به التسمية .
2- للعلماء في القبول إطلاقان : مقبول يقرأ به ومقبول لا يقرأ به وإنما يستشهد به فالأولى معرفة المراد عند ذكر القبول في لفظ الائمة .
3- أن القراءة المشهورة هي المرادة في هذا البحث ولم أر أحداً حسب علمي واطلاعي القاصر يثبت قرآناً بقراءة احادية .
4- أن الخلاف في اشتراط التواتر وعدمه ليس بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر خاصة موافقة خط المصحف المجمع عليه فيكون في حكم المتواتر .(1/2992)
هذا واسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بهذا البحث وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وحسبي أني اجتهدت واسأل الله ان لا يحرمني أجره وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
---
(1/2993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوطات الأزهر في متناول اليد
---
مخطوطات الأزهر في متناول اليد
---
العبادي
10-28-2006, 12:47 AM
من خلال موقع: مكتبة الأزهر الشريف (http://www.alazharonline.org/manuscripts.php)
يمكن لأي باحث النظر في مجموعة كبيرة من المخطوطات في شتى الموضوعات والفنون تصل إلى خمسين موضوعا وعلما، مع إمكانية تصفح هذه المخطوطات بدرجة عالية من الوضوح.
يتيح الموقع للمسجّلين به الاطلاعَ على أول خمسة صفحات من جميع المخطوطات من دون أي رسوم اشتراك.
كما يمكن الحصول على عضوية الاشتراك بالموقع مقابل مبلغ رمزي يصرف على حفظ ونشر المخطوطات و ترميم المتهالك منها ودعم وتطوير الموقع واستمرارية وجوده، ويمكن لصاحب العضوية تصفح جميع صفحات المخطوط، والحصول على 50% خصم عند شراء نسخ رقمية من المخطوطات على أقراص مدمجة.
وإليكم عدد المخطوطات المسجّلة في القرآن وعلومه:
التفسير 158
علوم القرآن 62
القراءات 303
المصاحف 110
هذا ما وجدته من خلال تصفحي للموقع..
والله من وراء القصد.
---
طه محمد عبدالرحمن
10-31-2006, 12:25 PM
جزاك الله خيرا .
---
(1/2994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التساؤل الابراهيمي..
---
التساؤل الابراهيمي..
---
عزام عز الدين
06-18-2006, 05:22 AM
..طرح الخطاب القرآني تساؤله الأول بصيغة شديدة الخصوبة. وشديدة الإيحاء . وبالتالي التأثير ..
لقد اعتمد الخطاب القرآني على نموذج تاريخي عريق ليدخل من خلاله التساؤل إلى عقيدة أولئك الذين أخذوه بقوة من شباب مكة في الجيل الأول ..
وكان هذا النموذج الذي يمثله القرآن لتحرير العنصر الأول من عناصر التفكير الإسلامي هو نبي الله ابراهيم الخليل عليه السلام..
هناك 3 : هوامش ينبغي تسجيلها على اختيار ابراهيم دون غيره ..
الهامش الأول. ان العرب تنسب نفسها جميعا إلى ابراهيم عبر ابنه إسماعيل، الذي شارك أباه في بناء الكعبة – محج العرب عبر التاريخ - والنسب عند العرب بالغ الاهمية حتى انهم كانوا يعدون من لا نسب له ليس عربيا.. ، لذلك اعتمد الخطاب القرآني جدَهم الاكبر لتوصيل مفهوم العقيدة الجديدة – القديمة – (العقيدة الحنيفية الأصيلة).
الهامش الثاني. ان ابراهيم بالذات يحتل نفس المكانة المميزة عند اهل الكتاب سواء كانوا نصارى أو يهود .. والذين كان لهم وجود وتأثير في الجزيرة باشكال متعددة ومختلفة. سواء عبر وجودهم وإمكانياتهم المادية – التجارية المختلفة، - مثل اليهود – أو عبر وجود كيانات ودول كبرى تدين بالنصرانية وتجاور الجزيرة (الروم – الحبشة). فاختيار ابراهيم كان يمنح صلة وصل عميقة الجذور لا بالنسب العربي فحسب، بل بالعلاقات بين الأمم، وبالذات بأمم أهل الكتاب التي كانت تعتبر نفسها – عن حق – ارقى من بقية الشعوب الامية – والتي كان العرب من ضمنها ..(1/2995)
الهامش الثالث: ان الصورة التي يطرح من خلالها ابراهيم هي صورة أصيلة، ولا وجود لها في التوراة أو في الكتابات الإنجيلية. وذلك بالتأكيد يزيدها رسوخا وعمقا ضمن نسيج الخطاب القرآني المتميز عن التوراة والانجيل. فبينما تبدأ القصة التوراتية وابراهيم يغادر ارض بابل، يعود بنا الخطاب القرآني إلى صبا ابراهيم وبواكير وعيه ليعرفنا على جذور القصة الغير محكية في التوراة..
وقبل ان نسترسل علينا ان نؤكد ان هذه القصة لا تأخذ اهميتها الحقيقية الا عبر فهم المكانة المميزة التي احتلها ابراهيم في الخطاب القرآني فهو الذي قال فيه الخطاب المنزل ( ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ) النحل 120 (ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين) الأنبياء 150 (قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه) الممتحنة 4 ( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس إماما .. ) البقرة 124 ( ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه حنيفا وما كان من المشركين ) آل عمران 95 ..
من هذه الحقيقة المميزة للوضع الابراهيمي في السياق القرآني يمكن ان نفهم كيف بنى الخطاب القرآني عنصر التفكير الأول عليه ..
* * *
كيف صار ابراهيم – أبو الأنبياء وأبو العرب وصاحب الملة الحنفية – نبياً ؟.
ما هي التربة التي رأى الله عز وجل انها صارت خصبة معدة لاستقبال حكمة النبوة ومسؤولية الرسالة ؟.
ما هي العوامل النفسية – السلوكية التي جعلته مهيئاً ليكون الأب الروحي للأديان السماوية الثلاثة ؟.
يجيبنا الخطاب القرآني عن هذه التساؤلات بطريقة موجزة وموحية .. كالعادة.(1/2996)
(واذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة أنى أريك وقومك في ضلال مبين. وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين. فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا احب الآفلين. فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى فلما افل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون. إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما انا من المشركين) الإنعام (74-79).
هذا الحوار الذي دار بين ابراهيم وأبيه أولاً ، وبين إبراهيم والكون ثانياً، وبين إبراهيم ونفسه ثالثاً – لم يكن مجرد حوار عادى دار ذات ليلة بين اب وابنه، بل كان اعمق من ذلك وخارجا عن المقاييس الزمنية والتاريخية. انه حوار في عمق الوعي الانساني والتجربة البشرية بأسرها، حوار شكل منعطفا مهماً في تاريخ الفكر الانساني واكتملت انعطافته بظهور الاديان السماوية المرتبطة بشكل أو بآخر إلى إبراهيم.. ينطلق ابراهيم في هذا الحوار التاريخي من الشك بالمسلمات التقليدية في مجتمعه*1، ثم عندما يجن الليل عليه، يبدأ بالبحث المباشر عن اله هذا الكون..(1/2997)
والثالوث الذي تقلب ابراهيم بينه تلك الليلة حتى الصباح لم يكن ثالوثا اعتباطيا، فالقمر والزهرة والشمس هي من العبادات شديدة الانتشار عند الاقوام السامية عموما (ان لم يكن عند غيرها ايضاً). على اختلاف في تقديم القمر على الشمس عند الساميين الغربيين والعرب الجنوبيين ، والعكس عند العرب الشماليين .. وقد ظلت هذه العبادة قائمة حتى ظهور الإسلام: ومن أسماء العرب المعروفة: عبد شمس، ومن القبائل المعروفة التي تعبدت للشمس بنى تميم. وكذلك بنو اد: ضبة ، تميم ، وعدي ، وعطل ، وثور. ويقال ان اللات – الصنم المعروف الذي تعبد له المشركون والوارد ذكره في القرآن – كان رمزا للشمس، والمعروف ان قريش كانت تصلي صلاة للشمس وعند الضحى.. والقمر ايضا كان معبودا معروفا عند الجاهليين خاصة عند السبأيين*2 اذ هو إلههم الأكبر – واتخذوا الثور رمزا مقدسا له كما تدل على ذلك النصوص الثمودية وغيرها .. ورغم ان الزهرة – وتسمى عثتر – كانت اكثر كوكب تعبد له العرب، الا انهم تعبدوا لكواكب أخرى مثل: الدبران، العيوق، والشعرى (التي ورد ذكرها في القرآن) والثريا، والمرزم.. الخ*3.
ان الكواكب والنجوم والأصنام لم تنفرد بعبادتها الأقوام السامية فحسب، بل شاعت عبادتها في كل أنحاء الارض عبر التاريخ. مع اختلافات متنوعة في التفاصيل لكن الحيرة الإبراهيمية والحوار الإبراهيمي يخرج بهذا عن اطاره الفردي – ليكتسب أبعاداً حضارية – إنسانية عميقة موغلة في القدم: انه بحواره مع ابيه يمثل تمرد جيل جديد على الافكار التقليدية والمسلمات الاجتماعية البالية. والاب هنا هو رمز لكل السلطات والمؤسسات الاجتماعية التي تكرس بقاء التقاليد والمسلمات والأعراف وتوفر لها الحماية والاستمرارية..
وحوار ابراهيم مع الكون يمثل نضوج العقل الانساني ومحاولته فك اسرار الخليقة بالاعتماد على العقل.(1/2998)
انه يمثل الحيرة والشك الوجوديتين أمام الحياة والموت والوجود ككل، وهو يمثل بالوقت نفسه – محاولة الاعتماد على العقل للخروج من هذه الحيرة وهذا الشك، وذلك برفض كل المسلمات والبديهيات التقليدية.. والبدء من جديد، من نقطة جديدة.. نحو هدف جديد وبأساليب مختلفة وغير تقليدية..
تلك الليلة التي قضاها ابراهيم متقلبا حائرا على فراش الشك والتساؤلات المزدحمة كانت ليلة طويلة جدا، ولم تنته عندما أشرقت الشمس. اذ انه ظل حائرا يبحث فيها عن ربه .. لكنها انتهت عندما اشرق العقل في داخله. عندما وجد الاجابة عن تساؤلاته فيه. عندما وجد ان الجسر نحو الخلاص موجود في أعماقه، فقط عليه ان يخطو نحوه الخطوة الأولى، متحررا من كل الأحكام التقليدية والنظرة المسبقة والتقاليد البالية- المسيطرة فقط لأنها تنتمي للأولين..
تلك الخطوة بدأت بالشك بهذه المسلمات في عقل ابراهيم. بدأت بالتساؤلات المزلزلة التي اقتلعت فكرة الأصنام والأوثان من عقل ابراهيم..
انه الشك. التساؤل الذي سرى مثل التيار الكهربائي ليمنح الحياة والروح إلى العقل الأول: عقل الإنسان الذي سيصير ابا روحيا – بل وجسديا إلى حد كبير – لثلاث أمم وثلاثة أديان سماوية.. انه العقل الذي كون تلك التربة الخصبة المهيئة لاستقبال الوحى الالهي ..
لقد كانت الشرارة الاولى التي مهدت لنزول الكلمة الالهية هي شرارة احتكاك العقل بالواقع ومعطياته بعيدا عن الأحكام المسبقة والنظرة التقليدية.. انه العقل الذي سبق الوحى بل ومهد له وعبد له الطريق، انه العقل الذي مثل البوتقة التي انصهر فيها الوحى الالهي وتفاعل وتكامل معها.. هل كان يمكن للوحى ان يتنزل على عقل خامل لا شك فيه ولا تساؤلات، هل كان يمكن ان ينمو الايمان في عقل لم يعرف الشك ولم يتقلب بحثا عن يقين، ولم يشك بالمسلمات ولم يلحد بالشرك الغبي المتوارث..(1/2999)
لا طبعا. الايمان يبدأ من الشك. واليقين يبدأ من السؤال. والوحي الإلهي لم ينزل الا على عقل شكاك، اذ لا يكتمل الايمان الا هناك.
هذا المحور شديد الاهمية هو الذي ركز عليه الخطاب القرآني، فإبراهيم – بنص الخطاب – هو أول المسلمين. والإسلام – هو ملة ابراهيم الحنيف الذي لم يكن من المشركين، والرسالة الجديدة هي تتمة لرسالة ابراهيم الاولى والاصلية..
وعندما تكون رسالة ابراهيم قد بدأت من تخوم الشك والتساؤلات، ولم ينزل الوحى الا بعد خوضه لتلك التجربة المثمرة: تجربة الشك والتساؤلات، فإن هذه البداية، تدمغ – بطريقة ما – الرسالة الإسلامية ككل، باعتبارها الوريث الشرعي للرسالة الإبراهيمية ..
الإسلام اذن بدأ من الشك، من التساؤل المطلق أمام الحقائق الكونية. من رفض القبول المسبق الغبي الخالي من التمحيص والبحث..
ولذلك يعلق الخطاب القرآني على رحلة الشك التي خاضها ابراهيم لتكون التربة الصالحة لنزول الوحي (وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم).. الانعام 83 – الحجة هي العقل، عقل ابراهيم المنفرد السابق على نزول الوحي، هو الحجة الاولى، وتأمل ارتباط هذه الحجة بالحكمة والعلم في اختيار هذين الصفتين دون غيرهما لوصفه عز وجل، فالحكمة والعلم مرتبطتان بل وناتجتان عن العقل – الحجة التي اقامها الله على البشرية، وابراهيم على نفسه اولا وعلى قومه ثانيا..
* * *
لكن علاقة الشك والتساؤل بالايمان في منهجية الخطاب القرآني ليست علاقة أولية تبدأ حتى تنتهي. فالسؤال هنا ليس إضاءة برق خاطفة تضئ الدرب لوهلة ثم تنتهي إلى الأبد ..
علاقة التساؤل بالايمان – في الخطاب القرآني – علاقة صميمية ومترابطة ولا تنتهي بالوصول إلى يقين نهائي يتحول مع تقدم الوقت الي يقين غبي ومتوارث حاله حال البديهيات والمسلمات التقليدية ..(1/3000)
وعلى العكس مما هو متوقع من عقيدة دينية، فان الخطاب القرآني يقدم ابا الأنبياء – ابراهيم – وبعد ان يكتمل عقله مع الوحى الالهي ويصبح الرسول الذي أصبحه، يقدمه القران في لحظة عميقة، لحظة يحاول من خلالها إعادة النظر واعادة التقييم، ويصل من خلالها، إلى ذروة الايمان التي لا يمكن الوصول اليها الا عبر الشك ..
(واذ قال ابراهيم ربى أرنى كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءً ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم) البقرة 260 . فابراهيم لم تمنعه مكانة الوحى الالهي التي يتلقاها، والمكانة الرسولية التي تبوأها من ان يعلن صراحة عن حاجته إلى إعادة النظر، عن عدم طمأنية تشوب افكاره وقلبه وعقله، عن تساؤل يقترب من الحدود الخطرة، وعن شك لا يزال يحتاج معه إلى بحث ..
وبالشك وحده وصل إلى اليقين النهائي، وصل إلى طمأنية القلب، الذروة العالية من الايمان التي كان يصبو اليها. هل وصلها بالمزيد من التعبد ؟ الاستغفار ؟ بالتحنث والانقطاع للعبادة ؟ ابداً. ولعله ما كان يصلها ابدا لو استخدم هذه الوسائل. لكنه وصل بالشك. بالتساؤل الذي لا يمثل مجرد محطة عابرة في ايمان ابى الرسل والأنبياء، بل يمثل العلامة الاهم – قرآنياً – في مسيرته الرسولية ..
.. ومن الواضح عبر السياق الوارد في الخطاب القرآني ان هذا التساؤل الإبراهيمي كان بعد نزول الوحى عليه لا كما كان في السياق الأول الذي مهد لنزول الوحى ..(1/3001)
ولعل هذه النقطة تتوضح اكثر إذا ما استرجعنا ان هذا السياق نزل في الفترة المدنية على العكس من السياق الاول المكي النزول ..، فهنا ايضا يذكر الخطاب في أوج الفترة المدنية – فترة نزول آيات الأحكام وتقوية أسس نشوء الدولة الإسلامية – بأهمية إعادة النظر وتجديد التقييم وربط ذروة الايمان بحالة التساؤل والشك الإيجابيتين والتي تسهم في تأصيل الايمان وتعميق جذوره، لا الإطاحة به كما قد يتصور البعض ..
ويستخدم الخطاب القرآني – نموذجا آخر – لتعميق فكرة التساؤل في ذهنية المتلقي قيد التكوين، وهو نموذج لا يقل مكانة عن ابراهيم –ولعل ذكره قد ورد اكثر مما ورد ابراهيم.
انه موسى عليه السلام – رسول آخر من أولى العزم وكليم الله – كما يلقبه الموروث الإسلامي- وصاحب شريعة وحفيد آخر من أحفاد الرسول الأول ابراهيم..
فموسى سأل الله ما لا يسال عادة – وهو ان يراه (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فتجل ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك ربى تبت اليك وانا أول المؤمنين).. الأعراف 143. وهذا السؤال كانت له معطيات واقعية منسجمة مع الرؤية التجسيمية التي كان العبرانيون يؤمنون بها – أي ان سؤال موسى لم يكن ترفاً جدلياً بل محض انسجام مع الواقع ومتطلباته.. وفي كلتا الحالتين، -ابراهيم وموسى- ياتي الجواب الالهي بصورة عملية بليغة – الطير الذي يعود إلى الحياة والجبل الذي يندك – وهما مثالان على أجوبة إلهية لتساؤلات وشكوك انسانية على السنة الرسل.. والمثالان يعطياننا معا صورة رائعة لرؤية قرآنية مغايرة تماما. فالأسئلة والشكوك هنا لا تساور الكفار واعداء الرسل. بل تأتي على السنة الرسل وتجوب في أفكارهم وعقولهم، وهم لا يترددون في الإفصاح عنها لذاك الذي يعلم ما في الصدور – والعقول ..(1/3002)
.. والأجوبة الالهية لا تأتي بشكل صواعق تحرق حناجر الرسل الذين تجرءوا ونطقوا بالشك، أو بزلازل تبيد القرى وتفني عقب الرسل، كما عودتنا الرؤية التوراتية، كما انها لا تأتي باجوبة نظرية: حكم بليغة أو أمثال مأثورة لتسكت الأجوبة وتقمعها وتقيد العقل الذي صدرت عنه بأسوار التأويلات والمجازاة والتهويلات..
بل تأتي الأجوبة لتوجه السؤال نحو الطبيعة: مظاهرها وظواهرها. اشكالها وقوانينها. الطير والجبل شكلان من اشكال الطبيعة جاء الوحي الالهي ليوجه السؤال الرسولى نحوهما، ففيهما الجواب.. وهنا – مرة أخرى- يكون للعقل الذي سأل دورٌ في الجواب عن هذا السؤال. ان السؤال الذي عذب ابراهيم وآرق موسى لن يجد جوابا مباشرا من قبل الوحى الالهي بطريقة تجعله مجرد شاهد سلبي بل سيأتي الجواب بطريقة تستدرج العقل نفسه في إبداع الجواب وتكوينه. تدربه على عمليات عقلية مؤسسة على المشاهدة والتجربة والاستنتاج، ليصل بنفسه إلى الجواب الذي طرحه ..
وهنا بالذات تتوضح أهمية (طمأنينة القلب) التي حازها ابراهيم و(ألاولوية على المؤمنين) التي حازها موسى.. ان هذه المرتبة لم تأتِ اعتباطا: لم تكن هبة إلهية دونما جهد بذله العقل الانساني، لقد كانت نتيجة لبحث وجهد وتأملات، ولم تكن – بالتأكيد – نتيجة لتسبيح أو استغفار لفظي أو تكرار لصلوات معينة طوال الوقت.
الشك، إذن ، التساؤل، قد يفتح باب اليقين النهائي، لا الضياع والإلحاد كما يحاول البعض ان يوهمنا..
وبالنسبة للخطاب القرآني ، الذي عمل على تشكيل عقل الفرد المسلم وتكوين شخصيته، فان هذه المسالة كانت بالغة الاهمية والتأثير. لقد كرست هذه الرؤية مسالة التساؤل في عقل الفرد المسلم عبر المثل القرآني وبدون مبالغات في الخطابة.
انه التساؤل الذي منه بدأ الايمان الأول : إيمان الجد – ابراهيم.
* * *
.. ونحن أحق بالشك من ابراهيم !!(1/3003)
عبارة عادية، قد لا تلفت الكثير من الانتباه، إذا قالها أي واحد منا ، من آلاف – بل ملايين الناس العاديين المتأرجحين في إيمانهم بين شك ويقين أو ايمان تقليدي متوارث.. لكن قائل العبارة ليس شخصا عاديا. انه الرسول (ص) نفسه. بل وخاتم الرسل والوريث النهائي لشريعة أبي الأنبياء ، ابراهيم.
انه الرسول(ص): لا يبرر، لا يبحث عن تأويل يبرئ إبراهيم من تهمة الشك، لا يبحث في ألفاظ العربية عن معنى يخبأ خلفه شك ابراهيم. لا يخرج شك ابراهيم عن معناه الحقيقي ليحوله إلى مجاز آخر من المجازات العقيمة خالية المعاني. لا يستغفر له عن شكه. لا يعده خطيئة. ولا يصدر أحكاماً بناءً عليه..
على العكس من ذلك: انه يعلن ببساطة ، أحقية المسلمين بهذا الشك. أي ان هذا الشك، صار موضعا للتنافس والمسابقة بدلا من ان يكون تهمة مدفوعة، والمسلمون، ورثة ابراهيم الذي بدء إيمانه من التساؤل والشك في المكرسات التقليدية، احق بهذا الميراث من غيرهم. كنز الايمان ومفتاحه الأول: التساؤل. والشك الذي يجدد هذا الإيمان ويفتح له أفاقا أوسع ومديات ارحب: قد يكون اليقين من بينها، لكنه يظل ابدا يقينا متجددا بالشك الذي يتفاعل معه ويفاعله، يظل يقينا متصاعدا حيويا فاعلا .. ولولا الشك لتحول اليقين إلى مجرد موروث مكرس غبي وملئ بالضجر والرتابة .. لولا الشك الذي نحن أحق به من ابراهيم !!
ونستنتج من راوي الحديث: ابى هريرة ، الذي اسلم قبل ثلاث سنوات فقط من وفاة الرسول (ص)، ان هذا الحديث لم يرد في فترة مبكرة من الفترة المدنية، ناهيك عن كون الآية التي تروى قصة الشك مدنية أصلا..
أي ان الرسول – الذي أعلن احقيته واتباعه بالشك، لم يكن، عندما أعلن هذا الإعلان، في مرحلة مبكرة من عمره الرسولي وبدء نزول الوحي عليه. بل كان الوحي ينزل عليه منذ عشرين سنة – على اقل تقدير ..(1/3004)
انه الشك الإيجابي والتساؤل الفعال. ذاك الذي يصير جزء من طبيعة تفكير ومنهجية حياة. ذاك الذي يقتلع جذورا هشة ليزرع مكانها جذورا اعمق واقوى.. انه الشك الناضج: ذاك الذي يعني بالملاحظة والتجربة واعادة النظر والاستنتاج..
انه شك الانبياء ، الممتزج بيقين – لا شك فيه – في ان هذا الشك هو المحرك الأول للإيمان . للشريعة . للحياة كلها ..
بينما يتشدق آخرون – من اتباع خاتم الانبياء – بإيمان يتخيلونه نهائيا، ويتمسكون بنظرة واحدة لمعنى الايمان مرت عليها القرون دون ان يطرأ عليها شك يعيد لها الحياة ، ويكفرون ويفسقون ويبدعون أشخاصا فضلوا بكل بساطة ان يعلنوا – مثل نبيهم – انهم احق بالشك من ابراهيم ..
والحديث، لهواة التشكيك، صحيح. بل ومتفق عليه( 3192،4263 البخاري،151 مسلم، 4026 ابن ماجة، 8311 مسند أحمد،11050،11253 السنن الكبرى،6208 ابن حبان).
* * *(1/3005)
.. ولعله اعمق من مجرد الصدفة ان يرد (السؤال) في حادثة أخرى مهمة في سيرة ابراهيم كما اوردها الخطاب القراني: والتي ينفرد فيها مرة أخرى عن الرؤية التوراتية – فعندما يضع ابراهيم قومه في مواجهة مع خرافاتهم وتناقضاتهم وواقعهم – ويحطم الأوثان الا كبيرها .. يستغل السؤال كإستراتيجية لتأزيم الموقف المتأزم اصلا - (اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون . قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين. قال لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين . قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين. قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين. وتالله لاكيدن أصنامكم بعد ان تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون. قالوا من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الطامعين . قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم. قالوا فآتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون. قالوا انت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم. قال بل فعله كبيرهم هذا فاسئسلوهم ان كانوا ينطقون. فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون . ثم نكسوا رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ).. الانبياء 51-65.
فإبراهيم هنا يستخدم السؤال كوسيلة لهدم الأوثان الحقيقية ، اوثان الفكر التي تعشش داخل العقول – اكثر مما يفعل المعول الذي استخدمه لهدم التماثيل.. وبينما أبقي ابراهيم كبيرهم – (لعلهم إليه يرجعون) – في الخطة المرسومة، فإن (الرجوع) صار (إلى أنفسهم) – وبينما طلب منهم ابراهيم ان يسألوا الأوثان – فانهم سألوا أنفسهم – بالضبط كما كانت الخطة التي وضعها ابراهيم: ان يصير السؤال على ألسنتهم. على عقولهم. في أفكارهمورغم ان الخطة الإبراهيمية نجحت في زرع الشك في نفوس قومه، فإن أسس المجتمع وأركانه لا تتقوض بمجرد طرح السؤال .. فالدرب ، أطول واصعب .. عله ينفجر ليطيح بأوهامهم..(1/3006)
بأركان عقيدتهم .. بأسس مجتمعهم ..، انه الرشد الذي آتاه الله ، من قبلُ (الأنبياء 51) .
********
ان يبدأ ديكارت منهجه العلمي منطلقا من الشك ليكون مرتكزه الأساسي ، وليغير منطلقات البحث العلمي بعدها، مكونا المنهجية العقلانية في النظر العلمي البحت للأمور، وان يكون منهجه هذا من أهم الفتوحات العقلانية في الفكر الإنساني، امر ليس بمستغرب من صاحب منطق رياضي – فلسفي شغل المكانة التي شغلها ديكارت..
لكن ان تبدأ عقيدة ايمانية طريقها بالشك، وتركز عليه عبر مسيرتها باعتباره المفاعل والمجدد والوسط الذي تحقَّقَ فيه مشروعها الانساني والتاريخي، امر يبدو مستغربا جدا..
لكن هذا الاستغراب يظل منطلقا من نظرة تقليدية تعامل الاديان كوحدة واحدة على انها جميعا تتمحور حول ايمان غيبي اعمى يرتكز على الراحة النفسية بهذا الايمان الخالي من التساؤلات والشكوك. ايمان لا دخل للعقل فيه: نفس الايمان الذي تكون مع المعجزات الحسية التي اعتمد عليها انبياء الاديان الاخرى: اعجاز للحس وابهار للمشاعر..
أما الايمان بالاسلام – الذي اعتمد اصلا على التفاعل العقلاني مع الخطاب القراني، فلا بد ان يكون تقييمه بمقاييس مختلفة : فلا يعود اعتماد السؤال والتركيز على الشك وأحقية المسلمين به مسألة تثير الاستغراب، بل تنسجم أصلا مع نسيج الدين المختلف وطبيعته المتميزة التي تخرجه عن دائرة النظرة التقليدية للدين ودوره : الراحة والطمأنينة عبر الصلاة والتعبد والتنسك، وتجعله اقرب لمنهاج الحياة المتكامل منه إلى طريقة للصلاة والوعظ والزهد.
وعندما يكون الدين منهاجا وطريقا للحياة والنظرة إليها وطريقة لتفكير أفراده، فان ابتداءه بالتساؤل وتتويجه بالشك هو تأسيس لطريقة تفكير تكون بعمق العقيدة وتمتزج لتكون عقول وأفكار أفرادها: انها عقيدة لا تذبل لان التساؤل ينعشها ولا تموت لان الشك يبعثها من جديد – فتظل متجددة وقوية أمام التبدلات والتغيرات المستمرة..(1/3007)
وللأسف فان ذلك التساؤل الإبراهيمي الذي ابتدأ به الاسلام، وذلك الشك الذي نحن أحق به من ابراهيم – والذي أوصل إلى ذروة طمأنينة القلب – ظلا مجرد آيات قرآنية (أخرى) دون ان تتاح لهما فرصة التأصيل والتأسيس في الفكر الإسلامي ودون ان تتجذر لهما داخل العقل المسلم المتكون جذور عميقة وروابط متينة – فقد سارت رياح التاريخ بعكس ما تشاء سفن العقيدة، وانتجت ظروف وملابسات تاريخية أرضية فكرية غريبة عن منهج التساؤل والشك الذي بدأ به دين الاسلام الحنيفي . لقد انتجت هذه الظروف فكر يمجد اليقين المتوارث ويحقر التساؤل ويعده بدعة مآلها إلى النار.. والاسوء انه يتخفي بالآيات والأحاديث ويتخذهما كغطاء ووسيلة..
ولنا عودة لاحقة لهذه الظروف والملابسات التي لم تؤثر على الفكر الإسلامي فحسب، بل على الشخصية والعقل المسلمين.. وعلى الفرد المسلم الذي تكون عبر العصور وورث عبء التاريخ الثقيل
مقتبس من كتاب البوصلة القرآنية للدكنور أحمد خيري العمري دار الفكر دمشق
---
منصور مهران
06-18-2006, 11:28 PM
جاء في كلام الأستاذ عزام عز الدين ، في السطر التاسع عشر قوله : ( ما هي التربة التي رأى الله عز وجل أنها صارت خصبة مُعدة لاستقبال حكمة النبوة ومسؤولية الرسالة ) قلت : ما تحته خط يفيد أن رؤية الله لهذه التربة تحققت بعد أن صارت خصبة ، وهذا يُشعر نفي رؤيته سبحانه لها قبل أن تصير خصبة ، تعالى الله علوا كبيرا، كان الأوْلى أن تكون العبارة هكذا : ( ما هي التربة التي أعدها الله وجعلها خصبة لاستقبال النبوة ومسئولية الرسالة ) وبالله التوفيق .
---
عزام عز الدين
06-19-2006, 04:00 AM
السلام عليكم
عبارة" رأى انها صارت مهيئة" لا تدل ابدا على نفي الرؤية كما تفضلت اخي الكريم، و لا ادري كيف يخطر ذلك في بال اي احد ،تستطيع ان تقول ان ذلك يعني انه الوقت المناسب و كان الله يعرفه مسبقا و قد رأى انه ازف ...مع جزيل الشكر و الاحترام
---(1/3008)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > احذروا هذه الفتنة !!
---
احذروا هذه الفتنة !!
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
07-25-2005, 10:21 AM
احذروا هذه الفتنة !!
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لقراءة الموضوع (http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=112&pic_top=7)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فإن من أعظم مكايد الشيطان التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته: ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الافتتان بالقبور.
حتى آل الأمر فيها إلى أن عُبد أربابها من دون الله، وعُبدت قُبورهم، واتُّخذت أوثاناً، وبُنيت عليها الهياكل والقُبب، وصُورت صور أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجساداً لها ظلٌّ، ثم ُجعلت أصناماً، وعبدت مع الله تعالى.
ولهذا أضع بين يديك أيها القارئ العزيز،- سائلاً الله لك الهداية والتوفيق والسعادة والسداد - هذا الجمع من المسائل، وستكون على النحو التالي:
1- الزيارة الشرعية للقبور.
2- حكم البناء على القبور.
3- حكم الصلاة عند القبور.
4- حكم النذر والتبرك بالقبور.
5- حكم الطواف بالقبور والحلف بأصحابها.
6- حكم دعاء أصحاب القبور.
7- حكم إيقاد السرج على القبور
1- الزيارة الشرعية للقبور [1]:(1/3009)
زيارة القبور سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد أن نهى عنها كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، في قوله : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ) رواه مسلم . فزيارة القبور للتذكر والاتعاظ سنة ، فإن الإنسان إذا زار هؤلاء الموتى في قبورهم ، وكان هؤلاء بالأمس معه على ظهر الأرض يأكلون كما يأكل ، ويشربون كما يشرب ، ويتمتعون بدنياهم وأصبحوا الآن رهناً لأعمالهم إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر فإنه لا بد أن يتعظ ويلين قلبه ويتوجه إلى الله - عز وجل - بالإقلاع عن معصيته إلى طاعته .
وينبغي لمن زار المقبرة أن يدعو بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به وعلمه أمته : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم " يقول : هذا الدعاء .
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يقرأ الفاتحة عند زيارة القبور، فالخير كل الخير في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع ما فعل واجتناب ما ترك مثلاً .
وأما زيارة القبور للنساء فإن ذلك محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج، فلا يحل للمرأة أن تزور المقبرة هذا إذا خرجت من بيتها لقصد الزيارة ، أما إذا مرت بالمقبرة بدون قصد الزيارة فلا حرج عليها أن تقف وأن تسلم على أهل المقبرة بما علمه النبي ، صلى الله عليه وسلم أمته، فيفرق بالنسبة للنساء بين من خرجت من بيتها لقصد الزيارة ،ومن مرت بالمقبرة بدون قصد فوقفت وسلمت، فالأولى التي خرجت من بيتها للزيارة قد فعلت محرماً وعرضت نفسها للعنة الله -عز وجل- وأما الثانية فلا حرج عليها .
2- حكم البناء على القبور [2]:(1/3010)
البناء على القبور محرم، سواء كان مسجداً أو قبة أو أي بناء، فإنه لا يجوز ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فعلل اللعنة باتخاذهم المساجد على القبور، فدل ذلك على تحريم البناء على القبور وأنه لا يجوز اتخذوها مساجد ؛ لأن اتخاذها مساجد من أسباب الفتنة بها لأنها إذا وضعت عليها المساجد افتتن بها الناس، وربما دعوها دون الله واستغاثوا بها فوقع الشرك، وفي حديث جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم في صحيحه يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) .
هكذا يقول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من اتخاذ المساجد على القبور، فينبغي لأهل الإسلام أن يحذروا ذلك، بل الواجب عليهم أن يحذروا ذلك، وفي حديث جابر عند مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه نهى عن تجصيص القبور وعن القعود عليها، وعن البناء عليها )، فالبناء عليها منهي عنه مطلقا، واتخاذ المساجد والقباب عليها كذلك؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، إذا بني على القبر مسجد أو قبة ونحو ذلك عظمه الناس، وفتن به الناس، وصار من أسباب الشرك به، والدعاء لأصحاب القبور من دون الله عز وجل شرك بالله، كما هو الواقع في بلدان كثيرة عظمت القبور، وبنيت عليها المساجد، وصار الجهلة يطوفون بها، ويدعونها، ويستغيثون بأهلها، وينذرون لهم، ويتبركون بقبورهم، ويتمسحون بها.
كل هذا وقع بسبب البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذا من الغلو الذي حرمه الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) وقال: ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون يعني المتشددون الغالون ).(1/3011)
والخلاصة أنه لا يجوز البناء على القبور، لا مسجد ولا غير مسجد، ولا قبة، وأن هذا من المحرمات العظيمة، ومن وسائل الشرك، فلا يجوز فعل ذلك، وإذا وقع فالواجب على ولاة الأمور إزالته وهدمه، وألا يبقى على القبور مساجد ولا قباب، بل تبقى ضاحية مكشوفة كما كان هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي عهد أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم والسلف الصالح، ولأن بناء المساجد على القبور من وسائل الشرك، وكذلك القباب والأبنية الأخرى كلها من وسائل الشرك كما تقدم، فلا تجوز فعلها.
بل الواجب إزالتها وهدمها لأن ذلك هو مقتضى أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أمر عليه الصلاة والسلام بأن تزار القبور للذكرى والعظة، ونهى عن البناء عليها، واتخاذ المساجد عليها؛ لأن هذا يجعلها مساجد تعبد من دون الله، أي يجعلها آلهة، ويجعلها أوثانا تعبد من دون الله؛ فلهذا شرع امتثال أمره بالزيارة فهي مستحبة، فشرع لنا أن نزورها للذكرى، والدعاء لأهلها بالمغفرة والرحمة، لكن لا نبني عليها لا مساجد ولا قبابا ولا أبنية أخرى، لأن البناء عليها من وسائل الشرك والفتنة بها.
وكذلك وضع القبور في المسجد لا يجوز، فبعض الناس إذا مات يدفن في المسجد، فهذا لا يجوز، وليس لأحد أن يدفن في المسجد بل يجب أن ينبش القبر، وينقل إلى المقبرة، فإذا دفن الميت بالمسجد فإنه ينبش وينقل إلى المقبرة، ولا يجوز بقاؤه في المساجد أبدا والواجب على أهل الإسلام أن لا يدفنوا في المساجد.
3- حكم الصلاة عند القبر [3]:(1/3012)
إذا صلى المسلم على الميت صلاة الجنازة مع الناس، فلا حاجة إلى إعادة الصلاة، بل تكون الزيارة للعظة والدعاء فقط، بمعنى أن يأتي المقبرة، ويسلم على أهل القبور، ويدعو لهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ) وكان النبي يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية ) هذه هي السنة.
أما إذا لم يصلي مع الناس على الميت، فإنه يذهب إلى قبر الميت، ويصلي عليه في مدة شهر فأقل إذا كان مضى له شهر أو أقل، أما إذا طالت المدة فلا صلاة عند جمع من أهل العلم، والدعاء يكفي والاستغفار، والترحم، والتصدق عنه بالمال، كل هذا ينفع الميت من أب وغيره.
4- حكم النذر والتبرك بالقبور [4]:
النذر عبادة لا تجوز إلا لله - عز وجل - وكل من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك كافر ، قد حرم الله عليه الجنة ، ومأواه النار ، قال الله - تعالى - : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ، ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } .(1/3013)
وأما التبرك بها : فإن كان يعتقد أنها تنفع من دون الله - عز وجل - فهذا شرك في الربوبية مخرج عن الملة , وإن كان يعتقد أنها سبب وليست تنفع من دون الله فهو ضال غير مصيب ، وما اعتقده فإنه من الشرك الأصغر ، ومن الأدلة على ما ذكرنا من تحريم التبرك بأرض القبور وأهلها وأن ذلك من الشرك الأكبر ما رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا : يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } ).
فعلى من ابتلي بمثل هذه المسائل أن يتوب إلى الله - سبحانه وتعالى - وأن يقلع عن ذلك قبل أن يفاجئه الموت ، فينتقل من الدنيا على أسوأ حال ، وليعلم أن الذي يملك الضر والنفع هو الله - سبحانه وتعالى - وأنه هو ملجأ كل أحد ، كما قال الله - تعالى - : { أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون } ، وبدلاً من أن يتعب نفسه في الالتجاء إلى قبر فلان وفلان ، ممن يعتقدونهم أولياء ، ليلتفت إلى ربه- عز وجل- وليسأله جلب النفع ودفع الضر ، فإن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي يملك هذا .
5- حكم الطواف بالقبور والحلف بأصحابها [5]:(1/3014)
لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم.
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكرا، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر- والعياذ بالله- وهكذا دعاؤه والاستغاثة بأبي الحسن الشاذلي، أو النذر له، أو الذبح له، كله كفر أكبر -نعوذ بالله- وكذلك الحلف بأبي الحسن، وكذلك الحلف بالنبي، أو بالحسن، أو بالحسين، أو بفاطمة، أو بالكعبة، أو بالأمانة، أو الحلف بحياة فلان أو شرفه كله لا يجوز لأن الحلف بغير الله ممنوع وهو شرك أصغر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر ) وفي لفظ: ( فقد أشرك ) وفي لفظ آخر: ( فقد كفر أو أشرك ) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بالأمانة فليس منا ) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون ).
6- حكم دعاء أصحاب القبور [6]:
إن أصحاب القبور ينقسمون إلى قسمين :
القسم الأول : قسم توفي على الإسلام ويثني الناس عليه خيراً ، فهذا يرجى له الخير ، ولكنه مفتقر إلى إخوانه المسلمين يدعون الله له بالمغفرة والرحمة ، وهو داخل في عموم قوله تعالى : { والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } ( سورة الحشر : 10 ) .(1/3015)
وهو بنفسه لا ينفع أحداً إذ أنه ميت جثة لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الضر ولا عن غيره ، ولا أن يجلب لنفسه النفع ولا لغيره فهو محتاج إلى نفع إخوانه غير نافع لهم .
القسم الثاني من أصحاب القبور : من أفعاله تؤدي إلى فسقه الفسق المخرج من الملة كأولئك الذين يدّعون أنهم أولياء ، ويعلمون الغيب ، ويشفون من المرض ، ويجلبون الخير والنفع بأسباب غير معلومة حسّاً ولا شرعاً، فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر ، لا يجوز الدعاء لهم ، ولا الترحم عليهم لقوله تعالى : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } ( سورة التوبة : 113،114 ) وهم لا ينفعون أحداً ولا يضرونه ، ولا يجوز لأحد أن يتعلق بهم ، وإن قدر أن أحداً رأى كرامات لهم مثل أن يتراءى له أن في قبورهم نوراً ، أو أنه يخرج منها رائحة طيبة أو ما أشبه بذلك ، وهم معروفون بأنهم ماتوا على الكفر ، فإن هذا من خداع إبليس وغروره ليفتن هؤلاء بأصحاب هذه القبور .
وإنني أحذر إخواني المسلمين من أن يتعلقوا بأحد سوى الله عز وجل ، فإنه سبحانه وتعالى هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله ، ولا يجيب دعوة المضطر إلا الله ، ولا يكشف السوء إلا الله قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون } ( سورة النحل : 53 ) ونصيحتي لهم أيضاً أن لا يقلدوا في دينهم ولا يتبعوا أحداً إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } ( سورة الأحزاب : 21 ) ولقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ( سورة آل عمران : 31 )(1/3016)
ويجب على جميع المسلمين أن يزنوا أعمال من يدعي الولاية بما جاء في الكتاب والسنة ، فإن وافق الكتاب والسنة فإنه يرجى أن يكون من أولياء الله ، وإن خالف الكتاب والسنة فليس من أولياء الله وقد ذكر الله في كتابه ميزاناً قسطاً عدلاً في معرفة أولياء الله حيث قال : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون } ( سورة يونس : 62،63 ) فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً ، ومن لم يكن كذلك فليس بولي لله ومن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيء من الولاية ومع ذلك فإننا لا نجزم لشخص بعينه بشيء ، ولكننا نقول على سبيل العموم ، كل ما كان مؤمنا تقياً كان لله ولياً .
وليعلم أن الله عز وجل قد يفتن الإنسان بشيء من مثل هذه الأمور ، فقد يتعلق الإنسان بالقبر فيدعو صاحبه أو يأخذ من ترابه يتبرك به فيحصل مطلوبه ، ويكون ذلك فتنة من الله عز وجل لهذا الرجل لأننا نعلم أن هذا القبر لا يجيب الدعاء ، وأن هذا التراب لا يكون سبباً لزوال ضرر أو جلب نفع نعلم ذلك لقول الله تعالى : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون . وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } ( سورة الأحقاف : 5،6 ) .
وقال تعالى : { والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ، أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون } ( سورة النحل : 20،21 ) . والآيات في هذا المعنى كثيرة تدل على أن كل من دعي من دون الله فلن يستجيب الدعاء ولن ينفع الداعي ، ولكن قد يحصل المطلوب المدعو به عند دعاء غير الله فتنة وامتحاناً .(1/3017)
ونقول : إن حصل هذا الشيء عند الدعاء - أي عند هذا الذي دعي من دون الله - لا بدعائه ، وفرق بين حصول الشيء بالشيء ، وبين حصول الشيء عند الشيء ، فإننا نعلم علم اليقين أن دعاء غير الله ليس سبباً لجلب النفع أو دفع الضرر بالآيات الكثيرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه ، ولكن قد يحصل الشيء عند هذا الدعاء فتنة وامتحاناً ، والله تعالى قد يبتلي الإنسان بأسباب المعصية ليعلم سبحانه وتعالى من كان عبداً لله ومن كان عبداً لهواه ، ألا ترى إلى أصحاب السبت من اليهود حيث حرم الله عليهم أن يصطادوا الحيتان في يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل فكانت الحيتان تأتي يوم السبت بكثرة عظيمة وفي غير يوم السبت تختفي فطال عليهم الأمد ، وقالوا : كيف نحرم أنفسنا هذه الحيتان ؟ ثم فكروا وقدروا ونظروا فقالوا : نجعل شبكة ونضعها يوم الجمعة ونأخذ الحيتان منها يوم الأحد، فأقدموا على هذا الفعل الذي هو حيلة على محارم الله ، فقلبهم الله قردة خاسئين ، قال الله تعالى : { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون } ( سورة الأعراف : 163 ) وقال عز وجل : { ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ، فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين } ( سورة البقرة : 65،66 ) فانظر كيف يسر الله لهم هذه الحيتان في اليوم الذي منعوا من صيدها فيه ، ولكنهم - والعياذ بالله - لم يصبروا ، فقاموا بهذه الحيلة على محارم الله .(1/3018)
انظر إلى ما حصل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيث ابتلاهم الله تعالى وهم محرمون بالصيود المحرمة على المحرم فكانت في متناول أيديهم ولكنهم - رضي الله عنهم - لم يجرؤوا على شيء منها قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم } ( سورة المائدة : 94 ) كانت الصيود في متناول أيديهم يمسكون الصيد العادي باليد وينالون الصيد الطائر بالرماح فيسهل عليهم جداً ، ولكنهم - رضي الله عنهم خافوا الله عز وجل فلم يقدموا على أخذ شيء من الصيود .
وهكذا يجب على المرء إذا هيئت له أسباب الفعل المحرم أن يتقي الله عز وجل وأن لا يقدم على فعل هذا المحرم ، وأن يعلم أن تيسير أسبابه من باب الابتلاء والامتحان ، فليحجم وليصبر ، فإن العاقبة للمتقي .
7- حكم إيقاد السرج على القبور [7]:
المقبرة التي لا يحتاج الناس إليها كما لو كانت المقبرة واسعة ، وفيها موضع قد انتهى الناس من الدفن فيه فلا حاجة إلى إسراجه، أما الموضع الذي يقبر فيه فيسرج ما حوله فقد يقال : بجوازه لأنها لا تسرج إلا بالليل فليس في ذلك ما يدل على تعظيم القبر بل اتخذت للحاجة . ولكن الذي نرى المنع مطلقاً للأسباب الآتية :
السبب الأول : أنه ليس هناك ضرورة .
السبب الثاني : أن الناس إذا وجدوا ضرورة لذلك فيمكنهم أن يحملوا سراجاً معهم .
السبب الثالث : أنه إذا فتح هذا الباب فإن الشر سيتسع في قلوب الناس ولا يمكن ضبطه فيما بعد .
أما إذا كان في المقبرة حجرة يوضع فيها اللبن ونحوه ، فلا بأس بإضاءتها لأنها بعيدة عن القبور ، والإضاءة داخلة لا تشاهد .
وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة ؟
وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجباً؟
لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت == ولكن أنت تنفخ في رماد(1/3019)
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
(1) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 308
(2) فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤال رقم 116.
(3) أنظر: فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤال رقم 117 ( بتصرف ).
(4) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 242
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – المجلد الأول / فتوى رقم 5339
(5) فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤل رقم 128
(6) من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – منقول من موقع الشبكة الإسلامية:
http://www.islamweb.net/aqeda/fatawe_alaqeda/7.htm
(7) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 298
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
07-26-2005, 06:37 AM
أحببت التنبيه على أني قمت بتعديل الموضوع الأصلي في موقعي وأضافة هذه الخاتمة:
وفي الختام: أنقل كلمة للعلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه القيم "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار"{4\102} معلقاً على حديث أبي الهياج الأسدي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ألا أبعثُك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدعْ تِمثالاً إلا طَمَستَه ولا قبراً مشرفاً إلا سوَّيته. ( أخرجه مسلم).
قال رحمه الله : (( ... ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أوّليّاً القُبب والمشاهد المعمورة على القبور وأيضاً هو من اتخاذ القبور مساجد, وقد لعن النبيّ صلى الله عليه وسلم; فاعل ذلك كما سيأتي.
وكم قد سرّي عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام ,(1/3020)
منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام , وعَظُم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضرر فجعلوها مقصداً لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم , وشدّوا إليها الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا.
وبالجملة فإنهم لم يدعوا شيئاً مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالماً ولا متعلماً ولا أميراً ولا وزيراً ولا ملكاً .
وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيراً من هؤلاء المقبورين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجراً , فإذا قيل له بعد ذلك : احلف بشيخك ومعتقدك الوليّ الفلاني تلعثم وتلكأ وأبى واعترف بالحق.
وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال : إن الله ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة.
فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أيّ رزء للإسلام أشد من الكفر وأيّ بلاء لهذا الدين أضرّ عليه من عبادة غير الله ؟
وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة ؟
وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجباً
لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت == ولكن أنت تنفخ في رماد )) أ.هـ
فيا لها من كلمات عجيبة خرجت ممن عرف خطورة الشرك بالله تعالى، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-26-2005, 05:31 PM
بارك الله فيك اخي عبدالله
---
الزاد
08-27-2005, 01:12 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/3021)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتابين
---
سؤال عن كتابين
---
محب الدين
08-27-2003, 01:01 AM
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاحيي الاخوة القائمين على هذا الموقع وارجومنكم افادتي عن مكان وجود هذين الكتابين في مكتبات السعودية عامة والغربية خاصة وله الدعاء بالسداد
ألفية التفسير / تأليف حسين دحلي. - ط. 1. - دمشق، سوريا : دار الحكمة للطباعة والنشر...، 1990. - 88ص. (دار الحكمة للطباعة والنشر... - دمشق
0
ابن حزم و آراؤه في علوم القرآن و التفسير / تأليف محمد أبو صعيليك. - ط. 1. - عمان، الأردن : دار البشير للنشر و التوزيع/ع، 2002. - 255 ص. (دار البشير للنشر و التوزيع/ع - عمان )
---
محب الدين
08-28-2003, 01:56 PM
أين الاخوة فتح الله عليهم ،،،، للتذكير
---
أحمد القصير
08-28-2003, 06:15 PM
أخي الكريم :
كتاب : ابن حزم وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن :
هذا الكتاب حسب علمي لم يرى النور حتى الآن وقد قامت دار البشير للنشر بإعداد الكتاب وطباعته وصفه لكن لم يوزع و يتداول في المكتبات .
وقد قمت بمراسلة مؤسسة البشير منذ أربع سنوات وحصلت على نسخة مبدئية من الكتاب وهي عندي فإن أحببت أن أصورها وأرسلها لك فنحن في الخدمة ، والسلام عليكم .
---
محب الدين
08-28-2003, 08:09 PM
أخي الشيخ/ أحمد القصير
شكر الله لك وفقهك في القرآن
حسب علمي أنه طبع وبيع بمعرض الكتاب بسوريا وإليك الرابط ،،،
http://www.alassad-library.com/bookfair/Directory/04361-04756.html
انظر رقم 04404- ابن حزم و آراؤه في علوم القرآن و التفسير / تأليف محمد أبو صعيليك. - ط. 1. - عمان، الأردن : دار البشير للنشر و التوزيع/ع، 2002. - 255 ص. (دار البشير للنشر و التوزيع/ع - عمان )
---
أحمد القصير
08-28-2003, 08:55 PM(1/3022)
قد يكون نشر لكن بنسخ قليلة ، وحقيقة أنا لم أقف عليه في المكتبات .
---
محب الدين
08-29-2003, 02:18 PM
شيخنا اشكر لك تفاعلك مع الموضوع ووووووولكن لازلت انتظر من الاخوة المشاركة في الموضوع فاني بانتظار الفائدة من الجميع
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2003, 10:00 PM
أخي الكريم . إن كنت لا تزال في حاجة الكتاب الثاني منهما فراسلني وفقك الله.
---
(1/3023)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > منظم الأبيات الشعرية على الورد 1.4
---
منظم الأبيات الشعرية على الورد 1.4
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:52 AM
زر يظهر في الوورد ومن خلاله تنظم الأبيات الشعرية بسهولة .. في البرنامج ميزة جلب القصيدة من صفحة الوورد إذا أردت تعديل شكل القصيدة مثلا أو لأي أمر آخر ، بدل أن تكتب القصيدة من جديد !
حمل البرنامج : http://www.ojqji.net/web/down/redirect.php?dlid=467&PHPSESSID=da1d8e9041bb79f418bc83abaf78600d
ثانياً : قم بتنصيبه على جهازك كأي برنامج .. وتأكد من اغلاق برنامج الورد قبل عملية التنصيب .
ثالثا : افتح برنامج الورد وسيظهر شكل البرنامج كما ترى :
http://www.ojqji.net/drpic/poeminword_1.jpg
اسحب ايقونة البرنامج لكي تكون ضمن مجموعة الايقونات بالورد ، كما ترى
http://www.ojqji.net/drpic/poeminword_2.jpg
رابعاً : تستطيع التحكم في إظهار البرنامج واخفاءه كاالتالي :
http://www.ojqji.net/drpic/poeminword_3.jpg
http://www.ojqji.net/drpic/poeminword_4.jpg
خامساً : عمل البرنامج كما يلي :
http://www.ojqji.net/drpic/poeminword_5.jpg
وبإمكانك الضغط على زر التعليمات لمزيد من الايضاحات ..
بعد كتابة وتنسيقها ستظهر بهذا الشكل الذي لن يستطيع غير هذا البرنامج تنسيقها :
http://www.ojqji.net/drpic/poeminword_6.jpg
(مع ملاحظة أن موقع روض الرياحين موقع مبتدعة)
---
(1/3024)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > بحث (إجازات القراء) للدكتور محمد فوزان العمر : هدية لأهل الملتقى من المؤلف ..
---
بحث (إجازات القراء) للدكتور محمد فوزان العمر : هدية لأهل الملتقى من المؤلف ..
---
عبدالرحمن الشهري
06-14-2006, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم الثلاثاء الموافق للثاني والعشرين من شهر شوال سنة 1424هـ عقدت الجمعية العلمية السعودية للقران وعلومه الندوة العلمية الأولى بعنوان( إجازات القراء) بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
وقد شارك في تلك الندوة الدكتور الفاضل محمد بن فوزان العمر الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
وقد طبع بحثه بعد ذلك ، ثم صدرت الطبعة الثانية للكتاب . وقد أهدى للمكتبة الالكترونية للشبكة نسخة من هذه الطبعة تجدها على هذا الرابط ..
إجازات القراء للدكتور محمد فوزان العمر - الطبعة الثانية (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=960).
جزى الله المؤلف خيراً على بحثه هذا .
موضوعات ذات صلة :
- ندوة عن (إجازات القراء) بالرياض. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1177).
- ملخص توصيات ندوة (إجازات القراء) التي عقدتها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1214) .
- الإجازة والإسناد بين التساهل والتشديد ( عند القراء ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3731) .
---
إبراهيم الجوريشي
06-15-2006, 03:14 PM
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم الخيرة النيرة
---
الجكني
04-12-2007, 07:21 AM
جاء في الصفحة (56) من هذا الكتاب ما يلي :
" قال أبو عمرو الداني : لم يمنعني من أن أقرأ على أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً 00000الخ "(1/3025)
والنص هكذا لا يصح ؛لأن أبا طاهر توفي سنة (349) والداني ولد سنة371أي بعد وفاة أبي طاهر ب(22) سنة تقريباً 0
والصواب هو أن الداني يروي هذا القول عن :الحسين بن علي بن محمد ،أبي العباس الحلبي ،قال ابن الجزري في ترجمته (1/246) :وروى عنه الداني أنه قال : لم يمنعني 0000الخ اهـ
هذا : وقد جاءت العبارة عند ابن الجزري :كان "قطيعاً" وهي صواب ولها معنى مناسب ،قال في تاج العروس :و"رجل" قطيع لإخوانه كأمير :كما في "الأساس" :إذا كان لا يثبت على مؤاخاة،وهو مجاز 0اهـ
وجاءت عند د/ العمر :"فظيعاً " ولعلها "تصحيف " أو "تحريف" 0والله أعلم
---
(1/3026)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات 2)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 2)
---
د. محمد مشرح
10-17-2004, 02:41 AM
مع النبي في رمضان
1- سرية سيف البحر
بعد أن أذن للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالقتال بعد صبر دام أكثر من عشرين سنة كان أول بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية سيف البحر لاعتراض قافلة لقريش .
الهدف منها : الهدف المباشر اعتراض قافلة لقريش
المكان : سيف البحر
الزمان : رمضان سنة1هـ
القيادة :
قائد سرية المسلمين: حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه .
قائد قافلة المشركين : أبو جهل .
قوة الطرفين :
المسلمون : ثلاثون رجلا .
المشركون : ثلاثمائة رجل .
نتيجة المعركة :
التقى الفريقان في سيف البحر بمكان يسمى العيص بين ينبع والمروة
وقد اصطف الفريقان للقتال لكن مجدي ابن عمرو الجهني مشى بين الفريقين – وكان حليفا للفريقين- وحال بينهما فلم يحدث قتال .
دروس من السرية :
1- لقد أضحى الموقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش موقفا عسكريا بعد أن كان دعويا يتخذ من العرض السلمي أسلوبا له .
2- وقد جر إلى الموقف العسكري هذا المشركون ؛ وبالتالي فإن إضعاف قوتهم عملا عسكريا مشروعا... لإفساح المجال أمام دعوة الله في أرض الله تعالى لتعيد عباد الله إلى الله تعالى ، وإسعادهم بمنهج الله تعالى في دنياهم وآخرتهم.وقد أضحى المشركون بمكة بمثابة قطاع طرق يصدون الناس عن الأوبة إلى الله تعالى فوجب إزالة هذه العقبة أمام منهج الله تعالى إلى النفوس فإنه ظلم لا داعي له غير الكبر والغطرسة والتعدي على ملك الله تعالى ومنهجه سبحانه في حين أنه تعالى ينعم عليهم بجميع النعم التي يتمتعون بها ...إضافة إلى أنهم أخرجوا المسلمين واستولوا على أموالهم .(1/3027)
3- مقابلة فئة قليلة على عدد كثير يفوق عددا بعشر مرات ينبئ عن شجاعة نابعة من إيمان قوي بحقارة الدنيا إذا ما قيست بالجنة وهو يدل على أهمية التربية الإيمانية التي تجعل من المؤمن جنديا قويا أمام المعتدي يدفع عن دينه وعرضه وماله ومقدساته .
4- قيادة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وطاعتهم له كانت مبنية على توجيه من الله تعالى فقد مضى وقت ليس بالقليل وهم صابرون على الخصوم طاعة لله تعالى ولما أذن لهم بالقتال نشطوا فيه حتى إنه عد للنبي صلى الله عليه وسلم ستون غزوة وسرية فيما لو قسم على زمن بقائه حيا بعد الإذن كان المعدل ست غزوات في السنة وهذا في الدراسات العسكرية شيء كبير فإن المعركة الواحدة تستدعي عددا من الإجراءات : إعدادا ويندرج تحته تخطيط ودراسة الإيجابيات والسلبيات وتنفيذا ويندرج تحته أسفار وأموال وجهد . وتقويما ثم ما تخلفه المعارك العسكرية من مخلفات لا تخفى...
---
مساعد الطيار
10-17-2004, 04:14 PM
بارك الله فيك يادكتور محمد مشرح على هذه المشاركة اللطيفة الماتعة .
---
(1/3028)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار البيان في سورة ( الكافرون)
---
من أسرار البيان في سورة ( الكافرون)
---
عبد القادر يثرب
05-28-2004, 08:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة(الكافرون):{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } [ الكافرون:1- 6 ]
هذه السورة على- قصرها- قد جمعت من بديع الفوائد، وأسرار البيان، ما يعجز عن الإتيان بمثله أرباب الفصاحة والبيان.
وأول ما نذكره من هذه الفوائد والأسرار سر النداء بـ{ يا أيها }. فقد روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال:" يا: نداء النفس. وأيُّ: نداء القلب. وها: نداء الروح ". ويقول النحاة:" يا: نداء الغائب البعيد. وأيُّ: نداء الحاضر القريب. وها: للتنبيه ".
والفائدة الثانية: هي في قوله تعالى:{ قل يا أيها الكافرون }، فوصفهم بـ(الكافرين)، ولم يصفهم بـ(الجاهلين)- كما وصفهم في قوله تعالى:{ قل أغير الله تدعوني أعبد أيها الجاهلون }- وذلك؛ لأن سورة(الكافرون) نزلت بتمامها فيهم، فلا بدَّ أن تكون المبالغة فيها أشد.. ثم إنه لا يوجد لفظ أبشع، ولا أشنع من لفظ (الكفر). وذلك؛ لأنه صفة ذمٍّ عند جميع الخلق سواء كان مطلقًا، أم مقيَّدًا. أما لفظ (الجهل) فإنه عند التقييد، قد لا يذم؛ كقوله عليه الصلاة والسلام في علم الأنساب:" علمٌ لا ينفع، وجهل لا يضر ".(1/3029)
والفائدة الثالثة: هي في قوله تعالى:{ ولا أنتم عابدون ما أعبد}. فعبَّر بـ(ما) دون (من)؛ لأن المراد التعبير عن معبوده عليه الصلاة والسلام- على الإطلاق دون تخصيص؛ لأن امتناعهم عن عبادة الله تعالى ليس لذاته، بل كانوا يظنون أنهم كانوا يعبدون الله؛ ولكنهم كانوا جاهلين به. ولهذا ناسب إيقاع (ما) عليه دون (من)، لما في الأولى من دلالة على الإبهام، والوقوع على الجنس العام. هذا ما أجاب به الشيخ السهلي رحمه الله، ثم ذكر جوابًا آخر؛ وهو:
" أنهم كانوا يشتهون مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسدًا له، وأنفة من اتباعه. فهم لا يعبدون معبوده، لا كراهية لذات المعبود، ولكن كراهية لاتباعه صلى الله عليه وسلم، وشهوة منهم لمخالفته في العبادة كائنًا ما كان معبوده، وإن لم يكن معبوده إلا الحق سبحانه وتعالى. فعلى هذا لا يصح في النظم البديع، والمعنى الرفيع إلا (ما)، لإبهامها، ومطابقتها الغرض الذي تضمنته الآية ".
وأقرب من هذا وذاك- كما قال ابن قيِّم الجوزيَّة-:" هو أن المقصود- هنا- ذكر المعبود الموصوف بكونه أهلاً للعبادة، مستحقًا لها، فأتى ب(ما) الدالة على هذا المعنى. كأنه قيل: ولا أنتم عابدون معبودي الموصوف بأنه المعبود الحق. ولو أتى بلفظ (من)، لكانت إنما تدل على الذات فقط، ويكون ذكر الصلة تعريفًا، لا إنه جهة العبادة. ففرق بين أن يكون كونه تعالى أهلاً لأن يعبد تعريف محض، أو وصف مقتض لعبادته. فتأمله، فإنه بديعٌ جدًّا ".
والفائدة الرابعة: هي فائدة تكرار الأفعال في هذه السورة الكريمة. وقد قيل في ذلك أوجهًا؛ أحسنها:
أن قوله صلى الله عليه وسلم:{ لا أعبد ما تعبدون } نفيٌ للحال، ويقابله: قوله تعالى: { ولا أنتم عابدون ما أعبد }. أي: ولا أنتم تعبدون الآن ما أعبده أنا.
أما قوله صلى الله عليه وسلم:{ ولا أنا عابدٌ ما عبدتم } فمعناه: ولا أعبد أنا في المستقبل، ما عبدتم أنتم في الماضي.(1/3030)
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } فمعناه: ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبده الآن، وفي المستقبل.
وعلى هذا فلا تكرار أصلاً في السورة، خلافًا لمن زعم أن هذا تكرار، الغرض منه التأكيد.. وبهذا الذي ذكرناه تكون الآيات الكريمة قد استوفت أقسام النفي عن عبادته صلى الله عليه وسلم، وعبادة الكافرين، في الماضي، والحاضر، والمستقبل، بأوجز لفظ، وأخصره، وأبينه.
ثم إن في تكرير الأفعال بلفظ الحال والمستقبل حين أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه، وبلفظ الماضي حين أخبر عنهم، سرٌّ بديع؛ وهو الإشارة والإيماء إلى عصمة الله تعالى له عن الزيغ، والانحراف عن عبادة معبوده، والاستبدال به غيره.. وأن معبوده عليه الصلاة والسلام واحد في الحال، وفي المآل على الدوام، لا يرضى به بدلاً، ولا يبغي عنه حولاً، بخلاف الكافرين، فإنهم يعبدون أهواءهم، ويتتبعون شهواتهم في الدين، وأغراضهم.. فهم بصدد أن يعبدوا اليوم معبودًا، وغدًا غيره.
والفائدة الخامسة: هي أنه لم يأت النفي في حق الكافرين إلا باسم الفاعل:{ ولا أنتم عابدون }. وفي جهته صلى الله عليه وسلم جاء النفي بالفعل المضارع:{ لا أعبد } تارة، وباسم الفاعل:{ ولا أنا عابدٌ } تارة أخرى. وذلك- والله أعلم- لنكتة بديعة؛ وهي أن المقصود الأعظم من ذلك براءته صلى الله عليه وسلم، من معبوديهم بكل وجه، وفي كل وقت. ولهذا أتى في هذا النفي بصيغة الفعل الدالة على الحدوث، والتجدد، ثم أتى بصيغة اسم الفاعل الدالة على الوصف، والثبوت؛ فأفاد في النفي الأول أن تلك العبادة لا تقع منه أبدًا، وأفاد في النفي الثاني أن تلك العبادة ليست من وصفه، ولا من شأنه. فكأنه قال عليه الصلاة والسلام: عبادة غير الله تعالى لا تكون فعلاً لي، ولا وصفًا، فأتى بنفيين لمنفيين مقصودين بالنفي.(1/3031)
وأما في حق الكافرين فإنما أتى باسم الفاعل الدال على الوصف والثبوت دون الفعل، فأفاد ذلك أن الوصف الثابت اللازم العائد لله تعالى منتف عن الكافرين؛ لأن هذا الوصف ليس ثابتًا لهم؛ وإنما هو ثابت لمن خصَّ الله تعالى وحده بالعبادة، ولم يشرك معه فيها أحدًا.
فتأمل هذه النكتة البديعة، كيف تجد في طيَّها أنه لا يوصف بأنه عابد لله تعالى، وأنه عبده المستقيم على عبادته إلا من انقطع إليه بكلِّيته، وتبتَّل إليه تبتيلاً، لم يلتفت إلى غيره، ولم يشرك به أحدًا في عبادته. وإنه، وإن عبده، وأشرك به غيره، فليس بعابد لله تعالى، ولا عبدًا له.. قال ابن قيِّم الجوزيَّة معقبًا على ذلك:" وهذا من أسرار هذه السورة العظيمة الجليلة، التي هي إحدى سورتيْ الإخلاص، والتي تعدل ربع القرآن، كما جاء في بعض السنن. وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده.. فلله الحمد والمنة ".
والفائدة السادسة: هي أن النفي في هذه السورة أتى بأداة النفي ( لا )، دون ( لن ). وذلك؛ لأن النفي بـ( لا ) أبلغ منه بـ( لن ) وآكَدُ. وأن ( لا ) أدل على دوام النفي، وطوله من ( لن )، وأنها للطول، والمدِّ في لفظها طال النفي بها، وامتدَّ.. وهذا خلاف لما قرَّره النحاة والمفسرون، حين زعموا أن ( لن )- عند علماء اللغة- آكَدُ في النفي من ( لا )، وأبلغ. وهو زعم باطل من مزاعم المعتزلة، ردَّه الواحدي- كما ذكر الفخر الرازي- بقوله:"(1/3032)
والفائدة السابعة: هي اشتمال هذه السورة العظيمة على النفي المحض. وهذا هو خاصيَّتها؛ فإنها سورة براءةٍ من الشرك- كما جاء في وصفها.. فالمقصود الأعظم منها هو البراءة المطلوبة بين الموحدين، والمشركين. ولهذا أتى بالنفي في الجانبين تحقيقًا للبراءة المطلوبة، مع أنها متضمنَّة للإثبات صريحًا. فقوله تعالى على لسن نبيه صلى الله عليه وسلم:{ لا أعبد ما تعبدون } براءة محضة. وقوله:{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } إثبات أن له عليه الصلاة والسلام معبودًا، يعبده، وأنهم بريئون من عبادته، فتضمنت بذلك النفي، والإثبات، وطابقت قول إمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:{ وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين }[الزخرف:26- 27]، وطابقت قول الفئة الموحِّدين:{ وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله }[الكهف:16]. فانتظمت بذلك حقيقة ( لا إله إلا الله ). ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن هذه السورة العظيمة بسورة ( قل هو الله أحد )، في سنة الفجر، وسنة المغرب. فإن هاتين السورتين ( سورتي الإخلاص ) قد اشتملتا على نوعَيْ التوحيد، الذي لا نجاة للعبد، ولا فلاح له إلا بهما:
الأول- توحيد العلم والاعتقاد المتضمِّن تنزيه الله تعالى عما لا يليق به من الشرك والكفر، والولد والوالد، وأنه إله أحد صمد، لم يلد فيكون له فرع، ولم يولد فيكون له أصل، ولم يكن له كفوًا أحد، فيكون له نظير. ومع هذا فقد اجتمعت له جل جلاله صفات الكمال كلها؛ فتضمنَّت السورة إثبات ما يليق بجلاله من صفات الكمال، ونفي ما لا يليق بجلاله من الشريك أصلاً وفرعًا، وشبيهًا ومثيلاً. فهذا توحيد العلم والاعتقاد.(1/3033)
والثاني- توحيد القصد والإرادة؛ وهو أن لا يُعبدَ إلا إياه، فلا يُشرك به في عبادته سواه، بل يكون وحده هو المعبود. وسورة ( قل يا أيها الكافرون ) مشتملة على هذا النوع من نوعي التوحيد، فتضمنت بذلك السورتان نوعي التوحيد، وأخلصتا له.
والفائدة الثامنة: هي في قوله تعالى:{ قل يا أيها الكافرون }. يقول النحويون: إن الألف واللام في قوله { الكافرون } بمعنى (الذي). وعليه يكون المعنى: قل: يا أيها الذين كفروا. وعلى هذا جاء قوله تعالى:{ يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون }[التحريم:7]، بإزالة فعل القول.. فلمَ قال هنا:{ يا أيها الذين كفروا }، وقال في الأولى:{ قل يا أيها الكافرون }؟
والجواب عن ذلك: أن آية التحريم إنما تقال لهم يوم القيامة؛ وهو يوم لا يكون فيه الرسول رسولاً إليهم، فأزال الوساطة؛ وهي{ قل }. ثم إنهم في ذلك اليوم يكونون مطيعين، لا كافرين؛ فلذلك ذكرهم بقوله:{ الذين كفروا }. وأما في الأولى فكانوا موصوفين بالكفر، وكان الرسول رسولاً إليهم؛ فلهذا خاطبهم بقوله:{ قل يا أبها الكافرون }. وفي ذلك إشارة إلى أن من كان الكفر وصفًا ثابتًا له، لازمًا لا يفارقه، فهو حقيق أن يتبرَّأ الله تعالى منه، ويكون هو أيضًا بريئًا من الله تعالى.(1/3034)
والفائدة التاسعة: هي في قوله تعالى:{ لكم دينكم ولي دين }. والسؤال هو: هل أفاد هذا معنى زائدًا على ما تقدَّم؟ والجواب: أن النفي في الآيات السابقة أفاد براءته صلى الله عليه وسلم من معبوديهم، وأنه لا يتصور منه ، ولا ينبغي له أن يعبدهم ، وهم أيضًا لا يكونون عابدين لمعبوده. كما أفاد إثبات ما تضمنه النفي من جهتهم من الشرك، والكفر الذي هو حظهم، ونصيبهم؛ فجرى ذلك مجرى من اقتسم هو، وغيره أرضًا، فقال له: لا تدخل في حدِّي، ولا أدخل في حدِّك، لك أرضك، ولي أرضي.. فتضمَّنت الآية أن هذه البراءة اقتضت أن المؤمنين، والكافرين اقتسموا حظهم فيما بينهم، فأصاب المؤمنين التوحيد والإيمان. فهو نصيبهم الذي اختصوا به، لا يشركهم الكافرون فيه. وأصاب الكافرين الشرك بالله تعالى والكفر به. فهو نصيبهم الذي اختصوا به، لا يشركهم المؤمنون فيه.
ثم إن في تقديم حظ الكافرين ونصيبهم- هنا- على حظ المؤمنين ونصيبهم، وتقديم ما يختص به المؤمنون على ما يختص به الكافرون في أول السورة، من أسرار البيان، وبديع الخطاب ما لا يدركه إلا فرسان البلاغة وأربابها. وبيان ذلك: أن السورة، لما اقتضت البراءة، واقتسام دينَيْ التوحيد، والشرك بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين الكافرين، ورضي كلٌّ بقسمه، وكان المحق هو صاحب القسمة، وعلم أنهم راضون بقسمهم الدون، وأنه استولى على القسم الأشرف، والحظ الأعظم، أراد أن يشعرهم بسوء اختيارهم، فقدم قسمهم على قسمه، تهكمًا بهم، ونداء على سوء اختيارهم، فكان ذلك- كما يقول ابن قيِّم الجوزيَّة- بمنزلة من اقتسم هو، وغيره سُمًَّا، وشفاءً، فرضي مقاسمه بالسمِّ؛ فإنه يقول له: لا تشاركني في قسمي، ولا أشاركك في قسمك. لك قسمك، ولي قسمي! ولهذا كان تقديم قوله:{ لكم دينكم } على قوله:{ ولي دين }- هنا- أبلغ وأحسن. وكأنه يقول: هذا هو قسمكم، الذي آثرتموه بالتقديم، وزعمتم أنه أشرف القسمين، وأحقهما بالتقديم!!(1/3035)
وذكر ابن قيِّم الجوزيَّة وجهًا آخر؛ وهو: أن مقصود السورة براءة النبي صلى الله عليه وسلم من دينهم، ومعبودهم- هذا هو لبها ومغزاها- وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكمِّلاً لبراءته، ومحققًا لها. فلما كان المقصود براءته من دينهم، بدأ به في أول السورة، ثم جاء قوله:{ لكم دينكم } مطابقًا لهذا المعنى. أي: لا أشارككم في دينكم، ولا أوافقكم عليه. بل هو دين تختصون به أنتم، فطابق آخر السورة أولها.
فتأمل هذه الأسرار البديعة المعجزة، واللطائف الدقيقة، التي تشهد بأن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد، وأنه الأعلى في الفصاحة، والبلاغة، والبيان!
محمد إسماعيل عتوك [/B][/QUOTE]
---
سليمان داود
05-30-2004, 10:15 PM
ليس تعقيبا بل شكرا" خاصا على هذه اللمسة الرائعه
وخاصة أنها لسورة يخاطب فيها سيدي رسول الله أئمة الكفر حينها
وتعطينا درسا" بالأقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحوارهم لو تعرضنا لذلك في زماننا
فالحوار انما ينم على أدب الحديث عندما يكون المتحدث العزيز الكريم
أو رسوله الكريم
ذو الخلق العظيم
وأدعوكم أن تتأملوا معي الفائدة الثامنه التي ذكرها الأستاذ عتوك جزاه الله خيرا"
والذي لفت انتباهي ما يلي:
لقد خاطب الله سيدي رسول الله 13 مره بقوله يا أيها النبي
وخاطبنا نحن المؤمنون 89مره بهذه العبارة الرائعة (يا أيها الذين آمنوا)
وخاطب الناس 30 مره بنفس العباره (يا أيها الناس)
والذي نعلمه أن هذه العباره هي عبارة تكريم؟؟؟
وربما يتساءل المرء لماذا قال تعالى (يا أيها الكافون)
والمرة الثانيه (يا أيها الذين كفروا)
هل هو تكريم للكفار
أم لأن الذي يبدأ الحديث هو الكريم العظيم
أو ذو الخلق العظيم (سيدي رسول الله)
فتأملوا معي رقي الأسلوب حتى مع الكفار
والله لو عرفوا قيمتها من العزيز الجليل لخروا للأذقان وهم سا جدين(1/3036)
وجزاك الله خيرا" أستاذنا العزيز محمد اسماعيل على هذه اللمسة البيانية الرائعه
وشكر خاص للأخ عبد القادر يثرب وأتمنى يا أخ عبد القادر أن تزيدنا مما عندك للأستاذ عتوك
وزادك وايانا علما وخيرا
---
(1/3037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد للعلامة فيصل آل مبارك ( حمِّله الآن )
---
مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد للعلامة فيصل آل مبارك ( حمِّله الآن )
---
أبو العالية
12-20-2006, 08:34 PM
الحمد لله ، وبعد ...
هذه نسخة من تحقيق كتاب الشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك رحمه الله
والكتاب في طور الطباعة عن دار كنوز إشبيليا في الرياض
فأحببت إهداءه هنا .
وجزاكم الله خيراً
حمِّل من هنا لو تكرمت (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88360)
ودمتم على الخير أعواناً
---
القاضي الأثري
01-17-2007, 12:39 AM
جزاك الله خيرا أخي
ونفع بك
---
(1/3038)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من إعجاز القرآن الكريم العلمي والعددي
---
من إعجاز القرآن الكريم العلمي والعددي
---
سلسبيل
09-07-2004, 02:51 PM
السلام عليكم وبعد.
هذه بعض المعجزات التي اذهلت الكثير من الناس وهي من
المعجزات العددية في القران وتم جمعها من اكثر من موقع
نجد هنا ان القران يحتوي على:
1000 اية في الامر و الف اية في النهي
1000 اية في وعد الله و الف اية في الوعيد
1000 اية في قصص و الف اية قي الخبر
وسورة البقرة وهي اكبر سورة في القران عدد آياتها 286 آية .
ولو أردنا معرفة الآية التي تقع في وسط السورة لكانت بالطبع الآية 143
ولا عجب من ذلك. لكن إذا قرأنا هذه الآية لوجدناها (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة:143)
وهذه بعض الكلمات التي تكررت في القران و هي مرادفه بالمعنى
الحياة تكررت 145مرة و الموت تكررت 145مرة
النفع تكررت 50 مره و الفساد تكررت 50 مره
الناس تكررت 368 مره و الرسل تكررت 368 مره
الصالحات تكررت 167 مرة و السيئات تكررت 167مرة
الزكاة تكررت 32 مره و البركه تكررت 32 مره
اللسان تكررت 25 مره والموعظه تكررت 25 مره
الشده تكررت 114 مره و الصبر تكررت 114 مره
الجهر تكررت 16 مره و العلانيه تكررت 16 مره
الرغبه تكررت 8 مرات والرهبه تكررت 8 مرات
العقل تكررت 49 مره و النور تكررت 49 مره
السحر تكررت 60 مره و الفتنه تكررت 60 مره
الذهب تكررت 8 مرات و الترف تكررت 8 مرات
المسلمين تكررت 41 مره و الجهاد تكررت 41مره
الضالون تكررت 17 مره و الموتى تكررت 17 مره
الانفاق تكررت 73 مره و الرضا تكررت 73 مره
ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 4 مرات ...ذكرت الشريعه 4 مرات
ذكر الرجل 24 مره و ذكرت المراه 24 مره
المصيبه تكررت 75 مره و الشكر تكررت 75 مره
الدنيا تكررت 115مرة والآخرة تكررت 115مرة(1/3039)
الملائكة تكررت 88 مرة والشيطان تكررت 88 مرة
المحبة تكررت 83 مرة والطاعة تكررت 83 مرة
الهدى تكررت 79 مرة و الرحمة تكررت 79 مرة
الشدة تكررت 102 مرة والصبر تكررت 102 مرة
السلام تكررت 50 مرة والطيبات تكررت 50 مرة
تكرركلمة الجهر 16مرة و العلانية تكررت 16مرة
إبليس تكررت 11 مرة و الاستعاذة بالله تكررت 11مرة
تكررت جهنم ومشتقاتها 77مرة و الجنة ومشتقاتها تكررت 77مرة .
الرحمن تكررت 57مرة و الرحيم تكرر 114 مرة أي الضعف
الجزاء تكررت 117مرة و المغفرة تكرر234مرة أي الضعف
الفجار تكررت 3مرة و الأبرار تكرر 6مرة أي الضعف
النور ومشتقاتها تكررت 24 و الظلمة و مشتقاتها تكررت 24مرة
العسر تكررت 12مرة و اليسر تكرر36مرة أي ثلاثة أضعاف .
معك تكررت 11 مرات . و معي تكررت 11 مرات
قل تكررت 332 مرة و قالوا تكررت 332مرة
ولفظة الشهر بلغ 12 مرة ( وكأنه يقول إن السنة 12 شهرا)
ولفظة اليوم بلغ عددها 365 مرة (وكأنه يقول إن السنة 365 يوما)
تكرر : لفظ {اعبدوا }
ثلاث مرات موجهاً إلى الناس عامة.
وثلاث مرات إلى أهل مكة.
وثلاث مرات على لسان نوح إلى قومه.
وثلاث مرات على لسان هود إلى قومه.
وثلاث مرات على لسان صالح إلى قومه .
وثلاث مرات على لسان عيسى إلى قومه.
والدنيا ولفظها يتكون من ستة حروف خلقت في ستة مراحل والإنسان وحروفه سبعة خلق في سبع مراحل .
كما أنه هناك بعض التوافقات بين عدد كلمات بعض الجمل التي بينها علاقة:
وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله " وهي من سبعة كلمات و جوابها ايضا من سبعة كلمات و هو"
قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا""
وفي قوله تعالى "قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " 7 كلمات وتتمتها قوله تعالى " قال لا عاصم اليوم من أمر الله" وهي 7 كلمات أيضا.
ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم كما في الاية
"ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"
ونرى ان كل واحد منهم ذكر 25 مرة في القران.(1/3040)
ان كلمة الامامه وردت في القران 12مره وهو نفس عدد ائمة اهل البيت عليهم السلام
كلمة الكساء في القران الكريم بكافة الفاظها 5(لان اصحاب
الكساء كما روي في الصحاح عن أم سلمة وعددهم خمسه.
تستهل سورة (النمل ) بالحرفين (طس) ، وترتيب السورة في المصحف هو ( 27 ) ،
وقد وجدنا أن تكرار حرف (ط) في السورة هو أيضاً ( 27 ) . بينما كان تكرار حرف
(س) في السورة هو ( 93 ) وهذا هو عدد آيات سورة( النمل).
وسورة الحديد
وترتيبها في المصحف هو (57) والملحوظ أن هذا هو جمّل كلمة (الحديد ) :
(1+30+8+4+10+4)= (57 ) . أما كلمة (حديد )
فجمّلها هو (8+4+10+4) =(26) . ونلاحظ أن (26) هو أيضاً (العدد الذري ) لعنصر الحديد .
وأنّ (57) هو (الوزن الذري ) لعنصر الحديد .
الجمّل هو:عملية لحساب الاحرف وهو حساب استخدم في اللغات السامية.
كل سورة تبدأ بالطاء ترد فيها قصة موسى في أوائلها مفصلة قبل سائر القصص مثل ( طه، وطس ، وطسم في القصص، وطسم في الشعراء )
وليس في المواطن الأخرى مما يبدأ بالحروف المقطعة مثل ذلك . فالقاسم المشترك فيما يبدأ بالحروف (ط) قصة موسى مفصلة في أوائل السورة.
ونجد هنا أن حرف الطاء يتكرر في سورة القصص (19) مرّة وأن اسم (موسى )تكرر (18) مرّة ، وورد اسم( هارون ) مرة واحدة .
وعليه يكون تكرار ( موسى وهارون)(19) مرة وكما نعلم فهما نزلان معا وكانا مقربين.
وفي سورة (ق) ايضا نجد انها تبدأ بالحرف ق فما الحكمة من ذلك؟
اننا نلاحظ ان حرف ق تكرر بهذه السورة 57 مرة
ونجد سورة الشورى تبدأ بحرف(ق) وايضا يتكرر الحرف فيها 57 مرة
واذا جمعنا 57 +57 فأن الناتج يساوي 114 وهو عدد سور القران الكريم.
اما السور التي تبدأ ب(أ, ل, م, ر) مثل سورة الرعد اذا اردنا ان نعد الحروف كم تتكرر
في هذه السورة فاننا نجد ان حرف (أ) ذكر في السورة((625 مرة
اما حرف (ل) ذكر (479) مرة وهو الحرف الثاني فأن قيمته تقل(1/3041)
وحرف (م) وهو الثالث ايضا ذكر(260 )مرة اي اقل من الاحرف التي سبقته(أ,ل)
ونجد الحرف (ر) تكرر (137) مرة اي اقل منهم تكرار.
وكذلك نجد في سورة البقرة فحرف (أ) تكرر اكثر من (ل) وحرف (ل) تكرر
اكثر من حرف (م).
ونفس الشيء في سورة آل عمران وهذه الحروف التي تبدأ بها السور.
تتكرر اكثر من الحروف الاخرى في كل سورة
اي ان الحروف (أ, ل, م, ر) في سورة الرعد تتكرر اكثر من كل
الحروف الاخرى في هذه السورة.
وهذا ما نراه في جميع السور التي تبدأ بحروف
باستثناء سورة (يس) فأننا نجد العكس تماما اي ان
الحروف (ي,س) الاقل تكرارا في السورة
لان الحرف (ي) هو اخر حرف في اللغة العربية.
2- وهذه إحصائيه قام بها الدكتور طارق سويدان ..
أولاً : التساوي :
1- تم ذكر كلمة دنيا 115 مرة وتم ذكر كلمة آخرة 115 مرة ..
2- تم ذكر كلمة ملائكة 88 مرة وتم ذكر كلمة شياطين 88 مرة ..
3- تم ذكر كلمة الناس 50 مرة وتم ذكر كلمة الأنبياء 50 مرة
4- تم ذكر كلمة صلاح 50 مرة وتم ذكر كلمة فساد 50 مرة
5- تم ذكر كلمة إبليس 11 مرة وتم ذكر كلمة الاستعاذة من إبليس 11 مرة
6- تم ذكر كلمة مسلمين 41 مرة وتم ذكر كلمة جهاد 41 مرة
7- تم ذكر كلمة زكاة 88 مرة وتم ذكر كلمة بركة 88 مرة
8- تم ذكر كلمة محمد 4 مرة وتم ذكر كلمة شريعة 4 مرة
9- تم ذكر كلمة امرأة 24 مرة وتم ذكر كلمة رجل 24 مرة ..
10- تم ذكر كلمة الحياة 145 مرة وتم ذكر كلمة الموت 145 مرة ..
11- تم ذكر كلمة الصالحات 167 مرة وتم ذكر كلمة السيئات 167مرة ..
12- تم ذكر كلمة اليسر 36 مرة وتم ذكر كلمة العسر 12 مرة ..
13- تم ذكر كلمة الأبرار 6 مرة وتم ذكر كلمة الفجار 3 مرة ..
14- تم ذكر كلمة الجهر 16 مرة وتم ذكر كلمة العلانية 16 مرة ..
15- تم ذكر كلمة المحبة 83 مرة وتم ذكر كلمة الطاعة 83 مرة ..
16- تم ذكر كلمة الهدى 79 مرة وتم ذكر كلمة الرحمة 79 مرة ..(1/3042)
17- تم ذكر كلمة السلام 50 مرة وتم ذكر كلمة الطيبات 50 مرة ..
18- تم ذكر كلمة الشدة 102مرة وتم ذكر كلمة الصبر 102 مرة ..
19- تم ذكر كلمة المصيبة 75 مرة وتم ذكر كلمة الشكر 75 مرة ..
20- تم ذكر كلمة الجزاء 117 مرة وتم ذكر كلمة المغفرة 234 مرة
ثانياً : الإعجاز :
1- ذكرت الصلاة خمس مرات في القرآن .. والفروض اليومية خمس فروض
2- ذكرت الشهور 12 مرة في القرآن .. والسنة 12 شهر ..
3- ذكر اليوم 365 مرة في القرآن .. وعدد أيام السنة 365 يوم ..
ثالثاً : العلاقات الرقمية :
1- ذكرت كلمة بحر في القرآن 32 مرة ، النسبة المئوية لعدد
ذكر كلمة بحر بالنسبة إلى مجموع ذكر عدد كلمتي بحر وأرض =
32 / ( 32+ 13 ) × 100 = 71.111
2- ذكرت كلمة أرض في القرآن 13 مرة ، النسبة المئوية
لعدد ذكر كلمة أرض بالنسبة إلى مجموع عدد ذكر كلمتي بحر وأرض =
13/ ( 32 + 13) × 100= 28.888
هذه هي النسب الفعلية لنسبة سطح البحر واليابسة لسطح كوكب الأرض الذي نعيش عليه ..
القرآن الكريم ينشط الجهاز المناعي ويخفف التوتر
في بحث علمي أجريت تجاربه في أمريكا ..
أثبتت دراسة في مؤتمر طبي عقد في القاهرة مؤخراً عن كيفية تنشيط جهاز
المناعة بالجسم للتخلص من أخطر الأمراض المستعصية والمزمنة ، أن مستمعي
القرآن الكريم تظهر عليهم تغيرات وظيفية تدل على تخفيف درجة التوتر العصبي
التلقائي ، وقد أمكن تسجيل ذلك كله بأحدث الأجهزة العلمية وأدقها .
يقول الدكتور أحمد القاضي رئيس مجلس إدارة معهد الطب الإسلامي للتعليم
والبحوث في أمريكا وأستاذ القلب المصري الذي أشرف على البحث
في الولايات المتحدة الأمريكية :
إن ( 79 %) ممن أجريت عليهم البحوث بسماعهم لكلمات القرآن الكريم
سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وسواء كانوا يعرفون العربية أو لا يعرفونها
ظهرت عليهم نتائج إيجابية تمثلت في انخفاض درجة التوتر العصبي
التي كانوا يعانون منها .(1/3043)
ويضيف القاضي : من المعروف أن التوتر يؤدي إلى نقص مستوى المناعة
في الجسم وهذا يظهر عن طريق إفراز بعض المواد داخل الجسم أو ربما حدوث
ردود فعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء ، ويتسبب ذلك في
إحداث خلل في التوازن الوظيفي الداخلي بالجسم ، ولذلك فإن الأثر
القرآني المهديء للتوتر يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة
لمقاومة الأمراض والشفاء منها ...
3- البصمات وإعجاز القرآن الكريم
البصمات وعظمة الله:
قال الله جل ثناؤه: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 1-4].
في عام 1823 اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" (Purkinje) حقيقة البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) تختلف من شخص لآخر، ووجد ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر أو عقد أو على شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة.
وفي عام 1858 أي بعد 35 عاماً، أشار العالم الإنكليزي "وليم هرشل" (William Herschel) إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما جعلها دليلاً مميزاً لكل شخص.
وفي عام 1877 اخترع الدكتور "هنري فولدز" (Henry Faulds) طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع.
وفي عام 1892 أثبت الدكتور "فرانسيس غالتون" (Francis Galton) أن صورة البصمة لأي إصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير رغم كل الطوارىء التي قد تصيبه، وقد وجد العلماء أن إحدى المومياء المصرية المحنّطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية.
وأثبت جالتون أنه لا يوجد شخصان في العالم كله لهما نفس التعرجات الدقيقة وقد أكد أن هذه التعرّجات تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و 120 يوماً.(1/3044)
وفي عام 1893 أسس مفوّض اسكتلند يارد، "إدوارد هنري" (Edward Henry) نظاماً سهلاً لتصنيف وتجميع البصمات، لقد اعتبر أن بصمة أي إصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية، واعتبر أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص. وأدخلت في نفس العام البصمات كدليل قوي في دوائر الشرطة في اسكتلند يارد. كما جاء في الموسوعة البريطانية.
ثم أخذ العلماء منذ اكتشاف البصمات بإجراء دراسات على أعداد كبيرة من الناس من مختلف الأجناس فلم يعثر على مجموعتين متطابقتين أبداً.
حقائق علمية:
- يتم تكوين بصمات البنان عند الجنين في الشهر الرابع، وتظل ثابتة ومميزة طوال حياته.
- البصمات هي تسجيل للتعرّجات التي تنشأ من التحام طبقة الأدمة مع البشرة.
- تختلف هذه التعرجات من شخص لآخر، فلا تتوافق ولا تتطابق أبداً بين شخصين.
- أصبحت بصمات الأصابع الوسيلة المثلى لتحديد هوية الأشخاص.
التفسير العلمي:
يقول الله تعالى ذكره في سورة القيامة آية [1-4]: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}، لقد أثارت الإشارة في الآيات الكريمة من سورة القيامة انتباه المفسرين ودهشتهم حيث أقسم الله تعالى باليوم الآخر وبالنفس الباقية على فطرتها التي تلوم صاحبها على كل معصية أو تقصير، لقد أقسم الله تعالى بهما على شيء عظيم يعدّ الركن الثاني من أركان العقيدة الإسلامية ألا وهو الإيمان ببعث الإنسان بعد موته وجمع عظامه استعداداً للحساب والجزاء، ثم بعد أن أقسم الله تعالى على ذلك بين أن ذلك ليس مستحيلاً عليه لأن من كان قادراً على تسوية بنان الإنسان هو قادر أيضاً على جمع عظامه وإعادة الحياة إليها.(1/3045)
ولكن الشيء المستغرب لأول نظرة تأمل في هذا القسم هو القدرة على تسوية البنان، والبنان جزء صغير من تكوين الإنسان، لا يدل بالضرورة على القدرة على إحياء العظام وهي رميم، لأن القدرة على خلق الجزء لا تستلزم بالضرورة القدرة على خلق الكل.
وبالرغم من محاولات المفسرين إلقاء الضوء على البنان وإبراز جوانب الحكمة والإبداع في تكوين رؤوس الأصابع من عظام دقيقة وتركيب الأظافر فيها ووجود الأعصاب الحساسة وغير ذلك، إلا أن الإشارة الدقيقة لم تُدرك إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، عندما اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" أن الخطوط الدقيقة الموجودة على البشرة في رؤوس الأصابع تختلف من شخص لآخر، حيث وجد ثلاثة أنواع من هذه الخطوط فهي تكون إما على شكل أقواس أو دوائر أو عقد، أو على شكل رابع يدعى المركبّات وذلك لتركيبها من أشكال متعددة.
وفي سنة 1858 أشار العالم الإنكليزي "وليم هرشل" إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما يجعلها دليلاً مميزاً لكل شخص.
والمدهش أن هذه الخطوط تظهر في جلد الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره 100 أو 120 يوماً، ثم تتكامل تماماً عند ولادته ولا تتغير مدى الحياة مهما تعرّض الإنسان للإصابات والحروق والأمراض، وهذا ما أكّدته البحوث والدراسات التي قام بها الطبيب "فرانسيس غالتون" سنة 1892 ومن جاء بعده، حيث قررت ثبات البصمات الموجودة على أطراف الأصابع رغم كل الطوارىء كما جاء في الموسوعة البريطانية.
ولقد حدث أن بعض المجرمين بمدينة شيكاغو الأمريكية تصوروا أنهم قادرون على تغيير بصماتهم فقاموا بنزع جلد أصابعهم واستبداله بقطع لحمية جديدة من مواضع أخرى من أجسامهم، إلا أنهم أصيبوا بخيبة الأمل عندما اكتشفوا أن قِطَع الجلد المزروعة قد نمت واكتسبت نفس البصمات الخاصة بكل شخص منهم.
كما وجد علماء التشريح أن إحدى المومياء المصرية المحنّطة قد احتفظت ببصماتها جلية.(1/3046)
ولقد قام الأطباء بدراسات تشريحية عميقة على أعداد كثيرة من الناس من مختلف الأجناس والأعمار، حتى وقفوا أمام الحقيقة العلمية ورؤوسهم منحنية ولسان حالهم يقول: لا أحد قادر على التسوية بين البصمات المنتشرة على كامل الكرة الأرضية ولو بين شخصين فقط.
وهذا ما حدا بالشرطة البريطانية إلى استعمالها كدليل قاطع للتعرّف على الأشخاص، ولا تزال إلى اليوم أمضى سلاح يُشهر في وجه المجرمين.
فخلال تسعين عاماً من تصنيف بصمات الأصابع لم يُعثر على مجموعتين متطابقتين منها، وحسب نظام "هنري" الذي قام بتطويره مفوض اسكتلند يارد "إدوارد هنري" سنة 1893م، فإن بصمة أي إصبع يمكن تصنيفها إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية، بحيث تُعتبر أصابع اليدين العشرة وحدة كاملة في تصنيف بطاقة الشخص.
وهنا نلاحظ أن الآية في سورة العلق تتحدث أيضاً عن إعادة خلق بصمات الأصابع جميعها لا بصمة إصبع واحدة، إذ إن لفظ "البنان" يُطلق على الجمع أي مجموع أصابع اليد، وأما مفرده فهو البنانة، ويلاحظ أيضاً التوافق والتناغم التام بين القرآن والعلم الحديث في تبيان حقيقة البنان، كما أن لفظة "البنان" تُطلق كذلك على أصابع القدم، علماً أن بصمات القدم تعد أيضاً علامة على هوية الإنسان.
ولهذا فلا غرابة أن يكون البنان إحدى آيات الله تعالى التي وضع فيها أسرار خلقه، والتي تشهد على الشخص بدون التباس فتصبح أصدق دليل وشاهد في الدنيا والآخرة، كما تبرز معها عظمة الخالق جل ثناؤه في تشكيل هذه الخطوط على مسافة ضيقة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات مربعة.
ترى أليس هذا إعجازاً علمياً رائعاً، تتجلى فيه قدرة الخالق سبحانه، القائل في كتابه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53].
المراجع العلمية:(1/3047)
جاء في الموسوعة البريطانية ما ترجمته: "قام المشرّحون الأوائل بشرح ظاهرة الأثلام في الأصابع، ولكن لم يكن تعريف البصمات معتبراً حتى عام 1880 عندما قامت المجلة العلمية البريطانية (الطبيعة: Nature) بنشر مقالات للإنكليزيّيْن "هنري فولدز" و "وليم جايمس هرشل" يشرحان فيها وحدانية وثبوت البصمات، ثم أثبتت ملاحظاتهم على يد العالم الإنكليزي "فرانسيس غالتون". الذي قدم بدوره النظام البدائي الأول لتصنيف البصمات معتمداً فيه على تبويب النماذج إلى أقواس، أو دوائر، أو عقد. لقد قدم نظام "غالتون" خدمة لمن جاء بعده، إذ كان الأساس الذي بني عليه نظام تصنيف البصمات الذي طوره "إدوارد هنري"، والذي أصبح "هنري" فيما بعد المفوّض الحكومي الرئيسي في رئاسة الشرطة في لندن".
وذكرت الموسوعة البريطانية أيضا:" أن البصمات تحمل معنى العصمة –عن الخطأ- في تحديد هوية الشخص، لأن ترتيب الأثلام أو الحزوز في كل إصبع عند كل إنسان وحيداً ليس له مثيل ولا يتغير مع النمو وتقدم السن.
إن البصمات تخدم في إظهار هوية الشخص الحقيقية بالرغم من الإنكار الشخصي أو افتراض الأسماء، أو حتى تغير الهيئة الشخصية من خلال تقدم العمر أو المرض أو العمليات الجراحية أو الحوادث".
[color=blue]وجه الإعجاز: [/
color]بعد أن أنكر كفار قريش البعث يوم القيامة وأنه كيف لله أن يجمع عظام الميت، رد عليهم رب العزة بأنه ليس قادر على جمع عظامه فقط بل حتى على خلق وتسوية بنانه، هذا الجزء الدقيق الذي يعرّف عن صاحبه والذي يميز كل إنسان عن الآخر مهما حصل له من الحوادث. وهذا ما دلت عليه الكشوف والتجارب العلمية منذ أواخر القرن التاسع عشر
4- ناصية كاذبة خاطئة وإعجاز علمي
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني كنت أقرأ
قول الله تعالى :
( كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية O ناصية كاذبة خاطئة)
والناصية هي مقدمة الرأس فكنت أسأل نفسى وأقول يارب اكشف(1/3048)
لي هذا المعنى ! لماذا قلت ناصية كاذبة خاطئة ؟ وتفكرت فيها
أكثر من عشر سنوات وأنا في هذه الحيرة فأرجع إلى كتب
التفسير فأجد الجواب ..أجد المفسرين يقولون :
المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد معنى مجازي وليس حقيقيا
فهو من باب المجاز لا من باب الحقيقة ناصية كاذب خاطئ ولما
كانت الناصية هي مقدمة الرأس فأطلق عليها صفة الكذب والمقصود صاحبها هكذا يقولون وليست هي مكان الكذب
أو مصدر الكذب ..
إلى أن يسر الله البحث الذي كان عن الناصية قدم من أحد العلماء
وهو كندي الاصل ومن أشهرهم في علم المخ والتشريح والأجنة
وكان ذلك في المؤتمر الطبي الذي عقد في القاهرة وتواجد في ذلك
المؤتمر طبيب ومعه زوجته فلما سمعت زوجته هذا الكلام ناصية
كاذبة قالت : والهاء أين راحت ؟ فالمفسرون يقولون :
المعنى ناصية كاذب خاطئ قالت : والهاء أين راحت ؟
قلت في نفسى هذه الهاء هي التي دوختني عشر سنوات الله سبحانه وتعالي يقول لنا ( ناصية كاذبة خاطئة )
نعود لبحث العالم الكندي وقال فيه منذ خمسين سنة فقط :
تأكد لنا أن المخ الذي تحت الجبهة مباشرة الذي في الناصية
هو الجزء المسئول عن الكذب والخطأ !
هو المكان الذي يصدر منه الكذب ويصدر منه الخطأ وأن العين
ترى بها والأذن تسمع منها فكذلك كان هذا المكان الذي يصدر
منه القرار هذا مصدر اتخاذ القرار فلو قطع هذا الجزء من المخ
الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه في الغالب لا تكون له
إرادة مستقلة لا يستطيع أن يختار اجلس .. اجلس .. قم ... قم ..
امش .. يفقد سيطرته على نفسه مثل واحد تقلع له عينيه فإنه لا
يرى فقال : منذ خمسين سنة فقط عرفنا أن هذا الجزء هو المسؤول عن هذا المكان الذي يصدر منه القرار ...
فمن يتخذ القرار ؟
نحن نعلم أن الروح هي صاحبة القرار وأن الروح هي التي ترى
ولكن العين هي الجارحة والروح تسمع ولكن الأذن جارحة كذلك
المخ هذا جارحة لكن في النهاية هذا مكان صدور القرار ...(1/3049)
ناصية كاذبة خاطئة ولذلك قال الله : ( لنسفعا بالناصية )
أي نأخذه أو نحرقه فسبحان الله كلمة جاءت في كتاب الله ...
يعرف الناس سرها بعد أن يتقدم العلم أشواطا وأشواطا ثم وجدوا
أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف صغير لأن الحيوان
مركز قيادته وحركة جسمة أيضا من هذا المكان وإلى هذا يشير
المولى سبحانه وتعالى : ( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )
مركز القيادة .. موجود في الناصية .. من يعلم هذا ؟
متى عرف العلماء هذا ؟ متى عرفوه ؟ عندما شرحوا مخ الحيوانات ..
إن القرآن يذكر هذه الحقيقة وجاء بعلم الله الذي أحاط بكل شيء
علما وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ... والناصية :
مركز القيادة ولحكمة شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ
لله ولعل هناك علاقة بين ناصية تسجد خاشعة وبين سلوك يستقيم
---
ناصر الغامدي
10-19-2006, 09:39 PM
سؤال :
هل كان هذا العلم العددي موجود في عهد السلف ؟
بمعنى أئمة التفسير من الصحابة والتابعين هل يعترفون بهذا العلم ، أم لا وجود له عندهم ؟
والله يحفظكم أخي سلسبيل
---
سلسبيل
10-23-2006, 02:05 AM
سؤال :
هل كان هذا العلم العددي موجود في عهد السلف ؟
بمعنى أئمة التفسير من الصحابة والتابعين هل يعترفون بهذا العلم ، أم لا وجود له عندهم ؟
لا ، لم يكن هذا العلم موجودا في عهد السلف أو ائمة التفسير ولم يبني السلف على العدد معرفة الإستباطات وما ظهر من ذلك فهو من الملح والطرائف و ليست من متين العلم كما ذكر ابن عطيه
ثم إن كثيرا مما ذكر من الإعجاز العددي يدخله التحكم !! ليوافق المراد !
وايضا هذه اللطائف المستنبطة من العدد ليست من التفسير في شيء ، ولا يبنى عليها فهم معنى ، بل هي من قبيل الاستنباطات .
كما أنه يكثر في ما يسمى بالإعجاز العددي القول على الله بغير علم ، وهو قول بالرأي المحض ، وخطؤه أكثر من صوابه(1/3050)
وأخيرا : أن أي بحث في ما يسمى بالإعجاز العددي إذا دخل في باب المغيبات التي لم تأت بعد ، فهو من باب ادعاء علم الغيب ، وهذا من الأمور التي اختص الله بها ، فلا يجوز الجزم به ، ولا اعتماده )) .
___________
كنت قد كتبت أو بالأحرى نقلت هذا الموضوع في وقت سابق جدا وفي بدايات دخولي عالم الإنترنت
ولم أكن أعرف بعد حقيقة ما يسمى بالإعجاز العددي و ما كتبته بالرد مؤخرا هو مما استفدته من هذا المنتدى المبارك وغيره من المواقع العلميه النافعه
لا سيما من شيخنا الفاضل د0 مساعد الطيار حفظه الله
( بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي )
http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=617&highlight=ملح%20التفسير
ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما نقلته !!!!!!!!
وجزاكم الله خيرا
أختكم في الله : سلسبيل
---
ناصر الغامدي
11-08-2006, 06:02 AM
بارك الله فيك
وزادك علماً
---
البلاغية
11-08-2006, 03:54 PM
سبحان الله
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
---
(1/3051)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعيينات جديدة في لجنة الإشراف العلمي على ملتقى أهل التفسير : مرحباً بهم وفقهم الله
---
تعيينات جديدة في لجنة الإشراف العلمي على ملتقى أهل التفسير : مرحباً بهم وفقهم الله
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2007, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً لتوسع أعمال الملتقى العلمية ، فقد تداول المشرفون على شبكة التفسير والدراسات القرآنية الرأي في اجتماعهم العاشر الذي عقد مساء الإثنين 11/9/1427هـ حول تعيين عدد من الزملاء المتخصصين الناشطين في الملتقى كأعضاء في لجنة الإشراف العلمي على الملتقى التي يرأسها فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار ، على أن يعطوا الصلاحيات التي تمكنهم من أداء مهامهم بيسر وسهولة ، وقد راسلنا بعض المرشحين لهذه المهمة ، وتلقينا الرد من بعضهم بالموافقة فيما بعدُ ، ورأى المشرفون في اجتماعهم الحادي عشر الذي عقد قبيل الحج أن يكون البدء في العمل مع بداية العام الهجري الجديد 1428هـ جعله الله عام خير ونصر للأمة الإسلامية .
ويطيب لي مع بداية هذا العام الهجري الجديد ، وبداية السنة الخامسة من عمر هذا الملتقى العلمي أن أرحب بأخي الكريم الشيخ نايف بن سعيد الزهراني الذي يكتب باسم (أبو بيان) في الملتقى ، والذي كان من أول المشاركين الناشطين في ملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله أن ينفع به وأن يوفقه في مهمته العلمية الإشرافية في هذا الملتقى ، وأنا أهنئ الزملاء بانضمام أبي بيان للإشراف العلمي ، وأدعو الله أن يبارك فيكم يا أبا بيان ، وأن ينفع بكم ، وللحديث بقية عن البقية .
الرياض في 1/1/1428هـ
---
ناصر الماجد
01-21-2007, 09:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نفع الله بك أخي نايف وأسأل الله أن يعينك ويوفقك ويسددك
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2007, 12:59 PM(1/3052)
كما يطيب لي أيضاً الترحيب بأخي الكريم الشيخ فهد بن مبارك الوهبي ، رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بتبوك ، والذي كان أيضاً من أول المشاركين الناشطين في ملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله أن ينفع به وأن يوفقه في مهمته العلمية الإشرافية في هذا الملتقى ، وأنا أهنئ الزملاء بانضمامه للإشراف العلمي ، وأدعو الله أن يبارك فيه وينفع به .
في 2/1/1428هـ
---
ابن الجزيرة
01-21-2007, 05:03 PM
نِعمَ ما فعلتم بارك الله في جهودكم، وجعلها خالصة لوجهه الكريم.
---
أحمد البريدي
01-21-2007, 08:23 PM
نسأل الله للأخوين الكريمين الشيخ نايف والشيخ فهد الاعانة والسداد , وأن ينفع بهما .
---
الكشاف
01-22-2007, 06:54 AM
نسأل الله للأخوين الكريمين الشيخ نايف والشيخ فهد الاعانة والسداد , وأن ينفع بهما .
ونحن ندعو لهما بذلك أيضاً .
---
(1/3053)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم التجويد وعلم الأصوات الحديث
---
علم التجويد وعلم الأصوات الحديث
---
أحمد حسنين
11-22-2004, 06:07 PM
في خطوة متطورة لدراسة علم الأصوات والدراسات اللغوية بإخضاعها للمعمليات ودراستها بوساطة الحاسوب؛ وصولاً لنتائج يقينية، نوقشت بكلية الآداب جامعة عين شمس في مصر رسالة ماجستير بعنوان "فونولوجيا القرآن: دراسة لأحكام
التجويد في ضوء علم الأصوات الحديث" للباحث المصري: أحمد راغب أحمد، وحصل عليها بتقدير ممتاز. وقد أخذ عيِّنة من صوت الشيخ محمود خليل الحصري، وقاسها بأدوات معملية حاسوبية، وبالإحصاءات تبين له صدق القدماء في وصفهم للأصوات، ونتائج أخرى خالف فيها القدماء طبقًا للأدوات الحاسوبية التي تناولها. وقد توصل الباحث إلى عدة نتائج قيمة منها على سبيل المثال أن المدى الزمني للغنة، لا يقاس بحركتين فقط كما يقول أصحاب علم التجويد، وإنما يزيد أحيانا كثيرة عن هذه المدة، كما أنه متوقف على سرعة أداء القارئ التي يسير عليها، وأن هناك فروقا فردية لها عامل كبير في اختلاف المدى الزمني للغنة.
أسباب(1/3054)
وعن أسباب اختيار الموضوع قال الباحث: إن من أهم أسباب اختيار الموضوع كسر الحاجز المفتعل بين الدراسات النظرية والتطبيقية، وافتقار البحث العلمي إلى دراسة تجمع بين الإحصاء والوصف الحاسوبي والفيزيائي في هذا الموضوع، ومساعدة الباحثين في علم اللسانيات الحاسوبية. وقد جاءت الدراسة في قسمين: الأول: الجانب التنظيري للدراسات الأَكُوستِيَّة (السمعية)، الذي تناوله من خلال بابين: الأول: أَكُوستِيَّة (الجانب السمعي) اللغة، والثاني: الدراسات الصوتية عند علماء العربية. أما القسم الثاني: أحكام التجويد دراسة تطبيقية، فقد تناوله من خلال بابين: الأول: الأحكام المفردة، والثاني: الأحكام التركيبية. وبرغم أن الدراسة ركزت على صوت قارئ واحد وهو الحصري، وأيضًا لم تتعمق في كثير من الجوانب إلا أن الباحث أضاف إضافة ذات قيمة، وأوضح لنا جوانب يمكن أن يشارك فيها العلم المعملي بإسهامات طيبة في هذا المجال. وقد رأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور: سعيد حسن بحيري، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن ـ جامعة عين شمس، والسيدة الدكتورة سلوى حماده أستاذة الاتصالات والإلكترونيات بالمركز القومي للبحوث. وقد تناول الإشراف على الرسالة الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي الزغبي أستاذ الدراسات اللغوية بآداب عين شمس، والأستاذ الدكتور محسن عبد الرازق رشوان أستاذ الاتصالات والإلكترونيات بهندسة القاهرة. وقال د. الزغبي ـ معلقًا على الرسالة وفي إشارة إلى محاولات استخدام الحاسوب في دراسة علم اللغة ـ: "أنا أحلم أن يكون هناك أطلس لهجي لجمهورية مصر العربية، فألمانيا فعلت ذلك، وأخضعوا ذلك لعلم الهندسة، فهل يمكن أن نحلم بأن يكون هناك أطلس لغوي، أظن أن هذا سوف يكون فيه فائدة عظيمة، وآمل أن يسلك الكثير من الباحثين في اللغة سبيل هذا الطالب، هذا منهج أجدى من كثير من المناهج الأخرى". وقد حضر هذه المناقشة الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين(1/3055)
أستاذ علم اللغة بدار العلوم الذي أشاد بهذه الرسالة، وحضرت أيضًا الدكتورة وفاء كامل أستاذة علم اللغة بآداب القاهرة
---
مساعد الطيار
11-23-2004, 06:39 AM
أولاً : أهلاً بك أخي أحمد في هذا الملتقى .
ثانيًا : إن مثل هذه الدراسة التجديدية في علم التجويد المرتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم الأصوات من الدراسات الماتعة التي لابدَّ أن تُخرج شيئًا جديدًا يرتبط بالصوتيات كما كتبها علماؤنا الأقدمون .
ومن المهم النظر في هذا الموضوع إلى أمور :
الأول : هل النتائج التي يتوصل إليها الباحثون في مجال إخضاع قراءة القراء أو وصف العلماء لقضايا التجويد = يكون فيها تأثير جوهريٌّ على الأداء ، أم إن المسألة ترجع إلى مجرد الاصطلاح ؟
الثاني : إن مما لا يخفى أن العلماء الأقدمون لم يكن عندهم من أدوات العصر الحديث ما يمكنهم من تحديد المخرج والصفة والمقدار الزمني لأداء الحروف المتحركة والساكنة والمشددة ، ومع ذلك ، فقد أظهر الباحثون المعاصرون الذين أجروا دراسات على علم التجويد من خلال علم الأصوات الحديث دقَّة ما توصل إليه علماؤنا بطريقتهم الحدسية في معرفة هذه القضايا .
الثالث : إن الباحث الذي يسلك هذا الطريق المعاصر عليه أن يتوخَّى الحذر ، وأن لا يستعجل في نقض أمر من الأمور التي نصَّ عليها علماء التجويد أو اتفقوا عليها ، خصوصًا إذا لم يكن للاختلاف معهم ثمرة تذكر .
الرابع : إنَّ تقدير الحركات أمر اجتهاديٌّ ، وقد سبق بيان ذلك عبر بحث في هذا الملتقى ، لذا فالاختلاف في هذا الموضوع ضمن الحركات التي نصَّ عليها علماء التجويد لا ضير فيه ، لكنه لا يكون ملزمًا ، ويُبطل ما سواه .(1/3056)
وأخيرًا ، فإن الملاحظ على بعض من كتب في علم التجويد ووازنه بعلم الأصوات الحديث = أنه يُخضِع علم التجويد لهذا العلم بمصطلحات الغربية ، وبطريقة دراستهم للأصوات ، وتراه يتجرَّأ على تخطئة علمائنا ، بل قد ترى من بعضهم اعتزازًا بما أوتوا من العلم ، فيتبجَّح به في ردِّه على أسلافنا ، وذلك ليس من أسلوب طلبة العلم الذين دأبهم الأدب مع أسلافهم ، واحترام علمهم ، ولو خالفوهم في مسألة من المسائل .
وإني لأرجو أن تخرج دراسات مؤصَّلة لهذا العلم تكشف شيئًا من خباياه ، وتُظهر مدى أهميته ، فلا زلت ـ إلى اليوم ـ أرى إعراضًا عن تحصيل علم التجويد ، كما أرى نوعًا من الجمود في طريقة تدريسه ، حتى صار ـ برتابته ـ مملاًّ .
ومن العجيب أن بعض الدارسين لغير لغة العرب حينما يدرسونها يتعلمون كيفية نطق حُروفها ، والفرق بين الحرف وشبيهه ، ويُعدُّ هذا أصلاً في تعلم نطق تلك اللغة .
أما نحن ، فنرى بعض قومنا يُعدُّ تدريس المخارج والصفات تكلُّفًا ، وتشدُّقًا ، وذلك أمرٌ عجيب ، فهل ياترى يحسب هؤلاء أن السليقة العربية لا زالت باقية في المنطق ، ولم يصبها الخلل ؟!
إن الدعوة إلى تحسين النطق ليست من التكلف في شيء ، وإن كانت بعض الممارسات عند بعض المعلِّمين تكلُّف ، فإنها لا تقضي على أصل المسألة ، والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 03:59 PM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الخبر ، وبارك الله فيك يا أبا عبدالملك على هذا التعقيب .(1/3057)
وإني لأستغرب من أساتذة التجويد الذين عرفتهم ، فلم أر واحداً منهم يأخذ طلابه إلى معامل الصوتيات فيطبق معهم عملياً اختبارات مخارج الحروف ، وصفاتها ، وموازنة ذلك بما سطره علماء التجويد ، في حين يُجلبُ لطلاب مادة الصوتيات في معاهد اللغات المعامل والأجهزة ، وكأن أخذ اللغة الانجليزية بتجويد حروفها فرض لازم لا ينجح من لا يجيده ويفهمه من الطلاب ، وأما مخارج الحروف العربية ولا سيما في القرآن الكريم فهي من التنطع والتكلف ، بل وحتى أساتذة مادة فقه اللغة في كلية اللغة العربية لا أعرف من يطبق مع طلابه صوتيات العربية أسوة بالانجليزية مع أن المعمل الخاص بالصوتيات في الكلية نفسها ، مما يدل على أن هذه الفكرة مستبعدة تماماً عند أساتذة التجويد وفقه اللغة العربية ، ورحم الله حافظ عندما قال:
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ !
وإني لأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على هذا الأمر بأن ينظروا للأمر بجد ، وأن يسيروا فيه على هدى ، فقد رأيت جرأة في الكليات على ساعات القرآن حيث انتقصت من مناهجها بحجة عدم جدواها ، وما ذلك إلا لتقصير أساتذة القرآن في إثبات أهميتها ، وإظهار فائدتها ، بدل هذا الواقع المؤلم الذي نلمسه في مستوى طلاب الكليات المتخصصة ، فلا تكاد تجد من يجيد التلاوة إلا الواحد بعد الواحد ، ويستغربون ممن ينكر عليهم ذلك ، والوقت الضئيل لهذه المادة لا يكفي لتدريب الطلاب على إتقان التجويد ، فضاع الأمر ، وتخرج الطلبة كمدرسين للقرآن وهم لا يحسنون التجويد ، وهكذا يسري الخلل حتى يعم ، ويدرس علم التجويد ، في وقت لا تنقصنا فيه القدرة على نشره وغرسه في أفواه الطلاب كما يحاول الآخرون تلقينهم اللغة الانجليزية ولمَّا يجيدوا العربية.
---
(1/3058)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل حول قوله تعالى:(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أ
---
تساؤل حول قوله تعالى:(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أ
---
فاروق
01-05-2006, 12:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ... البقرة- الجزء الأول )
في هذه الآية إذا كانت "الآية"هي العبارة القرآنية المكونة من كلمات ..فلماذا يختم الله تعالى
الآية :أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ولم يقل عز وجل أن الله بكل شيء عليم أو حكيم..؟؟
هل صفة القدرة تتناسب مع العلم..؟؟
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم مماثلة..؟؟
اعذروني إن أسأت التعبير..!!
---
فاروق
01-19-2006, 11:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..
من يرفع عني هذا اللبس.. حول تساؤلي.!؟
---
روضة
01-20-2006, 01:18 AM
إن من مظاهر إعجاز القرآن الكريم أن الكلمة فيه تقع موقعها اللائق بها، فلا يمكن استبدالها بكلمة أخرى، وإلا أدى ذلك إلى اضطراب في الكلام.(1/3059)
وإنما كان ذلك كذلك لأن القرآن في أعلى طبقات البلاغة، وعمود البلاغة ـ كما يقول الإمام الخطابي ـ :"هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به، الذي إذا بُدّل مكانه غيره جاء منه: إما تبدّل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام، وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة؛ ذلك أن في الكلام ألفاظاً متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب، والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك، لأن لكل لفظة خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها، وإنْ كانا قد يشتركان في بعضها" [ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، رسالة الخطابي، البيان في إعجاز القرآن، ص29].
فالكلمة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز البياني، والفاصلة القرآنية هي كلمة في آخر الآية، هذه الكلمة كغيرها من كلمات القرآن تُختار اختياراً دقيقاً؛ لتؤدي الرسالة التي جاءت من أجلها، ويظهر فيها إعجاز القرآن، وهذا هو حظ الفاصلة من الإعجاز. (كما سماه الحسناوي في كتابه الفاصلة في القرآن، ص178).
للإجابة على سؤال الأخ فاروق الذي يتعلق بسر اختيار التعبير بالقدرة دون التعبير بالعلم أو الحكمة، يجب أولاً معرفة معنى الآية، لأن معرفة وجه البلاغة تتفرع عن المعنى.
من ينظر في التفاسير يجد أن المفسرين ذهبوا مذهبين في معنى قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها......."
المذهب الأول: المراد بالنسخ نسخ الأحكام الشرعية، بمعنى إزالة حكم بحكم شرعي آخر، وهذا بناء على أن معنى كلمة (آية) هو: الآية من القرآن.
المذهب الثاني ـ وهو ما أرجحه ـ : ما ذكره جمع آخر من المفسرين، منهم الشيخ محمد رشيد رضا، وشيخه الإمام محمد عبده، فهم يرون أن معنى كلمة (آية)، هو: "ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم" [تفسير المنار، (417:1)](1/3060)
وقالوا إن نسخ الأحكام الشرعية يُفهم من قوله تعالى: "وإذا بدلنا آية مكان آية"، ولا يفهم من قوله: "ما ننسخ من آية"، واستدلوا على ذلك بأمور عدة، منها السياق، ومنها بلاغة الفاصلة في كل آية.
قال الشيخ محمد رشيد نقلاً عن الإمام: " وإذا وازنا بين سياق آية (ما ننسخ) وآية (وإذا بدلنا آية مكان آية) نجد أن الأولى ختمت بقوله تعالى: (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) والثانية بقوله: (والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر)، ونحن نعلم شدة العناية في أسلوب القرآن بمراعاة هذه المناسبات، فذكر العلم والتنزيل ودعوى الافتراء في الآية الثانية يقتضي أن يراد بالآيات فيها آيات الأحكام.
وأما ذكر القدرة والتقرير بها في الآية الأولى فلا يناسب موضوع الأحكام ونسخها، وإنما يناسب هذا ذكر العلم والحكمة، فلو قال: (ألم تعلم أن الله عليم حكيم)، لكان لنا أن نقول إنه أراد نسخ آيات الأحكام؛ لما اقتضته الحكمة من انتهاء الزمن أو الحال التي كانت فيها تلك الأحكام موافقة للمصلحة".
ثم قال: "والمعنى الصحيح الذي يلتئم مع السياق إلى آخره أن (الآية) هنا هي ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم، أي: (ما ننسخ من آية) نقيمها دليلاً على نبوة نبي من الأنبياء، أي نزيلها ونترك تأييد نبي آخر بها، أو ننسها الناس لطول العهد بمن جاء بها، فإننا بما لنا من القدرة الكاملة، والتصرف في الملك نأتي بخير منها في قوة الإقناع وإثبات النبوة، أو مثلها في ذلك، ومن كان هذا شأنه في قدرته وسعة ملكه فلا يتقيد بآية مخصوصة يمنحها جميع أنبيائه، والآية في أصل اللغة هي الدليل والحجة والعلامة على صحة الشيء، وسميت جمل القرآن آيات لأنها بإعجازها حجج على صدق النبي، ودلائل على أنه مؤيد فيها بالوحي من الله عز وجل، من قبيل تسمية الخاص باسم العام.(1/3061)
ولقد كان من يهود من يشكك في رسالته عليه السلام بزعمهم أن النبوة محتكرة لشعب إسرائيل، ولقد تقدمت الآيات في تفنيد زعمهم....
ـ ثم قال ـ : كأنه يقول إن قدرة الله تعالى ليست محدودة ولا مقيدة بنوع مخصوص من الآيات أو بآحاد منها لا تتناول غيرها، وليست الحجة محصورة في الآيات السابقة لا تتعداها، بل الله قادر على أن يأتي بخير من الآيات التي أعطاها موسى وبمثلها، فإنه لا يعجز قدرته شيء، ولا يخرج عن ملكه شيء، كما أن رحمته ليست محصورة في شعب واحد فيخصه بالنبوة ويحصر فيه هداية الرسالة، كلا إن رحمته وسعت كل شيء، كما أن قدرته تتصرف بكل شيء من ملك السموات والأرض الذي لا يشاركه فيه مشارك، لا ينازعه فيه منازع، فيكون ولياً ونصيراً لمن كفر بنعمه وانحرف عن سننه.
انظر كيف أسفرت البلاغة عن وجهها في هذا المقام فظهر أن ذكر القدرة وسعة الملك إنما يناسب الآيات بمعنى الدلائل دون معنى الأحكام الشرعية". [المنار، (416:1،417)]
أرجو أن يكون فيما نقلته عن تفسير المنار الشفاءُ والغَناءُ.
---
فاروق
01-22-2006, 03:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أختي الفاضلة الباحثة:
بارك الله فيك على هذا الرد الجميل ..والتعليل المنطقي..في تفسير هذه الآية الكريمة،
فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى ،كل لا يتجزأ،ومنزه عن الحدوث والتغيير،وآياته يفسر بعضها البعض في تناسق مذهل وأسلوب بلاغي معجز،لا تعارض بينها و"لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"..
فمعنى الآية هنا كما ذكرت هي المعجزات والبراهين التي يؤيد الله بها رسله،وشاء الله تعالى أن تكون بشكل تصاعدي..فكل آيةهي أكبر من سابقتها أومثلها كما في قوله تعالى:
"وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)"
وفي هذه الآية:(1/3062)
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)"[/color]لو نظرنا إلى الآية التي تسبق الآية محل التساؤل لاتضح الأمربجلاء ،كما ذكرت، فالذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين، أيقنوا أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم خير مما أنزل من قبله..فما دامت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي آخر الرسالات
ومادامت سنة الله هي أن كل رسالة هي أكبر من أختها فالحق أن تكون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خير الرسالات وناسخة لها ..
لأنه لو كانت كلمة آية تعني مجموعة كلمات قرآنية تحمل حكما معينا، فما الحكمة من نسخ حكم بحكم مثله؟!..
وهل هناك تفضيل بين كلمات الله تعالى.!؟..
لحد الآن أتفق معك فيما ذكرت نقلا عن تفسير المنار الشفاءُ والغَناءُ ،لكن تبرزقضية أخرى فيما ذكرت
في قوله تعالى:
"وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101)
فذكر العلم والتنزيل ودعوى الافتراء في الآية الثانية يقتضي أن يراد بالآيات فيها آيات الأحكام.
فهل المراد هنا بالآية آية الأحكام؟ إذا سلمنا بذلك فكيف نفهم قوله تعالى :
"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)"
"مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29)"(1/3063)
فكيف يكون المبدل هو كلمات الله تعالى التي هي فوق الحدوث والتغيير، والتبديل وهي تنتمي لعالم الأمر الذي لا يحوي المتناقضات،فلا بد من انتماء المبدل لعالم الخلق الذي يتصف بالحدوث والتغيير.
---
روضة
01-23-2006, 03:20 AM
أشكرك أخي فاروق على ما تثيره من تساؤلات تحفّز على البحث، وتوقظ الذهن ليجد الإجابة، وهي تدل على نظر المتدبِّر لكتاب الله عز وجل، زادنا الله وإياك تدبراً وفهماً.
هذا التساؤل الجديد يتضمن عدة أسئلة، وسأصيغها بطريقة أخرى ـ كما فهمتُها ـ ، أرجو أن يكون فهمي صحيحاً:
1. هل المقصود بـ(آية) في قوله تعالى: وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ هو آيات الأحكام؟
2. نسخ الآيات يقتضي التغير، وهذا يتناقض مع أن كلمات الله لا تبدَّل كما جاء هذا في القرآن الكريم.
3. نسخ الآيات يقتضي التغير، والتغير من صفات الحوادث، وكلام الله قديم غير حادث، ولا ينتمي إلى عالم المخلوقات.
4. كيف يكون الناسخ والمنسوخ في علم الله تعالى، والنسخ يلزم منه التناقض، لاختلاف الحكيمن: الناسخ والمنسوخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرى أنّا لو فهمنا بعض القضايا التي تتعلق بموضوع النسخ سيزول اللَبْس ويتضح الأمر فنستطيع الإجابة على الأسئلة السابقة، من هذه القضايا:
1. معنى النسخ.
2. ما يتناوله النسخ.
3. آراء المعترضين على وجود النسخ، وسبب اعتراضهم.
4. ثم لا بد من الوقوف على ما قاله المفسرون بالنسبة للآيتين الكريمتين: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا [الكهف:27]، "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [ق:29]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/3064)
تفاوت الباحثون في علوم القرآن الكريم في بسط المسائل المتعلقة بالنسخ، فمنهم من أوجز، ومنهم من لم يترك شاردة ولا واردة إلا عرض لها، كان الأستاذ الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني من هؤلاء، فقد جعل المبحث الرابع عشر من كتابه (مناهل العرفان) حول النسخ، وجمع فيه كل ما يخطر على البال في هذا الموضوع، حتى انتهى منه بما يقارب المئة صفحة، جزاه الله عن المسلمين خيراً.
لذلك سأنقل كثيراً مما ورد في كتابه هنا، ومن أراد زيادة فائدة فليرجع إلى الكتاب.
أبدأ أولاً بمصطلح النسخ، وهو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر متراخٍ عنه، يفهم من التعريف أنه لا بد من وجود تعارض بين الحكمين ولا يمكن الجمع بينهما، ويفهم من التعريف أيضاً أن النسخ مختص بآيات الأحكام فقط، ولا يمكن أن يكون بآيات العقائد والأخلاق، لأنها ثابتة لا تقبل التبديل، ولا كذلك يكون النسخ بالأخبار وقصص السابقين؛ فهذا لا يُعقل.
إذن فالمراد بـ(الآية) في قوله تعالى: "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ" آية الأحكام.
قال الإمام السيوطي في (الإتقان): "لا يقع النسخ إلا في الأمر والنهي، ولو بلفظ الخبر، أما الخبر الذي ليس بمعنى الطلب فلا يدخله النسخ، ومنه الوعد والوعيد، وإذا عرفت ذلك عرفت فساد صنع من أدخل في كتب النسخ كثيراً من آيات الأخبار والوعد والوعيد" (45:2).
بل الأمر أخص من هذا، فالنسخ يتعلق بفروع العبادات والمعاملات (الأحكام) لا في أصولها، والسبب في اختصاص النسخ بآيات الأحكام الفرعية دون باقي آيات القرآن الكريم؛ "أما العقائد فلأنها حقائق صحيحة ثابتة لا تقبل التغيير والتبديل، فبدهي ألا يتعلق بها نسخ، وأما أمهات الأخلاق فلأن حكمة الله في شرعها، ومصلحة الناس في التخلق بها أمر ظاهر لا يتأثر بمرور الزمن، ولا يختلف باختلاف الأشخاص والأمم، حتى يتناولها النسخ بالتبديل والتغيير.(1/3065)
وأما أصول العبادات والمعاملات فلوضوح حاجة الخلق إليهما باستمرار، لتزكية النفوس وتطهيرها ولتنظيم علاقة المخلوق بالخالق والخلق على أساسهما، فلا يظهر وجه من وجوه الحكمة في رفعها بالنسخ.
وأما مدلولات الأخبار المحضة؛ فلأن نسخها يؤدي إلى كذب الشارع في أحد خبريه الناسخ والمنسوخ، وهو محال عقلاً ونقلاً، أما عقلاً فلأن الكذب نقص، والنقص عليه تعالى محال، وأما نقلاً فلمثل قوله تعالى: "ومن أصدق من الله قيلاً" [النساء:122]، "ومن أصدق من الله حديثاً" [النساء: 87]". [مناهل العرفان، (229:2)].
هل يلزم من القول بالنسخ أن الآياتِ المنسوخةَ (المُبْدَلَة) حادثةٌ؟
ما دامت الآيات المنسوخة في كتاب الله عز وجل وآيات من آياته إذن هي غير حادثة، لا يقول بخلاف هذا أحد من أهل السنة، إنما هي من علم الله الأزلي.
تفصيل هذا في الرد على شبهة منكري النسخ، ففيه جواب على السؤال:
نازع بعض الناس في جواز النسخ، مثل اليهود وبعض النصارى؛ ذلك أنهم سوَّوا بين النسخ و(البَداء)، وهو ظهور الشيء بعد خفاء، أو نشأة رأي جديد، قال تعالى: "ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين"، أي نشأ لهم رأي جديد.
وصفة العلم الأزلي من صفات الله تعالى التي لا تتفق مع البداء؛ فلا يمكن أن نماثل بين النسخ والبداء؛ لثبات صفة العلم الأزلي عند المسلمين.(1/3066)
فمعنى البداء مستحيل على الله؛ "لما يلزمه من سبق الجهل وحدوث العلم، والجهل والحدوث عليه محالان، لأن النظر الصحيح في هذا العالم، دلنا على أن خالقه ومدبّره متصف أزلاً وأبداً بالعلم الواسع المطلق المحيط بكل ما كان وما سيكون وما هو كائن، كما هدانا هذا النظر الصحيح إلى أنه تعالى لا يمكن أن يكون حادثاً ولا محلاً للحوداث...... أما أدلة النقل فنصوص فياضة ناطقة بأنه تعالى أحاط بكل شيء علماً، وأنه لا تخفى عليه خافية: "وعنده مفاتح الغيب" [الرعد:8] ... إلى غير ذلك من مئات الآيات والأحاديث". [مناهل العرفان، (197:2)].
"نسي القائلون بالبداء أو تناسوا أن الله تعالى حين نسخ بعض أحكامه ببعض، ما ظهر له أمر كان خافياً عليه، وما نشأ رأي جديد كان يفقده من قبل، إنما كان سبحانه يعلم الناسخ والمنسوخ أزلاً من قبل أن يشرعهما لعباده، بل من قبل أن يخلق الخلق، ويبرأ السماء والأرض، إلا أنه ـ جلّت حكمته ـ علم أن الحكم الأول المنسوخ منوط بحكمة، أو مصلحة تنتهي في وقت معلوم، وعلم بجانب هذا أن الناسخ يجيء في هذا الميقات المعلوم منوطاً بحكمة وبمصلحة أخرى، ولا ريب أن الحكم والمصالح تختلف باختلاف الناس، وتتجدد بتجدد ظروفهم وأحوالهم، وأن الأحكام وحكمها، والعباد ومصالحهم، والنواسخ والمنسوخات، كانت كلها معلومة لله من قبل، ظاهرة لديه لم يخف شيء منها عليه، والجديد في النسخ إنما هو إظهاره تعالى ما علم لعباده، لا ظهور ذلك له". [مناهل العرفان، (198:2)]
كيف يمكن أن تجتمع الآيات الناسخة والمنسوخة في علم الله مع أنها متعارضة؟
"يقولون: إن النسخ يستلزم اجتماع الضدين، واجتماعهما محال، وبيان ذلك أن الأمر بالشيء يقتضي أنه حسن وطاعة ومحبوب لله، والنهي عنه يقتضي أنه قبيح ومكروه له تعالى، فلو أمر الله بالشيء ثم نهى عنه، أو نهى عن الشيء ثم أمر به، لاجتمعت هذه الصفات المتضادة في الفعل الواحد الذي تعلق به الأمر والنهي.(1/3067)
وندفع هذه الشبهة بأن الحسن والقبح وما اتصل بهما، ليست من صفات الفعل الذاتية حتى تكون ثابتة لا تتغير، بل هي تابعة لتعلق أمر الله ونهيه بالفعل، وعلى هذا يكون الفعل حسناً وطاعة ومحبوباً لله ما دام مأموراً به من الله، ثم يكون هذا الفعل نفسه قبيحاً ومعصية ومكروهاً له تعالى ما دام منهياً عنه منه تعالى، ... وبهذا التوجيه ينتفي اجتماع الضدين؛ لأن الوقت الذي يكون فيه الفعل حسناً، غير الوقت الذي يكون فيه الفعل قبيحاً، فلم يجتمع الحسن والقبح في وقت واحد على فعل واحد". [مناهل العرفان، (217:2،218)]
بقي أن نفهم معنى الآيتين الكريمتين؛ لرفع وهم التناقض بينهما وبين النسخ الواقع في كتاب الله عز وجل:
"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا" [الكهف:27]
"مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" [ق:29]
* قال صاحب الكشاف:
" { وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }
كانوا يقولون له: ائت بقرآن غير هذا أو بدله، فقيل له { وَاتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ } من القرآن ولا تسمع لما يهذون به من طلب التبديل، فلا مبدل لكمات ربك، أي: لا يقدر أحد على تبديلها وتغييرها، وإنما يقدر على ذلك هو وحده { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ } [النحل: 101]".
* وقال العلامة الألوسي: "ومن الناس من خص الكلمات بمواعيده تعالى لعباده الموحدين فكأنه قيل اتل ما أوحى إليك ولا تبال بالكفرة المعاندين فإنه قد تضمن من وعد الموحدين ما تضمن ولا مبدل لذلك الوعد، ومآله اتل ولا تبال فإن الله تعالى ناصرك وناصر أصحابك".
على كلا التفسيرين، سواء كان المراد بـ(كلماته) آيات القرآن أم الوعد، فلا تعارض بين الآية وبين النسخ. والأمر واضح.(1/3068)
على كلا التفسيرين، سواء كان المراد بـ(كلماته) آيات القرآن أم الوعد، فلا تعارض بين الآية وبين النسخ. والأمر واضح.
أما آية (ق): فهي بعيدة كذلك عن موضوع النسخ، وقد بينّ الزمخشري معناها بالاستعانة بسياق الآيات، قال: "{ قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ } * { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }
{ قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ } استئناف مثل قوله:
{ قَالَ قرِينُهُ } [ق: 27] كأن قائلاً قال: فماذا قال الله؟ فقيل: قال لا تختصموا. والمعنى: لا تختصموا في دار الجزاء وموقف الحساب، فلا فائدة في اختصامكم ولا طائل تحته، وقد أوعدتكم بعذابي على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي، فما تركت لكم حجة عليَّ، ثم قال: لا تطمعوا أن أبدل قولي ووعيدي فأعفيكم عما أوعدتكم به { وَمَا أَنَاْ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ } فأعذب من ليس بمستوجب للعذاب".
وجاء في (زاد المسير)، لابن الجوزي: " { ما يُبَدَّلُ القولُ لديَّ } فيه قولان.
أحدهما: ما يبدَّل [القول] فيما وعدتُه من ثواب وعقاب، قاله الأكثرون.
والثاني: ما يُكذَّب عندي ولا يغيَّر القول عن جهته، لأنِّي أعْلَمُ الغيب وأعْلَمُ كيف ضلُّوا وكيف أضللتموهم، هذا قول ابن السائب واختيار الفراء وابن قتيبة، ويدل عليه أنه قال تعالى: { ما يُبَدَّل القول لديَّ } ولم يقل: ما يُبَدَّل قولي { وما أنا بظلاّمٍ للعبيدِ } فأَزيدَ على إساءة المُسيء، أو أنقص من إحسان المُحسن".
أتمنى أن تكون هذه الإجابة قد نسخت ورفعت ما كان من تساؤلات.
---
فاروق
01-24-2006, 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
بارك الله فيك أيهتا الأخت الفاضلة "باحثة" على الرد أولا وثانيا على صياغة أسئلتي بشكل جيد..
أختي الفاضلة أنا لا أتبنى رأيا معينا ولاأدافع عنه ولكن أحاول أن أفهم وأتدبر القرآن بالقدر الذي يستسيغيه "عقلي" فاعذرونا إن أكثرت الأسئلة ..!!(1/3069)
لا أناقش في أمر معلوم :بأن صفة علم الله الأزلي الذي هو من صفاته تعالى لا يتفق مع البداء وأن علمه واسع مطلق محيط بما كان وما سيكون وبما هوكائن،وأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى لا ينتمي إلى العالم المخلوق..
فالقرآن الموجود بين أيدينا هو ذاته ما قال الله تعالى عنه إنه أنزله دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)" دون زيادة أونقصان وهو ذاته دون زيادة أونقصان الذي قال الله تعالى عنه إنه مرسوم في اللوح المحفوظ "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21)فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)"
فعندما ننظر كتاب: الناسخ والمنسوخ تأليف هبة الله بن سلامة البغدادي المتوفي سنة 410هـ وتأريخ القرآن ـ لإبراهيم الابياري ص 168و كتب التفسير المختلفة نجد أن هناك ثلاثة أنواع للناسخ والمنسوخ هي:
(1) ما نُسخ حرفه، وبقي حكمه.
(2) ما نُسخ حكمه، وبقي حرفه.
(3) ما نُسخ حكمه ونسخ حرفه.
فمثلي الذي ليس له علم شرعي عندما يقرأ مثل هذا التقسيم أو يصدم باختلاف من يجمعون على مسألة الناسخ والمنسوخ في عدد الآيات التي نسخت وبشكل كبير جدا..ألا يصاب بالدوران والتيه!!
فنظرة على هذا التقسيم يلاحظ أن:
الثالث "مانسخ حكمه ونسخ حرفه" والأول" ما نسخ حرفه وبقي حكمه" يقتضيان أن القرآن الذي أنزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا والذي نزل من السماء الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدار 23 عاما هذا القرآن حسب هذا الطرح أكبر حجما من القرآن الموجود بين أيدينا الآن..!!
والثاني "ما نسخ حكمه وبقي حرفه" يقتضي وجود آيات للتلاوة فقط..!
فمسألة مهمة كهذه "الناسخ والمنسوخ" كان بالأحرى أن يبينها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو الذي بين تفاصيل أبسط الأمور عبر الآلاف من الأحاديث الشريفة..(1/3070)
وبما أنه لا يوجد نص قرآني ولا حديث يحددان الآيات المنسوخة والآيات التي نسختها ,,لذلك فهذه مسألة اجتهادية.. والاجتهاد ليس مقصورا على جيل دون آخر ولكن لمن تتوفرفيه شروط الاجتهاد.. فيجب النظر في النصوص القرآنية بمنهج الكلية في البحث القرآني والتوفيق بينها جميعا وليس النظر إلى كل على حدة مما يوهم بوجود تعارض بينها..
وأعود إلى ما ذكرت أيتها الأخت الفاضلة بقولك نقلا عن "مناهل العرفان"
" يقولون: إن النسخ يستلزم اجتماع الضدين، واجتماعهما محال، وبيان ذلك أن الأمر بالشيء يقتضي أنه حسن وطاعة ومحبوب لله، والنهي عنه يقتضي أنه قبيح ومكروه له تعالى، فلو أمر الله بالشيء ثم نهى عنه، أو نهى عن الشيء ثم أمر به، لاجتمعت هذه الصفات المتضادة في الفعل الواحد الذي تعلق به الأمر والنهي.
وندفع هذه الشبهة بأن الحسن والقبح وما اتصل بهما، ليست من صفات الفعل الذاتية حتى تكون ثابتة لا تتغير، بل هي تابعة لتعلق أمر الله ونهيه بالفعل، وعلى هذا يكون الفعل حسناً وطاعة ومحبوباً لله ما دام مأموراً به من الله، ثم يكون هذا الفعل نفسه قبيحاً ومعصية ومكروهاً له تعالى ما دام منهياً عنه منه تعالى، ... وبهذا التوجيه ينتفي اجتماع الضدين؛ لأن الوقت الذي يكون فيه الفعل حسناً، غير الوقت الذي يكون فيه الفعل قبيحاً، فلم يجتمع الحسن والقبح في وقت واحد على فعل واحد". [مناهل العرفان، (217:2،218)]أولا فعلم الله تعالى وقدرته فوق ما نتصور "ليس كمثله شيئ" "وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"
ملاحظتي في ما كتب أعلاه :
فكأني أقرأ نصا صوفيا !!
أوأني لم أستسغ كنه ما كتب وهذا من قصور فهمي..!!؟(1/3071)
لأني أعرف بعلمي المتواضع أن القرآن الكريم نزل لبشر ليكون شريعة لهم يبن الحلال والحرام ويهدي الناس إلى الطريق الذي ارتضاه الله لهم..كيف يكون بهذا المعنى" لأن الوقت الذي يكون فيه الفعل حسناً، غير الوقت الذي يكون فيه الفعل قبيحاً، فلم يجتمع الحسن والقبح في وقت واحد على فعل واحد" القرآن لن يكون بهذا الغموض على الأقل بالنسبة لي(الذي أشكل عليه الفهم) ،لاتقربوا الزنا هي لا تقربوا الزنا في كل زمان وفي كل مكان !! فهذا يتطلب شيئا من التوضيح بل الكثير من التوضيح..اللهم إني لم أفهم ..اللهم فاشهد!!
أما ما قيل في أن:
" مصطلح النسخ، وهو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر متراخٍ عنه، يفهم من التعريف أنه لا بد من وجود تعارض بين الحكمين ولا يمكن الجمع بينهما، ويفهم من التعريف أيضاً أن النسخ مختص بآيات الأحكام فقط،"
فهل يفهم من هذا أنه يقتضي وجود آيات قرآنية لمجرد التلاوة والتبريك فهي على هذا الأساس تحمل معاني وأحكاما ودلالات تختلف عن الأحكام الورادة التي تحملها الآيات الناسخة، أي أن الآيات المنسوخة مفرغة من حكم استمرار الصلاحية ولفظها معزول عن مضمونها.؟
وهل يفهم أيضا أن الآيات المنسوخة خاضعة لقوانين الزمان والمكان ،أي حادثة، بمعنى أنها
حملت أحكاما وتتشريعات مؤقتة لمرحلة معينة للجيل الأول الذي عاصر نزول القرآن الكريم
ثم أتت بعد ذلك الآيات الناسخة لتبدأ مرحلة جديدة بالنسبة لهذه الأحكام والتشريعات...؟!وأما أن " النسخ يتعلق بفروع العبادات والمعاملات "
فأحبذ هنا حتى يستقيم الفهم عندي وتتضح الرؤيا فلابد من ذكر آيات قرآنية في هذا الباب..وذكر الآيات التي "نسخت"
[line]
اللهم فهمنا ما لم نفهم
---
د.أبو بكر خليل
01-24-2006, 11:03 PM
عن موقع " مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف " :
جدول للآيات المنسوخة والناسخة :
http://www.qurancomplex.org/Display.asp?section=1&l=arb&f=nwasekh158(1/3072)
و بعد ما جاء فيه عقَب محقق كتاب " الناسخ و المنسوخ " لمؤلفه الإمام العلامة ابن الجوزي بما يلي :
(ومن هنا يتبين للقارئ أن المتفق عليه مما قيل بنسخه لا يزيد عن آيتين اثنتين فقط، هما:
1- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً (12) من سورة المجادلة.
2- يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا (1-3) من سورة المزمل.
وما عدا ذلك فهو موضع اختلاف بينهم.
ويمكنك العودة إلى المصادر المختلفة لمعرفة وجهة نظر كل من علماء النسخ، والله تعالى أعلى وأعلم )
و لمزيد بحث في الناسخ و المنسوخ ، و معرفة تطور تعريف النسخ ، و مناقشة ( 247 ) قضية من بين ( 62 ) سورة قرآنية : إليكم هذا الرابط :
http://www.qurancomplex.org/Tree.asp?section=1&TabID=2&SubItemID=1&l=arb&SecOrder=2&SubSecOrder=2
**********************
* و لا شك في أن النسخ في القرآن الكريم ثابت بالدليل الصحيح الصريح ، و من ذلك ما جاء في :
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ >> سُورَةُ البَقَرَةِ >> بَابُ لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ >>
" ادْعُوا فُلاَنًا " فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ ، أَوِ الكَتِفُ
4341 حدثنا محمد بن يوسف ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : لما نزلت : لا يستوي القاعدون من المؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم " ادعوا فلانا " فجاءه ومعه الدواة واللوح ، أو الكتف ، فقال : " اكتب : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله " وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم ، فقال : يا رسول الله أنا ضرير ، فنزلت مكانها ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) *
---
روضة(1/3073)
01-25-2006, 03:40 AM
كنت حريصة في مشاركتي السابقة أن أفتتحها بمقدمة موجزة، تعمَّدتُ أن أذكر فيها أن أسئلتك تدل على نظر المتدبر، ليندفع أي شك بتبنيك رأي معين تدافع عنه ـ فإنما هو تدبر فحسب ـ لأني أعلم أني سأتعرض لموضوع البداء، فخفت أن يتطرق إلى الذهن أني أتهمك بالقول به، أو بأنك من منكري النسخ، واستحضاري الرد على شبهة البداء كان لما تضمنه من حديث عن علم الله الأزلي المتضمن للناسخ والمنسوخ، قد يكون فيه خروج عن صلب الموضوع، ولكن أرجو أن لا يكون قد خلا من فائدة.
فعذراً إن فُهم من كلامي شيء كهذا، وعذراً كذلك إن لم أستطع رفع سؤالاتك، فهذه مجرد محاولات، تحتاج إلى تسديد، وتقييم، خاصة أني في الوقت الحالي لا أتمكن من الرجوع إلى مراجع متنوعة.
ولن أملّ من المحاولات حتى تملّ من الأسئلة، وأرجو أن يتحلى القراء بالصبر، فهذا الملتقى القرآني يهدف إلى التعلم وبلورة المعلومات وصقلها بالحوار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمثلي الذي ليس له علم شرعي عندما يقرأ مثل هذا التقسيم أو يصدم باختلاف من يجمعون على مسألة الناسخ والمنسوخ في عدد الآيات التي نسخت وبشكل كبير جدا..ألا يصاب بالدوران والتيه!!
الباحث في الكتب يجد آراء متفاوتة، ومختلفة، ولا بد من ترجيح قول على قول بالاستناد إلى أسس متفقة مع الشرع والعقل، وليس أمراً مستهجناً أن يختلف العلماء وأن يضعّف بعضهم آراء بعض؛ لأنه لا معصوم إلا رسول، وكلٌّ يؤخذ من كلامه ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الاختلاف أمر طبعي، وهو من الأمور الجميلة في ديننا، حيث يطلع الإنسان على خلاصة عقول جمع كبير من العلماء، ولا يحصر عقله في رأي معين لا يتجاوزه، فلا داعي للصدمة، ولا للدوران والتيه... الأمر أبسط من هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ما نُسخ حرفه، وبقي حكمه.
(2) ما نُسخ حكمه، وبقي حرفه.
(3) ما نُسخ حكمه ونسخ حرفه.(1/3074)
فنظرة على هذا التقسيم يلاحظ أن:
الثالث "مانسخ حكمه ونسخ حرفه" والأول" ما نسخ حرفه وبقي حكمه" يقتضيان أن القرآن الذي أنزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا والذي نزل من السماء الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدار 23 عاما هذا القرآن حسب هذا الطرح أكبر حجما من القرآن الموجود بين أيدينا الآن..!!
اعتراضك في محله
هل هذا التقسيم الثلاثي للآيات المنسوخة مسلَّم به عند العلماء؟
الصحيح أنه غير مسلّم وقد وردت عليه اعتراضات قوية من العلماء، ومن النوع الثالث: الذي قيل بأنه نُسخ تلاوة وحكماً: ما رويَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان فيما نزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يُحرمن)، ثم نُسخن بخمس رضعات معلومات يُحرمن، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يُقرأ من القرآن". وغيرها من الروايات التي تحمل ذات المعنى، ولكنها كلها لا تخلو من اضطرابات واختلافات فيما بينها، وقد رد هذا الإمام ابن حجر بحجة أن الراوي ادعى أن هذا قرآناً، والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر. [راجع: كتاب النكاح من فتح الباري].
وقال صاحب المنار: ".. االحق أنه لا يظهر لهذا النسخ حكمة، ولا يتفق مع ما ذكر من العلة، وإنّ ردّ الرواية عن عائشة لأهون من قبولها، مع عدم عمل جمهور من السلف والخلف بها، كما علمت، فإن لم نعتمد روايتها فلنا أسوة بمثل البخاري وبمن قالوا باضطرابها، خلافاً للنووي، وإن لم نعتمد معناها فلنا أسوة بمن ذكرنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في ذلك، كالحنفية وهي عند مسلم من رواية عمرة عن عائشة، أو ليس ردُّ رواية عمرة وعدم الثقة بها أولى من القول بنزول شيء من القرآن لا تظهر له حكمة ولا فائدة، ثم نسخه أو سقوطه، أو ضياعه، فإن عمرة زعمت أن عائشة كانت ترى أن الخمس لم تنسخ وإذن لا يُعتد بروايتها". [المنار،(النساء:23)].(1/3075)
أما النوع الأول، وهو ما نسخ تلاوة وبقي حكماً، فمثل قولهم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)، فهذا ليس فيه رواية صحيحة يُستند إليها، ولم تثبت قرآنيته، وأين هذا الكلام من رفعة أسلوب القرآن وعلو بيانه؟!
[توسع الشيخ فضل عباس في بيان هذين النوعين من النسخ في (إتقان البرهان، 39:2-59)، فارجع إليه ففيه فائدة جمة]
ـــــــــــــــــــــــــ
والثاني "ما نسخ حكمه وبقي حرفه" يقتضي وجود آيات للتلاوة فقط..!
مصطلح النسخ، وهو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر متراخٍ عنه، يفهم من التعريف أنه لا بد من وجود تعارض بين الحكمين ولا يمكن الجمع بينهما، ويفهم من التعريف أيضاً أن النسخ مختص بآيات الأحكام فقط،"فهل يفهم من هذا أنه يقتضي وجود آيات قرآنية لمجرد التلاوة والتبريك
أبقاها الله ـ وهو أعلم ـ لنعلم فضله علينا بتيسير الأحكام لنا، و"ليُكشف النقاب عن سير التشريع الإسلامي، ويطلع الإنسان على حكمة الله في تربيته للخلق، وسياسته للبشر، وابتلائه للناس" [مناهل العرفان، (188:2)]، فبقاء تلاوة الحكم المنسوخ قد يشبه قصص السابقين التي نأخذ منها فائدة وعبرة، والحكم المنسوخ نأخذ منه فائدة وفكرة عن سير التشريع الإسلامي، والمراحل التي مرت بها بعض الأحكام.
ــــــــــــــــــــــــــــ
فمسألة مهمة كهذه "الناسخ والمنسوخ" كان بالأحرى أن يبينها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو الذي بين تفاصيل أبسط الأمور عبر الآلاف من الأحاديث الشريفة..
سامحك الله، وهل نحن الذين نحدد للرسول صلى الله عليه وسلم ما هو الأحرى، وهو الذي لا ينطق عن الهوى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا لم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالآيات المنسوخة ولم يبينها لنا؟
قد تحمل الآيات القرآنية في طياتها الدلالة على نسخها (راجع مشاركة ـ سؤال حول الناسخ والمنسوخ ـ).(1/3076)
وهذا لا يحتاج إلى توضيح من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك معرفة تاريخ النزول التي لا تحتاج إلى توضيح كذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه هي طرق معرفة النسخ واضحة لا تحتاج إلى بيان.
ـــــــــــــــــــــــــــ
هل هناك وسيلة موثوقة لمعرفة الناسخ من المنسوخ؟
بالتأكيد ليس الاجتهاد، (راجع مشاركة ـ سؤال حول الناسخ والمنسوخ ـ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيجب النظر في النصوص القرآنية بمنهج الكلية في البحث القرآني والتوفيق بينها جميعا وليس النظر إلى كل على حدة مما يوهم بوجود تعارض بينها..
منهج النظر في القرآن الكريم كلاً متكاملاً هو المنهج السليم بالطبع لا تجزئته، وهذا بالنسبة لأي بحث يتعلق بالقرآن سواء أكان بحثاً عن تفسير آية أو بحثاً عن الناسخ والمنسوخ، فالتجزئة تؤدي إلى فساد الفهم، ونتائجها خطيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظتي في ما كتب أعلاه :
فكأني أقرأ نصا صوفيا !!
أوأني لم أستسغ كنه ما كتب وهذا من قصور فهمي..!!؟
لم أرَ ما هو مستغرب في كلام الشيخ الزرقاني، بل هو في غاية الجمال والحُسن، وهو متفق مع الأصول العقدية لأهل السنة، فالحسن ما حسّنه الشرع، والقبيح ما قبّحه الشرع، فالحكم المنسوخ حسن في زمن معين بسبب طلب الله تعالى من المكلفين فعله في ذلك الزمن، وأصبح امتثال ما اشتملت عليه الآية المنسوخة قبيحاً بعد النسخ لأنه رُفع العمل به من الله.
قلتَ: "لا تقربوا الزنى" هي "لا تقربوا الزنى" في كل زمان وفي كل مكان.
أقول: هذا صحيح، فالزنى فعل مستقبح في كل الأزمان والأحوال لأن الشرع قبّحه في كل الأزمان والأحوال.
لا يُفهم من كلام الشيخ الزرقاني، أن الحُسْن والقُبح أمران يتناوبان على جميع الأحكام الشرعية، بل يأتي أحدهما مكان الآخر في الأحكام التي قيل بنسخها فقط، أما تلك التي لم تتعرض للنسخ فهي تلزم حالة واحدة، فتحريم الزنى لم يتعرض للنسخ، فيلزمه حالة القبح الدائم.(1/3077)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهل يفهم أيضا أن الآيات المنسوخة خاضعة لقوانين الزمان والمكان ،أي حادثة، بمعنى أنها
حملت أحكاما وتتشريعات مؤقتة لمرحلة معينة للجيل الأول الذي عاصر نزول القرآن الكريم
ثم أتت بعد ذلك الآيات الناسخة لتبدأ مرحلة جديدة بالنسبة لهذه الأحكام والتشريعات...؟!
أجاب العلامة الألوسي على هذا فقال عند تفسيره لقوله تعالى: "ما ننسخ من آية": "واحتجت المعتزلة بالآية على حدوث القرآن، فإن التغيّر المستفاد من النسخ، والتفاوت المستفاد من الخيرية في وقت دون آخر من روادف الحدث وتوابعه، فلا يتحقق بدونه، وأجيب بأن التغير والتفاوت من عوارض ما يتعلق به الكلام النفسي القديم، وهي الأفعال في الأمر والنهي، والنسب الخبرية في الخبر، وذلك يستدعيهما في تعلقاته دون ذاته".
ــــــــــــــــــــــــــــ
وأما أن " النسخ يتعلق بفروع العبادات والمعاملات "
فأحبذ هنا حتى يستقيم الفهم عندي وتتضح الرؤيا فلابد من ذكر آيات قرآنية في هذا الباب..وذكر الآيات التي "نسخت"
مثلاً قوله تعالى: "وأحل الله البيع وحرم الربا" [البقرة:275]، هذا من أصول المعاملات التي لا يقع النسخ فيها.
الآيات التي وقع فيها النسخ:
1. "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إنْ ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين" [البقرة:180] منسوخة بقوله تعالى: "يوصيكم الله في أولادكم" [النساء:11].
2. "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" [البقرة:184]، منسوخة بقوله: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" [البقرة:185].
3. "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج" [البقرة:240]، منسوخة بقوله: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً" [البقرة:234].(1/3078)
4. "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا" [الأنفال:65]، منسوخة بقوله تعالى: "فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين" [الأنفال:66].
5. "لا يحل لك النساء من بعد" [الأحزاب:52]، منسوخة بقوله: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك" [الأحزاب:80].
6. "يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة" [المجادلة10]، نسختها الآية التي بعدها.
7. "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً" [المزمل:1]، منسوخة بقوله: "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه.." [المزمل:20].
---
د.أبو بكر خليل
01-25-2006, 10:37 AM
اعتراضك في محله
هل هذا التقسيم الثلاثي للآيات المنسوخة مسلَّم به عند العلماء؟
الصحيح أنه غير مسلّم وقد وردت عليه اعتراضات قوية من العلماء، ومن النوع الثالث: الذي قيل بأنه نُسخ تلاوة وحكماً: ما رويَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان فيما نزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يُحرمن)، ثم نُسخن بخمس رضعات معلومات يُحرمن، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يُقرأ من القرآن". وغيرها من الروايات التي تحمل ذات المعنى، ولكنها كلها لا تخلو من اضطرابات واختلافات فيما بينها، وقد رد هذا الإمام ابن حجر بحجة أن الراوي ادعى أن هذا قرآناً، والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر. [راجع: كتاب النكاح من فتح الباري].].
----------------------------------------------------------
لم ينكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - أن هناك من آيات القرآن الكريم ما نسخ حكما و تلاوة ، و إنما كلامه المنقول آنفا فيمن احتج بذلك الحديث المذكور في كون اللفظ : " خمس رضعات معلومات يحرمن " من آيات القرآن ، فردَ هذا الاحتجاج ، و كذا رده غيره من الأئمة ، و هو من المجمع على أنه ليس من القرآن ،
و لبيان محل كلامه : هذا أصل كلامه في " فتح الباري ":(1/3079)
( فقول عائشة عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس معلومات فمات النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ لا ينتهض للاحتجاج على الأصح من قولي الاصوليين ، لأن القرآن لا يثبت الا بالتواتر والراوي روى هذا على أنه قرآن لا خبر فلم يثبت كونه قرآنا ولا ذكر الراوي أنه خبر ليقبل قوله فيه والله أعلم ) .
- فكلامه هذا كان في نفي كون ذلك قرآنا - و للعلماء في تأويله أقوال - و مما يؤكد ذلك ما قاله في " التلخيص الحبير" :
( حديث عائشة : " كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن " مسلم من حديثها .
قوله : وحمل ذلك على قراءة حكمها . أي : أن ظاهر قولها " وهن فيما يقرأ من القرآن " : أن التلاوة باقية وليس كذلك ، فالمعنى قراءة الحكم .
وأجاب غيره بأن المراد بقولها توفي : قارب الوفاة أو أنه لم يبلغ النسخ من استمر على التلاوة ) . انتهى كلامه
*****************
- و أما الزعم أن تلك الروايات (( كلها لا تخلو من اضطرابات واختلافات فيما بينها )) فزعم غير صحيح ، و وهم خاطئ ، إذ الحديث المتقدم أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " و قبله الإمام مالك في " موطئه " و غيرهما ، و حسبنا بهما صحة و قبولا .
و قد جاء في كتاب " الْفَقِيهُ وَالْمُتَفَقِّهُ " لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ >> بَابُ الْقَوْلِ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ >>
" كَانَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْقُرْآنِ : ( عَشْرُ رضعات ...) :(1/3080)
241 أنا أبو القاسم الأزهري , والتنوخي , قالا : أنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق , حدثنا هيثم بن خلف الدوري , نا إسحاق بن موسى الأنصاري , نا معن بن عيسى , نا مالك , عن عبد الله بن أبي بكر , عن عمرة , عن عائشة , أنها قالت : " كان فيما أنزل الله تعالى من القرآن : ( عشر رضعات معلومات يحرمن ) نسخن بخمس معلومات , فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهي مما يقرأ من القرآن " .
قلت : فكانت العشر منسوخة الرسم والحكم *
---
روضة
01-25-2006, 11:52 AM
فكلامه هذا كان في نفي كون ذلك قرآنا
صحيح هو في نفي قرآنية هذا النص، وهل يعقل أن يقبل الإمام ابن حجر بأن هذا النص مما تم نسخه تلاوة إذا لم يكن قد أثبت قرآنيته أساساً؟؟؟؟؟؟
هذان أمران يترتب أحدهما على الآخر
هذا كلام الله، هل يبقى الأمر فيه مموهاً إلى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نعلم هل بقيت تلاوة هذا النص حكماً أم أن التلاوة باقية؟
وهل قولها: "وهن مما يقرأ من القرآن" يتفق مع هذه التأويلات؟؟
إذ الحديث المتقدم أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " و قبله الإمام مالك في " موطئه " و غيرهما
أيضاً صحيح ورفضه جمع من العلماء كذلك، وليس اتباعاً للهوى، ولكن إبعاداً للقرآن الكريم عن الشبهات، فتأييد هذا القول سيفتح باباً عظيماً من التشكيك في تواتر القرآن وصحته، وأن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي كان على زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقولنا إن الراوي أخطأ أهون ألف مرة من قولنا إن القرآن فيه شك.
طبعاً ليس ردّ الأحاديث الصحيحة التي في الصحيحين أمراً سهلاً ولا هو مما يجوز للعامة أن يتجرأوا عليه، ولكن العلماء من يقوم بهذا الأمر، وقد ردوا بضعة أحاديث في صحيح مسلم، وهم أئمة كبار، وهذا أمر مشهور.(1/3081)
".. االحق أنه لا يظهر لهذا النسخ حكمة، ولا يتفق مع ما ذكر من العلة، وإنّ ردّ الرواية عن عائشة لأهون من قبولها، مع عدم عمل جمهور من السلف والخلف بها، كما علمت، فإن لم نعتمد روايتها فلنا أسوة بمثل البخاري وبمن قالوا باضطرابها، خلافاً للنووي، وإن لم نعتمد معناها فلنا أسوة بمن ذكرنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في ذلك، كالحنفية وهي عند مسلم من رواية عمرة عن عائشة، أو ليس ردُّ رواية عمرة وعدم الثقة بها أولى من القول بنزول شيء من القرآن لا تظهر له حكمة ولا فائدة، ثم نسخه أو سقوطه، أو ضياعه، فإن عمرة زعمت أن عائشة كانت ترى أن الخمس لم تنسخ وإذن لا يُعتد بروايتها". [المنار]
قلت: فكانت العشر منسوخة الرسم والحكم
إذن أنت أثبت قرآنية هذا النص، مع عدم ثبات تواتره!!!
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
---
مجدي ابو عيشة
01-25-2006, 12:30 PM
السلام عليكم : ارجوا من الاخوة التركيز في موضع الخلاف ,فهل هو على "أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"لماذا قدير او حكيم كما قال صاحب الطرح :
"هي العبارة القرآنية المكونة من كلمات ..فلماذا يختم الله تعالى
الآية :ولم يقل عز وجل أن الله بكل شيء عليم أو حكيم..؟؟
هل صفة القدرة تتناسب مع العلم..؟؟
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم مماثلة..؟؟
اعذروني إن أسأت التعبير..!!" ام عن النسخ عموما .
لان النسخ موضوع لا يخفى عليكم تشعبات الخلاف فيه .
فمن معنى النسخ الى انواع النسخ الى اين وقع النسخ لا علاقة له بموضوع السؤال .
قال ابو جعفر الطبري :
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1/3082)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَلَمْ تَعْلَم أَنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير } . يَعْنِي جَلّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { أَلَمْ تَعْلَم أَنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير } أَلَمْ تَعْلَم يَا مُحَمَّد أَنِّي قَادِر عَلَى تَعْوِيضك مِمَّا نَسَخْت مِنْ أَحْكَامِي وَغَيَّرْته مِنْ فَرَائِضِي الَّتِي كُنْت افْتَرَضْتهَا عَلَيْك مَا أَشَاء مِمَّا هُوَ خَيْر لَك وَلِعِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَعَك وَأَنْفَع لَك وَلَهُمْ , إمَّا عَاجِلًا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا آجِلًا فِي الْآخِرَة . أَوْ بِأَنْ أُبَدِّل لَك وَلَهُمْ مَكَانه مِثْله فِي النَّفْع لَهُمْ عَاجِلًا فِي الدُّنْيَا وَآجِلًا فِي الْآخِرَة وَشَبِيهه فِي الْخِفَّة عَلَيْك وَعَلَيْهِمْ . فَاعْلَمْ يَا مُحَمَّد أَنِّي عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى كُلّ شَيْء قَدِير . وَمَعْنَى قَوْله : { قَدِير } فِي هَذَا الْمَوْضِع : قَوِيّ , يُقَال مِنْهُ : " قَدْ قَدَرْت عَلَى كَذَا وَكَذَا " . إذَا قَوِيت عَلَيْهِ " أَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَقْدُرُ عَلَيْهِ قُدْرَة وَقِدْرَانًا وَمَقْدِرَة " . وَبَنُو مُرَّة مِنْ غَطَفَانَ تَقُول : " قَدِرْت عَلَيْهِ " بِكَسْرِ الدَّال . فَأَمَّا مِنْ التَّقْدِير مِنْ قَوْل الْقَائِل : " قَدَرْت الشَّيْء " فَإِنَّهُ يُقَال مِنْهُ : " قَدَرْته أَقْدِرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا " .
اي انه اعاد قدير على الحكم المبدل بانه خيرلهم من الاول .(1/3083)
فلو كانت الاية تتحدث عن الايات الواضحات الدالة على صدق الانبياء فلا وجه لاعتراض احد عليها . لان المشركين انما طلبوا في هذا الموضوع مثل معجزة موسى عليه السلام "فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ" والايات التي اعطاها الله للانبياء تختلف اجمالا فليست ايات موسى عليه السلام كآيات عيسى عليه السلام .
القصد ان ذلك لا يتناسب مع النسخ .
ثم قال: "والمعنى الصحيح الذي يلتئم مع السياق إلى آخره أن (الآية) هنا هي ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم، أي: (ما ننسخ من آية) نقيمها دليلاً على نبوة نبي من الأنبياء، أي نزيلها ونترك تأييد نبي آخر بها، أو ننسها الناس لطول العهد بمن جاء بها، فإننا بما لنا من القدرة الكاملة، والتصرف في الملك نأتي بخير منها في قوة الإقناع وإثبات النبوة، أو مثلها في ذلك، ومن كان هذا شأنه في قدرته وسعة ملكه فلا يتقيد بآية مخصوصة يمنحها جميع أنبيائه،
فاذا كان الشيخ رحمه الله اقر بان ايآت الانبياء مختلفة والمشركون انما طلبوا ما أخبر الله عنه اصلا ورد لله اعتراضهم بقوله "أولم يكفروا بما اوتي موسى من قبل " فلا يكون النسخ للايات لان الايات التي اعطاها الله للانبياء انما هي حجة على من شاهدها او اقيمت له بينة بحصولها ولا تعتبر حجة على من لم يشاهدها .
اضف الى ذلك ان موسى عليه السلام ارسله الله عز وجل الى موسى عليه السلام في تسع ايات بينات" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مسحورا "
فكانت اول ايياته العصى وقد بين تعالى ان هذه الاية لم تزلها الايات الاخرى .(1/3084)
وعيسى عليه السلام يحي الموتى باذن الله ويصنع من الطين كهيئة الطير ويخبرهم بما أخفوا في بيوتهم وما ادخروه . فلم تكن احدها ناسخة للاخرى
ومحمد صلى الله عليه وسلم كانت اول اياته هي القران ولم ينسخ الاسراء ولا شق القمر ذلك .
والحق الذي لا مرية فيه ان الادلة الدالة على صدق النبي لا ينسخ شيء منها بل بعضها يصدق بعض .
خلاصة الكلام ان الكلام عن ازلة اية عن صدق النبي هو امر لا يقال بهذه الطريقة لان الدليل الصادق لا يزال . لانه لا يتعلق لابتصديقالناس له ولا بذكرهم له او نسيانه وانما ادلة الانبياء على صدقهم هي براهين يصدق بعضها بعض فلا محل للنسخ فيها .
اما القدرة فلها علاقة بالاحام الافضل او المساوية لها .
فخير منها كنسخ احكام المعاملات وبعض العبادات او مثلها مثل اغلب الاحكام التعبدية التي اساسها طاعة الله تعالى هذا فيما ينسخ منها.
والاحكام الافضل تحتاج الى قدرة على تشريعها بان تكون افضل بما يناسب الناس فارتبطت قدير بقوله" نأت بخير منها او مثلها" فالفظ في مكانه الصحيح .
والله تعالى اعلم .
---
د.أبو بكر خليل
01-25-2006, 03:43 PM
هذا كلام الله، هل يبقى الأمر فيه مموهاً إلى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نعلم هل بقيت تلاوة هذا النص حكماً أم أن التلاوة باقية؟
وهل قولها: "وهن مما يقرأ من القرآن" يتفق مع هذه التأويلات؟؟
...............
..............
طبعاً ليس ردّ الأحاديث الصحيحة التي في الصحيحين أمراً سهلاً ولا هو مما يجوز للعامة أن يتجرأوا عليه، ولكن العلماء من يقوم بهذا الأمر، وقد ردوا بضعة أحاديث في صحيح مسلم، وهم أئمة كبار، وهذا أمر مشهور.
...................
............... . .
قلت : فكانت العشر منسوخة الرسم والحكم *
إذن أنت أثبت قرآنية هذا النص، مع عدم ثبات تواتره!!!
----------------------------------------------------------(1/3085)
ما جاء في السطر قبل الأخير - أعلاه - ليس كلامي ، و إنما هو كلام الإمام الخطيب البغدادي في كتابه " الفقيه و المتفقه " ، الذي نقلت عنه كلامه هذا في مشاركتي ، و قوله هذا صحيح - أي : فكانت العشر منسوخة الرسم والحكم * - و قال به أئمة الأمة ،
- و أما تأويل قول عائشة رضي الله عنها : " و هن فيما يقرأ من القرآن " :
( قال ابن الجوزى في مقدمة كتابه نواسخ القرآن: ( تأولوا قولها: وهي مما يقرأ من القرآن، أن الإشارة إلى قوله : (وأخواتكم من الرضاعة) وقالوا: لو كان يقرأ بعد وفاة رسول الله (ص) لنقل إلينا نقل المصحف، ولو كان بقي من القرآن شئ لم ينقل لجاز أن يكون ما لم ينقل ناسخاً لما نقل، فذلك محال! ) .
( و قال السيوطي في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " :
النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب .
أحدها : ما نسخ تلاوته وحكمه معًا .
قالت عائشة : كان فيما أنزل عشر مرضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات .
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ في القرآن .
وقد تكلموا في قولها : وهن مما يقرأ من القرآن فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك .
وأجيب بأن المراد قارب الوفاة أوأن التلاوة نسخت أيضًا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها .
وقال أبوموسى الأشعري : نزلت ثم رفعت .
وقال مكي : هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضًا غير متلو ولا أعلم له نظيرًا ) . انتهى
*****************
تنبيه :
لا يجوز رد الأحاديث الصحاح - التي تلقتها الأمة بالقبول - بما يتوهمه المرء من أوهام ، و بخاصة إذا كان العلماء المتقدمون الأثبات قد تولوا بيان مشكلها و تأويلها ،
فليتهم المرء فهمه و لا يرد الأحاديث الصحاح التي حكم الأئمة النقاد بصحتها ،
قال الإمام عمر بن عبد البر في " التمهيد " ج17 ص 215(1/3086)
حديث سابع لعبدالله بن أبي بكر مالك عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مما يقرأ من القرآن . هذا أصح إسناد لهذا الحديث عن عائشة ) .
---
فاروق
01-26-2006, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أشكر الدكتور أبو بكر خليل على تلك الروابط المفيدة وأحب أن أؤكد للأخ الفاضل مجدي أبو عيشة أننا فعلا في صلب الموضوع وأحببت أن نتكلم عن الناسخ والمنسوخ في القرآن فطرحت التساؤل بتلك الطريقة حتى لا يتعرض السؤال لردة فعل شديدة لحساسيته كما حصل في مشاركة الأخ سيف الدين حول نفس الموضوع ،وبالمناسبة أرجو من الأخ سيف الدين أن ينضم إلينا حتى نتفادى التكرارولا نرهق أختنا الفاضلة "باحثة" للقتال على ثغرين من ثغور هذا الملتقى,..فلله ذرها فلقد فهمت بذكاء ما بين سطور ذلك التساؤل ودخلت في صلب الموضوع ،وما أكثرالتساؤلات التي تؤرقني فسأطرحها تباعا ،فلتتسع صدور أساتذتنا الإجلاء لها فإن طرحت من قبل فليوجهونا إليها عبر الروابط وأخص بالذكر
الأ ستاذ "الكشاف" المختص في هذه التوجيهات جزاه الله خيرا..أختي الفاضلة "باحثة" فليسامحني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك الأحرى "اللعينة" فلقد أسأت التعبير بأبي وأمي هو... فداه نفسي...
أختي الفاضلة "باحثة" كل كلمة تكتب في هذا الملتقى نستفيد منها أيما استفادة حتى لو كتبت خطأ وخير دليل على ذلك تلك "الأحرى اللعينة"...!
فلنرجع إلى موضوعنا : سندع الرد والرد عليه بالتعاريف والتعليلات إلى حقل التطبيقات و أرجو من الأساتذة الكرام أن يقرأوا ويدققوا جيدا ما سأكتبه نقلا عن المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي ويردوا بالحجة والبرهان المقنعين.. فهذه الجولة من النقاش ستكون نقطة تحول في قناعاتي ..فسأبدأ بإذن الله بالآية الأولى التي ذكرت الأخت الفاضلة "باحثة" أعلاه..(1/3087)
فلقد قال جزاه الله خيرا بخصوص هذه الآية..:
ولنقف عند الآية الكريمة التالية التي زعموا بأنها منسوخة..
"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)"
قالوا إن هذه الآية تشمل الأمر بالوصية للوالدين والأقربين ،قبل نزول آيات المواريث في القرآن الكريم ،فنُسخت هذه الآية الآية بآيات المواريث ..وقالوا أيضا نُسخت هذه الآية بالحديث الشريف [إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث] (سنن الترمذي)
فالآية حسب قولهم تقرر الحكم بها برهة من الدهر ونُسخ حكمها سواء لمن يرث ولمن لا يرث،فالآية كلها منسوخة وبقيت الوصية ندبا..
وقال بعضهم نُسخت الوصية للوالدين بالفرض في سورة النساء، وثبتت للأقربين الذين لايرثون ،فهي -على قولهم هذا - منسوخة فيمن يرث ثابتة فيمن لا يرث..
وقال بعضهم إن الآية محكمة (ليست منسوخة) ظاهرها العموم ،ومعناها الخصوص في الوالدين اللذين لايرثان (في حالة الكفر والقتل..)،فالآية الكريمة -بناء على ذلك-هي تخصيص للوالدين والأقربين في حال عدم إرثهم.
وقال بعضهم لا منافاة بين هذه الآية وآية المواريث ،ومعناها كُتب عليكم تنفيذ ما أوصى الله تعالى به من توريث الوالدينوالأقربين ،بحيث لا يُنقص من حصصهم شيئَ .
وقال بعضهم إن الواجب ألا يقال إنها منسوخة ،لأن حكمها ليس بناف حكم ما فرض الله من الفرائض.. فوجب أن يكون حكم "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ" كحكم "ُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)"(1/3088)
فالآراء التي قيلت في تفسير هذه الآية الكريمة مثيرة، لكنها جميعها تدور حول المعاني التي رأيناها...ولنحاول دراسة هذه الآية الكريمة حسب منهج الكلية في البحث القرآني "آمنا به كل " لنرى حقيقة ما تحمله هذه الآية الكريمة -المزعوم نسخها -من معان وأحكام .
إن ورود التكليف الإلهي بصيغة المبني للمجهول {كتب عليكم} يعني أن الكتابة أمر مشترك بين المكلِف والمكلَف، فهذا التكليف أمر مشترك بين الله تعالى والمؤمنين ، الله يأمرهم وهم ينفذون..وهذه الآية خطاب من الله تعالى لجميع المؤمنين في كل زمان ومكان ،ولاتخص جيلا دون آخر ، وإن قولهم بأن حكم هذه الآية هو لبرهة من الزمن فهو قول مردود ،
فكلمات تتعلق بصفات الله تعالى وتنتمي لعالم الأمر الذي وفوق الزمان والمكان ،لا تحمل أحكاما خاضعة لقوانين الزمان والمكان ..
ولو كانت الآية الكريمة هي خطاب لمن يحضره الموت بأن يُوصي وصية لكانت واجبة ..ولكن ذلك يُنافي ما تحمله الآية من عدة وجوه:
* لو كانت خاصة بالإرث لبين الله تعالى المقدار الواجب في هذه الوصية التي زعموا نسخها .
* لو كانت الوصية منسوخة بالنسبة لمن يرث-كما ذهب إلى ذلك مقروا الناسخ والمنسوخ-لوجب استثناء من يرث من الوصية الواردة في باقي الآيات الكريمة ،التي تصور لنا الأخذ بوصية الميت قبل توزيع الإرث على الورثة .. وهذا الاستثناء لا نراه في كتاب الله تعالى.
"ٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ (11)"
"ٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ (12)"
" فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ(12) "
" فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ (12)"
فكما نرى لا يوجد اسثناء في الوصية .
*لو كانت الوصية خاصة بالإرث ،والخطاب موجه لمن يحضره الموت حصرا ،لاقتضى(1/3089)
ذلك عدم سقوط حق الوالدين واللأقربين ،حتى ولو لم يوص الموصي بذلك،كالدين يأخذه صاحبه سواء أوصى الميت بذلك أو لم يوص... ولكن ما نراه في هذه الآية الكريمة أن الوصية ندب ..وأن الله تعالى اختص بها المتقين وحعلها حقا عليهم "[بالمعروف حقا على المتقين][/color"[color=#6D5423]]*لو كان الخطاب [كتب عليكم] موجها لمن يحضره الموت دون غيره -كما قالوا- لاختلفت هذه الآية الكريمة مع سياق المعنى والخطاب في الآيتين التاليتين لهذه الآية،فهاتان الآيتان تحملان أحكاما تخاطب الشاهدين على قول الموصي وولاة الأمورومن تنفيذ قول الموصي..فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182)"
*لو كاتة الآية -المزعوم نسخها- تخاطب كل من يحضره الموت ،لأتت على الشكل التالي
{كُتب عليكم إذا حضركم الموت إن تركتم خيرا...} ولو كانت لا تخاطب منفذي الوصية
والشاهدين عليها وأولياء الأمور ،لأتت على هذا الشكل {كُتب على أحدكم إذا حضره الموت...}..ولكن ما نراه أن الآية الكريمة التي تخاطب المؤمنين من شهود وأولياء وحكام مكلفين بتنفيذ الوصية التي يوصيها نت يحضره الموت ..
"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا.."
والآية الكريمة التالية تصور هذه الحقيقة من جانب آخر .(1/3090)
"يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106)
إذا ..العبارة القرآنية [كُتب عليكم] هي خطاب تكليفي من الله تعالى للمؤمنين المحيطين
بمن يحذره الموت من شهود وولاة أمور وحكام ..وما كُتب عليهم -ما يُكلب منهم - هو سماع ما يوصي به من يحضره الموت، والشهادة به عند الحاجة، والحكم به كما أمر الله
تعالى.. أما الوصية فترتبط بمن يحضره الموت ،ولا ترتبط بالمحيطين به الذين يخاطبهم الله تعالى بالعبارة القرآنية [كُتب عليكم]
وما يؤكد ذلك هو تذكير الفعل [كُتب]،في حين أن الوصية ترد في القرآن الكريم مؤنثة
"ُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ(11)" ..فما كُتب على المؤمنين ليس الوصية المؤنثة
إنما سماع قول ووصية من يحضره الموت ، والحكم بها ،وإدلاء الشهادة بها حين الحاجة
ولو كان نائب الفاعل للفعل (كُتب) هو الوصية -حسب ما ذهب إليه معظمهم- لأنث الفعل
كُتب (كُتبت عليكم....الوصية).
وحجة من قال إن كلمة الوصية في الآية الكريمة هي نائب الفاعل للفعل كُتب ، أن مخالفة الفعل لنائب الفاعل -بالنسبة لمسألة التذكير والتأنيت-ناتجة عن الفصل بين الفعل ونائب الفاعل..وهذه الحجة مردودة لسببين:
1-إن نائب الفاعل للفعل كُتب يرتبط -كما رأينا - بالمحيطين بمن يحضره الموت ،ولا يرتبط بمن يحضره الموت ..في حين أن الوصية ترتبط بمن يحضره الموت ،ولا ترتبط بالمحيكين به.(1/3091)
2-صحيح أنه يجوز -بالنسبة للتذكير والتأنيث - مخالفة الفعل للفاعل إذا تم الفصل بينهما ،
ولكن في هذه الآية -المزعوم نسخها-لا بد أن يكون نائب الفاعل للفعل كُتب مذكرا ، ودليل ذلك هو الآية الكريمة التي تليها مباشرة.."فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)" فالضمير المتصل (الهاء) في الكلمات،ل[بدله]، [سمعه]،
[إثمه]،[يبدلونه] يعود إلىنائب الفاعل للفعل (كُتب) في الآية -المزعوم تسخها- وهذه-كما نرى- يدل على التذكير ولا يدل على التأنيث..فلابد أن يكون نائب الفاعل للفعل (كُتب) في الآية الكريمة مذكرا، وبالتالي فإن كلمة الوصية ليست هي نائب الفاعل .
فنائب الفاعل للفعل كُتب هو كلمة عليكم المتعلقة بسماع القول والحكم ..وهكذا يكون تقدير الكلام :كُتب عليكم سماع قول أحدكم ،والحكم به، وإدلاء الشهادة به حين الحاجة،إذا حضره
الموت إن ترك خيرا..
وبذلك تكون كلمة الوصية في الآية الكريمة مبتدأ،وخبره متعلق بالوالدين،وبالتالي يكون معنى
الصورة القرآنية "الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " عو أن الوصية
لمن يحضره الموت ،هي بالمعروف تحق حقا للوالدين والأقربين.وإن ما ذهبوا إليه من أن المكتوب هو الوصية ،وإن الخطاب موجه لمن يحضره الموت ،أدى إلى توهمهم بوجود تناقض بين هذه الآية الكريمة وآيات المواريث والحديث الشريف
(لا وصية لوارث)..إن الإسلام لا يمنع الوصية مادامت دون الثلث(صحيح البخاري)
وكما رأينا أنه في توزيع الإرث يقول الله تعالى " مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ "
..فالوصية موجودة ولا نرى استثناء في ذلك ،وهذا لا يعني مخالفة ما يأمر الله تعالى به
بالنسبة لتوزيع الإرث..(1/3092)
وهكذا نرى الآية الكريمة -المزعوم نسخها- تصور لنا مسألة الوصية التي يدلي بها من يحضره الموت ،وأنه مطلوب من المؤمنين سماعها والحكم بها ،وأن تكون هذه الوصية بالمعروف وألاتحمل إثما ،وبحيث لا يحصل مخالفة لحصص المواريث التي يحددها الله
تعالى في كتابه الكريم،وهذا بينه الحديث الشريف (إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه)
فهذه الآية متكاملة متعاضدة مع آيات المواريث ،ومع الحديث الشريف ،في تصوير أحكام
مسائل الوصية والإرث، ولايوجد-أي تعارض بينها وبين آيات المواريث أو الحديث الشريف
كما توهم مقروا الناسخ والمنسوخ..
انتهى كلام المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي..
رجائي كما قال الأستاذ "الكشاف" لن يتصدى للرد إلامن يكون على بينة مما يقول..!حتى
لا تضيع منا الخيوط ونتوه في متاهات الأقوال..!!وسنتناول الآيات الآخرى إن شاء الله..
[line]
اللهم فهمنا ما لم نفهم
---
فاروق
01-26-2006, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
بمن يحذره الموت من شهود وولاة أمور وحكام ..وما كُتب عليهم -ما يُكلب منهم - هو سماع ما يوصي به من يحضره الموت، والشهادة به عند الحاجة، والحكم به كما أمر الله
وجب تصحيح الكلمات:
يحذره ب يحضره و-مايُكلب منهم- ب -مايُطلب منهم-
---
د.أبو بكر خليل
01-26-2006, 08:35 PM
اقتباس :(1/3093)
[QUOTE=فاروق]أشكر الدكتور أبو بكر خليل على تلك الروابط المفيدة وأحب أن أؤكد للأخ الفاضل مجدي أبو عيشة أننا فعلا في صلب الموضوع وأحببت أن نتكلم عن الناسخ والمنسوخ في القرآن فطرحت التساؤل بتلك الطريقة حتى لا يتعرض السؤال لردة فعل شديدة لحساسيته كما حصل في مشاركة الأخ سيف الدين حول نفس الموضوع ،وبالمناسبة أرجو من الأخ سيف الدين أن ينضم إلينا حتى نتفادى التكرارولا نرهق أختنا الفاضلة "باحثة" للقتال على ثغرين من ثغور هذا الملتقى,..فلله ذرها فلقد فهمت بذكاء ما بين سطور ذلك التساؤل ودخلت في صلب الموضوع [color=#AC5668][size=4]،وما أكثرالتساؤلات التي تؤرقني فسأطرحها تباعا ،فلتتسع صدور أساتذتنا الإجلاء لها فإن طرحت من قبل فليوجهونا إليها عبر الروابط
..........................
..........................
ولنقف عند الآية الكريمة التالية التي زعموا بأنها منسوخة..
[color=#FA0309][size=5]"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)"
.....................
......................
فالآراء التي قيلت في تفسير هذه الآية الكريمة مثيرة، لكنها جميعها تدور حول المعاني التي رأيناها...ولنحاول دراسة هذه الآية الكريمة حسب منهج الكلية في البحث القرآني "آمنا به كل " لنرى حقيقة ما تحمله هذه الآية الكريمة -المزعوم نسخها -من معان وأحكام .
...................................
...................................
كما توهم مقروا الناسخ والمنسوخ..
انتهى كلام المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي..
رجائي كما قال الأستاذ "الكشاف" لن يتصدى للرد إلامن يكون على بينة مما يقول..!حتى
لا تضيع منا الخيوط ونتوه في متاهات الأقوال..!!وسنتناول الآيات الآخرى إن شاء الله..
انتهى الاقتباس .(1/3094)
==================================
أخي العزيز
- حبذا لو تم التركيز على الأمور الكلية - في القضية - قبل الجزئية ، فإذا تقرر الأصل أمكن الانتقال إلى الفرع ،
أقول هذا لكيلا نغرق في التفاصيل ، و تتشعب المواضيع ، و يتوه الغرض المقصود ،
فينبغي تحرير موضع النزاع و تحديده بوضوح أولا ، ثم يأتي تحقيقه و بيان وجه الحق فيه بعد ذلك ،
و بذلك تستقيم المناظرة و تثمر المناقشة إن صح القصد و خلصت النية
---
مجدي ابو عيشة
01-26-2006, 09:42 PM
أخي الحبيب الفاروق مسألت الناسخ والمنسوخ لا ترتبط فقط بذكر الادلة ودفعها وانما هي مسألة اصولية .
اما ما يترتب على هذه المسألة فهو سبب الخلاف وتوجيه التفاسير الى النسخ او عدمه .
وكثيرا ما يكون الخلاف بالالفاظ ولكنه في المحصلة لا يؤثربالاحكام التي لا يكون النسخ الا فيها .
اي ان الخلاف لفظي في كثير من الحالات . فاستثناء جزء من كل هو نوع من النسخ عند التحقيق والتخفيف ليس الا نسخا لحكم .
لان المفسر انما يقول بالنسخ ان توفرت شروط عديدة في الاية كلها يترتب على تفسير الاية . ومع ذلك لا يقال بالنسخ الا وفقا للاصول التي يقبل فيها النسخ .
فالنسخ لا يقبل بالاخبار ولا التوحيد وانما محله الاحكام فقط فاذا حدث تعارض بين فهم الايات هنا تكون العلة بالفهم ولا أحد يقول بالنسخ .
والسباق لا ينسخ اللاحق . والناسخ يعمل به ام المنسوخ فيكون عمل به ثم ترك العمل به .
بالطبع النسخ للاحكام أكثر بكثير من النسخ للايات لان الاحكام من كتاب الله وسنة نبيه . والاية التي وضعتها موضعا للسؤال فيها ضوابط النسخ وبها قال أكثر اهل التفسير . فالمسألة تتوقف على امور ليست سهلة . لان كلا منها يحمل شقين اصعب من بعضهما البعض . لان النظر في المسائل الاصولية لا يتم الا بعد فهم الشرع ومقاصده فالاصول تؤصل على فهم الشرع . ولا يطوع الشرع للاصول .(1/3095)
فان كنت تقول ان من قال بالنسخ توهم بالتعارض . فهو يقول لك انك تفهم الاية وفقا لاصل انت وضعته بمنع النسخ .
واعذرني من مداخلتي الاولى فما فهمت قصدك الا بما سألت , وانا واثق من ان اي موضوع يكتب بشكل جيد ومقبول في شروط الملتقى ان يلاقي احترام الجميع .
---
سيف الدين
01-26-2006, 09:59 PM
الاخ الدكتور ابو بكر خليل ..
اذا كانت الايات الناسخة والمنسوخة محدودة (البعض يقول انها لا تتجاوز ال7 ايات), فلا بأس من مناقشتها للوقوف على وجه النسخ فيها .. وأسأل الله الهداية ...
---
روضة
01-26-2006, 10:00 PM
الأخ فاروق،
أنا أتفق مع الدكتور أبو بكر خليل، فيجب أن ننتهي من الأمور الكلية حتى ننتقل إلى ما بعدها.
لم تبين لنا رأيك بما تم مناقشته، فلم نعرف ما هو رأيك، هل ما زال عندك تساؤلات، هل اقتنعت بشيء مما قيل.
إلا إذا أردت من الانتقال إلى التطبيق أن نفهم ضمناً أنك اقتنعت وانتهيت من المرحلة الأولى.
أرجو ان تحدد موقفك.
---
روضة
01-27-2006, 12:22 AM
أرجو من الإخوة: فاروق، وسيف الدين الإجابة على هذا السؤال وبصراحة، فهذا منبر حر، ليس لأحد على أحد سلطة، فكلٌّ يبين رأيه مدعِّماً إياه بالحجة، وبالنهاية كلٌّ له شرعة ومنهاج.
السؤال: هل تميلون إلى نفي النسخ؟ أو هل تنفونه فعلاً؟
شعرت هذا من مشاركاتكم، فكان أمراً مشتركاً بينكما، ولكني لم أرغب بالتصريح به لعدم تأكدي منه، أمَا وقد انتقل الأخ فاروق إلى مرحلة تالية تترتب على أسئلته السابقة، وسيشاركه فيها الأخ سيف، فستكون الإجابة على هذا السؤال ضرورية، حتى لا نكون كمن (ينفخ في قربة مقطوعة).
وبهذه المناسبة أتوجه بسؤال لأهل الاختصاص ....
ا
ا
ا
ا
v
ا
---
روضة
01-27-2006, 12:26 AM
هل الاعتقاد بالنسخ مما يجب أن يُعلم من الدين بالضرورة؟
هل هو من أصول الدين أم من فروعه؟
هل يترتب على إنكار النسخ قدح في دين المنكِر له؟(1/3096)
وأرجو ممن يريد الإجابة أن يدعّم رأيه بالأدلة، مع العلم أني مقتنعة به تماماً، ولكنه سؤال خطر لي.
---
لطفي الزغير
01-27-2006, 07:17 AM
للأسف نجد بعض المسلمين بل بعض المتخصصين في علوم الشريعة وأحياناً في القرآن الكريم خاصة ينفون النسخ أو بعضاً منه كما قرأت لبعض المعاصرين من المتخصصين نفي نسخ التلاوة بحجج واهية ، وكثير من الذين ينفون مثل ذلك يخوضون فيما لا يعلمون ويخلطون بين الثقافة والعلم ويظن أحدهم أنه بمجرد أن ينتمي للإسلام يحق له أن يناقش في كل جزئياته ، وهذا إن كان يصدق على الفكر والثقافة فلا يصدق بحالٍ على العلم الذي يحتاج إلى إتقان الأصول وإحكام المنهج ، ولقد كتبت بحثاً حول أحاديث نسخ التلاوة رواية ودراية ، تناولت فيه شبهات هؤلاء المعاصرين ، وقبل أن أنهي أتمنى من كل من أراد التدخل في المسائل العلمية الصرفة أن يكون متقناً لما سيشارك به لأن الذي يكتب إنما يعرض عقله على الآخرين فلينظر ماذا يعرض !.
---
روضة
01-27-2006, 11:21 AM
أرحب بالأخ لطفي من أهل الحديث ليشارك معنا في المناقشة، فإثراء الموضوع بتنوع المتخصصين، ولكن أتمنى أن لا يجرِّح أحدُنا غيرَه في هذه المناقشة لا بالتصريح ولا بالتلميح، فكلٌّ له من العلماء حجة، ونفي بعض أنواع النسخ له حجج قوية، الأمر ليس فيه خلط بين الثقافة والعلم بحال، بل هو خاضع للحجج، وهذه الآراء لها مؤيدون ومعارضون منذ القدم والحديث فيها ليس بدعاً من القول، من له رأي فليعرضه دون تعريض بالآخرين، وأعدكم أنني سأغير رأيي بما يخصّ نسخ التلاوة الذي أقول بنفيه، متأسيةً بمن قال بهذا من العلماء، ولكن إن وجدت ما يستدعي التغيير.
علِّمنا ـ يا أخي لطفي ـ مما علمك الله، جزاك الله خيراً.
ودعائي لكل من يعلمني شيئاً مهما كان بسيطاً.
وما زلت بانتظار المتخصصين ليجيبوني على السؤال السابق، بما لديهم من أدلة.
وأقصد من السؤال:(1/3097)
حكم نفي أصل النسخ بكل صوره لا بعضها، فأنا موقنة بنسخ الحكم مع بقاء التلاوة فقط، ولا أنفي أصله.
---
فاروق
01-27-2006, 02:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أرحب بالأستاذ الفاضل د.بن محمد الزغيروأطلب منه أن يرشدنا إلى بحثه الذي كتبه حول أحاديث نسخ التلاوة رواية ودراية ،والذي تناول فيه شبهات المعاصرين وله جزيل الشكر..
أختي الفاضلة.."باحثة" أشكرك على صبرك ونفسك الطويل وكذلك الأساتذة الكرام على تحمل أسئلتنا..طلبت تحديد موقفي بكل صراحة بقولك:
السؤال: هل تميلون إلى نفي النسخ؟ أو هل تنفونه فعلاً؟
سأتكلم عن نفسي -ولا أدري موقف أخي سيف الدين-
أختي الفاضلة"باحثة" ليس لي من العلم الشرعي الكافي لأجزم برأي في هذا الموضوع الذي أُقسم فعلا أنه يؤرقني وكذلك أسئلة أخرى سأطرحها إن اتسعت صدوركم لها !!إن شاء الله..
فلقد قرأت في هذا الموضوع للمؤيدين والمعارضين وأشكل الأمرعلي فعلا فهداني الله تعالى إلى هذا الموقع أثناء البحث في google فقلت ربما التفاعل مع أهل الاختصاص عبر الحوار والنقاش يبدد ظلمات تساؤلاتي..!!
فكما قلت في آخر مشاركتي، إذا كان الخلاف في هذا الموضوع على آيات معدودة كما حقق في ذلك
بعض العلماء مثلما وجدت في الروابط التي نصحني بها الدكتور أبو بكر خليل ،فلما لاتناقش هذه الآيات
بين المؤيدين والمعارضين..هذا ما قصدته بالتطبيق -ولقد انضم إلي الأخ سيف الدين-!! انطلاقا مما تعلمناه في المختبرات إخضاع النتائج للتجربة!! وقد أكون مخطأ في هذا الطرح !! لأنه لا مجال للمقارنة..
وسؤالك الأخير لأهل الاختصاص في محله..-في رأيي-
فإن شئت بعد أن أسمع ردك على ما نقلته عن المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي ننتقل إلى الآيات الأخرى
محل الخلاف..
والحق أحق أن يتبع كما يقول الأستاذ"الكشاف"
---
روضة
01-27-2006, 06:31 PM
حسناً سنناقش هذه الآية، لنبحث بعدها بقية الآيات، ولكن أمهلني بعض الوقت ليكون الكلام موثقاً من مصادره.(1/3098)
والحق أحق أن يتبع كما يقول الأستاذ "الكشاف"
فليكن اتباع الحق هدفنا جميعاً حتى نؤجر على هذا الحوار.
وأذكّر نفسي وأذكركم أنه لا حرج إنْ غيّر أحدُنا قناعته إنْ ظهر له ما كان خافياً عليه.
---
فاروق
01-27-2006, 07:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أختي الفاضلة "باحثة" لا بأس في ذلك ،فالحكمة ضالة المؤمن والحق هو هدفنا ، ونعتذر إليك إن أخذنا من وقتك ،فهذه ضريبة العلم..
---
لطفي الزغير
01-27-2006, 09:08 PM
البحث مقدم للتحكيم والنشر ولذا لا يمكنني نشره هنا أو في أي مكان إلا بعد نشره في مجلة التحكيم بستة أشهر ، ولكن يمكنني أن أنشر ملخصاً له في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله ، أما من حيث قولي إن هناك من يخلط بين الأمرين أي بين العلم من جهة والثقافة والفكر من جهة أخرى فهذا أمر واقع ، وعندما كتبت ما كتبت لم أضع في ذهني أياً من الذين تدخلوا في هذا النقاش ، ولكن كل قصدي أن يسلم غير المتخصص في فنٍ ما للمتخصص إذا ما بين رأي أهل هذا العلم في مسألة تخصص علمه ، ويمكن لشخصٍ ما أن يعترض إذا كان الأمر يحتمل الاعتراض ، فمثلاً نقل أحد الفضلاء في بحث له رأي العلامة الزبيدي ( وهو من المتخصصين في علم الحديث ) في الحكم على حديث ما بالتواتر ، فيأتي هذا الفاضل ويقول : (( ودون التواتر خرط القتاد)) ، ولم يبين لماذا ، وهذا أمر لا يُصنَّف في باب إبداء الرأي لأن الحكم بالتواتر استند إلى قواعد ومناهج يسير عليها أهل الحديث ، أما النقد فلم يستند إلى أي شيء ما .
وقد روى ابن سلام في طبقات الشعراء أن رجلاً جاء إلى خلف الأحمر ( وهو أحد نقاد الشعر ) فقال له : أذا استحسنت أنا بيتاً من الشعر فلا يهمني ما قلت أنت وأصحابك فيه ، فقال له خلف إذا أخذت درهماً إلى الصيرفي فأخبرك أنه زيوف فماذا ستستفيد منه ؟(1/3099)
على كل حال يحتاج هذا الأمر لأكثر من وقفة وأنا ملتزم بنشر ملخص عن البحث الذي ذكرت في أقرب وقت إن شاء الله تعالى ، وشكر الله للجميع .
---
سيف الدين
01-27-2006, 09:43 PM
الاخوة المشاركين, حفظكم الله تعالى
لا يوجد عندي حكما مسبقا في اي قضية اناقشها, وانما هي أسئلة ترد على الذهن رجوت ان اجد اجوبة شافية فيها في هذا المنتدى الكريم ..
ورغم اني لم اجد الى الان جوابا شافيا, الا اني خشيت من ان اكون مكرّرا, واتهمت فهمي فيما كنت اقول .. وعلى اي فاني لا امانع من مناقشة الايات الناسخة والمنسوخة .. لكني أرجو من المشاركين الاختصار, او تنقيط (كتابة نقاط مختصرة) افكارهم في نهاية اقوالهم حتى لا يتشتّت الذهن .. وأشكر الجميع على سعة صدورهم .. ولتسمح اختي الباحثة باضافة سؤال على اسئلتها التي توجهت بها لاهل الاختصاص: هل الايات الناسخة والمنسوخة توقيفية؟ وأسأل الله الهداية ..
---
روضة
01-28-2006, 02:30 AM
كنت قد قررت أن لا أبحث فيما سبق من تساؤلات، ولكني كنت أقرأ اليوم بمقدمة تفسير (صفوة العرفان)، للشيخ محمد فريد وجدي، فعثرت على كلام له يتعلق بسؤال كان قد طرحه الإخوة من قبل، وهو تغير الأحكام الناتج عن النسخ، أسأل الله أن تتم به الفائدة.
(ملاحظة: أرجو أن لا يُفهم من نقلي لهذا النص اتهامي لأحد بأنه يتبنى هذه الشبهة التي سيتكلم عنها الشيخ، أو أنه يوصف بما سيصف به الشيخ القائلين بها).
بعد أن عرّف النسخ بأنه إبطال حكم الآية الأولى بالثانية، قال:
"وقد اتخذ أعداء القرآن هذا النسخ من المطاعن عليه، واستدلوا به على أنه كلام محمد لا كلام الله، قالوا: لو كان هذا القرآن كلام الله لكان ثابتاً لا تتغير أحكامه بتغير الأحوال، ونحن لردّ هذه الشبهة نقول:(1/3100)
أنزل الله الدين على الأمة العربية لتأخذ بآدابه نفوسَها وتروض بتعاليمه أفئدتَها، فتتقمص روحه وتستشعرها، فهو دين عملي حيوي، وليس في العالم فلسفة ولا مذهب يلين للإنسان في جميع أدواره، ويتنزل معه إلى سائر أطواره إلا هذا الدين.
وهذه أمامك الأديان القديمة المحرفة في جميع قارات العالم قد هجرها الناس، ووجدوا لأنفسهم عذراً مقبولاً في هجرها، وهذه المذاهب الإصلاحية في أوروبا كالاشتراك والفوضى وغيرهما، كلها متطرفة لا يمكن العمل بها إلا الإسلام، فلا يستطيع أحد أن يعتذر بعدم إمكان العمل به بحجة مناقضة أصوله لمبدأ الحياة أو لأحوال الزمان.
هذا الدين الإسلامي يراعي الإنسان في حالة ضعفه وقوته، وجهله وعلمه، وحربه وسلمه، وغناه وفقره، وكماله ونقصه، إلى آخر ما ينتابه من الأحوال البشرية المتناقضة التي تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والأمزجة، فهو الدين الطبيعي الذي تقتضيه الطبيعة البشرية، أو هو ـ بلسان الشرع ـ الدين الفطري الذي ينطبق على مطلوب الفطرة، ولما كان كل شيء يتغير في الإنسان وتنتابه الزيادة والنقصان جعل الله دينه الأخير صالحاً لأن يتتبع الإنسان في جميع أدواره لا أهوائه. ولو كان هو ديناً من ضمن الأديان المعروفة وكان في علم الخالق أن نبياً يظهر بعد محمد صلى الله عليه وسلم، لجاءت أصول القرآن مقيدة محدودة، ولزالت دولته بزوال رسوله، واستعد الناس لاستقبال وحي جديد.
ولكن شرع الله هذا الدين ليكون دين الإنسانية كلها في سائر أدوارها، فكيف يقرر الله فيه أصولاً مقيدة محدودة، وقد عرفتَ أن الإنسان لا يتقيد بقيد، ولا يدخل ضمن حد، وهو من تغير الحال وتلون المزاج على ما لا يجهله أبسط الناس علماً؟(1/3101)
مراعاة لهذه الحالة الطبيعية اقتضت حكمة الخالق جل وعز أن يراعي في تربية الأمة العربية حالها من جميع الوجوه، فقرر لها أولاً أحكاماً على قدر حاجتها، ثم نسخها بأحكام أخرى أليق بحالها الذي تحولت إليه وهو خالق تلك الأحوال ومسلطها على الإنسان.
على أن النسخ سنة من سنن العالم الطبيعي ظاهرة في الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان نفسه، فترى النواميس الطبيعية تقتضي أن يكون الهواء مثلاً ساكناً في هذه الساعة ثم يحدث ما يغيرها، فتنسخ هذه الحالة برياح تحدثها، وأمطار ترسلها، وصواعق تسقطها ..إلخ.
وهذه الحوادث من النسخ في العوالم الحية أظهر منها في عالم الجماد، ومما لا مشاحة فيه، ان الإنسان أشد جميع الكائنات تغيراً وتحولاً، ولكل حال حكم كما لا يخفى، أفلا تكون من حكمة الخالق جل شأنه أن يعدل له الأحكام على حسب قابليته في كل حال من احواله؟
هذا التبديل والنسخ يصح في جهة ما يتعلق به من أحواله الذاتية المتغيرة، أما الدين نفسه، فهو ثابت لا يتغير، ولا عذر للإنسان في استبدال غيره به، فإنه أبسط ما يتصور." أ.هـ.
أتمنى أن يكون في هذا إجابة ولو من وجه على ما تقدم من تساؤلات.
---
مجدي ابو عيشة
01-28-2006, 12:27 PM
هل الاعتقاد بالنسخ مما يجب أن يُعلم من الدين بالضرورة؟
هل هو من أصول الدين أم من فروعه؟
هل يترتب على إنكار النسخ قدح في دين المنكِر له؟
وأرجو ممن يريد الإجابة أن يدعّم رأيه بالأدلة، مع العلم أني مقتنعة به تماماً، ولكنه سؤال خطر لي.
انما يقال الاصل لما يجمع الفروع ويرجع اليه عند الخلاف . فلا اقصد انه معلوم من الدين بالضرورة . اذ لو كان من المعلوم بالدين بالضرورة لقدح في اسلام منكره .
ولكن عند الكلام عن النسخ فلا يمكن فهم النسخ الا بمعرفة معنى النسخ وحكمه ثم يقال يطبق . لان التطبيق سيكون على امر مخصوص وهو النسخ .(1/3102)
نفي النسخ كليا لا يقول به مسلم وانما ينفى النسخ الاصطلاحي لان من ينفي النسخ الاصطلاحي انما يعتبر ان معنى النسخ هنا ليس ما قصد بالاصطلاح .
فمرد النسخ باللغة . الى بابين :
الاول هو النقل كما هو . ومنه نسخ الكتب من اصلها .
فعلى هذا المعنى القران كله منسوخ من اللوح المحفوظ , فعلم ان المعنى هنا غير مراد .
والنسخ له معنى الازلة . ويخص هنا بالحكم بالاية وهو الذي اجمع عليه السلف فلا ينقل عنهم خلاف فيه . وانما انكره كليا بعض من اثرت فيه شبه الملاحدة واهل الكتاب .
واساس شبههم هو في اصل النسخ لا في تفسير وفهم الايات : لانهم لم يخلوا كلامهم من ربط النسخ بالبداء , ولا يقول احد من السلف بالبداء , وانما قالت به الرافضة , ونفى بعض المسلمين النسخ بربطهم اياه بالبداء .
الذي ارجوه من طارح الموضوع ان يضع لنا بوضوح ما يريد . فان كان يرى ان لا جواز للنسخ . فيضع علة ذلك , وليبين معنى النسخ الوارد في القران , وبعد ذلك يحصل على ما يريد من اجابة باذن الله تعالى .
لان نفاة النسخ على ضروب مختلفة , واستغرب لماذا لا تضع المشكلة التي واجهتها بوضوح ؟
---
روضة
01-28-2006, 01:02 PM
لقد ورد عن بعض الناظرين من المسلمين نفي النسخ ـ بمعناه الاصطلاحي ـ وحاولوا إثبات عدم وجود ناسخ ومنسوخ، وتأولوا الآيات الدالّة عليه صراحة؛ لأجل إثبات رأيهم، وهذا تطرف وتعسف في فهم الآيات، كما يقول الشيخ محمد فريد وجدي في مقدمته، وليس شرطاً أن يكون نفيهم للنسخ من باب قولهم بالبداء، فهناك أسباب عدة قد تؤدي إلى القول بهذا.
لي مطلبان عند الأخ مجدي:
الأول: أن يقرأ الموضوع من أوله، ويقرأ كل الموضوعات المتعلقة بالنسخ في الملتقى، حتى لا يعيدنا إلى الوراء.
الثاني: أن يصوغ عباراته بشكل أوضح، لأني ـ بصراحة ـ قرأت له أكثر من مشاركة، ومن الصعب الوقوف على ما يريد بالضبط، ففي صياغته إشكال، وفي ترتيب أفكاره اضطراب، وليسامحني على هذا.
---(1/3103)
مجدي ابو عيشة
01-28-2006, 01:48 PM
بارك الله فيك اخت باحثة .
---
روضة
01-28-2006, 02:06 PM
الأخ مجدي،
بالله عليك أن تسامحني.
أنا لا أتعمّد مضايقة أحد في هذا الملتقى أو الإساءة إليه، ولكن من طبعي الصراحة، وما يخطر على بالي أقوله مباشرة، ويبدو أنها صفة بحاجة إلى تحسين.
آسفة
---
د.أبو بكر خليل
01-28-2006, 02:44 PM
الأخ فاروق و الأخ سيف الدين
مما تعلمناه أول طلبنا التعليم ، و لا شك أنكما تعلمانه أن :
الخط المستقيم هو أقرب مسافة و أقصر الطرق بين نقطتين .
و هو قول يصدق في كل شيء ، مثل ما هو صادق في " الهندسة و الرياضيات " ،
فالوضوح و الإفصاح خير للسائل و المجيب ،
* * *
قاعدة عقلية منطقية :
( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) .
---
فاروق
01-28-2006, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم يا دكتور أبو بكرخليل..
فالوضوح و الإفصاح خير للسائل و المجيب ،
سؤالي بصيغة أخرى إذا كانت في القرآن آيات منسوخة كما يقال ومحل خلاف فلتناقش بين
مؤيد ومعارض؟
نأتي بأقوال المعارضين للنسخ وأنتم تفنذوا ما جاء فيها..بكل الأدلة الشرعية والعقلية لأننا لانملك الاختصاص العلمي لذلك وهكذا تتوضح الصورة لنا بجلاء..
ولقد بدأنا بأول آية مع الأخت "باحثة" وننتظر الرد منكم على أقوالهم..ولا نبتغي من خلال
ذلك إلا وجه الله وبالتالي الحق..فإن لم نبحث عن الإجابة في هذا الملتقى عبر التفاعل
فأين سنبحث عنها ..خصوصا أن الكتب لم تحسمها.. -بالنسبة لنا-فهل نبقى تائهين..!!
أظن أن المسألة واضحة ..فما رأيكم؟؟
[line]
اللهم فهمنا ما لم نفهم
ماجستير بيولوجيا الجزئية
باريس
---
سيف الدين
01-28-2006, 08:28 PM
الاخوة الكرام..(1/3104)
يبدو ان المشكلة هي الزمن ... الزمن الذي يراكم التجربة .. التجربة التي تحاول ان تصل الى الصفاء والكمال .. والى تحرير النفس من عبودية الذات التي يحاول المجتمع الجاهلي ان يشوهّها في كل حين وبتراكم زمني يبدأ منذ الولادة .. المجتمع ليس اعرافا وقوانين تسود تجمّعا بشريّا ضمن جغرافية المكان .. الزمن يضيف دائما الى المجتمع وافراده .. حتى وهم نائمون .. لا يترك احلامهم بحرية .. انه يلاحقها ويكبّلها ويحاول ان يقيّدها دوما ويردّها الى حظيرته... يراكم الزمن في الانسان تحت خديعة التكيّف الى ان لا يعود بمقدور هذا الانسان ان يلتقط انفاسه خارج مجتمعه .. هذا كلام ليس بهراء .. هذا كلام يمس جوهر الانسان وطبيعته ومنظومته .. يستطيع الانسان ان ينتقل من الايمان الى الكفر بلحظة, ولكنه لا يستطيع ان يهرب من تراكم الزمن الجاهلي في داخله.. لذا قالت سنته عليه الصلاة والسلام: "ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" او كما قال عليه الصلاة والسلام .. أصحاب الكهف, الفتية الطيبون, حملوا ايمانهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا .. نأوا بأنفسهم عن تراكم الزمن في مجتمعهم.. وعندما استيقظوا حملوا ايمانهم خارج كهفهم .. لكن سنة الله ماضية فأروا للناس آية من آيات الله ثم عادوا الى كهفهم ليعودوا الى نوم ثقيل.. لم؟ لا استطيع القول .. انها قدرة الله عز وجل , لكنها لطيفة شعرت بها وهي ان الايمان خارج نطاق تراكم الزمن في المجتمع لا يستطيع ان يحيي المجتمع ..(1/3105)
نظرت في سنته عليه الصلاة والسلام , ونزلت في القرآن الذي أنزل عليه , ونظرت في النسخ, فرأيت النسخ قد طوى الزمان, وقابل النصوص خارج روح الانسان الذي راكمه مجتمعه, فلم يستطع الا الحكم بالتناقض .. واستدل باستدلالات عجيبة, فقال: الا اني كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها .. وبهذا ينسخ هذا الحديث ما سبق .. ولو قابلنا الزمان بالزمان, لما كان هناك من خصام,ٍ بل المودة والرحمة والاشفاق على هذا الانسان .. فالرسول نهى لعلة كان يراها في مجتمعه, فلما انتهت العلة ورأى تراكما اخر في مجتمعه أذن بزيارة القبور .. والحقيقة انه سنته تركت الامرين : النهي عن الزيارة واباحة الزيارة برسم تراكم الايمان في المجتمع, فاذا اتجه المجتمع الى تقديس القبور كان النهي حاضرا واذا اتجه المجتمع الى نفي التقديس عادت الامور الى اصالتها وهي الاباحة ..
لماذا نأخذ بالاحكام التشريعية ما انتهت اليه الشريعة ولا نأخذ تراكمها ومواكبتها لصيرورة الانسان في المجتمع؟ لماذا سنة الرسول هو ما تركه في آخر ايامه, وليست الروح التي ظللت رسالته على مدى ال23 سنة التي انزلت فيها الرسالة؟ لماذا نستبعد الزمن من قراءتنا للنصوص؟ هذا هو اصل لكثير من الاسئلة التي تدور في ذهني عند قراءتي لاصول الفقه ..
---
مجدي ابو عيشة
01-29-2006, 12:56 PM
الأخ فاروق :
سؤالي بصيغة أخرى إذا كانت في القرآن آيات منسوخة كما يقال ومحل خلاف فلتناقش بين
مؤيد ومعارض؟ أخي الحبيب فارق كبير بين وجود الشيء وبين امثلته . لانك لو اردت نفي كل نسخ لما استطعت ذلك لكثرت ما ادعي عليه النسخ .
دائما يا أخي انما يفعل عكس ما طلبت . فمن يقول بالنسخ هو الذي يطرح ما يقول انه منسوخ . وانت يمكن ان ترد عليه .
ادعاء عدم النسخ هو ادعاء خالف اجماع السلف عليه من ناحية قال القرطبي رحمه الله:(1/3106)
أَنْكَرَتْ طَوَائِف مِنْ الْمُنْتَمِينَ لِلْإِسْلَامِ الْمُتَأَخِّرِينَ جَوَازه , وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِإِجْمَاعِ السَّلَف السَّابِق عَلَى وُقُوعه فِي الشَّرِيعَة .فلا نعلم أحد انكر النسخ من سلف اللامة بل ان المعتزلة والروافض يقولوا به ايضا . لان الايت في الموضوع لا ترد بفهم صحيح .
وانما كثرت اصوات الذين يدعون الى امر اخر الا وهو التخفيف والتدرج بالتشريع . وذلك تابع لشبهة البداء . وهي نفس شبهة المشركين . قال الله تعالى :
"وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"
قال ابن جرير يرحمه الله :(1/3107)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُنَزِّل قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرهمْ لَا يَعْلَمُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا نَسَخْنَا حُكْم آيَة فَأَبْدَلْنَا مَكَانه حُكْم أُخْرَى , { وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُنَزِّل } يَقُول : وَاَللَّه أَعْلَم بِاَلَّذِي هُوَ أَصْلَح لِخَلْقِهِ فِيمَا يُبَدِّل وَيُغَيِّر مِنْ أَحْكَامه , { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } يَقُول : قَالَ الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ الْمُكَذِّبُو رَسُوله لِرَسُولِهِ : إِنَّمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّد مُفْتَرٍ ; أَيْ مُكَذِّب تَخْرَص بِتَقَوُّلِ الْبَاطِل عَلَى اللَّه . يَقُول اللَّه تَعَالَى : بَلْ أَكْثَر هَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ لَك يَا مُحَمَّد إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ جُهَّال بِأَنَّ الَّذِي تَأْتِيهِمْ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه نَاسِخه وَمَنْسُوخه لَا يَعْلَمُونَ حَقِيقَة صِحَّته . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16548 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء ; وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل ; وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة } رَفَعْنَاهَا فَأَنْزَلْنَا غَيْرهَا . * حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة(1/3108)
مَكَان آيَة } قَالَ : نَسَخْنَاهَا , بَدَّلْنَاهَا , رَفَعْنَاهَا , وَأَثْبَتْنَا غَيْرهَا . 16549 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة } هُوَ كَقَوْلِهِ : { مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة أَوْ نُنْسِهَا } 2 106 16550 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة } قَالُوا : إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ , تَأْتِي بِشَيْءٍ وَتَنْقُضهُ , فَتَأْتِي بِغَيْرِهِ . قَالَ : وَهَذَا التَّبْدِيل نَاسِخ , وَلَا نُبَدِّل آيَة مَكَان آيَة إِلَّا بِنَسْخٍ .
هذه المشكلة الاساسية . لان البحث في ايات التفسير ايها منسوخة وايها غير منسوخة انما يكون مع من يقول بنسخ تلك الايات والامر مختلف عليه من حيث ايها المنسوخة , وتحديدها بعدد دون غيره انما هو اجتهاد .
الأخ سيف الدين بارك الله فيك .
أخي الكريم ما طرحته لا يعدوا كونه خاطرة في رأيك دون البحث في الاصل . لان ما ذكرته فيه عدة مخالفات شرعية وعقلية .
اما العقلية فهي في طريقة دراستك للنسخ : فانت تدرس النسخ على اساس كيف تود ان يكون او انك لا توده ان يكون . والنسخ سواء ادرست ذلك ام لا فهو اما فيه منسوخ او ليس فيه .فذلك يحتم عليك دراسة الفرضيات بنفيها او اثباتها . وهذا الاسلوب العلمي لبحث الموجود . فكونك استثنيت امكان النسخ .فانت اثبت شيء لا يثبت الا برد خلافه الذي هو النسخ .فهذا خلاف للبحث التجريدي الذي يستثني تراكمات الزمنان التي تزعمها
فانت طوعت الموجود الى فهمك ولم تدرس الموجود لتثبت صحة كلامك بل توقع حالة على النسخ لتنفيه .
فان كنت تزعم ان تراكم الزمان هو سبب القول بالنسخ كما تقول :ان ما يزعم به النسخ كان لوضع يمكن الرجوع اليه لاحقا .(1/3109)
لماذا نأخذ بالاحكام التشريعية ما انتهت اليه الشريعة ولا نأخذ تراكمها ومواكبتها لصيرورة الانسان في المجتمع؟
لان الله عز وجل اذا انزل حكما نسخ به ما كان قبله . ولم يحل لاحد ان يتدرج بالاحكام بعد ايمانه . وما احله الله لا ينبغي لاحد ان يحرمه وما حرمه الله فلا يبيحه احد تدريجا . فان زعم تدرج تحريم الخمر لا يجعل من اسلم حديثا يتدرج بأخذه الاحكام . لان تركه الخمر لا يفقده حياته فلا ضرورة في التدريج والمثال الذي وضعته عن القبور لا يلتفت اليه الا عند من يأخذ بسد الذرائع دون نفي النسخ . اما من لا يقول بسد الذرئع فلا يقو بشبيه ذلك .
اما المخالفات الشرعية فهي من بداية حديثك عن التجربة والخطأ . هل هذا يتناسب مع كون المشرع هو الله الحكيم العليم ؟
يبدو ان المشكلة هي الزمن ... الزمن الذي يراكم التجربة .. التجربة التي تحاول ان تصل الى الصفاء والكمال .. بل تؤكد على ذلك وتقول :
نظرت في سنته عليه الصلاة والسلام , ونزلت في القرآن الذي أنزل عليه , ونظرت في النسخ, فرأيت النسخ قد طوى الزمان, وقابل النصوص خارج روح الانسان الذي راكمه مجتمعه, فلم يستطع الا الحكم بالتناقض .. واستدل باستدلالات عجيبة, فقال: الا اني كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها .. وبهذا ينسخ هذا الحديث ما سبق .. ولو قابلنا الزمان بالزمان, لما كان هناك من خصام,ٍ بل المودة والرحمة والاشفاق على هذا الانسان .. فالرسول نهى لعلة كان يراها في مجتمعه, فلما انتهت العلة ورأى تراكما اخر في مجتمعه أذن بزيارة القبور .. والحقيقة انه سنته تركت الامرين : النهي عن الزيارة واباحة الزيارة برسم تراكم الايمان في المجتمع, فاذا اتجه المجتمع الى تقديس القبور كان النهي حاضرا واذا اتجه المجتمع الى نفي التقديس عادت الامور الى اصالتها وهي الاباحة ..
.
وما هي حال من يؤمن بالنبي من من حولهم من الدينة اي حكم له ؟ وهل هذا حكم شرعي ام رأيك انت ؟(1/3110)
والا فاين تميز المشرع الحكيم بين الحالين ؟
أخي الكريم ركز في موضوع نسخ الايات فهو اخص واعمق من نسخ الاحكام .
---
سيف الدين
02-01-2006, 09:50 PM
الاخ مجدي ابو عيشة
اعتذر على التأخر في الرد على أسئلتك
ما ذكرته في مشاركتي الاخيرة لم يكن واضحا ربما ..
ومشاركتي هنا هي تكملة لموضوع اثرته في ركن آخر لكن طرح علي الاخ فاروق ان اكمل في هذا الركن فأجبت ..
أرجو من الاخ الكريم ان يقرأ ما يلي, وينصح لله وللرسول .. وأسأل الله الهداية
أقول: القرآن الكريم هو مجموعة سور وآيات انزلها الله على رسوله الكريم
فان قال قائل: بم يثبت القرآن؟
قلنا: يثبت بالنقل المتواتر اللفظي عن الرسول الكريم..
فان قيل: فان قال الله بأن هذه الاية او تلك قد رفع حكمها
قلنا: يلزم ان يكون ذلك بنقل متواتر لفظي صريح عن الرسول الكريم
فان قيل: فان ثبت الرفع بخبر الواحد
قلنا: خبر الواحد لا يرفع ما جاء متواترا
فان قيل: هناك لفظ صريح جاء في القرآن يقول بأن هذه الاية نسخت تلك؟
قلنا: ذلك غير موجود في القرآن الكريم
فان قيل: فماذا تقول في قوله تعالى: {الان خفف الله عنكم}؟
قلنا: التخفيف ليس تصريحا في النسخ ولم يحمله كل المفسرون هذا المحمل
فان قيل: فان تعارضت آيتين وليس هناك من حل الا النسخ؟
قلنا: 1- انك تنتقل من مناقشة الاصول الى مناقشة الفروع .. ولا تستقيم حجتك الا بعرض كل الايات الناسخة والمنسوخة
2- أنا أؤمن انه لا يوجد تعارض في القرآن الكريم والا فكيف يتحدى القرآن المشركين والكفار ان يأتوا بسورة من مثله
3- ان التعارض ذهني, ومعلوم ان الافهام تتفاوت, فما قد يبدو تعارض لشخص, هو ليس كذلك لآخر .. فلا حجة بالتعارض اذا(1/3111)
4- يلزم من قولك بالتعارض الدليل النقلي المتواتر الصريح على هذا التعارض من قبل الرسول حتى تستقيم حجتك فيقابل المتواتر اللفظي بالمتواتر اللفظي .. لأن القول في القرآن لا يقبل الا بالمتواتر اللفظي .. والا كيف يستقيم حكمنا على شيء انه متعارض؟
وأسأل الله الهداية..
---
روضة
02-02-2006, 03:03 AM
أقرّ وأعترف أن الأمر في نسخ هذه الآية شائك للغاية، فكلما استقر رأيي على قول لقوة أدلة القائلين به، ظهرت لي قوة في أدلة القائلين بالرأي المخالف، وكلما ظننت أني اقتربت من النهاية، فُتحت لي أبواب لم تكن بالحسبان، وكلا الفريقين ممن لا يُستخف به بين العلماء، وما قاله المهندس عدنان الرفاعي من نفي النسخ في هذه الآية، قال به علماء منذ القدم، ولكن بنوا أقوالهم على أسس سليمة، لا كما فعل، صحيح أنه وصل إلى النتيجة التي وصلوا إليها وهي نفي النسخ عن هذه الآية ولكنه خلط بين كثير من الأمور، ولم يعتمد القواعد التي يجب أن تُعتمد للخوض في مثل هذا الأمر.
لقد أرقتني هذه المسألة كما أرقت من قبلي....http://tafsir.org/vb/images/icons/icon11.gif
فهل من مغيث!!
ما يبدو لي الآن هو أن أعرض آراء كل فريق، فأنا على وشك الانتهاء من جمعها، ثم أعرض رد الطرف المخالف، وبعد ذلك أحاول الترجيح، طبعاً بتوجيهات الجميع ومشاركاتهم.
يعني نوع من التفكير بصوت عالٍ.
ولكن، هذا يحتاج إلى الوقت والجهد، فصبر جميل والله المستعان.
****************
أعطِ العلم كلك يعطك بعضه.
وأسأل الله لنا جميعاً الهداية للقول الحق في هذه المسألة.
****************
---
فاروق
02-02-2006, 11:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..
الإخوة الأفاضل:"باحثة"،"مجدي أبو عيشة"،"د.أبوبكر خليل"،"سيف الدين"وآخرون..
أشكركم على هذا التفاعل الإيجابي برغم اختلاف الرؤى..وهذا من حسنات هذا الملتقى المبارك الذي نسأل الله أن يجازي القائمين عليه خير الجزاء..(1/3112)
"أخي سيف الدين" يبدو أننا في خندق واحد.. وإذا كنا "نتبنى" الطرح الآخر المعراض حتى تتضح الرؤيا بجلاء وتصفو الصورة فنغير رأينا عن اقتناع ،هذا يعني استشعار عظمة هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،لاتعارض فيه بين أحكامه..لانستطيع أن ندرك كنهه الحقيقي نحن البشرإلا بالقدر الذي علمنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فهم و استوعب كنه مراد الله تعالى وبالتالي عظمة منزله سبحانه وتعالى ..
أختي "باحثة" أشكرك على هذا المجهود الذي تقومين به في جمع الأدلة المضحدة..وأنت مأجورة بإذن الله تعالى..وأريد أن أعرف ردك بالخصوص على ما نقلته في المرة السابقة
فأين اختلطت الأمور في الاستدلال..؟ وما هي القواعد التي يجب أن تتبع في الاستدلال في هذه الأمور..؟وكيف استدل عليها علماؤنا القدماء ممن نفوا نسخ هذه الآية..؟ بإيجاز وشيئ من التركيز..وجزاك الله خيرا..
قبل أن نمر إلى الآيات الأخرى..
---
روضة
02-02-2006, 11:52 AM
فأين اختلطت الأمور في الاستدلال..؟ وما هي القواعد التي يجب أن تتبع في الاستدلال في هذه الأمور..؟وكيف استدل عليها علماؤنا القدماء ممن نفوا نسخ هذه الآية..؟ بإيجاز وشيئ من التركيز..وجزاك الله خيرا..
أفضّل أن أبيّن هذه الأمور أثناء عرضي لرأي القائلين بنفي النسخ عن الآية الكريمة، حتى يظهر الأمر جليّاً من خلال المقارنة، وحتى نتجنب التكرار.
قبل أن نمر إلى الآيات الأخرى..
هذا تفاؤل كبير، لن نمر على الآيات الأخرى قريباً، فالحديث عن هذه الآية سيأخذ وقتاً طويلاً.
---
فاروق
02-02-2006, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أحبذه حتى نكون قد عملنا جردا شاملا بإذن الله..
ويبدو أن الأخت "باحثة"قد أعدت لنا وجبة دسمة لن نستطيع هضمها تمنعنا من المرور إلى الآيات الأخرى..!!
نحن في الانتظار..
---
مجدي ابو عيشة
02-04-2006, 08:57 PM(1/3113)
أخي سيف الدين . الاشكال الذي وضعته بالنسبة لخبر الأحاد والتواتر هو شكل غير صحيح .
سيتضح لك عند المناقشة أن اشكالية النقاش لا تتعلق به من الا من حيث الشكل .
فالمراجع للموضوع سيجد أن أغلب من تكلم بهذه الامور انما تكلم بها من ناحية اصولية , مردها الى موضوع أخر وهو خبر الأحاد وخبر التواتر وما يفيد كل منهما . فكل ما بعد ذلك مرتبط بذلك .
للاسف يوجد خلط كبير بين الكثير ممن يكتب بهذا الموضوع من المتأخرين , الخلط ناجم عن عدم معرفة حقيقة الفرق بين خبر الاحاد والتواتر , لا أقص التفرقة المعروفة وانما اقصد الفرق العملي لهذه الاخبار .
فكون خبر الاحاد ظني الثبوت لا يعني هذا ان خبر الاحاد دائما ظني,لان بعض القرائن تكون ملازمة لخبر الاحاد تجعله معلوما من الدين بالضرورة , او بمعنى أخر موجبا للعلم القطعي .
على كل حال لا أحب تفريع المسألة كثيرا سأحاول ان ابين ذلك من خلال الرد على مداخلتك قبل الاخيرة فانت قلت بارك الله فيك :
أقول: القرآن الكريم هو مجموعة سور وآيات انزلها الله على رسوله الكريم
فان قال قائل: بم يثبت القرآن؟
قلنا: يثبت بالنقل المتواتر اللفظي عن الرسول الكريم..
فان قيل: فان قال الله بأن هذه الاية او تلك قد رفع حكمها
قلنا: يلزم ان يكون ذلك بنقل متواتر لفظي صريح عن الرسول الكريم
أخي الكريم بزمن النبي عليه الصلاة والسلام تم النسخ فلا يكون داعيا لبحث التواتر
لانها كلها ستكون خبر آحاد مردها الى النبي صلى الله عليه وسلم , وانت تعرف ان شرط التواتر هو الى النبي صلى الله عليه وسلم , فبذلك يكون الصحابة واجبا عليهم التسليم بالنسخ بمجرد عمل النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه عن ذلك , وهنا يكون البحث هل ينسخ حكم بحكم او لا ولا يلتفت الى شكل المنسوخ كان متعبدا بتلاوته(القران) او متعبدا بالعمل به(كلام النبي صلى الله عليه وسلم ),لان حجيتهما بنفس الدرجة , والخبر من نفس النبي ,وهذا اساس المسألة .(1/3114)
اما ما اشتهر لاحقا من الخلاف في :هل ينسخ خبر الواحد خبر الاحاد ؟ ففيه خطأ لان النسخ لا يجوز ان يكون بعد زمن الوحي على النبي , فكون الخبر منسوخ بأخر هذا حكمه ولكن وصول الخبر النسخ هو ما اصبح منه متواترا وآحاد , بمعرفتك بطرق الحديث وهنا لب المسألة .
فتواتر الخبر انما هو حالة لمتتبع الخبر دون غيره . لانك اذا جمعت الاخبار المتواترة ببحث عندك وضمنته كتاب لم يفد التواتر الذي جمعته غيرك وغير من يعرف الطرق حقيقة لان جميع ما جمعته هو خبر آحاد لانه طريق واحد لكل الطرق التي جمعتها .
وهذا الامر معروف فلو جمع أحد الرواة الف طريق لحديث متواتر ثم روي عن هذا الراوي لاصبح الخبر لمن سمعه عنه ان لم يسمعه من غيره حديث آحاد, لان التواتر في الاخبار قد يسقط مع الفترة فيصبح المتواتر أحاد .
وهذا الامر ما جعل العلماء يفرقوا بين انواع الاحاد .
فحديث الاحاد الذي تلقته الامة بالقبول والعمل هو قطعي ويفيد العلم ولا يلتفت الى المخالف الذي يخالف هذا الاجماع (اجماع العمل على الشيء) .
قلنا: يلزم ان يكون ذلك بنقل متواتر لفظي صريح عن الرسول الكريم
فان قيل: فان ثبت الرفع بخبر الواحد
قلنا: خبر الواحد لا يرفع ما جاء متواترا
لاحظ أخي انك ترجع الحكم النسخ الى فترة متأخرة عن الفترة التي حصل فيها النسخ .
فحدوث النسخ انما حدث في زمن البعثة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . والاخبار عن النسخ هي أخبار عن حدث النسخ ويكون دليله عمل الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين رضي الله عنهم اجمعين . لان الاخبار هي عن امر حدث الا وهو النسخ .
فان قيل: هناك لفظ صريح جاء في القرآن يقول بأن هذه الاية نسخت تلك؟
قلنا: ذلك غير موجود في القرآن الكريم
فان قيل: فماذا تقول في قوله تعالى: {الان خفف الله عنكم}؟
قلنا: التخفيف ليس تصريحا في النسخ ولم يحمله كل المفسرون هذا المحمل(1/3115)
اما وجود نسخ للايات فهذا يعرف من أيات أخرى مع هذه ولا يختص بهذه اما قول المسرين المتأخرين فلا يلتفت اليه وقد نقلت لك عن القرطبي كلامه عن هذا الامر .
ولكن لا أحب ان أخوض في تأويل الايات المعروفة التي تدل على النسخ ولكن اريد ان اركز معك على ما سألت وأجبت عليه .
فالقول بالتخفيف هو اعتراف بالنسخ .
فكون المسلم لم يكن جائزا له بالفرار ان كان عدوه يكثر عليه بعشر اضعاف ثم خفف الحكم فهذا يعني ان الاولى لم يعد لها حكم الاثم ان تراجع المسلم امام عدوه وهو يفوقه أكثر من الضعف ولو كان اقل من العشرة أمثال .
اذا فمن فسر بالتخفيف انما غير الالفاظ بمرادفات الالفاظ وان حققت كلامه فلا يخرج عن معنى النسخ .
لذلك مشكلة من يرفض النسخ هي بسبب شبهة عنده . لانه لم يجز اصلا حتى نسخ القران بالقران والايات كلها متواترة , فكيف يحتج بالنسبة للحديث بانه أحاد , ويرفض هنا النسخ حتى لو كان بالمتواتر .مع ما بينته سابقا من ان النسخ يحدث وقت البعثة . وانما الاخبار دليل على ما حدث .
فان قيل: فان تعارضت آيتين وليس هناك من حل الا النسخ؟
قلنا: 1- انك تنتقل من مناقشة الاصول الى مناقشة الفروع .. ولا تستقيم حجتك الا بعرض كل الايات الناسخة والمنسوخة
2- أنا أؤمن انه لا يوجد تعارض في القرآن الكريم والا فكيف يتحدى القرآن المشركين والكفار ان يأتوا بسورة من مثله
3- ان التعارض ذهني, ومعلوم ان الافهام تتفاوت, فما قد يبدو تعارض لشخص, هو ليس كذلك لآخر .. فلا حجة بالتعارض اذا(1/3116)
تقصد تعارض الاحكام , اذلا احد يقول بتعارض الايات فالامر مختلف بين تعارض الاحكام وتعارض الايات ,لان الاول ممكن والثاني مستحيل , وكل من يقول انما يقول باختلاف الحكم لا بتناقضه ,لان التناقض ليس له موضع ,والتعارض لا نجيزه حتى بين حديث صحيح وآية .الان النسخ لا يقع بالاخبار وانما بالاحكام . وبما ان المنطق والعقل لا يحيل تغير حكم بعد اثباته فلا يكون للتناقض موقع في الاحكام . وانما التناقض في فهم من ظن ان تغير حكم هو تناقض . او ان تبديل حكم هو تناقض . فلا هذا ولاذاك مما يقال انه تناقض لان الحكم لم يرتبط بخبر يتغير بتغير الحكم .
التخفيف والتغير والزيادة والنقصان في حكم يترتب عليه حرام او حلال تبعا للحكم . والحكم الجديد انما يقال ناسخ للحكم الاول ان لم يبقي له اثر .او يقال ناسخ لبعضه ان خصصه او قيده ان كان عاما او مطلقا او العكس .
فلنرجع الى كلامك التخفيف:الايات هي : يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ?64? يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ?65? الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ?66? ضع لنا حكم من خالف الاية الاولى قبل التخفيف .
وضع لنا حكم من خالف الاولى ولم يخالف الثانية بعد التخفيف .
وضع حكم من خالف التانية بعد التخفيف .
بعد ذلك أخبرنا عن الحكم الاول هل له وجود باق من حيث حصر العدد ؟
---
مجدي ابو عيشة
02-05-2006, 06:38 PM
اما ما اشتهر لاحقا من الخلاف في :هل ينسخ خبر الواحد خبر الاحاد ؟ ففيه خطأ لان النسخ لا يجوز ان يكون بعد زمن الوحي على النبي , .....
اما ما اشتهر لاحقا من الخلاف في :هل ينسخ خبر الواحد خبرا متواترا ؟
لا أقص ---لا أقصد
المسرين----المفسرين
---
سيف الدين(1/3117)
02-05-2006, 08:53 PM
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة
قبل الشروع في مناقشة ما تفضلت به, أستوضحك عن بعض النقاط:
1- اقتباس
بزمن النبي عليه الصلاة والسلام تم النسخ فلا يكون داعيا لبحث التواتر
لانها كلها ستكون خبر آحاد مردها الى النبي صلى الله عليه وسلم , وانت تعرف ان شرط التواتر هو الى النبي صلى الله عليه وسلم , فبذلك يكون الصحابة واجبا عليهم التسليم بالنسخ بمجرد عمل النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه عن ذلك
أرجو معذرتك, ولكن لم يتضح في ذهني ما ذهبت اليه من ربط المقدمة (وانت تعرف ان شرط التواتر هو الى النبي صلى الله عليه وسلم) بالنتيجة (فبذلك يكون الصحابة واجبا عليهم التسليم بالنسخ)
2- اقتباس
ولا يلتفت الى شكل المنسوخ كان متعبدا بتلاوته(القران) او متعبدا بالعمل به(كلام النبي صلى الله عليه وسلم ),لان حجيتهما بنفس الدرجة , والخبر من نفس النبي ,وهذا اساس المسألة .
ماذا تقصد بالقول "بنفس الدرجة"؟
3-
اقتباس
فتواتر الخبر انما هو حالة لمتتبع الخبر دون غيره . لانك اذا جمعت الاخبار المتواترة ببحث عندك وضمنته كتاب لم يفد التواتر الذي جمعته غيرك وغير من يعرف الطرق حقيقة لان جميع ما جمعته هو خبر آحاد لانه طريق واحد لكل الطرق التي جمعتها .
هل هناك من علماء الحديث من ذهب الى ما ذهبت اليه حتى أراجعه فيتضح الموضوع اكثر في ذهني؟
4- اقتباس
تقصد تعارض الاحكام , اذلا احد يقول بتعارض الايات فالامر مختلف بين تعارض الاحكام وتعارض الايات ,لان الاول ممكن والثاني مستحيل , وكل من يقول انما يقول باختلاف الحكم لا بتناقضه ,لان التناقض ليس له موضع ,والتعارض لا نجيزه حتى بين حديث صحيح وآية
هل تقصد بذكرك لكلمة "التناقض" ما استعملته انا لكلمة "تعارض"؟
وأسأل الله الهداية..
---
مجدي ابو عيشة
02-06-2006, 01:05 AM
أخي سيف الدين :
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة
قبل الشروع في مناقشة ما تفضلت به, أستوضحك عن بعض النقاط:
1- اقتباس(1/3118)
بزمن النبي عليه الصلاة والسلام تم النسخ فلا يكون داعيا لبحث التواتر
لانها كلها ستكون خبر آحاد مردها الى النبي صلى الله عليه وسلم , وانت تعرف ان شرط التواتر هو الى النبي صلى الله عليه وسلم , فبذلك يكون الصحابة واجبا عليهم التسليم بالنسخ بمجرد عمل النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه عن ذلك
أرجو معذرتك, ولكن لم يتضح في ذهني ما ذهبت اليه من ربط المقدمة (وانت تعرف ان شرط التواتر هو الى النبي صلى الله عليه وسلم) بالنتيجة (فبذلك يكون الصحابة واجبا عليهم التسليم بالنسخ)
.
أخي الحبيب تواتر الحديث ليس شرطا للنسخ في الزمن الذي شرعت فيه الاحكام "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً " فقد كانت الاحكام تنسخ من الاباحة الى التحريم "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "فما لم يحرمه الله عليهم في اول الاسلام حرمه عليهم في وقت لاحق وما منعوا عنه سابقا امروا به بعد ذلك كالقتال . وان القبلة الأولى كانت متبعة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم . والمناسك والصلاة لا تعلم الا بفعل النبي فما شرع الله عز وجل من شرع فانما شرعه الله بآية أو بوحي للنبي صلى الله عليه وسلم .(1/3119)
فوجود نسخ من عدمه هو ما يُدرَسُ في فترة الوحي اذ ان الله أتم دينه فلا يُنسخ منه شيء بشيء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .والصحابة يأخذوا عن النبي مباشرة سواء بالمشاهدة المباشرة لفعله او سماع أمره او بالقران الذي أنزله الله عز وجل عليه صلى الله عليه وسلم ,فبذلك يُسِلم الصحابي بأن الامر نسخ بسماعه الاية اومشاهدة النبي عليه الصلاة والسلام . اما التسليم بالنسخ فهو متى حصل .
ماذا تقصد بالقول "بنفس الدرجة"؟أقصد زمن النبي تكون لها نفس الحجة ومعلوم ان الرسول لا يخالف امر الله وانه يتبعه وانه لا يأمر الا بما أمر الله من وحي .
وبالطبع لا أقصد ان خبر الواحد له نفس درجة خبر التواتر .
هل هناك من علماء الحديث من ذهب الى ما ذهبت اليه حتى أراجعه فيتضح الموضوع اكثر في ذهني؟قال الشافعي"فأقام (جل ثناؤه)حجته على خلقه في أنبيائه بالأعلام التي باينوا بها خلقه سواهم,وكانت الحجة على من شاهد أمور الأنبياء دلائلهم التي باينوا بها غيرهم ,وعلى من بعدهم وكان خبر الواحد في ذلك وأكثرمنه سواء-تقوم الحجة منهم قيامها بالأكثر ." أحكام القران -الشافعي رحمه الله -جمع البيهقي -ابوا بكر-صاحب السنن رحمه الله تعالى هذا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم .
اما ما بعد النبي فان اشتراط التواتر في كل طبقات الحديث هو شرط مجمع عليه .
ستجد في بداية كتاب الكفاية باب" الكلام في الاخبار وتقسيمها "وفي أخر الكتاب باب "باب ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه " فهو اوضح كلام بما يخص بحث النسخ .ففيه بيان أنواع ما يفيد العلم من خبر الأحاد وغيره مثل التواتر.(1/3120)
هل تقصد بذكرك لكلمة "التناقض" ما استعملته انا لكلمة "تعارض"؟اقصد أخي ان الايات لا تتعارض وانما تتعارض الاحكام , لان تعارض الايات لا يجوز الا بالذهن كما قلتَ يا أخي انت تقول بالتخفيف مثلا ونحن نقول بالنسخ . فنحن نقول ان حكم الاية الاولى ليس كحكم الثانية وانهم لنفس الحالة , وان حكم الثانية نسخ الأولى.
---
روضة
02-06-2006, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ
[البقرة:180-181]
المرحلة الأولى:
أدلة القائلين إن قوله تعالى: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ..) منسوخة بقوله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم)
القول بالنسخ أو عدمه مبنيٌّ على فهم معنى الآيةِ المنسوخةِ موضوعَ البحث، هل هو متعارض مع الآية الناسخة، لذلك سيكون هناك ذكر ضمن الأدلة لمعنى الآية ووجوه الإعراب المترتبة على المعنى، وستتضح أهمية ذلك عند ذكر أدلة القائلين بنفي النسخ.
* قالوا: (إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية) [البقرة:180]: فرض الله إذا أوشك أحدكم على الموت، وكان ذا مال أن يوصي بثلثه لوالديه وأقربائه بالعدل والمساواة، وكان هذا الحكم سارياً في أول الإسلام قبل تعيين المواريث، فلما نزلت آيات المواريث نسخ هذا الحكم.(1/3121)
* الآية تشعر بتفويض تعيين المقدار الموصى به إلى ما يراه الموصي، وأمره بالعدل بقوله: {بالمعروف}، فتقرر حكم الإيصاء في صدر الإسلام لغير الأبناء من القرابة زيادة على ما يأخذه الأبناء، ثم إن آية المواريت التي في سورة النساء نسخت هذه الآية نسخاً مجملاً، فبينت ميراث كل قريب معين، فلم يبق حقه موقوفاً على إيصَاء الميت له، بل صار حقه ثابتاً معيناً رَضي الميت أم كره، فيكون تقرر حكم الوصية في أول الأمر استئناساً لمشروعية فرائض الميراث، ولذلك صدر الله تعالى آية الفرائض بقوله: { يوصيكم الله في أولادكم }[النساء: 11] فجعلها وصية نفسه سبحانه إبطالاً للمنة التي كانت للموصي.
وبالفرائض نسخ وجوب الوصية الذي اقتضته هذه الآية، وبقيت الوصية مندوبة بناء على أن الوجوب إذا نسخ بقي الندب، وإلى هذا ذهب جمهور أهل النظر من العلماء، الحسن وقتادة والنخعي والشعبي ومالك وأبو حنيفة والأوزاعي والشافعي وأحمد وجابر بن زيد، ففي البخاري في تفسير سورة النساء عن جابر بن عبد الله قال: عادني النبي وأبو بكر في بني سَلِمَة ماشِيْين فوجدني النبي لا أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش عليَّ فأفقت فقلت: ما تأمرني أن أَصنع في مالي يا رسول الله فنزلت: { يوصيكم الله في أولادكم } [النساء: 11] الآية اهـ. فدل على أن آخر عهد بمشْروعية الوصايا سؤال جابر بن عبد الله، وفي البخاري عن ابن عباس كان المال وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب الخ.(1/3122)
* لم يفتتح بـ { يا أيها الذين آمنوا } لأن الوصية كانت معروفة قبل الإسلام فلم يكن شرعها إحداث شيء غير معروف، لذلك لا يحتاج فيها إلى مزيد تنبيه لتلقي الحكم، ومناسبة ذكره أنه تغيير لما كانوا عليه في أول الإسلام من بقايا عوائد الجاهلية في أموال الأموات فإنهم كانوا كثيراً ما يمنعون القريب من الإرث بتوهم أنه يتمنى موت قريبه ليرثه، وربما فضلوا بعض الأقارب على بعض، ولما كان هذا مما يفضي بهم إلى الإحن وبها تختل الحالة الاجتماعية بإلقاء العداوة بين الأقارب كان تغييرها إلى حال العَدل فيها من أهم مقاصد الإسلام.
* والقائلون بالنسخ يقول منهم مَنْ يرون الوصية لم تزل مفروضة لغير الوارث: إِن آية المواريث نسَخَت الاختيار في الموصَى له والإطلاق في المقدار الموصَى به، ومَن يرى منهم الوصية قد نسخ وجوبها وصارت مندوبة يقولون: إن آية المواريث نَسَخت هذه الآية كلها فأصبحت الوصية المشروعة بهذه الآية منسوخة بآية المواريث للإِجماع على أن آية المواريث نَسخت عموم الوَالدين والأقربين الوَارثين، ونسخت الإطلاق الذي في لفظ (الوصية)، والتخصيصُ بعد العمل بالعام، والتقييدُ بعدَ العمل بالمطلق كلاهما نَسْخٌ،[هذا من كلام الإمام الرازي، وهذا مثال لاستناد العلماء على أصول وقواعد في قولهم بالنسخ أو عدمه]، وإن كان لفظ آية المواريث لا يدل على ما يناقض آية الوصية، لاحتمالها أن يكون الميراث بعد إعطاء الوصايا أو عند عدم الوصية بل ظاهرها ذلك لقوله:(1/3123)
{ من بعد وصية }[النساء: 11]، وإن كان الحديثان الواردان في ذلك آحاداً لا يصلحان لنسخ القرآن عند من لا يرون نسخ القرآن بخبر الآحاد، فقد ثبت حكم جديد للوصية وهو الندب أو الوجوب على الخلاف في غير الوارث، وفي الثلث بدليل الإجماع المستند للأحاديث وفعل الصحابة، ولمَّا ثبت حكم جديد للوصية، فهو حكم غير مأخوذ من الآية المنسوخة، بل هو حكم مستند للإِجماع، هذا تقرير أصل استنباط العلماء في هذه المسألة، وفيه ما يدفع عن الناظر إشكالات كثيرة للمفسرين والفقهاء في تقرير كيفية النسخ.
* مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يوصِ.
* ظاهر (كُتب) الوجوب، فيفهم من الآية الكريمة أن الوصية واجبة، فالقول بنسخ الآية الكريمة مبني على أن الوصية هنا واجبة وهذا يتعارض مع آية المواريث، فـ(كُتب) بمعنى فُرض، كقوله تعالى: (كُتب عليكم الصيام).
* { إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ } أي حضر أسبابُه وظهرَ أماراتُه أو دنا نفسُه من الحضور، وتقديمُ المفعول لإفادة كمال تمكنِ الفاعلِ عند النفسِ وقت ورودِه عليها.
* ولا يرد أن الوصية واجبة على ـ من حضره الموت ـ لا على جميع المؤمنين عند حضور أحدهم الموت لأن { أَحَدَكُمُ } يفيد العموم على سبيل البدل فمعنى { إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ } إذا حضر واحداً بعد واحد، وإنما زيد لفظ ـ أحد ـ للتنصيص على أنها فرض عين لا كفاية كما في {" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى " [البقرة: 178 ].
* آية المواريث نزلت بعد آية الوصية بالاتفاق.
* { بالمعروف } أي: لا يوصى بأزيد من الثلث، ولا للغنيّ دون الفقير، وقال ابن مسعود: الأخل فالأخل، أي: الأحوج فالأحوج، وقيل: الذي لا حيف فيه، وقيل: كان هذا موكولاً إلى اجتهاد الموصي، ثم بين ذلك وقدر: «بالثلث والثلث كثير». وقيل: بالقصد الذي تعرفه النفوس دون إضرار بالورثة، فإنهم كانوا قد يوصون بالمال كله، وقيل: بالمعروف من ماله غير المجهول.(1/3124)
* نسخت آية الوصية بقوله عليه السلام: " إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ألاَ لاَ وصية لوارث "ولتلقي الأمة إياه بالقبول حتى لحق بالمتواتر، وإن كان من الآحاد، لأنهم لا يتلقون بالقبول إلاّ المثبت الذي صحت روايته.
* نسخ الوصية بآية المواريث قاله ابن عباس وابن عمر وقتادة وشريح ومجاهد وغيرهم وقد أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن خارجة رضي الله تعالى عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم على راحلته فقال: إن الله قد قسم لكل إنسان نصيبه من الميراث فلا تجوز لوارث وصية " وأخرج أحمد والبيهقي في «سننه» عن أبي أمامة الباهلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في خطبته يقول: " إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث " وأخرج عبد بن حميد عن الحسن نحو ذلك/
وهذه الأحاديث لتلقي الأمة لها بالقبول انتظمت في سلك المتواتر/ في صحة النسخ بها عند أئمتنا قدس الله أسرارهم، [الكلام للعلامة الألوسي]، بل قال البعض: إنها من المتواتر وأن التواتر قد يكون بنقل من لا يتصور تواطؤهم على الكذب، وقد يكون بفعلهم بأن يكونوا عملوا به من غير نكير منهم على أن النسخ في الحقيقة بآية المواريث والأحاديث مبينة لجهة نسخها، وبين فخر الإسلام ذلك بوجهين: الأول: أنها نزلت بعد آية الوصية بالاتفاق، وقد قال تعالى: { مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِى بِهَا أَوْ دَيْنٍ }
[النساء: 11] فرتب الميراث على ـ وصية ـ منكرة ـ والوصية ـ الأولى كانت معهودة فلو كانت تلك ـ الوصية ـ باقية لوجب ترتيبه على المعهود فلما لم يترتب عليه ورتب على المطلق دل على نسخ الوصية المقيدةلأن الإطلاق بعد التقييد نسخ كما أن التقييد بعد الإطلاق كذلك لتغاير المعنيين.(1/3125)
والثاني: أن النسخ نوعان، أحدهما: ابتداء بعد انتهاء محض، والثاني: بطريق الحوالة من محل إلى آخر كما في نسخ القبلة، وهذا من قبيل الثاني لأن الله تعالى فرض الإيصاء في الأقربين إلى العباد بشرط أن يراعوا الحدود، ويبينوا حق كل قريب بحسب قرابته، وإليه الإشارة بقوله تعالى: { بِالْمَعْرُوفِ } أي بالعدل، ثم لما كان الموصي قد لا يحسن التدبير في مقدار ما يوصي لكل واحد منهم وربما كان يقصد المضارة تولى بنفسه بيان ذلك الحق على وجه تيقن به بأنه الصواب وأن فيه الحكمة البالغة، وقصره على حدود لازمة من السدس والثلث والنصف والثمن لا يمكن تغيرها فتحول من جهة الإيصاء إلى الميراث فقال: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ }[النساء: 11]، أي الذي فُوِّض إليكم تولى شأنه بنفسه إذ عجزتم عن مقاديره لجهلكم، ولما بين بنفسه ذلك الحق بعينه انتهى حكم تلك الوصية لحصول المقصود بأقوى الطرق كمن أمره غيره بإعتاق عبده ثم أعتقه بنفسه فإنه بذلك انتهى حكم الوكالة، وإلى ذلك تشير الأحاديث لما أن ـ الفاء ـ تدل على سببية ما قبلها لما بعدها.
*
لا وصية لوارث (http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=0&n=4321)
الوصايا (http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=0&n=4305)
صحيح البخاري (http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=0&n=0)
باب لا وصية لوارث
فتح الباري بشرح صحيح البخاري(1/3126)
قوله : ( باب لا وصية لوارث ) هذه الترجمة لفظ حديث مرفوع كأنه لم يثبت على شرط البخاري فترجم به كعادته واستغنى بما يعطى حكمه . وقد أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من حديث أبي أمامة " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته في حجة الوداع : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث " وفي إسناده إسماعيل بن عياش , وقد قوى حديثه عن الشاميين جماعة من الأئمة منهم أحمد والبخاري , وهذا من روايته عن شرحبيل بن مسلم وهو شامي ثقة , وصرح في روايته بالتحديث عند الترمذي وقال الترمذي : حديث حسن . وفي الباب عن عمرو بن خارجة عند الترمذي والنسائي , وعن أنس عند ابن ماجه , وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند الدارقطني وعن جابر عند الدارقطني أيضا وقال : الصواب إرساله , وعن علي عند ابن أبي شيبة , ولا يخلو إسناد كل منها عن مقال , لكن مجموعها يقتضي أن للحديث أصلا , بل جنح الشافعي في " الأم " إلى أن هذا المتن متواتر فقال : وجدنا أهل الفتيا ومن حفظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي من قريش وغيرهم لا يختلفون في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح " لا وصية لوارث " ويؤثرون عمن حفظوه عنه ممن لقوه من أهل العلم , فكان نقل كافة عن كافة , فهو أقوى من نقل واحد . وقد نازع الفخر الرازي في كون هذا الحديث متواترا وعلى تقدير تسليم ذلك فالمشهور من مذهب الشافعي أن القرآن لا ينسخ بالسنة لكن الحجة في هذا الإجماع على مقتضاه كما صرح به الشافعي وغيره , والمراد بعدم صحة وصية الوارث عدم اللزوم , لأن الأكثر على أنها موقوفة على إجازة الورثة كما سيأتي بيانه , وروى الدارقطني من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا " لا تجوز وصية لوارث إلا أن يشاء الورثة " كما سيأتي بيانه , ورجاله ثقات , إلا أنه معلول : فقد قيل إن عطاء هو الخراساني والله أعلم . وكأن البخاري أشار إلى ذلك فترجم بالحديث , وأخرج من طريق عطاء وهو ابن(1/3127)
أبي رباح عن ابن عباس حديث الباب وهو موقوف لفظا , إلا أنه في تفسيره إخبار بما كان من الحكم قبل نزول القرآن فيكون في حكم المرفوع بهذا التقدير , ووجه دلالته للترجمة من جهة أن نسخ الوصية للوالدين وإثبات الميراث لهما بدلا منها يشعر بأنه لا يجمع لهما بين الميراث والوصية , وإذا كان كذلك كان من دونهما أولى بأن لا يجمع ذلك له , وقد أخرجه ابن جرير من طريق مجاهد بن جبر عن ابن عباس بلفظ " وكانت الوصية للوالدين والأقربين إلخ " فظهرت المناسبة بهذه الزيادة .
*
لا وصية لوارث (http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=0&n=4321)
الوصايا (http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=0&n=4305)
صحيح البخاري (http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=0&n=0)
حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس وجعل للمرأة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع
فتح الباري بشرح صحيح البخاري(1/3128)
قوله ( وجعل للمرأة الثمن والربع ) أي في حالين وكذلك للزوج , قال جمهور العلماء : كانت هذه الوصية في أول الإسلام واجبة لوالدي الميت وأقربائه على ما يراه من المساواة والتفضيل , ثم نسخ ذلك بآية الفرائض , وقيل كانت للوالدين والأقربين دون الأولاد فإنهم كانوا يرثون ما يبقى بعد الوصية , وأغرب ابن شريح فقال كانوا مكلفين بالوصية للوالدين والأقربين بمقدار الفريضة التي في علم الله قبل أن ينزلها ; واشتد إنكار إمام الحرمين عليه في ذلك . وقيل إن الآية مخصوصة لأن الأقربين أعم من أن يكونوا وراثا , وكانت الوصية واجبة لجميعهم فخص منها من ليس بوارث بآية الفرائض وبقوله صلى الله عليه وسلم : " لا وصية لوارث " وبقي حق من لا يرث من الأقربين من الوصية على حاله قاله طاوس وغيره , وقد تقدمت الإشارة إليه قبل . واختلف في تعيين ناسخ آية ( الوصية للوالدين والأقربين ) فقيل آية الفرائض وقيل الحديث المذكور , وقيل دل الإجماع على ذلك وإن لم يتعين دليله . واستدل بحديث " لا وصية لوارث " بأنه لا تصح الوصية للوارث أصلا كما تقدم , وعلى تقدير نفاذها من الثلث لا تصح الوصية له ولا لغيره بما زاد على الثلث ولو أجازت الورثة .....
* ذكر (المعروف) في الوصية لا يمنع وجوبها بل يؤكده.
* وكذلك تخصيص الأمر بالمتقين دليل على توكيده؛ لأنها إذا وجبت على المتقين كان وجوبها على غيرهم أولى، وإنما خصهم بالذكر، لأن فعل ذلك من تقوى الله تعالى.
* قوله تعالى: (حقاً على المتقين): فإن قيل: ظاهر هذا الكلام يقتضي تخصيص هذا التكليف بالمتقين دون غيرهم، فالجواب: من وجهين:
الأول: أن المراد بقوله: { حَقّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } أنه لازم لمن آثر التقوى، وتحراه وجعله طريقة له ومذهباً فيدخل الكل فيه.(1/3129)
الثاني: أن هذه الآية تقتضي وجوب هذا المعنى على المتقين، والإجماع دل على أن الواجبات والتكاليف عامة في حق المتقين وغيرهم، فبهذا الطريق يدخل الكل تحت هذا التكليف.
* وقالوا: خص المتقون بالذكر تشريفاً للرتبة ليتبادر الناس إليها.
* وقالوا: وخصّ هذا الحق بالمتقين ترغيباً في الرضى به؛ لأن ما كان من شأن المتقي فهو أمر نفيس، فليس في الآية دليل على أن هذا الوجوب على المتقين دون غيرهم من العصاة، بل معناه أن هذا الحكم هو من التقوى، وأن غيره معصية.
فالمراد ـ بالمتقين ـ المؤمنون، ووضع المظهر موضع المضمر، حيث إنه لم يقل: (حقاً عليكم)؛ للدلالة على أن المحافظة على الوصية والقيام بها من شعائر المتقين الخائفين من الله تعالى.
* قوله تعالى: { حَقّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } فزيادة في توكيد وجوبه.
* رَفْعُ (الوصية)؛ على ما لم يُسمَّ فاعله، [نائب فاعل لـ(كُتب) ]، وإنما ذَكَّر الضمير، فلم يقل: كُتبت الوصية، 1. لأنه أراد بالوصية الإيصاء، فـ(الوصية) مؤنث غير حقيقي، بمعنى الإيصاء، ولذلك ذكر الضمير في قوله: { فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ }[البقرة: 181].
2. وأيضاً إنما ذكَّر للفصل بين الفعل والوصية، لأن الكلام لما طال كان الفاصل بين المؤنث والفعل، كالعوض من تاء التأنيث، والعرب تقول: حضر القاضي امرأة، فيُذَكِّرون لأن )القاضي( بين الفعل وبين المرأة.
ويجوز أن يكون الرفع على أن تكون (الوصية) مبتدأ وللوالدين الخبر، وتكون الجملة في موضع رفع بـ(كُتب)، كما تقول: (قيل عبد الله قائم)، فقولك: (عبد الله قائم) جملة مركبة من مبتدأ وخبر، والجملة في موضع رفع بقيل.
* و(إذا) ظرفٌ محضٌ والعاملُ فيه كُتب لكن لا من حيث صدورُ الكتْب عنه تعالى بل من حيث تعلُّقُه بهم تعلقاً فِعلياً مستتبِعاً لوجوب الأداءِ كما يُنبىء عنه البناءُ للمفعول وكلمةُ الإيجاب، ولا مساغَ لجعل العامل هو الوصيةُ لتقدّمه عليها.(1/3130)
* { حَقّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } مصدر مؤكد للحدث الذي دل عليه {كتب}، وعامله إما {كتب}، أو فعل (حُقَّ) محذوفاً، أي: حُقَّ ذلك حقاً، فهو على طرز قعدت جلوساً، ويحتمل أن يكون مؤكداً لمضمون جملة { كُتِبَ عَلَيْكُمْ }، وعلى التقديرين { عَلَى الْمُتَّقِينَ } صفة له أو متعلق بالفعل المحذوف (حُقَّ)، ويجوز أن يتعلق بالمصدر لأن المفعول المطلق يعمل نيابة عن الفعل.
* الضمائر البارزة في (بدله وسمعه وإثمه ويبدلونه) عائدة إلى القول أو الكلام الذي يقوله الموصي ودل عليه لفظ { الوصية } [البقرة: 180]، وقد أكد ذلك بما دل عليه قوله { سَمِعَهُ }؛ إذ إنما تسمع الأقوال، وقيل: هي عائدة إلى الإيصاء المفهوم من قوله: { الوصية } أي كما يعود الضمير على المصدر المأخوذ من الفعل نحو قوله تعالى: { اعدلوا هو أقرب للتقوى }[المائدة: 8]، ولك أن تجعل الضمير عائداً إلى { المعروف }[البقرة: 180]، والمعنى فمن بدل الوصية الواقعة بالمعروف، لأن الإثم في تبديل المعروف، بدليل قوله الآتي: { فمن خاف من موص جنفاً أو إثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه }
* وقالوا: { فمن بدله بعد ما سمعه}: الظاهر أن الضمير يعود على الوصية بمعنى الإيصاء، أي: فمن بدّل الإيصاء عن وجهه إن كان موافقاً للشرع من الأوصياء والشهود بعدما سمعه سماع تحقق وتثبت، وعوده على الإيصاء أولى من عوده على الوصية، لأن تأنيث الوصية غير حقيقي، لأن ذلك لا يراعى في الضمائر المتأخرة عن المؤنث المجازي، بل يستوي المؤنث الحقيقي والمجازي في ذلك تقول: هند خرجت.
والشمس طلعت، ولا يجوز طلع إلاَّ في الشعر، والتذكير على مراعاة المعنى وارد في لسانهم، ومنه: كخرعوبة البانة المنفطر
ذهب إلى المعنى: القضيب، كأنه قال: كقضيب البانة، ومنه في العكس: جاءته كتابي، فاحتقرها على معنى الصحيفة.
وقيل: الهاء، في: { فمن بدله } عائدة إلى الفرض والحكم، والتقدير: فمن بدل الأمر المقدم ذكره.
*****************(1/3131)
من المفسرين الذين قالوا بنسخ آية المواريث لآية الوصية: ابو حيان، الراوي، الألوسي، أبو السعود، ابن عاشور، ابن عطية، الومخشري.
*****************
ملاحظة: ستتبع هذه المرحلة مراحل أخرى: المرحلة الثانية ستكون عن أدلة النافين للنسخ في هذه الآية، الثالثة: عن رد كل طرف على الآخر، الرابعة: محاولة الترجيح بين القولين.
اقتراح لتنظيم الحوار: أقترح أن لا نبدأ بأي مناقشة حول أي قول من الأقوال أو دليل من الأدلة إلا بعد انتهاء المراحل الثلاث، وبداية المرحلة الرابعة.
وبارك الله في الجميع
---
سيف الدين
02-06-2006, 10:23 PM
الاخ مجدي ابو عيشة..
قلت في تعقيباتك:
اقتباس:
والصحابة يأخذوا عن النبي مباشرة سواء بالمشاهدة المباشرة لفعله او سماع أمره او بالقران الذي أنزله الله عز وجل عليه صلى الله عليه وسلم ,فبذلك يُسِلم الصحابي بأن الامر نسخ بسماعه الاية اومشاهدة النبي عليه الصلاة والسلام . اما التسليم بالنسخ فهو متى حصل .
ايها الاخ الكريم .. لا علم لنا بما حدث زمن الرسول الا من خلال الروايات التي نقلت ودوّنت في كتب الاحاديث .. انا لم اقل ان هناك زعم بان النسخ قد حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. غير ان القول بان هناك نسخ قد حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وان الرسول قد نبّه اليه حينها, ان مثل هذا القول من المفروض ان يصل الينا عبر روايات رويت عن الرسول .. والمناقشة هنا للروايات وليس لما حدث .. فالله وحده يعلم ما حدث في زمن الرسول .. انا مطالب بالروايات وبدراسة الروايات التي تقول انه في زمن الرسول صدر قول او فعل من الرسول يفيد النسخ .. في هذه الحالة من المفترض بالباحث ان يتناول مما يتناوله السند فيمحّص فيه ويقلبّه وينظر فيه ..(1/3132)
فان كان في الامر رفع لحكم انزله الله تعالى في كتابه قلنا لا بد من النظر عميقا في سند ما يروى عن الرسول بخصوص هذا الامر .. فلا بدّ ان ترقى الرواية الى مستوى الحجّة حتى تكون مهيمنة على نص قرآني .. من هذا الباب رفضت ان تكون هناك رواية غير متواتر عن الرسول تقول بان الرسول قد قال بنسخ هذه الاية او تلك .. وحجتي امام ربي في ذلك, ان ما رواه الاحاد لا يوازي في قوته ما جاء في كتاب الله مسطورا .. وليس في هذا القول رفضا لسنته صلى الله عليه وسلم, حيث ان النقاش هنا يدور عن سند الرواية وليس عن حقيقتها, لانه ليس في مقدورنا ان نحكم على صحة رواية الا بما وصلنا من حيثيات لها..
وسأعود لمناقشة بقية ما أثرته عن قريب باذن الله ..
وأسأل الله الهداية ..
---
مجدي ابو عيشة
02-07-2006, 01:16 PM
أخي سيف الدين وفقه الله الى كل خير.
كل من يتكلم ان خبر الواحد لا ينسخ الاية بسبب تواتر الاية جعل الروايات هي الحاكم على النسخ اصلا , الرواية ضرورية ودراستها ضرورية ايضا , ولكنها لا تتعلق بحكم الحديث وحده من حيث التواتر وعدمه .
ما أشرته لك من كتاب الكفاية للخطيب البغدادي يبين لك امر ضروري تعرف منه ان خبر الاحاد قد تكون له قرينة تجعله قطعي الثبوت .
ايها الاخ الكريم .. لا علم لنا بما حدث زمن الرسول الا من خلال الروايات التي نقلت ودوّنت في كتب الاحاديث .
بالطبع اذا تركنا دراسة هذه الأحاديث ,لان الخبر من حيث وروده يكون آحاد . فاذا تتابعة الأخبار لا يمكن معرفة وصولها الى التواتر الا بالدراسة . لان التواتر له شرط معروف وللتفريق نبين ما قاله الخطيب البغدادي في الكفاية :(1/3133)
الخبر هو ما يصح ان يدخله الصدق أو الكذب وينقسم قسمين خبر تواتر وخبر آحاد فاما خبر التواتر فهو ما يخبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة ان اتفاق الكذب منهم محال وان التواطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية الى الكذب منتفية عنهم فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقة واوجب وقوع العلم ضرورة واما الخبر الآحاد فهو ما قصر عن صفة التواتر ولم يقطع به العلم وان روته الجماعة
فلاحظ ان العمل بالشيء مجردا او تواتر الطبقة الاخيرة وحدها لا يجعل الخبر متواترا بل يجعله آحاد . لان تواتر الطبقة يدل على ان الطبقة المذكورة لم تَكذب الخبر وان التواطؤ منهم مستحيل .
فشهرة العمل بالشيء لا يعني انه متواتر للأسباب التي ذكرها "وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية الى الكذب منتفية عنهم"
اما خبر الواحد فأحيانا يفيد القطع مثل التواتر بشروط ذكرها لاحقا وهي :
وقد يستدل أيضا على صحته بان يكون خبرا عن أمر اقتضاه نص القرآن او السنة المتواترة أو اجتمعت الأمة على تصديقه أو تلقته الكافة بالقبول وعملت بموجبه لأجله
وبعدها بيَن كيف يفرق أخبار الآحاد
-ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه(1/3134)
خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها والقطع عليها والعلة في ذلك انه إذا لم يعلم ان الخبر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أبعد من العلم بمضمونه فأما ما عدا ذلك من الاحكام التي لم يوجب علينا العلم بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قررها وأخبر عن الله عز وجل بها فان خبر الواحد فيها مقبول والعمل به واجب ويكون ما ورد فيه شرعا لسائر المكلفين ان يعمل به وذلك نحو ما ورد في الحدود والكفارات وهلال رمضان وشوال وأحكام الطلاق والعتاق والحج والزكاة والمواريث والبياعات والطهارة والصلاة وتحريم المحظورات ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم والسنة المعلومة والفعل الجاري مجرى السنة كل دليل مقطوع به وإنما يقبل به فيما لا يقطع به مما يجوز ورود التعبد به كالاحكام التي تقدم ذكرنا لها وما أشبهها مما لم نذكره
القصد أخي ان الثبوت وحده لا يكفي لقول النسخ وانما الفهم الصحيح للخبر , هو ما يفهم منه تفسير القران ومعرفة النسخ . فخبر الاحاد يدلل على النسخ ,اي انه يوجه فهم المفسر .
انا لم اقل ان هناك زعم بان النسخ قد حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. غير ان القول بان هناك نسخ قد حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وان الرسول قد نبّه اليه حينها
لذلك يجب معرفة صحة الأخبار لتعرف هل تم ذلك ام لا وهنا لو رجعت الى كتاب الرسالة للشافعي فانه قد أعطى مثالا لذلك :
[ 3 ] ووجه الله رسوله للقبلة في الصلاة إلى بيت المقدس فكانت القبلة التي لا يحل قبل نسخها استقبال غيرها ثم نسخ الله قبلة بيت المقدس ووجهه إلى البيت فلا يحل لأحد استقبال بيت المقدس أبدا لمكتوبة ولا يحل أن يستقبل غير البيت الحرام(1/3135)
[ 3 ] قال وكل كان حقا في وقته فكان التوجه إلى بيت المقدس يام وجه الله إليه نبيه حقا ثم نسخه فصار الحق في التوجه إلى البيت الحرام لا يحل استقبال غيره في مكتوبه إلا في بعض الخوف أو نافلة في سفر استدلالا بالكتاب والسنة
[ 3 ] وهكذا كل ما نسخ الله ومعنى نسخ ترك فرضه كان حقا في وقته وتركه حقا غذا نسخه الله فيكون من أدرك فرضه مطيعا به وبتركه ومن لم يرك فرضه مطيعا باتباع الفرض الناسخ له
[ 3 ] قال الله لنبيه { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }
[ 3 ] فإن قال قائل فأين الدلالة على أنهم حولوا إلى قبلة بعد قبلة
[ 3 ] ففي قول الله { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }
[ 3 ] مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح غذ جاءهم آت فقال إن النبي قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستدركوا إلى الكعبة
[ 3 ] مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول صلى رسول الله ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين
اذا فالحديث هو توجيه لفهم الفقيه في هذه المسألة .
اما كون النبي صلى الله عليه وسلم نبه على النسخ فهو وارد اصلا في العديد من الأحاديث . ولكن الله عز وجل بين انه يبدل حكما بحكم في كتابه :
{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير }
فين عز وجل ان الاية قد تبدل بمثلها . فلا يجوز صرف المعنى الى ايات الانبياء من دلالة على صدقهم لان المثل ممتنع . الا اذا صرف لقوة الاية الدالة على النبوة وهو وجه ضعيف .(1/3136)
{ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر } فقوله والله اعلم بما يزل دلالة على انها اية بمعنا من القران لا آية بمعنى دلالة صدق النبي .
ان مثل هذا القول من المفروض ان يصل الينا عبر روايات رويت عن الرسول .. والمناقشة هنا للروايات وليس لما حدث ..
الروايات ودراستها تدل على ان النسخ حصل لان أخبار الأحاد التي يستدل بها انما يستدل بها مع عمل الناس بما يدلل صدق الحديث , وذلك لان الحديث لم ينسخ الاية وانما أشار الى ان هذه الاية نسخت تلك الاية . فتحديد ايهما قبل الاخرى يعلم من دلالة القران بالاشارة الى التخفيف او العفوا عن الامر او اباحته . ويعضد ذلك الأحاديث الثابتة الصحيحة فيما كان زمن النبي كتقديم الصدقة عند مناجاته صلى الله عليه وسلم , ويضاف اليه فعل الامة واجماعها عليه كالقبلة .(اذ ان من لم يأخذ بذلك قد يجعل القبلة للندب لقوله تعالى "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ") فالاحاديث الصحيحة مع عمل الأمة توجه المسلم لفهم الاية الفهم الصحيح . لان الايات منها ظنية الدلالة وانما قطعنا بالمعنى لان اجماع الامة عليه وتؤيده الاحاديث الصحيحة .
فالله وحده يعلم ما حدث في زمن الرسول .. انا مطالب بالروايات وبدراسة الروايات التي تقول انه في زمن الرسول صدر قول او فعل من الرسول يفيد النسخ .. في هذه الحالة من المفترض بالباحث ان يتناول مما يتناوله السند فيمحّص فيه ويقلبّه وينظر فيه .. ونحن نعلم بعض ما حدث بتصديقنا لكتاب الله اولا , فالقبلة لم يكونوا يصلوا للبيت الحرام ثم نزلت اية فبدلت الحكم اليه .
وبالطبع رواية الاحاد بحاجة للدراسة وفقا لاصل انها أخبار وفقا لما ذكره الخطيب من تقسيمها الى احاد ومتواتر .
ولا يكتفى الامر هنا بل تقسم الى ثلاث اقسام كما اشار الخطيب رحمه الله:(1/3137)
والاخبار كلها على ثلاثة اضرب فضرب منها يعلم صحته وضرب منها يعلم فساده وضرب منها لا سبيل الى العلم بكونه على واحد من الامرين
وعلى هذا يدرس السند والمتن والعلل .
أخيرا أخي لا أعلم اية نسخت بخبر آحاد صحيح , وانما السنة توجه فهم المسلم للايات , فالاية تنسخ بمثلها او بخير منها والاية تبدل مكان آية كما أخبر ربنا عز وجل, والأخبار التي يختلف فيها من حيث الصحة فلا ينكر على أحد دراستها بشكل صحيح ,ولكن ينكر ان يجعل الانسان فهمه للنصوص ظنية الدلالة هو ما يحكم على الاخبار .
---
روضة
02-13-2006, 01:08 AM
المرحلة الثانية:
أدلة القائلين بأن آية الوصية محكمة
* من القائلين بأن هذه الآية محكمة لا منسوخة أبو مسلم الأصفهاني، وتقرير قوله ـ كما نقله لنا الإمام العلامة الرازي ـ من وجوه:
أحدها: أن هذه الآية ما هي مخالفة لآية المواريث ومعناها كتب عليكم ما أوصى به الله تعالى من توريث الوالدين والأقربين من قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ } [النساء: 11]، أو كتب على المحتضر أن يوصي للوالدين والأقربين بتوفير ما أوصى به الله لهم عليه، وأن لا ينقص من أنصبتهم.
وثانيها: أنه لا منافاة بين ثبوت الميراث للأقرباء مع ثبوت الوصية بالميراث عطية من الله تعالى والوصية عطية ممن حضره الموت، فالوارث جمع له بين الوصية والميراث بحكم الآيتين.(1/3138)
وثالثها: لو قدرنا حصول المنافاة لكان يمكن جعل آية الميراث مخصصة لهذه الآية، وذلك لأن هذه الآية توجب الوصية للأقربين، ثم آية الميراث تخرج القريب الوارث، ويبقى القريب الذي لا يكون وارثاً داخلاً تحت هذه الآية، وذلك لأن من الوالدين من يرث، ومنهم من لا يرث، وذلك بسبب اختلاف الدين والرق والقتل، ومن الأقارب الذين لا يسقطون في فريضة من لا يرث بهذه الأسباب الحاجبة، ومنهم من يسقط في حال ويثبت في حال، إذا كان في الواقعة من هو أولى بالميراث منهم، ومنهم من يسقط في كل حال إذا كانوا ذوي رحم فكل من كان من هؤلاء وارثاً لم تجز الوصية له، ومن لم يكن وارثاً جازت الوصية له لأجل صلة الرحم، فقد أكد الله تعالى ذلك بقوله: { وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ } [النساء: 1] وبقوله: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى الْقُرْبَى } [النحل: 90]، فهذا تقرير مذهب أبي مسلم في هذا الباب.
* * * *
* قوله تعالى: {حَقّاً} يعني ثابتاً ثبوت نظر وتحصين، لا ثبوت فرض ووجوب؛ بدليل قوله: {عَلَى الْمُتَّقِينَ}، وهذا يدلّ على كونه ندباً؛ لأنه لو كان فرضاً لكان على جميع المسلمين، فلما خصّ الله من يتقي، أي يخاف تقصيراً، دلّ على أنه غير لازم إلا فيما يتوقّع تلفه إن مات، فيلزمه فرضاً المبادرة بكتبه والوصية به؛ لأنه إن سكت عنه كان تضييعاً له وتقصيراً منه.
* * * *
تفسير المنار:
* إن القول بنسخ هذه الآية فيه نظر؛ لأن آية المواريث لا تعارضه، بل تؤكده، من حيث إنها تدل على تقديم الوصية مطلقاً.(1/3139)
* السياق ينافي النسخ، فإن الله تعالى إذا شرّع للناس حكماً وعلم أنه مؤقت وأنه سينسخه بعد زمن قريب فإنه لا يؤكده ويوثقه بمثل ما أكد به أمر الوصية هنا من كونه حقاً على المتقين، ومن وعيد من بدله، وبإمكان الجمع بين الآيتين إذا قلنا إن الوصية في آية المواريث مخصوصة بغير الوارث، بأن يخص القريب هنا بالممنوع من الإرث، ولو بسبب اختلاف الدين، فإذا أسلم الكافر وحضرته الوفاة ووالداه كافران فله أن يوصي لهما بما يؤلف به قلوبهما.
* وجوّز بعض السلف الوصية للوارث نفسه بأن يخص بها من يراه أحوج من الورثة، كأن يكون بعضهم غنياً والبعض الآخر فقيراً ... فالحكيم الخبير اللطيف بعباده، الذي وضع الشريعة والأحكام لمصلحة خلقه لا يحتم أن يساوي الغني الفقير، والقادر على الكسب ومن يعجز عنه، فإذا كان قد وضع أحكام المواريث العادلة على أساس التساوي بين الطبقات باعتبار أنهم سواسية في الحاجة كما أنهم سواء في القرابة، فلا غرو أن يجعل أمر الوصية مقدماً على أمر الإرث، أو يجعل نفاذ هذا مشروطاً بنفاذ ذلك قبله، ويجعل الوالدين والأقربين في آية أخرى أولى بالوصية لهم من غيرهم، لعلمه سبحانه بما يكون من التفاوت بينهم في الحاجة أحياناً، فقد قال في آيات الإرث من سورة النساء: (من بعد وصية يوصى بها أو دين)، فأطلق أمر الوصية، وقال في آية الوصية ما هو تفصيل لتلك.
* فمن بدله: أي بدل ما أوصى به الموصي، (بعد ما سمعه) من الموصي أو علم به علماً صحيحاً.
* * * *
كلام المهندس عدنان الرفاعي(1/3140)
* ورود التكليف الإلهي بصيغة المبني للمجهول (كُتب) يعني أن الكتابة أمر مشترك بين المكلِّف والمكلَّف، فهذا التكليف أمر مشترك بين الله تعالى والمؤمنين، الله يكلفهم وهم ينفذون، وهذه الآية هي خطاب من الله تعالى لجميع المؤمنين في كل مكان وزمان، ولا تخصّ جيلاً دون الآخر، وإن قولهم بأن حكم هذه الآية هو لبرهة من الزمن، هو قول مردود، فكلمات تتعلق بصفات الله تعالى وتنتمي لعالم الأمر الذي هو فوق الزمان والمكان، لا تحمل أحكاماً خاضعة لقوانين الزمان والمكان.
* ولو كانت الآية الكريمة هي خطاب لمن يحضره الموت بأن يُوصي وصية لكانت واجبة ..ولكنذلك يُنافي ما تحمله الآية من عدة وجوه:
1. لو كانت خاصة بالإرث لبين الله تعالى المقدار الواجب في هذه الوصية التي زعموا نسخها .
2. لو كانت الوصية منسوخة بالنسبة لمن يرث-كما ذهب إلى ذلك مقرّو الناسخ والمنسوخ- لوجب استثناء من يرث من الوصية الواردة في باقي الآيات الكريمة ،التي تصور لنا الأخذ بوصية الميت قبل توزيع الإرث على الورثة .. وهذا الاستثناء لا نراه في كتاب الله تعالى: "فَلأُمِّهِالسُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ"، "ٌ فَلَكُمُالرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ "
"فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْن "
" فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍيُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ".
فكما نرى لا يوجد اسثناء في الوصية .
* لو كانت الوصية خاصة بالإرث ،والخطاب موجه لمنيحضره الموت حصرا ،لاقتضى ذلك عدم سقوط حق الوالدين واللأقربين ،حتى ولو لم يوص الموصي بذلك، كالدين يأخذه صاحبه سواء أوصى الميت بذلك أو لم يوص... ولكن ما نراه في هذه الآية الكريمة أن الوصية ندب ..وأن الله تعالى اختص بها المتقين وحعلها حقا عليهم "[بالمعروف حقا على المتقين](1/3141)
* لو كان الخطاب [كتب عليكم] موجها لمن يحضره الموت دون غيره -كما قالوا- لاختلفت هذهالآية الكريمة مع سياق المعنى والخطاب في الآيتين التاليتين لهذه الآية، فهاتانالآيتان تحملان أحكاما تخاطب الشاهدين على قول الموصي وولاة الأمور من تنفيذ قول الموصي..فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَاسَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (182)
* لو كانت الآية -المزعوم نسخها- تخاطب كل من يحضره الموت ،لأتت على الشكل التالي :كُتب عليكم إذا حضركم الموت إن تركتم خيرا، ولو كانت لا تخاطب منفذي الوصية
والشاهدين عليها وأولياء الأمور ،لأتت على هذا الشكل {كُتب على أحدكم إذا حضره الموت...}..ولكن ما نراه أن الآية الكريمة التي تخاطب المؤمنين من شهود وأولياء وحكام مكلفين بتنفيذ الوصية التي يوصيها من يحضره الموت..
"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا.."
والآية الكريمة التالية تصور هذه الحقيقة من جانب آخر .
"يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْإِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ (106)(1/3142)
إذن ..العبارة القرآنية [كُتب عليكم] هي خطاب تكليفي من الله تعالى للمؤمنين المحيطين بمن يحضره الموت من شهود وولاة أمور وحكام ..وما كُتب عليهم - ما يُطلب منهم - هو سماع ما يوصي به من يحضره الموت، والشهادة به عند الحاجة، والحكم به كما أمر الله تعالى.. أما الوصية فترتبط بمن يحضره الموت، ولا ترتبط بالمحيطين به الذين يخاطبهم الله تعالى بالعبارة القرآنية [كُتب عليكم] وما يؤكد ذلك هو تذكيرالفعل [كُتب]،في حين أن الوصية ترد في القرآن الكريم مؤنثة "ُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْن،فماكُتب على المؤمنين ليس الوصية المؤنثةإنما سماع قول ووصية من يحضره الموت ، والحكم بها، وإدلاء الشهادة بها حين الحاجةولو كان نائب الفاعل للفعل (كُتب) هو الوصية -حسب ما ذهب إليه معظمهم- لأنث الفعل كُتب (كُتبت عليكم....الوصية).
وحجة من قال إن كلمةالوصية في الآية الكريمة هي نائب الفاعل للفعل كُتب ، أن مخالفة الفعل لنائب الفاعل -بالنسبة لمسألة التذكير والتأنيت-ناتجة عن الفصل بين الفعل ونائب الفاعل..وهذه الحجة مردودة لسببين:
1.إن نائب الفاعل للفعلكُتب يرتبط -كما رأينا - بالمحيطين بمن يحضره الموت ،ولا يرتبط بمن يحضره الموت ..في حين أن الوصية ترتبط بمن يحضره الموت ،ولا ترتبط بالمحيطين به.(1/3143)
2. صحيح أنهيجوز -بالنسبة للتذكير والتأنيث - مخالفة الفعل للفاعل إذا تم الفصل بينهما ، ولكن في هذه الآية -المزعوم نسخها-لا بد أن يكون نائب الفاعل للفعل كُتب مذكراً ، ودليل ذلك هو الآية الكريمة التي تليها مباشرة.."فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)" فالضمير المتصل (الهاء) في الكلمات،ل[بدله]، [سمعه]، [إثمه]، [يبدلونه] يعود إلى نائب الفاعل للفعل (كُتب) في الآية - المزعوم تسخها، وهذا - كما نرى- يدل على التذكير ولا يدل على التأنيث.. فلا بد أن يكون نائب الفاعل للفعل (كُتب) في الآية الكريمة مذكرا، وبالتالي فإن كلمة الوصية ليست هي نائب الفاعل .
فنائب الفاعل للفعل كُتب هو كلمة عليكم المتعلقة بسماع القول والحكم ..وهكذا يكون تقدير الكلام :كُتب عليكم سماع قول أحدكم، والحكم به، وإدلاء الشهادة به حين الحاجة، إذا حضرهالموت إن ترك خيرا..
وبذلك تكون كلمة الوصية في الآية الكريمة مبتدأ، وخبره متعلق بالوالدين، وبالتالي يكون معنى الصورة القرآنية "الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَبِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ" هو أن الوصية
لمن يحضره الموت ،هيبالمعروف تحق حقا للوالدين والأقربين.
وإن ما ذهبوا إليه من أن المكتوب هو الوصية، وإن الخطاب موجه لمن يحضره الموت، أدى إلى توهمهم بوجود تناقض بين هذه الآية الكريمة وآيات المواريث والحديث الشريف)لا وصية لوارث (.. إنالإسلام لا يمنع الوصية مادامت دون الثلث(صحيح البخاري(
وكما رأينا أنه في توزيع الإرث يقول الله تعالى " مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ "
..فالوصية موجودة ولا نرى استثناء في ذلك ،وهذا لا يعني مخالفة ما يأمر اللهتعالى بهبالنسبة لتوزيع الإرث..(1/3144)
وهكذا نرى الآية الكريمة -المزعوم نسخها- تصور لنا مسألة الوصية التي يدلي بها من يحضره الموت، وأنه مطلوب من المؤمنين سماعها والحكم بها ،وأن تكون هذه الوصية بالمعروف وألا تحمل إثماً،وبحيث لا يحصل مخالفة لحصص المواريث التي يحددها الله تعالى في كتابه الكريم، وهذا بينه الحديث الشريف )إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه)
فهذه الآية متكاملة متعاضدة مع آيات المواريث، ومع الحديث الشريف، في تصوير أحكاممسائل الوصية والإرث، ولايوجد أي تعارض بينها وبين آيات المواريث أو الحديث الشريف
كما توهم مقرّو الناسخ والمنسوخ..
انتهى كلام المهندس عدنان الرفاعي
---
روضة
02-16-2006, 09:39 PM
في المرحلة الثانية التي تم نشرها وجدنا أن هناك من نفى النسخ في آية الوصية كالإمام أبي مسلم الأصفهاني، وصاحب المنار، والمهندس عدنان الرفاعي.
جميعهم وصلوا للنتيجة نفسها، ولكن اختلفت طرقهم في إثبات ما يريدون.
كلام المهندس عدنان ـ فيما أرى ـ كان فيه خروج عن المعنى المتبادر من الآية، فتعسّف وقطع أوصال الآية الكريمة، وخرج بها عن ظاهرها، ليصل إلى إحكام الآية، وعدم تعارضها مع آية المواريث.
بيان ذلك:
يبني المهندس نفيه للنسخ ـ ليس في هذه الآية فحسب، بل في جميع القرآن ـ على نظرية، وهي أن "التكليف أمر مشترك بين الله تعالى والمؤمنين، الله تعالى يكلّفهم وهم ينفذون، وهذه الآية هي خطاب من الله تعالى، لجميع المؤمنين في كل مكان وزمان، ولا تخصّ جيلاً دون الآخر، وإن قولهم بأن حكم هذه الآية هو لبرهة من الزمن، هو قول مردود، فكلمات تتعلق بصفات الله تعالى، وتنتمي لعالم الأمر الذي هو فوق الزمان المكان، لا تحمل أحكاماً خاضعة لقوانين الزمان والمكان".
أقول: كلام الله الذي هو صفة من صفات الله عز وجل لا يخضع للزمان والمكان .. هذا صحيح، ولكن، فرق بين كلامه عز وجل الذي هو الآيات الجليلة، وبين الحكم الذي تحمله هذه الآيات.(1/3145)
والمهندس عدنان خلط بين الأمرين، فكلام الله في آية الوصية مثلاً أخبرنا عن حكم أمر به العباد لفترة من الزمن (على قول من قال إنها منسوخة)، هذا لا يعني أن الكلام الإلهي الذي حمل حكماً محدوداً بزمان أصبح مثله محدوداً.
ولتقريب هذا المعنى سأضرب أمثلة من آيات تخبرنا عن أحكام كان معمولاً بها لفترة محدودة من الزمن، مثلاً قوله تعالى: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ" [المائدة:45]، أخبرتنا هذه الآية أن التوراة كان فيها هذا الحكم، وهو لناس مخصوصين بفترة مخصوصة.
- قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي? إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى? إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " [البقرة:246]، حملت هذه الآية حكماً أمروا به، وفعلاً صدر منهم وانتهى، فهما حكم وفعل مقيدان بزمان وأشخاص ومكان، وكذلك جميع قصص السابقين.
- "ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ" [البقرة:183]: الصيام كان حكماً للذين قبلنا، وقد مات الذين قبلنا، وانتهى الحكم الذي كان متعلقاً بهم.
- "إِنَّآ أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ " [المائدة:44]، حكم بها النبيون وانتهى حكمهم، فهو حكم مقيد بمدة.
والأمثلة على هذا كثيرة في القرآن الكريم.(1/3146)
هل هذا يعني أن آيات الله هي المقيدة؟! أم الأحكام والأخبار التي تخبرنا عنها؟ حَمْلُ الايات لهذه الأخبار لا يلزم منه أن تكون الآيات نفسها متصفة بما تتصف به الأخبار من محدودية، وخضوع لقوانين الزمان والمكان.
إذا ثبت بطلان هذه النظرية يبطل ما بُني عليها من نفي للنسخ بشكل كامل في القرآن.
ثم إن هناك شبه إجماع بين العلماء على وجود النسخ في القرآن بشكل عام، هل فات على عقولهم العملاقة هذه الحجة (النظرية) التي جاء بها المهندس عدنان، ليس هذا من باب الحجر على التفكير، ولكن يصعُب عليّ استيعاب أن مثل هذا ـ إن كان صواباً ـ يفوتهم، مع اقتناعي ببطلانه.
ثم ادّعى بأن الخطاب في قوله تعالى: "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت .. " ليس للذي يحضره الموت ولكن لمن حوله ممن يسمعون الوصية.
ذهب إلى هذا حتى لا يُقال إن الوصية واجبة، وهذا خروج عن ظاهر الآية لأسباب واهية.
"والقول بأن الوصية لم تفرض على من ـ حضره الموت ـ فقط بل عليه بأن يوصي، وعلى الغير بأن يحفظ ولا يبدل، ولهذا قال: { عَلَيْكُمْ } وقال: { أَحَدَكُمُ } لأن الموت يحضر أحد المخاطبين بالافتراض عليهم ـ ليس بشيء؛ لأن حفظ الوصية إنما يفرض على البعض بعد الوصية لا وقت الاحتضار، فكيف يصح أن يقال: فرض عليكم حفظ الوصية إذا حضر أحدكم الموت، ولأن إرادة الإيصاء وحفظه من الوصية تعسف لا يخفى". [الألوسي]
واحتج بأن الله تعالى لم يبين المقدار الواجب في هذه الوصية فهي إذن ـ كما يرى ـ غير خاصة بالإرث.(1/3147)
ويُرَدُّ عليه بأن الله تعالى قد يُجمِل بعض الأمور التي تكون معروفة للمخاطبين من قبل، فقوله تعالى: (بالمعروف) يدل على أنه تعالى ردّ المقدار إلى ما تعارفوا عليه، وقال الإمام القرطبي: " قوله تعالى: { بِالْمَعْرُوفِ } يعني بالعدل، لا وَكْس فيه ولا شَطَط؛ وكان هذا موكولاً إلى اجتهاد الميت ونظر الموصي، ثم تولّى الله سبحانه تقير ذلك على لسان نبيّه عليه السلام، فقال عليه السلام: " الثلث والثلث كثير ".
واحتجَّ كذلك بأن الوصية لو كانت منسوخة بالنسبة لمن يرث لوجب استثناء من يرث من الوصية الواردة في باقي الآيات الكريمة التي تصور لنا الأخذ بوصية الميت قبل توزيع الإرث على الورثة، وهذا الاستثناء لا نراه في كتاب الله تعالى: "فلأمه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين"... إلخ.
أقول: لا يُشترط أن يُذكر الاستثناء بنفس الدليل (هذه قاعدة عامة)، فالاستثناء هنا جاء بدليل آخر، وهو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا وصية لوارث"، على قول من يرى نسخ هذه الآية.
لذلك يجب أخذ الأدلة من آيات وأحاديث جملة واحدة متكاملة، وحمل بعضها على بعض، دون تجزئة.
وحتى يُثبت أن الوصية ندب وليست واجبة فسّر قوله تعالى: "حقاً على المتقين"، أنها مختصة بالمتقين.
"ويجاب عن ذلك أن الله سبحانه وتعالى: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين)، فهل يسقط حق المتعة عن غير المتقي، ويحصر وجوبه في المتقين وحدهم فحسب؟! أو ان قوله تعالى (على المتقين) يدل على تأكيد هذا الحكم، إذ كل واحد يجب عليه أن يكون من المتقين" [منقول].(1/3148)
ومما جعله يذهب إلى أن الخطاب في آية الوصية لمن حول الميت لا لمن يحضره الموت، أن (الوصية) مؤنثة، و(كتب) مذكر، وكان المتوقع أن يقال: كتبت الوصية، وبأن الضمائر في الآية التالية لآية الوصية مذكّرة (فمن بدله/ سمعه/إثمه)، ورفض أن يكون السبب في مخالفة الفعل لنائبه ـ بالنسبة لمسألة التذكير والتأنيث ـ هو الفصلَ بين الفعل ونائبه، وهذا السبب ذكره العلماء معتمدين فيه على قاعدة معروفة بعلم النحو، ورَفْضُه لهذه القاعدة مبني على توهم، (وهو أن الخطاب لمن حول الميت).
أما مجيء الأفعال مقترنة بضمائر مذكرة في الآية التالية لآية الوصية، فقد علل هذا المفسرون بتقدير الإيصاء، وبأن تأنيث الوصية غير حقيقي، لأن ذلك لايراعى في الضمائر المتأخرة عن المؤنث المجازي، بل يستوي المؤنث الحقيقي والمجازي فيذلك.
مع أن أبا مسلم الأصفهاني وصاحب المنار نفوا النسخ عن آية الوصية إلا أنهم لم يخرجوا الآية عن ظاهرها ولم يتعسفوا بجعل الفعل يتعلق بمن حول الميت، ولم أرَ شيئاً من الحجج التي اعتمد عليها المهندس عدنان مبنياً على قاعدة لغوية، أو على شيء يُعتدّ به.
والله تعالى أعلم.
---
روضة
02-16-2006, 09:47 PM
المرحلة الثالثة
ردّ كل فريق على الآخر
تضمنت المرحلتان السابقتان اللتان تم فيهما ذكر أدلة كلٍّ من المثبتين للنسخ في آية الوصية والنافين له بعضَ الردود، وسأزيد هنا ردوداً أخرى.
احتج النافون على المثبتين الذين قالوا إن قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا وصية لوارث" نسخ الآية، فقالوا:
* آية الوصية لا تعارض آية المواريث ولا هذا الحديث.
* الحديث من الآحاد، وتلقي الأمة له بالقبول لا يلحقه بالمتواتر، أي والظني من الحديث لا ينسخ القطعي منه، فكيف ينسخ القرآن، وكله قطعي؟(1/3149)
الحديث لم يصل إلى درجة ثقة الشيخين به، فلم يروه أحد منهما مسنداً، ورواية أصحاب السنن محصورة في عمرو بن خارجة وأبي أمامة وابن عباس، وفي إسناد الثاني إسماعيل بن عياش تكلموا فيه، وإنما حسّنه الترمذي؛ لأن إسماعيل يرويه عن الشاميين، وقد قوى بعض الأئمة روايته عنهم خاصة، وحديث ابن عباس معلول؛ إذ هو من رواية عطاء بن أبي رباح، فإن أبا داود أخرجه في مراسيله عنه، وما أخرجه البخاري من طريق عطاء بن أبي رباح موقوف على ابن عباس، وما روي غير ذلك فلا نزاع في ضعفه، فعُلم أنه ليس لنا رواية في الحديث صححت إلا رواية عمرو بن خارجة، والذي صححها هو الترمذي، وهو من المتساهلين في التصحيح، وقد علمت أن البخاري ومسلم، لم يرضياها، فهل يقال إن حديثاً كهذا تلقته الأمة بالقبول؟
جواب المثبتين:(1/3150)
* كلام الحافظ ابن حجر، (وقد مرّ من قبل): ( باب لاوصية لوارث ) هذه الترجمة لفظ حديث مرفوع كأنه لم يثبت على شرط البخاريفترجم به كعادته واستغنى بما يعطى حكمه . وقد أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما منحديث أبي أمامة " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته في حجة الوداع : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث " وفي إسناده إسماعيل بن عياش , وقدقوى حديثه عن الشاميين جماعة من الأئمة منهم أحمد والبخاري , وهذا من روايته عنشرحبيل بن مسلم وهو شامي ثقة , وصرح في روايته بالتحديث عند الترمذي وقال الترمذي : حديث حسن . وفي الباب عن عمرو بن خارجة عند الترمذي والنسائي , وعن أنس عند ابنماجه , وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند الدارقطني وعن جابر عند الدارقطني أيضاوقال : الصواب إرساله , وعن علي عند ابن أبي شيبة, ولا يخلو إسناد كل منها عن مقال , لكن مجموعها يقتضي أن للحديث أصلا , بلجنح الشافعي في " الأم " إلى أن هذا المتن متواتر فقال : وجدنا أهل الفتيا ومنحفظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي من قريش وغيرهم لا يختلفون في أن النبي صلى اللهعليه وسلم قال عام الفتح " لا وصية لوارث " ويؤثرون عمن حفظوه عنه ممن لقوه من أهلالعلم , فكان نقل كافة عن كافة , فهو أقوى من نقل واحد.(1/3151)
* كان هذا الحكمُ في بدء الإسلام ثم نسخ عند نزول آيةِ المواريثِ، بقوله عليه السلام: " إنّ الله قد أعطى كلَّ ذي حق حقَّه ألا لا وصيةَ لوارثٍ " فإنه وإن كان من أخبار الآحادِ لكن حيثُ تلقته الأمةُ بالقَبول انتظم في سلك المتواتِر في صلاحيته للنسخ، على أن التحقيقَ أن الناسخَ حقيقةً هي آيةُ المواريث، وإنما الحديثُ مُبيّنٌ لجهة نسخِها ببيانِ أنه تعالى كان قد كتب عليكم أن تؤدوا إلى الوالدين والأقربين حقوقَهم بحسب استحقاقهم من غير تبيين لمراتب استحقاقِهم ولا تعيين لمقادير أنصبائِهم، بل فوض ذلك إلى آرائكم، حيث قال: { بِالْمَعْرُوفِ } أي بالعدْل، فالآن قد رَفَعَ ذلك الحُكمَ عنكم لتبيين طبقاتِ استحقاقِ كلِّ واحدٍ منهم وتعيينِ مقاديرِ حقوقِهم بالذات وأعطى كلَّ ذي حق منهم حقه الذي يستحقه بحكم القرابة من غير نقصٍ ولا زيادة ولم يدَعْ ثمةَ شيئاً فيه مدخلٌ لرأيكم أصلاً حسبما تُعرِب عنه الجملةُ المنفيَّةُ بلا النافية للجنس وتصديرُها بكلمة التنبيه، إذا تحققتَ هذا ظهر لك أن ما قيل مِنْ أن آيةَ المواريثِ لا تعارضُه بل تحقِّقه وتؤكّدُه من حيث إنها تدلُ على تقديمِ الوصيةِ مطلقاً والحديثُ من الآحاد، وتلقّي الأمةِ إياه بالقَبول لا يُلحِقُه بالمتواتر، ولعله احترَز عنه مَنْ فسَّر الوصيةَ بما أوصى به الله عز وجل من توريثِ الوالدَيْن والأقرَبين بقوله تعالى: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ} [النساء، الآية 11] أو بإيصاءِ المُحتَضَرِ لهم بتوفير ما أوصى به الله تعالى عليهم - بمعزلٍ من التحقيق.(1/3152)
وكذا ما قيل من أن الوصيةَ للوارث كانت واجبةً بهذه الآية من غير تعيينٍ لأنصبائهم فلما نزلت آيةُ المواريثِ بياناً للأنصباء بلفظ الإيصاءِ فُهم منها بتنبيه النبي صلى الله عليه وسلم أن المرادَ منه هذه الوصيةُ التي كانت واجبة، كأنه قيل: إن الله تعالى أوصى بنفسه تلك الوصيةَ ولم يُفَوِّضْها إليكم، فقام الميراثُ مقامَ الوصيةِ فكان هذا معنى النسخِ لا أن فيها دلالةً على رفع ذلك الحُكمِ، فإن مدلولَ آيةِ الوصيةِ حيث كان تفويضاً للأمر إلى آراء المكلَّفين على الإطلاق وتسنّي الخروجِ عن عُهدة التكليف بأداءِ ما أدَّى إليه آراؤُهم بالمعروف، فتكون آيةُ المواريثِ الناطقةِ بمراتب الاستحقاقِ وتفاصيل مقاديرِ الحقوقِ القاطعةِ بامتناعِ الزيادةِ والنقصِ بقوله تعالى:
{ فَرِيضَةً مّنَ اللَّهِ } [النساء، الآية 11. وسورة التوبة، الآية 60] ناسخةً لها رافعةً لحُكمها مما لا يَشتبهُ على أحد.
* بل قال البعض: إن الأحاديث الناسخة من المتواتر، وأنالتواتر قد يكون بنقل من لا يتصور تواطؤهم على الكذب، وقد يكون بفعلهم بأن يكونواعملوا به من غير نكير منهم.
قال النافون
جوّز بعض السلف الوصية للوارث نفسه بأن يخص بها من يراه أحوج من الورثة، كأن يكون بعضهم غنياً والبعض الآخر فقيراً.
أجاب المثبتون
الوصية للوارث تخل بالأنصبة التي حددتها آيات المواريث للورثة، وإذا تركنا الأمر للنظر، قد يتدخل الهوى فلا يعد لتوزيع الأنصبة المقرر في الشرع أي أهمية.
* * * * *(1/3153)
من الردود التي أوردت على صاحب المنار ما ذكره فضيلة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ـ حفظه الله ـ في كتابه الثاني من سلسلة (اتجاهات التفسير ومناهج المفسرين في العصر الحديث، لم يطبع بعد)، قال في معرِض حديثه عن بعض ما ورد في تفسير المنار من مخالفات لأئمة الأمصار وفقهاء المذاهب: "عند تفسيره آية الوصية في سورة البقرة، يذكر أقوال العلماء، وينقل عن الألوسي رحمه الله، ثم يرد عليه ويختم ردّه بقوله: (فما هذا الحرص على إثبات نسخها، مع تأكيد الله تعالى إياها، والوعيد على تبديلها، إن هذا إلا تأثير التقليد) أ.هـ.
رحم الله صاحب المنار وعفا عنه، ألكي لا يكون الشخص مقلداً، ينبغي أن يقلد رأيه؟! وإن جمهوراً من الأئمة كأبي حنيفة والشافعي قد قالوا بنسخ هذه الآية الكريمة، أفيعدّ هؤلاء مقلدين، وإذا كانوا كذلك، فمن المجتهد؟ ومن الذي قلدوه؟
ثم يحاول صاحب المنار أن يضعّف الحديث (لا وصية لوارث)، بحجة أن الشيخين لم يروياه مسنداً لعدم ثقتهما به، وأن البخاري قد رواه موقوفاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأنه لا يعقل أن ينسخ القرآن بالحديث، لأن هذا الحديث ربما لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم، أو قاله رأياً، وعجيب هذا من السيد، وأعجب منه أنه ردّ أحاديث رواها الشيخان أنفسهما، ولكنه صحح أحاديث لم يروياها، والقول بأن الشيخين لم يخرجاه لعدم ثقتهما به قول مردود، لأن من المعلوم أنهما لم يلتزما بإخراج جميع الصحيح، وأما رواية البخاري له موقوفاً على ابن عباس، فإن الحافظ قال في (الفتح) إن له حكم المرفوع؛ لأنه في تفسيره ـ أي ابن عباس ـ إخبار بما كان من الحكم قبل نزول القرآن، فيكون في حكم المرفوع بهذا التقرير.(1/3154)
ولكن الشيخ تناسى هذا القول أو أغفله، والأغرب من ذلك قوله: (بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما لم يقله أو قاله رأياً)، وهذا غير وارد؛ لأن العلماء جزاهم الله خيراً، قد بيّنوا لنا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يقله، والرسول الكريم لا يمكن أن يقول رأياً في الدين، وعلى التسليم بذلك، فإما أن يقرّه الوحي أو يردّه.
وبعد، فحديث (إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث) تلقته الأمة بالقبول، وأجمع جمهور الأئمة على صحته، يقول الشافعي رضي الله عنه ـ في الأم ـ: (وجدنا أهل الفتيا، ومن حفظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي من قريش وغيرهم، لا يختلفون في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح: "لا وصية لوارث، ولا يقتل مؤمن بكافر"، ويؤثرون عمن حفظوا عنه، ممن لقوا من أهل العلم بالمغازي، فكان هذا نقل عامة عن عامة، وكان أقوى في بعض الأمر من نقل واحد عن واحد، كذلك وجدنا أهل العلم عليه مجمعين) [الرسالة].
ويختم د. فضل بقوله: ويعلم الله أن أنوار النبوة تنادي على صحة هذا الحديث". أ.هـ.
---
روضة
02-16-2006, 09:50 PM
المرحلة الرابعة
مرحلة الترجيح
بعد الاطلاع على رأي كل فريق ومناقشته، أظن أنه قد حان الوقت الآن للترجيح.
والترجيح لا يتطلب سرد أدلة، لأن العلماء قد كفونا هذا، وتم عرض أدلتهم، فسيكون في تكرارها عدم فائدة.
ما تبيّن لي بعد كل ما تقدم قوةُ قول من ذهب إلى النسخ، لاستنادهم إلى أحاديث نبوية، وحجج لغوية، وعلم بما كان من أحوال العرب، فأرى أن قولهم أرسخ وأعمق وأثبت من قول من ذهب إلى أن الآية محكمة.
والله أعلم بالصواب.
ويا حبذا أن تعرضوا آراءكم فيما ذكرتُه لكم في المراحل السابقة كلها.
وما كان بحاجة إلى نقاش أو مزيد توضيح فأنا على استعداد لذلك إن شاء الله.
وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وغفر الله لي ولكم.
---
روضة
02-19-2006, 03:09 PM
الإخوة الأكارم،(1/3155)
فاروق، د.أبو بكر خليل، سيف الدين، وباقي الأعضاء ....
أين تعليقاتكم على ما عرضت؟ وأخص بالذكر الأخ الفاضل فاروق، الذي كان أول من عرض الآية لنقاشِ ثبوت نسخها ... هل رحج لديك قول ما؟
أنا بالانتظار: تقويم، تقييم، نقد، إبداء رأي، طلب توضيح، ....
بارك الله فيكم
---
فاروق
02-20-2006, 12:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أختي الفاضلة:باحثة..
أمهلينا قليلامن الوقت لأدقق جيدا فيما ذكرت..كما فعلنا..فالمشاغل كثيرة!!
وهذه مسألة اقتناع..!!تتطلب التريث..
---
روضة
03-03-2006, 07:21 AM
إخوتي الأفاضل ... ما زلت بانتظار تعليقاتكم ,,,
إذا كانت مشاغلكم كثيرة يمكن أن نبدأ مناقشة المراحل كلّ على حدة، كلما انتهينا من واحدة ننتقل إلى التالية، فيكون هذا أسهل وأنسب لضيق أوقاتكم...
ودمتم
---
فاروق
03-04-2006, 06:04 PM
http://www.3e6r.net/data/media/19/jewelst-r7eb1.gif
أختي الكريمة روضة أعتذر عن هذا التأخير،لظروف خارجة عن الإرادة..فمعذرة مرة أخرى..
إن ما قمت به هو عمل رائع بكل المقاييس..فهو بحث جامع يغني كل سائل عن التنقيب في المراجع،فلقد كفيته تلك المهمة الشاقة وخصوصا في ظل ظروف الحياة التي نعيشها،فلا نملك إلا أن ندعو لك عن ظهر الغيب..فجزاك الله خيرا..
في الأول أقتبس من كلامك:
أقرّ وأعترف أن الأمر في نسخ هذه الآية شائك للغاية، فكلما استقر رأيي على قول لقوة أدلة القائلين به، ظهرت لي قوة في أدلة القائلين بالرأي المخالف، وكلما ظننت أني اقتربت من النهاية، فُتحت لي أبواب لم تكن بالحسبان، وكلا الفريقين ممن لا يُستخف به بين العلماء،
لقد أرقتني هذه المسألة كما أرقت من قبلي....
فهل من مغيث!!
فهذا ما حصل معي أيضا ،فلم أر حتى الآن ما يمكنه أن يرجح عندي طرفا على الآخر وإن كنت أميل أكثر إلى من ينفون..! على الأقل حتى الآن للأسباب التالية:(1/3156)
* لم يثبت بالدليل القاطع ما يؤكد حصوله ،فلا تعدو أن تكون اجتهادات في تفسير الآيات..
*من المعلوم أن رواية الأحاديث لم تدون إلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم..وهذا موضوع آخر سنطرحه في حينه،وما حوله من شبهات..
*يقول الله تعالى:[ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ]
( الأعراف : 3 ) ، هذه الآية الكريمة تُؤكّد الأمر الإلهيّ باتّباع كلِّ الأحكام ( التي تحملها كلمات الله تعالى ) دون أيّ استثناء ، أي دون أيّ نسخ ، فكيف يأمرنا الله تعالى باتّباع كلّ أحكامه دون استثناء ، ونحن ننسخ ( نُلغي ) بعض هذه الأحكام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
*الناسخ والمنسوخ هو قمّة التناقض بين الأحكام القرآنيّة ، والله تعالى يقول :
[ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ]( النساء82
) .. فكيف إذاً يُقرّون هذه المسألة ، أليس بذلك قد نفرض تناقضات وأوهام على كتاب الله تعالى ..
قد تقولون أن لهذه الآياب أسباب نزولها ولكني أؤمن أن القرآن كل لا يتجزأ وأن نصه مطلق
*.. وفوق كلّ ذلك هل يُوجد حديثٌ واحد يُنسب إلى الرسول ( ص ) بأنّ آيةً مُعيّنة نسخت آية معيّنة ؟؟ !!!!!! ..
*: إنّ هناك فارقاً بين الكلمات القرآنيّة وبين الأحكام والمعاني التي تحملُها ، هذا القول لم أستسغه ووقفت عنده طويلا ، فتبيّن منه البعد عن الفطرة النقيّة .. فكيف تختلف الكلمة عن المعنى الذي تحملُه ، وما هو الفارق بين الكلمة ومعناها ، وكيف نميّز بينها وبين دلالاتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .. هذا هروب من مواجهة الحقيقة ..(1/3157)
*.. وفوق كلّ ذلك يتبيّن فساد مسألة الناسخ والمنسوخ ، من عدم الإجماع على آية واحدة في هذا الخصوص ، فالآية المنسوخة عند أحد العلماء ، ناسخة عندالآخر ، ولا ناسخة ولا منسوخة عند الثالث .. فهل يكون دين الله بهذا الغموض.!!-حشى لله-لا أنفي الاختلاف فالاختلاف من طبيعة البشرفي رؤاهم للأشياء وفي تحليلها..ولكن القرآن الكريم :آياته وأحكامه منزه عن ذلك كل التنزيه..
*وأنا أبحث وجدت هذا الحديث..وهذا التعليق وأترك لكم التعليق بدوركم..
جاء في مسند أحمد ، حديث ( 25112 ) : (( حَدَّثَنَا ....... عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا )) ..
قال الغماري : هذا أثرٌ شاذٌ منكرٌ ، شديدُ النكارة ، لأنّ نسخ التلاوة محال ، كما بيّنته في جزء ذوق الحلاوة ..
ثمّ من المنكر الذي لا يُعقَل أن تدخلَ شاةٌ البيتَ وتأكلَ ورقةً فيها قرآنٌ ولا يعلم أحد ، هذا من الباطل المردود قطعاً ، ولو جوّزنا أنْ تأكلَ شاةٌ ورقةً فيها قرآنٌ منسوخٌ على رأي من يُجيز النسخ لجاز أن تأكلَ ورقةً فيها قرآنٌ غيرُ منسوخ ، فترتفع الثقةُ بالقرآن كلّه ، لأنّه قد يكونُ أُكِلَ منه شيءٌ ، والله تعالى يقول : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( الحجر : 9 ) .. ] ..
* اقتباس ..(1/3158)
ولتقريب هذا المعنى سأضرب أمثلة من آيات تخبرنا عن أحكام كان معمولاً بها لفترة محدودة من الزمن، مثلاً قوله تعالى: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ" [المائدة:45]، أخبرتنا هذه الآية أن التوراة كان فيها هذا الحكم، وهو لناس مخصوصين بفترة مخصوصة.
- قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي? إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى? إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " [البقرة:246]، حملت هذه الآية حكماً أمروا به، وفعلاً صدر منهم وانتهى، فهما حكم وفعل مقيدان بزمان وأشخاص ومكان، وكذلك جميع قصص السابقين.
- "ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ" [البقرة:183]: الصيام كان حكماً للذين قبلنا، وقد مات الذين قبلنا، وانتهى الحكم الذي كان متعلقاً بهم.
- "إِنَّآ أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ " [المائدة:44]، حكم بها النبيون وانتهى حكمهم، فهو حكم مقيد بمدة.
هذه الآيات تتحدث عن أحكام لأقوام لهم شرائع ..والله تعالى نسخ شرائعهم كلها بشريعة الإسلام فما بالك بتلك الأحكام وأظن أن هذا الأمر معلوم.. فإذن لماذا يبعث الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة الإسلام؟؟!!(1/3159)
أختي الكريمة روضة هذا الرد جاء على عجل..ولا أستطيع أن أخفي رأيي في شيء لايتعارض مع ما هو معلوم من الدين بالضرورة بل حسب قناعاتي أن ما أعتقد به هو تنزيه
لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة،من بصمات بشرية نسبية يعتريها النقصان والنسيان..
ومع ذلك حتى تكتمل الرؤيا سنانقش الآية اللاحقة..لنناقش بعدها مواضيع أخرى أظنها حسب قناعتي أنها من المسكوت عليها.. ولكم كل الفضل..
[line]
http://www.alroqia.com/allahnames.gif
http://up3.w6w.net/upload/22-02-2006/w6w_20060222125040258ee138.gif
ملئ الفؤاد محبة وتلهفا
توقا و شوقا للحبيب المصطفى
إنا لتهفو للرسول قلوبنا
والقلب تتبعه الجوارح إن هفا
ليس الذي أبدى هواه مغاليا
كلا و من ذاب حبا مسرفا
إن المحب لمن يحب لتابع
فإذا رأى أثرا لمن يهوى اقتفى
مدت أيادينا لهدي محمد
وتلقفت ما جاء منه تلقفا
هو من نحب ومن أحب نحبه
صدقا وليس تنطعا وتكلفا
جئنا جميعا نستقي من ورده
ونرد عنا ما يكون مخالفا
ونورث الأجيال حب نبينا
من جاء فينا رحمة وتعطفا
حبيبي يا رسول الله
يا من ملأت الفؤاد حبا..
يا رسول الله..أنت الحبيب..يا محمد
---
روضة
03-04-2006, 11:46 PM
أخي الفاضل فاروق، لا داعي للاعتذار عن التاخير، فكلنا قد تعرض له أمور طارئة تشغله، وهكذا هي الحياة!! ومن المؤكد أن الاختلاف لا يفرق بين الإخوة، لذلك فليكن صدرك واسعاً واحتمل أختك فيما ستقوله ...
**********
*يقول الله تعالى:[ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ]
( الأعراف : 3 ) ، هذه الآية الكريمة تُؤكّد الأمر الإلهيّ باتّباع كلِّ الأحكام ( التي تحملها كلمات الله تعالى ) دون أيّ استثناء ، أي دون أيّ نسخ ، فكيف يأمرنا الله تعالى باتّباع كلّ أحكامه دون استثناء ، ونحن ننسخ ( نُلغي ) بعض هذه الأحكام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!(1/3160)
لسنا نحن الذين نلغي هذه الأحكام، ولكنها ـ الأحكام ـ فعلاً كانت محددة ومقيدة بزمن، وهذا تم نقاشه.
إن كان هناك آية كريمة تبين أن الله تعالى قد يستبدل آية بأخرى (وإذا بدلنا آية مكان آية)، فأين المشكلة في هذا؟
أمَرَنا تعالى أن نتبع ما أُنزل إلينا .. نعم، ومن ضمن ما أنزل إلينا أنه قد يستبدل آية بأخرى، لذلك نحن نأخذ القرآن كلاً متكاملاً بلا تجزئة.
وقد قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، ونعلم أنه وردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أحكام منسوخة: كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها.
نَسْخُه هذا الحكم بلفظ صريح لا يتعارض مع أمر الله بأخذ كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أردنا أن نفهم الآية الكريمة (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)، على عمومها لقلنا يجب أن نأخذ بتحريم زيارة القبور وحِلِّ ذلك معاً.
وأما قولك: ونحن ننسخ بعض الأحكام؟
لسنا ننسخ حسب أهوائنا، بدليل أن الصحابة رضوان الله عليهم أقروا بهذا وأثبتوا النسخ، وهذا مما له حكم المرفوع.
وقولك هذا فيه تشكيك بفعل الصحابة وبتنزيههم للقرآن وتعظيمهم له.
***********
القرآن كل لا يتجزأ وهذا ما يؤمن به كل مسلم، ولأنه هكذا نقول بنسخ الأحكام التي تبدو متناقضة، وهذا ليس فيه طعن في القرآن، والعياذ بالله، لأن الأمر ثبت عند جمهور المسلمين أن هذه الأحكام كانت مقيدة لزمن معين، ثم تغيرت، وأثبت القرآن كلاً منهما لحكمة، ويُرفع هذا التناقض الظاهري بالقول بالنسخ.
فلا يبقى هناك تناقض في حقيقة الأمر.
وهل جمهور المسلمين على خطأ؟ ولم يتبين لهم أن القول بالنسخ تجزيء للقرآن وطعن فيه؟؟؟!!!! لا أستطيع استيعاب هذا.
***********
*.. وفوق كلّ ذلك هل يُوجد حديثٌ واحد يُنسب إلى الرسول ( ص ) بأنّ آيةً مُعيّنة نسخت آية معيّنة ؟؟ !!!!!! ..(1/3161)
دليلك هذا الذي من أجله تميل إلى القول بنفي النسخ مرفوض لأنك قلتَ من قبل: من المعلوم أن رواية الأحاديث لم تدون إلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم..وهذا موضوع آخر سنطرحه في حينه،وما حوله من شبهات..
وهذا كلام خطير جداً جداً جداً ...............
ما مناسبته هنا؟ هل أنت مقتنع بما وراء هذا وما يترتب عليه؟ إن كان نعم، فهذه طامة كبرى، وبما أنك تقول (شبهات) فلماذا ستطرحه إذن؟! ويبدو فعلاً أنك تتبناه بدليل أنك أوردته ضمن الأدلة التي من أجلها مِلْتَ إلى قول النافين.
والدليلان السابقان بينهما تناقض، إذ كيف تريد أن نأتي لك بحديث عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يتضمن نسخ آية، وأنت تقول بهذه الشبهة، فحتى لو جئنا لك بواحد، ستقول: إن رواية الأحاديث لم تدون إلا بعد وفاة الرسول، وقد تسترسل بعد هذا بما ينبني على هذه الشبهة.
من هنا تبين لي صحة ما قاله د.أبو بكر خليل، وهو أنه كان لا بد من تثبيت القواعد والأصول أولاً قبل الانتقال إلى الفروع.
***********
*: إنّ هناك فارقاً بين الكلمات القرآنيّة وبين الأحكام والمعاني التي تحملُها، هذاالقول لم أستسغه ووقفت عنده طويلا ، فتبيّن منه البعد عن الفطرةالنقيّة .. فكيفتختلف الكلمة عن المعنى الذي تحملُه ، وما هو الفارق بين الكلمة ومعناها، وكيفنميّز بينها وبين دلالاتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .. هذا هروب من مواجهةالحقيقة .
هذا ليس هروباً من مواجهة الحقيقة التي تقول إنها حقيقة.
ووقفة هنا: تقول إنها حقيقة، يعني أنك فعلاً مقتنع بنفي النسخ، وقولك سابقاً بأنك ما زلت محتاراً أظن أن فيه مجاملة أو شيئاً آخر لم يتضح لي.
والذي أراه أن هناك فرقاً بين الكلمات وما تخبر عنه، فالكلمات نفسها من كلام الله غير المخلوق، وما تحمله من حديث عن أخبار مخلوق لا شك.
لا أظن أن هذا محل جدال، أليست الأحداث التي تخبرنا عنها الآيات مخلوقة، أليست من فعل البشر؟؟ !!(1/3162)
والله عز وجل يخبرنا عما حدث في حقبة معينة، كلامه هو ليس بمخلوق، لا أرى خللاً في هذا، ولا ما يصطدم بالعقل المسلم.
***********
*..وفوق كلّ ذلك يتبيّن فساد مسألة الناسخ والمنسوخ ، من عدم الإجماع على آية واحدة في هذا الخصوص ، فالآية المنسوخة عند أحد العلماء ، ناسخة عندالآخر ، ولا ناسخة ولا منسوخة عند الثالث .. فهل يكون دين الله بهذا الغموض.!!-حشى لله-لا أنفي الاختلاف فالاختلاف من طبيعة البشرفي رؤاهم للأشياء وفي تحليلها..ولكن القرآن الكريم :آياته وأحكامه منزه عن ذلك كل التنزيه..
كثيرة هي الأمور التي اختلف فيها العلماء في كتاب الله تعالى، هل هذا يتعارض مع تنزيه القرآن ؟؟؟!!!
وبدراسة أقوال العلماء وأدلتهم يمكن ترجيح قول على قول، ومن المؤكد أن عقول العلماء تختلف، وطريقة استدلالاتهم تتنوع، وهذا من عظمة كلام الله تعالى.
***********
*وأنا أبحث وجدت هذا الحديث..وهذا التعليق وأترك لكم التعليق بدوركم..
جاء في مسند أحمد ، حديث ( 25112 ) : (( حَدَّثَنَا ....... عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا )) ..
قال الغماري : هذا أثرٌ شاذٌ منكرٌ ، شديدُ النكارة ، لأنّ نسخ التلاوة محال ، كما بيّنته في جزء ذوق الحلاوة ..(1/3163)
ثمّ من المنكر الذي لا يُعقَل أن تدخلَ شاةٌ البيتَ وتأكلَ ورقةً فيها قرآنٌ ولا يعلم أحد ، هذا من الباطل المردود قطعاً ، ولو جوّزنا أنْ تأكلَ شاةٌ ورقةً فيها قرآنٌ منسوخٌ على رأي من يُجيز النسخ لجاز أن تأكلَ ورقةً فيها قرآنٌ غيرُ منسوخ ، فترتفع الثقةُ بالقرآن كلّه ، لأنّه قد يكونُ أُكِلَ منه شيءٌ ، والله تعالى يقول : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( الحجر : 9 ) .. ] ..[/
كلام الغماري قوي ومنطقي وجميل وأنا ممن يتبع قول العلماء الذين ينفون نسخ التلاوة.
وهذا لم أتعرض له في المراحل الأربع التي ذكرتُها.
***********
هذه الآيات تتحدث عن أحكام لأقوام لهم شرائع ..والله تعالى نسخ شرائعهم كلها بشريعة الإسلام فما بالك بتلك الأحكام وأظن أن هذا الأمر معلوم.. فإذن لماذا يبعث الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة الإسلام؟؟!!
أظنك لم تقف على مرادي من سردي لهذه الآيات، جئتُ بهذه الآيات لا لأثبت النسخ من خلال نسخ شريعتنا لشريعة من كان قبلنا، ولكن لأقول: إن هناك فرقاً بين كلمات الآيات وما تحتويه من أحكام، الأمر الذي لا تستسيغه، فقوله تعالى: (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) هذه الكلمات بحد ذاتها ليست مخلوقة لأنها كلمات من الله، ولكن الخبر الذي تضمنته وهو أن النبيين حكموا بها وانتهى حكمهم، هو الأمر الذي قُيِّد بزمن.
فهناك فرق بين الكلمات وما أخبرتْ عنه.
والله اعلم.
***********
---
سيف الدين
03-05-2006, 09:11 PM
الاخوات والاخوة الكرام
اني آسف جدا اني اطلت في مناقشة ما اسلفتم فيه .. واعتذر اشد الاعتذار .. كما اتمنى من الاخوة ان نبقي المناقشة في حيّزها الذي ارتضيناه وهو مناقشة الايات الناسخة والمنسوخة دونما التطرق الى مسائل اخرى .. وعن قريب باذن الله سأبادر في مناقشة ما اسلفتم ..
---
سيف الدين
03-06-2006, 06:40 PM
الاخت روضة حفظها الله:
قلت ايتها الاخت الكريمة:(1/3164)
1- القول بالنسخ أو عدمه مبنيٌّ على فهم معنى الآيةِ المنسوخةِ موضوعَ البحث، هل هو متعارض مع الآية الناسخة، لذلك سيكون هناك ذكر ضمن الأدلة لمعنى الآية ووجوه الإعراب المترتبة على المعنى انتهى الاقتباس
وليس لي تعقيب على هذا الكلام الا القول بأننا اظن انه اتفقنا بأن النسخ يجب ان يثبت بدليل النقل وليس العقل .. فان كان "القول بالنسخ او عدمه مبني على فهم معنى الاية المنسوخة" , فهل يحمل كلامك غير الاحتجاج بالعقل كدليل على النسخ؟
ولا اريد من هذا الكلام الا التأكيد على المنهج الذي الزمت به نفسي في مناقشة موضوع الناسخ والمنسوخ..
2- قلت ولا اعلم ان كان اقتباسا ام فيه تضمين لرأيك:
: "إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية) [البقرة:180]: فرض الله إذا أوشك أحدكم على الموت، وكان ذا مال أن يوصي بثلثه لوالديه وأقربائه بالعدل والمساواة، وكان هذا الحكم سارياً في أول الإسلام قبل تعيين المواريث، فلما نزلت آيات المواريث نسخ هذا الحكم.
* الآية تشعر بتفويض تعيين المقدار الموصى به إلى ما يراه الموصي، وأمره بالعدل بقوله: {بالمعروف}، فتقرر حكم الإيصاء في صدر الإسلام لغير الأبناء من القرابة زيادة على ما يأخذه الأبناء" انتهى الاقتباس
واقول معقبا على ما تحته خط من الاقتباس: اين هذا الاشعار في الاية؟ فالاية تقول: "الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين" فقد ذكرت الاية الوالدين والاقربين .. وليس هناك من اشارة الى غير الابناء من القرابة الا اذا اردنا ان نتعسف في تحميلنا للنص ما لا يحتمل .. او على الاقل يمكن القول انه لا يوجد حجة في هذا الشعور الا اذا استأنس المفسّر هنا بحديث الرسول .. فالدليل يجب ان يكون حجة وليس شعورا3- أرجو منك توضيح ما المقصود ب "وصية" في قوله تعالى: {من بعد وصية يوصى بها او دين}
4- قلت مقتبسة:(1/3165)
"وإن كان لفظ آية المواريث لا يدل على ما يناقض آية الوصية، لاحتمالها أن يكون الميراث بعد إعطاء الوصايا أو عند عدم الوصية بل ظاهرها ذلك لقوله:
{ من بعد وصية }[النساء: 11]، وإن كان الحديثان الواردان في ذلك آحاداً لا يصلحان لنسخ القرآن عند من لا يرون نسخ القرآن بخبر الآحاد، فقد ثبت حكم جديد للوصية وهو الندب أو الوجوب على الخلاف في غير الوارث، وفي الثلث بدليل الإجماع المستند للأحاديث وفعل الصحابة، ولمَّا ثبت حكم جديد للوصية، فهو حكم غير مأخوذ من الآية المنسوخة، بل هو حكم مستند للإِجماع" انتهى الاقتباس
اعود لاقتبس, ايتها الاخت الكريمة, من المقدمة التي نظمت عليها مناقشاتك:"القول بالنسخ أو عدمه مبنيٌّ على فهم معنى الآيةِ المنسوخةِ موضوعَ البحث، هل هو متعارض مع الآية الناسخة"
ولنقارنه بالاقتباس السابق نرى ما يلي:
قلت ان القول بالنسخ مبني على التعارض مع الاية الناسخة, مع التحفظ على التعبير, غير ان الاقتباس الاول يقول: " وإن كان لفظ آية المواريث لا يدل على ما يناقض آية الوصية، لاحتمالها أن يكون الميراث بعد إعطاء الوصايا أو عند عدم الوصية بل ظاهرها ذلك لقوله:
{ من بعد وصية }[النساء: 11]،"
وهكذا نرى ان من يقول بالنسخ هنا لا يعتمد على التناقض في الايات بل ينفيه ويلجأ الى القول بالنسخ الى شيء اخر وهو الاجماع , وهذا مبحث اخر, وما اريد هنا الا مناقشة منهجك في النسخ الذي اعتمدته حتى لا يتشتت الموضوع .. على اي اذا ظهر لك ان الاجماع هو الدليل على النسخ فيمكننا عندها البدء من نقطة جديدة ..
وارى ان اتوقف هنا الان في المناقشة لنناقش ما تقدم ثم ننتقل الى نقاط اخرى في البحث ..
اعلم ان ما اسلفته من مناقشة قد ارتكز على مبحثك الاول, والذي لربما لا تتبنينه بالكامل, ولا اريد ان انسب اليك ما لم تتبنيه, غير انني رأيت انه من المفيد ان نقف على جميع الحجج ونتعرض لها ..
وأسأل الله الهداية ..
---
سيف الدين(1/3166)
03-08-2006, 04:06 PM
اقتباس:
-------------------------------------------
وبين فخر الإسلام ذلك بوجهين: الأول: أنها نزلت بعد آية الوصية بالاتفاق، وقد قال تعالى: { مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِى بِهَا أَوْ دَيْنٍ }
[النساء: 11] فرتب الميراث على ـ وصية ـ منكرة ـ والوصية ـ الأولى كانت معهودة فلو كانت تلك ـ الوصية ـ باقية لوجب ترتيبه على المعهود فلما لم يترتب عليه ورتب على المطلق دل على نسخ الوصية المقيدةلأن الإطلاق بعد التقييد نسخ كما أن التقييد بعد الإطلاق كذلك لتغاير المعنيين.
والثاني: أن النسخ نوعان، أحدهما: ابتداء بعد انتهاء محض، والثاني: بطريق الحوالة من محل إلى آخر كما في نسخ القبلة، وهذا من قبيل الثاني لأن الله تعالى فرض الإيصاء في الأقربين إلى العباد بشرط أن يراعوا الحدود، ويبينوا حق كل قريب بحسب قرابته، وإليه الإشارة بقوله تعالى: { بِالْمَعْرُوفِ } أي بالعدل
انتهى الاقتباس
----------------------------------------------
وهذا القول لا يبنى عليه احتجاج للآتي:
1- القول بان الاوصية الثانية منكرة والوصية الاولى معهودة بناء على وجود "ال" التعريف وتفسيرها على انها "ال" العهد, اعتقد ان فيه التعسّف ما فيه, حيث انه لا يكفي وجود الـ "ال" حتى نفسّرها بانها للعهد بل لا بد من قرائن اخرى تصرفها الى هذا المعنى .. فلو قلنا مثلا ان "ال" في كلمة "الحمد لله" هي للعهد او الاستغراق لجاء ذلك مستقيما بعشرات الايات التي تدلّل على ذلك .. لذا ارى ان دليل فخر الاسلام لا يقوم به حجة الا بقرائن تدلّل عليه ..
2- القول ان هذا النسخ جاء (بطريق الحوالة من محل الى آخر كما في نسخ القبلة) هو قول مضطرب حيث ان آية : {يوصيكم الله في اولادكم} عادت الى ذكر {من بعد وصية يوصى بها او دين} ولو كان ذلك كما اشار فخر الاسلام لما كان هناك من داع لذكر الوصية مرة اخرى في الاية الناسخة
---
روضة
03-10-2006, 12:23 PM(1/3167)
أخي الكريم سيف الدين،
قرأت تعليقاتك، وسأجيب عليها، ولكني أستميحك عذراً بتأخير الإجابة أسبوعين على الأقل، لانشغالي بكثير من الأمور، فأنا أمرّ هذه الأيام على الملتقى مروراً سريعاً، ولا أتمكن من المشاركة في أي موضوع.
---
روضة
03-15-2006, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم سيف الدين،
أعتذر على التأخير..
أود الإشارة بداية إلى أن ما نقلتُه فيما سبق تجميع لأقوال العلماء في الرأيين (إثبات النسخ، ونفيه)، فقط، لذلك قد نجد في عرض الرأي الواحد أقوالاً مختلفة قد يكون فيها نوعُ تعارض، فكل عالم يحتج بطريقة مختلفة عن الآخر، وإن كانوا يصلون إلى النتيجة نفسها.
أما إثبات النسخ بالنقل أو بالاجتهاد، فقد انتهينا منه كما تفضلتَ، وذكرتُ حينها أن دائرة الاجتهاد في هذا الأمر محدودة. انظر الرابط:
سؤال حول الناسخ والمنسوخ (نرجو المشاركة) (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4570)
*****************
* الآية تشعر بتفويض تعيين المقدار الموصى به إلى ما يراه الموصي، وأمره بالعدلبقوله: {بالمعروف}، فتقرر حكم الإيصاء في صدر الإسلام لغير الأبناء من القرابةزيادة على ما يأخذه الأبناء"انتهى الاقتباس.
(واقول معقبا على ما تحته خط من الاقتباس: اين هذا الاشعار في الاية؟ فالاية تقول: "الوصيةللوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين" فقد ذكرت الاية الوالدين والاقربين .. وليس هناك من اشارة الى غير الابناء من القرابة الا اذا اردنا ان نتعسف فيتحميلنا للنص ما لا يحتمل .. او على الاقل يمكن القول انه لا يوجد حجة في هذاالشعور الا اذا استأنس المفسّر هنا بحديث الرسول .. فالدليل يجب ان يكون حجة وليس شعورا)(1/3168)
أقول أخي الكريم: هذا الكلام مأخوذ من تفسير التحرير والتنوير، والإشعار الذي تحدث عنه ابن عاشور رحمه الله ليس فيما يتعلق بالإيصاء لغير الأبناء من القرابة، وإنما الإشعار يتعلق بتفويض تعيين المقدار الموصى به إلى ما يراه الموصي من خلال قوله تعالى: (بالمعروف)، أما كلامه الذي تلا ذلك، يعني بعد قوله: (فتقرر حكم....) فليس تابعاً لما أشعَرَتْ به الآية الكريمة، وإنما هو تأكيد لما قاله حين بدأ بتفسير هذه الآية، حيث قال:
(كانت عادة العرب في الجاهلية أن الميت إذا كان له ولد أو أولاد ذكور استأثروا بماله كله، وإن لم يكن له ولد ذكَر استأثَر بماله أقربُ الذكور له من أب أو عم أو ابن عم الأدنَيْنَ فالأَدْنَين، وكان صاحب المال ربما أوصى ببعض ماله أو بجميعه لبعض أولاده أو قرابته أو أصدقائه، فلما استقر المسلمون بدار الهجرة واختصوا بجماعتهم شرع الله لهم تشريك بعض القرابة في أموالهم ممن كانوا قد يهملون توريثه من البنات والأخوات والوالدين في حال وجود البنين ولذلك لم يُذكَر الأبناء في هذه الآية). [التحرير والتنوير]
*****************
أما سؤالك عن المقصود بالوصية في آية المواريث: (من بعد وصية يوصى بها أو دين)، فأظن الإجابة واضحة وهي: المال الذي يوصي به الإنسان قبل لموته ويكون لغير الورثة ولا يتجاوز الثلث.
*****************
"وإن كان لفظ آية المواريث لا يدل على ما يناقض آية الوصية، لاحتمالها أن يكون الميراث بعد إعطاء الوصايا أو عند عدم الوصية بل ظاهرها ذلك لقوله:
{ من بعدوصية }[النساء: 11]، ....
... وهكذا نرى ان من يقول بالنسخ هنا لا يعتمد على التناقض فيالايات بل ينفيه ويلجأ الى القول بالنسخ الى شيء اخر وهو الاجماع
هذا بيان لمذهب بعض من قال بالنسخ، وهو الاعتماد على الإجماع، فقد تعددت مذاهب القائلين بالنسخ، ولخصه فخر الإسلام بقوله: أما القائلون بأن الآية منسوخة فيتوجه تفريعاً على هذا المذهب أبحاث:(1/3169)
البحث الأول: اختلفوا في أنها بأي دليل صارت منسوخة؟ وذكروا وجوهاً أحدهما: أنها صارت منسوخة بإعطاء الله تعالى أهل المواريث كل ذي حق حقه فقط وهذا بعيد لأنه لا يمتنع مع قدر من الحق بالميراث وجوب قدر آخر بالوصية وأكثر ما يوجبه ذلك التخصيص لا النسخ بأن يقول قائل: إنه لا بد وأن تكون منسوخة فيمن لم يختلف إلا الوالدين من حيث يصير كل المال حقاً لهما بسبب الإرث فلا يبقى للوصية شيء إلا أن هذا تخصيص لا نسخ وثانيها: أنها صارت منسوخة بقوله عليه السلام:
{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ } (http://javascript<b></b>:Open_Menu())
" ألا لا وصية لوارث " وهذا أقرب إلا أن الإشكال فيه أن هذا خبر واحد فلا يجوز نسخ القرآن به، وأجيب عن هذا السؤال بأن هذا الخبر وإن كان خبر واحد إلا أن الأئمة تلقته بالقبول فالتحق بالمتواتر.(1/3170)
ولقائل أن يقول: يدعى أن الأئمة تلقته بالقبول على وجه الظن أو على وجه القطع، والأول مسلم إلا أن ذلك يكون إجماعاً منهم على أنه خبر واحد، فلا يجوز نسخ القرآن به والثاني ممنوع لأنهم لو قطعوا بصحته مع أنه من باب الآحاد لكانوا قد أجمعوا على الخطأ وأنه غير جائز. وثالثها: أنها صارت منسوخة بالإجماع والإجماع لا يجوز أن ينسخ به القرآن. لأن الإجماع يدل على أنه كان الدليل الناسخ موجوداً إلا أنهم اكتفوا بالإجماع عن ذكر ذلك الدليل، ولقائل أن يقول: لما ثبت أن في الأمة من أنكر وقوع هذا النسخ فكيف يدعى انعقاد الإجماع على حصول النسخ؟ ورابعها: أنها صارت منسوخة بدليل قياسي وهو أن نقول: هذه الوصية لو كانت واجبة لكان عندما لم توجد هذه الوصية وجب أن لا يسقط حق هؤلاء الأقربين قياساً على الديون التي لا توجد الوصية بها لكن عندما لم توجد الوصية لهؤلاء الأقربين لا يستحقون شيئاً، بدليل قوله تعالى في آية المواريث:
{ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِى بِهَا أَوْ دَيْنٍ }
[النساء: 11] وظاهر الآية يقتضي أنه إذا لم تكن وصية ولا دين، فالمال أجمع مصروف إلى أهل الميراث، ولقائل أن يقول: نسخ القرآن بالقياس غير جائز والله أعلم.
[انتهى من التفسير الكبير للإمام الرازي]
يتبع...
---
سيف الدين
03-16-2006, 08:01 PM
مسألة في الفروض:
رجل توفي عن عدد من الابناء والبنات والاخوة والاخوات وزوجة .. الابناء والبنات والاخوة والاخوات كل حالته ميسورة ومتزوج وعنده مسكن له .. الرجل المتوفى لا يملك الا بيت متواضع .. أوصى بهذا البيت لزوجته سترا لها ..
هل تصح وصيته؟
---
روضة
03-17-2006, 01:53 AM
لا اجتهاد في موضع النص(1/3171)
بما أن الله سبحانه وتعالى فصّل تقسيم الأنصبة على الورثة في سورة النساء، وبما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا وصية لوارث) إذن ليس هناك ما يبيح للزوجة أكثر من نصيبها في الميراث، ولا تجوز لها الوصية، أما سترها بالبيت، فواجب نفقتها من مسكن وغيره تجب الآن على أولادها الذكور، ألم يتوفى عن عدد من الأبناء؟
وإن قصروا في هذا فلها مقاضاتهم ويؤثمون.
هذا ما أفهمه.
لأننا إذا خالفنا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبحنا الوصية للوارث فما فائدة ما فصّله الله لنا من أنصبة في سورة النساء، فالوصية تخل بهذه الأنصبة ويصبح لدينا تقسيم جديد.
ثم إن ما أعلمه أن الفرع الذكر يحجب الأخ، فليس للإخوة والأخوات نصيب في الميراث.
---
سيف الدين
03-17-2006, 06:22 PM
فان توفي رجل عن عدد من البنات كلهن متزوجات ولهن مسكن , وعدد من الاخوة والاخوات وكل له مسكن .. وأوصى الرجل ببيته المتواضع لزوجته .. هل تصح هذه الوصية؟
---
روضة
03-17-2006, 06:56 PM
أرى أن الحوار تحوّل إلى جدال لن يكون له نهاية.
لو أني أجبتك على هذا السؤال ستقول:
ماذا لو أنه توفي ولم يكن له أولاد ولا بنات وعنده إخوة وأخوات كلهم حالتهم ميسورة ولهم مساكن. ماذا ستفعل زوجته المسكينة؟ http://tafsir.org/vb/images/icons/icon9.gif
ونَفَسي طويييييييييييييييل جداً ....فلن ننتهي..
الأدلة الشرعية واضحة الدلالة ... عادلة حكيمة؛ لأنها من الشارع الحكيم العليم بأحوال البشر وما يصلح لهم، والأحكام الشرعية متكاملة، فمثلاً حين جعل للذكر مثل حظ الأنثيين جعل النفقة على الرجل.. وهكذا...
والله أعلم بما ينزل ويحكم.
---
سيف الدين
03-18-2006, 04:12 PM
ايتها الاخت الكريمة ..(1/3172)
أبعدنا الله عن الجدال والمراء .. كل الامر اني اخطأت في صياغة سؤالي في المرة الاولى فأعدته في المرة الثانية .. وعلى اي حال, اني لا اروم من اي نقاش في هذا المنتدى الكريم اقناع الاخر او الزامه بالحجة, بل جل الهمّ هو ان اطرح ما لدي من تساؤلات وقناعات واستفت تساؤلات الاخرين .. ومن حق الاخرين ان يستمعوا الى ما يدور في خلدي بحق تساؤلاتهم, كما ان من حق الموضوعية ان آخذ ما يرتؤونه بعين التمحيص والبحث .. واني لا أرى لزاما علينا في نهاية هذا النقاش ان يثمر بأن ينتج رأيا واحدا في الموضوع, رغم ان في ذلك راحة للاطراف المتناقشة, ولكن الراحة الكبرى هي في القناعة .. ان الاخذ والرد يغني الموضوع في استنزاف كل الاجوبة المحتملة وهو شيء جيد حسبما اظن .. واني اشكر لك عميق تفهمّك وصبرك...... وعلى اي حال فان الذي ظهر لي من الموضوع بشيء من الايجاز:
انك استندت الى الحديث وهو اقوى الحجج فيما رأيت .. غير ان لي على ذلك مأخذين :
الاول: ان حديث "لا وصية لوارث" لم يصرّح بالنسخ اضافة الى انه لم يلق اجماعا بالنسبة لبلوغه مرتبة المتواتر(1/3173)
الثاني: القول بأن الوصية في آية {من بعد وصية يوصى بها او دين} مخصوصة بالثلث الذي ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج الى دليل .. فاننا لا نستطيع القول بأن هذا هو المقصود من الوصية في الاية لمجرد ورود رواية تقول بأن رجلا اراد ان يتصدّق بماله فاوصاه الرسول بان يتصدّق بالثلث .. ان ربط الامور بهذه الطريقة لا اعتبره منطقيا, لعدة اعتبارات: هل هذه الرواية تمثّل الاحتمال الوحيد في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هل حدثت هذه الرواية بعد نزول اية الوصية او قبلها؟ هل قول الرسول صلى الله عليه وسلم هنا مخصوص بهذا الرجل دون غيره بسبب ثرائه؟ ام هل هناك اشياء اخرى؟ هل هذا القول عام؟ هل هذا القول مرتبط بالوصية؟ كل هذه الاسئلة ليست بحاجة الى اجوبة فحسب وانما الى ما يدعّم هذه الاجوبة .. والتساؤلات المطروحة على هذا الحديث يوازيها اسئلة كثيرة ايضا مطروحة على حديث {لا وصية لوارث} فيما لو بلغ الحديث مبلغ التواتر .. هناك, ايتها الاخت الكريمة, اشكال كبير في التعامل مع الاحاديث, لذا في بداية النقاش كنت قد قلت صراحة انه ان كان هناك من نقل يقرّ بالنسخ يجب ان يكون لفظا صريحا يسمي الاشياء بأسمائها ..
لك مطلق الحرية, ايتها الاخت الكريمة , او اي اخ او اخت, في الرد على هذا الكلام او الانتقال الى مناقشة آية منسوخة اخرى .. وبالي طويل ايضا باذن الله
---
محب الوحي
12-30-2006, 04:03 AM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2899&highlight=%C7%E1%E4%C7%D3%CE+%C7%E1%E3%E4%D3%E6%CE
أحمد البريدي أحمد البريدي غير متصل
مشرف
تاريخ التسجيل: Apr 2003
مشاركة: 610
الأخ جمال حسني الشرباتي
كلامهم يحتمل أحد أمرين:إما نفي وقوع النسخ مطلقاً , أو نفي دلالة الآية على النسخ .(1/3174)
فإن كان الأول فأشهر من قال به من المسلمين ابو مسلم الأصفهاني فإنّه زَعَمَ أنّ النسخَ مستحيلٌ ؛ وأجابَ عَمَّا ثبتَ نَسْخُهُ بأنّ هذا مِن بابِ التخصيصِ ؛ وليسَ مِن بابِ النسخِ ؛ وذلكَ لأنّ الأحكامَ النازلةَ ليسَ لها أَمَدٌ تنتهي إليه ؛ بلْ أَمَدُهَا إلى يومِ القيامةِ ؛ فإذا نُسِخت فمعناهُ أنّنا خَصَّصْنَا الزمنَ الذي بعدَ النسخِ . أيْ أخرجناهُ مِن الحُكْمِ .
1-وهذا الخلاف كما ترى في التسمية فقط , وعلى هذا فيكونُ الخلافُ بينَ أبي مسلمٍ وعامّةِ الأمّةِ خِلافًا لَفْظِيًّا ؛ لأنّهم مُتّفِقُونَ على جوازِ هذا الأمرِ ؛ إلاَّ أنّه يُسمِّيهِ تَخْصِيصًا ؛ وغيرهُ يُسمُّونَهُ نَسْخًا ؛ والصوابُ تَسْمِيَتُهُ نَسْخًا ؛ لأنّه صَرِيحُ القرآنِ : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } , وهذا هو رَأْيُ الشوكانيِّ رحمه الله (1 ) ، وعلى فَرضِ أنّ الخلافَ حقيقيٌّ فَكَلامُهُ مَرْدودٌ مِن وجوهٍ :
أ – أنّ إنكارَ وُقُوعِه مع ثبوتِ ذلكَ بالأدلّةِ المتظافرةِ مُكابرةٌ .
ب – أنّ إنكارهُ أَتَى بعد إجماعِ الأمّةِ على ثبوته واتّفاقِهم على ذلكَ ؛ كما أنّ مِن أهل العلم مَن لم يعتدَّ بخلافهِ وجعلهُ شاذًّا, كما سيأتي ؛ ، وهو رأْيُ الشوكانيّ .(2 )
ومن منكري النسخ اليهود – لعنهم الله – يُنْكِرُونَ النسخَ ، ويقولونَ إنّ النسخَ يستلزمُ البَدَاءَةَ على الله – أيْ أنّه بَدَا لَهُ العلمُ ثم نَسَخَ .
فيقالُ ردًّا عليهم : أنتم الآنَ كذَّبْتُم التوراةَ ، قال تعالى : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}(آل عمران:من الآية93)فلمّا نزلت التوراةُ حُرِّمَ فيها ما حُرِّمْ .(1/3175)
وقد وتوسَّعَ بعض العلماء في إيرادِ شُبهِهم وردِّهَا (3 ). وليسَ بذكرِ الخلاف معهم طائل ، وما أجْمَلَ كلامَ الشوكانيِّ رحمه الله حيثُ قال :" وأمّا الجوازَ فَلَمْ يُحْكَ الخلافُ فيه إلاَّ عن اليهودِ ،وليسَ لنا إلى نَصْبِ الخلافِ بيننا وبينهم حاجةٌ ، ولا هذه بأوَّلِ مسألةٍ خالفوا فيها أحكامَ الإسلامِ حتّى يُذْكَرَ خلافهم في هذه المسألةِ ، ولكن هذا مِن غرائبِ أهل الأصول ".(4 )
و النسخَ جائزٌ عقلاً وثابتٌ شَرْعًا ، فقد دَلَّت الأدلّةُ المتظافرةُ على جوازه عقلاً وثبوته شرْعًا (5 ) .
بل نقلَ ابنُ الجوزيِّ رحمه الله إجماعَ أهل العلمِ على ذلكَ ؛ فقالَ :" انعقدَ إجماعُ أهلِ العلم على هذا ؛ إلاّ أنّه قد شَذَّ مَن لا يُلتفت إليه " ( 6) ، وكذا ابنُ كثيرٍ نقلَ اتّفاقَ المسلمينَ على جوازه ( 7) ، بل حَكَى الشوكانيُّ اتّفاقَ أهلِ الشرائعِ عليه . ( 8)
وأما الأحتمال الثاني : وهو أن يكون المراد نفي دلالة الآية على نسخ الأحكام الشرعية كما ذهب إليه الأخ أبو علي واستند على أمرين :
الأول : قرينة عجز الآية (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) ,إذ لو كانت الآية تعني نسخ آيات الأحكام لختمت الآية بما يناسب ذلك بأن تختم ب : ألم تعلم أن الله عليم حكيم .
الثاني : قرينة ما أتى بعدها : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ...
فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان ، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا. فالآية تعني نسخ معجزات الرسل لا نسخ الأحكام الشرعية وجواب ذلك ما يلي :
أولا ً : هذه الآية وما بعدها من الآيات توطئة لنسخ استقبال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة , وبيت المقدس هي قبلة اليهود , ولذا تجد الآيات التي بعدها تحدثت عن أهل الكتاب , ويدل على هذا ما ذكره المفسرون من سبب نزول الآية , وتحويل القبلة حكم شرعي لا معجزة .(1/3176)
ثانياً : أهل اللسان من مفسري السلف وغيرهم , فهموا منه نسخ الأحكام الشرعية , كما هو بين لمن رجع إلى أقوالهم في تفسير هذه الآية .
ثالثاً : خاتمة الآية مناسبة لمضمونها من إرادة نسخ الأحكام الشرعية , يدل على ذلك ما ذكره المفسرون عند تفسير هذه الآية
قال ابن القيم : أخبر سبحانه أن عموم قدرته وملكه وتصرفه في مملكته وخلقه لا يمنعه أن ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء كما أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية مايشاء ويثبت فهكذا أحكامه الدينية الأمرية ينسخ منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء .
وقال ابن كثير عن هذه الآية والتي بعدها : يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء فله الخلق والأمر وهو المتصرف فكما خلقهم كما يشاء ويسعد من يشاء ويشقي من ويصح من يشاء ويمرض من يشاء ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء , ويبيح ما يشاء , ويحظر ما يشاء , وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه ... الخ .
وأما الجواب عن الدليل الثاني وهو قوله : فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان ، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا.
فهو أن بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام مسائل كثيرة منها ما هو معجزة ومنها ما هو حكم شرعي يدل على ذلك ما ذكره المفسرون حول هذه الآية فليراجعها من شاء , فحصرها بسؤال واحد تحكم .
وفي الختام أنبه على أمرٍ مهم وهو أنه ليس كل ما يذكره المفسرون من النسخ مسلم فإن منهم من بالغ بالقولِ بالنسخِ حتّى جعلَ آيةَ السَّيْفِ وهي قوله تعالى :{فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ }(التوبة: من الآية5) ناسِخَةً لمائةٍ وأربعٍ وعشرينَ .(1/3177)
والحق أن النسخ قليلٌ جداً قال السيوطيُّ في حديثه عن النسخِ :" وهو في الحقيقةِ قليلٌ جدًّا ، وإنْ أَكْثَرَ الناسُ مِن تِعْدَادِ الآياتِ فيه ".( 9) ثمّ قام بتحريرِ ما ثبتَ فيها النسخُ فأوصلها إلى عشرين آيةٍ .
أمّا الزرقانيُّ فقد تعرّضَ لثنتينِ وعشرينَ آية قَبِلَ النسخَ في اثنتي عشرة آية مِنها .( 10)
أمّا د. مصطفى زيد وهو أَكْثَرُ مِن تعرّضَ لقضايا النسخِ وناقشها ؛ فقد قرَّرَ أنّ الآياتِ التي صَحّتْ فيها دعوى النسخِ لا تَزِيدُ عن سِتِّ آياتٍ .( 11)
أمّا الدهلويُّ رحمه الله ؛ فقد بيّنَ أنّ النسخَ لا يَصِحُّ إلاّ في خَمْسِ آياتٍ (12 ) ، وهو
أقلُّ عددٍ قِيلَ بِنَسْخِه فيما أعلم .
( 1 ) انظر : إرشاد الفحول ( 3 / 618 ) .
( 2 ) المرجع السابق
( 3 ) انظر : تقريب الوصول صـ ( 313 ) ، تفسير ابن كثير ( 1/264 ) ، مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 198 ) وما بعدها .
( 4 ) إرشاد الفحول ( 3 / 618 ) . وانظر : تفسير ابن كثير ( 1 / 264 ) .
( 5 ) انظر الأدلّة مبسوطةً ومستوفاةً في : مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 187 ) وما بعدها .
( 6) انظر : نواسخ القرآن صـ ( 13 ) .
( 7 ) انظر : تفسير ابن كثير ( 1 / 265 ) .
( 8 ) انظر : إرشاد الفحول ( 3 / 618 ) .
( 9 ) الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 706 ) وما بعدها .
( 10 ) انظر : مناهل العرفان ( 2 / 255 ) وما بعدها .
( 11 ) انظر : مقدمة كتابه : النسخ في القرآن .
( 12 ) انظر : الفوز الكبير في أصول التفسير صـ ( 60 ) .
الرد باقتباس
أحمد البريدي
مشاهدة هوية
إرسال رسالة خاصة إلى أحمد البريدي
إرسال بريد إلكتروني إلى أحمد البريدي
شاهد جميع مشاركات أحمد البريدي
#13
قديم 12-01-2004, 03:33 PM
جمال حسني الشرباتي جمال حسني الشرباتي غير متصل
مشارك فعال
تاريخ التسجيل: Oct 2004
مشاركة: 364
الأخ البريدي(1/3178)
لقد قلت فأجدت----واحب أن أضيف على بيانك أن الآية ((وما ننسخ من آية أو ننسها))
لا تعني نسخ الآية الكونية أو المعجزة فأقول
----الآية الكونية إن حصلت لا يمكن أن تنسخ---فهي حصلت فكيف يعقل أن تنسخ
فإذا حصل لنبي معجزة تحريك الجبال وانتهت فكيف يتصور العقل نسخها؟؟؟
===============================
أما نسخ التلاوة كما قيل ((والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة))
فإن نفسي تعاف القول بحدوثه فهو يفتح ابواب أقوال مزعجة في جانب حفظ القرأن الكريم
فما رأيك
الرد باقتباس
جمال حسني الشرباتي
مشاهدة هوية
إرسال رسالة خاصة إلى جمال حسني الشرباتي
إرسال بريد إلكتروني إلى جمال حسني الشرباتي
شاهد جميع مشاركات جمال حسني الشرباتي
#14
قديم 12-01-2004, 04:00 PM
أحمد البريدي أحمد البريدي غير متصل
مشرف
تاريخ التسجيل: Apr 2003
مشاركة: 610
ما ذكرته لفتة طيبة إذ النسخ اصطلاحا إنما يكون في الأحكامُ الشرعيةُ ، أمّا القضايا الكونية التي حصلت و الأحكامُ الخَبَريَّةُ فإنّها لا يُمكن أنْ يَدْخُلها النسخُ ؛ لأنّنا لو جَوَّزْنَا نسخَ أحد الخَبَرَيْنِ بالآخرِ لَزِمَ مِنه تكذيبُ أحد الخَبَرَيْنِ بالآخرِ ، وهذا مُحَالٌ في كلامِ الله ، وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله :" الناسخُ والمنسوخُ إنّما يكونانِ في الأوامر والنواهي ، وأمّا الخبرُ عن الله - عز وجل - أو عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلا يجوز النسخُ فيه البَتَّةَ بِحَال ".(1 )
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية :" الخبرُ عمّا كانَ وما يكونُ لا يدخلهُ نَسْخٌ ".( 2)
وقال ابن القيِّم :" أحكامُ التوحيدِ التي اتّفقتْ عليه دعوةُ الرُّسُلِ يستحيلُ دخول النسخِ فيه ".( 3)(1/3179)
وقال السيوطيُّ :" لا يقعُ النسخُ إلاّ في الأمرِ والنَّهْيِ ؛ ولو بلفظِ الخبر ، أمّا الخبرُ الذي ليس بمعنى الطلبِ فلا يدخلهُ النسخُ ، ومِنه الوعدُ والوعيد ، وإذا عرفتَ ذلك عرفت فسادَ صُنْعِ مَن أدخلَ في كُتُبِ النسخِ كثيرًا مِن آياتِ الأخبارِ والوعد والوعيد ".( 4)
( 1 ) التمهيد ( 3 / 215 ) .
( 2 ) مجموع فتاوى ابن تيمية ( 4 / 326 ) .
(3 ) بدائع الفوائد (1 / 128 ) .
( 4) الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 702 ) .
وللاستزادة انظر : البرهان في علوم القرآن ( 2 /39 ) ، الموافقات للشاطبي ( 3 /63 ، 66 ، 68 ، 69 ) ، تقريب الوصول صـ ( 314 ) ، إرشاد الفحول ( 3 / 621 ) .
الرد باقتباس
---
(1/3180)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضايح الصور
---
فضايح الصور
---
الطائي
07-31-2004, 06:38 PM
افتح الرابط
http://www.b7r11.com/jreeemh.swf
http://albums.masrawy.com/Photos/I109238R6218547U54928.gif
---
(1/3181)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية
---
تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية
---
يوسف العليوي
08-20-2004, 01:55 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد ،
فإن أهل السنة والجماعة يتلقون عقيدتهم ويقررونها من نصوص الوحيين، معظمين لها، ومسلمين بها تسليماً مطلقاً، لا يعرضون عن شيء منها، ولا يعارضونها بشيء، فلم يكونوا يتلقون النصوص الشرعية ومعهم مقررات وأصول عقلية سابقة يحاكمون النصوص إليها، ملتزمين بقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله...) الآية [الحجرات:1]، وإنما هم يجعلون الكتاب والسنة وما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ميزاناً توزن به الأقوال والأفعال والاعتقادات والمذاهب والفرق، ولذا جاءت توجيهاتهم للنصوص موافقة لمراد الشرع، كما أنها موافقة لأساليب العرب في كلامها.(1/3182)
أما المبتدعة فإنهم وضعوا أصولاً عقلية، ثم نظروا في النصوص الشرعية، فما وافق تلك الأصول أخذوا به، وما خالفها أوّلوه أو ردوه بأية حجة، ولقد وجدوا في الأساليب البلاغية ما ظنوا أنه يخدمهم وينفعهم، فحاول هؤلاء قسر هذه الأساليب البلاغية وتطويعها لتصحيح الأصول العقدية، والرد على المخالفين، سواء كان ذلك ابتداءً استدلالاً لصحة المذهب، أو تخلصاً من الشبهات والإيرادات عليه، حيث كان منها ورود بعض النصوص من القرآن والسنة تخالف ما ذهبوا إليه من آراء ومعتقدات، فاستعانوا ببعض الأساليب كالمجاز لتأويل هذه الظواهر وتطويعها قسراً لمذاهبهم، كما قال المرتضى الرافضي في أماليه [غرر الفوائد:2/399]: (إن القرآن قد ورد بما لا يجوز على الله تعالى من الحركة والانتقال، كقوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفاً صفاً)[الفجر:22]، وقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة)[البقرة:210]، ولا بد مع وضوح الأدلة على أن الله تعالى ليس بجسم، واستحالة الانتقال عليه، الذي لا يجوز إلا على الأجسام؛ من تأول هذه الظواهر، والعدول عما يقتضيه صريح ألفاظها، قرب التأويل أو بعد)، وقال القاضي عبد الجبار المعتزلي [المغني:16/395] بعد أن قرر أن القرآن لا تعلم صحة دلالته على المعتقد إلا بعد العلم به –أي: بالمعتقد-: (وإذا وجب تقدم ما ذكرناه من المعرفة، ليصح أن يعرف أن كلامه تعالى حق ودلالة؛ فلا بد أن يعرض ما في كتاب الله من الآيات الواردة في العدل والتوحيد على ما تقدم له من العلم، فما وافقه حمله على ظاهره، وما خالف الظاهر حمله على المجاز، وإلا كان الفرع ناقضاً للأصل، ولا يمكن في كون كلامه تعالى دلالة سوى هذه الطريقة)، وقال يحيى العلوي [الطراز:401] بعد أن ذكر جملة من آيات الصفات ممثلاً بها على التخييل: (إلى غير ذلك من الآيات الموهمة بظاهرها للأعضاء والجوارح، فإذا قام البرهان العقلي على استحالة هذه الأعضاء على(1/3183)
الله تعالى… فلا بد من تأويل هذه الظواهر على ما تكون موافقة للعقل، وإعطاء للبلاغة حقها لأن مخالفة العقل غير محتملة، وحمل الكلام على غير ظاهره محتمل، وتأويل المحتمل أحق من تأويل غير المحتمل، فلهذا وجب تأويلها)، وذكر ابن عميرة [التنبيهات/113] أن من معاني البلاغة: (تحقيق العقائد الإلهية)، وقال الشريف الجرجاني الماتريدي [شرح المواقف8/114] بعد أن ناقش مسألة من مسائل الصفات: (ومن كان له رسوخ قدم في علم البيان حمل أكثر ما ذكر من الآيات والأحاديث المتشابهة على التمثيل والتصوير، وبعضها على الكناية، وبعضها على المجاز).(1/3184)
ولا أدل على هذا من صنيع ابن جني المعتزلي، حيث أفرد باباً في كتابه الخصائص [3/245]، وعنونه بقوله: (باب فيما يؤمنه علم العربية من المعتقدات الدينية)، وقال في فضله: (اعلم أن هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب، وأن الانتفاع به ليس إلى غاية، ولا وراءه من نهاية، وذلك أن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها، وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة)، ثم قال: (وطريق ذلك أن هذه اللغة أكثرها جار على المجاز، وقلما يخرج الشيء منها على الحقيقة… فلما كانت كذلك، وكان القوم الذين خوطبوا بها أعرف الناس بسعة مذاهبها، وانتشار أنحائها؛ جرى خطابهم بها مجرى ما يألفونه ويعتادونه منها، وفهموا أغراض المخاطِب لهم على حسب عرفهم وعادتهم في استعمالها)، ثم ذكر جملة من الآيات والأحاديث المشتملة على الصفات، وأعمل فيها المجاز، وقال الزمخشري المعتزلي في تفسيره [الكشاف4/138-139] عن الاستعارة التخييلية: (ولا ترى باباً في علم البيان أدق ولا أرق ولا ألطف من هذا الباب، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله تعالى في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء)، وتبعه على ذلك جمع من البلاغيين، وقال الرازي [نهاية الإيجاز/291] بعد تعريفه للإيهام وهو التورية: (وأكثر المتشابهات من هذا الجنس)، ووافقه السكاكي المعتزلي [المفتاح/427]، والقزويني الأشعري [الإيضاح/501]، والصفدي الأشعري [فض الختام/162]، والسبكي الأشعري [عروس الأفراح/326]، والبابرتي الماتريدي [شرح التلخيص/629]، وقال الرعيني [طراز الحلة/453]: (وعلى هذا يحمل كل ما ظاهره التشبيه من آية أو حديث)، ولفضل التورية وبيان خطرها نقل زين الدين الرازي [روضة الفصاحة/118]، والرعيني [طراز الحلة/453] قول الزمخشري السابق في التخييل.(1/3185)
ولقد كان تفسير القرآن الكريم ميداناً فسيحاً لإعمال الأساليب البلاغية وتطبيقها على آي القرآن تطويعاً لخدمة المعتقد، قال ابن قتيبة [تأويل مختلف الحديث/46 و48] عن المعتزلة: (وفسروا القرآن بأعجب تفسير، يريدون أن يردوه إلى مذهبهم، ويحملوا التأويل على نحلهم… وأعجب من هذا التفسير تفسير الروافض للقرآن، وما يدعونه من علم الباطن)، وقال ابن تيمية [مقدمة التفسير: ضمن مجموع الفتاوى13/356] في سياق حديثه عن التفسير والمفسرين في: (الذين أخطؤوا في الدليل والمدلول -مثل طوائف من أهل البدع- اعتقدوا مذهباً يخالف الحق الذي عليه الأمة الوسط، الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الأمة وأئمتها، وعمدوا إلى القرآن؛ فتأولوه على آرائهم، تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها، وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه، ومن هؤلاء فرق الخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة والقدرية والمرجئة وغيرهم، وهذا كالمعتزلة مثلاً فإنهم من أعظم الناس كلاماً وجدالاً، وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم، مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن علية الذي كان يناظر الشافعي، ومثل كتاب أبي علي الجبائي، والتفسير الكبير للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني، ولعلي بن عيسى الرماني، والكشاف لأبي القاسم الزمخشري).(1/3186)
ولعل أوضح من يمثل ذلك الزمخشري في تفسيره ”الكشاف“، حتى قال عنه البلقيني [عن الإتقان4/213]: (استخرجت من الكشاف اعتزالاً بالمناقيش…)، وقال ابن تيمية [مقدمة التفسير: ضمن مجموع الفتاوى13/358]: (ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحاً، ويدس البدع في كلامه، وأكثر الناس لا يعلمون، كصاحب الكشاف ونحوه، حتى إنه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله، وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك)، وقال ابن خلدون متحدثاً عن البلاغة [مقدمة ابن خلدون2/256، وانظر: 2/123]: (وأكثر تفاسير المتقدمين غفل عنه حتى ظهر جار الله الزمخشري، ووضع كتابه في التفسير، وتتبع آي القرآن بأحكام هذا الفن، بما يبدي البعض من إعجازه، فانفرد بهذا الفضل على جميع التفاسير، لولا أنه يؤيد عقائد أهل البدع عند اقتباسها من القرآن بوجوه البلاغة). وانظر أيضاً إلى تفاسير الماتريدية كـ”تأويلات أهل السنة“ لأبي منصور الماتريدي، و”مدارك التنزيل“ للنسفي، وإلى تفاسير الأشاعرة كـ”مفاتيح الغيب“ للرازي، و”أنوار التنزيل“ للبيضاوي، و”إرشاد العقل السليم“ لأبي السعود، وغيرها من تفاسير المبتدعة، لتدرك كيف يطوع هؤلاء الأساليب البلاغية لخدمة مذاهبهم العقدية.
كما أن المؤلفات البلاغية لم تسلم من هذا المنهاج، حيث استشهد كثير من البلاغيين على بعض الأساليب البلاغية ببعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية، ووجهوها توجيهاً يخدم المذهب العقدي، خاصة أن كثيراً من البلاغيين ينتمون إلى مذاهب مبتدعة، بل إن منهم أئمة في مذاهبهم، وقد سبق ذكر بعض أقوالهم في هذا الشأن، وسيكون معهم وقفة خاصة مع ذكر الأمثلة على ذلك، نسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد.(1/3187)
ولا ينبغي أن يذهب الوهم إلى أن البلاغة من علوم المبتدعة ولا ينبغي الإفادة منها في تفسير القرآن الكريم؛ بل هي علم أصيل من علوم اللغة العربية التي لا ينبغي للمتصدي لتفسير كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتعلمها؛ وما علم البلاغة إلا توصيف وبيان للسان العرب وأساليبهم ونظمهم، وكتاب الله تعالى نزل بهذا اللسان العربي، كما قال الله عز وجل: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)[يوسف: 2]. وإنما الكلام على تحميل الآيات القرآنية ما لا تحتمله من الأساليب البلاغية نصرة للمذهب العقدي.
رزقني الله وإياكم حسن الفهم والاتباع لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
(1/3188)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير( جمع ودراسة ) للتحميل
---
مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير( جمع ودراسة ) للتحميل
---
مسك
10-03-2005, 04:08 PM
اسم البحث : مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير ( جمع ودراسة )
اسم الباحث : سعيد حسين أحمد عابد
نبذة عن البحث :
مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير"جمع ودراسة"
من أول سورة الأنفال إلى نهاية سورة الحج
من تفسيري الطبري وابن أبي حاتم الرازي .
وهي رسالة مقدمة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن .
إعداد الطالب
سعيد حسين أحمد عابد
إشراف
الدكتور / وليد محمد العامودي
جمادى الأولى 1426هـ - حزيران "يونيو" 2005م
:::: أضغط لتحميل البحث :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2059)
---
(1/3189)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > حماية مجلد الادمن للمنتديات Vb
---
حماية مجلد الادمن للمنتديات Vb
---
سامي عبدالعزيز
05-28-2006, 08:57 AM
هذا ملف لحماية مجلد الادمن ..
جرب بالضغط على الرابط التالي :
www.oJqJI.com/vvvb/admin (http://www.ojqji.com/vvvb/admin)
عليك إدخال الرقم السري بالنافذه اللكترونيه ..
الملف مع الشرح ..
http://www.almtym.com/vb/attachment.php?attachmentid=605&d=1079321050
الطريقة سهله جداً لكن عليك حفظ الارقام بشكل جيد " أحفظ الارقام جيداً " لانك لن تستطيع الدخول للوحة التحكم من دونها ..
---
(1/3190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل باقي أجزاء تفسير القرطبي - ملفات ورد
---
حمل باقي أجزاء تفسير القرطبي - ملفات ورد
---
وائل
06-17-2003, 10:16 AM
الجزء السابع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46244
الجزء الثامن: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46245
الجزء التاسع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46246
الجزء العاشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46248
الجزء الحادي عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46250
الجزء الثاني عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46251
الجزء الثالث عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46253
الجزء الرابع عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46294
الجزء الخامش عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46295
الجزء السادس عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46296
الجزء السابع عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46297
الجزء الثامن عشر:http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46298
الجزء التاسع عشر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46299
الجزء العشرون والأخير: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=46301
مع الشكر الوافر للأخ الفاضل عبدالجبار من المنتدى المبارك أهل الحديث
تحياتي
---
(1/3191)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قصة باطلة في كتب التفسير!!
---
قصة باطلة في كتب التفسير!!
---
عبد العزيز الضامر
02-06-2005, 01:17 AM
في أحد الأيام جمع بي لقاءٌ مع الدكتور سليمان بن إبراهيم الحصيّن (أستاذ التفسير وعلوم القرآن ورئيس قسم الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود- فرع الأحساء), ودارت فيه بعض المُدارسات حول قضايا التفسير...منها هذه المقالة التي تُعَبِّر عن رأي الدكتور فطلبت منه أن يُحَرِّر هذا الرأي فأقوم بنشره في الملتقى فكان ذلك!!
.....................
قصة باطلة
قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبةً إلى الله من عبادة العجل
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:54)
الناظر في كتب التفسير على اختلافها يلحظ الاتفاق على رواية ما ورد من أنَّ بني إسرائيل قد استجابوا لِمَا أُمِروا به من قتل أنفسهم وأنه قد حصلت فيهم مقتلة عظيمة بلغت سبعين ألفاً من القتلى في يوم واحد..
ولو كانت حدثت بالفعل ما أغفل القرآن الكريم ذكرها والإشادة بأهلها والثناء عليهم كُلَّما تحدَّث عن بني إسرائيل ولكن هذا لم يحدث.
وقد تتابعت كتب التفسير في إيراد هذه الروايات والإشارة إليها, ولم أجد من تعرض لها بالنقد وكأنها من المُسلَّمات مع أنَّ الآية ليس فيها ما يدل من قريب أو بعيد على استجابة بني إسرائيل لِمَا أمرهم به نبي الله موسى عليه السلام بقتل أنفسهم توبةً إلى الله..(1/3192)
فهذا هود الهوَّاري رحمه الله والمتوفى سنة(280هـ) يروي هذه الحادثة في تفسيره وينسبها للكلبي (1/106) ثُمَّ جاء ابن جرير الطبري رحمه الله والمتوفى سنة(310هـ) فجزم باستجابتهم للأمر فقال: حدثنا محمد بن المثنى بسنده عن أبي عبد الرحمن فقال في تفسير قوله تعالى: (فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) قال: عمدوا إلى الخناجر فجعل يطعن بعضهم بعضاً (1/679-680) ثُمَّ ذكر عن ابن عباس أنَّ المقتلة خلَّفت سبعين ألفاً من بني إسرائيل وذكر عن السدي ومجاهد رضي الله عنهما نحو ذلك وأبي العالية وابن شهاب..وقد وافقه كثير من أصحاب التفاسير منهم الماوردي (1/122), والواحدي في الوسيط (1/140), وفي الوجيز (1/105), والسمعاني (1/80), والزمخشري (1/143), وابن عطية (1/294), والفخر الرازي (3/87), وأبي حيان (1/637), وابن كثير (1/96), والقرطبي (1/401), والبقاعي (1/374), وابن عادل (2/83), والقاسمي (2/127), والمراغي (1/120), وابن عاشور (1/503), وسيد قطب (1/71), وابن سعدي (صـ52), والشعراوي (1/343)..وكأنها حقيقة لا يرقى إليها شك.
ومن يقرأ كتاب الله العزيز يجد أنه سبحانه وتعالى قد عفا عنهم عبادة العجل بدون شرط قتل أنفسهم فقال عز وجل: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة:51-52)
ففي قوله تعالى: (ثُمَّ عفونا) دليل على أنه سبحانه وتعالى قد عفا عنهم عبادتهم العجل ولم يُعاقبهم عليها..(1/3193)
قال البقاعي في تفسيره نظم الدرر (1/366-367) "وخصه باسم العفو لَمَّا ذكر ذنوبهم لأنَّ المغفور له لا يذكر ذنبه فإنَّ العفو رَفَعَ العقوبة دون رفع ذكرها والغفر إماتة ذكر الذنب مع رفع العقوبة"..فدل هذا العفو على أنَّ المراد بالتوبة في قوله تعالى: (فَتَابَ عَلَيْكُمْ) أي: رفع عنكم الحُكم بقتل أنفسكم..ولعل في حرف (ثُمَّ) من قوله تعالى: (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ) ما يدل على صحة هذا القول وأنَّ العفو إنما جاء بعد أن أمرهم نبي الله موسى عليه السلام بقتل أنفسهم فتكون التوبة من قوله: (فَتَابَ عَلَيْكُمْ) راجعة إلى رفع الحُكم عنهم بقتل أنفسهم وليست راجعة إلى استجابتهم بدليل حرف العطف (الفاء) الذي يفيد التعقيب..فالتوبة كانت برفع الحُكم مباشرة بعد أمر نبي الله موسى به.
وكيف يُظن بهم أنهم امتثلوا لأمر موسى عليه السلام بقتل أنفسهم, وقد امرهم الله تعالى بذبح بقرة فترددوا وتعنتوا ولم يمتثلوا للأمر إلاَّ بعد عناء..قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (البقرة:67) ومما يُؤكد أنهم لم يستجيبوا لِمَا أُمروا به من قتل أنفسهم أنهم أحرص ما يكون على حياة وليس على الموت شهادة؛ لأنهم قومٌ عصاة مستكبرين لا يُؤمنون إلاًَّ بالماديات.. قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة:96) فكيف يُبادرون بقتل أنفسهم بهذه السرعة وهم أحرص الناس على حياة..أية حياة.. لايهم أن تكون حياة كريمة..أو حياة مميزة..أية حياة بهذا التنكير والتحقير.(1/3194)
هذا فضلاً عن عصيانهم الدائم الملازم لهم واللائق بحالهم..قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:63) وقال تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} (النساء:46) فهل يُظن بقومٍ هذا حالهم المسارعة إلى امتثال ما أمرهم به نبي الله موسى عليه السلام من قتل أنفسهم..هذا بعيد جداً وهذه القصة من جملة ما كذَّبه أهل الكتاب.. والله أعلم بالصواب.
وكتب
سليمان بن إبراهيم الحصيّن
أستاذ التفسير وعلوم القرآن ورئيس قسم الشريعة
جامعة الإمام محمد بن سعود- فرع الأحساء
---
محمد الأمين
02-06-2005, 02:18 AM
أخي الفاضل
السلف كلهم مجمعون على تفسير واحد بخلاف ما ذهبت إليه. صح ذلك عن ابن عباس ومجاهد وسعيد وقتادة والزهري وابن إسحاق وابن زيد وابن جريج وعبيد بن عمير وروي عن غير هؤلاء كذلك.
قال ابن جريج: وكان قتل بعضهم بعضا أن الله علم أن ناسا منهم علموا أن العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال , فلذلك أمر أن يقتل بعضهم بعضا .
وأما رقم السبعين ألف فلعل الأصح أنه سبعين فقط بدون الألف. وما كان من اليهود يومئذ ما يقرب الألف رجل
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 08:02 AM
جاء في تفسير الألوسي
((وأنكر القاضي عبد الجبار أن يكون الله تعالى أمر بني إسرائيل ـ بقتل أنفسهم ـ وقال: لا يجوز ذلك عقلاً ـ إذ الأمر لمصلحة المكلف ـ وليس بعد القتل حال تكليف ليكون فيه مصلحة،))
كيف يستقيم هذا عن شيخ المعتزلة في عصره---مع كون الزمخشري المعتزلي قال(1/3195)
((حمل قوله: { فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } على الظاهر وهو البخع وقيل: معناه قتل بعضهم بعضاً. وقيل: أمر من لم يعبد العجل أن يقتلوا العبدة. وروى أن الرجل كان يبصر ولده، ووالده وجاره وقريبه، فلم يمكنهم المضي لأمر الله، فأرسل اللَّه ضبابة وسحابة سوداء لا يتباصرون تحتها، وأمروا أن يحْتبوا بأفنية بيوتهم، ويأخذ الذين لم يعبدوا العجل سيوفهم، وقيل لهم: اصبروا، فلعن الله من مدّ طرفه أو حلّ حبوته أو اتقى بيد أو رجل، فيقولون: آمين فقتلوهم إلى المساء حتى دعا موسى وهارون وقالا: يا رب، هلكت بنو إسرائيل، البقية البقية، فكشفت السحابة ونزلت التوبة. فسقطت الشفار من أيديهم، وكانت القتلى سبعين ألفاً))
---
د. هشام عزمي
02-06-2005, 12:03 PM
بل هو مستقيم على أصول المعتزلة ؛ فقد رواها الزمخشري بصيغة التمريض .. و هذا واضح !
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 04:02 PM
أكيد يا أخ هشام تقصد التعريض وليس التمريض---والزمخشري لم يقصد التعريض---ويظهر أنهم لم يرفضوا القصة---والهواري أباضي وافق على القصة أيضا---والأباضية معتزلة في أصولهم
قال الهواري بعد آيراد القصة((وكانت قتلاهم ـ فيما بلغنا، والله أعلم ـ سبعين ألفاً.
)وسؤالي للدكتور العبيدي---ما المانع الشرعي من رفض القصة خاصة أنها لم ترد كقصة في القرآن؟؟
---
موراني
02-06-2005, 04:28 PM
الاشارة الى هود بن محكم الهواري وتفسيره
انه اباضي ...أراها تبسيطا للأمور
اذ 95 في المئة مما رواه الهواري منقول من تفسير يحيى بن سلام البصري ( ت 200 هـ) وهو لم يكن اباضيا ولا معتزليا
وكان هذا التفسير متداولا بالقيروان والهواريون كانوا نازلين في جوارها وشاركوا علماء القيروان في حلقاتهم . ولذلك شاهد مباشر
في سماعات كتاب التصاريف ليحيى بن سلام ( تحقيق هند شلبي , ص 56 ) على سبيل المثال .
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 07:06 PM
ولكنك أشرت نفسك إلى ذلك بقولك(1/3196)
((يقول المفسر الاباضي هود بن محكم الهواري )) في رد لك على مشاركة أخرى
---
موراني
02-06-2005, 07:11 PM
نعم , هو اباضي
لكن قوله هنا وهناك لا يتعلق بآراء الاباضيين
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 07:34 PM
فائدة أقدرها
ولكن الأسلم أن كل مفسر يعكس آراء فرقته
---
موراني
02-06-2005, 08:07 PM
عند قراءتك الدقيقة لتفسير يحيى بن سلام وبمقارنته بالنص لدى الهواري
تجد أن هذا الأخير لا يغير شيئا في النص عند يحيى بن سلام الا عندما يعارض النص
العقيدة الاباضية . وهذا لم يقع هنا ولا هناك .
وأنظر ربما هنا أيضا :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1924
لكن الأسلم أن كل مفسر يعكس آراء فرقته : في هذه (القاعدة) المزعومة نظر... .
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 09:26 PM
ألم يعكس الزمخشري آراء فرقته المعتزلة؟
ألم يعكس الرازي آراء الأشعرية؟
ألم يعكس الطوسي آراء الإمامية؟
ألم يعكس إبن عربي آراء الصوفية؟
وهكذا
---
د. هشام عزمي
02-06-2005, 11:53 PM
أخي الكريم جمال ،،
أنا أقصد صيغة التمريض - و ليس لها علاقة بالطب و المستشفيات !! - و هي أنه يذكر الرأي الذي يضعفه بصيعة المبني للمجهول (قيل - روي) .. و هذا يعني أنه لا يتبناه .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-07-2005, 07:59 AM
والخلاصة أن حكم الدكتور سليمان الحصين على هذه القصة بالبطلان حكم شاذ وغريب ، وليس له فيه سلف فيما أعلم . وهي قصة قد تناقلها المفسرون وتلقوها بالقبول ، وقد صحت عن حبر الأمة وترجمان القرآن .
---
عطية الله
02-11-2005, 01:38 PM
استسمح الإخوة مادام المقامُ مقام مدارسة وبحث ، وليس مقام جزم بقولٍ نهائي في مسألةٍ أو فتوى، فهو مقام المتعلم بالدرجة الأولى :(1/3197)
الذي يبدو لي والله أعلم أن اقتحام ساحة تخطئة ما يكاد يكون إجماعاً من المفسرين ولا سيما من أهل القرون الأولى على وقوع القتل بأسلحة مثل التي اقتحم بها الدكتور الحصيّن وفقه الله - هذا الاقتحام ليس بسديد لأمور :
أولها - أن ظاهر القرآن وقوع القتل بالفعل، لأنه هذا هو الأصل فهو تعالى أمرهم بذلك فالأصل أن يكون ويقع ما أمرَ به ، ولأنه رتّب التوبة على الأمر بأن يقتل بعضهم بعضا بالفاء فقال : {فتاب عليكم}.
وثانيا - لأنه مرويّ عن الصحابة مما حدثوا به عن بني إسرائيل، فالأرجح والله أعلم في مثل هذا تصديقه، بضميمة الدلالة المتقدمة وفَهْم الصحابة.
وثالثاً - أن الأدلة التي ساقها الدكتور ليست بقوية حتى تجعلنا نعدل عن الظاهر المشار إليه.. وفي أدلته التي ساقها ما فيه بحث، وسأشير هنا إلى ما لاحظته من ذلك :
1ـ قوله : "ولو كانت حدثت بالفعل ما أغفل القرآن الكريم ذكرها والإشادة بأهلها والثناء عليهم كُلَّما تحدَّث عن بني إسرائيل ولكن هذا لم يحدث" اهـ ليس بقوي، ومرتبة هذا الدليل معروف تأخُّرها، وعبارة العلماء في مثله أن يقولوا : لأوشكَ أن يذكرها أو يكرر ذكرها مثلا...
2- قوله : "مع أنَّ الآية ليس فيها ما يدل من قريب أو بعيد على استجابة بني إسرائيل لِمَا أمرهم به"اهـ ليس كما قال : بل ظاهر السياق القرآني وقوع ما أمرهم به كما أشرتُ إليه.
3- قوله : "ومن يقرأ كتاب الله العزيز يجد أنه سبحانه وتعالى قد عفا عنهم عبادة العجل بدون شرط قتل أنفسهم فقال عز وجل: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}"اهـ هذا فيه نظر لأنه لا تعارض بين الآيتين، والجمع أولى مهما أمكن، وليس في هذه أكثر من كونه تعالى عفا عنهم من غير تعرّض لكون ذلك العفو وقع بشرط أو بغير شرط!(1/3198)
وما نقله عن البقاعي فغير مسلم للبقاعي! سواء في معنى العفو، أو في تأويله للعطف بالفاء هنا.
[ملاحظة : ليت بعض الإخوة الكرام يحرر لنا الفرق بين العفو والمغفرة، لأن الذي أعرفه أن العلماء يقولون إن العفو أبلغ، ومعنى العفوِ محوُ الذنب ومحوُ أثره، والغَفرُ سَتْرُ الذنبِ وعدم المآخذة به، فاشتركا في عدم المؤاخذة وافترقا في ... فليحرر]
4- وقوله : "وكيف يُظن بهم أنهم امتثلوا لأمر موسى عليه السلام بقتل أنفسهم, وقد امرهم الله تعالى بذبح بقرة فترددوا وتعنتوا ولم يمتثلوا للأمر إلاَّ بعد عناء"اهـ
قد يقال إن ههنا فرقاً فإنهم في قصة البقرة تعنتوا وشددوا على أنفسهم من تنطعهم وجهلهم ولم يكن مقصودهم بالقصد الأول عدم امتثال الأمر، والله أعلم، ثم الفرق أنه في قصة قتلهم أنفسَهم الأمرُ يتعلق بكفرهم وشركهم وتوبتهم من ذلك ففرق بين الأمرين في المرتبة! والله أعلم.
5- وأما استدلاله بآية "{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} وما شابهها فلا يظهر صحته ، لأن الكلام على بني إسرائيل مع موسى أو غيره من أنبيائهم الكبار غير الكلام على بني إسرائيل في مراحل أخرى من تاريخهم وتحريفهم وتبديلهم وافتراقهم على أنبيائهم وقتلهم الأنبياء وغير ذلك.. والله أعلم.
والقرآن ذكر عن بني إسرائيل مساوئ كثيرة وذكر أيضا لهم فضائل وفي السنة مثل ذلك.(1/3199)
فما أشار إليه من "عصيانهم الدائم الملازم لهم واللائق بحالهم" يقابله أيضا صبرهم وجهادهم مع أنبيائهم، قال تعالى : {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} وقال : {ومن أهل الكتاب أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} ، وقال : {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}الدخان32 وقال : {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}الجاثية16 وقال : {...وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}الأعراف140 وغيرها.
والله أعلم وأحكم عز وجل ومنه التوفيق.
---
صهيل المجد
02-15-2005, 11:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. وبعد :
فقد تقدم الكلام على مشاركة أحد الأعلام - في علم التفسير - الدكتور سليمان الحصين, أيها الأخوة نفيدكم علماً بأن الشيخ له أكثر من عشرين سنه , وهو يعيش مع علم التفسير , وإن كان الكلام قدلا يُرضي البعض فلا يجرح بمقام فضيلته , وقد تكلم شيخنا الدكتور مساعد عن أدب الحوار أيها الأخوة , وواجب علينا احترام من له قدم وساق في أي علم من العلوم فضلا في علم التفسير -الا وهو بيان كلام المولى جل جلاله - .
محبكم...
أخوكم / صهيل المجد
بكالوريوس فقه وأصوله
amasb11@hotmail.com
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2005, 12:54 PM(1/3200)
ما كتبه الدكتور الفاضل سليمان الحصين حفظه الله في تدبر هذه الايات ، وخروجه بهذا الرأي أمر يشكر عليه ، وأسأل الله أن يفتح علينا وعليه من فضله. ولا تزال آيات القرآن الكريم مجالاً للتدبر والتأمل من لدن أهل العلم حتى يرفع الله هذا القرآن الكريم. ولا ضير من أن يبدي طالب العلم رأيه ، ليشاركه فيه إخوانه من طلاب العلم ما بين سائل عن غامض لم يتبين له ، أو مستدرك لأمر لم يفطن له الباحث من قبل ، فيسد الخلل في فكرته ، ويقوم ما اعوج منها. كل هذا مع حسن الأدب ، وحفظ الحق لأهل العلم ، دون خروج بالحوار والنقاش عن مساره. وأنا على ثقة أن الدكتور سليمان الحصين - الذي لقيته مرة واحدة في منزله حفظه الله ، وأذكر أنه أشار إلي هذه الفكرة التي حررها أعلاه - سيسعد بهذا الحوار ، والتأمل حول ما ظهر له في هذه الآيات. ولعله يتكرم بالمشاركة معنا مباشرة إن شاء الله.
وقد رأيت بعض الإخوة الفضلاء خرج بالحوار عن مساره بكلام لا علاقة له بما نحن فيه ، فأحببت التخفيف على القارئ العزيز من إجباره على قراءة ما لا صلة له بالبحث والله الموفق للصواب .
---
د. هشام عزمي
02-17-2005, 04:00 PM
بارك الله فيكم .. و أدام لنا ملتقى أهل التفسير ليكون منارة علمية و ساحة لتلاقح الأفكار بأدب و علم .
---
جمال أبو حسان
04-04-2005, 12:50 PM
الذي يظهر ان القول ببطلان هذا الامر بهذه السرعة غريب لكن الذي ينبغي انكاره هو هذه المقتلة العظيمه المزعومة واما ظاهر القران فانه يدل على الحدث بدليل ارتباط فتاب عليكم في الاية بما قبلها والله اعلم
---
د.سليمان الحصين
05-13-2005, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام في الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:(1/3201)
فيسعدني أن أتواصل معكم عبر هذا الملتقى العلمي المتميز الذي شرفت بقراءة عدد من المشاركات العلمية فيه، وأسعدني أكثر ما حظي به موضوع قصة باطلة من المداخلات الجميلة والرائعة التي تدل على الصدق في طلب الحق والبحث عنه، وليس لدي أي تحفظ على شيء منها فإن من رحمة الله بالإنسان لضعفه أن هيأ له من يسدد نقصه، ويصوب خطأه؛ فينبغي أن يقبل الحريص على نفسه جميع النقد لما يطرح بصدر رحب، فأقول لجميع من كتب حول هذه القصة الباطلة تأييدا أو استدراكا: جزاكم الله خيرا، ومزيداً من التواصل العلمي الجاد الذي سيؤدي في النهاية إلى نضوج كثير من مسائل هذا الفن الذي أشار أخي العزيز الدكتور مساعد الطيار جزاه الله خيراً إلى أن هذا العلم لم يحظ بما حظي به غيره من العلوم من التحقيق والتمحيص والتدقيق، فكل طرح جديد يخالف ما تتابع الناس على قبوله دون تفكير في مستنده لا بد أن يكون شيئاً مستغرباً، وأود أن أبين أن المنهج الذي يجب أن يتبع في تفسير كلام الله عز وجل هو: تعظيم الوحيين الكتاب والسنة، والتمسك بدلالة الظاهر فيهما، وترك مخالفته إلا بدليل صريح واضح جلي، أما معارضة ظاهر الوحي المعصوم بدلالة روايات إسرائيلية فهذا ما يجب أن نتفطن له، فلو لم ترد هذه الروايات الإسرائيلية في بيان هذه القصة وذكرها لما استطعنا إدراكها من خلال النظر في ألفاظ الآيات الواردة فيها، وعلى كل فأرجو من إخوتي النظر فيما سأذكره من إجابة حول ما ذكر من مداخلات فأقول وبالله التوفيق:
1) لا ينبغي أن يغيب عن ذهن المفسر أن الروايات الإسرائيلية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أـ ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
ب. ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه فهذا باطل مردود
ج. ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).(1/3202)
2) لا يلزم من رواية الصحابي لأخبار بني إسرائيل تصديقه بها، ونسبة ما روى على أنه رأي له، ويقع بسبب ذلك خلط كبير في نسبة الآراء للصحابة والتابعين؛ فيتعين الرجوع إلى أصل الرواية والنظر فيها ليتبين المصدر الذي نقل عنه الصحابي، ومن تفطن لهذا سهل عليه التعامل مع كثير من النصوص الواردة عن المفسرين من الصحابة والتابعين مما فيه غرابة.
3) قصة قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبة إلى الله تعالى من القسم الثاني من أقسام الروايات الإسرائيلية؛ لتضمنه مدحاً عاماً وثناءً مطلقاً على قوم نبي الله موسى لا يستحقه هؤلاء القوم الذين قال الله تعالى لنا {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا}، ثم هذه القصة الباطلة معارضة لصريح الآيات الأخرى المبينة عظم ما قام فيهم من المحادة لله ولرسوله نبينا موسى عليه الصلاة والسلام، {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا} {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} قوم موصوفون بقتل الأنبياء أيقتلون أنفسهم توبة من عبادة العجل؟. إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في فضائح القوم فهل نخالف هذا الأصل الواضح البين الظاهر لأجل الروايات الإسرائيلية؟.
4) دعوى الإجماع في صحة هذه القصة دعوى باطلة، وإنا ذكرتُ الاتفاق على إيراد الرواية دون تمحيص لها، وهذا ليس من قبيل الإجماع في شيء، فهو مثل الاتفاق على إيراد الرواية الموضوعة أو الضعيفة هل ينقلها إلى قسم الصحيح؟، والإجماع إنما يكون على الرأي.
5) ما ذكر من مدح الله تعالى لبعض أهل الكتاب والثناء عليهم هذا حق، قال الله تعالى {منهم أمة مقتصدة وكثير منهم فاسقون} والذين عبدوا العجل جزء منهم وليس كلهم، ولم تتضمن الآيات الواردة في عبادتهم العجل شيئاً من المدح والثناء عليهم مما يدل على أنهم لم يفعلوا ما أمرهم به نبي الله موسى عليه السلام.(1/3203)
6) اذكِّر بكلمة الأخ جمال حسني الشرباتي: "ما المانع الشرعي من رفض القصة خاصة أنها لم ترد كقصة في القرآن" كلام رائع وجميل؛ لم ترد في القرآن، ولم ترد هذه القصة في السنة، فكيف نسلم بها ونجعلها جزءاً من تفسير الآية، وهي من أخبار بني إسرائيل.
7) قول الأخ محمد عبد الله بن جابر القحطاني: الحكم على القصة بالبطلان شاذ وغريب. أقول سبب الغرابة أننا نسينا مصدر هذه الرواية، لو كان المصدر الوحي المعصوم فنعم، أما أن يكون المصدر الروايات الإسرائيلية فلا شذوذ ولا غرابة حينئذ، وأذكر إخوتي الكرام بكتاب الشيخ الدكتور محمد أبو شهبة ’: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، حيث ذكر روايات باطلة تتابع على إيرادها كثير من المفسرين، وبين فسادها وبطلانها.
وصحة هذه القصة عن حبر الأمة إسناداً لا يلزم منه أن يكون متن الرواية رأياً له كما لا يخفى.
8) ما ذكره الأخ عطية الله من دعوى الإجماع فهذا باطل كما سبق.
وقوله: إن ظاهر القرآن وقوع القتل. هذا غير مسلم فالآية ليس فيها إثبات الاستجابة ولا نفيها وإنما يجزم بأحدهما بأدلة أخرى كما سبق بيانه.
وقوله: إن الله تعالى أمرهم. هذا غير مسلم فالذي أمرهم هنا نبي الله موسى عليه السلام، ولو سُلم أن الأمر من الله تعالى مباشرة فهذا ليس محل النزاع، فمحل النزاع هل استجابوا لما أُمروا به من قتل أنفسهم؟ الجواب: كلا لما عرف في القرآن من أحوالهم السيئة، وعنادهم المستمر.
9) ما ذكره الأخ: صهيل المجد أقول له: عفا الله عنك وغفر لك، العدل العدل في المدح والثناء.
وسأنشر هنا إن شاء الله تعالى دراسة متكاملة حول هذه القصة.
كما أتمنى أن يحظى الموضوع الجديد الذي سأطرحه قريباً إن شاء الله تعالى بمزيد من التواصل.(1/3204)
وفي الختام أشكر أخي الحبيب المشرف العام الذي سعدت كثيراً بالتعرف عليه على إتاحة هذه الفرصة للمشاركة، وأسأل الله تعالى أن يبارك للجميع في علمهم وعملهم وأعمارهم وأموالهم وأولادهم، وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
عطية الله
05-16-2005, 09:40 PM
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل الدكتور سليمان الحصين.
زانكم الأدبُ والحلم مع العلم .. اللهم بارك
نسأل الله أن ينفع بكم في منتدانا هذا في كل نادٍ، وأن يتقبل منا ومنكم ويعفو عن السيئات.. آمين
ننتظر بحوثكم وفوائدكم، ونتشرف بالبحث والمناقشة والمذاكرة مع أمثالكم، وفقكم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2005, 07:48 AM
أرحب بأخي العزيز الدكتور سليمان الحصين وفقه الله في ملتقى التفسير ، وأشكره على طرحه العلمي الوقور الذي لا يستغرب من مثله ، مع صدق الرغبة في الوصول للحق ، والجرأة في البحث ، وتقبل الآراء المخالفة قبولاً حسناً. أسأل الله أن يوفق الجميع للحق ، وأن يشرح صدورنا ، وينور بصائرنا بالعلم النافع ، ونسعد كثيراً بمتابعة الحوارات العلمية المثمرة كهذا الحوار وغيره في الملتقى مع الدكتور سليمان وبقية الزملاء الفضلاء في الملتقى ، والتي تصور أخلاق حملة القرآن أحسن تصوير والحمد لله.
---
محمد الماجد
06-09-2005, 03:35 PM
أرحب بالدكتور سليمان الحصين وفقه الله في ملتقى التفسير ، وأشكره على طرحه العلمي الوقور الذي لا يستغرب من مثله ، مع صدق الرغبة في الوصول للحق ، والجرأة في البحث ، وتقبل الآراء المخالفة قبولاً حسناً
---
الباحث7
09-26-2006, 10:57 AM
لا زال في النفس شيء مما قرره الدكتور سليمان الحصين وفقه الله في موضوعه هذا .
ولعل الأساتذة المتخصصين يدلون برأيهم في هذه المسألة حتى يتضح الحق ويزول الشك . والله الموفق للصواب
---
رأفت بلعاوي(1/3205)
09-26-2006, 04:57 PM
جزى الله الدكتور الحصين خير الجزاء وبعد:
إني لأعجب من تسرع طلب العلم في مهاجمة رأي الدكتور حصين حفظه الله, وكل من يدرس مناهج المفسرين والاجواء التي أحاطت بهم من رفض وهجوم في ذلك الزمن يعلم علم اليقين أن هؤلاء المفسرين لم يدونوا كل الروايات الصحيحة بسبب قلة بضاعتهم من العلم أو ضعفهم في علم المصطلح ، ولكن فقه الأزمة الذي كان يلفهم وحالة التحزب والتمذهب في ظل تفكك الدولة الإسلامية ، وضغط العوام والوعاظ هو ما اثقل كاهلم ، وبناء عليه ما المانع اذا ما انتقد الدكتور -رغم اني لا أعرفه شخصياً- هذه الرواية خاصة انها لم يثبت عليها دليلا قاطعا معتبراً؟
وبارك الله فيكم
اخوكم رافت
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2007, 06:53 AM
وسأنشر هنا إن شاء الله تعالى دراسة متكاملة حول هذه القصة.
كما أتمنى أن يحظى الموضوع الجديد الذي سأطرحه قريباً إن شاء الله تعالى بمزيد من التواصل.
.
لعل الدكتور سليمان يفي بما وعدنا به من نشر الدراسة المتكاملة.
---
(1/3206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رايكم في هذا الوقف
---
ما رايكم في هذا الوقف
---
عمرو الشاعر
06-30-2006, 07:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني في الله
نلاحظ أن كثيرا من شيوخنا الافاضل يقرأون هذه الآية "إنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ "
بالوصل بين قوله تعالى " مولاه وجبريل وصالح المؤمنين" ويقفون على كلمة " المؤمنين " ويبدأون بعد ذلك بقوله " والملائكة بعد ذلك ظهير "
ولكن هناك من يرى خطأ هذا الوصل فيقول من الأولى أن يكون الوقف على قوله تعالى " هو مولاه "
ثم يبتدأ من قوله تعالى " وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير "
على أساس أن جملة " فإن الله هو مولاه " جملة تامة من إن واسمها وخبرها
واسم إن " الله " منصوب والخبر موجود وهو " مولاه " والجملة تامة
وكلمة " جبريل " مرفوعة وما بعدها مرفوع فتكون جملة جديدة
وبذلك نفرد الولاية من الله للنبي ص
وتكون المظاهرة من جبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك
والله أعلى وأعلم
---
(1/3207)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > متفرقات وفوائد متعلقة بالتفسير من دروس الأكاديمية الإسلامية
---
متفرقات وفوائد متعلقة بالتفسير من دروس الأكاديمية الإسلامية
---
سلسبيل
11-05-2005, 03:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مجموعة متفرقات وفوائد متعلقة بالتفسير انتقيتها من دروس التفسير وغيرها من المواد الأخرى في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة وقد أوجزت في بعضها كلام الشيخ أوقدمت ما تأخر منه أو أضفت للتوضيح بعض الكلمات ثم انتقيت كذلك بعضا من أسئلة الطلاب
[line]
قال تعالى ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ? .
نعم الله - سبحانه وتعالى - عظيمة، وأعظمها على الإطلاق نعمة تنزيل الكتاب؛ فتنزيل الكتاب نعمة عظيمة جداً، يجب علينا أن نكثر من حمد الله - تبارك وتعالى -علينا، ولذلك حين ترى الله - سبحانه وتعالى - يمنُّ على عباده بنعمه، ويذكرهم بها، تراه يستفتح بذكر نعمة تنزيل الكتاب، في سورة الرحمن وهي سورة النعم، ذكّر الله - تبارك وتعالى - فيها الثقلين بآلائه وإنعامه، استفتح الله - تبارك وتعالى - بذكر نعمة التنزيل نعمة القرآن فقال - عزّ وجلّ - ? الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ? فقدم ذكر نعمة القرآن قبل نعمة الخلق؛ لأن الإنسان بلا قرآن لا قيمة له ولا وزن له، وإنما بالقرآن يرتفع قدر الإنسان، ويرتفع ذكره، ويكون له الذكر الحسن في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، ولذلك قال الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ? وَإِنَّهُ ? أي القرآن ? لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ?[الزخرف:44] .
وقال لمن أنزل عليهم ? لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ?[الانبياء:10] .(1/3208)
? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ? المراد بالعبد محمد - صلى الله عليه وسلم - وإضافة الاسم عبد إلى ضمير الله - عزّ وجلّ - ?عَلَى عَبْدِهِ? فيها من التكريم والتشريف للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما فيها، والعبودية لقب عظيم جداً لقب الله - سبحانه وتعالى - به نبيه - صلى الله عليه وسلم - في المقامات العظيمة الشريفة، لقبه به في مقام التنزيل فقال ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
? ولقبه به في مقام الدعوة فقال ? وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ? [الجن:19] .
ولقبه به في مقام الإسراء فقال ? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ? .
ولقبه به في مقام التحدي فقال: ? وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ?[البقرة:23] فالعبودية لله شرف عظيم جداًَ للعبد؛ ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب هذا اللقب، ويحب أن ينادى به، وكان يقول: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله )وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول ( أيها الناس،ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - تبارك وتعالى - إن الله اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبيا).
*? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ? والله - سبحانه وتعالى - حين أنزل على عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - الكتاب إنما أنعم على
البشرية كلها بهذا الكتاب، فلماذا خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بالذكر في الحمد
? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ? ولم يقل: الحمد لله الذي أنزل الكتاب، وإن كان نزول الكتاب نعمة على الإنسانية كلها؟(1/3209)
إنما خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بالذكر؛ لأن نعمة الله عليه في اصطفائه واجتبائه لتنزيل الكتاب عليه أعظم من نعمة التنزيل على غيره، الكتاب نُزِّل على الناس كلهم، ولكنه هو الذي تلقاه، وأوحاه الله - تبارك وتعالى - إليه، فكانت نعمة الله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في التنزيل أعظم من نعمة من نُزل عليهم الكتاب .
*? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ? الكتاب هكذا معرف، وكأن هذا القرآن من العربية بمكان بحيث إذا قيل الكتاب انصرف الذهن إلى هذا القرآن الذي أنزله الله - تبارك وتعالى - على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم فهو كتاب معلوم، وكتاب معهود، وكتاب معروف، بحيث إذا قيل الكتاب علم السامع أن المراد به القرآن المجيد.
*? وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا* قَيِّماً ?
وصف الله تعالى الكتاب بوصفين: لم يجعل له عوجا، والوصف الثاني: قيما قال بعض العلماء: هذا الوصف الثاني قيم مستفاد من الوصف الأول وهو نفي العوج، لما نفى عنه العوج أفاد أنه قيم، لكن الله - سبحانه وتعالى - صرح بالوصف الثاني، قيما ? وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ? لماذا جمع بين الوصف بالقيم ومع نفي العوج ؟
قال العلماء: قد ترى الشيء فتظنه مستقيماً، فإذا دققت فيه النظر اطلعت فيه على عوج؛ فأراد
الله - سبحانه وتعالى - حين نفى العوج عن كتابه أن يقول: إنكم مهما دققتم النظر، وأعدتم النظر وكررتم النظر في هذا الكتاب، فستجدوه على هذه الاستقامة، ولن تجدوا فيه عوجاً أبداً؛ لأنه كلام الله رب العالمين، وليس كلام البشر المخلوقين؛ ولذلك الله - سبحانه وتعالى - لفت أنظارنا إلى إحكام خلقه في السماوات والأرض فقال ? الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ(1/3210)
كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ ?[الملك:3-4] فلعله فاتك في المرة الأولى ما تجده في المرة الثانية، النتيجة مع تكرار النظر إلى السماوات للحصول فيها على أي خلل ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وكذلك مهما قرأ أهل اللغة وأهل البلاغة القرآن الكريم لن يجدوا فيه عوجاً أبداً، لأن الله قال ? وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ?.
ولذلك قال الله - تبارك وتعالى - في سورة طه ? طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ? فأراد الله - سبحانه وتعالى
أن يستدلوا على إحكام التنزيل بإحكام الخلق، قال: هذه السماوات أمامكم مرفوعة، وهذه
الأرض تحتكم موضوعة، انظروا هل تجدوا فيها من خلل ؟ لن تجدوا في السماوات والأرض أي خلل، فهو خَلْقُ الله المحكم، وكذلك القرآن تنزيل الله المحكم؛ ولذلك قال تعالى ? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لدن حكيم خبير َ".
*قال تعالى " لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ"
وقال تعالى " ? وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ?
الفرق بين الإنذار الأول، والإنذار الثاني، أن الإنذار الأول عام لينذر جميع الكافرين بأساً شديداً من عند الله - عزّ وجلّ -وأما الإنذار الثاني: ? وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ?فهذا خاص بالذين زعموا أن الله اتخذ ولدا .
*قال تعالى في بيان حكمة الخلق، الإيجاد ? إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلً? .
وقد تكرر ذكر هذه الحكمة من الخلق والإيجاد، في موضوعين آخرين غير هذا الموضع .(1/3211)
في سورة الملك قال الله - تبارك وتعالى - ? تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ?[الملك:1-2] .
وفى سورة هود قال تعالى ? وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ?[هود:7] .
وهنا في سورة الكهف قال تعالى ? إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا? .
فنص الله - تبارك وتعالى - في المواضع الثلاث على أن حكمة الخلق والإيجاد، ? لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ? .
ولم يقل ربنا - سبحانه وتعالى - لنبلوهم أيهم أكثر عملا ، وإنما قال ? لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ? لأن الإسلام لا يهتم بالكم، وإنما يهتم الإسلام بالكيف.
*? إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلً? .
لما زين الله - تبارك وتعالى - الأرض بما عليها من زينة لا شك أن النفوس تعلقت بها وأن الأنظار انصرفت إليها فأراد الله - سبحانه وتعالى - أن يحذر عباده من التعلق بالدنيا، والركون إليها والحرص على زينتها، فقال - عزّ وجلّ - ? وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً ? .(1/3212)
*في الحديث عن أصحاب الكهف بدأ بمجمل، ثم أتي على المجمل بعد ذلك بالتفصيل، وهذه سنة الله - تبارك وتعالى - في القرآن الكريم، يذكر المجمل ثم يأتي بعد ذلك بالتفصيل، كذلك فعل الله - تبارك وتعالى - في القرآن كله، فاستفتحه بسورة الفاتحة وجعلها مجملة لما تضمنه القرآن الكريم كله، ثم جاء القرآن الكريم كله يفصل ما أجمله الله - تبارك وتعالى - في سورة الفاتحة، كذلك لما أراد الله - تبارك وتعالى - أن يقص علينا نبأ أصحاب الكهف، بدأ بمجمل فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ولكل من يصلح للخطاب ? أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ?[ الكهف:9-12] هذا هو المجمل ثم أخذ في التفصيل فقال ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ? ثم قص الله - تبارك وتعالى - علينا من نبأهم ما قص في هذه السورة الكريمة المباركة
* ذكر كثير من المفسرين في تفسير هذه القصة(1/3213)
-قصة أصحاب الكهف- روايات طويلة وأخباراً كثيرة، لا تصح أبدا، ضربنا عن ذكرها صفحا؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - أغنانا عن هذه الروايات الباطلة، والقصص الواهية بقوله ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ? فماذا تبتغي بعد هذا الحق الذي قصه الله - تبارك وتعالى - عليك، والله - سبحانه وتعالى - لا يتتبع الاحداث فيسردها حدثاً، ولا يتتبع الوقائع فيسردها واقعة واقعة، وإنما الله - تبارك وتعالى - سنته في القصص القرآني أن يقص علينا ما فيه العبرة، والعظة والدرس، ولذلك سيأتي معنا في السورة الكريمة في قصة ذو القرنين ? وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً ? [الكهف:83] سأتلوا عليكم من نبأ ذي القرنين ما فيه ذكرى وعبرة وعظة ودرس، وما ليس فيه عبرة ولا فائدة ولا منفعة لن أقصه عليكم ولن أذكره لكم، إذاً من هم أصحاب الكهف؟ كم كان عددهم؟ وكيف كان لون كلبهم؟ وما كان اسم كلبهم؟ وأين كانوا يعيشون؟ وفى أي زمان كانوا يعيشون؟ وهل كانوا قبل موسى عليه السلام أم بعده ؟ كل هذا سكت الله - تبارك وتعالى - عنه؛ لأنه لا فائدة في تعيينه، ولا في ذكره، فلنسكت عما سكت الله - تبارك وتعالى - عنه .
*(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ?
أشار(الله تعالى ) لنا بهذا اللفظ إلى قلة عدد أصحاب الكهف أنهم كانوا دون العشرة جمع قلة فتية دون العشرة ? إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ? وفى ذكرهم بالفتوة والشباب والقوة والصحة، ما يفيد الشباب إلى أنه يجب عليهم أن يعتبروا بقصة هؤلاء الفتية، وأن يعتبروا بها وأن يحرصوا على اغتنام شبابهم، وأن يقدموا لدينهم ما يستطعيون في وقت شبابهم، فإن الشباب هو أجمل سن العمر، الشباب هو زمن العطاء، وزمن البذل، والجهد والتضحية في وقت الشباب
*? إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ?(1/3214)
فلما آمنوا زادهم الله هدى، فالإيمان سبب من أسباب الزيادة في الإيمان، والهدى سبب من أسباب الزيادة في الهدى . قال تعالى ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ?[يونس:9] الباء الداخلة على إيمانهم باء السببية ? يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ? فلما تقبل دعوة الرسل وتؤمن بالله - عزّ وجلّ - يزيدك الله إيماناً، ولما تتبع الهدى الذي جاء به الرسل يزيدك الله هدى ? إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ? ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ? ? وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً ?[محمد:17] .
*إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ? . فذكر هؤلاء الفتية في قولهم هذا توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؛ لأن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية .
فإقرارك بتوحيد الربوبية يلزمك بالإقرار بتوحيد الألوهية؛ لذلك كثيراً ما يلزم الله - تبارك وتعالى - على مشركي العرب بتوحيد الألوهية بإقرارهم بتوحيد الربوبية .
فكما (أنه لا ند له في الربوبية فيجب أن تعلموا أنه لا ند له في الألوهية، فرب العالمين يجب أن يكون إله العالمين فلا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله .
أسئلة ::::::
- هل قوله تعالى ? أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ ? فيه دليل على إثبات العلو لله - عزّ وجلّ - لأن العلو لا يكون إلا من فوق إلى تحت ؟
لا شك في ذلك -وجزاه الله خيراً على سلامة عقيدته وصحة معتقده، أن الله - سبحانه
وتعالى - في السماء فوق العرش استوى، بائن من خلقه، فهكذا النزول لا يكون إلا من
أعلى لأسفل .(1/3215)
-حلّ( الله تعالى ) للشباب والفتيات مشكلة الفراغ بآية واحدة من كتابه وهي قوله تعالى ? فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ?[الشرح:7] فقال العلماء إذا فرغت من العبادة فانصب في عمل الدنيا وإذا فرغت من عمل الدنيا فانصب في العبادة.
-ما الحكمة من إيراد قصة أهل الكهف مجملة في البداية ثم فصلها؟
هذا من باب التشويق والترغيب بدلاً من أن تعطي المستمع الشيء دفعة واحدة تشوقه وترغبه وتعطيه مجملاً فيشتاق بسماع هذا المجمل إلى تفصيله، فإذا جاء التفصيل أقبل عليه وحرص على الانتفاع به .
-سؤال أهل الكهف بينهم لا يدل على تغير أشكالهم ، حيث كان السؤال كم لبثنا ولم تتغير أشكالهم، أوضح لنا؟
نحن أشرنا إلى أن الله - سبحانه وتعالى - حفظهم فلم يتغيروا بأي شيء ولذلك قال ? أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ?[الكهف:9] .
قلنا أنك حين تسمع نفراً ناموا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، ثم قاموا ولم يتغير شكلهم تتعجب تقول سبحان الله، كيف ينامون هذا الزمن الطويل ويقومون ولم تبلى ثيابهم ولم تتعفن أجسادهم
نقول هذا شيء عجيب نعم، لكن في خلق الله ما هو أعجب من ذلك ? أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ?[الغاشية:17] إلى آخر ما ذكرنا .
[line]
* ? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ?(1/3216)
? وَمَا يَعْبُدُونَ ? معطوف على الضمير المفعول في قولهم ? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ? ? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ? اعتزلتم معبوداتهم التي يعبدونها إلا الله - سبحانه وتعالى - مما يدل على أن قومهم كانوا يعبدون الله ولكن كانوا به مشركين، يعبدون معه غيره، وهذا هو الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله - تبارك وتعالى - فلما تبرأ الفتية الذين آمنوا بربهم من قومهم ومما يعبدون أثبتوا ولاءهم لله - سبحانه وتعالى - وحده ? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ? أي إلا الله أي اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فهو وليكم وإلهكم الحق الذي تعبدونه، وقد
كان ابن مسعود - رضي الله عنه - يقرأها وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله ،
وهذه القراءة كالتفسير للآية ، وهذه ليست من القراءات الثابتة التي وجه من وجوه القراءات
الصحيحة، ولكن هذه القراءة كتفسير ابن مسعود لقولهم " إلا الله " وهذا اللفظ وهو من
دون الله، قد صرح به الخليل إبراهيم - عليه السلام - لأبيه حين قال له، ? وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً ?48? فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا
يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً ?[مريم: 48-49].
أسئلة :::::::
-السلام عليكم ، عندي سؤالين ، السؤال الأول: في قول الله - سبحانه وتعالى - ? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ? هل يمكن أن يكون المعني هم لا يعبدون إلا الله جملة اعتراضية ، السؤال الثاني: في مسألة نوم أصحاب الكهف وهم مفتوحي الأعين ما الحكمة منها ؟
لا هذه ليست جملة اعتراضية ولكنها من ضمن كلام أهل الكهف
[line](1/3217)
*? سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ?
فالله سبحانه حكى الثلاثة أقوال وأشار إلى الباطل منها والراجح، فوصف رأيين بقوله رجما بالغيب ، وسبعة ثامنهم كلبهم ولم يقل في ذلك رجما بالغيب، فكان ذلك إشارة إلى صحة
هذا القول، وأن عدة أصحاب الكهف كانوا سبعة وثامنهم كلبهم ومع ذلك يقول الله تعالى
لرسوله صلى الله عليه وسلم ? قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ? مع أن الله تعالى أشار إلى القول الراجح في عدتهم إلا أنه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يفوض الأمر في علم عدتهم إلى الله تبارك وتعالى? قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ? فيستفيد من هذا أنك إذا رجحت بين الآراء بلا حجة ولا برهان وإنما بالاجتهاد والاستنباط فيجب عليك أن تقول في قولك الله أعلم لأنك رجحت بناء على الظن لا على اليقين، فإذا رجحت بغير دليل تقول هذا هو الراجح والله أعلم
*? وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ?، والأمر بالتلاوة يأتي بمعنى الأمر بالقراءة ويأتي بمعنى الأمر بالاتباع، ، أما الأمر بالقراءة التلاوة التي هي قراءة فمنه قوله ربنا عز وجل آمرا رسوله أن يقول ? إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ ? [النمل:91،92]، فالتلاوة هنا معناها القراءة،· ? وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ? [النمل: 92]،(1/3218)
-وتأتي التلاوة بمعنى الاتباع، قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ? [فاطر: 29]، فالتلاوة هنا معناها الاتباع والعمل بما في هذا الكتاب، ولذلك لما ذكر التلاوة ذكر أهم الأعمال الصالحة وهي الصلاة وإيتاء الزكاة، فالتلاوة تأتي بمعنى القراءة وتأتي بمعني الاتباع.
أسئلة ::::::
السؤال الثاني: أن يخبرنا الشيخ عن صحة هذه الرواية، من فوائد سورة الكهف يحكى أن
أحد العلماء كان يحث ابنه ويوصيه على قراءة القرآن منذ أن كان صغيرا وكان يعلمه حفظ
القرآن وطريقة تجويده، وفي يوم من الأيام دعا العالم ابنه وقال له سأخبرك بسر من أسرار سورة الكهف، إنها آيات إذا قرأتها قبل نومك فإنها توقظك عند أذان الفجر، شرط أن تغمض عينيك وتقرأ هذه الآيات وبعد ذلك تنام، استغرب الابن قول أبيه مع أنه لا غريب في القرآن، قرر الولد تجربة وصية أبيه، وعندما حل الظلام وحان وقت النوم قرأالولد تلك الآيات وبالفعل استيقظ عند أذان الفجر، فما كان من الابن إلا أن شكر والده وشكر ربه على هذه النعمة وهذه الآيات هي: ? إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ?107? خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ?108? قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ?109? قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ?110??.
-هكذا سمعنا هذه الرواية، ولم نقرأها في كتب ولكن سمعناها، وهي لا أصل لها ولا تصح(1/3219)
والتعبد بالقرآن الكريم لا يكون إلا بتوقيف من الرسول - صلى الله عليه وسلم - والأدعية والأذكار والسور والآيات التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأها ورغب في قرأتها عند النوم صحيحة ثابتة معلومة، ولم نقرأ في صحيح السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم – رغب في قراءة خواتيم سورة الكهف عند النوم.
-سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل قول عسى في اللفظ القرآني يفيد التحقيق؟
هي - إن شاء الله تعالى- من الله موجبة كما يقول المفسرون، ? إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ?[التوبة:18].
عسى في اللغة للترجي، لكن المفسرين قالوا: هي من الله إن شاء الله موجبة ولكن الله أتى بها حتى يقطع الإنسان نظره عن عمله ولا يتكل عليه يعني مع عملك الصالح عسى أن تكون من المفلحين وعسى أن تكون من المهتدين، حتى يكون الطمع في رحمة الله لا اتكالا على العلم؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال (لن يدخل أحدكم عمله الجنة، قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل).
( جميع المتفرقات السابقة من تفسير سورة الكهف من الدرس الأول إلى الخامس للشيخ د.عبد العظيم بدوي)
يتبع إن شاء الله تعالى
---
سلسبيل
11-07-2005, 07:42 AM
* ? كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ?
جاء الله -تبارك وتعالى- بحرف الفاء الذي يفيد الترتيب مع التعقيب الذي يخالف ثم، فإن ثم تفيد الترتيب مع التراخي، أما الفاء تفيد الترتيب مع التعقيب. ليفيد سرعة الفناء وسرعة الزوال.(1/3220)
* ? وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ? لماذا شبه الله تعالى الحياة الدنيا بالماء؟
ذكر العلماء والمفسرون ومنهم القرطبي -رحمه الله- في تفسيره، لماذا شبهت الدنيا بالماء قالوا: هناك وجوه شبه كثيرة.
أولاً: لأن الماء لا يستقر في مكان، وكذلك الدنيا لا تستقر عند إنسان.
ثانياً: الماء لا يثبت على حال، وكذلك الدنيا، دوام الحال من المحال.
ثالثاً: من دخل الماء ابتل، وكذلك من دخل الدنيا لم يخرج منها سالما.
وأخيراً: الماء إذا كان بقدر نفع، وإذا زاد عن قدره ضر.
*? الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا? الباقيات الصالحات يجب إبقائها على إطلاقها وعمومها، كما أطلقها ربنا -سبحانه وتعالى-، لا يجوز تخصيص الباقيات الصالحات بأنها نوع من العبادة ولا الذكر.
أسئلة :::
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أسأل عن أشياء أولها: الأولى في جواز الدعاء على الظالم، هل ? إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ?39? فَعَسَى رَبِّي? هل هذا جواب شرط وفيه صيغة دعاء لفظ ? فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ? بأن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهي عن الدعاء على الكافرين ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ?.(1/3221)
نعم، قلنا يجوز الدعاء على الظالم الطاغي الذي طغى بنعمة الله -عز وجل- وأساء بها إلى خلقه الله -سبحانه وتعالى- يجوز الدعاء عليه بزوال نعمته لعله يرجع إلى الله -تعالى- كما حدث مع ذلك الغني الكافر لما زالت النعمة ندم واستعتب وتمنى أن لم يكن أشرك بربه أحدا، وقد قلنا أن الله -سبحانه وتعالى- حكى عن موسى - عليه السلام - وهارون أنهما دعوا على فرعون وملأه بزوال النعمة، وأما قول الله -تعالى- للنبي - صلى الله عليه وسلم - ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ?، ونهي الله تعالى عن الدعاء عن الكافرين فهذه واقعة عين، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل خير أصحابه، كانوا يسمون بالقراء إلى جماعة من العرب يدعونهم إلى الإيمان فغاروا عليهم وقتلوهم فلم يتركوا منهم شيئا، فقنت النبي - صلى الله عليه وسلم -عليهم شهرا يدعوعليهم، وبعد شهر قال له الله -تعالى:- ? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ?128? ? والقول بالجواز لا يستلزم الاستحباب فضلا عن الفرضية إنما هذا جواز، جواز الدعاء على الظالم نفسه بنعمة ما أن تزول لعله أن يتوب إلى الله؛ لأن الغنى أطغاه فلعله إذا زالت النعمة أن يرجع إلى الله - سبحانه وتعالى.
-السؤال الثالث: كان عن حديث الباقيات الصالحات، الأثر الوارد فيه أخرجه الشيخ أحمد شاكر في المسند بإسناد صحيح عن معنى الباقيات الصالحات
إذا صح حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الباقيات الصالحات: هي سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فليس هذا الحديث وإن صح يفيد الحصر كما قلت وإنما اللفظ عام، كل الأعمال الصالحة هي الباقيات الصالحات.(1/3222)
-كيف نحسن التوفيق بين قوله تعالى: ? وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ?46? ? وبين قوله تعالى: ?وَلَا تَنْس نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ? [القصص: 77]؟
لو أذن لنا أن نقول: بقول بعض السلف أن ?وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ? أن نصيبك من الدنيا هو ما ينفعك في الآخرة، وليس على ظاهره أنه حظوظك من الدنيا وشهواتك، لكن لو نزلنا نقول: احرص على ما ينفعك ولا تنس نصيبك من الدنيا، فالدعوة إلى الزهد والدعوة إلى إيثار الآخرة، ليست معناها دعوة إلى ترك الدنيا بالكلية والإعراض عنها.
-هل المقصود بالبنين الأولاد والبنات؟
لا، البنين المعلوم أن البنين هم الذكور وإنما خص الله -سبحانه وتعالى- اللفظ بالبنين؛ لأنه معلوم طبيعة الناس في حب الذكور من الجنسين، فالمال والبنون المراد بالبنين الذكور من الأولاد.
- هل هناك تعارض بين ما ذكرتم من شريف علمكم من أن إبليس جن، وبين قول الله - عزّ وجلّ - في سورة البقرة ? وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
ليس هناك تعارض إنما هنا زيادة في الكهف فصل في القضية ? إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ?[الكهف: 50] (أي ) لم يكن من الملائكة لاختلاف الأصلين كما ذكرنا حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار ) فهو عالم آخر غير عالم الملائكة، وغير عالم الإنس .
[line]
* ? وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ?. الكهف(1/3223)
*? وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً ?[الاسراء:94]. يقول العلماء : المانع من الإيمان نوعان:
مانع عادي، ومانع حقيقي، المانع العادي: هو المذكور في سورة الإسراء فهذا مانع منع الناس من الإيمان ولكنه ، إذا زال دخل الناس في الإيمان فهذه شبهة عرضت للناس كلهم، أما المانع الحقيقي الذي منع الناس من الإيمان: فهو المذكور في سورة الكهف وهو أنه حقت عليهم كلمة العذاب، والذين حقت عليهم كلمة العذاب لا يمكن أن يؤمنوا أبداً كما قال تعالى ?إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُون ?96? وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ?[يونس:96-97].
فلا يؤمنون إلا أن تأتيهم سنة الأولين: أي يأخذهم الله بعذاب في الدنيا كما أخذ الذين من قلبهم، أو يأتيهم عذاب يوم القيامة قبلاً، أو مواجهة ومباشرة .
وإذا آتاهم عذاب الدنيا آمنوا ولا ينفعهم إيمانهم، وإذا آتاهم عذاب الآخرة آمنوا ولا ينفعهم أيضا إيمانهم، قال تعالى: ? فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ?84? فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ?[غافر:84-85].
* ما ذكره الحافظ ابن حجر -رحمه الله- من فوائد ، في شرح قصة موسى والخضرعليهما السلام :
-استحباب الحرص على الازدياد من العلم.
-استحباب لقاء المشايخ، والخروج للقاء العلماء، وطلب العلم على أيديهم، فإن لطلب العلم طريقين: الطريق الأول: الأخذ من الكتب وهذا ليس نافعاً إلا بشروط ذكرها الإمام الشاطبي -رحمه الله- في مقدمة من المقدمات التي كتبها في كتابه الموافقات، وأما الطريق الثاني: فهو طريق المشافهة، وهذا هو أنفع الطرق في طلب العلم، طريق المشافهة: أن تأخذ العلم من أفواه المشايح.(1/3224)
قالوا: لأن الله - تبارك وتعالى - جعل بين العالم والطالب خاصية في سرعة الفهم.
-وإطلاق اسم الفتى على التابع أن يقال للخادم فتى واستخدام الحر، الحر ضد العبد، والعبد: هو الرقيق المملوك، فيجوز استخدام الحر فضلاً عن استخدام الرقيق، وطواعية
الخادم لمخدومه: أن الخادم يطيع مخدومه، وينفذ أوامره.
- عذر الناس؛ لأن الفتى نسي أن يخبر موسى بما فعله الحوت، فعذره موسى -عليه السلام لأن هذا شأن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بالنسبة لما مضى، ما كانوا يعنفون ولا يوبخون وإنما كانوايقولون: قدر الله وما شاء فعل .
-وفيه قبول الهدية من غير المسلم،فيجوز للمسلم أن يقبل الهدية من الكافر، والشاهد عليها أن أصحاب السفينة كانوا كافرين، ولما رأوا الخضر العبد الصالح حملوه بلا أجرة، وأقرهم الخضر على ذلك، ولم يلح عليهم في قبول الأجرة، ففيه جواز قبول الهدية من غير المسلم .
*? فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نّكْراً )
قال ابن بطال: قول الخضر: وأما الغلام فكان كافراً هو باعتبار ما يؤول إليه أمره: أن لو عاش حتى يبلغ؛ لأن الغلام صبي صغير لم يبلغ الحلم بعد، إذًا هو على إسلامه إسلام الفطره ، ولكن كان كافراً هذا باعتبار ما سيؤول إليه أمره لو طالت حياته، واستحباب مثل هذا القتل أن يقتل غلام مخافة أن يكبر فيكفر، لا يعلم ذلك إلا الله - سبحانه وتعالى - ولله أن يحكم في خلقه بما يشاء قبل البلوغ وبعده .
ويحتمل أن يكون جواز تكليف الصبي المميز كان مشروعاً في شريعة من قبلنا، أي كان في شريعة من قبلنا يكلف الغلام ويجري عليه القلم، ويؤاخذ بأفعاله بالتمييز، يكون في سن سبع سنين أو ثمان سنين، أما في شريعتنا فقد رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم .(1/3225)
-قال: وفيه جواز الإخبار بالتعب، ويلحق به الألم من مرض ونحوه، موسى قال: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، نحن تعبنا جداً من هذا السفر، ففي هذا جواز الإخبار بالتعب, ويلحق به الألم من مرض ونحوه، شريطة إذا كان هذا الإخبار على غير سخط القدر.
-وفيه أن المتوجه إلى ربه يعان فلا يسرع إليه النصب والجوع، بخلاف المتوجه إلى غيره، كما في قصة موسى في توجهه لميقات ربه، وذلك في طاعة ربه، فلم ينقل عنه أنه تعب، ولا طلب غداءً، ولا رافق أحدا، وأما في توجهه إلى مدين فكان في حاجة نفسه فأصابه الجوع، وفى توجهه إلى الخضر، كان لحالة نفسه أيضاً فتعب وجاع، فكلما كان خروج الإنسان في سبيل الله، وابتغاء مرضات الله؛ يسر الله عليه الطريق، وهون عليه السفر، ولم يجد منه النصب، قال بعض العلماء: ولعل هذا التيسير لطالب العلم إنما هو بسبب وضع الملائكة أجنحتها كما في الحديث ( وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع ) فهذا مما يستفاد من قول موسى لفتاه ? لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا ? فاسم الإشارة يعود على السفر القريب بعدما نام عند الصخرة بمجمع البحرين، وجاوزها وجد التعب والنصب بعد تجاوزه .
- وفيه جواز طلب القوت، وطلب الضيافة؛ لأن موسى والخضرعرضا على أهل القرية أن يطعماهم، -وفيه قيام العذر بالمرة الواحدة، وقيام الحجة بالثانية ؛ لأن موسى لما اعتذر عن أول مرة قبل الخضر عذره، وفى المرة الثانية قامت عليه الحجة.
-وفيه حسن الأدب مع الله، وألا يضاف إلى الله ما يستهجن لفظه، وإن كان الكل بتقدير الله وخلقه، والدليل على ذلك أن الخضر قال عن السفينة: ? فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ? فنسب العيب إليه، وقال عن الجدار ? فَأَرَادَ رَبُّكَ ? ومنه قول الخليل إبراهيم -عليه السلام- ? الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ?78? وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ?79? وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ?80)(1/3226)
-قال العلماء في طلب موسى – عليه السلام – من الغلام ? آَتِنَا غَدَاءَنَا ? في ذلك تواضع موسى – عليه السلام – حيث لم يقل: للفتى آتني غدائي فيستفاد من ذلك: أنه ينبغي لمن وَّسع الله تعالى عليه واتخذ الخادم في الحضر أو في السفر أنْ يُكرم هذا الخادم وأن يحسن صحبته وأن يطعمه مما يأكل وأن يكسوه مما يكسى
*هل كان الخضر نبياً يوحى إليه، أم كان ولياً ؟
الراجح من أقوال العلماء أن العبد الصالح هو الخَضِر – عليه السلام – كان نبياً ولم يكن ولياً فقط لماذا ؟
أولاً : لأن موسى – عليه السلام – جاء ليتعلم منه. موسى – عليه السلام – وهو كليم
الله ومن أولى العزم من الرسل الخمسة المعروفين ، وما كان لنبي أن يتعلم من ولي، لأن النبى أفضل من الولي ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء .
2 - أن الله - سبحانه وتعالى – قال ? آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ? والمراد بالرحمة النبوة فإن الله - سبحانه وتعالى – سمى النبوة بالرحمة في مواضع من كتابه فقال في حق النبي – صلى الله عليه وسلم – ?وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ?31? فقال الله تعالى منكراً عليهم ? أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ?
(وقال تعالى أيضا ) ? أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ? قال الله تعالى ? بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ?8? أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ?[صّ:8-9].
فهنا الله تعالى قال ? آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ? المراد بالرحمة هنا النبوة .
3- قوله تعالى ? وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ? والعلم اللدني الذي يؤخذ من الله - سبحانه وتعالى – بلا اكتساب من الإنسان هذا لا يكون إلا للأنبياء، لا يكون أبداً لبشر - من غير أنبياء- أن يمسي جاهلاً، ويصبح عالماً لا يمكن أبداً.(1/3227)
كما قال الله تعالى لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – ? وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ?[النساء:113] حيث علمك ما لم تكن تعلم .
4- أيضا مما يستدل على نبوة الخضر، قوله عن الغلام الذي قلته ? وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ? [الكهف:80].
فهذا الغلام لم يبلغ الحُلُمَ بعد قتله الخضرُ، من أين لهذا العبد الصالح أنه علم أن هذا الغلام لو كبر يكفر بالله ويخشى على والديه منه أن يكفرا ؟هذا غيب ولا يعلم الغيب إلا الله - عزّ وجلّ – ? قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ? [النمل:65].
لكن الله تعالى قال ? عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ?[الجن:26] ثم استثنى فقال ? إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ?[الجن:27].
فكون الخضر علم أن هذا الغلام لو كبر يكفر بالله - عزّ وجلّ – هذا من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه والله لا يطلع على الغيب أوليائه، إنما يطلع على الغيب من ارتضى من رسول كما قال الله - سبحانه وتعالى .
5- ثم إن الخضر – عليه السلام – صرح في نهاية القصة بقوله ? وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ?[الكهف: 82] إذا كان الأمر ممن ؟ من الله - سبحانه وتعالى – لأنه لا يجوز عقلاً ولا شرعاً لأي بشر- مهما كان- أن يلقى غلاماً في الطريق فيقتله فإذا سُئلَ لما قتلته ؟ يقول لقد علمت أنه لو كبر لكفر بالله - عزّ وجلّ – فأنا قتلته قبل أن يكفر هذا لا يجوز لأحد فعله إلا أن يكون رسولاً من الله يوحي الله - تبارك وتعالى – إليه .
فهذه أدلة تدل على أن الخضر كان نبياً من أنبياء الله ولم يكن مجرد ولي .
* هل ما زال الخضر حياً أم مات ؟(1/3228)
الراجح أيضاً من أقوال العلماء أن الخضر – عليه السلام – قد مات وأنه مات قبل بعثة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – والدليل على أنه مات، قول الله لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – ? وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ?34? كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ?[الانبياء:34-35] .
فقوله ? وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ ? نكرة في سياق النفي والنكرة في سياق النفي ، فتعم كل بشر كان قبل النبي – صلى الله عليه وسلم – والخضر بشر ممن كان قبل النبي –صلى الله عليه وسلم – والله لم يجعل الخلد لنبيه فمعنى ذلك أن الخضر مات، كما يموت البشر .
دليل ثاني : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – في يوم( اللهم إن تَهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلن تعبد في الأرض ). فلو كان الخضر حياً لكان يعبد الله. والنبي - صلى الله عليه وسلم ثالثاً : من الأدلة التى يستدل على وفاة الخضر – عليه السلام – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – صلى بأصحابه العشاء ذات ليلة متأخراً ثم قال لهم ( أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة سنة لا يبقى ممن هوعلى ظهرها أحد ) .
رابعا : من الأدلة التي يستدل بها على وفاة الخضر أن الخضر كما دللنا كان نبياً، وقد أخذ الله تعالى من النبين ميثاقهم إذا جاءهم رسول من الله - عزّ وجلّ – أن يؤمنوا به ويتبعوه، فلو كان الخضر حياً إلى بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم – للزمه أن يأتيه، ويبايعه على الإسلام، ويتبعه عليه، ويقاتل معه أعداء الله، ولم يثبت أبداً أن الخضر أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – وبايعه على الإسلام واتبعه عليه فمعنى ذلك: أن الخضر كان قد مات قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – .
*? فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَه?[الكهف: من الآية77].(1/3229)
قال المفسرون كيف أقامه هل هدمه ثم بناه قالوا لا إنما أشار إليه بيده هكذا أن اثبت مكانك فثبت الجدار مكانه بعد أن أراد أن ينقض أشار إليه الخضر بيده هكذا أن مكانك فثبت مكانه وهذه معجزة للخضر ولا نقول كرامة لأننا اتفقنا على أن الخضر عليه السلام كان نبيا والمعجزات تختص بالأنبياء أما الكرامات فتختص بالأولياء كونه يرى جدار يريد أن يقع فيشير إليه أن اثبت مكانك فيسمع الجدار كلامه ويثبت مكانه هذه معجزة للخضر عليه السلام
أسئلة ::::
سؤال: الحديث الذي ورد فيه المسيح الدجال وبقاؤه حياً في الجزيرة هل يتنافى مع ما ذكره الشيخ في بقائه حياً ؟ دل حديث الجساسة وغيره على أن المسيح الدجال مقيد بسلاسل في جزيرة إلى أن يأذن الله له بالخروج، فهنا تأتي شبهة. نحن استدللنا بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (أرأيتم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهرها أحد ) فهنا كان المسيح الدجال موجوداً في هذه الليلة وهو موجود إلى أن يخرج فهنا يقول العلماء في هذا الحديث أنه من العام المخصوص، خرج المسيح الدجال من هذا العام بالأحاديث الصحيحة الثابتة، ولم يخرج الخضر لأنه لم يأتي أحاديث صحيحة تدل على حياته – عليه السلام - .
-سؤال : إرادة الجدار هل تدل على وجود المجاز في القرآن وما الأحكام المترتبة على ذلك؟ أجاب فضيلة الشيخ :
لا نحن فسرنا الإرادة على ظاهرها حتى نهرب من المجاز ومن أراد أن يقف على هذه الحقيقة فليراجع تفسير أضواء البيان للشيخ الشنقيطي رحمة الله عليه فله كلام طيب جدا في مسألة المجاز هذه فنحن فسرنا الإرادة على حقيقتها حتى نهرب من القول ووجود المجاز في القرآن الكريم
-هل يجوز أن نعبر بالعلم اللدني هذا أو لا؟
العلم اللدني خاص بالأنبياء لا يكون لغيرهم. الله تعالى يوحي إلى أنبياءه، معنى العلم اللدني يعني من لدن الله عن طريق الوحي إلى رسل الله هذا العلم من الله مباشرة بالوحي لا يكون إلا للأنبياء.(1/3230)
[line]
* هل كان ذو القرنين نبيا أم ملكا صالحا ؟
ذهب البعض إلى أن ذا القرنين كان نبياً ومما استدلوا به على نبوته قول الله - تبارك
وتعالى – ? إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ ?[الكهف:84].
قالوا والتمكين يكون للدين ويكون في الدنيا. وأجلُّ نعم الله - سبحانه وتعالى –الدينية هي النبوة فقوله تعالى ? إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ ? يدل على نبوته وكذلك استدلوا على نبوته بقول الله - تبارك وتعالى - ? قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ?[الكهف:86] قالوا: الله - سبحانه وتعالى – كلمه قال ? قُلْنَا يَا ذَاالْقَرْنَيْنِ ? فهذا الكلام من الله له يدل على نبوته.
والحقيقة أن هذه الأقوال ليست في القوة كالأدلة التي استدللنا بها على نبوة الخضر – عليه السلام -
أما الدليل الأول: وهو التمكين في الأرض، فالتمكين في الأرض لا يكون للأنبياء وحدهم بل يكون للأنبياء وأتباعهم من عباد الله المؤمنين الصالحين ولذلك قال الله تعالى ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ?[النور:55].(1/3231)
وأما الدليل الثاني: وهو قول الله - تبارك وتعالى – له ? قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ ? فإن هذا القول لا يستلزم أن يكون الكلام مخاطبةً من الله - تعالى - لذي القرنين وإنما يحتمل أن يكون هذا القول من الله لذي القرنين عن طريق نبي ذلك الزمان الذي كان يعيش فيه ذو القرنين، كما قال الله - تبارك وتعالى – عن بني إسرائيل: ? وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ?[النساء:154]. ولم يقل أحد: إن هذا القول من الله - تبارك وتعالى – لبني إسرائيل كان مواجهة من الله لهم، وإنما هذا القول قاله الله - تبارك وتعالى – لبني إسرائيل عن طريق موسى- كليمه ورسوله – عليه الصلاة والسلام - .
ثم إن أعلى ما يمكن أن يقال في قوله تعالى ? قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ ? إن لم يكن بواسطة نبي ذلك الزمان، فإنه يكون بواسطة الإلهام، ألهمه الله - تبارك وتعالى –هذا القول . والإلهام لا ينتهض أن يكون دليلاً لمن ألهم هذا القول؛ فإن الله - سبحانه وتعالى – سمى الإلهام الذي ألهمه أم موسى وحياً ? وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي ? [القصص:7].
فهذا الوحي لم يكن وحي نبوة وإنما كان وحي إلهام ومع ذلك لم يقل أحد من الناس إن أم
موسى كانت نبية فالراجح من أقوال المفسرين: أن ذا القرنين لم يكن نبياً ولكن كان ملكاً صالحاً من أولياء الله الصالحين .
* ? وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ?88 ?(1/3232)
انتبه هنا للتقديم والتأخير في الجزائين، لما ذكر ذو القرنين الجزاء الأول جزاء من كفر وظلم نفسه بالكفر بدأ بعذابه هو وأخر ذكر عذاب الآخرة، ولما ذكر جزاء من آمن وعمل صالحاً قدم ذكر جزاء الآخرة وأخر ذكر جزاء نفسه هو ? قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ?87 ?
فبدأ ذو القرنين في ذكر الجزاء للظالمين بالعذاب الأدنى وأخر العذاب الأكبر وأما في جزاء المؤمنين الصالحين الذين قبلوا الدعوة واتبعوه على الإيمان بالله، وأسلموا معه لله - عزّ وجلّ – فبدأ بذكر الجزاء الأعظم جزاء الآخرة وأخر جزاءه هو .
* قال ? وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ?88 ?
وفى هذا الجواب من الملك الصالح - ذي القرنين - رضي الله عنه – تعليم للملوك إذا فتحوا البلاد أن يحترموا أهلها وأن ينصفوهم من أنفسهم وألا يسعوا في الأرض فساداً بالقتل والنهب والسلب وانتهاك الأعراض، كما قالت ملكة بلقيس ? قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ? وأقرها الله - عزّ وجلّ – على ذلك الوصف فقال ? وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ? [النمل:34].
*? قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ? [الكهف:78] بالتاء قبل الطاء ، فلما نبأه بتأويل ما لم يستطع عليه صبرا قال: ? ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ?[الكهف:82] بدون تاء .(1/3233)
الفرق بين اللفظين: أن التاء قبل الطاء فيها ثقل في النطق يقابل ثقل الجهل الذي كان يعاني منه موسى – عليه السلام – لأنه كان جاهلاً بالأحوال التي دعت الخضر إلى فعل ما فعل فلما علمه زال الجهل وذهب هذا الثقل الذي كان على عاتقه فقال ? ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ? وهنا يقول: ? فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ?97 ? لأنهم إن يأتوا بسلم ،فييضعونه على الجدار وينزلون من الناحية الثانية ، هذا أسهل من أن ينقبوا؛ لأن النقب يحتاج إلى عمل دؤوب وشغل كثير لكنَّ الارتقاء بالسلم أسهل قال: ? فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ?.
أسئلة :::::
-قال الله - عزّ وجلّ – في كتابه الكريم على لسان ذي القرنين ? أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً ? وقال الله - عزّ وجلّ – في كتابه الكريم ? لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ? فهل هذا العذاب يقصد أما من ظلم أي أما من كفر بالله ولم يتبع الدعوة فهل هذا العذاب كان فيه شريعة من قبلنا؟ وكيف كان العذاب ؟
كان في شريعة من قبلنا لا يقبل إما الإسلام وإما القتل وسيكون ذلك أيضاًَ في آخر زماننا في شريعتنا أيضاً كما سينزل عيسى بن مريم – عليه السلام – لا يقبل إلا الإسلام أو القتل لكن في عهد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – كان إما الإسلام وإما الجزية فإن أبوا الإثنين فالقتل .
[line]
* مكان وجود السد :
*قد كثرت الأسئلة في الدرس السابق عن مكان وجودهم ومكان هذا السد وكيف لا يعرفه
الناس الآن مع أن العالم كله أصبح كالقرية الواحدة بوسائل الاتصالات الحديثة ووسائل
الاستطلاعات الحديثة والأقمار الصناعية ونحو ذلك نقول :(1/3234)
أولا : هذا كلام الله عز وجل أخبرنا عن وجودهم وراء السد ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثا فنحن كمؤمنين بهذا القرآن أنه كلام الله عز وجل نؤمن بأن يأجوج ومأجوج وراء السد كما أخبرنا الله وإن لم نطلع عليهم وإن لم نعرف أين يقع هذا السد.
ثانيا : أنه ليس كل موجود يرى ، فأقرب شيء إليك عقلك فهل ترى عقلك لا تراه ولا تستطيع أن تجزم بأنك غير عاقل فأنت تجزم بوجود عقلك وتزعم أنك عاقل ومع ذلك أنت لم ترى عقلك .
ثالثا : هناك عوالم من عوالم الغيب آمنا بوجودها لإخبار الله تبارك وتعالي لنا بوجودها ونحن لم نرها ، أليس الملائكة موجودين ، أليس الجن موجودين ، فلماذا نقول أن الجن غير موجودين لأننا لا نراهم ، الجن موجودون ونحن لا نراه والملائكة موجودون ونحن لا نراهم
رابعا : أن بني إسرائيل لما استعصوا على موسى عليه السلام وأبوا أن يدخلوا الأرض المقدسة قال الله تعالي (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ)(المائدة: من الآية26)
فكانوا في صحراء سيناء تائهين في الأرض لا يهتدون سبيلا للخروج للعودة إلي مصر ولا لدخول فلسطين ومع ذلك كانت الرحلات التجارية والقوافل السفرية مستمرة السير لم يطلع الناس على بنى إسرائيل ولم يطلع بنوا إسرائيل على الناس حتى انتهى الأجل وهو ( أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ)(المائدة: من الآية26)فمكنهم الله تعالي من الاهتداء إلي الطريق ودخول الأرض المقدسة ، كذلك ياجوج ومأجوج رحم الله تعالي الناس بحبسهم وراء السد ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ ( أي جعل السد ) دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّ)(الكهف:98)
*(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ)(الكهف: من الآية102) أوجه لتفسير هذه الآية :(1/3235)
1- أفحسب الذين جعلوا مع الله إله أخر ، أفحسب الذين عبدوا الملائكة من دون الله ، أوعبدوا المسيح بن مريم من دون الله أو عبدوا أولياء الله الصالحين من دون الله ، أنهم بعبادتهم إياهم يرضون عنهم ويتولونهم من دون الله ، كلا ، كلا (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّ) (مريم:82)
2- وقال بعض المفسرين (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ)(الكهف: 102)ثم لا أعاقبهم على ذلك ولا أعذبهم .
3- وقال بعض المفسرين : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ)(الكهف: 102)وأن ذلك نافعهم يوم القيامة .
أسئلة :::
-المفسرين المعاصرين يقولون في قول الله سبحانه وتعالي " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج " كلمة فتحت لا تحتمل لغة أن يكون من سيفتح هو السد جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم استبقظ من نومه فزعا وقال ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من رمي يأجوج ومأجوج إلي أخر الحديث وهذا يشير إلي تزامن بدايات انهيار السد مع بداية مرحلة العالمية واختلاط الأمم التي جاء الإسلام ليحققها ولا شك أن كلمة يختلط لا تفي هنا بالغرض بل يموج لأن الاختلاط لا يدل على الكثرة الهائلة وكل ذلك بعض إيحاءات كلمة يموج أما كلمة تركنا في قوله تعالي (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ)(الكهف: من الآية99) فتوحي بالمنع السابق تستمر مرحلة موج الأمم في بعضها إلي يوم القيامة (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْع) (الكهف:99)(1/3236)
ولكن هذا الموج لا يذهب بخصوصيات الأمم وتميزها بدليل أن يأجوج ومأجوج الذين أفسدوا في مرحلة تبلور شخصيات وخصوصيات الأمم سيعاودون الكرة فيكون الوقت الذي تقترب فيه وظيفة الدين الدنيوية من نهايتها تقترب نهاية وظيفة العرب أيضا ، فما نصيحتكم لنا لمثل هذه التفسيرات ؟
أجاب فضيلة الشيخ :
إحذروا مثل هذه التفسيرات فهذا تحريف للكلم عن مواضعه كما حرفوا الدجال وكما حرفوا
بعض أمارات الساعة الثابتة في القرآن والسنة فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه فيجب
على المسلم أن يكون حذرا من مثل هذه التفسيرات ، النصوص باقية على ظواهرها ولا يجوز تأويلها بغير تأويل السلف لها ، السلف كانوا أعلم وعلمهم كان أحكم .
---
سلسبيل
11-15-2005, 01:37 PM
* ?ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ? [مريم:2]
-ذكر مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا ذكر ، "ذكر " مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا ذكر رحمة ربك عبده زكريا ، قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره هذا زكر ربك عبده زكريا برحمتى ?ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيا)َّ
-المراد بالرحمة هنا قبول الدعاء وإجابة السؤال
* ? إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي?فإذا كان الضعف الداخلي بدأ يبقي الضعف الظاهري أولي ثم أظهر عجزه وضعفه الظاهر ?وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبا ?
* ?فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّا ?5?يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ فزكريا عليه إنما أراد يرثني في النبوة ويقوم في بني إسرائيل مقام الأنبياء يأمر(1/3237)
بالمعروف وينهي عن المنكر?وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ?[مريم: من الآية6] تؤكد لك ما ذكرته من أن المرادميراث النبوة لا ميراث المال لأن يعقوب هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام أبوا يوسف عليه السلام ، وكم بين زكريا عليه السلام وبين يعقوب وزكريا يقول ?وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ? فليس يحيى من ورثة يعقوب في الدنيا .
*(إِنْ كُنْتَ تَقِياّ ? جملة شرطية جواب الشرط محذوف بعدها وليس هذا الشرط متعلقا بالاستعاذة ? إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ?[مريم: من الآية18] هذه جملة تامة انتهت ، وأما قولها ?إِنْ كُنْتَ تَقِياّ )فليس شرطا للاستعاذة لا وإنما هي تقول له ?إِنْ كُنْتَ تَقِياّ ? فارجع عما جئت له ولا تمسني بسوء فعلمت عليها السلام أن التقي ذو نُهية ، فالتقوى تحول بين الإنسان وبين الوقوع في الحرام(1/3238)
*?فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ? بشرت بالولد بعد البشارة حملته فانتبذت به فأجاءها المخاض ذهب بعض المفسرين إلي أن ولادة عيسى عليه السلام لم تكن كشأن ولادة سائر النساء لم يكن الحمل تسعة أشهر ولم تكن ولادة طبيعية ولكن ما إن بشرت حتى نفخ جبريل في درعها فذهبت النفخة إلي محل الولادة فكانت سببا للحمل فحملته فانتبذت فأجائها المخاض ، مستدلين بأن الفاء العاطفة تفيد التعقيب في الترتيب بلا فاصل زمني والراجح أن الفاء هنا وفي بعض المواضع لا تفيد التعقيب في الترتيب فقد سبق معنا في سورة الكهف قول ربنا عز وجل ?وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ? [الكهف:45] ومعلوم أن بين نزول الماء من السماء على البذرة وبين خروج البذرة من الأرض زمن ، وبين استواء العود على سوقه وحمله للحب زمن وبين حصاده زمن لكن جاء الترتيب بالفاء هنا لم تفد التعقيب ، فكذلك الأمر في فاء الترتيب هنا لم تفد التعقيب وإنما الله سبحانه وتعالي قضى أن يكون الحمل حملا طبيعيا تسعة أشهر كما تحمل النساء بأولادهن ، ولو كان الحمل مرة واحدة حملت فولدت لكانت هذه معجزة كبيرة خارقة للعادة فكانت أولى أن يصرح الله تبارك وتعالي بها في القرآن الكريم ، فلما لم يصرح الله تبارك وتعالي بأن حمل عيسى لم يكن على خلاف العادة حملن الحمل على ما جرت به عادة النساء .(1/3239)
*?فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ?- بكسر الميم في مِن وبكسر التاء في تحتِها على إن "من" حرف جر و"تحتها" مجرور وفي قراءة " فناداها مَن تحتَها " -بفتح الميم على إنها اسم موصول وفتح التاء في تحتها على أنها ظرف مكان ?فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَ ) على القراءتين من تحتها ومن تحتها اختلف المفسرون في المنادي ، من الذي نادى مريم عليها السلام ذهب بعض المفسرين أن المنادي هو جبريل عليه السلام وهذا قول مرجوح ، والراجح أن الذي ناداها هو ابنها عيسى عليه السلام يدل على رجحان كون المنادي عيسى عليه السلام أن جبريل لم يذكر أو لم يرد له ذكر في هذا الخروج الثاني ، جاء ذكر جبريل في الخروج ? فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّ ?[مريم: من الآية17]لكن في الخروج الثاني ?فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيا ّ ? [مريم:22] لم يرد ذكر لجبريل هنا ثم إن الضمائر كلها في هذا السياق تعود على عيسى ?فحملته ? عيسى ? فَانْتَبَذَتْ بِهِ ?[مريم: من الآية22]عيسى ?فَنَادَاهَ ?[مريم: من الآية24] عيسى عليه السلام فالراجح أن الذي نادى مريم بعد وضعها هو ابنها عيسى ، ناداها ساعة ولادته ليطمئنها أولا لأنه قال لها كما سمعنا ? فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِياّ ?[مريم: من الآية26 ، فكانت الحكمة تقتضي أن تسمع كلام المولود أولا حتى تكون على يقين تام أنها إذا أشارت إليه ليكلمهم تكون على يقين أنه قادر على كلامهم ، فأنطق الله تعالي عيسى ساعة ولادته ?فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ?
- سؤال :: هل يجوز تمني الموت عند نزول الفتنة كما قالت مريم عليها السلام ؟
أجاب فضيلة الشيخ :(1/3240)
لا في شريعتهم ليس في شريعتنا قال: النبي صلى الله عليه وسلم "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي ".
[line]
* ?يَا أُخْتَ هَارُونَ )ظن بعض الناس أن هارون المذكور في قصة ولادة مريم لعيسى هو أخو موسى عليهما السلام ، فظنوا أن مريم أخت هارون يعني أخت موسى ، وبين موسى وعيسى عليهما السلام مئات السنين ، فإذن ليس هارون المذكور في هذه القصة هو أخا موسى عليهما السلام ، ولكنَّ القوم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم ، وكان هارون هذا رجلاً صالحاً في بني إسرائيل ، وكانوا يشبهون به غيره في الصلاح والبر والتقوى .
، والعرب تطلق لفظ الأخ على النظير والشبيه فيقولون فلان ليس له أخ في صنعته يعني
، والله تبارك وتعالي أطلق الأخوة على النظير والشبيه فقال سبحانه وتعالي ?إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ?[الاسراء: من الآية27].
?وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ?[الزخرف: من الآية48]
*? آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّا )قال ذلك وهو لم يؤتي بعد الكتاب ولم ينبىء لكن لما كان تنبيهه أمرا محققا وتنزيل الكتاب عليه أمرا محققا عبر عنه بلفظ الماضي وكأنه حصل لأن كل ما يخبر الله به أنه سيكون فلابد أن يكون كما أخبر الله فإذا عبر عنه بالماضي فالمراد إفادة تحقق هذا الذي أخبر الله عنه كما قال الله تعالي ?اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) و ?أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ?
* وانتبه لهذه اللفتة الزكية من عيسى عليه السلام حين يقول لبني إسرائيل ?وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّ ? [مريم:33](1/3241)
فأنا ولدت كما ولدتم وسأموت كما تموتون وسأبعث يوم القيامة حيا كما يبعث الله تبارك وتعالي جميع الناس يوم القيامة أحياء ، فليس لي من الأمر شيء وإنما أنا كما قلت لكم ?إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ?[مريم: من الآية30]
*هذه الآيات من أول قوله ?ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ? [:34] ?مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] [:35]
هاتان الآيتان كالجملة المعترضة في كلام عيسى بن مريم عليه السلام لأن قوله تعالي بعد ذلك ?وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ? هذا من تمام كلام عيسى بن مريم عليه السلام ?وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَياّ ? [مريم:33]
* قال تعالي ?فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ?[ الآية37]
ولم يقل فويل لهم ، ولم يقل فويل للأحزاب وإنما قال ? فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُو ? [مريم: من الآية37] أي من الأحزاب لأن هناك حزبا آمن بعيسى بن مريم أنه عبد الله ورسوله ?فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ?[مريم: من الآية37]
* ?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيا ّ ?
انتبه من هذا الترتيب في وصف الخليل إبراهيم عليه السلام ?إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّا ? وقد قلنا إن الصديقية مرتبة دون مرتبة النبوة ، فالله تبارك وتعالي استعمل أسلوب الارتقاء في المدح من الأدنى إلي الأعلى .
*?إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ ? تكررت منه عدو مرات ، انتبه لهذه اللفظة ? يَا أَبَتِ ?[مريم: من الآية42] التاء في كلمة يا أبت التاء عوض عن ياء الإضافة ، ? يَا أَبَتِ ) كلمة أب ثم اتصلت بها التاء ، تقدير كلام يا أبي لكن لفظة ? يَا أَبَتِ فيها من الحنان والعطف والرفق واللين والرقة ما فيها .(1/3242)
* قال أهل السنة في هذه الآية دلالة على أن الله سميع بصير لأن إبراهيم عليه السلام أنكر على أبيه عبادة ما لا يسمع ولا يبصر فلم يرد آزر على ولده الإنكار ، ، ولم يقل له ما الفرق بيني وبينك أنا أعبد ما لا يسمع ولا يبصر وأنت كذلك تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ، لم يرد آزر على ابنه الإنكار لأنه كان يعلم أن الله سميع بصير .
قال أهل السنة فكان آزر مع كفره أعلم بالله وأسمائه وصفاته من المعطلة الذين عطلوا صفات الله تبارك وتعالي .
*يتلطف إبراهيم عليه السلام في دعوة أبيه ويرفق به فلا يغلو في مدح نفسه ولا يفرط في حق أبيه ، فلا ينسب لنفسه العلم ولا ينسب إلي أبيه الجهل إنما قال : ?يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ) وإن كان قد آتاك شيء من العلم وإن كنت على حظ من العلم إلا أنني آتاني من الله تبارك وتعالي علم ليس عندك .
*العاصي لا يكون إلا جاهلا كما قال الله تعالي ?إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ?[النساء: 17] فكل من عصي الله فهو جاهل وإن كان عالما ، العالم إذا عصي الله لم ينفعه علمه فهو جاهل فالعاصي لا يطاع والجاهل لا يطاع ، ولذلك قال الله تبارك وتعالي لموسى وهارون عليه السلام وقد دعوا على فرعون ?قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ? وقال الله تعالي لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ? [الجاثية:18] وقال له في سورة الكهف كما سبق معنا ?وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا ?
*?قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِياّ ?(1/3243)
وعده أن يستغفر الله له فاستغفر له في حياته ، فلما مات على كفره وشركه وظهرت عداوته لله تبارك وتعالي تبرأ ابنه إبراهيم منه ولم يستغفر له . فلا يجوز لأحد أن يستغفر لأبية المشرك أو لأمه المشركة محتجا باستغفار إبراهيم لأبيه فإن الله قال ?وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُإِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ? [التوبة:114]
* ?وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّ ?[مريم: من الآية48]
انتبه في هذا الكلام تلميح لهم يقول أنا أدعو ربي ولن أكون بدعاء ربي شقيا وأنتم عبدتم غير الله ودعوتم غير الله فستكون عبادتكم لغير الله سببا لشقائكم في الدنيا وفي الآخرة ، هذا معني الكلام ولكن الخليل إبراهيم عليه السلام يستعمل التلميح محل التصريح ، ويستعمل التعريض محل المواجهة كما فعل موسى وهارون عليهما السلام حين أتيا فرعون: ?وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ? [طه:47]?إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ? [طه:48]
انتبه وتعلم هذا الأسلوب في الدعوة لا تواجه الناس بإنذار وبالترهيب والتخويف ، استخدم مع الناس دائما التلميح ما دام يغني عن التصريح .
* ?عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّ ?[مريم: من الآية48] وهذا منه هضم لنفسه وتفويض لربه سبحانه وتعالي لأنه يعلم أنه لا يجب على الله لأحد شيء .
* ?وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّا? [مريم:53]
وكانت هذه الهبة هبة النبوة لهارون بناء على سؤال موسى وشفاعته عند ربه لأخيه ، ولذلك قال بعض السلف ما من شفاعة شفعها أحد لأحد مثل شفاعة موسى لهارون ، وقال بعضهم ما نفع أخ أخاه مثل ما نفع موسى أخاه هارون ذلك أن الله سبحانه وتعالي نبأ هارون إكراما لأخيه موسى(1/3244)
* ?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ? ، قال العلماء إفراد الشيء عن جنسه بالذكر إنما يكون من باب التكريم ، فالله سبحانه وتعالي ذكر إسحاق ويعقوب في سياق واحد ثم أخر ذكر إسماعيل وذكره وحده من باب التكريم والتشريف له .
*?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ )
?[مريم: من الآية54] والصدق صفة من الصفات الواجبة للأنبياء والمرسلين أجمعين فلا يكون النبي إلا صادقا ، إلا أن الله تبارك وتعالي خص إسماعيل عليه السلام بذكر صدقه لأنه عليه السلام بلغ في الصدق مرتبة عالية حيث إنه عليه السلام وعد أباه أن يسلم له نفسه ليذبحه طاعة لله تبارك وتعالي ، ثم التزم كلمته وصدق في وعده ووفى بعهده لأبيه .
* بطلان قصة ترد في كتب التفسير :
وترد هذه الصة عند تفسير قوله تعالى : ?وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ? [التوبة:75] ?فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ? [التوبة:76] ?فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ ? [التوبة:77] هناك قصة وهي ما سموها بقصة حمامة المسجد ونسبوها إلي ثعلبة بن أبي حاطب الأنصاري رضي الله عنه وقالوا إن ثعلبة كان فقيرا ( ثم لما آتاه الله من فضله حتى ترك صلاة الجماعة ومنع الزكاة فنزلت فيه هذه الآيات ثم ندم وأتى يعرض زكاته على النبي فلم يقبلها منه وكذلك لم يقبلها منه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام )(1/3245)
هذه القصة باطلة سندا ومتنا ، هذه القصة أولا نسبت إلي ثعلبه بن أبي حاطب الأنصاري ، وهو من أفاضل الصحابة شهد بدرا واستشهد في أحد فكيف ينسب إليه هذا الفعل الذي لا يليق به رضي الله عنه ، ثم إن القصة جعلت هذا الرجل عاش بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام لكنه مات شهيدا في غزوة أحد رضي الله عنه ، ثم إن الله سبحانه وتعالي قال لنبيه عليه الصلاة والسلام ?قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ?[الأنفال:38] الكافر الأصلي الله يناديهم إلي الإسلام ويعدهم أن يغفر لهم ما قد سلف فكيف بالمسلم لو ارتد ثم تاب وعاد إلي دينه هو أولى بقبوله وأولى بتوبة الله تبارك وتعالي عليه .
ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الزكاة من أعطاها مأتجرا فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا يعني من أعطاها مأتجرا فله اجرها ومن منعها فإنا آخذوها وسنعاقبه بعد أخذها بأخذ نصف ماله عقوبة على منعه الزكاة ، فإذا كان هذا فكيف يترك النبي عليه الصلاة والسلام ثعلبه بن حاطب ولا يأخذ منه الزكاة قهرا ، فهذه القصة التي وردت في تفسير آيات باطلة سندا ومنتا ، لكنها في المنافقين ومنهم أي ومن المنافقين ، والشاهد أن خلف الوعد وعدم الوفاء بالعهد من شيم المنافقين .
*أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ?[المائدة: من الآية105]
أي إذا كنتم مهتدين في أنفسكم ودعوتم غيركم إلي الهدى فضلوا لا يضركم من ضر ما دمتم أنتم دعوتموهم إلي الهدى ، هذا هو معني الآية ، ومن الخطأ أن يظن أن معني الآية أنه يكفي أن تكون مهتديا في نفسك ولا يضرك ضلال غيرك وإن لم تدعه إلي الهدى . لا إذا كنت مهتديا في نفسك ورأيت الضالين ولم تدعهم إلي الهدى ضرك ضلالهم .
*?أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ? [مريم:58](1/3246)
ويأتي بالإشارة اسم الإشارة الذي يدل على البعد أولئك ليفيد ارتفاع شأنهم وعلو مكانتهم عند ربهم عز وجل وصلي الله وسلم عليهم أجمعين ?أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ ِ ? [مريم:58]
* فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ ? [مريم:59]
والمراد بإضاعة الصلاة هنا ليس تركها بالكلية ولكن التهاون بها وإخراجها عن وقتها ( فويل للمصلين ،الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ? [الماعون:5] فهم يصلون لا يتركون الصلاة أبدا ، ولكن يسهون عن الصلاة أحيانا فلو كانوا تاركيها بالكلية ما سماهم مصلين إنما قال ?فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ? أما الذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ، والذين لا يسجدون أبدا وهم قادرون على السجود فأولئك مأواهم سقر ?وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ? [المدثر:27]
سؤال ::::
-هل يشترط لسجود التلاوة الطهارة واستقبال القبلة ، وإذا لم يسجد القارئ هل يسجد المستمع أم لابد من سجود؟
سجود التلاوة ليس صلاة لأن جزء الصلاة لا يسمى صلاة ، هذه سجدة هي جزء من الصلاة لكن لا تسمى صلاة .
الصلاة اصطلاحا عند الفقهاء : لا يطلق لفظ الصلاة على أقل من ركعة ، ركعة الوتر هذا أقل ما يطلق عليه لفظ الصلاة من أول الله أكبر والقراءة والركوع والرفع منه والسجدتين وما يقال بينهما والتشهد هذا ركعة فهذا ما يسمى صلاة ، جزء الصلاة لا يسمى صلاة ، جزء الصلاة خارج الصلاة لا يسمي صلاة فسجدة التلاوة ليست صلاة فلذلك لا يشترط لها ما يشترط للصلاة من الطهارة واستقبال القبلة ونحو ذلك ، إنما تجزأ بطهارة وبغير طهارة وإلي القبلة وإلي غير القبلة .
*? وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ?. للمفسرين في هذه الآية قولان :(1/3247)
لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ? القول الأول الله سبحانه وتعالى يعلم ما بين أيدينا من المستقبل ويعلم ما وراءنا من الماضي ويعلم ما بين ذلك من الحاضر الله سبحانه وتعالى أحاط علما بنا من كل ناحية ? لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا ? من المستقبل ? وَمَا خَلْفَنَا ? من الماضي ? وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ? من الحاضر كما قال تعالى ? يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ? [طه: 110]. والقول الثاني ? لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ? أن لله تبارك وتعالى ملك السماوات والأرض وما بينهما لأن الله تبارك وتعالى قال في آية أخرى ? أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ? [سبأ: 9]. فقوله تعالى ? لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ? أي لله ملك السماوات والأرض وما بينهما كما قال تعالى ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) ? [طه: 5، 6]. وكما قال تعالى ?لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ?(1/3248)
* ? وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِياًّ ?· نفى الله تبارك وتعالى عن نفسه النسيان في حين أنه قال في آية أخرى ? نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ? [التوبة: 67] وقال تعالى ? وَلَوْ تَرَى إِذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ? [السجدة:12- 14] فنسب الله تبارك وتعالى النسيان إليهما ونفاه في الآية الأخرى ولإزالة هذا التعارض الظاهر بين الآيات نقول: النسيان المنفي عن الله تبارك وتعالى هو الذي ضد الذكر فالله تعالى لا ينسى شيئا ولا يغفل عن شيء وأما قوله تعالى ? إِنَّا نَسِينَاكُمْ ? النسيان هنا معناه الترك والترك مستلزم النسيان لأنك إذا نسيت شيئا تركته والمقصود به الطرد من رحمه الله عز وجل فلما طردتهم من رحمته صاروا كأنهم منسيون .
* ?ويقول الإنسان أأذا ما مت لسوف أخرج حيا ?المراد بالإنسان الكافر الذي ينكر البعث .
-أدلة البعث والرجوع إلى الله للحساب :
-أن البعث أسهل على الله وأهون من النشأة الأولى ? أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ? أفلا يستدل بالنشأة الأولى على النشأة الثانية كما قال تعالى ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ ?
? وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وهذا مثل ضربه الله للناس لعلهم يعقلون وإلا فليس على الله شيء أهون وشيء هين وشيء صعب وشيء أصعب كلا ? إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ? [يس: 82(1/3249)
- والدليل الثاني أن الله تبارك وتعالى خلق السماوات والأرض وهما أشد خلقا من الإنسان كما قال تعالى ? لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ? [غافر: 57]. وقال تعالى ? أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ ?. الجواب السماء فالله ? بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) ?
-دليل ثالث يستدل به على إمكان البعث وهو أنك أيها الإنسان تموت وتحيا في اليوم الواحد مرة أو مرتين الله سبحانه وتعالى سمى النوم وفاة وسمى اليقظة بعد النوم بعثا فقال عز وجل ? وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ? [الأنعام: 60].
-دليل رابع على إمكان البعث هو أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض الميتة بالماء ينزل عليها كما قال تعالى ? مِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي المُوتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [فصلت: 39]. فكما يحيي الله تبارك وتعالى الأرض الميتة بالماء ينزل عليها من السماء كذلك يحيي الله تبارك وتعالى الموتى يوم القيامة فهذه أربع براهين يستدل بها على أن الله يحيي الموتى ويبعث من القبور(1/3250)
* ? فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ? فأقسم الله تبارك وتعالى بربوبيته وأضافها إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تكريما له وتشريفا ? فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ ? فخبر الله صدق بغير يمين فكيف إذا أكده باليمين ومع ذلك أقسم ربنا على البعث وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربوبية ربه على البعث أيضا قال تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ? [يونس: 53]. وقال تعالى ?وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ? [سبأ: 3]. وقال تعالى ? زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ? [التغابن: 7]. فأقسم الله تبارك وتعالى بربوبيته على أن البعث حق .(1/3251)
*(وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ? ما معنى ورود النار ورود النار معناه دخولها ورود النار معناه دخولها وورود النار غير ورود الماء الله تبارك وتعالى قال في سورة القصص حكاية عن موسى عليه السلام ? وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ? [القصص: 23]. ورود الماء شيء وورود النار شيء آخر ورود الماء معروف ورد فلان البئر انتهى إلى شفا البئر فأدلى دلوه واستقى الماء الذي يريد أن يستقي الماء من البئر لا يدخل في البئر ولا ينزل فيه لكن ورود النار ما جاء في القرآن الكريم إلا بمعنى الدخول من ذلك قوله تعالى عن فرعون وملأه ? يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ ? [هود: 98]. الورود هنا معناه الدخول كما تقدم فرعون أمام ملأه في الدنيا فاقتحم بهم في البحر فتبعوه فأغرقوا أجمعون كذلك يوم القيامة يتقدمهم فيردهم النار يدخل هو أمامهم ويدخلون وراءه ? يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ ?. وقال تعالى لكفار قريش عبدة الأصنام والأوثان ? إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) ? [الأنبياء: 98، 99]. فالورود هنا معناه الدخول ? إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ?. يعني داخلون لو كان هؤلاء الحجارة والأصنام التي عبدتوها من دون الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها أي ما دخلوها وكل فيها خالدون فكل ورود للنار في القرآن فمعناه الدخول إذن فقوله تعالى هنا ? وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ?. أي داخلها وفي السياق نفسه ما يدل على أن الدخول(1/3252)
الورود معناه الدخول وهو قوله تعالى ? ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ?. فالكل ورد البر والفاجر والمسلم والكافر والظالم والعادل الكل ورد ثم يقول تعالى ?ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ?. فنخرجهم من النار ? وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ?. فكلهم كانوا فيها لكن الله ينجي المتقين ? وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ?
. لكن يردها الناس كلهم فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت في الدنيا على إبراهيم الخليل بردا وسلام
فعلى قدر صالح عمل الإنسان الوارد تكون سرعة خروجه من النار وعدم مس النار له وعدم إيذائها له وكلما كثرت ذنوب الإنسان والعياذ بالله كلما ذاق حر النار وأذاه لهيبها ومنهم من يكردس فيها فيعذب ثم يخرج بعد ذلك برحمة الله وشفاعة الشافعين أما الظالمون الكافرون فهم فيها خالدين أبدا وما هم منها بمخرجين .
*(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ?. ويزيد الله الذين اهتدوا واتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم على ما جاء به من عند الله لما اهتدوا بقول الدعوة لما اهتدوا بقبول الإيمان واتباع القرآن يزيد الله الذين اهتدوا هدى فالهداية تزيد وتنقص ولذلك أمرنا الله تبارك وتعالى أن نسأله في كل ركعة من ركعات الصلاة الزيادة من الهداية ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ?. قال بعض المفسرين في قوله تعالى في الفاتحة ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ? قالوا الذين يصلون مهتدون فمعنى سؤالهم الهداية الثبات على ما هداهم الله إليه اهدنا أي ثبتنا على ما هديتنا إليه وهذا قول مرجوح والراجح أن سؤال الهداية هو طلب الزيادة منها ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ? أي زدنا يا رب هدى لأن ما فات الإنسان من الهداية أضعاف أضعاف ما حصله ما حصلته من الهداية جزء يسير وفاتك منه أو منها الكثير والكثير فأنت بحاجة إلى المزيد من الهداية .
أسئلة :(1/3253)
-هل الورود هو دخول النار بالفعل أم المرور على الصراط؟.
الصراط هو في وسط جهنم وهو الطريق إلى الجنة إذا أذن الله تبارك وتعالى لأهل الجنة في دخولها فالطريق إلى الجنة هو الصراط في وسط جهنم وليس فوقها كالجسر المعلق لا إنما هو في وسط جهنم فالكل يدخل أهل النار يدخلون حتى يمكثوا فيها وأهل الجنة يدخلون حتى يعبروها ويكون العبور على ما ذكرنا منهم السالم ومنهم المخدوش السالم ومنهم المكدس على وجهه في النار كما جاء في صفة الورود وصفة الصراط يوم القيامة.
(جميع المتفرقات السابقة من شرح د/ عبد العظيم بدوي في التفسير لسورتي الكهف ومريم )
---
(1/3254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقامات رمضانية 3
---
مقامات رمضانية 3
---
د. محمد مشرح
09-30-2005, 01:33 AM
المقامة الثالثة
قول الزور والعمل به ، ومنه الغيبة والنميمة ، من الأمراض العظيمة . تهدمان الطاعة ، وتنغصان السعادة . هما كذئبين ،جائعين في وسط غنم لا راعي لها ، تصور مدى فتكهما بها . ولا راعي يحفظ الطاعة ، سوى تقوى في النفوس نافعة . ومكمن الخطورة فيها ، سهولة ممارستها . ومساعدة الجلساء في الغالب عليها ، والصوم ينمي في النفس التقوى ، ويبعث في أنحائها السلوى . فتصبح للخير مستعدة ، وللشر مبتعدة . .والورع والزهد من ثمراتها ، ونعمة الثمرة ما نتج عنها . إن ذلك توجيه نبينا ، عليه الصلاة والسلام من ربنا . والذي لا يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . فعلى المؤمن والمؤمنة ، أن يستغلا هذه الناحية . ويمتنا التقوى والورع في نفسيهما ، ويجعلا من الصوم مادة مستديمة فيهما .
---
(1/3255)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اهم المراجع في التفسير..
---
اهم المراجع في التفسير..
---
hamam25
08-22-2003, 02:52 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
اليكم اخوتي اهم مراجع التفسير وقبل هذا ساذكر انواع التفسير واهم المراجع فيه..
اولا:التفسير الماثور واهم المراجع :
1_جامع البيان للطبري
2_تفسير القران العظيم لابن كثير
3_الدر النثور للسيوطي
4_فتح القدير للشوكاني
ثانيا:التفسير بالراي واهم المراجع:
1_مفاتيح الغيب للرازي
2_مدارك التنزيل للنسفي
3_لباب التاويل للخازن
4_النكت والعيون للماوردي
ثالثا: تفسير آيات الاحكام واهم المراجع:
1-احكام القران للجصاص
2-احكام القران لابن العربي
3-الجامع لاحكام القران للقرطبي
4-اضواء البيان للشنقيطي
5-ليل المرام لمحمد صديق خان
6-تفسير ايات الاحكام للسايس
والله اسال ان ينفعنا واياكم لما يحبه ويرضاه
الله يراك فكيف تحبه ان يراك؟؟؟
---
(1/3256)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختيار رائع توصل له أحد الباحثين حول حكم البسملة
---
اختيار رائع توصل له أحد الباحثين حول حكم البسملة
---
سعيد بن متعب
04-22-2005, 04:46 AM
لقد اختلف العلماء قديماً وحديثاً في حكم البسملة ،وهل هي آية من كتاب الله في غير سورة النمل ، وإذا كانت آية فهل هي آية من أول كل سورة كتبت في أولها ، أو أنها بعض آية من أول كل سورة ، أو أنها إنما كتبت للفصل بين السور لا على أنها آية ؟
والذي ظهر لي هو استقرار الخلاف في المسألة بحيث لم يأت قول يرفعه ، اللهم ما اختاره بعض الأحناف من كونها آية واحدة مستقلة متكررة وردت للفصل بين السور ، وقد اطمأن الناس إلى هذا الاختيار بحيث إنه يكاد يكون اختيار من بحث الخلاف في المسألة، وقد يبحث الباحث الخلاف وقد وضع نصب عينه هذا الاختيار0
والسؤال : وما الثمرة المترتبة على هذا الخلاف بحيث يحتفل به علماء الفقه وأصوله وعلماء التفسير وأصوله ؟
الجواب: أنه ينبغي أن ينضم لهذا الاهتمام بهذه المسألة علماء العقيدة حتى يأخذ الاهتمام الذي يستحقه وذلك بظهور حساسية الخلاف وأهمية البحث في المسألة ، وذلك لأن الثمرة من الخلاف ذات مساس مباشر بمسائل العقيدة0(1/3257)
وقد أعجبني في هذا السياق ما اختاره بعض الباحثين ؛ وهو الدكتور موسى بن علي فقيهي عميد كلية الشريعة بجامعة الملك خالد حالياً والأستاذ في قسم أصول الفقه في الكلية نفسها في بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى عن البسملة وحكمها ، وقد توصل إلى رأي جديد في المسألة وهو : أن البسملة آية من كتاب الله عملاً لا علماً ، والفرق : أن كونها آية علماً يقتضي كفر من جحد كونها آية ؛ لإجماع العلماء على كفر من جحد شيئاً من كتاب الله ، ولا كذلك لمن قال بكونها آية عملاً ، كما أن من قال بأنها آية عملاً يترتب عليه جواز قراءتها لمن نذر بأن يقرأ آية من كتاب الله ، وكذلك لا يجوز قراءتها للجنب ، وتجوز قراءتها في الصلاة كونها مما تيسر من القرآن0000 وغير ذلك0
وقد ذكر لي فضيلة الدكتور هذا الاختيار ولم أقرأ البحث لعدم تيسر وقوفي عليه ، وذكر فضيلة الدكتور أنه قد وقف على أصل هذا الرأي في كتاب الاصطلام في الفقه لابن السمعاني ( وعلى حد علمي أنه لا يزال مخطوطاً ) وقد اطمأن الباحث لهذا الاختيار0
وهذا ما فهمته من كلامه ، ويجب التحقق من حقيقة الاختيار بالعودة لمجلة الجامعة ؛ فما آفة الأخبار إلا رواتها0
أحببت نشر هذا الرأي للمناقشة والفائدة وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ، وأرجو من لديه جديد أو تأييد أو اعتراض أو تسديد أن يذكره وعلى الملأ ينشره ، فالأبواب مفتوحة والصدور منشرحة ، وفق الله الجميع0
---
سعيد بن متعب
04-22-2005, 04:54 AM
نسيت ذكر رابط بحث الدكتور المنشور في مجلة جامعة أم القرى
لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها
المجلد (17) العدد (32)
ذوالقعدة 1425هـ
ورابط البحث هو http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag32/islamy/klaf.pdf
علماً أنه لم يعمل معي ربما لخلل فني من الموقع نفسه0
ورابط المجلد والعدد في المجلة هو
http://www.uqu.edu.sa/level.php?m_id=1162210&articl_id=6
وفق الله الجميع0
---(1/3258)
عبدالرحمن الشهري
04-22-2005, 05:04 PM
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا عبدالمحسن على هذه الفائدة ، وهذا البحث للدكتور موسى كنت طبعته قبل مدة من موقع المجلة على الانترنت ، ولم يتسن لي النظر فيه لانشغالي ، غير أني أحرص على قراءة بُحوثِ الدكتور موسى لكونه مِمَّن تتلمذتُ عليهم في أصول الفقه ، فقد درَّسني مادةَ أصول الفقه في كلية الشريعة ، وهو من خير من يُحرِّرُ المسائل الأصولية ، وما تعلمتُ تَحريرَ مَحلِّ النِّزاعِ في المسائل الأصولية إِلاَّ من فضيلته وفقه الله ، فقد كان كثير اللَّهجِ بِذلك وتكراره عند كل مسألةٍ. ولم أتنبه للمسألة التي أشرتم إليها إلا الآن جزاك الله خيراً.
والبحث الذي أشرتم إليه عنوانه :
الخلاف الأصولي في قرآنية البسملة وأثره في الأحكاموملخصه كما جاء في مقدمته :
جاء البحث في مقدمة وتمهيد ، وسبعة مطالب ، وخاتمة.
وقد بحث في التمهيد دوران المسألة بين القطعية والظنية ، وانتهى إلى أنها من مسائل الظن والاجتهاد ، وليست بقطعية. وحَرَّرَ مَحَلَّ النِّزاعِ في المطلب الأول ، وأَنَّه لا نزاع بين العلماء في أَنَّ البسملة بعض آية من سورة النمل ، ولا نزاع أنها ليست آية من سورة براءة ، والنِّزاعُ إنما هو في قرآنيتها في كل موضع كتبت فيه بين سورتين.
وفي المطالب الثاني والثالث والرابع ذكر أقوال العلماء في المسألة وأدلتهم ومناقشاتها وأبرزها أقوال أئمة المذاهب الأربعة:
- مالك : أَنَّها ليست آية من القرآن مطلقاً ، وإنما هي للتبرك.
- والشافعي : أنها آية من أول كل سورة ، الفاتحة وغيرها.
- وأبي حنيفة وأحمد هي آية من القرآن مستقلة ، ليست من الفاتحة ، ولا من غيرها ، وإنما هي للفصل بين السور.
وبَيَّنَ المطلب السادس سبب الخلاف وأنه الخلاف في اشتراط تواتر ما هو من القرآن ، بِحَسب مَحلهِ ، ووضعه ، وترتيبه.(1/3259)
والمطلب السابع للقول المختار ، وهو أنها آية من القرآن للفصل بين السور ، عَمَلاً لا عِلماً ، وبِهذا الجمعِ تَرتفعُ شُبهةُ التكفير مِن نافي قرآنيتها لمثبتها ، والعكس.
ويبقى الخلاف في الفروع الفقهية المبنية على كونها آية عملاً ، أو ليست بآية ، وقد اشتمل المطلب الأخير على هذه الفروع.
وقد قمت بوضع هذا البحث في مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية ليتسنى للإخوة الفضلاء الاطلاع عليه ، وهو بصيغة PDF فلا بد لقراءته من برنامج Acrobat Reader . وهو يقع في 79 صفحة .
الخلاف الأصولي في قرآنية البسملة وأثره في الأحكام (http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=92&book=935)
---
سعيد بن متعب
04-22-2005, 07:24 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن ، ونفع بعلمك وجهدك ، وبعد أن رأيت الرابط لم ألو على شيء وقمت بتحميل البحث لك شاكراً ولمعروفك - في الملأ - ذاكراً ، ولكنني حرت في طريقة النسخ من على الورد من من الأكروبات ولذلك أرجو إفادتي بذلك علماً أن هذه مشكلة مزمنة معي في الكتب والبحوث التي أحملها من النت وهي بهذا الامتداد0
أشكر لك كريم تجاوبك وعظيم اهتمامك والشكر سلفاً يزف إلى جنابك نظير ما قمت وتقوم به دائماً0
---
عبدالرحمن الشهري
12-05-2005, 10:09 PM
صدر عن المجمع الثقافي بأبي ظبي (1425هـ )- الإمارات كتاب :
البسملة
http://www.tafsir.net/images/bsmlah.jpg
للإمام أبي محمد عبدالرحمن بن إسماعيل الدمشقي الشهير بأبي شامة المقدسي (ت665هـ) رحمه الله ، وهو مؤلف كتاب (المرشد الوجيز) في علوم القرآن وهو من الكتب المتقدمة والمتميزة في علوم القرآن .
وقد قام بتحقيقه الأستاذ عدنان بن عبدالرزاق الحموي في رسالة ماجستير تقدم بها إلى جامعة القرآن الكريم بأم درمان السودان.(1/3260)
وهذا الكتاب - كما ذكر المحقق- استوعب مسألة البسملة بحثاً وشرحاً وتحليلاً ، ولا نكاد نجد كتاباً غيره اهتم بالبسملة بهذا العمق والشمولية والتفصيل. وقد استوعب المؤلف مسائل البسملة في العلوم المتعلقة بها جميعاً ، وقال في مقدمته :(اعلموا رحمكم الله أن مسألة البسملة معدودة باعتبار تقريرها من مشكلات المذهب ، والخصوم لنا فيها الفرق الثلاث ، المالكية في أصل قراءتها ، والحنفية والحنابلة في الجهر بها. والكلام يستمد من علوم ثلاثة : الحديث ، والفقه ، والأصول . وربما تشبثت بشيء من علمي القراءة والعربية ، وأنا إن شاء الله تعالى موفيها حقها من كل من هذه العلوم بمعونة الله وتوفيقه) [ص110].
والكتاب جاء مع الدراسة والفهارس في 821 صفحة من القطع العادي. وقد ذكر المحقق في تقديمه للكتاب الكتب والرسائل المصنفة في موضوع البسملة ، المخطوط منها والمطبوع ، وهي دراسة قيمة.
---
خالد الشبل
12-06-2005, 12:16 AM
بارك الله فيكم.
تطمئن النفس إلى قول المالكية، وحديث أبي هريرة: (قسمتُ الصلاة...) دليل قوي على قولهم.
أين أجد كتاب أبي شامة يا أبا عبد الله في الديار السعودية؟
---
سعيد بن متعب
12-06-2005, 01:05 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالله ولا حرمك الأجر
وهل تعتقد أنه يمكن تحميل الكتاب قريباً في الموقع ؟
تقبل وافر تحياتي
---
عبدالرحمن الشهري
12-06-2005, 12:56 PM
الكتاب يباع في مكتبة التدمرية والرشد والعبيكان ، وأظن مكتبة العبيكان موزع معتمد لكتب المجمع الثقافي. وأما إتاحة الكتاب على موقعهم على الانترنت فلا أظنهم يفعلون ذلك ، وإنما يكتفون بصورة الغلاف ومعلومات عنه.
المجمع الثقافي (http://www.cultural.org.ae/A/publication/publication.htm)
---
سعيد بن متعب
12-09-2005, 02:14 AM
أثابكم الله
---
أبومجاهدالعبيدي
03-30-2007, 11:57 PM
قرآنية البسملة في أوائل السور (http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=34103#post34103)(1/3261)
---
أحمد بزوي الضاوي
03-31-2007, 01:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فهذا كتاب آخر خصصه الأستاذ قاسم الزهيري التافراوتي ـ حفظه الله ـ لدراسة البسملة . وقد صدر الكتاب بالدار البيضاء سنة 1410 هـ / 1990 م .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6460de954ae651.jpg
ترجمة المؤلف : هو قاسم الزهيري التافراوتي ، ازداد بمدينة تفراوت سنة 1941 م ، حيث حفظ القرآن الكريم ، والتحق بمعهد محمد الخامس بتارودانت سنة 1956 حيث نال شهادة الطور الأول : الابتدائي . و في بداية سنة 1960 التحق بجامعة القرويين بفاس إلى غاية 1963 حيث نال شهادة الطور الثانوى الأول ، ليلتحق بالتعليم كمدرس . كما مارس الخطابة منذ 1979 م .
فهرس موضوعات الكتاب :
الباب الأول : قرآنية البسملة .
الفصل الأول : نزولها .
الفصل الثاني : فضل البسملة .
الفصل الثالث : تحليل البسملة .
الباب الثاني : إشكالية البسملة .
الفصل الأول : مشكل بسم الله .
الفصل الثاني : معالجة الاختلاف فيها .
* أئمة المذاهب .
*المصادر و المراجع .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/3262)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > خبر ترجمة كتاب شتينشنيدر في الأدب الجدلي والدفاعي بين المسلمين وأهل الكتاب
---
خبر ترجمة كتاب شتينشنيدر في الأدب الجدلي والدفاعي بين المسلمين وأهل الكتاب
---
سمير القدوري
11-29-2006, 06:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله, لقد وصلني بالبريد الالكتروني موضوع مفيد بشأن ظهور كتاب للمستشرق موريتس شتاينشنيدر عن تاريخ الآدب الجدلي بين المسلمين وأهل الكتاب وهو كتاب أصله باللغة الآلمانية طبع للمرة الاولى سنة 1877 في لايبزغ بألمانيا تم أعيد طبعه بالتصوير بعد ذلك.
وإليكم نص المقال
نقلا عن مجلة دار الحياة.- 24/11/06// www.daralhayat.com
حوار الأديان وجدالها
بقلم: ابراهيم غرايبة
يشكل الادب الديني الجدلي في الدفاع عن الاديان الابراهيمية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والاسلام) مكتبة ضخمة، وقد اصدر المجلس الاعلى للثقافة في مصر ترجمة لكتاب «أدب الجدال والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود» من تأليف المستشرق الألماني اليهودي موريتس شتينشيندر، وترجمة صلاح ادريس، ومراجعة وتقديم محمد خليفة حسن.(1/3263)
جمع موريتس شتينشنيدر قائمة بيبليوغرافية بالمؤلفات العربية (حوالى 150 كتاباً اضافة الى عدد مساوٍ تقريباً من الكتب باللغات الاوروبية) وعرف بكل عمل من هذه الاعمال من حيث تأليفه وتاريخه وعصره، والنسخ المخطوطة من عمله وأماكن وجودها في المكتبات الشرقية والغربية، والإطار العام للعمل وطبعاته المختلفة وغير ذلك من البيانات البيبليوغرافية النافعة، وعرف بأهم المؤلفين في علم الجدل وأهم اعمالهم ومنهجهم في العمل الجدلي، ويكاد الكتاب يقتصر على المؤلفات التي صدرت باللغة العربية، وإن أورد عدداً من الكتب باللغات الاخرى، وجميعها كتب صدرت في العصور الوسطى او بواكير العصر الحديث. ويعتبر شتينشنيدر الذي توفي عام 1907 من عمر يناهز ثماني وثمانين سنة من أهم المستشرقين في مجال الدراسات اليهودية وأهم خبير في المخطوكات العبرية في الجامعات الأوروبية، وصدرت له اعمال مهمة، مثل فهارس المؤلفات العبرية بعد ومجموعة من الدراسات الاستشراقية المهمة.
وتظهر المكتبة هذه قدراً كبيراً من النشاط الفكري والجدل الذي كان قائماً في الجدل بين الاديان، وقدر الحرية الدينية التي تسمح بالتأليف والجدال، وان كان ثمة نسبة غير قليلة من الكتب لم يظهر عليها اسم المؤلف، ربما خوفاً من العواقب.(1/3264)
وتظهر الدراسة قائمة من الكتب التي صدرت دفاعاً عن المسيحية او رداً على مسلمين انتقدوا المسيحية «أصول الدين وشفاء المؤمنين» لمؤلفه دانيال بن الحطاب السرياني في القرن الرابع عشر الميلادي، وكتاب «البرهان على صحيح الايمان» لمطران نصيبين النسطوري المتوفى سنة 1222م، و «ترياق العقول في علم الاصول» للأسقف رشيد أبو الخير بن الطيب عام 1549م، ويبحث الكتاب في العقائد المسيحية والاسلامية وتفنيد الاعتراضات الاسلامية ضد المسيحية، ورسالة المطران ايليا عام 1225، ويعرض ادلة من القرآن الكريم والمصادر الاسلامية على صحة العقيدة المسيحية، اضافة الى الادلة العقلية، وكتاب «المصباح المرشد الى الفلاح والنجاح الهادي من التيه الى سبيل النجاة» لمؤلفه أبو نصر التكريتي، وكتباً عدة تعرض حوارات واسئلة واجابات، منها محاورة الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان مع النسطوري ابراهيم الطبراني.
ومن كتب الدفاع عن اليهودية كتاب «الحجة والدليل» لأبو الحسن يهودا اللاوي بن صموئيل سنة 1410، وكتاب مناظرات صموئيل اليهودي المغربي، وكتاب صموئيل الناجيد اليهودي الأندلسي في الرد على ابن حزم.
ويشير الكتاب الى ان ترجمة القرآن الكريم الى اللاتينية بدأت في القرن الثاني عشر الميلادي (1143)، وقد يشير هذا التاريخ الى بداية الجدل المسيحي ضد الاسلام في اوروبا، وبدأت ايضاً ترجمة اعمال عربية اخرى، مثل حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتاريخ العرب، وبدأت بعد ذلك في اوروبا تصدر المؤلفات التي تنتقد الاسلام.
وتظهر الدراسات والمخطوطات المحفوظة حتى اليوم في المكتبات الاوروبية نماذج من خطابات متبادلة بين البابوات والسلاطين المسلمين، مثل رسائل إنوسنت الثالث (1198-1213)، ورسالة بابا الاسكندرية في سنة 1159، وكتب غريغور التاسع الى دمشق والمغرب وبغداد وتونس يقنع فيها حكام البلاد بالمسيحية.(1/3265)
وصدر ايضاً عن المجلس الاعلى للثقافة في مصر ترجمة لكتاب «أسس الحوار في القرآن الكريم، دراسة في علاقة الاسلام باليهودية والمسيحية» للمستشرق الألماني هيربرت بوسه، ويعتمد بوسه في كتابه هذا على النتائج العلمية التي تم التوصل اليها من خلال علوم حديثة، مثل تاريخ الاديان، وعلم مقارنة الاديان، وعلم نقد العهد القديم والعهد الجديد، وعلم أنثروبولوجيا الدين، وعلم النفس الديني.
ويجد بوسه بخلاف معظم المستشرقين ان الاسلام ديانة مستقلة عن اليهودية والمسيحية على رغم العلاقات الدينية القوية الرابطة بينه وبين ديانات التوحيد السابقة، ومن الأدلة التي يعرضها ضعف الوجود المسيحي في الجزيرة العربية، وتأخر ترجمة التوراة والانجيل الى العربية حتى القرن السابع / الثامن الميلادي. ويهتم بوسه بالعلاقات التاريخية التي نشأت بين المسلمين وأهل الكتاب من اليهود والمسيحيين، ووضعهم في الدولة الاسلامية، وفي المقابل وضع المسلمين في اوروبا، ويقارن بين معاملة المسلمين للمسيحيين ومعاملة المسيحيين الاوروبيين للمسلمين في اوروبا، ولكنه يجد في التشابه بين القرآن الكريم والتوراة والانجيل دليلاً على التأثر والاقتباس الاسلامي وليس وحدة المصدر على رغم انه يؤمن بأن العهد القديم والعهد الجديد مصدرهما الوحي.
ومن القصص المتشابهة بين القرآن الكريم وبين التوراة والانجيل قصص ابراهيم ويوسف وموسى والخروج من مصر، وداود وسليمان والمسيح، والخلق والطوفان، وقابيل وهابيل.
وبعرض بوسه نماذج من التسامح والتعاون الاسلامي مع المسيحيين واليهود في العالم الاسلامي بخلاف ما كان يحدث في اوروبا، مثل التعاون الاسلامي - اليهودي في الاندلس، وتولي اهل الكتب بعض المناصب المهمة في العالم الاسلامي.(1/3266)
لقد بدأ اتجاه علاقة الاسلام باليهودية والمسيحية يقوى من جديد في العصر الحديث بعد أفول الموجة التي درسها شتينشنيدر، وأول كتاب في هذا الاتجاه هو كتاب المستشرق الألماني اليهودي أراهام جايجز «ماذا اخذ محمد من اليهودية» وتوالت بعد ذلك اعمال المستشرقين، مثل ريتشارد بيل، وتور أندريه، وكارل آرنس، وشارل كولتز، ويوسف هوروفيش، وكان منهج هؤلاء يعتمد على المقارنة، اضافة الى المنهج التاريخي والمنهج الوصفي، ولكن بدأت تستخدم مناهج اخرى، مثل المنهج التحليلي.
وبدأ الاهتمام الاسلامي بالدين اليهودي والدين المسيحي مبكراً، ومن اهم المراجع في هذا المجال الكتاب الشهير للشهرستاني «الملل والنحل»، ولكن بدأت منذ القرن التاسع عشر موجة كبيرة من الاهتمام الاسلامي بالغرب، مثل البعثات العلمية والهجرات الفردية، ونشأت في هذا السياق مشاريع لحوار الاديان، وبدأت وجهة الحوار تأخذ الأبعاد المشتركة وآفاق العمل الممكنة وبخاصة في الفكر والاخلاق والاصلاح الاجتماعي، والحياة المشتركة، وتشجيع التدين بعامة.
وبالطبع فإن الدين يمكن ان يكون مورداً للتنمية والاسلام، وتستطيع المؤسسات الدينية والسياسية وبخاصة حوض البحر المتوسط ان تجعل من الدين عاملاً اساسياً في التعاون ومواجهة الازمات والمشكلات بدلاً من الاستدراج الى العداوة والتطرف.
---
(1/3267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أبرز الكتب التي ألفت في علم إعراب القرآن ..؟
---
ما أبرز الكتب التي ألفت في علم إعراب القرآن ..؟
---
السلفية الأثرية
09-04-2006, 07:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
والسؤال كما في العنوان ..
ما أبرز الكتب التي ألفت في علمِ إعراب القرآن .. قديماً وحديثاً ..
على أن تكونَ هذه الكتب موجودة في المكتبات وليست نادرة .
وجزاكم الله خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 08:09 AM
الكتب التي صنفت في إعراب القرآن الكريم قديماً وحديثاً كثيرة ، وهي في أغلبها متوافرة في المكتبات وليست نادرة ، ومما يحضرني الآن منها دون تقيد بتقديم الأقدم وفاة :
- معاني القرآن وإعرابه للزجاج رحمه الله ، وهو مطبوع في خمسة مجلدات .
- إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس وهو مطبوع .
- إعراب القرآن للعكبري وهو مطبوع ونافع .
- مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي ، وهو مطبوع بتحقيق ياسين السواس في مجلد واحد .
- البيان في إعراب القرآن لابن الأنباري المتأخر صاحب الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين ، طبع في مجلدين وله طبعة أخرى في مجلد واحد . وهو متأثر بكتاب مكي بن أبي طالب السابق .
- إعراب القرآن وصرفه لمحمود صافي وهو معاصر ، ومطبوع في خمسة عشرمجلد تقريباً .
- المجتبى في إعراب القرآن للدكتور أحمد الخراط ، وهوموجود على هيئة الكترونية بموقع مجمع الملك فهد وفي موقعنا هنا أيضاً ، ولعله سيطبع قريباً في مجمع الملك فهد .
- الدر المصون للسمين الحلبي وقد حققه الدكتور أحمد الخراط وطبع في أحد عشر مجلداً بدار القلم وهومن أهم وأنفع كتب إعراب القرآن ومؤلفه تلميذ أبي حيان الأندلسي المفسر صاحب تفسير البحر المحيط الذي يشتمل على إعراب القرآن أيضاً لعنايته بالنحو والإعراب .(1/3268)
وغيرها كثير ، وإنما أحببت المبادرة إلى الإفادة ولعله يكون للحديث بقية إن شاء الله إن شئتم
---
د.عبدالرحمن اليوسف
09-04-2006, 04:29 PM
إضافة لما ذكره أخي الدكتور عبدالرحمن الشهري من مؤلفات إعراب القرآن-وهو جدير بالذكر-كتاب:الفريد في إعراب القرآن المجيد, للمنتجب الهمذاني.
---
خالد الباتلي
09-04-2006, 07:40 PM
أعجبني كثيرا كتاب (إعراب القرآن) للأستاذ محيي الدين الدرويش، وهو من المتأخرين.
---
محمد سعيد الأبرش
09-04-2006, 07:52 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الشهري
لكن هناك استدراك بسيط ألا وهو إعراب القرآن الكريم وصرفه اسمه الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه ومؤلفه هو الشيخ أحمد صافي وهو في ثلاثة عشر مجلداً
---
روضة
09-04-2006, 08:01 PM
بالإضافة إلى (الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل)، بهجت عبد الواحد صالح.
و(تفسير القرآن وإعرابه وبيانه)، محمد الدرة.
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 09:16 PM
جزيتم خيراً جميعاً على الإضافة والتصويب ، والكتب في إعراب القرآن كثيرة ومتوافرة ولله الحمد .
---
عبدالعزيز الجهني
09-05-2006, 03:58 PM
أخي الكريم د.عبدالرحمن حفظه الله وسدد خطاه , تنبيه لو أذنت لي حول طبعة مشكل اعراب القرآن لمكي فهناك طبعة د.حاتم الضامن في مجلدين .وهي أجود من طبعة السواس التي تعج بالتصحيف والتحريف والسقط وقد نقدها الضامن في مقدمته بالتفصيل ولكم شكري وتقديري.
---
السلفية الأثرية
09-07-2006, 08:24 AM
جزاكم الله خيراً ، وأسكنكم الفردوس الأعلى .
أشكركم جزيل الشكر على إفادتكم .
ولديّ سؤال : ألا توجد كتب تتحدث عن إعراب القرآن من حيث التعريف به كعلم من علوم القرآن ..
وبيان أهميته بشيء من التفصيل ؟
أم أن ما أريده موجود فقط في مقدمات هذه الكتب بإيجاز ..؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 07:19 PM(1/3269)
في مقدمات كثير من هذه الكتب المتقدمة تأصيل لموضوع (إعراب القرآن) وذكر لكتبه ، وتاريخ التصنيف فيه ، وأذكر منها تحقيق الأستاذ الدكتور الحسن الخلوي لكتاب المنتجب الهمذاني الذي تفضل بذكره أخي الدكتور عبدالرحمن اليوسف . وهناك بحوث محكمة منشورة عن هذا الموضوع . وللدكتور مساعد الطيار كلام جيد عن إعراب القرآن في كتابه التفسير اللغوي وفي كتابه الآخر أنواع التصنيف في تفسير القرآن .
وشكر الله لأخي الكريم الدكتور عبدالعزيز الجهني تنبيهه على طبعات كتاب مكي بن أبي طالب رحمه الله .
---
محمد بن مزهر
09-10-2006, 03:32 PM
إضافة إلى ذلك كتاب إعراب القران لمحيي الدين درويش
ممتع ونافع ولم يقتصر على الإعراب فقط بل يذكر البلاغة ومباحث أخرى قيمة وهو مطبوع.
---
روضة
09-10-2006, 10:33 PM
هناك كتاب (إعراب القرآن الكريم) للكرباسي، من ثمانية مجلدات.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
09-11-2006, 05:23 AM
ومنها كتاب:"معرض الإبريز من الكلام الوجيز عن القرآن العزيز" للدكتور عبدالكريم الأسعد.
---
مروان الظفيري
09-13-2006, 10:15 PM
الأخوة الأفاضل في هذا المنتدى الحبيب
لقد اطلعت على ما كتبتم حول إعراب القرآن الكريم
وأحب أن أضيف الملحوظات التالية :
1- لقد صدرت ثلاث طبعات في سنين متقاربة في سوريا
وفي مدينة حمص خاصة :
وكلها بالجودة نفسها ، والموسوعية التي لا نظير لها :
الأولى : إعراب القرآن الكريم وبيانه ، تأليف الأستاذ محيي الدين الدرويش
وصدر بداية على شكل أجزاء صغيرة ، عن دار الإرشاد ، للشؤون الجامعية ، حمص ، سوريا ، كانت توزع في الثمانينات ، ثم جمعت في ثماني مجلدات ، وألحق بها المجلد التاسع ، وهو الفهارس الفنية للكتاب ، ثم اشترت حقوق الطبع دار ابن كثير بدمشق ، ثم ألحقت بها دار اليمامة بدمشق ، وأمامي الآن الطبعة التاسعة ، سنة 1424هـ=2003م .
بإخراج وتنضيد جديد ....
وكل مجلد يتجاوز (600) صفحة ....(1/3270)
الثانية : تفسير القرآن وإعرابه وبيانه ، للشيخ محمد علي طه الدرة .
وطبع في دمشق ، في خمسة عشر مجلداً .
وهو لا يقل عن سابقة في الجودة والإتقان والروعة والموسوعية .
وكل مجلد يتجاوز (600) صفحة .
الثالثة : الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه ، للشيخ أحمد صافي .
وطبع في حمص ، ثم في دمشق ، وهو في ثلاثة عشر مجلداً.
2- مشكل إعراب القرآن ، لمكي بن أبي طالب القيسي
وقد طبع بأخرة ، طبعة متقنة جديدة ، بتحقيق أخي وصديقي وأستاذي وشيخي
حاتم الضامن
وكان قد طبعه في بغداد ، قبل طبعة السواس ، ثم بيّن ما في طبعة السواس من سقطات
وطبعه في دار البشائر ، بدمشق ، سنة 2004 ، الطبعة الثانية .
3- الفريد في إعراب القرآن المجيد , للمنتجب الهمذاني .
هذا الكتاب طبع طبعة مشوهة ، سيئة ، سقيمة ، وكان يعمل بها أخي وصديقي محمد نظام الفتيح
ساكن المدينة المنورة ، وقد رأيته يعمل بها منذ سنين طويلة ، ثم أخبرني العام الماضي ، بأنه قد سلمها لدار الزمان بالمدينة المنورة ، وقامت بطبعها في بيروت ، في ستة مجلدات .
وسألته عندما ذهبت في هذا الصيف إلى المدينة المنورة ، عن مصير الطبعة
فأخذني إلى بيته ، وأراني التصحيحات والفهارس الفنية ، لهذه الطبعة
وكان في عام 2002م ، قد أعطاني نحو 100 صفحة ، لعرضها على مركز جمعة الماجد ، من أجل طبع الكتاب عندهم
وهي عبارة عن مقدمة ما وقع فيها أصحاب الطبعة السابقة من أخطاء فاضحة
ومقدمة عن الكتاب ، وخطياته
ولعل الكتاب الآن صدر عن دار الزمان كاملاً ، في المدينة المنورة .
4- إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس .
وللعلم ، فإن دار العلوم والحكم ، بإدارة الأخ الأستاذ الفاضل أبي دجانة
قد أعادت طبع هذا الكتاب طبعة متقنة في المدينة المنورة
وصدر في ستة مجلدات .
الدكتور مروان الجاسمي الظفيري
خادم التراث العربي والإسلامي
---
السلفية الأثرية
11-07-2006, 09:42 PM(1/3271)
جزاكم الله كل خيرٍ على إفادتكم .. وأجزل لكم المثوبة ..
وجدتُ عددًا لا بأس به من الكتب التي ذكرتموها ..
وقد بحثتُ عن كتاب أنواع التصنيف في تفسير القرآن ، للدكتور : مساعد الطيار .. لكني لم أجده !
وعلمتُ أن دار النشر التي نشرت هذا الكتاب لم توزع نسخ جديدة منذ فترة طويلة !
فهل أجد لهذا الكتاب نسخة إلكترونية ..؟
---
الطبيب
11-08-2006, 03:21 PM
كنت سألت الشيخ خالد السبت حفظه الله عن إعراب آية، بعد أن بحثت عن إعرابها فلم أجده في كتب الإعراب التي كانت عندي.
فأعربها لي جزاه الله خيراً، وسألته عن كتاب مناسب وقريب في الإعراب، فنصحني بالجدول لمحمود صافي.
ولا أظن أن للكتاب نسخة الكترونية على الشبكة، ولو وُجدت، لكانت إحدى فرحات العمر.
ودمتم ،،،
---
مروان الظفيري
12-01-2006, 04:04 PM
أرجو تصحيح ماسبق بالآتي :
محمود صافي ؛ وليس أحمد صافي ؛ وهو :
محمود بن عبد الرحيم صافي :
مؤلف أول كتاب كامل مفصّل في
إعراب القرآن وصرفه وبيانه ؛ ويعرف باسم :
( الجدول في إعراب القرآن ، وصرفه ، وبيانه ) .
بعد أن أنفق فيه خلاصة عمره ، ومن الغريب
أنه عندما سلمه مخطوطا ، وقبل ساعة واحدة من موته ؛
وكأنه كان يحس بدنو أجله ، وأن ثمرة عمره يجب أن
يرى النور ؛ ويجب أن يعطيه لأيد أمينه تقوم بطبعه وإخراجه
ولذلك مات ، وهو مطمئن عليه ،
وقد طبع ( الجدول ) بعد وفاته ، وكانت وفاته سنة 1985 م .
رحمة الله عليه ..
---
فهد الرومي
12-05-2006, 10:01 AM
وايضا فإن الجدول في 16 مجلد وليس 13 ولا أدري هل ذكر أحد كتاب البرهان في إعراب آيات القران لأحمد ميقري بن أحمد حسين شميلة الأهدلي 6 مجلدات
---
عبدالعزيز العمري
12-06-2006, 12:50 AM
السلام عليكم ، أحب أن أضيف كتاب (كشف المشكلات وإيضاح المعضلات) صنعة جامع العلوم أبي الحسن علي بن الحسين الأصبهاني الباقولي . والكتاب من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ، حققه د. محمد الدالي(1/3272)
وهذا الكتاب مؤلفه عالم نحوي لا تكاد تخلو صفحة منه من إعراب أو ذكر مسألة لغوية.
---
أبو العالية
12-07-2006, 01:22 PM
الحمد لله ، وبعد ..
لمزيد فائدة ينظر ما كتبه الدكتور محمد حقي في رسالته ( علوم القرآن من مقدمات التفاسير )
فقد ذكر خمسة عشر كتاباً
ودمتم على الخير أعواناً
---
السلفية الأثرية
01-12-2007, 12:17 PM
أشكر كلَّ مَن أضافَ وأفاد ، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم يومَ تلقونه .
ومن خلال اطلاعي على الكتب في إعراب القرآن قديمًا وحديثًا ؛ أرى أن أفضل الكتب القديمة هو كتاب البيان في إعراب غريب القرآن ، لابن الأنباري ،
وقد حققه غيرُ واحدٍ ،إلا أن تحقيق بركات يوسف هبود هو الأفضل والأجود .
أما الحديثة فأرى أن أفضلها هو كتاب إعراب القرآن الكريم وبيانه ، لمحيي الدين الدرويش .
وإضافة لما ذكرتم من الكتب ، وجدتُ أيضًا :
1. إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ، لأبي عبدالله الحسين بن أحمد المعروف بابن خالويه (ت: 370هـ) .
2. الملخص في إعراب القرآن ، لأبي زكريا يحيى بن علي المعروف بالخطيب التبريزي (ت : 502هـ) .
تحقيق : د. فاطمة راشد الراجحي ((من سورة يوسف إلى سورة طه )) .
3.التبيان في إعراب القرآن ، لأبي البقاء عبدالله بن الحسين العكبري ( ت : 616هـ ) .
4. المجيد في إعراب القرآن المجيد ، لإبراهيم بن محمد السفاقسي (ت : 742هـ) .
تحقيق : موسى محمد زنين .
5.إعرابُ القرآنِ الكريم ( المُيسَّر ) ، لمحمد الطيب إبراهيم .
6.الياقوتُ والمرجان في إعرابِ القرآن ، لمحمد نوري بن محمد بارتجي .
7.الإعرابُ المحيط من تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ، جمعه د. ياسين جاسم .
8 . إعراب القرآن الكريم من مغني اللبيب ، لأيمن الشوا .
9. إعراب سور : لقمان ، ق ، الذاريات ، لعبد القادر بن عبد القادر .
10. إعراب سورتي الرعد والروم ، لعبد القادر بن عبد القادر .(1/3273)
11 . إعراب القرآن الكريم ، لمحمود سليمان ياقوت .
---
(1/3274)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال جديد في التفسير
---
سؤال جديد في التفسير
---
عبد الله عبد الفتاح
07-18-2003, 05:20 PM
لن أطيل
أحمد الله حمدا كثيرا وأشهد أنه لا إله إلا هو ، وأصلى على المبعوث رحمة للعالمين ، وأ شهد أنه رسول الله تبارك وتعالى ، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ، وعلى صحبه ، وعلى التابعين ، وعلى تابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أدعوك ربي أن تغفر لى ولوالدي وللمؤمنين ، وألا أكون ممن يسألون ما يجب ألا يسأل .
الأسئلة عن بعض من الآيات الكريمات الواردة بسورة الأعراف وبغيرها :
1- هل سيدنا شعيب عليه السلام أرسل إلى قبيلتين أو مدينتين ؟ هما مدين و الأيكة .
2- من كان يحدثهم سيدنا صالح عليه السلام عندما قال : لقد أبلغتكم رسالة ربي ؟ ، ومن كان يحدثهم سيدنا شعيب عندما قال : لقد أبلغتكم رسالات ربي ؟ ، هل كانا يحدثان أجداث الموتى من ثمود ومن مدين ؟.
3- لماذا لم يحدث سيدنا لوط قومه ( أحياء أو أمواتا )بمثل حديث الأنبياء الآخرين ، فيعاتبهم كما فعل سيدنا نوح وسيدنا هود وسيدنا صالح وسيدنا شهيب عليه جميعا السلام هل لأن العذاب الذي حاق بقوم سدنا لوط عليه السلام كان عذابا رهيبا ومريعا للغاية ، بحيث لم يكن لهم أية بقية يمكنه أن يتحدث إليها مثلا ، أو أن هناك رأي آخر.
---
(1/3275)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات قرآنية في سورة الكهف (2)
---
تأملات قرآنية في سورة الكهف (2)
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
03-29-2004, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات قرآنية في سورة الكهف
الحلقة الثانية
بقلم
أبي عبد الله فتحي بن عبد الله الموصلي
التوحيد وأثره في الولاية الشرعية
الحلقة الأولى على ملف ورد - اضغط هنا - (http://www.alalmi.net/attachment.php?attachmentid=7)
الحلقة الثانية على ملف ورد - اضغط هنا - (http://www.alalmi.net/attachment.php?attachmentid=8)
المقصودُ من قومتِهم توحيدُ الإلهية
يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله تعالى – في "تفسيره" (5/15): " فاستدلوا بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية، ولهذا قالوا: ((لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً)) ... فجمعوا بين الإقرار بتوحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، والتزام ذلك بيان أنه الحقّ، وما سواه الباطل ".
فوافقوا ذلك منهج الرسل وسيلة ومقصداً، فطريقتهم في الاستدلال هي من جنس استدلال الرسل، ومقصودهم هو أيضاً من جنس مقصود الرسل في الدعوة إلى الله – تعالى –.
وتأكيداً لهذا المقصود نفوا دعاء غير الله نفياً مؤبداً لأنهم علموا أن أخص شيء في توحيد الإلهية هو إفراد الله – تعالى – بالدعاء قولاً وقصداً وعملاً ...
فهم آثروا المعنى الخاص للعبادة على معناها العام، فالدعاء أخص العبادة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " الدعاء هو العبادة " رواه أحمد في "المسند".
وهم في هذا المقام نزلوا منزلة الإحسان لمّا تذوقوا حلاوة المناجاة لربّ العالمين، وذوقهم هذا ما هو إلا ثمرة التعبد بالأسماء والصفات وأثرها في الخلق والأمر؛ فهم استحضروا اسم الله (الرقيب) لما في هذا الاسم من المعاني المقتضية للعلم والعمل.
الإحسان في توحيد الله(1/3276)
إن إيثار الدعاء على المعنى الجامع للعبادة من موجبه ذوق حلاوة المناجاة باستحضار معنى القرب والمعيّة كما قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)).
وإحسانهم هذا أثمر لهم استقامة على طريقة الهداية، فما كان منهم إلا أن التفتوا إلى قومهم دعوة ونصحاً لهم.
((لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً)).
أي: قولاً مائلاً عن الحقّ إلى الباطل، فهو من: شطّ الشيء؛ إذا طفح ومال، وهذا القول منهم هو من كمال إخلاصهم – لله تعالى –، وتجريدهم التوحيد من العلائق والشوائب والحجب.
فهم قدحوا في حظوظ أنفسهم ابتداء، وردّوا كل قول مضاد للتوحيد حتى لو كان قولاً صادراً منهم، ذلكم أنّ الإحسان في توحيد الله تعالى قولاً وعملاً لا يكون إلا بأمور ثلاثة:
الأول: استحضر العبد أسماء الله – تعالى – علماً وعملاً، وفقه معناها وأثرها في العالمين العُلوي والسفلي، وهذا من باب تحقيق توحيد الإلهية بطريقة التعبد بالأسماء والصفات، ويا له من باب عالي المطالب رفيع المقاصد.
الثاني: صيانة الظاهر والباطن من الاعتراض على الحكم الشرعي الديني أو القدري الكوني (1).
الثالث: القدح في حظوظ النفس وعلائقها.
فهؤلاء الفتية لما قالوا: ((لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً)) فهم استحضروا موجبات الدعاء من الأسماء والصفات أولاً.
وقدحوا في حظ أنفسهم، وجرّدوا ظاهرهم وباطنهم من الاعتراض على حكم الله الكوني والشرعي ثانياً، فتأمّل.
((هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ)).(1/3277)
لما فقهوا عقيدتهم وذكروا ما منّ الله بهِ عليهم من الإيمان والهدى والتقوى التفتوا إلى ما كان عليه قومهم، وبدأوا بواقعهم يصفونه وصفاً دلّ على فقههم بأحوال هذا الواقع لا كدعاة اليوم الذين جعلوا الدعوة إلى توحيد الله آخر الأمر، هذا إن كان ثمّة دعوة إليه بنتيجة الأمر!!
فأول أمر أدركه هؤلاء الفتية في واقع قومهم هو ما عليه قومهم من الشرك وفساد العقيدة، وهذا بحدّ ذاته أمر يستدعي الاهتمام واستفراغ الجهد في إبطاله وإزالته.
والآية صدّرت قولهم بـ ((هَؤُلاء)) لما فيه من معنى التمييز والتحقير لقومهم بما هم عليه من الشرك بالله وفساد المعتقد.
وجاء في تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور (15/274):
" والإشارة إلى قومهم بـ ((هَؤُلاء)) لقصد تمييزهم بما سيخبر به عنهم، وفي الإشارة تعريف بالتعجب من حالهم وتفضيح صنعهم، وهو من لوازم قصد التمييز " أ.هـ
وهذا التمييز لقومهم كان من فقههم للواقع فقهاً مستنداً على ضرورة اعتماد التوحيد أساساً في التقييم؛ فقدّموا أولاً الشرك وأنه الخطر الأول في واقع عصرهم آنذاك وما يترتب عليه من موجبات الهلاك ومقتضيات الدمار.
وهؤلاء الفتية قد أوتوا قوة علمية في جدل خصومهم ويقيناً يعضده؛ لذا قالوا: ((لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ)).
((لَّوْلا)): حرف تحضيض؛ أي: حث المقابل على الإتيان بالسلطان المبين والدليل الظاهر مع علمهم بعجز قومهم عن الإتيان به، وهذا راجع إلى اليقين وقوة الأدلة المتحصّلة عندهم من جهة الإيمان مع ضعف ما عند خصومهم من الأدلة.
والآية: "دليل على فساد التقليد، وتأكيد بأن إقامة الحجة على إلهية غير الله وتأثيره ووجوده محال" (2).
((فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً)).
أي: لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب بادعاء أنّ له شريكاً كما افتراه عليه قوم أصحاب الكهف (3).(1/3278)
وكان صدورِ الحكم منهم على قومهم وقع بعد إقامة الحجة عليهم، ومطالبتهم وحثّهم على الإتيان بالبرهان إن كانوا صادقين.
وإصدار الحكم على عسكر الشرك بعد إقامة الحجة، وبعد أن استيأسوا منهم هو العدل الذي دلت عليه مقاصد الدين.
حينذاك أعلن عسكر الشرك المخذول عداءه، وشنّ حربه على أهل التوحيد، فلا سبيل ساعتئذٍ إلا الالتجاء إلى الله – تعالى – والفرار إليه: ((فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ))، ولهذا لم يكن لهم من سبيل إلا الاعتزال.
((وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً)).
حتى كُرمت هذه الفئة بنصر الله، وهو نجاة الطائفة المؤمنة وانتصارها ((إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))؛ فكان دفاع الله – تعالى – عنها على أرض الواقع بإجراء سنن الدفع لصالحها، وتسيير السنن الكونية لنفعها.
و((إِذِ)) في الآية: للتعليل؛ كما رجح ذلك الشنقيطي في "أضواء البيان"؛ أي: ولأجل اعتزالكم قومكم؛ فأووا إلى الكهف، وهذا يدل على أن اعتزالهم الكفار هو من أسباب لطف الله ورحمته بهم، وبموجب ذلك يكون التجاؤهم إلى الكهف ليس هرباً من الخلق بل نصر وتكرمة لهم، وهو من جنس الإنابة والفرار إلى الله؛ كما قال – تعالى – في التجاء النّبي صلى الله عليه وسلم وصحابه إلى الغار بأنه نصر: ((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا)) الآية.
تنبيه:
ذكر أهل التفسير في الاستثناء الوارد في الآية: ((إِلا اللَّهَ)) وجهين:
الأول: أنه منقطع.
والثاني: متصل.(1/3279)
ورجح القرطبي الأول، والأظهر في الترجيح هو الثاني؛ كما رجّح ذلك الشنقيطي، وحمله على ذلك أظهر لأمرين:
الأول: الوارد في مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((وما يعبدون من دون الله))، قال قتادة: هذا تفسيرها، ولا يخفى على أهل العلم ما لمرويّات التفسير من أثر في ترجيح معنى الآية.
الثاني: أنّ الترجيح المذكور ينسجم مع مقاصد القرآن الضرورية من جهة أنّ المشركين كانوا يقرّون بالخالق، ولكن أشركوا في توحيد العبادة، وعليه يكون معنى الآية: وإذا اعتزلتموهم وما يشركون في عبادة الله تعالى؛ أي: كانوا يعبدون الله والأصنام.
رعاية الله تعالى للفارين إليه
ثم كانت الرعاية لهم: ((يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً)):
وهذه الرعاية هي ثمرة اعتزالهم للشرك وأهله، فكل من يعتزل المشركين ويتبرّأُ من شركهم ويفرّ إلى الله فرار الموحّدين يجعل له:
1- هبة دينيه ودنيوية من رحمة الله – تعالى –.
2- الهداية إلى سبل الرشاد والخير والعافية.
3- ثناء حسن يعلو على كل ثناء.
وفي ذلك يقول الله – تعالى –: ((فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاً جَعَلْنَا نَبِيّاً * وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً)).
فاجتمعت لهؤلاء الفتية هذه الثمار تكرمة الله – تعالى – لهم على توحيدهم وجهادهم وعزلتهم، وفي هذا المعنى يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تيسير الكريم الرحمن" (5/16) : "فحفظ أديانهم وأبدانهم، وجعلهم من آياته على خلقه، ونشر لهم من الثناء الحسن ما هو من رحمته بهم، ويسّر لهم كل سبب حتى المحلّ الذي ناموا فيه، كان على غاية ما يمكن من الصيانة" أ.هـ
نعم؛ اجتمعت لهم خصال محمودة وعطايا ممدوحة: صيانة المحل، ورعاية الحال، وحفظ الاعتقاد.
فائدة(1/3280)
لقد كرّم الله – تعالى – أصحاب الكهف بما هيَّأ لهم من الأسباب الكونية والشرعية في حفظهم وتثبيتهم وتمكينهم حتى إنّ كثيراًَ من السنن الكونية آنذاك سُيّرت وليس هذا الخرق مقصوداً لذاته؛ أي: لمجرّد التأثير الكوني في خرق العادة، بل تعدّاه إلى مقاصد دينية أخرى؛ فالخرق للأحوال الكونيّة والسنن القدرية إنّما يأتي تابعاً للمقصود الديني الشرعي؛ فالخرق في الكونيّات لا ينفع إذا لم يكن حادثاً للدين تابعاً له.
فالذي حصل للفتية في كهفهم من الآيات الدالة على عظمة الله – تعالى – سواء السماوية منها أو الأرضية؛ إنما لتكميل عبوديّتهم، وتثبيت قوائم دعوتهم، وترسيخ حقائق إيمانهم، وليكونوا آية لغيرهم، وذكرى للناظر في أحوالهم ... فكرّموا بمقتضى ذلك بالخرقين الديني والكوني، والثاني تابع للأول، وهذا ظاهر في كثير من الآيات من تأمل (4).
((فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً)).
وقوله تعالى: ((ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً)).
وقوله: ((وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ)).
وقوله – تعالى –: ((وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا)).
أهم ما دلّت عليه الآيات من المعاني والمقاصد
1- قصة أهل الكهف أحسن قصص أولياء الله الذين كانوا في زمن الفترة.
2- تحقيق التوحيد قولاً وعملاً ودعوة وحالاً واستدلالاً شرطٌ في الولاية الشرعية.
3- تلقّي القصص من الوحي من موجبه تحصيل اليقين المثمر للعمل والانقياد.
4- هؤلاء الفتية لما آثروا أصل الإيمان شكر الله – تعالى إيمانهم؛ فزادهم من الهدى المتضمّن للعلم النافع والعمل الصالح.(1/3281)
5- ذكر الربوبية مع الإيمان هو من باب قرن الإلهية بالربوبية كما هو الغالب في السياقات القرآنية.
6- كان إيثار الهدى في الآية من باب تكميل القوة العملية وتهذيبها، والاعتناء بالتزكية.
7- كل من يجاهد في ذات الله توحيداً وإيماناً لا بدّ وأن يُهدى إلى سبل الهداية وشرائع الإيمان.
8- طريقة تحصيل الإيمان بمقتضى العلوم الفطرية المسلّمة من المعارض، فضلاً عن الاستجابة إلى الوحي، هي أكمل طريقة.
9- هؤلاء الفتية الممدوحة صفتهم قد اجتمعت فيهم خصال تفرّقت في غيرهم؛ فنالا بمقتضى ذلك وصف الإمامة في الدين.
10- كانت لهؤلاء الفتية أعمال قلبية أثمرت ذوق حلاوة الإيمان، من أخصّها محبّة الله تعالى، وإيثارها على غيرها.
11- لما وجدوا حلاوة الإيمان أثمر وجدانُهم تعريفاً ودعوةً إلى التوحيد، وقياماً في ذات الله – تعالى –.
12- قد يفرغ القلب من أمور توجب انتقاص الإيمان بحسبها كالإنابة والخشية والتصدّع واليقين؛ حينئذٍ يربط على القلب برباط التوفيق حتى لا يخذل.
13- صاحب الهمّة العالية اتصلت همته بالله – تعالى – طلباً وقصداً، واتصلت بخلقه دعوة ونصحاً، فوحّدت مطلوبها بالإخلاص، وطلبها بالصدق، وطريقها بالمتابعة.
14- أول ما يجب من مطالب الرسل الضرورية مطلب التعريف بالله – تعالى – رباً ومعبوداً وبأسمائه وصفاته، وعلى هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة الأخرى.
15- كان استدلال الفتية استدلالاً فطرياً تاماً من جنس استدلال الرسل؛ فهم استدلّوا بالله – تعالى – على خلقه، لا بخلقه عليه.
16- كان المقصود من قومتهم هو توحيد الإلهية؛ فوافقوا منهج الرسل وسيلة ومقصداً واستدلالاً.
17- من ثمرة عملهم بالتوحيد أنهم علموا أن أخصّ شيء في توحيد العبادة هو إفراد الله – تعالى – بالدعاء قولاً وقصداً وعملاً.
18- على قدر التعبد بالأسماء والصفات، والعلم بأثرها في الخلق والأمر يتذوق العبد حلاوة المناجاة لربّ العالمين، وينزل في منازل المحسنين.(1/3282)
19- إذا لم يقدح العبد في حظ نفسهِ ويجرد ظاهره وباطنه من الاعتراض؛ كان موجب ذلك انتقاص الإيمان بحسبه.
20- لما بدأ الفتية بواقعهم يصفونه، ويشخصون خطورة الشرك في قومهم دلّ ذلك على فقههم بأحوال هذا الواقع لا كدعاة اليوم الذين جعلوا الدعوة إلى توحيد الله تعالى آخر الأمر.
21- هؤلاء الفتية قد أوتوا قوة علمية في جدل خصومهم ويقيناً يعضده؛ فأعجزوا قومهم عن الإتيان بالسلطان البيّن، والدليل الظاهر.
22- من العدل الواجب الذي دلت عليه مقاصد الرسل هو تأخير إصدار الحكم على أهل الشرك حتى تقام الحجة الرسالية عليهم، وبعد الاستيئاس من إجابتهم لمنادي الإيمان.
23- إذا أعلن عسكر الشرك المخذول عداءه وحربه على أهل التوحيد، فلا سبيل حينئذ إلا الالتجاء إلى الله – تعالى –، والفرار إليه، والأخذ بأسباب الثبات والنصر.
24- كان من دفع الله – تعالى – عن أصحاب الفئة المؤمنة على أرض الواقع أن أجرى قانوني الدفع والمدافعة لصالحهم وعطّل السنن الكونية لنفعهم.
25- التجاء الفتية إلى الكهف لم يكن هرباً من الخلق بل التجاء نصر وتمكين، وهو من باب الإنابة إلى الله – تعالى –، والفرار إليه.
26- اجتمعت لهؤلاء الفتية خصال محمودة وعطايا ممدوحة، فصان الله – تعالى محلّهم، ورعى حالهم، وحفظ اعتقادهم.
27- ما حصل للفتية في كهفهم من العجائب والتأثير في السنن الكونية العلوية والسفلية إنّما هو لتكميل المقصود الديني، والخوارق تابعة للدين حادثة له (5).
-----------
الحواشي:
1) انظر موضوع الإعراض في "مدراج السالكين" (2/69-70).
2) "محاسن التأويل" للقاسمي (11/13).
3) " أضواء البيان " للشنقيطي (4/32).
4) في الآية دليلٌ على أن من مقاصد الخرق والتأثير الكوني حصول فائدة مطلوبة من العباد، وهي: العلم بالكلمات الشرعية، والعمل بمقتضاها، فالله – تعالى – بعثهم، ليتساءلوا، وليبثحوا، ويتعلّموا حقائق الأشياء.(1/3283)
5) انظر كلام شيخ الإسلام في الخوارق (11/319 وما بعدها) "مجموع الفتاوى".[/SIZE]
---
أحمد البريدي
03-29-2004, 10:50 PM
شكر الله لك هذا الجهد المتميز ونأمل المواصلة , إذ إن ما تقوم به قل من يطرقه في هذا الملتقى على الرغم من أهميته , ولعل ذلك يكون فتحاً لهذا الباب فنرى من مواعظ القرآن ودروسه ما يسطر في صفحات هذا الملتقى .
---
(1/3284)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل كتاب اللباب علل البناء والإعراب للعكبري
---
للتحميل كتاب اللباب علل البناء والإعراب للعكبري
---
مسك
12-19-2005, 09:14 PM
اسم الكتاب : اللباب علل البناء والإعراب
اسم المؤلف : ابو الحسين العكبري
نبذة عن الكتاب :
مختصر ذكر فيه المؤلف من أصول النحو ما تمس الحاجة إليه ومن علل كل باب ما يعرفك أكثر فروعه المرتبة عليه وقد بذل الوسع في إيجاز ألفاظه وإيضاح معانيه وصحة أقسامه وإحكام مبانيه
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=2224)
---
(1/3285)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الثاني للأكاديمية الإسلامية المفتوحة.
---
بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الثاني للأكاديمية الإسلامية المفتوحة.
---
ناصر
09-04-2006, 06:12 AM
يبدأ بإذن الله الفصل الدراسي الثاني للعام الثاني للأكاديمية الإسلامية المفتوحة عبر قناة المجد العلمية يوم 16 شعبان 1427هـ الموافق 9 سبتمبر 2006م.
وسوف يتم قريباً - بإذن الله - الإعلان عن جدول البث المباشر لمواد الفصل الدراسي الجديد.
للمزيد يرجى تتبع هذا الرابط http://www.islamacademy.net/arabic.
و فق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح و جعلني منكم.
---
(1/3286)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التأويل: مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
---
التأويل: مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11-20-2005, 04:56 PM
التأويل
مفهومه – معانيه – أمثلة عليه
تعريف كلمة التأويل في اللغة: أصل هذه الكلمة مادة (أول).
وهذه المادة تدور حول معاني الرجوع، والعاقبة، والمصير، والتفسير.
وهذا يعني أن تأويل الكلام هو الرجوع به إلى مراد المتكلم، وإلى حقيقة ما أخبر به.
معاني التأويل في الاصطلاح: صار لفظ التأويل - بتعدد الاصطلاحات - مستعملاً في ثلاثة معانٍ [1]:
أحدها: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
وذلك مثل تأويل معنى (يد الله) بـ: النعمة، أو القدرة.
ومثل تأويل (استواء الله على عرشه) بـ: الاستيلاء، وهكذا...
وهذا المعنى من معاني التأويل هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله، وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وترك تأويلها، وهل هذا محمود أو مذموم، وحق أو باطل؟
قال ابن حزم -ر حمه الله - في هذا المعنى من معاني التأويل: (التأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره، وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر؛ فإن كان نقله قد صح ببرهان، وكان ناقِلُه واجبَ الطاعة - فهو حق.
وإن كان نقله بخلاف ذلك اطُّرح، ولم يلتفت إليه، وحُكم لذلك النقل بأنه باطل) [2].
شروط التأويل الصحيح: يشترط لصحة التأويل بمعناه عند المتأخرين شروط هي:
1- أن يكون اللفظ المرادُ تأويله يحتمله المعنى المؤول لغة أو شرعا؛ فلا يصح -على هذا- تأويلات الباطنية التي لا مستند لها في اللغة أو الشرع، بل ولا العقل.
2- أن يكون السياق محتملاً، مثل لفظ (النظر) فهو يَحْتَمل معانيَ في اللغة، ولكنه إذا عدِّي بـ: (إلى) لا يحتمل إلا الرؤية.(1/3287)
3- أن يقوم الدليل على أن المراد هو المعنى المؤول.
4- أن يسلم دليل التأويل من معارض أقوى؛ فإذا اختل شرط من الشروط فهو تأويل فاسد.
مثال للتأويل الصحيح:
قال الله - عز وجل -: [نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ] (التوبة: 67).
فقد ثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النسيان هنا هو الترك.
وقد دل على هذا التأويل تصريحاً قوله - تعالى -: [وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً] (مريم: 64).
وقوله: [فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى] (طه: 52)[3].
حكم التأويل بمعناه الحادث عند المتأخرين:
1- قد يكون صحيحاً إذا اجتمعت فيه الشروط - كما مر -.
2- قد يكون خطأ كتأويلات بعض العلماء الذين أخطأوا في تأويل بعض نصوص الصفات.
3- قد يكون بدعة كتأويلات الأشاعرة، والمعتزلة.
4- قد يكون كفراً كتأويلات الباطنية.
سبب ظهور مصطلح التأويل:
يبدو أن ذلك كان إبان ظهور القول بالمجاز الذي هو قسيم الحقيقة.
ومن هنا فإن مصطلحي: التأويل والمجاز متلازمان.
المعنى الثاني من معاني التأويل: التفسير:
التفسير في اللغة: أصل هذه الكلمة مادة: (فسر).
وهذه المادة تدور في لغة العرب حول معنى البيان، والكشف، والوضوح[4].
التفسير في الاصطلاح: هو بيان المعنى الذي أراده الله بكلامه [5].
وعرفه ابن جُزي - ر حمه الله - بقوله: (معنى التفسير: شرح القرآن، وبيان معناه، والإفصاح عما يقتضيه بنصه، أو إشارته) [6].
وعرفه الزركشي -ر حمه الله - بقوله: (علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه " وبيان معانيه، واستخراج حكمه وأحكامه) [7].
وهذا المعنى من معاني التأويل معنى صحيح معروف عند السلف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - ر حمه الله - في معرض حديث له عن أنواع التأويل: (والثاني: أن التأويل بمعنى التفسير.
وهذا هو الغالب على اصطلاح مفسري القرآن كما يقول ابن جرير وأمثاله من المصنفين في التفسير: (واختلف علماء التأويل).(1/3288)
ومجاهد إمام المفسرين، قال الثوري: إذا جاء التفسير عن مجاهد فحسبك به، وعلى تفسيره يعتمد الشافعي، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وغيرهم؛ فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره)[8].
والنصوص الواردة عن العلماء في هذا الصدد كثيرة لا تكاد تحصر، ومنها قول الشافعي في كتابه الأم في أكثر من موضع: (وذلك - والله أعلم - بيِّن في التنزيل مستغنىً به عن التأويل) [9].
المعنى الثالث من معاني التأويل:
الحقيقة التي يؤول إليها الكلام: كما قال - تعالى -: [هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ] (الأعراف: 53).
وهو معنى شرعي معروف عند السلف.
وهذا النوع من التأويل: هو عين ما هو موجود في الخارج، أي أن حقيقة الشيء الموجودة في الخارج - أي الواقع - هي تأويله خبراً كان أم إنشاءاً.
والكلام ينقسم إلى خبر أو إنشاء، وتأويل كلٍّ منهما يختلف عن الآخر - كما سيأتي في الفقرة التالية -.
تفصيل معنى التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً أو إنشاءاً:
قبل الدخول في ذلك يحسن بيان معنى الخبر والإنشاء بإيجاز.
فالكلام ينقسم باعتبار دلالته - عند المتكلمين، والأصوليين، واللغويين، وأهل المعاني من البلاغيين وغيرهم - إلى خبر وإنشاء، وبعضهم يقول: خبر وطلب.
وذلك إذا تكلموا على دلالات الألفاظ.
تعريف الخبر: هو ما احتمل الصدق والكذب لذاته بقطع النظر عمن أضيف إليه؛ فإذا أضيف إلى الله ورسوله " قطع بصدقه.
والخبر يدور بين الإثبات مثل قوله -تعالى-: [الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى] (طه: 5).
والنفي مثل قوله -تعالى-: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ] (الشورى: 11).
ومن أمثلة الخبر في الإثبات جاء زيد، وفي النفي ما جاء زيد، وهكذا...
تعريف الطلب أو الإنشاء: هو ما لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.(1/3289)
وذلك لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به وجود خارجي يطابقه أو لا يطابقه.
ويدخل تحت الإنشاء أو الطلب أنواع عديدة أشهرها: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء.
فإذا قلت: قم، أو لا تقم، أو هل أنت قائم، أو ليتك تقوم، أو يا قائم - كان كلامك كله داخلاً في باب الإنشاء؛ لأنه لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.
بخلاف ما إذا قلت: جاء زيد، أو ما جاء؛ فذلك داخل في باب الخبر.
هذا وإن أشهر أنواع الإنشاء والطلب: الأمر والنهي.
هذه نبذة ميسرة عن الخبر والإنشاء والطلب.
وبعد هذا نأتي إلى التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً أو طلباً.
التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً: تأويل الأخبار: هو حقيقتها، ونفس وجودها.
فتأويل ما أخبر الله به عن نفسه المقدسة الغنية بما لها من حقائق الأسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الأسماء والصفات.
وتأويل ما أخبر الله به من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد.
وتأويل قيام الساعة، وما أخبر به في الجنة من الأكل والشرب، والنكاح، هو الحقائق الموجودة أنفسها [10].
وتأويل رؤيا يوسف -عليه السلام- هو وقوعها في الخارج، وتحققها، وهكذا...
إلى غير ذلك من الأمثلة التي يصعب حصرها.
فهذا هو التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً.
التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان طلباً: الطلب: إما أن يكون أمراً، وإما أن يكون نهياً؛ فالأمر: طلب الفعل، والنهي: طلب الكف.
فإذا كان الطلب أمراً فتأويله: هو نفس الفعل المأمور به، أي امتثاله، والعمل به.
وإذا كان الطلب نهياً فتأويله: هو نفس اجتناب المنهي عنه، أي تركه.
أمثلة لتأويل الأمر:
1- قالت عائشة - رضي الله عنها -: كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه، وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) يتأول القرآن [11].(1/3290)
وتعني بذلك قوله -تعالى-: [فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً] (النصر:3).
وتريد بذلك أنه يعمل بأوامر القرآن، ويفعل ما أمر به فيه؛ حيث أمر في آخر حياته أن يسبح بحمد ربه ويستغفره، فكان يتأول القرآن، أي يعمل به، ويطبقه؛ فنفس فعله هذا هو تأويل الأمر، وهو قوله -عز وجل-: [فَسَبِّحْ] و[اسْتَغْفِرْهُ].
2- وعن سعيد بن جبير -ر حمه الله - عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: (أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته، ويذكر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك، ويتأول هذه الآية: [فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ] (البقرة: 115)) [12].
ومعنى قوله: (يتأول): أي يطبق ويمتثل.
3- ومن الأمثلة على ذلك ما روي عن الثوري -ر حمه الله - أنه بلغه أن أم ولد الربيع ابن خثيم قالت: (كان الربيع إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سُكَّراً؛ فإن الربيع يحب السُّكَّر).
قال سفيان: (يتأول قوله - عز وجل -: [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ] (آل عمران: 92)) [13].
أي يمتثل أمر الله - عز وجل - في الإنفاق مما يحبه الإنسان.
والأمثلة على ذلك كثيرة جداً مثل قوله - تعالى -: [وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ] (البقرة: 43).
فتأويل ذلك إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهكذا...
فهذا - إذاً - هو تأويل الأمر بمعنى حقيقته.
أمثلة لتأويل النهي:
1- قال الله - تعالى -: [وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى] (الإسراء: 32).
فتأويل ذلك البعد عن قربان الزنا.
2- وقل مثل ذلك في قوله - عز وجل -: [وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ] (الأنعام: 151).
وهكذا...(1/3291)
مثال يجمع بين تأويل الأمر والنهي والخبر: قال الله - تعالى - مخاطباً أم موسى -عليه السلام-:[وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ] (القصص:7).
فهذه الآية الكريمة اشتملت على أمرين، ونهيين، وخبرين؛ فالأمران في قوله -تعالى-: [أَرْضِعِيهِ]، وقوله: [فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ].
وتأويل الأمرين إرضاعها لموسى، وإلقاؤه في اليم.
والنهيان في قوله - تعالى -: [وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي].
وتأويلهما ترك الخوف، وترك الحزن.
وقد فعلت ما تستطيع وإن كان فؤادها قد أصبح فارغاً، وكادت أن تبدي به لولا أن ربط الله على قلبها.
والخبران في البشارتين في قوله - تعالى -:[إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ].
وتأويل هذين الخبرين وقوعهما في الخارج؛ حيث عاد موسى إلى أمه، وصار من المرسلين.
الفرق بين تأويل الخبر، وتأويل الطلب:
الفرق هو أن الخبر لا يلزم من تأويله -أي وقوعه- العلم به؛ فهو واقع وإن لم يُعْلم به؛ فأشراط الساعة وأحوالها ستقع وإن لم يُعْلم بها.
وكذلك حقائق أسماء الله وصفاته هي حقيقة وإن لم يُعْلم بها.
فلا يلزم -إذاً- من تأويل الخبر العلم به.
أما الطلب فلابد في تأويله من معرفته والعلم به؛ ليُفعل أو يُجتنب؛ فإن كان الطلب أمراً فلابد في إيقاعه وفعله وامتثاله من معرفة العلم به سواء كان واجباً كإقامة الصلاة، أو مستحباً كالسواك.
وإن كان الطلب نهياً فلابد من معرفته والعلم به؛ ليجتنب سواء كان النهي للتحريم أو الكراهة.
توجيه قراءتي آية آل عمرآن:(1/3292)
قال الله - عز وجل -: [هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ] (آل عمران: 7).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -ر حمه الله -: (وجمهور سلف الأمة وخلفها على أن الوقف عند قوله: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ].
وهذا هو المأثور عن أُبَي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم.
وروي عن ابن عباس أنه قال: (التفسير على أربعة أوجه:
تفسير تعرفه العرب[14]من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته[15]، وتفسير يعلمه العلماء[16]، وتفسير لا يعلمه إلا الله[17] من ادعى علمه فهو كاذب).
وقد روي عن مجاهد وطائفة أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله، وقد قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أقف عند كل آية فأسأله عن تفسيرها.
ولا منافاة بين القولين عند التحقيق)[18].
ويعني بالقولين القراءتين: الوقف على قوله [إِلاَّ اللّهُ] والوصل.
وقال في موضع آخر موجهاً كلتا القراءتين: (وكلا القولين حق باعتبار كما قد بسطناه في مواضع أُخَر، ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا وكلاهما حق)[19].
وخلاصة القول في توجيه القراءتين: أنه على قراءة الوقف يكون التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الشيء، وعلى قراءة الوصل يكون التأويل بمعنى التفسير؛ فمن قال: إنه لا يعلم تأويله إلا الله أراد الحقيقة، ومن قال: إنه يُعلم تأويله أراد التفسير.
وعلى قراءة الوقف تكون الواو في قوله: [وَالرَّسِخُوْنَ ...] ابتدائية استئنافية.
وعلى قراءة الوصل تكون عاطفة.
18/10/1426هـ(1/3293)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر التدمرية لابن تيمية ص91-95.
[2] الإحكام لابن حزم 1/43.
[3] انظر إرشاد الفحول للشوكاني ص177، والتوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية للشيخ فخر الدين المحيسي ص185.
[4] انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس 4/504.
[5] انظر مفهوم التفسير والتأويل د. مساعد الطيار ص54.
[6] التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 1/6.
[7] البرهان للزركشي 1/13.
[8] التدمرية ص92.
[9] الأم للشافعي 7/319، وانظر 2/28 و 4/242.
[10] انظر التدمرية ص96، والفتوى الحموية الكبرى لابن تيمية تحقيق د. عبدالمحسن التويجري ص290.
[11] رواه البخاري (817) ومسلم (484).
[12] تفسير الطبري 2/530.
[13] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 4/133.
[14] هو تفسير مفردات اللغة كمعرفة القرء، والنمارق، والناس، والليل، والنهار، والشمس، والقمر وغيرها.
[15]- هو تفسير الآيات المكلف بها اعتقاداً كمعرفة الله، وتوحيده، واليوم الآخر، والإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وعملاً كمعرفة الطهارة، وكيفية الصلاة، وغيرها.
[16] هو مما يخفى على غير العلماء، مما يمكن الوصول إلى معرفته، كمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد.
[17] هو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر؛ فهذه الأشياء تفهم بمعناها، ولا تدرك حقيقة ما هي عليه في الواقع.
[18] التدمرية ص90-91.
[19] الفتوى الحموية الكبرى ص290.
---
مرهف
11-21-2005, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد قراءة ما كتبته أخي الكريم حول التأويل أردت تسجيل بعض الملاحظات التي تحتاج لبيان فعسى الله يلهمك الصبر على قراءتها وحتى لا أطيل أقول :
مع ما حملته مشاركتك هذه من معلومات قيمة إلا أنها كانت قاصرة في عدة جوانب منها(1/3294)
في التعريف اللغوي جعلت في معنى التأويل الرجوع ، ولكن هي في المعاجم اللغوية : الرجوع إلى الأصل ،كما في المفردات للراغب واللسان مادة ( أول ) ، ففرق بين مطلق الرجوع ، والرجوع المقيد بالأصل ، وذكرت المعاني الرئيسة للتأويل لغة ، ولم تستوعب غيرها من المعاني المذكورة التي لها أثر أيضاً في دراسة التأويل من حيث مفهومه وحكمه ،فيستخدم التأويل بمعنى رد الشيء إلى الغاية المرادة منه سواء كان الشيء علماً أو فعلاً، ففي العلم نحو قوله تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ } [آل عمران:7].أي ولا يعلم المراد الحقيقي مما تشابه من آيات القرآن إلا الله .
وفي الفعل نحو قوله تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ } [الأعراف:53]، أي يوم يأتي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه .
ويأتي بمعنى التفسير والبيان ،"فكأن التأويل : جمعُ معان مشكلة بلفظ واضح لا إشكال فيه، قال الليث ( التأوّل والتأويل : تفسير الكلام الذي تختلف معانيه )" .
ويأتي بمعنى التدبير والتقدير ، يقال : تأول الكلام تأويلاً وتأوله : دبره وقدره .
وقيل أصله من الإيالة وهي السياسة فكأن المؤول للكلام ساسه ووضع المعنى فيه موضعه .
وأما تعريف التأويل اصطلاحاً فإنما ذكرت من التعاريف ما قاله الأصوليون مع أن للتأويل اصطلاحاً تعاريف أخرى مثلاً : رد واحد الاحتمالين إلى ما يطابق الظاهر، وهذا التعريف أقرب إلى اصطلاح اللغويين .(1/3295)
وكذلك لو فتشت كتب علوم القرآن لوجدت تعاريف أخرى للتأويل ، فالاقتصار على تعريف التأويل على جهة واحدة فيه إجحاف علمي يؤثر على النتيجة العلمية، وبرأيي أننا في التفسير لا ينبغي أن نخلط بين تعريف التأويل عند الأصوليين وأهل العقيدة وبين تعريف التأويل في التفسير ، وهذا ما حصل في دراستك أخي الكريم ففي حكم التأويل ذكرت أنه يكون ضلالة وأنه بدعة وأنه .. ـ ولم تذكر أمثلة توضح هذه الأحكام ولا مرجعك فيها ـ بينما علماء التفسير وعلوم القرآن يذكرون أن التأويل إما أن يكون مقبولاً إما أن يكون مردوداً ، ولكن دراستك واختصاصك في المذاهب والفرق والعقائد أثرت على ما كتبته، وهذا ما نعانيه في الدراسات العلمية بشكل عام ، فالسجال الذي حصل بين العلماء في الفرق بين التأويل والتفسير ـ برأيي ـ سببه أن بعض المفسرين اعتمدوا تعريف الأصوليين للتأويل وأرادوا أن يقارنوه بمعنى التفسير عند المفسرين ، ولو قارنوه بمعنى المفسر عند الأصوليين لوجدوا الفرق، وكذلك ما كتبته يتماشى مع دراسة التأويل عند علماء الكلام والعقيدة.(1/3296)
والملاحظة الثانية : جعلت ظهور التأويل إبان ظهور القول بالمجاز، وهذا يعني أن القول بالمجاز والتأويل لم يكن قبل ذلك ،فأقول أن المجاز والتأويل قد يتفقان وقد يفترقان أي بينهما عموم وخصوص ، مع أن استعمال المجاز كان يستخدم في تفاسير السلف الصالح عملياً وإن لم يكن اسمه مجاز في وقتها وما ذكرته أنت عن ابن عباس في التأويل الصحيح هذا نوع من المجاز، لأن المعنى الآخر المذكور في المجاز هو من وضع العرب أيضاً وليس معنى مخترعاً ، فمصطلح المجاز ـ كما ذكرت تعريفه وهو كذلك عند البلاغيين ـ ظهر فيما بعد ، وأما التأويل فاستخدامه بهذا الاسم والمعنى كان موجوداً عند الصحابة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم بله في القرآن أيضاً، وقد ذكرت أنت أمثلة على ذلك وفيما تقدم من الكلام على معنى التأويل لغة أمثلة من القرآن ،فما قلته بحاجة إلى نظر وتمحيص في تاريخ التأويل .
وأما معنى التأويل بالحقيقة التي يؤول إليها الكلام فالأفضل أن يقال: المعنى الحقيقي الذي يراد بالكلام ، وهذا تفسير لـ (( وما يعلم تأويله إلا الله )) آل عمران ،وقد يأتي بمعنى حصول الشيء في الواقع ،ففي تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } [الأنعام:65]، قال صلى الله عليه وسلم : (أما أنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد) ، أي مصيرها و مآلها وحصولها في الواقع .وأقول أخيراً أن الخبر في كلام الله تعالى إنشاء وحبذا لو ذكرتم مرجعكم في التفريق بين تأويل الخبر وتأويل الطلب لأني أول مرة أسمع به
لا أدري لم لم تظهر الحواشي
---
د.أبو بكر خليل
11-22-2005, 01:23 AM
الأخ الفاضل د . أحمد الحمد
و أقول كما قال أخي " مرهف " :(1/3297)
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد قراءة ما كتبته - أخي الكريم - حول التأويل أردت تسجيل بعض الملاحظات التي تحتاج لبيان فعسى الله يلهمك الصبر على قراءتها وحتى لا أطيل أقول :
مع ما حملته مشاركتك هذه من معلومات قيمة إلا أنه قد بدت لي تعقبات أذكر منها ما يلي :
اقتباس :
(( معاني التأويل في الاصطلاح: صار لفظ التأويل - بتعدد الاصطلاحات - مستعملاً في ثلاثة معانٍ [1]:
أحدها: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
وذلك مثل تأويل معنى (يد الله) بـ: النعمة، أو القدرة.
ومثل تأويل (استواء الله على عرشه) بـ: الاستيلاء، وهكذا...
وهذا المعنى من معاني التأويل هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله، وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وترك تأويلها، وهل هذا محمود أو مذموم، وحق أو باطل؟
قال ابن حزم -ر حمه الله - في هذا المعنى من معاني التأويل : ( التأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره، وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر؛ فإن كان نقله قد صح ببرهان، وكان ناقِلُه واجبَ الطاعة - فهو حق.
وإن كان نقله بخلاف ذلك اطُّرح، ولم يلتفت إليه، وحُكم لذلك النقل بأنه باطل) [2 ]. )) انتهى
---------------------------------------------------------
نقلتم أو قلتم - أكرمكم الله - أن التأويل هو : "صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به " ، و قلتم في هذا التعريف: " وهذا المعنى من معاني التأويل هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله " .
1 - و في ذكر هذا و نقله نظر : فهل ذلك هو تعريف التأويل عندهم بلفظه أو بقريب من لفظه ؟
و بوضوح أكثر : هل كلمة " المرجوح " الموصوف بها الاحتمال هي من ألفاظ تعريفهم هم له ؟
أم من إضافة غيرهم من مخالفيهم ؟(1/3298)
- فلو كان ذلك الصرف لللفظ إلى " المرجوح " عندهم هم من معناه ، لناقضوا أنفسهم بأنننفسهم ، و ذلك لعدولهم عن " الراجح " عندهم إلى " المرجوح " عندهم أيضا ؟
- فلا يعقل أخذهم بالدليل الأضعف عندهم و نبذهم للدليل الأقوى .
2 – و إنما تعريف " التأويل " – عند المتأخرين و عند المتقدمين من الأصوليين – كما ذكر الشيخ عبد الوهاب خلاف في كتابه " علم أصول الفقه " ، قال :
( و معناه في اصطلاح الأصوليين : " صرف اللفظ عن ظاهره بدليل " ،
و من المقرر أن الأصل عدم صرف اللفظ عن ظاهره ، و أن تأويله – أي صرفه عن ظاهره – لا يكون صحيحا إلا إذا بني على دليل شرعي من نص أو قياس ، أو روح التشريع أو مبادئه العامة . و إذا لم يبن التأويل على دليل شرعي صحيح – بل بني على الأهواء و الأغراض و الانتصار لبعض الآراء – كان تأويلا غير صحيح ) انتهى قوله .
3 – و كذا ذكر الشيخ محمد أبو زهرة – رحمهما الله – في كتابه " أصول الفقه " ، قال :
" و أما التأويل : فهو إخراج اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر يحتمله و ليس هو الظاهر فيه " .
4 – و لا يختلف هذان التعريفان عما نقل في أعلاه (قال ابن حزم -ر حمه الله - في هذا المعنى من معاني التأويل ) :التأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره، وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر؛ فإن كان نقله قد صح ببرهان، وكان ناقِلُه واجبَ الطاعة - فهو حق.
وإن كان نقله بخلاف ذلك اطُّرح، ولم يلتفت إليه، وحُكم لذلك النقل بأنه باطل) .
* و عليه ، فالنقل لللفظ إنما كان للاحتمال الراجح ، و لم يكن لذاك المرجوح ، و بذا ستقيم التعريف للتأويل
هذا من ناحية
****************************
و من ناحية ثانية ، فقدنقلتم أو قلتم : (( وذلك مثل تأويل معنى (يد الله) بـ: النعمة، أو القدرة.
ومثل تأويل (استواء الله على عرشه) بـ: الاستيلاء، وهكذا...(1/3299)
وهذا المعنى من معاني التأويل هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله، وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وترك تأويلها، وهل هذا محمود أو مذموم، وحق أو باطل؟ )) .انتهى
----------------------------------------------------------
- و مذهب " السلف " هو ترك تأويلها مع استحالة ظاهرها ، كما ذكر الإمام أبو عبد الله القرطبي في كتابه " الجامع لأحكام القرآن " حكاية عن شيخه :
[[ - السادسة: قوله تعالى: { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } قال شيخنا أبو العباس رحمة الله عليه: متبِعو المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلباً للتشكيك في القرآن وإضلالِ العوامّ، كما فعلته الزنادقة والقرامِطة الطاعنون في القرآن؛ أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابه، كما فعلته المجسِّمة الذِين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجِسمية حتى اعتقدوا أن البارىء تعالى جسم مجسم وصورة مصوّرة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وأصبع، تعالى الله عن ذلكا؛ أو يتبعوه على جهة إبداء تأويلاتها وإيضاح معانيها، أو كما فعل صبِيغ حين أكثر على عمر فيه السؤال. فهذه أربعة أقسام:
الأوّل: لا شك في كفرهم، وأن حكم الله فيهم القتل من غير استتابة.
الثاني: الصحيح القول بتكفيرهم، إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور، ويستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا كما يفعل بمن ارتدّ.
- الثالث: اختلفوا في جواز ذلك بناء على الخلاف في جواز تأويلها. وقد عرف أنّ مذهب السلف ترك التعرّض لتأويلها مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون أمِرّوها كما جاءت. وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها وحملِها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع بتعيين مجمل منها.
الرابع: الحكم فيه الأدب البليغ، كما فعله عمر بصبيغ...]]. - كان يسأل عن متشابه القرآن و يتتبعها - ( "الجامع لأحكام القرآن " ، للقرطبي ) .(1/3300)
**********************************
** فمذهب " السلف " في مسألة الذات و الصفات الإلهية كما قاله الإمامان القرطبيان المفسر منهما و المحدِث :
" وقد عرف أنّ مذهب السلف ترك التعرّض لتأويلها مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون أمِرّوها كما جاءت. وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها وحملِها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع بتعيين مجمل منها ".
و هي مسألة خلافية ،كما قال القرطبي ، و لكن هذا هو ما ذهب إليه " السلف " رحمهم الله ، و ألحقنا بهم في جنته و مستقر رحمته . اللَهم آمين
---
(1/3301)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هم المردود عليهم الكرَة في الآية : { ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ
---
من هم المردود عليهم الكرَة في الآية : { ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ
---
ابن رشد
07-19-2006, 04:55 PM
من هم القوم الذين رد الله لبني إسرائيل الكرَة عليهم في الآيات من سورة الإسراء ، فلم يذكر في الوقائع التاريخية المعروفة أي غلبة لبني إسرائيل على الفرس أو غيرهم ممن ذكر المفسرون القدامى أنهم هم الذين سلطهم الله عليهم جزاء إفسادهم ؟
- و لم تقع الغلبة لليهود إلا على العرب المسلمين ، كما هو الحال الآن ،
فهل العرب أو المسلمون هم المعنيون في الآيات في السجال مع اليهود ؟
- و تحية إكبار و تقدير للمجاهدين في فلسطين و لبنان .
أعزهم الله و نصرهم و ثبت أقدامهم . آمين
---
ابن رشد
07-20-2006, 10:18 PM
لم لا يوجد ذكر في الملتقى لما يقع الآن من جهاد مبارك في فلسطين و لبنان ضد اليهود ؟!
أليست هذه أول مرة يضرب الفجرة الكفرة في عقر البلاد التي احتلوها منذ ما يزيد على نصف قرن ؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " .
- و ما زال الاستفسار المذكور آنفا بغير جواب !
---
سيف الدين
07-21-2006, 12:32 AM
تسجيل متابعة
---
ابن رشد
07-21-2006, 10:25 AM
أشكرك أخي على هذه المتابعة ، و لكن أرجو التفاعل منكم و من غيركم
---
(1/3302)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل مجلة منتدى أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى 1-9- 2006
---
حمل مجلة منتدى أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى 1-9- 2006
---
أبو محمد الظاهرى
09-01-2006, 04:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرى ....تصفح منتدى أهل الظاهر بدون اتصال بالشبكة
اصدار1-9-2006
حمل مجلة منتدى أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى 1-9- 2006
(الموضوعات عبارة عن أرشيف المنتدى وعددها يزيد عن ألف موضوع ومقال)
وهذا الكتاب الالكترونى مهم جداً فى حالة الرجوع إلى أحد الأبحاث أو المقالات دون الدخول إلى الشبكة ...
حمل من الرابط
http://www.i1i2.com/upload/f7b48db1a0.rar
---
(1/3303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في سورة يوسف
---
سؤال في سورة يوسف
---
عبدالرحمن أحمد
04-22-2004, 01:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أود أن أسأل عن سبب ورود كامة قال بدلا من قالت في سورة يوسف في قوله "وقال نسوة"
وجزاكم الله خيرا
---
محمد إسماعيل
04-22-2004, 03:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يجوز تذكير الفعل، وتأنيثه إذا كان الفاعل جمع تكسير، أو مؤنثًا مجازيًا، أو فصل بينه وبين الفعل فاصل0
وعلى هذا يقال: قام رجال، وقامت رجال0
وطلع الشمس، وطلعت الشمس0
وخطب في القوم فتاة، وخطبت في القوم فتاة0
والنساء، والنسوان، والنسوة جمع ( المرأة ) من غير لفظها، كالقوم في جمع( المرء)0 ولهذا جاز أن يقال: قال نسوة، وقالت نسوة00 فإن تقدم الفاعل على الفعل، وجب تأنيث الفعل؛ نحو قوله تعالى:{ ما بال النسوة التي قطعن أيديهن }0
---
(1/3304)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استدراكات على التفاسير لدى فؤاد سزجين
---
استدراكات على التفاسير لدى فؤاد سزجين
---
موراني
02-20-2005, 01:50 PM
هذه هي الاستدراكات :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26898
في هذا العمل نظر كما يبدو لي من حيث منهجيته , اذ لم يعتمد فؤاد سزجين عند نشر الجزء الأول من تاريخ التراث قبل ما يقرب من 40 (!) سنة على المعلومات المستخرجة من فهرست لابن نديم وغيره من الكتب التي جاء فيها ذكر التفاسير مثل : ولفلان كتاب التفسير.... الخ ,
بل ذكر كتبا لها أثر واضح في الكتب المتأخرين من ناحية وفي ( قبل أي شيء آخر ! ) في المخطوطات .
فمن هنا لا يمكن اعتبار هذه الدراسة القيمة والنفيسة استدراكا على ما جاء عند سزجين , بل جمعا نافعا لعناوين الكتب .
وهنا أستدرك على الاستدراكات هذه بالملحوظات التالية السريعة :
تفسير ليحيي بن سلام البصري :
ليس هناك مخطوط في مكتبة القرويين بفاس كما يزعم صاحب الدراسة بل في المكتبة العتيقة بالقيروان . وهناك عدد لا يحصى من الأجزاء الكاملة والمبتورة من هذا الكتاب .
أما المخطوط في مكتبة القرويين بفاس فهو مختصر تفسير يحيى بن سلام لابن أبي زمنين المري الأندلسي
كما جاء عند سزجين .
تم تحقيق الجزء السادس عشر والثامن عشر منه من طرف حمادي صمود في تونس.
وحقق البشير المخينيني الجزء الثالث عشر والجزء السابع عشر منه عام 1971 (تونس)
وأنظر حول المخطوطات لهذا الكتاب بالقيروان أيضا : المكتبة الأثرية بالقيروان . عرض ـ دليل . لمحمد البهلي النيال . منشورات دلر الثقافة . تونس 1963 .
التصاريف . تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه ليحيى بن سلام .
تحقيق هند شلبي . تونس 1979 .
تفسير كتاب الله العزيز لهود بن محكم الهواري .(1/3305)
تحقيق بالحاج سعيد شريفي , دار الغرب الاسلامي . 1990
تفسير القرآن لعبد الله بن وهب
برواية سحنون بن سعيد . ( بتحقيقي في 3 مجلدات) دار الغرب الاسلامي 2003
---
(1/3306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نظم مقدِّمة الرِّسالة
---
نظم مقدِّمة الرِّسالة
---
shade torky
09-17-2004, 02:43 PM
نظم مقدِّمة الرِّسالة
للشيخ أحمد بن مشرَّف الأحسائي المالكي المتوفى سنة 1285 هـ
نقلاً من ديوانه ص17
الحمدُ لله حمداً ليس مُنحصرا *** على أياديه ما يخفى وما ظهرَا
ثم الصلاةُ وتسليمُ المهمينِ ما *** هبَّ الصبَّا فأدرَّ العارضَ المَطرَا
على الذي شاد بنيانَ الهُدى فسَما *** وساد كلَّ الَورَى فخراً وما افتخرَا
نبيِّنا أحمد الهادي وعَتْرته *** وصحبِه كلِّ مَن آوى ومن نصرَا
بعدُ فالعلمُ لم يظفر به أحدٌ *** إلاَّ سَمَا وبأسباب العُلى ظفرَا
لا سيما أصل علم الدِّين إنّ َ به *** سعادةَ العبد والمنْجَى إذا حُشرَا
باب ما تعتقدُه القلوب وتنطق به الألسن من واجب أمور الديانات
وأولُ الفرض إيمانُ الفؤاد كذا *** نُطقُ اللِّسانِ بما في الذِّكر قد سُطرَا
أنَّ الإلهَ إلهٌ واحدٌ صَمد *** فلا إله سوى مَن للأنام برَا
ربُّ السموات والأرضين ليس لنا *** ربٌّ سواه تعالى مَن لنا فطرَا
وأنهُ موجدُ الأشياء أجمعها *** بلا شريك ولا عَونْ ولا وُزرَا
وهو المُنزه عن ولد وصاحبة *** ووالد وعن الأشباه والنُّظرَا
لا يبلغن كُنْه وصفة الله واصفُه *** ولا يحيط به علماً مَن افتكرَا
وأنَّه أوَّل باق فليس له *** بدءٌ ولا منتهى سبحان من قدرَا
حيٌّ عليم ٌ قديرٌ والكلام له *** فرد ٌ سميعٌ بصيرٌ ما أراد جرَى
وأنَّ كرسيَّه قد وسعَا *** كلَّ السموات والأرضين إذ كبرَا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقُنا *** بذاته فاسأل الوحيين والفطرَا
إنَّ العلوَّ به الأخبارُ قد وردتْ *** عن الرَّسول فتابِع مَن رَوى وقرَا
فالله حق على المُلك احتوى وعلى الـ *** ـعرش استوى وعن التكييف كُن حَذِرَا
والله بالعلمِ في كلِّ الأماكن لا *** يخفاه شيءٌ سميعٌ شاهدٌ ويرَى(1/3307)
وأنَّ أوصافَه ليست بمُحدَثة *** كذاك أسماؤه الحُسنى لِمَن ذكرَا
وأن تنْزيلَه القرآنَ أجمعَه *** كلامُه غيرُ خلق أعجز البشرَا
وحْيٌ تكلَّم مولانا القديمُ به *** ولم يزل من صفات الله مُعْتبرَا
يُتلَى ويُحمل حفظاً في الصدور كما *** بالحظِّ يُثبِتُه في الصُّحف مَن زَبَرَا
وأن موسى كليمُ الله كلَّمه *** إلههُ فوق ذاك الطور إذ حضرَا
فالله أسمعه مِن غير واسطة *** من وصفه كلمات تحتوي عِبرَا
حتى إذا هام سُكراً في محبَّته *** قال الكليم : إلَهي أسأل النَّظرَا
إليك . قال له الرحمن موعظة *** أنَّي ترانِي ونوري يُدهشُ البصرَا
فانظر إلى الطور إن يثبت مكانته *** إذا رأى بعضَ أنواري فسوف ترَى
حتى إذا تَجلى ذو الجلال له *** تصدَّع الطورُ من خَوف وما اصطبرَا
فصل في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه
وبالقضاء و بالأقدار أجمعها *** إيمانُنا واجبٌ شرعاً كما ذكرَا
فكلُّ شيء قضاه الله من أزَل *** طرًّا وفي لوحه المحفوظ قد سطرَا
وكلُّ ما كان من همٍّ و من فَرح *** ومن ضلال و من شكران مَن شكرَا
فإنَّه من قضاء الله قدَّره *** فلا تكن أنت مِمَّن ينكر القدرَا
والله خالقُ أفعال العباد و ما *** يجري عليهم فعن أمر الإلَه جرَا
ففي يديه مقادير الأمور و عن *** قضائه كلُّ شيء في الورى صدرَا
فمَن هَدى فبمحض الفضل وفَّقه *** و من أضلَّ بعدل منه قد كفرَا
فليس في مُلكه شيءٌ يكون سوى *** ما شاءه الله نفعاً كان أو ضررَا
فضلٌ في عذاب القبر وفتنته
و ل م تَمُت قطُّ من نفس وما قُتلت *** من قبل إكمالها الرِّزق الذي قُدرَا
وكلُّ روح رسولُ الموت يقبضُها *** بإذن مولاه إذ تستكمل العُمُرَا
وكلُّ من مات مسئولٌ ومفتتنٌ *** من حين يوضعُ مقبرواً ليُختبرَا
و أنَّ أرواحَ أصحاب السعادة في *** جنَّات عدن كطير يعلق الشَّجَرَا
لكنَّما الشُّهَدا أحيا و أنفسهم *** في جوف طير حسان تُعجب النَّظَرَا(1/3308)
وأنَّها في جنان الخلد سارحةٌ *** من كلِّ ما تشتهي تجني بها الثَّمرَا
وأنَّ أرواح من يشقى معذَّبةٌ *** حتَّى تكون مع الجُثمان في سَقَرَا
وأنَّ نفخةَ إسرافيلَ ثانية *** في الصُّور حقٌّ فيحيى كلُّ مَن قُبرَا
كما بدا خلقهم ربِّي يُعيدُهم *** سبحان من أنشأ الأرواحُ و الصُّوَرَا
حتى إذا ما دعا للجمع صارخُه *** و كلُّ ميْت من الأموات قد نُشرَا
قال الإلَه : قِفوهم للسؤال لكي *** يقتصَّ مظلُومُهم مِمَّن له قَهَرَا
فيوقَفون ألوفاً من سنينهمُ *** والشمسُ دانيةٌ والرَّشْحُ قد كثُرَا
وجاء ربُّك و الأملاكُ قاطبة *** لهم صفوفٌ أحاطت بالورى زُمرَا
وجيء يومئذ بالنار تسحبُها *** خزانها فأهالت كلَّ مَن نظرَا
لها زفيرٌ شديدٌ من تغيظها *** على العُصاة وترمي نحوهم شرَرَا
ويرسل الله صُحف الخلق حاويةً *** أعمالَهم كلَّ شيء جلَّ أو صغُرَا
فمَن تلقَّته باليمنى صحيفتُه *** فهْو السَّعيد الذي بالفوز قد ظفرَا
ومن يكن باليد اليسرى تناوُلها *** دعا ثُبوراً وللنيران قد حُشرَا
ووزنُ أعمالهم حقٌّ فإن ثقلت *** بالخير فاز وإن خفَّت فقد خسرَا
وأنَّ بالمثل تُجزى السيَّئات كما *** يكون في الحسنات الضِّعف قد وفرَا
وكلُّ ذنب سوى الإشراكِ يغفرُه *** ربِّي لِمَن شا وليس الشركُ مُغتفرَا
وجنَّة الخُلد لا تفنى وساكنُها *** مخَّلدٌ ليس يخشى الموتَ والكبرَا
أعدهَّا اللهُ داراً للخلود لِمَن *** يخشى الإلَهَ وللنَّعماء شمسَ الظهر والقمرَا
كذلك النارُ لا تفنى وساكنُها *** أعدهَّا الله مولانا لمَن كفرَا
ولا يخلد مَن يوَحِّدُه *** ولو بسفك دم المعصوم قد فَجَرَا
وكم يُنجي إلَهي بالشفاعة مِنْ *** خير البريِّة من عاص بِها سجرًا
[SIZE=3]فصل في الإيمان بالحوض
وأنَّ للمصطفى حوضاً مسافتُه *** ما بين صَنْعَا وبُصرَى هكذا ذكرَا
أحلَى من العصل الصافي مذاقتُه *** وأنَّ كِيزَانَه مثلُ النجوم تُرَى(1/3309)
ولم يَرِدْه سوى أتباع سُنَّته *** سيماهم : أن يُرى التَّحجيل والغُرَرَا
وكم يُنحَّى ويُنفَى كلُّ مبتدع *** عن وِرْدِه ورجالٌ أحدثوا الغيرَا
وأن جسراً على النِّيران يَعبُرُه *** بسرعة مَن لمنهاجِ الهُدى عبَرَا
وأنَّ إيْمَانَنا شرعاً حقيقتُه *** قصدٌ وقولٌ وفعلٌ للذي أمرَا
وأنَّ معصيةَ الرحْمن تُنقصُه *** كما يزيد بطاعات الذي شَكَرَا
وأنَّ طاعةَ أولي الأمر واجبةٌ *** من الهُداة نجوم العلم والأُمرَا
إلاَّ إذا أمروا يوماً بمعصية *** من المعاصي فيُلغى أمرهم هَدَرَا
وأنَّ أفضلَ قرن للَّذين رأوا *** نبيَّنا وبهم دينُ الهُدى نُصرَا
أعِني الصحابةَ رُهبانٌ بليلهمُ *** وفي النهار لدى الهّيْجَا لُيوث شَرَى
وخيرُهم مَن ولِي منهم خلافته *** والسَّبق في الفضل للصِّدِّيق معْ عُمَرَا
والتابعون بإحسان لهم وكذا *** أتباع أتباعهم مِمَّن قفى الأثَرَا
وواجبٌ ذِكرُ كلّ من صحابته *** بالخير والكفُّ عمَّا بينهم شَجَرَا
فلا تخُض في حروب بينهم وقعت *** عن اجتهاد وكنْ إن خُضتَ معتذِرَا
والاقتداءُ بهم في الدِّين مفتَرَضٌ ** فاقَتد بهم واتَّبع الآثار والسُّوَرَا
وتركُ ما أحدثه المُحدِثون فكم *** ضلالة تبعت والدِّين قد هُجِرَا
إنْ الهُدى ما هدى الهادي إليه وما *** به الكتاب كتاب الله قد أمَرَا
فلا مراء وما في الدِّين من جدلِ *** وهل يُجادل إلاَّ كلُّ مَن كفرَِا
فهاك في مذهب الأسلاف قافيةً *** نظماً بديعاً وجيزَ اللَّفظ مختصرًا
يحوي مهمّات باب في العقيدة من *** رسالة ابن أبي زيد الذي اشتهرَا
والحمد لله مولانا ونسأله *** غفران ما قلَّ من ذنب وما كثرَا
ثمَّ الصلاةُ على مَن عمَّ بعثته *** فأنذر الثَّقلين الجنّ والبَشَرَا
ودينُه نَسَخ الأديانَ أجمَعَها *** وليس يُنْسَخُ ما دام الصَّفَا وحرَا
محمد خير كلِّ العالَمين *** ختم النبيِّين والرُّسل الكرام جَرَا(1/3310)
وليس من بعده يوحَى إلى أحد *** ومن أجاز فحَلَّ قتلُه هَدَرَا
والآلُ والصَّحبُ ما ناحت على فنَن *** وَرْقَا ومَا غرَّدت قُمْريّة سَحَرَا
---
(1/3311)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة الزميل العزيز الدكتور عبدالفتاح خضر بمناسبة ترقيته إلى رتبة أستاذ
---
تهنئة الزميل العزيز الدكتور عبدالفتاح خضر بمناسبة ترقيته إلى رتبة أستاذ
---
عبدالرحمن الشهري
01-04-2006, 10:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من دواعي سرورنا وسعادتنا ما يحرزه الباحثون المتخصصون في الدراسات القرآنية من أعضاء هذا الملتقى العلمي الموفق بإذن الله من الشهادات العلمية التي تنادي على ما ورائها من جد في طلب العلم ، وحرص على نيل درجاته ، ونسأل الله أن تكون خالصة لوجه الله ، وحباً لكتاب الله وخدمة له. ولا تزال أفراحنا تترى كل يوم ، ونحن نتسامع بأن زميلاً عزيزاً من زملائنا قد نال شيئاً من التقدير والتثمين لجهده العلمي ، وبحوثه المتخصصة .
ومن آخر الأخبار السارة ترقية زميلنا الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر حفظه الله ، عضو هيئة التدريس بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد ، وعضو ملتقى أهل التفسير إلى رتبة أستاذ في تخصص التفسير وعلوم القرآن .
والأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر من أحب الزملاء وأقربهم إلى قلبي حفظه الله وأدام عليه فضله وإحسانه ، وهو من القلائل الذين تأنس بهم ، فهو واسع العلم ، شديد العناية بالبحث والتحصيل ، لا تراه إلا بساماً ، مفيداً لإخوانه وطلابه ، فقل أن جلست إليه إلا وخرجت بفوائد علمية متفرقة ، يسعى في خدمة إخوانه والإحسان إليهم منذ عرفته. أسأل الله أن يبارك له في هذه الدرجة التي حصل عليها ، وأن يجعلها عوناً له على طاعته ، وخدمة كتاب الله.
ومن البحوث المنشورة التي قدمها الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر للترقية :
1- وصايا الرحمن في سورة لقمان .دراسة تفسيرية تحليلية .
2- أنواع الإنس في القرآن الكريم : دراسة موضوعية .
3- العلامة البقاعي وكتابه نظم الدرر .(1/3312)
4- نعمة الأنس الحياتية في ضوء القرآن الكريم : دراسة موضوعية.
5- نظرات في آية البر من سورة البقرة.
6- منحة المنان بتفسير سورة الإنسان : دراسة تحليلية.
7- الإعجاز البياني في الحزب الثاني من سورة البقرة.
ولعلنا نظفر ببسط لبعض هذه العناوين إن شاء الله من الأستاذ الدكتور عبدالفتاح مستقبلاً على صفحات هذا الملتقى العلمي.
---
أحمد البريدي
01-04-2006, 11:39 AM
نبارك للأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر ونتمنى له التوفيق .
---
عمار
01-04-2006, 06:24 PM
نباركُ للشيخِ الكريم ونسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل.
---
أبومجاهدالعبيدي
01-05-2006, 04:31 PM
نسأل الله أن يبارك للأستاذ الدكتور عبدالفتاح ، وأن ينفع به ، وأن يرفع درجته
---
د.خضر
01-06-2006, 03:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لكم أخي العزيز د/ محمد وأسأل الله العظيم في هذه الأيام المباركة أن يمنحك الدكتوراه عما قريب لتسخيرها في خدمة هذا الدين العظيم وأكرر شكري وامتناني علي مباركتك إياي وإلى الأمام دائما معشر العلماء ودمتم أهلا للفضل والنبل
أخوكم أبو عمر عبد الفتاح خضر
---
مساعد الطيار
01-06-2006, 03:12 PM
أبارك للأستاذ الدكتور عبد الفتاح هذه المرتبة العلمية ، وأسأل الله له الرفعة في الدنيا والآخرة .
---
ابن الجزيرة
01-06-2006, 10:22 PM
مبروك لشيخنا هذه الدرجة , ونسأل الله أن ينفع بك , ويكثر من أمثالك في هذا المنتدى المبارك , وغيره .
---
ابو يزيد
01-07-2006, 03:13 AM
تهنئة خاصة للدكتور عبدالفتاح خضر بمناسبة ترقيته إلى رتبة أستاذ وأقول له :
ترقية في الدنيا ورفعة درجات في الآخرة - إن شاء الله -
والشكر موصول للدكتور : عبد الرحمن بن معاضة الشهري .
اخوك : ابو يزيد - جده - فجر السابع من ذي الحجة1426هـ
---
د.خضر
01-15-2006, 02:22 AM(1/3313)
الأخ الفاضل: أبو يزيد ، شكر الله لكم ، وأسأل الله تعالى أن يسخرنا في خدمة هذا الدين العظيم ، والشكر الجزيل لسعادة الزميل د/عبدالرحمن جزاه الله خيرا وجعله دوما أهلا للوصال في الصالحات
---
(1/3314)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء سنة الرسول - السواك
---
برنامج إحياء سنة الرسول - السواك
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-19-2006, 12:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (7) 21/4/1427
عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
" لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "
[ صحيح البخاري ـ كتاب الجمعة ( 887) .. صحيح مسلم ـ كتاب الطهارة 252 ]
عن حذيفة ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك
[ صحيح البخاري ـ كتاب الجمعة (6311) ... صحيح مسلم ـ كتاب الطهارة 552 ]
عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك
[ صحيح مسلم ـ كتاب الطهارة 352]
عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك
واستشاق الماء ، وقص الأظافر ، وغسل البراجم ، ونتف الإبط
وحلق العانة ، وانتقاص الماء "
قال زكريا : قال مصعب : ونست العاشرة إلا أن تكون المضمضة
[ صحيح مسلم ـ كتاب الطهار ـ 162 ]
عن ـ عائشة رضي الله تعالى عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
" السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب "
[ سنن النسائي كتاب الطهارة (5 ) ... مسند أحمد (38632) ، 11832 ]
ماخوذة من:
http://www.enashir.com/blogs/eman/4482/
______
هل نفذت سنة السواك ؟ هذا الإسبوع؟
صوت إن كنت نفذتها
---
علال بوربيق
05-19-2006, 03:02 AM
أخي في الله : يسري أحمد حمدي ، ما تدعو إليه لا ينكر فضله أحد، ولكن لدي جملة ملاحظات
1- ألا ترى أن هذا الموضوع قد قتل بحثا في كتب العلماء قديما وحديثا.(1/3315)
2- ألا تشاطرني الرأي أن تناول السنن بهذا الشكل يعتبر تضيقا لمجال السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
3- أرى أن هناك سننا حضارية دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي التي تحقق الغاية العظمى التي وجد لها الإنسان على وجه الأرض، وهي عبادة الله وعمارة الكون.
4- تسويد الصحائف بما ذكرت لا يخرج الأمة من هذا الهوان الذي تعيشه ، ولا ينجيها من هذا التكالب الذي سلط عليها ولست ممن ينتحل الشعر بكثرة ولكن جرى على لساني وأنا أكتب هذه الكلمات:
أفيضوا في التسنن واخدعونا **** فهذا بما تسر به الملوك
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-19-2006, 03:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الفاضل علال بوربيق
بارك الله فيك
ونحن ننشر سنة نبوية واحدة كل أسبوع ، مع التصويت لمن قام تنفيذها
وهذه الصفحة توضح ذلك
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?t=105
( حى الآن ننشر فى ما يقرب من 15 منتدى)
حيث ندعوا لا للدراسة ، ولكن لتنفيذ السنة
ونريد أن يكون تسلسل السنن من العقيدة إلى التشريع ، ومن السهل إلى الأصعب
ولكن المشكلة أننا نحتاج من يقوم بعمل تسلسل للسنن بشكل موثق وصحيح ويرتبها لنا
ونريد أن نتناول ما ذكرته ، مع إستعداد لنشره
فقط إن تعاونت معنا ، ووضحت لنا السنن التى ترى أوليتها لنضمها للمجموعة التى نقوم بنشرها
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/3316)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة لأهل العلم بالتفسير
---
أسئلة لأهل العلم بالتفسير
---
سامي العتيبي
10-08-2006, 02:58 PM
السلام عليكم
قال تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (3) سورة البقرة.
ذكر الله تعالى لفظة (ومما رزقناهم)
ولم يستعمل كلمة أخر مثل (آتاهم أو أعطاهم)
فما الحكمةمن هذا التعبير
هل هي أن التعبير بهذه الآية يفيد أن الله يشير بأن الرزق والأمول كلها منه
بينما لو قال أعطوا أو آتوا لكان يدرو بالذهن أن هناك أصل آخر للرزق
س2/في بداية سورة البقرة ذكر الله صفات المؤمنين هل بالإمكان أن نقول أن الله أصل أصول وقواعد ليبدأ بعدها بجدال المخالفين وخاصة أهل الكتاب حيث أن من صفات المؤمني{والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (4) سورة البقرةك) وقال في آية أخرى وهو يناقش أهل الكتاب{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة
س3/هل القول بأن الله أعظم الغيب صحيح أي أن هناك غيبيات لا يمكن أن نحس بها وأعضمها الله
[أرجو أن تكون الإجابة من مختص بهذا العلم
---
(1/3317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني على هذا الكتاب أويزودني به مصورا
---
من يدلني على هذا الكتاب أويزودني به مصورا
---
أبو صفوت
03-30-2006, 11:58 AM
كتاب أثر المعنى النحوي في تفسير القرآن لمؤلفه : بشير علي فرج
الكتاب من مطبوعات دار الشعب المصرية قديما ، وقد سألت عنه في دار الشعب وغيرها فلم أوفق إليه ، فهل أجده عند أحد الأعضاء في مصر أو غيرها ويسمح بتصوير نسخة منه
---
أبو صفوت
03-31-2006, 06:17 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-01-2006, 02:13 PM
الأخ العزيز أبا صفوت وفقه الله وبارك فيه وزاد علماً وهى
معذرة فلم أتنبه لسؤالك هذا إلا الآن لأن العنوان غير معبر عن المضمون ، فلو كتبت مثلاً (سؤال عن كتاب كذا ...) لكان أدل وفقك الله.
وأما هذا الكتاب فقد كتبت عرضاً عنه منذ مدة طويلة ، وظننت أنني نشرته ، فلما بحثت عنه الآن لم أجده منشوراً في الملتقى ، فعرفت أنه ما زال محفوظاً لدي في الجهاز . وأنا الآن في أبها ، والجهاز المحفوظ عليه العرض في الرياض . لكن خذ هذه المعلومات العجلى عنه ريثما أعود للرياض إن شاء الله ، ثم أبشر بما تريد ، إن كنت مضطراً إليه آثرتك به وأرسلته لك ، أو أصوره وأرسل لك صورته إن شاء الله. وإن كانت حاجتك دون ذلك بذلنا لك ما نستطيع إن شاء الله.
الكتاب رسالة دكتوراه للباحثة الدكتورة بشيرة علي فرج العشيبي . وهي أستاذة ليبية ، متخصصة في الدراسات العربية . وعنوان الكتاب :
أثر المعنى النحوي في تفسير القرآن الكريم بالرأي
وهو من منشورات جامعة قاريونس في ليبيا . وهذه صورة غلافه ، فقد وجدتها على الموقع .. والله يوفقكم لكل خير.
http://www.tafsir.net/images/maana.jpg
---
أبو صفوت
04-03-2006, 06:20 AM
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن ورفع قدرك وزادك نبلا وكرما وفضلا(1/3318)
أنا بالفعل أحتاج الكتاب فإن كان متوفرا في الأسواق فدلني عليه وإلا فلو أتعبتك بتصويره فسامحني
---
(1/3319)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مخطوطة في التفسير
---
سؤال عن مخطوطة في التفسير
---
متعلم
12-31-2003, 01:05 AM
ارجو من الإخوة الفضلاء والمشائخ النبلاء إفادتي بمخطوطة في التفسير تصلح أن تكون رسالة ماجستير ؟؟
وارجو افادتي على هذا البريد
trewq41@hotmail.com
---
(1/3320)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج للقرآن
---
برنامج للقرآن
---
صالح الفويه
03-17-2005, 12:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الى الاخوة في الملتقى : السلام عليكم ورحمة الله
يوجد برنامج جميل للأستماع الى القران الكريم وهو مفيد لمن لم يطلع عليه
www.SearchTruth.com
---
أبومجاهدالعبيدي
03-17-2005, 11:32 PM
جزاك الله خيراً
وهذا الموقع أجمل : http://www.ayaat.com/
وهذه زيادة مجانية ستعجبك إن شاء الله :
http://www.islamweb.net/ver2/archive/index2.php?thelang=A&vPart=161
وهذا موقع ممتاز فيه تفسير المنتخب ، وهو تفسير ميسر ممتاز :
http://www.elazhar.com/Quran/Default.asp
---
أبومجاهدالعبيدي
03-18-2005, 03:33 AM
وهذا موقع آخر ممتاز
http://quran.muslim-web.com/
---
(1/3321)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير (6)
---
علل أحاديث التفسير (6)
---
يحيى الشهري
06-12-2004, 07:37 PM
(فضل البسملة)
[6] حديث : أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: عثر بالنبي (صلى الله عليه وسلم) حماره، فقلت: تعس الشيطان ! فقال النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب".
الحديث أورده من المفسرين: الثعالبي في تفسيره (1: 20) : (باب في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم).
وابن عطية في المحرر الوجيز (1: 60) عند (القول في تفسير بسم الله الرحمن).
والقرطبي في الجامع (1: 92) في المسألة الثانية من مسائل البسملة.
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 19) فقال: وقال الأمام أحمد في (مسنده): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، قال: عثر بالنبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): لا تقل تعس الشيطان ! فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب". هكذا وقع في رواية الإمام أحمد. وقد روى النسائي في (اليوم والليلة) ، وابن مردويه في (تفسيره): من حديث خالد الحذاء، عن أبي تميمة ـ وهو الهجيمي ـ عن أبي المليح بن أسامة بن عمير، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): (فذكره)، وقال: "لا تقل هكذا! فإنه يتعاظم حتى يكون كالبيت، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يكون كالذبابة".
وأعاده في (4: 576) عند تفسيره لسورة الناس ، وقال: "تفرد به أحمد، إسناده جيد قوي".(1/3322)
وأورده الأستاذ حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 71 ـ 72): " قال الإمام أحمد : ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عمن كان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: كنت رديفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان! فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، فإذا قلت: بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب".
وقال : أخرجه الإمام أحمد من طرق أخرى: عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وذكره ابن كثير، وقال: تفرد به أحمد وهو إسناد جيد.
وأخرجه النسائي والحاكم : من طريق خالد الحذاء ، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم): نحوه.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه محقق عمل اليوم والليلة، وصححه أيضًا الشيخ الألباني". اهـ.
(طرق الحديث)
ورد من رواية أبي تميمة الهجيمي، عن صحابي من الأرداف لم يسمه، ووقع مبينًا في بعض الروايات، وهو معلول من ذاك الوجه، وحديثه يرويه عاصم الأحول، وخالد الحذاء.
(1) ـ فأما حديث عاصم الأحول (وهو أشهر): فرواه عنه سفيان، وشعبة بن الحجاج، وعبدالله بن المبارك، ومعمر بن راشد.
أ ـ فأما حديث سفيان (وهو الثوري) فاختلف عنه:
فأخرجه أحمد في المسند (5: 365/ برقم 23141)، ومن طريقه الضياء في المختارة وأخرجه في (4: 198/ برقم 1414): ثنا يزيد، أنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو من حدثه عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ : انه كان ردفه فعثرت به دابته، فقال: تعس الشيطان، فقال: "لا تفعل؛ فإنه يتعاظم إذا قلت ذلك حتى يصير مثل الجبل، ويقول: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يكون مثل الذباب".(1/3323)
وأخرجه يحيى بن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص76 ـ 68): أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريدة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان.
(ح) وأنا الإمام عمي ـ رحمه الله ـ أنا أبي ـ رحمه الله ـ أنا خيثمة بن سليمان، ثنا السري بن يحيى، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن عاصم.
كذا كان في رواية الإمام جدي ـ رحمه الله تعالى ـ وفي رواية الطبراني: عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو عمن حدثه، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
قال: رواه أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن عاصم، عمن سمع رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (4: 302/ برقم 5184): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا الباغندي، ثنا خلاد، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
والاختلاف المذكور بالشك في الرواية: فرواه يزيد بن هارون، والفريابي بالشك (أعني بزيادة رجل).
ب ـ وأما حديث شعبة بن الحجاج (فاختلف عنه كذلك):
فأخرجه أحمد في المسند (5: 59/ برقم 20611) ثنا محمد بن جعفر.
وأخرجه في (5: 71/ برقم 20709) ثنا عفان.
كلاهما (محمد بن جعفر، وعفان) عنه، ولفظ محمد بن جعفر: ثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة يحدث، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
قال شعبة: قال عاصم: عن أبي تميمة، عن رجل، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وقال عفان: ثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو عن رجل، عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأخرجه يحيى بن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص68): من طريق خيثمة، وحدثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة الهجيمي، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).(1/3324)
وأخرجه البيهقي في الشعب (4: 301/ برقم 5183): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو عن رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه كان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
فظهر بهذا أن الاضطراب في الرواية من جهة عاصم.. كما نص عليه شعبة في روايته.. ولعل الصواب ما أثبته شعبة في رواية عفان عنه .. أعني (عن أبي تميمة، عن رجل، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه الضياء في المختارة (4: 197/ برقم 1413): من طريق أبي يعلى الموصلي، نا عبد الله بن محمد بن أسماء، نا عبد الله، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
د ـ وأما حديث معمر بن راشد:
فأخرجه في الجامع (11: 424/ برقم 20899)، ومن طريقه أحمد في المسند (5: 59/ برقم 20610)، والبيهقي في الشعب (4: 301/ برقم 5185) : عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن من كان رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: كنت ردفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، وإذا قلت: بسم الله، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من الذباب".
وقال البيهقي في لفظه : " وقال صرعته بعزتي".
وليس في رواية هذين الشك.
(2) ـ وأما حديث خالد الحذاء: فرواه عن أبي تميمة .. وقد اختلف عليه في روايته (كذلك):
فرواه محمد بن حمران، عن خالد الحذاء ، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن أبيه.
وخالفه عبدالله بن المبارك، وخالد الواسطي: عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).(1/3325)
وخالفهما يزيد بن زريع : فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وخالف الجميع عبدالوهاب الثقفي، : فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح (مرسلاً).
أ ـ فأما حديث محمد بن حمران القيسي:
فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (2: 306/ برقم 1068)، ومن طريقه ابن منده في معرفة أسامي الأرداف (ص65 ـ 66).
وأخرجه أبو يعلى في المعجم (ص83/ برقم 71)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (25: 95):
وأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10389): أخبرني عثمان بن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في الكبير (1: 194/ برقم 516)، ومن طريقه ابن منده في معرفة أسامي الأرداف (ص65 ـ 66)، والضياء في المختارة (4: 196/ برقم 1412): حدثنا عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 558/ برقم 2010): حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان بن أحمد.
ثمانيتهم (ابن أبي عاصم، وأبو يعلى، وعثمان بن عبدالله، عبدان بن أحمد، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن هاشم البغوي): عن أحمد بن عبدة الضبي.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (4: 325/ برقم 7793): حدثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور.
كلاهما (أحمد بن عبدة الضبي، وسعيد بن منصور) عن محمد بن حمران القيسي، قال: ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب". لفظ أبي يعلى.
قال أبو عبد الرحمن: "الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك وهذا عندي خطأ".(1/3326)
وقال الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (583): " غريب من حديث حديث أبي المليح عامر، وقيل: عمير بن أسامة بن عمير، وغريب من حديث أبي تميمة الهُجيمي، عنه.
تفرد به خالد الحذاء، وعنه محمد بن حمران، بهذا الإسناد". اهـ.
ب ـ وأما حديث خالد الواسطي:
فأخرجه أبو داود في سننه (أبو داود 4: 296/ برقم 4982): حدثنا وهب بن بقية، عن خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن خالد ـ يعني الحذاء ـ عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رجل قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10388): أخبرنا محمد بن حاتم، أخبرنا سويد، أخبرنا عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صنعته، ولكن قل: باسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب".
وقد رجح أبا عبدالرحمن رواية ابن المبارك .. التي ليس فيها التصريح باسم الرديف.. وهذا ما نص عليه ابن منده عن جده، فقال: " أخرجه الإمام جدي رحمه الله في كتاب (المعرفة) في باب (ذكر من روى عن رجل ولم يسمه) وكذلك من صنف كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ".
فكأنهم بهذا يرون أن هذا الصحابي لا يُعرف .. وليس هو والد أبي المليح المذكور في رواية أبي تميمة الهجيمي..
* والمدار فيها على محمد بن حمران القيسي .. ومحله الصدق كما قال أبو زرعة الرازي . فخطأ مثله وارد. وهذا ما صرح به ابن حبان في ثقاته إذ قال: يخطئ. انظر الجرح (7: 239)، الثقات (9: 40).(1/3327)
أما النسائي فضعفه بقوله: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: له إفرادات وغرائب يحتمل، وما أرى به بأسًا. انظر الميزان.
د ـ وأما حديث يزيد بن زريع:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 324/ برقم 7792 حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه عثرت به دابته فقال: تعس الشيطان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قيل: بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب".
قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لم يسمه يزيد بن زريع عن خالد سماه غيره أسامة بن مالك والد أبي المليح بن أسامة".
هـ ـ وأما حديث عبدالوهاب الثقفي:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 143/ برقم 10390): أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، قال: كان رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) على دابته فعثرت به ذاته فقال الرجل تعس الشيطان (نحوه). مرسل.
وأشار الضياء المقدسي في المختارة في (4: 198/ برقم 1414) إلى هذه العلة، فقال : " وقيل روي عن خالد عن أبي تميمة عن أبي المليح عن النبي (صلى الله عليه وسلم): مرسلا".
والحديث أورده المنذري في الترغيب (4: 42)، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والحاكم إلا أنه قال: (وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب) وقال صحيح الإسناد ".
وقال الهيثمي في المجمع (10: 132): رواه أحمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح ... رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة.
والأشبه في هذا كله ترجيح رواية من قال: أبو تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).(1/3328)
* وأبو تميمة المذكور: هو طريف بن مجالد الهجيمي.. وثقه ابن معين الجرح (4: 492) خرج له (خ 4).
* وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهذلى من أهل البصرة.. وكان عامل الحجاج على الأبلة مات سنة ثمان وتسعين.. الثقات لابن حبان (5: 190)، وذكره في (المشاهير).
وقد أعياني معرفة أوجه علل هذا الحديث!! فلعلي أن أكون قد وفقت لعرضها .. ولعل لي إليها عودة وتأمل.
(غريب الحديث)
قوله (تعس الشيطان): التعس: الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، أو إذا خاطبت قلت: تعست كمنع، وإذا حكيت قلت: تعس كسمع وتعسه الله وأتعسه، ورجل تاعس وتعس. انظر القاموس (1: 688).
وقوله (تعاظم): أي صار عظيمًا وكبيرًا.
وقوله (ويقول بقوتي): أي حدث ذلك الأمر بقوتي.
وقوله (تصاغر): أي صار صغيرًا وحقيرًا.
وكتب / يحيى البكري.. في 18/ 4/ 1425هـ
---
الظافر
06-15-2004, 06:32 PM
جزاك الله خيرا شيخنا يحيى، وزادك الله من فضله.
---
يحيى الشهري
08-07-2004, 11:01 PM
جزاك الله خيرًا .. ولك بمثله.
---
(1/3329)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعلان الخبر في المقصود بالمضحي المتوجه إليه خطاب النهي عن أخذ الشعر والبشر..
---
إعلان الخبر في المقصود بالمضحي المتوجه إليه خطاب النهي عن أخذ الشعر والبشر..
---
عبدالله بن بلقاسم
01-21-2004, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد بحثت ليلتي هذه مسألةَ الإمساك عن الشَّعَرِ والبشر والأظافر لأهل بيت المضحي، وكتبت فيها ورقات أحببت أن يكون ملتقى أحبائنا من طلبة العلم في التفسير من أول من يراها ، وسامحوني لكونها بعيدة عن موضوع الملتقى
وقد سميتها : إعلان الخبر
في المقصود بالمضحي المتوجه إليه خطاب النهي عن أخذ الشعر والبشر.
اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في حكم أخذ شيء من الشعر والبشر والأظافر لمن أراد أن يضحي على ثلاثة أقوال:
القول الأول : التحريم.
وبه قال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود وبعض أصحاب الشافعي ورواية لمالك واختيار ابن القيم ، وسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ العثيمين ، والألباني.
واستدل أصحاب هذا القول بالأدلة التالية:
1- مارواه مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا أهل هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره).
والأمر يقتضي الوجوب ولا صارف له عن الوجوب . وفي رواية:(فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي). والنهي يقتضي التحريم ولا صارف له عن تحريم الأخذ.
القول الثاني :الكراهة .
وبه قال الشافعي وأصحابه ورواية في مذهب مالك.
واستدلوا على صرف ظاهر الحديث عن التحريم إلىالكراهية يحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين :(لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعث هديه إلى الكعبة فما يحرم عليه مما حل للرجل من أهله حتى يرجع الناس).(1/3330)
القول الثالث: الجواز .
الجواز وبه قال أبو حنيفة ورواية في مذهب مالك .
واستدلوا بالقياس على عدم تحريم اللباس والوطء عليه . وأجابوا عن الحديث بأنه موقوف.
والراجح والعلم عند الله تعالى هو القول الأول لظاهر الحديث .
وقد أجاب جماعة من العلماء كالبهوتي، وابن قدامة عن استدلال الشافعية ومن وافقهم بحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين :(لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعث هديه إلى الكعبة فما يحرم عليه مما حل للرجل من أهله حتى يرجع الناس) بثلاثة أجوبة:
الجواب الأول: أن حديث عائشة رضي الله عنها في إرسال الهدي لا في الأضحية .
الجواب الثاني: حديث عائشة عام وحديث أم سلمة خاص ، فيجب تقديمه .
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى:(حديثهم عام وهذا خاص يجب تقديمه، وتنزيل العام على ما عدا ما تناوله الحديث الخاص. ولأنه يجب حمل حديثهم على غير محل النزاع لوجوه منها :
- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليفعل ما نهي عنه، و إن كان مكروها؛ قال الله تعالى إخباراً عن شعيب:(وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه).
- ولأن أقل أحوال النهي أن يكون مكروها، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليفعله، فيتعين حمل ما فعله في حديث عائشة على غيره.
- ولأن عائشة تعلم ظاهراً ما يباشرها به من المباشرة، أوما يفعله دائماً كاللباس والطيب ، فأما ما يفعله نادراً كقص الشعر، وقلم الأظفار مما لا يفعله في الأيام إلا مرة فالظاهر أنها لم ترده بخبرها بخبرها وإن احتمل إرادتها إياه فهو احتمال بعيد وما كان هكذا فاحتمال تخصيصه قريب فيكفي فيه أدنى دليل وخبرنا دليل فكان أولى بالتخصيص.
قال ابن القيم رحمه الله: (وأما حديث عائشة فهو إنما يدل على أن من بعث بهديه وأقام في أهله فإنه يقيم حلالاً ولا يكون محرماً بإرسال الهدي رداً على من قال من السلف يكون بذلك محرماً).(1/3331)
الجواب الثالث: عند الترجيح يقدم حديث أم سلمة لأنه من قوله صلى الله عليه وسلم ، وحديث عائشة من فعله وقوله مقدم على فعله لاحتمال الخصوصية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: خبر أم سلمة صريح في النهي فلا يجوز تعطيله أيضاً فأم سلمة تخبر عن قوله وشرعه لأمته فيجب امتثاله ، وعائشة تخبر عن نفي مستند إلى رؤيتها وهي إنما رأت أنه لا يصير بذلك محرماً يحرم عليه ما يحرم على المحرم ولم تخبر عن قوله إنه لا يحرم على أحدكم بذلك شيء وهذا لا يعارض صريح لفظه).
وأما الجواب عن أدلة القول الثالث:
فأما استدلالهم بالقياس ففاسد الاعتبار لكونه مقابل النص.
قال ابن القيم رحمه الله :(وأما رد الحديث بالقياس فلو لم يكن فيه إلا أنه قياس فاسد مصادم للنص لكفى ذلك في رد القياس ومعلوم أن رد القياس بصريح السنة أولى من رد السنة بالقياس وبالله التوفيق. كيف وأن تحريم النساء والطيب واللباس أمر يختص بالإحرام لا يتعلق بالضحية وأما تقليم الظفر وأخذ الشعر فإنه من تمام التعبد بالأضحية ).
وأماقولهم بأنه حديث أم سلمة موقوف ، فقد أجيب بأن الحديث ثبت رفعه.
قال ابن القيم رحمه الله في الحاشية :(وقد اختلف الناس في هذا الحديث وفي حكمه فقالت طائفة لا يصح رفعه وإنما هو موقوف ، قال الدارقطني في (كتاب العلل): ووقفه عبد الله بن عامر الأسلمي ويحيى القطان وأبو ضمرة عن عبدالرحمن بن حميد عن سعيد . ووقفه عقيل على سعيد قوله. ووقفه يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد عن أم سلمة قولها. ووقفه ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبدالرحمن عن أبي سلمة عن أم سلمة قولها. ووقفه عبدالرحمن بن حرملة وقتادة وصالح بن حسان عن سعيد قوله. والمحفوظ عن مالك موقوف ، قال الدارقطني:( والصحيح عندي قول من وقفه).(1/3332)
ونازعه في ذلك آخرون فصححوا رفعه منهم مسلم بن الحجاج ورواه في صحيحه مرفوعاً ومنهم أبو عيسى الترمذي قال : هذا حديث حسن صحيح. ومنهم ابن حبان خرجه في صحيحه ومنهم أبو بكر البيهقي قال هذا حديث قد ثبت مرفوعاً من أوجه لا يكون مثلها غلطا. وأودعه مسلم في كتابه ، وصححه غير هؤلاء وقد رفعه سفيان بن عيينة عن عبدالرحمن بن حميد عن سعيد عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفعه شعبة عن مالك عن عمرو بن مسلم عن سعيد عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس شعبة وسفيان يدون هؤلاء الذين وقفوه ولا مثل هذا اللفظ من ألفاظ الصحابة بل هو المعتاد من خطاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال المباركفوري في التحفة :(لا شك في أن بعض الرواة روى حديث أم سلمة موقوفا لكن أكثرهم رووه بأسانيد صحيحة مرفوعاً.
- فمنها ما رواه الطحاوي في شرح الاثار من طريق شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم هلال ذي الحجة الحديث..
- ومنها ما رواه الطحاوي أيضا من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن مسلم أنه قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله.
- ومنها ما رواه مسلم في صحيحه من طريق سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت العشر الحديث قيل لسفيان قال بعضهم لا يرفعه فقال لكني أرفعه.
- ومنها ما رواه مسلم من طريق محمد بن عمرو الليثي عن عمر بن مسلم عن عمار بن أكيمة الليثي قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ... الحديث.
- وقد أخرج مسلم أيضا في صحيحه من الطريقين الذين ذكرناهما عن شرح الاثار.(1/3333)
وهذه الطرق المرفوعة كلها صحيحة فكيف يصح القول بأن حديث أم سلمة الموقوف هو أصل الحديث بل الظاهر أن أصل الحديث هو المرفوع وقد أفتت أم سلمة على وفق حديثها المرفوع فروى بعضهم عنها موقوفا عليها من قولها.
قلت: ومن الجواب قول من قال بتقديم الرفع على الوقف لأنه زيادة من ثقة ، حتى إن كان الواقفون أكثر عدد وأرجح من جهة الضبط وا لإمامة، وإليه يصير سماحة الإمام المحدث ا لشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
المسألة الثانية:
إذا ثبت القول بالتحريم فهل يعم الرجل المضحي وأهل بيته من النساء والصبيان أم هو خاص بالمضحي؟
وقبل تحرير المسألة لابد من بيان أن الفقهاء رحمهم الله تعالى قد يعنون بقولهم (يضحى عنه) أحياناً التفريق بين الأصيل والوكيل ، وأحيانا أخرى التفريق بين صاحب الأضحية ومن أشرك في ثوابها من أهله ، وكلا الأمرين محتمل عند مسألتنا.
فإن كان المقصود الأول فلا يصلح ذكر من قال به في جملة القائلين بإدخال أهل الرجل في النهي ، وإن كان الثاني ساغ ذلك. والأشبه أنهم يقصدون الأول ، لعدة قرائن:
1- لم أجد نصا صريحا في كلامهم يدل على دخول الأهل والأولاد في ذلك مع ما في المتون الفقهية من البسط، وكون المسألة من رؤوس المسائل،فعبارات الحنابلة (وهم من يقولون بالتحريم في أصل المسألة) تقتصر على قول :أو يضحى عنه.
2- مما يدل على أنهم يقصدون التفريق بين الوكيل والأصيل قول صاحب حاشية الروض، وإما إذا ضحى عن غيره فلا يحرم عليه حلق ونحوه ولا يكره.
3- أن ممن يضحى عنه الصبيان والصغار وهم غير مكلفين ولم يتم استثناؤهم في عبارات الفقهاء.
4- أن للمسألة نظائر كزكاة الفطر، وليس من عادة الفقهاء فيها أن يقولوا عند الكلام عن كل مسألة من مسائل زكاة الفطر إذا أراد أن يخرج الزكاة عنه وعن أهل بيته فليفعل كذا ، ويكتفون بذكر ذلك مرة واحدة عند بيان أصل الوجوب.(1/3334)
هذه التقدمة في حال ثبوتها تمنع الخلاف رأسا ولكن على فرض أن مراد الفقهاء بعبارة (يضحى عنه) أهل البيت من النساء والأولاد فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين :
القول الأول: أن النهي عام للرجل وأهل بيته، ويصير هذا القول على الفرض السابق للحنابلة رحمهم الله وهو مشهور في كتب متأخريهم كالروض والكشاف والمبدع والدليل والمنار.
واستدل بعض من ينصر هذا القول بظاهر حديث أم سلمة وأنهم يدخلون في عموم مريدي التضحية.
القول الثاني: أن النهي خاص بالمضحي المباشر للتضحية أو الأصيل الذي وكل غيره دون أهل بيته، وبه قال الأئمة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ، واللجنة الدائمة.
واستدلوا بالبراءة الأصلية ، وعدم الدليل ، فالحديث ذكر مريد التضحية دون غيره.
ويمكن أن يجاب على استدلال الأولين بأن :
1- أن أحاديث الأضحية جاء فيها أن النبي صلى الله عليه ضحى عن نفسه وأهل بيته ، وأنه ضحى بكبشين أقرنين أملحين ، وليس في شيء منها نسبة الأضحية إليهم ، فدل الإخبار عن فعله أن المراد بالمضحي هو المباشر للأضحية. بينما تنسب الأفعال الأخرى إليهم كقولهم أهلت عائشة بالحج ، طافت ، سعت ونحو ذلك. وأنه لو كان المراد أهل بيته لاحتاج إلى بيان ، وتأخيره عن وقت الحاجة لا يجوز.
2- أن النبي صلىالله عليه وسلم ضحى عمن لم يضح من أمته ، فإذا قلنا بأن من ضُحي عنه يدخل في العموم دخلت الأمة جميعا في الحكم وصار التحريم شاملا لها ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر عموم الأمة بذلك لا في عصره ولا بعده.
3- أن ذلك يؤدي إلى التسوية بين المضحي والمضحى عنه، وإمكان نسبة الفعل إلى كل منهما معا، وهذا لايصح لغةً ولا شرعاً ، فقولنا : حج زيد عن عمرو ، يختلف عن قولنا: حج عمرو .
وقولهم بأن المضحى عنه (وإن اشترك في الأجر مع المضحي) أنه مضح في ظاهر اللفظ لا يستقيم مع قواعد اللغة، فإسناد الفعل ينصرف إلى الفاعل المباشر.(1/3335)
وأما من جهة الشرع ، فإنه يقتضي المماثلة بين المباشر وغير المباشر. فلو أتلف المباشر الأضحية بالتفريط ، أو التعدي فهل يقال إنهم مشاركون في الإثم معه ؟!
وإذا طردنا هذا الأصل وأن من يضحى عنه على سبيل إشراكه في الأجر هو مضح أصيل وأن عليه تكاليف الأصيل صار المحجوج عنه كالمعضوب مثلا ملزما بالكف عن محظورات الأحرام من حين إحرام النائب ولا قائل به.
إذا ثبت أن دخول أهل البيت في معنى المضحين لا يكون إلا على سبيل المجاز وألفاظ الشرع يراد بها الحقيقة لا المجاز علمنا أن تكليفهم بالإمساك عن شعرهم وبشرهم في العشر يحتاج إلى دليل صريح يرفع البراءة الأصلية ولا سبيل إليه والله تعالى أعلم.
كتبه : عبدالله بن بلقاسم بن عبدالله ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من ذي القعدة عام أربع وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة.
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2004, 03:35 AM
بارك الله في علمكم أبا محمد على هذا التحرير للمسألة على عادة الفقهاء الذين نعدك منهم ونرجو لك المزيد من التوفيق والسداد. وجزاك الله خيراً على هذه الفوائد التي تتعاهدنا بها بين الحين والحين ، وإن كنت - حفظك الله - تصوم حتى نقول لا يفطر !
ولا يخرج طرح مثل هذه المسألة الملتقى عن مساره الذي خطه لنفسه حين انطلاقه ، من التخصص ، فلا تبخل علينا بأخواتها من البحوث والمشاركات القيمة ، وإنا إلى فوائدك بالأشواق.
---
عبدالله بن بلقاسم
01-22-2004, 12:24 AM
شكر الله لكم
وما هذه بآول بركتكم يا أبا عبدالله
وجزاكم الله خيرا على معاناة ترتيب النص وتنسيقه، ورفعكم بتواضعكم، وقد والله استحييت من تشجم مثلكم معاناة ترتيب المشاركة، ولكني أسأل الله أن يرفعكم بذلك، وأن يقيممكم مقامات العز والرفعة في العاجلة والآخرة إنه سميع مجيب
أخوك أبو محمد
---
الشجاع
01-23-2004, 07:21 PM
جزاك الله خيراً أيها الأخ عبدالله على هذا التحرير الجيد لهذه المسأله
---(1/3336)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه
---
الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه
---
الخطيب
06-27-2003, 05:25 PM
الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه
أ.د/ أحمد سعد الخطيب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الذى يقرأ كتب التفسير، خاصة الكتب التى عنيت بنقل أقوال الصحابة والتابعين، وهى التى نسميها كتب التفسير بالمأثور كجامع البيان للطبرى وغيره، الذى يقرأ فى هذه الكتب يأخذه العجب حين يقف على هذا الكم الهائل من الأقوال حول تفسير الآيات القرآنية، ولابد من أن تحيك بصدره هذه الأسئلة:
- لماذا كل هذه الآراء المتعددة ؟
- لماذا لم يجمعوا على رأى واحد فى التفسير ؟
- وهل هذه الأقوال متعارضة أم يمكن الجمع بينها ؟
- وأهم سؤال فى ذلك هو : ما السبب فى هذا الاختلاف ؟
ولكن قبل الإجابة عن هذه الأسئلة يطيب لى أن أذكر أنواع الخلاف لنقف على ماهية ما يقع من خلاف بين المفسرين على اختلاف أسبابه ، فأقول:
الاختلاف ينقسم إلى قسمين :-
أحدهما : اختلاف تضاد وتناقض. وهو المعارضة من كل وجه بحيث لا يمكن الالتقاء مطلقاً .
وقد جاء تعريفه فى الإتقان بأنه ما يدعو فيه أحد الشيئين إلى خلاف الآخر[1].
ومثل هذا النوع لا وجود له فى القرآن الكريم مطلقاً ، لا فى القراءات و لا فى غيرها ، إلا ما كان من الناسخ والمنسوخ والقارئ بصير بأن مثل هذا لا يسمى اختلافا أصلا بعد رفع السابق من الحكمين و إحلال اللاحق محله.
ثانيهما - اختلاف تلازم. ومن أمثلته فيما يتعلق بالقرآن الكريم الاختلاف فى وجوه القراءات.
قال السيوطى فى الإتقان : اختلاف التلازم هو ما يوافق الجانبين كاختلاف وجوه القراءة ….[2].(1/3337)
إذن فالاختلاف فى القراءات ليس من قبيل الاختلاف على جهة التعارض و التضاد و إنما هو اختلاف تنوع له العديد من الفوائد سنذكرها فى محلها . أو أنه اختلاف فيما يبدو للناظر بعين غير مبصرة. وهو سريعاً ما يزول عند أدنى تدبر وهو ما يسمى بموهم الاختلاف.
ومثل ذلك لا يعد فى الحقيقة خلافاً يعتد به ، بدليل أن القراء حين اختار كل منهم ما يقرأ به " لم يقرأوا بما قرأوا به على إنكار غيره ، بل على إجازته ، والإقرار بصحته ، وإنما وقع الخلاف بينهم فى الاختيارات وليس ذلك فى الحقيقة باختلاف".[3]
ولا يرد على ذلك إنكار بعض النحويين ومن تبعهم من المفسرين لبعض القراءات الثابتة ، أو ترجيح بعضها على البعض ،فإن منشأ ذلك هو عدم يقينهم بأن هذه القراءات توقيفية ، وليست اجتهادية إضافة إلى عدم الإلمام الكامل بكل وجوه العربية.
وكل ما أثاروه فى هذا المقام مردود عليه بما يفحم ، لكن ما يثير العجب أن يأتى فى زماننا هذا من لايعرف من النحو إلا قشوراً فيدعى وجود اللحن فى القرآن فى قراءاته المختلفة ، فاتحاً بذلك صفحة طويت من قديم حين أجاب العلماء المخلصون. عما أثير فى هذا المقام.
ولله در الإمام الغزالى حين قال: لو سكت من لا يعرف لقل الاختلاف.
ثم أعود إلى الإجابة عن الأسئلة المطروحة سلفا فأقول : لعل هذا العجب الحاصل بسبب الاختلاف الهائل بين المفسرين فى تفسير بعض الآيات القرآنية أن يزول حين نطلع على أسباب الخلاف بين المفسرين .
ولقد ناقش ابن تيمية - رحمه الله - فى مقدمته فى أصول التفسير ، مسألة الخلاف بين المفسرين ، مفرقاً فى ذلك بين تفسير السلف " المأثور " وبين تفسير غيرهم .
فأما بالنسبة لتفسير السلف ، فقد بين ابن تيمية أن غالب ما ينقل عنهم فيه راجع إلى اختلاف التنوع ، وليس اختلاف التضاد ، وذلك كأن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد فى المسمى .(1/3338)
وذلك مثل اختلافهم حول تفسير ( الصراط المستقيم )[4] ، فبعضهم قال : هو اتباع القرآن ، وبعضهم قال : هو الإسلام ، فهذان القولان الاختلاف فيهما اختلاف تنوع ؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن .
ويندرج تحت خلاف التنوع أيضاً ذكر العام ببعض أفراده ، أو أنواعه على سبيل التمثيل ، ومثال ذلك خلافهم حول المراد بقوله تعالى :( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)[5].
هذه الآية اختلف فى تفسيرها على أقوال كثيرة ، فقد ذكر ابن تيمية رحمه الله بعضاً منها على سبيل التمثيل فقال : معلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات ، والمنتهك للحرمات . والمقتصد يتناول فاعل الواجبات و تارك المحرمات. والسابق يدخل فيه من سبق ، فتقرب بالحسنات مع الواجبات ، فالمقتصدون هم أصحاب اليمين ، والسابقون أولئك المقربون.
ثم إن كلاً منهم - أى المفسرين - يذكر هذا فى نوع من أنواع الطاعات ، كقول القائل:
السابق الذى يصلى فى أول الوقت ، والمقتصد الذى يصلى فى أثنائه ، والظالم لنفسه الذى يؤخر العصر إلى الاصفرار.
أو يقول: السابق والمقتصد والظالم قد ذكروا فى أخر سورة البقرة ، فقد ذُكر المحسن بالصدقة ، والظالم بأكل الربا ، والعادل بالبيع….. وأمثال هذه الأقاويل.
ثم قال: فكل قول فيه ذكر نوع داخل فى الآية ، وإنما ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبهه به على نظيره ، فإن التعريف بالمثال ، قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق ، وذلك مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ " الخبز " فأرى رغيفاً وقيل له: هذا. فالإشارة إلى نوع هذا ، لا إلى هذا الرغيف وحده ا.هـ[6].
ثم تناول ابن تيمية وجوهاً أخرى للخلاف[7] ، داخلة فى اطار خلاف التنوع أحجمت عنها لعدم الإطناب ، منعاً للسآمة والملل .
وأما التفسير بالرأى ،فقد أرجع ابن تيمية الخلاف فيه لسببين:(1/3339)
أحدهما - قوم اعتقدوا معانى ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها[8].
والثانى - قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه ، والمخاطب به.
فالأولون: راعوا المعنى الذى رأوه من نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان .
والآخرون: راعوا مجرد اللفظ ، وما يجوز عندهم أن يريد به العربى من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به ، وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيراً ما يغلطون فى احتمال اللفظ لذلك المعنى فى اللغة كما يغلط فى ذلك الذين من قبلهم.
كما أن الأولين كثيراً ما يغلطون فى صحة المعنى الذى فسروا القرآن ، كما يغلط فى ذلك الآخرون. وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ا.هـ[9] هذه بعض أسباب الخلاف بين المفسرين فى نظر ابن تيمية.
أما العلامة ابن جزى فقد ذكر أسباب الخلاف بين المفسرين حاصراً إياها فى اثنى عشر سبباً هى:
1- اختلاف القراءات.
2- اختلاف وجوه الإعراب وإن اتفقت القراءات.
3- اختلاف اللغويين فى معنى الكلمة.
4- إشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر.
5- احتمال العموم والخصوص.
6- احتمال الإطلاق والتقييد.
7- احتمال الحقيقة أو المجاز.
8- احتمال الإضمار أو الاستقلال.
9- احتمال أن تكون الكلمة زائدة.
10- احتمال حمل الكلام على الترتيب أو على التقديم والتأخير.
11- احتمال أن يكون الحكم منسوخاً أو محكماً.
12- اختلاف الرواية فى التفسير عن النبى - صلى الله عليه وسلم -وعن السلف-رضى الله عنهم.[10].
تفصيل الكلام عن هذه الأسباب
أما بالنسبة للسبب الأول: وهو اختلاف القراءات
فكما تناوله ابن جزى- كما علمت - فى مقدمة تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل[11] جاعلا إياه أحد أسباب الخلف بين المفسرين تناوله أيضا الشاطبى فى الموافقات.[12](1/3340)
ويتصور ذلك فى الآية التى ترد بقراءتين أو أكثر فإن ذلك يترتب عليه أن تتعدد الآراء فى تفسيرها تبعاً لتعدد هذه القراءات ؛ لأن هذه القراءات كثيراً ما تضيف معانى جديدة مما ليس موجوداً فى غيرها من القراءات الواردة فى نفس الآية ، فيترتب على ذلك أن يتناول بعض المفسرين الآية من خلال قراءة معينة ، بينما يتناولها غيرهم من خلال قراءة أخرى فيحدث الخلاف.
وننبه هنا إلى أن هذه القراءات التى تحدث تعدداً واختلافاً فى الأوجه التفسيرية ، قد لا تكون فى درجة واحدة فى بعض الأحيان ، كأن يكون بعضها متواتراً وبعضها شاذاً ، كما أنها تكون فى كثير من الأحيان فى درجة واحدة من التواتر ، ولكل حالة من هاتين الحالتين حكمها الخاص وقواعدها التى تضبط تعامل المفسرين معها.
وبناءً عليه فإن صور الخلاف بين القراءات هى كالآتى:
1- الخلاف بين قراءة متواترة وأخرى شاذة.
2- الخلاف بين قراءتين متواترتين.
هاتان صورتان تتجهان إلى القراءة ذاتها ، وأحياناً تكون صورة الخلاف بين المفسرين بسبب القراءات السبب فيها ليس راجعاً إلى القراءات ذاتها ، وإنما إلى اعتبارات العلماء ، وذلك مثل اختلافهم حول حكم الاحتجاج بالقراءة الشاذة.
ومثل اختلافهم حول اشتراط التواتر فى إثبات القرانية فى الترتيب والوضع أو المحل ، أو عدم اشتراطه. فهاتان صورتان أخريان ، يقع فيهما الخلاف بين المفسرين.
ما الذى يؤثر على التفسير من القراءات ؟
ينبغى أن يعلم أنه ليس كل اختلاف بين هذه القراءات يسبب الاختلاف فى أوجه التفسير ، بل إن القراءات من هذه الناحية تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: قراءات لا يؤثر اختلافها فى التفسير بحال.
وذلك كاختلاف القراء فى وجوه النطق بالحروف والحركات ، كمقادير المد والإمالات ، والتخفيف والتسهيل والتحقيق والجهر والهمس ، والغنة والإخفاء.(1/3341)
ومزية القراءات من هذه الجهة راجعة إلى أنها حفظت على أبناء اللغة العربية ما لم يحفظه غيرها ، وهو تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف فى مخرجها وصفاتها ، وبيان اختلاف العرب فى لهجات النطق ، وهذا غرض مهم جداً لكنه لا علاقة له بالتفسير لعدم تأثيره فى اختلاف معانى الآى.
ثانيهما: قراءات يؤثر اختلافها فى التفسير:
وذلك مثل اختلاف القراء فى حروف الكلمات مثل " مالك يوم الدين " و " ملك يوم الدين" وكذلك اختلاف الحركات ، الذى يختلف معه معنى الفعل كقوله سبحانه: " ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون " حيث قرأ نافع "يصُدون" بضم الصاد ، وقرأ حمزة "يصِدون" بكسر الصاد.
والأولى بمعنى يصدون غيرهم عن الإيمان ، والثانية بمعنى صدودهم فى أنفسهم ، وكلا المعنيين حاصل منهم.[13] مثل ذلك مؤثر فى التفسير ، لأن ثبوت أحد اللفظين فى قراءة قد يبين المراد عن نظيره فى القراءة الأخرى أو يثير معنى غيره ، ولأن اختلاف القراءات فى ألفاظ القرآن يكثر المعانى في الآية الواحدة.
وقال المحقق ابن الجزرى في ذلك : قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه لا يخلو من ثلاثة أحوال :
أحدهما: اختلاف اللفظ لا المعنى كالاختلاف فى ألفاظ (الصراط [14] , يؤوده [15] , القدس[16]) ونحو ذلك مما يطلق عليه أنه لغات فقط .
الثانى :اختلافهما جميعاً مع جواز اجتماعهما فى شئ واحد مثل (مالك , ملك)[17] قراءتان المراد بهما الله تعالى فهو مالك يوم الدين وملكه , ومنه قراءة (ننشزها , وننشرها )[18] لأن المراد فى القراءتين العظام فالله أنشرها بمعنى أحياها , وأنشزها أى رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت , فضمن الله المعنيين فى القراءتين .
الثالث : اختلافهما جميعاً مع امتناع جواز اجتماعهما فى شئ واحد , لكن يتفقان من وجه آخر لا يقتضى التضاد.(1/3342)
ومثاله قوله تعالى: (وظنوا أنهم قد كذبوا)[19] حيث قرئ بالتشديد والتخفيف فى لفظ (كذبوا ) هكذا " كُذِّبوا ", و" كذِبوا" فاما وجه التشديد فالمعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذّبوهم , وأما وجه التخفيف فالمعنى : وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذَبوهم - أى كذبوا عليهم - فيما أخبروهم به , فالظن في الاولى يقين والضمائر الثلاثة للرسل , والظن فى القراءة الثانية شك , والضمائر الثلاثة للمرسل إليهم . ومنه أيضاً قوله تعالى:( وإن كان مكرهم لَتَزول منه الجبال)[20] بفتح اللام الأولى ورفع الأخرى فى كلمة "لتزول" وبكسر الأولى وفتح الثانية فيها أيضاً , فأما وجه القراءة الأولى فعلى كون " إنْ" مخففة من الثقيلة أى وإن مكرهم كامل الشدة تقتلع بسببه الجبال الراسيات من مواضعها , وفى القراءة الثانية " إن " نافية أى: ما كان مكرهم وإن تعاظم وتفاقم ليزول منه أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ودين الإسلام .
ففى الأولى تكون الجبال حقيقة , وفى الثانية تكون مجازاً.[21].
وبعد ففى هذين النقلين عن صاحب تفسير التحرير والتنوير عن الشيخ المحقق ابن الجزرى ما يوضح بجلاء أن القراءات منها ما يكون له تأثير على التفسير , ومنها ما يتعلق باللفظ فقط وهيئة أدائه وهو لا يؤثر على التفسير , وبحثنا الذى نحن بصدده يتعلق بالقسم الأول .
وأما السبب الثانى: وهو اختلاف أوجه الإعراب وإن اتفقت القراءات، فمثاله اختلافهم حول الضمير "هم" فى قوله سبحانه:(وإذا كالوهم أو وزنوهم)[22]
حيث اختلفوا فى الضمير "هم" فى الموضعين على وجهين:
أ- قيل: هو ضمير نصب فيكون مفعولاً به ويعود على الناس أى: وإذا كالوا الناس أو وزنوا الناس ….
ب- وقيل: هو ضمير رفع مؤكد للواو والضمير عائد على المطففين[23].
هذا خلاف حول الإعراب مع اتحاد القراءة.
ومنه أيضاً اختلافهم حول "لا" من قوله تعالى:(سنقرئك فلا تنسى)[24](1/3343)
فقيل: "لا " نافية ، والآية إخبار من الله تعالى بأن نبيه - صلى الله عليه وسلم - لا ينسى.
وقيل:هى ناهية ، أى: لا تنس يا رسول الله ما نقرئك إياه من القرآن ، يعنى لا تتعاط أسباب النسيان.
وقد أجاب هؤلاء عن الألف اللازمة فى قوله "تنسى" مع تقدم "لا" الناهية عليها - أى الكلمة - ومن شأنها جزم المضارع بعدها ، أجابوا عن ذلك بأن الألف هنا للإشباع[25] ، كما فى قوله تعالى:(لا تخاف دركاً ولا تخشى)[26] ، وقد لحظنا أن هذا الخلاف كائن مع كون القراءة واحدة.
وأما السبب الثالث: وهو اختلاف اللغويين فى معنى الكلمة ، فمثاله ، اختلافهم حول معنى لفظ "مخلدون" من قوله تعالى:(يطوف عليهم ولدان مخلدون)[27]
فقيل: معناه لا يهرمون أبداً ، ولا يتغيرون فهم فى سن واحد ، وشكلهم شكل الولدان دائماً ، والعرب تقول لمن كبر ولم يشب: إنه لمخلد. وقيل معناه مقرطون من قولهم: خلد جاريته إذا حلاها بالخلدة وهى القرطة.
وقيل: مخلدون منعمون ومنه قول امرئ القيس:
قليل الهموم ما يبيت بأوجال وهل ينعمن إلا سعيد مخلد
وقيل : مخلدون أى مستورون بالحلية. ومنه قول الشاعر:
أعجازهن أقاوز الكثبان[28] ومخلدات باللجين كأنما
وقيل غير ذلك. وهذه الأقوال كلها تدور على معانى لفظ " مخلدون " فى اللغة ، وهى كما نعلم ثرية جداً بألفاظها ، غنية بمعانيها وأسرارها ، ومن ثم كان شرطاً رئيساً فيمن يتصدى لتفسير كتاب الله أن يكون على معرفة واسعة بلغة العرب شعراً ونثراً ، ولذلك قال مالك - رحمه الله - لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً.
وأما السبب الرابع:
وهو اشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر ؛ فمثاله: اختلافهم حول لفظ الصريم فى قوله تعالى:(فأصبحت كالصريم)[29] ، فهو مشترك لفظى بين سواد الليل وبياض النهار .(1/3344)
ومنه أيضاً اختلافهم حول معنى " القرء " فى قوله تعالى:(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء)[30] هل المراد به الحيض أو الطهر ، إذ هو مشترك لفظى بينهما.
وهذان المثالان سوف يأتيان معنا فيما هو آت فى هذا البحث إن شاء الله.
وأما السبب الخامس:
وهو احتمال العموم الخصوص ، فمثاله: اختلافهم حول المراد بالناس فى قوله تعالى:(أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)[31] فقيل المراد بالناس هنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد حسدوه - أى اليهود - لأن الله تعالى أعطاه النبوة. وعليه فاللفظ هنا خاص.
وقيل المراد بالناس هنا العرب وقد حسدهم اليهود لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو النبى الخاتم كان منهم ، وعلى ذلك فاللفظ عام.
وأما السبب السادس:
وهو احتمال الإطلاق والتقييد فمثاله: قوله تعالى فى كفارة الظهار:(فتحرير رقبة)[32] ، وفى كفارة اليمين:(أو تحرير رقبة)[33] حيث أطلق الرقبة فى الموضعين ولم يقيدهما بوصف.
وفى كفارة القتل الخطأ قيدت الرقبة بوصف الإيمان هكذا:(فتحرير رقبة مؤمنة)[34]
فقيل: يحمل المطلق على المقيد فيتحصل لزوم أن تكون الرقبة مؤمنة فى الجميع وهو رأى الجمهور.
وقيل: لا يلزم ذلك فيما أطلق.
ومنه أيضاً قوله تعالى:(فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام)[35] ، فهذه الآية أطلقت صيام الأيام الثلاثة ولم تقيدهن بتتابع ولا تفريق.
وجاءت قراءة شاذة لابن مسعود مقيدة بالتتابع هكذا:(فصيام ثلاثة أيام متتابعات)
فاختلفوا: هل تصلح هذه القراءة للتقييد أم لا؟ فذهب أبو حنيفة والثورى إلى الأول ، وذهب الشافعى إلى الثانى ، وسيأتى الكلام عن ذلك فى محله إن شاء الله تعالى.
وأما السبب السابع:
وهو احتمال الحقيقة أو المجاز ، فمثاله: اختلافهم حول المراد بالتنور فى قوله تعالى:(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور)[36](1/3345)
فقيل : المارد به التنور الحقيقى الذى يختبز فيه ، وقد كان بدار نوح عليه السلام ، وقد جعل الله تعالى فوران الماء منه علامة على الطوفان الذى أغرق قومه.
وقيل: بل معنى قوله:(وفار التنور) أى برز نور الصبح.
وقيل : بل معناه اشتد غضب الله.[37]
فعلى الأول فالتعبير حقيقى وهو الراجح[38] وعلى الثانى والثالث فالتعبير مجازى.
ومنه كذلك اختلافهم حول المراد بالضحك والبكاء فى قوله تعالى:(وأنه هو أضحك وأبكى)[39].
فقيل: معناه أنه خلق الضحك المعروف والبكاء المعروف فى ابن آدم. فالتعبير على ذلك حقيقى وهو الراجح.
وقيل: بل المعنى: أضحك الأرض بالنبات ، وابكى السماء بالمطر وعليه فالتعبير مجازى.
وأما السبب الثامن:
وهو احتمال الإضمار أو الاستقلال ، فمثاله: قوله تعالى:(يخادعون الله والذين آمنوا)[40] فقوله "يخادعون" من الخدع وهو الإخفاء والإبهام ، وهو أن يوهم صاحبه خلاف ما يريد به من المكروه ، والمخادعة تقتضى المشاركة من الجانبين ، والله سبحانه منزه عن ذلك ؛ لأنه لا يخدع. وأجيب عن ذلك بأنه من باب الإضمار أى: يخادعون رسول الله.
وقيل: هو من الاستقلال وليس الإضمار ، والمعنى: إن صورة صنيعهم - يعنى المنافقين - مع الله تعالى حيث يتظاهرون بالإيمان وهم كافرون ، وصورة صنيع الله معهم ، حيث أمر بإجراء أحكام المسلمين عليهم وهم فى الدرك الأسفل من النار ، وصورة صنيع المؤمنين معهم حيث امتثلوا أمر الله تعالى فيهم ، فأجروا ذلك عليهم ، تشبه صورة المخادعة.
ففى الكلام إما استعارة تبعية أو تمثيلية فى الجملة ، أو بأن المفاعلة ليست على بابها ، فإن فاعل قد يأتى بمعنى فعل مثل: عافانى الله ، وقتلهم الله.[41].
وأما السبب التاسع:
وهو احتمال الكلمة زائدة ، فمثاله: اختلافهم حول كلمة "من" فى قوله تعالى:(إن الذين ينادونك من وراء الحجرات....)[42].(1/3346)
فقيل : هى زائدة فكان يكفى فى التعبير أن يذكر (وراء الحجرات) فقط ليؤدى لنفس المعنى الذى أداه بدخول "من" على "وراء"
وقيل: بل إن الحرف " من " هنا قد أدى فائدة جليلة ما كانت توجد لولاها . وذلك أن لفظ "وراء" مشترك لفظى بين الأمام والخلف ، فلما دخلت "من" على "وراء" جعلته أكثر شمولاً واتساعاً فغطى الجهات الأربع الأمام والخلف واليمين والشمال. إذ ليس الحكم الوارد فى الآية المذكورة مفيداً بالنداء خلف الحجرات أو أمامها ، بل من أى جهة من الجهات المحيطة بالحجرات.
ونظير هذه الآية كذلك قوله تعالى:(لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر)[43] ، ففائدة "من" هنا كفائدتها فى آية الحجرات ، ويندرج تحت ذلك أيضاً اختلافهم حول "لا" قبل الفعل "أقسم" هل هى زائدة أم أصيلة. أو "الباء" فى خبر "ما" وفى خبر "ليس". وقد تناولت ذلك كله فى كتابى "إزالة الإلباس عن كلام رب الناس"[44].
وأما السبب العاشر:
وهو احتمال حمل الكلام على الترتيب أو على التقديم والتأخير فمثاله: قوله تعالى : (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة....) [45].
قال بعض العلماء: هو مقدم فى التلاوة ، مؤخر فى المعنى على قوله تعالى:(وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها)[46] لأن أمر موسى لقومه بأن يذبحوا بقرة كان فى الترتيب الزمنى بعد قصة القتل المذكورة فى الآية الثانية. ولذا جوز هؤلاء أن تكون قصة البقرة مؤخرة فى النزول عن قصة القتل.
قال الشوكانى: ويجوز أن يكون ترتيب نزولها على حسب تلاوتها ، فكأن الله أمرهم بذبح البقرة حتى ذبحوها ، ثم وقع ما وقع من أمر القتل فأمروه أن يضربوه ببعضها ، ثم علق بقوله: هذا على فرض أن الواو تقتضى الترتيب ، وقد تقرر فى علم العربية أنها لمجرد الجمع من دون ترتيب ولا معية.[47].
ومنه أيضاً قوله تعالى:(إنى متوفيك ورافعك إلى )[48] وهو قول الله تعالى لسيدنا عيسى عليه السلام ، اختلف فيه على أقوال:(1/3347)
فقيل: هو من المقدم والمؤخر ، أى رافعك إلى ومتوفيك وهذا على أساس أن المراد بالتوفى هنا الموت ، إذ قرر القرآن ذلك فى آية أخرى (وما قتلوه يقينا*بل رفعه الله إليه)[49].
فنفى القرآن عنه القتل ، وأثبت له الرفع ، فدل على أنه رفع حياً.
وقيل : ليس المراد بالتوفى هنا قبض الروح وانتهاء الأجل ، بل هو استيفاء الحق أى موفيك حقك ورافعك.
وقيل: إن التوفى هنا هو النوم ، وفى القرآن الكريم ما يؤيد هذه التسمية ، قال تعالى:(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها)[50].
فعلى الرأى الأول يكون فى الكلام تقديم وتأخير ، وعلى الرأيين الآخرين فالكلام على ترتبيه.
وأما السبب الحادى العشر:
وهو احتمال أن يكون الحكم منسوخاً أو محكماً ، فمثاله: اختلافهم حول قوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) [51].
قال ابن الجوزى: اختلف المفسرون فى معنى الآية على قولين:
الأول: أنه يقتضى التخيير بين الصوم والإفطار مع الإطعام ؛ لأن معنى الكلام وعلى الذين يطيقونه ولا يصومونه فدية. فعلى هذا يكون الكلام منسوخاً بقوله تعالى:(فمن شهد منكم الشهر فليصمه)[52] وهو منقول عن كثير من السلف.
الثانى: أنه محكم وغير منسوخ وأن فيه إضماراً تقديره: وعلى الذين كانوا يطيقونه أو لايطيقونه - هذا تقدير آخر - فدية. واشير بذلك إلى الشيخ الفانى الذى يعجز عن الصوم والحامل التى تتأذى بالصوم والمرضع. وهو رأى منسوب إلى بعض السلف.[53].
وهذا المثال كما صلح لصورة السبب الذى معنا الآن فإنه يصلح كذلك لصورة السبب الثامن وهو احتمال الإضمار أو الاستقلال.
ومنه أيضاً خلافهم حول قوله تعالى:(وجاهدوا فى الله حق جهاده)[54] على قولين:
الأول: هى منسوخة لأن فعل ما فيه وفاء لحق الله لا يتصور من أحد إذ لا قدرة لأحد على أداء حق الله كما ينبغى ، والناسخ هو قوله تعالى:(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)[55] أو قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم)[56](1/3348)
الثانى: هى محكمة لأن حق الجهاد يكون فى المجاهدة وبذل الإمكان مع صحة المقصد. [57] فعلى هذا تكون الآية محكمة وغير منسوخة.
ومثل ذلك أيضاً قوله تعالى: (اتقوا الله حق تقاته)[58] مع قوله تعالى:(فاتقوا الله ما استطعتم) [59]
وأما السبب الثانى عشر:
وهو اختلاف الرواية فى التفسير عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وعن السلف - رضى الله عنهم - فمثاله: ما حكى من خلاف حول تفسير قوله تعالى:(إنما المشركون نجس)[60] ، فقد قيل "نجس" يعنى أنجاس الأبدان ، ولذلك قال الحسن: من صافحهم فليتوضأ.
قال السيوطى فى الدر المنثور: أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - "من صافح مشركاً فليتوضأ أو ليغسل كفيه" ، وأخرج ابن مردويه عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال: "استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه السلام فناوله يده فأبى أن يتناولها ، فقال: يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدى ؟ فقال: إنك أخذت بيد يهودى فكرهت أن تمس يدى يداً قد مستها يد كافر ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ فناوله يده فتناولها" [61]
وقيل: ليست النجاسة هنا نجاسة الأبدان بل هو خبث الطوية وسوء النية ، وليس أخبث ولا أسوء من الشرك الذى انطوت عليه صدورهم وظهر على أعمالهم شئ.
قال ابن الجوزى:
وقيل: إنهم كالأنجاس لتركهم ما يجب عليهم من غسل الجنابة ، وإن لم تكن أبدانهم أنجاساً ، قاله قتادة.
وقيل: إنه لما كان علينا اجتنابهم كما تجتنب الأنجاس ، صاروا بحكم الاجتناب كالأنجاس. وهذا قول الأكثرين ، وهو الصحيح هكذا قال ابن الجوزى.[62](1/3349)
ويتأيد هذا الرأى بما ورد من أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ من مزادة مشرك ولم يغسلها ، واستعار من صفوان دروعاً ولم يغسلها ، وكانت القصاع تختلف من بيوت أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى الأسارى ولا تغسل ، وكان أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يطبخون فى أوانى المشركين ولا تغسل.[63].
هذا مثال واضح لاختلاف الروايات عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وعن السلف الذى ينتج عنه اختلاف المفسرين .
صور من اختلاف المفسرين لا يعتد بها فى الخلاف
أقول بادىء ذى بدء: ليس كل ما صورته الخلاف مما نلاحظه على أقوال المفسرين يعد خلافاً معتبراً . بل إن كثيراً من هذه الأقوال فى أغلب الأحيان تلتقى فى إطار واحد وما يمكن التقاؤه لا نستطيع أن نعتبره خلافاً معتداً به ، ولذلك أسميناه سابقاً "خلاف التنوع"
يقول الشاطبى رحمه الله: الأقوال إذا أمكن اجتماعها والقول بجميعها من غير إخلال بمقصد القائل فلا يصح نقل الخلاف فيها عنه ……..
فإن نقل الخلاف فى مسألة لا خلاف فيها فى الحقيقة خطأ كما أن نقل الوفاق فى موضع الخلاف لا يصح [64]
هذا هو الأصل الأول لما لا يعتد به من صور الخلاف بين المفسرين وهو ما كان ظاهره الخلاف وليس فى الحقيقة كذلك.(1/3350)
الأصل الثانى - ما كان من الأقوال مخالفاً لمقطوع به فى الشريعة. فهذا لا نعتيره رأياً أصلاً فضلاً عن أن نعتد به فى الخلاف فلا نستطيع مثلاُ أن نعتبر رأى من ينكر البعث مخالفاً لرأى من يؤمن به ويعتقده ، ولا رأى من ينكر الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج مخالفاً لرأى من يعتقدها ويقوم بأدائها ويظهر هذا النوع فى تفسير أصحاب المذاهب المنحرفة الذين جرفهم التيار بعيداً عن شاطىء أهل الحق ، فهذا رجل يتلاعب بالحدود الشرعية ويفسر آياتها حسب هواه [65] ، وهذا أخر ينكر معجزات الأنبياء ويتأول الآيات الدالة عليها على غير تأويلها ، وينكر وجود الجن والملائكة وينكر الحدود الشرعية ويفسر الآيات الدالة عليه حسب هواه[66] فهل يكون هذان وأمثالهما كثير فى الماضى والحاضر ممن يعتبر رأيهم فى تفسير القرآن الكريم ؟ كلا وألف كلا
والعجيب أن هذا الأخير قد اختار لتفسيره عنوناً هو وكتابه أبعد ما يكونان منه فقد أسماه "الهداية والعرفان فى تفسير القرآن بالقرآن"
عرض هذا الكتاب على لجنة من علماء الأزهر ، فندت آراءه وجاء فى الحكم على مؤلفه أنه "أفاك خراص، اشتهى أن يعرف فلم ير وسيلة أهون عليه وأوفى بغرضه من الإلحاد فى الدين بتحريف كلام الله عن مواضعه ، ليستفز الكثير من الناس إلى الحديث فى شأنه وترديد سيرته"[67]
ولن نستطرد فى الحديث عن أصحاب هذه الاتجاهات المنحرفة فى تفسير القرآن الكريم أكثر من هذا ، فشأنهم أحقر من أن نعنى بكلامهم ،أو نهتم بأفكارهم ويكفى أن نعرف أنه لا اعتداد بخلافهم.
ونعود إلى الأصل الأول - وهو ما ظاهره الخلاف من أقوال المفسرين وهو فى الحقيقة ليس كذلك.
ولهذه صور عديدة منها:
الصورة الأولى.(1/3351)
أن يذكر فى التفسير عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك شىء أو عن أحد من أصحابه أو غيرهم ويكون ذلك المنقول بعض ما يشمله اللفظ ، ثم يذكر غير ذلك القائل أشياء أخرى مما هو داخل تحت اللفظ المفسر كذلك فينص المفسرون على القولين فيظن أنه خلاف بين المفسرين.
وهذه الصورة هى التى عبر عنها ابن تيمية بقوله:
الصنف الثانى- أى من خلاف التنوع- أن يذكر كل منهم- أى السلف-من الاسم العام بعض أفراده أو أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه[68]
وقد مثل له ابن تيمية رحمه الله بخلاف السلف حول تفسير الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات فى قوله تعالى:( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) (سورة فاطر آية :32)
وقد مضى تقرير هذا المثال فى بداية هذا المبحث .
ومثل له الشاطبى بخلاف المفسرين حول تفسير (المن) فى قوله تعالى (وأنزلنا عليكم المن والسلوى)[69] حيث قال بعضهم المن خبز رقاق ،وقيل : زنجبيل، وقيل: الترنجبين، وقيل: شراب مزجوه بالماء ، وأزيد من أقوال المفسرين عما اقتصر عليه الشاطبى أن بعضهم قال: هو صمغة حلوة وقيل: عسل.
يقول الشاطبى: هذا كله يشمله اللفظ ، لأن الله من به عليهم ولذلك جاء فى الحديث "الكمأة من المن الذى أنزل الله على بنى إسرائيل" [70] فيكون المن جملة نعم ثم ذكر الناس منها آحاداً[71].
ولذلك قال ابن عطية : وقيل "المن" مصدر يعنى به جميع ما منّ الله به مجملاً.[72](1/3352)
فكل قول من هذه الأقوال هو عبارة عن نوع داخل تحت الإطار العام للفظ وقد ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره ، حيث إن التعريف بالمثال يقد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له : هذا هو الخبز ، هكذا قال ابن تيمية ثم أدخل فى ذلك أيضاً قول المفسرين : هذه الآية نزلت فى كذا- كما يعبر أحياناً فى أسباب النزول وهى عبارة ليست نصاً فى السببية - أو سبب نزول هذه الآية كذا أو نزلت فى فلان يقول ابن تيمية الذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الأعيان دون غيرهم ، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق.[73].
وهذا الذى قاله ابن تيمية من كون سبب النزول لا يخصص حكم الآية بمن نزلت فيه هو الذى درج عليه جمهور العلماء حيث قرروا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
والحاصل أن قول المفسرين أو أصحاب كتب أسباب النزول:
هذه الآية نزلت فى فلان أو فى قصة كذا ، فهذا الذى نزلت فيه هذه الآية ما هو إلا فرد من عموم أفراد وقعت منهم نفس الواقعة التى نزلت بسببها الآية أو الآيات ، والحكم يعم الجميع ، ولا يعد من الخلاف كذلك تعدد أسباب النزول ما دام لفظ الآية يحتمل الجميع ، فإن كانت الآية أو الآيات قد نزلت عقب هذه الأسباب المتعددة ، حكم بأن ذلك من باب تعدد الأسباب والمنزل واحد ، بمعنى أن تكون الآية أو الآيات قد نزلت بسبب هذه الوقائع جميعها.(1/3353)
ومثال ذلك قوله تعالى:(والذين يرمون أزواجهم ولم يكن معهم شهداء إلا أنفسهم ...)[74] فقد ذكروا حول نزول هذه الآيات أسباباً عديدة[75] وقد نزلت الآيات عقبها جميعاً ، فحكم على هذه الصورة بالحكم المذكور. وإن لم يجز التاريخ الزمنى بين هذه الوقائع المتعددة أو الأسباب المختلفة أن تكون الآية أو الآيات قد نزلت عقبها جميعاً حكم على هذه الصورة بتكرار نزول الآيات ، ومثال ذلك نزول خواتيم سورة النحل (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ………….) فقد جاء فى بعض الأسباب أنها نزلت يوم أحد ، وفى بعضها الآخر أنها نزلت يوم الفتح ، والفارق الزمنى بين أحد والفتح لا يتيح الحكم بأن يكون ذلك من باب تعدد الأسباب والمنزل واحد ، ولذلك حكموا بأن الآيات قد تكرر نزولها مرة يوم أحد وأخرى يوم الفتح.[76].
وحكمة هذا التكرير تعظيم شأن هذه الآيات وتذكير المسلمين بها للعمل بما تأمر به أو تنهى عنه. ولا يغيبن عن البال أن الحكمين المذكورين حول تعدد أسباب النزول إنما هما خاصان بما إذا كانت هذه الأسباب فى درجة واحدة من الصحة ، ولم يمكن الترجيح بينها ، وإلا فإن الصحيح يقدم على الضعيف والراجح يقدم على المرجوح.
وقد كان من الممكن أن نجعل الحديث عن كون تعدد أسباب النزول مما لا يعتد به فى الخلاف بين المفسرين ، كان من الممكن أن نجعله صورة مستقلة لكننا أدرجناه هنا لمناسبته للصورة المذكورة فى الترجمة من جهة كون سبب النزول مثالاً من أمثلة ، وفرداً من أفراد تشملهم الآية أو الآيات ممن يتشابهون مع نفس الشخص الذى نزلت فيه الآيات من جهة كونهم قد وقع لهم ما وقع له.
الصورة الثانية
أن يذكر فى النقل أشياء تتفق فى المعنى مع اختلاف الألفاظ والتعبيرات بينما ترجع فى الواقع إلى معنى واحد ، فينقل ذلك كله على أنه خلاف وهو فى الحقيقة تفسير واحد ، وقد قال فى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حكاية لهذه الصورة ، وإشارة إلى أنها من خلاف التنوع قال:(1/3354)
- ومما يرجع إلى اختلاف التنوع:- أن يعبر كل واحد - من المفسرين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى. وذلك كما قيل فى اسم السيف: الصارم والمهند.
ومثاله أسماء الله الحسنى وأسماء رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأسماء القرآن ، فأسماء الله الحسنى كلها على مسمى واحد ، فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضاداً لدعائه باسم آخر ، والحاصل: أن كل اسم من أسماء الله تعالى الحسنى يدل على ذاته وعلى ما فى الاسم من صفاته ، ويدل أيضاً على الصفة التى فى الاسم الآخر بطريق اللزوم ، وكذلك أسماء النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل محمد وأحمد والماحى والعاقب والحاشر.
وكذلك أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والكتاب[77].
ويمثل لذلك بالخلاف السالف الذكر حول تفسير "الصراط المستقيم" حين فسر مرة بأنه القرآن وأخرى بأنه الإسلام ، وعرفنا أن ذلك خلاف تنوع ؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن ، وقد مثل له الشاطبى بخلاف المفسرين حول تفسير " السلوى" من آية (وأنزلنا عليكم المن والسلوى)[78] ، فقال: بعضهم عنه: هو طير يشبه السمانى ، وقيل: طير حمر صفته كذا ، وقيل: طير بالهند أكبر من العصفور ، فمثل هذا يصح حمله على الموافقة وهو الظاهر فيها.[79].
فهذه الأقوال كلها راجعة إلى مسمى واحد وهو الطير ، ولأجل ذلك فإنه لا يعتبر خلافاً ما دام مرجعه إلى مسمى واحد فإن أسميناه خلافاً فهى تسمية مجازية لأن صورته صورة الخلاف والحقيقة أنه لا خلاف.
الصورة الثالثة:
أن تذكر أقوال متعددة حول تفسير الآية ، بعض هذه الأقوال يتجه إلى تفسير اللغة بمعنى أن يذكر معانى الألفاظ حسب وضعها فى اللغة ، وهو ما يسمى بالمعنى الأصلى للفظ ، وبعضها يتجه إلى التفسير المعنوى يعنى المعنى المستعمل فيه هذا اللفظ.(1/3355)
ومثاله قوله تعالى:(نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين)[80] فإن القواء هى الأرض القفر ، ولذلك يفسر "المقوين" بالنازلين بالأرض القواء ، نزولاً على أصل معنى اللفظ فى اللغة وفسر كذلك بالمسافرين ؛ لأن هذا اللفظ صار يستعمل بهذا المعنى ، ومثل هذا لا يعد خلافاً فالذين ينزلون الأرض القواء هم المسافرون إليها حيث يقال: أقوى الرجل أى نزل بالأرض القواء ، وكيف ينزلها إلا إذا سافر إليها؟
ومنه أيضاً خلاف المفسرين حول المراد بلفظ "قارعة" فى قوله تعالى:(ولا يزال الذين كفروا تصيبهم قارعة)[81] حيث قال بعضهم: المراد بالقارعة هنا الداهية أو النكبة تفجؤهم ، يقال: قرعه الأمر يعنى أصابه ، وأصل القرع الضرب. وقال بعضهم: بل المراد بالقارعة السرايا والطلائع. والمعنى تصيبهم سرية من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
فالأولون فسروا اللفظ حسب أصل وضعه ، والآخرون فسروه بمعنى مستعمل فيه ، فالعرب استعملوا المقارعة بمعنى الضرب فى الحرب[82] ، ومثل هذا لا يعد خلافاً ، ولذلك قال الشوكانى بعد أن حكى القولين: ولا يخفى أن القارعة تطلق على ما هو أعم من ذلك.[83].
ويدخل فى ذلك لفظ " الغائط " إذ هو فى الأصل المكان المنخفض ، وقد كانت العرب تقصده لقضاء الحاجة تستراً عن أعين الناس ، ثم سمى الحدث نفسه بهذا الاسم.
فإن قيل: فهل يفهم من ذلك أن اللفظ الذى له حقيقة شرعية صار مستعملاً فيها يجوز أن يفسر فى القرآن بمعناه اللغوى الذى هو أصل وضعه ، كما يجوز أن يفسر بمعناه الشرعى ، ولا يعد ذلك خلافاً؟(1/3356)
والجواب بالنفى المؤكد ، فكلامنا فى الصورة المترجم بها هو عن اللفظ الذى له أصل فى اللغة وضع له – وكل ألفاظ اللغة كذلك – إلا أنه غلب بعد ذلك استعماله فى معنى آخر من جهة اللغة كذلك ، فتفسيره بالمعنى الأصلى لا يتعارض ولا يختلف مع تفسيره بالمعنى الذى استعمل فيه لغة كذلك ، لأنه لابد من علاقة بين المعنى الأصلى والمعنى المستعمل فيه كما هو الحال فى المجاز والاستعارة.
ولعل ما يقرب هذا المفهوم - فيما بدا لى - فكرة التضمين فى اللغة ، إذ إن الاسم أو الفعل الذى دخله التضمين لا يلغى التضمين معناه الأصلى ولكن يضيف إليه معنى جديداً ، فمثلاً قول الله تعالى:(حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق)[84] ضمن فيه لفظ "حقيق" معنى حريص ، ولم يلغ مع ذلك المعنى الأصلى للكلمة فصار المعنى: جدير بألا أقول على الله إلا الحق وحريص على ذلك فلن أخل به.[85] وإذا كان هذا هو التضمين فى الاسم فهو فى الفعل كذلك ، اقرأ قول الله تعالى:(عيناً يشرب بها عباد الله)[86] حيث ضمن الفعل "يشرب" معنى "يروى" ولذا عدى بالباء ، ولم يُلغ مع ذلك المعنى الأصلى إذ الرى هو منتهى الشرب ، فجمع الفعل بهذا التضمين بين معنيين لم يلغ أحدهما الآخر ولم يعارضه.
نعود إلى السؤال المطروح والذى أجبت عنه بالنفى:
وتقرير هذا الجواب هو أن اللفظ إذا دار بين الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية ، فإن التفسير الصحيح هو الذى يحمل اللفظ على حقيقته الشرعية ؛ لأن الشرع قد نقل هذا اللفظ من معناه اللغوى إلى معنى شرعى جديد فوجب التزامه ، وذلك كألفاظ الصلاة والزكاة والوضوء وغيرها ، فلهذه الألفاظ معان فى اللغة واصطلاحات أو حقائق فى الشرع ، وعلى المفسر حينئذٍ تقديم الحقيقة الشرعية لأن القرآن جاء مقرراً للشرع.(1/3357)
هذا ما قرره العلماء ، قال الماوردى: إذا كان أحد المعنيين مستعملاً فى اللغة والآخر مستعملاً فى الشرع ، فيكون حمله على المعنى الشرعى أولى من حمله على المعنى اللغوى لأن الشرع ناقل.[87] لكن إن دل دليل على إرادة الحقيقة اللغوية فالنزوع إليها لازم وذلك كلفظ الصلاة فى قوله سبحانه: ((وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم))[88].
فالمراد هنا أصل المعنى اللغوى للصلاة ، أى: ادع لهم ، والدليل هنا هو حديث عبدالله بن أبى أوفى - فى الصحيح - قال: "كان النبى - صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقة قوم صلى عليهم فأتاه أبى بصدقته ، فقال: اللهم صل على آل أبى أوفى"[89].
والحاصل أن تقديم الحقيقة الشرعية على اللغوية أثناء تعاملنا مع القرآن الكريم ، وكذلك السنة النبوية لأن القرآن والسنة هما المعبران عن لسان الشرع والشرع هو الذى وضع هذه الاصطلاحات فوجب المضى مع ما اصطلح عليه ، وكما قالوا: لا مشاحة فى الاصطلاح. لكن إذا قام دليل خاص على تقديم اللغوية فى محل معين يلزم كذلك المصير إليه والقول به كما قدمنا.
الصورة الرابعة:
اختلاف المفسر مع نفسه ، بأن يكون قد ذكر رأياً ثم عدل عنه بعد البحث والنظر إلى رأى آخر ، فينقل على أنه خلاف وهو الحقيقة ليس كذلك ؛ لأن المستقر من رأييه هو الأخير فقط تماماً كالنسخ فى الأحكام -أى كصورته.
ومثل هذا يتحقق بكثرة فى أقوال الفقهاء ، فكثيراً ما تقرأ عبارة: هذا الرأى رواية عن أحمد ، أو هو قول الشافعى فى القديم ، أو الجديد . وقد يوجد منه فى التفسير شئ ، ويمثل له بالأقوال الكثيرة المنسوبة إلى ابن عباس - رضى الله عنهما - فإننا نقرأ كثيراً فى تفسير ابن جرير الطبرى فنراه يذكر التأويلين والثلاثة ويذكر تحت كل تأويل رأياً لابن عباس.(1/3358)
أقول: ما كان من هذه الآراء وتلك التأويلات من باب خلاف التنوع قبلناه أجمعه فى الموضع الواحد. وما كان منها من باب خلاف التضاد فلابد من أن يكون أحد الرأيين متأخراً فيحكم بأنه رفع به رأيه المتقدم ، وما يقال فى ابن عباس - رضى الله عنهما - يقال فى غيره ، لكن الذى دعانا إلى اختياره بالذات دون غيره سببان:
أحدهما : كثرة المرويات المروية عن ابن عباس والمختلفة فى مدلولاتها بغض النظر عن كونه خلاف تنوع أو تضاد.
وثانيهما: أن ابن عباس قد ثبت عنه شئ من هذا القبيل :
أ- فقد ورد عنه أنه كان يفسر الربا المحرم المنصوص عليه فى القرآنية والأحاديث النبوية بربا النسيئة ويقول: بجواز ربا الفضل. لكن ثبت أنه رجع عن ذلك[90] ومن ثم فلا يجوز أن ينقل ذلك على أنه خلاف ما دام أنه قد استقر على رأى حرمة ربا الفضل كذلك ، إذ رجوع المفسر أو الفقيه عن رايه السابق هو إلغاء له وإثبات لرأى آخر هو وحده الباقى والذى ينبغى أن ينسب إليه.
ب- ثبت عنه كذلك أنه كان يقول بحل نكاح المتعة ، ويفسر قوله تعالى فى سورة النساء: ((فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن))[91] يفسرها بأنها فى نكاح المتعة وأنه حلال معتمداً فى ذلك على قراءة للآية زائدة على تلك المذكورة حيث فيها : ((وما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى))[92].
ولست هنا فى مقام مناقشة مسألة المتعة ولا مناقشة القراءة المذكورة على أنها حجة من يبيحونها ، فقط يكفيك هنا أن تعلم أنها قراءة ليست موجودة فى القراءات العشر بل غير موجودة فى الأربع التى وراء العشر. لكن ما يعنينا هنا فى هذا المقام أن تعلم أن ابن عباس قد رجع عن ذلك.[93].
فقد روى عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس لقد كثر القول فى المتعة حتى قال فيها الشاعر:
أقول وقد طال الثواء بنا معاً ***يا صاح هل لك فى فتيا ابن عباس
هل لك فى رخصة الأطراف أنسة*** تكون مثواك حى مصدر الناس(1/3359)
فقام ابن عباس من مجلسه وجمع الناس وخطب فيهم: " إن المتعة كالميتة والدم ولحم الخنزير ، فإما إذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها فقد ثبت نسخه"[94]
الصورة الخامسة:
اختلاف القراء فيما ينقلون من روايات لا يعد اختلافاً لأنه لا عمل لهم ولا اجتهاد فى ذلك ، فهم مجرد حلقة فى سلسلة من مجموعة سلاسل عملت على نقل القراءات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وإذا كان اختلاف القراءات غير معتبر لأن كل واحد من القراء لم يقرأ بما قرأ به وهو ينكر غير قراءته ، بل يقر بإجازته وصحته ، ولم يقع الخلاف بين القراء إلا فى الاختيار فقط مع اتفاقهم على مبدأ قبول الكل لكونه منقولاً ما دام مستوفياً شروط القبول.
أقول إذا كان هذا الاختلاف غير معتبر ، فإن الخلاف الناشئ عنها -أى عن الثابتة منها - غير معتبر كذلك ولسوف يبين لك فيما هو آت تعدد القراءات لم يخل فقط من التناقض والاختلاف بالمعنى المفهوم ، كما لم يكن أيضاً سبباً فى حدوث ذلك بين المفسرين بالمعنى المتبادر إلى الذهن كذلك ، بل كان سبباً فى إثراء التفسير من جهة كون تعدد القراءات يساعد على إيضاح المعنى حين تبين قراءة عن معنى قراءة أخرى ، وكذلك بما تضيفه هذه القراءات من معان جديدة وغير ذلك مما قد ذكر سلفاً من فوائد تعدد القراءات واختلافها ، ومما سوف يأتى إن شاء الله أثناء ذكر صور اختلاف القراءات وضوابط التعامل معها ومع الأقوال التفسيرية الناشئة عنها.
وحاصل هذه الصورة فيما يتعلق بما لا يعتد به من اختلاف المفسرين ، إن اختلاف المفسرين بسبب القراءات غير معتبر ، لكون الاختلاف بين القراءات نفسها غير معتبر ، بل أن لذلك فوائده المذكورة فى مواضعها من هذا البحث.
الصورة السادسة:
أن يذكر أحد المفسرين أقوالاً فى تفسير آية ، هذه الأقوال جميعها يحتملها نص الآية ، ولا دليل لقول واحد منها يبعث على ترجيحه على غيره.(1/3360)
فى هذه الحالة نحمّل الآية جميع هذه الوجوه كتفسير لها ، حيث لا مانع يمنع من ذلك ، ولا مرجح لرأى منها ، ولا نعد ذلك خلافاً ما دام النص القرآنى قد ضم هذه الأقوال المفسرة جميعها بين شاطئيه.
وهذه الصورة موجودة بوفرة فى كتب التفسير ، ونستطيع أن نصور لها هنا مثالاً هو تفسير العلماء لقوله تعالى: ((وللرجال عليهن درجة))[95]. ، نقل ابن عطية فى المحرر الوجيز أقوالاً متعددة فى تفسير الدرجة التى جعلها الله للرجال على النساء.
فنقل عن مجاهد وقتادة ، قالا: ذلك تنبيه على فضل حظه على حظها فى الجهاد والميراث وما أشبهه.
وقال زيد بن أسلم وابنه: ذلك فى الطاعة عليها أن تطيعه وليس عليه أن يطيعها.
وقال عامر الشعبى: ذلك الصداق الذى يعطى الرجل وأنه يلاعن إن قذف وتحد إن قذفت.
وقال ابن عباس: تلك الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة والتوسع للنساء فى المال والخلق ، أى أن الأفضل ينبغى أن يتحامل على نفسه ، وهذا قول حسن بارع.
وقال ابن إسحاق: الدرجة الإنفاق وأنه قوام عليها.
وقال ابن زيد: الدرجة ملك العصمة وأن الطلاق بيده ……….
ذكر ابن عطية هذه الأقوال جميعها وكلها صحيحة ولا مانع يمنع من إرادتها كلها ، ولذلك قال ابن عطية بعد ذلك تعليقاً عليها: وإذا تأملت هذه الوجوه التى ذكر المفسرون فإنه يجئ من مجموعها درجة تقتضى التفضيل.[96].
الصورة السابعة:
أن يتفق المفسرون على أصل معنى واحد تدور أقوالهم حوله ، ثم يختلفون فى كيفية دلالة الآية على هذا المعنى كأن يحمل بعضهم دلالة الآية على هذا المعنى بطريق المجاز ، بينما يحمل غيرهم ذلك على الحقيقة.
ومن أمثلة ذلك خلافهم فى تفسير قوله تعالى: ((تخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى))[97] فقد ذكر المفسرون هنا أقوالاً فى تفسيرها منها ما يلى:
1- قال بعضهم: المعنى تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، ودلالة الحى على المؤمن ، والميت على الكافر دلالة مجازية.(1/3361)
2- وقيل: المراد الحياة والموت الحقيقيان ، والمعنى أنه يخرج النطفة من الرجل وهى ميته وهو حى ، ويخرج الرجل منها وهى ميتة ، وينسب هذا الرأى إلى ابن مسعود.
وقيل:بل المراد أنه يخرج الدجاجة وهى حية من البيضة وهى ميتة ، ويخرج البيضة وهى ميتة من الدجاجة وهى حية وينسب هذا الرأى إلى عكرمة.[98].
وعلى كل فالدلالة هنا حقيقية وليست مجازية ، مع اتفاق الرأيين على أصل المعنى وهو قدرة الله عز وجل على إخراج الحى من الميت والميت من الحى.أو أن يكون اللفظ مشتركاً لفظياً فيحمله كل منهم على أحد معنييه ، مع اتفاقهم على ما يدل عليه ويهدف إليه كاختلافهم حول تفسير قوله سبحانه: ((فأصبحت كالصريم))[99].
إذ إن لفظ "الصريم" مشترك بين سواد الليل وبياض النهار ، ولذلك قيل: المعنى أنها - أى الجنة الواردة فى السورة - أصبحت سوداء كالليل لا شئ فيها ، وقيل: بل أصبحت كالنهار بيضاء ولا شئ فيها. فالمقصود هنا شئ واحد وإن شبه بالمتضادين اللذين لا يلتقيان.[100] وذلك لا يعد خلافاً يعتد به لاتفاقهم على المقصود .
الصورة الثامنة:
أن يقع الخلاف فى التأويل وصرف الظاهر عن مقتضاه إلى ما دل عليه الدليل الخارجى ، فإن مقصود كل متأول الصرف عن ظاهر اللفظ إلى وجه يتلاقى مع الدليل الموجب للتأويل وجميع التأويلات فى ذلك سواء فلا خلاف فى المعنى المراد.[101]
ومثال ذلك آيات الصفات ، فإن للعلماء حولها اتجاهين:
أولهما: اتجاه السلف وهو الإيمان بها وتفويض علم حقيقتها إلى الله مع التنزيه المطلق لله عن مشابهة الحوادث. وقد عبر عن هذا الاتجاه أيما تعبير الإمام مالك –رحمه الله- إذ سئل عن معنى قوله سبحانه: ((الرحمن على العرش استوى))[102] فقال: الكيف غير معقول ، والاستواء غير مجهول ، والإقرار به من الإيمان ، والجحود به كفر.
وثانيهما: وهو اتجاه الخلف وهو مذهب أهل التأويل.(1/3362)
وحاصله اللجوء إلى تأويل هذه الصفات بما يليق وجلال الله تعالى ، وقد وازنوا بينها فقيل: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم. وعلى كل فليس مجالنا هنا مناقشة ذلك ، ولكن فى مجال التمثيل للصورة المذكورة ، ومثالها متوفر فى اتجاه الخلف حول آيات الصفات وذلك أنهم يؤولونها.
ومن ذلك ما ذكروه من تأويلات لقوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى))
فقيل: معناه استولى ، وقيل: بل هو إشارة إلى العلو والرفعة ، وقيل: بل معناه أقبل على خلق العرش…..الخ
فهذا خلاف فى تأويل النص وفى كيفية صرف ظاهره عن أن يكون مراداً ، ومثل ذلك مما لا يعتد به فى الخلاف لكونهم متفقين حول الوجه الذى أوجب التأويل وهو فى هذا المثال امتناع أن يكون سبحانه مشابهاً للحوادث. فقد مضوا جميعاً فى هذا الإطار وإن اختلفت تأويلاتهم .
وبعد ، فهذه صور مما لا يعتد به فى الخلاف وهى موجودة فى كتب التفسير ، وقد يقاس عليها غيرها مما هو فى معناها ، وقد ذكرناها كى يتبين لنا أن كثيراً مما نقرأه فى كتب التفسير على أنه خلاف لا يعتبر كذلك فى الحقيقة.
ــــــــــــــ
** الحواشي السفلية :
(1) الاتقان2/38
(2) الإتقان 2/31
(3) الموافقات للشاطبى -4/122.
(4) سورة الفاتحة : 5.
(5) سورة فاطر : 32
(6) مقدمة فى أصول التفسير - ص 51: 54
(7) المرجع السابق - ص 48: 67
(8) يقصد ابن تيمية بذلك أصحاب المذاهب المنحرفة عن طريق أهل السنة ممن أخضعوا آيات القرآن لمعتقداتهم ومذاهبهم كالمعتزلة والروافض وغيرهم.
(9) مقدمة فى أصول التفسير - ص 84
(10) مقدمة التسهيل -1/12.
(11) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى - 1/12.
(12) الموافقات للشاطبى - 4/120.
(13) راجع فى ذلك تفسير التحرير والتنوير - 1/46 وما بعدها بتصرف.
(14) سورة الفاتحة:5
(15) سورة البقرة:255
(16) سورة النحل:102
(17) سورة الفاتحة :4
(18) سورة البقرة : 259
(19) سورة يوسف : 110
(20) سورة إبراهيم : 46(1/3363)
(21) نقلاً عن مناهل العرفان - 1/85, 86 باختصار وتصرف
(22) سورة المطففين:3
(23) أنظر: الدر المصون- 6/490 ، فتح القدير - 5/500.
(24) سورة الأعلى : 6.
(25) أنظر: الدر المصون - 6/510.
(26) سورة طه : 77.
(27) سورة الواقعة : 17.
(28) أنظر: فتح القدير - 5/186 ، والكثبان جمع كثبة وهى: كل مجتمع من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلاً.
(29) سورة القلم: 20.
(30) سورة البقرة: 228.
(31) سورة النساء: 54.
(32) سورة المجادلة : 31
(33) سورة المائدة : 89.
(34) سورة النساء:92.
(35) سورة المائدة: 89.
(36) سورة هود: 40.
(37) أنظر: تفسير الطبرى - 12/25.
(38) أنظر: إزالة الإلباس -ص 100 ، فقد ذكرت هناك وجوهاً أربعة لترجيحه.
(39) سورة النجم: 43.
(40) سورة البقرة : 9.
(41) أنظر: أصول التفسير لخالد العك - ص64.
(42) سورة الحجرات: 4.
(43) سورة الحشر: 14.
(44) أنظر: مبحث هل فى القرآن زائد ؟ - ص150 ، 159.
(45) سورة البقرة: 67.
(46) سورة البقرة: 72.
(47) فتح القدير - 1/126.
(48) سورة آل عمران: 85.
(49) سورة النساء: 157 ، 158.
(50) سورة الزمر: 42.
(51) سورة البقرة: 184.
(52) سورة البقرة: 185.
(53) نواسخ القرآن لابن الجوزى - ص65: 69 بتصرف.
(54)سورة الحج: 78.
(55) سورة البقرة: 286.
(56) سورة التغابن: 16
(57) نواسخ القرآن لابن الجوزى - ص196.
(58) سورة آل عمران: 102.
(59) سورة التغابن: 16.
(60) سورة التوبة:28.
(61) الدر المنثور - 3/409.
(62) زاد المسير - 3/316.
(63) محاسن التأويل للقاسمى - 8/163 ، و أنظر: فتح القدير - 2/434.
(64) الموافقات 4/121
(65) نفس المرجع 2/509 وما يعادلها
(66) نفس المرجع 2/509 وما بعدها
(67) التفسير والمفسرون 2/509
(68) مقدمة فى أصول التفسير صـ53
(69) سورة البقرة: 57.(1/3364)
(70) نص الحديث عند البخارى فى كتاب التفسير((الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)) والرواية التى ذكرها الشاطبى أشار إليها ابن حجر فى الفتح 4/14 مبيناً أنها هى التى أظهرت دخول الحديث فى تفسير آية المن والسلوى وقد قيل فى وجه كون الكمأة مناً: إنها شجرة تنبت من نفسها من استنبات ولا مؤنة.
(71) الموافقات 4/121
(72) المحرر الوجيز 1/148
(73) مقدمة فى أصول التفسيرصـ59
(74) سورة النور : آيات اللعان 6 إلى 9.
(75) أنظر: الدر المنثور - 5/43 وما بعدها ، أسباب النزول للواحدى - ص 326.
(76) أنظر: الدر المنثور - 4/255 ، و أنظر: مناهل العرفان - 1/116 وما بعدها.
(77) مقدمة فى أصول التفسير - ص 48 وما بعدها.
(78) سورة البقرة : 57.
(79) الموافقات - 4/121.
(80) سورة الواقعة : 73.
(81) سورة الرعد: 31.
(82) أنظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووى - 3/88 - القسم الثانى.
(83) أنظر: فتح القدير - 3/104.
(84) سورة الأعراف: 105.
(85) أنظر: تفسير الكشاف - 2/101 ، المنار - 9/38.
(86) سورة الإنسان : 6.
(87) أنظر: تفسير النكت والعيون - 1/38 ، و أنظر فى تقرير هذه القاعدة : البرهان - 2/207 وما بعدها ، والإتقان 2/182 ، والمعتمد فى أصول الفقه -1/17 ، والمستصفى - ص189 ، وإرشاد الفحول - ص411.
(88) سورة التوبة : 103.
(89) البخارى - كتاب الزكاة - باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة.
(90) أنظر: الموافقات - 4/122 ، أضواء البيان - 1/191 وما بعدها.
(91) سورة النساء : 24.
(92) أنظر: الدر المنثور -2/250: 253.
(93) أنظر: الموافقات - 4/122 ، أضواء البيان - 1/253.
(94) أنظر: المغنى - 6/644.
(95) سورة البقرة: 228.
(96) المحرر الوجيز - 1/306.
(97) سورة آل عمران: 27.
(98) أنظر: المحرر الوجيز - 1/918.
(99) سورة القلم : 20.
(100) أنظر: الموافقات - 4/123 ، والمحرر الوجيز - 5/349.
(101) الموافقات للشاطبى - 4/123.
(102) سورة طه: 5
---(1/3365)
عبدالرحمن الشهري
06-28-2003, 03:21 PM
مرحباً بكم يا شيخنا الكريم في ملتقى أهل التفسير باسم جميع المشرفين والأعضاء على هذا الموقع العلمي المتخصص. ونحن سعداء بانضمام أمثالكم إلى موقعنا الناشئ.
وأستأذن شيخنا الكريم - وفقه الله - بالتعريف به للزملاء أعضاء الملتقى وزواره ليتعرفوا على بعض جوانب شخصية الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب وفقه الله.
الاسم : أحمد سعد الخطيب.
أستاذ بجامعة الأزهر ، ومعار للتدريس بـ( كلية التربية للبنات بجازان – صبيا ).
المؤلفات :
1. الإسرائيليات فى التفسير.
2. المعنى القرآنى فى ضوء اختلاف القراءات.
3. إزالة الإلباس عن كلام رب الناس.
4. الحملة العلمانية على حد الردة – دوافعها ودفعها.
5. بدائع الفوائد فى سورة " الكافرون " في رؤية لابن القيم – عرض ودراسة.
6. الاختصار فى نقد الاتجاه العقلي في تفسير المنار.
7. قبس من هدى سورة الحجرات.
10- التدرج التشريعي في القرآن الكريم.
11- البيان المختصر – شرح نظم قطف الثمر ، وهو شرح لنظم السيوطى فى الموافقات العمرية للقرآن الكريم.
12- سورة الحج – دراسة تحليلية.
13- رؤية حول منهج الشنقيطى فى أضواء البيان.
14- فتح الوهاب بتفسير آيات السؤال والجواب.
15- نظرات فى فواصل بعض الآيات.
بعض البحوث المختصرة :
1. مفهوم الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=549)
2. الخلاف بين المفسرين – مظاهره وأسبابه. وهو المشاركة السابقة.
3. عزة المؤمن لا تكون إلا بالله.
4. فى رحاب قول الله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم 000" الآية ونحو ذلك من المقالات أو الدراسات المختصرة التى توازن بين الأكاديمية ومتطلبات المثقف العادى أو غير المتخصص.(1/3366)
كما أفاد حفظه الله أنه بصدد الانتهاء من إعداد (معجم كامل للمصطلحات التي تضمها كتب التفسير) والتعريف بها تعريفا يفي بغرض أنها مفاتيح تفتح الباب لمن يريد أن ينفذ إلى التوسعة فيى الحديث عن المصطلح ، كما أنها مفاتيح تسعف القارئ لكتب التفسير عندما يتعسر عليه فهم مصطلح حيث يسهل الرجوع إلى هذا المعجم وفي المادة المطلوبة ليجد بغيته إن شاء الله.
وقد طلب فضيلته من الأعضاء المتخصصين الكرام إمداده بمدد من هذه المصطلحات لإضافتها إلى مواد المعجم التي وصلت إلى ألف وخمسمائة مادة معجمية.
نسأل الله أن يبارك في عمره وجهده ، وأن يكتب له الأجر والثواب على أعماله ، ونشكره على انضمامه لعضوية ملتقى أهل التفسير ، ونطلب منه تزويدنا بالبحوث التي يراها مناسبة للمتخصصين في هذا الموقع العلمي المتخصص لينتفع بها طلاب العلم في كل مكان جزاه الله خيراً.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:38 PM
يرفع ، للفائدة ، وللسؤال عن كاتب هذا الموضوع ، فقد غاب عنا منذ وقت ليس بالقصير وفقه الله
---
د. هشام عزمي
02-13-2005, 01:36 AM
الشيخ الخطيب أنهى إعارته للمملكة و صار عميدًا للكلية التي يعمل بها و التي لا أذكر اسمها صراحة لكنها في صعيد مصر .. و هذا جعله مشغولاً جدًا .. و قد افتقده الجميع على الشبكة و لستم وحدكم يا شيخنا .
---
(1/3367)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صحيفة فرنسية تنشر صوراً مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم
---
صحيفة فرنسية تنشر صوراً مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم
---
عبدالرحيم
02-01-2006, 04:45 PM
أعادت جريدةٌ فرنسية نشرَ الصور التي تسيء للرسول- صلى الله عليه وسلم- اليوم الأربعاء 1/2/2006م، فيما تواصلت الحملات الإعلامية الغربية ضد المسلمين بسبب حملة المقاطعة التي نظمتها العديدُ من القوى الإسلامية السياسية والشعبية ضد الدنمارك لنشر جريدة دنماركية تلك الصور، ورفض الحكومة الدنماركية اتخاذ إجراءات ضد الصحيفة.
وأشارت وكالات الأنباء إلى أن جريدة (فرانس سوار) الفرنسية نشرت اليوم هذه الصور التي تسيء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، زاعمةً أن نشرها لا يستهدف استفزاز المسلمين ولكن بهدف نشر موضوع أثار جدلاً عالميًّا، وقد وجهت الجريدة انتقادات لبعض القوى الإسلامية متهمةً إياها بعدم التسامح مع حرية الرأي والتعبير الصحفي.
وتأتي إعادة نشر هذه الصور في غضون حملة إعلامية غربية على المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وذلك بسبب الاعتراضات الإسلامية ضد الحكومة الدنماركية لرفضها اتخاذ إجراءات ضد جريدة (جيلاندز بوستن) التي نشرت تلك الصور، وكذلك عدم تقديم الصحيفة اعتذارًا صريحًا عن نشرِ تلك الصور؛ حيث أكد رئيس تحرير الصحيفة أنها آذت المسلمين لكنها لا تنتهك التشريعات الدنماركية.(1/3368)
فقد هاجمت العديد من الصحف العالمية- ومن بينها جريدة (ديلي تليجراف) البريطانية- الإسلام والمسلمين، بتهمة عدم احترام الرأي الآخر، وذلك على الرغمِ من مساس الصور بمبدأ أصيل من مبادئ حقوق الإنسان في المجتمعِ الغربي وهو حرية العبادة وعدم ازدراء الأديان، إلى جانب استخدام المسلمين أساليب سلمية في التعبير عن آرائهم ومن بينها المقاطعة الاقتصادية، وهي ذات الأساليب التي يستخدمها الغرب للضغط لتحقيق مصالحه.
في أثتاء ذلك نقلت (BBC) عن الصحفي فلامينج روزيه مسئول القسم الثقافي في الجريدة الدنماركية والمسئول المباشر عن نشر الصور قوله إنه نشرها دون قصد الإساءة إلى المسلمين، مؤكدًا أن نشرها يأتي في إطار تعريفِ المسلمين بأنَّ العالمَ منشغلٌ بقضاياهم ومتفاعل معها!!
--------------
نشرت صحيفة فرانس سوار الباريسية في عددها الصادر اليوم مجمل الصور الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة غيلاندز بوستن الدانماركية يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وأثارت استياء كبيرا في العالم الإسلامي كونها تسيئ للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وزعمت الصحيفة الفرنسية أنها اختارت نشر هذه الرسوم التي تثير جدلا متصاعدا منذ ظهورها في الدانمارك، ليس لهدف الاستفزاز المجاني بل لأنها تشكل "موضوع جدل على نطاق عالمي واسع محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديمقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".
واعتبرت فرانس سوار أنه لا يوجد في الرسوم الكاريكاتورية أي نية عنصرية أو رغبة في تحقير أي مجموعة، ووصفت بعض الرسوم بالطريف وبعضها بغير ذلك.
لكنها عمدت إلى مهاجمة ما وصفته بعدم التسامح من قبل الإخوان المسلمين وسوريا والجهاد الإسلامي ووزراء داخلية الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بسبب "دعوتهم لمواطني المجتمعات الديمقراطية والعلمانية إلى إدانة الرسوم الكاريكاتورية باعتبار أنها تندرج في إطار الإساءات التي تعرض لها الإسلام".(1/3369)
وشددت الصحيفة الفرنسية على أنها لن تعتذر عن إعادة نشرها هذه الرسوم "لأننا أحرار في التحدث والتفكير والاعتقاد، وبما أن هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم على أنهم أساتذة في الإيمان ويجعلون القضية مسألة مبدأ، علينا أن نكون حازمين".
ومضت فرانس سوار تقول "يحق لنا رسم صور كاريكاتورية لمحمد ويسوع المسيح وبوذا ويهودا وكل أشكال الألوهية" زاعمة أن ذلك يندرج تحت بند حرية التعبير في بلد علماني.
موقف الصحيفة الدانماركية
ويأتي موقف الصحيفة الفرنسية بعد يوم من رفض غيلاندز بوستن تقديم اعتذار صريح عن نشرها الرسوم المسيئة للنبي محمد، رغم إقرار رئيس تحرير الصحيفة بأن هذه الرسوم "آذت بشكل لا يقبل الجدل مشاعر الكثير من المسلمين، وإن كانت لا تنتهك التشريعات الدانماركية".
وقال رئيس تحرير الصحيفة كارستن بوست إنه حدث سوء فهم أدى لتفسير الرسوم على أنها حملة موجهة ضد الإسلام.
وبدوره أعاد رئيس الوزراء الدانماركي أندير فوغ راسموسن التأكيد على أن بلاده تعتمد حرية الصحافة، وأن الصحف تقرر وحدها الرسوم الكاريكاتورية التي تريد نشرها مشددا على أنه لا يمكنه التدخل لتحديد ما يجب أن ينشر عبر وسائل الإعلام.
ويجمع المحللون على أن موقف رئيس الوزراء ورفضه استقبال ممثلي الجالية الإسلامية أو السفراء، أدى لتفاقم الأزمة.
غضب رسمي وشعبي
في هذه الأثناء تواصلت موجة الغضب الرسمي والشعبي في الشارع الإسلامي، منددة بالرسومات ومطالبة الدانمارك بالاعتذار.
ودعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف المسلمين في العالم إلى المقاطعة، كما قرر العديد من المؤسسات التجارية العربية مقاطعة البضائع الدانماركية.(1/3370)
وفي غزة تجمع مسلحون أمام مقر الاتحاد الأوروبي مطالبين حكومتي الدانمارك والنرويج باعتذارات، وبمنع دخول رعايا الدولتين إلى غزة. كما دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصرف حكومة كوبنهاغن معتبرة أنه يعكس "استهتارا بمشاعر الآخرين".
على الصعيد الرسمي جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تصريحات بتونس إدانته لنشر الرسوم. وقال إن الصحافة الغربية تعتمد "سياسة الكيل بمكيالين تجاه الإسلام واليهودية".
فيما دعا وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز الدول العربية الأخرى إلى استدعاء سفرائها في كوبنهاغن للتشاور مثلما فعلت السعودية الأسبوع الماضي، كما قررت ليبيا إغلاق بعثتها الدبلوماسية في الدانمارك.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8699DF9B-79EC-43A4-852F-542CD2080988.htm
---
(1/3371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول قوله سبحانه : ... فما رعوها حق رعايتها
---
سؤال حول قوله سبحانه : ... فما رعوها حق رعايتها
---
أخوكم
06-27-2003, 09:21 PM
بحثت كثيرا عن جواب لإشكال في تلك الآية في كتب التفسير وسألت بعض أهل العلم فلم يشفوا ما نفسي لأنهم اعترفوا أصلا أن المسألة غامضة .
قال الله عز وجل :
( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:27)
في الآية إشكالان الأول في قوله إلا ابتغاء رضوان الله ... ويزول إن جعلنا الاستثناء منقطعا بمعنى ما كتبناها عليهم وإنما كتبنا عليهم إرضاء الله فاخترعوا وسائلا من عند أنفسهم لإرضائه سبحانه .
أما الإشكال الثاني وهو موضع البحث فهو :
يقول الله : فما رعوها حق رعايتها ... إن مفهوم المخالفة من الآية ... أنهم لو رعوا الرهبانية التي ابتدعوها لما أصابهم الذم .... فإذا كان هذا المفهوم صحيحا فالسؤال هل الرهبانية المبتدعة إذا روعيت جازت ؟
ثم توصلت إلى جواب باجتهاد من عندي وهو أن الضمير في الرعاية رجع إلى الرهبانية لا إلى الابتداع أو يرجع إلى رهبانية مبتدعة وليس لبدعة محضة . وبالتالي يبقى النهي عن الابتداع عاما لا يخصصه شئ .
أتمنى منكم المشاركة .
---
(1/3372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد مثال آخر أن اللام تفيد البعديه ؟
---
هل يوجد مثال آخر أن اللام تفيد البعديه ؟
---
سلسبيل
07-04-2006, 10:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ د. محمد السبيهين في شرحه للآجروميه أن اللام من حروف الجر قد يأتي بمعنى البعديه وقال حفظه الله
((في قول الله -سبحانه وتعالى-: ? أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ? [الإسراء: 78]، الدلوك هو الزوال، والمفسرون قالوا: إن المقصود بالصلاة هنا هي صلاة الظهر، وأنه معروف أن صلاة الظهر تؤدى بعد الزوال، فقالوا: إذن إن اللام هنا أفادت البعدية، أي بعد دلوك الشمس، لأنه ما دام المقصود بها صلاة الظهر،
وصلاة الظهر إنما يحين وقتها بعد زوال الشمس، إذا زالت الشمس حل وقتها فإذن اللام هنا تفيد معنى البعدية، طبعاً أخذ هذا من معرفة أن وقت الصلاة إنما يكون بعد الزوال وليس فيه، فلا نستطيع أن نقول: إنها بمعنى "عند"؛ لأنه عند الزوال إنما يكون الأمر بعد الزوال.))
فهل هناك مثال آخرأو أمثله من القرآن الكريم أفادت فيه اللام معنى البعديه ؟
وجزاكم الله خيرا
---
منصور مهران
07-04-2006, 10:57 PM
في الحديث : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) فالصوم لا يكون إلا بعد الرؤية ، وكذلك الإفطار .
وقال الشاعر :
فلما تفرقنا كأني ومالكا = لطول اجتماعٍ لم نبت ليلة معا
أي : بعد طول اجتماع . وبالله التوفيق .
---
عبدالله بن بلقاسم
07-06-2006, 12:46 AM
ماثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم انطلق النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة وقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة
لأربع خلون من ذي الحجة
يعني بعد أربع خلون
وقد أشار إلى المعنى أبو حيان رحمه الله في البحر
---
منصور مهران
07-06-2006, 02:13 PM(1/3373)
استوقفني من استشهاد النحاة إيراد آية واحدة من القرآن الكريم يستشهدون بها على اللام التي بمعنى (بعد) ، وهي آية : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) ، وهذه اللام لها شواهد كثيرة من الحديث النبوي ، ووردت كثيرا في الشعر .
وحاولت مرارا البحث عن شاهد آخر في القرآن مما ذكره العلماء في هذا الموضوع - مثل كتاب ( دراسات لأسلوب القرآن الكريم ) للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة ، وغيره - فلم أجد بغيتي في المحفوظ والمقروء وخانتني الذاكرة فرأيت أنه من الصواب أن أقرأ القرآن الكريم من البداية وأجلت وِرد قراءتي لأحسن المتابعة والتدبر ولما أتممت القراءة وجدت موضعا جاءت فيه اللام بمعنى (بعد) تأكيدا ؛ وذلك في قول ربنا تبارك وتعالى : ( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) ذلك أن الاستغفار قبل الذنب معدود من الشكر فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلا يكون الاستغفار تهيئة للذنب والعصيان بل اعتصاما بعصمة الله ليستحضر المستغفِر شناعة الذنب فلا يقع فيه ، وإن وقع فعن غفلةٍ لا إصرار . وأما الاستغفار فيتأكد فعله بعد الذنب ؛ لأن الاستغفار حسنة والحسنات يذهبن السيئات ، وقد ورد في حديثٍ : ( أحدث لكل ذنب توبة ) وهو شاهد على المعنى ودلالة اللام ، وفي بعض رواياته : ( أحدث مع كل ذنب توبة ) و لفظ (مع) هنا لا يمكن أن يدل على اقتران الذنب بالتوبة زمن الفعل بل المراد الإسراع بالتوبة فور التنبه والتذكر لخشية الله ، فكأن التوبة لما خصصت لهذا الذنب كانت قرينته في التلازم والمعية ، والله أعلم بالصواب .
---
أبو عبدالرحمن
07-06-2006, 09:58 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد اليانعة.
أخي منصور: ألا يمكن أن يقال: إن اللام في قوله:{لذنبك}للتعليل،أي استغفر لأجل ما وقعت فيه من الذنب.
علما أني قلت هذا تفقها ولم أراجع كتب التفسير
---(1/3374)
منصور مهران
07-07-2006, 03:08 PM
عرض الأستاذ أبو عبد الرحمن وجها آخر لمعنى اللام في قوله تعالى : ( واستغفر لذنبك ) أن تكون للتعليل .
قلت : للنحاة طرائق في استنباط المعاني من الأوجه المحتملة ، لذلك تتعدد الأقوال في المسألة الواحدة ، ويكون أحيانا للرجل منهم أكثر من قول في الشاهد الواحد ، ومع ذلك يظل الاختيار الأنسب للمعنى الأقرب ، وقد وجدت في معنى الآية ذلك القرب فآثرته لما ترجح عندي ، ولعل من هو أعلم مني يأتي ببيان وبرهان لا يسعني إلا قبوله ، وباب المناقشة متاح لكل من أراد الحقيقة . هذه واحدة .
وأخرى وجدتها في آية : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ...) آل عمران / 81 ؛ فقد قرأ الحسن وحمزة ويحيى بن وثاب وهبيرة عن حفص عن عاصم ( لِما ) - بكسر اللام الجارّة وتخفيف الميم - ( انظر : معجم القراءات القرآنية - للخطيب 1 / 535 ) وحكى القرطبي ان بعضهم جعلها في هذه القراءة بمعنى ( بعد ) ، كما في قول النابغة الذبياني :
توهمت آياتٍ لها ، فعرفتها = لستة أعوامٍ ، وذا العامُ سابعُ
أي : ( بعد ) ما آتيتكم ، و ( بعد) ستة أعوامٍ . ( القرطبي 4 / 126 - دار الكتب)
فلا بأس إن شاء الله من تعدد الأقوال في معاني الحروف مادام المعنى العام لا يختل ، وبالله التوفيق .
---
(1/3375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > توزيع نسخة من القرآن الكريم على كل مواطن بلجيكي
---
توزيع نسخة من القرآن الكريم على كل مواطن بلجيكي
---
أبوأحمدعبدالمقصود
03-04-2007, 12:37 AM
أعلنت صحيفة (دستندار) البلجيكية الناطقة باللغة الفلمنكية أمس الجمعة توزيع القرآن الكريم باللغة الفلمنكية على المواطنين البلجيكيين اعتبارا من يوم الاثنين المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من توزيع نسخ القرآن الكريم "هو مساعدة المواطن البلجيكي على فهم القرآن حتى لا تختلط عليه الأمور بحيث لا يستطيع أن يفرق بين الدين الإسلامي والإرهاب".
وأضافت أن عملية التوزيع ستكون عبر ملحق خاص بالصحيفة سيوزع مجانا حيث سيحتوي أيضا على تعريف بالحضارة والفن الإسلامي .
يذكر أن الديانة الإسلامية إحدى الديانات الرسمية في بلجيكا
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=31133&Page=13
---
د.خضر
03-04-2007, 09:56 AM
والله غالب على أمره ولكن كيف يفهم الأعجمي القرآن وهو ليس بلسانه هذه واحده
أما الثانية المهم سلامة هذه المصاحف من أي تحريف أو تأويل أو انتحال.
ومن وجهة نظري الشخصية ، لو وزع عليهم التفسير الميسر مترجما إلى لغتهم لأصاب المحز.
وما النصر إلا من عند الله، وأول الغيث قطره.
---
(1/3376)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل تريد ( معجم القراءات ) للدكتور عبد اللطيف الخطيب ؟
---
هل تريد ( معجم القراءات ) للدكتور عبد اللطيف الخطيب ؟
---
أبو العالية
01-08-2007, 10:48 AM
الحمد لله ، وبعد
عندي كتاب ( معجم القراءات ) للدكتور عبد اللطيف الخطيب
والكتاب يقع في إحدى عشر مجلداً
وهو عندي على صيغة pdf
فإن رغب الإخوة عملت على تحميله هنا .
ودمتم على الخير أعواناً
---
أبو بيان
01-08-2007, 11:23 AM
نرغب يا أبا العالية ولم لا ..
---
طه محمد عبدالرحمن
01-08-2007, 12:52 PM
بارك الله فيك
المعجم كاملا بأجزائه الأحد عشر يمكنكم تحميله بزيارة الصفحة الآتية :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89041&highlight=%E3%DA%CC%E3+%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA
---
القاضي الأثري
01-17-2007, 12:14 AM
جزاك الله خيرا
---
مراد طباخي
01-18-2007, 06:31 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول وبعد فإني احيكم من القدس ودعو الله أن يجمعنا في عليين بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم...جزاك الله خيرا يا أبا العالية واذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله.أخوك مراد طباخي المقدسي..
---
القعقاع محمد
01-21-2007, 11:15 AM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
02-09-2007, 08:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن في الجزء السادس خللاً فبعد تحميله لا يفتح الملف . فما المشكلة أيها الفضلاء ؟
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 06:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : حاولت تحميل ملفات الكتاب المذكور فلم يتحمل منه إلا جزؤه الأول،
الرجاء محاولة تصحيح طريقة التحميل والتنويه بذلك وجزى الله الجميع خيرا.
---
أبو العالية
02-11-2007, 10:37 AM
الحمد لله ، وبعد ..
الكتاب تم تحميله كاملاً
ولا أدري ما المشكلة عندكم
---(1/3377)
نورة
02-11-2007, 12:01 PM
تم تحميل الكتاب كاملا
ولله الحمد
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 09:20 PM
الإخوة الكرام:
المشكلة أنه بعد حفظ الملفات الثمان بواسطة (رار) لم يفتح منها سوى الأول، وبقيةالملفات بقيت محفوظة على الجهاز ولكن لا تعمل فهل أعيد التحميل مرة أخرى أم ماذا؟
---
(1/3378)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير مقاتل المطبوع
---
سؤال عن تفسير مقاتل المطبوع
---
الماوردي
11-14-2006, 01:38 PM
هل تفسير مقاتل الكامل فيه إضافة علمية على التفاسير المتأخرة عنه
وهل معتقده فيه تأثير واضح في تفسيره؟
---
جمال أبو حسان
11-14-2006, 02:17 PM
اظن اولا بعد التحقق من صحة نسبته الى مقاتل ان هذا الكتاب مفيد جدا في اعادة النظر فيما كتب عن تاريخ التفسير بخاصة لا سيما وانهم يقولون ان نضوج التفسير كان متاخرا عن هذا التاريخ ويلزم من هذا الكتاب ان الامر على غير ذلك ويظهر والله اعلم من خلال بعض القراءات في هذا الكتاب ان معتقد مقاتل كان له بعض التاثير فيما كتب لكن الامر يحتاج الى تتبع لم افعله انا الى الان
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2006, 08:44 AM
تفسير مقاتل المطبوع كتاب قيم جداً ، لا يستغني عنه المتخصص في الدراسات القرآنية كما تفضل أخي الدكتور جمال أبو حسان ، وأقوال مقاتل التي فيه هي أقواله التي ينقلها المفسرون بعده عنه ، مما يؤكد صحة نسبته إليه ، وهو يمثل حلقة مهمة متقدمة من حلقات التصنيف في تفسير القرآن الكريم ، حيث توفي رحمه الله سنة 150هـ ، وهو تاريخ متقدم على الكتب التي جاءت بعده كعبدالله ابن وهب المتوفى سنة 197هـ ، ويحيى بن سلام المتوفى سنة 200هـ ، والطبري المتوفى سنة 310هـ وغيرهم . وفيه فوائد كثيرة يضيق المجال عن سردها ، وهي لا تخفى على طالب العلم المتخصص الذي اطلع على هذا السفر النفيس .(1/3379)
غير أنني أرى أن هذا التفسير قد ظلمَ بحبسه مدة طويلة عن طلبة العلم بعد تحقيق الدكتور عبدالله شحاته له قديماً ، ثم لما خرج مؤخراً مطبوعاً في خمسة مجلدات عن دار إحياء التراث ، خرج مشوهأً سيء الطباعة ، فيه مبالغة في عدد الصفحات ، مع ضعف التحقيق ، وحذف المقدمة الدراسية ، وسرد الآيات القرآنية قبل السورة مصورة بكاملها دون داعٍ لذلك . ثم صدرت له طبعة في ثلاثة مجلدات عن دار الكتب العلمية في بيروت . وقد سبق أن صدرت طبعة الكتاب في مجلدين صغيرين قديماً وهي أجود طبعاته من حيث الحرف دون خدمة الكتاب خدمة علمية تليق به وبمكانته في التفسير وتقدمه.
وإنني أرى جدارة هذا التفسير بإعادة التحقيق العلمي له ، والتوثيق للأقوال التي أوردها ، وموازنة ما فيه من أقوال بما ذهب إليه بعده المفسرون كالطبري وابن عطية ، فقد خدمه الدكتور عبدالله شحاته قديماً قبل أن تنشر معظم كتب التفسير نشراً علمياً ، وقبل أن تنهض الدراسات القرآنية وأدواتها هذه النهضة المباركة التي نشهدها اليوم .
---
د. أنمار
11-17-2006, 08:29 PM
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي
خلاصة قول الحافظ ابن حجر فيه:
" كذبوه وهجروه ورمى بالتجسيم "
بعض المقتطفات مما قيل فيه نقلا عن التهذيب:
بعض أقوال الأئمة الأربعة:
قال أبو حنيفة أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه
عن أبي حنيفة أفرط جهم في النفي حتى قال أنه ليس بشيء وأفرط مقاتل في الاثبات حتى جعل الله بالى مثل خلقه
وعن مالك بن أنس أنه بلغه أن مقاتل بن سليمان جاءه إنسان فقال له أن إنسانا جاءني فسألني عن لون كلب أصحاب الكهف فلم أدر ما أقول له فقال له الا قلت ايقع فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك
قال نعيم بن حماد هذا أول ما ظهر لمقاتل من الكذب
وروي عن الشافعي من وجوه الناس عيال على مقاتل في التفسير
وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله يسأل عنه فقال أرى أنه كان له علم بالقرآن(1/3380)
بعض ما قيل في تفسيره:
وقال الخليلي محله عند أهل التفسير محل كبير وهو واسع لكن الحفاظ ضعفوه في الرواية وهو قديم معمر وقد روى عنه الضعفاء مناكير والحمل فيها عليهم (ولعل هذا من باب تحسين الظن وغيره اتهمه نفسه كما سيأتي)
قال علي بن الحسين بن الواقد كنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك فإذا كان له من القدر ما يؤلف تفسير القرآن في عهد الضحاك فقد كان في زمانه رجلا جليلا
قيل لحماد بن أبي حنيفة أن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي قال كيف يكون هذا وهو أعلم من الكلبي
قال سفيان بن عبد الملك عن بن المبارك إرم به وما أحسن تفسيره لو كان ثقة
وقال بن حبان كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان مشبها يشبه الرب سبحانه وتعالى بالمخلوقين وكان يكذب مع ذلك في الحديث أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة فمات بها
قال أحمد بن سيار المروزي كان من أهل بلخ تحول إلى مرو وخرج إلى العراق فمات بها وهو متهم متروك الحديث مهجور القول وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل ذكره
وقال أبو اليمان قام مقاتل بن سليمان فقال سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به فقال له يوسف السمتي من حلق رأس آدم أول ما حج قال لا أدري ورويت هذه الحكاية والتي بعدها عنه من وجوه
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان كذابا جسورا سمعت أبا اليمان يقول قدم ها هنا فقال سلوني عما دون العرش قال وحدثت أنه قال مثلها بمكة فقال له رجل أخبرني عن النملة أين أمعاؤها فسكت
أقوال أخرى في الحط عليه:
قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير يعني في البدعة والكذب جهم ومقاتل وعمر بن صبح
وقال خارجة بن صعب كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين قال خارجة لم استحل دم يهودي ولا ذمي ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يرانا فيه أحد لقتلته(1/3381)
مر خارجة بمقاتل وهو يحدث الناس فقال حدثنا أبو النضر يعني الكلبي قال فمررت عليه مع الكلبي فقال الكلبي والله ما حدثته قط بهذا ثم دنا منه فقال يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتك بهذا قط فقال أسكت يا أبا النضر قال تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال
وقال البخاري قال بن عيينة سمعت مقاتلا يقول ان لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا إني كذاب
وقال أبو عبيد الله وزير المهدي قال لي المهدي الا ترى إلى ما يقول لي هذا يعني مقاتلا قال إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس قلت لا حاجة لي فيها
وقال العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقص الآخر فقلت بأيها قال بأيها شئت
وقال النسائي كذاب وقال في موضع آخر الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام والواقدي ببغداد
وقال الدار قطني يكذب وعده في المتروكين
وقال العجلي متروك الحديث
وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم
وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2006, 09:06 PM
أخي الدكتور أنمار وفقه الله : هل قرأت تفسير مقاتل ؟
---
السائح
11-17-2006, 11:32 PM
وفقكم الله وبارك فيكم.
في رمي مقاتل بالتمثيل (والتشبيه!) نظر، ويحسن التأمل فيما ذكره الأخ الفاضل الباحث جابر بن إدريس في كتابه النفيس " مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها " 1/323-340.
---
د. أنمار
11-18-2006, 01:27 AM
أخي الدكتور أنمار وفقه الله : هل قرأت تفسير مقاتل ؟
حضرة الدكتور عبد الرحمن حفظه المولى:
كنت أنوي قراءة المخطوطة من موقع الأزهر على الشبكة وتوجد في قسم التفسير تحت عنوان
تفسير مقاتل بن سليمان -برقم -341623
لكن -مما سبق- انقدح في ذهني قراءته بمنهجية تشمل:(1/3382)
الإفادة منه في باب التفسير بشكل عام شاملا ما يتعلق باللغة وعلوم القرآن.
تجنب الروايات المسندة.
تجنب آرائه في الصفات.
فإن كان ثمة إضافة أو نصح آخر فكلي آذان صاغية
وعلى حد ما أفدتم به، إن صعبت علي النسخة المخطوطة فيبدو أن نسخة الدكتور شحاته لا سبيل لها. وليس لنا إلا نسخة الكتب العلمية.
---
مساعد الطيار
11-20-2006, 04:48 PM
هذه رؤوس أقلام كتبتها أثناء إعدادي لإلقاء دورة عن كتب التفسير عام ( 1422 ) ، وقد تتبعت فيها المطبوع قرنًا بعد قرن ، حتى نهاية القرن السادس ، وكان منها هذا الكلام عن تفسير مقاتل ، فأحببت المشاركة في هذا الموضوع لعل فيه نفعًا لمن يقرأه .
تفسير القرآن لمقاتل بن سليمان ( 150 )
أولاً : ترجمة مقاتل :
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي ، الخرساني ، أبو الحسن البلخي ، المفسر .
روى عن : مجاهد ( ت : 104 ) ، والضحاك بن مزاحم ( 105 ) ، وعطية العوفي( ت : 111 ) ، وزيد بن أسلم ( ت : 136 ) ، وغيرهم .
وروى عنه : سفيان بن عيينة ( ت : 197 ) ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، والهذيل بن حبيب ، وغيرهم .
متهم بالكذب ، والقول بالتشبيه ، وهو مع هذا عالم واسع المعرفة .
قال علي بن الحسين بن واقد المروزي عن عبد المجيد من أهل مرو : ( سألت مقاتل بن حيان ، فقلت يا أبا بسطام : أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان ؟
قال : ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور) ينظر : تهذيب الكمال ( 28 : 436 ) .
وقال أبو الحارث الجوزجاني حكي لي عن الشافعي أنه قال : ( الناس كلهم عيال على ثلاثة على مقاتل في التفسير ، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر ، وعلى أبي حنيفة في الكلام ) ينظر : تهذيب الكمال ( 28 : 436 ) .
وروي عن الربيع بن سليمان قال : ( سمعت الشافعي يقول : من أراد التفسير ، فعليه بمقاتل بن سليمان ...) .(1/3383)
وروي عن حرملة بن يحيى قال : ( سمعت الشافعي يقول : من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك ومن أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل ) .
وفي رواية أخرى قال : ( الناس عيال على هؤلاء الأربعة ، فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان ) .
قال إبراهيم الحربي : ( وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع . ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة ، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه .
قال إبراهيم : لم أدخل في تفسيري منه شيئا .
قال إبراهيم : تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء ) .
وقال حامد بن يحيى البلخي : ( عن سفيان بن عيينة : أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان وأبو بكر الهذلي وعمرو بن عبيد وإنسان يقال له صدقة الكوفي ، فكانوا يجتمعون خلف المقام ، فيتذاكرون القرآن بينهم ، فيقول مقاتل بن سليمان : حدثنا الضحاك ، ويقول الهذلي : حدثني الحسن ، ويقول صدقة : حدثني السدي ، ويقول عمرو بن عبيد : حدثني الحسن .
فقال لي مقاتل بن سليمان ـ وأردت أن أخرج إلى الكوفة ـ إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي ، قال : فقدمت الكوفة ، فسألت عن الكلبي ، فقلت إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك ، قال : من هو ؟ قلت : مقاتل بن سليمان ، فلم يحمده ) ينظر في هذه النقول : تهذيب الكمال ( 28 : 442 ) .
وصف الكتاب :
ألَّف مقاتل تفسيرًا للقرآن ، وكان طريقته في التأليف أنه ذكر من سيروي عنهم التفسير ، ثمَّ سرده بدون إسناد ، ولا نسبة الأقوال إلى قائليها ، وقد انتقد على طريقته هذه .(1/3384)
قال راوي تفسيره أبو صالح الزيداني : الهذيل بن حبيب : ( عن مقاتل بن سليمان ، عن ثلاثين رجلاً ؛ منهم اثنتي عشر رجلاً من التابعين ، منهم من زاد على صاحبه الحرف ، ومنهم من وافق صاحبه في التفسير ، فمن الاثني عشر : عطاء بن أبي رباح ، والضحاك بن مزاحم ، ونافع مولى ابن عمر ، والزبير ( كذا ) ، وابن شهاب الزهري ، ومحمد بن سيرين ، وابن أبي مليكة ، وشهر بن حوشب ، وعكرمة ، وعطية الكوفي ، وأبو إسحاق الشعبي ( كذا ) ، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي ، ومن بعد هؤلاء قتادة ونظراؤه ، حتَّى ألَّفت هذا الكتاب .
قال عبد الخالق بن الحسن (1) : وجدت على ظهر كتاب عبيد الله بن ثابت ، عن أبيه = تمام الثلاثين الذين روى عنهم مقاتل ؛ قال : حدثنا الهذيل ، قال : رجال مقاتل الذين أخذ عنهم ـ سوى من سمَّينا ـ : قتادة بن دعامة ، وسليمان بن مهران الأعمش ، وحماد بن أبي سليمان ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وابن طاووس اليماني ، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الحسن ، وأبو روق ، وابن أبي نجيح ، وليث بن سُليم ، وأيوب ، وعمرو بن دينار ، وداود بن أبي هند ، والقاسم بن محمد ، وعمرو بن شعيب ، والحكم بن عتبة ، وهشام بن حسان ، وسفيان الثوري .
ثمَّ قال أبو محمد : قال أبي : فقلت لأبي صالح : لم كتب عن سفيان ، وهو أكبر منه ؟ فقال : لأنَّ مقاتل عُمِّرَ ، فكتب عن الصغار والكبار .
قال أبو محمد : قال أبي : قال أبو صالح : بذلك أخبرني مقاتل ) تفسير مقاتل بن سليمان ، تحقيق : عبد الله شحاته ( 1 : 25 ـ 26 ).
ـ ويظهر من هؤلاء الذين ذكر أسماءهم أنه نقل عن بعض المحدثين أحاديث من طرقهم تتعلق بالتفسير ، كما نقل عمن عُرفَ بالتفسيرِ .
ـ كما يظهر من قراءة كتابه أنَّ له أراءه الخاصَّة التي بثَّها في هذه النقول التي ذكر رواتُه الذين رواها عنهم .
ـ وقد ذكر راوي التفسير الهذيل بن حبيب بعض الآثار المتعلقة بالقرآن وتفسيره من طريق مقاتل ومن طريق غيره .(1/3385)
ومن ذلك ما ورد في الإسناد الآتي : ( حدثنا عبيد الله ، قال : وحدثني أبي ، عن الهذيل ، عن صيفي بن سالم ، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن في قوله : ((أكاد أخفيها)) ، قال : أخفيها من نفسي .
قال هذيل : ولم أسمع مقاتلاً ) تفسير مقاتل :( 3 : 23)
كما قد يذكرها من بعده ممن روى التفسير عن الهذيل ، ومن ذلك : ( قال أبو محمد : قال أبو العباس ثعلب : قال الفراء : ((وما جعلناهم جسدًا)) إلا ليأكلوا الطعام ) تفسير مقاتل ( 3 : 72 ).
ـ وقد يورد آثارًا خلال التفسير لكنها قليلة .
ـ وهذا التفسير كاملٌ ، وقد ذكر تفسير القرآن آية آية
ـ فيه عناية بتفسير القرآن بالقرآن ، وبذكر النظائر .
قال : ( ((وعمل صالحًا ثم اهتدى)) [ طه : 82 ] ؛ يعني : عرف أن لعمله ثوابًا يجازى به ؛ كقوله تعالى : ((وبالنجم هم يهتدون)) [ النحل : 16 ] ؛ يعني : يعرفون الطريق ) تفسير مقاتل : ( 3 : 36 ) .
وقال : ( ((يومئذ يتبعون الداعي )) [ طه : 108 ] يعني صوت الملك ، وهو قائم على صخرة بيت المقدس ، وهو إسرافيل عليه السلام ، حين ينفخ في الصور ـ يعني : في القرن ـ لا يزيغون ولا يروغون عن يمينًا ولا شمالاً ـ يعني : لا يميلون عنه ـ ؛ كقوله سبحانه : ((تبغونها عوجًا )) [ آل عمران : 99 ] ؛ يعني : زيغًا ، وهو الميل .
((لا عوج له)) ؛ يعني : عنه ، يستقمون قِبَلَ الصوت . نظيرها : ((ولم يجعل له عوجًا )) [ الكهف : 1 ] تفسير مقاتل : ( 3 : 41 )
ـ فيه عناية بذكر قصص الآي ، ومنها أخبار بني إسرائيل .
ومن ذلك ما أورده في خبر عصا موسى عليه السلام ، قال : ( دفع جبريل عليه السلام العصا إلى موسى عليه السلام ، وهو متوجه إلى مدين بالليل ، واسم العصا نفعة ) تفسير مقاتل : (3 : 25 ) .
ـ فيه عناية بمبهمات القرآن .
ومثاله ما ورد في تفسير قوله تعالى : ( ((إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) [ طه : 38 ] . قال : (( واسمها يوخاند )) تفسير مقاتل : ( 3 : 27 )(1/3386)
ـ عنايته بأسباب النُّزول ، وبمن نزل فيه الخطاب ، فيحمل بعض الآيات على أنها نزلت في فلان ، أو قال فلان كذا فنزلت .
ومن ذلك ما ذكره في تفسير قوله تعالى : ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي )) [ طه : 124 ] قال : (يعني : عن إيمان بالقرآن . نزلت في السود بن عبد الأسود المخزومي ، قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر على الحوض ) تفسير مقاتل : ( 3 : 44 ) .
وفي قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) [ الحج : 3 ] ، قال : ( نزلت في النضر بن الحارث القرشي ، وأمه اسمها صفية بنت الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ) تفسير مقاتل : 3 : 115 )
حال الاستفادة من التفسير :
1 ـ الكتاب نفيس جدًّا من جهة تفسير القرآن بالقرآن ، وبحث هذا الموضوع من خلال الكتاب صالح ، وفيه مادة علمية كثيرة .
2 ـ يمكن بحث ما قيل في معتقد مقاتل من تفسيره ، ليظهر ما قيل فيه من الانحراف من عدمه .
فمثلاً تجد قوله في الاستواء ، قال : ( (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) [ طه : 5 ] في القديم ، قبل خلق السموات والأرض ، يعني : استقر ) تفسير مقاتل : ( 3 : 20 ـ 21 )
كما ستجد غيرها مما يمكن أن يكوِّن بحثًا في هذه القضية .
3 ـ الكتاب بحاجة إلى عناية ، ودراسة متوازنة في تفسير مقاتل ، ومنهجه في هذا التفسير
.................................................(1/3387)
(1) هذا أحد رواة تفسير مقاتل ، وسند الرواية لهذا التفسير كما يأتي : ( أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عقيل بن زيد الشهرزوري - رضي الله عنه - ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن زادلج ، قال : حدثنا عبد الخالق بن الحسن ، قال ( كذا ) : عبيد الله بن ثابت بن يعقوب الثوري المقرئ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الهذيل بن حبيب : أبو صالح الزيداني ، عن مقاتل … ) . تفسير مقاتل بن سليمان ، تحقيق : عبد الله شحاته ( 1 : 25 ) ، وقد ذكر البيهقي سنده إلى تفسير مقاتل ، قال : ( وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنبأ عبد الخالق بن الحسن ثنا عبيد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل عن مقاتل بن سليمان قال ثم إنما قال الله عز وجل إلا ما قد سلف يعني في نساء الآباء لأن العرب كانوا ينكحون نساء الآباء ثم حرم النسب والصهر ولم يقبل إلا ما قد سلف لأن العرب كانت لا تنكح النسب والصهر وقال في الأختين إلا ما قد سلف لأنهم كانوا يجمعون بينهما فحرم جمعهما جميعا إلا ما قد سلف قبل التحريم إن الله كان غفورا رحيما لما كان من جماع الأختين قبل التحريم ) . السنن الكبرى ( 7 : 163 ) .
---
(1/3388)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز النفسي في القرآن .. والبقية تأتي !!
---
الإعجاز النفسي في القرآن .. والبقية تأتي !!
---
الطبيب
01-02-2006, 12:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
المشائخ الفضلاء والإخوة الإعزّاء، لا شك أنكم سمعتم وربما تناقشتم عن موضوع الإعجاز العلمي في القرآن و ما لحقه من إعجازات يطرقها بعض الباحثين وينشرون فيها بحوثاً على الشبكة أو في بعض الكتب...
و من هذه الإعجازات (الجديدة علي) الإعجاز النفسي في القرآن الكريم ، وفي الحقيقة لا علم لي في هذا الجانب ألبتّة ولم أطّلع على كلام فيه لأحد من العلماء المعروفين. و أنا أقف الآن موقف المتوجّس منه خشية أن يكون أخاً (للإعجاز العددي) في القرآن الكريم الذي تبين أمره لي من فضيلة الشيخ د. خالد السبت حفظه الله وسدده.
وأنا أحتاج إلى بيان هذا النوع من الإعجاز والموقف منه خصوصاً وأن أحد (دكاترتي) في الجامعة قد ألمح بأنه أحد أنواع الجديدة الإعجاز في القرآن.
فهلاّ أسعفتموني بالجواب الكافي !!
و دمتم
---
(1/3389)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تعطيل يوم الجمعة غير مشروع ؟ وهل هذا الاستدلال صحيح ؟
---
هل تعطيل يوم الجمعة غير مشروع ؟ وهل هذا الاستدلال صحيح ؟
---
أبو صفوت
08-25-2003, 04:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعطيل يوم الجمعة غير مشروع ؟ وهل هذا الاستدلال صحيح ؟
قال القاسمي في تفسير قوله تعالى ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) قال تنبيهات وذكر في التنبيه الرابع ما نصه " يدل قوله ( وابتغوا من فضل الله ) على عدم مشروعية تعطيل يوم الجمعة ففيه تعريض بمجانبة التشبه بأهل الكتاب في تعطيل يومي السبت والأحد ، ورد على من ابتدع فيه من الوظائف ما يدعو إلى الانقطاع عن كل عمل ، والأصل أن كل ما لم ينص عليه الكتاب الحكيم ولا الهدي النبوي من خبر قويم فهو تشريع ما لم يأذن به الله. وإذا رفع الله بفضله عنا الإصر والأغلال التي كانت على من قبلنا فما بالنا نستجرها إلينا بالأسباب الضعيفة فاللهم غفرا " ا.هـ
فما هو رأي مشايخنا في هذا الكلام ؟
---
عادل الكلباني
08-25-2003, 08:21 PM
الحمد لله وبعد ،،،
فقول القاسمي رحمه الله تعالى ( يدل قوله ( وابتغوا من فضل الله ) على عدم مشروعية تعطيل يوم الجمعة ففيه تعريض بمجانبة التشبه بأهل الكتاب في تعطيل يومي السبت والأحد ، ورد على من ابتدع فيه من الوظائف ما يدعو إلى الانقطاع عن كل عمل ...... ) فيه نظر ،،،(1/3390)
فقوله تعالى { وابتغوا من فضل الله } إباحة بعد حظر ،،، فلما حظر البيع وأمر بالسعي لذكر الله أباح لهم ذلك بعد انقضاء الصلاة ،،، فليس في الأمر وجوب ، أو تحريم البقاء دون عمل ،،، بل فيه الدلالة على عدم البيع والشراء والمتاجرة بعد النداء للجمعة ،،، للنص،،، وفيه استحباب الاستعداد للجمعة والتبكير إليها كما في السنة ،،، وهذا يقتضي عدم الانشغال بغير ذلك من أمور الدنيا ،،، ومن هنا شرع عثمان رضي الله عنه الأذان الأول لها ،،، ولكن نص الكتاب على رفع الجناح والإثم عمن سعى لطلب الرزق بعد انقضاء الصلاة ، لا الأمر به ، والفرق بين .
---
فهد الوهبي
08-26-2003, 12:49 AM
الأخ الكريم أبا صفوت ..
أرجو تأمل ما يلي في كلام القاسمي رحمه الله تعالى :
أولاً : هو يتكلم عن مسألة تخصيص يوم الجمعة بوظائف عبادية والانقطاع لها في ذلك اليوم : وبين رحمه الله مشابهة أهل الكتاب بذلك . وكلامه رحمه الله في هذه المسألة وجيه وصحيح . فهو يوم كغيره من الأيام بالنسبة لما شُرع فيه إلا ما نص عليه الشارع كالصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم فيه وغيرها . هذا مقصوده بالانقطاع . ( وليس الكلام في فضل يوم الجمعة على غيره من الأيام .
ثانياً : لم يتكلم رحمه الله في وجوب السعي في الأرض بعد صلاة الجمعة . وهذا الحكم كما نبه له فضيلة الشخ عادل حفظه الله فيه نظر إذ الأمر بعد الحظر فيه خلاف وصحح بعضهم أن يرجع إلى ما كان إليه قبل النهي والحكم هنا إباحة ومثله آية الصيد بعد الحل من الإحرام . لكن القاسمي رحمه الله لم يتكلم في هذه المسألة.(1/3391)
ثالثاً : بقي ربط كلامه الأول بالآية وصحة هذا الارتباط والاستدلال وهو ما تفضلت بالسؤال عنه فلعل هذا من باب الإشارات الخفية التي يختلف فيها الناس تصحيحاً وإبطالاً . والذي يظهر أنها إشارة جميلة إذ الآية نازلة فقي صلاة الجمعة وجاء الأمر بالسعي في الأرض ـ وهو مباح ـ بعدها فيفهم منه أن يوم الجمعة لا يختص بانقطاع للعبادة عن سائر الأيام الأخرى .
رابعاً : مما ينبغي الوقوف معه قوله رحمه الله : ( والأصل أن كل ما لم ينص عليه الكتاب الحكيم ولا الهدي النبوي من خبر قويم فهو تشريع ما لم يأذن به الله ) . فهو كلام مهم ولكنه عام ويحتاج إلى بسط .
---
عادل الكلباني
08-27-2003, 07:19 PM
الحمد لله وبعد ،،،
فأشكر الشيخ قهد أولا ، وأثني بالقول إن القاسمي رحمه الله كما ذكر الناقل أبو صفوت ،،، وفقه الله تكلم في مسألتين لا واحدة ، فقوله ( فيه ... ) مسألة ، وقوله ( ورد ... ) مسألة أخرى ،،، هذا ما يظهر لي من كلامه ، فهو تكلم عن تعطيل العمل ، وعن ابتداع الوظائف ،،، والله أعلم .
---
(1/3392)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إختلاف المفسرين أسبابه وآثاره (رسالة دكتوراه)
---
إختلاف المفسرين أسبابه وآثاره (رسالة دكتوراه)
---
الطيب وشنان
09-11-2006, 05:06 PM
اسم الكتاب : إختلاف المفسرين أسبابه وآثاره
المؤلف : سعود بن عبد الله الفنيسان
الناشر : دار اشبيليا
الطبعة : الأولى
سنة الطبع : 1418 - 1997
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات :399
الحجم الإجمالي تقريباً : 6 ميجا
أصل هذا الكتاب هو رسالة دكتوراة من كلية أصول الدين بالرياض
رابط التحميل من المكتبة الوقفية - جزى الله أهلها خيرا - :
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=610
---
القعقاع محمد
09-26-2006, 12:08 PM
جزاكم الله خير الجزاء
---
رأفت بلعاوي
09-26-2006, 04:44 PM
الملف لا يعمل ما السبب؟
---
الطيب وشنان
09-27-2006, 01:29 AM
الرابط صحيح أخي الكريم ،
فقد جربته الآن و هو يعمل...
فلعل السبب أمر آخر...
---
(1/3393)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > نظرة في مفهوم " العلم"في القرآن الكريم وعند علماء المسلمين
---
نظرة في مفهوم " العلم"في القرآن الكريم وعند علماء المسلمين
---
د.حسن خطاف
04-19-2006, 01:45 AM
نظرة في مفهوم " العلم"في القرآن الكريم وعند علماء المسلمين
صفة العلم هي من الصفات الإلهية ، وبهذه الصفة ينكشف المعلوم لله تعالى انكشافا تامة ، وقد شغل مفهوم العلم في القرآن الكريم حيزا هاما من الآيات ، والناظر في القرآن يجد أن الله تعالى أضاف العلم لنفسه ، من ذلك قوله تعالى في سورة البقرة« والله يعلم وأنتم لا تعلمون» [ الآية :216] وإضافة العلم لله جاءت في القرآن الكريم بصيغة مختلفة منها صيغة " أعْلم" قال تعالى: « والله أعلم بما يكتمون» [ 167 آل عمران] وصيغة " عليم" « والله عليم بالظالمين» [ 95 سورة البقرة] وصيغة " علَّام " « إنك أنتم علَّام الغيوب" [ 109 المائدة] ... واختلاف هذه الصِّيغ لبيان أن صفة العلم من أعظم الصفات الإلهية شأنها كشأن القدرة والإرادة ...
وكما أضاف الله تعالى العلم لنفسه أضافه للإنسان ، قال تعالى " فأمَّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم " [ 26 سورة البقرة] .
وفي واقع الأمر يعسر علينا أن نضع تعريفا دقيقا قبل بيان العلاقة بين العلم وبعض المصطلحات المرادفة له أو المتناقضة معه .
العلم والظن:
هناك فرق بين العلم والظن والذي ينظر إلى نظرية المعرفة عند المسلمين يجد أنهم فرقوا بينهما تفريقا دقيقا وذلك في إطار نظرة كلية قسمت موقف الإنسان اتجاه الموجودات إلى خمس مراحل:
العلم: هو معرفة الشيء على ما هو عليه1 ، والفرق بين العلم واليقين أن اليقين هو العلم بالشيء « بعد النظر والاستدلال، ولذلك لا يوصف الله باليقين» 2 (1/3394)
الجهل: « اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه» 3، والجهل يعد مرحلة إذا نظرنا إلى حكم الجاهل على الشيء الذي يجهله
الشك:هو الوقوف على حد الطرفين ، بلا ترجيح4 فإن رجح أحد الأمرين على الآخر ، فالراجح هو الظن والمرجوح هو الوهم ، بناء على هذا يكون تعريف الظن والوهم على هذا النحو:
الظن: هو ترجيح أحد الاحتمالين على الآخر، 5 أي الأخذ بالطرف الراجح مقابل المرجوح.
الوهم: هو الطرف المرجوح ، مقابل الراجح6 .
إذا الشك يفصل بين الظن والوهم من جهة وبين العلم والجهل من جهة أخرى ، وهناك تقابل بين الظن والوهم من جهة ، وبين العلم والجهل من جهة أخرى .
ويمكن تطبيق هذه المراحل على المثال التالي ، وليكن هذا الشيء قدوم زيد مثلا ، فموقف الإنسان[ أي إنسان] يتمثل : بالجهل بقدومه ،أو الوهم بقدومه، أو الشك بقدومه ، أو الظن بقدومه، أو العلم بقدومه.
وما قلناه عن قدوم زيد ، يصلح أن يكون مثالا لكل ما هو موجود من عالم الشهادة/ عالم الحس، أو الغيب.
بعد هذا التوضيح كيف نعرف العلم ؟
من خلال ما تقدم يكمن القول إن العلم يمثل أعلى مستويات المعرفة، بحيث يكون المرء على علم بالشيء الذي يريد معرفته ، وبذلك يكون العلم « صفة ينكشف بها المطلوب انكشافا تاما» 7 ، بحيث يحصل ذلك المطلوب « في النفس حصولا لا يطرق إليه احتمال كذبه » 8 .(1/3395)
ولابد من البيان أن نظرية المعرفة وقع الاهتمام بها من قبل المسلمين اهتماما كبيرا ، وذلك لأن تصور الإنسان عن الكون والإنسان والحياة لابد أن يكون صحيحا وهذا هو السر في اهتمام المسلمين بالمعرفة لذا استفتحت كثير من كتب المسلمين مباحثها بالتحدث عن المعرفة ، انظر على سبيل المثال :الباقلاني[ت:403]، في كتابه" تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل"، الماوردي[ت429]" أعلام النبوة "، الجويني[ت:478]، الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد ، القاضي عبد الجبار[ت:415] في كتابه"شرح الأصول الخمسة" بل خصص القاضي عبد الجبار ،الجزء الثاني عشر من موسوعته الكلامية[ المغني في أبواب التوحيد والعدل] للمعرفة ، مطلقا عليه اسم"النظر والمعارف" الآمدي [ ت:631] في كتابه" أبكار الأفكار" .
هذا الاهتمام الذي أولاه المسلمون لقضية المعرفة،نابع من خطورة هذه القضية ، إذ يندرج تحتها كل مواقف الإنسان مما هو موجود ، بما في ذلك وجود الله ، وبعثة الرسل...وهذا ما يفسر وضع مبحث المعرفة في صدارة مؤلفاتهم ، فكأنها المؤسسة لما يأتي من بعدها ، من مباحث .
بل ردود المسلمين ، على الملل الأخرى ، نابعة من نظرية المعرفة، ولهذا تجدهم يردون على كل من شوه المعرفة كالمذهب الشكي السفسطائي الذي كان يعد « الأشياء جميعا غير قابلة للمعرفة اليقينية» 9 .
وهذا هو السر أيضا في عدم الاتفاق بين علماء المسلمين على إيجاد تعريف دقيق للعلم ، فكل واحد منهم يحاول جاهدا إيجاد تعريف لا خلل فيه ، ولقد أفاض الآمدي في ذكر هذه التعاريف وقام بنقدها ، ليصل إلى هذا التعريف " العلم عبارة عن صفة يحصل بها لنفس المتصف تمييز حقيقة ما، غير محسوسة في النفس ، حصل عليها حصولا لا يتطرق إليه احتمال كونه على غير الوجه الذي حصل عليه " 10 (1/3396)
والناظر في تعريف العلم عند علماء المسلم يجد أنه ما ذكر تعريف إلا ويمكن الاعتراض عليه ، ومن أكثر الذين اهتموا بنظرية المعرفة القاضي عبد الجبار المعتزلي ، وقد عرف العلم بقوله هو« المعنى الذي يقتضي سكون نفس العالم ، إلى ما تناوله» 11،ويقول في موطن آخر» إن المعرفة والدراية والعلم نظائر، ومعناها ما يقتضي سكون النفس ، وثلج الصدر، وطمأنينة القلب« 12
يمكن تسجيل ثلاث ملاحظات على تعريف القاضي للعلم.
الأولى: نجد في تعريف القاضي عدم التفرقة بين العلم والمعرفة،وهذا التعريف منه متأثر بالمعنى اللغوي لكل من العلم والمعرفة، إذ لا فرق بينهما من الناحية اللغوية 13.
الثانية: لابد من البيان أن القرآن الكريم من حيث الاستخدام فرَّق بين العلم والمعرفة ، حيث نجد أن الله أضاف العلم لنفسه ، وأضافه للإنسان كما سبق ، وأضاف المعرفة إلى الإنسان ،ولكنه لم يضف المعرفة بجميع صيغها إلى نفسه. من ذلك قوله تعالى" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم " [ 20 من سورة الأنعام]
وهذا الاختيار من الله ليس أمرا عشوائيا ، فلا بد أن يكون هناك ملحظ لعدم إسناد المعرفة إلى نفسه، مما يعني أن عدم الإسناد دليل على التفرقة بينهما.
ومن خلال البحث في مظان نظرية المعرفة نجد من فرق بينهما في أمرين:
الأول: أن المعرفة « إدراك الشيء بتفكر وتدبر» 14 ولا شك أن هذا المعنى لا يطلق على الله تعالى .
الثاني: المعرفة « مسبوقة بجهل، بخلاف العلم ، ولذلك يسمى الحق تعالى بالعالم ، دون العارف« 15.
والذي أراه أن الفرق بين العلم والمعرفة من خلال هذين الوجهين ، جاء انطلاقا من خلال القرآن الكريم، وهذا ما يفسر قصر إسناد المعرفة ومشتقاتها على الإنسان دون الله.(1/3397)
كما أنا نلاحظ أن القاضي يسوي بين معنى العلم ومعنى الدراية، وللإشارة فإن الله أسند الدراية في القرآن الكريم إلى الإنسان ، ولم يسندها إلى نفسه16 ، ولعل السر في ذلك أن الدراية هي « المعرفة المدركة بضرب من الحيل» 17،وهذا المعنى يتنزه الله عنه، كما أن الإشكال في أصل الدراية ، فأصلها مأخوذ من« المخاتلة من دريْت الصيد، وأدريته ختلته» 18 .
الثالث: مما يؤخذ على تعريف القاضي أنه جعل سكون النفس وطمأنينتها ،أمر جوهريا في التعريف ، و ذلك أن الإنسان في نظر القاضي لا يجد » اضطراب النفس وانزعاجها ، في هذا الأمر الذي اعتقدَه » 19 .
أي أن القاضي يريد من وراء ذلك أن يصل العالِمَ بالشيء الذي يريد معرفته إلى أعلى درجات اليقين ، بحيث لا يبقى أي اضطراب في النفس اتجاه الشيء المعلوم .
ولكن السؤال الذي يطرح على القاضي عبد الجبار ، هل التركيز على طمأنينة النفس تجعل من ذلك معيارا للوصول إلى الحقيقة؟
الذي أراه أن تعريف العلم عند القاضي عبد الجبار على النحو الذي عرفه به ، يجعل العلم أمرا ذاتيا ، وليس معياريا، وتزداد هذه الذاتية أكثر بجعله « سكون النفس راجعا إلى العالم ، لا إلى العلم» 20 ، أي أن المعيار في ذلك هو الذات العالمة لا الموضوع الذي يراد معرفته،ومؤدى هذا اختلاف المعايير في ضبط الموضوع ، ذلك لأن سكون النفس وطمأنينتها أمر راجع إلى الوجدان/الذات لا إلى الموضوع 21.
ومن خلال التعريف السابق للعلم - معرفة الشيء على ما هو عليه- يكتسي العلم أهمية قصوى عند المسلمين ، باعتبار المواضيع التي يشملها ، سواء كان ذلك مما يقع تحت التجربة ، أو الحس أو متصلا بما غاب عن الإنسان كالأخبار الماضية أو الأخبار القادمة المتصلة باليوم الآخر وعوالمه ، ومن ذلك أيضا معرفة الأديان ، والحكم عليها ، كل ذلك داخل في مفهوم العلم عند المسلمين.(1/3398)
والقصد من وراء هذا المبحث التنبيه إلى الخطورة التي جاءت بها الفلسفة الوضعية التي جاء بها " أوجيست كونت[ت:1798م]" والتي تحصر المعرفة في نطاق التجربة والإدراك الحسي الوضعي ، وكل ما وراء ذلك من الأديان ، والغيبيات مرفوض باعتباره غير علمي ، ولذا يرى كونت أن الغيبيات « افتقدت مبرر وجودها ، لأنها كانت تؤثر في الناس بأحلامها الباطلة ، قبل أن تتكاثر العلوم الوضعية » 22 .
وافتقاد الأديان لمبررات وجودها يعني اختفاؤها وإزالتها من الأذهان،لأنها في نظره « فارغة لا معنى لها» 23 .
===========
1 الباقلاني، تمهيد الأوائل:25 .
2 الجرجاني ، التعريفات:59
3 م.س.108.
4 الكندي، الحدود والرسوم:222 ضمن كتاب المصطلح الفلسفي عند العرب، لعبد الأمير الأعسم، الجرجاني، التعريفات:168،الجويني ، الورقات في أصول الفقه:9
5 الآمدي،إحكام الأحكام:1/30، الجرجاني، التعريفات:187، الجويني ، الورقات في أصول الفقه:9.
6 محمد بن عمر ، التقرير والتحبير:1/55.
7 الشوكاني، إرشاد الفحول:20
8 الآمدي، المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين:423 ، ضمن كتاب المصطلح الفلسفي عند العرب ، لعبد الأمير الأعسم.
9 محمد تقي المصباح، المنهج الجديد في تعليم الفلسفة:16.
10 أبكار الأفكار:1/ 20.
11 المغني في أبواب التوحيد والعدل:12/13.
12 شرح الأصول الخمسة:46.(1/3399)
13 انظر في عدم التفريق بين معنى العلم والمعرفة في اللغة:ابن منظور، لسان العرب:9/236، الزُّنيْديعبد الرحمن بن زيد ، مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي:35-36، الغزالي، المستصفى:21، ،وذكر الدكتور عبد الحميد الكردي أن هناك تقاربا بين المعنيين من حيث اللغة، انظر له: نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة:33-34، صلاح إسماعيل عبد الحق ، مفهوم المعرفة:184-185،ضمن "سلسلة المفاهيم والمصطلحات" مجلة ، من إصدار المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة:1418/1998.
14 محمد عبد الرؤوف المناوي، التعاريف:511.
15 الجرجاني، التعريفات:283.
16 ذكرت الدراية مع مشتقاتها في القرآن تسعة وعشرين مرة ، أسنِدت كلها للإنسان ، من ذلك قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34) } [لقمان]
17 الجرجاني، التعريفات:335.
18 م.س.645.
19 المغني:12/20.
20 المغني:12/20.
21 وانظر في هذا: زينة حسني العقل عند المعتزلة" تصور العقل عند القاضي عبد الجبار":74-79
22 عبد الرحمن بن زيد الزُّنيدي، مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي:479.
23 محمد تقي المصباح، المنهج الجديد في تعلم الفلسفة:41.
---
أحمد الطعان
04-19-2006, 05:37 PM
ما شاء الله معلومات قيمة ...
أسأل الله عز وجل لك السداد دائماً ..
---
علال بوربيق
04-23-2006, 07:28 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله(1/3400)
الدكتور الفاضل حسن خطاف: بارك الله فيك على ما خطت أناملك ، وأقول: لو أنك في زمن الأولين لأكرموك ، وأغدقواعليك كم أكرم، وأغدق على أبي العباس أحمد ابن عمران اليانوي. وهذا يوم أن كان للعلم حياضا ورياضا، وحدائق وأفنانا ببلاد الجزائر وما جاورها وإليك قصته كما يرويها لنا الإمام الشاطبي في كتابه الماتع "الإفادات والإنشادات " ص:10
قال رحمه الله :
مباحثة في حد العلم عند ابن الحاجب:
حدثنا الأستاذ أبو علي الزواوي، قال لما رحل أبو العباس أحمد بن عمران اليانوي من بجاية(1) إلى تلمسان(2) تاجراً لم يلبث أن جاء إلى مجلس أبي زيد بن الإمام مشتملاً في زي التجار، فجلس حيث انتهى به المجلس، فألفاهم يتكلمون في كتاب أبي عمرو بن الحاجب الأصلي(3) في قوله في حد العلم: صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض فلما أتموا البحث فيه نادى أبو العباس يا سيدنا هذا الحدغيرمانع، فإنه ينتقض عليه بالفصل والخاصة(4) . فقال له أبو زيد عرفنا من أنت؟ فقال له محبكم أحمد بن عمران. فقال له نشتغل الآن بضيافتك وحينئذ يقع الجواب، فأنزله منزل الكرامة وسأله عن حاجته وسبب قدومه من بجاية فأخبره بأنه أتى متجراً، فأخبرأبو زيد بذلك السلطان أباتاشفين سلطاننا في ذلك الزمان وعرفه به وأجل قدره، فرفع عنه السلطان كلف المغارم ووظائف السلع ونقد له إلى ذلك مائتي دينار من الذهب، ثم قال له أبو زيد إن خف عليك أن تسلم على أخي فعلت. فلبى دعوته وأتى معه إلى أخيه عيسى فلما رآه قال له سمعنا عنك أنك أوردت على الأخ سؤالاً ارتفع به شأنك، وحظي عند السلطان مكانك، فأورده علينا حتى نتكلم فيه، فقرره بين يديه فقال له يا فقيه إنما قال ابن الحاجب: توجب تمييزاً، والفصل والخاصة إنما توجبان تَمَيزا لا تمييزاً، وهذا جوابك . " ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1- مدينة في الشرق الجزائري
2- مدينة في الغرب الجزائري(1/3401)
3- وهو كتاب في علم الأصول موسوم بـ"المختصر الأصلي " ، وله كتاب آخر في الفروع موسوم بـ " جامع الأمهات " قام بتحقيقه ، والتعليق عليه أستاذنا الفاضل: أبو عبد الرحمن الأخضر الأخضري – حفظه الله -
4- هذان اللفظان من الكليات الخمس ، قال صاحب السلم :
والكليات خمسة دون انتقاص **** جنس وفصل عرض نوع وخاص.
الفصل: مفهوم كلي يتناول من الماهية الجزء الذي يميز النوع عن سائر الأنواع المشاركة له في الجنس. مثاله: النا طق (الإنسان)
الخاصة: مفهوم كلي هومن صفات الشيء الخارجة عن ما هيته والخاصة به مثاله : الضاحك ( الإنسان)
---
أبو ذر الفاضلي
04-25-2006, 04:37 AM
جهد قيم تشكر عليه
---
علال بوربيق
04-25-2006, 06:53 PM
ولك من الأجر مثله يا أبا ذر
---
د.حسن خطاف
04-27-2006, 01:29 AM
الأخ علال بارك الله بك وجعلنا خدما لدينه وخدما للحقيقة لأن الشريعة في واقع الأمر تسعى دائما للوصول إلى الحقيقة في كل شيئ ، فكل أمر لايبنى على المعرفة أمر لاقيمة له ، من هنا سعى علماء الأفاضل في دقة متناهية إلى وضع مباحث المعرفة في صدر مؤلفاتهم ، ومن هنا تجد من الخطورة بمكان ان يستخدم الجهل او الوهم أو الشك أو الظن ويقصد بهذه المصطلحات العلم ، فالعلم أرقى من كل ذلك ، وهذا هو منهج القرآن الكريم إذا" ولاتقف ماليس لك به علم" صدق الله العظيم
---
علال بوربيق
04-27-2006, 10:18 PM
فضيلة الدكتور:السلام عليكم ورحمة الله:
قال علي رضي الله:
"
الناس من جهة الآباء أكفاء =أبوهم آدم و الأم حواء
فإذا افتخرت بأقوام ذوي نسب = فإن نسبتنا الطين والماء
ما الفخرإلا لأهل العلم إنهم = على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقيمة كل امرئ ما قد كان يحسنه = والجاهلون لأهل العلم أعداء
---
السعودى
04-28-2006, 02:29 PM
الله(1/3402)
الدكتور الفاضل حسن خطاف: بارك الله فيك على ما خطت أناملك ، وأقول: لو أنك في زمن الأولين لأكرموك ، وأغدقواعليك كم أكرم، وأغدق على أبي العباس أحمد ابن عمران اليانوي. وهذا يوم أن كان للعلم حياضا ورياضا، وحدائق وأفنانا ببلاد الجزائر وما جاورها وإليك قصته كما يرويها لنا الإمام الشاطبي في كتابه الماتع "الإفادات والإنشادات " ص:10
قال رحمه الله :
مباحثة في حد العلم عند ابن الحاجب:
حدثنا الأستاذ أبو علي الزواوي، قال لما رحل أبو العباس أحمد بن عمران اليانوي من بجاية(1) إلى تلمسان(2) تاجراً لم يلبث أن جاء إلى مجلس أبي زيد بن الإمام مشتملاً في زي التجار، فجلس حيث انتهى به المجلس، فألفاهم يتكلمون في كتاب أبي عمرو بن الحاجب الأصلي(3) في قوله في حد العلم: صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض فلما أتموا البحث فيه نادى أبو العباس يا سيدنا هذا الحدغيرمانع، فإنه ينتقض عليه بالفصل والخاصة(4) . فقال له أبو زيد عرفنا من أنت؟ فقال له محبكم أحمد بن عمران. فقال له نشتغل الآن بضيافتك وحينئذ يقع الجواب، فأنزله منزل الكرامة وسأله عن حاجته وسبب قدومه من بجاية فأخبره بأنه أتى متجراً، فأخبرأبو زيد بذلك السلطان أباتاشفين سلطاننا في ذلك الزمان وعرفه به وأجل قدره، فرفع عنه السلطان كلف المغارم ووظائف السلع ونقد له إلى ذلك مائتي دينار من الذهب، ثم قال له أبو زيد إن خف عليك أن تسلم على أخي فعلت. فلبى دعوته وأتى معه إلى أخيه عيسى فلما رآه قال له سمعنا عنك أنك أوردت على الأخ سؤالاً ارتفع به شأنك، وحظي عند السلطان مكانك، فأورده علينا حتى نتكلم فيه، فقرره بين يديه فقال له يا فقيه إنما قال ابن الحاجب: توجب تمييزاً، والفصل والخاصة إنما توجبان تَمَيزا لا تمييزاً، وهذا جوابك . "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
1- مدينة في الشرق الجزائري
2- مدينة في الغرب الجزائري(1/3403)
3- وهو كتاب في علم الأصول موسوم بـ"المختصر الأصلي " ، وله كتاب آخر في الفروع موسوم بـ " جامع الأمهات " قام بتحقيقه ، والتعليق عليه أستاذنا الفاضل: أبو عبد الرحمن الأخضر الأخضري – حفظه الله -
4- هذان اللفظان من الكليات الخمس ، قال صاحب السلم :
والكليات خمسة دون انتقاص **** جنس وفصل عرض نوع وخاص.
الفصل: مفهوم كلي يتناول من الماهية الجزء الذي يميز النوع عن سائر الأنواع المشاركة له في الجنس. مثاله: النا طق (الإنسان)
الخاصة: مفهوم كلي هومن صفات الشيء الخارجة عن ما هيته والخاصة به مثاله : الضاحك ( الإنسان)
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 02:33 AM
شكرا لك يا أخي السعودي على هذه الثقة ، جعلنا الله خدما لشرعه اللهم آمين
---
(1/3404)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب معرفة افضل طريقة لترتيب الفهارس
---
طلب معرفة افضل طريقة لترتيب الفهارس
---
موسى علي
08-28-2004, 12:56 PM
الأخوة الأفاضل بارك الله فيهم وجعلهم ممن يخدم هذا الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنني أرغب ممن لديه العلم إفادتنا بأفضل طريقة لترتيب الفهارس وهل توجد برامج لهذا الغرض
حيث من المعلوم لدي وقد قمت باستخدامها أن هناك برامج لترتيب الفهارس باللغة الإنجليزية يقوم الباحث بإدخال المراجع على حسب استطاعته كلما أخذ معلومة ثم يطلب الباحث من البرنامج ترتيبها فيقوم البرنامج بترتيبها على حسب طلبك إما ابجديا أو حسب تواريخها أوبحسب ما يطلبه الباحث ومن ثم يقوم بوضع قوائم الفهارس في ملف الورد الذي تريد وهذا مفيد جدا حيث يوفر على الباحث الجهد في الترتيب الأبجدي وكذلك معرفة هل سبق لك الاخذ من هذا المرجع أم لا
لكن البرنامج للأسف باللغة الإنجليزية ولا أعلم هل يوجد له مقابل عربي
فمن لديه خبر عن ذلك أرجو منه إفادتنا والأخوة القراء
والله يحفظكم ويرعاكم
---
*أبو عبد الله*
09-13-2004, 01:05 AM
أخي علي موسى حفظك الله
يمكنك ذلك عن طريق برنامج الوورد والطريقة كالتالي:
تكتب المراجع جميعها في جدول بعد إنشائه ولك أن تجعل عمود واحد وتجعل كل مرجع في صف وبعد أن تنتهي من كتابة جميع مراجعك تذهب إلى قائمة جدول بعد أن تتحدد الجدول وتختار من القائمة (فرز) ويقوم بترتيبها لك على الحروف الهجائية. وبعد ذلك إذا رغبت في حذف الجدول فلك ذلك عن طريق تحويله إلى نص من قائمة جدول حيث يوجد (تحويل) ثم تختار (من جدول إلى نص)
أتمنى أن تنفعك هذه الطريقة.
aboanass1@hotmail.com
---
موسى علي
09-13-2004, 09:47 AM(1/3405)
جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالله على هذا الرد وهذا ما سأقوم به وإن كنت أبحث عن برنامج مختص بأمر الفهرسة عموما بارك الله فيك وآمل ممن لديه خبر عن برامج الفهرسة أن يخبرنا بها لتعم الفائدة وإلا فإن الطريقة التي اقترحها أخي أبو عبدالله تؤدي الغرض
موسى علي
---
(1/3406)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأرشيف الصوتي لدرس فضيلة الشيخ د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني ... (أدخل وحمل)
---
الأرشيف الصوتي لدرس فضيلة الشيخ د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني ... (أدخل وحمل)
---
أبو مجاهد الشهري
04-01-2007, 12:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وسلم يا رب تسليماً كثيراً ..
أما بعد..
مشائخي الكرام أسأل الله أن يكتب لكم الأجر والمثوبة ، على ما تقدمونه من جهد واضح ملموس ، في خدمة كتاب الله ، وتوضيح معانية ، والوقوف على أسباره ، والغوص في معانيه ، لتخرجو لنا أبهى التصورات ، وأجمل الوقفات ، مع هذا الكتاب المبارك ، فلا حرمكم ربي الأجر..
ومن الجهد الملموسة في الوقفات التربوية الرائعة مع القرآن ، ذلك الدرس الأسبوعي الرائع والمتميز في الأداء والطرح ، درس شيخنا محمد بن عبد الله بن جابر القحطاني ... والذي هو بعنوان ( تفسير آيات نداء المؤمنين) ...
أحبتي ، ونحن هنا في عالم الأنترنت ، قد لا يتسنى لأحدنا حضور ذلك الدرس ، فنقول: إن من توفيق الله أن يسر لهذا الدرس من يقوم بتسجيلة (ونسأل الله أن لا يحرمه الأجر) ، وهو يرفع تباعاً على إحدى المواقع ... فهذه فرصة ... أدعو فيها نفسي ومشائخي للإستماع ... نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد ..
للإستماع إلى أرشيف الدرس اضغط هنا (http://www.abhadawah.com/voices.php?action=listvoices&id=9)
---
(1/3407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الانتصار للمنهج السلفي
---
الانتصار للمنهج السلفي
---
الانتصار للمنهج الحق
04-25-2004, 09:25 AM
الانتصار للمنهج السلفي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد..
فإن نعم الله على عباده كثيرة تزيد على العد ، وتفوت الحصر إلا أن أشرفها وأعلاها وأعظمها وأغلاها منته سبحانه عليهم ببيان العقيدة والشريعة والمنهاج الحق الذي يسيرون عليه والذي ارتضاه لهم دينا، وكان من نعمته أن جعله بيناً واضحاً حقاً، يسير المأخذ سهل التناول، يشترك في أصل الفقه به والفهم له الكبير والصغير، الذكر والأنثى، العالم والعامي، وكان من مقتضى شكر هذه النعمة حمل هذا المنهج وتطبيقه والعمل به والسعي في نشره بين الناس، فما كان من البعض إلا أن استبدل بالشكر كفرانا وبالحمد والثناء جحودا وعصيانا، فهاجموه بالطعن والثلب، فساعة يدور الكلام حول منهج أهل السنة والجماعة انتقاصا، وأخرى بطعونات في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومرة بمراجعات لأصول الدعوة السلفية، وأخرى بهجمة على مناهج التعليم الشرعية..إلخ، كل ذلك بسيل جارف من التهم والافتراءات كالتكفير، والتبديع، والتفسيق، والغلو، والتطرف، والإرهاب، والجمود، والسطحية، والنصوصية، والحرفية، والظلامية، والرجعية... إلى آخر ما هنالك من قائمة لا تزيدها الأيام إلا طولا، فوجب على أهل هذا المنهج أن يبادروا للرد دفاعا عما يعتقدونه من الحق ومهاجمة لأولئك الطاعنين، فيجمعوا في ذبهم بين جهاد الدفع وجهاد الطلب، ليقطعوا الطريق على كل من يريد الطعن في هذا المنهج من مختلف الطوائف والتيارات، من كفرة حاقدين -كاليهود والنصارى- ممن يشكل ضغطا في الواقع ويعجل بعملية المهاجمة ويجرئ أذنابهم في الداخل من علمانيين منافقين يظهرون الانتساب للدين(1/3408)
وهم أول طاعن فيه، وليبراليين ماجنين يريدون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، وعصرانيين منحرفين يريدون أن يمسكوا العصا من المنتصف كالشاة العائرة بين الربضتين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وكل من أشرب مشربا بدعيا -كالرافضة والصوفية- الذين لا يفتؤون يطعنون في هذا المنهج الذي هو غصة في حلوقهم وطعنة في صدورهم، فاشترك أولئك جميعا على عداوة هذا المنهج وعقدوا حلفا على مهاجمته والطعن في أهله، وإن هذه العداوة ليست بالمستغربة بل أسبابها معلومة وهي سنة جارية (لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي)، ولكن الذي لا يصح بحال أن يتقاعس أهل هذا المنهج عن حمله وتطبيقه والدعوة إليه والذب عنه والصبر على الأذى فيه، وأسوأ منه أن يحمل بعضهم لواء الطعن والتخطئة وإسلام إخوانه إلى أعدائه. إن الواجب كبير، والأمر جد خطير، فهذا نداء لكافة العاملين لهذا الدين من حملة هذا النور والحق من علماء ودعاة ومفكرين أن يقوموا بالواجب ويؤدوا أدوارهم، كل في مجاله ووفق تخصصه، تحملا للمسؤولية وأداء للأمانة تجاه ما يقع من هجمات على هذا المنهج الحق. وهذه الهجمة استهدفت أصولا ومفاهيم يجب الذب عنها والدعوة إليها عبر مختلف القنوات والوسائل، ومن هذا المنطلق تم إعداد هذه الورقات لتعين الغيورين من أتباع هذا المنهج على أداء هذا الواجب حيث احتوت على موضوعات ومفاهيم ووسائل لبيانها وتوضيحها، وقبل ذلك وبعده لا بد من الإشارة إلى أن ملاك الأمر وأسه إصلاح العلاقة مع الله فإن ما أصابنا بتقصيرنا وذنوبنا (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، ويرد كيد الأعداء في نحورهم، إنه سبحانه خير مسؤول.
أولا: المفاهيم والموضوعات(1/3409)
هذه جملة من المفاهيم والموضوعات التي ينبغي الحديث عنها بما يحقق مقصد هذه الورقة من الدعوة إلى اتباع منهج السلف والذب عنه , وقد قسمت إلى أربعة أقسام:
أ - العقيدة والمنهج:
جُمِع تحت هذا العنوان الموضوعات التي تتعلق بشكل مباشر بعقيدة ومنهج السلف الصالح.
1- مفهوم الغلو:
يكثر في الآونة الأخيرة نسبة الغلو إلى المنهج السلفي فيتعين على أتباع هذا المنهج أن يبرزوا الطبيعة المعتدلة لهذا الدين بين الأديان وللمنهج السلفي بين المناهج المبتدعة , وفي المقابل عليهم أن يظهروا صور الغلو عند اليهود والنصارى وعند أهل البدع والمنحرفين.
2- التكفير والخوارج:
التكفير باب من أبواب العقيدة يراعى فيه الضوابط الشرعية , ولا يكون دين لا تكفير فيه , مع التحذير من التوسع في إطلاق التكفير والتحذير من بدعة الإرجاء التي تقصر التكفير على الاستحلال , وينبغي تحرير الفرق بين التكفير عند أهل السنة والجماعة والتكفير عند الخوارج.
3- نواقض الإسلام:
ينبغي أن يبين للناس أن للإسلام نواقض تخرج منه منصوصاً عليها في الكتاب والسنة , مع التذكير بما استجد من الصور المعاصرة لها.
4- الولاء والبراء والجوانب العملية لهما:
ترسيخ هذا المفهوم العقدي في نفوس الناس مع بيان من يكون له الولاء الكامل أو البراء الكامل ومن يجتمع في حقه ولاء وبراء, وبيان ما يترتب عليهما من أحكام شرعية، وتفنيد الشبه التي تثار حول هذه العقيدة.
5- العلاقة مع الكفار:
ينبغي توضيح وجوب عداوة الكفار وبغضهم وأنه لا يتنافى مع العدل معهم , ولا الإحسان إلى غير الحربي منهم , مع الحرص على دعوتهم للإسلام.
6- العلاقة مع أهل البدع:
يجتمع في المبتدع ولاء وبراء فتبذل له حقوق الإسلام ويحرص على دعوته , ويحذر منه ومن بدعته , ولا يمكَّن له ولا يعلى من شأنه , وأما من أظهر بدعة كفرية فهذا له شأن آخر.
7- عداوة الكفار لأهل الإسلام:(1/3410)
لا يزال الكفار في قتال وعداوة لأهل الإسلام وأتباع المنهج الحق وما الحملة الصليبية المعلنة إلا شاهد على ذلك , فيؤكد على أن عداوتهم دينية , وأنهم لن يرضوا عن المسلمين حتى يتبعوا ملتهم.
8- مظاهرة المشركين على المسلمين:
ينبغي توضيح خطورة مظاهرة المشركين على المسلمين وأنها ردة عن الإسلام أيا كان نوع هذه المظاهرة.
9- الثوابت والمتغيرات:
تسمع دعاوى كثيرة تلغي وصف الثبوت عن الشريعة , وأخرى تدعي احترام الثابت وهي في الحقيقة تنفي عن أكثر الثوابت هذا الوصف فيتعين إبراز الثوابت والذب عنها وإيضاح معنى الثابت والمتغير.
10-مظاهر الشرك والبدعة:
للشرك والبدعة مظاهرهما التي لابد أن تبين ويحذر الناس منها ويرد على دعاتها.
11-مصدر التلقي ومنهج الاستدلال:
توضح هنا مصادر التلقي عند أهل السنة والجماعة مع التمييز بين المصادر الأصلية والفرعية ويوضح أيضا منهجهم في الاستدلال , وموقفهم من العقل , كما يبين أن أهل السنة يعطون النص حظه من الدلالة دون غلو ولا تقصير ، ويُركز على مكانة فهم السلف لمعاني النصوص , مع كشف مصادر التلقي عند أهل الأهواء والبدع.
ب- المصطلحات:
الحديث هنا عن مصطلحات متداولة ينبغي تحريرها وتبيين موقف الشرع منها:
1- الوسطية:
يشرح هذا المصطلح بما يوضح المنهج الأحق بوصف الوسطية بالأدلة والبراهين، وأن لها معياراً شرعياً يضبطها, ويبين أن هذا المصطلح يستخدم استخداماً سيئاً يتنافى مع حقيقته الشرعية.
2- التقريب والتقارب:
يبين أن دعوى التقريب بين الأديان والمذاهب الباطلة، دعوى مرفوضة وأن حقيقتها هدم لأصول الإسلام، وأن أصحاب المنهج الحق لا يرضون إلا بالدخول تحت لواء الكتاب والسنة.
3- التعايش والتسامح:
هذا المصطلح يحمل في طياته معنىً صحيحاً و معنىً فاسداً بحسب كل صورة من صوره , وعليه فلا يعطى حكما واحدا بل لكل صورة حكمها , وعلى دعاة الحق التنبه لشَرَكِ مثل هذه المصطلحات.
4- الحرية:(1/3411)
الحرية حق مكفول لكل أحد بضوابطه الشرعية، ويؤكد هنا على زيف دعاوى الحرية عند الغرب وأشباههم, وعلى أن الحرية المنفلتة جرت على البشرية ألواناً من العذاب والمعاناة.
5- التيسير:
التيسير وصف لازم للشريعة وهو لا يعني بحال التميع في الفتاوى ولا الأخذ بالرخص ولا الخضوع لضغط الواقع , فيعتنى بتجلية هذا المصطلح وما يخرج عنه أو يدخل فيه مع التحذير من الاستخدام السئ له.
6- التطرف والتشدد:
يعتنى بإبراز معيار التطرف والتشدد , وذكر صور التطرف عند المخالفين , مع التنبيه على أن التطرف نوعان غلو وجفاء، وأن عامة من يتهمون أهل الحق به يقعون في النوع الثاني منه.
7- الإرهاب:
يبين الفرق بين مفهوم الإرهاب في الشرع ومفهومه عند الغرب والذي هو ترجمة خاطئة للكلمة الانجليزية (terrorism) والتي ترجمتها الصحيحة هي التخويف بغير حق.
8- السلام العالمي:
مصطلح كثير الشيوع , منعدم في الواقع , أكثر من يطلقه هم أكثر من يخالفه , وهو في حقيقة الأمر مستحيل الحدوث تحت مظلة الحضارة الغريبة القائمة على العنف و الاعتداء , وامتصاص الخيرات.
9- العلمانية والليبرالية التحررية:
مصطلحان متقاربان غير متحدين مخالفان للإسلام , ولا يصح بحال أن يجتمع في الشخص الواحد الإسلام والعلمانية أو الإسلام والليبرالية , لأن حقيقتهما تتناقض مع حقيقة الإسلام , ويعتنى بالرد على شبهات هؤلاء وأولئك.
10-الديمقراطية:
يعتنى بالحديث عن الديمقراطية , لكونها طاغوت العصر فيبين أنها من صور الجاهلية المعاصرة مع التنبيه لزيف دعاوى الديمقراطية لا سيما في بلاد الغرب , وعلى أن الجوانب الحسنة فيها موجود أكثر منها وأحسن في الشرع المطهر , ويركز على الفوارق الجوهرية بين الديموقراطية والشورى ، مع التأكيد على أن السيادة في الحكم للشريعة الإسلامية.
د-المرأة:(1/3412)
من أبرز ميادين المعركة بين الحق والباطل المرأة فالكفرة يعتقدون أنها أقوى وأسرع طريق لإفساد المسلمين, وأهل الإسلام يعتقدون أن في صلاح المرأة صلاح المجتمع , وفي الميدان ليبراليون ماجنون يريدون إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , فكان لزاماً إبراز منهج السلف الصالح تجاه قضايا المرأة وعدم الاقتصار على الوقوف موقف المدافع.
1- عمل المرأة:
يبين أن الأصل قرار المرأة في بيتها , وأن خروجها للعمل لابد أن يراعى فيه الضوابط الشرعية مع بيان ما تعانيه المرأة العاملة لاسيما في بلاد الغرب , مع إظهار مقصد أعداء الدين من خروج المرأة , والحرص على رد الشبهات حول عمل المرأة.
2- حقوق المرأة وتكريم الإسلام لها:
لابد من إبراز مظاهر تكريم الإسلام للمرأة والحقوق الشرعية لها , وبيان إهانة المجتمعات الغربية لها كما يوضح أن كثيرا مما يدَّعى أنه من حقوق المرأة ليس كذلك مما يفهم معه خطورة ما في هذه العبارة من إجمال.
3- ظلم المرأة:
جاء الإسلام ليرفع الظلم عن المرأة، فيحسن بأصحاب المنهج الحق أن لايقفوا موقف المدافع عنه لكثرة ما يتهم به من ظلم لها فعليهم بالمقابل ذكر صور ظلم المرأة عند دعاة التحرير وفي بلاد الغرب.
4- دور المرأة في المجتمع:
على دعاة الحق بيان دور المرأة الواسع في إطاره الشرعي في مجتمعها وأنها بتطبيقه ليست معطلة عن العمل , وعليهم بيان المقاصد السيئة لمن يزعم أن المرأة نصف المجتمع المعطل.
5- المرأة والولايات العامة:
يُوضح الحكم الشرعي لتولي المرأة الولاية العامة , كما يرد على الشبهات التي تثار حول هذه القضية مع التأكيد على خطورة التقليد الأعمى للغرب.
6- تحرير المرأة:
لابد من إيضاح المقاصد من هذه الدعوى وأن ما يسمى بتحرير المرأة لم يساهم أبدا في النهضة الحضارية , و أن التحرير دعوى مرفوضة لأنها لم تُستعبد أصلا حتى يُدعى لتحريرها..
7- قيادة المرأة للسيارة:(1/3413)
لابد لأصحاب المنهج الحق من بيان الآثار السلبية لمثل هذا الأمر , وإبراز فتاوى العلماء في هذا الباب , والرد على كافة الشبهات ، ولفت النظر إلى أنه الحاجز الذي بكسره يتم تغريب المرأة.
8- حجاب المرأة:
يؤكد على أهمية الحجاب والحياء للمرأة , والتحذير من دعاة السفور , والتأكيد على خطر الموضة على المرأة المسلمة , وعلى أهمية تميزها ظاهراً وباطناً، مع تفنيد الشبهات التي تثار حول الحجاب ، وأنه لا يتنافى مع حريتها الشخصية.
(د) أخرى:
1- دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
من مظاهر الطعن في المنهج السلفي الكلام على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب همزا ولمزا , وإثارة للشكوك والشبهات الأمر الذي يستوجب التصدي لمثل هذه الطعون وتفنيد الشبهات , وتقرير أصول هذه الدعوة وبيان وسطيتها , مع تحذير الأخيار أن يكونوا أداة للطعن , وإسلام هذه الدعوة بعدم مراعاتهم للمصالح و المفاسد عند الحديث عنها .
2- الحسبة :
ينبغي إحياء هذه الشعيرة في نفوس الناس، وانتداب جمع من المصلحين للاحتساب إعانة لأهل الحسبة مع بيان الآثار الإيجابية لهم في صيانة المجتمع، وأن خطأ المحتسب كخطأ غيره من أفراد المؤسسات الأخرى ولا يعود هذا الخطأ على أصل هذه الشعيرة بالنقض، وذلك على فرض صحة وقوع هذه الأخطاء و إلا فإن أكثرها أباطيل وأكاذيب.
3- الحوار:
مع تزايد المطالبات بالحوار من مختلف التيارات، ينبغي التأكيد على أن يكون المقصود منه الوصول إلى الحق بالحجة والبرهان، مع إجراء قاعدة المصالح والمفاسد في هذا الباب، والتنبيه على أن الحوار وسيلة كغيره فلا يطغى على غيره من الوسائل فيلغيها.
4- سد الذرائع:(1/3414)
التأكيد على شرعية هذه القاعدة واتفاق الفقهاء عليها وعلى أثرها في تحجيم الفساد، وأنه لا سبيل إلى إلغائها أو التضييق عليها متى ما طبق بضوابطه الشرعية، وأن الطعن فيها ومحاولة تجاوزها مؤذن بفساد عريض، كما يجب الرد على كافة الشبهات المثارة في وجه هذه القاعدة أو على تطبيقاتها الصحيحة في الواقع.
5- الجهاد:
يؤكد على أن الجهاد من ثوابت الدين، وأنه جهادان دفع وطلب، مع بيان المشروع منه وما أدخل فيه خطأ أو ظلما، والدعوة إلى دعم المجاهدين في الثغور، ويحسن في هذا السياق الإشارة إلى ما تمارسه قوى الكفر في العالم ضد الإسلام وأهله وبيان من هو الجدير بوصف الإرهاب المذموم.
6- مناهج التعليم:
صد الهجمة الشرسة على مناهج التعليم الشرعية بحجة أنها تغذي الغلو والتكفير والإرهاب، ببيان أن ما اشتملت عليه من أصول وثوابت كالولاء والبراء ونواقض الإسلام هو دين الله الحق الذي هو وسط بين الغالين والجافين، ورد مختلف الشبهات عنها، وفضح المطالبين بالتغيير من أعداء الداخل، وأسباب هذه المطالبة، مع إبراز معالم العنف والتطرف والغلو في مناهج المخالفين من كفرة حاقدين ومبتدعة ضالين، كما ينبغي التأكيد على أن مناهج التعليم الشرعية متعلقة بصبغتنا الإسلامية وأن التنازل عنها تنازل عن هذه الصبغة.
7- الفتيا والاجتهاد:
تقرير أن الفتيا ليست حقاً مشاعاً لكل أحد بل لها شروطها وأحكامها، وأن أهلها هم العلماء، مع التأكيد على مجالات الاجتهاد وأنه لا يدخل في أصول الدين وثوابته، وذكر الضوابط الشرعية لقاعدة لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وقاعدة تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.
8- تجديد الخطاب الديني:(1/3415)
ينبغي توضيح حقيقة هذا الشعار وما يراد منه عند بعض حملته الذين يرفعونه تلبيسا وتدليسا لتمرير ما يريدون تمريره من مفاهيم باطلة ويعبثوا بما شاؤوا من أصول شرعية ويتلاعبوا بمضمون الخطاب الشرعي، موهمين أن التجديد واقع على وسائل تبليغ هذا الخطاب لا مضمونه، فينبغي التبيين والتفصيل وبيان ما يصح دخوله شرعا تحت هذا الشعار مما لا يصح.
9- الجمعيات الخيرية:
الجمعيات الخيرية اليوم تتعرض لتضييق شديد وحرب شعواء تحت شعار محاربة الإرهاب، فينبغي نصرة هذه الجمعيات بالقول والفعل، والتأكيد على أهميتها وآثارها وفضائلها، ورد التهم الباطلة عنها، والتأكيد على الازدواجية التي يتعامل بها العالم الغربي مع هذه الجمعيات فبينا هو يحارب الإسلامية منها إذ هو يفتح الباب على مصراعيه للجمعيات غير الإسلامية مع ممارساتها الخطيرة.
ثانيا: الوسائل والأساليب
(أ ) تناول الموضوعات والمفاهيم السابقة وذلك من خلال:
1- خطب الجمعة.
2- المحاضرات والدروس العلمية.
3- الدورات الشرعية.
4- المشاركة في الفضائيات.
5- الكتابة في الصحف والمجلات
6- المساهمة في المنتديات ومواقع الإنترنت.
7- توزيع الكتب والكتيبات والأشرطة.
(ب) وسائل أخرى:
1. التناصح والتواصل مع العلماء والقضاة وتذكيرهم بدورهم وحاجة الأمة إليهم.
2. المناصحة للمسؤولين ومخاطبتهم.
3. مناصرة الداعين إلى المنهج السلفي والذب عنهم.
4. بيان انحرافات العلمانيين والليبراليين .
5. رصد أقوال المخالفين من مختلف القضايا والرد عليهم.
6. استثمار الأحداث وتوظيفها بما ينصر المنهج السلفي.
7. استثمار من يمكن استثماره في نصرة المنهج السلفي وتوظيفه.
8. تفعيل دور المرأة في مناصرة قضيتها.
9. العمل على إيجاد خطة مستقبلية لأهل السنة إزاء المستجدات التي يتوقع حدوثها وكيفية التعامل معها .(1/3416)
10. إحياء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من خلال شرح كتبه وإقامة المحاضرات لتوضيح دعوته , والمشاركة في الفضائيات وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت .
(اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
أعده: مجموعة من طلبة العلم.
---
(1/3417)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما اسم كتاب الشيخ طاهر الجزائري في التجويد ؟؟
---
ما اسم كتاب الشيخ طاهر الجزائري في التجويد ؟؟
---
طالب يتعلم
09-19-2004, 10:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء من يعرف اسم كتاب الشيخ طاهر الجزائري في التجويد
وكيف يمكن الحصول عليه ؟؟
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2004, 04:48 PM
اسمه :
تدريب اللسان على تجويد البيان .
وقد طبع قديماً في حياة المؤلف قبل عام 1338هجرية .
---
(1/3418)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً
---
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً
---
أبو إسحاق
06-25-2006, 12:54 AM
يقول الله تعالى:" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" (الاسراء),وقد اجمع المفسرون على انه لا عذاب لمن لم يصله من الله خبراً، ويأتيه من الله بيِّنة، ويبعث فيهم رسولاً.
وهذه مقتطفات من اقوال بعضهم:
قال الطبرسي:"معناه وما كنا معذبين قوماً بعذاب الاستئصال إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار لهم بأبلغ الوجوه وهو إرسال الرسل إليهم مظاهرة في العدل وإن كان يجوز مؤاخذتهم على ما يتعلق بالعقل ومعجلاً فعلى هذا التأويل تكون الآية عامة في العقليات والشرعيات, وقال الأكثرون من المفسرين وهو الأصح أن المراد بالآية أنه لا يعذب سبحانه في الدنيا ولا في الآخرة إلا بعد البعثة فتكون الآية خاصة فيما يتعلق بالسمع من الشرعيات فأما ما كانت الحجة فيه من جهة العقل وهو الإيمان بالله تعالى فإنه يجوز العقاب بتركه وإن لم يبعث الرسول عند من قال إن التكليف العقلي ينفك من التكليف السمعي على أن المحققين منهم يقولون إنه وإن جاز التعذيب عليه قبل بعثة الرسول فإنه سبحانه لا يفعل ذلك مبالغة في الكرم والفضل والإحسان والطول فقد حصل من هذا أنه سبحانه لا يعاقب أحداً حتى ينفذ إليهم الرسل المنبّهين إلى الحق الهادين إلى الرشد استظهاراً في الحجة لأنه إذا اجتمع داعي العقل وداعي السمع تأكد الأمر وزال الريب فيما يلزم العبد. وقد أخبر سبحانه في هذه الآية عن ذلك وهذا لا يدل على أنه لو لم يبعث رسولاً لم يحسن منه أن يعاقب إذا ارتكب القبائح العقلية إلا أن يفرض في بعثة الرسول لطفاً فإن عند ذلك لا يحسن منه سبحانه أن يعاقب أحداً إلا بعد أن يوجه إليه مما هو لطف له فيزاح بذلك علته.(1/3419)
وقال الزمخشري: وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ } وما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوماً إلا بعد أن { نَبْعَثَ } إليهم { رَسُولاً } فتلزمهم الحجة. فإن قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لأنّ معهم أدلة العقل التي بها يعرف الله، وقد أغفلوا النظر وهم متمكنون منه، واستيجابهم العذاب لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعمل بها لا يصح إلا بعد الإيمان. قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظ من رقدة الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين فلو لا بعث إلينا رسولاً ينبهنا على النظر في أدلة العقل.
وقال إبن عاشور: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }عطف على آية { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } الآية.
وهذا استقصاء في الإعذار لأهل الضلال زيادة على نفي مؤاخذتهم بأجرام غيرهم، ولهذا اقتصر على قوله: { وما كنا معذبين } دون أن يقال ولا مثيبين. لأن المقام مقام إعذار وقطع حجة وليس مقام امتنان بالإرشاد.والعذاب هنا عذاب الدنيا بقرينة السياق وقرينة عطف{ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها }[الإسراء: 16] الآية. ودلت على ذلك آيات كثيرة، قال الله تعالى:{ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين }[الشعراء: 209] وقال:{ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون }[يونس: 47].
على أن معنى (حتى) يؤذن بأن بعثة الرسول متصلة بالعذاب شأن الغاية، وهذا اتصال عرفي بحسب ما تقتضيه البعثة من مدةٍ للتبليغ والاستمرار على تكذيبهم الرسول والإمهال للمكذبين، ولذلك يظهر أن يكون العذاب هنا عذاب الدنيا وكما يقتضيه الانتقال إلى الآية بعدها.
على أننا إذا اعتبرنا التوسع في الغاية صح حمل التعذيب على ما يعم عذاب الدنيا والآخرة.
ووقوع فعل { معذبين } في سياق النفي يفيد العموم، فبعثة الرسل لتفصيل ما يريده الله من الأمة من الأعمال.(1/3420)
ودلت الآية على أن الله لا يؤاخذ الناس إلا بعد أن يرشدهم رحمة منه لهم. وهي دليل بين على انتفاء مؤاخذة أحد ما لم تبلغه دعوة رسول من الله إلى قوم، فهي حجة للأشعري ناهضة على الماتريدي والمعتزلة الذين اتفقوا على إيصال العقل إلى معرفة وجود الله، وهو ما صرح به صدر الشريعة في التوضيح في المقدمات الأربع. فوجود الله وتوحيده عندهم واجبان بالعقل فلا عذر لمن أشرك بالله وعطل ولا عذر له بعد بعثة رسول.
وتأويل المعتزلة أن يراد بالرسول العقل تطوُّحٌ عن استعمال اللغة وإغماض عن كونه مفعولاً لفعل { نبعث } إذ لا يقال بعث عقلاً بمعنى جعل.
هذه اقوال بعض المفسرين,والسؤال الذي يطرح نفسه الان:هل كفارهذا الزمان ممن تنطبق عليهم هذه الآية ,أي أن الله ليس بمعذبهم لعدم إيصال الاسلام اليهم على نمط يلفت النظر,خاصة بعد ان هدمت الخلافة وتغيّب تطبيق الاحكام الشرعية من قِبل الدولة.
لقد حسم هذا الامر إبن عاشور حيث قال:"والعذاب هنا عذاب الدنيا بقرينة السياق وقرينة عطف{ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها }[الإسراء: 16] الآية. ودلت على ذلك آيات كثيرة، قال الله تعالى:{ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين }[الشعراء: 209] وقال:{ فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون }[يونس: 47].
على أن معنى (حتى) يؤذن بأن بعثة الرسول متصلة بالعذاب شأن الغاية، وهذا اتصال عرفي بحسب ما تقتضيه البعثة من مدةٍ للتبليغ والاستمرار على تكذيبهم الرسول والإمهال للمكذبين، ولذلك يظهر أن يكون العذاب هنا عذاب الدنيا وكما يقتضيه الانتقال إلى الآية بعدها.على أننا إذا اعتبرنا التوسع في الغاية صح حمل التعذيب على ما يعم عذاب الدنيا والآخرة".
---
منصور مهران
06-25-2006, 02:58 PM
( لا عذاب لمن لم يصله من الله خبرا ..) صواب القول : خبرٌ . وبالله التوفيق .
---
أبو إسحاق
06-25-2006, 03:28 PM
السلام عليكم(1/3421)
أخي الفاضل منصور مهران, شكرًا على التصحيح وبارك الله فيك,وجّل من لا يسهو.
---
(1/3422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للكل وخاصة مهرة القراء:اللام في قوله(وليقولوا)مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها
---
سؤال للكل وخاصة مهرة القراء:اللام في قوله(وليقولوا)مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها
---
أخوكم
07-11-2003, 05:39 PM
سؤال للكل وخاصة مهرة حفظة كتاب الله : اللام في قوله( وليقولوا )مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجهتني صعوبة بالغة في حفظ الفروق بين هذه الآيات ، فاللام مرة تأتي ساكنة ومرة تأتي مكسورة في كلمات كثيرة في القرآن ولا أعرف هل هناك قاعدة متبعة لذلك حتى يسهل ضبطها أم لا يوجد إلا طريقة أن يحفظ الإنسان مواضعها فإن كان الحل هو الأخير فهل هناك طريقة لتسهيل حفظها .
مثلا كلمة ( وليقولوا ) مرة تأتي ساكنة كما هو الحال هنا :
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (النساء:9)
ومرة تأتي مكسورة كما هو الحال هنا :
( وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأنعام:105)
وهناك كلمات كثيرة جدا صادفتني مما سبب لي إشكاليات في الحفظ ، فأتمنى ممن لديه المساعدة أن لا يبخل بها علينا جزاه الله خيرا .
أمثلة لآيات وكلمات أخرى لنفس حرف اللام .
)هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ابراهيم:52)
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)
هناك آيات كثيرة جدا غيرها.......
---
مساعد الطيار(1/3423)
07-11-2003, 07:25 PM
الأخ الفاضل
هناك طريقة للتفريق بين اللامين تعتمد على معرفة سياق الفعل الذي دخلت عليه اللام ، هل هو خبر أو أمر ؟
فإن كان السياق خبرًا ، كانت اللام مكسورة .
وإن كان السياق أمرًا ، كانت اللام ساكنة .
هذا أحد أوجه التفريق التي ظهرت لي ، ولم أتتبع جميع المواطن لأجل أن يكون استقراءًا تامًّا .
---
عبدالله بن بلقاسم
07-12-2003, 12:14 AM
الحمد لله ، وصلى الله على رسوله وبعد:
لا تكون اللام ساكنة إلا إذا كانت للأمر أما بقية اللامات فهي متحركة
قد تكون لام الأمر أحيانا متحركة في لغة العرب وفي القراءة
في كتاب السبعة في القراءات ج: 1 ص: 177
اتفقوا على تسكين لام الأمر إذا كان قبلها واو أو فاء في جميع القرآن
واختلفوا في ثم
قلت وذكر أنها ساكنة بعد ثم في قراءة عاصم أيضا
وبهذا تعلم أن لا م الأمر مسكنة دائما في قراءة عاصم التي اشتهرت القراءة بها،وبقية اللامات متحركة،
قال في كتاب السبعة في القراءات ج: 1 ص: 435
وقرأ عاصم وحمزة والكسائى ثم ليقطع ثم ليقضوا وليوفوا وليطوفوا اللام للأمر فى كل القرآن إذا كان قبلها واو أو فاء أو ثم فهى ساكنة اهـ
هذا من جهة القراءة ومن جهة لغة العرب،
قال في مختار الصحاح(1/3424)
باب اللام اللام من حروف الزيادة وهي ضربان متحركة وساكنة فالمتحركة ثلاث لام الأمر ولام التأكيد ولام الإضافة فلام الأمر يؤمر بها الغائب وربما أمر بها المخاطب وقرئ فبذلك فلتفرحوا بالتاء ويجوز حذفها في الشعر فتعمل مضمرة كقوله أو يبك من بكى ولام التأكيد خمسة أضرب لام الاتبداء كقوله لزيد أفضل من عمرو والداخلة في خبر إن المشددة والمخففة كقوله تعالى إن ربك لبالمرصاد وقوله تعالى وإن كانت لكبيرة والتي تكون جوابا ولولا كقوله تعالى للولا أنتم لكنا مؤمنين وقوله تعالى لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا والتي تكون في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى ليسجنن وليكونا من الصاغرين ولام جواب القسم وجميع لامات التأكيد تصلح أن تكون جوابا للقسم ولام الإضافة ثمانية أضرب لام الاختصاص كقولك أخ لزيد ولام الاستعانة كقوله يا للرجال ليوم الأربعاء أما ينفك يحدث لي بعد النهى طربا واللامان جميعا للجر إلا أنهم فتحوا الأولى وكسروا الثانية للفرق بين المستغاث به ويبقون المستغاث له فيقولون يا للماء يريدون يا قوم للماء أي للماء أدعوكم فإن عطفت على المستغاث به بلام أخرى كسرتها لأنك قد أمنت اللبس بالعطف كقوله يا للكهول وللشبان للعجب وقول الشاعر يا لبكر أنشروا لي كليبا استغاثة وقيل أصله يا آل بكر فخفف بحذف الهمزة ومنها لام التعجب وهي مفتوحة كقولك يا للعجب والمعنى يا عجب احضر فهذا أوانك ولام العلة بمعنى كي كقوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس وضربه ليتأدب ولام العاقبة كقول الشاعر فللموت تغدو الوالدات سخالها كما لخراب الدهر تبنى المساكن أي عاقبته ذلك ولام الجحود بعد ما كان ولم يكن ولا تصحب إلا النفي كقوله تعالى وما كان الله ليعذبهم أي لأن يعذبهم ولام التأريخ تقول كتبت لثلاث خلون أي بعد ثلاث وأما اللام الساكنة فضربان لام التعريف ساكنة أبدا ولام الأمر إذا دخل عليها حرف عطف جاز فيها الكسر والتسكين كقوله تعالى وليحكم(1/3425)
أهل الإنجيل
---
عبدالرحمن السديس
07-12-2003, 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليسمح لي فضيلة الشيخ مساعد بهذا التعقيب البسيط
يا أخي لا أحسن من كثرة القراءة ، والمراجعة ،والتأمل ، ومع الوقت لن تجد بإذن الله أي صعوبة .
بالنسبة للام الأمر فإنها تأتي ساكنة ، وتأتي مكسورة ، حسب علمي ، ومن هذا :
قوله تعالى {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (29) سورة الحج
قرأ ورش وقنبل وأبو عمرو وابن عامر ورويس بكسر اللام ، وقرأ بقية العشرة بسكون اللام.
والله أعلم.
---
أبو خالد السلمي
07-12-2003, 02:24 PM
أيضاً يلاحظ أن لام الأمر إذا لم يسبقها حرف من الحروف ، فإنها تكسر في جميع القراءات بما فيها قراءة عاصم ، ومثال ذلك قوله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ)(الطلاق: من الآية7)
فالخلاصة أن لام التعليل مكسورة دائما ، وأما لام الأمر فتسكن في حالات وتكسر في حالات .
---
مساعد الطيار
07-12-2003, 04:40 PM
جُزيتم خيرًا ، ولا عدم هذا الملتقى أمثالكم ممن يتفاعل مع الأسئلة ، ويقدم إجاباته .
ولكم خالص شكري .
---
خالد الشبل
07-12-2003, 06:26 PM
سماها ابن مالك -رحمه الله - لام الطلب ، لكونها قد تكون لمن هو أعلى ، كقوله ، تعالى ( ِليقضِ علينا ربك ).(1/3426)
وهذا مثل ما قيل في فعل الأمر ، فعل دعاء ، إذا كان من العبد لله ، تعالى، نحو : اللهم اغفر لي.وكذلك المنصوب على التعظيم ، مع الله ، تعالى ، نحو : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ) ، وكقولك : دعوت اللهَ ، فلا يقال : ( الله َ ) مفعول به ، تأدبًا مع الله ، سبحانه. وهذه أشياء مرعية ذكرها العلماء ، كما قال بعضهم في ( مَنْ ) إنها لمن يعلم ، فلا يقال : للعاقل ، لأنها تكون لله ، تعالى ، في نحو : اسأل مَن خلقك ورزقك ، والله ، تعالى ، لا يوصف بالعاقل .وإنما بالعالِم.
لام الطلب الأصل فيها السكون ، لأمرين ، عام وخاص . أما العامّ فهو أن السكون متقدم على الحركة ، إذ هي زيادة ، والأصل عدمها . وأما الخاص فمن أجل أن يكون لفظها مشاكلاً لعملها ، وهو السكون ، كما فُعِل بباء الجر ، ولكن مَنَع من سكونها الابتداءُ ، فكسرت . قال ، تعالى : ( لِيستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) وقال : ( لِينفق ذو سَعة من سعته ). فإذا دخل عليها واو أو فاء رجع غالبًا إلى السكون ، ليؤمن دوام تفويت الأصل ، ولأن الأول لم يكن متحركًا ، وهو الفاء والواو . وقد تسكن هذه اللام بعد ( ثُمَّ ) نحو : ( ثم لْيقضوا تفثهم ) . وإسكان هذه اللام بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها ، كما قال ابن هشام - رحمه الله - في المغني. وقد تسكن بعد ( ثم ) ، لأن التصاق الواو والفاء بها بلا فاصل ، بخلاف ( ثم ) .(1/3427)
قال ابن مالك ، رحمه الله : " أجمع القراء على التسكين فيما سوى قوله ، تعالى : ( وليوفوا نذورهم ) و ( وليطّوفوا ) و ( ولْيتمتعوا ) [ في العنكبوت ] كقوله ، تعالى : ( فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي ) وقوله : ( فلْيكتب ولْيملل الذي عليه الحق ولْيتق الله ربه ) وقوله : ( فلْتقم طائفة منهم معك ولْيأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فلْيكونوا من ورائكم ولْتأت طائفة أخرى لم يصلوا فلْيصلوا معك ولْيأخذوا حذرهم وأسلحتهم ) وقوله : ( ولْيخش الذين لو تركوا مِن خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم فلْيقوا الله ولْيقولوا قولًا سديدًا ).
والأكثرون -، ومنهم البصريون الأولون ، على أن العلة في التسكين هو الحمل على عين ( فَعِل ) ، فإنهم يقولون في ( كَتِف ) : كَتْف. وخالفهم ابن مالك ، وقال إن تعليلهم هو إجراء منفصل مُجرى متصل ، ومثله لا يكاد يوجد ، مع قلته ، إلا في اضطرار.
وهو يعني أن اتصال الفاء والواو باللام هو على نية الانفصال ، بخلاف ( فَعِل ) فهو متصل .
أما لام التعليل فهي مكسورة ، كقوله تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة لِيسوءوا وجوهكم ولِيدخلوا المسجد كما دخلوه أوّلَ مرة ولِتبروا ما علوا تتبيرًا ).
فالتفريق يكون كما ذكر فضيلة الدكتور مساعد - حفظه الله -أن التسكين خاص بلام الأمر ، أما اللام الخبرية في التعليل فهي مكسورة. ويبقى التفريق في لام الطلب إذ ورد فيها التسكين والكسر فهي على ما سلف من الإيضاح ، وما كان فيه قراءة للقراء فسبيله الحفظ ليس غير، إذ القراءة سنة متّبَعة . والله أعلم.
خالد
---
أخوكم
07-19-2003, 10:16 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
تبارك الرحمن تبارك ذا الجلال والإكرام
اللهم بارك في هذا المنتدى وأعذه من كل حاسد وعاين
يا لها من ردود مقنطرة ذات حبك وسبك فكيف لا تثلج الصدر
قد كنا ننتظر منكم ولو محارا فأهديتمونا لؤلؤا فكيف لا تنشرح الأفئدة
بطائنها نفيسة فكيف بظواهرها أبدعتم حتى أدهقتم(1/3428)
لقد عاشت المناقشات العلمية المؤدبة في الإنترنت حالة غربة
إلا في هذا المنتدى المبارك فقد تبوأته وطنا لها ... فاعذروها إن حنت لوطنها وإنها لتأرز إليه
إيه يا لوحة المفاتيح أي حروف ستنتقين ..... ماذا ستكتبين ومن ستشكرين
الشيخ مساعد الطيار الذي أوجز فأبهر
أم الشيخ عبدالله بلقاسم الذي فصَّل فأبحر
أم الشيخ عبدالرحمن السديس الذي بذر فأثمر
أم الشيخ أبو خالد السلمي الذي جاء بالمبتدأ والخبر
أم الشيخ خالد الشبل الذي مر كالنهر فبهر البصر
حار القلم فارتد كاتبا لكم جميعا أحبتي :
رفع الله قدركم وزاد جاهكم ونفع بعلمكم وأصحبكم رسوله صلى الله عليه وسلم يوم الحشر وفي أعلى جنات الخلد . وأسعدكم بجوار المليك المقتدر في مقعد الصدق في جنات ونهر ... وهناك تحلو الحياة فاللهم نسألك الجنة .
كم أتمنى أن أثري الموضوع بمعلومات مثلكم ، فأتذكر أن مسابقتكم ضرب من الخيال فكيف بسبقكم
ولكني أسأله سبحانه أن يوزعني أن أرد لكم فضلكم ... وسأحاول حتى ولو ببضاعة مزجاة إن شاء الله .
فجزاكم الله عني خير الجزاء
http://images.webshots.com/ProThumbs/6/2706_wallpaper280.jpg
---
(1/3429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تدريس رسم المصحف بتوسع لطلبة الدراسات العليا وتدريبهم على قراءة مخطوطات المصاحف
---
تدريس رسم المصحف بتوسع لطلبة الدراسات العليا وتدريبهم على قراءة مخطوطات المصاحف
---
عبدالرحمن الشهري
12-14-2006, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أتذكر أنني خلال مراحل الدراسة النظامية التي مررت بها درستُ في قاعة الدرس مخطوطة واحدة لمصحف من المصاحف القديمة العثمانية أو غيرها . فلم يكن هناك مادة تعنى بهذا على وجه التفصيل في المقررات الدراسية المتخصصة . وفي سنة من السنوات أسند إلي تدريس مادة علوم القرآن لقسم أصول الدين ، وكان المقرر هو التعريف بالرسم العثماني وخصائصه وبعض سماته المشهورة ، دون الخوض في التفاصيل .
إلا أنني توسعت في الموضوع حينها مع الطلاب للإفادة دون أن أطالبهم في الاختبار إلا بالمقرر في كتاب الشيخ مناع القطان رحمه الله . فأحضرت معي صوراً لمخطوطات المصاحف ، وعرضتها للطلاب مع بعض المصاحف المكتوبة بروايات أخرى غير رواية حفص عن عاصم . وقد لمست تفاعلاً من الطلاب أثناء قراءة المخطوطات تلك ، وبعض الملحوظات على هذه الخطوط التي كتب بها المصحف ، وغير ذلك من الفوائد التي عرضت حينها ، وقد رسخت تلك المعلومات في ذهني قبل أذهان الطلاب حتى اليوم .
ومنذ ذلك الوقت وأنا أزور في نفسي طرح موضوع مفصل عن هذا الموضوع في الملتقى ، حتى نتدارسه بيننا ، وما هي الطريقة المثلى لتطبيقه بشكل يتيح للجميع الفائدة والنفع . وقد عجبتُ وأنا أقرأ في ترجمة أحد المستشرقين الخبراء بقراءة خطوط المصاحف القديمة ، والمشقة التي لقيها في أثناء تعلمه هذه الخطوط ، وقد قضى في ذلك زهرة عمره ، وهو الآن فوق الثمانين فيما يظهر ، وكيف كان يمكث في فك الحرف الواحد وقتاً طويلاً ربما يزيد على الأسبوع .(1/3430)
فقلتُ في نفسي : رجل أجنبي على هذا الكتاب وهذه اللغة ، وينفق هذا العمر والجهد الكبير في تعلم هذا الرسم والخطوط ، ونغفل نحن عنه ونحن أولى الناس بتعلمه وتعليمه والتدرب عليه لا يوجد فينا من يقوم بهذا الفن ويحرص عليه وعلى نشره وتعليمه !
وقد عملتُ على بناء مقرر دراسي مركز لتدريس مادة الرسم العثماني ، والتدرب على قراءة مخطوطات المصاحف القديمة بحيث يطرح لطلاب الدراسات العليا في القرآن وعلومه سواء الماجستير أو الدكتوراه . بحيث يكون لمدة ثلاث ساعات في الأسبوع مثلاً ، ويتخرج الطالب بعد فصل دراسي وقد أجاد قراءة مخطوطات المصاحف وفهم أسرارها وخصائصها فهماً عملياً نافعاً ، وإنك لتهتز طرباً وأنت تتأمل في خطوط بعض المصاحف وروعتها ، وتصاب بالدهشة لذلك الإتقان والإبداع في الكتابة والتفنن في الخط العربي البديع .
وأذكر قبل تسع سنوات أنني استعرت مصحفاً مخطوطاً من أحد الأصدقاء كتب في القرن السادس الهجري بخط بديع لم أر أجمل منه ، وكنت من قبل أظن أن كتابة المصاحف وتجليدها قد بلغت في زماننا القمة ، فإذا بذلك المصحف الذي كتب في القرن السادس يفوق من حيث الخط والتجليد والفخامة مصحف المجمع الحالي .
ولو وقفتم على بعض المصاحف المخطوطة لذهلتم لروعتها وجمالها ومدى العناية بها من جميع الجوانب الفنية ، مما يدل على عناية المسلمين بهذا القرآن وحرصهم عليه ، بل إن الخطاطين المبدعين كانوا يتسابقون في كتابة المصاحف والتفنن فيها ، بل كان من وسائل إتقان الخط كتابة المصاحف المتميزة ، ولذلك فإنه لا يصلح لتدريس هذه المادة إلا من أوتي حظاً من البصر بالخط العربي وجمالياته حتى يؤتي تدريس هذه المادة ثماره .
من فوائد تدريس مقرر رسم المصحف :
1- ربط طالب الدراسات القرآنية بتاريخه الإسلامي العلمي في جانبه المتعلق بالخط العربي .(1/3431)
2- معرفة تاريخ الخط العربي وكيف تطور رسمه الإملائي وعلاقته بالرسم العثماني [وللدكتور غانم الحمد بحث قيم في هذا الباب نشر في مجلة المورد ].
3- معرفة الرسم العثماني بشكل عملي دقيق ملموس ، يراه في النماذج الرائعة التي تعرض عليه من بين الآف المصاحف المخطوطة ، وكيف طبقه الخطاطون للمصاحف .
4- معرفة عناية المسلمين بالمصحف من حيث الكتابة والتذهيب والتجليد وغير ذلك.
5- تنمية روح النقد الفني ، والتأمل في أسرار الخط المصحفي لدى الطالب في هذا الجانب العلمي المتعلق بالقرآن الكريم ، وهذا الجانب يمكن الاستفادة فيه من أساتذة فن الخط العربي .
وأختم ببعض الصور لبعض المصاحف المخطوطة ، وأنتظر تعقيباتكم أيها الفضلاء فلعل الله ييسر طرح مثل هذا المقرر ويقوم أحدكم بتدريسه ونحظى بشرف الحضور والاستفادة ، ولعل أستاذنا العزيز الدكتور غانم قدوري الحمد يتفضل بالتعقيب على هذا الموضوع ، فلأبي عبدالله قدم السبق والإجادة في الكتابة في رسم المصحف ، وله أبحاث رائعة استفدت منها في الرسم العثماني نفع الله به ، والمتصدي بعده للحديث في هذا الميدان ، ولو أوتي بلاغة سحبان ، لا يسري إلا على ضوء ناره ، ولا يتعلق إلا بآثار غباره .
الرياض في 22/11/1427هـ
[line]
http://www.tafsir.net/images/221.jpg
http://www.tafsir.net/images/229.jpg
http://www.tafsir.net/images/230.jpg
http://www.tafsir.net/images/232.jpg
http://www.tafsir.net/images/235.jpg
http://www.tafsir.net/images/236.jpg
http://www.tafsir.net/images/237.jpg
وهذه مخطوطة للمصحف بخط ابن البواب الخطاط . وتجد خبرها مفصلاً هنا (http://www.ziedan.com/index_o.asp) مخطوطات نادرة > مصاحف شريفة .
http://www.tafsir.net/images/238.jpg
المزيد من صور المصاحف المخطوطة :(1/3432)
- موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف (http://www.qurancomplex.org/OldQuranImages/Default.asp?l=arb&CatLang=0&Page=1&TabID=6&SubItemID=2) .
- موقع عالم القرآن الكريم - متحف صور المصحف (http://www.hqw7.com/q4-p1-a2.htm) .
---
أحمد البريدي
12-14-2006, 01:55 PM
شكر الله لك أبا عبد الله على طرح هذا الموضوع , ولقد كنت في زيارة لدياركم النماص , وكان من ضمن البرنامج زيارة للقرية الأثرية , فرأيت كماً هائلاً من مخطوطات المصحف جمعها أحد الأخوة الفضلاء من بني شهر لا أتذكر اسمه الآن , فليتك تنشط أبا عبد الله للحديث عنها في إحدى زيارتك القادمة , فإني أظن أن بها نوادر في هذا الباب .
---
د.إلياس أنور
12-15-2006, 11:02 PM
شكر الله لكم على طرح مثل هذا الموضوع . وكم أتمنى من المتخصصين في علم القراءات العناية بمثل هذه العلوم ( الرسم ، الضبط ، الفواصل ، التوجيه ) وأما تدريس مادة الرسم في الجامعات أعتقد بأن طلاب التخصص يدرسون هذه العلوم إلا أنها بحاجة إلى إعادة النظر من حيث صياغتها بأسلوب معاصر ( وأما دراسة مخطوطات المصاحف فأعتقد بأن هذا يتعلق بعلم دراسة المخطوطات ؛ وأما من أراد معرفة رسم المصحف فعليه بكتب التخصص ، مثل كتاب المقنع في مرسوم مصاحف الأمصار للداني وهو كتاب جيد في بابه وهناك عدة رسائل محققة في الرسم لاسيما شرح عقيلة أتراب القصائد منها: الوسيلة إلى شكف العقيلة للسخاوي تلميذ الشاطبي تحقيق د / محمد الطاهر الإدريسي جامعة الطائف( مطبوع ) شرح العقيلة لملا علي القاري تحقيق د / عبدالرحمن السديس جامعة أم القرى ، جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائدللجعبري تحقيق د/ محمد إلياس محمدأنور ( جامعة الملك خالد ) وأرى عدم الاقتصار على الرسم بل جميع العلوم المتعلقة بعلم القراءات .
---
د. أنمار
12-16-2006, 12:43 AM
وشرح تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد لابن القاصح(1/3433)
والطراز في شرح ضبط الخراز للتنسي بتحقيق د. أحمد شرشال
ومختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح تحقيق شرشال أيضا
وسمير الطالبين للإمام الضباع
ولا غنى عن المحكم في نقط المصاحف وأظنه أهم من المقنع وكلاهما لأبي عمرو الداني
وبالمحكم يمكن معرفة بلد المصحف فضبط كل ناحية مختلف عن غيرها وانظر باب ذكر البيان عن إعجام الحروف ونقطها بالسواد وما يليها من الأبواب لتدرك ما أصبو إليه.
---
نورة
12-16-2006, 02:23 AM
شكر الله سعيكم
وبالفعل نحن في تخصص القراءات ندرس مثل هذه العلوم ، وكما أشار الدكتور إلياس -أكرمه الله - أن مثل هذه العلوم بحاجة إلى إعادة النظر فيها من حيث صياغتها بأسلوب معاصر ، وبذلك تكون أنفع وأمتع وأثبت في تدريسها كأي مادة أخرى..
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 06:43 AM
جزاكم الله خيراً على تعقيباتكم وإضافاتكم .
أخي د.أحمد البريدي : صاحب هذه القرية التراثية اسمه محمد الشهري واسم قريته التراثية تلك (قرية المَقِر) نسبة إلى اسم عائلته الأخص . وقد سمعتُ ولم أرَ عن حرصه مؤخراً على جمع بعض المخطوطات ، وحدثني الأستاذ الدكتور فهد الرومي عن توفيره بعض المخطوطات لهذه القرية بطلب من صاحبها ، ولعله يتذكر هذه المخطوطات فيذكرها لنا . وأنا أعرف صاحب القرية جيداً ، وهو عميد متقاعد من الجيش تفرغ بعد تقاعده فأنشأ هذه القرية ، إلا أنني لم أزرها زيارة مفصلة منذ نشأتها إلا مرة واحدة مررت بها وهي في طور الإنشاء قبل سنوات ، ولعل الله ييسر لي أو لأحد الإخوان من النماص فينقل لنا خبر هذه المصاحف ، أو يصور لنا بعض صفحاتها بكاميرا رقمية .(1/3434)
أما ما تفضل به الإخوة الفضلاء الدكتور إلياس والدكتور أنمار وكذلك الزميلة الفاضلة الأستاذة فشكر الله لهم ، وأنا لا أنكر أن هذه المعلومات تدرس للطلاب المتخصصين في القراءات وغيرهم ، لكنها لا تدرس تدريساً تطبيقياً كما تستحقه ، ولا تأخذ من المنهج ولا من الوقت ما تستحقه حتى ترسخ في أذهان الطلاب . ثم إنها لا تدرس دراسة تطبيقية واسعة .
وأما التدرب على قراءة مخطوطات المصاحف القديمة فهذه لا توجد بحسب علمي ، وإن وجدت فعلى عجل شديدٍ ، ولذلك لا يوجد عندنا متمرسون بقراءة المصاحف القديمة والخطوط القديمة في أقسام القرآن وعلومه . وأما قيام أقسام المخطوطات بذلك ، وتدريبها عليه فلا أعرف تفاصيل مشجعة في هذا السبيل ، وعناية خاصة بخطوط المصاحف . نعم قد ترى مخطوطة لصفحة من أحد المصاحف عند مدخل دور المخطوطات ، لكن هذا آخر ما تراه من العناية بهذا ، أما أن تجد قاعة أو أكثر للتدرب على قراءة خطوط المصاحف ، وعدد كافٍ من النسخ المصورة بعناية للتدريب ، ووسائل معينة على ذلك فهذا ما لم أرهُ بعدُ ، وهو الذي أعنيه بالتدريس المعمق للمادة والتدرب عليها ومنحها مساحة أوسع من العناية والتأمل .
وأما الكتب التي صنفت في رسم المصحف وتوابعه فهذه معروفة ، واستقصاؤها من مصادرها سهل ، وهي موضوع فرعي غير الذي أعنيه من طرح الموضوع حفظكم الله ونفع بكم .
---
العبادي
12-16-2006, 08:23 PM
شيخنا المفضال عبدالرحمن..
وإنني لأهتز طربا كما اهتززتَ عند سماعي وعلمي بمن يهتم بمثل هذا الأمر الفريد..
لكن ما أحب طرحه هو:
أنك ذكرت بعض الفوائد التي تُجتنى من تدريس مخطوطات المصاحف، والذي ألاحظه أنها تصب في خانة علم المخطوطات والخطوط أكثر منها في علم رسم المصحف..
فهل هذا ما قصدته؟
وإن لم يكن ذلك فأرجو أن تبين لنا الارتباط بين فهم علم الرسم والمنهج الذي رسمته في هذه المشاركة..
ولك أجزل الشكر وأوفاه وأنت لذلك أهل.
---
غانم قدوري الحمد(1/3435)
12-19-2006, 04:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من حسنات هذا الملتقى ما يفتح الله به على أخينا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري – حفظه الله – من موضوعات رائدة ، ومنها مقترحه تدريس رسم المصحف في الدراسات العليا ، فعلى الرغم من أن موضوع رسم المصحف وكتبه في متناول يد المتخصصين بالدراسات القرآنية ، إلا أن دراسة الموضوع دراسة تطبيقية تعنى بالمصاحف القديمة والتدريب على قراءة خطوطها وتحليل ظواهرها الكتابية والفنية يعد أمراً جديداً بقدر ما أعرف .
إنني إذ أشارك بهذه العجالة استجابة لرغبة أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن فإنني أقتفي أثره وأتكأ على ما كتبه ، وقد لا آتي بجديد لكني أردت أن أعرب عن سروري بما عرضه ، وتأييدي لما ورد في مقترحه ، وإن قصرت عبارتي عن اللحاق بجمال عبارته ونصاعة أفكاره ، فلست بالمكانة التي وضعني فيها ، جزاه الله تعالى خيراً ، فلم يكن ما كتبته في رسم المصحف إلا محاولة لم تسعفني الظروف الخاصة والعامة من تطويرها والبناء عليها .
إن دراسة رسم المصحف لا تهم المتخصصين بالدراسات القرآنية وحدهم ، بل تفيد دارس اللغة العربية ، وأهل التاريخ والآثار ، والمهتم بالخط العربي وتجويده ، ولعلي لا أجاوز الحقيقة إن قلت إن دراسة الموضوع سوف تكون نتائجها مفيدة وممتعة للذين يحملون في قلوبهم حب القرآن ويحرصون على تلاوته وتفهم معانيه ،لأن نتائج هذه الدراسة سوف تكشف لهم عن التواصل بينهم وبين أصول هذا الكتاب الكريم ، فالمصاحف المخطوطة تشكل سلسلة متصلة الحلقات بدايتها المصاحف العثمانية ، و نمسك اليوم بطرفها الممتد عبر السنين من خلال هذه المصاحف ، المعززة بالرواية الشفهية للقراءة القرآنية .(1/3436)
ولعل بعض الإخوة الذين نظروا في المقترح لم يدركوا جميع أبعاده أو يتصوروا كل أهدافه وفوائده ، وقد يكون من المفيد أن أذكر بإيجاز تجربتي المتواضعة في دراسة رسم المصحف في رسالتي للماجستير ، التي كشفت لي عن أهمية دراسة المصاحف المخطوطة والعناية بها ، فقد بدأت أعمل في البحث من غير أساس علمي سابق أستند إليه ، ولم أجد ما يمهد لي الطريق ، وقد مَنَّ الله عليَّ بإنجاز البحث بعد القراءة في عدد محدود من المصاحف ، ومن دراسة كتب رسم المصحف والدراسات التاريخية الحديثة عن الخط العربي ، ولمست حينذاك الحاجة إلى دراسات تعنى بالمصاحف القديمة ، وإلى مراكز علمية تسهل على الباحثين الاطلاع عليها وتيسير دراستها .
وآمل أن يجد هذا المقترح طريقه إلى التطبيق ، وأن يحظى قسم من الأقسام العلمية المتخصصة بالدراسات القرآنية بشرف الريادة في هذا المشروع العلمي وتوفير مستلزماته ، وفي مقدمتها مكتبة متخصصة تضم ثلاثة أنواع من المصادر :
(1) المصاحف القديمة ، أصلية أومصورة ، من مختلف العصور ، مع ما يلزم من وسائل القراءة فيها ودراستها .
(2) كتب رسم المصحف .
(3) الدراسات الحديثة المتعلقة بالخط العربي وتاريخ الكتابة العربية .
وليس من الصعب بعد ذلك وضع الإطار التنفيذي للمقترح ، وتحديد مفردات الدراسة ، والوقت الذي تستغرقه ، ومن يتولى التدريس والتدريب فيه ، مع تحياتي للدكتور عبد الرحمن ورواد الملتقى ، والله ولي التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2006, 02:30 PM(1/3437)
شكر الله لأستاذنا الكريم الدكتور غانم الحمد هذا التعقيب المسدد ، والرأي الموفق ، وقد أَبنتَ عما في نفسي أحسنَ البيان جزاك الله خيراً ، فإن العناية بدراسة رسم المصحف متعددة الجوانب ، ومع كثرة البحوث النظرية والتاريخية واللغوية التي كُتبت فيه ولله الحمد، ومنها كتابكم القيم (رسم المصحف: دراسة لغوية تاريخية) ، إلا أنها لم تأخذ طريقها إلى قاعات الدرس لتدرس دراسةً تطبيقيةً يُمسكُ الطالب بيده المصاحفَ القديمةَ، أو صورها الملونة الدقيقة إن تعذر الأصلُ ، ويقرأُها في رسمها الأول ، ويتتبعها حتى العصر الحديث ، وكيف تطورت هذه الصناعة وهي صناعة كتابة المصاحف ورسمه عبر التاريخ ، وما تعلق بكتابة المصاحف من فنون عبر التاريخ ، وفوائد تنفيذ هذه الفكرة للمتخصص في الدراسات القرآنية كثيرة، منها ما قد يظهر قبل البدء ، ومنها ما لا يظهر إلا بعد الشروع فيه.
وإنني لآمل أن يوفق الله سبحانه وتعالى لإنشاء معملٍ خاص لهذا الغرض بإذن الله ، تُهيءُ له أدواته المناسبة كما تفضل الدكتور غانم ، ويكون بدايةً لمثل هذا الغرض النبيل ،ويصمم له منهج علمي مركز ، فنحن في زمان كثرت فيه العناية بالدورات العلمية المتخصصة في المساجد ، وفي مراكز التدريب التي عُقدتْ الدوراتُ فيها لأشياء كثيرة من جليل أمور العلم ودقيقه بل ورُبَّما عديم الجدوى من جوانبه.(1/3438)
وحقٌّ على المنتسبين للقرآن وعلومه أن يبادروا للتجديد في عرض ما معهم من العلم لتقريبه للمسلمين ، وتحبيبهم فيه ، فالناس في لهف لفهم القرآن وتعلم علومه ، فإنَّ أهلَ كلِّ تخصصٍ من العلم قد يكونون سبباً في نَهضته وحياته إن قاموا به ورفعوا رايته ، وتتبعوا طرق نشرهِ كالتاجر الحريص على نشر بضاعته وترويجها . وقد يكونون سبباً في خُمودهِ وضعفه وضياعه إن ركنوا إلى الدعة ، وتركوا الأمر على عواهنه، ورضوا بما وصل إليهم منه ، دون أن يضيفوا من روح عصرهم لهذا العلم ما يكون كفيلاً بنشره وجعله ثقافة عامة للمسلمين .
وهذا الموضوع - أخي العزيز العبادي - متداخلٌ بين عدد من التخصصات العلمية المعاصرة كما تفضل الدكتور غانم بقوله :( إن دراسة رسم المصحف لا تهم المتخصصين بالدراسات القرآنية وحدهم ، بل تفيد دارس اللغة العربية ، وأهل التاريخ والآثار ، والمهتم بالخط العربي وتجويده) :
1 - فمنه جانب يعنى به أهل الدراسات القرآنية كظواهر الرسم العثماني ، وكيفية رسم الكلمات ، وكيفية نطقها وغير ذلك ، وقد صنفت في ذلك مصنفات كثيرة نثراً وشعراً ولله الحمد .(1/3439)
2- وجانب يعنى به أهل صناعة الخط مثل أنواع خطوط المصحف وكيفية كتابتها وإجادتها، وكيفية كتابة المصحف في الصحف ، ومراعاة خواتم الصفحات وبداياتها ، والأحبار والأقلام التي تستخدم في كتابة المصحف وغير ذلك من التفاصيل التي تبهج القلبَ وتسره ، وتزيده يقيناً بحفظ كتاب الله . وقد حفظت لنا كتب التاريخ أسماء كثير من المتخصصين في كتابة المصاحف ، وممن تفرغ لهذا الشأن حياته ، وقد برز منهم خلال التاريخ الإسلامي العديد ممن أجادوا خطوط المصاحف كخالد بن الهياج ، ومالك بن دينار ، والضحاك بن عجلان ، والرشيد البصري ، ومهد الكومي ، وأبو حدى الكوفي ، وابن مقلة ، وابن البواب ، وشمس الدين محمد بن أبي رقية ، وياقوت المستعصمي ، وشهاب الدين غازي ، وشمس الدين محمد الوسيمي ، وابن العفيف ، وابن الصائغ الذي يعتبر عميد الخطاطين العرب في مصر المملوكية في القرن التاسع الهجري . وكثير من أسماء هؤلاء الخطاطين تجدها في أوائل أو أواخر مصاحفهم التي كتبوها . والمتتبع لهذا الجانب من جوانب العناية بالقرآن وكتابته وخطه ، وتاريخ خطاطيه يستخفه الطرب والسعادة من هذا التاريخ العريق لهذه الصناعة الشريفة ، وهو جانب من جوانب حفظ الله لكتابه ، ومن معاني قوله تعالى :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وهذا الجانب مغفولٌ عنه تَماماً في الدراسات القرآنية ، وكتب علوم القرآن ، مع تعلقه بالقرآن الكريم .(1/3440)
3- وجانب يعنى به أهل الفنون كتذهيب المصحف وزخرفته ، والعناية بأثاث المصحف عبر التاريخ كخزائنه التي يحفظ بها ، وتجليده وأنواعه وكيفيته ، والتذهيب قد شاع استخدامه في المصاحف في رسم فواصل السور ، وفواصل الآيات ، وفي رسم بعض الزخارف في هوامش بعض صفحات المصحف ، ولكن براعة المذهبين تظهر بصورة جلية في زخرفة الصفحتين الأولى والثانية من المصحف ، والتي يكتب فيها عادة سورة الفاتحة ، والآيات الخمس الأولى من سورة البقرة ، ويسميها أهل التذهيب (السرلوح) ، ويتنافسون في إجادتها تنافساً شديداً . وقد حفظ لنا التاريخ أسماء مشهوري المذهبين للمصاحف مثل اليقطيني ، وإبراهيم الصغير ، وأبي موسى بن عثمان ، وابن السقطي ، ومحمد وابنه ، وأبي عبدالله الخزيمي وابنه ، وقد عاش الأخيران في القرن الثاني عشر الهجري ، وغيرهم كثيرون، وقد ظهر أهل التذهيب بعد ظهور الخطاطين ، وكان أهل التذهيب في المرتبة التي تلي مرتبة الخطاطين من حيث الأهمية .
وقل مثل ذلك في زخرفة المصاحف التي بدأت في عهد العباسيين ، وقد عورضت الزخارف في المصاحف معارضة شديدة أولاً ، ثم استقرت بعد ذلك على أن تكون بزخارف هندسية ونباتية ، ولا يكون فيها أي صور لكائنات حية ، واقرأ حول ذلك بتفاصيله - إن شئت - في كتاب (الفنون الزخرفية الإسلامية في مصر قبل الفاطميين) لمحمد عبدالعزيز مرزوق ص133 وما بعدها ، ومثله كتاب (فن التذهيب العثماني في المصاحف الأثرية) للدكتورة شادية الدسوقي عبدالعزيز ، الأستاذة بكلية الآثار بجامعة القاهرة).
- وقل مثل ذلك في تخصص الآثار ودراسة التاريخ . ويدخل فيه العناية بأثات المصحف كتجليده وتقطيع ورقه زأنواع الورق ، فقد تقدمت صناعة التجليد على يد المسلمين بفضل الحرص على صيانة المصحف الشريف ، فالتجليد أحد العناصر الأساسية لصناعة الكتاب ، وهي متممة لفن الخط والتذهيب والزخرفة .(1/3441)
ومثله ما يتعلق بحفظ المصحف وحَمله ، مثل كراسي المصاحف ، ودكة المصحف والقارئ ، والكرسي المسدس المنشوري الشكل ، وصناديق المصاحف والربعات ، والحوافظ والأكياس الحريرية ، والخزانات الثابتة ، والمتنقلة وغيرها . وإن شئت التوسع في هذا الجانب فاقرأ كتاب (أثاث المصحف في مصر في عصر المماليك للدكتورة فايزة محمود عبدالخالق الوكيل ، المتخصصة في الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة).
وقد تطورت هذه الصناعات المتعلقة بالمصحف مع الزمن ، حتى بلغت أوجها في العصر المملوكي .
والمقصود أن يكون هذا البَرنامج لتدريس رسم المصحف برنامجاً متكاملاً ، يقدم للمتخصص في الدراسات القرآنية هذه المادة ، تقديماً جامعاً لكل هذه الفنون والعلوم في مادة واحدةٍ مركزةٍ ، تُعنى بكل جوانبه ، ويتخرج الطالبُ بعدها وقد تعلَّم الرسم العثماني وظواهره وتطوره وكيفية قراءة المصاحف القديمة ، وما نشأ حول هذا المصحف من صناعات وفنون عبر التاريخ تعليماً دقيقاً ومُمتعاً معاً ، يجمع المعلومة الدقيقة المركزة ، مع الطريقة العملية الممتعة ولا سيما مع تنوع أساليب العرض في زماننا ولله الحمد ، وقد جمعتُ في هذا الموضوع مادةً لا بأس بها ، وقطعتُ شوطاً في تصميم هذا المشروع ، وأنا أتعاهده كلما وجدتُ معلومةً تنفع في جانب من جوانبه ، وعسى أن أطرحه قريباً على أمثالكم من أهل العناية بهذا العلم الشريف ، ولن أستغني عن توجيهاتكم يا أهل العناية ، ولا سيما الأستاذ القدير الدكتور غانم قدوري الحمد بارك الله فيه ، ولنسم هذه المادة (تاريخ المصحف) حتى تكون أدل على المقصود والله الموفق سبحانه ، لا حول لنا ولا قوة إلا به.
الجمعة 2/12/1427هـ
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 05:41 AM
شكر الله لك أبا عبد الله على طرح هذا الموضوع ..
---
د.إلياس أنور
12-25-2006, 11:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.(1/3442)
مشاركة مني في خدمة كتاب الله عزَّ وجل ومساهمة في بيان رسم المصحف سأقدم من خلال هذا الملتقى العلمي المبارك حلقات علمية لرسم المصحف وذلك من خلال شرح جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد للعلامة الجعبري _ قريباً إن شاء الله _
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2006, 03:40 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور إلياس على هذه المبادرة وإننا لمنتظرون ومتابعون وفقك الله .
---
نورة
12-25-2006, 03:56 PM
يسر الله أمرك يا دكتور إلياس, ونحن في الانتظار
---
مساعد الطيار
12-25-2006, 04:17 PM
الشيخ المفيد أبا عبد الله
زادك الله خيرًا وإنعامًا ، فذلك الموضوع الذي طرحته من نفائسك التي عوَّدتنا ـ أعضاء هذا الملتقى المبارك ـ عليها .
ولقد صدقت فيما طرحت ، فقد جربت بعض ما ذكرته مع طلاب ( دبلوم القراءات ) في كلية المعلمين بالرياض من خلال ما طرحه الدكتور الفاضل غانم قدوري الحمد في بحثه الممتع ( موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة ) وكذا ما طرحه الباحث بشير بن حسن الحميري في بحثه الذي قدمه لنيل إجازة في دراسة الخطوط القرآنية القديمة ، وقد عنونه بـ( إثبات حفظ الله للقرآن الكريم من خلال : دراسة لوحة مخطوطة للقرآن الكريم في القرن الأول الهجري ) .
وقد طبقنا ما يتعلق باختلاف الرسم والضبط من خلال المصحف المكتوب على رواة حفص ، ورواية ورش ، ورواية الدوري ، وقد كان في هذه الطريقة نفع عظيم ، وتركيز للمعلومات النظرية التي يتلقاها الدارس في هذين العلمين ، وإني لأشد على عضدك في هذا ، فبارك الله فيك أينما كنت .
---
خالد الباتلي
12-27-2006, 09:12 PM
يقول مشرفنا الشيخ عبدالرحمن: "وقد جمعتُ في هذا الموضوع مادةً لا بأس بها ، وقطعتُ شوطاً في تصميم هذا المشروع ، وأنا أتعاهده كلما وجدتُ معلومةً تنفع في جانب من جوانبه "(1/3443)
وأقول: نضر الله وجهك ويسر أمرك وسدد على درب الخير خطاك، وهذه مكرمة لك يحق لي أن أتمثل فيها بقول الأول:
هذي المكارم لا قعبان من لبن *** شيبت بماء فعادت بعد أبوالا
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 08:58 AM
الأخوين الفاضلين الدكتور مساعد والدكتور خالد . شكر الله لكما تعقيبكما ، وتشجيعكما لأخيكما ، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع.
وأنا أعلم جهدكم يا أبا عبدالملك في تدريس هذا الموضوع وغيره زادك الله توفيقاً ، ولن أقطع أمراً في هذا المشروع حتى تشهدون .
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2007, 11:50 PM
مشاركة مني في خدمة كتاب الله عزَّ وجل ومساهمة في بيان رسم المصحف سأقدم من خلال هذا الملتقى العلمي المبارك حلقات علمية لرسم المصحف وذلك من خلال شرح جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد للعلامة الجعبري _ قريباً إن شاء الله _
متى نرى أولى حلقاتكم يا دكتور إلياس رعاكم الله ؟
---
أيمن صالح شعبان
02-27-2007, 01:31 AM
السلام عليكم إخواني الكرام :
أشكر لمولانا الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى إثارة هذا الموضوع الغني ومداخلات أهل المعارف والتخصص من أمثال فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد وفضيلة الدكتور مساعد والأستاذ خالد ومداخلة الدكتور إلياس حفظهم الله جميعا .
وعند اقتراح وهو التحضير لهذه الدروس على أن تبدء في موضوع مستقل يا حبذا لو وضع قسم خاص له من أقسام المنتدى وأنا على استعداد لوضع برنامجا يقوم بمساعدة فضيلة الدكتور المحاضر بالرسم من خلاله في المنتدى بالرسم الإمامي حيث أوشكت على الانتهاء من مصحف ويب ويمكني تطوير أدوات لرسم الكلمات بالرسم الإمامي خالي النقط والشكل ليكون بمثابة وسائل إيضاح يستعان بها والله المستعان .
ومن الممكن أن يدفع إلى فضيلة الدكتور إلياس الكلمات بالرسم الإملائي وأقوم بدفعه إليه بشكل صور على إيميله الخاص لتقريب ثمرات هذه الحلقات النافعة(1/3444)
والله من وراء القصد.
---
أحمد بزوي الضاوي
02-27-2007, 02:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأخ الفاضل : الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد كان لإثارة هذا الموضوع من قبل فضيلتكم وقع كبير على اللجنة المكلفة بإعادة صياغة البرنامج الدراسي لمسلك الدراسات الإسلامية بكلية الآداب ، بالجديدة ، حيث اقترحت على الإخوة أعضاء اللجنة إضافة مجزوءة رسم المصحف ضمن وحدة القرآن الكريم ، و تلقى الإخوة الأفاضل الاقتراح بالترحيب. ، معتمدينها في سلك الإجازة ، على أمل تطويرها عند إعداد مسلك الماجستير .
وقد أخبرت الإخوة بأن الفضل في اقتراحي يرجع إلى تنبيه فضيلتكم إلى ضرورة تدريس هذه المادة .
وتفضلوا أخي الكريم فائق الاحترام و التقدير .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أبو معاذ الشمراني
03-01-2007, 09:58 PM
ولكن ... مع تقديري لأساتذتي الكرام.. فهذا من مٌلح العلم ، ولعل غيره أولى منه.. والعمر قصير. وفقكم الله ونفع بكم.
---
أيمن صالح شعبان
03-02-2007, 08:20 AM
السلام عليكم
عذر يا أبا معاذ بل هو من الأمور التي يجب الحرص على تعلمها ألا ترى أن الحافظ السخاوي استدرك في شرح العقيلة على شيخه وعلى الإمام الداني فيما خص مصحف أهل الشام وما ذاك إلا لانقطاع العناية ومطالعت المصاحف العتاق هل طالعت تحريرات الدكتور أحمد بن أحمد بن معمر شرشال في دراسته وتحقيقه لمختصر التبيين حيث رجح كتابة بعض الأسماء الأعجمية في مصحف نافع بحذف الألف بغير عمل المغاربة .
هل دار بخلدك هذا السؤال:
لما كان أصل كتابة الكتبة الأولى خالي من النقط والشكل الحرف ثم أحدث هذا الأمر واستقر العمل به وتابع الرسم بزيادة رسم الأحرف الزائد كما في (أفإين مت) برسمها بالزائد في الرسم السؤال:(1/3445)
ألا يجب إهمال هذه الأحرف الزائدة من النقط مع وضع علامة الحرف الزائد فهو أولى بأمر الضبط.. فالنقط تمهيد ورصف الزائد لا حاجة به فهو ثابت في الرسم لكنه مهمل فلماذا ينقط.
هذا السؤال رفعته للجنة مراجعة المصاحف بمجمع طباعة المصحف بالمملكة .
ربما أثمر هذا العلم الجليل عن تحريرات وأنا عليكم من العيال.
وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير
---
د.أحمد شكري
03-02-2007, 11:01 AM
فضيلة الدكتور عبدالرحمن والمعقبين الفضلاء جميعا
السلام عليكم ورحمة الله
للأسف فلم أطلع على هذاالموضوع إلا اليوم ، وسعدت كثيرا بقراءته ، وأنا أظن أن البحث في الرسم وتاريخه وتطوره والمذاهب فيه - واؤكد على هذه الأخيرة - من أهم المهمات للمتخصصين في هذا العلم المبارك ، ولذلك أقول للأخ أبي معاذ الشمراني : إن هذه المادة من دقائق العلم وجزئياته فلا تعرض على العامة ولا على غير المتخصصين في الدراسات القرآنية ولا على غير الراغبين في هذا العلم أيضا.
وإني بحمد الله تعالى درست مادة الرسم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ودرّستها بعد ذلك في الجامعة الإردنية وكنت أرى من طلبتي الشغف الكبير لسماع هذه المعلومات الدقيقة في هذا العلم المتواري في بلادنا وقد سمعت أن إخوة لنا في بلاد غرب افريقيا يتعلمون الرسم ومسائله منذ الصغر فهنيئا لهم كما شعرت بالحاجة الماسة لهذا العلم حين كنت عضوا في لجنة مراجعة المصحف وتدقيقه وقدمت كما قدم بعض الإخوة الأفاضل مقترحات عديدة لإعادة النظر في المذهب المعمول به حاليا في رسم بعض الكلمات تسهيلا على العامة فيما فيه أكثر من مذهب في الرسم، وإن الاطلاع على المخطوطات القديمة للمصاحف يثري الأمر ويؤكد على أهمية طرحه.
وها هو الاقتراح يثمر ويزهر وها هو الأخ الفاضل الدكتور أحمد الضاوي يحوله من الورق إلى الواقع، وسيبقى لتبادل الآراء في هذه المسائل فوائد كبيرة، وشكر الله لكم جميعا وبارك فيكم.
---
أيمن صالح شعبان(1/3446)
03-05-2007, 09:23 AM
السلام عليكم اسمحوا لي
ما ذكره فضيلة الدكتور أحمد شكري حفظه الله مهم جدا وعندي اقتراح بوضع قسم في المنتدى خاص بعلم الرسم ودراسة المصاحف المخطوطة وتحريرات الرسم ولا يتاح مشاهدته والكتابة فيه إلا عبر تسجيل خاص بالإدارة .
---
محمد بن جماعة
03-05-2007, 05:39 PM
اقتراح تخصيص قسم جديد في المنتدى لرسم المصحف ودراسة المخطوطات فكرة جيدة، وإن كنت لا أرى ضرورة لتقييد التسجيل فيه، فما بالك بمشاهدته.. فهذا من أبواب العلم المفيدة، ولا شك أن هناك من أهل الاختصاص من قد يفكرون في المساهمة فيه عندما يكتشفون محتويات هذا القسم من خلال البحث على شبكة الإنترنت. وعدم إتاحة القسم للمشاهدة يجعل محركات البحث تتجاهل البحوث المنشورة في هذا القسم.
---
(1/3447)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهات حول القرآن الكريم
---
شبهات حول القرآن الكريم
---
الصياد
03-18-2006, 06:15 PM
اعرض عليكم مجموعة من الشبهات حول القرآن عرضها شخص احسبه ملحد وسيكون عرضى للشبهات تباعا وكلما يجيب شيوخنا على شبهة اضع التى تليها وأرجو أن يتحملنى الاخوة ولا يضيق صدرهم بما اعرض من شبهات فوالله ما كنت احب ان اكون سببا فى نقل الشبهات ولكنى فى حزن مما قرأت وأود ان يجيب المتخصصين عن هذه الاباطيل ليشفوا صدرى وصدر من هم مثلى
الشبهة الأولى :
ملخص الموضوع أنه يناقش نقطة صغيرة و هي التعديلات التي تم إدخالها على بعض السور المكية بإدخال آيات عليها لاحقًا و هل كان هذا لنقصٍ في الأصل تم استكماله أم لتنقيح و تحسين أسلوبه بعد مراجعته أم غير ذلك .
في سورة يوسف المكية أربع آيات مدنية ، الآيات 1،2،3،7 و الآيات الثلاث الأول ليسوا موضوعنا لأنهم في موضوع مغاير لسياق السورة ، أما الآيات التالية فهي :(1/3448)
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)
و هنا يتضح الإشكال ، فكيف كانت تقرأ الآيات قبل نزول الآية سبعة ؟ إذا قمنا بحذفها و قرأنا الآيات سنجد أن في الآية الثامنة ضمير عائد على أخوة يوسف المذكورين في الآية السابعة ، فكيف هذا و الثامنة نزلت أولاً ؟ كما أن (إذ) هنا متعلقة بأخوة يوسف ، و إذا قال قائل بأنها كانت عائدة على (إخوتك) في الآية الخامسة فتكون هذه ركاكة شديدة ، فأخوتك هنا ملحقة بضمير مخاطب و تغير المتكلم كأسلوب التفات يستوجب ذكر المتحدث عنه ، كما أنه فصلتها آية كاملة عن الضمير ، و هنا فكرت في هذا الإشكال فوجدت ثلاث احتمالات ممكنة :
1- أن تكون هذه الآية مكية و يكون كل الرواة و المفسرون مخطئين و هذا مستبعد.(1/3449)
2- أن تكون هذه الآية حلت محل آية أخرى و نسختها قولاً و هذا أيضًا مستبعد لأن الناسخ و المنسوخ عند علماء الإسلام منصوص عليه و معروف بدقة.
3- الاحتمال المتبقي هو أن يكون طريقة تأليف القرآن أو نزوله غير ما نحسب ، بمعنى - مثلاً - أن يكون محمد و سط أصحابه فسألوه عن قصة يوسف فنزل الوحي بعدة آيات ، ثم قطعهم عارض ما و بعد أن زال العارض سألوه و ماذا فعل أخوة يوسف يا رسول الله ؟ فجاء الوحي مجيبًا ( إذ قالوا ..) و هنا فلا يمكن أن يفهم القرآن إلا بإعادة تدوينه داخل سياقه و بهذه الطريقة كمقاطع يسرد الحدث معها و هذا كفيل بإحداث ثورة في إعادة فهم و تفسير تلك النصوص مرة أخرى .
---
مجدي ابو عيشة
03-22-2006, 09:17 PM
" استثنى منها ثلاث آيات من أولها حكاه أبو حيان وهو واه جداً لا يلتفت إليه ." هذا أكثر ما وجدته عن سورة يوسف . كذا في الاتقان (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=3) فلا تلتفت الى الشاذ الضعيف الذي لا دليل له من الأقول فسورة يوسف مكية كاملة .
والله تعالى أعلم
---
الجندى
03-28-2006, 06:21 PM
تفضل أخى هذا الموضوع فيه بيان كذب الملحد صاحب هذه الشبهات :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4668
---
عبدالقادر
04-02-2006, 01:18 AM
اول سورة حملت من مكة إلى المدينة سورة يوسف انطلق بها عوف بن عفراء فى الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وهم أول من أسلم من الأنصار قرأها على أهل المدينة فى بنى زريق فأسلم يومئذ بيوت من الأنصار روى ذلك يزيد بن رومان عن عطاء عن ابن يسار عن ابن عباس ثم حمل بعدها قل هو الله أحد إلى آخرها ثم حمل بعدها الآية التى فى الأعراف قل يأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا إلى قوله تهتدون فأسلم عليها طوائف من أهل المدينة وله قصة
---
عبدالقادر
04-02-2006, 01:20 AM
كتاب البرهان في علوم القرآن
---(1/3450)
د.حسن خطاف
04-14-2006, 03:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كما تعلم يا أخي العزيز أن ترتيب الآيات توقيفي ، وما دام كذلك فلابد من حكمة وهذا أمر لا اتصور أنه محل للنقاش ، ولكن السؤال هل الإضافة إن صح التعبير هو لنقص في الأصل ام لزيادة معنى ، فالذي أراه يا أخي أن إضافة الآية المدنية أو الآيات المدنية خلال السور المكية ليس لنقص في القصة ، وإنما لإعطاء معنى جديد قد لايكون موجودا ، والدليل على هذا أن العرب كانوا اهل بلاغة وفصاحة والقرآن جاء تحديا لهم من هذا الجانب ، وبالتالي لا يستسيغ العربي نقصا في الحادثة التي جاء القرآن يتحدث عنها ، ولو كانت إضافة آية لنقص في القصة لوجدت من كان معاديا للدعوة من اهل مكة مهرولا إلى النبي ليعترض على هذا القرآن ، ومن هنا لم يذكر التاريخ حسن ما اعلم أن العرب اجتمعوا ليأتوا بمثل القرآن .
بناء على ما سبق فالجواب في تصوري والله أعلم أنْ لا إشكال في ما أشكل عليك وذلك لأمرين
الأول: كما تعلم أن هذه الآية مدينة فموقعها يأتي بعد الفراغ من المكي وبالتالي كأنها تتحدث عن خلاصة القصة كاملة ، فكأن الله تعالى لخص سورة يوسف كاملة بهذه الآية " لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ" والتلخيص في العادة يأتي بعد الفراغ من الملخص ، ولعل الذي يعززما قلناه أن كون هذه الآية مدينة تتناسب مع ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أقربائهم ، فكأن الآية جاءت لتقول لهم ما لقيتموه من أقربائكم هو عينه مالقيه يوسف عليه السلام من أخوته ، فإذا كان إخوته قد تآمروا عليه ، وهو نبي وهم إخوة له ، فلا تستغربوا من صنيعهم ، وفي ذلك شدة لأيديهم وتسلية لهم ، وقد أشار الشيخ ابن عاشور رحمه إلى ان في سورة يوسف تسلية للنبي واصحابه مما عانوه من قومهم(1/3451)
الثاني : لا إشكال في تصوري من عودة الضمير الموجود في الآية الثامنة إلى الآية الخامسة فما تذكره الآية الثامنة مما دار بين الأخوة هو بداية الكشف عن خيوط الكيد المذكور في الآية الخامسة ، اما قولك الالتفات " يستوجب ذكر المتحدث عنه " فالمتحدث عنه مذكور سواء أكان تصريحا كما في الآية الرابعة والخامسة او بعودة الضمير كما في الآية السادسة ، وبالتالي فالتفات من التخاطب إلى الغيبة لا إشكال فيه فيما أرى والله تعالى أعلم.
---
أحمد البريدي
04-14-2006, 01:17 PM
أخي الكريم : قبل الخوض في تفاصيل هذا الموضوع ومفرداته من المناسب ذكر الجانب التأصيلي منه فأقول :
من المعلوم أن سور القرآن تِنقْسِمُ إلى مكِّيَّةٍ ومدنيَّةٍ ، وكَوْنُ السورةِ كُلِّها مكِّيَّةٍ أو مدنيَّةٍ إنّما هو الأغْلَبُ الأعَمُّ في سُوَرِ القرآن ، ذلكَ أنّه قد وَرَدَتْ آياتٌ مدنيَّةٌ في سُوَرٍ مَكِّيَّةٍ والعكْسُ على وجه القِلَّةِ ، وسبب ذلكَ ما تقرَّرَ بأنّ ترتيبَ الآياتِ تَوقِيفيٌّ بالإجماعِ ، قال ابن حجرٍ رحمه الله :" قد اعتنى بعضُ الأئمّةِ ببيانِ ما نَزَلَ مِن الآياتِ بالمدينةِ في السُّوَرِ المكِّيَّةِ " ...إلى أنْ قال :" وأمّا عَكْسُ ذلكَ وهو نُزولُ شيءٍ مِن سُورَةٍ بِمَكَّةَ ، تأخَّرَ نُزولُ تلكَ السُّورةِ إلى المدينةِ فلَمْ أَرَهُ إلاّ نادرًا ".
والاسْتِثْنَاءُ المذكورُ مَشْهُورٌ في كُتُبِ القُرَّاءِ ومُثْبَتٌ في المصاحِف ، وثُبُوتُ وُقُوعِه دلَّتْ عليه الأدلَّةُ ، لكنْ هل يُقْبَل كُلُّ ما يُذكر مِن الاستثناءِ ؛ أمْ لا بُدَّ مِن النظرِ فيه ؟(1/3452)
الصحيح أنه لا بد من النظر فيما قيل باستثنائه وأنّ الاستثناءَ لا يَصِحُّ إلاّ بدليلٍ لأنّه خِلافُ الأصْلِ. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} (البقرة:من الآية21) :"{يَا أَيُّهَا النَّاسُ}النداءُ هُنَا وُجِّهَ لعمومُ الناسِ مع أنّ السُّورَةَ مَدنِيَّةٌ ؛ والغالبُ في السُّوَرِ المدنيَّةِ أنّ النداءَ فيها يكونُ مُوَجَّهًا للمؤمنين . والله أعلم بما أرادَ في كِتَابِهِ ؛ ولو قالَ قائلٌ : لعلَّ هذهِ آيةٌ مَكِّيَّةٌ جُعِلَتْ في السُّورَةِ المدنيَّةِ ؟
فالجوابُ : أنّ الأَصْلَ عدمُ ذلكَ - أيْ عدمُ إدْخَالِ الآيةِ المكِّيَّةِ في السُّوَرِ المدنيَّةِ ، أو العكْس ؛ ولا يجوزُ العُدُولُ عن هذا الأَصْلِ إلا بدليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ ؛ وعلى هذا فما نَرَاهُ في عناوينِ بعضِ السُّوَرِ أنّها مَدَنِيَّةٌ إلاّ آيةَ كَذَا ، أو مَكِّيَّةٌ إلاّ آيةَ كَذَا غَيْرُ مُسَلَّمٍ حتّى يَثْبُتَ ذلكَ بدليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ ؛ وإلاّ فالأَصْلُ أنّ السُّورَةَ المدنيَّةَ جميعُ آياتِها مدنيَّةٌ ، وأنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ جميعُ آياتِها مَكِّيَّةٌ إلا ّبدليلٍ ثابتْ ".
وقالَ في تفسيره لسورة الكهف : " سورةُ الكهفِ مَدَنِيَّةٌ ، واستَثْنَى بعضُ المفسِّرينَ بعضَ الآياتِ : أَوَّلُهَا ( 1 – 8 ) ، وآية رقم ( 28 ) ، ومِن ( 107 – 110 ) على أنّها مَكِّيَّةٌ ( ) ، ولكن هذا الاستثناءَ يحتاجُ إلى دليلٍ ؛ لأنّ الأصْلَ أنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ مكِّيَّةٌ كُلُّهَا ، وأنّ المدنيَّةَ مدنيَّةٌ كُلُّهَا ، فإذا رأيْتَ استثناءً فلا بُدَّ مِن دليلٍ ".أهـ .(1/3453)
قلت : ولِذا فينبغي تَتَبُّعُ المواضِع التي ذكَرَها المفسِّرُونَ فما دلَّ الدليلُ على الاستثناءِ يُثْبَتْ وما لَمْ يَدُلَّ دليلٌ عليه فالأَصْلُ عَدَمُهُ ، وقد بيّنَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله سبَبَ كَثْرةِ الاستثناءِ عند المفسِّرِينَ فقال :" فبعضُ العلماءِ إذا نَظَرَ إلى أنّ المعنى يَلِيقُ بالسُّوَرِ المدنيَّةِ ، أو بالأحْكامِ المدنيَّةِ ذَهَبَ يَسْتَثْنِي ويقول :" إلاّ آيةَ كَذَا ، إلاّ آيةَ كَذَا " وهذا غَيْرُ مُسَلَّمٍ ".
قالَ ابنُ الحَصَّارِ في نَظْمِه للسُّوَرِ المكِّيَّةِ والمدنيَّةِ :"
وذا الذي اخْتَلَفَتْ فيهِ الرُّوَاة لَه وَرُبَّمَا اسْتُثْنِيَتْ آيٌ مِن السُّوَر
وما سِوَى ذاكَ مَكِّيٌّ تنزله فلا تَكُنْ مِن خِلافِ الناسِ في حَصَرِ
فليسَ كُلُّ خِلافٍ جاءِ مُعْتَبَرًا إلاّ خلافٌ لَهُ حظٌّ مِن النَّظَرِ "
وقد تَتَبَّعَ السيوطيُّ رحمه الله ما قِيلَ باستثنائِه وذكَرَ الأدلَّةَ على ذلكَ مُختصرًا في كتابه : الإتقان .
كما قام الشيخُ عبدُ الله الجديع بِتَتَبُّعِ أسانِيدِ ما قِيلَ فيه بالاستثناءِ وخَلُصَ إلى أنّ الذي ثَبَتَتْ به الرِّوايةُ مِن المدنيِّ في المكِّيِّ في تِسْعِ سُوَرٍ هي: سُورَةُ هُودٍ والنحْل والإسْرَاء والحَجّ (في ثلاثة مَواضِع) ويس والزمر (في مَوْضِعَين) والشورى والأحقاف والتغابن ، ومَوْضِعُ مَجِيء المكِّيِّ في المدنيِّ في سُورَةِ الحديد فقط .
وعلى هذا فسورة يوسف لم يثبت استثناء شيء من آياتها , والله أعلم .
وللفائدة هناك رسالة علمية تتبع بها صاحبها ما قيل فيه بالاستثناء , من أول القرآن إلى سورة الإسراء , وقد بحثت عنها في مكتبتي ولم أجدها.
---
د. هشام عزمي
04-16-2006, 04:12 AM
بارك الله فيكم .
---
مصطفى عثمان محمود
06-02-2006, 01:48 AM
تثبت السوره بدايه دخول بنى اسرايل مصر والخروج منها فى عصر موسى
تثبت السوره بدايه تختين الاناث فى مصر(1/3454)
تثبت السوره تعدد الزوجات فى بنى اسرايل
اذا من اين اتو بتشريع الزواج المسيحى ونبيهم وامه لم يتزوجو وان كان انزل الله ايه لهم
بلزواج لاانز لهم ايه المواريث
---
(1/3455)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضرورري.. أين أجد تحريرات للطيبة؟؟
---
ضرورري.. أين أجد تحريرات للطيبة؟؟
---
نورة
08-12-2005, 09:56 PM
السلام عليكم
واجهتني بعض الصعوبات في مسائل خلافات الطيبة ؟؟هلا أرشتموني لكتب عن تحرير الطيبة؟
وأين أجد كتاب تأملات في تحريرات الطيبة أو بدائع البرهان شرح عمدة العرفان؟؟
ونفع الله بكم الإسلام
---
عبدالرحمن الشهري
08-13-2005, 10:59 AM
الأخت الكريمة وفقها الله مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير
هذا بعض المطلوب
عمدة العرفان في تحرير أوجه القرآن (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=855)
بدائع البرهان شرح عمدة العرفان (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=892)
إتحاف البررة المسمى (تحرير النشر) للأزميري (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=872)
---
أبو الجود
08-13-2005, 07:13 PM
أخي أرسلت إلى المكتبة الروض النضير كاملا وهو أهم كتاب في التحريرات من مدة أسأل الله لكم التوفيق والسداد
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2005, 12:47 AM
أشكر الأستاذ الكريم المقرئ خالد حسن أبو الجود وفقه الله ورعاه ، وزاده علماً وهدى على إرساله لتحقيقه لكتاب الروض النضير للعلامة المتولي رحمه الله للمكتبة الالكترونية الخاصة بشبكة التفسير والدراسات القرآنية ونعتذر عن تأخرنا في إضافته للمكتبة . وقد قمنا الآن بإضافته وهذا رابط الكتاب .
الروض النضير في تحرير أوجه الكتاب المنير
تأليف
العلامة محمد بن أحمد المتولي رحمه الله
تحقيق
خالد حسن أبو الجود (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=940)
---
نورة
08-14-2005, 01:08 AM
جزاكم الله خييرا ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأهل القرآن..
---
أبو الجود
08-14-2005, 03:38 PM(1/3456)
الأخ الكريم عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا على سرعة استجابتكم كما عودتمونا أسأل الله لك التوفيق و السداد
---
(1/3457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ترقيم البسملة قابل للتغيير ؟
---
هل ترقيم البسملة قابل للتغيير ؟
---
محمد رشيد
05-04-2003, 01:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله ، أود الحديث حول البسملة و هل هي اية من أول كل سورة ، أم هي اية تستفتح بها السور ؟
مذهب الشافعية : أنها اية من أول كل سورة
مذهب الحنابلة : أنها اية تستفتح بها السورة ، و ليست من السورة
مذهب المالكية : ليست اية بالكلية
مذهب الحنفية : أنها اية أنزلت للفصل بين السور
و مذهب الحنفية مردود بانتقاض العلة في سورة الفاتحة فلو كان كذلك لانتفت في الفاتحة و لثبتت في براءة
و ذهب العثيمين ـ رحمه الله ـ الى مذهب الحنابلة بانها اية تستفتح بها السور ، فقال في الشرح الممتع :
[[ فإن قال قائل : إذا قلتم ذلك فكيف الجواب عما نجده في المصاحف : أن أول اية في الفاتحة هي البسملة ؟
نقول : هذا الترقيم على قول بعض أهل العلم : إن البسملة اية من الفاتحة ، ولهذا في بقية السور لا تعد من اياتها و لا ترقم ، و الصحيح أنها ليست من الفاتحة ، و لا من غير الفاتحة ، بل هي اية مستقلة . ]]
فهل الترقيم الذي رقمت به البسملة في الفاتحة بكونها اية منها في المصاحف المنتشرة ، قابلة للتغيير حسب المذهب المختار ؟
و هل يدل على ذلك ما ذكره الزرقاني في ( مناهل العرفان ) من أن ترقيم الايات قد اختلف فيه خاصة أنه ذكر المذهب الذي ذهب اليه العثيمين ـ رحمه الله ـ من تقسيم الاية الأخيرة في الفاتحة الى ايتين ؟
---
أحمد البريدي
05-04-2003, 02:14 PM
أخي العزيز : الأدلة على كون البسملة ليست من الفاتحة كثيرة منها :
1- حديث : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي..... والصلاة هنا المراد بها الفاتحة ولوكانت البسملة منها لبدأ بهاولم يبدأ بالحمد.(1/3458)
2- حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمدلله رب العالمين ...
والحديثان صحيحان
3- استدل بعض أهل العلم بدليل عقلي : وهو ان البسملة اختلف فيها والقرآن لم يختلف فيه .
وليس هذا موضع بسط ذلك وانما الغرض الاشارة
اما بالنسبة للترقيم :فهي على حسب القراء فاذا طبع المصحف مثلا على رواية حفص جعلت البسملة اية من الفاتحة واذا طبع على رواية ورش لم تجعل منها وجعلت الاية السادسة عند نهاية " انعمت عليهم " والسابعة مابعدها وقد طبع كذلك في مصحف المدينة وهو مبني على الخلاف السابق
والخلاف في هذه المسألة مهم تحريره إذ يترتب على ذلك صحة الصلاة من عدمها كما لايخفى عليك .
وفقك الله لكل خير
---
محمد رشيد
05-06-2003, 09:36 AM
جازاك الله خيرا أخي و بارك فيك
---
أبومجاهدالعبيدي
05-24-2003, 01:23 AM
فائدة ذات صلة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( والصواب أن البسملة آية من كتاب الله، حيث كتبها الصحابة في المصحف، إذ لم يكتبوا فيه إلا القرآن، وجردوه عما ليس منه، كالتخميس والتعشير وأسماء السور؛ ولكن مع ذلك لا يقال هي من السورة التي بعدها، كما أنها ليست من السورة التي قبلها، بل هي كما كتبت آية، أنزلها الله في أول كل سورة، وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في هذه المسألة. وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات، فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي ولا للمثبت، بل قد يقال ما قاله طائفة من العلماء: إن كان واحد من القولين حق، وأنها آية من القرآن في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين، وليست آية في بعض القراءات، وهي قراءة الذين يصلون ولا يفصلون بها بين السورتين.) انتهى بتصرف يسير جداً وللتوسع انظر [مجموع الفتاوى ، الجزء رقم 13، صفحة: 389]
---
(1/3459)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم في طبعة قباوة لتفسير الجلالين؟
---
ما رأيكم في طبعة قباوة لتفسير الجلالين؟
---
المتعلم
04-15-2006, 12:13 AM
هناك طبعة لتفسير الجلالين طبعت قبل نحو عامين بعنوان "تفسير الجلالين الميسر" تحقيق الدكتور فخر الدين قبَاوَة
يقول انه عمل على تحقيق هذا الكتاب على مدار خمسة عشر عامًا!
وقال انه اعتمد على خمس نسخ خطيّة وكلها قديمة اضافةً للمطبوع وذكر أكثر من 15 طبعة قارن بينهم
ما رأي طلبة العلم في هذا العمل؟
بوركتم
---
(1/3460)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تامالات ومقالات في الحج ؟!!
---
تامالات ومقالات في الحج ؟!!
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 04:01 AM
بداية اشكر الأخ الفاضل الشيخ عبدالرحمن الشهري على إتاحة فرصة الإنتساب الى هذا الملتقى المبارك ومشاركة الإخوة وشرف مذاكرتهم ..
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه كلمات كتبتها حول هذه الشعيرة العظيمة أردت بنشرها نفع النفس والإخوان .. والله المستعان ..
(1)
كيفية الإحرام
إذا أراد أن يحرم بعمرة أو حج فالمشروع إذا وصل الميقات أن يتجرد ن من ثيابه ، ويغتسل كما يغتسل للجنابة ، ويتطيب بأطيب ما يجد من دهن وعود أو غيره في رأسه ولحيته لافي لباسه ، ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام لما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص المسك في رأسه ولحيته بعد ذلك " .
والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى النفساء والحائض ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت عميس حين نفست أن تغتسل عند إحرامها وتستثفر بثوب وتحرم .. ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ، ثم يصلي - غير الحائض والنفساء – الفريضة إن كان في وقت فريضة أويصلي نافلة كوترأوضحى وإلا صلى ركعتين ينوي يهما سنة الوضوء ، فإذا فرغ من الصلاة أحرم فإن كان عمرة قال لبيك عمرة ، وإن كان حجاً قال لبيك حجاً ، وإن كان متمتعاً قال لبيك عمرة ممتعاً بها إلى حج .
* فائدة مهمة : الصحيح من كلام العلماء أنّ الاحرام ليس له صلاة تخصه كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
مسألة متى يكون وقت الإحرام ؟(1/3461)
ذهب بعض العلماء الي انه يحرم بعدا لصلاة مباشره و ذهب البعض إلى أن الإحرام يكون بعد ركوب الدابة واستوائه عليها وهذا هو اختيار شيخنا ابن عثيمين رحمه الله .
(2)
محظورات الإحرام :
وهي كل مايحرم على المحرم فعله بسبب الإحرام وهي على أقسام :
أولا : مايحرم على الذكرفقط :
1) لبس المخيط " وهو كل ماخيط على قدر البدن أو على جزء منه أو على عضو منه كالفنيلة والكوت والقباء .
2) تغطية الرأس بملاصق .
ثانياً على الذكر و الأنثى :
3) إزالة شعر الرأس :" والحق العلماء به بقية شعر البدن "
4) استعمال الطيب في بدنه أو ثوبه .
5) لبس القفازين " وهما شراب اليدين "
6) المباشرة بشهوة وهي كل ماسوى الجماع في الفرج كالتقبيل واللمس والضم وغيره .
ثالثاً مايحرم على الأنثى فقط :
7) النقاب " وهو ستر وجهها مع وضع فتحة لعينيها تنظر منها "
* فدية هذه المحظورات السابقة على التخيير بين : أ) صيام ثلاثة أيام .
ب) أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع .
ج) أو ذبح شاة .
ومن محظورات الإحرام :
8) عقد النكاح "وليس فيه فدية "
9) الجماع في الفرج : فإذا وقع قبل التحلل الأول فانه يترتب عليه عدة أمور:
أ ) فساد النسك.
ب) وجوب المضي فيه .
ج) وجوب القضاء في العام القادم .
د) الفدية وهي " بدنة ينحرها ويفرقها على المساكين في مكة أو في مكان فعل المحظور" .
* والمرأة كالرجل في الفدية إذا كانت مطاوعة .
10) قتل الصيد عمدا : ومن فعل ذلك أما أن يذبح المثل ويوزع لحمه على فقراء مكة فمثلا الحمامة مثلها شاة وأما أن ينظركم يساوي هذا المثل ويخرج ما يقابل قيمته طعاما يفرق على المساكين لكل مسكين نصف صاع واما ان يصوم عن طعام كل مسكين يوما .
* فائدة : لفاعل المحظور ثلاث حالات :
أ) أن يفعل المحظور بلا حاجة ولا عذر" فهذا عليه الإثم والفدية "
ب) أن يفعله لحاجة فهذا ليس عليه أثم وعليه الفدية .(1/3462)
ج) أن يفعله وهو معذور بجهل أو نسيان أو أكراه فهذا لا أثم عليه ولا فدية .
* لاباس للمحرم أن يلبس :
الخاتم والساعة ونظارة العين وسماعة الإذن ونحوها .
* فائدة : 1) يحصل التحلل الأول بفعل اثنين من ثلاثة : الرمي والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة .
3) إذا فعل المحرم شيئا من محظورات الإحرام ناسيا أو جاهلا أو مكرها أو نائما فلا شيء عليه .
(3)
أدعية الحج والعمرة
اولاً : أدعية العمرة ملاحظة : أدعية العمرة عامة للعمرة منفردة ومع الحج .
* الذكر إذا أنشأ الحاج السفر*
إذا استوت به راحلته على البيداء حمد الله وسبح وكبر لحديث أنس رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به راحلته على البيداء حمد الله وكبر ، ثم أهل بحج وعمرة الحديث.
وفيه مشروعية التحميد والتسبيح والتكبير [البخاري]
* التلبية *
فإذا أحرم لبى والتلبية لها عدة صيغ:
1) اشهرها " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد لك ، والنعمة لك والملك لا شريك لك " [متفق عليه ]
2) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : لبيك إله الحق لبيك. [ احمد والنسائي ]
3 ) وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يزيد فيها لبيك لبيك وسعديك، والخير بيديك والرغباء إليك [ مسلم ]
* وله ان يكبر احيانا .
مسالة : متى يبدأ الحاج بالتلبية :
يبدأ بعد الصلاة أو بعد أن يستوي على راحلته أو إذا على البيداء وكله وارد .
مسالة : لا يزل الحاج يلبي حتى رمى جمرة العقبة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل، وخبره الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة وفيه استحباب الاستمرار على التلبية حتى رمى جمرة العقبة [ أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع]
* الذكر في الطواف *(1/3463)
1) إذا استلم الحجر الأسود قال " بسم الله والله اكبر " ، " اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاءً بعهدك وابتاعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم " [ البخاري ، عبد الرزاق ،البيهقي ]
2) عند استلام الركن اليماني لايقول شيئاً .
3) يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود :" ربنا أتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار "[ احمد ، ابو داود ،النسائي ]
4) إما الذكر أثناء الطواف فلم يثبت في ذلك شيئا بل يدعو الإنسان بما يريد .
* الدعاء عند شرب ماء زمزم * وإذا شرب من ماء زمزم، فليستقبل القبلة ويذكر الله وليتضلع منه وليحمد الله تعالى ويدعو بما أحب فماء زمزم لما شرب له وهو طعام الطعم، وشفاء السقم .[مسلم،احمد، ابن ماجه ]
* الذكر إذا رقى على الصفا والمروة *
فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين كما تقدم، فإذا دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله فيرقى على الصفا حتى يرى البيت فيستقبل القبلة ويوحد الله ويكبره ثلاثاً ويقول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو بعد ذلك، ويقول مثل هذا ثلاث مرات، ثم ينزل المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعد مشى .[مسلم]
* الذكر إذا كان بين الصفا والمروة *
وبين الصفا والمروة : "رب اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" وإذا أتى المروة فعل على المروة كما فعل على الصفا.
ثانياً: أدعية الحج
* الذكر إذا سار إلى عرفات*
وإذا سار إلى عرفات لبى وكبر [مسلم ]
*الدعاء يوم عرفة*
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وللمسلم أن يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة ومن الأدعية الواردة يوم عرفه ..(1/3464)
_ وقال صلى الله عليه وسلم " وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" [الترمذي ]
_ اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح [ ابن أبي شيبة في مصنفه]
* والحاصل أن المشروع في هذا الموطن ذكر الله سبحانه وتعالى ودعاؤه والإكثار من ذلك .
*الذكر بعد النفرة من عرفة إلى المشعر الحرام*
إذا صلى الفجر أتى المشعر الحرام استقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا. [ مسلم ]
*الذكر عند الفراغ من الرمي*
حتى إذا فرغ قال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا. [ أحمد وابن أبي شيبة في مصنفه ]
*الدعاء عند الذبح وما يسن فيه*
فإذا ذبح سمى وكبر، ووضع رجله على عرض خده.
ويقول في الأضحية: بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر
(4)
السكينة .. السكينة
1 ـ إذا غربت الشمس سار الحاج إلى مزدلفة وعليه السكينة قال جابر بصفة حجه صلى الله عليه وسلم : " ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده أيها الناس السكينة .. السكينة "[ مسلم ](1/3465)
2 ـ فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعا ... إلا أن يصل مزدلفة قبل العشاء الآخرة فإنه يصلي المغرب في وقتها ثم ينتظر حتى يدخل وقت العشاء الآخرة فيصليها في وقتها ففي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه " انه أتى مزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى العشاء ركعتين" وفي رواية" فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء بينهما " لكن إذا كان محتاجا إلى الجمع إما لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وان لم يدخل وقت العشاء وان كان يخشى ألاّ يصل مزدلفة إلاّ بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى مابعد نصف الليل .
3 ـ ويبيت بمزدلفة .. ولايحيي ليله بذكر ولاصلاة ولاقيام بل السنة النوم .. وأما الوتر فالصحيح انه يصليه لأنه صلى الله عليه وسلم كان لايتركه حضراً ولا سفراً .
4ـ فإذ تبين الفجر صلى الفجر مبكرا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام فوحد الله وكبره ودعا بما أحب حتى يسفر جدا وان لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " وقفت هاهنا وجمع كلها موقف" [ مسلم ] ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلا القبلة رافعا يديه .
5ـ المبيت إلى الفجر هذا في حق الأقوياء أما الضعفة ومن كان مرتبطا معهم فيحق لهم الانصراف من مزدلفة بعد غياب القمر لما ثبت انه صلى الله عليه وسلم بعث الضعفة من أهله بليل .. وكانت أسماء بنت أبي بكر تنتظر حتى إذا غاب القمر دفعت .[البخاري ومسلم ]
6ـ فإذا أسفر جدا دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر..(1/3466)
7 ـ من الأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج هداهم الله : اعتقادهم أنه لا بد من اخذ الحصا من مزدلفة ، فيتعبون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام مني حتى إن الواحد منهم إذا ضاع حصاه حزن حزناً كبيراً ، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضل ما معهم من حصا مزدلفة .. وقد علم مما سبق أنه لا أصل لذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وانه أمر ابن عباس رضي الله عنهما بلقط الحصا له وهو واقف على راحلته ، والظاهر أن هذا الوقوف كان عند الجمرة إذ لم يحفظ عنه أنه وقف بعد مسيره من مزدلفة قبل ذلك ، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمر بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله .
(5)
يوم العيد ( النحر)
فانه يشرع للحاج في هذا اليوم عدة أعمال هي كالتالي :
* ينطلق إلى منى قبل طلوع الشمس :لحديث جابر " فدفع قبل أن تطلع الشمس ..." [ مسلم ]
فإذا وصل إلى منى فانه يعمل مايلي :
اولاً : رمي جمرة العقبة" وهي الجمرة التي تلي مكة في منتهى منى " بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ومقدار الحصاة مثل حصى الخذف :
لحديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثم سلك الطريق التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف " [ مسلم ]
* فائدة :
_أن الرمي يوم النحر يبدأ بعد طلوع الشمس لغير الضعفة أما في حق الضعفة فيبدأ من بعد انصرافهم من مزدلفة بعد غياب القمر .
ـ انه لا يرمي يوم العيد إلا جمرة العقبة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرم سواها .
ـ يستمر الحاج في التلبية حتى يصل جمرة العقبة حيث يقطع التلبية مع أول حصاة يرميها .
_ يستمر الرمي في يوم النحرالى غروب الشمس وله الرمي ليلاً .
ـ انه لايغسل الحصى فان غسله كما قال شيخ الإسلام من البدع .(1/3467)
ثانياً : النحر : وهو ثاني أعمال يوم العيد فينحر هديه هذا هو السنة ويجوز ان ينحر في أي مكان اخر من منى او في مكة عن جابر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ..." [رواه مسلم].
* ووقت الذبح أربعة أيام ـ يوم النحر وثلاثة أيام التشريق : قال صلى الله عليه وسلم :" كل أيام التشريق ذبح " [ احمد ] .
ثالثاً : من أعمال يوم العيد: الحلق والتقصير والحلق أفضل .
رابعاً : من أعمال يوم العيد طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج قال تعالى " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ".
* وان أخر الحاج طواف الإفاضة فطافه عند الخروج أجزاه عن طواف الوداع لكن السنة أن يطوفه يوم العيد ضحى .
خامساً : من أعمال يوم العيد السعي وهوسبعة أشواط كسعيه في العمرة تماما وبد فراغه من السعي يتحلل الثاني فيحل له كل شيء منع منه الإحرام حتى النساء .
* القارن والمفرد إذا سعيا مع طواف القدوم كفاهما عن سعي الحج فليس عليهما في يوم العيد سعي وان تركا السعي الى يوم العيد لزمهما بعد الطواف ولهما أن يوخراه مع طواف الوداع .
* الأفضل ترتيب أعمال يوم العيد كما يلي : 1 ـ الرمي 2ـ ذبح الهدي 3ـ الحلق أو التقصير 4ـ الطواف 5ـ السعي .
فان اخل بالترتيب وقدم بعضها على بعض فلا حرج .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسالونه فقال رجل : لم اشعر فحلقت قبل أن اذبح قال " اذبح ولا حرج" فجاء آخر فقال : لم اشعر فنحرت قبل أن ارمي قال "ارم فلا حرج " فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال :" افعل ولا حرج " [ متفق عليه ].
وكتبه : أخوك عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
ج / 0555168816
almo3ede@yahoo.com
---
(1/3468)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هنا متن مختصر الخرقي (وورد) للتحميل
---
هنا متن مختصر الخرقي (وورد) للتحميل
---
ابو حنيفة
11-24-2005, 07:40 PM
مختصر الخرقي من مسائل الإمام أحمد بن حنبل_أبو القاسم عمر بن الحسين الخرقي
---
(1/3469)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب (الدُّرَّةُ في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة الماضي
---
صدر حديثاً كتاب (الدُّرَّةُ في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة الماضي
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2006, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت عن مؤسسة الرسالة في بيروت ، الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب (الدرة في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة بنت كامل الماضي . وهذا الكتاب تفسير موضوعي لسورة البقرة ، صنفته المؤلفة لطالباتها في مراكز القرآن الكريم ، ليكون عوناً لهنَّ على الحفظ وإتقانه ، مع فهم معاني القرآن الكريم فهماً صحيحاً ميسراً ، مستعينة على ذلك بتقسيم السورة إلى مقاطع مترابطة موضوعياً.
http://www.tafsir.net/images/dorrahbagarah.jpg
ويقع الكتاب في مجلد من القطع العادي ، وبلغت صفحاته 567 صفحة ، وطباعته أنيقة ، وورقه فاخر. وقد قدم للكتاب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي ، وأثنى عليه خيراً ، وأشار إلى أن المؤلفة في منهجها الذي سارت عليه ، وهدفها الذي قصدته من الكتاب (مبتكرة لم تسبق إلى هذا ، وهي حين تقدمه لا تقدمه للتجربة ، بل تقدمه بعد أن جربته مراراً ، ورأت آثاره وفائدته ، فأرادت أن يعم أثره ونفعه).(1/3470)
وقد بينت المؤلفة هدفها من تصنيف الكتاب فقالت :(وقد سلكتُ في هذا الكتاب مسلكاً يتناسب مع الهدف الذي قصدته من جمعه ، ألا وهو أن يكون دليلاً لكل من أراد أن يحفظ كتاب الله بأن يكون حفظه معتمداً على تقسيم الآيات حسب المعاني التي اشتملت عليها ) وقد أشارت المؤلفة إلى تجربتها في التدريس في دور القرآن الكريم ، ورغبتها في علاج مشكلة ضعف الحفظ ، وسرعة تفلته عند الطالبات فقالت :(ومما حثني على كتابته ما لمسته من ضعف الحفظ ، وسرعة تفلته عند كثير من الحفظة ، وذلك من خلال عملي بالتدريس في دور القرآن لعدة سنوات ، وقد اتبعتُ هذه الطريقة في تدريسي ولقيت نجاحاً كبيراً بفضل الله وتوفيقه) . فهي بهذا لا تطرح الكتاب للتجربة ، وإنما جربته مراراً فرأت فائدته ، ونجاعته فرأت نشره لينتفع به الجميع ، وقد أشارت في رسالة لها إلى أن الكتاب مقرر في عدد من دور تحفيظ القرآن الكريم في الرياض وفي غيرها من مناطق المملكة ، مما يدل على ما لقيه ولله الحمد من قبول .
وقد سارت فيه المؤلفة على منهجٍ ذكرته في تقديمها فقالت - مع تصرف واختصار - :
1 – اعتمدت في تفسيري هذا على طريقة تقسيم السورة إلى معانٍ رئيسة ، يشتمل كل منها على معانٍ داخلية ، مع الإشارة إلى الآيات الدالة على المعنى .
2- قمت بالتقسيم السابق ولكن لم ألتزم [به] في التفسير إذا حدث انقطاع في المعنى أو عدم اكتمال ، فقد أدخلتُ بعض الآيات من ربعٍ في الربع الذي يليه ، أو يسبقه ، مراعاة للمعنى .
3- وضعتُ في بداية كل ربعٍ شعاراً يوضح الأجزاء التي استغرقتها السورة ، وقمت بتظليل الأرباع بوضع خطوط مائلة ، وميزت الربع المطلوب بتظليله بمعينات حمراء صغيرة.(1/3471)
4- اعتمدت في تفسيري على أمهات كتب التفسير ، كتفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله تعالى ، وتفسير أضواء البيان للشنقيطي ، وتفسير تيسير الكريم الرحمن للسعدي ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، والتفسير المسموع والمطبوع للشيخ محمد بن عثيمين ، وخاصة فقرة هداية الآيات ، حيث نقلت الكثير منها لما فيها من فوائد جليلة ، إضافة إلى بعض التفاسير اللغوية والفقهية .
5- حرصت على ذكر بداية ربع الحزب ونهايته حسب تحزيب القرآن المعتمد في المصاحف العثمانية ، ثم ذكرت بداية الربع ونهايته حسب المعنى بما فتح الله عليَّ معتمدة على ما سطره علماء التفسير الموضوعي في هذا الجانب ، ثم شرعت في تقسيم الربع حسب المعنى إلى معانٍ رئيسة كل منها يشتمل على معانٍ داخلية .
6- بدأت بعد ذلك بشرح المفردات شرحاً لغوياً محاولة اختيار أرجح الأقوال في معنى المفردة ، أو ذكرها جميعاً إذا لم يكن هناك راجح ، ثم شرحت الآيات شرحاً إجمالياً ، وتجنبت الإطالة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، وحرصت على التعبير عن المعنى بعبارات بسيطة ، حتى يسهل على الدارس حفظها والرجوع إليها ، لأن الهدف كما سبق تيسير الحفظ على حفظة كتاب الله ، ومن ثم أتبعت الشرح الإجمالي هداية الآيات والفوائد المستنبطة منها.
8- حرصت على التنبيه إلى التناسب بين خاتمة الآية ومضمونها أو سياقها ، عملاً بالقاعدة التي ذكرها الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في قواعد تفسير القرآن : أن سياق الآية يتناسب مع خاتمتها . وذلك لما لمسته من خطأ حفظة كتاب الله في خواتيم الآيات واستبدال خاتمة آية بأخرى غير مناسبة ، ويظهر هذا الجانب واضحاً بإذن الله خلال الكتاب .
9- عرضت لذكر الأحكام الفقهية وخاصة في آيات الأحكام ، وتجنبت ذكر الأ قوال المتعددة في المسائل ، مكتفية بذكر القول الراجح عند أهل العلم في الغالب .(1/3472)
10- عرضت لذكر بعض المسائل العقدية المهمة ، وخاصة عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ، وغير ذلك من المسائل العقدية المهمة ، كما ذكرت بعض المسائل الأصولية في التفسير ، والفقه ، لتتم الفائدة لمن لم يتيسر له أخذ مثل هذه المسائل بالدراسة .
11- ذكرت بعض اللطائف والنكات اللغوية التي تشير إلى إعجاز القرآن ). انتهى بتصرف من كلام المؤلفة .
والكتاب مفيد لقارئه ، وفيه ربط لأجزاء السورة بعضها مع بعض ، وقد أخلته المؤلفة من الحواشي والتوثيقات رغبة في عدم تشتيت الذهن ، ولا سيما ذهن الحافظ الذي صنف هذا الكتاب له بالدرجة الأولى .
وقد صنف الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني كتاباً بعنوان (البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران) على منهج التفسير الموضوعي ، الذي يتوخى البحث عن الموضوع الرئيسي للسورة وتقسيمها إلى موضوعات جزئية ، غير أنه يختلف في غايته عن كتاب الدرة في تفسير سورة البقرة .
---
ابو الروب
06-12-2006, 12:40 AM
مشاء الله ولكن يحبذا لو وضحتم اكثر معنى التقسيم الموضوعي بضرب المثال تكرما وتفضلا
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:47 AM
هل من إمكانية لنزيله على الشبكة لتعم منه الفائدة؟
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-22-2006, 12:08 PM
جزاك الله خيرا أخي القعقاع ولكن حقوق الطبع محفوظة للناشر حسب ظني والله أعلم .
---
(1/3473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مدارس التفسير ؟
---
سؤال عن مدارس التفسير ؟
---
ابن العربي
02-26-2004, 08:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
ماهي مدارس التفسير ؟ ومن هم روادها ؟ وكم عددها ؟
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 09:01 PM
هذا جواب عاجل حول ( مدارس التفسير ) لم أهدف من وراءه إلى تقسيم هذه المدارس في عهد الصحابة والتابعين وما يتعلق بذلك من ذكر لزعماء المدارس والتلاميذ والأسانيد الصحيحة لكل مدرسة وما يتعلق بذلك من مباحث ، فهذا بحث ملحق بمباحث تفسير الصحابة وتفسير التابعين وهو مبسوط في كثير من المراجع ومنها:
- مدرسة عبدالله بن عباس في التفسير د.عبدالله سلقيني.
- تفسير التابعين د.محمد بن عبدالله الخضيري.
- التفسير والمفسرون للذهبي.
- أغلب كتب علوم القرآن المتأخرة.
والأمر الذي تعرضت له في هذه العجالة هو متى تم تقسيم مدارس التفسير هذا التقسيم ؟ ومن هو أول من أطلق هذا المسمى عليها ؟ وهل اختلاف المدارس يستلزم تعدد المناهج واختلافها؟
الحديث عن مدارس التفسير حديث يطول ؛ لأَنَّهُ بحث في تاريخ التفسير الذي بدأ مع نزول الوحي وحتى الآن ، ويشمل بيئات مختلفة كمكة والمدينة والعراق والشام ومصر والأندلس والمغرب وغيرها من الحواضر الإسلامية ، وقد كتب كثير من القدماء في ذلك ، وكان لهم فيه فضل لا ينكر فقد تحدثوا عن المفسرين وقسموهم إلى طبقات ، وترجَموا لهم تراجم كثيرة. ويجد القارئ في كتب علوم القرآن وتاريخ التفسير المعاصرة عبارات مثل (مدارس التفسير) و (مذاهب التفسير) و(مدرسة مكة) و (مدرسة المدينة) و(زعيم مدرسة العراق) وغيرها من العبارات التي تشير إلى أبرز من تصدى لتفسير القرآن الكريم من الصحابة ومن أخذ عنه من التابعين ومن بعدهم ،(1/3474)
أولاً: أشهر مدارس التفسير هي :
- مدرسة مكة وزعيمها هو الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وأبرز تلاميذه من التابعين هم مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، وطاووس بن كيسان.
- مدرسة المدينة المنورة ، وزعيمها هو الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه ، وأبرز تلاميذه هم محمد بن كعب القرظي ، وأبو العالية الرياحي ، وزيد بن أسلم.
- مدرسة العراق ، وزعيمها هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وأبرز تلاميذه هم مسروق بن الأجدع ، والحسن البصري ، وقتادة بن دعامة السدوسي ، ومرة الهمذاني.
ثانياً: تتبعت كتب التراجم والطبقات القديمة والحديثة فلم أجد أحداً من المتقدمين أشار إلى هذه التسمية مدارس التفسير ، وإنما يقال في التراجم (شيخ التفسير) (أعلم الناس بالتفسير) (جلس للتفسير) وأول إشارة إلى هذا المعنى هو قول ابن تيمية في مقدمة التفسير (أعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم أصحاب عبدالله بن عباس). مما يشير إلى مدرسة شيخها حبر الأمة عبدالله بن عباس.
وقد قمت بتتبع كتب المدارس النحوية ونشأتها ومتى أطلق عليها هذا الاسم فوجدت أن أصطلاح مدارس النحو أو مدارس الفقه أو مدارس التفسير حدث حديثاً مع التوسع في تقسيم العلوم واستخدام عبارة مدرسة التي توحي بالانتظام في الدراسة عند شيخ واحد أو في فن واحد أو ما شابه ذلك. وأكثر من اشاع هذه العبارة هم المستشرقون الذين كتبوا في نشأة التفسير كنولدكه وجولد زيهر.(1/3475)
وشاعت تقسيمات متعددة لمجموعات من المفسرين والفقهاء والنحويين والقراء سميت كل منها مدرسة ، فهناك في التفسير مدرسة أهل مكة ومدرسة أهل المدينة ومدرسة أهل العراق ، وهناك في الفقه مدرسة أهل الرأي ومدرسة أهل الأثر ، وهناك في النحو مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة ومدرسة من جمع أو خلط بين المذهبين، وهي المدرسة البغدادية. وغيرها من التسميات التي يفهم منها أن كلاً منها يعني مركزاً من المراكز التي عرف فيها للتفسير وتدريسه نشاط ورجال ومؤلفات. فليست المدرسة إلا أستاذاً مؤثراً وتلاميذ متأثرين وقد اجتمعوا على تحقيق غرض واحد ونهجوا للوصول إليه منهجاً واحداً.
وقد عرف أحمد مكي الأنصاري المدرسة بأنها(اتجاه له خصائص مميزة ينادي بها فرد أو جماعة من الناس ثم يعتنقها آخرون)[أبو زكريا الفراء 352].
وعرفها غيره بقوله : هي الاشتراك في وجهة النظر الذي يؤلف الجبهة العلمية ويربط العلماء بعضهم ببعض على رأي واحد. (مقدمة الإنصاف ترجمة عبدالحليم النجار للمستشرق جوتولد فايل).
فالمدرسة عند هؤلاء تؤدي المعنى الذي تؤديه كلمة مذهب المعروفة في الدراسات الإسلامية وتحمل معناها المعروف في لغة العرب ، فالمذهب في اللغة المعتقد الذي يذهب إليه والطريقة والأصل [القاموس المحيط (ذهب)]. فنحن عندما نقول مذهب مالك أو مذهب الشافعي أو غيرهما رحمهم الله فإنما نعني مجموعة الأحكام والآراء الفقهية التي قال بها كل منهما وتابعه عليها مجموعة من الناس والتزموا بها وطبقوها.
وهنا سؤال : هل هناك مدارس تفسير فعلاً ؟ بمعنى هل هناك أصول تميزت بها كل مدرسة من مدارس التفسير الثلاث في مكة والمدينة والعراق ؟ أم أنها مدرسة واحدة ولكن تعدد الأساتذة فقط والتلاميذ ؟(1/3476)
الملاحظ أن التقسيمات تمت في أصلها بناء على الأماكن فما دام ابن عباس قد جلس للتدريس والتعليم في مكة فنسمي مدرسته مدرسة مكة وهكذا أبي بن كعب في المدينة وابن مسعود في الكوفة. وتبعاً لذلك تم تتبع مروياتهم واستخراج أصول هذا المدراس من خلال تلك المرويات.
أم أنه وجد هناك اختلاف فعلي في الأصول التي قامت عليها هذه المدارس ومن ثم كان تقسيمها.
إنه ليس من مستلزمات تعدد مدارس التفسير اختلاف المناهج والأصول التي تقوم عليها. ولذلك نجد التقدير المتبادل بين زعماء هذه المدارس لبعضهم . فمدرسة البصرة تقر لمدرسة مكة بالتقديم. فقد روى الداوودي عن قرة بن خالد قال: كان الحسن البصري إذا قدم عكرمةُ البصرةَ أمسك عن التفسير والفتيا ما دام عكرمة بالبصرة.
ونجد التابعين يأخذون من الجميع فتلاميذ ابن عباس يأخذون من أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وغيرهما من الصحابة وكذلك تلاميذ ابن مسعود وهكذا.
يتبين مما تقدم أن الباحثين الأوائل كانوا ينسبون التفسير إلى البلد الذي عرف به واشتهر ، فيقولون من أهل مكة ، أو من تلاميذ ابن عباس ، أو عالم مكة ، أو عالم الكوفة ، وأول ما وجدت كلمة مذهب عند الفقهاء للدلالة على المذاهب الفقهية فيقولون في التراجم فقيه على مذهب أبي حنيفة ، أو يذهب مذهب الشافعي في الفقه.
ومن هذا يبدو أن القدماء اعتمدوا في تقسيم المفسرين والتمييز بينهم النسبة إلى البلد أو المدينة ، ولم يجمعوهم عند الترجمة لهم تحت مدرسة أو مذهب.(1/3477)
ومن المعلوم أن أشهر المدارس هي مدرسة أهل مكة لسعة علم شيخها عبدالله بن عباس للأسباب المعروفة ، وطول جلوسه للناس ، وكثرة الواردين على هذه المدرسة من جميع الأقطار. فيصح لنا أن نقول إن جميع المدارس الأخرى متأثرة بمدرسة أهل مكة في التفسير. وعلى هذا فإن تسميتنا لهذه المجموعات أو البيئات التفسيرية مدرسة مكة أو مدرسة المدينة أو مدرسة العراق لن تغير من المفهوم الذي شاع وعرف عن خصائص تفسير كل بيئة منها. ولن يغير استعمالنا لكلمة مدرسة من الواقع شيئاً ، ولن يحتم علينا استعمالها وجود مناهج مختلفة كل الاختلاف للتفسير في كل بلد ، وذلك لأنه مهما تعددت التسميات ومهما اختلفت المناهج فلن يظن ظان أنها تكون مناهج متباعدة مستقلة لا رابط بينها ولا تشابه ولا مشاركة ، ما دامت مادة التفسير هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وما دامت اللغة التي يستقى منها هذا الدرس هي اللغة العربية ، وشعرها الفصيح ، ولغة أعرابها السليمة الفصيحة النقية ، فلن يختلف التفسير كثيراً ، ولن تختلف الظواهر ، وإن اختلفت المدارس ، أو اختلف أتباع هذه المدارس في بعض نواحي تكوينهم العلمي.
---
ابن العربي
02-29-2004, 05:43 AM
بسم الله
جزاك الله خيراً
ولكن الهدف من السؤال هو معرفة المزيد من المدارس فكل المراجع تقريباً لا تذكر إلا هذه المدارس
( مدرسة مكة ، والمدينة ، والكوفة )
فهل معنى هذا أن البصرة ، ومصر ، والأندلس ، والشام ، ليس فيها مدارس للتفسير
وإذا كان الجواب نعم فمن روادها ؟ وما هي الكتب التي تناولتها ؟
بارك الله فيكم ونفع بكم
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2006, 12:34 AM(1/3478)
عندما كتبت الجواب السابق قديماً قبل سنتين تقريباً ، انطلقت من السؤال مباشرة ، ولم يظهر لي من السؤال أنك تعرف هذه المدارس وتبحث عن المزيد فمعذرة ، وليتك تكرمت بإيضاح المقصود ابتداءً حتى لا أكرر معلومات قديمة بالنسبة لكم .
وأما المدن الإسلامية الأخرى فلم تكن مقفرة من علماء التفسير منذ اختطها المسلمون وسكنوها ، غير أنها لم تكن بتلك الشهرة التي اكتسبتها المدارس السابقة . ولم تكن مختلفة في أصولها عن المدارس المشهورة المتقدمة .
وقد كتب الباحثون في مدرسة التفسير في مصر والأندلس والشام ، ومما يحضرني من تلك الدراسات ما كتبه الدكتور مصطفى إبراهيم المشني في رسالته للدكتوراه بعنوان (مدرسة التفسير في الأندلس) والتي نشرتها مؤسسة الرسالة عام 1406هـ .
---
(1/3479)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > أول مبارك بالقسم الجديد
---
أول مبارك بالقسم الجديد
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 05:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبابي المشرفين على المنتدى تقبل الله منا ومنك هذا الجهد الطيب سيما وقد تزامن معي في فهرس موضوعات ذات الصلة بعلم القراءات من يمن الخير
أخوكم
أبو اليمن
---
(1/3480)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من البشائر العظيمة ... لحفظة كتاب الله العزيز
---
من البشائر العظيمة ... لحفظة كتاب الله العزيز
---
عماد الدين
03-01-2007, 09:53 AM
كتب هذا الموضوع لتجميع البشارات من القرآن والسنة لمن أنعم الله عليه بحفظ كتابه العزيز
وإتاحة الفرصة للمشايخ وطلبة العلم لمناقشة أسانيد بعض الأحاديث المتعلقة بالموضوع
ولنبدأ بهذا الحديث.
وأرجو التعليق عليه وإضافة كل نص يتعلق بالموضوع
ولكم الشكر مقدما
عن عصمة بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله في النار)
رواه البيهقي وحسنه الألباني
والإهاب: الجلد، والمقصود جسد الحافظ للقرآن
---
مروان الظفيري
03-01-2007, 04:58 PM
ومن البشارات في القرآن الكريم ، ماجاء في ترجمة المقرئ :
يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القرّاءة العشرة
تابعي مشهور كبير القدر، ويقال اسمه جندب بن فيروز وقيل فيروز، عرض القرآن على
مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم،
ويقال إنه قرأ على زيد ابن ثابت ..
وهي مما لفتت نظري عندما كنت أعمل في تحقيق كتبي :
ـ كتاب : فضائل القرآن ؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهرويّ .
ـ وكتاب : جمال القراء وكمال الإقراء ؛ لعلم الدين السخاويّ .
ـ وكتاب : ترويح أولي الدماثة ، بمنتقى الكتب الثلاثة ؛ للأدكاويّ .
وهي مما جاء في كتب القراء :
( وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله القصاع أنه كان يصلي في جوف الليل أربع تسميات يقرأ
في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ويدعو عقيبها لنفسه والمسلمين ولكل من قرأ
عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله، وقال سليمان بن مسلم شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة(1/3481)
جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجيبهم،
فقال شيبه وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم عجباً قالوا بلى فكشف عن صدره
فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن،
أخبرنا عمر بن الحسن بقراءتي عن علي بن أحمد عن زيد بن الحسن أنبأ ابن توبة أنا
ابن هزارمرد أنا عمر الكتاني أنا ابن مجاهد حدثني محمد بن منصور المدني ثنا محمد بن
إسحاق المسيبي حدثني أبي عن نافع قال لما غسل أبو جعفر بعد وفاته
نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف قال فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن،
مات أبو جعفر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة )
---
(1/3482)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل في القرآن مجاز
---
هل في القرآن مجاز
---
أبو المنذر المصري
07-29-2004, 03:03 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن مجاز القرآن أصلها مأخوذ من شرح الشيخ محمد بن عبد المقصود حفظه الله ، لمذكرة الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله في أصول الفقه ، أسأل الله أن ينفع بها .
بداية لابد من ذكر نبذة مختصرة عن الحقيقة والمجاز ، حتى يتضح الأمر أكثر ، وممن تكلم عن هذه المسألة بإختصار غير مخل أ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في مذكرته المختصرة النافعة في علم الأصول (الأصول من علم الأصول) ، فقال رحمه الله (بتصرف) :
¨ أولا : الحقيقة ، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
· الحقيقة اللغوية : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة ، فخرج بقولنا ، في اللغة ، الحقيقة الشرعية والحقيقة العرفية ، ومن الأمثلة عليها : الصلاة ، فحقيقتها اللغوية ، هي الدعاء ، وقد وردت في قوله تعالى (وصل عليهم) ، فالمقصود بالصلاة هنا ، هو الدعاء لمن جاء بصدقة ماله .
· الحقيقة الشرعية : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في الشرع ، فخرج بقولنا ، في الشرع ، الحقيقة اللغوية والحقيقة العرفية ، ومن الأمثلة عليها ، الصلاة ، فحقيقتها الشرعية : الأقوال والأفعال المعلومة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم ، فتحمل في كلام أهل الشرع على ذلك .
· الحقيقة العرفية : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في العرف ، فخرج بقولنا ، في العرف ، الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية ، ومن الأمثلة عليها ، الدابة ، فإن حقيقتها العرفية ذات الأربع من الحيوان ، فتحمل عليه في كلام أهل العرف .(1/3483)
وينبه الشيخ ابن عثيمين ، رحمه الله ، على فائدة هذا التقسيم ، وهو أن يحمل كل لفظ على معناه ، تبعا لإستعماله ، الذي يعرف من سياق الكلام ، فعلى سبيل المثال ، لفظ الصلاة في قوله تعالى : (وصل عليهم) ، لا يمكن حمله على الحقيقة الشرعية ، لأنه لا يعقل أن يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم على من جاءه بالصدقة ، صلاة كالتي يصليها كل مسلم في المسجد ، أو في غيره ، بينما لفظ الصلاة ، في الأدلة الشرعية ، التي تدل على فرضية الصلاة وشروطها وأركانها ، ومواقيتها … الخ ، لا يمكن حمله على الحقيقة اللغوية ، وهي الدعاء .
¨ ثانيا : المجاز : هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له ، مثل أسد للرجل الشجاع .
فخرج بقولنا : "المستعمل" المهمل فلا يسمى حقيقة ولا مجازا .
وخرج بقولنا : "في غير ما وضع له" الحقيقة .
ثم تطرق الشيخ ، رحمه الله ، إلى مسألة "القرينة" وهي : الدليل الذي يمنع من إرادة الحقيقة ، ويدل على إرادة المجاز ، وإلى مسألة "العلاقة" : وهي الإرتباط بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي لكي يصح إستعمال اللفظ في مجازه .
وطبقا للعلاقة ، ينقسم المجاز إلى :
· الإستعارة : كالتجوز بلفظ أسد عن الرجل الشجاع .
· المجاز المرسل : إن كان التجوز في الكلمات ، كقولك : رعينا المطر ، فكلمة المطر مجاز عن العشب فالتجوز بالكلمة .
ومن المجاز المرسل :
o التجوز بالزيادة ، كقوله تعالى : (ليس كمثله شيء) ، فقال العلماء فيها : إن الكاف زائدة لتأكيد نفي المثل عن الله تعالى .
o التجوز بالنقص : كقوله تعالى : (واسأل القرية) ، أي واسأل أهل القرية ، فحذفت "أهل" مجازا .
· المجاز العقلي : إن كان التجوز في الإسناد ، كقولك : أنبت المطر بالعشب ، فالكلمات كلها يراد بها حقيقة معناها ، لكن إسناد الإنبات إلى المطر مجاز ، لأن المنبت حقيقة هو الله تعالى ، فالتجوز في الإسناد .(1/3484)
وبعد الإنتهاء من هذه المقدمة ، أذكر الرأيين ، اللذين ذكرهما الشيخ محمد ، حفظه الله ، في هذه المسألة :
¨ أولا : وجود المجاز في القرآن ، وهو قول الجمهور وعلى رأسهم حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، حيث قال في قوله تعالى : (أو لامستم النساء) ، هو الجماع ، يكني الله بما شاء ، وممن أشهر من وافقه في هذا التفسير ، البخاري رحمه الله ، وشيخ الإسلام رحمه الله ، حيث نقض الإستدلال بهذه الآية على نقض الوضوء بلمس المرأة ، وهو مذهب الشافعية رحمهم الله ، الذين قالوا بنقض وضوء اللامس (وهو الرجل) ، والملموس (وهو المرأة) ، حيث قال بأن مقصود اللمس هنا "الجماع" على الصحيح لأن الملامسة تكون بين اثنين ، بينما اللمس لا يكون إلا من واحد (وهو اللامس) ، ومما يؤيد هذا الرأي ، ما سبق ذكره من أمثلة في تقسيم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للمجاز ، كقوله تعالى : (ليس كمثله شيء) ، وقوله تعالى : (واسأل القرية) ، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، أن هذا القول هو المشهور عند أكثر المتأخرين في القرآن وغيره .
¨ ثانيا : عدم وجود المجاز في القرآن ، ومن قال بهذا القول ، احترز به من تأويل الصفات ، الذي وقع فيه المؤولة من الأشاعرة والماتريدية ، حيث توسعوا في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز ، حتى أدخلوا صفات الله عز وجل الفعلية ، وكثيرا من الصفات الذاتية ، وخاصة الخبرية ، في باب المجاز ، وهذا رأي شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ، واستدلا بقوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن …) ، والحث على تدبر القرآن يناقض القول بأن هناك آيات لا معنى لها أو لا يفهم معناها ، أو يجب الكف عن بيان معناها أو التفويض فيها ، وبهذا القول قال أبو إسحاق الإسفرائيني رحمه الله ، ومن المتأخرين ، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ، في مذكرته في أصول الفقه ، وقد رجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، في مختصره في الأصول .(1/3485)
وجدير بالذكر أن ابن قدامة رحمه الله ، ذكر في "روضة الناظر" بأن آيات الصفات متشابهة ، وقد ناقشه الشيخ الشنقيطي رحمه الله ، على إطلاقه في عبارته ، وقال بأن التشابه ، هو التشابه في "كيفية صفات الله عز وجل" ، فهي مجهولة بالنسبة لنا ، وأما أن يقال بأنها متشابهة المعنى فلا ، لأن معناها اللغوي معروف بالنسبة لنا ، ولم نطالب بمعرفة كيفيتها ، وكذا لم نطالب بتأويلها ، وإنما أمرنا بإمرارها كما جاءت ، مع الإيمان بمعانيها ، من غير تعطيل ولاتأويل ولا تشبيه ولا تكييف .
والذي يرجح في نهاية هذه النبذة المختصرة ، أن في القرآن مجازا ، إلا في صفات الله عز وجل ، فيكون التفصيل الأمثل فيها ، هو تفصيل الشنقيطي رحمه الله ، في رده على ابن قدامة رحمه الله ، والله أعلم .
---
أويس القرني
07-29-2004, 03:26 AM
المجاز عند الأصوليين بين المجيزين والمانعين
---
(1/3486)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قوله تعالى"يأتيهم الله فى ظلل" وما جاء عن الإمام أحمد فى تفسيرها
---
قوله تعالى"يأتيهم الله فى ظلل" وما جاء عن الإمام أحمد فى تفسيرها
---
هيثم إبراهيم
07-29-2004, 03:11 PM
جاء أن الامام أحمد رحمه الله أثناء مناظرته للجهميه فى مسأله خلق القران أنهم احتجوا عليه بقول النبى
صلى الله عليه وسلم أن البقرة و ال عمران تأتيان يوم القيامه كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فِرقان
من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما (رواه مسلم) ،قالوا: وما يجىء إلا المخلوق.
فقال الإمام أحمد : قد قال الله تعالى :"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فىظلل من الغمام"
فهل يجىء الله ؟ إنما يجىء أمره . كذلك هنا إنما يجىء الثواب
وهذه الواقعه ـ إن ثبتت ـ عزاها شيخ الإسلام رحمه الله الى كتاب محنه الإمام أحمد وأشار الدكتور :
محمد رشاد سالم رحمه الله أنه لم يجدها فى الجزء المطبوع منه وأن الجزء الأول من الكتاب مفقود
وقد نص على صحتها من لا نثق به وهو الكوثرى فى تعليقه على الأسماء والصفات
وغالب ظنى أن البيهقى قد حكى هذه القصه مسنده لكن لم أقف على ذلك والله المستعان
وقد إختلف الحنابله فى هذه الروايه على خمس طرق كالأتى :
1ـ قوم تأولوا هذه الصفه دون غيرها ( أعنى صفه المجىء) من الصفات متابعة منهم لأحمد
2ـ قوم توسعوا عن الذين قبلهم واطردوا كلام أحمد فى الصفات الحركيه دون غيرها ومن هؤلاء
أبو الحسن الزاغونى وهو من الصفاتيه
3ـ وقوم توسعوا عن الذين قبلهم وارتكبوا الشطط واطردوا هذه الروايه على جميع نصوص أحمد
أى تأولوا ايات واحاديث الصفات ومن هؤلاء العلامه ابن الجوزى عفا الله عنه
وهذه الطرق الثلاث لا يصح منها شىء كما هو ظاهر وبطلانها معلوم وإن كان متفاوتاً والله المستعان(1/3487)
4ـ وقال قوم : إنما قال ذلك إلزاماً للجهميه لأنهم يتأولون مجىء الرب بمجىء أمره فكأن أحمد قال:
كما تقولون ذلك فى الأيه فقولوا كذلك فى الحديث.
وهذا المسلك يضعفه امران:
أ ـ سياق القصه يأبى ذلك
ب ـ ما ثبت عن أحمد أنه كره أن ترد البدعه بالبدعه ، فكان أحمد فى مناظرته للجهميه ألزمه أبو عيسى
محمد بن عيسى برغوث أن القران إذا كان غير مخلوق لزم أن يكون الله جسماً وهذا منتفٍ ، فلم يوافقه أحمد لا على نفى ذلك ولا على إثباته ,وقال :"قل هو الله أحد ..." الأيات
وذلك لأن لفظ الجسم من الألفاظ المبتدعه ولو أصاب من أطلقها معنىٍ صحيحاً فقد ابتدع لفظاً
5ـ وقال قوم : أخطأ حنبل فى نقل هذه الروايه ،ومعلوم أن حنبلاً له مفاريد ينفرد بها ولذلك إختلف الحنابله فى مفاريده هل تثبت بها روايه ؟ فالخلال و الأثرم قد ينكرانها ويثبتها ابن حامد
وقد قال العلامه عبد الحليم بن تيميه والد شيخ الإسلام رحمهما الله فى ذكر الخلاف عندهم فيما إذا رويت عنه روايات بخلاف أكثر نصوصه (وليس هذا خاصاً بحنبل) هل تعد مذهباً له
فقال رحمه الله:فذهب أبو بكر الخلال وصاحبه عبد العزيز إلى أنها ليست مذهباً له . وذهب ابن حامد الى أنه لا يطلق ذلك، وإن كان دليلها أقوى قدمت.........وهو حسن .اهـ
وأنا أميل الى هذا المسلك الأخير، فأن المتواتر قطعاً عن الإمام رحمه الله عدم تأويل أيات واحاديث الصفات ولو اننا اخضعنا روايه حنبل هذه لقواعد المحدثين لوجدناها تلتقى مع الحديث الشاذ
ولعل هذا ما أشار إليه شيخ الإسلام لما قال:وبكل حال ،فالمشهور عند اصحاب الإمام أحمد أنهم لا
يتأولون الصفات التى من جنس الحركه: كالمجىء و الإتيان والنزول والهبوط والدنو والتدلى ،
كما لا يتأولون غيرها متابعة للسلف الصالح.اهـ والله المستعان
مستفاد من الفتاوى ج 5 \ 400 و ج5\ 430
والأستقامه ج1 \ 75 و المسوده ج1 \ 85
---
(1/3488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وفاة عالم جليل من علماء التفسير
---
وفاة عالم جليل من علماء التفسير
---
عرفات محمد
01-25-2006, 06:00 PM
في القاهرة، وفي اول أيام التشريق توفي إلى رحمة الله تعالى: فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد بكرإسماعيل عواض. الأستاذ بجامعة الأزهر وصاحب المصنفات المعروفة.
ولد رحمه الله في أسوان بجنوب مصر عام 1930 ميلادية، ودرس بالأزهر، وحصل على الدكتوراه من كلية أصول الدين بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
كان الشيخ رحمه الله، من الجيل الأزهري القديم الذي درس العلوم الشرعية واللغوية بإتقان، يشهد لذلك تنوع مؤلفاته في التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، وقواعده، والنحو والصرف والمواعظ، ومن أشهر مؤلفاته:
1- الفقه الواضح. في ثلاثة مجلدات كبار.
2- خلاصة التفسير .
3- قواعد النحو بأسلوب العصر
4- قواعد الصرف بأسلوب العصر.
5-دراسات في علوم القرآن.
6- القواعد الفقهية.
7- وصايا الرسول.
وغيرها من المؤلفات الكتير.
كان رحمه الله -رغم ضعف بصره الشديد- يقرأ في اليوم الواحد ثمانى ساعات، ولا يشغل نفسه إلا بالتعليم والقراءة والدعوة، والتسجيل لإذاعة القرآن الكريم، والكتابة للمجلات الإسلامية، وكان آية في الحفاظ على الوقت والانتفاع به، وكان كثيرا مايقول: أنا لاأزور ولا أزار.
وقد شرفت بالقراءة على يديه في التفسير واللغة والأصول.
رحم الله شيخنا وأجزل له المثوبة، وتقبله عنده في الصالحين. آمين
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2006, 09:38 PM
رحمه الله رحمة واسعة ، واسكنه فسيح جناته . وله كتاب عن منهج الطبري في التفسير أيضاً.
---
ابن الجزيرة
01-26-2006, 05:26 AM
رحمه الله , وعفى عنه , ورفع درجته , وجعل ماقدمه في ميزان حسناته .
---
مرهف
01-27-2006, 12:56 AM(1/3489)
رحمه الله وأجزل له المثوبة كذلك لا ننسى أن نذكر وفاة الشيخ طه العزاوي العراقي أول أمس في العراق رئيس مشيخة القراء رحمه الله وغفر له ونسأل الله أن ينفع المسلمين من علمائهم حال حياتهم وأن يعلي ذكرهم وصوتهم . آمين.
---
عبدالله الحضرمي
01-29-2006, 12:09 AM
جزاك الله خير د/ عرفات على التعريف بهذا الشيخ ورحمه الله
---
د.خضر
01-29-2006, 10:22 AM
أسجل خالص عزائي لأهل العلم عامة ولأهل عالمنا الجليل الأقربين خاصة ، ولما كنت أعرفه ودرَّست لطلابي بعض مؤلفاته مثل تفسير سورة يوسف ووصايا القرآن .....وكنت مع صهره الشيخ طارق عبد السميع ـ العالم الأزهري ـ ببلاد اليمن نتذاكر أحوال الشيخ الخاصة ونتعلم من سيرته ونتفكر في مجالس علمه التي كان منها مجلسه الأسبوعي بمسجد المحروسة بالقاهرة ، ولا أحدث عن كثرة الناس ولا عن شديد حبهم له ، رحم الله شيخنا شيخ العربية والتفسير ، والذي أثرى المكتبة العربية عموما بعشرات الكتب والمؤلفات التى سهلت له طريقه ـ إن شاء الله إلى الجنة ـ وهكذا يذهب الصالحون إلى ربهم في صمت ، وأخير ماذا لو كان هذا المتوفى أحد الفنانين أو السوقة من لاعبي الكرة أو ................... فلله المشتكى لا إلى غيره
أد عبد الفتاح خضر
جامعتى الأزهر والملك خالد
khedr299@hotmail.com
---
طارق
02-13-2006, 12:26 AM
اللهم ارحم من مات من علماء المسلمين
وتقبل منهم أعمالهم
وارفع بها درجاتهم
إنك على ما تشاء قدير
---
عرفات محمد
02-13-2006, 12:35 AM
بلغنى من أخ ثقة أن الدكتور رحمه الله توفي وهو ساجد لله، وهذا من حسن الختام؛ فإنه يبعث- إن شاء الله- على ما مات عليه، وقد تأكدت من صحة الخبر، فاللهم احسن لنا الختام أجمعين
---
طارق
02-13-2006, 12:23 PM
إضافة جميلة من الدكتور عرفات ـ بارك الله فيك ـ
ونسأل الله أن يرحم ويغفر لهذا الشيخ الجليل .
مع تحياتي وتحيات الشيخ أشرف قطب لك يا شيخ عرفات
---
أبو الهيثم(1/3490)
02-18-2006, 04:06 AM
إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا . تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك احتسبنا مصيبتنا فأجرنا فيها وأبدلنا منها خيرا
---
عبدالله الشهري
02-18-2006, 08:46 AM
اللهم رب كل شيء ومليكه ، الرحمن الرحيم العفو الغفور، اغفر له ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات.
---
عبدالله زايد
04-18-2006, 01:59 AM
الحمدلله وحده و الصلاةعلىمن لابنى بعده وبعد
أسأل الله تبارك وتعالى ان يتغمده برحمته طالما شرفت بالإستماع إليه فى أذاعة القرآن الكريم
واتوجه إلى المولى عز وجل قائلا ربنا نظنه انشغل بالنظر فى كتابك الكريم ولانزكى عليك أحدا
نسألك ان تسره بالنظر إليك فى الآخرة وتجعلنا جميعاً كذلك
والحمد لله رب العالمين
---
يسرى خلف
04-18-2006, 02:02 PM
اللهم أجرنا في ما أصابنا واخلفنا خيرا منه
ونسأل الله أن يُنيله الدرجات العلى في الجنه إنه ولي ذلك والقادر عليه
ونقول لأهله إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمىً... فلْتصبروا ولْتحتسبوا
---
(1/3491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حتى نستفيد من قراءة صلاة التراويح
---
حتى نستفيد من قراءة صلاة التراويح
---
عيسى الدريبي
10-12-2005, 09:30 PM
الحمد لله وبعد :
الإخوة الفضلاء رواد منهل الملتقى ، بشهودنا لإقبال أنفسنا وإخوانناالمسلمين على كتاب الله ، أتمنى على إخواني الأفاضل من أهل القران القيام بجزءٍ من واجبننا تجاه كتاب الله ؛ لنحيا بالقران ونجعل الناس تعيش مع كتاب الله فهماً وتدبراً، خاصة وأنه يتيسر لكثير من المسلمين في هذا الشهرمالم يحصل في غيره من الاتصال بكتاب الله قراءة فردية أوسماعاً من خلال صلاة التراويح.
ولعلي أضيف على ماذكره الإخوة الكرام مقترحاً لبرنامج من خلال تجربتي المتواضعة لمست أثره عليَّ أولاً ، ثم على إخواني المصلين ، وهويتعلق بصلاة التراويح.
وهو أن نساعد أنفسنا وإخواننا في صلاة التراويح على الحياة بهذه الصلاة والأنس بسماع القران ، والانتقال من سماع التلذذ إلى سماع الانتفاع ، فمن الغبن أن يسمع المسلم كلَّ ليلةٍ من كلام ربه مايقرب من نصف جزء وهو يجهل كثيرا مما سمعه.
نعم أيها الإخوة ، إن الله أنزل كتابه للتدبرِ ، وأول خطوة على هذا الطريق هو أن يفهم القارئ مايقرأ فحال كثيرٍ ممن يقرأ أو يسمع القرأنَ منا كالمثل الذي ضربه إياس بن معاوية - فيمن يقرأالقران وهو لايفهمه - حيث قال (مثل الذين يقرءون القراءن وهم لايعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس لديهم مصباح ، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب .....)
أعود فأقول ياأيها الإخوة لنساعد الناس في أن يتدبروا القران وهذه طريقة جربتها منذ سنين في مسجدي وأحس بأثرها علي ، وألمس تفاعل جماعة المسجد معها ، وملخصها:(1/3492)
أنني أقوم بسلسلة دروس بعنوان (حتى نستفيد من قراءة صلاة التراويح ) قبل صلاة العشاء جزء منها في أسباب نظرية كأهمية فهم المسلم لكلام ربه.... وذلك في بداية رمضان في عدة لقاءات محدودة ، وبعد ذلك أ لفت الانتباه الى بعض الكلمات الغريبة وبعض ما يساعد على التفسير كذكرأسباب النزول وبعض أقوال المفسرين في بعض الايات التي فيها موعظة أوترغيب ...في مدة لاتتجاوز عشر دقائق ولهذا أثره في التهيئة لما سيسمعه المسلم في قراءة التراويح ، ثم بعد نهاية الصلاة أقف وقفات مختصرة مع بعض الايات وأثرها في الإيمان أو التشريع مع محاولة لربط ذلك بالواقع الذي نعيشه.
وأعود وأقول لاشك أن سماع الناس للقران كاملاً أمر محمود في هذا الشهر وكثير من الناس يحرص عليه في رمضان ، ولكن لذلك متطلباته من الاسراع في القراءة وكثرة المقدار المقروء والاكتفاء بالقراءة من غير تطرق لتفسير ، ولذلك أرى أن قراءةً بترتيل بمقدارٍ قليل مع فهم الانسان لشيئ مما يسمعه وتفسير لبعض الايات أكثر أثرا وأعظم تأثيرا وقد جربت الطريقتين في عدة رمضانات مع المصلين ولاحظت تفاعل الناس مع القراءة المرتلة التي لايستحثها طلب الختم والمصحوبة بشيئ يسير من التفسير.
اسأل الله ان يوفقنا لفهم كتابه والعمل به وان ييسر لنا أن نساعد اخواننا للعيش مع القران تدبرا وفهما
واعتذر لتأخر هذه المشاركة التي كنت أنوي طرحها من بداية الشهر اضافة الى انهاكحال من يبيع التمر عند أهل هجر
---
أبو صلاح الدين
10-12-2005, 09:40 PM
بارك الله فيكم, وهو اقتراح قيم ندعو الله أن ينتشر.
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2005, 03:55 PM(1/3493)
بارك الله فيكم أبا عبدالمحسن على هذه التنبيهات الدقيقة الموفقة ، ولا شك أن كثيراً من رواد هذا الملتقى العلمي من أئمة المساجد ، وسينتفعون بإذن الله منها ، ولعل لبعضهم طرقاً أخرى في رمضان يسيرون عليها في تدبر القرآن وتلاوته وتفسيره ، ربما يكون طرحها نافعاً في هذا المكان إن شاء الله.
---
معاذ صفوت محمود
10-13-2005, 05:21 PM
جزاكم الله خيرا، وهذا والله هو ما أراه الأنسب ولقد سرت على هذه الطريقة في هذه السنة وأرى فيها نضجا وفهما أوسع للدين، ولكني أجد الفرصة سانحة لأقول يمكن الجمع بين القراءة المرتلة مما تيسر وبين الختم في آن واحد وهو ما أفعله في هذه السنة كإمام تراويح.
كل الأئمة على يقين بأن كل المصلين خلفهم لا يدركون معهم كامل الختمة، من أولها إلى آخرها دون أن يفوتهم منها حرف واحد باستثناء عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وإنما قد يذهب أحد منهم للعمرة يوما ما مثلا، أو ينشغل انشغالا ما، أو حتى قد تفوته بعض الركعات لظرف طارئ.
والغرض الشرعي من قراءة القرآن إنما هو التدبر والخشوع، لا التعب وتحميل الأكثر من الناس ما لا يطيقون.
إذن فإن الشخص الوحيد الذي يختم في المسجد إنما هو الإمام.
وإذا كان الإمر كذلك فما المانع أن يقرأ الإمام ما تيسر من القرآن في التراويح كصفحة في الركعة مثلا، ومن ثم إذا رجع إلى بيته قام ركعتين أو أربعا ليتم ما فاته من الورد أو الكمية اليومية، وهكذا ثم إذا جاءت العشر الأواخر من الشهر دمج التراويح مع التهجد وقرأ القراءة متصلة بدون أي ضغط على الناس ولا على صوته وفي هذا تيسير على الناس ورفع للحرج عن كثير منهم، وإعانة لهم على الصلاة كاملة مع الإمام حتى ينصرف والله تعالى أعلم.
وهذه مجرد وجهة نظر جدَّت لي هذه السنة ولا أفرضها على أحد، ولكن المهم أن يكون هناك من يقرأ كامل القرآن على الناس في بعض المساجد جمعا لطرق الخير والله أعلم.(1/3494)
ومن كانت لديه أية وجهة نظر أخرى فليخبر بها عل الله تعالى أن ينفع بها.
وشكرا لكم
---
أبو مالك البكاري
10-21-2005, 04:32 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جميل ما طرحته أبا عبدالمحسن في هذه التجربة النافعة الواقعية ..
التي تدل على مدى الحرص على التأثير في الناس ودعوتهم بأعظم كلام وأنفعه ألا وهو كلام الله ..
و (عبير القرآن في رمضان ) .. يفوح شذاه ليصل إلى القلوب
لا نعدم - إن شاء الله - أن نجد قلوبا ترق لآياته منطلقة من اليسر الذي يحمله القرآن لمن ألقى السمع وهو شهيد ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
ولا نعدم - إن شاء الله- قلبا تلسعه الآية الخاشعة يسمعها من إمام متدبر خاشع فيستيقظ قلبه وتسمو روحه ويرتفع إيمانه !
ولا نعدم - إن شاء الله- قلوبا رغم قسوتها ورغم انشغالها بملذات الدنيا ..وبمواظتها مع الإمام في التراويح ومع طرق الآيات بدأت تلك القسوة تهتز وتتكسر طبقات من الران والغفلة فتتفجر أنهار الإيمان وتهبط حجارة الغفلة وتتشقق غشاوة المعصية فاسحة المجال للنور الذي يغمر الروح بفيضه وعطائه
إنها بشارات أراها هنا وهناك حيث الأمل الذي يحفزنا دائما إلى أن نكون نحن الذين قد نصبنا أنفسنا أئمة للناس عند المسئولية العظيمة التي تريد منا زيادة اجتهاد وزيادة عطاء نوراني نستلهمه من كتاب الله العزيز
هذه خاطرة جالت بلحظتها هنا
أحببت أن أشارك بها
ومع تسجيلي بهذا الملتقي الرائع
أرى أني دخلت في جو القرآن وتفسيره
فشكرا لك أخي الكريم ومربي الفاضل على إطلالتك البهية
ومشاركتك الصافية النقية من قلبك النقي إن شاء الله
لك تحياتي وسلامي
أخوك : أبومالك البكاري
---
(1/3495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشأن كتاب الشيخ محمد كريّم راجح !
---
بشأن كتاب الشيخ محمد كريّم راجح !
---
عمر المقبل
04-04-2004, 11:31 PM
سؤالي عن الكتاب الذي وضعه الشيخ محمد كريم راجح على حاشية المصحف الشريف ، بإثبات القراءات العشر ،وعن مدى دقته ،
وإمكانية الاعتماد عليه في ذلك .
وهل من ملاحظات واضحة عليه ؟!
---
د. أنمار
04-05-2004, 02:51 AM
للأسف فيه أخطاء كثيرة جدا، ولا أدري كم من هذه الأخطاء تم تصحيحها في الطبعة الأخيرة
و أقصد المصحف الذي من طريق الشاطبية والدرة وعليه اسم السقاف
لكن للمعلومية، هناك مصحف آخر فيه القراءات العشر من طريق الطيبة على ما أظن قام به الشيخ خاروف، وأشرف عليه الشيخ كريم راجح، فلا أدري مدى دقته. وهل هو أدق من سابقه
http://www.furat.com/BooksCovers/10646.gif
وتجده تحت عنوان:
القرآن الكريم وبهامشه التسهيل لقراءات التنزيل، وقد جمع فيه قراءات القراء المشهورين باختصار
وهذا غير الذي على هامشه القراءات الأربعة عشر
http://www.furat.com/BooksCovers/5443.gif
وهذا اسمه الميسر في القراءات الأربعة عشر
وفي اعتقادي أن عمل كهذا ينبغي أن تقوم به لجنة لا تقل عددا ولا خبرة عن اللجان التي تقوم على المصحف العثماني، إن لم أقل بل تحتاج لتدقيق أكبر، وخبرة أوسع.
---
(1/3496)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) "يختانون"؟ ..
---
(ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) "يختانون"؟ ..
---
كادح
11-11-2004, 04:35 AM
قال تعالى: (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم)
قال أبو جعفر بن جرير: يعني: يخونون أنفسهم، يجعلونها خونة بخيانتهم ما خانوا من أموال من خانوه ماله وهم
بنو أبيرق ..ا.هـ.
وقال تعالى في البقرة: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)
قال القرطبي: يقال: خان واختان بمعنى من الخيانة، أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم.. ا.هـ.
كنت أحسب"تختانون" من فعل اختتن .. وقد اتضح المعنى فلله الحمد والمنة ..
---
د. هشام عزمي
11-11-2004, 04:53 AM
:)
---
موراني
11-11-2004, 10:34 PM
نعم , بالابتسامة
فأتساءل : من اين يأتي هذا الاختلاط بين (خان , اختان أصله من : خان) واختتن وأصله من (ختن)
ألا ترى أن (فعل ) كثيرا ما يعني (افتعل) . مثلا: نحر وانتحر , كتب واكتتب.... الخ
موراني
---
جمال حسني الشرباتي
11-11-2004, 11:23 PM
ثم إبتسامة أخرى
فإن المختتن(بفتح التاء) يلزمه مختتن(بكسر التاء)أو خاتن
ولا يمكن أن يختتن نفسه بنفسه
وقد أكون مخطئا إذا كان الختان للأنثى فقط من حيث اللغة
ويظل أن العملية الجراحية تلك لا يقوم بها الإنسان بنفسه
---
ابو حنيفة
11-11-2004, 11:29 PM
قال الطاهر بن عاشور:(1/3497)
ويختانون( بمعنى يخونون، وهو افتعال دال على التكلف والمحاولة لقصد المبالغة في الخيانة. ومعنى خيانتهم أنفسهم أنهم بارتكابهم ما يضر بهم كانوا بمنزلة من يخون غيره كقوله )علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم(. ولك أن تجعل )أنفسهم( هنا بمعنى بني أنفسهم، أي بني قومهم، كقوله )تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم(، وقوله )فسلموا على أنفسكم(، أي الذين يختانون ناسا من أهلهم وقومهم. والعرب تقول: هو تميمي من أنفسهم، أي ليس بمولى ولا لصيق.
---
د. هشام عزمي
11-12-2004, 12:23 AM
إنما ابتسمت لأني اقع في مثل هذه الاخطاء أحيانًا و قد ذكرني الأخ الفاضل كادح بحالي .. و ليس منا من هو معصوم من الخطأ او السهو أو الذهول ، و انا لي مواقف كثيرة بسبب الذهول او الوهم تبعث على الضحك - لا مجرد الابتسام - في بداية عملي كطبيب بالريف المصري ربما جاءت مناسبة لأحكي لك طرفًا منها .
و لك مني ابتسامة يا د. موراني :)
---
كادح
11-12-2004, 04:19 AM
مرحبا بالاخوة الأفاضل ..
كم هو اجتماع جميل .. على القرآن .. وفي ليلة من ليالي رمضان ..
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
وأضيف لكلام الدكتور الفاضل هشام قصة عن الإمام النووي ..
يقول الإمام النووي عن نفسه أنه كان في صباه تعلم أن "إيلاج الحشفة" يوجب الغسل ..
ولم يكن يعلم ما المراد بـ"إيلاج الحشفة" فتوهم معناها أنها قرقرة البطن ..
فكان كلما قرقرت بطنه قام واغتسل!! ..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا ..
---
جمال حسني الشرباتي
11-12-2004, 05:18 AM
أجاد العضو أبو حنيفة في كلامه
((فائدة :
قال الطاهر بن عاشور:(1/3498)
ويختانون( بمعنى يخونون، وهو افتعال دال على التكلف والمحاولة لقصد المبالغة في الخيانة. ومعنى خيانتهم أنفسهم أنهم بارتكابهم ما يضر بهم كانوا بمنزلة من يخون غيره كقوله )علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم(. ولك أن تجعل )أنفسهم( هنا بمعنى بني أنفسهم، أي بني قومهم، كقوله )تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم(، وقوله )فسلموا على أنفسكم(، أي الذين يختانون ناسا من أهلهم وقومهم. والعرب تقول: هو تميمي من أنفسهم، أي ليس بمولى ولا لصيق.))
وأحب أن أستفسر منه مستفهما إن كان تعليقي اللغوي في محله أم لا؟؟
___________________________________
---
موراني
11-12-2004, 11:12 AM
ولكم ملاحظتي الأخيرة في هذا الرابط
بابتسامة أخرى :
بمناسبة عيد الفطر لكم جميعا الخير والعافية
( وبهذه المناسبة أعطيت للطلبة المسلمين عطلة يوم الاثنين في معهدنا )
موراني
---
ابو حنيفة
11-12-2004, 05:45 PM
أخي :جمال حسني الشرباتي
تقبل الله منا منك.....
كنت أنتظر منك تعليقا على الكلام الذي أوردته -كلام ابن عاشور- فاذا انت تنسخ النص وتطلب مني التعليق........
(((وأحب أن أستفسر منه مستفهما إن كان تعليقي اللغوي في محله أم لا؟؟)))
لماذا خصصتني بالسؤال؟؟؟؟؟؟؟
---
(1/3499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم ( 2
---
مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم ( 2
---
د.يسري خضر
03-11-2007, 10:56 AM
سبق بيان بعض النقاط التي جاءت في العهد القديم ولم ترد في القرآن الكريم
وهاهي النقاط التي جاءت في القرآن الكريم ولم ترد في العهد القديم مما تيسر التنبه له
1. جاء في القرآن بناء إبراهيم للبيت الحرام
2. جاء في القرآن حوار إبراهيم للملك وإفحامه له.
3. جاء في القرآن أن ذبح ا لطير كان الباعث عليه اطمئنان القلب بينما في العهد القديم كان أماره لتحقيق وعد الرب.
4. صرح القرآن بكفر والد إبراهيم ودعوة إبراهيم له.وبراءة إبراهيم منه لإصراره على الكفر.
.
5. صرح القرآن بتعدد المعتقدات في عهد إبراهيم.
6. صرح القرآن أن ضيف إبراهيم كانوا ملائكة ولم يأكلوا. بتبرؤ إبراهيم من والده لإصراره على الكفر.
7.
8. جاء في القرآن إرادتهم حرق إبراهيم ونجاته.
9. جاء في القرآن أن دين إبراهيم الإسلام.
10. جاء في القرآن نزول الصحف على إبراهيم وبقايا من تلك الصحف.
11. جاء في القرآن البشارة بيعقوب.
- أما وجوه الاتفاق في القصة فهي:
1. النص على نبوة إبراهيم.
2. البشارة بإسحاق.
3. الوصف بالخلة .
4. التصريح بالهجرة دون تفصيل في القرآن.
---
(1/3500)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال لأهل الاختصاص
---
سؤال لأهل الاختصاص
---
خالد المقبل
01-16-2004, 01:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأيكم في كتاب عمدة التفسير وما أحسن طبعات تفسير أضواء البيان
---
المنصور
01-17-2004, 11:02 AM
عندما أصدرالشيخ أحمد شاكرالجزء الأول من عمدة التفسير أهدى نسخة منه إلى الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي ، فأثنى الشيخ ابن سعدي على كتاب عمدة التفاسير ، وقال : إن تم هذا الكتاب فسيكون العمل عليه ( أو عبارة قريبه منها ) .
وقد أخبرني بهذه القصة شيخنا عبد الله بن عقيل حفظه الله تعالى ، وأرشدني كذلك إلى مراجعتها في كتابه الذي أصدره حول المراسلات التي تمت بينه وبين شيخه ابن سعدي رحمه الله تعالى ، وأنا أحيلكم على الكتاب لمن أراد معرفة العبارة التي قالها ابن سعدي بحروفها .
والحق أن عمدة التفسير يعتبر - في نظري - من أحسن مختصرات ابن كثير لاجتماع عدد من الأسباب :
1- كون الذي قام بالاختصار من المحدثين .
2- كونه من أهل العلم الشرعي وممن مارس القضاء .
3- اعتماده على مخطوطة جيدة في تصويب نص التفسير وتصحيح متنه .
4- كونه مختصرا كاملا للتفسيرمع الاحتفاظ بعبارة ابن كثير نفسها .
ولايخفى أنه في الفترة القريبة الماضية ، فقد عثروا على بقية اختصار الشيخ للتفسير في بقايا تركته التي بقيت بعد وفاته ، وقد طبع المختصر كاملاً في دار طيبة في السعودية .
---
(1/3501)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تساؤلات مأموم ٍ خَلْفَ إمامتِه .
---
تساؤلات مأموم ٍ خَلْفَ إمامتِه .
---
خالد الشبل
03-22-2005, 03:01 PM
لا تعذلوني إن فقدتُ صوابي =ولبستُ ما بين الصفوفِ حجابي !!
تلتاعُ قافيتي، ويصرخُ خافقي =وتضجُّ أسئلةٌ بغيرِ جوابِ..
صَرَختْ مؤّذنةٌ فيا جُمَعُ اشهدي =خَدَرَ العقولِ على صدى زريابِ !!
والديكُ ماتَ فما رأيتُ دجاجتي =تُعلي الأذانَ بزيِّها البِنْجَابي !!
وأتََتْ إمامتُنا فأُسقطَ جمعنا =جَرْحى.. وقتلى أسهمٍ و حِرابِ !!
ما ذنبُ من سَلَبِ الهوى وجدانَهُ =من سِحْرِ جفنٍ لا بسحرِ خطابِ
أ أغضُّ طرفي ؟! أم أحملقُ مقلتي =أم أستديرُ بوجهتي للبابِ ؟!
هي عورةٌ إن أقبلتْ أو أدبرتْ =أين المواعظُ يا أولي الألبابِ ؟!
فإذا تلتْ فينا آحاديثَ التُّقى =فالعينُ تخطبُ في هوى الأحبابِ
وإذا استفاضتْ في المكارمِ والحيا =ضحكَ الفضاْ من قلّةِ الآدابِ !!
وإذا رَوَتْ قصصَ العفافِ تقدّمتْ =زمرُ السفورِ بجحفلٍ غلاّبِ !!
وإذا استحثّت للجهادِ كتائبا =فاضتْ دموعُ الخوفِ في الأهدابِ
وإذا تخوّلتْ المُقامَ فأوجزتْ =تاقتْ رقابُ القومِ للإطنابِ !!
وإذا أشارتْ للبلاءِ رأيْتُها =دائي ومعضلتي وأُسَّ مصابي !!
هل ظلَّ في الصفِّ المقدّمِ روضةٌ =أم دِمْنةٌ للفاسقِ المتصابي !!
وإذا وقفتُ أمامَها هل أنثني ؟! =أم انحني كالأحمقِ المتغابي !!
يا ويحَها ما حيلتي فيها إذا.. =انتقضَ الوضوءُ بحُسِنِها الخلاّبِ ؟!
ومن الذي يقفو إمَامَتَنا إذا =حاضتْ إمامتُنا على المحرابِ ؟!
أم كيف تتلو الآيَ خاشعةً إذا =ما انساب ما ينسابُ كالميزابِ ؟!
ماذا اعترى صوتَ الخطيبةِ كلما =رَفَسَ الجنينُ ببطنها المُتّرابي ؟!
أم كيف تعلو يا رفاقي منبرا =ومَخَاضُها المشئومُ بالأبوابِ ؟!
وإذا أردتُ سؤالَ مُفْتيتي فهلْ =أخلو بها.. لأبثَّها أوصابي ؟!(1/3502)
وإذا أُجِبْتُ فهلْ أقبّلُ رأسَها =أم هل أصافحُها بكفِّ خِضَابِ ؟!
ماذا إذا نادت : أقيموا صفّكمْ =ساووا مناكبَ مُصطفى ورَبَابِ ؟!
ما حالُ خنْزبَ والخشوعُ مُجَنْدلٌ =فحضورُ حضرَتِهِ غدا كغيابِ ؟!
قولوا: أ تلك حقيقةٌ؟! أم أنّها =أضغاثُ أحلامٍ وطيفُ سرابِ ؟!
يا أمةَ الإسلامِ سيري واثْبُتي =وثقي بنصرِ الواحدِ الوهّابِ
أرأيت صبرَ نبيِّنا في دينِهِِ =واذكر بلاءَ الآلِ والأصحابِ
آمنتُ بالله الكريمِ وحكمِهِ =في الناسِ..في الأقدارِ.. في الأسبابِ
ديني هو الدينُ القويمُ ونَهْجُهُ =نورُ الحياةِ وقمّةُ الآدابِ
جُنْدَ السفورِ: وجوهُكم مفضوحةٌ =أنتم دُعاةُ الشرِّ والإرهابِ
عنوانكم حريّةٌ مزعومةٌ =تسعى لتأسرَ شِرعتي وكتابي !!
أتخالفُ الدينَ الحكيمَ كأنّما =تُسدي القصورَ لواهبِ الألبابِ
سبحانَ ربّي عن تطاولِ عبدِهِ =والويلُ ثمَّ الويلُ للكذّابِ
إن لم يكنْ للدين فيكم غيرةٌ =تحمي.. فأين شهامةُ الأعرابِ ؟!
يا ضيعة الأديانِ حين يفضُّها =جافٍ .. ومكرُ منافقٍ .. ومُحابي !!
صونوا جناب العلمِ عن غَدراتِهم= عن هجمةِ التغريبِ والإغرابِ
فلعلَّ في سطو الفواجرِ هزّةً =تثني القلوبَ لسنُّة ٍ و كتابِ
ولعلَّ في سطو الأعادي بعثةٌ =لإخائنا في صولة الأحزابِ
هذا البُغَاثٌ وتلك نبْتةُ فتنةٍ =وسؤالُ دهرِكَ : أين أُسْدُ الغابِ ؟!
الحقُّ أبلجُ.. والكتابُ مؤيّدٌ * * * " وليغْلِبنَّ مُغَلِّبُ الغلاّبِ .." *
* اقتباس من بيتٍ لحسّان رضي الله عنه في هجاء قريش :
زعمتْ سخينةُ أن ستغلبُ ربّها * * * فليغلبنَّ مغلبُ الغلاّبِ..
شعر المهندس صالح بن علي العَمْري
---
عبدالرحمن الشهري
03-22-2005, 03:18 PM
فتح الله على الشاعر والناقل ، فقد أجاد الشاعر صالح كعادته ، وفقه الله وزاده هدى وتوفيقا.
---
عمار
03-23-2005, 12:51 AM
لا فض فوه. وجزاك الله خيرا على النقل.
---
الجندى
03-23-2005, 02:28 AM
بارك الله فيك اخى
---
خالد الشبل(1/3503)
03-23-2005, 07:27 AM
أخي الكريم د. عبد الرحمن الشهري
أشكر لك مرورَك العاطر .
الأخ الموفق عمار
جزاك الله خيرًا على دعوتك .
أخي العزيز الجندي
شكرًا على مرورك ودعائك .
---
مساعد الطيار
03-26-2005, 12:57 PM
أخي الكريم خالد
شكر الله لك هذه المشاركات والنقولات .
وأستميح العذر بسؤال عن الشاعر المجيد صالح العمري أين أجد مشاركاته ؟
---
خالد الشبل
03-27-2005, 07:35 AM
جزاك الله خيرًا يا د. مساعد .
حقيقة لا أعرف للشاعر صالح العمري صفحة على الانترنت ، وقصائده تسير بها الركبان ، من هنا وهناك ، ولكنه من أعضاء الملتقى ، وقد أرسلت إليه برسالة للحضور ، فلعله يجيب .
---
مساعد الطيار
03-27-2005, 01:41 PM
أخي الكريم
قد أرسلت له رسالة منذ زمن عبر الملتقى ، لكنه لم يردَّ عليها ، ولعله يطلع على هذه المشاركة فيتحفنا بأشعاره .
---
خالد الشبل
03-27-2005, 02:50 PM
قصدتُ رسالة جوال ، وقد دلني - وفقه الله - على صفحته (http://saaid.net/wahat/salehalamri/m.htm) ، ضمن موقع صيد الفوائد . وربما وجدتَ بعضَها في واحة الأدب (http://saaid.net/wahat/index.htm)، ضمن الموقع .
بارك الله فيه ، وجزاه خير الجزاء .
---
(1/3504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > توفيق رب البرية.........في شرح الأربعين النووية
---
توفيق رب البرية.........في شرح الأربعين النووية
---
الازهري المصري
07-30-2005, 10:49 AM
شرح الأربعين النووية
لا ينكر احد أهمية الأحاديث الأ{بعين النووية للإمام النووي
وقمت أحبتي بشرح ميسر لها لعل الله ينفعنا وإياكم بها
الحديث الأول المتن "عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
مما لا شك فيه اننا بين يدي حديث عظيم استهل به أغلب العلماء كتبهم نظرا لما فيه من توجيه وتصحيح لنية فعلى من أراد الله أن يصلح نيته لله ومن أراد طلب العلم فعليه أن يصحح نيته لله
قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى"
اي ان العبرة في العمل بالنية ولنا وقفة حيث يظن البعض ان النية تغني عن العمل
ولكن الحديث واضح الدلالة وكما يقال النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد والنية الفاسدة تفسد العمل الصالح
فمن وجب التنويه ان النية هي سر الأعمال
وربما تعدى معنى النية هنا ليشمل معنى الإخلاص فالإخلاص لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده
واخلاص العمل والنية لله هو سر القبول
اذا فالامر سهل ممتنع
علينا اذا عملنا ان نقف ونفكر قليلا
لماذا نقوم بهذا العمل فان كان الله أمضيناه والا فلا
وكما يقال :ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم(1/3505)
قوله صلى الله عليه وسلم "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"وينتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى امر اخر وهو الهجرة واهميتها
وسبب الحديث أن أحد المهاجرين أشيع عنه أنه هاجر حبا في امرأة من المهاجرات
فبين الرسول هنا أهمية النية
فبرغم ان عمل الهجرة عمل عظيم ومشقة واسعة يترك الانسان فيها الاهل والولد والبلد الا ربما ابطل هذا العمل النية الفاسدة.
وكالعادة يضع الرسول كلماته في نسق رائع كيف لا وقد أوتي مجامع الكلم
فعندما قال (فهجرته الى ما هاجر اليه)اي ان اي شيء بجوار الله ورسوله لا يستحق أن يذكر
ويؤخذ من هذا الحديث ما يلي :
*النية سر الاخلاص وكلاهما سر القبول
*أهمية أمر الهجرة والاعتناء بها
*تصحيح النية مقدم على كل عمل
*حرصه صلى الله عليه وسلم على توضيح طريق الهداية لأمته
بارك الله فيكم
الازهري
---
الازهري المصري
11-18-2006, 02:22 PM
عن عمر أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال: ( يا محمد أخبرني عن الإسلام ).
فقال رسول الله : { الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً }.
قال: ( صدقت )، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: ( فأخبرني عن الإيمان ).
قال: { أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره }.
قال: ( صدقت ). قال: ( فأخبرني عن الإحسان ).
قال: { أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك }.
قال: ( فأخبرني عن الساعة ).
قال: { ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }.
قال: ( فأخبرني عن أماراتها ).(1/3506)
قال: { أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }.
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: { يا عمر أتدري من السائل ؟ }.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: { فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم }.
[رواه مسلم:8].
الشرح :
لاريب أن هذا الحديث حديث عظيم وقد أسماه العلماء أم السنة فكما أن الفاتحة أم الكتاب فهذا الحديث أم السنة لما يشتمل على أمور عظيمة من شئون المسلم بل يشتمل على ما يحيه في دنيانا وآخرانا
وقبل أن ندخل في شرح الحديث لنا أن نتوقف قليلا مع أسلوب الحديث وهو الأسلوب المعهود من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسلوب التعليم بالسؤال والجواب وهو أسلوب رائع من أساليب التعاليم فيه تصل المعلومة إلى ذهن السامع بأسلوب دقيق ومسبط بل ولافت للانتباه فعندما تسمع سؤال من شخص ويكون المجيب هو رسول الله فيكون هناك شوق لا ستماع الإجابة
ولكن وقفة اخرى هنا
وهي أن السائل لا يعرفه من الحضور أحد
فهذا أمر آخر للفت الانتباه
أو بمعنى آخر هو تجهيز الآذان لتسمع والعقول لتستوعب
وعند النظر إلى الحديث ومفرادته نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وبما آوتي من جوامع الكلم قد جمع لنا أمور الإسلام في كلماته التي لا تخط إلا من ذهب
فعند دخول جبريل عليه السلام إلى المكان الذي به الرسول وأصحابه بثيابه البيضاء وشعره الشديد السواد وجلوسه إلي النبي بصورة لا يجلسها إلا من يعرفه معرفة جيدة
وهي كما وصفها لنا ابن الخطاب رضي الله عنه : فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه ثم قال يا محمد أخبرني عن الاسلام
فبدأ رسول الله بشرح مبسط وشامل ورائع لتفاصيل الإسلام فقال له أن الإسلام بنبني على أعمدة خمس
ألا وهي
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وهي كلمة عظيمة بل هي أساس الحياة
فلهذه الكلمة خلق الله الدنيا(1/3507)
وهي كلمة لو دققنا في معانيها لوهبنا عمرنا كاملا لها
ولكن قسوة قلوبنا تحول بين ذلك
كلمة أدركها مشركي قريس وأدركوا مفهومها فاستثقلوها
لقد تركوا الاسلام كبرا وتعنتا
ولكنهم أدركوا معنى لا إله إلا الله
معنى أنه لا معبود بحق إلا الله
ولو أردكنها لارتاحت قلوبنا
لو ادركنها لما عصينا ربنا
لو ادركنها لفهمنا معنى كلمة الاخلاص : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
لو علمنا انه لا إله ألا الله لما عبدنا أهوائنا ولما اتخذنا آلهه من دون الله
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية : 23]
لو علمنا انه لا اله بحق الا الله لتفكرنا في كل عمل نعمله هل هو لله أم لا
ولكننا قابلنا الاحسان بالإساءة والحلم بالظلم والنعم بالكفر والامهال بالاهمال
إنها الغفلة والرين الذي علا قلوبنا
نسأل الله لنا ولكم العافية
ولو استطلنا الحديث مع كلمة التوحيد لما انتهينا ولكن لعلنا نفرد لها حديثا منفصلا
وأما عن الشهادة بان محمد هو رسول الله
فكيف لمن يشهد بانه لنا رسول كيف به يترك سيرته ونهجه
كيف به وقد بدّل وغيّر
الا يخاف من قوله صلى الله عليه وسلم(1/3508)
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم " قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش ، فقال : هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت : نعم ، فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري ، لسمعته وهو يزيد فيها : " فأقول إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي " وقال ابن عباس : سحقا : بعدا يقال : سحيق : بعيد ، سحقه وأسحقه أبعده وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي ، حدثنا أبي ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : أنه كان يحدث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيحلئون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى
فلماذا لا نتبع الرسول كما امرنا الله
بل لقد جعل الله علامة حبه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الله تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران : 31]
فدلالة حبنا لله هي اتباع اوامر رسولنا والاقتداء به في سيرته وسيررته وفي اعماله كلها
ومن ذلك ايضا علمنا الأكيد بان كل أمر يأمره به نبينا فهو لمصلحتنا وعلينا إتباعه
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب : 36]
ومن ذلك أيضا تتبع سيرته في الدعوة إلى الله وأنه صلى الله عليه وسلم قضى ثلاث عشرة سنة في مكة ليرسي مفهوم لا إله إلا الله
وقد لاقى خلالها أشد أنواع العذاب والمعانة ولم يثنه ذلك عن دين الله شيئاً(1/3509)
بل كان دائما على الحق صابراً مثابراً
كانت له رسالة يعلم مضمونها ويعلم أهميتها وكانت رسالته أهم من حياته
أهم من نفسه أهم من أهله أهم من المال والسلطة والصيت والملك
وعندما انتقل إلى المدينة لم يتوقف
بل داوم على نشاطه وقام بإرساء قواعد الدولة الإسلامية وقام بنشر دين الله في الأرض
فهل لنا من ذلك عبرة
وهل لنا مع ذلك وقفة
وهل لنا في ذلك قدوة
قدوة نتبعها حق اتباعها ونتعلم منها ونستقي منها الصبر والإيمان
وننتقل إلى الركن الثاني من أركان الإسلام
الصلاة
ولم يرد نصا في القرآن يأمرننا بالصلاة إلا وسبقه قوله : أقيموا
فهلّا تعلمنا معنى كلمة أقيموا
الإقامة لا تكون إلا لبنيان
اذا فالصلاة بنيان يجب أن نحسن بناءه
فأساس الصلاة الطهارة : إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور
ولكن قبل أن تطهر أبداننا ينبغي أن تطهر قلوبنا
وعند للقيام للصلاة ينبغي أن نتذكر بين يدي من سنقف
بين يدي الملك الذي خلقنا وسوانا وهدانا وأكرمنا
لقد كان بعض السلف يعرف له رجفة عند الوضوء
فسُئل عن هذا فأجاب بأنكم لا تدرون بين يدي من سأقف
فمن إقامة الصلاة أداءها في أول وقتها والمحافظة على أركانها والعمل على الخشوع فيها
وسأذكر بعض الأمور التي ذكرتها سابقا عن الخشوع والصلاة في اول الوقت:
فللخشوع كتبت كلمات بسيطة أعيدها هنا
نتذكر دائما أننا بين يدي الله
وأن الله مقبل علينا بوجهه فكيف بقلوبنا ووجههنا لو أعرضت
ان العبد اذا ألتفت في الصلاة التفت عنه الله
وهذا ما ورد في سنن ابو داوود
حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : سمعت أبا الأحوص ، يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب ، قال : قال أبو ذر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد ، وهو في صلاته ، ما لم يلتفت ، فإذا التفت انصرف عنه "(1/3510)
وكذلك من حديث كبير في الصحيح الجامع : وإن الله أمركم بالصلاة ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت ويتأتي الخشوع أيضا بالتدبر
فالتدبر عبادة عظيمة للغاية خاصة في الصلاة
فعندما يدرك المسلم ما يقول يكون قد قطع شوطا كبيرا من الخشوع
فمن العجيب أن يدخل أحدنا في الصلاة ولا يدرك بما بدأ ولا إلى ما انتهى
فبداية يقول الانسان : الله أكبر
فلو أدرك الانسان معناها لعلم أن الله أكبر من كل شيء
أن الله أكبر من الأهل و من المال ومن الجاه ومن العمل
وعندما يستهل الانسان الصلاة بدعاء الاستفتاح
وهو :
: حدثنا أبو هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال : هنية - فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : " أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي ، كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد .
فالبداية بالاستغفار والابتعاد عن المعاصي
ألا وإن من أشد المعاصي الابتعاد عن الملك وأنت بين يديه والتلهي عنه بالفواني
فاذا غسلنا قلوبنا من المعاصي وعزمنا عدم العودة اليها قد اصبحنا مهيئين للدخول في الصلاة
ثم ننتقل الى الحوار الإلهي
الفاتحة
وما أروع الحديث بين العبد وربه(1/3511)
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل . يقوم العبد فيقول : الحمد لله رب العالمين فيقول الله : حمدني عبدي . فيقول الرحمن الرحيم فيقول الله : أثنى علي عبدي . فيقول مالك يوم الدين فيقول : مجدني عبدي وهذا لي ، وبيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين وآخر السورة لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، يقول : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " " : " " هذا حديث حسن "
عندما يستشعر الانسان هذا الحوار الالهي
فهل سيفكر ولو لمرة خارج الصلاة
لا اظن
وكيف به وقد أمره الملك بالخشوع والتدبر والانصات
يقول الله :وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف : 204]
فهذا عن الانصات واما التدبر فالله يقول :أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]
ويقول : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24
هذا عن قيامنا
ثم الركوع والسجود وفيهما الذكر العظيم وهو التسبيح
سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي العظيم
فالعظمة والعلو لله سبحانه تعالى وما أجملها وأنت خاضع خاشع بين يدي ربك
قد وضعت أعظم ما عندك وهو وجهك على الأرض لتعلنها صريحة أنه لا إله إلا الله
أنه هو المستحق بالعظمة والجبروت
أنه هو الخالق الواحد المنان
فمن كان هذا حاله في الصلاة فأنى له أن يلتفت أو يفكر في غير الصلاة
أما عن الصلاة لوقتها فهي من أعظم الأعمال عند الله
وقد ورد قي صحيح البخاري مايلي(1/3512)
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، قال : حدثنا شعبة ، قال الوليد بن العيزار : أخبرني قال : سمعت أبا عمرو الشيباني ، يقول : حدثنا صاحب - هذه الدار وأشار إلى دار - عبد الله ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : " الصلاة على وقتها " ، قال : ثم أي ؟ قال : " ثم بر الوالدين " قال : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني
فهل لنا أن نقارن بين الجهاد وبر الوالدين والصلاة على وقتها
لقد قدم الرسول الصلاة على البر والجهاد
وهذا لما في الصلاة من أهمية وما في أول الوقت من أفضلية
وليفكر الواحد منا طالما أنه سيصلي الصلاة لما لا يصلها في أول وقتها
لما لا يعطها حقها
وبالله عليكم أي عمل خير من الصلاة
بالله عليكم هل هناك خير من أن يدخل العبد على ملكه
والملك يرحب به ويغفر له بدخوله اليه بل ويحادثه ويكلمه
فهل هذا الامر يحتاج الى تأخير
وهل هناك أشد على النفس من الجهاد
إن الله أمر المجاهدين بالصلاة على وقتها :
وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً [النساء : 102]
لم يقل لهم الله عندما تنتهوا من جهادكم وتعودون الى بيوتكم فصلوا ما عليكم
بل في المعركة وأثناء الحهاد لا نترك الصلاة(1/3513)
ثم قال الله بعدها في الآية التالية
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103]
أي ان كون الصلاة كتابا موقوتا وردت في آي الجهادحقها
ثم قال : وتؤتي الزكاة
وإيتاء الزكاة أمرا عظيما وعبادة تخرجنا من الشح والبخل
بل وتطهر أموالنا وأنفسنا
يقول الله : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة : 103]
فالصدقة طهارة ونماء وزيادة
وقد عرف اللغويون الزكاة لانماء
وهي بمثابة تجديد للمال وصيانة له من أبعاد مختلفة
والزكاة خير مثال للتكافل الاجتماعي
فالله جعل له اصولا ومصارف
ولنفكر قليلا مع الزكاة
ان الله أمر كل من يملك قوت يومه أن يخرج زكاة الفطر وهي مرة في العام وبالاحرى قبيل عيد الفطر
وقد طلب الله منا ان نجعلها عونا للفقراء في يوم عيدهم
فكيف لنا نفرح وأخواننا وجيرانا يتضورون جوعا ويلبسون البوالي
فما اجمل العيد وفرحته عندما تجد الفقير قد ألبس أولاده الجديد وجاءهم بالطعام الطيب الذي ربما لا يجدونه طيلة العام
وهناك زكاة المال وقد فرضها الله فيمن بلغ ماله النصاب الحول وجب عليه الزاكة بأن يخرج ربع العشر
أي يخرج من كل ألف جنيه خمس وعشرون جنيها
فهل تؤثرون هذه الجنيهات عليه؟؟
بالطبع تؤثر
هذه الحنيهات القلائل توقف جوع الفقير وتكسيه وتملأ عينه
بل وتطيب نفسه ويعلم أن أخاه الغني لم ينساه
وأيضا هي إدارة لسوق المال ومنع الأموال من الكساد كما أنه أحد حلول لمشكلة السيولة التي بدأت تطارد بلادنا في الأيام الأخيرة
ثم قال : وتصوم رمضان
والصيام عبادة غايتها التقوى(1/3514)
فالله يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 183]
وهي عبادة سامية عبادة بين الله عباده وهو الذي يجازينا عنها
فكما قال الله في الحديث القدسي الذي رواه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، عن أبي صالح الزيات ، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل إني امرؤ صائم "
والصيام عبادة عجيبة ترفع الإنسان من الحياة البهيمية إلى الحياة الملائكية
فالرابط بين الإنسان وبين البهائم الشهوات بينما الرابط بينه وبين الملائكة العبادة
فإذا ترك الإنسان شهواته وتعبد لله بإرادته مع قدرته على إتيانها يفوق بذلك الملائكة
ولكن لنا وقفة
فالصوم ليس مجرد امتناع عن شهوات
بل هو طاعة ويجب ألا تخالط الطاعة معصية
والعحب كل العجب من هذا الذي يصوم عن ما أحل الله ولا يمتنع عن ما حرّم الله
والذي ينطبق عليه قول الرسول الذرد في سنن ابن ماجه : حدثنا عمرو بن رافع قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر
وقد قسم العلماء الصيام والصائمون إلى أقسام ثلاث صيام العوام وصيام الخصوص وصيام خصوص الخصوص
فصيام العموم هو صيام البطن والفرج فحسب
وأما صيام الخصوص فهوأن يصوم البطن والفرج واللسان والجوارح ويكون صياه طاهرا سالما لا تتخلله معصية(1/3515)
وأما صيام خصوص الخصوص فهو ألا يفكر العقل للحظة في غير الله ولا ينشغل القلب برهة بغير عبادة الله والتفكر في عظمته وملكوته
وما أروع فرحة الصائم فالرسول يقول : للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه "
وما أجمل الفرحة الثانية وما أطيب رائحة المسك التي تزين أفواههم وأروعه من باب يدخلونه يلقب بالريان
فالرسول يقول : والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك "صحيح البخاري
ويقول أيضا في صحيح البخاري : حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني أبو حازم ، عن سهل رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " *
وإلى الحج ننتقل هذه العبادة التي تغفر الذنب والتي يعود معها الإنسان كما ولدته أمه
هذه العبادة التي فيها من العبر ما فيها
فمن بدايتها إلى نهايتها تحتاج إلى وقفات
فمنذ أن يترك الإنسان أهله ذاهبا ومقتصدا بيت الله الخرام ثم الإحرام ومعانيه وكيف بالمسلم يحلق شعره الذي ربما قد أطاله من زمان كدليل للإنصياع والإستسلام لرب العالمين
ثم ترك المخيط والطيب وما فيه من التواضع الذي لا يكون إلا لله
ثم ذاك المشهد الرائع الذي لا يشبههه إلا مشهد الحشر الجميع في ملبس واحد وقصد واحد وحول بيت واحد ولهم آله واحد وكتابهم واحد ورسولهم واحد وكتابهم واحد وهدفهم واحد
هدفهم الفوز برضا الملك
جاءوا يقولون لبيك ربنا لبيك
وكيف لا وقد منحنا من النعم والفضل ما لا نعده ولا نحصيه
وهنا نرى مع الحجر الأمر العجاب
نطوف بحجر ونقبل حجر ونرجم الحجر بالحجر
فما فضل هذا الحجر على ذاك!!
إنه الأمر الرباني
أنه من قال عنه : لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء : 23](1/3516)
ومادام الأمر من الله فعلينا النقياد والتسليم
بل أن اسم العبادة ذاته لنا معه وقفة
اسمها حج
والحج في اللغة القصد
ما الذي تقصده بالطواف حول الحجر او تقبيل الحجر او رجم الحجر بالحجر
الذي نقصده جميعا هو رضا رب الحجر والناس رب الشجر والورق والمطر رب كل شيء ومليكه
ولنا في النحر العجب العجاب
وفيه استعادة لمشهد إبراهيم وإسماعيل
جاءه إبراهيم ليقول له يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
وهنا قمة الانقياد والاستسلام لرب العالمين
ولكن هذا الخليل قد حُرم الولد طيلة ثمانين عاما
ولما جاءه الولد أمره الله بذبحه
فهل له أن يتراجع مع أن الجميع يعلم غلاوة الابن وأضف إلى ذلك مجيئه بعد الثمانين
ولكن الأمر صدر من رب العالمين
لذا وجب التنفيذ
ثم السعي بين الصفا والمروة
وهو موقف أمنا هاجر وهي تبحث عن الماء لإنقاذ ولدها من الجوع القاتل
فاستنفذت الأسباب وتوكلت على ربها وخالقها فكان الجزاء من رب العالمين
إنه ماء زمزم الذي ما زلنا نشرب منه حتى الآن
ثم الوقوف على جبل عرفة الوقوف والإفاضة من عليها والذنوب قد ذهبت مع غروب يوم عرفة
وما أجملها إفاضة وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نترك عرفات ويعتقد أحدنا أن عليه ذنب
اللهم وقفنا لحج بيتك الحرام اللهم آمين
وبعد هذا الشرح الأصيل لقواعد الإسلام نجد أن السائل يقول للرسول صلى الله عليه وسل صدقت وكأنه يلّوح للصحابة بأنه يعلم هذا ويصدقه ويعتقده وإنما جاءهم فقط ليعلمهم
وهذا ما جعل الصحابة يتعجبون
فهو يسئل ويصدق
ثم ينتقل سيدنا جبريل للسؤال عن مرتبة أعلى من مراتب الدين وهي الإيمان
فيقول له : فأخبرني عن الإيمان فقال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره
فوضح له مفهوم الإيمان وهو الإيمان بالله والملائكة والكتاب والرسل(1/3517)
وهو تصديقا لقوله تعالى في سورة البقرة : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285]
والإيمان هو التصديق الذي يوافقه العمل
ومرتبته أعلى من الأسلام مع التنويه أن هنا خلاف بين العلماء
فمنهم من قال أن الإسلام هو الإيمان واستدل بقوله: فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ [الذاريات : 36,35 ]
ومنهم من قال بأنهم متغايران واستدل بقوله : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحجرات : 14]
والثاني أرجح وهو ما عليه الجمهور من العلماء
والإيمان كما يصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم : ما وقر في القلب وصدقه العمل
فمن علم أن الله ربه وأن محمد نبيه وأن الاسلام دينه وأن القرءان كتابه
وجب عليه أن يعمل ويتحرك وينفذ ما عليه من واجبات ويتقي ما أُمر باجتنابه
والإيمان بوابة الإستقامة
فجاء رجل يسئل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : دلني على عمل لا أسئل بعده أحد غيرك
فقال له : قل ءامنت بالله ثم استقم
فطلب منه أن يكون مؤمنا ويطبق هذا بعمله
ونرى هنا التدرج العملي
فبعد أن ينفذ الإنسان تعاليم الإسلام فيصلي ويصوم ويحج يجد نفسه صالحه لتلقي هذا النور الرباني
وهو نور الإيماني
ونعود للحديث : قال صدقت
قال فأخبرني عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك(1/3518)
وهنا ننتقل إلى أعلى المراتب الإيمانية وهي نرتبة الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه
أن تراقب الله في كل ما تفعل
أن ترى الله في كل أعمالك
فإن لم تكن تراه أي إذا لنم تستطع الوصول إلى هذه المرتبة
فاعلم أنه يراك ومطلع عليك
وليتصور أحدنا أن هناك سيد طلب من عبده عمل أو والد طلب من ولده عمل
وهذا السيد أو هذا الأب يقف يراقب عبده أو ولده
فهل ترى الولد يفرط أو يتهاون في ما طلب منه
فهكذا
ولله المثل الأعلى
عندما تعلم أن الله مطلع عليك ستجد لعملك حلاوة وتجد لجهدك لذة
والإحسان مرتبة عظيمة يحب الله أصحابها كما ذكر في كتابه في غير موضع : إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وكذلك : وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وكان دائما لهم حُسن الجزاء فالله يقول : إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ
ويقول : َذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات : 110]
ويقول : لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ [الزمر : 34]
ويقول : فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ [المائدة : 85]
والله مع المحسنين ومن كان الله فمن يكون عليه
فالله يقول : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت : 69]
ولهم البشرى في كتابه
يقول الله : وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ [الحج : 37]
وأجرهم غير ضائع
ويقول : وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
بل أكثر ما وصف به يوسف عليه السلام في كتاب الله الإحسان : وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [يوسف : 22](1/3519)
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف : 36]
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف : 56]
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف : 78]
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف : 90]
والإحسان هو تاج العبادات
وهو يوضح معنى الأعمال بالنيات
أي أن العمل يقوي بالنية وأن النية دليل العمل
فهذا يصلي وذاك يصلي
ولكن ما الفرق
الفرق هنا
في النية
في الإحسان
في المراقبة
جعلنا الله وإياكم من المحسنين
ثم قال فأخبرني عن الساعة فقال له ما المسئول عنها بأعلم من السائل
والساعة علمها عتد الله لا يعلمها وقتها الا هو
وقد أخفى وقتها ليجازي العبيد على ما فعلوا في حياتهم
يقول الله : إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى [طه : 15]
ويقول الله : إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان : 34]
فقد اختص الله بعلم الساعة وعلم ميعادها واكتفى بارسال العلامات التي نبؤنا بقرب ميعادها
ومن هذه العلامات إرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم(1/3520)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [الأعراف : 187]
ولمّا أوضح الرسول أن علم الساعة عند رب العالمين
فقال له جبريل عليه السلام فأخبرني عن أماراتها
فقال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان
وقد رأينا بأعيننا هذه العلامات
فأما عن أن تلد الأمة ربتها فهو كما حدث عند الفتوحات الإسلامية من أن تلد الجارية بنت فتصير لها سيدة
ولنا أيضا أنه من باب ضياع الفطرة وغيابها
وأم عن العراى الذي يتطاولون في البنيان فقد شهدنا في العصر الحديث أكثر من دولة لم يكن لهم طعام ولا شراب ففتح لهم الله بابا من أبواب الرزق
ولكن
طغوا وأفسدوا
فالله الهادي وإليه الملتجأ
وبعد هذا التوضيح البين لتعاليم الدين ينظلق جبريل
ويأمر النبي أصحابه بتتبعه كما في بعض الروايات فلا يجدون له أثر
فيسألهم هل تعلمون من هذا
فقالوا الله ورسوله أعلم
فقال لهم هذا أخاكم جبريل جاءكم يعلمكم دينكم
وكما أوضحنا في بداية الشرح أن أسلوب السؤال والجواب أسلوب رائع يحث المتلقي على الاستفادة بعد جذب حواسه وانتباهه
ويؤخذ من هذا الحديث
حرص النبي على تعليم أصحابه وأمته الدين السمح واستخدانه للأسلوب الشيق الذي يجذب انتباه المستمعين
أعلى مراتب الدين هي الاحسان
اقتراب الساعة وظهور أماراتها
---
أحمد البريدي
11-20-2006, 10:49 AM
من الكتب الجديدة والموسعة في شرحها كتاب : الجامع في شرح الأربعين النووية ل د . محمد يسري في مجلدين , طباعة دار اليسر .
---
عبد العلي
11-20-2006, 08:59 PM
جزاك الله خيرا يا أزهري(1/3521)
وما ذكرته في الحديث الأول عند قوله(فمن كانت هجرته.......)
هو سبب هذا الحديث أن رجلا هاجر حبا لإمرأة ويعرف بمهاجر ام قيس
فقد أنكره الحافظ في الفتح
---
(1/3522)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهي اهم العلوم التي يحتاجها طالب العلم لكي يتقن علم التفسير
---
ماهي اهم العلوم التي يحتاجها طالب العلم لكي يتقن علم التفسير
---
ابو الروب
06-05-2006, 11:56 PM
افيدونا افادكم الله اذكروا لنا كتبا اهتمت بعلم النظائر بارك الله فيكم
---
أبو بيان
06-06-2006, 09:10 AM
- أشهر كتب الوجوه والنظائر (إن كان هذا قصدك):
1- الأشباه والنظائر, لمقاتل بن سليمان.
2- تحصيل نظائر القرآن, للحكيم الترمذي.
3- الوجوه والنظائر, للدامغاني.
4- نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر, لابن الجوزي.
وكلها مطبوعة ومحققة.
---
ابو الروب
06-07-2006, 01:43 PM
جزاك الله خيرا هذا ما قصدته واتمنى الاجابة على باقي السؤال او الاحاله على روابط مفيدة في هذا الموضوع
---
(1/3523)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحال مع القرآن في رمضان
---
الحال مع القرآن في رمضان
---
مساعد الطيار
10-27-2003, 05:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185) . والقائل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ × فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ × أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (الدخان:3 ـ5) . والقائل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) .
والصلاة والسلام على رسوله الكريم الذي خصَّه الله بوحيه ، وأنْزل عليه خير كتبه ، القائل : ( خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه ) ، ثمَّ أُتمِّم الصلاة على آل البيت الأطهار ، وعلى أصحابه البررة الأخيار ، ثمَّ على التابعين لهم ما تعاقب الليل والنهار ، أما بعد :
فلقد خصَّ الله هذا الشهر الكريم بخصائص ؛ منها : أنه أفضل شهور السنة ، وفيه ليلة القدر ، وفيه نزل القرآن .
ونزول القرآن بنوعيه الجملي والابتدائي كان في ليلة القدر .
أما الجملي فقد أخبر عنه ابن عباس ( ت : 68 ) رضي الله عنهما بقوله : " أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يُحدِث في الأرض شيئًا أنزل منه ، حتى جمعه " . وهذا القول ثابت عن ابن عباس ، وله روايات متعددة .(1/3524)
وأما ابتداء النُّزول ، فقد نُسِب للشعبي ( ت : 103 ) ، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن في قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان)(البقرة: من الآية185) .
وقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3) .
وهداية الناس والبيان الهدى لهم ، ونذارتهم إنما هي في القرآن النازل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وليس يمتنع أن يُراد المعنيان معًا في هذه الآيات ، فتكون دالَّة على النُّزولين ؛ إذ ليس بينهما تعارض ولا تناقض ، والقولان إذا صحَّا في تفسير الآية ، والآية تحتملهما ، ولم يكن بينهما تعارض ، فإنه يجوز حمل الآية عليها كما قرَّره العلماء .
وعلى كل حال فإن التلازم بين القرآن وشهر رمضان ظاهر في هذه الآيات ، فَشَرُفَ الشهر بنُزول القرآن فيه ، لذا صار يُسمى : شهر القرآن .
أحوال الناس في قراءة القرآن
يقع سؤال بعض الناس عن أيهما أفضل ، قراءة القرآن بتدبر ، أو قراءته على وجه الحدر ، والاستزادة من بكثرة ختمه إدراكًا لأجر القراءة ؟
وهاتان العبادتان غير متناقضتين ولا متشاحَّتين في الوقت حتى يُطلب السؤال عن الأفضل ، والأمر في هذا يرجع إلى حال القارئ ، وهم أصناف :
- الصنف الأول : العامة الذين لا يستطيعون التدبر ، بل قد لا يفهمون جملة كبيرة من آياته ، وهؤلاء لاشكَّ أن الأفضل في حقِّهم كثرة القراءة .
وهذا النوع من القراءة مطلوب لذاته لتكثير الحسنات في القراءة على ما جاء في الأثر : (( لا أقول " ألم " حرف ، بل ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف )) .
-الصنف الثاني : العلماء وطلبة العلم ، وهؤلاء لهم طريقان في القرآن :
الأول : كطريقة العامة ؛ طلبًا لتكثير الحسنات بكثرة القراءة والخَتْمَاتِ .(1/3525)
الثاني : قراءته قصد مدارسة معانيه والتَّدبر والاستنباط منه ، وكلٌّ بحسب تخصصه سيبرز له من الاستنباط ما لا يبرز للآخَر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وأعود فأقول : إنَّ هذين النوعين من القراءة مما يدخل تحت تنوع الأعمال في الشريعة ، وهما مطلوبان معًا ، وليس بينهما مناقضة فيُطلب الأفضل ، بل كلُّ نوعٍ له وقته ، وهو مرتبط بحال صاحبه فيه .
ولا شكَّ أنَّ الفهم أكمل من عدم الفهم ، لذا شبَّه بعض العلماء من قرأ سورة من القرآن بتدبر كان كمن قدَّم جوهرة ، ومن قرأ كل القرآن بغير تدبر كان كمن قدَّم دراهم كثيرة ، وهي لا تصلُ إلى حدِّ ما قدَّمه الأول .
ومما يحسن التنبيه على أمور تتعلق بتلاوة القرآن في رمضان :
الأمر الأول :
أن يتعرف المرء على نفسه ، فليس الناس ذوي حال واحدة في العبادة ، لكن من الخسارة أن يمرَّ على المسلم رمضان ولم يختم فيه القرآن ، وتلك سُنَّةٌ سنَّها جبريل ـ عليه السلام ـ في مراجعة القرآن في رمضان مع رسول صلى الله عليه وسلم ، وهي سنة ماضية عند المسلمين منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم .
والملاحظ أنَّ كثيرًا من الناس ينشطون في أول الشهر في أعمال الخير ، ومنها تلاوة القرآن ، لكن سرعان ما يفترون بعد أيام منه ، وترى فيهم الكسل عن هذه الأعمال باديًا .
ولأجل هذا فمن اعتاد من نفسه هذا الأسلوب فإن الأَولى له أن يرتِّب قراءته ، ويخصِّص لكل يومٍ جزءًا ، فإنه بهذا سيختم القرآن مرَّة في هذا الشهر ، ولو استمرَّ على هذا الأسلوب في كل شهور السنة لاستطاع ذلك ، والأمر يرجع إلى العزيمة والإصرار .
ولو أنَّ المسلم خصَّص لكل وقت من أوقات الصلوات الخمس أربع صفحاتٍ ، فإنه سيقرأ في اليوم عشرين صفحة ، وهذا ما يعادلُ جزءًا كاملاً في المصاحف الموجَّه المكتوبة في خمسة عشر سطرًا في الصفحة ؛ كمصحف المدينة النبوية .(1/3526)
وبهذه الطريقة يكون مداومًا على عملٍ من أعمال الخير غير منقطع عنه ، و"أحبَّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ " كما قال صلى الله عليه وسلم .
الأمر الثاني :
يحسن بمن يقرأ القرآن عمومًا ، وبمن يقرأه في رمضان على وجه الخصوص = أن يكون معه تفسير مختصرٌ يقرأ فيه ليعلم معاني ما يقرأ ، وذلك أدعى إلى تذوُّق القراءة والإحساس بطعم قراءة القرآن ، وليس من يدرك المعاني ويعلمها كمن لا يدركها .
ومع أهمية هذا الأمر ، فإنك ترى كثيرًا من قارئي القرآن يغفل عنه ، ولو خَصَّصَ القارئُ لنفسه كتابَ تفسيرٍ مختصرًا يرجع إليه على الدوام لأدرك كثيرًا من معاني القرآن .
ولقد عُني المسلمون في هذا العصر بتأليف بعض التفاسير المختصرة ، تجد ذلك في بعض بلدان المسلمين ، ومنها بلاد الحرمين التي أصدرت وزارتها للشؤون الإسلامية كتاب ( التفسير الميسر ) وهو اسم على مسمى ، وهذا التفسير مع أنَّ الغرض منه الإفادة في الترجمة ، إلا أنه نافع لعامة من يريد أن يعرف المعنى الجملي للآيات ، ولا يعرف فضل الجهد الذي بُذِل فيه ، والقيمة العلمية التي يحتويها إلا من مارس التعامل مع اختلاف المفسرين .
والمقصود أن يحرص المسلم على أن يكون له تفسير من هذه المختصرات يقرأ فيه ويداوم عليه كما يقرأ القرآن ليجتمع له في قراءته الأداء وفهم المعنى .
الأمر الثالث :
في حال قراءة القرآن تظهر ـ على وجه الخصوص عند طلاب العلم ـ بعض الفوائد أو بعض المشكلات ، ولابدَّ من التقييد لهذه الفوائد أو المشكلات ؛ لئلا تضيع .
إن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الردِّ ، وبما أنه قرآن كريم مجيد ( أي : ذا شرف في مبناه ومعناه ، وذا سعة وفضل في مبناه ومعناه ) ، فإن ما يتعلق به من المعاني والاستنباطات كذلك ، فهي معانٍ واستنباطات شريفة لشرف ذلك الكتاب ، وكثيرة متسعة لا يحدُّها حدٌّ لمجد ذلك الكتاب .(1/3527)
ولما كان هذا حاله ، فَلَكَ أن تتصور : كم من الفوائد التي ستكون بين يدي طلاب العلم لو أن كل عالمٍ كتب ما يتحصَّل له من التدبر أو المشكلات أثناء قراءته لكتاب الله تعالى ؟!
الأمر الرابع :
إن القراءة بالليل من أنفع العبادات ، وكم من عبادة لا تخرج لذتها للعابدين إلا في وقت الظلمة ، لذا كان أهم أوقات اليوم الثلث الأخير من الليل ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا كان ثلث الليل الآخر ينْزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطية ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟ … )) .
وكثيرًا ما نغفل عن عبادة الليل خصوصًا في رمضان ـ مع ما يحصل منا من السهر ـ وتلك غفلة كبيرة لمن حُرِم لذة عبادة الليل .
فَشَمِّرْ عن ساعد الجِدِّ ، وأدركْ فقد سبق المشمرون قبلك ، ولا تكن في هذه الأمور ذيلاً بل كن رأسًا ، والله يوفقني وإياك لكما يحب ويرضى .
ولو رتَّب المسلم لنفسه برنامج قراءة للقرآن كل ليلة ؛ لارتبط بعبودية لله ، ولم يكن في لَيلِهِ من الغافلين ، لا جعلني الله وإياك منهم .
ومما قد يغيب عن أذهاننا في أيامنا هذه : أيامِ الإضاءةِ الليلية التي قلبت الليل إلى نهار ، فانقلبت بذلك فطرة الله التي فطر الناس عليها بجعله الليل لهم سباتًا يرتاحون فيه ، أقول إنه قد يغيب عنا لذة العبادة في الظلمة ، لذا لو جرَّب المسلم قراءة القرآن من حفظِه أو الصلاة النافلة الليلية بلا إضاءة ، فإن في ذلك جمعًا لهمِّه ، وتركيزًا لنفسه ؛ لأن البصر يُشغِل المرء في قراءته أو صلاته .
ومن جرَّب العبادة في الظلمة وجدَ لذة تفوق عبادته وهو تحت إضاءة الكهرباء .
الأمر الخامس :(1/3528)
إن من فوائد صلاة التراويح في رمضان سماع القرءان من القراء المتقنين ، ومن أصحاب الأصوات النَّدية ، الذين يقرؤون القرآن ويؤثِّرون بقراءتهم على القلوب ، فتراك تجد بقراءتهم أثرًا في قلبك ، فاحرص على من يتَّصف بهذه الأوصاف ، واعلم أن الناس في قبول الأصوات ذوو أذواق ، فلا تَعِبْ قارئًا لأنه لا يُعجِبك ؛ فإن ذلك من الغيبة بمكان ، لكن احرص على من تنتفع بقراءته ، وهذا مطلب يُحرصُ عليه ، ومقصد يُتوجَّه إليه .
وهاهنا استطرادٌ من باب الفائدة والتذكير أُوَجِّهُه إلى الكرام أئمة الصلوات الذين يؤمون الناس في التراويح الذين منَّ الله عليهم بما أعطاهم من الحفظ وحسن الصوت والقدرة على الأداء المتميِّز في القراءة والتأثير على الناس ، أقول لهم : احرصوا على أن يكون تأثيركم على الناس في سماعهم لكم قراءةَ كلام ربكم ، وإياكم أن يكون تأثيركم عليهم في دعاء القنوت فقط ، فإنَّ في ذلك خللاً كبيرًا ، وأنتم حين تعمدون إلى ذلك تغرسون في الناس ذلك الخلل ؛ إذ كيف يكون تأثرُ الناس بكلام الناس ، ولا يكون تأثرهم بكلام ربِّ الناس ، سبحان الله ! أليس ذلك أمر عجيب يحتاج إلى مدارسة وحلِّ له ؟
ألستم تلاحظون الاستعداد النفسي لبعض الأئمة ولكثير من المصلين للقنوت أكثر من استعدادهم لسماع كلام ربهم ؟!
ألا تلاحظون أنَّ بعض الأئمة يغيِّرون طبقات صوتهم ، ويُلحِّنون في قنوتهم استجلابًا لقلوب المأمومين ، ودعوة لهم إلى البكاء والخشوع ؟!
أين ذلك كله حال قراءة كلام الله سبحانه ، أين ذلك حال سماع كلام الله سبحانه ؟(1/3529)
ذلك ما تُسكب له العبرات ، وتخشع له النفوس الصالحات ، وتَخِفُّ به الأرواح الطاهرات ، فاحرص على الخشوع والتأثر بكلام ربك الذي تكَّلم به فوق سبع سموات ، وسمعه منه جبريل رسول ربِّ البريَّات ، وأداه كما سمعه لخير الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم . وهاأنت تسمع من إمامِك ما تكلَّم الله به في عليائه ، أفلا يكون ذلك كافيًا في حضور القلوب ، واقشعرار الجلود ثمَّ ليونتها بعد ذلك ، وطمأنينة النفوس ؟!
إنه كلام الله ، إنه كلام الله ، فأدرك معنى هذه الكلمة أيها المسلم .
الأمر السادس :
يسأل كثيرون عن كيفية التأثر بالقرآن ، ولماذا لا نخشع في صلواتنا حين سماع كلام ربِّنا ؟
ولا شكَّ أن ذلك عائدٌ لأمور من أبرزها أوزارنا وذنوبنا التي نحملها على ظهورنا ، لكن مع ذلك فلا بدَّ من وجود قدرٍ من التأثر بالقرآن ، ولو كان يسيرًا ، فهل من طريق إلى ذلك ؟
إنَّ البعد عن المعاصي ، وإصلاح القلب ، وتحليته بالطاعات هو السبيل الجملي للتأثر بهذا القرآن ، وعلى قدر ما يكون من الإصلاح يبرز التأثُّر بالقرآن .
والتأثر بالقرآن حال تلاوته يكون لأسباب متعددة ، فقد يكون حال الشخص في ذلك الوقت مهيَّئًا ، وقلبه مستعدًا لتلقي فيوض الربِّ سبحانه وتعالى .
فمن بكَّر للصلاة ، وصلى ما شاء الله ، ثمَّ ذكر الله ، وقرأ كتاب ربِّه ، ثمَّ استمع إلى الذكر فإنَّ قلبه يتعلق بكلام الله أكثر من رجلٍ جاء متأخِّرًا مسرعًا خشية أن تفوته الصلاة ، فأنَّى له أن تهدأ نفسه ويسكن قلبه حتى يدرك كلام ربِّه ، ويستشعر معانيه ؟!
ومن قرأ تفسير الآيات التي سيتلوها الإمام واستحضر معانيها ، فإنَّ تأثره سيكون أقرب ممن لا يعرف معانيها .
ومن قدَّم جملة من الطاعات بين يدي صلاته ، فإنَّ خشوعه وقرب قلبه من التأثر بكلام ربِّه أولَى ممن لم يفعل ذلك .(1/3530)
وإنك لتجد بعض المسرفين على أنفسهم ممن هداهم الله قريبًا يستمتعون ويتلذذون بقراءة كلام ربه ، وتجدهم يخشعون ويبكون ، وما ذاك إلا لتغيُّر حال قلوبهم من الفساد إلى الصلاح ، فإذا كان هذا يحصل من هؤلاء فحريٌّ بمن سبقهم إلى الخير أن يُعزِّز هذا الجانب في نفسه ، وأن يبحث عن ما يعينه على خشوعه وتأثره بكلام ربِّه .
الأمر السابع :
يسأل كثير من المسلمين ، كيف أحافظ على طاعاتي التي منَّ الله عليَّ بها في رمضان ، فإنني سرعان ما ينقضي الشهر أبدأ بالتراجع عن هذه الطاعات التي كنت أجد لذة وحلاوةً في أدائها ؟
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رسم لنا منهجًا واضحًا في كل الأعمال ، وقد بيَّنه بقوله : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ )) ، ولو عملنا بهذا الحديث في جميع عباداتنا لحافظنا على الكثير منها ، ولما صرنا كالمنبتِّ لا أرضًا قطع ، ولا ظهرًا أبقى .
فلو اعتمد المسلم في كل عبادة عملا يوميًّا قليلاً يزيد عليه في وقت نشاطه ، ويرجع إليه في وقت فتوره ؛ لكان ذلك نافعًا له ، فالمداومة على العبادة ـ ولو كانت قليلة ـ أفضل من إتيانها في مرات متباعدة أو هجرانها بالكلية .
فمن أدَّى فرائضه ، والتزم بالسنن الرواتب ، ثمَّ زاد عليها من أعمال العبادة ما شاء ، فإنه يدخل في محبوبية الله التي قال فيها : (( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه )) .
ففي صلاة الليل يحرص أن لا ينام حتى يصلي ثلاث ركعات ، ولو كانت خفيفات ، فإن أحسَّ بنشاط زاد ، وإلا بقي على هذه الثلاث .
وفي قراءة القرآن يعتمد قراءة جزءٍ كل يوم ، حتى إذا بلغ تمام الشهر ، فإذا به قد ختم القرآن .
وفي الصيام يعتمد ثلاثة أيام من كل شهر ، وإن استطاع الزيادة زاد ، لكن لا ينقص عن الأيام الثلاثة .
وفي النفقة يعتمد مبلغًا ـ ولو يسيرًا ـ بحيث لا يمرُّ عليه الشهر إلا وقد أنفقه .(1/3531)
وهكذا غيرها من العبادات ، يعتمدُ القليل أصلاً ، ويزيد عليه في أوقات النشاط ، فإذا قصرت همته رجع إلى قَلِيلِه ، فيبقى في عباداته من غير كلفة ولا مشقة ولا نسيان وإهمال ، أسأل الله أن يوفقني وإياكم إلى ما يحبُّ ويرضى ، ويجعلنا من أهل القول والعمل .
وإذا تأملت رمضان وجدته أشبه بمحطةٍ يتزوَّد منها الناس وقودهم ، وهو محطة الصالحين الذين يفرحون ببلوغه فيتزودون منه لعباداتهم في الدنيا ، ولجنتهم في الأخرى ، وهو محضن تربوي فريد يدخله كل المسلمين : مصلحوهم وصالحوهم وعصاتهم ، فهلاَّ استطعنا اغتنام هذا الشهر ؟.
وأخيرًا :
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، وأن يرفع البلاء عن هذه الأمة ، وأن يهدي قادتها لما يُحبُّ ويرضى ، وأن يرينا في هذا الشهر انتصارات للمسلمين في كلِّ مجال من مجالات الحياة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-27-2003, 11:53 AM
جزى الله خيراً كاتب هذا الموضوع الشيخ مساعد وفقه الله .
والموضوع فيه فوائد قيمة ، وتنبيهات مهمة ينبغي العناية بها .
فأوصي إخواني بقراءته جيداً حتى تتم الفائدة المرجوة من كتابته .
وقد جرب بعض طلبة العلم طريقة جيدة للتعامل مع القرءان في هذا الشهر ، وهي :
أن يقرأ جزءاً يومياً ، ويجتهد في تدبره والتفكر في آياته ، ثم يكتب بعض الفوائد المهمة التي توصل إليها من تدبره ، ويحرص على أن يقرأ تفسير هذا الجزء من تفسير مختصر جيد مناسب - ولو اختار تفسير السعدي لاستفاد كثيراً - .
وله مع ذلك أن يقرأ غير الجزء الذي وقف معه متدبراً .
وأما الليل - وما أدراك ما الليل - فهو لحفاظ القرآن ، فالقراءة في الصلاة من المحفوظ أفضل وسيلة لتثبيت الحفظ .
وهل حفظ القرآن إلا للقيام به والتغني به في ساعات الليل .(1/3532)
فما أحوجنا - إخواني الكرام - إلى مراجعة حالنا ، والحرص على تطهير قلوبنا ، فوالله لو طهرت هذه القلوب لما شبعنا من كلام علام الغيوب .
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا ، واجعلنا من أهل القرآن برحمتك يا أرحم الراحمين .
---
أحزان
11-10-2003, 12:11 PM
جزى الله خيراً كاتب هذا الموضوع
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا ، واجعلنا من أهل القرآن برحمتك يا أرحم الراحمين .
---
تابع الأثر
10-01-2005, 09:30 PM
للرفع للمناسبة العظيمة بقدوم شهر البركات شهر رمضان الذي أسأل الله عز وجل أن يبلغنا إياه وأن يوفقنا فيه لما يحبه ويرضاه.
للرفع رفع الله قدر كاتبه الذي أحبه في الله.
أرجو من المشرفين الكرام تثبت الموضوع .
---
أحمد البريدي
10-01-2005, 10:03 PM
اشكرالشيخ مساعد على هذه الوقفات القيمة والتي نحن بأمس الحاجة إليها, واستئذنك فقد قمت بتثبيت الموضوع .
وما رأي الأخوة لو كان سمة ملتقى أهل التفسير في هذا الشهر هي نظرات التدبر والعظات من القرآن ليكن للناس وللوعاظ خير زاد , والمسائل العلمية مما تدرك إن شاء الله بعد رمضان ولنكن كحال السلف إذا أتى رمضان رفعوا كتب العلم وأقبلوا على القرآن , ارجو أن يمن الله علينا في هذا الملتقى من يجعل لنا سلسلة يومية يذكرنا شيئاً من معاني كلام ربنا سبحانه .
---
أبو صفوت
10-01-2005, 10:27 PM
بارك الله فيكم والموضوع فيه فوائد قيمة
لكن عرض لي استشكال أرجو توضيحه
ذكر الدكتور الفاضل مساعد في مقاله : أن ختم القرآن في رمضان سنة سنها جبريل عليه السلام
فهل يطلق القول بسنية ختم القرآن في رمضان بناء على ما سبق أم يقال إن ذلك كان خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم
---
مرهف
10-01-2005, 11:53 PM(1/3533)
للسنة معان عدة وقد تكون بمعنى الطريقة الحسنة المتبعة كحديث ( من سن سنة حسنة ) وقد يكون مراد الشيخ مساعد هذا ، ثم إن القول بخصوصية الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه المراجعة لا يمكن شإلا إذا كان المراد أنه خاص بالرسول لأنه الذي يوحى إليه القرآن وينزل الوحي عليه ويراجع به ويرتب له ، ولكن يمكن القول أن ختم النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن مرتين في سنة وفاته صلى الله عليه وسلم مع جبريل فيه مشروعية ختم القرآن تشبهاً بما فعله جبريل مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولتسم هذا التشبه استناناً ، وعلى كل الأحوال جزى الله خيراً الشيخ مساعد على هذه التذكرة واللفتات القيمة وبارك الله للجميع برمضان وبلغنا فيها ليلة القدر مع القبول آمين
---
سوسن
10-02-2005, 06:08 AM
جزاك الله خير ياشيخ مساعد ووفقك لما يحب ويرضا
---
الميموني
10-04-2005, 03:40 PM
جزاكم الله خيرا و فقنا الله لمرضاته جميعا
القراءة بالتدبر أنفع
---
عيسى الدريبي
10-12-2005, 01:33 AM
الحمد لله وبعد،
الاخوة الفضلاء رواد منهل الملتقى ، بشهودنا لاقبال انفسنا واخوانناالمسلمين على كتاب الله ، اتمنى على اخواني الافاضل من اهل القران القيام بجزء من واجبننا تجاه كتاب الله لنحيا بالقران ونجعل الناس تعيش مع كتاب الله فهما وتدبرا خاصة وانه يتيسر لكثير من المسلمين في هذا الشهرمالم يحصل في غيره من الاتصال بكتاب الله قراءة فردية أوسماعا من خلال صلاة التراويح
ولعلي اضيف على ماذكره الاخوة الكرام مقترحا لبرنامج من خلال تجربتي المتواضعة لمست اثره علي أولا ثم على اخواني المصلين
وهويتعلق بصلاة التراويح وهو أن نساعد انفسنا واخواننا في صلاة التراويح على الحياة بهذه الصلاة والانس بسماع القران والانتقال من سماع التلذذالى سماع الانتفاع ، فمن الغبن ان يسمع المسلم كل ليلة من كلام ربه مايقرب من نصف جزء وهو يجهل كثيرا مماسمعه(1/3534)
نعم ايها الاخوة ان الله انزل كتابه للتدبر واول خطوة على هذا الطريق هو ان يفهم القارئ مايقرأ فحال كثير ممن يقرأاويسمع القرأن منا كالمثل الذي ضربه اياس بن معاوية- فيمن يقرأالقران وهو لايفهمه - حيث قال (مثل الذين يقرءون القراءن وهم لايعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس لديهم مصباح ،فتداخلتهم روعة ولايدرون مافي الكتاب .....)
أعود فأقول ياايها الاخوة لنساعد الناس في ان يتدبروا القران وهذه طريقة جربتها منذ سنين في مسجدي واحس بأثرها علي والمس تفاعل جماعة المسجد معها ،وملخصها:
انني اقوم بسلسلة دروس بعنوان (حتى نستفيد من قراءة صلاة التراويح ) قبل صلاة العشاء جزء منها في اسباب نظرية كاهمية فهم المسلم لكلام ربه.... وذلك في بداية رمضان في عدة لقاءات محدودة ، وبعدذلك أ لفت الانتباه الى بعض الكلمات الغريبة وبعض مايساعد على التفسير كذكراسباب النزول وبعض أقوال المفسرين في بعض الايات التي فيها موعظة أوترغيب ...في مدة لاتتجاوز عشر دقائق ولهذا أثره في التهيئة لما سيسمعه المسلم في قراءة التراويح ، ثم بعد نهاية الصلاة أقف وقفات مختصرة مع بعض الايات واثرها في الايمان او التشريع مع محاولة لربط ذلك بالواقع الذي نعيشه
واعود وأقول لاشك ان سماع الناس للقران كاملا امر محمود في هذا الشهر وكثير من الناس يحرص عليه في رمضان، ولكن لذلك متطلباته من الاسراع في القراءة وكثرة المقدار المقروء والاكتفاء بالقراءة من غير تطرق لتفسير ، ولذلك أرى ان قراءة بتريل بمقدار قليل مع فهم الانسان لشيئ مما يسمعه وتفسير لبعض الايات اكثر اثرا واعظم تأثيرا وقد جربت الطريقتين في عدة رمضانات مع المصلين ولاحظت تفاعل الناس مع القراءة المرتلة التي لايستحثها طلب الختم والمصحوبة بشيئ يسير من التفسير
اسأل الله ان يوفقنا لفهم كتابه والعمل به وان ييسر لنا أن نساعد اخواننا للعيش مع القران تدبرا وفهما(1/3535)
واعتذر لتأخر هذه المشاركة التي كنت أنوي طرحها من بداية الشهر اضافة الى انهاكحال من يبيع التمر عند أهل هجر
---
تابع الأثر
09-20-2006, 10:14 AM
للرفع للمناسبة العظيمة بقدوم شهر البركات شهر رمضان الذي أسأل الله عز وجل أن يبلغنا إياه وأن يوفقنا فيه لما يحبه ويرضاه.
للرفع رفع الله قدر كاتبه الذي أحبه في الله.
أرجو من المشرفين الكرام تثبت الموضوع .
---
لطيفة بنت محمد
09-21-2006, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
جزى الله الشيخ مساعد خير الجزاء..
كنت أبحث في حديث معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان, وهل يستفاد منه سنية المراجعة في رمضان عن ظهر قلب للحفظة؟
ولقد وجدت في في فتح الباري في بدء الوحي:
( فإن قيل: المقصود تجويد الحفظ, قلنا الحفظ كان حاصلا, والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس... ).
لم تتضح لي هذه العبارة.
أرجو التوضيح..
والله يحفظكم ويرعاكم
---
ابن المبارك
09-25-2006, 02:31 PM
جزاك الله خير ياشيخ مساعد على هذا الموضوع القيم ...
---
أبومجاهدالعبيدي
09-25-2006, 05:03 PM
ولقد وجدت في في فتح الباري في بدء الوحي:
( فإن قيل: المقصود تجويد الحفظ, قلنا الحفظ كان حاصلا, والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس... ).
لم تتضح لي هذه العبارة.
أرجو التوضيح..
والله يحفظكم ويرعاكم
معناها واضح ، وهو أن القصد من مدارسة جبريل القرآن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ليست تجويد وإتقان الحفظ لأن الرسول عليه الصلاة السلام يحفظ القرآن بإتقان ، ولو كان مراجعة الحفظ هي المراده لحصل ذلك ببعض المجالس فقط ولا يحتاج الأمر إلى كل ليالي الشهر.
هذا ما ظهر لي من كلام ابن حجر . والله أعلم
---
tafza
10-03-2006, 07:02 PM
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا ، واجعلنا من أهل القرآن برحمتك يا أرحم الراحمين
عن أبي أيوب الأنصاري(1/3536)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر".
(رواه مسلم
---
البيهقي
10-04-2006, 12:33 AM
بارك الله فيكم يافضيلة الشيخ على هذا الطرح المتميز وإني أحسبك والله حسيبك ممن قال الله فيهم (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
---
العبادي
10-07-2006, 02:46 PM
ما أروع ما ذكرته فضيلة شيخنا مساعد وفقك الله ورفع درجتك..
وأنبه نفسي وإخواني إلى الأمر السادس وهو أن التأثر بالقرآن يكون بقدر ما في القلب من الإيمان، فهذا الإيمان يحتاج منا إلى مراجعة دائمة وتصحيحية، وأن نحققه صدقا في قلوبنا عسى أن يفتح الله علينا بالتأثر والتدبر والتفهم الحق كما فتح على قلوب أوليائه الصالحين من علماء الأمة رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين وألحقنا بهم إنه سميع قريب.
---
لطيفة بنت محمد
10-07-2006, 03:47 PM
جزاكم الله خيرا,,
---
محمد سند
10-08-2006, 12:49 AM
جزاك الله خيراً أخى الكريم .. فكم كنت أبحث عمن يعرف ما بداخلى من تساؤلات ماذا بعد رمضان ..
ولقد وفقك الله عزوجل وشفيت قلوبنا بالخير والطريقة الصحيحة
فجزاك الله خيراً
---
د.أحمد شكري
10-09-2006, 10:06 AM
بارك الله فيك يا أخ مساعد على هذا المقال المميز وأشكر للأخ الدكتور عيسى الدريبي الإضافة الجميلة والتي أثارت في نفسي شجونا عديدة وانفعالات، حيث إنني أتألم وأظن كثيرين غيري كذلك من أحوال بعض المسلمين في صلاة التراويح، حيث غدت عند كثير منهم شكلا خاليا من الروح أو مسابقة لإنهائها بأقصر وقت ممكن أو فرصة لبعض الأئمة يعرضون فيها أخطاءهم الكثيرة في الحفظ والأحكام أو . . . إلا أن في الجهة المقابلة نماذج رائعة ترفع الهمة وتسكب العبرة وتزيد الإيمان وتجعل المرء يحيا مع القرآن فعلا، نسأل الله أن نكون من هؤلاء لا من أولئك
---
د. أنمار
10-14-2006, 02:57 PM(1/3537)
معناها واضح ، وهو أن القصد من مدارسة جبريل القرآن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ليست تجويد وإتقان الحفظ لأن الرسول عليه الصلاة السلام يحفظ القرآن بإتقان ، ولو كان مراجعة الحفظ هي المراده لحصل ذلك ببعض المجالس فقط ولا يحتاج الأمر إلى كل ليالي الشهر.
هذا ما ظهر لي من كلام ابن حجر . والله أعلم
فمعنى كلام الحافظ أن هناك معنى آخر غير الحفظ، وكأنه والله أعلم إثبات سنية ومشروعية إنشاء أكثر من ختمة والاستماع لأكثر من ختمة في الشهر الواحد من شهور رمضان.
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عارض ودارس جبريل القرءان مرتين والمدارسة لا تكون إلا من طرفين.
فالمحصلة : مرتان قرأ جبريل واستمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ومرتان قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستمع جبريل عليه السلام.
فلاحرج على من يستمع لختمة مع إمام مسجد حيه أن يقوم بالتهجد في حي آخر لسبب ما. أو أن يكون للإمام ختمة أخرى في التهجد مثلا.
أما عن الختم فعادات السلف في تكثير ختمات القرآن في رمضان لا تحصى.
ولا ينبغى أن تنسى الأحرف السبعة وأوجه التلاوة المشروعة والتي انتقلت للأمة، ففي الحديث مشروعية التلقي والعرض وتكرار العرض لمن يقرأ بالحروف والله أعلم. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مشرع للأمة.
---
أحمد بزوي الضاوي
10-20-2006, 12:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أخي الفاضل : مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أسأل الله تعالى أن يجزيكم عنا خير الجزاء . ومزيدا من العطاء خدمة للقرآن الكريم ، وإشاعة للخير ، فتلكم الصدقة الجارية .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/3538)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لعمل كتابك الالكتروني مع الشرح E-ditor eBook Compiler v.3
---
لعمل كتابك الالكتروني مع الشرح E-ditor eBook Compiler v.3
---
سامي عبدالعزيز
05-29-2006, 07:36 AM
http://d.ayxz.com:80/P6nr3Bis/E-ditor.eBook.Compiler.rar
التسجيل : Name: YOUSRY
Serial: 066DF9091E34CE
الشرح :
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor1.gif
New : البدء مشروع جديد
Open : فتح مشروع معمول مسبقاَ
Save : حفظ المشروع لإمكانية التعديل عليه لاحقاَ والإحتفاظ به وليس بتصديره ككتاب
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor2.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor3.gif
اختر المجلد الذي يوجد به مشروعك وتكون مصممة بصيغة HTML
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor4.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor5.gif
الخطوط التي يجب ان تكون في نظام المستخدم ليتمكن من تصفح الكتاب وهذا مهم إذا استخدمت خطوط لم تكن مثبته في نفس النظام او تكون غير موجوده في نظام المستخدم ولأرفاق الخط مع الكتاب يجب ان يكون الخط في نفس مجلد المشروع
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor6.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor7.gif
معلومات المشروع أو الكتاب :
كالعنوان و الوصف وموقع صاحب الكتاب وبريده الالكتروني وإصدار الكتاب واخرى وهذا مايميزه عن eBook Edit Pro حيث تتقيد بمعلومات التسجيل فقط
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor8.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor9.gif
شكل الشاشة :
شكل عادي أو بطريقة DirectX اي بتصميم معين ويفضل عند اختيار هذا الخيار ان تكون قد وضعت افضل تصميم ليتناسب مع المستخدم
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor10.gif(1/3539)
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor11.gif
شكل نافذة الكتاب :
نافذه عادية (قياسية) او تقوم باختيار سطح يناسبك ويناسب الكتاب
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor12.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor13.gif
عند اختيار النافذه القياسية تظهر الخيارات التالية :
سعة النافذه اختر سعة النافذه (800*600) كمثال وشكل محيط نافذه الكتاب و أوامر النوافذه المعتاده إغلاق , تكبير , تصغير
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor12.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor14.gif
شكل النافذه وهذا للخيار Skin :
اختر شكل السطح ويكون بصيغة bmp , jpg تختار لون ليكون شفاف من السطح المختار كما في الموضح في الصوره اللون الشفاف الأخضر اي عند تصدير الكتاب سوف يكون اللون الأخضر غير مرئي شفاف ثم حدد إحداثيات منطقة HTML واخيرا عرض لمشاهدة كيف يكون التصميم .
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor15.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor16.gif
شريط الأزرار :
يمكنك من تعديل شكل الزر و الأمر الخاص به وتغيير خلفية شريط الأزرار ومكان وجوده والشكل والسعة وايضا بتغير الشعار
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor17.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor18.gif
نظام الحماية :
اختر نظام الحماية :
بكلمة مرور ثابته :
اكتب كلمة المرورثم إضافة أو انقر على كلمة مرور عشوائية لأنشاء كلمة مرور
عشوائية من البرنامج بعدد الأحرف التي تحددها انت .
أو عن طريق اسم المستخدم و الرقم التسلسلي :
اكتب اسم المستخدم ثم الكلمة السرية المحدثة للسيريال (الرقم التسلسلي) ثم انت على معلومات التسجيل لرءية المعلومات الكاملة اسم المستخدم وكلمة المرور التي انشأت من الكلمة .
أو عن طريق رقم HDD (هارديسك) المستخدم :(1/3540)
ويلزمك كتابة عنوانك البريدي ليرسل لك المستخدم رقم HDD على البريد وتقوم انت بدورك بوضع رقم الـ HDD في الخانة المخصصة وأرسال الكتاب للمستخدم وهذه الطريقة في قمة الفعالية لكي لاتسمح بالتلاعب وأنشار الكتاب حيث ان الكتاب لن يعمل إلا في نظام المستخدم ولن يستفيد منه أي شخص أخر .
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor19.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor20.gif
حماية الصفحات :
أختر الصفحة التي تريد حمايتها وأترك الصفحات المتاحة لجميع المستخدمين
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor21.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor22.gif
حماية حفظ الحقوق :
بعض الأوامر التي تحافظ على حقوق الكتاب مثل المنع من الأقتباس بالنسخ والزر الأيمن وعرض الشفرة
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor23.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor24.gif
الأوامر الخاصة عند بدء الكتاب :
أول خطوة اختر صفحة البدء (مهم) ثم اختر شاشة فلاشية لتظهر فيها شعار الكتاب أو تكتفي برسالة ترحيبية أو ملاحظة وفي الشاشة الفلاشية يجب ان تكون الصوره بصيغة bmp ثم حدد خياراتها مثل عرضها عند البدء وعرضها ولاتختفي حتى النقر بالماوس أو تختفي بعد عدد محدد من الوقت وتكون بالثانية وبعد ذلك العرض لرؤية كيف يكون التصميم ثم الخيارات الأخرى .
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor25.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor26.gif
عند إغلاق الكتاب :
ظهور رسالة الإنهاء وتستطيع بالتحكم في محتوى الرسالة والسماح للكتاب بالإغلاق بمجرد الضغط على المفتاح ESC من لوحة المفاتيح الغلق بكلمة سر يستخدم بحيث الشخص المرخص فقط يستطع غلق البرنامج
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor27.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor28.gif
عند الحماية :(1/3541)
عرض رسالة تحذير الحماية وتستطيع من التحكم بمحتوى الرسالة أو تختار صفحة الحماية لتكون البداية عرض حوار التسجيل بعد الحماية
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor29.gif
http://absba3.absba.org/algareh/ebook/eeditor30.gif
الإنشاء (إنشاء الكتاب وتجميعة) :
من استعراض اختر مكان حفظ الكتاب ثم اكتب اسم ملف الكتاب وبعد ذلك إنشاء الكتاب
---
أحمد بزوي الضاوي
09-14-2006, 08:34 PM
الأخ الفاضل : سامي عبد العزيز ـ حفظه الله ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد فإغني أشكركم على هذا العمل المتميز و المفيد ، و حبذا لو زينتم صنيعكم هذا بوضع برنامج لعمل كتاب إلكتروني على موقعنا هذا ، أو الإعلان عن أشهر و أحسن البرامج ، حتى نتمكن من الاستفادة من عملكم ، و نشر العلم بطريقة مناسبة للعصر ، و بخسة الثمن من حيث التكلفة إذا ما قورنت مع تكلفة الكتاب الورقي .
و أنا أقول لكم ذلك لأنكم أرشدتموني إلى موقع لتنزيل البرنامج و لكن محاولاتي باءت بالفشل . كما لا يفوتني أن أطلب منكم بيان كيفية تنصيب البرنامج مع الكراك المرفق به .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
سامي عبدالعزيز
09-15-2006, 09:39 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل هذا البرنامج يكفي ؟ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5618
---
أحمد بزوي الضاوي
09-15-2006, 11:29 AM
الأخ الفاضل : سامي عبد العزيز ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم استجابتكم لطلبي ، و سأجرب البرنامج .
وجزاكم الله خيرا .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/3542)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ : كلمة عن أحمد صبحي منصور
---
لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ : كلمة عن أحمد صبحي منصور
---
د.إبراهيم عوض
10-15-2005, 12:08 PM
د. أحمد صبحى منصور مدرس سابق فى جامعة الأزهر بدأ حياته التدريسية بمهاجمة ما يسمى بكرامات الأولياء، وانتهى المطاف به إلى اللحاق برشاد خليفة ومرافقته زمنا فى أمريكا ثم انفصل عنه وعاد إلى مصر معلنا رفضه لادعائه الرسالة، إلا أنه عاد بعد زمن إلى أمريكا كرة أخرى بعد أن كان يتعاون معها فى مصر على نطاق واسع، وأخذ يكتب من هناك منطلقا من أفكار رشاد خليفة الرسول الأفاق ويتبنى كل ما كان يزعمه ذلك الكذاب عن نفسه وعن القرآن، وعن الأحاديث النبوية التى ينكرها أشد الإنكار ويرى الأخذ بها وبالشهادة لسيدنا محمد بالرسالة كفرا وشركا، وكذلك عن المسلمين وأنهم جميعا كفار مشركون بدءا من الصحابة حتى يومنا هذا وإلى ما شاء الله، اللهم إلا من تابعه هو ورشاد خليفة فى ضلالهما وفسقهما عن مبادئ الإسلام وعقائده وتشريعاته. وفى هذه الدراسة نتناول ما كتب الدكتور منصور متمثلا فى مقالاته التى يجدها القارئ على موقعه فى المشباك. وستكون نقطة البدء المقال الذى كتبه بعنوان "إلى شيخ الأزهر لمجرد العظة والنصح والإرشاد: تعليقا على هجومه على مركز ابن خلدون" مهاجمًا فيه د.محمد سيد طنطاوى لهتكه بعض أستار ذلك المركز الذى كان منصور يتكسب المكاسب الهائلة من ورائه بوصفه "المدير السابق لرواق ابن خلدون والمستشار الإسلامي السابق للمركز" كما كتب هو نفسه تحت اسمه فى عنوان المقال الذى نحن بصدده، إذ كانت أمريكا وما زالت تمده بالملايين حسبما قرأنا فى الصحف مرارا. وقد قام هجوم الشيخ الصغير ضد أستاذه الشيخ الكبير على عدة محاور: الأول تلقيب الناس له بـ"شيخ الأزهر والإمام الأكبر"، والثانى(1/3543)
احتكاره تفسير الدين كما يقول، والثالث الادعاء بأنه يكفِّر الآخرين.
وبدايةً لا أحب أن يتوهم القارئ ولو للحظة واحدة أنى هنا بصدد الدفاع عن الشيخ طنطاوى، فليس هذا من أربى فى قليل أو كثير، وبخاصة أنى لا أُعَدّ من المعجبين بالشيخ بأى حال، لكن هذا لا يمنعنى أن أتكلم بما أرى أنه الحق حتى لو جاء كلامى بمحض المصادفة فى صف الشيخ الأكبر، إذ إن عدم حبنا أو إعجابنا بشخص ما لا يعنى بالضرورة أننا ضد كل ما يصدر عنه، فإذا كان ذلك الشخص يتكلم فى قضايا تتفق رؤيتنا مع رؤيته فيها فمن الطبيعى أن ندافع عما يدافع هو عنه، بغض النظر عن الحب والإعجاب أو الكراهية والنفور. إنها مسألة مبدإ أولاً وآخرًا.(1/3544)
وأول شىء أقف عنده هو سخرية الشيخ الصغير المتأمرك من لقب "شيخ الأزهر والإمام الأكبر". ومعروف أن الألقاب هى مجرد مواضعات واصطلاحات، وعلى هذا فليس من الحكمة أن نملأ الدنيا عويلا ونقيم مأتما على لقب أو اصطلاح لا يقدم كثيرا أو يؤخر! وإذا كان منصور يضيق صدرا بلقب "شيخ الأزهر" مثلا، فأى لقب يا ترى ينبغى أن نخصصه للشيخ طنطاوى؟ ذلك أنه لا بد من لقب، فما من وظيفة فى الدنيا أو مركز اجتماعى أو سياسى أو دينى...إلا ولا بد من الاصطلاح له على لقب. والمهم ألا يصادم اللقب عقيدة من العقائد أو يسىء إلى شخص أو طائفة من الناس مثلا أو يستفز الذوق الاجتماعى...إلخ. فماذا يا ترى فى لقب "شيخ الأزهر" مما يحرج صدر د. منصور وضميره؟ لنقرأ ما كتبه منصور فى هذا الصدد: " تقول جريدة الوفد: " طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف". وأقول ليس فى الإسلام بعد لقب النبي والرسول ألقاب دينية تطلق على أي مسلم، وليس بعد خاتم النبيين عليه السلام "إمام"، إذ أنه عليه السلام هو إمام المسلمين بعده، إذ أن شيخ الأزهر يجعل نفسه "الإمام الأكبر للمسلمين". فإذا كان هو الإمام الأكبر، فماذا أبقى لخاتم النبيين عليه وعليهم السلام ؟".(1/3545)
وسؤالنا إلى سجاح الأمريكية: بأَىِّ كتاب (ولن أقول: "أَمْ بِأَيّةِ سُنّةٍ؟" لأنك ترفضين الإيمان بالسنة بوصفها كفرًا وشِرْكًا يا أيتها الكاهنة التى تكفِّر المسلمين أجمعين!)، بأَىِّ كتابٍ تَرَيْنَ أن لقب "شيخ الأزهر أو الأمام الأكبر" لا يجوز إطلاقه على الشيخ طنطاوى وأمثاله؟ هاتى لنا آية من القرآن، يا من تكررين أنك لا تؤمنين إلا بما ورد فى القرآن، تدل على صدق ما تقولين! وأتحداك أن تجدى مثل هذه الآية ولو طلعتْ روحك من بدنك ورجعتْ إليه مليون مرة! هل كان النبى صلى الله عليه وسلم يلقَّب بـ"شيخ الأزهر" أو بـ"الإمام الأكبر" ونهى القرآن الكريم أن يلقَّب بذلك أى شخص غيره؟ أتحداك يا سجاح أن تأتينا على ذلك ولو بآية واحدة أو بنصف أو بربع أو حتى بعُشْر آية! إن الذى نعرفه أن النبى والرسول محمدا هو آخر الأنبياء والمرسلين، ومع ذلك فقد صدرت الأوامر الأمريكية لمسيلمتك يا سجاح بأن يسرق لقبَ "الرسول" حتى يُحْدِث ثغرة فى جدار الإسلام تهز إيمان المسلمين وتربك عقيدتهم وتشوش عليهم الأمر كله، ثم تابعتِه أنت على ذلك العهر العقيدى يا من تتظاهرين بالشرف (على طريقة توفيق الدقن: "أحسن من الشرف ما فيش"!)، فخالفتما بذلك ما جاء فى القرآن الكريم بتفرقتكما الحلمنتيشية بين النبى والرسول، والزعم بأن رشاد "ساعة لقلبك" إنما هو "رسول" وليس "نبيا"، وذلك حتى تَهْرُبَا من النص القرآنى الذى يقول: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسولَ الله وخاتم النبيين"، مع أن المقصود هو أن عصر الوحى السماوى قد انتهى بعد مجىء سيدنا محمد برسالته العالمية الخاتمة وإرسائه مبادئ التفكير العقلى المستقيم، وبلورته قواعد السياسة العالمية والأخلاق الإنسانية الرفيعة التى تجمع فى نسيج واحد متلاحم بين المثالية والواقعية، وهى ما يحتاجه البشر على اختلاف أوطانهم وعصورهم وأممهم وثقافاتهم، ولا يقبل تغييرا أو تبديلا إلا إلى الأسوإ كما حدث على يديك(1/3546)
أنت ورسولك الكذاب الأشر.
فلينظر القراء الكرام إلى هذين البكّاشين اللذين أسلما نفسيهما إلى الكاوبوى ظانَّيْن أنهما سيجدان عنده المال والسمعة والحماية، فلم ينفع مسيلمةَ شىءٌ من ذلك وقُتِلَ فى مطبخه رغم أنف الكاوبوى ومخابراته وأجهزته الأمنية، ويوم القيامة يشويه الله فى نار جهنم جزاء وفاقا لكفره ومروقه وموالسته مع أعداء الملة والأمة، لعنه الله ولعنهم معهم لعنا كبيرا وفضحهم دنيا وأخرى، وعجَّل بإلحاق الهزيمة بهم على يد أشاوسة المسلمين فى العراق وأفغانستان وفلسطين، تلك الهزيمة التى نرجو ألا تقوم لهم بعدها قائمة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء، ويخزى وجوه الكافرين المُسَيْلِمّيين ويقتلهم من الرعب والغم والنكد قبل أن تصل إليهم يد القصاص جزاء خيانتهم وانحيازهم لأعداء الدين والوطن ومدّهم يد العون لهم ضد القرآن والإسلام والمؤمنين به. والعجيب من سَجَاحنا بعد ذلك كله حرصُها على إضافة الألقاب لنفسها، فهى تكتب تحت اسمها فى عنوان المقال الذى ننظر فيه أنها "المدير السابق لرواق ابن خلدون والمستشار الاسلامي السابق للمركز". فكيف تحللين لنفسك أيتها الكاهنة سجاح ما تحرِّمينه على الشيخ طنطاوى؟ ألأنك تَأَمْرَكْتِ تَرَيْنَ أن من حقك كسر القوانين التى تسنّينها أنت نفسك دون أن يكون لأحد أية صلاحية لمساءلتك؟ لا يا سجاح، هذا لا يصحّ!(1/3547)
ليس ذلك فحسب، بل إن الست سجاح الكاهنة تدَّعِى لنفسها القدرة على التنبؤ، فى الوقت الذى تنفى فيه نفيا قاطعا جامعا مانعا أن يستطيع الرسول الأكرم معرفة أى شىء من أنباء الغيب، مع أن القرآن الكريم يذكر أن الله سبحانه قد يطلعه على بعض هذا الغيب إكراما له أو تثبيتا لنبوته أو تدعيما لإيمان المؤمنين أو تحديا لشرك المشركين...! يقول متنبئنا المحروس فى نفس المقال الذى يهاجم فيه الشيخ طنطاوى: "لقد تنبأتُ سنة 1991 بالتدمير الذى سيحدث للعراق، وهو ما يحدث الآن. وقبلها سنة 1982 فى خاتمة كتابي "السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة" تنبأت بأن الصدام سيحدث بين الشباب المتدين والسلطة المصرية إذا لم يتم تنقية التراث من تلك الأحاديث الكاذبة (لا تقصد سجاح تنقية التراث من بعض الأحاديث، بل من السنة النبوية كلها على بكرة أبيها لأنها عندها، وعند رسولها الكذاب الذى يصلى الآن بمشيئته تعالى جحيم النار فى قعر جهنم، كفر وشرك وإثم)، وحدث ما توقعت بعد عشر سنين من صدام بين السلطة والشباب المتدين خلال النصف الأول من عقد التسعينيات. وأنا الآن فى غربتي عن بلدي الحبيب أخشى من نبوءة ثالثة: إننا إن لم نصلح أمرنا بأيدينا فسيأتي الدمار. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله. إن الله بصير بالعباد". هذا العريان الطـ..ـز، الذى يحب التجميز، يرى أنه قادر على التنبؤ، لا نبوءة واحدة بل ثلاث نبوءات فى عينه وعين كل عدو للإسلام والمسلمين، كل نبوءة تنطح النبوءة التى قبلها، أما رسول الله فقد أصدر "جنابُه الواطى" هو ومسيلمته بشأنه فرمانا كاوبوويًّا بأنه لا ولن يعرف شيئا من أمور الغيب (من خلال وحى السماء طبعا، فنحن لا نؤمن بأنه يعرف الغيب من تلقاء نفسه)! وبالمناسبة فإن سجاح كانت قد أعلنت فى بداية المسرحية الهزلية أنها لا توافق مسيلمة على دعواه الرسالة، لكن بعد اجتماع الخيمة التى طيَّبها لها مسيلمة بالطيوب الحادة النفاذة التى تعمل(1/3548)
عمل السحر فى النساء، وبعد...وبعد...عادت فسلمت قلاعها له! مبارك عليك يا سجاح تسليم القلاع! أما الخطوة الثالثة فقد تكون ادعاءها النبوة ذاتها، ويومها لن يعزّ عليها أن تتنصل مما قالته هى ومسيلمتها من قبل، إذ من الممكن جدا أن تقول إن النبوة التى تدّعيها تختلف عن النبوة التى كانت تقول إن محمدا قد وضع بمجيئه بدعوته حدا لها! ألم تقل هى ومسيلمتها إن النبى هو من يأتى بكتاب نبوءات؟ فها هى ذى تتنبأ، وتأتى تنبؤاتها كفلق الصبح! لا أطلع الله عليها صبحا، ولا جعلها تبصر مساء! وعلى أية حال فالشيخ طنطاوى، الذى لا أُحِبّه ولا أُعْجَب به حتى مذ كان مفتيا، لم يطلق على نفسه أى لقب، بل الآخرون هم الذين يطلقون هذه الألقاب عليه. وفى سياقنا هذا نجد أن صحيفة "الوفد" هى التى سمته: "شيخ الأزهر" و"الإمام الأكبر"، أما مسيلمة وسجاح فهما اللذان يحرصان على إطلاق الألقاب على نفسيهما، حتى لو كانت ألقابا كفرية كلقب "الرسول"، الذى يمكن أن يتلقب بعده الشيخ أحمد بلقب "النبوة" إذا ما اقتضت ظروف الخيانة والعداء لدين محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن النبوة بدوره! ألم يكن يعترض فى البداية على ادعاء رشاد "ساعة لقلبك" بأنه رسول، ثم لَحَسَ هذا الاعتراض وأصبح الكاهن الأكبر فى معبد المغدور الكافر عليه لعنة الله؟ فما الذى يمنعه من أن ينتقل من هذا إلى ادعاء النبوة لنفسه؟(1/3549)
أما النقطة الثانية التى يهاجم شيخَ الأزهر بسببها فهى قوله إن الشيخ طنطاوى يحتكر الكلام فى الدين لنفسه. ولست أظن أن هناك مسلما يستطيع أن يدعى احتكار الكلام فى الدين الذى تريد سَجَاحنا، ومن قبلها مسيلمتها، أن يحتكراه لنفسيهما دون البشر أجمعين على ما فى موقفهما من اتباع للهوى الشارد الساقط الذى لا تضبطه أصول علمية أو تحرّجات أخلاقية، بل يخضع لانفلات مهووس يأبى إلا ادعاء الرسالة ذاتها تقف وراءه وتشجعه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكذلك ادعاء المقدرة على التنبؤ على ما رأينا فى كلام منصور منذ قليل. على أن ليس معنى هذا أن الكلام فى الدين ينبغى أن يُتْرَك سداحَ مداحَ لكل من هب ودب، بل لا بد من اقتصاره على من تؤهله طبيعة دراسته للخوض فى مثل هذه الدراسات التى تحتاج إلى التخصص فيها شأنها شأن أى حقل آخر من حقول العلم، سواء كان التخصص رسميا أو أخذه الكاتب على عاتقه فتخصص فى هذا الموضوع من تلقاء نفسه وحرص بكل ما يستطيع من جهدٍ على التعمق فيه. ومع ذلك كله فالواقع الذى لا يستطيع أكذب كذوب أن يمارى فيه هو أن أحدا لا يستطيع أن يمنع أحدا من الكلام فى الدين، وسجاحنا نفسها أكبر برهان على ما نقول، فرغم أن الجميع يعرف ارتباطها بأمريكا وأهداف أمريكا فى المنطقة وضرب الإسلام فها هى ذى تكتب ما تريد ويُحْتَفَى به أعظم الاحتفاء ويُنْشَر لها فى المواقع الألكترونية المختلفة، بل تخصَّص لها بعضُ المواقع تخصيصا، دون أن يمنعها من الكلام والكتابة مانعٌ أيًّا كان. ولقد جمعتنى مناظرة علمية على الهواء فى التلفاز المصرى منذ بضع سنوات بأحد الزملاء من الأساتذة الجامعيين، وكان مما قلته ردا على مناظرى العلمانى (أو فلنقل بصريح العبارة: "الشيوعى" دون لف أو دوران): إن أحدا لا يستطيع أن يجبر أحدا فى الإسلام على اعتناق رأى ليس مقتنعا به حتى لو كان صاحب الرأى هو شيخ الأزهر نفسه. وأذكر أنه قد علَّق من فوره قائلا:(1/3550)
"ما أنبل هذا الكلام!". وهل أنا بحاجة إلى أن أذكِّر القراء بالخلافات التى تقوم بين شيخ الأزهر وغيره من أساتذة الأزهر وغير الأزهر حول بعض آرائه ومواقفه التى يهاجمونها هى وصاحبها أشد هجوم وأعنفه؟ إن أشد ما أنفر منه هو هذه الأسطوانات المشروخة التى يشغِّلها لنا دائما كل من يريد أن نخرّ صُمًّا وعُمْيًا وبُكْمًا على ما يقول من آراء مارقة تصادم الدين وتحادّ الله ورسوله، فكلما رد عليه أحد العلماء المحترمين بأنه قد خرج عن الدين فى كذا وكذا هاج وماج، وثار وفار، وبدأ تشغيل الأسطوانة إياها إرهابًا لمن لا يشاطره رأيه الفطير المارق! وهل أنا بحاجة هنا أيضا إلى أن أذكِّر السادة القراء بأن الشيخ طنطاوى هو آخر من يمكن اتهامه بأنه يعادى أمريكا "لله فى لله"! الحق أنه لم يقل ما قال عن مركز ابن خلدون إلا بعد أن كانت روائح نشاطاته قد ملأت الآفاق وزكمت الآناف وخاضت فيها الصحف والمجلات!(1/3551)
وبالمناسبة فالدكتور أحمد صبحى منصور، الذى لا يريد أية قيود على الكتابة فى الإسلام، هو هو نفسه الذى يقول فى رده على عبد الرحيم على (أحد الذين كانوا يتعاونون مع مركز ابن خلدون ثم انقلب عليهم وهاجمهم) إن الكتابة فى القضايا الإسلامية تحتاج إلى متخصص متخرج من الأزهر لا إلى واحد مثله لا يستطيع معالجة مثل هذه المسائل بما ينبغى. وبالمناسبة أيضا فهذا الذى يدَّعِى دائما الفقر ومعاناة شظف العيش فى بلاد العم سام (السَّامُ عليه هو وعمه سام، آمين يا رب العالمين!) هو هو نفسه الذى كان يكتب جميع الدراسات والأبحاث تقريبا لمركز ابن خلدون بما يعنى ذلك من دخول الأموال التى لا حصر لها فى كرشه بصفته مستشار المركز (أَىْ فَرْخته أُمّ كِشْك!). ودليلنا على ذلك أنهم فى المركز كانوا قد أَعْطَوْا عبد الرحيم على هذا (رغم ما قالوه فيه من أنه لا يصلح للكتابة فى الشؤون الإسلامية) مبلغ خمسة آلاف جنيه تحت الحساب مقابل إعداد بحثٍ لا راح ولا جاء من وجهة نظرهم، فماذا كانوا سيعطونه على البحث حين يكتمل ويقبلونه؟ وماذا كان هو (المستشار الكبير) يأخذ لقاء ما كانوا يكلفونه به من دراسات تهاجم الإسلام وتطعن فى القرآن والحديث وكبار الصحابة وتكفِّر المسلمين على بَكْرَة أبيهم منذ الصحابة فنازلاً حتى عصرنا هذا وإلى ما شاء الله، اللهم إلا من كفر بمحمد ودينه وآمن برسول الميثاق أبى شخَّة؟ ومما له مغزاه فى هذا السياق أن ابنه الصغير جدا (حسبما كتب هو فى مقال له يخاطب فيه هذا الولد)، حين فكَّر فى القضاء على مشكلات مصر الاقتصادية، لم يخطر له إلا رقم البليون دولار قائلا إنه يمكنه أن يحل كل تلك المشاكل بذلك المبلغ، فما معنى هذا؟ إن أبناءنا حتى الكبار منهم الذى تخرجوا وأصبحت لهم مرتبات لا يفكرون فى امتلاك مثل هذا المبلغ ولا ربعه ولا عشره ولا واحدا على الألف ولا على الألفين منه، وأقصى ما يبلغه خيالهم هو بضعة عشرات من الآلاف، ومثلهم(1/3552)
أنا فى ذلك، إذ كل إنسان إنما يتكلم عما يعرف، فما الذى عرّف الولد الصغير ابن صاحبتنا سجاح بمبلغ البليون دولار، إلا إذا كان هذا المبلغ هو من أحاديث الحياة اليومية فى بيتهم على الأقل تبعا لواقع المركز الخلدونى الذى تغدق عليه أمريكا بالملايين حسبما ذكرت الصحف وكبار الكتاب والمفكرين الذين كانوا يتعاونون معه ثم انفضوا عنه؟ ويستطيع القارئ أن يراجع المسألة فى مقال منشور بموقع المركز المذكور كتبه صاحبنا أبو 3 نبوءات (التى أدعو الله أن يقيِّض لها من يلحنها ويغنيها كما فعلوا فى أواسط الخمسينات من القرن الماضى مع أغنية: "3 سلامات، يا واحشنى، 3 سلامات"!). ومع هذا فصاحبنا يشكو مما يقاسيه الآن فى بلاد العم سام (ربنا يسمّم بدنه هو وعمه سام، عَمَى الدِّبَبَة!)، ولو لم أكن أعرف خبيئة أمره لتقطع قلبى حزنا عليه، فأنا سريع التأثر كالمنفلوطى للمساكين وأطير لمساعدتهم طيرانا لأنى كنت واحدا منهم يوما، ولظننت أنه (يا كبدى عليه!) قد اتخذ من أحد الأحواش فى جبّانة نيويورك أو شيكاغو أو فرجينيا مهجعا له ولأولاده ليلا، أما بالنهار فيقفون على باب إحدى الكنائس (الكنائس لا المساجد، لأن مثله لا علاقة له بمساجد المسلمين) يمدون أيديهم إلى الداخلين والخارجين وهم يصيحون فى صوت واحد منغَّم، وقد عصب كل منهم عينيه وربط ذراعه إلى كتفه فى صورة من الصور التى كانت تفتن الجاحظ فاضح حِيَل المُكْدِين، قائلين: "عَشَا الغَلابَى عليك يا رب"! يا لبجاسة الباجسين!(1/3553)
وتبقى مسألة التكفير، وأترك لسجاح عرض القضية. تقول سجاح: "ومن ملامح الكهنوت فى هجومه (أى الشيخ طنطاوى، شيخ الأزهر) تكفير مخالفيه فى الرأى، إذ أنه بعد ادعاء الاحتكار للدين، يتهم مخالفيه فى الرأى بالخروج على هذا الدين الذى احتكره لنفسه، وهو يتهمهم مرتين بأنهم "أعداء خارجون"، (ان هؤلاء جماعة خارجون وسبق أن اتهم أحدهم بخيانة البلاد) ويدعو الى مواجهتهم بقوة لأنّ ما فعلوه (وصمة عار ونكبة يجب أن يتداركها المجتمع والمسلمون) ويطالب بقوة (بمنع هذه المهاترات) و (ضرورة ايقاف مركز ابن خلدون لدورها التخريبي فى المجتمع المصري) وأنه (يجب ايقافها ومحاكمتها). وأقول جاءت هذه الفتاوى التكفيرية مصحوبة بالمطالبة بالتدخل بالقوة والمنع وانشاء محاكم التفتيش، وهنا يضع شيخ الأزهر الدولة المصرية فى مأزق: فإما أن تتدخل طبقا لفتاويه كما فعلت فى الماضي وبذلك يكسب مركز ابن خلدون عالميا، وتخسر الدولة المصرية أضعاف أضعاف ما خسرته فى غارتها السابقة على المركز، وإما أن تتجاهل الدولة فتاوى شيخها الأزهرى وتترك الفرصة للمتطرفين كي يقوموا عنها بذلك الدور، وبذلك يتكرر ما حدث فى اغتيال فرج فودة حين أصدر الشيوخ ضده– وضدي- فتاوى الردة، ثم بعد اغتيال فرج فودة أعلن أحدهم فى محاكمة القتلة أن فرج فودة مرتد ومستحق للقتل وأن القاتل افتأت على السلطة حين قتل من يجب أن تقتله الدولة. ان خطورة هذا التكفير محققة وتستهدف اغتيال د. سعد الدين ابراهيم ورفاقه، خصوصا القرآنيين. والسوابق تؤكد ذلك من حادثة فرج فودة الى نجيب محفوظ وغيرهم. وهنا فإن شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي، بشخصه، يعتبر مسئولا مسئولية مباشرة عن أى أذى يلحقه المتطرفون الإرهابيون بشخص د. سعد الدين ابراهيم ورفاقه، ويعتبر هذا بلاغا مقدما، ليس فقط للنائب العام فى مصر، ولكن لكل المؤسسات الدولية الداعية للاصلاح فى مصر والشرق الأوسط والمعنية بحقوق الانسان.(1/3554)
ثانيا: ان شيخ الأزهر فى اندفاعه للهجوم غفل عن حقائق علمية قرآنية وتاريخية وقانونية. انه يقول "ان توصية المركز بتنقية التراث الديني، لا سيما ما يتعلق بالحديث النبوي والسنة واعتماد النص القرآني مرجعية حاكمة وحيدة، هى دعوة صريحة لإغفال مصدر رئيسي فى الاسلام وهو السنة النبوية"
وأقول أنه:
1- ينكر أن يكون القرآن مرجعية حاكمة وحيدة .
2- يهاجم تنقية التراث والأحاديث والسنن .
3- يعتبر السنة النبوية من مصادر التشريع فى الإسلام.
ونرد عليه بإيجاز قدر المستطاع :
ينكر أن يكون القرآن مرجعية حاكمة وحيدة :(1/3555)
1- وهو بذلك يتجاهل قوله تعالى "أفغير الله ابتغي حكما، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا: الأنعام 114"، والقرآن هو وحده الذى نحتكم اليه حين نختلف، وعادة ما يحدث الاختلاف بسبب الأحاديث الضالة المنسوبة كذبا للنبي عليه السلام أو لله تعالى، ولذلك فإن الله تعالى يقول قبل الآية السابقة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ: الأنعام 112"، فهنا يشير الله تعالى الى الوحي الشيطاني بأحاديثه الضالة المزخرفة، ثم يقول عمن يتبع هذا الحديث الضال "ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون: الأنعام 113"، أى يهواها الذين لا يؤمنون بالآخرة ويفسدون فى الأرض. ثم تأتى الآية التالية لتجعل الإحتكام الى القرآن وحده فى تلك الأحاديث الضالة، "أفغير الله أبتغى حكما، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا: الأنعام 114". ثم تأتى الآية التالية تؤكد تمام القرآن وصدقه وعدله "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته، وهو السميع العليم: الأنعام 115". ويدور سؤال: ماذا اذا خالف البشر جميعا آية قرآنية واحدة، وتأتى الإجابة من رب العزة سبحانه وتعالى "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ: الأنعام 116" اذن هم يتبعون الظن بدلا من كتاب الله الذى لا ريب فيه. وعلماء الحديث يقررون أن الأحاديث تقوم على الظن، وليس على اليقين، وهم بهذا يؤكدون اعجاز القرآن فيما نبأ بما سيفعله بعض المسلمين بعد نزول القرآن، حين ينسبون للنبي أحاديث بعد موته بقرون، ويسندون تلك الأحاديث الى الصحابة الذين ماتوا بعد انهماكهم فى السياسة والفتوحات والفتنة الكبرى. ماتوا دون(1/3556)
أن يعرفوا ماذا أسند اليهم الرواة بعد موتهم بقرون فى العصر العباسي. والحقيقة المؤسفة أن شيخ الأزهر برفضه الاحتكام للقرآن فى تلك الأحاديث أنه يعترف ضمنا بتعارضها مع القرآن ويخاف عليها من الاحتكام الى القرآن بشأنها وينحاز اليها دفاعا عنها، فيهاجم مركز ابن خلدون فى دعوته الى الاحتكام الى القرآن.
2- تنقية التراث من الأحاديث والسنن: ان شيخ الأزهر حين يهاجم تنقية التراث بأحاديثه وسننه، انما يغفل حقائق تاريخية عليه أن يعرفها ويعترف بها. فأئمة الاجتهاد فى الفقه والحديث انصب اجتهادهم على تنقية التراث الشفهى، أو الأحاديث الشفهية. فمالك انتقى كتابه "الموطأ" بأحاديثه التى تزيد قليلا على الألف حديث من عشرات الألوف من الأحاديث الرائجة فى عصره. والبخاري انتقى صحيحه "حوالى 3 آلاف حديث" من بين ستمائة ألف حديث. ومسلم لم يقتنع باجتهاد البخاري، فكتب "صحيح مسلم" بمقدمة رائعة عن الوضع فى الحديث، أو الكذب فى الحديث، و"الحاكم" استدرك على البخاري ومسلم معا. وجاء ابن حنبل فألغى أبوابا كاملة من الحديث حين قال "ثلاثة لا أصل لها، التفسير والملاحم والمغازي". بل إن ابن حنبل ألغى "الإجماع" من مصادر التشريع لدى المسلمين حين قال "من ادعى الاجماع فى شيئ فقد كذب، ومن أدراه أن الناس قد اختلفوا، وهو لا يعلم؟"، ثم جاء الحنابلة أتباع ابن حنبل، فأكثروا من وضع الحديث، ومنها حديثهم المشهور "من رأى منكم منكرا، فليغيره". وقد تصدى لهم أئمة الحنابلة أنفسهم، ومنهم ابن الجوزي فى القرن السادس، فى كتابه "اللألئ المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة"، وابن تيمية فى القرن الثامن فى كتابه "أحاديث القصاص"، وابن القيم صاحب ابن تيمية فى كتابه "المنار المنيف فى الصحيح والضعيف"، ثم السيوطي فى القرن العاشر فى كتابه المشهور عن الموضوعات فى الحديث. وحتى عصرنا الراهن كتب الألباني (وهو فى الأصل ساعاتي من البلقان) كتب موسوعته فى الأحاديث(1/3557)
الضعيفة، وكل ذلك فى نفس الإطار "تنقية الأحاديث، أو تنقية التراث"، وقد قام بها علماء من خارج الأزهر قبل وبعد انشائه.
على أن علماء أجلاء من الأزهر قاموا أيضا بنفس الدور ، فالشيخ محمد عبده فى تفسيره أنكر الشفاعة وأنكر علم النبي بالغيب، محتكما فى ذلك الى القرآن العظيم. وصار على نهجه الشيخ شلتوت، شيخ الأزهر، فى كتابيه "الفتاوي، والاسلام عقيدة وشريعة" وان لم يقترب من عبقرية الإمام محمد عبده. ولا ننسى جهد أستاذ المحققين أحمد أمين فى كتبه "فجر الإسلام، ضحى الإسلام، ظهر الإسلام". والى عهد قريب كان يقال أن هناك لجان فى الأزهر لتنقية التراث، وكان أولى لشيخ الأزهر د. طنطاوي أن يقوم بهذا العمل، ليس فقط خدمة للإسلام، واصلاحا للمسلمين بالإسلام، ولكن أيضا لأن ذلك ما يمليه عليه واجبه الوظيفي. ان قانون الأزهر يفرض على أساتذة الأزهر "تجلية حقائق الاسلام" وهذا يعني أن هناك حقائق اسلامية خفية يجب اظهارها، وأن هناك أباطيل منسوبة للإسلام يجب كشفها وفضحها وازالتها، والمعيار فى ذلك هو الميزان الكتاب الفرقان القرآن العظيم. ولكن شيخ الأزهر لم يتقاعس فقط عن هذه المهمة، وانما تطاول على المجتهدين الذين تطوعوا للقيام بهذا العمل حبا فى الاسلام، واصلاحا للمسلمين.(1/3558)
3- ان شيخ الأزهر يعتبر السنة "سنة البخاري وغيره" من مصادر التشريع فى الاسلام وهذا خطأ فى التعبير، فهل يعقل أن تظل مصادر التشريع فى الإسلام ناقصة الى أن يأتي البخاري وغيره بعض موت النبي بقرون ليكملوها؟ وماذا نفعل بقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا: المائدة 3" ان العبارة الصحيحة هي: ان القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع فى الاسلام، أما المسلمون فقد أضافوا له مصادر اخرى توسعت بها الفجوة بينهم وبين الاسلام، وكان من بين تلك المصادر الأحاديث والسنن، وكلهم مختلفون فيها جزئيا وكليا. ان تلك الأحاديث ليست جزءا من دين الاسلام وأولئك الذين يعتبرونها جزءا من الاسلام، انما يتهمون النبي عليه السلام بأنه لم يبلغ الدين كاملا وبأنه فرط فى تبليغ هذا الجزء وهذا اتهام نرفضه، لأنه عليه السلام بلّغ الدين كاملا، وهو القرآن العظيم المحفوظ الى يوم القيامة. ولتأكيد هذا فإنني أورد تلك الحقائق الاسلامية لتذكير شيخ الأزهر وغيره:
1- أن القرآن الكريم وحده هو الحديث الذى يجب الايمان به وحده "أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ: الأعراف 185"، "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ: المرسلات 50"، وكما ينبغي الايمان بالله وحده الاها ينبغي الايمان بالقرآن وحده حديثا "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ: الجاثية 6" ويتكرر فى القرآن الكريم التأكيد على أن أفظع الظالمين ظلما هو من افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته. وبعضهم يكذب آيات الله اذا تعارضت مع البخاري، ويرفض الاحتكام الى القرآن فى أحاديث البخاري وغيره.(1/3559)
2- القرآن وحده أصدق الحديث وأصدق القول "اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا: النساء 87"، "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً: النساء 12". والقرآن وحده هو أحسن الحديث، وما عداه من كلام فى الدين هو طاغوت، حتى ولو كان حسنا مزخرفا "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ* اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد:ٍ الزمر 17- 23".(1/3560)
1- يكتفى المؤمن بالله تعالى ربا "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ: الزمر 36" ويكتفى أيضا بالقرآن كتابا وحيدا "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ: العنكبوت 51"، وكما أنه ليس لله تعالى مثيل "فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ: الشورى 11" فإنه ليس للقرآن مثيل "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا: الإسراء 88".
2- النبي محمد والمؤمنون مأمورون بإتباع القرآن وحده " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ: الأعراف 2- 3" ، " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: الأنعام 153".(1/3561)
3- هناك فرق فى مفاهيم القرآن فيما يخص النبي محمد بين لفظى النبي والرسول. محمد النبي هو شخصه وعلاقاته بمن حوله، لذا يأتى له الأمر باتباع الوحي بصفة النبي"وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا الأحزاب 2" ويأتيه العتاب واللوم بصفة النبي "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ: التحريم 1" ويأتى الحديث عن علاقاته بمن حوله بصفة النبي، "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا: الأحزاب 28"، "يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا: الأحزاب 30"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ: الأحزاب 53" أما محمد الرسول، فهو عندما يبلغ الرسالة. وبعد موت النبي وتبليغ الرسالة كاملة، فإن الرسول هو القرآن وحده، نفهم هذا من قوله تعالى "وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا: النساء 100"، "وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ: آل عمران 101" ، "أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ(1/3562)
إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا: الطلاق 10-11"، بل أن كلمة الرسول قد تأتى بمعنى كلام الله أى صفة من صفاته، ويستحيل أن يكون مقصودا منها النبي محمد، نفهم هذا من قوله تعالى " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً: الفتح 9"، إن المطاع فى قوله تعالى "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، هو واحد، وهو الله تعالى فى كتابه الذى بلغه الرسول فى حياته، وذلك فإن الضمير يعود بصيغة المفرد فى قوله تعالى "وإذا دُعُوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم: النور 48" لم يقل عن الله ورسوله "ليحكما بينهما" لأن التحاكم هو للرسالة، للقرآن.(1/3563)
4- لقد كانت وظيفته عليه السلام التبليغ فقط، ويشمل التبليغ أنه كان شاهدا ومبشرا ومنذرا وداعيا الى الله ومعلما للقرآن ومزكيا للمسلمين بالقرأن، ولكنه كان فى كل ذلك يتكلم بالقرآن فقط "كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ: الأعراف 2"، "وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ: الأنعام 51" ، "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ: ق 45" ومن الطريف أن النبي عليه السلام خطب الجمعة أكثر من خمسائة مرة ومع ذلك فلم يحفظ له العصر العباسي خطبة جمعة واحدة لأنه كان يخطب الجمعة بالقرآن، ولأنه كان مبلِّغا فقط فلم يكن من حقه التشريع، لأن التشريع حق الله وحده، لذلك كان يسألونه عن أشياء تكرر ذكرها فى القرأن من قبل وكان فى وسعه أن يجيب بمجرد قراءة القرآن والاستشهاد به، ولكنه كان ينتظر أن تأتى الإجابة من الله "يسألونك عن"، "قل".(1/3564)
5- مفهوم السنة فى القرآن هو "الشرع والمنهاج" ولذلك تأتى السنة منسوبة لله فى شرعه، كقوله تعالى للنبي " مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا: الأحزاب 38"، فالسنة هنا هي سنة الله أو فرض الله أو أمر الله، ويقول تعالى فى منهاجه فى التعامل مع المشركين "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا: الفتح 23" والنبي محمد هو أول الناس طاعة لسنة الله تعالى وشرعه، ونحن نتخذه قدوة حسنة لنا فى هذا، يقول تعالى "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة: الأحزاب 21"، لم يقل سنة حسنة وانما قال أسوة حسنة.(1/3565)
6- إلا أنهم يعتبرون ما كتبه البخاري وغيره هو السنة النبوية الالهية ويدعون أنها وحي من السماء، وان ذلك الوحي قد امتنع عن كتابته الرسول فى عهده والخلفاء الراشدون وغير الراشدين الى أن جاء بعض الناس كالبخاري وغيره فتطوعوا بدافع شخصي لتدوين تلك السنة، فظل الاسلام ناقصا الى أن تطوع البخاري وغيره لإكماله فى عصور الفتن والاستبداد والانحلال. ولستر عورة هذا الافتراء يحرفون معاني القرآن، ليجعلوا طاعة أحاديث البخاري طاعة للرسول، أو يؤولون معني قوله تعالى "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" فيقولون أن الذكر الأول هو السنة التى تبين للناس ما أنزل اليهم وهو القرآن عندهم. وهم بذلك يخرجون الآية عن سياقها اذ تتحدث عن أصحاب الكتب السماوية السابقة ودور القرآن فى توضيحها، يقول تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ: النحل 43-44" ويتكرر نفس المعنى فى نفس السورة "تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ: النحل 63-64"، ويتأكد هذا فى صورة أخرى "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ: النمل 76".(1/3566)
وهم يدَّعون أن الحكمة هي السنة حين تأتى مرادفة للكتاب "أى القرآن" فى نحو قوله تعالى "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة": النساء 113" ويعتبرون واو العطف تفيد المغايرة، اى أن الكتاب غير الحكمة، وهذا خطأ، فواو العطف فى القرآن تفيد التوضيح والتبيين ولا تفيد المغايرة، يقول تعالى "ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين: الأنبياء 48"، فالفرقان والضياء والذكر كلها صفات للتوراة وتوضيح لها، ويقول تعالى لعيسى عن الإنجيل والتوراة "واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" المائدة 110، فالكتاب والحكمة هنا وصف للإنجيل، بدليل قوله تعالى عن عيسى، "فلما جاء عيسى بالبينات ، قال قد جئتكم بالحكمة: الزخرف 63" وعليه فإن الكتاب والحكمة هما من صفات القرآن الكريم الذى أحكمت آياته وهي من صفات التشريعات فى القرآن، والله تعالى جاء بأوامره فى العقيدة والشريعة فى سورة الاسراء، بدءا من قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا" وختم الأوامر بقوله تعالى "ذلك مما أوحي اليك ربك من الحكمة: الاسراء -39" وقال تعالى لنساء النبي "واذكرن ما يُتْلَى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة: الأحزاب 34"، فآيات الله القرآنية هى الحكمة المأمور بتلاوته. ولذلك فإن الضمير يعود على الاثنين معا، الكتاب والحكمة بصيغة المفرد، لأنهما شيئ واحد، يقول تعالى "وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به: البقرة 231" ولم يقل يعظكم بهما، لأن الحكمة هى الكتاب، هى القرآن.(1/3567)
7- وهم يحتجون بالصلاة وتفصيلاتها التى لم تأت فى القرآن، ويتخذون من ذلك حجة لإتهام القرآن بأنه ناقص وأنه محتاج لتفصيلات البخاري وغيره، ونقول أن ما ورد من أحاديث البخاري عن الصلاة يفسد الصلاة ويشكك فيها، وقد تعلم أجدادنا المسلمون الصلاة والقرآن من الفاتحين العرب قبل مولد البخاري وغيره. والصلاة والزكاة والحج متوارثة من ملة ابراهيم، والقرآن الكريم ما فرط فى شيئ، حيث يورد التبيين لكل ما يحتاج للتبيين. والصلاة، وهى السنة العملية المتوارثة، لا خلاف فى عدد ركعاتها وكيفيتها، لذلك لم يوضح رب العزة فى القرآن من ملة ابراهيم المتوارثة الا ما أحدثه العرب فيها من تغيير أو ما أنزله الله فيها من تشريع جديد، مثل التشريع الجديد فى الصوم "البقرة 183-187" أو فى صلاة الخوف "البقرة 238، والنساء 101- 104".
8- ان البخاري الذى يخاف شيخ الأزهر من مناقشته والاحتكام فيه الى القرآن، انما يحوي فى داخله أفظع الاتهامات للنبي عليه السلام، ولدين الاسلام العظيم وتشريعاته، وكل ذلك كنا قد أوضحناه فى كتاب لنا بعنوان "القرآن وكفى مصدرا للتشريع" أثبتنا فى الفصل الأول أن القرآن وحده هو المصدر التشريعي للإسلام وفى الفصل الثاني عرضنا أحاديث البخاري التي تطعن فى النبي وفى الاسلام وتشريعاته، وقد أبى الناشر إلا أن يغير عنوان الكتاب فجعله "القرآن لماذا" وإلا أن يغير اسم المؤلف، فجعل اسمه د. عبد الله الخليفة، ومع ذلك فقد صودر الكتاب من المطابع سنة 1991، وفهم الشيوخ، وهم أحيانا يفهمون، أن المؤلف هو كاتب هذه السطور".(1/3568)
هذا ما قاله الدكتور منصور، وقد تعمدت أن أنقل نص كلامه كاملا لخطورته ولكيلا يقال إننا اقتطفنا منه ما نريد وتركنا ما لا نريد، وأبقيت على أسلوبه كما هو بركاكاته وأخطائه الإملائية والنحوية حتى يعرف القراء مستوى هذا العبقرى الذى يوشك أن يتنبأ ويلحق برسوله الكذاب، وإن كنتُ أصلحتُ بعض ما ظننته أخطاءً مطبعية. والناظر فى هذا الكلام يلحظ على الفور كمّ المغالطات والبهلوانيات الرهيب الذى لجأ إليه المتنبئ صاحب النبوءات الثلاث: إنه مثلا يتهم شيخ الأزهر (الإمام الأكبر الذى لا أحبه، لكنى أقدر منصبه ولقبه، وأرى أنه لا بد من احترام المنصب واللقب) يتهمه بأنه لا يريد تنقية الإسلام من السنة النبوية، مع أن هذا ليس اتهاما، بل هو شرف، وأى شرف! إن الرجل بهذا إنما يعمل على صيانة الإسلام وحياطته من عبث الفاجرين المدلسين الذين يريدون هدمه خطوة خطوة على طريقة زعيمهم كيسنجر: فالسُّنّة اليوم، والقرآن غدا. كلا، بل القرآن الآن أيضا، فها هو ذا رشاد "ساعة لقلبك" قد كسر نصوص القرآن وادعى الرسالة، ثم ها هو ذا صاحبنا قد ادعى المقدرة على التنبؤ، لا مرة واحدة، بل ثلاثا فى عين كل عدو يكره دين الله وقرآنه وسنة رسوله، فى الوقت الذى يشدد فيه على أن النبى محمدا، عليه الصلاة والسلام (وعلى من ينكر سُنّته ويحارب دينه من شياطين الإنس المجرمين الخبثاء الخزىُ واللعنةُ والعار)، لا يمكنه معرفة أى شىء من الغيب (من خلال الوحى الإلهى طبعا لأنه لا يوجد بين المسلمين من يظن أن الرسول يستطيع علم الغيب من تلقاء نفسه أبدا)!(1/3569)
وهو يقيم اتهامه الضال الشارد لشيخ الأزهر على أساس قوله تعالى: "أفغير الله أبتغي حَكَمًا، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصَّلا: الأنعام 114"، وأن القرآن هو وحده الذى نحتكم اليه حين نختلف، وأن الاختلاف عادة ما يحدث بسبب الأحاديث الضالة المنسوبة كذبا للنبي عليه السلام أو لله تعالى بدليل قوله سبحانه قبل الآية السابقة: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ: الأنعام 112"، إذ يزعم أن الله تعالى إنما يشير هنا الى الوحي الشيطاني بأحاديثه الضالة المزخرفة، كما يشير إلى من يتبع هذا الحديث الضال بقوله: "ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون: الأنعام 113"، أى يهواها الذين لا يؤمنون بالآخرة ويفسدون فى الأرض، وأن الآية التالية تجعل الاحتكام الى القرآن وحده فى تلك الأحاديث الضالة: "أفغير الله أبتغى حكما، وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا: الأنعام 114"، وأن الآية التى بعدها تؤكد تمام القرآن وصدقه وعدله "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته، وهو السميع العليم: الأنعام 115". ثم يطرح جنابه الواطى هذا السؤال: "ماذا اذا خالف البشر جميعا آية قرآنية واحدة؟"، ليجعل الإجابة هى قول رب العزة سبحانه وتعالى: "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ: الأنعام 116". وعلماء الحديث، كما يقول، يقررون أن الأحاديث تقوم على الظن، وليس على اليقين، وهم بهذا يؤكدون إعجاز القرآن، فيما نبّأ بما سيفعله بعض المسلمين بعد نزول القرآن حين ينسبون للنبي أحاديث بعد موته بقرون، ويسندون تلك الأحاديث الى الصحابة الذين ماتوا بعد انهماكهم فى(1/3570)
السياسة والفتوحات والفتنة الكبرى، ماتوا دون أن يعرفوا ماذا أسند اليهم الرواة بعد موتهم بقرون فى العصر العباسي.
وإن نظرة سريعة إلى الآيات التى أوردها تلميذ رسول تُوسان لتدلنا فى الحال على أنها موجهة إلى الكفار الذين كانوا يريدون من النبى أن ينزل على عقائدهم وشرائعهم وعاداتهم وتقاليدهم ويترك ما جاءه به الوحى الكريم، ولا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالأحاديث النبوية. إنها تحمل على الكفار لا على المسلمين الذين جاؤوا بعد هذا فشمَّروا عن ساعد الإيمان والجِدّ والإخلاص والنصح لله ورسوله وبذلوا كل جهدهم فى سبيل الحفاظ على شطرٍ غالٍ وثمينٍ من الدين المحمدى العظيم. إن الشيطان هنا يقلب الأمر رأسًا على عقب بأسلوب عجيب يعرف هو قبل غيره أنه كذب فى كذب، لكنه لا يستطيع إلا أن ينفذ ما يُمْلَى عليه، وإلا قُتِل أو رُمِىَ رمية الكلاب النجسة! وهذا الأسلوب فى تفسير القرآن هو تطبيق لما ينادى به التفكيكيون من وجوب الدخول على النص دون الرجوع إلى أى شىء يتعلق به أو بصاحبه، كى يتسنى لهم العبث به وإنطاقه بما تريده شياطينهم دون حسيب أو رقيب، وهو عمل الباطنية القدماء. ومن هنا سمَّيْتُ أتباع هذه الطريقة فى عالمنا العربى بـ"الباطنية الجدد"، إذ رأيت أحد من يُسَمَّوْن نقادا فى بعض الدول الخليجية يستعمل هذا المنهج النقدى فى ترويج الأفكار الكنسية الصليبية فى مهد الوحى المحمدى من خلال قراءته لشعر أحد الشعراء السعوديين المسلمين الذى لو قُيِّض له أن يهب من قبره لبصق فى وجه هذا الكلام الشيطانى الأثيم الذى يعمل على محاربة الإسلام تحت ستار التفكيكية، فكَّك الله عظام أصحابه وتركهم مصروعين فى الوحل والطين! وهل فعلتْ سجاح هنا شيئا آخر غير هذا؟ ألم تهجم بجهلٍ وخبثٍ على نصوص القرآن الكريم دون أن تقيم اعتبارا لترتيبها تاريخيا أو لأساب نزولها أو لما قاله المفسرون بشأنها؟ الله أكبر! أهذا هو العلم الذى يريدنا متنبئ آخر(1/3571)
الأزمان (صاحب الثلاث نبوءات) أن نأخذ به؟ ألا إن ذلك لشىءٌ يستطيعه أى جهول، إذ هو لا يكلف صاحبه بحثا ولا تنقيرا ولا تعبا، بل يتيح له الكلام فى أعقد الأمور بمجرد تحريكه لطرف لسانه بعيدا عن تعب المخ ومؤنة التفكير!
وهو يحاجّ شيخ الأزهر (الإمام الأكبر) بأن علماء الحديث لم يجمعوا الأحاديث كلها التى وصلتهم، بل غربلوها وانتقَوْا منها ما اقتنعوا بصحته وضربوا عن الباقى صفحا، إذ قال: "ان شيخ الأزهر حين يهاجم تنقية التراث بأحاديثه وسننه، انما يغفل حقائق تاريخية عليه أن يعرفها ويعترف بها. فأئمة الاجتهاد فى الفقه والحديث انصب اجتهادهم على تنقية التراث الشفهى، أو الأحاديث الشفهية. فمالك انتقى كتابه "الموطأ" بأحاديثه التى تزيد قليلا على الألف حديث من عشرات الألوف من الأحاديث الرائجة فى عصره. والبخاري انتقى صحيحه "حوالى 3 آلاف حديث" من بين ستمائة ألف حديث. ومسلم لم يقتنع باجتهاد البخاري، فكتب "صحيح مسلم" بمقدمة رائعة عن الوضع فى الحديث، أو الكذب فى الحديث، و"الحاكم" استدرك على البخاري ومسلم معا. وجاء ابن حنبل، فألغى أبوابا كاملة من الحديث، حين قال "ثلاثة لا أصل لها، التفسير والملاحم والمغازي". بل إن ابن حنبل ألغى "الإجماع" من مصادر التشريع لدى المسلمين حين قال "من ادعى الاجماع فى شيئ فقد كذب، ومن أدراه أن الناس قد اختلفوا، وهو لا يعلم؟"، ثم جاء الحنابلة أتباع ابن حنبل، فأكثروا من وضع الحديث، ومنها حديثهم المشهور "من رأى منكم منكرا، فليغيره". وقد تصدى لهم أئمة الحنابلة أنفسهم، ومنهم ابن الجوزي فى القرن السادس، فى كتابه "اللألئ المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة"، وابن تيمية فى القرن الثامن فى كتابه "أحاديث القصاص"، وابن القيم صاحب ابن تيمية فى كتابه "المنار المنيف فى الصحيح والضعيف"، ثم السيوطي فى القرن العاشر فى كتابه المشهورعن الموضوعات فى الحديث. وحتى عصرنا الراهن كتب الألباني (وهو فى الأصل(1/3572)
ساعاتي من البلقان) كتب موسوعته فى الأحاديث الضعيفة، وكل ذلك فى نفس الإطار "تنقية الأحاديث، أو تنقية التراث"، وقد قام بها علماء من خارج الأزهر قبل وبعد انشائه".
وهذا فى الواقع دليل ضد المبطل الأفاك لا له، إذ هو برهان على أن علماء الحديث، رضوان الله عليهم، كانوا يطبقون منهجا علميا محكما دقيقا ولا يقبلون الأشياء على علاتها، وإلا فلو كانوا قد اخترعوا الأحاديث النبوية للإساءة إلى الإسلام فلم يا ترى كانوا يتعبون أنفسهم ويعيدون النظر فيما اخترعوه وزيّفوه لينتقوا منه أشياء ويحذفوا منه أشياء؟ كما أنه برهان على أن أولئك العلماء الذين يتخذهم تُكَأَةً للتشكيك فى الأحاديث المحمدية هم أنفسهم الذين اهتموا بهذه الأحاديث وجمعوها ولم يهملوها كما يريد هو حتى يخلو الجوّ له ولأمثاله من المتعاونين مع الكاوبوى البلطجى ضد دين محمد صلى الله عليه وسلم فيعيثوا فيه فسادا وتدميرا. إن الفرق بينه وبين أولئك الأئمة الأعلام كالفرق بين السَّمَا والعَمَى، أو بين الوحل والماس، أو بين الماء العذب الفرات وماء المجارى المنتن! لقد بذل هؤلاء الأئمة أعمارهم فى الحفاظ على سنة رسول الله، أما هو فيريد، بخبث إجرامى مَرَدَ عليه، أن يهدم السنة النبوية توصلا بهدمها إلى هدم القرآن والإسلام كله، فلماذا يريد أن يحشر نفسه بينهم إذن؟ أما قوله إن الإسلام لم ينتظر البخارى ومسلم وبقية علماء الحديث حتى يؤلفوا كتبهم تلك، بل كان المسلمون يمارسون دينهم قبل هؤلاء بقرون، فالرد عليه من أسهل الأشياء، فقد كان المسلمون يستعينون طوال تلك القرون بالأحاديث النبوية، وكل ما فعله علماء الحديث أنهم أرادوا غربلة هذه الأحاديث بحيث يجد القضاة والمفتون وأصحاب المذاهب الفقهية مجموعات الأحاديث بين أيديهم جاهزةً مقشَّرةً لا تحوجهم كل مرة إلى تقويمها والتثبت من صحتها. وهذا يشبه العمل بقواعد اللغة قبل تأليف كتب النحو وبعد تأليفها، فالعرب قبل تأليف تلك(1/3573)
الكتب كانوا واعين بوجود هذه القواعد، لكن كلا منهم كان يعتمد على جهده الفردى فى التحرز من الخطإ، ثم لما أُلِّفَتْ كتب النحو والصرف سَهُلَ الالتزام بتلك القواعد إلى حد كبير وخُفِّفَ عن المتكلم كثير من الجهد الذى كان عليه أن يبذله. وليس معنى هذا أن الأحاديث التى جمعها أهل الحديث هى فوق النقد، فما هم فى نهاية المطاف إلا بشر يصيبون ويخطئون، شأنهم شأن أى عالم آخر فى أى ميدان من ميادين العلم، لكنهم قد بذلوا مع ذلك جهودا عبقرية فى الفحص والتقويم لم يعرفها علماء أى تخصص آخر فى ميدان "العلوم الإنسانية"!
كذلك فهو يتهم الشيخ طنطاوى بأنه يخشى المقارنة بين القرآن والحديث لأنه، كما يقول، يعرف مسبقا أن الأحاديث النبوية تناقض القرآن وتحاربه. وهذا كلام تافه، وتفاهته بينة للعيان، إذ متى كانت أحاديث الرسول مناقضة للقرآن؟ إن ذلك لو حدث فمعناه أن تلك الروايات ليست من كلام النبى عليه الصلاة والسلام، وهذا قليلٌ جِدُّ قليلٍ فى كتب الحديث كما يعرفه كل من له خبرة فى هذا المجال، اللهم إلا إذا ثبت أن التناقض المزعوم ليس تناقضا بل هو تخصيص لحكم عام مثلا، أو استثناء لحالة من الحالات التى لها ظروف مختلفة تخرجها عن القاعدة العامة، أو حكم وقتى انتهى العمل به وبقى الحديث الذى يتعلق به لم يندثر...وما إلى ذلك.(1/3574)
ويقول الكاهن الأكبر فى المحراب الرشادى إن وظيفة النبى محمد فى القرآن لا تزيد عن التبليغ البتة، وكأنه عليه السلام لم يكن أكثر من جهاز تسجيل، أو فى أحسن الأحوال: إذاعة قرآن كريم تمشى على رجلين. وفات هذا اللجوج أن إذاعة القرآن نفسها لا تكتفى بقراءة القرآن، بل تضيف إليه التفسير والحديث والفتيا والشرح والتحليل ورد الشبهات والوعظ والإرشاد ومناقشة الكتب والدراسات التى تتعلق بالقرآن الكريم. ثم إنه هو نفسه لا يكتفى بالتبليغ، بل يملأ الكتب والمواقع الألكترونية والندوات والمؤتمرات كلاما سخيفا كافرا، ومعنى هذا أنه يرى نفسه فوق رسول الله: فالرسول عليه السلام لا يحق له بمقتضى فرماناته الصعلوكية أن يفتح فمه برأى أو اجتهاد أو تفسير أو فتوى أو تنزيل للحكم القرآنى على هذه الحالة أو تلك من الحالات الفردية...إلخ، أما هو فمن حقه أن يصدِّع أدمغتنا بهذه الكفريات التى سيصلى بسببها عذاب الدرك الأسفل من نار الجحيم بمشيئة الله! إن ما يقوله هذا الأفاق، وكان يقوله الأفاق الأكبر قتيل توسان من قبل، إنما يجعل من الرسول الأكرم شيئا يشبه تلك المرأة التى تقول بعض الروايات التى تحظى برضا العامة إنها لم تكن تتكلم أو تردّ على أحد إلا بالآيات القرآنية، وهو فى الواقع أمر يبعث على السخرية ويجعل كفى تأكلنى لصفع تلك الوجوه الكالحة ذات الخدود الغليظة.(1/3575)
ترى ألم يحدث قط أن سأل أحد الصحابة النبى عليه السلام عن معنى آية قرآنية استعصى فهمها عليه، أو جاءه أحد المسلمين يستفتيه فى حالة خاصة لا يعرف كيف يطبق عليها الحكم القرآنى العام، أو تحركت نفسه الشريفة لوعظ أصحابه بكلام من عنده يستوحى فيه القرآن؟ إن البكاش يريد منا أن نلغى عقولنا ونتجاهل الواقع الذى يفقأ عين كل شيطان خبيث مارد، وهو أن الرسول الكريم كان حاكما وقائدا عسكريا وقاضيا، إلى جانب كونه نبيا مبلغا للوحى، وهو ما يعنى أنه عليه السلام قد ترك لنا تراثا من الأحاديث غاليا ينبغى أن نتمسك به حتى نفهم الإسلام فهما سليما لا مروق فيه ولا كفر كما يقع من بعض الناس! ألا شاهت الوجوه! ثم إنه، بسلامته، يتصور أنه قادر على إيهامنا بأن القرآن والسنة يتناقضان ولا يلتقيان أبدا، أو أن القرآن كاف بنفسه لا يحتاج إلى شىء بجانبه. إن القرآن بوجه عام إنما يمثل دستور المسلمين، فإذا قلنا إننا محتاجون إلى صوغ قوانين تنظم حياتنا، أيمكن أن يقول لنا قائل إن محاولة صياغة هذه القوانين تتناقض مع وجود الدستور؟ إن القرآن يكتفى فى معظم الأحيان بالنص على الخطوط التشريعية العريضة والمبادئ الأخلاقية العامة، ثم يأتى الحديث النبوى فيقدم لنا الفتاوى والأحكام التفصيلية التى تستوحى تلك المبادئ العامة وتحولها إلى تطبيقات عملية يومية. ثم إنهما رغم ذلك كله لا يقدمان لنا أحكاما مباشرة جاهزة للوقائع التى تستجدّ مع الأيام، بل لا بد للفقهاء أن يعملوا عقولهم ويستوحوا نصوص القرآن والسنة كى يصلوا إلى الحكم الصحيح لهذه الوقائع والنوازل المستجدّة...وهكذا.(1/3576)
وقد حدث بعد نشر هذه الدراسة فى جريدة "الشعب" لأول مرة أن قرأت المقال الذى ترجمه الصديق المشباكى الأستاذ ميسرة عفيفى (المصرى المقيم فى اليابان والمتزوج منها) للكاتب اليابانى الدكتور ناوكي كومورو عن الإسلام ونَشَره فى ذات الصحيفة، فوجدت فيه عن الصلاة ما يلى: "يجب الذهاب فيه إلى المسجد والصلاة جماعة. بالمناسبة يطلق البعض على المسجد الإسلامي لفظ المعبد الإسلامي وهذا خطأ فادح. لا يوجد كهانة في الإسلام وبالتالي لا يوجد معابد. الصحيح أن يطلق عليها مصلى أو جامع. لأنه لا يوجد رهبان في الإسلام. إسمحوا لي بتعليق صغير هنا، فرضت الصلاة في الإسلام عن طريق القرآن، ولكن لا يذكر القرآن الطريقة التفصيلية للصلاة. القرآن هو الوحي الأوحد في الإسلام، ولكنه لا يغطي كل شئ إلى تفاصيل التفاصيل، لذلك هناك مصادر عدة للتشريع الإسلامي أولها هو القرآن، إذا لم نجد فيه حكما، نذهب إلى ثاني المصادر ثم إلى الثالث، وهكذا إلى المصدر العاشر للتشريع. وسأحكي بالتفصيل عن هذه المصادر فيما بعد، ولكن أكتفي هنا بذكر أن الطريقة المفصلة لكيفية الصلاة نجدها في المصدر الثاني من مصادر التشريع وهو السنة". أى أنه حتى اليابانيون يفهمون الإسلام على وجهه الصحيح، على حين أن شُيَيْخَنا الأزهرى يظن أنه مستطيع بما علمه إياه الكاوبوى اللعين أن يَسُوق البَلَه على الشيطنة، ناسيًا أننا نستطيع أن نعهد به إلى أحد المتصلين بعالم الجن والعفاريت ممن كان يعمل معهم فى صباه وشبابه فى قريته فيطرد الشياطين التى تركبه بعصا غليظة يظل يضربه بها فوق ظهره وعلى أجنابه حتى يظهر له صاحب، آكلاً بهذه الطريقة علقةً لم يذقها حمار فى مطلع ولا حرامى فى جامع، علقة يظل يحلم ويحلف بها طول العمر! لقد كنا، ونحن صغار، نردد أن الفلاح إذا أراد أن يتمدن يجىء لأهله بمصيبة، وها هو ذا شيخنا الأزهرى يريد أن يتأمرك، فجلب المصائب على أم رأسه وأورد نفسه موارد الجحيم، لعن(1/3577)
الله كل أفاق كذوب!
ولمزيد من التفصيل نعيد القول بأن الأفاق، تشكيكا منه فى أحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، يزعم أنه عليه السلام "كانت وظيفته التبليغ فقط، ويشمل التبليغ أنه كان شاهدا ومبشرا ومنذرا وداعيا الى الله ومعلما للقرآن ومزكيا للمسلمين بالقرأن، ولكنه كان فى كل ذلك يتكلم بالقرآن فقط " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ: الأعراف 2"، "وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ: الأنعام 51"، "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ: ق 45" ومن الطريف أن النبي عليه السلام خطب الجمعة أكثر من خمسائة مرة ومع ذلك فلم يحفظ له العصر العباسي خطبة جمعة واحدة لأنه كان يخطب الجمعة بالقرآن، ولأنه كان مبلغا فقط فلم يكن من حقه التشريع، لأن التشريع حق الله وحده، لذلك كان يسألونه عن أشياء تكرر ذكرها فى القرأن من قبل وكان فى وسعه أن يجيب بمجرد قراءة القرآن والاستشهاد به، ولكنه كان ينتظر أن تأتى الإجابة من الله "يسألونك عن" ، "قل"".(1/3578)
هذا ما قاله البكّاش النتّاش، فهل فى الآيات التى ساقها هنا كلمة واحدة تَنْهَى النبى عن أن يتكلم بشىء يوضح به القرآن أو يجادل به الكفار ويرد على عنادهم وشبهاتهم؟ أبدا، وكل كلام غير هذا إنما هو كذب فى كذب! إن القرآن والسنة النبوية إنما يشبهان معًا كتابا ذا هوامش وحواشٍ: القرآن فيه يمثل النص الأصلى، والحديث يقوم بدور الشارح، ولا تعارض البتة بين الاثنين. وكلام الرسول وأفعاله هى جزء من الوحى، إلا إذا اجتهد الرسول عليه السلام من عند نفسه، ولم توافقه السماء على ما اجتهد، فعندئذ ينزل القرآن منبها إياه بوجوب العدول عن هذا أو باستحسان ذلك العدول على الأقل: "عَبَسَ وتولَّى* أنْ جاءه الأعمى* وما يدريك؟ لعله يزَّكَّى* أو يَذَّكَّر فتنفعه الذكرى* أما من استغنى* فأنت له تَصَدَّى* وما عليك ألاّ يَزَّكَّى* وأما من جاءك يسعى* وهو يخشى* فأنت عنه تَلَهَّى* كلا، إنها تذكِرة" (عبس/ 1- 11)، "يا أيها النبى، لِمَ تحرِّم ما أحل الله لك؟ تبتغى مرضاة أزواجك، والله غفور رحيم" (التحريم/ 1)، "وإذا قيل لهم: تعالَوْا يستغفر لكم رسولُ الله لَوَّوْا رؤوسهم ورأيتَهم يَصُدّون وهم مستكبرون* سواء عليهم أَسْتغْفَرْتَ لهم أم لم تستغفر لهم. لن يغفر الله لهم، والله لا يهدى القوم الفاسقين" (المنافقون/ 5- 6)، "يا أيها النبى، إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله" (الممتحنة/ 12)، "قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله، والله يسمع تحاوركما. إن الله سميع بصير" (المجادلة/ 1)، "يا أيها الذين آمنوا، إذا ناجيتم الرسول فقَدِّموا بين يَدَىْ نجواكم صدَقة" (المجادلة/ 11)، "ما كذَب الفؤادُ ما رأى* أفتُمَارُونه على ما يرى؟" (النجم/ 11- 12)، "يا أيها الذين آمنوا، لا ترفعوا(1/3579)
أصواتكم فوق صوت النبى، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تَحْبَط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" (الحجرات/ 1)، "لقد رضِىَ الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" (الفتح/ 18)، "لقد صَدَق اللهُ رسولَه الرؤيا بالحق لَتَدْخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله" (الفتح/ 27)، "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخِيَرَة من أمرهم. ومن يعصِ اللهَ ورسولَه فقد ضلَّ ضلالا مبينا* وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه: أَمْسِكْ عليك زوجك، واتق الله" (الأحزاب/ 36- 37)، "وإذا قيل لهم: اتَّبِعوا ما أنزل اللهُ قالوا: بل نتَّبِع ما وَجَدْنا عليه آباءَنا" (لقمان/ 21)، "وإذا قيل لهم: اسجدوا للرحمن، قالوا: وما الرحمن؟ أنسجد لما تأمرنا؟ وزادهم نفورا" (الفرقان/ 60)، "ولا تَقُولَنَّ لشىءٍ: إنى فاعلٌ ذلك غدا* إلا أن يشاء الله" (الكهف/ 23- 24)، "وإذ قلنا لك: إن ربك أحاط بالناس، وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنةً للناس..." (الإسراء/ 60)، "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولَئِنْ صبرتم لهو خيرٌ للصابرين" (النحل/ 126)، "يجادلونك فى الحق بعدما تبيَّن كأنما يُساقون إلى الموت وهم ينظرون" (الأنفال/ 6)، "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى مُمِدّكم بألْفٍ من الملائكة مُرْدِفين" (9)، "إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانِىَ اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه: لا تحزن، إن الله معنا" (التوبة/ 40)، "وسيحلفون بالله: لو استطعنا لخرجنا معكم. يهلكون أنفسهم، والله يعلم إنهم لكاذبون* عفا الله عنك، لم أذنتَ لهم حتى يتبيَّن لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين؟" (التوبة/ 42- 43)، "قل: استهزئوا. إن الله مُخْرِجٌ ما تَحْذَرون* ولئن سألتَهم ليقولُنّ: إنما كنا نخوض ونلعب" (التوبة/ 63- 64)، "ما على المحسنين من سبيل، والله غفور(1/3580)
رحيم* ولا على الذين إذا ما أَتَوْكَ لتَحْمِلهم قلتَ: لا أجد ما أَحْمِلكم عليه..." (التوبة/ 91- 92)، "فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حَرَجًا مما قضيتَ ويسلِّموا تسليما" (النساء/ 65)، إذ تقول للمؤمنين: ألن يكفيكم أن يُمِدّكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة مُنْزَلين؟" (آل عمران/ 124).
فهذه نصوص قاطعة الدلالة على أن النبى لم يكن (كما يريد البكاش النتاش هو ورسوله الكذاب أن يصوراه لنا) مجرد آلة تسجيل لا تنطق إلا بما يتضمنه الشريط الموجود فيها لا تخرج عنه ولا تقول من عندها شيئا. فالآيات تتحدث عن رُؤًى رآها صلى الله عليه وسلم فى المنام وحدّث بها من حوله، وحوارات ومعاهدات سبق أن دارت بينه وبين المؤمنين أو مجادلات قامت بينه وبين الكافرين، وقد تَذْكُر الآيات هذه الحوارات والمجادلات كما وقعت أو توردها موجزة، وقد تكتفى بالإشارة إليها وحسب، وفى كل الحالات نعرف أن هناك كلاما قاله النبى لم ينزل به القرآن قبلا، بل كان القرآن حاكيا له فقط فيما بعد. وهناك أيضا كلام عن حُكْم النبى وقضائه بين المتخاصمين، وهذا طبعا غير القرآن، وهناك تصرفات أقدم النبى عليها ووافقه القرآن فيها أو عاتبه عليها، وهناك رأى ارتآه النبى من عند نفسه ذكره القرآن...إلخ. وهذا كله برهان لا يُرَدّ ولا يُصَدّ على أن ما يصور به الكذاب الأفاق رسول الله عليه الصلاة والسلام من أنه لم يكن أكثر من آلة تسجيل ليس فيها إلا أشرطة للقرآن الكريم هو ضلال فى ضلال! فإذا أضفنا إلى ما مرّ أن فى القرآن أحكاما كثيرة أتت مجملة عامة وتحتاج عند التطبيق إلى النظر فيها لاستخراج الحكم فى هذه الواقعة الخاصة أو تلك لتنزيلها عليها تبيّن لنا على نحو يقينى أنه صلى الله عليه وسلم كان يجتهد برأيه وتصرفه ولم يكن مجرد جهاز تسجيل كما يصوره المفترى الكذوب. مثال ذلك آية السرقة فى سورة "المائدة"، التى لا بد أن تثير عند(1/3581)
قراءتها الأسئلة التالية: ما قيمة المبلغ الذى تُقْطَع عنده يد السارق؟ وهل تُقْطَع فى كل الأحوال أم هل هناك ظروف وشروط معينة لا بد من توفرها حتى يتم القطع؟ وكيف ينفَّذ هذا القطع؟ بل ما معنى القطع؟ كذلك عندنا آيات الزكاة، ولكن كيف يخرج المسلم زكاته؟ وما نصابها؟ وما نسبتها إلى ماله؟ وهل الزَّكَوَات كلها شىء واحد أم هل تختلف حسب نوع المال المزكَّى عنه؟ وهل لا بد من إخراجها عَيْنًا أم هل من الجائز أن نخرجها نَقْدًا؟ وهكذا يرى القارئ أن هناك، إلى جانب القرآن الكريم، مندوحةً واسعةً للمساهمات النبوية من خلال القول والسلوك والتطبيق والحُكْم...إلخ. أما ما قاله صويحبنا عن الصلاة وأنها إنما وردت لنا من أيام إبراهيم عليه السلام ولم تَرِدْ عن طريق السنة النبوية، فإنى سائله: وكيف وصلت إلى العرب على أيام النبى؟ أترى العرب فى الجاهلية كانوا يصلّون على النحو الذى كان يصلِّى عليه إبراهيم طوال كل هاتيك القرون منذ عصر أبى الأنبياء حتى عصر محمد؟ أم تراك ستقول إنها قد وصلتنا فى كتاب من كتب إبراهيم؟ فأين يا ترى ذلك الكتاب؟ وهل كانت صلاة إبراهيم تتضمن مثلا الفاتحة التى لم تكن قد نزلت بعد، أم ماذا؟ الواقع أنه ليس أمام هذا الأفّاق النهّاق إلا الإقرار بأنها إنما وصلت إلينا من خلال سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ألا لعنة الله على من يظن أنه يمكنه النزول بالرسول الأكرم إلى مستوى الجمادات التى لا تعقل ولا تحس ولا تريد ولا تفكر ولا تعبر عن نفسها أبدا، على حين يعطى لنفسه الحق فى أن يفعل كل ذلك وأكثر من ذلك بما يعنى أن الكَفُور يضع نفسه فى مرتبة أسمى من سيده وتاج رأسه ورأس الذين نفضوه، وكذلك الذين أَزُّوه على محاربة الله ورسوله! أما بالنسبة لخُطَبه صلى الله عليه وسلم فى الجمعة وغيرها فها هى ذى بعض نصوصها ننقلها عن كتاب "جمهرة خُطَب العرب" لأحمد زكى صفوت من فصل بعنوان "الخطب والوصايا عصر صدر الإسلام: خطب(1/3582)
النبي":
"أول خطبة خطبها بمكة حين دعا قومه: حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الرائد لا يكذب أهله والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن بما تعملون ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا وإنها لجنة أبدا أو لنار أبدا
أول خطبة خطبها بالمدينة: حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك وأتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسلام عليكم وعلى رسول الله ورحمة الله وبركاته(1/3583)
خطبته في أول جمعة جمعها بالمدينة: الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادى من يكفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوي وفرط وضل ضلالا بعيدا وأوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله فاحذروا ما حذركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك نصيحة ولا أفضل من ذلك ذكرا وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك فإنه يقول عز وجل ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما وإن تقوى الله يوقى مقته ويوقى عقوبته ويوقى سخطه وإن تقوى الله يبيض الوجوه ويرضى الرب ويرفع الدرجة خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله قد علمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وسماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ولا قوة إلا بالله فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد اليوم فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ذلك بأن الله يقضى على الناس ولا يقضون عليه يملك من الناس ولا يملكون(1/3584)
منه الله أكبر ولا قوة إلا بالله العظيم
خطبة له يوم أُحُد: أيها الناس أوصيكم بما أوصاني الله في كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن محارمه ثم إنكم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه ثم وطن نفسه على الصبر واليقين والجد والنشاط فإن جهاد العدو شديد كربه قليل من يصبر عليه إلا من عزم له على رشده إن الله مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم الله وعليكم بالذي أمركم به فإني حريص على رشدكم إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف وهو مما لا يحبه الله ولا يعطى عليه النصر أيها الناس إنه قذف في قلبي أن من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء ما عند الله غفر له ذنبه ومن صلى على محمد وملائكته عشرا ومن أحسن وقع أجره على الله في عاجل دنياه أو في آجل آخرته ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا مملوكا ومن استغنى عنها استغنى الله عنه والله غني حميد ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به ولا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه وإنه قد نفث الروح الأمين في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شئ وإن أبطأ عنها فاتقوا الله ربكم وأجملوا في طلب الرزق ولا يحملنكم استبطاؤه على أن تطلبوه بمعصية ربكم فإنه لا يقدر على ما عنده إلا بطاعته قد بين لكم الحلال والحرام غير أن بينهما شبها من الأمر لم يعلمها كثير من الناس إلا من عصم فمن تركها حفظ عرضه ودينه ومن وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه وليس ملك إلا وله حمى ألا وإن حمى الله محارمه والمؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى إليه سائر جسده والسلام عليكم(1/3585)
خطبته بالخيف: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لأولى الأمر ولزوم الجماعة إن دعوتهم تكون من ورائه ومن كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كان همه الدنيا فرق الله أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له خطبة له عليه الصلاة والسلام ومن خطبه أيضا أنه خطب بعد العصر فقال ألا إن الدنيا خضرة حلوة ألا وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ألا لا يمنعن رجلا مخافة الناس أن يقول الحق إذا علمه ولم يزل يخطب حتى لم تبق من الشمس إلا حمرة على أطراف السعف فقال إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى(1/3586)
خطبة له: إن الحمد لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أصدق الحديث وأبلغه أحبوا من أحب الله وأحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله وذكره ولا تقسو عليه قلوبكم اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اتقوا الله حق تقاته وصدقوا صالح ما تعملون بأفواهكم وتحابوا بروح الله بينكم والسلام عليكم ورحمة الله خطبة له أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم فإن العبد بين مخافتين أجل قد مضى لا يدري ما الله فاعل فيه وأجل باق لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الممات فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار(1/3587)
خطبة له: أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا قد كتب وكان الحق فيها على غيرنا قد وجب وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل من تراثهم كأنا مخلدون بعدهم ونسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه من غير معصية وجالس أهل الفقه والحكمة وخالط أهل الذل والمسكنة طوبى لمن زكت وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة خطبة له ألا أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا وبادروا الأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتؤجروا وتنصروا واعلموا أن الله عز وجل قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في عامي هذا في شهري هذا إلى يوم القيامة حياتي ومن بعد موتى فمن تركها وله إمام فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا حج له ألا ولا صوم له ألا ولا صدقة له ألا ولا بر له ألا ولا يؤم أعرابي مهاجرا ألا ولا يؤم فاجر مؤمنا إلا أن يقهره سلطان يخاف سيفه أو سوطه
خطبته يوم فتح مكة: وقف على باب الكعبة ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وقتل الخطأ مثل العمد بالسوط والعصا فيهما الدية مغلظة منها أربعون خلفة في بطونها أولادها يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم خلق من تراب ثم تلا يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم الآية يا معشر قريش أو يأهل مكة ما ترون إني فاعل بكم قالو خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء(1/3588)
خطبته في الاستسقاء: روى أن أعرابيا جاء إلى رسول الله وآله في عام جدب فقال أتيناك يا رسول الله ولم يبق لنا صبي يرتضع ولا شارف تجتر ثم أنشده أتيناك والعذراء يدمي لبابها وقد شغلت أم الرضيع عن الطفل وألقى بكفيه الفتى لاستكانة من الجوع حتى ما يمر ولا يحلى ولا شيء مما يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل وليس لنا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام النبي يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا هنيئا مريعا سحا سجالا غدقا طبقا ديما دررا تحيي به الأرض وتنبت به الزرع وتدر به الضرع واجعله سقيا نافعة عاجلا غير رائث فوالله ما رد رسول الله وآله يده إلى نحره حتى ألقت السماء أرواقها وجاء الناس يضجون الغرق الغرق يا رسول الله فقال اللهم حوالينا ولا علينا فانجاب السحاب عن المدينة حتى استدار حولها كالإكليل فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه(1/3589)
خطبته في حجة الوداع: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا إيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم اشهد فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وإن ربا الجاهلية موضوع وإن أول ربا أبدأ به ربا عمى العباس بن عبد المطلب وإن دماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان ألا هل بلغت اللهم اشهد أيها الناس أن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما النساء عندكم عوان لا(1/3590)
يملكن لأنفسهن شيئا أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا ألا هل بلغت اللهم اشهد أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه الا عن طيب نفس منه ألا هل بلغت اللهم اشهد فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعده كتاب الله ألا هل بلغت اللهم اشهد ايها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله أتقاكم وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى الا هل بلغت اللهم اشهد قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية ولا يجوز وصية في أكثر من الثلث والولد للفراش وللعاهر الحجر من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل والسلام عليكم ورحمة الله خطبته في مرض موته عن الفضل بن عباس قال جاءني رسول الله فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي يا فضل فأخذت بيده حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فاجتمعوا إليه فقال اما بعد أيها الناس فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وإنه قد دنا مني خفوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه ولا يخش الشحناء من قبلي فإنها ليست من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ مني حقا إن كان له أو حللني فلقيت ربي وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عنى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى فادعى عليه رجل بثلاثة دراهم فأعطاه عوضها ثم قال أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده ولا يقل فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة ثم صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ثم قال إن عبدا(1/3591)
خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بأنفسنا وآبائنا".
ثم نُثَنِّى بعدها فننقل بعض خُطَب الجُمْعة النبوية من كتب الصِّحاح ليزداد القاصى والدانى علمًا بمدى الجرأة على الكذب عند أفاقنا حوارىّ رشاد "ساعة لقلبك"، ففى البخارى: "930- قَالَ مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ قُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ . فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَىْ نَعَمْ . قَالَتْ فَأَطَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِدًّا حَتَّى تَجَلاَّنِي الْغَشْىُ وَإِلَى جَنْبِي قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَفَتَحْتُهَا فَجَعَلْتُ أَصُبُّ مِنْهَا عَلَى رَأْسِي، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، وَحَمِدَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ " أَمَّا بَعْدُ " . قَالَتْ وَلَغِطَ نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْكَفَأْتُ إِلَيْهِنَّ لأُسَكِّتَهُنَّ فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ قَالَتْ قَالَ " مَا مِنْ شَىْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ ـ أَوْ قَرِيبَ مِنْ ـ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ ـ أَوْ قَالَ الْمُوقِنُ شَكَّ هِشَامٌ ـ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ، هُوَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَآمَنَّا(1/3592)
وَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا وَصَدَّقْنَا . فَيُقَالُ لَهُ نَمْ صَالِحًا، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ بِهِ . وَأَمَّا الْمُنَافِقُ ـ أَوْ قَالَ الْمُرْتَابُ شَكَّ هِشَامٌ ـ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ " . قَالَ هِشَامٌ فَلَقَدْ قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ فَأَوْعَيْتُهُ، غَيْرَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ مَا يُغَلِّظُ عَلَيْهِ .(1/3593)
941 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا . فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ، وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ ـ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ ـ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا . فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ " اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا " . فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلاَّ انْفَرَجَتْ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلاَّ حَدَّثَ بِالْجَوْد"ِ .(1/3594)
ومن صحيح مسلم: "حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، وَهُوَ ابْنُ سَلاَّم، عَنْ زَيْدٍ، يَعْنِي أَخَاه، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلاَّمٍ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مِينَاءَ، أَنَّحَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ".
2042- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ " صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ " . وَيَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ " . وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ " . ثُمَّ يَقُولُ : " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَىَّ وَعَلَىّ .(1/3595)
2043- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ، بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ وَقَدْ عَلاَ صَوْتُه . ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِه"ِ.
ومن سنن أبى داود: "1098- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ زُرْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ فَأَمَرَ بِنَا أَوْ أَمَرَ لَنَا بِشَىْءٍ مِنَ التَّمْرِ وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ فَأَقَمْنَا بِهَا أَيَّامًا شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا أَوْ قَوْسٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ثُمَّ قَالَ " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا أَوْ لَنْ تَفْعَلُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا " . قَالَ أَبُو عَلِيٍّ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ قَالَ ثَبَّتَنِي فِي شَىْءٍ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَقَدْ كَانَ انْقَطَعَ مِنَ الْقِرْطَاسِ .(1/3596)
1099- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَشَهَّدَ قَالَ " الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّ إِلاَّ نَفْسَهُ وَلاَ يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا " .
1100- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ تَشَهُّدِ، رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ " وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى " . وَنَسْأَلُ اللَّهَ رَبَّنَا أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يُطِيعُهُ وَيُطِيعُ رَسُولَهُ وَيَتَّبِعُ رِضْوَانَهُ وَيَجْتَنِبُ سَخَطَهُ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَلَهُ".(1/3597)
ومن سنن النسائى: "1418- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ اللَّيْثَ عَلَى هَذَا الإِسْنَادِ غَيْرَ ابْنِ جُرَيْجٍ وَأَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ يَقُولُونَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ بَدَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ .
1419 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَصَلَّيْتَ " . قَالَ لاَ . قَالَ " صَلِّ رَكْعَتَيْن " . وَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَلْقُوا ثِيَابًا فَأَعْطَاهُ مِنْهَا ثَوْبَيْنِ فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ - قَالَ - فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " جَاءَ هَذَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ فَأَمَرْتُ النَّاسَ بِالصَّدَقَةِ فَأَلْقُوا ثِيَابًا فَأَمَرْتُ لَهُ مِنْهَا بِثَوْبَيْنِ ثُمَّ جَاءَ الآنَ فَأَمَرْتُ النَّاسَ بِالصَّدَقَةِ فَأَلْقَى أَحَدَهُمَا " . فَانَتْهَرَهُ وَقَالَ " خُذْ ثَوْبَكَ " .(1/3598)
1420- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " صَلَّيْتَ " . قَالَ لاَ . قَالَ " قُمْ فَارْكَعْ " .
1421- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، إِسْرَائِيلُ بْنُ مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ، يَقُولُ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ مَعَهُ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ " إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَظِيمَتَيْنِ "".
ومن سنن ابن ماجة: "1168- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالاَ جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ وَرَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ " قَالَ لاَ . قَالَ " فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا " .(1/3599)
1169- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلاً، دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَخْطُبُ فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ " " .
ومن صحيح ابن خزيمة: " 1799- أنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن بن عجلان عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أن أبا سعيد الخدري دخل يوم الجمعة ومروان بن الحكم يخطب فقام يصلي فجاء الأحراس ليجلسوه فأبى حتى صلى فلما انصرف مروان أتيناه فقلنا له يرحمك الله إن كادوا ليفعلون بك قال ما كنت لأتركهما بعد شيء رأيته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ذكر أن رجلا جاء يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في هيئة بذة فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتصدقوا فما لقوا ثيابا فأمر له بثوبين وأمره فصلى ركعتين ورسول الله -صلى الله عليه وسلم -يخطب ثم جاء يوم الجمعة الأخرى ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتصدقوا فألقى رجل أحد ثوبيه فصاح له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو زجره وقال خذ ثوبك ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن هذا دخل في هيئة بذة فأمرت الناس أن يتصدقوا فما لقوا ثيابا فأمرت له بثوبين ثم دخل اليوم فأمرت أن يتصدقوا فألقى هذا أحد ثوبيه ثم أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي ركعتين(1/3600)
1800 - أنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم حدثنا المقري ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي رفاعة العدوي قال انتهيت الى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فأقبل الي وترك خطبته فأتي بكرسي خلت قوائمه حديدا قال حميد أراه رأى خشبا أسود حسبه حديدا فجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته وأتم آخرها
1801- أنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي حدثنا زيد ، يعني ابن الحباب عن حسين وهو بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فاقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في خطبته"...وهلمّ جَرًّا، وهو ما يثبت إثباتا جازما حاسما أن الأوغاد يتنفسون الكذب تنفسا بدل الهواء الذى يتنفسه سائر عباد الله، وأنهم جمعوا إلى الكذب الوقاحة وجمود الوجه وانعدام الحساسة والكرامة.(1/3601)
فإذا أضفنا إلى هذا أنهم يكفِّرون المسلمين جميعا لكونهم يشهدون بنبوة محمد ورسالته عرفنا إلى أى مدى يكره هؤلاء المجرمون سيدنا رسول الله لحساب الماسونية العالمية بحجة أنهم حريصون على الوحدانية النقية التى لا تشوبها شائبة. أى أن الشهادة لسيدنا محمد بأنه رسول من رب العالمين تناقض عند هؤلاء الملاحيس عقيدة التوحيد، فهل رأى القراء عهرا وفجرا كذلك العهر والفجور؟ وهذا كله فى الوقت الذى يكررون فيه الشهادة كتابة وشفاها أن رشاد "ساعة لقلبك" رسول من عند رب العالمين. ومن هنا فإنهم يكفِّرون المسلمين جميعا من لدن الصحابة حتى يومنا هذا وإلى ما شاء الله، فضلا عن تكفيرهم إياهم لسبب آخر هو أنهم باعتمادهم فى عقائدهم وتشريعاتهم على السنة النبوية إلى جانب القرآن الكريم إنما يشركون بالله إلها آخر هو الرسول الكريم، الرسول الذى يريدون أن يحُلِوّا محله رسولهم الزنيم مسيلمة الكاوْبُويِىّ الذى يثنى على إيمان الأمريكان ويكفّر المسلمين أجمعين أبصعين أكتعين، لعنة الله عليه وعلى من يشايعه على هذا الضلال والكفر من هنا إلى يوم الدين وإلى ما بعد يوم الدين! آمين يا رب العالمين!(1/3602)
وعلى هذا فإذا كان الشيخ طنطاوى شيخ الجامع الأزهر قد كفَّرهم فهو على حق فى هذا التكفير بلا أى جدال، إذ يرفض هؤلاء المهاويس المتاعيس الشهادة بأن محمدا رسول الله ويعدّونها كفرا وشركا، كما أنهم يرفضون الأحاديث النبوية ويكفّرون من يأخذ بها أيضا، فضلا عن أنهم يتهمون الصحابة الكرام (عليهم رضوان الله، وعلى من يعاديهم ويتهمهم بما ليس فيهم الخزى والرجس أبد الآبدين) بأنهم قد عبثوا بالقرآن وأضافوا إليه آيتين عمدا كما وضحنا فى مقال سابق عن رشاد خليفة "رسول الميثاق" الأفاق، وهذا من أشد ضروب الفحش والفسق والكفر والضلال. ثم هم فوق ذلك كله يمالئون أعداء الدين والأمة والوطن والله والرسول ويشهدون لهم بالطهارة ويتعاونون معهم على تنفيذ مخططات الكفر والعدوان! فما الذى ينتظره المسلم أكثر من ذلك ليكفر هؤلاء الأنجاس المناكيد؟ إن سجاح الفاجرة تستنكر أن يكفرها الشيخ طنطاوى (وإن كنت لم أقرأ هذا التكفير ولم أسمع به، لكنى فى ذات الوقت أؤيده تمام التأييد إذا كان قد وقع)، أقول إنها تستنكر تكفير الشيخ لها مع أنها تكفر الأمة كلها إلا الكفار الحقيقيين الذين يؤمنون بأن رشاد "ساعة لقلبك" أبا شخّة هو رسول من عند رب العالمين! فعلا يا أخى: شيخ الأزهر ليس عنده حق! لقد كان ينبغى أن يكفِّر بدلا من ذلك جميع المسلمين، ويشهد بالهدى والإيمان والصلاح والتقوى لشيخ المنافقين الضلالية وحده لا شريك له!(1/3603)
ويتلاعب أبو حميد أيضا بكلمة "سُنّة" الواردة فى القرآن متصورا أنه يستطيع أن يخدع المسلمين بالقول بأن هناك تعارضا بين القرآن والسنة النبوية، مع أن الأمر أبسط من هذا تماما: فالسُّنّة فى القرآن أقرب ما تكون فى المعنى بوجه عام إلى ما نسميه الآن بـ"القوانين الكونية"، أما بالنسبة إلى الرسول فهى الطريقة التى فسَّر عليه السلام بها آيات القرآن وطبّق أحكامه ووضع المبادئ التى جاء بها موضع التنفيذ. وإذن فعندنا معنيان للسُّنّة: السُّنّة بمعنى القوانين الكونية الدائمة التى لا تحيد عنها حوادث الكون، والسُّنّة بمعنى الأسلوب الذى انتهجه النبى فى تحويل أوامر القرآن ونواهيه إلى واقعٍ مَعِيش. ولا تعارض بين المعنيين، فكل منهما يكمل الآخر، وإن سار فى مدار خاص به. وليس فى شىء من ذلك غرابة، فكثيرا ما يكون للكلمة الواحدة معان شتى، وهذا مما يعرفه كل أحد عنده أدنى إلمام بطبيعة اللغات، وهو معروف فى القرآن على نطاق واسع، ومنه على سبيل المثال كلمة "الأُمَّة"، التى تعنى فيه الجماعة والوقت والجنس من الناس والطريقة والسُّنّة والإمام...إلخ. وهناك معاجمُ قرآنيةٌ خاصّةٌ بذلك الجانب منه اسمها "كُتُب الأشباه والنظائر"، ومن أشهر من ألفوا فيها مقاتل بن سليمان (ق 2 هـ) وابن الجوزى (ق 6 هـ) وابن الدامغانى (ق 6 هـ) وابن عبد الصمد المصرى وابن فارس وابن العماد (ق 9 هـ). أما الفَسَقَة المنافقون الذين يتلاعبون بالنصوص ويريدون أن يقسروها على النطق بما تكنّ قلوبهم العفنة الدنسة من رجس فهؤلاء لا يؤخذ عنهم علم، ولا يُسْمَع منهم قول، أو يُحْتَرَم لهم رأى!(1/3604)
أما الآيات القرآنية التى يستشهد بها الضالّ المارق فهى، كما سبق القول وكما نعيده الآن، قد نزلت فى حق الكافرين من أهل مكة الوثنيين، لا فى حق المسلمين، الذين لم يعبد الله ويوحّده حق العبادة والتوحيد أمة فى الأرض وعلى مدار التاريخ كله مثلهم، والذين حفظوا قرآنه وسنة نبيه التى فسر بها عليه السلام هذا القرآن وطبَّق من خلالها مبادئه واستخرج بها منه أحكام الوقائع الفردية…إلخ، بخلاف ما يريد هذا المداور أن يُوقِعه فى رُوعنا من أن هذه الآيات الطيبات الطاهرات قد نزلت لتكفير المسلمين والزراية عليهم وتوعُّدهم بنار اللظى، التى سوف تحرق جلده ولحمه يوم الدين هو وكل عاتٍ متمردٍ من أتباع الكاوبوى بمشيئته تعالى وحَوْله وطَوْله! وهذه هى الآيات التى استشهد بها كُوَيْهِننا على أن الله سبحانه وتعالى قد كفَّر أمة محمد منذ أول جيل آمن به عليه الصلاة والسلام، وهو جيل الصحابة الكرام:(1/3605)
" أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ: الأعراف 185"، "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ: المرسلات 50 "، "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ: الجاثية 6"، "اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا: النساء 87"، "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً: النساء 12"، "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ* اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد:ٍ الزمر 17-23"، "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ: الزمر 36"، "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ: العنكبوت 51"، "فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ(1/3606)
السَّمِيعُ البَصِيرُ: الشورى 11"، "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا: الإسراء 88"، " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ: الأعراف 2-3"، "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: الأنعام 153". ومن الواضح أن الكلام فى كل النصوص تقريبا هو عن المشركين وعنادهم وكفرهم بالله وكتابه ونبيه وما كان هذا النبى يغاديهم ويراوحهم به كل يوم من دعوتهم إلى الإيمان. وحتى فى النَّصَّيْن المدنيَّيْن المأخوذين من سورة "النساء" نرى أن الكلام هو عن اليوم الآخر وأن ما يقوله الله بشأنه لا يمكن إلا أن يكون هو الحق الذى لا ريب فيه. فالمقابلة، كما يرى القارئ، ليست بين القرآن والحديث، بل بين الإيمان بالله واليوم الآخر وبين التكذيب بهما. أما أحاديث النبى عليه السلام فليس فيها أدنى مخالفة للقرآن، إذ هى تشرحه أو تطبقه على الوقائع اليومية الجزئية أو تستخلص منه الحكم الفردى…إلخ، فكيف يتصور عاقل أن الرسول أو أصحابه أو تابعيهم يمكن أن يخترعوا شيئا يسخط الله ويؤدى إلى زعزعة دينه وكتابه؟ إن مثل هذا الزعم لا يمكن أن يصدر إلا عن خبث شيطانى عريق!(1/3607)
هذا، ولا أريد أن أغادر السخف الذى أفرزته لنا است المارق الغبية مثله والذى يقول فيه: "هناك فرق فى مفاهيم القرآن فيما يخص النبي محمد بين لفظى النبي والرسول. محمد النبي هو شخصه وعلاقاته بمن حوله، لذا يأتى له الأمر باتباع الوحي بصفة النبي "وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا الأحزاب 2" ويأتيه العتاب واللوم بصفة النبي "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ: التحريم 1" ويأتى الحديث عن علاقاته بمن حوله بصفة النبي"، "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا: الأحزاب 28"، "يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا: الأحزاب 30"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ: الأحزاب 53" أما محمد الرسول، فهو عندما يبلغ الرسالة. وبعد موت النبي وتبليغ الرسالة كاملة، فإن الرسول هو القرآن وحده، نفهم هذا من قوله تعالى "وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا: النساء 100"، "وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ: آل عمران 101"، "أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا(1/3608)
فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا: الطلاق 10-11"، بل أن كلمة الرسول قد تأتى بمعنى كلام الله أى صفة من صفاته، ويستحيل أن يكون مقصودا منها النبي محمد، نفهم هذا من قوله تعالى " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً: الفتح 9"، إن المطاع فى قوله تعالى "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، هو واحد، وهو الله تعالى فى كتابه الذى بلغه الرسول فى حياته، وذلك فإن الضمير يعود بصيغة المفرد فى قوله تعالى "وإذا دُعُوا الى الله ورسوله ليَحْكُم بينهم: النور 48" لم يقل عن الله ورسوله "ليحكما بينهما" لأن التحاكم هو للرسالة، للقرآن"، أقول إننى لا أريد أن أغادر ذلك السخف المقزز الذى مر آنفًا دون أن أكرّ عليه وأنسفه نسفا حتى يتبين تمام التبيُّن خيط الحقيقة الأبيض الناصع من خيط الباطل الأسود القطران.(1/3609)
وإذن فباسم الله نبدأ، وعليه نتوكل، وبه نستعين فنقول: هل وردت كلمة "الرسول" فى الآيات التالية فى سياق الكلام عن تبليغه صلى الله عليه وسلم رسالته: "آمن الرسول بما أُنْزِل إليه من ربه والمؤمنون" (البقرة/ 285)، "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم" (النساء/ 59)، "فإن تنازعتم فى شىء فرُدّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" (النساء/ 59)، "يا أيها الرسول، لا يَحْزُنْك الذين يسارعون فى الكفر من الذين قالوا: "آمنّا" بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم" (المائدة/ 41)، "يسألونك عن الأنفال. قل: الأنفال لله والرسول" (الأنفال/ 1)، يا أيها الذين آمنوا، لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" (الأنفال/ 27)، "والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم" (التوبة/ 61)، "لكنِ الرسولُ والذين آمنوا معه جاهَدوا بأموالهم وأنفسهم" (التوبة/ 88)، "إن الذين يَغُضّون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى" (الحجرات/ 3)، "إذا ناجيتم الرسول فقدِّموا بين يَدَىْ نجواكم صدقة" (المجادلة/ 12)...إلخ؟ إن سياقها، على العكس من ذلك، يدور حول العلاقة بينه عليه والسلام وبين المؤمنين من حوله، وهو السياق الذى يقول التابع لأمريكا يا ويكا إنه لا يأتى إلا مع كلمة "النبى"! كما ورد عتابه صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى بشأن تحرّجه من الزواج من بنت عمته زينب بنت جحش بعد تطليق زيد لها: "وتخشى الناسَ، والله أَحَقُّ أن تخشاه" (الأحزاب/ 36) فى سياقٍ سبق أن تكررت فيه كلمة "الرسول" سبع مرات. وبالمثل فإن قوله عزَّ شأنه: "وزُلْزِلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟" (البقرة/ 214) لا يخلو من رائحة عتاب! أما التبليغ الذى يزعم البكاش أنه لا يأتى إلا مع كلمة "الرسول" فها هى ذى بعض الآيات القرآنية التى تثبت أنه يأتى مع كلمة "النبى" أكثر مما يأتى مع كلمة "الرسول": "يا أيها(1/3610)
النبى، قل لمن فى أيديكم من الأسرى: إن يعلم اللهُ فى قلوبكم خيرا يُؤْتِكم خيرا مما أُخِذ منكم ويغفر لكم، والله غفور رحيم" (الأنفال/ 70)، "يا أيها النبى، قل لأزواجك: إن كنتنّ تُرِدْن الحياة الدنيا وزينتها فتعالَيْنَ أمتِّعْكُنّ وأُسرِّحْكُنّ سَراحًا جميلا* وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعدّ للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا" (الأحزاب/ 30)، "يا أيها النبى، قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنِين عليهن من جلابيبهن. ذلك أَدْنَى أن يُعْرَفْن فلا يُؤْذَيْنَ، وكان الله غفورا رحيما" (الأحزاب/ 59). فهذا كله أمر من الله لرسوله بتبليغ ما أنزله إليه من وحى، وليس كما ظن الجاهل من أن الآية 30 من سورة "الأحزاب" إنما تتناول علاقته بمن حوله.(1/3611)
أما ادعاؤه الجاهل بأن كلمة "الرسول" قد تطلق على كتاب الله كما فى قوله تعالى: "أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا: الطلاق 10-11" فهو كلام لا يستحق عنت الرد عليه، اللهم إلا لتنبيه من لا يدرى أن هذا الكائن جاهل جهلا مغلظا وأنه لا يعرف فى العلم إلا التشادقات المغثية للمعدة، وإلا فكيف يقول الله عن القرآن إنه "يتلو عليكم آيات الله مبيِّنات"؟ هل يعقل أن يتلو القرآن ما فيه من الآيات؟ أفتونى يا سادة يا كرام بشأن هذا القىء الذى يسلحه هذا الجاهل من فمه! ومثل ذلك زعمه أن كلمة "الرسول" قد تأتى بمعنى كلام الله، أى صفة من صفاته، ويستحيل أن يكون مقصودا منها النبي محمد، كما فى قوله تعالى: " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً: الفتح 9". ترى هل يمكننا مثلا أن نسبِّح كلام الله؟ إن المقصود هو الإيمان بالله ورسوله، وكذلك تعزير الله وتوقيره وتسبيحه. وقد تكررت الآيات التى يتقدم فيها ذكر شخصين أو شيئين ثم لا يعود الضمير بعد ذلك إلا على واحد فقط، مثل: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشِّرْهم بعذابٍ أليم" (التوبة/ 34)، "وإذا رَأَوْا تجارةً أو لَهْوًا انفضّوا إليها وتركوك قائما" (الجمعة/ 11)، "فلا يُخْرِجَنّكما من الجنة فتَشْقَى" (طه/ 117)، وعلى ذلك فلا مشكلة هنا، ولا موضع أيضا لحذلقات الغباء الماسخة التى(1/3612)
يظن صاحبها أنه أتى بالذئب من ذيله!
وبعد، فأود أن أختم دراستى هذه ببعض الخطوط البارزة فى شخصية الدكتور أحمد صبحى منصور مأخوذة من كتاباته هو: إنه يدعو إلى الاستعانة بالتدخل الأجنبى، رافضا فى ذات الوقت أى حل تقدمه المعارضة الوطنية (وبالذات الإسلامية، التى يتهمها دون سائر طيوف المعارضة بأنها تسعى إلى الحكم بالأساليب الدموية التى ستدمر الوطن كله فلا تبقى منه شيئا)، اللهم إلا ما نادى به خالد محيى الدين ("فارس الوطنية المصرية والشيخ الأكبر لليسار المصرى والعربى" كما يلقبه بهذا اللقب الطنطان، الذى لم ينزل الله به من سلطان) من الاستعانة بهذا التدخل حسبما ذكر. والتدخل الأجنبى، كما جاء فى كلامه، هو التدخل الأوربى والأمريكى. وإلى القارئ بعض ما كتبه كويتبنا فى هذا الصدد، وهو مأخوذ من مقال بعنوان: "إلى المعارضة المصرية: لا بد من الاستعانة بالأجنبى لمنع الحرب الأهلية القادمة": "ان شعارات الناصرية فى رفض التدخل الاجنبى لم تعد تلائم العصر الحالى. الاستعمار القديم انتهى، بل وقد ثبت لدينا بالدليل العملى ان ذلك الاستعمار أفضل وأكثر تحضرا وشفقة من الاستبداد المحلى الحالى الذى أضاع البلاد والعباد. لم يعد مستساغا ان يتخفى حاكم فرد خلف شعار الوطنية ليستأثر وحده بالوطن ويكون الشعب كله أسيرا فى قبضته ويقوم فيهم بدور الاله يعز من يشاء ويعذب من يشاء، فاذا تدخل المجتمع الدولى للدفاع عن حقوق الانسان او لطلب الاصلاح السياسى والديمقراطية هب ذلك الفرد يرفض ذلك معتبرا دعوة العدل والاصلاح تدخلا فى الشئون الداخلية لا ترتضيه العزة الوطنية والقومية. لقد آن لهذا الغباء أن ينتهى من عقولنا. ان عصرنا الجديد هو عصر القرية العالمية الواحدة التى تم الغاء المكان والزمان فيها، والتى أصبح فيها الفرد العادى مستحقا للتمتع بكل حقوق الانسان ومتمتعا بحماية المجتمع الدولى الذى جعلته ثورة الاتصالات شاهدا على كل ما يحدث فى(1/3613)
العالم من انتهاكات. شعارات الناصرية والقومية والسلفية الوهابية لم تعد تتفق وعصر حقوق الانسان الفرد الذى يجب على الحكومات ان تعمل لخدمته ورفاهيته لا لتسلبه كرامته وحقوقه. لا بد للمعارضة المصرية ان تعايش العصر و لا بد لها أن تتخلص من ذلك التراث الماضوى وتخاطب المجتمع الدولى تطالبه بالتدخل الفورى السريع لانقاذ مصر وحضارتها وسكانها من حرب أهلية قادمة لن تبقى ولن تذر. اذا أصر شيوخ الناصرية واليسار والسلفية السياسية والدينية على رفض التدخل الأجنبى حرصا منهم على ثقافة بالية فليتذكروا ان فارس الوطنية المصرية والشيخ الأكبر لليسار المصرى والعربى الاستاذ خالد محيى الدين لا يرى بأسا فى التدخل الاجنبى الايجابى لاقرار الحق والعدل".(1/3614)
وهو يؤكد أن جميع الدول الإسلامية التى تعاقبت على حكم مصر قد اضطهدت الأقباط اضطهادا شنيعا، ومن ثم نراه يستفز الأقباط إلى أن يهبّوا ويدفعوا عن أنفسهم هذا الظلم المستمر، واصفًا إياهم بـ"المسلمين والمؤمنين" فى الوقت الذى يلحّ هو وكل أتباع رشاد خليفة على وَصْمنا نحن المسلمين جميعا بالشرك والكفر بدءا من الصحابة حتى يومنا هذا وما بعده إلى ما شاء الله: "الأقباط بالذات- نراهم من خلال تاريخهم الطويل أكثر الناس تعرضاً للاضطهاد والصبر عليه، منذ اضطهاد الرومان فى حكم دقلديانوس وكراكلا، إلى الاضطهاد فى فترات مختلفة فى العصور الأموية والعباسية والمملوكية، ولا نقول العصور الإسلامية لأن الإسلام يرفض الظلم. كان الأقباط- ولا يزالون- يتحملون الاضطهاد ما استطاعوا، وورثوا حتى الآن صبراً على المكاره يدفعهم إلى المزيد من السلبية والسكون والمغالاة فى الحذر وتوقع الخطر وطلب الأمن والأمان بأى وسيلة. وذلك يجعلهم أكثر من غيرهم من المسلمين المصريين استحقاقاً لمعنى الإيمان الظاهرى، أى الأمن والأمان، وبالتالى فإن المعتدى عليهم يكون بنفس القدر أبعد الناس عن الإيمان بمعناه الظاهرى ومعناه الاعتقادى أيضاً حيث يخالف تعاليم القرآن الكريم التى سنتعرض لها فى حينها... والأقباط المصريون بالذات أكثر المصريين إيثاراً للسلام والمسالمة والأمن والأمان وهم بذلك أحق البشر جميعاً بوصف الإسلام بمعنى السلام والمسالمة وبوصف الإيمان بمعنى الأمن والأمان".(1/3615)
وهو يقف دائما وأبدا فى خندق أمريكا، ولا يحب إلا سعد الدين إبراهيم وفرج فودة والعفيف الأخضر وعلى سالم (الذى لم يجد من يدعوه إلى الترشُّح لمنصب رئاسة الجمهورية سواه! ولا حول ولا قوة إلا بالله!) وأحمد البغدادى وأمينة ودود (السحاقية التى أمَّتْ منذ وقت قريب بعض من يدعى الإسلام من الرجال والنساء فى صلاة الجمعة بتخطيط من أمريكا داخل إحدى الكنائس) وكذلك مجدى خليل (وما أدراك ما مجدى خليل؟)، ولا يثنى على أحد إلا عليهم، ولا يخطئ مرة واحدة فيكف لسانه عن المسلمين بما فيهم الصحابة والتابعون والفقهاء والمفسرون وعلماء الحديث أجمعين، بله أن يقول كلمة طيبة فى أى مسلم يحب دينه! ومقالاه فى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما اللذين رسم لهما فيهما صورة كريهة بشعة، فلم يترك فى الفاروق شيئا طيبا على الإطلاق إلا بدّل حسنه سوءا واصما إياه بكل عار ومنقصة وتعصب واستبداد وانغلاق ذهن، كما ادعى على الصِّدّيق أنه كانت له حدبة فى ظهره، هذان المقالان متاحان لمن يريد على موقعه فى المشباك! وأجتزئ بالفقرة التالية التى يمدح فيها مجدى خليل (وهو من غلاة المتعصبة من أقباط المهجر الذين يَرَوْن فى الحقبة الإسلامية من تاريخ أرض الكنانة جملة اعتراضية خاطئة ينبغى حذفها من الكلام حتى تستقيم الأمور، ومن ثم فإنهم يدعون المسلمين إلى العودة إلى دين أجدادهم كما يقولون ليصبحوا مثلّثين مصلّبين عابدين بشرا مخلوقا ضعيفا مثلهم ويتخَلَّوْا عن دين التوحيد الكريم ويهدموا مساجدهم ويبنوا مكانها كنائس)، قائلا إنه هو وسعد الدين إبراهيم الوحيدان اللذان يعاونانه على بناء مسجد له ولأمثاله من حواريِّى الرسول الأفّاق رشاد خليفة: "قضيت عشرين عاما فى مصر أبشِّر فيها بالاسلام الحقيقى القرآنى الذى كان عليه خاتم النبيين، وعانيت فيها من مطاردة الجاهلين، تركت لهم جامعة الأزهر فظلوا ورائى من مسجد الى مسجد يطاردوننى فانقطعت فى بيتى اصلى مع أهلى فعوقب بعض(1/3616)
اهلى بالاعتقال والتعذيب لأنهم يصلون معى داخل بيتى، فانقطعت عن الذهاب الى بلدى وبيتى. أى أخرجونى من بيتى الذى بنيته فى قريتى ليكون بيتا ومسجدا. جئت الى أمريكا بلد الحرية الدينية فوجدت المتطرفين قد سبقونى فى التحكم فى المساجد ووجدت نفسى فى نفس العزلة التى تعودت عليها. ولكن لا يزال السؤال المؤلم يلح على عقلى: ألا يوجد لله تعالى مسجد حقيقى يمكن أن نذكر فيه اسم الله تعالى وحده ونبشر فيه بالقيم الاسلامية المنسية من العدل والسلام والتسامح والحرية وحقوق الانسان والديمقراطية، تلك الحقوق التى سبق بها القرآن العالم الحديث منذ 14 قرنا؟ ألا يمكن أن يوجد مثل هذا المسجد الاسلامى الحقيقى فى أمريكا بلد الحرية والديمفراطية والتسامح وحقوق الانسان؟ ظل هذا السؤال يلح فى عقلى الى أن شجعنى على البوح به لقرائى صديقى الدكتور سعد الدين ابراهيم– رفيق النضال والكفاح ضد الطغيان فى جلسة فى بيتى فى مدينة الاسكندرية مقاطعة فرجينيا الامريكية – كان معنا الكاتب الصحفى الصديق مجدى خليل أخذنا نستعيد فيها ذكريات الماضى وآمال المستقبل. تحدثت عن اضطرارى للصلاة فى بيتى وشكاوى القراء المسلمين المتنورين فى أمريكا من تخلف خطباء المساجد وجهلهم والصورة السيئة التى يقدمونها عن الاسلام. أخذَنا الحديث الى ضرورة وجود مسجد يتعلم فيه المسلمون الاسلام الحقيقى البعيد عن التطرف وثقافة الارهاب والذى يمكن أن تنبت فيه نواة لمدرسة يتعلم فيها أئمة يبشرون بالاسلام الحقيقى بين المسلمين ليثبتوا للغرب التناقض بين الاسلام والتطرف. اقترح الدكتور سعد الدين ابراهيم أن أتوجه بهذه الفكرة الى القراء المسلمين فى كل مكان طالبا الرأى والمشورة، وهأنذا أفعل. ما رأيك عزيزى القارىء فى أن نقيم مسجدا فى مقاطعة الأسكندرية فى ولاية فرجينيا يكون قلعة للدفاع عن التعاليم الحقيقية المنسية للقرآن الحكيم وليكون فيه مدرسة يتعلم فيها ويتخرج أئمة مسلمون يواكبون(1/3617)
العصر– عصر الديمقراطية وحقوق الانسان؟ تعضيدكم لهذه الفكرة يمكن ان ينقلها الى حيز الامكان، وانا فى انتظار رسائلكم".
وهو يرى أن من حق أمريكا، حفاظا منها على مصالحها، أن تفعل بنا وبالدنيا ما تشاء، وفى ذات الوقت ينتقد المسلمين الأوائل لفتحهم البلاد ونشرهم التوحيد بدل التثليث والثنوية والوثنية، كما يدعى على المسلمين الحاليين المزاعم القاتلة متهما إياهم بالإرهاب واضطهاد الأقليات: "الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية عندنا تتعرض لدرجات مختلفة من الاضطهاد ويسرى التعتيم عليها حتى لو وصل الأمر الى ارتكاب المذابح العرقية كما حدث من قبل فى العراق ثم فى دارفور. اذا فشل التعتيم وتدخل الغرب لاقرار العدل وللدفاع عن المظلوم اتهمناه بالتدخل فى شئوننا الداخلية وبالتآمر على العرب والمسلمين. حدث هذا حين تدخلت أمريكا والغرب لاغاثة ضحايا دارفور الأفارقة المسلمين من مذابح أرتكبها فى حقهم (أشقاؤهم العرب المسلمون). بل ان التعتيم قد يصل الى تجاهل دور أمريكا والغرب فى حماية مسلمى كوسوفا من الابادة الجماعية على يدى الصرب المسيحيين لأنه لا يصح ان نذكر أى ايجابية لأمريكا والغرب. مقابل هذا التعتيم والتجاهل تنطلق حناجرنا بالصراخ حين ترسل احدى المنظمات الوهابية الأمريكية شكوى كاذبة الى الصحف العربية تشكو من التمييز الذى تزعم وقوعه فى مجتمع المسلمين الأمريكيين. وكم عانى مركز ابن خلدون وصاحبه دكتور سعد الدين ابراهيم حين فتح بصراحة ملف الأقليات فى الوطن العربى مطالبا باعطائهم حقوقهم بالمساواة والعدل، فتعرض لاضطهاد وأغتيال معنوى للشخصية شارك فيه مثقفو الاستبداد والاستعباد من دعاة القومية العربية وفكر الستينيات العظيم الى دعاة السلفية الوهابية السياسية مع ذيول الحاكم المستبد القائم. أولئك جميعا هم الذين تزدهر بهم ثقافة العبيد.(1/3618)
ان ثقافة العبيد هى عملة رديئة لها وجهان: الأول الخنوع للقريب الظالم واستعذاب ظلمه سواء كان أخا أو أبا أو حاكما، والوجه الثانى هو كراهية الآخر اى الأجنبى لمجرد انه أجنبى مختلف عنا. الأجنبى يبدأ بالمختلف معنا فى الداخل– المختلف دينيا ومذهبيا وعرقيا ولغويا، ثم يمتد ويتضخم ليشمل الأجنبى الغريب فى الخارج. كلما زادت الفوارق بيننا وبين الأجنبى وزادت قوته وازداد احتكاكه بنا ازددنا عداء له مهما فعل من خير لنا. ينطبق هذا على الغرب وأمريكا بالذات، فاذا قدمت أمريكا خيرا فهى مؤامرة، واذا تصرفت أمريكا وفقا لمصلحة شعبها– وهذا هو واجب أى حكومة فى العالم باستثناء حكوماتنا المقدسة- اشتعل الهجوم علي الرئيس الأمريكى لأنه لا يعمل لمصلحة الشعوب العربية كما لو كان رئيسا للولايات المتحدة العربية وليس الامريكية. فى نفس الوقت فان الحاكم المستبد المحلى يرتكب ما يشاء من جرائم ويجد من يدافع عنه ويمجده ويفسر كل خيباته الثقيلة فى ضوء التآمر الامريكى والاسرائيلى. ولو راجعت الأمثلة الشعبية السابقة لوجدتها تنطبق على هذه الحالة المرضية. فضرب الحاكم لنا شرف ومثل أكل الزبيب ونحن نبلع له الزلط بينما نتمنى لأمريكا الغلط، فاذا خيبت امريكا أملنا ولم تغلط بادرنا نحن بالغلط فيها لكى نفرغ فيها احباطنا وعجزنا وفشلنا وقهرنا. لا نستطيع ان نقدر على الحمار- هل عرفت المقصود به الآن ياصاحبى– اذن علينا بالبردعة لأنها لن ترد ولن تنهق ولن ترفس مثل الحمار".(1/3619)
وهو يردد هذه الفكرة المجرمة الخطيرة فى مقال له آخر يهاجم فيه الأستاذ فهمى هويدى، الذى فضح علاقته بأمريكا فرد عليه قائلا: " يستشهد هويدي باختطاف أمريكا بعض الذين لهم صلة بمنظمة القاعدة واستجوابهم حول معلومات عن القاعدة، ويتخذ من ذلك ذريعة لاتهام امريكا بانتهاك حقوق الانسان. انه ينقل هذه المعلومات عمن يدافع عن حقوق اولئك المختطفين وهي المنظمة الامريكيةRights Watch Human، كما ينسى ان أمريكا فى حالة حرب معلنة جديدة فى نوعها يستخدم فيها الارهابيون الفكر الدينى لتحويل الشباب البرىء الى قنابل متحركة تنفجر فى أى زمان وفى أى مكان. وهى أمام هذا الخطر المجهول غير المرئى ملزمة بالدفاع عن أمنها فى الداخل، خصوصا وأن المتطرفين يسيطرون على أكثر من ألف مسجد على التراب الأمريكي يقومون فيها بغسيل مخ الشباب المسلم بتحويلهم الى "استشهاديين ". والذين يحتجون على امريكا هم الأمريكيون انفسهم مع أن ما تقوم به أمريكا هو أمر مشروع فى حالة الحرب، أما غير المشروع فهو ما يقوم به الاستبداد العربي والتيار المتطرف من اضطهاد وقتل واخفاء قسري للمفكرين المسالمين الداعين للاصلاح. ويقف فهمي هويدي بقلمه ضد أولئك المصلحين بل ويمهد بقلمه بالتحريض ضد مفكرين مسالمين لا يملكون حولا ولا قوة.(1/3620)
ويتحدث بعدها عما يسميه بالاستقواء الأمريكي الذى يسعى للهيمنة على العالم. على أنه ليس عيبا على أى دولة أن تسعى للاستقواء والتمكين بل العيب أن تكون أى دولة فى خيبتنا القوية!! أمريكا الآن هى أكبر قوة فى العالم وليس عيبا أن تحافظ على مكانتها. وقد سبقها فى احتلال مركز القوة الأولى فى العالم امبراطوريات من الفراعنة والفرس والرومان والعرب والانجليز ولم يقل أحد ان هذا الاستقواء عيب فى حد ذاته، ولا زلنا نفخر بالاستقواء العربى الذى كان فى عهد الامويين والعباسيين والعثمانيين. انما يأتي العيب حين يستخدم الاستقواء لاستعباد الآخرين كما حدث من كل الامبراطوريات السابقة على أمريكا ومنهم العرب المسلمون. أمريكا بعد ان صارت القوة الأولى فى العالم لم تمارس نفس ما ارتكبته الامبراطوريات السابقة من احتلال واستعباد. قبلها عاشت أمريكا منعزلة وفق مبدأ مونروا بعيدة عن تقاتل أوروبا حول المستعمرات، ثم دخلت الحربين العالميتين للدفاع عن الديمقراطية، ثم دخلت فى حرب باردة مع الاتحاد السوفيتي أيضا للدفاع عن الديمقراطية والحرية، وسقط الاتحاد السوفيتي ليظهر التيار السلفى عدوا للحرية مخترعا نوعية جديدة من الحرب الفكرية التدميرية، وبدأ هذا التيار بالاعتداء على أمريكا فى عقر دارها فاضطرها الى الدخول فى حرب ضد عدو خفى متحرك متنقل من المتعذر تحديده أو حصاره.أثناء دفاعها عن الديمقراطية ساندت أمريكا الشعوب الواقعة تحت الطغيان النازى (فى أوربا) والطغيان الياباني (الفلبين) والطغيان السوفيتى الشيوعي (أوربا الشرقية وكوريا الجنوبية وفيتنام الجنوبية وأفغانستان)، وحررت الكويت المحتلة من صدام، ثم قامت بتحربر الشعب العراقي منه أيضا، وهى الآن تدعو المستبدين العرب الى الاصلاح السياسي والتحول الديمقراطي سلما لتفادى الحروب الأهلية والتدخل الأجنبى وتعلن رسميا أنها لن تفرض ديمقراطية من الخارج على العرب، الا أن الاستبداد العربى(1/3621)
يرفض الاصلاح السلمى الداخلى. ونجد فهمى هويدي ينقم على أمريكا هذا التدخل الاصلاحي ويعتبره من لوازم التمكين".
وهو يدافع عن إسرائيل ويتهم الأبطال الاستشهاديين بأنهم انتحاريون يجلبون على أنفسهم سخط الله جراء تفجيرهم لأجسادهم فى الصهاينة المجرمين، ويرى أن لإسرائيل الحق كل الحق فى البقاء، وأن العيب فينا نحن، وأننا نعلق فشلنا وخيبتنا وتخلفنا على شماعة إسرائيل البريئة المسكينة التى يهددها الفلسطينيون الإرهابيون المتوحشون أعداء الحياة والتقدم والحضارة. ويجد القارئ هذا الكلام الرهيب فى مقال بعنوان: "العملية الانتحارية الأخيرة فى اسرائيل ودلالاتها" كتبه فى 27/ 2/ 2005م، وهذا نصه كاملا:
كان هناك تقدم ايجابى فى العملية السلمية على المستوى الرسمى حدث فى قمة شرم الشيخ الأخيرة، ومن الممكن أن تفرز الاتفاقات الرسمية تقدما أكثر فى المستقبل القريب، ولكن قد تظل الجماهير العربية– المعنية أساسا بالتعايش السلمى– بعيدة عما يجرى منساقة الى تيار الرفض للسلام، الأمر الذى لن يخدم عملية السلام والتعايش السلمى. السبب يرجع الى عاملين اساسيين: الأنظمة العربية المكروهة شعبيا، والمعارضة الأصولية الارهابية. والجماهير العربية ضحية لهاتين القوتين المتنازعتين. هاتان القوتان المتنازعتان اتفقتا على تكريس الصورة النمطية لأسرائيل فى ذهنية الجماهير العربية والاسلامية بحيث تصبح اسرائيل هى العدو الوحيد لكل العرب والمسلمين والذى لا سبيل للتعامل معه الا بالعنف والارهاب على اساس ان الصراع هو صراع وجود وليس صراع حدود.(1/3622)
النظم الاستبدادية التى ترعى عملية السلام– وقتيا الآن– هى التى تلحق ابلغ الضرر باسرائيل على المدى المستقبلى. انها تشترى بقاءها فى السلطة عن طريق لعبتين متناقضتين، الأولى موجهة لأمريكا والغرب واسرائيل، عن طريق الاسهام فى اتفاقات السلام المرحلى بين اسرائيل والفلسطينيين لتكون لصالح الأمن الاسرائيلى فى المدى القريب المنظور. وبذلك تسترضى تللك النظم أمريكا والغرب واسرائيل، وتفلت من مطالب الاصلاح الديمقراطى وتداول السلطة. الثانية: وهى الأخطر والسياسة المستمرة والمستقرة لتلك الأنظمة منذ 1952. هى توجيه غضب الجماهير ونقمتها واحباطها نحو اسرائيل باعتبارها العدو الذى يجب ان نوحد صفوفنا تجاهه، والعدو الذى يهدد مستقبلنا والذى لا يكف عن التآمر علينا، والذى هو سبب كل النكبات التى تحيق بنا. وعلى تلك الشماعة يتم تعليق كل الاصلاحات وتأجيل كل الاستحقاقات، ويتم تفسير كل الفشل فى ضوء التآمر الأسرائيلى والغربى والأمريكى. وهكذا بدلا من ان يتوجه الغضب الشعبى والاحباط نحو العدو الحقيقى الذى اضاع الحقوق وخرب البلاد وقتل الأبرياء– وهو نظام الحكم المستبد– فان ذلك الغضب يتوجه نحو اسرائيل. وحتى اذا اضطر المستبد الى المشاركة فى عملية سلام تتناقض مع العداء الذى يؤججه ضد اسرائيل فانه لا يهتم بتبرير ذلك للجماهير كى تظل الكراهية لأسرائيل هى العقيدة الحاكمة.(1/3623)
المعارضة الأصولية المتطرفة الأرهابية تشارك نظم الحكم فى استغلال اسرائيل عدوا يجب ان تتوحد الأمة على حربه، الا أن للمتطرفين اسبابهم الأخرى الدينية، فالعالم عندهم ينقسم الى معسكرين: معسكر الايمان، وهو معسكرهم وحدهم، ثم معسكر الكفرالذى تقبع اسرائيل واليهود فى أحط درجاته. واذا كان الجهاد واجبا ضد المسيحيين فى الغرب وامريكا فهو أثر قدسية والحاحا ضد الدولة الاسرائيلية، وهى المعركة المقدسة التى ستحدث فى نهاية العالم للقضاءعلى كل اليهود حسب ما يؤكدونه فى أدبياتهم. ويعتقدون انه لا مفر منها ويستعدون لها بتجذير الكراهية لاسرائيل وكل ما هو يهودى.(1/3624)
هذه هى الثقافة التى تربينا عليها فى الصغر، ثم صارت أشد قوة مع تعاظم المد السلفى الوهابى ومع تكاثر المساجد والمدارس والجامعات والجمعيات والصحافة العادية والاليكترونية والقنوات الفضائية. هذه الثقافة وجدت أنصارا لها بين القوى السياسية الأخرى من اليساريين والقوميين والفاشيين الوطنيين. كلهم تحالفوا بغير عهد مكتوب على حشد كل البغضاء ناحية اسرائيل وأمريكا لأنحيازها لأسرائيل. وفى ظل هذا العداء المترسخ لن تساوى تلك الانفاقات الرسمية شيئا، وهذا ما يعرفه المستبدون الذين ساهموا فى انجاحها ليخدعوا اسرائيل بمكسب وقتى بينما هم قد حفروا لها فى المستقبل الغاما تنسف امكانية التعايش السلمى بين العرب واليهود وتجهز لحروب قادمة. هذه الألغام سيكون ضحيتها عشرات الألوف من الأبرياء على الجانبين. هناك العشرات من الضحايا الذين يفجرون انفسهم املا فى مستقبل افضل فى الجنة حسبما أقنعهم شيوخهم– وتلك الجنةهى الأمل الباقى لديهم بعد ان أفقدهم الأستبداد والفساد كل حلم أوأمل فى الحصول على حقوقهم الأنسانية فى هذه الدنيا. الضحايا تجدهم فى عشرات الشباب الأبله من طلبة الجامعات الذى يدفعه التحريض الاعلامى المتواصل ضد اسرائيل فيتسلل الى اسرائيل لكى يجاهد أو يموت وهو لا يدرى شيئا عن القتال والدفاع. انهم مجرد شباب غض شاء سوء حظه أن يكون مصريا فى هذا العصر الكئيب. وهى ظاهرة مدمرة ومرشحة للتكرار طالما بقى الحال على ما هو عليه. ولكن فى المرات القادمة قد يكونون أكثر مهارة وخبرة وكفاءة واستعدادا بحيث يفلتون ويقتلون ابرياء اسرائيليين. الضحايا ايضا من اليهود الاسرائيليين المدنيين صرعى العمليات الانتحارية التى جعلوها استشهادية. ان تلك العمليات الانتحارية هى سلاح اولئك الضعاف الضحايا العرب والمسلمين، وبدلا من أن يتوجه الكفاح ضد المستبد وهو العدو الحقيقى الذى افقرهم وعذبهم وأذلهم وصادر حقوقهم فانه بغسيل المخ يتوجه نحو اسرائيل(1/3625)
فى ظل أكبر حملة دعائية استمرت لأكثر من خمسين عاما تحاصر العقل العربى المسلم من طفولته الى كهولته تدفعه دفعا الى كراهية كل ما هو اسرائيلى ويهودى. والشباب العربى المسلم هم الضحية.
فى أى بلد فى العالم تجد الشباب عنوان الاقبال على الحياة والتفتح والانفتاح على المستقبل لأنه المستقبل. أما فى مصر والشرق الأوسط تجد الشباب منغلقا مشدودا للماضى يفكر فى الموت اكثر من الحياة، يريد أن يرحل الى الجنة مفجرا نفسه ومعه "بعض الكفرة" ليدخلهم النار ليتمتع هو بالحور العين فى الجنة بعد أن فقد أمله فى الزواج والعمل والسكن. المشكلة أن عدد الشباب هو الأضخم فى نسبة السكان واذا كانوا سيظلون بهذه العقلية المريضة الانتحارية فسينجح التخطيط الجهنمى للمستبدين العرب الذين قرروا تأجيل المعركة النهائية مع اسرائيل للأجيال القادمة مقابل أن يتمتعوا هم وحدهم باحتكار السلطة والثروة فى هذا الجيل. أذن فالمستقبل يحمل مخاطرجدية لعمليات انتحارية مقبلة طالما ظلت الثقافة التراثية السلفية سائدة يعززها الأستبداد والفساد. والعمليات الانتحارية سلاح فتاك لا تعرف متى وأين وكيف يضرب. ولا سبيل لمواجهة هذا السلاح الا بسلاح فكرى عقلى اسلامى من داخل الثقافة الاسلامية ذاتها ليعرف كيف يخاطبها ويقنعها.
المحصلة النهائية أن تلك الانفاقات الرسمية على مستوى القمة لن تجدى شيئا فى اقناع الشباب المطحون والناقم والمأزوم. بل ستتزيدها تفاقما لأن اولئك الحكام المستبدين المكروهين انما يعبرون عن أنفسهم وليس عن شعوبهم وبالتالى فان الكراهية لهم لا بد أن تنعكس على ما أسهموا فى انجازه خصوصا اذا كان الشباب المأزوم يعتبرها "استسلاما مخزيا للعدو الصهيونى" حسب تعبيرهم.
لا بد من الاصلاح الديمقراطى والاصلاح الدينى لتجذير السلام فى الشرق الاوسط والا ستظلون تكتبون اتفاقات رسمية على الماء لن تمنع القادم من أنهار الدماء".
---
البحر الرائق
03-10-2006, 02:35 AM(1/3626)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى ، و سلام على عباده الذين اصطفى ،
و بعد
استاذنا الفاضل / د . ابراهيم
جزاك الله خيرا على ما قدمت و ما اوضحت من شبهات هذا الأفاك الأثيم ، وجعل ذلك فى ميزان حسناتك ، و أنا أبشرك بأن نبتة السوء هذه لم و لن تجد أرضا خصبة فى مصر أرض الكنانة ، ومهما أنشأوا من مراكز كمركز ابن خلدون أو غيره فلن يفلحوا،و الله متم نوره و لو كره الكافرون .
لكن لى مؤاخذة على استاذنا و هى بعض الالفاظ التى و ردت فى المقال التى لا تتناسب مع ملتقانا الكريم ، و انا أعلم انها خرجت من استاذنا الفاضل من باب التهكم و السخرية بأعداء الاسلام ، لكن كنت أتمنى أن يعرض عنها شيخنا تنزيها له و لملتقانا - ملتقى أهل التفسير -عن هذه الالفاظ.
ثم اننى أرى أن هناك منهجية أخرى للتعامل مع مثل هذه المقالات . وهى أن ننقل مقال الخصم كاملا دون تدخل فى نصه ثم نبدأ فى سرد مجمل النقاط ثم نبدأ فى دحض هذه الشبهات واحدة بعد الأخرى .
و أنا أرى ان أحمد صبحى هذا قد كرس همه الأكبر فى هدم السنة و عدم الاعتراف بحجيتها و كونها من مصادر التشريع و الانتقاص الغريب و غير المبرر من شأن النبى صلى الله عليه و سلم ، و هذا الأمر الرد عليه أيسر مما يمكن ، لكن الأمر الذى يقلق هو انهم يهدمون السنة و يستدلون على هدمها بالقرآن مما قد يجعل من لا حظ لهم من العلم يصدقون هذا الإفك العريض ، وهو بذلك يفعل ما فعله الخوارج حيث استدلوا على كفر على بالقرآن و قالوا :إن عليا حكم الرجال فى دين الله ، و الله يقول (إن الحكم إلا لله )
و ما نحب ان يتعلمه الناس انه ليس كل من استشهد بالقرآن كلامه صحيح ، إذ العبرة بمناطات الدليل و توجيهاته و الاستشهاد به فى محله و ليس مجرد الاستشهاد .
و الغريب أيضا أنهم يستدلون على عدم حجية السنة بالسنة ، فيقولون قال رسول الله ( من كتب عنى شيئا سوى القرآن فليمحه )(1/3627)
و أستطيع أن أجزم قائلا إن هذه الخطط تسير وفق خطوات منظمة بدأت بالطعن فى السنة بالطعن فى حملة السنة اولا ثم الطعن فى نصوص السنة ليصلوا بعد ذلك إلى الطعن فى القرآن ، فمن المؤكد أنهم لا يسعون لتكون الحاكمية للقرآن وحده دون السنة ، فهذا و سيلة لا غاية ، بل الغاية عندهم هدم الدين برمته و لتكون الحاكمية للبيت الابيض و السى اى ايه و لنقع نحن المسلمين فى نقاشات متعددة فرعية لدرجة أن ننشغل بهذه الحوارات عن مخططهم الرئيسى
اسأل الله أن يعيننى لأكتب مقالا موسعا حول حجية السنة و كونها من الوحى الإلهى .
و فى النهاية أشكر لسيادتكم هذه الغيرة على الاسلام راجيا من الله أن يجعل ذلك فى ميزان حسناتك و أن يجزيك خير الجزاء .
ـــــــــــــــــــــــ
البحر الرائق -أحمد محمود على
ليسانس تربية - قسم اللغة العربية
---
(1/3628)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح للمشرفين بافتتاح قسم يُعنى بتقييم طبعات كتب(التفسير)وغيرها من الكتب العلمية
---
اقتراح للمشرفين بافتتاح قسم يُعنى بتقييم طبعات كتب(التفسير)وغيرها من الكتب العلمية
---
أحمد القصير
05-24-2003, 02:04 AM
اقتراح للمشرفين
اقترح افتتاح قسم يُعنى بتقييم طبعات كتب ( التفسير ) وغيرها من الكتب العلمية ، وذلك على النحو التالي :
يطرح كتاب معين مثل ( تفسير ابن كثير ) ومن ثم يشترك الأخوة في الملتقى بذكر أحسن طبعات الكتاب ، ونقد الطبعات الأخرى .
وهذه الفكرة لها فوائد عدة ، منها :
1- الخروج بتصور واضح عن طبعات كل كتاب ومعرفة الجيد منها من الرديء .
2- أنها وسيلة لتقييم المحققين بطريقة غير مباشرة ( الجرح والتعديل ) .
3- قد يوجد في بعض الطبعات من الفوائد ما لا يوجد في الأخرى ، خاصة إذا كان من عمل المحقق ، ومثل هذه الفوائد يمكن أن تخفى على من ليس عنده إلا نسخة واحدة .
4- اختصار الوقت والجهد على من يريد شراء كتاب معين .
5- تنبيه المشتري من الوقوع ضحية تحقيق تجاري سيء ، مما يضطره لشراء طبعة أخرى للكتاب .
6- هناك طبعات سيئة فيها سقط وتصحيف ، ومثل هذه لا تصلح لمن يريد الاقتباس منها في بحوثه ، وقد لا يعلم طالب العلم بذلك .
كما وأقترح أن يكون عنوان هذا القسم : ( التقييم العلمي لطبعات كتب التفسير وغيرها من الكتب العلمية ) أو حسب ما يراه الأخوة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
---
(1/3629)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (مناهج المفسرين) مع الدكتور حازم سعيد حيدر في برنامج (مبادئ العلوم)
---
(مناهج المفسرين) مع الدكتور حازم سعيد حيدر في برنامج (مبادئ العلوم)
---
عبدالرحمن الشهري
06-28-2006, 03:10 PM
عُرضت مساء الثلاثاء 1/6/1427هـ حلقةٌ من برنامج (مبادئ العلوم) - الذي يعده ويقدمه الأخ الكريم معمر بن عبدالرحمن العمري على قناة المجد العلمية - حول علم (مناهج المفسرين) في حوار ممتع مع الدكتور حازم بن سعيد حيدر الباحث بمركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة النبوية .
وقد تحدث الدكتورحازم حيدر في بداية اللقاء عن المقصود بمناهج المفسرين ، وعرج على تعريف (طبقات المفسرين) ، وذكر طبقات المفسرين وأهمية كل طبقة .
وأشار إلى حداثة نشأة علم مناهج المفسرين في القرن الرابع عشر الهجري ، وأشار إلى أهمية عناية طالب العلم بمعرفة مناهج المفسرين في كتبهم ، ليكون تعامله مع هذه الكتب على علم .
وتعرض في اللقاء لأهم مسائل الموضوع :
- أهم المؤلفات فيه .
- اتجاهات التفسير .
- شروط المفسر .
شكر الله للدكتور حازم ما تفضل به ، وبارك فيه وفي جهوده العلمية التي نتابعها مكتوبة من خلال مؤلفاته وتحقيقاته . وشكر الله للأخ الكريم معمر العمري جهده في هذه القناة العلمية وفي هذا البرنامج المتميز .
---
معمر العمري
07-03-2006, 03:45 AM
شكر الله لكم شيخنا الفاضل دعمكم المستمر , ومشاعركم الطيبة , ولا أستغني عن ملاحظاتكم القيمة , وتوجيهاتكم السديدة .
---
مساعد الطيار
07-03-2006, 04:42 AM
شكر الله سعيك يا أخي معمر على جهودك التي تبذلها في برنامج المتميز ، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء .(1/3630)
اختيار موفق يا أخ معمر ، وأسأل الله أن يوفقك ويوفق الشيخ حازم لكل خير ، وكم أتمنى لو يتحفنا الشيخ حازم في هذا الملتقى ، ويعجِّل بإعادة طباعة كتابه النفيس ( علوم القرآن بين البرهان والاتقان ) .
---
أبو حسن
07-03-2006, 12:59 PM
الكتاب موجود في بعض المكتبات بالرياض
---
فهد الوهبي
07-03-2006, 01:00 PM
بارك الله في جهود هذه القناة العلمية ، وشكر الله للشيخ حازم على ما قدم .. ومزيد من العطاء للأخ معمر العمري..
---
عبدالرحمن الشهري
07-03-2006, 04:27 PM
د.حازم بن سعيد حيدر .
ولد عام 1384هـ في طولكرم بفلسطين . حفظ القرآن الكريم وجوده صغيراً ، ثم رحل إلى المدينة المنورة ودرس في مدارسها ، ثم في الجامعة الإسلامية وأكمل فيها دراساته العليا في كلية القرآن الكريم . قرأ القراءات العشر الصغرى على الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الزيات ، وقرأ عليه رواية حفص عن عاصم من طريق الطيبة ، وقرأ بعض القراءات على الشيوخ : محمد تميم الزعبي ، وعبدالفتاح المرصفي ، وعبدالرحمن البري ، وأبي الحسن محيي الدين الكردي .
من مؤلفاته : علوم القرآن بين البرهان والإتقان وهو رسالته للدكتوراه وهو مطبوع بمكتبة دار الزمان في المدينة المنورة ، ويطبع الآن الطبعة الثانية ، ومن تحقيقاته : شرح الهداية في القراءات السبع لأبي العباس المهدوي ، وله بحوث منشورة . وفقه الله وسدده .
انظر ترجمته في كتاب (منة الرحمن في تراجم أهل القرآن للدكتور إبراهيم محمد الجرمي) ص 59
---
مساعد الطيار
07-04-2006, 11:39 AM
الأخ الكريم أبو حسن
في أي المكتبات ؟
---
أبو حسن
07-05-2006, 07:34 PM
مرحبا بك شيخنا الفاضل
الكتاب موجود في مكتبة بلنسية بالسويدي ت: 4253883
وربما في مكتبة المؤيد
---
(1/3631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العلماء يتمنون ..
---
العلماء يتمنون ..
---
يوسف العليوي
07-16-2004, 02:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب ابن تيمية -رحمه الله- من السجن إلى ابن رشيق -رحمه الله، وهو من أخص أصحاب ابن تيمية-: (قد فتح الله عليَّ في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها.
وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن) العقود الدرية/28.
أرجو ممن يجد مثل هذا القول عن أحد من أهل العلم المتقدمين أو المتأخرين يندم على تضييع الأوقات في غير التفسير، أو يتمنى العلم بتفسير القرآن الكريم، أو الاقتصار عليه، فليذكره هنا مشكوراً مأجوراً.
نفعنا الله بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
---
(1/3632)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إنشاء حلقات بين الأصدقاء لتدارس القرآن الكريم المرجو المساهمة
---
إنشاء حلقات بين الأصدقاء لتدارس القرآن الكريم المرجو المساهمة
---
hhafid
12-07-2004, 04:31 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكم وفي عملكم الهادف
أتمنى أن تدلوني على تفاسير مختصرة للقران الكريم لأن هدفي هو إنشاء حلقات بين الأصدقاء لتدارس القرآن الكريم
وجزاكم الله خيرا
CC3333
---
(1/3633)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير قوله تعالى(واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها..) من الميزان،الطبري،القرطبي،ا
---
تفسير قوله تعالى(واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها..) من الميزان،الطبري،القرطبي،ا
---
ابو حنيفة
05-13-2004, 10:35 PM
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اللهم اياك نعبد واياك نستعين، اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:
كنت في الجامعة وكنا نقرأ في سورة الاسراء ، ولما مررنا بقوله تعالى ( واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا ترفيها....الاية) استوقفتني هذه الاية وسألت الشيخ الذي يقرؤنا عن تفسيرها فشرح ذلك شرحا اجماليا، فسألتهه عن بعض المعاني الدقيقة فيها مثل الارادة، ومعنى المترفين؟؟؟ فوكل الي بحث هذه الاية، فقمت ببحثها من عدة تفاسير عن طريق البحث في شبكة الانترنت وحصلت على هذه التفاسير وغيرها .
وانا الان اجمعها لك اخي الحبيب لتتأمل في تفسير هذه الايات أسأل الله أن ينفعني واياك بما نكتب وما نقرا والله اعلم واحكم الحاكمين.
اولا: من تفسير الطبطبائي المسمى: الميزان في تفسير القران:
و قوله: «إذا أردنا أن نهلك قرية» أي إذا دنا وقت هلاكهم من قبيل قولهم: إذا أراد العليل أن يموت كان كذا، و إذا أرادت السماء أن يمطر كان كذا، أي إذا دنا وقت موته و إذا دنا وقت إمطارها فإن من المعلوم أنه لا يريد الموت بحقيقة معنى الإرادة و أنها لا تريد الإمطار كذلك، و في القرآن: «فوجدا جدارا يريد أن ينقض» الآية.(1/3634)
و يمكن أن يراد به الإرادة الفعلية و حقيقتها توافق الأسباب المقتضية للشيء و تعاضدها على وقوعه، و هو قريب من المعنى الأول و حقيقته تحقق ما لهلاكهم من الأسباب و هو كفران النعمة و الطغيان بالمعصية كما قال سبحانه: «لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد»: إبراهيم: 7، و قال: «الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد»: الفجر: 14.
و قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» من المعلوم من كلامه تعالى أنه لا يأمر بالمعصية أمرا تشريعيا فهو القائل: «قل إن الله لا يأمر بالفحشاء»: الأعراف: 28 و أما الأمر التكويني فعدم تعلقه بالمعصية من حيث إنها معصية أوضح لجعله الفعل ضروريا يبطل معه تعلقه باختيار الإنسان و لا معصية مع عدم الاختيار قال تعالى: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون»: يس: 82.
فمتعلق الأمر في قوله: «أمرنا» إن كان هو الطاعة كان الأمر بحقيقة معناه و هو الأمر التشريعي و كان هو الأمر الذي توجه إليهم بلسان الرسول الذي يبلغهم أمر ربهم و ينذرهم بعذابه لو خالفوا و هو الشأن الذي يختص بالرسول كما تقدمت الإشارة إليه فإذا خالفوا و فسقوا عن أمر ربهم حق عليهم القول و هو أنهم معذبون إن خالفوا فأهلكوا و دمروا تدميرا.
و إن كان متعلق الأمر هو الفسق و المعصية كان الأمر مرادا به الإكثار من إفاضة النعم عليهم و توفيرها على سبيل الإملاء و الاستدراج و تقريبهم بذلك من الفسق حتى يفسقوا فيحق عليهم القول و ينزل عليهم العذاب.
و هذان وجهان في معنى قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» يجوز توجيهه بكل منهما لكن يبعد أول الوجهين أولا أن قولنا: أمرته ففعل و أمرته ففسق ظاهره تعلق الأمر بعين ما فرع عليه، و ثانيا عدم ظهور وجه لتعلق الأمر بالمترفين مع كون الفسق لجميع أهل القرية و إلا لم يهلكوا.(1/3635)
قال في الكشاف،: و الأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم: افسقوا، و هذا لا يكون فبقي أن يكون مجازا، و وجه المجاز أنه صب عليهم النعمة صبا فجعلوها ذريعة إلى المعاصي و اتباع الشهوات فكأنهم مأمورون بذلك لتسبب إيلاء النعمة فيه، و إنما خولهم إياها ليشكروا و يعملوا فيها الخير و يتمكنوا من الإحسان و البر كما خلقهم أصحاء أقوياء و أقدرهم على الخير و الشر و طلب منهم إيثار الطاعة على المعصية فآثروا الفسوق فلما فسقوا حق عليهم القول و هو كلمة العذاب فدمرهم.
فإن قلت: هلا زعمت أن معناه أمرناهم بالطاعة ففسقوا قلت لأن حذف ما لا دليل عليه غير جائز فكيف يحذف ما الدليل قائم على نقيضه؟ و ذلك أن المأمور به إنما حذف لأن فسقوا يدل عليه و هو كلام مستفيض يقال: أمرته فقام و أمرته فقرأ لا يفهم منه إلا أن المأمور به قيام أو قراءة و لو ذهبت تقدر غيره لزمت من مخاطبك علم الغيب.
و لا يلزم على هذا قولهم: أمرته فعصاني أو فلم يمتثل أمري لأن ذلك مناف للأمر مناقض له، و لا يكون ما يناقض الأمر مأمورا به فكان محالا أن يقصد أصلا حتى يجعل دالا على المأمور به فكان المأمور به في هذا الكلام غير مدلول عليه و لا منوي لأن من يتكلم بهذا الكلام فإنه لا ينوي لأمره مأمورا به كأنه يقول: كان مني أمر فلم يكن منه طاعة كما أن من يقول: فلان يعطي و يمنع و يأمر و ينهى غير قاصد إلى مفعول.
فإن قلت: هلا كان ثبوت العلم بأن الله لا يأمر بالفحشاء و إنما يأمر بالقصد و الخير دليلا على أن المراد أمرناهم بالخير ففسقوا؟.
قلت: لا يصح ذلك لأن قوله: ففسقوا يدافعه فكأنك أظهرت شيئا و أنت تدعي إضمار خلافه فكان صرف اللفظ إلى المجاز هو الوجه.(1/3636)
و هو كلام حسن في تقريب ظهور قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» في كون المأمور به هو الفسق و أما كونه صريحا فيه بحيث لا يحتمل إلا ذلك كما يدعيه فلا، فلم لا يجوز أن تكون الآية من قبيل قولنا: أمرته فعصاني حيث تكون المعصية و هي منافية للأمر قرينة على كون المأمور به هو الطاعة و الفسق و المعصية واحد فإن الفسق هو الخروج عن زي العبودية و الطاعة فهو المعصية و يكون المعنى حينئذ أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا عن أمرنا و عصوه، أو يكون الأمر في الآية مستعملا استعمال اللازم، و المعنى توجه أمرنا إلى مترفيها ففسقوا فيها عنه.
فالحق أن الوجهين لا بأس بكل منهما و إن كان الثاني لا يخلو من ظهور و قد أجيب عن اختصاص الأمر بالمترفين بأنهم الرؤساء السادة و الأئمة المتبوعون و غيرهم أتباعهم و حكم التابع تابع لحكم المتبوع و لا يخلو من سقم.
و ذكر بعضهم في توجيه الآية أن قوله: «أمرنا مترفيها» إلخ صفة لقرية و ليس جوابا لإذا و جواب إذا محذوف على حد قوله: حتى إذا جاؤها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها إلى آخر الآية للاستغناء عنه بدلالة الكلام.
و ذكر آخرون أن في الآية تقديما و تأخيرا و التقدير و إذا أمرنا مترفي قرية ففسقوا فيها أردنا أن نهلكها، و ذلك أنه لا معنى لإرادة الهلاك قبل تحقق سببه و هو الفسق، و هو وجه سخيف كسابقه.
هذا كله على القراءة المعروفة «أمرنا» بفتح الهمزة ثم الميم مخففة من الأمر بمعنى الطلب، و ربما أخذ من الأمر بمعنى الإكثار أي أكثرنا مترفيها مالا و ولدا ففسقوا فيها.
و قرىء «آمرنا» بالمد و نسب إلى علي (عليه السلام) و إلى عاصم و ابن كثير و نافع و غيرهم و هو من الإيمان بمعنى إكثار المال و النسل أو بمعنى تكليف إنشاء فعل، و قرىء أيضا «أمرنا» بتشديد الميم من التأمير بمعنى تولية الإمارة و نسب ذلك إلى علي و الحسن و الباقر (عليهما السلام) و إلى ابن عباس و زيد بن علي و غيرهم.
ثانيا: من تفسير ابن كثير(1/3637)
14اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله " أَمَرْنَا " فَالْمَشْهُور قِرَاءَة التَّخْفِيف وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَاهَا فَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا أَمْرًا قَدَرِيًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " إِنَّ اللَّه لَا يَأْمُر بِالْفَحْشَاءِ قَالُوا مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَخَّرَهُمْ إِلَى فِعْل الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعَذَاب وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَاتِ فَفَعَلُوا الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَة . رَوَاهُ اِبْن جُرَيْج عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر أَيْضًا وَقَالَ اِبْن جَرِير يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء قُلْت إِنَّمَا يَجِيء هَذَا عَلَى قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمْ اللَّه بِالْعَذَابِ وَهُوَ قَوْله " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا " الْآيَة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " أَكْثَرْنَا وَقَدْ اِسْتَشْهَدَ بَعْضهمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَيْثُ قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْح بْن عُبَادَة حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الْعَدَوِيّ عَنْ مُسْلِم بْن بُدَيْل عَنْ إِيَاس بْن زُهَيْر عَنْ سُوَيْد بْن(1/3638)
هُبَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " خَيْر مَال اِمْرِئٍ لَهُ مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة " قَالَ الْإِمَام أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّام رَحِمَهُ اللَّه فِي كِتَابه الْغَرِيب الْمَأْمُورَة كَثِيرَة النَّسْل وَالسِّكَّة الطَّرِيقَة الْمُصْطَفَّة مِنْ النَّخْل وَالْمَأْبُورَة مِنْ التَّأْبِير وَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّمَا جَاءَ هَذَا مُتَنَاسِبًا كَقَوْلِهِ " مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات " .
ثالثا: من تفسير الطبري:
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا)(1/3639)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْحِجَاز وَالْعِرَاق { أَمَرْنَا } بِقَصْرِ الْأَلِف وَغَيْر مَدّهَا وَتَخْفِيف الْمِيم وَفَتْحهَا . وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَإِنَّ الْأَغْلَب مِنْ تَأْوِيله : أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ , فَفَسَقُوا فِيهَا بِمَعْصِيَتِهِمْ اللَّه , وَخِلَافهمْ أَمْره , كَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ كَثِير مِمَّنْ قَرَأَهُ كَذَلِكَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16723 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } قَالَ : بِطَاعَةِ اللَّه , فَعَصَوْا . 16724 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا شَرِيك , عَنْ سَلَمَة أَوْ غَيْره , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : أَمَرْنَا بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا . وَقَدْ يَحْتَمِل أَيْضًا إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ : جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء فَفَسَقُوا فِيهَا , لِأَنَّ الْعَرَب تَقُول : هُوَ أَمِير غَيْر مَأْمُور . وَقَدْ كَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يَقُول : قَدْ يَتَوَجَّه مَعْنَاهُ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ إِلَى مَعْنَى أَكْثَرْنَا مُتْرَفِيهَا , وَيُحْتَجّ لِتَصْحِيحِهِ ذَلِكَ بِالْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة " وَيَقُول : إِنَّ مَعْنَى قَوْله : مَأْمُورَة : كَثِيرَة النَّسْل . وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ الْكُوفِيِّينَ(1/3640)
يُنْكِر ذَلِكَ مِنْ قِيله , وَلَا يُجِيزنَا أَمْرنَا , بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا إِلَّا بِمَدِّ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا . وَيَقُول فِي قَوْله " مُهْرَة مَأْمُورَة " : إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ عَلَى الِاتِّبَاع لِمَجِيءِ مَأْبُورَة بَعْدهَا , كَمَا قِيلَ : " اِرْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات " فَهَمَزَ مَأْزُورَات لِهَمْزِ مَأْجُورَات , وَهِيَ مِنْ وَزَرَتْ إِتْبَاعًا لِبَعْضِ الْكَلَام بَعْضًا . وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو عُثْمَان " أَمَّرْنَا " بِتَشْدِيدِ الْمِيم , بِمَعْنَى الْإِمَارَة . 16725 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ : ثنا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا هُشَيْم عَنْ عَوْف , عَنْ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَنَّهُ قَرَأَ " أَمَّرْنَا " مُشَدَّدَة مِنْ الْإِمَارَة . وَقَدْ تَأَوَّلَ هَذَا الْكَلَام عَلَى هَذَا التَّأْوِيل , جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16726 - حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن دَاوُد , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " يَقُول : سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْتهمْ بِالْعَذَابِ , وَهُوَ قَوْله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا } 6 123 16727 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْقَاسِم , قَالَ : سَمِعْت الْكِسَائِيّ يُحَدِّث عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , أَنَّهُ قَرَأَهَا : " أَمَّرْنَا " وَقَالَ : سَلَّطْنَا . 16728 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنَى حَجَّاج , عَنْ أَبِي حَفْص , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ : " أَمَّرْنَا " مُثَقَّلَة : جَعَلْنَا عَلَيْهَا مُتْرَفِيهَا :(1/3641)
مُسْتَكْبِرِيهَا . 16729 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , وَحَدَّثَنِي الْحَارِث قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى : " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ : بَعَثْنَا . * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . وَذُكِرَ عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ " آمَرْنَا " بِمَدِّ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا , بِمَعْنَى : أَكْثَرْنَا فَسَقَتهَا . وَقَدْ وُجِّهَ تَأْوِيل هَذَا الْحَرْف إِلَى هَذَا التَّأْوِيل جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل , إِلَّا أَنَّ الَّذِينَ حَدَّثُونَا لَمْ يُمَيِّزُوا لَنَا اِخْتِلَاف الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ , وَكَيْف قَرَأَ ذَلِكَ الْمُتَأَوِّلُونَ , إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُمْ . ذِكْر مَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ : 16730 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول : أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ . 16731 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثنا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة قَوْله : " آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ : أَكْثَرْنَاهُمْ . 16732 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } قَالَ : أَكْثَرْنَاهُمْ . 16733 - حَدَّثَنِي عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول : أَخْبَرَنَا عَبْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ : سَمِعْت(1/3642)
الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } يَقُول : أَكْثَرنَا مُتْرَفِيهَا : أَيْ كُبَرَاءَهَا . 16734 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَا : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا , فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل " يَقُول : أَكْثَرنَا مُتْرَفِيهَا : أَيْ جَبَابِرَتهَا , فَفَسَقُوا فِيهَا وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَةِ اللَّه { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } . وَكَانَ يَقُول : إِذَا أَرَادَ اللَّه بِقَوْمٍ صَلَاحًا , بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُصْلِحًا . وَإِذَا أَرَادَ بِهِمْ فَسَادًا بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُفْسِدًا , وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكهَا أَكْثَرَ مُتْرَفِيهَا . * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } قَالَ : أَكْثَرْنَاهُمْ . 16735 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , قَالَ : دَخَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى زَيْنَب وَهُوَ يَقُول : " لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذَا " وَحَلَّقَ بَيْن إِبْهَامه وَاَلَّتِي تَلِيهَا , قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّه أَنْهَلْك وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث " . 16736 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } قَالَ : ذَكَرَ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ أَمَرْنَا : أَكْثَرْنَا . قَالَ : وَالْعَرَب(1/3643)
تَقُول لِلشَّيْءِ الْكَثِير أَمِرَ لِكَثْرَتِهِ . فَأَمَّا إِذَا وُصِفَ الْقَوْم بِأَنَّهُمْ كَثُرُوا , فَإِنَّهُ يُقَال : أَمِرَ بَنُو فُلَان , وَأَمِرَ الْقَوْم يَأْمُرُونَ أَمْرًا , وَذَلِكَ إِذَا كَثُرُوا وَعَظُمَ أَمْرهمْ , كَمَا قَالَ لَبِيد . إِنْ يُغْبَطُوا يُهْبَطُوا وَإِنْ أَمَرُوا يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْقُلِّ وَالنَّفَد وَالْأَمْر الْمَصْدَر , وَالِاسْم الْإِمْر , كَمَا قَالَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ { لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا } 18 71 قَالَ : عَظِيمًا , وَحُكِيَ فِي مِثْل شَرّ إِمْر : أَيْ كَثِير . وَأَوْلَى الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } بِقَصْرِ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا وَتَخْفِيف الْمِيم مِنْهَا , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى تَصْوِيبهَا دُون غَيْرهَا . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْأَوْلَى بِالصَّوَابِ بِالْقِرَاءَةِ , فَأَوْلَى التَّأْوِيلَات بِهِ تَأْوِيل مَنْ تَأَوَّلَهُ : أَمَرْنَا أَهْلهَا بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا وَفَسَقُوا فِيهَا , فَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْل : لِأَنَّ الْأَغْلَب مِنْ مَعْنَى أَمَرْنَا : الْأَمْر , الَّذِي هُوَ خِلَاف النَّهْي دُون غَيْره , وَتَوْجِيه مَعَانِي كَلَام اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى الْأَشْهَر الْأَعْرَف مِنْ مَعَانِيه , أَوْلَى مَا وُجِدَ إِلَيْهِ سَبِيل مِنْ غَيْره .
فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(1/3644)
وَمَعْنَى قَوْله : { فَفَسَقُوا فِيهَا } : فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه فِيهَا , وَخَرَجُوا عَنْ طَاعَته { فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل } يَقُول : فَوَجَبَ عَلَيْهِمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ اللَّه وَفُسُوقهمْ فِيهَا , وَعِيد لِلَّهِ الَّذِي أَوْعَدَ مَنْ كَفَرَ بِهِ , وَخَالَفَ رُسُله , مِنْ الْهَلَاك بَعْد الْإِعْذَار وَالْإِنْذَار بِالرُّسُلِ وَالْحُجَج { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } يَقُول : فَخَرَّبْنَاهَا عِنْد ذَلِكَ تَخْرِيبًا , وَأَهْلَكْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ أَهْلهَا إِهْلَاكًا , كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَق : وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمُود لَمَّا رَغَا ظُهْرًا فَدَمَّرَهُمْ دَمَارَا
رابعا: من تفسير القرطبي:
وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى فِي الْآيَة الَّتِي قَبْل أَنَّهُ لَمْ يُهْلِك الْقُرَى قَبْل اِبْتِعَاث الرُّسُل , لَا لِأَنَّهُ يَقْبُح مِنْهُ ذَلِكَ إِنْ فَعَلَ , وَلَكِنَّهُ وَعْد مِنْهُ , وَلَا خُلْف فِي وَعْده . فَإِذَا أَرَادَ إِهْلَاك قَرْيَة مَعَ تَحْقِيق وَعْده عَلَى مَا قَالَهُ تَعَالَى أَمَرَ مُتْرَفِيهَا بِالْفِسْقِ وَالظُّلْم فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل بِالتَّدْمِيرِ . يُعْلِمك أَنَّ مَنْ هَلَكَ هَلَكَ بِإِرَادَتِهِ , فَهُوَ الَّذِي يُسَبِّب الْأَسْبَاب وَيَسُوقهَا إِلَى غَايَاتهَا لِيُحِقّ الْقَوْل السَّابِق مِنْ اللَّه تَعَالَى .(1/3645)
" أَمَرْنَا " قَرَأَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَأَبُو رَجَاء وَأَبُو الْعَالِيَة , وَالرَّبِيع وَمُجَاهِد وَالْحَسَن " أَمَّرْنَا " بِالتَّشْدِيدِ , وَهِيَ قِرَاءَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ; أَيْ سَلَّطْنَا شِرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْنَاهُمْ . وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ " أَمَّرْنَا " بِتَشْدِيدِ الْمِيم , جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء مُسَلَّطِينَ ; وَقَالَهُ اِبْن عَزِيز . وَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ . وَقَرَأَ الْحَسَن أَيْضًا وَقَتَادَة وَأَبُو حَيْوَة الشَّامِيّ وَيَعْقُوب وَخَارَجَة عَنْ نَافِع وَحَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ اِبْن كَثِير وَعَلِيّ وَابْن عَبَّاس بِاخْتِلَافٍ عَنْهُمَا " آمَرْنَا " بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيف , أَيْ أَكْثَرْنَا جَبَابِرَتهَا وَأُمَرَاءَهَا ; قَالَهُ الْكِسَائِيّ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة : آمَرْته بِالْمَدِّ وَأَمَّرْته , لُغَتَانِ بِمَعْنَى كَثَّرْته ; وَمِنْهُ الْحَدِيث ( خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة ) أَيْ كَثِيرَة النِّتَاج وَالنَّسْل . وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن عَزِيز : آمَرْنَا وَأَمَرْنَا بِمَعْنًى وَاحِد ; أَيْ أَكْثَرْنَا . وَعَنْ الْحَسَن أَيْضًا وَيَحْيَى بْن يَعْمَر " اِمْرِنَا " بِالْقَصْرِ وَكَسْر الْمِيم عَلَى فَعِلْنَا , وَرُوِيَتْ عَنْ اِبْن عَبَّاس . قَالَ قَتَادَة وَالْحَسَن : الْمَعْنَى أَكْثَرْنَا ; وَحَكَى نَحْوه أَبُو زَيْد وَأَبُو عُبَيْد , وَأَنْكَرَهُ الْكِسَائِيّ وَقَالَ : لَا يُقَال مِنْ الْكَثْرَة إِلَّا آمَرْنَا بِالْمَدِّ ; قَالَ وَأَصْلهَا " أَأَمَرْنَا " فَخَفَّفَ , حَكَاهُ الْمَهْدَوِيّ . وَفِي الصِّحَاح : وَقَالَ أَبُو الْحَسَن أَمِرَ مَاله ( بِالْكَسْرِ ) أَيْ كَثُرَ . وَأَمِرَ الْقَوْم أَيْ كَثُرُوا ; قَالَ الشَّاعِر :(1/3646)
أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْم الْقُعْدُد وَآمَر اللَّه مَاله : ( بِالْمَدِّ ) : الثَّعْلَبِيّ : وَيُقَال لِلشَّيْءِ الْكَثِير أَمِرٌ , وَالْفِعْل مِنْهُ : أَمِرَ الْقَوْم يَأْمَرُونَ أَمْرًا إِذَا كَثُرُوا . قَالَ اِبْن مَسْعُود : كُنَّا نَقُول فِي الْجَاهِلِيَّة لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا : أَمِرَ أَمْر بَنِي فُلَان ; قَالَ لَبِيد : كُلّ بَنِي حُرَّة مَصِيرهمْ قَلَّ وَإِنْ أَكْثَرَتْ مِنْ الْعَدَد إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وَإِنْ أَمِرُوا يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ وَالنَّكَد قُلْت : وَفِي حَدِيث هِرَقْل الْحَدِيث الصَّحِيح : ( لَقَدْ أَمِرَ أَمْر اِبْن أَبِي كَبْشَة , إِنَّهُ لَيَخَافهُ مَلِك بَنِي الْأَصْفَر ) أَيْ كَثُرَ . وَكُلّه غَيْر مُتَعَدٍّ وَلِذَلِكَ أَنْكَرَهُ الْكِسَائِيّ , وَاَللَّه أَعْلَم . قَالَ الْمَهْدَوِيّ : وَمَنْ قَرَأَ " أَمِرَ " فَهِيَ لُغَة , وَوَجْه تَعْدِيَة " أَمِرَ " أَنَّهُ شَبَّهَهُ بِعَمَرَ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ الْكَثْرَة أَقْرَب شَيْء إِلَى الْعِمَارَة , فَعُدِّيَ كَمَا عُدِّيَ عَمَرَ . الْبَاقُونَ " أَمَرْنَا " مِنْ الْأَمْر ; أَيْ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ إِعْذَارًا وَإِنْذَارًا وَتَخْوِيفًا وَوَعِيدًا .(1/3647)
وَقِيلَ : " أَمَرْنَا " جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء ; لِأَنَّ الْعَرَب تَقُول : أَمِير غَيْر مَأْمُور , أَيْ غَيْر مُؤْمَر . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ بَعَثْنَا مُسْتَكْبِرِيهَا . قَالَ هَارُون : وَهِيَ قِرَاءَة أُبَيّ " بَعَثْنَا أَكَابِر مُجْرِمِيهَا فَفَسَقُوا " ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ . وَحَكَى النَّحَّاس : وَقَالَ هَارُون فِي قِرَاءَة أُبَيّ " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة بَعَثْنَا فِيهَا أَكَابِر مُجْرِمِيهَا فَمَكَرُوا فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْل " . وَيَجُوز أَنْ يَكُون " أَمَرْنَا " بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا ; وَمِنْهُ ( خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة ) عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَقَالَ قَوْم : مَأْمُورَة اِتِّبَاع لِمَأْبُورَةٍ ; كَالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا . وَكَقَوْلِهِ : ( اِرْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات ) . وَعَلَى هَذَا لَا يُقَال : أَمَرَهُمْ اللَّه , بِمَعْنَى كَثَّرَهُمْ , بَلْ يُقَال : آمَرهُ وَأَمَرَهُ . وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْد وَأَبُو حَاتِم قِرَاءَة الْعَامَّة . قَالَ أَبُو عُبَيْد : وَإِنَّمَا اِخْتَرْنَا " أَمَرْنَا " لِأَنَّ الْمَعَانِي الثَّلَاثَة تَجْتَمِع فِيهَا مِنْ الْأَمْر وَالْإِمَارَة وَالْكَثْرَة . وَالْمُتْرَف : الْمُنَعَّم ; وَخُصُّوا بِالْأَمْرِ لِأَنَّ غَيْرهمْ تَبَع لَهُمْ .
فَفَسَقُوا فِيهَا
أَيْ فَخَرَجُوا عَنْ الطَّاعَة عَاصِينَ لَنَا .
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَوَجَبَ , عَلَيْهَا الْوَعِيد ; عَنْ اِبْن عَبَّاس .
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(1/3648)
أَيْ أَسْتَأْصَلْنَاهَا بِالْهَلَاكِ . " تَدْمِيرًا " وَذَكَرَ الْمَصْدَر لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْعَذَاب الْوَاقِع بِهِمْ . وَفِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث زَيْنَب بِنْت جَحْش زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهه يَقُول : ( لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذِهِ ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَام وَاَلَّتِي تَلِيهَا . قَالَتْ : فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه , أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث ) . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب , وَأَنَّ الْمَعَاصِي إِذَا ظَهَرَتْ وَلَمْ تُغَيَّر كَانَتْ سَبَبًا لِهَلَاكِ الْجَمِيع ; وَاَللَّه أَعْلَم .
خامسا : من تفسير السيوطي المسمى الدر المنثورفي التفسير بالمأثور:
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أمرنا مترفيها} قال أمروا بالطاعة فعصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية} الآية. قال: {أمرنا مترفيها} بحق، فخالفوه، فحق عليهم بذلك التدمير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها} قال: سلطنا شرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك، أهلكناهم بالعذاب. وهو قوله: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} (الأنعام، آية 123).(1/3649)
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله وجل: {أمر مترفيها} قال: سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
إن يعطبوا يبرموا وإن أمروا * يوما يصيروا للهلك والفقد
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية رضي الله عنه كان يقرأ {أمرنا مترفيها} مثقلة. يقول: أمرنا عليهم أمراء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ "آمرنا مترفيها" يعني بالمد. قال: أكثرنا فساقها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر، عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ {أمرنا مترفيها} قال: أكثرناهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه {أمرنا مترفيها} قال: أكثرنا.
وأخرج البخاري وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان.
والله أعم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
---
سليمان داود
05-14-2004, 01:02 PM
جزاك الله خيرا" أخي العزيز على هذا الجهد الذي بذلته بين كتب التفسير
وكنت تستطيع أن تعفي نفسك من هذا العناء بما هو أقرب للعقل
وهي قراءة أبن عباس بتشديد الميم
فهي أقرب للمنطق والعقل من القراءات الأخرى
وخاصة من قال أن الله أمرهم بالطاعه ؟؟؟؟
فكيف يأمر الله بالطاعه المترفين فقط ؟؟؟ ولا يأمر الفقراء ؟؟؟؟
وهل يوجد قريه تخلوا من الفقراء
والقريه في القرآن تعني مدينه أو أكبر ( أي يمكن أن تكون مجازا" أسم دوله بهذا الزمن)
اذا" تكون مليئه بالفقراء الذين يذهبون بجريرة الاغنياء المترفين لأنهم لم يضربوهم على أيديهم ؟؟
وهنا يتجلى معنى النهي عن المنكر ؟؟؟
أو يذهبو بجريرتهم اذا كانو مستضعفين كما أوردت في حديث قوم يأجوج
المهم أنه أقرب مايكون منطقيا" وعقليا" هي قراءة أبن عباس رضي الله عنه(1/3650)
وقد أمرنا الله كثيرا " بقوله أفلا تعقلون تتفقهون تنظرون تعلمون تبصرون تتدبرون
ان كنت مصيبا" فمن الله
وأن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وأستغفر الله العظيم على كل أمر
وأشكرك يا أخي وأفادنا الله منك ومن كل طالب علم في هذا المنتدى الرائع
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
---
أبومجاهدالعبيدي
05-14-2004, 01:28 PM
قال ابن القيم رحمه الله وهو يبين أنواع الأمر في القرآن :
( والأمر الكوني كقوله : (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ، وقوله : ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) ، وقوله : ( وكان أمر الله مفعولا ) وقوله : ( وكان أمرا مقضيا ) ،
وقوله : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) فهذا أمر تقدير كوني لا أمر ديني شرعي فإن الله لا يأمر بالفحشاء .
والمعنى قضينا ذلك وقدرناه .
وقالت طائفة : بل هو أمر ديني والمعنى أمرناهم بالطاعة فخالفونا وفسقوا .
والقول الأول أرجح لوجوده :
أحدها : أن الأضمار على خلاف الأصل فلا يصار إليه إلا إذا لم يكن تصحيح الكلام بدونه
الثاني : أن ذلك يستلزم أضمارين أحدهما أمرناهم بطاعتنا الثاني فخالفونا أو عصونا ونحو ذلك
الثالث : أن ما بعد الفاء في مثل هذا التركيب هو المأمور به نفسه كقولك أمرته ففعل وأمرته فقام وأمرته فركب لا يفهم المخاطب غير هذا
الرابع : أنه سبحانه جعل سبب هلاك القرية أمره المذكور ومن المعلوم أن أمره بالطاعة والتوحيد لا يصلح أن يكون سبب الهلاك بل هو سبب للنجاة والفوز .
فإن قيل أمره بالطاعة مع الفسق هو سبب الهلاك قيل هذا يبطل بالوجه
الخامس :وهو أن هذا الأمر لا يختص بالمترفين بل هو سبحانه يأمر بطاعته واتباع رسله المترفين وغيرهم فلا يصح تحصيص الأمر بالطاعة بالمترفين يوضحه(1/3651)
الوجه السادس :أن الأمر لو كان بالطاعة لكان هو نفس إرسال رسله إليهم ومعلوم أنه لا يحسن أن يقال أرسلنا رسلنا إلى مترفيها ففسقوا فيها فإن الإرسال لو كان إلى المترفين لقال من عداهم نحن لم يرسل إلينا
السابع : أن إرادة الله سبحانه لإهلاك القرية إنما يكون بعد إرسال الرسل إليهم وتكذيبهم وإلا فقبل ذلك هو لا يريد إهلاكهم لأنهم معذورون بغفلتهم وعدم بلوغ الرسالة إليهم قال تعالى : (وما كان الله ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) فإذا أرسل الرسل فكذبوهم أراد إهلاكها فأمر رؤسائها ومترفيها أمرا كونيا قدريا لا شرعيا دينيا بالفسق في القرية فاجتمع أهلها على تكذيبهم وفسق رؤسائهم فحينئذ جاءها أمر الله وحق عليها قوله بالإهلاك .
والمقصود ذكر الأمر الكوني والديني . ومن الديني قوله : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ..)
وقوله : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) . وهو كثير .) انتهى من شفاء العليل لابن القيم .
---
(1/3652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إتقان البرهان في علوم القرأن ماذا تعرف عنه ؟
---
إتقان البرهان في علوم القرأن ماذا تعرف عنه ؟
---
أبو العالية
10-21-2003, 03:54 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
أحبتي في الله .
هذا سؤال عن كتاب " إتقان البرهان في علوم القرآن " لمؤلفه / فضل حسن عباس
ويقع في جزئين .
ومن خلال تتبعي للكتاب يظهر والعلم عند الله أن صاحبه على نهج الأشاعرة !
إلى غير ذلك من الأغلوطات التي موجوده في الكتاب .
فالسؤال هل وقف أحدٌ على الكتاب ، أو علم شئياً عن مؤلفه ، سيما أنه دكتور في الجامعة الأردنية .
وجزاكم الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
10-21-2003, 04:36 PM
بسم الله
لقد قرأت الكتاب ، وطالعته مراراً ، وهو في الجملة كتاب جيد إلا أني الآن لا أستطيع تفصيل الجواب عن سؤالك فلعلك تنتظر قليلاً حتى أتفرغ للجواب .
والله المستعان .
---
أبو العالية
10-21-2003, 11:05 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
الأخ الفاضل الشيخ / أبو مجاهد العبيدي نفع الله به
سعدت بمرورك نفع الله بكم .
واتمنى لو تأتون بشي من التفصيل نوعاً ما .
أو الإشارة إلى مواضع خالف فيها المؤلف ولنا إكمال البحث في مناقشتها .
وجزاكم الله خيراً
محبكم
أبو العالية
عفا الله
---
أبو العالية
10-28-2003, 12:22 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
الكتاب سوف يطبع ، وقد علمت من ممن هو بحاجة لمراجعته أن ينتظر أراء ونصائح حول الكتاب ليعيد طباعته بعيداً عن الأخطاء .
فهل من مفيد وناصح يحتسب الأجر في ذلك .
والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
11-06-2003, 06:47 AM
بسم الله
يا أخي أبا العالية وفقك الله
شكر الله لك حرصك على النصح للمسلمين ولطلبة العلم خصوصاً .(1/3653)
قلت سابقاً : إني قد طالعت الكتاب قديماً ، وذلك أول ما نزل فوجدته كتاباً جيداً - ولا يسلم من أخطاء كغيره من كتب البشر - .
وأنا الآن أتصفحه بين الحين والآخر لضيق وقتي ، ولكني والحق يقال رأيته من أحسن كتب علوم القرآن التي تمتاز بالتحرير ومناقشة الأقوال بتجرد وموضوعية .
والكاتب يمتاز بحرصه على أن لا يقبل قولاً إلا بدليل واضح وحجة قوية ، وهو يناقش كثيراً من الأقوال المبثوثة في كتب علوم القرآن بهذا المنهج فلا يرتضي كثيراً منها .
ومن أمثلة ذلك : ذهابه إلى أنه لا يثبت دليل صحيح صريح على أن الكتب السابقة نزلت دفعة واحدة .
ويمتاز أيضاً ببيانه لقيمة المسألة ، وأنها قد تكون من المسائل التي يكون الخلاف فيها سهلاً عندما لا يبنى عليه أثر.
وأعجبني كثيراً تحريره للأقوال الواردة في مبحث : أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل .
وبالجملة ، فالكتاب جدير بالقراءة ، وهو في نظري من أفضل ما كتب في علوم القرآن من تصانيف المتأخرين .
وأما ما أشرت إليه من كون الكتاب سيطبع مرة أخرى ، وطلبك بيان ما فيه من ملاحظات فيعز علي عدم القيام به لأني لا أستطيع ذلك الآن . وأسأل الله أن يهيء له من يقرأه قراءة فاحصة ليبين ما فيه من هنات لتصوب .
ولعل من خير من يقوم بهذا الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ، فله تميز واضح في القراءات الفاحصة لكتب أهل العلم .
---
أبو العالية
11-06-2003, 01:23 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
الأخ الكريم الشيخ / أبو مجاهد العبيدي وفقه الله
سعدت جزاك الله خيراً بردك الطيب .
نعم أخي الفاضل هو كما ذكرت ، وأخيك على قلة البضاعة أشبه ما يكون قد عكف عليه قراءة وتصحيحاً ومناقشة .
وقد ذكرت هذا لمن هو معتني بالتصحيح فكان يشكر هذا ويثني عليه ولله الحمد
وكما ذكرت أخي فإنه به كما في غيره من الكتب من المخالفات التي خالف فيها أهل السنة غيرهم .
كمسألة نزول القراءة واختياره أنه مجازي على الإعلام !!(1/3654)
ومعلوم أن هذا مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة الذين يثبتون النزول الحقيقي لكلام رب العالمين . وغيرها
ولعل إن سنحت لي فرصة أن أثبت بعض مناقب هذا الكتاب وبعض المآخذ عليه ، ولتكون كالمدارسة لنا بين أحبتنا وعلمائنا وفقهم الله .
ولكن أحببت أن أعرف وأتزود مما علمه أحبتي الفضلاء في هذا الباب .
ومرة اخرى اخي الشيخ جزاك الله خيراً .
والله أعلم
محبكم
أبوالعالية
عفا الله عنه
---
عبدالرحمن الشهري
11-10-2003, 12:20 AM
هذه بعض النقاط حول الكتاب ، وقد بين أخي أبو مجاهد الكثير وفقه الله وأنتم كذلك.
كتاب (إتقان البرهان في علوم القرآن ) كتاب قيِّم ، كتبه الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس الأستاذ بالجامعة الأردنية. وقد أخذ عنوان الكتاب من مجموع كتابين سابقين شهيرين في علوم القرآن . الأول للزركشي وهو (البرهان في علوم القرآن) ، والثاني للسيوطي وهو ( الإتقان في علوم القرآن).
والكتاب يقع في مجلدين ، طبعته دار الفرقان في عمَّان الأردن ، وعدد صفحاته 980 صفحة. وعدد فصوله ثمانية عشر فصلاً. وقد نقل ما كتبه السابقون مع الموازنة والترجيح في أحيان كثيرة ، مما يدل على علمه وفقه الله بما يكتب ، وحضور شخصيته العلمية في كتابه هذا. وقد أورد في كتابه هذا شبهات المستشرقين وفندها في كثير من أبواب الكتاب وخاصة باب الوحي ، ونزول القرآن ،وجمع القرآن ، وترجمة القرآن وغيرها. وأعتبر الكتاب متميزاً بهذا الجانب على غيره من كتب علوم القرآن. وللمؤلف كتاب آخر جيد في بابه هو كتاب (قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية) ناقش فيها أباطيل كثيرة وردت في مادة (قرآن) في الموسوعة البريطانية ، أوردها المستشرقون وتلاميذهم ، وأنصح بالعودة إلى هذا الكتاب النفيس.
ومن الجديد في الكتاب حديثه في آخره عن شبهات المستشرقين المشهورين دي بور ، ودوزي ، وفنسنك.(1/3655)
كما كتب عن ثلاثة من دعاة الحداثة ورموز العلمانية من العرب وهم نصر حامد أبو زيد ، ومحمد شحرور ، ومحمد أركون. وقل أن تجد من كتب في علوم القرآن مناقشة شبهات هؤلاء وخاصة الثلاثة المتأخرين وأمثالهم فما أكثرها وأخبثها !
فالكتاب ثمين ، ويستحق المدارسة ، والملاحظة التي يمكن أن ينصح بها هو إعادة طبع الكتاب طبعة جيدة غير الطبعة الأولى ، وذلك بسبب رداءة الحروف ، وأرجو أن يكون ذلك من أسباب إعادة طبع الكتاب ،، حيث يتعب القارئ فيه ، مقارنة بما جد في عالم الطباعة من الجودة والإتقان.
أسأل الله أن يوفق الدكتور فضل حسن عباس لما يحب ويرضى ، وأن يبارك في جهوده في خدمة القرآن وبلاغته.
---
أبو العالية
12-10-2003, 10:31 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
سبق أن نوهت على مدارسة هذا الكتاب الرائع .ولعلي أقول هنا بما أن المدارسة حاصلة فلعلها تكون بذكر النفائس التي في الكتاب وبعض ما يجاب عليه . وما هذا والله إلا نصحاً للأمة . ثم بعد هذا نصحاً لمؤلفه وفقه الله وأكرمه .
ولنا وصل إليه إن شاء الله .
ولعل المدارسة القادمة تكون في بدابة ما ذكره وفقه الله ونفع به حول " جهود العلماء في علوم القرآن " وذكر بعض المؤلفات في هذا .
لذا اود من الإخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء الحرص على المشاركة في بعض هذه الوقفات سيما أن الكتاب سيعاد طبعه .
والله أعلم
---
(1/3656)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
---
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
---
أشرف بن محمد
08-04-2005, 06:30 PM
جزاكم الله خير الجزاء على قبولكم ، أن أكون بينكم مستفيداً ، فأنتم أهل الفضل ، ومن معين علمكم ننهل .
أشرف بن محمد .
---
عبدالرحمن الشهري
08-04-2005, 09:55 PM
حياكم الله أخي الكريم ونرجو لك التوفيق
---
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:49 AM
حياك الله وبحضوركم أخي أشرف يسعد الملتقى وأهله
---
(1/3657)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > قاموس عبري
---
قاموس عبري
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 01:10 AM
قاموس عبري عربي عبري
http://www.snunit.k12.il/cgi-bin/aradic/aradic.pl (http://www.snunit.k12.il/cgi-bin/aradic/aradic.pl)
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 01:11 AM
http://ar.wiktionary.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3_%D8%B9%D8%A8%D8%B1% D9%8A
---
(1/3658)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم اتخاذ السبحة بين المجيزين والمانعين ( دراسة فقهية مقارنة )
---
حكم اتخاذ السبحة بين المجيزين والمانعين ( دراسة فقهية مقارنة )
---
الصبر الجميل
02-09-2007, 12:32 AM
حكم اتخاذ السبحة بين المجيزين والمانعين ( دراسة فقهية مقارنة )
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
فالسبحة هي : الخرزات التي يعدّ بها المسبح تسبيحه وذِكرَه , ففي المصباح المنير 1/ 263 : ( السبحة : خرزات منظومة قال الفارابي وتبعه الجوهري : و ( السبحة ) التي ( يسبح ) بها , وهو يقتضي كونها عربية , وقال الأزهري : كلمة مولدة وجمعها ( سُبح ) مثل غرفة و غرف , و ( المسبِّحة ) اسم فاعل من ذلك مجازا وهي الإصبع التي بين الإبهام والوسطى ) اه
وهذا مقال في حكم اتخاذ السبحة في المذاهب الأربعة وغيرها وقد جعلته على مباحث :
المبحث الأول : في أقوال أهل العلم في ذلك من مجيزين وكارهين
والمبحث الثاني : في أدلة من أجاز ذلك وأدلة من كرهه
والمبحث الثالث : فوائد ولطائف متممة في السبحة
المبحث الأول :
في أقوال أهل العلم في ذلك
- اتفقت المذاهب الأربعة على جواز اتخاذ السبحة والذكر بها , وقال بعضهم : إن ذلك خلاف الأولى , وإن الأولى الذكر بالأنامل إلا لمن خشي عدم ضبط العد فالسبحة أولى وزاد بعضهم : إذا كانت ستذكره بذكر الله فهي أولى أيضا
- وكره ذلك بعض أهل العلم , وعدها بعضهم من البدع
وهذه بعض أقوال أهل العلم في ذلك :
أولا :
من أقوال المجيزين
المذهب الحنفي :
في البحر الرائق لابن نجيم 2/31 في حديث دخل النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصا تسبح به : ( فلم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك(1/3659)
ثم هذا الحديث ونحوه مما يشهد بأنه لا بأس باتخاذ السبحة المعروفة لإحصاء عدد الأذكار إذ لا تزيد السبحة على مضمون هذا الحديث إلا بضم النوى ونحوه في خيط ومثل هذا لا يظهر تأثيره في المنع فلا جرم أن نقل اتخاذها والعمل بها عن جماعة من الصوفية الأخيار وغيرهم اللهم إلا إذا ترتب عليها رياء وسمعة فلا كلام لنا فيه ) اه
وفي حاشية ابن عابدين على البحر الرائق : ( قوله ثم هذا الحديث ونحوه مما يشهد إلخ ) قال الرملي : والظاهر أنها ليست ببدعة فقد قال ابن حجر الهيتمي في شرح الأربعين النواوية : السبحة ورد لها أصل أصيل عن بعض أمهات المؤمنين وأقرها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على ذلك ) اه
وفي حاشية ابن عابدين على شرح الحصكفي 1/650 : ( مطلب : الكلام على اتخاذ المسبحة :
قوله ( لا بأس باتخاذ المسبحة ) ... ودليل الجواز ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله على مرأة وبين يديها نوى أو حصا تسبح به ...
فلم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل ولو كان مكروها لبين لها ذلك , ولا يزيد السبحة على مضمون هذا الحديث إلا بضم النوى في خيط ومثل ذلك لا يظهر تأثيره في المنع فلا جرم أن نقل اتخاذها والعمل بها عن جاعة من الصوفية الأخيار وغيرهم اللهم إلا إذا ترتب عليه رياء وسمعة فلا كلام لنا فيه ) اه
وفي موسوعة الفقه الكويتية 21 /259 : ( قال الشيخ محمد شمس الحق شارح السنن بعد أن أورد حديث سعد بن أبي وقاص السابق ذكره : الحديث دليل على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى , وكذا بالسبحة ; لعدم الفارق , لتقريره صلى الله عليه وسلم للمرأة على ذلك وعدم إنكاره , والإرشاد إلى ما هو أفضل منه لا ينافي الجواز .
قال : وقد وردت في ذلك آثار , ولم يصب من قال إن ذلك بدعة . وجرى صاحب الحرز على أنها بدعة إلا أنه قال : إنها مستحبة .) اه(1/3660)
وفي مرقاة المفاتيح 5 /221 : ( وبين يديها نوى ) جمع نواة وهي عظم التمر ( أو حصى ) شك من الراوي ( تسبح ) أي المرأة ( به ) أي بما ذكر من النوى أو الحصى
وهذا أصل صحيح لتجويز السبحة بتقرير فإنه في معناها إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يعد به ولا يعتد بقول من عدها بدعة وقد قال المشايخ أنها سوط الشيطان ) اه
وفي حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح 1/121 : ( وصح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعقد التسبيح بيمينه وورد أنه قال واعقدوه بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات وجاء بسند ضعيف عن علي مرفوعا نعم المذكر السبحة
قال ابن حجر : والروايات بالتسبح بالنوى والحصا كثيرة عن الصحابة وبعض أمهات المؤمنين بل رآها - صلى الله عليه وسلم - وأقرها عليه وعقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة وقيل إن أمن من الغلط فهو أولى وإلا فهي أولى كذا في شرح المشكاة ) اه
وفي عون المعبود 4/ 257-258 : ( تسبح ) أي المرأة ( به ) أي بما ذكر من النوى أو الحصى وهذا أصل صحيح لتجويز السبحة بتقريره - صلى الله عليه وسلم - فإنه في معناها إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما بعد به ولا يعتد بقول من عدها بدعة ...
( يعقد التسبيح قال بن قدامة بيمينه ) وقد علل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك في الحديث السابق بأن الأنامل مسؤولات مستنطقات يعني أنهن يشهدن بذلك فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى ) اه
وفي تحفة الأحوذي 9 /322 : ( يعقد التسبيح بيده ) ... وفي الحديث مشروعية عقد التسبيح بالأنامل وعلل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث يسيرة الذي أشار إليه الترمذي بأن الأنامل مسؤولات مستنطقات يعني أنهن يشهدن بذلك فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى , ويدل على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى حديث سعد بن أبي وقاص ...) اه
المذهب المالكي:(1/3661)
في منح الجليل 1/228 : ( ويجوز ستر السقف والحائط به [ أي الحرير ] بشرط أن لا يستند إليه رجل والخياطة به وراية الجهاد وعلم الثوب وسلك السبحة ) اه
وفي شرح الخرشي على خليل 3/233 : ( وبعضهم قاس السجاف على خط العلم فلذلك جزم الشيخ أحمد النفراوي بحرمة ما زاد على أربعة أصابع ونظر بعض الأشياخ في خيط السبحة ورأيت تقريرا بجوازه ) اه
وفي شرح الدردير على خليل 2/315 : ( فإنه يجوز كتعليقه ستورا من غير استناد وكذا البشخانة المعلقة بلا مس وخط العلم والخياطة به , ويلحق بذلك قيطان الجوخ والسبحة وتجوز الراية في الحرب ) اه
وفي حاشية الدسوقي على شرح الدردير على خليل 2/317 : (( قوله : قيطان الجوخ والسبحة ) أي وأما ما يفعل فيها من التسابيح فلا يجوز إذا كانت من الحرير . ) اه
وفي حاشية الصاوي 1/95 : ( ويجوز القيطان والزر لثوب أو سبحة ، والخياطة به .) اه
ولكن سيأتي عن ابن الحاج المالكي في المدخل أنه ذكر خصال مكروهة في السبحة مما قد يفهم منه أنه يكره اتخاذ السبحة أو أنه خلاف الأولى
المذهب الشافعي :
في فتاوى ابن الصلاح 1/400 : ( مسألة : هل يجوز للإنسان أن يسبح بسبحة خيطها حرير والخيط ثخين
فأجاب رضي الله عنه : لا يحرم ما ذكره في السبحة المذكورة والأولى إبداله بخيط آخر والله أعلم ) اه
وللإمام السيوطي رسالة في السبحة ضمن الحاوي لفتاويه ومما جاء فيها 2/3 : ( ثم رأيت في كتاب تحفة العباد ومصنفه متأخر عاصر الجلال البلقيني فصلا حسنا في السبحة قال فيه ما نصه : قال بعض العلماء عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو [ واعقدن بالأنامل ... ] لكن يقال إن المسبح إن أمن من الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسبحة أولى(1/3662)
وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم ... فلو لم يكن في اتخاذ السبحة غير موافقة هؤلاء السادة والدخول في سلكهم والتماس بركتهم لصارت بهذا الاعتبار من أهم الأمور وأكدها فكيف بها وهي مذكرة بالله تعالى لأن الإنسان قل أن يراها إلا ويذكر الله وهذا من أعظم فوائدها وبذلك كان يسميها بعض السلف : رحمة الله تعالى.
ومن فوائدها أيضا الاستعانة على دوام الذكر كلما رآها ذكر أنها آلة للذكر فقاده ذلك إلى الذكر فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل
وكان بعضهم يسميها حبل الموصل وبعضهم رابطة القلوب. ... ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروها
وقد رؤي بعضهم يعد تسبيحا فقيل له أتعد على الله فقال لا ولكن أعد له والمقصود أن أكثر الذكر المعدود الذي جاءت به السنة الشريفة لا ينحصر بالأنامل غالبا ولو أمكن حصره لكان الاشتغال بذلك يذهب الخشوع وهو المراد والله أعلم. ) اه
فائدة :
مصنف تحفة العباد هو أبو بكر بن داود ففي شذرات الذهب 1/173 : (... أورد أبو بكر ابن داود في التحفة أن أبا الدرداء كان يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة أيضا ثم قال ما معناه : وهذا دليل أنه كان يستعمل السبحة إذ يبعد ويتعذر أن يضبط مثل هذا العدد بغيرها وجعله من جملة الأدلة على السبحة بعد أن ذكر أيضا أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة وسلسل إليه حديثا بالسبحة والله أعلم ) اه
وفي فتاوي ابن حجر 1/152 : ( وسئل ) رضي الله عنه هل للسبحة أصل في السنة أو لا ؟
( فأجاب ) بقوله : نعم , وقد ألف في ذلك الحافظ السيوطي ; فمن ذلك ... وجاء التسبيح بالحصى والنوى والخيط المعقود فيه عقد عن جماعة من الصحابة ومن بعدهم وأخرج الديلمي مرفوعا : نعم المذكر السبحة .(1/3663)
وعن بعض العلماء : عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمر . وفصل بعضهم فقال : إن أمن المسبح الغلط كان عقده بالأنامل أفضل وإلا فالسبحة أفضل ) اه
وفي شرح ابن علان على أذكار النووي 1/251 – 252 : ( ولهذا اتخذ أهل العبادة وغيرهم السبحة. وفي شرح المشكاة لابن حجر: ويستفاد من الأمر بالعقد المذكور في الحديث ندب اتخاذ السبحة، وزَعْمُ أنها بدعة غير صحيح، إلا أن يحمل على تلك الكيفيات التي اخترعها بعض السفهاء، مما يمحضها للزينة أو الرياء أو اللعب ... اهـ
وهذا أصل صحيح بتجويز السبحة بتقريره صلى الله عليه وسلم. ولا يُعتد بقول من عدها بدعة...وقد أفردتُ السبحة بجزء لطيف سميته :إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح وأوردت فيه ما يتعلق بها من الأخبار والآثار، والاختلاف في تفاضل الاشتغال بها أو بعقد الأصابع في الأذكار.
وحاصل ذلك أن استعمالها في أعداد الأذكار الكثيرة التي يلهي الاشتغال بها عن التوجه للذكر أفضل من العقد بالأنامل ونحوه ) اه
وفي فيض القدير4/355 : ( واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ... وهذا أصل في ندب السبحة المعروفة وكان ذلك معروفا بين الصحابة ...
لكن نقل المؤلف عن بعض معاصري الجلال البلقيني أنه نقل عن بعضهم أن عقد التسبيح بالأنامل أفضل لظاهر هذا الحديث لكن محله إن أمن الغلط وإلا فالسبحة أولى ,وقد اتخذ السبحة أولياء كثيرون ...ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها ) اه
المذهب الحنبلي :
في شرح ابن علان على أذكار النووي 1/251 : ( قال ابن الجوزي : إن السبحة مستحبة، لما في حديث صفية أنها كانت تسبح بنوى أو حصى، وقد أقرها صلى الله عليه وسلم على فعلها، والسبحة في معناها؛ إذ لا يختلف الغرض عن كونها منظومة أو منثورة .) اه(1/3664)
وعقد أبو البركات ابن تيمية في المنتقى بابا في ذلك فقال 4/114 مع النيل : ( باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه : ثم ذكر حديث بسرة وحديث سعد وحديث صفية رضي الله عنهم الآتية ) اه
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية 22 / 506 : ( وعد التسبيح بالأصابع سنة كما قال النبي للنساء سبحن واعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات مستنطقات
وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك وقد رأى النبي أم المؤمنين تسبح بالحصى واقرها على ذلك وروى أن أبا هريرة كان يسبح به
وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه فمن الناس من كرهه ومنهم من لم يكرهه , وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه ) اه
وفي مجموع الفتاوى أيضا 22/625 : ( سئل عما إذا قرأ القرآن يعد في الصلاة بسبحة هل تبطل صلاته أم لا ؟
فأجاب : إن كان المراد بهذا السؤال أن يعد الآيات أو يعد تكرار السورة الواحدة مثل قوله ( قل هو الله أحد ) بالسبحة فهذا لا بأس به وإن أريد بالسؤال شيء آخر فليبينه والله اعلم ) اه
وفي الوابل الصيب ص 222 : ( الفصل الثامن والستون : في عقد التسبيح بالأصابع وانه أفضل من السبحة ... ) اه ثم ذكر حديث :كان يعقد التسبيح بيمينه وحديث :واعقد بالأنامل فأنهن مسؤولات ومستنطقات الآتيين
ثانيا :
بعض أقوال من روى عنه الكراهة ونحوها
1-ابن مسعود رضي الله عنه :
قال ابن وضاح في كتابه البدع ص 23 : ( حدثنا أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن بهرام قال مر ابن مسعود بامرأة معها تسبح تبسبح به فقطعه وألقاها ثم مر برجل يُسبحُ بحصى فضربه بِرجلِهِ ثم قال لقد جئتم ببدعة ظلماً أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً ) اه(1/3665)
وقال ابن وضاح في كتابه البدع ص 18 : ( نا أسد ، عن عبد الله بن رجاء ، عن عبيد الله بن عمر ، عن يسار أبي الحكم ، أن عبد الله بن مسعود حدث أن أناسا بالكوفة يسبحون بالحصا في المسجد ، فأتاهم ، وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كومة حصا ، قال : فلم يزل يحصبهم بالحصا حتى أخرجهم من المسجد ، ويقول : « لقد أحدثتم بدعة ظلما ، أو قد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما » ) اه
وقبل الكلام عن مذهب ابن مسعود في المسألة لا بد من العلم بأن ابن وضاح المذكور وإن كان محدثا كبيرا إلا أنه متكلم فيه , فهو كثير الخطأ وكان يغلط ويصحف ففي سير أعلام النبلاء 13/445 في ترجمة ابن وضاح : ( قال ابن الفرضي : كان كثيرا ما يقول ليس هذا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء ويكون ثابتا من كلامه , قال : وله خطأ كثير محفوظ عنه ويغلط ويصحف ولا علم له بالعربية ولا بالفقه )اه
وفي تاريخ علماء الأندلس لأبي الوليد الأزدي 2/17 : ( قال أحمد بن خالد : لا يقدم على ابن وضاح أحدا ممن أدرك بالأندلس وكان يعظمه جدا ويصف فضله وعقله وورعه , غير أنه كان ينكر عليه كثرة رده فى كثرة من الأحاديث , وكان ابن وضاح كثيرا ما يقول ليس هذا من كلام النبى - صلى الله عليه وسلم - فى شىء وهو ثابت من كلامه - صلى الله عليه وسلم - ...) اه
أما مذهب ابن مسعود في المسألة :
فظاهر هاذين الأثرين أن ابن مسعود يكره السبحة ونحوها والأمر كذلك لكنه رضي الله عنه لا يكرهه لأجل أنها سبحة بل لأجل أنه كان ينهي عن عد الذكر بأي وسيلة فعد الذكر عنده بدعة ولو بالأصابع والأنامل , وعليه فلا يمكن أن يقال إن ابن مسعود يكره السبحة بل يقال إن ابن مسعود يكره العد
وهذه بعض الروايات التي تدل على أن ابن مسعود كان يكره عد الذكر بأي شيء كان :(1/3666)
قال ابن وضاح في كتابه البدع ص 18 : ( حدثني إبراهيم بن محمد ، عن حرملة ، عن ابن وهب قال : حدثني ابن سمعان قال : بلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناسا يسبحون بالحصا ، فقال : « على الله تحصون ، لقد سبقتم أصحاب محمد علما ، أو لقد أحدثتم بدعة ظلما » ) اه
وقال ابن وضاح في كتابه البدع ص 26 : وبلغني أن ابن مسعود مر على رجل وهو يقول لأصحابه : سبحوا كذا ، وكبروا كذا ، وهللوا كذا ، قال ابن مسعود : « على الله تعدون ، أو على الله تسمعون ، قد كفيتم الإحصاء والعدة » ) اه
وفي مصنف ابن أبي شيبة 2/162: ( [ فصل في ] من كره عقد التسبيح :
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال : كان عبد الله يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته ) اه
وقد كان ابن عمر ينهى أيضا عن عد الذكر ففي مصنف ابن أبي شيبة 2/162: ( [ فصل في ] من كره عقد التسبيح :حدثنا أزهر السمان عن بن عون عن عقبة قال قال سألت بن عمر عن الرجل يذكر الله ويعقد فقال تحاسبون الله ؟!) اه
لكن مذهب ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما في ذلك مخالف لما لا يحصى من الأحاديث التي فيها عد الذكر وإحصائه , وتقديره بأعداد معينة , وهي أكثير من أن تحصر وأشهر من أن تذكر
2-عائشة رضي الله عنها :
في مصنف ابن أبي شيبة 2/160 : ( حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن التيمي عن أبي تميمة عن امرأة من بني كليب قالت رأتني عائشة أسبح بتسابيح معي فقالت اين الشواهد يعني الأصابع ) اه
قد يفهم من هذا الأثر كراهة عائشة رضي الله عنها للسبحة وقد يفهم منه أنه عندها خلاف الأولى فقط وهو الأقرب
وفي هذا الأثر امرأة مبهمة , ولكن الموقوفات يتساهل فيها في مثل ذلك عند أكثر أهل العلم من أهل الحديث والفقه والأصول والتواريخ والسير
3-الحسن البصري رحمه الله :(1/3667)
قال ابن وضاح في كتابه البدع ص 25 : ( قال نا زهير بن عباد ، عن يزيد بن عطاء ، عن أبان بن أبي عياش قال : « سألت الحسن عن النظام من الخرز والنوى ونحو ذلك ، يسبح به ؟ فقال : » لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا المهاجرات !!! ) اه
ثم قال ابن وضاح في كتابه البدع ص 27 : ( قال أبان : فقلت للحسن : فإن سبح الرجل وعقد بيده ، قال : « لا أرى بذلك بأسا » ) اه
قد يفهم من هذا الأثر كراهة الحسن للسبحة وقد يفهم منه أنه خلاف الأولى فقط وهو الأقرب
4-إبراهيم النخعي رحمه الله :
مصنف ابن أبي شيبة 2/162: ( [ فصل في ] من كره عقد التسبيح :
حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أنه كان ينهى ابنته أن تعين النساء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها ) اه
قد يفهم من هذا الأثر كراهة النخعي للسبحة لكن إذا علمنا أن النخعي من خواص ابن مسعود تبين لك أن ذلك لأجل عد الذكر لا لأجل السبحة ولذا ذكره ابن أبي شيبة في فصل من كره عقد التسبيح
5-ابن الحاج المالكي رحمه الله :
قال في المدخل 2/218 : ( ثم نرجع الآن إلى بقية ما أحدثوه في بعض الجوامع فمن ذلك السبحة التي أحدثوها وعملوا لها صندوقا تكون فيه وجامكية لقيمها وحاملها والذاكرين عليها وهذا كله مخالف للسنة المطهرة ولما كان عليه السلف رضي الله عنهم وقد تقدم ذكر حالهم في الذكر كيف كان
ثم إن بعض من اقتدى بمن أحدثها زاد فيها حدثا آخر وهو أن جعل لها شيخا يعرف بشيخ السبحة وخادما يعرف بخادم السبحة إلى غير ذلك وهي بدعة قريبة العهد بالحدوث فينبغي لإمام المسجد أن يتقدم إلى إزالة كل ما تقدم ذكره على قدر استطاعته مع أن هذا متعين على سائر المسلمين لكن في حق الإمام آكد لأن المسجد من رعيته وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والله الموفق ) اه(1/3668)
قد يفهم من قول ابن الحاج هذا كراهته للسبحة لكن قد يقال إنما ينهى عن تلك الملابسات في السبحة لا عن أصل السبحة فهو بنهى عن أن يكون لها صندوق خاص وله معلوم من النفقة للقيم عليه وللذاكرين بتلك السبح ... إلخ ما ذكر ومما يؤيد ذلك ما يأتي ذكره عن ابن الحاج من كراهة بعض الخصال في السبحة مما يدل على عدم نهيه عن أصلها
المبحث الثاني :
الأدلة
أولا :
أدلة من أجاز اتخاذ السبحة والذكر بها
ا-حديث صفية رضي الله عنها :
في سنن الترمذي 4 / 274 ومستدرك الحاكم 1 / 547 ومعجم الطبرانى 24/74 ومسند أبي يعلى 13/35 : ( عن صفية رضي الله عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن ، فقال : « يا بنت حيي ما هذا ؟ » قلت : أسبح بهن ، قال : « قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا » قلت : علمني يا رسول الله ، قال : « قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء ) اه
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وله شاهد من حديث المصريين بإسناد أصح من هذا [ ثم ذكر حديث سعد الآتي ], ووافقه الذهبي
2-حديث سعد ابن أي وقاص رضي الله عنه :
روى أبو داود 2/80 باب التسبيح بالحصى . والترمذي 5/562 وابن حبان 3/118 والحاكم 1/732 و البزار 4/39 : ( عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ) اه
قال الترمذي 5/562 : حسن غريب . وصححه ابن حبان 3/118 , وقال السيوطي في الحاوي 2/ 2: صحيح وقد تقدم تصحيح الحاكم
3-حديث علي رضي الله عنه :(1/3669)
قال السيوطي في الحاوي 2/ 2: ( قال الديلمي في مسند الفردوس أنا عبدوس ابن عبد الله أنا أبو عبد الله الحسين بن فتحويه الثقفي ثنا علي بن محمد بن نصرويه ثنا محمد بن هرون بن عيسى بن المنصور الهاشمي حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي حدثني عبد الصمد بن موسى حدثتني زينب بنت سليمان بن علي حدثتني أم الحسن بنت جعفر بن الحسين عن أبيها عن جدها عن علي مرفوعا نعم المذكر السبحة. ) اه وهو في مسند فردوس الديلمي 4/259
وهذا الحديث ضعيف قال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح 1/121 : ( وجاء بسند ضعيف عن علي مرفوعا نعم المذكر السبحة ) اه وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 1/116 , ولكن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل عند الجمهور كما هو معلوم وللفقير بحث حول العمل بالحديث الضعيف عند المحدثين والفقهاء
وقد استدل بهذا الحديث على السبحة مع ضعفه جمع من الأئمة كالسيوطي وابن حجر والمناوي والشوكاني وغيرهم , ومع ضعفه فإن معناه صحيح فإن السبحة إذا كانت بيد الشخص فإنه يتذكر الذكر وقد يغفل عن ذلك إذا لم تكن بيده كما هو حال الفقير
وحمل بعضهم هذا الحديث على سبحة الضحى ففي كشف الشبهتين للشيخ سيمان بن سحمان ص 117 : ( وأما استدلاله بحديث: "نعم المذكر السبحة" على المسباح المتخذ من الخرز ونحوه فهذا غلط بالاتفاق !!!، وخطأ على الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يمدح المسباح قط ولا رآه، بل هذا الحديث بعينه عند صاحب مسند الفردوس في سبحة الضحى لا غير !!!، وقد أورده السيوطي في باب مندوبات الصلاة في جمع الجوامع !!!، وكذا أورده في الثبت الشيخ العالم عبد القادر المصري الشهير بالأمير المالكي قال: لم يصح هذا إلا في سبحة الضحى. ) اه
4-الآثار الواردة في ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم ومنهم :
1-أبو ذر رضي الله عنه :(1/3670)
في الزهد لأحمد ص 141 : ( ثنا مسكين بن نكير أنا ثابت بن عجلان عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان لأبي الدرداء نوى من نوى العجوة ، حسبت عشراً أو نحوها في كيس ، وكان إذا صلى الغداة أقعى على فراشه ، فأخذ الكيس ، فأخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن فإذا نفدن أعادهن واحدة ، كل ذلك يسبح بهن ) اه
2-أبو هريرة رضي الله عنه :
في سنن أبي داود 2/ الترمذي 8/71 مع التحفة وأحمد 2/540 339 ومصنف ابن أبي شيبة 2/160: ( عن شيخ من طفاوة أنه زار أبا هريرة قال : ( فبينا أن عنده يوماً ، وهو على سرير له ، معه كيس كبير في حصى أو نوى ، وأسفل منه جارية سوداء ، وهو يسبح بها ، حتى إذا أنفد ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فأعادته في الكيس فدفعته إليه ) اه
وفي الأثر رجل مبهم ولكن الموقوفات يتساهل فيها في مثل ذلك عند أكثر أهل العلم من أهل الحديث والفقه والأصول والتواريخ والسير كما تقدم
ومع ذلك فهناك آثار أخرى عن أبي هريرة ففي الحلية لأبي نعيم 1/383 : ( عن نعيم بن المحرر بن أبي هريرة ، عن جده ، أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة ، فلا ينام حتى يسبح به ) اه
وفي الحاوي للسيوطي 2/ 2: ( وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد [ في زوائد الزهد ] من طريق نعيم بن محرر ... ) اه
وقال السيوطي في الحاوي 2/ 2: ( وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجزع ) اه
3-سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :
في الطبقات لابن سعد 3/143 : ( عن حكيم بن الدليمي : أن سعداً كان يسبح بالحصى ) اه
وفي مصنف ابن أبي شيبة 2/160: ( [ فصل ] في عقد التسبيح وعدد الحصى ) :
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حكيم بن الديلمي عن مولاة لسعد أن سعدا كان يسبح بالحصى والنوى
حدثنا بن مهدي عن سفيان عن حكيم بن الديلمي عن مولاة لسعد أن سعدا كان يسبح بالحصى والنوى ) اه
4-أبو صفية رضي الله عنه :(1/3671)
في طبقات ابن سعد 7/60 : ( أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا يونس بن عبيد عن أمه قالت رأيت أبا صفية رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت كان جارنا هاهنا فكان إذا أصبح يسبح بالحصى والنوى ولا أراه إلا بالحصى ) اه ورواه أحمد في الزهد بنفس الإسناد كما الحاوي للسيوطي 2/ 2
وفي معجم الصحابة للبغوي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 4/293 : ( نا أحمد بن المقدام نا معتمر نا أبو كعب عن جده بقية عن أبي صفية مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فإذا صلى الأولى سبح حتى يمسي ) اه
5-أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :
وفي مصنف ابن أبي شيبة 2/160 : ( [ فصل ] في عقد التسبيح وعدد الحصى ) :
حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن بن الاخنس قال حدثني مولى لأبي سعيد عن ابي سعيد أنه كان يأخذ ثلاث حصيات فيضعهن على فخذه فيسبح ويضع واحدة ثم يسبح ويضع أخرى ثم يسبح ويضع أخرى ثم يرفعن ويضع مثل ذلك وقال لا تسبحوا بالتسبيح صغيرا ) اه
6-فاطمة بنت الحسين رضي الله عنهما :
في طبقات ابن سعد 8/474 : ( أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن امرأة حدثته عن فاطمة بنت حسين أنها كانت تسبح بخيوط معقود فيها ) اه
7-أبو مسلم الخولاني رضي الله عنه :
في كتاب العظمة لأبي الشيخ 5/1730 : ( حدثنا جعفر حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن الحسين حدثنا عمرو بن جرير البجلي عن بكر بن خنيس عن رجل قد عمر وقال كان بيد أبي مسلم الخولاني سبحة يسبح بها فنام والسبحة في يده فاستدارت السبحة فالتفت على ذراعه وجعلت تسبح فاستيقظ أبو مسلم والسبحة تدور في يده وإذا هي تقول سبحانك يا منبت النبات ويا دائم الثبات
فقال هلمي يا أم مسلم فانظري إلى عجب العجائب فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح فلما جلست سكنت أو قال سكتت ) اه(1/3672)
وروى القصة ابن عساكر في تاريخه 27/217 أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري الأندلسي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا الحسن بن محمد الخلال الحافظ قال أجاز لنا عبد الله بن عثمان بن بيان نا علي بن محمد الواعظ حدثني جعفر بن مسكين عن محمد بن عمرو عن محمد بن الحسين حدثني عمرو بن جرير البجلي عن بكر بن خنيس عن رجل سماه قال كان بيد أبي مسلم الخولاني سبحة يسبح بها ... ) اه
8-أم يعفور رحمها الله :
وفي مصنف ابن أبي شيبة 2/160 :( [ فصل ] في عقد التسبيح وعدد الحصى ) :
حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن بن موسى القارىء عن طلحة بن عبد الله عن زاذان قال أخذت من أم يعفور تسابيح لها فلما أتيت عليا علمني فقال يا ابا عمر أردد على أم يعفور تسابيح ) اه
9-أبو القاسم الجنيد رحمه الله :
في الزهد للبيهقي ص 293 : ( أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا الحسين الفارسي يقول عن بعض المشيخة قال رئي في يد الجنيد سبحة فقيل له يا أبا القاسم أنت مع تمكنك وشرفك تأخذ بيدك سبحة فقال نعم سبب به وصلنا إلى ما وصلنا لا نتركه أبدا ) اه
وفي تاريخ بغداد 7/245 : ( أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال سمعت أبا علي الحسن بن علي الدقاق يقول رؤى في يد الجنيد سبحة فقيل له أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة فقال طريق به وصلت إلى ربي لا أفارقه ) اه
10-عبد القادر الجيلاني الحنبلي رحمه الله :
قال السيوطي في الحاوي 2/2 : ( قال الشيخ الإمام العارف عمر البزار : كانت سبحة الشيخ أبي الوفا التي أعطاها لسيدي الشيخ محي الدين عبد القادر الكيلاني قدس الله أرواحهم إذا وضعها على الأرض تدور وحدها حبة حبة. ) اه
11-عبد الله اليونيني رحمه الله :(1/3673)
في البداية والنهاية 13 /94 في ترجمة عبد الله اليونيني : ( فلما دخل وقت الصبح صلى بأصحابه ثم استند يذكر الله وفي يده سبحة فمات وهو كذلك جالس لم يسقط ولم تسقط السبحة من يده فلما انتهى الخبر إلى الملك الأمجد صاحب بعلبك فجاء إليه فعاينه كذلك فقال لو بنينا عليه بنيانا هكذا يشاهدا لناس منه آية فقيل له ليس هذا من السنة ) اه
ثانيا :
أدلة من كره السبحة :
1-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيده :
ففي مصنف ابن أبي شيبة 2/160 وصحيح ابن حبان 3/123 : ( عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده ) اه
وهو عند أبي داود 2/81 والبيهقي 2/187 بلفظ : ( كان يعقد التسبيح بيمينه ) وهو عند الترمذي 5/478 والنسائي 3/79 بلفظ : ( كان يعقد التسبيح )
وأجيب :
بأن تسبيح النبي صلى الله عليه وسلم بيده ليس فيه النهي عن التسبيح بغير اليد من الخرز والحصى والنوى ونحوها لا بالمنطوق ولا بالمفهوم بل هو أمر مسكوت عنه في هذا الحديث , وقد أقر صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك في أحاديث أخرى كما تقدم
2-أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعقد الذكر بالأنامل :
ففي مسند أحمد 6/ 370 وسنن أبي داود 2/81 والترمذي 5/571 وقال حديث غريب : ( عن حميضة بنت ياسر عن يسيرة أخبرتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل وأن يعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات ) اه
وأجيب :
بأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر بالأنامل ليس فيه النهي عن الذكر بالخرز والحصى والنوى ونحوها لا بالمنطوق ولا بالمفهوم بل هو أمر مسكوت عنه(1/3674)
نعم قد يقال إنه يدل على أن الذكر بالأنامل أفضل من السبحة لأن الأنامل مسنطقات مسئولات يوم القيامة ولكن يمكن أن يقال إن الذي يذكر الخرز والحصى والنوى هو أيضا يذكر بأنامله فستنطق يوم القيامة بذكره أيضا , ثم وقفت في فتاوى الأزهر على فتوى حول السبحة للشيخ عطية صقر ذكر فيها نحو ذلك
3-أن السبحة من المحدثات وكل محدثة بدعة :
قال الشيخ ابن سحمان في كشف الشبهتين ص 105: ( فمن اتخذ المسباح فقد خالف ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ولم يشرعه لأمته لوم يفعله ) اه
وأجيب :
- بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقر التسبيح بالحصى والنوى ولا فرق بينها وبين السبحة إلا انتظامها بالخيط
- كما وأنه قد ورد عن الصحابة التسبيح بالخيط المعقود كما تقدم ولا فرق بينه وبين السبحة
- ثم إن السبحة هي وسيلة للعد والعد مشروع فوسيلته مشروعه فهي كمكبر الصوت في المساجد فهو وسيلة لرفع الصوت في الأذان ورفع الصوت مشروع
- ثم إن مسألة البدعة الإضافية فيها خلاف بين الأئمة وللفقير بحث في البدعة الإضافية بين المجيزين والمانعين
4-أن السبحة مدعاة للرياء والسمعة :
قال ابن سحمان كشف الشبهتين ص 105 : ( ولا يخل ناقل المسباح من أحد أمرين:
إما أن يتخذ ذلك زاعماً أنه يسبح به فيكون قد رآء الناس بهذا العمل، ومن رآء الناس بعمله فقد أشرك، أو لا يريد به التسبيح وإنما يتخذه ملهاً يلهو به ، ويلعب به كما هو الواقع المشاهد من كثير من الناس اليوم، أو ينزلها منزلة العصى فيكون مخالفاً للسنة...(1/3675)
ومع كونه محدثة في الدين، لم يتخذه ويستعمله من الناس في الغالب إلا أهل الغفلة، والمرائين بأعمالهم، وفساق الناس الذين لا يذكرون الله إلا قليلاً، فإذا جاء أحدهم إلى مجامع الناس أو مساجدهم ومجالسهم أو أسواق المسلمين رأيت المسباح في يده.) اه
وأجيب :
- بعدم التسليم بأن غالب من يتخذها إنما هم من أهل الغفلة والرياء , وعلى التسليم بذلك فليس في هذا ما يدل على منعها لأن وجود من يعمل رياء بعمل معين لا يدل على المنع من ذلك العلم كطلب العلم مثلا
- وبأنه لا تلازم بين الذكر بالسبحة بين الناس وبين الرياء وإلا لزم أن كل عمل صالح يعمله الشخص أمام الناس فهو رياء وقد قال الله ( إن تبدوا الصدقات فنعم هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم )
- أن اتخاذ بعض الناس السبحة للزينة أو للهو ونحو ذلك لا نعلم ما يمنع منه نعم عد ذلك بعض أهل العلم من المكروه كما سيأتي
5-الآثار الواردة في النهي عن ذلك وقد تقدمت :
وأجيب :
بأنها معارضة بمثلها بل بما هو أكثر وأصرح وأشهر , ثم هي أيضا معارضة بالأحاديث المرفوعة في ذلك
المبحث الثالث :
فوائد ولطائف متممة
الأولى :
أن الإمامين الشوكاني والصنعاني ممن يجيز السبحة
قال الشوكاني في نيل الأوطار 2/359 : ( باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه :
( والحديث الأول ) يدل على مشروعية عقد الأنامل بالتسبيح ... وقد علل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك في حديث الباب بأن الأنامل مسئولات مستنطقات يعني أنهن يشهدن بذلك فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى
( والحديثان الآخران ) يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره - صلى الله عليه وسلم - للمرأتين على ذلك وعدم إنكاره والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز قد وردت بذلك آثار ...(1/3676)
وقد ساق السيوطي آثارا في الجزء الذي سماه المنحة في السبحة وهو من جملة كتابه المجموع في الفتاوى وقال في آخره : ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروها انتهى ) اه
وقال الصنعاني سبل السلام 2/88 : ( وأما خياطة الثوب بالخيط الحرير ولبسه وجعل خيط السبحة من الحرير وليقة الدواة وكيس المصحف وغشاية الكتب فلا ينبغي القول بعدم جوازه لعدم شمول النهي له ) اه
الثانية :
بعض الخصال المكروهة في السبحة
1-اتخاذها للزينة واللعب بها :
قال المناوي في فيض القدير4/355 : ( نعم محل ندب اتخاذها فيمن يعدها للذكر بالجمعية والحضور ومشاركة القلب للسان في الذكر والمبالغة في إخفاء ذلك
أما ما ألفه الغفلة البطلة من إمساك سبحة يغلب على حباتها الزينة وغلو الثمن ويمسكها من غير حضور في ذلك ولا فكر ويتحدث ويسمع الأخبار ويحكيها وهو يحرك حباتها بيده مع اشتغال قلبه ولسانه بالأمور الدنيوية فهو مذموم مكروه من أقبح القبائح ) اه
وقال ابن الحاج في المدخل 3/205 : ( ومن هذا الباب أيضا ما يفعله بعضهم من تعليق السبحة في عنقه ... وإظهار السبحة والتزين بها لا مدخل لهما في ذلك بل للشهرة والبدعة لغير ضرورة شرعية
وقريب من هذا ما يفعله بعض من ينسب إلى العلم فيتخذ السبحة في يده كاتخاذ المرأة السوار في يدها ويلازمها وهو مع ذلك يتحدث مع الناس في مسائل العلم وغيرها ويرفع يده ويحركها في ذراعه بعضهم يمسكها في يده ظاهرة للناس ينقلها واحدة واحدة كأنه يعد ما يذكر عليها وهو يتكلم مع الناس في القيل والقال وما جرى لفلان وما جرى على فلان
ومعلوم أنه ليس له إلا لسان واحد فعده على السبحة على هذا باطل إذ إنه ليس له لسان آخر حتى يكون بهذا اللسان يذكر واللسان الآخر يتكلم به فيما يختار فلم يبق إلا أن يكون اتخاذها على هذه الصفة من الشهرة والرياء والبدعة ) اه(1/3677)
2-الغفلة عن عد السيئات كما تعد الحسنات :
قال ابن الحاج في المدخل 3/205 : ( ثم العجب ممن يعد على السبحة حقيقة ويحصر ما يحصله من الحسنات ولا يعد ما اجترحه من السيئات وقد قال عليه الصلاة والسلام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ...وهذه الطائفة أصل عملها للتحفظ من السيئات والهواجس والخواطر ثم بعد ذلك يأخذ في كسب الحسنات وقد قالوا إن ترك السيئات أوجب من فعل الحسنات ...
ثم إن بعضهم يحتج بأنها محركة ومذكرة فوا سوأتاه إن لم يكن التحريك والتذكير من القلب فيما بين العبد وبين الرب سبحانه وتعالى ) اه
3-هجر الذكر بالأنامل والأصابع :
قال ابن الحاج في المدخل 3/205 : ( ثم إنه مع ذلك يحرم نفسه فضل الذكر وعود بركته على أعضائه وجوارحه فلو كان يسبح ويعد على أنامله لكان نور ذلك الذكر وبركته في أنامله وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على بعض أزواجه فرأى نورا في طاق فقال ما هذا النور الذي في الطاق فقالت يا رسول الله سبحتي التي كنت أسبح عليها جعلتها هناك أو كما قالت فقال عليه الصلاة والسلام : هلا كان ذلك النور في أناملك [ لم أقف عليه !!! ]
فهذا إرشاد منه عليه الصلاة والسلام إلى الأفضل والأولى والأرجح وقاعدة المريد أن لا يرجع إلى عمل مفضول وهو قادر على ما هو أفضل منه ) اه كلام ابن الحاج وما بين المعقوفين كلامي
الثالثة :
السند المسلسل بالسبحة برواية الفقير
ناولني السبحة جمع من مشايخي , ورأيتها في يد كثير منهم , وأروى السند المسلسل بالسبحة عن عشرات المشايخ ولا أريد الإطالة بذكر جميعهم ولكن أذكر منهم بحسب حروف الهجاء :
1- فضيلة الشيخ أحمد الدوغان ( الأحساء )
2- فضيلة الشيخ أحمد بن جابر جبران الضحوي ( مكة – رحمه الله )
3- فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن محمد مقبول الأهدل ( صنعاء )
4- فضيلة الشيخ حمود شميلة الأهدل ( تهامة - المراوعة )
5- فضيلة الشيخ سلمان الحسني الندوي ( الهند )(1/3678)
6- فضيلة الشيخ عبد الله الناخبي ( جدة )
7- فضيلة الشيخ علي بن محمد البطاح ( تهامة - زبيد )
8- فضيلة الشيخ قاسم بحر الأهدل ( صنعاء )
9- فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني ( صنعاء )
10- فضيلة الشيخ الدكتور محمد طاهر القادري ( باكستان )
11- فضيلة الشيخ مساعد البشير ( السودان )
12- فضيلة الشيخ يحي بن أبي بكر الملا ( الأحساء )
وأكتفى هنا بذكر رواية شيخنا أحمد بن جابر جبران الضحوي ثم المكي رحمه الله حيث ذكر في ثبته تحفة المريد قسم المسلسلات ص 74 : أن كثيرا من مشايخه ناولوه السبحة ورآها في يد كل منهم , وذكر منهم : الشيخ حسن بن محمد المشاط والشيخ محمد نور سيف والشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي والشيخ المسند محمد ياسين الفاداني وغيرهم ثم قال :
- قال الشيخ الفاداني : ناولني شيخنا عمر حمدان المحرسي سبحته ورأيتها في يده
- قال ناولني السيد محمد علي الوتري سبحته ورأيتها في يده
- قال ناولني شيخنا عبد الغني المجددي سبحته ورأتها في يده
- قال ناولني الشيخ محمد عابد السندي سبحته ورأيتها في يده
- قال ناولني الشيخ يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي سبحته ورأيتها في يده
- قال ناولني الشيخ عبد الخالق المزجاجي سبحته ورأيتها في يده
- قال ناولنيها الشيخ محمد حياة السندي ورأيتها في يده
- قال ناولني الشيخ عبد الله بن سالم البصري ورأيتها في يده
- قال كما في ثبته الإمداد بمعرفة علو الإسناد : ناولنيها الشيخ محمد بن سليمان المغربي
- قال ناولني إياها الشيخ أبو عثمان سعيد الجزائري
- ناولها له الشيخ عثمان بن سعيد المقري عن سيدي أحمد حجي وفي يده سبحة
- أخبره شيخه الإمام الولي الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي التازي رضي الله عنه وفي يده سبحة
- قال أخبرني شيخنا الإمام العلامة أبو الفتح ابن الشيخ زين الدين العثماني رضي الله عنه إجازة تلفظ لي بها(1/3679)
- قال أخبرني الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي بكر الرداد سنة إحدى وعشرين وثماني مائة ورأيت في يده سبحة
- قال أخبرني قاضي القضاة مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم البكري الصديقي قراءة مني عليه وسماعا من لفظه مرتين ورأيت في يده سبحة
- قال أخبرني الشيخ جمال الدين يوسف بن محمد السرمري ورأيت في يده سبحة
- قال قرأت على شيخنا تقي الدين بن أبي الثناء محمود بن علي ورأيت في يده سبحة
- قال أخبرني الحافظ مجد الدين عبد الصمد بن أبي الجيش المقري قراءة عليه ورأيت في يده سبحة قال قرئ على أبي ورأيت في يده سبحة
- قال قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر ورأيت في يده سبحة
- قال قرأت على أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي ورأيت في يده سبحة
- قال قلت له سمعت أبا بكر محمد بن علي السلامي الحداد ورأيت في يده سبحة فقال نعم
- قال رأيت أبا نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر ورأيت في يده سبحة
- قال رأيت أبا الحسن علي بن الحسن بن القاسم الصوفي وفي يده سبحة
- قال سمعت أبا الحسين المالكي يقول وقد رأيت في يده سبحة فقلت يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحة
- قال كذلك رأيت أستاذي الجنيد وفي يده سبحة فقلت يا أستاذ إلى الآن مع السبحة
- قال كذلك رأيت أستاذي سري بن المغلس السقطي وفي يده سبحة فقلت يا أستاذ وأنت مع السبحة
- فقال كذلك رأيت أستاذي معروفا الكرخي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه
- فقال كذلك رأيت أستاذي بشرا الحافي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه
- فقال رأيت أستاذي عمر المكي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه
- فقال رأيت أستاذي الحسن البصري وفي يده سبحة فقلت يا أستاذ مع عظم شأنك وحسن عبادتك وأنت إلى الآن مع السبحة فقال لي : هذا شيء كنا استعلمناه في البدايات ما كنا نتركه في النهايات أنا أحب أن أذكر الله تعلى بقلبي ويدي ولساني ) اه
وقد ذكر السند المسلسل بالسبحة كثير من الأئمة ومنهم :(1/3680)
- السيوطي في الحاوي 2/4 عن أبي بكر بن داود في تحفة العباد
- محمد عابد السندي في ثبته حصر الشارد 2/562 وقال بعد ذكره : ( وأهل المسلسلات قد أوردوا هذا المسلسل وأشار السخاوي إلى غالب طرقه وقال : إن مدار روايته على أبي الحسن الصوفي وقد رمي بالوضع , ورواية عمر المكي عن الحسن معضلة , ثم سلسله من طريق آخر وسكت عنه ) اه قلت : وقد يؤيد ما قاله السخاوي ما تقدم ذكره عن الحسن عند ذكر من كره السبحة
- الوادي آشي في ثبته ص 385 ثم قال بعد ذكره : ( قال الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي بكر الرداد : يتبين من قول الحسن البصري أن السبحة كانت موجودة متخذة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم لقوله هذا شيء كنا استعملناه في البدايات وبداية الحسن من غير شك كانت مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورأى عثمان وعليا وطلحة رضي الله تعلى عنهم وحضر يوم الدار في قصة عثمان وعمره أربع عشرة سنة وروى عن عثمان وعلي وعمران بن حصين ومعقل بن يسار وأبي بكر وأبي موسى وابن عباس وجابر بن عبد الله وخلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم انتهى ملخصا ) اه
- شيخنا أحمد جابر جبران في ثبته ص 75 ثم قال بعد ذكره : ( قال الشيخ الفاداني : قال الشمس ابن الطيب : أهل المسلسلات قد أوردوا هذا المسلسل , أورده القاضي عياض في مشيخته والقاضي أبو بكر بن العربي في مسلسلاته والكناني والسلفي وأبو الحسن الأنماطي وغيرهم ) اه
- وغيرهم كثير ولا تخلو منه أكثر الكتب المصنفة في المسلسلات وانظر أسامي طائفة كثيرة من كتب المسلسلات في كتاب فهرس الفهارس لشيخ مشايخنا الكتاني ومقدمة كتاب جياد المسلسلات للسيوطي بتحقيق شيخنا مجد مكي
الرابعة
بعض الغرائب في شأن السبحة
- كانت سبحة زبيدة قد اشترت سبحة بخمسين ألف دينار ( البصائر والذخائر م 1 / ق 3 / ص 145ن و 146. )(1/3681)
- وكان للمقتدر العباسي سبحة قومت بمائة ألف دينار ذكر ذلك أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر، وذكر أن والدته عمرة، جارية المقتدر، أخبرته، بأن المقتدر استدعى بجواهر، فاختار منها مائة حبة، ونظمها سبحة يسبح بها، وأن هذه السبحة عرضت على الجوهريين، فقوموا كل حبة منها بألف دينار ( وأكثر القصة 7 / 147 من نشوار المحاضرة )
- وأعطى المقتدر، قهرمانته زيدان، سبحة لم ير مثلها ( تاريخ الخلفاء 384 ) وكان يضرب بها المثل، فيقال: سبحة زيدان ( المنتظم 6 / 70. )
- ولما وزر علي بن عيسى للمقتدر قال: ما فعلت سبحة جوهر، قيمتها ثلاثمائة ألف دينار، أخذت من ابن الجصاص ؟، قال: في الخزانة، فقال: تطلب، فطلبت، فلم توجد، فأخرجها الوزير من كمه، وقال: عرضت علي، فاشتريتها، فإذا كانت الجوهر لا تحفظ، فما الذي يحفظ ؟، فاشتد ذلك على المقتدر ( المنتظم 6 / 70. )
- ولما عاد الخليفة القائم في السنة 451 من منفاه في الحديثة إلى بغداد، بعثت إليه زوجته أرسلان خاتون، اثنتي عشرة حبة لؤلؤ كبارا مثمنة، وسألته أن يتخذ منها سبحة يسبح بها ( المنتظم 8 / 207. )
- وكان لأبي الحسن محمد بن عمر العلوي الكوفي سبحة جوهر قيمتها مائة ألف دينار، طوق بها قنينة بلور للشراب ( المنتظم 7 / 212. )
- وكانت سبحة نصر الدولة، صاحب ميافارقين ت 453 من اللؤلؤ عدد حباتها مائة وأربعون لؤلؤة، وزن كل حبة مثقال، وفي وسطها الجبل الياقوت، وقطع بلخش، قدرت قيمتها ثلاثمائة ألف دينار ( الوافي بالوفيات 1 / 122. )
- ولما استولى يوسف بن تاشفين على غرناطة في السنة 479، وجد لصاحبها سبحة جوهر، من أربعمائة حبة، وقومت كل حبة بمائة دينار ( ابن الأثير 10 / 155.) انتهى وانظر التعليق على الفرج بعد الشدة للتنوخي 1/147
هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن ولاه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن – صنعاء
28 / ذو الحجة / 1427 هـ(1/3682)
تلفون سيار : 711456608/00967
بريد إلكتروني : afattah31@hotmail.com
منقوول
---
(1/3683)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أفضل طريقة لكتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الأبحاث؟
---
ما هي أفضل طريقة لكتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الأبحاث؟
---
asdfg
05-26-2004, 06:31 PM
الإخوء أعضاء الملتقى :
أرجو إفادتي عن أفضل طريقة لكتابة الآيات القرآنية في الأبحاث العلمية بالرسم العثماني .
هل الأفضل استعمال البرامج الجاهزة ، أم الاستفادة من مواقع الإنترنت؟
وما رأيكم بمصحف النور؟ علماً بأن الويندوز(98) والوورد (97) .
شكر الله لكم جهودكم .
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2004, 01:18 PM
من خلال تجربتي الخاصة رأيت أسهل البرامج التي تستخدم في الأبحاث هو مصحف حرف. وذلك لسهولة استخدامه ، وإمكانية التحكم بحجمه ونحو ذلك.
وهناك مصحف أصدرته شركة العريس أقرب لخط المصحف من مصحف حرف ، غير أن استخدامه فيه بعض الصعوبة موازنة بمصحف حرف.
فالذي أشير عليك به أخي العزيز أن تستخدم مصحف حرف في أبحاثك ، مع العلم أن الآيات التي تكتبها بمصحف حرف لا تظهر بنفس الرسم العثماني على جهاز آخر لا يوجد به مصحف حرف. بمعنى أنه لا بد أن تطبع البحث على نفس الجهاز الذي تقوم بالطباعة عليه ، ولا تنقل الملف لجهاز آخر إلا إذا حملت عليه مصحف حرف أيضاً ، وإلا فستظهر الآيات برموز غير مقروءة.
وفقك الله لكل خير.
---
asdfg
05-30-2004, 11:51 PM
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن .
ولكن ماذا عن مصحف النور هل جربه أحد الإخوة؟
---
طالب يتعلم
05-31-2004, 10:31 AM
لعلك أخي الكريم تراجع هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=411)
---
أبو معاذ الكناني
05-31-2004, 10:15 PM
في حد علمي أن مصحف النور ليس بالرسم العثماني(1/3684)
وحرف والعرايس بالرسم العثماني وهناك بعض المواقع فيها مصحف بالرسم العثماني ولكن يصعب البحث فيها كما أنها ليست بخط أ/ عثمان طه الذي يكتب للمجمع ثم إنني وقفت على خطأ في مصحف النشر المكتبي لحرف
فانتبه والله يرعاك
---
الميموني
01-17-2006, 03:18 AM
فبناء على توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشأن الاستفادة من التقنيات الحديثة والبرامج الحاسوبية في أعمال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتسخيرها لخدمة القرآن الكريم وعلومه، والسنة النبوية المطهرة.
يسر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن يعلن عن اكتمال العمل على مشروع إنتاج أحد البرامج الحاسوبية المتميّزة، التي تخدم الباحثين وطلبة العلم وغيرهم، بعنوان: مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي.
ويستخدم البرنامج المذكور في البحث عن نصوص الآيات القرآنية في المصحف، وكتابتها بخط الرسم العثماني (المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة النبوية) في برامج النشر المكتبي.
ويتميّز البرنامج عن غيره من البرامج الأخرى المتوافرة في الأسواق بما يلي:
(1) إمكان كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في برنامج تحرير النصوص (مايكروسوفت وورد) MS-Ward؛ وذلك على هيئة خط True type font (مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، مما يسهل أعمال التحرير والتنسيق.
(2) إمكان كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في عدد من برامج الرسم والنشر المكتبي المشهورة، وهي: فوتوشوب PhotoShop، وإن ديزاين InDesign، وإليستريتور Illustrator. ويتم إدراج الآيات أيضاً على هيئة خط True Type Font (مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، وهذه خدمة هامة، وغير متوافرة في كثير من البرامج الأخرى المماثلة.
(3) سرعة ودقة نتائج البحث، حيث يمكن الوصول إلى الآيات المقصودة والبحث في المصحف بكامله في ثوان معدودة.(1/3685)
(4) السهولة والمرونة في استخدام البرنامج والتعامل معه حتى من قبل غير ذوي الاختصاص، مع المحافظة على البساطة وأناقة التصميم.
(5) توافر العديد من الخيارات الخاصة التي تتيح للمستخدم التحكم في حجم ولون الخط، ومكان كتابة تخريج الآية، وإحاطة النص القرآني بأقواس مزخرفة وغير ذلك الخدمات الأخرى.
(6) يتوافر في البرنامج خاصية الاتصال بموقع المجمع على شبكة الإنترنت؛ وذلك لتحديث الخدمات والخط المستخدم في كتابة الآيات القرآنية؛ مما يساعد على التحسين المستمر للبرنامج وخدماته وسهولة تلافي ما قد يظهر من أخطاء أو مشاكل فنية مستقبلاً.
(7) توافر نسخة أخرى من البرنامج مخصصة للعمل على بيئة أجهزة الماكنتوش Mac operating systems تتضمن معظم الخصائص الموجودة في نسخة نظام الويندوز؛ وذلك لندرة البرامج الحاسوبية التي تقدم خدمة كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في نظام الماكنتوش.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي هو نتاج عمل دؤوب استمر لأكثر من ثلاث سنوات تحت إشراف إدارة الحاسب الآلي والجهات العلمية في المجمع بالتعاون مع شركة حرف لتقنية المعلومات.
http://www.qurancomplex.org/News/New...D=3&NewsID=504
---
أبو صفوت
01-17-2006, 08:06 AM
أين يوجد أو يباع برنامج مصحف المدينة
---
(1/3686)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مع صفوة الأمة بعد نبها
---
مع صفوة الأمة بعد نبها
---
د. محمد مشرح
04-27-2005, 07:33 AM
مع صفوة الأمة بعد نبيها
الحلقة السابعة
[هئولاء حملة ديننا من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس هذا بدون تفكير ولا روية، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه إلينا نقيا صافيا ]
الإشادة بأبي بكر
فالنبي صلى الله عليه وسلم يشيد بأبي بكر في موقف بمكانه وزمانه وأحداثه التي لا تخفى أهميته على من له عقل راجح وذهن حي وهو يحترم الحقيقة والحق معا ولو كان هذا الذي هذه مواصفاته عدوا ... هؤلاء هم الذين يتوجه إليهم الخطاب ، ويرتجى منهم أن يستفيدوا منه لهؤلاء نكتب ونرجو لمن قصر عن هذه الصفات أن يرقى إليها ليستفيد مما يُكتَب ، ويقال ويُرى...
يقول الإمام العظيم البخاري :حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وقال لي خليفة حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال قالا حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صعد النبي e أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله( وقال اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان( [1]
تحريم سب الصحابة
حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي e لا تسبوا أصحابي فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه تابعه جرير وعبد الله بن داود وأبو معاوية ومحاضر عن الأعمش[2]
وهو عام في جميع الصحابة كما هو معلوم في الأصول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .(1/3687)
يقول ابن حجر : وقد سبق الاختلاف في أي الرجلين أفضل بعد أبي بكر وعمر عثمان أو علي وان الإجماع انعقد بآخرة بين أهل السنة أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين قال القرطبي في المفهم ما ملخصه الفضائل جمع فضيلة وهي الخصلة الجميلة التي يحصل لصاحبها بسببها شرف وعلو منزلة اما عند الحق واما عند الخلق والثاني لا عبرة به الا إن أوصل إلى الأول ، فإذا قلنا فلان فاضل فمعناه أن له منزلة عند الله وهذا لا توصل إليه الا بالنقل عن الرسول فإذا جاء ذلك عنه ان كان قطعيا قطعنا به أو ظنيا عملنا به وإذا لم نجد الخبر فلا خفاء انا إذا رأينا من اعانه الله على الخير ويسر له أسبابه انا نرجو حصول تلك المنزلة له لما جاء في الشريعة من ذلك قال وإذا تقرر ذلك فالمقطوع به بين أهل السنة بافضلية أبي بكر ثم عمر ثم اختلفوا فيمن بعدهما فالجمهور على تقديم عثمان وعن مالك التوقف والمسالة اجتهادية ومستندها ان هؤلاء الأربعة اختارهم الله تعالى لخلافة نبيه وإقامة دينه فمنزلتهم عنده بحسب ترتيبهم في الخلافة والله اعلم .[3]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 3/2348رقم 3483. والتجريد 2/56.
[2] -المرجع نفسه 3/1343رقم 3470
[3] - الفتح 7/ 34
---
(1/3688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصحاب الأعراف ،،،
---
أصحاب الأعراف ،،،
---
الشجاع
01-22-2004, 07:28 PM
أصحاب الأعراف
قال - تعالى -: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ 46 وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 47 وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ 48 أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ 49 وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ 50).
ذكر الله - سبحانه وتعالى - أَنَّ بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار حِجَابًا وَهُوَ الْحَاجِز الْمَانِع مِنْ وُصُول أَهْل النَّار إِلَى الْجَنَّة قَالَ اِبْن جَرِير وَهُوَ السُّور الَّذِي قَالَ اللَّه - تعالى -"فَضُرِبَ بَيْنهمْ بِسُورٍ لَهُ بَاب بَاطِنه فِيهِ الرَّحْمَة وَظَاهِره مِنْ قِبَله الْعَذَاب" وَهُوَ الْأَعْرَاف الَّذِي قَالَ اللَّه - تعالى - فِيه "وَعَلَى الْأَعْرَاف رِجَال ".
ثُمَّ رُوِيَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ السُّدِّيّ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْله - تعالى -: "وَبَيْنهمَا حِجَاب" هُوَ السُّور وَهُوَ الْأَعْرَاف
وَقَالَ مُجَاهِد الْأَعْرَاف حِجَاب بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار سُور لَهُ بَاب.(1/3689)
قَالَ اِبْن جَرِير وَالْأَعْرَاف: جَمْع عُرْف وَكُلّ مُرْتَفِع مِنْ الْأَرْض عِنْد الْعَرَب يُسَمَّى عُرْفًا وَإِنَّمَا قِيلَ لِعُرْفِ الدِّيك عُرْفًا لِارْتِفَاعِهِ.
وروي عن اِبْن عَبَّاس أنه قال الْأَعْرَاف هُوَ الشَّيْء الْمُشْرِف.
وَقَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ جَابِر عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ الْأَعْرَاف سُور كَعُرْفِ الدِّيك.
وَفِي رِوَايَة عَنْ اِبْن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّه تعالى عَنْهُ- الْأَعْرَاف جَمْع: تَلّ بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار حُبِسَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْل الذُّنُوب بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار.
وَفِي رِوَايَة عَنْهُ: الأعراف سُور بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار.
وَقَالَ السُّدِّيّ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْأَعْرَاف أَعْرَافًا لِأَنَّ أَصْحَابه يَعْرِفُونَ النَّاس.
وَاخْتَلَفَتْ عِبَارَات الْمُفَسِّرِينَ فِي أَصْحَاب الْأَعْرَاف مَنْ هُمْ وَكُلّهَا قَرِيبَة تَرْجِع إِلَى مَعْنًى وَاحِد وَهُوَ أَنَّهُمْ قَوْم اِسْتَوَتْ حَسَنَاتهمْ وَسَيِّئَاتهمْ نَصَّ عَلَيْهِ حُذَيْفَة وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف - رَحِمَهُمْ اللَّه - وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيث مَرْفُوع عن رَجُل مِنْ مُزَيْنَة قَالَ: سُئِلَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عَمَّنْ اِسْتَوَتْ حَسَنَاته وَسَيِّئَاته وَعَنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف فَقَالَ"إِنَّهُمْ قَوْم خَرَجُوا عُصَاة بِغَيْرِ إِذْن آبَائِهِمْ فَقُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه".(1/3690)
وَقَالَ سَعِيد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن شِبْل عَنْ يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمُزَنِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف قَالَ "هُمْ نَاس قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه بِمَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ فَمَنَعَهُمْ مِنْ دُخُول الْجَنَّة مَعْصِيَة آبَائِهِمْ وَمَنَعَهُمْ مِنْ النَّار قَتْلهمْ فِي سَبِيل اللَّه " . وَرَوَاهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ وَابْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ طُرُق عَنْ أَبِي مَعْشَر بِهِ وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ وَابْن عَبَّاس وَاَللَّه أَعْلَم بِصِحَّةِ هَذِهِ الْأَخْبَار الْمَرْفُوعَة وَقُصَارَاهَا أَنْ تَكُون مَوْقُوفَة وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى مَا ذُكِرَ.
وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي يَعْقُوب حَدَّثَنَا هُشَيْم أَخْبَرَنَا حُصَيْن عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ حُذَيْفَة أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف قَالَ: فَقَالَ "هُمْ قَوْم اِسْتَوَتْ حَسَنَاتهمْ وَسَيِّئَاتهمْ فَقَعَدَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتهمْ عَنْ الْجَنَّة وَخَلَفَتْ بِهِمْ حَسَنَاتهمْ عَنْ النَّار قَالَ فَوَقَفُوا هُنَالِكَ عَلَى السُّور حَتَّى يَقْضِي اللَّه فِيهِمْ".(1/3691)
وَقَدْ رَوَاهُ مِنْ وَجْه آخَر أَبْسَط مِنْ هَذَا فَقَالَ حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح حَدَّثَنَا يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيّ أُرْسِلَ إِلَى عَبْد الْحَمِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَعِنْده أَبُو الزِّنَاد عَبْد اللَّه بْن ذَكْوَان مَوْلَى قُرَيْش فَإِذَا هُمَا قَدْ ذَكَرَا مِنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف ذِكْرًا لَيْسَ كَمَا ذَكَرَا فَقُلْت لَهُمَا إِنْ شِئْتُمَا أَنْبَأْتُكُمَا بِمَا ذَكَرَ حُذَيْفَة فَقَالَا هَاتِ فَقُلْت إِنَّ حُذَيْفَة ذَكَرَ أَصْحَاب الْأَعْرَاف فَقَالَ هُمْ قَوْم تَجَاوَزَتْ بِهِمْ حَسَنَاتهمْ النَّار وَقَعَدَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتهمْ عَنْ الْجَنَّة" فَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارهمْ تِلْقَاء أَصْحَاب النَّار قَالُوا رَبّنَا لَا تَجْعَلنَا مَعَ الْقَوْم الظَّالِمِينَ"فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبّك فَقَالَ لَهُمْ اِذْهَبُوا فَادْخُلُوا الْجَنَّة فَإِنِّي قَدْ غَفَرْت لَكُمْ.(1/3692)
وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ أَبِي بَكْر الْهُذَلِيّ قَالَ: قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَهُوَ يُحَدِّث ذَلِكَ عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ يُحَاسَب النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَمَنْ كَانَتْ حَسَنَاته أَكْثَر مِنْ سَيِّئَاته بِوَاحِدَةٍ دَخَلَ الْجَنَّة وَمَنْ كَانَتْ سَيِّئَاته أَكْثَر مِنْ حَسَنَاته بِوَاحِدَةٍ دَخَلَ النَّار ثُمَّ قَرَأَ قَوْل اللَّه "فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينه"الْآيَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ الْمِيزَان يَخِفّ بِمِثْقَالِ حَبَّة وَيَرْجَح قَالَ وَمَنْ اِسْتَوَتْ حَسَنَاته وَسَيِّئَاته كَانَ مِنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف فَوَقَفُوا عَلَى الصِّرَاط ثُمَّ عَرَفُوا أَهْل الْجَنَّة وَأَهْل النَّار فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى أَهْل الْجَنَّة نَادَوْا سَلَام عَلَيْكُمْ وَإِذَا صَرَفُوا أَبْصَارهمْ إِلَى يَسَارهمْ نَظَرُوا أَهْل النَّار" قَالُوا رَبّنَا لَا تَجْعَلنَا مَعَ الْقَوْم الظَّالِمِينَ "تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ مَنَازِلهمْ قَالَ فَأَمَّا أَصْحَاب الْحَسَنَات فَإِنَّهُمْ يُعْطَوْنَ نُورًا يَمْشُونَ بِهِ بَيْن أَيْدِيهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ وَيُعْطَى كُلّ عَبْد يَوْمئِذٍ نُورًا وَكُلّ أَمَة نُورًا فَإِذَا أَتَوْا عَلَى الصِّرَاط سَلَبَ اللَّه نُور كُلّ مُنَافِق وَمُنَافِقَة فَلَمَّا رَأَى أَهْل الْجَنَّة مَا لَقِيَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا" رَبّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورنَا " وَأَمَّا أَصْحَاب الْأَعْرَاف فَإِنَّ النُّور كَانَ بِأَيْدِيهِمْ فَلَمْ يُنْزَع فَهُنَالِكَ يَقُول اللَّه - تعالى - " لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ "فَكَانَ الطَّمَع دُخُولًا قَالَ: فَقَالَ اِبْن مَسْعُود إِنَّ الْعَبْد إِذَا عَمِلَ حَسَنَة كُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْر وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَة لَمْ تُكْتَب إِلَّا وَاحِدَة ثُمَّ يَقُول هَلَكَ مَنْ غَلَبَتْ آحَاده عَشَرَاته رَوَاهُ اِبْن جَرِير(1/3693)
وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنِي اِبْن وَكِيع حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد قَالَا حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ مَنْصُور عَنْ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: الْأَعْرَاف السُّور الَّذِي بَيْن الْجَنَّة وَالنَّار وَأَصْحَاب الْأَعْرَاف بِذَلِكَ الْمَكَان حَتَّى إِذَا بَدَأَ اللَّه أَنْ يُعَافِيهِمْ اِنْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى نَهَر يُقَال لَهُ نَهَر الْحَيَاة حَافَّتَاهُ قَصَب الذَّهَب مُكَلَّل بِاللُّؤْلُؤِ تُرَابه الْمِسْك فَأُلْقُوا فِيهِ حَتَّى تَصْلُح أَلْوَانهمْ وَتَبْدُو فِي نُحُورهمْ شَامَة بَيْضَاء يُعْرَفُونَ بِهَا حَتَّى إِذَا صَلَحَتْ أَلْوَانهمْ أَتَى بِهِمْ الرَّحْمَن - تَبَارَكَ وَتعالى - فَقَالَ " تَمَنَّوْا مَا شِئْتُمْ "فَيَتَمَنَّوْنَ حَتَّى إِذَا اِنْقَطَعَتْ أُمْنِيَّاتهمْ قَالَ لَهُمْ" لَكُمْ الَّذِي تَمَنَّيْتُمْ وَمِثْله سَبْعُونَ ضِعْفًا "فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّة وَفِي نُحُورهمْ شَامَة بَيْضَاء يُعْرَفُونَ بِهَا يُسَمُّونَ مَسَاكِين أَهْل الْجَنَّة".
وَقَالَ سَعِيد بْن دَاوُدَ حَدَّثَنِي جَرِير عَنْ عُمَارَة بْن الْقَعْقَاع عَنْ أَبِي زُرْعَة عَنْ عَمْرو بْن جَرِير قَالَ: سُئِلَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف قَالَ "هُمْ آخِر مَنْ يُفْصَل بَيْنهمْ مِنْ الْعِبَاد فَإِذَا فَرَغَ رَبّ الْعَالَمِينَ مِنْ الْفَصْل بَيْن الْعِبَاد قَالَ أَنْتُمْ قَوْم أَخْرَجَتْكُمْ حَسَنَاتكُمْ مِنْ النَّار وَلَمْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة فَأَنْتُمْ عُتَقَائِي فَارْعَوْا مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شِئْتُمْ" . وَهَذَا مُرْسَل حَسَن.(1/3694)
وَقِيل أصحاب الأعراف هم أَوْلَاد الزِّنَا حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ وَرَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة الْوَلِيد بْن مُوسَى عَنْ شَيْبَة بْن عُثْمَان عَنْ عُرْوَة بْن رُوَيْم عَنْ الْحَسَن عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مُؤْمِنِي الْجِنّ لَهُمْ ثَوَاب وَعَلَيْهِمْ عِقَاب فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ثَوَابهمْ وَعَنْ مُؤْمِنِيهِمْ فَقَالَ عَلَى الْأَعْرَاف وَلَيْسُوا فِي الْجَنَّة مَعَ أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْنَاهُ وَمَا الْأَعْرَاف فَقَالَ حَائِط الْجَنَّة تَجْرِي فِيهَا الْأَنْهَار وَتَنْبُت فِيهِ الْأَشْجَار وَالثِّمَار. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
وَقَوْله - تعالى - " يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ " قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ يَعْرِفُونَ أَهْل الْجَنَّة بِبَيَاضِ الْوُجُوه وَأَهْل النَّار بِسَوَادِ الْوُجُوه وَكَذَا رَوَى الضَّحَّاك عَنْهُ وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس: أَنْزَلَهُمْ اللَّه تِلْكَ الْمَنْزِلَة لِيُعْرَفُوا فِي الْجَنَّة وَالنَّار وَلِيَعْرِفُوا أَهْل النَّار بِسَوَادِ الْوُجُوه وَيَتَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ أَنْ يَجْعَلهُمْ مَعَ الْقَوْم الظَّالِمِينَ وَهُمْ فِي ذَلِكَ يُحَيُّونَ أَهْل الْجَنَّة بِالسَّلَامِ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ أَنْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ دَاخِلُوهَا إِنْ شَاءَ اللَّه وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَالْحَسَن وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ وَغَيْرهمْ وَقَالَ مَعْمَر عَنْ الْحَسَن إِنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَة" لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ "قَالَ وَاَللَّه مَا جُعِلَ ذَلِكَ الطَّمَع فِي قُلُوبهمْ إِلَّا لِكَرَامَةٍ يُرِيدهَا بِهِمْ وَقَالَ قَتَادَة قَدْ أَنْبَأَكُمْ اللَّه بِمَكَانِهِمْ مِنْ الطَّمَع.(1/3695)
وعلى اختلاف عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف، من هم؟ ومن يكونون؟ إلا أنها كلها قريبة ترجع إلى معنى واحد وهو ((أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم)).
والله أعلم.
منقوووووول
---
خالدعبدالرحمن
01-22-2004, 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خيرا يا أخي على جمعك للأقوال في هذه المسألة المشكل ،
ولكني ارى الصواب في هذا البحث الذي أتمنى عليك قراءته ، ففيه علم جدير بالعناية والأهتمام
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=58
---
الشجاع
01-22-2004, 10:43 PM
لقد قمت بحفظ البحث لدي وسأقوم بقرأته
---
داود عيسى
01-26-2004, 03:30 PM
هل يعقل يا أخي أن يرفع الله الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم فوق الرسل ......
فأنا يا أخي مع ما يقوله الشيخ صلاح أبو عرفة.
---
الشيخ أبو أحمد
01-27-2004, 01:40 AM
وأنا مع الشيخ صلاح الدين أبو عرفة, بل أنا مع البينة, أيا كان صاحبها, ولا أدين لغير الله ورسوله.
---
أبومجاهدالعبيدي
01-27-2004, 09:33 AM
وهذا جواب سابق لسؤال مقارب :
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المقدسي المتوفى سنة 1033هـ رسالة بعنوان تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف مطبوعة بتحقيق مشهور حسن آل سلمان .
ذكر في هذه الرسالة ستة عشر قول في تعيين أصحاب الأعراف ، ومن الأقوال التي ذكرها :
أنهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجلسهم الله على ذلك السور تمييزاً لهم عن غيرهم وإظهاراً لشرفهم .
حكى هذا القول الفخر الرازي وغيره .
ومن الأقوال التي حكاها : أنهم الشهداء . حكاه غير واحد من المفسرين .
وقد ختم هذه الرسالة بذكر ترجيح القرطبي ، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم . ثم ذكر القرطبي أن الأسلم هو الوقوف عن التعيين لاضطراب الأثر .(1/3696)
ثم رجح صاحب الرسالة بأنه لا مانع من الجمع بين الأقوال الواردة في تعيينهم ، وذلك بان يقال : إنهم جميعاً من أصحاب الأعراف ، أجلسوا على السور المذكور ، ومنازلهم متفاوتة ، فمنهم الشريف كالأنبياء والشهداء والفقهاء ، ومنهم الوضيع كمن استوت حسناته وسيئاته .
ثم قال : فتأمل ما قلته ؛ فإنه جدير بأن يتلقى بالقبول ويكرم ، ويصغى لسماعه ويسلم .
قال الشيخ عبد الله بن جبرين في إجابة له عن سؤال عن أصحاب الأعراف : ( يظهر أن الأعراف أماكان مرتفعة، تطل على موقف الناس يوم القيامة، أما أصحاب الأعراف فهم الذين يقفون عليها، أو يقومون عليها وقت الحساب، وقد اختلف في المراد بهم، والظاهر أنهم من الشهداء على الناس، وأنهم لا يحرمون من دخول الجنة، لأن الله أخبر أنهم ينادون رجالا يعرفونهم بسيماهم، ويقولون لهم (ما أغني عنكم جمعكم) (الأعراف:48) الآيتين، وقيل: إنهم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم، وقيل إنهم أناس عصوا الوالدين فخرجوا للجهاد، فاستشهدوا في سبيل الله، والله أعلم. ) http://www.islamway.com/bindex.php?...awa&fatwa_id=77
ولا بن القيم رحمه الله كلام عن هؤلاء في طريق الهجرتين ، حيث قال :(1/3697)
( فقوله تعالى: "وبينهما حجاب" أي بين أهل الجنة والنار حجاب قيل هو السور الذي يضرب بينهم له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب: باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة وظاهره الذي يلي الكفار من جهتهم العذاب والأعراف جمع عرف وهو المكان المرتفع، وهو سور عال بين الجنة والنار عليه أهل الأعراف قال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته قال عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو بكر الهذلي قال: كان سعيد بن جبير يحدث عن ابن مسعود قال: يحاسب الله الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ثم قرأ قوله تعالى: " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم " ثم قال: إن الميزان يخفف بمثقال حبة أو يرجح قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا: "ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين" فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطي كل عبد يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا: "ربنا أتمم لنا نورنا" وأما أصحاب الأعراف فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله: "لم يدخلوها وهم يطمعون" فكان الطمع للنور الذي في أيديهم ثم أدخلوا الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا يريد آخر أهل الجنة دخولا ممن لم يدخل النار وقيل هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم فقتلوا فأعتقوا من النار لقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة لمعصية آبائهم وهذا من جنس القول(1/3698)
الأول وقيل هم قوم رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر يحبسون على الأعراف حتى يقضي الله بين الناس ثم يدخلهم الجنة وهي من جنس ما قبله فلا تناقض بينهما وقيل: هم أصحاب الفترة وأطفال المشركين وقيل: هم أولوا الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل النار وأهل الجنة جميعا وقيل: هم الملائكة لا من بني آدم والثابت عن الصحابة هو القول الأول وقد رويت فيه آثار كثيرة مرفوعة لا تكاد تثبت أسانيدها. وآثار الصحابة في ذلك المعتمدة وقد اختلف في تفسير الصحابي هل له حكم المرفوع، أو الموقوف؟ على قولين: الأول: اختيار أبي عبد الله والحاكم والثاني: هو الصواب ولا نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نعلم أنه قاله وقوله تعالى: "يعرفون كلا بسيماهم " يعني يعرفون الفريقين بسيماهم " ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم " أي نادى أهل الأعراف أهل الجنة بالسلام وقوله تعالى: "لم يدخلوها وهم يطمعون" الضميران في الجملتين لأصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة بعد وهم يطمعون في دخولها قال أبو العالية: ما جعل الله ذلك الطمع فيهم إلا كرامة يريدها بهم، وقال الحسن: الذي جمع الطمع في قلوبهم يوصلهم إلى ما يطمعون وفي هذا رد على قول من قال: إنهم أفاضل المؤمنين علوا على الأعراف يطالعون أحوال الفريقين فعاد الصواب إلى تفسير الصحابة وهم أعلم الأمة بكتاب الله ومراده منه ثم قال تعالى: " وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " هذا دليل على أنه بمكان مرتفع بين الجنة والنار، فإذا أشرفوا على أهل الجنة نادوهم بالسلام وطمعوا في الدخول إليها وإذا أشرفوا على أهل النار سألوا الله أن لا يجعلهم معهم ثم قال تعالى: " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم " يعني من الكفار الذين في النار، فقالوا لهم: "ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون" يعني ما نفعكم جمعكم وعشيرتكم وتجرؤكم على الحق ولا استكباركم(1/3699)
وهذا إما نفي وإما استفهام وتوبيخ وهو أبلغ وأفخم ثم نظروا إلى الجنة فرأوا من الضعفاء الذين كان الكفار يسترذلونهم في الدنيا ويزعمون أن الله لا يختصهم دونهم بفضله كما لم يختصم دونهم في الدنيا فيقول لهم أهل الأعراف "أهؤلاء الذين أقسمتم" أيها المشركون أن الله تعالى لا ينالهم برحمة فها هم في الجنة يتمتعون ويتنعمون وفي رياضها يحبرون ثم يقال لأهل الأعراف: "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وقيل: إن أصحاب الأعراف إذا عيروا الكفار وأخبروهم أنهم لم يغن عنهم جمعهم واستكبارهم عيرهم الكفار بتخلفهم عن الجنة، وأقسموا أن الله لا ينالهم برحمة، لما رأوا من تخلفهم عن الجنة وأنهم يصيرون إلى النار فتقول لهم الملائكة حنيئذ: "أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" والقولان قويان محتملان والله أعلم. فهؤلاء الطبقات هم أهل الجنة الذين لم تمسهم النار. )
---
الشيخ أبو أحمد
01-27-2004, 04:18 PM
الاخ الكريم محمد القحطاني.....
ناشدتك الله بأسمائه الحسنى, أن تعدل فينا وفي دينك, وأن تقرأ ما شارك به الاخ (خالد عبد الرحمن) من الموقع المرفق.... فهو يخالف كل ما ذكر علماؤنا الاولون جزاهم الله خيرا ويأتي بالبينة والبرهان, والحق أحق أن يتبع.... وصاحب البحث لا يعتمد على (قيل) واحدة, ونحن كما امرنا مع البينة والدليل, فبهذا نحن معه..
فاقرأه, فإن كان حقا فقل لنا, وإن كان باطلا, فأرنا كيف!.
نشاتدك الله...
---
خالدعبدالرحمن
01-30-2004, 11:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نقدم قولا على قول ؟
أظن السؤال بسيط! والجواب ايسر وأبسط !
ولكني -ولا يخفى ذلك على متفحص - أرى ان واقعنا بعيد كل البعد عن قولنا!!
فالبينة هي ما يرفع قولا على قول
والبينة هي ما قال الله سبحانه ، أو ما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، ثم الفهم الصحيح فيما لا يخرج عن اطارهما !(1/3700)
وهذا ما يطعن في قول لا يستند الى ما سبق ، وما يقدم قولا آخر على غيره ..
وهذا منهجنا ، وهذا ما يقدم قول الشيخ صلاح أبو عرفة -جزاه الله خيرا - على غيره !
ولنا أن نطلب ممن يخالف أو يتبع رأيا غيره ( البينة ) !
( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين )
(قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه ان كنتم صادقين )
---
الشيخ أبو أحمد
01-30-2004, 09:30 PM
الاخ خالد عبد الرحمن.... ها انت تقول: "ولكن واقعنا بعيد كل البعد عما نقول".......
وهذا ما بت أخشاه, بل وأراه عيانا.... أننا نقول: "عليكم بكتاب الله وسنة نبيه"!. ثم إذا جاء من جاء بالاثنتين او بواحدة منهما, تخالف (محفوظاتنا) و (قراطيسنا) أغمضنا فيها, وأنكرناها ورذلناها.....
فقد سبق وناشدت الاخ القحطاني بالله, أن يقرأ (الاعراف) للشيخ صلاح الدين, ويدلي برأيه, بالميزان المعلوم (كتاب الله وسنة نبيه), لا قيل ولا قال!. فلم يجبني, ولم ينبس ببنت سفة..... فلعل المانع خيرا......
وأنا أحمل كل ذي علم بالكتاب والحديث إثمي, أن تركني دون تبيان ولا تصحيح, وأشهد الله أني على قول الشيخ صلاح الدين بما جاء به من البينات, حتى ياتيني غيره باهدى منه.... ويحمل إثمي من كان عنده بينة فلم يظهرها...
{لم تقولون ما لا تفعلون, كبر مقتا عند الله...}.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2004, 09:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا أحمد وفقني الله وإياك للصواب ، ورزقنا الإنصاف ، وأعاننا على أنفسنا .
لقد قرأت المقال الذي ناشدتني بالله أن أقرأه قبل أن تسألني بالله .
وهو - والحق يقال - جيد ، وفيه ربط بين الآيات موفق ، وهو أفضل ما أعجبني في موقع أسرار القرآن .(1/3701)
وحتى لا تظن أننا لا نحترم رأيك ، ولا نلبي ما نستطيع تلبيته من طلباتك ،فاعلم أني قد تصفحت الموقع المشار إليه عندما أرسلته إلي عبر البريد ، فوجدته موقع أشبه ما يكون بغابة فيها كنوز نفيسة ، وحولها وحوش مخيفة ؛ فآثرت السلامة وتركت كنوزه لما فيه من : نوع استبداد فكري ، وتخطئة لعلماء كبار تلقت الأمة أقوالهم بالقبول ، وغير ذلك من الأمور التي لا يتسع المقام لذكرها . ولو كنت الآن أجد وقتا كافياً لذكرت أمثلة تدل على ما أقول .
ولي سؤال أخي أبا أحمد ، أرجو أن تجيب عليه بصراحة : الموقع يسمى : أسرار القرآن !! فهل في القرآن أسرار ؟
طرحكم يتناقض مع هذا العنوان ، وأنت قد أنكرت تسمية : البرهان والآية والبينة بـ : الإعجاز ؛ لأنه اصطلاح ليس في القرآن ولا في السنة .
وقلت : ( فما كان الله يريد أن يعجزنا ، ولكن ليبين لنا....)
فأين اصطلاح : أسرار القرآن في القرآن أو في السنة ؟ .
ثم يا أخي الكريم : هل أنت ، والشيخ صلاح الدين ، والأخ خالد عبدالرحمن ، وداود عيسى أكثر علماً ، وأدق فهماً ، وأنضج فكراً من العلماء الذين تكفرون بآرائهم ، وتنبذونها وراءكم ظهرياً ؟؟ .
أقول هذا مع التسليم الذي لا شك فيه أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا من عصمه الله .
وأن : من خالف الكتاب والسنة فقوله مردود ، وهذا مما لا يخفى على صغار طلبة العلم ، ولله الحمد .
ويا أخي - أقول يا أخي ؛ لأن مقتضى الأخوة : النصيحة والحب - ألا ترى أن مشاركاتكم يشوبها شيء من الاستبداد الفكري ؟ ، فلم نركم منذ أول مشاركاتكم سلمتم لأحد من مخالفيكم . بل دائماً لسان حالكم : ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) !!! .
لماذا لا يراجع كل منا نفسه ، ويتهما بالجهل والتقصير ، ويحترم رأي الآخر ، وخاصة إذا كان الآخر من السلف المتقدمين ، الذين تظهر على أقوالهم أنوار النبوة ، ولا يخرجون في الغالب عن دلائل الوحي .(1/3702)
ثم إني أختم وأقول : لقد تناقش المشرفون في شأنكم ، وما تكتبون فأجمعوا على أن طرحكم فيه ما قد أشرت إلى بعضه في كلامي السابق ، ولهم أن يعلقوا على كلامي هذا إن شاءوا .
ثم : أرجو منك أن تتفضل علينا - وهذا يهمنا كمشرفين - بعلاقتك بالإخوة المشار إليهم أعلاه . فأفكاركم نسخة واحدة ، تعليقاتكم تخرج من مشكاة واحدة ، وغالب ظني أنك أنت والشيخ صلاح الدين شيء واحد ، فما قولك ؟.
هذا ما عندي ، فهات ما عندك ، واعلم أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
---
الشيخ أبو أحمد
02-03-2004, 11:45 PM
الاخ القحطاني الحبيب, جزاه الله خيرا..
لقد غلب ودك خلافك, وغلب أدبك عداءك... وما بدأت به لقول منصف من نفسه لنفسه.. وما قلته عن الموقع لشهادة شرف من اخ مؤمن له نصيبه من العلم... ولو أني لا اقبل من "اهل العلم" الخوف والاحجام, فإذا خاف (الامام) فمن لها؟؟
أما عن (الاسرار), فلا أراها أكثر من رؤية خاصة لا تلزم أحدا, ولكن من يوم حيينا ونحن نعلم أن القرآن مليء بالاسرار, سواء منها الاجتماعية أو الغيبية او اللغوية أو العلمية.... ويبقى أن هذا تقدير شخصي لصاحبه, والرجل لم يفرضه تعريفا على الامة ولا على أصول الفقه...
ثم أراك تقول:
ثم يا أخي الكريم : هل أنت ، والشيخ صلاح الدين ، والأخ خالد عبدالرحمن ، وداود عيسى أكثر علماً ، وأدق فهماً ، وأنضج فكراً من العلماء الذين تكفرون بآرائهم ، وتنبذونها وراءكم ظهرياً ؟؟ .
أقول هذا مع التسليم الذي لا شك فيه أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا من عصمه الله .
وأن : من خالف الكتاب والسنة فقوله مردود ، وهذا مما لا يخفى على صغار طلبة العلم ، ولله الحمد .
فلن أجيب بأحسن مما ختمت به...(1/3703)
ولكن هذا الدين محفوظ, والتجديد من الحفظ... ألا ترى الامام بن عبد الوهاب, عندما وضع نواقض الاسلام العشر, كم كان للمعارضين أن يقولوا له: كيف تحدد ما لم يحدده (العلماء) الاولون؟؟ ونحن اليوم نحفظها ونتعاهدها... وعندما خرج ابن تيمية رضي الله عنه, كان جديدا حدثا على الاولين الاكابر, ثم صار حقا راسخا قويا...
أما عن كوني أنا صلاح الدين, فأنا صلاح الدين, والمؤمن لا يكذب أخاه ولا يخونه, ولست ممن يورى عليهم بأدبك وخلقك ودينك...
وخالد عبد الرحمن أخي في الله, كما انت وأهل الموقع, وأما أننا نستبد فكريا فلا, ولكن من الرجولة والمروءة أن تشتد على رأيك ما رأيته حقا, وهل الرجال إلا في الحق؟؟
أما الاخ الآخر فلا أعرفه...
وأعود وأسألك بالله.... أن تلج باسم الله ولا تخف, فإن كان حقا فأنت أبصر به, وإن كان باطلا, فلن يخفى عليك..
ولا يمنع أن ينفع الله عبدا فقيرا بالقرآن, فليس القرآن لناس دون ناس, بل هو للناس جميعا...
(أمتي هذه كالغيث, لا يعرف خيره في أوله أم في آخره)..... كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء..
واعلم أنني أحببتك على ما يحب الله.. فتجاوز لي عما لم يعجبك مني..
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 10:06 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً . ونسأل الله للجميع الإخلاص في القول والعمل . ويا حبذا هذه الروح الأخوية في الحوار.
وأما الخلاف في مسائل العلم فلن ينتهي ما دامت هناك عقول تفكر وتتدبر. والحمد لله على نعمة الإيمان ، والإسلام.
نفع الله بكم جميعاً وبعلمكم وتحية لأخي أبي مجاهد ، وأوافقه فيما تفضل به. كما اشكر أخي الشيخ صلاح على صدقه وقبوله للحق وهذا هو المتوقع من مثله .
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 08:14 PM
الشيخ صلاح
قرأت كلامك---ومجمله هو ما سطرته يداك في الآخر(1/3704)
((فأصحاب الأعراف هم الرسل الكرام المقربون, وهم الأشهاد, بما يظهر لنا من كتاب الله, لا من كلام الناس, ولا حجة بيننا وبين ربنا غير رسله!.
{لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}.))
فهل أنت غير مسبوق في قولك هذا؟؟
---
طاهر
02-04-2005, 08:23 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كم اثلج صدري دخولك يا ابا احمد
كما واشكر الاخ أبومجاهدالعبيدي على اهتمامه ببينات القرآن
وجميع الاخوة المشاركين
اما يا اخي أبومجاهدالعبيدي بالنسبه للكنوز النفيسه فهي انفس الكنوز انها تبيان لكلام ربنا جل وعلا ولم اكن لاترك هذه الكنوز من اجل بعض الوحوش التي لا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا
اما بالنسبة للاسرار التي في القرآن فلو لم تكن موجوده لما قال الله جل وعلا(ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ..........)
وهل يكتم الا الاسرار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما بالنسبة للسلف المتقدمين ، الذين تظهر على أقوالهم أنوار النبوة
فهم يؤمنون كما نؤمن نحن ان_كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون_
نسأل الله ان نكون من التوابين
وصلى الله على محمد
---
جمال حسني الشرباتي
02-04-2005, 08:38 AM
أعيد
يا شيخ صلاح
أنت اعتبرت ما جئت به تصحيح خطأ استمر طويلا في تفسير الأعراف
فهل أنت غير مسبوق؟؟
أي هل لم يقل أحد قبلك بمثل قولك؟؟
مع الإحترام
---
عبدالرحمن العبيدي
02-05-2005, 11:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جمال بارك الله فيك ونفعك لهذه الأمة التي هي بأمس الحاجة لأمثالك اللذين يتدبرون في كتاب الله ...
هنا أردت أن أعلق على ما جاء بسؤالك للشيخ صلاح الدين أبو عرفة....
السؤال
أنت اعتبرت ما جئت به تصحيح خطأ استمر طويلا في تفسير الأعراف
فهل أنت غير مسبوق؟؟
أي هل لم يقل أحد قبلك بمثل قولك؟؟
في البداية أعيد ما جاء من أقوال للمفسرين والعلماء في ما يتعلق (((( برجال الأعراف))))(1/3705)
فمنهم من قال أنهم اللذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم ومنهم من قال أنهم الملائكة ومنهم من قال أنهم الأنبياء ومنهم من قال أنهم أولاد الزنى.
لكن كلها أقوال غير مبنية على أي دليل فلا تتعدى كونها ظنون وشكوك لا أساس لها من الصحة.....
نعم إن ما جاء في دراسة الشيخ صلاح الدين أبوعرفة منذ ما يقارب العام ونصف العام قول لم يقل بمثله أحد بل وأنه يتعدى أن يكون مجرد قول بل هو تفسير لم يستطع أي عالم في التفسير أن يبطله منذ تلك الفترة لما فيه من بينات وأدلة تدعم ما قاله الشيخ أن أصحاب الأعراف هم (( الرسل الكرام المقربون, وهم الأشهاد )) لذلك يا أخي العزيز وجب علينا أن نأخذ بهذا التفسير وأن نؤمن به إلا أي يأتينا أحد بأهدى من هذا التفسير....
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 03:53 AM
الأخ الدكتور العبيدي
يعلم الله أن ردي هذا هو رد مستفسر متدبر---فما عندي حمل لرأي أدافع عنه في هذا الموضوع---ولقد رأيت للرازي تفنيدا لكافة الآراء والتزاما بهذا الرأي
((والقول الثاني: في تفسير هذه الآية أن أصحاب الأعراف كانوا يعرفون المؤمنين في الدنيا بظهور علامات الإيمان والطاعات عليهم ويعرفون الكافرين في الدنيا أيضاً بظهور علامات الكفر والفسق عليهم، فإذا شاهدوا أولئك الأقوام في محفل القيامة ميزوا البعض عن البعض بتلك العلامات التي شاهدوها عليهم في الدنيا، وهذا الوجه هو المختار.))
وهذا الكلام قريب جدا من مفهوم الاشهاد--اللهم إلا إذا كان يقصد الشيخ أبو عرفة أن الرسل المقربين هم أنفسهم الأشهاد
--فإذا كان الأمر كذلك فهو قد رجح جزءا من الأنبياء وهم الرسل المقربون ليكونوا أصحاب الأعراف
فأين أنت يا شيخ صلاح لتشرح رأيك وأنا لك من الشاكرين
---
خالدعبدالرحمن
02-10-2005, 09:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن الشيخ صلاح الدين يقصد الرسل دون الأنبياء عليهم السلام ، والله أعلم(1/3706)
و في بداية سورة الأعراف ما يعضد قوله ( فلنسأن الذين أرسل اليهم ولنسألن المرسلين )
و ننتظر منه المزيد ان شاء الله
---
(1/3707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات
---
رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات
---
مساعد الطيار
11-14-2003, 03:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فكنت قد طرحت في هذا الملتقى موضوعًا يتعلق بالقراءات عند ابن جرير ، وخلصت فيه إلى أن ابن جرير لا يردُّ قراءةً متواترةً ، وعللت ذلك الأمر بما تجده على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991) .
واليوم ظهر لي أن ابن جرير الطبري لم يكن عنده سند بقراءة حفص عن عاصم ، وإني أستبيحكم أيها القراء الكرم عذرًا في أن أذكر لكم قصة هذه الفائدة :
كنت يوم الثلاثاء الموافق ( 17 : 9 : 1424 ) أكتب في تفسير ( جزء تبارك ) تفسيرَ قوله تعالى : (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى) (المعارج:16) ، فقرأت في تفسير الطبري ط : دار هجر (23 : 216 ) ما نصُّه : (( ... والصواب من القول في ذلك عندنا أن لظى الخبر ونزاعة ابتداء فذلك رفع ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قراء الأمصار على رفعها ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب وإن كان للنصب في العربية وجه )) .
فاستغربت قولَه هذا ؛ لأنَّ قراءة حفص بنصب (نزاعةً ) ، والطبري يقول : (( ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب ، وإن كان للنصب في العربية وجه )) ، وعلقت عليه بأن كلامه يشير إلى أنه لم يكن عنده سندٌ بقراءة حفص عن عاصم .
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه كلام الطبري ، فاستغربه ، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري .(1/3708)
فقال لي : لو رجعت إلى كتابي ( مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ) إلى قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص ، ونظرت ماذا يقول فيها ، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص ، وقرأت تعليقات الطبري عليها ، فظهر لي بجلاءٍ ما توصلت إليه ـ وسيظهر لك ـ أيها القارئ الكريم ـ من خلال الأمثلة التي سأستعرضها لك إن شاء الله .
وأثناء بحثي في هذه المفردات وعرضها على تفسير الطبري اتصل بي الأخ الباحث حسين المطيري أستاذ القرآن بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه ما توصلت له ، فطرب له واستحسنه ، وذكر لي فائدة نفيسة تتعلق بطريقي عاصم ، وهو أن طريق شعبة هو المقدم عند المتقدمين ، ولعل هذا يشير إلى عدم ورود سند حفص عند الطبري ، وهذه الفائدة نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة ( ص : 71 ) ، قال فيه : (( وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم ؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا .
وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش ، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه ، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك ، وعَزَّ من يحسنها ، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات )) .
وإذا تأملت هذا النصَّ ظهر لك أن قراءة حفص عن عاصم في وقت الطبري (ت : 310 ) الذي كان في طبقة شيوخ ابن مجاهد ( ت : 324 ) لم يكن لها قبول كغيرها .
وبعد ذكري لك قصة هذه الفائدة أذكر لك أمثلة من تفسير الطبري تدلُّ على أنه لم يكن عنده سند حفص عن عاصم :
المثال الأول : قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) .(1/3709)
قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة قوله : ( لمهلكهم ) :
فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والعراق ( لِمُهْلَكِهم ) بضم الميم وفتح اللام ، على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا
وقرأه عاصم ( لِمَهْلَكهم ) بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا .
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه ( لِمُهْلَكهم ) بضم الميم وفتح اللام ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه ، واستدلالا بقوله : ( وتلك القرى أهلكناهم ) ؛ فأن يكون المصدر من ( أهلكنا ) إذ كان قد تقدم قبله أَولى )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 15 : 306 ـ 307 ) .
في هذا المثال ذكر قراءتين فقط : الأولى قراءة الجمهور ، والثانية قراءة عاصم ، وهي من طريق شعبة بن عياش .
ولم يذكر القراءة الثالثة ، وهي قراءة حفص عن عاصم ( لِمَهْلِكِهم ) بفتح الميم وكسر اللام .
ولو كانت عنده لما تركها ، وقد ذكر قراءة عاصم بنصِّها .
المثال الثاني : قوله تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25) .
قال الطبري : (( واختلف القرأة في قراءة قوله : (تساقط ) :
فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة والبصرة والكوفة ( تَسَّاقط ) بالتاء من تساقط وتشديد السين بمعنى تتساقط عليك النخلة رطبا جنيا ثم تدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدد ، وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة تسَّاقط النخلة عليك رطبا جنيَا .
وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة : ( تَسَاقط ) بالتاء وتخفيف السين ، ووجهوا معنى الكلام إلى مثل ما وجَّهه إليه مشددوها غير أنهم خالفوهم في القراءة .
وروي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك : ( يَسَّاقط ) بالياء .
حدثني بذلك أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق ، قال سمعت البراء بن عازب يقرؤه كذلك .(1/3710)
وكأنه وجه معنى الكلام إلى : وهزي إليك بجذع النخلة يتساقط عليك رطبًا جنيًا .
وروي عن أبي نهيك أنه كان يقرؤه ( تُسقِط ) بضم التاء وإسقاط الألف .
حدثنا بذلك بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا عبد المؤمن قال : سمعت أبا نهيك يقرؤه كذلك . وكأنه وجه معنى الكلام إلى : تسقط النخلة عليك رطبا جنيا .
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن هذه القراءات الثلاث ؛ أعني : تَسَّاقط بالتاء وتشديد السين ، وبالتاء وتخفيف السين وبالياء وتشديد السين قراءات متقاربات المعاني قد قرأ بكل واحدة منهن قراء أهل معرفة بالقرآن فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب الصواب فيه ... )) . تفسير الطبري ط : دار هجر (15 : 513 ـ 514 ) .
وهذه القراءات ليس فيها ـ كما ترى ـ قراءة حفص عن عاصم ( تُساقِط ) بضم التاء وكسر القاف ، ولو كانت عنده لذكرها ، وهو كما رأيت ذكر قراءات شاذة ، والله أعلم .
المثال الثالث : ( وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْب) (القصص: 32) .
قال الطبري : (( واختلفت القرأة في قراءة ذلك :
فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والبصرة ( من الرَّهَبِ ) بفتح الراء والهاء .
وقرأته عامة قرأة الكوفة ( من الرُّهْب ) بضم الراء وتسكين الهاء .
والقول في ذلك : أنهما قراءتان متفقتا المعنى ، مشهورتان في قراء الأمصار ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب )) تفسير الطبري ط : دار هجر ( 18 246 ) .
ولم يذكر قراءة حفص بفتح الراء وتسكين الهاء ( من الرَّهْبِ ) ، ولو كانت عنده لذكرها ، والله أعلم .
المثال الثالث : قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب: 13) .
قال الطبري : (( والقرأة على فتح الميم من قوله : ( لا مَقَامَ لكم ) بمعنى لا موضع قيام لكم . وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها ؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها .(1/3711)
وذُكِرَ عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك : ( لا مُقَام ) لكم بضم الميم يعني لا إقامة لكم )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 19 : 43 ) .
ولم يورد أن هذه القراءة التي نسبها إلى أبي عبد الرحمن السلمي قرأ بها عاصم من طريق حفص ، ولو كانت عنده لذكرها ، ومن ثَمَّ ، فإنه لا يصحُّ في مثل هذا المقام أن يقال : إن الطبري ردَّ قراءة حفص عن عاصم ؛ لأنه لا يعلمها ، والله أعلم .
المثال الخامس : قوله تعالى : (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً) (غافر: 37) .
قال الطبري : (( وقوله : (فأطلع إلى إله موسى ) اختلف القرأة في قراءة قوله : ( فأطلع ) :
فقرأت ذلك عامة قرأة الأمصار (فأطلعُ ) بضم العين ردًّا على قوله : (أبلغُ الأسباب ) وعطفا به عليه .
وذُكِر عن حميد الأعرج أنه قرأ ( فأطلعَ ) نصبًا جوابا لِـ(لعلِّي ) ، وقد ذكر الفراء أن بعض العرب أنشده :
عل صروف الدهر أو دُولاتها
يدلننا اللمة من لَمَّاتِها
فتستريحَ النفس من زفراتها
فنصب فتستريحَ على أنها جواب لِلَعَلَّ
والقراءة التي لا أستجيز غيرها الرفعُ في ذلك ؛ لإجماع الحجة من القراء عليه )) . تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 20 : 326 ـ 327 ) .
وهذه القراءة التي نسبها إلى حميد ، ولم يستجزها هي قراءة حفص عن عاصم ، ولكنه لم يذكرها عنه ؛ لأنها ليست عنده روايةً ، وهذه كسابقتها ، فلا يقال : عن الطبري ردَّ قراءة حفصٍ عن عاصمٍ ، وإنما يصح ذلك لو انه نصَّ على هذا السند من الرواية ثمَّ ردَّه ، والله أعلم .
وبعد هذه الأمثلة لعله يظهر لك جليًّا أن قراءة حفص عن عاصمٍ لم تكن من مرويات الطبري رحمه الله تعالى ، لذا لا يُشنَّع عليه بردِّ القراءة التي انفرد بها حفص ، بزعم أنها قراءة حفص عن عاصم ، وأنها متواترة ، فتأمل ذلك جيِّدًا تسلم من عيبِ هذا الإمام بما ليس فيه .(1/3712)
وقبل أن أختم هذا البحث أذكر مسألة ، ثمَّ مسردًا لانفرادات حفص لتراجع تعامل الطبري معها إن شئت .
أولاً : المسألة العلمية :
إذا ثبت أنَّ الطبري لم يُسند قراءة عاصم من طريق حفص ، وليست هذه الرواية من مروياته في القراءة ، فإنه لا يحسن رسم الكلمة التي انفرد بها حفص على ما يوافق قراءته ؛ لأن الإمام الطبري لا يفسر القرآن برواية حفص عن عاصم ، وسأذكر لك مثالاً يوضِّح وقوع اللبس على محقِّقي تفسير الطبري الفضلاء في دار هجر .
في قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم:22) .
قال الطبري (( ... (وألوانكم ) ؛ يقول : واختلاف ألوان أجسامكم .
( إن في ذلك لآيات للعالمين ) ؛ يقول : إن في فعله ذلك كذلك لعبرا وأدلة لخلقه الذين يعقلون أنه لا يعيبه إعادتهم لهيئتهم التي كانوا بها قبل مماتهم من بعد فنائهم .
وقد بينا معنى العالَمين فيما مضى قبل )) تفسير الطبري ، ط : دار هجر ( 18 : 479 ) .
لقد قرأ المحققون الفضلاء لفظ ( العالَمين ) بكسر اللام هكذا ( العالِمين ) ، ثمَّ أعادوا إلى ما ذكر الطبري أنه مضى قبل ، وذلك ـ كما ظنوا ـ ( ص : 407 ) من هذا الجزء ، وهو قوله تعالى : ( وما يعقلها إلا العالمون ) ( العنكبوت : 43 ) .
وهذا لا يتناسب مع قراءته التي دلَّ عليها بتفسيره حيث قال : (( لعبرة وأدلة لخلقه ... )) وهؤلاء هم العالَمون بفتح اللام ، لا العالِمون بكسرها ، والله أعلم .
ثانيًا : مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي :
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .(1/3713)
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .(1/3714)
هذه بعض الانفرادات ، وبعضها تركته لأنه ذُكر في النقول السابقة ، وبعضها مما يتعلق بالأداء ، وهو مما لا يعتني به الطبري .
وأخيرًا أُشير إلى ملحوظة تحتاج إلى استقراءٍ آخر لعلي أنقله من رسالةِ ماجستير في اختيار أبي عبيد للباحث عبد الباقي سيسي .
ويظهر لي ـ وهو مما يحتاج إلى دراسة فاحصة ـ أن الطبري كوفي الأصول يعتمد على علمائهم ، فاعتمد على الفراء في الإعراب ، واعتمد على أبي عبيد في القراءة ، والله أعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-14-2003, 03:35 AM
الأخ الشيخ المفضال أبا عبدالملك
رفع الله قدرك في عباده الصالحين ، وألحقني وإياك بمن أنعم عليهم من عباده المقربين ...
كم تتحفنا بالفوائد القيمة التي يعز وجودها ، ويشق الوصول إليها ...
وها أنا وقت السحر أستمتع بقراءة هذه الفائدة النفيسة ، وأدعو لك بالسداد والتوفيق
فلا عدمناك وفوائدك ...
---
راجي رحمة ربه
11-14-2003, 05:59 AM
تتميما للفائدة لي ملاحظتان:
الأولى قول الكاتب ما انفرد به حفص من طريق الشاطبية والدرة، فأقول بعد فحص سريع اتضح لي أنه انفراد حتى من طريق الطيبة والله أعلم.
ثانيا: حاولت أن أبحث أيضا في الأربع الشواذ ووجدت موافقاتهم في المواطن التالية فقط .
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
وافقه الشنبوذي عن الأعمش
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ،
وافقه الحسن
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ،
وافقه اليزيدي
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ،
وافقه الحسن
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ،
وافقه الحسن
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ،
وافقه ابن محيصن والمطوعي
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ )
وافقه الحسن والمطوعي عن الأعمش
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
وافقه الحسن(1/3715)
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
وافقه ابن محيصن
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ،
وافقه الشنبوذي
---
أمين الشنقيطي
11-14-2003, 08:11 AM
السلام عليكم : أخى الكريم الدكتور:مساعد الطيار
استمتعت كثيرا بقراءة بحثك السابق ،وسأعول عليه إن شاء الله فى تلخيص رسالتى الانفرادا ت عند علماء القراءات جمعا ودراسة، وهى تتعلق بالروايات المنسوبة للقراء العشرة المعروفين ولايقرأبها،
وكان من فوائد ماخرجت به أنه لاينبغى الاقتصار على الحكم عليها بالشذوذ فقط ،بل الواجب التعمق قليلا للوصول إلى أحكام تستخرج بعد الدراسة والبحث،فكان أن وجدت المسألة كالتالي:
1- روايات عن العشرة لاتوافق شيئا من المتواتر وكان حكمي عليها بالشذوذ رأسا.
وتحته :انفرادة مخالفة للمعروف، فهذه قد توافق قارئا من العشرة لكنها تخالف من نسبت له فى المتواتر الثابت.
وأيضا رواية الواحد لايشاركه غيره.
ومن الإضافات لهذا ماينسب للقراء العشرة وحصل فيه غلط أووهم ونحوه.
وخلاصة هذا كله قطعا أن الانفراد حاصل من القراء العشرة ورواتهم ،ولكن لايقرأبه لعدم ثبوته فى الكتب المعتمدة ،كاالنشر ونظمه الطيبة،ومابعدهما من الشراح،والتيسير والشاطبية،ومابعدهما من الشراح.
هذه خلاصة فكرة درستها فى رسالتى الدكتوراه،
وفى نظرى أن مابحثته أخى الدكتور مساعد هو من باب انفراد المفردة نفسها،وهو من الطبرى لاإشكال فيه فقد أنكر أبوعمرو بن العلاء قراءة (لايعذب بالفتح) فى سورة الفجر ،وهى متواترة عن الكسائي ويعقوب وعلل ذلك بأنه يتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ماجاءت بهالعامة،انظر جمال القراء1/234. وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2003, 01:08 PM(1/3716)
فائدة نفيسة حقاً ، أدى عدم التنبه لها إلى وقوع كثير من الباحثين في الطعن بمنهج الإمام الطبري في مناقشة القراءات في تفسيره الجليل ، فجزاك الله خيراً أبا عبدالملك على تحقيقك وتمحيصك ، ودقة منزعك ، وبعد غورك في البحث عن المشكلات.
وهذا درس لنا معشر التلاميذ أن نتريث في بحوثنا وأحكامنا على كتب العلماء المتقدمين ومناهجهم في مصنفاتهم ، وأن لا نقدم على (وقد ظهر لي ) (وقد تبين لي) وأمثالها من العبارات إلا وقد تحققنا من ذلك ، وقلبنا النظر في ما نقوله ونبحثه ، حرصاً على العدل والحقيقة.
وتأملوا هذه الفائدة التي أشار إليها الدكتور مساعد الطيار هنا ، فقد كتبت كثير من البحوث للرد على الطبري في رده للقراءات المتواترة ، وكذلك تحقيق تفسير الطبري على أنه قام بذلك معتمداً على رواية حفص عن عاصم. وربما يتبين لك غير ذلك لو حققت النظر.
أسأل الله أن يبارك للشيخ مساعد في وقته وعلمه ، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة كتاب الله بعلم وعدل وإخلاص.
---
راجي رحمة ربه
11-14-2003, 01:48 PM
لكن ما سبق لا يرد الإشكال في أنه رد قراءة عشرية بل سبعية متواترة، لأن كونها كذلك دليل عليه حتى لو لم تصله، فالتقصير والتسرع واقع منه لا محالة.
وكل ما في الأمر هو التماس العذر له ومعرفة سبب الأخطاء التي وقعت منه رحمه الله تعالى.
ونحن اليوم إذ سهل الأمر بالنسبة لنا لوجود الشاطبية والدرة والطيبة بين أيدينا، لكنه هو العالم الذي نصبه بعض العلماء مجددا للقرن.
فسبحان الله الواحد الأحد.
---
ناصر الماجد
11-15-2003, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الكريم د. مساعد، على هذه الفائدة القيمة(1/3717)
أخي الكريم راجي رحمة ربه، إذا لم يكن لك اعتراض على الفائدة التي ذكرها د. مساعد الطيار، فأعتقد أن هذا مما يعذر به الإمام ابن جرير، ولا لوم عليه، ولا أظن أن مثل هذا مما يختلف فيه الناس، فقولك: فالتقصير والتسرع واقع منه لا محالة، لا يخلو من تحامل على الإمام، فإن البشر مهما بلغوا فهم كما وصف خالقهم(( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) وإنما محل اللوم هو رد الأمر بعد أن يثبت عنده.
كما أود لفت نظرك الكريم إلى أن مصطلح القراءات(( العشر)) و((السبعية)) مصطلح حادث لم يظهر إلا بعد ابن جرير الطبري فلا يسوغ محاكمته إلى أمر ظهر بعده، وهذا أمر يكثر وقوعه عند الباحثين في مناقشتهم للمتقدمين في موضوع القراءات
وتقبل مني كل تحية وتقدير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ناصر الماجد
محاضر بقسم القرآن جامعة الإمام
---
راجي رحمة ربه
11-15-2003, 07:40 AM
الأخ الماجد، اعتراضك غير مسلم.
فابن مجاهد مولده 245 ووفاته سنة 324 هـ
وهو مسبع السبعة ومن ألف كتاب السبعة الذي سارت به الركبان وفيه رواية حفص وشبعة كلاهما عن عاصم
وموطنه في عاصمة الخلافة (بغداد فرج الله عنها وعن أهلها)
وقد تصدر للإقراء فيها مدة وأقرأ خلقا لا يحصون، وانتهت إليه رياسة هذا الفن.
إلا أن يقال أنه ألف كتابه بعد وفاة ابن جرير المعاصر له ( وفاته 310 هـ)
لأن ابن جرير من طبقة شيوخه بل وروى عنه كما في الغاية وسماه محمد بن عبدالله (نقلا عن جامع البيان للداني)
لكن يظل التواتر لحفص مشكل لأنه انتقال لهذه الرواية جمعا عن جمع.
عموما باب تحسين الظن واسع فرحم الله ابن جرير رحمة واسعة
---
محمد الأمين
11-16-2003, 08:38 AM
"قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص "(1/3718)
"نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة ( ص : 71 ) ، قال فيه : (( وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم ؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا . وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش ، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه ، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك ، وعَزَّ من يحسنها ، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات )) ."
أقول هذه النصوص تؤكد الشك الذي في نفسي في تواتر قراءة حفص عن عاصم.
فلو كانت متواترة وغابت قراءة حفص عن الإمام الطبري، فهل من المعقول أن تخفى عليه من طرق آخرى؟
ثم إن حفصاً ضعيف جداً عند علماء الحديث بل متروك ومجروح في عدالته.
ولم يكن المقدّم عند أهل الكوفة كما يظهر من كلام ابن مجاهد. وهذا لا يجوز إهماله.
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2003, 02:16 AM
أحببت أن أشير هنا إلى أن أكثر من رد على الإمام الطبري في مسألة رده للقراءات المتواترة هم ممن يقرأون برواية حفص رحمه الله.
وأريد أن أسأل الدكتور مساعد الطيار وفقه الله عن الرواية التي فسر الإمام الطبري القرآن الكريم بناءً عليها. ما هي تلك الرواية ؟
---
مساعد الطيار
11-17-2003, 02:46 PM
أخي الكريم عبد الرحمن
من المعلوم أن ابن جرير كان له اختيار خاص ، وهو لا يخرج عن قراءة السبعة ، وله طريقة وافق فيها غيره في طريقة اختياره ، كاختيار القراءة التي قرأ بها الأكثرون ، أو الموافقة لرسم المصحف ، أو التي يصح معنها وتفصح على غيرها ، أو التي توافي تأويل أهل التأويل ، وغير ذلك من حججه في ترجيح القراءة .
---
راجي رحمة ربه
11-20-2003, 06:20 AM
ناقشت هذا الموضوع مع أحد الحفاظ المتبحرين في علوم القراءات والتفسير وغيرها، فقال لي:
هذا الادعاء ليس له دليل قوي يعتمد عليه، لعدة أسباب منها:(1/3719)
أن حفص كراو معتبر لعاصم معروف لدى جمع غفير من المحدثين كالإمام أحمد وغيره وقد ذكروا ضعفه في الحديث ومتانته في القراءة وهذا مشتهر قبل الطبري بمائة عام ، فكيف يخفى على مثله.
أن الطبري لا يصرح باسم القارئ ولا الراوي في معظم تفسيره بل يقول قراءة الكوفة وقراءة البصرة إلخ.
أن منهجه المردود هو الاعتراض على معظم القراءات التي تخالف الجماعة بزعمه أي إن انفرد قارئ أو راو بحرف فإنه يرجح قراءة الجمهور ولا يخفى ما فيه من تعسف مرفوض. وهذا المنهج سار عليه في كثير من المواطن.
أن ما أطلقه من عبارات قاسية على ما انفرد به حفص أطلقه كذلك على ما انفرد به ابن كثير، والكسائي وحمزة وغيرهم ولم يسلم منه إلا نافع وأبي عمرو مع ترجيحه لغير قراءتهما في مواطن أيضا. ومن أمثلة ذلك ما ذكره عن قراءة فتلقى آدم من ربه كلمات.
غاية ما في الأمر أن الباحث خرج بنتيجته هذه لكثرة اعتراض الطبري على مواطن انفرادات حفص مقارنة بغيره لكثرتها عنده مقارنة بغيره لا أكثر.
ويختم بأن ما يمكن أن يفيد في هذا البحث هو الاطلاع على ما ذكره الطبري في كتابه الذي أفرده عن القراءات القرآنية.
والله أعلم
---
متعلم
11-20-2003, 06:59 AM
شكر وتقدير للأستاذ القدير مساعد الطيار زادك الله علماً ونفع الله بك
وأضيف تأكيداً للسؤال الذي طرحه الأخ عبد الرحمن الشهري : هل هناك رواية قد اعتمدها ابن جرير في تفسير محددة ؟
---
مساعد الطيار
11-20-2003, 04:40 PM
أخي متعلم
لقد بينت أنه لم يعتمد قراءة أحد القراء السبعة أو العشرة ، بل كان له اختيار لا يخرج عن هذه القراءات .
أخي راجي رحمة ربه(1/3720)
كلام الشيخ الذي عرضت عليه هذا الموضوع قد ذكر فيه قضايا علمية في طريقة الطبري مع القراء ، وياليتك ـ مشكورًا ـ أن تذكر المواطن التي تدلُّ على ذلك ، وذلك في قول الشيخ الذي عرضت عليه ( أن ما أطلقه من عبارات قاسية على ما انفرد به حفص أطلقه كذلك على ما انفرد به ابن كثير، والكسائي وحمزة وغيرهم ولم يسلم منه إلا نافع وأبي عمرو مع ترجيحه لغير قراءتهما في مواطن أيضا) .
وهذا الذي يذكره الشيخ مهمٌ جدًّا إذا ثبت باستقراء القراءات التي اعترض عليها الطبري .
ثمَّ إن الذي خلصت إليه ان الطبري لم يعتمد على طريق حفص عن عاصم ؛ لأنها ليست من أسانيده ، ولم أذكر أنه يطعن في قراءة حفص عن عاصم .
وهنا يحسن الفرق بين أمرين : الأول : أن تكون الرواية عند الطبري ، لكنه يضعفها بسبب سندها عنده ؛ كقراءة ابن عامر .
الثاني : أن لا تكون القراءة المروية من طريقٍ من الطرق عنده أصلاً . وهذه إذا ردَّ القراءة التي توافقها لا يعني أنه ردَّ القراءة من تلك الطريق لأنها ليست عنده أصلاً ، وهذا هو الحال في رواية حفص عن عاصم ، فإنها ليست من مرويات الطبري ، والله أعلم .
وأشكرك ، كما أشكر الأخوة كثيرًا على التجاوب مع هذا الموضوع ، وأتمنى من الجميع ان يكون النقاش نقاشًا علميًا هادئًا ، وأن لا نخرج بهذا الملتقى عن هذا المستوى من النقاش ، فالمراد الفائدة والوصول إلى الحق ، بارك الله لكم في علمكم ووقتكم ونفع بكم أينما كنتم .
---
راجي رحمة ربه
11-20-2003, 08:50 PM
بارك الله فيك يا شيخ مساعد. سأفعل إن شاء الله.
وعندي سؤلان:
هل لك أن تذكر، كيف عرفت أنه وقف على قراءة ابن عامر تصريحا.
فهل هذا في التفسير أم أنك وقفت على كتاب الطبري في القراءات الذي ذكره الشيخ لأني شخصيا لم أطلع عليه.
---
راجي رحمة ربه
11-20-2003, 10:52 PM(1/3721)
هذه بعض الأمثلة التي ليس فقط رجح الطبري غيرها بل حكم بعدم جواز القراءة بها أو نحوه وهي التي أحالني عليها الشيخ، استخرجتها من مواطنها كما طلبت مني وأضفت لها ما وجدت موافقته من الأربع الشواذ:
قال الطبري:
واختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأته قراء الحجاز والعراق : { وكذلك زين } بفتح الزاي من " زين " { لكثير من المشركين قتل أولادهم } بنصب القتل , { شركاؤهم } بالرفع . بمعنى أن شركاء هؤلاء المشركين الذين زينوا لهم قتل أولادهم , فيرفعون الشركاء بفعلهم , وينصبون القتل لأنه مفعول به . وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام : " وكذلك زين " بضم الزاي " لكثير من المشركين قتل " بالرفع " أولادهم " بالنصب وشركائهم " بالخفض , بمعنى : وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم . ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الإثم , وذلك في كلام العرب قبيح غير فصيح . وقد روي عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام , رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه , وذلك قول قائلهم : فزججته متمكنا زج القلوص أبي مزاده والقراءة التي لا أستجيز غيرها : { وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم } بفتح الزاي من " زين " ونصب " القتل " بوقوع " زين " عليه وخفض " أولادهم " بإضافة " القتل " إليهم , ورفع " الشركاء " بفعلهم لأنهم هم الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم على ما ذكرت من التأويل . وإنما قلت : لا أستجيز القراءة بغيرها لإجماع الحجة من القراء عليه , وأن تأويل أهل التأويل بذلك ورد , ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة . ولولا أن تأويل جميع أهل التأويل بذلك ورد ثم قرأ قارئ : " وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم " بضم الزاي من " زين " ورفع " القتل " وخفض " الأولاد " " والشركاء " , على أن " الشركاء " مخفوضون بالرد على " الأولاد "(1/3722)
بأن " الأولاد " شركاء آبائهم في النسب والميراث كان جائزا . ولو قرأه كذلك قارئ , غير أنه رفع " الشركاء " وخفض " الأولاد " كما يقال : ضرب عبد الله أخوك , فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله , كان ذلك صحيحا في العربية جائزا .
أقول:
فهنا رد صريح لقراءة ابن عامر
===============
وقد قرأ بعضهم : " فتلقى آدم من ربه كلمات " فجعل الكلمات هي المتلقية آدم . وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ كان كل ما تلقاه الرجل فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه , فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء ويخرج من الفعل أيهما أحب , فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع " آدم " على أنه المتلقي الكلمات لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات , وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه السهو والخطأ .
وهنا رد صريح لقراءة ابن كثير ووافقه ابن محيصن من الأربع
===============(1/3723)
وقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ : { إلا أماني } مخففة , ومن خفف ذلك وجهه إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتح , والقرقور قراقر , وإن ياء الجمع لما حذفت خففت الياء الأصلية , أعني من الأماني , كما جمعوا الأثفية أثافي مخففة , كما قال زهير بن أبي سلمى : أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم وأما من ثقل : { أماني } فشدد ياءها فإنه وجه ذلك إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتيح , والقرقور قراقير , والزنبور زنابير , فاجتمعت ياء فعاليل ولامها وهما جميعا ياء أن فأدغمت إحداهما في الأخرى فصارتا ياء واحدة مشددة . فأما القراءة التي لا يجوز غيرها عندي لقارئ في ذلك فتشديد ياء الأماني , لإجماع القراء على أنها القراءة التي مضى على القراءة بها السلف مستفيض , ذلك بينهم غير مدفوعة صحته , وشذوذ القارئ بتخفيفها عما عليه الحجة مجمعة في ذلك وكفى خطأ على قارئ ذلك بتخفيفها إجماعا على تخطئته .
وهنا رد صريح لقراءة أبي جعفر ووافقه الحسن من الأربع
===============
قول الرجل : أنشدك بالله والرحم . قال محمد : وعلى هذا التأويل قول بعض من قرأ قوله : " والأرحام " بالخفض عطفا بالأرحام على الهاء التي في قوله " به " , كأنه أراد : واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام , فعطف بظاهر على مكني مخفوض . وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض إلا في ضرورة شعر , وذلك لضيق الشعر ; وأما الكلام فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق والرديء في الإعراب منه .
ثم قال:
قال : والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب : { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام } بمعنى : واتقوا الأرحام أن تقطعوها , لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض , إلا في ضرورة شعر , على ما قد وصفت قبل.
وهذا رد لقراءة حمزة.وقد وافقه المطوعي من الأربع
---
مساعد الطيار(1/3724)
11-21-2003, 04:47 AM
أخي الكريم راجي رحمة ربه
لقد ذكرت كلام ابن جرير على قراءة ابن عامر في هذا الملتقى تحت هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991
فارجع إليه مشكورًا .
---
راجي رحمة ربه
11-21-2003, 05:52 AM
جزاك الله خيرا قد قرأته وعلقت عليه، وبقي ما سوى قراءة ابن عامر.
---
مساعد الطيار
11-21-2003, 02:52 PM
شكر الله لك حرصت أخي راجي رحمة ربه .
وأعود إلى سؤال الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ومتعلم في سؤالهما عن القراءة التي يقرأ بها ابن جرير ، فقد وقفني الأخ الفاضل حسين المطيري على فائدة في هذا الباب أنقلها لكم ، وهي في ترجمة ابن جرير في معجم الأدباء ، وهي من أنفس ما تُرجم لحياة ابن جرير وعلمه ، وأُحرِّصكم على الرجوع إليها لما فيها من النفائس .
ورد في معجم الأدباء ( تحقيق : إحسان عباس ) نصوص تدل على أنه كان يقرأ بقراءة حمزة أول أمره ، ثم انتقل عنها إلى اختيار خاصٍّ به ، ومن هذه النصوص :
( 6 : 2455 ) / قال ابن كامل : (( وكان أبو جعفر يقرأ قديمًا لحمزة قبل أن يختار قراءته .
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني : قال لنا أبو جعفر : قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي ، وكان الطلحي قد قرأ على خلاد ، وخلاد قرأ على سليم بن عيسي ، وسليم قرأ على حمزة ، ثمَّ أخذها أبو جعفر عن يونس بن عبد الأعلى عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة .
وقال ابن كامل : قال لنا أبو بكر ابن مجاهد ـ وقد ذكر فضل كتابه في القراءات ـ ، وقال : إلا أني وجدت فيه غلطًا ، وذكره لي ، وعجِبت من ذلك ، مع قراءته لحمزة وتجويده له ، ثم قال : والعلة في ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام ؛ لأنه بنى كتابه على كتاب أبي عبيد ، فأغفل أبو عبيد هذا الجرف ، فنقله أبو جعفر على ذلك )) .
---
عبدالرحمن الشهري
12-07-2003, 06:48 PM
فضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ونفع به(1/3725)
وهذه فائدة عثرت عليها أثناء قراءتي في كتاب غاية النهاية لابن الجزري رحمه الله 1/72 تؤكد ما ذهبتم إليه من أن ابن جرير الطبري رحمه الله كان له اختياره الخاص في القراءة.
حيث ذكر ابن الجزري في ترجمة أحمد بن عبدالله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجبني(381هـ) أنه قرأ على جماعة منهم محمد بن جرير الطبري الإمام باختياره سنة ثمان وثلاثمائة.
وفي غاية النهاية لابن الجزري 1/254 وجدت فائدة أخرى لها تعلق بروايتي حفص وشعبة رحمهما الله. نقل ابن الجزري في ترجمة حفص قول ابن مجاهد : (قال ابن مجاهد :بينه - أي حفص بن سليمان – وبين أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرين حرفاً في المشهور عنهما).
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2005, 03:59 AM
مما يقوي ما تفضل به الدكتور مساعد الطيار من قوله عن الإمام الطبري:(واعتمد على أبي عبيد في القراءة ) نصٌّ وجدته في كتاب (إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه) 1/321 :(واتفق القراء على كسر الصاد من (صِنوان) لأَنَّهُ جمع صِنو ، والتثنية صِنْوانٌ والجمع صِنْوانٌ ، ومثله قِنو وقِنوان... إِلا ما حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن أبا عبدالرحمن السلمي ، قرأ {صُنْوانٌ وغَيْرُ صُنْوانٍ} بضم الصاد.
قال أبو عبيد : ولا أعلم أحداً قرأ به.
قال أبو عبدالله – وهو ابن خالويه : قد قرأ به عاصم في رواية حفص وهما لغتان ).
وهذا يؤكد استنتاج الدكتور مساعد أن الطبري قد اعتمد في القراءة على كتاب أبي عبيد ، ففاته مثل هذا فيما يبدو.فهو لم يتوقف عند هذه اللفظة والقراءات فيها . انظر : تفسير الطبري (هجر) 13/421(1/3726)
وهذه الرواية عن حفص غير مشهورة في كتب القراءات المشهورة ، وهي رواية أحمد بن يزيدي الحلواني عن أبي شعيب القواس عن حفص عن عاصم ابن أبي النجود . وذكر ابن مجاهد أنه حدثه بهذا الحسنُ بن العباس عن الحلواني عن القواس عن حفص عن عاصم ، قال : ولم يقله غيره عن حفص. وذكر الأصبهاني في المبسوط أنه قرأها على أبي بكر النقاش فذكرها له عن الحلواني عن القواس عن حفص ، ثم قال :
وقد ذكرت في الأسانيد أنه قال : قرأت على جماعة بقراءة حفص عن عاصم فلم يختلفوا عليَّ في شيء إلا في حرف واحد وهو هذا الحرف).
وقال الشهاب في حاشيته:( ولكن لم تقع هذه القراءة منسوبة إلى حفص في كتب القراءات المشهورة ، بل عزوها إلى ابن مصرف والسلمي وزيد بن علي ، وسبب اختلافهم أن القراءات السبع لها طرق متواترة ، وقد ينقل عنهم من طرق أخر قراءة ، فتكون شاذة ، وقارئها أحد السبعة فاعرفه). انظر : معجم القراءات للخطيب 4/379
وهذه فائدة ثمينة نبه إليها الشهاب الخفاجي ، من أن أحد القراء السبعة أو رواتهم قد تروى عنه رواية شاذة ، فيستغرب طالب العلم كيف تنسب قراءة شاذة لقارئ من القراء السبعة أو رواتهم.
ولعل هذا يضاف حاشية على مقالة الدكتور مساعد حفظه الله في كتابه (مقالات في أصول التفسير وعلوم القرآن) ص 327
---
جمال أبو حسان
03-27-2005, 09:41 AM
تتميما للفائدة يحسن الاطلاع على كتاب دفاع عن القراءات في مواجهة الطبري للدكتور لبيب السعيد فان فيه ما يقطع بان الطبري قد رد بعض القراءات المتواترة لغير حفص
وهو راي جنح اليه بعض المفسرين كالزمخشري وغيره ورد قولهم صاحب كتاب لطائف الاشارات الى فنون القراءات وكذلك ابو حيان في تفسيره وكذلك ابو شامة في ابراز المعاني من حرز الاماني وغيرهم غفر الله لهم جميعا ورحمهم
والشكر كله للدكتور الطيار فماهذه باول بركاته رضي الله عنه
---
د. أنمار
07-02-2006, 04:34 PM(1/3727)
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض ، فعرضت عليه كلام الطبري ، فاستغربه ، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري .
فقال لي : لو رجعت إلى كتابي ( مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة ) إلى قراءة (( معذرةً )) بالنصب فإنها من مفردات حفص ، ونظرت ماذا يقول فيها ، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص ،
...
ثانيًا : مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي :
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .(1/3728)
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .
هذه بعض الانفرادات ،
مع الاحتياج الشديد لمثل هذا الكتاب أقصد مفردات العشر إلا أنه للأسف الشديد، بعد مراجعة سريعة للكتاب ألفيت فيه قصورا بينا حيث فاته في الفرش مواضع تفوق الحصر لم يسلم منها أحد من القراء، مع الحظ الأوفر لأبي جعفر.
حتى لحفص هناك استدراكات على ما سبق، لعلي أنشط قريبا لنقلها
وهناك استدراكات أخرى غير الفرش تتعلق بإيراد الأصول تحت الفرش، وعدم اعتبار الكلمات المطردة التي تقرب من الأصول.
وجزى الله المؤلف خيرا لسبقه في هذا الباب، وإن كان التريث في مثل أمور تتعلق بالقرآن أولى ليخرج العمل قريبا من الصواب.
---
عمار
07-02-2006, 07:32 PM
قال فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري : " وهذه فائدة ثمينة نبه إليها الشهاب الخفاجي ، من أن أحد القراء السبعة أو رواتهم قد تروى عنه رواية شاذة ، فيستغرب طالب العلم كيف تنسب قراءة شاذة لقارئ من القراء السبعة أو رواتهم. " اهـ
قلتُ : بارك الله فيكم يا شيخ ، ولا غرابة لو تأملنا كلام أئمة التحقيق وعلماء هذا الفن.
قال ابن الجزري في (النشر) :(1/3729)
" كل قراءةٍ وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحلّ إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ، ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين. ومتى اختل ركنٌ من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أو عمّن هو أكبر منهم " (1)
وقال أبو شامة في (المرشد الوجيز) :
"لا ينبغي أن يُغترّ بكل قراءة تُعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة ، وأنها أنزلت هكذا ، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط. وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم ، بل إن نقلتَ عن غيرهم من القراء ، فذلك لا يخرجها عن الصحة ، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف ، لا على من تنسب إليه ، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئٍ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشّاذ ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم ، تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن
غيرهم " (2)
--------------------------------
(1) نقلا عن : السيوطي : " الإتقان في علوم القرآن " ص236
(2) المصدر نفسه : ص237
---
د. أنمار
07-06-2006, 12:56 AM
الاستدراكات على ما انفرد به حفص:
سورة النحل آية 12
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
قرأ حفص بنصب وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ - وبرفع وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
وقرأ ابن عامر برفع آخر الأسماء الأربعة
والباقون بنصب آخر الأربعة ولا يخفى أن نصب مسخرات يكون بالكسرة لكونه جمعا بألف وتاء .
سورة النحل آية 43
نُوحِي إِلَيْهِمْ قرأ حفص بالنون وكسر الحاء ، والباقون بالياء وفتح الحاء
سورة سبأ آية 9
كِسَفًا فتح حفص السين وأسكنها غيره .(1/3730)
هذا ما ظهر لي بنظرة سريعة ورجوعا لبدور القاضي أما ما لغير حفص فأكثر بكثير خاصة أبو جعفر ويعقوب فقد سهى المؤلف هداه الله عن الكثير من الانفرادات التي لهما ولغيرهما من بقية العشرة من طريق الشاطبية والدرة
لذا ينبغي عدم الاعتماد على كتابه في حصر الانفرادات فيما يذكره، ونقطة أخرى وهي أنه كم من انفراد لأحد من العشر من طريق الصغرى وليس هو كذلك من طرق النشر أقصد العشر الكبرى.
لكن يلتمس للمؤلف العذر أنه ألزم نفسه بطريقي الشاطبية الدرة فقط كما هو واضح من عنوان كتابه.
---
(1/3731)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .لقاء على الهواء
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .لقاء على الهواء
---
احمد بن حنبل
05-23-2004, 07:35 AM
اللقاء الرابع ضمن لقاءات الشيخ في اذاعة القرآن ضمن برنامج معكم على الهواء والذي هو بعنوان :
(( كيف يبني طالب العلم مكتبته ؟؟؟))
بعد عصر الأحد 4/4/1425 من ( 4إلى 6) مساءا
وسيدير هذا اللقاء الأستاذ / فهد بن عبدالعزيز السنيدي وفقه الله .
وسينقل هذا اللقاء في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي نقله على الهواء مباشرة على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية .
للاستفسار : ت/012355522 ف / 012355533
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
__________________
---
(1/3732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ضوابط مهمة لوضع المرفقات في مكتبة الملتقى أرجو التكرم بقراءتها
---
ضوابط مهمة لوضع المرفقات في مكتبة الملتقى أرجو التكرم بقراءتها
---
عبدالرحمن الشهري
05-06-2003, 09:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن بدأ ملتقى أهل التفسير يؤتي ثماره ، أرى أنه لزاماً علينا جميعاً أن نتناصح حتى يبقى على المستوى الذي نريده جميعاً . وهذه ضوابط مهمة أرجو التقيد بها وفقكم الله جميعاً
إخوتي الكرام أعضاء ملتقى أهل التفسير وفقهم الله وبارك في جهودهم ، وكتب لهم الأجر والمثوبة. آمين
أرجو العناية قبل إضافة أي ملف سواء كان كتاباً أو بحثاً أو غير ذلك بما يلي :
1 - التأكد من عدم وجود الملف المراد تحميله مسبقاً حتى لا يحمل السيرفر ملفاً مكرراً.
2- الحرص على الانتقاء والاختيار ، فلا يحمل كل ملف بدون أن يكون له أي أهمية تذكر. وسوف أقوم بمتابعة هذا باستمرار ، وأنظم هذا الأمر إن شاء الله.
3- كتابة الملف المضغوط المرفق بالحروف الانجليزية حتى يظهر مقروءاً.
4- الحرص على تنسيق الملفات بقدر المستطاع لكي يتم طباعتها بدون عناء للإخوة الأعضاء. فإن رضا عضو ملتقى أهل التفسير يهمنا كثيراً.
5- الإشارة لزاماً للمصدر الأصلي للمرفقات ، حتى لا تهضم حقوق الآخرين ، وحتى لا نحاسب على ذلك في ملتقى أهل التفسير بناء على القوانين التي تحكم المواقع على الشبكة العالمية.
6- التأكد بعد وضع الروابط من أنها تعمل بشكل جيد ، وإصلاحها إن لم تكن كذلك.
7- الاستفادة من وظيفة (موقع) عند إرفاق الملفات ، بحيث يظهر اسم الملف دون الرابط ، ليكون أجمل في عين الناظر ، وأريح من الروابط الطويلة التي تظهر.(1/3733)
8- الحرص على اختيار عنوان دقيق للملف المرفق ، وكتابة عنوان البحث واسم الباحث وأي معلومات أخرى مفيدة لها دور في دفع المتصفح لتحميل الملف أو عدم تحميله.
فلا تقبل عناوين مبهمة ككلمة (بحوث مرفقة) أو (بحث مهم) . مع تقديري لرغبة البعض في التشويق للتحميل ، والإغراء بالاستفادة ، ولكن الوضوح مهم ، والوقت ثمين وضيق. وفقكم الله جميعاً. ومن رأى من إخواني إضافة شروط مناسبة لتحميل المرفقات فليفعل جزاه الله خيراً.
---
خالد بن عمر
03-20-2004, 01:48 AM
كاتب الرسالة الأصلية : عبدالرحمن الشهري
3- كتابة الملف المضغوط المرفق بالحروف الانجليزية حتى يظهر مقروءاً.
أخي عبدالرحمن وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلكم تستفيدون من هذا الفكرة التي استفاد منها إخوانكم في ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15798&highlight=%E3%D3%DF
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2004, 09:52 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم خالد ، وأنا منذ قرأت توجيهكم الكريم وأنا أتحين الوقت المناسب لعمل ذلك ، فلعلي أحاول الآن وفقك الله لكل خير.
---
ابو الوليد التميمي
09-09-2004, 05:25 AM
[[f ] نصائح مهمة نرجوا من الاخوة الاهتمام بها جيدا [
---
مسك
11-09-2004, 01:56 AM
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن ..........
---
الريان
11-21-2005, 08:43 AM
أشكرك على اهتمامك بملتقانا وبالأعضاء وأجزل الله لك الأجر والمثوبة .. اللهم آمين
---
الصاوى حسن
03-12-2006, 01:58 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو إسحاق الرازى
03-12-2006, 05:59 PM
جزاكم الله خيرا.
و ادخلكم الفردوس الأعلى.
---
عبد الله عبد الرحمن
04-25-2006, 02:17 PM
تجربة
جزاكم الله خيرا
---
أبو ياسر
05-28-2006, 04:44 PM
جزى الله كل من أعان على تنظيم وتنسيق الملتقى التوفيق في الدنيا والآخرة .
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 09:04 PM(1/3734)
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ، أن يوفق أهل الملتقى للصواب و يثبتهم على الحق في القول و العمل.
---
(1/3735)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج مختصر التبيان في آداب حملة القرآن
---
برنامج مختصر التبيان في آداب حملة القرآن
---
شريف بن أحمد مجدي
06-06-2004, 05:56 PM
حمل الآن برنامج كتاب مختصر التبيان في آداب حملة القرآن للنووي وأرجوا من الأخوة أن ينبهوني إلي الأخطاء الموجودة في الكتاب ولاتنسوا الدعاء
---
المنهوم
06-06-2004, 06:26 PM
جزاك الله خيرا على هذا البرنامج يا أخونا / شريف
---
(1/3736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلمة (نصارى).
---
كلمة (نصارى).
---
أبو علي
05-21-2004, 09:20 AM
كل جمع في اللغة العربية ينتهي آخره بألف مقصورة فهو جمع لصفة فيها علة.
هذه بعض الأمثلة : أسرى ، مرضى ، سكارى ، كسالى ، حمقى ، حيارى ، موتى ، هلكى ، قتلى ... .
فالأسير جمعها أسرى لأن صفة الأسر علتها ( تقييد الحركة).
والمريض جمعها مرضى والعلة في الصحة،
والسكارى علتهم في فقدان التركيز والتوازن.
والكسالى علتهم هي الخمول والتهاون وهكذا كل صفة ينتهي جمعها بألف مقصورة تدل على أن الصفة فيها علة.
كان من الحكمة أن يسمى أتباع المسيح ب ( الأنصار) لأنه قال : من أنصاري إلى الله؟ فاستجاب الحواريون لأمره ، أما الذين جاؤوا بعد ذلك فقد أزلهم الشيطان من بعد ما جاءتهم البينات فوسوس لهم : ما فعل عيسى كل تلك العجائب إلا لأنه إله أو ابن إله ، فتبنى أتباعه هذه الفكرة ، وهذه هي العلة التي حولت صفتهم من أنصار إلى نصارى.
---
موراني
05-21-2004, 11:50 AM
كلمة (( نصارى )) .. النصارى فى القران وفي الحديث و مفردها نصرانى هم اتباع عيسى بن مريم الناصرى الذى كان موطنه مدينة الناصرة فى الجليل شمال فلسطين .
النصارى فى المشرق تمسكوا في لغتهم بالانتماء الى هذا الناصرى الذى من مدينة الناصرة و شاعت من فلسطين هذه اللفظة في القرون الأولى الميلادية في جزيرة العرب على اتباع (المسيح) وظلت لفظة نصارى و نصرانية علما على اتباع هذا الدين عند جميع الناطقين . وتسميتهم مشتقة من اسم هذه المدينة في الجليل : الناصرة وهو اسم المدينة الى يومنا هذا .
أن الحواريون قالوا فعلا حسب نص القران "نحن انصار الله " و لكن لم يقولوا ذلك بالعربية بل بالعبرية . ومن هنا لا تعتبر الكلمة (نصارى ) و(نصراني) مشتقة من اللفظ(1/3737)
(نصر) و (أنصار) بل من أتباع الناصري ( عيسى , بالعبرية يسوع الناصري ) من مدينة الناصرة .
موراني
---
أبو علي
05-22-2004, 10:32 AM
سيدي الكريم
أعلم القول الآخر الذي يقول : إنما سموا بالنصارى نسبة إلى قرية الناصرة، لكن ألا ترى أن المنسوبون إلى الناصرة يقال لهم : ناصريون وليس نصارى، كما لا يقال لسكان القاهرة : قهارى.
قد تكون كلمة نصارى نسبة إلى (أنصار) أو إلى (الناصرة) إلا أن النسبة جاءت على غير القياس لعلة فيها حكمة.
---
موراني
05-22-2004, 03:11 PM
السيد الكريم أبو علي
أصل هذه الكلمة يرجع الى اللغة السوريانية وكانت مستعملة عند نصارى
فلسطين ما قبل الاسلام,
الأصل هذا : نصرايا باللغة السريانية , بمعناه انها غير مشتقة من اللغة العربية أصلا
أما (نصارى ) فهو الجمع بالعربية للكلمة الداخلة الى العربية من (نصرايا )
أما اسم مدينة (الناصرة) اليوم فهو تعريب للعبارة السوريانية , وهو فاعل ومأنث
كما القاهرة فاعل ومأنث أيضا غير أنها بأصل عربي صريح في اللغة .
واسمحوا لي بأن أنوه الى أن كل من اللغة العبرية القديمة والحديثة معا
لا تزال تقول نوصرى و نوصريم (جمع) و نصرانيم (جمع) و تقول ايضا نصروت اى النصرانية . وأصل هذه العابرات في السوريانية .
احتراما
موراني
---
معاذ الرفاعي
05-22-2004, 03:46 PM
كلمة نصراني نسبة إلى بلدة ( نصران ) وهو اسم آخر لمدينة الناصرة والله أعلم.
---
الشيخ أبو أحمد
05-23-2004, 12:34 AM
إذا كانت التسمية لعلة, فهل تراها صالحة ام غير صالحة؟؟
هذا سؤال سنبني عليه!!
---
معاذ الرفاعي
05-24-2004, 10:17 AM
يبدو لي أن القرآن الكريم سماهم نصارى نسبة لـ (نصران ) البلدة ولم يسمهم مسيحيين نسبة للمسيح عليه السلام لبراءته عليه الصلاة والسلام مما أحدثوه من بعده من الشرك بالله عز وجل ، تلك فيما يبدو لي الحكمة من تسميتهم بالنصارى دون المسيحيين والله أعلم.
---
موراني
05-24-2004, 01:51 PM(1/3738)
لتكملة ما ذكرت من قبل لي هذه الاضافة الاخيرة في هذا الموضوع :
نصراني مشتق من اسم مدينة الناصرة أو نصران
وهو من اتباع عيسي الناصري
نصارى هو جمع للعبارة نصري وهذا الاخير ليس عربيا اصلا بل هو من اللغة السوريانية (نصرايا) وقد القطت العبارة على نصارى فلسطين قبل الاسلام هكذا وقبل ان يطلق عليهم الاسم (مسيحي)
الى هذا الجانب تجد هذا الجمع أيضا في العبارة :
مهري .....الجمع : مهارى أو ندمان , ندامى..... وطبعا لا تجده في القاهري ( قهارى) لاسباب لغوية اخرى تماما !
كذلك نجد العبارة انصارى وهو الجمع لنصراني كما جاء في البيت :
لما رأيت نبطا أنصارا ( بغير تنوين الراء !)
أي نبط وهم من نصارى العرب
( انظر لسان العرب , والتكملة للصحاح )
ومن ذلك نستخلص أن كلمة ( أنصار) في القران لا علاقة لها بالعبارة نصارى أو نصراني من قريب أو بعيد .
ولكم تحياتي
موراني
---
(1/3739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن الكريم
---
تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن الكريم
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-26-2006, 04:47 AM
تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن والسنة
حيث إن الإعجاز العلمى المتعارف عليه المسلمين ، لا يقوم على تجارب منشؤها القرآن وإنما على دراسات مقارنة نظرية بين النظريات العلمية ، وبين الآيات القرآنية، وبالتالى لا يضيف جديدا إلى حقل العلم.
لهذا ننادي بعكس ذلك ، وهي أن يتم من القرآن والسنة التوصل إلى نتائج ثم يتم إجراء تجارب علمية لإثباتها ، وبهذا يكون الإعجاز العلمى قدم إضافة معرفية يعترف بها المسلم وغير المسلم.
فإن نادينا بضرورة التعامل العلمى مع القرآن والسنة ، وذلك فى صورة إجراء تجارب علمية تكشف عن معاني القرآن والسنة ، وتقدم تفسير يعتمد على نتائج التجارب التى منشؤها القرآن والسنة ، فلا يظننا أحد مغالين فى ذلك ، فهناك تجارب مذكورة فى القرآن والسنة (
وإليكم التجارب المذكورة فى القرآن والسنة ، عسى أن نكون بذلك أصلنا للدراسات التجريبية فى القرآن والسنة:
تجربة1:
سورة البقرة:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) تفسير ابن كثير(1/3740)
ذَكَرُوا لِسُؤَالِ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَسْبَابًا مِنْهَا أَنَّهُ لَمَّا قَالَ لِنُمْرُودَ " رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت " أَحَبَّ أَنْ يَتَرَقَّى مِنْ عِلْم الْيَقِين بِذَلِكَ إِلَى عَيْن الْيَقِين وَأَنْ يَرَى ذَلِكَ مُشَاهَدَة فَقَالَ " رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيّ عِنْد هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ أَبِي سَلَمَة وَسَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْنُ أَحَقّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنّ قَلْبِي وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ حَرْمَلَة بْن يَحْيَى عَنْ وَهْب بِهِ فَلَيْسَ الْمُرَاد هَاهُنَا بِالشَّكِّ مَا قَدْ يَفْهَمهُ مَنْ لَا عِلْم عِنْده بِلَا خِلَاف وَقَدْ أُجِيبَ عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَجْوِبَةٍ أَحَدهَا . وَقَوْله " قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَة مَا هِيَ وَإِنْ كَانَ لَا طَائِل تَحْت تَعْيِينهَا إِذْ لَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُهِمّ لَنَصَّ عَلَيْهِ الْقُرْآن فَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ هِيَ الْغُرْنُوق وَالطَّاوُس وَالدِّيك وَالْحَمَامَة وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ أَخَذَ وَزًّا وَرَأْلًا وَهُوَ فَرْخ النَّعَام وَدِيكًا وَطَاوُسًا وَقَالَ : مُجَاهِد وَعِكْرِمَة كَانَتْ حَمَامَة وَدِيكًا وَطَاوُسًا وَغُرَابًا وَقَوْله " فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " أَيْ وَقَطِّعْهُنَّ قَالَهُ(1/3741)
اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبُو مَالِك وَأَبُو الْأَسْوَد الدُّؤَلِيّ وَوَهْب بْن مُنَبِّه وَالْحَسَن وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " أَوْثِقْهُنَّ فَلَمَّا أَوْثَقَهُنَّ ذَبَحَهُنَّ ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءًا فَذَكَرُوا أَنَّهُ عَمَدَ إِلَى أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَذَبَحَهُنَّ ثُمَّ قَطَّعَهُنَّ وَنَتَفَ رِيشهنَّ وَمَزَّقَهُنَّ وَخَلَطَ بَعْضهنَّ بِبَعْضٍ ثُمَّ جَزَّأَهُنَّ أَجْزَاء وَجَعَلَ عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءًا قِيلَ أَرْبَعَة أَجْبُل وَقِيلَ سَبْعَة قَالَ اِبْن عَبَّاس : وَأَخَذَ رُءُوسهنَّ بِيَدِهِ ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدْعُوهُنَّ فَدَعَاهُنَّ كَمَا أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَجَعَلَ يَنْظُر إِلَى الرِّيش يَطِير إِلَى الرِّيش وَالدَّم إِلَى الدَّم وَاللَّحْم إِلَى اللَّحْم وَالْأَجْزَاء مِنْ كُلّ طَائِر يَتَّصِل بَعْضهَا إِلَى بَعْض حَتَّى قَامَ كُلّ طَائِر عَلَى حِدَته وَأَتَيْنَهُ يَمْشِينَ سَعْيًا لِيَكُونَ أَبْلَغ لَهُ فِي الرُّؤْيَة الَّتِي سَأَلَهَا وَجَعَلَ كُلّ طَائِر يَجِيء لِيَأْخُذ رَأْسه الَّذِي فِي يَد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذَا قَدَّمَ لَهُ غَيْر رَأْسه يَأْبَاهُ فَإِذَا قَدَّمَ إِلَيْهِ رَأْسه تَرَكَّبَ مَعَ بَقِيَّة جَسَده بِحَوْلِ اللَّه وَقُوَّته وَلِهَذَا قَالَ " وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أَيْ عَزِيز لَا يَغْلِبهُ شَيْء وَلَا يَمْتَنِع مِنْهُ شَيْء وَمَا شَاءَ كَانَ بِلَا مُمَانِع لِأَنَّهُ الْقَاهِر لِكُلِّ شَيْء حَكِيم فِي أَقْوَاله وَأَفْعَاله وَشَرْعه وَقَدَره وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق : أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ أَيُّوب فِي قَوْله " وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " قَالَ : قَالَ(1/3742)
اِبْن عَبَّاس : مَا فِي الْقُرْآن آيَة أَرْجَى عِنْدِي مِنْهَا وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة سَمِعْت زَيْد بْن عَلِيّ يُحَدِّث عَنْ رَجُل عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ : اِتَّفَقَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص أَنْ يَجْتَمِعَا قَالَ : وَنَحْنُ شَبَبَة فَقَالَ أَحَدهمَا لِصَاحِبِهِ أَيّ آيَة فِي كِتَاب اللَّه أَرْجَى عِنْدك لِهَذِهِ الْأُمَّة فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَوْل اللَّه تَعَالَى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اللَّه إِنَّ اللَّهَ يَغْفِر الذُّنُوب جَمِيعًا " الْآيَة فَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَمَا إِنْ كُنْت تَقُول هَذَا فَأَنَا أَقُول أَرْجَى مِنْهَا لِهَذِهِ الْأُمَّة قَوْل إِبْرَاهِيم " رَبّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : أَخْبَرَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح كَاتِب اللَّيْث حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي سَلَمَة عَنْ عَمْرو حَدَّثَنِي اِبْن الْمُنْكَدِر أَنَّهُ قَالَ : اِلْتَقَى عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص فَقَالَ اِبْن عَبَّاس لِابْنِ عَمْرو بْن الْعَاص أَيّ آيَة فِي الْقُرْآن أَرْجَى عِنْدك ؟ فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو : قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لَا تَقْنَطُوا " الْآيَة فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : لَكِنْ أَنَا أَقُول قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم رَبّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى " فَرَضِيَ مِنْ إِبْرَاهِيم قَوْله "(1/3743)
بَلَى " قَالَ فَهَذَا لِمَا يَعْتَرِض فِي النُّفُوس وَيُوَسْوِس بِهِ الشَّيْطَان وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن الْأَحْزَم بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه السَّعْدِيّ عَنْ بِشْر بْن عُمَر الزُّهْرَانِيّ عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي سَلَمَة بِإِسْنَادِهِ مِثْله ثُمَّ قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
تجربة2:
سورة البقرة:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
تفسير ابن كثير(1/3744)
هَذَاالَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ وَهُوَ مَلِك بَابِل نُمْرُود بْن كَنْعَان بْن كوش بْن سَام بْن نُوح وَيُقَال : نُمْرُود بْن فالخ بْن عَابِر بْن شالخ بْن أرفخشذ بْن سَام بْن نُوح وَالْأَوَّل قَوْل مُجَاهِد وَغَيْره : قَالَ مُجَاهِد : وَمَلَكَ الدُّنْيَا مَشَارِقهَا وَمَغَارِبهَا أَرْبَعَة : مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ فَالْمُؤْمِنَانِ سُلَيْمَان بْن دَاوُد وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَالْكَافِرَانِ نُمْرُود وَبُخْتُنَصَّرَ وَاَللَّه أَعْلَم وَمَعْنَى قَوْله " أَلَمْ تَرَ " أَيْ بِقَلْبِك يَا مُحَمَّد " إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه " أَيْ وُجُود رَبّه وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُون إِلَه غَيْره كَمَا قَالَ بَعْده فِرْعَوْن لِمَلَئِهِ " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَمَا حَمَلَهُ عَلَى هَذَا الطُّغْيَان وَالْكُفْر الْغَلِيظ وَالْمُعَانَدَة الشَّدِيدَة إِلَّا تَجَبُّره وَطُول مُدَّته فِي الْمُلْك وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَال إِنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعمِائَةِ سَنَة فِي مُلْكه وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" وَكَانَ طَلَبَ مِنْ إِبْرَاهِيم دَلِيلًا عَلَى وُجُود الرَّبّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم " رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت" أَيْ إِنَّمَا الدَّلِيل عَلَى وُجُوده حُدُوث هَذِهِ الْأَشْيَاء الْمُشَاهَدَة بَعْد عَدَمهَا وَعَدَمهَا بَعْد وُجُودهَا وَهَذَا دَلِيل عَلَى وُجُود الْفَاعِل الْمُخْتَار ضَرُورَة لِأَنَّهَا لَمْ تَحْدُث بِنَفْسِهَا فَلَا بُدّ لَهَا مِنْ مُوجِد أَوْجَدَهَا وَهُوَ الرَّبّ الَّذِي أَدْعُو إِلَى عِبَادَته وَحْده لَا شَرِيك لَهُ . فَعِنْد ذَلِكَ قَالَ الْمُحَاجّ وَهُوَ النُّمْرُود " أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت " قَالَ قَتَادَة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد وَذَلِكَ أَنِّي أُوتَى(1/3745)
بِالرَّجُلَيْنِ قَدْ اِسْتَحَقَّا الْقَتْل فَآمُر بِقَتْلِ أَحَدهمَا فَيُقْتَل وَآمُر بِالْعَفْوِ عَنْ الْآخَر فَلَا يُقْتَل فَذَلِكَ مَعْنَى الْإِحْيَاء وَالْإِمَاتَة وَالظَّاهِر وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ مَا أَرَادَ هَذَا لِأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابًا لِمَا قَالَ إِبْرَاهِيم وَلَا فِي مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ مَانِع لِوُجُودِ الصَّانِع وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ هَذَا الْمَقَام عِنَادًا وَمُكَابَرَة وَيُوهِم أَنَّهُ الْفَاعِل لِذَلِكَ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت كَمَا اِقْتَدَى بِهِ فِرْعَوْن فِي قَوْله " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَلِهَذَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم لَمَّا اِدَّعَى هَذِهِ الْمُكَابَرَة " فَإِنَّ اللَّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِق فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب " أَيْ إِذَا كُنْت كَمَا تَدَّعِي مِنْ أَنَّك تُحْيِي وَتُمِيت فَاَلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت هُوَ الَّذِي يَتَصَرَّف فِي الْوُجُود فِي خَلْق ذَوَاته وَتَسْخِير كَوَاكِبه وَحَرَكَاته فَهَذِهِ الشَّمْس تَبْدُو كُلّ يَوْم مِنْ الْمَشْرِق فَإِنْ كُنْت إِلَهًا كَمَا اِدَّعَيْت تُحْيِي وَتُمِيت فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب ؟ فَلَمَّا عَلِمَ عَجْزه وَانْقِطَاعه وَأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى الْمُكَابَرَة فِي هَذَا الْمَقَام بُهِتَ أَيْ أُخْرِسَ فَلَا يَتَكَلَّم وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّة قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " أَيْ لَا يُلْهِمهُمْ حُجَّة وَلَا بُرْهَانًا بَلْ حُجَّتهمْ دَاحِضَة عِنْد رَبّهمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَهَذَا التَّنْزِيل عَلَى هَذَا الْمَعْنَى أَحْسَن مِمَّا ذَكَرَهُ كَثِير مِنْ الْمَنْطِقِيِّينَ أَنَّ عُدُول إِبْرَاهِيم عَنْ الْمَقَام الْأَوَّل إِلَى الْمَقَام الثَّانِي اِنْتِقَال مِنْ(1/3746)
دَلِيل إِلَى أَوْضَح مِنْهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ يُطْلِق عِبَارَة تُرْدِيه وَلَيْسَ كَمَا قَالُوهُ بَلْ الْمَقَام الْأَوَّل يَكُون كَالْمُقَدِّمَةِ لِلثَّانِي وَيُبَيِّن بُطْلَان مَا اِدَّعَاهُ نُمْرُود فِي الْأَوَّل وَالثَّانِي وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة وَقَدْ ذَكَرَ السُّدِّيّ أَنَّ هَذِهِ الْمُنَاظَرَة كَانَتْ بَيْن إِبْرَاهِيم وَنُمْرُود بَعْد خُرُوج إِبْرَاهِيم مِنْ النَّار وَلَمْ يَكُنْ اِجْتَمَعَ بِالْمَلِكِ إِلَّا فِي ذَلِكَ الْيَوْم فَجَرَتْ بَيْنهمَا هَذِهِ الْمُنَاظَرَة وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ أَنَّ النُّمْرُود كَانَ عِنْده طَعَام وَكَانَ النَّاس يَغْدُونَ إِلَيْهِ لِلْمِيرَةِ فَوَفَدَ إِبْرَاهِيمُ فِي جُمْلَة مَنْ وَفَدَ لِلْمِيرَةِ فَكَانَ بَيْنهمَا هَذِهِ الْمُنَاظَرَة وَلَمْ يُعْطِ إِبْرَاهِيم مِنْ الطَّعَام كَمَا أَعْطَى النَّاس بَلْ خَرَجَ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْء مِنْ الطَّعَام فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ أَهْله عَمَدَ إِلَى كَثِيب مِنْ التُّرَاب فَمَلَأَ مِنْهُ عِدْلَيْهِ وَقَالَ أَشْغَل أَهْلِي عَنِّي إِذَا قَدِمْت عَلَيْهِمْ فَلَمَّا قَدِمَ وَضَعَ رِحَاله وَجَاءَ فَاتَّكَأَ فَنَامَ فَقَامَتْ اِمْرَأَته سَارَة إِلَى الْعِدْلَيْنِ فَوَجَدَتْهُمَا مَلْآنَيْنِ طَعَامًا طَيِّبًا فَعَمِلَتْ طَعَامًا فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ إِبْرَاهِيم وَجَدَ الَّذِي قَدْ أَصْلَحُوهُ فَقَالَ : أَنَّى لَكُمْ هَذَا ؟ قَالَتْ : مِنْ الَّذِي جِئْت بِهِ فَعَلِمَ أَنَّهُ رِزْقٌ رَزَقَهُمْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ زَيْد بْن أَسْلَمَ : وَبَعَثَ اللَّه إِلَى ذَلِكَ الْمَلِك الْجَبَّار مَلِكًا يَأْمُرهُ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ فَأَبَى عَلَيْهِ ثُمَّ دَعَاهُ الثَّانِيَة فَأَبَى ثُمَّ الثَّالِثَة فَأَبَى وَقَالَ : اِجْمَعْ جُمُوعك وَأَجْمَع جُمُوعِي(1/3747)
فَجَمَعَ النُّمْرُود جَيْشه وَجُنُوده وَقْت طُلُوع الشَّمْس وَأَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ الْبَعُوض بِحَيْثُ لَمْ يَرَوْا عَيْن الشَّمْس وَسَلَّطَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ فَأَكَلَتْ لُحُومهمْ وَدِمَاءَهُمْ وَتَرَكَتْهُمْ عِظَامًا بَادِيَة وَدَخَلَتْ وَاحِدَة مِنْهَا فِي مَنْخِرَيْ الْمَلِك فَمَكَثَتْ فِي مَنْخِرَيْ الْمَلِك أَرْبَعمِائَةِ سَنَة عَذَّبَهُ اللَّه بِهَا فَكَانَ يَضْرِب بِرَأْسِهِ بِالْمَرَازِبِ فِي هَذِهِ الْمُدَّة حَتَّى أَهْلَكَهُ اللَّه بِهَا .
تجربة3:
سورة البقرة:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
تفسير ابن كثير(1/3748)
تَقَدَّمَ قَوْله تَعَالَى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه " وَهُوَ فِي قُوَّة قَوْله هَلْ رَأَيْت مِثْل الَّذِي حَاجّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه وَلِهَذَا عَطَفَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ " أَوْ كَاَلَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَة عَلَى عُرُوشهَا " اِخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْمَارّ مَنْ هُوَ فَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ عِصَام بْن دَاوُد عَنْ آدَم بْن أَبِي إِيَاس عَنْ إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ نَاجِيَة بْن كَعْب عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب أَنَّهُ قَالَ : هُوَ عُزَيْر وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ نَاجِيَة نَفْسه وَحَكَاهُ اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم عَنْ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَسُلَيْمَان بْن بُرَيْدَة وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الْمَشْهُور وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه وَعَبْد اللَّه بْن عُبَيْد هُوَ أرميا بْن حلقيا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَمَّنْ لَا يُتَّهَم عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّهُ قَالَ : وَهُوَ اِسْم الْخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْت سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد الْيَسَارِيّ الْجَارِي مِنْ أَهْل الْجَارِي اِبْن عَمّ مُطَرِّف قَالَ سَمِعْت سَلْمَان يَقُول إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْل الشَّام يَقُول إِنَّ الَّذِي أَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام ثُمَّ بَعَثَهُ اِسْمه حِزْقِيل بْن بَوَار وَقَالَ مُجَاهِد بْن جَبْر هُوَ رَجُل مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَأَمَّا الْقَرْيَة فَالْمَشْهُور أَنَّهَا بَيْت الْمَقْدِس مَرَّ عَلَيْهَا بَعْد تَخْرِيب بُخْتُنَصَّرَ لَهَا وَقَتْل أَهْلهَا " وَهِيَ خَاوِيَة " أَيْ لَيْسَ فِيهَا أَحَد مِنْ قَوْلهمْ خَوَتْ الدَّار تَخْوِي خُوِيًّا . وَقَوْله" عَلَى عُرُوشِهَا " أَيْ سَاقِطَة سُقُوفهَا وَجُدْرَانهَا عَلَى عَرَصَاتهَا فَوَقَفَ(1/3749)
مُتَفَكِّرًا فِيمَا آلَ أَمْرهَا إِلَيْهِ بَعْد الْعِمَارَة الْعَظِيمَة وَقَالَ " أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّه بَعْد مَوْتهَا" وَذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْ دُثُورهَا وَشِدَّة خَرَابهَا وَبَعْدهَا عَنْ الْعَوْدَة إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَأَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام ثُمَّ بَعَثَهُ " قَالَ وَعُمِّرَتْ الْبَلْدَة بَعْد مُضِيّ سَبْعِينَ سَنَة مِنْ مَوْته وَتَكَامَلَ سَاكِنُوهَا وَتَرَاجَعَ بَنُو إِسْرَائِيل إِلَيْهَا فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَعْد مَوْته كَانَ أَوَّل شَيْء أَحْيَا اللَّه فِيهِ عَيْنَيْهِ لِيَنْظُر بِهِمَا إِلَى صُنْع اللَّه فِيهِ كَيْف يُحْيِي بَدَنه فَلَمَّا اِسْتَقَلَّ سَوِيًّا قَالَ اللَّه لَهُ أَيْ بِوَاسِطَةِ الْمَلَك " كَمْ لَبِثْت قَالَ لَبِثْت يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْم " قَالَ وَذَلِكَ أَنَّهُ مَاتَ أَوَّل النَّهَار ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّه فِي آخِر النَّهَار فَلَمَّا رَأَى الشَّمْس بَاقِيَة ظَنَّ أَنَّهَا شَمْس ذَلِكَ الْيَوْم فَقَالَ " أَوْ بَعْض يَوْم قَالَ بَلْ لَبِثْت مِائَة عَام فَانْظُرْ إِلَى طَعَامك وَشَرَابك لَمْ يَتَسَنَّهْ " وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فِيمَا ذَكَرَ عِنَب وَتِين وَعَصِير فَوَجَدَهُ كَمَا تَقَدَّمَ لَمْ يَتَغَيَّر مِنْهُ شَيْء لَا الْعَصِير اِسْتَحَالَ وَلَا التِّين حَمُضَ وَلَا أَنْتَنَ وَلَا الْعِنَب نَقَصَ " وَانْظُرْ إِلَى حِمَارك" أَيْ كَيْف يُحْيِيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ تَنْظُر " وَلِنَجْعَلَك آيَة لِلنَّاسِ " أَيْ دَلِيلًا عَلَى الْمَعَاد " وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَام كَيْف نُنْشِزُهَا " أَيْ نَرْفَعهَا فَيَرْكَب بَعْضهَا عَلَى بَعْض وَقَدْ رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه مِنْ حَدِيث نَافِع بْن أَبِي نُعَيْم عَنْ إِسْمَاعِيل بْن حَكِيم عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت(1/3750)
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ " كَيْف نُنْشِزُهَا " بِالزَّايِ ثُمَّ قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَقُرِئَ " نَنْشُرهَا " أَيْ نُحْيِيهَا قَالَهُ مُجَاهِد " ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا " وَقَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره تَفَرَّقَتْ عِظَام حِمَاره حَوْله يَمِينًا وَيَسَارًا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَلُوح مِنْ بَيَاضهَا فَبَعَثَ اللَّه رِيحًا فَجَمَعَتْهَا مِنْ كُلّ مَوْضِع مِنْ تِلْكَ الْمَحَلَّة ثُمَّ رُكِّبَ كُلّ عَظْم فِي مَوْضِعه حَتَّى صَارَ حِمَارًا قَائِمًا مِنْ عِظَام لَا لَحْم عَلَيْهَا ثُمَّ كَسَاهَا اللَّه لَحْمًا وَعَصَبًا وَعُرُوقًا وَجِلْدًا وَبَعَثَ اللَّه مَلَكًا فَنَفَخَ فِي مَنْخِرَيْ الْحِمَار فَنَهَقَ كُلّه بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذَلِكَ كُلّه بِمَرْأَى مِنْ الْعُزَيْر فَعِنْد ذَلِكَ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ هَذَا كُلّه " قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " أَيْ أَنَا عَالِم بِهَذَا وَقَدْ رَأَيْته عِيَانًا فَأَنَا أَعْلَم أَهْل زَمَانِي بِذَلِكَ وَقَرَأَ آخَرُونَ قَالَ اِعْلَمْ عَلَى أَنَّهُ أَمْر لَهُ بِالْعِلْمِ.
تجربة4:
سورة الممتحنة:(1/3751)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) تفسير الميسر
يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام, فاختبروهن. لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبينات, فلا تردوهن إلى أزواجهن الكافرين, فالنساء المؤمنات لا يحل لهن أن يتزوجن الكفار, ولا يحل الكفار أن يتزوجوا المؤمنات, وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم لهن مهورهن. ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا لهم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم, ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه. والله عليم لا يخفى عليه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله.
تجربة5:
العنكبوت:
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) تفسير ابن كثير(1/3752)
(2)اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَمَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى لَا بُدّ أَنْ يَبْتَلِي عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ مَا عِنْدهمْ مِنْ الْإِيمَان كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح " أَشَدّ النَّاس بَلَاء الْأَنْبِيَاء ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الْأَمْثَل فَالْأَمْثَل يُبْتَلَى الرَّجُل عَلَى حَسَب دِينه فَإِنْ كَانَ فِي دِينه صَلَابَة زِيدَ لَهُ فِي الْبَلَاء " وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ " وَمِثْلهَا فِي سُورَة بَرَاءَة وَقَالَ فِي الْبَقَرَة " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب " .
(3) وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّه الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " أَيْ الَّذِينَ صَدَقُوا فِي دَعْوَى الْإِيمَان مِمَّنْ هُوَ كَاذِب فِي قَوْله وَدَعْوَاهُ وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى يَعْلَم مَا كَانَ وَمَا يَكُون وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْف يَكُون . وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ عِنْد أَئِمَّة السُّنَّة وَالْجَمَاعَة وَبِهَذَا يَقُول اِبْن عَبَّاس وَغَيْره فِي مِثْل قَوْله " إِلَّا لِنَعْلَم " إِلَّا لِنَرَى وَذَلِكَ لِأَنَّ الرُّؤْيَة إِنَّمَا تَتَعَلَّق بِالْمَوْجُودِ وَالْعِلْم أَعَمّ مِنْ الرُّؤْيَة فَإِنَّهُ يَتَعَلَّق بِالْمَعْدُومِ وَالْمَوْجُود .
التجارب المذكورة فى السنة النبوية(1/3753)
4356 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ *
( صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، مرفوع ، متصل ، أكثر من سند ( 1/2) ، ترقيم العالمية 4356 ، ترقيم عبد الباقي 2361)
قوله : ( يلقحونه ) هو بمعنى يأبرون في الرواية الأخرى , ومعناه إدخال شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى فتعلق بإذن الله .
وفى الختام
نؤكد على أهمية دخول الأداة الرياضية والتجريبية فى مجال دراسة القرآن الكريم
لأن القرآن كنز من العلوم ، لن تستطيع الإبحار فيه والإستكشاف إلا على قدر طاقتك وأدواتك ، و أدوات الرياضيات وأدوات التجارب العلمية هامة لكى ترى فى القرآن ما يتجاوز قدرتك لتكتشف فى القرآن والسنة ما لا يمكن أن تراه بدون هذه الأدوات ،
ونحن لا يخفى علينا ما فى إجراء التجارب من مشقة ودقة ، ولكننا نقوم بها من أجل لقب علمى ، ومرتبة علمية ، أفلا نقوم بها من أجل القرآن(1/3754)
فنطلب من الباحثين التضحية بالمال والجهد لإثراء البحث الإسلامي العلمى بتجارب يقودها القرآن والسنة
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (سورة آل عمران 92)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://esmallah.org/sub/search/0/tag1.html
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-28-2006, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مثال لتجربة علمية إكتشفت نتيجة علمية من السنة النبوية ليضيف القرآن والسنة إضافة علمية حديثة
وهى منشورة فى موقع موسوعة الإعجاز العلمى ولكنى نقلتها من الأخ أبو جهاد الأنصارى فى منتدى التوحيد لما بذله فيها من جهد فى التنسيق ، وإليكم التجربة التى قام بها باحثان بارك الله فى جهدهما:
تميز بول الغلام الرضيع من دلائل النبوة الخاتمة
أصيل محمد على – جامعة دهوك - العراق
aseel_1972@hotmail.com
أحمد محمد صالح – جامعة دهوك – كلية الطب – قسم الاحياء المجهرية الطبية – العراق
amsal2005@hotmail.co.uk
ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد عن أم أم قيس بنت محصن: ”أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على ثوبه فدعا بماء صلى الله عليه وسلم فنضحه ولم يغسله“ رواه البخاري ومسلم وابو داود وأحمد.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل“ رواه الإمام أحمد, وقال الترمذي حديث حسن, وصححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين.
وعن أم الفضل قالت: ”بال الحسين بن علي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره حتى أغسله، فقال: ”إنما ينضح من بول الذكر ويغسل من بول الأنثى“رواه أحمد وأبو داود وقال الحاكم: هو صحيح.(1/3755)
وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها ابن القيم في كتابه "تحفة المودود" وقال: ”وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث جمهور أهل العلم من أهل الحديث والفقهاء لكن بشرط أنه طفل يرضع لم يأكل الطعام“.
ويُفهم من تلك الأحاديث فقهيا أن بول الغلام الذي لم يأكل الطعام نجاسته مخففه ويكتفي فيها بالنضح أي الرش بالماء, ويفهم منها علميا وجود فارق طبيعي يجعل بول الغلام الذي لم يأكل الطعام أقل عرضة للتلوث وأخف نجاسة, مما تطلب بحثا علميا يثبت عمليا بالتجربة قبل اكتشاف البكتريا بقرون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل العليم الحكيم.
شملت الدراسة 73 طفلا 38 ذكر و35 أنثى وصنفوا إلى أربع فئات عمرية؛ دون شهر ومن شهر إلى شهرين ثم إلى ثلاثة ثم أكثر من ثلاثة مع تزايد احتمال تناول أطعمة.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/2n.jpg
وجمعت العينات ونقلت مباشرة لتفحص معمليا واستمر العمل لعدة أشهر مع مراعاة أقصى ما يمكن من درجات التعقيم وتجنب التلوث.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/3n.jpg
استخدمت طريقة د. هانز كريستيان جرام التي اكتشفها عام 1884 في صبغ البكتريا حيث تكون البنفسجية موجبة الجرام والحمراء سالبة
[ هانز كريستيان جرام1853 - 1938Hans Christian Gram 1853-1938 ]
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/5n.jpg
اختبرت جميع العينات باختيار حقل مجهري لعد البكتريا بتكبير موحد هو 100 مرة ووجد أن جميعها سالبة الجرام.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/6n.jpgوصنفت البكتريا على أنها بكتريا القولون Escherichia Coli.
وقد كانت النتائج على النحو التالى :
(أولا) في الفئة العمرية حتى 30 يوم كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 95.44% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 41.9 بينما بلغ العدد 2 في نفس الحقل للرضع الذكور.(1/3756)
(ثانيا) في الفئة العمرية 1 - 2 شهر كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 91.48% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 2.25 في حالة الرضع الذكور.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/8n.jpg
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/10n.jpg
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/11n.jpg
(ثالثا) في الفئة العمرية 2 - 3 شهر كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 93.69% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 1.6 في حالة الرضع الذكور.
(رابعا): في الفئة العمرية أكثر من 3 شهور كانت نسبة البكتريا في بول الرضع الإناث 69% أكثر من الرضع الذكور
حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 13.9 بينما بلغ العدد 6.8 في حالة الرضع الذكور.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/13n.jpg
في حالة الرضيعة الأنثى يتناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/15n.jpgفي حالة الرضيع الذكر يتزايد عدد البكتريا مع التقدم في العمر
ويلاحظ في حالة الرضع الإناث تناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر, وفي حالة الرضع الذكور عقب انخفاض أولي تزايد عدد البكتريا مع تناول الطعام والتقدم في العمر تماما كما أفاد الحديث النبوي.
هذا هو أول بحث تجريبي في هذا المجال, وبالطبع لم يدرك أحد منذ زمن الوحي فروقا بين بول الجارية وبول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد حتى أن الفقهاء قد حاروا في التعليل, لكن براهين الوحي تشع اليوم بنور اليقين, ودين تتفق تشريعاته مع حقائق التكوين لن تبيده أبدا حيل مهما بلغت أو عتاد.(1/3757)
وختاما لا بد من الإشارة إلى إن هذا البحث يكشف أن الذين يرمون الإسلام لا يدركون أن تشريعاته تتفق مع الفطرة وتراعي الفروق الطبيعية بين الذكر والأنثى وأن كل ميسر لما خلق له, فهو ليس تصديقا فحسب لفيض الوحي في النبوة الخاتمة وإنما هو أيضا تأكيد على أن هذه الشريعة الغراء تراعي ما غفلوا عنه أو تغافلوا عن عمد وهو الفروق الطبيعية التي ميزت كل التشريعات الإسلامية التي تخص الجنسين.
المصادر والمراجع
1-التمهيد لابن عبد البر
2-سنن الترمذي ط: در إحياء التراث العربي-بيروت.
3-سنن النسائي ط: دار الكتب العلمية - بيروت
4-شرح السنة للبغوي ط: المكتب الإسلامي – بيروت.
5-صحيح ابن حبان.ط:دار الكتب العلمية – بيروت 1407هـ
6-صحيح البخاري ط المكتبة السلفية بالقاهرة عام 1400هـ ،
7-صحيح مسلم ط دار إحياء التراث العربي - بيروت
8-فتح الباري شرح صحيح البخاري ط دار المعرفة – بيروت.
9-المسند للإمام أحمد ط : المكتبة السلفية بالقاهرة.
10-مصنف عبد الرزاق – توزيع المكتب الإسلامي – ط عام 1403هـ
11-The Bacterial Flora of Humans
©2002 Kenneth Todar University of Wisconsin-Madison Department of Bacteriology
وهذا إقتباس من رسالة من الباحثة تؤكد نتائج تجربتها
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بالنسبة لسؤالك فما وجدته على النت هو عبارة عن بحث مشترك لي وللدكتور
احمد
والنتائج التي حصلنا عليها هي نتائجنا الشخصية من خلال دراسة اجريت على
الاطفال
الرضع اما المصادر العربية التي اشرت اليها في نهاية البحث فكلها موجودة
في
السنة كما تعلم وفي اي كتاب ولا اظن ان لديك مشكلة في هذا الجانب وبالنسبة
للمصدر الانكليزي المشار اليه في نهاية المصادر فقد ارفقته لك في الملف
المرفق
وهناك العديد من البحوث التي اجريت والتي تؤكد تاثير التغذية على وجود
البكتريا
لدى الاطفال الرضع
[/color]
---(1/3758)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لقاء جديد مع شيخنا د. مساعد الطيار
---
لقاء جديد مع شيخنا د. مساعد الطيار
---
معمر العمري
03-08-2006, 01:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت فقط أن أذكركم بأن حلقة هذا الأسبوع من برنامج ( مبادئ العلوم ) ستكون مع فضيلة الشيخ د.مساعد الطيار, حفظه الله , والذي أبدع في بيان مبادئ علم
( أصول التفسير ) , والكتب المؤلفة في هذا العلم , والطريقة المثلى لتعلمه ... فجزاه الله خيرا .
الحلقة : يوم الخميس 9 / صفر , التاسعة والنصف مساء .
وسيتجدد لقاؤنا مع فضيلة الشيخ مساعد في علوم أخرى , بالإضافة إلى التطلع إلى استضافة بعض مبدعي هذا الموقع المتألق , والله يرعاكم
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2006, 06:48 AM
وفقكم الله ، وشكر لكم جهودكم الطيبة
وهل يعني كلامك أن اللقاء قد تم ؟ أم ماذا ؟
ولعلكم تحرصون على استضافة الدكتور خالد السبت في مبادئ علم ( علوم القرآن)
---
معمر العمري
03-08-2006, 07:43 AM
حياكم الله أبا مجاهد , وشكر الله لكم مروركم
نعم لقد تم تسجيل الحلقة يوم الاثنين الماضي , وستبث يوم الخميس بإذن الله .
وبالنسبة لعلوم القرآن فستسجل وتعرض الأسبوع القادم , بإذن الله , مع فضيلة الشيخ أ.د فهد بن عبدالرحمن الرومي , وعسى أن ييسر الله استضافة الشيخ د. خالد السبت في أحد العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى .
---
أحمد البريدي
03-08-2006, 02:28 PM
احسنتم الاختيار , ولنعم ما اخترتم , وفقكم الله للخير .
---
خالدعبدالرحمن
03-08-2006, 02:43 PM
عفواً ...
على أية قناة سيكون اللقاء؟!
بارك الله فيكم.
---
لؤي الطيبي
03-08-2006, 03:03 PM
بلّغ الله آمالكم ، وزكّى أعمالكم ، وأدام توفيقكم في كل قول وفعل ، وفي كل رأي ونظر ..
وجزاكم الله كل خير على ما تقومون به لخدمة الإسلام والمسلمين ..
عفواً ...(1/3759)
على أية قناة سيكون اللقاء؟!
بارك الله فيكم.
أخي خالد ..
السلام عليكم ..
إنها قناة المجد العلمية ..
ولمشاهدتها في فلسطين ، فإنك تحتاج إلى عين خاصّة لالتقاطها ..
---
ابن الجزيرة
03-08-2006, 05:58 PM
بارك الله في جهودكم , وأعانكم على خدمة العلم وأهله .
وقد لا حظت كما لا حظ غيري زيادة عدد الزوار للملتقى في الآونة الأخيرة فهل هو بسبب فتح القسم الجديد , أم بسبب ظهور مشايخ الملتقى على قناة المجد , أم السببين جميعاً ؟
---
معمر العمري
03-09-2006, 01:22 AM
الشيخ د.أحمد البريدي , خالد عبدالرحمن , لؤي الطيبي , ابن الجزيرة :أشكركم على مروركم وكريم تفاعلكم , ومرحبا بملاحظاتكم وتوجيهاتكم .
---
(1/3760)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض مظاهر عناية الشيعة بالتفسير الموضوعي على الانترنت؟؟؟
---
بعض مظاهر عناية الشيعة بالتفسير الموضوعي على الانترنت؟؟؟
---
طالبة دراسات عليا
04-21-2003, 07:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني اليوم أن أتدخل بهده الكلمة... وذلك بعد السؤال الذي أثاره أحد الإحوة سابقا والمتعلق بالتفسير الموضوعي وأثر المعتزلة فيه.
فقد قمت ببحث بسيط على النت ...للاطلاع على الجديد المكتوب في الميدان
و كانت دهشتي عظيمة ...لأن أغلب ما كتب على النت وماهو مطبوع من كتب في الموضوع من إنتاج الشيعة...تخيلوا ...الظاهر أنهم قد حملوا اللواء... بينما بقينا نحن أهل السنة في موقف المتفرج ؟
لم أفهم ما يحدث؟؟؟
---
أم عمر
04-23-2003, 08:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والطلاة والسلام على رسول الله وبعد..
حقيقة إن الشيعة منذ زمن ليس بقريب يحاولون اجتذاب القلوب إليهم بما لديهم من براعة في سبك الكلام ،ورصانة في الأفكار والأساليب التي يخاطبون بها الفئة المثقفة..- ولا يضيرنا أن نشهد لهم بذلك فهو فيهم حقا- ..ولكن يجب ألا نستغرب ذلك ..يجب ألا نستغرب إن نشروا أفكارهم بهذا الشكل، لأنهم بكل بساطة انطلقوا وقعدنا..و جدوا وتكاسلنا..
فيجب أن لا نلوم الأخرين إن أدلجوا بليل ورقدنا..فالفوز والسؤدد للساعي..وهي سنة لله في خلقه.." وقل اعملوا "، " إن الله لا يضيع عمل عامل منكم.."..فالمطلوب منا أن نحاول اللحاق بالركب ، بالعمل والسعي..
فهذه دعوة من هذا المنبر لكل صاحب همة أن يشمر عن ساعد الجد في ذلك..وأرى في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله فاتحة خير..فكل من لديه ما يضيفه لهذا الحقل" التفسير الموضوعي" من معلومات واقتراحات وبحوث فلا يبخل بها علينا جزاكم الله خيرا..(1/3761)
ولعلي أقوم قريبا إن شاء الله بسرد بعض مؤلفات الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات في هذا الباب، فهي من أروع وأدق ما قرأت بحق.والمطلع الجاد والباحث الحق هو الذي يستطيع تمييز الجيد من غيره..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
طالبة علم
---
عبدالرحمن الشهري
04-24-2003, 12:22 AM
حياكما الله
وبالنسبة لما ذكرته الأخت سلسبيل حول حمل الشيعة للراية في التفسير الموضوعي فقد رأيت هذه المشاركة ، وأعرضت عن المشاركة حولها حتى يتسنى لي الحديث بشكل مركز حول هذا الأمر. ولكن لا بد من الإشارة هنا إلى أمور :
أولاً: البحث في التفسير الموضوعي من الناحيتين النظرية التأصيلية ، والناحية التطبيقية لا زال فيه نقص كبير ، ولا سيما في المطبوعات ، فلعل أول من كتب في التفسير الموضوعي من الناحية التأصيلية هو الشيخ أحمد الكومي رحمه الله وهو قريب أظنه توفي بعد سنة 1383هـ . ثم توالت المؤلفات بعد ذلك ، وكلها تدور في فلك بعض ، فليس هناك تجديد.
ثانياً : أنك قلت أنك بحثت في الانترنت - (النت) على حد تعبيرك - وهي كما تعلمين حديثة ، وكل الذي وضع على الانترنت من الكتب والبحوث لا يعادل .0001% من المطبوعات التي في بطون الكتب. ولا سيما الكتب العربية ، فلا بد من أخذ هذا بعين الاعتبار. والنسبة التي ذكرتها هنا من عندي فلست معتمداً على إحصاءات وليس العدد هنا مقصوداً ، وإنما القصد المبالغة في فقر الشبكة في المواد العربية.
ثالثاً: أن لأهل السنة ولله الحمد بحوثاً كثيرة جداً في التفسير الموضوعي ، ولا سيما في الجانب التطبيقي ، وأغلبها إن لم يكن كلها على شكل رسائل جامعية ، لم تطبع بعد.
ولعله يتاح الحديث حول التفسير الموضوعي بطريقة تأصيلية جدية ، يمكن التعليق عليها من قبل الجميع ، والأخت طالبة علم تقول أن لها عناية بهذا اللون من التفسير فالحمد لله الذي جمع هذه المواهب والقدرات في صعيد واحد.(1/3762)
والمشايخ الكرام في هذا الملتقى وعدونا بطرح بحوث جادة ، وهي تحتاج إلى وقت ، فليس من المعقول أن يطرح كل يوم بحث عميق مؤصل. فهذا يحتاج لوقت وجهد ، ومع الوقت بإذن الله يتعمق البحث ، ويرتقي الملتقى بإذن الله
---
طالبة دراسات عليا
04-24-2003, 06:36 PM
تحية طيبة أخي الكريم وبعد
لم أقصد من كلامي أن أهل السنة لم يكتبوا في هدا اللون من التفسير - يعني التفسير الموضوعي - ولكني قصدت وهدا واضح من كلامي أن الشيعة حملوا اللواء يعني هم يحاولون بث ما أنتجوه من كتب وبحوث ودراسات على النت, وبعبارة أوضح ضربتهم في مقتل فقد توجهوا إلى وسيلة عالمية وهي الشبكو العنكبوتية -النت- لنشر أفكارهم وتوجهاتهم , وهم فعلا يقومون بعرض الكثير من منتجاتهم عليها , وهدا إنما يدل على حرصهم على إيصال ما يودون إيصاله للعالم أجمع من آرائهم...بينما نحن -أقصد أهل السنة والجماعة -نمشيي بخطى ثقيلة إن لم أقل محتشمة في هدا الدرب, فلو سبقونا كيف لنا أن نلحق بهم, وكيف لنا بعدها أن نصحح ما بثوه من أفكار وآراء.
نحن مسبوقون جدا إخوتي الكرام...هده حقيقة لا يجب علينا إنكارها ...بل تجب مواجهتها ومحاولة التصدي لها والتقليل من زحفها ...النت سلاح دو حدين ... أي ضربة منه تصيب الكبد مباشرة ...فالناس من قبل ظهور النت كان توجههم للكتب قليل ... والآن صار أقل بكثير ...يجب أن نتنبه لهده المسألة.
وأنا ما قصدت أبدا التقليل من شأن أهل السنة والجماعة وكتاباتهم...حاشا أن أفعل دلك ... وإنما أردت أن أدكر نفسي وإخوتي من خطورة الأمر ...لا أكثر ولا أقل ... وعلى كل أنا اعتدر إن كنت تماديت في الأمر ...وشكرا
---
عبد الله الخضيري
04-26-2003, 07:51 AM
تحيةً طيبةً وبعد
الأخ سلسبيل / شكراً لك على هذا الموضوع (( الموازي ))
ولكن يبدو أنك لم تميّز بدقّة ما قد كتبته ( أنا ) في أثر المعتزلة في التفسير الموضوعي ؛ لأسباب :(1/3763)
1- لم أجزم في ذلك الموضوع بشيئ نفياً أو إثباتاً ؛ حتى يتسنى للإخوة الكرام معرفة الموضوع بكامله ومن جميع جهاته .
2- القول بأن الشيعة حملو لواء التفسير الموضوعي ؛ بناءً على النت والكمبيوتر ؛ خطأٌ علمي ومنهجي - كما أشار إلى بعض ذلك الشيخ عبد الرحمن الشهري .
3 - يجب أن نفرّق بين قولنا ( أثر المعتزلة في التفسير الموضوعي في المرحلة التأسيسية ، أو أثر أهل السنة كذلك ) وبين قولنا إن الشيعة لهم جهود معاصرة في التفسير الومضوعي ؛ فالمسألة بحوث علمية لا يجوز بحالٍ أن نقلّل أهميتها ورونقها .
4- ويجب أن نستوعب أننا نبحث عن الحق ، وكما ذكر الشيخ الشهري عن أحمد الكومي ؛ فإننا في الوقت نفسه نجد من الباحثين - في مناهج ا التفسير - أصّلوا للتفسير الموضوعي بداياته ونشأته ؛ قد ذكروا أثر المعتزلة فيه .
5- لاتخفى جهود الشيعة في الوقت المعاصر - لأسبابٍ أرجو أن يتسنى لي الحديث عنها لاحقاً - ، ولكن يجب ألا تخلط الأمور - سامحك الله - ؛ ولا تكن كالذي قال كلمة في الهواء ثم صدّقها
6- أرجو أن تطّلع على هذا الرابط بكلِّ إنصاف - كما كنت كتبت لك من قبل - (( الأخ المحايد / سلسبيل ،
أشكر لك فضلك وإنصافك ؛ متمنياً لك مزيداً من التجرُّد للحق ودمت موفّقاً )) أرجو أن تكون عند حسن الظن http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=71
راجياً من الله التوفيق للجميع
---
(1/3764)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
---
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
---
الازهري المصري
08-22-2004, 11:00 PM
قال الله عز وجل: ? ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ))?
من صور الهجران ما يلي:-
عدم قراءته. فمن منا يقرأ القرآن يوميا؟! إن القرآن مقسم إلى ثلاثين جزء، ومتوسط كل جزء عشرون صفحة. فهل من الصعب قراءة عشرين صفحة يوميا؟ إنه أمر لا يستغرق منك سوى نصف ساعة. إن قراءة الصحف اليومية تستغرق من المرء أكثر من ساعة يوميا، فهل قراءة تلك الصحف أهم من قراءة القرآن؟!!
- وسماع القرآن ... لقد استبدلناه بسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والتمثيليات ومتابعة المباريات.
- وأخلاقنا الآن في وادٍ وما ينادي به القرآن من التحلي بقويم الأخلاق في وادٍ آخر.
- ونعرف حلاله وحرامه ولا نقف عندهما، بل نتفاخر بالتملص منهما، ونصم من يلتزم بهما بالسذاجة وقلة الخبرة.
- وتعلمنا كيف نجادل لا لإثبات تعاليم ربنا ولكن لكي نتفلت منها، ونعمل بغيرها. ظننا أن التقدم الخادع الذي أحدثته الأمم من حولنا إنما مرجعه للتخلي عن الدين، فلما تخلينا عن ديننا انحرفنا وزغنا عن طريق التمكين.
- التخلي عن التحاكم إليه في حياتنا وفي معاملاتنا.
- تركنا فهم معانيه ومن ثم تدبر آياته، وأصبح معظم ما نعرفه عنه عكس المراد به.
- تركنا تعلم لغته ولجأنا إلى لغات المستعمر، وأصبح تجنب الحديث باللغة العربية والرطانة بهذه اللغات مصدر فخر وإعزاز بيننا.
- تركنا التداوي به ولجأنا إلى الاعتماد على الأسباب المادية فقط.(1/3765)
إني لأعجب من أمة تهجر كتاب ربها وتُعرض عن سنة نبيها، ثم بعد ذلك تتوقع أن ينصرها ربها؟ إن هذا مخالف لسنن الله في الأرض. إن التمكين الذي وعد به الله، والذي تحقق من قبل لهذه الأمة، كان بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل، الدستور الرباني الذي فيه النجاة مما أصابنا الآن.
إن الذين يحلمون بنزول النصر من الله لمجرد أننا مسلمون لواهمين. ذلك أن تحقق النصر له شروط. قال تعالى: ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي اْلأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُ! دُونَنِي َلا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ? ] النور: 55 [. كما أن ما بعد النصر له شروط. قال الله تعالى: ? الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي اْلأَرْضِ أَقَامُوا الصََّلاةَ وَآتَو! ْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ اْلأُمُورِ ? ] الحج: 41 [. فعودوا إلى كتاب ربكم تنالوا نصره في الدنيا وتدخلوا جنته في الآخرة.
---
الازهري المصري
08-22-2004, 11:03 PM
لاتمام الفائدة انقل كلام ابن القيم
هجر القران انواع:
احدها:هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم اليه في اصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.
و الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد به منه.
و الخامس: هجر الشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها
فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به وكل هذا داخل في قوله (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) الفرقان 30(1/3766)
وأن كان بعض الهجر أهون من بعض وكذلك الحرج الذي يكون فيالصدور منه فإنه يكون تارة يكون حرجا من إنزاله وكونه حقا من عند الله وتارة يكون من جهة التكلم به او كونه من بعض مخلوقاته ألهم غيره انيتكلم به وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لايكفي العباد بل هم محتاجون معه إلى المعقولات والاقيسة او الاراء او السياسات وتارة يكون من جهة دلالته وما اريد به حقائقه المفهومة عند الخطاب أو اريد به تأويلها و إخراجها عن حقائقها إلى تاويلات مستكرهة مشتركة وتارة يكون من جهة كون تلك تلك الحقائق وإن كانت مرادة فهي ثابتة في نفس الامر او اوهم انها مرادة لضرب المصلحة فكل هؤلاء في صدورهمحرج من القرآن وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدزنه في صدورهم ولا تجد مبتدعا في دينه قط والا وفي قلبه حرج من الايات التي تخالف يدعته كما انك لا تجد ظالما فاجرا إلا و في صره حرج من الايات التي تخول بينه و بين إرادته
فتدبر هذا المعني ثم ارض لنفسك بما تشاء
أ.ه من الفوائد لابن القيم رحمه الله وغفر له
وجمعنا وايكم علي الهدي وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا وجعلنا من اهل القرآن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/3767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عشوراء .. فضائل .. وأحكام ..
---
عشوراء .. فضائل .. وأحكام ..
---
عبدالله المعيدي
01-23-2007, 01:59 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...
فمن حكمة الله تعالى : أن جعل فاتحة العام شهراً مباركاً تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [مسلم:1163].
فهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل الصوم في هذا الشهر المحرم، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان أكثر مما يصوم من المحرم، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة منها:
1ـ أنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بفضله إلا متأخراً ويشهد لذلك قوله: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) ثم لم يدرك عاشوراء القابل.
2ـ أنه كانت تعرض له فيه الأسفار والأشغال .
3ـ أن المقصود بالفضل في المحرم الفضل المطلق، فأفضل الصيام المطلق صيام المحرم، وأما صوم شعبان فهو متصل برمضان، فهو منه كالراتبة من الفريضة وكذلك شوال، ومعلوم أن الرواتب أعظم قدرا من النافلة المطلقة. [لطائف المعارف:ص82] .
* من أسماء شهر المحرم :
وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم. [لطائف:84]. وقال قتادة: إن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة. [فتح القدير:5/429].
* ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء.
أن هذا اليوم يوم مبارك معظم منذ القدم.(1/3768)
فاليهود ـ أتباع موسى عليه السلام ـ كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيداً لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل ،، وسر ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].
وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود، إذ أن كثيراً من شريعة موسى عليه السلام لم ينسخ بشريعة عيسى بدليل قوله تعالى: وَلاِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرّمَ عَلَيْكُمْ [آل عمران:50]. وتأمل كيف قال: بعض إشعاراً بأن الكثير من الشرائع ظل كما هو عند موسى عليه السلام، قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن بني إسرائيل هم أولو العلم الأول والكتاب الذي قال الله فيه: وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الاْلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَىْء [الأعراف:145]. ولهذا كانت أمة موسى أوسع علوماً ومعرفة من أمة المسيح، ولهذا لا تتم شريعة المسيح إلا بالتوراة وأحكامها، فإن المسيح عليه السلام وأمته محالون في الأحكام عليها، والإنجيل كأنه مكمل لها متمم لمحاسنها، والقرآن جامع لمحاسن الكتابين) [جلاء الأفهام:103].
وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه! تقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية) [البخاري ح 2002 ومسلم ح 1129].
وأما سر صيامهم هذا، فلعله مما ورثوه من الشرع السالف، وقد روى الباغندي عن عكرمة أنه سئل عن ذلك فقال: (أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم، فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).
* عاشوراء في الأسلام :(1/3769)
حين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال: ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصيامه. [متفق عليه]. وكان ذلك في أول السنة الثانية، فكان صيامه واجباً فلما فرض رمضان فوض الأمر في صومه إلى التطوع ، وإذا علمنا أن صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة تبين لنا أن الأمر بصوم عاشوراء وجوباً لم يقع إلا في عام واحد، تقول عائشة رضي الله عنها: (فلما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ـ أي عاشوراء ـ وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه) [البخاري].
* فضائل يوم عاشوراء : 1)
صيامه يكفر السنة الماضية : ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)). تحري الرسول صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: (ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) [البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)) [رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].
2) وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم)) ا[لترمذي وقال: حديث حسن].(1/3770)
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم)) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. [البخاري]. وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. [لطائف:121].
* والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) [مسلم ].
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2/76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب :
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
3ـ صوم العاشر وحده. ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص101.*
بدع عاشوراء :(1/3771)
وأما ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على العيال في يوم عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء في من وسع على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئاً. [لطائف:125]. وقال ابن تيمية : لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين … ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً … لا صحيحاً ولا ضعيفاً … ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. [مجموع الفتاوى:25/299-317]. قال ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، وولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم. [لطائف:126].
---
(1/3772)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إجراءات ما بعد المناقشة في جامعة الإمام:
---
إجراءات ما بعد المناقشة في جامعة الإمام:
---
الماوردي
10-19-2006, 09:07 PM
من الجيد هنا ذكر الإجراءات التي نحتاجها لما بعد المناقشة إعانة للجميع ولكي يكونوا على بصيرة.
1- إلى حين المناقشة فإنك أخي الكريم تكون قد قدمت أربع نسخ من رسالتك نسختان للمناقشين، ونسخة للقسم، ونسخة لعمادة البحث العلمي ترفق مع خطاب تعيين المناقشين من مجلس القسم ثم يصادق عليه من مجلس الكلية ثم من مجلس الدراسات العليا ثم من مكتب مدير الجامعة.
2- بعد الانتهاء من المناقشة فإن الرسالة إما أن تجاز بلا طلب التعديل وإما مع طلب التعديل فإن طلب التعديل فبعد قيامك به سيرفع للمناقشين لإقراره وإن لم يطلب التعديل فإن الرسالة جاهزة للمصادقات بلا تعديل ولكن الأولى لك أن تعدل الملاحظات الواردة لكون هذه الرسالة عمل علمي منسوب لك واحذر من تأجيل التعديل.
3- يرفع قرار لجنة المناقشة لمجلس القسم للمصادقة ثم مجلس الكلية وهذان المجلسان يمكن أيام العطلة أن يقوم رئيس القسم وعميد الكلية بتمريرهما بلا مجالس بالنيابة وذلك لمن تأخر في المناقشة إلى أيام الامتحانات كما هو حال الأكثر.
4- يرفع قرار مجلس الكلية إلى مجلس الدراسات العليا للمصادقة ثم يرفع إلى مجلس الجامعة لمنح الدرجة كل هذا يسير من قبل عمادة الدراسات العليا وهم متعاونون بشكل جيد.
5- في أثناء هذه الفترة ينصح الطالب بالقيام بأمرين تتطلبها الوثيقة تسريعا للوقت إلى حين انعقاد مجلس الجامعة:
أ- إنهاء إجراءات الإيداع.
ب- إنهاء إجراءات إخلاء الطرف.
أما الإيداع فيطلب منك أربع نسخ جديدة للرسالة تختم من قبل وكالة الدراسات العليا في كليتك ثم تودع ولابد أن تصطحب نموذجا للإيداع مجهزا من كليتك يوقع عليه من قبل كل جهة تودع فيها والتفصيل كما يلي:(1/3773)
1- نسخة لمكتبة الملك فهد مع Cd في الدور الثاني من المكتبة ثم ستودع وتختم وسيعطونك شهادة إيداع أنيقة جدا احتفظ بها فستحتاجها لاحقا، وإفادة إيداع مع ملاحظة أن هذه النسخة من الرسالة لا تحتاج لختم من قبل الكلية.
2- نسخة للمكتبة المركزية في الجامعة ثم سيعطونك إفادة إيداع مختومة.
3- نسخة لعمادة البحث العلمي مع Cd وكذلك مع ملخصين للرسالة أحدهما بالعربي والثاني بالإنجليزي ويتكون من صفحتين أو ثلاث وسيعطونك إفادة إيداع مختومة
4- نسخة لكليتك مع Cd
5- 8 نسخ Cd لمركز الصوتيات والمرئيات في الدور الثالث من المكتبة المركزية في الجامعة
أما إخلاء الطرف فيستلم نموذجه من عمادة الدراسات العليا (الدور الثاني في مبنى المعهد العالي) ولابد فيه من التوقيع والتختيم على خلو الطرف من عمادة كليتك مع إرفاق البطاقة الجامعية ومن الإسكان وما يتبعه (وموقعهم: عمارة 40 بوابة 2) ومن الشؤون الطبية في المركز الطبي في داخل الجامعة ومن الأمن والسلامة (في الدور الثاني من إدارة الجامعة)
ثم بعد كل ذلك تذهب إلى الوثائق والأحسن لك أن تتصل عليه لاحتياج إجراءاته بعض الوقت فيأخذ منك بعض معلومات البطاقة الشخصية ورقمه 012580613 ثم يعطيك موعدا ليستلم منك ورقة الإيداعات المكتملة وورقة إخلاء الطرف المكتملة ثم يسلمك الوثيقة وانتهينا والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
---
شعلة
10-24-2006, 12:44 AM
شكر الله لكم على هذه الإفادة وننتظر منكم المزيد
---
نورة
10-24-2006, 01:45 AM
بارك الله فيكم
وفي انتظار المزيد
---
الماوردي
11-14-2006, 01:48 AM
بارك الله فيكم نسأل الله العون وننتظر من أصحاب الجامعات الأخرى الإفادة
---
(1/3774)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل سبق الذهبي بذكر الخلاف في مقدار ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟
---
هل سبق الذهبي بذكر الخلاف في مقدار ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟
---
خالد الباتلي
08-08-2006, 10:47 PM
هل سبق الذهبي بذكر الخلاف في مقدار ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟
مسألة: مقدار التفسير النبوي من المسائل المشهورة ، وممن تكلم عليها بذكر الأقوال والأدلة د. محمد الذهبي في (التفسير والمفسرون) فهل سبقه أحد في ذلك؟
وجزاكم الله خيرا...
---
مهند شيخ يوسف
08-10-2006, 07:08 AM
لا شك أنه مسبوق في ذلك، إذ إن الشيخ الذهبي نفسه سرد الأقوال في المسألة وأدلتها، وإذا كان في المسألة أقوال وأدلة فلا يرتاب في سبق أهل العلم له في ذلك... ولعلك تجد كلامًا لابن تيمية في الفتاوى.
---
مساعد الطيار
08-11-2006, 05:25 PM
تركيب المسألة بأقوال وأدلة من صنيع الذهبي ، وهو استخراج منه لأقوال العلماء ، وإن كان لهم إشارات في هذه المسألة لكن ليس على هذا الأسلوب الذي نقله الذهبي .
وهو قد جعل ابن تيمية من القائلين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كاملاً ، وأخذ من قوله في أول فصول مقدمة في أصول التفسير أدلةً له ، ورتبها على ذلك الترتيب .
ولو بحثت يا أخي خالد في حديث عائشة ( ما كان رسول الله يفسر القرآن إلا أيات ذوات عدد كان بعلمهن إياه جبريل ) = لوجدت شيئًا يتعلق بالمسألة .
والحديث ـ كما لا يخفاك ـ لا يصح ، لكن تكلم بعض العلماء على هذه المسألة عند هذا الحديث .
---
خالد الباتلي
08-12-2006, 12:05 AM
الأخوين الكريمين:
الشيخ/ مهند..أشكرك على مرورك..
الشيخ/ مساعد
أشكرك على المشاركة والإفادة.. وهل تعلم أحدا تكلم عن حديث عائشة رضي الله عنها سوى الإمام الطبري في مقدمته؟.
وجزاكم الله خيرا..
---
خالد الباتلي(1/3775)
08-12-2006, 01:48 AM
وفاتني أن استثني أيضا حول حديث عائشة كلام ابن عطية في تفسيره وقد نقله عنه القرطبي وابن جزي وغيرهما في تفاسيرهم، ولم أجد في كلامهم عرض الخلاف في المسألة أو حتى الإشارة إليه.
فهل تعلمون غير هؤلاء، أفيدونا فالعلم رحم بين أهله..
---
أبو مالك العوضي
08-14-2006, 12:10 PM
رجح الشيخ عبد الله السعد القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كاملا (في دروس شرح الترمذي).
وينظر هذا الرابط للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78921
---
مهاجر
08-17-2006, 06:19 PM
بسم الله
السلام عليكم
قال الأستاذ خالد : .............. كلام ابن عطية في تفسيره وقد نقله عنه القرطبي وابن جزي .
فأين يوجد كلام ابن عطية ، رحمه الله ، على هذه المسألة
وجزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
08-18-2006, 03:56 AM
ذكره في مقدمة تفسيره تحت باب بعنوان ( ما قيل في الكلام في تفسير القرآن ، والجرأة عليه ، ومراتب المفسرين ) الجزء الأول / الصفحة 28 من طبعة قطر .
لكن مع الأسف أن من نقل الكتاب ـ وكذا غيره من الكتب ـ في الموسوعات ـ كالمكتبة الشاملة وغيرها ـ لم ينقل المقدمة ، ولا أدري ما حجة هذا الصنيع الذي يُفقِد الباحث كثيرًا من المعلومات المهمة حينما يبحث عن مثل هذه المعلومات .
---
(1/3776)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ثبت ان ابن مسعود كان لايكتب المعوذتين في مصحفه ؟؟
---
هل ثبت ان ابن مسعود كان لايكتب المعوذتين في مصحفه ؟؟
---
ابواحمد
07-22-2003, 07:49 AM
؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-22-2003, 09:14 AM
انظر لمعرفة الجواب هنا
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4878
---
(1/3777)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حمل موسوعات صوتية في علم التجويد .
---
حمل موسوعات صوتية في علم التجويد .
---
أبو المنذر المنياوي
03-15-2007, 10:01 AM
الإخوة الأفاضل ، والمشايخ الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذه أول مشاركة لي في منتداكم المبارك، أحببت فيها أن أتحفكم بهاتين الموسوعتين في علم التجويد :
1- موسوعة في علم التجويد تزيد على مائة شريط يلقيها فضيلة الدكتور / أحمد عبدالفتاح .
والدكتور أحمد عبدالفتاح من المشهورين بهذا العلم في بلدتنا ، وكان له أثر كبير في زيادة عدد الحافظين والمتقنين لكتاب الله ، فقد وفقه الله عزوجل بإنشاء مدرسة للقرآن الكريم وصل فيها عدد الطلاب للآلاف ، فضلاً من الله ومنّه .
ولما رأيته قد قارب على الانتهاء من دروس الأحكام التي كان يلقيها أسبوعياً على مدار عدة سنوات أردت أن أضع بين يديكم - لأول مرة على الشبكة - أول مجموعة منها - وجاري إكمالها تباعا بإذن الله تعالى - .
وأضيف هنا من باب النصح والتنبيه أن الشيخ - وإن كان متقناً لعلم التجويد ، وملماً بقواعد العربية - إلا أنه لم يبلغ في غيرهما من العلوم مبلغهما .
التحميل من على هذا الرابط :
http://forum.turath.com/showthread.php?t=288
2- حمل الموسوعة الكاملة في علم التجويد للشيخ أيمن سويد (صوت فقط ).
لقد قام بعض الإخوة - جزاهم الله خيرا - في منتداكم المبارك بوضع هذه الحلقات الكاملة والموسوعة الضخمة ( حوالي 117 ملف فيديو )على الشبكة للشيخ أيمن سويد في علم التجويد والتي ألقاها في قناة إقرأ ، وهي على هذا الرابط :.
http://www.tafsir.org/vb/showthread....DD%ED%CF%ED%E6(1/3778)
إلا أنه نظرا لكبر حجم الملقات إذا يصل حجمها إلى حوالى 2 جيجا بايت تقريباً وهذا مما يعوق الاستفادة منها لدى البعض ، فأحببت أن أسهم في تيسير الاستفادة من هذه المادة العلمية الجيدة فقمت بتحويلها لمفات صوت فقط mp3 فنقص حجمها جدا لأقل من العشر بكثير.
إلا أنني لم أتمكن من تحويل الملف 69 ، A2 لعطب فيهما فوضعتهما كما هما .
اضغط هنا للتحميل :
ملفات صوت mp3
http://forum.turath.com/showthread.php?p=573#post573
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
---
نورة
03-15-2007, 12:30 PM
جزاكم الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 12:54 PM
الأخ العزيز أبا المنذر المنياوي حياه الله وبياه ، وحيا الله أهل المنيا الذين استضافوا العلامة القرطبي المفسر بعد خروجه مضطراً من الأندلس فعاش بين أظهرهم في المنيا وصنف كتابه الرائد (الجامع لأحكام القرآن) هناك ، وتوفي ودفن بها عام 671هـ .
أرحب بكم أخي العزيز بين إخوانك ومحبيك في هذا الملتقى ، وهذه بداية موفقة أن بدأت بهذه الخدمة الجليلة ، والمشاركة النافعة للجميع .
نسأل الله أن يجمعنا دوماً على الخير والعناية بكتاب الله وعلومه ، ونرجو أن تشفع هذه المشاركة بأخوات لها رعاك الله ووفقك .
في 25/2/1428هـ
---
أبو المنذر المنياوي
03-15-2007, 05:57 PM
شيخنا الفاضل : عبدالرحمن الشهري
الأخت الفاضلة : نورة
جزاكما الله خيرا على مروركما الكريم ، وأسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياكم لحسن القول والعمل .
---
(1/3779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 5
---
بين ابن جرير وابن كثير 5
---
محمد العبدالهادي
04-19-2004, 12:00 PM
في قوله تعالى :"فذبحوها وماكادوا يفعلون" البقرة (71) قال ابن كثير :[يعني أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة ، والأجوبة ، والإيضاح ماذبحوها إلا بعد الجهد ، وفي هذا ذم لهم ، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت ، فلهذا ما كادوا يذبحونها .وقال محمد بن كعب ، ومحمد بن قيس : فذبحوها وماكادوا يفعلون ، لكثرة ثمنها .
وفي هذا نظر لأن كثرة ثمنها لم يثبت إلا من نقل بني إسرائيل ن كما تقدم من حكاية أبي العالية والسدي ...ثم قد قيل في ثمنها غير ذلك .
قال عبدالرزاق : أنبأنا ابن عيينة ، أخبرني محمد بن سوقة ، عن عكرمة ، قال : ماكان ثمنها إلا ثلاثة دنانير . وهذا إسناد جيد عن ابن عكرمة ، والظاهر أنه نقله عن أهل الكتاب أيضا.قال ابن جرير : وقال آخرون : لم يكادوا يفعلوا ذلك خوف الفضيحة ، إن اطلع الله على قاتل القتيل الذي اختصموا فيه . ولم يسنده إلى أحد ، ثم اختار الصواب في ذلك أنهم لم يكادوا يفعلون ذلك لغلاء ثمنها ، والفضيحة . وفي هذا نظر ، بل الصواب والله أعلم ماتقدم من رواية الضحاك عن ابن عباس على ماوجهناه وبالله التوفيق.انظر (1/296).
الخلاصة أن ابن كثير يرى أنهم ما كادوا يفعلون ذلك للتعنت ، لكن ابن جرير يرجع ذلك للغلاء وللفضيحة معا
والسؤال : هل هناك كبير فرق بين القولين فقد يكون التعنت نتيجة خوف الفضيحة ؟
ألا يمكن أن نستنبط أن من طريقة ابن جرير محاولة الجمع بين الآثار ؟ وأن ابن كثير من منهجه النظر للسياق ؟
ما تعليقك ؟؟
---
(1/3780)