ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (5) (نظرات في المعرب) العبرانيون وإبراهيم العبراني
---
(5) (نظرات في المعرب) العبرانيون وإبراهيم العبراني
---
مساعد الطيار
06-07-2004, 05:58 PM
إن التوغل في التاريخ القديم صعب للغاية ، غير أنَّ هناك إشارات ودلالات يهتدي بها من يريد إثبات قضية ما .
واليوم أطرح لكم شيئًا يتعلق بعروبة إبراهيم عليه السلام ، وأبين لكم نقد النظرية العبرية المزعومة ، فأقول :
لقد عاش إبراهيم حياته الأولى في العراق ، وحصل له ما حصل مع قومه عبدة النجوم والأصنام على السواء ، ثمَّ هاجر عليه السلام من العراق ومع زوجه سارَّة ( لاحظ عروبة هذا الاسم ) ، وابن أخيه لوط ( لاحظ عروبة هذا الاسم ) .
فمن هم قوم إبراهيم عليه السلام ؟
سكن قوم إبراهيم في ( أور : مدينة بالقربة من البصرة الآن ) في جنوب العراق ، وهي منطقة عربية منذ القدم ، قامت إليها هجرات عربية من الجزيرة العربية على مراحل مختلفة الزمن .
وقد ظهر أنبياء في جزيرة العرب قبل إبراهيم ، منهم نوح ، وصالح ، وهود ، وشعيب ، ثمَّ جاءت رسالة إبراهيم بعد ذلك .
فالعرب سابقون لإبراهيم قطعًا ـ فيما لو فُرِضَ أنه ليس بعربي ـ لا يخالف في ذلك إلاَّ مجادل لا يريد الوصول إلى الحق .
ويكاد يجمع مؤرخو الحضارات القديمة اليوم أنَّ الشعوب التي سكنت منطقة العراق والشام ومصر وشمال القارة الإفريقية وساحل البحر الأحمر من جهة أفريقية ، يكادون يجمعون على أنهم شعوب عربية خرجت من جزيرة العرب . ( ينظر على سبيل المثال : دراسات تاريخية لنجمد معروف الدواليبي )
لكنَّ بعضهم ـ مع الأسف ـ يستخدم مصطلح ( السامية ) للدلالة على تلك الشعوب ، ويجعل العرب قسمًا منهم ، وهذا منه مكابرة وبعدٌ عن الحقِّ .(1/1)
ومصطلح السامية قد ظهر زيفه وبطلانه بما لا يحتاج إلى كبير إعمال ذهن ، وعلي أطرح نقده في مقال لاحق ( ينظر : نقد النظرية السامية ، ج1 ، أسطورة النظرية السامية : توفيق سليمان ، دار دمشق للطباعة والنشر ، ط 1 ، 1982م ) .
أما الكلدانيون الذين تُنسب إليهم هذه المدينة، فكانت لغتهم الأكادية ( ينظر : معجم الحضارات السامية ، مادة كلدانيون ) .
والأكادية هي أحد اللغات العروبية القديمة التي خرجت من جزيرة العرب مع هؤلاء الكلدانيين الذين استقروا في جنوب العراق اليوم ( ينظر في اللغة الأكادية العربية كتاب : ملامح فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية ، للدكتورمحمد بهجت القيسي ) .
تنبيه : هكذا جاءت قراءة الغربيين لهذه المادة ( كلدان ) بالكاف ، ولا يبعد أن تكون مأخوذة من مادة ( خَلَدَ ) ، وليس ( كلد ) ، وأنت على خُبرٍ بأن الغربيين لا ينطقون لفظ الخاء ، بل يبدلونه بحرف الكاف .
وإذا كان من مادة خلد ، فهو واضح العربية بلا ريب ، ويكونون هم الخالديون ، بنو خالد ، الخالدي ، والله أعلم .
ومادة ( كلد ) عربية أيضًا ، وهي تدل على صلابة في الشيء ، ومن اسم الحارث بن كَلَدَة الطبيب العربي المشهور ( ينظر في هذه المادة : مقاييس اللغة لابن فارس ) .
كما أن مادة الأكاديين قد تكون قراءتها الصحيحة ( عكاديين ) من مادة ( عكد ) ، ويرجع ابن فارس أصل هذه المادة إلى التجمع والتراكم . ( ينظر مقاييس اللغة ، مادة : عكد ) .
وأنت على خُبرٍ أيضًا بأنَّ قراء الغرب للغتنا لا ينطقون العين ، بل يُبدلونها ألفًا .
أما ( أكد ) في لغة العرب ، فالهمزة منقلبة من الواو ، كما ذكر ابن فارس في مقاييس اللغة ، مادة ( أكد ) .
تنبيه : قد يخطر ببالك استفسار ؛ هذا نصُّه :
لِمَ جعلت اللغة العربية المدونة أصلاً في فهم تلك اللغات العروبية القديمة ؟(1/2)
وهذا سؤال مهم جدًّا ، ولعلي آتي على شيء منه في مقالة مستقلَّة أبين فيها بعض ظواهر اللغة العربية كالاشتقاق ، والقلب والبدل وغيرها من الظواهر ، وأنها طريق إلى فهم معاني تلك الكلمات التي في اللغات العروبية القديمة ، التي قد يكون مات فيها أصل الكلمة أو معناها ، وانظر على سبيل المثال تفسير ( وفومها ) عند الفراء في معانيه ، وعنه الطبري في تفسيره ، والأزهري في تهذيب اللغة .
أعود إلى موضوع المقالة ، وهو عروبة إبراهيم وعبرانيته ، فأقول :
1 ـ إنَّ اسم إبراهيم قد اختلفت في أصله الآراء ، وكثرت في النظر في اشتقاقه ، فمنهم من جعله ( أب رحيم ) ، ومنهم من جعله ( آب رام ؛ أي : أبو العلا ) ، ومنهم من جعله من مادة ( بره ) ، أي صاحب البرهان ... الخ من تحليل لهذا الاسم . ( ينظر في هذا : العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن ، لرؤوف أبو سعدة ، ومعرب القرآن عربي أصيل للدكتور جاسر أبو صفية ، ومقالة بعنوان : تأصيل عروبة إبراهيم ، لأحمد نصيف الجنابي ، مجلة الضاد ، بغداد ، ج2: 1409 ـ 1989 ) .
ولكني إلى اليوم لم أصل إلى ما تطمئن إليه نفسي من أصل اشتقاق هذا الاسم العربي ، أما من له صلة قرابة بإبراهيم ( آزر ، إسماعيل ، إسحاق ، يعقوب ، سارة ، هاجر ، لوط ) فإني سآتي ـ إن شاء الله ـ على بيان عروبتهم .
2 ـ هل كان إبراهيم عبرانيًّا ؟
لقد خرج إبراهيم بمن معه من لعراق ، ثمَّ اتَّجه إلى الشام ، فأين كان مسكنه ؟
الذي يظهر من سيرته أنه سكن بادية الشام ، وأنه كان صاحب بقر ؛ لأنه جاء بعجل حنيذ لأضيافه ، ولأنه كان ساكنًا في بادية الشام ، وكان عابرًا إليها من العراق سُمِّي ( إبرام العبراني ) .
فأصل الكلمة عربيٌ صحيح ، مأخوذ من مادة (عبر) التي تدلُّ على الانتقال من مكان إلى مكان كما هو حال إبراهيم عليه السلام الذي عبر من (أور الكلدانيين ) إلى بادية الشام .
ويظهر أنَّ العبراني ـ آنذاك ـ كانت له إطلاقات ، منها :(1/3)
1 ـ أنها تُطلق على الذي يعبر إلى شيء كما هو أصل دلالة اللفظة ، وكذا كان حال إبراهيم حيث عبر إلى بادية الشام .
2 ـ أنه ساكن البادية ، وكذا كان حال إبراهيم عليه السلام ، حيث استقرَّ ببادية الشام ، وكان يتنقَّل إلى ما جاورها من المدن طلبًا للتجارة ، كما ذهب إلى مصر في رحلته المعروفة .
والذي يدلُّ على ذلك ما ورد في سورة يوسف لما جاء بأبويه إلى مصر ، قال تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:100) ، فإبراهيم وذريته ( إسحاق وابن يعقوب وأبناء يعقوب ) كانوا في البادية كما هو نصُّ الآية ( وجاء بكم من البدو ) .
ولا يلزم من كونهم كانوا في البادية عيب أو نقيصة ، بل تلك كانت مشيئة الله لهم ، والله يفعل ما يشاء لا معقِّب لحكمه .
وكما أنَّ بداوتهم ليس فيها نقيصة ، فليس على إبراهيم أبي الأنبياء من نقيصة من كونه لم يؤمن به في وقته كثيرٌ ، بل لم يُذكر أنه آمن به ـ وهو من هو في الفضل من بين الأنبياء ـ سوى زوجه وهاجر وأبنائه منهما ولوط .
ومن هذا تعرف أنَّ الوصف بالعبرانية لا يعني قومية معينة ، ولا لغة مستقلة محددة مطلقًا ، بل هو وصف لحال إبراهيم من بين الشعوب التي نزل بجوارها .
3 ـ إذا كان هذا الوصف هو لحال إبراهيم عليه السلام ، فإنه يُعلم أنَّ هذا الوصف قد بقي في أحفاده من نسل إسحاق من بعده ، فهم عبروا أيضًا إلى مصر ، وهم بهذا يُسمون بالعبرانيين لأجل هذه الدلالة الوصفية فحسب .(1/4)
4 ـ وإذا رجعنا إلى لغة إبراهيم عليه السلام ، فإننا لن نجدها لغة مستقلَّة مغايرة مغايرةً تامةً لغة سكان الشام آنذاك ، ومما يستأنس به في هذا أنَّ الله سبحانه وتعالى أرسل لوطًا إلى قرى سدوم وعمورة وغيرها ، ولو لم يكن يعرف لسانهم لما صَلُحَ لأن يبعث لهم ، والله تعالى يقول : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (إبراهيم:4) ، فدلَّ هذا على أنَّ لسان لوط ولسان من أُرسِل إليهم واحدٌ ، وهو اللسان الذي يتكلم به أصحاب هذه المنطقة في عراقهم وشامهم ومصرهم وجزيرتهم العربية كما هو الحال اليوم في توحًّدِ اللغة .
5 ـ وُلِدَ لإبراهيم ولدان : إسماعيل ، وقد سكن مع أمه هاجر المصرية ( لاحظ عربية اسمها ) في مكة ، وسيأتي إن شاء الله حديثًا عنها .
ثمَّ وُلِدَ له ابن إسحاق الذي بقي عنده في بادية الشام ، ووُلِدَ لإسحاق يعقوب ، ووُلِدَ ليعقوب بنوه الاثنا عشر ، ومكث هؤلاء في البلدية كما هو نصُّ الآية السالفة ، وكانت لغتهم بلا ريب هي لغة أبيهم يعقوب ، وجدهم إسحاق ، وجد أبيهم إبراهيم ، ولم تكن لهم لغة خاصة مستقلة البتة .
ثمَّ نزلوا إلى مصر ، وسكنوا فيها فعاشروا الناس وخالطوهم إلى عهد موسى عليه السلام ( بين يوسف وموسى نحو أربعمائة سنة ونيف كما في أسفارهم ) ، فهل يا تُرى بقوا على لغة آبائهم التي دخلوا بها ولم يتأثَّروا بلغة المصريين ؟!
إنَّ الذي يظهر لي أنَّ العبرية وصف لهم من جهة القومية لا اللغة بقي ملتصقًا بهم ، ومعناه كما ذكرتُ لك سابقًا ، أما اللغة التي يتحدثون بها فإنما هي بمثابة لهجة من اللهجات العروبية آنذاك ، ولا تخرج عن ذلك القطر العربي الكبير .(1/5)
فالعبرانيون بمعنى : الذين يعبرون ، أو بمعنى البدو الرُّحَّل هو المعنى المراد بهم ، لكن هؤلاء أوتوا القدرة على تبديل وتحريف الأشياء ، كيف لا ، وقد حرَّفوا كلام الله وشرعه ، فانطلى على كثيرين أن لهم لغة مستقلَّة ، وأنَّ لها حروفًا خاصًّة ، ورسمًا خاصًا ، وليس الأمر كذلك ، فهم من بيئة عربية لم يخرجوا منها ، وإنما الأمر يرجع إلى تقادم عهدهم عن اللغة العربية المعيارية التي نزل بها القرآن .
وقد تقول : إنَّه ورد في البخاري في وصف ورقة بن نوفل : ( وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ) .
فأقول لك : نعم هو كتاب عبراني ، وله رسمه الخاصُّ لكنه لم يكن خاصًّا بهم فقط ، بل هم استفادوه من غيرهم ، وهو لا يخرج عن اللغات العروبية ولا الرسم المتعارف عليه عندهم . وهذا مبحث يحتاج إلى مزيد بسط ليس هذا محلُّه ، وهو يتعلق باللغات التي جاء النصُّ عليها في كتبهم ، كما يتعلق بالوقت الذي دُوِّنت فيه هذه الكتب ، ونوع اللغة ( اللهجة العروبية ) التي كانوا يتحدثونها آنذاك ، ونوع الرسم الذي رُسِمت به ، وذلك ما لم يكن خاصًّا بهم كما سيظهر إن شاء الله في بحث هذه الجزئية بحثًا مستقلاًّ .
وللحديث بقية .
---
سليمان داود
06-08-2004, 03:14 PM
أشكرك دكتور مساعد على هذه اللفتة الرائعه
لأن ابراهيم أبينا ونحن أولى به من غيرنا
والذي أود أن أضيفه هنا ولا أدري ان كان صحيحا أو من بنات أفكاري؟؟
أنه في منطقتي البالغ عدد سكانها حوالي مليون شخص نلفظ بلهجتنا اسماعيل بالنون بدل اللام
وعند قراءتي للموضوع تذكرت هذا الأمر
فأحببت أن أقسمه قسمين
1- اسم مع فتحه فوق الميم أو الألف المقدره
2- عين
فكأنني أقرأ أسمه مناسب لعين زمزم؟؟؟؟ التي حفرها بقدميه بمساعدة سيدنا جبريل كما تقول الآثار
أسم - عين
على فكره - أنا لم أقرأ هذا الكلام من أي مرجع؟؟؟؟
هو من تأملاتي الشخصية(1/6)
ولا أدعي الصواب حتى نسمع آراء أخوتي في المنتدى
فاعتبروها وجهة نظر --لا أكثر
---
المنهوم
06-09-2004, 05:29 PM
زدنا يا شيخنا من بحوثك القيمة
زادك الله علما وفهما
---
الراية
06-17-2004, 11:51 AM
كم استمتع دائماً بقراءة ما تخطه يمينك شيخ مساعد ...
بارك الله فيكم وفيما تكتبون
وهل لديكم كتب تحت الطبع ؟
فنحن نتابع اصداراتكم بشغف
وفق الله الجميع
---
عبد اللطيف سالم
06-19-2004, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بكم جميعا
أما القول عندي وبناء على بحوث خاصة لم أنشرها :
أن اللغة العربية وهي اللغة الأم لكل لغات العالم ، وأنها هي اللغة التي أنزلها الله على آدم عليه السلام .
وأن هذه اللغة كانت في أعلى الدرجات من حيث احتوائها على المترادفات والمتناظرات وأن الله أوحى إلى آدم طرق الاشتقاق والتصريف وذلك بنفس الطريقة التي أوحى إليه اللغة .
وأن آدم عليه السلام عاش دهرا طويلا كافيا ليتعلم أولاده تلك الطرق من التصريف والاشتقاق.
ثم أبناءه وأحفاده بعد تفرقهم اكتفوا بألفاظ وأهملوا ألفاظا ، ولقد ساهم في اختلاف اللغات عدة أسباب :
- كل جماعة اكتفوا بكلمات ، وأهملوا كلمات تختلف ، عما اختار جماعة في مكان آخر .
- أن كل جماعة استعملوا طريقة في الاشتقاق والتصريف تبعا لدرجة استيعابهم .
- إن بعض المجتمعات حرفت ألفاظها تبعا لعيوب خلقية في اللفظ .
إن بعض الشرائح تعمدت إحداث ألفاظ يخفون معانيها عن المجتمع بحذف حرف أو إضافة إلى كل كلمة .
- إن المجتمعات المتطورة كانت تستحدث من الألفاظ ما يتناسب مع علومهم وأدواتهم .
- كان الشيطان في إيحاءاته إلى الناس يرغبهم في التغريب وينفرهم من تراث الآباء ليبعدهم عن تراث التوحيد .
وهناك شيء آخر :
- العبرية هي لفظة مستخرجة من العربية بأسلوب القلب .
- المضمون اللفظي للعبرية والسريانية يحوي الكثير من اللفظ العربي .
- أن تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة تقسيم غير صحيح .(1/7)
- أن ذرية إسماعيل هم الأولى بالانتساب إلى العربية حسب مقتضيات ألفاظ القرآن .
---
(1/8)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تحفة الذاكرين للشوكاني كتاب الكتروني رائع
---
تحفة الذاكرين للشوكاني كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-04-2006, 05:08 PM
تحفة الذاكرين للشوكاني كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
تُحْفة الذاكرين
بعدّة الحصْن الحَصين
مَُحَمّد بْن عَلي بن مُحمّد الشوْكاني
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج653كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/b8831aa7a9.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/97a9516ce9.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/ad70392697.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Tohfatozzakereen.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=284648
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
نورة
09-05-2006, 12:34 AM
نفع الله بكم
---
(1/9)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن قراءة القرآن بما يسمونه (المقامات) ؟
---
سؤال عن قراءة القرآن بما يسمونه (المقامات) ؟
---
ابو حنيفة
05-08-2004, 09:07 PM
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله الذي يسر لي الاشتراك في هذا الموقع المبارك وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى..... امين
سؤالي أيها الاخوة عن المقامات( الحجاز- البيات- الرست-النهاوند..........الخ) هذه المقامات يقرأ بها كبار القراء في القرن الماضي والحاضر . ولها قواعد وشروط وأدلة يستدلون بها منها قوله صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم "و قال أيضا " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ". وهي من علامات المهارة في التلاوة والتفوق فيها ولكن هناك من ينكر هذه المقامات ويعدها بدعة... فما حكم هذه المقامات وشرعيتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أمل الرد بالتوسع للمتخصصين وبارك الله فيكم.
---
عبدالرحمن الشهري
05-08-2004, 09:55 PM
سبق الحديث حول هذا الموضوع في أكثر من مشاركة منها
سؤال عن القراءة بالألحان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=426)
أرجو أن تنتفع به ، وتبحث عن غيره في الفهرس . ولو أمكن أن تقوم بتلخيص ما تجده لكنت بذلك محسناً للجميع وفقك الله.
---
(1/10)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية
---
فرغلي عرباوي
05-01-2004, 11:00 PM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية
*************************************
تخرج الواو العربية من المخرج الثاني عشر من مخارج الفم إذا لم تكن حرف مد وإلا فتخرج من الجوف , وهي حرف مجهور رخو مستفل منفتح مصمت مرقق ذو مد إذا سكن وانضم ما قبله ولين إذا سكن وانفتح ما قبله ولا تكون ساكنة وقبلها حرف مكسور البتة وفيها خفاء إذا سكنت وفيها ثقل إذا تحركت ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*************************************
1) تفخيمها ولاسيما لو وقع بعدها حرف استعلاء نحو )ِ وَاللَّهُ)(البقرة: من الآية19) - )وَقَالُوا)(البقرة: من الآية80) - ) وَرَضُوا عَنْهُ )(المائدة: من الآية119) - ) وَرَزَقَكُمْ)(غافر: من الآية64) - ) وَاخْشَوْا )(لقمان: من الآية33) - ) وَصَدَّقَتْ )(التحريم: من الآية12) - ) وَظَلَمُوا )(سبأ: من الآية19) - ) وَضَاقَ )(العنكبوت: من الآية33) - ) وَاطْمَأَنُّوا)(يونس: من الآية7) , فترقيق الواو في ذلك كله لازم وآكد .
*************************************
2) ومن الأخطاء في نطقها إبدالها همزة إذا كانت مضمومة لثقل الواو وثقل الضمة فالإتيان بالهمزة طلبا للخفة وذلك لحن لا تحل به القراءة نحو )لَتَرَوُنَّ )(التكاثر: من الآية6) - فينطقونها خطأ هكذا ( لترؤن ) .
*************************************(1/11)
3) لما كانت الواو ثقيلة إذا تحركت فإنها إذا كانت الحركة التي عليها ضمة ازدادت ثقلا , فإن كانت الحركة التي عليها كسرة فذلك أثقل عليها من الضمة فإذا وقعت الواو مضمومة أو مكسورة وجب بيانها وحركتها لأنها إذا أثقلت الحركة عليها سارعت إلى أن تبدل همزة , وقد يفعله كثير من العرب لكن القراءة سنة توقيفية في كيفيتها , فيجب بيان الواو وحركتها لئلا يخالطها لفظ غيرها نحو )يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ)(آل عمران: من الآية106) – ) فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )(المائدة: من الآية6) – ) بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى )(لقمان: من الآية22) – ) التَّنَاوُش)(سبأ: من الآية52) – ) مِنْ وُجْدِكُم)(الطلاق: من الآية6) – )وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ)(القيامة: من الآية24) – )وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ)(البقرة: من الآية148).
*************************************
4) والبعض يهمل ضم الواو فيما لو وقع بعدها واو أخرى فيجب بيان الصلة الصغرى نحو ) مَا وُورِيَ عَنْهُمَا)(لأعراف: من الآية20) - ) يَلْوُونَ)(آل عمران: من الآية78) – ) يَسْتَوُونَ)(السجدة: من الآية18) – , وكذلك إذا انضمت الواو وقبلها واو ساكنة فيجب بيان ذلك كله نحو ) لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )(الاسراء: من الآية7), كل ذلك يجب التحفظ ببيانه لثقله .
*************************************
5) ومنهم من لا يأتي بالإدغام فيما لو وقعت الواو ساكنة وانفتح ما قبلها وأتى بعدها واو أخرى فهنا الإدغام واجب وبيان التشديد أيضا لاجتماع المثلين والأول منهما ساكن نحو ) عَصَوْا وَكَانُوا )(المائدة: من الآية78) –– ) تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ )(التوبة: من الآية92), وكذلك لو اجتمع ثلاث واوات والوسط ساكن نحو )َ آوَوْا وَنَصَرُوا )(لأنفال: من الآية74), فقد اجتمع هنا الأمثال والثقال .
*************************************(1/12)
6) والبعض يدغمها خطأ فيما لو كان الأول حرف مد ولين وبعده واو مفتوحة نحو ) وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)(آل عمران: من الآية195) – )ا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّه)(آل عمران: من الآية200) , وتخرج من هذا المحذور بإعطاء الواو الأولى حقها من المد واللين ومن لم يفعل ذلك أدغم وهو لا يشعر .
*************************************
7) يجب على القارئ أن يهتم بالواو من عدة وجوه : إذا جاءت مضمومة فينبغي تخليص ضمّها , وذلك في مثل قوله تعالى : ( تَفَاوُتٍ ) , و ( وَوُجُوهٌ ) , و ( وَلاَ تَنسَوُ الْفَضْلُ بَيْنَكُمْ ) , وكذلك الأمر إذا كسرت ينبغي إجادة إخراج الشفتين حتى تخرج رقيقة مشبعة الكسر مثل : ( وَلِكُلٍ وِجْهَةٌ ) , واحذر من إخراجها مشُوبَةً بغنّة من الأنف في كل أحوالها.
*************************************(1/13)
8) إذا تكررت الواو وجب بيان تفكيكها نحو ) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ )(آل عمران: من الآية25) – ) وَوُضِعَ الْكِتَابُ)(الزمر: من الآية69) – ) وَوَرِثَهُ أَبَوَاه)(النساء: من الآية11) – )وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى)(الضحى:8) – )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ)(لأعراف: من الآية199) - وينبغي الاهتمام بها بشكل خاص فيما لو كانت مشددة مفردة مكسورة لثقل التشديد وثقل الكسرة وعلى القارئ أن يحترز من مضغها مثل : ) وَأُفَوِّضُ )(غافر: من الآية44)) () وَيُخَوِّفُونَكَ)(الزمر: من الآية36)) و ( لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ ) , وقد تم ذكر الملاحظات في الياء المشددة , وهي تشترك مع الواو في ضرورة نبْر التشديد فيهما نَبْراً , لأن اللسان يضعُفُ قليلاً عندهما. قال الإمام الجزري : (( فكثيراً ما يتواهن في تشديدها ( أي الياء ) وتشديد الواو أختها , فيلفظ بهما لينتين ممضوغتين , فيجب أن ينبوَ اللسان بهما نَبْوَةً واحدةً وحركةً واحدة , وبعض القراء يبالغ في تشديدها فيُحَصْرِمُها , وليْته لو يُخَضْرِمُها )).
*************************************
9) على القارئ أن ينتبه إذا شُدِّدتْ الواو ثم جاء بعدها تنوين وبعد التنوين واو , مثل : ( عَدُوّاً وَحَزَنا)(القصص: من الآية8)) , و ( غُدُوّاً وَعَشِيّاً )(غافر: من الآية46) ) , فينبغي أن تنتبه إلى ملاحظة نطق الواو المشددة الأولى وإخراجها من الشفتين بدون غنّة , ثم ادْخُلْ على التنوين المدغم فأخرج الغنة من الأنف , ثم انطق بواو مفتوحة صافية من الغنة , وهذه دقيقة من الدقائق يغفل عنها الكثيرون . واحذر أشد الحذر –هنا- أن تولِّد من الفتحات ألفاتٍ , كما يفعله بعض القراء المشهورين , حتى لا تقع فيما يسمى بالإدخال.
*************************************(1/14)
10) ومنهم من يرققها مبالغا في ذلك فيصير صوتها كالممالة بل عليه أن يفتح فمه فتحا وسطا غير مبالغا فيه , قال بن الجزري في النشر : ينقسم الفتح الذي هو ضد الإمالة إلى شديد ومتوسط فالشديد هو نهاية فتح الشخص فمه بذلك الحرف ولا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب وإنما يوجد في لغة عجم الفرس ولاسيما أهل خراسان .... لما جرت طباعهم عليه في لغتهم استعملوه في اللغة العربية وجروا عليه القراءة ووافقهم على ذلك غيرهم حتى تفشى في أكثر البلاد وهو ممنوع منه في القراءة , والفتح المتوسط هو بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة وهذا الذي يستعمله أصحاب الفتح من القراء .
*************************************
11) على القارئ أن يحذر من الاختلاس في صوت الواو أو إدخال حرف بعدها نحو ) وَوُضِعَ )(الزمر: من الآية69) – )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)(لأعراف: من الآية199).
*************************************
12) والبعض يميل الواو لو وقع بعدها حرف مستعلٍ نحو ) وَاللَّهُ )(القصص: من الآية28) – ) وَرَزَقَكُمْ)(النحل: من الآية72) – ) وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا)(التحريم: من الآية12).
*************************************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
---
(1/15)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها ؟
---
هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها ؟
---
عبد الحميد العرفج
05-29-2003, 07:06 PM
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .
هذا سؤال فقهي ولكنه حول القرآن فيدخل في دائرة اهتمام أعضاء المنتدى الأكارم .
من المعروف أن الطريقة الصحيحة للتخلص من بعض أوراق المصحف هي :
1- بإحراقه .
2- أو بدفنه في مكان طاهر .
ولكن !!
إذا أحرقت هذه الأوراق ، فهل لهذه المحروقات من قيمة ؟!! أعني هل يمكنني إلقاؤها في النفايات – أجلَّ الله القارئين – ؟
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيراً .
والشيء بالشيء يذكر ، فأقترح على المشرفين المشايخ الأفاضل أن يكون هناك قسم لإجابة الأسئلة المتعلقة بالقرآن ، أو ما هو في فلكه ، وفقكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
محمد رشيد
05-29-2003, 08:21 PM
لو كان للمحروقات قيمة ما كان للحرق قيمة ، وقد يدخل على المرء في ذلك ما يذكره بعض أهل العلم من فرك المحروق بعد حرقه ثم دفنه ، وقد أشكل عليّ الأمر فترة حتى قرأت لأحد القائلين بذلك تعليلا للأمر حيث قال ما معناه : لأن المحروق يبقى فيه أثر الكلام ـ وإن كان ضعيفا ـ حتى بعد حرقه ، فواضح أن الأمر معلل
وكل حكم دائر مع علّته ـ ـ ـ ـ ـ وهي التي قد أوجبت لشرعته
ولا يخفى عليك فعل عثمان ـ رضي الله تعالى عنه ـ من إحراق المصاحف
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 10:11 PM
ليس هناك اتفاق على جواز حرق الأوراق التي تحتوي على قرآن بين الفقهاء ، بل بعضهم يرى عدم جواز ذلك.
مع ذكرهم لعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقول علي بن أبي طالب بعد ذلك : لو كان الأمر لي لفعلت مثل ما فعل عثمان.(1/16)
ولكن يمكن الخلوص بالقول أن الأولى عند الحاجة إلى التخلص من مصحف بالٍ ، أو أوراق منه ، أن يدفن بحيث يؤمن من أن يوطأ بالأقدام.
فإن لم يؤمن عليه ذلك ، فالأولى إحراقه. وبعد حرقه تزول الحرمة عن هذه الأوراق إن شاء الله.
ولا أظن الأمر يخفى عليكم يا شيخ عبدالحميد حفظكم الله فمعذرة ، وأعلم أن قصدك إفادتنا. وفقك الله.
وللفائدة فقد بحث الدكتور فرج توفيق الوليد الأستاذ المساعد في كلية الشريعة بجامعة بغداد هذا الموضوع ضمن كتابه النفيس (فقه القرآن وخصائصه). حيث ناقش كل ما يتعلق بالقرآن من الأحكام الفقهية. والكتاب مطبوع بمطبعة الرشاد ببغداد عام 1410هـ . ومسألة إحراق المصاحف ناقشها ص 484-487 وخلاصة ما وصل إليه هو الرأي الذي ذكرته أعلاه ، مع أنه لم يتعرض للمسألة التي سألت عنها وهي ارتفاع الحرمة عن الأوراق بعد الحرق.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
الحارث
05-30-2003, 06:45 PM
استيضاح :
هل صح عن عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف المخالفة بعد المنع من الإقراء بها ؟
وجزاكم الله خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
08-29-2004, 11:37 PM
أشار الشيخ مشهور حسن سلمان وفقه الله في حاشية من حواشي كتابه (كتب حذر منها العلماء) إشارة سريعة لحكم حرق المصحف فقال :
(وللفقهاء تفصيل في حرق المصحف . فإن كان صالحاً للقراءة لا يحرق لحرمته .
وحَرْقُه امتهاناً كفرٌ.
ويحرق إذا صار خلقاً - أي بالياً - وتتعذر القراءة منه على وجه صيانته. وكذا كل ما نقش من القرآن على الخشب والألواح ، ولا يجوز حرقها لحاجة الطبخ ونحوها. ويلحق بها كتب الفقه والحديث والعلم)
انظر : كتب حذر منها العلماء 1/39 الحاشية .
وقد ذكر مصادر تعرضت لحكم حرق المصحف هي :
- حاشية الدسوقي 1/125 ، 4/301
- تفسير القرطبي 1/54-55
- حاشية ابن عابدين 1/177 ، 6/422
- روضة الطالبين للنووي 1/80
- نهاية المحتاج 1/112
- المغني 1/533
- الفروع 1/115
- كشاف القناع 1/137
---(1/17)
موراني
08-30-2004, 02:06 PM
معذرة !
بعد قراءتي هذه المسألة لا أزال أتساءل :
ما هي الفائدة في التخلص من بعض أوراق القرآن اليوم؟
ما هو السبب الذي قد يدفع المرء لحرق أوراق القرآن اليوم ؟
هل يرجع السبب لحرق الأوراق الى نسخ النص فيه أخطاء من قبل الناسخ ؟
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2004, 07:57 AM
د. موراني
أحياناً تجد بعض المصاحف ممزقاً لكثرة القراءة فيه ، ولا سيما من الصبيان في حلقات حفظ القرآن الكريم ، فيرى بعضنا أن الأفضل والأكرم لهذه النسخة أن يتخلص منها لتمزق أوراقها وعدم صلاحيتها للقراءة في المسجد ، ولا سيما مع وجود عدد كبير من النسخ الجيدة في المسجد. هذا أحد الأسباب وقد يكون هناك أسباب أخرى للتفكير في التخلص من بعض المصاحف إكراماً لها طبعاً ، وحفظاً لها من الامتهان . وقد يرى البعض أن حرقها أفضل طريقة لذلك ، وقد يرى آخرون غير ذلك ، والأمر كما ترى فيه مجال للنظر والحمد لله .
---
موراني
08-31-2004, 11:01 AM
شكرا لكم على هذا التوضيح .
لقد سمعت وانا مقيم بالقاهرة في الدراسة أن الأوراق من (المسودّة) لطبع القرآن
محفوظة في صناديق في الأزهر فلا تحرق أو تدفن . فلا أدري ان كان هذا الخبر صحيحا أم لا , هكذا قيل لي .
موراني
---
أبو عبد الرحمن الشهري
08-31-2004, 09:14 PM
أخواني الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لاشك أن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها ، مما فيه آيات قرآنية ، أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه ، فيحفظها في مكان طاهر وذهب جمع من أهل العلم إلى أن طريق لتخلص منها إذا استغنى عنها بدفنها في أرض طاهرة أو أحرقها أو تمزيقها تمزيقا ما يبقي معها شيء فيه ذكر الله أي تمزيقا دقيقا فلا حرج في ذلك ، وممن ذهب إلى جواز ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز ذلك في المجلد الثاني والتاسع من فتاواه(1/18)
ونشرت في مجلة البحوث الإسلامية ، العدد 6 ص 289 ، 290 .
كما أنني أرى أنه يجب على من يحرقها أن يضعها في نار تتلفها وتفتتها تمما حتى لا يبقى أي كلمة واضحة يمكن أن تقرأ بعد الحرق حيث أنه لو أحرقها حرق خفيف تبقى الورقة متماسكة ويبقى بعض الكلمات واضحة ومقرؤة حتى بعد الحرق ولقصد من تلافها أن تمحى الكلمات تماما .
وأما ماذكره أخونا الحارث
هل صح عن عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف المخالفة بعد المنع من الإقراء بها ؟
فقد أخرج البخاري في باب: جمع القرآن.
4702 - حدثنا موسى: حدثنا إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: أن أنس بن مالك حدثه:
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فافعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
وقد روى هذا الحديث غير البخاري ولكني اكتفيت بإراد هذا الحديث منعا للإطالة .
---
(1/19)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تحميل مجلة البيان
---
تحميل مجلة البيان
---
أبو مهند النجدي
05-17-2005, 11:13 AM
نبذة عن المجلة :
البيان مجلة إسلامية عالمية تهتم بنشر العلم الشرعي وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة لدى جمهور الصحوة والعاملين على الساحة الإسلامية بمختلف انتماءاتهم والباحثين عن الحقيقة من خلال ما تقدمه من زاد تربوي ودعوي، وتحليل صادق للأحداث التي تمر بالأمة برؤى شرعية راسخة.
كما تسعى جاهدة لتوحيد شتات الأمة على هذا المنهج السوي، بعيدا عن التحزب والتعصب، مستعينة على ذلك أولا بالله ـ سبحانه وتعالى ـ ثم مسترشدة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح من خلال استكتابها لنخبة من العلماء وطلبة العلم في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، ومن ثم تعمل على نشر هذه المادة في شتى بقاع العالم من خلال طاقم إداري وفني على مستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب مستفيدة بجميع وسائل التقنية الحديثة المتاحة
رسالة المجلة:
مجلة عالمية تخاطب نخبة المثقفين، وتسعى لمخاطبة العقول وإثارتها، وترشيد العمل وتوجيهه، وتحرك القلوب وترققها، وتستحث الهمم وتشحذها.
أهداف المجلة:
1-نشر عقيدة أهل السنة والجماعة.
2-نشر العلم الشرعي الذي يبنى على الدليل، والتأصيل العلمي.
3-الاهتمام بالدراسات الدعوية والتربوية التي تعين في توجيه الأمة وتصحيح مسارها.
4-التعريف بواقع المسلمين السياسي والاقتصادي والفكري والأدبي، والمساهمة في حل مشكلاتهم.
5-الدعوة إلى تجميع جهود المسلمين وطاقاتهم، والبعد عن التعصب إلى إقليم، أو حزب، أو جماعة.
6-تنبيه المسلمين عموما، والدعاة خصوصا، إلى المؤامرات التي تحاك ضدهم لأخذ الحيطة والحذر.
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albyan_m1.zip
__________________________________________________ ____(1/20)
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albyan_m2.zip
__________________________________________________ ____
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albyan_m3.zip
__________________________________________________ ____
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albyan_m4.zip
__________________________________________________ ____
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albyaan_m1.zip
__________________________________________________ ____
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/10%20-%20Albayan.zip
---
(1/21)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسلوب القران في الرد على أهل الكفر والإلحاد
---
اسلوب القران في الرد على أهل الكفر والإلحاد
---
مجدي ابو عيشة
05-21-2006, 06:22 PM
الحمد لله الذي انزل الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد .
فان الملحوظ من استكبار اهل الكفر والالحاد سيرهم على طريقة واحدة لتكذيب الحق بباطل لا قيمة له . وفي هذا الموضوع سابين كيف بين أجاب القران مخاطبا قلوب الناس وعقولهم في ادق القضايا ونستعرض معه اسلوب القران في الرد على هؤلاء الملاحدة . في شتى المواضيع.
فمنهم من أنكر الخالق مطلقا
ومنهم من أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا .
ومنهم من أنكر الغيبيات كالملائكة والجن وما أعطاه الله من أيات للأمم السابقة على يد انبيائهم .
ومنهم من أنكر البعث والنشور والحساب والعقاب وما تعلق بالأخرة .
ومنهم من انكر القصص القراني وكذبه
ومنهم من طلب آيات له شخصية
وغير ذلك مما سأتكلم عنه في المواضيع لاحقا باذنه تعالى .
وخلاف ما اثبته القران ورد عليه فلا يوجد شبه للقران يمكن ان لا تكون اندرجت تحت باب مما سأذكر باذن الله الا أن يفوتني شيء .
وبما أن الموضوع أكتبه يوميا سيحتوي على تعقيبات واستدراكات وارجوا ان يتسع صدركم لمتابعة الموضوع الذي سأجعله مختصرا حتى يقرء بسهولة ولا يكون مملا للقراء ومع هذا سأجيب عن أي اعتراض من الملاحدة يذكروه في ذلك وبالله التوفيق والحمد للله رب العالمين
الرد على من أنكر وجود الله عز وجل مطلقا
كان من بين الناس ملاحدة لا يؤمنوا بوجود خالق واحد خلق السموات والارض وقد ذكرهم الله تعالى بقوله :(1/22)
"وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ "فزعمهم انهم على ارض وجودوا عبثا " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ" وانما امروا ان يتفكروا في خلق السموات والارض وما بث الله بها من دواب وما خلق من شجر وحجر وما خلق في السماء من نجم وشمس وقمر هي لآية تدل على تنظيم وتوازن لهذا الكون .
ا"لَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " فسبحانك يا خالق الكون ما هذا الذي نشاهده بالامر الذي ينتج من غير صانع ولا فعلك فيه لعب ولا عبث :"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ"
فأول ما يلفت فكر الملحد ان ينظر الى ما حوله ويتفكر وبعد ذلك لا بد ان يقنع بوجود خالق لكل ما هو موجود . فان انكر وانكر يسأله سؤلا لا يستطيع اي منهم الاجابة عليه الا بأثبات الخالق:" أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ "
قال ابن جرير
"القول في تأويل قوله تعالى : { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36) }
يقول تعالى ذكره: أخلق هؤلاء المشركون من غير شيء، أي من غير آباء ولا أمَّهات، فهم كالجماد، لا يعقلون ولا يفهمون لله حجة، ولا يعتبرون له بعبرة، ولا يتعظون بموعظة. وقد قيل: إن معنى ذلك: أم خلقوا لغير شيء، كقول القائل: فعلت كذا وكذا من غير شيء، بمعنى: لغير شيء.(1/23)
وقوله:( أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) يقول: أم هم الخالقون هذا الخلق، فهم لذلك لا يأتمرون لأمر الله، ولا ينتهون عما نهاهم عنه، لأن للخالق الأمر والنهي( أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ ) يقول: أخلقوا السماوات والأرض فيكونوا هم الخالقين، وإنما معنى ذلك: لم يخلقوا السموات والأرض،( بَل لا يُوقِنُونَ ) يقول: لم يتركوا أن يأتمروا لأمر ربهم، وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى، لأنهم خلقوا السموات والأرض، فكانوا بذلك أربابا، ولكنهم فعلوا، لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة."
قال ابن كثير في مقدمة تفسيره "وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتًا أو قال: قراءة منه. وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } [الطور: 35] ، خلت أن فؤادي قد انصدع . وكان جبير لما سمع هذا بعدُ مشركا على دين قومه، وإنما قدم في فداء الأساري بعد بدر، وناهيك بمن تؤثر قراءته في المشرك المصر على الكفر! وكان هذا سبب هدايته "
وأضاف ابن كثير في تفسير الآية"هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.(1/24)
قال البخاري: حدثنا الحُمَيديّ، حدثنا سفيان قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ . أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } كاد قلبي أن يطير ."
مما سبق نعرف أن وجود اله امر مسلما به ولذلك استنكر الانبياء نكران قومهم لله فقالوا " قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ " اذ لا ينكر أحد ان السموات والارض لم تكن يوما ثم كانت على شكلها وان وجد من يقول بازلية مادتها من الفلاسفة.
وبعد اثبات الخالق وجب اثبات وحدانيته وتنزهه عن الولد والشريك والصاحبة .
قال تعالى مثبتا وحدانية الخالق : "أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)" وقال تعالى: "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)" قال ابن جرير:(1/25)
" ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون بالله، من أن الملائكة بنات الله، وأن الآلهة والأصنام ألهة دون الله( بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ ) اليقين، وهو الدين الذي ابتعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ، وذلك الإسلام، ولا يُعْبَد شيء سوى الله؛ لأنه لا إله غيره( وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) يقول: وإن المشركين لكاذبون فيما يضيفون إلى الله، وينْحَلُونه من الولد والشريك ، وقوله:( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ ) يقول تعالى ذكره: ما لله من ولد، ولا كان معه في القديم، ولا حين ابتدع الأشياء من تصلح عبادته، ولو كان معه في القديم أو عند خلقه الأشياء من تصلح عبادته( مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ ) يقول: إذن لاعتزل كل إله منهم( بِمَا خَلَقَ ) من شيء، فانفرد به، ولتغالبوا، فلعلا بعضهم على بعض، وغلب القويّ منهم الضعيف؛ لأن القويّ لا يرضى أن يعلوه ضعيف، والضعيف لا يصلح أن يكون إلها، فسبحان الله ما أبلغها من حجة وأوجزها، لمن عقل وتدبر. وقوله:( إِذًا لَذَهَبَ ) جواب لمحذوف، وهو: لو كان معه إله، إذن لذهب كل إله بما خلق، اجتزئ بدلالة ما ذكر عليه عنه. وقوله:( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول تعالى ذكره؛ تنزيها لله عما يصفه به هؤلاء المشركون من أن له ولدا، وعما قالوه من أن له شريكا، أو أن معه في القِدم إلها يُعبد تبارك وتعالى"
فوجود ارادتين مختلفتين متناقضتين لا يجمع بينهما تعني ان تحدث ارادة دون الاخرى . فمن استطاع امضاء ارادته نزع الارادة من الآخر لانه حدث غير ما يريد لآخر .(1/26)
هذه الامور عقلية لا ينكرها الا مكابر ومن هنا نعرف كيف ناقش القران اثبات وجوده بآية واحدة " أم خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون " واثبات وحدانيته بآية واحدة "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ"
لا يمكن لعاقل ان يتجاوز هاتين الايتين من غير ان يقر بخالق واحد ولا يمكن ان ينقد هاتين الايتين . وهذا بيان ان المكابرة هي سبب الكفر وليس العقل بل العقل يرشد لوحدانية الخالق .
هذا الاسلوب السهل الذي لا يحتاج فيه الى فلسفة وجدل عقيم انه اسلوب القران فالتوحيد سر القران كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى
ومن أسلوب القران في التوحيد اثبات عجز من يعبد من غير الله ,واثبات عجزهم اثبات انهم لا يستحقوا العبادة , وقد ورد في القران بيان ضعف وعجز من يعبد من دون الله عز وجل : وفي سورة الأعراف يخاطب الله عز وجل أهل الشرك عن شركائهم فيبين لهم ان التفكير يقود الىنسان الى تركها والاعراض عنها :
"أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)"فهؤلاء الذين يُعبدون من دون الله لا يخلقوا شيء وما يشهد احد لهم انهم خلقوا شيء بل هم انفسهم يخلقوا ويصنعهم الناس حسب أهوائهم كما حاج ابراهيم قومه في ذلك فقال :"قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)" فلا صنم بدون نحات فكيف يعبد المصنوع الذي يشكله الناس حسب أهوائهم . فوجودهم قبل أصنامهم جعلهم شهداء على هذه الاصنام . وكلهم يعلم انها لا تخلق شيئا وانما الله خالق كل شيء . فلا هذه الاصنام خلقت بل هي مخلوقة .(1/27)
"وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) " بل ان هذه الأصنام أضعف منهم وهي بحاجة لمن يحميها ولا تملك لهم نصرا ولا تأيدا وقد جعل ابراهيم عليه السلام قومه يسترشدوا عقولهم للإنقياد الى هذا الامر اذ دمر أصنامهم "فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ" " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ" فبين لهم ان هذه الأصنام لا تستطيع نصر نفسها . فكيف ستنصرهم في الشدائد ؟
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) اذا دعوتم هذه الاصنام فانها لن تستجيب لكم لانها لا تسمع دعائكم بل يستوي سكوتكم ودعائكم لها ولذلك طلب ابراهيم عليه السلام من قومه ان يسألوا هذه الاصنام من دمرها وجعلها جذاذا فقال :" قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) " هنا ينصدم من يعبد هذه الأصنام بالحقيقة التي يعلمها ويتجاهلها . هنا ينكشف الغطاء ويتبين زيف هذه الأصنام وتفاهت عقل من يعبدها . فقد كانوا يدعونها بالامس لتجيب دعواهم واذ بهم اليوم لا يقبلوا ان يسألوها من دمرها كانوا يسألونها ان تنصرهم واذ بحالها يبين ضعفها .
وهو قوله تعالى عن هذه الأصنام :
"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) "
ثم يبين الله عز وجل ضعف هذه الاصنام وقلة حيلتها(1/28)
"أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) " فان صورتها بايد وارجل فلا ايد تبطش ولا ارجل تمشي وان رسمت لها عينان فانها اعين عمياء وان صوروها بآذان فانها تبقى صماء وهذه الامور كلها أقر بها قوم ابراهيم عليه السلام "قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "
فليس من هؤلاء الأصنام شيء يستحق العبادة وانما يستحق العبادة الذي لا يحتاج من عباده شيء ولا يعجزه من امرهم شيء .
"إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)"(1/29)
هذا اسلوب القرأن في كشف زيف كل من يعبد من دون الله عز وجل . واذا نظرنا الى دعوة ابراهيم لقومه وآيات سورة الأعراف علمنا ان الحجة الشرعية موجهة للعقول بالدرجة الأولى بطريقة سهلة لا يعجز عن فهمها أحد ولا تعجز أحدا في فهمها . فهو اسلوب سهل وعقلي يسند الحجة فيها الى ما يتفق الناس عليه . لا ما يفهمه قوم ويغيب عن آخرين ولا ما يحتاج لفهم مصطلحات وتعقيد المور لاستنتاج لا يفهم ولا يتفق عليه كما يفعل أهل الفلسفة والكلام .
فاثبات وجود الله سهل واثبات ان ما يعبد من دون الله لا يستحق العبادة أسهل وان كان الناس تنوعو بمعبوداتهم .(1/30)
ولم تكن الأصنام وحدها تعبد من دون الله بل عبدت الشمس والقمر والنجوم . وقد يكون من يعبد مثل هذه الأجرام السماوية ينظر اليها نظرة مختلفة . فليس بمقدور الانسان تدميرها و لا يقال عنها ما يقال عن الاصنام من ان بني آدم يصنعونها بأيديهم ويخربونها بأيديهم وينحتونها حسب أهواءهم . ولعل قول ابراهيم لقومه عن هذه الأجرام بيان شاف في عدم أهلية هذه للعبادة :"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) " هو الطريق السليم بالتعرف الى هذه السماء وما تحويها والارض وما عليها . فاذا نظر في السماء فشاهد امرا أعجبه يجب عليه ان ينزل هذا الامر منزله ويذكر قدرة الله على الخلق وعجز المخلوق عن الكمال , وضعفه وعدم اهليته للعبادة من دون الله تعالى :"فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) " انه كوكب دري جميل ولا تطاله الأيدي وهو مضيء يعطي النفس بهجة بالنظر اليه ولكن هل يكون هذا يستحق العبادة ؟ لم يستقك الامر يوما ولا بضع ساعات حتى غاب الكوكب الدري وذهب معه بهجة النفس وغاب عن الاعين . اين ذهبت ايها الكوكب وما حجبك عنا ؟ وهل يحب الذي يحتجب دون عباده فلا يؤتيهم رزقهم وييسر أمورهم ؟ لذلك كرهه ابراهيم وقال لقومه لا أحب الغائب"فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)" فالقمر اشد ضياء وأقرب للنفوس من الكواكب البعيدة ولكنه مثله مثلها يغيب بعد طلوعه , وأي ضالا أشد من ان لا يهتدي الانسان لخالقه " فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)" فهذه الشمس أكبر من هذا القمر(1/31)
وأكبر من ذلك الكوكب الذري و ولكنها تغيب بعد طلوعها .
فالقمر والشمس والكواكب كلها تسير بنظام تطلع وتغيب مما يدل على انها منظمة منقادة لنظام عام فلا تعبد هذه الأجرام وانما يعبد الله اللذي خلقها ونظمها :"وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)"
فالله الذي خلق الليل والنهار وخلق الشمس والقمر هو الذي قدر حركاتها وجعلها منتظمة "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) " فما يسير بفلك لا يستحق العبادة كونه مسيرا ووسيرهم بفلك دليل على تنظيم . والتنظيم دليل على منظم ولا منظم لهم الا الله الذي خلقهم . فسبحانه وتعالى عما يشرك أهل الكفر(1/32)
وقد يغتر بعض أهل الالحاد بما آتاه الله من مال وجاه وسلطان فينسى انه لم يكن شيئا مذكورا فينسب لنفسه القوة والسلطان ويزعم ان لا فرق بينه وبين الخالق كما زعم النمرود انه يحيي ويميت . فكان جواب ابراهيم عليه السلام قطع الحجة من أساسها لا الجدال في تفاصيلها فقطع ابراهيم عليه الطريق اذ قال له : ان كنت تزعم انك كذلك وتظن نفسك ذو قرة فان الله جعل الشمس تجري في فلكها من المشرق فاجعلها تخرج من المغرب . وهذه الطريقة يجابه بها أهل السحر والدجل وأصحاب الدعاوي الكاذبة الذين يزعموا القدرة على الخوارق ان حالهم وحقيقتهم تبين زيفهم . فهذا النمرود ببعض الملك يريد ان يكون الملك لهذا الكون وينسى ملك الملوك الذي تواضعت الملوك لعزه فلم يكن ابراهيم من البلهاء الذين يغيب عقولهم عند اهل السلطان وانما طلب منه ما يزعمه فعجز النمرود .: وهذه الاية تبين زيف هؤلاء اذ قال الله مخبرا عن حال ابراهيم والنمرود:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)"
فيقال لمن يزعم خلق الذهب:لم تطلب المال وانت تخلقه؟
ويقال لمن ينكر الروح أحي ميتا .
ويقال لمن يزعم الطبيعة أخلق ذبابة
وهذا يعجز عنه بنوا آدم فيعرفوا انهم ليسوا أهلا للعبادة وانما يستخف قوم عقول قوم فيطيعوا دون امعان عقولها ولذلك كانت الانعام أهدى سبيلا من هؤلاء اذ انها استفادة مما أعطاها الله من ادراك ما لم يستفد هؤلاء مما أعطاهم من عقل وحس .(1/33)
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)" وقال عز وجل عنهم :" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا (44)" وهذه خلاصة الموضوع فان الله أعطى الانسان ما يدرك من عقل وفهم . فان لم يرد اتباع الحق فانه سيخلد في النار لا لظلم وانما لما قدمت يداه فقد كفر نعمة الله في الدنيا وصد عن سبيله فهو في الأخرة من الأخسرين .(1/34)
اذا فيمتاز اسلوب القران في إثبات وحدانية الله بالايجاز والاحكام وذلك انه لم يترك مجال للاعتراض . وبهذا يبتين ان اهل الكفر والشرك والالحاد انما يتبعوا أهوائهم بغير علم فجعلوا له بنين وبنات "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)"وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ "" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)""وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)""وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)", "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ" وأغلبهم يعرفوا الحق ولا يتبعوه :" قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا(1/35)
فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)" فلم ينفعهم الهدى الذي جائهم به ابراهيم عليه السلام ولم تنفعهم عقولهم بل اعترفو بعجز الهتهم الذين يدعون من دون الله ولكن الكبر يثني الانسان عن الحق والشيطان يعده ويمنيه . ففضلوا شهوتهم على ما ايقنوا بأنه حق . وكذا فرعون وقومه فانهم علموا ايات موسى عليه السلام ولكنهم أعرضوا :وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ " اذا فالقران بين الطريق الصحيح للناس وبين لهم امر مهم وهو أمر يجهله كثير من الدعاة : ان الذي عليهم تبليغ الدعوة وطلب هداية الناس وليس عليهم هدى الناس وهذا امر مهم يجب على الداعية ان يتذكر نبيه وهو يتحسر على كفر قريش وضلالهم حتى انزل الله قرآن يهديء من روعه ويبين له حقيقة هؤلاء: "أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" فتزين الشيطان واتباع أهوائهم هي سبيل ضلالهم " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ""فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ(1/36)
بِالْعِبَادِ ""وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ" فلا يجبر انسان على الهدى بل ان اهتدى فانما يهتدي لنفسه وانما الهدى يتركه الانسان لشهوته ويخالف به ما علم من الحق :" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ" فالجاحد لن تجد منه الا جحودا وانما علينا تبيان الحق .
ومن منهج أهل الالحاد انكار الغيب . وان كان هذا الانكار انما هو انكار من لا يعلم على من يعلم وانكار من لا يقدر على من يقدر .
وامتاز اسلوب القران في ذلك الى بيان حقيقة الغيب . وبيان جهل طلب أهل الالحاد . فالغيب انما هو امر يؤمن به تصديقا لمن بلغ الرسالة . ومعاينة الغيب تجعله مشاهد ,فلا يبقى غيبا بعد ذلك , فلا يكون التصديق به من باب تصديق الرسل وانما من باب المشاهد . ولكن مع هذا لا يؤمن هؤلاء في أغلب الأحوال . بل سيزعموا ان النبي ساحر او يرجعوا العلة الى عيونهم . "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)" وهذا ما أخبر الله عنهم عند طلبهم رؤية الملائكة في الايات السابقة :(1/37)
"وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)" وهو بيان ان الملائكة من عالم الغيب والايمان به انما يكون بعد تصديق الرسول بالرسالة وهي الفارق بين المؤمن والكافر . فيوم يرون الملائكة فاي طلب لهذا الايمان ؟ وانما انكارهم هو كبرا من عندهم والله قادر على ان يريهم الملائكة ولكنه قضى ان يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للظالمين , ويكون هلاكهم بسبب كبرهم وعنادهم :"وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)" فالذي يعرف بنوا آدم ان الفرق بين التصديق والتكذيب لغير طلب الشهادة انما يكون على أمر يخبر به الانسان ويصدقه الناس ان لم يعرفوا عليه الكذب او جائهم ببينة تدفع عنه الكذب , ولكن اذا شاهد الناس ما أخبرهم عنه لا يكون قيمة لتصديقهم او تكذيبهم :
"فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) "(1/38)
فاي طلب للايمان بعد ان يروا العذاب ؟ واي فائدة من ايمانهم بعد ان يروا الملائكة:"قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) "
فان الآخر على طريق الأول بالتكذيب وبنفس الاسلوب تشابهت قلوبهم وخفت عقولهم .
لذا فان هذا الامر انما يتميز به المؤمن عن الكافر بالتصديق :
بسم الله الرحمن الرحيم
"الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) "
لذا فان جدالهم في الغيبيات انما هو من باب الجدل . وانما الايمان بالغيب تبعا للايمان بالله ورسله . فهل من انكر وجود الله ووحدانيته مع بساطة ووضوح الايات الدالة على ذلك والأدلة المقنعة العقلية سيؤمن بالغيبيات ؟ سيقول انما سكرت ابصارنا سيقول انه سحر او غاب عنه عقله . وكذا الحال بالنسبة لدلائل النبوة فانما تكون حجة على من شاهد وتكون غيب على من لم يشاهد .(1/39)
" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)" وقد طلب كفار قريش من النبي آية مثل ما أوتي موسى . ولكن الغريب انهم أصلا كذبوا موسى بتلك الايات التي كان يخبرهم بها أهل الكتاب والتي أخبرهم بها القران فاي فائدة للطلب بعد التكذيب؟
" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)" بعدما كذبوا بالحق يطلبوا أمرا عندما أُحتج عليهم به زعموا انه سحر !!! وهذا بيان عقلية متعجرفة لأغلب هؤلاء :
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) "(1/40)
فالكفر في الأولى جعل قلوبهم غلفا صما وتقلب قلوبهم وابصارهم فسواء أكان رؤيتهم لهذه الايات او لرؤية القيامة والبعث فان طبع الكفر هو ناتج عن تكذيب للحق وكبر لا يزيله الا نار جهنم وذللة موقفه فانهم لو ردوا من الحساب ليعملوا لعادوا كما أخبر ربنا عز وجل :" وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ "وهذه الطباع نشاهدها في ايامنا حتى اننا نعرف اناسا بالغدر واناس بالكذب ولا يردعهم شيء من فضيحة او عقوبة بل يعدوا الى ذلك .
وكان انكار أهل الكفر والالحاد قديما وحديثا على البعث وهو انكار للحساب والعقاب وللساعة . فما هو وجه أعتراضهم قديما وحديثا ؟
هم يقولوا انهم يبلوا وتتشتت أعضاؤهم وتتحلل و فتصبح مادة أخرى فكيف يعود ذلك الى جسده بعد تحلله وكيف يعود ولم يشاهد أحدا عاد بعد موته مع ان الانبياء أخبروهم بالبعث ؟
وقد أخبر الله عز وجل عن شبههم وبين ضعف عقولهم في تلك الشبه :
بان خالق الشيء قادر على اعادة خلقه دون عجز .
وان لهم أمثلة فيما يشاهدونه من مقدرة الله على انشاء الجسد بعد تحلله
اولا خالق الشيء قادر على اعادة خلقه دون عجز(1/41)
"انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) " تحلل الأجساد يرونها كل يوم فكيف تعود هذه العظام البالية الى انسان كامل ؟ فبين الله عز وجل ان الامر يمكن ادراكه بسهولة ,. وان العقول لا تنكر البعث :"قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52)" فان العظام تبلى ولكن العظام لم تكن يوما وخلقها ربها وكساها لحما وهذا اللحم والعظم انما خلقه الله من هذه الارض فهل يعجز من خلقهم اول مرة باعادتهم كما كانوا ؟ بالطبع هو أهون من ان يعجز من خلقه اول مرة .
وبمثل هذه الشبهة يقولوا :(1/42)
"ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا" فبين الله تعالى ان الانسان ليس الا شيء يسير مما خلقه الله مما يشاهده بنوا آدم في حياتهم " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا " فبين لهم ما في الاية الاولى ان خالق الشيء لا يعجز ان يعيده وكذلك قرنها لهم بالسموات والارض التي هي أعظم من خلق الناس."لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "وتشابه قلوب أهل الالحاد ."بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)" وقد سبقها الاجابة على هذه الشبهة "وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)" فالخلق دليل على البعث لان الخلق يحدث دائما وقولهم انها اساطير الأولين هو بعد عن الحق اذ ان الخلق كله موجود والخلق كله بتصرف الخالق يجري فليس يخرج من سلطانه شيء فكيف يستبعد اعادة الانسان بعد موته " قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ(1/43)
وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)" وعدم عودة الموتى الى الحياة مرة أخرى في هذه الدنيا لهو دليل على ان من مات لا يعود اليها اذ لوعاد دون اذن الله لكان دليلا على العشوائية . اذ ان المحتمل ممكن الوجود وما هو موجود مؤكد للناس فوجود الناس دليل على امكانية عودتهم وعدم عودتهم يدل على ان للحياة سرا جعله الله يميز بين الانسان الحي والميت فليس السر في تكوين الانسان وتشكيله فحسب بل بالروح التي تنفخ فيه . فقد بين عز وجل ان من يموت لا يرجع الى هذه الدنيا الا باذنه فقال عز وجل :"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ" فبين الله عز وجل ان الحقيقة ان من يموت لا يرجع للدنيا كما هو ممكن عند الدهرية الملاحدة فالحال دليل على ان الموت والحياة بيد الخالق عز وجل لا بيد الناس ولا يحق لهم الاعتراض على بعث الموت بحال الميت بعد موته وتحلل جسده بل خلقه ووجوده دليل على قدرة الخالق باعادة الخلق مرة أخرى .
وخلاصة القول ان الخلق دليل على القدرة . واعادة الشيء الى حاله لا يعجز من صنع اول مرة . بل هي أحقر من ان تعجز الخالق عز وجل وأهون من ان تعجزه عز وجل شأنه.(1/44)
قال العزيز الحكيم " أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) "
وعند ضرب الكفار مثلا عن هذه العظام البالية واستشهادهم بتحلل الجسم اذ لم تستطيع عقولهم تخيل كيف ستعود الحياة فيها مرة أخرى بين الله لهم ذلك من وجوه :
الأول ان أصل الانسان نطفة فلو تذكر أصله وعلم حاله لما انكر بعث الميت من بعد تحلله . واعظم ما يلفت الانتباه اليه انه كان نطفة لا قيمة لها ولم تكن شيئا مذكورا حتى اذا خلقه الله في بطن امه خلقا بعد خلق نرل طفلا وتعلم وكبر حتى أصبح يخاصم في كل شيء ناسيا أصله ومآله" أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ "(1/45)
الثاني انه عند سؤاله نسي انه مخلوق بعد ان لم يكن اي ان وجوده دليل على امكان اعادته وهو كقوله تعالى :"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)" " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) " فاذا نظر الانسان لخلقه وانه أصبح موجودا ولم يكن شيئا مذكورا علم ان بعثه بعد موته امر يشهد عليه وجوده وان الاصل هو ان الخالق عنده القدرة على ذلك ودليلها وجود الانسان نفسه ."وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ "
الثالث : ان اصل الامر ومرده الى قدرة الله لانه نفسه الذي سيحيها وهو الذي سيبعثها .وهو عليم بخلقها قادر عليها ."قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ "
الرابع: لفت نظر الانسان الى قدرة الله عز وجل وكيف انه يخرج الحي من الميت والميت من الحي وكيف يجعل الشجر الاخضر الرطب الذي يستظل بظله نارا تبعث الدفئ بالنفوس ويطهى عليها انواع الطعام . فهي من ما يستظل بظلها الى ما يتقى حرها" الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ "(1/46)
الخامس ان الذي خلق السموات والارض لا يعجز عن اعادة خلقها فكيف بهذا الانسان الذي لا يقارن بخلق السماء ولا الأرض:" لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ " فاي مقارنة لبعث الانسان مع هذا الخلق" أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ "
السادس : ان الله عز وجل لا يعجزه شيء ولكن تشبيه الناس لربهم بأشخاص عجز مثلهم هو ما يوهمهم ذلك "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ "فهم شبهوا الخالق بما يشركو وبضعفهم تعالى الله عما يشركون وتعالى عما يصفون علوا كبيرا فالله عز وجل انما يأمر الشيء فينقاد الشيء لخالقه كيفما أراد فلا يعجزه شيء عز وجل ويستوي عنده خلق نفس او خلق انفس كما قال الله عز وجل :"مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)" " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"
السابع : ان انقياد الشيء لخالقه امر لا محالة له اذ بيده عز وجل ملكوت كل شيء لا بعضه وانما أخر الناس لأجل معلوم عنده عز وجل" فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "(1/47)
وقد كان أهل الكفر والالحاد يسخرون من البعث ويرونه منافيا للعقول :" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)"
فبين الله لهم ضعف عقولهم وعدم تدبرهم بما حولهم ونسيانهم واقع حالهم " بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ " فاي ضلال اشد من عدم ادراك الانسان لأصله ولحاله والى منزلته بالنسبة للخلق " أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "
وقد بين الله عز وجل ان أصل الانسان انه كان من شيء ميت تم خلقه خلقا بعد خلق حتى أصبح انسان سوي وهذا الخلق دليل على البعث والنشور :(1/48)
ا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)
فسبحان الله كيف تطيش عقولهم وتعمى !
ومن أسلوب القران في اقناع أهل الالحاد بالبعث ومقدرة الله عليه مثال يشاهدونه في كل عام ويشاهدونه بأشكال مختلفة :(1/49)
"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) "
فالانسان يشاهد الزرع كيف يكون وكيف يصير وكيف يحي الله الأرض بعد موتها وهي صورة جميلة يراها الانسان دائما . واسلوب القران بذكر ذلك مختصرا فيفهما الانسان ويعتبر . "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) "
وقد اورد القران صورة جميلة لكيفية حياة الارض بعد موتها وهي قوله تعالى:" اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) "(1/50)
فالرياح تثير السحاب ووالأمطارتنزل على الارض الميتة فينبت الزرع فانظر ايها الانسان كيف يحي الله الارض بعد موتها . ان الله الذي أحيا الارض هو نفسه الذي سيحيي الموتى وهو قادر أصلا على كل شيء . فاذا نظرنا الى الرياح كيف تثير السحاب وكيف يسوقه الله الى اراض بعيدة قاحلة وكيف ينزل عليها المطر فتنبت الارض وتهيج . وهذه الصورة تحدث في أشهر حتى تكتمل فالايجاز دليل على وضوح الصورة عند الناس والعبرة بسيطة سهلة يعتبر بها كل ذي لب .
بعد هذه الصورة يذكر الانسان :" إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى "
فأي عاقل ينكر البعث بعد هذه الادلة عليه ؟(1/51)
أخبر الله عز وجل عن أخبار وقص في القران القصص :"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" بما يشعر كل انسان انه يستحيل ان تكون هذه القصص من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم . وللخروج من هذا المأزق فالنبي أمي ولم يتلوا كتابا قبل الوحي :"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" وبين عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم شيئا من القران قبل البعث :"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)" وفي هذا القران كانت أخبار امم لا يعلمها الرسول ولا قومه :" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" فان اسلوب القران في القصص ان يجعل السامع كأنه يعيش القصة والمخبر كأنه عاينها " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ"وقال عز وجل" ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ" وقال عز وجل "وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا(1/52)
أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)" فهذا النبي لم يكن يعلم كتب أهل الكتاب ولا كان يقرء وما عاين شيئا مما أخبر .
حاول أهل الكفر والالحاد تكذيب النبي بعدة طرق :
قالوا هي اساطير الأولين من مثل ما عند الفرس والهند والروم من قصص وأشعار "وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"وقال عز وجل مخبرا عنهم:"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" وأخبر عنهم" وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " وأخبر عن قولهم عند سماع القران:"إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" والفارق بين التكذيب بالقصص أصلا وهو قولهم أساطير الأولين وبين من قال انه نقلها من أهل الكتاب يسير والجامع بينهم هو تكذيبهم القصص وان كان ممن زعم ان النبي أخذ القصص من أهل الكتاب قوم من أهل الكتاب .(1/53)
وقد بين الله عز وجل ان هذا القران ليس مما ترجم من لغة أخرى :"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" فالنبي لا يقرء أصلا ليأخذها من أهل فارس او من كتب أهل الكتاب ولكنه كان آيات محفوظة في صدور المؤمنين فلا يحق لهم ان يزعمو بذلك . فاتجه أهل الكفر الى اتهام النبي انه تعلمه من أهل الكتاب :" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " اي ان القران بلسان عربي مبين لا عجمة فيه ولا يستطيع أحد من أهل الكتاب نقله الى العربية دون ازالة العجمية منه وهذا القران عربي فصيح وكل من تتبع الترجمة بين اللغات علم قدر المشاكل التي يقع فيها التعريب او الترجمة وهذا القصص حجة على صدق النبي وانه مصدقا لما قبله من كتاب لذا فان القران ليس ترجمة لكتب أهل الكتاب وهذا امر يعرفه من يعرف هذه الكتب . وكذا فان وجود ما يصدق الكتب الاولى هو دليل انه من عند الله عز وجل :"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى" فالقران يقص على أهل الكتاب أمور يعرفونها وأخرى أختلفوا فيها فكان ما يعرفونه يلفت انتباههم انه لا يكون الا وحيا وكان ما لا يعرفوا هو فصل للخطاب فيما اختلف فيه أهل الكتاب :" إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) " فالقران فيه بيان حقيقة المسيح عليه السلام وبيان الصواب وعن أخبار اختلفت في كتبهم وأحكام أختلفوا فيها "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا(1/54)
حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" .
ويمتاز اسلوب القران في ذلك باعلام المدعي على النبي زيف ادعائه وبيان حقيقة القصص القراني .
فلم يكن النبي حاضرا بين من قص القران عنهم , ولم يكن القران مطابقا للتوراة والانجيل وانما كان مصدقا له ولم يكن ترجمة لما فيها , وكان النبي امي فلا يمكنه ان يجمع القصص من الشرق والغرب .
وقد اخبر الله عز وجل يف القرن عن قصص ليست في التوراة ولا في كتب أهل الكتاب . وبين صدق كلامه عز وجل من ما يعرف العرب عن مساكن عاد وثمود دون معرفتهم شيئا عن قصصهم الا انهم بادوا :"وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ" فكانت مساكنهم شاهدا عليهم كما كانت مساكن قوم لوط شاهدا على ما انزل الله بهم من عقوبة :" وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)" فأهل النهى يعتبروا بما يرو وأهل الغي والضلال يزيدهم غيهم وضلالهم عمى.
وقد أخذ بعضهم منحى آخر الا وهو الخصومة والجدال في كل شيء فقالوا ان النبي يقول قصة عيسى عليه السلام ليعظمه العرب كما تعظم عيسى عليه السلام او نحو ذلك من جدال :"وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) " لان من يقرء القران يعرف كيف ينزل القران الناس منازلهم ويدعوهم الى عبادة الله ويفرق بين من يكون حصب جهنم ومن يكون مبعدا عنها , غير ان اعتراضهم لا يكون الا من باب الجدل الذي لا قيمة له لابتعاده التفكر والمنطق الصحيح.(1/55)
وبين عز وجل ان هذا القصص انما هو تصديق لما جاء في القران ودليل انه من عند الله :" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"
فالقران انما قص القصص للعبرة والاتعاظ بها واشار ابن جرير الى مشابهة حال النبي صلى الله عليه وسلم بحال يوسف حيث كاد ليوسف عليه السلام اخوته والقوه في البئر وكيف أخرج الكفار النبي من مكة وكيف مكن الله ليوسف وملكه في مصر وكذا سيكون حال النبي فيظهره عليهم . وهذا ما حصل فعلا . ففي يوسف وأخوته آيات للسائلين وهي عبرة لأولي الالباب .(1/56)
والقصص في القران هو بمثابة اعلام بأحوال المكذبين . ففيه بيان ان الحجة ليست وحدها ما تكون لهداية الناس بل ارادة المرء للهداية وتوفيق الله له . لان الاستكبار والكذب والاعراض هي صفات مجتمعة لكل الملحدين ولن يترك كفره والحاده الا بترك الكبر أولا ثم اتباع الحق . فبين الله عز وجل ان هذا القصص انما هو "القصص الحق" وان فيه "عبرة لِأُولِي الْأَلْبَابِ " فكان ما فيه من اخبار الله عن تكذيب القوم لرسولهم بيان شاف لماذا لم يرسل الله آيات كما ارسل العصى مع موسى وكما جعل عيسى عليه السلام ينفخ بالطير الذي شكله فيصبح طائرا " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)" فهذه حقيقة الانسان ان الهدى واضح بين ولا يحتاج أكثر من التذكير به "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ" فكان من القصص عبرة وبيان لما في الكتب السابقة كما قال عز وجل"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى""أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) ""أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ(1/57)
يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)"
فبين عز وجال حال من قص قصصهم بحال من قص عليهم القصص . وبين حال أهل الكفر في ذلك :"كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70)"(1/58)
لما كانت حجة القران هي الحجة البالغة عن وجود الله ووحدانيته وتصديق القران بعضه لبعض بالحجج واسكات اهل الكفر والالحاد لم يكن دليل عقلي واحد ينافي شيئا مما في هذا القران . فاراد الكفار ترك التدبر بآيات الله البينات والتفكر فيما أعطاهم من حجج واضحات . والركون الى مطالب شخصية تتحقق لهم كي يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد كان لكفار مكة سلفا من بني اسرائل بعد ان اراهم النبي موسى عليه صلوات الله وسلامه الحجج البنات وانجاهم وأغرق آل فرعون اذ بهم يطلبوا طلبا غريبا " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)" فما سبب طلب الاية بعد الآية الا بلادة النفس والاستكبار ؟ وهنا يبين لنا القران كيف ان هؤلاء الكفار انما امتنعوا عن اتباع النبي استكبارا وانما أعترضوا على النبي بعد الآيات البنات . فأي آية تطلب بعد القران ؟ اذ ان الايمان بالله يقنع به المرء بمجرد التذكير وبقليل من التفكير واسلوب القران في ذلك سهل وواضح لا لبس ولا غموض فيه . فما يدفعهم على طلب آيات أُخر؟
فاذا قيل لهم ان الوحي ينزل على النبي قالوا نريد ان ينزل علينا بل طلبوا ان يعطوا آيات يجرونها بأيديهم مثلما أعطي رسل الله . "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) "(1/59)
فهذا ليس الا كبرا لذلك قال الله عز وجل ان هؤلاء سيصيبهم ذلا عند ربهم يقابل استكبارهم . فليست المعجزات تعطى لعبدة الاصنام والطواغيت وليس ظنهم هو ما يجب على الله فعله بل الله هو أعلم حيث يضع هذه الرسالات والآيات وانها لا تعطى لأمثالهم والذي كان ينبغي عليهم هو ان يؤمنوا بهذه الآية عند أخبارهم عنها وان يتفكروا فيها لا بأن يطلبوها لأنفسهم بأن يجريها الله على أيديهم ولذلك بين الله عز وجل ان الكبر هو ما يجعل الانسان يظلم نفسه وان الانسان اذا استكبر فلا ينفعه شيء كما أخبر عن قوم فرعون وكيف انهم جحدوا كل آية تدل على صدق موسى وكذا الاقوام من قبلهم لم يكتفوا بالتكذي بل هموا بقتل أنبيائهم "مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) " ولهذا استحقوا ان يكونوا أصحاب النار فهم لا يطلبوا الآية الا للاستكبار فاذا جائهم ما طلبوا كفروا به حتى تأتيهم ساعتهم او يأتيهم عذاب من ربهم :"إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" فهم ليسوا أهلا للخير . فليس مظهر الانسان ولا ماله وجاهه هو ما يجعله يستحق الخير في الآخرة وانما النفس الطيبة الطاهرة التي تؤمن بآيات ربها ولا تستكبر " سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ(1/60)
الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" فهؤلاء لا يتبعوا الحق ولو جائتهم كل آية بل يعاندوا فيتبعوا شهوة انفسهم وظنهم . ولا يكتفوا بذلك بل يسارعوا بالبتعاد عن الحق وابعاد الناس ونهيهم عن اتباعه " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)" فتركوا اسخدام عقولهم وظنوا انها معركة تنتهي بكفرهم " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ"(1/61)
وأخبر الله عن سبب عدم ايمانهم انه الاستكبار وان من كفر أول مرة يسهل عليه الكفر وكذا كل الكبائر والذنوب تهون على صاحبها بعد أول مرة بل يكون الامر مستساغا عند صاحبها "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " فلو جمع الله لهم كل ما يريدوا فان الهداية تطلب من الرحمن والكبر يمنع الانسان من اتباع الحق :"وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)" لان من كذب بأية بينة سيكفر بمثلها لان السبب في الكفر ليس الا هذا الكبر :"إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)" فأي آية تطلب بعد ما يراه الانسان في هذه السماء وفي الارض التي نعيش عليها . وانما أقتصر فعلهم بالاعراض ونهي الناس عن اتباع الحق بكلام مزخرف لا حقيقة له "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا(1/62)
يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)" فبعد كفرهم فليفعلوا ما يريدوا مان سنة الله ماضية في هلاكهم فلا مخلد فيهم في الدنيا ولا بقاء لهم الا قليلا فيجزون بما كانوا يقترفون .
فهذا ما رده الله عليهم بطلب الآيات من حيث النتيجة ومن حيث حالهم هم . وقد بين الله لهم ان هذا الرسول انما يتبع الوحي وان هذه الايات انما يعطيها الله لأنبيائه كما شاء عز وجل فلا يكون منها الا ما أراد الله لا ما طلب أهل الكفر والالحاد ولا حتى برغبة النبي الا بعد اذن الله عز وجل :"قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)"فهذا القران حجة الله البالغة على البشر فيه الحجة البالغة التي يرجعوا اليها ليهتدوا دون ان يروا آية او تحشر لهم الملائكة " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)" فهل طلبهم مما يحق لهم طلبه من النبي اذ انه لا يأتيهم بشيء الا بأذن الله فلم يكن يمنع هؤلاء شيء من الاستكبار حتى انهم طلبوا منه تبديل هذه الاية التي انزلها الله عليهم من آيات بينات واضحات :"وَإِذَا(1/63)
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)"فبدل من شكر الله على نعمة الهداية يطلبوا تبديل الخير الذي انزل عليهم " قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) " فلم يكن عندهم رد على الموجود بل زعموا انهم يريدوا غيره ليؤمنوا به .
فالقران كلام الله والرسول انما اصطفاه الله لتبليغ رسالته رحمة من الله يؤتيها من يشاء ,ولو أنزل الله قران حسب طلبهم فما قولهم عند ذلك؟ فقد طلبوا تبديله فهل سيكتفوا عند استجابة طلبهم ؟" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ "
فلن يكتوا بل سيطلبوا امر ولو كان لا يقبله عاقل : لماذا لا يجعل جزء عربي وآخر أعجمي ؟و لذلك قال الله تعالى موبخا لأصل فعلهم :"أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ"بالطبع لا يقال هذا الا عنادا لان هذا القران فيه هدى وشفاء فلينهل من هداه من يشاء ويشفي الله قلبه وجسده ولكن استكبروا فطلبوا ما لا ينبغي لهم ولا لغيرهم
"الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ"(1/64)
فهذا ما جعل قلوبهم تطبع على الكفر وليس اجبار الله لهم كما زعموا بل الكبر آفة الكفر "إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" فاستعذ بالله ايها المسلم الموحد من ان يصيبك ما فيهم واتبع امر ربك فما هم أهلا للكبر ولا ينبغي لابن انثى ان يتكبر فهو الذي يسمع كلامهم ويبصر افعالهم ولا يخفى عليه شيء من عملهم ولا عملكم سبحانه وتعالى .(1/65)
أتفق أهل الكفر والإلحاد على الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم . وكان خلاصة قولهم عن القران ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل عليه شيء . وبل وقد حاول بعض أهل الكتاب مجارات أهل الكفر والإلحاد في ذلك . فقالوا ان الله لم ينزل اي شيء على البشر ليصدوا عن سبيل الله , "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)" وذلك ان أهل الكتاب كلهم يؤمنوا بأن الله انزل على موسى الوصايا وهي الألواح التي تكسرت ونسخها موسى عليه السلام . فكانت الحجة على أهل الكتاب من كتبهم وكان في الحجة بيان لفعل أهل الكتاب بأخفاء بعض ما يوجد في كتبهم عن الناس . فأخبرهم الله موبخا لهم بان هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما عندهم وما أخفوا من الكتاب على الناس . فان كان أهل الكفر بصفة عامة لا يعلموا ماذا يوجد في كتبهم فقد بين الله امر لا يستطيع ان ينكره أحد من أهل الكتاب .
وأهل الالحاد ليسوا بحاجة لشهادة أهل الكتاب لانهم يكفروا أصلا بما انزل على أهل الكتاب " فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)"(1/66)
اذا فاتفاق قرناء السوء على الكفر هو ما يجمعهم اما الحق فلا يجاوره ابدا لانهم يتكلموا بالمتناقض من القول احتجاجا لما يزعموا . فأهل الكفر والالحاد اتخذوا اهوائهم وألهتهم اندادامن دون الله وكذبوا بالتوراة والانجيل وأهل الكتاب يصدقوا كتبهم ويكفروا بأصنم الكفرة وأهواء أهل اللحاد . فذاك صلح قرين السوء للقرين . وليس اتفاقهم على مخالفة الحق الا حجة عليهم فأهل الكتاب يعلموا ان الله انزل كتبا وأهل الكفر يسألوا أهل الكتاب فكان جواب أهل الكتاب حجة عليهم بانهم يخفون الكتاب وانهم ليسوا أمناء عما سألهم أهل الكفر وأهل الكفر علموا أن اهل الكتاب كذبوا وان الاجابة عن سؤالهم : نعم ان الله نزل على رسله كتبا وارسل وحيا فان كان هذا غرضكم من السؤال فان الإجابة كما أخبركم محمد صلى الله عليه وسلم . فما يمنعكم من تصديقه ؟(1/67)
فلم يكن باجتماع أهل الكفر باهل الكتاب الا حجة عليهم وحجة بأن القران هو كتاب الله عز وجل . فليس هذا القران شيء مما يستطيع ان يتكلم به النبي الا بما أوحى الله اليه فليس بمقدوره ان يتكلم من عنده بمثل هذا القران ولا أن يعرف ما يوجد في كتب أهل الكتاب فيصدقه ولا ان يكون فيه هذا الهدى الذي لا يزيغ عنه الا اهل الاستكبار دون اهل الحق ومن يبحث عن الحق لان هذا القران فيه الحجة البالغة وانما هؤلاء يتبعوا أهوائهم ولا يقولوا الا بالظن الذي لا يستند الى الحقيقة فكيف سيستطيع بشر ان يفتري هذا القران من عنده ؟" وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) فبين الله عز وجل ان هذا القران ليس من كلام محمد وانما هو كلام رب العالمين , فمن شك بذلك احد منكم فليأتي بسورة من مثل هذا القران والسورة هي قران ولكنها ليست كل القران . فان كان الزعم ان محمدا(صلى الله عليه وسلم ) افترى هذا القران ومحمد صلى الله عليه وسلم بشرا مثلهم فانه يمكنهم متفرقين ان يأتوا بسورة من مثل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . فان عجزا عن ذلك ذلك متفرقين فانه حجة عليهم لان الرسول من جنسهم ولكن الله عز وجل قطع عنهم الشك بالعجز فطلب منهم ان يجتمعوا للأتيان بسورة تكون من مثل القران مصدقتا لما بين يديها وان يكون بها الهدى والنور الذي في القران فكانت نهاية الاية تكذيبا لهم لانهم عجزوا عن ذلك(1/68)
فاستحال صدقهم فعلموا ان الحق لله عز وجل وان محمد نبي لا يأتيهم بكلام من جنس قولهم فان سحرتهم وكهنتهم وشعرائهم وأهل الكتاب وأهل الكفر مجتمعين لا يمكنهم ان يأتوا بشيء زعموا انه من فعل البشر . فاين عقول هؤلاء القوم لو ابصروا بقلوبهم لاستبصروا انهم من أهل الغي والالحاد كذبوا بما لم يعلموا ولم يعرفوه حق المعرفة بل طغى الكفر والتكذيب على عقولهم فزاغت أعينعهم وعميت قلوبهم .
فكذبوا بالقران وتوعدهم الله عز وجل ان يأتيهم خبر هذا القران بعلوا أهل الايمان على أهل الالحاد و بين لهم ذلك مما قص عليهم من خبر أهل الكفر سابقا وكيف كانت عاقبتهم . وهذا بيان آخر عن صدق النبي صلى الله عليه وسلم بان أهل الارض لم يستطيعوا الإتيان بشيء مثله الى يومنا هذا وهذا دليل على انه ليس مما تقدره البشر . وفيه بيان من ظهور اهل الايمان على أهل الكفر . وهي سنة الله التي لا تبديل لها . أهل الايمان يلتزموا بدينهم ويصبروا على الأذى فتمضي سنوات فيمكنهم الله تعالى . فلا يطلب من أهل الايمان أكثر من الالتزام بشرع الله كما أمرهم . ولا يكون الذل والهوان الا بالبعد عن شرع الله ونهج النبي .(1/69)
فبين الله عز وجل أن هذا القران ليس بمقدور البشر على اختراعه او اختلاقه او افتراءه "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)" فدليل صدق القران ان البشر عجزوا , وما ذلك الا ان الذي انزله انما انزله بعلمه "لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" فهذه الشهادة هي خبر عن عجز الناس عن مثل هذا القران متفرقين او مجتمعين بقدرتهم او بالاستعانة بغير البشر مما يزعموا من آلة وآلهة وجن وبشر ." قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" وبين الله عز وجل بعد قص قصة نوح ان القران باب هداية وفيه صلاح الناس في الدارين فلو كان كما يزعموا مفترا من دون الله لنالهم صلاح الدنيا ولا يضرهم فعل النبي فان العاقل يستفيد من الخير من اي باب أتاه ويقدره ويوزنه بعقل راجح "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ" فلا يضركم شيء اتباع الحق لان ألهتهم لن تغني عنها والقران فيه دليل فساد عبادتهم للأصنام فان كان النبي افترى هذه السور فان الافتراء انما يضر صاحبه وانما هذا القران هو كلام الله فليس هو مما يستطيعه البشر فان النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيعه حتى لو قرء قصص فارس والهند ولو أعانه عليه من يعلم الكتاب من أهل الكتاب ام من غيرهم :"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ(1/70)
افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)" فهذا القران فيه خبر ممن يعلم سر السماء والارض فانظروا فيما أخبركم عنه من كل آية فليس شيء منها في كتب أهل الكتاب وليس من خرافات يعرف العاقل كذبها فهل عدم معرفتهم بالكتاب هو هو ما يدفعهم لذلك ؟:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" بل انه لحري بهم ان يشكروا النعمة ويتفكروا كيف صدق القران كتاب أهل المتاب وكذب ما أدخلوه على دينهم من ضلال . وكيف أخبرهم بما حدث من خلق آدم الى آيات الله في السماء والارض وما يخبرهم به تصديقا للنبي الامي فهو مصدقا لما بين يديه من الكتب أعطاكم الدليل بوجود كتب من قبله منزلة و شهد من أهل الكتاب انه الحق من الله مصدقا لما معهم وليس شيء جديدا مبتدعا لم تعرفه الناس بل بل أهل الحق على توحيد الله في كل زمان" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(1/71)
(10)" فعقوبة المفتري عند الله في الدنيا قبل الآخرة وهذا ليس من مقدور البشر وما يمنعكم بعد هذا عن الايمان الا الاستكبار . .
فاسلوب القران سهل يبين ان هذا القران ليس من مقدور البشر وانه يصدق ما قبله وان فيه خبر ما لا يعلمه أحد في والارض ولا في السماء الا الله .
---
مجدي ابو عيشة
05-22-2006, 08:19 PM
ومن أسلوب القران وضع الناس على الحقيقة وتذكيرهم بها . فعجزهم عن الاتيان بمثل هذا القران دليل واضح على صدق النبي صلى الله عليه وسلم لذا فان القران يصدمهم بالحقيقة التي لا بد لهم من التسليم بها :" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ" فيأتيهم الجواب مباشرة " بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" فهذا الاسلوب هو بيان للحقيقة التي ينبغي ان يسلم لها الجميع لان عجزهم عن الاتيان بمثله وضعهم اما خيارين : الاول الايمان به . والثاني الكفر به " وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ" فلا يبقى في منتصف الطريق أحد لان الشك هو تكذيب لحال النبي فالشاك لا يقال عنه مؤمن بل هو لا يؤمن بصدق النبي فلذلك هو شاك " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" فالشك لا يكون حالة ثالثة . فمن أمن وأصلح فأجره على الله ومن كفر به فانه مضطر لبيان سبب كفره . ةقد سبق الاشارة الى رد زعمهم أن النبي أخذ القران من أهل الكتاب او قولهم عنه اساطير الأولين. والرد على أنه من إفتراء النبي بزعمهم .وقد زعموا(1/72)
مزاعم لا يستقيم لها حال كقولهم شاعر او مجنون او ساحر او مسحور او تنزلت به الشياطين . فبين عز وجل قدر القران وحاله وكيف أنزل "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" فقد أحكمه الله من الخلل والزلل فليس هو مثل شيء من كتب البشر التي لا تخلوا من أخطاء البشر . وجهلهم بأمور فلا يكون كتاب من كتبهم محكما بل يعتريه الخلل او الزلل وهذا حال كتبنا وكلماتنا الا اذا كانت كلام الله او من كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم ." ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" فهذا القران فيه الطريق التي لا يزوغ عنها الا هالك وهذا القران هداية لأهل التقوى يؤمنوا به ويعملوا به . فأي كتاب للبشر يهدي الى الحق بمثله " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ " وهو مصدقا لما أنزل الله على الرسل من قبل لا معارضة لها . فأعجب شيء ان ينسب مثل هذا الكتاب الحكيم الى غير الله " وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ "فالذي ينكره بحاجة ان يبين مواضع الزلل ويبحث عن الخلل الذي لا يوجد في كتاب الله , او ان يأتي بمثله . ولما عجزوا ظهر أثر استكبارهم : فقال بعضهم تنزلت به الشياطين وهو ليس بمقدور البشر " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) " فالشياطين لا تستطيع ان تأتي به لبعدها عن خالقها وهذا القران فوق مقام البشر من جن وانس والجن حجبت من أن تخبر أحدا من أهل الأرض بخبر الكهانة فلا الجن ولا الانس تقدر عليه :" قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً"(1/73)
فدخول الجن في الطلب وجعل الانس والجن بعضهم لبعض معينا لا يجعلهم يأتوا بمثله فكيف يقال تنزلت به الشياطين . وعزل الجن عن السمع وعدم امكان الجن التكلم بمثله او استراق السمع من أهل السماء هو دليل انه صلى الله عليه وسلم ليس كاهنا , ولا ممن تلبسته الشياطين بل هو يتكلم بكلام رب العالمين الذي نزل به الروح الامين . " هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)"فأين هذا الافك في القران حسب زعمكم ؟. وزعمو على النبي غير الكهانة فقالوا ماأخبر الله من ضلالهم:" فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)" اما القول بأنه شاعر فهو فاسد من عدة وجوه فان الشاعر يموت وتذهب أشعاره او أغلبها ولكن هذا القران سيبقى بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم وحفظ الله له بصدور العلماء وبسطور المصاحف بغذنه عز وجل . وكان عندهم الشعراء ولم يكن حال الشعراء عندهم الا بمنزلة المداحين واصحاب الابيات الفصيحة والبليغة التي ليس منها فائدة الا ما كان صياغة لحكمة وقد ذكر الله تعالى ذلك فقال:"وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) " فالرسول يخبرهم بالشيء ويعمله وليس ممن يلقي حكمة ليتكسب بها . فقولهم شاعر لم يكن الى هروبا من الرمضاء الى النار . فالشعراء يرتاح الناس(1/74)
من هجوهم ومن شعرهم بموتهم ويذهب شعرهم اما هذا النبي فان الله أخبره ان يقول لكم تربصوا بما زعمتم فانا متربص ومن معي من المؤمنين بما سيذيقكم الله من الخزي والعذاب في الدنيا ومن تمكين الله لنا عليكم .
فما لبث النبي ان ظهر عليهم ولما توفاه الله لم يضع شيء من هذا القران بل كان كما أخبر الله عنه " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ"
اما الجنون فهي أغرب مي ينسبه عاقل للنبي . فالأصحاء عجزوا عن الاتيان بمثله فما قدرة من لا يعقل بمثل هذا القران(1/75)
"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ " فهذه تهمة لا يقولها الا من عمميت بصيرته واستكبر عن اتباع الحق وقد رد الله عليهم عند زعمهم "إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)" فاي حق يأتي به أهل الجنون وهل يصدق كلامهم كلام النبين من توحيد الله وبيان شرعه ؟ فلا يصح لهم اتهامه صلى الله عليه وسلم بشيء من هذا .. وهل كان يستطيع أحد ان يكذب على الله بمثل هذا القران ويغفل الله عنه وعن فضحه ؟ فهذا القران هو كلام الله عز وجل والرسول الذي أخبركم به الرسول :"إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) "(1/76)
اما السحر فقد بين الله عز وجل انه فعل الضعيف الذي لافلاح له حقيقة وقد بين في قصة موسى مع السحرة ان الساحر لا يفلح فهو يسحر أعين الناس ولا يغير الحقيقة يسلبهم أموالهم بفعله ولو كان صادقا لأفلح في سحر المال:"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ" فانى للساحر من الفلاح في دنياه وقد طرد من رحمة الآخرة . والسحرة اعرف الناس بما بأيديهم فكيف يعجزوا عن مثله ؟ فلو كان سحرا لأتوا بمثله . وقد بين ربنا عز وجل ان السحرة آمنوا بموسى لما علموا بأن العصى ليست سحرا ولو كانت كذلك لبينوا خعتها او سعوا للاتيان بمثلها , فاين السحرة من الاتيان بمثل هذا القران ؟"قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)"فايمان سحرة فرعون لنبي الله موسى قصها الله علينا ليعلمنا كيف نعرف الامور ونميز سقيمها من صحيحها . وقد بين الله عز وجل اضطراب عقول أهل الكفر بالتفاتهم من حجة واهية الى أخرى واهية مثلها وضرب لنا مثلا الوليد بن المغيرة في قوله عن القران ."نَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)(1/77)
فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) " فقد فكر وقدر فما وفق في تفكيره ولا تقديره فلم يستقم ما فكر به ولا ما قدره فلم يبقى له الا ضم حاجبيه وكلح وجهه وعند ذلك زعم ان هذا انما هو سحر يؤخذ عمن سبق . فهذا قول البشر . فان كان كما زعم فلماذا لا يأتي بمثله ؟ فكان ناتج استكباره كفره . وهذه الاية بينت موته على الكفر قبل سنوات من موته . وهي بمثل ما أخبر الله عن ابي جهل وابو لهب وهذا الوليد مثلهم فقد قدر الله لنبيه وللمؤمنين ان يعلموا موتهم على الكفر واستحقاقهم لجهنم وكما مر سابقا فان الله أخبر نبيه بظهوره على قريش وذلك كله دلالة على صدق النبي وبيان ان هذا كتاب أحكمت آياته : وانه ذكر مبارك انزله الله هدى للعالمين .
---
مجدي ابو عيشة
05-24-2006, 12:13 PM(1/78)
وكان مشركي مكة قد جعلوا من رزق الله حلالا وحراما على غير ما شرع ربنا . فكان ما يبين ضلالهم وبعدهم عن الحق هو معرفة مصدر التحريم ومعرفة هذه الأحكام والتفكر فيها . فبين الله انهم انما فعلوا ذلك بأهوائهم " قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ " وذلك ان تحريم الشيء انما يكون من عند الله . فلماذا حرموا ذلك ؟ هل هي بأمر الله ؟ اذا لم تكن كذلك فهم يفتروا على الله بتحريمهم اياها . فهم حرموا انعاما على كل الناس فبين الله زيف نسبة ذلك لله ""مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " وذلك انهم انما حرموها اتباعا لآبائهم وبغير علم ولا هدى من الله . فهم قوم لا يعقلوا اذ لو عقلوا لبحثوا عن من حرم هذا .وهذه الانعام التي حرموها هي من جنس ما يأكلوا منه ولم تكن علة تؤثر في أكلها الا ما زعموا فكانوا لا يذبحونها ولا ينتفعوا ببعضها فبين الله عز وجل انهم يفتروا على الله الكذب بفعلهم اذ ليس عندهم علم وانما هي اهوائهم وتقليدهم الاعمى لبعضهم البعض:"وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا(1/79)
وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)"وهذا اشد الجهل بان يجعل التحريم والتحليل تبعا للهوى فيحللوا ما يريدوا ويحرموا ما يريدوا افتراء على الله .فهذه جعلوها محرمة وتلك جعلوا ظهورها محرمة فلا يركبوها وأخرى لا يحجون عليها وزعموا ان ما في بطون بعض الانعام خالصة للذكور دون الاناث سواء أكان يقصد به اللبن ام الاجنة التي تولد فتحريمها على الاناث انما هو تبعا لقولهم لا يطعمها الا من نشاء فحرموا ذلك مطلقا على الاناث وأحلوها للذكور ولكن ان تكن هذه ما في بطون هذه الانعام ميتة فهم قد يطعمو الاناث ان شائوا فحرموا الاناث منها الا ان كانت ميتة فيحلون لهم أكلها بأذنهم . وزعموا ان الله هو الذي أمرهم فقال الله عز وجل سيجزيكم ايمها الكفار كذبكم فان الله حكيم فيما يشرع عليم بما يصلح أحوال الناس فلوا عقلوا لعلموا ان الله لم يحرم ذلك . ولم يكن ذلك الامر الوحيد الذي فعله أهل الشرك بل جعلوا لله نصيب من ذبائحهم وجعلوا لشراكهم من اوثان نصيب !" وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " فهؤلاء مع سخفهم جعلوا لله نصيبا مما ذبحوا وما زرعوا فكان نصيب الهتهم يصل لآلهتهم وان كان شيء شيء لله فيصل الى الله وقد يصل شيء منه لآلهتهم من النصيب الذي جعلوه لله . فكذبهم هذا يعني انهم يفضلوا آلهتهم التي لا تستحق العبادة ولا أن تسمى آلهة على الله . فبين الله كذب حجتهم فسألهم :" ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ(1/80)
الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) " فاي ذلك حرم الله؟ لم يحرم منه شيء لانه خلق ذلك كله لكم لتركبوا ظهورها وتذكروا اسم الله اذا استويتم عليها ولحمها لكم حلال فهذه أنعام خلقها الله لكم وهو ما بينه عز وجل في الاية السابقة :"وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" فان أهل الكفر سيبوا السوائب وبحروا البحائر و حرموا الوصيلة و الحام وهذه مثلها مثل هذه الانعام التي حرموا بعضها وحرموا ركوب بعضها والانتفاع بلبن بعضها وجعلوا بعضها حرام على الاناث منهم .(1/81)
فانهم ان زعموا تحريم الذكور من هذه الاصناف فانهم يكونوا كذبوا انفسهم بانهم يستمتعوا بلحوم هذه الذكور ويركبوها وان زعمو حرمة الاناث فانهم يكذبوا انفسهم بانهم يشربوا البانها ويركبوها وان زعموا حرمة كل ما حوته أرحام اناث هذه الانعام بان كذبهم . فالانعام هي سواء وهي اما ذكور واما اناث فما جعلهم يميزوا انعام عن غيرها الا اتباع لكفر وجدوا ابائهم عليه وافتراء على الله عز وجل فلذلك قال لهم في الاولى نبؤني بعلم وفي الثانية سألهم سؤال المتهكم بهم أم كنتم شهداء اذ وصاكم الله بهذا ؟ فلم يكن يمكنهم القول بان الله وصاهم بهذا اذ ليس عندهم سيء يدل عليه وبطل زعمهم بتحريم بعض الانعام دون بعض من نفس النوع والجنس بما سيبوا السوائب وبحروا البحائر ووصلوا الوصائل وتركوا الحام من الركوب فحموا ظهورها .فبعد ذلك اي ضلال هو شرممن افرى على الله الكذب فحرم ذلك على الناس وانما خلقها الله لينتفع الناس بها . ثم طلب الله منهم ان يبينوا فقال لهم : قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ" فبين عز وجل انهم لا يملكوا شهادة وان زعموا فانهم يشهدو زورا . فانهم كذبوا بآيات الله وأنكروا البعث وجعلوا لله انداد وساوو بهم الخالق فان الله عز وجل انما حرم من هذه الانعام ما كان خبيثا مكسبا او حالا "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا(1/82)
حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) "فان الله عز وجل انما خلق هذه الانعام لننتفع بها ونكسب منها كسبا حلالا ونأكل لحومها ونشرب البانها ونركب ظهورها وبين لهم شيء قد يعترضو عليه من حال يني اسرائيل فبين الله عز وجل ذلك :انما حرم على بني اسرائيل اشياء من هذه الانعام بسبب ظلمهم لانفسهم وعقوبة وقد كانت كلها حلال لهم قبل ذلك "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"وبين عز وجل انه انما حرم ذلك بسبب ظلمهم "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" فالله عز وجل بعث نبيه ليرفع عنهم الاصر والاغلال التي كانت عليهم وكذا ليحل للناس ما حرمه أهل الجاهلية بلا علم وكتاب منير فمن يرد الهداية فليتبع هذا النبي فيكون من :"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"(1/83)
فلما بطلت حجة أهل الشرك وبان كذبهم فيما جعلوا لله من شركاء من رزق وما بينه من كذبهم وافترائهم على الله بتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم "قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ" وبعد ان بين لهم كذبهم بسؤالهم عن السوائب والبحائر والوصائل والحام بين عز وجل ان ضعف حجتهم ستجعلهم يلجؤا الى الكذب مرة أخرى "(1/84)
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ" فاحتجوا بان الله لم يمنعهم من الشرك ولا تحريم شيء مما انزل الله من رزق وهذا الكلام كله من الجدل الذي اساسه الكذب على الله بالزعم عليه بما لا يعلموا . فطلب منهم برهان من علم يبينوا ذلك فهم ليسوا الا يظنوا ذلك ظنا ولا يعرفوا شيء من الحق في ذلك فكلامهم كله كذب بأن الله أجبرهم ورضي لهم الكفر وعبادة الأوثان . وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) فتشابه قلوبهم بقلوب من قبلهم جعل سبيلهم الهلاك كما حل بمن قبلهم ان لم يبادروا بالتوبة لله . والرسول لا يجبركم على الايمان وانما يبلغكم رسالات الله وانتم بعد ذلك تسيروا الى طريق الضلال او تتبعوا الهدى . فان الله عز وجل انما خيرهم وميز بعضهم على بعض ولو شاء لجمعكم جميعا على الهدى ولو شاء لهداكم أجمعين ولكنه عز وجل ترك الناس ليعملوا ما يريدوا فيجزي كل انسان بعمله وهو لا يظلم أحدا عز وجل" قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) " ولم يكن أهل الشرك قد حرموا ذلك وحده بل تعدوا ذلك الى تحريم امر لا يفعله انسان الا بعد ازالة الرحمة من قلبه " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا(1/85)
مُهْتَدِينَ" ولم يكن ذلك الا بعد ان تلبس عليهم الحرام والحلال فبدؤا بالسوائب والبحائر وانتهى بهم الامر الى قتل اولادهم " وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)" فقد قتلوا اولادهم بطرق شتى : فوئدوا البنات وقتلوا اولادهم خوف ان يعيلهم وخوفا عليهم من الفقر "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" وكانت المؤودة أغلب قتلهم " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)" فبين الله تعالى ان ذلك افساد الحياة وانما لبس عليهم دينهم وتخبطتهم الشياطين بفعلهم ولبسوا عليهم ادراك الحقائق فخسروا الدنيا بتحريم الرزق من مال وبنين وخسروا الآخرة بالشرك فارشدهم الله عز وجل للحق ليتبعوه فسألهم :(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وبعد ان بين كذبهم في انهم يفتروا على الله الكذب بين عز وجل شرعه الحنيف:{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) }وبين عز وجال حال المشركين بفعلهم وبين ناتج ذلك : " قَدْ خَسِرَ(1/86)
الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)"
---
مجدي ابو عيشة
05-27-2006, 11:56 AM
كان أهل الشرك وأهل الكتاب يزعموا بانهم على منهج ابراهيم عليه السلام . فبين الله تعالى كذبهم وخروجهم عن ملة ابراهيم عليه السلام . وبين لهم ان ملة ابراهيم هي افضل ملة . "وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" وهذا أمر متفق عليه بينهم الا ان أهل الكتاب كانوا يزعموا ان ابراهيم هو على ملتهم من يهودية ونصرانية . وبين الله عز وجل ملة ابراهيم السمحاء التي هي التسليم لله بكل شيء" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " فكان مخلصا مطيعا خاضعا لله رب العالمين . فبين الله عز وجل ان اليهود والنصارى يدعون الى غير ملة ابرهيم الحنيفية السمحاء فهم يدعون الى اليهودية والنصرانية والمشركون من اهل مكة يدعون للشرك بالله " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)" وزعموا ان ابراهيم كان على ملتهم فكذبهم الله عز وجل نافيا ذلك عن ابراهيم عليه السلام ومكذبا المشركين بزعمهم انهم على ملته بما هم فيه من شرك والحاد.
فبين الله الحجة على أهل الكتاب بما يغني عن مجادلتهم في فعلهم ودينهم . فابراهيم عليه السلام مات قبل اليهودية وقبل النصرانية فكيف ينسب الى أحدهما ؟
فأهل التوراة من اليهود يقروا على ان اليهود من نزل عليهم التوراة وآمن به والنصارى يقولوا ان دينهم على الانجيل والتوراة فكيف يكون ابراهيم يهوديا او نصرانيا ولم يكن قد نزل عليهم توراة ولا انجيل ؟(1/87)
"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)"
ثم بين الله تعالى : ان لا يحق لكم الكلام فيما لا تعلموه وليس عليكم به حجة و فقد جادلتم فيما حرم الله عليكم من الانعام وغيرها لانه موجود في كتبكم فبأي حق تجادلوا في شيء يعلم العاقل كذبه . فان الله الذي يعلم كل شيء يخبركم ملة ابراهيم السمحاء الاتي فيها التسليم لله وطاعته وهو ملة الاسلام :
"هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)"(1/88)
:"قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " فاليهود على تحريم امور لم يحرمها عليهم الله عز وجل الا من بعد نزول التوراة وهي ما نزل الاسلام لتخفيفه عليهم وارشادهم للحق لأتباعه وتخفيف الأصر والأغلال التي كانت عليهم بسبب بغيهم . وبين الله عز وجل ان ملة ابراهيم ليس فيها التشديد وتلك الأغلال التي انما كانت بسبب بغيهم وظلمهم "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" فبين ان هذا لم يكن محرما على ابراهيم عليه السلام ولا على ذريته من بعده حتى حرم الله ذلك على اليهود فبين لهم ان لا سبيل لهم لانكار ما يخبرهم الله عز وجل به باي حجة او جدل كزعم ان لا نسخ في شرع الله بزعمهم فارشدهم الى الرجوع للحق وبيان ان الله انما حرم عليهم من الطيبات بسبب بغيهم وعقوبة لهم واختبار فارجعوا الى كتبكم فان فيها نص نزول التحريم والتي تبن ان ذلك لم يكن محرما منه شيء " كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)" فليس شيء الا كان مباحا من هذه الانعام الا ما حرم اسرائل على نفسه وذلك كله كان قبل ان تنزل التوراة فكيف يقال ان ابراهيم كان على ملتهم .وكتبهم شاهدا على ذلك وفيها تكذيبا لهم عن قولهم ان الشرائع لا تنسخ وبيان الحق في ذلك .(1/89)
فبين عز وجل ان استحقاق النبي والذين آمنوا معه لملة ابراهيم هو اتباعهم لملته من التسليم لله والطاعة" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) " وهو الذي أمر المؤمنين باتباعه :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) "
---
مجدي ابو عيشة
05-27-2006, 07:36 PM
وكان القران يرد على على أهل الجحود عند طلبهم الاية بتذكيرهم بفعلهم أول مرة اي بيان ناتج الاستجابة لطلبهم قبل ان يستجيب لذلك او تركهم وعدم الاستجابة لهم .(1/90)
فقد طلبوا من لاآيات ما يتخيلوا وكأن النبي انما بعث لهم ليلبي لكل انسان رغبته لكي يؤمن " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)" تركوا ما انزل الله اليهم من آيات بينات ثم عمدوا الى ما في نفوسهم وأهواءهم:" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)"
فليس النبي هو من يستطيع فعل شيء الا باذن الله فبأي سبب يعرضوا عما أخبرهم عز وجل انه دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وطلب آيات حسب أهوائهم . وقد بين الله عز وجل ان ناتج الاستجابة لهم لو استجاب الله لهم هو نفس ناتج استجابتهم فيما سبق :"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " وقد بين عز وجل اعراضهم عندما يروا آية من آيات الله عز وجل :"بسم الله الرحمن الرحيم(1/91)
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) " فقد جائهم من الاخبار ما يبين صدق النبي ويريهم آية من آيات الله ولكنهم يقولا سحر مستمر !! وهذا تحقيق قوله تعالى " وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ " فبين عز وجا ان الايات بيد الخالق وقد انزل عليكم ايها الناس اية لا تلازم صاحبها في حياته فقط بل ستبقى لكم بعد مماته آية يجدها الانسان في كل وقت وفي أي مكان حجة بالغة لا يعرض عنها الا متكبر . "وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا" فالله ينزل الآيات تخويفا للناس وبتكذيبهم النبي يستحقوا العذاب الذي وعدوا به ان كذبوا به فان كان دأبهم التكذيب فلماذا يرسل اليهم الآيات ؟ فلذلك بين الله عز وجل ان اهل الكفر يطلبوا آيات وقد كذبوا بها او بشبيهها من قبل فإن كانوا طلاب حق ومعرفة صدق النبي صلى الله عليه وسلم لماذا يكفروا بالآيات ؟(1/92)
فمن ذلك قولهم لولا أوتي مثل أوتي موسى :"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) " فان كانوا أخذوا هذا القول عن اليهود ليحتجوا به على النبي , فيقولوا لولا أوتي محمد مثل ما أوتي موسى من الكتاب . فأخبرهم الله انهم يكفروا بما أخبرهم اليهود أصلا فكيف يطلبوا بمثل ما يكفروا به . فقال الله لهم ان كفكم بالقران وكفركم بالتوراة سواء فاتوا بكتاب من عند الله أهدى منهما كي نتبعه فبين الله النتية وهي انهم ان لم يؤمنوا فباتباعهم أهوائهم بعدا عن الحق لا اتباعا له. وقد مر سابقا كيف طلبوا من الرسول اية للإيمان بها :" وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى" فالايات هي دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم والكفر بإحداها كافيا للكفر بباقي الآيات فان الله عز وجل بين ان أهل الكفر لم تغن عنهم الأيات :"إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) " وقد توعدهم الله عز وجل بعمى القلب لاعراضهم حتى يجعل الران يغطي قلوبهم بسبب كفرهم :" سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا(1/93)
يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"
---
مجدي ابو عيشة
05-28-2006, 08:27 PM(1/94)
وزعم اليهود انهم لا يؤمنوا للنبي حتى يأتيهم بقربان يقدمه فتأكله النار وهم ينظرون اليه فيكون ذلك دليل صدق النبي :"الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)" فرد الله عز وجل بانهم لم يؤمنوا بالانبياء الذين بعث الله معهم قربان تأكله النار بل كذبوهم بعضهم وقتلوا آخرين "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ " فلم قتلتموهم ؟ فان كان قتلكم للانبياء بعد أن اقاموا عليكم الحجة هل ستؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا جائكم بمثل ذلك ؟ فبين عز وجل ان استكبارهم واتباعهم لأهوائهم هو ما يمنعهم من الايمان فان الانبياء قد جاؤهم بالبينات الواضحات من آيات الله وجاؤهم بالذي طلبوا من قربان تأكله النار وان كانت آية واحدة كافة للتصديق وكذبتم بكل آية من قبل وجائكم محمد صلى الله عليه وسلم بآية واضحة بينة وهو مكتوب في كتبكم صفاته وحال دعوته وأمرتم باتباعه فكذبتم به . فان كانت الاية التي بين يديه لا تكفيكم لتؤمنوا به فكذبتموه فانكم ستكذبونه لو جائكم بقربان بدليل تكذيبكم لمن قبلكم فهذا دأبكم بالتكذيب : "لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا(1/95)
كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)" فان كانوا يرون التكذيب والكفر والقتل امرا لا يؤثر فيهم لما يفترونه من كذب وبامانيهم الكاذبة وباستكبارهم وهذا سبب كفرهم وحقيقة طلبهم فانهم قابوا نعمة التوبة بالتكذيب وحسبوا ان لا تكون عليهم فتنة لما يفترونه على الله .
فخلاصة ذلك ان الانبياء جاؤكم بالبينات فكذبتموهم وجاؤكم بما طلبتم من بينة فكذبتموهم ومحمد صلى الله عليه وسلم جائكم بالبينات ايضا فهل تكذبونه الا كما كذبتم انبيائكم ؟ فان كان الحق تريدوا فبينة واحدة تكفي وان كان غير ذلك فانكم ستكفروا كما كفرتم من قبل .(1/96)
وكان اليهود يأملوا بذلك بما يفترونه على الله وما يجعلوا لانفسهم من منزلة عند الله بظنهم ان الله سيتجاوز عن سيئاتهم لامحالة وانه ان عاقبهم فلن يعاقبهم الا اياما معدودة :"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " فلم يكن عندهم في كتبهم ما يقول لهم ذلك بل كذبوا على الله وافتروا على الله الكذب . فغرهم ما كذبوا ولم يلتفتوا الى الحق فلم يكن لله عليهم عهد ان يدخلهم الجنة ان جحدوا انبيائه ورسله ولكنهم قالوا ذلك زاعمين على الله ما لم يعهد اليهم :" وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)" فان الله لا يخلف وعده فمن كسب سيئة سيجزى بها ومن كسب حسنة سيوفى اجره ولن يظلم أحد وانما العهد الذي عهد لكم به ان يدخلكم الجنة ان آمنتم برسله وتمسكتم بدين الله وأوامره:"وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ(1/97)
ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) " فان العهد هو كما عهد ربكم لا كما حرفتم الكلام عن موضعه فهذا العهد وهو قائم كما هو :" يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " فذاك العهد لا كما زعمتم
"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)" فبين الله عز وجل ان الهداية للناس هي طريق الجنة باختلاف اجناسهم وان التكذيب والضلال هو طريق النار . فكان مما بين الله عز وجل كذب زعمهم وزيف ادعائهم انهم لن يدخلوا النار الا أياما معدودات وبيان انه مما افتروه على الله ان بين حقيقتهم في الدنيا وانهم ليسوا الا بشر ممن خلق الله تصيبهم النوازل كغيرهم وهم عرضة لمصائب الدنيا وانهم يذوقوا العذاب بما اقترفت ايديهم في الدنيا ولن يكون حالهم في الآخرة افضل :" وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) "(1/98)
وهذه خلاصة المسألة :" وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ "
فتكذيبهم واضح :"قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ" والحقيقة انكم لا تختلفوا عن غيركم :" بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ"
فقد بين الله حالهم السابق وبين مشابهته بالحالي وبين ما سيحدث ان جائهم بالبينات وبين لنا سبب ذلك من افترائهم على الله وبين زيف ذلك من واقع حالهم فبيان افتراء بعضهم على بعض بدلالة حالهم مما يصيبهم من مصائب الدنيا فكان سبيلا للتخلص من الكذب والوهم الذي يعيشوا فيه الى حقيقة مساواتهم بالجنس البشري وبين ان الهداية تكون باتباع الحق وما يرونه من آيات بينات تدل على صدق النبي .
---
مجدي ابو عيشة
05-29-2006, 10:10 AM
وقد زعم أهل الكفر ان حالهم هي دليل على مآلهم في الآخرة مع عدم تصديقهم للآخرة :"وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36)"(1/99)
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره :"يقول تعالى ذكره: وقال أهل الأستكبار على الله من كل قرية أرسلنا فيها نذيرًا لأنبيائنا ورسلنا: نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن في الآخرة بمعذبين لأن الله لو لم يكن راضيًا ما نحن عليه من الملة والعمل لم يخولنا الأموال والأولاد، ولم يبسط لنا في الرزق، وإنما أعطانا ما أعطانا من ذلك لرضاه أعمالنا، وآثرنا بما آثرنا على غيرنا لفضلنا، وزلفة لنا عنده، يقول الله لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهم يا محمد(إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ) من المعاش والرياش في الدنيا(لِمَنْ يَشَاءُ) من خلقه(وَيَقْدِرُ) فيضيق على من يشاء لا لمحبة فيمن يبسط له ذلك ولا خير فيه ولا زلفة له استحق بها منه، ولا لبغض منه لمن قدر عليه ذلك ولا مقت، ولكنه يفعل ذلك محنة لعباده وابتلاء، وأكثر الناس لا يعلمون أن الله يفعل ذلك اختبارًا لعباده ولكنهم يظنون أن ذلك منه محبة لمن بسط له ومقت لمن قدر عليه."(1/100)
فبين الله لهم ان هذا لا يساوى شيء عند الله في الآخرة الا من آمن به واتبع هداه فهذه الاموال والاولاد لا تقربكم دون عملكم "وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) " فليس هذا الذي يجب ان يفتخر به الانسان بل يجب عليه ان يتفكر بنعمة الله عليه ويحفظ شكرها كي توفى أعماله له , فيكون ممن فضل بالآخرة :"انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا " فمتاع الدنيا بفضل الله ورحمته على الناس فان لم يؤدى شكرها وقوبلت بالكفر فان الله سيجعلها نصيبه من الدنيا ليلقى الله وما له حسنة يطلبها "وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" وبين عز وجل حالهم في الدنيا وانفاقهم المال للصد عن سبيل الله :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" فبين عز وجل ما ينتهي اليه كيدهم من حسرة في الدنيا لانهم ينفقو أموالهم فيما لا يرجى له اجر عند الله لانهم أصلا لا يؤمنوا بالآخرة فيكون انفاقهم للمال حسرة في انهم انفقوها وذهبت منهم وفي ذهابها عبثا فان كانوا كادوا للمسلمين فان كيدهم زائل ولو بعد حين . ثم يوم القيامة تكون حسرة عليهم لما يجدوا من آثار انفاقها في الباطل , ومن أثر ذلك هو جحدهم الرسالة لانهم يرون أنفسهم أكثر اموالا . فذكر الله كل من دخل في نفسه الكبر من المشركين والمنافقين فقال(1/101)
عز وجل :
"كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70)" فان ملك هؤلاء ما زادهم الا خسارة في الدنيا في الدنيا . فان الله امر مترفيهم بالايمان فعصوه الى الكفر "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" ففسقوا بمخالفة امر الله الى المعاصي والذنوب والمترفين وأهل الما هم أكثر الناس تبعا للهوى وأغلب الناس تسمع كلامهم وتقدر مكانتهم ويتبعهم كثير من الضعفاء يسمعون كلامهم . فيكون مالهم سخطا عليهم في الدنيا والآخرة , يحملوا اوزارهم واوزار الضعفاء الذين اتبعوهم .
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) "
ففيها بيان حالهم من تابع ومتبوع وكيف ان التابع لام المتبوع على الخسارة ففي الدنيا استضعفوهم وفي الأخرة أخزوهم وافسدوا اعمالهم .(1/102)
" قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)"
فاي فائدة للندم يومئذ؟ , ثم بين الله تعالى حال المترفين بتمسكهم بجاههم وبسلطانهم واستكبارهم على الحق :
" وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36)"
ومما ضربه الله مثلا للمترفين فرعون فانه بعدما رأى كل آية من موسى عليه السلام استكبر :" وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)"(1/103)
وبين الله حال قوم فرعون في الآخرة اذ قال :" وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)" وقد بين كيف زال ملكهم وبقيت آثارهم شاهدا عليهم وذكرنا بفعلهم وقولهم في الدنيا :" وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ" فالقصص والاثار والأمثال لم تغن عنكم ان تفعلوا بفعلهم فزعمتم ان لا زوال لكم ولا انتقال للكم الى دار اخرى وقد رأيتم من كان اشد منكم بطشا وأكثر جمعا ومالا كيف فعل الله بهم .
فهذا قارون لم يعتبر بما أعطاه الله من مال . ولا اتعظ بما نصحه اهل العلم ولا اتعظ :" قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ"
فلم يمنعه ماله من العذاب بل خسف به وبماله الارض . .
فكان اسلوب القران في ذلك لفت نظر الناس الى حال من سبقهم فليس الامر بالمال والجاه والقوة كما يزعمون فليست هذه ما يقيس الله بها الأعمال .(1/104)
وكان كفار قريش طلبوا امرا بمماثلة ذلك في النبوة ::"وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)"وكأن الهدى لا يعرف الا من عظمائهم ! فالذي قسم الحياة بينتهم في الدنيا وأعطاهم المال هو الذي يملك ذلك " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّك" بل يملكها الله خالق كل شيء ومالك كل شيء : قال ابن كثير :" ثم قال تعالى مبينا أنه قد فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهوم، وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة، فقال: { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }" ثم بين الله تعالى اثر المال وانه متاع الدنيا
" وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) "
---
عدنان البحيصي
05-29-2006, 10:35 AM
الاخ الفاضل مجدي أبو عيشة ابارك لك هذا الجهد فجازاك الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء
الحقيقة كنت قد قرأت لشيخي الدكتور وليد العامودي حفظه الله كتاب معنون " بأسلوب القرآن الكريم في عرض مواضيع العقيدة " وهو كتاب رائع جداً ومفيد
ربما أقتبس منه أموراً بسيطة هنا ، لعل مشاركتي هنا على موضعك تزيد ما سأنقله بهاءً والبهاء من أصل نصك
شكراً لك
---
مجدي ابو عيشة
05-29-2006, 11:12 AM
جزاك الله خيرا أخي .(1/105)
الموضوع مهم جدا بنظري وذلك لانشغال الكثير من الأخوة بالجدل الذي لا فائدة منه واستبدالهم كلام الله عز وجل باساليب اهل الكلام . ولا أخفيك اني تعلمت الطرق الكلامية وجادلت ببعضها مما رأيت ان لا خطأ فيه . الا اني أجد نفسي اسير في مكاني لان الجدال اذا دخل فيه تعابير الناس والظنيات وتركوا القطعيات تاهوا بل الصحيح ان القطعيات هي اساس كل شيء وعلى اثرها تجري الظنيات .
اليك هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث فهو ذو صلة بهذا الموضوع :هل يجوز شرعا التحدث مع الملاحدة بعلم الكلام (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79787)
وراجع منتديات الحوار مع الملاحدة ستجد اثر ابتعادنا عن القران الى اساليب الجدل المذمومة .
بالنسبة للأقتباس فطريقتي ان ابين اي شيء اقتبسته اقتباسا .
---
مجدي ابو عيشة
05-30-2006, 10:01 AM
ويتبين بجلاء وضوح الجواب وقطعيته عند اجابة الله على سؤال المشككين وفي القران امثلة كثيرة منها ما مضى الحديث عنه . وأذكرهنا السؤال والجواب وبيان اثر اسلوب القران :
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"
السؤال واضح وهوسؤال عام عن الروح والروح سواء أقصد بها ملك كجبريل عليه السلام ام قصد به الروح التي بها الحياة للجسد فان الجواب فيه جاء بشكل جميل يقطع الحبل عن اسئلة كثيرة مثلها . فالذي يسأل عن الروح قد يسأل عن امور كثيرة مشابهة لها .(1/106)
فلما كان الجواب واضح :"قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " فهم لا يعرفوا الروح ولا يمكنهم التأكد من صحة ما يقول , ولا يمكنهم معرفة شيء عما لم يكتسبوا علما عنه . فلما خفي عليهم ما هي الروح خفي عنهم ان يعرفوا شيء عنها . فان ابن آدم يشبه ما يسمع بما يعلم وليس ما يقال عن الروح مما يعرفه بنوا آدم . فكان الجواب مقرونا ببيان حال معرفة الناس وعلمهم "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" وما أعطيناكم من العلم الا اليسير فان فرحتم بما عندكم من كتاب فاعلموا ان ذلك يسير . وانكم لن تصلوا الى منتهى العلم بل انتم بشر يغيب عنكم أكثر مما تعرفوا وتظنوا أكثر مما توقنوا .(1/107)
وكأن السؤال جواب عن اسئلة كثيرة يتشبث بها بعض من ظن نفه أحاط بالعلم لبعض المعرفة التي ينالها . وذلك انه لو جلس ونظر ما لا يعلم لما أحصاه ولو نظر الى ما يعلم لوجده يسير . ولكن أهل الجحود يفرحوا بعلمهم اليسير ويظنوه حجة على انبياء الله ليعرضوا عن النبي وهديه :"فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " فهم ظنوا ان علمهم منتهى العلم فظنوا لا بعث ولا حساب , وهذا يحدث كل عصر عند اكشاف سر من اسرار الحياة يظن الانسان انه عرف واذ به يعرف امر آخر يعرف انه يجهل الكثير .بل يجب ان يكون ما يعرف هو سبيل لمعرفة ما لا يعرف ما أمكن اما ما لم يحط به الانسان فليس له طريق لمعرفة ذلك بعقل ولا تجربة وانما يعرفها بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق وعد الله عز وجل فان ذهب الوحي ذهب العلم بما أخبرنا الله من امور الوحي من غيب كالروح والملائكة والجنة والنار ولا نعلم عنها مع موجودها " وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) " فرحمة من الله أعلمنا ببهذه الأمور .
ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم هو من ألف القران لأجابهم بجواب مما يمكن لبشر ان يجيبه عليه من مثل ما يقوله الفلاسفة او غيرهم . ولكن جواب القران كان دليلا ان هذا الامر ليس شيء مما تقولوا يا بني آدم وسيظهر عجزكم وقلة علمكم بذلك .
---
مجدي ابو عيشة
05-30-2006, 11:51 AM(1/108)
من ذلك سؤالهم عن الساعة متى موعدها :"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)"فليس علمها من اختصاصكم ولا يمكنكم ان تعرفوا موعدها لا بعلم من عندكم ولا أعلمها الله لأحد حتى يعلمكم . فان سؤالكم عنها سؤال من لا بما ليس بمقدور احد ان يعلمه الا الله فهل يحق السؤال عن أمر اخبر الله انفراده بعلمه وانه لن يعلم احد بل ستأتيكم فجئة وانتم عنها غافلين ." يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) " فليس مفيدا لهم معرفة وقتها وهم لها مكذبين بل الحذر واتباع داعي الله النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يطلب منكم ولأجله انزل الله لكم هذا الهدى فاتبعوه . فان ايامكم تمضي وستأتيكم ساعتكم يوم أجلكم وقد تدركم او تدرك غيركم فلا ينفعكم ندم بعد ذلك .
والذي يلاحظ ان سؤالهم عن الروح وعن وقت الساعة ليس فيه فائدة تدعوهم للإيمان بالله . فان أخبرهم ما هي الروح لا يمكنهم التأكد من صحة كلامه لانهم لم يؤمنوا بالواضحات البينات من قبل . وان أخبرهم وقت الساعة فانه لن يفعلوا أكثر من انتظارها اذا أخبرهم بأمد قريب او اان أخبركم بأمد بعيد فستقولو متى هو . اذا فما الفائدة من السؤال . وهل كان السؤال مما يمكن ادراكه ؟ وكيف يطلب معرفة ما استأثره الله لنفسه من علم ولم يعلم به أحد وأخبرهم انه لن يعرفها أحد الا الله ؟(1/109)
" وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
فليس سؤالهم مما فيه فائدة ولا سبيل لمعرفته . فان انتظرت حتى تدرك الساعة فانك اهلكت نفسك لانك وصلت الحساب وضيعت العمل .
---
مجدي ابو عيشة
05-30-2006, 08:49 PM
ومن اسلوب القران بيان حال المخالف من أهل شرك والحاد وأهل كتاب .
فقد بين كذب اليهود من تبيان حالهم ورد عليهم بكذبهم وافترائهم على الله غير الحق :
"وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" فكان الرد على زعمهم ان كنتم أخذتم عهدا فبينوه فان الله لن يخلف وعده . ولكن هذا ليس كما تزعمون وانما تقولوا على الله ما لا تعلموا وما لم ينزله عليكم بكتاب . فكان بيان حالهم من عجزهم عن اظهار عهد لهم بالجنة لمجرد انهم يهود وبين الله عز وجل ان من احاطت به خطيئته من شرك او كفر دخل النار وخلد فيها
وزبين تعالى لهم قولا آخر : وهو اختصاصهم برحمة الله دون غيرهم :(1/110)
"قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)" فطلب الله من رسوله ان يخبرهم بتمني الموت . وبين عدم تمنيهم وبين سببه . فعلمهم بحالهم بيان على ضلالهم لذا قال الله عنهم " قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) " وما تمسكهم بالحياة هذا بمنجيهم من الموت . فلماذا لا يمنونه ؟ ذلك بمعرفتهم عن حالهم ومعرفتهم بعذاب توعدوا به بسبب مخالفتهم . فالكبر والحسد يمنعهم من الدخول في الاسلام .
فبين الله عز وجل زيف ادعائهم اذ لو كانوا صادقين لتمنوا الموت . ولكن الله أخرج ما في قلوبهم مما أخفوه على الناس وبين شدة تمسكهم بالدنيا وكراهيتهم للأخرة . حتى اصبحوا أشد تمسكا ممن لايؤمن بحساب ولا عقاب .(1/111)
ومن ذلك ما رده الله على اليهود بزعمهم على جبريل عليه السلام :" قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)"
فانهم ان لآمنوا بجبريل فان الله هو الذي انزله وانما كرهوا ما انزل الله فعداوتهم لجبريل عداوة لرب جبريل الذي ارسله . وهو كفر بما أوجب الله عليهم . فكان كفرهم بآيات الله واضح وصريح فهم يؤمنوا بجبريل ويعلموا انه ملك وانه مرسل من عند الله فكيف يكفروا بما جائهم جبريل ؟ فرد الله عليهم : " فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ " وهذه ايات بينات واضحات ولا يكفروا بها الاجحودا واعراضا وخروجا عن الحق الى الضلال .(1/112)
ثم بين الله تعالى وجه جديدا بكفرهم فقد سبق وان ذكرت زعمهم بان الله عهد اليهم ان لا يؤمنوا برسول حتى يأتيهم بقربان وبين يدينا آية أخرى تبين حججهم الواهية :" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" فان كنتم تؤمنوا بما انزل عليكم فلم قتلتم الانبياء الذين جاؤكم ليحكموا بالتوراة بينكم :" إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)" فماذا فعلتم بالانبياء الذين حكموا بينكم بالتوراة ؟:" لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)" فليس تكذيبهم الا تبعا لأهوائهم وهو دليل على تكذيبهم لرسلهم لمجرد الهوى . فالقران مصدقا للتوراة فلم يمنعهم من اتباعهم الا الغضب الذي استحقوه بكفرهم بآيات الله . فلو جائهم محمد صلى الله عليه وسلم بالتوراة كما انزلت على موسى لما اتبعوه . فقد قتلوا الانبياء لهوى في قلوبهم وران لا يغسله الا ترك الكبر والرجوع الى الحق .(1/113)
فلما عرفوا ان النبي جاء بشريعة مصدقة لما معهم ولكن انزلها الله حنفية على دين ابراهيم ارداوا ان يعرضوا بطريقة مختلفة :" وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)" ايمان اول النهار وكفر آخره ليحدثوا ريبة في قلوب المؤمنين . وعقدوا على انفسهم بالخفاء عدم تصديق الا من تبع دينهم ولا يأمنوهم بشيء .
فرد الله عليهم ان هذا الهدى انما هو من عند الله وهو الذي بيده هداية الناس وبيده الرحمة والفضل . فان خفتم ان يؤتى أحد بمثل ما اوتيتم فان الله يؤتي فضله من يشاء وان خفتم ان يحاجوكم وهو واسع المغفرة وعلمه وسع كل شيء يعلم ما تخفون وما تعلنون .(1/114)
فبين سرهم وفضح مقولتهم وبين انهم يعلمو ضلال انفسهم من خوفهم بان يحتج عليهم المسلمون بما في ايديهم فيقولوا لهم في كتبك هذا وفي كتبكم هذا كما فضحهم في قصة الزناة الذين اخفوا حكمهم المعروف في كتبهم وأرادوا ان يحتكموا الى غير ما في التوراة من رجم الزناة فقال الله معنفا لهم :" وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) " فبين ان الحكم عندهم في التوراة وانهم استحفظوا على كتاب الله وأمروا بتطبيق أحكامه وعدم الخوف من الناس ولكنهم بدلوا وكذبوا وكفروا .
فكان اسلوب القران بالحتجاج عليهم بما أخفوا من كتبهم وبمخالفة حالهم عن مقالهم وبين سبب كفرهم .
---
مجدي ابو عيشة
05-31-2006, 09:30 AM(1/115)
ومن اسلوب القران ابطال دعوة اهل الكتاب الى دينهم وذلك ببيان تركهم شرع الله وعدم اتباعهم ما انزل اليهم :"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)" فكيف يدعو هؤلاء الى اليهودية او النصرانية وهم لا يتبعوا ما انزل اليهم : اما اليهود فقد سبق الاشارة الى قتلهم الانبياء واتباعهم باطلهم اما النصارى فقد أخبر الله انهم تركوا نصيبا مما أعطاهم الله من كتاب :"وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)" وبين الله عز وجل ان أهل الكتاب ليسوا ذو خبرة في كتبهم بل تركوا ذلك لبعضهم وان منهم قوم لا يعرفون الكتاب لانهم لا يعرفون قراءته ولا يعرفون ما فيه فليس لهم منه الا ما تتمنى انفسهم وما غرهم من دينهم من ما كان يفتريه عليهم احبارهم ورهبانهم "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)"فبين الله حالهم وتوعد الذين استحفظوا على كتاب الله فخانوا الله وكذبوا على الناس " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)" فانهم يحوروا الكلام حسب رغباتهم ويكتبوه على غير حروفه التي انزل بها مرة ويلون السنتهم بكلام غير ما انزله ليحسبه الناس كلام الله مرة(1/116)
ويكتموا بعضه مرة ويغيروا معانيه مرة أخرى . فلما اجتمع فساد العلماء وجهل العامة كانوا على ضلال لا يعملو فيه بكتاب ربهم . وقد تبين ذلك من قصة الزانيين اذ كتموا وجود حكمهم في التوراة ففضحهم الله بكتابه وبين ذلك امام الناس بفضله عز وجل والقصة معروفة وقد مرت الايات عن ذلك سابقا .
وقد بين الله عز وجل كيف ان هؤلاء اليهود يأخذوا ببعض الكتاب ويتركوا بعضه فانهم نسوا حرمة دماء بعضهم فكانوا يعرفوا ذلك وتركوا العمل به فقتل بعضهم بعضا ثم انهم عملوا بفداء اسراهم وهو امر عجيب . فهو يقتل اليهودي الذي مثله ثم انه ان وجد الذي كان سيقتله بين الأسرى بدر الى عدم تركه مع العدو . وان كان بينه هذا الذي فداه تظاهر عليه بالاثم والعدوان وطرده من دياره فكيف يفاديهم اتباعا للتوراة ثم يخرهم ظلما من ديارهم وهو محرم عليهم اخراجهم ؟
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)"(1/117)
وكان اوضح ذلك فعلهم في المدينة : قال ابن جرير:" يعني بقوله جل ثناؤه:(وإن يأتوكم أسارى تفادوهم) اليهود. يوبخهم بذلك، ويعرفهم به قبيح أفعالهم التي كانوا يفعلونها، فقال لهم: ثم أنتم - بعد إقراركم بالميثاق الذي أخذته عليكم: أن لا تسفكوا دماءكم، ولا تخرجوا أنفسكم من دياركم - تقتلون أنفسكم = يعني به: يقتل بعضكم بعضا وأنتم، مع قتلكم من تقتلون منكم، إذا وجدتم الأسير منكم في أيدي غيركم من أعدائكم، تفدونه، ويخرج بعضكم بعضا من دياره. وقتلكم إياهم وإخراجكموهم من ديارهم، حرام عليكم، وتركهم أسرى في أيدي عدوكم [حرام عليكم]، فكيف تستجيزون قتلهم، ولا تستجيزون ترك فدائهم من عدوهم؟ أم كيف لا تستجيزون ترك فدائهم، وتستجيزون قتلهم؟ وهما جميعا في اللازم لكم من الحكم فيهم - سواء. لأن الذي حرمت عليكممن قتلهم وإخراجهم من دورهم، نظير الذي حرمت عليكم من تركهم أسرى في أيدي عدوهم، أفتؤمنون ببعض الكتاب - الذي فرضت عليكم فيه فرائضي، وبينت لكم فيه حدودي، وأخذت عليكم بالعمل بما فيه ميثاقي - فتصدقون به، فتفادون أسراكم من أيدي عدوكم; وتكفرون ببعضه، فتجحدونه، فتقتلون من حرمت عليكم قتله من أهل دينكم ومن قومكم، وتخرجونهم من ديارهم؟ وقد علمتم أن الكفر منكم ببعضه نقض منكم عهدي وميثاقي؟"
وبن الله تعالى حال أهل الكتاب من ارتكابهم المعاصي واتباعهم اماني كاذبة على الله بانه سيغفر لهم لا محالة ثم ان جائهم اثم مثل الذي ارتكبوه يأخذوه مرة أخر كذبا على الله بانه سيغفر لهم والله عز وجل لا مجبر له يغفر لمن يشاء وليس فعلهم هذا ولا أمانيهم شيء مما انزله الله بل هو قولهم على الله الكذب :(1/118)
"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)"
فبين الله عز وجل كيف فعل هؤلاء بكتبهم أما النصارى فبين كيف انهم تركوا جزءا كبيرا من شرع الله من شركهم به عز وجل :"وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)"
بعد بيان ضلالتهم بين الله اتباع هؤلاء لأهوائهم وعدم رضاهم على شيء الا على ما هم عليه
"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)"(1/119)
وبين زعمهم على الله كل طائف تزعم نفسها من سيدخل الجنة دون غيرها فأخبر عنهم :"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)" فلا برهان لهم بذلك انما اتباعهم الكذب الذي كانوا يفترونه والأماني الكاذبة التي كانوا يمنونها دون ان يعطيهم الله ذلك الا ميثاقا لمن اتبع هداه ان يدخله الجنة ."قَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)" فبين الله ان الهدى هو اتباع شرع الله والانقياد له وهو الاسلام الذي عليه كل النبوات من تسليم امرهم لله واتباع شرعه وتصديق رسوله ثم بين لنبيه انهم لن يضروه شيئا ولن يضروا الله شيئا ثم دعاهم للايمان بالله وترك ما كانوا يفترون :"ُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(1/120)
(64)"
فقد بين الله تعالى كيف انهم تركوا اتباع دينهم والعمل به وانهم يدعوا الناس لاتباع ما تركوا العمل به . وبين فساد عقولهم من زعمهم على بعضهم البعض :"وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113): فان كانت اليهود ليست على شيء فكيف يتبع النصارى التوراة والانجيل الذي بين أيديهم يدعوهم للتصديق بالتوراة ؟! وان كانت النصارى تزعم ان اليهود ليسوا على شيء فبأي شيء جاء عيسى عليه السلام مصدقا . وكيف يقولوا ان اليهود ليسوا على شيء وهم يعتبرونهم الامناء على الكتب بزعم بعضهم . وباتباع بعضهم التوراة مع الانجيل ؟
ثم دعاهم الله الى الحق وذلك ليتبعوا ما يزعمونه من كتبهم فنعبد اله واحدا نجعل له تشريع ديننا ودنيانا فنتحاكم الى حكمه لا الى الاحبار والرهبان الذين بدلوا شرع الله بل نتبع ما زعم هؤلاء الاحبار والرهبان اتباعه :
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
---
مجدي ابو عيشة
05-31-2006, 01:05 PM(1/121)
ومن اسلوب القران في الرد على أهل الكفر ان يبين لهم مآل حالهم عند احتجاجهم على ما كان وبيان حقيقة الامر , فمن ذلك زعمهم عن الموت فقد ضرب الله مثلا للمؤمنين ينهاهم الله ان يصنعوا صنيع الكفار :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)" فهم لا يؤمنوا ببعث فاصبح موت أخوانهم -الذين قالوا عنهم لو كانوا عندنا فلم يخرجوا في سفر او غزوا -حسرة عليهم . وذلك جهلا منهم بان الله هو الذي يحي ويميت وانه بيده الأمر كله من موت او حياة . فبين الله تعالى ان حال المؤمن في الجهاد تربص النصر او الشهادة لينال ما عند الله وهو خير من الدنيا وما فيها وذلك بيان من الله على حسرات الكفار على انفسهم وما أعطاهم الله عز وجل فكم فرحوا بأخذهم الشي والحصول عليه سيتحسروا أكثر عند فقدهم ذلك :"فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)" فهذه الحسرات لفقدانهم إخوانهم هي مثل حسرات فقدانهم اموالهم وحسرات ما يفتنوا به في اولادهم في الدنيا .
وقد سبقت الاشارة الى ظن المشركين بانفسهم خيرا لما أعطاهم الله من مال فيما سبق
وهذا كله مثل تذكير بحال الكفار بالماضي والحاضر والمستقبل وبيان أثر كفرهم على تقبلهم لقضاء الله عز وجل .(1/122)
وكان ذلك عند كلام الله عن حال المسلمين في أحد وعند رده على المنافقين الذين يظنون بالله غير الحق :"ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)" فقوله لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل كافية للمؤمنين ليقنعوا بها ولكن بالنسبة لمن شك بالله عز وجل او كفر به فجاء بيان ذلك ورده واضحا :" الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) " فعدم مقدرتكم لان تدفعوا الموت عن انفسكم وموت بعضكم في فراشه دليل على ان الموت لا يقدمه ضربة سيف ولا يؤخره النوم على الحرير .
فوجب عليهم التسليم لأمر الله فالمجاهد لو لم يقتل بالمعركة لمات على فراشه ولكن شتان بين موت مجاهد يؤمن بالله وبين موت كافر تكون الدنيا مبلغ علمه وأكبر همه .
---
مجدي ابو عيشة
06-01-2006, 10:18 AM
ومن اسلوب القران الكريم بيان الضعف النفسي للمخالف وبيان ان كفرهم كان تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود معرفة في قلوبهم على صدق النبي صلى الله عليه وسلم :(1/123)
فقد بين الله عز وجل اضطراب أقولهم وتناقضها :"إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)" فهذا القران يتلوه رسول كريم وليس بقول شاعر وانتم ابرع الناس بالشعر ولا بقول كاهن وانتم تعلمو سجع الكهان وكلامهم .
** "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) " فقد تغيرت ملامح وجهه وقلب بصره كي يخرج بقول يمكن ان يقبل .
**" نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) " وأخبر عن قولهم :"وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا "
**" وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) "
**"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)"
"وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) "
"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)"
**"أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)"(1/124)
فكل ما سبق يجمع بقولهم ان الرسول تقول هذا القران على الله عز وجل بزعمهم "أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)"
وانه بذلك كذب على الله بزعمهم :" وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)"
وقد سبق الاشارة الى زعمهم و الرد على هذه الادعائات فيما سسبق .
فبين الله تعالى ان قولهم مشابه لمن قبلهم عند عجزهم عن الرد على آيات الرسل فتشابهت قلوبهم في الرد على انبيائهم : "بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ (83)"
"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)"
فطغيان كفرهم عمى ابصارهم لذا اضطربت اقولها والناس يميزوا بسهولة بين الساحر والكاهن والشاعر والمجنون والكذاب , وكتب أهل الكتاب واساطير الاولين ليست بعيدة عنهم كي يعرفوا ذلك . فكيف اختلفوا في النبي ؟
بين الله ان سبب اضطرابهم هو ما أخبر عنه القران"عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ"( يرجح أغلب المفسرون ان الذي اختلفوا فيه هو القيامة او البعث )
فبيان اضطرابهم دليل على كذبهم وافترائهم على النبي ودليل على صدق النبي .
الامر الغريب ان قريشا كانوا يصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم في قرارة انفسهم :(1/125)
"قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) "
فكان مصداقا لكلام الله تصرف قريش مع النبي وساعرض صورة من ذلك وهو قوله تعالى: :"أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) "
" كان يصلي عند المقام ، فمر به أبو جهل بن هشام ، فقال : يا محمد ألم أنهك عن
هذا ؟ ! و توعده ، فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتهره ، فقال : يا
محمد بأي شيء تهددني ؟ ! أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديا ، فأنزل الله
"فليدع ناديه . سندع الزبانية".قال ابن عباس : لو دعا ناديه أخذته زبانية
العذاب من ساعته " .(انظر سلسلة الاحاديث الصحيحة حديث رقم 275)(1/126)
فانظر كيف امتنع ابوا جهل وكيف عاد الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة دون خوف من ابو جهل . فكان فعل الرسول دليلا على صدقه . وخوف ابوجهل يدل على معنى الآية :" فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ "
وصدق النبي اصلا معروف بين قريش فقد احتج عليهم الله عز وجل وأخبر نبيه ان يذكرهم بحاله معهم :"قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)" ففيه بيان سبب نزول النبوة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الاربعين .
فكيف بمن عاش بين ايديهم اربعين سنة ولا يعرفوا عليه الكذب ثم يهددوه بشيء فيهددهم بما كذبوا من انه نبي اون الله سيدافع عنه وسيبعث لهم الملائكة تجرهم الى العذاب جرا فيخافوا مما هددهم ولا يخاف مما هددوه ! لصدقه ولكذبهم ولما في قرارة انفسهم من صدقه .
---
مجدي ابو عيشة
06-04-2006, 12:16 PM(1/127)
ومن اسلوب القران تذكير الناس بالآيات التي يرونها ليلا ونهارا :"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" فالسماء يرونها وكذا الارض ويرون ما خلق الله فيها واختلاف الليل والنهار على الناس وعلى المخلوقات كذلك والفلك تطفوا على الماء والسماء تمطر على الارض فينبت الزرع والدواب كلها تعيش على هذه الارض والرياح يشعر بها الناس والسحاب وكونه مسخرا بين السماء والارض امر يراه كل الناس . اذا فاين العبرة والدلالة على وحدانية الله عز وجل ؟
اولا: هي بذاتها ووجودها ومنفعتها وتسخيرها دليل على وحدانية الخالق فالسماء محكمة الخلق ليس بها عيب والارض كذلك واليل والنهار يتعاقبوا ولا يختلفوا من سنة لاخرى الا ماقدر الله وفق نظام واحد لا يتغير وكل شيء على هذه الارض يسير بنظام لا يتغير منذ ان خلق الله الأرض .
الثاني : ان هذه المخلوقات متكاملة في علاقتها مع بعضها بما يصلح حياة الناس . فما في السماء لا يستغني عنه أهل الارض . واختلاف الليل والنهار ضروري للحياة ولولا ان الله انزل المطر لما انبتت الارض ولما شربت ولاأكلت الدواب ولا الناس . فالعلاقة بالنسبة للانسان ان كل هذه مسخرة له ولحياته وهي متكاملة .(1/128)
الثالث . ان هذه الامور تجري بطريقة واحدة وفق نظام واحد وهو دليل على ان الخالق واحد فلو كان سواه عز وجل لاخلفت الموازين وتقلبت ولكن كونها موزونة وبطريقة واحدة وبنظام واحد لا تتعداه الا باذنه عز وجل فان ذلك دليل وحدانية الخلق وكل عنصر من هذه العناصر : السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك .المطر . .والزرع . والدواب . والرياح . والسحاب هذه جل الايات العظمى التي تدل على الخالق
اذا فخلق محكم متكامل يمشي على طريقة واحدة دليل على خالق واح حكيم عليم سبحانه وتعالى وسوف اتناول كيف تكلم القران على كل واحد من هذه الامور وبيان ما ورد عنها في القرآن.
فالايات موجودة والانسان يألفها فكيف دلت على وحدانية الخالق وعظمته ؟.
سنأخذ هذه الآيات واحدة تلوا الاخرى ونرى ما هي دلالتها على الخالق عز وجل .
---
عدنان البحيصي
06-05-2006, 11:41 PM
الأستاذ الكريم مجدي أبو عيشة
كنت قد وعدتك أن آتيك هنا ببعض من أساليب القرآن
سأتكلم عن الجدل وأعدك أن اعود إن شاء الله
محبتي لك في الله
---
مجدي ابو عيشة
06-06-2006, 01:59 PM
الأستاذ الكريم مجدي أبو عيشة
كنت قد وعدتك أن آتيك هنا ببعض من أساليب القرآن
سأتكلم عن الجدل وأعدك أن اعود إن شاء الله
محبتي لك في الله
بارك الله فيك أخ عدنان وانا بانتظار تفاعلك . والمشاغل علي كثيرة هذه الايام . ارجوا الله ان يعين الجميع . وان شاء الله اكمل في المساء
---
عدنان البحيصي
06-07-2006, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الجدل في القرآن الكريم
أولاً تعريف الجدل
الجدل لغةً : اللد في الخصومة والقدرة عليها، وقد جادله مجادلةً وجدالاً ورجل جدل ومنجل ومجدال : شديد الجدل.
الجدل اصطلاحاً : الخصومة والمنازعة في البيان والكلام لإلزام الخصم بإبطال مدعاه وإثبات دعوى المتكلم(1/129)
الجدل في القرآن : هو براهين القرآن وأدلته التي اشتمل عليها وساقها لهداية الكافرين وإلزام المعاندين في جميع ما هدف إليه من المقاصد والأهداف التي يريد تحقيقها وترسيخها في أذهان الناس في جميع أصول الشريعة وفروعها
أوجه الجدل في القرآن :
لقد ورد الجدل في القرآن على ثلاثة وجوه هي :
1. الخصومة والصراع وهما نوعان :
أ. الجدل بالحق : وهو مثل قوله تعالى :"وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل 125
ب. الجدل بالباطل :وهو مثل قوله تعالى :" وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق" غافر 5
2. المراء : وهو مثل قوله تعالى : "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " الحج 8
3. الحوار : وهو مثل قوله تعالى :" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " المجادلة 1
ولنا إكمال إن شاء الله تعالى
---
مجدي ابو عيشة
06-26-2006, 05:26 PM
اما السماء فهي آية من أيات الله عز وجل و الذي يخص موضوعنا في هذا الموضوع هو ما تعلق بالذي نراه دون الغيب :"وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)" وانما امرنا الله بالتفكر بما نرا وما غفلنا عن مراقبته مما امكننا ادراكه بحواسنا :"وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) " فقد امرهم الله بالتفكر في هذه السماء" وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)"" تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)" فهذه البروج تظهر بطريقة منتظمة مما يدلل على دقة الخلق وحكمة الخالق .(1/130)
"وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" فلا يصدم شيء مما في السماء الارض فيفني الحياة عليها اذ انها تجري كما أمرها ربها عز وجل لا تتجاوز من ذلك شيء "َمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)" فقد خلقها ربها وجعل فيها زينة :" إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" "زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ " ومع هذا لا عيب فيها فهي تجري بقدر لا وخلق ليس في صنعه عيب "َفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)" " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) "
". وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" اي بقوة" أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ"فلا تجد فيها شقا ولا صدعا وانما بناء متقن متماسك ومع ذلك فقد وصفها بالحبك "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ" وهو حسن زينتها ومنظرها واستوائها وقيل الطرق .(1/131)
فاذا رفعت رأسك الى السماء فنظرت الى الشمس او القمراوالنجوم ادركت ان هذا الخلق انما دبره حكيم عليم لا يخرج شيء عن مساره تسير كما قدر لها ربها سبحانه"لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)"
فدلالة هذا الخالق انه كما أخبر :" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)" فكل شيء يجري بأمره وحسب ما قدر له فهو المستحق للعبادة دون ما يصنع بنوا آدم ولا ما يشاهدوا من مخلوقات لا تضر ولا تنفع .
---
مجدي ابو عيشة
08-13-2006, 08:13 PM
ثم بين الله عز وجل عظم خلق السماء فقال عز وجل :"أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ" وقوله تعالى :"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)" فهو خلق متناسق لا خلل فيه ولا عيب .(1/132)
فالسماء فيها آيات الله وفي عظمها بيان لقدرته عز وجل على كل شيء وانه لا يعجزه شيء من اوهام المشركين فكيف يعجز من خلق السماوات والارض على خلق الناس وبعثهم :"لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" فهذه السماء غفل الناس عن آياتها "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)"
فكان اسلوب القران من عرض آية السماء بيان عظمة الخالق فالذي لا يعجز عن الكثير لا يعجز عن القليل . ووجود الشيء دليل امكانه . ووجود التنظيم والتناسق دليل الابداع الذي لا يكون الا من مبدع :"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "(1/133)
فقد خلق سماء متناسقة فيها اجرام عديدة تجري حيث قدر الله لها وليس فيها شيء يجري عبثا ولا بدون تقدير "وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) " وهذه الاجرام السماوية بقدر ما هي زينة فهي ايضا لنتعلم الحساب وعدد السنيين :"هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) " وقوله تعالى :"وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) "وحثهم على تدبر ما في السماء والارض:" قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)".
فاذا تدبرالانسان السماء وتفكر في آيات ها وعظم خلقها وتناسق حركتها علم ان لها مدبرا حكيما قادرا عليما . ولا ينكر بعدها بعث ولا يقول بالعبثية يوما .
---
مجدي ابو عيشة
08-13-2006, 08:49 PM(1/134)
اما الأرض فان آياتها ظاهرة للانسان ليلا ونهار , فقد ذكر الله عز وجل الانسان كيف سخرها له :"وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10)" فهذه الأرض خلقت وسخرت ليعيش فيها الانسان مع باقي المخلوقات وبين عز وجل انه سخرها لهم من عدة جوانب .
فقد جعلها متسعة طولا وعرضا مما زاد حجمها لتتناسب مع احياجات الخلائق عليها قال عز وجل :"وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)" وقل جل وعلا " وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)" فلذلك هيئت لنا منبسطة لا كروية بالنسبة لنا فهي ممدودة بزيادة حجمها وسعة سطحها طولا وعرضا :"وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)" أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)" فلولا مد الارض وسطحها بزيادة حجمها طولا وعرضا لشق على الناس الحياة عليها .
---
مجدي ابو عيشة
08-14-2006, 08:16 PM(1/135)
وما آيات الله ونعمه علينا الجبال : في سر بقاء الحياة على الارض "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) " وقوله تعالى :"وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)"وقال عز وجل "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)"(1/136)
وبيان ذلك ان الارض لو لم يكن فيها جبال لتحركت التربة من مكانها بفعل الماء الذي ينزل من السماء او تغرق الارض بفعل الامواج المصاحبة للاعاصير والأخرى التي تلي الزلازل . وغير الجبال فإن هذه الارض فيها من الايات الواضحات البينات الدالة على عضمة الخالق واثبات قدرته على ما تعجز عقولهم عن تصوره من بعثهم من بعد الموت ."وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ" هذه الآيات هي براهين يراها الانسان دائما "وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) " اراض بعضها يجاور بعض تنبت والاخرى قاحلة وينبت فيها نبات مختلف الوانه وطعمه ويسقى من نفس الماء . فليس الماء سببا في اختلاف طعمها وانما تقدير العزيز الحكيم الذي خلقها فجعل هذه حلوة وهذه حامضة ومن عجائب هذه الزروع ما أخبر الله عنه :"وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) " فهذه الثمار والحبوب وان اشتركت بالماء والارض الا انها اختلفت بالنوع فمنها ما يعصر ومنها ما يدخر وجفف(1/137)
ومنها ما يطحن ويخبز ومنها ما يؤكل ويدخر انكر الله عليهم انهم انكروا البعث بعد رؤيتهم لهذه النباتات وكيف تكون وكيف تصير وان الذي اوجدها ذو خبرة وعلم فكان اختلاف طعمها ولونها آية وحياة الارض بها ثم موتها ثم حياتها هي آية أخرى "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)"ومنه قوله تعالى :"اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) " وقد سبق الحديث عن البعث فيما سبق وهنا نذكر بحكمة الله عز وجل وقدرته فيما خلق لنا في الارض " وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) "فكان الزرع وما ينبت على هذه الارض آية من آيات الله الدالة على قدرته جل وعلا .
---
سامي السلفي
08-18-2006, 06:46 AM
حبذا لو كتبت خلاصة الموضوع في نقاط ثم فصلت فيها
وجزاكم الله خيرا
---
مجدي ابو عيشة
08-18-2006, 07:19 PM
حبذا لو كتبت خلاصة الموضوع في نقاط ثم فصلت فيها
وجزاكم الله خيرا(1/138)
بارك الله فيك أخي الموضوع سينتهي قريبا باذن الله وبعد ذلك سالخص ذلك مع بيان الفرق بين اسلوب القران الذي التزم به السلف واسلوب المتكلمين والفلاسفة .
---
(1/139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
11-15-2005, 11:57 PM
فن الدعاء 236
يا رحمن يا رحيم ،،، أنت أرحم بنا من الأم بولدها نسألك رحمة تقينا بها وجميع المسلمين البلاء كله في دنيانا وآخرتنا ، مهما كانت أخطاؤنا وتقصيرنا وذنوبنا ، يا كريم يا عظيم يا حليم يا ألله أنت أكرم وأعظم وأحلم من أن تعذبنا ونحن نسألك وندعوك ألا تعذبنا .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 163
قراءة مستقبلية في حدث صعدة
ما يستوجب الإيضاح هنا كتوجيه لهذا الحدث أمران :(1/140)
الأمر الأول أن هذه الفئة يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثالث وبالتحديد عام مأتين وثمانين من الهجرة النبوية الشريفة حيث عدل فيما عدل عن منهج الإمام زيد رحمه الله تعالى شروط الإمامة فزيد فيها كون الإمام من نسل الزهراء رضي الله عنها... وحصر الإمامة في اثني عشر إماما يعتقدون أن أخرهم في السرداب ينتظرون خروجه ! وكان الهادي الذي أتى من الرس هو الذي غير من نهج الإمام زيد السني إلى التشيع مما جعل من ذلك قاعدة خطيرة لتقويض الوحدة الإسلامية وإثارة النعرات بمنطلقات منحرفة كان لها أثر غير جيد في تاريخ اليمن إلى يومنا هذا ، وقد عانت منها الخلافة الإسلامية المتعاقبة عنتا ، وكانت كلما خبت وانهزمت رجعت من جديد وكان آخرها التمرد الذي أحدثته على الخلافة الإسلامية ومسكت صنعا وكثيرا من أجزاء اليمن إلى عام اثنين وستين وتسعمائة وألف من الميلاد ... ولا يستريب عاقل أن الانحراف الفكري يسوق إلى تطبيقات عملية تتفق مع الفكر الذي انطلقت منه وهذه المسألة معلومة ولا يتأتى إنهاؤها بالقوة العسكرية وإلا لكان كافيا ما حصل لها من هزائم متلاحقة كان آخرها السادس والعشرين من سبتمبر ... إذا فالمسألة ليست من السهولة بحيث تعالج بالحسم العسكري وإذا حدث وحسمت المسألة فهذا الحسم يكون مؤقتا بوقت يقصر ويطول ...(1/141)
والثاني معالجة الحكومات المتعاقبة لهذا الفكر وآخرها معالجة حدث صعدة؛ والحقيقة أننا أمام قضية فكرية تستدعي علاجا فكريا يجتث الانحراف إلى الأبد ويقي الجانبين تكرار الخطأ الذي يجدد المأساة بين المسلمين في البلد الواحد فالدماء المهراقة بين الجانبين خسارة مهما كان الأمر . وكونها معركة بغاة خرجوا على الدولة لابد من كسر شوكتهم لكن لا ينبغي الاستعجال قبل الحوار المتأني مع ضبط المداخل والمخارج من وإلى أماكن وجود البغاة وعدم اقحام الجيش إلى أماكن تعرضه للإبادة وكذلك الحفاظ على الجانب الآخر إلا فيما لابد منه بحيث تكون المسألة كأكل الميتة تماما ولقد عرف اليمنيون بالحكمة التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم
والخوف من أن يؤثر ضرب القرى بمن فيها من نساء وشيوخ وصبية في الرأي العام المحلي فيحدث ذلك تعاطفا واستعداد ا للتربية المنحرفة ... وهي مسألة من الناحية الإعلامية معلومة ... وليس لها –بعد وقوعها إلا المعالجة الذكية والمستمرة حتى تنسى وهي مسألة تطول لكن الفكر الصحيح الذي انبثق من المنطلقات الإسلامية الصافية هو الكفيل باجتثاث ما قد علق بالأذهان من الفكر المنحرف الذي يتسلسل من الأول إلى الثاني وهكذا ... وليس يعالج الانحرافات الفكرية إلا قناعات
تنمو على بساط التربية الحكيمة السليمة من قبل علماء ربانيين مشهود لهم بالخير والعلم والفقه في الدين ، وإدراك مقاصد الإسلام ومراميه فهل يعي هذا من يلي أمر المسلمين ؟ نصحا للأمة ، وأداء للأمانة التي حملوها ...
فن توجيه الحدث 174
أندب لا غيبك !
وهذا المثال بقال لمن يأتي بكلام بعيد عن الموضوع المطروح الذي يناقشه الحاضرون . وهو في ظاهره دعاء له لكن المقصود به هنا الدعاء عليه بأن يغيبه لأن كلامه لا يفيد وما كان ينبغي له أن يأتي به .
---
(1/142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تهنئة زميلنا في الملتقى عمر الدهيشي لحصوله على درجة الماجستير هذا اليوم 2/1/1428هـ
---
تهنئة زميلنا في الملتقى عمر الدهيشي لحصوله على درجة الماجستير هذا اليوم 2/1/1428هـ
---
عبدالرحمن الشهري
01-21-2007, 01:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه نوقشت اليوم الأحد 2/1/1428هـ رسالة الماجستير التي تقدم بها أخونا الكريم الشيخ عمر بن عبدالعزيز الدهيشي - المعيد بكلية المعلمين بالأحساء - إلى قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ، وهي بعنوان :
أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم
وقد ضمن لجنة المناقشة في عضويتها كلاً من :
1- د. عادل بن علي الشدي الأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية والمشرف على الرسالة مقرراً.
2- د.بدر بن ناصر البدر الأستاذ المشاركة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام ورئيس القسم عضواً.
3- د.ناصر بن محمد المنيع الأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية عضواً.
وقد قررت اللجنة بعد مناقشة الطالب مناقشة علمية علنية منحه درجة الماجستير بتقدير ممتاز ولله الحمد .
وقد حضرت الجزء الأخير من هذه المناقشة واستفدت كثيراً مما تفضل به المناقشون من توجيهات علمية وفقهم الله ، ونفع بهم .
وأنا أبارك لأخي العزيز عمر بن عبدالعزيز الدهيشي على هذا الإنجاز العلمي ، وأسأل الله أن ينفع به ، وأن يجعل هذه الدرجة العلمية عوناً له على طاعة الله سبحانه وتعالى .
الرياض في 2/1/1428هـ
---
عمر المقبل
01-21-2007, 01:46 PM
مبارك أيها (السمي) ، جعل الله هذه الدرجة رفعةً لك في الدارين ،وعونا على طاعة الله ،وسبباً في مزيد من العلم والبحث .
---
فهد الرومي
01-21-2007, 02:35 PM(1/143)
بارك الله للشيخ عمر في علمه وعمله وجعل هذه الرسالة في ميزان حسناته ويبقى حق العلم وطلبته عليه أن يبادر لنشرها حتى يعم النفع بها
---
نورة
01-21-2007, 05:42 PM
مبارك للشيخ عمر الدهيشي هذه المرتبة, وأسأل الله أن يجعله من أهل القرآن المخلصين
---
أم حمد
01-21-2007, 07:24 PM
مبار ك لك ونفع الله بعلمك
وأتم الله علينا كما أتم عليكم
---
المسيطير
01-21-2007, 07:56 PM
مبارك ما شاء الله ، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه الدرجة رفعةً لك في الدارين ، وعونا على طاعة الله ، وسبباً في مزيد من العلم والبحث .
---
أحمد البريدي
01-21-2007, 08:34 PM
بارك الله للشيخ عمر في علمه وعمله , وسدد على طريق الخير خطاه .
---
أحمد محمد نجيب
01-21-2007, 09:50 PM
مبارك للشيخ الكريم ـ عمر بن عبدالعزيز الدهيشي ـ حصوله على هذه الدرجة العلمية، سائلاً المولى الكريم أن يجعله من خدمة كتابه، وأن ينفع به المسلمين.
يا ربّ أنعمت فتمم.
---
مساعد الطيار
01-21-2007, 09:56 PM
مبارك للأخ عمر هذه الدرجة العلمية ، وأسأل الله أن يوفقه لما يحب ويرضى ، وأن ييسر له القادم من دراساته .
---
عمر الدهيشي
01-23-2007, 11:19 AM
أشكر الأخوة الفضلاء ، والمشايخ الأجلاء .. على العبارات الرائعة ، والدعوات الصادقة ، التي أسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم ، وأن يوفق الجميع لمرضاته ، وخدمة أشرف العلوم ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم..
وتعقيباً على طلب الشيخ الدكتور : فهد الرومي ، فأخبركم بأني عازم على ذلك -بإذن الله- في المستقبل ، وأسأل الله التوفيق والإعانة على ذلك .
---
فهد الوهبي
01-23-2007, 11:24 AM
مبارك ونسأل الله له التوفيق والسداد
---
د.خضر
01-23-2007, 02:29 PM
بارك الله فيكم وخالص التهاني نزفها إليكم وإلى الأمام دوما يا أهل القرآن
---
ابن الجزيرة
01-23-2007, 04:55 PM
مبارك لكم هذه الدرجة ونسأل الله لكم التوفيق والإعانة.
---(1/144)
الطبيب
01-24-2007, 02:07 PM
مبارك ونسأل الله أن يرزقكم العلم النافع والعمل الصالح ..
ومزيداً من العلم والعمل والدعوة ... بارك الله في الجهود.
ودمتم ،،،
---
عبدالرحمن السديس
01-26-2007, 12:19 AM
مبارك، زادكم الله من فضله، وأعانكم على العلم والعمل والتعليم .
---
(1/145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التوحيد لابن خزيمة كتاب الكتروني رائع
---
التوحيد لابن خزيمة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
12-01-2006, 07:09 AM
التوحيد لابن خزيمة كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
كتابُ التوْحيد
وإثبات صفات الرّب عَز وَجَل
المؤلف
أبو بَكر مُحمّد بن إسْحاق بْن خزيْمَة
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 694 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/2017867068.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/ebacecab7c.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/a95a166329.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Attawheed%201.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=296369
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/146)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الليلة في قناة المجد حوار عن المستشرقين وطعونهم في القرآن
---
الليلة في قناة المجد حوار عن المستشرقين وطعونهم في القرآن
---
أبو المعتز القرشي
03-05-2006, 07:18 PM
شاهدت إعلاناً في قناة المجد عن برنامج ساعة حوار مع المذيع فهد السنيدي وموضوع الحلقة ( المستشرقون وطعونهم في القرآن ) مع أحد الدكاترة . وقد فاتني اسم الضيف .
وسيبث البرنامج الأحد 5/2 الساعة 9 ,30
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2006, 07:39 PM
جزاكم الله خيراً على التذكير ، وكنت أرغب في المداخلة الهاتفية لولا أنهم في القاهرة .
الضيف هو الأستاذ الدكتور محمد نبيل غنايم .
---
أحمد البريدي
03-09-2006, 01:14 AM
نرجو ممن شاهد الحلقة أن يتحفنا بملخص لها , وإن كان هناك رابط للحلقة في موقع القناة أرجو تزويدنا به .
---(1/147)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > نظرة في مفهوم الصراط في القرآن الكريم
---
نظرة في مفهوم الصراط في القرآن الكريم
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 02:29 AM
ذكرت لفظة الصراط في القرآن الكريم خمسة وأربعين مرة ، ولم تذكر إلا مصدرا ، وهذا المصدر جاء في القرآن الكريم تعبيرا عن منهج فكري سلوكي محدد مغاير للمناهج الأخرى، وهذا المنهج هو الإسلام المتمثل بعبادة الله تعالى وحده { إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(51) } [آل عمران] { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153) } [الأنعام] { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(161)[الأنعام].(1/148)
وقد تعبدنا الله أن ندعوه في كل ركعة من الصلاة أن يهدينا لهذا المنهج القويم { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7) } [الفاتحة]،ووصف الصراط مقترنا بالاستقامة في أربعة وثلاثين موضعا من أصل خمسة وأربعين وفي ذلك دعوة إلى التمسك بهذا المنهج الخالي من الانحراف ،كما أن في ذلك تبيانا على أن ثمة مناهج/سبل أخرى معوجة،منها منهج المغضوب عليهم ،وهم اليهود ،ومنهج الضالين وهم النصارى ، ولم تأت كلمة الصراط بغير هذا المعنى إلا في آيتين كان المراد بهما المعنى المادي أي معنى السبيل/الطريق وذلك في قوله تعالى: { وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ(86) } [الأعراف]،وهو خطاب موجه من النبي شعيب-عليه السلام-إلى قومه والآية الثانية قوله تعالى: { وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ(66)[يس].
نستنتج مما سبق أن لفظة الصراط في القرآن الكريم جاء ت بمعنى المنهج الفكري والسلوكي ولم ترد بالمعنى المادي إلا في آيتين،وعليه فليس في القرآن ما يدل بصريح العبارة على وجود جسر منصوب على متن جهنم يُكلف الناس بالمرور عليه،ويبقى الاحتمال واردا في قوله تعالى: { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا(71)[مريم]،فهل يُفهم من هذا النص وجود جسر على ظهر جهنم؟(1/149)
من المفيد أن نعرض هذه الآية ضمن سياقها التركيبي العام من سباق ولحاق حتى تتضح الرؤية أكثر،لأن السياق يعطي دلالة مالا تعطيها الكلمة أو الجملة في حالة انفرادها، السياق الفضائي المحيط بالنص المعروض للدرس هو الآيات التالية { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا(68)ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا(69)ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا(70)وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا(71)ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72) } [مريم].
عند التمعن في هذه الآيات نجد كلمات محورية ، زيادة على الدلالة العامة للسياق، والتي تتحدث عن حدث زمني معين مرتبط بيوم الآخرة ، وهذه الكلمات المركزية/المحورية هي:
"منكم" فمن المخاطب؟
"واردها"،ما معنى الورود؟
"حتما:فالمسألة لا بد من حصولها فهي منزَّلة منزِلة القسم.
"نُنَجِّي،وَنَذَر"أفعال تدل على التحول
"فيها" الضمير عائد إلى جهنم
يمكن أن نسجل -انطلاقا من هذا النص كبنية تركيبية لها دلالاتها الذاتية بمعزل عن التأثر بأي نص آخر أو بأي مذهب كلامي- النتيجة التالية:
يخاطب الله في هذا النص البشرية جمعاء،فقوله "منكم" خطاب فيه استمرارية الزمن، مع شمولية المخاطب ،بصرف النظر عن معتقده ثم يقع بعد ذلك تنجية المتقين من "جهنم "ننجي" وإبقاء الظالمين فيها" ونذر" وهذا يشير إلى شيئين:أن الورود هنا على النار[واردها] وأن معنى الورود هو الدخول إلى النار،ولولا الدخول لما كان هناك معنى للتنجية والإبقاء،فالفعلان يدلان على المقابلة بينهما، فمعنى الفعل"نذر "هو نترك"، كما أن معنى الظرف الموجود في حرف الجر"فيها" يدل على ذلك .(1/150)
وعند تتبع دلالة هذا الفعل "نذر" في القرآن الكريم ، نجده بمعنى الترك ، ومنه قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ..234)[البقرة]،وقوله: { وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(110) } ]الأنعام]، فليس في الفعل أي تحريك لهؤلاء ، وهذا يدل على إبقائهم في النار ، بينما معنى فعل"ننجي" ننقذ" أي نخلص"وهو فعل يوحي بوجود خطر يهدد المخاطب ، ويكون الإنجاء بعملية حركة، إما بنقل المنجي من مكان إلى مكان، كدلالة هذا الفعل في الآية السابقة ، وهو نقل المتقين من النار،ويدل على هذا النقل الفعل المقابل نذر،أو بإهلاك الطرف الآخر الذي يصدر منه الخطر،وبذلك يحصل الإنجاء كقوله تعالى: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَاب(49) ِ } [البقرة]،والتنجية كانت بإغراق فرعون وأشياعه كما قال في الآية التي تلتها: { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(50)[البقرة].
إذاً لايفهم من الآية السابقة انطلاقا من بنيتها اللغوية وسياقها ، أي دلالة على وجود جسر منصوب على متن جهنم يسمى الصراط ،ويدل على عدم وجود هذه الرابطة بين الآية وبين الصراط أن الأحاديث التي ذكرت الصراط لم تشر- فيما تبين لي- إلى هذه الآية ، وإنما جاء الربط بينهما عند بعض العلماء من مفسرين وغيرهم لفهم هذه الآية على ضوء أحاديث الصراط ،فالآية تشير إلى حتمية وجوب ورود الجميع على النار،وأحاديث الصراط تشير إلى حتمية وجوب عبور الجميع من فوق النار على جسر يسمى الصراط ، ومن هنا جاء الربط .
إذا نخلص في الختام إلى تقرير هذه النتيجة وهي أن الصراط في القرآن تعبير عن منهج فكري سلوكي محدد مغاير للمناهج الأخرى، وهذا المنهج هو الإسلام.(1/151)
جعلنا الله ممن يتبع هذا المنهج حق اتباعه
والله أعلم
د. حسن الخطاف ، جامعة دمشق
---
أحمد الطعان
05-01-2006, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور حسن بارك الله فيك وجزاك خيراً على جهودك وأرجو أن تسمح لي بهذه الملاحظات :
موضوعكم هو الصراط في القرآن الكريم ... وكما هو واضح فإن القضية هي قضية تفسيرية ومن أهم مراحل التفسير هما مرحلتان أساسيتان هما : تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسير القرآن بالسنة ولذلك لا أظن أنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة في موضوع الصراط إلا إذا وضعنا التفسير النبوي لموضوع الصراط وفيه أحاديث كثيرة صحيحة فيها بيان للنص القرآني :
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه باب ( الصراط جسر جهنم ) ذكر فيه حديث أبي هريرة الطويل وفيه : « " ويُضرب جسر جهنم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأكون أول من يُجيز ، ودعاء الرسول يومئذ : اللهم سلم سلم ، وبه كلاليب مثل شوك السعدان » (1) الحديث ، وأنكره بعض المعتزلة . [ ينظر : شرح الأصول الخمسة ( 737 ، 378 ) ، والإرشاد للجويني ص 370 ، 380 ) ] .وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - « أن ناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : " ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلِّم سلِّم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان " (1) .
هل رأيتم السعدان ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم » .
- ولكن هل يتنافى ذلك مع ما قلتم " إذا نخلص في الختام إلى تقرير هذه النتيجة وهي أن الصراط في القرآن تعبير عن منهج فكري سلوكي محدد مغاير للمناهج الأخرى، وهذا المنهج هو الإسلام.
جعلنا الله ممن يتبع هذا المنهج حق اتباعه "(1/152)
ليس هناك تنافي بين الأمرين فالصراط هو كما ذكرتم منهج فكري سلوكي وهو كذلك جسر على النار يمر الناس من فوقه وهذا هو معنى الورود وليس معناه حصراً كما ذكرتم " وإبقاء الظالمين فيها" ونذر" وهذا يشير إلى شيئين:أن الورود هنا على النار[واردها] وأن معنى الورود هو الدخول إلى النار،ولولا الدخول لما كان هناك معنى للتنجية والإبقاء،فالفعلان يدلان على المقابلة بينهما، فمعنى الفعل"نذر "هو نترك"، كما أن معنى الظرف الموجود في حرف الجر"فيها" يدل على ذلك ." فالمرور من فوق النار أيضاً ورود والباري عز وجل ينجي عباده من السقوط والهوي فيها وهذا معنى قوله عز وجل : ثم ننجي ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
د.حسن خطاف
05-02-2006, 12:57 AM
بارك الله بك يا دكتور أحمد على ما ذكرت من ملاحظات لكن الذي أردت ذكره في واقع الأمر هو أننا عندما ننطلق من النص القرآني لا نجد رابطا بين الصراط الذي ورد في الأحاديث النبوية وبين مفهوم الصراط الذي ذكر في القرآن الكريم ، ومن المؤكد أن هذا ليس له دلالة متصلة بالموقف من السنة ، إنما الذي أردت أن أذكره أنه لا يوجد دليل نابع من النص القرآني على مفهوم الصراط المذكور في السنة ، وكلمة المرور ليست دليلا كافيا على وجود صراط ، ولكنها في نفس الوقت كما ذكرتم لا تنفي وجود صراط ، فالورود المذكور في آية الصراط الوصول والبلوغ يقول الشيخ ابن عاشور والورود : حقيقته الوصول إلى الماء للاستقاء . ويطلق على الوصول مطلقاً مجازاً شائعاً ، وأما إطلاق الورود على الدخول فلا يُعرف إلا أن يكون مجازاً غير مشهور فلا بد له من قرينة . التحرير والتنوير - (ج 9 / ص 3)(1/153)
وإذا اعتبرنا القرائن الموجودة في النص بمعنى دخول النار ، فالدخول قد يكون على صراط وقد يكون من غير صراط ، ومجيء الورود بمعنى الدخول موجود في القرآن الكريم بل ذهب الكثير من المفسرين إلى أن الورود المذكور في سورة مريم بمعنى الدخول يقول النسفي والورود : الدخول عند علي وابن عباس رضي الله عنهم وعليه جمهور أهل السنة لقوله تعالى : { فأوردهم النار } [ هود : 98 ] ولقوله تعالى { لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها } [ الأنبياء : 99 ] تفسير النسفي - (ج 2 / ص 280)
فالورود المذكور في النص هو البلوغ والوصول وهذا على غرار قوله تعالى" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ" [سورة القصص]يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير "والورود هنا معناه الوصول والبلوغ كقوله تعالى { وإن منكم إلا واردها }" 10 / ص 374"
والورود أيضا بمعنى الدخول لكن الدخول قد يكون بصراط وقد يكون من غير صراط ولم يقع تحديد ذلك في القرآن الكريم فجاءت السنة النبوية وبينت وجود صراط منصوب على متن جهنم
مرة أخرى بوركت جهودكم على ما ذكرتم.(1/154)
أما ما يقال عن إنكار المعتزلة للصراط فهي مسألة تحتاج إلى وقفة أطول وأقول باختصار هناك من رأى أن كل المعتزلة ينكرون الصراط وهذا ما يفهم من كلام الآمدي [غاية المرام : 305]،واليضاوي وقد نقل ذلك عنه الآلوسي،روح المعاني:17 / 6 ومن المعاصرين ممن قال بذلك عن المعتزلة غولد زيهر،في كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام:91،ونقل محمد العبده وطارق عبد الحليم في كتابيهما المشترك المسمى"المعتزلة بين القديم والحديث":85 عن الأشعري أن المعتزلة ينكرون الصراط،والحق أن الأشعري لم يقل ذلك عن المعتزلة،وبالرجوع إلى كتابه"مقالات الإسلاميين "الذي نقلا عنه لانجد ذلك ،فقد ذكرا الصفحة [430]من مقالات الإسلاميين ،ولا يوجد في هذه الصفحة أي ذكر للصراط،كما ذكرا الصفحة[742]من نفس الكتاب ،ولم ينقل الأشعري في هذه الصفحة ما فهماه منه وهذا نص كلامه:» واختلفوا في الصراط فقال قائلون هو الطريق إلى الجنة والى النار، ووصفوه فقالوا هو أدق من الشعر، وأحد من السيف ،ينجي الله عليه من يشاء ، وقال قائلون هو الطريق وليس كما وصفوه بأنه أحد من السيف، وأدق من الشعر، ولو كان كذلك لاستحال المشى عليه« مقالات الإسلاميين:472، مع الإشارة إلى أن الضمير في قوله"اختلفوا" لايرجع إلى المعتزلة،وإنما إلى أهل الكلام عموما، ويفهم من هذا النص أن القول الثاني هو قول المعتزلة ،فهو يتفق مع ما يقوله المعتزلة عن الصراط.
وهناك من يحكم على أغلب المعتزلة بانهم ينكرون الصراط ممن قال ذلك عنهم الإيجي:» وأنكره أكثر المعتزلة، وتردد قول الجبائي فيه نفيا وإثباتا« المواقف:3
وقد تبين لي أن المعتزلة لاينكرون الصراط من حيث الأصل وإنما ينكرون بعض الأوصاف الملاصقة للصراط وذلك ككونه أدق من الشعر وأحد من السيف " وهذا الوصف لايصل من حيث الصحة إلى مستوى الأحاديث الأخرى الموجودة في صحيح البخاري وغيره والتي خلت من هذا الوصف .(1/155)
وهذا ليس دفاعا عن المعتزلة بقدر ما هو إيضاح للحقيقة ، ولكن من المهم أن نعرف ان الأصل الفكري وراء إنكار هذا الوصف" أدق من الشعر وأحد من السيف" هو قياس الغائب على الشاهد ، ذلك لأن الأمر المشاهد أن لايكون الطريق أو الصراط بهذا الوصف فقاسوا عليه الغائب ، وهذا تعسف جرهم إليه هذا المنهج
مشكور يادكتور أحمد على مداخلتك
---
حسام حسن
05-29-2006, 12:09 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا الكريم محمد، وبعد.
إن فكرة اعتقاد أن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف فكرة مرفوضة!!
فهذه الفكرة لم ترد في كتاب الله تعالى، وإنما ذكر الصراط المستقيم على أنه طريق الحق والإسلام.
أما عن الأحاديث، فلم يصح حديث في مسألة الصراط بهذا المعنى.
أما رواية البخاري التي ذكرها أخونا أحمد الطعان فرواية شاذة غير مقبولة، لأن الرواية فيها إشكال، وذلك لأن رواية البخاري تتحدث في البداية عن رؤية الله تعالى، فمن هذه الإشكالات:
أن المنافقين يرون الله تعالى، وهذا خلاف ما عليه علماء أهل السنة والجماعة.
أن الحديث يثبت لله تعالى الصورة، وأجمع العلماء أن الله تعالى لا يوصف بالصورة، قال الإمام ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه(ص/159): ((قلت: إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف)).
كما أن الحديث يثبت الرؤية خارج الجنة، وأهل السنة متفقون على أن الرؤية في الجنة لا خارجها.
أما الروايات الأخرى في الصراط فقد ذكرها الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري(11/454)، وبين أنه لم يثبت منها شيء.(1/156)
وهناك رواية ذكرها الحاكم في مستدركه(4/629)دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ونص الرواية كما يلي: ((حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا المسيب بن زهير ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة من تجيز على هذا فيقول من شئت من خلقي فيقول سبحانك ما عبدناك حق عبادتك هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
قلت: ورواية الحاكم ليست صحيحة، لأن في سند الحديث رجلا مجهولا، وهو: المسيب بن زهير إذ لم يوثقه أحد، والله أعلى وأعلم.
وبناء على ذلك يتبين لنا أن مسألة الصراط بهذا المعنى مسألة تحتاج إلى نظر، فالقرآن الكريم لم يذكر الصراط بهذا المعنى، والأخبار في هذا المعنى ضعيفة، ولا يحتج بالضعيف في أمر عقائدي، والعلم عند الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار وأصحابه الأبرار
أبو عبدالله
---
أبومجاهدالعبيدي
05-29-2006, 06:01 AM
أن الحديث يثبت لله تعالى الصورة، وأجمع العلماء أن الله تعالى لا يوصف بالصورة، قال الإمام ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه(ص/159): ((قلت: إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف)).
أخي الكريم
لا شك أن هذا الحكم ليس بصحيح ، ومذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الصورة لله تعالى كما يليق به ، من غير تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل.
قال الشيخ عبدالرحمن البراك في بيانه للمخالفات العقدية في فتح الباري :(1/157)
( قوله: "قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره .. إلخ": ابن قتيبة يعرف بخطيب أهل السنة ، وله جهود في الرد على الزنادقة والمعتزلة كما في "تأويل مختلف الحديث" له.
وما ذهب إليه ابن قتيبة رحمه الله تعالى من إثبات الصورة لله عز وجل، وأنها ليست كصورة أحد من الخلق ـ فله سبحانه وتعالى صورة لا كالصور ـ هو مذهب جميع أهل السنة المثبتين لكل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكما يقولون: له وجه لا كوجوه المخلوقين، يقولون: له صورة لا كصور المخلوقين، وقد دل على إثبات الصورة لله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل: "وتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفونها"، وهو نص صريح لا يحتمل التأويل، فلهذا لم يخالف أحد من أهل السنة في دلالته.
وأما حديث: "فإن الله خلق آدم على صورته" فقد استدل به أكثر أهل السنة على إثبات الصورة أيضاً، وردوا الضمير إلى الله تعالى، وأيدوا ذلك برواية من رواياته بلفظ: "على صورة الرحمن". ومن رد الضمير إلى آدم عليه السلام أو إلى المقاتل - وقصده نفي الصورة عن الله تعالى - فهو جهمي كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ونفي الصورة هو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة والماتريدية ، ومنشأ ذلك هو توهم التشبيه في صفات الله تعالى ، فزعموا أن إثبات الصورة أو الوجه أو اليدين ونحو ذلك يستلزم التشبيه بالمخلوقات ، وهي حجة داحضة ، وطردها يستلزم نفي وجود الله سبحانه وتعالى .
ومن رد من أهل السنة الضمير إلى آدم عليه السلام وضعَّف رواية " على صورة الرحمن " فليس مقصوده التوصل إلى نفي الصورة عن الله عز وجل، وليس من مذهبه ذلك ، بل رأى لفظ هذا الحديث " خلق الله آدم على صورته " محتملا ، فترجح عنده عود الضمير إلى آدم أو إلى المقاتل. وهو منازع في تضعيفه لتلك الرواية وفي هذا الترجيح .(1/158)
وبهذا يتبين أن إثبات الصورة لله عز وجل لا يتوقف على دلالة حديث " خلق الله آدم على صورته " ، ونقول : بل غلط المازري عفا الله عنه ، ولم يغلط ابن قتيبة. ) انتهى كلام البراك .
ولعلك تراجع هذه الروابط للفائدة :
فوائد في إثبات الصورة لله (http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=BookTree&docid=14&node=55)
حديث الصورة رواية ودراية (http://www.saaid.net/book/7/1109.doc)
وأما كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه فهو كتاب مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة ، فقد كان مؤلفه يميل إلى التأويل في بعض كلامه: يقول ابن رجب في الذيل: (اشتد إنكار العلماء عليه في ذلك، وكان مضطربا في قضية التأويل رغم سعة اطلاعه على الأحاديث في هذا الباب فلم يكن خبيرا بحل شبه المتكلمين، ويقول: كان أبو الفرج تابعا لشيخه أبي الوفاء ابن عقيل في ذلك، وكان ابن عقيل بارعا في علم الكلام ولكنه قليل الخبرة في الأحاديث والآثار لذا نراه مضطربا في هذا الباب)
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان : ( وقد وقفتُ على كتاب لابن الجوزي اسمه: (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه).فلما نظرتُ فيه فإذا هو مشتمل على: التحريف ، والتأويل ، والتعطيل ، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمات بعضها فوق بعض ..)
ولعلك ترجع إلى كتاب العلوان على هذا الرابط :
الكشاف عن ضلالات حسن السقاف (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=786)
---
حسام حسن
06-02-2006, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله الأطهار،وأصحابه الأبرار، وبعد.
أخي العبيدي المحترم
بالنّسبة لإثبات الصّورة، فالواضح من أدلّة التّنزيه الواضحة والبينة والمحكمة أنّ إثبات الصّورة لله تعالى تجسيم محض..(1/159)
وقد ذكر الأستاذ عبد القاهر البغدادي في كتابه القيّم (الفَرْق بيْن الفِرََق)(ص/323): ((بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السّنّة: قد اتّفق جمهور أهل السّنّة والجماعة على أصول من أركان الدّين، كلّ ركن منها يجب على كلّ عاقل بالغ معرفة حقيقته، ولكلّ ركن منها شعب، وفي شعبها مسائل اتّفق أهل السّنّة فيها على قول واحد، وضلّلوا من خالفهم فيها)).
وقال في ص/332 : ((وأجمعوا على إحالة وصفه بالصورة والأعضاء))
أما عن كتاب الإمام ابن الجوزي فقد اطلعت عليه ورأيته كتابا في غاية الروعة والإتقان، ولقد أعجبني التحقيق الجميل للأستاذ السقاف.
كما أعلم أن الإمام ابن الجوزي من الحنابلة، وهو ذو شهرة واسعة في عدد من علوم الشرع، وكلام أخينا العلوان فيه تجن على الإمام ابن الجوزي.
ولكم بالغ الشكر
أبو عبد الله
---
أبو بيان
06-04-2006, 08:40 PM
أخي حسام أرحب بأدبك في عرض رأيك, وفي هذا الموضوع أمران بارزان:
الأول: مفهوم الصراط في القرآن الكريم (وهو الموضوع الأصلي للمشاركة), واتصاله ظاهر بعلم التفسير.
والثاني: إثبات الصورة لله تعالى أو نفيها (وهو متفرع عن بعض الأدلة المذكورة), واتصاله ظاهر بعلم العقيدة.
ففي أيهما تحب أن نتحاور (مع أن مراعاة تخصص الملتقى أولى)؛ ليأخذ بعضنا بأيدي بعض, حتى نصل منها على يقين ينشرح به صدر طالب الحق, ولا أراك إلا كذلك إن شاء الله.
ولي عليك قبل كل ذلك أن تتكرم بذكر مؤهلك العلمي, وتخصصك التعليمي, بارك الله فيك.
---
حسام حسن
06-05-2006, 05:51 PM
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وبعد.
تحية للأستاذ أبي بيان...
أمّا أصل الموضوع فهو الكلام عن الصّراط من حيثُ الكيفيةُ المشتهرةُ عند أهل السّنّة والجماعة(وهي أنّ الصّراط أدقّ من الشّعرة وأحدّ من السّيف).(1/160)
وبالنّسبة لموضوع الصّورة فكان تعقيبا منّي على تعقيب الأستاذ العبيدي، فجاء الحديث عن الصّورة عارضا لا أصلا.
وأنتم تعلمون أنّ بين العلوم ارتباطا واضحا، إذ كلّ العلوم تنبع من القرآن والسّنّة المشرّفة..
وعن تخصّصي فأنا طالب علم تخرّج من كليّة الشّريعة..
أخوكم أبو عبد الله
---
أخوكم
08-05-2006, 06:48 AM
الأخ المكرم د.حسن خطاف حفظه الله
1- من خلال آيتي سورة الأعرف وسورة يس أثبتَ في نفس بحثك إمكانية تفسير الصراط بالشيء المادي ، فقل بمثل تلك الإمكانية المادية في تفسير صراط الآخرة .
2- قلتَ بأن بعض العلماء ربط بين بعض آيات الصراط وبين أحاديث صراط الآخرة.
ولكن الصحيح ليس بعضهم بل إن كثيرا من أهل العلم ربطوا بينهما إما تصريحا وموافقة أو سكوتا وعدم إنكار للربط
فإذا ثبت أن الأكثر مع الربط فلن يشعر القارئ بشذوذ هذا الربط بل سيشعر أن الشذوذ في عدم الربط.
3- سواء صح الربط أم لم يصح فيجب على كل قارئ مؤمن أن يصدق بالأحاديث الصريحة الصحيحة التي وصفت صراط الآخرة.
ولعلك أشرت إلى ذلك بقولك:
( ... وأحاديث الصراط تشير إلى حتمية وجوب عبور الجميع من فوق النار على جسر يسمى الصراط)
4- أشكرك على بحثك وعلمك وأخلاقك وإنصافك وحيادتك ، وننتظر منك المزيد بارك الله فيك.
---
(1/161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة
---
حمّل كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة
---
مسك
06-30-2004, 08:50 AM
وهو كتاب يبحث في نوع من أنواع البلاغة وهو المجاز ، وهو في هذا الكتاب يثبت المجاز خاصة في القرآن الكريم وقد جعله المصنف على حسب ترتيب سور القرآن الكريم
للتحميل من هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=29198
---
أبو بيان
06-30-2004, 06:34 PM
جزاك الله خيراً أخي: مسك
وأرجوا التحقق من موضوع الكتاب؛ فإنه أعم ممَّا ذكرت.
وشكر الله لك سعيك.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-01-2004, 12:10 AM
أبو عبيدة معمر بن المثنى( ت: 209/210هجري) قد يظن المتتبع لكتابه مجاز القرآن أنه كتاب بلاغي بحسب عنوانه، إلا أنه كتاب لغوي يتتبع المفردات والمركبات الجملية تتبعاً لغوياً جدياً، وان كان الكتاب لايخلو من لمسات بلاغية، ولكنه يقصد بالمجاز المعنى اللغوي، وقد يقصد به الميزان الصرفي للكلمة، وقد يعني به نحو العرب وطريقتهم في التفسير أو التعبير، إلا أنه على أية حال يمثل التيار اللغوي في التفسير وإن أكد على فنون التعبير عند العرب، فهو يبدأ بالسور ثم الآيات ويتناولها بالشرح اللغوي بحسب ورودها على ترتيب المصحف، مستشهداً بالفصيح من كلام العرب على إرادة المعنى المطلوب من خطب وأقوال وأشعار.
فكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى كتاب لغة وتفسير مفردات ، لا كتاب بلاغة وبيان ، والدليل على ذلك أنه قد يسمى « غريب القرآن » باعتباره ترادف الغريب والمجاز عندهم ، كترادف الغريب والمعاني ، وقد نص على تسميته بهذا الإسم « غريب القرآن » ابن النديم.[الفهرست : 52 ]
---
مسك
07-01-2004, 09:05 AM
شكر الله لك شيخنا الفاضل ابو مجاهد العبيدي على ما تفضلت به ..(1/162)
وكنت قد وضعت الكتاب في ملتقى أهل الحديث فعقب الشيخ عبدالرحمن الفقيه بهذا النص :
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
بارك الله فيك أخي الكريم مسك وجزاك خيرا على ما تقدمه من كتب نافعة وقيمة
وكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ليس المقصود به المجاز المعروف عن أهل البلاغة وإنما المقصود به ما يجوز في اللغة
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ج: 12 ص: 277
ولم يعرف لفظ المجاز فى كلام أحد من الأئمة إلا فى كلام الامام أحمد فانه قال فيما كتبه من الرد على الزنادقة والجهمية هذا من مجاز القرآن وأول من قال ذلك مطلقا أبو عبيدة معمر بن المثنى فى كتابه الذي صنفه فى مجاز القرآن ثم أن هذا كان معناه عند الأولين مما يجوز فى اللغة ويسوغ فهو مشتق عندهم من الجواز كما يقول الفقهاء عقد لازم وجائز وكثير من المتأخرين جعله من الجواز الذى هو العبور من معنى الحقيقة إلى معنى المجاز
وقال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله في التفسير اللغوي ص 335 وما بعدها
(وإذا تأملت كتاب مجاز القرآن وجدته كتابا في تفسير ألفاظ القرآن ، أي غريب القرآن...(
ثم قال ص 336
(مفهوم المجاز عند أبي عبيدة)
والمجاز عند أبي عبيدة (ت:210) ما يجوز في لغة العرب من التعبير عن الألفاظ والأساليب ، وليس المجاز الاصطلاحي عند البلاغيين ، وهذا ظاهر من كتابه)
ثم تكلم عن الكتاب إلى ص 362
انتهى كلامه ..
وبارك الله فيكم على حسن التوجيه ( الشيخ أبو مجاهد / الشيخ الفقيه )
---
(1/163)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يا دعاة الحق نبهوا قومكم و ذكروهم؟؟؟
---
يا دعاة الحق نبهوا قومكم و ذكروهم؟؟؟
---
أبو الهيثم
12-27-2005, 10:15 AM
الحمد لله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا...
أما بعد ...
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام تلك النعمة التي لا يعدلها نعمة تلك النعمة التي ضل عنها أكثر الناس وهداكم الله تعالى إليها تلك النعمة التي عشتم عليها وعاش عليها آبائكم وأجدادكم ،، اشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها وأسالوا الله تعالى الثبات عليها وإياكم أن تتعرضوا لما يزيلها ويسلبها عنكم فتخسروا دنياكم وأخراكم
أيها المسلمون إن دينكم إن دينكم دين الإسلام منذ بزغت شمسه وتألق نجمه وأعدائه الذين هم أعدائكم يحاولون القضاء عليه بكل ما يستطيعون من قوة (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) إنهم يريدون منكم أن تكونوا كفاراً كما كانوا كفاراً كما قال عز وجل(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء) فلقد حاول هؤلاء الأعداء أن يقضوا على الدين العظيم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم(1/164)
ثم في عهد الخلفاء الراشدين ثم في العصور التالية إلى وقتنا هذا بالسلاح الذي يرونه مناسباً لهم فكرياً كان أم خلقياً أم اقتصادياً كان أم عسكريا ولسنا نجازف ولسنا نجازف حينما نقول ذلك و لسنا نتخرص ولكن نقول ذلك بشهادة الله عز وجل بوحيه الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقدره الذي أثبته التاريخ وإن هذه المحاولة للقضاء علي دين الإسلام ليست من صنف واحد من أصناف الكفرة بل من كل الأصناف من المشركين من اليهود من النصارى من المنافقين من الملحدين من سائر الكفار وأسمعوا ما قال الله عز وجل عن المشركين( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وأسمعوا ما قال الله عن اليهود والنصارى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) وكان أعني اليهود والنصارى يدعوننا إلى ملتهم ويموهون فيها علينا (وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) واسمعوا قول الله عز وجل عن المنافقين (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء) واسمعوا ما قال الله عن سائر الكافرين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ(1/165)
تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)
أيها المسلمون هذه شهادة من الله تعالى على أعدائكم بما يتمنونه لكم ويريدونه منكم ويدعونكم إليه من صدكم عن دينكم وموافقتهم على كفرهم إي شهادة بالله عليكم
إي شهادة أكبر وأعظم من شهادة الله إي شهادة أصدق من شهادة الله إي شهادة أراد بها الشاهد خيراً أبلغ من شهادة الله إن شهادة الله تعالى على هؤلاء شهادة صدق من عالم بالخفيات (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )
إنها شهادة من الله الذي يريد لكم الهداية دون الضلال قال الله عز وجل( يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم)
أيها المسلمون أقرءوا التاريخ فإن التاريخ في ماضيه وحاضره ليثبت ما قرره الله عز وجل في هذه الآيات الكريمة فإياكم إياكم إن تنخدعوا بما عليه أعداكم من الكفر بالله ورسله وانحلال الأخلاق وفساد الأفكار وإن زينوا ذلك في أعينكم وسولوه وسهلوه في نفوسكم ولقد أغتر كثير من الناس ولقد أغتر كثير من الناس ممن هم سفهاء العقول سفهاء العقول غلال الدين اغتروا بما عليه هؤلاء الأعداء من القوة المادية فصاروا يداهنونهم ويتوددون إليهم مع أن الله عز وجل قال (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) ولهذا إي من التودد لهؤلاء الأعداء الكفار أن بعض الناس يهنئ هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية التي يقيمونها على رأس سنتهم وهذا حرام بالاتفاق.(1/166)
قال أبن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك فيقول عيدٌ مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا والقول لأبن القيم رحمه الله فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات إي أنه يخشى على من هنأهم بأعيادهم الدينية أن يخرج من الإسلام وهو لا يشعر قال فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة من يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الزنا
قال أعني أبن القيم : وكثيرٌ ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وكثيرٌ ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك إي في تهنئة هؤلاء بأعيادهم ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) انتهى كلامه رحمه الله(1/167)
أيها المسلمون إننا مقبلون على رأس سنتهم إي سنة الكفار في آخر هذا الشهر المبارك (ذي القعدة) ولربما يقوم بعض الناس بتهنئتهم تزلفاً إليهم أو تودداً أو مجاملة أو لغير ذلك من الأسباب فإياكم أن تقوموا بهذا فإن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية وشعائرهم الدينية تعني إقرارهم والرضاء بما هم عليه من الكفر بل وإدخال السرور عليهم بما رضوه لأنفسهم من الكفر بالله ورسله وهذا خطر عظيم وإن كان المهنئ لهم لا يرضى أن يكون على ملتهم ولكن رضا ولكن الرضا بكفر الغير رضاً بما لا يرضاه الله عز وجل فإن الله لا يرضى بدين سوى دين الإسلام كما قال الله تعالى(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )وقال الله عز وجل(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُم)
فكيف يرضى المؤمن بدين أو بشعائر دين لا يرضاه الله عز وجل كيف يدخل السرور على قوم إذا أقاموا شعائر دين لا يرضاه الله عز وجل هل هذا لائق بالمسلم إنه لا يليق أبداً أن نهنئ هؤلاء بأعيادهم الدينية وإذا كان تهنئتنا إياهم بأعيادهم الدينية حراماً فإنهم لو هنئونا هم بها فإننا لا نجيب يعني لو قالوا نهنئك برأس السنة فلا تجبهم لأنها ليست بأعياد لنا ولأنها أعياد لا يرضاها الله عز وجل حتى لو كتب لك التهنئة في كتاب أو برقية أو مهاتفة فلا تجبه لأنك إذا أجبته فقد رضيت بهذه الدين الذي لا يرضاه الله عز وجل فإنها أعياد غير شرعية فهي إما بدعية في دينهم لم يشرعها الله أصلا وأما كان في أصلها عندهم مشروعة (لكن بعد ذلك طرأ عليها التبديل و التحريف و الكفر الذى أعتقدوه) نسخت بدين الإسلام (مسألة بحث)(1/168)
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم في صحيحه ولا يحل للمسلم أن يجيب دعوتهم إلى حضور هذه الأعياد لأن حضور هذه الأعياد أعظم من تهنئتهم بها لأن ذلك مشاركة لهم فيها ولا يحل للمسلم أن يتشبه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال أو تنزيل قيم السلع أو غير ذلك من ما يعد من ما يعد نوعاً ،نوعاً من الفرح لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(من تشبه بقوم فهو منهم ) قال شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله : (أقل أحوال هذا الحديث التحريم إي أن التشبه بالكفار حرام وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم وقال رحمه الله :مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما، وربما أطمعهم وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص وأستزلال الضعفاء) انتهى كلامه رحمه الله فمن فعل شيئاً من ذلك إي هنأهم أو قبل هديتهم بهذه المناسبة أو أهدى إليهم أو تشبه بهم فهو آثم سواء فعله تودداً أو مجاملة أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم فأحذر أيها المسلم أحذر ما حذرك الله ورسوله منه واتقي ربك إن كنت تريد الفلاح واتقي النار فإنها أعدت للكافرين وأطيع الله ورسوله إن كنت تريد رحمة الله عز وجل
...
فيا عباد الله هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وفي معنى قوله فهو منهم وجهان(1/169)
الوجه الأول ما ذكره كثير من العلماء أن من تشبه بهم في الظاهر أدى ذلك إلى تشبهه بهم في الباطن إي في العقيدة والدين فيكون المعنى أن من تشبه بهم ظاهراً كان ذلك قائداً له إلى أن يتشبه بهم في الباطن فيكفر كما كفروا والعياذ بالله
الثاني: أن من تشبه بهم في الظاهر كان منهم فيما تشبه بهم فيه دون غيره من خصال الإسلام وعلى كل حال فإن المسلم لا يرضى أبداً أن يتشبه بقوم في ضلالتهم على كل حال بل يحمد الله أن عافاه من هذه الضلالة ويتجنب ما هم عليه من الكفر يطنطن بعض السفهاء بعض سفهاء العقول ضعيف بعض سفهاء العقول ضعيف الدين يطنطنون بكلمة الأديان الثلاثة ولا أدري من أين جاءوا بهذه الكلمة أين في الكتاب والسنة كلمة الأديان الثلاثة إن الدين واحد لا غير وهو دين الإسلام لقول الله عز وجل (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام ) وهذه الجملة تفيد الحصر كما هو معروف من اللغة العربية وكما تكلم به الأصوليون والبلاغيون (إن الدين عند الله الإسلام ) إي شئ واحد ليس إلا الإسلام ثم إن الله أكد ذلك في آية أخرى فقال (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) إذاً لا دين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء دين واحد هو دين الإسلام ولا يمكن أحد ولا يمكن أحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقر بدين اليهود والنصارى لأنه نسخ فدين اليهود نسخ بدين النصارى ودين النصارى واليهود نسخ بدين الإسلام فكيف يليق بمسلم أن يقول إن الأديان إن الأديان ثلاثة ومن أجل هذه المقولة البدعية الكاذبة من أجلها صار بعض من هم أسفه من هؤلاء يطنطن ويدندن ويحوم حول توحيد الأديان الثلاثة حتى قيل أن بعض الناس كتب في مجلد طبع في مجلد واحد القرآن والإنجيل والتوراة قاتله الله كيف يجمع بين حق وباطل في مجلد واحد كيف يقر المسلم ويقر غير المسلمون أيضاً إن هؤلاء إذا قيل لهم إنكم على دين(1/170)
بقوا على دينهم وحاولوا بكل ما يستطيعون أن يصرفوا المسلمون عن دينهم إلى دينهم الذي شهد له هذا وأمثاله بأنه حق وإن أقول من هذا المكان كل إنسان يدعي أن ديناً غير دين الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم دين مقبول عند الله فإنه كافر مرتد عن دين الإسلام لأنه كذب الله عز وجل في قوله (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام ) وفي قوله (َمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) إذاً لا يمكن أبداً بحال من الأحوال أن نجتمع مع اليهود والنصارى على دين إلا إذا أمكن اجتماع جمر القضاء في الماء البارد وهذا شئ مستحيل ولا يمكن أبداً أن نقر بأنهم على دين بل كما سمعتم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنه ما من يهودي ولا نصراني يسمع بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يموت ولم يؤمن بما جاء به إلا كان من أصحاب النار) وتأمل قوله :(يسمع ) حيث علق الحكم بالسماع لأن الواجب عليهم إذا سمعوا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يؤمنوا به فإنهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبنائهم ولكنهم استكبروا وعاندوا أيها الأخوة إياكم أن تلينوا مع قوم قال الله فيهم (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)(1/171)
لا تنخدعوا بما فتح الله عليهم من خزائن الدنيا وما علمهم من الصنائع عليكم بدين الإسلام تمسكوا به عقيدة وقولاً وعملاً فعلاً وتركاً وبذلك تسودون العالم كما ساده أسلافكم إياكم أن تنجرفوا وراء الأهواء التي ليس لها أساس من دين الله عز وجل اسمع كلام اليهود والنصارى بعضهم لبعض قالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود علي شئ ونحن نقول ليست اليهود على شئ ولا النصارى على شئ وإنما الدين دين الإسلام فقط إذاً يجب أن نحذر من كلمة الأديان ثلاثة لماذا لأنها لم تذكر في القرآن ولا في السنة ولا في كلام السلف والأديان السابقة لدين الإسلام كلها منسوخة ليست ديناً ،،
هذه هي الحقيقة الواقعة التي يجب علينا أن نؤمن بها وأن لا تلين غصوننا لمثل هذه الدعاوى الباطلة ولا يضرنا أن نذكر بما فعل اليهود مع النبي صلى الله عليه وسلم حين نقضوا العهد أو نذكر بما فعل النصارى في الحروب الصليبية وغيرها وبما فعلوا أخيراً في البوسنة والهرسك وبما يفعلون الآن في الشيشان لأن الروس ليسوا كلهم شيوعيون بل منهم نصارى حاقدون منهم نصارى حاقدون على الإسلام كما يحقد الشيوعيون اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة اجتمعوا على دين الله ولا تتفرقوا فيه .
وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
---
(1/172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > صدور كتاب (دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها
---
صدور كتاب (دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها
---
عبدالرحمن الشهري
10-07-2006, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها
للدكتور عبدالمحسن بن زبن المطيري
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الكويت
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_101774526d51018f9b.jpg
وقد صدرت هذه الطبعة عند دار البشائر الإسلامية في بيروت ، في مجلد من الحجم العادي ، بلغ عدد صفحاته 479 صفحة .
وأصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لكلية دار العلوم بالقاهرة ، نوقشت عام 1423هـ . وقد سبق عرض هذه الرسالة في مشاركة قديمة في الملتقى على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4851) .
---
أحمد البريدي
10-12-2006, 09:10 PM
وقد سبق التعريف بهذا الكتاب على هذا الرابط :
الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=28097#post28097)
---
فهد الوهبي
10-13-2006, 05:46 AM
جزاكما الله خيراً ونفع بالكتاب..
---
الإسلام ديني
10-18-2006, 01:50 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
كتاب مهم من عنوانه
/////////////////////////////////////////////////
---
أبو يعقوب
10-23-2006, 02:19 PM
جزاك الله خيرا
نفع الله بهذا الكتاب
---
(1/173)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير المظهري
---
التفسير المظهري
---
جمال أبو حسان
06-04-2006, 10:37 AM
السلام عليكم ايها المنتدون الكرام
هل يعلم احد ان تفسير المظهري قد تناوله أحد بالدرس سواء أكان ذلك منهجيا ام موضوعيا وفي رسالة علمية؟
ارجو الجواب العاجل مع كل التقدير لكم جميعا
---
عبدالرحمن الشهري
06-04-2006, 11:41 AM
حياكم الله يا أبا محمد .
ما دمت مستعجلاً في طلب الجواب فالذي أعرفه أن الأخ الكريم عزير أحمد مجيب الله القاسمي الهندي قد تقدم برسالته للدكتوراه بعنوان :
(منهج الباني بتي في تفسيره (التفسير المظهري)
مع تحقيق التفسير من أوله إلى تفسير الآية رقم 188 من سورة البقرة
وكانت الرسالة تحت إشراف الأستاذ الدكتور زكي محمد أبو سريع الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض . وكان أحد عضوي المناقشة الدكتور ف.عبدالرحيم وفقه الله . وهو أستاذ هندي معروف أجرت الشبكة معه لقاء مطولاً تجده هنا (http://www.tafsir.net/faaraheem.php).
والرسالة محفوظة بمكتبة قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين ، وبمكتبة الرسائل الجامعية في مكتبة جامعة الإمام المركزية .
وفقكم الله ورعاكم .
---
جمال أبو حسان
06-05-2006, 01:55 PM
حياكم الله يا دكتور عبد الرحمن وجزاك عنا كل الخير هل تتكرم بوضع ما يتعلق بالمنهج من الفهرس هنا
لان احد اطلاب يبتغي ان يدرسه كله في دراسة منهجية نقدية فهل يصلح العمل الجديد
---
عبدالرحمن الشهري
06-05-2006, 02:23 PM
الرسالة بعيدة عني ، ولعل أحد الزملاء في قسم القرآن بالرياض يتفضل بهذه الخدمة إن أمكن .
---
منصور مهران
06-05-2006, 04:56 PM(1/174)
الطبعة التي بين أيدينا من تفسير المظهري ؛ صدرت في عشرة أجزاء عن دار إحياء التراث العربي ، ببيروت ، 1425 هج = 2004 م ، وتحمل عبارة ( تحقيق ...) ولا أرى فيها من آثار التحقيق شيئا ، ونأمل ان تصدر طبعات الدارسين المحققين لشفاء الغلة ، والله المعين .
---
د.عبد الله الجيوسي
06-10-2006, 09:02 AM
كما توجد رسالة نوقشت في جامعة آل البيت في الاردن وتفصيلاتها كالآتي كما هي مثبتة عندي:
الامام محمد ثناءالله العثماني المجددي ومنهجه في تفسيره المظهري القرآن - تفسير ومناهج حسن، فاروق محمد عارف ماجستير اشراف:عبدالرحيم الزقة الأردن جامعة أل البيت 1998 265 ورقة : 3
---
(1/175)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تدل هذه الآية على أن الأخلاق تورث؟
---
هل تدل هذه الآية على أن الأخلاق تورث؟
---
عطية الله
03-27-2005, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تدل هذه الآية على أن الأخلاق تورث؟
{ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً}
وقد أورد العلماء عندها الحديث المشهور -وصححه بعض العلماء- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته"
وأما حديث "فإن العرق دسّاسٌ" فهو ضعيف جداً، أو موضوع كما قاله الشيخ الألباني في سلسلة الضعيفة.
وقد ذكر العلماء في هذه المسألة خلافا للفلاسفة والحكماء قديما.
قال ابن الجوزي في زاد المسير عند قوله تعالى {خلق الإنسان من عجل} : فأما من قال: أريد به آدم، ففي معنى الكلام قولان : أحدهما: أنه خلق عجولا، قاله الأكثرون. فعلى هذا يقول: لما طبع آدم على هذا المعنى، وجد في أولاده، وأورثهم العجل.اهـ
ننتظر مشاركاتكم وإثراءكم.
---
(1/176)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يا أهل الخير طلب شرح منظومة الزمزمي
---
يا أهل الخير طلب شرح منظومة الزمزمي
---
سعد الزيد
06-06-2006, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الله تعالى ان أجد عندكم في هذا الجمع المبارك من يسعفني
بشرح منظومة التفسير للشيخ الأديب المفسر عبد العزيز الرئيس الزمزمي
أريد شرح للأبيات فأنا ولله الحمد لدي الأبيات ولكن من يستطيع بمساعدتي
بشرح الأبيات جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم ..
---
سعد الزيد
06-07-2006, 05:14 PM
يرفع إلى أن أجد من يساعدني جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
06-07-2006, 06:59 PM
عندي شرحان لهذه المنظومة ، صورتهما قديماً ، ويمكنك تصويرهما إن كنت في الرياض بارك الله فيك .
---
عمار
06-07-2006, 08:11 PM
تجد في الرابط أدناه شرح فضيلة الشيخ الدكتور / الخضير :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2451&page=1&pp=15
---
سعد الزيد
06-07-2006, 08:26 PM
وجدت عنوان المكتبة وإن شاء الله أبحث هناك لعلي أجدها إن شاء الله تعالى ..
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم ..
---
أبو عبد المعز
06-07-2006, 08:56 PM
شرح المنظومة مسموعا....
للشيخ أحمد الحازمي.
http://www.alhazmy.net/articles_sound.aspx?id=114&first=0&t2=
---(1/177)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من غرائب التأويل !
---
من غرائب التأويل !
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2005, 06:30 AM
الباطنية يفسرون القرآن الكريم على وجهٍ لا علاقةَ لَهُ بلغةِ القرآنِ ولا سياقهِ ، ولهم تأويلات غريبة ، تَصِلُ بكَ إلى الضحكِ ، وصنيعهم هذا قديم ، وقد كان السَّلفُ يردونَ عليهم هذه التأويلات ويُبْطِلونَها ، ومن طرائف التأويل وإن لم يكن تأويلاً للقرآن ، إِلاَّ أَنَّهُ شبيهٌ به ، وقد تذكرت هذه القصة عندما أوردها أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وفقه الله في مُحاضرتهِ عن (التفسير بين العقل والنقل) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3237) ، فرجعت للقصة كاملة وأحببت إيرادها للفائدة ، والمشاركة في معرفة معاناة المتقدمين وردهم لمثل هذه التأويلات الغريبة للقرآن الكريم ، ولعل الإخوة الفضلاء يذكرون طرائف مشابهة من تأويلات القرآن.
قال عامر الشعبي رحمه الله : ما أَشبهَ تأويلِ الرافضةِ للقرآنِ بتأويلِ رجلٍ مضعوفٍ مِن بَني مَخزوم مِن أهلِ مكةَ ، وجَدتهُ قاعداً بفناءِ الكعبةِ ، فقال للشعبيِّ :
ما عندك في تأويلِ هذا البيت ؟ فإِنَّ بَني تَميم يَغلطونَ فيه ، فيزعُمونَ أَنَّهُ مِمَّا قيلَ في رَجلٍ منهم ، وهو قولُ الشاعرِ:
بيتٌ زُرَارَةٌ مُحْتَبٍ بِفِنائِهِ * ومُجاشِعٌ وأَبو الفَوارسِ نَهْشَلُفقلتُ له : فما تقولُ أنتَ ؟
قال : البيتُ هو هذا البيتُ ، وأشار بيده إلى الكعبة !
وزُرارة : الحِجْرُ ، زُرِّرَ حول الكعبة !
فقلتُ له : فمُجاشع ؟ قال : زَمزمُ ، جشعت بالماء !
قلت : فأبو الفوارس ؟ قال : هو أبو قُبَيسٍ ، جَبَلٌ بِمكةَ !
قلت : فنَهْشلُ ؟ ففكَّر فيه طويلاً ، ثُمَّ قال : أصبتهُ ، هو مصباحُ الكعبةِ ، طويلٌ أسودُ ، وهو النَّهشَلُ !
انظر : العقد الفريد لابن عبدربه1/269 ، عيون الأخبار لابن قتيبة 2/146(1/178)
والبيت المذكور أحد أبيات قصيدة مشهورة للفرزدق يناقض بها قصيدة لجرير رحمه الله . ومن أبيات قصيدة الفرزدق:
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا= بَيتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطوَلُ
بَيتاً بَناهُ لَنا المَليكُ وَما بَنى= حَكَمُ السَماءِ فَإِنَّهُ لا يُنقَلُ
بَيتاً زُرارَةُ مُحتَبٍ بِفِنائِهِ = وَمُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَلُ
يَلِجونَ بَيتَ مُجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا=بَرَزوا كَأَنَّهُمُ الجِبالُ المُثَّلُ
لا يَحتَبي بِفِناءِ بَيتِكَ مِثلُهُم= أَبَداً إِذا عُدَّ الفَعالُ الأَفضَلُ
ضَرَبَت عَلَيكَ العَنكَبوتَ بِنَسجِها= وَقَضى عَلَيكَ بِهِ الكِتابُ المُنزَلُوهي قصيدة من جياد قصائد الفرزدق.
والبيت الذي أخطأ المخزومي في شرحه شرحه أبو عبيدة في شرح النقائض فقال :
قوله : زُرارة ، يعني زرارة بن عُدُس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك .
ومُجاشع بن دارم .
ونَهشل بن دارم.
قال أبو عبدالله : سمعت بعض ولدِ عُطارد بن حاجب بن زرارة يقول : ليس في العرب إلا عُدَس بفتح الدال إلا في تميم فإنه عُدُس بضمها.
شرح النقائض 1/292
---
ابن الشجري
04-20-2005, 02:44 PM
لعل من نظائر ماذكرت أخي الكريم وإن كان سبب التعلق الطرافة فقط ، ماذكره المفسر الكبير العلامة الشنقيطي رحمه الله في رحلته المشهورة .(1/179)
فقد ذكر أنه أثناء ترحاله ومروره بالسهل والحزن ، ومذاكراته العجيبة والتي شملت أغلب فنون علم الشريعة ، وماكان يدلي به رحمه الله من أجوبة تبهرالعقل وتأخذ باللب ، لكمال ملكته العلمية رحمه الله قال : ( وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لايفهمون ، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي مامضمونه : إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف ! قلنا له : وما ذالك الموضع الشريف ؟ قال الخرطوم . قلنا : وأي شرف للخرطوم ؟ قال : لأنه مذكور في القرآن العظيم في قوله تعالى (سنسمه على الخرطوم ) فقلنا له : ذلك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني ! فضحك من يفهم من الحاضرين ) أهـ
ولعل الله يسهل بمنه وكرمه ، أن يكون هناك وقفة مع بعض جوانب حياة هذا الرجل الفذ في علمه وزهده ، يدلي كل فيها بما ليس في ترجمته مما أسنده عنه أو استظهره من كتبه ، ولولا عدم المناسبة لسطرت هنا بعض الشئ ، ولكن نترك فضل الأسبقية لأهل التفسير فهم أحق به منا .
---
مساعد الطيار
04-20-2005, 05:37 PM
أخي عبد الرحمن
ألا ترى أن الشيء المستطرف مقبول ، وتجد له النفس حلاوة ، أفلا ترى أن ما ذكرته يدخل في غرائب التأويل وعجائبه ، ولغلاة الرافضة والباطنية والقرامطة في ذلك ما لا ينقضي منه عجب العالم .
ويظهر أنه إنما وقعت طرافته من كون قائله عاميًّا اعتمد على خزعبلات عقله ، ففسر البيت ، لكن لا يُسمى مثل هذا التأويل لكتاب الله بالطريف ، والله أعلم .
ولقد ذكرتني باستطرادك في ذكر القصيدة التي منها البيت ، ثمَّ ذكرك فائدة تتعلق بهذه القصيدة منهج أسلافنا في الأمالي حيث يوردون الفائد تلو الأخرى على غرار ما يسمى بتوارد المعاني .(1/180)
وياليتك وابن الشجري ـ لما ظهر منكما من اقتدار في هذا ـ أن تتحفونا بين الفينة والأخرى بمقالات نُحمِض فيها ، وتكون لنا ـ روَّاد الملتقى ـ مرتعًا خصبًا من ذلك الأدب العالي ومن نقده المتميز الذي يبين فضائل الكلام ، ومحاسن التعبير ، ومفارقات كلام البلغاء بالموازنة والنقد والتحليل .
وإن لم يكن ما تمنيته ، فأقول ما قال الشاعر :
منًى إن تكن حقًّا تكن أصدق المُنَى *** وإلا فقد عشنا بها زمنًا رغدًا .
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2005, 05:47 PM
إشارتكم يا أبا عبدالملك أمرٌ ، وأبشر بما يسرك إن شاء الله ، ففي النفس حاجات ، وفي الوقت الراهن ضيق شديد يوشك أن ينفرج إن شاء الله ، فإذا كان ذلك رأيت ما يسرك بإذن الله ، فهذا أمر لم أغفل عنه ، وفي الملتقى عدد من الأدباء المتذوقين من أمثالكم والأستاذ ابن الشجري ، والأستاذ عبدالله بلقاسم ، وأبي بيان وأبي بنان ، وخالد الشبل ، وأبي عبدالمعز ، والأخت سلسبيل. وغيرهم ، مما يجعل لزاماً إن شاء الله أن نفتح نافذة مشرعةً نمزج فيها اللغة بالتفسير والأدب ، ويكون لنا من توجيهاتكم وتسديداتكم ما نعيد به مجالس الأمالي على الانترنت ، بعد أن توارت حول سواري المساجد ، ومجالس العلم ، وما نريد بالإحماض فيه ، إلا إمتاع قارئيه ، ونعوذ بالله من شرة اللسن ، وفضول الهذر ، كما نعوذ به من معرة اللكن ، وفضوح الحَصَر.
---
سعيد بن متعب
04-22-2005, 07:40 PM
ومن طريف ما وقفت عليه فسمعته بأذني وهم بعض الناشئة في اسم أخي يوسف عليه السلام والذي ورد في بعض التفاسير أن اسمه (بنيامين) فظن ذلك الشاب أن اسمه (نكتل) وسبب اللبس الذي ورد عليه - بعد الجهل طبعاً - هو قول إخوة يوسف (قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون)(1/181)
ارجو أن تكون هذه المشاركة خفيفة وأن لا أتطفل بها على أهل التفسير وملحهم ونكاتهم ، ولم أستغرب صنيع ذلك الشاب وجهل فهمه ، فقد سبقه من ذكر اسم الذئب الذي يفترض إنه أكل يوسف ، واشتغل بعض الفارغين بمحاولة الوصول لاسمه ولم يتكلف التأمل في قوله (وجاؤوا على قميصه بدم كذب)
---
فهد الناصر
04-24-2005, 03:42 AM
طرفة نادرة ، بارك الله فيك. ويا حبذا لو تم ما اقترحه الدكتور مساعد في المشاركة رقم 3
---
أبو صلاح الدين
10-25-2005, 04:11 PM
بارك الله فيكم.. أمتعتمونا جميعاً.
ومنكم نستفيد دائماً.
---
عبدالرحيم
10-27-2005, 11:33 AM
فعلاً مشاركات (دمها خفيف) تليق بالكبار.. فلا يخرج من الكبير إلا ما ينبئ بعقله وعلمه.. وإن كان من الملح والنوادر..
فإن كان ما في المشاركات أعلاه من مِلح.. محمولة على الغفلة ( مع براءة الذمة ) فإن ما سأذكره آية من آيات الله تعالى... آية من آياته في تعجيله الفضيحة بمن يحاول الانتقاص من كتابه المجيد ..
مقتبساً من أطروحتي .. بعض البهارات الثقيلة ... وهي جزء من الباب الثالث: " نقد منهجية الطاعنين بالقرآن الكريم في مواقع الإنترنت التنصيرية "
ومما جاء فيها تحت عنوان: جهلهم بالبدهيات ... إليكم نبذة من الطرائف ....
--------------------------------
إن عَجِبَ من رأى جهل الكبير بأصول الكتابة بالعربية، فإنه يعجب من جهلهم ببدهيات عقلية لا يجادل بها أحد...
- انظر ما جاء في أول صفحة (مصادر الإسلام): " ومن القواعد المقررة أنه إذا خالف الحديث آية من آيات القرآن، وجب رفض الحديث، لأنهم يعتبرون القرآن كلام الله ".
- وانظر ما جاء في صفحة (قراءة نقدية للإسلام): " وهناك بلا شك احاديث عديدة ملفقة ومنسوبة للنبي، باسنادٍ جيد ".
- أما صفحة (حوار صريح حول الإسلام) فقد فسرت هبة المرأة نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - بتفسير عجيب:(1/182)
" فهو الوحيد من جنس البشر الذي أحل له الله - كما يدّعي القرآن - أن ينكح أية امرأة تدعوه لذلك!! ولا يشترط أن تكون زوجته أو من جواريه، بل يشترط أن تكون مؤمنة فقط!! وتهب جسدها له فيعاشرها بدون حساب من الله!! يقول القرآن في ذلك: ,,, وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً, بالطبع هذا كلام جارح يخدش الحياء, ومن الكفر أن ننسب مثل هذه الخطايا إلى الله كلي القداسة ".
- ثم قررت تلك الصفحة قراراً لم تُسبَق إليه: " ولا يوجد نسب معروف لمحمد سوى قصي بن كلاب وهو دخيل على مكة ولا يمت بأدنى صلة لإسماعيل ". (1) ( )
كيف يجرؤ مَن في نسب إلهه أبناء أربع زوانٍ (2) ( )، على الطعن في شرف نسب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أشرف الأنساب العربية وأطهرها ؟! وأين كانت قريش من هذا الاكتشاف الخطير ؟ وتعلمون ما للأنساب عند العرب من شأن عظيم، لم تشاركهم فيه أمة من الأمم.
كالعادة، لقد أخطأوا في اختيار الشبهة.. فكانت وبالاً عليهم. (3) ( )
وفي الأطروحة عشرات الأمثلة على شبهات تنقلب دليلاً عليهم... وسبحان مَن كلامه القرآن
- ومن استنباطاتها العجيبة أيضاً: " يؤكد القرآن حقيقة إتيان المرأة بخلاف الطبيعة: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنىّ شئتم؟؟ إنه بهذا التشبيه القبيح يحط من آدمية المرأة إلى مستوى بهائم الحقل التي تحرث الأرض، وكثير من الدول المتقدمة أعفت حيواناتها من حرث الأرض واستبدلوا بهم الماكينات، العالم الحر يكرم الحيوان والعالم الإسلامي يستعبد الإنسان ".
- ومن أجمل الاستنباطات، استنباطات صفحة (أسئلة بلا أجوبة):(1/183)
" س: عباده الأرحام والله أم الله وحده:- وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ {1} النساء
س: المسلمين حُمُر:_فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ {48} فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ {51} المدثر. حُمُر اي حمير !؟
س: النحل له عقل:_ وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً (4) ( ) فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {4} النساء .
س: الله روح ام نور نورة [الصواب: نوره] مثل مصباح في مشكاة:_ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {187} يوسف ".
س: الكبد أم الترائب (صدر المرآة) :_
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {4} البلد .
تناقضها سورة الطارق .خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7}الطارق ".
هل علِم كاتب تلك الصفحة لِمَ أسئلته بلا أجوبة ؟ فقد جعل المسلمين يعبدون الأرحام.. والمشركين في الجنة، بينما المسلمون في النار كأنهم حُمُرٌ مستنفرة. والنحل له عقل.. ورَوْح الله (5)( ) رُوحه.. والخاتمة: الإنسان خُلِقَ من الكَبِد !
- أما صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) فتستخف بالزقزم (الزقوم) طعام أهل النار: " "شجرة الزقزم طعام الاثيم": قد يكون الزقزم نوعا من شجر الضريع من الجحيم ولكن كيف يصير الشجر فيها ماء الغسلين يؤكل ؟؟؟؟ ". وتكرار كلمة (الزقزم) مرتين دليل على أنها ليست خطأً مطبعياً.(1/184)
- كما أضافت صفحة ( أكذوبة الإعجاز العلمي ) فائدة غير مسبوقة إلى علم التجويد، وهي وجود مدٍّ في كلمة (أَحَدٌ) في سورة الإخلاص: " واليهود في صلاتهم يمدون الصوت في لفظهم "أحد" كما يفعل المسلمون الى اليوم ".
- أما صفحة (يوم قبل وفاة محمد) فتعلِّم المسلمين كيف ينقدون الحديث الشريف متناً.. " من حديث عائشة أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتها... قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح (6)( ) ".
البيوت يومئذ ليس فيها مصابيح لكن عائشة ترى النبي يغمزها لترفع قدمها. هل يعقل أن تكون عائشة قد ذكرت ذلك ؟!! ".
لجهل الكاتب لم يعلم معنى الغمز في اللغة، جاء في معجم مقاييس اللغة: " الغين والميم والزاء أصلٌ صحيح، وهو كالنَّخْس في الشيء بشيء ". (7)( )
هذا هو الأصل في الغمز، أما ما ظنه الكاتب فهو الاستعارة.. كما بين معجم مقاييس اللغة: " ثم يُستعار. ومن ذلك: غَمَزْتُ الشَّيءَ بيدي غمزاً. ثم يقال: غمزَ، إذا عاب وذَكَر بغير الجميل. والمَغَامز: المعايب. وفي عقل فلانٍ غَمِيزةٌ، كأنَّه يُستضعَف. وممّا يستعار: غَمَزَ بجفنه: أشار. ومنه: غَمَزَ الدابةُ من رجله، كأنّه يغمز الأرضَ برجله ".
وما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان نخسُ رِجل أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها (8)( ) ؛ وفي البخاري رواية أخرى تبين صحة ذلك المعنى: " .. لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي، وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ رِجْلَيَّ فَقَبَضْتُهُمَا ". (9)( ) ولهذا استدل به من يرى عدم وجوب الوضوء من لمس المرأة. (10)( )(1/185)
- وقد تطور الأمر بصفحة (شخصية المسيح في الإنجيل والقرآن) بنقد متن القرآن الكريم: " و هل كان هدف القرآن الكلام عن بقرة بني إسرائيل وحديث الإفك، و زيد بن حارثة، و تحريم العسل الأسود على زوجاته ".
والحق أنه حرم العسل على نفسه عليه الصلاة والسلام، ثم كفر عن يمينه. (11)( )
- يدعونا (دي هانز) في صفحته (دعوة للتفكير) إلى البحث عن كتاب غير موجود في جميع أنحاء الكرة الأرضية، وهو كتاب المصاحف لأبي داود: " ترى ما هي المسافة بين رواية حفص وبين محمد؟ ماذا حدث في كل تلك الفترة ومع كل هؤلاء، ومن أرد معرفة العجب فعليه بكتاب المصاحف للساجستاني والإتقان في علوم القران للسيوطي والمصاحف لأبي داود وغيرهم ".
فكتاب المصاحف هو لابن أبي داود السجستاني رحمه الله تعالى، وليس لأبي داود ـ الأب ـ كتاب اسمه المصاحف.. وقد اختلط الأمر عليه، فظن (الأب والابن) واحد.. كعقيدتهم في التثليث !! فانظر ما يجر إليه التثليث من مصائب! (12) ( )
- وفي سبيل حشد أكبر عدد من الأدلة على صدق خرافة الغرانيق، جعلت صفحة (تعليقات على الإسلام) من التابعين صحابة ! " يُرْوَى عن قتادة (13)( ) ومقاتل (14) ( ) -من أصحاب محمد- ... " ثم كررت ذلك مرة أخرى، وزادت عليهما شخصية وهمية تدعى " إلياس ": " إنها مروية عن فريق من الصحابة، كقتادة ومقاتل وإلياس ".(15) ( )
------------------------------
هذا جزء من منهجية الطاعنين بالقرآن الكريم، دليل عدم وجو دليل علمي واحد ... واحد على الأقل يدل على كون القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى... مما ألجأ أولئك إلى المنهج غير العلمي... فكانوا أضحوكة الناس !!!
==========================(1/186)
) 1) إن كان قصي بن كلاب جامع قريش وموحدها، وصاحب السقاية والرفادة. دخيل على مكة فمن الأصيل؟ أما نسب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كما ذكر البخاري في كتابه التاريخ الكبير 1/5: " محمد رسول الله صلى الله وآله وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن المقوم بن ناحور بن تارح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم ". كما ذكره المطهر المقدسي في كتابه البدء والتاريخ 4/131: " محمد - صلى الله عليه وسلم - بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم ".
) 2) هن: " ثامار " الزانية [تكوين: 38]، و "راحاب " الكنعانية الزانية [يوشع 2 /1]، و " راعوث " المؤابية [سفر راعوث كاملاً]، وزوجة أوريا واسمها " بتشبع " التي زنت مع داود ـ حاشاه عليه الصلاة والسلام ـ [صموئيل الثاني: 12]. ولعل ذاك سبب نفي يسوع أن يكون جده داود، انظر: إنجيل متى: 22/45.(1/187)
) 3) تلك الفرية ـ وانقلابها عليهم ـ شبيهة بفرية أثارها النصارى قديماً، حين حدثت بين الإمام الباقلاني وأكبر قساوسة النصارى بين يدي ملك الروم وعدد من القساوسة، مناظرة ومما جاء فيها: قال القس: " ما فعلت زوجة نبيكم ؟ وما كان من أمرها فيما رُميت به ؟ " فأجاب القاضي الباقلاني: " هما امرأتان ذكرتا بسوء: مريم وعائشة. فبرأهما الله عز وجل.. وكانت عائشة ذات زوج، ولم تأت بولد. وأتت مريم بولد، ولم يكن لها زوج ". فبهت من في مجلس الملك. بتصرف عن كتاب: فقه الدعوة إلى الله، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني 2/564.
) 4) النَّحْلُ: أن تعطي شيئاً بلا عِوَض. انظر: معجم مقاييس اللغة، ابن فارس 5/310 (نحل).
قلت: في هذا التعبير القرآني البليغ تكريم للمرأة، فعبَّر عن مهرها بأنه عطية بلا مقابل. أي: المهر ليس ثمناً لها، أو تعويضاً.. وفي الوقت ذاته، حق واجب لها ( أي ليس كالهدية) .. ولو بحثت في اللغة عن كلمة تسد مكان " نِحْلَة " لن تجد. فسبحان الله !
) 5) أي: فَرَج الله - جل جلاله -. انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي9/252.
) 6) رواه البخاري في الصلاة باب الصلاة على الفراش (382) ومسلم في الصلاة باب الاعتراض بين يدي المصلي (512).
) 7) لابن فارس 4/310 (غمز).
) 8) وكان ذلك بيده الشريفة - صلى الله عليه وسلم -، قال محمد شمس الحق العظيم آبادي في عون المعبود2/284: " الغمز والعصر والكبس باليد ".
) 9) في الصلاة باب هل يغمز الرجل امرأته عند السجود لكي يسجد (519). عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وانظر: النسائي في الطهارة باب ترك الوضوء من مس الرجل امرأته من غير شهوة (167)، وأبو داود في الصلاة باب من قال المرأة لا تقطع الصلاة (712).
) 10) انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي 5/226. ونصب الراية، الزيلعي1/71. والمغني، ابن قدامة 1/124.(1/188)
) 11) انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي 18/178. وقد روى النسائي في السنن الكبرى 3/356 (5614) باب قوله جل ثناؤه: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها" أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمْكُثُ عِنْدِ زَيْنَبَ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً فَتَوَاصَيْتُ وَحَفْصَةَ: أَيُّنَا مَا دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلْتَقُلْ إِنِّيْ أَجِدُ مِنْكَ رِيْحَ مَغَافِيْر، فَدَخَلَ عَلى إِحْدَيْهِمَا فَقَالَتْ ذَلكَ لَهُ، فَقَالَ: بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً ". وقال النسائي بعد أن أورد الحديث: إسناده جيد صحيح.
قلت: المغافير، جمع مغفور وهو صمغٌ يُستخرج من بعض الأشجار. انظر: غريب الحديث، القاسم بن سلام 2/256.
) 12) هذا الخطأ عينه وقع فيه أحد أشد المنصرين في أندية الحوار الديني ويدعى (الدليل والبرهان) حين ذكر في الرد رقم (195) على موضوعه الذي حمل عنوان: " ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ " ذكر أن من مراجعه في إثبات التحريف المزعوم للقرآن الكريم ما يلي: " المصاحف لأبي داود السجستاني، باب المصاحف العثمانية / اختلاف ألحان العرب في المصاحف / ص 42 ". فتحداه الباحث أن يصور الصفحة الأولى من الكتاب الذي زعم أنه رجع إليه.. وظل يراوغ !! حتى جاء الرد رقم (251) حين بيَّن له الباحث الاسم الحقيقي لمؤلف كتاب المصاحف وهو ابن أبي داود السجستاني، فاعتذر المنصر بأنه قال (أبو داود السجستاني) للاختصار !! ومثله كثير.. فقد ذكر أحد اللادينيين في النادي ذاته ـ ويدعى (العلماني) ـ أنه رجع بنفسه إلى كتاب " الكامل لابن كثير " وذكر المجلد والصفحة ! وبعد عدة أيام، زعم المنصر (الراعي) أنه رجع إلى " الكامل للزمخشري " !!(1/189)
) 13) هو قتادة بن دعامة السدوسي، تابعي، حافظ العصر وقدوة المفسرين والمحدثين، كان من أوعية العلم، معروف بصدقه وعدالته وحفظه، (ت117هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي 5/269-283.
) 14) مقاتل بن سليمان البلخي، تابعي، كذَّبه وكيع. وقال البخاري عنه: مقاتل لا شيء البتة. قال الذهبي: أجمعوا على تركه. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي 7/201-202.
) 15) أوقع ذلك الخلط المنصرينَ الذين ينقلون عن تلك المواقع حرفياً (بالقص واللصق) بتلك الأخطاء أيضاً.. ومن الأمثلة على ذلك أن أحد المنصرين في نادي الفكر العربي ويدعى (البابلي) قال لي مرة: " ما هذا التناقض يا رحيم، مرة تقول إن سعيد بن جبير تابعي، ومرة تقول إنه لم يرَ الرسول ؟!! ". فظن أن تعريف التابعي: من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟!!
---
مساعد الطيار
10-27-2005, 01:11 PM
الأخ عبد الرحيم هذه من لطائف انحراف الفهم والجهل الذلان لا يمكن ان ينفكا عن كثير من أعلام المستشرقين ، فضلا عن جهلة النصارى ، وإن كنت أرى أن بعضهم يقصد ذلك من أجل التشويه والتعمية على القارئين ؛ لأنه يعلم أن قوله سيسري ويتأثر به من يتأثر .
ولا زلت أعجب من زهو المستشرقين بعلمهم ، وإحساس بعضهم بأنه فهم لغة العرب ، وأدرك من شريعتنا ما لم يدركه علماؤنا .
والأعجب من ذلك من يتلقف هذا من جهلة أبناء جلدتنا ، ويتغنى به شرقًا وغربًا .
إذ كيف لرجل عاش أكثر من ربع قرن بلغة قومه ، ثم تعلم لغتنا في سنوات معدودة ، ويريد أن يصل إلى ما وصل إليه أوائلنا ، بل يفوقهم ؟
هذا مستحيل بلا ريب .
لكن ـ من باب الإنصاف ـ طرائق البحث التي سلكوها ، وأسلوب الموازنات التي عملوها ، وأسلوب الإحصاءات التي اعتمدوها ، وغيرها من الأساليب قد أفاد في بعض مجالات البحث العلمي ، لكن ليس لهم فيه السبق المطلق كما يريد أن يصوره لنا المنغمسون في بطون الاستشراق من بني جلدتنا .(1/190)
لذا كان من المستحسن النظر إلى أعمالهم بنظر الناقد المستفيد ، فيردُّ ما يخرج من مثل هذه التوافه العجيبة الغريبة ، ويخرج من بحوثهم بما ينفع ويُجدِي .
أما المنصرون الذين جاءوا بقصد الإساة ، فأولئك لا يخرج منه ما ينفع أصلا ، وإن خرج فهو عن غير قصد ، بخلاف بعض المستشرقين الذين ينشدون المعلومة من حيث هي معلومة ، فيخرج من بحوثهم شيء يفيد الباحث في العلوم .
لذا لا يُستغرب أن يخرج من هؤلاء المنصرين ما يضحك منه الطفل الرضيع ، وأسأل الله لكم العون في هذا الباب الذي ولجتموه ، وهذا الثغر الذي وقفتم عليه .
---
موراني
10-27-2005, 07:29 PM
لا يسعني الاّ أن أشكر الدكتور مساعد الطيار المحترم على ما تفضّل بالتمييز بل من التفريق بين الفئتين وهما المنصرون والمستشرقون . أما الأولى فقد نبهت مرارا على الترك لما جاؤوا به بسبب أغراضهم لا علافة لها بالعلم . أما الفئة الثانية وهي تختلف في منهجيتها ونتائج أبحاثها عما المسلمون عليه , خاصة ما يمس الدراسات القرآنية .
كل عام وأنتم بخير جميعا حيث ما كنتم .
---
الباجي
10-28-2005, 11:02 PM
بل هما كما قال الشاعر:
ما الشّنْفَرَى وسُلَيْكٌ في مُغَيّبَةٍ - - إلا رَضِيعَا لِبَانٍ في حِمَىً أَشِبِ
فما أهمله هؤلاء قام بها أؤلئك، وما أهمله أؤلئك قام به هؤلاء. المسألة توزيع أدوار ليس أكثر ولا أقل.
ولا يهم مخالفتهم لمناهج المسلمين ونتائج أبحاثهم، المهم هل وافقوا المنهج العلمي؟!!
دراسات كبارهم وأساتذتهم تدل على أنهم عن المنهج العلمي الموضوعي، والبحث النزيه السوي في أبعد منزل.
ومن شك في هذا فهاهي ذي كتب ... نولدكه وجولدزيهر وشاخت وماسنيون وفلهاوزن وكايتاني وكولسون ومنتغمري وات وبروكلمان ولامنس وروبسون و شبرنجر و هوروفونس وفنسنك ومرجليوث ... وغيرهم كثير فلينظر فيها الناظر بميزان العلم، والمنهج العقلي الصحيح وليخبرنا بماذا يرجع.(1/191)
والنادر لا حكم له، فكيف إذا كان أقل من النادر؟!!!
---
موراني
10-29-2005, 11:37 AM
ان لا يتم الفصل بين العلم والدين فلن يزال كلام (الباجي) في محلّه .
---
عبدالرحيم
10-29-2005, 12:32 PM
أستطيع موافقة موراني ومخالفته في الوقت ذاته...
فللاستشراق دور في خدمة كتاب الله تعالى فهذا صحيح، ولكن الأمر ليس بيدهم بل لطبيعة القرآن الكريم المعجز.
فلا يوجد كتاب في الكرة الأرضية تعرض للبحث والنقد كالقرآن الكريم، ومع ذلك لم تزده الدراسات إلا رسوخاً.
لغاية الآن رغم المليارات التي صرفت لنقد القرآن الكريم وآلاف (علماء) الاستشراق وتلاميذهم ممن يتسمون بأسمائنا .. لغاية الآن لم نجد أي دعوى تمس القرآن الكريم بنقد يستحق الوقوف عنده
سواء كان طعناً في مصدره أم محتواه.
لذا: أقر لك دكتور موراني أن الاستشراق قدم خدمات للقرآن ، ولو علم أكثرهم أن جهودهم ستثمر هذه الثمرات الإيجابية لتوقفوا..
وإليك هذه القصة:
ذكر خيري منصور في كتابه " الاستشراق والوعي السالب " ص: 129 قصة عن راهب اسمه (ريكولدو دامونتكروتشي) سافر إلى الشام والعراق، أواخر القرن الثالث عشر الميلادي. مكث في الجامعة النظامية. وتعلم العربية ودرس القرآن.. ولما عاد إلى موطنه كتب عدداً من الكتب في مدح القرآن والحضارة الإسلامية.. ثم بعد فترة انقلب انقلاباً مفاجئاً وألف كتاباً بعنوان: " تفنيد القرآن ". مما حيَّر مستشرقاً معاصراً يدعى (بوزاني) الذي قال: إما أنه أصيب بجنون مفاجئ، أو فقد الذاكرة.. ولكنه ما لبث أن رجَّح تعرضه إلى (ضغوط سياسية منظمة) دفعته إلى الكذب والتلفيق، مما سبَّب ذلك التناقض! وقال (بوزاني): " إنه الإسلام، عدونا التاريخي الأول ". واعترف بأن المثقفين الغربيين حينما يفاضلون بين الملل، يفضلون البوذي أو الطاوي أو الهندوسي على الإسلام ! رغم أن القرآن كتاب سماوي ككتبهم، ويأمر أتباعه باحترام سيدنا عيسى .(1/192)
قلت: أليس هذا مصداق القول الخالد من الله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا " [النساء: 51] ؟ أشهد أن القرآن الكريم حق !
==========
ننتقل إلى جهود الاستشراق دعماً للتبشير..
أقول: إن الاستشراق والتبشير كالجناحين للتنصير
فما يسمى (دراسات المستشرقين) يعطي المادة الخصبة للمنصرين الذين يعملون على نقد القرآن الكريم لعامة الناس، واتهامه بالتناقض والخطأ والتحريف...
ولدي عشرات الأمثلة من استشهادات المنصرين بكلام للمستشرقين على تحريف القرآن الكريم.
يقول د. دي بارت إن من أهداف الاستشراق: " إقناع المسلمين بلغتهم، ببطلان الإسلام، واجتذابهم إلى الدين المسيحي ". انظر: المستشرقون والقرآن، د. محمد حسين الصغير، ص15
ولكن .. وكالعادة حتى تلك المنهجية غير الموضوعية في نقد القرآن الكريم كانت سبباً في دراسات إسلامية لنصرة القرآن الكريم، زادت الإسلام رسوخاً والقرآن الكريم ثبوتاً..
وإليك القصة التالية:(1/193)
كانت تلك المنهجية سبباً في إسلام الشاب (فارس) الذي أرسله أبواه المارونيان من لبنان إلى مالطا سنة 1848م للالتحاق بمدارس الإرسالية الأمريكية. وبقي يتعلم فيها اللاهوت لمدة أربعة عشر سنة. ولما نبغ، أرسلت بريطانيا في طلبه عن طريق وزير خارجيتها الذي توسط لدى حاكم مالطا للسماح له بالذهاب إلى بريطانيا؛ لترجمة الكتاب المقدس إلى العربية. وكان المشرف على عملية الترجمة مستشرق يدعى ( لي )، وكان فارس يترجم بأسلوبه البليغ أروع ترجمة. ولكنه تفاجأ عندما رأى المستشرق ( لي ) يحرِّف ترجمة كل جملة تنتهي بالواو والنون، أو الياء والنون؛ بزعم أنها مشابهة للقرآن. كما غيَّر عبارة " وأنتم على ذلك شهود "، إلى " وأنتم شهود على هذا " للسبب ذاته.... فاختلف مع البريطانيين وسخر بهم، ووصفهم بعدم الأمانة العلمية، والجهل بأصول الترجمة.. فطردوه، عندها اتصل بالفرنسيين ـ الذين ألمحوا له سابقاً بحاجتهم إليه ـ ولكن المستشرقين الفرنسيين لما علموا بمواقفه مع المستشرقين الإنجليز، شنوا حملة إعلامية ضده، وصدوه. فاستدعاه باي ـ أي والي بالتركية ـ تونس، وفي تونس أعلن إسلامه، وسمى نفسه: أحمد فارس الشدياق.. وكان من أشهر أدباء نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، توفي بالأستانة عام 1887م.
انظر: الاستشراق والوعي السالب، خيري منصور، ص226-228.
=-=-=-=-=-=-=-=-
وسبحان من كانت هذه الأساليب غير العلمية في النقد، دليلاً قوياً من أدلة إلهية وعصمة كتابه الكريم؛ فلو وصلوا إلى نتائج صحيحة، بمقدمات منطقية إلى دليل واحد، واحد فقط يصلح في نقد القرآن الكريم، لما تخبطوا كل هذا التخبط ولوصلوا إلى ضالتهم، بحرف المسلم عن دينه منطقياً وعقلياً دون تأثير وسائل التنصير بالترغيب المادي الشهيرة.(1/194)
ومن ثم كان ما ينفقونه من مال ووقت وجهد يصب في مصلحة الدعوة الإسلامية، فلولا التبشير والاستشراق لما نهضت الأمة فكرياً، ودافعَ الحقُّ الباطلَ.. ولولا الاحتلال لما توقدت شعلة الجهاد والاستشهاد.. كما لولا طعنهم في الإعجاز القرآني، لما تبدَّت أروع مظاهره في شتى الجوانب والمجالات..
تلك سنة الله في الكون: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " [الأنفال: 36].
يحسبون أنهم بالمنهجية غير العلمية سيهدمون الإسلام.. بهدم مصدره الرئيس. وذلك بعد تفكير وروية، حين أعيتهم المنهجية العلمية لإثبات تحريفه وخطئه بلا فائدة. وصدق الله تعالى في وصفهم بصفتهم الأليق بهم: " إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ " [الأنعام: 116]، يا لروعة التعبير القرآني! الظن هو القائد وهم المَقودون الأتباع.
نعم، لقد سلكوا تلك المنهجية غير العلمية لأنهم يعلمون أن المسلم يتمنى صادقاً أن يسلك كل الناس المنهج العلمي الصحيح عند البحث، لأن ذلك لنا لا علينا " بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ " [العنكبوت: 49]. فالعلم يدعو إلى الإيمان: " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ .. " [الحج: 54].
------------------
خاتمة بطرفة...(1/195)
في إحدى المناظرات بين الباحث وأحد المنصرين على شبكة الإنترنت. بيَّن الباحث بالأدلة والوثائق أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم الغربي، بشهادة علماء الغرب. فما كان من المنصر إلا أن أحضر وثائق لجمعيات إسلامية تشير إلى حالات تنصير لفقراء من الجزائر والكونغو وأندونيسيا. فرد عليه الباحث: " على فرض أن هذا التنصير تمَّ بلا اضطرار أو هدف دنيوي، كالطمع بالهجرة أو التعليم أو طلب العلاج.. وغير ذلك. فهو يعني أن الإسلام ينتشر حيث يكثر العلم، والنصرانية تنتشر حيث يكثر الجهل ".
فبهت المنصِّر وانقطع.
---
الباجي
10-29-2005, 11:05 PM
المسلمون لا يستقيم لهم أن يفصلوا بين الدين والعلم، وليس في أذهانهم شئ من هذا أصلا، لسبب سهل قريب المأخذ = لأن دينهم يدعوا إلى العلم، وقام على العلم، وينتصر دائما للعلم، وثبت لدينا كونه دينا صحيحا كاملا شاملا بالعلم، والمسلمون عرفوا سلامة دينهم بالعلم ... ولا يتعارض دينهم مع العلم الصحيح في شئ أبدا ... فكل ما ثبت بالعلم النافع فالإسلام يتبناه ويدعوا إليه ... ومن شك في هذا فليأتنا بشئ ثبت بالعلم النافع الصحيح عارضه الإسلام أو تناقض معه. أو ليثبت لنا بالعلم الصحيح مخالفة شئ من أصول الإسلام كتابه أو سنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - في ثبوته وحجيته لشئ من العلم أو المنهج العلمي العقلي المجرد.(1/196)
ولست في حاجة هنا إلى التأكيد على أن المراد بالإسلام هو ما قاله الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأما كلام المجتهدين من أمة الإسلام فمحتمل للصواب كما هو محتمل للخطأ، وليس من دليل يثبت له العصمة فلا يحتج علينا أحد باجتهاد مجتهد منهم لم يوفق لإصابة الحق، أو خالف العلم بطريق أو بآخر ، أو يحتج علينا بأقاويل طوائف مرقت من الدين كما يمرق السهم من الرمية من ضلال الشيعة ... أخزاهم الله فليس هؤلاء من أهل الإسلام لا في قبيل ولا دبير، وكلامهم ليس بحجة على أحد من المسلمين أصلا.
فاللجؤ في معرفة الحق إلى ضرورة فصل الدين عن العلم، أو بلغة أخرى: اتهام كل مخالف لآراء المستشرقين أو غيرهم من بني علمان بأن منطلقه إيمان مطلق بصدق القرآن أو السنة = كلام لا معنى له إلا التهرب من منطق المنهج العلمي المحض ... وهو في أول الأمر وآخره حجة من أعوزته الحجة ... لأن الأكثرية من العلماء الذين جادلوا من ذكروا - في كل مناحي المعرفة - لم ينطلقوا في نقاشهم إلا من حجج عقلية وعلمية محضة، اتفق العقلاء كافة على حجيتها وصحة بناء الدعاوى عليها.
---
د.أبو بكر خليل
10-29-2005, 11:59 PM
أحسب أن تغيير عنوان المشاركة الأصلية إلى : " من غرائب تأويل العوام " يكون أوفق و أليق ، كيلا يحسبه القارئ أنه من تأويل العلماء - الذي ينظر فيه - حيث يظن - بادئ ذي بدء - أن ذلك الكلام له وجه في الاعتبار ، و هذا لا ينتقص من طرافة تلك الأقوال بعد معرفة محلها و مرادها ،
و لعل ذلك لا يقطع سياق تلك الطرائف ، حيث قطعها حديث الاستشراق و طعونه ، التي مرجعها أمر آخر غير طريف في الغالب الأعم
---
عبدالرحيم
10-30-2005, 12:08 PM
وجاء في صفحة (تعليقات على القرآن): " وكان محمد مولعاً بالاستماع إلى سجع الكهّان في سوق عكاظ ...
كثيراً من التشريعات الإسلامية كانت موجودة عند العرب قبل الإسلام كحدود الزنا والسرقة وشرب الخمر...(1/197)
وذهب بعضهم إلى أن بعض الصحابة كان يجيز القراءة بالمعنى ".
كما ورد في صفحة (مَن الأعظم ؟): " استاء محمد من بعض أتباعه في المدينة? لأنهم خبأوا في بيوتهم أطعمة وكنوزاً ولم يشاركوا فيها المهاجرين من مكة ? فأنذرهم قائلاً إن المسيح سيأتي عن قريب وسينبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم لأن له عيناً خارقة ? ".
ومما جاء في صفحة (الجذور الوثنية): " المجوس يا سيدي موحدون بالله ...
الكعبه كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم ....
وطبعا، لا ننسى القرآن نفسه عن خبر مسجد ضرار (كنيسة) التي احرقها محمد لان الراهب ابو عامر (النعمان الصيفي) نافس محمد في المدينة! ....
لقد كانت السور الأولى في النزول على الشكل الذي تعود الكهان الوثنيون القدماء وضع نبوآتهم فيه...
القران كله ينقض قصة المعراج....".
ولتكتمل الصورة في الرؤية الشاملة لمنهجيتهم، إليكم هذا التعقيب الذي دخل به المنصِّر (آبانوب) على موضوع قدمه الباحث في نادي الفكر العربي تحت عنوان: " قبسات من الإعجاز البياني في القرآن الكريم ". ليحرف الموضوع عن مساره المؤثر في إخوانه النصارى.. ومما كتب (آبانوب) في الرد رقم (51) على الموضوع بتاريخ (23/5/2004م) تحت عنوان: " تابع أساتذة محمد في الشعر " :
" لقد تلقى محمد الدروس الأولى على يد الأستاذ زيد بن عمرو نفيل في الذبائح لله فكان زيد لا يأكل مما ذبح للأوثان بينما محمدا كان غارقا فيها..
القرآن مقتبس من شعر الخنساء ..
ورقة بن نوفل... كان شاعرا وتتردد أشعاره في أصقاع الجزيرة..
عمر بن الخطاب كلما خاف من الموت وذكر الآخرة هرع إلى أبيات القس ورقة يرددها وهي تدل على تغلغل وتجذر أشعار القس في النفوس وشيوعها في أصقاع جزيرة العرب.. ".
والآن إلى المفاجأة الكبرى التي فجرها المنصِّر (آبانوب)..
" وبموت ورقة فتر الوحي وأنقطع مدة تضاربت فيها الأقوال وأقدم محمد على الانتحار بعده ".(1/198)
ويجزم الباحث أن هذا الكلام ليس للمدعو (آبانوب) ؛ والدليل على ذلك، أن منصِّراً آخر اسمه (الراعي) قال الكلام ذاته حرفياً في الرد رقم (32) على موضوع له حمل اسم: " القرآن ومصادره العربية واليهودية والمسيحية وغيرها " بتاريخ (3/7/2004م).
وبعد طول بحث عن المصدر الأصيل لتلك الشبهة، وجد الباحث ذلك في كتاب: " القرآن في الشعر الجاهلي " المنشور في موقع المنصِّرَة " ناهد متولي "( 1).
هم بكل تلك العجائب من الاستباطات والأحكام، لا يبحثون عن الحق.. ولا يُرشِدون إليه، ولكنهم يقولون ما قال أسلافهم من قبل: " .. لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [فصلت: 26]
================
1) ناهد محمود متولي، منصرة مصرية معاصرة، اشتهرت بأشرطتها التنصيرية السمعية، واستضافة المنصر القمص زكريا بطرس، ببرامج تلفزيونية حول أخطاء القرآن الكريم المزعومة. زعمت أنها كانت مسلمة وتنصرت بعد رحلة عمرة، رمت فيها الجمرات (!!) وبعدها غيرت اسمها إلى " فيبي عبد المسيح ". ومن العجيب أن موقعها يخلو من مناظراتها ( التي تعد بالعشرات ) مع دعاة مسلمين على الإنترنت، مكتفية بمحاضرات صوتية لها !! وهذا دليل على أن الغلبة لم تكن لها في أيٍّ من تلك المناظرات، انظر أبرزها في موقع: صوتيات شبكة الحقيقة:
http://trutheye.com/soind/sounds.php?tasneef=5
---
ابن الشجري
11-05-2006, 08:30 AM
.
ولكي نعود بالكلام إلى مسار عنوانه ونردد بالفضل على منشئ بيانه ، فهذه واحدة من غرائب التأويل وقعت عليها من مدة في ثمرات الأوراق لابن حجه الحموي رحمه الله وهي كالتالي :(1/199)
(ومن غريب التفسير ما نقلته من الإعلام أن في قوله تعالى (ووجدك ضالا فهدى ) أقوالا ذكرت في أحكام مخارج القرآن ، أحسنها ما ذكره بض المتكلمين أن العرب كانت إذا وجدت شجرة منفردة في فلاة من الأرض لا شجر معها ، سموها ضالة ، فتهتدي بها على الطريق ، فقال الله تعالى لنبيه : ( ووجدك ضالا فهدى ) أي وجدتك لا أحد على دينك فهديت بك الخلق إلي ) أهـ .
قال ابن الشجري عفا الله عنه: كم يعجبني مثل هذا القول : ولكن لم أجد مايسنده من أثر مرفوع أو موقوف أو مقطوع أو لغة ، إلا أن معناه لا يخلو من وجه حسن وإن كنا لانحب أهل الكلام فالله أعلم ، فمن وجد له أصلا فليفدنا رحمه لله .
وقد أشار لهذا القرطبي في تفسيره واستحسنه على ما أذكر .
وقد راجعت تفسير الآية في جمهرة كبيرة من كتب التفسير فلم تطب نفسي لشئ كما طابت لما في كتاب الله من قوله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) . فظني أن هذا أحسن تفسير لها ، وإن كان جماعة من أهل التفسير يصب كلامهم حول هذه الآية نصا أو استظهارا والله أعلم .
*ومن الطريف ما ذكره أبو حيان عند هذه الآية ـ نقلا عن تتمة الشيخ عطيه محمد سالم رحمه الله للأضواء ـ قال رحمه الله : ولقد رأيت في النوم أني أفكر في هذه الجملة ، فأقول على الفور : ووجدك : أي وجد رهطك ضالا فهداه بك ، ثم أقول على حذف مضاف نحو واسأل القرية .
ثم قال الشيخ عطيه رحمه الله : وبهذه المناسبة أذكر منامين كنت رأيتهما ولم أرد ذكرهما حتى رأيت هذا لأبي حيان ، فاستأنست به لذكرهما . ثم ساقهما رحمه الله فقف عليه هناك فإنه مليح .(1/200)
*أقول وقد جمعت جملة صالحة من مثل هذه( المنامات العلمية) ، ستسرك عند الوقوف عليها إن شاء الله، ففيها نقل عن أبي حيان نفسه في موضع آخر من تفسيره ، وعن القتيبي كذلك , وغيرهم إلى السقاف شارح ديوان المتنبه الكندي والرافعي رحم الله الجميع .
وربما نتبعه بذكر أثر تعلق العالم أو طالب العلم بعلمه وفنه حتى يستولي على فكره يقظة ومناما ، ونذكر كذلك ما وقعنا عليه ولازال عالقا بالذهن عن بعض الفضلاء كالجاحظ والمالقي والشنقيطي وغيرهم من أهل العلم والأدب ، إن شاء الله .
على حد قول بعضهم : وأظنه الصرصري.
إذا تغلغل فكر المرء في طرف = من علمه غرقت فيه خواطره
___________
تذييل :
ومن الملاحظ أن ابن حجة رحمه الله قد أشار إلى مصدره في هذا النقل ، وهو كتاب الإعلام للقرطبي .
أقول: وهو كتاب( الإعلام في معرفة مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام) ، ولا أدري ما خبر وجوده فضلا عن طبعه .
والقرطبي/ هو صاحب الجامع المفسر المعروف رحمه الله ، والذي لفت ذهني قول أحد الفضلاء ـ محقق كتاب التذكرة للقرطبي ، ط / دار المنهاج ـ في ترجمته له أثناء تعداد مؤلفاته وذكره لهذا الكتاب من بينها ، بأنه لم يقف عليه ولا على من أشار إليه ، فقلت : في نفسي ها قد وقفنا بحمد الله على نقل منه من أحد علماء القرن التاسع الهجري ، فليت هذا النقل يصل إليه حتى يسربه ، فمن عرف الرجل فليذكر الأمر له ، أو يرشدنا إليه ، حتى يكون هناك بر وصلة لرحم العلم بين أهله وطلابه.
---
(1/201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إنها مقالة رائعة وكفى....
---
إنها مقالة رائعة وكفى....
---
أبو فهر السلفي
12-15-2006, 02:57 PM
هذه درة مضية وشذرة ذهبية انتزعتها من مقدمة الشيخ العلامة محمد محمد أبي موسى لكتابه الجديد : (( مراجعات في أصول الدرس البلاغي)).
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1630845abec1cd0c3c.jpg
والحق أنها مقالة ضافية،تحفة تستحق الإشادة والإعجاب ،فلم أجد والحال هذه أعز علي من إخواني في شبكة التفسير لأتحفهم بها راجيا انتفاعهم بها.
يقول حفظه الله ورعاه في كلام شريف يستحق أن تنتبه لألفاظه وتستيقظ لمعانيه:
(( إنه من أهم ما يجب أن يكون هو أن نبذل فى دراسة علومنا القدر الذى بذله كل جيل من أجيال علمائنا الذين سبقونا بإحسان مع زيادة فى المجهود ، وزيادة فى التحرير والتدقيق وزيادة فى إتقان الوسائل وتجويد العمل تتعادل هذه الزيادة مع التقدم السريع الذى تحققه الأجيال فى سباقها المحموم نحو التقدم والسبق والغلبة .(1/202)
وكانت أجيالنا من العلماء الذين سبقونا يبذلون كل وقتهم وكدهم وجهدهم فى تقريب علم الأمة الى أجيالها وخلق السبل الميسرة للتواصل بين أهل الزمان الذى يعيش فيه العالم وبين العلم الذى شغل به ، إيماناً منهم بضرورة أن تقارب هذه العلوم عقول الأجيال وأن تساكن نفوسهم وهم يمارسون ما يمارسون من بناء وتقدم ، لأن روح الأمة وماهيتها وما تمتاز به بين الناس من خصوصية إنما هو فى هذه العلوم ، وما تتضمن من قيم وأفكار ومعان ومبادئ وليس تقريب العلم من روح العصر بالأمر الهين و لا هو بتغيير فى أسلوب العلم ولغته وإنما تقريب العلم من روح العصر وأهل الزمن عمل أبعد من ذلك ، ولا يقف أبداً عند اللغة لأنه إعمال العقل فى جوهر المعرفة ، وتحوير فى هذا الجوهر وتعديل فى البناء الفكري حتى يتلاءم جوهر العلم مع الزمن الجديد وهذا جهاد آخر لا يقل عن جهاد الذين أسسوا ، واستنبطوا ، ثم هو نفسه تطوير للفكر وتجديد له وتحديث له ، لأن إعمال العقل لا يكون أمر معتداً به ما لم ينفذ هذا العقل الى حقائق العلم وينفث فيها من روحه ، فيستحسن ما يستحسن من أفكار ، ويطيل الكلام فيه ويكشف وجها من وجوه حسنه كان مغشى فى كلام من سبق ، ويستهين بفكره ، ويغمض الكلام فيها وكانت بارزة فى كلام من سبق ، وبذلك وغيره كثير يصير هذا العلم مصبوغاً بعقل هذا الباحث الذى درسه وقربه وأحضره لعصره ولهذا نري كل كتاب فى العلم الواحد والذى له ثوابت واحدة يتميز بتميز مصنفه ، ويحمل روح كاتبه هذه الروح التى تصر على أن تظهر من وراء الثوابت الكثيرة والضوابط المطردة .(1/203)
ولا يكون تقديم العلم الى الزمن الذى نحن فيه تغييراً فى الأسلوب فحسب إلا عند الملخصين للمعرفة والذين يأخذون ظواهرها ولا تتولج قلوبهم وعقولهم فى حقائقها وجوهرها . وقد قالوا إن كتاب سيبويه مع جودته وأنه لم يشذ عنه شئ فى بابه حتى إن أبا الطيب اللغوي كان يسميه قرآن النحو ، أقول هو مع هذا قالوا فيه إنه كتب على شريطة زمانه قال بن كيسان : (نظرنا فى كتاب سيبويه فوجدناه فى الموضع الذى يستحقه ، ووجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف فى زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ فاختصر على مذهبهم) انتهى كلام ابن كيسان . وقوله وجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح لا أفهم منها غرابة الألفاظ لأن كتاب سيبويه ليس فيه ألفاظ غريبة وإنما الألفاظ هنا المراد بها صياغة الأفكار وتركيب الأفكار وأن الإيضاح المقصود هو إعادة تركيب الأفكار على الوجه الذى يفهمه أهل الزمان وإن سر وروده فى كتاب سيبويه هو أن أهل زمانه كانوا يؤلفون هذه الأبنية أعنى أبنية الأفكار ولذلك نجد أن الغموض الذى ذكره العلماء فى كتاب سيبويه وسأل فيه الأكابر الأكابرَ لم يكن راجعاً الى لفظ غريب وإنما كان راجعاً الى بيان مراد سيبويه من عبارته وراجع شروحه سيبويه فى الأزمنة المتتابعة تجد كل شرح كأنه صناعة جديدة لعلم سيبويه أعني وعياً جديداً للمادة النحوية وبناء جديداً لها وهذا هو الذى يفسر لنا ولع أهل العلم بقراءة الكتاب حتى إن أحد نحاة الأندلس وهو عبد الله بن محمد بن عيسي كان يختم كتاب سيبويه فى كل خمسة عشر يوماً وهذا قاطع فى أن المراد ليس هو تحصيل المادة العلمية كما هى فى الكتاب وإنما المراد التدسس فى أعطاف هذه المادة لإستخراج ما خفى من علم الرجل وكان أبو جعفر النحاس يقول: ( إن سيبويه جعل من كتابه شروحاً وجعل فيه مشتبهاً ليكون من استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن) .(1/204)
الذى أريده هو أن اللاحقين من علمائنا بذلوا من الجهد فى مزاولة وتحرير وتدقيق علم من سبقوهم الشئ الكثير حتى أنك لو قلت أنهم أكثر كدا وكدحاً ومزاولة وصبراً لم تتجاوز وإن كانوا دائماً يعترفون بالتقصير وتقديم من سبق لأن هذا من خلق وطبع أهل العلم .
لا شك فى أن من شراح سيبويه وممن قرؤوا كتابه وعقبوا عليه من لا يقل فضلاً وعلماً عن سيبويه، ولا أتردد فى أن أبا سعيد السيرافي كان من طبقة سبويه فى عمله ، وذكاءه ووعيه باللسان وربما كان أوسع ميداناً من سيبويه لأنه كان مفسراً وفقيهاً ومفتياً وقد وصفه أبو حيان بقوله كان أبو سعيد أجمع لشمل العلم وأنظم لمذاهب العرب وأدخل فى كل باب وأخرج من كل طريق وألزم للجادة الوسطي فى الدين والخلق وأقضى فى الأحكام وأفقه فى الفتوي .
أردت أن أؤكد أن الذين عالجوا نقل المعرفة من جيل الى جيل على الوجه الأفضل والأشمل والأمكن هم الذين طوروها من خلال هذه المعالجة وقد بذلوا فى ذلك جهوداً لا تقل عن جهود الذين استنبطوا واستخرجوا وأنهم كانوا يعانون التغلغل فى أعطاف المعرفة وفى جوهر المعرفة تغلغلاً يكشف لهم خبايها وسرها وفقهها وأن زماننا حرم من هذا الصبر والانقطاع وطول الملازمة وكل ذلك وما هو أكثر منه واجب فى تقريب العلوم واستمرار تيارها وتفاعلها وفعلها فى أجيال العامة والخاصة ومن الخطر أن يتوقف هذا التيار وخصوصاً بعد هجمات التغريب التى دخلت العلوم العربية والاسلامية وهى فى أحضان المخلصين لها .(1/205)
الأصل أن يجتهد المشتغلون بعلم البلاغة فى زماننا اجتهاد عبد القاهر والزمخشري والرازي وأبو يعقوب وابن الأثير وابن أبى الأصبع وغيرهم وأن يجتهد النحاة اجتهاد الخليل وسيبويه وينس والأخفش والصرفي وأبى على وأبى الفتح وأن يجتهد الفتح اجتهاد مالك والشافعي وأحمد ومن فى طبقتهم ولا يكون ذلك إلا بالإنقطاع والصبر وطول الملابسة والصدق والإخلاص وهذا هو الطريق الذى لا طريق للناس سواه فى تطوير المعرفة ونموها وإزدهارها وليس باللغو الكاذب الذى تراه من حولك وتسمعه .
وهذا الاجتهاد وهذا الصبر وهذا الإخلاص وهذا الصدق هو الذى تتخلق فى محيطه النقي الصادق عبقريات لا غنى لحياة الناس عنها وأن يكون ذلك فى كل ميادين المعرفة وإن لمن الشئ الذى يجب أن نتوقف عنده بحذر وخوف هو أن تنقطع سلسلة النجوم فى أى فرع من فروع المعرفة حتى لا نري نابها مع كل عقد من الزمن فى كل باب من أبواب العلم.
إنه لمن المخيف بل والمرعب أن تنسي حياتنا ظهور النوابغ وأن تغفل عن صناعتهم وأن تكون جامعتنا كالأرض الخراب ليس فيها إلا أصداء أصوات الآخرين فى كل فروع المعرفة وليس لهذا كله على إلا علة واحدة هى أننا نسينا مذاهب العلماء فى الانقطاع لطلب العلم والصبر على ملازمة الدرس والمراجعة والصدق النقي فى طلب وجه الصواب وتخليص النفس من كل شئ إلا لهذا ولم تضع يد لبنة فى بناء المعرفة فى أي باب إلا بالصبر وطول المراجعة وطول الانقطاع والصدق وهؤلاء فى تاريخنا هم الشراه الذي اشترى الله منهم أنفسهم .(1/206)
وهذا الانقطاع الواجب الذى لا بد أن يكون فى جمهرة الدارسين فى كل فرع من فروع المعرفة ليس من الترف وإنما هو من الواجب الذى لا سبيل إلى التخلي عنه وذلك لأن طبيعة المعرفة لا تكشف لنا عن جوهرها المكنون إلا بهذا الصبر وهذا الانقطاع وأن عبد الله بن محمد بن عيسي الأندلسي الذى كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوماً لم يكن عابثاً ولم يقتل فراغه بذلك وطول المراجعة لكتب العلماء تكشف جوانب لأن مدد العلم لا ينقطع وشريعته دائماً زرقاء كما يقول عبد القاهر يعني فيها الجديد لكل من طلب العلم على وجهه ووجهه هو الانقطاع والصدق والصبر
ومعنى قولهم أن العلم لا يؤتيك بعضه إلا إذا أتيته كلك أن العلم إذا أعطيته بعض لا يعطيك شيئاً وما طالت مراجعاتي لباب إلا تكشفت به وجوه من المعاني لم تكن قبل طول المراجعة وتحصيل العلم وحده هو الخطوة الأولى والدرجة الأولي التى يجب أن يقف عليها عامة الناس وخاصتهم ثم تأتي المراقى بعد ذلك مرقاه فوق مرقاه وتمتد بامتداد الحياة وامتداد المراجعة والانقطاع والصبر والصدق .
هذا هو العاصم الذى يعصم عقل الأمة من الإنزلاق فى مستنقع التبعية الفكرية التى تري كثيراً منا غارقاً فيها وهو مغتبط بتبعيته وعبوديته لعدوه الألد .
ولله فى خلقه شئون )).
---
عبدالرحمن الشهري
12-15-2006, 03:27 PM
أحسنت غاية الإحسان ، أحسن الله إليك بنقل هذه المقدمة النفيسة.
ومقدمات الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله لكتبه - كهذه المقدمة - مليئة بمثل هذه الغيرة الصادقة على تراث الإسلام ، وتعظيم لقدر العلماء الكبار من السلف ، وحض شديد للنابهين من الطلاب على الاحتذاء والاقتداء ، مع إطالة ظاهرة للحرص على تأكيد هذه المعاني في نفوس القراء بكل سبيل .
فبارك الله فيك وفيه
---
أبو فهر السلفي
12-15-2006, 03:46 PM
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب...
ولو كان الأمر بيدي لجعلت مقدماته بين دفتي كتاب يُلزم كل طالب علم بقراءته...
---(1/207)
أبو المعتز القرشي
12-15-2006, 07:54 PM
بارك الله في الدكتور محمد أبو موسى
ولقد سمعت منه أن أحد طلابه عرض عليه جمع مقدماته وطباعتها في كتاب وقد أذن له ، وهذا قبل ثلاث سنوات ...
وجزاك الله خير أبا فهر
---
نورة
12-15-2006, 08:39 PM
جزاك الله خيرا على ماأضفيته لنا
من درة مضية وشذرة ذهبية
---
أبو فهر السلفي
12-15-2006, 11:39 PM
جزاكم الله جميعاً خير الجزاء وجزى الشيخ محمد عنا خير الجزاء وأوفاه.....
---
عبدالله العلي
12-16-2006, 10:18 PM
نعم والله إنها رائعة
وأنت ايضا رائع أبافهر
نحن بحاجة إلى المزيد من هذه الروائع
---
جمال أبو حسان
12-18-2006, 10:24 AM
مقدمات الاستاذ البلاغي ابي موسى لا يقل عنها قوة وفضلا مقدمات الطناحي ومحمود شاكر وحبذا الاعتناء بها في هذا الملتقى الرائع بمعونة السادة الاكارم المشرفين
---
أبو فهر السلفي
12-19-2006, 03:08 PM
الفاضل الكريم (أبو مالك العوضي) سألت -لازلت موصولاً بتوفيق الله- عن الأسد الهصور ،خاتمة عقد حراس العربية وشيوخها؛شيخنا العلامة محمد محمد أبي موسى...
ولا أدري حقيقة كيف التأتي إلى الكشف عن حقيقة هذا البناء الضخم المتطاول وافر العلم كبير القدر عظيم الأثر...
شيخنا هو أحد المتخرجين من كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف...
وشيخنا هو أحد المتخرجين من مدرسة القراءة الواعية المعظمة لتراث هذه الأمة وعلومها...
وشيخنا هو أحد المتخرجين من جامعة أبي فهر محمود محمد شاكر للعلوم العربية والإسلامية وتحديداً من قسم حراسة التراث ومشيخة العربية.....
ومن تلكم الجامعات الثلاثة استمد شيخنا روافده الثلاثة التي شكلت معالم حياته وأركان جهاده اطويل...
تخصصه هو البلاغة والنقد...وقد بلغ فيهما شأواً أضحى يشار له بالبنان كواحد من سادة المتمكنين من هذا العلم الشريف...
بلاغة التذوق...والتحليل ...والتصوير....أتعرفها يا أبا مالك...(1/208)
طبق نظريته التذوقية على مباحث علم البيان في كتابه: التصوير البياني...
وطبقها على مباحث علم المعاني في كتابيه: خصائص التراكيب،ودلالات التراكيب..
طبقها على الأدب القديم في كتابه: قراءة في الأدب القديم....
بقر بطون علوم عبد القاهر في كتابه: مدخل إلى كتابي عبد القاهر...
وعلى الرغم من مخالفتي لشيخنا في أحد أهم أركان نظريته التذوقية إلا أني لا أملك نفسي أن تعجب بهذا العلم الجليل...
---
(1/209)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة خلافية بين الشيخين أيمن سويد ويحيي الغوثاني حفظهما الله
---
مسألة خلافية بين الشيخين أيمن سويد ويحيي الغوثاني حفظهما الله
---
فرغلي عرباوي
06-13-2004, 02:05 PM
مسألة خلافية بين الشيخين أيمن سويد ويحيي الغوثاني حفظهما الله
تحدث منذ فترة مع فضيلة الدكتور يحيي الغوثاني حفظه الله حول الفرق بين زمن الغنة الكاملة والأكمل فأجاب ألا فرق ودليله أن الداني في كتابه التحديد في الإتقان ذكر مراتب الغنة الأربعة فقال كاملة وأكمل وناقصة وأنقص ولم يقل أطول ونفس المراتب نقلها بالنص شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية ولكن الشيخ أيمن سويد حفظه الله يرى غير ذلك أن معنى أكمل أي أطول ومن المعلوم أن تقسيم الشيء لمراتب لابد فيه من التغاير في كل مرتبة أما أن تقسم لمراتب ولا فرق فهذا الكلام لا فائدة منه وأشبه ما يكون بحشو البلاغة كمسألة تقسيم مراتب الإظهار لمراتب
فأرجو من الجميع مناقشة هذا البحث لنصل فيه لنتيجة قاطعة مع الأدلة القطعية من كلام المتقدمين
وأرجو من د أنمار حفظه الله أن يسأل الشيخ أيمن سويد ما هو دليله أن زمن الغنة الأكمل المقصود بها أطول
وبورك في الجميع
---(1/210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج3
---
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج3
---
يوسف حميتو
04-02-2006, 09:33 PM
حمل الجزء الثالث من رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو :" قراءة الإمام نافع عند المغاربة "
---(1/211)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > أ. د. زينب عبد العزيز وحوار حول ترجمات القرآن
---
أ. د. زينب عبد العزيز وحوار حول ترجمات القرآن
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 05:30 AM
د. زينب عبد العزيز - صاحبة أحدث ترجمة بالفرنسية للقرآن :
- ما ذكره جان بيرك الفرنسي في ترجمته مغرض ويؤكد جهله وتآمره.
- ثمان سنوات و15 ساعة عمل يوميا لإنجاز الترجمة الموضوعية النزيهة.
- الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق فطن إلى خطورة ترجمات المستشرقين وطالب بنقدها.
- زوجي (رحمه الله) وراء تشجيعي على دراسة كل ما كتب عن الإسلام بالفرنسية.
- خطأ على الأقل في كل صفحة من ترجمة بيرك تؤكد عدم نزاهة هدف هذه الترجمة
****
من أهم الآثار الإيجابية التي خلفتها أحداث 11 من سبتمبر 2001 إقبال غير المسلمين في أوروبا وأمريكا المتزايد على معرفة طبيعة الإسلام, وفهم عقيدته, ومنهاجه في مواجهة المشكلات الإنسانية.
ومن بين أهم نوافذ هؤلاء لمعرفة الإسلام قراءة ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة التي يجيدونها, بل إن دور هذه الترجمات امتد إلى أن أصبح الجسر الذي يربط المسلمين من غير ناطقي العربية أو مجيديها بالإسلام, وتفهم أوامره ونواهيه.
ونظرًا لهذا الدور الكبير, والأثر الواضح لهذه الترجمات فقد استخدمها بعض المغرضين من المستشرقين في تشويه معاني القرآن الكريم.
في هذا الإطار كان اهتمام مركز الترجمة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بتخريج ترجمات منقحة وخالية من الأخطاء قدر الإمكان.
وتأتي أحدث ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية لصاحبتها الدكتورة زينب عبد العزيز - أستاذة الأدب الفرنسي بالجامعات المصرية - لتكمل نقصا واضحا في المكتبة الإسلامية العامة, وإنارة جديدة للمسلمين من ناطقي الفرنسية, ونافذة واسعة لغير المسلمين لمعرفة جوهر وطبيعة القرآن دون أخطاء مغرضة.(1/212)
حول هذه الترجمة وأهميتها, ومراحل تنفيذها, وحول الترجمات السابقة, وأهم ما يشوبها من أخطاء كان هذا الحوار مع الدكتورة زينب عبد العزيز:
ـ كيف بدأ اهتمامك بترجمة معاني القرآن الكريم?!
- البداية كانت عندما اشتركت في لجنة الترجمة لدراسة التي كتبها جاك بيرك - المستشرق الفرنسي - حول القرآن, والتي ألحق بها ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية.
وتشكلت هذه اللجنة بناء على طلب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر السابق المرحوم الشيخ جاد الحق على جاد الحق بعد ما أثير في عام 1993 من انتقادات حادة لهذه الدراسة, والترجمة المصاحبة لها, وطلب فضيلة شيخ الأزهر السابق من هذه اللجنة حصر الأخطاء التي جاءت في الترجمة, ووضع بيان بها مع التصويت.
وقد انتهت اللجنة إلى تصور عام, وهو أن بيرك" جاهل باللغة العربية ومغزاها, ويتعمد الإساءة إلى الإسلام والمسلمين, وأنه يفتقد إلى الأمانة العلمية, التي يجب أن يتحلى بها عند تناول نص القرآن الكريم بالبحث والدراسة, ومن هنا وجدت أن ترجمة القرآن الكريم ساحة واسعة لنيل المغرضين من الإسلام والمسلمين فتفرغت تماما لهذا العمل.
ـ بدايتك مع ترجمة معاني القرآن الكريم كانت بدراسة تاريخ هذه الترجمات فماذا وجدت في هذا التاريخ?(1/213)
- ظهرت أول ترجمة بلغة أجنبية لمعاني القرآن الكريم في القرن الثاني عشر الميلادي، أي بعد خمسة قرون من ظهور الإسلام, بناء على مبادرة من القس "بطرس المبجل " رئيس دير كلوني, وذلك بمناسبة زيارة البابا آنذاك إلى أسبانيا, وبعدها توالت الترجمات تصدر كلها من نفس المنطلق, وهو محو أي آثار ما زالت عالقة بذهن المسلمين الأسبان، الذين تم تنصيرهم، للقرآن وتعاليم الإسلام, لم تكن الترجمة أمينة بالمرة, كما أنها كانت غير كاملة حسب اعتراف المستشرق الفرنسي؛ رجيس بلاشر "عن هذا البابا المبجل, وفي القرن السادس عشر بدأ ظهور الاستشراق والاهتمام بدراسة اللغة العربية بغية مزيد من الاقتحام والهدم.
ـ وكيف استطاع المستشرقون في رأيك تطويع ترجمة معاني القرآن الكريم للنيل من الإسلام والمسلمين?
- المستشرقون هم الغربيون الذين يدعون فهم اللغة العربية, والإلمام بمعاني مفرداتها, وقد زعم بعضهم حسب مفهومه القاصر لطبيعة اللغة العربية أن القرآن الكريم عقبة في سبيل ارتقاء الأمم الإسلامية, لهذا كان مكمن الخطورة هنا هو تصدر أمثال هؤلاء لأعمال تستوجب دراسة مستفيضة, ومعرفة تامة بأصول اللغة العربية مثل ترجمة معاني القرآن الكريم, والمغرضون منهم وجدوا ضالتهم في نفث سمومهم عبر ما يقومون به، مستغلين غياب العارفين بأصول اللغتين المنقول عنها والمنقول إليها.
ـ إلى أي حد يعتبر جاك بيرك صاحب الترجمة المغلوطة واحدًا من هؤلاء?!(1/214)
- جاك بيرك عده الكثيرون واحدًا من عمالقة الفكر الفرنسي المعاصر, وأحد ألمع المستشرقين المولعين بالشرق, يدعي معرفته الكاملة باللغة العربية باعتباره عضو المجمع اللغوي المصري, وهو ينفي عن نفسه انتماءه إلى الاستشراق, ويتمسك بأنه دارس للتاريخ, ومؤرخ، ولا شك أن ما قام به من ترجمة لمعاني القرآن الكريم يعد من الناحية الفنية جهدًا كبيرًا, استمر على مدي عشر سنوات, لكن يبقى في الواقع أنه لا يقل خداعا عن بقية المستشرقين, ويفتقد الأمانة العلمية في ترجمته, وفي أسلوبه; لأنه لا تكاد تخلو صفحة واحدة من صفحاته الثمانمائة والثلاثين من أكثر من خطأ متفاوت الأهمية, والأخطاء في الأعمال العملاقة تكون عملاقة أيضا.
ولا يخفى على أحد أن هذه الترجمة ؛لبيرك " موجهة أساسًا إلى الستة ملايين مسلم الذين يقيمون في فرنسا, والمحكوم عليهم إما بالاستيعاب, أو الذوبان في المجتمع الفرنسي بهدف طمس هويتهم الإسلامية, أو بالطرد إذا تمسكوا بعقيدتهم الإسلامية.
وسبب انتشار هذه الترجمة مساندة إعلام غربي مغرض هدفه الاستماتة في النيل من الإسلام, وخطورتها أنها تأتي من عضو بالمجمع اللغوي المصري, ومن كونه شخصية تعرف عنها صداقتها للعرب والمسلمين.
وحتى لا نكون مدعين على؛ بيرك " فقد أوردت أخطاءه الفادحة في هذه الترجمة في كتيب لي.
ـ وما أهم هذه الأخطاء?
- من بين الأخطاء الخطيرة التي تم اكتشافها ترجماته لمعاني آيات:
- "إن الصفا والمروة من شعائر الله" [البقرة: 158].
ترجمة كلمة شعائر بمعنى وضع علامات أو إشارات Reperages رغم أنها تعني المناسك الدينية ولها ما يقابلها في الفرنسية Rites.
- "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي" [الأعراف: 157].
وترجمها: En Faveur De ceux oui suivent l'envoge
Leproph éte naternel
وتعني "النبي الأمومي" (من الأمومة)
- "إن الله لا يخلف الميعاد"
وترجمها بمعني "إن الله لا يتخلف عن المواعيد التي ارتبط بها".(1/215)
Dieu me margue pas ou Rendey-vous
وبالطبع فإن المقصود بالميعاد هو الوعد وليس الموعد.
- "خاتم النبيين".
ترجمها بمعني الختم الذي تختم به الأوامر
Le seeou Des prophetes
- "فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم".
ترجمها: بمعني أن الله هو الذي تاب وليس آدم, رغم أن المقصود: أن الله هو الذي يقبل التوبة.
والعديد من الأخطاء الأخرى التي أكدتها أيضا اللجنة التي شكلها شيخ الأزهر السابق لإبداء الرأي في ترجمته, والتي كان نتيجتها صدور قرار بمنع دخول هذه الترجمة إلى مصر.
ـ وماذا عن ترجمتك الخاصة لمعاني القرآن الكريم?
- بعد أن انتهت أعمال اللجنة الخاصة بدراسة ترجمة ؛جاك بيرك " ولإحساسي بمدى خطورة الترجمات المقدمة لمعاني القرآن من غير المسلمين قررت التفرغ لإعداد ترجمة إلى الفرنسية, ووفقني الله سبحانه وتعالى, وانتهيت منها منذ شهر تقريبا, واستغرقت مني ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة عمل يوميا, واستعنت فيها بأستاذ أصول الفقه الإسلامي من جامعة الأزهر ليشرح لي كل أسبوع حوالي 5 صفحات, حتى تأتي ترجمتي لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية على وجه الدقة والأمانة, ولتكون نقطة فارقة في تاريخ هذه التراجم, وتأتي سليمة لغويا ونزيهة علميا وموضوعية. تنقل المعنى الكريم في ثوبه الحقيقي, وحاولت في هذه الترجمة التعريف بالقرآن وبالإسلام لغير المسلمين, وأن تكون خطوة للتصدي لمحاولات تشويه الإسلام, وتصويب صورته لدى الغرب والدفاع عن نسيج الأمة الإسلامية.
وقد قامت "جمعية الدعوة الإسلامية العالمية" ومقرها طرابلس في ليبيا بطباعتها تحت عنوان (القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية).
ـ ما وصلت إليه هو رد آخر على ادعاءات المستشرقين بأن المرأة المسلمة لم تأخذ حقها في طلب العلم والتدرج في مناصبه.. فهلا حدثتنا عن نشأتك وأهم المناصب التي شغلتيها?(1/216)
- ولدت في الإسكندرية, ودرست الفرنسية منذ طفولتي بعد أن حفظت القرآن الكريم, والتحقت بمدرسة سان جوزيف بالإسكندرية, وعمري ثلاث سنوات, ثم بمدرسة الليسيه الفرنسية في المرحلة الثانوية, وكان والدي (رحمه الله) يؤمن بحق المرأة المسلمة في طلب العلم, وكان يتقن الفرنسية والإيطإلية والإنجليزية, لذلك أخذت عنه حب تعلم اللغات, فالتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية, وتخرجت فيه, وعملت معيدة بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر, ثم انتقلت معيدة بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة المنوفية, وتدرجت في المناصب الإدارية حتى وصلت رئيسة لهذا القسم, واخترت عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية, وتركت العمل الإداري منذ ثماني سنوات لأتفرغ لقضية ترجمة معاني القرآن الكريم.
ـ وأين موقع الزوج في حياتك?
- زوجي (رحمه الله) هو لطفي الطنبولي, وكان أستاذًا للرسم, وعلى يديه تعلمت أن المسلم صاحب الروح الربانية الشفافة هو أولى الناس بالتعبير عما بداخله في أي لون فني بناء, وأذكر له (رحمه الله) أنه كان وراء تشجيعي لدراسة كل ما كتب عن الإسلام بالفرنسية.
ـ وماذا عن دورك الأساسي كأم?
- لدي ابن واحد وهو مستقر في بولندا, ومتزوج من بولندية تعمل في تعليم المعاقين ولهما ولد وبنت.
المصدر (http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=28822) .
---
محمد بن جماعة
04-09-2007, 04:52 PM
جزاك الله خيرا د. عبد الرحمن،
وردت أخطاء في العبارات التي كتبت بالفرنسية:
1- الخطأ: Reperages
الصواب: Repérages
2- الخطأ: En Faveur De ceux oui suivent l'envoge Leproph éte naternel
الصواب: En faveur de ceux qui suivent l'envoyé, Le prophète maternel
3- الخطأ: Dieu me margue pas ou Rendey-vous
الصواب: Dieu me manque pas au Rendez-vous
4- الخطأ: Le seeou Des prophetes
الصواب: Le sceau des prophètes
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 06:16 PM(1/217)
بارك الله فيك أخي الكريم محمد وزادك علماً وبصيرة ، وأحسنت بتصويب الخطأ جزاك الله خيراً .
---
(1/218)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [ المقال الأول ]
---
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [ المقال الأول ]
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2004, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد ؛ أما بعد
فمن غير تطويل في التقديم أشرع في المقصود بعد بيان شرطي في الانتقاء ؛ وهو أن يكون المقال جديراً بالقراءة ، محرراً بعناية ، مرتبطاً بالتفسير أو أصوله ، منسوباً إلى مصدره .
والله المسؤول أن يعين على حسن الانتقاء حتى ينتفع الإخوة القراء .
المقال الأول :
قصة نبي الله داود - عليه السلام - والنعجة الواحدة
علي حشيش
في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت وانتشرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص واغتر الكثير بوجودها في بعض التفاسير، وكذلك في قصص الأنبياء، حتى نشرت جريدة"اللواء الإسلامي"في عددها (305) في الصفحة الثامنة تحت عنوان"أنت تسأل والإسلام يجيب"إجابة عن السؤال: ما تفسير قوله - تعالى -: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب (21) إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط (22) إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب {ص: 21- 23}.(1/219)
وأجاب الشيخ: إجابة هذا نصها:"إن نبي الله داود - عليه السلام - من أنبياء الله ابتلاه الله سبحانه بامرأة جميلة هي زوجة لجندي من جنوده يسمى أوريا، وكان لداود تسع وتسعون زوجة فامر زوجها بالنزول له عنها، فبعث الله له ملكين في صورة بشر، قال له أحدهما: إن هذا صاحبي له تسع وتسعون نعجة أي امرأة ولي نعجة واحدة وطلب مني أن أتنازل له عنها ليتزوجها ويكفلها وغلبني في الكلام، فقال داود: لقد ظلمك بسؤال امرأتك إلى امرأته... إلى أن قال الشيخ: فأنكر الله على داود أن يتشاغل بالدنيا ويستزيد من شهواتها". ثم يقول الشيخ:"والقصة طويلة ونوردها هنا بإيجاز وعلى السائل إذا أراد المزيد الرجوع إلى كتب التفسير". أ.هـ.
قلت: ما كنت أودّ أن يذكر الشيخ قصة وينسبها إلى نبي الله داود بغير تخريج ولا تحقيق خاصة وقد جاءت إجابته تحت عنوان:"أنت تسأل والإسلام يجيب"، لم تكن هذه هي إجابة الإسلام التي ظن الشيخ أنها تفسير للآيات (21- 23 سورة ص)، بل هي إسرائيليات مدسوسة تطعن في عصمة الأنبياء ويرجع إلى تفسير ابن كثير (4-31) حيث قال:"قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه".
قلت: وإن تعجب فعجب أن يخرج الخطباء والقصاص عن ظاهر الآيات ويجعلوا من النعجة امرأة، ومن الخصم ملكًا، والنبي المعصوم مخطئًا، وليرجع هؤلاء إلى كتاب"الفصل في الملل والأهواء والنحل"(4-14) لابن حزم ولينظروا إلى قوله:"إنما كان ذلك الخصم قومًا من بني آدم بلا شك مختصمين في نعاج من الغنم على الحقيقة بينهم بغى أحدهما على الآخر على نص الآية.(1/220)
ومن قال: إنهم ملائكة معرِّضين بأمر النساء فقد كذب على الله - عز وجل - وقوَّله ما لم يقل، وزاد في القرآن ما ليس فيه، وكذَّب الله - عز وجل - وأقر على نفسه الخبيثة أنه كذَّب الملائكة؛ لأن الله - تعالى - يقول: وهل أتاك نبأ الخصم، فقال هو: لم يكونوا قط خصمين، ولا بغى بعضهم على بعض، ولا كان قط لأحدهما تسع وتسعون نعجة، ولا كان للآخر نعجة واحدة ولا قال له: أكفلنيها، فاعجبوا لما يقحم فيه أهل الباطل أنفسهم، ونعوذ بالله من الخذلان، ثم كل ذلك بلا دليل بل الدعوى المجردة". أ.هـ.
قلت: ومن العجب قوله:"والقصة طويلة وأنه أوردها بإيجاز".
ألم يعلم بأنها تحمل في طياتها سموم الطعن في عصمة الأنبياء؟ فقد جعلت نبي الله داود - عليه السلام - يترك صلاته ويجري وراء حمامة حتى دخلت بستانًا وجد به هذه المرأة عارية تغتسل وحانت منها التفاتة فأبصرت ظل داود فنشرت شعرها فغطى بدنها كله، فزاد بذلك إعجابه، وعرض زوجها (أوريا) للقتل عمدًا ليتزوجها".
قلت: وإن تعجب فعجب قوله:"وعلى السائل إذا أراد المزيد أن يرجع إلى كتب التفسير". ولو رجعوا لتبين لهم بطلان القصة:
1- نقل القرطبي في تفسيره"الجامع لأحكام القرآن"(15-176) عن ابن العربي المالكي أنه قال عن هذا الخبر:"باطل قطعًا".
2- قال الخازن في تفسيره"لباب التأويل في معاني التنزيل"(6-49):"فصل في تنزيه داود - عليه السلام - عما لا يليق به وما ينسب إليه": اعلم أن من خصَّه الله - تعالى - بنبوته وأكرمه برسالته وشرفه على كثير من خلقه وائتمنه على وحيه لا يليق أن ينسب إليه ما لو نسب إلى آحاد الناس لاستنكف أن يحدَّث به عنه. فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الأمناء. أ.هـ.
قلت: ذكره الخازن بعد أن أورد القصة، لعله أراد أن يبين بطلانها.(1/221)
3- قال الفخر الرازي في"التفسير الكبير"(26-194): إذا قلنا الخصمان كانا ملكين، ولما كانا من الملائكة وما كان بينهما مخاصمة وما بغى أحدهما على الآخر، كان قولهما: خصمان بغى بعضنا على بعض كذبًا، فهذه الرواية لا تتم إلا بشيئين: أحدهما إسناد الكذب إلى الملائكة، والثاني أن يتوسل بإسناد الكذب إلى الملائكة إلى إسناد أفحش القبائح إلى رجل كبير من أكابر الأنبياء.
4- قال ابن الحسن الطبرسي في تفسيره"جمع البيان في تفسير القرآن"(8-736) بعد أن ذكر القصة:"فإن ذلك مما يقدح في العدالة، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أمناؤه على وحيه بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه والقبول منه، جل أنبياء الله عن ذلك؟!".
5- ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره"جامع البيان عن تأويل القرآن"(10-627) (ح29859) القصة مكتفيًا بذكر أسانيدها على طريقة أهل الحديث الذين قرروا أن من أسند فقد أحال إليك ذكر الوسيلة إلى معرفة درجة الحديث.
قلت: وهذه القاعدة توهم الكثيرين الذين لا يعرفون من أمر الأسانيد شيئًا أن القصة صحيحة لوجودها في تفسير الطبري وسكوته عن ذكر درجة الحديث.
قلت: وإلى الشيخ تخريج وتحقيق الحديث الذي روي حول هذه القصة:
الحديث"باطل".
أخرجه الحكيم الترمذي في"نوادر الأصول"، وابن جرير، وابن أبي حاتم كما في"الدر المنثور"(7-156).
قال ابن كثير في تفسيره (4-31):"رواه ابن أبي حاتم، ولا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس".
قال القرطبي في تفسيره: رواه الحكيم الترمذي في"نوادر الأصول"عن يزيد الرقاشي عن أنس.
قلت: والحديث عندهم جميعًا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا والرقاشي أورده ابن حجر في"التقريب"(4-538): وهو يزيد بن أبان، قال النسائي في كتابه"الضعفاء والمتروكين"رقم (642): الرقاشي: متروك.(1/222)
قلت: وقد اشتهر عن النسائي أنه قال:"لا يترك الرجل عندي حتى يجتمع الجميع على تركه"، وأورده الدارقطني في كتابه"الضعفاء والمتروكين"برقم (593)، وأورده الذهبي في"الميزان"(4-418):
قال أحمد: كان يزيد منكر الحديث. وأورده ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"(9-251). قال أحمد بن حنبل:"منكر الحديث"، وأورده البخاري في"التاريخ الكبير"(8-320)، وقال: كان شعبة يتكلم فيه.
قلت: ووصل الحد في جرحه وتحريم الرواية عنه حتى أورد الذهبي في"الميزان"(4-418)، وابن حجر في"تهذيب التهذيب"(11-309): أن يزيد بن هارون قال: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إليَّ من أن أُحدث عن يزيد الرقاشي".
قلت: هكذا حفظ اللَّه - تعالى - بالإسناد لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - دينها من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
قال ابن حزم:"نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل". أ.هـ.
وبتلك الخاصية حفظ اللَّه العقيدة السلفية من مثل هذه القصص الواهية التي تطعن في الأنبياء الذين ينبغي الاعتقاد بأن اللَّه - عز وجل - قد حلاهم بالأخلاق العظيمة.
قلت: هذه عقيدة أهل السنة والجماعة في الأنبياء.
أما عقيدة اليهود- عليهم لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين- فهي الطعن في الأنبياء، فقد جعلوا داود - عليه السلام - زانيًا، فقد جاء في"العهد القديم"- صموئيل الثاني- الإصحاح"الحادي عشر"(ص498):"وأما داود فأقام في أورشليم، وكان وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بَثْشَبَعَ بنت أَلبِعَام امرأة أُوريا الحثي، فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مُطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى". أ.هـ.(1/223)
قلت: هذا كتابهم المقدس: يجعل داود - عليه السلام - ينظر إلى امرأة عارية وهي تستحم- ويعشقها ثم يزني بها حتى تحمل منه.
يقول:"فأرسل داود إلى يواب يقول: أرسل إليَّ أوريا الحثي، فأرسل يواب أوريا إلى داود فأتى أوريا إليه فيسأل داود عن سلامة يواب وسلامة الشعب ونجاح الحرب، وقال داود لأوريا: انزل إلى بيتك واغسل رجليك. فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك، ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته، فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته، فقال داود لأوريا: أما جئت من السفر، فلماذا لم تنزل إلى بيتك، فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يواب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب واضطجع مع امرأتي! وحياتك وحياة نفسي لا أفعل هذا الأمر، فقال داود لأوريا: أقم هنا اليوم أيضًا وغدًا، فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده... وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يواب وأرسله بيد أوريا، وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وأرجعوا من وراءه فيضرب ويموت، وكان في محاصرة يواب المدينة: أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البائس فيه، فخرج رجال المدينة وحاربوا يواب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضًا".
إلى أن يقول كتابهم المقدس- لعنهم الله- في صموئيل الثاني آخر الإصحاح (11):"فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا، وأما الأمر الذي فعله داود فَقَبح في عيني الرب". أ.هـ.
قلت: وقد دست هذه الإسرائيليات في الكتب ك"قصص الأنبياء"للثعلبي المتوفى سنة 427ه، حيث جاءت هذه القصة في كتابه (من ص304، 312).(1/224)
قلت: والقصة طويلة مذكورة في تسع صفحات لتحريف الآيات التي أنزلها الله في سورة"ص": (21، 22، 23، 24، 25) تحت اسم الأحاديث والآثار.
الصحيح الذي جاء في تفسير الآيات
قال الإمام ابن حزم - رحمه الله -في"الملل والنحل"(4-14) باب الكلام في"داود - عليه السلام -":"وذكروا أيضًا في قول الله - تعالى - حاكيًا عن داود - عليه السلام -: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب × إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان... إلى قوله: فغفرنا له ذلك".
قال:"وهذا قول صادق صحيح لا يدل على شيء ممَّا قاله المستهزئون الكاذبون المتعلقون بخرافات ولدها اليهود، وإنما كان ذلك الخصم قومًا من بني آدم بلا شك... كما بيَّنا آنفًا". ثم يقسم الإمام ابن حزم - رحمه الله -قائلاً:"تاللَّه إن كل امرئ منا ليصون نفسه وجاره المستور عن أن يتعشق امرأة جاره ثم يعرض زوجها للقتل عمدًا ليتزوجها، وعن أن يترك صلاته لطائر يراه، هذه أفعال السفهاء المتهوكين الفساق المتمردين، لا أفعال أهل البر والتقوى، فكيف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أوحى إليه كتابه، وأجرى على لسانه كلامه، لقد نزهه الله - عز وجل - عن أن يمر مثل هذا الفحش بباله، فكيف أن يضاف إلى أفعاله". أ.هـ.
استغفار داود
ثم يقول ابن حزم رحمه الله:"وأما استغفاره، وخروره ساجدًا ومغفرة الله له: فالأنبياء عليهم السلام أولى الناس بهذه الأفعال الكريمة، والاستغفار: فعل خير لا ينكر من ملك، ولا من نبي، ولا من مذنب، ولا من غير مذنب، فالنبي يستغفر الله لمذنبي أهل الأرض والملائكة، كما قال الله - تعالى -: ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم {غافر: 7}". أ.هـ.
فتنة داود(1/225)
ثم يقول ابن حزم - رحمه الله -:"وأما عن قوله - تعالى - عن داود - عليه السلام -: وظن داود أنما فتناه، وقوله - تعالى -: فغفرنا له ذلك: فقد ظن داود - عليه السلام -: أن يكون ما آتاه الله - عز وجل - من سعة الملك العظيم فتنة فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله أن يثبت قلبه على دينه، فاستغفر الله - تعالى - من هذا الظن فغفر الله - تعالى - له هذا الظن إذ لم يكن ما آتاه اللَّه - تعالى - من ذلك فتنة". أ.هـ.
قلت: وسياق هذه الآيات يدل على تنزيه داود - عليه السلام - عن هذه القصة الواهية، حيث ذكره الله - سبحانه - في مقام العبودية، فقال سبحانه: واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب {ص: 17}، هذا المقام الذي حفظه الله تعالى من الشيطان بقوله: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا {الإسراء: 65}.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد. .
انتهى المقال : ومصدره :http://www.islamselect.com/index.php?ref=5430&pg=mat&CR=20&ln=1&PHPSESSID=55936c474109f6980795c50d9c9fc419
تنبيه مهم :
اختياري للمقال لا يعني بالضرورة موافقتي لكاتبه في كل شيء ، إلا أن ذلك يعني أن الموضوع جدير بالقراءة .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2004, 01:33 AM
وهذا تعليق جيد للدكتور أحمد فرح عقيلان رحمه الله حول نفس الموضوع :
( من لطائف التفسير
فتنة داود عليه السلام وافتراءات اليهود عليه(1/226)
ما رأيت أدبا رفيعا كأدب القرآن حين يتناول سير الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، فما من نبى في القرآن الكريم إلا وله مقامه المعلوم، وأسوته العظمى، ولا غرو فهم نماذج البشرية الطاهرة المعصومة المنزهة، وأوعية الرسالة الإلهية المقدسة، اذا قرأت القرآن ومررت على سيرة أي نبي أحببته، لأنك تجد لسيرته في قلبك روحا وريحانا، أما اذا قرأت سيرة الانبياء الكرام في الكتب السماوية المحرفة، وفي الاسرائيليات المشوهة، فإنك في كثير من الاحوال تكره الانبياء، لما ترى من صور مشوهة لسيرهم العطرة وتحريف للكلم الطيب عن مواضعه.
في سورة ص ذكر لسيرة داود عليه السلام وهو نبي ابتلى بالنعمة فكان نموذج الشكر وفتن باختبار، فكان أسرع شيء الى التوبة، ومن أجل هذا خاطب ربنا جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بعد ان ذكر عناد قريش وايذاءهم وغطرستهم فقال له : «اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد - أي القوة والتأييد من الله - إنه أواب». ومعنى هذا أن ربك من عليا سمواته يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يذكر داود في شدائده ويقتدى بأخلاقه وصبره، وحسبك بهذا شرفا لداود، وإني مورد هنا آيات من كتاب الله جل وعلا في سيرة داود، ثم محذر بعدها إن شاء الله مما افتراه بنو ا سرائيل على هذا النبي الكريم.(1/227)
بسم الله الرحمن الرحيم: «وهل أتاك نبأ الخصم إذا تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط، إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب، قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب، فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب، يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (ص : 21 و26).
أولا: هذه الآيات الكريمات هي كل ما ورد في القرآن الكريم من فتنة داود عليه السلام وهي آيات ترسم لنا ذلك النبي الكريم في صورة عبد طاهر منيب إلى ربه وقع منه في القضاء سهو بحسن نية، فاستغفر ربه من الذنب وخر راكعا للرب، وأناب راجعا الى ربه بالتوب، من اجل ذلك فالمؤمن مطالب ان يؤمن بكل حرف من هذه الآيات ومن غيرها لانها لا تنال من عصمة الانبياء شيئا والنبي كما هومعلوم معصوم من الكبائر ومن الذنوب التي تسقط المروءة، اما ما يحدث من الصغائر، ومن الغفلة العابرة فيمكن ان تقع من الانبياء دون ان ينال هذا من عصمتهم.(1/228)
ثانيا: القصة الاسرائيلية الواردة حول الخصمين والتسع والتسعين نعجة لم يسندها دليل من السنة المطهرة ولا استندت الى حديث صحيح وكل رواياتها جاءت من طرق ضعيفة، ولم يرد في القرآن الكريم المطهر من قريب ولا بعيد في سيرة داود عليه السلام، بل ولا في سيرة أي نبي من انبياء الله أنه تعلق بحب امرأة، ولكن القصة الاسرائيلية الكذب تتجرأ على داود الذي رسمه الله قدوة لمحمد، والذي شد الله ملكه وآتاه اعظم خير: الحكمة وفصل الخطاب، اقول: تتجرأ القصة الاسرائيلية على هذا العبد الصالح الذي مدحه الله بأسلوب المدح «نِعْمَ العبد إنه أوَّاب» فتختلق من حوله صلى الله عليه وسلم قصة يعشق فيها النبي الكريم امرأة جميلة! ثم لا تقف عند هذا الحد حتى تزعم ان ذلك الحب قد دفع داود عليه السلام الى التآمر على زوجها وكان مجاهدا بأن يعرضه للموت لكي يخلو الجو لداود فيتزوج زوجة المجاهد وتنجب له سليمان! حاش لله وتنزه النبي الاواب عن مثل هذا الهراء، لكن هذا الكلام لا يستغرب على بنى اسرائيل فإنك لو قرأت كتابهم المحرف لوجدت قصصا رخيصة من هذا النوع قد حامت حول يعقوب وسليمان ولوط وغيرهم من انبياء الله وكلها تسيء الى الانبياء وتذكرهم وتخرق لهم قصصا تسقط مروءة الرجل العادي فكيف بكرامة النبي الكريم!(1/229)
ثالثا: القصة الواردة في القرآن الكريم خلاصتها ما يلي: كان داود عليه السلام اذا فرغ من القضاء بين الناس خلا إلى محرابه يتعبد ويتلو الزبور، وكان يأمر الحرس الا يسمحوا لأحد بإزعاجه عن عبادته، ولكن حدث يوما ان خلا بنفسه في محرابه، واذا رجلان يدخلان عليه فجأة متسورين المحراب ففزع عليه السلام منهم كيف وصلا اليه على كثرة الحرس! وعندئذ هدءا روعه وقالوا: لا تخف، وتستعمل واو الجماعة احيانا بدلا من ألف المثنى، قال تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم) أقول: هدّءا من روعه وقالوا: لا تخف نحن خصمان ظلم أحدنا الآخر وقد جئناك لتحكم بيننا بالعدل ولا تغالى وتهدينا الى الطريق القويم في قضيتنا، ومضى أحدهما وهو المدعي يقول: «ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة» فطمع في نعجتي الوحيدة على كثرة غنمه وطفق يحرجني بطلبه وسؤاله حتى غلبني أخيرا عليها، وفي الحال ودون ان يستمع من الخصم الآخر كما يقضى القضاء العادل أجابه داود «لقد ظلمك» خصمك حين سألك نعجتك ليضمها الى نعاجه، وان كثيرا من الشركاء والمتعاملين يظلم بعضهم بعضا إلا المؤمنين الصالحين وهم قلة، وفي الحال تذكر داود عليه السلام خطأه فاستغفر وسجد لله، وأناب بتوبة نصوح ولم يكن له والله أعلم من ذنب إلا أنه قضى قبل ان يدلي المدعى عليه بأقواله، ومما يؤيد ان الاختبار كان درسا في القضاء فقط ولم يكن في الأمر نساء: ان الله - جل جلاله - يختم الآيات الكريمات بقوله: «يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله» اللهم صل على محمد الذي علمنا الأدب القرآني وعلى جميع انبيائك الكرام المعصومين من كل ما يسقط المروءة. )
الشيخ أحمد فرح عقيلان
المصدر : http://www.al-watan.com/data/20031026/index.asp?page=Dislamic1.htm
---
(1/230)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح بتخصيص حلقات تتناول كافة علوم القرآن
---
اقتراح بتخصيص حلقات تتناول كافة علوم القرآن
---
طالب المعالي
08-17-2006, 09:19 PM
اخوتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فمما يلاحظ وبكثرة استئثار علم التفسير بالنصيب الأكبر في هذا الباب مع انه مخصص لعلوم القرآن أيضا
لذا فليت الأخوة الفضلاء بمن فيهم المشرفين يخصصون حلقات عديدة للحديث عن كافة علوم القرآن ,, على غرار حلقات برنامج مبادئ العلوم التي بثتها قناة المجد بتقديم الأستاذ : معمر حفظه الله
تكون مرجعا مبسطا لمن أراد السؤال او الاستفادة خاصة من المعلمين ومن لهم اهتمام بهذا الفن
ولكم جزيل الشكر
---
طالب المعالي
08-26-2006, 06:31 PM
ارجو ان يلقى هذا الاقتراح قبولا لدى مشرفي هذا الموقع حفظهم الله
---
عبدالرحمن الشهري
08-27-2006, 06:20 AM
جزاك الله خيراً أخي العزيز ، وأرجو أن نوفق لتلبية طلبكم على الوجه المناسب بإذن الله. وشكر الله لكل حرصك على الموقع الذي هو ملك للجميع .
---
(1/231)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يا اهل القران ما رايكم في فعلي هذا
---
يا اهل القران ما رايكم في فعلي هذا
---
ابو الروب
06-12-2006, 12:25 AM
اخواني احببت ان اتدبر كتاب ربي ففعلت الطريقة الآتيه وهو ان اكتب الاية ثم اقرا كتاب تفسير السعدي وكذا ايسر التفاسير ثم اكتب خلاصة ما قاله الشيخان في معنا الاية ثم اقرا من زاد المسير وتفسير ابن كثير واكتب الاضافات التي فيهما على طريقة الفوائد 123 وهكذا فارجو ممن كانت عنده ملاحظة او اقتراح او ان هناك مهم ايضا يستانس به فليذكره دون ذكر المطولات فهي للمتقدين وانا متدبر لا متقدم بارك الله فيكم وغفر لكم
---
عمرو الشاعر
06-12-2006, 06:29 AM
جزاك الله خيرا أخي
ولكن ماذا تنوي أن تقوم بفعلك هذا ؟
و هل سيكون للمسلمين أم للاستعمال الشخصي ؟
---
علال بوربيق
06-12-2006, 02:17 PM
أقول يا أخي إن أفضل تفسير لكتاب الله بعد قراءة مختصر من مختصرات التفسير هو قلب المؤمن
---
ابو الروب
06-13-2006, 10:18 AM
هذا فعلته من اجل تدبر القران والوقوف على معانيه ولست اهلا للتاليف واقول لكم والله اني اقرا الآية الواحدة من التفاسير المذكورة ومن زارد المسير فلا انتهى الا وقد زاد ايماني بشكل واضح جدا فاجد في نفسي قوة على العمل حبا للامر بالمعروف والنهي عن المنكر انشراح شديد في الصدر قوة في البدن اضعاف ما اكن علية قبل القراءة فهذه طريقة وضعتها لنفسي لتدبر القران وفهم معانيه لاني وجدت ان القراءة بدون كتابة المعاني وحفظها تزول ولذا انصحكم بتدبر كلام الله بتمعن قال احد العلماء من تدبر القران اهتدى شاء ام ابى والله الموفق
---
أبومجاهدالعبيدي
06-13-2006, 02:23 PM
طريقة موفقة ، واختيار جيد للكتب .
ولو قرأت بعد ذلك كلام سيد قطب رحمه الله حول الآيات لانتفعت أكثر ، ولحصلت على كنوز لا تقدر بثمن.(1/232)
وإن لم يكن كتاب سيد عندك بإمكانك الاطلاع عليه من هنا :
في ظلال القرآن الكريم (http://www.daawa-info.net/NewThelal.php?step1=step1&ne=0)
---
ابو الروب
06-13-2006, 04:46 PM
جزاك الله خيرا على نصحك
---
عدنان البحيصي
06-14-2006, 12:31 AM
وفقك الله اخي
سر على بركة الله
---
ابو حنين
06-14-2006, 07:11 AM
السؤال موجه لأبي مجاهد العبيدي :
كتاب الشيخ سيد قطب \ رحمه الله .... من ناحية العقيدة .... هل يسلم 100 %
-----------------------------------------------------
وفقكم الله ,,, و ما رأيكم بتفسير الجلالين كذلك ,,, إعني من ناحية الكفاية من المعاني ,,,
---
أبومجاهدالعبيدي
06-14-2006, 02:11 PM
لا شك أخي أبا طارق أن في الظلال أخطاء عقدية ، وكثير من كتب التفسير كذلك.
والمطلوب أخذ المفيد النافع ، وترك الخطأ المخالف للحق.
وهذا رابط جيد له صلة بسؤالك : سيد قطب... كلمة إنصاف (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/PrintFatwa.php?lang=A&Id=11552)
ونصيحتي للمبتديئن ألا يرجعوا إلى الظلال حتى يتمكنوا من علم العقيدة الصحيحة - عقيدة أهل السنة والجماعة-.
وأشكرك على التنبيه .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-14-2006, 02:36 PM
تفسير الجلالين تفسير مختصر محرر ، إلا أن فيه غموضاً في بعض المواضع ، كما أن فيه تأويلاً لآيات الصفات. قال الشيخ صالح الفوزان عن هذا التفسير : (" تفسير الجلالين " تفسير مختصر ألفه الحافظان : الحافظ المحلي والحافظ السيوطي، وكل منهما يلقب بجلال الدين، لذلك سمي بالجلالين، أي : تفسير جلال الدين المحلي وتفسير جلال الدين السيوطي؛ لأن جلال الدين المحلي توفي قبل إكماله فأكمله السيوطي .(1/233)
وهو تفسير مختصر جدًا يسهل على طالب العلم أو المبتدئ قراءته أو حفظه، لكن من المعلوم أن كلا المُفسّرين على عقيدة الأشاعرة وهما يؤولان آيات الصفات كما هو مذهب الأشاعرة، ومن هذه الناحية يجب الحذر في الاعتماد على تفسيرهما في آيات الصفات . )
ودراسة تفسير الجلالين تصلح لطالب العلم المتوسط لا المبتدئ من وجهة نظري مع الحرص على قراءته على متخصص إن أمكن ، وإلا فالسؤال عما أشكل فيه ، مع الإفادة من شروحه والتعليقات عليه، ومن أفضلها تعليقات محمد أحمد كنعان الموسومة بـ "قرة العينين على تفسير الجلالين"..
هناك طبعتان لتفسير الجلالين ينصح بالاستفادة منهما :
1- طبعة دار الوطن وعليها تعليقات الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وضعها على مقرر المعاهد العلمية وتبدأ من سورة غافر إلى آخر القرآن .
2- طبعة دار السلام في الرياض وعليها تعليقات الشيخ صفي الرحمن المباركفوري .
---
ابو الروب
06-14-2006, 03:14 PM
جزاك الله خيرا يا ابا مجاهد وخاصة الفتوى التي في سيد قطب حبيبي ولعل من المناسب ان اذكر ان سيد قطب حينما فسر القران كان اذا اراد ان يفسر ايات يقوم بها الليل ثم يقراها متدبرا لهل عدت مرات وبعدها يبدا في التفسير فاذا انتهى رجع الى امهات كتب التفسير مثل ابن جرير وابن كثير وغيرهما لبيان الراجح فس التفسير كم حكى عنه ذلك احد رفقائه في السجن والله اعلم
---
ابو عمر المصري
06-14-2006, 03:49 PM
ارى والله اعلم إن كُنت في بداية الطلب أن تقتصر على تفسيرواحد قراءة ودراسة من التفاسير المُيسرة السلفية كتفسير بن السعدي مثلاً وتنتهي من القرآن الكريم كله تفسيراً وتدبراً .
وعندما تُنهي هذه الدراسة تتكون عندك ملكة لمعاني وتفسير القرآن الكريم . ثم بعد ذلك في مرحلة أخرى تبدأ تتوسع في تفاسير أكبر وأعمق فتكون الإستفادة عظيمة إن شاء الله .
وفقك الله إلى الخير .
---(1/234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الفاتحة (2)
---
سورة الفاتحة (2)
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
04-18-2004, 06:47 AM
تفسير آيات سورة الفاتحة
للشيخ هشام العارف
1/ بسم الله الرحمن الرحيم :
معنى البسملة التي جاءت أول الكتاب الكريم : أن جميع ما جاء في القرآن من الأحكام والشرائع والأخلاق والآداب والمواعظ ، هو من الله ليس لأحد غيره فيه شيء ، وكأنه قال اقرأ يا محمد هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم ، أي اقرأها على أنها منك ، فإنه أنزلها عليك لتهديهم بها إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد من تلاوتها على أمته أنه يقرأ عليهم هذه السورة باسم الله لا باسمه أي أنها من الله لا منه ، فإنما هو مبلغ عنه تبارك وتعالى كما جاء في قوله تعالى في سورة النمل : (وأمرت أن أكون من المسلمين (91) وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين(92).
وقال أبو جعفر الطبري ـ رحمه الله ـ :"إن الله تعالى ذكره ، وتقدست أسماؤه ، أدب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتعليم تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله .. وجعل ما أدبه به من ذلك وعلمه إياه منه لجميع خلقه سنة يستنون بها ، وسبيلا يتبعون عليها في افتتاح أوائل السور منطقهم ، وصدور رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم".(1/236)
ومن هذا ما علم الله نوحاَ عليه السلام من ذكر اسمه سبحانه في بداية ارتحاله قال تعالى في سورة هود : (وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها) وكذا ما علم سليمان النبي الملك من تصدير رسالته إلى ملكة سبأ بذكر الله العظيم ، قال تعالى في سورة النمل : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم). كما وجهنا الله إلى ذكر اسمه على ما نطعم فقال في سورة الأنعام : (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) وأرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكر البسملة عند الوضوء، وعند الذبح ، وعند الاصطياد ، وعند ابتداء الطعام والشراب ، وللرقية المأثورة من الوجع والمرض ، وعند دخول المسجد والخروج منه ، وعند إتيان الرجل امرأته ، وكلما أصبح المسلم وأمسى ، والتسمية على مرافق البيت عند النوم ، وعند النوم ، وعند الاستيقاظ من النوم ، وعند الخروج من المنزل وعند الدخول .
2/ الحمد لله رب العالمين :
(الحمد لله ) لم يذكر الله لحمده هنا ظرفاً مكانياً ولا زمانياً ، وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية :
السماوات والأرض في قوله : (وله الحمد في السماوات والأرض) ، وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية : الدنيا والآخرة في قوله : (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة) .
والألف واللام في (الحمد) لاستغراق جميع المحامد ، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه ، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به . فالحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره ، لأنه رب العالمين ، أما الشكر فيكون لله ولغيره قال الله تعالى في سورة لقمان ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).(1/237)
والحمد كلمة كل شاكر ، وذكر رددته أنبياء الله ورسله ، وتعبدهم به المولى سبحانه ، قال الله عز وجل في سورة المؤمنون لنوح عليه السلام : (..فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) كما قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام في سورة إبراهيم : (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق) ، وقال في قصة داود وسليمان في سورة النمل : (وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين) وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) وأهل الجنة يقولون كما في سورة فاطر (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) وقال تعالى في سورة يونس ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حامداً لله على كل حال ، فهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الحمد ، وقد علمنا أن نحمد الله بعد الأكل والشرب ، وعند الاستيقاظ من النوم ، وعند العطاس ، وعند رؤية مبتلى، وبعد الرفع من الركوع في الصلاة ، وبعد الصلاة . وقد ثبت من حديث عمران بن حصين مرفوعاً : "أفضل عباد الله تعالى يوم القيامة الحمادون". أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1584).
(رب) الرب هو المربي جميع العالمين ، وتربيته تعالى لخلقه نوعان : عامة وخاصة، فالعامة : هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا. والخاصة : تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان ، ويوفقهم له ، ويكملهم ، ويدفع عنهم الصوارف ، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها : تربية التوفيق لكل خير ، والعصمة من كل شر ، ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب ، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة .(1/238)
(العالمين) لم يبين هنا ما العالمون ، وبين ذلك في موضع آخر بقوله تعالى في سورة الشعراء (قال فرعون وما رب العالمين ، قال رب السماوات والأرض وما بينهما ).
قال بعض العلماء : اشتقاق العالم من العلامة ، لأن وجود العالم علامة لا شك فيها على وجود خالقه متصفاً بصفات الكمال والجلال . قال تعالى في سورة آل عمران (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) والآية في اللغة : العلامة.
3/ الرحمن الرحيم :
هما وصفان لله تعالى ، واسمان من أسمائه الحسنى ، مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم ، لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة ، والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة ، وعلى هذا أكثر العلماء.
وقد ذهب العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ إلى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات ، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، ولهذا لم يجء اسم الرحمن متعديا في القرآن قال تعالى : (وكان بالمؤمنين رحيما) ولم يقل رحماناً ، وهذا من أحسن ما قيل في الفرق بينهما .
4/ مالك يوم الدين :
(مالك) أنه سبحانه وتعالى المتصف بصفة الملك التي من آثارها : أن يأمر وينهى ، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ، وهو مالك يوم القيامة ومن فيه من إنس وجن وملائكة ، وما فيه من جنة ، ونار ، وصراط ، وميزان ، وكتب، وهو وحده يقضي بين عباده.
(يوم الدين) الدين يطلق لغة على الحساب ، وعلى المكافأة ، وعلى الجزاء ، وهو المناسب هنا ، ودليله قوله تعالى : (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) وإنما قال: مالك يوم الدين ، ولم يقل : مالك الدين ليعلم أن للدين يوماً معيناً يلقى فيه كل عامل جزاء عمله.(1/239)
وقد جاء قوله (مالك يوم الدين) إثر قوله (الرحمن الرحيم) ليكون كترهيب بعد ترغيب ،كما وأن يوم الدين لم يبينه الله تعالى هنا وبينه في سورة الانفطار بقوله : (وما أدراك ما يوم الدين، ثم ما أدراك ما يوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً )
وليعلمنا الله أنه تعالى رب عباده بكلا النوعين من التربية ، فهو رحيم بهم ، ومجاز لهم على أعمالهم كما قال في سورة الحجر : (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم).
5/ إياك نعبد وإياك نستعين :
أفادة الآية مسائل مهمة :
* تقديم العبادة على الاستعانة في الآية من باب تقديم العام على الخاص .واهتماماً بتقديم حقه تعالى على حق عبده. لأن العبد محتاج إليه في كل أحواله . فالعبادة هي الغاية ، والاستعانة هي الوسيلة إليها .
قال ابن القيم في "مدارج السالكين" : وسر الخلق ، والكتب ، والشرائع، والثواب، والعقاب، انتهى إلى هاتين الكلمتين ، وعليها مدار العبودية والتوحيد، حتى قيل : أنزل الله مائة كتاب وأربعة : جمع معانيها في التوراة والإنجيل ، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين).
* قال ابو طالب الثعلبي في تفسيره : وقد جمع الله في هذه الآية إبطال الجبر والقدر معاً ، لأنه وصف عباده بأنهم يعبدون فأثبت لهم كسباً ، وعلمهم الاستعانة ، ولو كان العبد مستطيعاً قبل الإعانة لما احتاج إلى الاستعانة فنفى عنهم القدرة فهو كقوله (وما رميت إذ رميت) .
* أشار الله في هذه الآية الكريمة إلى تحقيق معنى لا إله إلا الله . لأن معناها مركب من أمرين: نفي وإثبات . فالنفي : خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات ، والإثبات : إفراد رب السماوات والأرض وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه المشروع.(1/240)
* وفي الآية وعدنا الله تعالى إذا نحن لجأنا إليه بإجابة سؤالنا كما قال في سورة غافر : (ادعوني أستجب لكم) ، وأرشد إلى أنه قريب منا يسمع دعاءنا كما قال في سورة ق (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) ، فلا يجوز الاستعانة بقبر ناسك ، أو ضريح عابد لقضاء الإنسان حاجة له ، أو تيسير أمر تعسر عليه ، أو شفاء مريض ، أو هلاك عدو . فمن فعل مثل هذا فقد ضل ضلالاً بعيداً .
* وفي الآية أن الإنسان مهما أوتي من حصافة الرأي ، وحسن التدبير ، وتقليب الأمور على وجوهها لا يستغني عن العون الإلهي واللطف الخفي .
* وفي الآية بيان أن الاستعانة بالله تعالى وحده ترادف التوكل على الله تعالى ، وهي من كمال التوحيد والعبادة الخالصة له تعالى ، وبهذا يكون المرء مع الله عبداً خاضعاً مخبتاً ، ومع الناس حراً كريماً لا سلطان لأحد عليه .
6/ اهدنا الصراط المستقيم :
الهداية هي الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب ، والصراط هو الطريق ، والمستقيم ضد المعوج .
وعلى هذا فالمعنى : ربنا وفقنا إلى الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه .
وهداية الله للإنسان على ضروب : هداية الإلهام ، وهداية الحواس ، وهداية العقل ، وهداية الأديان والشرائع . وإلى تلك الهدايات أشار الكتاب الكريم في آيات كثيرة كقوله تعالى في سورة البلد : (وهديناه النجدين) أي : طريقي الخير والشر والسعادة والشقاء ، وقوله تعالى في سورة فصلت : (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) أي : أرشدناهم إلى طريق الخير والشر فاختاروا الثاني الذي عبر عنه بالعمى.(1/241)
وهناك نوع آخر من الهداية هو المعونة والتوفيق للسير في طريق الخير ، وهي التي أمرنا الله بطلبها في قوله (اهدنا الصراط المستقيم) إذ المراد ـ دلنا دلالة تصحبها من لدنك معونة غيبية تحفظنا بها من الوقوع في الخطأ والضلال . وهذه الهداية خاصة به سبحانه لم يمنحها أحداً من خلقه ، ومن ثم نفاها عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى في سورة القصص: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وقال تعالى في سورة البقرة : (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وأثبتها لنفسه في قوله تعالى في سورة الأنعام : (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).
أما الهداية بمعنى الدلالة على الخير والحق ، مع بيان ما يعقب ذلك من السعادة والفوز والفلاح ، فهي مما تفضل الله بها على خلقه ومنحهموها ومن ثم أثبتها للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله في سورة الشورى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وفي هذه الآية دلالة واضحة على أهمية اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا و(الصراط المستقيم) هو جملة ما يوصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة ، من عقائد وأحكام وآداب وتشريع ديني كالعلم الصحيح بالله والنبوة وأحوال الكون وأحوال الاجتماع.
وقد أرشدنا الله إلى طلب الهداية منه ، ليكون عوناً لنا ينصرنا على أهوائنا وشهواتنا بعد أن نبذل ما نستطيع من الجهد في معرفة أحكام الشريعة ، ونكلف أنفسنا الجري على سَننها ، لنحصل على خيري الدنيا والآخرة .
قال الشيخ السعدي : فالهداية إلى الصراط ، لزوم دين الإسلام ، وترك ما سواه من الأديان ، والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً . فهذا الدعاء من أجمع الأدعية ، وأنفعها للعبد، ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته ، لضرورته إلى ذلك.(1/242)
إذن فمن رحمته عز وجل وهو الرحمن الرحيم أنه سبحانه وتعالى علمنا أن نسأله الصراط المستقيم خالياً من أهله وأصحابه ، فإذا عرفنا الصراط المستقيم عرفنا أهله وأصحابه ، وحينئذ يقول القاريء (صراط الذين أنعمت عليهم) فاعرف الحق تعرف أهله ، فالحق هو الصراط وأهله الذين أنعم الله عليهم .
7/ صراط الذين أنعمت عليهم غير المعغضوب عليهم ولا الضالين :
(صراط الذين أنعمت عليهم) لم يبين الله تعالى هنا من هؤلاء الذين أنعم عليهم وبين ذلك في سورة النساء بقوله : (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). فيؤخذ من هذه الآية صحة إمامة أبي بكر الصديق ، ومريم داخلة في الآية ولقوله تعالى : (وأمه صديقة).
فالله عز وجل أمرنا باتباع صراط من تقدمنا ، لأن دين الله واحد في جميع الأزمان ، يدل عليه قوله تعالى في سورة النساء : (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) ، وفي الآية الإشارة إلى الاقتداء بالسلف الصالح .
(المغضوب عليهم) اليهود ، فالغضب خص به اليهود وإن شاركهم النصارى فيه ، لمعرفتهم الحق وإنكاره ويأتون الباطل عمداً .
(ولا) أكد الله بها الكلام ليدل أن ثم مسلكين فاسدين وهما طريقة اليهود وطريقة النصارى.
(الضالين) النصارى ، لأنهم جهلة لا يعرفون الحق فكان الضلال أخص صفاتهم .
السلف الصالح وسورة الفاتحة(1/243)
سورة الفاتحة هذه السورة العظيمة التي تعددت أسمائها ، هي درس عظيم لكل مسلم وذلك لعظيم شرفها ولعظيم ما فيها من الفضائل المذكورة في السنن ، فهي فاتحة الكتاب الكريم فسورة الفاتحة اشتملت على أقسام التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وفيها من عظيم الثناء على الله تعالى ، ما تعلم السلف منه أن يكونوا من الحمادين ، وتضمنت السورة من إثبات النبوات، وإثبات الجزاء على الأعمال ، وإثبات القدر ، وإخلاص الدين لله ما جعلت السلف الصالح ـ رضوان الله عنهم ـ حجة على الخلق من بعدهم ، فهم ولله الحمد ، اعتنوا بهذه السورة وبغيرها من سور القرآن الكريم عناية فائقة ، ومن عنايتهم فهمهم لمعنى الصراط المستقيم ، الذي هدى له محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وقد زكاه الله تعالى من فوق سبع سماوات فقال في سورة الشورى : (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) قال الإمام الطبري : أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن (الصراط المستقيم) هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ، وذلك في لغة جميع العرب .
(والصراط المستقيم) هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين ، والصديقين ، والشهداء، والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا . والسورة ردت على جميع أهل البدع والأهواء الذين خرجوا عن التمسك بالكتاب ، والعمل بما أمره الله به والانزجار عما زجره عنه .
وقد جعل الله تعالى في السورة طائفتين من الناس وحذرنا منهم وهي : طائفة : (المغضوب عليهم) وهم اليهود وطائفة (الضالين) وهم النصارى . وقال في سورة يس (ألم أعهد أليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ، وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ) ، فطريقة أهل الإيمان وعلى رأسهم السلف الصالح مشتملة على العلم بالحق والعمل به ، واليهود فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ، ولهذا كان الغضب لليهود والضلال للنصارى .(1/244)
فأهل العلم منا إذا ترك العمل بدين الله كان أشبه بالمغضوب عليهم ، وأهل العبادة منا إذا ترك العمل بدين الله كان أشبه بالضالين . لذلك لما فهم السلف الصالح هذه المعاني نقلوها لنا قواعد مهمة في فهم الدين .
بدع واعتقادات فاسدة
من البدع في استعمالات سورة الفاتحة في غير موضعها :
· قراءتها للأموات .
· قراءتها على القبور .
· قراءتها إلى روح النبي صلى الله عليه وسلم .
· قراءتها إلى روح المسلمين .
· قراءتها عند عقد النكاح ، بدلاً من قراءة خطبة الحاجة .
· قراءتها بعد قراءة القرآن كما هو حاصل عندنا في المسجد الأقصى .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-18-2004, 09:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً - أخي عبدالله - وشكر لك على هذا العرض الطيب لتفسير سورة الفاتحة .
ولعلك تواصل المسير ، وتعطينا المزيد وفقك الله .
ولي بعض الوقفات مع ما ذكرته أعلاه :
أولاً - قولك عند الكلام عن البسملة : ( أي اقرأها على أنها منك ) فيه - فيما يظهر لي إشكال ؛ فلعلك توضح المعنى أو تغير العبارة .
ثانياً : قولك : ( فالحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره ) هل هذا حكم يدل عليه دليل ؟ أم أنه اجتهاد ؟
ألم يسمَ النبي صلى الله عليه وسلم محمد وأحمد لأنه يستحق الحمد ؟
يمكن أن يقال : إن الحمد الكامل الشامل لا يكون إلا لله ، وقد يحمد غيره حمداً يناسب مقامه .
فما تعليقكم وفقكم الله ؟
ثالثاً - قولك تعليقاً على قوله تعالى : " إياك نعبد وإياك نستعين" : ( وفي الآية وعدنا الله تعالى إذا نحن لجأنا إليه بإجابة سؤالنا ) لم يظهر لي وجهه . فأين الوعد في الآية ؟ الآية فيها الإخبار المؤكد من العبد بأنه لا يعبد إلا ربه ، ولا يستعين إلا به جل وعلا . هذا هو ظاهرها .
فهل لكم من وجهة نظر حول هذا ؟(1/245)
وختاماً : وقفاتك التربوية مع الآيات مما يذكر فيشكر لك ، ولعلك تذكر المراجع التي تنقل منها ما تذكر إذا كان منقولاً من باب إفادة القارئ ، ومن باب الإمانة العلمية .
---
(1/246)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حوار مع القلعة
---
حوار مع القلعة
---
ام احمد
04-03-2006, 10:46 AM
حوار مع القلعة
رأيت قلعة كبيرة وسط غابة من الأشجار , سرت إليها مستغرباً سبب وجودها .
وعندما اقتربت منها قالت لي : من أنت ؟
قلت : أنا الداعية . فمن أنت ؟!
القلعة : أن الدعوة .
قلت متسائلاً : وما علاقة القلعة بالدعوة ؟
القلعة : أنا رمز من رموز الدعوة , لأن الدعاة يحتمون بدعوتهم ويرونها زاداً لهم على الثبات والنصر وكل هذه المعاني بي , فأنا قلعة الدعوة .
قلت : وهل ينتمي إليك الدعاة ؟
القلعة : نعم إنهم كثيرون – ويبدو أنك جديد في مجال الدعوة , أليس كذلك ؟
قلت متردداً : نعم هذا صحيح .
ثم تمالك الداعية نفسه وقال : أريد منك أن تصفي لي الداعية .
القلعة : إن الداعية مثله كمثل رجل رأى غابة تحترق بأشجارها, ورأي أناساً ينامون فيها فدخل إلى الغابة ليساعدهم على النجاة أنفسهم من النار , فمنهم من استجاب له وقفز معه ومنهم من ظل نائماً حتى تحرقه النار .
قلت : إنه لتشبيه جميل والله , هذا الذي أحاول ان أبثه في الناس فبعضهم يستجيب لي وبعضه يؤثر النوم , وبعض من يستجيب لي يعمل بعملي .
القلعة : نعم هذا ما أردت توضيحه .
قلت : ولكن بما أنك الدعوة فهل تنفعين من يلتزم بك وبمنهاجك ؟
القلعة : بالطبع , و إلا ما كنت قلعة .
فأنا احمي الدعاة , واقف معهم , بل واشفع لهم كذلك إن كان عند الدعاة تقصير .
فانظر إلى موسى عليه السلام :(1/247)
رمى الألواح فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها واخذ بلحية نبي مثله , وهو هارون عليه السلام وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله وعليه وسلم ورفعه إليه , وربه يحتمل له ذلك ويحيه ويكرمه , لأنه قام لله تعالى تلك المقامات العظيمة في مقابلة اعدي عدو له , وصدع بأمره , وعالج أمته القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر .
وانظر إلى موسى عليه السلام :
حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة , فأخذه وسبحنه في بطن الحوت , ولم يحتمل له ما احتمل لموسى .
فانظر أيها الداعية إلى فضل مقام الدعوة إلى الله تعالى وبركتها على موسى , وكيف أن الله قربه وأحبه على ما عنده من شدة في الحرص على حق ربه , فقد كان دائم الصدع بالحق والدعوة إلى الله تعالى .
الداعية :عن كلامك صحيح ومنطقي .. ولكني أشعر اني ضعيف فلا موهبة عندي ولا زيادة في العطاء والدعوة .
القلعة :لا تقل هذا الكلام . طالما أنا على قيد الحياة . فادخل في حماي والتزم مع الدعاة وسترى كيف تكون بعد ذلك .
ولهذا قال ( عبد البديع صقر ) رحمة الله : - { لا يصبح في الجماعة ضعفاء وأقوياء , وإنما يصبحون جميعاً عباداً لله وإخواناً , فالقوي في الجماعة المؤمنة , قوي لها , والضعيف فيها قوي بها }
قلت : وهل يعني ذلك أني إذا دخلت بداخلك سأكون قوياً بك .
القلعة : نعم هذا صحيح .
ولكن ينبغي لك أن ترفع شعاراً في حياتك ولا تتخلى عنه أبداً , حتى أكون قلعة حقيقة في حياتك .
قلت : وما هذا الشعار ؟
القلعة : هو قول الله تعالى :
{ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صلحاً وقال إنني من المسلمين }
قلت : وما معني هذا الشعار ؟(1/248)
القلعة : أن تدعو الله تعالى دائماً : ومن الدعوة إلى الله تحبيبه إلى عباده , بذكر تفاصيل نعمه , وسعة جوده , وكمال رحمته , وذكر أوصاف كماله , ونعوت جلاله ومن الدعوة إلى الله , الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله , وسنه رسوله , والحث على ذلك , بكل طريق موصل إليه .
فكل ذلك من مقامات الدعوة ومن مهام الدعاة .
قلت : ولكنها كثيرة على .
القلعة : لا تفعلها كلها في ساعة من نهار , ولكن احرص على فعلها في عمرك كله , فان لم تستطع فاعلم أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ومن بلغ عن الله آية وعن النبي صلى الله وعليه وسلم حديثاً سمي داعية .
قلت : سأتحرك من اليوم لدعوة الناس ان شاء الله .
القلعة : إذا كنت ستبدأ فلا بد من سماع هذه الكلمة وهى ان : { حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الدين } .
- مجاملتهم بالقلب بكراهية باطلهم وجاهليتهم والعزم على نقلهم منها إلى الحق والإسلام .
- ومجاهدتهم باللسان بالتبليغ والبيان ورفض باطلهم .
- ومجاهدتهم باليد بالدفع والإزالة من طريق الهدى حين يعترضون بالقوة الباغية والبطش الغشوم .
قلت : وماذا تقصدين بالقلعة : أهي أنت ؟ أم ماذا ؟!!!!
القلعة : اعني بها الجماعة الصالحة , والدعاة الرفقاء على الدرب , فإنهم يسلونك ويؤازرونك ويثبتونك على طريق الحق فهذه هي القلعة التي أنت تحاورها .
ثم انتبه الداعية من نومه , ووضع يده على عينيه يحركهما وهو يفكر : هل هذا الحوار حلم أم حقيقة ؟ وهل هو خيال أم واقع ؟
ثم فتح عينيه وتبين انه كان في رؤيا مناميه فقال إنها رؤية والله لأنني جديد في الدعوة ويعلم الله ما أنا بحاجة إليه .
فسأنفذ وصايا القلعة حتى ادخل فيها واحتمي بحماها !! .
من كتاب حوارات دعوية
للأستاذ : جاسم محمد المطوع
---
أبو حذيفة
04-04-2006, 02:02 AM(1/249)
أحسن الله إليك يا أم أحمد ووفقني وإياك لما يقربنا إليه ، أعلمي أيتها الأخت الفاضلةأن في بعض ما أوردتيه نظر حيث يحتوي على عبارات موحشة كان الأولى تجنبها وذلك في قولك ( رمى الألواح فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها وأخذ بلحية نبي مثله , وهو هارون عليه السلام وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله وعليه وسلم ورفعه إليه ) فتأملى فيه . هذا أولاً ، وثانياً : قلت ( وانظر إلى موسى عليه السلام :
حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة , فأخذه وسبحنه في بطن الحوت , ولم يحتمل له ما احتمل لموسى ) .وصاحب الحوت هو نبي الله ( ذو النون ) ثم هو لم يغاضب ربه حاشاه عن ذلك ، ولو رجعت لتفسير الآية لبان لك الأمر لا حرمك الله الآجر .
---
ام احمد
04-04-2006, 10:31 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
اخي الكريم جزاك الله خير الجزاء لما تصبو اليه من خير اللهم امين
انا اخترتها ولم اقم بكتابتها وكاتبها هو الاستاذ جاسم المطوع له العديد من الحوارات الايمانية التي استمتعت بقرائتها ولم ارا ما رايت اخي الكريم لعدم معرفتي لما قد فاتني ولم تغفل عنه ما شاء الله لا قوة الا بالله
وان كان هنالك اي تعليق منك على اي حوار ايماني فتعليقك له الفائدة باذن الله والله يجزيك خير الجزاء والله يجزيني لما صبوت اليه والله من وراء القصد
شاكرة لك تعقيبك وبارك الله فيك اخي الكريم ونفعنا بما تعلمه
ام احمد
---
(1/250)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
---
أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
---
أبو تيمية
10-31-2003, 01:55 PM
مقال نشر في مجلة البيان العدد 133
أثر القرآن في تقوية الإحساس بالأخوة
د .أحمد بن شرشال
الاشتغال بفهم القرآن وتفسيره والتفقّه فيه يرقق إحساس المسلم ويقوي شعوره ، وينمي فيه حب الآخرين ؛ بحيث يتألم لآلامهم ، ويفرح لفرحهم ، ويسعد لسعادتهم .
ومن الأساليب القرآنية في التعبير عن هذا الإحساس أن جعل قتل الرجل
لغيره قتلاً لنفسه ، وجعل إخراج الرجل من داره إخراجاً لنفسه ، وجعل ظن السوء
بالغير ظناً بنفسه ، وجعل لمز الغير لمزاً لنفسه ، والسلام على الغير سلاماً على
نفسه ؛ وكل ذلك ذكره القرآن . قال الله تعالى في سياق أخبار بني إسرائيل : ] وَإذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ
تَشْهَدُون ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ [ [البقرة : 84 ، 85] . فجعل دم كل فرد من
أفرادهم كأنه دم الآخر عينه حتى إذا سفكه كان كأنه قتل نفسه وانتحر ذاته .
قال القرطبي : (ولما كانت ملتهم واحدة وأمرهم واحداً ، وكانوا كالشخص
الواحد جعل قتل بعضهم بعضاً وإخراج بعضهم بعضاً قتلاً لأنفسهم ونفياً لها) [1] .
ومثل هذا السياق قوله تعالى : ] فَاقْتُلُواً أََنفُسَكُمْ [ [البقرة : 54] ومعناه :
فليقتل بعضكم بعضاً بأن يقتل من لم يعبد العجل عابديه ؛ فإن قتل المرء لأخيه كقتله
لنفسه .
قال القرطبي : (وأجمعوا على أنه لم يؤمر كل واحد من عَبَدَة العجل بأن يقتل
نفسه) ثم نقل عن الزهري قوله : (أن يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل) [2] .(1/251)
وقال الله تعالى في سياق هذه الأمة : ] وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [ [النساء : 29] أي : لا يقتل بعضكم بعضاً ، فجعل قتل الرجل لغيره قتلاً لنفسه ، قال القرطبي :
(أجمع أهل التأويل على أن المراد بهذه الآية النهي أن يقتل بعض الناس بعضاً ، ثم
لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه) [3] . قال الحافظ ابن كثير : (وهو
الأشبه بالصواب) [4] ، قال الزمخشري : (شبّه الغير بالنفس لشدة اتصال الغير
بالنفس في الأصل أو الدين ؛ فإذا قتل المتصل به نسباً أو ديناً فكأنما قتل نفسه) [5] ، وقال الحافظ ابن كثير : (إن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة) [6] . وقد
بيّن الله أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً ، فقال : ] .. كَتَبْنَا عَلَى
بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأََرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعاً [ [المائدة : 32] .
ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله تعالى : ] يَا أََيُّهَا
الَذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ [ [المائدة : 105] . حكى
الفخر الرازي مقالة لعبد الله بن المبارك أنه قال : (هذه أوْكد آية في وجوب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه سبحانه قال : ] عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ [ يعني عليكم
أهل دينكم ، ولا يضركم من ضل من الكفار ، بأن يعظ بعضكم بعضاً ، ويُرغّب
بعضكم بعضاً في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات) [7] لأن المؤمنين إخوة في
الدين . ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الغير قوله تعالى : ] فَإذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً
فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً [ [النور : 61] والمعنى :
فليسلم بعضكم على بعض ، وهم أهل البيوت التي يدخلونها ؛ لأنهم بمنزلة أنفسهم(1/252)
في شدة المحبة والمودة والألفة ، ولأنهم منهم في الدين ، فكأنهم حين يسلمون عليهم
يسلمون على أنفسهم . وقد أنكر الشيخ ابن عاشور على من فهم من الآية أن الداخل
يسلم على نفسه فقال : (ولقد عكف قوم على ظاهر هذا اللفظ وأهملوا دقيقه ، فظنوا
أن الداخل يسلم على نفسه إذا لم يجد أحداً ، وهذا بعيد من أغراض التكليف
والآداب) [8] . وهذا هو المأثور عن سعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة
والزهري ؛ حيث قالوا : (فليسلم بعضكم على بعض) [9] .
ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله تعالى : ] وَلا تَلْمِزُوا
أَنفُسَكُمْ [ [الحجرات : 11] والإنسان لا يلمز ولا يعيب نفسه ، وإنما اللامز يلمز
غيره إشارة إلى أن من عاب أخاه المسلم فكأنما عاب نفسه ، فنزّل البعض الملموز
منزلة نفس الإنسان لتقرير معنى الإحساس بالأخوة وتقوية الشعور بها .
ومن تعبيرات القرآن عن الغير بالنفس قوله تعالى : ] لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ
المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً [ [النور : 12] .
المراد بأنفسهم هنا إخوانهم في الدين والعقيدة ، والمعنى : فهلاّ وقت أن
سمعتم حديث الإفك هذا ظننتم بأنفسكم أي : بإخوانكم وأخواتكم ظناً حسناً جميلاً ؛ إذ
لا يظن المرء بنفسه السوء ، وفي هذا التعبير عن إخوانهم وأخواتهم في العقيدة
بأنفسهم أسمى ألوان الدعوة إلى غرس روح المحبة والمودة والإخاء والإحساس
الصادق ؛ حتى لكأن الذي يظن السوء بغيره إنما يظنه بنفسه [10] . قال الرازي :
(فجعل الله المؤمنين كالنفس الواحدة فيما يجري عليها من الأمور ؛ فإذا جرى على
أحدهم مكروه فكأنه جرى على جميعهم) [11] .
فهذا الأسلوب القرآني ، وهذا الخطاب الرباني يؤكد معنى وحدة الأمة ،
ويُحدِث في النفس أثراً وإحساساً يبعثها على الامتثال ؛ فالمسلم الذي يُربى على هذه
المعاني ، وهذه الدقائق القرآنية ، لا شك في أنها تؤثر فيه وتغرس في أعماقه هذا(1/253)
الإحساس وهذا الشعور .
ومن تدبر هذا الأسلوب القرآني علم أنه لا قوام لهذه الأمة إلا بمثل هذا
الشعور وهذا الإحساس ، وشعور كل فرد من أفرادها بأن نفسه نفس الآخرين ودمه
دمُ الآخرين ، وظن السوء بهم ظنّ بنفسه ، والسلام عليهم سلامٌ على نفسه ، وعيبهم
عيبٌ لنفسه ؛ لا فرق في المحافظة على الروح التي تجول في بدنه والدم الذي
يجري في عروقه ، وبين الأرواح والأبدان التي يحيا بها إخوانه قال تعالى : ] يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ [ [ النساء : 1] وقال : (مثل
المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [12] ، وكل هذه المعاني كامنة في القرآن
والتفسير يكشفها ويجلّيها .
________________________
(1) الجامع للقرطبي (2/19) .
(2) الجامع للقرطبي (1/376) .
(3) الجامع للقرطبي (3/136) .
(4) تفسير ابن كثير (1/524) .
(5) التحرير والتنوير (18/376) .
(6) تفسير ابن كثير (1/129) .
(7) تفسير الرازي (6/118) .
(8) التحرير والتنوير (18/303) .
(9) تفسير ابن كثير (3/336) .
(10) الجامع للقرطبي (6/186) .
(11) تفسير الرازي (12/178) .
(12) أخرجه مسلم ، البر والصلة (2586) .
---
(1/254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العلامة المحدث عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي
---
العلامة المحدث عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي
---
سمير القدوري
12-30-2006, 03:15 PM
أ- نسب المؤلف:
هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن أحمد بن ودين بن أحمد من بني المبارك الداودي الوحليمي سليل بني إسحاق سادات أهل سوس الذين يرتفع نسبهم رفعا صحيحا إلى سيدنا الصحابي الجليل أبي بكر الصديق.
هذا النسب ذكره العلامة الشنقيطي الجكني محمد بن عمر بن محمد الأمين في قصيدة له .
لقد كان محمد المختار السوسي رحمه الله قد خصص ترجمة حافلة للتغرغرتي في كتابه الكبير المسمى بـ: المعسول, وافانا فيها ببعض الأخبار عن آباء وأجداد المترجم, لكنه ساق نسبه باختلاف مع ما أوردنا سابقا, وهو مؤرخ ثقة ينقل عن أحفاد المترجم.
قال: "عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن, وينتهي نسبهم إلى أبي بكر الصديق فيما يقوله أجدادهم, وتعرف الأسرة بأهل الفقيه وبـ: آيت الطالب."
ثم قال بشأن عبد الرحمن بن عبد الله جد المترجم: "يوجد خطه في سلات الرسوم, ويوجد في أوائل القرن الثاني عشر [الهجري]. وأخباره مندثرة فلم يبق إلا شهرته بالإفتاء وفض النوازل."
وقال بشأن عبد الله بن عبد الرحمن ولد من قبله: "كذلك اشتهر بما اشتهر به والده. كان يفتي ويقضي بين الناس في خصوماتهم, على عادة الفقهاء المحكمين. ولعله يحيا إلى 1160هـ."
وقال بشأن إبراهيم بن عبد الله ولد من قبله: "شهرته أكبر من شهرة أبيه وجده. وكان يشارط في مدرسة "أرغن" يدرس فيها, ويفتي ويقضي في النوازل. وقد كان يحيا في أواخر القرن الثاني عشر إلى أوائل الثالث عشر. إلا أنه توفي قبل 1214هـ. وتوجد بكثرة آثار أعماله في قسمة الأملاك والفتاوى. ولا يدرى عمن أخذ, مع أنه من أقران الحضيكي وطبقته."(1/255)
وقال بأن مترجمنا عبد الرحمن بن إبراهيم كان علامة محدثا مؤلفا مدرسا كبيرا صدرا, شهرته طبقت الآفاق بالمغرب, وكان يعرف أيضا بسيدي عبد الرحيم التَّغَرْغَرْتِي.
ب- المولد والموطن والنشأة:
ولد العلامة عبد الرحمن بن إبراهيم بعد سنة 1189هـ في محل يسمى: إيمِّي نْوَدَايْ من فرقة تغرغرت من قبيلة أندوزال. لذا وقع المؤلف اسمه آخر كتابه هكذا: عبد الرحمن بن إبراهيم الأوزالي التغرغرتي .
مات إبراهيم والد عبد الرحمن التغرغرتي وتركه صغيرا فتكفلت برعايته والدته, وكان بها بارا ويروى أنه عندما أدرك مدرك الرجال ورأى بأن والدته لا تزال شابة زوجها لشيخه إبراهيم الأرغني, فرضيت عنه بذلك. نحن نعرف ما تيسر بشأن طلبه العلم من خلال ما خلده بنفسه في كتابه المفيد في طبقات العلماء والصلحاء , إذ نجد في تضاعيف تراجم شيوخه وصفا دقيقا لهم ولمسلكهم في التربية والتدريس.
ج- التغرغرتي مدرسا:
لما بلغ مترجمنا مبلغ الرجال, ضرب الوباء الجارف البلاد فأهلك الحرث والنسل, وذلك في عام 1214هـ, فاستأذن أحد الصالحين على أن يبدل غاية جهده في تعليم أولاد الناجين من الوباء, فأذن له في ذلك, فأقبل على التعليم في المدارس.
ومن المدارس التي علم فيها:
- مدرسة سيدي إبراهيم بن عمرو من بلدة أداوزادوت التابعة لدائرة إغرم.
- مدرسة آيت كربان عند مشهد سيدي محمد بن مسعود الكرباني .
- مدرسة أرغن .
- مدرسة تمورت التابعة حاليا لجماعة زكموزن , من قيادة تاليوين التابعة لعمالة مدينة تارودانت.
ثم لازم عبد الرحمن التغرغرتي داره بإيمي نوادي بتغرغرت, وأسس مدرسة لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الإسلامية من فقه وحديث وسيرة وتفسير ونحو ولغة.(1/256)
قال الأستاذ محمد حيان واصفا لهذا الحدث الذي كان له الأثر العظيم على أبناء تغرغرت: "لما عاد العلامة عبد الرحمن إلى بلدة إيمي نْوَدَايْ واستقر به المكان في المدرسة, كبر طموح القبيلة التي أخذت على نفسها أن تخصص للمدرسة ثلث أعشارها وجعلوا لها بيتا جعل مفتاحه أمانة عند رجل أمين يتكلف بتوزيع 14كلغرام من الشعير لكل دار تكلف تباعا على تحضير قصعة من الكسكس لإطعام الطلبة في وجبة الغذاء, أما الفطور والعشاء فقد تكفلت به الأسر.
ثم سن المحدث عبد الرحمن التغرغرتي في مدرسته قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان في بيت- سمي اليوم بـ: بيت البخاري- وكان التغرغرتي يحب أن يختم البخاري في سابع يوم بعد 12 ربيع الأول الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت القبيلة تأتي من منازلها بالطعام للمدرسة ليأكل منه كل من حضر ختم البخاري" .
وقد حفظ لنا المؤرخ محمد المختار السوسي خبر بعض من تتلمذ على التغرغرتي, فمنهم:
1- ابنه محمد بن عبد الرحمن , وهو نجيب محصل تخرج على يد والده, وقد وقف محمد المختار السوسي على منسوخاته منها شرح الدردير. توفي قبل والده عبد الرحمن وترك أولادا فنزلهم جدهم المذكور منزلة أبيهم. ثم انقرض عقب هذا الولد.
2- أحمد بن عبد الرحمن شقيق المتقدم, وقد حفظ القرآن على والده.(1/257)
3- امْحَمّد بن عبد الرحمن من امرأته حجو بنت محمد الشريفة . وهو فقيه حسن كان يفتي ويقضي. وقد درس في المدرسة التي أسسها والده إزاء داره. توفي امحمد سنة 1296هـ. وفي عهده كان الظهير الشريف الذي أصدره السلطان الحسن الأول بشأن احترام ذرية التغرغرتي. وهذا نصه: "يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره وأطلع في فلك السعادة شمسه المنيرة وبدره أننا بعون الله وأفضاله سدلنا على ماسكيه المتمسكين بالله تعالى ثم به أولاد الفقيه البركة السيد عبد الرحمن بن إبراهيم التاغرغرتي أردية التوقير والاحترام, وحملناهم على كاهل المبرة والإكرام, وحاشيناهم عما يكلف به العوام من الوظائف المخزنية, والتكاليف الإمامية. فنأمر الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه, ولا يتعداه إلى ما سواه. صدر به أمرنا المعتز بالله تعالى في 24 من ربيع النبوي الأنور عام 1293هـ".
4- محمد بن محمد الهنائي من بني حسين, له إجازة عامة كتبها لأولاد شيخه في انسلاخ عام 1278هـ.
5- محمد بن عبد الرحمن, وأمه رقية بنت إبراهيم أخت التغرغرتي. لازم خاله حتى تخرج به, فكان عالما حسنا يقسم الأملاك ويفتي ويحكم في النوازل. وقد يشارط في مدرسة سيدي سعيد بن أحمد من تيركت إلى أن توفي هناك نحو 1301هـ.
6- محمد بن الفقيه أحمد الأوداشتي. تخرج بوالده وبعبد الرحمن التغرغرتي. توفي سنة 1318هـ.
كانت للعلامة التغرغرتي عناية بالعلم والعمل معا فكان كما قلنا يعلم القرآن والعلوم الشرعية, وكان يعتني بغرس الأشجار بيده ويعد له أزيد من ألف شجرة أدركت كلها وآتت أكلها تحت بصره, وكان كلما حفظ تلاميذه أو فرغ من دروسه يذهب بالطلبة إلى معاناة الغرس - على عادة أشياخه- يريهم كيف يصنعون, ولم يكن الفأس والقفة يفارقانه. كما اشتغل التغرغرتي أيضا بجمع الكتب والتأليف, فترك خزانة كتب لازال منها بقية في يد حفدته.
د- مؤلفاته:(1/258)
كان الشيخ عبد الرحمن التغرغرتي محدثا مؤرخا مربيا, ذا همة عالية إذ ترك لنا كتبا لازالت كلها مخطوطة مع الأسف. وقد كان العلامة عبد الحي الكتاني أول من أشار إلى حاشية للتغرغرتي على البخاري, لكن الفضل الأكبر يعود للعلامة محمد المختار السوسي الذي كان قد زار المدرسة التغرغرتية ووقف بنفسه على كتب التغرغرتي بخط يده عند حفدته, ثم أحصى منها تسعة كتب. ونحن نحقق في هذا المبحث خبر تلك الكتب كتابا كتابا, والحمد لله فقد تيسر لنا الوقوف على اثنين منها.
1- كتاب فرع الإرشاد.
وهومختصر من كتاب إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني. أوله: "الحمد الله الذي أورث أسرار كتابه خذي" . قال التغرغرتي: "مختصر من كتاب القسطلاني رحمه الله في أربعة أجزاء تكفي المحدث عن شروح البخاري رواية وضبطا ومعنى". والكتاب لازال بخط مؤلفه بخزانة مدرسة إيمي نوداي التي يشرف عليها الفقيه الشيخ الطيب بن محمد بن أحمد بن العلامة عبد الرحمن التغرغرتي .
2- مختصر من شرح النووي على صحيح مسلم.
وهو لازال مخطوطا في سفرين بخط مؤلفه. أوله: "الحمد لله الذي اصطفى دره" .
3- كتاب جامع لأحاديث منتقاة من البخاري ومسلم والجامع الصغير.
4- مختصر الجامع الكبير للسيوطي.
5- مختصر من شرح السراج المنير للعزيزي على الجامع الصغير للسيوطي.
أوله: "الحمد لله الذي اخترعه" . قال عنه مؤلفه: "فيه من الأحاديث والمواعظ ما يكفي الواعظ في المجالس" . موجود في سفر بخط مؤلفه في المدرسة المذكورة.
6- مختصر من شرح الفيشي على الأربعين النووية.
وهو كتاب يعد مفقودا اليوم.
7- مختصر من النسيم الرياض في شرح ألفاظ عياض للخفاجي.
ويقع في جزء يغني في مبهم ألفاظ الشفا للقاضي عياض.أوله: "الحمد لله العلي".
8- مختصر من شرح جسوس على الشمائل المحمدية.
هذا ما ألفه في الحديث, وكان له في التاريخ وتراجم العلماء كتاب سميناه:
9- طبقات العلماء والصلحاء.(1/259)
وهو كتاب نفيس جدا جمع فيه بين اختصار طبقات الشعراني واختصار طبقات الحضيكي , قام التغرغرتي بزيادة مقدمة ثم ذيل ذيلا على طبقات الحضيكي مفيدا ضم ترجمة 28 عالما من معاصريه. واستفاد منه المختار السوسي كثيرا في المعسول.
وله في فن الفلاحة والغراسة أيضا:
10- كتاب في الفلاحة.
تطرق فيه إلى كيفية الفلاحة ببلدته.
كما ألف التغرغرتي كتبا في الوعظ والزهد عرفنا منها خبر ما يأتي:
11- قصيدة بالعجمية (البربرية) مختصرة من الإحياء للغزالي ومن كتب الإمام زروق.
قال المؤلف: "ذكرت وبينت فيها: مكائد إبليس وتلبيسه على العامة وأهل الأوراد, والمجالس والمرابطين والعلماء, وما فيه نجاتهم. وفيها صفاء لمن علت نفسه" .
12- قصيدة بالعجمية مختصرة من قصيدة خالد بن يحيى وشراحها.
قال المؤلف: "فيها ما يزيد في الإيمان وطاعة الله ورسوله, وثواب أجر العاملين في أكثر أعمالهم في العادات."
13- كتاب مفتاح البركات.(1/260)
الكتاب ذكره التغرغرتي بنفسه في كتابه في طبقات العلماء والصلحاء, فقال: "منها – يعني كتبه- جزء صغير من كتاب البركة للإمام الحبشي, يغني كتب العادات العبادات." فقد أشار المؤلف في مفتاح البركات إلى أنه اعتمد على مصادر أساسية من أهمها كتاب البركة فقال: "وبعد, فهذا كتاب يحتاج إليه متعاطي الأسباب ليكون على بصيرة في أمره ويؤجر في حركاته وسكناته ومكاسبه على ما دونه ابن عطاء الله في كتاب التنوير , وجمال الدين محمد بن عبد الرحمن الحبيشي في كتاب البركات وغيرهما من الأئمة المقتدى بهم في العادات والعبادات, والمنجيات والمهلكات, رضي الله تعالى عنهم أجمعين وقد جمعت فيه من نفائس الفوائد الموافقة للسنة ما يغني عن الذي ابتدعته المبتدعة من طلب الرزق بالعزائم, واستعانة الجن, وطلب الدفائن, ونحوه مما ليس في كتاب ولا سنة, ولا مروي عن أحد من السلف الصالح. جمعته لنفسي ولإخواني في الله رجاء من الله الغفران ودعاء الإخوان وسميته مفتاح البركات."توفي التغرغرتي رحمه الله عام 1278هـ وترك وراءه مدرسة زاخرة وتراثا ثريا يحتاج لمن ينفض عنه غبار الإهمال والنسيان خاصة كتابه هذا, فالحق أنه كتاب دعوة صريحة للكد والعمل ونبذ للخمول والكسل وبيان ما يساعد على رفع معنويات العامل ويطرح البركة في رزقه فالكتاب دليل على أن الربانيين من العلماء ما كانوا كسالى بل هم من ربوا أجيالا من المسلمين على حب العمل وكسب الرزق الحلال والابتعاد عن الشعوذة والطمع في الكنوز والسعي لتحصيلها عن طريق الاستعانة بالجن وغير ذلك من الأمور المحضورة شرعا, وما أحوج الأمة إلى إحياء مثل هذه الأدبيات كهذا الكتاب والتي من شأنها إنعاش شعور المسلمين بضرورة النمو والرقي بالعمل الدؤوب. فكتاب التغرغرتي على صغر حجمه كثير الفوائد ومصادره مهمة فهو يحمل في طياته الدلائل على أن الدين الإسلامي لم يكن ولن يكون يوما أفيونا للشعوب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/261)
---
(1/262)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يختلف تفسير هذه الآية باختلاف العقيدة ؟؟؟؟
---
هل يختلف تفسير هذه الآية باختلاف العقيدة ؟؟؟؟
---
د. هشام عزمي
06-13-2004, 01:04 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
في مناظرة لأخ سلفي مع آخر أشعري تطرق الحديث للآية الكريمة { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين } و قال الأخ السلفي لمحاوره الأشعري . . .
قولك: "لاشك أن الآيات سياقها يدل على أن الخليل عليه السلام كان يقيم الحجة على عباد الكواكب أليس كذلك؟".
أقول: كلا، بل كان في مرحلة البحث والتأمل، فلما رأى أفول الكوكب منعه ذلك من اعتقاد ربوبيته. أرجو منك يا أخ أحمد ألا تنهال عليّ بكلام عاطفي حول استبعاد كون إبراهيم عليه السلام قد خطر بباله أن الكوكب ربه، فقد نبهتك من قبل على أن تصوّرنا لهذه الآية مختلف تماماً عن تصوركم جملة وتفصيلاً.
فهل حقاً يختلف تفسير هذه الآية حسب المذهب العقائدي ؟؟؟
---
د. هشام عزمي
06-14-2004, 08:02 AM
لو يتكرم الأخوة المشرفون بنقل السؤال للقسم العلمي يكون أفضل إن شاء الله .
---
أبو علي
06-14-2004, 08:45 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو إنسان قبل أن يكون نبيا ، وكل إنسان يريد معرفة حقيقة الوجود فإنه يبحث ويتأمل فيهتدي بإذن الله.
وليس في الآية ما يثبت أن الخليل عليه السلام كان يقيم الحجة على قومه وإنما نفهم من سياق الآية أنه كان يبحث ويتأمل ليصل إلى اليقين بدليل قوله تعالى : وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).(1/263)
التأمل والبحث عن اليقين ظاهرة محمودة في الإنسان ، وحتى خير البشر صلى الله عليه وسلم مر بهذه التجربة قبل البعثة ، وقال له الله تعالى : ووجدك ضالا فهدى ، ليس الضلال هنا انحراف عن الصراط وإنما لأنه شغل فكره للبحث عن الحقيقة.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-14-2004, 12:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم في مدارج السالكين عن الآية المسؤول عنها :
( قد قيل: إنها على تقدير الاستفهام. أي أهذا ربي ؟، وليس بشيء.
وقيل: إنها على وجه إقامة الحجة على قومه. فتصور بصورة الموافق، ليكون أدعى إلى القبول. ثم توسل بصورة الموافقة إلى إعلامهم بأنه لا يجوز أن يكون المعبود ناقصا آفلا. فإن المعبود الحق: لا يجوز أن يغيب عن عابديه وخلقه، ويأفل عنهم. فإن ذلك مناف لربوبيته لهم. أو أنه انتقل من مراتب الاستدلال على المعبود حتى أوصله الدليل إلى الذي فطر السموات والأرض. فوجه إليه وجهه حنيفاً موحداً، مقبلا عليه، معرضاً عما سواه. والله سبحانه أعلم.)
فالصحيح اللائق بإمام الحنفاء أنه إنما قاله على وجه المناظرة والتنزل للخصم لاستدراجه ومن ثم بيان سفه قوله وزعمه ، فمعلوم أن قومه كانوا يعبدون الكواكب فيكون المعنى هذا ربي فهلم ننظر هل يستحق الربوبية ؟ وهل يقوم لنا دليل على ذلك ؟ كما ذكر ذلك غير واحد من المفسرين .. أوكما قال بعضهم أنه قال : هذا ربي على قولكم فانظروا كيف يأفل ، لأنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر مع الأصنام ، ونظير هذا قوله تعالى ( أين شركائي ) وهو جل وعلا واحد لاشريك له ؛ والمعنى أين شركائي على قولكم ؟(1/264)
أما أن يؤول ذلك ويفسر على أن إبراهيم تدرج في عبادة غير الله أوفي اعتقاد الربوبية لغير الله وهو إمام الحنفاء !! فمحال ؛ كيف وقد آتاه الله رشده من قبل؟ وأراه ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ؛وقال جل وعلا عنه ( إذ جاء ربه بقلب سليم ) أي لم يشرك به قط كما ذكر القرطبي وغيره .. وقد ذكر الله ذلك صراحة عن إبراهيم عليه السلام فوصفه تعالى في عدة آيات بقوله : ( وما كان من المشركين ) يقول الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: ( ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي ، فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يوما ما ، وأما كونه جازما موقنا بعدم ربوبية غير الله ، فقد دل عليه ترتيب قوله تعالى ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ) إلى آخره "بالفاء" على قوله ( وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) فدل على أنه قال ذلك موقنا مناظرا ومحاجا لهم ، كما دل عليه قوله تعالى : ( وحاجه قومه ) الآية، وقوله ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه )الآية والعلم عند الله تعالى ) أهـ.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-14-2004, 02:06 PM
تتمة
وقد تكلم ابن تيمية عن هذه الآية في أكثر من موضع .
ومنها - مما له صلة قوية بما نحن بصدده - قوله في درء التعارض :
( وإذا زعم الخصم أن المعارف المتقدمة وجبت أي حصلت بالنظر والاستدلال ؛ فذلك مكابر معاند .
فإن احتج بقوله تعالى عن الخليل { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا } سورة الأنعام 76 إلى قوله {إني بريء مما تشركون }سورة الأنعام 78 = فتلك حجة على الخصم لا له ؛ لأنه لو عرف بالنظر والاستدلال لما صح له أن يقول إني بريء مما تشركون ، ولم يحكم النظر والاستدلال .
ولا يقول إني بريء مما تشركون وإني وجهت وجهي إلا عارف بربه .(1/265)
وما كان ذلك من الخليل إلا بالرشد السابق الذي خبرت الربوبية عنه بقوله تعالى ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل سورة الأنبياء 51 وإنما أراد بذلك القول الإنكار على قومه والتوبيخ لهم إذ كانوا يعبدون الشمس والقمر والنجم من دون الله فقال ما قال على طريق الإنكار ليعلمهم أن ما جاز عليه الأفول والتغيير من حال إلى حال لم يكن بإله يعبد ولا رب يوحد وإنما الإله الذي خلقكم ولمعرفته فطركم هو الذي أخبر عنه بقوله : {إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض } سورة الأنعام 79 . وإن كان مخرج الآية مخرج الخبر فإنما المراد به الاستفهام .
قلت : وذكر ابن عبد أشياء وإن كان في بعض ما ذكره آثار لا تثبت وكلام مستدرك.
فالمقصود بيان ما ذكره من أن المعرفة فطرية إلى أن قال : وإنما كان الخليل بقوله منبها لقومه ومذكرا لهم الميثاق الأول ردا لهم إلى ضرورتهم ليصلوا إلى ما انعجم عليهم بما هو ضرورتهم وكوشفوا به وإن كان ذلك من الخليل في طفوليته كما حكي فأين محل النظر والاستدلال وإن كان في حال رجوليته فمتى التبس هذا الحكم على بعض المؤمينن في زماننا وغيره حتى يلتبس على الخليل الذي اصطفاه الله بالخلة من بين العالمين نعوذ بالله من الحيرة في الدين لا جرم وقال تعالى : {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه }سورة الأنعام 83 ولو أن الله عرف بالعقل لكان معقولا بعقل وهو الذي لا يدركه عقل ولا يحيط به إحاطة وإنما أمرنا بالنظر والتفكير فيما عرف بالتقدير لا إلى من { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } سورة الشورى 11 .
فعرفنا أن لكل أثر مؤثرا ولكل بناء بان ولكل كتابة كاتب من ضرورتنا إلى ذلك كما عرفنا اضطرارا أن السماء فوقنا والأرض تحتنا ومعرفة وجودنا وغير ذلك إذ يستحيل أن يحدث الشيء نفسه لعلمنا بأنه في وجوده وكماله يعجز فكيف في عدمه وعجزه . ) انتهى المراد نقله .
---
د. هشام عزمي
06-15-2004, 08:01 AM(1/266)
بارك الله فيك و في علمك شيخنا الفاضل أبا مجاهد ، و ليتك تذكر رقم الجزء و الصفحة بالنسبة لهذه النقول و كذلك أي مواضع أخرى تحدث فيها ابن تيمية عن هذه الآية .
و أنا أفهم من هذا أنه لا سند للأخ السلفي في استدراكه على محاوره الأشعري :(
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2004, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم الدكتور هشام وفقه الله
أعتذر عن تقصيري في العزو ، والسبب أني نسخت النقل السابق من برامج حاسوبية ، ولم يسعفني الوقت في الرجوع إلى الأصول للتوثيق .
وأما قولك : ( و أنا أفهم من هذا أنه لا سند للأخ السلفي في استدراكه على محاوره الأشعري ) ؛ فهو غريب ولا أظنه يثبت ؛ لأن القول بأن إبراهيم كان ينظر ويتفكر ليصل إلى حقيقة التوحيد يناسب عقيدة الأشعري ، فأول واجب على المكلف عند الأشاعرة هو النظر أو القصد إلى النظر أو أول جزء من النظر أو .. إلى آخر فلسفتهم المختلف فيها وعندهم أن الإنسان إذا بلغ سن التكليف وجب عليه النظر ثم الإيمان واختلفوا فيمن مات قبل النظر أو في أثنائه ، أيحكم له بالإسلام أم بالكفر ؟!
وينكر الأشاعرة المعرفة الفطرية ويقولون إن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنما هو مقلد ورجح بعضهم كفره واكتفى بعضهم بتعصيته ، وهذا ما خالفهم فيه الحافظ ابن حجر رحمه الله ونقل أقوالاً كثيرةً في الرد عليهم وإن لازم قولهم تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول.. [ ينظر رسالة الشيخ سفر الحوالي في بيان منهج الأشاعرة في العقيدة ) .
---
د. هشام عزمي
06-15-2004, 02:59 PM
و الله لا أدري ما أقول ها هو رابط المناظرة الدائرة . . .
مناقشة حول العلو الحسي مع الأخ هيثم (http://www.al-razi.net/vb/showthread.php?s=&threadid=600)
---
أبو علي
06-16-2004, 10:15 AM(1/267)
إذا قال قائل إن إبراهيم عليه السلام هو الذي مر بتلك التجربة في صباه ليصل إلى اليقين، هل يعتبر هذا القول مناقضا لقول الله عن إبراهيم (وما كان من المشركين)؟
نبحث في هذه المسألة بحكمة لعلنا نصل إلى ما يزيل هذا الإشكال.
هل كلف الله الطفل الذي لم يبلغ الحلم أم كلف البالغ؟
مثلا : توفي رجل مسلم ، وكان هذا الرجل ملتزما بأداء واجباته الدينية إلا أنه لما كان عمره 10 سنوات لم يكن يصوم رمضان.
هل يصح أن يقال عن هذا الرجل أنه كان من المفطرين في رمضان؟
لا يصح ذلك لأنه لم يكن قد بلغ سن الرشد.
مثلا : لو أن طفلا كان أبواه نصرانيين يأخذانه معهما إلى الكنيسة ويأمرانه أن يقول : باسم الآب والإبن والروح القدس، هل يحاسب الله هذا الصبي على هذا ويعتبره من المشركين وهو لم يستو إدراكه؟
فلو أن هذا الطفل قرأ كتبا إسلامية فأسلم في السنة الثانية عشر من عمر ه وعاش مسلما وتوفي مسلما عن عمر يناهز 70 سنة.
هل يصح أن يقال عن هذا الرجل أنه كان مشركا فأسلم؟
كلا، لو أنه أسلم بعد أن بلغ الحلم لصح أن يقال عنه : أسلم بعدما كان من المشركين.
فسيدنا إبراهيم لم يصدر منه أدنى شرك فيما كان منه مع الكوكب ومع القمر ومع الشمس فهو اشترط في الربوبية عدم الأفول ، فهو لم يسلم بربوبية كل من الأجرام الثلاثة ابتداء وإنما يفهم من كلامه أن قال :
هذا ربي إذا لم يأفل بدليل قوله بعد ذلك : لا أحب الأفلين.
وقد يكون جلس مراقبا الكوكب في الليل عدة ساعات حتى أفل الكوكب ، فهل جلس قومه معه ساهرين الليل يراقبون الكوكب؟
لماذا ذكر الله قصة إبراهيم مع ملكوت السماوات والأرض ليكون من الموقنين؟
لأن الذي يدافع عن قضيته ويدعي أنه على صواب لا يفعل ذلك ويأتي بالبراهين والحجج إلا لأنه ( موقن ) أنه على حق.
إذن فالمجادلة والمقارعة بالحجة تتطلب مؤهلات ورصيد من العلم.
فقبل أن يحاجج لا بد من توفر المؤهلات.(1/268)
فالمؤهلات التي يجب أن تتوفر في إبراهيم هي أن يكون عنده (اليقين) واثقا من نفسه ومن قضيته الإيمانية، فإا توفرت فيه هذه الشروط فليحاجج من يشاء من المشركين.
فجاء ذكر ذلك بالترتيب هنا في سورة الأنعام.
أما اليقين فهو قوله تعالى : وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين، إلى قوله تعالى : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين).
وبعد هذا الرصيد اليقيني فليحاجه من يشاء ، فجاءت الآية بعد ذلك تقول : وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان.....).
إذن فقوم إبراهيم حاجوه في ربه بعد أن خرج عليهم مرددا ذلك اليقين : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) ، هنا حاجوه بأحقية عبادة الأصنام وأنهم وجدوا أباءهم لها عابدين ... إلى آخره.
إذن فكلما ذكر الله لنا في القرآن محاجة قوم إبراهيم إلا ونبه قبل ذلك على مؤهلاته اليقينية، ففي سورة الأنبياء قبل الدخول في سرد مقارعة إبراهيم لقومه بالحجة نبه على مؤهلات إبراهيم اليقينية بقوله : ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين) فالرشد هو ذلك اليقين الذي سبق ذكره في سورة الأنعام من الآية 75 إلى الآية 79، وباليقين يتبين الرشد من الغي.
خلاصة القول :
الآيات 76 إلى الآية 79 تعتبر شرحا للكيفية التي أصبح بها إبراهيم عليه السلام من الموقنين، فهو أسوة حسنة ضربه الله مثلا للإنسان الذي يبحث عن الهدى بالفطرة.
---
أبو علي
06-17-2004, 10:16 AM
إبراهيم عليه السلام لم يظن أن الكوكب أو القمر أو الشمس يمكن أن يكون أحدهما ربا وإنما وضع شروطا لقبول ربوبيته وهي عدم الأفول . ومن ظن أن إبراهيم اعتقد أن الكوكب ربه فقد ضل عن الصواب.(1/269)
وإبراهيم عليه السلام هو المثل الذى أمر الله الناس أن يقتدوا به للوصول إلى اليقين ، والله تعالى يقول : قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) والآيات كثيرة
التي يأمر الله فيها الناس أن يتأملوا آياته في السماء والأرض ليصلوا إلى اليقين.
وهذا ما فعله إبراهيم بفطرته السليمة فاستحق أن يكون أسوة حسنة للإنسان مطلقا.
---
سليمان داود
06-17-2004, 09:35 PM
تأكيدا لما تفضل به الأخ أبو مجاهد
فقد قرأت هذه اللمسة البيانية التي سأوردها الآن
وحسب ماجمعته ذاكرتي لأنني نسيت المصدر
(يكون ويكن) معناهما معروف, ولكن لماذا تحذف النون الأصلية أحيانا, وما البلاغة فيها؟
قال الله تعالى عن مريم (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً )
وكذا عندما نفى الله الشرك عن إبراهيم الخليل عليه السلام فقال (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) وآيات أخرى كثيرة
خذف النون يدل على نقصان في معنى الكلمة, فإذا سبقها حرف نفي اقتضى ذلك نفي المعنى بكل وجوهه وصوره وأشكاله
ففي قصة مريم: جاءها جبريل عليه السلام وبلغها بحكم الله تعالى أنها ستلد عيسى عليه السلام بلا أب, فقالت وقد نزل بها
الهم والغم (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكِ ). إذ كيف يحدث مثل هذا, ولم يمسسني بشر, ولا
يحصل الحمل إلا بالجماع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " العين تزني وزناها النظر, والأذن تزني وزناها السمع,
واليد تزني وزناها البطش, والفرج يصدق ذلك أو يكذبه".
فنفي أدنى مراتب الزنى يقتضي نفي الجماع. ويقتضي كذلك الطهارة الكاملة، لذا نفت مريم عليها السلام أدنى المراتب
بقولها (ولم أك بغيا) فنفت أقل مراتب الكون من البغاء, وكيف ولم أنظر إلى رجل نظر شهوة ولا كلمت أحدا غزلا, ولم(1/270)
يمسسني بشر, فكيف أحمل بمولود؟؟ فوافقها جبريل على كل ما ذكرته من طهارتها ونقاوتها فقال (كذلك).
وأما في حق إبراهيم عليه السلام فقد قال الله تعالى (ولم يك من المشركين) فنفى عنه أدنى مراتب الشرك ومقدماتها,
كيف وهو الذي أراد ذبح ابنه بعد بلوغه تقربا إلى الله تعالى وتصفية لقلبه من كل شيء إلا من حبه وعبوديته
فسماه الخليل (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً )
---
(1/271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي
---
حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي
---
أويس القرني
07-17-2004, 01:48 AM
حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي
---
(1/272)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم المناسبات في القرآن الكريم
---
علم المناسبات في القرآن الكريم
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2003, 03:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
- المناسبة:هي في اللغة المقاربة والمشاكلة. يقال : فلان يناسب فلاناً ، أي يقاربه ويشاكله. ومنه النسيب الذي هو القريب المتصل بغيره ، كالأخ وابن العم.
- واصطلاحاً : هي علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن. [نظم الدرر للبقاعي 1/6]
وقد عبر عنه الإمام عبدالحميد الفراهي رحمه الله بـ(نظام القرآن) ، وبعضهم يبحثه تحت ما يسمى بـ(الوحدة الموضوعية).
** ** **
أهميته :
علم المناسبات علم جليل القدر وقد نبه إلى أهميته عدد من العلماء من أبرزهم الفخر الرازي حيث قال:«أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط». وقال السيوطي في معترك الأقران:«علم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته».
وقال البقاعي في نظم الدرر:«وهو سر البلاغة ؛ لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال ، وتتوقف الإجازة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها ، ويفيد ذلك في معرفة المقصود من جميع جملها ، فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة ، وكانت نسبته من علم التفسير كنسبة علم البيان من النحو». وقال العز بن عبدالسلام فيه :«المناسبة علم حسن ، لكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره».
* من أبرز من اعتنى بعلم المناسبة من العلماء:
1- أبو بكر النيسابوري رحمه الله ، حيث كان كثير العلم في الشريعة والأدب ، وكان يقول على الكرسي في بغداد إذا قرئت عليه الآية:لمَ جعلت الآية جنب هذه؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة في جنب هذه السورة؟(1/273)
وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة. وقد نسب السيوطي رحمه الله إليه أنه أول من سبق إلى هذا العلم. والصحيح أن أن أولية علم المناسبة القرآنية غير واضحة تمام الوضوح إلى الآن ، ولا سيما مع بقاء كثير من مصادر التفسير وعلوم القرآن مخطوطة بعيدة عن أيدي الباحثين. وقد كتب الدكتور الفاضل عبدالحكيم الأنيس في مسألة نشأة علم المناسبات بحثاً ضافياً في مجلة (الأحمدية) التي تصدر عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث في دبي بالإمارات العربية المتحدة في العدد الحادي عشر - جمادى الأولى 1423هـ بعنوان :(أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية) بين فيه أقول العلماء في نشأة هذا العلم ، وخلص إلى عدم وضوح الرؤية في هذه المسألة ، وبين صواب ما ذكره السيوطي وأكثر الباحثين من بعده. فليراجعه من أراد الاستزادة في هذه المسألة.
2- فخرالدين الرازي رحمه الله ، حيث تميز بالإكثار من التماس المناسبات في تفسيره ، وقال:«إني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منبهين لهذه الأسرار وليس الأمر في هذا الباب إلا كما قيل:
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
3- أبو الحسن الحرالي المغربي (637هـ.) ويتهم البقاعي بأنه قد أخذ كل ما في كتابه (نظم الدرر) من كتابه. يقول المناوي في الكواكب الدرية 2/465 في ترجمة الحرالي:(وصنف تفسيراً ملأه بحقائقه ، ودقائق فكره ، ونتائج قريحته ، وأبدى فيه من مناسبات الآيات والسور ما يبهر العقول ، وتحار فيه الفحول ، وهو رأس مال البقاعي ، ولولاه ما راح ولا جاء ، ولكنه لم يتم ، ومن حيث وقف وقف حال البقاعي في مناسباته).
4- أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي رحمه الله وله في ذلك كتاب البرهان في ترتيب سور القرآن ، وهو كتاب ثمين.(1/274)
5- البقاعي رحمه الله في كتابه نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، وكتابه مؤلف مستقل لتلمس المناسبات بين الآيات والسور وهو كتاب نفيس في بابه.
6- ابن النقيب الحنفي ، حيث تصدى في تفسيره لذكر المناسبات.
7- السيوطي رحمه الله فقد ألف كتابه تناسق الدرر في تناسب السور ، وكتاب أسرار التنزيل.
8- الشيخ محمد عبده رحمه الله في تفسير المنار الذي جمعه وأتمه رشيد رضا ، حيث كان له عناية بعلم المناسبة.
9 - من المعاصرين الأستاذ سيد قطب رحمه الله في كتابه «في ظلال القرآن» ، وفي كتابه الآخر«التصوير الفني في القرآن» وقد أبدع في إبراز ألوان من التناسق الفني في التصوير القرآني.
10- الشيخ مصطفى المراغي رحمه الله في تفسيره.
11- الشيخ عبدالله بن الصديق الغماري في كتابه «جواهر البيان في تناسب سور القرآن».
12- الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله حيث تكلم عنه وعن أهميته وفوائده في كتابه التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن.
13- الفراهي في تفسيره نظام الفرقان.
* أراء بعض العلماء في علم المناسبة:
عارض عدد من العلماء البحث عن المناسبات ، وقالوا بأنه علم متكلف ، ولا يطلب للآية الكريمة مناسبة لكونها نزلت متفرقة على حسب الوقائع والأحداث. ومنهم :
1- ولي الدين الملوي ، ذكره السيوطي في معترك الأقران.
2- العز بن عبدالسلام حيث شرط للقول بالمناسبة أن يقع الكلام في أمر متحد مرتبط أوله بآخره ، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط ، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لايقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث فضلاً عن أحسنه ، فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنة في أحكام مختلفة شرعت لأسباب مختلفة وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض.(1/275)
وقد ذكر المقري في كتابه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) في ترجمة الحرالي المغربي 2/399 أنه :(وقع بينه وبين الشيخ عز الدين بن عبدالسلام شيء ، طلب عز الدين أن يقف على (تفسيره) - أي تفسير الحرالي - فلما وقف عليه ، قال:
أين قول مجاهد ؟
أين قول فلان وفلان ؟
وكثر القول في هذا المعنى ، ثم قال : يخرج من بلادنا إلى وطنه - يعني الشام .
فلما بلغ كلامه الشيخ ، قال : هو يخرج وأقيم أنا ، فكان كذلك.). وأظن ذلك عندما أخرج الإمام العز بن عبدالسلام رحمه الله إلى مصر في قصته المشهورة. ففي هذه الحادثة نرى إنكار العز رحمه الله لما رآه من تكلف الحرالي في علم المناسبات وخلو تفسيره من أقوال مفسري السلف رحمهم الله.
3- الإمام الشوكاني رحمه الله حيث قال في تفسيره فتح القدير عند تفسيره للآية رقم 42 من سورة البقرة:«اعلم أن كثيراً من المفسرين جاءوا بعلم متكلف ، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته ، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة ، بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه ، وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ، ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلاً عن كلام الرب سبحانه ، حتى أفردوا ذلك بالتصنيف ، وجعلوه المقصد الأهم من التأليف ، كما فعله البقاعي في تفسيره». والكلام طويل فليراجع.
* قاعدة في طريقة معرفة المناسبة :(1/276)
الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن ، هو أنك تنظر الغرض الذي سيقت له السورة ، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات ، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب ، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما تستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له ، التي تقتضي البلاغةُ شفاءَ الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها.
فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن ، فإذا فعلته تبين لك إن شاء الله تعالى وجه النظم مفصلاً بين كل آية وآية ، في كل سورة سورة. والله الهادي.
---
أحمد البريدي
09-19-2003, 04:28 PM
شكر الله لك ابا عبد الله
عندي تعقيب يسير ارجو قبوله
الشوكاني رحمه الله لم يعارض علم المناسبة ولم ينكره ,وإنما ينكر التكلف والتزام المناسبة في كل موضع ؛ والدليل على ذلك وجوده في تفسيره , فالناظر فيه يجد ذكره لكثير من المناسبات .
وكذا العز بن عبد السلام فإنه لم ينكر ذلك وإنما انكر التزام ذلك في كل موضع وبتأمل كلامه يتضح ذلك .
وهذا هو الحق لإن التزام ذلك مدعاة للتكلف ولهذا يذكر بعض المفسرين مناسبات , يتضح لك ضعفها عند ادنى تأمل .والله اعلم
---
ناصر الصائغ
09-20-2003, 09:44 AM
إضافة إلى تعقيب الأخ احمد البريدي أقول :
إن الشيخ ولي الدين الملّوي لم يعارض علم المناسبة ولم ينكره بل على العكس من ذلك ولعل سبب نسبة هذا القول إليه هو بتر كلامه فهو يقول كما نقله عنه السيوطي في الاتقان 3/323 وقال الشيخ ولي الدين الملوي : قد وهم من قال لا يطلب للآي الكريمة مناسبة لأنها على حسب الوقائع المفرقة .... والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شي عن كونها مكملة لما قبلها أو متقلة ثم المتقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها ففي ذلك علم جم وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له .(1/277)
وأضيف أيضا أن كتاب السيوطي أسرار التنزيل يسمى أيضا قطف الأزهار في كشف الأسرار ذكره السيوطي في فهرست مؤلفاته وقال عنه كتب منه إلى سورة براءة مجلد ضخم . وتكلم عن محتواه في مقدمة تناسق الدرر وقد حققه د. أحمد الحمادي لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام بالرياض وصدر ضمن مطبوعات إدار الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف في قطر في مجلدين عام 1414
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2003, 07:10 AM
شكر الله لكما وبارك فيكما. وأتفق معكما فيما ذكرتما جزاكما الله خيراً.
وقد وقعت أخطاء في ما كتبته في المشاركة رقم (1) بسبب العجلة والجهل بجوانب الموضوع كما ينبغي حين كتابته قبل مدة ، وعدم مراجعته قبل نشره ، والصحيح أن المذموم والمعارض هو التكلف والتعسف في تطلب المناسبات بين السور والآيات ، حيث إن هناك فريقاً من القائلين بعلم المناسبات يرون أنه يوجد بين كل آيتين متجاورتين مناسبة ولا بد ، وأن عدم ظهورها بسبب قلة علم الناظر فيها ، وليس لتباعد الحوادث وتغير الأغراض علاقة بذلك بل المناسبة لابد منها. وهذا هو الذي أنكره الشوكاني والعز بن عبدالسلام وغيرهم ، مع قولهم بالمناسبة بين بعض الآيات التي ظهرت لهم المناسبة بينها. والشوكاني قد اعترض على التكلف في تطلب المناسبات ، واستغرب صنيع البقاعي في (نظم الدرر) ، ثم هو نفسه يذكر المناسبات في مواضع متفرقة من تفسيره ، ويثني على البقاعي وعلى تفسيره في ترجمته له في البدر الطالع ، فيقول :(ومن أمعن النظر في كتابه المترجم له في التفسير الذي جعله في المناسبات بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علم المعقول والمنقول ، وكثير ما يشكل على شيء في الكتاب فأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي وأرجع إلى هذا الكتاب – نظم الدرر - فأجد فيه ما يفيد في الغالب ).(1/278)
ولا شك أن القائلين بالتوسط في علم المناسبات كثيرون وهم الأغلب ، وهم يشيرون إلى تلك المناسبة كلما ظهرت لهم أماراتها.وأن القائلين بعدمها مطلقاً أو منعها مطلقاً قلة ، والحمد لله رب العالمين ، وجزاكم الله خيراً على تصويبكم وتصحيحكم ، نفعنا الله جميعاً بالعلم ، ورزقنا حسن العمل .
---
عبد الحكيم
09-27-2003, 10:17 AM
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن علي ردك علي موضوع الامام الرازي.
وأنا أظن أن علم المناسبة يكون فتحا من الله للمفسر ليس أكثر ، و الله أعلم.
عندي عدة أسئلة :
1-بالنسبة لكتاب السيوطى هل طبع في مصر و نشر أم لا؟
2-هل سمعتم عن كتاب نهاية التأميل في أسرار التنزيل للزملكاني ؟
3-تفهيم القرآن للمودودي رحمه الله هل طبع و نشر في مصر و أين ؟
و جزاكم الله خيراً.
---
أحمد آلبشير
04-13-2006, 05:40 PM
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن علي ردك علي موضوع الامام الرازي.
وأنا أظن أن علم المناسبة يكون فتحا من الله للمفسر ليس أكثر ، و الله أعلم.
عندي عدة أسئلة :
1-بالنسبة لكتاب السيوطى هل طبع في مصر و نشر أم لا؟
2-هل سمعتم عن كتاب نهاية التأميل في أسرار التنزيل للزملكاني ؟
3-تفهيم القرآن للمودودي رحمه الله هل طبع و نشر في مصر و أين ؟
و جزاكم الله خيراً.
السلام عليكم
معلوماتي عن ترجمات تفهيم القرآن
ترجم خليل الحامدي رحمه الله المقدمة باسم مبادئ أساسية لفهم القرآن ط. الدار السعودية، وكذلك سورة الأحزاب غير مطبوع على شكل حلقات لمجله دار العروبة للجماعة الإسلامية
ترجم أحمد إدريس من الجزء الأول : المقدمة وسورة البقرة من اللغة الإنكليزية وآل عمران من الأردو في مجلد واحد ط. دار القلم الكويت، والأحزاب على حدة ط. المختار الإسلامي القاهرة وعلى حد علمي بدون إجازة المؤلف
ترجم محمد عاصم حداد رحمه الله سوره النور بأمر المؤلف ط. الدار السعودية(1/279)
وسمعت عن برنامج للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بشأن ترجمة تفاسير علماء شبه القارة الهندية
أنتظر التفاعل
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2006, 09:13 AM
د.حكمت الحريري
رئيس قسم القرآن وعلومه، كلية التربية-جامعة إب، اليمن
القرآن الكريم يستحوذ على السمع ويؤثر في النفوس سلباً أو إيجاباً، وذلك حسب طبيعتها فاجرةً أو تقيةً {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس:7-10]، فإن كانت فاجرةً فهي تنفر من القرآن وتشمئز منه، وإن كانت تقيةً فهي خاشعةٌ ووجلةٌ لذكر الله.
فإن قيل: ما سر توجهك للحديث عن تأثير القرآن في النفوس واستحواذه على السمع قبل غيره من وجوه الإعجاز؟
فأقول: لتدرك الحكمة في الخطاب الإلهي الذي يبدأ بذكر السمع قبل غيره من الحواس فقال تعالى: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [الإسراء:36] ، وقال: { وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [النحل:78].
فلتكن أيها العاقل ممن قال الله تعالى فيهم: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} [آلعمران:193]، {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} [الأنفال:21].(1/280)
ولا كالذي {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا} [الجاثية:8] فأقبل ولا تخف، و {قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15-16].
فدعنا نتأمل هذا البناء الإلهي المعجز تأملاً صادقاً، وننظر فيه بإمعانٍ فلا توغل في الدخول إليه دفعةً واحدة، بل خطوةً إثر خطوةٍ لتعقل ما تقف عليه وما تشاهده من أمور تثير إعجابك وتملك عليك سمعك وبصرك، تدبر في حدود سور هذا الكتاب العظيم، على الإطار العام فيها، ارتباط السورة بما قبلها وما بعدها، فهذا أحد أمور الإعجاز للقرآن الكريم.
إذ أن القرآن نزل منجماً في أجزاءٍ طويلةٍ و أخرى قصيرةٍ خلال ثلاثٍ وعشرين سنةً، إلا أن هذه الأجزاء رتبت ترتيباً لا مثيل له على الإطلاق في أي كتابٍ من كتب الأدب أو العلوم التي هي من تصنيف البشر.
فسور القرآن الكريم لم ترتب حسب موضوعاتها، ولا حسب زمن نزولها، إنما للقرآن طريقته المستقلة المخالفة لما هو مألوفٌ عند البشر في الكتب والمصنفات.(1/281)
عندما كان ينزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بالآيات كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر بعض من يكتب الوحي بوضعها في مواضع محددة من السور التي لم تكن قد اكتملت بعد، وبمجرد وضع الآية أو الآيات في موضعٍ ما فإنها تبقى ثابتةً في موضعها الذي أمر عليه الصلاة والسلام بوضعها فيه من السورة دون أن يطرأ على ذلك الوضع تصحيحٌ أو تعديل، وهذا أكبر دليلٍ وأسطع برهانٍ على ربانية هذا الكتاب {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ } [الشعراء:192-193]، وقال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً}.
عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً إذ شخص ببصره ثم صوّبه حتى كاد أن يلزقه بالأرض قال: ثم شخص ببصره فقال: "أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [1].
قال الزركشي: فأما الآيات في كل سورةٍ ووضع البسملة أوائلها فترتيبها توقيفيٌ بلا شكٍ ولا خلاف فيه[2].
ترتيب السور في القرآن الكريم:
قد مرّ معنا أن ترتيب القرآن لا مثيل له على الإطلاق في الكتب والمصنفات، فلم يرتب حسب الترتيب الزماني ولا حسب الموضوعات إنما له طريقته الخاصة.
لكن بعض العلماء غفر الله لهم يذكر أن ترتيب السور اجتهاديٌ بخلاف ترتيب الآيات، وبعضهم يذكر أن ترتيب السور بعضه توفيقي اجتهادي وبعضه توقيفي وعمدتهم في ذلك الاستدلال بحديثٍ يرويه يزيد الفارسي عن ابن عباس و سنأتي للكلام على هذا الحديث.
وبناءً على ما تقدم من قول بعضهم أن الترتيب توفيقي، فقد قالوا لا فائدة من البحث عن التناسب والارتباط بين الآيات والسور لأن القرآن نزل منجماً في مدة ثلاثٍ وعشرين سنةً وفي مناسباتٍ مختلفة.(1/282)
ولكن هذا الكلام لا يسلم من الاعتراض عليه بل يجنح عن الصواب إذا قلنا أن القرآن من أهم المعجزات الشاهدة على رسالة خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام بل هي أبقى المعجزات وأبينها، ومعلوم بالبداهة أن حسن الترتيب من أكبر محاسن الكلام البليغ، ونحن نعتقد بأن القرآن معجزٌ فهل نرضى بأن يكون عارياً عن حسن الترتيب والتناسق ؟!!
وكيف نترك النظر في فهم ارتباط معانيه وتناسق آياته وسوره وإتقان ترتيبها؟ والله عز وجل أمرنا بتدبر هذا الكتاب الكريم فقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [ النساء 82 ]
وقد وصف الله تعالى هذا الكتاب بكونه محكماً {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [ الزمر: 28]، وقال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } [ الإسراء 106 ]
فكونه أنزل على مدى سنين متطاولةٍ وبمناسباتٍ مختلفةٍ متفاوتة، فهذا دليل بين على إعجازه لأنه كلام عالم الغيب والشهادة: { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } [ الإسراء 88 ]
وربما يحط عندك قدر خطيب مصقع أتى بفنون من البلاغة وأثر في النفوس بخلابة بيانه لمحض أنه ذهل عن ربط الكلام فهام من وادٍ إلى وادٍ، مع أنه معذور لأنه ألقى خطبته ارتجالاً ولم يعمل فيها النظر والروية، وما مؤاخذاتك لذلك الخطيب إلا لأن الكلام البليغ لا يحتمل سوء الترتيب، فإذا كان الأمر كذلك، أليس من الموقن بإعجاز القرآن أن يثبت حسن نظمه وإحكام ترتيبه وتناسق آياته وسوره؟![3]
ماذا قال العلماء في موضوع التناسب والترتيب ؟
- قال الفخر الرازي:(1/283)
"علم المناسبات علمٌ عظيم أودعت فيه أكثر لطائف القرآن وروائعه وهو أمر معقول إذا عرض على العقول تلقته بالقبول".
- وقال الزركشي:
"وقال بعض مشايخنا المحققين: وقد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبةٌ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلاً وعلى حسب الحكمة ترتيباً، فالمصحف كالصحف الكريمة على وفق ما في الكتاب المكنون مرتبةً سوره كلها و آياته بالتوقيف"[4].
- وفي معترك الأقران للسيوطي:
إذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها، ثم هو يخفى تارةً ويظهر أخرى. [1/52].
- وقال السيوطي: علم المناسبة علم شريف قلّ اعتناء المفسرين به لدقته[5].
- وقال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني:
إن القرآن تقرؤه من أوله إلى آخره، فإذا هو محكم السرد، دقيق السبك، متين الأسلوب، قوي الاتصال، آخذٌ بعضه برقاب بعض في سوره وآياته وجمله، يجري دم الإعجاز فيه كله من ألفه إلى يائه، كأنه سبيكةٌ واحدةٌ ولا يكاد يوجد بين أجزائه تفكك ولا تخاذل، كأنه حلقةٌ مفرغة، أو كأنه سمطٌ وحيد وعقدٌ فريد يأخذ بالأبصار، نظمت حروفه وكلماته، ونسقت جمله وآياته، وجاء آخره مساوقاً لأوله، وبدا أوله مواتياً لآخره[6].
- وقال الشيخ محمد عبد الله دراز:(1/284)
(أجل إنك لتقرأ السورة الطويلة المنجمة يحسبها الجاهل أضغاثاً من المعاني حشيت حشواً وأوزاعاً من المباني جمعت عفواً، فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على أسسٍ و أصول،ٍ وأقيم على كل أصلٍ منها شعب وفصول، و امتد من كل شعبةٍ منها فروعٌ تقصر أو تطول، فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بنيانٍ واحدٍ قد وضع رسمه مرةً واحدةً، لا تحس بشيءٍ من تناكر الأوضاع في التقسيم والتنسيق، ولا بشيءٍ من الانفصال في الخروج من طريقٍ إلى طريقٍ، بل ترى بين الأجناس المختلفة تمام الألفة، كما ترى بين آحاد الجنس الواحد نهاية التضام، والالتحام، كل ذلك بغير تكلفٍ ولا استعانةٍ بأمرٍ من خارج المعاني أنفسها، إنما هو حسن السياقة ولطف التمهيد في مطلع كل غرضٍ ومقطعه وأثنائه يريك المنفصل متصلاً والمختلف مؤتلفاً[7].
وغير هؤلاء من العلماء كثيرٌ من المتقدمين و المتأخرين الذين يهتمون بعلم التناسب والربط بين السور و الآيات.
الأدلة من الكتاب والسنة على أن ترتيب السور توقيفي :
والأدلة التي استند إليها العلماء القائلون بأن ترتيب السور توقيفي وليس اجتهادي، كثيرةٌ منها:
قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [ الحجر 9 ].
وقوله: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [ هود 1 ].
وقوله: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [ النساء 82 ].
وقوله: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة:17]
والجمع كما قال المفسرون على معنيين : جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ، وجمعه بمعنى تأليفه.(1/285)
وفي الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلةٍ من شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة[8].
وعن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عامٍ مرةً فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف في كل عامٍ عشراً فاعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين[9].
وعن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملةً واحدةً إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } الإسراء 106 [10].
وقال أوس بن حذيفة الثقفي: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزّبون القرآن ؟ قالوا: ثلاثٌ وخمسٌ وسبعٌ وتسعٌ وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده[11].
وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: (يا رسول الله في كم أقرأ القرآن ؟ قال في شهر، قال: إني أقوى من ذلك. ردد الكلام أبو موسى وتناقصه حتى قال: اقرأه في سبع، قال: إني أقوى من ذلك. قال: لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث) [12].
ردّ أدلة القائلين بأن ترتيب السور اجتهادي
اعتمد القائلون بأن ترتيب السور مسألةٌ توفيقيةٌ اجتهادية على حديثٍ رواه يزيد الفارسي عن ابن عباس وهذا نصه:
عن يزيد الفارسي قال: سمعت ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين و إلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموها في السبع الطوال ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ؟(1/286)
قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما تنزل عليه الآيات فيدعو بعض من كان يكتب له ويقول له: ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية و الآيتان فيقول مثل ذلك وكانت الأنفال من أول ما نزل عليه بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان وأحمد .
قال الشيخ أحمد شاكر في تخريجه وتعليقه عليه في المسند رقم [399]: في إسناده نظرٌ كثيرٌ، بل هو عندي ضعيفٌ جداً، بل هو حديثٌ لا أصل له يدور إسناده في كل رواياته على (يزيد الفارسي) الذي رواه عن ابن عباس، تفرد به عنه عوف بن أبي جميلة الأعرابي . وهو ثقة.
ثم قال الشيخ أحمد شاكر: فهذا يزيد الفارسي الذي انفرد برواية هذا الحديث يكاد يكون مجهولاً حتى شبّه على مثل ابن مهدي وأحمد والبخاري أن يكون هو ابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في الضعفاء فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيكٌ في معرفة سور القرآن الثابتة بالتواتر القطعي قراءةً وسماعاً وكتابةً في المصاحف وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه وحاشاه من ذلك فلا علينا إذا قلنا أنه حديثٌ لا أصل له تطبيقاً للقواعد الصحيحة التي لا خلاف فيها بين أئمة الحديث .
ثم قال الشيخ محمد أمين المصري بعد أن نقل كلام الشيخ أحمد شاكر وغيره من العلماء المحققين كالعلامة محمد رشيد رضا .(1/287)
قال: "وبعد هذا البحث الذي لا ندعي له الكمال و الاستيفاء نريد أن نخلص إلى أن الذي نؤمن به من غير ريبٍ أن الذي بين دفتيّ المصحف كتاب الله جل شأنه أنزله على نبيه لا مدخل للبشر في صفةٍ من أوصافه ولا في حرفٍ من حروفه ولا مجال للاجتهاد في ترتيب آياته ولا في ترتيب سوره بحيث أثبتت البسملة فإنما أثبتت بأمر الله، وحيث حذفت فإنما وقع ذلك بأمر الله".
وإنما الريب في مثل هذه الرواية التي سبق ذكرها التي تحيط بها الشكوك وتحفها الأوهام، ومن عجبٍ أن ينطلي أمر مثل هذه الرواية على بعض العلماء، كما مرّ لدى البيهقي والسيوطي ولعلهما أخذا بتحسين من حسنها وتصحيح من صححها والعصمة من الخطأ لله وحده[13]. أ.هـ .
وهل من أدلةٍ أخرى للقائلين بعدم كون الترتيب توقيفياً ؟
نعم، مما استدلوا به أيضاً اختلاف مصاحف الصحابة فمنهم من رتبها على حسب زمن النزول كمصحف علي رضي الله عنه، ومصحف عبد الله بن مسعود كان أوله سورة البقرة ثم النساء ثم آل عمران.
والجواب: أن تلك المصاحف مصاحف علمٍ وتأويل قصدوا بها ضبط وقائعٍ معينةٍ، وكان فيها المنسوخ تلاوةً، فلم تكن تلك المصاحف مصاحف تلاوة .
ولو كان ترتيب سور القرآن الذي جمع عثمان الناس على أساسه قائماً على الاجتهاد لما قبل هؤلاء الصحابة بتسليم مصاحفهم وعرضها للتحريق والتنازل عنها ولو كانت المسألة مسألة اجتهاد لتمسكوا باجتهادهم، إذ لا يلزم المجتهد أن يقلد مجتهداً آخر[14].
أنواع التناسب في القرآن :
مناسبة السورة للسورة التي تليها .
التناسب بين مطلع السورة وختامها .
المناسبة بين الآيات .
الوحدة الموضوعية لكل سورة .
التنسيق في تأليف العبارات بتخير الألفاظ ثم نظمها في نسقٍ خاصٍ يبلغ من خلالها أرقى درجات الفصاحة .
ما الفائدة المرجوة من اعتبار ترتيب السور توقيفياً؟ وما الثمرة التي نجنيها من خلال التناسب والربط بين الآيات والسور ؟(1/288)
في إثبات توقيفية ترتيب سور القرآن إثباتٌ وتأكيدٌ لمعنى قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فلم يكن حفظ القرآن وصونه موكول لأحدٍ من البشر .
وفيه أيضاً ردٌّ للشبه التي يثيرها الروافض والمستشرقون حول جمع القرآن، والزيادة فيه والنقص منه كما يزعمون !! قبحهم الله .
ومن ثمرات هذا العلم الالتفات إلى الحكمة من هذا الترتيب والاهتمام باستخراج المعاني و الحكم و لطائف النكات التي لا يتوصل إليها إلا بالتماس المناسبة والربط .
كيفية التعرف على التناسب والربط بين السور والآيات، وبيان أسبابه :
معرفة المناسبة و ارتباط السور والآيات بعضها ببعضٍ يتم من خلال الاعتبارات التالية:
1- قد يكون الارتباط ظاهراً:
2- قد لا يكون الارتباط ظاهراً، بل يبدو لأول وهلةٍ أن كل آية أو جملة مستقلةٍ عن الأخرى، وهاهنا : - إما أن تكون معطوفةٌ على الأولى بحرفٍ من حروف العطف المشتركة في الحكم، ويندرج في هذا ما يسمى ربط التضاد أو المقابلة، كأن يذكر نوعين متضادين، كذكر المؤمنين والكافرين، والخير والشر، والعلم والجهل، والظلمات والنور، وطريق الهداية وطريق الغواية، ومصير الكافرين ومصير الأتقياء المؤمنين، والظلم والعدل، والبخل و الإنفاق، والطيب والخبيث، وهذا كثير جداً في القرآن الكريم .
- وإما أن لا تكون معطوفة، فلا بد من قرينةٍ معنويةٍ تؤذن بالربط ومن ذلك إلحاق النظير بالنظير، كما في قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} في سورة الأنفال، فكراهيتهم لما فعله عليه الصلاة والسلام في قسمة الغنائم، ككراهيتهم للخروج للقتال .
ومنه أيضاً : الاستطراد، وهذا يلاحظ في كثير من سور القرآن فإذا تحدث عن قصة آدم يستطرد لما يتبع ذلك من أمور[15] وكذلك في الحديث عن عصيان إبليس لربه، أو ذكر قصص الأنبياء وهكذا .(1/289)
وبعد هذا العرض النظري المسهب لموضوع التناسب وترتيب سور القرآن، فهذا أوان الشروع في بيان الأدلة لإثبات المناسبة[16].
التناسب بين السور[17]:
- وجه المناسبة بين سورة الفاتحة وأول سورة البقرة :
أرشد الله تعالى عباده في سورة الفاتحة إلى أن يسألوه الهداية، بقوله: {اهدنا الصراط المستقيم} فاستجاب لهم سبحانه فقال: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} ، فهذا القرآن هو طريقة الهداية الكبرى .
- وجه المناسبة بين آخر سورة البقرة وأول سورة آل عمران :
ختمت السورة المتقدمة على سؤال النصر : {وانصرنا على القوم الكافرين}، وفي مفتتح هذه السورة بيّن نصرتهم على الكفار باللسان والسنان .
ووجه آخر للربط بين السور الثلاث ( الفاتحة – البقرة – آل عمران )، قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فالذين أنعم الله عليهم هم المؤمنون، والذين غضب الله عليهم هم اليهود ولذلك فقد كان الحديث عنهم وخطابهم أكثر في سورة البقرة، والضالون هم النصارى فكثر خطابهم في سورة آل عمران.
- وجه الترابط بين آخر سورة آل عمران و أول سورة النساء :
أن كليهما مشترك في الأمر بالتقوى، إذ انتهت سورة آل عمران على قوله تعالى: {واتقوا الله لعلكم تفلحون} وابتدأت سورة النساء بقوله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم}.
ولما كثر ذكر الجهاد في السورتين السابقتين، ذكر في هذه السورة مسألةً هامةً لا يتحقق الجهاد بدونها، هذه المسألة تتعلق بالعدالة الاجتماعية وهي إنصاف المرأة وإعطاؤها حقها ورعاية حقوق اليتامى و الأرامل والمساكين والرأفة بهم والعطف عليهم وعدم ظلمهم، إذ الجهاد المشروع والنتيجة المرجوة منه لا يتحقق ما لم يكن المسلمون يداً واحدةً على العدو .
- وجه التناسب بين آخر سورة الأعراف وأول سورة الأنفال :(1/290)
ختمت السورة المتقدمة بذكر الله في كل حال : {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} ، وبدأت سورة الأنفال بترك الانشغال بحطام الدنيا والسؤال عن الغنائم: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}.
- وجه الارتباط بين آخر سورة الحجر وأول سورة النحل :
قال تعالى في آخر سورة الحجر: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. وقال في أول سورة النحل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه} أي ما دام أن أمر الله تعالى آتٍ فلا يضيق صدرك بما يقولون، فالذي خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان من نطفةٍ ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده فهو الذي يصطفى الرسل .
- وجه التناسب بين آخر سورة الواقعة وأول سورة الحديد :
قال تعالى في آخر سورة الواقعة: {فسبح باسم ربك العظيم} ، وقال في أول سورة الحديد: {سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} فالمناسبة والارتباط ظاهر .
- وجه التناسب بين آخر سورة التحريم و أول سورة تبارك :
لما ثبت في السورة المتقدمة (التحريم) أن نوحاً ولوطاً عليهما السلام مع كونهما من الأنبياء لم يستطيعا أن ينقذا أزواجهما من النار، ولم يباركا فيهما.
وأن فرعون رغم جبروته وسعة ملكه وقوة سطوته لم يستطع أن يخضع زوجته ويجعلها تابعةً لكفره وشركه فقد باركها الله، و أن مريم بنت عمران باركها الله واصطفاها على نساء العالمين، فثبت أن البركة كلها إنما هي بيد الله عز وجل لا يشاركه فيها أحد، فـ {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير}.
التناسب بين السور من القارعة إلى الناس :
ذكر في سورة القارعة أحوال الساعة وشدائدها، وبعد ذكر هذه الشدائد الآتية في الساعة كان لكم أن تعتبروا وتتعظوا وتعملوا الصالحات ولكن ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) .(1/291)
وبعد بذل الجهد في التكاثر، فإن حصل لأحد مال كثير يزعم أنه فاز كلا {والعصر ، إن الإنسان لفي خسر}، فالفائزون هم المؤمنون الذين {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.
أما المكتنزون مالاً فـ {ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالا وعدده} فلو كان المال يغني عن أحد لأغنى عن أصحاب الفيل {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} وبعد ذكر ما أحله الله بأصحاب الفيل، فهذه نعمةٌ من الله على أهل قريش {لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف}.
ومن أنعم الله عليه إذ أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف، عليه أن ينفق في سبيل الله ويرعى اليتيم ويحض على طعام المسكين ولكنهم كذبوا بالدين، {أرأيت الذي يكذب بالدين} وهذا شأن كفار قريش و أما النبي r فقد كان يصل الرحم وينصر المظلوم ويعين على نوائب الحق فـ {إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر}.
فاقطع موالاتهم و {قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون}.
وهذا أوان تمام دينك وكماله وقد جاء الحق وزهق الباطل {إذا جاء نصر الله والفتح} فقد حان وقت ارتحالك من الدنيا {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}.
وإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فقد ثبت أن {تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب}. فأعلن ما جئت به {قل هو الله أحد، الله الصمد}.
و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---الحواشي -------
[1] - مسند أحمد: رقم الحديث [17842].
[2] - البرهان [1/256].
[3] - انظر دلائل النظام ص39 لعبد الحميد الفراهي.
[4] - البرهان [1/37].
[5] - معترك الأقران في إعجاز القرآن [1/43].
[6] - مناهل العرفان [1/53].
[7] - النبأ العظيم [195].
[8] - صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن. باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. رقم الحديث [4997].(1/292)
[9] - صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن. باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. رقم الحديث [4998].
[10] - رواه بن كثير في فضل القرآن وصحح إسناده.
[11] - رواه أبو داود.كتاب شهر رمضان. حديث رقم [1390] وفي المسند برقم [16111].
[12] - رواه أبو داود. كتاب شهر رمضان.حديث رقم [1387].
[13] - من هدي سورة الأنفال ص21، 22 .
[14] - انظر الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن وسوره . د/ محمد أحمد يوسف القاسم .
[15] - انظر معترك الأقران في إعجاز القرآن [1/45،46] .
[16] - المراجع التي اعتمدت عليها في استخراج المناسبات ( تفسير الرازي وسبق الغايات في نسق الآيات لأشرف علي التهانوي: وأنوار التبيان في إسرار القرآن للقاضي شمس الدين بن شير محمد .
[17] - اقتصرت على ذكر بعض الأدلة للتناسب من مواضع مختلفة في القرآن، من أوله ووسطه وآخره، وسأفرد هذا الموضوع برسالة مستقلة تشمل جميع السور إن شاء الله تعالى .
المصدر . (http://www.quranway.net/index.aspx?function=Printable&id=269&lang=)
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2006, 10:06 AM
د. محمد بن عبد العزيز الخضيري
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
من المألوف لدى كل قارئ لكتب التفسير أن يجد المفسِّر يكاد ألاَّ يغفل عن ذكر المناسبة بين الآية والتي بعدها، أو السورة والتي تليها، أو الحكم وما قارنه من أسماء الله وصفاته، ونحو ذلك، ولم يدُرْ بخلد كثير من القراء أن هذا العلم علم عظيم حظي بعناية العلماء واهتمامهم وأفردوا له المؤلفات تحقيقاً أو تطبيقاً.
وفيما يلي ـ أخي القارئ ـ إطلالة عابرة تبين لك جوانب هذا العلم، وتعرفك بمقاصده، وتكشف لك أنواعه وتاريخه وأهم المؤلفات فيه .
تعريفه:
المناسبة في اللغة: المقاربة والمشاكلة(1).(1/293)
ويعرف اصطلاحاً بأنه: علم تعرف به وجوه ارتباط أجزاء القرآن بعضها ببعض، وقولُنا: (أجزاء القرآن) شامل للآية مع الآية، والحكم مع الحكم، والسورة مع السورة، والقصة مع القصة، وكل جزء من القرآن مع ما قارنه.
أهميته وأقوال العلماء فيه:
لقد أبان العلماء فيما سطروه بجلاءٍ عن أهمية هذ العلم وعظيم الفائدة بمعرفته حتى قال الفخر الرازي: "أكثر لطائف القرآن مودَعة في الترتيبات والروابط"(2).
وقال الزركشي: "واعلم أن المناسبة علم شريف تحزر به العقول، ويعرف به قدر القائل فيما يقول"(3).
أما القاضي أبو بكر بن العربي فقد كشف عن منزلة هذا العلم بقوله: "ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني، منتظمة المباني... علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله ـ عز وجل ـ لنا فيه، فلما لم نجد له حَمَلَةً ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه"(4).
وقال الرازي: "علم المناسبات علم عظيم أودعت فيه أكثر لطائف القرآن وروائعه، وهو أمر معقول إذا عرض على العقول تلقته بالقبول"(5).
وقال في تفسير سورة البقرة: "ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضاً بسبب ترتيبه ونظم آياته"(6).
وقال البقاعي مبيناً فائدة جليلة من فوائد معرفة هذا العلم: "وبهذا العلم: يرسخ الإيمان في القلب ويتمكن من اللب؛ وذلك أنه يكشف أن للإعجاز طريقتين:
إحداهما: نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب.(1/294)
والثانية: نظمها مع تاليتها بالنظر إلى الترتيب. والأول أقرب تناولاً وأسهل ذوقاً؛ فإن كل من سمع القرآن من ذكي وغبي يهتز لمعانيه وتحصل له عند سماعه روعة بنشاط مع انبساط لا تحصل عند سماع غيره، ثم إذا عبر الفطن من ذلك إلى تأمُّل ربط كل جملة بما تلته وما تلاها خفي عليه وجه ذلك، ورأى أن الجمل متباعدة الأغراض متنائية المقاصد، فظن أنها متنافرة، فحصل له من القبض والكرب أضعاف ما حصل له بالسماع من الهزّ والبسط، ربما شككه ذلك وزلزل إيمانه؛ فإذا استعان بالله وأدام الطرق لباب الفرج بإنعام التأمل وإظهار العجز والوقوف بأنه في الذروة من إحكام الربط كما كان في الأوج من حسن المعنى، فانفتح له ذلك الباب، ولاحت له من ورائه بوارق أنوار تلك الأسرار رقص الفكر منه طرباً وشاط لعظمة ذلك جنانه، ورسخ من غير مرية إيمانه"(7).
أول من أظهره، وأهم المؤلفات فيه:
يعد العلماء أبا بكر النيسابوري (ت 324هـ) أول من أظهر علم المناسبات في بغداد، وكان يزري على علماء بغداد لجهلهم وجوه المناسبة بين الآيات، وكان إذا قرئت عليه آية أو سورة يقول: لِمَ جُعلت هذه الآية إلى هذه؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة(8).
وهذه الأولية إنما هي باعتبار شدة العناية والتعليم؛ وإلا فالمتتبع لتفاسير السلف حتى من الصحابة يجدهم يتحدثون أحياناً عن المناسبات في بعض المواطن وإن كانت قليلة.
وقد ذكرنا آنفاً كلمة ابن العربي حين تكلم في هذا العلم وشكواه من بطالة النقلة.
أما المؤلفات فيه فهي على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من أفرده بالتصنيف ، ومن أشهرهم:
1 - أبو جعفر بن الزبير الأندلسي ( ت 807 هـ) في كتابه: "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن".
2 - السيوطي (ت 911 هـ) في كتابه: "تناسق الدرر في تناسب السور".
3 - عبد الله الغُمَاري في كتابه: "جواهر البيان في تناسب سور القرآن".(1/295)
وأعظم من كتب في هذا العلم وأشفى على الغاية القصوى فيه، وغدا مرجعاً لا يستغنى عنه فيه هو برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ) في كتابه: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" حيث ذكر المناسبات بين آيات القرآن وسوره كلها وبلغ كتابه اثنين وعشرين مجلداً.
القسم الثاني: الذين جعلوه نوعاً من علوم القرآن الكريم وتحدثوا عنه في باب من كتبهم، ومن أشهرهم:
1 - الزركشي في كتابه: "البرهان في علوم القرآن" فقد جعله النوع الثاني من كتابه الكبير.
2 - السيوطي في كتابه: "الإتقان" وقد جعله في النوع الثاني والستين.
القسم الثالث: المفسرون الذين عُنُوا بذكر المناسبات في تفاسيرهم، ومن أشهرهم:
1- الفخر الرازي في تفسيره الكبير: "مفاتيح الغيب".
2- أبو السعود في تفسيره: "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم".
3- سيد قطب في كتابه: "في ظلال القرآن" حيث كان يفتتح تفسير السورة بذكر موضوعها العام، ثم يربط بين مقاطع السورة على ضوء ما ذكره من موضوعها وجوّها العام.
فوائد هذا العلم: لهذا العلم فوائد، ومن أهمها:
1- أنه يزيل الشك الحاصل في القلب بسبب عدم التأمل في دقة النظم وإحكام الترتيب، وقد تقدم كلام البقاعي في هذه القضية(9).
2 - أنه يفيد في معرفة أسرار التشريع وحِكَم الأحكام وإدراك مدى التلازم التام بين أحكام الشريعة؛ فإذا قرأت قوله ـ تعالى ـ: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)) [{النور: 30]} وتعرفت على المناسبة بين الأمر بغض البصر وحفظ الفرج علمت ما بينهما من التلازم والتلاؤم؛ فحفظ الفرج لا يتم إلا بغض البصر، ومن أطلق بصره في الحرام فحري أن تزلَّ قدمه في الآثام.(1/296)
3- أنه يعين على فهم معنى الآيات وتحديد المراد منها، ومن ذلك: خلاف المفسرين في معنى قوله ـ تعالى ـ : ((والصافات صفا)) [الصافات: 1]}، فقال قوم: هي الملائكة، وهذا قول الجمهور، وقال آخرون: هي الطير، والصحيح الأول؛ وذلك لأنا لو بحثنا عن المناسبة بين أول السورة وخاتمتها لوجدناه ذكر في الخاتمة في معرض حديث الملائكة عن أنفسهم: ((وإنا لنحن الصافون . وإنا لنحن المسبحون)) [الصافات: 165، 166]}.
4- وبه يتبين لك سر التكرار في قصص القرآن، وأن كل قصة أعيدت في موطن فلمناسبتها ذلك الموطن، ولذلك ترى اختلافاً في ترتيب القصة ونظمها بحسب المناسبة وإن كانت متحدة في أصل المعنى(10).
قواعد في علم المناسبات:
علم المناسبات كغيره من العلوم له قواعد وضوابط ينطلق منها المتحدثون فيه، ومنها:
الأولى: في كيفية التعرف على المناسبات في السورة جملة:
قال المشرالي المغربي: "الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء العليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها؛ فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، وإذا فعلته تبين لك ـ إن شاء الله ـ وجه النظم مفصلاً بين كل آية وآية في كل سورة"(11).
وقد لخص البقاعي تجربته في التعرف على المناسبة فقال: "تتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة المقصود من جميع جملها؛ فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسير نسبة علم البيان من النحو"(12).
والمتأمل لما كتبه سيد قطب في ـ ظلاله ـ يجده سار على هذا المنوال في بيان أوجه الربط بين مقاطع السورة.(1/297)
الثانية: قال الزركشي: "وعادة القرآن العظيم إذا ذكر أحكاماً ذكر بعدها وعداً ووعيداً؛ ليكون ذلك باعثاً على العمل بما سبق، ثم يذكر آيات التوحيد والتنزيه؛ ليُعلم عظم الآمر والناهي، وتأمل سورة البقرة والنساء والمائدة وغيرها تجده كذلك"(13).
الثالثة: المزاوجة بين الوعد والوعيد، والبشارة والنذارة، والترغيب والترهيب؛ وفي ذلك من الحكمة والمناسبة ما هو بيِّن لكل متأمل.
الرابعة: قال السيوطي: إن عادة القرآن إذا ذكر الكتاب المشتمل على عمل العبد؛ حيث يعرض يوم القيامة أردفه بذكر الكتاب المشتمل على الأحكام الدينية في الدنيا التي تنشأ عنها المحاسبة عملاً وتركاً، كما قال في سورة الكهف: ((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه...)) [{الكهف: 49]} إلى أن قال:((ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل... )) [الكهف: 54]}.
والقواعد في هذا الباب كثيرة ومثيرة، وليس هذا موطن استقصائها.
أنواع المناسبات:(14)
للمناسبات في القرآن ثلاثة أنواع:
الأول: المناسبات في السورة الواحدة.
الثاني: المناسبات بين السورتين.
الثالث: مناسبات عامة.
ولكل نوع من هذه الأنواع أقسام كثيرة وسنقتصر في هذه العجالة على بعضٍ منها، مما يتضح به المقصود وينفتح به الباب للطالب الراغب.
النوع الأول: المناسبات في السورة الواحدة، ويتضمن أقساماً، ومنها:
أولاً: المناسبة بين أول السورة وخاتمتها:
مثاله: قوله ـ تعالى ـ: في أول سورة البقرة: ((الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)) [البقرة: 3]}، ثم قال في آخر السورة: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله... ))[البقرة: 285] فهو في أول السورة يذكر صفات المتقين التي يتميزون بها وفي آخر السورة يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه قد امتثلوا تلك الصفات وتحلوا بها.(1/298)
مثال آخر: في سورة (المؤمنون) افتتح السورة بذكر فلاح المؤمنين ((قد أفلح المؤمنون)) [{المؤمنون: 1]}، واختتمها بنفي فلاح الكافرين ((ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون)) [المؤمنون: 117]}.
ثانياً: المناسبة بين الآية والتي تليها:
مثاله: قوله ـ تعالى ـ: إياك نعبد وإياك نستعين {الفاتحة: 5} فإنه لما ذكر في أول السورة استحقاق الله ـ تعالى ـ لكل المحامد، وكونه رباً للعالمين، وهو الرحمن الرحيم، وهو مع كل هذا الملك المتصرف في اليوم الذي لا ملك فيه لأحد إلا لله.. كان من شأن كل عاقل أن يُقبِل على مَنْ هذه صفاته وتلك عظمته معترفاً بالعبودية له والذل الكامل لجنابه العظيم ملتجئاً إليه طالباً منه العون والمدد، ثم إنه لما حمد وأثنى ومجّد واعترف بالعبودية ناسب أن يستشرف للطلب من ذلك الرب المستعان، فيقول: ((اهدنا الصراط المستقيم)) [{الفاتحة: 6].
ثالثاً: المناسبة بين حكمين في الآيات أو الآية:
وذلك كما في آيات الاستئذان حين أعقبها بالأمر بغض البصر؛ فإن الاستئذان إنما جعل من أجل أن لا يقع بصر المستأذن على عورة، ولو صادف أن وقع فإن على المستأذن أن يغض البصر، ثم إن العلاقة بين الحكمين بيِّنة؛ إذ فيهما ذكر ما تكون به العفة وحفظ العورات في المجتمع المسلم.
والمناسبة بين الأمر بحفظ الفرج والأمر بغض البصر تقدمت ـ فيما سبق ـ، وهما حكمان في آية واحدة.
رابعاً: المناسبة بين اسم السورة ومضمونها:(1/299)
مثاله: المناسبة بين مضمون سورة الكهف واسمها؛ فإن السورة قد ذكرت أنواع الفتن التي تمر بالمرء؛ إذ ذكرت فيها الفتنة في الدين في قصة الفتية، وفتنة الجلساء في قوله:((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي...)) [{الكهف: 28]}، وفتنة المال في قصة صاحب الجنتين، وفتنة العلم في قصة موسى والخضر، وفتنة السلطان في قصة ذي القرنين، وفتنة القوة والكثرة في خبر يأجوج ومأجوج، وذكرت هذه السورة المخرج من كل واحدة من هذه الفتن؛ فكأنها كهف لمن اعتصم بها من الفتن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال"(15).
النوع الثاني: المناسبات بين السورتين: ويتضمن أقساماً منها:
أولاً: المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها:
مثاله: في آخر سورة الإسراء قال تعالى: ((وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا...)) [{الإسراء: 111]}، وفي أول سورة الكهف التي تليها قال: ((الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا... )) [{الكهف: 1]}.
مثال آخر: في آخر سورة الطور قال: ((ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم)) [{الطور: 49]}، وفي أول سورة النجم قال: ((والنجم إذا هوى)) [{النجم: 1]}.
ثانياً: المناسبة بين مضمون السورة والتي تليها:
مثاله: في سورة الضحى ذكرٌ للنعم الحسية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي سورة الشرح ذكر للنعم المعنوية عليه.
مثال آخر: في سورة البقرة ذكر للطوائف الثلاث: المنعم عليهم ويمثلهم المسلمون، والمغضوب عليهم ويمثلهم اليهود، والضالون ويمثلهم النصارى. وقد ذكر في سورة البقرة الطائفتين الأوليين بما هو ظاهر، وفي سورة آل عمران ذكر الطائفة الثالثة فيما يزيد على "120" آية من أولها.
النوع الثالث: مناسبات عامة:
وهي المناسبات التي يذكرها العلماء مطلقة في القرآن وهي كثيرة جداً أذكر منها نموذجاً للبيان.(1/300)
- افتُتحت سورتان بقوله: يا أيها الناس وهما: سورتا النساء، والحج، وذكر في الأولى بدء الخلق والحياة للإنسان: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)) [{النساء: 1]}، وفي سورة الحج ذكر لنهاية هذه الحياة وبداية حياة أخرى: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)) [{الحج: 1]}.
شبهة وجوابها:
قد يقول قائل: كيف تطلب المناسبات بين الآيات والسور علماً بأنها نزلت مفرقة كل واحدة منها في زمن يخالف زمن الأخرى، وفي قضية مغايرة لمضمون ما جاورها؟ وقد أجاب عن هذا التساؤل الزركشي فيما نقله عن بعض مشايخه المحققين فقال: "قد وهم من قال: لا يطلب للآية الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة؛ وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلاً وعلى حسب الحكمة ترتيباً؛ فالمصحف كالصحف الكريمة على وفق ما في الكتاب المكنون مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف"(16).
ويزيد هذا الجواب إيضاحاً الشيخ محمد عبد الله دراز فيقول: "إن كانت بعد تنزيلها جمعت عن تفريق فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمع، كمثل بنيان كان قائماً على قواعده فلما أريد نقله بصورته إلى غير مكانه قدرت أبعاده ورقمت لبناته ثم فُرِّق أنقاضاً، فلم تلبث كل لبنة أن عرفت مكانها المرقوم، وإذا البنيان قد عاد مرصوصاً يشد بعضه بعضاً كهيئته أول مرة"(17).
وبعدُ ـ أخي القارئ ـ فهذه كلمات وجيزة أردت بها تعريفك بعلم تفيدك معرفته والاطلاع على حقيقته، واللهَ أسأل أن أكون موفقاً في بلوغ الهدف وتحقيق المقصود.
الهوامش:
(1)الإتقان للسيوطي ،2/139.
(2)انظره في: البرهان، للزركشي، 36، والإتقان 2/138.
(3)البرهان: 35.
(4)البرهان:36، وانظر الإتقان: 2/136.
(5)انظر البرهان: 35.
(6)نظم الدرر: 1/9، والإتقان:2/138.
(7)نظم الدرر: 1/10ـ12.
(8)أنظر: البرهان، للزركشي: 36.
(9)انظر أيضا: البرهان:36.(1/301)
(10)انظر: نظم الدرر: 1/14.
(11)نقله السيوطي في الإتقان 2/141 عن بعض المتأخرين.
(12)نظم الدرر:1/6.
(13)البرهان:40.
(14)انظر: مباحث في التفسيرالموضوعي: 68وما بعدها.
(15)رواه مسلم،ح/809.
(16)البرهان:37.
(17)مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى مسلم، 57.
المصدر Cd مجلة البيان
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2006, 10:18 AM
- نظرية الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم في كتاب الأساس في التفسير (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=924) للدكتور أحمد الشرقاوي .
- موقف الإمام الشوكاني من المناسبات (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=859) للدكتور أحمد الشرقاوي .
---
(1/302)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب(معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة)للشيخ أكرم الفالوجي
---
عرض كتاب(معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة)للشيخ أكرم الفالوجي
---
عبدالرحمن الشهري
12-23-2006, 04:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ سنة مضت (1426هـ) ، صدرت الطبعة الأولى من كتاب :
معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_13900458c5c25bc880.jpg
تأليف الشيخ أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
وقد صدر هذا الكتاب عن الدار الأثرية بالأردن ، ودار ابن عفان بالقاهرة ، وسبقت الإشارة إليه في موضوع سابق في الملتقى(1)
وهذا الكتاب هو القسم الأول(2) من المشروع الذي تصدى له المؤلف وفقه الله ، مما يتعلق بشيوخ الإمام الطبري والرواة الذين روى عنهم في كتبه .
ويقع هذا الكتاب في مجلد واحد ، اشتمل على 828 صفحة من القطع العادي . وقد قدم له عدد من طلبة العلم بمقدمات فيها ثناء وشكر لهذا الجهد العلمي الذي قام به المؤلف وفقه الله .(1/303)
وقد قدم المؤلف بذكر الرموز التي اعتمدها في كتابه للكتب التي يحيل إليها للطبري وغيره ، ثم قدم بمقدمة ذكر فيها الباعث له على هذا العمل ، وهو حث الشيخ مقبل الوادعي وغيره من شيوخ أهل اليمن على العناية بدراسة أسانيد الروايات في كتب أهل العلم المتقدمين ، وتتلمذه على الشيخ مقبل الوادعي ، وما رآه في مقدمة كتاب الشيخ علوي السقاف في كتابه الذي فهرس فيه للرواة الذين ترجم لهم الشيخ أحمد ومحمود ابني محمد شاكر في تحقيقهما لتفسير الإمام الطبري ، حيث قال السقاف :(ومن بركة هذا العمل أنني عندما كنت أقوم بإعداده مررت على كثير من الأسانيد المتكررة في التفسير ، والتي كان يطلق عليها الشيخ محمود شاكر أنها كثيرة الدوران ، لذلك قمت وقتها برصدها ، حتى يتسنى لي كتابتها ثم دراستها دراسة حديثية مع ذكر أقوال أئمة الجرح والتعديل في رجالها ، كما قمت برصد الأسانيد التي حكم عليها الشيخ أحمد شاكر ، ورتبتها ترتيباً أبجدياً حسب شيوخ الطبري ثم هممت أن اضع معجماً لشيوخ الطبري مع ترجمتهم ترجمة وافية ، إلا أنني أعرضت عن هذا الآن ، لأنه لا يحسن الاكتفاء بشيوخ الطبري الذين أخرج لهم في التفسير وإغفال شيوخه في كتابه العظيم (تاريخ الرسل والملوك) وكتابه الآخر ( تهذيب الآثار) الذي طبع منه حتى الآن خمسة أجزاء ، لذلك أعرضت عنه الآن ، لعل الله يقيض له من هو أفضل مني). انتهى كلامه.
والإمام الطبري رحمه الله قد صنف كتاباً سماه (تاريخ الرجال) ترجم فيه لشيوخه الذين لقيهم وأخذ عنهم ، ولكنه لم يوجد حتى الآن ، ولو وجد لأغنى عن غيره ، وقد ذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/273(1/304)
وقد رجع الشيخ أكرم الفالوجي وفقه الله أنه جمع مطبوعات تفسير الطبري كلها ، ورمز لها في عمله برموز ، وخاصة طبعة البابي الحلبي وطبعة شاكر وطبعة التركي وهي أهم طبعات الكتاب ، كما جمع بعض مخطوطاته المهمة . وقد ذكر أنه قيد على كل طبعة من هذه الطبعات ما لقيه فيها من أوهام وأخطاء ، وذكر أنه لو جمعت هذه الأخطاء والاستدراكات والتصحيحات التي جمعها من المطبوعات الست التي قرأها لخرجت طبعةن أقرب ما تكون إلى الكمال .
غير أنني أرى صعوبة إعادة طبع الكتاب لهذا السبب لكبر حجمه ، ولكن ليته يتكرم بجمع هذه التصحيحات والملحوظات في كتاب واحد ، ويفرد ما يخص كل طبعة في قسم ٍ منها ، لينتفع طلاب العلم بهذه التصويبات في طبعاتهم التي معهم ويكون له أجر نشر العلم وبذله وفقه الله ورعاه .
منهجه في معجمه :
أولاً : قسم الكتاب إلى ثلاثة وعشرين باباً ، عشرون باباً منها هي عدد حروف الهجاء التي تبدأ بها أسماء شيوخ الإمام الطبري ، وزاد عليها ثلاثة أبواب : للأبناء ، والأنساب ، والألقاب .
ثانياً : أثبت اسم الباب الأصلي وما يتفرع عنه في رأس كل صفحة ، مثل : باب حرف الألف – إبراهيم .
ثالثاً : رقم كل ترجمة باللون الأسود العريض على يمين اسم صاحب الترجمة ، وقد بلغ عدد التراجم 474 ترجمة .
رابعاً : أثبت أبرز ما عرف به الراوي ، من كنية ، أو نسبة ، أو اسم ، أو لقب على يسار الرقم المشار إليه .
خامساً : أثبت رقم أول أثر أورد الطبري اسم شيخه المترجم له عنده بين هلالين ، وذلك حسب ما أورده الطبري .
سادساً : بين المؤلف من أخرج للراوي من أصحاب الكتب الستة .
سابعاً : بين المؤلف عدد مرويات الطبري عن شيخه صاحب الترجمة جملةً ، وعدد شيوخه الذين روى شيخ الطبري عنهم ، واستعمل في ذلك رموزاً بينها هناك ، وقد فصل هذه المرويات برموزها .
ثامناً : منهجه في التعريف بالراوي .(1/305)
فيه عشرة عناصر : وقد ضبط الكنى والأسماء والأنساب والبلدان والألقاب وفق الكتب التي استخرجها منها ، وقد ابتدأ بالكنية وإن تعددت ، ثم الاسم ، ثم النسبة للقبيلة صليبة أو ولاءً ، ثم اللقب أو الحرفة ، ثم البلد ، ثم تاريخ المولد ، ثم الوفاة ، ثم بيان الطبقة ، ثم مرتبته جرحاً وتعديلاً ، ثم قرابته وصلته بشيوخ الحديث إن وجدت ، فهذه عشرة عناصر للترجمة .
ثم ذكر منهجه في معجم شيوخ الطبري وتلاميذه بعد ذلك ، وطريقته في ذكر التعديل والتجريح والألفاظ التي اعتمدها ، وكيفية العزو للمصادر ، والفهارس التي ذيل بها كتابه لسهولة الانتفاع به ، وهي فهارس في غاية النفاسة والأهمية جزاه الله خيراً .
خلاصة البحث :
1- بلغ عدد شيوخ الطبري الذين روى عنهم في سائر كتبه 474 شيخاً ، عدا المبهمين ، وقد بلغ عدد التراجم سبعمائة وأربع وسبعون ترجمة 774 .
2- أكثر شيوخ الطبري الذين روى عنهم هم من الشيوخ الذين روى عنهم أصحاب الكتب الستة أيضاً ، وعددهم أقل بقليل من نصف مجمل عدد شيوخه ، نحو 225 من 474 .
3- شهرة الكثير من باقي شيوخه الذين ليس لهم رواية في الكتب الستة ، أو بعضها أو ملحقاتها ، وذكرهم أئمة الجرح والتعديل في كتبهم ، وعددهم نحو 120 من 474 .
4- قلة عدد الشيوخ الذين لم نظفر لهم بترجمة بالنسبة لعدد شيوخه حيث لم تتجاوز النسبة 7% ، 70 من 474 .
5- من أكثر شيوخ الطبري شهرة ، وأوثقهم رواية محمد بن إسماعيل البخاري (35645) صاحب الصحيح ، وقد تكون له رواية أيضاً عن مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح ، أو عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، أو ابن ماجه القزويني .
6- قلة الأخبار المرفوعة التي يوردها الطبري في كتبه ، بالنسبة إلى عدد الآثار الموقوفة والمرسلة والمعضلة والمقطوعة والمعلقة مما نتج عنه :(1/306)
- كثرة الأخبار والآثار الضعيفة والموضوعة ، رغم كثرة طرقها وشواهدها ومتابعاتها ، رغم أن للطبري منهجه الخاص به في تصحيح الأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة أيضاً [وقد شرحها الشيخ أكرم زيادة في مقالتين بعنوان (منهج الإمام الطبري في تصنيف كتاب تهذيبب الآثار نشرها في مجلة الأصالة السلفية في العددين 43 ، 44] .
- كثرة الكتب والأجزاء الحديثية ، والنسخ التي يرويها الطبري عن أصحابها ، ويصرح فيها بالتحديث ويكررها في كتبه ، وهي أكثر من ستة وعشرين كتاباً أو جزءاً ، بطرقها الواحدة أو المتعددة ، وقد أفرد لها المؤلف دراسة مفصلة قيمة مهمة .
- كثرة المبهمين (نحو 46 مبهماً) الذين يبهمهم الطبري في مواضع ويصرح بهم في مواضع .
7- كثرة روايته عن كثير من شيوخ بلده الآمليين الطبريين ، وعدم قدرة المؤلف على الوقوف على تراجمهم ، رغم كثرة شيوخ بعضهم ، وسعة روايته ، ولعل السبب في ذلك تقدم رواية الطبري عنهم في صغره قبل الرحلة وهو في الثانية عشرة من عمره .
8- تفرده بمنهج يكاد يكون خاصاً به في حكمه على الروايات التي يرويها مع معرفته الوثيقة الكبيرة بعللها وأحكام العلماء عليها ، ويظهر ذلك جلياً في كتابه تهذيب الآثار أكثر منه في التفسير.
ــــ حاشية ــــــ
(1) انظر : رجال تفسير الطبري هل من دراسة عنهم ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2104)
(2)للمؤلف مشروع علمي قسمه إلى خمسة أقسام :
1- معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في التفسير والتاريخ وتهذيب الآثار وصريح السنة وهو هذا .
2- المعجم الكبير في تراجم رواة الطبري ابن جرير وهو دراسة وترجمة مفصلة لكل رجل أو امرأة على قلتهن ورد اسمه أو اسمها في أسانيد كتب الطبري المطبوعة البالغة أكثر من 45000 أثراً ، من غير تراجم أسماء الصحابة ، وقد نسجه على منوال تحفة الأشراف وتهذيب الكمال للمزي . وقد جاوز عدد تراجمه 7000 ترجمة .(1/307)
3- المعجم الصغير لرواة الطبري ابن جرير ، وهو تراجم مختصرة جداً للرواة الذين وردت أسماؤهم في الكتابين السابقين على منوال الكاشف للذهبي ، والتقريب لابن حجر.
4- الجامع الحثيث في أخبار أهل الحديث في القرنين الثاني والثالث .
5- تَحقيق تفسير الطبري بترقيم مضبوط ، وبضبط للنصِّ وتصحيح الأخطاء ، والتصحيفات ، وتَخريج الأحاديث ، وعزو التراجم إلى الكتب السابقة ، والحكم على الأسانيد ، جملة وتقصيلاً ، وذلك بالتعاون مع الشيخ مشهور آل سلمان .
في الرياض يوم السبت 3/12/1427هـ
---
(1/308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المفسرون لم يدعو حرفاأو شيئا من القرآن الكريم إلا وتناولوه
---
المفسرون لم يدعو حرفاأو شيئا من القرآن الكريم إلا وتناولوه
---
عبد الله عبد الفتاح
11-25-2003, 09:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله حمدا كثيرا كثيرا، وأصلى وأسلم علي رسوله المصطفيوعلى آله وصحبه و من سار على نهجه إلى يوم الدين.
لم يترك الدارسون والعلماء شيئا بالقرآن الكريم إلا وتناولوه بالبحث والتحايل، وهناك موضوعان عرضا لي أثناء قرائتي للقرآن الكريم ، وأود أن أعرضهما في هذا المجال آملا في مساعدة من يعلم أو قرأ شيئا عنهماويحب أن يفيد فيهما .
وسأعرضهما باختصار شديد .
- الموضوع الأول : ما الفارق في المعنى بين : " تجرى تحتها الأنهار " و" تجرى من تحتها الأنهار. . التوبة9" .
- الموضوع الثاني : ما الفرق في المعنى بين : " عرضها السماوات والأرض . . 133آل عمران" و" كعرض السماوات والأرض . . الحديد21" ، ولماذا استخدم حرف الكاف في الأخيرة .
وشكرا
---
الشيخ أبو أحمد
11-27-2003, 03:10 PM
السلام عليكم..
المتدبر في سياق الموضعين يا اخي يجد الجواب...
فسؤالك الاول من سسورة براءة, "تجري تحتها الانهار" بدون "من" وهي قراءة العامة, وهي الوحيدة في كتاب الله, و"تجري تحتها" أعم من" تجري من تحتها", فحرف من ياتي هنا للتخصيص والقرب, ويناسب مجيئ الآية بغير من ما ذكر من تعميم لذكر المؤمنين ,السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان" فالآية جمعت كل المؤمنينن بحق وعمتهم جميعا, من أجل ذلك عمم الله الجزاء والنعيم..... والله اعلم
وسؤالك الثاني كذلك...(1/309)
فآية آل عمران جزاء أعظم من جزاء سورة الحديد, فجزاء آية آل عمران كان للمتقين, وجزاء سورة الحديد كان للذين آمنوا بالله ورسله, والمتقين أعلى درجة من عموم المؤمنين بالله ورسوله....
كذلك فإن آية ال عمران بدات بالامر بالمسارعة وسورة الحديد بدات بالامر بالمسابقة, والمسارعة أفضل من المسابق, بدليل أن الله حين مدح النبيين مدحهم لمسارعتهم في الخيرات (ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات)...
فناسب الجزاء الافضل العمل الافضل, فجزاء آية آل عمران اوسع نعمة من جزاء آية الحديد....
فأن نقول "عرضها السموات والارض" أشمل واوسع من "عرضها كعرض السموات والارض"..
والله أعلم...
وأتمنى على الاخ السائل الاطلاع على هذا الموقع وما فيه من تدبر ونظر في القرآن
www.alassrar.com
---
الشيخ أبو أحمد
11-27-2003, 03:20 PM
كتبت في آية سورة الحديد "السموات" والصحيح "السماء" فاستغفر الله لزلتي..
كما أن السموات أشمل وأعم من السماء.... فناسب هذا ما نقول مرة اخرى..
---
(1/310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم الاستغفار للمشرك الحي
---
حكم الاستغفار للمشرك الحي
---
الأزهري الأصلي
04-09-2007, 12:31 AM
السلام عليكم:
اعلم ان هذا الحكم قد يستغربه البعض منكم ولكن أرجو النظر في الأدلة والحكم بعدها:
أولاً: من القرآن الكريم:
((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم))
هذا دليل في منع الاستغفار للمشرك بعد موته ومحل الشاهد في الآية قوله تعالى: "من بعد ما تبين" فقد صح عن ابن عباس والمسيب وقتادة ومجاهد أن المقصود "بعد ما يموت".
وقال الطبري مرجحاً له: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدوٌّ، يبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدوٌّ، وهو به مشرك، وهو حالُ موته على شركه)).
ويقول ابن كثير: ((كان إبراهيم، عليه السلام، يستغفر لأبيه مدة حياته، فلما مات على الشرك وتبين إبراهيم ذلك، رجع عن الاستغفار له، وتبرأ منه)).
وهذا لا يخالف العقل فلا يتبين أن الإنسان من أصحاب الجحيم إلا بموته على الكفر أو بالنص عليه كأبي لهب مثلاً وما عدا هذا فلا يستطيع أي شخص الحكم على شخص آخر بأنه من أصحاب الجحيم فربما يسلم الكافر قبل موته ويرتد المسلم قبل موته!! اللهم ثبتنا على دينك ولا تفتنا!!
ثانياً: من السنة النبوية:
1- قوله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد بعد كسر رباعيته: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
وهذا الحديث متفق عليه من حديث ابن مسعود على سبيل الحكاية عن نبي من الأنبياء السابقين.
وصح من حديث سهل بن سعد أنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة.
ولا تعارض!!
2- استغفاره لصناديد قريش عند فتح مكة: والحديث نصه كما في الأموال لابن زنجويه برقم 196 والنسائي في الكبرى(6/382) بسند صحيح:(1/311)
عن أبي هريرة: ((.........وهزم الله المشركين ، فدخل الحرم ، وعمد صناديد قريش ، فدخلوا الكعبة ، فغص بهم البيت ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام ، ثم أخذ بجنبتي الباب ، فقال : « يا قريش ، ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « وما تقولون وما تظنون ؟ » قالوا : نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول : أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « أقول كما قال أخي يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) » . قال : فخرجوا فبايعوه على الإسلام ............))
ولفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار -برقم 5044- بسند صحيح أيضاً أنهم بعد قوله لهم هذا: ((قال -أي أبو هريرة- فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام))
ثالثاً: فتوى سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:
1- روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح قال:
حدثنا ابن فضيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال مات رجل نصراني فوكله ابنه إلى أهل دينه فذكر ذلك لابن عباس فقال ما كان عليه لو مشى معه ودفنه واستغفر له ما كان حيا ثم تلا * (وما كان استغفار إبراهيم لابيه) * الآية.
2- وأخرجه أيضاً بسند صحيح فقال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال مات رجل نصراني وله بن مسلم فلم يتبعه فقال بن عباس كان ينبغي له أن يتبعه ويدفنه ويستغفر له في حياته.
3- وأخرجه عبد الرزاق أيضاً في مصنفه بسند صحيح فقال : أخبرنا ابن عيينة عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال : توفى أبو رجل ، وكان يهوديا ، فلم يتبعه ابنه ، فذكر ذلك لابن عباس ، فقال ابن عباس : وما عليه لو غسله ، واتبعه ، واستغفر له ما كان حيا - يقول : دعا له ماكان الاب حيا - قال : ثم قرأ ابن عباس * (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) * يقول : لما مات على كفره .
---
الأزهري الأصلي(1/312)
04-09-2007, 12:33 AM
رابعاً: أقوال العلماء:
1- هذا قول الإمام الطبرى فى تفسيره تعليقاً على بعض آثار ابن عباس السابقة:
((وقد تأول قوم قول الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى}... الآية، أن النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم، لقوله: {من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} وقالوا: ذلك لا يتبينه أحد إلا بأن يموت على كفره، وأما هو حي فلا سبيل إلى علم ذلك، فللمؤمنين أن يستغفروا لهم)).
2- وفي المعتصر من مشكل الآثار للطحاوي:
((ومما يدل على جواز الاستغفار للمشرك مادام حيا قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون))
3- قال الإمام ابن حبان في صحيحه تعليقاً على حديث سهل بن سعد عند قوله -صلى الله عليه وسلم- "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون":
((معنى هذا الدعاء الذي قال يوم أحد لما شج وجهه أي اغفر لهم ذنبهم في شج وجهي، لا أنه أراد الدعاء لهم بالمغفرة مطلقا)).
4- وقال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن:
((المسألة الثالثة : منع الله رسوله والمؤمنين من طلب المغفرة للمشركين ؛ لأنه قد قدر ألا تكون ؛ وأخبر عن ذلك ، وسؤال ما قدر أنه لا يفعله ، وأخبر عنه هنا .
فإن قيل : فقد { قال النبي صلى الله عليه وسلم حين كسروا رباعيته ، وشجوا وجهه : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون } فسأل المغفرة لهم .
قلنا : عنه أربعة أجوبة :
الأول : يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي ، وجاء النهي بعده .
الثاني : أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم ، لا لسؤال إسقاط حقوق الله ، وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر .
الثالث : أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم ؛ لأنهم أحياء ، مرجو إيمانهم ، يمكن تألفهم بالقول الجميل ، وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم .
فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء .(1/313)
الرابع : أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة ، كما قال الله : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون })) .
5- قال الإمام القرطبي في تفسيره (4/586) لقوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) وفي جوابه على تعارض هذا مع دعاء النبي لقومه بالمغفرة في الحديث السابق:
((جواب ثالث : وهو أن الاستغفار للأحياء جائز لأنه مرجو إيمانهم ويمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين . وقد قال كثير من العلماء : لا بأس أن يدعو الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيين . فأما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يدعي له . قال ابن عباس : كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت فأمسكوا عن الاستغفار ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا )).
6- ويقول الإمام الشاطبي في الموافقات:
((وقال في ابن أبي لأستغفرن لك ما لم أنه عنك حتى نزل استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ونزل ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية وإن كان قد نهي عنه فلم ينه عن الاستغفار لمن كان حيا منهم وقال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وعلى الجملة فالدعاء للغير مما علم من دين الأمة ضرورة))
7- ويقول الحافظ ابن حجر في الفتح: ((المراد بالمغفرة في قوله في الحديث الآخر " اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " العفو عما جنوه عليه في نفسه لا محو ذنوبهم كلها لأن ذنب الكفر لا يمحى، أو المراد بقوله " اغفر لهم " اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، أو المعنى اغفر لهم إن أسلموا، والله أعلم)).
8- ويقول الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز:
((وقوله { من بعد ما تبين } يريد من بعد الموت على الكفر فحينئذ تبين أنهم أصحاب الجحيم أي سكانها وعمرتها ، والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه))(1/314)
9- ويقول ابن حيان في البحر المحيط:
((قالوا : والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه ، ومن هذا قول أبي هريرة : رحم الله رجلا استغفر لأبي هريرة ولأمه ، قيل له : ولأبيه؟ قال : لا لأن أبي مات كافرا ، فإن ورد نص من الله على أحد إنه من أهل النار وهو حي كأبي لهب امتنع الاستغفار له ، فتبين كينونة المشرك أنه من أصحاب الجحيم تمويه على الشرك وبنص الله عليه وهي حي ، أنه من أهل النار . ويدخل على جواز الاستغفار للكفار إذا كانوا أحياء ، لأنه يرجى إسلامهم ما " حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن نبي قبله شجه قومه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عنه بأنه قال : «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ")).
10- يقول البيضاوي (ت:685هـ) في تفسيره:
(من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) بأن ماتوا على الكفر وفيه دليل على جواز الاستغفار لأحيائهم فإنه طلب توفيقهم للإيمان وبه دفع النقيض باستغفار إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه الكافر.
11- يقول أبو السعود (ت:951هـ) في إرشاد العقل السليم:
سأستغفر لك ربي أي أستدعيه أن يغفر لك بأن يوفقك للتوبة ويهديك إلى الإيمان كما يلوح به تعليل قوله تعالى واغفر لأبي بقوله تعالى إنه كان من الضالين والاستغفار بهذا المعنى للكافر قبل تبين أنه يموت على الكفر مما لا ريب في جوازه وإنما المحظور استدعاء المغفرة له مع بقائه على الكفر فإنه مما لا مساغ له عقلا ولا نقلا وأما الاستغفار له بعد موته على الكفر فلا تاباه قضية العقل وإنما الذي يمنعه السمع.
12- يقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني:
((والتحقيق في هذه المسألة أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة بمعنى طلب هدايته للايمان مما لا محذور فيه عقلا ونقلا وطلب ذلك للكافر المعلوم أنه قد طبع على قلبه وأخبر الله تعالى أنه لا يؤمن وعلم أن لا تعليق في أمره أصلا مما لا مساغ له عقلا ونقلا )).(1/315)
13- ويقول إسماعيل حقي ( ت:1137هـ) في روح البيان:
{ سأستغفر لك ربى } ....... اى استدعيه ان يغفر لك بان يوفقك والاستغفار بهذا المعنى للكافر قل تبين انه يموت على الكفر مما لا ريب فى جوازه وانما المحظور استدعاؤه له مع بقائه على الكفر فانه مما لا مساغ له عقلا ولا نقلا واما الاستغفار له بعد موته على الكفر فلا يأباه قضية العقل وانما الذى يمنعه السمع.
14- ويقول الشيخ عطية صقر في فتوى له مطولة:
((الاستغفار للأحياء جائز؛ لأن إيمانهم مرجُوٌّ، أما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يُدعَى له. قال ابن عباس: كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت، فأمسَكوا عن الاستغفار ، ولم ينْهُهم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا)).
15- ويقول الشيخ عبد الله الفقيه:
((وأما إذا أراد بقوله ( اللهم اغفر له) إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببها وهو الإسلام فلا حرج في ذلك))انتهى كلامه.
16- يقول الشيخ محمد الحمود النجدي:
((وفي حال الحياة : هل يجوز الاستغفار للمشرك والدعاء له بالرحمة والهداية ؟ الدعاء له بالهداية والرحمة جائز بلا خلاف أعلمه ، إلا الدعاء له بالمغفرة ، ففيه حلاف والذي يظهر أنه جائز ، لأن الآية يدل مفهومها على أنه إذا كان حياً فيجوز للنبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا أن يستغفروا له ، يقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، اللهم اهده ، هذا كله جائز إذا كان حياً ، وأما بعد الوفاة فلا يجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة ، كما سبق))
17- وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
((الاستغفار للكافر :
اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور ، بل بالغ بعضهم فقال : إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله ، لأن فيه تكذيبا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار .(1/316)
- وأما من استغفر للكافر الحي رجاء أن يؤمن فيغفر له ، فقد صرح الحنفية بإجازة ذلك ، وجوز الحنابلة الدعاء بالهداية ، ولا يستبعد ذلك من غيرهم ، كذلك استظهر بعضهم جواز الدعاء لأطفال الكفار بالمغفرة ، لأن هذا من أحكام الآخرة)).
والله تعالى اعلم.
---
الأزهري الأصلي
04-09-2007, 12:35 AM
هل من معترض مناقش نقاشاً علمياً أو مؤيد مستدل بدليل آخر أو قول جديد ؟؟
---
عمر المقبل
04-09-2007, 11:25 AM
بحث جيد ،وجار على طريقة أهل العلم ـ وفقك الله ـ .
لكن أرى أن النقول عن المفسرين المتأخرين طالت ـ مع أن حاصله موجود في كلام المتقدمين ـ فلم تكن هناك حاجة ـ فيما يبدو لي ـ بإفرادها بالذكر ـ كما صنعت ـ وكان يمكن تلخيص عبارة جامعة ، ثم الإحالة إلى هذه المصادر بدلاً من سردها ،وأنت قادر على هذا ـ بإذن الله ـ.
وإن كان في الجعبة شيء أضفته ، فشكر الله لك.
---
الأزهري الأصلي
04-10-2007, 11:46 PM
السلام عليكم:
جزى الله خيراً الدكتور الفاضل/ عمر المقبل ونتابع إنتاجكم وفقكم الله.
اعرف عيب هذا البحث ولأن موضعه كان موضع مناقشة طويلة فقد حاولت فيه استيعاب كل ما قيل في المسألة عند المتقدمين والمتأخرين.
جزاكم الله خيراً وننتظر تعليقات الإخوة الأفاضل
---
الأزهري الأصلي
04-13-2007, 12:29 AM
للرفع.
هل من مزيد؟؟
---
(1/317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من تفاسير الأباضية على النت
---
من تفاسير الأباضية على النت
---
أبو بيان
09-10-2005, 01:32 AM
كتب الأباضية نادرة,
والمطبوع منها نادر,
والاطلاع على المطبوع منها غير يسير,
وتفاسير الأباضية من مجموع ذلك نادرة, فكيف السبيل؟
هذه بعض تفاسير الأباضية على النت:
1- هميان الزاد إلى دار المعاد, لابن أطفيِّش.
2- تيسير التفسير, له أيضاً, وهو مختصر من هميان الزاد.
كلاهما في هذا الموقع:
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
3- جَواهِرُ التفسير أنوار من بيان التنزيل,
لأحمد بن حمد الخليلي, المفتي العام لسلطنة عمان.
(غير مكتمل)
على هذا الرابط:
http://alnadwa.net/alkhalili/altfseer/altafseer.htm
---
طالب المعالي
11-08-2005, 03:34 PM
اخي الكريم
لو بينت لنا هل هؤلاء المؤلفين معاصرين ، وان لم يكن كذلك فلو بينت تواريخ وفياتهم
وفقنا الله واياك لكل خير
---
(1/318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( الطفل) و (الأطفال)
---
( الطفل) و (الأطفال)
---
أبو علي
03-23-2004, 10:08 AM
الطفل مفرد أطفال إلا أننا نجد القرآن جاء بكلمة أطفال وكلمة طفل،
وذكر كلمة ( الطفل) على أنها جمع في قوله تعالى : أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)، لماذا لم تأت كلمة (الأطفال) بدل كلمة (الطفل)؟
تبين لي أن الأطفال بما أنهم غير مكلفين لأنهم لم يبلغوا الحلم فالقلم مرفوع عنهم، سواء كانوا أبناء للمؤمنين أو أبناء للكافرين، فحكمهم كحكم طفل واحد.
أما إذا بلغوا الحلم فإنهم يجري عليهم القلم، فيصبح منهم التقي ومنهم الشقي وبالتالي لم يعودوا كطفل واحد، ولذك يقول تعالى :
وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم...).
كذلك ضيوف إبراهيم عليه السلام ( الملائكة الذين جاؤوه في صورة بشر) لم يعرفهم أنهم رسل ربه، لذلك قال تعالى عنهم ( ضيف مكرمون).
لماذا قال (ضيف) ولم يقل (ضيوف)؟
لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لا يعرفهم وبالتالي فمعاماته لهم معاملة ضيف واحد لا فرق بين هذا وذاك، فلو كانوا كأي ضيوف يعرفهم معرفة شخصية لعامل كل واحد معاملة خاصة تليق بقوة الصلة، ولصح أن يقال (ضيوف) ، لكنه لا يعرفهم فالمعاملة تكون على حد سواء، والصواب أن يقال عنهم (ضيف) بدل (ضيوف).
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2004, 09:48 PM
جزاك الله خيراً. استنباط لطيف ، نسأل الله لنا ولك التوفيق.
---
(1/319)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منظومات للعلامة سليمان بن سحمان
---
منظومات للعلامة سليمان بن سحمان
---
أبو مهند النجدي
09-28-2006, 08:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى من منظومات الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله وتحتوي على :
1ـ منظومة في غربة الإسلام
2ـ منظومة في عدد الطلقات
3ـ منظومة في اختيارات ابن تيميه
4ـ منظومة في الرد على من أنكر مشروعية الهجر
5ـ منظومة في حكم الإقامة بدار الكفر
6ـ نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيميه
مضبوطة ضبطاً كاملاً
والحمد لله رب العالمين
ويليه إن شاء الله المجموعة الثانية
---
ناصر الغامدي
10-20-2006, 03:38 AM
بيض الله وجهك أبا مهند
---
أبو مهند النجدي
10-27-2006, 08:16 PM
وأنت كذلك أخي العزز وهذه هي المجموعة الثانية
---
أبو مهند النجدي
11-18-2006, 12:17 AM
رابط من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2951
---
(1/320)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شكر وتقدير من سعيد بن ناصر الغامدي
---
شكر وتقدير من سعيد بن ناصر الغامدي
---
سعيد الغامدي
04-21-2006, 12:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لكم إخوتي الكرام في هذا الموقع الرائع ، وسدد جهودكم ، ونفع بكم .
وشكرٌ وتقدير للأخ عبد الرحمن الشهري على اهتمامه وجهده .
أيها الأكارم ! المعركة ضد القرآن والسنة قوية ، ولها أدوات نجسة ، فكونوا أنتم الطهر الذي ينطق ، والبياض الذي يعم ، والخير الذي يشمل ، والله مسددكم ، ومعينكم ، وآخذ بأيدكم ، وناصركم ( إنا لننصرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).
---
يسرى خلف
04-21-2006, 12:24 PM
أنا أيضا أضم صوتي إلى صوت الأخ الكريم الدكتور / سعيد الغامدي وأتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخوة الأجلاء القائمين على هذا الموقع ويعلم الله كم نحن سعداء بوجود هذه الكوكبة الرائعة من العلماء والأساتذه وكم نسعد بمشاركتهم في هذا المنتدى الذي نسال الله أن يجعله منارا يُقتدى به
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2006, 02:05 PM
أرحب بأستاذي وشيخي الكريم الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي حفظه الله ورعاه ، وأشكره على دعواته الصادقة ، وتشجيعه المؤثر . ونحن سعداء جداً بمشاركته لإخوانه وطلابه في هذا الملتقى العلمي ، ونسأل الله له التوفيق والسداد. وفي انتظاره فوائده وفرائده .
---
محمدفاضل
04-21-2006, 02:46 PM
لله دركم اسأل الله أن يسددكم ويرفع قدركم وينفع بكم أمة المسلمين
---
أحمد الطعان
04-21-2006, 04:18 PM
أخي الدكتور سعيد بارك الله فيكم وسدد خطاكم دائماً ...
إذا لم أكن مخطئاً فقد استمعت منذ أيام قليلة إلى لقاء ممتع لكم مع قناة المجد حول بعض الأفكار المعاصرة وللأسف فقد فاتني منه الكثير لأنني عثرت عليه بالصدفة ...(1/321)
وكما علمت من أخينا الدكتور عبد الرحمن الشهري فلكم بحث قيم حول الأفكار الحداثية المعاصرة وهو مطبوع وسؤالي هل يوجد موزع للبحث في سوريا ... ؟
أكرمكم الله ووفقكم لما فيه الخير
والسلام عليكم ورحمة الله
---
الكشاف
04-21-2006, 04:33 PM
مرحباً بالأخ الفاضل الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي في ملتقى التفسير . وهذا مكسب للملتقى أرجو أن نرى ثمراته بإذن الله علماً وتوجيهاً وكشفاً لما يحاك ضد كتاب الله وأهل الإسلام من المناوئين على اختلاف ألوانهم وعقائدهم .
الأخ الدكتور الطعان : هذا طرف من جواب سؤالك .
الانحراف العقدي في أدب الحداثةِ وفكرها، دراسة نقدية شرعيةٌ (http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1530)
والكتاب طبع في ثلاثة مجلدات ، ونشرته دار الأندلس الخضراء بجدة ، ولعلك تجد خبر فروعها أو وكلاء التوزيع في سوريا على موقع الدار على الانترنت.
---
أحمد البريدي
04-21-2006, 04:47 PM
مرحباً ألف بالدكتور سعيد , ونحن سعداء جداً بتواجده معنا , ولقد وعدنا الدكتور بمشاركات فعالة في الملتقى , لكن حال دون ذلك حائل , وأتمنى أن العرض زال , ويتحفنا بما أعطاه الله تعالى , وحياك الله بين إخوانك .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-21-2006, 05:46 PM
أرحب بشيخي المفضال الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي ، وأحييه في هذا الملتقى بين إخوانه ومحبيه
ولقد كان الدكتور سعيد - زاده الله من فضله وثبتنا وإياه - أول مشرف على بحث كتبته في مسيرتي العلمية ، وذلك عندما كنت في السنة الثانية في كلية أصول الدين في أبها ، فقد أشرف على بحث لي عن البدعة وأحكامها ، ولم يكن كتابه عن البدعة قد طبع يومئذ .
فمرحبا به هنا ، ولا نستغني عن علمه في هذا المجال ؛ فلعله يتحفنا بما فتح الله به عليه .
---
مساعد الطيار
04-21-2006, 11:23 PM(1/322)
حياك الله يا دكتور سعيد ، وإن انضمام أمثالكم إلى الملتقى لمكسب كبير ، ونسأل الله ان نرى ثمرات مشاركاتكم في هذا الملتقى .
---
أحمد الطعان
04-21-2006, 11:39 PM
أخي الكشاف أشكرك... وجزاك الله خيراً . وللأسف فإن الموقع الذي أحلتني إليه محجوب كما يبدو في سوريا ...
---
نياف
04-22-2006, 01:29 AM
حياك الله يا دكتور سعيد ، وإن انضمام أمثالكم إلى الملتقى لمكسب كبير ، ونسأل الله ان نرى ثمرات مشاركاتكم في هذا الملتقى .
---
د. هشام عزمي
04-27-2006, 03:43 AM
حياك الله يا فضيلة الدكتور سعيد ، ونأمل أن نراك بانتظام على صفحات هذا الملتقى العلمي ، وندعو الله ألا يحرمنا من علمكم وجهودكم .
---
شموخ قلم
05-01-2006, 04:54 AM
دكتور سعيد..بعيداً عن ذات الموضوع..
أين نجد الدكتور سعيد بن ناصر على شبكة الانترنت..؟؟
ولما لا نجد تحاور بينكم وبين الطلاب المهتمين بالأمور المتعلقة بالحداثيين والليبرالين لاسيما مع قلة المراجع المتعلقة بالليبرالية؟؟
وُفقتم..
---
(1/323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هم ( آل إبراهيم عليه السلام ) - سؤال للجميع !!!!؟؟؟
---
من هم ( آل إبراهيم عليه السلام ) - سؤال للجميع !!!!؟؟؟
---
الإسلام ديني
09-19-2006, 12:02 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم ( آل إبراهيم ) عليه السلام !!!؟؟
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54
مع العلم يا إخوان
أن الذي أعرفه
أن كل الأنبياء من نسل آدم و نوح عليهم السلام
و أيضا من إبراهيم عليه السلام جاء نسل آل عمران - الله أعلم
ارجو التوضيح لي بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
---
منصور مهران
09-19-2006, 01:25 PM
للمعنى العام في هذه الآية أكثر من وجه مما تحتمله الدلالة ؛ من ذلك :
أن يكون المراد أن الله اصطفى دين آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على عقائد العالمين التي لم ينزلها الله على عباده ؛ وذلك من باب حذف المضاف وبقاء دلالته في المضاف إليه وهو باب أصيل في علم العربية .
أو أن يكون اصفاء هؤلاء بتطهيرهم من الصفات الذميمة وبتحليتهم بصفات أتم مما حَبَا به سائر الناس ؛ وذلك لتهيئتهم للنبوة .
أو أن يكون المراد اختيار هؤلاء لتحمل النبوة والرسالة أو النبوة وحدها .(1/324)
وعلى أي وجه من هذه الوجوه فإن ورود اسم (نوح) بعد (آدم ) و ( آل عمران ) بعد ( آل إبراهيم ) من باب التخصيص بعد الإجمال ليخص الله أنبياءه ورسله بالاصطفاء دون سائر ذرية آدم ونوح وإبراهيم وعمران وهم ذرية بعضها من بعض ؛ وقد جاء في القرآن الكريم خبر أكثر هؤلاء الأنبياء ، وأخفى الله عنا خبر بعضهم ، كما يؤخذ ذلك من قول الله عز وجل : ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) .
هذا وبالله التوفيق .
---
الإسلام ديني
09-24-2006, 01:20 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا اخي الحبيب على هذا الرد
و لكن يا أخي الحبيب
ما زالت إشكاليتي قائمة
بما أن آدم هو أبو البشر و الأنبياء
فلماذا لم يذكر الله سبحانه وتعالى ( آل آدم )
أو نوح عليه السلام بـ ( آل نوح )
فمن ذريته جاء - إبراهيم و عمران عليهم السلام - اليس كذلك ؟؟؟
يعني
لو كان المعنى لكملة ( آل ) هم الأنبياء و الرسل فقط
لكان من باب أولى
أن يذكر ( آل آدم ) فقط لأن من ذرية آدم عليه السلام كانت الرسل و الأنبياء
و الإشكالية الأخرى و التي تتعلق بـ ( آل إبراهيم )
هي
هل كل ( آل إبراهيم ) قد آتاهم الله سبحانه و تعالى ( الْكِتَابَ - الْحِكْمَةَ - مُّلْكاً عَظِيماً ) !!؟؟
و جزاك الله خيرا مرة أخرى
/////////////////////////////////////////////////
---
الإسلام ديني
10-04-2006, 02:40 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع
/////////////////////////////////////////////////
---
عبدالقادر
10-04-2006, 05:15 PM(1/325)
القول في تأويل قوله : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) }
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: إن الله اجتبى آدمَ ونوحًا واختارهما لدينهما = وآل إبراهيم وآل عمران لدينهم الذي كانوا عليه، لأنهم كانوا أهل الإسلام. فأخبرَ الله عز وجل أنه اختار دين مَنْ ذكرنا على سائر الأديان التي خالفته. (1)
وإنما عنى ب"آل إبراهيم وآل عمران"، [COLالمؤمنين.OR="Red"]المؤمنين.[/C6851 -
حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله:"إن الله اصطفى آدمَ ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين"، قال: هم المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد، يقول الله عز وجل:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) [سورة آل عمران: 68]، وهم المؤمنون.
OLOR]
التفصيل
هاك يا أخي تفصيل الخبر . عليك بقراءة الكلام لاخره حتى يستقيم المعنى لديكقال العلامة الألوسي(1/326)
وبدأ بآدم عليه الصلاة والسلام لأنه أول النوع ، وثنى بنوح عليه الصلاة والسلام لأنه آدم الأصغر والأب الثاني وليس أحد على وجه البسيطة إلا من نسله لقوله سبحانه : { وَجَعَلْنَا ذُرّيَّتَهُ هُمُ الباقين } [ الصافات : 77 ] وذكر آل إبراهيم لترغيب المعترفين باصطفائهم في الإيمان بنبوة واسطة قلادتهم واستمالتهم نحو الاعتراف باصطفائه بواسطة كونه من زمرتهم وذكر آل عمران مع اندراجهم في الآل الأول لإظهار مزيد الاعتناء بأمر عيسى عليه الصلاة والسلام لكمال رسوخ الاختلاف في شأنه وهذا هو الداعي إلى إضافة الآل في الأخيرين دون الأولين . وقيل : المراد بالآل في الموضعين بمعنى النفس أي اصطفى آدم ونوحاً وإبراهيم وعمران ، وذكر الآل فيهما اعتناءاً بشأنهما وليس بشيء ، والمراد بآل إبراهيم كما قال مقاتل : إسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وروي عن ابن عباس والحسن رضي الله تعالى عنهم أنهم من كان على دينه كآل محمد صلى الله عليه وسلم في أحد الإطلاقات ، والمراد بآل عمران عيسى عليه الصلاة والسلام وأمه مريم بنت عمران بن ماثان من ولد سليمان بن داود عليهما السلام قاله الحسن ووهب ، وقيل : المراد بهم موسى وهارون عليهما السلام ، فعمران حينئذ هو عمران بن يصهر أبو موسى قاله مقاتل وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة والظاهر هو القول الأول لأن السورة تسمى آل عمران ولم تشرح قصة عيسى ومريم في سورة أبسط من شرحها في هذه السورة ، وأما موسى وهارون فلم يذكر من قصتهما فيها طرف فدل ذلك على أن عمران المذكور هو أبو مريم ، وأيضاً يرجح كون المراد به أبا مريم أن الله تعالى ذكر اصطفاءها بعد ونص عليه وأنه قال سبحانه :(1/327)
{ إِذْ قَالَتِ امرأت عمران } [ آل عمران : 35 ] الخ ، والظاهر أنه شرح لكيفية الاصطفاء المشار إليه بقوله تعالى : { إِنَّ الله } فيكون من قبيل تكرار الاسم في جملتين فيسبق الذهن إلى أن الثاني هو الأول نحو أكرم زيداً إن زيداً رجل فاضل ، وإذا كان المراد بالثاني غير الأول كان في ذلك إلباس على السامع ، وترجيح القول الأخير بأن موسى يقرن بإبراهيم في الذكر ليس في القوة كمرجح الأول كما لا يخفى ، والاصطفاء الاختيار ، وأصله أخذ صفوة الشيء كالاستصفاء ، ولتضمينه معنى التفضيل عدي بعلى ، والمراد بالعالمين أهل زمان كل واحد منهم أي اصطفى كل واحد منهم على عالمي زمامه ، ويدخل الملك في ذلك ، والتأويل خلاف الأصل .
ومن هنا استدل بعضهم بالآية على أفضلية الأنبياء على الملائكة ، ووجه الاصطفاء في جميع الرسل أنه سبحانه خصهم بالنفوس القدسية وما يليق بها من الملكات الروحانية والكمالات الجسمانية حتى إنهم امتازوا كما قيل على سائر الخلق خلقاً وخلقاً وجعلوا خائن أسرار الله تعالى ومظهر أسمائه وصفاته ومحل تجليه الخاص/ من عباده ومهبط وحيه ومبلغ أمره ونهيه ، وهذا ظاهر في المصطفين المذكورين في الآية من الرسل ، وأما مريم فلها الحظ الأوفر من بعض ذلك ، وقيل : اصطفى آدم بأن خلقه بيديه وعلمه الأسماء وأسجد له الملائكة وأسكنه جواره ، واصطفى نوحاً بأنه أول رسول بعث بتحريم البنات والأخوات والعمات والخالات وسائر ذوي المحارم وأنه أب الناس بعد آدم وباستجابة دعوته في حق الكفرة والمؤمنين ، واصطفى آل إبراهيم بأن جعل فيهم النبوة والكتاب ، ويكفيهم فخراً أن سيد الأصفياء منهم ، واصطفى عيسى وأمه بأن جعلهما آية للعالمين .(1/328)
وإن أريد بآل عمران موسى وهارون فوجه اصطفاء موسى عليه الصلاة والسلام تكليم الله تعالى إياه وكتابة التوراة له بيده ، ووجه اصطفاء هارون جعله وزيراً لأخيه ، وأما اصطفاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام فمفهوم بطريق الأولى وعدم التصريح به للإيذان بالغنى عنه لكمال شهرة أمره بالخلة وكونه شيخ الأنبياء وقدوة المرسلين ، وأما اصطفاء نبينا صلى الله عليه وسلم فيفهم من دخوله في آل إبراهيم كما أشرنا إليه وينضم إليه أن سياق هذا المبحث لأجله كما يدل عليه بيان وجه المناسبة في كلام شيخ الإسلام ، وروي عن أئمة أهل البيت أنهم يقرءون وآل محمد على العالمين وعلى ذلك لا سؤال ، ومن الناس من قال : المراد بآل إبراهيم محمد صلى الله عليه وسلم جعل كأنه كل الآل مبالغة في مدحه ، وفيه أن نبينا وإن كان في نفس الأمر بمنزلة الأنبياء كلهم فضلاً عن آل إبراهيم فقط إلا أن هذه الإرادة هنا بعيدة ، ويشبه ذلك في البعد بل يزيد عليه ما ذكره بعضهم في الآية أنه لما أمرهم بمتابعته صلى الله عليه وسلم وإطاعته ، وجعل إطاعته ومتابعته سبباً لمحبة الله تعالى إياهم وعدم إطاعته سبباً لسخط الله تعالى عليهم وسلب محبته عنهم أكد ذلك بتعقيبه بما هو عادة الله تعالى من اصطفاء أنبيائه على مخالفيهم وقمعهم وتذليلهم وإعدامهم لهم تخويفاً لهؤلاء المتمردين عن متابعته صلى الله عليه وسلم فذكر اصطفاء آدم على العالم الأعلى فإنه رجحه على سائر الملائكة وجعلهم ساجدين له وجعل الشيطان في لعنة لتمرده ، واصطفاء نوح على العالم مع نهاية كثرتهم فأهلكهم بالطوفان وحفظ نوحاً وأتباعه ، واصطفاء آل إبراهيم على العالم مع أن العالم كانوا كافرين فجعل دينهم شائعاً وذلل مخالفيهم ، واصطفاء موسى وهارون على العلم فجعل السحرة مع كثرتهم مغلوبين لهما وفرعون مع عظمته وغلبة جنوده مغلوباً وأهلكهم ، ولذا خص آدم بالذكر ونوحاً والآلين ، ولم يذكر إبراهيم ونبينا صلى الله تعالى عليهما(1/329)
وسلم إذ إبراهيم لم يغلب ، وهذا الكلام لبيان أن نبينا صلى الله عليه وسلم سيغلب وليس المراد الاصطفاء بالنبوة حتى يخفى وجه التخصيص وبهذا ظهر ضعف الاستدلال به على فضلهم على الملائكة انتهى .
وفيه أن المتبادر من الاصطفاء الاجتباء والاختيار لا النصر على الأعداء على أن المقام بمراحل عن هذا الحمل ، وقد أخرج ابن عساكر وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه فسر الاصطفاء هنا بالاختيار للرسالة ومثله فيما أخرجه ابن جرير عن الحسن وأيضاً حمل آل عمران على موسى وهارون مما لا ينساق إليه الذهن كما علمت ، وكأن القائل لما لم يتيسر له إجراء الاصطفاء بالمعنى الذي أراده في عيسى عليه الصلاة والسلام وأمه اضطر إلى الحمل على خلاف الظاهر ، وأنت تعلم أن الآية غنية عن الولوج في مثل هذه المضايق .
---
الحضار
10-05-2006, 04:28 AM
سؤال من هو عمران الذكور في القرآن الكريم
---
أبو علي
10-05-2006, 06:53 AM
السلام عليكم
الاصطفاء في الآية متعدد،أي أن :
اصطفاء آدم : اصطفاء جنس ، اصطفاء الجنس البشري (المتمثل في آدم) لخلافة الأرض.
اصطفاء نوح : اصطفاء بقاء النوع ، نوح هو الأب الثاني للبشرية حيث جعل الله ذرية نوح هم الباقين.
اصطفاء آل إبراهيم : اصطفاهم الله بجعل النبوة والكتاب في آل إبراهيم.
اصطفاء آل عمران : اصطفاء إبراز قدرة الله في مريم وابنها عيسى عليهما السلام.
---
الإسلام ديني
10-05-2006, 12:50 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على إثراء هذا الموضوع بهذه الردود القيمة
فلا شك عندي أن كلمة ( آل ) لها معاني مختلفة
و معرفة المعنى المراد منه يكون بدراسة السياق جيدا
أخي الحبيب " عبدالقادر " كلام جميل جدا يحتاج إلي قراءة متأنية مرات و مرات عديدة
أخي الحبيب " أبو علي "(1/330)
كلامك جميل و لكن ......
هل تعلم بأن كلمة ( الآل ) جاءت بحق كل من
(آل لوط - آل يعقوب - آل عمران - آل إبراهيم - آل موسى - آل هارون - آل داوود ) و ( آل فرعون )
الشاهد - سأضع كل الآيات التي جاءت بذكر كلمة ( الآل ) :
المعنى القرآني - الذي أميل إليه إلي الآن هو :
1- الرجل ذاته
2- أتباع الرجل وأشياعه
آيات أعتقد بأنها جاءت بمعنى أتباع الرجل وأشياعه :
{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } البقرة49
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } البقرة50
{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } آل عمران11
{ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } الأعراف130
{ وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } الأعراف141
{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الأنفال52
{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ } الأنفال54(1/331)
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } إبراهيم6
{ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } غافر28
{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } غافر45
{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } غافر46
{ وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ } القمر41
{ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ } القصص8
آيات أخرى أعتقد بأنها جاءت بمعنى الرجل ذاته :
{ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } مريم6
{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ13
{ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَ آلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } البقرة248
آيات أخرى للتدبر بخصوص آل لوط عليه السلام(1/332)
فيها ما يدل على أن الآل و الأهل قد تأتي بمعنى واحد
ولكن
كما قلت - بأنني لا أعتقد بهذا
إذ أنه يجب أن يكون هناك فرق لغوي و بلاغي في إستخدام اللآل تارة و الأهل تارة أخرى
و الله أعلم
سأضع الآيات
{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } القمر34
{ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر59
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } النمل56
هذه آيات تتكلم عن آل لوط عليه السلام
و الذي أعتقده - و الله أعلم
بأن الآل هنا تعني الأتباع
فالله سبحانه و تعالى لم يخبرنا بأن لوط عليه السلام لم يكن لديه أتباع - أليس كذلك ؟؟
على العموم أنتظر إثراءاتكم بخصوص هذه النقطة
و هذه الآية تدل على الشخص نفسه ( لوط عليه السلام ):
{ فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ{61} قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ{62} قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ{63} وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
} الحجر61
و أخيرا
الآيتين الرئيسيتين في موضوعي :
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ } آل عمران33
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } النساء54
و أضيف هذه الآية الجديدة
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } يوسف6
والتي نرى فيها ذكر آل يعقوب من دون ذكر إسم آل إبراهيم عليهما السلام(1/333)
جزى الله خيرا كل من وضع لنا معلومات قيمة لإثراء هذا الموضوع المهم
فأقول بأن بلاغة القرآن الكريم معجزة من المعجزات الخالدة العظيمة
و لا يعني بأنني أو أننا نستطيع أن نجد أسرار هذه البلاغة في وقتنا هذا
و لكن قد يكون في وقت آخر على يد عالم آخر
فلا شك عندي أن الله سبحانه و تعالى
يستخدم الكلمة المناسبة في المكان المناسب
فيجب علينا تدبر القرآن بالبحث عن الحكمة و نتسائل
لماذا جاء الله سبحانه و تعالى في قرآنه الكريم و إستخدم
تارة الآل بعد ذكر أسماء بعض الأنبياء في آية ما
و حذفها مع نفس الإسم في آية أخرى
و لماذا خص كلمة الآل لبعض الأنبياء دون غيرهم
على سبيل المثال ( آل محمد أو آل عيسى ) و ......الخ
/////////////////////////////////////////////////
---
عبدالقادر
10-05-2006, 02:58 PM
سلام عليكم
{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } القمر34
قال الألوسى العلامة
{ إِلا ءالَ لُوطٍ } خاصته المؤمنين به ، وقيل : إنه ابنتاه
قال ابن الجوزي
{ إلاّ آلَ لوطٍ } يعني لوط وابنتيه
قال الطبري
قوله( إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ) يقول: غير آل لوط الذين صدّقوه واتبعوه على دينه فإنا نجيناهم من العذاب الذي عذّبنا به قومه الذين كذبوه،
{ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر59
قال ابن الجوزي
إِلا آل لوط } استثناء ليس من الأول . فأما آل لوط ، فهم أتباعه المؤمنون .
قال العلامة الرازي
أما قوله تعالى : { إِلا ءالَ لُوطٍ } فالمراد من آل لوط أتباعه الذين كانوا على دينه .
فإن قيل : قوله : { إِلا ءالَ لُوطٍ } هل هو استثناء منقطع أو متصل؟(1/334)
قلنا : قال صاحب «الكشاف» : إن كان هذا الاستثناء استثناء من ( قوم ) كان منقطعاً ، لأن القوم موصوفون بكونهم مجرمين وآل لوط ما كانوا مجرمين ، فاختلف الجنسان ، فوجب أن يكون الاستثناء منقطعاً . وإن كان استثناء من الضمير في ( مجرمين ) كان متصلاً كأنه قيل : إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط وحدهم كما قال : { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مّنَ المسلمين } [ الذاريات : 36 ] ثم قال صاحب «الكشاف» : ويختلف المعنى بحسب اختلاف هذين الوجهين ، وذلك لأن آل لوط يخرجون في المنقطع من حكم الإرسال ، لأن على هذا التقدير الملائكة أرسلوا إلى القوم المجرمين خاصة وما أرسلوا إلى آل لوط أصلاً ، وأما في المتصل فالملائكة أرسلوا إليهم جميعاً ليهلكوا هؤلاء وينجوا هؤلاء
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } النمل56
قال الألوسى العلامة
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُواْ ءالَ لُوطٍ } أي من اتبع دينه وإخراجه عليه السلام يعلم من باب أولى . وقال بعض المحققين : المراد بآل لوط هو عليه السلام ومن تبع دينه كما يراد من بني آدم آدم وبنوه ، وأياً ما كان فلا تدخل امرأته عليه السلام فيهم
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)
واضح من سياق الآية أن المقصود هنا بآل لوط الثانية هم نفسهم آل لوط المذكورين في الأولى
وعلى هذا يكون المعنى كما قال الطبري رحمه الله(1/335)
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للملائكة: فما شأنكم: ما أمرُكم أيُّها المرسلون؟ قالت الملائكة له: إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين: يقول: إلى قوم قد اكتسبوا الكفر بالله ، إلا آل لوط: يقول: إلا اتباع لوط على ما هو عليه من الدِّين، فإنا لن نهلكهم بل ننجيهم من العذاب الذي أمرنا أن نعذّب به قوم لوط ، سوى امرأة لوط قدّرنا إنها من الغابرين: يقول : قضى الله فيها إنها لمن الباقين ، ثم هي مهلكة بعد. وقد بيَّنا الغابر فِيما مضى بشواهده.
القول في تأويل قوله تعالى : { فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) }
يقول تعالى ذكره: فلما أتى رسلُ الله آل لوط ، أنكرهم لوط فلم يعرفهم ، وقال لهم:( إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) : أي نُنْكركم لا نعرفكم ، فقالت له
رسل: بل نحن رسل الله جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنه نازل بهم من عذاب الله على كفرهم به.
فلكلمة الآل معان عديدة منها مايكون للأهل ومنها للشخص كما دل عليه كلام الألوسي أعلاه في التعليق الأول وهذا إنما يدل عليه السياق وفيمن نزلت الآية أي أن المعنى يضبط في مواضعه فلكل آية سياق وقصة أوحكم أوموعظة .......
---
الإسلام ديني
10-11-2006, 01:18 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذا النقل الطيب
و أنا أتفق مع كلام العلماء بأن الآل لها معاني مختلفة
أو كما تفضلت به :
فلكلمة الآل معان عديدة منها مايكون للأهل ومنها للشخص كما دل عليه كلام الألوسي أعلاه في التعليق الأول وهذا إنما يدل عليه السياق وفيمن نزلت الآية أي أن المعنى يضبط في مواضعه فلكل آية سياق وقصة أوحكم أوموعظة .......(1/336)
فلا شك أن كلامك الذي بالأعلى لا خلاف عليه
فالآن
بعد قراءة هذه الآيات الكريمة
{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي
إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ
إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ{4}
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{5}
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
و
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء5
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } يوسف6
هل تجد أن المعنى لـ ( آل ) إبراهيم عليه السلام حسب السياق و اضحا !!!؟؟
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضع هنا قواعد القراء فى القراءة باختصار
---
ضع هنا قواعد القراء فى القراءة باختصار
---
أمين الشنقيطي
01-23-2004, 11:45 PM
ضع هنا قواعد القراء فى القراءة باختصار
السلام عليكم جميعا أحبائي مرتادي ملتقي أهل التفسير:
تشكل القراءات وقراءها أصلا أصيلا فى علوم التفسير كما هو مقرر عند كبار المفسرين كالطبري وأبي حيان وغيرهما،
لذا صار من صميم علوم التفسير اليوم قراءات القراء ،
ومن أجل هذا رأيت أن نبدأ جميعا فى طرح ولو قاعدة معروفة عند القراء باختصار شديد ليتم التعليق عليها وهكذا حتى نصل إلى كم يجمع بعد هذا ويناقش فى بحث متخصص.
مثلا قاعدة (( لاتخلوا القراءات العشر من شواذ)).
قاعدة (( لاقيمة سندية لأي قراءة لم تحظ بالتواتر)).
أرجوا أن يتضح هذا المطلب ومقاصده الشريفة، وأن يستدل الجميع بأدلة واضحة معروفة من غير إخلال بالمنهج.
وفق الله الجميع.
---
أمين الشنقيطي
01-24-2004, 12:26 AM
ليس هذا العنوان جديدا لأنى قد كنت طرحته من قبل كفهرس لمسائل القراءات فى الملتقى المفتوح ،وفى هذا الملتقى العلمي كفهرس خاص للأعلام
والمنهج يبدأ
بالسهل القريب أولا بالقواعد المأثورة فى مراجع القراءات ،وهى كثيرة،
ولذا أطلب المساعدة لمن وجد قاعدة ظهرت له أن يطرحها علينا وتناقشها فى وسط إخواننا القراء ثم تدعم بأدلة وهكذا.
وفى الحقيقة هذا موضوع جديد والله المستعان وللمفسرين السبق وهم حائزون للتفضيل،فأرجوا المعونة ولامانع من الرجواع لقواعد التفسير للشيخ خالد السبت للمقابلة. والله ولي التوفيق.
---
أمين الشنقيطي
01-30-2004, 10:27 PM
القاعدة الثالثة من قواعد القراء( معرفة علوم القراءة دراية ورواية وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ وماتحل القراءة به ومالاتحل).(1/338)
التوضيح : يقول الصفا قسي صاحب غيث النفع رحمه الله: وقد ابتلي كثير من الناس للتصدر للإقراء قبل إتقان العلوم المحتاج إليها فيه دراية ورواية وتمييز الصحيح من السقيم والمتواتر من الشاذ ومالاتحل القراءة به بل وماتحل . صفحة/4
قلت : ومن هذا المنطلق يجب أن يتحرى طلبة القراءات،فى الروايات المنتشرة، ماعدا المتواترة وإعطائها نصيبها من البحث ،بعد عرضها على ما تضمنته الكتب المعروفة كالنشرلابن الجزري،والتيسير للداني وغيرهما.
وفى ضوء ذلك : يرى العلماء الاشتغال بحفظ القراءة أولا والقراءات العشر ثانيا،ثم الانتقال إلى مابعدها،
ونموذجه طريقة ابن الجزري فى كتبه فهى تأخذ فى تحرير الطرق ،وعدم القراءة بما شذ وبمالايوجد كما يفعله كثير من المتساهلين القارئين بما يقتضيه الضرب الحسابي. المصدر السابق.
التعليق: هذه قاعدة عظيمة ، وتؤدي بالباحثين من القراء إلى النظر وعدم الاستعجال فى الحكم على المسئلة إلا بعد التحرى عنها فى مصادرها، اسأل الله أن يهدينا لما يحبه ويرضاه.
---
أمين الشنقيطي
02-12-2004, 07:48 AM
القاعدة الرابعة:
(( لايلزم من غلط الراوي ضعف المروي نفسه))
توضيح ذلك قال ابن الجزري عند إيراده لقراءة قنبل فى كلمة (مردفين) فى سورة الأنفال آية/9،
قال: (( إن ذكرت أي رواية الفتح مع غلطه فيها أىقنبل؛ فإن قراءة الفتح تبقى صحيحة ويذكر قنيل على سبيل البيان)) النشر 2/402.
وقال (( إذا ظن الراوي غلط المروي عنه لايلزمه رواية ذلك عنه إلا على سبيل البيان سواء كان المروي صحيحا أم ضعيفا،إذ لايلزم من غلط المروي ضعف المروي فى نفسه فإن قراءة مردفين بفتح الدال صحيحة مقطوع بها وقرأ بها ابن مجاهد على قنبل مع نصه أنه غلط فى ذلك ولاشك أن الصواب مع ابن مجاهد فى ذلك )) .المصدر السابق.(1/339)
التعليق هنا : إن من قواعد القراءت المختلفة إيراد القراءات صحيحة كانت أو غيرصحيحة على سبيل البيان ولاسيما إذا كان مع هذه الرواية مايشير إلى تغليطها أو تضعيفها،
وانظر لقول الشاطبي رحمه الله،فى الشاطبية فى هذا الموضع قال وعن قنبل يروى وليس معولا،
ولذا فالمطلوب من الناظر فى الغلط ونحوه أن يعرف تلك القراءات أو المرويات وبحث القراء فيها،ومايرد فى مصنفاتهم منها بل ويحتاج لمعرفة حكمها بعد البحث والدراسة،
ومما ينبغى التنبه له أيضا أن الغلط إذا كان فى السند أوالمتن فحكم هذه الرواية أنها ساقطة وتروى على سبيل البيان .
وأما إذا كانت الغلط من جهة السند أو فى جهة منه فهو غلط من تلك الجهة لاغيرها إن وردت بإسناد آخر،
مثاله قراءة مردفين لغير قنبل فهى بالفتح لنافع وهى متواترة ،وإنما جاء الغلط فى رواية الفتح عن قنبل عن ابن كثير.
ولعل هنا فائدة: وهى أن من مناهج القراء عدة أمور:
المحافظة على وحدة الرواية فى القراءة، وذلك بإيراد كل ماوصل إليهم على سبيل البيان.
وكذلك إيراد ماوصل من أجل اقرار المهمة التاريخية للمرويات الكثيرة،
والفائدة الأخرى وهى اعتبار من كان من هذا الباب أى غلطا على سبيل الشواهد والمتابعات. وفق الله الجميع.
---
أمين الشنقيطي
03-22-2004, 09:51 PM
القاعدة الخامسة من قواعد القراءة :
( معرفة القراء) وأحوالهم وتراجمهم،وبشكل خاص أسانيدهم.
يقول :ابن الجزري رحمه الله: ولابد للمقرئ من أنسة بحال الرجال والأسانيد مؤتلفها ومختلفها وجرحها وتعديلها ومتقنها ومعضلها..
ثم قال :وهذا من أهم مايحتاج إليه وقد وقع لكثير من المتقدمين فى أسانيد كتبهم أوهام كثيرة،وغلطات عديدة من إسقاط رجال وتسمية آخرين بغير أسمائهم وتصحيف ذلك . منجد المقرئين/57.(1/340)
لذا فإن من يطالع كتب القراءات المختلفة يلاحظ كثرة الأسانيد والمرويات،والأعلام والمصادر، وغالبها مبعثر فيها ،ولذا لم يكن علماء القراءات القدماء ينأون عن هذه التراجم، أو جرحهم وتعديلهم
وإن نظرة فاحصة لكتاب معرفة القراء الكبار للذهبي،وغاية النهاية لابن الجزري ،وجامع البيان للداني وغيرهم رحمهم الله لكفيلة ببيان أهمية ما بحثوه ودونوا فيه.
ولمزيد البيان أقول : يكاد المشتغلون بهذا العلم الجليل يتناسون مسالة تراجم القراء، وتأليف المصنفات فى معرفتهم،الهم إلا القليل النادر،
وليت طلبة القراءات يشتغلون بترجمة علم من هؤلاء الأعلام واستيفاء ذلك بدار منهجية علمية والخروج بنتائج وحقائق لاتجاهات القراء الكبار فى مروياتهم ،وتحديد أسباب اختياراتهم وانفرادهم، أو إكثارهم من المرويات ،
وإرجاع هذه المسألة إلى علم الجرح والتعديل المعروف عند المحدثين رحمهم الله.
---
أمين الشنقيطي
03-28-2004, 10:33 PM
فى هذه القاعدة : نتناول جزئية عظيمة ،تعد قاعدة وركيزة لطلب القراءات .
إن من أهم مايستأنس به طالب العلم عموما،والقراءات خاصة التماس فوائد العلوم،
وذلك من واقع الحاجة أولا، أو لطلب الزيادة فى الاطلاع.
وما علم القراءات إلا ضمن دائرة العلوم النافعة أولا،إلا أنه يزكو ويشتهر على بقية العلوم بتعلقه الواضح والشديد بكتاب الله عزوجل،
إذ لايعقل شرعا ولايتأتى لأحد أن يقرأ كتاب الله عزوجل إلا بعد أن يعرف رواية محددة بأصولها وفرشها، ليقوم بما أمره ربه قال تعالى (فاقرأوا ماتيسر منه ..) الآية.
وبين يدي عدد من الدرر والفوائد تعطي مزيدا من التعريف بفوائد علم القراءات وارتباطه بالعلوم الأخرى.
وهى خلاصة أحد البحوث العلمية الرصينة فى هذا المجال :
يقول المؤلف: (القراءات تظهر الواقع اللغوي الذي كان سائدا عند العرب قبل الإسلام..)(1/341)
ويقول: ( منهج علم القراءات يختلف عن كل طرق النقلية التى نقلت بها المصادر الأخرى كالنثر والشعر لاعتماده على ضبط الرواية واتقانها ..)
ويقول: ( كانت القراءات على اختلافها أساسا لقيام المعجم العربي ،وكتب اللغات والنوادر والغريب والشوارد والشواذ وغيرها من كتب اللغة التى يظهر فيها أثر القراءات ..
ويقول أخيرا : (ولم يقتصر الأمر فقط عليها فقط بل ضمنت كثيرا من ذلك كتب التفسير .وإلى أن يقول :
فغدت كتبهم منارا للهدى وكعبة يحج إليها طلاب العلم من كل فج ومكان...) الخ . مقتطفات من تحقيق كتاب الشوارد فى اللغة .
قلت وغير هذا من الفوائد الشيئ الكثير المبثوث فى المصنفات . وفق الله الجميع
---
أمين الشنقيطي
04-06-2004, 09:38 PM
القاعدة رقم (7): معرفة فضائل القراءات.
حري بنا أن نعرف هذه القاعدة من بين الفضائل الكثيرة للقرآن وعلومه،
لقد ألف القدماء فى فضائل القرآن وضمنوا كتبهم فضائل القراءات،لعل من أبرزها حديث هشام بن حكيم فى الصحيحين ،و حديث (نزل القرآن على سبعة أحرف ) وقد رواه واحد وعشرون من الصحابة ونص صاحب الإتقان على تواتره.
لقد ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام فى كتابه فضائل القران شيئا من فضائل القراءات ضمن معالم القرآن فى كتابه،
وهي تبرز الأهمية الكبرى لهذا العلم وفضيلته من بين علوم القرآن،
وعليه فمرجعية القراءات واضحة المعالم،ومن ثم حجيتها الثابتة.
أخيرا فهذه قاعدة جليلة ومن كانت عنده شبهة فليرجع إلى مصنفات علوم القرآن ،والقراءات ليجد الإجابة الوافية عنها.
تنبيه :هذا الطرح العلمي أثبته على سبيل القواعد اجتهادا على غرار ماأثبته كثير من المصنفين،
فى الأصول ،والمحدّثين واللغة أنظر معجم أصول الفقه، والمصباح المنير وغيرهما .والله الموفق.
---
د. أنمار
04-06-2004, 10:58 PM
وتحت هذا العنوان يدخل:(1/342)
أنه يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، ومن يعرف قراءات أكثر يكون أقرأ من صاحبه، وهو الذي ينبغي أن يُقدَم للإمامة.
وأن القراءة الثانية الصحيحة الثابتة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الآية الثانية نص على ذلك جمهرة من العلماء فقهاءً وقراءً
لذا طمعا في المثوبة عند الله، فإن منزلة صاحب القراءات أعلى من صاحبه، فحين يقال اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا.
فمن يرتل بكل تلك القراءات سيستمر في الرقي، حتى يفرغ من قراءاته كلها.
لأن منزلته عند آخر آية يقرؤها. كما في نفس الحديث.
ولم أر من نص على ذلك.
---
أمين الشنقيطي
04-08-2004, 11:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
وبعد فتحية صادقة للدكتور أنمار لمشاركته عبر هذه الفقرة من قواعد القراءة.
وقد كنت أود أن أتكلم على قاعدة هامة ،ستكون تالية إن شاء الله نبهني عليها أخي الكريم ،
وهي تتعلق بأسرار تعلم القراءات وتعليمها،
ذلك الأجر العظيم،وتلك الطريقة التي تتلقى بها القراءات ،أي التلقى من أفواه المشائخ رحمهم الله،
ومن ثم تعليم من كانت قراءته من رواية مخالفة لحفص،أو من الطلبة الراغبين فى حفظ وإبقاء سلسلة أسانيد القراء مستمرة إلى يوم الدين إن شاء الله، أو من طلبة العلم الراغبين فى التزود من معين الهداية القرآنية لغة وتفسيرا وغيره مما تزخر به مادة القراءات.
لاأريد أن أطيل وأقول جزاك الله خيرا ولايستغني ملتقانا عن مشاركتكم وطرحكم الطيب .
والسلام عليكم ورحمة الله.
---
أمين الشنقيطي
05-02-2004, 09:45 PM
القاعدة : القواعد أصول العلم التى ترجع مسائله إليه. القواعد الفقهية لابن سعدي رحمه الله /12
ومراده أن تجمع مسائل متفرقة بكلام جامع ترقى بالطالب فى العلم.
وعليه فإذا اجتمعت شروط نظم القاعدة : بمعرفة أصول العلم وقواعده التى ترجع مسائله إليها.
كان ذلك من أقوى الأسباب لتسهيل العلم وفهمه وحفظه.
بالإضافة إلى أنها تجمع المسائل الشوارد.(1/343)
والمتتبع لعلم القراءات خاصة يجده فى حاجة ماسة لهذا النوع من القواعد ،مع ملاحظة الفرق بين قواعد علم القراءات ،وقواعد القراءات الأدائية الكلية المعروفة.
إن توثيق القواعد مطلب هام للمتخصصين فى هذا العلم، والقراء كما هو معلوم معصومون فى حفظ القرآن وتبليغه وهذا دليل على أن العصمة فى الحفظ والبلاغ ثابتة لكل طائفة بحسب ماحملته من الشرع الحنيف. من كتاب العلاقة بين العلماء والناس.للشنقيطي /28.
ولذا فلعل من المناسب على القراء استجلاب دراسات لها،تنسبك فيها القواعد وهو ما سأتناوله إن شاء الله فى مقالنا، (قاعدتنا)القادمة إن شاء الله.والله الموفق
---
(1/344)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > أرجو ممن عنده القرص المرن الذي أصدره مركز الملك فيصل بخصوص الرسائل العلمية مساعدتي
---
أرجو ممن عنده القرص المرن الذي أصدره مركز الملك فيصل بخصوص الرسائل العلمية مساعدتي
---
أبو صفوت
04-01-2006, 11:54 AM
أصدر مركز الملك فيصل قرصا عليه البيانات التفصيلية لكثير من الرسائل العلمية
فمن يساعدني في الوصول إلى البيانات التفصيلية لهذه الرسالة
اختلاف المفسرين وأثره في تطور علم التفسير . للباحث : الطاهر عامر . دكتوراة .
والمعلومات التي وصلتني أن هذه الرسالة في الجزائر لكن أين هي بالضبط وما اسم الباحث بالكامل
عاجل بارك الله فيكم
---
العيدان
04-01-2006, 01:18 PM
بسم الله ..
هاك ما طلبت
إسم الباحث الطاهر عامر
عنوان الرسالةاختلاف المفسرين وأثره في تطور علم التفسير
الجامعة المانحة للدرجةالمعهد الوطني العالي لأصول الدين - الجزائر
القسم أصول الدين
مستوى الرسالة دكتوراة
تاريخ التسجيل1993م
لغة الرسالةعربي
نوع الرسالةبحث
إسم المشرف على الرسالةالهاشمي التيجاني
---
أبو صفوت
04-01-2006, 01:57 PM
فرج الله كربك ونفع بك
---
أبو صفوت
04-07-2006, 11:41 AM
أريد بيانات هذه الرسالة
إجماع السلف في التفسير ومدى الأخذ به عند مفسري الخلف . للباحثة . بهيجة الشدادي
---
العيدان
04-07-2006, 01:00 PM
إسم الباحث بهيجة الشدادي
عنوان الرسالة إجماع السلف في التفسير ومدى الأخذ به عند مفسري الخلف
الجامعة المانحة للدرجةجامعة محمد الخامس
الكليةالآداب - وجدة
القسم الدراسات الإسلامية
مستوى الرسالة دكتوراه
تاريخ التسجيل1996
لغة الرسالة عربي
إسم المشرف على الرسالةعبدالكريم مشهداني - أحمد أبوزيد
---
(1/345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسئلة للمتخصص بعلم التفسير،وله دعوة بالفردوس :)
---
اسئلة للمتخصص بعلم التفسير،وله دعوة بالفردوس :)
---
ورقات
03-27-2006, 12:05 PM
باسم الله والحمد لله ....
إخواني تحية طيبة عطره بمساء الإثنين ..أكرمكم ربي بعمل مقبول عند رب كريم جواد...
لدي سؤال أحببت ان أسأل التخصصين في التفسير وعلومه ...
أولا : من برنامج البحث للقرآن كله مزود بخدمة البحث الكلمي والبحث الموضوعي والبحث النصي ...
ثانيا : وسؤال آخر لو أردت البحث عن كلمة في كتاب الله تعالى ولها الكلمة في اللغة اطلاقات عدة وأما بالشرع فإطلاقه مقيد ...بخاصية الشارع ...ولكن ينطبق معناه في القرآن أكثر من وجود ذات اللفظ ...فكيف هي الطريقة العلمية للبحث ؟
ثالثا: أهم كتب التفسير الأثرية لسلفنا الصالح بطريقة التفسير بالمعنى أو التحليلي ؟؟
---
طالب العلم1
03-27-2006, 05:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما السؤال الأول فما فقهت مقصوده !!
- وأما بالنسبة للثاني فاعلم أن الحاسوب لديه طريقة رقمية في البحث عن الكلمات إذ أنه يقوم بتشقيرها إلى أرقام ومن ثم مطابقة الأرقام في الملف الجاري فيه البحث .. لذى فالحاسب لايمكن أن يفرق بين الكلمة من حيث كونها مصطلحا شرعيا أو لغوي أوعلميا.
- أما فيما يخص أهم كتب التفسير الأثرية لسلفنا الصالح بطريقة التفسير بالمعنى أو التحليلي فقد
أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- بالفتوى رقم 2677 فكانت الإجابة كالتالي :(1/346)
أجود كتب التفسير يختلف باختلاف طاقة القارئ ووسعه ، وعلى كل حال فإن أجودَها في نفسها كتاب تفسير ابن جرير الطبري ، وكتاب تفسير ابن كثير ونحوهما من كتب التفسير بالأثر ، فإنها أسهل تعبيراً وأعدل في فهم المراد ، وألمس لمعاني القرآن ، وأقرب إلى إصابة الحق وبيان مقاصد الشريعة ، مع ذكر ما يشهد لذلك من الأحاديث والآثار الثابتة ، ورد المتشابه من الآيات إلى المحكم منها. ا.هـ
ومما يُذكّر به أيضاً أن كتب التفسير تختلف بحسب حاجة القارئ إليها؛ فمن كان يبحث عن المسائل الفقهية، أو استنباطات ودلالات الأحكام فإن تفسير القرطبي وكتب تفسير آيات الأحكام تفيده.
ومن كان يبحث عن الأمور اللغوية فإن التفاسير التي يغلب عليها هذا الجانب؛ تفسير أبي حيّان ونحوه تفيده.
وهكذا بحسب الفنون التي يقصدها القارئ. ومعاني كتاب الله – عز وجل- من السعة والشمول بحيث لا يحيط بها كتاب من كتب التفسير مهما عظُم قدْر مؤلِّفه.
وإن من جوانب الإعجاز التي ينبغي ألا يغفل عنها أن كل مفسر يرى أنه سيضيف جديداً في تفسيره، ويرى أن كتب التفسير التي سبقته لم توفّ ما وفّاه ويظل هذا الكتاب المعجز متجدداً بفيوض معانيه على تعاقب الأجيال، لا يخلق من كثرة الردّ.
بقي أن نذكّر أن من كتب التفسير المتأخرة الميسرة المفيدة، تفسير الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي – رحمه الله - . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتنسونا من خالص دعاءكم
---
ورقات
03-27-2006, 08:37 PM
جزاك الله خير اخانا فحفاح ؟؟ عذرا أحببت أن أسألك سلمك الله هل أنت متخصص بالتفسير ؟
تعرف اخانا طبيعة البحث العلي غالبا لا بد فيه من الرجوع لكتب الأصول أكثر إلا من فائدة جديدة يأتي بها المعاصر،من تطبيق وتنزيل على الواقع والحوادث ...
وما رايك بتفسير الطاهر عاشور؟ توجه فيه إلى التفسير المقاصدى أو المصلحي ..؟؟(1/347)
والسؤال الذي لم تفقه_ فقهك الله بدينه وقربك وادناك _ إن بحثت عن كلمة في كتاب الله، وتلك الكلمة لم ترد بلفظها في القرآن بل ورد معانيها ودلائلها أكثر ...فما هي الطريقة العلمية هنا للبحث وإعطاء إجمالي شرعي عنها ؟؟
وووولك العذر كله أن لم أستطع أن أوصل لك المراد ..وأشكر مرورك وتكرمك بالإجابة
---
طالب العلم1
03-28-2006, 03:33 PM
وفيك بارك الله ياأخي ... فأما عن سؤالك فإني لست من أهل التخصص .فتخصصي هو فقه وأصوله ..لكني ولله الحمد بعدما أتممت حفظ القرآن أقبلت على بعض التفاسير فاتجهت لدراست علوم القرآن والسنة ..إن شاء الله
أما بالنسبة لكتاب تفسير التحرير والتنوير فأنصحك بشراء كتاب قيم - وأحسبه كذلك- من بتأليف "حواس بري" تحت عنوان المقاييس البلاغية في تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور . المؤسسة العربية للدراسات والنشر تاريخ النشر: 01/06/2002
قام فيه بدراسة المقاييس البلاغية التي اعتمدها ابن عاشور، في تفسيره، كدلائل على تثبيت فكرة الإقناع والتبليغ من جهة، وعكرة الإعجاز من جهة أخرى. وقد جعل دراسته تنصب حول مقاييس معينة، تم اختيارها على سبيل القصد، وذلك لما تميزت به، من عمق، يؤكد علوّ النظم القرآني ودقته، ويشهد على خصوبة وثراء النص القرآني على مستوى التراكيب وعلى مستوى الألفاظ ودلالتها التي تجد لها متنفساً أسلوبياً في النص القرآني لا تجده في غيره. وقد أثبتت دراسة الباحث الخاصة بالمقاييس التي اختارها هذه المميزات وغيرها، على امتداد صفحات الدراسة المقسمة إلى مقدمة وثلاثة أما الباب الأول فقد خصصه الباحث للحديث عن المفسر وتفسيره وتناول في الفصل الثاني علم المعاني مقاييس للبلاغة القرآنية في تفسير التحرير والتنوير.(1/348)
بالنسبة لسؤالك الثالث : فأنصح أخي بكتابة قائمة من المعاني والدلائل التي يود البحث عنها, ثم يجري عملية البحث في التفسيرات قبل المصاحف وفي كتب الأصول والمقاصد , وأنظرالآيات القرآنية الموجودة في كتاب مقاصد الشريعة للطاهر بن عاشور وحاول أن تستقرئ تفاسيره من خلال إستدلاله بالآية في الحكم والمقصد المراد تبيانه ... وفقك الله ورعاك, وسدد خطاك.
---
أبو حذيفة
03-29-2006, 12:46 AM
ألأخ الكريم ورقات سلمك الله ورعاك
بالنسبة لسؤالك الثاني فإن أكثر الكلمات في اللغة العربية لها عدة معاني والكلمة إذا أطلقت لم يتحدد المقصود ويتعين أحد تلك المعاني ، وعليه فاختيار أحد المعاني لا بد فية من قرينة تعينه وتبعد غيره .
وبالنسبة عن سؤالك عن تفسير الطاهر بن عاشور فعن أي شيء تسأل ؟ فقد أطال في بيان الأوجه البلاغية ، وتحدث عن الإعجاز وعرض لأمور كثيرة فحدد السؤال لتتحدد الإجابة ، وللمعلومية يا أخي فأنا أشرف على أحد طلاب الدراسات العليا وموضوع رسالته عن الإعجاز عند الطاهر بن عاشور.
---
ورقات
03-29-2006, 12:51 AM
سلمت يمناك اخانا المبارك ..
عل موضوعي لا يتعلق بالناحية البلاغية فيما يخص التفسير بقدر ما يتعلق بالمقاصد والمصالح ،والأحكام قبلهما ،،
لكني سمعت ان هناك ثمت ملاحظات على كتاب الطاهر عاشور يرحمه الله في التفسير ...وهو المشهور في بكتابه(( مقاصد الشريعة))
طيب اخانا انا الأن عندي كل مشتقات اللفظة المراد البحث عنها ،على الأوجه التى وردت في القرآن ..
ولكن كما ذكرت لك سلفا ...أن دلالة اللفظ في كتاب الله أكثر من اللفظ ذاته ....
أشكر لك أن منحتنى وقتا من أوقاتك وجهدابذلته جعله ربي في ميزانك يوم العرض ..
وأنا ايضا متخصص في أصول الفقه .. أسأله أن يتم عليه نعمه ..ويسددني وإياك ..
---
أبو حذيفة
03-29-2006, 01:09 AM
أخي الكريم
اكتب اللفظة التي تريد بيان المراد بها ولعلي استطيع أن أخدمك
---
ورقات(1/349)
03-29-2006, 08:45 PM
جزاك ربي خيري الدنيا والأخره ...
أخانا الكريم أبوحذيفة ..الكلمة التي اريد البحث عنها هي : المصلحة وهي المنفعة وزنا ومعنى أو معنى دون الوزن، ولها في اللغة معنى مجازي ومعنى حقيقي (المنافع)،والمجازي أوسع وقد يطلق على الوسيلة الموصلة للمنفعة أو االسبب..وعلىالبر والحسنة ووو ....ووتجد أشتقاقها اللغوي في كتاب الله ..بألفاظ عدة وقد لا تكون بمعنى المنافع ..
ومعناه ودلالته أوسع ...من ذات اللفظ كما أشار إلى ذلك العزبن عبدالسلام يرحمه الله وغيره ممن سبقة وممن لحقه ..
وحاصل اطلاق المصالح شرعا وهو يوافق اللغوي تكون على :
1.ذات المنفعة ( الفعل مع تنوعه وتباينه.
2.الوسيلة أو السبب أو الفعل الموصل للمنفعة.
3.الأثرالمترتب على ذات الفعل ،
فهذه كلها منافع ومصالح ...
فهنا ما هي المنهج العلمي للبحث عن تلك الكلمة في كتاب الله ...
أنا بانتظار ردك سلمك الله وحفظك ...
أجد لدي خلطا ولبسا ؟؟؟ أسأله الفهم الفهم ...
لك أطيب الدعااااء
---
ورقات
04-03-2006, 09:38 AM
الموضوع للرفع
---
ورقات
04-07-2006, 09:00 PM
للرفع لعل اجد من يجيب ؟؟
---
أبو حذيفة
04-10-2006, 01:14 AM
أخي ورقات
معذرة على عدم الرد والسبب أنني مسافر وبعيد عن مكتبتي ن ولعلي أفيدك بعد العودة من السفر إن وفق الله لذلك .
---
(1/350)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أمة مكلومة جراحها تنزف ومع ذلك تغني وترقص
---
أمة مكلومة جراحها تنزف ومع ذلك تغني وترقص
---
إمداد
05-28-2005, 03:05 PM
خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية
لفضيلة الشيخ : صلاح البدير
بتاريخ : 8- 4-1422هـ
والتي تحدث فيها فضيلته عن : حكم الغناء
الحمد لله، الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهً أحدًا، فردًا صمدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما أكرمه عبدًا وسيدًا، وأعظمه أصلاً ومحفِدًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه غُيوثِ الندى ولُيوثِ العِدى، صلاةً وسلامًا دائمين إلى أن يبعث الناس غدًا:
عباد الله، اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب، وطاعته أعلى نسب، ) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً % يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً( [الأحزاب: 70، 71].
أيها المسلمون:
يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان، وبرد اليقين والاطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة العبادة، وتقف تعاليم هذا الدين حصنًا منيعًا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين، تصون الإنسان عن نزواته، وتحميه من شهواته، وتقضي على همومه وأحزانه، فما أغنى من والى دين الله وإن كان فقيرًا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيًا.
أيها المسلمون:
وإن مما يُحزن المسلمَ الغيورَ على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، وينشدون البهجة فيما عداه، يضعون السموم على الأدواء مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في عاجلات الشهوات والأهواء.(1/351)
ومن ذلك عكوف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم وهِجِّيرَاهم، متعللين بعلل واهية، وشبه داحضة، وأقوال زائفة، تبيح الغناء ليس لها مستند صحيح، يقوم على ترويجها قوم فُتنوا باتباع الشهوات، واستماع المغنِّيات، وقد أخبرنا بذلك الصادق المصدوق فقال: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري معلقًا مجزومًا به داخلا في شرطه، ورواه أحمد وأبو داود موصولاً من طرق متعددة.
أيها المسلمون:
إن من أبطل الباطل، وأبين المُحال أن يقول أحد من أهل العلم والإيمان بإباحة الغناء المعروف اليوم، المشتمل على كل مفسدة، الموقع في كل مهلكة، غناءٌ يضجُّ بوصف العيون، ومحاسن المعشوق، وألوان العتاب، ولواعج الاشتياق، وآثار القلق والفراق، صوت شيطاني، يتغلغل في القلوب، يثير كامنها، ويحرك ساكنها، إلى شهوات الغي والردى، زَهْزَهَةٌ وفرقعة، تهييج وتشبيب، ضحك وصخب، رقص وتكسر وتثني، عفن يُزكِم الأُنوف، وفجور يملأ الآذان ويصك الأسماع.
أيها المسلمون:
كيف يدسُّ العاقل نفسه الشريفة في خلاعة ماجنة، تأنف منها النفوس المؤمنة، وتنفر منها الطباع السليمة، فعن جابرt قال: قال رسول الله : ((إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمةٍ، لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوتٍ عند مصيبةٍ، لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان)) رواه الحاكم، وعن أنس t ، قال رسول الله : ((صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة)) أخرجه البزار.
أيها المسلمون:(1/352)
جاءت الآيات القرآنية بتحريم الغناء وتقبيحه، يقول الله جل جلاله: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [لقمان: 6]، يقول النبي : ((لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، ولا تجارة فيهن، وثمنهن حرام، إنما نزلت هذه الآية في ذلك)) أخرجه الطبراني في المعجم.
ويقول عبد الله بن مسعود t "إنه الغناء، إنه الغناء، والذي لا إله إلا هو" .
أيها المسلمون:
الغناء صوت الشيطان، يستفزّ به بني الإنسان، إلى الفجور والعصيان، فالواجب على كل مسلم تجنبه والإعراض عنه، يقول تبارك وتعالى: ) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى الاْمْوالِ وَالأولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا( [الإسراء: 64].
عباد الله:
اهجروا الأغاني وآلات الملاهي؛ فإنها رائدة الفجور، وشَرَك الشيطان، ورُقية الزنا، يقول يزيد بن الوليد: "يا بني أمية، إياكم والغناء، فإنه يُنقص الحياء، ويزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل السكر"، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي، التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها يُنبت النفاق في القلب كما يُنب العشبَ الماء" ، وكتب لعمر بن الوليد كتابًا جاء فيه: "وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجزُّ جمّتك جمة السوء" أخرجه النسائي.
أيها المسلمون:(1/353)
احذروا أسباب سخط الله وغضبه، وإن ظهور الأغاني وآلات الملاهي من أسباب سخط الله وحلول عقابه، فعن أبي مالك الأشعري t قال: قال رسول الله : ((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمُغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير)) رواه ابن ماجه.
وعن عمران بن حصين t قال: قال رسول الله : ((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف)) قيل: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: ((إذا ظهرت القينات والمعازف، وشُربت الخمور)) أخرجه الترمذي.
ويقول الضحاك: "الغناء مفسدة للقلب، مسخطة للرب".
عباد الله:
إن مادة الغناء وحقيقته، وباعثه وغايته، وأثره وثمرته، كلها تدور حول أشعار الفُساق والفُجار، المشتملة على مدح ما يبغضه الله ويمقت عليه، والافتخار بنيله والتبجح بالوصول إليه، وربما تعدَّوا ذلك إلى الغناء بالأشعار الكفرية التي تحادّ ما أنزل الله على رسوله محمد ، وانظر ما جرَّت هذه الأغاني والملاهي على أربابها من الشر والفساد، ينكشف لك قناعها، ويُسفر لك عن وجهها، آثارٌ سيئة، وعاقبةٌ وخيمة، يراها كل صاحب بصيرة في صفحات وجوههم، وفلتات ألسنتهم، وحركاتهم وأحوالهم، )وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً( [المائدة: 41].
وحين سُئل مالك بن أنس -رحمه الله تعالى- عما يترخص فيه بعض أهل زمانه من الغناء قال: "إنما يفعله عندنا الفُساق" .
أيها المسلمون:
إن استماع الأغاني والعكوف عليها من أعظم مكائد الشيطان ومصائده التي صاد بها قلوب الجاهلين، وصدهم بها عن سماع القرآن الكريم، يقول الشافعي رحمه الله تعالى: "خَلّفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير، يصدون به الناس عن القرآن".(1/354)
الله أكبر، إذا كان هذا القول في التغبير، وهو شعر يزهّد في الدنيا، يغنِّي به مغنِّي، فيضرب على توقيعات غنائه ضارب بقضيب على نطع أو جلد يابس أو نحوهما، فما القول في غناء هو صنو الخمر ورضيعه، يسمونه فنًا، وليس سوى شهوة ونزوة، وكلمات قذرة، لا يقِرُّ معها قلب، ولا يسكن معها عصب؟! فيا سبحان الله، يا سبحان الله، كيف ضلّت العقول، وغارت الفهوم )فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَاكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُور( [الحج: 46].
عباد الله:
السمع أمانة عظمى، ومِنَّةٌ كبرى، امتنَّ الله على عباده بها، وأمرهم بحفظها، وأخبرهم بأنهم مسؤولون عنها، وإن استماع الأصوات المُطْرِبَة، وما يصحبها من المزامير والطنابير جُحود لهذه النعمة، واستخدام لها في معصية الله، فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله : ((العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه مسلم.
أيها المسلمون:
إن تعظيم الأغاني وآلات الملاهي، وإظهار أصحابها بمظهر السيادة والريادة دعوة للناس إلى الغي والضلال، وصدّ لهم عن كتاب الله، وسنة رسوله ، وقد قال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: ((ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا)) رواه مسلم.
أيها المسلمون:
عجبًا من أمة تغني طربًا في حين أنها أمةٌ مثخنة بالجراح والدماء، مثقلة بتلال الجماجم والأشلاء، يُنال من كرامتها، ويُعتدى على أرضها وعرضها، ومقدساتها في الصباح والمساء، تُغني طربًا، وكأن لم يكن ثمّ حروبٌ شديدة، ووقائع مبيدة، وقتال مستعر، وأممٌ من المسلمين تحتضر، نعوذ بالله من موت القلوب وطمس البصائر.
أيها المسلمون:(1/355)
نَزِّهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامير الشيطان، وأحِلُّوها رياضَ الجنان، حِلق القرآن، وحِلق مُدارسة سُنَّة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تنالوا ثمرتها، إرشادًا من غي، وبصيرة من عُمي، وحثًا على تُقى، وزجرًا عن هوى، وحياة لقلب، ودواءً وشفاءً، ونجاةً وبرهانًا، وكونوا ممن قال الله فيهم: )وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً( [الفرقان: 72]، وممن قال فيهم جل وعلا: )وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ( [المؤمنون: 3].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون, وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
عباد الله:
اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ( [التوبة: 119].
أيها المسلمون:
شرع الله في النكاح الضرب بالدف مع الغناء الذي ليس فيه دعوة ولا مدح لمحرم, للنساء خاصة، لإعلان النكاح والتفريق بينه وبين السفاح، يقول النبي : ((فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح)) أخرجه الترمذي وغيره، وفي صحيح البخاري تقول الرُبيِّع بنت معوّذ بن عفراء حين البناء عليها والدخول بها: "فجعلت جُويريَّات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر".
يقول ابن حجر في فتح الباري: "والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء، فلا يلتحق بهن الرجال، لعموم النهي عن التشبه بهن".
أيها المسلمون:(1/356)
وإن مما يؤسف له أن يتجاوز كثير من الناس ما شُرع لهم إلى ما حُرِّم عليهم، وذلك باستئجارهم المغنين والمغنيات، والمطربين والمطربات، الذين يتغنون بأشعار الفسقة والكلام الهابط، وإحضارهم الآلات الموسيقية والطبول وغيرها، ودفعهم المبالغ الكثيرة الباهظة في مثل هذه المحرمات، واستعمالهم مكبرات الصوت بالغناء، وإيذائهم المسلمين من الجيران وغيرهم، والتشبه بالراقصات العاهرات في رقصهن وإمالتهن، واختلاط الرجال بالنساء، وإضاعة الأوقات والصلوات، إلى غير ذلك من الفتن العظيمة، والعواقب الوخيمة، التي سرت في صفوف كثير من المسلمين، بطريق العدوى والتقليد الأعمى.
فالحذر الحذر -يا عباد الله- وإياكم وحضور مثل هذه المجالس، يقول الإمام الأوزاعي -رحمه الله تعالى- : "لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف".
عباد الله:
توبوا وأنيبوا، والتزموا بآداب دينكم، وأصلحوا ما فسد من أحوالكم، وتمسكوا بكتاب ربكم، وسنة نبيكم محمد تفلحوا وتنجحوا.
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكته المسبحة بقُدسه، وثلّث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: ) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ( [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين لهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر
أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.(1/357)
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفق وليّ أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد r.
اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اعصمنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وأعذنا من الشيطان وجنده يا رب العالمين.
اللهم برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا اللهم من الراشدين.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم وانصرهم في الشيشان، اللهم وانصرهم في كشمير، اللهم وانصر إخواننا المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين.
عباد الله: ) )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( [النحل:90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
لحفظ الخطبة
http://www.khotab.net/sound/mad1422-04-08.ram
لاستماع الخطبة
http://www.khotab.net/sound/mad1422-04-08.rm
---
(1/358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق
---
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق
---
فرغلي عرباوي
04-02-2004, 01:56 AM
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق
بسم الله منزل القرآن , والصلاة والسلام على من نزل على قلبه القرآن , أما بعد : فللكلام على مخارج أصوات الحلق أبحاث عديدة و تفصيل القول في ذلك يتلخص في الآتي :
· التعريف بصوت الإنسان
· كيف تتم عملية إنتاج أصوات الكلام
· التعريف بخواص شدة الصوت الإنساني
· التعريف بخواص درجة الصوت الإنساني
· التعريف بخواص نوع الصوت الإنساني
· التعريف بحلق الإنسان
· أين يقع الحلق في جسم الإنسان
· بيان أقسام الحلق وحروفه
· بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الهمزة الحلقية
· بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الهاء الحلقية
· بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت العين الحلقية
· بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الحاء الحلقية
· بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الغين الحلقية
· بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الخاء الحلقية
**********************************
التعريف بصوت الإنسان
الصوت الإنساني :هو تلك المسموعات التي تصدر عن الجهاز النطقي للإنسان ، وذلك من الحنجرة واهتزاز أوتارها الصوتية مرورا بالفم أو الأنف أو كلاهما إلى الخارج .(1/359)
ويختلف الصوت من إنسان عن غيره، وذلك بحسب عمر الشخص سواء كان ( طفل- مراهق – شاب- كهل) ويختلف أيضا من حيث الجنس فصوت الرجل يختلف عن صوت المرأة ، ويرجع الاختلاف إلى طول الأوتار الصوتية فالأوتار الطويلة الضخمة تكون ذبذبتها قليلة وهذا يجعل الصوت الناتج عنها غليظا خشناً وهذا ما يكون في صوت الرجل ، أما قصر الأوتار الصوتية وقلة ضخامتها فإنه يجعل الصوت الناتج عنها حادا أو رفيعا كما في صوت المرأة أو الطفل .
ويتراوح طول الوتر الصوتي من 23: 27 مليمترا وعدد الذبذبات من 60: 200 ذبذبة في الثانية وتختلف هذه الذبذبات بحسب وضوح الصوت أو سرعة.
ويمكن للإنسان أن يتحكم في حدة صوته ونغمته أي شدته ودرجته عن طريق تنظيم التنفس ويمكن لنا ملاحظة ذلك عند بعض قراء القرآن الكريم عندما يحاولون قراءة سورة من السور القصار دفعة واحدة دون توقف ، يلاحظ ذلك أيضا عند بعض المنشدين والمؤذنين .
الصوت ظاهرة طبيعة ندرك أثرها دون أن نراها وهو ينتج اهتزاز شئ ما سواء باصطدامه بشيء آخر أم بالهواء نفسه الذي هو أحد الأوساط التي يمر فيها الصوت أو الموجات الصوتية الناتجة عن ذلك الاهتزاز وتختلف هذه الموجات بحسب درجة وصلابة الشيء المهتز ونوع الوسط الذي تمر فيه.
**********************************
كيف تتم عملية إنتاج أصوات الكلام
صوت المتكلم هو أثر سمعي يصدر طواعية واختيار عن تلك الأعضاء المسماة تجاوزا أعضاء النطق ، والملاحظ أن هذا الأثر في صورة ذبذبات معدلة ملائمة لما يصاحبها من حركات الفم بأعضائه المختلفة . ويتطلب الصوت اللغوي وضع أعضاء النطق في أوضاع معينة محددة أيضا ومعنى ذلك أن المتكلم لابد أن يبذل مجهودا ما كي يحصل على الأصوات اللغوية.
النشاط المنتج للحدث اللغوي(1/360)
الحدث اللغوي كما عرفه علماء الأصوات أنه من وجهة النظر الصوتية النشاط الصوتي الإنساني ذو الدلالة الذي يلي سكوتا وينتهي وهو كما سبق أن عرفنا يحتاج إلى نشاط من الإنسان يصاحب ذلك الحدث الصوتي ويمكن حصر أنواع النشاط الذي ينتج الحدث اللغوي في الأمور الآتية:
1) النشاط الذي يحدث في مخ المتكلم قبل الكلام والذي ينتج عنه حدوث صورة للفظ في ذهن المتكلم .
2) النشاط الذي تقوم به أعضاء النطق المختلفة والذي ينتج عنه اضطراب في الهواء الخارج من الفم والأنف .
3) النشاط الذي يحدث في الوسط الذي بين فم المتكلم وأنفه وبين أذن السامع .
4) النشاط الذي يحدث في أذن السامع عندما يسمع الصوت .
5) النشاط الذي يحدث في مخ السامع نتيجة لما يحدث في أذنه من آثار نسميها السماع وتنحصر هذه الأمور
في ثلاثة أنواع:
1) أولا : النشاط الذهني عند المتكلم والسامع .
2) ثانيا: النشاط العضوي الذي يحدث عند كل منها أي نشاط الأذن عند السامع ونشاط أعضاء النطق عند المتكلم وهذا النشاط الأخير في الأعضاء الصوتية أمر يمكن رؤيته وتسجيله بوسيلة أو بأخرى من الوسائل التي ابتكرها علماء الأصوات .
3) ثالثا : النشاط الذي يحدث في الوسط الذي يفصل المتكلم عن السامع وهذا الوسط قد يكون الهواء وقد يكون سلك التليفون أو سواه.(1/361)
فالإنسان عندما يريد أن يعبر عما في داخلة تمر عملية الصوت بعدة مراحل بين أعضاء النطق , ويبدأ ذلك بأن يخرج الإنسان هواء الزفير من الرئتين وبعدها يمر هواء الزفير بأنبوب القصبة الهوائية ثم يصطدم هذا الهواء بالحنجرة ويوجد في الحنجرة الوترين الصوتيين فيصطدم بهما الهواء فيمر الصوت الخارج من الحنجرة عن طريق البلعوم ( وهو الفراغ الواقع فوق الحنجرة والبلعوم له أنواع بلعوم حنجري وفموي وأنفي ) ثم بعد مروره بالبلعوم يلي البلعوم أول الحلق , وهو يقع بين الحنجرة وأقصى الحنك فإذا اصطدم الصوت بأي مخرج من مخارج الأصوات نتج صوت الكلام الذي يقرع أذن السامع .
**********************************
التعريف بخواص شدة الصوت الإنساني
فهي خاصية تمكن الأذن العادية من التمييز بين الأصوات من حيث القوة أو الضعف فيقال عن الأصوات القوية إن شدتها مرتفعة وعن الأصوات الضعيفة إن شدتها منخفضة وبالإضافة إلى توقف شدة الصوت على القوة والضعف في مصدر الصوت فإنها تتوقف أيضا على بعد السامع عن مصدر الصوت وعلى كثافة الوسط الذي يمر فيه الصوت فمن المعروف أن الصوت لا ينتقل في الفراغ وإنما يحتاج إلى وسط مادي ينتقل من خلاله وكثافة هذا الوسط لها دور في ضعف الصوت وقوته.
**********************************
التعريف بخواص درجة الصوت الإنساني
هي كون الصوت حادا أو غليظا أي مدى عمق الصوت بين الحدة والغلظة فبعض الأصوات غليظ كزئير الأسد ودق الطبول وأصوات الرجال ومنها ما هو حاد كأصوات النساء ، وتتوقف درجة الصوت على( التردد) أي عدد الاهتزازات التي يحدثها مصدر الصوت من الثانية الواحدة، فكلما زاد عدد الاهتزازات كلما كان الصوت أكثر حدة وكلما قل عدد الاهتزازات في الثانية كان الصوت أكثر غلظة ، ومعنى ما سبق أن درجة الصوت تتوقف على عدد الذبذبات التي يصنعها الجسم في الثانية الواحدة، وهذا يسمى بالتردد لهذا المصدر.
**********************************(1/362)
التعريف بخواص نوع الصوت الإنساني
وهي تنقسم إلى عدة أصوات متساوية و يتحدد نوع الصوت من خلال النغمات المتفقة في النوع والشدة والدرجة ولكنها تصدر من مصادر مختلفة فلو أننا استمعنا شدتها ودرجتها ولكنها من مصادر مختلفة مثل أصوات الطيور أو السباع أو الإنسان فإن الأذن يمكن لها أن تفرق بين هذه الأصوات دون رؤيتها.
التعريف بحلق الإنسان
هو الجزء الذي بين الحنجرة والفم , وهو فضلاً عن أنه مخرج لأصوات لغوية خاصة , يستغل بصفة عامة كفراغ رنّان يضخّمُ بعض الأصوات بعد صدورها من الحنجرة .
**********************************
أين يقع الحلق في جسم الإنسان
قال العلماء : يقع بين الحنجرة وأقصى الحنك , واللهاة هي الفاصل بينه وبين اللسان وهو عبارة عن تجويف من الخلف في اللسان يحد به أماما وبما يسمى بالحائط الخلفي للحلق من الخلف , وفي مقدمة الحلق يوجد ما يسمى بلسان المزمار منطبقا على جذر اللسان , وهو قطعة من اللحم لا تتحرك ذاتيا ولكن تتحرك بحركة اللسان , وتؤدي وظيفة صمام القصبة الهوائية تسدها لئلا يؤذيها الطعام النازل من المريء خلفها .
**********************************
أقسام الحلق وحروفه
وللحلق ثلاثة مخارج: بستة أحرف على ما قرره العلامة ابن الجزري في المقدمة الجزرية , وقيل سبعة على رأى الشاطبي الذي أسقط مخرج الجوف وجعل الألف المدية تخرج من أول الحلق .وللحلق أول ووسط وآخر فأوله يقع بعد الحنجرة مما يلي البلعوم مباشرة , ويسميه علماء اللغة والتجويد بأقصى الحلق , وآخره يقع عند أصل اللسان قبل اللهاة التي بين اللوزتين , ويسميه العلماء قديما أدنى الحلق , ووسطه يقع بين أقصاه وأدناه , وتفصيل ذلك كالآتي :
1- أقصى الحلق : ويقع بعد الحنجرة مما يلي البلعوم ويخرج منه : الهمزة والهاء .
قال ابن الجزريّ :
ثُمَّ لأقصى الحلق همزٌ هاءُ ........................
2- وسط الحلق : ويخرج منه : العين والحاء ,
قال ابن الجزريّ :(1/363)
........................ ثم لوسطه فعين حاءُ
3- أدنى الحلق : أصلُ اللسانِ ويليه اللهاة , وآخره هو أقرب شيء إلى اللسان , ويخرج منه الغين والخاء
قال ابن الجزريّ :
أدناهُ غين خاؤُها ........................
**********************************
وبعد التعريف بالحلق وأقسامه , نذكر الأخطاء التي تقع من البعض ليحذر القارئ من الخوض فيها , وكما قال العلماء : من لا يعرف الشر لا يتقيه ويوشك أن يقع فيه , وإليك بيانها بالتفصيل :
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الهمزة الحلقية
الهمزة حرف , حلقي , مجهور, شديد , منفتح , مصمت , مهتوف , متوسط بين القوة والضعف , مرقق , ثقيل , ولذا غيرته العرب بأنواع من التغيير , كالتسهيل والإبدال والحذف والإسقاط , ولم تثبت في الخط على صورة واحدة كسائر الحروف بل يستعار لها صورة الألف أو الواو أو الياء , وقد كان العاملون بصناعة التجويد المجازيين ينطقون بها سلسة سهلة برفق وبلا تعسف ولا تكلف ولا نبرة شديدة , وهي أول الحروف خروجا , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*************************
*************************(1/364)
1. تفخيمها ولاسيما إذا وقع بعدها حروف الاستعلاء , سواء كانت الهمزة قطعية أو موصولة عند الابتداء , أو وقع بعدها حروف ما شابه الاستعلاء كالراء واللام من لفظ الجلالة المغلظة نحو ) أَقَامُوا )(الحج: من الآية41) – ) الظَّالِمِينَ)(التوبة: من الآية19) – ) أَظْلَمُ )(السجدة: من الآية22) – ) أَخَّرْتَنِي)(المنافقون: من الآية10) – ) الصَّدَفَيْنِ)(الكهف: من الآية96) – ) أَصْدَقُ)(النساء: من الآية122) – ) أَضَلّ)(الروم: من الآية29) - وأمثلة ما شابه حروف الاستعلاء نحو – ) أَرَضِيتُمْ)(التوبة: من الآية38) – ) أَرَاكُمْ )(الأحقاف: من الآية23) – ) الرَّاسِخُونَ)(النساء: من الآية162) – ) اللَّهُ )(الفتح: من الآية18) – ) اللَّهُمَّ )(يونس: من الآية10) – فيجب على القارئ أن ينطق بهذه الهمزات السابقة مرققة وبلا تعسف .
*************************
2. بعض جهلة القراء يخرج صوتها وفيه رخاوة بجريان الصوت معها , وهذا خطأ فاحش , لأن الأصل في صوتها الشدة أى بحبس الصوت معها , نحو ) تَأْلَمُونَ)(النساء: من الآية104) – ) فَادَّارَأْتُمْ )(البقرة: من الآية72) وهذه الأمثلة تحتاج في توضيخ جريان الصوت مع الهمزة إلى نقل صوتي بالتلقي من المشايخ .
*********************
3. لابد للقارئ أن ينطقها سلسة برفق وبلا تعسف ولا تكلف ولا تهوع ولا سعلة , والتهوع وصف أهل اللغة : وهو النطق بها على هيئة المتقيئ , والسعلة وصف الكوفيين, نحو ) تَأْلَمُونَ)(النساء: من الآية104).
**********************
4. على القارئ أن يحافظ على إظهار صوت الهمزة إذا انضمت مفردة أو انكسرت , لأنها في نفسها ثقيلة , والضمة والكسرة ثقيلتان , فيصعب على اللسان اجتماع ثقيلين , ولاسيما إذا كان بعدها كسرة أو قبلها أو يكون قبلها ضمة وهي مضمومة نحو ) وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ)(البقرة: من الآية24) – ) إِلَى بَارِئِكُمْ )(البقرة: من الآية54).(1/365)
**********************
5. إذا كانت الهمزة مكسورة وقبلها همزة مضمومة وقبلها حرفان مشددان وجب بيان الهمزة الأولى والثانية والمشددين , لأن المشدد ثقيل , وتكرره ثقيل والهمزة ثقيلة والكسرة ثقيلة والضمة ثقيلة وذلك كله ثقيل نحو قوله تعالى ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ )(فاطر: من الآية43))( نُنَبِّئُكُمْ)(الكهف: من الآية103) ) .
***********************
6. ينبغي للقارئ أيضا إذا وقف على الهمزة المتطرفة بالسكون أن يظهرها في وقفه لبعد مخرجها, وذهاب حركتها , لأن كل حرف سكن خف إلا الهمزة , فإنها إذا سكنت ثقلت , ولاسيما إذا كان قبلها ساكن , سواء كان الساكن حرف علة أو صحة نحو ) الْخَبْءَ )(النمل: من الآية25) – ) شَيْءٍ )(البقرة: من الآية20) – ) السَّمَاءِ)(الزخرف: من الآية11) .
***********************
7. وعليه أن يحذر من خفاء صوتها إذا وقف عليها ويفعله البعض وهذا لا يجوز إلا فيما أحكمت فيه الرواية , نحو ) السَّمَاءُ )(الفرقان: من الآية25) - ) السُّوءَ)(يوسف: من الآية24) – ) سِيئَتْ )(الملك: من الآية27) .
*************************
8. ومن الأخطاء في التلفظ بالهمزة شبه تشديدها والبعض يبالغ في ذلك حتى تصير مشددة حقيقة ويقصد فاعل ذلك تحقيقها فيقع في الخطأ وهو لا يشعر , وأكثر ما يقع ذلك في الهمز الذي قبله حرف مد نحو ) أُولَئِكَ)(سبأ: من الآية5) – ) هَؤُلاءِ )(النساء: من الآية78) وكذلك في لفظ همزة ( يَوْمَئِذٍ)(لأعراف: من الآية8) وهذا الأخير لا يسلم منه حتى القراء المشهورين .
*************************
9. ومن الأخطاء أيضا أن البعض يسهلها في موضع التحقيق وأكثر ما يقع في المضمومة بعد الألف , ولاسيما إذا أتى قبل الألف حرف شفوي لما بين المخرجين من البعد نحو ) أَنْبَاءِ)(هود: من الآية120) – ) الضُّعَفَاءُ)(غافر: من الآية47) – ) الْمَاءِ)(هود: من الآية43) .(1/366)
*************************
10. والبعض ينطقها مخفاة في لفظها وخاصة إذا كانت مضمومة أو مكسورة نحو ) رَؤُوفٌ )(التوبة: من الآية128) ) سُئِلَتْ)(التكوير: من الآية8) – ) مُتَّكِئُونَ)(يّس: من الآية56) .
*************************
11. ومنهم من يخفيها ويسهل لفظها وخاصة لو وقع بعدها نون مخفاة كنون الإخفاء الحقيقي نحو ) الإِنْسَانُ)(النساء: من الآية28) – )َ أَنْفُسَكُمْ )(البقرة: من الآية44).
*************************
12. على القارئ أن يحذر من تمطيط صوت الهمزة خشية أن يقع الإدخال بعدها , وفي ذلك زيادة حرف في كتاب الله غير موجود , ولا يجوز ذلك إلا فيما أحكمت فيه الرواية المتواترة نحو ) أَأَنْذَرْتَهُمْ )(البقرة: من الآية6) .
*************************
13. والبعض يقلقلها قلقلة خفيفة وصلا وذاك خطأ نحو ) مُؤْمِنُونَ )(الفتح: من الآية25) ) تَأْلَمُونَ )(النساء: من الآية104).
*************************
14. والبعض يقفز عنها بسرعة وهو ما يسميه علماء القراءات بالإختلاس وخاصة إذا تكررت نحو ) أَئِمَّةً )(القصص: من الآية41) – )أَأُنْزِلَ )(صّ: من الآية8) – ) أَؤُنَبِّئُكُمْ )(آل عمران: من الآية15) .
*************************
15. على القارئ أن يحذر من المبالغة في ترقيق الهمزة المفتوحة خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة نحو ) آمَنُوا )(البقرة: من الآية172) .
*************************
16. والبعض ينطقها متأثرة باستعلاء الحرف الذي قبلها , والسبب الذي أدى إلى تفخيم الهمزة , أن القارئ جعل هيئة الشفتين عند الوقف على الهمزة , على هيئة الاستعلاء , والصحيح أنه يجب إعادة انفراج الشفتين إلى هيئتهما حال الترقيق فيما لو نطقنا بالهمزة مفردة ساكنة نحو )اقْرَأْ)(الإسراء: من الآية14) )اقْرَأْ )(العلق: من الآية1) .
*************************(1/367)
17. ومنهم من يقف عليها ويتبع صوتها بنفس , وفي ذلك تقصير من القارئ حيث أن حق الهمزة الجهر ولا نفس مع صوتها البتة نحو )السَّمَاءِ )(لأعراف: من الآية40) ) السُّوءَ)(يوسف: من الآية24) .
*************************
18. من الأخطاء الدارجة في نطق الهمزة تحقيقها أوقلبها هاء خالصة في قوله تعالى () أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ )(فصلت: من الآية44)) , والصواب أن تنطق بين الهمزة بين بين , وكيفية ذلك بالتلقي .
*************************
19. على القارئ أن يرقق الهمزة المكسورة وخاصة لو وقع بعدها هاء ساكنة فينقلب صوت الهمزة والهاء إلى صوت الـ ( A ) في الإنجليزية وهذا الحرف الإنجليزي مركب من صوت همزة مكسورة ممالة وبعدها هاء ساكنة , ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تنطق بهمزة مكسورة صحيحة أم لا عليك بتطويل كسرة الهمزة فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فهي فكسرتك صحيحة وإن طولت الصوت بالكسرة فتولد صوت ياء مخلوطة الصوت فكسرتك غير صحيحة والأفضل في هذا وذاك التلقي من أهل الأسانيد المتصلة بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم رزقني الله وإياك دقائق الإخلاص .
*************************
خاتمة بحث صوت الهمزة في كيفية النطق الصحيح بها , ويتحقق ذلك في محورين :
1. يجب على القارئ أن يفتح الشفتين عرضا إلى أقصى ما يستطيع حتى يتحصل على أعلى وأرقى درجات الترقيق للهمزة المفتوحة , وأن يضم الشفتين للأمام مع المضمومة وأن يخفض الفك السفلي مع المكسورة .
2. يجب أن تباعد بين الفكين إذا نطقت بالهمزة مفتوحة حتى يتحقق الانفتاح .
**************************
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الهاء الحلقية
تخرج الهاء من المخرج الأول من مخارج الحلق , وهو حرف مهموس رخو مستفل منفتح خفي مصمت مرقق ضعيف جدا , وهي تلى الهمزة في الرتبة وإن كانتا من مخرج واحد , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
**************************(1/368)
1. لما كانت الهاء حرفا ضعيفا شديد الضعف وجب على القارئ أن يبين صوتها ولاسيما إذا تكررت في كلمة لتكرر الخفاء والضعف واجتماع المثلين نحو ) بِأَفْوَاهِهِمْ )(التوبة: من الآية32) ) جِبَاهُهُمْ )(التوبة: من الآية35) ) أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ )(يونس: من الآية27) ) وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ )(الحجر: من الآية3) ) فَصَكَّتْ وَجْهَهَا)(الذريات: من الآية29) ) مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنّ)(النور: من الآية33) ) ظَلَّ وَجْهُهُ )(النحل: من الآية58) ) وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)(الزمر: من الآية60) , كل هذا يجب على القارئ المجود للفظ تلاوته أن يبينه في درج قراءته , وذلك بتصفية الهاءات وبيان تفكيكها من غير اختلاس ولا إدخال .
**************************
2. وكذلك يجب البيان لو وقعت مكررة في كلمتين وذلك خشية الإدغام في ذلك لاجتماع المثلين نحو ) فِيهِ هُدىً )(البقرة: من الآية2) ) وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم)(المائدة: من الآية76) ) وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا)(آل عمران: من الآية51) ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(لقمان: من الآية26) ) عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(النحل: من الآية95) ) فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُم)(آل عمران: من الآية107) ) وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً )(البقرة: من الآية231), وكذلك لو تكرر ثلاث هاءات نحو )َ إِلَهَهُ هَوَاهُ )(الفرقان: من الآية43).
**************************(1/369)
3. وعلي القارئ أن ينتبه إذا سكنت الأولى من الهاءين وجب إظهار الإدغام والتشديد وبيان الهاء المشددة , فإن كان قبلها حرف مشدد كان آكد في بيان المشددين , ولاسيما إن كان الحرف الأول حرفا مجهورا قويا نحو ) أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْر)(النحل: من الآية76), أصله ( يُوَجِّهْهُ ) ولذلك كتبت في المصحف بهاءين مع الإدغام , وكذلك يجب بيان كل هاء مشددة لتكرر الضعف في صوت الحرف نحو ( فَمَهِّلِ الْكَافِرِين)(الطارق: من الآية17) )َ أَنْ طَهِّرَا)(البقرة: من الآية125) ) سِرَاجاً وَهَّاجاً)(النبأ: من الآية13) – )فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ)(يوسف: من الآية70), وشبهه .
**************************
4. بعض القراء ينطقها مفخمة ولاسيما إذا وقعت الهاء قبل حاء أو بعد حاء , فيجب ترقيقها وبيانها لتمكن خفائها مع الحاء إذ أنها قريبة المخرج من الحاء , والحاء أقوى منها نحو ) فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)(الطور: من الآية49) )وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ)(قّ: من الآية40), فالبعض يخطئ وينطق لفظها حاء مشددة .
**************************
5. والبعض لا يخرجها من أقصى الحلق لأن في ذلك كلفة فتراهم يخرجونها من أدنى الحلق ضعيفة مخفية وكأن صوتها هاء مشمة بهمزة وأكثر ما يقع ذلك في الهاء الموقوف عليها نحو )الْقَارِعَةُ)(القارعة:1) )الطَّامَّةُ)(النازعات: من الآية34) ) فِي الْجَارِيَةِ)(الحاقة: من الآية11).
**************************
6. بعض العوام يفخم الهاء إذا وقعت بين حرفين ضعيفين مثل الألفين في نحو قوله تعالى )ا سَوَّاهَا)(الشمس: من الآية7) – ) ضُحَاهَا)(النازعات: من الآية29) – )ا تَلاهَا)(الشمس: من الآية2), وذلك لاجتماع ثلاث أحرف خفية فإن كان قبل الألف الأولى هاء كان البيان لذلك كله آكد لاجتماع أربع أحرف خفية نحو (َ مُنْتَهَاهَا)(النازعات: من الآية44).
**************************(1/370)
7. على القارئ أن يحذر من المبالغة في ترقيق صوت الهاء والمبالغة الزائدة في ذلك تؤدي إلى الإمالة في صوتها ويفعله الكثير وهو خطأ أيضا نحو ) هَاؤُمُ )(الحاقة: من الآية19) ) هَذَا )(آل عمران: من الآية51).
**************************
8. يخطئ بعض القراء وخاصة الذين يدّعون الإتقان في التجويد حيث أنهم يبالغون في ترقيق الهاء الواقعة في لفظ الجلالة حتى تصير وكأنها ممالة نحو ) إِنَّ اللَّهَ )(البقرة: من الآية20) ) رَسُولَ اللَّهِ )(النساء: من الآية157).
**************************
9. قال العلماء : ومما يجدر التنبيه عليه ترقيق الهاء الواقعة في لفظ الجلالة ( اللَّه ) وقفا ووصلا , فإن الكثيرين يفخمونها لأن اللام مغلظة قبلها فتؤثر عليها وهذا خطأ محض , والسبب في ذلك عدم انتباههم لهيئة الشفتين عند الوقف في لفظ الجلالة فيبقون الشفتين عند الهاء على هيئة التفخيم , والصحيح أنه يجب إعادة انفراج الشفتين إلى هيئتهما الطبيعية حال الترقيق فيما لو نطقنا بالهاء مفردة ساكنة نحو ) إِنَّ اللَّهَ )(البقرة: من الآية132) ( رَسُولَ اللَّهِ )(النساء: من الآية157).
**************************
10. يخطئ بعض القراء في ضم الشفتين عند النطق بالهاء الساكنة وخاصة إذا كان قبلها ضم نحو ) مُهْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية37) , والسبب في هذا الخطأ أن القارئ جعل الشفتين عند التلفظ بالهاء على هيئة الضمة التي قبل الهاء , والصواب أن يضم القارئ الشفتين عند الميم فإذا وصل إلى الهاء أرجع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي , وهذه ملاحظة عامة يجب الانتباه لها لأهميتها مثل () يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ )(هود: من الآية48) .
**************************(1/371)
11. والبعض يخطئ حيث أنهم يمطون صوت الهاء بقدر يزيد على المطلوب وهذا الفعل يسمى في علم القراءات بالإدخال , والواجب إعطاء صوت الهاء زمن حركتها فقط بحيث لو زاد هذا الزمن لتولد حرف من جنس حركة ما قبله نحو )ا وَيُلْهِهِمُ)(الحجر: من الآية3) ( جِبَاهُهُمْ )(التوبة: من الآية35) .
**************************
12. والبعض يفخمها وقفا ولاسيما لو كان قبلها الأحرف المستعلية نحو )َ الآخِرَةِ)(الشورى: من الآية20) – )ٍ نَاضِرَةٌ)(القيامة: من الآية22) – ) بَاسِرَةٌ)(القيامة: من الآية24) – ) نَاظِرَةٌ)(القيامة: من الآية23) , ) ظَهْرَكَ)(الشرح: من الآية3) )ِ رِزْقَهُ )(الفجر: من الآية16) )ٍ خَلَقَهُ)(عبس: من الآية18) ) خَلَقَهُ )(السجدة: من الآية7) والسبب في ذلك عدم انتباههم لهيئة الشفتين عند الوقف على الهاء فيبقون الشفتين على هيئة التفخيم , والصحيح أنه يجب إعادة انفراج الشفتين إلى هيئتهما الطبيعية حال الترقيق فيما لو نطقنا بالهاء مفردة ساكنة وعلى القارئ أن ينطق بالهاء حال التركيب مرققة كما لو نطقها مرققة حال الانفراد .
**************************
13. والبعض يقف على الهاء المكسورة بتفخيم صوتها نحو ) عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: من الآية7) – ) إِلَيْهِمْ )(آل عمران: من الآية77) )َ لَدَيْهِمْ)(آل عمران: من الآية44).
**************************
14. ومن الأخطاء في نطق الهاء قراءتها بالضم في قوله تعالى () لَهْوَ الْحَدِيثِ )(لقمان: من الآية6) لظنهم أنه ضمير وهذا اسم ظاهر , ولا خلاف بين القراء في تسكينه .
*******************************
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت العين الحلقية
تخرج العين من المخرج الثاني من مخارج الحلق , وهي حرف مجهور مستفل منفتح مصمت متوسط بين الرخاوة والشدة والقوة والضعف , مرقق , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*******************************(1/372)
1. دمجها في مثلها إذا تكررت , والواجب على القارئ أن يلفظ العين بلطف ويعطها حقها في التصويت بها من الحلق , ولاسيما إذا تكررت كان بيان ذلك آكد لقوتها وصعوبتها نحو ) أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْض)(الحج: من الآية65) – )ِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا)(لأعراف: من الآية27) – )ا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )(سبأ: من الآية23) – ) تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ )(الكهف: من الآية90) – ) وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ)(لأعراف: من الآية100) - , وذلك البيان لهما لازم , وذلك لصعوبة اللفظ بحرف الحلق منفردا , فإذا تكرر كان أصعب لأن اللفظ بالحرف المكرر كمشي المقيد , وكمن يرفع رجله ليمشي فيردها إلى الموضع الذي رفعها منه وذلك ثقيل .
*******************************
2. ومن الأخطاء أيضا إدغام العين في الغين التي بعدها لأنهما حلقيان , ولقرب المخرجين , ولسهولة الإدغام ويسره من التحقيق نحو ) وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ )(النساء: من الآية46).
*******************************
3. والبعض يدغمها خطأ إذا وقع بعدها الهاء الحلقية , فيصير نطقه بحاء واحدة مشددة نحو )أَلَمْ أَعْهَدْ)(يّس: من الآية60) – ) فَاتَّبِعْهَا)(الجاثية: من الآية18) – ) فَبَايِعْهُنَّ )(الممتحنة: من الآية12) , والسبب أن الهاء مؤاخية للعين في الهمس , وعليك أن تهتم بذلك فإلم تهتم بذلك قربت العين من لفظ الحاء , لأن البحة التي في الحاء تسرع إلى اللفظ بالحاء في موضع العين مع الهاء ولقرب الحاء من العين في الصفة .
*******************************
4. وعلى القارئ أن يحذر من المبالغة في ترقيق العين المفتوحة حتى لا يسمع صوتها وكأنه ممال نحو )الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية251) – ) طَعَامٍ)(الأحزاب: من الآية53) .
*******************************(1/373)
5. والعين الناس فيها بين مفرط و مُفرّط : أما المُفرطون فمنهم من ينطقها قاسية يابسة شديدة نحو ) يَعْلَمُ )(البقرة: من الآية77) – ( أَعْهَدْ)(يّس: من الآية60) , وأما المٌفرِّطون : فإنهم يلفظونها رخوة بمطها وجريان الصوت معها وبتمييع صوتها حتى يسمع صوتها لا معنى له نحو ) نَعْبُدُ )(الفاتحة: من الآية5) .
*******************************
6. ينبغي للقارئ أن يحترز من حبس صوت العين وحصره بالكلية وخاصة إذا شددت وذلك نحو ) يَدُعُّ الْيَتِيمَ)(الماعون: من الآية2) – )يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً)(الطور:13), حتى لا تصبح من الحروف الشديدة .
*******************************
7. بعض جهلة القراء عندما ينطق العين وبعدها لام أو ميم فإنه يقفز عن العين قفزا ويدخل اللام فيها إدخالا نحو ) يَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية13) – ) يَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية141) , فينطق بنصف عين لا بعين كاملة وهذا خطأ , وطريقة التخلص من هذا المحظور أن تنطق العين بهدوء وتعطها حقها من الترقيق والبينية والمدة الزمنية التي تستغرقها , فإن لكل حرف مدة زمنية هي من حقه , وتختلف باختلاف صفاته , ولا يتحقق كماله إلا بها , ثم بعد ذلك تنطق اللام بدون اتكاء عليها وأن يجري معها الصوت جريانا جزئيا لا كليا .
*******************************
8. والبعض القليل من القراء يفصل بين العين والحرف الذي بعدها بسكتة شبه لطيفة نحو ) تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية184) .
*******************************
9. وبعض القراء من الأفارقة وأهل السودان والصومال يقلب العين همزة , أو قريبة من الهمزة نحو )َ نَعْبُدُ )(الفاتحة: من الآية5), فتجده ينطقها هكذا ( نأبد ) وعلى ذلك القارئ أن يتدرب على النطق الصحيح بها ويفضل أن يكون ذلك على يد شيخ متصل السند بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
*******************************(1/374)
10. والبعض يبالغون في الضغط الشديد على صوتها بكيفية تمجها الأسماع نحو ) أَعُوذُ)(البقرة: من الآية67) – ) نَدْعُوا)(غافر: من الآية74) .
*******************************
11. والبعض ينطقها بصوت أحرف القلقلة , وذلك باضطراب مخرجها واهتزاز صوتها نحو ) يَعْلَمُ)(البقرة: من الآية77) ) وَلا تَعْتَدُوا)(البقرة: من الآية190).
*******************************
12. ومنهم من يفخمونها خطأ إذا وقعت بعد حروف الاستعلاء نحو ) أَطَعْتُمُوهُمْ)(الأنعام: من الآية121) )ْ أَرْضَعْنَ)(الطلاق: من الآية6) وللخلاص من هذا المحذور على القارئ أن ينطق الطاء ويعطها حقها من الاستعلاء فإذا وصل إلى نطق العين عليه أن يفتح الشفتين عرضا ليتسنى له ترقيقها , ومن الواجب معرفته أن هيئة الشفتين تختلف من حيث شكلها في الحرف المفخم عن المرقق , وكذلك تختلف باختلاف الحركات الثلاثة , فالواجب عليك أخي القارئ أن تعطي الحرف حقها ومستحقها رزقني الله وإياك الإتقان في تلاوة كتاب ربنا .
*******************************
13. ومنهم من يختلس حركتها ولاسيما إذا تكررت نحو ) أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْض)(الحج: من الآية65) – )ِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا)(لأعراف: من الآية27) – )ا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )(سبأ: من الآية23) – ) تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ )(الكهف: من الآية90) ولاختلاس معناه النطق ببعض الحركة , والكثير من يقع فيه فتجد القارئ يقرأ بعض الحروف سليمة صحيحة ويقرأ نفس الأحرف في موضع آخر ويسرع الصوت عند التلفظ بها فيخرج صوت الحرف وفيه خفاء .
*******************************
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الحاء الحلقية
تخرج الحاء من المخرج الثاني من مخارج الحلق , وهي حرف ضعيف لأنه مهموس رخو مستفل منفتح مصمت مرقق ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*****************************(1/375)
1. تفحيمها وأكثر ما يقع ذلك عند حروف الاستعلاء نحو ) أَحَطْتُ )(النمل: من الآية22) – ) الْحَطَبِ)(المسد: من الآية4) – ) الْحَقُّ )(القصص: من الآية53) – ) حَصْحَصَ )(يوسف: من الآية51) – ) حَصَادِهِ )(الأنعام: من الآية141) – ) حَظّاً )(آل عمران: من الآية176) – ) حَضَرَ )(النساء: من الآية18) , أو الراء نحو ) حَرَجٌ )(النور: من الآية61) , أو الألف نحو )ِ وَحَاقَ بِهِمْ )(غافر: من الآية83).
*****************************
2. ومن العيوب الدراجة في النطق بها قلقلتها وصلا ووقفا وعدم همسها نحو ) مُحْضَرُونَ)(الروم: من الآية16) – )ُ الرَّحْمَنِ)(مريم: من الآية58).
*****************************
3. ينبغي الاهتمام والحرص من تمكين سكونها وهمسها إذا كانت ساكنة ولاسيما إذا وقع بعدها ياء فإن اللسان يميل إلى كسر الحاء ليتهيأ لنطق الياء وهذا محذور في لفظ التلاوة فإن إبدال السكون بالكسر لحن فاحش نحو ) مَحْيَاهُمْ )(الجاثية: من الآية21) – ) فَأَحْيَاكُمْ )(البقرة: من الآية28) .
*****************************
4. ومن الخطأ في نطقها إبدالها عينا إذا وقعت بعدها العين , والسبب أن العين من مخرج الحاء فإذا وقعت الحاء قبل العين خيف عليها أن يقرب لفظها من الإخفاء أو من الإدغام لتقارب الحرفين واشتباههما ولأن العين أقوى من الحاء قليلا ولا تقع العين والحاء في كلمة أبدا , ويمكن ذلك من كلمتين نحو ) فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا )(النساء: من الآية128) – ( لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ )(البقرة: من الآية236) – ) الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)(آل عمران: من الآية45) – ) زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ)(آل عمران: من الآية185), والمثال الأخير يجوز إدغامه فيما أحكمت فيه الرواية فقط .
*****************************(1/376)
5. وبعض المتساهلين يدغمها إذا سكنت وكان بعدها العين وذاك خطأ , لأن الحاء قد تهيأت بسكونها للإدغام , لأن كل حرف أدغمته في آخر فلا بد من إسكان الأول أبدا , فإذا سكنت الحاء قبل العين قربت من الإدغام , فيجب التحفظ ببيانها نحو )فَاصْفَحْ عَنْهُمْ )(الزخرف: من الآية89) والبيان هنا لازم وأكيد .
*****************************
6. ومنهم من يدغمها خطأ إذا تكررت , لأن الإدغام إلى المثلين أقرب منه في غير المثلين , ألا ترى أنه إذا سكن الأول من المثلين لم يجز إلا الإدغام , وأمثلة تكرر الحاء نحو ) عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى)(البقرة: من الآية235) – ) لا أَبْرَحُ حَتَّى )(الكهف: من الآية60).
*****************************
7. ومنهم من يدغمها إذا وقع بعدها الهاء الحلقية , والسبب قرب الهاء من مخرج الحاء ولأن الحاء أقوى قليلا من الهاء , فهى تجذب الهاء إلي نفسها وذلك في نحو ) فَسَبِّحْهُ)(قّ: من الآية40) – ) فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)(الطور: من الآية49). فإن كثيرا من الجهلة المتساهلين ينطق بها في مثل هذا حاء مشددة مضمومة , وهو لا يجوز إجماعا كما ذكره بن الجزري في النشر .
*****************************
8. ومن الأخطاء أيضا في نطق الحاء بقاء ضم الشفتين مضمومتين عند نطقها وهي ساكنة , ولاسيما إذا كان قبلها حرف مضموم نحو ) الْمُحْسِنِينَ)(البقرة: من الآية58) – ) أُحْيِي وَأُمِيتُ)(البقرة: من الآية258) ) يُحْيِي وَيُمِيتُ )(يونس: من الآية56), فإن صفاء نطقها يتأثر بهذا الضم فلا يخرج صوتها صحيحا بل مشمُ بالضم والإشمام الصوتي معناه الخلط والمزج بين حرفين وبحث ذلك في المخارج الفرعية .
*****************************(1/377)
9. على القارئ الماهر أن ينتبه إلى نطقها صافية , ولاسيما إذا جاء قبلها حرف مضموم وبعدها , فههنا يكون النطق أصعب , لأن القارئ يحتاج إلى ضم الشفتين ثم يرجعهما عند النطق بالحاء الساكنة كهيئتهما الطبيعية قبل الضم ثم يضمهما مرة ثانية , وفي ذلك كلفة وثقل نحو )احْشُرُوا )(الصافات: من الآية22) – )ِ احْكُمْ )(المائدة: من الآية49) ) احْكُمْ )(الانبياء: من الآية112).
*****************************
10. وبعض المتساهلين ينطقها هاء خالصة كما يفعله بعض الأفارقة وأهل السودان حيث أنهم يلفظون ( الرَّحِيمِ)(الفاتحة: من الآية1) هكذا ( الرهيم ) وهذا لحن جلي لا تحل به القراءة .
*****************************
11. ومنهم من يقلبها خاء أو مشمة بالخاء كما ينتشر ذلك بين قراء أهل اليونان حيث أنهم يلفظون )ِ الرَّحِيمِ)(الفاتحة: من الآية1) هكذا ( الرخيم ) وهذ لحن أيضا لا تحل به القراءة .
*****************************
12. ومنهم من يبالغ في ترقيق الحاء المفتوحة حتى يصير صوتها مشوب بالإمالة نحو ) حَاذِرُونَ)(الشعراء: من الآية56) – ) وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ)(التوبة: من الآية112).
****************************
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الغين الحلقية
تخرج الغين المعجمة من المخرج الثالث من مخارج الحلق , وهي حرف مجهور رخو مستعلِ منفتح مصمت , مفخم , والغين أقوى من الخاء و ولولا ما بينهما من الجهر والهمس لكانت الخاء غينا إذ المخرج واحد والصفات متقاربة , وقد أخطأ من قال من العلماء بترقيقه والمعول عليه ما ذكر في النشر لابن الجزري رحمه الله وجزاه الله عنا خير الجزاء , والخاء يقع الخطأ فيها من أوجه :
****************************(1/378)
1. ترقيقها ولا بد من تفخيمها لما فيها من الجهر والاستعلاء , والكثير من الناس يرققها لاسيما إذا أتى بعدها ألف نحو )غَافِرِ الذَّنْبِ)(غافر: من الآية3) – ) الْغَافِرِينَ)(لأعراف: من الآية155) .
****************************
2. ومنهم من يدغمها فيما بعدها خطأ , وخاصة لو وقع بعدها القاف لقرب المخرجين , والغين في المخرج قبلها وقريبة منها , فيخاف أن يلتبس اللفظ بالإدغام نحو )رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا )(آل عمران: من الآية8) – ) مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوب)(التوبة: من الآية117).
****************************
3. ومنهم من يدخل صوتها في العين الحلقية إذا وقعت بعدها لقرب المخرجين من بعض والتحفظ بتجويد اللفظ بها وإعطائها حقا أولى وأحسن نحو ) رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً)(البقرة: من الآية250) – )ي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)(الكهف: من الآية96).
****************************
4. والبعض من عوام الناس يبدل الغين الحلقية خاء فيما لو وقعت بعدها الهاء الحلقية , والتلفظ بذلك فاحش ولحن في كتاب الله , فمن لم يعتن بإظهارها نحى بها نحو الإدغام أو الإخفاء نحو ) أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)(التوبة: من الآية6).
****************************
5. والبعض من المتساهلين يبدلها خاء خالصة فيما لو وقع بعدها الشين اللسانية , لاشتراك الخاء الحلقية والشين اللسانية في الهمس والرخاوة وبعد الغين من الشين فمن لم ينتبه لهذا يميل طبعه إلى الخطأ وهو لا يشعر وهذا أمر يجده المرء في نفسه ويسمعه من غيره فاحذره في نفسك أن تقع في هذا الخطأ ونبه عليه غيرك مع مطالبة نفسك بدقائق الإخلاص لله تعالى والأمثلة ) يَغْشَى طَائِفَةً )(آل عمران: من الآية154) – ) يَغْشَاهُمُ)(العنكبوت: من الآية55) – ) وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ)(ابراهيم: من الآية50).
****************************(1/379)
6. على القارئ أن يحذر من الإدغام في الغين إذا جاورت أختها , أو تكررت بسبب اجتماع وتجاور المثلين نحو )وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً)(آل عمران: من الآية85).
****************************
7. وهناك خطأ شائع بين كثير ممن يدعي الإتقان في علم التجويد حيث أنهم يضمون شفتهم إلى الأمام عند نطقهم بالغين المفتوحة , فيخرج صوتها مخلوط بصوت الضم نحو )ُ الْغَافِرِينَ)(لأعراف: من الآية155) – )غَافِرِ الذَّنْبِ)(غافر: من الآية3) وللخلاص من هذا المحذور ألا يضم القارئ شفتيه للأمام أبدا عند تلفظه بالأحرف المفتوحة, فإن ضم الشفتين فيه إشارة للضم ولا حرف مضموم هنا البتة.
****************************
8. والبعض ينحو بصوتها نحو القلقلة فتجده يلفظ الغين مهتزة الصوت مضطرب المخرج وذاك في حالتي الوصل والوقف نحو ) الْمَغْضُوبِ)(الفاتحة: من الآية7) .
****************************
9. بعض أهل الجزيرة العربية يلفظ الغين في لهجتهم العامية قريبة من صوت القاف , فهذا وأمثاله يخشى عليه أن يقرأ القرآن بهذا الصوت العامي وذلك لا يجوز في القراءة القرآنية بالإجماع نحو ) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ)(الفاتحة: من الآية7) فينطقون خطأ هكذا ( قير المغضوب ) قريبة من صوت القاف .
****************************
10. ومن الخطأ أيضا أن يجعل القارئ صوت الغين المستعلية تؤثر على الأحرف التي بعدها ولاسيما إذا كانت مرققة نحو ) غَفَرَ )(يّس: من الآية27) – ) أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا)(القصص: من الآية63).
****************************(1/380)
11. وهناك خطأ شائع عند من تلقوا قرآنهم من الكاسيت أو من المصحف فقط دون التلقي من الشيوخ المجازيين المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنهم يضمون الشفتين عند النطق بالغين وهي ساكنة , فإن ذلك يؤثر على صفاء ونقاء صوتها نحو )ا رَبَّنَا اغْفِرْ )(آل عمران: من الآية147), بل يجب على القارئ أن يجعل هيئة شفتيه عندها كما لو نطق بالغين وهي ساكنة منفردة .
****************************
12. والبعض يختلس صوتها وصلا ولا يعطي الغين حقها من الفترة الزمنية التي هي من حقها كسائر الحروف الهجائية وهذا الاختلاس فيه تبعيض للحركة وذلك لا يجوز إلا فيما أحكمت فيه الرواية الأمثلة ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً)(آل عمران: من الآية85) .
****************************
13. والبعض ينطقها ممطوطة بزيادة حرف بعدها , وهو ما يسميه علماء القراءات بالإدخال , حيث أن القارئ أدخل حرفا في كتاب الله لم يكن موجودا نحو ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً)(آل عمران: من الآية85 ) ويكون المط بتطويل كسرة الغين حتى يتولد منها ياء مديه .
****************************
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الخاء الحلقية
تخرج الخاء من المخرج الثالث من مخارج الحلق , وهي حرف مهموس رخو مستعلٍ منفتح مصمت مفخم إلا أنه إلى الضعف أقرب لكثرة صفات الضعف فيه , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
****************************
1. ترقيقها وهي حرف مستعلٍ فلابد من تفخيمه كسائر حروف الاستعلاء , وكثير من الناس يرققها باعتبار ما فيها من صفات الضعف وهو خطأ لا شك فيه , فإذا وقع بعدها ألف فيكون تفخيمها أمكن لتفخيم الألف بعدها إذ الألف تابع لما قبله في التفخيم والترقيق وقد أخطأ من قال بترقيقه على كل حال , الأمثلة ) خَالِقٍ )(فاطر: من الآية3) – )ى الْخَاشِعِينَ)(البقرة: من الآية45) ) الْخَاسِرِينَ)(البقرة: من الآية64) .(1/381)
****************************
2. ومن الناس من يبدلها غينا إذا سكنت وهو لحن لا تحل به القراءة نحو ) يَخْشَى)(النازعات: من الآية26) .
****************************
3. والبعض من طلبة العلم الصغار يشددون الخاء المكسورة أو المفتوحة وصلا نحو )الْأَخِ )(النساء: من الآية23) – ) بِدُخَانٍ )(الدخان: من الآية10) , وذاك خطأ فاحش .
****************************
4. ومن القراء من ينطق الخاء المفتوحة مشمة بالضم نحو ) خَالِقُ)(الزمر: من الآية62) – ) الْخَاسِرِينَ)(لأعراف: من الآية92) , وهذا وبلا شك يؤثر على نقاء صوتها , قال بن الجزري في التمهيد : ينبغي أن يخلص لفظها ..... أي لكيلا يختلط صوتها بحرف آخر فيصير مخرجها فرعيا بعد أن كان أصليا ... اهـ وللخلاص من هذا المحذور ألا يضم القارئ شفتيه للأمام أبدا عند تلفظه بالأحرف المفتوحة, فإن ضم الشفتين فيه إشارة للضم ولا حرف مضموم هنا البتة .
****************************
5. على القارئ أن يحذر من ترقيق الخاء إذا وقعت بين مرققين , لأنها ضعيفة ووقوعها بين مرققين يؤثران عليها تأثيرا واضحا نحو ) أَخَذَ )(آل عمران: من الآية81) – )وَاتَّخَذُوا )(مريم: من الآية81) .
****************************
6. ينبغي للقارئ أن ينتبه إلى تأثيرها على ما جاورها من المرقق نحو ) مَخْمَصَةٍ )(المائدة: من الآية3) – ) مَخْضُودٍ)(الواقعة: من الآية28), فكثيرون الذين يفخمون الميم لأجل استعلاء الخاء .
****************************
7. وبعض المتساهلين يفخم اللام الواقعة بعد الخاء تبعا لتفخيم الخاء نحو ) خَلَطُوا )(التوبة: من الآية102).
****************************
8. ومنهم من يصوت بها بصوت شبيه بصوت القلقلة وخاصة إذا سكنت نحو ) يَخْشَى)(عبس: من الآية9).
****************************(1/382)
9. على القارئ أن يحذر من ضم الشفتين عند الخاء الساكنة , فإن ذلك يؤثر على نقاء وصفاء صوتها نحو )ُ مُخْضَرَّةً)(الحج: من الآية63) فالواجب ضم الشفتين عند الميم المضمومة فإذا وصلت لتلفظ الخاء أعد الشفتين على هيئة الحرف الساكن كما لو تلفظت بالخاء مفردة ساكنة , رزقني الله وإياك دقائق الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن .
****************************
10. ومن القراء من يختلس صوتها والبعض الآخر يدخل بعدها حرفا زائدا على لفظ التلاوة أو بسبب التمطيط الزائد في صوتها نحو )ي خَلَقَ)(البقرة: من الآية29) – ) الْخَاشِعِينَ)(البقرة: من الآية45) فتجد القارئ يولد من فتحة الخاء ألفا وهذا بعينه الإدخال والزيادة في كتاب الله .
****************************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
(1/383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
---
القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
---
إمداد
09-20-2006, 09:58 PM
القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
المجلد الثامن > القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها محاضرة ألقيت في شهر صفر عام 1403 هـ في الجامع الكبير بمدينة الرياض ، وصدرت في كتاب بنفس العنوان .
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 8)
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على عبده ورسوله وخليله ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله ، واهتدى بهداه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فلا ريب أن سلامة العقيدة أهم الأمور ، وأعظم الفرائض ؛ ولهذا رأيت أن يكون عنوان هذه الكلمة : ( القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها ) .
العقيدة : هي ما يعتقده الإنسان ويدين به ، من خير وشر ، من فساد وصلاح .
والمطلوب : هو التمسك بالعقيدة الصحيحة ، وما يجب على العبد في ذلك ؛ لأن في هذا العالم عقائد كثيرة ، كلها فاسدة إلا العقيدة التي جاء بها كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من شوائب الشرك والبدع والمعاصي ، هذه هي العقيدة التي جاء بها كتاب الله ، ودلت عليها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي : الإسلام .
قال الله تعالى : سورة آل عمران الآية 19 إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وقال عز وجل : سورة المائدة الآية 3 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 9)(1/384)
فالإسلام هو دين الله ، لا يقبل من أحد سواه ، قال الله عز وجل :
سورة آل عمران الآية 85 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وهو دين الأنبياء كلهم ؛ فهو دين آدم أبينا عليه الصلاة والسلام ، وهو دين الأنبياء بعده : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وداود ، وسليمان ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، ودين غيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وهو دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله به للناس عامة ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : جزء من حديث رواه البخاري (3442 ، 3443) ، ومسلم (2365) (143 ، 144 ، 145) وغيرهما ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . قال في (مختار الصحاح) : بنو العلات : أولاد الرجل من نسوة شتى ، سميت بذلك ؛ لأن الذي تزوج أخرى على أولى قد كانت قبلها ناهل ، ثم عل من هذه ، و الأنبياء إخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد وفي لفظ : صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3258),صحيح مسلم الفضائل (2365),سنن أبو داود السنة (4675),مسند أحمد بن حنبل (2/463). أولاد علات .
والمعنى : أن دين الأنبياء واحد : وهو توحيد الله ، والإيمان بأنه رب العالمين ، وأنه الخلاق العليم ، وأنه المستحق للعبادة دون كل ما سواه ، والإيمان بالآخرة والبعث والنشور ، والجنة والنار والميزان ، وغير هذا من أمور الآخرة ، أما الشرائع فهي مختلفة ، وهذا معنى أولاد علات : أولاد لضرات ، كنى بهذا عن الشرائع ، كما قال سبحانه : سورة المائدة الآية 48 لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
إخوة الأب : أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات ، هكذا الأنبياء دينهم واحد وهو : توحيد الله والإخلاص له .
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 10)(1/385)
وهو معنى (لا إله إلا الله) ، وهو : إفراد الله بالعبادة ، والإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وما يتفرع بعد ذلك من البعث والنشور ، والجنة والنار ، والميزان والحساب والصراط ، وغير هذا .
هكذا الأنبياء دينهم واحد ، كلهم جاءوا بهذا الأمر - عليهم الصلاة والسلام - ولكن الشرائع تفرقت ، بمثابة الأولاد لأمهات العلات ، فشريعة التوراة فيها ما ليس في شريعة الإنجيل ، وفي الشرائع التي قبلها أشياء ليست فيها ، وفي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشياء غير ما في التوراة والإنجيل ، فقد يسر الله على هذه الأمة وخفف عنها الكثير ، كما قال جل وعلا :
سورة الأعراف الآية 157 وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ وقال عليه الصلاة والسلام : مسند أحمد بن حنبل (5/266). بعثت بالحنيفية السمحة .
فالله بعثه بشريعة سمحة ليس فيها آصار ، وليس فيها أغلال ، وليس فيها حرج ، كما قال سبحانه : سورة الحج الآية 78 وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
كان أتباع الشرائع الماضية قبل شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يتيممون عند فقد الماء ، بل يؤخرون الصلوات ويجمعونها حتى يجدوا الماء ، ثم يتوضئون ويصلون ، وجاء في هذه الشريعة المحمدية التيمم ، فمن عدم الماء أو عجز عنه تيمم بالتراب وصلى ، وجاء في ذلك أنواع كثيرة من التيسير والتسهيل .
وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة؛ إلى الجن والإنس ، والعرب والعجم ، وجعله الله خاتم الأنبياء .
وكان من قبلنا لا يصلون إلا في بيعهم ومساجدهم ومحلات
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 11)(1/386)
صلاتهم ، أما في هذه الشريعة المحمدية فإنك تصلي حيث كنت ، في أي أرض الله حضرت الصلاة صليت ، في أي أرض الله . من الصحاري والقفار ، كما قال عليه الصلاة والسلام : جزء من حديث رواه البخاري (335، 438، 3122)، ومسلم (521). وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا .
فالشريعة الإسلامية التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم شريعة واسعة ميسرة ليس فيها حرج ولا أغلال ، ومن ذلك : المريض ؛ لا يلزمه الصوم ، بل له أن يفطر ويقضي ، والمسافر يقصر الصلاة الرباعية ، ويفطر في رمضان ، ويقضي الصوم ، كما قال الله عز وجل : سورة البقرة الآية 185 وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
والمصلي إن عجز عن القيام صلى قاعدا ، وإن عجز عن القعود صلى على جنبه ، وإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقيا ، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإذا لم يجد من الأكل ما يسد رمقه من الحلال جاز له أن يأكل من الميتة ونحوها ما يسد رمقه حتى لا يموت .
فالعقيدة الإسلامية : هي توحيد الله والإخلاص له سبحانه ، والإيمان به ، وبرسله ، وبكتبه ، وبملائكته ، وباليوم الآخر من البعث والنشور ، ومن الجنة والنار وغير ذلك من أمور الآخرة ، والإيمان بالقدر خيره وشره ، وأنه سبحانه قدر الأشياء ، وعلمها وأحاط بها ، وكتبها عنده سبحانه وتعالى .
ومن أركان الإسلام : الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج .
ومن واجباته وفرائضه : الجهاد في سبيل الله ، والأمر بالمعروف
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 12)
والنهي عن المنكر ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، إلى غير ذلك .(1/387)
فالإسلام : هو الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولهذا سمي إسلاما؛ لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام .
وله أركان خمسة ، وهي : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .
والشهادتان معناهما : توحيد الله والإخلاص له ، والإيمان بأن محمدا رسوله عليه الصلاة والسلام إلى جميع الثقلين الجن والإنس ، وهاتان الشهادتان هما أصل الدين ، وهما أساس الملة ، فلا معبود بحق إلا الله وحده ، وهذا هو معنى لا إله إلا الله ، كما قال عز وجل : سورة الحج الآية 62 ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
وأما شهادة أن محمدا رسول الله فمعناها : أن تشهد - عن يقين وعلم - أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي المكي ثم المدني هو رسول الله حقا ، وهو أشرف عباد الله ، وقرابته وأسرته هم أفضل العرب على الإطلاق ، فهو خيار من خيار من خيار عليه الصلاة والسلام ، وهو أشرف الخلق وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه .
فعليك أن تؤمن بأن الله بعثه للناس عامة ؛ إلى الجن والإنس ، إلى الذكور والإناث ، إلى العرب والعجم ، إلى الأغنياء والفقراء ، إلى الحاضرة
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 13)(1/388)
والبادية ، هو رسول الله إلى الجميع ، من اتبعه فله الجنة ، ومن خالف أمره فله النار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6851),صحيح مسلم الإمارة (1835),مسند أحمد بن حنبل (2/361). كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قيل : يا رسول الله ، ومن يأبى؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى . خرجه البخاري في صحيحه صحيح البخاري (8\139). .
فهذه العقيدة الإسلامية العظيمة مضمونها : توحيد الله ، والإخلاص له ، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسوله حقا ، والإيمان بجميع المرسلين ، مع الإيمان بوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ، والإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله .
هذه هي العقيدة الإسلامية المحمدية ، وقد وقع من بعض الناس قوادح فيها ، ونواقض تنقضها يجب أن نبينها في هذه الكلمة .
والقوادح قسمان :
قسم ينقض هذه العقيدة ويبطلها ، فيكون صاحبه كافرا ، نعوذ بالله .
وقسم ينقص هذه العقيدة ويضعفها .
فالأول : يسمى : ناقضا ، وهو : الذي يبطلها ويفسدها ، ويكون صاحبه كافرا مرتدا عن الإسلام ، وهذا النوع هو : القوادح المكفرة :
وهي نواقض الإسلام ، وهي الموجبة للردة ، هذه تسمى : نواقض .
والناقض : يكون قولا ، ويكون عملا ، ويكون اعتقادا ، ويكون شكا . فقد يرتد الإنسان بقول يقوله أو بعمل يعمله ، أو باعتقاد يعتقده ، أو بشك يطرأ عليه ، هذه الأمور الأربعة كلها يأتي منها الناقض الذي يقدح في العقيدة ويبطلها ، وقد ذكرها أهل العلم في كتبهم وسموا بابها :
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 14)(1/389)
( باب حكم المرتد ) ، فكل مذهب من مذاهب العلماء ، وكل ففيه من الفقهاء ألف كتبا - في الغالب - عندما يذكر الحدود يذكر (باب حكم المرتد) : وهو الذي يكفر بعد الإسلام ، ويسمى هذا : مرتدا ، يعني : أنه رجع عن دين الله وارتد عنه ، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الجهاد والسير (2854),سنن الترمذي الحدود (1458),سنن النسائي تحريم الدم (4060),سنن أبو داود الحدود (4351),سنن ابن ماجه الحدود (2535),مسند أحمد بن حنبل (1/282). من بدل دينه فاقتلوه خرجه البخاري في الصحيح صحيح البخاري (3017). .
وفي الصحيحين : صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6525),سنن أبو داود الحدود (4354),مسند أحمد بن حنبل (4/409). أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعري إلى اليمن ، ثم أتبعه معاذ بن جبل رضي الله عنهما فلما قدم عليه قال : انزل . وألقى له وسادة ، وإذا رجل عنده موثق ، قال : ما هذا؟ قال : هذا كان يهوديا فأسلم ثم راجع دينه - دين السوء - فتهود . فقال معاذ : لا أنزل حتى يقتل ، قضاء الله ورسوله ، فقال : انزل . قال : لا أنزل حتى يقتل ، قضاء الله ورسوله ، ثلاث مرات ، فأمر به أبو موسى رضي الله عنه فقتل .
فدل ذلك على أن المرتد عن الإسلام يقتل ، إذا لم يتب ، يستتاب فإن تاب ورجع فالحمد لله ، وإن لم يرجع وأصر على كفره وضلاله يقتل ، ويعجل به إلى النار ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري (3017) . من بدل دينه فاقتلوه .
فالنواقض التي تنقض الإسلام كثيرة ، منها :
الردة بالقول : مثل : سب الله ، هذا قول ينقض الدين ، وهكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني : اللعن والسب لله ولرسوله ، أو العيب والتنقص ، مثل أن يقول : إن الله ظالم ، إن الله بخيل ، إن الله فقير ، إن الله جل وعلا
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 15)(1/390)
لا يعلم بعض الأمور ، أو لا يقدر على بعض الأمور ، كل هذه الأقوال وأشباهها سب وردة عن الإسلام .
فمن انتقص الله أو سبه أو عابه بشيء فهو كافر مرتد عن الإسلام - نعوذ بالله من ذلك - وهذه ردة قولية ، إذا سب الله أو استهزأ به أو تنقصه أو وصفه بأمر لا يليق ، كما تقول اليهود : إن الله بخيل ، إن الله فقير ونحن أغنياء ، وهكذا لو قال : إن الله لا يعلم بعض الأمور ، أو لا يقدر على بعض الأمور ، أو نفى صفات الله ولم يؤمن بها ، فهذا يكون مرتدا بأقواله السيئة .
أو قال مثلا : إن الله لم يوجب علينا الصلاة ، فهذه ردة عن الإسلام ، فمن قال : إن الله لم يوجب الصلاة فقد ارتد عن الإسلام بإجماع المسلمين ، إلا إذا كان جاهلا بعيدا عن المسلمين لا يعرف ، فيعلم ، فإن أصر كفر ، وأما إذا كان بين المسلمين ، ويعرف أمور الدين ، ثم قال : ليست الصلاة بواجبة . فهذه ردة ، يستتاب منها ، فإن تاب وإلا قتل ، أو قال : الزكاة غير واجبة على الناس ، أو قال : صوم رمضان غير واجب على الناس ، أو الحج مع الاستطاعة غير واجب على الناس ، من قال هذه المقالات كفر إجماعا ، ويستتاب فإن تاب وإلا قتل - نعوذ بالله من ذلك - وهذه الأمور ردة قولية .
ومنها : الردة بالفعل :
والردة الفعلية مثل : ترك الصلاة ، فكونه لا يصلي وإن قال : إنها واجبة - لكن لا يصلي - هذه ردة على الأصح من أقوال العلماء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : سنن الترمذي الإيمان (2621),سنن النسائي الصلاة (463),سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079),مسند أحمد بن حنبل (5/346). العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر رواه الإمام أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه بإسناد
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 16)(1/391)
صحيح ، وقوله صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الإيمان (82),سنن الترمذي الإيمان (2620),سنن أبو داود السنة (4678),سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1078),مسند أحمد بن حنبل (3/370),سنن الدارمي الصلاة (1233). بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة . أخرجه مسلم في صحيحه .
وقال عبد الله بن شقيق العقيلي - التابعي المتفق على جلالة قدره رحمه الله : (كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) رواه الترمذي السنن (2624). ، وإسناده صحيح .
وهذه ردة فعلية ، وهي ترك الصلاة عمدا .
ومن ذلك : لو استهان بالمصحف الشريف وقعد عليه مستهينا به ، أو لطخه بالنجاسة عمدا ، أو وطأه بقدمه يستهين به ، فإنه يرتد بذلك عن الإسلام .
ومن الردة الفعلية : كونه يطوف بالقبور يتقرب لأهلها بذلك ، أو يصلي لهم أو للجن ، وهذه ردة فعلية.
أما دعاؤه لهم والاستعانة بهم والنذر لهم : فردة قولية .
أما من طاف بالقبور ، يقصد بذلك عبادة الله ، فهو بدعة قادحة في الدين ، ووسيلة من وسائل الشرك ، ولا يكون ردة ، إنما يكون بدعة قادحة في الدين إذا لم يقصد التقرب إليهم بذلك ، وإنما فعل ذلك تقربا إلى الله سبحانه جهلا منه .
ومن الكفر الفعلي : كونه يذبح لغير الله ، ويتقرب لغيره سبحانه بالذبائح ، يذبح البعير أو الشاة أو الدجاجة أو البقرة لأصحاب القبور تقربا إليهم يعبدهم بها ، أو للجن يعبدهم بها ، أو للكواكب يتقرب
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 17)
إليها بذلك ، وهذا مما أهل به لغير الله ، فيكون ميتة ، ويكون كفرا أكبر ، نسأل الله العافية من ذلك ، هذه كلها من أنواع الردة والنواقض عن الإسلام الفعلية .
ومنها : الردة بالاعتقاد :(1/392)
ومن أنواع الردة العقدية التي يعتقدها بقلبه وإن لم يتكلم بها ولم يفعل ، بل بقلبه يعتقد : إذا اعتقد بقلبه أن الله جل وعلا فقير ، أو أنه بخيل ، أو أنه ظالم ، ولو أنه ما تكلم ، ولو لم يفعل شيئا ، هذا كفر - بمجرد هذه العقيدة - بإجماع المسلمين .
أو اعتقد بقلبه أنه لا يوجد بعث ولا نشور ، وأن كل ما جاء في هذا ليس له حقيقة ، أو اعتقد بقلبه أنه لا يوجد جنة أو نار ، ولا حياة أخرى ، إذا اعتقد ذلك بقلبه ولو لم يتكلم بشيء ، هذا كفر وردة عن الإسلام - نعوذ بالله من ذلك - وتكون أعماله باطلة ، ويكون مصيره إلى النار بسبب هذه العقيدة .
وهكذا لو اعتقد بقلبه - ولو لم يتكلم - أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بصادق ، أو أنه ليس بخاتم الأنبياء وأن بعده أنبياء ، أو اعتقد أن مسيلمة الكذاب نبي صادق ، فإنه يكون كافرا بهذه العقيدة .
أو اعتقد بقلبه أن نوحا ، أو موسى ، أو عيسى ، أو غيرهم من الأنبياء عليهم السلام أنهم كاذبون أو أحدا منهم ، هذا ردة عن الإسلام .
أو اعتقد أنه لا بأس أن يدعى مع الله غيره كالأنبياء أو غيرهم من الناس ، أو الشمس والكواكب أو غيرها ، إذا اعتقد بقلبه ذلك صار مرتدا عن الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول : سورة الحج الآية 62 ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 18)(1/393)
وقال سبحانه : سورة البقرة الآية 163 وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وقال : سورة الفاتحة الآية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال : سورة الإسراء الآية 23 وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وقال : سورة غافر الآية 14 فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ وقال سبحانه : سورة الزمر الآية 65 وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ والآيات في هذا المعنى كثيرة .
فمن زعم أو اعتقد أنه يجوز أن يعبد مع الله غيره؛ من ملك ، أو نبي ، أو شجر ، أو جن ، أو غير ذلك فهو كافر ، وإذا نطق وقال بلسانه ذلك صار كافرا بالقول والعقيدة جميعا ، وإن فعل ذلك ودعا غير الله واستغاث بغير الله صار كافرا بالقول والعمل والعقيدة جميعا ، نسأل الله العافية من ذلك .
ومما يدخل في هذا : ما يفعله عباد القبور اليوم في كثير من الأمصار من دعاء الأموات ، والاستغاثة بهم ، وطلب المدد منهم ، فيقول بعضهم : يا سيدي ، المدد المدد ، يا سيدي ، الغوث الغوث ، أنا بجوارك ، اشف مريضي ، ورد غائبي ، وأصلح قلبي .
يخاطبون الأموات الذين يسمونهم : الأولياء ، ويسألونهم هذا السؤال ، نسوا الله وأشركوا معه غيره - تعالى الله عن ذلك - فهذا كفر قولي وعقدي وفعلي .
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 19)
وبعضهم ينادي من مكان بعيد وفي أمصار متباعدة : يا رسول الله ، انصرني . . . ونحو هذا ، وبعضهم يقول عند قبره : يا رسول الله ، اشف مريضي ، يا رسول الله ، المدد المدد ، انصرنا على أعدائنا ، أنت تعلم ما نحن فيه ، انصرنا على أعدائنا .(1/394)
والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ؛ إذ لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه ، هذا من الشرك القولي والعملي ، وإذا اعتقد مع ذلك أن هذا جائز ، وأنه لا بأس به صار شركا قوليا وفعليا وعقديا ، نسأل الله العافية من ذلك .
وهذا واقع في دول وبلدان كثيرة ، وكان واقعا في هذه البلاد ، كان واقعا في الرياض والدرعية قبل قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فقد كانت لهم آلهة في الرياض والدرعية وغيرهما ، أشجار تعبد من دون الله ، وأناس يقال : إنهم من الأولياء يعبدونهم مع الله ، وقبور تعبد مع الله .
وكان قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه موجودا في الجبيلة حيث قتل في حروب الردة أيام مسيلمة ، كان قبره يعبد من دون الله حتى هدم ذلك القبر ، ونسي اليوم والحمد لله ، بأسباب دعوة الشيخ محمد ، قدس الله روحه وجزاه عنا وعن المسلمين أفضل الجزاء .
وقد كان في نجد والحجاز من الشرك العظيم والاعتقادات الباطلة ، ودعوة غير الله ما لا يعد ولا يحصى ، فلما جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ، أي : قبل ما يزيد عن مائتي سنة ، دعا إلى الله وأرشد الناس ، فعاداه كثير من العلماء الجهلة وأهل الهوى ، لكن الله أيده بعلماء الحق ، وبآل سعود - رحم الله الجميع - فدعا إلى الله ، وأرشد الناس إلى توحيد الله ، وبين
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 20)
لهم : أن عبادة الجن والأحجار والأولياء والصالحين وغيرهم شرك من عمل الجاهلية ، وأنها أعمال أبي جهل وأمثاله من كفار قريش في عبادتهم اللات ، والعزى ، ومناة ، وعبادة القبور ، هذه هي أعمالهم .(1/395)
فبين - رحمه الله- للناس وهدى الله على يديه من هدى ، ثم عمت الدعوة بلاد نجد والحجاز وبقية الجزيرة العربية ، وانتشر فيها التوحيد والإيمان ، وترك الناس الشرك بالله وعبادة القبور والأولياء بعد أن كانوا يعبدونها إلا من رحم الله ، بل كان بعضهم يعبد أناسا مجانين لا عقول لهم ، ويسمونهم : أولياء ، وهذا من عظيم جهلهم الذي كانوا واقعين فيه .
ومنها : الردة بالشك :
عرضنا للردة التي تكون بالقول ، والردة بالعمل ، والردة بالعقيدة ، أما الردة بالشك : فمثل الذي يقول : أنا لا أدري هل الله حق أم لا؟ أنا شاك . هذا كافر كفر شك ، أو قال : أنا لا أعلم هل البعث حق أم لا؟ أو قال : أنا لا أدري هل الجنة والنار حق أم لا؟ أنا لا أدري ، أنا شاك . فمثل هذا يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل كافرا لشكه فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وبالنص والإجماع .
فالذي يشك في دينه ويقول : أنا لا أدري هل الله حق؟ أو هل الرسول حق؟ وهل هو صادق أم كاذب؟ أو قال : لا أدري هل هو خاتم النبيين؟ أو قال : لا أدري مسيلمة كاذب أم لا؟ أو قال : ما أدري هل الأسود العنسي - الذي ادعى النبوة في اليمن - كاذب أم لا؟ هذه الشكوك كلها ردة عن الإسلام ، يستتاب صاحبها ويبين له الحق ، فإن تاب وإلا قتل . ومثل لو قال : أشك في الصلاة هل هي واجبة أم لا؟ أو الزكاة هل هي واجبة أم لا؟ وصيام رمضان هل هو واجب أم لا؟ أو
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 21)
شك في الحج مع الاستطاعة هل هو واجب في العمر مرة أم لا؟ فهذه الشكوك كلها كفر أكبر يستتاب صاحبها ، فإن تاب وآمن وإلا قتل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الجهاد والسير (2854),سنن الترمذي الحدود (1458),سنن النسائي تحريم الدم (4060),سنن أبو داود الحدود (4351),سنن ابن ماجه الحدود (2535),مسند أحمد بن حنبل (1/282). من بدل دينه فاقتلوه رواه البخاري في الصحيح صحيح البخاري (3017) . .(1/396)
فلا بد من الإيمان بأن هذه الأمور - أعني : الصلاة والزكاة والصيام والحج - كلها حق وواجبة على المسلمين بشروطها الشرعية .
هذا الذي تقدم هو القسم الأول من القوادح ، وهو القسم الذي ينقض الإسلام ويبطله ، ويكون صاحبه مرتدا يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
أما النوع الثاني : فهو وجود القوادح دون الكفر ، لكنها تضعف الإيمان وتنقصه ، وتجعل صاحبها معرضا للنار وغضب الله ، لكن لا يكون صاحبها كافرا .
وأمثلة ذلك كثيرة منها : الزنا إذا آمن أنه حرام ولم يستحله ، بل يزني ويعلم أنه عاص ، هذا لا يكون كافرا وإنما يكون عاصيا ، لكن إيمانه ناقص . وهذه المعصية قدحت في عقيدته لكن دون الكفر . فلو اعتقد أن الزنا حلال صار بذلك كافرا .
وهكذا لو قال : السرقة حلال ، أو ما أشبه ذلك ، يكون كافرا؛ لأنه استحل ما حرم الله .
وكذلك الغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وأكل الربا وأشباه ذلك ، كل هذه من القوادح في العقيدة المضعفة للدين والإيمان .
وهكذا البدع ، وهي أشد من المعاصي ، فالبدع في الدين تضعف الإيمان ، ولا تكون ردة ما لم يوجد فيها شرك .
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 22)
ومن أمثلة ذلك : بدعة البناء على القبور ، كأن يبني على القبر مسجدا أو قبة ، فهذه بدعة تقدح في الدين وتضعف الإيمان ، لكن إذا بناها وهو لا يعتقد جواز الكفر بالله ، ولم يقترن بذلك دعاء الميتين والاستغاثة بهم والنذر لهم ، بل ظن أنه بفعله هذا يحترمهم ويقدرهم ، فهذا العمل حينئذ ليس كفرا ، بل بدعة قادحة في الدين تضعف الإيمان وتنقصه ، ووسيلة إلى الشرك .
ومن أمثلة البدع : بدعة الاحتفال بالمولد النبوي ؛ حيث يحتفل بعض الناس في الثاني عشر من ربيع الأول بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا العمل بدعة ، لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون ، ولم يفعلها أهل القرن الثاني ولا الثالث ، بل هذه بدعة محدثة .(1/397)
أو الاحتفال بمولد البدوي ، أو عبد القادر الجيلاني ، أو غيرهما ، فالاحتفال بالموالد بدعة من البدع ، ومنكر من المنكرات التي تقدح في العقيدة ؛ لأن الله ما أنزل بها من سلطان ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الجمعة (867),سنن النسائي صلاة العيدين (1578),سنن ابن ماجه المقدمة (45),مسند أحمد بن حنبل (3/311),سنن الدارمي المقدمة (206). وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة رواه مسلم جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه (867) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما . ، وقال عليه الصلاة والسلام : صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته صحيح البخاري (2697) ، صحيح مسلم (1718) [17]، واللفظ هنا لمسلم ، وعند البخاري : ((ما ليس فيه)) . ، أي : فهو مردود عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام : صحيح مسلم الأقضية (1718),مسند أحمد بن حنبل (6/256). من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد خرجه مسلم في صحيحه ، وقال : رواه الإمام أحمد في مسنده (4\126 ، 127) ، وأبو داود (4607) ، والترمذي (2676) ، وابن ماجه (42) ، والحاكم (1\95) وصححه من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه . إياكم
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 23)
ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .(1/398)
فالبدع من القوادح في الدين التي دون الكفر ، إذا لم يكن فيها كفر ، أما إذا كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به وطلبه النصر صار شركا بالله ، وكذا دعاؤهم : يا رسول الله انصرنا ، المدد المدد يا رسول الله .. الغوث الغوث ، أو اعتقادهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو غيره ، كاعتقاد بعض الشيعة في علي والحسن والحسين أنهم يعلمون الغيب ، كل هذا شرك وردة عن الدين ، سواء كان في المولد أو في غير المولد .
ومثل هذا قول بعض الرافضة : إن أئمتهم الاثني عشر يعلمون الغيب ، وهذا كفر وضلال وردة عن الإسلام؛ لقوله تعالى : سورة النمل الآية 65 قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ
أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية ، وذكر ما جرى في مولده وغزواته ، فهذا بدعة في الدين تنقصه ولكن لا تنقضه .
ومن البدع : ما يعتقده بعض الجهال في شهر صفر من أنه لا يسافر فيه ، فيتشاءمون به انظر فتح الباري : (10\ 158 ، 159) . ، وهذا جهل وضلال ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الطب (5421),صحيح مسلم السلام (2225),سنن ابن ماجه الطب (3540). لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة متفق على صحته ، وزاد مسلم : رواه البخاري في مواضع مختلفة في صحيحه ، وبألفاظ عدة ، منها (5774) كتاب الطب ، باب (لا عدوى ولا طيرة) ، ورواه مسلم (2221) أيضا . ولا نوء ولا غول ؛ لأن اعتقاد العدوى والطيرة والتعلق
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 24)
بالأنواء أو الغول ، كل هذه من أمور الجاهلية التي تقدح في الدين .(1/399)
ومن زعم أن هناك عدوى فهذا باطل ، ولكن الله جعل المخالطة لبعض المرضى قد تكون سببا لوجود المرض في الصحيح ، ولكن لا تعدي بطبعها ، ولما سمع بعض العرب قول النبي صلى الله عليه وسلم : رواه البخاري (5717 ، 5770 ، 5775) ، ومسلم (2220) [101، 102، 103] . لا عدوى... قال : يا رسول الله ، الإبل تكون في الرمال كأنها الظباء ، فإذا دخلها الأجرب أجربها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : فمن أعدى الأول؟ أي : من الذي أنزل الجرب في الأول؟ .
فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى إذا شاء أجربها بسبب هذا الجرب ، وإن شاء لم يجربها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : رواه البخاري (5771) ، ومسلم (2221) ، والممرض : هو الذي له إبل مرضى ، والمصح: من له إبل صحاح . لا يوردن ممرض على مصح يعني : لا توردوا الإبل المريضة على الصحيحة ، بل تكون هذه على حدة وهذه على حدة ، وذلك من باب اتقاء الشر والبعد عن أسبابه ، وإلا فالأمور بيد الله ، لا يعدي شيء بطبعه ، إنما هو بيد الله : سورة التوبة الآية 51 قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا فالخلطة من أسباب وجود المرض فلا
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 25)
تنبغي الخلطة ، فالأجرب لا يخالط الصحيح ، هكذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الاتقاء والحذر من أسباب الشر ، لكن ليس المعنى : أنه إذا خالط فإنه سيعدي ، لا ، قد يعدي وقد لا يعدي ، والأمر بيد الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الطب (5387),صحيح مسلم السلام (2220),سنن أبو داود الطب (3911),مسند أحمد بن حنبل (2/434). فمن أعدى الأول؟ .(1/400)
ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم : رواه البخاري في صحيحه (3707) تعليقا ، ورواه أحمد في مسنده 2\443 ، وذكر الحافظ ابن حجر في شرحه (فتح الباري) (10\158) : أن أبا نعيم وصله من طريق أبي داود الطيالسي ، وسنده صحيح ، وذكر أيضا أن ابن خزيمة وصله كذلك ، وقال البغوي بعد أن أورده في شرح السنة (3247) فر من المجذوم فرارك من الأسد والمقصود : أن تشاؤم أهل الجاهلية بالعدوى وبالتطير أو الهامة - وهي : روح الميت ، يقولون : إنها تكون كأنها طائر حول قبره يتشاءمون بها - وهذا باطل لا أصل له ، وروح الميت مرتهنة بعمله إما فى الجنة أو النار .
والطيرة والتشاؤم بالمرئيات والسمعيات من عمل الجاهلية ، حيث كانوا يتشاءمون إذا رأوا شيئا لا يناسبهم مثل الغراب ، أو الحمار الأسود ، أو مقطوع الذنب ، أو ما أشبه ذلك ، فيتشاءمون به ، هذا من جهلهم وضلالهم ، قال الله جل وعلا في الرد عليهم : سورة الأعراف الآية 131 أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ فالله بيده الضر والنفع ، وبيده العطاء والمنع ، والطيرة لا أصل لها ، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له ، بل هو شيء باطل ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الطب (5422),صحيح مسلم السلام (2223),سنن ابن ماجه الطب (3536),مسند أحمد بن حنبل (2/267). لا طيرة .
ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به : ألا يرجع عن حاجته ، فلو خرح ليسافر ، وصادفه حمار غير مناسب أو رجل غير مناسب أو ما أشبه ذلك ، فلا يرجع ، بل يمضي في حاجته ويتوكل
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 26)
على الله ، فإن رجع فهذه هي الطيرة ، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر ، بل هي من الشرك الأصغر .
وهكذا سائر البدع ، كلها من القوادح في العقيدة ، لكنها دون الكفر ، إن لم يصاحبها كفر .(1/401)
فهذه البدع مثل : بدعة الموالد ، والبناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ، ومثل صلاة الرغائب هذه كلها بدع ، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج التي يحددونها بسبع وعشرين من رجب ، هذه بدعة ليس لها أصل ، وبعض الناس يحتفل بليلة النصف من شعبان ويعمل فيها أعمالا يتقرب بها ، وربما أحيا ليلها أو صام نهارها يزعم أن هذا قربة ، فهذا لا أصل له ، والأحاديث فيه غير صحيحة ، بل هو من البدع .
والجامع في هذا : أن كل شيء من العبادات يحدثه الناس ولم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ولم يقره فهو بدعة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، وقال : صحيح مسلم الأقضية (1718),مسند أحمد بن حنبل (6/256). من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وكان يقول في خطبة الجمعة : جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه (867) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما . وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، يحذر الناس من البدع ويدعوهم إلى لزوم السنة صلى الله عليه وسلم .
فالواجب على أهل الإسلام أن يلزموا الإسلام ويستقيموا عليه ، وفي هذا كفايتهم وكمالهم ، فليسوا بحاجة إلى بدع ، يقول الله تعالى : سورة المائدة الآية 3 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
(الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 27)
فالله أكمل الدين وأتمه بحمده وفضله ، فليس الناس بحاجة إلى بدع يأتون بها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : رواه أبو داود (4607) ، والترمذي (2678) ، وابن ماجه (42 ، 43 ، 44) . عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ .(1/402)
فليس الناس بحاجة إلى بدع زيد وعمرو ، بل يجب التمسك بما شرعه الله ، والسير على منهج الله ، والوقوف عند حدوده ، وترك ما أحدثه الناس ، كما قال الله سبحانه وتعالى ذما للبدع وأهلها : سورة الشورى الآية 21 أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ
وفق الله الجميع لما فيه الخير ، وأصلح أحوال المسلمين ، ووفقهم للفقه في دينه ، وجنبهم أسباب الزيغ والضلال والانحراف ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين .
---
(1/403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 3
---
مدارسة في تفسير القرطبي 3
---
محمد العبدالهادي
06-18-2003, 07:50 PM
نقل القرطبي في تفسيره عن أبي حنيفة والشافعي المنع من المسح على الجوربين إلا أن يكونا مجلدين وهو أحد قولي مالك . (6/ 102 ) ط : دار الكتب المصرية .
فما معنى قوله : مجلدين ؟ هل يقصد بذلك أن يكون الجورب مخلوط بالجلد ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2003, 08:01 PM
بسم الله
جَوْرَبٌ مُجَلَّدٌ وُضِعَ الْجِلْدُ عَلَى أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ
---
محمد العبدالهادي
06-19-2003, 01:54 PM
إلى الأخ محمد القحطاني- وفقه الله - نفعنا الله بعلمك ، هلا ذكرت المصدر الذي نقلت منه هذه المعلومة .
---
(1/404)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح جميل لكتاب زاد المستقنع لفضيلة الشيخ/ حمد بن عبد الله الحمد على شكل كتب ألكتروني
---
شرح جميل لكتاب زاد المستقنع لفضيلة الشيخ/ حمد بن عبد الله الحمد على شكل كتب ألكتروني
---
إمداد
04-08-2005, 12:04 AM
يمكنك الآن تحميل شرح كتاب زاد المستقنع لفضيلة الشيخ حمد بن عبدالله الحمد بتقنية الكتاب الألكتروني.
من هنا بارك الله فيك ورزقك العلم النافع (http://www.al-zad.net/)
---
(1/405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جماليات المفردة القرآنية .... في كتب الإعجاز والتفسير
---
جماليات المفردة القرآنية .... في كتب الإعجاز والتفسير
---
فهد الوهبي
10-08-2005, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مسالة الجمال وإدراكه قضية فطرية، فطر الله الخلق عليها ، وخلق صفة الجمال .. وقد تذوق العرب جمال لغة القرآن وعلو أسلوبه وبيانه..
وهنا أحب التعريف برسالة علمية في هذا الموضوع وهي :
جماليات المفردة القرآنية .. في كتب الإعجاز والتفسير
إعداد :
أحمد ياسوف
إشراف وتقديم :
الدكتور نور الدين عتر
قال الدكتور نور الدين عتر : " وقد استكمل الباحث دراسته ، وأحاط بالموضوع في ضوء خطة شاملة جوانب الدراسة ، فتناول فيها دراسة الجوانب الجمالية للمفردة القرآنية بصورة عامة ، ثم درس إسهام المفردة القرآنية في الجمال البصري، ثم أتبعه بجمال المفردة السمعي، ثم أكمل الجوانب ببحث الظلال التي تضيفها المفردة على المعنى .. إلى آخر ما هناك من دراسات فنية جمعت بين القديم والحديث، بالإضافة إلى فنون البلاغة واللغة والإعراب، وغير ذلك مما يحتاج إلى مزيد من الصبر والثبات لتقديم دراسة مبتكرة تفيد من دراسات القدامى ومن نظريات المحدثين ". ( ص : 3 ـ 4 )
وهي رسالة قدمت لنيل درجة الماجستير في الآداب ( الدراسات الأدبية ).
- وقد اشتملت الرسالة على :
- مدخل : في مفهوم الجميل عند العلماء المسلمين .
- الفصل الأول : الجوانب الجمالية في المفردة القرآنية . وفيه :
1- جمال المفردة في الأدب .
2- المفردة والنظم في كتب الإعجاز .
3- الترادف والفروق .
4- الأثر الموسيقي لمفردات القرآن .
- الفصل الثاني : إسهام المفردة القرآنية في الجمال البصري . وفيه :
1- إسهام المفردة في التجسيم .
2- مفردات الطبيعة والأحياء .
3- إسهام المفردة في التشخيص .(1/406)
4- جمالية الحركة في المفردة .
- الفصل الثالث : إسهام المفردة القرآنية في الجمال والسعي . وفيه :
1- الانسجام بين المخارج .
2- المفردات الطويلة في القرآن .
3- مفهوم خفة المفردات .
4- الحركات والمدود.
5- مظاهر الأونوماتوبيا .
- الفصل الرابع : ظلال المفردة والمعنى . وفيه :
1- دلائل صيغ مفردات القرآن .
2- الدلائل التهذيبية في مفردات القرآن .
3- سمة الاختزان في مفردات القرآن .
4- مناسبة المقام .
5- تمكن الفاصلة .
- الخاتمة والفهارس .
والكتاب يقع في 364 صفحة ، وهو كتاب نفيس طبع في دار الكتبي الطبعة الأولى عام 1415هـ .
والله أعلم ...
---
عبدالرحمن الشهري
10-11-2005, 06:32 PM
أحسن الله إليكم على هذا العرض ، والكتاب كما تفضلتم يدور حول فكرة دقيقة جديرة بالتأمل من الباحث المتخصص ، حيث إن الناس في زماننا هذا قد كثرت أسئلتهم عن الأمور الجمالية في المفردات القرآنية ، وربما كان ذلك لكثرة عناية أهل زماننا بالجمال والذوقيات بصفة عامة. والكتاب قد حاول استقصاء الموضوع ولم يتمكن لسعته وحاجته إلى طول تأمل وتدبر ، ورهافة حس وذوق على حد قول عبدالقاهر الجرجاني .
بارك الله فيكم أبا مبارك ، ولا عدمنا فوائدكم.
---
فهد الوهبي
10-19-2005, 12:43 AM
ولكم جزيل الشكر والكاتب أحد أعضاء هيئة التدريس لدينا في الكلية
---
(1/407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب في أسماء الله
---
سؤال عن كتاب في أسماء الله
---
البتار الشامي
08-08-2003, 10:10 PM
السلام عليكم و رحمة الله
يا إخوه هل قرأ أحد منكم كتاب الشيخ عمر الأشقر بعنوان: أسماء الله و صفاته في معتقد أهل السنة و الجماعة?
أنا اريد حفظ أسماء الله التسع و التسعين و وجدت قائمتين في ذالك احداهما في كتاب الشيخ عمر الأشقر و الاخر في كتاب للشيخ علوي سقاف بعنوان: صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة http://www.dorar.net/htmls/files/sbook3.zip
أي القائمتين أصح إستدللا و سندا? و أيهما أشمل و أفضل?
جزاكم الله خيرا.
---
السماحة
08-12-2003, 01:57 PM
من افضل الكتب في شرح الاسما الحسنى كتاب: النهج الاسمى في شرح اسماء الله الحسنى ..تأليف : محمد الحمود النجدي ......سمعت الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله يقول عنه:هذا الكتاب من أحسن ما ألف في شرح اسماء الله الحسنى.....
الكتاب يقع في ثلاثة مجلدات ,كل مجلد قرابة اربعمئة صفحة او اكثر ,الناشر :مكتبة الامام الذهبي , الكويت,توزيع مكتبة ابن الجوزي في السعودية...
---
أضواء البيان
08-12-2003, 04:15 PM
من الكتب الجيدة في هذا الباب كتاب : ( أسماء الله الحسنى ) وهو رسالة ماجستير أعدها : عبدالله بن صالح الغصن ، جامعة الإمام محمد بن سعود.
وكتاب : ( شرح أسماء الله تعالى الحسنىوصفاته الواردة في الكتب الستة ) إعداد: حصة عبدالعزيز الصغير.
ولعل أكثر ما يفيدك فيهما معرفة ماثبت من الأسماء والصفات ، وما لم يثبت منهما.
---
أضواء البيان
08-12-2003, 11:29 PM
ومن الكتب المفيدة ـ أيضا ـ كتاب :( شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ) للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني.
---
أبو أمامة
08-15-2003, 02:18 AM(1/408)
من المهم جداً .. أن تنظر في كتاب الشيخ محمد العثيمين _ رحمه الله_ ( القواعد المثلى ) فستجد فيه ما توصل إليه الشيخ _ بنفسه _من أسماء الله وصفاته . مرتبة ومرقمة .
---
(1/409)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم الوقف على المدّ العارض للسكون الذي آخره هاء التأنيث نحو { الصلاة}
---
حكم الوقف على المدّ العارض للسكون الذي آخره هاء التأنيث نحو { الصلاة}
---
محمد يحيى شريف
05-16-2005, 05:37 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إذا كان المدّ العارض للسكون آخره هاء التأنيث وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء نحو { الصلاة } { الزكوة } ، { التورة } ، { مزجة } ففيه الأوجه الثلاثة القصر والتوسّط والطول بالسكون المحض ولا يجوز فيها الروم والإشمام سواء كانت التاء مكسورة نحو { ببضاعةٍ مزجةٍ } أم مضمومة نحو { أن تُنزَّل التورةُ } لأنّها مستثناة من الروم الإشمام.والعلّة من استثنائها أنّ هاء التأنيث مبدلة من التاء التي كانت في الوصل. والروم الإشمام لايدخلان في حرف كانت الحركة في غيره ولم تكن فيه. وهي لا تكون مفتوحة ولا مضمومة ولا مكسورة لأنّها معربة دائماً وليست مبنيّة (انظر هداية القارئ 1/320).
اختلف العلماء في المدّ العارض للسكون الذي يقع قبل هاء التأنيث إلى قولين :
الأوّل : جواز المدّ فيه بالقصر والتوسّط والطول كبقيّة المدود العارضة وذلك لعروض هاء التأنيث لأنّها لا تثبت إلاّ في الوقف والسكون تابع للهاء فيأخذ حكم العروض بالتّبعيّة.(1/410)
الثاني : يمدّ مداً طويلاً وجهاً واحداً كالمدّ اللازم والحجّة في ذلك أنّ هاء التأنيث وإن كانت عارضة فالسكون الذي فيها لازمٌ لها إذ حيث وُجِدت الهاء وُجد السكون معها ، وليس في كلام العرب هاء تأنيث مكسورة أو مضمومة أو مفتوحة ، ولمّا كان سبب اللزوم هو السكون لا الحرف وكان السكون ملازم للهاء ولو كانت الهاء عارضة أخذ السكون حكم اللزوم. وممّا يُقوّى هذا المذهب الوقف على كلمة { الئىِ } حيث جاز لورش عند الوقف عليها حذف الياء وإبدال الهمزة ياءاً ساكنة مع إشباع المدّ بقدر ستّ حركات لأجل سكون الياء (الآيْ) وقد اتفق كلّ الرواة عن ورش في ذلك. الملاحظ أنّ كلمة (الآيْ) ككلمة (الصلاة) لأنّ الياء في (الآيْ) عارضة لا تكون إلاّ في الوقف كما في هاء (الصلوة) ، والسكون الذي في الياء من (الآيْ) لازم لأنّ الياء لا تتحرّك وقفاً كما في سكون الهاء من (الصلوة). وممن ذهب إلى ترجيح هذا المذهب العلاّمة المارغني في كتابه نجوم الطوالع ص52،و53 والعلاّمة الصفاقصي في كتابه غيث النّفع وأبو عمرو الداني في مفرداته على ما ذكره المارغني من نفس المصدر، والشيخ المرصفي في كتابه هداية القارئ ص (1/322).
والذي يظهر والله أعلم أنّ القراءات المقروءة اليوم هي من ّكتاب النّشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمة الله وهو تلقّى هذه القراءات بالسند إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولو كان ما ذكره العلاّمة المارغني وغيره من الترجيح صحيحٌ لسبقه في ذلك إمام الفنّ ابن الجزري وغيره من المحققين القدامى والأصل في القراءة هو الاتّباع ، والقياس لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نص كما ذكر بن الجزري في النشر ولذلك قال الشاطبي :
وما لقياسٍ في القراءة مدخلٌ......فدونك ما فيه الرضا متكفّلا(1/411)
فالقياس يُرجع إليه عند الضرورة وهو الغموض في المسئلة وعدم وجود نصوص نحو الإظهار مع السكت في { مالية هلك } إذ لا يمكن أن يتأتى الإظهار إلاّ مع السكت لبعد مخرج الهاء وخفائها وكذلك الوقف على كلمة { شيء} ونحوها بالسكت في رواية حفص من طريق التجريد لابن الفحام والروضة للمالكي والتذكار لابن شيطا وهم من طرق الطيّبة ، فأوجب العلماء الوقف على { شيء } ونحوها بالروم ضرورة وأخذاً بالقياس إذ لا يمكن أنّ نقف بالسكون مع السكت.
ومن الملاحظ أنّ الترجيح الذي ذهب إليه العلاّمة المارغني رحمه الله من إشباع العارض للسكون في نحو {الصلاة}مبنيّ على القياس المحض والمسألة ليس فيها غموض ولا ضرورة فلا حاجة للقياس حينئذ ، وقد نص جمهور العلماء لا سيما القدامى على جواز القصر والتوسّط والطول في المدّ العارض للسكون من غير قيد فكيف يقابل النص بالقياس، وعلى هذا يقدّم جواز القصر والتوسّط والطول في المدّ العارض للسكون الذي يكون قبل هاء التأنيث وهو المعمول به اليوم في معظم الأقطار الإسلاميّة ولا مانع من الأخذ بالمذهب الثاني والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد يحي شريف الجزائري
---
(1/412)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل: (طوالع النجوم في موافق المرسوم في القراءات الشاذة عن المشهور)، للديواني
---
حمل: (طوالع النجوم في موافق المرسوم في القراءات الشاذة عن المشهور)، للديواني
---
نورة
03-21-2007, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانات المخطوط:
عنوان المخطوط: طوالع النجوم في موافق المرسوم في القراءات الشاذة عن المشهور
اسم المصنف: الديواني, علي بن محمد بن أبي سعد, أبو الحسن الواسطي
بداية النسخة:
نهاية النسخة:
عدد الأوراق: 79
عدد أسطر الورقة:
مصدر المخطوط: إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف الكويتية: 282-3
ملاحظات: بخط مؤلفه
لتحميل المخطوط: اضغط هنا (http://wadod.com/open.php?cat=5&book=424)
---
منصور مهران
03-23-2007, 02:52 AM
أختنا نوره
حفظك الله ورعاك وسدد خطاك
وشكر لك مسعاك :
آمين
---
مروان الظفيري
03-23-2007, 09:45 AM
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
---
(1/413)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح لرسائل في الاسرائليات
---
اقتراح لرسائل في الاسرائليات
---
متعلم
10-29-2003, 07:45 PM
ما رأي فضيلتكم في رسائل ماجستير توزع على مجموعة من الطلاب بعنوان ( الإسرائليات في كتب التفاسير ) ويوزع بحسب اجزا القرآن أو السور، ويقومون بجمع كل الإسرائليات ومن ثم دراستها بالرجوع لكتب السنة وكذلك بالرجوع لكتاب العهد القديم والعهد الجديد .
حتى يتيسر ضبط كتب التفسير وصونها من الكذب على الانبياء ، وتمييز الصحيح من السقيم .
فما رأيكم ؟؟
---
متعلم
10-29-2003, 07:50 PM
لقد سبق ان اضفت هذه المشاركة ضمن احدى المواضيع ، ولكن رغبة في أن تكون المشاركة أعم وأشمل ، رأيت أن أضعها هنا .
وبانتظار الرد من الإخوة ،،،
---
مساعد الطيار
10-30-2003, 01:13 PM
الأخ الفاضل متعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فما طرحته من كون الإسرائيليات تحتاج إلى بحوث تطبيقية ، فإني أوافقك عليه ، ويا حبَّذا لو طُرِحت بعض الأفكار التي يحسن تناولها في هذا الموضوع ، كما أشير إلى أنه قد سبق في التعليق على كلام أبي بيان في الإسرائيليات شيء من هذا ، والله الموفق .
---
متعلم
10-30-2003, 07:03 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
أشكرك فضيلة الشيخ مساعد . وسوف اطرح لاحقا ما يحضرني من أفكار لهذا الموضوع ، ونود المشاركة من بقية الأخوة الفضلاء .
---
(1/414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عقيدة الأئمة الأربعة
---
عقيدة الأئمة الأربعة
---
أبو حفص السكندري
02-16-2006, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة الإمام أبي حنيفة - 150 هـ -
هذه طائفة من أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ... فيما يعتقده في مسائل أصول الدين ... مع بيان موقفه من علم الكلام :
أ - أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد :
أولا : عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي :
1 - قال أبو حنيفة : ( لا ينبغي لاحد أن يدعو الله إلا به ، والدعاء المأذون فيه ، المأمور به ، ما استفيد من قوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) [ الدر المختار من حاشية المختار 6/396-397 ] .
(2) قال أبو حنيفة : ( يكره أن يقول الداعي : أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ) [ شرح العقيدة الطحاوية 234، واتحاف السادة المتقين 2/285 ، وشرح الفقه الأكبر للقاري 189 ] .
(3) وقال أبو حنيفة : ( لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به ، وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك ، أو بحق خلقك ) . [ التوسل والوسيلة ص82 , وانظر شرح الفقه الأكبرص198]
ثانيا : قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية :
(4) وقال : ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف ، وهو قول أهل السنة والجماعة ، وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال : غضبه عقوبته ، ورضاه ثوابه ، ونصفه كما وصف نفسه ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، حي قادر سميع بصير عالم ، يد الله فوق ايديهم ، ليست كايدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه ) [ الفقه الابسط 56 ] .(1/415)
(5) وقال : ( وله يد ووجه ونفس ، كما ذكره الله تعالى في القرآن ، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس ، فهو له صفات بلا كيف ، ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته ، لأن فيه إبطال الصفة ، وهو قول أهل القدر والاعتزال ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(6) وقال : ( لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء ، بل يصفه بما وصف به نفسه ، ولا يقول فيه برأيه شيئا تبارك الله وتعالى رب العالمين ) [ شرح الطحاوية 2/427 ، جلاء العينين 368 ] .
(7) ولما سئل عن النزول الإلهي قال : ( ينزل بلا كيف ) [ عقيدة السلف أصحاب الحديث 42 ، الأسماء والصفات للبيهقي 456 ، شرح الطحاوية 245 ، شرح الفقه الأكبر للقاري 60 ] .
(8) وقال أبو حنيفة : ( والله تعالى يدعى من أعلى لا من اسفل ، لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء ) [ الفقه الابسط 51 ] .
(9) وقال : ( وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه ) [ الفقه الأبسط 56 ] .
(10) وقال : ( ولا يشبه شيئا من الاشياء من خلقه ، ولا يشبهه شيء من خلقه ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ) [ الفقه الأكبر 301 ] .
(11) وقال : ( وصفاته بخلاف صفات المخلوقين ، يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا ، ويسمع لا كسمعنا ، ويتكلم لا ككلامنا ) [ الفقه الأكبر 302 ] . (12) وقال : ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ) [ الفقه الابسط 56 ] .
(13) وقال : ( من وصف الله بمعنى من معاني البشر ، فقد كفر ) [ العقيدة الطحاوية ] .
(14) وقال : ( وصفاته الذاتية والفعلية ، أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة ، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ) [ الفقه الأكبر 301 ] .(1/416)
(15) وقال : ( ولم يزل فاعلا بفعله ، والفعل صفة في الأزل ، والفاعل هو الله تعالى ، والفعل صفة في الأزل ، والمفعول مخلوق ، وفعل الله تعالى غير مخلوق ) [ الفقه الأكبر 301 ] .
(16) وقال : ( من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر ، وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض ) [ الفقه الأبسط 46 ، ونقل نحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 48/5 ، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية 139 ، والذهبي في العلو 101 -102 ، وابن قدامة في العلو 116 ، وابن أبي العز في شرح الطحاوية 301 ] .
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده ؟ ، قال : ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض ) ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى { وهو معكم } ؟ قال : ( هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه ) [ الأسماء والصفات 429 ] .
(18) وقال كذلك : ( يد الله فو أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ) [ الفقه الأبسط 56 ] .
(19) وقال : ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض ) ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى [ وهو معكم ] ؟ ، قال : ( هو كما تكتب لرجل إني معك ، وأنت غائب عنه ) [ الأسماء والصفات 2/170 ] .
(20) وقال : ( قد كان متكلما ولم يكن ، كلم موسى عليه السلام ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(21) وقال : ( ومتكلما بكلامه ، والكلام صفة في الأزل ) [ الفقه الأكبر 301 ] .
(22) وقال : ( ويتكلم ، لا ككلامنا ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(23) وقال : ( وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى ، كما قال الله تعالى { وكلم موسى تكليما } ، وقد كان الله تعالى متكلما ولم يكن كلم موسى عليه السلام ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(24) وقال : ( والقرآن كلام الله ، في المصاحف مكتوب ، وفي القلوب محفوظ ، وعلى الألسن مقروء ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أنزل ) [ الفقه الأكبر 301 ] .(1/417)
(25) وقال : ( والقرآن غير مخلوق ) [ الفقه الأكبر 301 ] .
ب - أقوال الإمام أبي حنيفة في القدر :
(1) جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر ، فقال له : ( أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس ، كلما إزداد نظرا إزداد تحيرا ) [ قلائد عقود العقيان ق77ب ] .
(2) يقول الإمام أبو حنيفة : ( وكان الله تعالى عالما في الأزل بالاشياء قبل كونها ) [ الفقه الأكبر 302-303 ] .
(3) وقال : ( يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوما ، ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده ، ويعلم الله تعالى الموجود في حالة وجوده موجودا ، ويعلم كيف يكون فناؤه ) [ الفقه الأكبر 302 - 303 ] .
(4) يقول الإمام أبو حنيفة : ( وقدره في اللوح المحفوظ ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(5) وقال : ( ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب ، فقال القلم : ماذا أكتب يا رب ؟ فقال الله تعالى : أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، لقوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر } ) [ الوصية مع شرحها 21 ] .
(6) وقال الإمام أبو حنيفة : ( ولا يكون شيء في الدنيا ولا في الآخرة إلا بمشيئته ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(7) ويقول الإمام أبو حنيفة : ( خلق الله الأشياء لا من شيء ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(8) وقال : ( وكان الله تعالى خالقا قبل ان يخلق ) [ الفقه الأكبر 304 ] .
(9) وقال : ( نقر بأن العبد مع اعماله وإقراره ومعرفته مخلوق ، فلما كان الفاعل مخلوقا ، فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة ) [ الوصية مع شرحها 14 ] .
(10) وقال : ( جميع أفعال العباد من الحركة والسكون : كسبهم ، والله تعالى خالقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ) [ الفقه الأكبر 303 ] .(1/418)
(11) قال الإمام أبو حنيفة : ( وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة ، والله تعالى خلقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ، والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره ، والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته ، لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره ) [ الفقه الأكبر 303 ] .
(12) وقال : ( خلق الله تعالى الخلق سليما من الكفر والإيمان ، ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم ، فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه ، وآمن من أمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له ) [ الفقه الأكبر 302-303 ] … والصواب : خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام ، كما سيبينه الإمام أبو حنيفة في قوله الآتي .
(13) وقال : ( وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر ، فجعلهم عقلاء ، فخاطبهم وأمرهم بالإيمان ، ونهاهم عن الكفر ، فأقروا له بالربوبية ، فكان ذلك منهم إيمانا ، فهم يولدون على تلك الفطرة ، ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير ، ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(14) وقال : ( وهو الذي قدر الأشياء وقضاها ، ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ، وكتبه في اللوح المحفوظ ) [ الفقه الأكبر 302 ] .
(15) وقال : ( لم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان ، ولكن خلقهم اشخاصا ، والإيمان والكفر فعل العباد ، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره ، فإذا آمن بعد ذلك ، فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير أن يتغير علمه ) [ الفقه الأكبر 303 ] .
ج - أقوال الإمام أبي حنيفة في الإيمان :
(1) قال : ( والإيمان هو الإقرار والتصديق ) [ الفقه الأكبر 304 ] .(1/419)
(2) وقال : ( الإيمان إقرار باللسان ، وتصديق بالجنان ، والإقرار وحده لا يكون إيمانا ) [ كتاب الوصية مع شرحها 2] ، ونقله الطحاوي عن ابي حنيفة وصاحبه [ شرح الطحاوية 306 ] .
(3) وقال أبو حنيفة : ( والإيمان لا يزيد ولا ينقص ) [ الوصية مع شرحها 3 ] .
قلت : قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه ، وقوله في مسمى الإيمان ، وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان ، وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان … قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام - مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم - والحق معهم ، وقول أبي حنيفة مجانب للصواب ، وهو مأجور في الحالين ، وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله [ التمهيد لابن عبد البر 9/247 ، شرح الطحاوية 395 ] … والله أعلم .
د - أقوال الإمام أبي حنيفة في الصحابة :
(1) قال الإمام أبو حنيفة : ( ولا نذكر أحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير ) [ الفقه الأكبر 304 ] .
(2) وقال : ( ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا نوالي أحدا دون أحد ) [ الفقه الأبسط 40 ] .
(3) ويقول : ( مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة ، خير من عمل أحدنا جميع عمره ، وإن طال ) [ مناقب أبي حنيفة للمكي 76 ] .
(4) وقال : ( ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين ) [ الوصية مع شرحها 14 ] .
(5) وقال : ( افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل ) [ النور اللامع ق119-ب ] .
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين :(1/420)
(1) قال الإمام أبو حنيفة : ( أصحاب الأهواء بالبصرة كثير ، ودخلتها عشرين مرة ونيفا ، وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظانا أن علم الكلام أجل العلوم ) [ مناقب أبي حنيفة للكردي 137 ] .
(2) وقال : ( كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع ، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان ، فجاءتني امرأة فقالت : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها ؟ فلم أدر ما أقول ، فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني ، فسألت حمادا ، فقال : يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج ، فرجعت فأخبرتني ، فقلت : لا حاجة لي في الكلام ، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد ) [ تاريخ بغداد 13/333 ] .
(3) وقال : ( لعن الله عمرو بن عبيد ، فإنه أحدث للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام ) [ ذم الكلام للهروي 28-31 ] .
(4) وقال حماد بن أبي حنيفة : ( دخل علي أبي رحمه الله يوما وعندي جماعة من أصحاب الكلام ، ونحن نتناظر في باب ، قد علت أصواتنا ، فلما سمعت حسه في الدار خرجت إليه ، فقال لي: يا حماد من عندك ؟ قلت : فلان وفلان وفلان ، سميت من كان عندي ، قال : وفيم انتم ؟ قلت : في باب كذا وكذا ، فقال لي : يا حماد دع الكلام ، قال ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهي عنه ، فقلن له : يا أبت ألست كنت تأمرني به ؟! قال : بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه ، قلت : ولم ذاك ؟! فقال : يا بني إن هؤلاء المختلفين في ابواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتباينوا … ) [ مناقب أبي حنيفة للمكي 183-184 ] .
(5) وقال أبو حنيفة لأبي يوسف : ( إياك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام ، فإنهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك ) [ مناقب أبي حنيفة للمكي 373 ](1/421)
هذه طائفة من أقواله رحمه الله … وما يعتقده في مسائل أصول الدين ، وموقفه من الكلام والمتكلمين .
-------------------
(كتاب / اعتقاد أئمة السلف ) جمع / د ز محمد بن عبد الرحمن الخميس
العقيدة الصحيحة عن أبى حنيفة .. هنا
http://www.arabcastle.net/vb/uploaded2/45554878678.gif
http://www.rubat.com/phpbb/files/aqwal-009_117.jpg
---
(1/422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {18}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {18}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-21-2004, 03:38 PM
(((الشيطان والجهات الاربع)))
يقول الله سبحانه وتعالى محذرا عباده ((يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون))
{الأعراف آية:27}
وقد بين الله تعالى الاعيب الشيطان في كثير من الآيات القرآنية ,وحذَر المؤمنين من الوقوع في حبائله ,لأنَ الشيطان لايبتغي سوى إضلال المؤمنين وإبعادهم عن الصراط المستقيم , والله عزوجل أعطى المؤمنين حرزا حصينا من الشيطان .فقال تعالى :((وإما ينزغنَك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ))
{فصِلت آية:36}
وقد أمرنا الله عزوجل وبين لنا أن نستعين به سبحانه وتعالى ونتوكل عليه :((وقل ربِ أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك ربِ أن يحضرون * )) {المؤمنون آية:97-98}
ويستمر التحذير الالهي من الشيطان الرجيم فيقول عزوجل ((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنَ الشيطان ينزغ بينهم إنَ الشيطان كان للانسان عدوٌ مبين *)) {الاسراء آية:53}
لذلك نرى لزاما على كل مؤمن أن يتسلَح عقائديَا تسليحا قويَا ,وأن يكون هذا السلاح ليس من نوع الاسلحة المتداولة والمستخدمة في قتل الانسان ,لاخيه الانسان بل سلاحا روحيا ...
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي , انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ((إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقرائتي يلبسها عليَ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا )) قال ففعلت فأذهبه الله عني .. {رواه مسلم }(1/423)
نعود إلى توعد الشيطان عباد الله عزوجل ((لأقعدنَ لهم صراطك المستقيم )) {الأعراف آية:16}
أي بالصدِ عنه وزيين الباطل حتَى يهلكوا كما هلك هو أي الشيطان أو يضلوا كما ضلَ هو .
أمَا الصراط المستقيم فهو الطريق الموصل الى الجنة ورضوان الله تعالى .
وأحسن ما قيل في تأويل ((ثم لآتينَهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ))
{الاعراف آية:17}
أي لأصدَنَهم عن الحق وارغبهم في الدنيا (من بين ايديهم )اي من دنياهم (ومن خلفهم )اي من آخرتهم ) وعن ايمانهم )يعني حسناتهم (وعن شمائلهم )يعني سيئاتهم ... {القرطبي وابن كثير}
وعلى ضوء هذا التفسير نقول :(من بين ايديهم ) من دنياهم التي يعيشون فيها ,وساجعل الامل يلههم حتى يجمعوا الاموال بالباطل والغش , ويسيطروا على اقوات الناس وارزاقهم واغتصاب الارض وبناء القصور بالمال الحرام , ويرغبهم بكنز الاموال حتى يكونوا من المترفين فيزيغوا عن شرع الله ويصبح الههم هواهم وقد جاء هذا الوصف بقوله تعالى :((إن يدعون من دونه الا إناثا وإن يدعون الا شيطانا مريدا *لعنه الله وقال لاتخذنَ من عبادك نصيبا مفروضا * ولاضلنهم ولامنينهم ولآمرنهم فليبتِكنَ آذان الانعام ولآمرنَهم فليغيرنَ خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا *اولئك مأواهم جهنَم ولا يجدون عنها محيصا *)) {النساء آية:117-121}
وعلى هذا نرى أنَ الشيطان لايكف عن الإضلال في الحياة الدنيا , إنه يريد غواية الانسان ويصدَه عن دين الله , ولقد أضلَ كثيرا من الامم السابقة فقال الله عزوجل :((تالله لقد ارسلنا إلى أمم من قبلك فزيَن لهم الشيطان أعمالهم ))
{النحل آية:63}(1/424)
وأما ما نراه في معنى (ومن خلفهم )أي عن آخرتهم يوم القيامة , فيجعلهم ينسون الآخرة ويشككهم بها ويكذِبوا الرسل ويكذِبوا باليوم الآخر يقول تعالى:((ولقد صدَق عليهم إبليس ظنَه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم من يؤمن بآياتنا ممن هو منها في شك وربُك على كل شيء حفيظ * ))
{سبأ آية:20-21}
هكذا يحاول إبليس اللعين أن يشكك الناس السذَج الغافلين عن اليوم الآخر ويكذِبوا به ((بل كذَبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذَب بالساعة سعيرا )) {الفرقان آية:11}
ولمن يكذب بالساعة نارا .لان الايمان باليوم الآخر من العقائد الاساسية , فالذي ينكرها ويكذب بها يعذَب بالنار يوم القيامة :((وأما الذين كفروا وكذَبوا بآياتنا ولقآء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ))
{الروم آية:16}
ويحاول الشيطان أن يشكك بالبعث يوم القيامة ,لانه يعلم جيدا أن مجرد الشك بهذا اليوم يعد كفرا واضحا حذرت منه الرسل كآفة .فيأتي هذا الملعون الى البعض من النفوس الضعيفة التي تشاطره الغواية , يقول تعالى:((قالوا أإذا كنا ترابا وعظاما ائِنَا لمبعوثون * لقد وعدنا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا الا اساطير الاولين *))
{المؤمنون آية:82-83}
هكذا ينكرون اليوم الآخر ويشككون به , فالشياطين ليسوا من الجن وحسب بل إنَ هناك شياطين الانس ايضا . وكل هؤلاء سيحشرهم الله تعالى يوم القيامة أذلآء إلى جهنَم وبئس المصير . فيقول عزوجل :((فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا )) {مريم آية:68}
وأما مانراه في تفسير (وعن أيمانهم ) أي حسناتهم ...بمعنى ان الشيطان يأتي عن طريق الخير للاستدراج حتى يوقع الانسان في المعصية . لهذا قال الشيطان لآدم وحوآء برغم تحذير الله عزوجل لهما ((وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين )) {الاعراف آية:20}(1/425)
هكذا جاء ايوينا من طريق الخير وهو يبغي الشر والعصيان وعدم طاعة الله كي يطردوا من الجنة .((وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين )) {الاعراف آية:21}
أي حلف لهما يمينا إن اكلتم من هذه الشجرة ستكونا ملكين أو تكونا من الخالدين في الجنة بمعنى لا يمسكم الموت أبدا , وقد كذب عليهما .
إن آدم عليه الصلاة والسلام لم يعرف الكذب , كما إنه لم يكن يعتقد أن يحلف أحدا ويقسم بالله كذبا . لذلك صدق الشيطان واكل من الشجرة ونتيجة لذلك أخرجوا جميعا من الجنة وجاء العتاب من الله تعالى :((وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما إن الشيطان لكما عدوٌمبين *)) {الاعراف آية:22}
إن الاغواء يأتي دائما عن طريق تزيين المعصية على أنَه خير , لذلك جاء الشيطان عن طريق الخير والشياطين كثيرا ما تسلك هذا الباب أي باب الخير وهم يبغون شرا ... ويصف لنا ربنا عزوجل هذه الحالة فيقول :((وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون *قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين * فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون *)) {الصافَات آية:27-33} من الآيات القرآنية السابق ذكرها في سورة الصَََََافَات يتأكد لنا أي الجهات التي يسهل على الشيطان إضلال العباد منها ((قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ))
بمعنى عن طريق الخير ويبغون بذلك الشر , وهذا من أخطر الطرق على الانسان ,وكثير من الناس ضلَ بهذا الطريق , أي (عن اليمين )(1/426)
أما قوله ((وعن شمائلهم )) يعني سيئاتهم . إن الشيطان يأتي أيضا عن طريق تزيين الفواحش وشرب الخمور والعصيان وعدم طاعة الله والكفر به , وقد جاء هذا الوصف في القرآن الكريم :((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله ربَ العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين * )) {الحشر آية:16-17 }
أرايت كيف جاء من جهة الشمال وهي الجهة التي أشار اليها إبليس (وعن شمائلهم ) إنه يشجع على فعل المنكرات ويزينها للانسان . يقول تعالى:((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون *)) {المائدة آية:91}
الله عزوجل يحذرنا من هذه المحرمات لانها من عمل الشيطان . ورغم هذا التحذير فان الله عزوجل قد تحدى الشيطان ان يفعل مايشاء هو وجنوده وانهم لن يستطيعوا أن يضلوا عباده المخلصين .
يقول تعالى:((واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا *))
{الاسراء آية:63-65}
ليس للشيطان سبيلا الى عباد الله المخلصين الذين اخلصوا دينهم لله عزوجل وفقهوا منهجه القويم , وعلموا طرق الشيطان والاعيبه , لذلك نرى ان الشيطان لا سبيل له اليهم . يقول تعالى بوصف الشيطان في هذا الباب :((قال فبعزتك لاغوينم اجمعين* الا عبادك منهم المخلصين * )) {ص آية:82-83}
وقد استثنى الشيطان من العباد لعدم قدرته على اضلالهم فقال :((الا عبادك منهم المخلصين )).
وقد أكد الرحمن الرحيم , ان الشيطان ليس له سلطان على الاتقياء المخلصين من عباد الله تعالى فقال:((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) {الحجر آية:42}(1/427)
بعد هذه التوضيحات نعود الى الجهات الاربع او المحاور الاربعة التي اشار اليها الشيطان والتي سياتي منها ليضل عباد الله :((من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ))بقية جهتان لم يشر اليها الشيطان لانه لا يستطيع النفاذ منهما وهاتان الجهتان هما ((((من فوقهما ومن تحتهما )))).
فلماذا لم يشر الشيطان الى هاتين الجهتين ؟؟؟
لان الجهة الفوقية (الالوهية) والجهة التحتانية (العبودية الخالصة ) وقد اشار اليهما سبحانه وتعالى على انهما جهتا خير او عذاب يختص بها بامره فيقول عزوجل :((قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم )) {الانعام آية:65}
هذا العذاب للذين يزيغون عن امره تعالى ويعصونه في الحياة الدنيا ,وهناك آيات من القرآن الكريم تتحدث بهذا المعنى .((يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون ))
{العنكبوت آية:55}
((ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ))
{المائدة آية:66}
__________________________________________________ _
يتبع (((حوار بين اهل النار))) { 19}
---
(1/428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات--تقديم المؤخر وتأخير المقدم
---
وقفات--تقديم المؤخر وتأخير المقدم
---
جمال حسني الشرباتي
11-24-2004, 04:19 PM
ومثال ذلك قوله تعالى
((يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)
لاحظوا ورود السجود قبل الركوع في الآية مع أن الركوع يكون قبل السجود
---
(1/429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل ألَف الزمخشري في القراءات
---
هل ألَف الزمخشري في القراءات
---
الجكني
09-30-2006, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر الدكتور :سليم النعيمي في مقدمة "تحقيقه "لكتاب :ربيع الأبرار للزمخشري رحمه الله أنه -الزمخشري-ألف كتاباً وعنوانه "الكشف في القراءات العشر" (ص26)وأن مصدر هذه المعلومة هو :مجلة المجمع العربي :المجلد الثامن ص:758
آمل ممن عنده تأكيد أو نفي بدليل علمي ملموس الإفادة .
---
منصور مهران
09-30-2006, 05:22 PM
بالرجوع إلى مجلة المجمع العلمي العربي ( مجمع دمشق ) المجلد الثامن ص 758 وجدت اسم كتاب ( الكشف في القراآت ) - كذا - للزمخشري مذكورا ضمن نفائس المخطوطات في دور كتب المدينة المنورة --- في نوادر مكتبة رباط سيدنا عثمان ( القراآت رقم 59 ) .
وحيث إنكم من ساكني المدينة فنأمل منكم التكرم بالبحث عن هذه الكتب : أين استقرت ؟ لعلكم تظفرون بمعلومات نافعة إذا اطلعتم على المخطوطة وليتكم تصورونها لإشاعة حقيقتها والله يرعاكم .
---
الجكني
09-30-2006, 10:10 PM
جزاك الله خيراً أخي منصور على هذه المعلومة القيمة ،وسأقوم بالباقي إن شاء الله في أسرع وقت0
---
د.عبدالرحمن اليوسف
10-01-2006, 12:10 AM
وينظر أيضا تاريخ الأدب العربي5/238.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
10-03-2006, 01:17 AM
أفاد د.إبراهيم الغامدي عند سرده لمؤلفا ت الزمخشري المخطوطةفي مقدمة تحقيقه لشرح الفصيح 1/100بأنه لم يقف على مخطوطة الكشف في القراءات-التي ذكرها بروكلمان- مع كثرة البحث!
---
منصور مهران
10-03-2006, 03:53 AM
تأملت في إشارة الأخ الدكتور عبد الرحمن اليوسف إلى ما أورده الدكتور إبراهيم الغامدي في مقدمته لتحقيق شرح الفصيح للزمخشري ج 1 ص 100 ، فتبين لي :(1/430)
لم يشر الدكتور إبراهيم إلى رقم الجزء والصفحة توثيقا لكلامه المأخوذ عن بروكلمان .
كلام بروكلمان عن مخطوطة الزمخشري ورد في المجلد الثالث ص 240 من الترجمة العربية لكتاب بروكلمان الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، وقد نقله بروكلمان عن مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق 8 / 758 .
إذن فصاحب المعلومة هو ( حسني الكسم ) الذي نشر هذه المعلومات في مجلة المجمع العلمي العربي ، فالمدار لا يتخطى هذا الأصل .
بقيت مسألة واحدة هي محاولة البحث مرة أخرى لعل الله ييسر بلوغ الأمل .
---
(1/431)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > العوامل التي تعرض سلامة قطع الحاسوب للخطر
---
العوامل التي تعرض سلامة قطع الحاسوب للخطر
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 03:46 AM
الغبار : يتألف الغبار من ذرات رمل صغيرة ومواد أخرى عضوية ويسبب عدة مشاكل: أولاً: تتراكم ذرات الغبار على الدارات داخل الحاسب مما يوْدي إلى تشكيل طبقة عازلة حرارياً وهذا يقلل من تصريف الحاسب للحرارة لذلك علينا تنظيف الحاسب كل فترة زمنية معينة هي سنة للحواسب المنزلية و ستة أشهر للحواسب المكتبية بواسطة هواء مضغوط المسمى صديق الأوزون ويفضل وضع مكنسة كهربائية قريبة لشفط الغبار الناتج عن التنظيف.
ثانياً: يسد الغبار الفراغات:1 ـ يسد الغبار منطقة امتصاص الهواء في وحدة البور سب لاي و الهارد.2 ـ يسد الغبار بين رأس القراءة والكتابة وبين القرص في الفلوبي .
التمغنط : يسبب المغناطيس الدائم و الكهرومغناطيس ضياعاً كبيراً في الملفات الموجودة في الهارد والاسطوانات وأغلب مصادر المغنطة في البيئة المكتبية تنتج عن المحركات الكهربائية والمصادر الكهرومغناطيسية عند رنين الجرس وجهاز الهاتف وسماعات النظام الصوتي وعلبة جمع الدبابيس التي تحوي قطعة من المغناطيس ومفك المسامير الممغنط وشاشة الحاسب c r t وأجهزة الفحص و الطابعة فهي تحوي محرك يصدر طاقة مغناطيسية وغيرها من مصادر المغنطة لذلك يجب إبعادها عن الهارد والديسكات.
تآكل القطع : من أهم العوامل التي تساعد على التآكل هي : 1 ـ الأملاح الناتجة من عرق جلد الإنسان. 2 ـ المياه. 3 ـ الأحماض الكبريتية الناتجة عن النقل بواسطة الطائرات.(1/432)
نصائح : وضع الحاسوب في مكان جاف - جو معتدل ومتوسط لا حرارة عالية ولا برودة عالية - لأن بخار الماء يتكاثف على السطوح الباردة والمياه المتكاثفة على السطوح تعتبر طريقة فعالة لإنقاص عمر المشغلات كما تعتبر الشمس أحد مسببات تأثيرات الحرارة لذلك يجب تفادي وضع الحاسب مباشرة تحت الشمس.
تأكد من عدم وجود أي مصدر للاهتزاز على نفس الطاولة التي يوجد عليها الحاسوب
---
(1/433)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة آيات ووقفات
---
سلسلة آيات ووقفات
---
سعيد الشهري
08-16-2004, 10:46 PM
سلسلة آيات ووقفات
آيات ووقفات (الحلقة الأولى)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فإنني أتشرف أيه الإخوة أن أتوقف معكم في تفسير بعض الآيات، ولآ أدعي أنني عالماً ، ولكن حسبي أن أجمع ما قاله العلماء ، وأضعه بين أيديكم ، بشرح عصري، وعبارات سهلة جلية، واسلوب مبسط ، ولعدم تفرغ الكثير منا لهذا الأمر ، وانشغالهم عن الجلوس في المكتبة سواء في المنزل ، أو خارجه، لذلك أحسست أن حاجة الأمة لتناول بعض معاني الآيات في أسطر قليلة في الصحيفة التي ضمت بين صفحاتها نور إيماني، وإشراقه مضيئة للحق ، وأهله ، وبصيص من الأمل لعل الله أن ينفع أمتنا بما نقول ونسمع.
بسم الله الرحمن الرحيم(1/434)
قال أبن كثير رحمه الله في تفسير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل ، وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم . أخرجه الحاكم في مستدركه.قال السعدي :أي أبتدئ بكل أسم لله تعالى ، وقد جاء في الحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه أن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً(1). وهكذا يتبين لنا أن هذا الفضل العظيم الذي منَّ الله به على عباده ، وأحسن إليهم بتعليمهم أياه ومن منا لا يريد أن لا يضره الشيطان ولا يضر أولاده، ولكن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه التعاليم الربانية ، وعن هذا الهدي النبوي الذي أرشدنا إليه الرحمة المهداة للبشرية فحظ من أخذ من معينه ، ويا حسرة من أعرض عنه. (الرحمن الرحيم) قال السعدي :هما اسمان مشتقان من الرحمة والرحمن مشدد وفيه المبالغة أشد من الرحيم ، ونفهم من هذا أنه تعالى ذو الرحمة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي. قال ابن عباس : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر رحمة. وهكذا يتبين لنا أن البسملة أمر له شأن عظيم ، وكذلك أسماءه الحسنى ومنها الرحمن والرحيم حينما تضاف إليها تكون ذا معنى أشمل وأوضح ، وعليه فإن على المسلم أن يكون متنبهاً لهذا الأمر ، وأن لا يغفل عن البسملة في أي شأن من شئون حياته.
الوقفات
1- البسملة شأنها عظيم في كل أمر.
2- ورد في الحديث أن سترنا عن أعين الجن قول بسم الله.(1/435)
3- الحث على البسملة عند الجماع لكي نتجنب ذرية أبليس الذي أقسم بالذات الإلهية ليشارك آدم في ذريته وفي أموالهم ، فكم نرى والعياذ باله من الشباب الذي يكره الحق ، ومنغمس في الشهوات، وكم نرى من غرق في أوحال الربا والتي شاركهم أبليس في تلك الأموال وأضلهم عن طريق الهدى والصلاح.
4- كل عبد من عباد الله يرجوا الرحمة من الله عز وجل ، و قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل أحداً الجنة بعمله ، قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.
____________________
(1) صحيح البخاري (141). صحيح مسلم (1434).
_____________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية)
الحمد لله رب العالمين
الله عز وجل أنزل هذه السورة العظيمة، وفيها من الألفاظ العقائدية، والبلاغة الربانية، وتهذيب ألسننا ، وتعليم أنفسنا ، وخضوع أرواحنا لله عز وجل ، فعلمنا كيف الأدب مع الله ، فالحمد والثناء أولاً ، ثم الدعاء، وفيها أقسام التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة(الإلوهية) ، وتوحيد الأسماء والصفات، فلنتمعن في آياتها ، ونبحر في معانيها، ونستشف بعض أسرارها، ونغرف من منابعها الرقراقة، قال الله تعالى ( الحمد لله) وتعني هذه الكلمة الثناء على ربنا الله بصفات الكمال، والشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ(2).
فلله الحمد والشكر والثناء الحسن على أكبر نعمة أنعم علينا بأن أنزل على رسوله قرأناً نتلوه ، ومنهجاً ننهجه، وعلماً ننهل منه، وشفاءً للأسقام، ونوراً للأفهام، وانشراحاً للصدور، ونوراً في القبور ، وشفيعاً لقارئه، وحجة للعبد أو عليه نسأل الله أن يجعله حجة لنا وقائدنا إلى الفردوس الأعلى من الجنة.(1/436)
وقوله (رب العالمين ) فمعناها هو الرب المربي جميع العالمين ، وهم الذين أعد الله لهم النعم العظيمة ، والالاء الجسيمة، التي تستقيم بها الحياة، وتنعم بها البشرية، ونعمه كذلك على العالم الآخر عالم الجن، الذي يشاطر البشر في قوله تعالى ( سنفرغ لكم أيه الثقلان) وقول ( يا معشر الإنس والجن) وقول ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) قهم مكلفون تماماً كالبشر ، فأيضاً لهم أرزاقهم ونعائم الله عليهم لا ينكر ذلك إلا كافر، فهم أيضاً من العالمين الذين ذكرهم الله في الآية، قال ابن كثير رحمه الله : ففي رواية سعيد بن جبير وعكرمة وعن ابن عباس : أي رب الجن والأنس . وقال الفراء وأبو عبيد: العالم عبارة عما يعقل وهم الأنس والجن والملائكة والشياطين. قال السعدي رحمه الله : للتربية الربانية نوعان عامة وخاصة ، فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، أما الخاصة فهي تربيته لأوليائه ، فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه. وهكذا يتبين لنا معنى من المعاني العظيمة، التي يقر الله فيها أن الفضل له والمنة علينا إذ أنه هو ربنا المربي لنا، والمعلم لنا، والهادي لنا، والذي أخرجنا بفضله وإحسانه من الظلمات إلى النور، وهدانا إلى صراطه المستقيم ، فهو الرب المعبود، والإله المألوه الذي تعبده هذه العوالم من الأنس والجن والملائكة والشياطين، و لكن الكثير من الناس لا يعترفون برب العالمين كالملاحدة وغيرهم من أصحاب العقائد الأرضية، الشيطان رغم عصيانه وتمرده على الله إلا أنه لا ينكر بأن الله هو رب العالمين ولكنه حينما تمرد وعصى أمر الله بالسجود لآدم أخرجه الله من جنته، وحل عليه غضب الرب ،ولكنه يعترف ويقر بان الله هو رب العالمين ولا ينكر هذا ، قال الله تبارك وتعالى ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله(1/437)
رب العالمين) وهذا لا ينكره أحد بأنه هو المعبود، أما الملحدين والعياذ بالله من حالهم فهم ينكرون الرب تبارك وتعالى فيقولون لا إله والحياة مادة. وتدل هذه الآية دلالة واضحة على إنفراد الله بالخلق وتدبيره لهم وإنعامه عليهم وهو سبحانه له كمال الغنى، والعباد مفتقرون إليه لقوله تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (1).
الوقفات
1- فضل سورة الفاتحة وأنها لا صحة لصلاة المرء إلا بها.
2- الرب سبحانه وتعالى هو المربي لنا بنعمه ومنها نعمة الإسلام الذي هدانا إليه بفضله وإحسانه.
3- التربية الربانية لنا حيث علمنا ربنا كيف نتأدب معه سبحانه فنحمده ونثني عليه ثم ندعوه.
________________
(2) صحيح : الألباني في صحيح الجامع (5563).
(1) سورة فاطر 15.
___________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة)(1/438)
ننتقل الآن إلى المرحلة الثانية ، والجانب الآخر من هذه السورة، والذي نتعرف فيها على أسرار جديدة، وحكم عديدة، فبعدما علمنا الله عز وجل كيف نحمده ونثني عليه ، فيذكر لنا صفاته العظيمة، وهي الرحمة ، قال الله سبحانه وتعالى (الرحمن الرحيم) شرحت معناها في الحلقة الأولى ،ثم قال سبحانه (مالك يوم الدين) هو الملك المتصرف في عباده، ويظهر ملكه وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه ، وحكمه وعدله، في يوم الدين وهو يوم القيامة ، يوم الحساب على الأعمال التي قدمها العباد إما خيراً ، وإما شراً والعياذ بالله من سوء المنقلب. وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" (2). الله أكبر هناك اليوم الفصل ، هناك تستوي البشرية ، فلا فرق بين راع ومرعي، ولا شريف ووضيع، ولا سيد وعبد، ولا غني وفقير، ولا خادم ومخدوم، الجميع سواسية في الحساب والجزاء ،يأخذ كل مظلوم حقه من ظالمه، الله هو الملك في هذا الكون ، ولكنه يتجلى ملكه في يوم القيامة بحكمه وعدله وقضائه، ويرون العباد كل ذلك مشاهدة ، قال تعالى (لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد).
الوقفات
1- ذكر الله سبحانه صفتين عظيمتين الرحمن والرحيم.
2- ذكر الله سبحانه ملكه وعظمته المتجلية في يوم الدين فلا ينفع ملوك الأرض ملكهم، ولن ينفع أي مخلوق مخلوق آخر بل الجميع تحت حكم ملك الملوك سبحانه وتعالى.
3- إثبات أن لله يد سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث ، ونثبت ذلك من غير تأويل(3) ، ولا تكييف(4) ، ولا تشبيه (5)، ولا تعطيل.
4- هذه الآيات تشعرنا بهول الموقف بين يدي الرب عز وجل، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ولكنه كما جاء في الحديث يخفف على المؤمنين كصلاة أحدكم .(6)
__________________(1/439)
(2) صحيح : البخاري (7413) ، مسلم (2788). قال القاضي عياض في شرح هذا الحديث "في هذا الحديث يقبض ويطوي ، كله بمعنى الجمع، لأن السموات مبسوطة ، وألأرضين مدحوة وممدودة ، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة وتبديل الأرض غير الأرض والسموات ، فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض ، ورفعها وتبديلها بغيرها.
(3) أي نفسرها كما نشاء.
(4) أي نقول كيف او نسأل عن كيفيتها.
(5) أي نشبهها بأيدينا مثلاً ، بل نقول (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). أنظر كتاب شرح العقيدة الواسطية- لمحمد بن عثيمين رحمه الله.
(6) أي قدر مدة وقوف المؤمنين يخفف حتى يصير مقدار صلاة فريضة في هذه الدنيا فلله الحمد والمنة.
______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة)
إياك نعبد وإياك نستعين(1/440)
وننتقل الآن إلى المرحلة التربوية الربانية التي لفتنا الرب إليها، فكيف نستغيث به، وكيف نذكر أنفسنا ، ونذلها بين يديه، وكيف نبتهل إليه بصالح أعمالنا، إنها حقاً تربية عظيمة ، يذكرنا بها الرب جل وعلا، ويهذب نفوسنا بالتعلق به، واللجوء إليه لهذا قال سبحانه وكأنه يقول قولوا يا عبادي : (إياك نعبد وإياك نستعين) أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين بأحد سواك، وهذه التربية الربانية، من أجل السعادة الإنسانية، وإلا فالله عز وجل هو الغني ونحن الفقراء إليه، ولكنه سبحانه يربينا ، ويعلمنا كي تقوم علينا الحجة، فلا يلوم العبد بعد هذه التربية إلا نفسه، لأنه عرف طريق الحق، وطريق الضلال، وعرف الظلمات والنور، والشقاء والحبور، وما علمنا بتلك الأقوال والأفعال، وأرسل رسوله ، وانزل كتابه، إلا لكي نتبع المنهج الرباني الذي ارتضاه لعباده كي ننال مرضاته، ونصل إلى حبه ومغفرته، فمن للمسلمين من ناصر في حروبهم مع من اعتدى عليهم، وخرب دورهم ، وأهلك الحرث والنسل، من المستعان في قضاء الحوائج؟ وتفريج الكربات؟ وشفاء المرضى؟ والرحمة بالأموات؟ من يتولى تلك الشئون كلها غير الله الواحد القهار، علَّمنا ربنا كيف تكون العبادة لله وحده ، فهو الخالق الرازق، الناصر، المدبر للأمور كلها ، ومجيب المضطرين، وكاشف البلايا والمصائب، فتكون له وحده العبادة، والاستعانة جزء من العبادة فالعبادة أسم جامع لكمال المحبة لله والخضوع له والخوف منه.
الوقفات
1- الاستعانة جزء من العبادة ، ونوع من أنواعها الكثيرة ، فمن صرف نوعاً منها لغير الله فقد أشرك بالله عز وجل ، وكما هو معلوم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
2- التربية الربانية أعظم حافزاً لنا للوصول إلى العمل الصالح الذي نعمله مخلصين فيه لوجه الله (1)عز وجل.
3- كمال الخضوع والاستغاثة بالعمل الصالح وتقرير العبودية الخالصة لله وحده جاءت كلها في هذه الآية.
________________(1/441)
(1) قال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله ومعنى يعمل المسلم العمل لوجه الله أي ليدخل الجنة فيرى وجه الله انتهى كلامه. وهذا معروف والدليل قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ، وقال سبحانه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال المفسرون الزيادة أي النظر إلى وجه الله عز وجل.، وقال سبحانه (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) فرؤية المؤمنين لله ستكون حقيقة وشرفاً للمؤمنين ، ومن لا يؤمن بهذا فقد كفر. (كتاب شرح رياض الصالحين).
_____________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة)
اهدنا الصراط المستقيم(1/442)
وهذه لمحة أخرى من التربية الربانية لعباده المؤمنين كيف يكونون في جميع أحوالهم خاضعين لله، متذللين لعظمته، وناكسي رؤوسهم بين يديه، فماذا علمهم أن يقولوا بعدما أثنوا عليه وحمدوه وأجلَّوه؟ وقرروا أنهم عبيدٌ له وحده، لا يعبدون إلا الله، ولا يستعينون إلا به، أمرهم بأن يقولوا اهدنا الصراط المستقيم، أي يارب اهدنا طريق الحق المبين ، طريق الهدى والصلاح ، طريق المغفرة والرحمة، الطريق المؤدي لرضا الرب وعفوه، وهو دين الإسلام. فما أحوجنا إلى هداية الله، وما أحوجنا إلى تعلم ديننا، وأركانه ووسائل الخير التي تدلنا على رضا ربنا، ما أحوجنا أن نعرف صراط الله المستقيم، ونعرف كيف سلكه الذين من قبلنا من السلف الصالح ، ما أحوج الأمة اليوم أن تعيش حياة الصالحين ، الذين أرادوا الخير فعملوه، وأرادوا السلام فحققوه، وأردوا الكرامة فنالوها، وذلك لأنهم اتبعوا ما يرضي الله فرضي الله عنهم، قال تعالى (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ، إنهم الذين سكبوا دمائهم في سبيل الله إرضاء لله ، ونشراً لدينه ، وليس كما يقول المستشرقون بأنهم نشروا الدين بالسيف ، فالسيف لا يدخل الإيمان في القلوب، ولكنهم عرضوا على رؤساء الكفار من فارس والروم، عرضوا عليهم أن يسمحوا لهم بتعليم الناس دين الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية ، أو الحرب ، فكانت خياراتهم المتكبرة المتغطرسة دائماً تنادي بالحرب، فكان لهم ما اختاروه ، وماذا كانت النتيجة؟ هزمهم الله ، ونصر المؤمنين ، حتى وصل الإسلام إلى بقاع كثيرة من العالم، وهناك دول تدين بالإسلام اليوم لم ينتشر فيها الإسلام عن طريق معارك ، بل انتشر بأخلاق التجار المسلمين ، وهذه صفات العباد الصالحين الذين كانوا أمثلة رائعة في التحلي بالإسلام ديناً ، وخلقاً . قال السعدي رحمه الله "فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط فالهداية إلى الصراط لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط تشمل الهداية(1/443)
لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً".
الوقفات
1- تقرير ضعف وافتقار العبد لهداية الله، فكما قال ابن رواحه فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا.
2- وجوب مسألة الله الهداية والصلاح لقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
3- تربية الله للمؤمنين أعظم مسألة ، وهي مسألته سبحانه الهداية والثبات على الصراط المستقيم ، وهو الإسلام فلله الحمد والمنة أن هدانا إلى الإسلام حيث نعبد الله وحده بدون وسطاء أو أولياء بيننا وبينه.
______________________________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة)
صراط الذين أنعمت عليهم(1/444)
ننتقل الآن إلى معرفة جديدة، وصفة مجيدة، لأي صراط يريد ربنا أن نسلكه، وأي هدى يريدنا أن نتبعه، وأي سلوك يريدنا سلوكه، هل هو سلوك عبدة البقر، أو سلوك عبدة العجل ، أو الساجدين لصنم العذراء مريم ، او صنم المسيح ، كما يزعمون، أو للصليب ، أو للكاهن، أي صراط يا رب تريد أن نتبعه ، هل هو سبيل عبدة بوذا، أو عبدة النار ، أو عبدة الشمس ، قال الله عز وجل (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم النبيون والصديقون والصالحون، وقال وكيع هم المسلمون.الله أكبر آية واضحة المعالم، دقيقة اللفظ، محددة الهوية، آية توقظ القلوب، وتحفز الهمم، و تنور الأبصار، وتجلي الغشاوة ، آية تدفع المرء للتنافس مع إخوانه كي يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء، آية تحرك الإيمان، وتجعل صاحب القلب السليم يزيد يقيناً بفضل الله، والغافل تجعله يصحوا من غفلته، ويندم لخطيئته، لقد علمنّا الله في هذه الآية أن هناك سبيل واحد يقودنا لرضاه سبحانه وتعالى ألا وهو سبيل المؤمنين الموحدين العبادة لله وحده لا شريك له، وهم النبيون من نوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام، ومن تبعهم وصدقهم واتبع منهجهم، أما الذين يعتقدون أن ما يسمى في عصرنا الحاضر مسيحيون (والحقيقة أن الله سماهم نصارى) لزعمهم إتباعهم للمسيح عيسى ، فهم غير متبعي عيسى عليه الصلاة والسلام، والمسلمين هم حقيقة متبعي دين عيسى عليه السلام،لأن عيسى عليه السلام كان يدعوا لعبادة الله الواحد الأحد، ولكن كتب النصارى حرفت، وعقيدتهم تبدلت، وسير أنبياء الله شوهت، حيث قالوا زعماً منهم أن عيسى هو أبن الله ، وهذا زعم باطل ، وعقيدة باطلة، وإشراك بالله، وطمس لحقيقة التوحيد، فهم مشركون بالله ، حائدون عن الطريق القويم، والصراط المستقيم، قال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وقال سبحانه يؤنب عيسى عليه السلام وهو سبحانه أعلم (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) فقال عيسى منكراً هذا الأمر( ما(1/445)
قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم) وهذا بطبيعة الحال سيكون سؤالاً موجها لعيسى عليه السلام أمام تلك الملايين من البشر الذين أعدهم الله من أهل الظلال كما سيأتي في الآية القادمة. أما اليهود فهم الذين أفسدوا عقائد الناس، لحبهم للربا، وتمردهم وعصيانهم لأوامر الله ، فكانوا يشوهون في توراتهم الرب عز وجل (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وكانوا يشوهون سمعة الأنبياء، ويتهمونهم بالزنا والجرائم التي لا تليق بالناس الأسوياء فضلاً عن الأنبياء، فقد اتهموا مريم العذراء بالزنا ، والقصة معروفة حين برأها الله بكلام أبنها عيسى في المهد، وقد قالوا عن نبي الله لوط أنه ضاجع ابنتيه بعدما شرب الخمر وسكر، ولا يزال الكثير يعتقد أن هذه آية من آيات الإنجيل ، وهذا والعياذ بالله من الجهل وإلا كيف يليق أن يتكلم الرب بهذا الكلام ، أو يصف أحد أنبيائه بهذه الصفة، ويؤمنون بقناعة وجود هذا ، ولما أرادوا أن يخرج نبي الله الذي وعدهم ربهم بخروجه من مكة ، زوجوا بناتهم للعرب في مكة ، وجنوب الجزيرة ، وفي المدينة المنورة وغيرها كي تأتي الرسالة مرة أخرى من بني إسرائيل، و يكون النبي من سلالتهم ، ولكن الله نزع الرسالة منهم لعدم كفاءتهم، لها ولشدة إعراضهم عن أوامر الله، فكانت الرسالة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يأتي نسبه من إسماعيل أبن إبراهيم وأمه هاجر ، ولم يأتي هذه المرة نبي من بشارة الله لإبراهيم وهو أبنه إسحق الذي ينحدر من سلالته كل اليهود ، لذلك حقد اليهود على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، حتى أتى المنافقين وعلى رأسهم عبد الله ابن أبي أبن سلول الذي أسلم نفاقاً ، وحرف المفاهيم الإسلامية ، حتى غلا في الخلافة فقال بفرضية وجوب أحقيتها لآل البيت حتى افترقت الأمة فأصبح سنة وشيعة ، وتمزق الصف الإسلامي، وظهرت الفرق المختلفة ، وتفرعت ، ولكن بقي المؤمنون أتباع محمد صلى(1/446)
الله عليه وسلم ، وهم أهل السنة والجماعة بقوا على الحق المبين، والصراط المستقيم.
الوقفات
1- تعليم الرب لنبيه وأمة محمد التهذب في السؤال الموجه للرب سبحانه وتعالى ، وهو الهداية للصراط المستقيم.
2- تعليم الرب لنا عن طريق نبيه أوصاف الذين أنعم الله عليهم قال تعالى (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً) فهذه تفسر قوله تعالى أنعمت عليهم.
3- تبين هذه الآية نعمة الله وفضله و هدايته لعباده الصالحين وحثهم على سلوك مسالكهم للنجاة يوم القيامة والخلود في الجنة.
_______________________________________
آيات ووقفات ( الحلقة السابعة)
غير المغضوب عليهم ولا الضالين(1/447)
بعدما بين الله لنا صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وعرفنا أن لا نجاة لنا إلا بإتباع منهجهم ، وسلوك مسلكهم، جاءت هذه الآية بالصفة الأخرى والجانب الثاني ، النقيض تماماً لأهل الهدى والحق، فالمغضوب عليهم هم اليهود ، فلم يتعظوا بالمواعظ، ولم يقروا بنعم الله عليهم، ولم يحترموا أنبيائهم ، بل ظاهروهم بالعداء ، وبارزوهم بالحرب، وجزوا رأسي نبي الله زكريا، وأبنه يحيى عليهما السلام، ولما نجا الله موسى من البحر ورأوا أناس يعبدون أصناماً لهم ، سألوا موسى أن يجعل لهم آلهة مثلهم، وأرادوا قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسحره لبيد بن الأعصم بأثر من شعره ورماه بمشطه في بئر ذروان، وسممته اليهودية في ذراع الشاة الذي ظلت تلك الغدرة تضايقه عليه الصلاة والسلام حتى مات، وذلك ليموت عليه الصلاة والسلام شهيداً ، ويكون قدوة لنا في الشهادة، تلك الأعمال وتلك السبل كانت سبباً في غضب الله على اليهود ، وحل بهم ذلك الغضب لأسباب كثيرة سنجدها إن شاء الله في بقية السور، أما (الضالين) فهم النصارى الذين ضلوا عن دينهم ، واتبعوا أهوائهم، فالكثير منهم يعرف أن دين الإسلام هو دين الحق ، وأن محمد خاتم النبيين خصوصاً في زماننا هذا الذي كثرت فيه الكتب ، والمعارف ، واختلطت الشعوب ببعضها، وانتشر العلم في مجالات كثيرة، وأصبح الذي في المشرق يعرف ماذا يحدث في المغرب ، عن طريق وسائل الإعلام ، والكتب والاتصالات، ولكنهم أعرضوا عن كل ذلك تعصباً لتأريخهم الأسود ، الذي جاء بالكوارث، والمصائب على المسلمين ، فهم لا يرون أن يدخلوا دين الإسلام فهو يحرمهم من كبريائهم، وزعاماتهم ، وشهواتهم، فالإسلام في نظر الكثير منهم عائقاً أمام الكثير من الشهوات التي يريدون أن يفصلوا بين دين الله وبين شئون الحياة فصلاً تاماً ، فالربا يؤيدونه، والزنا لا حكم ولا حد على من فعله، واللواط حرية شخصية ، وهناك المنظمات(1/448)
واللجان ، والمحاكم التي تعقد الزواج للوطيين ، نعوذ بالله من الضلال.
قال ابن كثير في معنى الآية : أي غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
الوقفات
1- تقرير غضب الله على اليهود لتمردهم على أوامر الله وقتل أنبياءه.
2- التحذير من سلوك أو إتباع نهج اليهود والنصارى، ولقد جاء في آيات عدة حرصهم على إضلالنا كقوله تعالى (وودوا لو تكفرون) وقال سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) وقال سبحانه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهذه الآيات تكشف لنا مكائدهم وإراداتهم الحثيثة على إفساد عقيدتنا النقية الصحيحة.
3- تقرير ضلال النصارى فاليهود عرفوا الحق وعدلوا عنه، والنصارى ضلوا الطريق وجهلوه لكنهم لا يعذرون الآن مع الانفتاح العالمي ، وثورة الاتصالات ، وتواصل الشعوب، وانتشار وسائل الإعلام، فأصبحت تلك الوسائل كلها حجة عليهم ، لأن فيها إشارات وبرامج ، ومواقع دينية بلغات مختلفة تنشر دين الإسلام.
4- الحق هو ما جاء به الأنبياء كلهم ، ولكن اليهود هم من تسبب في إلحاق التحريف في التوراة والإنجيل ، ففسدت عقائدهم ، وحفظ الله القرآن الكريم.
______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة)
سورة البقرة
ألم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين (2)(1/449)
ألم الله العالم بمعناها، وقال المفسرون أن تلك الحروف التي جاءت في مقدمة بعض السور، إنما هي تعجيز لكفار قريش الذين لم يؤمنوا بالقرآن الكريم ، وكذبوا به ، بل حتى أنهم كانوا يقفون في الطرقات ويحذرون الناس أن لا يستمعوا لمحمد ، ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه) كانت تلك هي الأساليب العدوانية، والسلوكيات الشائنة، والأعمال القبيحة التي استقبلوا بها محمد وأصحابه ، وعملوا كل فضيع، واقترفوا كل شنيع، ومزقوا جلود العبيد بالسياط، لأنهم وحدوا الله عز وجل، وأتبعوا سبيل الرشاد، لأنهم خرجوا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فيقول الله هذه الأحرف تعجيزاً لهم ، إن كنتم تقولون إن هذا القرآن أساطير الأولين ( فأتوا بسورة من مثله) فاستخدموا مثل هذه الأحرف ، وأتوا بكتاب مثله، وذلك تعجيزاً لهم ولن يستطيعوا قال تعالى( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ) وقال سبحانه ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) لقمان 27. لذلك فالله عز وجل أنزل هذا الكتاب معجزة خارقة، وهداية باهرة ، وشفاء لما في الصدور، ونوراً وبهاء، ويقيناً وضياء، طمأنينة لقلوب المؤمنين، وتعريف لهم بوعد الله ووعيده.ثم قال الله تعالى عن كتابه العزيز (ذلك الكتاب ) أي هذا الكتاب وهو القرآن ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الكتاب الذي شرح الله به صدور العباد، وعرف الناس بأنه الوحي المنزل من الله عز وجل، فأسلموا ، واهتدوا ، لا ريب فيه ولا شك ، فهو الحق المبين نزله الله على نبيه محمد بواسطة الملك جبريل عليه السلام قال تعالى ( وقرأنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) وقال سبحانه ( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) البقرة97. وهذا دليل على تنزيل القرآن ، وتلقين جبريل لمحمد صلى(1/450)
الله عليه وسلم ، فقد كان أمياً لا يكتب ، ولكنه يحفظ القرآن حينما يسمعه من جبريل ، إلى أن جمع القرآن في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، فلله الحمد والمنة، وقوله تعالى هدى للمتقين فيه إقرار من الرب تبارك وتعالى على أن هذا القرآن هدىً للمتقين ، سبحان الله وهل المتقي يحتاج هداية، فهو مهتدي ولكن أقول إن الإنسان مهما بلغ من قوة الإيمان، ودرجات الإحسان، وثقل الميزان بالدرجات، فهو ليس بمعصوم ، وليس منزه من الخطأ والمعصية، بل هو معرض لكل ذلك، لذلك فإن الإيمان يزيد وينقص عند المسلم، فذكرنا الله سبحانه في هذه الآية أن من أخذ بتعاليم القرآن ، ورفع به رأسه استفاد من هدايته ، وكان تقياً متبعاً لأوامر ربه ، ومجتنباً لنهيه. قال السعدي فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن الهداية نوعان : هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق ، وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية تامة.لذلك فالتقوى أمرها عظيم، فبها تتهذب النفس ، وتستقيم الروح، وبها تعرف النفس قدر خالقها، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : و التقوى أن يعمل الرجل بطاعة الله على نور من الله يرجو رحمة الله وأن يترك معصية الله على نور من الله يخاف عذاب الله ولا يتقرب إلى الله إلا بأداء فرائضه ثم بأداء نوافله قال تعالى ( وما تقرب إلي عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه .. الحديث )(1). إذاً التقوى ركيزة من ركائز العمل الصالح ، وهي الدافع والحافز لكل عمل فيه الخير ، وترك الإثم ، وعلى ذلك يكون المسلم طوال حياته إن كان يريد سعادة الدارين، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، وكذلك قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم سورة التغابن 16 قال شيخ(1/451)
الإسلام ابن تيمية رحمه الله :فأوجب التقوى بحسب الاستطاعة فلو كان من لم يتق الله لم يستطع التقوى لم يكن قد أوجب التقوى إلا على من اتقى ولا يعاقب من لم يتق وهذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام وهؤلاء إنما قالوا هذا لأن القدرية والمعتزلة وغيرهم قالوا القدرة لا تكون إلا قبل الفعل لتكون صالحة للضدين الفعل والترك وأما حين الفعل فلا يكون إلا الفعل فزعموا أو من زعم منهم أنه حينئذ لا يكون قادرا لأن القادر لا بد أن يقدر على الفعل والترك وحين الفعل لا يكون قادرا على الترك فلا يكون قادرا وأما أهل السنة فإنهم يقولون لا بد أن يكون قادرا حين الفعل ثم أئمتهم قالوا ويكون أيضا قادرا قبل الفعل وقالت طائفة منهم لا يكون قادرا إلا حين الفعل وهؤلاء يقولون إن القدرة لا تصلح للضدين عندهم فإن القدرة المقارنة للفعل لا تصلح إلا لذلك الفعل وهي مستلزمة له لا توجد بدونه إذ لو صلحت للضدين على وجه البدل أمكن وجودها مع عدم أحد الضدين والمقارن للشيء مستلزم له لا يوجد مع عدمه فإن وجود الملزوم بدون اللازم ممتنع وما قالته القدرية فهو بناء على أصلهم الفاسد وهو أن إقدار الله المؤمن والكافر والبر والفاجر سواء فلا يقولون إن الله خص المؤمن المطيع بإعانة حصل بها الإيمان بل يقولون إن إعانته للمطيع والعاصي سواء ولكن هذا بنفسه رجح الطاعة وهذا بنفسه رجح المعصية كالوالد الذي أعطى كل واحد من ابنيه سيفا فهذا جاهد به في سبيل الله وهذا قطع به الطريق أو أعطاهما مالا فهذا أنفقه في سبيل الله وهذا أنفقه في سبيل الشيطان وهذا القول فاسد باتفاق أهل السنة والجماعة المثبتين للقدر فإنهم متفقون على أن لله على عبده المطيع المؤمن نعمة دينية خصه بها دون الكافر وأنه أعانه على الطاعة إعانة لم يعن بها الكافر كما قال تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون سورة الحجرات 7 فبين(1/452)
أنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم فالقدرية(1) تقول هذا التحبيب والتزيين عام في كل الخلق أو هو بمعنى البيان وإظهار دلائل الحق والآية تقتضي أن هذا خاص بالمؤمنين ولهذا قال أولئك هم الراشدون والكفار ليسوا راشدين وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء سورة الأنعام 125 ، و قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فكل من كان أتقى كان أفضل مطلقا وإذا تساوى اثنان في التقوى استويا في الفضل سواء كانا أو أحدهما غنيين أو فقيرين أو أحدهما غنيا والآخر فقيرا وسواء كانا أو أحدهما عربيين أو أعجميين أو قرشيين أو هاشميين أو كان أحدهما من صنف والآخر من صنف آخر وإن قدر أن أحدهما له من سبب الفضيلة ومظنتها ما ليس للآخر فإذا كان ذاك قد أتى بحقيقة الفضيلة كان أفضل ممن لم يأت بحقيقتها وإن كان أقدر على الإتيان بها فالعالم خير من الجاهل وإن كان الجاهل أقدر على تحصيل العلم والبر أفضل من الفاجر وإن كان الفاجر أقدر على البر ، والمؤمن الضعيف خير من الكافر القوى وإن كان ذاك يقدر على الإيمان أكثر من المؤمن القوي وبهذا تزول شبه كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور(2).(1/453)
وقال ابن تيمية أيضاً : " أن التقوى وتصفية القلب من اعظم الأسباب على نيل العلم لكن لا بد من الاعتصام بالكتاب والسنة في العلم والعمل ولا يمكن ان احدا بعد الرسول يعلم ما اخبر به الرسول من الغيب بنفسه بلا واسطة الرسول ولا يستغني احد في معرفة الغيب عما جاء به الرسول وكلام الرسول مبين للحق بنفسه ليس كشف احد ولا قياسه عيارا عليه فما وافق كشف الانسان وقياسه وافقه وما لم يكن كذلك خالفه بل ما يسمى كشفا وقياسا هو مخالف للرسول فهذا قياس فاسد وخيال فاسد وهو الذي يقال فيه نعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي(3). وقد تكلم في فضل التقوى الكثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين، وصنفت فيها المصنفات، وأرجوا أن تكون اتضحت معانيها في هذه الجمل.
الوقفات
1- عرفنا الرب سبحانه وتعالى على أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا شك ولا مرية بأنه منزل من الله على نبيه محمد.
2- إخبار الله سبحانه وتعالى أن المؤمنين المتقين هم الذين يهتدون بكتاب الله.
3- من شك أو أعتقد أن هناك تشريع أو قانون(4) ، أو حكم أفضل مما جاء في القرآن فقد كفر لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
_____________________________
(1) القدرية : الذين يجعلون أفعال العبد خارجة عن قدرة الله وخلقه وملكه.
(2) منهاج السنة النبوية 3/42.
(3) الرد على المنطقيين 1/511.
(4) كالذين ينادون بالتعددية الحزبية في الحكم، والديمقراطية ، والانتخابات وغيرها كل ذلك مخالف للإسلام لأن حكم الإسلام يكون عن مبايعة أهل الحل والعقد ، ومجلس شورى المسلمين ، باختيار من هو أهلٌ للحكم الإسلامي الذي يكون من خيار القوم من العلماء المخلصين لدينهم ورعاياهم فيتم مبايعته، وليس كما ينادي البعض بالمشاركة من جميع الأطراف والمذاهب والنحل.
_______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة)
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون(1/454)
وهذه هي الصفة الثانية التي أمتدح الله بها عبده المؤمنين ، الأتقياء الأوفياء، فوصفهم بأنهم (يؤمنون بالغيب) والغيب كل ما غاب من الأشياء غير المشاهدة، والتصديق التام بما أخبرت به الرسل، ولا يشاهد بالحس ، فهذا الفرق بين المسلم والكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله (1) فالمؤمن يؤمن بصفات الله ووجودها ويتيقنها، حتى لو لم يفهم كيفيتها. ثم قال (ويقيمون الصلاة) ويكون إقامتها بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، هذه إقامة الصلاة، وليس مجرد أدائها، وهذا هو الفرق ، والتفاضل بين المؤمنين في تلك الميزة ، التي خص الله بها عباده المتقين، لهذا وجب على المسلم أن يؤدي الصلاة، ويقيمها مع جماعة المسلمين بكامل أركانها وشروطها كي ينال الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (2). ثم قال سبحانه (ومما رزقناهم ينفقون) ومعناها من ما رزقناهم أي ينفقون النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الأهل، وكذلك النفقات المستحبة في أوجه الخير، لهذا جاء بمن التبعيضية أي جزء بسيط من أموالكم، ولكنه خير كثير. وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوَّه أو فصيله (3). وعن عدي بن حاتم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل" (4). وفي هذين الحديثين دلالة واضحة جلية عن فضل الصدقة، ولو بالشيء اليسير، ولو علم أصحاب الأموال بتلك المنزلة العالية، والثواب الجزيل ، والعطاء العظيم ، من الرب الرحيم، وبلوغ الجنة بالعمل اليسير مثل الصدقة لما(1/455)
بخلوا بأموالهم التي والله أنهم سيحاسبون عليها من أين أتت وفيما أنفقت، فمن أنفقها في سبل الخير، وتجهيز الغزاة في سبيل الله، وإغاثة الفقراء ، وإطعام الجياع، أو المساهمة في طباعة الكتب الطيبة، ودعم مراكز الدعوة، والمدارس الدينية في أنحاء العالم ، كل ذلك من أعظم القربات إلى الله (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة).
الوقفات
1- تقرير الإيمان بالغيب ويكون بالتصديق التام بكل ما أخبرت به الرسل مما لم نشاهدهم من الجنة والنار ، و حياة البرزخ في القبر، وعذاب القبر والنار، ونعيم المؤمنين الأبرار، ودقة الصراط ، ونعيم الجنة، وسعة الكرسي، وكبر راس الكافر، وعمق قعر جهنم، وأنهار الجنة، وغساق النار وغيرها.
2- إن أداء الصلاة يكون في إقامة أركانها شروطها وواجباتها وليس في السجود والركوع دونما خشوع وسكينة ، وتكون إقامتها في بيوت الله مع جماعة المسلمين.
3- الزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام من تركها كفر، وقد عرفنا في السيرة النبوية كيف أن الصديق الخليفة أبا بكر رضي الله عنه قاتل المرتدين الكفار الذين تركوا دفع الزكاة، قال له عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فإذا قلوها عصموا مني دمائهم.. الحديث) فقال القائد المظفر، الخليفة الراشد أبا بكر : " والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" وقال " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه" فالمؤمنين الصادقين يدفعون الزكاة ، وكذلك يتصدقون على المحتاجين المعوزين.
___________________
(1) من كلام السعدي رحمه الله بتصرف.
(2) صحيح : البخاري (8) ، مسلم (16).(1/456)
(3) صحيح : مسلم (1014) ومعنى فلوَّه أي المهر الصغير، وفصيلة أي البعير المفصول عن أمه. قال القاضي عياض عبر باليمين هنا عن جهة القبول والرضا إذ الشمال بضده في هذا قال: المراد بكف الرحمن هنا ويمينه كف الذي تدفع إليه الصدقة، وإضافتها إلى الله تعالى إضافة ملك واختصاص لوضع هذه الصدقة فيها لله عز وجل. قال : وقد قيل في تربيتها وتعظيمها حتى تكون أعظم من الجبل أن المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها، قال : ويصح أن يكون على ظاهره ، وأن تعظم ذاتها ويبارك الله تعالى فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان، وهذا الحديث نحو قول الله تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
(4) صحيح : مسلم (1016). قال النووي رحمه الله وفيه الحث على الصدقة، وشق التمرة نصفها وجانبها، وأنه لا يمتنع منها لقلتها وأن قليلها سبب للنجاة من النار.
__________________________________________________
آيات ووقفات (الحلقة العاشرة)
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون(1/457)
بعدما قرأنا ، وعرفنا صفات المؤمنين الذين امتدحهم الرب جل وعلا، بأنهم يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة، ويدفعون أموالهم في سبل الخير من زكاة ، أو صدقة، أتى الله بهذه الآية ، وفيها صفات أخرى ، تقرب إلى أفهامنا صفات أهل الحق الذين أحبوا الله ، وأحبهم الله،فهم المؤمنين الذين يؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله عليك، والحكمة (السنة النبوية) التي علمك الله إياها، كما قال سبحانه وتعالى (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تعلم ) (1). وهذه لمحة أخرى، وصفة فضلى ، وخلة حميدة، يتصف بها عباد الله المتقين ، الذين يؤمنون بكتاب الله المجيد، ومعاني آياته، ومعالم هداياته، ومقاصد عباراته، يؤمنون بأن هذا القرآن هو كلام الله الرب العظيم الذي أوحاه إلى نبيه عن طريق جبريل عليهما الصلاة والسلام، لذلك فهم يعظمون آياته ، ويدرسون معانيها، ويقدسون أسرارها، ويحكمون بموجبها، ويتعاملون مع الخلق وفقاً لتعاليمها، على منهج أهل السنة والجماعة، ويؤمنون كذلك بالحكمة وهي السنة النبوية المتمثلة في أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقواله فلا علم للمؤمنين بكيفية الصلاة، وصفات الركوع والسجود، وكم ركعات الصلوات، وكيفية الوضوء، ومتى أوقات الصلوات إلا بفهم صحيح للأحاديث النبوية، والهدي النبوي الذي كان حاضراً مع الصحابة يعلمهم تلك الأمور كلها، وكان يقول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، فمن لا يؤمن بذلك ويتبع سبيلاً غير هذا ، ويؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالحكمة فهو كافر ، لانتفاء إيمانه بالهدي النبوي قولاً وعملاً. وكذلك يقتضي إيمان أولئك المتقين الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله سبحانه على أنبيائه الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، قال تعالى (وما أنزل من قبلك ) ويتضمن هذا الإيمان بجميع الكتب ، وجميع النبيين ، وهذه صفة أخرى لعباد الله المتقين ، وذلك لتصديقهم بنزول تلك الكتب ، وبعثة أولئك الرسل إلى قومهم،(1/458)
أما نبي الله محمد فقد بعثه الله للناس أجمعين قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (2). لذا فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى جميع البشر.
ومن صفات المؤمنين المتقين أيضاً أنهم (وبالآخرة هم يوقنون) أي إنهم يؤمنون باليوم الآخر وما فيه من الجزاء والنكال، والثواب والعقاب، والسعادة والشقاء، وأصحاب النعيم، وأشقياء الجحيم، والآتيان بجهنم، وسجود الأنبياء، وذلة العصاة، وتبيض الوجوه المؤمنة، وتسود الوجوه الكافرة، يؤمنون برؤية الله، ويكلمهم الله سبحانه من غير ترجمان، كل بلغته ويقرهم بأعمالهم، ويؤمنون بتطاير الصحف ، فتؤخذ باليمين أو بالشمال، أو من وراء الظهور ، فلما أيقنوا بحدوث ذلك من إخبار الله لنا ورسوله في القرآن والسنة ، ولما عرفوا واستيقنت قلوبهم (3) بحدوث كل ذلك ، كان ذلك ركناً ركيناً من أركان الإيمان الستة، وأضحى من أعظم الدوافع للقيام بالأعمال الصالحة رهبة ورغبة لما عند الله.
الوقفات
1- تقرير الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من جميع البشر ، فلا حجة اليوم لأحد فالأغلبية الآن من الناس يعرف أو يسمع عن دين الإسلام.
2- تقرير الإيمان بالكتب السماوية كلها، بأنها أنزلت في وقت ما على أنبياء الله، ولكن هل بقيت على حالها، هل ما في أيدي اليهود والنصارى الآن من كتب هل هي نفس الكتب السماوية المنزلة، كلا فالقرآن يكذب زيفهم ويكفر منهجهم، في قوله ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
3- وجوب الإيمان بالآخرة وما فيها يقيناً وتلك صفة من صفات المؤمنين.
_________________
(1) سورة آل عمران 113.
(2) سورة الأنبياء 107.
(3) قال السعدي رحمه الله واليقين : هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل.
---
سعيد الشهري
08-19-2004, 04:55 AM
آيات ووقفات (الحلقة الحادية عشر)(1/459)
إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (7)
خلق الله عز وجل الإنسان ، وأعطاه الحواس كي تدرك ما ينفعه فيأخذ به، ويترك ما يضره ويبتعد عنه ، فمن استمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و عرف الحق ، وبلاغة القرآن ، واهتدى بهديه، أفلح ونجا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، والعرب كان معلوم لديهم الشعر، فكان بمثابة الإعلام في عصرنا الحاضر، وكان مهماً جداً في نظرهم، فلما سمعوا القرآن عرفوا بأن ذلك ليس شعراً ، وليس بطلاسم المشعوذين والسحرة، وإن فيه من البيان العظيم، والفصاحة البليغة، واخبار الأمم السابقة، لذلك أسلم الكثير ممن فتح الله على قلوبهم، وأنار بصائرهم ، أما الذين أعرضوا عن سماع الحق، وتولوا عن مخالطة الصحابة الذين اعتبروهم في زعمهم صابئة لأنهم تركوا دين آبائهم ، وانخرطوا في دين لم تعترف به قلوب كفار قريش كفراً وجحوداً ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألم على حالهم ، وهو الرحمة المهداة للبشرية ، صلى الله عليه وسلم ، ولكنه كان يسليه ربه ويقول له (إنما عليك البلاغ) ويقول سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت) ويقول سبحانه ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ) (1). ويقول سبحانه ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) (2). لذلك جاءت هذه الآية في شدة المعترك بين الحق والباطل، وبين نصرة الحق وأهله، ودحض الباطل وأهله ، وكانت الفرقان بينهما ، فجاء فيها وصف هؤلاء الكفار المعاندين لدين الله ، وأعني هنا أن كفار قريش كانوا وثنيين يعبدون الأصنام ، وهي في واقع الأمر كانت صوراً منحوتة في الصخور لرجال صالحين كانوا يعبدون الله على دين الحنيفية ، دين إبراهيم عليه السلام، ولكن مع طول الأمد ، وغواية الشيطان لهم ، أخذوا يعتقدون فيها وأنها تقربهم إلى الله ببركة أصحابها الصالحين، فأخذوا يقربون القرابين لها ، ويعبدونها مع الله ، فأصبحوا بذلك مشركين ، فمنهم من أسلم مع النبي ، ومنهم من بقي(1/460)
على كفره وعناده، فقال الله سبحانه وتعالى (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) أي الأمر عندهم سيَّان لأنهم لم ترد قلوبهم سماع الحق ولا إتباعه.
الوقفات
1- الكفر هو الغطاء الذي يغطي القلب فهؤلاء مغطاة قلوبهم عن الحق.
2- مهمة الرسل البلاغ فقط ، وفي هذا درس للدعاة لدين الله.
3- الران الذي على قلوب الكفار من شدة إعراضهم عن دين الله جعل قلوبهم منكرة للحق مقبلة على الباطل فأصبحت الأمور لديها متشابهة سواء دعيت وأنذرت أم لم تنذر فلن تفتح للإيمان.
______________
(1) سورة القصص : 50.
(2) سورة فاطر: 8.
---
سعيد الشهري
08-19-2004, 09:49 PM
آيات ووقفات (الحلقة الثانية عشرة)
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (8)(1/461)
وهذا هو المانع الشديد ، والحائل المحيد، عن الطريق السديد، ذلك الطبع وهو الختم الذي جعله الله بسبب كفرهم (2) . فلا يدخلها الإيمان، ولا تقر به أنفسهم، ولا تعرف الطريق إليه، قال مجاهد (ختم الله على قلوبهم ) قال:الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في الصحيح أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "تعرض الفتن على القلب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً" (3). أما أسماعهم فجعلها مغلقة عن سماع الحق، معرضة عنه ، فلا يهتدون إليه، وأبصارهم عليها غشاوة ، فلا ترى الحق ، ولا تتحقق من وجوده، إذ هي معمية عنه فيكون الكافر والعياذ بالله أعمى البصر ، ومطموس البصيرة . ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الوعظ والبلاغ، فقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من على الصفا لما أمره الله بالجهر بالدعوة فجمع أهل قريش، وقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، فقال له أبا لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا؟ ، والحوادث كثيرة ، وإيذاء أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاولات قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا والعياذ بالله زيغ منهم فكان جزاء لهم أن أضل الله قلوبهم (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) لأنهم لم تفدهم المواعظ ، وأساليب الدعوة المختلفة، حتى أن رسول الله بقي يدعوا قومه ثلاثة عشر عاماً ، فما آمن معه إلا قليل ، ومعروفه قصته حينما ذهب إلى الطائف ، وأدموا جهلتها قدماه الشريفتان، وفي هذا تذكير للدعاة ، أن الطريق شائك، والأعداء كثير، والشهوات محفوفة بالنار، والجنة محفوفة بالمكاره، والطريق غير ممهد، والقلوب مختلفة، فلا يحسب(1/462)
الداعية أن الدعوة سهلة المنال، ولا أن يتوقف عنها لأن هؤلاء الناس لن يهتدوا لختم الله على قلوبهم، ولكن يجب عليه التحلي أولاً بالعلم الشرعي الصحيح، ثم بالحلم، والصفات العظيمة التي كان يتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يضع في باله أنه يجب على من بلغ أن يهتدي ، كلا الأمر ليس كذلك، ولكن عليه أن يبلغه بالعلم الشرعي، والوسائل المتاحة اليوم ، من وسائل الاتصالات المختلفة، فبالإمكان الآن أن ترسل أي ملف صوتي أو مرئي إلى أي جهة في العالم، ومن أي جهاز حاسوب كان فالدعوة ليست مقصورة في مكان معين ، أو بطريقة واحدة فقط. إننا اليوم نتمتع ولله الحمد بالبرامج الكثيرة، والكتب الموضوعة في شبكة الإنترنت، والتي اختصرت الكثير من الأوقات في البحث ، والتأصيل ، والتخريج، والتفسير ، والترجمة كل ذلك موجود في البرامج الحاسوبية، والمواقع المنتشرة في الإنترنت.
فلا يعني أبداً أن نيأس من دعوة الكفار ، أو تبليغهم ديننا، وتعاليمنا التي ننعم بها ولله الحمد والمنة، لهذا فحري بنا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به كي تنتشر الدعوة ، وينتشر الإسلام ، والذي أصبحت صورته اليوم مشوهة، وأخبار الناس عنه غريبة وعجيبة، فلقد اقض مضاجع اليهود ، والنصارى الحاقدين ، انتشار الإسلام ، ومعرفة الناس لأسراره، وروحانية النفس في ظلاله، فأغاظهم ذلك ، وحاربوه أشد المحاربة، وشنوا الحملات تلوا الحملات للقضاء عليه ولكنهم لم ولن يستطيعوا فالله عز وجل هو حافظه.
الوقفات
1- الختم على القلوب نعوذ بالله من ذلك يكون بتجمع الذنوب والمعاصي على القلوب حتى تصبح مغطاة بها تماماً ، فلا تقبل موعظة، ولا تهتدي لهدى الله ، ويكون على الكفار نتيجة إعراضهم وشدة جحودهم وعنادهم للحق. ولكن باب التوبة مفتوح للتائبين و التوبة تجب(1) ما قبلها.
2- وجوب الدعوة إلى الله لإقامة الحجة على المدعوين.(1/463)
3- يجب على المسلم أن يستمع للمواعظ ، والقرآن فكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلائها كتاب الله).
4- الله عز وجل يختم على القلوب المعرضة عن سبيله، فيجعلها أشد إعراضاً ثم يعذبها نتيجة لذلك.
_____________
(2) الكفر في اللغة هو الغطاء ، أي مغطاة قلوبهم عن إدراك الحق.
(3) صحيح : مسلم (144) .
(1) أي يتجاوز الله عن جميع الذنوب التي قبل التوبة ، وورد في القرآن أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.
---
سعيد الشهري
08-23-2004, 04:44 AM
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة عشرة)
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)(1/464)
هذه الآية جاءت تعبر عن نفوس غريبة، وأمزجة عجيبة، ظهرت في الساحة الإسلامية، ظهرت في أروقة المكر والمكيدة للنبي وأصحابه، إنها نفوس المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يظهرون حب الله ورسوله ، ويدفنون البغض لدين الله، ولم يكن هذا الصنف معروفاً في مكة ، فكان هناك إما مسلم وإما كافر، أما النفاق فما عرف عن وجوده النبي صلى اله عليه وسلم إلا بعد نزول هذه الآيات ، لكي يستعد رسول الله لمواجهة الأعداء من داخل الصف المسلم نفسه، فهناك من يدعي الإسلام وقلبه أبعد ما يكون عنه، لهذا أظهر الله صفات هؤلاء ، وبينها أيما تبيين ، فهم يقولون (آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) بل هم منافقين ، قال ابن كثير : النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر ، وهو أنواع : اعتقادي ، وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من أكبر الذنوب. وهكذا عرفنا كيف أن هؤلاء كانوا يستترون بلا إله إلا الله كي يحموا أنفسهم من القتل ، وإلا فهم أصلاً كفار (يخادعون الله والذين آمنوا ) قال بن كثير أي بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وأن ذاك نافعهم عنده ، وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين قال تعالى ( يوم يبعثهم جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يقول : وما يغرون بصنيعهم هذا ولا يخدعون أنفسهم وما يشعرون) ، هذه بعض أوصاف هؤلاء المتمردون على شريعة الله، المبغضين لدين الله ، ولرسول الله عليه الصلاة والسلام، إنهم يريدون أن يخادعوا رسول الله ويظهروا له الإسلام ولكنهم يبطنون الكفر، فيوصفه الله بجهلهم بأنهم يريدون مخادعة الله، وهو العليم سبحانه بذات الصدور، والعليم سبحانه بما توسوس به النفوس، فكيف يظن هؤلاء بربهم ، كيف لا يعظمون الله خصوصاً بعد نزول هذه(1/465)
الآيات التي فضحت أوارهم، وعرت مكائدهم وخداعهم.
الوقفات
1- تقرير حماية الله لرسوله وكشف أحوال المنافقين.
2- سوء الظن بالله عند المنافقين فيحسبون أن بإمكانهم التخطيط، وضرب الإسلام من داخل الصف بدون علم الرسول ، وتغافلوا عن الوحي الموحى للنبي عن طريق جبريل والذي كان يكشف بالآيات كل ما يحاك لضرب المسلمين.
3- الإيمان لا يكون فقط بالكلام، فمن خالف عمله قوله فلا تنفعه قوله الشهادتين، كمن يشد الرحال إلى غير الأماكن التي يشد الرحال إليها، أو يطوف بمكان لم يرد في القرآن أو السنة ما يتعلق بها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى).
4- فضح الله المنافقين ، وأخبر رسوله بأنهم صنف يجالسون الصحابة، ويخالطونهم ، وهم والعياذ بالله كفار لبسوا لباس الإسلام ، وقلوبهم حاقدة على الدين وأهله.
---
سعيد الشهري
08-27-2004, 11:34 PM
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة عشرة)
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)(1/466)
يضيف الرب سبحانه وتعالى المزيد من الصفات التي اتصف بها المنافقين ، واتسموا بمعالمها، إنها صفات غريبة الطابع، صفات ليست ظاهرة للعيان، إنها صفات داخلية عميقة، صفات تتعلق بقلوب مريضة، شنت الحرب بالتحريض على محمد وحزبه، وبالحقد على الإسلام لضربه من الداخل قبل العدو الخارجي، ولكن هل يهزم من كان الله معه؟ هل يذل من أعزه الله؟ لا والله فما بالك في نبي الله ، ما بالك في نبي الرحمة للبشرية هل يذل أو يخزى ؟ وهو يكشف الله له مخططات المنافقين، هل يذل وهو الذي قال الله فيه (بالمؤمنين رءوف رحيم) ، ولكن هؤلاء المنافقين كانت قلوبهم مريضة ، وأنفسهم معبأة بالحقد والغل، فماذا كان مرضها ؟ هل كان مرض جسدي ؟ قال ابن عباس : (في قلوبهم مرض ) أي شك (1). قال زيد بن أسلم مرض في الدين وليس مرض في الجسد ، وهم المنافقون والمرض الشك، الذي دخلهم في الإسلام فزادهم الله مرضاً، قال تعالى (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون ، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم). إذاً تلك هي الصفة الأولى التي بينها الله عز وجل للمسلمين كي يكونوا على حذر، ويكونوا على بينة من أمرهم، وأن لا تختلط عليهم الأمور، وتنتشر الثقة بكل البشرية، فأمثال هؤلاء يتحينون الفرصة تلوا الفرصة ، للقضاء على الدعوة، وللحيلولة دون قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومع ذلك فتراهم يظهرون التقوى، ويظهرون المسكنة، والخشوع رياءً وسمعة، ثم جاءت الصفة الأخرى المتسمة بالثقة الزائدة بالنفس، وإظهار الصلاح ، والله يرصد ويكشف أسرارهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) قال سلمان الفارسي رضي الله عنه إن أصحاب هذه الآية لم يظهروا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم. و قال بن عباس رضي الله عنهما أي إنما نريد أن نصلح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. ولكن حقيقة ما يقومون به هو الإفساد بعينه ولكنهم(1/467)
بجهلهم لا يشعرون. قَالَ اِبْن جَرِير فَأَهْل النِّفَاق مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض بِمَعْصِيَتِهِمْ فِيهَا رَبّهمْ وَرُكُوبهمْ فِيهَا مَا نَهَاهُمْ عَنْ رُكُوبه وَتَضْيِيعهمْ فَرَائِضه وَشَكّهمْ فِي دِينه الَّذِي لَا يُقْبَل مِنْ أَحَد عَمَل إِلَّا بِالتَّصْدِيقِ بِهِ وَالْإِيقَان بِحَقِيقَتِهِ وَكَذِبهمْ الْمُؤْمِنِينَ بِدَعْوَاهُمْ غَيْر مَا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمُونَ مِنْ الشَّكّ وَالرَّيْب وَمُظَاهَرَتهمْ أَهْل التَّكْذِيب بِاَللَّهِ وَكُتُبه وَرُسُله عَلَى أَوْلِيَاء اللَّه إِذَا وَجَدُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا فَذَلِكَ إِفْسَاد الْمُنَافِقِينَ فِي الْأَرْض وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ مُصْلِحُونَ فِيهَا (2).
الوقفات
1- مرض الشك في الإعتقاد مرض خطير، وداء فاتك بالنفس البشرية، قال الشعراوي رحمه الله ، المسلم مقتنع بدينه، والنصراني مقتنع بدينه كذلك، أما المنافق ففي صراع مع نفسه، ففي قلبه بغض الدين وأهله، وظاهره الصلاح والخير، فيظل في صراع ومخافة أن يفتضح أمره.
2- الإصلاح يكون بنشر الخير والمعرفة، و العلم النافع، وليس بالإفساد في الأرض.
3- كشف الله لنفوس المنافقين وقلوبهم المريضة والتي تتباهى في كل زمان ومكان بالتقوى
والصلاح وهي حقيقة كافرة خارجة عن الدين، ويحسبون أن الله غافلاً عنهم.
_______________
(1) من تفسير ابن كثير.
(2) تفسير ابن كثير.
---
سعيد الشهري
08-30-2004, 12:50 PM
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).(1/468)
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم ، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً ، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام ، فهم في نظرهم القاصر حكماء ، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون ، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله : وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر ." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء ، وأنهم ضعفاء الرأي ، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة ، وشراسة ضد الإسلام وأهله ، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي ، ويجالسونه، ويسمعون منه ، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم ،(1/469)
وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر ، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء ، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول : أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم ، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1- ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2- أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
---
سعيد الشهري
09-08-2004, 05:02 AM
السلام عليكم
تناقشت مع بعض الإخوة حول قولي يربينا الله في هذه الآية الخ فقال ليس هناك في الأسماء والصفات صفة التربية فما هو الصحيح ؟
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-08-2004, 08:27 PM
مختار الصحاح
* * رب * كل شيء مالكه و * الرب * اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا بالإضافة وقد قالوه في الجاهلية للملك و * الرباني * المتأله العارف بالله تعالى ومنه قوله تعالى { ولكن كونوا ربانيين
وأورد النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم (المنهاج)
عند شرحه لفظ (رب العالمين)
فقال في معنى رب أربعة أقوال حكاه الماوردي وغيره:
1- المالك
2- والسيد
3- والمدبر
3- والمربي
فإن وصف الله تعالى برب لأنه مالك أو سيد فهو من صفات الذات،
وإن وصف لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات فعله،
ومتى دخلته الألف واللام فقيل الرب اختص بالله تعالى
وإذا حذفتا جاز إطلاقه على غيره
فيقال رب المال ورب الدار ونحو ذلك(1/470)
وقد ورد في فتاوى بن تيميه رحمه الله لفظ يربيه الله
وفي صحيح البخاري وغيره
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل).
والمراد بيربيها في الحديث تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها.
والله هو الذي ربانا وربى جميع الخلق بنعمه
فما المانع من قول يربينا الله مثل قول الإنسان يعلمنا الله يحفظن ا الله ويطعمنا الله ويسقينا الله ونحو ذلك ولو وكل الله لإنسان إلى تربية نفسه لهلك .
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-08-2004, 09:45 PM
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الأصول الثلاثة
فإذا قيل لك : من ربك؟ فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه ، .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح الأصول الثلاثة
التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المربى ، ويشعر كلام المؤلف رحمه الله أن الرب مأخوذ من التربية لأنه قال: "الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه" فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له ، وأمدهم برزقه قال الله تبارك وتعالى في محاورة موسى وفرعون: } فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى { {سورة طه ، الآيتين: 49-50}. فكل أحد من العالمين قد رباه الله عز وجل بنعمه.
---
سعيد الشهري
09-08-2004, 11:22 PM
أشكرك وفقك الله على هذا التوضيح ، وأنا والله استغربت من كلام ذلك الرجل حتى إنه يقول درس كتب العقيدة ، وكذلك استغرب هو من كلام السعدي حينما قال وتربيته سبحانه لأوليائه كذا.. الخ .
---
سعيد الشهري
09-13-2004, 05:00 PM
آيات ووقفات (الحلقة السادسة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون(14)(1/471)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين ، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين ، قالوا آمنا ، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً ، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنينهم نحن معكم ، وموالينكم، ومؤيدينكم ، ولكننا نستهزأ ، ونجامل أولئك السفهاء ،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم ، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء ، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.(1/472)
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني ، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات ، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية ، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه ، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام ، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع ، ويحول دون دخول الناس في الدين ؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى ، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف ، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين ، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1- المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2- كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3- الاستهزاء بالدين وأهله ، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-13-2004, 09:27 PM
أخي سعيد الشهري جزاك الله خير(1/473)
أحب أن أضيف فوائد ذكرها العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله مستفاده من هذه الآية والتي بعدها في تفسيره لسورة البقرة وقد اشتملت على مسائل في العقيده
الفوائد:
.1 من فوائد الآيتين: ذلّ المنافق؛ فالمنافق ذليل؛ لأنه خائن؛ فهم { إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } خوفاً من المؤمنين؛ و{ إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم } خوفاً منهم؛ فهم أذلاء عند هؤلاء، وهؤلاء؛ لأن كون الإنسان يتخذ من دينه تَقيَّة فهذا دليل على ذله؛ وهذا نوع من النفاق؛ لأنه تستر بما يُظَن أنه خير وهو شر..
.2 ومنها: أن الله يستهزئ بمن يستهزئ به، أو برسله، أو بشرعه جزاءً وفاقاً؛ واعلم أن ها هنا أربعة أقسام:
قسم هو صفة كمال لكن قد ينتج عنه نقص: هذا لا يسمى الله تعالى به؛ ولكن يوصف الله به، مثل "المتكلم"، و"المريد"؛ فـ"المتكلم"، و"المريد" ليسا من أسماء الله؛ لكن يصح أن يوصف الله بأنه متكلم، ومريد على سبيل الإطلاق؛ ولم تكن من أسمائه؛ لأن الكلام قد يكون بخير، وقد يكون بشر؛ وقد يكون بصدق، وقد يكون بكذب؛ وقد يكون بعدل، وقد يكون بظلم؛ وكذلك الإرادة..
القسم الثاني: ما هو كمال على الإطلاق، ولا ينقسم: فهذا يسمى الله به، مثل: الرحمن، الرحيم، الغفور، السميع، البصير... وما أشبه ذلك؛ وهو متضمن للصفة؛ وليس معنى قولنا: "يسمى الله به" أن نُحْدِث له اسماً بذلك؛ لأن الأسماء توقيفية؛ لكن معناه أن الله سبحانه وتعالى تَسَمَّى به..
القسم الثالث: ما لا يكون كمالاً عند الإطلاق؛ ولكن هو كمال عند التقييد ؛ فهذا لا يجوز أن يوصف به إلا مقيداً، مثل: الخداع، والمكر، والاستهزاء، والكيد. فلا يصح أن تقول: إن الله ماكر على سبيل الإطلاق، ولكن قل: إن الله ماكر بمن يمكر به، وبرسله، ونحو ذلك..
مسألة :-
هل "المنتقم" من جنس الماكر، والمستهزئ؟(1/474)
الجواب: مسألة "المنتقم" اختلف فيها العلماء؛ منهم من يقول: إن الله لا يوصف به على سبيل الإفراد، وإنما يوصف به إذا اقترن بـ"العفوّ"؛ فيقال: "العفوُّ المنتقم"؛ لأن "المنتقم" على سبيل الإطلاق ليس صفة مدح إلا إذا قُرِن بـ"العفوّ"؛ ومثله أيضاً المُذِل: قالوا: لا يوصف الله سبحانه وتعالى به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ"المُعِز"؛ فيقال: "المعزُّ المُذل"؛ ومثله أيضاً "الضار": قالوا: لا يوصف الله سبحانه وتعالى به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن "النافع"؛ فيقال: "النافع الضار"؛ ويسمون هذه: الأسماء المزدوجة..
ويرى بعض العلماء أنه لا يوصف به على وجه الإطلاق . ولو مقروناً بما يقابله . أي إنك لا تقول: العفوّ المنتقم؛ لأنه لم يرد من أوصاف الله سبحانه وتعالى "المنتقم"؛ وليست صفة كمال بذاتها إلا إذا كانت مقيدة بمن يستحق الانتقام؛ ولهذا يقول عزّ وجلّ: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22] ، وقال عزّ وجلّ: {والله عزيز ذو انتقام} [آل عمران: 4] ؛ وهذا هو الذي يرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية؛ والحديث الذي ورد في سرد أسماء الله الحسنى، وذُكر فيه المنتقم غير صحيح؛ بل هو مدرج؛ لأن هذا الحديث فيه أشياء لم تصح من أسماء الله؛ وحذف منها أشياء هي من أسماء الله . مما يدل على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..
القسم الرابع: ما يتضمن النقص على سبيل الإطلاق: فهذا لا يوصف الله سبحانه وتعالى به أبداً، ولا يسمى به، مثل: العاجز؛ الضعيف؛ الأعور.... وما أشبه ذلك؛ فلا يجوز أن يوصف الله سبحانه وتعالى بصفة عيب مطلقاً..(1/475)
والاستهزاء هنا في الآية على حقيقته؛ لأن استهزاء الله بهؤلاء المستهزئين دال على كماله، وقوته، وعدم عجزه عن مقابلتهم؛ فهو صفة كمال هنا في مقابل المستهزئين مثل قوله تعالى: {إنهم يكيدون كيداً * وأكيد كيداً} [الطارق: 15، 16] أي أعظمَ منه كيداً؛ فالاستهزاء من الله تعالى حق على حقيقته، ولا يجوز أن يفسر بغير ظاهره؛ فتفسيره بغير ظاهره محرم؛ وكل من فسر شيئاً من القرآن على غير ظاهره بلا دليل صحيح فقد قال على الله ما لم يعلم؛ والقول على الله بلا علم حرام، كما قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33] ؛ فكل قول على الله بلا علم في شرعه، أو في فعله، أو في وصفه غير جائز؛ بل نحن نؤمن بأن الله جل وعلا يستهزئ بالمنافقين استهزاءً حقيقياً؛ لكن ليس كاستهزائنا؛ بل أعظم من استهزائنا، وأكبر، وليس كمثله شيء..
وهذه القاعدة يجب أن يسار عليها في كل ما وصف الله به نفسه؛ فكما أنك لا تتجاوز حكم الله فلا تقول لما حرم: "إنه حلال"، فكذلك لا تقول لما وصف به نفسه أن هذا ليس المراد؛ فكل ما وصف الله به نفسه يجب عليك أن تبقيه على ظاهره، لكن تعلم أن ظاهره ليس كالذي ينسب لك؛ فاستهزاء الله ليس كاستهزائنا؛ وقرب الله ليس كقربنا؛ واستواء الله على عرشه ليس كاستوائنا على السرير؛ وهكذا بقية الصفات نجريها على ظاهرها، ولا نقول على الله ما لا نعلم؛ ولكن ننزه ربنا عما نزَّه نفسه عنه من مماثلة المخلوقين؛ لأن الله تعالى يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11] ..(1/476)
أما الخيانة فلا يوصف بها الله مطلقاً؛ لأن الخيانة صفة نقص مطلق؛ و"الخيانة" معناها: الخديعة في موضع الائتمان . وهذا نقص؛ ولهذا قال الله عزّ وجلّ: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم} [الأنفال: 71] ، ولم يقل: فخانهم؛ لكن لما قال تعالى: {يخادعون الله} [النساء: 142] قال: {وهو خادعهم} [النساء: 142] ؛ لأن الخديعة صفة مدح مقيدة؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"(1) ، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تخن من خانك"(2) ؛ لأن الخيانة تكون في موضع الائتمان؛ أما الخداع فيكون في موضع ليس فيه ائتمان؛ والخيانة صفة نقص مطلق..
.3 ومن فوائد الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يستمر في طغيانه..
فيستفاد من هذه الفائدة فائدة أخرى: وهي تحذير الإنسان الطاغي أن يغتر بنعم الله عزّ وجلّ؛ فهذه النعم قد تكون استدراجاً من الله؛ فالله سبحانه وتعالى يملي، كما قال تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ ولو شاء لأخذهم، ولكنه سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته . كما جاء في الحديث(3) ..
فإن قال قائل: كيف يعرف الفرق بين النعم التي يجازى بها العبد، والنعم التي يستدرج بها العبد؟
فالجواب: أن الإنسان إذا كان مستقيماً على شرع الله فالنعم من باب الجزاء؛ وإذا كان مقيماً على معصية الله مع توالي النعم فهي استدراج..
.4 ومن فوائد الآيتين: أن صاحب الطغيان يعميه هواه، وطغيانه عن معرفة الحق، وقبوله؛ ولهذا قال تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ ومن الطغيان أن يُقَدِّم المرء قوله على قول الله ورسوله؛ والله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم(الحجرات: 1).
---
سعيد الشهري
09-13-2004, 11:08 PM
وفقك الله
---
سعيد الشهري
09-21-2004, 11:27 PM
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)(1/477)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم ، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً ، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام ، فهم في نظرهم القاصر حكماء ، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون ، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله : وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر ." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء ، وأنهم ضعفاء الرأي ، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة ، وشراسة ضد الإسلام وأهله ، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي ،(1/478)
ويجالسونه، ويسمعون منه ، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم ، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر ، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء ، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول : أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم ، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1- ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2- أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
---
سعيد الشهري
10-12-2004, 11:12 PM
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).(1/479)
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم ، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً ، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام ، فهم في نظرهم القاصر حكماء ، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون ، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله : وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر ." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء ، وأنهم ضعفاء الرأي ، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة ، وشراسة ضد الإسلام وأهله ، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي ، ويجالسونه، ويسمعون منه ، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم ،(1/480)
وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر ، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء ، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول : أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم ، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1- ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2- أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون(14)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين ، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين ، قالوا آمنا ، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً ، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنيهم نحن معكم ، وموالينكم، ومؤيدينكم ، ولكننا نستهزئ ، ونجامل أولئك السفهاء ،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم ، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء ، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.(1/481)
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني ، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات ، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية ، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه ، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام ، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع ، ويحول دون دخول الناس في الدين ؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى ، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف ، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين ، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1- المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2- كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3- الاستهزاء بالدين وأهله ، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة عشرة)(1/482)
الله يستهزئُ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون(15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)
بعدما وصف الله عز وجل حال المنافقين، وأن ظاهرهم يخالف باطنهم، وأنهم إذا اجتمعوا مع المؤمنين أظهروا الورع، والتقوى، وإذا اجتمعوا بأشرار اليهود والمشركين وسادتهم المنافقين ، قالوا لهم إننا فقط نجاملهم و نسخر منهم، وإلا فإننا معكم ، ولا تخشوا تزحزحنا عنكم أبداً، تلك النفوس المريضة بمرض الشك، وبغض الحق وأهله، أصبحت غارقة في أوحال الضلال، فلم تعد تنفعهم موعظة، ولا توقظ غفلتهم الآيات، فلأنهم يستهزئون بالمؤمنين الصادقين (الله يستهزئ بهم ) قال السعدي رحمه الله : فمن استهزائه سبحانه بهم أن زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والأحوال الخبيثة حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين نوراً ظاهراً، فإذا مشى المؤمنون بنورهم طفئ نور المنافقين وبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين، فما أعظم اليأس بعد الطمع (ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم) ، وقوله (يمدهم) أي يزيدهم (في طغيانهم) أي في فجورهم وكفرهم (يعمهون) أي حائرون انتهى . لقد جازاهم الله عز وجل بأن زين لهم باطلهم، وأعمى بصيرتهم، وأفسد مخططاتهم، وأخفض رايتهم، ومزق شملهم، وكشف زيفهم، وتركهم غارقون في فجورهم، غائضة صدورهم، فللمؤمنين النور التام يوم القيامة، ولهؤلاء الظلام والندامة، للمؤمنين السعادة والحبور، وللمنافقين الشقاء والثبور، جزاء لهم على سوء صنيعهم والعياذ بالله (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) هذا هو وصفهم بالخسران المبين، فهو كمن دفع أمواله لشراء شيء ثم وجد ذلك الشيء تالفاً، فهو خاسر ، كمن بذل جوهرة وأخذ عنها درهماً ، فبئست التجارة وبئست الصفقة، هكذا حال المنافقين ، استبدلوا الهداية بالضلال، واستحبوا سوء الخلال. قال الطبري رحمه الله : عَنْ ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود مِنْ تَأْوِيلهمَا قَوْله : {(1/483)
اشْتَرَوْا الضَّلَالَة بِالْهُدَى } أَخَذُوا الضَّلَالَة وَتَرَكُوا الْهُدَى . وَذَلِكَ أَنَّ كُلّ كَافِر بِاَللَّهِ فَإِنَّهُ مُسْتَبْدِل بِالْإِيمَانِ كُفْرًا بِاكْتِسَابِهِ الْكُفْر الَّذِي وُجِدَ مِنْهُ بَدَلًا مِنْ الْإِيمَان الَّذِي أُمِرَ بِهِ . أَوْ مَا تَسْمَع اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُول فِيمَنْ اكْتَسَبَ كُفْرًا بِهِ مَكَان الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ : { وَمَنْ يَتَبَدَّل الْكُفْر بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل } 2 108 وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى الشِّرَاء , لِأَنَّ كُلّ مُشْتَرٍ شَيْئًا فَإِنَّمَا يَسْتَبْدِل مَكَان الَّذِي يُؤْخَذ مِنْهُ مِنْ الْبَدَل آخَر بَدَلًا مِنْهُ , فَكَذَلِكَ الْمُنَافِق وَالْكَافِر اسْتَبْدَلَا بِالْهُدَى الضَّلَالَة وَالنِّفَاق , فَأَضَلَّهُمَا اللَّه وَسَلَبَهُمَا نُور الْهُدَى فَتَرَك جَمِيعهمْ فِي ظُلُمَات لَا يُبْصِرُونَ . وعَنْ قَتَادَةَ : { فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } قَدْ وَاَللَّه رَأَيْتُمُوهُمْ خَرَجُوا مِنْ الْهُدَى إلَى الضَّلَالَة , وَمِنْ الْجَمَاعَة إلَى الْفُرْقَة , وَمِنْ الْأَمْن إلَى الْخَوْف , وَمِنْ السُّنَّة إلَى الْبِدْعَة .
الوقفات
1- بيان أن عدم معاقبة المنافقين حال ظهور نفاقهم كان لزيادة فجورهم وعذابهم في الآخرة.
2- بيان استبدال المنافقين وأخذهم للضلال وترك الهدى وهم أصلاً ليسوا بمؤمنين حتى يستبدلوا الإيمان بالضلال ولكن لعدم أخذهم الهدى أساساً وهو المفترض من الإنسان أخذه اعتبره الله بأن أولئك المنافقون تركوا الهدى واتخذوا الضلال فبئس المكسب.
3- بيان أن تجارة المنافقين خاسرة، وقد ضلوا الطريق القويم.
---
سعيد الشهري
10-23-2004, 03:19 AM
آيات ووقفات (الحلقة العشرون)(1/484)
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17).صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18)
لا يزال الرب سبحانه وتعالى يورد الأوصاف الدونية التي يتصف بها المنافقون، والتي جعلتهم مكشوفين ، مفضوحين أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فشبههم الله في هذه الآية برجل استوقد ناراً لكي يبصر طريقه، ومكانه الذي هو فيه فلما أطمأن لنور ذلك القبس الناري، فإذا به يفقده فجأة ويذهب الله به، فذلك تماماً حال المنافقين الذين رأوا الآيات القرآنية، والبينات والهدى ، فرأوا نور الهداية، ثم انتكسوا وكفروا فعادوا إلى ظلمات الكفر والنفاق(1). أما وصفهم بأنهم (صم بكم عمي ) فكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يسمعون الهدى, ولا يبصرونه ولا يعقلونه. لا حول ولا قوة إلا بالله ، علماً بأن حواسهم موجودة ، ولكن لشدة طغيانهم وتمردهم على أوامر الله ، وبغضهم لما أنزل الله على رسوله، والتآمر على الكيد للرسول وأصحابه ، أفقدهم الله خواص تلك الحواس فلا تسمع الحق ولا تبصره ولا تعقله، مع وجود أدوات الحس ، ولكنهم بسلوكهم المشين استحقوا أن تكتب عليهم الضلالة والعياذ بالله (فهم لا يرجعون ) أي لا يتوبون ولا يعودون إلى الصواب.هذه هي نتيجة الإعراض عن الله، وعن أوامره، والكيد لدين الله أن المرء يحبط الله عمله، ويجعله لا يعد يسمع الحق أو يعقله، إذ إن مدارك الإحساس في عقله تفتقد التمحيص، والتدقيق في الآيات البينات، والهدايات الواضحات ، فلا يستطيع أن يميز ما ينفعه مما يضره، ولا يستطيع أن يعرف أين طريق الحق المبين، إنها والله الحياة المريرة، وخراب السريرة من أولئك المنافقين، فقد حال الله بينهم وبين ادراكاتهم الحسية فلا يستطيعون التوبة ، أو الرجوع إلى الحق ، إلا أن يتوبوا توبة نصوحاً فباب التوبة مفتوح.
الوقفات(1/485)
1- خطورة النفاق وأنه طريق للهلاك.
2- ضرب الأمثلة والتشبيه في القرآن أسلوب تربوي من الله عز وجل يقرب الفكرة للأذهان.
3- إذا أصبح الإنسان لا يؤمن بالآيات الواضحات والمعجزات البيَّنات، ولا يستطيع أن يميز عقله ويتمعن في تلك الأمور فإن ذلك يعني أن الختم على القلوب قد بلغ مبلغه.
_________
(1) تفسير الطبري
____________
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والعشرون)
أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير(20)(1/486)
وهذه صورة أخرى يوضح فيها الرب معالم تلك النفوس التي تمردت على دين الله ، وتنكرت للهدي الرباني ، وتنكرت لأمة محمد ، فضلت عن الطريق القويم ، إنها في ترددها ، وشكها. يذكر الله عز وجل المنافقين في هذه الآية كأنهم مجموعة رجال يمشون في ليلة ظلماء ممطرة فالصيب هو المطر، والرعد هو ملك من الملائكة يزجر السحب (1).أما البرق فكما قال الطبري هي مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحب (2). والمقصود أن حال المنافقين حينما يسمعون القرآن يضعون أصابعهم في آذانهم لأنهم ينزعجون من وعده ووعيده، فكأنهم يشبهون الرجل الذي أمطرت السماء وهو يمشي في الظلمات ويضع أصابعه في أذنيه خشية الموت،وإذا أنار البرق له الطريق مشى فيه ، وإذا أظلم عيه وقف فيرجوا السلامة من ذلك ، أما المنافقون فلا يحسبون أنهم ناجون من عذاب الله لأنه سبحانه محيط بهم ، ولا يستطيعون فكاك أنفسهم من عذابه وغضبه، وفي هذه الآية أشد الوعيد للمنافقين ومن سار على دربهم ، بأنهم لن يعجزوا الله ، والله سيحاسبهم في الدنيا والآخرة، فكأن البرق هو الإيمان والإقرار الذي أقروه بألسنتهم بالله وبرسوله ، يخطف أبصارهم يأخذها من شدة لميعة ، كلما أضاء لهم مشوا فيه ، أي إنهم في إيمانهم يراعون مصالحهم فحسب فيريدون النصرة، والغنائم الدنيوية، فكأن قوله يمشون فيه أي البرق أي يواصلون إيمانهم حينما تكون الأمور في مصالحهم ، وإذا أظلم عليهم قاموا أي توقفوا مكانهم كذلك الماشي في ظلمة الليل والمطر ، وفي هذا دلالة على أن المنافقين إذا فقدوا أو توقفت أمورهم ومصالحهم الدنيوية يتوقفون تماماً كذلك الماشي في الظلمة الذي افتقد لميع البرق فهو متحير في طريقه ، وأولئك متحيرون في ضلالتهم وغيهم فيفتقدون المنهج الصحيح الذي ينبغي إتباعه، ثم جاء التهديد في قوله ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ، أي يستطيع الرب سبحانه وتعالى لو شاء أن يفقدهم حواسهم السمعية والبصرية (إن الله على كل(1/487)
شيء قدير ) أي قادر سبحانه على فعل كل شيء ،" وفي هذا رد على القدرية الذين يرون أن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى ، لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله تعالى (إن الله على كل شيء قدير)"(1).
الوقفات
1- تشبيه المنافقين في إيمانهم كأنهم يتتبعون المصالح فقط.
2- إيمان المنافقين يدور حول مصالحهم قال تعالى ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإذا أصابه خير أطمأن به).
3- ذكر الله مثل الماشي في ظلمات الليل والمطر كمثل إيمان المنافق فإذا رأى البرق وهي مصالحه الإيمانية من غنائم وغيرها مشى واتبع، وإذا أظلم وتعارضت أمور الدين مع مصالحه توقف كالماشي فاحتار في أي منهج يسير.
______________
(1) من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله.
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والعشرون)
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون(21) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (22).(1/488)
في هذه الآية أمر عام للناس بعبادة الله الرب العظيم، فذلك المنهج القويم، والصراط المستقيم، فلا تكون العبادة لأحد غيره، ولا لرب سواه، والل ه عز وجل يذكرنا في هذه الآية انه سبحانه وتعالى هو خالقنا، وخالق من قبلنا ، فهذه منة منه سبحانه وتعالى، الذي أوجدنا من العدم، وجعل في أجسادنا ارواح تقر وتعترف بأن خالقها هو الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه ، أو يمجسانه ، أو ينصرانه) أي أن الله عز وجل يضع الفطرة في عباده وهي التوحيد، ولكنه ينحرف بانحراف والديه عن الفطرة فوالداه هما اللذان يجعلانه نصرانياً أو يهودياً ، أو مجوسياً ، وإلا فالأصل فهو مسلم، فنحمد الله عز وجل أن خلقنا مسلمين موحدين لله تبارك وتعالى. وجاءت هذه الآيات بعدما ذكر سبحانه الختم على قلوب المنافقين وتشبيههم بالماشي في الظلمة والذي فقد منهجه فتارة يؤمن المنافق كإضاة البرق للماشي في ظلمة الليل والمطر ، وتارة يعود لضلاله وشكه كالماشي حينما يفقد البرق ،فيذكر الله البشرية جمعاء بأن تعبده وحده فهو خالقهم ومن قبلهم ، وهو خالق حجارتهم التي يعبدونها من دون الله ، ولا تضرهم ولا تنفعهم، فكيف يعبدونها ويتركون عبادة الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى (لعلكم تتقون) أي تنجون منم عذابه وسخطه. ثم منَّ سبحانه وتعالى على عباده بأنه وحده هو الذي جعل الأرض للبشرية مفروشة ممهدة سهلة وخاصة بالعيش فلا حياة على أي كوكب آخر إلا هي لقوله تعالى (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) وقوله (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فليت شركة ناسا وغيرها أن يوفروا ملايينهم التي ينفقونها على مشاريع ستبوء بالفشل لأن ليس هناك حياة إلا على هذا الكوكب الأرض ، فلوا صرفوا تلك الأموال لمعالجة المرضى، أو إغاثة الفقراء في العالم لكان أولى من ضياعها في شيء ورد فيه دليل بعدم صحة حياة للبشر في غير الأرض.(1/489)
وقال سبحانه (والسماء بناءً) السماء كل ما علا فوق الإنسان فهو سماء ، وقال المفسرون هي السحاب (وأنزل من السماء ماءً) أي غيثاً ، وإلا فالمطر عادة يذكر مع المصائب كقوله تعالى (فأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين) وعندما نصح نوح عليه السلام قومه قال (يرسل السماء عليكم مدراراً ) فلم يقل تمطر عليكم السماء والله أعلم. (فأخرج به من الثمرات) الحبوب والثمار من النخيل والفواكه وغيرها، وهي من أرزاق الله علينا نحمده سبحانه ونشكره، (فلا تجعلوا لله أنداداً) أي لا تجعلوا له أشباهاً تعبدونهم ، وتتقربون إليهم بالقرابين والعياذ بالله من ذلك، فكم من تلك المشاهد والمزارات في العالم الإسلامي ، حينما انتشرت البدع والضلالات ، فهناك من يستغيث بالأموات ، ويشد الرحال إلى المقابر والمزارات فأشركوا بالله آلهة أخرى وجعلوا له أشباهاً وآلهة أخرى مع الرب سبحانه، فنعوذ بالله من العمى بعد الهدى،(وأنتم تعلمون)" أن ليس لله شريك ولا نظير ، لا في الخلق ، ولا في الرزق، ولا في التدبير ، ولا في العبادة، فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك "؟(1).
الوقفات
1- بيان أن العبادة لا تصرف إلا للرب سبحانه وتعالى.
2- الله عز وجل له الفضل سبحانه بإيجادنا من العدم ، ولكن ذلك لم يكن للعبث بل للعبادة قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون).
3- تذكير الله لعباده بالنعم فذلك يجدد الشكر الله على نعمة ويجدد الإيمان في القلب.
__________
(1) من كلام الشيخ السعدي (بتصرف).
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة والعشرون)
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)(1/490)
يخاطب الله في هذه الآيات الكفار، وهو يذكرهم ويعلمهم أنه سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمد إليها، وأنه سيكون في إتباعه الخير الكثير ، ومعصيته سبباً لدخول جهنم والعياذ بالله، وهذا تهديد شديد، ووعد ووعيد، من الحميد المجيد، (وإن كنتم في ريب ) أي هل تشكون في أن ما أنزل على محمد ليس من عند الله، وليس وحي أوحاه الله إليه ، وإن كنتم تدعون أن هذا كلام أكتتبه ، (فأتوا بسورة من مثله) أي اكتبوا من العربية ، فأنتم أهل الشعر والفصاحة، فاجمعوا الحروف وأتوا بسورة واحدة فقط، وهذا تعجيز من الله فلن يستطيعوا ذلك أبداً، وكذلك اجتمعوا مع أعوانكم ، وشهدائكم إن صدقتم أنهم آلهة لكم من دون الله ، قال ابن كثير: " وقال مجاهد وادعوا شهداءكم قال ناس يشهدون به يعني حكام الفصحاء وقد تحداهم الله تعالى بهذا في غير موضع من القرآن فقال في سورة القصص " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين " وقال في سورة الإسراء " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " وقال في سورة هود " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" وقال في سورة يونس " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " وكل هذه الآيات مكية ثم تحداهم بذلك أيضا في المدينة فقال في هذه الآية " وإن كنتم في ريب " أي شك " مما نزلنا على عبدنا " يعني محمدا صلى الله عليه وسلم " فأتوا بسورة من مثله " يعني من مثل القرآن قاله مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير والطبري والزمخشري والرازي .(1/491)
ثم قال تعالى ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) وهذا في تحدٍ كبير من الله عز وجل منزل الكتاب لأولئك المكذبين بأنهم لن يستطيعوا الإتيان بسورة مثل هذا القرآن، فإذا كان الحال كذلك (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) وهذه لمحة ربانية رحيمة ، ودعوة لتلك النفوس المتكبرة ، لعلها تعود إلى الرشد، وتتوق إلى الخلد، في جنة الله ، وتخشى نار الله التي حطبها ووقودها الناس ، "والمراد بالحجارة هي هاهنا حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت أجارنا الله منها"(1) . هذا هو التخويف القرآني، والآيات المحركة لكوامن الخشية في القلوب ، ومزعزة كبرياء النفوس، والتي يتفكر فيها يدرك مدى خطورة الإعراض عن منهج الله ، ويعلم علم اليقين ان هذا كلام رب العزة والجلال يهدد فيه من أعرض عن منهج الله، فيحدد الله عز وجل أن تلك النار على عظمتها، وهول حرارتها ، معدة ومهيأة للكافرين المعاندين لدين الله.
الوقفات
1- وجوب اليقين التام بأن هذا القرآن منزل من عند الله عن طريق جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
2- الإعجاز اللغوي البلاغي التام للقرآن واستحالة الإتيان ولو بسورة من مثله لأنه كلام الرب تبارك وتعالى.
3- إثبات وجود نار جهنم أجارنا الله منها، وإعدادها للكافرين كي تكون نزلاً لهم.
_________
(1) من كلام الإمام أبن كثير رحمه الله.
---
سعيد الشهري
10-25-2004, 05:24 AM
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة والعشرون)
وبشر الذين آمنوا أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)(1/492)
عندما ذكر الله عز وجل صفات الكافرين ، والمنافقين ، وأحوالهم ومصيرهم الذي سيئولون إليه ، وتهديدهم بأن مصيرهم للنار إن لم يتبعوا دين الإسلام ، وستكون جهنم المعدَّة لأمثالهم هي دارهم ونزلهم والعياذ بالله من ذلك، تلك الصورة المرعبة لأولئك المتمردين على منهج الله هي ومآلهم زرعت في القلوب المؤمنة مخافة الله، والتعوذ من مصير أولئك الكفار، وحفزت همم المؤمنين للعدول عن كل ما يغضب الله للنجاة من النار، لأن قلوبهم حية تشعر وتستشف وعد الله ووعيده، لذلك فإن الله عز وجل يذكر في كتابه العزيز ، حال الكفار ثم يعقب عليه بحال المؤمنين المتقين، أو العكس، وهذا معنى تسمية القرآن مثاني*، لكي يختار الإنسان السلوك، والعمل الذي يريده (إما شاكراً وإما كفوراً) لذلك أتت هذه الآية لتزيد من يقين وطمع المؤمنين برحمة الله ، والوصول إلى رضاه عز وجل ودخول جنته، فقال سبحانه ( وبشر الذين آمنوا) أي بشرهم يا محمد ، وأخبرهم بطريقة تبشيرية لتفرح بها قلوبهم، وأن أعمالهم لا تضيع عند الله عز وجل (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وأخبرهم بأن الجنة معدَّة ومهيأة للمؤمنين المتبعين لمنهج الله ورسوله، (أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي تجري الأنهار من تحت أشجارها، وهي أنهار الماء ، واللبن، والعسل ، والخمر، وقد جاء في الحديث ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ، ففهيا كل ما تحبه النفس ، وتتوق إليه ، فما يتمنون في هذه الآية سيرونه عياناً بياناً، وصدقاً في الدار الآخرة إن هم رضي الله عنهم ورحمهم، (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) أي يرون الفاكهة التي في الجنة فيعرفون أنها تشابه التي كانت في الدنيا، قال عكرمة : وأتوا به متشابها " قال : يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب ،وقوله تعالى " ولهم فيها أزواج مطهرة " قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس مطهرة من القذر والأذى. وقال مجاهد من الحيض(1/493)
والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد وقال قتادة مطهرة من الأذى والمأثم (1). وهذا يبين لنا كيف تلك الآلاء العظيمة التي يتمتع بها المسلم في جنة الله ، وكيف أن الله عز وجل يوفر لهم كل ما تشتهيه أنفسهم، سواء الروحية ، أو الجسدية، فجمال الخضرة ، والأنهار ، والفواكه، والزوجات، والمأكل والمشرب، وكل ماتتمناه النفس موجود، فيا من أغرق نفسه في شهوات الدنيا ، يا من نسيت الآخرة ونعيمها، وغرقت في المعاصي والآثام ، يا من أردت حياة قصيرة، وتناسيت حياة دائمة خالدة، متى تستيقظ وتعود إلى رشدك، متى تترك جميع ما يغضب الله من كبائر أو صغائر ، متى تعرف أن الجنة للمعرضين عن الحرام، فهلا صحوت من غفلتك، هلا عرفت أن الحق واضح ناصع وأن الباطل مزين من شياطين الإنس والجن، نسأل الله أن يشملنا برحمته وعفوه، لهذا فإن هذه الآية فيها دعوة عظيمة لإيقاظ القلوب الغافلة عن تلك النعم التي لا يشابهها نعم في الحياة الدنيا فقد جاء في الحديث ( يغمس أنعم أهل الأرض في النار غمسه فيقول له الرب هل ذقن نعيم قط، فقال لا وعزتك يارب ، ويؤتى بأشقى أهل الأرض فيغمس في الجنة غمسه فيقول له الرب هل ذقت شقاءً قط قال لا وعزتك يارب ) ، ثم قال سبحانه وتعالى (وهم فيها خالدون) أي مخلدون إلى الأبد ولا يخرجون منها ويحل عليهم رضا الرب سبحانه فلا يغضب عليهم أبداً.
الوقفات
1- تبشير المؤمنين بالجنة ونعيمها فيه الحث على فعل الصالحات.
2- ما في الجنة لا يشابه الذي في الدنيا إلا بالمسميات فقط وإلا ففي الجنة يختلف كل شيء في جماله وفضله.
3- الخلود التام في الجنة وتذكر ذلك يجعل المسلم يستحقر هذه الدنيا القصيرة فيعرض عنها وعن ارتكاب المعاصي والآثام كي لا يتردى في جهنم أعاذنا الله والمؤمنين منها.
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة والعشرون)(1/494)
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين (26)
إن الله عز وجل يعلمنا في هذه الآية كيف يكون الأسلوب في تعليم الناس، بضرب الأمثلة، وتبسيط الأمور، وشرحها كي يتفهمها الناس، فالله عز وجل يرد في هذه الآية على من أنكر كيف أن الله يذكر ألأمثال في الأشياء قليلة الشأن، وليس الأمر يقتضي الإنكار بل هذا من التربية الربانية، وحسن التعليم الرباني لعباده، فما علينا إلا التسليم والقبول لذلك (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) المؤمنين يقرون، ويعترفون بمراد الله ، ومشيئته ، ويتفهمون مقاصده ، وتعليمه لهم.
وفي المقابل ينكر الله عز وجل على أفعال الكفار، وأقوالهم حيث قالوا (ماذا أراد الله بهذا مثلاً) فيزدادون بذلك الإعتراض كفرا، وبعداً عن منهج الله، والمؤمنين يزدادون إيماناً وقرباً لله. فإن علم المؤمنين ما تضمنته الآيات ، والأمثلة المذكورة فيها ، أزدادوا إيماناً ، وإن لم يعلموا مقصد الله فيها، وخفي عليهم ذلك أيقنوا بأن الله لم يضرب تلك الأمثال عبثاً، بل لحكمة أرادها سبحانه وتعالى.
فعلى العبد أن يسلم لله أموره، ويضبط سلوكياته على المنهج الذي يريده سبحانه وتعالى، وأن يخضع لأوامر الله ، ويجعل في قرارة نفسه أن الله لم يضرب تلك الأمثال إلا لحكمة بالغة، ولكنه سبحانه يضل المعرضين عن منهجه ، المعاندين لشرعه ، وذلك بعدله سبحانه وتعالى(وما يضل به إلا الفاسقين ) المعاندين لله ، والذين صار الفسق صفة من صفاتهم التي يتصفون بها. قال السعدي رحمه الله : الفسق نوعان: مخرج من الدين كالمذكور في هذه الآية، وغير مخرج من الدين كالذي جاء في قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
الوقفات(1/495)
1- الله يضرب الأمثال لتقريب المعاني في عقول البشر ليفهموا مقاصد الله.
2- وجوب الرضوخ لأوامر الرب تبارك وتعالى.
3- الضلال لا يكون إلا على من استحقه ممن تمرد وعصى أوامر الله ، إلا أن يتوب.
---
سعيد الشهري
10-28-2004, 03:01 AM
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والعشرون)
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)
عندما علمنا ربنا سبحانه وتعالى وجوب التسليم ، والقبول لما يذكره من أمثال، وأنه لم يذكرها عبثاً سواء عرفنا مقاصده فيها ، أم لم نعرف وذلك لحكمة يريدها سبحانه وتعالى، فلعلنا فهمنا كيف نتأدب مع الآيات ، ونقر بأن ربنا سبحانه وتعالى يريد تقريب الأفكار ، والمعاني من أذهاننا كي يزداد إيماننا ، وبذلك تزيد أعمالنا الصالحة، ثم أوضح سبحانه وتعالى كيف يضل الفاسقين ، وفي هذه الآية وصف لأولئك الفاسقين (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) أعوذ بالله ، هذه زلة شنيعة، لأنفس وضيعة، وقلوب معرضة عن الحق ، مقبلة على الباطل، لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً. أولئك القوم ينقضون ما عاهدوا الله عليه سواء كان ميثاقاً بينهم وبين الله سبحانه، أو بينهم وبين الناس، فهم ينقضون عهدهم مع الله بارتكاب الجرائم، والآثام وهم منهيون عن ذلك، وكذلك ينقضون مواثيقهم مع الخلق، وهكذا نعرف كيف أن نقض المواثيق صفة من صفات الفسقة ، وسمة لا يتخلون عنها والعياذ بالله ثم جاءت الصفة الثانية وهي لا تقل عن الأولى وهي (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) هذه لمحة أخرى حول سمات الفسقة أنهم يقطعون صلتهم بكل ما أمر الله بوصاله، فيقطعون صلتهم بالله عز وجل، وصلتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم من إيمان به، ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه، وكذلك يقطعون صلتهم بوالديهم وأقاربهم، وكان حالهم إلى الخسارة والبوار (أولئك هم الخاسرون) أي في الدنيا والآخرة.
الوقفات
1- الفسق شأنه خطير.(1/496)
2- تحريم نقض العهد ، وقطع الصلة بين العباد وخالقهم، أو بينهم وبين أقاربهم.
3- تقرير الخسران العظيم لمن خالف أمر الله.
---
سعيد الشهري
10-31-2004, 06:16 PM
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والعشرون)
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)
يريد الله بهذا الإستفهام ، التوبيخي لهؤلاء الناس أن يضعهم في أمر لا مناص منه، وهو أنه المتصرف في شئون خلقه، فهو الذي خلقهم من العدم، ثم بعد تلك الحياة موت وبعث وحساب، هل بعد هذه الآيات يكفر الناس ،هل بعد هذه الآيات يبقى كفر، وقد بين الله لهم في هذه الآيات أنه هو من أوجدهم، وأطعمهم وسقاهم، وأرسل لهم الرسل تترا، وبين لهم ما ينفعهم مما يضرهم ، ثم بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً، ومع ذلك يكفرون بالرسالة النبوية ، وكما عرفنا في الآية السابقة كفرهم، ونقضهم للمواثيق الربانية، فكيف بالمواثيق البشرية، إننا اليوم نعاني من الطغمة الصهيونية التي تحاربنا باسم الدين ، ونحن نحارب باسم التراب، وباسم الوطن، وباسم العروبة، فماذا كانت النتيجة، هزمت الأمة ، واستأسد الجبناء ، واحتلت الأراضي، وعندما رفعت شعارات التوحيد في فلسطين، وتحركت الأيدي المتوضئة، والقلوب الخاشعة، والأفئدة المطمئنة بنصر الله، وعندما تغلغلت الروح الإيمانية في أجساد الشعب الفلسطيني، ظهرت الكرامات، وعرفت الأمة الإسلامية مدى جبن وضعف الجندي الصهيوني المجهز بأفتك الأسلحة، والمدرَّب أحسن تدريب ، ولكن الاعتماد في ظروف المواجهات على ثبات القلوب على الإيمان، والصدق مع الله، والرغبة في لقائه، هكذا تربت الأمة المسلمة في فلسطين، وهكذا جاء الجيل المنشود، وتربع على عرش البطولة والسؤدد، وعرفت الجيوش العربية أنها بعيدة كل البعد عما تحمله قلوب ذلك الجيل من التضحية، والفداء ونصرة دين الأمة، والذود عن حياضه.
الوقفات
1- إثبات خلق الله لهذه البشرية.(1/497)
2- إثبات الحياة بعد الموت.
3- إثبات المآب إلى الله والحساب في يوم القيامة.
_______________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والعشرون)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) )
بعدما أنكر الله عز وجل سفه من يكفر به ويجحد وجوده، أو يشرك معه آلهة أخرى ، لا تضر ولا تنفع، ولا تغني عنه شيئاً، وما ذلك كله إلا تنكر للرب سبحانه وتعالى الموجد للجميع من العدم، وبعدما ذكرهم بأن مصير الجميع إليه سبحانه وتعالى ذكرهم في هذه الآية بشيء أعظم من ذلك ، وهو خلق السموات والأرض فقال (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) ويذكرنا بأن كل ما خلقه على هذه الأرض ، هيأه لنا ، ولمصالحنا إلا ما حرمه علينا فهو مستثنى في هذه الآية مثل الخبائث من الشراب والأكل وغيرها، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) قال ابن كثير رحمه الله : أي قصد إلى السماء والاستواء هاهنا مضمن معنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى فسواهن أي فخلق السماء سبعا والسماء هاهنا اسم جنس (انتهى) ، ثم قال (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.
الوقفات
1- إثبات أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ والمعد للحياة الدنيوية.
2- إثبات خلق الله للسموات ، وأنها سبع سموات.
3- إثبات إحاطة علم الله بكل شيء.
_____________________
آيات ووقفات ( الحلقة التاسعة والعشرون)
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) )(1/498)
يخبرنا الله عز وجل كيف كانت بداية خلق أبينا آدم عليه السلام، وكيف كان استغراب الملائكة من ذلك الأمر ، وهم قد رأوا ما يفعله الجن في الأرض لأنهم سبقوا الإنس في العيش في الأرض بفترات زمنية طويلة، قيل ألفي سنه (1) فرأوا مفاسد الجن ، وسفكهم للدماء فقارنوا هذا الجنس الجديد بأولئك، فرد عليهم الله بأنه يعلم سبحانه ما لا يعلمون ، قال بن كثير رحمه الله : " أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم.وهكذا علمنا أن قوله خليفة أي يخلف من قبله ممن سكن الأرض من الجن، ويأتمر بأمر الله عز وجل ويعيش في ظل شريعة الله، قال الطبري رحمه الله :" فقال : { إني أعلم ما لا تعلمون } يقول : إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره(2) , قال : ثم أمر بتربة آدم فرفعت , فخلق الله آدم من طين لازب - واللازب : اللزج الصلب من حمأ مسنون - منتن . قال : وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب . قال : فخلق منه آدم بيده .قال فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى , فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل - أي فيصوت - قال : فهو قول الله : { من صلصال كالفخار } يقول : كالشيء المنفوخ الذي ليس بمصمت , قال : ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره , ويدخل من دبره ويخرج من فيه , ثم يقول : لست شيئا ! للصلصلة , ولشيء ما خلقت ! لئن سلطت عليك لأهلكنك , ولئن سلطت علي لأعصينك . قال : فلما نفخ الله فيه من روحه , أتت النفخة من قبل رأسه , فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحما ودما ، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده, فأعجبه ما رأى من حسنه, فذهب لينهض فلم يقدر, فهو قول(1/499)
الله: { وكان الإنسان عجولا } ، قال: ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء. قال: فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال: الحمد لله رب العالمين, بإلهام من الله تعالى . فقال الله له : يرحمك الله يا آدم . قال : ثم قال الله للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات : اسجدوا لآدم ! فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس أبى واستكبر لما كان حدث به نفسه من كبره واغتراره , فقال : لا أسجد له وأنا خير منه وأكبر سنا وأقوى خلقا , خلقتني من نار وخلقته من طين . يقول : إن النار أقوى من الطين . قال : فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله , وآيسه من الخير كله , وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته".
الوقفات
1- إثبات كلام الله عز وجل.
2- إثبات علم الله لغيب السموات والأرض وكل شيء.
3- إثبات حكمة الله عز وجل في الخلق ووجوب التسليم بذلك.
4- إثبات كفر إبليس وتمرده على أوامر الله.
_________________
(1) وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا على بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر البحور فقال الله للملائكة : " إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " قال : إني أعلم ما لا تعلمون . (تفسير ابن كثير).
(2) عندما قاتل هو والملائكة الجن ، أغتر وأطلع الله على كبريائه ، فهو يعلم سبحانه ما لا تعلمه الملائكة.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثلاثون)(1/500)
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون(33) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)
يخبرنا الله عز وجل في هذه الآيات كيف كانت بدايات تعليم آدم ، وكيف كان إبداع الخالق ، وإحكام صنيعه، كيف جعل له عقلاً يحفظ، ويفهم، ويعرف، ويبصر، ويسمع، ويدرك، كيف كان كل ذلك في جسد خلقه الله من طين، ثم خلق فيه روحاً تحوي كل تلك الحواس، فعلمه الله سبحانه وتعالى الأسماء كلها ، وحفظه إياها ، ثم سأل الملائكة عن أسماء تلك المسميات، فنفوا علمهم بذلك ولم يعرفوها ، فلما أمر الله سبحانه آدم عليه السلام أن يخبرهم بها ، فأخبرهم بأسمائها ، فازدادوا يقيناً وعلماً بإبداع صنيع المولى عز وجل في ذلك المخلوق ، وعظم خلقه، ثم أخبرهم الله بصيغة السؤال ألم أخبركم أنني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تظهرونه من أعمال وأقوال وما تكنه صدوركم، وبعدها جاءت في الآية كيف أن الله عز وجل أمرهم بالسجود لآدم فخروا سجداً إلا إبليس رفض ذلك الأمر كبراً واستعلاء فكفر بذلك العمل والعياذ بالله.
الوقفات
1- بيان أن العلم أساس لكل خير وبه يعرف الإنسان مصالحه.
2- بيان علم الله وأنه أحاط بكل شيء علماً.
3- كفر إبليس ورفضه للسجود كبراً.
---
سعيد الشهري
11-02-2004, 06:53 PM
آيات ووقفات ( الحلقة الواحدة والثلاثون)
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالمين (35))(1/501)
بعدما أمر الله عز وجل الملائكة للسجود لآدم رفض إبليس ذلك، وتبين كفره فغضب الله عليه ولعنه، وأعتبره من الكافرين، سيتبين لنا ذلك في السور التالية إن شاء الله. ذكر الله عز وجل في هذه الآية زوجة آدم وهي حواء ، وقد خلقها الله من أحد أضلاعه لكي يسكن إليها، وتسكن إليه أي يأنسون ببعض، ووضعهما في الجنة ، واخبرهما سبحانه وتعالى أن لهما كمال الحرية في التنعم بما في الجنة إلا شجرة واحدة والله أعلم ما تلك الشجرة؟ أمرهما أن لا يقرباها، وإن فعلا ذلك سيصبحان من الظالمين لأنفسهما المعتدين عليها لعصيانهم لربهم ، مما يستدعي غضبه عليهما، وكان ذلك إختباراً ، وامتحاناً لهما ، ومن هنا يتبين كيف أن الله سن سنة الابتلاء على بني آدم، وجعلها محور أساسي يتبين له من هم الصابرون من عباده، ومن هم الكاذبون قال تعالى (آلم ، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) فالابتلاء سنة ربانية يمحص فيها الخلق، فمنهم من يثبت إيمانه ، ومنهم من يتزعزع، ومنهم من ينخرط في صفوف أعداء الأمة المحمدية كالباطنيين، والمنافقين، وما هذه الحروب بين ذرية آدم إلا ابتلاءات،وتدافع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر ، هذه الابتلاءت لتمييز الصف الإسلامي، والوقوف بثبات تجاه ثوابت الأمة، والتصدي للمتغيرات الهادمة لكيانها، فهل سينجح آدم وحواء تجاه ذلك الامتحان اليسير الذي منعهما من الاقتراب من تلك الشجرة في الآية التالية سيتبين الأمر إن شاء الله.
الوقفات
1- بيان خلق حواء وسميت حواء لأنها مخلوقة من حي (آدم).
2- الابتلاء لاختبار العباد سنة ربانية.
3- ظلم النفس هو إغراقها بالذنوب المهلكة لها دنيا وآخرة.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والثلاثون)
(فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36))(1/502)
عندما عصى إبليس ربه بعدم سجوده، وطرده من رحمته، حقد على آدم وحواء ، ونذر نفسه واقسم بالله أنه ليضل آدم وذريته عن صراط الله المستقيم، كما جاء في سورة النساء ، فوسوس لهما وجعلهما يقتربان من تلك الشجرة بعدما أغراهما بتحسين المعصية، فالحق واضحاً ناصعاً طيباً، أما الباطل فيزينه الشيطان للإنسان ، ويجعله في عيون الناس شيئاً عظيماً، وما أهلك الأمم السابقة إلا تنافسها على متاع قليل، فلما دخل حب الدنيا قلوبهم، تقاتلوا من أجلها، وأزهقت الأرواح في حروب اسرت في الواقع إبليس لأنه عدو البشرية، فكانت مثلاً حرب البسوس ، وهي ناقة فازت في سباق، فكانت الحرب بين قبيلتين استمرت أربعين سنة، أرأيت كيف فعل إبليس بذرية آدم ، وغيرها كثير ، ولكن هنا يغوي إبليس أبونا آدم وأمنا حواء ، فيغترا بكلامه ويقتربا من الشجرة ، ويرتكبا الزلل ، وهو الإثم الذي حذرهما الله من فعله، فكانت النتيجة أن أهبطهم جميعاً إلى الأرض ، وأخبرهم بأن لهم في الأرض حياة (1)، ومستقر مؤقت وبعدها سيعودون إلى ربهم ويحاسبهم على أعمالهم.
الوقفات
1- الشيطان وراء تزيين الإثم عند الإنسان ، وهو مصدر الزلل.
2- إثبات العداوة من إبليس وذريته لآدم وذريته (2).
3- الحياة الدنيوية لا تكون على أي كوكب غير الأرض لأنه هو فقط المهيأ للحياة.
_________________
(1) هذا دليل قاطع على أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ للحياة عليه، وليت مؤسسات الفضاء الذين أهدروا المليارات ليثبتوا أن فوق المريخ ، أو غيره حياة يفهموا هذه الآية جيداً ، ويعطوا شعوبهم جزءاً يسيراً من تلك الأموال فهم أحق بها من أن تضيع هدراً على شيء مستحيل.
(2) ورد في كتاب أظنه الصارم البتار ، أن الساحر يتقرب للشيطان ويسجد له، ويأمره الشيطان بالذبح له ، فإن كانت الذبيحة آدمي اشتد سحره ، وزاد قربة لإبليس أعوذ بالله منهم وممن تعاون معهم.
_____________________
---
سعيد الشهري
11-06-2004, 02:42 AM(1/503)
آيات ووقفات (الثالثة والثلاثون)
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41). وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42).
ثم أمر الله عز وجل أهل الكتب السماوية التوراة والإنجيل من اليهود وخصهم في هذه الآية لأنهم هم المعنيون بالإيمان التام بما أنزل على محمد وهو القرآن الكريم، ثم حذرهم أن لا يكونوا أول كافر به ، لأنهم ليس لديهم عذر من جهل أو غيره لأن هذا القرآن مصدق لما عندهم من التوراة والإنجيل ، فكيف يتولون عن أوامر الله ، ويكذبون ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل ذلك مذكور عندهم في كتبهم ، ثم قال ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً أي لا تستعيضون الدنيا بدلاً من آياتي ، ثم جاء التذكير الآخر في قوله تعالى وإياي فاتقون ، فلا يخيفكم أحد إذا خفتم من الله عز وجل ومن الذي يضع الآمان في القلوب غير الله، ومن الذي يتقرب إليه غير الله، ومن الذي يعبد العباد فيتركون ما ينهى عنه ، ويتقربون إلى ما يرضيه غير الله وذلك يتسق اتساقاً تاماً مع سلوك العباد الصالحين ، وهكذا نعرف أن تلك النفوس الغريبة من بني إسرائيل ، خاطبها الرب سبحانه وتعالى في هذه الآية على اعتبار أنهم أول زمرة من اليهود وكانوا مجتمعين في المدينة المنورة، قبل أن يطردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الجزيرة لنقضهم العهد، فإن لم يؤمنوا في تلك الحقبة الزمنية ، فسيصبحون أول زمرة من الكفار الذين أنكروا مصداقية كتب الله ، واستخفوا بالآيات والرسل ، ثم حذرهم الله من أن يلبسوا على الناس دينهم الباطل بدلاً من الإسلام ، قال الحسن البصري : إن الدين الحق هو الإسلام والنصرانية واليهودية بدعة ليست من عند الله(انتهى) ، لذلك جاءت هذه الآيات لتبعد اللبس الذي يحاول القساوسة(1/504)
أن يزجوا بالمسلمين في أتون الضلال ، والانحراف عن منهج الله القويم الدين الحق.
الوقفات
1- أهل الكتاب هم أولى الناس بالتصديق بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وبالقرآن الكريم لثبوت تبشير الرب بذلك في كتابهم.
2- من باع دينه لكي يكسب من الدنيا فقد خاب وخسر.
3- التقوى هي إتباع أوامر الله واجتناب نهيه.
4- النهي عن التلبيس الذي يتخذه الأعداء لصرف الناس عن الحق.
آيات ووقفات (الرابعة والثلاثون)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)(1/505)
ثم جاء الأمر الرباني ، وهو الامتحان العسير في نظر يهود ، وهو أن يمتثلوا لأمر الله سبحانه حيث أمرهم أن يصلوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، أي يصلوا صلاة واحدة جماعة معه، وأن يدفعوا الزكاة له، وفي ذلك اختبار لمدى طاعتهم لله من عدمها، فهل سيستجيبون لذلك الأمر الرباني، أم تأبى أنفسهم المتكبرة على أوامر الله ، المعرضة عن منهجه ، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً حتى يعلمه الخطأ من الصواب وذلك بإرشاده عن طريق الكتب ، والرسل ، وفي هذا أبلغ الحجج ، وأعظم التربية، فهل بعد محمد صلى الله عليه وسلم حجة، وهل بعد القرآن دليل على صحة التنزيل ، وبرهان التدليل، وعظم الحجة ، وقوة الإعجاز. بعد كل ذلك ينكر الله عليهم إذ كيف يأمرون الناس بالدخول في دين محمد ، وهم في أنفسهم لا يرون ذلك ، ولا يأتمرون به في ذواتهم، فذمهم الله عز وجل بأنهم سيهلكون أنفسهم بذلك العمل، ولوا أنهم عرفوا الحق والتبشير بنبوة محمد العربي الذي لا ينتمي لإسرائيل كما توقعت يهود ، فلما بعث على تلك الصفة ، دب الحسد في قلوبهم ، ونسوا أنهم كانوا يتشوقون لبعثة ذلك النبي ، وأنه سيكون من بني إسرائيل كما توهمت نفوسهم، ولكن لأن الحال ليس على أهوائهم تمرد الكثير منهم على أوامر الله ، وأصبح عدواً لدين الإسلام والعياذ بالله، حتى وإن كانوا يتلون الكتاب ، فلم يعد الإيمان له دور في قلوب أكثرهم، بل أن الحقد أعمى أبصارهم ، وبصائرهم، فيقرؤن الكتاب ولكن قلوبهم معرضة عنه لهول المصاب الذي خيب آمالهم.
الوقفات
1- الأمر الرباني يجب طاعته على كل حال.
2- الصلاة والزكاة من أجل الأعمال عند الله عز وجل ففيها إنكسار النفس وخضوعها لله ، والتقرب إلى الله بكسر الشح النفسي المجبول على حب المال.
3- يجب أن يأمر المرء نفسه أولاً ثم يدعوا الآخرين إلى منهج الله.
---
سعيد الشهري
11-06-2004, 08:42 PM
آيات ووقفات (الخامسة والثلاثون)(1/506)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
ثم انتقل السياق إلى صفة من صفات عباد الله الصالحين، صفة عظيمة ، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعرف حلاوتها، إنها صفة الصبر ويندرج تحت هذا المسمى أربعة أصناف وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله،ثم ذكر الخشوع في الصلاة، إنها الصفة التي تميز المؤمن من المنافق، تميز المحب للصلاة المتقرب إلى الله، والذي سخر جوارحه، في طاعة ربه ، فخشعت الروح ، وخشع الفؤاد، ومن ثم خشعت الجوارح، في رحلة إيمانية إلى الرب سبحانه ، واستشعار السجود والركوع له، وهو الغني عن عبادتانا ، ونحن الفقراء المساكين لفضله وعفوه، إنها صورة واضحة تصف قلوب المؤمنين الخاشعة، ونواياهم الخالصة، وسكون جوارحهم ، وهذه هي الصفة التي يحبها الله عز وجل ، جاء في الحديث (إذا حضر العشاء والعِشاء فقدموا العشاء على العِشاء) وفي ذلك لمحة نبوية مشفقة على حال المؤمن حيال عبادته لربه، فإذا اشتهى الطعام فلا ينبغي أن يذهب للصلاة لأنه سيظل باله مشغول في صلاته بالطعام، وهنا سيفتقد الخشوع، واليوم تعددت المشاغل ، وكثرت الصوارف عن الخشوع نسأل الله العافية. ثم ذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الخاشعون في صلاتهم، ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وقبوله لأعمالهم، واحتساباً للأجر منه سبحانه، لذلك فهم موقنين بلقاء الله ، ويستشعرون كيف يكون وقوفهم الآن بين يديه في تأدية الفريضة، وكيف سيكون حالهم حينما يقفون بين يدية لمحاسبتهم على العمل، كل ذلك يدور في خلد أولئك الصالحون ، وتلك الصفة من أزكى الصفات للخلص من البشر الذين يؤدون الأعمال الصالحة بإتقان وخلوص نية لله وحده.
الوقفات(1/507)
1- وجوب الخشوع في الصلاة لورود الحديث الذي يدل على ذلك ، حينما رد الرسول الرجل الذي رأى تسرعه في صلاته ، وقال له صل فإنك لم تصلي ثلاثاً ، ثم أخبره بوجوب الطمأنينة والخشوع في الصلاة.
2- حلاوة مناجاة الرب سبحانه وتعالى ، ولذة الطمأنينة في الصلاة لا يعرفها إلا الخاشعين.
3- الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن في معترك الحياة، ولولا الصبر لما كان وصل المسلمون إلا مشارق الأرض ومغاربها ينشرون دين الله ويحاربون من يتصدى لدعوتهم ونشر دينهم، ولولا الصبر لما استطاع الصحابي بلال بن رباح تحمل حرارة الرمضاء ، والصخرة على صدره وهو يقول أحد أحد ، فلما سئل كيف كان صبرك ، فقال امتزجت عنده الآم العذاب مع لذة الطاعة فغلبت لذة الطاعة على ألم العذاب فغلبتها فلم أعد اشعر بالعذاب.
4- وجوب محاسبة النفس واستشعار وقوفها أمام خالقها في الصلاة ، والعلم اليقين بعودتها يوماً من الأيام والوقوف بين يديه يوم العرض عليه يوم القيامة.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والثلاثون)
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48))(1/508)
يذكَّر الله سبحانه وتعالى أبناء نبي الله إسرائيل (يعقوب) وسلالته ، والذين ينحدرون من البقية الباقية من اليهود والذين كانوا متواجدين في يثرب ، يذكرهم بحال أسلافهم من قبل كيف كانوا من عباد الله الصالحين ، المقتدين بأهل الهدى والصلاح ، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المصلحين لأقوامهم، فيذكرهم بتلك النعم والآلاء ، وتفضيل أولئك الأنبياء وأصحابهم على سائر البشر في تلك الأزمان ، لأن كل زمان له عالم ، فليس المقصود هنا أن اليهود كونهم يهوداً أنهم كما زعموا شعب الله المختار ، وليس لهم أي أفضلية على البشر في وقت نبي الله محمد وما بعده ، بل كان فضل سلالة إسرائيل من الأنبياء في زمانهم الفائت هم خير البشرية. ثم ذكرهم الله سبحانه وتعالى بيوم الحساب ، يوم العرض على الله يوم لا تنفع نفساً نفساً أخرى ، ولا يقبل الله الشفاعات ، ولا يقبل الله الفداء كما قال سبحانه (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) فتلك الصورة ، وذلك الموقف العصيب، لو تأملها هؤلاء اليهود ، وعرفوا قدر هذه الرسالة التي جاءت تذكرهم ، وتربط تاريخ أسلافهم الصالحين ، بتاريخ الرسالة المحمدية ، وينبثق من ذلك النور الرباني من هذه الآيات الكريمات ، وتعرف البشرية أن هذا القرآن لم يتنزل لبني يعرب فحسب ، وأن هذه الرسالة لم تكن خاصة لقوم محمد عليه السلام فحسب بل لجميع البشرية، وتتحدث الآيات عن ذلك اليوم العصيب الذي تنكشف فيه فضائح الخلائق، وتجثوا البشرية على الركب وتقول كل نفس يارب نفسي نفسي، ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى في آخر الآية أن في ذلك اليوم لا أحد ينصر أحد ، وليس هناك مجال لتكوين جيوش ، أو عصابات ليتناصرون فيما بينهم كما هو حال اليهود في الدنيا، بل في ذلك اليوم كل نفس مشغولة بذاتها لا تعلم كيف الخلاص من أهوال ذلك اليوم.
الوقفات(1/509)
1- تذكير اليهود بصلاح أسلافهم لإيجاد الإيمان بأن هذا القرآن مصداقاً وتتميم لما سبقه من الكتب السماوية.
2- تحريك الإيمان في القلوب بما سيحدث في الآخرة من حساب وعقاب.
3- الحث على المبادرة بالإيمان بالرسالة المحمدية كي ينجوا اليهود من عذاب الآخرة حيث لا فدية ولا نصرة ولا شفاعة.
---
سعيد الشهري
11-24-2004, 10:24 AM
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والثلاثون)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ(50))
وتأتي هذه الآية تذكر اليهود كيف كان حال أسلافهم حينما تسلط عليهم فرعون ملك مصر ، والذي كان يسومون أصلها (سام ) أي يديمون العذاب عليهم وتمثل ذلك في أن فرعون كان يذبح الأولاد ويبقي النساء أحياء، فيعلمهم الله أن تلك الفتنة كانت من أشد الابتلاء الذي أصاب أسلافهم ، ولكن الله وحده سبحانه ، وبحكمته البالغة، وبسلطانه العظيم ، دكدك رؤوس الطاغوت، وأغرق فرعون وجنوده في اليم ، وأنقذ موسى ومن تبقى من أبناء إسرائيل عليه السلام.(1/510)
فمَّن الله عز وجل على اليهود في هذه الآيات ، وكأنه يقول إذا نسيتم ذلك، أو جهلتموه فهذا القرآن يقص عليكم ما جهلتموه ، ويذكركم بما جاء في سير الأولين من أسلافكم ،ثم ينتقل السياق على صورة أخرى حينما أنفرق البحر إلى فرقين ، أي انفتح إلى قسمين فعبر موسى عليه السلام وقومه ، وعندما نجوا ووصلوا إلى ضفة البحر لحق بهم فرعون وجنوده ، فأغرقهم الله فهلكوا ، وكان ذلك أمام مرأى موسى وقومه ، ويورد الله هذه الآيات لعل هؤلاء اليهود يتذكروا ويعتبروا ، ويوقنوا بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي لا يستطيع القراءة ، أو الكتابة، فمن أين جاء له هذا القصص الذي كثير منهم يجهل تفاصيله، أو يعرفه ولكنه ينكر رسالة محمد فتدلل تلك الآيات على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتخبر البشرية بمصداقية الرسالة ، وعموميتها للبشرية جمعاء ، وبذلك تستبين السبيل الحق من الباطل ، والبصيرة من العمى، والهدى من الضلال.
الوقفات
1- التذكير بقصص أسلاف اليهود.
2- الامتنان من الله على بني إسرائيل بأنه نجاهم من بطش الطاغوت فرعون.
3- إثبات معجزة انشقاق البحر حتى مشى البشر في وسطه.
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والثلاثون)
(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون(51) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون(52) وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون(53)(1/511)
لا يزال السياق في ذكر الله وتذكيره لقصص موسى مع قومه ، فقد ذهب موسى إلى ميقات ربه وانقضت أربعين يوماً ، ثم اتخذ قومه العجل رباً يعبدونه وهو عبارة عن حلي نساء بني إسرائيل صاغها السامري في هيئة عجل فعبدوه ، وسيأتي بسط ذلك بالتفصيل في سورة طه إن شاء الله. ويذكر الله سبحانه وتعالى كيف ظلموا أنفسهم بعدما نجاهم الله من فرعون وجنوده، ومن الدكتاتورية الوحشية التي أذلت بني إسرائيل أيما إذلال، وهاهم يعبدون العجل من بعد تلك النعمة بإنقاذهم ، ولكن مع ذلك غفر الله لهم ، وعفا عنهم لعلهم يعودون إليه ويعبدونه وحده لا شريك له، ثم يذكرهم الله بمنته وفضله أنه آتى موسى الكتاب وهو التوراة وهو الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل لعلكم تهتدون.
ويورد الله عز وجل هذه الآيات وفيها التذكير والأحداث التي سبقت في الأسلاف الماضية، وفيها تذكير بما جرى لهم ، وكيف تكون عاقبة الكفر ، وكيف أن الله عز وجل يعفو ويغفر، وكيف تجلى حلمه وعفوه على بني إسرائيل لجهلهم ، ولكن بعدما أتتهم التوراة، والهدى المتألق بين دفتيها ، فليس بعد ذلك عذر لمعتذر فقد أتى البيان الظاهر، والنور الباهر ، وتجلت الحقائق ، فمن أين أتى كل ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الوحي السماوي.
الوقفات
1- الشرك بالله ظلم للنفس عظيم.
2- الحث على شكر الله على نعمة العفو والمغفرة.
3- إقرار وجود التوراة في عهد موسى عليه السلام ، وهو كتاب مقدس من الكتب السماوية ، ونحن كمسلمين نؤمن بوجوده على هيئته الحقيقية في عهد موسى ، ولكن ما تتداوله الأيدي الآن فليس بالأصلي وهو محرف.
4- إثبات إقامة الحجة على الناس بعد إرسال الرسول ، وإنزال الكتاب فبهما يتميز الحق من الباطل.
---
سعيد الشهري
11-29-2004, 07:54 PM
(الحلقة التاسعة والثلاثون)(1/512)
(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54) )
هذه الآية تعبر عن الحال الذي وصلوا فيه بني إسرائيل من إغضاب الرب سبحانه وتعالى الذي أنعم عليهم ، وأنجاهم من الأعداء ، وأنزل عليهم الكتاب ، وأرسل لهم موسى نبياً منقذاً بالمعجزات، وبالتوراة ، فما السبيل إلى إرضاء الرب ، وما الخلاص من هذا الذنب ، وكيف كانت توبتهم لقد أمر الله نبيه بان يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل لكي تتم التوبة لهم، وهذه والله من الأغلال الثقيلة التي شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأخذوا الخناجر بأيديهم وغشيتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قُتل منهم كانت له توبة ، وكل من بقي منهم كانت له توبة، فتاب الله عز وجل على حيهم و ميتهم ، وبذلك انتهت قضية عبادة العجل بعد توبة الله عليهم وعودتهم إلى رشدهم.
وفي هذه الآية ذكر الشرك بأنه ظلم للنفس ،فهي مفطورة على توحيد الله بالعبادة، فكيف يجرؤ المرء على اتخاذ الأصنام أرباباً، أو الجمادات، أو الأولياء، أو القبور ،أو الصلبان، أو الرهبان، أو قبورهم، أو المزارات يطوفون بها ، ويبكون عندها ويسجدون لها ويستغيثون بأصحابها، كيف يكون ذلك في قلب مفطور أصلاً على توحيد العبادة لله، وكيف يكون ذلك في قلوبٍ تنتمي إلى الإسلام، وتعتز بالإسلام ، وهي أقرب إلى الشرك والعياذ بالله ، وتشد الرحال إلى المزارات ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى) .
الوقفات
كان التقاتل بين الناس توبة في شريعة موسى عليه السلام.
إثبات الولاء لله وأن عباد الله دائماً وابداً ينفذون أوامر الله مهما كانت شدتها وصعوبتها.
_________________
(الحلقة الأربعون)(1/513)
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تنظرون (55) ثم بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56))
تدل هذه الآيات على صلف وكبرياء اليهود، والكبر كما علمنا رسول الله بطر الحق أي رفض الحق ، وعدم إتباعه، فهؤلاء اليهود وفي هذه الآية انكشفت كينونة صدورهم، وسوء مقاصدهم، فعندما جاءهم النبي موسى عليه الصلاة والسلام بالكتاب ووصايا الرب فيها ، فرفضوا ذلك وقالوا من أنت حتى يعطيك الرب ذلك، ولماذا يكلمك ولا يكلمنا،فلن نؤمن لك حتى نرى ربك، أي يكشف وجهه سبحانه وتعالى لنا ونراه جهرة، إننا نريد رؤيته ، وهذا بطبيعة الحال محال لأن كليم الله موسى عليه السلام لم يستطع رؤيته عندما تجلى ربه للجبل، فكيف بهؤلاء يقولون ذلك بتلك الصورة المكذبة لرسول الله ، وكيف يقولون ذلك بتلك البذاءة، والعنجهية ،كل ذلك أغضب الرب سبحانه وتعالى ، وأغضب نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، فجاءهم العقاب حيث أرسل الله عليهم صاعقة وهي نار (قالها السدي) تقتل بعضهم ويرى الآخرون ما حل بهم، ثم بعثهم الله فجاء أولئك الصاعقة ثم بعثهم الله، فأحياهم من جديد ، وهو سبحانه الغني عن عبادتهم ، ولكنه سبحانه رءوف رحيم ، يريد سبحانه من عباده أن يتبعوا الحق ويشكروا نعم الله قولاً وعملاً كي ينجوا من عذابه ، فهل استجابوا لربهم؟. وفي هذا تذكير لليهود في المدينة بما حل بأسلافهم حينما تمردوا على نبي من أنبياء الله موسى عليه السلام، وفيها تحذير من عدم متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الآيات ، وهذا القصص لم يأت محمداً إلا من عند الله بوحي سماوي.
الوقفات
الكبر هو المهلكة فرفض الحق صفة من أبرز صفات المتكبرين أعاذنا الله.
إثبات غضب الرب سبحانه وتعالى وعقابه لمخالفي أمره.
إثبات الإحياء بعد الممات.(1/514)
إثبات عدم رؤية الله في هذه الدنيا ولكن في الآخرة سيرى أصحاب الجنة ربهم سبحانه وتعالى (وجوهٌ يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناضرة) وقال سبحانه( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الرب سبحانه وتعالى ، ولا ينكر هذا إلا كافر.
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 10:00 PM
الأخ سعيد
أنا لا اعرف إن كان يحق لي قطع تسلسل افكارك وسوف اعذر المشرف إذا حذف مقاطعتي لك
=================
قولك أخي((إثبات عدم رؤية الله في هذه الدنيا ولكن في الآخرة سيرى أصحاب الجنة ربهم سبحانه وتعالى (وجوهٌ يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناضرة) وقال سبحانه( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الرب سبحانه وتعالى ، ولا ينكر هذا إلا كافر)9
وأنا أقول بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة
ولكني أتحفظ على قولك بتكفير منكري الرؤية---لان دليل الرؤية ليس قطعي الدلالة
وعلى ذلك لا نكفر الأباضية ولا المعتزلة ولا الزيدية وكلها فرق منكرة للرؤية
---
(1/515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً : تفسير أبي منصور الماتريدي (ت333هـ) (تأويلات أهل السنة) كاملاً
---
صدر حديثاً : تفسير أبي منصور الماتريدي (ت333هـ) (تأويلات أهل السنة) كاملاً
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2005, 05:24 PM
صدر عن دار الكتب العلمية في بيروت تفسير (تأويلات أهل السنة) المعروف بتفسير الماتريدي ، وهو أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي المتوفى سنة 333هـ . في عشرة مجلدات كبار ، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس . بتحقيق الدكتور مجدي باسلوم.
وقد قدم لتحقيقه بمدراسة وافية في 345 صفحة ، فيها فوائد كثيرة ، ثم بدأ في تحقيق الكتاب ، مع تعليقات كثيرة وجيدة في مجملها في الأجزاء الأولى ، دون بقية الأجزاء .
وتفسير الماتريدي سبق أن حقق منه جزء صغير اشتمل على أوائل القرآن .
---
أبو صلاح الدين
10-22-2005, 07:57 PM
ولمن أراده من أهل مصر: هو موجود بمؤسسة الرسالة بشارع الجمهورية بالعتبة.
---
أبو عبدالرحمن
10-23-2005, 02:57 PM
ما مدى سلامة هذا الكتاب من الأخطاء العقدية ؟
الذي أعرفه أن أبا منصور رحمه الله تنسب إليه الفرقة الماتريدية وعندها أخطاء في باب الصفات.
وهل للكتاب قيمة علمية تذكر؟
أقصد هل فيه زيادة فائدة على ما عندنا من كتب التفسير المنتشرة في الأقطار؟
سؤالي هذا سؤال مستفيد لا سؤال منتقد.
---
مساعد الطيار
10-23-2005, 04:19 PM
تأويلات اهل السنة ، لأبي منصور محمد بن محمد الماتريدي ( ت : 333 )
(نظرة في كتابه )
هذه بعض الأفكار حول تفسير أبي منصور ، كنت جمعتها تذكرة لي أثنا إلقائي لدورة في التعريف بكتب التفسير ، ولعل فيها فائدة لمن يريد قراءة الكتاب ، وإن كانت لا تغني عن استقراء منهجه ؛ لأني كتبتها من خلال الجزء المطبوع بتحقيق الدكتور إبراهيم عوضين والسيد عوضين ، وهو في سورة البقرة فقط .(1/516)
أولاً : ليس فيه عناية بآثار السلف في التفسير .
ومن ذلك أن حكى الاختلاف في تفسير (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ، فقال : ( ثم اختُلف في : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .
منهم من قال : هو واحد ، إذ كلُّ ضال قد استحق الغضب عليه ، وكلُّ مغضوب عليه استحقَّ الوصف بالضلال .
ومنهم من قال : المغضوب عليهم هم اليهود ، وإنما خُصُّوا بهذا بما كان منهم من فضلِ تمرُّدٍ وعُتُوٍ لم يكن ذلك من النصارى ؛ نحو : إنكارهم بعيسى ، وقصدهم قتله مما لم يكن ذلك من النصارى .
ثمَّ قولهم في الله : (يد الله مغلولة ) ، وقولهم : (لقد سمع الله الذين قالوا إن الله فقير ) الآية ، وقول الله فيهم : (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ) الآية .
وكفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد استفتاحهم . وشدة تعنتهم . وظهور النفاق ، فاستحقوا بذلك اسم الغضب عليهم ، وإن كانوا شركاء غيرهم في اسم الضلال ، وبالله التوفيق
وفي هذا وجه آخر : أن يُحمل الذنوب على وجهين : منها ما يوجب الغضب ، وهو الكفر ، ومنها ما يوجب اسم الضلال ، وهو ما دونه ؛ كقول موسى : (فعلتها إذًا وأنا من الضالين ) ( 1 : 26 ـ 27 ) .
ولم يذكر هنا ما ورد من التفسير النبوي ، ولا ما أجمع عليه المفسرون من السلف ، بل حكى خلافًا غير واردٍ عند هؤلاء المفسرين ، ولو كان يعتني بأقوالهم ويعتمدها لما وقع منه ذلك ، وبالله التوفيق .(1/517)
وهذا المنهج الذي لا يعتمد الآثار لا تجده عند الطبري ( ت : 310 ) ، ولا عند معاصره ابن أبي حاتم ( ت : 327 ) ، وإليك ما قاله الطبري ليظهر لك الفرق في الاستدلال واعتماد الآثار ، قال الطبري : (( فإن قال لنا قائل فمن هؤلاء المغضوب عليهم الذين أمرنا الله جل ثناؤه بمسألته أن لا يجعلنا منهم قيل هم الذين وصفهم الله جل ثناؤه في تنزيله فقال : ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ) ، فأعلمنا جل ذكره بمنه ما أحل بهم من عقوبته بمعصيتهم إياه ثم علمنا منة منه علينا وجه السبيل إلى النجاة من أن يحل بنا مثل الذي حل بهم من المثلات ورأفة منه بنا .
فإن قال : وما الدليل على أنهم أولاء الذين وصفهم الله وذكر نبأهم في تنزيله على ما وصفت ؟
قيل حدثني أحمد بن الوليد الرملي قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله المغضوب عليهم اليهود ... ) . طبعة الحلبي ( 1 : 79 ) .
ثم ساق الآثار الأخرى الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن مفسري السلف ، وليس فيها أيُّ اختلاف ، ولذا قال ابن أبي حاتم : ( ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافًا ) فسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ، تحقيق د / أحمد الزهراني ( القسم الأول : 23 ) .
ثانيًا : اعتمد على العقل المجرد ، وذكر في كتابه استدلالات كلامية قائمة على العقل الكلامي ، والكتاب يظهر فيه أثر علم الكلام من عنوانه ومن المسائل التي يتطرق إليها الماتريدي .
ويظهر أن لهذا سببًا ، لك أتبينه بوضوح ، ولعلَّه أنشأه للردِّ على استدلالات المعتزلة بالقرآن ، فأراد أن يبيِّن تأويلات أهل السنة ، وأنها خلاف ما تذهب إليه المعتزلة ، وإنما قلت ذلك ؛ لكثرة إقحامه الردَّ عليهم .(1/518)
ولقد كان من نتاج اعتماد العقل المجرد ردُّ الإجماع الذي حكاه في قوله تعالى : (وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة ) ، قال : ( أجمع أهل التفسير والكلام على صرف الأيام المعدودة المذكورة في هذه الآية إلى أيام عبادة العجل ، وذلك لا معنى له ؛ لوجهين :
أحدها : أن هؤلاء لم يعبدوا العجل ، وإنما عبد آباؤهم ، فلا معنى لصرف ذك إلى هؤلاء .
والثاني : لو صرفت ذلك إلى آبائهم الذين عبدوا العجل لم يحتمل أيضًا ؛ لأنهم قد تابوا ورجعوا عن ذلك ، فلا معنى للتعذيب على عبادة العجل بعد التوبة والرجوع إلى عبادة الله ؛ كقوله : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف) ، وتصرف الأيام المعدودة إلى العمر الذي عصوا فيه ) تأويلات أهل السنة ( 1 : 204 ) .
وأنت ترى أنه قد حكى الإجماع ، ثمَّ صرَّح بمخالفته ، فما فائدة هذا الإجماع إذًا ؟!
هذا مع أنَّ هذا الإجماع منتقضٌ بما رواه الطبري عن ابن عباس ومجاهد من أنَّ اليهود يزعمون أنهم يُعذَّبون سبعة أيام .
والقول الذي زعم أن الإجماع منعقد عليه هو قول الجمهور ، وقد رواه الطبري عن ابن عباس، وأبي العالية ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وزيد بن أسلم تفسير الطبري طبعة الحلبي ( 1 : 381 ـ 382 ) .
ومن عنوان كتابه (تأويلات أهل السنة) يظهر أنه سيورد ما يحتمله النص القرآني من التأويل ، وقد كان ، لذا يكثر في كتابه لفظ ( ويحتمل ) ، ومن ذلك كثرت المحتملات عنده حتى ظهرت في كتابه محتملات تأويلية ضعيفة أو باطلة ، وقد يترك الصحيح ويعمد إلى ما هو أقلَّ منه ، وقد يذكر الصحيح ويذكر معه ما هو ضعيفٌ لا يُحتملُ ، وإنما قاده إلى ذلك اعتماده إبراز التأويلات الواردة على النصِّ ، والله أعلم .
ومن أمثلة ذلك ، ما ورد في تفسير قوله تعالى : ( ويقيمون الصلاة ) ، قال : ( يحتمل وجهين :(1/519)
يحتمل الصلاة المعروفة ، يقيمونها بتمام ركوعها وسجودها ، والخشوع والخضوع له فيها ، وإخلاص القلب في النية ؛ على ما جاء في الخبر ( انظر من تناجي ) .
ويحتمل الحمد والثناء عليه .
فإن كان المراد هذا فه لا يحتمل النسخ ولا الرفع في الدني والآخرة ) تأويلات أهل السنة ( 1 : 40 ) .
وإقامة الصلاة في القرآن يراد بها الصلاة الشرعية ، ولا معنى للقول الآخر الذي ذكره ، ولا يظهر من كلامه هل هو ناقلٌ أم قائل ، وأيًّا ما كان الأمر ، فهو قول لا دليل عليه ، وليس كل ما احتمله اللفظ مجرَّدًا جاز حمل القرآن عليه .
ثالثًا : مكثرٌ من الردِّ على المعتزلة .
رابعًا : نحى في المسائل الفقهية إلى مذهب أبي حنيفة .
خامسًا : قلَّ فيه تفسيره الاستشهاد بالشعر .
سادسًا : ينقل عن أهل الكلام ، وقد يعتمد تفسيرهم ويقدمه على تفسير السلف ، ومن ذلك قوله : ( ثم اختلف أهل التفسير في العالمين :
فمنهم من ردَّ إلى كلِّ ذي روح ودبَّ على الأرض .
ومنهم من ردَّ إلى كل ذي روح في الأرض وغيرها .
ومنهم من قال : لله كذا وكذا عالم .
والتأويل عندنا : ما أجمع عليه أهل الكلام : أنَّ العالمين اسم لجميع الأنام والخلق جميعًا .
وقول أهل التفسير يرجع إلى مثله ، إلا أنهم ذكروا أسماء أعلام ، وأهل الكلام ما يجمع ذلك وغيرهم ) تأويلات أهل السنة 1 : 16 .
سابعًا : وقع عنده مخالفة لما كان عليه السلف في بعض القضايا العقدية :
ومن ذلك قوله في مفهوم الإيمان : ( ... وإن كان في أهل الكتاب ، ففيه الأمر بالإيمان الذي هو إيمان ، وهو التصديق .
والإيمان عندنا هو التصديق بالقلب ؛ دليله قول جميع أهل التأويل والأدب : أنهم فسروا آمنوا : صدَّقوا في جميع القرآن ) تأويلات اهل السنة ( 1 : 74 ) .(1/520)
وقال : ( وقوله : ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) الآية تنقض قول من جعل جميع الطاعات إيمانًا ، لما أثبت لهم اسم الإيمان دون الأعمال الصالحات ، غير أنَّ البشارة لهم ، وذهاب الخوف عنهم = إنما أُثبت بالأعمال الصالحات .
ويحتمل الأعمال الصالحات : عمل القلب ، وهو أن يأتي بإيمان خالص لله ، لا كإيمان المنافق بالقول دون القلب ) تاويلات اهل السنة ( 1 : 74 ـ 75 ) .
وفي هذا الكلام نظر واضح ؛ لأنَّ فيه إدعاء الإجماع ، والسلف على خلاف ما زعمه ، ويظهر أنه ما قال مثل هذا إلا لقلة عنايته بقول السلف الذين يرون الإيمان قول وعمل .
وقد أورد الطبري ( ت : 310 ) في تفسير قوله تعالى : ( الذين يؤمنون بالغيب أقوال السلف كما يأتي :
قال عبد الله بن مسعود: الإيمان : التصديق.
وقال ابن عباس : يؤمنون : يصدقون .
وقال الربيع بن أنس : يؤمنون : يخشون .
وقال الزهري : الإيمان : العمل .
ثمَّ قال الطبري : ومعنى الإيمان عند العرب : التصديق ، فيُدعَى المصدِّق بالشيء قولا مؤمنًا به ، ويُدعَى المصدِّقُ قولَه بفعلِه مؤمنًا ، ومن ذلك قول الله جل ثناؤه : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) ؛ يعني : وما أنت بمصدق لنا في قولنا .
وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان الذي هو تصديق القول بالعمل .
والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل .
وإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الآية وأشبه بصفة القوم : أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغيب قولا واعتقادا وعملا ؛ إذ كان ـ جل ثناؤه ـ لم يحصرهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى ، بل أجمل وصفهم به من غير خصوص شيء من معانية أخرجه من صفتهم بخبر ولا عقل ) تفسير الطبري طبعة الحلبي ( 1 : 101 ) .
فهذا نقلٌ عند الطبري فقط ، فأين ذلك الإجماع المزعوم ؟!
ثامنًا : له عناية بالاستدلال والاستنباط من الآيات ، سواءً أكانت استدلالات عقدية ، أم غيرها :(1/521)
ومن أمثلة ذلك ، قوله : (( وقوله : (أعدت للكافرين ) ، في الآية دلالة على أنها لم تُعدَّ لغير الكافرين )) تاويلات اهل السنة ( 1: 73 ) .
وفي قوله تعالى : ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ، قال : ( وفي الآية منع التكلم بالشيء إلا بعد العلم به ، والفزعُ به إلى الله عن القول به إلا بعلم ، وهذا هو الحق الذي يلزم كل من عرف الله . وبه أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ، فقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم ) تأويلات اهل السنة ( 1 : 99 ) .
حالة الاستفادة من الكتاب :
1 ـ يعد الكتاب مرجعًا لمعرفة أقوال أبي منصور الماتريدي (ت : 333 ) ، خصوصًا الأقوال العقدية .
2 ـ يمكن الاستفادة منه في معرفة أقوال المعتزلة في الآيات ، لما فيه من الردود عليهم .
3 ـ ويمكن بحث الأثر الكلامي على التفسير من خلال تفسير الماتريدي ( ت : 333 ) .
---
الميموني
10-24-2005, 02:32 AM
جزاكم الله خيرا أبا عبد اللك
و الكتاب مفيد مع ما عليه من ملاحظ وهو قد أنشأه للقصد الذي ذكرتموه كما هو ظاهر من عنوانه و له فيه لفتات جيدة في الرد على المعتزلة و غيرهم و يذكر أجوبة مفيدة على بعض الاستشكالات. و عصره متقدم فيستفاد منه .
و ممن يكثر النقل عنه و يؤيد آراءه العلامة نجم الدين النسفي الحنفي (ت: 537هـ ) صاحب تاريخ سمرقند محدث و فقيه مشهور هو غير النسفي المشهور ..
له كتاب اسمه التيسير أثنوا عليه حقق بعضه
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 02:09 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه التعقيبات النافعة.(1/522)
والغرض من الإشارة إلى نشر مثل هذه التفاسير ، هو استفادة أهل العناية بالبحوث والتخصص للالتفات إلى مناهج هؤلاء المفسرين ، ومعرفة اتجاهاتهم بناء على قراءة كاملة لكتبهم ، وذلك لأن معظم من يتصفح هذا الملتقى هم من أهل هذا الشأن ، دون عامة المسلمين الذين لا ينصحون بالاطلاع على هذه التفاسير لما فيها من أخطاء قد لا يدركونها.
وفق الله الجميع للعلم النافع ، والعمل الصالح.
---
مرهف
10-28-2005, 12:32 AM
فضيلة الدكتور مساعد جزاك الله خيراً على هذا التعريف ولكن لي مداخلة سريعة فيها وهي أننا عند دراسة أي كتاب ندرس حياة المؤلف ونجعل في دراسة ترجمة المؤلف دراسة أخرى ولو إجمالية عن عصره الذي عاش فيه والحالة السياسية والعلمية السائدة في هذا العصر ، وكتاب الماتريدي لا ينبغي أن يدرس بعيداً عن هذا الإطار أيضاً لمعرفة دوافع هذا التفسير وأهميته يومئذ،والحقيقة أنني ألاحظ أكثر الأخوة في الملتقى عندما يتكلمون أو يدرسون تفاسير الرأي يعتبرون أهم انتقاد لهذه التفاسير أن مؤلفها أشعري أو ماتريدي أو من أهل الكلام حتى صرت أشعر ـ وبكل صراحة ـ أن الأشاعرة والماتريدية أو أهل الكلام أعداء للإسلام يريدون إخراج المسلمين عن عقيدة السلف وتعطيل الشريعة بل وبعض الأخوة ـ بحسن نية والله أعلم ـ يصل بهم إلى الضلالة والعياذ بالله مع أننا نجد في بعض تفاسير المأثور استخدام علم الكلام في توجيه كلام السلف الصالح فانظر مثلاً كلام ابن جرير في تفسير قوله تعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) من سورة الإسراء وكيف وجه ابن جرير رحمه الله كلام مجاهد في المقام المحمود بذكر مذاهب أهل الكلام في ذلك مع أن عامة المفسرين ـ إن صحت العبارة ـ على هجر كلام مجاهد في تفسير هذه الآية، بل ونقل الرازي عن الواحدي رده لمجاهد من وجوه نقلها الرازي والألوسي في تفسيرهما ،وإذا تسنى لي الوقت ورجعت إلى المراجع وجمعت أقوالهم سأعرضها إن شاء الله ، ولكن(1/523)
المقصد من هذه المداخلة أن نضع الأمور في نصابها ولا نتعامل مع هذه الكتب على ما فيها من صحيح وخطأ بهذا الإسلوب فنردها جملة أو نقبلها جملة ففي ذلك تجنٍ علمي لا يستسيغه منطق البحث المنصف، فعسى أن لا أكون أسأت وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
11-16-2005, 04:29 PM
هناك طبعة أخرى قديمة للدكتور مستفيض الرحمن - فيما أذكر - ، فقد نشر الفاتحة والبقرة ، وطبع في العراق قبل عشرين سنة عام 1405هـ تقريباً. وقد ذكر أن للتفسير مخطوطات كثيرة جداً في مكتبات تركيا والعراق وغيرها.
---
(1/524)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات (65) (العمل الخيري ... )
---
مختارات (65) (العمل الخيري ... )
---
د. محمد مشرح
11-30-2004, 07:53 AM
تطورات جديدة للعمل الخيري.. مصر نموذجا *
2004/11/29
د. مجدي سعيد **
صورة للشباب المتطوعين فى فاتحة خير
أصبحت موجة التدين الجديد ظاهرة لا تخطئها العين، وهي ظاهرة أوسع من الحركات الإسلامية، تتبادل معها التأثير والتأثر لكنها لا تستوعب فيها، وقد أخذت هذه الظاهرة تتبلور في شكل تجمعات شبابية من المتدينين الجدد تتمحور حول العمل الخيري، فيما يبشر بإمكانية عودة روح التطوع من أجل "الخير العام" إلى مجتمعاتنا خاصة مع تدفق موجات الشباب على العمل الخيري تدفقا جعل منه "موضة" نرجو أن تنمو لتصير "روحا" تسري في أوساط الناس. وفي السطور التالية نتتبع آثار أقدام القافلة.. قافلة الخير الجديدة، وبعد أن نرسم معالم الصورة ننظر إليها بعين المحب التي ليست عن كل عيب كليلة.
كلمة السر: 1999
عندما خرجت السياسة من الشباك دخل العمل التطوعي الخيري من الباب، هذه هي العبارة التي يمكنها أن تلخص بإيجاز "قصة جمعيتين".
ففي النصف الثاني من عقد التسعينيات سحبت مظلة السياسة التي كانت تظلل حركة الشباب في الجامعات المصرية قسرا، بينما خارج أسوار الجامعة كان تيار جديد للتدين العام يتشكل، تيار بعيد عن السياسة والأيديولوجيا، آخذ في طريقه قطاعات جديدة من الشباب تنتمي بالأساس للشرائح العليا من الطبقة الوسطى إضافة لجميع شرائح الطبقة العليا من المجتمع.(1/525)
في ظل هذا المناخ خرجت طائفتان من الشباب حاملة لواء العمل الخيري التطوعي، جاءت إحداهما من جامعة القاهرة وبالتحديد من كلية الهندسة لتؤسس "جمعية رسالة للأعمال الخيرية". أما الثانية فقد جاءت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتؤسس "فاتحة خير.. متطوعون للتنمية". وكأن كلمة السر كانت "1999"؛ ففي ذلك العام تأسست الجمعيتان لتقدما نمطا مختلفا من العمل الأهلي الخيري لا يعتمد على كبار السن أو الموظفين من أرباب المعاشات، ولا يقدمه شرائح المتدينين التقليديين أو المسيَّسين الملتفين حول المساجد؛ بل يعتمد بالأساس على شباب "مختلف" يتطوع بجهده وماله ووقته من أجل مد يد العون للشرائح الفقيرة والمهضومة الحق في المجتمع، شباب عرف طريقه إلى شبكة الإنترنت منذ عرف طريقه إلى العمل الخيري.
ظاهرة كـ"قطعة الجيلي"
إذا كان انسحاب السياسة من الجامعات قد مثل مؤثرا "بالسلب" في نشأة الموجة الجديدة من العمل الخيري، فإن ثمة بيئة أثرت بالإيجاب وسبقت في الوجود رسالة وفاتحة خير، ومن ثم لا بد أن تذكر قبل استكمال المسير أن تلك البيئة -فيما أظن- تهيأت فيها البذور الجنينية لظاهرة التدين الجديدة التي بدأت تأخذ طريقها في أوساط أبناء النخب الاقتصادية منذ أوائل التسعينيات، كان لدعاة مثل "عمر عبد الكافي" و"حازم صلاح أبو إسماعيل"، ولظاهرة مثل حجاب الفنانات المعتزلات أثرها في غرسها إما مباشرة أو بشكل غير مباشر.(1/526)
وعندما أخذت تلك الظاهرة في الاتساع في نطاق "الدقي والمهندسين" وبدأ صداها يسمع خارجها، وما لبثت الحكومة أن انتبهت إلى خطورتها على "الأمن العام" -من وجهة نظرها بالطبع- ومن ثم قررت منع الدكتور "عمر عبد الكافي" عام 1996. ولأن التدين روح تنساب بين الناس لا يمكن إيقافها بقرار بمنع "س" أو "ص"، ولأنه لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ليعود الناس إلى عقد الستينيات؛ عقد الدولة البوليسية، والحيطان ذات الآذان والشعب المستأنس الذي يعمل أفراده "مستخدمين" لدى الدولة؛ فقد عادت الظاهرة للانتشار والاتساع بشكل أكبر من ذي قبل وكأنها قطعة من الجيلي، ما إن تضغط عليها من ناحية حتى تقفز من أخرى، لكن الطريف أن قطعة الجيلي قفزت هذه المرة من نفس المكان: الدقي والمهندسين وما حولهما، وذلك مع ظهور "عمرو خالد" كوجه شبابي جديد في نفس عام إيقاف عبد الكافي؛ أي عام 1996.
بيئة من العمل الخيري النسائي "الشيك"
على حواف موجة التدين الجديدة تلك كانت هناك موجة عمل خيري آخذة في التشكل يغلب عليها الطابع النسائي، تبلورت حول الحاجة "ياسمين الخيام" وجمعيتها، وامتدت إلى نفس الشريحة من "النخب" النسائية والبناتية -إن جاز التعبير- في مناطق أخرى، لكنها لم تشكل ظاهرة إلا عندما ظهرت جمعيتا "رسالة" من ناحية، و"فاتحة خير" من ناحية أخرى، وقبل ذلك بزمن كانت اللجنة النسائية التابعة للجنة الزكاة بمسجد صلاح الدين بالمنيل بيئة أخرى للعمل الخيري الذي يقوم به المتدينون "الشيك"، كإحدى النقاط المتقدمة في العمل الخيري التقليدي، ومن ثم فإنها ما لبثت أن استقطبت بعض الشباب "الشيك" أيضا الراغب في العمل الخيري في موجاته الجديدة.(1/527)
كانت "رسالة" و"فاتحة خير" هي الأطر الخيرية التي استوعبت الموجة الأولى من الشباب المتدين تدينا جديدا بعيدا عن السياسة.. موجة استمرت في التشكل 3 سنوات من عام 1996 إلى عام 1999، لا أستطيع أن أجزم أن هناك رابطا مباشرا وحقيقيا بين الأمرين، لكن بلا شك أن ما أحدثه ظهور "الشاب عمرو" في ساحة الدعوة من تأثير يشبه سقوط الحجر في الماء الراكد أثر في خلق دوامات تأثيرية من التدين الشبابي الجديد، وإذا كنا قد تناولنا هاتين الجمعيتين قبل ذلك؛ فلا بد لنا من تناول الموجة التالية الحالية من العمل الخيري الشبابي التي أرى أن لها رافدين:
- الأول وهو الرافد الأقوى: برنامج "صناع الحياة" الذي فتح أعين الكثير من الشباب المتدينين الجدد على التحول من مجرد التدين العبادي الفردي إلى التدين ذي الدور الاجتماعي.
- الثاني وهو الرافد الأقل بريقا: وهو بيئة عمل الخير الجديدة منها والقديمة، والتي شكلت أرضية وخلفية حافزة وحاضنة أحيانا والتي ألمحنا إليها في تتبعنا لجذور القافلة.
تعددت الأسماء والخير واحد
وباستعراض 5 نماذج من العمل الخيري الشبابي الجديد (وهي الجمعية المصرية للتنمية الإنسانية، وجمعية مشوار، وجمعية رحمة، ومساعدة.كوم، ونادي يللا شباب)، والتي لا يتجاوز عمرها العام الواحد، يمكن أن نخرج عليها بالملاحظات التالية:
- أنها تتشابه إلى حد كبير في أنشطتها وكأنها نسخ بالكربون.
- وتتشابه في طموحها الكبير على قلة إمكانياتها.
- وتتشابه في جرأتها في الانفتاح السريع على شبكة الإنترنت.
- أن تلك الأعمال تتسم في الغالب بالعفوية وقلة الخبرة.
- كما يعيبها النمطية الشديدة التي لا ترى آفاقا للعمل التطوعي أبعد مما كان يراه الأقدمون من الجمعيات الخيرية التقليدية بفارق وحيد في الفئة العمرية للمجموعة القائمة على العمل.
التدريب.. أحدث صيحة في العمل التطوعي(1/528)
إلا أن بعض الإضافات النوعية بدأت تطرأ على تلك الموجة متمثلة في بعض الأعمال أو الجمعيات النوعية (مثل جمعية مصر شريان العطاء). ومن تلك الأعمال النوعية الجديدة التي لا يتعدى عمرها بضعة شهور "التدريب"، وأبرز أمثلته هو فريق "برنامج الفعالية الشخصية" الذي يقوم به بعض الشباب من أجيال أكبر من جيل موجة العمل الخيري الجديد، إلا أنهم ارتأوا أن الشباب الأصغر سنا في حاجة لمثل ذلك التدريب الذي يضمن لهم تحقيق النجاح سواء في أعمالهم التطوعية الخيرية أو في أعمالهم لكسب العيش، وقد أقام هذا الفريق 3 حلقات تدريبية بالتعاون مع جمعية مسجد رابعة العدوية، حضر فيها ألف شاب وفتاة، وكان يوم الثلاثاء 14 سبتمبر 2004 هو حفل تخرج تلك الدفعات، والآن تنهال عليهم العروض لتكرار هذا البرنامج التدريبي التطوعي في العديد من النوادي والجمعيات. وفي الوقت نفسه بدأت جمعية رسالة تدخل نشاط التدريب كأحد أنشطتها الأساسية، وذلك من خلال مركز رسالة للتدريب، الذي بدأ بالأساس بالتدريب على برامج الكمبيوتر، وكذلك مهارات إعداد السير الذاتية والحضور الناجح للمقابلات؛ مما يساعد الشباب في الالتحاق بالأعمال لكسب العيش بشكل ناجح.
وإذا كان هؤلاء الشباب جميعا قد امتلأت جوانحهم بالحماس للعمل، وترجموا هذا الحماس بالفعل في شكل مؤسسات أهلية خيرية.. فهم بحاجة إلى استيعاب رسالة مفادها أن النهضة أو "صناعة الحياة" التي يرغبون في تحقيقها لا يحدثها العمل الخيري وحده؛ فسفينة الأمة بها ألف ثقب، تحتاج إلى أنماط متعددة من العمل التطوعي لسدها، وهو عمل لا يقل "ثوابا" بحال عما يقومون به من أعمال خيرية.
*المرجع : إسلام أون لاين
---
(1/529)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف قرأ حمزة سورة القصص...استمع
---
كيف قرأ حمزة سورة القصص...استمع
---
ابو حنيفة
06-20-2004, 01:37 PM
C:\Documents and Settings\AmeerX\سطح المكتب\القصص.wavأود أن أسأل المختصين في القراءات كيف قراء الامام حمزة أول سورة القصص: طسم
أريد الاجابة كتابة تفصيلا لما ورد في التسجيل
---
(1/530)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تتوضأ وتصلي بالفلاش
---
كيف تتوضأ وتصلي بالفلاش
---
فريق الاعلام الدعوي
02-18-2004, 10:45 PM
تواصياً على الحق وسعياً لتكميل أفضل الأعمال وعمود الدين " الصلاة " طرحنا هذه الفائدة
لنتعلم سوية كيفية الوضوء وطريقة الصلاة كما وردت عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
صفة الوضوء
سئل ابن أبي مليكة عن الوضوء فقال رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء
فدعا بماء فأتي بميضأة فأصغاها على يده اليمنى ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثا واستنثر ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا
ثم غسل يده اليمنى ثلاثا وغسل يده اليسرى ثلاثا ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح برأسه وأذنيه فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة
غسل رجليه ثم قال أين السائلون عن الوضوء هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ( حسن صحيح ).
WIDTH=400 HEIGHT=200
http://workforislam.com/media_team/003task/1.jpg
http://workforislam.com/media_team/003task/2.jpg
http://workforislam.com/media_team/003task/3.jpg
لحفظ الملف
http://workforislam.com/media_team/003task/AbultionArabic.exe
صفة الصلاة
وقال صلى الله عليه وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري.
WIDTH=400 HEIGHT=200
http://workforislam.com/media_team/003task/4.jpg
http://workforislam.com/media_team/003task/5.jpg
http://workforislam.com/media_team/003task/6.jpg
لحفظ الملف
http://workforislam.com/media_team/003task/PrayerArabic.exe
---
(1/531)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من لطائف استنباطات الأئمة (2)
---
من لطائف استنباطات الأئمة (2)
---
عمر المقبل
01-10-2004, 11:37 PM
ذكر أبو نعيم في "الحلية"( 7/272 ) عن الإمام الرباني أبي محمد سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى ،قوله :
" من كانت معصيته في الشهوة ، فارج له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى الله مشتهياً فغفر له .
وإذا كانت معصيته في كبر ، فاخش على صاحبه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن " .
فرحم الله هذا الإمام ، وإني أوصي إخوتي جميعاً بقراءة ترجمته في "حلية الأولياء" ففيها عبر ، ودرر .
---
(1/532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للمختصين
---
سؤال للمختصين
---
لؤي أبو محمد
02-15-2005, 06:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هل ورد في القرآن الكريم مايلي
1 - فعل أمر مؤكد بنون التوكيد ((الثقيلة أو الخفيفة )) في إحدى القراءات الشاذة
2- فعل منوَّن في إحدى القراءات الشاذة أيضاً
فالرجاء ممن لديه علم بهذا الأمر إجابتي
ولكم جزيل الشكر
((ورد السؤال من دكتور اللغة العربية في شعبة القراءات والبندين المطلوبين غير موجودين في القراءات المتواترة ))
---
خالد الشبل
02-19-2005, 12:27 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الكريم لؤي أبو محمد
عُزي إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قرأ : ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذّبوا بآياتنا فدمِّرانِّهم تدميرًا ) . الفرقان 36 .
ذكر هذا أبو حيان في البحر 6/498 ، والسمين في الدر 8/483 ، وأنه بالنون الشديدة .
وفي المحتسَب 2/122 أنها قراءة علي بن أبي طالب ، ومسلمة بن محارب . قال أبو الفتح : " الذي رويناه عن أبي حاتم أنه حكاها قراءةً غيرَ معزوّة إلى أحد ... قال : "وكأنه أمر لموسى وهارون - عيهما السلام - أن يدمراهم ". وقال أبو حيان : "ومعنى الأمر : كونا سببَ تدميرهم ".
وذَكَرَها بالنون الخفيفة ابنُ مالك في شرح الكافية الشافية . وذكر أن مذهب سيبويه وغيره من البصريين أنه إذا كان المسند إليه ألفًا لم يجز أن يؤتى بالنون إلا مشددة . إلا يونس فإنه يجيز أن يؤتى ، بعد الألف ، بالخفيفة مكسورة . قال :" ويعضده قراءة : ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذّبوا بآياتنا فدمِّرانهم تدميرًا ) . حكاها ابن جني" .
ولك مراجعة : إعراب شواذ القراءات للعكبري 2/200 ، وشواذ القراءات للكرماني 348 .
أما السؤال الثاني فيحتاج إلى مزيد بحث.
---
لؤي أبو محمد
02-22-2005, 09:19 AM
جزاك الله خيراً أخي خالد
---(1/533)
فهد الناصر
02-25-2005, 02:15 PM
لعلك لو راجعت كتاب (دراسات لأسلوب القرآن ) للشيخ الدكتور النحوي محمد عضيمة رحمة الله عليه لوجدت الجواب مفصلاً. ولو كان عندي لراجعته ولكنه ليس عندي للأسف.
---
(1/534)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خطوات التأثر بالقرآن الكريم.
---
خطوات التأثر بالقرآن الكريم.
---
عوض احمد الشهري
06-30-2003, 02:36 PM
1- استحضار الجو الإيماني ومعايشة الحالة الإيمانية التي سيتقدم بها الفهم والتدبر وذلك بان يراعى آداب تلاوة القرآن الكريم.
2-تلاوة القرآن الكريم والوقوف على كل آية وتدبرها والانفعال معها .
3- تسجيل الخواطر والمعاني لحظة ورودها أو بعد الانتهاء من القراءة .
4- الاطلاع على تفسير مختصر لبيان كلمة غريبة أو تحديد معنى غامض أو معرفة حكم خاص ، فهذا الاطلاع للتوضيح أو التصويب أو الاستدراك مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان الأشقر .
5-محاولة تطبيق كل آية في كتاب الله تمر أثناء القراءة في الواقع واستخراج العبر والعظات من قصص السابقين وتدوينها والرجوع إليها بعد الرجوع إلى تفاسير السلف .
6 -الحرص على حفظ الآيات في الصدر كما فعل سلفنا الصالح وكما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحفظ العشر آيات ولا ينتقل إلى غيرها حتى يطبقها وتكون واقعا عمليا في حياته .
7-الاطلاع على تفسير مطول يتوسع صاحبه في مباحثه ويستطرد في موضوعاته ويعرض ألوانا مختلفة من المعارف والثقافات مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير السعدي وأضواء البيان للشنقيطي .. وغيرها .
من كتاب (كيف تتأثر بالقرآن؟وكيف تحفظه؟-لأبي عبد الرحمن عدلي الغزالي.
---
(1/535)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التبصرة لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع
---
التبصرة لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
12-23-2006, 07:17 AM
التبصرة لابن الجوزي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
التبْصرَة
الإمام أبو الفرَج
عبد الرحمن بن الجوزى
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج927 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/12063/6f1cbb66e9.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/12063/1105f0a410.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/12063/e03c749d4f.jpg
روابط التنزيل
http://sa32.com/files/550f417329604dea/Attabserah.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298804
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/536)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف من تفسير التحرير والتنوير
---
لطائف من تفسير التحرير والتنوير
---
محمد بن إبراهيم الحمد
07-22-2006, 08:18 PM
الحمد لله، وبعد:
فقد يسَّر الله لي الشروع في استخراج لطائف من كتاب (التحرير والتنوير) للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، ولم أنتهِ بعدُ من هذا العمل، وإليكم معاشر الأحبة مقدمة هذا الكتاب المقترح، آمل منكم تزويدي بما ترونه من اقتراحات وملحوظات على التفسير المذكور، وعلى طريقة استخراج اللطائف، والله يحفظكم.
مقدمة الكتاب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فإن القرآن الكريم كلام الله - عز وجل - أنزله على قلب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون من المنذرين.
وما زال العلماء - منذ نزوله - يتعاقبون على دراسته، ويعكفون على النهل من معينه، والتزود من هدايته.
هذا وإن لعلماء التفسير من ذلك أوفرَ الحظ والنصيب؛ حيث صرفوا همهم لتدبر كتاب الله، وفهم مراده - عز وجل - فكان من ذلك المؤلفاتُ العظيمة في التفسير على اختلاف مناهج أصحابها.
ومن أعظم ما أُلِّف في هذا الشأن في العصور المتأخرة ما رقمته يراعةُ العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور -رحمه الله- وذلك في تفسيره المعروف بـ: التحرير والتنوير.
فهو تفسير عظيم حافل بما لذ وطاب من العلوم، ولا غرو في ذلك؛ فصاحبه عالم كبير، وجهبذ نحرير، له يد طولى، وقِدْح مُعَلَّى في علوم شتى.
والذي يطَّلع على مؤلفاته الكثيرة المتنوعة يراها تحمل طابعاً مميزاً، وطرزاً فريداً لا تجده إلى عند الندرة من العلماء، وفي القليل من المؤلفات.
ومع ذلك فإن هذا العالم لم يأخذ حظَّه من الذيوع والشهرة.(1/537)
ونظراً لعظم شأن تفسيره، ولأنه مليء بكنوز من العلم والمعارف، والثقافة، ولكونه مطولاً يقع في ثلاثين جزءاً، وفي صفحات يصل عددها إلى أحد عشر ألفاً ومائة وسبع وتسعين صفحة، وهذا مما يصرف عن قراءته - فقد رأيت أن أستخرج بعض اللطائف الرائعة، واللفتات البارعة التي احتوى عليها ذلك التفسير العظيم؛ رغبةً في عموم النفع، وإسهاماً في التعريف بذلك العمل الجليل الذي لا يخطر لكثير من طلبة العلم - فضلاً عن غيرهم - ما يشتمل عليه من نفائس العلم وغواليه.
وقد خطر لي في بداية الأمر أن أرتب تلك النقول المنتقاة، وذلك بتصنيف الفوائد، وترتيبها، على حسب الفنون؛ فيفرد فصل للمسائل الأصولية، وفصل للمسائل النحوية، وفصل للنكت البلاغية، وفصل للنظرات في الطب، وفصل لآرائه في النقد والأدب وهلم جرا.
فرأيت أن ذلك سيطول، وأنه يحتاج إلى عدد من الرسائل العلمية خصوصاً وأن المقطع الواحد من كلامه يشتمل على عدد كبير من العلوم.
فليس لي - إذاً - إلا مجرد الانتقاء، ولم أشأ إثقال الكتاب بالحواشي؛ فما وجد من ذلك فهو من صنيع المؤلف، وإذا كان مني فإني أرمز إليه بـ(م).
وقبل الشروع في إيراد تلك اللطائف المنتقاة هذا تعريف عام بالكتاب:
أولاً: اسم الكتاب: يقول مؤلفه ابن عاشور في مقدمة كتابه 1/8-9: "وسميته (تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد) واختصرت هذا الاسم باسم: (التحرير والتنوير من التفسير)" فهذه تسمية مؤلفه له.
ثم اشتهر هذا التفسير باسم: (التحرير والتنوير) و (تفسير التحرير والتنوير) كما هو على ظهر غلاف الكتاب المطبوع.
ثانياً: قصة تأليفه للكتاب وبدايته ونهايته: لقد كان تفسير الكتاب المجيد أكبر أمنية كان يتمناها الشيخ ابن عاشور - كما يقول في مقدمته -.
ولكنه كان يتردد كثيراً، فتارة يقدم، وتارة يحجم؛ إذ كانت الصوارف تعوقه، والتهيب من الإقدام على هذا الأمر العظيم يقف دونه.(1/538)
وبعد تردد، واستخارة، واستعانة بالله - عز وجل - عقد العزم على الشروع في التفسير، وأقدم عليه - كما يقول -: إقدام الشجاع على وادي السباع.
وكانت بداية تأليفه للتفسير عام 1341هـ، وفرغ منه عام 1380هـ.
وبعد فراغه منه ختمه بكلمة عظيمة مؤثرة قال فيها: "وإن كلام رب الناس حقيق بأن يُخدم سعياً على الرأس, وما أدّى هذا الحق إلا قلم مفسر يسعى على القرطاس, وإنَّ قلمي استنَّ بشوط فسيح, وكم زُجِرَ عند الكَلالِ والإعياء زجر المنيح, وإذ قد أتى على التمام فقد حقَّ له أنْ يستريح.
وكان تمام هذا التفسير عصر يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رجب عام ثمانين وثلاثمائة وألف, فكانت مدة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة أشهر, وهي حقبة لم تَخْلُ من أشغال صارفة, ومؤلفات أخرى أفنانها وارفة, ومنازع بقريحةٍ شاربةٍ طوراً, وطوراً غارفة, وما خلال ذلك من تشتت بال, وتطور أحوال, مما لم تَخْلُ عن الشكاية منه الأجيال, ولا كُفران لله فإن نعمه أوفى, ومكاييل فضله عَلَيَّ لا تُطَفَّفُ ولا تُكْفا.
وأرجو منه - تعالى - لهذا التفسير أن يُنجد ويغور, وأن ينفع به الخاصة والجمهور, ويجعلني به من الذين يرجون تجارةً لن تبور.
وكان تمامه بمنزلي ببلد المرسى شرقيّ مدينة تونس, وكَتَبَ محمد الطاهر ابن عاشور".
وقد طبع هذا التفسير في دار سحنون للنشر والتوزيع بتونس.
وقد جاء في ثلاثين جزءاً، في خمسة عشر مجلداً، وعدد صفحات التفسير كلها أحد عشر ألف ومائة وسبع وتسعون صفحة (11197 صفحة).
ثالثاً: منهجه في كتابة التفسير: لقد بين الشيخ ابن عاشور في مقدمته الرائعة منهجه في كتابة هذا التفسير، وسيأتي بيان ذلك عند إيراد مقدمته كاملة، ويمكن إجمال ذلك فيما يلي:
1- بدأ تفسير ه بمقدمات عشر؛ لتكون - كما يقول - عوناً للباحث في التفسير، وتغنيه عن مُعاد كثير.
2- اهتم ببيان وجوه الإعجاز، ونكت البلاغة العربية، وأساليب الاستعمال.(1/539)
3- اهتم ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض.
4- لم يغادر سورة إلا وبين أغراضها، وما تشتمل عليها بإجمال.
5- اهتم بتحليل الألفاظ، وتبيين معاني المفردات بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميسُ اللغة.
6- عُنِيَ باستنباط الفوائد، وربطها بحياة المسلمين.
7- حَرِصَ على استلهام العبر من القرآن؛ لتكون سبباً في النهوض بالأمة.
هذا مجمل منهجه، وسيأتي مزيد بيان لذلك في الفقرة التالية عند الحديث عن مزايا هذا التفسير العظيم.
رابعاً: مجمل ما اشتمل عليه التفسير من المزايا: لقد اشتمل تفسير التحرير والتنوير على مزايا عظيمة، وحوى علوماً كثيرة، وتضمن فوائد غزيرة.
وقد مر في الترجمة الماضية شيء مما اتصف به ذلك العالم النحرير، ولعل ما مضى يغني عن الإطالة، والتفصيل.
وممل يمكن أن يقال في هذا الصدد أن الشيخ ابن عاشور قد استجمع في هذا الكتاب قواه الذهنية والعلمية، فتجلت فيه مواهبه، وتبين فيه علو كعبه، ومنهجه التربوي، ونظراته الإصلاحية.
ويمكن إجمال ما اشتمل عليه ذلك التفسير من مزايا فيما يلي:
1- العدل، والإنصاف، والأمانة العلمية.
2- الموازنة، والترجيح، وهدوء النبرة، وطول النفس.
3- سعة الاطلاع، وتوظيف الثقافة والمعارف لخدمة الغرض الذي يرمي إليه.
4- الإفادة مما شاده الأوائل، والزيادة على ذلك.
5- اشتماله على الفوائد التربوية، والنظرات الإصلاحية التي تحتاجها الأمة خصوصاً وأنه قد كتب تفسيره في وقت اشتدت بها الوطأة على الأمة إبان وقت الاستعمار، وسقوط الخلافة.
6- احتوى على نظرت في الطب، وحفظ الصحة.
7- الكتاب مليء بالقواعد الأصولية والمسائل النحوية، والنكت البلاغية.
8- الكتاب مشتمل على نظرات في الأدب والنقد.
9- الكتاب مليء بالشواهد الشعرية، والتاريخية.
10- أسلوب الكتاب جزل قوي، شديد الأسر، محكم النسج.(1/540)
وسيرى القارئ لهذا التفسير شواهد ما ذكر، والمقام لا يسمح بالإطالة، وإيراد الأمثلة؛ فليس هذا مقام دراسة، وتقويم للكتاب.
ومع ذلك فإن الكمال لله - عز وجل -.
فقد وقع المؤلف -رحمه الله- فيما وقع فيه كثير من المفسرين، وذلك بتأويل آيات الصفات، والعدول بها عن منهج السلف الصالح من إمرارها كما جاءت.
ويعتذر للمؤلف ببيئته العلمية التي نشأ فيها؛ حيث ينتشر فيها مذهب الأشاعرة.
ومع ذلك فإنه يناقش الأشاعرة في هذا التفسير، ويقترب أحياناً من منهج السلف في باب الصفات.
وأخيراً أسأل الله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى - أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يغفر للشيخ ابن عاشور، وأن يسكنه فسيح جناته؛ إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
محمد بن إبراهيم الحمد
الزلفي: ص.ب: 460
www.toislam.net
alhamad@toislam.net
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2006, 06:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وفقك الله أيها الشيخ الكريم ، وأعانك على هذا المشروع العظيم.
ثم إني أقترح أن يكون لك أثناء انتقائك للفوائد واستخراجك للكنوز والتقاطك للدرر من هذا البحر الكبير أن تقوم بمشروع آخر لا يقل أهمية من وجهة نظري عن مشروعك ؛ وهو تقريب هذا التفسير لعموم المسلمين باختصاره وتهذيبه.
والمقصود من هذا الاختصار هو الاقتصار على التفسير ، وترك الاستطرادات اللغوية وغيرها من المسائل التي يتوسع فيها ابن عاشور في مواضع كثيرة .
ولو أضفت إلى ذلك مشروعاً ثالثاً ، وهو جمع استنباطات ابن عاشور للفوائد من الآيات ؛ فله نظرات فريدة واستباطات لطيفة تستحق الجمع والدراسة.
وفقك الله ، وبلغك ما تصبو إليه ، وأعانك على تحقيق ما ترجو ، ورزقني وإياك الإخلاص في القول والعمل.
---
مساعد الطيار
07-24-2006, 04:42 AM(1/541)
مشروع عظيم يا شيخ محمد ، أسأل الله أن ييسر لك ما بدأت ، وهنيئًا لك ما ستكسب من فوائد في جرد هذا التفسير العظيم الذي لا نظير له في كتب المعاصرين .
---
الجكني
07-24-2006, 04:56 PM
وفقك الله ويسر لك ما تصبو إليه ،ولو سمحت لي التنبيه هنا إلى مسألة مهمة في هذا التفسير القيم وهي بيانه للتحريف الواقع في كتب اليهود والنصارى وبيان ما ذكرته تلك الكتب مما لم تذكره ،ورجوعه إلى "مخطوطات " قديمة عنده من الكتب المذكورة المسماة كذباً وزوراً "الكتاب المقدس" 0
---
(1/542)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المصاحف لابن ابي داود للتحميل
---
كتاب المصاحف لابن ابي داود للتحميل
---
مسك
11-22-2005, 05:49 AM
اسم الكتاب : المصاحف
اسم المؤلف : الإمام أبو داود
نبذة عن الكتاب :
تناول ابن أبي داود رحمه الله في هذا الكتاب العديد من المسائل المتعلقة بالمصحف الشريف وكتابته وتاريخ جمعه، وأسماء كتبة الوحي لرسول الله ( وجمع القرآن بعد وفاة النبي (، والكلام على المصاحف العثمانية والمصحف الإمام ومصاحف الصحابة رضي الله عنهم، وغير ذلك مما له علاقة بموضوع الكتاب ككتابة المصاحف بالذهب، وتطييبها بالمسك، وتصغير لفظة المصحف أي نطقها "مصيحيف"، ونحو ذلك.
والمطالع للكتاب يتبيَّن له من منهج المصنف ما يلي:
1- قسَّم المصنف الكتاب إلى أبواب، وجعل لكل باب عنوانا يحمل إشارة مختصرة إلى مضمون ما سيذكره من نصوص في الباب.
2- ترسَّم المصنف في تأليف الكتاب الطريقة المعروفة عند أهل الحديث في التصنيف، وهي إيراد النصوص بأسانيدها إلى أصحابها، وقد أورد المصنف في الكتاب الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة على الصحابة والتابعين.
3- عقَّب المصنف على كثير من النصوص التي أوردها بالشرح والبيان، أو الكلام على بعض الرواة بالتعريف بهم أو بالكلام عليه جرحًا وتعديلًا.
4- لم يلتزم الصحة في النصوص، اعتمادًا منه على ما تقرر لدى أهل العلم أنَّ مَنْ أسند لك فقد أحالك.
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=239323#post239323)
---
(1/543)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > السليمانية
---
السليمانية
---
أبو حذيفة
03-12-2006, 12:24 AM
مكتبة السليمانية باسطنبول اشهر من أن نعرف بها والذي أحب بيانه أنها تحتوى على كم هائل من الكتب المفهرسة باللغة التركية فقط مما يجعلها مجهولة لأن أكثر الباحثين يبحثون في الفهارس العربية فحبذا ممن يجيد اللغة التركية أن يقوم بترجمة تلك الفهارس ليعم النفع
---
(1/544)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة واستشكالات في تفسير بعض الأيات الكريمات
---
أسئلة واستشكالات في تفسير بعض الأيات الكريمات
---
مؤمل
06-27-2004, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام من المشايخ وطلبة العلم وكل مشارك /
السلام عليكم ورحمة الله ..
نسأل الله أن يبارك في جهودكم ويفتح عليكم من بركاته من العلم النافع والعمل الصالح
وأن يجعلنا وإياكم جميعا من أهل القرآن الكريم حقا .
وبعد :
سؤالي الأول : عن قوله تعالى : {ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخِنَ في الأرض}
هل هو خاصّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم أو عامّ له ولأمته ؟
وقد قال العلماء : إن لفظ نبيّ في الآية من العامّ (نكرة في سياق النفي) المراد به الخصوص (يعني يراد به نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم)
فهل من إفادة من المشايخ ، وبيانٍ للحكم في هذه المسألة (الإثخان) المأخوذ من هذه الآية وما في معناها ؟
وجزاكم الله خيرا .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-28-2004, 01:20 AM
حياك الله أخي مؤمل .
لعلك أخي مؤمل تقرأ هذا البحث أولاً ، ثم نواصل المدارسة حول ما سألت عنه وفقك الله .
http://www.wasatyah.com/vb/showthread.php?threadid=10182
واقرأ كذلك هذا المقال : نظام الأسرى في الإسلام { آخر المقال } (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?artid=1226&catid=38)
---
مؤمل
07-01-2004, 11:24 AM
جزاك الله خيرا أخي الشيخ أبو مجاهد ، وقد طالعت البحث والمقالات التي أشرت بها
والحمد لله أحكام الأسرى في الإسلام مدروسة إن شاء الله ، ولا نستغني عن مزيد فوائدكم وعلمكم .
وفي الحقيقة كان سؤالي:
هل قال أحدٌ من العلماء بأن هذا خاصّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم دون أمته .
لأنه أورده بعض الناس في بعض النقاشات ؟(1/545)
طبعا واضح من كلام المفسرين والفقهاء أنها عامة له ولأمته .
وأيضا لم نر العلماء ذكروها في الخصائص النبوية ، اللهم إلا أن تكون في بعض الكتب لم نطلع عليها ، فهي غير مشهورة وهذا يوضح ضعفها .
وإذا قلنا إنها عامة له ولأمته صلى الله عليه وسلم وهو المعروف ، وكالمطبق عليه .. فهل الآية باقية على إحكامها أو هل دخلها نسخ أو تخصيص ، أعني في المنع من الأسر قبل الإثخان .
كلام المفسين ، وما في المقالات المشار إليها وغيرها يفيد الجواب عن ذلك بما يكفي إن شاء الله، فالحمد لله .
بقي أن يقال : ظاهر الآية المنع (والأصل فيه التحريم) من أخذ الأسرى قبل الإثخان ، لأنها منعت من أخذ الأسرى إلى غايةٍ هي حصول الإثخان في الأرض .. فما حدّ الإثخان ؟
أي ما القدرُ من الإثخان الذي إذا تمّ جاز بعده أخذ الأسرى ؟
ولا بأس بالولوج إلى بعض الواقع اليوم .. ففي العراق مثلا ، إخواننا المجاهدون يأسرون بعض جنود العدو الصليبي مثلا ، فهل تمنَع هذه الآية اتخاذ الأسرى ، ومن ثم معاملتهم بإحدى المعاملات الأربعة على القول الراجح (القتل، الاسترقاق ، المنّ ، المفاداة) – هل تمنَعُ الآية ذلك ، وتوجِبُ القتل لا غير .
في الحقيقة هذا هو أصل المبحث .
فوائد جانبية :
ما وجه التعبير القرآني الكريم بـ "يثخن في الأرض" ولم يقل : يثخن في عدوّه مثلا؟ مع أنه هو الوجه في الاستعمال ؟
وما الحكمة في التعبير بـ "ما كان لنبيّ" دون غيره مما يمكن ؟
والله يبارك فيكم ويفتح علينا وعليكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2004, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر أخي مؤمل - حقق الله لك ما تأمله من مغفرته ورضوانه - عن التأخر في المدارسة معك فيما أوردته من سؤالات ، وأنا أفيد منك ، وأحرص على قراءة مشاركاتك ، ولكن أرجو منك دعوة صادقة بظهر الغيب أن يعينني على إتمام رسالتي للدكتوراه .
وثانياً : بعض الإشكالات التي أوردتها أولاً أجبتَ عنها في تعليقك الثاني .(1/546)
ثالثاً : أنصحك بالقراءة في تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ، فإنه يجيب عن كثير من الإشكالات التي توردها ، وإذا لم يكن عندك فبإمكانك الإطلاع عليه من خلال الرابط الذي سأحيل إليه في آخر المشاركة .
رابعاً : هذا نص ما أورده ابن عاشور في تفسيره لآية الأنفال ، أنقله لك وللقراء ، وسأميز بعض الفقرات التي لها تعلق بما سألت عنه بلون آخر .
قال رحمه الله : ( قال ابن العربي في «العارضة»: روى عبيدة السلماني عن علي أنّ جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فخيّره بين أن يقرِّب الأسارى فيضرب أعناقهم أو يقبلوا منهم الفداء، ويُقتل منكم في العام المقبل بعدّتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل يخيّركم أن تقدّموا الأسارى وتضربوا أعناقهم أو تقبلوا منهم الفداء ويستشهد منكم في العام المقبل بعدتهم " ، فقالوا: يا رسول الله نأخذ الفداء فنقوى على عدوّنا ويقتل منّا في العام المقبل بعدّتهم، ففعلوا.
والمعنى أنّ النبي إذا قاتل فقتاله متمحّض لغاية واحدة، هي نصر الدين ودفع عدائه، وليس قتاله للملك والسلطان فإذا كان أتْباع الدين في قلّة كان قتل الأسرى تقليلاً لعدد أعداء الدين حتّى إذا انتشر الدين وكثر أتباعه صلح الفداء لنفع أتباعه بالمال، وانتفاء خشية عود العدوّ إلى القوة. فهذا وجه تقييد هذا الحكم بقوله: { ما كان لنبيء }.
والكلام موجّه للمسلمين الذين أشاروا بالفداء، وليس موجّهاً للنبيء صلى الله عليه وسلم لأنّه ما فعل إلاّ ما أمره الله به من مشاورة أصحابه في قوله تعالى:{ وشاورهم في الأمر } [آل عمران: 159] لا سيما على ما رواه الترمذي من أنّ جبريل بلّغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخيّر أصحابه ويدلّ لذلك قوله: { تريدون عرض الدنيا } فإنّ الذين أرادوا عرض الدنيا هم الذين أشاروا بالفداء، وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك حظّ.(1/547)
فمعنى { ما كان لنبيء أن يكون له أسرى } نفي اتّخاذ الأسرى عن استحقاق نبي لذلك الكون.
وجيء بـ(نبيء) نكرِة إشارة إلى أنّ هذا حكم سابق في حروب الأنبياء في بني إسرائيل، وهو في الإصحاح عشرين من سفر التثنية.
ومثل هذا النفي في القرآن قد يجيء بمعنى النهي نحو{ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله }[الأحزاب: 53]. وقد يجيء بمعنى أنه لا يصْلح، كما هُنا، لأن هذا الكلام جاء تمهيداً للعتاب فتعيّن أن يكون مراداً منه ما لا يصلح من حيث الرأي والسياسة.
ومعنى هذا الكون المنفي بقوله: { ما كان لنبيء أن يكون له أسرى } هو بقاؤهم في الأسر، أي بقاؤهم أرقّاء أو بقاء أعواضهم وهو الفداء. وليس المراد أنّه لا يصلح أن تقع في يد النبي أسرى، لأنّ أخذ الأسرى من شؤون الحرب، وهو من شؤون الغلَب، إذا استسلم المقاتلون، فلا يعقِل أحدٌ نفيه عن النبي، فتعيّن أنّ المراد نفي أثره، وإذا نفي أثر الأسر صدق بأحد أمرين: وهما المنّ عليهم بإطلاقهم، أو قتلُهم، ولا يصلح المنُّ هنا، لأنّه ينافي الغاية وهي حتى يثخن في الأرض، فتعيّن أنّ المقصود قتل الأسرى الحاصلين في يده، أي أنّ ذلك الأجدر به حين ضَعُف المؤمنين، خضِداً لشوكة أهل العناد، وقد صار حكم هذه الآية تشريعاً للنبيء صلى الله عليه وسلم فيمن يأسرهم في غزواته.
والإثخان الشدة والغلظة في الأذى. يقال أثخنته الجراحة وأثخنه المرض إذا ثقل عليه، وقد شاع إطلاقه على شدّة الجراحة على الجريح. وقد حمله بعض المفسّرين في هذه الآية على معنى الشدّة والقوة. فالمعنى: حتى يتمكّن في الأرض، أي يتمكّن سلطانه وأمره.(1/548)
وقوله: { في الأرض } على هذا جار على حقيقة المعنى من الظرفية، أي يتمكّن في الدنيا. وَحَمَلَهُ في «الكشّاف» على معنى إثخان الجِراحة، فيكون جرياً على طريقة التمثيل بتشبيه حال الرسول صلى الله عليه وسلم المقاتل الذي يَجرَج قِرنَه جراحاً قوية تثخنه، أي حتّى يُثخن أعداءه فتصير له الغلبة عليهم في معظم المواقع، ويكون قوله: { في الأرض } قرينة التمثيلية.
والكلام عتاب للذين أشاروا باختيار الفداء والميللِ إليه، وغضّ النظر عن الأخذ بالحزم في قطع دابر صناديد المشركين، فإنّ في هلاكهم خضداً لشوكة قومهم فهذا ترجيح للمقتضَى السياسي العَرضي على المقتَضَى الذي بُني عليه الإسلام وهو التيسير والرفق في شؤون المسلمين بعضهم مع بعض كما قال تعالى:{ أشداء على الكفار رحماء بينهم }[الفتح: 29].
وقد كان هذا المسلك السياسي خفيّاً حتّى كأنه ممّا استأثر الله به، وفي الترمذي، عن الأعمش: أنّهم في يوم بدر سبقوا إلى الغنائم قبل أن تحلّ لهم، وهذا قول غريب فقد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استشارهم، وهو في الصحيح.
وقرأ الجمهور { أن يكون له } ـ بتحتية ـ على أسلوب التذكير. وقرأه أبو عمرو، ويعقوب، وأبو جعفر ـ بمثناة فوقية ـ على صيغة التأنيث، لأنّ ضمير جمع التكسير يجوز تأنيثه بتأويل الجماعة.
والخطاب في قوله: { تريدون } للفريق الذين أشاروا بأخذ الفداء وفيه إشارة إلى أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام غيرُ معاتَب لأنّه إنّما أخذ برأي الجمهور وجملة: { تريدون } إلى آخرها واقعة موقع العلّة للنهي الذي تضمّنته آية { ما كان لنبيء } فلذلك فصلت، لأنّ العلّة بمنزلة الجملة المبيِّنة.
و { عرض الدنيا } هو المال، وإنّما سُمّي عرضاً لأنّ الانتفاع به قليل اللبث، فأشبه الشيء العارض إذ العروض مرور الشيء وعدم مكثه لأنه يعرض للماشين بدون تهيّؤ. والمراد عرض الدنيا المحض وهو أخذ المال لمجرد التمتع به.(1/549)
والإرادة هنا بمعنى المحبّة، أي: تحبون منافع الدنيا والله يحبّ ثواب الآخرة، ومعنى محبّة الله إيّاها محبّته ذلك للناس، أي يحبّ لكم ثواب الآخرة، فعلّق فعل الإرادة بذات الآخرة، والمقصود نفعها بقرينة قوله: { تريدون عرض الدنيا } فهو حذف مضاف للإيجاز، وممّا يحسنه أنّ الآخرة المرادة للمؤمن لا يخالط نفعها ضرّ ولا مشقّة، بخلاف نفع الدنيا.
وإنما ذكر مع { الدنيا } المضافُ ولم يحذف: لأنّ في ذكره إشعاراً بعروضه وسرعة زواله.
وإنّما أحبّ الله نفع الآخرة: لأنّه نفع خالد، ولأنّه أثر الأعمال النافعة للدين الحقّ، وصلاح الفرد والجماعة. ...) إلى آخر ما ذكر ، وقد انتهى المقصود نقله .من هذا الموقع
أكبر موقع للتفاسير (http://www.altafsir.com/Tafasir.asp)
وجواباً لسؤالك :" ما وجه التعبير القرآني الكريم بـ "يثخن في الأرض" ولم يقل : يثخن في عدوّه مثلا؟ مع أنه هو الوجه في الاستعمال ؟"
قال الألوسي في روح المعاني : ( وذكر في الأرض للتعميم ) انتهى .
ومن جميل تعليقات المفسرين ما ذكره الألوسي حول ختم الآية بقوله ( عزيز حكيم ) ؛ فقد قال : ( { وَاللَّهُ عَزِيزٌ } يغلب أولياءه على أعدائه { حَكِيمٌ } يعلم ما يليق بكل حال ويخصه بها كما أمر بالإثخان ونهى عن أخذ الفدية حيث كان الإسلام غضاً وشوكة أعدائه قوية، وخير بينه وبين المن بقوله تعالى:{ فإمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء }
[محمد: 4] لما تحولت الحال واستغلظ زرع الإسلام واستقام على سوقه.)
---
مؤمل
07-24-2004, 01:01 PM
أخي الشيخ أبو مجاهد العبيدي أثابكم الله وأحسن إليكم..
وجزاكم الله كل خير ، وبارك في جهدكم ومساعيكم .
وأسأل الله أن يُنجحكم ويوفقكم فيما أنتم بصدده من تحضير شهادة الدكتوراه ، وأن يجعلها لكم طريق خير ورفعة
وعوناً على الرقيّ في درجات الفضل في الدنيا والأخرى ..(1/550)
وإن شاء الله لك منا الدعاء ، وأنت أيضا وجميع إخواننا لا تنسونا من الدعاء ، فوالله أنا بحاجة إلى دعائكم أعظم حاجة..
أشكرك على الجواب وما فيه من فوائد طيبة حصل بها جل المقصود ولله الحمد .
واعتذر عن التأخر ..
ولي أسئلة أخرى سأضعها قريبا إن شاء الله .
---
مؤمل
07-25-2004, 08:58 PM
أخي الشيخ أبو مجاهد العبيدي أثابكم الله وأحسن إليكم..
هذا سؤال قديم كنت طرحته في "المشكاة" ويبدو أن ظروفا حالت دون بحثكم فيه ، ولعلكم تعيدون النظر فيه
أو من معكم من الإخوة المشايخ ، وهو :
في قوله تعالى " "وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء" :
السؤال عن وجه استعمال لفظ الناس في هذه الآية الكريمة ، ووجه أمره سبحانه وتعالى المنافقين أن يؤمنوا كما آمن الناس ؟
مع أنه من غير المعهود في خطاب الشارع الأمر بالكون كـ "الناس" أو الاحتجاج على المخالف بما عليه "الناس" ، بل قدر عرف عن الشارع في الجملة ذم ما عليه "الناس" في الأغلب، والنهي عن التقليد والإمعية وما قاربها من المعاني.
وفقكم الله وبارك فيكم.
---
مؤمل
07-30-2004, 04:37 AM
السؤال الثالث :
قوله تعالى : وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (القصص : 14 )
هل هو النبوة أو دون ذلك ؟
معروف ذكرُ الخلاف فيها ، فهل من تحقيق في المسألة ، فتح الله عليكم ؟
وقصة موسى عليه السلام في سورة القصص من أكثر المواضع بسطا وفيها مبدأ وجوده ونشأته وغير ذلك ، ويمكن أن يجعلها الدارس لقصته عليه السلام الأصل ، ومعرفة جواب السؤال المذكور مفيد في معارف مثل : هل حالة الخوف التي عاشها تلك الفترة وقتله عليه السلام للقبطبي الذي من عدوه ، ثم استغفاره ودعؤه وما تلا ذلك إلى أن خرج من المدينة خائفا يترقب كان قبل نبوّته وبعثته أو بعده ، وما شابه ذلك .
أرجو أن أحظى بفوائدكم .. وجزاكم الله خيرا .
---(1/551)
أبومجاهدالعبيدي
07-30-2004, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مؤمل
جواباً لسؤالك السابق عن قول الله تعالى : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء } أقول : لم يظهر لي أن عرف القرآن والمعهود في استعماله للفظ الناس ذكرهم في مقام الذم .
فقد تأملت ورود هذا اللفظ في القرآن فوجدت أنه يطلق أحياناً ويراد به أهل الإيمان كما في قول الله عز وجل : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (البقرة:207) وقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (آل عمران:21)
ويطلق أحياناً ويراد به الخصوص كما في قول الله تعالى : { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (البقرة:199)
ولعل الآية التي سألت عنها من هذا الاستعمال .قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره للناس هنا :(1/552)
( ويعني ب " الناس " المؤمنين الذين آمنوا بمحمد ونبوته وما جاء به من عند الله . كما : 290 - حدثنا أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , عن بشر بن عمار , عن أبي روق , عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس } يقول : وإذا قيل لهم صدقوا كما صدق أصحاب محمد , قولوا : إنه نبي ورسول , وإن ما أنزل عليه حق , وصدقوا بالآخرة , وأنكم مبعوثون من بعد الموت . وإنما أدخلت الألف واللام في " الناس " وهم بعض الناس لا جميعهم ; لأنهم كانوا معروفين عند الذين خوطبوا بهذه الآية بأعيانهم . وإنما معناه : آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم من أهل اليقين والتصديق بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم , وما جاء به من عند الله وباليوم الآخر , فلذلك أدخلت الألف واللام فيه كما أدخلتا في قوله : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } 3 173 لأنه أشير بدخولها إلى ناس معروفين عند من خوطب بذلك .) انتهى
وأكثر ما يأتي هذا اللفظ في مقام العموم : فهو يشمل الناس عموماً مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم ، والسياق هو الذي يحدد المراد به .
قال تعالى : { فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 08:27 PM
خطر لي معنى في معنى الناس في الآية التي أشار إليها الأخ مؤمل. وهي قوله تعالى :(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس...).
وهو أن المقصود بالناس هنا كما ذكرتم الصحابة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. فكأنهم هم فقط من يستحق أن يقال لهم : الناس ، لإيمانهم وكمالهم ، ورجاحة عقولهم باتباع الحق ، وما سواهم فلا يستحق ذلك. ويحضرني قول الشاعر :(1/553)
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القومُ ، كل القوم يا أم مالك
---
مؤمل
08-13-2004, 02:00 PM
الشيخان الكريمان /
أبو مجاهد العبيدي ، وعبد الرحمن الشهري ، جزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما ونفعنا بكما .
---
سيف الإسلام
08-20-2004, 07:07 AM
جزاكم الله خير الجزاء
و الله يزيدكم و يهديكم و يهدينا أجمعين .
---
(1/554)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لماذا لا يكون في الملتقى منتدى للمخطوطات ؟
---
لماذا لا يكون في الملتقى منتدى للمخطوطات ؟
---
أبو صفوت
12-13-2005, 03:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أهمية المخطوطات - حتى ولو كانت مطبوعة - للباحثين ، ومن فضل الله علينا أنه يمكن الآن من على الشبكة تحميل بعض المخطوطات ومشاهدتها ، ولا يخفى عليكم أنه منذ فترة قريبة وبعض مخطوطات الأزهر في المكتبة الأزهرية معروضة على الشبكة ومتوفرة فلماذا لا يتم تخصيص منتدى للمخطوطات ويتم تنزيل المخطوطات الخاصة بالتفسير وعلوم القرآن ويجعل لها منتدى ويتولى أحد الأعضاء ممن عنده خدمة النت السريع تنزيلها ، وبا حبذا لو استطاع أحد محاولة نشر المخطوطات الموجودة في المملكة وغيرها وتيسير تحميلها على الشبكة كما هو الحال في المكتبة الأزهرية
وإليكم رابط المخطوطات الخاصة بالتفسير
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/SelectManuscript.jsp?code=106&name=art&htitle=تفسير&extra=
وهذا رابط المخطوطات المختصة بعلوم القرآن
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/SelectManuscript.jsp?code=157&name=art&htitle=علوم%20القرآن&extra=
وهذا رابط الصفحة الرئيسية
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/index.jsp
---
عبدالرحمن الشهري
12-14-2005, 11:26 AM
فكرة ممتازة لو تيسر لها من يقوم عليها كما تفضلتم ، غير أن الانترنت بطيئة لدينا فيصبح تنزيلها وتحميلها شاقاً.
---
عمار
12-14-2005, 05:09 PM
مستعد للمساعدة فالإنترنت عندنا سريعة جدا ولله الحمد.
---
أبو صفوت
12-15-2005, 01:32 AM
توكل على بركة الله يا شيخ عمار ولك الجر عند الله
وعندك أسماء المخطوطات المتوفرة على الروابط التي وضعتها
ولنجعل التحميل خاصا بمخطوطات التفسير والقرآن وعلومه
---
أبو صفوت(1/555)
12-19-2005, 03:26 PM
كلمت بعض أصدقائي بخصوص تنزيل المخطوطات فوافق وهو عنده الانترنت السريع لكنه لظروف عمله لن يستطيع أن ينزل أكثر من مخطوطة أسبوعيا وربما تزيد إن شاء الله
والفكرة عندي حتى ينظم الموضوع كالتالي
1 - الأولوية في تحميل المخطوطات للمخطوطات الخاصة بالتفسير وعلوم القرآن .
2- لو فتحتم رابطي المخطوطات المشار إليهما في أعلى الموضوع لوجدتم قائمة بأسماء المخطوطات الخاصة بالتفسير وقائمة أخرى بأسماء المخطوطات الخاصة بعلوم القرآن وبطبيعة الحال ليست هذه هي كل المخطوطات الموجودة للتفسير وعلوم القرآن بل عن طربق البحث على الموقع عن اسم المخطوط أو اسم المؤلف تجد غيرها ، وبطبيعة الحال أيضا هذه المخطوطات منها ما هو مطبوع منتشر ومنها ما هو غير مطبوع ، لذا فالمرجو ممن يريد تحميل مخطوطة أن يدخل على الموقع ويبحث عنها ثم ينسخ رابطها ويرسل به إلى الأخ الذي سيتولى تحميل المخطوطات وهو بدوره سيقوم بتحميلها وإنزالها على الموقع .
3- لو رغب أحد المساعدة في هذا الأمر من أصحاب الانترنت السريع عليه أن ينسق مع الأخ الذي بدأ هذه الخطوة على الملتقى حتى لا تتشت الجهود ولا يتكرر تحميل مخطوطات سبق تحميلها
4- أقترح بأن يفتح موضوع لطلبات تحميل المخطوطات ويدخل كل عضو يريد مخطوطا على الموضوع ويكتب رابط المخطوط الذي يريد تحميله ثم ستولى بعد ذلك صاحب مهمة التحميل تحميل ما تريدون بإذن الله ، وذلك حتى لا يفتح كل مريد لمخطوط موضوعا لطلبه فتكثر الموضوعات على الملتقى ويشغل الذهن والعين بما يمكن الاستغناء عنه في رابط واحد
5 - أخيرا يرجى الصبر وعدم الاستعجال
وبانتظار اقتراحاتكم وتوجيهاتكم ويا ليت لو كان لأحدكم أفكار بخصوص هذا الموضوع أن يطرحها
نسأل الله التوفيق والقبول لنا ولكم
---
عبدالرحمن الشهري
12-19-2005, 07:26 PM
جزاكم الله خيراً يا أبا صفوت وبارك فيكم.
---
أبو بيان
12-19-2005, 09:05 PM(1/556)
جزاك الله خيراً أبا صفوت
---
أبو الجود
12-19-2005, 09:25 PM
أخي الكريم عبد الرحمن الشهري
أحب أن أخبرك أني بفضل الله قد أنزلت مخطوطات القراءات من موقع الأزهر وعلى استعداد لإرسالها لكم لوضعها في الملتقى بأي وسيله إن قررت أن تضعها في الملتقى وأرجو من الأخوة أن ينشغلوا بإنزال مخطوطات أخرى حتى لا يزدوج العمل وتضيع الجهود يسر الله للجميع وبرجاء ممن عنده مخطوطات أن ينفع إخوانه
---
ابن الجزيرة
12-21-2005, 02:26 AM
جزاك الله خيراً, وبارك في جهودك .
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2005, 05:18 PM
هذه تمرة الاقتراح يا ابا صفوت وفقك الله وجميع الإخوة النبلاء المشاركين..
طلبات المخطوطات في الدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=17232#post17232)
ويسعدنا في الملتقى تلقي توجيهاتكم وتصويباتكم جميعاً مشكورين.
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 04:41 PM
فكرة رائعة جداً
---
مروان الحسني
04-08-2006, 08:37 AM
نرجو إنشاء منتدى للمخطوطات قريبا
---
(1/557)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول مخطوطة (( درر المعاني في حقائق السبع المثاني ))
---
سؤال حول مخطوطة (( درر المعاني في حقائق السبع المثاني ))
---
د.أحمد القيسي
10-14-2005, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه واتباعه الى يوم الدين
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بالف خير ونسال الله المغفرة والرضا
سؤالي اريد ان احقق مخطوطة (( درر المعاني في مفتتح السبع المثاني)) للشيخ محمد بن سعيد السلماني فاذا كان المخطوط قد حقق فارجو افادتي بذلك واذا لم يحقق وتملكون نسخة مصورة للمخطوط او تعلمون موقعا عنده نسخة من المخطوط فانا ممتن لكم بارسالها لي ولكم الاجر والرضا من الله عز وجل خدمة لديننا الحنيف .الدكتور احمد القيسي استاذ في الجامعة الاسلامية في بغداد الاسيرة فك الله اسرها امين
---
د.محمد الجهني
10-14-2005, 05:29 PM
الأخ الدكتور أحمد
فيما أعتقد أن المخطوط لم يحقق بعد وعلى الأغلب تجده في مجمع الملك فهد في المدينة المنورة
محمد الجهني
---
(1/558)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال لأهل التفسير في هذا الملتقى المبارك
---
سؤال لأهل التفسير في هذا الملتقى المبارك
---
عبدالرحمن شاهين
03-03-2007, 02:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بداية أحمد الله تعالى أن هداني لهذا الملتقى الثري بالعلماء وطلبة العلم - جعلنا الله ممن يسلك سبيلهم - و أشكر فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله على إتاحة الفرصة لي بالتسجيل فجزاه الله عني خيرا
طرأ في بالي سؤال عندما كنت حتضرا في دورة تدريبية لفضيلة الدكتور عويض العطوي (كيف نتدبر القرآن) في مسجد الراجحي وعند الكلام عن حكاية القرآن عن قصة إخراج آدم عليه السلام من الجنة و ذلك عند قوله تعالى في سورة الحجر:(1/559)
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ{29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ{31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ{32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{33} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{34} وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{35} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{36} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{38} قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{40} قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ{41} إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}
السؤال هو : هل هذا الحوار الذي دار بين الله تبارك وتعالى وإبليس كان بعد رفض إبليس للسجود مباشرة؟ أم أن جزء منه حدث بعد غواية إبليس لنبي الله آدم في الجنة؟ وكيف علم إبليس أن الله سيخرج آدم من الجنة وأنه سيكون له نسل إلى يوم القيامة وكيف علم إبليس أن هناك بعث لبني آدم؟
هل هناك دليل على أن طلب ابليس الإنظار إلى يوم القيامة كان بعد غوايته لآدم عليه السلام؟
بانتظار رد المشايخ الأفاضل على هذا الإشكال وجزاكم الله خيرا
---
د.أحمد شكري
03-03-2007, 05:47 PM
الأخ الفاضل عبد الرحمن شاهين
أهنئك أولا على المشاركة الأولى في الملتقى وفاتحة خير بإذن الله تعالى(1/560)
وبالنسبة لسؤالك فإن تفسير القرآن بالقرآن يقتضي منا الرجوع إلى المواضع الأخرى التي ذكرت فيها الحادثة، وهي تبين أن الحوار حصل بعد استكبار إبليس عن السجود لآدم.
أما عن كيفية علم إبليس أن آدم سيخرج من الجنة وأنه سيكون له نسل وذرية وسيكون منهم رسل ومرسل إليهم فجوابه في قوله تعالى في سورة البقرة: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) فمقر آدم الطبيعي هو الأرض وسيكون له ذرية كما أفادت الآية يخلف بعضهم بعضا، ويفهم من الآية الكريمة أن الله تعالى أعلم الملائكة - وإبليس أحدهم في ذلك الوقت - بأحوال آدم وبنيه من الإفساد في الأرض وسفك الدماء وما يقتضيه ذلك من إرسال الرسل، ولذا علم إبليس هذه المعلومة.
هذا جواب سريع ولعل الإخوة الفضلاء يكرموك وإياي بما هو أوسع وأعمق وأدق وأرق.
---
عبدالرحمن شاهين
03-04-2007, 08:51 AM
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور على هذا الجواب المختصر المفيد فقد حل لدي الاشكال - فتح الله عليكم - وزادكم من فضله
---
مقداد الراوي
03-05-2007, 12:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذه الاسئلة التي تفتح امور عديدة وانا اقرأ هذا السؤال
وعند اجابة الدكتور احمد شكري حفظه الله نستخلص ان الارض كانت مهيئة لتدور الاحداث وان الجنة التي كان فيها ادم عليه السلام كانت في الارض ايضا وهذا ما اختلف فيه العلماء ولكن على التمعن بالنصوص الفائته يتبين بأن الجنة التي كان فيها ادم غير جنة الاخرة . مع حبي ان يبين بعض الاخوة رأيهم في هذا الموضوع . والله اعلم
---
د.أحمد شكري
03-05-2007, 06:25 PM(1/561)
بعد أن كتبت الرسالة السابقة هممت بالعود لتوضيح بعض ما فيها وعندما قرأت رسالة الأخ الفاضل مقداد ازداد الدافع عندي لكتابة التوضيح التالي: يمكن أن تفهم قصة آدم من خلال الآيات أن الله تعالى أعلم الملائكة بأنه سيجعل في الأرض خليفة والظاهر أن الملائكة سألوا: عن صفات هذا الخليفة وأحواله، فأعلموا بأنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء وهذا يستدعي إرسال الرسل لتقويم مسيرة البشرية، وبعد خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له ودخل إبليس ضمن الأمر مع أنه ليس من الملائكة لأنه كان ملحقا بهم، والملحق بالشيء له حكمه، وبعد رفض آدم السجود زعم أنه أفضل من آدم وكيف يسجد الفاضل للمفضول، فلما أعلمه الله أنه سيخرج من الجنة طلب إمهاله فأخره الله تعالى إلى يوم الوقت المعلوم وهو وقت النفخة الأولى في الصور، واستدعى ذلك من إبليس بداية السعي لإغواء آدم وإخراجه من الجنة وهذا ما حصل وتوجه الأمر الإلهي لآدم وزوجه وإبليس بالهبوط من الجنة إلى الأرض.
وبالنسبة للجنة الوارد ذكرها في القصة فأي جنة هي، وهل هي في السماء أو في مكان الله به عليم أو في الأرض ويكون الهبوط منها معنويا فالله تعالى أعلم وهذا مبحث اشتغل به الناس من قديم ولم يصلوا فيه إلى قطعي، والأولى عدم الخوض فيه وأخذ العبرة والعظة من الحادثة.
والعبارة التي وردت في الرسالة السابقة (فمقر آدم الطبيعي هو الأرض) أقصد به أن آدم سيهبط إلى الأرض من الجنة -بغض النظر عن الخلاف في تحديدها - لأنه خلق ليعيش في الأرض، فإقامته في الجنة كانت مؤقتة، وكان عصيان الأمر هو السبب، فتم الخروج من الجنة والهبوط منها إلى الأرض. والله أعلم.
---
(1/562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لماذا الاهتمام بالبنات ؟؟
---
لماذا الاهتمام بالبنات ؟؟
---
ام احمد
06-23-2006, 02:43 AM
جلست أتأمل كثيراً في حديث للنبي - صلى الله عليه وسلم - يمدح فيه البنات ويفضلهن على الصبيان الذكور، وما كنت أعرف السبب في ذلك حتى اطلعت على بعض الدراسات والأبحاث التي تبين فائدة البنت ومنافعها، فعندها بطَل العجب، وكما يقال (إذا عُرف السبب بطل العجب).
أما الحديث فقول النبي - صلى الله عليه وسلم : «من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن أدخله الله الجنة برحمته إياهن، فقال رجل: وإن بنتان يارسول الله ؟ قال: وإن بنتان، قال رجل: وإن واحدة يارسول الله ؟ قال: وواحدة».
والغريب في النص أن الثواب الذي ذكره النبي في تربية البنات لم يذكر فى تربية الأولاد، وذلك أن البنت إذا كبرت وأصبحت فتاة ثم امرأة فهي مصنع (الحب) وإشاعته وعلى قدر تربيتها في الصغر وحسن تنشئتها يكون حبها الذي تفيض به صافياً وعظيماً يدفع الآخرين للنجاح في صناعة الدنيا والتميّز، ومما يميّز (الحب الأمومي) أنه لا يضع شروطاً للحب ويعطي من غير مقابل وهو أساس كل مشاعرالحب الأخرى والتي تشكّل حماية وأمن للإنسان، ومما يعجب له الإنسان أن الدراسات الحديثة تثبت ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال الذين ترعاهم المستشفيات ولا يحصلون على (الحب الأمومي).(1/563)
نعم إن (حب الأم) لا يساويه شيء ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»، ولهذا جعل النبي جزاء من يحسن تربية البنات الجنة ويصبر عليهن لأن فاقد الشئ لا يعطيه، فلابد أن نهتم كأسرة بالبنات لنساهم في استقرارهم وسعادتهم اجتماعياً وصحياً وشرعياً ورياضياً وترفيهياً، ولا نستغرب مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - (للحب الأمومي) عند نساء قريش - حيث قال فيما يرويه البخاري: إن خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: (أحناه على ولد في صغره) (وأرعاه على زوج في ذات يده).
ونلاحظ هنا ميزة صالح نساء قريش (الحب والعطف والحنان) - سواء على الولد أو على الزوج.
بعد هذه الجولة السريعة لعل القارئ أدرك معي أهمية تربية البنات، ولماذا بشر النبي لمن صبر عليهن وأحسن تربيتهم بالجنة ولم يقل ذلك لتربية الصبي.
وإني أكتب هذه الكلمات بعد لقاء حصل بيني وبين مجموعة فتيات كنت أستمع لشكواهم من سوء تربيتهن المنزلية ومن سوء معاملتهن وهضم حقوقهن الاجتماعية في مجتمعهن، بل حتى الترفيه يحرمن منه والنبي - صلى الله عليه وسلم كان يسمع لعائشة - رضي الله عنها وهي لم تتجاوز الخامسة عشر سنة أن تشاهد رقص الأحباش ويتسابق معها.
فكم ساعة نخصصها للجلوس مع بناتنا ؟ والحوار معهن والطبطبة على أكتافهن إنها لحظات مهمة لاتنسى من شريط الذكريات للبنات، ولهذا روى لنا التاريخ أن أخت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرضاعة وتدعى الشيماء كانت تغني له في طفولته وتقول :
يارب أبق لنا محمداً
حتى أراه يافعاً وأمردا
ثم أراه سيداً مسوّداً
وأعطه عِزاً يدوم أبداً
من موقع الاستاذ جاسم المطوع
---
محمود الشنقيطي
06-23-2006, 06:49 PM
عفواً أمَّ أحمد فالمضمون والفكرة التي تريدين لا غبار عليها من حسن معاملة البنات وملاطفتهن والإحسان إليهنَّ.(1/564)
ولكنَّ في مقالك زيادة على ما جاء في الحديث وهو قولك(يمدح فيه البنات ويفضلهن على الصبيان الذكور) فمن أين لك هذا؟؟
---
ام احمد
06-24-2006, 10:12 AM
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
اخي الكريم محمود الشنقيطي
لقد نقلت لكم ما كتبة الاستاذ جاسم المطوع كما هو ولم ازد عليه شيئ
بارك الله فيك
ام احمد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-28-2006, 08:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ محمود الشنقيطي وجه ذلك المدح والتفضيل أنه رغب في تربية البنات خاصة دون الأبناء والصبر عليهن والاحسان إليهن وقال إن جزاء ذلك الجنة والنجاة من النار وهذا جزاء كبير ، وهو فوز عظيم قال الله تعالى فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز . وفقنا الله و إياكم لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تونس تمنع الصلاة في المساجد إلا بتصريح مسبق
---
تونس تمنع الصلاة في المساجد إلا بتصريح مسبق
---
مرهف
08-14-2006, 06:29 PM
المصدر موقع مفكرة الإسلام :
أعلن وزير الداخلية التونسي ' الهادي مهني ' أنه يتعين على كل تونسي الحصول على بطاقة تصريح بالصلاة ، وأن يودعها عند أقرب قسم شرطة أو حرس وطني ، وستحمل البطاقة صورة المصلي وعنوانه واسم المسجد الذي ينوي ارتياده .
وهذا القرار يسري على الزائرين كما يسري على القائمين والمواطنين وأما اليهود والنصارى فلا يشملهم هذا القرار وإنما هو خاص بالمسلمين.
أقول مع أن اليهود لم يفعلوها بعرب 48 في فلسطين وهم تحت الاحتلال ولكن ربما يقرر وزير الداخلية التونسي أن يضع لكل تونس نمرة كالسيارات من أجل المخالفات للمواطنين ، ما هذه الحماقة والسخرية ولا عجب فسلفهم بورقيبة كان يريد نسخ الصوم ونسو أن الله بالمرصاد . لا تظن أنك تقرأ خبر عن عجائب من العالم بل هي حقيقة منذ زمن في تونس
---
(1/566)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبو السعود مفسراً
---
أبو السعود مفسراً
---
رحمة
06-21-2006, 11:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظمة شأنه ، وأصلي وأسلم على من لارسول ولا نبي بعده ، سيدنا وحبيبنا المصطفى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين
وبعد
أخوتي في الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أكرمكم الله أرجو إرشادي لما كُتب عن تفسير أبي السعود فيما يتعلق بمنهجه في التفسير وما إذا كان قد حُقق أوأي دراسة أخرى كرسالة ماجستير أو دكتوراة وغير ذلك .
نفعنا الله بكم ونفع بكم الأمة جمعاء
---
عبدالله بن بلقاسم
06-21-2006, 01:21 PM
من إفادات المشرف العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة في الملتقى أنقل قوله:
من البحوث عن تفسير أبي السعود :
- منهجية أبي السعود في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) للأستاذ العربي شاوش. رسالة علمية .
- تفسير أبي السعود : طريقته في العمل بالرواية ، ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية . للأستاذ العربي شاوش. بحث نشر بمجلة دار الحديث الحسنية بالمغرب . العدد 15 تقريبا، عام 1419هـ.
__________________
أبو السعود ومنهجه في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) رسالة ماجستير للباحث بابكر البلولة محمد . قدمها عام 1409هـ لكلية أصول الدين بجامعة أم درمان بالسودان. وأشرف عليه الدكتور جمعة سهل . وتقع في 186 صفحة .اهـ
وأضيف إليه
عنوان الرسالة: الدخيل غب تفسير أبى السعود
الباحث: الأستاذ حسين محمد أبراهيم محمد
جنسية الباحث: مصر
الجامعة/الكلية/القسم: جامعة الأزهر / أصول الدين / التفسير
التخصص: التفسير وعلوم القرآن
عدد الأجزاء: 1
نبذة موجزة: عرض موجز للرسالة
– يتضمن :
أ- الباعث على إعدادها :(1/567)
لما كان الخطأ المتناثر في كتب التفسير والمنسوب الى الموثوق بهم من علماء الاسلام يشكل أفدح العقبات أمام الباحثين والدارسين على حد سواء , تعين علينا التنبيه الى هذا الخطر الكامن في ثنايا الكتب , ومما يؤكد هذا الاتجاه , أن الدخيل أصبح من المنافذ التى ينفذ منها أعداء الاسلام لوضع سمومهم وبث أغراضهم ضد الاسلام , فلا غرو أن نكشف الغطاء عن تلك المشكلة حتى لا تصبح فخا يتصيد به أعداء الاسلام تلك العثرات التى صادفت بعض المسلمين عن حسن نية
ب- موجز لمحتوياتها :
الرسالة تشتمل على مقدمة , وبابين , وخاتمة
1- المقدمة فيها تصوير لمشكلة الدخيل وأهمية التصدي لها
2- الباب الاول : وفيه خمسة فصول
3- الفصل الآول : عصر أبي السعود
4- الفصل الثاني : حياة أبى السعود
5- الفصل الثالث : تعريف الدخيل , ونشأته وتطوره
6- الفصل الرابع : أسباب الدخيل , أشهر من عرف برواية الدخيل
7- الفصل الخامس : عناصر الدخيل – أ- دخيل منقول ب- دخيل بالرأى الفاسد
8- الباب الثاني : الدخيل وأقسامه في تفسير أبى السعود وفيه أربعة فصول
9- الفصل الاول : الدخيل في قصص الرسل عليهم السلام ويتكون من عدة مباحث .
المبحث الاول : الدخيل في قصة آدم وحواء عليهما السلام
المبحث الثاني : الدخيل قصة نوح عليه السلام
المبحث الثالث : الدخيل في قصة هود عليه السلام
المبحث الرابع : الدخيل في قصة صالح عليه السلام
المبحث الخامس : الدخيل في قصة ابراهيم عليه السلام
المبحث السادس : الدخيل في قصة لوط عليه السلام
المبحث السابع : الدخيل في قصة شعيب عليه السلام
المبحث الثامن : الدخيل في قصة موسى عليه السلام
المبحث التاسع : الدخيل في قصة زكريا عليه السلام
المبحث العاشر : الدخيل في قصة عيسى عليه السلام
المبحث الحادى عشر : ما جاء في شأن الرسول صلى الله عليه وسلم
المبحث الثاني عشر : ما روى من دخيل في عدد الانبياء
10- الفصل الثاني : الدخيل في الغيبيات(1/568)
11- الفصل الثالث : الدخيل في الامور الواردة في أحوال الأمم , والافراد
12- الفصل الرابع : الدخيل في الامور المشتملة على الوعد والوعيد وغيرهما
جـ- الإسهامات العلمية التي أضافتها في مجال التخصص :
إن تفسير أبى السعود المسمى "إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم "
تفسير له وزنه في دقة تعبيره ودقة ملاحظاته في اللغة والبلاغة ومختلف العلوم , وهو مرجع هام للباحثين وطلاب المعرفة وقد عرف منه الناس اهتمامه بالبلاغة وظنوا خلوه من الدخيل ولكن الراوي لهذا التفسير يرى أن عدوى هذا الدخيل قد انتقلت إليه فالرسالة قد استخرجت الدخيل من تفسير أبى السعود ونقدته نقدا علميا مستخدمة في ذلك الادلة النقلية والعقلية
هل توجد مؤلفات أخرى , وما هي .. مع بيان نوع المؤلف كتاب , أو بحث , أو مقال .. ؟
1- تأملات في سورة فصلت (كتاب)
2- مباحث في علوم القرآن (كتاب)
3- دراسات في علوم القرآن (كتاب)
الدرجة العلمية: دكتوراة
التقدير: مرتبة الشرف الأولى
المشرفون: الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم القيعي [البلد: مصر]
أستاذ بالكلية
المناقشون: الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم القيعي [البلد: مصر]
أستاذ بالكلية
الأستاذ الدكتور محمود بن الشريف [البلد: مصر]
الأستاذ الدكتور السيد دسوقي [البلد: مصر]
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2006, 06:00 AM
وهناك إضافة لما تفضل بذكره أخي الكريم الشيخ عبدالله :
بحث بعنوان : منهج أبي السعود في تفسيره من خلال ما كتب عنه: عرض ومقارنة (مجلة الحكمة 1427هـ). للأخ فريد بن عبدالعزيز الزامل وفقه الله.
---
أبو عبيدة الهاني
03-31-2007, 01:57 AM
ولتفسير أبي السعود حاشية وحيدة تقع في أكثر من عشرين مجلدا...
وهي عندي مخطوطة لا زلت أنهل من بحور علومها...
صنفها نادرة زمانه: الشيخ عبد الله زيتونة.
اسمها: "مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد أبي السعود"
---
مروان الظفيري
03-31-2007, 07:32 AM
زيتونة (*)(1/569)
(1081ـ 1138هـ)
وهو محمد بن عبد اللّه زيتونة، الفقيه المفسّر، أبو عبد اللّه المُنَستيري ثمّ التونسي، أحد كبار المالكية.
ولد بمُنَسْتير(1)، وتلقّى بها مبادئ العلوم، وأصيب بفقد بصره في صغره.
وارتحل إلى القيروان، فمكث بها نحو ثلاثة أعوام،وأخذ عن: محمد عظّوم، وعلي الغرياني،وأحمد البرجيني.
ثمّ رحل إلى تونس، وأخذ بها عن: محمد الحجيّج الأندلسي، ومحمد فتاتة، وسعيد الشريف،
وعبد القادر الجبالي، و محمد الغماري، ومحمد الغماد، وسعيد المحجوز، وغيرهم.
ومهر في عدة فنون.
ودرّس بجامع الزيتونة وبغيره.
وولي في سنة (1115هـ) مشيخة المدرسة المرادية.
وكان قد حجّ في سنة (1114هـ)، ومرّ بمصر، واجتمع بعلماء مكة والأزهر، ثمّ حجّ في سنة (1124هـ)،
وجاور بالمدينة، وأقرأ التفسير.
وعاد إلى تونس، ودرّس بها، وولي الخطابة بجامع باب البحر.
وقد أخذ عن المترجم وتخرّج به الكثير، منهم: محمد بن عمر سعادة المنستيري، ومحمد حمودة الريكلي الأندلسي التونسي، ومحمد بن عبد العزيز التونسي، ومحمد بن محمد عزوز، وأحمد رزوق بن طراد، وقاسم المحجوب المساكني التونسي، وأبو عبد اللّه محمد الشحمي.
وألف كتباً، منها: حاشية على تفسير أبي السعود العمادي تسمى مطالع السعود
وفتح الودود على تفسير أبي السعود، حاشية على «العقيدة الوسطى» للسنوسي، شرح «السلّم»
في المنطق، شرح خطبة الشرح المختصر للتفتازاني على «تلخيص المفتاح»في البلاغة،
شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث.
وله منظومة في المنطق سماها الجامعة، وكتابة على «الألفية» لابن مالك لم تكمل، وغير ذلك.
توفّي بتونس سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف.
-------------------------------------------
*: هدية العارفين2/312، شجرة النور الزكية 324 برقم 1267، الأعلام6/132، معجم المؤلفين10/215،
تراجم المؤلفين التونسيين2/437.
1-موضع بين المهدية وسوسة بإفريقية. معجم البلدان5/209.(1/570)
------------------------------------------
والكتاب مازال مخطوطا (بحسب علمي)
وهذا توصيف له من مركز الفيصل :
العنوان :
مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد شيخ الإسلام أبي السعود .
اسم المؤلف :
زيتونة: محمد بن عبد الله، أبو عبد الله المالكي المُنَسْتِيْري الشريف (1081 - 1138ه).
بيانات الكتاب مخطوط ، ، وهو حاشية على تفسير أبي السعود جاوز بها نصفه .
المصادر هدية العارفين 2/312 ، فهرس الفهارس 457 ، كتاب العمر في المصنفات والمؤلفين التونسيين 186 ، الأعلام 6/132 ، معجم المؤلفين 3/439 ، معجم المفسرين 2/563 ، الفهرس الشامل (التفسير وعلومه) 753 .
---
أبو عبيدة الهاني
03-31-2007, 09:17 AM
جزاكم الله تعالى كل خير على هذه البيانات المفيدة...
نقلكم في بيان المخطوط: وهو حاشية على تفسير أبي السعود جاوز بها نصفه... إن كان المراد أنه حشى على ما يزيد على نصف التفسير، فالواقع أنه قد أتمه. إلى سورة الناس. وقد صرح الشيخ زيتونة أن تأليف تلك الحاشية المتفردة دام 17 سنة. صنفها - أو أملاها! - بين تونس والمدينة المشرفة ومكة المكرمة. والله أعلم.
---
مروان الظفيري
03-31-2007, 09:33 AM
أثابك الله خيرا ياأخي الفاضل أباعبيدة الهاني
ويعود الفضل لك في إثارتنا للتعريف بهذا العالم الجليل
ففتحت لنا آفاقا كانت مغلقة
وما قلته :
(وهو حاشية على تفسير أبي السعود جاوز بها نصفه)
هو نقل مما جاء في وصف المخطوطة
وأنا لم أطلع على المخطوطة
وسعادتكم ـ بما تفضلتم به ـ ولأنكم تملكون مخطوطة الكتاب
ليتك تلقي الضوء على هذا الكتاب ، وتعرفنا به ، وبمحتواه
وقيمته بين كتب التفسير
وجزاك الله خيرا
وجعله في صحائف أعمالكم
---
أبو عبيدة الهاني
03-31-2007, 03:33 PM
شكرا لك أخي الكريم مروان...(1/571)
في الواقع.. سبيلي الوحيد للتعريف بتلك الحاشية العجيبة، التي يعتبر صاحبها معجزة ربانية وآية نورانية، ويتحقق لك إدراك ذلك بمعرفة أنه كان فاقدا للبصر في سن مبكر، ثم الوقوف على تلك الحاشية التي تروي - في نظري - قصة التراث الإسلامي في علوم التفسير!! فقد نهل من جميع التفاسير المعتبرة وناقش ما لها وما عليها... أضف إلى ذلك مباحث أصول الدين وأصول الفقة والفروع الفقهية والمباحث اللغوية و و و... مما لا يحصيه إلا الله تعالى من العلوم... أقول: سبيلي الوحيد للتعريف بتلك الحاشة تحقيق شرح خطبة أبي السعود التي تخرج لوحدها في مجلد في نحو 400 صفحة!!
فدعواتكم بالتوفيق...
أما تحقيق كل الحاشية... فيلزمها ثلة من العلماء الصالحين ممن يحملون هم إحياء التراث السني الإسلامي... سيما القرإني... مع كثير من الإخلاص والدقة والأمانة والصبر وغيز ذلك من لوازم التحقيق التي لا تخفى على حضراتكم... فنسأل الله تعالى أن يسخر لحاشية عبده زيتونة من يعتني بها ويعيد نفعها للأمة الإسلامية...
---
مروان الظفيري
03-31-2007, 03:59 PM
(أقول:
سبيلي الوحيد للتعريف بتلك الحاشة تحقيق شرح خطبة أبي السعود
التي تخرج لوحدها في مجلد في نحو 400 صفحة!! ...)
ليتك تفعل ذلك ؛ لكنت شجعت غيرك على متابعة العمل فيه
ويمكنك أن تستعين خلال عملك ، بأهل الخبرة
في هذا المنتدى الكريم .. يسهلون عليك الصعب
ويخففون عنك مشاق البحث والتنقيب
كان الله في عونك
وأثابك الله خيرا
---
محمد سعيد الأبرش
04-01-2007, 10:24 PM
بل هناك حاشية أخرى لشيخ المالكية في زمنه الشيخ محمد عليش وأذكر أنها في تسع مجلدات.
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2007, 05:52 AM
بارك الله فيكم جميعاً .(1/572)
ليتك تنشط يا أبا عبيدة للتعريف بأهم مميزات هذه الحاشية التي شوقتنا إليها ، وهل لها نسخ أخرى مخطوطة في المكتبات ، وهل النسخة التي لديك مصورة أم أصلية . وعمل المُحشِّي الشيخ زيتونة الذي لا يعرف عنه كثير من الباحثين كثيراً من المعلومات .
بارك الله فيك ونفع بعلمك .
وأما تحقيق بقية الكتاب فيمكن ذلك لو تكرمت علينا بنسخ للكتاب تعين على ذلك ، فالباحثون كثيرون ، ويمكن تبني تحقيقه رعاك الله لدينا في الدراسات العليا في الجامعات السعودية بعد أن نتحقق من قيمة الحاشية العلمية ويكون لك الفضل بعد الله في فتح الباب المقفل .
---
جمال أبو حسان
04-03-2007, 08:42 AM
السيد ابو عبيدة جزاك الله خيرا وما السبيل الى تلك الحاشية اكرمكم الله
واحب ان اضيف ان هناك حاشية ضخمة في عشرة مجلدات في المكتبة الازهرية لعلم من عائلة السقاف نسيت الان اسمه وقد ذكرها الزركلي في الاعلام
---
د.خضر
04-03-2007, 10:02 AM
درر تحدرت من أفكار الأحبة العلماء تثير كوامن الشوق نحو إخراج هذه الأعمال المخطوطة إلى
دنيا المطابع التي احتواها كل بيت من بيوتنا ، وانتهز هذه الفرصة لدعوة الموقع المرموق {ملتقى
أهل التفسير} لتنفيذ خطة علمية طموحة تبرز هذه الكنوز العلمية، ويكون لي عظيم الشرف ـ رغم بضاعتي
المزجاة ـ أن أقوم بما يحتّمه الواجب علىَّ من تحقيق وتدقيق وتنميق للجزء المراد من المخطوطة المقسمة
على العلماء في هذا الموقع، وهذه مبادرة أرجو أن يشمر لها الأحبة عن سواعد الجد لعلنا نقدم شيئاً
ينفعنا في آخرتنا . فهل من منسق ومشمِّر ؟؟؟
---
أبو عبيدة الهاني
04-03-2007, 12:05 PM
جزا الله خيرا جميع السادة الأفاضل الذين أبدوا عنايتهم واهتمامهم بتراث الأمة الإسلامية السنية.. سيما في علم التفسير الذي هو رئيس العلماء.. كما أحيي حرصهم الشديد على إخراج مثل تلك التفاسير الموسوعية.. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لذلك إن على كل شيء قدير..(1/573)
أخي الفاضل عبد الرحمن الشهري.. بارك الله بك وباعتنائك بتفسير كتاب الله تعالى.. بالنسبة لتفسير أبي السعود - أي المتن - فلا يخفى عليكم بإذن الله قيمته العلمية.. أما عن حاشية الشيخ زيتونة.. فهي تستمد قيمتها أولا من قيمة التفسير نفسه بكونها مقررة لصحيح معانيه مبسطة لمفاهيمه ومبينة لوجوه استدلالاته ومستشهدة بشواهد صحته.. إضافة إلى استطرادات حوت جلب فوائد أو إبراز نكت في شتى العلوم..
وبالجملة.. فالحاشية لوحدها يمكن استخراج كتب متعددة منها في أكثر من موضوع...
بالنسبة للنسخة التي عندي... هي أفضل نسخه ومصورة بأحدث التقنيات الرقمية... لكن ليست أصلا بمعنى أن الشيخ زيتونة كتبها بخطه.. فقد علمنا أنه كان فاقدا للبصر... فالنسخة هي من إملائه قيدها بعض طلبة المجلس ممن كانوا يلازمونه...
وأنا بفضل الله تعالى بصدد جمع باقي أجزاء النسخة الثانية... التي منها مجلدين بالجزائر... فدعواتكم بالتوفيق
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2007, 01:18 PM
بارك الله فيك ، وأعانك وسدد خُطاك أخي الكريم .
---
د.خضر
04-03-2007, 01:18 PM
كواحد من أهل الملتقى من المحبين لأبي السعود وما نتج عنه علمياً أضرع إلى أن يوفقك في مبتغاك،
وفي انتظار الجديد الذي نسعد به في هذا الشأن .
---
(1/574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة حفص بقصر المنفصل .. للشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار
---
قراءة حفص بقصر المنفصل .. للشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار
---
الراية
03-10-2004, 06:54 PM
هذا من جديد الشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
في موقع الاسلام اليوم بتاريخ 19/1/1425هـ
فيما يخص قراءة حفص عن عاصم، هل القراءة برواية حفص عن عاصم بوجه قصر المد المنفصل يترتب عليها إلغاء بعض الأوجه الخاصة بمصحف الملك فهد مثل:السكتات (س)؟
وحكم مد هاء الغائب بكلمة (فيه ى) في قوله –تعالى-: "ويخلد فيه مهانا" (سورة الفرقان) وغيرها.
أرجو منكم التوضيح بارك الله فيكم وفي علمكم.
الجواب:-
أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فالقراءة بالقصر من طريق الطيبة وليس من طريق الشاطبية، ومصحف المدينة النبوية الذي طبع في مجمع الملك فهد مضبوط على طريق الشاطبية، وطريق الشاطبية بتوسط المنفصل، وبناءً على هذا فلو قرأت بطريق قصر المنفصل فإن الضبط سيختلف عما في مصحف المدينة النبوية، لأن بعض الوجوه مثل السكت على بل ران لا توجد، وبناءً عليه لا يكتب في الضبط علامة السكت، لكن أغلب الضبط سيبقى على حاله. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=31919
---
راجي رحمة ربه
03-11-2004, 07:06 AM
لإكمال الإجابة على السؤال بقيت عدة نقاط.
أما السكت على الكلمات الأربع، فهو أيضا بالسكت عليها جميعا عند القراءة بالقصر في المنفصل مع توسط المتصل.
أما عند إشباعه المتصل فيصح كلام الدكتور بإلغاء بعض السكتات.
====================
وهناك عدة أمور أخرى تضاف في الضبط وسأراعي قصر المنفصل مع توسط المتصل فقط.
فقوله يبصط في البقرة وبصطة في الأعراف تضبط بعدم وضع سين فوقها لأنها تقرأ بالصاد(1/575)
وكذا مصيطر في الغاشية (وهنا مثل ضبط طريق الشاطبية)
وفي النجم المصيطرون تضبط بوضع سين فوق الصاد لأنها تقرأ بالسين فقط وليست بالوجهين.
وتأمنا تضبط بالإشمام فقط. ولا روم.
وضعف بالفتح فقط. ولا ضم.
وهناك تنبيهات أخرى لكن تتعلق بطريقة الأداء في بعض الأحرف ولا علاقة لها بالضبط.
مثل عين في أول مريم والشوري بأربع حركات فقط ولا ست هنا.
وفرق في الوصل بالتفخيم فقط ولا ترقيق في الراء
وباب آلآن بالإبدال فقط ولا تسهيل.
وليس في الوقف على آتان وسلاسلا إلا الحذف لحرف المد في آخره
أما
يلهث ذلك واركب معنا بالإدغام فقط مثل الشاطبية
ويس ون بالإظهار حال الوصل كالشاطبية أيضا
طبعا لا خلاف في كلمة فيه مهانا التي سأل عنها السائل في رواية حفص من أي طريق من الطيبة أو غيرها مما تصح به القراءة.
والله الموفق
---
مساعد الطيار
03-13-2004, 08:30 AM
أخي الكريم راجي رحمة ربه
أشكر لك هذه المتابعة ، وهذه التعقيبات النافعة ، فجزاك الله خيرًاعلى ما تقدم .
---
ابو بشرى
03-23-2004, 09:33 PM
سمعت قراءة حفص بقصر المنفصل للحذيفي
في إذاعة القرآن الكريم
بتسجيل ممتاز للمجمع
ولكن لم أجده في التسجيلات
فأين يوجد؟
---
(1/576)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الأول ( أحوال البصر)
---
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الأول ( أحوال البصر)
---
عمر المقبل
01-02-2004, 11:20 PM
من المواضع التي تلفت نظر المتأمل لكتاب الله العظيم ، هو الأحوال التي تمر بها جوارح الإنسان ، بدءً من نزع الروح إلى أن تصير إلى مصيرها ، إما إلى جنة أو إلى نار ـ نعوذ بالله من ذلك ـ .
لقد أسفت ولن أزال كذلك ، أسفت ثم أسفت على سنين كثيرة مضت في غير التأمل والتدبر لهذا الكتاب العظيم .
لقد تبين ـ من خلال البحث ـ أن القرآن الكريم أولى هذه الجوارح عناية عظيمة في ذلك اليوم المهول ، والسر في ذلك ظاهر ، فالأمر ـ كما قال سبحانه ـ (يوم ترونها ... تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حملٍ حملها ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد) .
لا أريد أن أطيل في المقدمات ، منبهاً في البداية إلى أمرين :
الأول : أن البحث لم يحرر بعد ، بل الذي أطرحه هنا هو مختصر للبحث المطول (الأصل ) ، وحسبي أنني أطرحه بين يدي من أعتقد الاستفادة منهم ،وهو عندي ضمن سلسلة سأخرجها في كتاب ، إن يسر الله ـ بعنوان : (تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ) أسأل الله تعالى العون والتوفيق .
الثاني : أنني لم أتعرض للسنة في شيء ، رغم أنها ذكر فيها أشياء مما يوافق شرط البحث .
==============================================
وقد بدأت بجارحة البصر ،لأنها ـ بعد التأمل ـ هي أكثر الجوارح التي وصفت بأوصاف متنوعة ـ كما سيتبين بإذن الله تعالى ـ .(1/577)
1 ـ أول أحوال البصر ، هو ما دل عليه قوله تعالى : ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) .
والشخوص ، هو إحداد البصر ، دون تحرك كما يقع للمبهوت .
قال تعالى : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ).
2 ـ بعد هذا الشخوص للأبصار من هول ما رأت ، تأتي الحال الثانية ، وهي من أكثر الأحوال التي تكرر ذكرها في القرآن ، وهي خشوع الأبصار ، أي انكسارها ، وغشيان الذل لها ، فلا تستطيع أن تنظر في الناس من حولها ، وهي نظرة الخائف المفتضح ،وهذا معروف من أحوال الناس ، فإن ذلة الذليل ، وعزة العزيز تظهران من عيونهما ، يقول سبحانه : ( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ) .
ويقول سبحانه : ( خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) ، ( خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) .
ومعنى ترهقهم : تحل بهم ، وتقترب منهم بحرص على التمكن منهم ، وبسرعة .
ويقول تعالى : (يوم يخرجون من الأجداث سراعا ، كأنهم إلى نصب يوفضون * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) ، ويقول سبحانه : ( أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ) .(1/578)
3 ـ تصور كيف هي ألوان عيون هؤلاء الكفرة حينما يحشرون ؟ ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) ـ وهذا على رأي بعض المفسرين أن المراد بالزرقة زرقة العيون لا الوجوه ـ ، فإذا ضممت إلى هذا سواد وجوههم ، فما ظنك بقبح أشكالهم ؟ ولك أن تتصور شخصاً أسود الوجه مزرق العينين ! الأمر فظيع .
4 ـ ورغم طول مدة الحشر ( خمسين ألف سنة ) إلا أنهم لا يرتد إليهم طرفهم أكثر مدة المحشر ، كما قال تعالى : ( مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ٌ) ، وإنما قلت : أكثر مدة المحشر وليس كلها ، مع أن ظاهر الآية أن عدم ارتداد طرفهم مستغرق للوقت كله ـ إنما قلت هذا ـ لأن الآيات الأخرى دلت على أن للبصر أحوالاً أخرى من الشخوص والنظر من طرف خفي .
5 ـ مرحلة شهادة هذا البصر على ما رأى ، يقول تعالى : ( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) .
6 ـ حشر المجرم أعمى البصر ‘لى النار وبئس المصير ، يقول تعالى : ( ونَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ) ، ويقول سبحانه : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً )
فإن قلت : كل الأيات السابقة عن الكفار ، فأين أبصار المؤمنين ؟
لماذا لم تذكر ؟ ما السبب ؟(1/579)
فيقال : إنه لما كان تقلب البصر واضطرابه إنما هو بسبب الخوف والحزن ، وهذا منتف في حق المؤمنين ، قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ، وقال سبحانه في المؤمنين ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الآكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، لذا لم يذكر الله تعالى شيئا في وصف أبصارهم ، بل إن الله تعالى أشرف أحوال أبصار المؤمنين يوم القيامة يوم تكتحل برؤية الرب العظيم ، كما قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ، ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) .
هذا ما تيسر ، فمن كان له تعقيب يفيد في استدراك الزلل ، وسد الخلل ، فليبادر به مشكوراً مأجوراً .
---
عبدالرحمن الشهري
01-10-2004, 02:44 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالله على تتبعك لهذا الموضوع ، وجعله الله في موازين حسناتك. وهو يدل على دقة المنزع والتدبر لكثير من الآيات التي لم تعد تستوقف الكثير منا لكثرة سماعه لها والله المستعان. فواصل المسير والتدبر ، ونحن نتابع ما تكتبه ونستفيد منه كثيراً وفقك الله لكل خير.
---
خالد الشبل
01-10-2004, 09:55 PM
بارك الله فيك يا أبا عبد الله ، تتبع جميل لدقائق قرآنية ، وبانتظار بقية المبحث .
لكن أليس شخوصُ البصر يوم القيامة عامًا لجميع الخلق ، كما صرّح به الطبري في : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) ؟ إذ قال: " تشخص فيه أبصار الخلق " .
---
عمر المقبل
01-10-2004, 11:28 PM
أشكر الأخوين الكريمين عبدالرحمن وخالد على مرورهما ،وتعليقهما .
وجواباً عما طرحه أخي خالد ، يمكن أن يقال ـ من باب المذاكرة ـ لأني أراجع فيها أي تفسير :(1/580)
إن ما ذكرته في المقالة لا يعارض ما قرره الإمام أبو جعفر ابن جرير ، بحيث يقال :
إن لحظات الشخوص الأولى لا مانع من اشتراك الخلق كلهم فيها ؛ لشدة الهول ، وعظم الموقف ، وهيبة المشهد ، ثم إذا تتابعن الأهوال زادت قلق الكفار والمنافقين ، أما المؤمنون فتنزل عليهم السكينة ، وتغشى قلوبهم الطمأنينة ، تصديقاً لوعد الله جل وعلا ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
---
عمر المقبل
01-10-2004, 11:29 PM
أشكر الأخوين الكريمين عبدالرحمن وخالد على مرورهما ،وتعليقهما .
وجواباً عما طرحه أخي خالد ، يمكن أن يقال ـ من باب المذاكرة ـ لأني أراجع فيها أي تفسير :
إن ما ذكرته في المقالة لا يعارض ما قرره الإمام أبو جعفر ابن جرير ، بحيث يقال :
إن لحظات الشخوص الأولى لا مانع من اشتراك الخلق كلهم فيها ؛ لشدة الهول ، وعظم الموقف ، وهيبة المشهد ، ثم إذا تتابعت الأهوال زاد قلق الكفار والمنافقين ـ عياذا بالله من حالهم ومآلهم ـ أما المؤمنون ـ جعلنا الله وإياك أخي القارئ منهم ـ فتنزل عليهم السكينة ، وتغشى قلوبهم الطمأنينة ، تصديقاً لوعد الله جل وعلا ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ، والله تعالى أعلم .
---
عبد الله الخضيري
01-11-2004, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة و بعد(1/581)
لقد أثار طرح هذا الموضوع من الشيخ / أبي عبد الله عمر المقبل ، شجونا في نفسي ، ووقعاً في درسي ، فآثار و أعمال الجوارح يوم القيامة إنما تظهر في الغالب على الكفار و هم في الحقيقة المهمومون و المحزونون و الخائفون ، و لما كانت رسالتي للماجستير تتحدث عن " الهمِّ و الحزن في القرآن الكريم أسباباً و مظاهر و علاجاً " و دراسة المدارس النفسية الحديثة إزاء ذلك ؛ كان من الآثار : الكآبة و سوء المنظر ، و هذا الأثر يظهر على أغلب المهمومين و المحزونين ، و جميع أعمال الجوارح تناولتها في آثار الهم و الحزن " في رسالتي " مع تقديري لطرح أبي عبد الله الجميل ، و اختياراته الرائعة ، و مواضيعه التي تنمُّ عن صفاء الذهن ، و ذكاء الشيخ ،
فَلا تكادُ تَرَى مَهْمُوْماً أَوْ حَزِيْناً إلا وَ عَلامَاتُ وَ آثَارُ قَلَقِهِ وَ حُزْنِهِ بَاديَةٌ عَلَيْهِ . سواءً عَلَى سُحْنَةِ وَجْهِهِ أو عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ داخِليَّةٍ أَوْ خَارِجِيَّةٍ ، و هذا مجمعٌ عليه بين العقلاء و لذا قال الشاعر :
فَلَمْ أرَ يوماً كان أكثرَ بَاكِياً وَ وَجْهاً تُرَى فِيْه الكَآبة تنجبُ ( )
و قول البحتري :
واستشفعت بدموعها ودموعها لُسُنٌ متى تصف الكآبة تسهِبِ ( )
فالمهموم ، والحزين ، والقَلِقُ ، لابد وأن تظهر أعراض أمراضهم عليهم بالكآبة ، فإذا لم يتجاوزوا مرحلتهم تلك ؛ فعندئذٍ تصبح الكآبة مرَضاً مستقِلاً ، له أعراضه وأدواؤه ( ) .
و قد أخذ هذا المبحث في رسالتي طويلاً لكني أقتطف منه ما يتعلَّقُ بزوغان البصر كما حدَّد الشيخ في موضوعه الجديد هذا .
وقد ذكر حامد زهران من أعراض الاكتئاب ومظاهره ما يتعلّقُ باضطراب تعبيرات الوجه بحيث تظهر أعراض الحزن والاكتئاب وأخرى كانقباض الوجه والسحنة الجامدة، والسحنة البلهاء، والنظرات الخائفة المتوجّسة والمتقلّبة، والتعبير المتكلّف.. إلخ ( ).(1/582)
كما تناول القرآن الكريم حركة العين باعتبارها صفةً دالةً على الثبات والطمأنينة أو الاضطراب والقلق وذلك في أوصافٍ كثيرةٍ فيما يتعلّق بتلك الحركة وتأثُّرها بما يقوم في القلب وذلك في مثل قول الله تبارك وتعالى : â ّŒخ) Nن.râن!$y_ `دiB ِNن3د%ِqsù ô`دBur ں@xےَ™r& ِNن3ZدB ّŒخ)ur دMxî#y— مچ»|ءِ/F{$# دMtَn=t/ur غUqè=à)ّ9$# uچإ_$sYysّ9$# tbq‘Zفàs?ur «!$$خ/ O$tRqمZ—à9$# اتةب y7د9$uZèd z’ج?çGِ/$# ڑcqمZدB÷sكJّ9$# (#qن9ح“ّ9م—ur Zw#u“ّ9خ— #Y‰ƒد‰x© ل ( )، وهو وصفٌ دقيقٌ لحالات القلق المتعددة في هذا الموضع وذلك الظرف وما يدخل في موضوعنا هو قول الله تعالى : â ّŒخ)ur دMxî#y— مچ»|ءِ/F{$# ل ، وهو كنايةٌ عن بلوغ الفزع ( ) . ويجعل الألوسي اللفظ مكنىً به عن : ميلان الأبصار عن سننها وانحرافها عن مستوى نظرها حَيْرَةً ودهشةً ( ) .
ويبرز أثر زوَغَان البصَر فيما يذكره ابن عاشور إذ يقول - رحمه الله - : (والزَيغ: الميل عن الاستواء إلى الانحراف . فزيغ البصر : أن لا يرى ما يتوجه إليه . أو : أن يريد التوجه إلى صوب فيقع إلى صوب آخر من شدة الرعب والانذعار ... وبلوغ القلوب الحناجر تمثيل لشدة اضطراب القلوب من الفزع والهلع حتى كأنها لاضطرابها تتجاوز مقارّها وترتفع طالبة الخروج من الصدور فإذا بلغت الحناجر لم تستطع تجاوزها من الضيق ؛ فشبهت هيئة قلب الهلوع المرعُود بهيئة قلبٍ تجاوز موضعه وذهب متصاعداً طالباً الخروج، فالمشبه القلبُ نفسه باعتبار اختلاف الهيئتين . وليس الكلام على الحقيقة، فإن القلوب لا تتجاوز مكانها، وقريبٌ منه قولهم : تنفّس الصُعَداء، وبلغت الروح التراقيَ) ( ) .(1/583)
ويضيف في وصف حالة الاضطراب وذكر ألفاظ القرآن ؛ ما جاء بصيغة المضارع في قول الله تعالى : â tbq‘Zفàs?ur «!$$خ/ O$tRqمZ—à9$# { إذ يقول : ( وفي صيغة المضارع معنى التعجيب من ظنونهم لإدماج العتاب بالامتنان ؛ فإن شدة الهلع الذي أزاغ الأبصار وجعل القلوب بمثل حالة أن تبلغ الحناجر، دل على أنهم أشفقوا من أن يهزموا لِمَا رأوا من قوة الأحزاب وضيق الحصار، أو خافوا طول مدة الحرب وفناء الأنفس، أو أشفقوا من أن تكون من الهزيمة جراءة للمشركين على المسلمين، أو نحو ذلك من أنواع الظنون وتفاوت درجات أهلها . والمؤمن وإن كان يثق بوعد ربه لكنه لا يأمن غضبه من جراء تقصيره، ويخشى أن يكون النصر مرجَّأً إلى زمن آخر، فإن ما في علم الله وحكمته لا يحاط به) ( )، وعن وصف القرآن لحالة الزلزال الحاصل بالمؤمنين يضيف قائلاً ومحرّراً : ( والزلزال : اضطراب الأرض، وهو : مضاعف زلَّ، تضعيفاً يفيد المبالغة، وهو هنا استعارةٌ لاختلال الحال اختلالاً شديداً بحيث تُخيَّل مضطربةً اضطراباً شديداً ؛ كاضطراب الأرض وهو أشدُّ اضطراباً للحاقه أعظم جسمٍ في هذا العالم ...والمراد : شدّة الانزعاج والذعر لأن أحزاب العدوّ تفوقهم عدداً وعدة) ( ) .
وفي نفس السورة - والسبب متصلٌ - في قصة الأحزاب وغزوة الخندق يذكر الله تعالى حركة الأبصار دلالةً على الخوف الحاصل في القلوب وأثراً من آثار القلق المصاحب لحالات الشدّة إذ يقول الله تعالى عن المنافقين : â ؛p_sد©r& ِNن3ّn=tو ( #sŒخ*sù uن!%y` ك$ِqsƒù:$# ِNكgtG÷ƒr&u‘ tbrمچفàZtƒ y7ّs9خ) â‘rك‰s? ِNكgمYمôمr& “ة©9$%x. 4سy´َّمƒ دmّn=tم z`دB دNِqyJّ9$# ( #sŒخ*sù |=ydsŒ ك$ِqsƒù:$# Nà2qà)n=y™ >puZإ،ّ9r'خ/ >ٹ#y‰دn ؛p_sد©r& ’n?tم خژِچsƒù:$# 4 y7ح´¯»s9'ré& َOs9 (#qمZدB÷sمƒ xفt7ômr'sù ھ!$# ِNكgn=»uHùهr& 4 tb%x.ur y7د9¨sŒ ’n?tم «!$# #[ژچإ،o„ ل ( ) .(1/584)
ويستشهد الألوسي - رحمه الله - في قول الله تعالى : â â‘rك‰s? ِNكgمYمôمr& ل على أن سبب ذلك هو الحزن فيقول عند تأويل قول الله تعالى : â ’ج?ن3sù ’د1uژُ°$#ur “حhچs%ur $YZّٹtم ( $¨Bخ*sù ¨ûةïuچs? z`دB خژ|³u;ّ9$# #Y‰tnr& ’ح<qà)sù ’دoTخ) كNِ‘xtR ا`»uH÷qچ=د9 $YBِq|¹ ô`n=sù zNدk=ں2é& uQِquّ9$# $wإ،Sخ) ل ( ) فيقول : ( وطيبي نفسا وارفضي عنها ما أحزنك، وقريء بكسر القاف وهي لغة نجد وهم يفتحون عين الماضي ويكسرون عين المضارع وغيرهم يكسرهما وذلك من القر بمعنى: السكون فإن العين إذا رأت ما يسر النفس سكنت إليه من النظر إلى غيره، ويشهد له قوله تعالى : â â‘rك‰s? ِNكgمYمôمr& ل من الحزن، أو بمعنى : البرد، فإن دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة، ويشهد له قولهم: قرة العين وسخنتها للمحبوب والمكروه) ( ).
ويُحسن – كذلك - ابن عاشور – رحمه الله - في تحرير وتصوير حالة الهمِّ والقلق وأثرهما على عيني الفرد قائلاً في آية الأحزاب : ( وجملة â â‘rك‰s? ِNكgمYمôمr& ل حال من ضمير â tbrمچفàZtƒ ل لتصوير هيئة نظرهم ؛ نظر الخائف المذعور ؛ الذي يحدّق بعينيه إلى جهات يحذر أن تأتيه المصائب من إحداها . والدوْر والدوران : حركة جسم رَحَوِيَّة ( أي : كحركة الرحى) منتقل من موضع إلى موضع فينتهي إلى حيث ابتدأ . وأحسب أن هذا الفعل وما تصرف منه مشتقات من اسم الدَّار، وهي : المكان المحدود المحيط بسكانِه بحيث يكون حولهم . ومنه سميت الدارة : لكل أرض تحيط بها جبال . وقالوا: دارت الرحى حول قُطبها . وسموا الصنم : دُوَاراً - بضم الدال وفتحها - لأنه يدور به زائروه كالطواف. وسميت الكعبة دُواراً أيضاً، وسموا ما يحيط بالقمر دارة . وسميت مصيبة الحرب دائرة ؛ لأنهم تخيلوها محيطة بالذي نزلت به لا يجد منها مفرّاً، قال عنترة:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تَدُرْ في الحَرْبِ دائرةٌ عَلى ابنَيْ ضَمْضَمِ(1/585)
فمعنى â â‘rك‰s? ِNكgمYمôمr& ل : أنها تضطرب في أجفانها،كحركة الجسم الدائرة من سرعة تنقلها محملقة إلى الجهات المحيطة . وشبه نظرهم بنظر الذي يغشى عليه بسبب النزع عند الموت فإن عينيه تضطربان) ( ) .
يلتحق بأثر الهمِّ والحزن على ما ذكره الله تبارك وتعالى في قصة يعقوب u مع أبنائه في سورة يوسف وابيضاض عينيه -عليه الصلاة والسلام- في قول الله U : â tA$s% ِ@t/ ôMs9qy™ ِNن3s9 ِNن3ف،àےRr& #XگِDr& ( ضژِ9|ءsù î@ٹدHsd ( س|Otم ھ!$# br& سة_uد?ù'tƒ َOخgخ/ $·èٹدHsd 4 ¼çm¯Rخ) uqèd قOٹد=yèّ9$# قOٹإ6ysّ9$# ارجب 4’¯<uqs?ur ِNهk÷]tم tA$s%ur 4’s"y™r'¯»tƒ 4’n?tم y#ك™qمƒ ôMزuِ/$#ur çn$uZّٹtم ڑئدB بb÷“كsّ9$# uqكgsù زOٹدàx. ل ( ) .
وكذلك ما كان من غشاوةٍ على البصر للمنحرفين عن فطرة الله تعالى وكون ذلك بسبب البُعد عن الدين القويم وانشغالهم بهمومهم واهتماماتهم الشخصية والتي تنبعث من شجرة الهوى وقاع الكفر ؛ وذلك في مثل قول الله سبحانه وتعالى : â |M÷ƒuنuچsùr& ا`tB xsƒھB$# ¼çmyg»s9خ) çm1uqyd م&©#|تr&ur ھ!$# 4’n?tم 5Où=دو tLsêyzur 4’n?tم ¾دmدèّےxœ ¾دmخ7ù=s%ur ں@yèy_ur 4’n?tم ¾دnخژ|اt/ Zouq»t±دî `yJsù دmƒد‰÷ku‰ .`دB د‰÷èt/ «!$# 4 ںxsùr& tbrمچھ.xs? ل ( ) .
وكذلك ما يحصلُ من شدّة الفزع والهول من : اتساع حدقتي العينين وإحداد النظر بهما في مثل قول الله تعالى : â ںwur ْtù|،َss? ©!$# ¸xدے»xî $£Jtم م@yJ÷ètƒ ڑcqكJد=»©à9$# 4 $yJ¯Rخ) ِNèdمچ½jzxsمƒ 5Qِquٹد9 كبy‚ô±n@ دmٹدù مچ»|ءِ/F{$# ل ( )، وقول الله سبحانه وتعالى : â z>uژyIّ%$#ur ك‰ôمuqّ9$# ‘,ysّ9$# #sŒخ*sù }‘دd îp|ءد‚»x© مچ»|ءِ/r& tûïد%©!$# (#rمچxےx. $uZn=÷ƒuq»tƒ ô‰s% $¨Zà2 ’خû 7's#ّےxî ô`دiB #x»yd ِ@t/ $¨Zà2 ڑْüدJد=»sك ل ( ) .
مع تقديري الكبير لأبي عبد الله و جميع الزملاء
---
عبد الله الخضيري
01-11-2004, 07:51 PM(1/586)
كما إنني لم أتناول في الموضوع المشار إليه أحوال الأيدي و الأرجل كونهما حالتان ليس لهما تعلُّق بالحالة النفسية سوى عض الأيدي
و غلِّها إلى الأذقان
و الأرجل كذلك و لك أن تسير ببركة الله
سدد الله قلمك و خطاك
و أنار الله درب و قلبك
---
خالد الشبل
01-15-2004, 12:25 AM
جزاك الله خيرًا يا أبا عبد الله .
اقبل عذري ، لأنني نقلت هذا الموضوع إلى منتدى البلاغة والإعجاز القرآني (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&postid=14600#post14600) في منتديات الفصيح لعلوم اللغة العربية ، وهناك بعض الملحوظات على الموضوع ، يشرف المنتدى أن تزوره ، ونسعد لو رأينا تعليقكم ثَمّ .
الأخ الكريم عبد الله الخضيري : ظهرت الآيات بحروف غير مقروءة .
---
عبد الله الخضيري
01-15-2004, 01:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ الشبل الكريم / خالد الشبل
تقديري الكبير لك
بخصوص الآيات فأنا قد أرفقت ملَّف وورد
ولك فائق الاحترام
محبك
عبد الله
---
عبد الله الخضيري
01-15-2004, 01:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ الشبل الكريم / خالد الشبل
تقديري الكبير لك
هلا نقلت المداخلات هناك أو وضعت له رابط المصدر
بخصوص الآيات فأنا قد أرفقت ملَّف وورد لأنها كتب بالرسم العثماني المصوَّر
ولك فائق الاحترام
محبك
عبد الله
---
خالد الشبل
01-15-2004, 02:47 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
الرابط موجود في الرد على شكل ارتباط تشعبي ( هايبر لنك ).
أحبك الله.
---
عمر المقبل
01-15-2004, 11:56 PM
أخي الكريم ، ذي الخلق الجم ، أبا عبداله خالد الشبل:
أنت صاحب فضل ، ومنة في هذا العمل ، فلك مني الدعاء ، فهذا أقل وأكبر ما أملك تجاه معروفك هذا ، وخاصة أن في تعليقات الإخوة هناك ما يفيد ، فجزاكم الله جميعاً خيراً .
وإن أردت أن تكمل إحسانك ، فأحب أن تنقل أيضاً جواب المختصر عن عدم تعرضي للسنة ، وذلك لسببين رئيسين :(1/587)
الأول : أن المقصد الأكبر من البحث هو لفت النظر إلى آي القرآن فحسب ، القرآن الذي طالما قرأناه ولم نتدبره حق تدبره ، رغم مرور السنين الطويلة .
الثاني : أن البحث في السنة ـ وأنا أحد المختصين فيها ـ مع أنه ليس صعباً ـ بحمد الله ـ إلا أن التحقق من ثبوت ذلك عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى جهد ووقت لا أملكهما الآن ـ وهذا من آفات الرسائل العلمية ـ وإن كان في الصحيحين ـ وهما قد جاوزا القنطرة ـ شيء طيب ، لكن المسألة ليست مسألة وقوف على النص فقط ، بل وقوف ، وجمع ، ثم تأمل ، ثم صياغة لتظهر عظمة التأمل ، وجلالته ، ومن ثم تأثيره في النفس المؤمنة ، وإلا فالقص واللصق سهل جداً ـ
واسلم لمحبك أبا عبدالله ، وجزاك الله عني خيراً .
---
(1/588)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > التورق
---
التورق
---
محمد على بيومى
06-04-2006, 10:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ايها الاحباب لقد قام احد زملائي بالتسجيل في موضوع التورق فارجو من حضراتكم اذا كان لدى احدكم علما عن اي كتب تخص هذا الموضوع ان يدلني على مكانها وان كانت لديه على ملفات ووردان يبعثها لي ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم
---
معروفي
06-07-2006, 09:56 PM
أخي الكريم :
يمكنك الدخول إلى محركات البحث في الإنترنت و البحث في موضوع التورق ، و لي بحث مفصل
في التورق المصرفي لم أنشره بعد .
أخوكم / المعروفي
---
محمد على بيومى
09-05-2006, 12:56 PM
السم عليكم اخى الكريم
الرجاء منكم اذا نشرتموه على النت او كتاب اعلامنا لنحصل على نسخه منه مع تحمل اى تكاليف ماديه لارساله ولكم جزيل الشكر يا اخى
---
(1/589)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم :
---
أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 05:28 PM
إذا تتبع الباحث الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الإختلاف في تفسير القرآن الكريم قد لا يجدها تخرج عن الأسباب التالية :
1- مخالفة القرآن الكريم وعدم الإعتصام به، وقد نص على ذلك ابن تيمية مرات عديدة في فتاويه، ومن ذلك قوله : " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الامة ما حدث من التفرق والاختلاف، صار اهل التفرق والاختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم، عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسل وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه، فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما، ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الإحتجاج بها".
2- مخالفة السنة وعدم التمسك بها أفضى إلى كثير من الاختلافات في التفسير خاصة أن بالقرآن ما هو مجمل غير مفصل، وعام غير مخصص، مما يحتاج إلى إيضاح وتفسير من قبل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ " كل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس، فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها، كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، كاحتجاجهم بقياس فاسد، أو نقل كاذب، أو خطاب ألقي إليهم اعتقدوا أنه من الله وكان من إلقاء الشيطان".(1/590)
3- مخالفة الصحابة والتابعين، وهم الصفوة الذين تلقوا القرآن تلاوة وتفسيرا، وإيمانا وعملا عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكل من خالفهم في تفسير آي الذكر الحكيم فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا مهما أقام من الحجج على صحة مذهبه، فإن ذلك لا يخلو أن يكون استدلالا فاسدا، أو نقلا كاذبا، أو وحيا من الشيطان: " فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب، ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم، وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا. ومعلوم أن كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها إما عقلية وإما سمعية".
وهذه الأسباب الثلاثة تبين أن الاختلاف في تفسير القرآن الكريم ليس ناشئا عن النص ذاته، بل هو ناتج عن المنهج المتبع في التفسير، والذي يكون في الأغلب الأعم مغرضا وغير علمي، كما هو الشأن بالنسبة للباطنية والفرق الضالة الذين لا يعتمدون في دينهم على القرآن، ولا على الإيمان الذي جاء به الرسول الكريم، بل على أصول ابتدعها مشايخهم، وهم اضطروا إلى تأويل القرآن على حسب مذهبهم المنحرف ومعتقدهم الباطل حتى لا يرموا بالزندقة والكفر البواح، وحتى يلبسوا على عامة المسلمين دينهم ويفتنوهم عن هديه وصراطه المستقيم .
وهم إنما يفعلون ذلك خوفا من سلطان المسلمين من جهة ، ولأنهم يرون أن ذلك هو السبيل الأقوم لإبعاد المسلمين عن دينهم الحنيف .
وهذا الطريق المعوج، والسبيل الملتوي غالبا ما يسلكه بعض الموثورين من الشعوب الحديثة العهد بالإسلام، والذين لم تتشرب قلوبهم بعد حلاوة الإيمان .(1/591)
وبتحديد الأسباب المفضية إلى الاختلاف في تفسير القرآن الكريم، يكون أهل السنة قد شخصوا الداء الحقيقي الذي يفتك بالأمة، ومن خلال هذا التشخيص بينوا الدواء الكافي، والبلسم الشافي، ألا وهو الاعتصام بالكتاب والسنة، وتتبع أثرهما في كل كبيرة وصغيرة، ففي ذلك لمّ الشعث، واتحاد الأمة، ونفي الفرقة والاختلاف من بينها .
---
صالح صواب
08-09-2006, 12:58 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أن الأستاذ أحمد قد اقتصر في ذكر أسباب الاختلاف في التفسير على الاختلاف المذموم، ولم يتحدث عن غيره..
وأرى أن الاختلاف الممدوح أوسع بكثير من المذموم، ومن هنا اختلف الصحابة رضي الله عنهم في فهم بعض آيات القرآن الكريم، وتعددت أقوالهم في الآية الواحدة أو اللفظة الواحدة، ولم يكن ثمة سبب من الأسباب التي أشار إليها الكاتب.
ولكن هنا أسباب أخرى، ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته، وذكرها الشيخ الدكتور/ مساعد الطيار في كتابه (فصول في أصول التفسير) وغيرهما، مما يسوغ الاختلاف بين العلماء.
وعليه فإن القول (بأن الاختلاف في التفسير ليس ناتجا عن النص ذاته، بل هو ناتج عن المنهج المتبع في التفسير) كما ذكر الكاتب ليس على إطلاقه..
بل إن من إعجاز القرآن احتمال اللفظ لأكثر من معنى، وإفادة المعنى المتعددة في لفظ واحد، وهذا مما يميز القرآن الكريم
وليس عيبا أن تتعدد الأقوال ما دام الاختلاف سائغا مبينا على أصول وقواعد اللغة العربية، موافقا للكتاب والسنة ... فإذا خرج عن ذلك كان اختلافا مذموما.
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 02:47 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .(1/592)
وبعد ، فإ ن تفسير القرآن الكريم مجهود بشري محدود في الزمان و المكان ، و هو خطاب لغوي مؤسس على خطاب قرآني متعال عن الزمان و المكان ، و من ثم فإنه يعرف بداهة مشروعية الاختلاف ، حتى تقرر عند العلماء بالتفسير أن القطع على الله تعالى بالمراد بدعة . و لكن ما أقصده هو الاختلاف في التفسير المبني على الجهل أو الأهواء ، مع التجرد من الإخلاص .
نسأل الله التوفيق و السداد . شاكر لكم تعليقكم العلمي المفيد ، مع متنياتي بدوام التواصل خدمة لهذا العلم الشريف .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/593)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف يكون ذلك ؟
---
كيف يكون ذلك ؟
---
ابن ماجد
07-23-2006, 07:15 PM
( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا )
يستدل بهذه الآية الكريمة لمذهب أهل السنة والجماعة ويرد بها على مذهب المعتزلة
فكيف يكون ذلك ؟ جزاكم الله خيرًا
---
عبدالرحمن الشهري
07-25-2006, 06:40 PM
هذه الآية الكريمة هي الثامنة والخمسون بعد المائة من سورة الأنعام ، وتمام الآية :{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } .
ومحل الشاهد في الآية هو قوله تعالى :{ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } وليس الجزء الذي أورده الأخ السائل كما يبدو لي ، حيث إن الاختلاف في المقصود بـ {آيات ربك} بين المفسرين من باب اختلاف التنوع السائغ .(1/594)
قال الشنقيطي في تفسيره لهذه الآية :( ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة إتيان الله جل وعلا وملائكته يوم القيامة ، وذكر ذلك في موضع آخر ، وزاد فيه أن الملائكة يجيؤون صفوفاً وهو قوله تعالى : { وَجَآءَ رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً } [ الفجر : 22 ] ، وذكره في موضع آخر ، وزاد فيه أنه جل وعلا يأتي في ظلل من الغمام وهو قوله تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام والملائكة } [ البقرة : 210 ] الآية ، ومثل هذا من صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه يمر كما جاء ويؤمن بها ، ويعتقد أنه حق ، وأنه لا يشبه شيئاً من صفات المخلوقين . فسبحان من أحاط بكل شيء علماً { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } [ طه : 110 ] .)
وهذا هو تفسير السلف لهذه الآية ، إثبات صفة الإتيان والمجيء لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى ، دون الدخول في التكييف والتأويل لهذه الصفة .
وقد سئل العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله عن مثل هذه المسألة فأجاب بقوله:(1/595)
(أهل السنة والجماعة جعلنا الله منهم أشد الناس تعظيما لله عز وجل وأشد الناس احتراما لنصوص الكتاب والسنة فلا يتجاوزون ما جاء به القرآن والحديث من صفات الله عز وجل فيثبتون لله تعالى ما أثبته الله لنفسه وإن حارت العقول فيه وينفون ما نفى الله عن نفسه وإن توهمت العقول ثبوته مثال ذلك إن الله عز وجل فوق كل شيء فوق كل شيء أزلاً وأبدا وهو سبحانه وتعالى له العلو المطلق في كل وقت وحين فوق سماواته فوق مخلوقاته مستوي على عرشه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيأتي الشيطان لٌلإنسان ويقول كيف ينزل وعلوه لازم له كيف ينزل فنقول هذا يحار فيه العقل لكن يجب علينا أن نصدق ونقول الله أعلم بكيفية هذا نؤمن بأنه ينزل ولكن لا نعلم بالكيفية عقولنا تحار ولكن يجب أن نقبل لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ولهذا قال بعضهم إن القرآن والسنة أتى بما تحار فيه العقول لا بما تحيله العقول فالواجب علينا في أسماء الله وصفاته تصديقها والإيمان بها وأنها حق وإن حارت عقولنا في كيفيتها فالجادة لأهل السنة والجماعة أن كل ما سمى الله به نفسه أو وصف به نفسه سواء في القرآن أو في السنة فإنه يجب الإيمان به وتصديقه.(1/596)
قوله تعالى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) يأتي الإنسانَ الشيطانُ فيقول كيف يجيء فنقول يجيء على الكيفية التي أراد الله الكيف مجهول يجب عليك أن تؤمن بهذا حتى لو حار عقلك به مأمور بأن تصدق على كل حال ولذلك ضل قوم حكموا عقولهم في أسماء الله وصفاته فأنكروا ما أثبته الله لنفسه وحرفوا به نصوص الكتاب والسنة فقالوا إن معنى قوله تعالى استوى على العرش أي استولى على العرش فسبحان الله كيف يقول عز وجل خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش أفيمكن أن نقول إنه قبل ذلك ليس مستوياً عليه هذا أمر ينكره العامي فضلا عن طالب العلم لكن إذا حكم الإنسان عقله في الأمور التي تتوقع على الخبر المحض ضل وزل ولهذا ننصح إخواننا الذين يقولون استوي بمعنى استولي أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يؤمنوا بأنه استوى على العرش إي علا عليه علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته وليعلموا أن الله سائلهم يوم القيامة عما اعتقدوا في ربهم عز وجل وهل اعتقدوا ذلك بناء على كتاب الله وسنة رسوله أو بناء على ما تقتضيه أهواءهم وعقولهم إن نصيحتي لهؤلاء أن يتوبوا إلى الله وأسأل الله أن يتوب عليهم ويوفقهم للحق فليؤمنوا بما جاء في كتاب الله على مراد الله عز وجل وكذلك أيضا من قالوا أن الله ليس عاليا بذاته فوق المخلوقات وقالوا لا يجوز أن نقول إن الله فوق فنقول توبوا إلى ربكم أنتم الآن تدعون الله وتجدون قلوبكم مرتفعة إلى فوق وتمدون أيديكم أيضا إلى فوق دعوكم وفطرتكم فقط واتركوا عنكم الأوهام والأشياء التي تضلكم وإذا أنكرتم علو الله وقلتم إنه بذاته في كل مكان فكيف يليق هذا أيليق أن يكون الله تعالى في حجرة ضيقة ألا فليتق الله هؤلاء وليتوبوا إلى الله من هذه العقيدة الفاسدة الباطلة أخشى أن يموتوا فيلقوا ربهم على هذه العقيدة فيخسروا. )(1/597)
في حين ذهب كثير من المفسرين الذين يذهبون إلى تأويل مثل هذه الصفات ، من أجل لوازم زعموا أنها تلزم من إثبات مثل هذه الصفة لله سبحانه وتعالى إلى القول بأن معنى { أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ } أي : إتيان أمره بالعذاب . فيجعلون هذا من باب حذف المضاف وهذا ليس منهج السلف .
وهذا القول ليس قول المعتزلة فحسب ، بل قولهم وقول الجهمية النفاة للصفات وكثير من الطوائف والفرق التي تنفي مثل هذه الصفات فراراً من التشبيه فيقولون: نحن نفر من التشبيه فلا نصفه بأي شيء، وهذا هو حقيقة التعطيل ،لأن التعطيل هو نفي الصفات وجحودها ، وتفصيل مثل هذه المسألة محله كتب العقيدة المطولة . بارك الله فيك ، ونفعنا وإياك بالعلم .
---
محمود الشنقيطي
07-25-2006, 08:03 PM
في الآية كما أشار السائل رد على المعتزلة في مسألةٍ تسمى عندهم (الإيمان الضروري) , وهو الكائن بعد معاينة الآيات والمعجزات , فهم أخذوا بظاهر هذه الآية وهو حق ثم عمَّموا ذلك على جميع الآيات وهذا محل الخلاف ,فهم يعتقدون أن من آمن بعد معاينة الآيات لا يستحق الجزاء بالجنة على إيمانه ,وهذا غير صحيح لأن إطلاق منع قبول الإيمان بعد مشاهدة الآيات في كل زمان يتنافى وإسلام من أسلم بعد انشقاق البحر والقمر ونبع الماء وتكثير الطعام وإحياء الموتى .
وقيل للمعتزلة أنه لا يجوز لهم التساؤل كيف يقبل الله إيمان قوم بعد مشاهدة الايات مثل قوم يونس , ولا يقبله من آخرين كفرعون ومن تقوم عليهم الساعة , لأن الله تعالى لا يُسأل عما يفعل فيقبل الإيمان ممن شاء ويرده على من شاء سبحانه وتعالى وتقدس.
وقد قرأت كلاما قبل فترة لابن حزم رحمه الله يتعلق بهذه المسألة واستدلالهم بنفس الآية ولعله يتيسر لي نقله لتعم الفائدة والله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
07-25-2006, 10:05 PM(1/598)
جزاك الله خيراً يا شيخ محمود على هذه الفائدة ، فلم أطلع على هذه المسألة إلا الآن منك بارك الله فيك ، ولا حرمنا فوائدكم ، وليتك تزيدنا بياناً حول هذه المسألة . وجزى الله أخانا ابن ماجد خيراً على إثارته لهذه المسألة ابتداءً .
---
محمود الشنقيطي
07-26-2006, 06:38 PM
وفيك بارك الله يا دكتور/ عبد الرحمن.
أما الكلام الذي أردت نقله فقد تأخرت عن إضافته بسبب عدم توفرالكتاب حيث بحثت عنه في عدة مكتبات في الرياض ولم أجده , وأنا مررت بهذا الكلام في مكتبة الحرم النبوي منذ زمن, ثم تيسر لي الحصول عليه وسأنقل ما يخص مسألتنا بنصه والله المعين.
قال الإمام ابن حزم رحمنا الله تعالى وإياه في كتابه (الفصل في الملل والنحل)في باب سماه (الكلام في هل شاء الله عز وجل كون الكفر والفسق , وأراده من الكافر والفاسق أم لم يشأه ذلك ولا أراد كونه)
{قال أبو محمد:تباً لمن عارض أمر ربه تعالى واحتج عليه بل لله الحجة البالغة ولوشاء لأطعم من ألزمَنَا إطعامه , ولو شاء لهدى الكافرين فآمنوا ولكنه تعالى لم يرد ذلك , بل أراد أن يعذب من لا يطعم المسكين ومن أضله من الكافرين , لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون وحسبنا الله ونعم الوكيل , وقالت المعتزلة: معنى قوله تعالى {ولوشاء الله لجمعهم على الهدى }و {لآمن من في الأرض} وسائر الآيات التي تلوتهم : إنما لو شاء الله لاضطرهم إلى الإيمان فآمنوا مضطرين فكانوا لا يستحقون الجزاء بالجنة.
قال أبو محمد: وهذا تأويل جمعوا فيه بلايا جمة, أولها:أنه قول بلا برهان ودعوى بلا دليل وما كان هكذا فهو ساقط , ويقال لهم : ما صفة الإيمان الضروري الذي لا يُستَحق عليه الثواب عندكم ؟ وما صفة الإيمان غير الضروري الذي الذي يُستَحق به الثواب عندكم ؟(1/599)
فإنهم لا يقدرون على فرق أصلاً , إلا أن يقولوا هو مثل ما قال الله عزوجل إذ يقول تعالى{يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها.....} ومثل قوله {قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم يُنظَرون} ومثل حالة المحتضر عند المعاينة التي لا يقبل فيها إيمانه وكما قيل لفرعون{آلآن وقد عصيت قبلُ}.
قال أبو محمد: فيقال لهم: كل هذه الآيات حق , وقد شاهدت الملائكة الآيات وتلك الأحوال ولم يبطل بذلك قبول إيمانهم .
فهلاَّ على أصولكم صار إيمانهم إيمان اضطرار لا يستحقون عليه جزاءاً في الجنة ؟
أم صار جزاؤهم عليه أفضل من جزاء كل مؤمن دونهم؟ وهذا لا مخلص لهم منه أصلاً.
ثم نقول لهم: أخبرونا عن إيمان المؤمنين إذا صح عندهم صدق النبي بمشاهدة المعجزات من شق القمر وإطعام النفر الكثير من الطعام اليسير ونبعان الماء الغزير من بين الأصابع وشق البحر وإحياء الموتى , وأوضح كل ذلك بنقل التواترالذي به صح ما كان قبلنا من الوقائع والملوك وغير ذلك مما يصير فيه من بلغه كمن شاهده ولافرق في صحة اليقين لكونه هل إيمانهم إلا إيمان يقين قد صح عندهم وأنه حق لم يتخالجهم فيه شك فإن علمهم به كعلمهم أن ثلاثة أكثر من اثنين, وكعلمهم ما شاهدوه بحوسهم في أنه كله حق وعلموه ضرورة أم إيمانهم ذلك ليس يقينا مقطوعا بصحة ما آمنوا به عنده كقطعهم على صحة ما علموه بحواسهم؟ ولا سبيل إلى قسم ثالث .(1/600)
فإن قالوا: بل هو الآن يقين قد صح علمهم بأنه حق لامدخل للشك فيه عندهم كتيقنهم صحة ما علموه بمشاهدة حواسهم , قلنا لهم: نعم هذا هو الإيمان الاضطراري بعينه , وإلا ففرقوا هذا الذي موهتم بأنه لا يُستَحق عليه من الجزاء كالذي يستحق على غيره , وبكل تمويهكم بحمد الله تعالى إذ قلتم إن معنى قوله تعالى{لجمهم على الهدى}و{لآمن من في الأرض} انه كان يضطرهم إلى الإيمان فإن قالوا: بل ليس إيمان المؤمنين هكذا ولا علمهم بصحة التوحيد والنبوة على يقين وضرورة . قيل لهم: قد أوجبتم أن المؤمنين على شك في إيمانهم وعلى عدم يقين في اعتقادهم ,وليس هذا إيمانا بل كفر مجرد ممن كان دينه هكذا ,فإن كان هذا صفة إيمان المعتزلة فهم أعلم بأنفسهم , وأما نحن فإيماننا ولله الحمد إيمان ضروري لا مدخل للشك فيه كعلمن أن ثلاثة أكثر من اثنين ,وإن كان بناءاً فمبني , وكل من أتى بمعجزة فمُحِقٌّ في نبوته ولا نبالي إن كان ابتداء علمنا استدلالاً أم مدركا بالحواس إذا كانت نتيجة كل ذلك سواء في صحة الشيء المعتقد وبالله تعالى التوفيق.
ثم نسألهم عن الذين يرون بعض آيات ربنا يوم لا ينفع نفسا إيمانها , أكان الله تعالى قادراً على أن ينفعهم بذلك الإيمان ويجزيهم عليه جزائه لسائر المؤمنين أم هو تعاى غير قادرٍ على ذلك؟؟
فإن قالوا:بل هو قادرٌ على ذلك رجعوا إلى الحق والتسليم لله عز وجل ,وأنه تعالى منع من شاء وأعطى من شاء , وأنه تعالى أبطل إيمان من آمن به عند رؤية بعض آياته , ولم يبطل إيمان من آمن به عند رؤية آية أخرى ,وكلها سواءٌ في باب الإعجاز.
وهذا هو المحاباة المحضة والجور البين عند المعتزلة , فإن عجزوا ربهم تعالى عن ذلك أحالوا وكفروا وجعلوه تعالى مضطراً مطبوعاً محكوماً عليه تعالى الله عن ذلك.(1/601)
قال أبو محمد: وقد قال عز وجل{إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} فهؤلاء قوم يونس لما رأوا العذاب آمنوا فقبل الله عز وجل إيمانهم , وآمن فرعون وسائر الأمم المعذبة لما رأوا العذاب فلم يقبل الله عز وجل منهم , ففعلَ اللهُ تعالى ما شاء لا معقب لحكمه, فظهر فساد قولهم في أن الإيمان الاضطراري لا يستَحَق عليه جزاءٌ جملةً , وصحَّ أن الله تعالى يقبل إيمان من شاء ولا يقبل إيمان من شاء ,ولا مزيد.. }3/88-89
---
(1/602)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خصومات من 20% إلى 70% في مكتبة الرشد بالرياض
---
خصومات من 20% إلى 70% في مكتبة الرشد بالرياض
---
الشامل
07-07-2004, 02:49 AM
تشهد مكتبة الرشد بمدينة الرياض عروض لابأس بها خصوصا أن هذا المعرض لأول مرة يقام في هذه المكتبة وأحببت أن أوضح للإخوان بعض هذه الكتب المخفضة ومنها على سبيل المثال لا الحصر
1/ إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري ت/ عادل سعد وغيره (مكتبة الرشد )11مجلد بقيمة 125
2/ الجدول في إعراب القرآن لمحمود صافي ت/ لبنة الحمصي (دار الرشيد ) 16 مجلد بقيمة 250
3/ العبر في خبر من غبر للذهبي (الكتب العلمية ) 4 مجلدات بقيمة 50
4/ الكامل في التاريخ لابن الأثير ت/ عمر تدمري (الرشد ) 11 مجلد بقيمة 128
5/ المجموع شرح المهذب للنووي ت محمد المطيعي ( الإرشاد ) 23 مجلد بقيمة 370
6/ المصنف للصنعاني ت/ أيمن الأزهر (الكتب العلمية ) 12 مجلد بقيمة 175
7/ المطالب العالية لإبن حجر ت/ أيمن أبو عالي(قرطبة ) 10 مجلدات بقيمة 180
8/ المعجم الأوسط للطبراني ت/ طارق عوض الله ( الحرمبن ) 10 مجلدات بقيمة 220
9/ المعجم الكبير للطبراني ت/ حمدي السلفي ( إحياء التراث ) 25 مجلد بقيمة 290
10/ المنهل العذب المورود لأمين خطاب ( إحياء التراث ) 8 مجلدات بقيمة 140
11/ الموسوعة الشوقية لأحمد شوقي جمع / إبراهيم الأبياري (الكتاب العربي ) 10 مجلدات بقيمة 175
12/ النوادر والزيادات لإبن أبي زيد ت/ محمد حجي (الغرب الإسلامي ) 15 مجلد بقيمة 350
13/ الوافي بالوفيات للصفدي ت/ أحمد أرناؤؤط وتركي (إحياء التراث ) 29 مجلد بقيمة 330
14/ بدائع الصنائع للكاساني ت/ محمد عدنان درويش (إحياء التراث ) 6 مجلدات بقيمة 75
15/ تاريخ الطبري له ت/ محمد أبو الفضل إبراهيم (إحياء التراث ) 11 مجلد بقيمة 165(1/603)
16/ تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي ت/ بشار عواد (الغرب الإسلامي ) 17 مجلد بقيمة 450
17/ تحفة الإشراف للمزي ت/ بشلر عواد (الغرب الإسلامي )13 مجلد بقيمة 450
وغيرها كثيروالمعرض لم يبق منه إلا القليل أسبوع وبضعة أيام والله الموفق والهادي إللى سواء السبيل !!!
---
موراني
07-07-2004, 09:14 PM
هل يمكنكم وضع الرابط لدار الرشد
في الملتقى؟
بارك الله فيكم
موراني
---
الشامل
07-08-2004, 01:44 AM
أخي الموفق ( أهل القيروان ) الرابط هو www.rushd.com/-60k
ومن الكتب المخفضة أيضا هي مايلي
1/ تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور (التاريخ) 30مجلد بقيمة 320
2/ تهذيب اللغة للأزهري ت/ عبد السلام هارون (مصري ) 17 مجلد بقيمة 175
3/ جامع الأصول لابن الأثير (الفكر)ت/ عبد السلام علوش 12 مجلد بقيمة 180
4/ حاشية ابن عابدين له (الكتب العلمية) 12 مجلد بقيمة 180
5/ روضة الطالبين للنووي ت/ عادل عبد الموجود (الكتب العلمية) 8 مجلدات بقيمة 135
6/ زاد المسير لابن الجوزي (المكتب الإسلامي) 9 مجلدات بقيمة 115
7/ شرح النووي على مسلم ت/ خليل شيحا (المعرفة ) 10 مجلدات بقيمة 110
8/ عون المعبود للعظيم ىبادي ت/ عبدالرحمن عثمان (إحياء التراث ) 14 مجلد بقيمة 140
9/ لسان العرب لابن منظور (صادر) 18 مجلد بقيمة 155
10/ مجمع البحرين للهيثمي ت/ عبد القدوس نذير (الرشد) 9 مجلدات بقيمة 105
11/ معجم البلدان للحموي (صادر) 7 مجلدات بقيمة 100
وأحب أن أفيد الاخوة القراء أنني لم أنشر هذا الأمر لطلبة العلم إلا من باب التواصي ونشر الخير للجميع وليس لي علاقة بالرشد حتى أعلن هذا الأمر فيكون متاجرة لهم كلا والله وأخيرا لا تنسوا أخاكم من الدعاء له بظهر الغيب والثبات له ولكم حتى الممات إنه أكرم مسؤؤل وخير مأمول ..........
---
الموحد 2
07-08-2004, 06:19 AM
جزاك الله خيراً أخي الشامل ،
وهذا من باب التعاون على البر والتقوى إن شاء الله .(1/604)
جعلك الله مباركاً أينما كنت ..
---
موراني
07-08-2004, 09:22 AM
شكرا جزيلا يا الأخ (الشامل)
وبارك الله فيك
سأتصل بالمكتبة من هذا الطريق طالبا بعض المنشورات منها .
موراني
---
أبوخطاب العوضي
07-08-2004, 11:08 AM
هل استطيع شراء كتب عن طريق الانترنت وفقك الله أرجوا أن تريد علي ياسرع وقت
أو إن أمكن أن ارسل مالا لأي شخص في الرياض وبعد ذلك آتي للرياض لكي استمل الكتب منه
---
الشامل
07-08-2004, 11:16 PM
أخي المبارك لا علم لدي عن هذا الأمر ولعل الاقتراح الثاني أفضل من وجهة نظري خصوصا أن فترة المعرض محودة وأتمنى أن أساعدك بهذا الامر لكنني لست مقيما في الرياض وجزيت خيرا
قال الشاعر - رحمه الله -
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وفضل كل امريء ماكان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
---
لاجئ فلسطيني
07-15-2004, 04:02 AM
اخوي الشامل هل الاسعار التي وضعتها بجانب الكتب هي بالدولار او بالريال ارجوا افادتي بارك الله بكم فالعناوين اكثر من رائعة وشوقتني لها الله يكرمك
اخوك ابو جهاد
---
أبوخطاب العوضي
07-15-2004, 08:33 AM
أعتذر على التطفل
ولكن سعر الكتب بالريال بارك الله فيك
---
لاجئ فلسطيني
07-15-2004, 03:04 PM
اخوي ابو الخطاب العوضي جزاكم الله خير ورفع الله قدركم المهم ان نعرف الجواب ولا يهم من الذي يجيب
اخوكم ابو جهاد
---
(1/605)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب التعريف بشهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني رحمه الله
---
طلب التعريف بشهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني رحمه الله
---
صالح الفويه
11-26-2005, 10:14 PM
لدي سؤال عن شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني
صاحب الكتاب :المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
ما هوا معتقده وهل هو من اهل السنة
---
الباجي
11-27-2005, 03:59 PM
وفقك الله.
إن كان القصد بأهل السنة مقابل الشيعة الشنيعة ... فنعم هو من أهل السنة.
وإن كان القصد أهل السنة = أهل الحديث ... فما أظن الكثيرين يوافقون على عده منهم ...
ولو أحكمتَ العقيدة السلفية السنية؛ لكنتَ - وغيرك - في غُنية عن مثل هذا السؤال.
---
صالح الفويه
11-27-2005, 08:09 PM
يا أخي يعجبني فيك ثقتك بنفسك وألقاء التهم لغيرك
فرحم الله امرأن عرف قدر نفسه وشغله عيبه عن غيره
فنحن والحمد لله رضعنا التوحيد ثم شبينا عليه وشبنا عليه ونسأل الله ان يميتنا على التوحيد
وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
ولكن لم نسأل عن الرجل فضول أو من باب الحكم على الناس او تتبع زلاتهم وعثراتهم
بل له منا سبه فالرجل المسؤول عنه يكثر الشيعة النقل عنه وهذه عادة الشيعة فهم ينسبون
عالم للسنة ثم يستشهدون به على اهل السنة فأحببت ان اعرف حال الرجل
---
الباجي
11-28-2005, 01:18 PM
وفقك الله أخي الفاضل ... وأصلح حالي وحالك ... وألّف بين قلوبنا ...
فالمعذرة إن كان في كلامي ما ساءك ... والأسف شديد على ما بدر مني فلم يكن القصد أبدا ما فهمتَه ...(1/606)
وأحمد الله لك أن رضعتَ التوحيد ... وشببتَ عليه ... وشبتَ فيه وبه ... فلا خوف عليك إذن من كلام الرافضة الخبثاء ... سواء احتجوا بكلام الإمام القسطلاني - رحمه الله - أو بكلام من هو أكبر منه ... وأسأل الله لي ولك حسن الختام ... وأن يلهمك الله مسامحة أخيك ... فالخير أراد ...
والسلام عليكم ورحمة الله ..
---
الإسلام ديني
11-30-2005, 10:31 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله على حسن ظنكم ببعضكم البعض
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/607)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " إلا ماشاء ربك " ماذا يفيد هذا الإستثناء ؟
---
" إلا ماشاء ربك " ماذا يفيد هذا الإستثناء ؟
---
سلسبيل
01-29-2005, 03:10 PM
قال تعالى في سورة هود : " فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ، خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لما يريد "
فما هو المقصود بقولة تعالى إلا ماشاء ربك
وهل يحمل هذا الإستثناء غير معنى الخلود في النار ؟؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
01-29-2005, 08:09 PM
سلسبيل
إذا كتبنا الآية التي سبقتها معها ربما قادنا ذلك إلى القول الصحيح فيها
قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))
لاحظ أو لاحظي ---"الذين شقوا" تشمل نوعين هما--الكفار والعصاة---فكانت عقوبتهم جميعا الخلود في النار إلا العصاة من الموحدين فقد استثنتهم المشيئة من الخلود في النار---إذن سيخلد الإشقياء في النار إلا ما شاء ربك من العصاة أصحاب الكبائر فسيخرجون من النار بعد تلقيهم ما يستحقون من عذاب
قال إبن عطية في المحرر الوجيز
((إنما استثنى ما يلطف الله تعالى به للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار، فيجيء قوله: { إلا ما شاء ربك } أي لقوم ما، وهذا قول قتادة والضحاك وأبي سنان وغيرهم، وعلى هذا فيكون قوله: { فأما الذين شقوا } عاماً في الكفرة والعصاة -
---
أبومجاهدالعبيدي
01-29-2005, 09:27 PM(1/608)
كنت قد درست الاستثناء الوارد في قول الله تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:128)
وهو شبيه بالستثناء الوارد في سورة هود ، ويمكنك الرجوع إلى ما كتبت في الملف المرفق ، وبانتظار تعليق الإخوة الكرام :
---
جمال حسني الشرباتي
01-29-2005, 09:41 PM
الأخ البريدي
لو سمحت
ما حقيقة موقف إبن القيم من تلك الآيات
لقد قرأت تضعيفه لتفسيراتها وتأويلاتها---فما هو رايه بدقة في هذه المسألة؟
---
أبومجاهدالعبيدي
01-29-2005, 10:04 PM
رأيه بدقة هو التوقف ، فهو يرى أنها من المتشابه الذي يرد إلى المحكم .
قال في حادي الأرواح بعد عرضه للأقوال في معنى الآية : ( و على كل تقدير فهذه الاية من المتشابه و قوله فيها : { عطاء غير مجذوذ } محكم ، وكذلك قوله : { إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } و قوله { أكلها دائم وظلها } وقوله : {وما هم منها بمخرجين } ) ص483
ثم قال في آخر بحثه لهذه المسألة : ( ..فان قيل : فإلي أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة ؟
قيل : إلى قوله تبارك و تعالى : { إن ربك فعال لما يريد } و إلى هنا انتهى قدم أمير بن أبي طالب رضي الله عنه فيها حيث ذكر دخول أهل الجنة الجنة و أهل النار النار و ما يلقاه هؤلاء و هؤلاء و قال : ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء .
بل و إلى ههنا انتهت أقدام الخلائق .(1/609)
و ما ذكرنا في هذه المسألة بل في الكتاب كله من صواب فمن الله سبحانه و تعالى و هو المان به ، وما كان من خطا فمني و من الشيطان و الله ورسوله بريء منه ، و هو عند لسان كل قائل و قلبه وقصده . والله أعلم .) ص528 .
---
سلسبيل
01-31-2005, 08:03 PM
جزاكم الله خيرا وزادكم علما
ولكن الملف المرفق تظهر الآيات فيه بخط غريب بل تظهر بصورة مربعات صغيره فهل الخلل من جهازي أم أنها تظهر هكذا للجميع ؟
---
جمال حسني الشرباتي
01-31-2005, 08:14 PM
وأنا أيضا فالخلل من الملف ولكني كنت أتوقع ما هي الآية من الشرح
---
أبومجاهدالعبيدي
01-31-2005, 09:44 PM
سبب عدم وضوح خط الآيات هو أنه بخط غير محمل على أجهزتكم وفقكم الله ...
وبإمكانكم زيارة هذا الموقع لتحميل الخط إلى أجهزتكم
http://qurankareem.info/
---
(1/610)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ - لماذا يأتين ؟
---
يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ - لماذا يأتين ؟
---
الإسلام ديني
01-24-2007, 02:27 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى :
{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27
أساتذتي الأفاضل
بالأمس سألني أحد الإخوة
لماذا جاءت كلمة " يأتين " بدلا من كلمة " يأتوك " في الآية الكريمة !!!؟؟
و الذي قلته - هو ما سمعته منذ زمن طويل
أن ربط " يَأْتُوكَ " مع " رِجَالاً " لأن أكثرهم من الرجال
و ربط " وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ " مع " يَأْتِينَ " ذلك لأن معظم النساء ستكون في الهودج على ظهر البعير " ضامر "
أرجو الإفادة أو التصحيح إن كنت مخطئا - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
---
محمود الشنقيطي
01-24-2007, 06:42 PM
الرجال هنا مختلف في تفسيرهم, فقيل بما ذكرت أنهم جمع رجل ,وقيل أنهم جمع راجل وهو غيرُ الراكب,وأما إعادة الضمير بالجمع المؤنث فقال الطبري رحمه الله:
({ يأتين من كل فج عميق } يقول : يأتين فجمع لأنه أريد بكل ضامر : النوق و معنى الكل : الجمع فلذلك قيل : يأتين)
9/134
وقال البغوي رحمه الله (وإنما جمع ( يأتين ) لمكان كل وإرادة النوق)1/378
والله تعالى أعلم ..
---
المؤمن
01-24-2007, 08:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/611)
لو تأملت الآية لوجدت أنها تخاطب صنفين من الحجاج ،القريب الذي يمشي على رجليه ، وآخر بعيد أتى من فج عميق يحتاج إلى الضامر ؛ ولذلك لايمكن أن يتعلق فعل "يأتين" إلا بالضامر ،وقد عبّر العلامة الطاهر ابن عاشور عن مثل هذا بقوله :"وإنما أسند الإتيان إلى الرواحل دون الناس فلم يقل :يأتون ،لأن الرواحل هي سبب إتيان الناس من بعد لمن لا يستطيع السفر على رجليه "17/245
---
الإسلام ديني
01-30-2007, 12:34 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله خيرا شيخي الكريمين على مداخلتكما القيمة
الذي فهمته من كلامكا هو " و أرجو التصحيح لي إن أخطأت "
أن " يَأْتِينَ " جاءت بالجمع المؤنث لأنها تعود إلي " ضَامِرٍ "!؟
سؤال يا شيوخي الكرام
هل كلمة " ضَامِرٍ " جمع أم مفرد !!؟؟ و هل هي مؤنث أم مذكر !!؟؟
لأنها من أول و هلة تبدو لي
بأن كلمة " ضَامِرٍ " مذكر و ليست مؤنث و أنها مفرد و ليست جمع . و الله أعلم
فأرجو الإفادة - بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا كثيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
أبو عمرو
01-30-2007, 02:17 PM
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
سمعت من أحد أساتذتي في التفسير أن المراد والله أعلم هو : رجالا بمعنى ماشيين أي غير ركبان وعلى كل ضامر أي ركبانا . و(يأتوك) في الأولى للمذكر و(يأتين) للمؤنث. ومعلوم أن كل من الرجال والنساء قد يكونوا ركبانا أو غير ركبان فمعنى الآية يأتوك ويأتين رجالا وعلى كل ضامر يأتين ويأتوك . فجاءت الآية على أسلوب الاحتباك المعروف في العربية ذكر في الأول ما حذفه من الثاني وفي الثاني ما حذفه من الأول.(1/612)
مثل قوله تعالى: (وهو الذي جعل الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) أي الليل مظلما لتسكنوا فيه والنهار مبصرا لتتحركوا فيه. والاحتباك أسلوب ذكره العلماء ومثلوا له بأمثلة عديدة
والله أعلم
---
أضواء البيان
01-30-2007, 07:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الضامر اسم جمع ، وهو بغير هاء للمذكر والمؤنث.
راجع : البرهان في علوم القرآن ، للزركشي. التبيان في إعراب القرآن ، للعكبري.
---
مهند شيخ يوسف
01-30-2007, 09:21 PM
قرأت شيئًا في هذا عند الألوسي، وهو الأصل أن يقال (وعلى كل ضامر يأتي) على أن (يأتي) صفة ضامر، لكن عبر بالجمع باعتبار المعنى.
وأُرى والله أعلم أن التعبير بالجمع حكمته الإشارة إلى الكثرة. وأمّا إعراب (يأتين) فاستئنافية والله أعلم لا صفة لضامر، ولو كانت (يأتي) لكانت صفتها.
---
مهند شيخ يوسف
01-30-2007, 09:33 PM
قرأت شيئًا في هذا عند الألوسي، وهو أن الأصل أن يقال (وعلى كل ضامر يأتي) على أن (يأتي) صفة ضامر، لكن عبر بالجمع باعتبار المعنى.
وأُرى والله أعلم أن التعبير بالجمع حكمته الإشارة إلى الكثرة. وأمّا إعراب (يأتين) فاستئنافية والله أعلم لا صفة لضامر، ولو كانت (يأتي) لكانت صفتها.
---
الإسلام ديني
01-31-2007, 08:36 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيوخي الكرام على هذه المداخلات
و لكن
فعلا
أطمع بالمزيد :)
و عندي تسائل
هل يصح فهمي - الذي وضعته لكم في مداخلتي الأولى أم لا ؟؟؟!!؟؟؟
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أهمية علم التفسير
---
أهمية علم التفسير
---
أحمد البريدي
04-03-2003, 12:15 PM
علم التفسير من أهم العلوم التي ينبغي لطالب العلم العناية بها إذ أن شرف العلم بشرف المعلوم ، قال ابن عبد البر رحمه الله : فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب معه .
وقال ابن عطية رحمه الله : فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أُعِدُّ أنواره لظُلَمِ رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنواراً علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي استقل بالسنة والفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض هو العلم الذي جعل للشرع قواماً واستعمل سائر المعارف خداماً ، ... إلى أن قال : قال الله تعالى {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }(المزمل:5) قال المفسرون: أي علم معانيه والعمل بها ا.هـ
وقال ابن تيمية رحمه الله : قد فتح الله علَيَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن .
ولعل في الاشتراك بهذا المنتدى مما يعين على فهم القرآن مما سيطرح ان شاء الله فيه فأدعوا الأخوة الى زيارته واثرائه .
---
ثائر
04-03-2003, 03:18 PM
وأنا أول حسنات هذه الدعوة الخالصة ....
---
عبد الله الخضيري
04-17-2003, 05:04 PM
السلام عليكم
وهل من الممكن أن يقوم أحد الأخوة بدراسةٍ تأصيلية كمقدمة لهذا الفن ؟
---
(1/614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دروس في اصول التفسير
---
دروس في اصول التفسير
---
ماجد الخير
09-25-2006, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمنه الله وبكاته أمابعد :
أخواني نبارك لكم بالشهر الفضيل ونسأل الله لنا ولكم القبول فهذه دروس في أصول التفسير حيث سأقوم بانزال درس في كل يوم وإليكم الموضوع الأول:
الدرس الأول
تعريف أصول التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
سنأخذ شرحاً لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية المعنونة بمقدمة في أصول التفسير.
ولكن قبل هذه المقدمة سنأخذ موضوعات تتعلق بأصول التفسير وتشمل هذه الموضوعات أو
المقدمة التعريفية، التعريف بالمراد بأصول التفسير، وموضوعات هذا العلم، وأهمية هذا
العلم وثمرته، وكذلك المؤلفات فيه، وسنتحدث -إن شاء الله- في المؤلفات عن هذا
المؤلف الذي سيكون -إن شاء الله- الشرح عليه.
هذه المقدمة التعريفية قد تستغرق عندنا -إن شاء الله- لقاءين بإذن الله، نأخذ فيها
مجمل المعلومات المرتبطة بهذه القضايا الأربعة.
أولاً: نبتدئ بتعريف الأصول: عادة إذا كان المصطلح الذي يكون مركباً ويفككونه إلى
مفردات، ثم يرتبونها بعد ذلك؛ فيبينون معنى أصول، ثم يبينون معنى التفسير ثم يبينون
بعد ذلك معنى أصول التفسير.
فنبتدئ أولاً بتعريف الأصول: وكما هو معلوم أن الأصول جمع أصل، فلو رجعنا إلى كتب
اللغة لتعريف الأصل سنجد أن عبارات اللغويين تدور على معنى أسفل الشيء أو أساس
الشيء، يعني الأصل: هو أسفل الشيء أو أساس الشيء. وقد ورد في القرآن الكريم آيات
ذكر فيها مدلول هذه اللفظة، التي هي الأصل، فما أدري إذا أحد من الإخوة ممكن يعطينا
بعض الآيات في ذلك. نعم يا أخي الكريم.(1/615)
? أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ? [إبراهيم: 24].
نعم قوله -سبحانه وتعالى-: ? أَصْلُهَا ? لو بدأنا الآية...
?ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ?.
نعم ? كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ? أي: في الأرض، ? وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَاءِ ? ففارق بين الأصل والفرع.
كذلك عندنا آية أخرى؟
? أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ? [الحشر: 5].
أي هذا في النخل، لما أحرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- نخل يهود بني النضير، فكذلك
أيضاً هذه النخل كذلك قائمة على أصولها، أي أن ما زالت أصولها قائمة ولكنهم قطعوا
أعلى الشجرة أو أعلى النخلة.
عندنا في أيضاً في ما يتعلق بتعريف الأصول من جهة اللغة: عندنا أيضاً كلمتان
مقاربتان لمعنى الأصل وهما: كلمة "الأساس" وكلمة "القاعدة".
اللفظ الأول: "الأساس" وقد قال عنه "ابن فارس" في كتابه "مقاييس اللغة": الهمزة
والسين أي "أس" يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت.
كذلك أيضاً ورد عندنا في القرآن في مادة "الأس" آية، من يذكر لنا في مادة "الأس"؟
نعم.
? أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ? [التوبة: 109].
نعم، هذا يرجع إلى مادة "الأس".
وأيضاً منه قول الشاعر:
وأس ماجد ثابت وطيد *** مال السماء فرعه المديد
فإذاً المقصد من ذلك أننا لو نظرنا إلى معنى الأصل ومعنى الأس سنجد بينهما تقارب.
اللفظة الثالثة عندنا: "القاعدة". وهذه المادة أيضاً إذا رجعنا إلى مثل كتاب "ابن
فارس" سنجد أنها تدل على ثبوت الشيء على الشيء. ومنه قواعد البيت، وهي أُسسه التي
يُبنى عليها، يعني يرفع البناء على القواعد.
أيضاً ورد عندنا في القرآن في هذه المادة التي هي من مادة القواعد آيات بهذا
المعنى، الذي هو أسس يرفع عليها البناء، فإذا فيه أحد من الإخوة. نعم.(1/616)
? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ?
[البقرة: 127].
نعم، معروف طبعاً قصة إبراز هذه القواعد لإبراهيم -عليه السلام- وأنها كانت ثابتة
في الأرض ورفع عليها بناء الكعبة.
هذه المادة أيضاً مادة "القاعدة" لو تأملنا أيضاً كتب اللغة سنجد أن مادة "قعد"
أغلبها جاء في ما يقابل القيام، نقول: "قام وقعد"، ولو تأملنا أيضاً إذا قلنا: "قعد
الرجل" فهي مشتقة من الأصل الأول المذكور، وقد ورد في القرآن من هذا المعنى آيات
كثيرة جداً جداً، فلو أخذنا أمثلة من ذلك -يعني من الآيات التي تدل على ما يقابل
القيام-.
قوله تعالى: ? فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا ? [النساء: 103].
أي نعم، فقوله: ? قِيَامًا ? مقابل لقوله: ? وَقُعُودًا ?.
وأيضاً من هذه المادة... هل أحد يذكر شيء من هذا؟ الآيات كثيرة جداً في هذه
المادة...
قوله تعالى: ? وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ ? [النور: 60].
نعم، سمين "قواعد" لأنهن صرن قعيدات البيوت، بسبب كِبَر السن.
فإذن لو تأملنا أيضاً هذه المادة سنجد أنها مقاربة لمعنى الأصل، ويمكن أن نقول: لو
سميت هذه المادة العلمية أصول التفسير أو أسس التفسير أو قواعد التفسير فهي مصطلحات
متقاربة، تدل على هذا العلم.
هذا ما يتعلق بمادة الأصل من جهة اللغة.
*نأتي الآن إلى مادة التفسير في اللغة: لو قلنا ما هو أصل مادة التفسير؟ يعني الأصل
المادة الأولي: الثلاثي أو الثنائي؟
مادة "فسر".
مأخوذ من مادة "فسر"، يعني التفسير تفعيل من "الفسر" يعني أصل مادته ثلاثي، مادة
"فسر"، هذه المادة "فسر" إذا تأملنا أيضاً استخدامات واستعمالات العرب لهذه المادة،
سنجد أنها تدور على معنى الكشف والإيضاح والبيان، فمثلاً تقول: "فسر الرجل عن
ذراعه" إذا أبانها فظهرت.
إذن هذه المادة بجميع تصرفاتها واشتقاقاتها نعلم أنها تدل على هذا المعنى، فأنت إذا(1/617)
وجدتها في بيت شعر أو في آية من الآيات، أو في كلام رجل من العرب تعرف أنها تدل على
هذا المعنى الكلي، الذي هو معنى الكشف أو الإيضاح أو البيان.
أيضاً عندنا مادة لها علاقة بالتفسير من جهة اللغة، وكذلك من جهة الاصطلاح، فنأخذها
الآن من جهة اللغة، وهي مادة أخرى لمادة التأويل، وهذه غالباً ما يناقش من يُبين
مصطلح التفسير، غالباً ما يأتي بذكر مصطلح التأويل ليميز بينه وبين التأويل، طبعاً
لن ندخل في التفريقات الكثيرة، لكن الذي يعيني الآن أن نأخذ ما في مادة التأويل مما
يوافق التفسير وما يفارقه، يعني متى توافق مادة التأويل مادة التفسير إذا كان مراد
بها بيان معاني الكلام، فإذن مثلاً قرأنا في كتاب "تفسير الطبري" القول في تأويل
قوله تعالى مراده، يعني القول في تفسير قوله تعالى، إذن عبارة الطبري -رحمه الله
تعالى- في جميع كتابه وهو كتاب يسمى كتابه "تأويل جامع البيان عن تأويل آي القرآن"
أي عن تفسيره، هذا هو الاستخدام الذي يقارب معنى التفسير، وإذا جئنا نعرف أو نعبر
عن التأويل نقول: التأويل له معنيان:
المعنى الأول: التفسير. التأويل ومنه كذا وكذا.
المعنى الثاني: ما تؤول إليه حقائق الأشياء، يعني ما تصير إليه المآلات.
الآن قد يكون عندنا خبر، أو يكون عندنا نهي، أو يكون عندنا خبر أو أمر أو نهي، الذي
هو الأمر الذي هو الفعل، إذا قيل لك افعل كذا، ما هو تأويله؟ قيامك بالفعل، إذا قيل
لك: اترك كذا، ما هو تأويله؟ تركك له، فإذن تأويل الأمر فعله، وتأويل النهي تركه.
يبقى عندنا تأويل الخبر ما هو؟ وقوعه. يعني أن يوجد في الواقع، مثل تأويل الرؤى،
إذا عَبَّرَ المؤول رؤيا من الرؤى ثم وقعت في الحقيقة فنقول: هذا هو تأويل الرؤيا،
يعني ما صارت إليه، ما آلت إليه، مثل ما قال يوسف -عليه السلام- قال: ? هَذَا
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ? [يوسف: 100].(1/618)
على سبيل المثال مثلاً جماعة ناموا مثلاً متأخرون ثم قاموا لا يعلمون عن الوقت، ليس
معهم ما يدل على الوقت وهم في غرفة أو كذا، يقولون لفلان: اذهب وانظر لنا هل خرجت
الشمس، فإذا جاء وقال: خرجت الشمس، هذا إذن تأويل، يعني وقوع هذا الأمر بخروج الشمس
هو تأويل لهذا.
إذن المقصد من ذلك: أي خبر إذا وقع فنقول هذا تأويل الخبر، ومن أشهر ما ورد في قضية
التأويل الرؤى، حتى صار تأويل الرؤى كما أشبه بالمصطلح المتعلق بالرؤى.
إذن هذه مادة التأويل وعلاقتها بالتفسير.
طبعاً قد يسأل سائل ويقول: إن العلماء -رحمهم الله- قد ذكروا في الفرق بين التأويل
والتفسير فروقاً كثيرة، فنقول: إن الوقت لا يسمح لشرحها، لكن الملاحظ في هذا الشرح
أمران:
إما أن يكون تخصيصاً لمعنى يدخل في أحد هذه الفروق المذكورة.
وإما أن يكون قولاً لا دليل عليه لا من اللغة ولا من غيرها.
وكما قلت لكم المقام لا يسمح، لكن من باب التنبيه إليه، أي قول ورد في التفريق بين
التفسير والتأويل أنه لا يخرج من أحد هذين الأمرين:
إما أن يداخل في أحد هذه الفروق جزء مما قيل.
وإما أن يكون قولاً لا دليل عليه، لا من لغة ولا من شرع ولا من غيره، فيكون قول لا
شك أنه غير معتبر؛ لأنه لابد من أن يكون القول إما أن يدل عليه الشرع، وإما أن تدل
عليه اللغة في مثل هذه الأمور. أما إذا كان مجرد مصطلح خاص فلا يجوز تحكيمه على
الشرع.
يعني نحن نصطلح على سبيل المثال: أن نقول ترى التأويل -فيما بيننا نحن- هو معنى كذا
وكذا، هذا صار اصطلاح خاص، لا علاقة له لا باللغة ولا بالشرع، لكن هذه المصطلحات
الخاصة لا يجوز تحكيمها على الشرع، يعني ما نأتي لمصطلحاتنا هذه وإذا جاءنا شيء في
الشرع نقول: إن التأويل الذي ورد في سورة يوسف هو التأويل الذي اصطلحنا عليه، لا شك
أنه يقع خلل في فهم معاني كلام الله، وهذا الإشكال الذي وقع في مدلول التأويل عند
بعض المتأخرين.
نأتي الآن إلى التفسير اصطلاحاً:(1/619)
ما هو التفسير اصطلاحاً؟ نحن الآن أخذنا في المعنى اللغوي أن التفسير ما هو؟ كشف و
إيضاح وبيان، المفسر هنا ما هو؟ القرآن، طيب بما أن المفسر القرآن فماذا نريد إذا
قلنا تفسير القرآن؟
المقصود به: بيان معاني القرآن.
نعم، هذا هو التعريف المختصر لمصطلح التفسير، وإلا لو رجعنا إلى تعريفات العلماء قد
نجد ما هو أطول من هذا، لكن هذا هو التعريف الذي يمكن أن يصدق عليه هذا المصطلح،
لماذا؟ لأننا سنأتي بعد قليل حينما نأخذ معلومات كتب التفسير سيتبين لنا صحة هذا
التعريف؛ لأنه ما المراد من المفسر من حيث هو مفسر لا من حيث هو مستنبط ومبين لجمل
ما في القرآن من علوم؟ نريد مفسر يبين لنا المعنى، فأنا حينما أسأل عن قوله -سبحانه
وتعالى-: ? أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ? ما معنى هذا
الكلام؟ إذا قال معناه كذا، كذا، كذا تبين التفسير وانتهى. لكن إذا قال: ? هَارٍ ?
فيها قراءتان إذا وقفت يكون فيها إمالة، وكذا هذا دخلت فيه علم القراءات، وعلم
القراءات موجود في كتب التفسير، فهل نعد هذا من تفسير أو لا؟ سيأتي بعد قليل إيضاح
هذا.
لكن المقصد من ذلك أننا الآن نحدد مصطلحات، فما هو المصطلح الذي يصدق على تفسير
القرآن؟ هو أنه بيان معاني القرآن، أو الكشف عن معاني القرآن، أو إيضاح معاني
القرآن، لكن لو تأملت في استخدامات العلماء، ما تجد أن أحداً منهم -يقل جدا-ً يقول
شرح القرآن، لكنه لما يأتي إلى السنة النبوية ماذا نقول نحن؟
شرح.
أي نعم، شروح الحديث، كتب شروح الحديث، إذن كأنه صار أشبه بماذا؟ بالمصطلحات التي
تخصص، وإلا نحن في الحقيقة نشرح، هو شرح هنا وهنا، لكن كثر إطلاق مادة التفسير على
القرآن، وإطلاق الشرح على ماذا؟ على السنة النبوية وكذلك على شروح الأشعار أيضاً،
فصارت هناك مصطلح الشرح، لذلك تجد من يستخدم كلمة التفسير في شروح الأشعار أيضاً،(1/620)
فإذا تأملنا سنجد أن لفظ التفسير كأنها صارت أشبه بالعلم الأغلب على تفسير القرآن.
نأتي الآن إلى التفسير، الآن نريد أن ندخل في هذا الموضوع الذي هو موضوع التفسير
لنبينه لأن عندنا الآن أصول التفسير فنحتاج أن نستطرد في المراد بالتفسير وما في
كتب التفسير لكي نصحح ما ذكرناه قبل قليل من أن التفسير هو بيان المعاني، وكذلك
لننبه على أننا حينما نناقش أصول التفسير فإن الأصل أن نناقش ما يتعلق ببيان
المعاني، كأننا نقول: أصول بيان معاني القرآن، التي هي أصول التفسير، يبقى أصول
بيان معاني القرآن.
أما ما يخرج عن هذا فإنه سيكون من علوم أخرى كما سيتضح بعد قليل.
يرد عندنا الآن سؤال: هل كل المعلومات الواردة في كتب التفسير تعد من صلب التفسير
ومن التفسير؟ هذا سؤال. إذا نظرنا الآن إلى كتب التفسير نجد مثلاً كتاب فيه عشرين
مجلد، وكتاب في مجلد واحد، وهذا فسر جميع القرآن، وهذا فسر جميع القرآن. فهل اختلفت
المادة التفسيرية عند صاحب المجلد عنها عند صاحب العشرين مجلد؟ ماذا دخل من العلوم
عند صاحب العشرين مجلد؟ ولا نجدها عند صاحب المجلد؟ لأننا نقول مثلاً تفسير مثلاً
"تفسير الجلالين"، نعده تفسيراً، "الوجيز" للواحدي في مجلد ونعده تفسيراً، ثم نأتي
"اللباب" لابن عادل في عشرين جزء، في عشرين مجلد، أو "التحرير والتنوير".. ابن
عاشور، أو "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي، ومجلدات كل هذه كتبت في مجلدات، ومع ذلك
نقول هذا تفسير، وهذا تفسير.
فإذن نحن نحتاج لنتأمل في هذه المعلومات الواردة في كتب التفسير هل كلها تدخل في
كتب التفسير أو لا؟
لو تأملنا يمكن أن نقسم المعلومات إلى تقسيمات متعددة، وأحب أن أنبه هنا إلى أن هذه
التقسيمات تقسيمات ماذا؟ فنية، بمعنى أن ما أقسمه أنا لكم الآن قد يأتي آخر ويقسمه
تقسيماً آخر، القضية فيها ماذا؟ فيها سعة في الاختلاف، ويدخل باب اختلاف التنوع،(1/621)
وإن اتفقنا على الأصل وهو أنه يوجد في كتب التفسير ما ليس من التفسير، قضية كيف
نصنف هذه المعلومات الموجودة، هذه قضية فيها سعة، فيمكن أن تصنف أنت تصنيفاً وأصنف
أنا تصنيفاً، ويصنف آخر تصنيفاً آخر، هذا الأمر فيه سعة في هذا.
عندي أن التصنيف يمكن أن نصنف كتب أو معلومات كتب التفسير إلى ثلاثة أقسام:
صلب التفسير، وعلوم القرآن، علوم أخرى.
طبعاً الآن لما نأتي إلى نقول: صلب التفسير، علوم القرآن، علوم أخرى، قد يسأل سائل
ويقول: هل علم التفسير من علوم القرآن أو ليس من علوم القرآن؟
علم التفسير أليس من علوم القرآن؟ طيب فلماذا أفردناه ثم قلنا: صلب التفسير، ثم
قلنا علوم القرآن؟ لأننا الآن نريد أن ننبه أن هذه الكتب، كتب التفسير تحتوي على
هذه المواد، فتحتوي على المادة الأهم التي هي صلب التفسير، لو رجعنا إلى الكلام
السابق قبل قليل، قلنا أن عندنا أحد العلماء كتب تفسير القرآن كاملاً في مجلد،
وبعضهم كتب عشرين مجلد مثلاً، بل بعضهم قد يكون أكثر، فالذي اتفقوا عليه ما هو؟
الذي اتفق فيه جميع هؤلاء ما هو؟ الذي هو صلب التفسير، اتفقوا في ماذا؟ في صلب
التفسير، الذي سيقع الاختلاف بينهم فيه ما هو؟
علوم القرآن والعلوم الأخرى.
إذن الإضافات التي جاءت في المجلدات المتعددة سيدخل كثير منها إما في علوم القرآن
وإما في العلوم الأخرى.
لو أردنا أيضاً أن ننظر ما الذي يدخل في صلب التفسير؟ يعني نذكر بعض الموضوعات التي
تدخل في صلب التفسير من المعلومات؟ هل بيان المفردة من صلب التفسير أو لا؟
نعم.
نقول: نعم؛ لأنه يقوم عليها ماذا؟ الفهم، لأنه لو جهلنا معنى مفردة، ما فهمنا
المعنى العام للآية.
سبب النزول، هل سبب النزول يدخل في صلب التفسير أو ما يدخل؟ أيضاً يدخل، لماذا؟ لأن
أسباب النزول الأصل فيها أنها تعين على فهم المعنى؛ لأنها أشبه بالسياقات الحالية
للكلام، فإذا فهمنا الملابسات هذه، فإننا نفهم المعنى.(1/622)
وسنلاحظ -إن شاء الله- لاحقاً حينما نأتي في شرح مقدمة الشيخ -رحمه الله- سنلاحظ أن
أسباب النزول تحدد لنا المدلول المراد، إذا احتمل النص غيره، بمعنى أنه لو جئنا
بالنص مجرداً، هذا يحتمل أكثر من معنى من جهة اللغة، لكن يأتي سبب النزول، ويحدد أن
المعنى هو هذا، وليس المعنى الآخر، وهذا -إن شاء الله- سيأتي لاحقاً، لكن أقصد من
ذلك أننا أدخلناه في صلب التفسير؛ لأنه يؤثر في فهم المعنى، ونحن قلنا بيان معاني
القرآن.
كذلك لما نأتي إلى الناسخ والمنسوخ، الناسخ والمنسوخ بمصطلح السلف، سواء كان نسخ
للأحكام الشرعية، أو كان تقييد مطلق، أو كان تخصيص عام، أو كان بيان مجمل، أو كان
استثناء سنلاحظ أيضاً هذه كلها تدخل في ماذا؟ في صلب التفسير؛ لأنه ينبني عليها فهم
معنى.
كذلك أيضاً عندنا الحكم المنصوص عليه في الآية، المنصوص عليه وليس المستنبط الذي
بعد النص، لأن ما هو منصوص عليه أيضاً سيدخل في بيان المعنى، لأنه حينما نبين
المعنى الشرعي المنصوص عليه فإنه لا شك أنه من علم ماذا؟ التفسير.
أما علوم القرآن فيمكن نقسمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: علوم السورة.
القسم الثاني: علوم الآية.
القسم الثالث: الاستنباطات.
علوم السورة ما هي؟ هي التي يقدم المفسرون بها تعريفاً عن السورة، اسم السورة، فضل
السورة، مكان نزول السورة، عدد آيات السورة، كل ما يتعلق بعلوم السورة، وموضوعات
السورة، مقصد السورة إلى آخره، كل هذا نعتبره من ماذا؟ من علوم السورة، طبعاً علوم
السورة هي جزء من علوم القرآن، لكن هنا ملحوظة من باب الفائدة، أن علوم السورة
الأصل فيها أنه لا أثر لها في صلب التفسير، علوم السورة لا أثر لها في صلب التفسير،
بمعنى أنني إذا علمت أن من قرأ "قل هو الله أحد" ثلاث مرات إنها تعدل إيش؟ ثلث
القرآن، يعني من قرأ "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، هل هذا يؤثر فهمي لمعنى
الآيات؟ ما يؤثر.(1/623)
أو إذا علمت أن اسم هذه السورة "الإخلاص" أو أن اسمها "الصمد" أيضاً لا يؤثر على
فهم المعنى.
وإنما يتبين المعنى، ولو لم أعرف هذه المعلومات، أقصد بذلك أن ننتبه؛ لأن علوم
السورة الأصل فيها عدم دخولها في صلب التفسير.
نأتي الآن إلى علوم الآية، علوم الآية المرتبطة بعلوم القرآن، أيضاً نفس القضية، قد
بعض الآيات يكون لها اسم، بدل ما أطول آية في القرآن؟ لاحظ سميناها آية "الدين" صار
لها اسم، ما هي أفضل آية في القرآن؟ آية "الكرسي" إذن فيه أسماء لبعض الآيات، فإذن
اسم الآية من علوم الآية، قد يكون أحياناً للآية سبب نزول معين، أو لها علاقة بشخص
معين أو إلى آخر معلومات مرتبطة بهذه الآية من العلوم التي ترتبط بماذا؟ بعلوم
القرآن، مثل علم المبهمات، يعني علم المبهمات.
ومنهم من يقول: قد يأتيكم مثل أحد يقول: القائل المقصود به فلان، هذا يكون تحديد
مبهم، وهو من علوم القرآن، لكنه مرتبط بماذا؟ بالآية، فإذن علوم الآية التي لها
ارتباط بعلوم القرآن هي المقصود في هذا، وهي أيضاً متعددة يمكن طبعاً نقسمها إلى
أقسام كثيرة، مثل ما قسمنا في السورة.
الاستنباط أيضاً من علوم القرآن، وإن كان يمكن أيضاً أن نفرده ونخرجه، لكن علم
الاستنباط هو من علوم القرآن، ولو تأملنا سنجد أن الاستنباطات من القرآن لابد لها
من ماذا؟ من مقدمات، ما هي هذه المقدمات، يعني نعلم علوما التي تسمى علوم إيش؟
الآلة بالذات فعلوم الآلة مساعدة على ماذا؟ على الاستنباط، عندنا من علوم الآلة وهي
العلوم الأخرى، سندخل في العلوم الأخرى، والعلوم الأخرى ممكن نقسمها إلى علوم
إسلامية، وعلوم عامة، من علوم الإسلامية مثلاً النحو، اللغة، البلاغة، أصول الفقه،
وكذلك الفقه، هذه العلوم إذا علمها المفسر استطاع أن يكون استنباطه حسناً، وعلى قدر
ربطه لهذه العلوم يستطيع أن يستنبط، لو لاحظنا بعض المفسرين على سبيل المثال من(1/624)
القريبين من الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى- أو الشيخ السعدي أو كذلك الشيخ
الشنقيطي -رحم الله الجميع- سنجد أن عندهم استنباطات، لما ننظر في هذه العلوم، التي
هي العلوم الإسلامية التي علوم الآلة هذه هل هي متكاملة عندهم أو لا؟ سنجد أنها
متكاملة عندهم، ولذلك كان عندهم دقائق في الاستنباط وحسن في الاستنباط، وقس على ذلك
غيرهم من المفسرين، بمعنى أنه كل ما كان عند المفسر هذه العلوم التي هي علوم الآلة
كان استنباطه أكثر، وكان حسناً.
عندنا أيضاً العلوم الأخرى والعلوم العامة، قد تكون علوم كونية، قد تكون علوم
تاريخية، قد تكون مرتبطة بأنساب، بل قد أحياناً تكون مرتبطة بعلوم غير إسلامية، مثل
علم الفلسفة أو علم المنطق، أو غيره، معلومات كثيرة جداً جداً، قد نجدها في بعض
التفاسير ليس في كل التفاسير.
هذه تقريباً مجمل العلوم التي نجدها في كتب التفسير، فنرجع بعد ذلك هل كل هذه
المعلومات الواردة في كتب التفسير تعد من التفسير؟ ننظر الآن إلى اعتراضات العلماء
على بعض المفسرين لتدلنا على أنه بالفعل علماء التفسير ومفهوم التفسير كان عندهم
تنبه إلى أنه قد دخل في كتب التفسير ما ليس من علم التفسير، ولعل المقولة المشهورة
عن كتاب الرازي أنه يقال فيه كل شيء إلا التفسير، تدلنا على ما ذكرت لكم، أنه لا
يلزم أن كل ما في هذه كتب من التفسير.
لعل الأخ الكريم يقرأ علينا نص ابن عطية.
قال ابن عطية الأندلسي -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ? [الطلاق: 1]،
"وطلاق النساء حل عصمتهن، وصور ذلك وتنويعه مما لا يختص بالتفسير".
نعم، ماذا نلاحظ الآن على هذا النص؟ أولاً عبارة ابن عطية الأولى، قال: "وطلاق
النساء حل عصمتهن"، هذا تفسير أو ليس بتفسير؟
تفسير.
هذا لا شك أنه تفسير؛ لأنه بيان المعنى، لكن لو أخذنا صور الطلاق، وأنواع الطلاق في(1/625)
هذه الآية هل صور الطلاق وأنواع الطلاق والمسائل المتعلقة به تختص بعلم التفسير؟
مسائل فقهية.
تختص بعلم الفقه، إذن هناك مغايرة بين معلومات علم الفقه، ومعلومات علم التفسير.
أيضاً عندنا نص آخر لو نقرأه.
قال أبو حيان الأندلسي في تفسير قوله تعالى: ? فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ
? [البقرة: 23] "وقد تعرض الزمخشري هنا بذكر
فائدة تفصيل القرآن وتقطيعه سوراً وليس ذلك من علم التفسير وإنما هو من فوائد
التفصيل والتسوير".
أيضاً نلاحظ الآن أن أبا حيان الأندلسي استدرك على الزمخشري في كتابه؛ لأن الزمخشري
كتب كتابه في التفسير فاستدرك عليه أبو حيان هذه المعلومات ذكرها أنها ليست من صلب
التفسير، وإنما قال هي من فوائد التفصيل والتسوير، لو أردنا نضع هذه المعلومات التي
هي فوائد التفصيل والتسوير، يعني ماذا جعل القرآن آية آية، لماذا جعل سورة سورة،
بهذا التفصيل، وذكر هذه الفوائد، نضعها في آي علم؟
نعم يا أخي الكريم.
في علوم القرآن.
نضعها في علوم القرآن؛ لأن هذه معلومة مرتبطة بعلوم القرآن.
أيضاً عندنا نص آخر.
قال الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أول سورة الإسراء: "واعلم
أنه قد أطال كثير من المفسرين كابن كثير والسيوطي وغيرهما في هذه الموضع بذكر
الأحاديث الواردة في الإسراء على اختلاف ألفاظها، وليس في ذلك كثير فائدة، فهي
معروفة في موضعها من كتب الحديث، وهكذا أطالوا بذكر فضائل المسجد الحرام، والمسجد
الأقصى، وهو مبحث آخر، والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب
العزيز، وذكر أسباب النزول، وبيان ما يؤخذ من المسائل الشرعية، وما عدا ذلك فهو
فضلة لا تدعو إليه حاجة".
نعم. أيضاً نلاحظ الآن أن الشوكاني استدرك على ابن كثير والسيوطي وغيرهما، ممن أطال
في ذكر الآي، طبعاً في بداية سورة "الإسراء" أطال في ذكر الأحاديث المتعلقة بسورة(1/626)
"الإسراء"، لو رجعنا إلى ابن كثير سنجد صفحات في ذكر الأحاديث -كل تقريباً كثير من
الروايات- التي وردت في الإسراء والمعراج، أوردها في تفسير هذه الآية.
الآن هو يقول: ليس لها علاقة بعلم التفسير.
كذلك فضائل المسجد الحرام أو المسجد الأقصى الذي ذكره بعض العلماء في هذه الآية،
قوله سبحانه: ? الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ? [الإسراء: 1] هل هذه الفضائل لها
علاقة بالتفسير أيضاً؟ أيضاً ليس لها علاقة بالتفسير.
نلاحظ أن الشوكاني حدد لنا مهمة المفسر، أو ما الذي يقصد في كتب التفسير، قال:
"والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب العزيز، وذكر أسباب النزول،
وبيان ما يؤخذ منه من المسائل الشرعية، وما عدى ذلك فهو فضلة لا تدعو الحاجة إليه".
طبعاً هذا كلام فيه إجمال، لكن يبين لنا بالفعل أن بعض العلماء -رحمهم الله- يكتبون
كتبهم في التفسير، عندهم تصور عن ماذا يكتبون، وأن علم التفسير له حدود معينة يقف
عندها.
فإذن من خلال كلام الشوكاني، تفسير الألفاظ، الذي هو بيان الألفاظ، ذكر بيان
النزول، المسائل الشرعية المنصوص عليها، هذا كلها تدخل في علم التفسير.
نأخذ على ذلك مثال: قال ابن كثير في قوله تعالى: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? [الزخرف: 4]، بين شرفه في الملأ الأعلى ليشرفه
ويعظمه ويطيعه أهل الأرض، وقال تعالى: ? وَإِنَّهُ ? أي: القرآن، ? فِي أُمِّ
الْكِتَابِ ? أي: اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس ومجاهد، إلى أن قال: وهذا كله تنبيه
على شرفه وفضله كما قال: ? إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ?77? فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
?78? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79? تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ
الْعَالَمِينَ ?80?? [الواقعة: 77: 80]، وقال: ? كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ?11?
فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ?12? فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ ?13? مَرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ(1/627)
?14? بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ?15? كِرَامٍ بَرَرَةٍ ?16?? [عبس: 11: 16]؛ ولهذا استنبط
العلماء -رحمهم الله- من هاتين الآيتين، أن المحدث لا يمس المصحف كما ورد به الحديث
إن صح؛ لأن الملائكة يعظمون المصاحف المشتملة على القرآن في الملأ الأعلى، فأهل
الأرض بذلك أولى وأحرى؛ لأنه نزل عليهم وخطابه متوجه إليهم فهم أحق أن يقابلوه
بالإكرام والتعظيم والانقياد له بالقبول والتسليم، لقوله: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? [الزخرف: 4].
هذا النص الآن نحتاجه في هذا الموطن، لنتبين الآن لو سألتكم ما هي المسائل من هذا
النص الذي يمكن دخولها في التفسير؟ هو الآن يفسر ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? ما هي المسائل التي تدخل في التفسير من هذا النص؟
وما هي المسائل التي هي تعتبر من باب الاستطراد؟
مما يدخل في علم التفسير: ? وَإِنَّهُ ? عودة الضمير إلى القرآن ? أُمِّ
الْكِتَابِ ? توضيح معنى "اللوح المحفوظ".
نعم المراد به "أم الكتاب".
ومما يخرج منه قضية المسألة الفقهية أن المحدث يمس المصحف أو لا يمسه.
جميل، يعني إذن الآن لو إحنا قلنا الآن ما هو التفسير من هذا النص؟ سنجد بالفعل
التفسير إنما هو الذي بين الضمير في ? وَإِنَّهُ ? أنه عائد إلى القرآن، وبين لنا
المراد ب? أُمِّ الْكِتَابِ ? فيكون المراد إن القرآن في اللوح المحفوظ وكذلك أنه
عند الله -سبحانه وتعالى-، قال: ? لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?.
فإذن المقصد من ذلك أن لاحظ في مثل هذه النصوص التي يذكرها العلماء، أنه قد يستطرد
المفسر إلى ذكر مسائل أخرى لكن لا تكون من صلب التفسير.
نرجع الآن إلى نظر آخر من خلال هذه النصوص، ما هي الفوائد التي نستفيدها من هذه
النصوص وأمثالها، التي ذكرناها الآن من كلام العلماء؟ الآن ذكرنا أن العلماء بعضهم(1/628)
استدرك على بعض في قضية إدخال بعض المعلومات التي ليست من صلب التفسير.
نحن الآن عقدنا سؤالاً وهو: هل كل المعلومات الواردة في كتب التفسير تعد من
التفسير؟
فإذن الفائدة الأولى: أنه لا يلزم أن تكون كل المعلومات التي في كتب التفسير من
التفسير.
إذن ظهرت لنا النتيجة من خلال استعراض بعض هذه النقول.
أيضاً نستفيد من هذه النصوص بأنه يحسن بنا تحديد المصطلحات لمعرفة الفرق بين هذه
المعلومات، وكذلك نسبة هذه المعلومات إلى فنونها وهي أصولها الفنية، هل هي من علم
البلاغة، هل هي من علم الفقه، هل هي من علم أصول الفقه إلى آخره.
كذلك أنه يمكن الانطلاق منها إلى تحديد ضابط المعلومات التي تدخل في التفسير، يعني
ما هي المعلومات التي تدخل في صلب التفسير؟ نحتاج إلى ضابط يضبط لنا هذه القضية،
فإذا رجعنا إلى تنبيه بعض العلماء الذي سبق قبل قليل على عدم دخول بعض المعلومات في
علم التفسير، وذكرنا ثلاثة منهم، كذلك إذا نظرنا إلى عموم تفسير السلف، ووزناه
بالزيادات التي زادها المتأخرون، وقبل قليل أيضاً نبهتكم على أن بعض العلماء كتب
تفسيراً في مجلد. ونقول: هذا كتاب تفسير، وبعضهم كتب أكثر من مجلد ونقول هذا تفسير،
فالنظر إلى هذه الزيادات أيضاً يفيدنا أو يدلنا على ماذا؟ على الضابط وأهم هذا هو
النظر إلى المعنى اللغوي والاصطلاحي، بمعنى أن ما ذكره العلماء من تنبيهات وما نجده
من كتب التفسير التي تكون فيها تمايز في الكمية يجعلها الناس ما دام هذا تفسير،
وهذا تفسير ما هو الضابط الذي يجعلنا ندخل بعض المعلومات في التفسير ونخرج غيرها من
التفسير؟ فما هو هذا الضابط إذا كان يمكن استنباطه من خلال ما مضى. نعم.
التفسير هو شرح وبيان لمعاني القرآن، ويكون التفسير هو الصلب، أما ما عداه، فهو
ينتسب إلى العلوم التي اتضحت بما سبق.
قصدك أنه إذا كان فيه بيان لمعاني القرآن، فلا تكون من صلب التفسير، وإذا كانت(1/629)
المعلومة ليس فيها بيان لمعنى من معاني القرآن فهي ليست من صلب التفسير.
نعيد مرة أخرى كي لا يفهم الكلام خطأً، أننا نقصد الآن تحديد مصطلح ولسنا نتكلم عن
مهمة المفسر؛ لأن بعض الناس لما يسمع هذا الكلام قد يقول: إذن ما هي فائدة المفسر؟
نقول: نحن لا نتكلم الآن عن ماذا نريد من المفسر حينما يفسر كلام الله -سبحانه
وتعالى- للناس؟ وإنما نحدد مصطلح، فبالفعل لما نرجع إلى هذا سنجد أن أي معلومة لها
أثر في بيان المعاني ستكون من صلب التفسير، وأي معلومة ليس لها أثر في بيان المعاني
ليست من صلب التفسير، ما أدري لو يعني أحد الإخوة إذا كان يمكن يعطينا مثال لمعلومة
ليس لها أثر في صلب التفسير بمعنى أننا لو فقدناها ما يتأثر فهمنا للمعنى.
من المثال السابق فضيلة الشيخ.
من الأمثلة إذا كان الأمثلة السابقة الموجودة. نعم.
ما ذكره ابن كثير في المسألة الفقهية في مس المحدث للمصحف، هذا ليس داخل في صلب
التفسير، بل في العلوم الأخرى التي ذكرناها.
أي نعم، ابن كثير استطرد هو أصلاً، كان يتكلم عن قوله ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ ? ثم استطرد لما ذكر أنه القرآن وأنه في اللوح المحفوظ استطرد بعد ذلك
إلى ماذا؟ إلى قضية مس هذا الكتاب ثم بعد ذلك استطرد إلى قضية مس المصحف، فإذن هذه
الاستطرادات التي ذكرها ابن كثير -رحمه الله تعالى- وإن كانت مفيدة، وإن كنا أيضاً
لما يأتي مفسر نقول: يحسن ذكرها للناس ليستفيدوا، لكن مقصد أن نقول الآن هنا أنها
ليست من ماذا؟ ليست من صلب التفسير.
إذن الضابط عندنا الآن هو قضية البيان، وخذها قاعدة، أنه أي معلومة إذا أنت فقدتها
لا تؤثر على فهم المعنى فليست من صلب التفسير، ولكن إذا فقدتها تأثر فهم المعنى
عندك، فإنها تعتبر من صلب التفسير.
لو بدأت مثلاً في سورة الأنفال ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ ? [الأنفال: 1]،
الآن عندنا في قوله: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ ? أمران، المعنى اللغوي،(1/630)
والمراد السياقي، ما هو المعنى اللغوي للأنفال؟ لو أنت فقدت هذه المعلومة ما هو
النفل في اللغة؟ النفل الزيادة، فإذن لا شك أنه يتأثر عندك الفهم، إذا فهمت أن
الزيادة قد نقول نحن أردنا أن نفسر تفسيراً لفظياً قلنا يسألونك عن الزيادة، ما
اتضح المعنى إلى الآن، نحن نحتاج -ما زلنا إلى ماذا؟- إلى معناً آخر الذي هو المعنى
السياقي، لما رجعنا إلى المعنى السياقي، سنجد أن العلماء اختلفوا في تحديد المعنى
السياقي للأنفال هنا، ما هو؟ على أقوال: بغض النظر عن هذا الاختلاف الذي كان على
أقوال، إذا نظرنا إلى جميع أقوالهم، هل هي فيها بيان أو لا؟ بدل من قال الأنفال
الغنائم، يعني جعل جميع الغنائم هي المسئولة عنها، ماذا يكون المعنى؟ يسألونك عن
الغنائم، تبين المعنى ولا ما تبين؟
تبين.
تبين، إذن الآن من قال بأنه الغنائم نقول تبين.
بعض العلماء قال: الأنفال هي الزيادة التي يزيدها الإمام بعد تقسيم الغنيمة، إذن ما
جعل الأنفال هي نفس الغنيمة، إنما هي ما يكون بعد تقسيم الغنيمة، فإذن من قال بهذا
القول يكون بيَّن المعنى ولا ما بين؟ أيضاً بين، الذي نريد أن نصل إليه أن اختلاف
المفسرين في أوجه التفسير يدخل في صلب التفسير؛ لأن كل واحد منهم بين المعنى،
اختلافهم لا يؤثر على أن هذه المعلومات تدخل في صلب التفسير.
طيب، فإذن المقصد من ذلك أن ننتبه إلى أن أي معلومة لها أثر في الفهم فتدخل في
الصلب، وأي معلومة إذا أنا فقدتها لا تؤثر على فقد المعنى، هنا لا تدخل في صلب
التفسير.
على سبيل المثال نأخذ مثال لما لو فقدناه في قول مثلاً ? إِنَّمَا النَّسِيءُ
زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ? [التوبة: 37]، أيضاً لو أردنا أن نفسر تفسيراً لفظيا
قلنا: ? إِنَّمَا النَّسِيءُ ? ما معنى "النسيء" في اللغة؟ التأخير، إنما التأخير
زيادة في الكفر، ما المراد أي تأخير؟ تأخير ماذا؟ الأشهر الحرم، فإذا الآن عرفنا ما(1/631)
المراد بالتأخير في هذه الآية أن المراد أن تأخير الأشهر الحرم زيادة في الكفر
فكانوا يعني ينسئون شهر محرم أنه بعد ذي الحجة ويجعلون شهر سفر بدلاً عنه.
طيب، لو لم نعلم من هو أول رجل فعل هذا الفعل من العرب؟ ما عرفنا من هو، هل يؤثر
على فهم المعنى؟ طيب إذا عرفنا من هو هل يزيدنا في فهم المعنى؟ أيضاً لا يزيدنا.
فإذن المقصد من ذلك أنه عندنا بعض المعلومات تذكر في كتب التفسير لا تؤثر على فهم
المعنى الذي هو صلب التفسير.
هذا باختصار ما يتعلق بقضية الفوائد التي نستفيدها من ما يتعلق بقضية صلب التفسير.
نأتي الآن إلى مثال آخر قرأناه، وهو مثال ابن كثير -رحمه الله تعالى- الذي قرأه
الأخ الكريم كان فيه كما لاحظنا الذي هو تفسير لقوله: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? لو تكرمت يا أخي الكريم تقرأ المثال
الثاني مرتبط به.
نعم، وقال في تفسير قوله تعالى: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79??
وقال آخرون: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? أي: من الجنابة والحدث،
قالوا: ولفظ الآية خبر، ومعناها الطلب، قالوا: والمراد بالقرآن ها هنا المصحف.
طبعاً هذا القول الآخر، القول الأول هو الذي ذكره في تفسير الآية الأولى، ولما جاء
عند القول الثاني ذكر القولين، القول الأول المراد بهم: الملائكة، والقول الثاني
المراد بهم البشر.
الذي نريد على أن نصل إليه لما نقول: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79??
الملائكة، ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? البشر، هذا الآن تفسير أو
ليس بتفسير؟ هذا تفسير، طبعاً كما قلنا اختلاف أوجه، لكن ماذا سيبنى على اختلاف
الأوجه هذه؟ الآن هو قال: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? أي من
الجنابة والحدث، هذا الآن قوله: "من الجنابة" والحدث يدخل في التفسير ولا ما يدخل؟(1/632)
يدخل؛ لأن معنى التطهير ما هو؟ ما المراد بالمطهرون هنا؟ ولذلك قال: لفظ الآية خبر
ومعناه الطلب، قال: والمراد بالقرآن هاهنا: المصحف، إذن كل هذا الكلام في الحقيقة
تفسير.
لكن لو رجعنا إلى المثال الأول الذي ذكره سنلاحظ أنه فسر المطهرون بمن؟ بالملائكة،
ثم بنى على تفسيره بالملائكة عبارة قال: ولهذا استنبط العلماء -رحمهم الله- ثم ذكر
ما استنبطوه أن المحدث لا يمس المصحف. الآن لما نأتي إلى التفسير من جعل المطهرون
البشر، قال: لا المحدث لا يمس المصحف، نعتبر كلامه الآن تفسير ولا استنباط؟ تفسير،
إذن يكون من صلب التفسير. من قال: أن المراد بالمطهرون الملائكة، ثم قال: يؤخذ من
هذه الآية أن المحدث لا يمس المصحف، هذا استنباط، إذن خرج عن التفسير على هذا
الوجه، فإذن تمايزت المعلومات بسبب اختلاف الوجه التفسيري.
أيضاً عندنا نص آخر لو نقرأه لننظر.
يقول: وقوله تعالى: ? كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
?15?? [المطففين: 15] أي: لهم يوم القيامة منزل ونزل سجين ثم هم يوم القيامة مع ذلك
محجوبون عن رؤية ربهم، وخالقهم.
قال الإمام أبو عبد الله الشافعي في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه -عز وجل-
يومئذ، وهذا الذي قاله الإمام الشافعي -رحمه الله- في غاية الحسن، وهو استدلال
بمفهوم هذه الآية كما دل عليه منطوق قوله: ? وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ?22?
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ?23?? [القيامة: 22، 23].
نعم، هذا المثال الآن الكلام الأول إلى قوله: "وخالقهم" لأنه قال: "لهم يوم القيامة
منزل ونزل الذي هو سجين، ثم قال: الحديث مهم يوم القيامة مع ذلك محجوبون عن رؤية
ربهم وخالقهم، هذا الآن تفسير؟ أو خارج عن حد التفسير؟ هذا تفسير.
طيب لو نأتي الآن إلى قول الإمام أبي عبد الله الشافعي -رحمه الله تعالى- طبعاً هو
جاءه كما يقال جاءه رسالة من الصعيد عن هذه الآية، فقال: لما حجب قوما في حال السخط(1/633)
دل على أن قوماً يرونه في حال الرضا، هذا كلام الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-،
كلامه الآن هل تعده من التفسير أو من الاستنباط؟ تعده من الاستنباط، لاحظ الآن أنا
جئت بهذا المثال قصداً لأنه قد يقول قائل: المفهوم من الآية يدخل في ماذا؟ في
التفسير، ما دام المفهوم لا يخالف هذا المنطوق أو النص، التنازع الذي قد يقع مثلاً
بيني وبينك في هذا المثال، هل يؤثر على أصل القضية عندي وعندك في أن ما كان من
المعلومات فيه بيان فهو من التفسير؟ نقول لا يؤثر، إذا اتفقنا على الأصل، فقد نختلف
في ماذا؟ في الأمثلة، قد تقول أنت هذا المثال أنا عندي أنه يدخل، لأن الآية دلت
عليه دلالة واضحة جداً جداً، وهذا قال به الشافعي ونسب أيضاً إلى مالك، وقال به
غيرهم من السلف، بل لم يخالف الشافعي أحد في هذا الذي ذكره من أهل السنة، فنقول: قد
نتنازع نحن في هذا المثال، لكن لا يؤثر على الأصل، فإذا اتفقت معي على الأصل الذي
ذكرته لك قبل قليل، وهو أن ما كان بياناً للمعاني فهو التفسير، وما خرج عن حد
البيان فهو ليس من التفسير فلا يؤثر الاختلاف في مثال من الأمثلة، ولهذا الأول نحن
استعرضنا أمثلة كثيرة قد نختلف في بعض الأمثلة ولابد لأن وجهات النظر تختلف، لكننا
نكون متفقين على ماذا؟ على الأصل السابق الذي ذكرناه.
نأتي الآن إلى الموضوع الأخير فيما يتعلق بهذه القضية التي ذكرناها إلى أنه قسمنا
صلب التفسير وعلوم القرآن وعلوم أخرى، والعلوم الأخرى قلنا إنها علوم إسلامية وعلوم
عامة.
قد يقول قائل: ما الفائدة من تقسيم معلومات كتب التفسير؟ ماذا نستفيد؟ بعد ذلك الآن
ذكرت لنا أن هناك صلب تفسير، وذكرت أنا هناك علوم القرآن في كتب التفسير، وذكرت أن
فيه علوم أخرى، سواء كانت علوم إسلامية أو غير إسلامية يعني علوم متنوعة، أياً كانت
فما الفائدة من هذا؟ نعم.
معرفة ما هو من صلب التفسير من غيره من الروايات التي يمكن أن نستغني عنها.(1/634)
جميل هذه أهم معلومة الحقيقة، أنه نعرف صلب التفسير من غيره من المعلومات، طب لماذا
نعرف صلب التفسير؟ لأنه أول ما يطلب من طالب العلم الذي يريد أن يدخل في علم
التفسير أول ما نطلب منه أن يعلم صلب التفسير، فما هو التفسير؟ فإذن إذا قرأ في
الكتب، فإنه يعتني بماذا؟ بصلب التفسير أول ما يعتني به؛ لأنه ملاحظ الآن أن كثيراً
ممن يدخل في علم التفسير، ويحب أن يقرأ في كتب التفسير، قد يغفل عن إدراك هذا
الموضوع المهم، وهو معرفة ماذا أراد الله -سبحانه وتعالى- بهذا الخطاب، ما معناه،
ويذهب يبحث عن دقائق في الآيات، ومشكلات ومسائل علمية واستنباطات دقيقة ويحرص عليها
أكثر مما يحرص على صلب التفسير، وهذا يخالف التدرج في ماذا؟ في طلب العلم، أنه
يخالف التدرج في طلب العلم، وإنما الصواب الذي يحسن بطالب العلم أن ينتبه إلى
الأصل، وأن يعمد إلى معرفة صلب التفسير، وهذا لا شك أنه حظ عظيم، في أن تعلم معاني
ما تكلم الله -سبحانه وتعالى- به، ثم ما بعد ذلك من المعلومات لاشك أنها ستكون
لاحقةً لموضوع صلب التفسير.
كنا تطرقنا فضيلة الشيخ قبل الفاصل إلى علوم إسلامية ثم انتقلنا إلى العلوم الأخرى
في مبحث هذه الحلقة، المجال لديكم فضيلة الشيخ، وإن كنت أود أن نعود أخيراً إلى
العلوم الإسلامية وزيادة في تفصيل هذه العلوم.
لا بأس، نرجع الآن -إن شاء الله- نفصل في ما يتعلق بالعلوم الإسلامية وعلاقتها بعلم
التفسير، قبل قليل فقط نعيد الفوائد التي أخذناها قبل قليل في قضية فائدة النظر في
معلومات كتب التفسير.
عندنا كان الفائدة الأولى كما قلنا معرفة صلب التفسير، الذي هو أهم أو من أول ما
يعتني به طالب علم التفسير.
أيضاً من فوائد معرفة ما تتضمنه كتب التفسير من معلومات على مدى التقسيم أو غيره،
لترتيب المعلومات حال إلقاء الدرس، حيث تعرف ماذا تقدم، وماذا تؤخر، فلاشك أن(1/635)
المقدمة الأصل فيه أن يكون الذي هو صلب التفسير، فيقدم ثم بعد ذلك يرتب على ذلك
المسائل الأخرى المرتبطة بالآية.
كذلك معرفة أثر هذه المعلومات على مناهج المفسرين، التي قلنا قبل قليل أن بعض الكتب
تكون في مجلد وبعض الكتب تكون في أكثر من مجلد فهذه العلوم التي دخلت مع التفسير
أثرت في الاتجاهات العلمية للمفسر، فصار أغلب المادة العلمية عنده، أو برز عنده
جانب من جوانب هذه الاتجاهات.
على سبيل المثال لما نرجع مثلاً أو نذكر مثلاً كتاب "البحر المحيط" وتفسير أبي
حيان، ما الذي يتبادر إلى الذهن في المعلومات التي أكثر من ذكرها أبو حيان؟ أبو
حيان كان بارزاً في أي علم؟ في علم النحو، فإذن لاشك أننا إذا رجعنا إلى البحر
المحيط سنجد كثرة وغزارة فيما يتعلق بهذه المادة النحوية، كذلك القرطبي لما نرجع
إلى كتابة "الجامع لأحكام القرآن" وقد أبان عن منهجه من عنوانه، أنه أراد أن يجمع
ما يتعلق بأحكام القرآن، قطعاً سيكون إذن الجانب الفقهي أو الاتجاه الفقهي أثر على
تأثيره.
كذلك الزمخشري لما ننظر إلى تفسيره سنجد أنه قصد في كتابه أمرين: جانب عقدي، وجانب
علمي.
- الجانب الأول: فهو الجانب العقدي فهو مشهور بالاعتزال، فهو أراد أن يبين -كما
يقول في مقدمة كتابه- عن استدلالات المعتزلة بالآيات، يعني ما هي الآيات التي تدل
على مذهب المعتزلة.
- الجانب الثاني: الذي هو الجانب العلمي الذي هو الاتجاه البلاغي؛ لأنه هو كان
أيضاً متفنناً في هذا فنجد أننا يمكن أن نصنف كتابه على هذا، وقس على ذلك غيره من
كتب التفسير.
إذن تقسيم هذه المعلومات ومعرفة هذه الأقسام يفيدنا في ما يتعلق بجانب معرفة توجهات
المفسرين.
نعود إلى ما طلب الأخ الكريم في قضية العلوم الإسلامية وعلاقتها بعلوم القرآن، ثم
علاقتها بالتفسير، لو لاحظنا نحن ذكرنا بعض العلوم مثلاً علم النحو وعلم اللغة،
وعلم البلاغة، وعلم الفقه وعلم أصول الفقه، قبل قليل ذكرت لكم أن هذه العلوم(1/636)
نحتاجها في حال الاستنباط، وأيضاً ذكرت لكم أن الاستنباط شيء والتفسير شيء آخر، وقد
يقول قائل: إنا نجد أن بعض العلماء -رحمهم الله- جعلوا من العلوم التي يحتاجها
المفسر خمسة عشر علماً، وذكروا فيها هذه العلوم، وأنت الآن أخرجتها من صلب التفسير،
فهل هذا العمل صحيح؟
نريد أن نبين المعنى، لا يحتاجه من يريد أن يبين المعنى، ولنأخذ على ذلك مثالاً،
علم البلاغة مثلاً، هل نحتاج علم البلاغة من حيث هو علم؟ الآن نتكلم بجملته، هل
نحتاج إلى علم البلاغة في بيان معاني القرآن؟
لا.
الأصل لا..، متى نحتاج علم البلاغة؟
يعني ما هو العلم الذي هو ألصق بعلم البلاغة من علوم القرآن؟ نحن نتكلم الآن عن
علاقتها بعلوم القرآن.
علم اللغة.
لا..، يوجد علم عندنا مسمى معنون الذي هو ما يسمى بعلم إعجاز القرآن، بمعنى أنه إذا
كان أحد طلبة العلم يريد أن يتخصص في إعجاز القرآن، هل يستطيع أن يتخصص في إعجاز
القرآن دون أن يعرف علم البلاغة؟ لا يمكن، لماذا؟ لأن علم البلاغة لو رجعنا إلى
تاريخه نجد أنه انبثق من البحث في إعجاز القرآن أصلاً، فإذن لا يحتاج المفسر إلى
علم البلاغة بتفاصيله مثل ما يحتاجه من يريد أن يبين عن إعجاز القرآن؛ لأن المفسر
يبين المعاني، ومن يبحث في إعجاز القرآن يبين ما بعد هذه المعاني، المعاني
الثانوية، يعني ما بعد هذه المعاني، لكن لا يعني هذا أن كل تفاصيل علم البلاغة لا
نحتاجها في التفسير، لا...؛ لأن بعض المسائل أو بعض القضايا التي من صلب التفسير
مرتبطة بعلم البلاغة ارتباطاً وثيقاً، يجب أن يفهم هذا.
إذن نعيد مرة أخرى نقول: لو قلنا: لا نحتاج علم البلاغة بتفاصيله، وإن كنا نحتاج
بعض القضايا في علم البلاغة في بعض الآيات لبيان المعنى، أما بيان الإعجاز، فهذا
لاشك أنه يعتبر من الأصل، يعني أصل في بيان إعجاز القرآن.
علم النحو كذلك، وإن كان أبو حيان -رحمه الله تعالى- يعني أبان في مقدمة تفسيره أنه(1/637)
العلم الذي إذا عرفه المفسر استطاع أن يفسر القرآن، فنقول: نعم إنه يعين لا شك على
فهم القرآن، الذي هو علم النحو، لكن هل كل مفسر يحتاج إلى تفاصيل علم النحو جميعاً؟
نقول أيضاً لا...، لا يحتاج، وإن كان يحتاج إلى أصول علم النحو؛ لأنه لا يمكن أن
يأتي مفسر لا يعرف الفاعل من المفعول، أو لا يعرف متى يرفع الاسم إلى غيره، لا يوجد
مفسر بهذه المثابة، لأن الأصل المفسر أن يكون عالماً بهذه الأصول النحوية العامة،
أما الاختلافات النحوية وما يتعلق أو ما يدخل في علم الصرف من دقائق، فهذا الأصل أن
المفسر لا يحتاجه، أن الأصل في المفسر أنه لا يحتاج، وأن هذا علم قائم بذاته، لكن
لو كنا نأتي إلى إعراب القرآن، من علوم القرآن إعراب القرآن، نقول: من أراد أن يبين
أو يدرس إعراب القرآن لا يحتاج علم النحو، هذا صحيح؟ نقول: لا...، لأنه أصلاً إعراب
القرآن هو النحو نفسه، فإذن المقصد من ذلك أننا نبين العلاقات بين هذه العلوم التي
قال بعض العلماء إنها من الأصول التي يحتاجها المفسر.
كذلك علم أصول الفقه، هل المفسر يحتاج إلى أصول الفقه؟
نعم.
بقدر ما يبين المعنى، إذن ليس تواصيه علم أصول الفقه، ولهذا لو تلاحظ هل يمكن أن
تقول لي: ما هو التفسير الذي يمثل اتجاه أصول الفقه في كتب المفسرين؟ واضح جداً أو
بارز أن هذا كتاب قد أراد أن يبين ما يتعلق بأصول الفقه من خلال التفسير؟
القرطبي.
القرطبي فقه؛ لأنه بين الأحكام الشرعية، غير القرطبي؟ فيه عندنا من المعاصرين
القريبين جداً الذي هو "أضواء البيان" صاحب "أضواء البيان" الشيخ الشنقيطي -رحمه
الله تعالى- قصد إلى بيان مسائل أصول الفقه في كتابه، لكن لما ننظر إلى هذه المسائل
التي ذكرها في كثير من الأحيان مرتبطة بالحكم الشرعي، والمستنبطات من القرآن، وليس
بصلب المعنى، لكن أيضاً نفس القضية نقول: أنه لا شك أننا قد نحتاج قضايا في أصول(1/638)
الفقه لبيان المعنى، فإذن كل هذه المذكورات، وكذلك مع الفقه أننا نأخذ منها ما
نحتاجه في بيان المعنى، لكن لا يلزم أن يكون المفسر متقناً لجميع هذه العلوم، لكن
لو أتقن جميع هذه العلوم التي يذكرها من يذكر ما يحتاجه المفسر، لصار مجتهداً
مطلقاً، يعني العلوم المذكورة لو تأملناها، هي ليس في الحقيقة شروط للمفسر، أو
العلوم التي يحتاجها المفسر، إنما هي العلوم التي يحتاجها من؟ المجتهد؛ ولهذا ذكروا
خمسة عشر علماً، منها العلوم التي ذكرها الآن العلوم الخمسة، وذكروا علم السير،
وعلم السنة وعلم التاريخ، وعلم أيضاً ...
العروض.
لا... العروض ما أذكرهم ذكروه، لكن مجموعة علوم ذكروها، كلها لو تأملناها هي في
الحقيقة هي للمجتهد المطلق، وليست لمن؟ للمفسر، ولذلك كنا قلنا نفسر أن المبين عن
كلام الله في العلوم التي ستحتاجها لاشك أنها أقل من العلوم التي يحتاجها من أراد
أن يستنبط، من أراد أن يفسر العلوم عنده ستكون أقل من العلوم التي يحتاجها من أراد
أن يستنبط، فالاستنباط له جانب آخر.
والسيوطي -رحمه الله تعالى- في مقدمة كتابه "الإكليل" بيًّن الفرق بين علم التفسير
وعلم الاستنباط، مما يدل على الفرق بين حاجة المفسر لعلوم وحاجة المستنبط لعلوم غير
علوم المفسر.
هذه إشارة سريعة لما يتعلق بهذه العلوم الإسلامية، وكما قلت يحسن أن ينتبه السامع
إلى أنه لا يقال إن المفسر لا يحتاجها بالكلية، لكن نقول: يحتاج منها بقدر ما يبين
فيه المعاني.
عندنا بعد ذلك نأتي إلى موضوعات على العلم، ما هي موضوعات أصول التفسير؟
أيضاً لو رجعنا إلى ما كُتب من كتب في أصول التفسير سنجد أن من كتب من العلماء
المتقدمين وكذلك من كتب من المعاصرين لا شك أنه وقع فيه تباين في موضوعات كتبهم في
المادة العلمية، مثل ما ذكرنا في كتب التفسير، فأيضا هل كل ما كتب باسم أصول
التفسير هو من أصول التفسير أو لا؟(1/639)
نحن إذا نظرنا الآن إلى أصول التفسير سنجد أنها مرتبطة بموضوعات هذا العلم، سنجد
أنها مرتبطة بماذا؟ بتعريف أصول التفسير، ويبدو أننا نسينا قضية التعريف أصول
التفسير، فنرجع إليه الآن لا بأس، إذن نرجع الآن إلى تعريف أصول التفسير، لما عرفنا
الآن الأصل وعرفنا التفسير، نأتي الآن إلى تعريف الأصول التي هي أصول التفسير. فما
هي أصول التفسير؟
لو قال قائل: هي أصول فهم المعنى، إذا أردنا أن نختصر اختصاراً شديداً نقول: صحيح،
أصول فهم المعنى، لكن هذا لا يكفي في التعريف، لا يبين لنا ما المراد بأصول التفسير
لكن لو قلنا هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسر حال الاختلاف في التفسير وحال
بيانه للمعاني.
لماذا قلنا: الأسس العلمية حال الاختلاف في التفسير وحال بيان المعاني؟ لأن الآن
يكون عندنا جانبان:
الجانب الأول: أن نعرف هذا الاختلاف الوارد في التفسير ما هو الصحيح منه، فإن احتاج
إلى أسس نرجع لها ونحتكم إليها لنعرف ما هو الصحيح؟
ثم إذا أردت أن أفسر ما هي الأصول التي أعتمد عليها لأبين أفسر، فإذن لا شك أنه
سيكون عندنا أصول معتبرة، وأصول غير معتبرة، على سبيل المثال لما نأتي إلى قضية
الأصول غير المعتبرة مثلاً، التفسير الباطني، هل هو من الأصول المعتبرة في التفسير؟
هل يلزم أن يكون لكل آية باطن، وأن هذا الباطن لا يعلمه إلا القلة من الناس؟
لا يلزم
من اختصم، لا يلزم، مع أن هذا من أصول تفسير الباطنية لو رجعنا إلى التفاسير نجد أن
أصول تفاسير الباطنية أن هذا من أصول التفسير عندهم، أن هناك باطن، وهذا الباطن لا
يعلمه إلى بعض الناس، وطبعاً يختلفون بعد ذلك في من هم هذا البعض فمثلاً إذا كانوا
من الصوفية فينسبونه مثلاً إلى مثل علي -رضي الله عنه- وإلى بعض أئمتهم المتصوفة
إذا كانوا من غلاة الصوفية، وإذا كانوا من غلاة الباطنية فينسبونه أيضاً إلى علي بن(1/640)
أبي طالب وإلى بعض من زعموا أنه هو الذي آمن بعلي بن أبي طالب، وقس على ذلك ما يقع
عندهم من مثل هذه التهويات المبنية على هذا الأصل.
المقصد من ذلك أنه نقول أن الأسس العلمية التي نرجع إليها حال الاختلاف في التفسير
لماذا؟ لكي نعرف المعنى الصحيح مما وقع فيه الاختلاف، وكذلك حتى تفسير القرآن لكي
نفسر القرآن على صواب، ما يقع عندنا خلل، لأن أي مفسر يأتي ويفسر القرآن، وليس عنده
أصول يمشي عليها، فلا شك أنه سيقع عنده ماذا؟ خلل، على سبيل المثال، وسيأتينا -إن
شاء الله- لاحقاً، إذا ورد تفسير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كأصل، هل يجوز
القول بخلافه؟ نقول: لا يجوز، هذه قاعدة، فأنت الآن إذا جئت تفسر، وجاءك تفسير عن
النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا تفعل؟ تقف عنده، تذكر هذا التفسير وتقف عنده؛ لأنه
عندك الآن أصل، لكن لو لم يكن هذا الأصل عندك، يعني هذا الأصل منتقض عندك، وترى أنه
يجوز مخالفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقع خلل ولا ما يقع خلل؟ لا شك أنه يقع
خلل عندما نخالف الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
فإذن المقصد من ذلك أنه قد تكون هناك بعض الأصول التي يقع فيها خلل، لكن نريد الآن
الأسس العلمية الصحيحة التي نتعامل بها حال اختلاف التفسير أو حال بيان كلام الله
-سبحانه وتعالى-.
نأتي الآن نبني على ذلك ما هي الموضوعات التي سنناقشها في أصول التفسير بناءً على
هذا التعريف، يعني أسس علمية وعندنا اختلاف، وعندنا تفسير.
فضيلة الشيخ عفواً يبدو أن الوقت نحن في الدقائق الأخيرة من هذا البرنامج،
والموضوعات قطعاً تستغرق وقت طويل في ذلك.
صحيح.
إذا رأيت فضيلة الشيخ نؤجل هذا إلى الحلقة القادمة -إن شاء الله تعالى- ونأخذ إذا
كان عند الإخوة الطلاب بعض الأسئلة، أو توجه لهم فضيلة الشيخ بعض الأسئلة.
طيب تفضل، كما ترى يا شيخ.
طيب، سأقرأ لكم نصاً نرجع إلى قضية هذا النص نريد أن نأخذ منه بعض الفوائد المتعلق(1/641)
بأصل التفسير أيضاً والمسائل المرتبطة بهذا الجانب، في كتاب "نواسخ القرآن" لابن
الجوزي قال: "باب ذكر من ادعي عليه النسخ في سورة "حم عسق" ثم ذكر قوله -سبحانه
وتعالى-: ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? [الشورى: 5]، يقول: زعم قوم
منهم وهب ابن منبه والسدي ومقاتل بن سليمان أنه منسوخة بقوله: ? وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا ? [غافر: 7]، قالوا: هذا قبيح؛ لأن الآيتين خبر، والخبر لا
يُنسخ"، ثم ذكر بقية كلامه..
نريد فقط الآن أن نأخذ هذا المقطع، الآن هؤلاء قالوا: إن قوله -سبحانه وتعالى- ?
لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? منسوخ بقوله ماذا؟ ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ?
نريد أن نناقش هذا، هل الآن قولهم -بغض النظر عن كلام ابن الجوزي الذي بعد قليل-
لكن هل هذا من باب التفسير أو ليس من باب التفسير؟
من باب التفسير.
لا شك من باب التفسير؛ لأنه بين لنا أن المراد بالعموم الذي ? لِمَنْ فِي الأَرْضِ
? لم قيد أن المراد به الذين آمنوا الذي ذكر في الآية الأخرى؟
لو قال قائل: لا..، الآية هذه تدل على أن الملائكة يستغفرون للمؤمنين وهذه الآية
تدل على الملائكة يستغفرون لمن في الأرض، فهم يستغفرون للعموم، هذا وهذا، هذا بيان
ولا ما هو بيان أيضاً؟
بيان.
لا شك أنه أيضاً يدخل في ماذا؟ في البيان، إذا الخلاف هذا بينهم ليس فيه إشكال من
جهة البيان.
لكن ندخل إلى فائدة مرتبطة بأصول التفسير ولعلها تأتينا لاحقاً -إن شاء الله-
والإشكالية التي ذكرها ابن الجوزي -رحمه الله تعالى- لما قال: « لأن الآيتين خبر،
والخبر لا يُنسخ »، هل مراد ابن منبه والسدي ومقاتل النسخ الذي يريده ابن الجوزي؟
لا.
أي نعم، إذن هذه فائدة مهمة جداً، وهي ترجع إلى معرفة عبارات السلف في ماذا؟ في
التفسير، وأن النسخ الذي ذكره هؤلاء ليس المراد به النسخ الاصطلاحي الذي يقع في(1/642)
الأحكام، وإنما مرادهم النسخ الجزئي الذي يقع في الأحكام وفي غير الأحكام من تقييد
المطلق، وتخصيص العام وغيره، فإذن المقصد من ذلك أن ننتبه إلى مثل هذا في لأنه
سيأتينا -إن شاء الله- خلال الدروس القادمة مما يحسن بطالب العلم أن يعرف عبارات
السلف، وأن يعرف مصطلحات السلف.
علما بأن هذه الدروس منقوله من موقع ملتقى العلم والعلماء.
---
(1/643)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قراءة ((الريح)) في سورة إبراهيم عليه السلام
---
سؤال عن قراءة ((الريح)) في سورة إبراهيم عليه السلام
---
لؤي الطيبي
08-26-2005, 05:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الإخوة الأفاضل المبحرين في علم القراءات - أعزّكم الله :
لقد أشكلت عليّ قراءة في قوله تعالى : " مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ " (إبراهيم : 18) .
حيث وجدت أن مِن المفسّرين مَن يقول إن نافعاً وأبا جعفر قرءا في هذه الآية الكريمة : ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع ..
قال الزمخشري : وقُريء (الرياح)) ،
وقال الرازي : قُريء ((الرياح)) ،
وقال البيضاوي : وقرأ نافع ((الرياح)) ،
وقال ابن عطية : وقرأ نافع وحده وأبو جعفر ((الرياح)) ، والباقون ((الريح)) بالإفراد ،
وقال أبو حيان : وقرأ نافع وأبو جعفر ((الرياح)) على الجمع ، والجمهور على الإفراد ،
وقال الألوسي : وقرأ نافع وأبو جعفر ((الرياح)) على الجمع ،
وقال ابن عاشور : وقرأ نافع وأبو جعفر ((اشتدّت به الرياح)) وقرأ البقية ((اشتدّت به الريح)) بالإفراد ، وهما سواء لأن التعريف تعريف جنس .
ولم أجد أحداً غيرهم من المفسّرين مَن يقول بذلك ..
فرجعت إلى كتاب (حُجّة القراءات) للإمام ابن زنجلة المقريء ، فلم أجده يذكر هذه القراءة مطلقاً ..
بل وبعد أن تفحّصت جميع الآيات التي جاءت فيها لفظة ((الريح)) في أربع عشرة آية ، لم أجد عنده أن أحداً من القرّاء قد قرأ ((الريح)) بالجمع ، في جميع الآيات المذكورة ، وهي - بحسب ترتيب ورودها في المصحف الشريف :(1/644)
آل عمران : 117 ، يونس : 22 ، يونس : 22 ، يوسف : 94 ، إبراهيم : 18 ، الإسراء : 79 ، الأنبياء : 81 ، الحج : 31 ، سبأ : 12 ، ص : 36 ، الشورى : 33 ، الأحقاف : 24 ، الذاريات : 41 ، الحاقة : 6 .
مع أننا نجد أن مِن المقرئين مَن قرأ ((الرياح)) بالإفراد ، كما في قوله تعالى في سورة البقرة : " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (البقرة : 164) . قرأ حمزة والكسائي ((وتصريف الريح)) بغير ألف ، وقرأ الباقون ((وتصريف الرياح)) .
وقوله تعالى في سورة الحجر : " وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ " (الحجر : 22) . قرأ حمزة : ((وأرسلنا الريح لواقح)) بغير ألف ، وقرأ الباقون ((الرياح)) على الجمع .
وقوله تعالى في سورة الفرقان : " وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا " (الفرقان : 48) . قرأ ابن كثير : ((وهو الذي يرسل الريح)) بغير ألف ، وقرأ الباقون بالألف .(1/645)
وقوله تعالى في سورة الروم : " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " (الروم : 48) . قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : (الله الذي يرسل الريح) بغير ألف ، وقرأ الباقون : (الله الذي يرسل الرياح) .
وقوله تعالى في سورة فاطر : " وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ " (فاطر : 9) . قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : ((والله الذي أرسل الريح)) بغير ألف ، وقرأ الباقون بالألف .
وحُجّة مَن قرأ هذه القراءة أن الواحد يدلّ على الجنس فهو أعمّ ، كما تقول : (كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس) ، إنما تريد هذا الجنس . قال الكسائي : والعرب تقول : (جاءت الريح من ((كل)) مكان) ، فلو كانت ريحاً واحدة جاءت من مكان واحد ، فقولهم (من كل مكان) وقد وحّدوها ، تدلّ على أن بالتوحيد معنى الجمع .
وسؤالي هو : هل أن أحداً من القرّاء قرأ ((الريح)) بالجمع ؟
وهل قرأ نافع وأبو جعفر في آية سورة إبراهيم : ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع ؟
ودمتم لنا سالمين ..
أخوكم
لؤي الطيبي
---
لؤي الطيبي
08-30-2005, 05:06 PM
السلام على أهل العلم والتفسير ورحمة الله تعالى وبركاته ..
هلا أفدتمونا .. يرحمكم الله .
---
ابن وهب
08-30-2005, 08:27 PM
أخي الحبيب
لم أفهم مرادك
قولك - وفقك الله
(وهل قرأ نافع وأبو جعفر في آية سورة إبراهيم : ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع )
الجواب
نعم قرأ نافع وأبو جعفر
الرياح
هكذا بالجمع
فما وجه الاستشكال
بارك الله فيك
---
ابن وهب
08-30-2005, 08:51 PM(1/646)
وفي التاء ياء شاع والريح وحدا ... وفي الكهف معها والشريعة وصلا
وفي النمل والأعراف والروم ثانيا ... وفاطر دم شكرا وفي الحجر فصلا
وفي سورة الشورى ومن تحت رعده ... خصوص وفي الفرقان زاكيه هللا
---
ابن وهب
08-30-2005, 08:56 PM
قال في النشر
(واختلفوا) في (الرياح) هنا وفي الأعراف وابراهيم والحجر وسبحان والكهف والأنبياء والفرقان والنمل والثاني من الروم وسبأ وفاطر وص والشورى والجائية فقرأ أبو جعفر على الجمع في الخمسة عشر موضعاً ووافقه نافع إلا في سبحان والأنبياء وسبأ وص ووافقه ابن كثير هنا هنا والحجر والكهف والجاثية، ووافقه هنا والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجاثية البصريان وابن عامر وعاصم، واختص حمزة وخلف بإفرادها سوى الفرقان وافقهما الكسائي إلا في الحجر واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان 0
(واتفقوا) على الجمع في أول الروم وهو (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات) وعلى الإفراد في الذاريات (الريح العقيم) من أجل الجمع في (مبشرات) والإفراد في (العقيم) واختلف عن أبي جعفر في الحج (أو تهوى به الريح) فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان. وروى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن اسماعيل عن ابن جماز كليهما عنه بالجمع فيه والباقون بالإفراد
)
---
ابن وهب
08-30-2005, 09:35 PM
قوله
(من تحت رعده) = سورة إبراهيم
خصوص
رمز بالخاء
خ= القراء السبعة إلا نافعا
دليله
وستتهم بالخاء ليس بأغفلا
عنيت الأولى أثبتهم بعد نافع
والمقصود أن نافع قرأ الرياح
وقرأ بقية القراء = الريح
---
ابن وهب
08-30-2005, 09:37 PM
وأما قراءة أبي جعفر
ففي الدرة
(والريح بالجمع (أ)صلا
---
ابن وهب
08-30-2005, 09:40 PM
وفي طيبة النشر
(والريح هم
كالكهف مع جاثية توحيدهم
حجر فتى الأعراف ثانى الروم مع
فاطر نمل دم شفا الفرقان دع
واجمع بإبراهيم شورى إذ ثنا
وصاد الأسرى الأنبيا سبا ثنا(1/647)
والحج خلفه
)
وتقدم شرحه من النشر
---
لؤي الطيبي
08-31-2005, 01:21 AM
الأخ الفاضل ابن وهب - حفظه الله ..
بارك الله فيك على هذه الإشارات الطيبة .. والتي أظن أنني وجدت فيها ضالّتي ..
أما بالنسبة لما أشكل عليّ - أخي الكريم - فألخّصه في أمرين :
الأول : أنني عندما راجعت ( حُجّة القراءات لابن زنجلة ) لم أجد فيه قراءة (الريح) جمعاً ، وذلك في جميع الآيات التي ورد فيها هذا اللفظ بالإفراد .. فلم يتبيّن لي إن كانت هذه القراءة متواترة أم لا ..
الثاني : أن حُجّة مَن قرأ (الريح) بالإفراد - ومنهم الكسائي - قال : العرب تقول : (جاءت الريح من ((كل)) مكان) ، فلو كانت ريحاً واحدة جاءت من مكان واحد .. فقولهم (من كل مكان) وقد وحّدوها ، تدلّ على أن بالتوحيد معنى الجمع .
فإذا كان لفظ (الريح) بالتوحيد يدلّ على معنى الجمع ، فما هي حُجّة مَن قرأ (الريح) بالجمع : (الرياح) ؟
والذي أرمي إليه من جرّاء هذا ، هو البحث عن الاطراد في قول مَن قال بأن لفظ (الريح) - مفرداً - يأتي للرحمة وللعذاب ، كما في قوله تعالى : " حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ " (يونس : 22) . في حين أن لفظ (الرياح) - بالجمع - لا يأتي إلا للرحمة .
وأنت ترى - حفظك الله - كيف أن قراءة (الريح) بالجمع في آية إبراهيم - مثلاً - " مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ " ، لا يمكن أن تفي بقاعدة الاطراد العام لمعنى الرحمة في (الرياح) ..
وهذا معناه أن لا قاعدة مطردة في استخدام التنزيل للريح أو للرياح ..
ودمتم لنا سالمين ..
---
ابن وهب
08-31-2005, 08:50 AM
أخي الحبيب
بارك الله فيك
في الحجة في القراءات السبعة(1/648)
المنسوب لابن خالويه
(قوله تعالى وتصريف الرياح يقرأبالافراد والجمع اذا كانت فيه الألف واللام في اثني عشر موضعا فالحجة لمن أفرد أنه جعلها عذابا واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلها رياحا لا ريحا والحجة لمن جمع أنه فرق بين رياح الرحمة ورياح العذاب فجعل ما أفرده للعذاب وما جعله للرحمة
والأرواح أربعة أسست أسماؤها على الكعبة فما استقبلها منها فهي الصبا والقبول وما جاء عن يمينها فهي الجنوب وما جاء عن شمالها فهي الشمال وما جاء من مؤخرها فهي الدبور وهي ريح العذاب نعوذ بالله منها وباقيها ريح الرحمة
)
---
لؤي الطيبي
09-01-2005, 01:35 AM
الأخ الفاضل ابن وهب ..
بارك الله فيك - أخي الكريم ..
ولكن ما استدللت به في مشاركتك الأخيرة لا يحلّ الإشكال في اطراد معنى الرحمة لكلمة (الرياح) ..
ولقد بيّنتُ في مشاركتي الأولى أن مِن القرّاء مَن قرأ (الرياح) بالإفراد ..
وهذا لم يخلّ في القاعدة المذكورة ، علماً بأن كلمة (الريح) كما أنها تأتي للرحمة فإنها تأتي كذلك للعذاب ..
أما قراءة (الرياح) في المواطن التي جاءت فيها كلمة (الريح) بالإفراد .. فإنها هي التي تخلّ بالقاعدة التي ذكرتها - حفظك الله ..
إذ ههنا يقع الخلاف ..
---
(1/649)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما يفيده حرف الواو
---
ما يفيده حرف الواو
---
محمد رشيد
09-07-2003, 05:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، ماصحة الإجماع الذي رواه أبو علي الفارسي على أن ( الواو ) تفيد مطلق الجمع ؟ و ماذا نقول فيمن خالفه من الحنفية القائلين بأنها للمعية ، أو ما ينسب إلى الشافعية بأنها للترتيب ؟
ثم ما هو ضابط نقل الإجماع هنا ـ أي عند النحويين خاصة ـ و هل المخالفون حجة على الإجماع ؟ أم أن الإجماع حجة عليهم ؟ و لماذا ننقض ال'جماع بهم و لا نقول بأنهم هم الذين خالفوا الإجماع ؟ فمرادي هو الضابط و بارك الله تعالى فيكم
---
محمد رشيد
09-13-2003, 12:02 AM
الحمد لله
---
خالد الشبل
09-13-2003, 08:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم الأستاذ محمد
ذهب جمهور النحويين (1) إلى أن الواو العاطفة لمطلق الجمع (2) ، فيُعطف بها الشيء على مصاحبه ، كقوله تعالى : ( فَأَنْجَيْناهُ وأَصْحابَ السَّفِيْنة ) (3) ، وعلى سابقه ، نحو قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوْحاً وإبْراهِيْمَ ) (4) ، وعلى لاحقه ، كقوله تعالى : ( كذلك يُوْحِيْ إليكَ وإلى الّذينَ مِنْ قَبْلِكَ ) (5) ، وليس في الواو دليل على أن الأول قبل الثاني . قال سيبويه : " ولم تُلْزِمِ الواوُ الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر ، ألا ترى أنك إذا قلت: مررت بزيد عمرو ، لم يكن في هذا دليل أنك مررت بعمرو بعد زيد " (6) . وقال أيضاً :
" وإنما جئت بالواو لتضم الآخر إلى الأول وتجمعهما ، وليس فيه دليل على أن أحدهما قبل الآخر " (7) .(1/650)
ونُسب القول بإفادتها الترتيب إلى الكسائي(8)، وقطرب(9)، والفراء (10)، وهشام(11)، وأبي جعفر الدِّيْنَوَري (12) ، وثعلب (13) ، وغلامه أبي عمر الزاهد (14) ، وابن درستويه (15) ، والربعي (16) ، والشافعي (17) ، وإلى بعض أصحابه (18) ، وإلى الكوفيين (19) ، وإلى بعض الكوفيين (20) .
والحق أن الشافعي وأئمة الكوفة ، كالفراء وثعلب براء من هذا القول ، فإن الفراء قال : " فأما الواو فإنك إن شئت جعلت الآخِر هو الأول ، والأول الآخِر ، فإذا قلت : زرت عبدالله وزيداً، فايهما شئت كان هو المبتدأ بالزيادة " (21) ، وقال ثعلب : " إذا قلت: قام زيد وعمرو، فإن شئت كان عمرو بمعنى التقديم على زيد، وإن شئت كان بمعنى التأخير، وإن شئت كان قيامهما معاً " (22).
وأول من رأيت يذكر ما نسب إلى الشافعي الرمانيُّ (23) ، فإنه لما ذكر مذهب القائلين بأن الواو للترتيب قال : " وهذا يؤيد مذهب الشافعي في أن الواو يجوز أن ترتّب " (24) . ولم أرَ من نسبه إلى الشافعي نفسه إلا ابن الخباز (25) .
ويقال : إن الشافعي نقله عن الفراء . وتقدم - قريباً - أن الفراء يرى رأي الجمهور . والظاهر أن القائل بهذا الرأي بعض أصحاب الشافعي . قال النووي (26) : " صار علماؤنا إلى أن الواو للترتيب ، وتكلّفوا نقل ذلك عن بعض أئمة العربية ، واستشهدوا بأمثلة فاسدة " (27) .
وقد احتج الجمهور بالسماع والقياس . أما السماع فالشواهد التالية :
الأول : قوله تعالى : ( يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ واسْجُدي وارْكَعي مَعَ الرَّاكِعِيْنَ ) (28) . فقدم السجود على الركوع ، ولو كانت الواو مرتبة لقدم الركوع على السجود ، ولم ينقل أن شرعهم كان مخالفاً لشرعنا في ذلك (29) .
الثاني : قوله تعالى : ( وادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطّة ) (30) ، وقال في سورة الأعراف : ( وقولوا حِطّة وادخلوا البابَ سُجّداً ) (31) ، والقصة واحدة (32) .(1/651)
الثالث : قوله تعالى : ( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أَيّامٍ حُسُوماً ) (33) . قال ابن أبي الربيع : " والأيام هنا قبل الليالي ، إذا لو كانت الليالي قبل الأيام لكانت الأيام مساوية لليالي أو أقل " (34) .
الرابع : قول الشاعر :
بَهالِيْلُ مُنْهُمْ جَعْفَرٌ وابنُ أُمِّهِ ** عَلِيٌّ ومِنْهُمْ أَحْمَدُ المُتَخَيَّرُ (35)
وأحمد هو النبي - صلى الله عليه وعلى آله سلم - الذي اختاره الله ، تعالى ، ولا يلزم تقديمه ، لأن الواو لمطلقِ الجمع ، ولو كانت الواو مرتبة لقدم أحمدَ ثم علياً ثم جعفراً ، صلوات الله عليهم جميعاً (36) .
ومثله قول الشاعر :
فَمِلَّتُنا أَنّنا المُسْلِمون ** عَلى دِيْنِ صِدّيْقنا والنَّبِيّْ (37)
الخامس : قول الشاعر :
أُغْلِي السِّباءَ بِكُلِّ أَرْكَنَ عاتِقٍ ** أَوْجَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها (38)
قُدحت أي غُرفت ، وفُضَّ ختامها : فتح رأسها ، وإنما تُغرف بعد أن تُفتح .
وأما القياس فما يلي :
الأول : أن الواو في الاسمين المختلفين بإزاء التثنية في الاسمين المتفقين ، فيقال : جاء الزيدان ، أما إذا اختلفت الأسماء فإنه يقال : جاء زيد وعمرو ، ولا تمكن التثنية ، فعطفوا بالواو ، فكما أنه إذا قيل : جاء الزيدان لم يكن اللفظ دالاً على تقدم أحدهما ، بل كان مقتضاه اجتماعهما في الفعل فقط ، فكذلك العطف بالواو إذا لم تمكن التثنية ، لاختلاف الاسمين (39).
الثاني : أنهم استعملوها في مواضع لا يُتصور فيها الترتيب ، نحو : اشترَك زيد وعمرو، واختصم بكر وخالد ، لأن التفاعل لابد له من فاعلين ، ولا يكون من واحد ، ولو كانت الواو للترتيب لجاز : اختصم بكر ، واشترك زيد . قال أبو علي الفارسي : " ولو قلته بالفاء أو بثم لجعلت الاختصا والاشتراك من واحد " (40) .(1/652)
ومن هذه المواضع : المال بين زيد وعمرو ، و : جاء زيد اليومَ وعمرو أمسِ ، و : جاء زيد وعمرو معاً ، و : جاء زيد وعمرو بعدَه (41) .
الثالث : أن الفاء للترتيب بلا خلاف ، ولو كانت الواو للترتيب لكان هذا اشتراكاً ، لأنه يكون للمعنى الواحد حرفان ، وأحدهما يغني عن الآخر . وإذا جعلنا الواو تفيد الترتيب فقد سَلَبْنا الجمع الحرف الدالَّ عليه ، ولابد من حرف يدل على الجمع (42) .
واحتج المثبتون للترتيب بما يلي :
أولاً : أنه وردت آيات جرى فيها الترتيب بين المتعاطفات ، كقوله تعالى : ( إذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها . وأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَها ) (43) ، وإخراج الأثقال بعد الزلزال . وكقوله تعالى : ( يا أَيُّها الذِيْنَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدوا واعْبُدوا رَبَّكُمْ ) (44) .والركوع قبل السجود .
ثانياً : لما نزل قوله تعالى : ( إنّ الصَّفا والمَرْوة مِنْ شعائر الله ) (45) ، قال الصحابة : بم نبدأ يا رسول الله؟ فقال : " ابْدَأُوا بِما بَدَأَ اللهُ بِذِكْرِه " (46)، فدل ذلك على الترتيب (47).
ثالثاً : ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أمر بتقديم العمرة ، فقال الصحابة : لِمَ تأمرنا بتقديم العمرة ، وقد قدم الله الحج عليها في التنزيل (48) ؟ فدل إنكارهم على ابن عباس أنهم فهموا الترتيب من الواو (49) .
رابعاً : أن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غَوَى " فقال رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " بئس الخطيب أنت . قل : ومن يعص الله ورسوله " (50) ، ولو كانت الواو لمطلق الجمع لما وقع الفرق (51) .
خامساً : أن سُحَيْماً (52) عَبْدَ بني الحِسْحاس (53) أنشد عند عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه :
عُمَيْرةَ ودِّعْ إن تجهَّزتَ غاديا ** كفى الشَّيْبُ والإسلامُ لِلْمَرْءِ ناهيا (54)(1/653)
فقال عمر : لو كنت قدمت الإسلام على الشيب لأَجزْتُك . فدل إنكار عمر على أن التأخير في اللفظ يدل على التأخير في المرتبة (55) .
وأجاب الجمهور (56) عما استدل به المثبتون بما يلي :
أن آية الزلزلة فُهم منها أن زلزال الأرض قبل إخراجها أثقالها من طريق المعنى ، وآية الحج لم يأت الترتيب فيها بين الركوع والسجود من الواو في الآية ، ولكن من قوله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " (57) . وكان - عليه الصلاة والسلام- قد رتَّب الركوع والسجود في صلاته .
وأما أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بتقديم الصفا من الآية فإنه دليل عليهم ، إذ لو كانت الواو تفيد الترتيب لفهم الصحابة ذلك من غير سؤال ، لأنهم كانوا عرباً فصحاء، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيَّن المراد ، لما في الواو من الإجمال . وأيضاً ، لو كانت الواو للترتيب لكانت فائدة قوله : " ابدأوا بما بدأ الله بذكره " التأكيد ، ولو كانت للجمع لكانت فائدته التأسيس ، والتأسيس أولى .
وأما إنكار الجماعة على ابن عباس فإنه ، مع فضله ، أمر بتقديم العمرة ، ولو كانت الواو للترتيب لما خالف ، فمستنده أن الواو للجمع وقد رتب .
وأُجيب عن قصة الخطيب بأنه قُصد بالإفراد إعظام الرب - سبحانه وتعالى - بإفراده بالذكر ، ففيه ترك للأدب بترك إفراد اسم الله بالذكر ، وبمثل هذا يجاب - أيضاً - عن قصة عمر ، رضي الله عنه .
والذي أرجحه في الواو العاطفة ما ذهب إليه الجمهور من أنها لا تفيد الترتيب ، ولا يفهم ذلك منها ، وأنها لمطلق الجمع ، لما سبق من أدلة الجمهور ، ولضعف الأدلة التي احتج بها المخالفون ، ويكفي دليلاً على عدم إفادتها الترتيب مجيء بعض الأدلة لم تترتب فيها المتعاطفات .(1/654)
والجمهور لا يلزمون عدم الترتيب في الواو ، ولكن الترتيب فيها يقع بحكم اللفظ من غير قصد له في المعنى ، ولو كانت موضوعةً للترتيب لم تكن أبداً إلا مرتِّبة ، فظهور الترتيب في بعض الكلام عاطفة يشهد أنها ليست موضوعة له ، والأصل في المتكلم أنه يقوم في كلامه ما هو به أعنَى ، وببيانه أهم ، وذلك مستحسَنٌ ، لا واجب (58) . والله أعلم .
___________________
(1) ينظر : معاني القرآن للفراء 1/396 ، والمقتضب 1/148 ، والكامل 2/529 ، ومجالس ثعلب 386 ، والأصول 2/55 ، وحروف المعاني للزجاجي 36 ، وإيضاح الفارسي 221 ، ومعاني الحروف للرماني 59 ، والتبصرة للصيمري 1/131 ، وسر الصناعة 2/632 ، والصاحبي 157 .
(2) التعبير بمطلق الجمع أصح من التعبير بالجمع المطلق ، كما فعل المرادي في الجنى 158 ، والتوضيح 3/194 ، لأن الأول معناه : أي جمعٍ كان ، فيدخل فيه جميع الصور ، بخلاف الثاني فإن معناه : الذي لم يقيد بشيء . ينظر : شرح الكوكب المنير 1/230 .
(3) من الآية 15 من سورة العنكبوت . (4) من الآية 26 من سورة الحديد . (5) من الآية 3 من سورة الشورى .
(6) الكتاب 1/291 . (7) الكتاب 4/216 . (8) ينظر : شرح الكافية 2/363 ، وهمع الهوامع 5/224 .
(9) ينظر : معاني الحروف للرماني 59 ، والارتشاف 2/633 ، والتذييل 4/153ب ، وتوضيح المقاصد 3/195 ، والمغني 2/354 ، والأشموني 3/69 ، والتصريح 1/135 ، والهمع 5/224 .
(10) ينظر : شرح التسهيل 3/349 ، وشرح الكافية 2/363 ، والجنى 159 ، والمغني 2/354 .
(11) ينظر : الارتشاف 2/633، والتذييل 4/153ب، والجنى 159، والمساعد 2/444، والهمع 5/224 .
(12) ينظر : الارتشاف 2/633 ، والجنى 159 ، والهمع 5/224 .
(13) ينظر : شرح الكافية 2/363 ، والارتشاف 2/633 ، وتوضيح المقاصد 3/195 ، والمغني 2/354 ، والأشموني 3/69 ، والتصريح 1/135 .(1/655)
(14) ينظر : الارتشاف 2/633 ، والتذييل 4/153 ب ، والمساعد 2/444 ، وأبو عمر هو : محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم ، المعروف بغلام ثعلب ، لأنه صحبه زماناً ، فنسب إليه . من حفّاظ اللغة ، ثقة في الحديث . صنّف غريب الحديث ، وفائت الفصيح ، وفائت العين ، وفائت الجمهرة ، وغيرها . توفي سنة 345هـ . ترجمته في: تاريخ بغداد 2/356-359، وفيات الأعيان 4/329-333 ، إشارة التعيين 326-327.
(15) ينظر : المتبع 2/423 ، وشرح الكافية 2/363 ، والهمع 5/224 .
(16) ينظر : معاني الحروف للرماني 59 ، وشرح الكافية 2/363 ، والتذييل 4/153ب .
(17) ينظر : معاني الرماني 59 ، والجنى 159 ، والمغني 2/354 .
(18) ينظر : المتبع 2/423 ، والمجموع للنووي 1/472 .(19) ينظر : رصف المباني 474 .
(20) ينظر : شرح جمل الزجاجي 1/227 ، وشرح الكافية الشافية 3/1206 ، وتوضيح المقاصد 3/195 .
(21) معاني القرآن 1/396 . (22) مجالس ثعلب 386 . (23) معاني الحروف 60 .
(24) معاني الحروف 60 . (25) ينظر : الجنى الداني 159 ، والمغني 2/354 .
(26) هو : يحيى بن شرف ، محي الدين ، أبو زكريا النووي ، كبير الفقهاء في زمانه ، كان من الزهاد ، مولده ووفاته بنوى ، من قرى حوران ، قرأ النحو على ابن مالك وغيره . صنف : شرح مسلم ، ورياض الصالحين ، والأذكار ، وتهذيب الأسماء واللغات ، والمجموع شرح المهذب ولم يتمه . توفي سنة 676هـ .
ترجمته في : تذكرة الحفاظ 4/1470 - 1474 ، وطبقات الشافعية الكبرى 8/395-400 ، والبداية والنهاية 13/278 - 279 .
(27) المجموع شرح المهذب 1/472 . (28) من الآية 43 من سورة آل عمران .
(29) ينظر : المقتضب 1/148 ، والكامل 2/529 ، 3/1103 ، والأصول 2/55 ، وسر الصناعة 2/632 والمقتصد 2/938 ، وكشف المشكل 626 ، والمتبع 2/324 ، وشرح المفصل 8/92 ، والبسيط 1/335 ، والبرهان للزركشي 4/436 .
(30) من الآية 58 من سورة البقرة . (31) من الآية 161 .(1/656)
(32) ينظر: التبصرة 1/131، وكشف المشكل 626 ، والمتبع 2/324 ، واللباب 1/417 ، وشرح الكافية 2/364 .
(33) الآية 7 من سورة الحاقة .
(34)الملخص 572 ، وينظر : البرهان للزركشي 4/439 ، وفيه : قال الصفار : لو كان على ظاهره لقال : سبع ليال وستة أيام أو سبعة أيام ، وأما (ثمانية) فلا يصح على جعل الواو للترتيب .
(35) من بحر الطويل ، لحسان بن ثابت ، رضي الله عنه ، وهو من قصيدة في ديوانه 107-109 في رثاء أهل مؤتة ، مطلعها :
تأوَّبني ليلٌ بيثربَ أَعْسَرُ ** وهَمٌّ إذا ما نَوَّمَ الناسُ مُسْهِرُ
وفي مدح بني هاشم يقول :
فما زال في الإسلام مِنْ آل هاشمٍ ** دعائمُ عِزٍّ لا تُرام وَمَفْخَرُ
بها ليل .... البيت .
والبهلول : العزيز الجامع لكل خير ، والحيي الكريم . اللسان ( بهل ) .
ينظر : ديوان حسان 109 ، والكامل 2/529 ، 3/1103 ، ومعاني الحروف للرماني 59 ، وكشف المشكل 627 ، وشرح جمل الزجاجي 1/227 ، والعقد الفريد 5/370 . والشاهد قوله : ( ومنهم أحمد المتخير ) وهو متأخر في الذكْر ، لأن الواو المطلق الجمع ، ولو كانت للترتيب لقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على جعفر وعلي رضي الله عنهما .
(36) ينظر : كشف المشكل 627 .
(37) من المتقارب ، نسبه المبرد إلى الصلتان العبدي . الكامل 3/1101 ،وابنُ عصفور إلى أمية بن أبي الصلت. شرح جمل الزجاجي 1/227 ، وينظر : شرح الكافية الشافية 3/1205 . والشاهد قوله : ( على دين صديقنا والنبي ) فإن الواو لا تفيد الترتيب ، ولو كانت تفيده لقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بكر في الذكْر .
(38) من الكامل ، للبيد بن ربيعة ، وهو من معلقته . وأغلى : اشتري غالياً . والسباء : اشتراء الخمر ، والأدكن : الزِّقُّ الأغبر والعاتق : الخالصة أو التي لم تُفتح . والجونة : الخابية ، وقُدحت : غُرِفت . وفُضَّ خِتامها : كسر طينها . ينظر : الخزانة 3/105-106.(1/657)
والبيت في : ديوانه 175 ، وشرح القصائد السبع الطوال 575 ، وشرح المعلقات للزوزني 183 ، وجمهرة اللغة 402 ، وسر الصناعة 2/632 ، وأسرار العربية 303 ، واللباب 1/417 ن وشرح المفصل 8/92 ، وشرح الكافية 2/364 ، ورصف المباني 474 ، واللسان ( قدح ) ، و ( عتق ) ، و(دكن) ،وخزانة الأدب 3/105 ، 11/3 . والشاهد قوله : ( قدحت وفض خاتهما ) أي : غرفت وكشف غطاؤها ، والغرف إنما يكون بعد الكشف وهو دليل على أن الواو ليست للترتيب .
(39) ينظر : التبصرة للصيمري 1/131 ، والمقتصد 2/937 ، واللباب 1/417 ، وشرح المفصل 8/91 .
(40) الإيضاح العضدي 221 . وينظر : المقتصد 2/938 ، والمتبع 2/324 ، وشرح المفصل 8/91 ، ورصف المباني 474 .
(41) ينظر : الإيضاح 221 ، واللباب 1/418 ، وشرح الكافية الشافية 3/1204 ، والتذييل 4/153 ب.
(42) ينظر : المتبع 2/425 .
(43)الآيتان 1 ، 2 من سورة الزلزلة . وينظر : شرح جمل الزجاجي 1/227 ، ورصف المباني 475 .
(44) من الآية 77 من سورة الحج .وينظر : منتهى السول 1/15 ، ورصف المباني 475 .
(45) من الآية 158 من سورة البقرة .
(46) أخرجه بلفظ الأمر للجماعة البيهقي في الكبرى 1/138 ، كتاب الطهارة الباب 94 برقم 400 عن جابر بن عبدالله ، رضي الله عنه . وذكر البيهقي بعده رواية موقوفة على ابن عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجل فقال : أبدأ بالصفا قبل المروة ، أو بالمروة قبل الصفا ؟ ... فقال ابن عباس : خذ ذلك من كتاب الله ، عز وجل ، فإنه أجدر أن يحفظ . قال الله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } ورواه بصيغة الإخبار للمفرد مسلم في حديث جابر الطويل في بيان حجة النبي ، صلى الله عليه وسلم . كتاب الحج الباب 19 برقم 147 ، ومالك في الموطأ 1/372 الباب 41 برقم 126 .
(47) ينظر : شرح المفصل 8/93 ، والإحكام للآمدي 1/66 ، ومنتهى السول 1/15 .
(48) وهو قوله تعالى : { وأتموا الحج والعمرة لله } .(1/658)
(49) ينظر : شرح المفصل 8/93 ، والإحكام للآمدي 1/67 وأثر ابن عباس رواه الشافعي في مسنده 1/375 في الباب السابع برقم 965 .
(50) أخرجه مسلم في الجمعة الباب 13 برقم 48 ، وأبو داود فيها الباب 23 برقم 1099 كما في صحيح أبي داود 1/204 ، والنسائي في النكاح الباب 40 كما في صحيح سنن النسائي 2/690 ، والبيهقي في الكبرى 1/138-139 في الطهار باب الترتيب في الوضوء برقم 402 ، والشافعي في مسنده 1/147 الباب 11 برقم 428 .
(51) ينظر : شرح المفصل 8/93 ، ومنتهى السول 1/15 ، والإحكام 1/66 .
(52) ويقال اسمه : حية ، عبد لبني الحسحاس ، وكان شاعراً أسود أعجمياً ، أدرك النبي ، صلى الله عليه وسلم. قُتل في خلافة عثمان ، رضي الله عنه ، وقصة قتله في الإصابة 5/6 . ترجمته في : الشعر والشعراء 258-259 ، والإصابة 5/6-7 ، والخزانة 2/102-105 .
(53) وهم من بني أسد بن خزيمة ، كما في الأنساب للسمعاني 2/218 .
(54) من بحر الطويل ، مطلع قصيدة له ، بعضها في الخزانة 2/104 ، ويروى : غازياً ، وعميرة : اسم امرأة ، وهي بنت سيِّده أبي معبد .
والبيت في : الكتاب 2/26 ، 4/225 ، وسر الصناعة 1/141 ، والإنصاف 1/168 ، وشرح المفصل 8/93 ، وشرح عمدة الحافظ 1/425 ، وأوضح المسالك 3/253 ، ومغني اللبيب 1/106 ، وشرح أبياته 2/338 ، والخزانة 1/267 ، 2/102 ، وكشف الخفاء 1/449 ، 2/113 . ويستشهد النحويون بهذا البيت - أيضاً - على مجيء فاعل ( كفى ) مجرداً عن الباء .
(55) ينظر : شرح المفصل 8/93 ،والتبصرة للشيرازي 232 ، ومنتهى السول 1/15 ، والإحكام 1/67 .
(56) ينظر : شرح المفصل 8/93 .
(57) أخرجه البخاري في الأذان الباب 18 برقم 631 (فتح الباري 2/132) ، وفي الأدب المفرد باب : الرجل راع في أهله ( صحيح الأدب المفرد ص98 برقم 156) .
(58) ينظر : رصف المباني 475 .(1/659)
وفي هذا المبحث يُنظر : الكتاب 1/291 ، 4/216 ، ومعاني القرآن للفراء 1/396 ، والمقتضب 1/148 ، والكامل 2/529 ، 3/1103 ، ومجالس ثعلب 386 ، والأصول 2/55 ، وحروف المعاني للزجاجي 36 ، وشرح السيرافي 2/75أ ، والإيضاح للفارسي 221 ، ومعاني الحروف للرماني 59-60 ، والتبصرة للصيمري 1/131 ، وسر صناعة الإعراب 2/632 - 634 ، والصاحبي 157 ، والمقتصد 2/973 - 938 ، والتبصرة في أصول الفقه 231-236 ، والبرهان للجويني 50-51 ، وأسرار العربية 302-304 ، وكشف المشكل 226-627 ، والمتبع 2/423-425 ، واللباب 1/417-418 ، والإحكام في أصول الأحكام 1/63-68 ، ومنتهى السول في علم الأصول 1/14-15 ، وشرح المفصل 8/91-93 ، وشرح جمل الزجاجي 1/226-228 ، وشرح التسهيل 3/349، والمجموع شرح المهذب 1/472 ، وشرح الكافية 2/363 - 364 ، ورصف المباني 474-475 ، والتذييل والتكميل 4/153ب ، والجنى الداني 158-160 ، وتوضيح المقاصد 3/194-195 ، والمغني 2/354 ، والمساعد 2/444 ، والبرهان في علوم القرآن 4/436 ، وشرح الأشموني 3/69 ، وشرح التصريح 1/135 .
---
محمد رشيد
09-14-2003, 12:04 AM
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الكريم الشبل ، على هذه النقولات و التوضيحات القيمة
---
عبدالرحمن الشهري
09-14-2003, 01:42 AM
أخي الكريم الشيخ خالد الشبل وفقه الله لكل خير.
ذي المعالي فليعلون من تعالى ** هكذا هكذا وإلا فلا لا !
شرف ينطح النجوم بروقيـ **ــه وعز يقلقل الأجبالا
وفقك الله لكل خير.
---
(1/660)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علامة السكت وعلامة الإبدال لماذا هي (س)
---
علامة السكت وعلامة الإبدال لماذا هي (س)
---
أيمن صالح شعبان
10-26-2005, 01:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قام كل من ضبط الكتاب العزيز بوضع علامة السكت لحفص حرف سين (س)مصغرا بين الكلماتين للإشارة لقطع القراءة دون تنفس واستخدم نفس المصطلح للإبدال كما في الصاد في يبسط ، وعرف القارئ الفرق بينهما فبطبيعة الحال إن وجدت هذه الإشارة بين كلمتين فهي للسكت وإن كانت فوق كلمة فهي للإبدال (نطق الصاد سينا) .. لكن عند المحافظة على مطلحات المتقدمين واستخدامها في ضبط قراءة حمزة بالسكت، سوف نستخدم نفس الحرف للسكت بين كل ساكن وهمز في كلمتين كما في سكتات حفص، وفي شيئا وشيء نفس الحال ، فهنا قد يحدث إشكال فمصطلح السكت سوف يكون فوق الكلمة ولا إبدال فيها ...
فهل يستساغ استبدال مصطلح الإبدال فوق الكلمة بشكل السين الوسطية (ـسـ) فهي أليق بالوضع لكون الحرف المبدل هو الصاد ويقع الصاد وسطا (ـصـ) في كل الكلمات المبدلة .
---
(1/661)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأمل معي هذه الآية !
---
تأمل معي هذه الآية !
---
أبو الحسن
06-25-2003, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة لنتأمل هذه الآية الكريمة
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ...
أولوية النبي (ص) بالمؤمن من نفسه هو خاصة أم تعني أولويته بالمؤمن الواحد من بقية المؤمنين ؟
يعني أنفسهم في هذه الآية مثل : اقتلوا أنفسكم والتي تعني أقتلوا بعضكم
ولنتأمل سياق الآيات السابقة واللاحقة، مع محاولة تجنب التفاسير المسبقة دون تأمل والتي حفظها المفسرون في تفاسيرهم، الهدف هو التأمل والخروج بشيء جديد
ملاحظة: نعلم أن النبي (ص) أولى بالمؤمن من نفسه خاصة إذ هو (ص) أحب إلى المؤمن من نفسه وماله وولده، وهذا دلت عليه الأحاديث المتواترة الصحيحة عن النبي (ص)، فنحن لا نريد أن ننفي هذا بشأن النبي (ص) إنما أردنا فقط أن نثير التأمل في هذه الآية بشكل خاص هل هي تدل على هذا المطلب أم لها معنى كمعنى الآية المذكورة ، اقتلوا أنفسكم...
---
(1/662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منظومة الزمزمي في التفسير
---
منظومة الزمزمي في التفسير
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 06:48 PM
منظومة الزمزمي في التفسير
المؤلف : عبد العزيز الزمزمي
http://www.saaid.net/book/6/971.zip
---
(1/663)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفتونا يا أهل الحديث في مسألة بلقيس
---
أفتونا يا أهل الحديث في مسألة بلقيس
---
لؤي الطيبي
03-10-2005, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وبعد :
فأنا لست من المتخصصين في علم الحديث ، وأشكلت علي قضية ، أسأل الله تعالى أن أجد جواباً لها في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله تعالى . فقد جاء في التفاسير حديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إحدى أبوي بلقيس كان جنياً ".
حيث جاء في (الدرّ المنثور): " أخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إحدى أبوي بلقيس كان جنّيًا " . وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر عن مجاهد قال: صاحبة سبأ كانت أمها جنّية . وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن عثمان بن حاضر قال : كانت أم بلقيس امرأة من الجن ، يُقال لها بلقمة بنت شيصان . وأخرج ابن عساكر عن الحسن أنه سئل عن ملكة سبأ فقال : إن أحد أبويها جنّي . فقال : الجن لا يتوالدون! أي أن المرأة من الإنس لا تلد من الجن "(1) .
وردّ على هذا القول ابن العربي في (أحكام القرآن) ، قال : "قال علماؤنا : هي بلقيس بنت شرحبيل ملكة سبأ ، وأمها جنّية بني أربعين ملكًا . وهذا أمر ينكره الملحدون ويقولون : إن الجن لا يأكلون ولا يلدون ، وهم في ذلك كاذبون . ذلك صحيح ونكاحهم مع الجن جائز عقلاً . فإن صحّ نقلاً فبها ونعمت ، وإلا بقينا على أصل الجواز العقلي "(2) .
وذكر القرطبي في تفسيره شيئًا قريبًا مما ذكرناه(3) .(1/664)
وجاء في كتاب (غمز عيون البصائر) للحموي : " وجاء في القَصَص أن بلقيس من بنات الجنّ ، وأن أباها السرح بن الهداهد ، تزوّج بريحانة بنت السكن وكانت بنت الجن "(4) .
وقال ابن كثير في (البداية والنهاية) : " وهي بلقيس بنت السيرح .. وكان أبوها من أكابر الملوك ، وكان يأبى أن يتزوّج من أهل اليمن ، فيقال : إنه تزوّج بامرأة من الجن ، إسمها ريحانة بنت السكن ، فولدت له هذه المرأة ، وإسمها تلقمة ، ويقال لها بلقيس . وقد روى الثعلبي من طريق سعيد بن بشير عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كان أحد أبوي بلقيس جنيًّا " . وهذا حديث غريب ، وفي سنده ضعف(5) .
وقال الإمام المناوي في (فيض القدير) في شرحه للحديث " أحد أبوي بلقيس كان جنيًّا " : " رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب العظمة وابن مردويه في التفسير وابن عساكر في ترجمتهما عن أبي هريرة . وفيه سعيد بن بشير ، قال في الميزان عن ابن معين ضعيف وعن ابن مسهر لم يكن ببلدنا أحفظ منه ، وهو ضعيف منكر الحديث ، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر . وبشير بن نهيك أورده الذهبي في الضعفاء ، وقال أبو حاتم لا يُحتجّ به ، ووثقه النسائي "(6) .
وجاء في تفسير الطبري : " حدّثني أحمد بن الوليد الرملي ، قال : ثنا هشام بن عمار ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان أحد أبوي صاحبة سبأ جنيًّا " . قال : ثنا صفوان بن صالح ، قال : ثني الوليد ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكر النضر بن أنس "(7) .
ومع مؤيد ومعارض لصحة هذا الحديث أو ضعفه ، أطرح السؤال التالي :
هل القول بأن أحد أبوي بلقيس كان جنياً هو صحيح ؟(1/665)
أرجو من الإخوة المتخصصين في علم الحديث أن يدلّوني على مصدر يجزم في هذه القضية ..
وبارك الله فيكم ..--------------------------------------------------------------------------------
(1) جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، سورة النمل الآية 23.
(2) أبو بكر ابن العربي، أحكام القرآن، 3/1444.
(3) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 13/183، تفسير الآية 44 من سورة النمل.
(4) شهاب الدين الحموي، غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر، الفن الثالث: الجمع والفرق، باب أحكام الجان.
(5) ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، قصة سليمان مع داوود عليهما السلام.
(6) الإمام عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير شرح الجامع الصغير، الحديث 242.
(7) تفسير الطبري، سورة النمل، الآية 44.
---
أحمد بن سالم المصري
03-11-2005, 07:11 PM
(( كان أحد أبوي بلقيس جنياً )) .
هذا حديث منكر :
أخرجه ابن جرير الطبري (19/189) ، وابن عدي في "الكامل" (3/372) ، والثعلبي في "الكشف والبيان" من طريق هشام بن عمار ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : هذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
الأولى : الوليد بن مسلم ؛ كان يدلس تدليس التسوية ؛ فنحتاج منه التصريح بالسماع في جميع طبقات السند ؛ وهذا غير متحقق في الإسناد السابق .
الثانية : سعيد بن بشير ؛ قال الحافظ في"تقريب التهذيب" : "ضعيف" .
الثالثة : قتادة ؛ مدلس ؛ وقد عنعنه .
وقد توبع هشام بن عمار على الإسناد السابق ؛ تابعه (( أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة )) – وهو ضعيف ؛ انظر "لسان الميزان -(1/666)
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (4/46/2693) : [ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، ثنا أبو الجماهر ، والوليد بن مسلم ، قالا : ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كان أحد أبويها جنيا )) يعني أبوي سبأ .
لم يذكر أبو الجماهر : النضر بن أنس ، وذكره الوليد بن مسلم ] . انتهى .
وقد وجدت للحديث علة أخرى ؛ فقد أخرج ابن أبي حاتم في "التفسير" (16431) : حدثنا محمد بن يحيى ، أنبا العباس بن الوليد ، ثنا يزيد ، ثنا سعيد ، عن قتادة :
قوله : (( قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة )) : ماء وكان الصرح بناء من قوارير بني على الماء فلما رأت اختلاف السمك وراءه لم يشتبه عليها انه لجة ماء كشفت عن ساقيها .
(( وكنا نحدث أن احد أبويها كان جنيا وكان مؤخر رجلها كحافر الدابة وكانت إذا وضعته على الصرح هشمته )) .
قلت : وهذا إسناد حسن إلى قتادة .
قلت : من هذا الأسناد نجد أن (( يزيد )) وهو (( يزيد بن زريع )) – ثقة ثبت – قد رواه عن قتادة مقطوعاً عليه ، وخالف بذلك ( أبو الجماهر ، والوليد بن مسلم ) ، وهذه علة أخرى .
قلت : والأشبه أن هذا الحديث من قول قتادة ، ولا يصح مرفوعاً إلى النبي .
ــــــــ
الخلاصة : هذا الحديث منكر ، كما بيناه .
وقال الألباني في "الضعيفة" (1818) : [ ضعيف ] .
وقال العلامة الألوسي في "روح المعاني" (19/189) : [والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة هذا الخبر ] .
ـــــــ
وكتبه
أحمد بن سالم بن أحمد بن علي المصري
غفر الله له ولوالديه
---
خالد الشبل
03-12-2005, 10:47 PM
جزاك الله خيرًا يا شيخ أحمد على هذا البيان . وإن كانت مسألة الزواج لم تتضح بعد .
---
(1/667)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة نفيسة من ابن القيم لمن يتعاطى علم اللغة ويهتم به
---
فائدة نفيسة من ابن القيم لمن يتعاطى علم اللغة ويهتم به
---
عمر المقبل
04-11-2004, 09:39 AM
ما يذكره المجتهد العالم باللغة من موضوع اللفظ لغة شيء ، وما يُعيِّن له محملاً خاصاً في بعض موارده من جملة محامله شيء .
( فالأول ) : حُكْم قولِه فيه حُكمُ قول أئمة اللغة فيقيد بشرطه .
(والثاني ) : حُكْم قولِه فيه حُكمُ ما يفتى به فيطلب له الدليل .
مثاله : قوله الباء في (وامسحوا برؤوسكم ) للتبعيض ، فهذا حملٌ منه للباء على التبعيض في هذا المورد ،وليس هو كقوله : ابن السبيل هو المسافر الذي انقطع عن أهله ووطنه ونظائر ذلك .
فهذا نقل محض اللغة ،والأول استنباط وحَمْلٌ ، ومن لم يفرق بين الأمرين غلط في نظره ، وغالط في مناظرته والله أعلم *
المصدر : بدائع الفوائد ، الجزء : 4/208 .
---
(1/668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مصادر دخل النبي صلى الله عليه وسلم
---
مصادر دخل النبي صلى الله عليه وسلم
---
أبو عمار المليباري
08-07-2005, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة تاجراً ، وأما ما بعد النبوة فنجد أنه صلى الله عليه وسلم لم يزل يزاول التجارة ولكن لم يتفرغ لها كالسابق لأن على عاتقه أعباء الرسالة والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى . فهو عليه أن يعتني بأمور المسلمين الدينية والاقتصادية والاجتماعية ..الخ .
وحينما تصفَّحت مصادر السنة وكتب السيرة رأيت العجب العُجاب ، فهو صلى الله عليه وسلم كان يزاول البيعَ والشراء ويتكسَّب مع شغله الشاغل بشؤون الدعوة . وما ذاك إلا لأنه هو الأسوة الحسنة للناس ؛ فهو صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابه إلى أن يأكلوا من عمل أيديهم ، وكذا كان دأب الأنبياء والمرسلين . ففي صحيح البخاري من حديث المِقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما أكل أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده"(1) وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلمٍ من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "كان زكريا نجاراً" (2) ، فاسترشد الصحابة بخطا الأنبياء ، واقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم . ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "إن إخوتي من المهاجرين كان يَشغلهم الصَّفْقُ بالأسواق ... وكان يَشغَل إخوتي من الأنصار عملُ أموالهم ..."(3) .(1/669)
فإذا كان الصحابة هذه طريقتهم في المعاش كيف لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم يعمل ويأكل من عمل يده ؟ وهو قدوتهم وأتقاهم وأخشاهم لله سبحانه وتعالى . ومن هذا المنطلق أردتُّ أن أبحث عن مصادر دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف كان يعُول أزواجه رضي الله عنهن . وحينما تتبَّعت مصادر دخْلِه في كتب السنن والسِّير وجدت أنها كالتالي :
1- ما يتكسَّب من مزاولة التجارة . والتجارة هي البيع والشراء . قال ابن منظور في (لسان العرب 4/89) : (تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْرَاً و تِجَارَةً : باعَ وشرَى) .
2- نصيبه صلى الله عليه وسلم وحصَّته من الغنائم والفَيْءِ .
3- ما تأتيه من الهبات والهدايا .
وفيما يلي شرح لكل نقطة من الثلاث المذكورة أعلاه :
أولاً : تجارته صلى الله عليه وسلم : قرَّرنا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم زاول التجارة قبل النبوة وبعدها كذلك . ففي صحيح البخاري أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم قال لجابرٍ : "أتبيعني جَمَلَك؟" قلت : نعم ، فاشتراه مني بأوقِيَّة (4) . وقال أبو بكر رضي الله عنه في أثناء الهجرة : يا رسول الله ، إن عندي ناقتين أعددتُّهما للخروج فخذ إحداهما ، قال : "قد أخذتها بالثمن"(5) . وعن جابر بن عبدالله : أن رجلاً أعتق غلاماً له عن دُبُرٍ(6) ، فاحتاج فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "مَن يشتريه منِّي" فاشتراه نُعيم بن عبدالله بكذا وكذا ، فدفعه إليه (7) ، وقال جابرٌ رضي الله عنه : باعَ النبي صلى الله عليه وسلم المُدَبَّر (8) . وعن عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشركٌ مُشْعَانٌّ طويل بغنمٍ يسوقها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أبَيْعاً أم عَطِيَّةً؟" أو قال : "أو هِبةً؟" قال : لا ، بل بيعٌ ، فاشترى منه شاةً (9) .(1/670)
بل أذن صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه بالشراء ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : "اشتري وأعتِقي ، فإنما الولاء لمن أعتق"(10) .
ثانياً : سهْمُه صلى الله عليه وسلم من الغنائم والفيءِ : إن النبي صلى الله عليه وسلم له سَهمٌ من الغنيمة ، وذلك أن الغنيمة هي المال المأخوذ من الكفار بإيجاف الخيل
والرِّكاب ويقسَّم إلى خمسةِ أسهمٍ : أربعة أسهمٍ منها للمجاهدين والسهم الخامس يقسَّم أيضاً إلى خمسة أسهم وهي : 1- لله ولرسوله(11) 2- لذوي القربي 3- لليتامى 4- للمساكين 5- لابن السبيل .(1/671)
وأما الفيء فهو كل مالٍ أُخذ من الكفارِ من غير قتالٍ ولا إيجاف خيلٍ ولا رِكاب كأموال بني النضير (12) . وتقسيم الفيء هو كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : (ما حصل من أموال الكفار بغير قتالٍ قُسِّم على خمسة أسهم : أربعةٌ منها للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلم وكان الخمسُ الباقي على خمسة أسهمٍ : سهمٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً وسهمٌ لذوي القربى وهم بنو هاشم وبنو المطلب لأنهم مُنعوا الصدقة فجُعل لهم حق في الفيء ، وسهمٌ لليتامى ، وسهم للمساكين ، وسهم لابن السبيل)(13) . فعُلم أن الأسهم التي يحصلُ عليها النبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة والفيء دخلٌ وفير يكفيه وأهله ، وفي صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كانت أموالُ بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجِفِ المسلمون عليه بِخَيْلٍ ولا رِكاب ، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّة . وكان ينفقُ على أهله نفقة سنتِهِ ثم يَجعلُ ما بقي في السلاح والكُراعِ(14) عدَّةً في سبيل الله . وبوَّب الإمام ابن هشام رحمه الله في (السيرة النبوية 4/325) باباً : ذِكر ما أَعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءَه من قَمح خيبر : قسَّم لهن مائةً وثمانين وَسَقًا(15) ، ولفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةً وثمانين وسقًا .
ثالثاً : الهباتُ والهدايَا التي أعطيت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يرشدُ أصحابه إلى التهادي(16) ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يا نساءَ المسلماتِ لا تَحقِرَنَّ جارةٌ لجارتها
ولو فِرْسِنَ(17) شاةٍ"(18) . وقال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : "لو دُعيتُ إلى ذراعٍ أو كُراعٍ لأجبتُ ، ولو أهديَ إليَّ ذراعٌ أو كراعٌ(19) لقبِلْتُ"(20) .(1/672)
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال : "أنْفَجْنا(21) أرنباً بمَرِّ الظهرانِ فسَعى القومُ فلَغِبُوا(22) فأدركتُها فأخذتُها فأتيتُ بها أبا طلحةَ فذبَحَها وبعثَ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بورِكِها أو فَخِذَيْها فقَبِلَه . قلت : وأكل منه ..)(23) . وعن الصَّعبِ بن جَثَّامَةَ الليثِي : أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلمَ حماراً وحشياً وهو بالأبواء أو بِوَدَّان ، فردَّه عليه ، فلما رأى ما في وجهه قال : "إنَّا لم نردَّه عليك إلا أنا حُرُمٌ"(24) . وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال : أهْدَتْ أم حفيدٍ خالةُ ابن عباسٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقِطاً وسمْناً وأَضُبًّا فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الضبَّ تقذُّراً . قال ابنُ عباسٍ فأُكِل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراماً ما أُكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم(25) .
فهذه الأحاديث دلَّت على أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعطَى كثيراً من الهدايا والهبات بحيث اعتبرْناها أحد مصادر الدخلِ لدى النبي صلى الله عليه وسلم .
تحريراً في يوم الأحد 2/7/1426هـ
1- رقم الحديث (2072) .
2- رقم الحديث (2379) .
3- رقم الحديث (2047) .
4- رقم الحديث (2097) . والْأُوقِيَّةُ بضم الهمزة وتشديد الياء وهي : أربعون درهماً .
5- رواه البخاري برقم (2138) .
6- أي العبد المُدَبَّر وهو : العبد الذي علَّق مالكه عِتقه بموت مالكه سمي بذلك أن الموت دُبُر الحياة . انظر (فتح الباري (4/531) .
7- رواه البخاري برقم (2141) .
8- رقم الحديث (2230) .
9- رواه البخاري برقم (2216) . ومعنى (مُشعانٌّ) طويل شعثُ الشعر ، انظر (الفتح 4/518) .
10- والولاءُ هو : حق ميراث المُعتِق من العبد المُعتَق ، انظر (فتح الباري 5/207) .(1/673)
11- اختلف في السهم الذي هو لله : فقال بعضهم هو الذي يجعل في الكعبة ، وقال كثير من المفسرين السهم الذي لله ولرسوله واحد وهو الصحيح إن شاء الله ، انظر تفسير ابن كثير (2/410) .
12- انظر تفسير ابن كثير (4/428) .
13- انظر تفسير القرطبي (18/14) .
14- الكراع : اسمٌ لجميعِ الخيلِ ، انظر (هدي الساري للحافظ ابن حجرْ) .
15- والوسق : ستون صاعاً ، انظر (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/184) .
16- التهادي هو أن يُهديَ بعضهم بعضاً ، انظر (مختار الصحاح للرازي 1/288) .
17- الفِرْسن : عَظْمٌ قَليل اللَّحْم , وهو خُفُّ البَعير , كالحاَفر للدّابة . (انظر النهاية في غريب الحديث 3/429) .
18- رقم الحديث (2566) .
19- ومعنَى الكراعِ هنا : هو مُسْتَدَقُّ الساقِ العاري من اللحم، والجمعُ : أَكْرُعُ ثم أَكارِعُ . وفي المَثلِ : أُعْطِيَ العَبْدُ كُراعاً فطَلَب ذِراعاً ، لأَنَّ الذراعَ في اليدِ وهو أَفضل من الكُراعِ في الرِّجْل (لسان العرب 8/307) .
20- رقم الحديث (2568) .
21- أي أثرنا الأرنب فوثَبتْ (هدي الساري للحافظ ابن حجرْ 313) .
22- أي تعبوا (هدي الساري للحافظ ابن حجرْ 289) .
23- رقم الحديث (2572) .
24- رواه البخاري برقم (2573) .
25- رقم الحديث 2575) .
---
(1/674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس ( سبحان الله )
---
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس ( سبحان الله )
---
رشا عصر
04-17-2006, 03:22 PM
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس ( سبحان الله )
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة العجيبة جرت على لسان صاحبها وأنقلها كما هي :
يا إخوان حدثت لي هذه القصة العجيبة في الحرم المكي قبل رمضان الفائت
فقد كنت جالسا بعد صلاة العصر في صحن الحرم في الجهة المقابله لمرزام الكعبة
وكنت أقرأ القرأن ، فوضعته بين يدي ، وقلبت نظري الى الكعبه وما حولها
فسبحان الله ركزت ناظري على طائر من الطيور التي تطير في الحرم
من نوع يقال له على ما أعتقد السنونو يحوم في الحرم فإذا به يحط بجنبي مسافة مترين .
فوالله ياأخوان حدث شيء عجيب
قام هذا الطائر بلصق بطنة على الأرض ، وفرش جناحيه على الأرض
وتوجه الى الناحية اليسرى من الكعبة الى جهة الصفا والمروة
فإذا به يعدل جسمه ويستقبل القبله تماما
فاستمر لهذا الحال لمدة 5 دقائق تقريبا
وأنا أشاهده باندهاش وهو يحني ويخفض طرف جناحيه مقابل الكعبة
فالتفت حولي لأرى : هل من أحد من الناس قد لاحظ هذا الطائر ويرى هذه الأعجوبة !!!
فسبحان الله لم أشاهد أحدا من الناس قد لاحظه ، فكل مشغول بالقراءة والصلاة أو الحديث ..
وهو على هذا الحال
حدث شيء عجيب آخر
فقد رأيت صبيا في العاشرة يجري مسرعا وباتجاه الطائر، لم يكن يراه
ولكن عندما أراد وضع رجله على الطائر فإذا سبحان الله يقفز الصبي من فوق الطائر
دون أن يعلم أو يرى الطائر .. فقلت لنفسي لعلها صدفة !!!!
ثم يأتي شخص أخر يسير في اتجاه الطائر
وعندما وصل إليه فسبحان الله يتعثر الرجل عند وضع رجله على الطائر وينحني
إلى الجهة الأخرى ثم يكمل مسيره ..
فقلت لنفسي لعلها صدفة أخرى !!!!(1/675)
وللمرة الثالثة يأتي رجل ثالث
عندما أراد وضع رجله عليه فسبحان الله تلقى هذا الرجل دفعه وانحنى إلى الجهة الأخرى
حتى أن الرجل تعجب ما الذي دفع به فسبحان الله
أيقنت أن هذا الطائر في حالة عبادة لله ، وأن الله حفظه فسبحان الله ولا اله الا الله.
فعند عودتي للرياض سألت أحد رجال العلم
فقال لي : ربما كان الذي شاهدتة ملك من الملائكة قد تشبه بصورة طير
أو يكون من الطيور التي تصلي لله ولكن لانفقه نحن تسبيحهم ولاصلاتهم.,
### [سبحان الله ###
منقول
---
ابوادم
05-22-2006, 08:43 PM
سبحان الله ..اخي العزيز...لايوجد في مشاهدتك شئ من الصدفه انما هي ايه أراك الله فيها تبارك وتعالى ليزيد في ايمانك...سبوح قدوس رب الملائكة والروح.........نسألكم الدعاء.
---
البلاغية
05-24-2006, 07:29 PM
سبحااااااانك يا إلهي
شكرا لك أخي على هذا النقل الرائع
تحياتي ودعواتي لك
---
أبو ياسر
05-27-2006, 05:04 AM
سبحان الله
جزاك الله خير على هذه القصة المؤثرة .
---
(1/676)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لتعليم اولادك الصلاة ( فلاش )
---
لتعليم اولادك الصلاة ( فلاش )
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 06:14 AM
صفة الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم ) على راي الشيخ ابن باز
وهو بالصوت والصورة على طريقة الفلاش
والقراءات بصوت القاريء الشيخ : محمد البراك
لتنزيل البرنامج : http://www.jeddahedu.gov.sa/Download/Prayer.zip
---
(1/677)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من عجائب مكة المكرمة والكعبة
---
من عجائب مكة المكرمة والكعبة
---
أبو عبدالله المحتسب
12-26-2005, 05:05 PM
الآيات البينات في الحرم المكي :
أولا : توسط مكة المكرمة لليابسة : وقد قام العلماء بإثبات ذلك في بحث قيم بهذا العنوان في أثناء تحديده لاتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم فلا حظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة .
فإذا كانت الأرض هي مركز السماوات السبع بنص الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا ( تبارك وتعالي ) في سورة الرحمن :
يا معشر الجن والإ نس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ( الرحمن :33)
وذلك لأن قطر أي شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه , وأقطار السماوات علي ضخامتها تنطبق علي أقطار الأرض علي ضآلتها النسبية بحسب نص الآية الكريمة , فلا بد أن تكون الأرض في مركز الكون .
ويدعم هذا الاستنتاج ورود الإشارة بذكر السماوات والأرض وما بينهما في عشرين آية قرآنية صريحة , ومقابلة السماوات بالأرض في عشرات الآيات القرآنية الأخرى .
و يدعم هذا الاستنتاج كذلك ما روي عن المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) من أقوال منها :
ـ كانت الكعبة خشعة علي الماء فدحيت منها الأرض .
ـ إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع .
ـ البيت المعمور منا مكة ووصفه بقوله ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه بيت في السما ء السابعة علي حيال الكعبة تماما حتي لوخر لخر فوقها.
---
(1/678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة إعرابية تتعلق بلفظ الجلالة - الله
---
أسئلة إعرابية تتعلق بلفظ الجلالة - الله
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-25-2006, 09:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الباحثين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعمل فى محاولة لتحليل أثر الجملة فى إعراب إسم الله:
وبالتالى يتم إدراج الجملة التى فيها إسم الله ( حرم الله ، بالله ) وفى عمود آخر إعراب إسم الله ، وفى عمود آخر إعراب الجملة أو شبه الجملة
وتواجهنى إشكاليات من حين لآخر ، أتمنى أن أستطيع عرضها عنها بالتدريج حتى تجيبونى عليها – خاصة وأنى غير متخصص وبالتأكيد سأقع فى أخطاء كثيرة-.
الأشكالية الأولي:
سورة التوبة:
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
الجملة:
"الذين لا يؤمنون بالله"
إعراب" بالله" الباء حرف جر ، لفظ الجلالة إسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب
إعراب " يؤمنون" فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ، ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل
سورة التوبة
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)
الجملة:
الذين لا يؤمنون بالله
إعراب " بالله" الباء حرف جر ، لفظ الجلالة إسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة(1/679)
إعراب " يؤمنون" فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل ، الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب
المصدر من برنامج إعراب القرآن الكريم ، من rdi
الإشكالية هى
لاحظتم أن " الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب " فى الآية الأولى إنطبق ذلك على لفظ " بالله"
بينما فى الآية الثانية ، انطبق ذلك على " يؤمنون"
فضلا عن " بالله " هى شبه جملة
السؤال هو فى الجملة صلة الموصول التى لا محل لها من الإعراب ( كيف يتغير هذا الأمر من الآية الأولى إلى الآية الثانية ) أم هناك خطأ منى أم من البرنامج الذي أعتمد عليه.
مع العلم أنه برنامج موثوق به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً: الدروس المستفادة من العقوبات الالهية في القرآن الكريم قبل الرسالةالمحمدية
---
صدر حديثاً: الدروس المستفادة من العقوبات الالهية في القرآن الكريم قبل الرسالةالمحمدية
---
د.يسري خضر
01-29-2007, 12:15 PM
صدر عن دار ابن الجوزي سنة1427هـ رسالة ماجستير من جامعة ام القري وموضوعها:
الدروس المستفادة من العقوبات الالهية في القران الكريم قبل الرسالة المحمدية, للشيخ عبد الهادي بن سعد الشمراني وهي تقع في 704صفحة.
وتشتمل علي مقدمة وتمهيد وخمسة فصول قسمها الى مباحث ومطالب وهى كالتالى:
الفصل الاول :العقوبات الالهية فىبدء الخلق
الفصل الثانى :العقوبات الالهية من زمن نوح الى بداية زمن موسى علية السلام
الفصل الثالث:العقوبات الالهية فى عهد موسى
الفصل الرابع :عقوبات بنى اسرائيل من بعد موسى
الفصل الخامس::عقوبة بنى اسرائيل فى عهد عيسى وبعده
وقد افاد الباحث من شتى المصادر القديمة والحديثة وهو مفيد للدعاة الى لله تعالى فجزى الله صاحبه خيرا
---
(1/681)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك دراسات عنيت بمؤلفات المجهولين ؟؟؟؟
---
هل هناك دراسات عنيت بمؤلفات المجهولين ؟؟؟؟
---
طالب المعالي
11-17-2005, 07:17 PM
الإخوة الكرام في هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
ففي أثناء بحثي تواجهني كثيرا مؤلفات للمجهولين
فهل هناك دراسة عنيت بمثل هذه المؤلفات ، سيما ان بعضا منها يتبين من مسماه بعض الأهمية ؟
وهل هناك دراسات تعنى بتحقيق تواريخ الوفيات للمؤلفين ، سواء علمت اسماؤهم ام لم تعلم ؟؟؟؟
---
خالد الشبل
11-18-2005, 04:49 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أرى أنه لو وُجّه بعضُ طلاب الدراسات العليا إلى محاولة نسبة الكتب المجهولة المؤلف لتوصلوا إلى نتائج جيدة. فالمفهرسون في خزائن المخطوطات يكتفون بالورقة الأولى والأخيرة من المخطوط، فقط.
---
(1/682)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قريبا .. وسائل إبداعية لحفظ القرآن للدكتور يحيى الغوثاني وفقه الله
---
قريبا .. وسائل إبداعية لحفظ القرآن للدكتور يحيى الغوثاني وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 03:32 PM
هذه المادة .. إشراقة تبدد سحباً من اليأس ، وتضعك في مصاف حفظة القرآن ، من خلال وسائل وطرق إبداعية تقودك إلى إتقان حفظ كتاب الله أعدها وقدمها الشيخ يحيى الغوثاني وهي خلاصة تجاربه وخبراته ودوراته في تعليم حفظ القرآن ، يهديها لك لتكون معيناً ومرشدا في حفظ كتاب الله .
- اكتسب مقدرة حفظ الوجه الأول خلال 10 دقائق .
- تعرف على أيسر طرق الحفظ و المراجعة .
- استفد من التجارب و النماذج المعروضة .
- لأجل هذا السبب يخفق الكثير في ضبط الحفظ .
- عندما تصاب بفتور وقت الحفظ افعل الآتي ..
- تعلم طريقة التاءات العشر في الحفظ .
- هناك 25 طريقة للحفظ ، فأيها تستخدم ؟
- تعلم رسم الآيات و قراءتها من لوح خيالك .
هذا الإصدار بالتعاون مع دار الغوثاني ..
http://www.mojama.net/files/images/wasael-hefd-QuranB.jpg
منقول من الموقع المتميز مجمع التسجيلات الإسلامية (http://www.mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=208) الذي يشرف عليه الابن بدر بن عبدالرحمن الشهري وفقه الله ، وأرجو أن يتكرم علي بنسخة مدفوعة الثمن من هذا الإصدار !
---
عبدالرحمن الشهري
09-24-2006, 01:02 PM
استمع إلى مقدمة الإصدار ..
http://www.mojama.net/files//sounds/wasael-hefd-Quran.rm
---
أحمد البريدي
09-24-2006, 01:37 PM
مقدمة تدعوك لسماع بقية الشريط , شكر الله للشيخ الدكتور يحيى الغوثاني هذا الجهد المتميز , وسجل طلب نسخة يدفع ثمنها إن شاء الله .
---
أبو المعتز القرشي
09-25-2006, 02:50 AM
بارك الله في الدكتور يحيى الغوثاني
وشكر الله لك يا أبا عبد الله(1/683)
وبارك الله فيك وفي أخينا بدر
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 01:08 PM
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني (( وسائل إبداعية في حفظ القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6627)
---
(1/684)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 14،15
---
مدارسة في تفسير القرطبي 14،15
---
محمد العبدالهادي
10-12-2003, 09:24 PM
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى [ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ] ما نصه : {...وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من إن للشهرة } فمامعنى قوله للشهرة ؟ هل يعني أن حذفها مشهور مع الجملة الاسمية ؟ أم ماذا ؟ (9/343)
وذكر أيضا في تفسير قوله تعالى : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) مانصه : { أي مقامه بين يدي يوم القيامة فاضيف المصدر إلى الفاعل} فهل المصدر في ( مقامي ) مضاف إلى الفاعل أم المفعول ؟(9/348)
---
محمد العبدالهادي
10-20-2003, 06:54 AM
هل من إجابة ياأهل المنتدى
---
عبدالله بن بلقاسم
10-25-2003, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فحياك الله يا أخ محمد ، والمعذرة لك ولأهل المنتدى عن قلة المشاركة ،والصوارف كثيرة والله وحده المستعان
تقول أخي الكريم في اشكالاتك:
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى [ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ] ما نصه : {...وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من إن للشهرة } فمامعنى قوله للشهرة ؟ هل يعني أن حذفها مشهور مع الجملة الاسمية ؟ أم ماذا ؟ (9/343)
وذكر أيضا في تفسير قوله تعالى : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) مانصه : { أي مقامه بين يدي يوم القيامة فاضيف المصدر إلى الفاعل} فهل المصدر في ( مقامي ) مضاف إلى الفاعل أم المفعول ؟(9/348)
أما ما يتعلق بالمسألة الأولى فأقول مجتهدا
أما ما ذكرت بأن حدف الفاء من جواب الشرط هو المشهور فلا
لأن من المواضع السبعة التي يجب فيها اقتران جواب الشرط بالفاء الجملة الإسمية
يقول الناظم في جمعها
اسمية طلبية وبجامد وبماوقد ولن وبالتنفيس
ولكن هذا الموضع من المواضع التي اجتمع فيها الشرط والقسم(1/685)
وابن مالك يقول رحمه الله:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم
جواب ما أخرت فهو ملتزم
فهنا اجتمع القسم هنا مع الشرط
وإذا اجتمع شرط وقسم اكتفي بجواب الأول منهما،
والقسم متقدم هنا،وجوابه فيه إن واللام
إن عذابي لشديد
فاكتفي به، وظاهر بيت الألفية يدل على أنه ملتزم والله تعالى أعلم.
واستحسنوا حدف الفاء من جواب الشرط إذا كان الشرط جاء على الماضي وهو هنا كذلك وهو قوله تعالى (كفرتم)
لكن يظهر لي من استقراء جزئي لاستعمال المصنف القرطبي رحمه لله لهذه اللفظة وما قاربها أنه يقصد علم السامع بها،
وهو (رحمه الله) متعقب بما ذكر من اجتماع الشرط والقسم والله تعالى أعلم
أما المسألة الثانية فأقول
لا بد من أن تعلم أن المصدر يجر فاعلا بالإضافة
فقوله تعالى:
خاف مقامي
مقام هو المصدر
وياء المتكلم فاعل مجرور لفظا بالإضافة
قال الفراء يعنى قيامي عليه بالحفظ ،
ففعل القيام منسوب إلى الله،والمقام مصدر يجر فاعله بالإضافة
فياء المتكلم فاعل، والقيام مصدر مضاف إلى فاعله،
فإذا تأملت المعنى ذهب عنك الاستشكال
وفي المسألة كلام كثير ولكن ان اكتفيت بما مر حصل الانتفاع إن شاء الله،
وإليك بعض ما قيل في المسألة
قال أبو جعفر النحاس رحمه الله في معاني القرآن
(ج: 3 ص: 520)
المصدر يضاف إلى الفاعل وإلى المفعول لأنه متشبث بهما
ويقول البغوي رحمه الله (ج: 3 ص: 28)
فأضاف قيام العبد إلى نفسه كما تقول ندمت على ضربك أي على ضربي إياك
زاد المسير ج: 4 ص: 350
قال الفراء العرب قد تضيف أفعالها إلى أنفسها وإلى ما أوقعت عليه فتقول قد ندمت على ضربي إياك وندمت على ضربك فهذا من ذاك ومثله وتجعلون رزقكم الواقعة أي رزقي إياكم
روح المعاني ج: 13 ص: 200
فالمقام اسم مكان واضافته الى ضميره تعالى لكونه بين يديه سبحانه وقال الفراء هو مصدر ميمي أضيف الى الفاعل أي خاف قيامي عليه بالحفظ لأعماله ومراقبتي اياه وقيل المراد اقامتي على العدل والصواب وعدم الميل عن ذلك(1/686)
---
محمد العبدالهادي
10-26-2003, 07:13 AM
جزاك الله خيرا أخي عبدالله بلقاسم على هذين الجوابين - وأنا أتشوف لأجاباتك حقيقة - ولكن جوابك على الإشكال الثاني بالنسبة لي واضح لأن تقديرك ل(مقامي ) قيام الله عليه بالحفظ ونحوه ، وإنما إشكالي في تقدير القرطبي وهو قيام العبد بين يديه ؟ وهذا التقدير الذي ذكره القرطبي كأنه ألصق بالمعنى أي : ذلك لمن خاف قيامه بين يدي ولمن خاف وعيدي وليس لمن خاف قيامي عليه بالحفظ - وإن كان غير مرفوض في الجملة - وهذا التفسير رأيته مختارا للعلماء الذين شاركوا في التفسير الميسر .
---
(1/687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب أخلاق أهل القرآن للآجري (ملف ورد)إهداء لمكتبة التفسير
---
كتاب أخلاق أهل القرآن للآجري (ملف ورد)إهداء لمكتبة التفسير
---
مسك
11-15-2004, 07:23 PM
أخلاق أهل القرآن
أبو بكر محمد بن الحسين الآجري
قسَّم الكتاب إلى أبواب، وجعل لكل باب عنوانًا، وأورد تحته ما يناسبه من أحاديث وآثار.ثم عقَّب على كثير من الأحاديث والآثار التي أوردها بالشرح والبيان، كما أنه لم يخل هذه التعليقات من توجيهات ونصائح ينتفع بها أهل القرآن.و لم يلتزم الصحة فيما يورده من النصوص.و لم يرتب النصوص التي أوردها ترتيبًا محددًا.وبلغ عدد النصوص المسندة(96) نصًّا، تتنوع بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
لتحميل الكتاب أضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32005)
ولا تنسونا من الدعاء
---
مسك
11-18-2004, 12:15 PM
هذا هو الملف
---
(1/688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > للعارفين بفن القراءات
---
للعارفين بفن القراءات
---
عائشة
04-12-2007, 12:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لدى مسألة باتت تحيرنى بخصوص كيفية نزول القرأن بالروايات المختلفة
عندما نزل الوحى على الرسول كيف كانت طريقة النزول اتنزل بقراءة واحدة من جبريل ام بكل القراءات مع اختلافها)ام تنزل مثلا بقراءة نافع ومن ثم بايحاء من الله تعالى يعرف الرسول الروايات الاخرى فيقرأها على الكتبة باعتبار ان الكتبة يكتبون ما يتلقونه من الرسول ام مادا؟
اصحاب القراءات السبعة او لنقل العشرة تلقوا القران من الرسول بواسطة وهم نستطيع ان نقول ان القراء تلقوا القران عن الصحابة ولاغير الصحابة لان البعض قد يستوقفك ويقول لك ان القراء تلقوا القران ولكن ليس كلهم عن الصحابة اليست الصحبة تثبت ولو بالالتقاء بالرسول ؟
فمادا نسمى الملتفين حول الرسول لو صح قولهم .
مسألة اخرى لم لم تعزى قراءة يحى اليزيدى عن ابى عمر البصرى بدلا من السوسى عن ابى عمر او الدورى عن ابى عمر بالرغم من ان الناقل الاول للرواية هو اليزيدى ام ان القراءة تعزى للمميزين او بعبارة اخرى المتصدرين للقراءة
المسألة الاخيرة بخصوص كيفية كتابة المصحف الشريف لم كتب دون نقاط مجرد هكدا هل له علاقة باختلاف الروايات
ولم اختص سيدنا عثمان بكتابة المصاحف وارسالها الى الامصار
وعدرا ً على الاطالة
---
وائل صنبع
04-13-2007, 02:43 AM
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد
إن هذا الموضوع طويل الذيل ولكن باختصار أقول:
1- القرءان نزل على أحرف أرجح ما قيل عنها أنها من لغات العرب.
2- القراء ليسو صحابة على الصحيح.
3- سبب اختيار القراء راجع إلى أسباب ذكرها أهل العلم وليس مقابلة الطالب للقارئ
4- كتابة العرب كانت بلا نقط ولا شكل وذلك -النقط والشكل- حادث.(1/689)
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 07:18 PM
ينظر هذا الموضوع :
القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2253)
---
(1/690)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مع أعظم إنسان (رمضانيات 19)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 19)
---
د. محمد مشرح
11-03-2004, 06:12 AM
9-خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن اسحاق وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه قال ابن هشام خرج يوم الأثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان واستعمل عمرو ابن أم مكتوم ويقال اسمه عبدالله ابن أم مكتوم أخا بني عامر بن لؤي على الصلاة بالناس ثم رد ابا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة
10- اللواء والرايتان
قال ابن اسحاق ودفع اللواء الى مصعب ابن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قال ابن هشام وكان أبيض قال ابن اسحاق وكان أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان إحداهاما مع علي بن أبي طالب يقال لها العقاب والأخرى مع بعص الأنصار .
11- عدد إبل المسلمن الى بدر(1/691)
قال ابن اسحاق وكانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين بعيرا فاعتقبوها فكان رسول الله وعلي بن ابي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيرا وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسه موليا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقبون بعيرا وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرا قال ابن اسحاق وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ فيما قال ابن هشام منها حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا فسلك في ناحية منها حتى جزع واديا يقال له رقحان بين النازية وبين مضيق الصفراء ثم على المضيق ثم انصب منه حتى إذا كان قريبا من الصفراء بعث بسبس ابن الجهني حليف بني ساعدة وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار الى بدر يتحسسان له الأخبار عن أبي سفيان ابن حرب وغيره ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قدمها فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبلهما وما اسماهما فقالوا يقال لأحدهما هذا مسلح وللآخر هذا مخزىء وسأل عن أهلهما فقيل بنو النار وبنو حراق بطنان من بني غفار فكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهلهما فتركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والصفراء بيسار وسلك ذات اليمين على واد يقال له ذفران فجزع فيه ثم نزل .
12-ما قاله أبو بكر وعمر المقداد تشجيعا للجهاد(1/692)
وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له به .
13استشارة الأنصار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عدد الناس وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعنك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم الى عدو من بلادهم فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصُبُر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وابشروا فأن الله تعالى قد وعدني إحد الطائفتين والله لكأني الآن أنظر الى مصارع القوم .*
[دروس من المقاطع السابقة](1/693)
[1- موقف المواجهة الدامية ، من قبل الأنصار والمهاجرة ،،، موقف يحتذى ، إنه موقف الشرفا ،لم يثنهم قلة عددهم وعُددهم ، وكثرة ذلك عند عدوهم .
2- الكلمات التي تدب فيها الحياة ، من قبل القيادات السراة ، رضي الله عنهم وأرضاهم ، وجعل الجنة مأواهم ، كلمات حادية ، إلى المواجهة الدامية ، وفي وقت النفوس بحاجة إلى سماعها ، لتكون عونا لها ، في ملاقاتها مع عدوها
3- أسلوب قيادة الحبيب صلى الله عليه وسلم لم تكن بالعنجهية ، والأوامر الناشفة ، لكن بالتراضي، والمشاورات
4- قيمة الشورى في الإسلام كبيرة ، عمدت بالدماء في غزوة أحد وفي مواطن كثيرة . ]
* المرجع السابق .
---
(1/694)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سورة يوسف للشيخ عليش من الكتب الجديدة
---
تفسير سورة يوسف للشيخ عليش من الكتب الجديدة
---
أبو تيمية
06-13-2003, 01:46 PM
من الكتب التي صدرت مؤخرا كتاب في جزأين في تفسير سورة يوسف ، من تأليف الشيخ عليش البني ، و مطبوع بالكويت طبعة خيرية ، و الكتاب فيه جهد كبير يشكر عليه مؤلفه ، و أنا على معرفة بالكتاب و المؤلف و تابعته في بعض مراحل تأليفه ، و الشيخ عليش مولع جدا بالحديث عن قصة يوسف ، كثير الغوص في بحارها ، و كثيرا ما يخرج لك منها جواهر و دررا ، لم تكن من قبل تراها ، و لهذا لقبه أهل مسجده ( صاحب يوسف صاحب قصة يوسف )
و الحقيقة تأليفه المذكور نافع و فيه من الجمع و التأليف الحسن الشيء الكثير ، و قد حبس نفسه بين الكتب لتأليفه سنوات
و الله الموفق .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-13-2003, 11:31 PM
بسم الله
أخي الكريم (أبو تيمية)
شكر الله هذه المعلومات الجديدة والمفيدة ، وليتك تتحفنا ببعض المعلومات عن هذا الكتاب ، وهل يمكن الحصول عليه هنا في السعودية ، أو بالمراسلة .
وللفائدة : الشيخ ناصر العمر له اهتمام بالغ بهذه السورة ، وقد ذكر الكثير من فوائدها في دروسه العلمية ، وهو يسجل الآن حلقات تلفزيونية حول هذه السورة بعنوان : آيات للسائلين .
وأنا على يقين بأنه سيفرح كثيراً بمثل هذا الكتاب ، ويمكن لك أن تراسله عن طريق موقعه على الإنترنت :
http://www.almoslim.net/
---
أبو تيمية
06-20-2003, 12:45 PM
الكتاب طبع طبعة خيرية بالكويت ، في جزأين ،سنة 1421هـ و لا أعرف هل وصل إلى مكتبات المملكة أم لا ؟
و الجهة الموزعة لكتابه هي الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية - لجنة مسلمي آسيا ،
و للعلم فالمطبوعة هي الموسوعة الميسرة كما قال المؤلف و هي اختصار من الموسوعة الأم .
---(1/695)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الأصدار الجديد للمصحف الرّقمي التّفسير الميسّر والجلالين
---
الأصدار الجديد للمصحف الرّقمي التّفسير الميسّر والجلالين
---
سامي عبدالعزيز
04-30-2006, 07:39 PM
تستطيع ان تبحث عن اي كلمة تريدها مثال صغير اذا أردت ان تبحث عن كلمة الله
النّتيجة تعطيك كل الايات اللتي وردت في القران الكريم مذكورة فيها كلمة الله
من بداية القران الكريم الى نهايته
يمكنك ايضا ان تعرف تفسيرها من خلال التفسير الميسّر او ذو الجلالين اي كلمة تريدها
اسم البرنامج : المصحف الرقمي
حجم البرنامج : 1.24 م.ب
http://img138.imageshack.us/img138/8355/hghg9dk.jpg
ولتحميل البرنامج
http://www.uploading.com/?get=Y61BMA5J
---
(1/697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو إضافة عنوان لأعلام التفسير فى العصر الحديث فى هذا الملتقى المبارك
---
أرجو إضافة عنوان لأعلام التفسير فى العصر الحديث فى هذا الملتقى المبارك
---
أمين الشنقيطي
08-20-2003, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
يواجه طلبة العلم مشكلة ،قد تجد فى هذا الموقع المبارك حلاّ،ألا وهى أن يكون هذا الموقع نواة لحفظ الأعلام المتخصصين فى العصر الحديث،
لذا أرجوا تسجيل كل من يأتى بمعلومات عن عالم أو مفسر فى هذا الفهرس خدمة لهذا العلم وأهله لتكون فى متناول الجميع. وفقكم الله ، وهذه أول مشاركة لى أرجو المسامحة.
---
عبدالرحمن الشهري
08-23-2003, 06:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله على انضمامه لملتقى أهل التفسير أولاً. وأتفق معه في ما أشار إليه وفقه الله من الحاجة إلى دليل بأسماء العلماء والمتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية يكون عوناً لطلاب هذا العلم الشريف للسؤال والاستشارة والاتصال بهؤلاء العلماء.
وأحب أن أشير إلى أن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه والتي مقرها كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قد شرعت في وضع مثل هذا الدليل من خلال البدء بأعضاء الجمعية من المتخصصين. وبإذن الله سيكون هناك تكامل في الجهود بين ملتقى أهل التفسير والجمعية العلمية لإضافة بقية المتخصصين من خارج السعودية في هذا الموقع إن شاء الله عسى أن يتحقق ما تفضل به الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله هنا.
والله الموفق سبحانه وتعالى.
---
أمين الشنقيطي
08-25-2003, 01:42 AM
الأخ الكريم المبارك إن شاء الله :عبد الرحمن الشهري حفظه الله.
لقد أسعدني جدا عملكم هذا،علما بأنني أحد أعضاء الجمعية العلمية السعودية المشهورة بالرياض،(1/698)
وقد لمست منكم ومن إخوانكم أهدافا جليلة يفخر بها طلبة العلم فى المملكة أعزها الله،وهى كما يعلم الجميع محل علوم القرآن ومنبعها الأصيل.
أخى لقد شاركت فى ملتقاكم المبارك باقتراحات فى القراءات وعمل سجل لأعلام التفسيرفى العصر الحديث.
والذى أرجوه أن نبادر إلى تنفيذهما .
وقد أحسست بالحاجة إلى التواصل معكم فى مسائل علمية كثيرة ،كذلك مع الإخوة المشاركين ،
ولإيضاح الصورة لكل من يطلبها عن هذا العلم ،وفى نيتى إن شاء الله إثارة موضوعات جديدة فى التخصص الدقيق القراءات،والتفسير لتكون فى متناولكم.
أخى الكريم :هناك بشرى سارة :وهى الإعلان عن قيام لجنة فرعية بالمدينة النبوية،وهى تابعة للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالرياض،وسيكون هناك تواصل إن شاء الله فى الجديد فيها.وفقكم الله.
---
(1/699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور تفسير ابن الأمير الصنعاني (مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن)
---
صدور تفسير ابن الأمير الصنعاني (مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن)
---
أبو المعتز القرشي
11-30-2005, 08:02 PM
صدر كتاب تفسيرابن الأمير الصنعاني المسمى ( مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن ) لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله.
دراسة وتحقيق هدى بنت محمد بن سعد القباطي رحمه الله في مجلدين. وهي رسالة ماجستير في قسم التفسير من جامعة صنعاء ، وحصلت الباحثة على تقدير ممتاز.
وقد احتوى المجلد الاول على ترجمة للصنعاني مع دراسة للكتاب ، والمجلد الثاني على تحقيق المخطوط .
---
عبدالرحمن الشهري
01-15-2006, 02:24 PM
جزاكم الله خيراً أخي العزيز أبا المعتز على هذه الفائدة النفيسة. وشكر الله لك إهدائك الكريم.
http://www.tafsir.net/images/redwan.jpg
سلك ابن الأمير الصنعاني في تفسيره هذا الذي احتوته هذه المخطوطة مسلكين :
- حيث بدأ في تفسيره بتفسير سورة الفاتحة آية آية ، ثم انتقل إلى سورة البقرة مفسراً منها الآيات المائة والسبع الآيات الأولى آية آية كما هو نهج أكثر المفسرين .
- ثم تحول إلى أسلوب التفسير الموضوعي في بقية تفسيره. وذلك بانتقائه آيات معينة وتفسيرها لما تشتمل عليه من موضوعات. حيث جمع آيات القرآن الخاصة بالموضوع الواحد والتي تتفرق بين سور القرآن وربما توزعت في السورة الواحدة ، وذلك بحسب ما يقتضيه أسلوب القرآن المعجز في تناول الموضوعات.(1/700)
وابن الأمير بأسلوبه هذا يهدف إلى استخراج مراد القرآن ، وقولته النهائية في مسألةٍ ، أو موضوعٍ من الموضوعات صعبةِ التحقيق ، أو كَثُرَ فيها الكلامُ ، وتشعب فيها الخلافُ بين المتناولين لهذا الموضوع أو ذاك ، فيربط بين الآيات والحوادث والروايات والآثار ويستنبط ويدلل.
إن معظم ما جاء من تفاسير تعتمد المنهج الموضوعي كان في الجانب الفقهي ، أما تفسير ابن الأمير رحمه الله تعالى فمباحثه تميزت أنها لم تقتصر على الجانب الفقهي فحسب. فقد تناول الموضوعات العقائدية :( رؤية الله ، لا يسأل عما يفعل ، عصمة النبي صلى الله عليه وسلم (في موضوع قصة الغرانيق) ، أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم على بقية الأنبياء).
كما تناول ابن الأمير رحمه الله تعالى في تفسيره تاريخ الأمم وقصص النبيين والأمم السابقة (قصة موسى مع قومه ، وقصة آدم عليه السلام وإبليس ، وخروج آدم عليه السلام وزوجه من الجنة).
انظر : تفسير ابن الأمير الصنعاني - القسم الدراسي 1/294-295
وقد نهج ابن الأمير رحمه الله تعالى في تفسيره هذا منهج تفسير القرآن بالقرآن ، وما أثر في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وتابعيهم. وعنوان كتابه يعلن عن هذا المنهج ابتداء ، وبذا فيفترض أنه لا يخرج عن روح التفسير الذي يعتمد أولاً وآخراً معاني القرآن ومراد الله تعالى من كلامه ولا يحمل نصوص القرآن وآياته من العلوم العقلية والفلسفية ما يخرجه عن كون كتابه كتاب تفسير ، فتفسيره لا يخلو من بعض غرائب التفسير التي يوردها مستنداً على الآثار والأخبار التي ينقلها دون تحري صحتها أو الإشارة إلى التوقف فيها ، بل قد يكتفي بقوله : بلغنا ، أو : يروى ، وقد يكون ذلك في أمور غيبية أو مما لا مجال للرأي فيه.(1/701)
ولولا ذلك لكان اعتماد ابن الأمير على تفسير القرآن بالقرآن له دلالة متميزة ، حيث يتصف ذلك المنهج بالدقة والإحاطة والشمول ، قلما نجد فيه عاماً أو مطلقاً أو مجملاً ينبغي أن يخصص أو يقيد أو يفصل. إلا تم في موضع آخر ما ينبغي له من تخصيص أو تقييد أو تفصيل... وابن الأمير قد جمع في تفسيره بين التفسير بالرواية والتفسير بالدراية ، فتوسع وأجاد لولا ما ذكرناه.. وقصة تأليفه للتفسير تدل على عنايته بالتفسير بالمأثور ، حيث ألف تفسيره هذا حينما كان يدرس تفسير البغوي.
انظر : تفسير ابن الأمير الصنعاني - القسم الدراسي 1/300-301
---
أبو المعتز القرشي
01-15-2006, 09:58 PM
وإياك شيخنا أبا عبد الله
---
روضة
01-16-2006, 07:36 AM
بارك الله فيكم على هذه الفائدة، ويا حبذا لو تزودونا بترجمة المفسر، وكيف يمكننا الحصول على التفسير[اسم دار النشر].
وجزاكم الله خيرا
---
أبو المعتز القرشي
01-16-2006, 02:33 PM
طُبع الكتاب بمركز الكلمة الطيبة للبحوث والدراسات العلمية
الجمهورية اليمنية - صنعاء -
هاتف وناسوخ ( 009671253460) ص.ب( 14420)
البريد الإلكتروني : alalema4@hotmail.com
والكتاب يباع بمكتب الأسدي بمكة
أما ترجمة المؤلف :
فهذه نتف منها من مقدمة محققة التفسير وتحقيق محمد صبحي حلاق لسبل السلام :
اسمه ونسبه :
هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن علي ... وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
وتسمى عائلته بعائلة الأمير ، ويطلق عليها الأمير الصنعاني
مولده :
ولد ابن الأمير في كحلان ، وهي مدينة جبلية في الشرق الشمالي من حجة بمسافة (17 كم ) .
ولد ليلة الجمعة نصف جمادى الآخرة عام 1099 هـ .
نشأته :
نشأ وترعرع في كنف أسرة كريمة ، كانت المدرسة الأولى له ، وتعلم القرآن وحفظه ، وتلقى علومه على يدي أبيه ، ثم أسلمه إلى النحارير من أهل العلم حتى تخرج عالماً فاضلاً يشار إليه بالبنان .
مشايخه :(1/702)
1- القاضي العلامة علي بن محمد العنسي
2- العلامة عبد الله بن علي بن أحمد بن محمد الوزير
3- العلامة صلاح بن الحسين الأخفش
4- العلامة أبو الحسن محمد السندي
5 - العلامة عبد الخالق الزبيدي
6- القاضي العلامة الحسين المغربي
وغيرهم
مؤلفاته :
ذكرت محققة التفسير أربعاً وستين كتاباً لابن الأمير الصنعاني ، وأحالت في الأُخر لمقالة الأستاذ عبد الله الحبشي بعنوان ( مؤلفات محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ) وقد نشرت في مجلة الإكليل السنة الأولى العدد رقم ( 2 ) والتي تصدرها وزارة الإعلام والثقافة بصنعاء . وكذلك كتابه مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن . ومن مؤلفاته :
- إسبال المطر على قصب السكر
- تحقيق عبارات قصص القرآن المسمى ( الإيضاح والبيان )
- تطهير الاعتقاد من درن الإلحاد
- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار في علوم الآثار
- ديوان ابن الأمير الصنعاني
- جواب لسؤال : هل التحدي بالقرآن مستمر ، أم يرتفع إذا اختلت اللسان
- رفع الأستارلإبطال أدلة القائلين بفناء النار
- سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام
وفاته :
توفي يوم الثلاثاء من شهر شعبان عام 1182 هـ عن 83 عاماً
ولأخينا الشيخ المنصور نظرة في نسبة هذا التفسير للصنعاني ، يا حبذا لو يتحفنا بها ..
---
روضة
01-16-2006, 03:33 PM
شكر الله لك اهتمامك وبارك فيك
ـــــــــــــــــــ
اللهم أكرمنا بأنوار الفهم
وأجرنا من ظلمات الوهم
---
أبو المعتز القرشي
01-17-2006, 04:02 AM
وبارك الله فيكِ
---
عبدالله الحضرمي
01-17-2006, 06:50 AM
جزاك الله خير اخي القرشي
---
أبو المعتز القرشي
01-17-2006, 10:05 PM
وإياك أخي عبد الله
---
المنصور
01-21-2006, 12:57 PM
السؤال المهم :
هل هذا المطبوع هو كامل ماوجد من التفسير ؟
إذ إن المطبوع مجلد واحد فقط ، أما الآخر فكله دراسة .(1/703)
هذا هو محل الإشكال عندي حول المطبوع ، ولاأشكك في نسبته للصنعاني ، بل أشكك في كون هذا المطبوع هو كل ماعثر عليه من مخطوطات الكتاب .
وشكر الله تعالى لكم ،،،
---
أبو المعتز القرشي
01-22-2006, 02:02 PM
شَكرَ اللهُ للشيخ المنصور هذا التعليق
---
أبو إياد
01-29-2006, 05:41 PM
الحمد لله وحده،
أول من حقق جزءاً من كتاب مفاتح الرضوان هو د. عبد الله بن سوقان الزهراني في رسالته في مرحلة الماجستير ونوقش عام 1410هـ (في غالب الظن)، حيث حقق من سورة الشعراء إلى نهاية سورة الروم، ثم تلته الباحثة هدى القباطي في اليمن في رسالتها الماجستير، ويعمل الآن على تحقيق ما تبقى منه ثلاثة باحثين: طالبان في مرحلة الماجستير، أحدهما من أول سورة لقمان إلى نهاية سورة الصافات، والثاني من أول سورة ص إلى نهاية سورة الدخان، وأما الباحث الثالث فيعمل على تقديمه بحثَ ترقية، وثلاثة الباحثين من قسم التفسير في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة.
وينتهي الكتاب في وسط سورة الفتح، وهل كتب المؤلف بعدها شيئاً؟ الله أعلم، إلا أنه أرخ تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم في شهر صفر 1180هـ، ووفاته كانت عام 1181هـ،
أما نسبة الكتاب إلى مؤلفه فغلبة الظن أنه للصنعاني صاحب سبل السلام، وهذا الظن يكاد يصل إلى اليقين، فإنه عزا في مفاتح الرضوان إلى كثير من كتبه الأخرى كالأنفاس الرحمانية، والسيف الباتر، وسبل السلام، وإيقاظ الفكرة، كما أن من يعرف أفكار الصنعاني -التي يدندن عليها كثيراً- يجزم أن الكلام كلامه، وأن الأسلوب أسلوبه، ولا مجال لسرد هذه الأفكار هنا،(1/704)
ومن باب العلم بالشيء فقد كان الشيخ حماد الأنصاري تغمده الله برحمته ينكر نسبة هذا الكتاب إلى الصنعاني إنكاراً شديداً، وذلك لأن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير (ابن صاحب سبل السلام) لما الف ترجمة والده -الروض النضير- لم يذكر له هذا الكتاب، وكذلك الشوكاني في البدر الطالع لم يذكر هذا الكتاب، والجواب عندي أن الكتاب -في غالب ظني- لم يبيض، فإن أسلوب المؤلف في بعض المواضع ركيك يدل على أنه لم يعتن بعبارته ولم يجودها، وترك تخريج بعض الأحاديث بياضاً فيقول مثلاً: أخرجه.......، كما أنه ترك تفسير بعض الآيات ولم يتعرض لها، وكأنه أراد الرجوع إليه بعد الانتهاء من إلقاء دروسه فوافته المنية -كما أشرت إلى تأخر تأليفه لهذا الكتاب-.
هذا وأرجو ممن عنده علم بهذا الكتاب أن يطلعني عليه، شاكراً ومقدراً وداعياً له بالتوفيق والغفران.
---
أبو المعتز القرشي
01-29-2006, 10:33 PM
أخي أبا إياد ، جزاك الله خيرا
---
أبو محمد الريشي
01-30-2006, 01:39 AM
كما أفيد الإخوة الكرام أن الجزء الذي تقدم بتحقيقه د. عبدالله بن سوقان الزهراني قد طبع أيضا في مجلدين وذلك منذ مايزيد على سنتين .
---
مساعد الطيار
01-30-2006, 11:17 PM
حياك الله أبا محمد ، وياليتك تفيدنا أين طبع تحقيق الدكتور عبد الله الزهراني ؟
---
أبو إياد
01-31-2006, 10:30 PM
أخي أبا محمد، عفا الله عنك! د. عبد الله سوقان الزهراني لم يطبع ما حققه من كتاب مفاتح الرضوان، بتاتاً إلى هذه الساعة التي أكتب فيها، وأنا أعرف ما أقول.
---
أبو عبيد الله
02-05-2006, 09:24 AM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
---
(1/705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث الدكتور رمضان عبد التواب (مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء)
---
بحث الدكتور رمضان عبد التواب (مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء)
---
إسلام معروف
06-24-2005, 01:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام أهل القرآن وحملته :السلام عليكم ورحمة الله
من خلال تجوالي خلال المنتديات لاحظت اهتمامكم في بموضوع حرف الضاد لذلك يشرفني أن أشارك معكم في هذا الحوار حول هذا الحرف وحتى لا أطيل عليكم أقول بأن حرف الضاد على الرغم من اهتمام علماء التجويد القدامى به وعلماء القراءات (حيث أنه ذكر في فاتحة الكتاب مرتين ) فقد اهتم به أيضا علماء اللغة العربية ، ومساهمة أولى مني أرجو أن يقرأ هذا البحث بعناية حيث أنه لأستاذ متخصص في اللغة العربية وباحث محقق لحرف الضاد وهو الأستاذ رمضان عبد التواب - رحمه الله - رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس بالقاهرة والله أسأل أن يجعل اهتمامكم خالصا لوجهه الكريم وإليكم البحث:
مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء
للأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب
مستل من المجلد الحادي والعشرين من مجلة المجمع العلمي العراقي - مطبعة المجمع العلمي العراقي - 1391 هـ ـ 1971 م
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
تخلط بعض الشعوب العربية بين صوتي الضاد والظاء خلطاً كبيرًا في النطق والكتابة ، كما هو الحال في بعض بلاد العراق وشمالي أفريقيا . وليس صوت الضاد الشائع في مصر وبلاد الشام بأسعد من صنوه في العراق وبلاد المغرب ؛ إذ أنه تطور في اتجاه آخر من صوت الضاد القديم ، وإن لم يختلط هنا بصوت الظاء ، كما حدث في تلك البلاد .(1/706)
فالضاد التي ننطقها الآن في مصر ، عبارة عن صوت أسناني لثوي انفجاري ( شديد ) مجهور مفخم ، ينطق بأن تلتصق مقدمة اللسان باللثة والأسنان العليا التصاقا يمنع مرور الهواء الخارج من الرئتين ، كما ترتفع اللهاة والجزء الخلفي من سقف الحلق ( وهو المسمى بالطبق ) ليسد التجويف الأنفي ، في الوقت الذي تتذبذب فيه الأوتار الصوتية ، وترتفع مؤخرة اللسان قليلاً نحو الطبق ، ثم تزال هذه السدود فجأة ، فيندفع الهواء المحبوس إلى الخارج ، فنسمع صوت الضاد.
والضاد بهذا الشكل ، تعدّ المقابل المطبق ، أو بعبارة أخرى المقابل المفخم لصوت الدال . غير أننا إذا نظرنا إلى وصف القدماء لها ، من النحويين واللغويين وعلماء القراءات . عرفنا أن الضاد القديمة تختلف عن الضاد التي ننطقها الآن ، في أمرين جوهريين :
أولهما : أن الضاد القديمة ليس مخرجها الأسنان واللثة ،
بل حافة اللسان أو جانبه .
وثانيهما : أنها لم تكن انفجارية شديدة ،بل كانت صوتاً احتكاكياً رخواً فقد عدّها الخليل بن أحمد في حيز الجيم والشين ، وهما من الأصوات الغارية ، التي تخرج من الغار وهو سقف الحنك الصلب ، فقال في كتاب العين ( 1/ 64 ) وهو يذكر أحياز الحروف ( ثم الجيم والشين والضاد في حيز واحد )
كما يقول سيبويه في الكتاب (2 : 405 / 8 ) : ( ومن بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد ) . ويوضح ذلك المبرد ، فيقول في كتاب المقتضب (1 / 193 ) : ( ومخرجها من الشدق ، فبعض الناس تجري له في الأيمن ، وبعضهم تجري له في الأيسر ) ، كما يقول ابن جني في سر صناعة الإعراب ( 1 / 52 ) : ( ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد ، إلا أنك إن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن ، وإن شئت من الجانب الأيسر ) .
يتضح من هذه النصوص الفرق بين الضاد القديمة والضاد التي ننطقها الآن :
الفرق الأول : أنها كانت جانبية ، وليست أسنانية لثوية .(1/707)
أما الفرق الثاني : هو أنها لم تكن انفجارية ، بل احتكاكية أو رخوة ، فيتضح من قول سيبويه ( 1 : 406 / 3 ) في تقسيم الحروف : ( ومنها الرخوة وهي : الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء ) . ومعنى الاحتكاك أو الرخاوة هنا أن الهواء يتسرب عند النطق بالصوت محتكاً بنقطة تضييق في مجراه ، بعكس الانفجار أو الشدة ؛ إذ يقوم عائق أو سد في مجرى الهواء عند مخرج الصوت ، ثم يزول هذا العائق فجأة فيخرج الهواء مندفعاً فيحدث الصوت .
وقد عرفنا من قبل أن الضاد التي ننطقها اليوم في مصر ، هي المقابل المطبق أو المفخم للدال ، فالدال صوت ينطق بنفس الطريقة التي ينطق بها صوت الضاد ، مع فارق واحد ، وهو أن مؤخرة اللسان ترتفع قليلاً في اتجاه الطبق عند نطق الضاد ، ولا يحدث مثل ذلك مع الدال . أما الضاد القديمة ، فلا يقابلها شئ من الأصوات ؛ إذ يقول سيبويه (2 : 406 / 23 ) : ( ولولا الإطباق . . لخرجت الضاد من الكلام ؛ لأنه ليس شئ من موضعها غيرها ) .
[/SIZE]
وعلى هذا فالضاد التي ننطقها اليوم ، ليست هي الضاد
القديمة التي كانت عند العرب القدماء ، وإنما هي تطور عنها
ولنسمع في هذه الضاد القديمة آراء بعض العلماء :
يقول المستشرق ( شاده ) "" عن سيبويه إنه ( عدّ من الرخوة حرفاً خرج منها بعده في كثير من اللهجات العربية وهو الضاد ، فإنها ليست الآن من الرخوة إلا من لفظ من قال : ضرب مثلاً بضاد جانبية المخرج ،
وأما في النطق المعتاد في مصر ، يعني بضاد مقدمة المخرج ، فقد لحقت فيه الشديدة )(1/708)
ويقول المستشرق ( برجشتراسر ) "" : ( أما الضاد فهي الآن شديدة عند أكثر أهل المدن ، وهي رخوة ( عند القدماء ) كما هي الآن عند أكثر البدو ، ومع ذلك فليس لفظها البدوي الحاضر نفس لفظها العتيق ؛ لأن مخرج الضاد ( عند القدماء ) من حافة اللسان . ومن القدماء من يقول : من جانبه الأيسر ، ومنهم من يقول : من الأيمن ، ومنهم من يقول : من كليهما ؛ فمخرجها قريب من مخرج اللام من بعض الوجوه .
والفرق بينهما هو : أن الضاد من الحروف المطبقة كالصاد وأنها من ذوات الدويّ ، واللام غير مطبقة صوتية محضة ؛ فالضاد العتيقة حرف غريب جداً غير موجود _ حسبما أعرف _ في لغة من اللغات إلا العربية ، ولذلك كانوا يكنون عن العرب بالناطقين بالضاد . ويغلب على ظني أن النطق العتيق للضاد لا يوجد الآن عند أحد من العرب ، غير أن للضاد نطقاً قريباً منه جداً عند أهل حضرموت ، وهو كاللام المطبقة . ويظهر أن الأندلسيين كانوا ينطقون الضاد مثل ذلك ؛ ولذلك استبدلها الأسبان بصوت ID في الكلمات العربية المستعارة في لغتهم ، مثال ذلك أن كلمة ( القاضي ) صارت في الأسبانية : alcaide ومما يدل أيضاً على أن الضاد كانت في نطقها قريبة من اللام أن الزمخشريّ ذكر في كتابه ( المفصل ) أن بعض العرب تقول : ( الطجع ) بدل : ( اضطجع ) . ونشأ نطق الضاد عند البدو من نطقها العتيق بتغيير مخرجها من حافة اللسان إلى طرفه .
ونطقها عند أهل المدن نشأ من هذا النطق البدوي ؛ بإعماد طرف اللسان على الفك الأعلى ، بدل تقريبه منه فقط ، فصار الحرف بذلك في نطقه شديداً ، بعد أن كان رخواً .
ويرى ( كانتينو ) "" : أن ( النطق القديم كان (( ظْ لْ )) أي ظاء ذات زائدة انحرافية ، أي بتقريب طرف اللسان من الثنايا ، كما في النطق بالظاء ، وبأن يجري النفس لا من طرف اللسان ، بل ومن جانبيه أيضاً ) .(1/709)
كما يقول المستشرق ( هنري فليش ) "" : ( ولقد كان العرب يتباهون بنطقهم الخاص لصوت الضاد ، وهو عبارة عن صوت مفخم ، يحتمل أنه كان ظاء جانبية ، أي أنه كان يجمع الظاء واللام في ظاهرة واحدة . وقد اختفى هذا الصوت ، فلم يعد يسمع في العالم العربي ، وأصبح بصفة عامة صوتاً انفجاريا ، هو مطبق الدال ، وإما صوتاً أسنانياً هو الظاء ) .
وأخيراً يرى الدكتور إبراهيم أنيس"" أنه ( يستدل من وصف القدماء لهذا الصوت على أن الضاد كما وصفها الخليل ومنْ نَحَوْ نَحْوَه ، تخالف تلك الضاد التي ننطق بها الآن فالضاد الأصلية : كما وصفت في كتب القراءات ، أقل شدة مما ننطق بها الآن ، إذ معها ينفصل العضوان المكونان للنطق انفصالاً بطيئاً نسبياً ، ترتب عليه أن حل محل الإنفجار الفجائي انفجار بطئ ، نلحظ معه مرحلة انتقال بين هذا النوع من الأصوات وما يليه من صوت لين ، فإذا نطق بالضاد القديمة وقد وليتها فتحة مثلاً ، أحسسنا بمرحلة انتقال بين الصوتين ، تميز فيها كل منهما تميزاً كاملاً . هذا إلى أن الضاد ، كما وصفها القدماء ، كانت تتكون بمرور الهواء بالحنجرة ، فيحرك الوترين الصوتيين ، ثم يتخذ مجراه في الحلق والفم ، غير أن مجراه في الفم جانبي ـ عن يسار الفم عند أكثر الرواة ، أو عن يمينه عند بعضهم ، أو من كلا الجانبين ، كما يستفاد من كلام سيبويه . . . والذي نستطيع تأكيده هنا ، هو أن الضاد القديمة قد أصابها بعض التطور حتى صارت إلى ما نعهده لها من نطق في مصر . . ولا يزال العراقيون حتى الآن وبعض البدو ينطقون بنوع من الضاد يشبه إلى حدّ ما الظاء كما يشبه إلى حد كبير ذلك الوصف الذي رويّ لنا عن الضاد القديمة . والذين مارسوا التعليم في بلاد العراق يذكرون كيف يخلط التلاميذ هناك بين الظاء والضاد . والضاد القديمة ـ كما أتخيلها ـ يمكن النطق بها بأن يبدأ المرء بالضاد الحديثة ثم ينهي نطقه بالظاء ، فهي إذن مرحلة وسطى ، فيها شئ من شدة(1/710)
الضاد الحديثة ، وشئ من رخاوة الظاء العربية ؛ ولذلك يعدها القدماء من الأصوات الرخوة ) .
هذه هي بعض الآراء التي قيلت في الضاد العربية القديمة . ويبدو من وصف القدماء لها ، ومن تطورها في بعض اللهجات واللغات ، أنها كانت لاماً مطبقة ، كما يقول برجشتراسر ، كما يبدو أنه كان فيها بعض الشبه بالظاء والضاد الحديثة ، وإلا ما تطورت في اتجاه كل واحد من هذين الصوتين في اللهجات العربية الحديثة .
أما ما ذهب إليه الدكتور كمال بشر"" من احتمال أن يكون القدماء قد ( وصفوا الضاد المولدة ، لا الضاد العربية الأصلية ) ، وترجيحه هذا الاحتمال بقوله : ( ربما لكثرة استعمال هذا الصوت وشيوعه على الألسنة عند قيام حركة التأليف اللغوي ) ـ فقد بنى مذهبه هذا على نص مُصَحَفْ في الترجمة العربية لكتاب ( العربية ) للمستشرق يوهان فك ( ص 102 / 9 ) وهو ( كما يتعلق بهذا أيضاً تغيير حرف الضاد ، وهذا الصوت الذي هو في أصله الحرف المطبق القسيم للدال ، خاص بالعربية ) . هذا النص يفهم منه أن الضاد في الأصل هي النظير المفخم للدال ، أي أنها حينئذ ـ كما يقول الدكتور بشر ( كانت تشبه ضادنا الحالية أو هي هي ) . غير أن الترجمة العربية بها تصحيف في هذا الموضع للأسف ، كما في الأصل الألماني ( Arabiya,S.58,35 ) : ( الحرف المطبق القسيم للذال ) . وقد حدث مثل هذا التصحيف مرة أخرى في الترجمة العربية ( 103 / 2 ) :( كالدال المفخمة ). وصوابه كما في الأصل الألماني Arabiya,S.58,35 )) ( كالذال المفخمة) .(1/711)
وإذا نظرنا إلى اللغات السامية ، وجدنا أن الضاد العربية تقابل صاداً في اللغة الأكادية والأوجاريتية والعبرية ؛ فكلمة ( أرض ) في العربية ، تقابل كلمة ersetu في الأكادية ، وكلمة ars في الأوجاريتية ، وكلمة eres في العبرية . كما تقابل الضاد غيناً في السريانية مثل ar a بمعنى ( أرض ) كذلك . ولم تبق ضاداً إلا في العربية الشمالية والعربية الجنوبية ( السبئية والمعينية ) والحبشية ، مثل كلمة rd في العربية الجنوبية بمعنى ( أرض ) كذلك "" . وكلمة : dahny بمعنى ( الشمس ـ الضحى ) في الحبشية "" .
وتقول ( مارية هنفر "") : إن هذه الضاد احتكاكية في الحبشة ، ولابد أنها كانت كذلك في العربية الجنوبية . والدليل على صحة ذلك ورود بعض الكلمات التي كتبت بالضاد في بعض النقوش ، وبالزاي في بعضها الآخر ، فلو كانت هذه الضاد انفجارية ، لما التبست على الكاتب إطلاقاً ، فدلت كتابته إياها بصورة الزاي على أنها كانت احتكاكية .
وإذا كانت الضاد بهذه الصورة توجد في بعض اللغات السامية كما رأينا ، كان من التجوز قول ابن جني : ( واعلم أن الضاد للعرب خاصة ، ولا يوجد من كلام العجم إلا في القليل "" ) .
أما السر في إطلاق ( لغة الضاد ) على اللغة العربية ، فإنه يكمن لي أن هذه الضاد كانت مشكلة عويصة بالنسبة لمن يريد أن يتعلم العربية من الأعاجم . ويقول الدكتور إبراهيم أنيس : ( يظهر أن الضاد القديمة كانت عصية النطق على أهالي الأقطار التي فتحها العرب ، أو حتى على بعض القبائل العربية في شبه الجزيرة ، مما يفسر تلك التسمية القديمة (( لغة الضاد )) كما يظهر أن النطق القديم بالضاد ، كان إحدى خصائص لهجة قريش "" )(1/712)
ويقول ابن الجزري "" : (( والضاد انفرد بالاستطالة ، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله ، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة ، وقل من يحسنه ، فمنهم من يخرجه ظاء ، ومنهم من يمزجه بالذال ، ومنهم من يجعله لاماً مفخمة ، ومنهم من يشمه الزاي . كل ذلك لا يجوز )
وكل هذا الذي حكاه ابن الجزري ، روت لنا كتب الإبدال طرفاً منه ؛ فمن أمثلة الضاد والظاء ما حكاه أبو الطيب اللغوي في كتابه الإبدال ( 2 / 270 ) من قوله : ( الحَضَل والحَظَل : فساد يلحق أصول سعف النخل ). ومن أمثلة الضاد والذال ( الإبدال 2 / 16 ) : ( ما ينبض له عِرْقٌ نبضاً ، وما ينبِذ له عرق نبذاً . وقد نَبَض العرق ينبض ، ونبذ ينبذ : إذا ضرب ) ومن أمثلة الضاد واللام ( الإبدال 2 / 277 ) : ( تقيَّض فلان أباه وتقيَّله تقيَضاً وتقيّلا : إذا نزع إليه في الشبه ) . ومن أمثلة الضاد والزاي ( الإبدال 2 / 138 ) : ( أنا على أوفاز وعلى أوفاض : أي على عجلة ) .
ويحدثنا اللغويون عما سموه ( بالضاد الضعيفة ) وهو من مظاهر عدم تمكن بعض العرب القدماء من نطق الضاد التي عرفنا وصفها من قبل ؛ يقول ابن يعيش : ( والضاد الضعيفة من لغة قوم اعتاصت عليهم ، فربما أخرجوها طاء وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا ، وربما راموا إخراجها من مخرجها ، فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء "" ) .
وقد وصلت إلينا بعض الأخبار التي تؤكد لنا أن الناس كانوا يخلطون الضاد بالظاء في بعض الأحيان ؛ فقد روى أبو علي القالي أن رجلاً ( قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أيضحى بضبي ؟ قال : وما عليك لو قلت : بظبي ؟! قال : إنها لغة . قال : انقطع العتاب ولا يضحى بشيء من الوحش "".(1/713)
كما سجل الجاحظ مثل هذا الخلط بين الضاد والظاء في كتابه البيان والتبيين ( 2 / 211 ) : ( فقال : وزعم يزيد مولى ابن عون ، كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمياء ، فكان إذا دعاها قال : يا ضمياء بالضاد ، فقال ابن المقفع : قل ياظمياء ، فناداها : ياضمياء ، فلما غيّر عليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثاً ، قال له : هي جاريتي أو جاريتك ؟ ) .
ويذهب المستشرق ( برجشتراسر ) إلى ( أن نطق الظاء كان قريباً من نطق الضاد وكثيراً تطابقتا وتبادلتا في تاريخ اللغة العربية . وأقدم مثل لذلك مأخوذ من القرآن الكريم ، وهو (( الضنين )) في سورة التكوير ، فقد قرأها كثيرون بالظاء مكان الضاد التي رسمت بها في كل المصاحف . وممن قرأها بالظاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما قال مكي في كتاب الكشف "" : ومما لا شك فيه أن العرب القدامى في البيئة القرشية ، كانوا يفرقون بين الضاد والظاء ، بدليل أن الكتابة العربية التي شاعت أول ما شاعت في قريش"" ، فرقت بين الصوتين في الصورة الموضوعة لكل منهما ) .(1/714)
ويقول الدكتور إبراهيم أنيس "" : ( لا يخالجنا الآن أدنى شك في أن العرب القدماء كانوا في نطقهم يميزون هذين الصوتين تمييزاً واضحاً ، ولكنهم فيما يبدوا كانوا فريقين : فريق يمثل الكثرة الغالبة ، وهؤلاء هم الذين كانوا ينطقون النطق الذي وصفه سيبويه . أما الفريق الآخر فكان يخلط بين الصوتين . وهذا الخلط الذي وقع في بعض اللهجات المغمورة ، إنما كان سببه أن هذين الصوتين ـ على حسب وصف سيبويه لهما ـ يشتركان في بعض النواحي الصوتية ، أو بعبارة أخرى كان وقعهما في الآذان متشابها . ولعل مما يستأنس به لهذا التشابه بين الصوتين في النطق القديم ، وقوعهما في فاصلتين متواليتين من فواصل القرآن الكريم "" ، مثل ما جاء في سورة فصلت (41 / 50 ـ 51 ) قال تعالى : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ؛ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْأِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ) .
ولعل هذا الخلط بين صوتي الضاد والظاء كان قد شاع في القرن الثالث الهجري ، وكان هو السر فيما ذهب إليه أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي اللغوي المشهور ( توفي سنة 231 هـ ) من أنه يجوز عند العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء ؛
فقد روى ابن خلكان "" أن ابن الأعرابي كان يقول : ( جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء ، فلا يخطئ من يجعل هذه في موضع هذه . وينشد :
إلى الله أشكو من خليل أوده * ثلاث خلال كلها لي غائض
بالضاد ( بدل غائظ ) ، ويقول : هكذا سمعته من فصحاء العرب ) .(1/715)
ويزعم ابن جني أن ذلك ليس من باب المعاقبة ، وإنما هي مادة أخرى فيقول : ( وأما قول الشاعر :
إلى الله أشكو من خليل أوده * ثلاث خلال كلها لي غائض
فقالوا : أراد ( غائظ ) فأبدل الظاء ضاداً .
ويجوز عندي أن يكون غائض غير بدل ، ولكنه من غاضه : أي أنقصه ، فيكون معناه : أي ينقصني ويتهضمني ) .
ولقد كانت محاولات بعض من ألف في موضوع الضاد والظاء من اللغويين العرب ، منحصرة أحياناً في تنبيه الكتاب حتى لا يخلطوا الضاد بالظاء في خطوطهم متأثرين في ذلك بنطقهم الذي كان من العسير إصلاحه ، فنحن نرى مثلاً الزنجاني ( انظر فيما يلي حديثنا عن تراث الضاد والظاء ) يقول : ( هذا كتاب معرفة ما يكتب بالضاد والظاء معاً والفرق بينهما في الخط والهجاء ، إذا كانا على بناء واحد وصورة واحدة في اللفظ ) كما يقول الحريري : ( ما اشتبه لفظه واختلف كتابه لاختلاف معناه ) . كما تذكر المصادر عن القفطي أنه ألف ( كتاباً في الضاد والظاء ، وهو ما اشتبه في اللفظ ، واختلف في المعنى والخط ) .
ولم يحاول منهم إلا أبو بكر الصدفي أن يفرق بوضوح بين نطق الضاد والظاء حين قال : ( . . لتستدل به على بعض ما التبس على بعض المسلمين بالفرق بينهما من إبانة الظاء بإظهار طرف اللسان في النطق بها ، ورفعك رأسها عند كتابتها ، وضم الأسنان على الضاد ، وميلك باللسان إلى الأضراس من ناحية الشمال ، فيفرق بينهما في خطهما ) .
ونحن نرى أثر هذا الخلط بين الضاد والظاء في بعض البلاد العربية في أيامنا هذه ، فقد سبق أن أوردنا ما حكاه الدكتور أنيس عن نطق العراقيين للضاد نطقاً مشابهاً لنطق الظاء .(1/716)
وليس هذا الأمر خاصاً بالعراقيين فحسب ، بل إن أهل تونس يخلطون في أيامنا هذه بين الضاد والظاء ، فينطقونها قريبين من الظاء ، وكان زميل تونسي بجامعة ميونخ يسألنا إن كانت هذه الكلمة أو تلك تكتب بالظاء المشالة أو غير المشالة ! وهو يقصد بالمشالة التي فوقها ألف ، وهي الظاء المعروفة ، وبغير المشالة : الخالية من هذه الألف في الخط ، وهي الضاد المعروفة .
كما يقول كانتينو "" : ( وقد صارت الضاد ظاء في الألسن العربية الدارجة العصرية عادة واستوت تماما في الظاءات الأصلية في اللغة ، فنشأ عن ذلك كيفيات مختلفة في نطق الضاد مماثلة لمختلف كيفيات نطق الظاء في العالم الناطق بالعربية ، فتنطق في اللهجات المغربية ظاء ودالاً مضخمة وطاء ، نحو : ظرب وضرب وطرب ، في : ضرب ) . وفي كلامه هذا تعميم لا يصح ، وإن كان مأخوذاً من اللهجات المغربية . غير أنه يعود فيقول : ( وأكثر أنواع نطق الضاد في الفصحى شيوعاً هو نطقها كالظاء ، إذا كان في لهجة المتكلم حروف ما بين الأسنان " الذال والثاء والظاء " ، وكالدال المضخمة إذا انعدمت من لهجته تلك الحروف ).
أما الضاد القديمة فقد عرفنا من قبل أن هناك نطقاً يشبهه عند أهل حضرموت ، وهو كاللام المطبقة ، فيما ذكره المستشرق ( برجشتراسر ) .
ويضيف الدكتور خليل نامي إلى ذلك أن ( هذا النطق موجود أيضاً في لهجات منطقة ظفار كالمهرية والشحرية ، كما هو مجود أيضاً في منطقة دثينة بجنوب بلاد العرب ، وهو موجود أيضاً في لهجات الجزيرة بالسودان "" ) .
ونختم هذا البحث بمناقشة الحديث الذي ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أنا أفصح من نطق بالضاد ) ، فنقول : لم يرو هذا الحديث في كتب الحديث الصحيحة . وقال عنه ابن الجزري "" : ( والحديث المشهور على الألسنة : أنا أفصح من نطق بالضاد ، لا أصل له ، ولا يصح ) .(1/717)
وقد رواه ابن هشام في مغني اللبيب ( 1 / 114 ) : ( أنا أفصح من نطق بالضاد ، بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر ) . وقال عنه صاحب حاشية الأمير ( 1 / 97 ) : ( والحديث غريب لا يعرف له سند ) .
وفي صبح الأعشى ( 1 : 202 / 7 ) ! ( والفصاحة والبلاغة إذا طلبت غايتها ، فإنها بعد كتاب الله في كلام من أوتي جوامع الكلم ، وقال : ( أنا من أفصح من نطق الضاد ) .
وفي المزهر للسيوطي ( 1 : 209 / 3 ) : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أفصح العرب ، رواه أصحاب الغريب ، ورووه أيضاً بلفظ أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش ) .
ويبدو أن هذا الحديث قد غيرت ألفاظه بعد أن شاعت تسمية اللغة العربية ( بلغة الضاد ) فقد وجدت في سيرة ابن هشام ( 1 / 167 ) قوله : ( قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول لأصحابه : أنا أعربكم ، أنا قرشي ، واسترضعت في بني سعد بن بكر ) .
ورواه ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث ( 1 / 177 ) بلفظ : ( أنا أفصح العرب ، بيد أني من قريش ) . كما رواه السيوطي في الجامع الصغير ( 1 : 107 / 12 ) : أنا أعرب العرب ولدتني قريش ، ونشأت في بني سعد بن بكر ) .
**************
تراث الضاد والظاء
**************
ألف كثير من اللغويين العرب في موضوع الضاد والظاء ، وقد ضاعت بعض هذه المؤلفات ولم يتبقى لنا منها إلا اسمها ، غير أنه قد سلم لنا من عواد الزمن الكثير منه . وفيما يلي نحصي ما نعلمه من هذه المؤلفات ، وندل على المطبوع والمخطوط منها إن وجد :
1 ـ أبو بكر القيرواني ، أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم اللؤلؤي النحوي ( توفي سنة 318 هـ انظر ترجمته في بغية الوعاة 1 / 293 ) : الضاد والظاء : ذكره الزبيدي في طبقاته 266 فقال : ( وألف كتاباً في الضاد والظاء حسنه وبينه ) ، كما ذكره السيوطي في بغية الوعاة 1 / 293 والبغدادي في هدية العارفين 1 / ولم يذكروا له غيره .(1/718)
2 ـ أبو الفهد النحوي البصري ( تلميذ أبي بكر بن الخياط ، المتوفى سنة 320 هـ ، والذي كان من أصحاب المبرد . انظر شيئاً من أخباره في الفهرست 132 وطبقات الزبيدي 129 وبغية الوعاة 2 / 249 ) : الظاء والضاد والذال والسين والصاد : ذكره ابن خير في فهرسته 363 .
3 ـ أبو عمر الزاهد ، محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المعروف بغلام ثعلب ( توفي سنة 345 هـ . انظر ترجمته في إنباه الرواة 3 / 171 ) : الفرق بين الضاد ولظاء : ذكر بروكلمان 183 GAL,S I أن منه مخطوطة في مكتبة لا للي برقم 3141 وانظر كذلك دفتر كتبجانة لا للي ( المطبوع سنة 1311 هـ ) ص 216
4 ـ الصاحب ابن عباد ، أبو القاسم إسماعيل ( توفي سنة 358 هـ . انظر العبر للذهبي 3 / 18 ) : الفرق بين الضاد والظاء : لم يذكر هذا الكتاب أحد ممن ترجموا للصاحب بن عباد . ومنه مخطوطة بمكتبة الفاتح باستانبول رقم 5413 ومصورة عنها بمعهد المخطوطات 194 لغة .
وقد نشره الشيخ محمد آل ياسين ، ببغداد سنة 1958 عن مصورة لهذه النسخة .
5 ـ أبو الفتح المصري ، أحمد بن مطرف بن إسحاق القاضي ( كان في الدولة المصرية في أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي 386 ـ 411 ومات بعده في سنة 413 هـ . انظر ترجمته في معجم الأدباء 5 / 63 وهدية العارفين 1 / 72 ) : رسالة في الضاد والظاء : ذكرها ياقوت في معجم الأدباء 5 / 63 وقال إنه ( كتب بها إلى الشريف أبي الحسن محمد بن القاسم الحسيني عامل تنيس ) ، كما ذكرت في بغية الوعاة 1 /391 وهدية العارفين 1 / 73(1/719)
6 ـ أبو عبد الله محمد بن جعفر القزاز القيرواني ( توفي سنة 412 هـ . انظر ترجمته في بغية الوعاة 1 / 71 ) : الضاد والظاء : ذكر في بغية الوعاة 1 / 71 وكشف الظنون 1534 وهدية العارفين 2 / 61 وقال عنه في معجم الأدباء 18 / 109 إنه ( مجد ) . وسماه ابن خير في فهرسته 362 ( كتاب الظاء ) ، وذكر أنه في ثلاثة أجزاء ، وتحدث عن الطريق الذي رواه به فقال : ( كتاب الظاء من تأليف أبي عبد الله محمد بن جعفر النحوي المعروف بالقزاز . . . في ثلاثة أجزاء ، وكتاب الحروف في النحو من تأليفه أيضاً ، حدثني بهما أبو محمد بن عتاب رحمه الله ، عن أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ ، عن أبي عبد الله محمد بن جعفر النحوي مؤلفهما في برنامجه : سمعت عليه كتاب الظاء من تأليفه ثلاثة أجزاء ) .
7 ـ أبو القاسم مرجي بن كدثر المعري المقرئ النحوي ( كان حياً قبل سنة 449 هـ انظر ترجمته في معجم المؤلفين 12 / 317 ) : الضاد والظاء ذكره في معجم الأدباء 19 / 146 وبغية الوعاة ومعجم المؤلفين 12 / 217 وهدية العارفين 2 /426
8 ـ أبو الحسن علي بن أبي الفرج بن أحمد القيسي الصقلي ( كان قاضياً لمكة . انظر اللباب لابن الأثير 2 / 58 كما روي عن أبي ذر الأنصاري المتوفى سنة 434 هـ . انظر العبر للذهبي 3 / 314 ) : الفرق بين الضاد والظاء : منه مخطوط بالمتحف العراقي ببغداد رقم 1063 في مجموعة . ويحققه الدكتور محسن جمال الدين ( انظر المخطوطات اللغوية في مكتبة المتحف العراقي 58 والمباحث اللغوية 73 ) .(1/720)
9 ـ أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني ( توفى بعد سنة 470 هـ انظر ترجمته في الأنساب للسمعاني ( 6 /325 ) : معرفة ما يكتب بالضاد والظاء : منه نسخة مخطوطة في المكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية رقم 202 لغة ، تقع في 14 صفحة من القطع الصغير ، مكتوبة بخط تعليق ، أولها بعد إسناد الرواية : ( أنبأنا أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني ، قال : هذا كتاب معرفة ما يكتب بالضاد والظاء معاً ، والفرق بينهما في الخط والهجاء ، إذا كانا على بناء واحد وصورة واحدة في اللفظ ، ولكل واحد منهما معنى يخالف صاحبه في كلام العرب ، وكانا يشتبهان على من لا يعلم ، فيظنهما بمعنى واحد فلا يفرق بينهما وإنما ينبغي للكاتب أن يعرف معنى كل واحد منهما ، فيخالف بينهما في الخط لاختلاف معناهما في اللفظ . وقد فسرنا كل واحد منهما . . . الخ ) .
وقد عالج الزنجاني في هذا الكتاب 29 كلمة بالضاد وما يقابلها بالظاء وأول هذه الكلمات : ( العض والعظ ) وآخرها : ( القريض والقريظ ) .
ومن هذا الكتاب نسخة أخرى في ثلاث صفحات ينقص من آخرها كلمات : ( التقريض والتقريظ ، والقريض والقريظ ) برقم 4701 هـ في دار الكتب المصرية ، وهي نسخة مصورة ملحقة بكتاب ديوان الأدب للفارابي .(1/721)
10 ـ أبو محمد بن علي بن محمد الحريري ( توفى سنة 516 هـ انظر ترجمته في نزهة الألباء 379 ) : الفرق بين الضاد والظاء : منه نسخة بالمكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية برقم 543 ، كتبت سنة 1306 هـ ، تقع في 9 صفحات من القطع الصغير ، مكتوبة بخط نسخ ردئ . أولها : ( بسم الله الرحمن الرحيم . الفرق بين الضاد والظاء ، إملاء الإمام أبي محمد القاسم بن علي الحريري رحمه الله تعالى . لما كان الفرق بين الضاد والظاء مما لا يستغني الكاتب عن معرفته ، ولا يعذر في الجهالة . بحقيقته ، لم أجد طريقاً في إيضاحه خيراً من إثبات ما يكتب بالظاء ، ليعرف به أن ما عداه يكتب بالضاد . وقد رتبته على حسب ما جاء منه في حروف المعجم ، وشفعته بإثبات ما اشتبه لفظه واختلف كتابه ، لاختلاف معناه ، ولم يشذ من حصر الأمر عني إلا التلفظ من وحشي اللغة ، وبالله التوفيق ) .
وآخرها : ( والظراب اسم الهضاب ، يكتب بالظاء . والله أعلم بالصواب ) .
ومن الكتاب نسخة أخرى في برلين ( أهلورت 7022 ) كتبت حوالي سنة 880 هـ انظر بروكلمان . GAL I 227
هذا وقد نظم الحريري قصيدة في الظاءات ، وضمنها المقامة السادسة والأربعين ، وهي المقامة الحلبية ، وتقع في 19 بيتاً .
11ـ أبو محمد عبد الله بن محمد السيد البطليوسي ( توفى سنة 521 هـ انظر ترجمة في وفيات الأعيان 2 /282 ) : الفرق بين الأحرف الخمسة الظاء والضاد والذال والصاد والسين : ذكر هذا الكتاب ابن خير في فهرسته 363 فقال : ( كتاب الفرق بين الحروف الخمسة الظاء والضاد والذال والصاد والسين . تأليف أبي محمد بن السيد البطليوسي ، حدثني به الشيخ أبو الحسين عبد الملك بن محمد بن هشام القيسي رحمه الله ، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي مؤلفه ) كما ذكر في وفيات الأعيان 2 / 282 وهدية العارفين 1 / 454(1/722)
ومنه مخطوطة بمكتبة راغب باشا باستنبول رقم 1431 ( انظر بروكلمان GALS I 1758 ) ، ومنها مصورة بمعهد المخطوطات رقم 128 لغة ، وهي مكتوبة سنة 1106 هـ وتقع في 137 ورقة من القطع المتوسط ، وخطها نسخي مشكول . وأولها : ( بسم الله الرحمن الرحيم . قال عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي رحمه الله : الحمد لله الذي باسمه يبدأ الذكر ويختم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم . هذا كتاب قصدت فيه ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة التي يغلط فيها كثير من الناس فضلاً عن عوامهم ، وهي الظاء والضاد والذال والصاد والسين . . . ووجدت لبعضه قياساً يعين على ضبطه فنبهت عليه ، وأما أكثره فلا قياس له ، وإنما يضبط بالحفظ . . . ) وآخرها : ( والسلسبيل عين في الجنة انتهى . . . ) .
ومن اقتباسات في المزهر للسيوطي 1 / 469 ؛ 1 / 562 ؛ 2 / 94
12 ـ أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن حميدة النحوي ( توفى سنة 550هـ انظر ترجمته في بغية الوعاة 1 / 173 ) : الفرق بين الضاد والظاء : ذكر في معجم الأدباء 18 /252 وبغية الوعاة 1 / 173 وهدية العارفين 2 / 92 ( كتاب الظاء والضاد ) . وفي كشف الظنون 1435 في حرف الطاء المهملة أن له ( كتاب الطاء ) .
13 ـ أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي ( توفى سنة 551 هـ . انظر ترجمته في وفيات الأعيان 5 / 251 ) : ما يقرأ بالضاد المعجمة : منه مخطوطة بالمكتبة التيمورية بدار الكتب المصرية برقم 327 لغة في مجموع بخط أحمد تيمور باشا كتبه سنة 1322 هـ ( 26 ـ 36 ) . وهو عبارة عن قصيدة في 67 بيتاً تجمع الكلمات التي فيها حرف الضاد .(1/723)
وأول الكتاب : ( بسم الله الرحمن الرحيم . قال الشيخ العالم العلامة البحر الفهامة سيدنا ومولانا الشيخ أبو سالم يحيى بن سلامة الحصفكي بآمد سنة سبع وخمسمائة : هذه قصيدة جمعت فيها أكثر ما نطق الناس من حروف الضاد الجارية في اللغة العربية ، وأخللت بحروف قلما تستعمل . وقصدي أن يعرف المتكلم أن ما كان مذكوراً فهو بالضاد ، وما ليس مذكوراً فيها فهو بالظاء . والله المسئول يوفقنا نعود إلى طاعته ونذود عن معصيته.
خذ من الضاد ما تداوله النا* س وما لا يكون عنه إعتياض
وآخره :
وافترضها ستين بيتاً تليها * سبعة وافتراضها افتراض
تمت القصيدة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه . . . ) . ومن الكتاب نسخة أخرى لم أتمكن من رؤيتها ، في المكتبة التيمورية كذلك برقم 466 لغة .
14 ـ أبو نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن محمود الفروخي ( توفى سنة 557 هـ . انظر ترجمته في فوات الوفيات 2 / 343 ) : منظومة في الفرق بين الظاء والضاد : منها مخطوطات كثيرة تنسب في بعض الأحيان إلى غر صاحبها ؛ فهي للفروخي في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 328 لغة ( ص 100 ـ 103 ) وفيه أنه ( تعرض في القصيدة لمدح الوزير ابن هيبرة ) . وفي ترجمته في فوات الوفيات أنه ( كان كاتباً على أعمال السواد من قبل الوزير ابن هيبرة ) كما تنسب للفروخي في مجموع برقم 327 لغة تيمور( ص 21 ـ 26 )
كما تنسب لمن يسمى الشيخ شحادة في مجموع برقم 534 لغة تيمور ( ص 6 ـ 8 ) ، وقال عنها أحمد تيمور في أول المجموع إنها للفروخي . وتنسب للشيخ مهذب الدين الخلوي في آخر مخطوط الفاتح 5413 ( معهد المخطوطات 256 لغة . ونشرت منسوبة لابن قتيبة في مجلة لغة العرب ، سنة 1929 في الجزء السادس من السنة السابعة ـ يونية ( 461 ـ 463 ) نشرها الدكتور داود الجلبي الموصلي . ولم تنسب في مجموع 54 لغة ش بدار الكتب ( ص 5 ـ 14 ) وكذلك في 510 مجاميع طلعت بدار الكتب ( ورقة 138 ـ 139 ) وأولها في جميع هذه المخطوطات :(1/724)
أفضل ما فاه به الإنسان * وخير ما جرى به اللسان
غير أن طولها يتراوح في هذه النسخ من 17 بيتاً إلى 58 بيتاً . ومنها 42 بيتاً في مجموعة أوراق دشت في المكتبة الزكية بدار الكتب المصرية برقم 955 تبدأ بالبيت الثاني في القصيدة ، مع سقط في سلسلة نسب الفروخي .
15 ـ أبو محمد سعيد بن المبارك ، المعروف بابن الدهان النحوي ( توفى سنة 569 هـ . انظر ترجمته في بغية الوعاة 1 / 587 ) : الغنية في الضاد والظاء : ذكر في وفيات الأعيان 2 / 124 وبغية الوعاة 1 / 587 ومعجم الأدباء 11 / 221 وكشف الظنون 2121 وهدية العارفين 1 / 391
16 ـ أبو البركات عبد الرحمن بن محمد بن الأنباري ( توفى سنة 577 هـ انظر ترجمتنا المفصلة له في مقدمة كتب البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث ) : زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء : وهو مذكور في مصادر كثيرة ( انظر مقدمة البلغة ص 26 رقم 37 ) . ومنه مخطوطة في مجموع بمكتبة أحمد الثالث باستانبول رقم 2729 وقد حققناه عنها ، وسننشره في القريب العاجل إن شاء الله تعالى .
17 ـ محمد بن نشوان بن سعد بن نشوان الحميري ( توفى سنة 610 هـ . انظر هدية العارفين 2 / 109 ) : الفرق بين الضاد والظاء : نشره الشيخ محمد حسن آل ياسين ، مع كتاب أبي حيان الآتي بعد ، في مجلد واحد . بغداد 1961
18 ـ أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن سليمان اللخمي الأسكندراني ( توفى سنة 629 هـ . انظر ترجمته في هدية العارفين 1 / 808 ) : المراد في كيفية النطق بالضاد : ذكر في بغية الوعاة 2 / 236 وهدية العارفين 1 / 808 .
19 ـ أبو الفتوح نصر بن محمد الموصلي ( توفى سنة 630 هـ . انظر ترجمته في بغية الوعاة 2 / 315 ) : رسالة في الضاد والظاء : ذكرت في كشف الظنون 876 ووصفها السيوطي في بغية الوعاة بأنها رسالة بديعة .(1/725)
20 ـ أبو بكر الصدفي ، محمد بن أحمد الصابوني ( توفى سنة 634 هـ انظر ترجمته في الأعلام 6 / 215 ) : معرفة الفرق بين الظاء والضاد : منه مخطوطة في مكتبة الفاتح باستانبول رقم 5413 ومصورة عنها بمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية رقم 275 لغة ، تقع في 70 صفحة من القطع الصغير ، مكتوبة بخط نسخي جميل مشكول . أولها : ( بسم الله الرحمن الرحيم . قال أبو بكر الصدفي القروي : أما بعد فإنك سألتني أن أشرح لك طرفاً من حروف الظاء والضاد ، لتستدل به على بعض ما التبس على بعض المسلمين بالفرق بينهما من إبانة الظاء بإظهار طرف اللسان في النطق بها ، ورفعك رأسها عند كتابتها ، وضم الأسنان على الضاد ، وميلك باللسان إلى الأضراس من ناحية الشمال ، فيفرق بينهما في خطهما فكتبت لك من ذلك أمثلة لتحتذي بها ،وأصولاً لتقتدي بها باتباع من كتاب الله تعالى وشواهد من الشعر .
وقد عالج الصدفي في هذا الكتاب 27 كلمة بالظاء ، وأخرى مثلها بالضاد .
أولها : ( العظة والعضة ) وآخرها : ( الحنظل والحنضل ) . وبآخر الكتاب قصيدة الفروخي السابقة ، منسوبة للشيخ مهذب الدين الخلوي في 17 بيتاً .
21 ـ أبو الحسن علي بن يوسف القفطي ( توفى سنة 646 هـ انظر ترجمته في معجم الأدباء 15 / 186 ) : كتاب الضاد والظاء وهو ما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى والخط : ذكر في فوات الوفيات 2 / 192 ومعجم الأدباء 15 / 186 وبغية الوعاة 2 / 213 وكشف الظنون 1434 هـ وهدية العارفين 1 / 709 .
22 ـ أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك النحوي صاحب الألفية المشهور ( توفى سنة 672 هـ . انظر ترجمته في بغية الوعاة 1 /130) : نظم ابن مالك أرجوزة وقصيدتين في الضاد والظاء ، كما شرح القصيدتين كذلك . وقد وصل إلينا كل ذلك :
أما الأرجوزة فتوجد كاملة في 173 بيتاً في مجموعة مخطوطة بمكتبة طلعت بدار الكتب المصرية رقم 545 مجاميع ( ص 15 ـ 20 ) . وأولها :(1/726)
أقول حامداً إلهاً صمدا * مصلياً على النبي أحمدا
ومنها مخطوطتان ناقصتان من الآخر ، إحداهما في مجموع بالمكتبة التيمورية برقم 259 مجاميع ( ص 113 ـ 121 ) والأخرى في مجموع آخر بالمكتبة التيمورية برقم 530 لغة ( ص 187 ـ 194 ) .
وأما أولى القصيدتين فمنها مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم 5830 ، بعنوان : كتاب في الفرق بين الضاد والظاء في 44 صفحة من القطع الصغير بخط نسخي جميل مضبوط بالشكل . والقصيدة عبارة عن 74 بيتاً مشروحة شرحاً مستفيضاً به روايات عن كثير من العلماء كالليث والأزهري وثعلب وابن دريد وغيرهم ، وبه شواهد كثيرة . وتبدأ القصيدة بقول ابن مالك :
الحمد لله ما عم الورى بنعم * وما ارتجى شاكر منه مزيد كرم
وأما القصيدة الثانية فاسمها : ( الإعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد ) وقال عنها ابن مالك في أولها : ( هذه قصيدة تجمع ضوابط مميزة للظاء من الضاد ، بحصر رزقت الإعانة عليه ، وخصصت بالسبق إليه ) . وتبدأ بالبيت التالي :
بسبق شين أو الجيم استبانة ظا * أو كاف أو لام أيضاً كظ متلمظا
ومن هذه القصيدة مخطوطات كثيرة في بلاد العالم ( انظر بروكلمان GAL I 300., S I 526 وزد على ما ذكره نسختين بالمكتبة التيمورية ، الأولى برقم 409 لغة ، والأخرى برقم 349 مجاميع ) .
ومن كتاب ( الإعتضاد ) اقتباس في المزهر للسيوطي 2 / 282 ـ 286 وقد أشار إلى الأرجوزة والقصيدتين أحد الشعراء بقوله ، ذاكراً مؤلفات ابن مالك ( بغية الوعاة ( 1 / 132 ) :
وفي الضاد والظا قد أتى بقصيدة * وأتبعها أخرى بوزنين أصّلا
وبيّن في شرحيهما كل ما غدا * على الذهن معتاصاً فأصبح مجتلى
وأرجوزة في الظاء والضاد قد حوى * بها لهما معنى لطيفاً وحصّلا
23(1/727)
ـ أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن حيان الأندلسي ( توفى سنة 745 هـ . انظر ترجمته في فوات الوفيات 2 / 555 ) : الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء : وهو كتاب لخصه أبو حيان من ( الإعتضاد ) لابن مالك ، ورتبه على ما فيه من ظاء من حروف المعجم . وهو مذكور في بغية الوعاة 1 / 282 وفوات الوفيات 2 / 561 وهدية العارفين 2 / 152 ومنه مخطوطة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 349 مجاميع ( ص 174 ـ 194 )
كما نشره الشيخ محمد آل ياسين مع كتاب محمد بن نشوان الحميري ، السابق بغداد 1961 .
24 ـ عبد الله بن أحمد بن علي الكوفي الهمذاني المعروف بابن الفصيح ( توفى سنة 745 هـ . انظر ترجمته في بغية الوعاة 2 / 32 ) : قصيدة في الفرق بين ظاءات القرآن وضاداته ، تسمى بعمدة القراء وعدّة الإقراء : منها مخطوطة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 349 مجاميع ( ص 196 ـ 202 ) مع شرح للمؤلف عليها ، فرغ منه في سنة 734 هـ . وأوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله على ما أولى من عطائه . . . وبعد ، فإن الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن أحمد بن علي الكوفي الهمذاني نظم هذه القصيدة ، للفرق بين ظاءات القرآن المجيد وضاداته وسماها : عمدة القراء وعدّة الإقراء ، فنظر فيها نحارير العلماء ، وأجالوا فيها الأفكار ، فوجدوها من أنفس الدرر الأبكار ، وافية بالمراد المطلوب ، كافلة بالنفيس المرغوب ، فاستحسنوها استحسان من خبرها ، وأثنوا عليها ثناء من تدبرها ، فأمرني منهم من افترض الله طاعته عليّ ، وضاعف نعمه لديّ ، أعلق لها شرحاّ يقوم بحلها أحسن القيام ، ويبلغ حافظها غاية المرام ، فلم يسعني إلا قبول أمره المطاع ). وأول أبيات القصيدة :
حفظت وعظاً عظيماً مظهر الظفر * ظعنت يقظان عن ظلم على ظفر
ومن الكتاب مخطوطة أخرى في برلين ( أهلورت 10326 ) . انظر بروكلمان GAL II 465 .(1/728)
يحيى بن عمر بن محمد المكي القرشي ( توفى سنة 885 هـ . انظر ترجمته في الضوء اللامع 10 / 238 ) ما يكتب بالضاد والظاء مع اختلاف المعنى : منه مخطوطة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 259 مجاميع ( ص 29 ـ 58 ) . مكتوبة بخط رقعة حديث جميل جداً . وقد رتب ابن فهد الكلمات على حروف المعجم . أوله : ( باب الألف : الإظراب هو الحسد . والإضراب : الإعراض ) . وآخره : ( والوضف واحد الأوضاف وهي خيوط تعمل شبه القلاع ، ويرمى فيها بالحجارة . . . ) . ومن الكتاب مخطوطتان أخريان في المكتبة التيمورية ، في مجموع برقم 324 لغة ( ص 2 ـ 16 ) ، والأخرى في مجموع آخر برقم 530 لغة ( 277 ـ 289 ) .
26 ـ نور الدين علي بن محمد بن علي بن غانم المقدسي المصري ( توفى سنة 1004 هـ انظر ترجمته في ريحانة الألباء 2 / 52 ) : بغية المرتاد لتصحيح الضاد : منه مخطوطات في أماكن عدة . انظر بروكلمان GAL II 342., S II 395, 429 ، وقد ذكر في كشف الظنون 868 كما طبع مع كتاب المقايسات لأبي حيان التوحيدي ( انظر معجم المطبوعات لسركيس ص 197 ) .
27 ـ عبد المجيد بن علي بن محمد بن علي الحسني المناوي ( توفى سنة 1163 هـ انظر ترجمته في بروكلمان ( GAL S II 676 : منظومة في الفرق بين الظاء والضاد : منها نسخة ضمن مجموعة بدار الكتب المصرية برقم 524 مجاميع ، ولم أتمكن من رؤيتها .
28 ـ أحمد عزت ، مميز قلم تحريرات ولاية بغداد ( توفى سنة . انظر المباحث اللغوية ص 72 ) : فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء : مطبوع في بغداد سنة 1328 هـ . ويقع في 108 صفحة من القطع الصغر ، عالج فيه مؤلفه نحو 1850 كلمة بالضاد أو بالظاء . وقد جعله قسمين : الأول فيما يكتب بالضاد ، والآخر فيما يكتب بالظاء وفسر كل كلمة بالعربية والتركية والفارسية . وهناك شخصان مجهولان هما :(1/729)
29 ـ أبو الحسن علي بن سالم بن محمد العبادي الشنيني : قصيدة في الظاءات : منه نسخة كتبت في القرن السادس الهجري تقريباً ، في مكتبة برلين ( أهلورت 7021 ) . انظر بروكلمان . GALS II 949
30 ـ الإمام محمد الخزرجي : منظومة في الفرق بين الظاء والضاد : منها نسخة في مكتبة برلين ( أهلورت 7024 ) . انظر بروكلمان GALS II 923
وهي بلا نسبة في مجموع بالمكتبة التيمورية رقم 298 مجاميع ( ص 245 ـ 249 ) عبارة عن 43 بيتاً . وتسمى : ( المرصاد في ضابط الظاء والضاد ) وأولها :
الحمد لله العظيم الواحد * ذي الفضل والإحسان والمحامد
وآخرها :
وأشرقت في فلك نجوم * واتسعت في سلك رجوم
****************************
مصادر البحث
*********************
أولاً : المصادر العربية :
ـــــــــــــــ
1. الإبدال ،2. لأبي الطيب اللغوي ـ تحقيق عز الدين التنوخي ـ دمشق1969
3. الأصوات اللغوية ،4. للدكتور إبراهيم أنيس ـ القاهرة 1961
5. الأعلام ،6. لخير الدين الزركلي ـ القاهرة 1954 ـ 1959
7. أنباه الرواة على أنباه النحاة ،8. للقفطي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة 1950 ـ 1955
9. الأنساب ،10. للسمعاني ـ حيدر آباد الدكن بالهند 1962 وما بعدها
11. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة 1964 ـ 1965
12. البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث ،13. لأبي البركات بن الأنباري ـ تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب ـمركز تحقيق التراث بالقاهرة 1970
14. البيان والتبيين ،15. لأبي عمر الجاحظ ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ القاهرة 1948 ـ 1950
16. التطور النحوي للغة العربية ،17. للمستشرق الألماني برجشتراسر ـ القاهرة 1929
18. تفسير القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن ،19. للقرطبي ـ القاهرة 1967
20. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ،21. للسيوطي ـ القاهرة 1954(1/730)
22. حاشية الأمير على كتاب مغني اللبيب ،23. لابن هشام ـ القاهرة 1328 هـ
24. حرف الضاد وكثرة مخارجه في اللغة العربية ،25. للدكتور خليل نامي ـ مقالة في كلية الآداب بجامعة القاهرة ـ المجلد 21 العدد الأول . مايو 1959
26. الخط العربي وأثره في نظرة اللغويين القدامى إلى أصوات العلة ـ مقالة للدكتور رمضان عبد التواب ،27. بمجلة المجلة بالقاهرة ـ يوليه 1968
28. دروس في علم أصوات العربية ،29. لجان كانتينو ـ ترجمة صالح القرماوي ـ تونس 1966
30. ذيل الأمالي والنوادر ،31. للقالي ـ بولاق 1324 هـ
32. ريحانة الألباء وزهرة الحياة الدنيا ،33. لشهاب الدين الخفاجي ـ تحقيق عبد الفتاح الحلو ـ القاهرة 1967
34. سر صناعة الإعراب ،35. لابن جني ـ تحقيق مصطفى السقا وآخرين ـ القاهرة 1954
36. سيرة ابن هشام = السيرة النبوية ،37. لابن هشام ـ تحقيق مصطفى السقا وآخرين ـ القاهرة 1955
38. شرح ابن يعيش للمفصل ـ القاهرة ( بلا تاريخ )
39. صبح الأعشى في صناعة الإنشا ،40. للقلقشندي ـ مطبعة دار الكتب المصرية ،41. بالقاهرة 1920 وما بعدها
42. الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع ،43. للسخاوي ـ نشر القدسي ـ القاهرة 1353
44. طبقات النحويين واللغويين ،45. للزبيدي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم القاهرة 1954
46. العبر في خبر من غبر ،47. للذهبي ـ تحقيق صلاح الدين المنجد وآخرين ـ الكويت 1960
48. العربية ،49. ليوهان فك ـ ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار ـ القاهرة 1951
50. العربية الفصحى ،51. للأب هنري فليش اليسوعي ـ ترجمة الدكتور عبد الصبور شاهين ـ بيروت 1969
52. علم الأصوات عند سيبويه وعندنا ـ محاضرة للمستشرق الألماني ( شاده ) ألقاها في قاعة الجمعية الجغرافية الملكية ،53. ونشرت بصحيفة الجامعة المصرية ـ السنة الثانية 1931
54. علم اللغة العام ـ الأصوات ،55. للدكتور كمال محمد بشر ـ القاهرة 1970(1/731)
56. الفهرست ،57. لابن النديم ـ القاهرة 1348 هـ
58. فهرسه ما رواه عن شيوخه ،59. لابن خير الإشبيلي ـ القاهرة 1963
60. فوات الوفيات ،61. لابن شاكر الكتبي ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ القاهرة 1951
62. الكتاب ،63. لسيبويه ـ بولاق 1316 ـ 1317 هـ
64. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ،65. لحاجي خليفة . استانبول 1934
66. اللباب في تهذيب الأنساب ،67. لابن الأثير ـ القاهرة 1257 ـ 1369 هـ
68. المباحث اللغوية في العراق ،69. للدكتور مصطفى جواد ـ 1965
70. المخطوطات اللغوية في مكتبة المتحف العراقي ،71. لأسامة ناصر النقشبندي ـ بغداد 1969
72. المزهر في علوم اللغة وأنواعها ،73. لجلال الدين السيوطي ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرين ـ القاهرة 1958
74. معجم الأدباء ،75. لياقوت الحموي ـ تحقيق أحمد فريد رفاعي ـ القاهرة 1936
76. معجم المطبوعات العربية والمعربة ،77. ليوسف إليان سركيس ـ القاهرة 1928
78. معجم المؤلفين ،79. تراجم مصنفي الكتب العربية ،80. لعمر كحالة ـ دمشق 1957
81. معنى القول المأثور : لغة الضاد ،82. للدكتور إبراهيم أنيس ـ مقالة في الجزء العاشر من مجموعة البحوث والمحاضرات لمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1966 ـ 1967
83. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ،84. لابن هشام المصري ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ القاهرة ( بلا تاريخ )
85. المقتضب ،86. لأبي العباس المبرد ـ تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة ـ القاهرة 1963 ـ 1968
87. نزهة الألباء في طبقات الأدباء ،88. لأبي البركات بن الأنباري ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة 1967
89. النشر في القراءات العشر ،90. لابن الجزري ـ وقف على تصحيحه الشيخ علي محمد الضباع ـ القاهرة ( بلا تاريخ )
91. النهاية في غريب الحديث والأثر ،92. لابن الأثير ـ تحقيق محمد محمود الطناحي ـ القاهرة 1963 ـ 1965(1/732)
93. هدية العارفين في أسماء المؤلفين والمصنفين ،94. لإسماعيل باشا البغدادي ـ استانبول 1955
95. وفيات الأعيان ،96. وأنباء أبناء الزمان ،97. لابن خلكان ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ القاهرة 1948
*************
ثانياً : المصادر الإفرنجية :
ــــــــــــــــــــــ
C. Brockelmamann, GAL ( S ) = Geschichte der Arabisehen Litteratur, Bd, I. II, Leiden 1943 - 1949 und Suppl. I- III Leiden 1937 - 1942 .
C.Brockelmann,Grundriss der Vergleichenden Gran matik der semitischen Sprachen ,Bd.I.II,Berlin 1908-1913
G.Fuck,Atabiya,Untersuchungen zur arbischen Sprach –und Stilgeschte Berlin 1950
C.H.Gordon, Ugaritic Manual ,Rom 1935
M.Hofner,Aliudarabische Grmmatik, Leipzig 1943
S.Moscati, An introduction to the comparatve grammar of the semitic Languages …pb S.Moscati,
A.Spitaler ,E. Ullendorff and W .von Soden , Wiesbaden 1964
F. Praetorius Aethiopisehe Grammatik ,New York 1955
---
إسلام معروف
06-26-2005, 03:11 AM
بناء على رغبة إخواننا طلاب العلم تم إضافة بحث الدكتور رمضان عبد التواب منسقا على الوورد حتى يعم ما فيه من الفائدة .
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=83&stc=1
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2005, 01:15 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم إسلام على هذا البحث القيم للأستاذ الدكتور رمضان عبدالتواب وفقه الله ، وقد سبق نقاش مسائل ذات صلة بحرف الضاد ونطقه في الملتقى العلمي هنا .
- سؤال حول نطق حرف الضاد . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=173).
---
إسلام معروف
06-28-2005, 02:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فهذه رسالة مني إلى شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري - حفظه الله ورعاه - وإلى كل إخواني في الملتقى(1/733)
جزاكم الله خيرا ياشيخنا على اهتمامكم ببحث الدكتور رمضان عبد التواب - رحمه الله - وكما ذكرت فضيلتكم أنه دارت مناقشات على هذا المنتدى حول حرف الضاد وكيفية نطقه - وأيضا على غيره من المنتديات - فالهدف من المنشود من هذا البحث وما سوف يليه إن شاء الله ليس النقاش ولكن رد المسألة لأصلها ورد العلم إلى أهله وأهل التخصص فيه ، فقد كثر الكلام في هذه المسألة في صورة جدالات أو محاولة لدفاع عن شيخ أو اثبات خطأ شيخ وكانت تشوبها رائحة تعصب وعدم الكلام في صلب الموضوع .
فالهدف الرئيسي من عرض هذه الأبحاث هو بيان الحق بالحجج القاطعة والأدلة الشرعية الواضحة التي لاتشوبها شائبة ، فالحق أحق أن يتبع وهناك مسائل لابد من فصلها حتى نتعبد لله على بصيرة وعلى هدى فالقرآن متعبد بتلاوته قال تعالى : ( الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولائك يؤمنون به )
باختصار شديد نريد العودة إلى أصل الأصول ألا وهو اتباع الدليل ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى مايحبه ويرضاه وأن يصلح لنا نوايانا ويهدينا إلى سبيل الرشاد
والسلام عليكم ورحمة الله
---
(1/734)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد وقواعد وضوابط وكليات من كتاب أحكام القرآن لابن العربي
---
فوائد وقواعد وضوابط وكليات من كتاب أحكام القرآن لابن العربي
---
أبومجاهدالعبيدي
05-24-2006, 07:34 AM
يعد كتاب أحكام القرآن للقاضي ابن العربي من أجود كتب أحكام القرآن ، وفيه من الفوائد والدرر الشيء الكثير .
وقد رأيت أن أنتخب منه ما يسّر الله تعالى من الفوائد والقواعد والضوابط والكليات مع التعليق على بعضها بما يفتح الله به .
وهذا أوان الشروع في المقصود :
• قال في معرض بيانه لقرآنية البسملة : ( وَوَدِدْنَا أَنَّ الشَّافِعِيَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ لَهُ فَفِيهَا إشْكَالٌ عَظِيمٌ .)قلت : هذا كلام فيه مبالغة وهو دليل على تحامله على الشافعي .
• وفي بيان عدد آيات سورة الفاتحة قال : (لَا خِلَافَ أَنَّ الْفَاتِحَةَ سَبْعُ آيَاتٍ ، فَإِذَا عَدَدْتَ فِيهَا { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } آيَةً اطَّرَدَ الْعَدَدُ ، وَإِذَا أَسْقَطْتهَا تَبَيَّنَ تَفْصِيلُ الْعَدَدِ فِيهَا .قُلْنَا : إنَّمَا الِاخْتِلَافُ بَيْنَ أَهْلِ الْعَدَدِ فِي قَوْلِهِ : { أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ } هَلْ هُوَ خَاتِمَةُ آيَةٍ أَوْ نِصْفُ آيَةٍ ؟ وَيُرَكَّبُ هَذَا الْخِلَافُ فِي عَدِّ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } . وَالصَّحِيحُ أَنَّ قَوْلَهُ : { أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } خَاتِمَةُ آيَةٍ ؛ لِأَنَّهُ كَلَامٌ تَامٌّ مُسْتَوْفًى . فَإِنْ قِيلَ : فَلَيْسَ بِمُقَفًّى عَلَى نَحْوِ الْآيَاتِ [ قَبْلَهُ ] قُلْنَا : هَذَا غَيْرُ لَازِمٍ فِي تَعْدَادِ الْآيِ ، وَاعْتَبِرْهُ بِجَمِيعِ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَآيَاتِهِ تَجِدْهُ صَحِيحًا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى كَمَا قُلْنَا.)(1/735)
• (لَيْسَ فِي أُمِّ الْقُرْآنِ حَدِيثٌ يَدُلُّ عَلَى فَضْلِهَا إلَّا حَدِيثَانِ..) وذكرهما . وفي هذا نظر؛ فقد صح في فضلها أكثر من ذلك.
يتبع إن شاء الله ويسّر
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-25-2006, 10:22 AM
الأخ أبا مُجاهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددت أن تشفع رأيك بالنصوص.
أمّا أن يقول رأياً وتقول أنت رأياً مُجرّداً فهذا أقلّ ما يقال فيه أنه لا داعي له.
وتحامُلُ ابن العربيّ قد عرفناه من كلامِه على ابن حزم رحمه الله فقد
أبعد النّجعة ولم يفهم الرجل.
لكنّ في هذه المسألة التي تعرضها وأمثالها
وددت أن تكشف أو تحاول أن تكشف لنا مقاصد ابن العربي وإلى ماذا يُلمح
من خلال عرضك لأقوال الشافعيّ نفسه ولو اكتفيت بمختصر المزني لاكتفينا
جزاك الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2006, 01:16 PM
الأخ الكريم الدكتور : عبدالرحمن الصالح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على تعليقك ونصحك
وقصدي من هذا الموضوع : العرض لا الدراسة ؛ لأن الأمر سيطول
وأما كون هذا العرض المختصر مما لا داعي له ؛ فهذا أمر نسبي ، فقد يكون له داعي عند آخرين .
وتقبل تحيتي وشكري.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2006, 10:15 PM
قال في أول تفسيره لسورة البقرة : ( وَلَيْسَ فِي فَضْلِهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إلَّا مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: { لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا يَدْخُلُهُ شَيْطَانٌ} خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ. )
أقول : هذا الحصر ليس بصحيح ؛ بل قد صح في فضلها أحاديث أخرى مذكورة في كتب فضائل السور.
وبهذه المناسبة أنبه نفسي وجميع الباحثين وطلبة العلم على أهمية التحري في إصدار الأحكام وعلى تجنب استعمال مثل هذه الصيغ التي لا يصح أن تصدر إلا ممن أحاط علماً بالمسألة التي يبينها.(1/736)
ولو قال في هذه هذا الحال : "ليس في فضلها حديث صحيح إلا حديث واحد فيما أعلم " لقبل ذلك .
ومن الكليات التي نص عليها : ما ذكره عند بيانه للمراد بالصلاة في قول الله تعالى : {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} ( لبقرة :3) ، حيث قال : ( وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ لَفْظٍ عَرَبِيٍّ يَرِدُ مَوْرِدَ التَّكْلِيفِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُجْمَلٌ مَوْقُوفٌ بَيَانُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلَّا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مَحْدُودًا لَا يَتَطَرَّقُ إلَيْهِ اشْتِرَاكٌ؛ فَإِنْ تَطَرَّقَ إلَيْهِ اشْتِرَاكٌ، وَاسْتَأْثَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ بَيَانِهِ، فَإِنَّهُ يَجِبُ طَلَبُ ذَلِكَ فِي الشَّرِيعَةِ عَلَى مُجْمَلِهِ، فَلَا بُدَّ أَنْ يُوجَدَ، وَلَوْ فَرَضْنَا عَدَمَهُ لَارْتَفَعَ التَّكْلِيفُ بِهِ، وَذَلِكَ تَحَقَّقَ فِي مَوْضِعِهِ.)
أقول : لعل مراد ابن العربي بكلامه هذا أن ما كان في القرآن من آيات الحلال والحرام والأحكام فمرجع بيانها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . وهو ما ذكره ابن جرير الطبري بقوله : ( فقد تبين ببيان الله جلّ ذكره أنّ مما أنزل الله من القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم، ما لا يُوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره -واجبه ونَدْبِه وإرْشاده-، وصنوفِ نَهيه، ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه، ومقادير اللازم بعضَ خَلْقه لبعض، وما أشبه ذلك من أحكام آيه، التي لم يُدرَك علمُها إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمَّته. وهذا وجهٌ لا يجوز لأحد القول فيه، إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له تأويلَه ، بنصٍّ منه عليه، أو بدلالة قد نصَبها، دالَّةٍ أمَّتَه على تأويله.) [ تفسير ابن جرير 1/74 بتحقيق شاكر].
---(1/737)
د.عبدالرحمن الصالح
05-26-2006, 05:24 AM
أخي أبا مجاهد حفظكم الله تعالى:
السلام عليكم
تجدون بيان مقصد ابن العربي في مقدمة بداية المجتهد لابن رشد بإذن الله
وفقكم الله تعالى
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-26-2006, 07:37 AM
في ضوء كلام ابن العربيّ :
1- بدا لي أن ابن العربيّ يتحدّثُ عن اللفظ المفرد وليس عن التركيب ، فقوله:
وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ لَفْظٍ عَرَبِيٍّ يَرِدُ مَوْرِدَ التَّكْلِيفِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُجْمَلٌ مَوْقُوفٌ بَيَانُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلَّا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مَحْدُودًا لَا يَتَطَرَّقُ إلَيْهِ اشْتِرَاكٌ؛ فَإِنْ تَطَرَّقَ إلَيْهِ اشْتِرَاكٌ، وَاسْتَأْثَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ بَيَانِهِ، فَإِنَّهُ يَجِبُ طَلَبُ ذَلِكَ فِي الشَّرِيعَةِ عَلَى مُجْمَلِهِ، فَلَا بُدَّ أَنْ يُوجَدَ، وَلَوْ فَرَضْنَا عَدَمَهُ لَارْتَفَعَ التَّكْلِيفُ بِهِ، وَذَلِكَ تَحَقَّقَ فِي مَوْضِعِهِ
يفصله ويبينه قول ابن رشد عن اللفظ أيضاً:
والأعيان التي يتعلق بها الحكم إما أن يدل عليها بلفظ يدل على معنى واحد فقط، وهو الذي يعرف في صناعة أصول الفقه بالنص، ولا خلاف في وجوب العمل به، وإما أن يدل عليها بلفظ يدل على أكثر من معنى واحد، وهذا قسمان : إما أن تكون دلالته على تلك المعاني بالسواء، وهو الذي يعرف في أصول الفقه بالـ(مجمل)، ولا خلاف في أنه لا يوجب حكما، وإما أن تكون دلالته على بعض تلك المعاني أكثر من بعض، وهذا يسمى بالإضافة إلى المعاني التي دلالته عليها أكثر( ظاهر)ًا، ويسمى بالإضافة إلى المعاني التي دلالته عليها أقل (محتملـ)ـًا، وإذا ورد مطلقا حمل على تلك المعاني التي هو أظهر فيها حتى يقوم الدليل على حمله على المحتمل -مقدمة بداية المجتهد لابن رشد-الصفحة الثانية(1/738)
2-فمثال المجمل لفظ (القُرء)،(لامستم)،وماذا بعد؟
أتمنى على الإخوة مشاركتنا في إيراد ألفاظ من هذا القبيل شاكرين لهم المشاركة.
3-هذا .. وأودّ التنويه إلى أنّ قوله:وَلَوْ فَرَضْنَا عَدَمَهُ لَارْتَفَعَ التَّكْلِيفُ بِهِ"" كلام أتمنى على المتخصصين في أصول الفقه أن يوردوا لنا نصوصاً من علماء القرن الثاني أو الثالث تؤصِّل هذا القول.أو تلقي عليه ضوءا.
4-وأيضاً أخبر الأخ العبيدي والمطّلعين عن معنى(وَذَلِكَ تَحَقَّقَ فِي مَوْضِعِهِ)
فإني لم أفهم معنى العبارة، شكر الله لمن أورد النص ولمن ساهم في تفهيمي إياه.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2006, 06:24 AM
الذي ظهر لي في معنى قول ابن العربي : ( وَذَلِكَ تَحَقَّقَ فِي مَوْضِعِهِ ) هو أنه قد حقق هذه المسألة وبينها في موضع آخر . أو أن موضع بيانها هو كتب الأصول.
ومن استدراكات ابن العربي المتعلقة بالاستنباط : استدراكه على من استدل بقوله تعالى : ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ?(البقرة: من الآية29) على أن الأصل في الأشياء الإباحة ؛ فقد رد هذا الاستدلال ولم يرتضه .(1/739)
قال رحمه الله : ( قَوْله تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}. لَمْ تَزَلْ هَذِهِ الْآيَةُ مَخْبُوءَةً تَحْتَ أَسْتَارِ الْمَعْرِفَةِ حَتَّى هَتَكَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِفَضْلِهِ لَنَا، وَقَدْ تَعَلَّقَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ بِهَا فِي أَنَّ أَصْلَ الْأَشْيَاءِ الْإِبَاحَةُ، إلَّا مَا قَامَ عَلَيْهِ دَلِيلٌ بِالْحَظْرِ، وَاغْتَرَّ بِهِ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ وَتَابَعَهُمْ عَلَيْهِ. وَقَدْ حَقَّقْنَاهَا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ بِمَا الْإِشَارَةُ إلَيْهِ أَنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلِ: أَنَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا عَلَى الْحَظْرِ حَتَّى يَأْتِيَ دَلِيلُ الْإِبَاحَةِ. الثَّانِي: أَنَّهَا كُلُّهَا عَلَى الْإِبَاحَةِ حَتَّى يَأْتِيَ دَلِيلُ الْحَظْرِ. الثَّالِثِ: أَنْ لَا حُكْمَ لَهَا حَتَّى يَأْتِيَ الدَّلِيلُ بِأَيِّ حُكْمٍ اُقْتُضِيَ فِيهَا. وَاَلَّذِي يَقُولُ بِأَنَّ أَصْلَهَا إبَاحَةٌ أَوْ حَظْرٌ اخْتَلَفَ مَنْزَعُهُ فِي دَلِيلِ ذَلِكَ؛ فَبَعْضُهُمْ تَعَلَّقَ فِيهِ بِدَلِيلِ الْعَقْلِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَعَلَّقَ بِالشَّرْعِ. وَاَلَّذِي يَقُولُ: إنَّ طَرِيقَ ذَلِكَ الشَّرْعُ قَالَ: الدَّلِيلُ عَلَى الْحُكْمِ بِالْإِبَاحَةِ قَوْله تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} فَهَذَا سِيَاقُ الْقَوْلِ فِي الْمَسْأَلَةِ إلَى الْآيَةِ. فَأَمَّا سَائِرُ الْأَقْسَامِ الْمُقَدَّمَةِ فَقَدْ أَوْضَحْنَاهَا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ، وَبَيَّنَّا أَنَّهُ لَا حُكْمَ لِلْعَقْلِ، وَأَنَّ الْحُكْمَ لِلشَّرْعِ؛ وَلَكِنْ لَيْسَ لِهَذِهِ الْآيَةِ فِي الْإِبَاحَةِ وَدَلِيلِهَا مَدْخَلٌ وَلَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مُحَصِّلٌ. وَتَحْقِيقُ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ(1/740)
فِي مَعْرِضِ الدَّلَالَةِ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى طَرِيقِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَتَصْرِيفِ الْمَخْلُوقَاتِ بِمُقْتَضَى التَّقْدِيرِ وَالْإِتْقَانِ بِالْعِلْمِ وَجَرَيَانِهَا فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ بِحُكْمِ الْإِرَادَةِ. وَعَاتَبَ اللَّهُ تَعَالَى الْكُفَّارَ عَلَى جَهَالَتِهِمْ بِهَا، فَقَالَ: {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِاَلَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}. فَخَلْقُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْأَرْضَ، وَإِرْسَاؤُهَا بِالْجِبَالِ، وَوَضْعُ الْبَرَكَةِ فِيهَا، وَتَقْدِيرُ الْأَقْوَاتِ بِأَنْوَاعِ الثَّمَرَاتِ وَأَصْنَافِ النَّبَاتِ إنَّمَا كَانَ لِبَنِي آدَمَ؛ تَقْدِمَةً لِمَصَالِحِهِمْ، وَأُهْبَةً لِسَدِّ مَفَاقِرِهِمْ، فَكَانَ قَوْله تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} مُقَابَلَةَ الْجُمْلَةِ بِالْجُمْلَةِ؛ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى الْقُدْرَةِ الْمُهَيِّئَةِ لَهَا لِلْمَنْفَعَةِ وَالْمَصْلَحَةِ، وَأَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الْأَرْضِ إنَّمَا هُوَ لِحَاجَةِ الْخَلْقِ؛ وَالْبَارِئُ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنْهُ مُتَفَضِّلٌ بِهِ. وَلَيْسَ فِي الْإِخْبَارِ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ عَنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ مَا يَقْتَضِي حُكْمَ الْإِبَاحَةِ، وَلَا جَوَازَ التَّصَرُّفِ؛ فَإِنَّهُ لَوْ أُبِيحَ جَمِيعُهُ جَمِيعَهُمْ جُمْلَةً مَنْثُورَةَ النِّظَامِ لَأَدَّى ذَلِكَ إلَى قَطْعِ الْوَصَائِلِ وَالْأَرْحَامِ، وَالتَّهَارُشِ فِي الْحُطَامِ. وَقَدْ بَيَّنَ لَهُمْ طَرِيقَ الْمِلْكِ، وَشَرَحَ لَهُمْ مَوْرِدَ الِاخْتِصَاصِ، وَقَدْ اقْتَتَلُوا وَتَهَارَشُوا وَتَقَاطَعُوا؛(1/741)
فَكَيْفَ لَوْ شَمَلَهُمْ التَّسَلُّطُ وَعَمَّهُمْ الِاسْتِرْسَالُ؛ وَإِنَّمَا يَجِبُ عَلَى الْخَلْقِ إذَا سَمِعُوا هَذَا النِّدَاءَ أَنْ يَخِرُّوا سُجَّدًا؛ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى لِهَذِهِ الْحُرْمَةِ لِحَقِّ مَا ذَلِكَ مِنْ نِعَمِهِ، ثُمَّ يَتَوَكَّفُوا بَعْدَ ذَلِكَ سُؤَالَ وَجْهِ الِاخْتِصَاصِ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِتِلْكَ الْمَنْفَعَةِ. وَنَظِيرُ هَذَا مِنْ الْمُتَعَارَفِ بَيْنَ الْخَلْقِ عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيبِ لِتَفْهِيمِ الْحَقِّ مَا قَالَ حَكِيمٌ لِبَنِيهِ: قَدْ أَعْدَدْت لَكُمْ مَا عِنْدِي مِنْ كُرَاعٍ وَسِلَاحٍ وَمَتَاعٍ وَعَرَضٍ وَقَرْضٍ لَمَّا كَانَ ذَلِكَ مُقْتَضِيًا لِتَسْلِيطِهِمْ عَلَيْهِ كَيْفَ شَاءُوا حَتَّى يَكُونَ مِنْهُ بَيَانُ كَيْفِيَّةِ اخْتِصَاصِهِمْ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ} يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ، فَلَا يَصِلُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إلَيْهِ إلَّا بِتِبْيَانِ حَظِّهِ مِنْهُ وَتَعْيِينِ اخْتِصَاصِهِ بِهِ.)(1/742)
وقد حرّر ابن عاشور هذه المسألة عند تفسيره لهذه الآية فقال : ( أخذوا من قوله تعالى : { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً } أن أصل استعمال الأشياء فيما يراد له من أنواع الاستعمال هو الإباحة حتى يدل دليل على عدمها لأنه جعل ما في الأرض مخلوقاً لأجلنا وامتن بذلك علينا وبذلك قال الإمام الرازي والبيضاوي وصاحب «الكشاف» ونسب إلى المعتزلة وجماعة من الشافعية والحنفية منهم الكرخي ونسب إلى الشافعي . وذهب المالكية وجمهور الحنفية والمعتزلة في نقل ابن عرفة إلى أن الأصل في الأشياء الوقف ولم يروا الآية دليلاً قال ابن العربي في «أحكامه» : «إنما ذكر الله تعالى هذه الآية في معرض الدلالة والتنبيه على طريق العلم والقدرة وتصريف المخلوقات بمقتضى التقدير والإتقان بالعلم» الخ .
والحق أن الآية مجملة قصد منها التنبيه على قدرة الخالق بخلق ما في الأرض وأنه خلق لأجلنا إلا أن خلقه لأجلنا لا يستلزم إباحة استعماله في كل ما يقصد منه بل خلق لنا في الجملة ، على أن الامتنان يصدق إذا كان لكل من الناس بعض مما في العالم بمعنى أن الآية ذكرت أن المجموع للمجموع لا كل واحد لكل واحد كما أشار إليه البيضاوي لا سيما وقد خاطب الله بها قوماً كافرين منكراً عليهم كفرهم فكيف يعلمون إباحة أو منعاً ، وإنما محل الموعظة هو ما خلقه الله من الأشياء التي لم يزل الناس ينتفعون بها من وجوه متعددة .)
والمسألة تحتاج إلى مزيد بحث وتحرير . والله أعلم.
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:36 AM
جزاكم الله خيراً
---
(1/743)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" - جلال الدين السيوطي
---
حمل كتاب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" - جلال الدين السيوطي
---
طويلب علم صغير
05-25-2003, 04:01 PM
كتاب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور"
تأليف: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين ، الخضيري ، المعروف بـ جلال الدين السيوطي
موضوع: القرآن وعلومه
نبذة: موسوعة تفسيرية ضخمة ، حشد فيها المصنف - رحمه الله - ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين من تفسير اختصره من كتاب ( ترجمان القرآن ) للمصنف نفسه ، مقتصرًا فيه على متون الأحاديث حاذفًا منها أسانيدها ، ويصدر كل ما ينقله بالعزم والتخريج إلى كل كتاب رجع إليه
****بعد unzip اضف محتويات الملفّ 2 و 3 و 4 و 5 و 6 الى الملفّ الاول لتكون قادرا أن تقرأ الكتاب كامل ****
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&postid=42843#post42843
--------------------------------------------------------
al-eman - 248 (1 of 6).zip
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=42843
al-eman - 248 (2 of 6).zip
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=42844
al-eman - 248 (3of 6).zip
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=42845
al-eman - 248 (4 of 6).zip
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=42846
al-eman - 248 (5 of 6).zip
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=42847
al-eman - 248 (6 of 6).zip
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=42848
---
(1/744)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل مجموعة من كتب التفسير النادرة
---
حمل مجموعة من كتب التفسير النادرة
---
فرغلي عرباوي
01-30-2005, 10:28 PM
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32797
---
الجندى
01-31-2005, 01:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أخى الفاضل فرغلي عرباوي ، الأخ مسك سبقك فى النقل :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2945
بارك الله فيك
---
د. هشام عزمي
01-31-2005, 04:01 PM
لقد أوحشتنا يا شيخ فرغلي !
أين كنت يا شيخ ؟!
:)
---
(1/745)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح مقدمة في اصول التفسير لشيخ الأسلام
---
شرح مقدمة في اصول التفسير لشيخ الأسلام
---
ابن عبد الوهاب السالمى
05-06-2003, 08:46 PM
سئل شيخ الاسلام عن اصول التفسير فاجاب في ذلك رسالة تسمي مقدمة في اصول التفسير
---
ابن عبد الوهاب السالمى
05-06-2003, 08:48 PM
يمكنكم تحميلها ايضا
---
ابن عبد الوهاب السالمى
05-06-2003, 08:49 PM
هذة المقدمة لمن يريد تحميلها فقط
---
ابن عبد الوهاب السالمى
05-06-2003, 08:50 PM
سئل شيخ الاسلام عن كتب التفسير فاجاب
---
أبو مقبل
05-26-2003, 01:54 PM
وهناك شرح آخر للشيخ صالح بن محمد الأسمري حفظه الله على هذه المقدمة لشيخ الإسلام جاء فيه:
(شرح مقدمة في أصول التفسيرللشيخ صالح بن محمد الأسمري حفظه الله )
الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله r تسليماً كثيراً أما بعد :
فإن الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أحمدَ بن عبد الحليم ابن تيمية
ـ يرحمه الله ـ الحرَّاني ، المتوفى سنة ثمانٍ وعشرين بعد المئة السابعة
ـ رضي الله عنه ورحمه ـ ذو عُلومٍ وفنون ، وكان له كتبٌ وكراريسُ كثيرة .
ومن كتبه النافعة ، ودواوينه الجامعة : ما ألَّفه في قواعد التفسير وأصوله، وهو المسمى بـ "مقدمة في أصول التفسير" ، كما سماه بعض متأخري الحنابلة ، وكان ذلك بلفظ الأَصل والمضمون .
وسيكون شرح هذا الكتاب من خلال جانبين :
ـ أما الجانب الأول : فإِيضاحُ المُشْكلِ من أَلفاظِه وجُملِه .
ـ وأما الجانب الثاني : فتقرير قواعده وأُصوله .
وكانت العناية بهذا الكتاب مُدارسةً وبياناً وشرحاً لعلتين :(1/746)
ـ أما الأولى : فلأن الكتاب شهيرٌ في بابه ، يتيمٌ في محرابه .
ـ وأما الثانية : فبنسبته للإِمام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ ، وهو من علماء الإسلام الكبار ، ومن مجتهديه وفقهاءه، وممن عليهم المُعَوَّل .
سائلين الله ـ قبل الشروع ـ توفيقاً وسداداً ، وإخلاصاً وصواباً .
=======
حمل الشرح من هنا:::
http://www.albaserah.net/alom/asoltaf.zip
---
(1/747)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسائل ماجستير ودكتوراة في كلية القرآن بطنطا
---
رسائل ماجستير ودكتوراة في كلية القرآن بطنطا
---
محب القراءات
02-11-2007, 09:33 AM
الأخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذه قائمة بأسماء الأبحاث المسجلة في الماجستير والدكتوراة بكلية القرآن الكريم بطنطا في جمهورية مصر العربية , كنت قد طلبتها من أحد الأخوة فوافاني بها فأحببت أن تعم الفائدة للجميع :
رسائل الماجستير:
1- تلخيص النشر الكبير للإمام محمد بن أحمد العوفي (تحقيق ودراسة مقارنة).
2- النصوص الظاهرة بشرح الفوائد المحررة للعلامة المحقق الشيخ محمد محمد هلالي الابياري (دراسة وتحقيق).
3- وصف الاهتداء في الوقف والابتداء للإمام برهان الدين أبي اسحق بن ابراهيم بن عمر بن ابراهيم بن خليل الجعبري المتوفى سنة 732هـ (تحقيق ودراسة مقارنة).
4- كتاب شرح الشاطبية للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي.
5- قراء اليمن منذ فجر الاسلام حتى نهاية القرن الرابع هجري.
6- التسهيل وشفاء العليل في القراءات العشر للإمام محمد بن احمد العوفي(دراسة وتحقيق).
7- كتاب الكامل في القراءات للإمام أبي القاسم يوسف بن علي بن جباره الهذلي ت465 هـ دراسة وتحقيق (القران كامل).
8- كتاب الاشارة بلطيف العبارة في القراءات المأثوره بالروايات المشهورة.
9- القراءات بين التواتر وصحة الإسناد دراسة تحليلية.
10- كتاب بدائع البرهان مع عمدة العرفان للشيخ مصطفى بن عبد الرحمن الازميري(القران كامل).
11- الروض النضير للشيخ محمد المتولي (دراسة وتحقيق)-القران كامل .(1/748)
12- أوجه الخلاف والإتفاق بين كتابي المستنير في القراءات العشر تأليف بن سوار الحنفي متوفى سنة 496 وكتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر تأليف بن فتحان الشهرزوري. أبواب الاصول.دراسة ومقارنة.
13- كتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر للإمام ابو الكرم بن فتحان الشهرزوري. (جميع القران) . دراسة وتحقيق.
14- تحرير الطرق والروايات من طريق طيبة النشر في القراءات العشر للعلامه علي بن سليمان المنصوري المتوفى 1134هـ 1722م (دراسة وتحقيق).
15- توثيق أسانيد القراء من عصر بن مجاهد الى عصر النبوة دراسة وتوثيق.
16- اعتراضات أبي جعفر النحاس على القراءات في كتابه إعراب القران مناقشة وردود.
17- المفيد في القراءات الثمان للامام محمد بن ابراهيم الحضرمي(دراسة وتحقيق).
-------------------------------------------------------------
رسائل الدكتوراه:
1- النشر في القراءات العشر(تحقيق ودراسه).
2- إختلاف وجوه طرق النشر (تحليل ودراسه).
3- كتاب الكامل في القراءات للامام أبي القاسم بن يوسف بن علي بن جبارة الهذلي ت 465 (تحقيق ودراسه).الى اخر الادغام
4- أسس الاختيار في القراءات حتى عصر بن مجاهد
---
نورة
02-11-2007, 11:13 AM
أكرمكم الله
---
(1/749)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : من قال لك : اقلط (تفضل)حياءا تحرم عليك إجابته .
---
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : من قال لك : اقلط (تفضل)حياءا تحرم عليك إجابته .
---
المسيطير
11-06-2006, 08:59 PM
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب :" القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة* " للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى ، ص44 مانصه :
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى :
القاعدة الثانية :
( الوسائل لها أحكام المقاصد :
فما لا يتم الواجب إلا به : فهو واجب .
وما لا يتم المسنون إلا به :فهو مسنون .
وطرق الحرام والمكروهات تابعة لها .
ووسيلة المباح مباح .
ويتفرع عليها أن توابع الأعمال ومكمّلاتها تابعة لها ).
ثم قال الشيخ الشيخ السعدي رحمه الله تعالى :
ومن فروعها :
( أن من أهدى حياءا أو خوفا وجب على المُهْدى إليه الرد أو يُعَاضُه عنها ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في بيان المسألة :
( إذا أهدى إلى الشخص حياءا فإنه يجب على المُهدى إليه الرد ، بمعنى أن يقول : لا أريدها .
ومن ذلك أيضا : إذا عرض عليه الدخول في البيت ليطعم ، وهو يعرف أنه إنما عرَض عليه ذلك حياءا فلا يُجِب ، ولا يجوز له أن يجيب .
وهذه تقع كثيرا ، يخرج الرجل من بيته للشغل وإذا بصاحبه يصادفه عند الباب ، فيقول : تفضل ؛ قصدا أم حياءا ؟ حياءا .
نقول لهذا : لا تجبه ، يحرم عليك الإجابة ، لإنك تعلم أنه ما فعل ذلك إلا حياءا ) أ.هـ
(*) القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة - طبعة مكتبة السنة .
---
سعودالعكوز
11-07-2006, 01:46 PM
جميل
وجزاك الله خير
...
---
(1/750)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفصيل أصول رواية شعبة التي خالف فيها حفصا، للعلامة الضباع رحمه الله تعالى
---
تفصيل أصول رواية شعبة التي خالف فيها حفصا، للعلامة الضباع رحمه الله تعالى
---
د. أنمار
05-04-2004, 09:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تذكر ما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [ ] من زياداتي ، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم وجود خلافيات عند القارئ في أصل الكتاب كما يراها المؤلف رحمه الله تعالى.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد. كما أنه قد يوجد ما يستحق الإضافة على ماذكر، لكن للمؤلف وجهة نظر في إبقائه مع الفرش لا الأصول مثلا، وهي من المسائل المعلومة لمن طالع كتب القوم.
========================
أصول رواية شعبة
[باب الاستعاذة والبسملة ]
--
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
--
[باب الإدغام الكبير]
--
[باب هاء الكناية]
روى شعبة: يؤده إليك، ونؤته منها، ونصله، ويتقه، بإسكان الهاء في الخمس
وفيه مهانا، بقصر الهاء
[باب المد]
--
[باب الهمزات]
وءآمنتم، في الأعراف وطه والشعراء
و أءن لنا ، بالأعراف
وأءعجمي ، المرفوع، بفصلت
وأءنا لمغرمون، بالواقعة
وءأن كان ذا مال، بـ ن،(1/751)
بالاستفهام مع تحقيق الثانية في الجميع
وهزؤا، حيث وقع
وكفؤا في الإخلاص
بهمز الواو
ومرجؤن، في التوبة
وترجئ، في الأحزاب
بهمزة مضمومة بعد الجيم فيهما
ولؤلؤا ، حيث وقع وكيف جاء
بإبدال الهمزة الأولى واوا
ومؤصدة، في البلد والهمزة
بإبدال الهمزة واوا.
[باب النقل]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم
الذال في التاء
في: اتخذتم، وأخذتم كيف وقعا
والنون في الواو
من: يس والقرآن، ون والقلم
[باب السكت]
وروى: عوجا قيما، بالكهف، ومرقدنا هذا، في يس، ومن راق، في القيامة ، وبل ران في التطفيف
بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال:
رمى ، في الأنفال
وهار، في التوبة
وأدرى ، كيف وقع
وبل ران، في التطفيف
وأعمى، موضعي الإسراء
وهمز نآى، فيها
وحرفي "رأى" الواقع بعد محرك، نحو: رأى كوكبا، رآه مستقرا
والراء فقط من لفظه الواقع قبل ساكن نحو: رءا القمر
وما ذكره الإمام الشاطبي عنه من إمالة همزه رده في النشر بأنه ليس من طريق الحرز وأصله، فلا ينبغي أن يقرأ به منه.
وإذا وقف عليه له، فقف بإمالة حرفيه معا
وأمال أيضا الراء من "الر" ، بيونس وأخواتها
و"المر" بالرعد
وها ويا من فاتحة مريم
والطاء والهاء من طه
والطاء من طسم وطس
والياء من يس
والحاء من حم
وروى مُجراها بهود بفتح الراء من غير إمالة مع ضم ميمه
وأمال في الوقف فقط:
سوى، بـ طه
وسدى، بالقيامة
[باب الراءات]
--
[باب اللامات]
--
[باب الوقف على مرسوم الخط]
--
[باب ياءات الإضافة]
وروى :
بيتيْ ، بالبقرة والحج ونوح
ووجهيْ بآل عمران والأنعام
ويديْ إليك
وأميْ إلهين بالمائدة
وأجريْ إلا، حيث وقع
ومعيْ، حيث جاء
وما كان ليْ، بإبراهيم، وص
وليْ فيها ، بـ طه
وليْ نعجة، بـ ص
وليْ دين، بالكافرون
بإسكان الياء فيهن.
وروى
عهديَ الظالمين، في البقرة
وبعديَ اسمه، بالصف
بفتح الياء وصلا
ويا عباديَ لا خوف، بالزخرف(1/752)
بإثبات الياء مفتوحة وصلا ساكنة وقفا
[باب الياءات الزوائد]
وفما آتانِ الله، في النمل
بحذف الياء في الحالين
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
---
(1/753)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > التعريف برسالة : التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير
---
التعريف برسالة : التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير
---
أحمد البريدي
11-10-2006, 09:54 PM
رسالة علمية لمرحلة الماجستير للباحثة منى محمد بهي الدين , وقد نوقشت في جامعة الأزهر .
ولدور النشر الراغبة في نشر هذه الرسالة مراسلتي .
وخطة البحث على النحو التالي :
خطة البحث
تمهيد :
- التعريف بعلم التفسير.
- غاية العلماء من العناية بتفسير القرآن الكريم.
أولاً: زيادة التذكر والاعتبار.
ثانياً: تصحيح العبادة.
الباب الأول: التعريف بالتيار العلماني الحديث وبيان هدف العلمانيين من الخوض في التفسير
الفصل الأول: مفهوم العلمانية ونشأتها وتطورها:
المبحث الأول: تعريف العلمانية.
المبحث الثاني: انتقال الفكر العلماني للشرق وتطوره التاريخي.
المبحث الثالث: تقسيمات العلمانية ومعنى التيار العلماني الحديث.
المبحث الرابع: نشأة العلمانية وأسباب ظهورها في الغرب.
المبحث الخامس:موقف الإسلام من العلمانية.
الفصل الثاني:هدف العلمانيين من الخوض في التفسير.
المبحث الأول: الهدف الحقيقي وهو الترويج للعلمانية.
المطلب الأول: نزع القداسة عن النص القرآني عن طريق الدعوة إلى النقد.
المطلب الثاني:العمل على تحلل المجتمع من عرى الدين.
المطلب الثالث: هدم مبدأ المرجعية للنصوص عند المسلمين.
المطلب الرابع: نشر الإباحية ومحاولة صبغ المجتمع بالصبغة الغربية.
المطلب الخامس: إبطال مرجعية كتب التفسير التراثية وإضعاف الثقة بها.
المبحث الثاني: الهدف المزعوم وهو تجديد علم التفسير.
المطلب الأول: معنى التجديد المزعوم عند العلمانيين.
المطلب الثاني: دافع العلمانيين للتجديد المزعوم.
المطلب الثالث: حدود التجديد ومجالاته عند العلمانيين.(1/754)
الفصل الثالث:إبطال دعوى التجديد في علم التفسير عند العلمانيين.
المبحث الأول: الرد علي دعوى العلمانيين في تجديد علم التفسير.
المطلب الأول: معنى التجديد لغة واصطلاحًا.
المطلب الثاني: معنى التجديد التفسيري ومشروعيته والحاجة إليه.
المبحث الثاني: الرد علي دعوى العلمانيين في تطوير علم التفسير.
أولاً: معنى التطوير لغة واصطلاحًا.
ثانيًا: حكم إطلاق لفظ التطوير على ألفاظ القرآن ومعانيه وأحكامه.
المبحث الثالث: استحالة قبول تفسير ودلالات القرآن الكريم لاي معنى من معاني التغيير
المبحث الرابع:شبهات العلمانيين حول جواز تغيير معاني ودلالات القرآن الكريم والرد عليها.
المطلب الأول: شبهة أن تغيير وتبديل دلالات القرآن كان من فهم وعمل الصحابة والرد عليها.
المطلب الثاني: شبهة جواز تغيير معاني القرآن الكريم ودلالاته تبعًا لتطور اللغة والرد عليها.
المطلب الثالث: شبهة أن قابلية معاني القرآن الكريم للتغيير هي الخاصية التي تميز القرآن عن الكتب السابقة والرد عليها.
المطلب الرابع: شبهة أن آيات القرآن الكريم تدل على قبولها للتغيير والتبديل في المعنى والرد عليها.
الباب الثاني: شبهات العلمانيين حول القرآن الكريم وتفسيره:
الفصل الأول: شبهات العلمانيين حول القرآن الكريم.
تمهيد:
- تعريف القرآن الكريم.
- الهدف من إثارة الشبهات حول كلام الله تعالى.
المبحث الأول: شبهات العلمانيين حول مصدر القرآن الكريم والرد عليها.
المطلب الأول: شبهة أن القرآن الكريم من صياغة الواقع والرد عليها.
المطلب الثاني: شبهة أن القرآن الكريم ليس كلام الله تعالى والرد عليها.
المطلب الثالث: شبهة أن آيات الأحكام ليست من كلمات الله تعالى والرد عليها.
المبحث الثاني: شبهات العلمانيين حول إعجاز القرآن الكريم والرد عليها.
المطلب الأول: شبهة أن القرآن الكريم ليس معجزًا في ذاته، وإنما إعجازه في صرف الناس عن معارضته.(1/755)
المطلب الثاني: شبهة أن آيات الأحكام ليست معجزة.
الفصل الثاني: شبهات العلمانيين حول علم التفسير، ومفهومه وقواعده والرد عليها.
المبحث الأول: شبهة أن المفسر ينشئ معنى النص بدعوى أن النصوص قوالب فارغة من المعاني.
المطلب الأول: الرد النقلى.
المطلب الثاني: الرد من الناحية الأصولية
المبحث الثاني: شبهة استحالة الوصول إلى مراد الله من النصوص.
المبحث الثالث: شبهة أن التفسير يحول النص من الإلهية إلى البشرية.
المبحث الرابع: شبهات العلمانيين حول خلو علم التفسير من القواعد والضوابط والأصول.
المطلب الأول: شبهة أن علم التفسير من العلوم الذاتية التي تخضع لحس المفسر وذوقه وآرائه الشخصية والرد عليها.
المطلب الثاني: شبهة أن علم التفسير أداة لتلوين آراء المفسرين الشخصية بصبغة دينية.
الفصل الثالث: شبهات العلمانيين حول علاقة علم التفسير بغيره من العلوم والرد عليها.
المبحث الأول: علم التفسير أساس العلوم الشرعية.
المبحث الثاني: شبهات العلمانيين حول انقطاع الصلة بين علم التفسير وعلوم الشرع.
الشبهة الأولى: شبهة أن العقائد ليس لها مصدر سماوي فوقي.
الشبهة الثانية: شبهة أن العقائد الدينية لم تفهم من ظاهر القرآن.
الشبهة الثالثة: ادعاؤهم ضرورة تطوير العقائد رفض واستبعاد العناصر اللاعقلانية.
الشبهة الرابعة: شبهة أن التسليم للعقائد الموروثة وعدم الشك فيها هو استسلام للعقلية الأسطورية.
- الرد: على شبهات العلمانيين حول انقطاع الصلة بين علم التفسير وعلم التوحيد
المبحث الثالث: شبهاتهم حول دعوى الانفصال بين علم التفسير وعلم اللغة والرد عليها.
الفصل الرابع: شبهات العلمانيين حول شروط المفسر وآدابه والرد عليها.
المبحث الأول: شبهة أن قصر تفسير كتاب الله على فئة من المتخصصين يهدر حق الجميع في الفهم الديني.
المبحث الثاني: شبهة احتياج التفسير في هذا العصر لكلام العلماء الطبيعيين والفلاسفة الغربيين.(1/756)
الباب الثالث: موقف العلمانيين من مناهج علم التفسير:
تمهيد:
أولاً: تعريف المنهج.
ثانيًا: معنى المنهج العلمي.
ثالثًا: شروط المنهج العلمي.
رابعًا: مناهج البحث.
خامسًا: أهمية دراسة المنهج.
سادسًا: أهمية دراسة المنهج في التفسير.
الفصل الأول: موقف العلمانيين من التفسير بالمأثور.
- تميهد:
المبحث الأول: موقفهم من أسباب النزول.
المطلب الأول: ادعاء أن لكل آية سبب نزول.
المطلب الثاني: تطبيق الحكم على ما دخل في صورة سبب النزول من الحوادث بالنظر والإجتهاد.
المطلب الثالث: ادعاء أن أسباب النزول لآيات الاحكام فقط، لأنها ليست أزليه.
المبحث الثاني: موقفهم من تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثالث: موقفهم من تفسير القرآن بالسنة.
المطلب الأول: الإعراض عن الاستدلال بالسنة عند التفسير في غالب الأحيان، ورد الأحاديث الصحيحة المفسرة لكتاب الله بحجة أنها تفسيرات تاريخية غير ملزمة.
المطلب الثاني:اللامنهجية في الاستدلال على تفسير القرآن بالسنة.
المطلب الثالث: إيراد الأحاديث الضعيفة للاستدلال بها على مرحلية تفسير القرآن بالسنة وعدم صلاحيته لهذا العصر.
المطلب الرابع: الطعن في الاحاديث الصحيحة ورميها بالتناقض مع القرآن.
المبحث الرابع: موقفهم من تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.
عدم الاحتجاج بأقوال الصحابة والتابعين في التفسير.
الفصل الثاني: موقف العلمانيين من تفسير القرآن بالرأي.
المبحث الأول: موقفهم من اللغة
المطلب الأول: الألفاظ المفردة:
أولاً: عدم التمسك بالدلالة المعجمية للألفاظ القرآنية وادعاء تطورها.
المثال الأول: تفسير آيات الحجاب
المثال الثاني: تفسير سورة القدر.
ثانيًا:التدليس والكذب بإطلاق ألفاظ على غير معانيها للوصول إلى أحكام جديدة.
ثالثًا: إنزال ألفاظ القرآن الكريم على معاني حادثة.
المطلب الثاني: موقفهم من اللغويات والإعراب والتراكيب.
أولاً: الأخطاء المتعمدة في النحو والإعراب.(1/757)
ثانيًا: الأخطاء المتعمدة في فهم التراكيب والأساليب العربية.
المطلب الثالث: موقفهم من دلالة السياق:
أولاً: رمي المفسرين باختراق النصوص إهمال دلالة السياق.
ثانيًا: اختراق النصوص وإهدار السياق في كتابات العلمانيين.
المبحث الثاني: موقفهم من قضية التأويل:
تمهيد
أولاً: موقف د. شحرور.
ثانيًا: موقف د. نصر أبو زيد.
الباب الرابع: أسباب تهافت أقوال العلمانيين في التفسير.
تمهيد
الفصل الأول: الإلحاد في تفسير آيات الله.
المبحث الأول: الإلحاد في تفسير آيات القرآن.
المبحث الثاني: وسائل التحريف وطرق الإلحاد في التفسير
المبحث الثالث: حكم التأويل الفاسد والإلحاد في التفسر.
الفصل الثاني: اللامنهجية والقصور المنهجي.
المبحث الأول: المخالفة للمناهج المتبعة في علم التفسير.
المطلب الأول: خلو تفسيراتهم من العناصر المنهجية للتفسير بالمأثور.
المطلب الثاني: خلو تفسيراتهم من العناصر المنهجية بالتفسير بالرأي.
المطلب الثالث: خلو تفسيراتهم من العناصر المنهجية للتفسير الموضوعي.
المبحث الثاني: المناهج الوهمية في كلام العلمانيين .
أولا: تسطير مناهج مدعاة مع عدم الالتزام بها.
ثانيًا: التناقض في التطبيق.
ثالثًا: الأحادية المنهجية.
المبحث الثالث: المناهج القاصرة.
المبحث الرابع: التقليد والتبعية للمناهج الغربية.
الفصل الثالث: التناقض:
المبحث الأول: التناقضات العشماوية .
المبحث الثاني: التناقضات الشحرورية .
المبحث الثالث: التناقضات الزيدية .
- الخاتمة.
- المصادر والمراجع
- الفهرس.
ولعلي أتمكن إن شاء الله من وضع نسخة منها للتحميل أو على الأقل عرض جملة من موضوعاتها .
---
مرهف
11-15-2006, 09:38 PM(1/758)
سلمت يداك أخانا دأحمد على هذا التعريف ويظهر أن البحث من عناوينه ضروري للمكتبة الإسلامية نعم حبذا لو عرضت لنا مبحثاً من مباحث الرسالة هذه لنتعرف منهج الباحثة في رسالتها ونستفيد وأسأل الله أن ييسر لها من ينشرها فالموضوع جديد ويحتاج لمزيد من التأليف والدراسة وجمع الجهود لفضح حقيقة العلمانيين وإزالة الغباشة عن أعين المبهورين بهم وبأفكارهم وأسلوبهم
---
محمد الحوري
11-28-2006, 03:52 PM
شكر الله للباحثة جهدها ونسأل الله لها التوفيق والسداد ، وأرغب في أن أستفسر منها عن أمر لأنني الآن بصدد التحضير لأطروحة دكتوراة بعنوان( تفسير آيات الأحكام عند الحداثيين العرب عرض ونقد) هل استوعبت الباحثة هذا الجانب وهل هناك دراسات تناولت هذا الموضوع_ أرجو أن يكون الرد سريعا مع خالص التقدير
محمد رضا الحوري- الأردن
mohammad_alhawari@yahoo.com
---
أحمد البريدي
12-01-2006, 04:51 PM
أخي الكريم : لا يظهر من البحث اسيعاب الباحثة لما تذكر فقد كان الجزء الذي تكلمت فيه الباحثة عن آيات الأحكام في الفصل الأول : المطلب الثالث: ادعاء أن أسباب النزول لآيات الاحكام فقط، لأنها ليست أزليه, وفيه ذكرت الباحثة ما يلي :
خرج علينا د.شحرور -كعادته - بالآراء الغير مسبوقة , فأنكر أن يكون لآيات القرآن أسباب للنزول , وادعى أن تلك الأسباب قاصرة على آيات الأحكام فقط , لأن آيات الأحكام - بزعمه - ليست أزلية وليس لها وجود مسبق في اللوح المحفوظ فقال: «أسباب النزول هي للأحكام وتفصيل الكتاب وليس للقرآن سبب نزول: بما أن القرآن علم بالحقيقة الموضوعية الموجودة خارج الوعي الإنساني وفيه قوانين الوجود وقوانين التاريخ نستنتج بالضرورة , أن له وجودًا مسبقًا عن التنزيل لذا قال تعالى: { قُرْآنٌ مَّجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } وهي القوانين العامة لأنظمة الوجود منذ الانفجار الكوني الأول حتى البعث والجنة والنار والحساب» ( ).(1/759)
وقبل الشروع في الرد لابد من إدراك الهدف من إشاعة تلك الآراء:
إن الهدف من إنكار وجود أسباب للنزول بالنسبة لآيات الأحكام هو الوصول إلى القول بجواز التغيير والتبديل في أحكام القرآن ، وذلك لأن وجود سبب للنزول -بزعم الدكتور- يعني أن الآيات ليست أزلية قديمة مكتوبة في اللوح المحفوظ , بل مستحدثة عند وقوع الحادثة , لكون الله - سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرًا- لا يعلم الجزئيات( )، وبما أنه يعتقد أن كتابة الشيء في اللوح المحفوظ يعني كونه ملزما, له صفة الثبات والبقاء إلى يوم القيامة -بخلاف ما ليس مكتوبًا مثل آيات الأحكام بزعمه - فنتج عن ذلك القول بأن آيات الأحكام ليس لها خاصية الثبات, وأنها قابلة للتغيير والتبديل, من هنا يستطيع أن يفتح باب العبث بأحكام القرآن لنفسه ولغيره.
الرد:
1- قد سبق الرد على كون بعض القرآن ليس موجودًا في اللوح المحفوظ، وإثبات عكس ذلك، وبيان أن هذه هي عقيدة المسلمين التي انعقد عليها الإجماع من العلماء المعتبرين وعامة المسلمين، ولم ينكرها إلا الفرق الضالة وبعض المبتدعة( ).
2- كلام الدكتور يكذبه الواقع, فهناك آيات تحتوي علىحقائق كونية-أي من آيات القرآن على أساس تقسيم الدكتور- ولها أسباب نزول مثل الأهلة، الساعة، الروح.
- قال تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ } ( ). - قال تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ } ( ).
- قال تعالى: { فلا أقسم بمواقع النجوم } ( ).
يدعي د. شحرور أن الروح ليست من أمر الله وإنما هي حلقة من حلقات التطور، وكذلك يدعي أن الساعة ليست من العقائد الإسلامية، بل هي حقيقة كونية، وهي كيفية انتهاء هذا العالم. وادعى أن القرآن قد أقر هذه الحقائق.
ومع التسليم له بإدعائه, فإن هذا يصادم ما قرره في ما يخص أسباب النزول، فرغم أنههما حقيقتان كونيتان إلا أن لهما سببين صحيحين للنزول، وليس كما يدعي د. شحرور من أن القرآن (الحقائق الكونية) ليس لها أسباب نزول.(1/760)
الآية الأولى: روى ابن عباس في سبب نزولها قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرجل؟ فقالوا: سلوه عن الروح، فنزلت { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ } ( ).
والثانية: روت عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسئل عن الساعة حتى أنزل الله عز وجل { فِيمَ أَنْتَ مِن ذِكْرَاهَا، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا } » ( ).
والثالثة: روى ابن عباس قال: نظر الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أصبح بين الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت هذه الآية: { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } حتى بلغ { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } »( ).
إذن النتيجة أنه لا فرق بين آيات الأحكام و غيرها, فالآيات القرآنية-حسب تقسيم الدكتور- قد يكون لها أيضاً أسباب نزول , فالكل أزلي ومكتوب.
وعلى ما سبق يتبين فساد ادعاءات العلمانيين حول أسباب النزول.
---
أحمد البريدي
12-01-2006, 05:01 PM
كما قد تكلمت الباحثة عن حصرهم المحكم بآيات الأحكام , ويمكنك التواصل مع الباحثة للتأكد عبر البريد التالي :
mohamed_yousri@hotmail.com
---
عبد الله
12-01-2006, 10:12 PM
ليتك تفعل يا دكتور أحمد ، فوجود نسخة من مثل هذه الرسالة فيه نفع عام إن شاء الله تعالى .
وهناك فكرة ربما لا تلقى الترحيب ، تتلخص في : عرض ما يراد طباعته على أهل الاختصاص في هذا الملتقى ، وهم أهل لأن يدلوا بملاحظاتهم ويقدموا نصحهم ونقدهم البنّاء ، فقد يغفل الباحث عن أمر ويجد من ينبهه عليه ، وقد يقتنع بوجهة نظر جديدة تطرح عليه ، وقد يعدّل بعض الأفكار أو يزيد أو ينقص نتيجة المدارسة ... وكما قلت هي مجرد فكرة .
---
أحمد البريدي
12-01-2006, 11:37 PM(1/761)
الرسالة طلبها أحد المراكز المتخصصة في الدراسات القرآنية , وسلمت إليهم بحمد الله , وسيوافونني بوجهة نظرهم عن الرسالة قريباً إن شاء الله .
---
(1/762)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
---
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
---
مناضل
06-10-2003, 11:31 PM
السلام عليكم
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
تفسير المنار
في البرامج الحاسوبية أو مواقع الشبكة
نصحاً
---
(1/763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أوراق الملتقى الأول لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
---
أوراق الملتقى الأول لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
---
أبو بيان
12-22-2005, 09:21 AM
أوراق الملتقى الأول لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم (http://saaid.net/Quran/2/3.zip)
---
(1/764)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ارجو الافادة .........افادكم الله
---
ارجو الافادة .........افادكم الله
---
الازهري المصري
08-20-2004, 07:30 AM
ارجو الافادة .........افادكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو الافادة
سالني البعض عن الجمع بين آيتي"اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل ءاية يعرضوا"
وآية"وما منعننا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وجزاكم الله خيرا
---
الازهري المصري
08-20-2004, 10:23 AM
الا من مجيب
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---
الازهري المصري
08-20-2004, 06:18 PM
اي اخواني
انا اسأل عن معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-هل يطلق عليها آيات
وان كان ...فكيف مع ان الله-عز وجل -قال" وما منعنا ان نرسل الايات الا ان كذب بها الاولون"
---
خالد الشبل
08-21-2004, 02:31 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الكريم الأزهري المصري
المراد بالآيات في سورة ( سبحان ) الآيات التي اقترحها أهل مكة ، كطلبهم تحويل الصفا ذهبًا ، وتنحّي الجبال عنهم .
ولفظ ( الآية ) هو الوارد في القرآن العظيم ، وبعض الناس يسميها المعجزة .
---
(1/765)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > وهم فاحش أم 000؟؟
---
وهم فاحش أم 000؟؟
---
الجكني
08-19-2006, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وأيضاً : ها نحن أمام كتاب وقع مؤلفه في وهم فاحش لا يقع فيه أي طالب مبتدئ في علم القراءات ورجالها 0
الكتاب هو :كشف الضياء في تاريخ القراءات والقراء
المؤلف هو : صابر حسن محمد أبو سليمان
"مدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين –قسم القرآن وعلومه "
هكذا كتب على غلاف الكتاب
الناشر : دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع – الرياض
الطبعة الأولى :1416-1995
والحقيقة :إن هذا الكتاب جيد لأن جميع ما فيه منقول حرفياً من مصادره ،ولم أر- حسب جهدي - أي تحرير يعتبر للمؤلف ،ولا نحاسب أي مؤلف يتبع هذا الأسلوب في تأليفه غير أن نقول له: هناك فرق شاسع وكبير بين "التأليف "وبين "النسخ"0
المهم :أن مؤلف هذا الكتاب وقع في وهم وهو :
ظنه "ابنَ جرير " المذكورَ في طرق "السوسي " عن أبي عمرو ،هو "ابن جرير" الطبري شيخ المفسرين ،فأخذ يترجم له وقال :طريق أبي جعفر الطبري عن السوسي هو :محمد بن جرير الطبري الإمام صاحب التفسير والتاريخ 000الخ ونقل ترجمته كما هي في غاية النهاية 0
وهذا كله غلط فاحش ،سببه والله أعلم أن المؤلف رأى ابن الجزري رحمه الله قال عند حديثه عن طرق السوسي :رواية السوسي :طريق ابن جرير(النشر:1/131) فظن أنه ابن جرير المفسر ،ولو أنه أكمل قراءة المبحث كله لرأى ابن الجزري يقول:أبي عمران موسى بن جرير الرقي الضرير 0(النشر:1/132)
والعجب أني رأيت بأم عيني رسالة ماجستير (دراسة وتحقيق)لكتاب مهم من كتب القراءات وقع صاحبها في نفس هذا الوهم نقلاً عنه ولا أستغرب عدم الانتباه منه إليه وإنما عدم انتباه لجنة المناقشة ،أو أن اللجنة انتبهت إليه ولكن الطالب لم يأخذ بتصحيحها ،وهذه طامة أكبر من أختها0(1/766)
وأخيراً أقول :
انتبهوا يا أهل القراءات-حفظكم الله- من كثير من الأوهام التي وقع فيها كثير من (المحققين ) لكتبكم ؟؟؟
---
(1/767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال إلى د مساعد طيار ( حفظه الله )
---
سؤال إلى د مساعد طيار ( حفظه الله )
---
فرغلي عرباوي
06-28-2006, 03:54 AM
السلام عليكم
أمتعني حديثكم في قناة المجد الفضائية , ومن قبله لقاء الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله
حيث أثار شجوني بما عرضة من كتب التجويد القديمة وكلها عندي ولله الحمد والمنة .
والسؤال هو : تحدثكم في مكالمة تليفونية قبل لقائكم المبارك في قناة المجد وقلتم أن المقادير المنصوص عليها في كتب التجويد اجتهادية , فهل يجوز الخلط بين مراتب المدود وغيرها من القواعد التقديرية ؟
مثلا لو قرأت لحفص عن عاصم من طريق الشاطبية المد المتصل بقدر ألف ونصف هل في ذلك حرج مدام المسألة أجتهادية .
ولو كانت المقادير اجتهادية باجتهاد من نأخذ ؟ أرجو توضيح المسألة بارك الله فيكم .
واعلم أني أحبك في الله والشيخ الشهري .
والسلام عليكم
---
مساعد الطيار
07-01-2006, 08:33 PM
أحبك الله يا شيخ فرغلي ، أسأل الله أن يجمعنا في مستقر رحمته .
أما سؤالك عن المقادير ، فهذا جوابه :
ليعلم القارئ أن ما ضيطه العلماء وسارت عليه كلمتهم هي المعتبرة في كل علم من العلوم .
وعلم القراءات وتجويد القراء للقرآن قد عُرِف بطرق منضبطة ومضوبطة عنهم فلا يحسن التخليط في ذلك ، وإلا لذهبت قواعدُ من هذين العلمين ، ولاختلت طرق القراءة ، ولدخلها الخطأ الكثير ، وذلك مما جعل بعض العلماء يحرم خلط الطرق في القراءات .(1/768)
والذي أردت التنبيه عليه في كلامي الذي نقلته يا شيخ فرغلي هو أن بداية ضبط العلماء لهذه المقادير كان اجتهادًا ، فهم سمعوا من أشياخهم إلى أن يصل السند إلى الصحابة هذه المدود ، لكن لم يرد عن الصحابة ولا عن من هم دونهم من التابعين وأتباعهم تقييدات لهذه المقادير ، وإنما ورد التقييد بالمقادير عن أعلام القرن الثالث ، وذلك واضح من نقل ابن الجزري لمراتب المد المتصل عن علماء هذه الفترة ، ويمكنك مراجعة النشر في القراءات العشر في كلامه عن المد المتصل .
---
(1/769)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير
---
التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير
---
مساعد الطيار
06-22-2003, 01:30 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فإنه مما نُقِل في تقسيم التفسير ما رُوِيَ عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس ( ت : 68 ) ، قال :» التفسير على أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله « (1).
تفصيل هذه الأوجه :
الوجه الأول : ما تعرفه العرب من كلامها : يشمل هذا القسم ألفاظ القرآن، وأساليبه في الخطاب ، وذلك لأنه نزل بلغتهم وعلى طرائقهم في الكلام .
وهذه الألفاظ والأساليب معلومةٌ لديهم غير خافية ، وإن كان قد يخفى على أفراد منهم شيء منها ، وذلك لغرابتها على مسمعه ، أو لعدم اعتياده عليها في لغة قومه ، كما خفي على ابن عباس بعض معاني مفرداته ؛ كلفظ فاطر ، فقد روى الطبري ( ت : 310 ) عن مجاهد ( ت : 104 ) ، قال : » سمعت ابن عباس يقول : كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض ؛ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : لصاحبه : أنا فطرتها ؛ يقول : أنا ابتدأتها « (2).
والأساليب لما كانت على سنَنِهم في الكلام( 3)لم يَخْفَ عليهم المراد بها ، فيعلمون من قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان:49) أن هذا الخطاب خطاب امتهان وتهكم ، وإن كانت ألفاظه مما يستعمل في المدح ، وذلك لأن السياق يدل على معنى الامتهان .(1/770)
وقد ورد عنهم في تفسير قوله تعالى : (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (هود:87) أن قولهم له : (إنك لأنت الحليم الرشيد( أنه من باب الاستهزاء (4)، قال ابن عباس ( ت : 68 ) : » يقولون : إنك لست بحليم ولا رشيد « (5).
ومعرفة هذه الأساليب وإدراكها لم يكن منهم بجُهدٍ ولا تكلُّفٍ ؛ إذ هي من صميم لغتهم التي يتحدثون بها ، وإن لم ينصُّوا على كلِّ ما فيها من استعمالات (6 ).
وإنما ظهر لهذه الأساليب الفنُّ المدوَّنُ بعدُ باسم علم البلاغة لما احتاج المتأخرون إلى الوصول إلى تعلُّمِ طرائق العرب وتفننها في أساليب خطابها .
وقد يرد هنا سؤال ، وهو لم لم يتكلَّم السلف في هذه الأساليب كما تكلموا في بيان مفرداته ومعانيه (7 )؟
والجواب ـ والله أعلم ـ : له أكثر من وجه :
الأول : أنَّه لم تقم دواعي ذلك وأسبابه التي إنما ظهرت لما برز الحديث عن إعجاز القرآن ، والمجادلة في ذلك ، وإقامة الحجة على علُّوه وفصاحته أمام فئام من الزنادقة الذين طعنوا فيه من هذه الجهة .
الثاني : أنَّ المفردات لا يتمُّ فهم الخطاب بدون معرفتها ، بخلافه كثير من الأساليب التي من جهِلها فإنه لا يخفى عليه المعنى .
الثالث : أنَّ الكثرة الكاثرة من علوم السلف إنما هي فيما يكون له ثمرة عملية لا نظرية فقط ، وذلك ما لا يوجد في الكلام عن هذه الأساليب التي يغلب عليها الجانب النظري (8 ).
والوارد عنهم في بيان الأساليب أقل من الوارد عنهم في بيان الألفاظ ، ويظهر أنهم لم يبينوها لعدم الحاجة إليها كما هو الحال في بيان الألفاظ التي لا يُفهم الكلام بدونها .(1/771)
والأصل في هذا الوجه أنه من فروض الكفاية ، إذ لا يجب على كل مسلم معرفة جميع المعاني اللغوية والأساليب الكلامية الواردة في القرآن ، ولهذا قد يخفى على بعض الأكابر من الصحابة ـ فضلاً عن غيرهم ـ شيءٌ مما يرتبط بلغته ، ومن ذلك ما رواه الطبري ( ت : 310 ) بسنده أنس بن مالك ، قال : » : قرأ عمر : (عبس وتولى) ( عبس : 1 ) حتى أتى على هذه الآية : (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) (عبس:31)
، قال : قد علِمنا ما الفاكهة ، فما الأبُّ ؟ ثمَّ أحسبه ـ شك الطبري ـ قال : إن هذا لهو التكلف « (9 ) .
ويظهر أنه إنما خَفِيَ عليه لأنَّ هذا اللفظ مما لم يُستخدم في لهجة قريش ، والله أعلم .
وإذا كان يُبنى على اللغة عملٌ فقهيٌّ فإنَّ معرفة تلك القضية اللغوية مما يكون في مجال الواجب ؛ لأنه لا يقوم الحكم الفقهي إلا بمعرفة معنى اللفظِ ، ومن أشهر الأمثلة التي يُمثَّلُ بها ما ورد في تفسير لفظ القُرْءِ من قوله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(البقرة: من الآية228) ، والخلاف الوارد في معنى القروء ـ هل هي الحيض أم الأطهار ـ لا يُخرِج معرفة هذا اللفظ عن الواجب ؛ أي أنه لابدَّ من معرفة المراد بها لغة ليبنى عليها الحكم ن سواءً اختير معنى الطهر أو معنى الحيض .
الوجه الثاني : ما لا يعذر أحد بجهله :
وهذا يشمل الأمر بالفرائض ، والنهي عنه المحارم ، وأصول الأخلاق والعقائد .
فقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43) ، وقوله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(آل عمران: من الآية97) ، وقوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) لا يعذر أحد بجهل مثل هذه الخطابات وهو يقرأ القرآن .(1/772)
وكذا يدخل فيه ما جاء من أمر بالصدق والأمانة والنهي عن الكذب والخيانة ، وعن إتيان الفواحش ، وغير هذه من الأوامر والنواهي المتعلقة بالأخلاق .
ويدخل فيه ما يتعلق بالعقائد ؛ كقوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)(محمد: من الآية19) ، وقوله : )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25) ، وغيرها من الأوامر والنواهي المتعلقة بالتوحيد . هذه كلها داخلة في الواجب الذي يجب على المسلم تعلمه من التفسير .
الوجه الثالث : ما تعلمه العلماء .
ومما يشمله هذا القسم ، ما تشابه منه على عامة الناس ، سواءً أكان في الأحكام أم في المعاني .
وهذا القسم من فروض الكفاية .
وهو كثير في القرآن ؛ لأن كل من خفي عليه معنى فإنه من المتشابه عنده ، فيحتاج إلى أن يبحث أو يسأل عن ما خفي عليه فهم معناه .
الوجه الرابع : ما لا يعمله إلا الله ، ومن ادعى علمه فقد كذب :
ويشمل هذا حقائق المغيبات ، ووقت وقوعها .
فالدابة التي تخرج في آخر الزمان لا يعلم كيفها حقيقتها إلا الله ، ولا يعلم وقت خروجها إلا الله . وهكذا سائر الغيبيات .
وهذا النوع غير واجب على أحد ، بل من تجشم تفسيره فقد أثِمَ وافترى على الله ، وادعى علمًا لا يعلمه إلا الله سبحانه (10 ).
………………………………..
( 1) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 1 : 34 ) ، وإيضاح الوقف والابتداء ( 1 : 101 ) .
وقد اعتمد الطبري ( ت : 310 ) على هذا الأثر في ذكر الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن ، قال :» ... ونحن قائلون في البيان عن وجوه مطالب تأويله :(1/773)
قال الله جل ذكره وتقدست أسماؤه، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " (النحل: 44) وقال أيضاً جل ذكره: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " (النحل: 64) وقال: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب،" (آل عمران: 7).
فقد تبين ببيان الله جل ذكره:
أن مما أنزل الله من القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم، ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره واجبه وندبه وإرشاده، وصنوف نهيه، ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه، ومقادير اللازم بعض خلقه لبعض، وما أشبه ذلك من أحكام آيه، التي لم يدرك علمها إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته. وهذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه، إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له تأويله، بنص منه عليه، أو بدلالة قد نصبها، دالة أمته على تأويله.(1/774)
وأن منه ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار. وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى ابن مريم، وما أشبه ذلك: فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها، لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه. وبذلك أنزل ربنا محكم كتابه، فقال: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون " (الأعراف: 187). وكان" نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شيئًا من ذلك، لم يدل عليه إلا بأشراطه دون تحديده بوقته كالذي روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه، إذ ذكر الدجال: إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه، وإن يخرج بعدي، فالله خليفتي عليكم "، وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعابها الكتاب الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده علم أوقات شيء منه بمقادير السنين والأيام، وأن الله جل ثناؤه إنما كان عرفه مجيئه بأشراطه، ووقته بأدلته.(1/775)
وأن منه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان الذي نزل به القرآن. وذلك: إقامة إعرابه، ومعرفة المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتها الخاصة دون ما سواها، فإن ذلك لا يجهله أحد منهم. وذلك كسامع منهم لو سمع تاليًا يتلو: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " (البقرة: 11، 12) لم يجهل أن معنى الإفساد هو ما ينبغي تركه مما هو مضرة، وأن الإصلاح هو ما ينبغي فعله مما فعله منفعة، وإن جهل المعاني التي جعلها الله إفساداً، والمعاني التي جعلها الله إصلاحًا. فالذي يعلمه ذو اللسان الذي بلسانه نزل القرآن من تأويل القرآن، هو ما وصفت: من معرفة أعيان المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتها الخاصة، دون الواجب من أحكامها وصفاتها وهيآتها التي خص الله بعلمها نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا يدرك علمه إلا ببيانه، دون ما استأثر الله بعلمه دون خلقه.
وبمثل ما قلنا من ذلك روي الخبر عن ابن عباس:
حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، قال:قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره.
قال أبو جعفر: وهذا الوجه الرابع الذي ذكره ابن عباس: من أن أحدًا لا يعذر بجهالته، معنى غير الإبانة عن وجوه مطالب تأويله. وإنما هو خبر عن أن من تأويله ما لا يجوز لأحد الجهل به. وقد روي بنحو ما قلنا في ذلك أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر في إسناده نظر:(1/776)
حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت عمرو بن الحارث يحدث، عن الكلبي، عن أبي صالح، مولى أم هانىء، عن عبدالله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على أربعة أحرف: حلال وحرام لا يعذر أحد بالجهالة به، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسره العلماء، ومتشابة لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره، ومن ادعى علمه سوى الله تعالى ذكره فهو كاذب ".
(2) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 7 : 159 ) .
(3) ينظر في أساليب العرب في خطابها : مقدمة أبي عبيدة في مجاز القرآن ، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ، والصاحبي في فقه اللغة لابن فارس .
(4) ورد النصُّ بذلك عن ابن جريج وابن زيد عند الطبري ( 12 : 103 ) ، وعن ميميون بن مهران وقتادة عند ابن أبي حاتم ( 6 : 2073 ) .
(5) تفسير ابن أبي حاتم ، تحقيق : أسعد محمد الطيب ( 6 : 2073 ) .
(6) يقول ابن القيم في زاد المعاد ( 5 : 599 ) : » ... فابن مسعود رضي الله عنه أشار بتأخر نزول سورة الطلاق إلى أن آية الاعتداد بوضع الحمل لآية البقرة إن كان عمومها مرادا أو مخصصة لها إن لم يكن عمومها مرادا أو للمراد منها أو مقيدة لإطلاقها وعلى التقديرات الثلاث فيتعين تقديمها على تلك وإطلاقها وهذا من كمال فقهه رضي الله عنه ورسوخه في العلم ومما يبين أن الفقه سجية للقوم وطبيعة لا يتكلفونها كما أن العربية والمعاني والبيان لهم كذلك فمن بعدهم فإنما يجهد نفسه ليتعلق بغبارهم وأنى له « .
(7) يقول الزمخشري في تعليقه على هذا السؤال : » ... وأما إغفال السلف ما نحن بصدده ، وإهمالهم الدلالة على سننه ، والمشي على جَدَدِه = فلأن القوم كانوا أبناء الآخرة ، وإن نشأوا في حِجْر هذه الغادرة ، ديدنهم قِصَرُ الآمال ، وأخذ العلوم لتصحيح الأعمال ، وكانوا يتوخون الأهم فالأهم ، والأولى فالأولى ، والأزلف فالأزلف من مرضاة المولى .(1/777)
ولأنهم كانوا مشاغيل بجرِّ أعباء الجهاد ، مُعَنِّين بتقويم صفات أهل العناد ، معكوفي الهمم على نشر الأعلام لنصرة الإسلام ، فكان ما بُعِثَ به النبي عليه الصلاة والسلام لتعليمه وتلقينه ، وأُرسِلَ للتوقيف عليه وتبيينه = أهم عندهم مما كانوا مطبوعين على معرفته ، مجبولين على تبين حاله وصفته ، وكان ـ إذ ذاك ـ البيان غضًا طريًا ، واللسان سليمًا من اللكنة بريًّا ، وطرق الفصاحة مسلوكة سائرة ، ومنازلهم مأهولة عامرة ، وقد مهَّد عذرهم تعويل ما شاع وتواتر ، واستفاض وتظاهر من عجز العرب وثبات العلم به ورسوخه في الصدور ، وبقائه في القلوب على ممرِّ العصور ... « . إعجاز سورة الكوثر ، للزمخشري ، تحقيق : حامد الخفاف ( ص : 62 ) .
(8) ذكر الشاطبي ( ت : 790 ) في مقدمات الموافقات أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لم يخوضوا في الأشياء التي ليس تحتها عمل ، ينظر : الموافقات ، تحقيق مشهور سلمان ( 1 : 55 ) .
(9)تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 30 : 59 ) .
(10) وقد ذكر الماوردي ( ت : 450 ) في النكت والعيون ( 1 : 37 ـ 38 ) أثر ابن عباس ، وعلق عليه ، فقال : » ... أما الذي تعرفه العرب بكلامها ، فهو حقائق اللغة ، وموضوع كلامهم .
وأما الذي لا يُعذر أحد بجهالته ، فهو ما يلزم الكافة في القرآن من الشرائع وجملة التوحيد .
وأما الذي يعلمه العلماء ، فهو وجوه تأويل المتشابه وفروع الحكام .
وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة .
وهذا التقسيم الذي ذكره ابن عباس صحيح ، غير أن ما لا يُعذر أحد بجهالته داخل في جملة ما يعلمه العلماء من الرجوع إليهم في تأويله ، وإنما يختلف القسمان في فرض العلم به ، فما لا يُعذر أحد بجهله يكون فرض العلم به على الأعيان ، وما يختص بالعلماء يكون فرض العلم به على الكفاية ، فصار التفسير منقسمًا إلى ثلاثة أقسام :(1/778)
أحدها : ما اختص الله بعلمه ؛ كالغيوب ، فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره ، ولا يجوز أن يؤخذ إلا عن توقيف ...
والقسم الثاني : ما يرجع فيه إلى لسان العرب ، وذلك شيئان : اللغة والإعراب ...
والقسم الثالث : ما يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء ، وهو تأويل المتشابه واستنباط الأحكام ، وبيان المجمل ، وتخصيص العام ... « . وقد ذكر تفصيلات في هذه الأقسام يحسن مراجعتها ، ففيها فوائد .
---
عبدالله الحسني
06-23-2003, 11:51 PM
جزاك الله خيرا شيخنا مساعد ونفع بك على هذه الجهود الطيبة.
---
ابو عبد الله 1
06-25-2003, 10:01 PM
أثابك الله يا شيخ مساعد
ألا يقال إن ادخال القسم الرابع وهو( مالا يعلم تفسيره إلا الله) مشكل لإنه ليس تفسيرا فلا يدخل في أقسام التفسير بل هو من باب التأويل وهو عاقبة الشيءوما يؤول إليه
وذلك لإنه ليس في القرآن مالا يعلم معناه
ثم هل صح الإسناد بهذا الخبر عن ابن عباس رضي الله عنهما
---
مساعد الطيار
06-26-2003, 02:52 PM
الأخ الفاضل أبو عبد الله
ما ذكرته من امشكل في عبارة ( ما لا يعلم تفسيره إلا الله ) وارد عندي ، وما قلته صحيح ، فهو من باب التأويل الذي لا يعلمه إلا الله ، وهو بهذا لا يدخل في علم التفسير .
أما صحت الخبر ، فإنه خبر قد تناقله العلماء ، واستدلوا به بلا نكير ، وهو صحيح المعنى ، ولا أدري ما أثر صحة الخبر على ما فيه ؟
أرجو الإفادة .
---
(1/779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين (رب شقيا) وبين (ربي شقيا) لفظا ومعنى ؟
---
ما الفرق بين (رب شقيا) وبين (ربي شقيا) لفظا ومعنى ؟
---
أخوكم
10-23-2004, 04:57 PM
قال الله عز وجل ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4)
وقال سبحانه ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً) (مريم:48)
فما سبب اختلاف الكلمتين في الآيتين من حيث اللفظ ؟
وبناء على قول بعض أهل العلم أن ما زيد في مبناه زيد في معناه ، فما المعنى الزائد في اللفظين الزائديين ؟
والسؤال ينسحب أيضا على الفرق
بين قوله سبحانه ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (لأعراف:178)
وبين قوله سبحانه ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:17)
؟
وجزاكم الله كل خير ...
---
المعتز بالإسلام
10-24-2004, 07:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن سؤالك الأول فالإجابة عنه أن الآية الأولى وقع ( رب ) منادى وفي الثاني ( ربي ) مضافًا إليه .
---
أبو زينب
10-28-2004, 01:28 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ساجيبك عن السؤال الثاني و ذلك في نقطتين :
الأولى : لم يتفق القراء العشرة على كتابة المهتدي بالحذف أو الإثبات .
في سورة الأعراف ( 178 ) أجمع العشرة على إثبات يائه في الحالين .(1/780)
في سورة الإسراء ( 97 ) قرأ المدنيان ( نافع و أبو جعفر ) و أبو عمرو بإثبات الياء وصلا , و يعقوب في الحالين و الباقون بحذفها .
في الكهف ( 17 ) حكمها حكم ما في سورة الإسراء .
النقطة الثانية : سأنقل لك ما كتبه العلامة ابن عاشور في التحرير و التنوير و ذلك في سورة الإسراء :
وحذفت ياء (المهتدي) في رسم المصحف لأنهم وقفوا عليها بدون ياء على لغة من يقف على الاسم المنقوص غير المنون بحذف الياء، وهي لغة فصيحة غير جارية على القياس ولكنها أوثرت من جهة التخفيف لثقل صيغة اسم الفاعل مع ثقل حرف العلة في آخر الكلمة. ورسمت بدون ياء لأن شأن أواخر الكلم أن ترسم بمراعاة حال الوقف.
وأما في حال النطق في الوصل فقرأها نافع وأبو عمرو بإثبات الياء في الوصل وهو الوجه، ولذلك كتبوا الياء في مصاحفهم باللون الأحمر وجعلوها أدق من بقية الحروف المرسومة في المصحف تفرقة بينها وبين ما رسمه الصحابة كتاب المصحف.
والباقون حذفوا الياء في النطق في الوصل إجراء للوصل مجرى الوقف. وذلك وإن كان نادرا في غير الشعر إلا أن الفصحاء يجرون الفواصل مجرى القوافي. واعتبروا الفاصلة كل جملة تم بها الكلام، كما دل عليه تمثيل سيبويه في كتابة الفاصلة بقوله تعالى ( والليل إذا يسر) وقوله ( قال ذلك ما كنا نبغ) وقد تقدم شيء من هذا عند قوله تعالى ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) في سورة الرعد .
و كان الشيخ قد كتب في تفسير قوله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد و كل شيء عنده بمقدار عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال " الرعد 8 - 9 :
... " و حذف الياء من المتعال لمراعاة الفواصل الساكنة لأن الأفصح في المنقوص غير المنوََن إثبات الياء في الوقف إلا إذا وقعت في القافية أو في الفواصل كما في هذه الآية لمراعاة " من وال .. و الآصال "(1/781)
و قد ذكر سيبويه أن ما يختار إثباته من الياءات و الواوات بحذف في الفواصل و القوافي و الإثبات أقيس و الحذف عربي كثير . "
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---------------------------------------------------------------
أللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
---
(1/782)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن
---
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن
---
الجنوبي
03-16-2007, 03:33 PM
السلام عليكم
هذا البحث بحول الله أريد تقديمه لرسالة الدكتوراة
فهل بحث من قبل مع أني أطلعت و على حسب علمي لم أجد
---
أبو بيان
03-16-2007, 09:33 PM
للفائدة:
- نوقشت وطبعت رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بعنوان: موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنة, للباحث: حسين محسن الحازمي, ونشرت سنة: 1420 .
- وفي جامعة محمد الخامس سجلت رسالة دكتوراه بعنوان: فقه الفتن : أصوله واتجاهاته وتطبيقاته, لعبد الواحد الإدريسي, سنة 1996 .
- وللشيخ الدكتور عبد الرحمن عبد الرحيم القرشي رسالة دكتوراه بعنوان: منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفتن, قدمت لقسم العقيدة في جامعة أم القرى سنة 1425 .
---
(1/783)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة من البلاغة القرآنية
---
فائدة من البلاغة القرآنية
---
ابن إبراهيم
09-16-2004, 02:39 PM
سلسلة اللطائف القرآنية (1) :
قال تعالى موجهاً الخطاب لمن عبد عيسى وأشرك به من النصارى ((إنكم وما تعبدون من دون الله حصب
جهنم)) قيل : كيف يكون عيسى عليه السلام في جهنم لأنه مما يعبد النصارى من دون الله :
الجواب: أن الله تعالى ذكر (ما تعبدون) و(ما) هي لغير العاقل وعيسى عليه السلام عاقل . فسبحان الله تعالى الذي يقول (بلسانٍ عربيٍ مبين) . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبوعبدالله المسلم
09-17-2004, 06:29 AM
أقول للأخ الكريم :
ليس الأمر كما ذكرت ...
الذي يظهر لي أن استعمال "ما" يحدده السياق ، وقد قال عنها الدكتور فاضل السامرائي : ( ويعتقد الكثيرون ان (ما) تستخدم لغير العاقل فيقولون (ما) لغير العاقل و(من) للعاقل ، ولكن الحقيقة أن ما تستعمل لذات غير العاقل كما في قوله: (يأكل مما تأكلون منه ويشر مما تشربون) ولصفات العقلاء كما في قوله: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) (ونفس وما سواها) ويؤتى بها في التفخيم والتعظيم في صفات العقلاء، ولذلك قال تعالى (وما خلق الذكر والانثى) ويعني به ذاته العلية. ) انتهى كلام السامرائي .
والجواب الأقرب والله أعلم عن قول الله تعالى : (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب
جهنم أنتم لها واردون )) هو أنها من العام المخصوص بقوله تعالى بعدها : (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ))
قال الألوسي في تفسيره للآية التي ذكرها الأخ الكريم : ( وقال بعضهم: إن { مَا } تعم العقلاء وغيرهم وهو مذهب جمهور أئمة اللغة كما قال العلامة الثاني في التلويح، ودليل ذلك النص والإطلاق والمعنى.(1/784)
أما النص فقوله تعالى:{ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاْنثَى }[الليل: 3] وقوله سبحانه:
{ وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا }[الشمس: 5] وقوله سبحانه:{ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ }
[الكافرون: 3]
وأما الإطلاق فمن وجهين، الأول: أن { مَا } قد تطلق بمعنى الذي باتفاق أهل اللغة والذي يصح إطلاقه على من يعقل بدليل قولهم الذي جاء زيد فما كذلك،
الثاني: أنه يصح أن يقال ما في داري من العبيد أحرار .
وأما المعنى فمن وجهين أيضاً، الأول أن مشركي قريش كما جاء من عدة طرق عن ابن عباس لما سمعوا هذه الآية اعترضوا بعيسى. وعزير. والملائكة عليهم السلام. وهم من فصحاء العرب فلو لم يفهموا العموم لما اعترضوا، الثاني: أن { مَا } لو كانت مختصة بغير العالم لما احتيج إلى قوله تعالى: { مِن دُونِ اللَّهِ } وحيث كانت بعمومها متناولة له عز وجل احتيج إلى التقييد بقوله سبحانه: { مِن دُونِ اللَّهِ } وحينئذٍ تكون الآية شاملة عبادة لأولئك الكرام عليهم الصلاة والسلام ويكون الجواب الذي تولاه الله تعالى بنفسه جواباً بالتخصيص .. ) إلخ كلامه في روح المعاني
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-17-2004, 02:04 PM
أخي ابن إبراهيم
إضافة إلى ما ذكره أخونا أبوعبدالله المسلم
في زاد المسير لبن الجوزي مايلي(1/785)
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) (الأنبياء : 101 ) سبب نزولها أنه لما نزلت إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم شق ذلك على قريش، وقالوا: شتم آلهتنا، فجاء ابن الزبعري، فقال: ما لكم؟ قالوا: شتم آلهتنا، قال: وما قال؟ فأخبروه، فقال: ادعوه لي، فلما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا محمد، هذا شيء لآلهتنا خاصة، أو لكل من عبد من دون الله؟ قال: لا، بل لكل من عبد من دون الله، فقال ابن الزبعري: خصمت ورب هذه البنية، ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح، وأن عزيرا عبد صالح، فهذه بنو مليح يعبدون الملائكة، وهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرا، فضج أهل مكة، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس. وقال الحسين ابن الفضل: إنما أراد بقوله: {وَمَا تَعْبُدُونَ } الأصنام دون غيرها. لأنه لو أراد الملائكة والناس، لقال: ومن، وقيل إن بمعنى: إلا، فتقديره: إلا الذين سبقت لهم منا الحسنى، وهي قراءة ابن مسعود، وأبي نهيك، فإنهما قرءا الا الذين. وروي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ هذه الآية، فقال: أنا منهم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن.
وفي لباب النقول في أسباب النزول للإمام السيوطي مايلي
أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: لما نزلت إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون . قال ابن الزبعري: عبد الشمس والقمر والملائكة وعزيز ، فكل هؤلاء في النار مع آلهتنا ، فنزلت إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون . ونزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا -إلى- خصمون .
وفي شرح بن عقيل لألفية ابن مالك مايلي(1/786)
أكثر ما تستعمل ما في غير العاقل وقد تستعمل في العاقل ومنه قوله تعالى (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى ) (النساء : 3 ) وقولهم سبحان ما سخركن لنا و سبحان ما يسبح الرعد بحمده و من بالعكس فأكثر ما تستعمل في العاقل وقد تستعمل في غيره .
فيتضح أن (ما) قد تستخدم للعاقل
---
(1/787)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عمدة الأحكام من كلام خير الأنام كتاب الكتروني رائع
---
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
06-25-2006, 05:58 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
عُمْدَة الأَحْكامِ
من كلامِ خيرِ الأَنامِ عليه الصلاةُ والسلامُ
الإمام الحافظ تقي الدين ، أبي محمد عبد الغني المقْدِسِيِّ الجُماعيليِّ الحنبليِّ
أَعَدَّهُ وشَرَحَ غريبَهَ عادل بن حسن نصار
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 580 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/62eb697334.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/7f910efd68.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/b85f786d67.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Omdetalahkam.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=271039
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/788)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد كتب تكلمت عن أحاديث الأحكام وصلتها بكتب التفسير ؟
---
هل يوجد كتب تكلمت عن أحاديث الأحكام وصلتها بكتب التفسير ؟
---
طالب علم صغير
10-02-2005, 12:05 AM
أحسن الله إليكم يافضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقكم الله
هل يوجد كتب تكلمت عن أحاديث الأحكام وصلتها بكتب التفسير للكتاب العزيز أو كتب أصول التفسير ؟
---
مساعد الطيار
10-02-2005, 07:30 AM
أخي الكريم
أشكرك على حسن ظنك ، وليت السؤال وُجِّه للجميع ، فإن كان عندي فيه شيء أجبتك .
أما عن سؤالك ، فلا أعرف شيئًا في هذا الموضوع الذي طرحته ، لكن هناك رساله للدكتور الفاضل علي العبيد عن كتب آيات الأحكام ، ولعله يكون تعرض ـ ولو بإشارة ـ إلى موضوعك .
---
(1/789)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل توجد في القرآن كلمات معربة -بحث للشيخ تقي الدين الهلالي
---
هل توجد في القرآن كلمات معربة -بحث للشيخ تقي الدين الهلالي
---
الراية
06-14-2006, 01:24 PM
هل توجد في القرآن كلمات معربة
بقلم الدكتور محمد تقي الدين الهلالي - رحمه الله -
الأستاذ بالجامعة الإسلامية والداعية الإسلامي
منشور في مجلة البحوث الاسلامية
العدد الثامن - من ذو القعدة إلى صفر لسنة 1403هـ 1404هـ
اعلم أن علماء اللغات اتفقوا على أن كل لغة عظيمة تنسب إلى أمة عظيمة ، لا بد أن توجد في مفرادتها كلمات وردت عليها من أمة أخرى ، لأن الأمة العظيمة لا بد أن تخالف غيرها من الأمم وتتبادل معها المنافع من أغذية وأدوية ومصنوعات وتعلم وتعليم ، فلا بد حينئذ من تداخل اللغات ، ولا يمكن أن تستقل وتستغني عن جميع الأمم ، فلا تستورد منها شيئا ولا تورد عليها شيئا ، والقرآن نفسه يثبت هذا ، قال تعالى: سورة إبراهيم الآية 37 رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ .(1/790)
ذكر إبراهيم في دعائه أنه أسكن ذريته يعني إسماعيل وآله بواد غير ذي زرع وهو وادي مكة وإذا لم يكن فيه زرع لم تكن فيه ثمرات ، وذكر أثناء دعائه ومناجاته لربه أنه أسكنه وذريته بذلك الوادي المقفر ليقيموا الصلاة ، أي يؤدوها قائمة كاملة عند بيت الله ويعبدوه فسأل الله أن يجعل قلوب الناس تهوي إلى ذريته ، أي تسرع إليهم شوقا ومحبة وتمدهم بما يحتاجون إليه وأن يرزقهم من الثمرات التي تجلب إليهم من الآفاق والأقطار المختلفة ليشكروا الله على ذلك فيزيدهم ، وقد استجاب الله دعوته ، فصارت أنواع الحبوب والثمرات والتوابل والأدوات والثياب والتحف والطرائف تجلب إلى مكة من جميع أنحاء المعمورة .
وهذه الأمور التي تجلب إليها كثير منها وضعت أسماؤها في البلدان التي تصدر منها فإذا جاءت مكة يسمونها بالاسم الذي جاءت به فتندمج في لغتهم وتصير جزءا منها والأصل في اللغات أن الأشياء العامة توجد لها أسماء في كل لغة ، أما الأشياء الخاصة التي خص الله بها قطرا بعينه فإن الاسم الذي سماها بها أهل ذلك القطر الذي خلقت فيه يبقى في الغالب ملازما .
ولنضرب لذلك مثلا الجوز الهندي والنخيل الذي يثمره وهو "نارجيل" ويسمى بالهندية "ناريل" فهو يجلب إلى غير الهند ، دون أن يبدل اسمه ، وثمر "الأنبه" وهو أحسن الفواكه في الهند وقد يكون أحسن الفواكه مطلقا يوجد دائما في مكة شرفها الله في أحقاقه ، إذا أكلته تظن أنك أكلته تحت شجرته وهذه الفاكهة موجودة في مصر وتسمى "مانكة" وتنقل إلى بلدان أخرى ويبقى اسمها ملازما لها .(1/791)
وكذلك ثمر "أناناس" يجلب من إندونيسيا ويبقى اسمه ملازما له وقس على ذلك ، وقد قال أحد علماء الفيلولوجيا أعني علماء اللغات أن لغة سكان أستراليا الأصليين لا تزيد مفرادتها على مائة ، لأنهم أبعد الناس عن المدينة التي تستلزم مخالطة الأمم الأخرى وتبادل المنافع معها فكلما عظمت اللغة دلت عظمتها وثروتها ووفرة ألفاظها على مخالطة أهلها لشعوب أخرى واقتباسها منهم فهي تعطي وتأخذ .
وقد أخبرنا القرآن أن قريشا كانت لهم رحلتان ، رحلة في الشتاء إلى جنوب الجزيرة العربية اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام وكانوا تجارا ينقلون البضائع من بلد إلى بلد ، وكانت مكة شرفها الله تعالى مركزا عظيما للتجارة قبل الإسلام فكانت تنقل إليها البضائع من الشرق والغرب والجنوب والشمال فكيف يتصور أن لغة العرب تبقى مغلقة مختوما عليها لا تخرج منها كلمة ولا تدخلها كلمة .
والأئمة الذين أنكروا وجود كلمات غير عربية في القرآن تمسكوا بظاهر قوله تعالى: سورة يوسف الآية 2 إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وقوله تعالى: سورة النحل الآية 103 لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ .
وما أشبه ذلك وهم على حق فيما قالوا فليس في القرآن كلمة أعجمية باقية على عجمتها ألبتة ، فكل ما في القرآن من الكلمات تنطق به العرب وتفهمه وهو جار على سنن كلامها لا خلاف في ذلك نعلمه ، إنما الخلاف في المعرب هل هو موجود في القرآن أم لا؟(1/792)
قال السيوطي في الإتقان: " قد أفردت في هذا النوع " كتابا سميته ( المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب ) وأنا ألخص فوائده فأقول: اختلف الأئمة في وقوع المعرب في القرآن فالأكثرون منهم الإمام الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى: سورة يوسف الآية 2 قُرْآنًا عَرَبِيًّا وقوله تعالى: سورة فصلت الآية 44 وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ وقد شدد الشافعي النكيرة على القائلين بذلك .
وقال أبو عبيدة : إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أنه غير العربية فقد أعظم القول ومن زعم أن "لدا" بالنبطية فقد أكبر القول ، وقال ابن فارس : لو كان فيه من لغة غير العربية شيئا لتوهم أن العرب: إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها .(1/793)
قال محمد تقي الدين الهلالي : إنما يمكن أن يقال ذلك إذا كان في القرآن تراكيب أعجمية ، أو كلمات باقية على عجمتها ، أما وجود كلمات قد صقلتها العرب بألسنتها ، ونحت بها مناحي كلماتها ، ودخلت في أوزانها فلا يمكن أحد أن يدعي ذلك فيها ، وقد رد القرآن نفسه على من زعم ذلك من أعداء الإسلام الأولين فقال تعالى: سورة النحل الآية 103 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ وتحداهم أن يأتوا بسورة مثله بأشد أساليب التحدي فقال تعالى: سورة البقرة الآية 23 وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ سورة البقرة الآية 24 فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
وقال تعالى: سورة الإسراء الآية 88 قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ، فأي عدو يسمع مثل هذا التحدي ثم لا يبذل قصارى جهده في معارضة عدوه وإبطال تحديه ولو أن إحدى الدولتين المتعارضتين اليوم وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي صنعت إحداهما سفينة فضائية مثلا وقالت للأخرى إنك لن تستطيعي أن تصنعي مثلها لغضبت الدولة المتحداة ولم يقر لها قرار ، حتى تصنع سفينة مماثلة أو فائقة لما صنعته الدولة المتحدية .(1/794)
وهنا نحن اليوم نرى الصين الشيوعية لما رأت عدوتها الولايات المتحدة متفوقة في صنع القنابل الذرية والهيدروجينية فقد عقلها حنقا وغيظا وهي جادة في صنع هاتين القنبلتين ، وزادها غيظا أن أختها في الشيوعية دولة الاتحاد السوفييتي ضنت عليها في المساعدة على التوصل إلى هذا الغرض مع أن الولايات المتحدة لم تتحد الصين إلا بلسان الحال ، بل هذه فرنسا قلبت ظهر المجن لحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا لأنهما لم يشركاها فيما وصلتا إليه من صنع القنبلتين المذكورتين إلا بقدر ضئيل لا يشبع نهمها ولم يكن أحد من العرب المعادين للإسلام يقول إن الذي منعهم من معارضة القرآن هو وجود كلمات فيه غير عربية بل سلموا أنه كله عربي .
أما كتاب السيوطي الذي سماه "المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب " فلا نعلم أنه موجود في هذا الزمان ، لكن الملخص الذي نقله منه مؤلفه في كتاب الإتقان لا يدل على أن المؤلف مع غزارة علمه كان أهلا أن يؤلف في هذا الباب لأنه فيما يظهر لم يكن يعرف إلا اللغة العربية والمؤلف في هذا الموضوع يحتاج إلى إلمام باللغات التي قيل إن بعض مفرداتها قد عرب ودخل في القرآن ، فإن لم يعلم بها كلها فلا أقل من الإلمام ببعضها ، وأكثر علماء العرب مقصرون في علم اللغات ، والذين يعرفون شيئا من اللغات الأخرى منهم قليل ، وقد كان عمر - رضي الله عنه - يعرف اللغة العبرانية ويقرأ التوراة ويفهمها .
وقال الترمذي في جامعه " باب تعلم السريانية " ثم روى بسنده إلى زيد بن ثابت قال أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتعلم كلمات يهود وقال: بأني والله ما آمن يهود على كتابي قال: فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له ، قال فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت له وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم ، هذا حديث حسن صحيح .(1/795)
قال العالم الرباني أستاذي عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري رحمه الله رحمة واسعة في شرح هذا الحديث من كتابه "تحفة الأحوذي في شرح الترمذي " ج3 ص392 .
ما نصه: قال القاري : قيل فيه دليل على جواز تعلم ما هو حرام في شرعنا بالتوقي والحذر عند الوقوع في الشر كذا ذكر الطيبي في ذيل كلام مظهري وهو غير ظاهر إذ لا يعرف في الشرع تحريم تعلم شيء من اللغات سريانية أو عبرانية أو هندية أو تركية أو فارسية وقال تعالى في سورة الروم "22" سورة الروم الآية 22 وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ أي لغاتهم بل هو من جملة المباحات .
وهذا الحديث رواه أيضا أحمد وأبو داود والبخاري في تاريخه وذكره في صحيحه تعليقا ، ومعنى الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الصحابي الجليل كاتب الوحي زيد بن ثابت أن يتعلم كتابة اليهود وفي رواية أمره أن يتعلم السريانية وعلل ذلك بأنه عليه الصلاة والسلام لا يأمن اليهود أن يكتبوا له إذا أراد أن يكتب إليهم أو يقرءوا إليه كتابا يأتيه منهم لئلا يزيدوا فيه وينقصوا ويبدلوا ويغيروا فتعلم زيد ما أمره به النبي - صلى الله عليه وسلم - في نصف شهر وقد يشكل فهم هذا من وجهين:
الأول: أن المعهود من اليهود أن يتكلموا أو يكتبوا بالعبرانية لا بالسريانية .
الثاني: كيف يستطيع متعلم أن يتعلم لغة أجنبية في نصف شهر ، والجواب عن الأول أن اليهود في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - بل في زمان عيسى ابن مريم عليه السلام وقبله بزمن لم يكونوا يتكلمون ويكتبون بالعبرانية لأنها كانت قد انقرضت ولم يبق منها إلا كلمات قليلة تردد في الصلوات وكان اليهود يكتبون علومهم الدينية والدنيوية ويتخاطبون بالسريانية وإنما جددوا العبرانية وأحيوها وبذلوا جهودا عظيمة في هذا العصر الأخير .(1/796)
والجواب الثاني: أن زيدا لم يتعلم اللغة في نصف شهر وإنما تعلم الكتابة والقراءة ، أما معاني لغة اليهود فكان يفهمها لأنها كانت ولا تزال قريبة جدا من لغة العرب ، لأن قبائل من اليهود كانت مساكنة للأنصار ، وتعلم اللغات الأجنبية للانتفاع بها في أمور الدين والدنيا أمر محمود إذا لم يكن على حساب لغة القرآن كما يفعل سكان المستعمرات المتهوكون في زمان الاستعمار وبعده فيهملون لغة القرآن وهي لغة دينهم وتاريخهم ومجدهم ويتعلمون لغة المستعمر ويتطاولون بها ويشمخون بأنوفهم ويتراطنون بها بغير ضرورة ويحتقرون شعوبهم لعدم استعمال تلك اللغة الأجنبية فهؤلاء أعضاء مجذومة في جسم الأمة يجب قطعها وهم يعلمون أن جميع الأمم تحتقرهم لأنه لا يكون لهم فضل بتعلمهم تلك اللغة الأجنبية إلا إذا أتقنوا لغتهم وكانوا أعضاء نافعين في أمتهم ولكن .
من يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام
ثم قال: السيوطي قال ابن جرير : ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد .(1/797)
قال محمد تقي الدين الهلالي : ابن جرير إمام المفسرين في زمانه وما بعده وقد أخطأ في هذا الرأي إذ لا يمكن أن تتكلم هذه الشعوب المتباينة في أنسابها ولغاتها والمتباعدة في أوطانها على سبيل المصادفة والاتفاق وتوارد الخواطر بتلك الكلمات الكثيرة العدد على أن الذين قالوا في القرآن كلمات كانت في الأصل غير عربية صارت بالاستعمال عربية لم يقل أحد منهم إن الكلمة التي أصلها فارسي قد اتفق فيها الفرس مع العرب والنبط والحبشة بل إذا كانت الكلمة فارسية كالأباريق مثلا لم تكن حبشية ولا نبطية والكلمة التي قيل إنها حبشية "كابلعي" من قوله تعالى: سورة هود الآية 44 يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ لم يقل أنها توافق الفارسية والنبطية وهكذا يقال في سائر الكلمات كما سيأتي في ذكر الكلمات التي نسب أصلها إلى غير العربية ، ثم قال السيوطي وقال غيره: بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتها بعض مخالطة لسائر الألسنة في أسفارهم فعلقت من لغاتهم ألفاظ غير بعضها بالنقص من حروفها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن ، انتهى .(1/798)
هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ثم ذكر السيوطي آراء أخرى يظهر زيفها عند الامتحان فأعرضت عن نقلها ، ثم نقل عن الجويني ما معناه في القرآن وعد ووعيد ، والوعد يذكر فيه ثواب المطيعين وما أعد الله لهم في الدارين مما تشتهيه أنفسهم ويرغبهم في فعل الطاعات وذلك يتضمن مآكل ومشارب وثيابا ومساكن طيبة وحورا عينا وفرشا طيبا وغلمانا للخدمة وبعض تلك الأمور وضعته أمم غير عربية وسمته بكلمات من لغاتها فنقله العرب عنها فصار في وصف النعيم والعيشة الراضية لا بد منه وضرب لذلك كلمة "إستبرق" مثلا وهو ما غلظ من ثياب الحرير ، والسندس ما رق منها قال البيضاوي : وهو معرب "استبره" بالفارسية فلو أريد لتجنب استعمال كلمة إستبرق ، فأما أن يترك ذكر هذا النوع من الثياب أصلا فلا يتم المطلوب وهو وصف العيشة الراضية ، وأما أن يعبر عنه بكلمتين أو أكثر كثياب الحرير الغليظة فتفوت البلاغة إذا فلا بد من التعبير به ليكون الكلام بليغا .
ثم قال السيوطي قال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن حكى هذا القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع من أهل العربية ، والصواب عندي مذهب فيه تطبيق القولين مجتمعين ، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمي كما قال الفقهاء لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها ، فصارت عربية ثم نزل القرآن بها وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب ، فمن قال إنها عربية فهو صادق ومن قال عجمية فصادق ، ومال إلى هذا القول الجوالقي وابن الجوزي وآخرون ، انتهى .
بقية البحث على هذا الرابط
http://www.alifta.com/sites/iftaa/re2asa/fatawaDetailselbo7os.aspx?BookID=2&View=Page&PageNo=1&PageID=1227
---
(1/799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يدلتي على مصحف باللمس
---
من يدلتي على مصحف باللمس
---
عيسى القرشي
02-16-2004, 01:32 PM
أتمنى من أهل الاختصاص أن يدلوني على :
مصحف بالمس خاص لمن فقدوا أبصارهم
فمن كان له القدرة في افادتي في ذلك فجزاه الله خيراً
علماً بأن المصحف يريده طالب علم أعمي وهو يريد ان يكمل حفظه للقرآن عن طريق مصحف اللمس
وقد حفظ 15 جزء عن طريق المسجل ولكن هذه الطريقة متعبة وشاقة
فمن استطاع ان ينفع اخاه فليفعل
وجزاه الله خيراً ( ومن مشى في حاجة اخيه كان له من الاجر العظيم الذي ذكره رسول الله وهو :
خير له من يعتكف في مسجد رسول الله ....
---
(1/800)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع الإشكال الوارد حول سجود الشمس !
---
دفع الإشكال الوارد حول سجود الشمس !
---
عمر المقبل
06-23-2006, 12:58 AM
الحمد لله ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والااه ،وبعد :
فهذا جواب عن شبهة أوردها أحد الإخوة من دول المغرب العربي ،وبعث بسؤاله إلى موقع الإسلام اليوم ،وقد أحببت نشره في هذا الموقع لسببين :
السبب الأول :
أن لهذا علاقة بالقرآن الكريم بصورة لا أحتاج معها إلى الإيضاح.
السبب الثاني :
أنه هالني ما وقفت عليه في بعض المواقع على الشبكة من طعن في هذا الحديث ،بل بلغ الأمر ببعضهم ـ من ملاحدة العرب ومنافقيهم ـ إلى السخرية بهذا الحديث ،والطعن فيه ،ومن ثم الطعن في علمائنا المعاصرين وفتاواهم في هذا الباب ولهذا أطلت فيه ،والله المستعان.
السؤال :
في الصحيحين عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدري أين تذهب هذه الشمس إذا غربت؟ قلت: لا. قال: إنها تنتهي فتسجد تحت العرش، ثم تستأذن، فيوشك أن يقال لها: ارجعي من حيث جئت، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً".
أثار هذا الحديث في قلبي شبهة! إذ يفهم منه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يتكلم من منطلق أن الأرض مسطحة وثابتة، والشمس هي التي تدور حولها، تخرج من المشرق، وتغرب من المغرب، أرجو توضيح ذلك؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأشكرك –أخي- على طرح مثل هذه الأسئلة، والبحث عن مخرج لما يقع في القلب من الشبه، فإن العبد إذا أهمل السؤال عن مثل هذه الأمور، ربما أدت به إلى نهايات خطيرة يدخل منها الشيطان على قلب العبد؛ فَيفسِدُ عليه دينه.
أما بالنسبة لما سألت عنه، فجوابه فيما يلي:(1/801)
1- اعلم –وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه- أنه إذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أبدا أن يكون معارضاً لما هو كائن في الواقع، بل إما أن فهمنا للواقع غير صحيح، أو فهمنا للنص غير صحيح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخبر إلا بالحق، وأخبار الوحي –كتاباً وسنة- لا يمكن أن يدخلها الخطأ.
فيبقى الأمر –في حقنا- هو: وجوب النظر فيما يزيل هذا الإشكال الذي وقع في نفوسنا.
2- اعلم -وفقك الله- أن ظواهر الكتاب والسنة تكاد تصل إلى حد الصراحة -وأؤكد على كلمة ظواهر– في أن الحركة إنما تصدر من الشمس لا من الأرض، ومن ذلك هذا الحديث، ومنه –أيضاً- آيات كثيرة في كتاب الله تعالى، أذكرها الآن؛ ليتضح لك هذا المعنى بشكل جلي:
أ- قوله تعالى: "فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً" [الأنعام:78].
فنسب البزوغ لها.
ب- قوله تعالى -في قصة أصحاب الكهف-: "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَال" [الكهف:17].
فهذه أربعة أفعال نسبت إلى الشمس: الطلوع، والغروب، والتزاور والقرض.
ج- وفي قصة ذي القرنين يقول تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ". إلى قوله "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ". [الكهف:86-90].
فنسب الغروب والطلوع إليها.
د- ومن أصرح الأدلة قوله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" إلى قوله سبحانه: "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" [يس:38-40].
فنسب الجري والإدراك للشمس.
هـ- وفي قصة سليمان عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى عنها: "حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ" [ص:32].
أي أن الشمس غربت، فنسب التواري إليها.(1/802)
فأنت ترى –وفقك الله- أن نسبة هذه الأفعال كلها للشمس ظاهر في أنها تتحرك.
إذا علم ذلك، فاعلم أن القرآن لم ينف أن الأرض تتحرك ولم يثبت ذلك –أيضاً-، وعليه فلا تعارض بين القرآن والواقع العلمي الذي يثبت حركة الأرض، ويكون ما ذكر –من نسبة الأفعال إلى الشمس- هو باعتبار نظر العين لها.
3- فيما يخص سجود الشمس، وذهابها وسجودها تحت العرش. وكيفية تصوره مع أنها إنما تغرب عنا لتشرق على آخرين، فالجواب عنه سهل –بحمد الله- وذلك من وجهين:
الأول: إنه لا مانع أن تكون الشمس في حالة سجود دائم لربها –عز وجل-، وهذا ليس بغريب إذا تصورت أن كل ما في السماوات والأرض يسجد لله، وأن سجود كل شيء بحسبه، كما قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ" [الحج:18].
ومن المعلوم أن سجود الآدميين ليس كسجود السماوات والأرض وبقية هذه المخلوقات العظيمة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية، والفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار.
ولا عجب فالملائكة –وهم مخلوقون يتكلمون ويبصرون ويقومون بوظائف جليلة- يقول الله عنهم: "يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" [الأنبياء:20]. فإذا كان هذا في حق هذه المخلوقات التي كلفت ببعض الوظائف فما ظنك بالجمادات؟! هي من باب أولى في ديمومة سجودها لله تعالى، ومنها الشمس، فهي في حالة سجود واستئذان دائمين في شروقها وغروبها.
فإن قلت: إن قوله في الحديث: "ثم تذهب تسجد" مشعر بأن هناك سجود غير السجود العام الذي دلّت عليه الآية؟!
فالجواب: هذا الذي ذُكر في الإيراد محتمل، والمخرج منه أن يقال:(1/803)
إن مجرد غروب الشمس عن أعيننا في قطر من الأقطار هو في الوقت ذاته سجود لها، وإن كانت تظهر على آخرين، وهذا تصوره غير عسير –بحمد الله-، ونظيره ما يقال عن كسوف الشمس، فإنك تعلم –وفقك الله- أن الشمس قد تنكسف عن بلدٍ، بينما بلدان أخرى لا يحصل فيها كسوف، مع أن الأرض واحدة والشمس واحدة، فإذا كان هذا متصوراً في الأمور المحسوسة، فتصوره في الأمور الغيبية المعنوية من باب أولى.
الثاني: أن الشمس إنما هي –في هذا الكون العظيم- جرم صغير، فأينما سجدت فهي ساجدة تحت عرش الرب –عز وجل-.
هذا مبلغ علمي في هذه المسألة، وأرجو أن نتخلص بهذا الجواب –مع ما سأذكره لك لاحقاً- من هذا الإشكال، فإن انشرح صدرك لهذا الجواب فالحمد لله، وهذا هو المطلوب، وإلا فعلينا -جميعاً- أن نؤمن ونصدق وإن لم تدرك عقولنا الحقيقة، ونقول: صدق الله ورسوله، مبتعدين بذلك عن مسالك بعض الناس الذين جعلوا عقولهم حاكمة على النصوص، من أمثال المعتزلة أو من تأثر بمسلكهم، يطعنون في هذا الحديث بحجة أنه خبر آحاد!!
وما أعظم جناية هؤلاء على الشريعة! وإنني لأتعجب منهم هل أحاطت عقولهم بالغيب؟!
أليسوا يجهلون كنه وحقيقة الروح التي بين جنوبهم؟! فكيف يتصورون أنهم لابد أن يفهموا وجهة كل نص من النصوص التي تتحدث عن الأمور الغيبية سواء في الدنيا، أو في الآخرة؟!
وكم من الأحاديث التي تتحدث عن أمور غيبية لو حكمنا فيها عقولنا القاصرة لعجزنا عن إدراكها، ولكن معاذ الله أن نجعل عقولنا حاكمة على خبر الله ورسوله، بل نقول في باب الأخبار: آمنا وصدقنا. وفي باب الأحكام: سمعنا وأطعنا. وسيأتي في الفقرة التالية مزيد إيضاح لهذه المسألة العظيمة.(1/804)
4- ثمة قاعدة تذكر في هذا الباب –أعني باب الإشكالات التي ترد في النصوص مع الواقع وغيره –وهي قاعدة تريح قلب المؤمن إذا أخذ بها، وهي: أنه إذا لم تزل عنك الشبهة -مع صحة النص الشرعي- فعليك بالتسليم والتصديق ولو لم تفهم، فإن هذه هي حقيقة العبودية، وقل –كما قال خيار هذه الأمة–: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة:285].
بل هذه طريقة الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم بقوله: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" [آل عمران:7-8].(1/805)
ولقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الانقياد والتسليم، وإن كان الأمر في أول وهلة على غير ما تهواه نفوسهم، أولم يفهموا الغرض منه، وإليك مثالاً واحداً يجلي هذه المعاني، ففي الصحيحين أن ظهير بن رافع، وهو عم رافع بن خديج –رضي الله عنهما- لما بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صورة معينة من صور المزارعة، قال: لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر كان لنا رافقاً –يعني فيه رفق بنا- قال رضي الله عنه: وطواعية الله ورسوله أنفع لنا. صحيح البخاري (2339)، وصحيح مسلم (1548).
ولما حدّث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الدجال، قال الصحابة –رضي الله عنهم-: وما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعون يوماً: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله: فذلك اليوم الذي كسنةٍ أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: "لا، اقدروا له قدره". صحيح مسلم (2937).
فانظر إلى عمق علم الصحابة –رضي الله عنهم-، كيف لم يقولوا: كيف يكون اليوم كسنة، أو كشهر، أو كجمعة؟ لأنهم يعلمون أن من جعل اليوم (24ساعة)، قادر على جعله أسبوعاً (168ساعة)، وقادر على جعله شهراً (720 ساعة)، وهكذا، بل سألوا عما يخصهم، وهو أمر دينهم، سألوا عن صلاتهم! فرضي الله عنهم وأرضاهم، ما أعمق علمهم، وأقوى تصديقهم! نسأل الله تعالى أن يرزقنا السير على طريقتهم في العلم والعمل، وأن يجمعنا بهم في الجنة بحبنا إياهم، والله تعالى أعلم.
الرابط :
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=105133
---
مصطفى علي
06-23-2006, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله دكتورنا الفاضل فقد أجاد وأفاد وأحكم(1/806)
وأحب أن أؤكد على أن المسلم لا بد له من الوقوف على التسليم المطلق لما قاله النبي ص إذ أنه ابتداء شهد شهادة الحق بصدق النبي ص وأنه رسول الله ص الذي أرسله ليكون مبلغًا عنه الناس . وأن شهادة المسلم بأنه لا إله إلا الله لم تكن لمجرد أنه سمع الناس يقولون قولاً فقاله ، بل أن شهادته حادثة بعلم أعجز أنه لا يكون إلا ذلك . من حقيقة الوجود وترابط الكائنات والهيمنة و....... إلى آخر ذلك .
وأن رب الكون له رسل بينه وبين الناس هذه الرسل معها المعجزات والدلائل التي بها يثبت لدي الناس أن المرسل رسول لله تعالى .
هذه المعجزات كثيرة مبينة في كتب الشمائل ولو تصورنا أننا عدنا إلى الوراء وكنا حضوراً لمبعث النبي ص ما الذي يثبت به لدينا صدقه إنها الآيات والإعجازات التي كانت معه ص يومئذ من كتاب محكم لا يأتيه الباطل متحدى به أن يأتوا بمثله فعجزوا و ..... مما ثبت به رسالة النبي ص
فبعد ذلك جاء هذا المسلم الذي ثبت بالدليل القطع لديه أن الرسول ص المبلغ له عن الله تعالى الذي يأمره بكذا وكذا من أوامر الشرع ولا بد من الطاعة ؟
أقول لما يأتي لهذا المسلم أمر يستغربه ( ولم يأت العلم الحديث بعد ) لابد له من التصديق المطلق وعدم الشك فقد قام الدليل السابق لديه بصدق النبي ص وجاءه ما لم يستوعبه فالدليل السابق جزم وما يتصوره هو بعقله لن يكون أبداً ناقضاً ولكن لا يستوعبه فما سبق من دليل لا بد له أن يؤمن بهذا الذي أخبر عنه النبي ص من غير شك ( وانظر إلى رواية تصديق أبي بكر لأمر الإسراء والمعراج والقول - بالمعنى الآن - : إن كان قاله فقد صدق فإني أصدقه في غير ذلك أصدقه في خبر السماء .(1/807)
فالذي لا أتصوره ولن يكون ناقضاً أبداً مع ما أعجز البشر جمعاء من أدلة إعجاز كالقرآن والمعجزات التي أتى بها النبي ص تجعل المسلم يحمل ما يستغربه على اليقين بصدق النبي ص وأنه كما قال . ثم يجيء العلم الحديث لنعرف منه حقائق حول الشمس والأرض فهل العلم يكذب ما قاله النبي ص أم أنه زاد المؤمن بأن ما قاله النبي ص لم يخرج إلا من مشكاة النبوة ، جاء العلم الحديث بإثبات وتصديق وعدم تكذيب أعجز من هم خارج دائرة العرب فأسلموا ( انظر الإعجاز العلمي للقرآن والحديث ) .
فبعد ذلك وأنا الذي لم أحط علماً جاء ما استغربه ولم أحط به فهماً ، فهل كل هذه المعجزات يضرب بها عرض الحائط لأنني أستغرب حديثاً . لا يمكن ذلك فالمعجزات دليل قطع وما أتصوره أنا أو ذلك الرجل دليل ظن بل ليس بدليل إذ هذا المستغرب لن يقطع بكذب المخبر بل لم يقف على معناه . فليس ثم إلا أن المعجز قطع لا يشك فيه فالآخر لا بد من الجزم والإيمان به . والشك فيه مع صحة الخبر شك فيما يبلغه النبي ص عن رب العزة ، فيكون بالتالي شك في الله لا يصح إسلام أو إيمان به .
فالمستغرب مثل الإسراء والمعراج لا بد من الإيمان به كما يعلمه الله الذي صحت نبوة من أرسله ، وصدق الله وكذبت بطن أخيك . ثم يسأل هل أحاط أحد بذلك علماً ؟ فمن رحمة الله الذي يرينا آياته في الآفاق وفي أنفسنا أننا نجد من الآخرين البراهين .
وهنا ما المستغرب حقاً في الحديث ؟ وهل الحديث يدل دلالة جازمة على أن الأرض مسطحة وأنها لا تتحرك وأن الشمس هي التي تتحرك فقط دون الأرض .
ليس في الحديث إلا حقيقة أن الشمس تغرب فتسجد تحت العرش .
ليس أكثر ونحن الذي نؤمن بالمشاهد بقضية الفلك والصور الملتقطة للحركات الكائنة لما في الأفق .
أقول : إن السموات والأرض في العرش كحلقة في فلاة ( معنى حديث آخر ) - والله أعلى وأجل _(1/808)
والشمس تغرب قطعاً بالنسبة لنا في المكان الذي نعيش قيه ، وهي إذ تغرب بالنسبة لنا تسجد تحت العرش .
وهذه الحقيقة المخبر عنها ستتحقق مع آخرين تغرب بالنسبة لهم الشمس عن بلدهم الكائنة من الأرض التي هي والشمس أساساً والسموات التي تعلوها ليسوا من العرش إلا كحلقة في فلاة .
أقول الشمس التي غربت من عند الآخرين ( لو تصورنا ما بين كل بلد والأخرى ثانية واحدة ) فهي أيضاً تسجد وهي إذ تسجد لن تسجد إلا تحت العرش . فهذا الحديث لا بد أن يقلب من حديث مستغرب عند البعض إلى حديث يدل على الإعجاز . وعند هذا أقف ليتكلم من لهم علم في الفلك .
---
عبدالرحيم
06-23-2006, 03:23 PM
للمزيد من الإضاءات والتفاصيل
شبهة سجود الشمس تحت العرش. (http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det_bot&id=48&select_page=rodod)
زعم وجود أخطاء جغرافية في القرآن الكريم (http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det_bot&select_page=rodod&id=43)
علماء الإسلام يجمعون على كروية الأرض (http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=572)
---
أبو عبدالرحمن بن أحمد
06-28-2006, 10:46 PM
.
2- اعلم -وفقك الله- أن ظواهر الكتاب والسنة تكاد تصل إلى حد الصراحة -وأؤكد على كلمة ظواهر– في أن الحركة إنما تصدر من الشمس لا من الأرض، ومن ذلك هذا الحديث، ومنه –
شيخنا الفاضل قال الله عز وجل ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة : 258]
أليس هذا نصا قطعيا في أن الحركة من الشمس ، وإلا لم يكن هناك معنى للتحدي وبهتان الملك الكافر؟
وقد رأيتُ شيخكم العلامة ابن عثيمين تكلم على حديث أبي ذر في شرح التوحيد من البخاري بكلام جيد(1/809)
لأن قولكم سلمكم الله في (سجود دائم ) يرده ظاهر الحديث ، في أن السجود لا يقع إلا عند الغروب ، وفي بعض الألفاظ أنها تخر ساجدة ، والقول بإن السجود وهي في موضعها لأنها أصلا تحت العرش فيه ضعف لأنه خلاف الظاهر ، لأن في الحديث (تذهب ) وتسجد تحته ، وتسأذن في الطلوع ، ثم يقال لها ارجعي من حيث جئتِ
شيخنا الموقر الشمس في السماء بعيدة عننا ، وقد عجز العلم الحديث عن كشف حقيقة يأجوج ومأجوج على كثرتهم في الأرض ، فإنهم أكثر أهل الأرض عددا ، ويلزم من ذلك أن تكون لهم دوابا وأقواتا كثيرة يرتفقون منها ، ومع كثرتهم لم تستطع الأقمار الصناعية تصويرهم!!!
---
(1/810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > و قد جائتك أيام الحج أيها العبد الربانى
---
و قد جائتك أيام الحج أيها العبد الربانى
---
أبو الهيثم
01-04-2006, 12:44 AM
الحمد لله الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزاً وحصناً ، وجعل البيت العتيق مثابة للناس وأمناً ، وأكرمه بالنسبة إلى ذاته تشريفاً له وتحصيناً وأمناً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ، والشهر الحرام ، والهدي ، والقلائد ، ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأن الله بكل شيء عليم، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، خير نبي اجتباه ، وللعالمين أرسله ، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون ، اللهم صل ، وسلم ، وبارك على نبينا محمد ، سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارض عنا ، وعنهم يا رب العالمين .
في الإسلام ، فضلاً عن العقائد التي تعد أساس الدين ، عبادات تنظم علاقة الإنسان بربه ، ومعاملات تنظم علاقة الإنسان بأخيه ، وإذا صحت العبادات ارتقت المعاملات ، وكان ارتقاء المعاملات مؤشراً على صحة العبادات ، والعبادات تهدف أول ما تهدف إلى السمو بالإنسان نفساً وقولاً وعملاً ، عن طريق إحكام الصلة بالله رب العالمين ، والاهتداء بهديه ، والتنعم بقربه ، والتقلب في رحمته ، والارتشاف من عذب شرابه ، وقطف ثمار فضله ، ومن هذا المنطلق شُرعت العبادات الشعائرية ، كالصلاة والصيام والحج .(1/811)
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، وهو عبادة مالية ، بدنية شعائرية ، وهو تلك الرحلة الفريدة في عالم الأسفار ، ينتقل فيها المسلم ببدنه ، وقلبه إلى البلد الأمين الذي أقسم الله به ، في القرآن الكريم ليقف في عرفات ، وليطَّوَّف ببيت الله الحرام ، الذي جعله الإسلام رمزاً لتوحيد الله ، ووحدة المسلمين ، ففرض على المسلم أن يستقبله كل يوم خمس مرات في صلواته ، قال تعالى :قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة : 144 )
ثم فرض عليه أن يتوجه إليه بشخصه ، ويطوف به بنفسه في العمر مرة واحدة .
إن هذا البيت العتيق هو أول بيت وُضع للناس ، هو أول بيت أُقيم في الأرض لعبادة الله، ومجدِّدُ بنائه الخليل إبراهيم وولده الذبيح إسماعيل ، وهما الرسولان الكريمان اللذان جعل الله من ذريتهما هذه الأمة المسلمة ، واستجاب دعوتهما الخالصة ، وهما يُشيدان هذا البناء العتيد ، قال تعالى :َإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(127)رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128)رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ(129)
[سورة البقرة-129-127]
قال صلى الله عليه وسلم : ((أنا دعوة إبراهيم وبُشرى عيسى ابن مريم)).(1/812)
[ابن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر]
والحج برهان عملي يقدمه المؤمن لربه ولنفسه ، على أن تلبية دعوة الله بدافع محبته وابتغاء رضوانه ـ أفضل عنده من ماله ، وأهله ، وولده ، وعمله ، ودياره ، ومما تتميز به هذه العبادة أنها تحتاج إلى تفرغ تام ، فلا تؤدى إلا في بيت الله الحرام .
إذاً لا بد من مغادرة الأوطان ، وترك الأهل ، والخلان ، وتحمُّل مشاقِّ السفر ، والتعرض لأخطاره ، وإنفاق المال في سبيل رضوانه ، وإذا صح أن ثمن هذه العبادة باهظ التكاليف فإنه يصحُّ أيضاً أن ثمرة هذه العبادة باهرة النتائج ، حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : ((من حجَّ فلم يرْفُثْ ولم يفْسُقْ رَجَعَ من ذنوبه كيومَ ولدته أمه)) .
[رواه البخاري 1449 ، ومسلم 1350]
وقال أيضاً : ((الحج يهدم ما قبله)) ، و((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) ، و((الحجاج والعُمَّار وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم))حسنه الألباني ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب)) .[رواه الترمذي والإمام أحمد عن ابن مسعود [/size]][/size][/size][/font][/size]يذهب المسلم إلى بيت الله الحرام ، ويُخلِّف في بلدته هموم المعاش والرزق ، هموم العمل والكسب ، هموم الزوجة والولد ، وهموم الحاضر والمستقبل ، وبعد أن يُحرم من الميقات يبتعد عن الدنيا كلياً ، ويتجرَّد إلى الله عز وجل ويقول :" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " .
هذه التلبية كأنها استجابة لنداء ودعوة يقعان في قلبه ، أن يا عبدي خلِّ نفسك وتعال ، تعال يا عبدي ، لأريحك من هموم كالجبال ، تجثم على صدرك ، تعال يا عبدي لأطهرك من شهوات تُنغِّص حياتك .
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمته مسؤول ؟(1/813)
تعالَ يا عبدي ، وذق طعم محبتي .. تعال يا عبدي ، وذق حلاوة مناجاتي .
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " .
تعال يا عبدي لأريك من آياتي الباهرات ، تعالى لأريك ملكوت الأرض والسماوات ، تعالى لأضيء جوانحك بنوري الذي أشرقت به الظلمات ، تعال لأعمر قلبك بسكينة عزت على أهل الأرض والسماوات تعال لأملأ نفسك غنىً ورضىً شقيتْ بفقدهما نفوس كثيرة ، تعال لأخرجك من وحول الشهوات إلى جنات القربات ، تعال لأنقذك من وحشة البعد إلى أُنس القرب ، تعال لأخلصك من رُعب الشرك وذل النفاق إلى طمأنينة التوحيد وعز الطاعة .
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك " .
تعال يا عبدي لأنقلك من دنياك المحدودة ، وعملك الرتيب ، وهمومك الطاحنة إلى آفاق معرفتي ، وشرف ذكري ، وجنة قربي ، تعال يا عبدي وحُطَّ همومك ومتاعبك ، ومخاوفك عندي ، فأنا أضمن لك زوالها ، تعال يا عبدي واذكر حاجاتك ، وأنت تدعوني فأنا أضمن لك قضاءها
فكيف يكون إكرامي لك إذا قطعت المسافات ، وتجشمت المشقات ، وتحملت النفقات ، وزرتني في بيتي الحرام ، ووقفت بعرفة تدعوني ، وتسترضيني .
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد ، والنعمة لك ، والملك ، لا شريك لك".
تعال يا عبدي ، وزرني في بيتي ، لتنزاح عنك الهام ، ولتعاين الحقائق ولتستعد للقاء ،(1/814)
تعال يا عبدي ، وطُف حول الكعبة طواف المحب حول محبوبه ، واسعَ بين الصفا والمروة سعي المشتاق لمطلوبه ، تعال يا عبدي ، وقبِّل الحجر الأسود ، واذرُف الدمع على ما فات من عمر ضيعته في غير ما خُلقت له ، وعاهدني على ترك المعاصي والمخالفات على الإقبال على الطاعات والقربات ، " وكن لي كما أُريد لأكن لك كما تريد " كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ، فإذا سلَّمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تُسلِّم لي فيما أُريد أتعبتك فيما تريد ،
ثم لا يكون إلا ما أريد خلقت لك ما في الكون من أجلك فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ، فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك عما افترضته عليك .
" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك " .
تعال يا عبدي إلى عرفات ، يوم عرفة فهو يوم اللقاء الأكبر ، تعالى لتتعرض لنفحة من نفحاتي تطهر قلبك من كل درن وشهوة ، وتُصفي نفسك من كل شائبة وهم هذه النفحات تملأ قلبك سعادة وطمأنينة ، وتشيع في نفسك سعادة لو وُزِّعت على أهل بلد لكفتهم ، عندئذ لا تندم إلا على ساعة أمضيتها في قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال .
تعال لعرفات يوم عرفة ، لتعرف أنك المخلوق الأول من بين كل المخلوقات ، ولك وحدك سخرت الأرض والسماوات ، وأنك حُمِّلت الأمانة التي أشفقت منها الجبال والأرض والسماوات ، وأني جئت بك إلى الدنيا لتعرفني ، وتعمل عملاً صالحاً يؤهلك لجنة الخلد ، تعال إلى عرفات يوم عرفة ، لتعرف أن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر ، وأنك إن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فُتُّك فاتك كلُّ شيء.(1/815)
وبعد أن يذوق المؤمن في عرفات ، من خلال دعائه ، وإقباله ، واتصاله ، روعة اللقاء ، وحلاوة المناجاة ، ينغمس في لذة القرب ، عندئذ تصغر الدنيا في عينيه ، وتنتقل من قلبه إلى يديه ، ويصبح أكبر همه الآخرة فيسعى إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وقد يُكشف للحاج في عرفات أن كل شيء ساقه الله له مما يكرهه ، هو محض عدل ، ومحض فضل ، ومحض رحمة ، ويتحقق من قوله تعالى :(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 216 )
وبعد أن يفيض الحاجُّ من عرفات ، وقد حصلت له المعرفة واستنار قلبه ، وصحت رؤيته يرى أن السعادة كلها في طاعة الله ، وأن الشقاء كله في معصيته عندئذ يرى عداوة الشيطان، وكيف أنه يَعِدُ أولياءه بالفقر إذا أنفقوا ، ويخوفهم مما سوى الله ، إذا أنابوا وتابوا ، ويعدهم ، ويمنيهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ، قال تعالى :(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (إبراهيم : 22 )
عندئذ يُعبِّر الحاج عن عداوته للشيطان تعبيراً رمزياً برمي الجمار ، ليكون الرمي تعبيراً مادياً ، وعهداً موثقاً في عداوة الشيطان ، ورفضاً لوساوسه وخطراته .(1/816)
يقول الإمام الغزالي : " اعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى في العقبة ، وفي الحقيقة ترمي بها وجه الشيطان ، وتقصم ظهره ، ولا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله تعالى " .
وحينما يتجه الحاج لسوق الهدي ، ونحر الأضاحي ، وكأن الهدي هدية إلى الله تعبيراً عن شكره لله على نعمة الهدى ، التي هي أثمن نعمة على الإطلاق ، وكأن ذبح الأضحية ذبح لكل شهوة ، ورغبة لا تُرضي الله ، وتضحية بكل غالٍ ورخيص ، ونفس ونفيس في سبيل مرضاة رب العالمين ، قال تعالى :(لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) (الحج : 37 )
ثم يكون طواف الإفاضة تثبيتاً لهذه الحقائق ، وتلك المشاعر ، ثم يطوف طواف الوداع لينطلق منه إلى بلده إنساناً آخر استنار قلبه بحقائق الإيمان ، وأشرقت نفسه بأنوار القرب ، وعقد العزم على تحقيق ما عاهد الله عليه ، وإذا صحَّ أن الحج رحلة إلى الله ، فإنه يصحُّ أيضاً أنه الرحلة قبل الأخيرة ، لتجعل الرحلة الأخيرة مُفضية إلى جنة عرضها السماوات والأرض .
وبعد أن ينتهي الحجاج من مناسك الحج يتجهون إلى المدينة المنورة ، التي هي من أحب بلاد الله إلى الله ، يتجهون إليها لزيارة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم
، فالرجل حينما يظلم نفسه بمعصية ربه ، من خلال خروجه عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجب عليه أن يستغفر الله ، فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عين طاعة الله ، ورفض سنة النبي صلى الله عليه وسلم عين معصية الله وإرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عين إرضاء الله ، يستنبط هذا من إفراد الضمير في قوله تعالى عند كلمة يرضوه
:(يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) (التوبة : 62 ) هكذا بضمير المفرد .(1/817)
ولا أدل على ذلك من قول الله تعالى :(مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء : 80 )
ومن قوله تعالى : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران : 31 )
ولعل سرَّ السعادة التي تغمر قلب المسلم حينما يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما إن يرى معالم المدينة حتى يزداد خفقان قلبه ، وما إن يبصر الروضة الشريفة حتى يجهش بالبكاء ، وعندئذ تُصبح نفس الزائر صافية من كل كدر ، نقية من كل شائبة ، سليمة من كل عيب ، منتشية بحبها له صلى الله عليه وسلم وقُربها من سنته
رُوي أن بلالاً رضي الله عنه سافر إلى الشام ، وطال به المقام ، بعد وفاة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ، ولقد رأى وهو في منامه وهو بالشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : " ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أما آن لك أن تزورني " ؟ فانتبه حزيناً ، وركب راحلته ، وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده كثيراً .
فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما وجعل يضمهما ، ويقبلهما فقالا : نشتهي أن نسمع أذانك ، الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصرّا عليه ، فصعد وعلا سطح المسجد ، ووقف موقفه الذي كان يقفه .
ولما بدأ بقوله : الله أكبر .. وتذكر أهل المدينة عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجَّت المدينة ، وخرج المسلمون من بيوتهم فما رأيت يوماً أكثر باكياً وباكيةً في المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم .(1/818)
لقد صدق أبو سفيان رضي الله عنهم حينما قال : ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً .. وهذه الحقيقة ينبغي أن تنسحب على كل مؤمن إلى يوم القيامة ، يقول صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين)) [رواه البخاري ومسلم44]
---
(1/819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" - د. محمد ابو شهبه pdf
---
حمل كتاب "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" - د. محمد ابو شهبه pdf
---
طويلب علم صغير
09-25-2005, 12:45 AM
حمل كتاب "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" - د. محمد ابو شهبه pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38514
---
(1/820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفهوم الجهاد في ظلال القرآن
---
مفهوم الجهاد في ظلال القرآن
---
abohamzahashhame
10-16-2004, 09:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإنه قد كتب الكثيرون عن الجهاد في سبيل الله قديما وحديثا ، ولكن لم يبلغ أي واحد منهم (( فيما أرى )) أن تكلم عن آيات الجهاد في سبيل الله مبلغ الشهيد سيد قطب رحمه الله
وخير من كتب عن الجهاد في سبيل الله بأبعاده الشمولية من القدامى هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقد جمعت من أقواله ثلاثة مجلدات ضخمة في هذا الموضوع وهو يغني عما سواه من كتب القدامى
بل لو جمعنا جل كتابات المعاصرين المتعلقة بالجهاد في سبيل الله لما أغنت عما كتبه ووصل إليه السيد رحمه الله
ومن ثم يجب علينا جميعا أن نقرأ ما كتب بدقة وبموضوعية تامة وعندها سندرك أنه المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين في هذا العصر الذي أصبحت فيه الكتابات عن الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام ممسوخة ومحرفة
، فأول شيء مسخ فيه أنه نزع منه جهاد الطلب والمجمع عليه
يقول تعالى :
{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (29) سورة التوبة
وما زال يمسخ حتى أصبح الجهاد هو عبارة عن دفاع عن النفس ليس إلا
استنادا لقوله تعالى :
{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة(1/821)
وحتى جهاد الدفع هذا ما زال يمسخ حتى غدا المسلمون لا علاقة لهم بالمسلمين الآخرين الذين يذبحون على قارعة الطريق ،
فمثلا لا علاقة لنا بما يفعله الكفار والفجار بإخوتنا في فلسطين أو العراق أو الشيشان أو كشمير فهم وحدهم مسئولون عن أنفسهم ولا علاقة لنا بهم
وهكذا حتى تفرد الأعداء ببلاد المسلمين واحدة تلو الأخرى
حتى غدا الجهاد في سبيل الله ممسوخا مسخا تاما في نفوس جيل التيه وجيل الهزيمة
وصار الجهاد عند الكثيرين منهم هو مقاطعة الببسي كولا !!!
وما شابه ذلك من تحريف لمعنى الجهاد الذي شرعه الله تعالى
بل أصبح جيل التيه من المسارعين إلى تحريف معاني آيات وأحاديث الجهاد في سبيل الله والاعتماد على بعض الأقوال الفقهية الشاذة حتى يبرروا ذلك
*****************
ومن ثم فما عليك أخي المسلم حتى لو كنت قد قرأت تلك الكتابات وتأثرت بها ما عليك إلا تقرأ ما كتبه الشهيد (( بإذن الله ) السيد قطب رحمه الله لترى الفرق واضحا جليا كالفرق بين الثرى والثريا
إنك ستشعر بعزة الإسلام وبرفعة الإسلام وبعظمة هذه الرسالة الخالدة والتي لا يعادلها رسالة في هذه الأرض
*********************
يقول معرفا لماذا فرض الجهاد في سبيل الله :
إن بعض المغرضين من أعداء الإسلام يرمونه بالتناقض ; فيزعمون أنه فرض بالسيف , في الوقت الذي قرر فيه:
أن لا إكراه في الدين . .
أما بعضهم الآخر فيتظاهر بأنه يدفع عن الإسلام هذه التهمة ; وهو يحاول في خبث أن يخمد في حس المسلم روح الجهاد ; ويهون من شأن هذه الأداة في تاريخ الإسلام وفي قيامه وانتشاره . ويوحي إلى المسلمين - بطريق ملتوية ناعمة ماكرة - أن لا ضرورة اليوم أو غدا للاستعانة بهذه الأداة !وذلك كله في صورة من يدفع التهمة الجارحة عن الإسلام ! . .(1/822)
وهؤلاء وهؤلاء كلاهما من المستشرقين الذين يعملون في حقل واحد في حرب الإسلام , وتحريف منهجه , وقتل إيحاءاته الموحية في حس المسلمين , كي يأمنوا انبعاث هذا الروح , الذي لم يقفوا له مرة في ميدان !
والذي آمنوا واطمأنوا منذ أن خدروه وكبلوه بشتى الوسائل , وكالوا له الضربات الساحقة الوحشية في كل مكان ! وألقوا في خلد المسلمين أن الحرب بين الاستعمار وبين وطنهم ليست حرب عقيدة أبدا تقتضي الجهاد !
إنما هي فقط حرب أسواق وخامات ومراكز وقواعد . .
ومن ثم فلا داعي للجهاد !
لقد انتضى الإسلام السيف , وناضل وجاهد في تاريخه الطويل . لا ليكره أحدا على الإسلام ولكن ليكفل عدة أهداف كلها تقتضي الجهاد .
جاهد الإسلام أولا ليدفع عن المؤمنين الأذى والفتنة التي كانوا يسامونها ; وليكفل لهم الأمن على أنفسهم وأموالهم وعقيدتهم . وقرر ذلك المبدأ العظيم الذي سلف تقريره في هذه السورة - في الجزء الثاني - (والفتنة أشد من القتل) . . فاعتبر الاعتداء على العقيدة والإيذاء بسببها , وفتنة أهلها عنها أشد من الاعتداء على الحياة ذاتها . فالعقيدة أعظم قيمة من الحياة وفق هذا المبدأ العظيم . وإذا كان المؤمن مأذونا في القتال ليدفع عن حياته وعن ماله , فهو من باب أولى مأذون في القتال ليدفع عن عقيدته ودينه . .(1/823)
وقد كان المسلمون يسامون الفتنة عن عقيدتهم ويؤذون , ولم يكن لهم بد أن يدفعوا هذه الفتنة عن أعز ما يملكون . يسامون الفتنة عن عقيدتهم , ويؤذون فيها في مواطن من الأرض شتى . وقد شهدت الأندلس من بشاعة التعذيب الوحشي والتقتيل الجماعي لفتنة المسلمين عن دينهم , وفتنة أصحاب المذاهب المسيحية الأخرى ليرتدوا إلى الكثلكة , ما ترك أسبانيا اليوم ولا ظل فيها للإسلام ! ولا للمذاهب المسيحية الأخرى ذاتها ! كما شهد بيت المقدس وما حوله بشاعة الهجمات الصليبية التي لم تكن موجهة إلا للعقيدة والإجهاز عليها ; والتي خاضها المسلمون في هذه المنطقة تحت لواء العقيدة وحدها فانتصروا فيها ; وحموا هذه البقعة من مصير الأندلس الأليم . . وما يزال المسلمون يسامون الفتنة في أرجاء المناطق الشيوعية والوثنية والصهيونية والمسيحية في أنحاء من الأرض شتى . .
وما يزال الجهاد مفروضا عليهم لرد الفتنة إن كانوا حقا مسلمين !
وجاهد الإسلام ثانيا لتقرير حرية الدعوة - بعد تقرير حرية العقيدة - فقد جاء الإسلام بأكمل تصور للوجود والحياة , وبأرقى نظام لتطوير الحياة . جاء بهذا الخير ليهديه إلى البشرية كلها ; ويبلغه إلى أسماعها وإلى قلوبها . فمن شاء بعد البيان والبلاغ فليؤمن ومن شاء فليكفر . ولا إكراه في الدين . ولكن ينبغي قبل ذلك أن تزول العقبات من طريق إبلاغ هذا الخير للناس كافة ; كما جاء من عند الله للناس كافة . وأن تزول الحواجز التي تمنع الناس أن يسمعوا وأن يقتنعوا وأن ينضموا إلى موكب الهدى إذا أرادوا . ومن هذه الحواجز أن تكون هناك نظم طاغية في الأرض تصد الناس عن الاستماع إلى الهدى وتفتن المهتدين أيضا . فجاهد الإسلام ليحطم هذه النظم الطاغية ; وليقيم مكانها نظاما عادلا يكفل حرية الدعوة إلى الحق في كل مكان وحرية الدعاة . .
وما يزال هذا الهدف قائما , وما يزال الجهاد مفروضا على المسلمين ليبلغوه إن كانوا مسلمين !(1/824)
وجاهد الإسلام ثالثا ليقيم في الأرض نظامه الخاص ويقرره ويحميه . . وهو وحده النظام الذي يحقق حرية الإنسان تجاه أخيه الإنسان ; حينما يقرر أن هناك عبودية واحدة لله الكبير المتعال ; ويلغي من الأرض عبودية البشر للبشر في جميع أشكالها وصورها . فليس هنالك فرد ولا طبقة ولا أمة تشرع الأحكام للناس , وتستذلهم عن طريق التشريع . إنما هنالك رب واحد للناس جميعا هو الذي يشرع لهم على السواء , وإليه وحده يتجهون بالطاعة والخضوع , كما يتجهون إليه وحده بالإيمان والعبادة سواء . فلا طاعة في هذا النظام لبشر إلا أن يكون منفذا لشريعة الله , موكلا عن الجماعة للقيام بهذا التنفيذ . حيث لا يملك أن يشرع هو ابتداء , لأن التشريع من شأن الألوهية وحدها , وهو مظهر الألوهية في حياة البشر , فلا يجوز أن يزاوله إنسان فيدعي لنفسه مقام الألوهية وهو واحد من العبيد !
هذه هي قاعدة النظام الرباني الذي جاء به الإسلام . وعلى هذه القاعدة يقوم نظام أخلاقي نظيف تكفل فيه الحرية لكل إنسان , حتى لمن لا يعتنق عقيدة الإسلام , وتصان فيه حرمات كل أحد حتى الذين لا يعتنقون الإسلام , وتحفظ فيه حقوق كل مواطن في الوطن الإسلامي أيا كانت عقيدته . ولا يكره فيه أحد على اعتناق عقيدة الإسلام , ولا إكراه فيه على الدين إنما هو البلاغ .
جاهد الإسلام ليقيم هذا النظام الرفيع في الأرض ويقرره ويحميه . وكان من حقه أن يجاهد ليحطم النظم الباغية التي تقوم على عبودية البشر للبشر , والتي يدعي فيها العبيد مقام الألوهية ويزاولون فيها وظيفة الألوهية - بغير حق - ولم يكن بد أن تقاومه تلك النظم الباغية في الأرض كلها وتناصبه العداء . ولم يكن بد كذلك أن يسحقها الإسلام سحقا ليعلن نظامه الرفيع في الأرض . .(1/825)
ثم يدع الناس في ظله أحرارا في عقائدهم الخاصة . لا يلزمهم إلا بالطاعة لشرائعه الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والدولية . أما عقيدة القلب فهم فيها أحرار . وأما أحوالهم الشخصية فهم فيها أحرار , يزاولونها وفق عقائدهم ; والإسلام يقوم عليهم يحميهم ويحمي حريتهم في العقيدة ويكفل لهم حقوقهم , ويصون لهم حرماتهم , في حدود ذلك النظام .
وما يزال هذا الجهاد لإقامة هذا النظام الرفيع مفروضا على المسلمين:
(حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) . .
فلا تكون هناك ألوهة للعبيد في الأرض , ولا دينونة لغير الله . .
لم يحمل الإسلام السيف إذن ليكره الناس على اعتناقه عقيدة ; ولم ينتشر السيف على هذا المعنى كما يريد بعض أعدائه أن يتهموه ! إنما جاهد ليقيم نظاما آمنا يأمن في ظله أصحاب العقائد جميعا , ويعيشون في إطاره خاضعين له وإن لم يعتنقوا عقيدته .
وكانت قوة الإسلام ضرورية لوجوده وانتشاره واطمئنان أهله على عقيدتهم , واطمئنان من يريدون اعتناقه على أنفسهم . وإقامة هذا النظام الصالح وحمايته . ولم يكن الجهاد أداة قليلة الأهمية , ولا معدومة الضرورة في حاضره ومستقبله كما يريد أخبث أعدائه أن يوحوا للمسلمين ! . .
لا بد للإسلام من نظام ولا بد للإسلام من قوة , ولا بد للإسلام من جهاد . فهذه طبيعته التي لا يقوم بدونها إسلام يعيش ويقود .
(لا إكراه في الدين) . . نعم ولكن: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم . وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) . .
وهذا هو قوام الأمر في نظر الإسلام . . .
وهكذا ينبغي أن يعرف المسلمون حقيقة دينهم , وحقيقة تاريخهم ; فلا يقفوا بدينهم موقف المتهم الذي يحاول الدفاع ; إنما يقفون به دائما موقف المطمئن الواثق المستعلي على تصورات الأرض جميعا , وعلى نظم الأرض جميعا , وعلى مذاهب الأرض جميعا . .(1/826)
ولا ينخدعوا بمن يتظاهر بالدفاع عن دينهم بتجريده في حسهم من حقه في الجهاد لتأمين أهله ; والجهاد لكسر شوكة الباطل المعتدي ; والجهاد لتمتيع البشرية كلها بالخير الذي جاء به ; والذي لا يجني أحد على البشرية جناية من يحرمها منه , ويحول بينها وبينه . فهذا هو أعدى أعداء البشرية , الذي ينبغي أن تطارده البشرية لو رشدت وعقلت . وإلى أن ترشد البشرية وتعقل , يجب أن يطارده المؤمنون , الذين اختارهم الله وحباهم بنعمة الإيمان , فذلك واجبهم لأنفسهم وللبشرية كلها , وهم مطالبون بهذا الواجب أمام الله . .
*********************
ويقول كذلك :
إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام على هذا النحو ، واعتباره نظاماً محلياً في وطن بعينه فمن حقه فقط أن يدفع الهجوم عليه في داخل حدوده الإقليمية !
هذا تصور ..
وذاك تصور ..
ولو أن الإسلام في كلتا الحالتين سيجاهد .. ولكن التصور الكلي لبواعث هذا الجهاد وأهدافه ونتائجه ، يختلف اختلافاً بعيداً ، يدخل في صميم الاعتقاد كما يدخل في صميم الخطة والاتجاه .
إن من حق الإسلام أن يتحرك ابتداء . فالإسلام ليس نحلة قوم ، ولا نظام وطن ، ولكنه منهج إله ، ونظام عالم .. ومن حقه أن يتحرك ليحطم الحواجز من الأنظمة والأوضاع التي تغل من حرية " الإنسان " في الاختيار . وحسبه أنه لا يهاجم الأفراد ليكرههم على اعتناق عقيدته ، إنما يهاجم الأنظمة والأوضاع ليحرر الأفراد من التأثيرات الفاسدة ، المفسدة للفطرة ، المقيدة لحرية الاختيار .(1/827)
من حق الإسلام أن يُخرج " الناس "من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .. ليحقق إعلانه العام بربوبية الله للعالمين ، وتحرير الناس أجمعين .. وعبادة الله وحده لا تتحقق - في التصور الإسلامي وفي الواقع العملي - إلا في ظل النظام الإسلامي ، فهو وحده النظام الذي يشرع الله فيه للعباد كلهم ، حاكمهم ومحكومهم ، أسودهم وأبيضهم ، قاصيهم ودانيهم ، فقيرهم وغنيهم ، تشريعاً واحداً يخضع له الجميع على السواء .. أما في سائر الأنظمة ، فيعبد الناس العباد ، لأنهم يتلقون التشريع لحياتهم من العباد . وهو من خصائص الألوهية ، فأيما بشر ادعى لنفسه سلطان التشريع للناس من عند نفسه ، فقد ادّعى الألوهية اختصاصاً وعملاً ، سواء ادَّعاها قولاً أم لم يعلن هذا الادعاء . وأيما بشر آخر اعترف لذلك البشر بذلك الحق فقد اعترف له بحق الألوهية ، سواء سماها باسمها أم لم يسمها !
والإسلام ليس مجرد عقيدة ، حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان . إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس ، والتجمعات الأخرى لا تمكِّنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو ، ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرير العام ، وهذا - كما قلنا من قبل - معنى أن يكون الدين كله لله ، فلا تكون هناك دينونة ولا طاعة لعبد من العباد لذاته . كما هو الشأن في سائر الأنظمة التي تقم على عبودية العباد للعباد !(1/828)
إن الباحثين الإسلاميين المعاصرين المهزومين تحت ضغط الواقع الحاضر وتحت الهجوم الاستشراقي الماكر ، يتحرجون من تقرير تلك الحقيقة ، لأن المستشرقين صوروا الإسلام حركة قهر بالسيف للإكراه على العقيدة . والمستشرقون الخبثاء يعرفون جيداً أن هذه ليست هي الحقيقة ، ولكنهم يشوهون بواعث الجهاد الإسلامي بهذه الطريقة .. ومن ثم يقوم المنافحون - المهزومون - عن سمعة الإسلام ، بنفي هذا الاتهام ، فيلجؤون إلى تلمس المبررات الدفاعية ! ويغفلون عن طبيعة الإسلام ووظيفته ، وحقه في " تحرير الإنسان " ابتداء .
وقد غشى على أفكار الباحثين العصريين - المهزومين - ذلك التصور الغربي لطبيعة " الدين " ..
وإنه مجرد " عقيدة " في الضمير ، لا شأن لها بالأنظمة الواقعية للحياة . ومن ثم يكون الجهاد للدين ، جهاداً لفرض العقيدة على الضمير !
ولكن الأمر ليس كذلك في الإسلام ، فالإسلام منهج الله للحياة البشرية ، وهو منهج يقوم على إفراد الله وحده بالألوهية - متمثلة في الحاكمية - وينظم الحياة الواقعية بكل تفصيلاتها اليومية ! فالجهاد له جهاد لتقرير المنهج وإقامة النظام . أما العقيدة فأمر موكول إلى حرية الاقتناع ، في ظل النظام العام ، بعد رفع جميع المؤثرات .. ومن ثم يختلف الأمر من أساسه ، وتصبح له صورة جديدة كاملة
وحيثما وجد التجمع الإسلامي ، الذي يتمثل فيه المنهج الإلهي ، فإن الله يمنحه حق الحركة والانطلاق لتسلم السلطان وتقرير النظام ، مع ترك مسألة العقيدة الوجدانية لحرية الوجدان ، فإذا كف الله أيدي الجماعة المسلمة فترة عن الجهاد ، فهذه مسألة خطة لا مسألة مبدأ ، مسألة مقتضيات الحركة لا مسألة عقيدة .. وعلى هذا الأساس الواضح يمكن أن نفهم النصوص القرآنية المتعددة ، في المراحل التاريخية المتجددة ، ولا نخلط بين دلالتها المرحلية ، والدلالة العامة لخط الحركة الإسلامية الثابت الطويل .
********
ويقول عند قوله تعالى :(1/829)
{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة
إن أهل الكتاب هؤلاء لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق , وعبادة أرباب من دون اللّه . وعدم الإيمان باللّه واليوم الآخر - وفق المفهوم الصحيح للإيمان باللّه واليوم الآخر - إنما هم كذلك يعلنون الحرب على دين الحق ; ويريدون إطفاء نور اللّه في الأرض المتمثل في هذا الدين , وفي الدعوة التي تنطلق به في الأرض , وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر . .
(يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم) . .
فهم محاربون لنور اللّه . سواء بما يطلقونه من أكاذيب ودسائس وفتن ; أو بما يحرضون به أتباعهم وأشياعهم على حرب هذا الدين وأهله , والوقوف سداً في وجهه - كما كان هو الواقع الذي تواجهه هذه النصوص وكما هو الواقع على مدار التاريخ .
وهذا التقرير - وإن كان يراد به استجاشة قلوب المسلمين إذ ذاك - هو كذلك يصور طبيعة الموقف الدائم لأهل الكتاب من نور اللّه المتمثل في دينه الحق الذي يهدي الناس بنور اللّه .
(ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) . .
وهو الوعد الحق من اللّه , الدال على سنته التي لا تتبدل , في إتمام نوره بإظهار دينه ولو كره الكافرون . .
وهو وعد تطمئن له قلوب الذين آمنوا ; فيدفعهم هذا إلى المضي في الطريق على المشقة واللأواء في الطريق ; وعلى الكيد والحرب من الكافرين [ والمراد بهم هنا هم أهل الكتاب السابق ذكرهم ] . .
كما أنه يتضمن في ثناياه الوعيد لهؤلاء الكافرين وأمثالهم على مدار الزمان !
ويزيد السياق هذا الوعيد وذلك الوعد توكيداً:
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله , ولو كره المشركون) . .(1/830)
وفي هذا النص يتبين أن المراد بدين الحق الذي سبق في قوله تعالى:(قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) . .
هو هذا الدين الذي أرسل اللّه به رسوله الأخير . وأن الذين لا يدينون بهذا الدين هم الذين يشملهم الأمر بالقتال . .
وهذا صحيح على أي وجه أوّلنا الآية . فالمقصود إجمالاً بدين الحق هو الدينونة للّه وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع - وهذه هي قاعدة دين اللّه كله , وهو الدين الممثل أخيراً فيما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فأيما شخص أو قوم لم يدينوا للّه وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع مجتمعة ; انطبق عليهم أنهم لا يدينون دين الحق , ودخلوا في مدلول آية القتال . .
مع مراعاة طبيعة المنهج الحركي للإسلام , ومراحله المتعددة , ووسائله المتجددة كما قلنا مراراً .
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله , ولو كره المشركون) . .
وهذا توكيد لوعد اللّه الأول: (ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) . .
ولكن في صورة أكثر تحديداً . فنور اللّه الذي قرر سبحانه أن يتمه , هو دين الحق الذي أرسل به رسوله ليظهره على الدين كله .
ودين الحق - كما أسلفنا - هو الدينونة للّه وحده في الاعتقاد والعبادة والتشريع مجتمعة . وهو متمثل في كل دين سماوي جاء به رسول من قبل . .
ولا يدخل فيه طبعاً تلك الديانات المحرفة المشوبة بالوثنيات في الاعتقاد التي عليها اليهود والنصارى اليوم . كما لا تدخل فيه الأنظمة والأوضاع التي ترفع لافتة الدين , وهي تقيم في الأرض أرباباً يعبدها الناس من دون اللّه , في صورة الاتباع للشرائع التي لم ينزلها اللّه .(1/831)
واللّه سبحانه يقول:إنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله . . ويجب أن نفهم "الدين" بمدلوله الواسع الذي بيناه , لندرك أبعاد هذا الوعد الإلهي ومداه . .
إن "الدين" هو "الدينونة " . .
فيدخل فيه كل منهج وكل مذهب وكل نظام يدين الناس له بالطاعة والاتباع والولاء . .
واللّه سبحانه يعلن قضاءه بظهور دين الحق الذي أرسل به رسوله على "الدين" كله بهذا المدلول الشامل العام !
إن الدينونة ستكون للّه وحده . والظهور سيكون للمنهج الذي تتمثل فيه الدينونة للّه وحده .
ولقد تحقق هذا مرة على يد رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه ومن جاء بعدهم فترة طويلة من الزمان . وكان دين الحق أظهر وأغلب ; وكانت الأديان التي لا تخلص فيها الدينونة للّه تخاف وترجف ! ثم تخلى أصحاب دين الحق عنه ; خطوة فخطوة بفعل عوامل داخلة في تركيب المجتمعات الإسلامية من ناحية وبفعل الحرب الطويلة المدى , المنوعة الأساليب , التي أعلنها عليه أعداؤه من الوثنيين وأهل الكتاب سواء . .
ولكن هذه ليست نهاية المطاف . .
إن وعد اللّه قائم , ينتظر العصبة المسلمة , التي تحمل الراية وتمضي , مبتدئة من نقطة البدء , التي بدأت منها خطوات رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وهو يحمل دين الحق ويتحرك بنور اللّه . .
*************
قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (35) سورة المائدة
---
abohamzahashhame
10-16-2004, 09:41 AM
الملف الثاني
---
القعقاع محمد
08-03-2006, 11:56 AM
أحسن الله إليك
---
(1/832)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > من عيون المناظرات بين المسلمين وأهل الكتاب
---
من عيون المناظرات بين المسلمين وأهل الكتاب
---
سمير القدوري
12-27-2005, 02:59 PM
هده سلسلة أخرى من مناظرات المسلمين لأهل الكتاب زيادة على تلك التي سبق لي نشرها على الملتقى المفتوح.
أما مناظرة الطرطوشي التي نشرت من قبل فتجدونها عند:
سعيد أعراب, في كتابه: مع القاضي أبي بكر بن العربي, طبع دار الغرب الإسلامي 1985م ص, 206- 207.
وقد نقل عبد الرحمن بن محمد الأنباري هذه المناظرة ملخصة في كتابه, الداعي إلى الإسلام, ص, 336, قال: "ويحكى عن بعض الأئمة أنه ناظر بعض علماء اليهود, فقال له اليهودي: أنا لا أوافقك على نبوة محمد و أنت توافقني على نبوة موسى, فقال له الإمام: إن كان موسى الذي أقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وبشر به فأنا أوافقك على نبوته, وإن كان الذي ما أقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فلا أوافقك على نبوته, فانقطع".
[2]مناظرة علي بن أبي طالب ليهودي:
قال يهودي لعلي رضي الله عنه: "ما نفضتم أيديكم من تراب نبيكم حتى قلتم" منا أمير ومنكم أمير".
فقال له علي: ما جفت أقدامكم من (فلق) البحر حتى قلتم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. فانقطع اليهودي ولم يجد جوابا لأن " منا أمير ومنكم أمير" ليس فيه ما يهدم الدين وإنما الطامة العظمى ما أتى به اليهود من الكفر إذ عبدوا العجل بإثر ذلك.
نقلا عن كتاب: عيون المناظرات لأبي علي السكوني, تحقيق سعد غراب, تونس 1976م, المناظرة 49- ص 167.
[3]مناظرة حاطب بن أبي بلتعة للمقوقس النصراني:(1/833)
ورد عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما دخل على المقوقس النصراني ملك الإسكندرية رسولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فسأله المقوقس عن الحرب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قومه فأخبره أنها بينهم سجال.
فقال المقوقس يخاطب ابن أبي بلتعة: " أَنَبِيُّ الله يُغلَب؟ ".
قال له حاطب: " أَوَلَدُ الله يُصلب؟ ".= المناظرة 60 من نفس الكتاب- ص 185.
[4]مناظرة كانت سببا في كتاب النظائر في القرآن لعلي بن وافد:
روي أن هارون الرشيد كان له علج طبي, له فطنة وأدب, فود الرشيد أن لو أسلم فقال له يوما: " ما يمنعك عن الإسلام؟"
فقال: آية في كتابكم حجة على ما أَنْتَحِلُه".
قال: وما هي؟
قال: قوله تعالى عن عيسى(( وروح منه)) [ النساء 171] وهو الذي نحن عليه.
فعظم ذلك على الرشيد وجمع له العلماء فلم يحضرهم جواب ذلك حتى ورد قوم من خراسان فيهم علي بن وافد من أهل علم القرآن, فأخبره الرشيد بالمسألة فاستعجم عليه الجواب ثم خلا بنفسه وقال " ما أجد المطلوب إلا في كتاب الله".
فابتدأ القرآن من أوله وقرأ حتى بلغ سورة الجاثية إلى قوله تعالى:(( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)) [ الجاثية 13]. فخرج إلى الرشيد وأحضر العلج فقرأها عليه وقال له: إن كان قوله تعالى ((روح منه)) يوجب أن يكون عيسى بعضا منه تعالى وجب ذلك في السموات والأرض.
فانقطع النصراني ولم يجد جوابا, فأسلم النصراني وسر الرشيد بذلك وأجزل صلة ابن وافد. فلما رجع ابن وافد إلى بلده صنف كتاب النظائر في القرآن.
المصدر نفسه- 207- 208.
حكمة:
قال أبو العباس السفاح:" هلا أنفقتم جُزءا من أعماركم في قراءة علم تردون به على من ألحد في دين الله يوما من الدهر" ص 206 من المصدر نفسه.
---
سامح عبد السلام
12-28-2005, 06:56 PM(1/834)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز سمير القدوري جزاك اله خيرا على هذا الموضوع المميز وارجوا منكم التكرم بالمزيد من المناظرات بين علماء المسلمين واهل الكتاب وجزاك الله خيرا
---
سمير القدوري
01-03-2006, 07:11 PM
أخي الفاضل شكر الله لك عنايتك فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
نعم سأوافيك بالمزيد,
1- مناظرات لمحمد الأنصاري الأندلسي في بلاد الأسبان.
2- ومناظرات لأحمد بن قاسم الحجري مع يهود ونصارى بأوروبا في القرن الحادي عشر الميلادي.
إلى غير ذلك مما نسأل الله توفيقنا لنشره ليطلع عليه من يريد.
فادع لأخيك بالتسديد والتوفيق والصحة.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
---
محمد الأمين
01-04-2006, 08:21 AM
ذكر أن الخليفة العباسي المأمون قد جمع بين كلثوم بن عمرو العتابي (ت 202 هـ) وابن فروة النصراني وقال لهما : تكلما وأوجزا ، فقال العتابي لابن فروة : ما تقول في عيسى المسيح ؟
قال ابن فروة: أقول أنه من الله .
قال العتابي: صدقت ولكن ؛ (من) تقع على أربع جهات لا خامس لها:
1. من كالبعض من الكل على سبيل التجزيء.
2. أو كالوليد من الوالد على سبيل التناسل .
3. أو كالخل من الخمر على سبيل الاستحالة( التحول)
4. أو كالصنعة من الصانع على سبيل الخلق من الخالق . أم عندك شيء تذكره غير ذلك ؟
قال ابن فروة : لا بد أن تكون هذه الوجوه ، فما أنت تجيبني إن تقلدت مقالةً منها ؟
قال العتابي: إن قلت على سبيل التجزيء كفرت ، وإن قلت على سبيل التناسل كفرت ، وإن قلت على سبيل الفعل كالصنعة من الصانع (المخلوق من الخالق)فقد أصبت .
فقال ابن فروة : فما تركت لي قولا أقوله ..وانقطع.
"انظر عيون المناظرات ص248، وانظر الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود العجك .ص175-176."
=========
الحوار بين القاضي الباقلاني وبين ملك الروم:(1/835)
دخل القاضي أبو بكر الباقلاني في سفارته لعضد الدولة ملك الروم في القسطنطينية فرأى عنده بعض بطارقته ورهابنته فقال له : كيف أنت وكيف الأهل والأولاد ؟
فتعجب ملك الروم منه وقال:ذكر من أرسلك في كتاب السفارة أنك لسان أهل الأرض ومتقدم على علماء الأمة أما علمت أنا ننزه هؤلاء من الأهل والولد؟
فقال القاضي أبو بكر: أنتم لا تنزهون الله سبحانه عن الأهل والولد،وتنزهونهم؟!
(ولهذه المناظرة بقية ممتعة)
========
مناظرة ابن القيم لأحد رؤساء اليهود:
يقول أبن القيم وقد جرى لي مناظرة مع أكبر من تشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة، فقلت له في أثناء الكلام : أنهم تكذيبهم محمد - صلى الله عليه وسلم - قد شتم الله أعظم شتيمة.
فتعجب من ذلك ، وقال : مثلك يقول هذا !
فقلت له: أسمع الآن تقريره ، إذا قلتم أن محمداً ملك ظالم ، قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله وقد أقام ثلاثة وعشرين سنة يدعي أنه رسول أرسله إلى الخلق كافة، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوصى إلي كذا ، ولم يكن من ذلك شيء ويقول أنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونسائهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم ، ولم يكن من ذلك شيء وهو يدأب في تغيير الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم(1/836)
فلا يخلو : إما أن تقولوا أن الله سبحانه وتعالى كان يطلع على ذلك ويشهده ويعلمه ، أو تقولوا أنه خفي عنه ولم يعلم به؛ فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من علم ذلك أعلم منه ، وأن قلتم بل كان بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليهِ فلا يخلو : إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذ على يده ومنعه من ذلك أولاً ، فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادراً وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد عن الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا ظفر به ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى أحد من العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له إقراره على دعوته وتأييده بكلامه، وهذه عندكم شهادة زور وكذب .
فلما سمع ذلك قال: معاذ الله أن يفعل هذا بكاذب مفتر ، بل هو نبي صادق من أتبعة أفلح وسعد.
قلت: فمالك لا تدخل في دينة ؟
قال : إنما بعث للأميين الذين لا كتاب لهم ، وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه .
فقلت له : غلبت كل الغلب ، فإن قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق ، وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم ، وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب ،فإذا صحت رسالته لزم تصديقه في كل ما أخبر به، فأمسك ولم يجد جواباً.
=====
أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله :
يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة-رحمه الله- فقالوا ما الدلالة على وجود الصانع؟
فقال : دعوني فخاطري مشغول بأمر غريب.
قالوا : ما هو؟
قال : بلغني أن في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعه من غير أن يحركها أحد ولا يقودها أحد.
قالوا : أمجنون أنت؟!
قال : وما ذاك؟
قالوا : إن هذا لا يصدقه عاقل!!(1/837)
فقال لهم : فكيف صدقت عقولكم أن هذا العالم بما فيه من الأنواع والأصناف والحوادث العجيبة، وهذا الفلك الدوار السيار يجري ويحدث هذه الحوادث من غير محدث ، وتتحرك هذه المتحركات بغير محرك؟ فرجعوا إلى أنفسهم بالملامة.
=====
الحوار بين الفخر الرازي وقسيس في خوارزم :
جاء في تفسير الفخر الرازي ، أنه لقي نصرانياً في خوارزم ، فجرى بينهما حوار طويل، جاء فيه :
قال النصراني : ما الدليل على نبوة محمد ؟
فقلت له: كما نقل إلينا ظهور الخوارق على يد موسى وعيسى من الأنبياء عليهم السلام، نقل ألينا ظهور الخوارق على يد محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإما رددنا التواتر أو قبلناه، لكن إن قلنا إن المعجزة لا تدل على الصدق، فحينئذٍ بطلت نبوة سائر الأنبياء عليهم السلام، وإن اعترفنا بصحة التواتر واعترفنا بدلالة المعجزة على الصدق ثم أنهما حاصلان في حق محمد - صلى الله عليه وسلم -، وجب الاعتراف قطعاً بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ضرورة، إذ عند الاستواء بدليل لا بد من الاستواء في حصول المدلول.
فقال النصراني: أنا لا أقول في عيسى أنه كان نبياً، بل أقول أنه كان إله.
فقلت له: الكلام في النبوة، لابد وأن يكون مسبوقاً بمعرفة الإله، وهذا الذي تقوله باطل، ويدل عليه أن الإله عبارة عن موجود ، واجب الوجود لذاته يجب أن لا يكون جسماً متحيزاً ولا عرضاً ، وعيسى عبارة عن هذا الشخص البشري الجسماني الذي وُجدَ بعد أن كان معدوماً وقُتل بعد أن كان حياً-على قولكم - وكان طفلاً أولاً ثم مترعرعاً ثم صار شاباً وكان يأكل ويشرب ويحدث وينام ويستيقظ ، وقد تقرر في بداهة العقول أن المحدث لا يكون قديماً ، والمحدث لا يكون غنياً، والممكن لا يكون واجباً، والمتغير لا يكون دائماً.(1/838)
الوجه الثاني في أبطال هذه المقالة أنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حياً على الخشبة ، وقد مزقوا ضلعه ، وأنه كان يحتال في الهرب منهم وفي الاختفاء عنهم ، وحين عاملوه بتلك المعاملة أظهر الجزع الشديد ، فإن كان إلها أو كان الإله حالاً فيه ، أو كان جزءاً من الإله حالاً فيه فلِمَ لم يدفعه عن نفسه؟
ولِمَ لم يهلكهم بالكلية ؟
وأي حاجه به إلى إظهار الجزع منهم؟ والاحتيال في الفرار منهم؟ وبالله إنني لأتعجب جدا !! إن العاقل كيف به أن يقول هذا القول، ويعتقد صحته فتكاد تكون بديهية العقل شاهدة بفساده.
والوجه الثالث هو انه إما أن يقال بأن الإله هو هذا الشخص الجسماني المشاهد أو أن يقال حل الإله بكليته فيه أو حل الإله بجزء منه فيه.
والأقسام الثلاثة باطلة:
أما الأول : فلأن إله العالم لو كان هو ذلك الجسم فحين قتله اليهود كان ذلك قولا بان اليهود قتلوا إله العالم فكيف يبقى العالم بعد ذلك من غير إله ! ثم اشد الناس ذلا ودناءة اليهود ؛ فالإله الذي تقتله إله في غاية العجز !
وأما الثاني : وهو أن الإله بكليته حل في هذا الجسم ،فهو أيضاً فاسد لأن الإله لم يكن جسماً ولا عرضاً امتنع حلوله في الجسم ،وإن كان جسماً فحينئذ يكون حلوله في جسم آخر عبارة عن اختلاط أجزائه بأجزاء ذلك الجسم ، وذلك يوجب وقوع التفرق في أجزاء ذلك الإله، وإن كان عرضاً كان محتاجاً إلى المحل وكان الإله محتاجاً إلى غيره وكل ذلك سخف.
وأما الثالث : وهو أنه حل فيه بعض من أبعاض الإله وهو جزء من أجزائه ،فذلك أيضاً محال لأن ذلك الجزء إن كان معتبراً في الإلهية فعند انفصاله عن الإله وجب أن لا يبقى الإله إلهاً وإن لم يكن معتبراً في تحقيق الإلهية لم يكن جزءاً من الإله ؛فثبت فساد هذه الأقسام فكان قول النصارى باطل.(1/839)
الوجه الرابع: في بطلان قول النصارى ما ثبت بالتواتر أن عيسى - عليه السلام - كان عظيم الرغبة في العبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى ولو كان إلهاً لاستحال ذلك لأن الإله لا يعبد نفسه .
فهذه وجوه في غاية الجلاء والظهور دالة على فساد قولهم .
ثم قلت للنصراني : وما الذي دلك على كونه إله؟
فقال: الذي دل عليه ظهور العجائب عليه من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، ذلك لا يمكن حصوله إلا بقدرة الإله تعالى .
فقلت له: هل تسلم أن من عدم الدليل عدم المدلول أم لا؟ فإن لم تسلم لزمك من نفي العلم في الأزل نفي الصانع ،وإن سلمت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول فأقول : لِمَ جوزت حلول الإله في بدن عيسى- عليه السلام - فكيف عرفت أن الإله ما حل في بدني وبدنك وفي بدن كل حيوان ونبات وجماد؟
فقال: الفرق ظاهر وذلك لأني حكمت بذلك الحلول لأنه ظهرت تلك الأفعال العجيبة عليه،والأفعال العجيبة ما ظهرت على يدي ولا على يدك فعلمنا أن ذلك الحلول مفقود ههنا.
فقلت له : تبين أن تلك الخوارق دالة على حلول الإله في بدن عيسى ؛فعدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك ليس فيه إلا أنه لم يوجد ذلك الدليل ؛ فإذا ثبت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول لا يلزم عدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك عدم الحلول في حقي وفي حقك وفي حق الكلب والسنور والفأر.
ثم قلت : إن مذهباً يؤدي القول به إلى تجويز حلول ذات الله في بدن الكلب والذباب لفي غاية الخسة والركاكة.
الوجه الخامس :إن قلب العصا حية أبعد في العقل من إعادة الميت حياً لأن المشاكلة بين بدن الحي وبدن الميت أكثر من المشاكلة بين الخشبة وبين بدن الثعبان ، فإذا لم يوجب قلب العصا حية كون موسى إله ولا ابناً للإله ، فبأن لا يدل إحياء الموتى على الإلهية كان ذلك أولى وعند هذا انقطع النصراني ولم يبق له كلام.
==========
الحوار بين الرضا وجاثليق في مجلس المأمون :(1/840)
كان الخليفة المأمون العباسي وهو ذا دراية بالفلسفة وعلم الكلام ويبدو انه قد درس المسيحية وتعمق فيها وألمّ بمسائلها الكبرى، فكان أحياناً يستدعي بعض القسيسين من حران وإنطاكية ويجمع بينهم وبين علماء المسلمين في حوارات عامه وخاصة تدور موضوعاتها حول شخصية المسيح وبعض القضايا الإسلامية والمسيحية ومن هذه الحوارات الحوار التالي الذي جرى بحضور عدد كبير من العلماء والفقهاء و أهل الملل وأصحاب المعتقدات ، جاء فيه:
- قال الجاثليق: كيف أحاج رجلاً يحتج علي بكتاب أنا أنكره؟ وبنبي لا أؤمن به؟
- فقال له الرضا: يا نصراني فان احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟
- قال الجاثليق: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟ وهل تنكر منهما شيئاً؟
- قال الرضا: أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبكتابه ولم يبشر به أمته.
- قال الجاثليق: أليس إنما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟
- قال : بلى.
- قال الجاثليق: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ممن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.
فذكر له الرضا اسم(يوحنا الديلمي) من أصحاب المسيح - عليه السلام - .
- قال الجاثليق : بخٍ بخٍ ذكرت أحب الناس إلى المسيح.
- قال الرضا: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال : إن المسيح اخبرني بدين محمد العربي وبشرني به، انه يكون من بعدة فبشر به الحواريين فآمنوا به؟
- قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل ولم يلخص متى يكون ذلك ولم يسم لنا القوم فنعرفهم .
ثم قرأ له الرضا من الإنجيل المقاطع التي ذكر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - واستحلفه قائلاً :(1/841)
- ما تقول يا نصراني ؟ هذا قول عيسى بن مريم ، فإن كذّبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت موسى وعيسى عليهما السلام ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وكتابك ؛ فأقر بذلك الجاثليق .
ويبدو أن الاستدلال كان بالإنجيل الذي كان على عصر الرضا ثم حرف من بعده .
ثم قال الرضا في موضع آخر :
- يا نصراني والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن به محمد - صلى الله عليه وسلم - وما ننقم من عيساكم إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته .
- فقال الجاثليق : أفسدت والله علمك وضعّفت أمرك وما كنت ظننت إلا إنك أعلم أهل الإسلام .
- قال الرضا: كيف ذلك؟
- قال الجاثليق : من قولك أن عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة وما أفطر عيسى يوماً قط ولا نام بليل قط ومازال صائم الدهر قائم الليل.
- قال الرضا : فلمن كان يصوم ويصلي ؟ فسكت الجاثليق !!
ثم قال الرضا : يا نصراني أسالك عن مسألة.
- قال :سل.
- قال:ما أنكرت أن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله تعالى؟
- قال الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل ؛ إن من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد.
-قال الرضا: فإن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى؛ مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل وأتى بالأدلة من التوراة . فسكت الجاثليق.
---
سمير القدوري
01-05-2006, 07:22 PM
أخي العزيز محمد الأمين من المناظرات التي أتيتَ بها هنا ما قد سبق لي نشره هنا على الرابط الذي تجده في الأسفل.
منها:
1- مناظرة كلثوم بن عمرو العتابي (ت 202 هـ) وابن فروة(كذا في طبعة عيون المناظرات للسكوني والصواب أبو قرة )النصراني .
2- مناظرة ابن القيم لأحد رؤساء اليهود.
قلت:
أما مناظرات الباقلاني فقد وردت في ترتيب المدارك للقاضي عياض وفي كتاب تاريخ قضاة الأندلس لأبي الحسن البناهي ولعلها أيضا في كتاب تبيين كذب المفتري لابن عساكر.(1/842)
وأما مناظرة الرازي بخوارزم فمنها نسخة أطول نشرها عبد الحميد النجار بدار الغرب الإسلامي في كتيب صغير.
راجع الرابط الآتي:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4401
---
محمد الأمين
01-11-2006, 09:18 AM
بارك الله بك ونفعنا بعلمك
---
(1/843)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وفاة الشيخ الفقيه عطيه صقر
---
وفاة الشيخ الفقيه عطيه صقر
---
د.خضر
12-12-2006, 01:03 PM
الشيخ عطيه صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة العالم العلامة والفقيه المتبحر صاحب اليراع السيال بالعلم والمعرفة االفقيه الشيخ عطيه صقر عن عمر ناهز التسعين قضاه في خدمة العلم وأهله، خطابة ولقاءات بالإذاعة والتلفاز، وكتابة في الصحف، وتأليفا للكتب، وإعانة للفقراء ، ونصحا للعلماء والولاه ، فكان مثلا يحتذى ـ نحسبه كذلك والله حسيبه ـ وكان على جلالة قدره ووفرة ماله يعيش حياة رقيقة محتسبا ماله في سبيل الله وخدمة العلم والمعرفة ومن أهم ما تدرج فيه:
عين خطيبا بالاوقاف ? - ?????واعظا بالازهر ? - ?????مفتشا للوعظ ومراقبا عاما للوعظ حتي احيل الي المعاش ? ، ?????ثم مستشارا لوزير الاوقاف وهو عضو بمجمع البحوث الاسلاميه ، وعضو بالمجلس الاعلي للشوون الاسلاميه ، عضو لجنه الفتوي بالازهر ، وكان عضوا بمجلس الشعب المصري "اللجنه الدينيه" ، وقد شارك من خلال عضويته للمجلس في اعداد ومراجعه القوانين والتشريعات المتعلقه بالاسره.
من مولفاته : الدعوه الاسلاميه - دعوه عالميه - الاسره تحت رعايه الاسلام "? "4??مجلدات - دراسات اسلاميه لاهم القضايا المعاصره - الزكاه وآثارها الاجتماعيه - الحجاب وعمل المراه - البابيه والبهائيه تاريخا ومذهبا.
رحم الله شيخنا رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته اللهم آمين.
---
عبدالرحمن الشهري
12-12-2006, 01:07 PM
رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وأخلف الأمة بعده من يسد مسده في العلم والدعوة .
---
جمال أبو حسان
12-12-2006, 01:56 PM
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي الى الكذب(1/844)
انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ولا حول ولا قوة الا بالله
نسال الله تعالى له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان
---
أحمد بزوي الضاوي
12-12-2006, 06:35 PM
رحمه الله رحمة واسعة ، وألهم أهله ومحبيه الصبر و السلوان . وإنا لله و إنا إليه راجعون .
---
منصور مهران
12-13-2006, 11:13 AM
رحمك اللهُ ياشيخنا عطية صقر
وأسبغ عليك نعمَ الآخرة
فكم علمتنا كيف نوصل كلمة التقوى
وكم نبهتنا على مكارم الأخلاق في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكم أرشدتنا إلى أعمق معاني التواضع
وكم وجهتنا إلى استنباط الأحكام والحِكم من الأدلة الشرعية
وكم كان صوتك هادئا إذا علّمتَ ...عاليا في نصرة الحق
وكم رجوتنا أن نترحم عليك إذا سبقتنا إلى مجتمع البرزخ تهيئة إلى القيامة
فاليوم نبرُّ لك رجاءك فينا
فنسأل الله أن يجزيك عنا جزاء المعلم الناصح الأمين
وأن يغفر لك
وأن يرحمك رحمته بالهداة من عباده
وأن يحشرك في زمرة الذين وهبوا أنفسهم لنشر دين الله وما أنزل الله من الحق
وأن يُلحقنا بك وبهم ونحن له مؤمنون ، وبه موحدون
إنه نعم المُجيب ونعم المُثيب
وسلام عليك في دار المقامة يا شيخنا الجليل .
اللهم بلغه أني وفيت له فأنت خير الشاهدين
وارزقني مَن يفي لي إذا صِرت إلى ما صار إليه السابقون إلى رحابك
آمين .
---
د.إلياس أنور
12-13-2006, 12:15 PM
اللهم اللهم اغفر لشيخنا الجليل واسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين، واجعل ما قدمه من علم في ميزان حسناته اللهم آمين
---
خالد البكري
12-22-2006, 08:00 PM
رحمه الله وأسكنه فسيج جناته وألهم أهله الصبر والسلوان
---
(1/845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد هذه المقولة ؟
---
أين أجد هذه المقولة ؟
---
بندر الحربي
06-17-2003, 02:04 AM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته :
في الحقيقة لم أتقدم بهذا السؤال إلا بعد البحث الطويل عن إجابت هذا السؤال ولكن لم أجده :
وهو مصدر ومرجع مقولة الإمام الشافعي عليه رحمة الله في فضل سورة العصر
عنما قال " لو ماأنزل الله على الناس إلا هذه السورة لكفتهم " أريد المرجع من كتب الإمام الشافعي ولو أمكن في أي فصل
ولكم من أخوكم بندر خالص الدعوات ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
خالد الشبل
06-17-2003, 09:17 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي بندر في رياض الصالحين للنووي ، رحمه الله : باب التعاون على البر والتقوى ، وذكر سورة العصر في الآيات ، ثم قال : " قال الإمام الشافعي -رحمه الله - كلاماً معناه : إن الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبر هذه السورة " . والنووي - رحمه الله - شافعي .
خالد
---
بندر الحربي
06-17-2003, 09:39 AM
جزاك الله خيرا أخي خالد الشبل .
ولكن هل وردت هذه المقولة في مصنفات الشافعي مثل أحكام القران أوغيره ..
وجزاك الله خيرا ..
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2003, 12:56 PM
أخي العزيز بندر وفقه الله
لقد تتبعت هذه المقولة قديماً ولم أجد لها أثراً في مصنفات الشافعي ، ثم وقفت بعد ذلك على تفسير الشافعي الذي جمعه مجدي بن منصور الشوري فلم يتعرض لسورة العصر مع أنه قد استقصى كلام الشافعي في آيات القرآن حسب الطاقة .
وإذا علمت أن مؤلفات الشافعي قليلة ومحصورة ، تبين لك أن هذه المقولة مما حفظ عنه رحمه الله ، واشتهر عنه ونقله العلماء في ترجمته ، والكتب التي كتبت في مناقبه. ونقلها عنه ابن تيمية رحمه الله ، وابن كثير في تفسير سورة العصر وغيرهم.
ولا يزال البحث جارياً..
---
خالد الشبل
06-17-2003, 02:11 PM(1/846)
ذكرها شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج 28 وفي الاستقامة ج 2 وذكرها القاسمي في المحاسن نقلاً عن ابن القيم في المفتاح ، وليست في الرسالة للشافعي ، ولعلك تقف على من حقق الأصول الثلاثة تحقيقاً علمياً موثقاً ، فهي اشتهرت من جراء ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب لها فيه . رحمهم الله ، تعالى .
خالد
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2003, 05:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رجعت إلى شروح الأصول الثلاثة التي عندي - ولا أظنه فاتني منها شرح ذو بال ، فما رايت أحداً أشار إلى مصدر هذه المقولة في كتب الشافعي ، وكلهم يحيلون إلى كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم ، وتفسير ابن كثير وأمثالهما. والسبب فيما يبدو لي أن معنى هذه المقولة صحيح ، ومأخذه واضح ، فيكتفون بتدبر القول ، ولا يدققون في كونه مدوناُ في كتب الشافعي أو منقولاً عنه في كتب أصحابه.
وقد قرأت اليوم بحثاً جيداً للشيخ الجليل الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم في مجلة جامعة الإمام العدد 39 الصادر في رجب عام 1423هـ بعنوان (ربح العمر في تدبر سورة العصر). فوجدته أشار إلى قول الشافعي هذا ، وأحال إلى كتب ابن القيم وتفسير ابن كثير فقط. مع كون هذا البحث مظنة لكثرة تفتيش الباحث عن مصدر هذا القول ، مما رجح عندي ما تقدم من رأي.
وفقكم الله جميعاً.
---
أبو حسن
05-01-2006, 09:31 PM(1/847)
ولذلك قال المصنف ـ يرحمه الله ـ (( قال الشافعي رحمه الله تعالى : ( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم )) وهذه المقولة التي حكاها المصنف ـ يرحمه الله ـ عن الإمام الشافعي هي مقولة مشتهرة عن الإمام الشافعي ، أثبتها عنه أصحابه وغيرهم ، ومن الكتب التي أثبتت ذلك (( تفسير البقاعي )) ـ يرحمه الله ـ في تناسب الآيات والسور ، فقد أثبت هذه القولة للشافعي ، وممن أثبت هذه القولة أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ كما في (( مجموع الفتاوى )) ، وقال : ( وقد صدق فيما قال ) ـ يعني الإمام الشافعي يرحمه الله ـ في قولته آنفة الذكر .
مفتاح الوصول بشرح ثلاثة الأصول لفضيلة الشيخ : صالح الأسمري حفظه الله
ص : 24
---
ابو حنين
05-02-2006, 01:01 AM
الله أكبر .... لكل مقام مقال .
---
منصور مهران
05-02-2006, 11:48 AM
كلام الإمام الشافعي مروي في مقدمة ( المجموع للنووي ) ، فانظرها هناك ، وبالله التوفيق .
---
ابو الحسن الأكاديري
07-05-2006, 01:52 AM
و فقكم ربي اخانا بندر الحربي
بينما كنت اتتبع بعض شروح الأصول الثلاثة إذا بي أقف على ثلاثة أقوال وها هي هنيئا مريئا
1 / عندما تعرض الشيخ علي بن خضر الخضير لمقولة الشافعي قال : لم أقف على مقالة الإمام الشافعي - رحمه الله - بإسنادها ولم أقف على أحد ذكرها بهذا اللفظ و الذي وقفت عليه في " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية { 28 / 152 } و في " التبيان " { ص 57 } و " إغاثة اللهفان " { 1 / 25 } و في " مسألة السماع " { ص 404 } لابن القيم أنه روى عن الإمام الشافعي أنه قال " لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم " و بنحوه في " رياض الصالحين " للنووي في باب : " التعاون على البر و التقوى " و هكذا في " تفسير ابن كثير " . إهـ
2 / قال الشيخ أبو عبيدة المصراتي في شرحه للقولة : هذا الأثر بهذا اللفظ لم يثبت**(1/848)
و إنما ثبت بلفظ " لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم " كما ذكر ابن كثير في تفسيره { 4 / 550 }و مراد الشافعي بهذا الكلام أن هذه السورة جمعت أصول الدين . إهـ
3 / و قال عنها الشيخ عبد الله بن فوزان الفوزان : و قد جاء في " تفسير ابن كثير " ما يختلف عن العبارة التي ذكرها المصنف هنا فقد جاء فيه " قال الشافعي - حمه الله - لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم " إهـ
لا تنساني من دعائك
--------------------------------
** قال الشيخ : و فيه أيضا نكارة في المتن فإن هذه السورة لم تذكر الأحكام من حلال أو حرام أو حدود و غير ذلك .
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-05-2006, 07:07 AM
ذكر ابن كثير في تفسيره : 1/63 عن الشافعي بلفظ " لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم ". وذكره ابن القيم في التبيان ص53 وفي مفتاح دار السعادة 1 / 56 ، وفي الاستقامة 2 / 259 ، وفي عدة الصابرين ص 60 عن الشافعي أيضاً بلفظ " لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم ".
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-05-2006, 12:43 PM
إضافة لما سبق إليك بعض المراجع وأقوال العلماء الذين ذكروا المقولة التي عن الشافعي :
عقيدة الفرقة الناجية لمحمد بن عبد الوهاب ص4
قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم .
ثلاثة الأصول لمحمد بن عبد الوهاب ص185
قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم
أضواء البيان ج9/ص96
روي عن الشافعي رحمه الله أنه قال لو تأمل الناس هذه السورة لكفتهم
تفسير ابن كثير ج1/ص63
قال الشافعي رحمه الله لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم .
التبيان في أقسام القرآن ج1/ص53
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم فيها لكفتهم .
مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ص152
وروى عن الشافعى رضى الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة والعصر لكفتهم .(1/849)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية ص59
وروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال لو فكر الناس كلهم سورة العصر لكفتهم .
الاستقامة لابن تيمية 2/ص259
وروى عن الشافعي رضي الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم .
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ص21
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم .
إغاثة اللهفان ج1/ص25
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس في سورة والعصر لكفتهم .
مفتاح دار السعادة لابن القيم ج1/ص56
قال الشافعي رضى الله عنه لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم .
---
خالد الشبل
07-05-2006, 10:52 PM
وقال ابن علان الصديقي الشافعي في دليل الفالحين:
لم أقف على لفظه المذكور.
---
(1/850)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر / تفسير ابن الأمير الصنعاني
---
صدر / تفسير ابن الأمير الصنعاني
---
مساعد الطيار
05-02-2005, 05:20 PM
صدر تفسيره بعنوان تفسير ابن الأمير الصنعاني ، وفيه دراسة عن الصنعاني ، وتحقيق جزء من تفسيره ، وهي مقتطفات من مجموعة سور ، وقد حققته هدى بنت محمد بن سعد المقاطي ، وقدم لها العلامة المؤرخ المحقق القاضي إسماعيل بن علي الأكوع ، وقد صدر عن مركز الكلمة الطيبة للبحوث والدراسات العلمية .
وهذا التفسير هو المسمى بمفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن .
وقد كان حقق جزءًا منه الدكتور عبد الله بن سوقان الزهراني ، في أطروحته للماجستير في الجامعة الإسلامية عام 1408 ، وقد حقق سورة الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم .
ولعله يُخرج هذا التحقيق .
ومن طريف الأمر ما ذكره الدكتور عبد الله في مقدمة تحقيقه ، حيث ذكر لأبراهيم أبن محمد صاحب مفاتح الرضوان ؛ ذكر له كتابًا في تفسير القرآن بالقرآن ، وهو بعنوان فتح الرحمن في تفسير القرآن بالقرآن ، وهو غير تفسير والده مفاتح الرضوان .
---
(1/851)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الإضاءة *** في حكم صلاة الجماعة
---
الإضاءة *** في حكم صلاة الجماعة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-14-2006, 02:10 PM
الإضاءة *** في حكم صلاة الجماعة
---
(1/852)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً طبعة جديدة لكتاب (الجامع والتركيز لحفظة الكتاب العزيز) للمقرئ طاهر الرحيمي
---
صدر حديثاً طبعة جديدة لكتاب (الجامع والتركيز لحفظة الكتاب العزيز) للمقرئ طاهر الرحيمي
---
عبدالرحمن الشهري
12-11-2006, 10:04 PM
صدر حديثاً عن دار الزمان للنشر والتوزيع بالمدينة المنورة الطبعة الثانية (1427هـ) من كتاب :
الجامع والتركيز لحفظة الكتاب العزيز
http://www.tafsir.net/images/tarkeez.jpg
لمؤلفه فضيلة الشيخ أبي عبدالقادر محمد طاهر الرحيمي المدني ، المقرئ بالمدينة المنورة . ويقع الكتاب في هذه الطبعة في 630 صفحة تقريباً.
وقد قسم الكتاب ثلاثة أقسام :
1 – المقدمة . وفيها إفادات مهمة ومعلومات نفيسة ، وبعض فضائل التهجد بالقرآن ، وفضائل القرآن .
2- المقاصد . وذكر فيها أربعين ضابطاً وتوجيهاً لطرق حفظ القرآن الكريم . ثم ذكر طريقة حفظ المبتدئ للقرآن الكريم في أقل من ثلاث سنوات . ثم ذكر طريقة تركيز القرآن الكريم الخاصة بشهر رمضان . ثم طريقة حفظ القرآن وتركيزه للطالب الحافظ في أقل من سنة . ثم ختمها بذكر التركيز على المتشابهات بالضوابط الأساسية والرموز الإشارية .
3- التكملة . وفيها ذكر لمحنة الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن ، ثم بعض الحكايات والقصص لحفاظ القرآن ، ثم أحكام التجويد للقرآن الكريم.
ثم ختم بثلاثة ملاحق للكتاب :
1- القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم .
2- مبحث في صوت حرف الضاد الصحيحة الفصيحة .
3- شروط قصر المد المنفصل لحفص من الطيبة بطريق روضة ابن المعدل مع أبيات قصر المنفصل من طريق الطيبة .
ثم ختم ببعض الوصايا لحفاظ القرآن الكريم.
---
أبو يعقوب
02-26-2007, 10:03 PM
جزيت خيرا
---
أبو صالح التميمي
02-27-2007, 07:40 AM(1/853)
مما يؤخذ على الكتاب كثرة الأحاديث الضعيفة بل والضعيفة جدا.
---
(1/854)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم بتفسير البحر المديد لـ ابن عجيبه
---
ما رأيكم بتفسير البحر المديد لـ ابن عجيبه
---
مسك
10-22-2005, 04:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما رأي الأخوة المشائخ الفضلاء في تفسير ابن عجينة المسمى ( البحر المديد في تفسير القرآن المجيد ) ما قيمة هذا التفسير وما منهج مؤلفه , وما هي محاسنه ومثالبه ( أي التفسير )
وهل ينصح بنشره ؟ كباقي التفاسير المنشورة على أختلاف مؤلفيها من حيث العقيدة .
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 02:39 PM
لم أطلع على هذا التفسير ، ورأيت كتاباً منشوراً عن وزارة الأوقاف المغربية في مجلدين يتحدث عن منهجه في التفسير ، فابتعته ولم أنظر فيه بعد . ولعل الإخوة الذين يعرفون عنه شيئاً يفيدوننا وفقهم الله. وقد رأيت تعقيباً لأخي أبي عبدالمعز حوله في ملتقى الكتب والبحوث ، والأستاذ أبو عبدالمعز من أهل المغرب ، وله معرفة بكتبهم وفقه الله فلعله يجلي لنا الأمر.
---
مسك
10-25-2005, 03:57 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن وزادك الله علماً ..
كنت قد سألت الشيخ الفاضل مساعد الطيار حول هذا التفسير فأجاب :
أخي الكريم مسك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اما بعد :
فأشكر لك حسن ظنك ، والكتاب الذي تسأل عنه من كتب الصوفية ، وهو ككتاب الألوسي في الجمع بين التفسير التحليلي على منهج المفسرين ، وذكر كلام اهل الإشارة ، وهو كلام مغرق في الرمزية ، كما هو الحال في كلام الصوفية .
وهو يبدأ عبارته في ذكر تفسيرهم بقوله : ( قال أهل الإشارة ) ، ومن امثلة ذلك هذا المثال :(1/855)
( الإشاره: فإن خفتم يا مَنْ غلبت عليهم الأحوال أو المقامات، أَلاَّ تُقسطوا في يتامى العلوم التي اختص بها غيركم، فانكحوا ما طاب لكم من ثيبات الأحوال وأبكار الحقائق، كثيرة أو قليلة، فإن خفتم أن تغلبكم الأحوال، أو التنزل في المقامات، ولا تعدلوا فيها، فالزموا حالة واحدة ومقامًا واحدًا، وهو المقام الذي ملكه وتحقق به، فإن أقرب ألا ينحرف عن الاعتدال؛ لأن كثرة الأحوال تضر بالمريد كما هو مقرر في فنه. والله تعالى أعلم ) .
وتفسير أهل الإشارة هذا ليس فيه كبير فائدة ، بخلاف تفسيره العام الذي مشى فيه على منهاج المفسرين .
أما عن نشره ، فيحبذ التنبيه على منهجه الصوفي ، فهو من اصحاب الطرق الصوفية كما جاء في ترجمة محقق الكتاب ، والله يحفظكم ويرعاكم ، ويشكر سعيكم .
---
أبو عبد المعز
10-26-2005, 08:35 PM
هذا بحث الدكتور الطرهوني -حفظه الله- عن منهج ابن عجيبة في التفسير مستل من رسالته عن التفسير والمفسرين في غرب افريقيا...وهو بحث كامل وصلكم بهوامشه كاملة.
تفسير ابن عجيبة الصوفي
من خلال كتابه البحر المديد
الدكتور الطرهوني.
***
مؤلف هذا التفسير هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي ابن عجيبة الأنجري الصوفي الفاسي ت 1224هـ من أهل المنطقة وتوفي ببلدته أنجرة ([1]).
التعريف بالتفسير :
وتفسيره هذا المسمى "البحر المديد في تفسير القرآن المجيد" من التفاسير المخطوطة وقد طبع قديما بدار الثناء للطباعة بمصر سنة 1373هـ جزء من أوله ينتهي عند قوله تعالى ]إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب[ ([2]) . والكتاب تحت الطبع الآن في دار الكتب المصرية . وقد اعتمدت في هذه الدراسة الجزء المطبوع .
المنهج العام للتفسير :
وتفسير البحر المديد تفسير صوفي إشاري لايغفل التفسير بالظاهر وطريقة مؤلفه فيه أنه يقسم السورة إلى مقاطع ثم يقوم بتفسير كل مقطع حسب مايقنضيه الظاهر ويتبع ذلك بالنفسير الإشاري .(1/856)
وقد ذكرت في ترجمة المصنف السبب الباعث له على تأليف هذا التفسير ، ومما قاله في مقدمته :
...فإن علم تفسير القرآن من أجل العلوم ، وأفضل ما ينفق فيه نتائج الأفكار وقرائح الفهوم ولكن لايتقدم لهذا الخطر الكبير إلا العالم النحرير ، الذي رسخت أقدامه في العلوم الظاهره عربية وتصريفا ، ولغة وبيانا وفقها وحديثا وتاريخا يكون أخذ ذلك من أفواه الرجال ثم غاص في علوم التصوف ذوقًا وحالا ومقالا ، بصحبة أهل الأذواق من أهل الكمال ، وإلا فسكوته عن هذا الأمر العظيم أسلم ، واشتغاله بما يقدر عليه من علم الشريعة الظاهرة أتم ، واعلم أن القرآن العظيم له ظاهر لأهل الظاهر وباطن من لأهل الباطن ، وتفسير أهل الباطن لا يذوقه إلا أهل الباطن ، ولا يفهمه غيرهم ولا يذوقه سواهم ، ولا يصح ذكره إلا بعد تقدير الظاهر ثم يشير إلى علم الباطن بعبارة رقيقه وإشارة دقيقة ، فمن لم يبلغ فهمه لذوق تلك الأسرار ، فليسلم ولا يبادر بالإنكار ، فإن علم الأذواق من وراء طور العقول ، ولا يدرك بتواتر النقول . قال في لطائف المنن : اعلم أن تفسير هذه الطائفة – يعنى الصوفية – لكلام الله وكلام رسوله r بالمعاني الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جاءت الآية له عليه في حرف اللسان وثم أفهام باطنه تفهم من الآية والحديث لمن فتح الله قلبه . وقد جاء أنه عليه السلام قال : لكل آيه ظاهر وباطن ، وحد ومطلع – فلا يصدنك عن تلقى المعاني الغربية منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة : هذا إحالة لكلام الله عز وجل وكلام رسوله r فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لكلام الله لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا ، وهم لا يقولون ذلك ، بل يقرون الظواهر على ظواهرها ومراداتها وموضوعاتها ويفهمون عن الله ماأفهمهم .([3])(1/857)
وهو ينقل في هذا التفسير عن أساتذة التصوف ومشاهيره مثل أبي العباس المرسي([4]) والقشيري ([5]) وأبي الحسن النوري ([6]) ، وابن الفارض ويقولt ([7]) ، والحلاج ويقول t ([8]) ، وأبي يزيد البسطامي ([9])، وشيخ المشايخ القطب الجيلاني ([10])، وأبي الحسن الشاذلي ([11])، ومحي الدين ابن عربي ([12])، والجنيد ([13])، وذي النون ([14])، وابن الفارض ([15]) ، ورابعة العدوية([16])، والحارث المحاسبي ([17])،ابن أبي مدين ([18])، صاحب الحكم العطائية ([19])، الششتري ([20]) ، وغيرهم .
ومن المصادر التي يحيل عليها من التفاسير تفسير الفاتحة الكبير له ([21]) وينقل عن الرازي ([22])، والبيضاوي ([23])والواحدي والإقليشي ([24]) وابن جزي ([25])، والمحشي الفاسي ([26]) ، والزمخشري ([27]) ، وابن عطية ([28])، والثعلبي ([29]) ، والسيوطي ([30]). كما ينقل عن الغزالي ([31])، وابن البنا ([32])، وغيرهما
المنهج التفصيلي للمؤلف :
أولا : أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات :
يتعرض ابن عجيبة لعد الآي قوله : قال سيدنا علي كرم الله وجهه : أول سورة نزلت بالمدينة سورة البقرة ،وفيها ستة آلاف ومائة وإحدى وعشرون كلمة ، ومائتان وستة وثمانون آية ، وقيل سبع وثمانون . ([33])
وقد ذكر أسماء الفاتحة وعدد الآيات عند الشافعي ومالك . وهو يحاول الربط بين الآيات بمناسبات مختصرة مثل قوله :
ولما أراد الله تعالى أن يتكلم على الحج قدم الكلام على الأحوال لأنها سبب في وجوبه والوصول إليه . ([34])
وقال : ولما أراد الحق تعالى أن يتكلم عن أحكام الحج قدم الكلام على الهلال لأنه معتبر في الحج أداء وقضاء ([35])
ثانيا : موقفه من العقيدة : هذا هو الباب الأساسي في زيغ هذا التفسير فانظر مثلا إلى قوله في حديثه عن الفاتحة :
حمد نفسه بنفسه ، ومجد نفسه بنفسه ، وعظم نفسه بنفسه ، ووحد نفسه بنفسه ، ولله در السعدوى حيث قال :(1/858)
ما وحد الواحد من واحد= إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نعته= عارية أبطلها الواحد
توحيده إياه توحيده= ونعت من ينعته لاحد
فقال في تمجيد نفسه بنفسه مترجما نفسه بنفسه : ]الحمد لله رب العالمين[ ([36]).([37]) وهذا انحراف عقدي خطير إن لم يكن كفرا والعياذ بالله لأن "ما" النافية مع "من" تفيد الاستغراق وتنكير لفظة "واحد" تدل على شمول ذلك للرسل صلوات الله عليهم وهم قد وحدوا الله حق توحيده . أما توحيد هؤلاء فلاشك أن الرسل لم يوحدوا به الله لأنه عين الشرك وقد قال تعالى ] ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين[([38]) وقال تعالى عن رسله ] أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده[ ([39])
وقال أيضا مما يوحي بتأثره بوحدة الوجود وهو مايظهر كثيرا في كلامه وإن خالفه غيره :
لا عبرة بظواهر الأشياء وإنما العبرة بالسر المكنون وليس ذلك إلا بظهور الحق وارتفاع عطاياه ، وزوارل أستاره وخفاياه ، فإذا تحقق ذلك التجلى والظهور ، استولى على الأشياء الفناء والدثور ، وانقشعت الظلمات بإشراق النور ، فهناك يبدو عين اليقين ، ويحق الحق المبين ، وعند ذلك تبطل دعوى المدعين ، كما يفهم العامة بطلان ذلك يوم الدين ، حين يكون الملك لله رب العالمين . وليت شعرى أي وقت كان الملك لسواه حتى يقع التقييد ]الملك يومئذ لله[ ([40]) وقوله : ]والأمر يومئذ لله[ ([41]) لولا الدعاوي العريضة من القلوب المريضة .([42])(1/859)
ويقول :الطريق المستقيم الذي أمرنا الحق بطلبه ، هو طريق الوصول إلى الحضرة ، التي هي العلم بالله على نعت الشهود والعيان ، وهو مقام التوحيد الخاص الذي هو أعلى درجات في التوحيد ، وليس فوقه إلا مقام توحيد الأنبياء والرسل ، ولابد فيه من تربية على يد شيخ كامل عارف بطريقة السير ، قد سلك المقامات تذوقا وكشفا ، وجاز مقام الفناء والبقاء ، وجمع بين الجذب والسلوك ، لأن الطريق عويص ، قليل خطاره ، كثير قطاعه ، وشيطان هذه الطريق فقيه بمقاماته ونوازله ، فلا بد فيه من دليل وإلا ضل سالكه عن سواء السبيل .([43])
أقول : والحمد لله الدليل هو كتاب الله وسنة رسوله r ، والصراط الذي أمرنا بطلبه هو صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، لا الأقطاب والأغواث والمجاذيب !!!
ويقول :ثم افتتح السورة برموز رمز بها بينه وبين حبيبه فقال : ]الم[ ([44]) وقد حارت العقول في رموز الحكماء ، فكيف بالأنبياء ؟ فكيف بالمرسلين ؟ فكيف بسيد المرسلين ؟ فكيف يطمع أحد في إدراك حقائق رموز رب العالمين ؟ قال الصديق رضي الله عنه: في كل كتاب سر وسر القرآن فواتح السور اهـ فمعرفة أسرار هذه الحروف لا يقف عليها إلا الصفوة من أكابر الأولياء ، وكل واحد يلمع له على قدر صفاء شربه .
قال : قلت : والأظهر أنه حروف تشير للعوالم الثلاثة : فالألف لوحدة الذات في عالم الجبروت ، واللام لظهور أسرارها في عالم الملكوت ، والميم لسريان أمدادها في عالم الرحموت ، والصاد لظهور تصرفها في عالم الملك وكل حرف من هذه الرموز يدل على ظهور أثر تصرف الذات في عالم الشهادة فالألف يشير إلى سريان الوحدة في مظاهر الكوان ، واللام يشير إلى فيضان أنوار الملكوت من بحر الجبروت ، والميم يشير والميم يشير إلى تصرف الملك في عالم الملك .(1/860)
قال جعفر الصادق : لقد تجلى الله تعالى لخلقه في كلامه ولكن لا يشعرون . وقال أيضا وقد سألوه عن حالة لحقته في الصلاة حتى خر مغشيا عليه ، فلما سرى عنه قيل له في ذلك فقال : مازلت أردد الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته اهـ فدرجات القراءة ثلاث : أدناها : أن يقرأ العبد كأنه يقرأ على الله تعالى واقفا بين يديه ، وهو ناظر له ومستمع منه فيكون حاله السؤال والتملق والتضرع والابتهال ، والثانية : أن يشهد بقلبه كأن الله تعالى يخاطبه بألفاظه ، ويناجيه بإنعامه وإحسانه ، فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم ، والثالثة : أن يرى في كلام المتكلم ، فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ، بل يكون فانيا عن نفسه ، غائبا في شهود ربه ، لم يبق له عن نفسه إخبار ، ولا مع الله غير قرار . فالأولى لأهل الفناء في الأفعال ، والثانية في أهل الفناء في الصفات ، والثالثة لأهل الفناء في الذات ، رضي الله تعالى عنهم ، وحشرنا على مناجيهم ، آمين .
فلا ترضى بغير الله حبا = وكن أبدا بعشق واشتياق
ترى الأمر المغيب ذا عيان = وتحظى بالوصول وبالتلاقي
يامن غرق في بحر الذات وتيار الصفات ، ذلك الكتاب الذي تسمعه من أنوار ملوكتنا وأسرار جبروتنا ، لا ريب فيه أنه من عندنا ، فلا تسمعه من غيرنا ]فإذا قرأناه فاتبع قرآنه[ ([45]) فهو هاد لشهود ذاتنا ، ومرشد للوصول إلى حضرتنا لمن اتقى شهود غيرنا ، وغرق في بحر وحدتنا .([46])
ويقول :وقيل لأبي الحسن النوري : ماهذه الأماكن والمخلوقات الظاهرة ؟ فقال : عز ظاهر، وملك قاهر ، ومخلوقات ظاهرة به ، وصادرة عنه ، لا هي متصلة به ، ولا منفصلة عنه ، فرغ من الأشياء ولم تفرغ منه ، لأنها تحتاج إليه وهو لا يحتاج إليها .(1/861)
كيف تنكرون ظهور نور الحق في الأكوان وتبعدون عن حضرة الشهود والعيان ، وقد كنتم أمواتا بالغفلة وغم الحجاب ، فأحياكم باليقظة والإياب ، ثم يميتكم بالفناء عن شهود ماسواه ، ثم يحييكم بالرجوع إلى شهود أثره بالله ، ثم إليه ترجعون في كل شيء ، لشهود نوره في كل شيء ، وقبل كل شيء ، وبعد كل شيء ، وعند كل شيء ، كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان .
وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى يا عبدي إنما منحتك صفاتي لتعرفني بها فإن أدعيتها لنفسك سلبتك الولاية ولم أسلبك صفاتي ، يا عبدي أنت صفتي وأنا صفتك فارجع إلي أرجع إليك ، ياعبدي فيك للعلوم باب مفتاحه أنا ، وفيك للجهل باب مفتاحه أنت فاقصد أي البابين شئت … الخ .
ويقول : اعلم أن الروح القائمة بهذا الآدمي ، هي قطعة من الروح الأعظم ، التي هي المعاني القائمة بالأواني ، وهي آدم الأكبر ، والأب الأقدم ، وفي ذلك يقول ابن الفارض :
وإني وإن كنت ابن آدم صورة = فلي فيه معنى شاهد بأبوتي
ويقول :وقال بعض العارفين : الحق تعالى منزه عن الأين والجهة والكيف والمادة والصورة ومع ذلك لا يخلو منه أين ولا مكان ولا كم ولا كيف ولا جسم ولا جوهر ولا عرض لأنه للطفة سار في كل شيء ، ولنوريته ظاهر في كل شيء ولإطلاقه وإحاطته متكيف بكل كيف غير متقيد بذلك فمن لم يعرف هذا ولم يذقه ولم يشهده فهو أعمى البصيرة ، محروم من مشاهدة الحق تعالى
وهذه الإشارات لا يفهمها إلا أهل الأذواق من أهل المعاني تذوق أسرارهم وتفهم إشاراتهم وإلا فحسبك أن تعتقد كمال التنزيه وبطلان التشبيه وتمسك بقوله تعالى : ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ ([47])وسلم للرجال في كل حال .(1/862)
وأقول : الأولى أن يقول : وسلم للمحال بكل حال ، ومن هم هؤلاء الرجال ؟ وما الضابط الذي يضبط لنا من نسلم له ممن لا نسلم له ؟ أهو السير عريانا في الشوارع أمثال سيدهم إبراهيم العريان ؟([48]) أم إتيان الحمارة على قارعة الطريق بمرأى الناس أمثال سيدهم علي وحيش ؟([49])
ويقول :اعلم أن الأماكن والجهات وكل ماظهر من الكائنات قائمة بأنوار الصفات ممحوة بأحدية الذات كان الله محق الآثار بإجلاء الأنوار وامتحت الأنوار بأحدية الأسرار وانفرد بالوجود الواحد القهار ولله در القائل :
مذ عرفت الإله لم أر غيرا وكذا الغير عندنا ممنوع
فمن كحل عين بصيرته بإثمد الخاص لم يقع بصره إلا على الحق ولا يعرف إلا إياه ، ورأى الأشياء كلها قائمة بالله ، بل لا وجود لها مع الله ومن فتح الله سمع قلبه ، لم يسمع إلا من الحق ولا يسمع إلا به كما قال القائل :
أنا بالله أنطق * ومن الله أسمع
وقال الجنيد t : لي أربعين سنة أناجي الحق ، والناس يرون أني أناجي الخلق فالخلق محذوفون عند أهل العلم بالتحقيق ، مثبتون عند أهل الجهل والتفريق يقولون: ]لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية[ ([50])مع أنه يكلمهم في كل وقت وساعة .
وينقل عن ابن عربي قوله :من رأي الخلق لا فعل لهم فقد فاز ومن رآهم لا صورة لهم فقد جاز ومن رآهم بين العدم فقد وصل ([51]) وانظر أيضا ([52])وقال : قال بعض العارفين : لو كلفت أن أرى غيره لم أستطع فإنه لا غير معه حتى أشهده . ([53])
ويقول في مقامات التوحيد التي ذكرها تحت قوله تعالى ]وإلهكم إله واحد[ ([54]) :(1/863)
واعلم أن توحيد الخلق لله تعالى على قدرته درجات ، الأولى توحيد العامة وهو الذي يعصم النفس والمال وينجو به من الخلود في النار وهو نفي الشركاء والأنداد والصاحبة والأولاد والأشباه والأضداد ، الثانية توحيد الخاصة وهو أن يرى الأفعال كلها صادرة من الله وحده ويشاهد ذلك بطريق الكشف لا بطريق الاستدلال فإن ذلك حاصل لكل مؤمن وإنما مقام الخاصة يقين في القلب بعلم ضروري لا يحتاج إلى دليل وثمرة هذا العلم الانقطاع إلى الله والتوكل عليه وحده فلا يرجو إلا الله ولا يخاف أحدا سواه إذ ليس يرى فاعلا إلا الله فيطرح الأسباب وينبذ الأرباب الدرجة الثالثة ألا يرى في الوجود إلا الله ولا يشهد معه سواه ، فيغيب عن النظر إلى الأكوان في شهود المكون وهذا هو مقام الفناء فإن رد إلى شهود الأثر بالله سمى مقام البقاء . ([55])
ومما يلحظ في هذا التفسير استخدام اسم الحق لله سبحانه وتعالى عند الكلام على التفسير سواء في الظاهر وفي الباطن وأخشى أن يكون ذلك تأثرًا بالاتحادية الصوفية فإنهم يعتبرون أن كل ما في الوجود باطل والحق هو الله وحده ولم ألحظ استخدام هذا الاسم من أحد المفسرين المتقدمين . ([56])
وهو يقول بأن الإنسان خليفة لله في الأرض فيقول في قوله تعالى : ]إني جاعل في الأرض خليفة[ ([57]) : يخلفني في أرضي وتنفيذ أحكامي . ([58])
وانظر في وحدة الوجود ([59]) وذكره الشعر في ذلك . ([60])
ومن غلوه في طريقته يقول تحت قوله تعالى ]لتكونوا شهداء على الناس[ ([61]):ثم إن العلماء بأحكام الله ، إذا لم يحصل لهم الكشف عن ذات الله يكونون حجة على العامة يشهدون على الناس ، والأولياء يشهدون على العلماء فيزكون من يستحق التزكية ، ويردون من لا يستحقها لأن العارفين بالله عالمون بمقامات العلماء أهل الظاهر . لا يخفي عليهم شيء من أحوالهم ومقاماتهم بخلاف العلماء لا يعرفون مقامات الأولياء ولا يشمون لها رائحة كما قال القائل :(1/864)
تركنا البحور الزاخرات وراءنا فمن أين يدري الناس أين توجهنا . ([62])
وله ردود سريعة على بعض الفرق ومن ذلك :
قوله في ]إياك نعبد وإياك نستعين[ ([63]) قال : قال ابن جزي: أي نطلب العون منك على العبادة وعلى جميع أمورنا فهذا دليل على بطلان قول القدرية والجبرية وأن الحق بين ذلك .([64])
ويقول : أما القرآن العظيم فلا بد من الإيمان أنه منزل على نبينا محمد r فمن اعتقد أنه منزل على غيره كالروافص فإنه كافر بالإجماع([65]) .
ثالثا : موقفه من تفسير القرآن بالقرآن :
ومن تفسيره القرآن بالقرآن وهو قليل قوله :
]فتلقى[ ([66]) أي أخذ ]آدم من ربه كلمات[ وهي ]ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين[ ([67])
رابعا : موقفه من تفسير القرآن بالسنة :
وهو يذكر الأحاديث بكثرة إلا أنه لايعتني بصحة الحديث من عدمها ومن ذلك ذكره أحاديث كثيرة في التأمين ومن مصادره ابن ماجه وابن خزيمة وأبو داود ([68])
وقوله: وروى الترمذي الحكيم عن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله r قال : “أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره” . ([69])
وفي قوله تعالى ] فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم[ ([70])قال : وقد كتب على اليهود القصاص وحده وعلى النصارى العفو مطلقا وخيركم أيها الأمة المحمدية بين أخذ الدية والقصاص فمن اعتدى بعد أخذ الدية وقتل فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة في الدنيا بأن يقتل لا محالة لقوله عليه السلام : “لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية”([71]) .
ومن الأحاديث التي يذكرها بدون تخريج : “أولياء الله إذا رءوا ذكر الله” . ([72])
وانظر مثالا لحديث أخطأ فيه . ([73])
وانظر أمثلة أخرى للأحاديث ([74])
ومن الأحاديث الموضوعة التي ذكرها قوله :(1/865)
وفي حديث طويل عن عائشة رضي الله عنها في قصة الحولاء امرأة من الأنصار قال لها رسول الله r : “مامن امرأة حملت من زوجها حين تحمل إلا لها من الأجر مثل القائم ليله الصائم نهاره والغازي في سبيل الله وما من امرأة يأتيها الطلق إلا كان لها بكل طلقة عتق نسمة وبكل رضعة عتق رقبة ، فإذا فطمت ولدها ناداها مناد من السماء قد كفيت العمل فيما مضى ، فاستأنفي العمل فيما بقي ” قالت عائشة رضي الله عنها : قد أعطى النساء خيرا كثيرا ، فمالكم يامعشر الرجال ، فضحك النبي r ثم قال : “مامن رجل مؤمن يأخذ بيد امرأته يراودها إلا كتب الله له حسنة، وإن عانقها فعشر حسنات ، وإن ضاجعها فعشرون حسنة ، وإن أتاها كان خيرا من الدنيا وما فيها ، فإذا قام ليغتسل لم يمس الماء شعرة من على جسده إلا محي عنه سيئة ، ويعطى له درجة ، ومايعطى بغسله خير من الدنيا وما فيها ، وإن الله تعالى يباهي الملائكة فيقول : انظروا إلى عبدي قام في ليلة قرة يغتسل من الجنابة يتيقن بأني ربه ، اشهدوا أني قد غفرت له”([75]) .
وقوله :روي عن علي كرم الله وجهه عن النبي r أنه قال : “عليكم بالعدس فإنه مبارك مقدس وإنه يرقق القلب ويكثر الدمعة ، وإنه بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم”([76]) .
وانظر أمثلة أخرى للأحاديث الضعيفة والموضوعة . ([77])
وربما ذكر لفظ الحديث ولا ينص على أنه حديث مثل قوله : فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي أمروا به وقالوا مكان حطة : حنطة حبة في شعرة . ([78])
وهو يذكر أسباب النزول بدون دقة ولا عزو في كثير من المواضع .([79])
ويتعرض لفضائل السور والآبات ومن ذلك قوله :(1/866)
وقال رسول الله r : “إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن البقرة ، من قرأها في بيته نهارا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام ، ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخله شيطان ثلاث ، وفيها سيدة القرآن وهي آية الكرسي” ([80]) وإنما كانت سنام القرآن أي ذروته لأنها اشتملت على جملة مافيه من أحوال الإيمان وفروع الإسلام .
وقال r : “أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش” ([81]).
خامسا : موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف :
لا يتعرض ابن عجيبة لسوق الآثار إلا قليلا وفيها بواطيل مثل ماتقدم عن علي وأبي بكر وجعفر الصادق .
وقد نقل عن ابن عباس نقولا كثيرة منها قوله : ]إياك نعبد [ ([82])نعبدك ولا نعبد غيرك ([83])
وذكر آثارا عن علي ، والنخعي ،و الزهري ، وعائشة . ([84])
وعن الحسن ([85]) ، وابن زيد ([86]) ، ومالك ([87]) ، وعبد الواحد بن زياد ([88]) ومقاتل([89])
سادسا : موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات :
نظرا لكون القسم المطبوع محدود لم أقف إلا على شيء يسير من تعرض المصنف للسيرة ومن ذلك ذكره لسرية عبد الله بن جحش في شهر جمادى وقتلهم لعمرو بن الحضرمي في أول يوم من رجب وماحصل بناء على ذلك تحت قوله تعالى ]يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه [ ([90]).
كما ذكر عن الواقدي قصة خروجه r إلى أحد وبعض الأحداث تحت قوله تعالى ] وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال [ ([91])، واسترسل في ذكر أحداث الغزوة في الآيات التالية .([92])
سابعا : موقفه من الإسرائيليات([93]) :
وابن عجيبة من المفسرين الذين يذكرون الإسرائليات بغير تمحيص ويتزيدون في ذكرها ومن ذلك :(1/867)
ما نقله تحت قوله ] العالمين[ عن الفخر الرازي قال : روي أن بني آدم عشر الجن، وبنى آدم والجن عشرحيوانات البر ، وهؤلاء كلهم عشر الطيور وهؤلاء كلهم عشر حيوانات البحار ، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة الأرض الموكلين ببني آدم ، وهؤلاء عشر ملائكة السماء الدنيا ، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة السماء الثانية ، ثم على هذا الترتيب إلى ملائكة السماء السابعة ، ثم الكل في مقابلة ملائكة الكرسي نزر قليل ، ثم هؤلاء عشر ملائكة السرادق الواحد في سرادقات العرش التي عددها مائة ألف ، طول كل سرادق وعرضه كذلك إذا قبلت السماوات والأرض وما فيها وما بينها يكون شيئا يسيرا ونزرا قليلا ، وما من موضع شير إلا وفيه ملك ساجد أو راكع أو قائم وله زجل بالتسبيح والتهليل ، ثم هؤلاء في مقابلة الذين يحولون حول العرش كالقطرة من البحر ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى .([94])
وقال وهب بن منبه t: قوائم العرش ثلاثمائة وست وستون قائمة ، وبين كل قائمة وقائمة ستون ألف صحراء ، وفي كل صحراء ستون ألف عالم ، وكل عالم قدر الثقلين . ([95])
وقد ذكر قصة هاروت وماروت وقال : ذكرها المنذري في شرب الخمر وقال في حديثها : رواه أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق زهير بن محمد وقد قيل إن الصحيح وقفه على كعب وقال ابن حجر : قصة هاروت وماروت بسند حسن خلافا لمن زعم بطلانها كعياض ومن تبعه . ([96])
ثم قال فإن قلت : الملائكة معصومون فكيف يصح هذا مع هاروت وماروت قلنا : لما ركب الله فيما الشهوة انتسخا من حكم الملائكة لحكم البشرية ابتلاء من الله تعالى لهما فلم يبق لهما حكم الملائكة من العصمة . ([97])(1/868)
وقال أيضا : والأسباط أولاد يعقوب عليه السلام وهم : روبين وشمعون ولاوى ويهودا ويشسوخور وزبزلزن وزوانا وأمهم ليا ثم خلف على أختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين . وولد له من سريتين تفثونا وكوذا وأوشير . قال ابن حجر اختلف في نبوتهم فقيل كانوا أنبياء وقيل لم يكن فيهم نبي وإنما المراد بالأسباط قبائل بني إسرائيل . فقد كان منهم من الأنبياء كثير وممن صرح بنفي تبوتهم عياض وجمهور المفسرين . انظر المحشي الفاسي .
وفي تفسير المبهمات يقول ]ولا تقربا هذه الشجرة[ ([98]) العنب أو التين أو الحنطة
ويقول : فدخل إبليس خفية أو في فم الحية . ([99])
ويقول : واسم فرعون الذي كان في زمن موسى مصعب بن ريان وقيل اسمه الوليد([100])
ثامنا : موقفه من اللغة :
أما معاني المفردات فهو يتعرض لها بدون عزو كلما بدأ تفسير أحد المقاطع مثل قوله :
اللقاء : المصادفة بلا قصد .
والخلو بالشيء أو معه : الإنفراد به
والشيطان : فيعال من شطن إذا بعد أو فعلان من شاط إذا بطل .
والاستهزاء بشيء : الاستخفاف بحقه
والعمه في البصيرة : كالعمى في البصر . ([101])
ويتعرض أيضا للغويات مثل اشتقاق اسم وتعلق الباء ومذهب البصريين والكوفيين.([102])
ومن ذلك أيضا كلامه عن أصل كلمة رب واشتقاقها . ([103])
وأحيانا يتعرض للإعراب مثل قوله] الحمد لله[ ([104]): قلت الحمد مبتدأ ولله خبر وأصله النصب وقرئ به ([105])
ويقول : ]سواء[ ([106])خبر مقدم . و ]ءأنذرتهم[ مبتدأ لسبقه بهمزة التسوية ، أي
الإنذار وعدمه سواء في حق هؤلاء الكفرة ، والجملة خبر إن و ]غشاوة[ ([107]) مبتدأ والجار قبله خبره ، والغشاوة ما يغشى الشيء ويغطيه كنى به عن تعاميهم عن الإيمان .(1/869)
ويقول : ]استوقد[ ([108]) السين والتاء يحتمل أن يكون للطلب ، أو زائدة بمعنى أوقد ولما شرطية . وذهب جواب ، وإذا كان لفظ الموصول مفردا واقعا على جماعة يصح في الضمير مراعاة لفظه فيفرد ومعناه فجمع ، فأفرد في الآية أولا وأجمع ثانيا، ويقال : أضاء يضيء ، ضاء يضوء : ضوءا . ([109])
والصيب المطر فيفعل من صاب المطر إذا نزل ، وهو على حذف مضاف أي أو كذا صيب ، وأصله صيوب كسيد ، قلبت الواو ياء وأدغمت ، ولا يوجد هذا إلا في المعتل كهيب ولين وضيق وطيب بالتشديد .
وربما استدل عل وجوه الإعراب من ألفية ابن مالك .([110])
وهو يكثر من الاستدلال بالشعر وجله في الإشارات وقد تقدم طرف من ذلك وعندما استدل في التفسير الظاهر أتى بيتين صوفيين وهما قول الشاعر :
ياتائها في مهمه عن سره انظر تجد فيك الوجود بأسره
أنت الكمال طريقة وحقيقة ياجامعا سر الإله بأسره ([111])
ومن الأشعار أيضًا في تفسيره للظاهر قوله :
فلا ترضى بغير الله حبا وكن أبدا بعشق واشتياق
ترى الأمر المغيب ذا عيان وتحظى بالوصول وبالتلاقي
وهي صوفيات أيضا ([112]) .
ومن استدلالاته القليلة بالشعر على المعاني([113]) قوله والفوم قيل الحنطة والأصح أنه الثوم قال الشاعر :
وأنتم أناس لئام الأصول طعامكم الفوم والحوقل ([114])
وهو يتعرض لأساليب البلاغة أحيانا وينبه على النكات التفسيرية ومن ذلك :
قوله : لم قدم الرحمن على الرحيم والقياس الترقي من الأدنى للأعلى ؟ فقال : لتقدم رحمة الدنيا ولأنه صار كالعلم من حيث إنه لا يوصف به غيره . ([115])
وقوله ]إياك نعبد وإياك نستعين[ ([116]) :(1/870)
قال : وكرر الضمير ولم يقل إياك نعبد ونستعين 0لأن إظهاره أبلغ في إظهار الاعتماد على الله ، وأمدح ألا ترى أن قولك بك أنتصر وبك أحتمي وبك أنال مأربي ، أبلغ وأمدح من قولك بك أنتصر وأحتمى الخ . وقدم العبادة على الاستعانه لتوافق رءوس الآي ، وليعلم منه أن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة ، فإن من تلبى لخدمة الملك وشرع فيها بحسب وسعه ، ثم طلب منه الإعانة عليها أجيب إلى مطلبه ، بخلاف من كلفه الملك بخدمته فقال : أعطنى ما يعينني عليها ، فهو سوء أدب ، وأيضا من استحضر الأوصاف العظام ما أمكنه إلا المسارعة إلى الخضوع والعبادة وأيضا لما نسب المتكلم العبادة إلى نفسه ، أوهم ذلك تبجحا واعتدادا منه بما يصدر عنه فعقبه بقوله : وإياك نستعين دفعا لذلك التوهم.([117])
ومن كلامه عن الالتفات قوله :
ومن عادة العرب التفنن في الكلام والعدول عن أسلوب إلى آخر تطرية وتنشيطا للسامع ، فتعدل من الخطاب إلى الغيبة إلى التكلم قوله تعالى :]حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح[ ([118])ولم يقل بكم وقوله : ]أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد[ ([119]) أي ولم يقل فساقه ... ، والالتفات هنا في قوله إياك نعبد ولم يقل إياه نعبد لأن الظاهر من قبل الغيبة ، وحسنه أن الموصوف تعين وصار حاضرا.
وقال أيضا : فإن قلت : الريب في القرآن قد وقع من الكفار قطعا فكيف عبر بإن الدالة على الشك والتردد ؟
قلت : لما كان ريبهم واقعا في غي محله ، إذ لو تأملوا أدنى تأمل لزال ريبهم لوضوح الأمر وسطوع البرهان كان ريبهم كأنه مشكوك فيه ومتردد في وقوعه.([120])
تاسعا : موقفه من القراءات([121]) :
وهو يتعرض للقراءات وتوجيهها وربما ذكر القراءات الشاذة ومن ذلك :
قوله : وقرئ الحمد لله باتباع الدال للام وبالعكس([122]).
وقال : ]مالك[ قراءة الجماعة بغير ألف من الملك بالضم وقرأ عاصم والكساني بالألف من الملك بالكسر ثم أخذ يوجهها . ([123])(1/871)
ومن ذلك قوله : وجبرئيل فيه ثمان لغات أربع قرئ بهن وهي : جبرئيل كسلسبيل، وجبرئل كجحمرش ، وجبريل بفتح الجيم بلا همز ، وجبريل بكسرها . وأربع شواذ جبرال وجبرائيل وجبرائل وجبرين بالنون . ([124])
وقوله : ]واتخذوا[ ([125]) على قراءة الأمر محكى بقول محذوف أي : وقلنا اتخذوا وعلى قراءة الماضي معطوف على جعلنا أي جعلناه مثابة واتخذه الناس مصلى .
]فإنما يقول له كن فيكون[ ([126])قال : وقرأ ابن عامر بنصب المضارع ولحنه بعضهم لأن المنصوب في جواب الأمر لا بد أن يصح جوابا لشرطه تقول اضرب زيدا فيستقيم أي إن تضربه يستقم ولا يصح أن تقول إن يكن يكن وقد يجاب لعله على المعنى والتقدير إن قلت كن يكن . ([127])
ويتعرض للرسم مثل قوله في بسم : حذفت الألف لكثرة الاستعمال ([128])
عاشرا : موقفه من الفقه والأصول :
وأما تعرضه للفقهيات فضئيل جدا وليس هناك نقول عن المذاهب واختلافات الفقهاء ومن ذلك :
كلامه عن البسملة ، وهل هي آية من كل سورة أم لا وحكمها في الصلاة .([129]) وقال ]وعلى الذين يطيقونه…[ ([130])
وعلى الذين يطيقونه بلا مشقة إن أرادوا أن يفطروا فدية …… وأن تصوموا أيها المطيقون للصيام خير لكم إن كنتم تعلمون مافي الصيام من الأسرار والخير المدرار ثم نسخ بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه ([131])
]ولتكبروا الله على ماهداكم[ ([132]) ووقت التكبير عند مالك من حيث يخرج إلى المصلى بعد الطلوع إلى مجيء الإمام إلى الصلاة . ([133])
وقال في تفسير قوله تعالى ]ولاتقاتلوهم عند المسجد الحرام[ ([134])ابتداءا ]حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم[ فيه ]فاقتلوهم[ فيه وفي غيره ]كذلك جزاء الكافرين[. ([135])
هكذا اقتصر في تفسير الآية مع مافيها من كلام كثير لأهل العلم .(1/872)
وكذلك قال في قوله ]فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي[ ([136]) فإن أحصرتم ومنعتم من إتمامها فتحللوا منهما وعليكم مااستيسر من الهدي وذلك شاة ]ولا تحلقوا رؤوسكم[ أي لا تتحللوا ]حتى يبلغ الهدي محله[ أي حيث يحل ذبحه وهو محل الإحصار عند الشافعي فيذبح فيه بنية التحلل ويفرق ، ومنى أو مكة عند مالك فيرسله فإذا تحقق أنه وصل وذُبح حل وحلق . ([137])
وقوله تحت تفسير ]يسألونك عن الخمر والميسر[ ([138])والميسر قال ابن عباس والحسن : كل قمار ميسر من شطرنج ونرد ونحوه حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب إذا كان بالفلوس وسمي ميسرا ليسر صاحبه بالمال الذي يأخذه وأما إذا كان بغير عوض إنما هو لعب فقط فلا بأس قاله ابن عرفة([139]).
ويقول :
يقول الحق جل جلاله : ياأيها المؤمنون ]كتب عليكم القصاص[ ([140])في شأن القتلى في العمد فاستسلموا للقصاص فالحر يقتل بالحر ولا يقتل بالعبد بل يغرم قيمته لسيده ودليله قوله عليه السلام : “لا يقتل مسلم بكافر ولا حر بعبد ”والعبد يقتل بالعبد إن أراد سيد المقتول قتله فإن استحياه خير سيده بين إسلامه وفدائه بقيمة العبد وكذلك إن قتل الحر ، خير أولياؤه بين قتله أو استرقاقه فإن استحيوه خير سيده بين إسلامه وفدائه بدية الحر العمد والأنثى تقتل بالأنثى والذكر بالذكر يقتل بالأنثى وتخصيص الآية بالمساوي قال مالك : أحسن ماسمعت في هذه الآية أنه يراد بها الجنس أي جنس الحر والذكر والأنثى فيه سواء ، وأعاد ذكر الأنثى تأكيدا لرد ماكان يفعله الجاهلية من عدم القود فيها ثم قال الحق جل جلاله : ]فمن عفي له [ من دم ]أخيه شيء [ ولو قل فقد سقط القتل فالواجب اتباع القاتل بالدية بالمعروف من غير تعنيف ولا تعنيت وأداء من القاتل بإحسان من غير مطل ولا بخس ذلك الذي شرعت لكم من أمر العفو والدية تخفيف من ربكم ورحمة بكم.([141])(1/873)
ومن دعوة أهل التصوف إلى ترك الجهاد وسائر العبادات يفيض علينا مفسرنا ببعض فيوضاته في تفسيره لقوله تعالى ]كتب عليكم القتال [ ([142])
فيصف القتال بأنه جهاد أصغر وأن مجاهدة النفس جهاد أكبر ويبين أن المراد هو تجلي الحق لهم وهذا هو ثمرة الجهاد الأكبر .
وبقول : أما الجهاد الأصغر فلا يحصل شيئا من هذا ، فلذلك كان مفضولا عند أهل الجهاد الأكبر فيتركونه لما هو أرجح منه كما قال الششتري t :
دع السيف والسبحة والسجاد واعقد سكيرة من خمرة الإفراد ([143])
وربما تعرض لشيء من الأصول ومن ذلك :
كلامة عن تأخير البيان عن وقت الحاجة والفرق بينه وبين تأخير البيان لوقت الحاجة . ([144])
وقال عند قوله تعالى ]وإذ قتلتم نفسا[ ([145])
واستدلت المالكية بالقصة على التدمية الحمراء وهي قبول قول القتيل قبل موته بأن فلانا قتله ، وفيه نظر لأن هذا حيي بعد موته فلا يتطرقه الكذب ، واستدلت أيضا على حرمان القاتل من الإرث ، وفيه نظر لأن هذه شريعة من قبلنا يطرقها النسخ لكن ثبت في الحديث أنه لا يرث . ([146])
ومن كلامه في النسخ قوله في آية الوصية :
وهذه الآية منسوخة في وصية الوالدين محكمة في الأقربين غير الوارثين ، فإذا كان
الوالدين غير وارثين كالكافرين أو العبدين فهي محكمة .([147])
وقوله :
والنسخ إنما يكون في الأوامر والنواهي دون الأخبار ، لأنه يكون كذبا ومعنى النسخ انتهاء العمل بذلك الحكم ، ونقل العباد من حكم إلى حكم لمصلحة فلم يلزم عليه البدء كما قالت اليهود – والنسخ عندنا ثلاثة أقسام : نسخ اللفظ والمعنى كما كان يقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ثم نسخ – ونسخ اللفظ دون المعنى كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ثم نسخ لفظه وبقي حكمه وهو الرجم – ونسخ المعنى دون اللفظ كآية السيف بعد الأمر بالمهادنة مع الكفار ، والله تعالى أعلم .([148])
حادي عشر : موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية :(1/874)
لا يتعرض لشيء من ذلك سوى الفلسفة وهي فلسفة التصوف الكامنة في كلام ابن عربي وابن الفارض ونحوهما وقد قدمنا شيئا من ذلك عند الحديث عن موقف المصنف من العقيدة وسوف يأتي تكميل لنفس الموضوع في الفقرة التالية .
ثاني عشر : موقفه من المواعظ والآداب :
نظرا لكون الكتاب صوفي إشاري فإنه يتضمن شيئا من الزهديات والوعظ مع مايحمل في طياته من انحراف منهجي واضح ولذا فسوف أتكلم في هذه الفقرة عن صوفيات هذا التفسير ومظاهر انحرافه .
فمن الصوفبات التي أقحمها المصنف في تفسير الظاهر على الرغم من كون ذلك مخالفا لمنهجه الذي ذكره قوله :(1/875)
] اهدنا الصراط المستقيم [ ([149]) فإن قلت : إذا كان العبد ذاهبا على هذا المنهاج المستقيم ، فكيف يطلب ماهو حاصل ؟ فالجواب : أنه طلب التثبت على ماهو حاصل ، والإرشاد إلى ماهو ليس بحاصل ، فأهل مقام الإسلام الذي هو حاصل ، يطليون الترقي إلى مقام الإيمان الذي ليس بحاصل ، على طريق الصوفية الذين يخصون العمل الظاهر بمقام الإسلام ، والعمل الباطن بمقام الإيمان ، وأهل الإيمان يطلبون الثبات على الإيمان الذي هو حاصل ، والترقي إلى مقام الإحسان الذي ليس بحاصل ، وأهل مقام الإحسان يطلبون الثبات على الإحسان والترقي إلى مالا نهاية له من كشوفات العرفان ]وفوق كل ذي علم عليم[ ([150])وقال الشيخ أبو العباس المرسي t : ]اهدنا الصراط المستقيم[ بالتثبت فيما هو حاصل والإرشاد بما ليس بحاصل . ثم قال : عموم المؤمنين يقولون اهدنا الصراط المستقيم أي بالتثبت فيما هو حاصل والإرشاد لما ليس بحاصل ، فإنه حصل لهم التوحيد ، وفاتهم درجات الصالحين والصالحون يقولون : ]اهدنا الصراط المستقيم[معناه نسألك التثبت فيما هو حاصل ، والإرشاد إلى ماليس بحاصل فإنهم حصل لهم الصلاح وفاتهم درجات الشهداء . والشهداء يقولون : ]اهدنا الصراط المستقيم[ أى بالتثبت فيما هو حاصل ، والإرشاد ماليس بحاصل ، فإنهم حصلت لهم الشهادة ، وفاتهم درجات الصديقين . والصديقون يقولون : ]اهدنا الصراط المستقيم[ أي بالتثبت فيما هو حاصل والإرشاد إلى ماليس بحاصل ، فإنهم حصل لهم درجات الصديقين ، وفاتهم درجات القطب . والقطب يقول :]اهدنا الصراط المستقيم[ بالتثبت فيما هو حاصل ، والإرشاد إلى ماليس بحاصل ، فإنه حصل له رتبة القطبانية وفاته علم ما إذا شاء الله أن يطلعه عليه .(1/876)
وليت شعري في أي آية في كتاب الله ذكرت درجة القطب هذه أم في أي حدبث صحبح ؟ وليس بعد الصديقين إلا الأنبياء ، وهل كان أبو بكر قطبا أم كان عمر أم عثمان أم علي ؟ وهل أخفى ذلك عنا رسول الله r أم الصحابة رضي الله عنهم ؟
ويقول :
والشكر على ثلاث درجات : درجة العوام الشكر على النعم ودرجة الخواص الشكر على النعم والنقم وعلى كل حال ، ودرجة خواص الخواص أن يغيب عن رؤية النعم بمشاهدة المنعم . قال رجل لإبراهيم بن أدهم t : الفقراء إذا أعطوا شكروا ، وإذا منعوا صبروا ، فقال إبراهيم : هذه أخلاق الكلاب ولكن القوم إذا منعوا شكروا وإذا أعطوا آثروا .
وماأدري أكلام هذا نقدمه أم كلام منزل الكتاب ؟ قال تعالى ] الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون [ ([151]) وقال : ] والصابرين على ماأصابهم[ ([152]) وقال : ] والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون[ ([153])وقال ]واصبر على ماأصابك إن ذلك من عزم الأمور[ ([154]) ولم يقل : شكروا ، والشاكرين ، واشكر !!
وماأدري أكلام هذا نقدمه أم كلام الذي أنزل عليه الكتاب من رب الأرباب ؟ يقول النبي r : “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.([155])
فهل هو مؤمن بنص حديث رسول الله r : أم كلب من الكلاب بنص ...؟
ولاشك أن هذا منهج سلوكي مصادم للفطرة ، فإن الذي يشكر على المصيبة إنسان غير سوي ، ويتضمن هذا الكلام نفي أصل العبادة وأمها وهو الدعاء لأن الذي يشكر على المصاب كيف يدعو برفعه ؟ وفي ذلك حط من شأن الأنبياء الذين جابهوا المصائب بالدعاء بكشفها لا بالشكر عليها ، وهذا التنطع معارضة للشريعة السمحة التي أعطت كل ذي حق حقه .
أما الإيثار فهو من دلائل الشكر على النعمة فليس ثمة تعارض أصلا .(1/877)
وأما إشارياته فنتركها تتحدث عن نفسها وهي جلها منصبة على أهل خصوصية والمنكرين عليهم من أهل العلم أو العوام فهو يجعل فريق المؤمنين يراد به أهل الخصوصية وفريق الكافرين أو المنافقين يراد به أهل العلم أو عوام الناس . ([156])
وقد صرح بذلك في قوله :
اعلم أن قاعدة تفسير أهل الإشارة هي أن كل عقاب توجه لمن ترك طريق الإيمان وأنكر على أهله ، يتوجه مثله لمن ترك طريق مقام الإحسان وأنكر على أهله وكل وعيد توعد به أهل الكفر حسي بدني ، وعذاب أهل الحجاب معنوي قلبي ، فنقول فيمن رضي بعيبه ، وأقام على مرض قلبه ، وأنكر الأطباء ووجود أهل التربية : بئسما اشتروا به أنفسهم وهو كفرهم بما أنزل الله من الخصوصية على قلوب أوليائه بغيا وحسدا ، أو جهلا وسوء ظن أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ، فباءوا بغضب الحجاب على غضب البعد والارتياب ، أو بغضب سقم القلوب ، على غضب الإصرار على المساويء والعيوب من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصرا على الكبائر وهو لا يشعر كما قال الشاذلي t ولا يصح يتغلغل فيه إلا بصحبة أهله وللكافرين بالخصوصية عذاب الطمع وسجن الأكوان وهما شجرتا الذل والهوان ، وإذا قيل لهم : آمنوا بما أنزل الله من أسرار الحقيقة وأنوار الطريقة ، قالوا : نؤمن بما أنزل علينا من ظواهر الشريعة ، ويكفرون بما وراءه من أسرار ككشف أسرار الذات ، وأنوار الصفات . ([157])
أقول : وقد شابه هؤلاء في منهجهم ذلك الرافضة الذين جعلوا كل آية ذم في أبي بكر وعمر والصحابة رضوان الله عليهم ، وكل آية ثناء في علي وآل البيت ، فبئس الشبيه وبئس المشبه به .
قال :(1/878)
والأحسن أن يقال : ]غير المغضوب عليهم[ ([158]) هم الذين أوقف بهم عن السير أتباع الحظوظ والشهوات ، فأوقعتهم في مهاوي العصيان والمخالفات]ولا الضالين[ الذين حبسهم الجهل والتقليد ، فلم تنفذ بصائرهم إلى إخلاص التوحيد ، فنكصوا عن توحيد العيان إلى توحيد الدليل والبرهان ، وهو ضلال عند أهل الشهود والعيان ، ولو بلغ في الصلاح غاية .
وما أسوأ أحسنه !!
ويقول في قوله : ]سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون[ ([159]): فسبحان من حجب العالمين بصلاحهم عن مصلحهم ، وحجب العلماء بعلمهم عن معلومهم ، واختص قوما بنفوذ غرائبهم إلى مشاهدة ذات محبوبهم ، فهم في رياض ملوكته يتنزهون ، وفي بحار جبروته يسبحون ]لمثل هذا فليعمل العاملون[ ([160]) .
ويقول في قوله : ]وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون[ ([161]) وإذا قيل لمن يشتغل بالتعويق عن طريق الله ، والإنكار على أولياء الله : أقصر من هذا الإفساد ، وارجع عن هذا الغي والعناد ، فقد ظهرت معالم الإرشاد لأهل المحبة والوداد ، قال : إنما أنا مصلح ناصح ، وفي أحوالي كلها صالح ، يقول الحق جل جلاله : بل أفسدت قلوب عبادي . ورددتهم عن طريق محبتي وودادي ، وعوقتهم عن دخول حضرتي ، وحضرتهم شهود ذاتي وصفاتي ، سددت بأحبائي ، آيستهم من وجود التربية ، وتحكمت على القدرة الأزلية ، ولكنك لا تشعر بما أنت فيه من البلية ،ولقد صدق من سبقت له العناية ، وأتحف بالرعاية والهداية حيث يقول :
فهذه طريقة الإشراق كانت وتبقى ما الوجود باق
وأنكروه ملأ عوام لم يفهموا مقصوده فهاموا
فتب أيها المنكر قبل الفوات واطلب من يأخذ بيدك قبل الممات لئلا تلقي الله بقلب سقيم ، فتكون في الحضيض الأسفل من عذابه الأليم ، فسبب العذاب وجود الحجاب ، وإتمام النعم النظر لوجهه الكريم ، منحنا الله الحظ الأوفر في الدنيا والآخرة ، آمين .([162])
ويقول :(1/879)
اعلم أن كثيرا من الناس يعتمدون على صحبة الأولياء ، ويطلقون عنان أنفسهم في المعاصي والشهوات ، ويقولون :سمعنا من سيدي فلان يقول : من رآنا لا تمسه النار ، وهذا غلط وغرور ، وقد قال عليه السلام لبنته : يافاطمة بنت محمد ، لا أغنى عنك من الله شيئا ، اشتري نفسك من الله ، وقال للذي قال : ادع الله أن أكون رفيقك في الجنة ، قال له : أعني على نفسك بكثرة السجود . نعم هذه المقالة إن صدرت من ولي متمكن مع الله فهي حق ، لكن بشرط العمل ممن رآه بالمأمورات ، وترك المحرمات ، فإن المأمول من فضل الله ببركة أوليائه ، أن يستقبل الله منه أحسن ما عمل ، ويتجاوز عن سيئاته ، فإن الولياء المتمكنين اتخذوا عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ، وهو أن من تعلق بهم وتمسك بالشريعة شفعوا فيه والغالب على من صحب الأولياء المتمكنين الحفظ وعدم الإصرار ، فمن كان كذلك لا تمسه النار ، وفي الحديث إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب – يعني يلهم التوبة سريعا كما قيل لأهل بدر : افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم . وقال في القصد : يبلغ الولي مبلغا يقال له : أصحبناك السلامة ، وأسقطنا عنك الملامة فاصنع ما شئت ، ومصداقه قوله تعالى في حق سليمان عليه السلام :]هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب[ ([163])هذا إن كان نبيا لأجل العصمة ، فمن كان من الأولياء في مقام الإمامة قسط من أجل الحفظ ، والله تعالى أعلم ، ولا يتخذ عند الله العهد إلا أهل الفناء والبقاء ، لأنهم بالله فيما يقولون ، فليس لهم عند نفسهم إخبار، ولا مع الله قرار . ([164])
وأقول : سبحان الله ! ما هذه الجرأة الوقحة التي توصل صاحبها إلى أن يقول : من رآنا لاتمسه النار .(1/880)
ولا أظن رجلا صالحا فضلا عن ولي لله بقول : من رآني لاتمسه النار ، بل لايقول ذلك إلا فاسق جريء على ربه وقد وصف الله عباده الصالحين بقوله] إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون[ ([165]) ...إلى أن قال :]والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون[ ([166]) وقال : ]فلايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون[ ([167]) وكان أبو بكر الصديق سيد الأولياء والعارفين يقول : لو أن إحدى قدمي بالجنة والأخرى خارجها ماأمنت مكر الله . وكان سميه عمر يقول : لو نادى مناد يوم القيامة أن ادخلوا جميعا الجنة إلا واحدا لفرقت أن أكون هو . بل إن سيد الخلق r قال : “والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي”([168]) . وهو مصداق لقوله تعالى] وما أدري مايفعل بي ولا يكم[ ([169])
وقد غفل صاحبنا عن مصيبة وليه واشتغل بالمريد المسكين الملبس عليه .
وليت شعري من الذي يقول للولي : أصحبناك السلامة وأسقطنا عنك الملامة فاصنع ماشئت أهو رسول موحى إليه مثل الذي قال لأهل بدر ماقال ؟ أم أنه هو عين القائل لسليمان ]فامنن أو أمسك بغير حساب[ ([170]) وما أظن الذي قال للولي المزعوم ذلك إلا إبليس عليه لعنة الله .
ومن إشارته النادرة المقبولة لا لكونها تفسيرا إشاريا إنما لكونها يشملها عموم اللفظ قوله تحت آية ] أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم[ ([171]):
كل من أشار إلى مقام لم يبلغ قدمه إليه ، فهذا التوبيخ متوجه إليه وكل من ذكر غيره بعيب لم يتخلص منه ، قيل له : أتأمر الناس بالبر وتنسى نفسك خالية منه ، فلا يسلم من توبيخ هذه الآية إلا النادر في الصفاء والوفاء . قال البيضاوي : المراد بها حث الواعظ على تزكية النفس ، والإقبال عليها بالتكميل ليقوم فيقيم غيره ، لا منع الفاسق عن الوعظ ، فإن الإخلال بأحد الأمرين المأمور بهما لا يوجب الإخلال بالآخر فانظر . وتأمل قول القائل :(1/881)
ياأيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
وأراك تلقح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم
ابدأ بنفسك فإنهما عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ([172])
وأردف هذه الإشارة بإشارة أخرى وبدون تعليق إلا أن أقول : اشتهر عن هذه الطائفة قولهم : إذا رأيت شيخك على فاحشة فظن به خيرا ، وقد ذكر صاحب سلوة الأنفاس فيما ذكر من الكرامات أن فلانا من الأولياء كان يفعل في حمارة في الطريق فقيل له في ذلك فقال : أصلح السفينة ...ويسوق القصة التي تدلل على إصلاح سفينة معطلة في عرض البحر فجأة بعد أن أعيت أصحابها في نفس اللحظة الجنسية الشاذة .([173])
قال مفسرنا تحت قوله ]أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم[ ([174])بعد أن قرر عدم جواز حل المريد عقدته مع شيخه لينتقل إلى شيخ آخر : وصحب تلميذ شيخا فرآه يوما قد زنا بامرأة !! فلم يتغير من خدمته، ولا أخل في شيء من مرسومات شيخه، ولا ظهر منه نقص احترامه وقد عرف الشيخ أنه رآه فقال له يوما : يابني قد عرفت أنك رأيتني حين فسقت بتلك المرأة !! وكنت أنتظر فراقك عني من أجل ذلك فقال له التلميذ : ياسيدي إن الإنسان معرض لمجاري أقدار الله عليه ، وإني من الوقت الذي دخلت فيه إلى خدمتك ما خدمتك على أنك معصوم وإنما خدمتك على أنك عارف بكيفية السلوك عليه الذي هو طلبي وكونك تعصي شيء بينك وبين الله عز وجل لا يرجع شيء من ذلك علي ، فما وقع منك ياسيدي شيء يوجب نفاري وزوالي عنك وهذا هو عقدي فقال له الشيخ : هكذا وإلا فلا ، فربح ذلك التلميذ وجاء منه ماتقر به العين من حسن الحال وعلو المقام . ([175])
ومن الفوائد التي تضمنها التفسير وهي استطراد منه على كل حال قوله :(1/882)
]وبشر الصابرين[ ([176]) قال ابن جزي: فائدة ورد ذكر الصبر في القرآن في أكثر من سبعين موضعا وذلك لعظم موقفه في الدين قال بعض العلماء كل الحسنات لها أجر معلوم إلا الصبر فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى : ]إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب[ ([177])وذكر الله للصابرين ثمان من الكرامات …فذكرها ([178]) .
-----------
([1])تقدمت ترجمته في أهل المنطقة برقم 38
([2])آل عمران :190
([3]) ص4-5
([4])ص12،14،23،53،91 .
([5])ص12،18، 36،75 ، 112،116 .
([6])ص38،41،54 .
([7])ص51 .
([8])ص53 .
([9])ص56 .
([10])ص56 .
([11])ص78 ،92،133 .
([12])ص85 .
([13])ص10،85 .
([14])ص90 .
([15])ص132 .
([16])ص133 .
([17])ص134 .
([18])18 ،175 .
([19])ص23 .
([20])ص137 .
([21])ص5،6 .
([22])ص8 .
([23])ص8،11، 97، 110 ، 115 ، 118، 137 .
([24])ص6
([25])ص7،،12،127 .
([26])ص112 .
([27])ص 152 .
([28])ص157، 177 .
([29])ص 152 .
([30])ص153.
([31])ص7 .
([32])ص68 .
([33])ص20 .
([34])ص154 .
([35])ص155 .
([36])الفاتحة :2
([37]) ص10
([38])الزمر :65-66
([39])الأنعام :90
([40])الحج :56
([41])الإنفطار :19
([42]) ص10
([43]) ص17
([44])البقرة :1
([45])القيامة :18
([46]) ص20،21،22،23
([47])الشورى :11
([48]) انظر ترجمته وماجاء فيها في الطبقات الكبرى ص595
([49]) انظر ترجمته وماجاء فيها في الطبقات الكبرى ص606-607
([50])البقرة :118
([51])ص100 .
([52])ص101 .
([53])ص156 .
([54])البقرة :163
([55])ص131 .
([56]) انظر كمثال : ص8 ،9، 12،13،28،29 .
([57])البقرة :30
([58])ص40 .
([59])ص97 .
([60])ص98
([61])البقرة :143
([62])ص116 .
([63])الفاتحة :4
([64])ص12 .
([65])ص24
([66])البقرة :37
([67])ص43 ، الأعراف :23
([68])ص19 .(1/883)
([69])ص92 . والحديث أخرجه الترمذي (وهو غير الحكيم) – كتاب الأمثال 5/152 بنحوه عن أنس وقال : حسن غريب . وأما حديث ابن عمر فهو عند الطبراني وانظر (المقاصد الحسنة رقم997)
[70])البقرة :178
([71]) سبق تخريجه .
([72]) الحديث أخرجه الحكيم الترمذي عن أنس بلفظ : “أفضلكم الذين إذا …” وقال الألباني: ضعيف (ضعيف الجامع رقم1148) . وانظر أيضا ص65، 126 .
([73])انظر ص131 .
([74])ص70،81،83، 138 ، 142 ، 143، 179 .
[75]) أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 2/270 ، وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/169
([76]) أخرجه السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/212 ونقل عن ابن المبارك قوله لما سئل عنه : لا ولا على لسان نبي واحد وإنه لمؤذ ينفخ .
([77])ص19، 32 ، 59 ، 120، 152 .
([78])ص56 .
([79])وانظر : ص 29،84 ، 89 ، 93،95 ، 138 ، 152 ، 153 ، 157،158 ، 179.
([80]) أخرجه ابن حبان 2/109 والعقيلي في الضعفاء 2/6 وله شواهد وقد صححه ابن حبان. وانظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن 1/106-109
([81])سبق تخريجه .
([82])الفاتحة :4
([83])ص10 ، وانظر أيضا ص 32 ،81 ، 107 ،137 .
([84])ص 146،147 .
([85])ص166 .
([86])ص96 .
([87])ص 108 .
([88])ص88 .
([89])ص 137 .
([90]) البقرة :217
([91]) آل عمران:121
([92]) ص322-325 ، 332-336،341-343
([93])وانظر في الإسرائيليات أيضا ص39، 112 .
([94])ص8 .
([95])ص9 .
([96])ص87 .
([97])ص88 .
([98])البقرة :35
([99])ص42 .
([100])ص50 .
([101])ص29 .
([102])ص6 .
([103])ص7 .
([104])الفاتحة :1
([105])ص6 .
([106])البقرة :6
([107])البقرة :7
([108])البقرة :17
([109])ص31 .
([110])انظر ص136 ، 140 .
([111])ص7 .
([112])ص23 .
([113])وفي استدلاله بالشعر على معاني الكلمات : انظر 135، 152 . وانظر أيضا في الشعر ص 17،34 ، 48 .
([114])ص58 .
([115])ص7 .
([116])الفاتحة :4
([117])ص10 .
([118])يونس :22
([119])فاطر :9
([120])ص12 .(1/884)
([121])وانظر في القراءات أيضا ص104، 135 ، 137 ، 140 ، 148، 179 .
([122])ص6 .
([123])ص8 .
([124])ص83 .
([125])البقرة :125
([126])مريم :35
([127])ص99 .
([128])ص6 .
([129])ص5 .
([130])البقرة :184
([131])148-149 .
([132])البقرة :185
([133])149 .
([134]) البقرة :191
([135])ص158 .
([136])البقرة :196
([137])ص160 .
([138])البقرة :219
([139])ص179 .
([140]) البقرة :178
([141])ص145 .
([142])البقرة :216
([143])ص177 .
([144])ص 152 .
([145])البقرة :72
([146])ص64 .
([147])ص147 .
([148])ص91 .
([149])الفاتحة :6
([150])يوسف :76
([151])البقرة :156-157
([152])الحج :35
([153])البقرة :177
([154])لقمان :17
([155]) أخرجه مسلم – كتاب الزهد والرقائق – باب المؤمن أمره كله خير 4/2295 عن صهيب مرفوعا .
([156])انظر كمثال ص29،30،33،68،69،77،79،90، 120،172 .
([157])ص78 .
([158])الفاتحة :7
([159])البقرة :6
([160])الصافات :61
([161])البقرة :11
([162])ص27 .
([163])ص :39
([164])ص70 .
([165])المؤمنون :57
([166])المؤمنون :60
([167])الأعراف :99
([168]) أخرجه البخاري – كتاب مناقب الأنصار – باب مقدم النبي r وأصحابه المدينة 7/264 عن أم العلاء .
([169])الأحقاف :9
([170])ص :39
([171])البقرة :44
([172])ص47 .
([173]) ذكر الشعراني نحو هذه القصة بدون سفينة ثم قال : وقد أخبرت عنه سيدي محمد عنان رضي الله عنه فقال : هؤلاء يخيلون للناس هذه الأفعال وليس لها حقيقة . انظر الطبقات الكبرى ص607
([174])البقرة :100
([175])ص85 .
([176])البقرة :155
([177])الزمر :10
([178])ص127 .
---
(1/885)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الإمام أحمد رحمه الله
---
تفسير الإمام أحمد رحمه الله
---
أبو حذيفة
10-01-2006, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله ، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده ، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط ، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال : فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر .
---
عدنان البحيصي
10-01-2006, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله ، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده ، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط ، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال : فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر .
أخي أبا حذيفة
وقد بحثت عنه فلم أحد ، ولكن يوجد عندي أمل أنه قد يكون مخبوءا لم يكتشف كما كانت أكثر كتب التراث فيما سبق
قد يكون مما أملاه الشيخ على تلاميذه
الله المستعان
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2006, 04:49 PM
هل صَنَّفَ الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير ؟ ( ما رأي الذهبي ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2915)
---
أبو حذيفة
10-01-2006, 11:33 PM
الذهبي نقل عن ابن الجوزي رحمهما الله أن الإمام أحمد رحمه الله صنف في التفسير ورد الذهبي ذلك بما نقلته عنه .
---(1/886)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معنى قول الزمخشري والنسفي
---
معنى قول الزمخشري والنسفي
---
خلود
08-12-2006, 09:54 AM
ذكر الزمخشري، والنسفي وغيرهما في تفسير قوله تعالى: "أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم" [يس: 81]
أن المعنى: مثلهم في الصغر بالإضافة إلى السموات والأرض، أو أن يعيدهم؛ لأن المعاد مثل المبتدأ وليس به
وسؤالي: ما معنى قولهم: لأن المعاد مثل المبتدأ وليس به
---
روضة
08-12-2006, 08:13 PM
يقرر الزمخشري أن قوله تعالى: (يخلق مثلهم)، لها معنيان: الأول: أن الخلق بمعنى الإيجاد من عدم، على غير مثال سابق، وبدون مادة موجودة مسبقاً. وجاءت هذه الآية الكريمة في سياق إثبات القدرة الإلهية على البعث، فهذا استفهام تقريري (أو ليس ...)، فالذي تثبت له القدرة على خلق هذه الأشياء العظيمة ابتداءً من عدم قادرٌ على خلق مثلها وأصغر منها.
الثاني: أن الخلق هنا يكون بمعنى المعاد والبعث، وعلّل الزمخشري التعبير عن البعث بالخلق بقوله: (لأن المعاد مثل المبتدأ وليس به) [في بعض نسخ الكشاف: لأن المعاد مثل للمبتدأ وليس به]، والمقصود أن الإعادة تكون بخلق جسم جديد يشبه الجسم القديم وعلى مثاله، وليس بإعادة أجزاء الجسم القديم نفسه، فهي خلق لمثل الشيء في أصول ذاته وصفاته، لذلك صحّ إطلاق الخلق على الإعادة، ومعنى الآية بناء على هذا، أن القادر على خلق السموات والأرض من العدم قادر بلا شك على الإحياء بعد الإماتة.
يقول ابن عاشور:(1/888)
"أي قادر على أن يخلق أمثالهم، أي أجساداً على صورهم وشَبههم لأن الأجسام المخلوقة للبعث هي أمثال الناس الذين كانوا في الدنيا مركبين من أجزائهم فإن إعادة الخلق لا يلزم أن تكون بجمع متفرق الأجسام بل يجوز كونها عن عدمها، ولعل ذلك كيفيات، فالأموات الباقية أجسادها تُبثّ فيها الحياة، والأموات الذين تفرقت أوصالهم وتفسخت يعاد تصويرها، والأجساد التي لم تبق منها باقية تعاد أجساد على صورها لتودع فيها أرواحهم، ألا ترى أن جسد الإِنسان يتغير على حالته عند الولادة ويكبر وتتغير ملامحه، ويجدّد كل يوم من الدم واللحم بقدر ما اضمحلّ وتبخّر ولا يعتبر ذلك التغير تبديلاً لذاته فهو يُحسّ بأنه هو هو والناس يميّزونه عن غيره بسبب عدم تغير الروح. وفي آيات القرآن ما يدل على هذه الأحوال للمعاد، ولذلك اختلف علماء السنّة في أن البعث عن عدم أو عن تفريق كما أشار إليه سيف الدين الآمدي في «أبْكار الأفكار» ومودعة فيها أرواحهم التي كانت تدبر أجسامهم فإن الأرواح باقية بعد فناء الأجساد".
وجدير بالذكر أن أبا حيان بعد أن ذكر قول الزمخشري، أورد عليه اعتراضاً، وهو: إن المعاد هو عين المبتدأ، ولو كان مثله لم يسم ذلك إعادة، بل يكون إنشاء مستأنفاً.
والله أعلم بالصواب
---
الجكني
08-12-2006, 08:28 PM
قد يعترض على أبي حيان رحمه الله ب "الفرق في المبني فرق في المعني ولو من وجه "فالمادتان مختلفتان :"عود" و "بدأ" 0والله أعلم0
---
روضة
08-12-2006, 11:44 PM
أرى أن هذا اعتراض بعيد ، لا يرد على أبي حيان رحمه الله، إذ إنه يبيّن أن المعاد وهو البعث يكون بجمع أجزاء الجسم المتفرقة لا خلق جسم جديد يماثل الأول، فهو ينفي ما قاله الزمخشري حين فسر خلق المثل بالمعاد.
فلا يُفهم من قوله: (إن المعاد هو عين المبتدأ) أنه يرادف بين الكلمتين.
---
خلود
08-13-2006, 07:29 AM
إذا علمنا أن للآية معنيين:(1/889)
الأول: الذي خلق السموات والأرض قادر على خلق الناس ابتداء.
الثاني: الذي خلق السموات والأرض قادر على البعث والإعادة.
فهل يمكن القول: إن المعنى الثاني مشتمل على الأول؛ لأن في إثبات القدرة على البعث والإعادة إثبات لابتداء الخلق.
---
روضة
08-13-2006, 11:10 AM
بل العكس ...
لأن الآية مسوقة لإثبات البعث، فالذي يخلق هذه المخلوقات العظيمة كالسموات والأرض من عدم قادر على إعادة بعثها من جديد، ففي إثبات القدرة على ابتداء الخلق إثباتٌ للقدرة على البعث والإعادة.
وهذا هو معنى الاستفهام التقريري الوارد في الآية الكريمة:
(أَوَ لَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم)
وحاولي أن تتدبري السياق الذي وردت به هذه الآية لتتضح لك المسألة أكثر.
---
خلود
08-13-2006, 08:52 PM
نعم قولك هذا -بارك الله فيك- إنما هو على القول بأن مرجع الضمير في {مثلهم} للسموات والأرض .
وسؤالي إنما هو على القول الأظهر، وهو أن مرجع الضمير في {مثلهم} على الناس، خصوصا منكري البعث
ومعنى الآية: أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يبعث الناس ويعيدهم .
إذ للآية ثلاثة معان:
1- أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يخلق مثل الناس في الضعف والصغر بالإضافة إلى السموات والأرض.
فخلق السموات والأرض دليل على خلق الناس ابتداء.
2- أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يخلق أجساد بني آدم بعد فنائها.
3- أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يخلق مثلهم أي: يعيد السموات والأرض.
فإن قيل: إنما أثبت قدرته على إعادة مثلهم لا على إعادتهم أنفسهم، فالجواب:
المقصود بـ {مثلهم} هنا إياهم، وذلك أن مثل الشيء مساو له، فجاز أن يعبر به عن نفس الشيء. يقال: مثلك لا يفعل هذا، أي: أنت.
"زاد المسير"، ص833. و"البرهان" ج4، ص31.(1/890)
والمعنى الثالث من معاني الآية رده الزركشي بقوله: "يظن بعضهم أن معناه مثل السموات والأرض، وهو فاسد لوجهين:
أحدهما: أنهم ما أنكروا إعادة السموات والأرض حتى يدل على إنكارهم إعادتهما بابتدائهما، وإنما أنكروا إعادة أنفسهم فكان الضمير راجعا إليهم ليتحقق حصول الجواب لهم، والرد عليهم.
الثاني: لتبين المراد في قوله: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير} [سورة الأحقاف:33]"
"البرهان" ج4، ص31، 32.
فهل يترجح القول الثاني على الأول؛ لأنه-الثاني- مشتمل على ما يفيده الأول؟
فإثبات البعث يدل على الابتداء؛ لأن القادر على بعث الناس وإعادتهم هو الذي ابتدأ خلقهم؟
---
(1/891)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!
---
للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!
---
عبد العزيز الضامر
06-10-2005, 10:53 PM
للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!
يقع البعض من الدارسين في حيرة كبيرة أثناء اختيارهم موضوعاً لأطروحتهم العلمية, فتجد الواحد منهم يستغرق الأيام والشهور في البحث عن موضوعٍ مناسب له؛ ولعل السبب في ذلك ناتج عن أمور أهمها الآتي:
(1) ضعف التكوين العلمي لدى الدارس, وعدم تطوير نفسه.
(2) اعتماده على شخصياتٍ علميةٍ قد تُيَسر له مطلوبه دون بذل الجهد والطاقة بالتأمل والتفكير, مما يؤدي به إلى الإتكالية وعدم الاعتماد على النفس, وقد لاحظت بعضاً من هؤلاء النوع أثناء دراستي معهم, فتجدهم طفيلين يأكلون على موائد الغير, ويظهر ذلك جلياً في ضعف موضوعاتهم أو هشاشة طرحها.
(3) انشغاله بأمورٍ أخرى تُعيقه عن التفكير في قضايا البحث العلمي, وقد قالوا قديماً: "لو كُلفتُ شراء بصلة ما فهمت مسألة", فليت الأمر يقتصر في زماننا هذا على شراء البصل أو حاجيات البيت بل أصبح بعض الدارسين منشغلاً بنشاطات مختلفة لا تمت للبحث بصلة كالتجارة, أو بيع وشراء العقار أو المشاركة بالأسهم ونحو ذلك, أو بتجمعات مستمرة مع الأسرة أو الأصدقاء, أو المشاركة ببعض الأعمال الدعوية والخيرية, فهذه الأمور مما تشتت العقل وتُلهيه عن الحياة العلمية.
ولذلك فإني أنصح الدارسين بأن يبتعدوا عن كُلِّ ما يُشَوِّش أذهانهم ويُكَدِّر صَفوها, وأُحبُ أن أرشدهم إلى بعض الطرق التي تُوصلهم للحصول على فكرة موضوع أطروحتهم العلمية وذلك في أمرين:(1/892)
الأول: حَدِّد الموضوع العام الذي تميل إليه (مناهج المُفسرين, التفسير, علوم القرآن, أصول التفسير, تاريخ التفسير, موضوعات قرآنية..وهكذا), ثُمَّ ابدأ بقراءة كل ما كتب –قدر الاستطاعة- حول هذا الموضوع, وسجل كل ما يطرأ على فكرك من المعلومات والأفكار والنتائج, ثُمَّ حاول أن تنظر وتتأمل فيما سجلت وسوف تجد بإذن الله تعالى خيوطاً ذهبية تُرشدك إلى ما تصبو إليه!!
الثاني: اغتنم المواطن التي هي مظان الأفكار العلمية لتخصصك, فقد تجد فيها فكرة أو مشروعاً قد لا تجده في مكانٍ غيره, كالحوار على مقاعد الدرس العلمي مع الأستاذ, أو أثناء المحادثة واللقاء مع أصحاب التخصص في المجالس العلمية أو المنتديات كهذا الملتقى المبارك.
وختاماً: فهذه بعض الأفكار أحببت أن أضعها بين أيديكم علَّها أن تجد قبولاً أو نفعاً فيعمني الأجر والبركة.
حُرر ليلة السبت 3/5/1426هـ
---
مساعد الطيار
06-11-2005, 05:32 AM
بورك فيك أخي عبد العزيز ، ولقد طرحت موضوعًا جديرًا بالمتخصصين العناية به مرة بعد مرة .
ولقد يؤلمك حينما ترى بعض المتخصصين الذين تميزوا برسائلهم العلمية لكن لا تجد لهم أثرًا بعدها ، فقد انشغلوا بأمور الحياة ، وانخرطوا في مساعيها .
وليس ذلك مما يؤخذ عليهم من حيث الأصل ، إذ لابد من السعي والعمل ، لكن أن يشغلهم عن متابعاتهم العلمية ذلك هو المعيب .
وكم يؤلمك أيضًا صورة قد عشتها ، حيث كنت مع بعض المتخصصين نتجاذب أطراف الحديث العلمية ، وكان معنا أحدهم ، وقد انشغل بجواله طوال لقائنا ، وتسمعه هامسًا بين فترة وفترة : ( بع ) ، ومرة ( اشتر ) ، ومرة ( انظر أسهم الشركة الفلانية ) ، وهكذا طوال جلستنا ، فهل هذا يمكنه أن يقدم لنفسه ولتخصصه شيئَا ؟!
والمشكلة أن مثل هذا من القضاة في أمور الرسائل العلمية الذين يكون لهم صوت في القبول والرفض ، وياليته يعطي مخططات طلاب الدراسات العليا وبحوثهم هذه الأهمية التي يوليها لأسهمه .(1/893)
أعود فأقول : إن المبالغة في الانخراط في أمور الحياة وترك الجانب العلمي الذي تخصص فيه الإنسان عيب أي عيب ، فهل ياترى كانت النية فاسدة من قبل ؟ أم يا ترى حدث هذا الانصراف بعدُ ؟ اللهم استعملنا في طاعتك .
كم نتمى أن يكون عندنا مثل عبد الله ابن المبارك العالم العابد المجاهد التاجر الكريم ، لكن كم منا سيكون هكذا ؟
إنك لتأسف كل الأسف حينما تجد المتخصصين يعملون في غير تخصصاتهم ، ثم يأتي من يتطاول على تخصصهم ، ويلقي دروسًا فيه ، ويلقي محاضرات ، ويكتب كتبًا ، ويكون أحسن المتخصصين حالاً من يكون قد اطلع على مثل هذا وانتقده شفاهًا قي مجالسه .
إن هذا الذي تسلق سور تخصصكم ما دعاه لذلك إلا لأنه لم يوجد فيكم من يسد تلك الثغرة ، ولا أحب أن أذكر أمثلة ، فالخبير بأمور الكتب وما يُطرح في الإذاعات والأشرطة يظهر له ذلك جليًّا .
فالله الله يا أهل التخصص ، فأنتم متخصصون في أمر لا يجادل مسلم في فضله ، فأين أنتم ؟
---
محمد الماجد
06-22-2005, 03:50 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل عبد العزيز على تناولك هذا الموضوع ولقد تذكرت خطبة لفضيلة الشيخ محمد الهبدان تناول ذلك ولكن من جانب آخر .
وأقول إن طالب العلم هذا الزمان قليل والصادق والمهتم والعازم على اكمال مشواره اقل
ولا شك ان استبعاد الهدف وهو الابحار في تخصص ما والنظر فيما يحمله وما هي عجائبه كان أهم اسبابه عدم القصد له
فالحياة قصيرة ولا تلبي جميع الاحتياجات فمن لقاء دعوي الى مجلس احتسابي الى محاضرة الى صلة رحم الى درس الى عمل الى مواعيد الى الى والكثير مما تعتريه حياة الطالب فينشغل كثيرا
ولا شك ان مخالطة الناس والصبر على اذاهم افضل من عدم مخالطتهم وعدم الصبر على اذاهم
وعلى ذلك كله فيجب على الطالب أن يتمسك بهدفه حق التمسك ويعمل على تحقيقه ويهمش غيره إلا في الضروريات ويعمل على استغلال الثانية فإن كانت البصلة قد شغلتهم فما بالك اليوم بنا(1/894)
ومن حهة اخرى أقول في الطلب كم يقضي الطالب في الماجستير والدكتوراه من وقت ثمين في البحث على مسألة واحدة الجواب سنوات
فلو كانت تلك السنوات في قراءة امهات الكتب كالمغني والمجموع والمحلى والمبسوط وغيرها في علم الفقه مثلا لأنهاها وجمع بذلك علوما كثيرة جدا
وعليه فقس أحيانا يقف الطالب على مسألة معينة يقضي فيها الشهور كالتصوير مثلاً بينما لو توصل الى حد ما في البحث فيها وانتقل الى غيرها لكان في وجهة نظري افضل ولا يعني ذلك تركها بالكلية ولكن استغلال الوقت فيما فيه نفع اكثر.
وأعجب كثيرا عندما يتصل طالب علم يسأل عن مسألة ببسيطة تجدها في متناول يده على رف مكتبته ويسأل عنه نعم لو كان يريد التأكد او هو على عجل أو نحو ذلك لقلنا نعم لكن الى الله المشتكى
ومثل هذه الامور هي التي تجعل البعض يطلب من غيره مقالا او اسناد حديث ودرجة صحته ونحو ذلك او بحث مسألة ما وهو مشغولا على الاسهم او ..
واقول الله الله في التخصص مع عدم اهمال غيره وكذا مخالطة الناس مع عدم مضيعة الوقت والهدف المطلوب
والله تعالى اعلم.
---
(1/895)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة -بعد الأنبياء - 20
---
صفوة الأمة -بعد الأنبياء - 20
---
د. محمد مشرح
06-20-2005, 11:17 PM
الحلقة العشرون
ثقة عالية
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
قال الحاكم (أخبرني أحمد بن الحسن بن عبد الله ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا هناد بن السري ثنا وكيع ثنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وإذا حدثكم بن أم عبد فصدقوه )[1]
و(قوله اقتدوا باللذين من بعدي أي بالخليفتين اللذين يقومان من بعدي أبي بكر وعمر بدل من الذين أي لحسن سيرتهما وصدق سريرتهما وفيه إشارة لأمر الخلافة قاله المناوي
قوله وفي الباب عن بن مسعود أخرجه الترمذي في مناقبه )[2]
و(قوله هذا حديث حسن وأخرجه أحمد وبن ماجه وروى سفيان الثوري هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن مولى الربعي الخ وصل الترمذي رواية سفيان هذه في مناقب عمار بن ياسر وأحمد في مسنده .
قوله فربما ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير وربما لم يذكر فيه عن زائدة هذا بيان تدليس بن عيينة وكان لا يدلس إلا عن ثقة(1/896)
قال الحافظ بن حجر في طبقات المدلسين سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي ثم المكي الإمام المشهور فقيه الحجاز في زمانه كان يدلس لكن لا يدلس إلا عن ثقة وادعى بن حبان بأن ذلك كان خاصا به...[3]
فلو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم واثقا بالشيخين الصديق والفاروق لما أمر أمته بالاقتداء بهما، ولما أقره الله على ذلك والوحي ينزل ... وفيه إشارة إلى الخلافة ، وأن الذين سيتوليا الخلافة من بعده عليه الصلاة والسلام مباشرة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما ، وهي معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وآية من آيات نبوته ومن الأدلة الداحضة للمخالف . ولا سيما أن هذه الأدلة جاءت صحيحة إما من كتاب الله أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والذي لم يكن في الصحيحين ، فإنه خضع سنده للدراسة والتمحيص من متخصصين ذوي خبرة عالية في هذا ؛ بموجب منهج علمي رقيه في السماء والحمد لله الذي تكفل بحفظ كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من التحريف .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] -رواه الحاكم في المستدرك 3/79 رقم 4453والترمذي 5/609ؤقم 3662.
[2] - تحفة الأحوذي 10/102.
[3] - المرجع السابق الصفحة نفسها . قال الشيخ شعيب الأرناءوط حديث حسن بطرقه وشواهده .
---
(1/897)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم بهذا التناول والتطبيق لهذه الآيات ؟؟
---
ما رأيكم بهذا التناول والتطبيق لهذه الآيات ؟؟
---
سلسبيل
04-12-2006, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام وطلبة العلم حفظ الله الجميع ونفع وبارك في علمكم
وضعت موضوعا فيما سبق حول م\ ع وكان غرضي من ذلك هو معرفة رأيكم في هذا المسلك وهل يعتبر ذلك من القول في كتاب الله بغير علم ليس في هذه الآيه فحسب في سلوك هذا المسلك واطراده فيما بعد
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4517
ولكني الآن احتاج لبيان أراؤكم في تناول هذه الآيات الكريمه من سورة الشعراء وهل في ذلك اساءه أو الخوض في القرآن بغير علم ؟؟
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=70
وجزاكم الله خيرا
---
خشان خشان
07-07-2006, 05:18 PM
الأخت الكريمة سلسبيل
بارك الله لك في حسن فهمك وغيرتك على كتاب الله الكريم
رأيكم في هذا المسلك وهل يعتبر ذلك من القول في كتاب الله بغير علم ليس في هذه الآيه فحسب في سلوك هذا
ولكني الآن احتاج لبيان أراؤكم في تناول هذه الآيات الكريمه من سورة الشعراء وهل في ذلك اساءه أو الخوض في القرآن بغير علم ؟؟
أود أن أشير إلى ما يلي
1- موضوع م/ع في أحسن حالاته مظنة صواب.
2- الرجوع لمقول القول في كتاب الله الكريم بهذا الصدد هو لتبين مدى صحة هذا المؤشر وخطئه، باعتبار كتاب الله الكريم المرجع الأعلى في اللغة وخصائصها، والرجوع إليه هنا شأنه كشأن الرجوع إليه في أمر نحوي. هو لاختبار الخطإ والصواب في أمر نحوي ما.
ومن طريف ما يروى في هذا الباب :
ذُكِر أن رجلا دعا المبرّد (وهو إمام في العربية) مع جماعة .
فغنّت جارية من وراء الستار وأنشأت تقول :
وقالوا لها هذا حبيبُك (معرضا) = فقالت إلى إعراضه أيسر الخطبِ(1/898)
فما هي إلا نظرة بتبسّمٍ = فتصطكُّ رجلاه ويسقط للجنبِ
فطرب كل من حضر إلا المبرد .
فقال له صاحب المجلس : كنتَ أحق الناس بالطرب .
فقالت الجارية : دعه يا مولاي ، فإنه سمعني أقول (هذا حبيبك معرضا) فظنني لحنت، ولم يعلم أن ابن مسعود قرأ (وهذا بعلي شيخا)
قال فطرب المبرد إلى أن شق ثوبه .
الخطأ والصواب في بيت الشعر يعزى للجارية أو للمبرد والحكَمُ كتاب الله المنزّه عن النقص. وهذا ينطبق على الصواب والخطأ في م/ع. وعندما نحكم على صحة موضوع م/ع حسب ما تقرره خصائص ( اللسان العربي المبين ) في القرآن الكريم فإننا يجب مبدئيا أن نحتمل ثبوت بطلان دلالة هذا المؤشر أو صحته.
3- الرابط الذي تفضلت به لا يفتح إلا للمشاركين قمت بوضع هذا الرابط البديل
http://www.geocities.com/alarud/88-mosa-wassaleh.html
يرعاك الله.
---
(1/899)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ليعش المفسر زمانه
---
ليعش المفسر زمانه
---
ابن الشجري
03-02-2004, 07:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الرد على المخالف سبيل حق , ومهيع واسع ، وجادة مطروقة , في كل عصر ومصر , والناظر في كتب شيخ الاسلام رحمه الله ، يجد أن اكثرها قام على هذا الاساس المتين من العلم ، فلولم يعش زمانه وينظر في منعطفاته ، ويمضي قلمه في نحر كل مناوئ للاسلام وأهله لكان غيرماكان ، لقد نظر ـ رحمه الله ـ في كتب الضلال التي صدرت في عهده على كثرتها ، ونصب لها منجنيق حق ، فنسفها نسفا ، مع تميزهم في ذلك العصرعلى ضلالهم بتضلعهم من العلوم الكلامية واللسانية ، من فلاسفة وملاحدة وروافض ...، لكن أسكتهم لسان الحق حتى لم تقم لهم قائمة.
ومازال اذنابهم كالعقرب تلوح بذيلها قبل شيخ الاسلام وبعده الى يومنا هذا ، حتى اشتدت شوكتهم في زمن الرويبضة هذا ولاحول ولاقوة الا بالله .
وليس مرادي هنا التنظير للرد على المخالف ، أو بيان فضل ذلك، وأنه من أعظم أبواب النصح لله ولكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد سطرت في هذا كتب مستقله حافلة ، ليست خافية على أهل العلم والفضل من القراء الكرام .(1/900)
إنما مرادي الإشارة إلى أن طالب العلم ـ والمفسرهنا على وجه الخصوص ـ لابد أن يعيش أيامه ، ويعرف علوم زمانه ورجاله ، ومالهم أو عليهم ، حتى لاتغيب عنه بعض الحقايق ، وربما مرعلي بعضهم زمن انقضى ، لم يكن أحدهم يجالس فيه إلامن ضمتهم الاجداث ، حتى أحدث لهم ذلك نفرة من الناس والحياة ـ وهذه أتاوة لابد أن يؤديها عشاق الكتب ـ فليست بالطريقة المثلى لطالب العلم ، فلربما لم تساعده حتى العباره لتأدية مكنون صدره من علم يبثه بين أهله ، ولربما استغلقت عليه الواضحات بين أقرانه وخلانه لغربة لسان العصر على سمعه وقلبه ، فمع أن لغة العلم واحدة في كل العصور ، إلا أن الناس غير الناس ، فالانسان مدني بالطبع ، يؤثر ويتأثر بكل ماحوله , وماالإنسان إلا ابن بئته ومجتمعه ، تسري اليه طبيعته سريان الماء في جوف الشجر ، ومانعيشه اليوم من تفاوت بين طلاب العلم في مداركهم وتنوع رغباتهم ، وتباين شديد بين بعض أرائهم ، حتى لربما أثر ذلك في اختيار العالم لوجه مباين للآخر في بعض مسائل العلم ، إلا شاهد صدق لماذكرت ، يعرف ذلك من تفنن في قراء ته بين المشارقة والمغاربة وغيرهم.(1/901)
وهاهم الاقزام كأقزام كل عصر، وإن كانوا في عصرنا اشد مكرا وأضحل علما، يعشرون تعشير الحمار شرقا ومغربا ، فهل نعرض عنهم الذكر صفحا ، ونقبل على مانحن فيه من مسارات لحياتنا العلمية و(الاكاديمية) ، أم نقابل الشبهة بالحجة ، ونمضي جهاد القلم ، فنضرب في نحورهم ضربة لازب ، تأخذ بتلابيبهم فتصرعهم من اعلاهم حتى تدعهم كأعجاز نخل خاوية ، كمافعل اسلافنا ـ رحمهم الله ـ لقد أمات الله بالإمام أحمد فتنة عظيمة وأخمدبه نارها ، وقل أن تجد عالما مبرزا إلا وله سهام مبرية تصيب الغرة من نحر كل مبتدع أوناشرفتنة في زمانه ، فمستقل ومستكثر ، إلى يومنا هذا ، وليس بخاف ماكتبة المعلمي رحمه الله في الذب عن جناب الدين وأعلامه ، حتى عد كتابه التنكيل من أعظم المراجع عند بعض المتخصصين في علم الحديث وغيره .
إنها سلسلة مباركة تشنف بذكرها الاسماع من علماء طالما قاموا لله ، فبه كانوا وله عاشوا وعليه ماتوا ، فرحمهم الله رحمة تزورهم في أجداثهم تنير لهم القبور ، ووهبنا لسان صدق به نقوم مقامهم من بعدهم ، فتالله ماداهنو وماتعثروا في معاداة أعداء الله وإن كان من أبناء جلدتهم ، أوأبنائهم أو أبائهم ، ورحم الله الامام المحدث صاحب السنن، أبو داود السجستاني فقد كان ينصح عدم الاخذ عن ابنه ، ويتهمه بالكذب ، نصحا لله ولرسوله ، مع تزكية أهل العلم له .
ما أحسن السلامة ، وماأسهل طريقها ، وما أشقى من عدل عنها وهولايستطيع غيرها ، لكن هذه الشرذمة أخذت تتكاثر تكاثر الفراش ، فليس لهم دواء كنار تضرم ليتهافتوا فيها ، فماهم الامعول هدم للاسلام , وإن تكلموا بلسانه ، وزعموا أنهم من حماته .(1/902)
فهناك أسماء ممقوت اصحابها , وإن سمعت فيها أحمد ومحمدا... ، أرى انها أخذت حيزا من الساحة الاعلامية بكل قنواتها كتابية كانت أو مرئيه ، تتكلم في الوحيين بما ارتأت , دون رادع أو وازع من علم أو هدى أو تقى ، إنماهم أبواق للعدو في ثوب جديد ، يتسترون بأستار براقة ـ كالنقد الثقافي ، او الحرية الدينية , أو عالمية الثقافة ... ـ في سلسلة من الثياب الصفيقة التي يزيفها من عنده ادنى حس من الدين والعلم .
وإني مورد من هذه الاسماء مايكفي لتذكير أهل التفسير ، بتلك الثعالب الضارية التي أخذت تعوي في جنبات العالم ، مكشرة عن أنيابها ، تحارب الله جهارا نهارا , وتشكك في كتابه وتزدريه ، على مشهد ومسمع كثير من طلاب العلم ، كل ذلك علي سبيل الاشارة ، دون تقص أو تفتيش , لعلمي بأن حال الكثير منهم لايخفى على طلاب الشريعة وحراس العقيدة .
1ـ(المفكر والباحث الاسلامي نصر حامد أبوزيد ) هكذا استضيف في أحد القنوات المرئيه ، وهوماأصابني بالذهول لحال من سيستمع له ، ولم يعرف حكم الله فيه من العامة وأشباههم ، ممن أخذوا يتلقون دينهم من شاشات ( تلفازهم ) ـ وقديما قيل الناس على دين ملوكهم , واليوم يقال على دين تلفازهم ـ وهو ينكر ويهدم كثيرا من ثوابت الدين ، فقلي بربك ماحال كثير من المستمعين بعد سماعه في إذاعة متأسلمة تبث صوتها على أسماع المسلمين وغيرهم...
فسحقا لهذه المعاطف التي اثقلت كاهل زمرة من أهل العلم ، عن أن يخرجوا للناس يعلموهم كتاب الله ، ويبثوا نوره بينهم... ، حتى تصدر هذا الغراب لتعليم علوم القرآن ، القرآن الذي هو كلام الله جل في علاه ,والذي يعده هذا المأبون نصا بشريا لاقداسة ولاحرمة له .
2ـ محمد أركون . الداعي لإعادة قراءة القرآن من جديد، قراءة نقدية من خلال منظور نيتشه ، وفرويد ، وماركس . فهل بعد هذا الكفر من كفر.(1/903)
3ـ محمد عابد الجابري. والذي ينكر الوحي ويعتبره حقبة تاريخية تخطاها الزمن ، لقد قرأت له فوجدته شديد المراوغة ، وإن تمتع بعمق في العبارة أحيانا إلا أن ضحالة معلوماته بعلم الشريعة تعيقة عن إيضاح مقصوده ، ممازاد بعض الناشئة تعلقا بكتاباته ، لشغف بني هذا الزمان بالكتابات الرمزية .
4ـ حسين أحمد أمين . وتصديه لتفسير كتاب الله جل في علاه , تفسيرا فلسفيا بنظرة ماركسية ملعونه .
وصدق الله إذ يقول ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا اساطير الأولين * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم ألاساء مايزرون ) .
ولست بصدد تعدادهم ـ أخزاهم الله ـ وقد قيل يكفيك من شر سماعه ، فهل من غضبة لله ، تسكت تلك الاصوات وهل من متصد لهؤلاء وأمثالهم, يصكهم بالحق صك الجندل ، ويوردهم موارد الهلاك ، فيفضحهم على رؤس الاشهاد ، ويجرعهم الحنظل ، حتى يتمنى أحدهم الموت ولايجدله سبيلا ، وليس هذا من باب الفتيا ،حتى يتدافعها أهل التفسير ، بل من النصح لله ولكتابه .
وإني لأعجب من قوة أحدهم في الطرح ، وعمقه في العباره على ماهو عليه من باطل، ويزيد التعجب عند رؤية دراسة نقدية لمثل فكرهولاء ، تصدرفي ثوب مهلهل وعبارة باردة وجذب لشتاتها في بيان المقصود, و صاحبها ينشد الحق ويدافع عنه ، وإنما خشي عمر رضي الله عنه واستعاذ من مثل هذه الحال .
ومع أن هناك جهود مشكورة للتصدي لهؤلاء وأمثالهم ، إلا أني أهيب بأهل التفسير ومن حبسوا أنفسهم على هذا العلم الشريف ، أن يكون لهم جهد يعرف في هذا الميدان ، فهم من أولى الناس به ، وأن يتحرروا من الانغلاق على محاور مسبوقة مطروقة ، وينشدوا العالمية كماكان كتاب الله ، فماخص الله به قوم دون غيرهم ، فلينظروا خارج اسوار الجامعة ، وليحد كل واحد منهم قلمه ، ويضعه في لبة كل شانئ لكتاب الله ، مجهزاً عليه دون رأفة أو رحمه .(1/904)
إن الله حافظ كتابه , ومظهردينه ، على رغم أنف من جحد وتكبر ، ولكن لينظر كل امرئ ماقدم ، وليعش زمانه
ويسامر لياليه وأيامه , ويناطح بالحق مناوئ الاسلام وقرون شيطانه ، حتى يكتب في الخالدين من الخالدين ، وينزل منازل الربانيين السالفين .
وفق الله الجميع
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2004, 10:05 AM
هذه تذكرة لمن أراد من طلاب العلم أن يضرب بسهم في الدفاع عن القرآن الكريم ، وقد انبرى العلماء في زمن انقضى لأمثال هؤلاء الكتاب فتركوا لنا ثروة علمية نفخر بها . وفي عهدنا القريب كتب طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي ، فرمى القرآن من طرف خفي ، فثار عليه العلماء والكتاب الغيورون من أمثال العلامة الجليل محمد الخضر حسين ، ومحمد فريد وجدي ، ومحمد الغمراوي رحمهم الله ، فكتبوا في الرد عليه كتباً ، تعد من نفائس الكتب ! فرب ضارة نافعة .
واليوم كما تفضلت - أخي الكريم - يصول ويجول هؤلاء المفترون دون رقيب ولا حسيب ، بل وتروج كتبهم في الطعن في الوحي ، والتهكم بالدين ، فتصبح من أكثر الكتب مبيعاً في معارض الكتب ، ويستضاف أصحابها في المحطات الفضائية ، ويقدمون للناس على أنهم من (المفكرين الإسلاميين). ولكن لا عليك ، فهم كما قال الرافعي - رحمه الله - هم عند أنفسهم كالجمرة المتوقدة لا يشبعها حطب الدنيا ، ولكن غرفة من الماء تأكل الجمرة ، وهم مخذولون بقوة الله ، إذ ليس فيهم رجل فصيح بليغ يكون لهم كالتعبير من الطبيعة عن المذهب ، حتى يثبت مذهبهم فلا يدفع ، ويقوم فلا ينقص ، ولن يأتي لهم هذا الرجل.(1/905)
وإنك لتقرأ للواحد منهم الصفحات الطوال ، فلا تعود بطائل ، وهذا من الخذلان الذي ابتلاهم الله به ، وانظر إلى كبارهم كم يسودون من الصفحات ، وكم يحصل لهم من الدعم ، ثم إذا الناتج لا يفي بالتعب. وحين تستفهم من أحدهم عن معنى قوله في أحد كتبه ، أخذ بك في أودية من الكلام الذي ظاهره العربية ، وباطنه فيه ما لست أدري ولا أفهم ، فإن قلت له : لم أفهم !
أنحى باللائمة عليك وعلى فهمك ، وعلى المناهج التي صنعتك هكذا ، وشكلت تفكيرك هذا التشكيل ، ولو كنت أتقنت منهج ديكارت في الشك ، ومنهج سبينوزا في ما أدري ماذا ، لكان لك شأن في فهم الكلام كما ينبغي الخ ما تقرأه وتسمعه ، فلا تملك إلا أن تحوقل ، وتلوذ بالصمت ، فراراً من المعرة ، وصيانة للعرض من منازعة هؤلاء في مجامع الناس ، ومنتدياتهم.
وإنك لتعود إلى سورة الناس فتقرأها ، فتذهب عنك ما علق بك من أوضار كلام هؤلاء ومجالستهم ، كما يذهب الماء الطهور ما يعلق بالبدن الطاهر !
شكر الله لك أخي الكريم هذه النفحة الرافعية ! (نسبةً للرافعي طبعاً).
---
فهد الناصر
03-07-2004, 06:35 AM
أتفق مع أخي ابن الشجري فيما طرحه أعلاه ، وأشكره على حسن بيانه ، وصدق غيرته. وأشكر الأخ عبدالرحمن الذي تعجبني تعقيباته الأدبية كثيراً ، فيا حبذا لو أكثرتم من هذا اللون فهو ينشط المنتدى كثيراً ، ويذهب عني وأمثالي السأم والملل.
ولدي اقتراح أن يتم في الملتقى المفتوح طرح بعض القضايا الأدبية ، التي أراكما تتقنان التعامل معها بمهارة ، بخلاف كثير من المنتديات الأدبية على الانترنت فإنها لا تشفي الغليل كما تشفيه الكتابات في هذا المنتدى على قلتها !! وأرجو أن لا تقولوا هذا موقع متخصص يا شيخ عبدالرحمن حفظك الله ، فالذي يبدو لي من كتاباتك سعة صدرك ، وبعد أفقك.
أخوك
فهد
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2004, 12:29 PM(1/906)
أشكرك أخي الكريم فهد على حسن ظنك ، وعلى حسن تعقيبك. ولا مانع لدينا مما أشرتم إليه ، ونحن نستمتع بذلك أكثر مما تتصور ، ومن وجد في نفسه القدرة على السير على هذه الطريقة في البيان ، فهذا مما يقوي ملكة البيان عند الكاتب ولا شك ، وهذا هدف من أهداف هذا الملتقى الحواري ، ولو في الملتقى المفتوح.
وأضم صوتي لصوتك في مطالبة الإخوة الكرام الذين يجيدون التعامل مع الكلمة كما يصنع ابن الشجري بارك الله فيه ، أن يشاركونا في طرد الملل كلما أطل برأسه على هذا الملتقى ، ولا أكتمك أن النفس تمل ، ولا تنشط في كل حين للكتابة العلمية المحررة ، فهي تحتاج إلى صفاء ذهن ، وخلو بال ، وهما أمران قلما يزوراننا في هذا الزمان الحزين.
وقد هيأ الله هذا الملتقى الذي ليس بينه وبين الكاتب حجاب كما في الصحف والمجلات ونحوها من وسائل الإعلام ، فهنا لا يلوم الكاتب إلا موقع يده على لوحة المفاتيح ! فليس عندنا منع إلا لشيء تعدى حدود الشرع ، أو جاوز حمى الأدب ، وما سوى ذلك فعلم وأدب ننتفع به ، ونهش لقراءته كما يهش الغريب لأوبة وتلاقِ !
---
ابن الشجري
03-15-2004, 12:38 AM
شكر الله للأخوين الكريمين ماعقبا به ، وأخص بالشكر أخي الكريم الشيخ عبدالرحمن الشهري ، الذي لايترك فرصة تسنح أوتبرح إلا ويأخذ بيدي فيها ، مشجعاً تارة ، ومسددا تارة أخرى ، فجزاه الله عن أخيه خيرأ .(1/907)
وأنا معك اخي الكريم في ماذكرته عن كتب هذه الحثالة ، وماسودته من صفحات أعمارها وأعمالها ، فلو سود أحدهم بالمداد وجهه لماعد في زمرة الكتاب ، إذ كان مكان أحدهم دورالكتاب ، خاصة في علوم الشرع المطهر والتي هي الغاية ، وإن شارك بعضهم في العلوم اللسانية ، وهذا العلم إن لم يضبطه صاحبه بالشرع المطهر كان وبالا عليه! ـ وليس بخاف براعة المعتزلة قديما في هذا الفن لقيام مذهبهم على علم الكلام ، ونصارى العرب كذلك ، خاصة أقباط مصر وموارنة لبنان ـ وقد يكون الدواء الناجع مع بعضهم هو تجاهله ، ولكن تعرف أخي الكريم أن لكل ساقطة لاقطه ، فلا يستبعد أن يقع في بعض شبههم من لا يعرف كوعه من بوعه في علوم الشريعة ، خاصة أن الأمر ماذكر من خروج بعضهم أمام الملأ ، فكان لزاما على من وفقه الله وفتح عليه بالعلم أن يغتنم بعض ساعات عمره في جهاد الكلمة، إذ هي من أعظم أبواب الجهاد ، خاصة في هذه الازمان ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس عند ألامام أحمد وغيره أنه قال ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم والسنتكم )، وقبله آية التحريم ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ) الآية . وجهاد من غرق في النفاق إنما هو بالحجة .
وكذلك معك ـ زادك الله توفيقا ـ في أن أكثر كلامهم أشبه شئ بالطلاسم ، ولربما كان لبعضهم وقر بعير من تصانيفه ، يكررنفسه ووسوسته في كل كتاب منها ، وهم وإن كان قد استشرى شرهم فليس لهم كتاب معول عليه ، أو لسان يتحدث باسمهم كماكان أسلافهم من معتزلة ، وجهمية وغيرهم ، فالأمر ماذكرت.
لكن لابد لهذه الطلاسم من تعاويذ إيمانية ، ولهذا التعشير من كية في الرأس تزيل كل وسوسة ، أو درة كدرة الفاروق تقوم منه مقام المندفه.(1/908)
وأما ما أشرت إليه بخصوص الحاجة التي تستدعيها النفس المطمئنة من عودة لكتاب الله ، بعد مطالعة بعض كتبهم فصدقت ، وأذكر مرة أني اطلعت على كتاب لأحد الهالكين منهم (عاشق لعار التاريخ ) ويعلم الله ما أخذت أقرأ فيه حتى أنكرت من بصري وبصيرتي... ، فقذفته من حالق ، وعذت ولذت من المخلوق بالخالق ، وواريت أغلب كتبهم عن مسرح نظري في رفوف مكتبتي ,حتى لاتقع عيني على غرة مني على بعض كتبهم فينتكس الخاطر.
فدر درك أبا عبدالله على ماجادت به قريحتك ، ونقرت به شناترك.
وأعود بالشكرعلى أخي الكريم فهد ، وآمل أن نرى منه في هذا الباب ماهو حري بعلمه ، خاصة وأنه قد تصدر لتعليم لغة القرآن ، وهو أهل لذلك إن شاء الله .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-13-2005, 11:39 PM
يرفع للفائدة ، وطلباً للمزيد من التعليقات
---
جمال حسني الشرباتي
03-14-2005, 09:01 PM
لأول مرة أعرف عن محمد عابد الجابري ما قلت أخي
فهل تنقل لي شيئا من كلامه حول إنكاره للوحي
أما طوامه الأخرى فهي كثيرة جدا منها قوله
((فلا ذنب ولا لوم على المرأة إذا هي لبست اللباس العصري أو اللباس التقليدي، فليس اللباس ذاته هو الذي يحمي من "مقدمات المحظور"، لأن المحظور نفسه يمكن أن يحصل في عصرنا بالحجاب الذي يلف سائر جسم المرأة ولا يحصل بالسفور.))http://www.aljabriabed.com/tajdid13.htm
---
أبومجاهدالعبيدي
03-14-2005, 09:29 PM
اعترافات .. محمد عابد الجابري ..! (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/12.htm)
---
جمال حسني الشرباتي
03-14-2005, 09:46 PM
شيخنا الرابط لا يفتح
---
أبومجاهدالعبيدي
03-14-2005, 09:55 PM
أما أنا فالرابط يعمل عندي ؛ فيمكنك تكرار النقر عليه ، أو تحديث الصفحة بعد فتحها
---
جمال حسني الشرباتي
03-15-2005, 06:02 AM
الذي يظهر أنه كان عطل مؤقت عندي--فلقد فتحته(1/909)
أما بالنسبة للمقال الذي فيه فلا يتناول أقوال الجابري بالنقد والتحليل--من الممكن للباحثين نقل أقواله من موقعه ونقدها وخصوصا موقفه السيء من منع فرنسا للطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب
---
(1/910)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حديث المغيرة بن شعبة وأقوال العلماء في الآية 29 من سورة مريم
---
حديث المغيرة بن شعبة وأقوال العلماء في الآية 29 من سورة مريم
---
سمير القدوري
12-31-2005, 02:21 AM
ورد حديث المغيرة بن شعبة في سبعة كتب من أصول كتب السنة, وقد استخرجناها منها وسقنها بسندها ومتنها لكي لا نترك لمتخرص على الحديث مقالا ثم سقنا أقوال أهل الحديث في توثيق عبد الله بن إدريس الأودي الذي مدار الحديث عليه, ثم أعقبنا ذلك بأقوال بعض أعلام المفسرين التي لم تبق لطاعن في الآية المذكورة شبهة.
[ حديث المغيرة في كتب السنة]
[1] مصنف أبي بكر بن أبي شيبة(ت.235هـ) 7/427:[[ حديث 37019 حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا لي إنكم تقرأون ((يا أخت هارون)) وبين موسى وعيسى ما شاء الله من السنين فلم أدر ما أجيبهم به حتى رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين من قبلهم]].
[2] مسند أحمد بن حنبل(164- 241هـ) 4/252:[[حديث 18226 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبي يذكره عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران قال فقالوا أرأيت ما تقرؤون ((يا أخت هارون)) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا قال فرجعت فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم]].(1/911)
[3]صحيح مسلم(ت.261هـ) 3/1685: [[حديث 2135 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج ومحمد بن المثنى العنزي واللفظ لابن نمير قالوا حدثنا بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال لما قدمت نجران سألوني فقالوا إنكم تقرؤون ((يا أخت هارون)) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم]].
[4]سنن الترمذي(ت 279هـ) 5/315:[[ باب ومن سورة مريم:حديث 3155 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا أبو سعيد الأشج ومحمد بن المثنى قالا حدثنا بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا لي ألستم تقرؤون( يا أخت هارون) وقد كان بين عيسى وموسى ما كان فلم أدر ما أجيبهم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم قال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث بن إدريس]].
[5]السنن الكبرى للنسائي أحمد بن شعيب(ت.303هـ) 6/393:
[[سورة مريم قوله تعالى: (يا أخت هارون), حديث 11315. أنا محمد بن يحيى بن أيوب نا بن إدريس قال حدثني أبي عن سماك قال حدثني أبي عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال كنت بأرض نجران فسألوني فقالوا أرأيتم شيئا تقرؤونه (( يا أخت هارون)) وبين موسى وعيسى ما قد علمتم من السنين قال فلم أدر ما أجيبهم به فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين]].
[6]صحيح ابن حبان(354هـ) 14/143:
[[ ذكر البيان بأن بني إسرائيل كانوا يسمون في زمانهم بأسماء الصالحين قبلهم.(1/912)
حديث 6250 أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان أخبرنا نوح بن حبيب حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقال لي أهل نجران ألستم تقرؤون هذه الآية (( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا)) وقد عرفتم ما بين موسى وعيسى فلم أدر ما أرد عليهم حتى قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك فقال لي أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم]].
[7]المعجم الكبير لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني(260- 360هـ) تحقيق: حمدي بن عبد الله المجيد السلفي, الموصل, 1983 جزء 20/ص 411.
[[حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح وحدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا بن الأصبهاني ح وحدثنا محمد بن يحيى القزاز البصري ثنا عمران بن ميسرة الأودي ح وحدثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى الحماني قالوا ثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا لي فيما قالوا كانت فيما تقرؤون (يا أخت هارون) قد كان بين موسى وبين عيسى ما قد علمتم قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأسمائهم وبالصالحين الذين كانوا قبلهم]].
[كلام العلماء في عبد الله بن إدريس بن يزيد راوي حديث المغيرة بن شعبة]
[1] التاريخ الكبير للبخاري(ت.256هـ) ج5/47:" عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي سمع أباه والشيباني ومالك بن أنس قال على روى معن عن مالك عن عبد الله بن إدريس. وقال محمد بن المثنى مات سنة ثنتين وتسعين ومائة وكنيته أبو محمد قال أحمد ولد سنة خمس عشرة ومائة".(1/913)
[2] معرفة الثقات لأحمد بن عبد الله العجلي الكوفي(ت.261هـ)2/21:" 853 عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ثقة ثبت صاحب سنة زاهد صالح وكان عثمانيا يحرم النبيذ".
[3] الجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي(ت.327هـ),5/8:" 44 عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي الكوفى أبو محمد روى عن أبيه والشيباني ومطرف ومالك بن أنس.روى عنه مالك بن أنس سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه عبد الله بن المبارك وأحمد بن يونس ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني والحسن بن الربيع وابنا أبى شيبة.
نا عبد الرحمن حدثني أبى نا نصر بن على قال خبرنى أبى قال قال لي شعبة ببغداد:" ههنا رجل من أصحابي من علمه ومن حاله وجعل يثنى عليه أشتهى أنى أعرف بينك وبينه فجمع بيني وبين ابن إدريس. نا عبد الرحمن حدثني أبى نا احمد بن عبيد الله بن صخر الغداني نا بن إدريس وكان مرضيا.نا عبد الرحمن نا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل فيما كتب الى قال سمعت أبى ذكر بن إدريس قال كان نسيج وحده. ثنا عبد الرحمن قال ذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال: عبد الله بن إدريس ثقة. نا عبد الرحمن نا على بن الحسين قال سمعت بن نمير يقول:" بن إدريس كان أتقن وحفص بن غياث كان أعلم بالحديث من بن إدريس وابن أبى زائدة كان أكثر في الحديث من بن إدريس وفى الإتقان.نا عبد الرحمن حدثني أبى قال قال على بن المديني: عبد الله بن إدريس من الثقات.نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا جعفر الجمال يقول كان بن إدريس حافظا لما يحفظ.نا عبد الرحمن سمعت أبى يقول حديث بن إدريس حجة يحتج بها وهو إمام من أئمة المسلمين ثقة. نا عبد الرحمن قال سئل أبى وأبو زرعة عن يونس بن بكير وعبدة بن سليمان وسلمة بن الفضل في ابن إسحاق أيهم أحب إليكما قالا بن إدريس أحبهم إلينا".
[ذكر بقية من وثق عبد الله ابن إدريس الأودي](1/914)
[4] تاريخ بغداد لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي(ت463هـ) 9/415-420.
[5] التعديل والتجريح لن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح, لأبي الوليد الباجي(ت.478هـ)2/903-904.
[6] سير أعلام النبلاء 9/42- 48.
[7] تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني1/295:" 3207 .
[8] طبقات الحفاظ للسيوطي1/124:" 251.
[أقوال بعض أعلام المفسرين بشأن الآية 29 من سورة مري]
[أ] قول ابن جرير الطبري تفسير, الطبري 16/77-78:
[[ اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله قيل لها (يا أخت هارون) ومن كان هارون هذا الذي ذكره الله وأخبر أنهم نسبوا مريم إلى أنها أخته.
[1] فقال بعضهم قيل لها يا أخت هارون نسبة منهم لها إلى الصلاح لأن أهل الصلاح فيهم كانوا يسمون هارون وليس بهارون أخي موسى.
ذكر من قال ذلك:
[قول قتادة]
حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله يا أخت هارون قال كان رجلا صالحا في بني إسرائيل يسمى هارون فشبهوها به فقالوا يا شبيهة هارون في الصلاح.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله (يا أخت هارون) ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا قال كانت من أهل بيت يعرفون بالصلاح ولا يعرفون بالفساد ومن الناس من يعرفون بالصلاح ويتوالدون به وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به وكان هارون مصلحا محببا في عشيرته وليس بهارون أخي موسى ولكنه هارون آخر (...).
[قول كعب الحبر]
حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال نبئت أن كعبا قال إن قوله (يا أخت هارون) ليس بهارون أخي موسى قال فقالت له عائشة كذبت قال يا أم المؤمنين إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ست مئة سنة قال فسكتت.
[قول ابن زيد]
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (يا أخت هارون) قال اسم واطأ اسما, كم بين هارون وبينهما من الأمم؟ أمم كثيرة.(1/915)
[حديث المغيرة بن شعبة]
حدثنا أبو كريب وابن المثنى وسفيان وابن وكيع وأبو السائب قالوا ثنا عبد الله بن إدريس الأودي قال سمعت أبي يذكر عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فقالوا لي ألستم تقرؤون (يا أخت هارون) قلت بلى وقد علمتم ما كان بين عيسى وموسى فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم.
حدثنا ابن حميد قال ثنا الحكم بن بشير قال ثنا عمرو عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حوائجه إلى أهل نجران فقالوا أليس نبيك يزعم أن هارون أخو مريم هو أخو موسى فلم أدر ما أرد عليهم حتى رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال إنهم كانوا يسمون بأسماء من كان قبلهم.
[2] وقال بعضهم عنى به هارون أخو موسى ونسبت مريم إلى أنها أخته لأنها من ولده يقال للتميمي يا أخا تميم وللمضري يا أخا مضر.
ذكر من قال ذلك:
[قول السدي]
حدثنا موسى قال ثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي (يا أخت هارون) قال كانت من بني هارون أخي موسى وهو كما تقول يا أخا بني فلان .
[قول آخرين]
وقال آخرون بل كان ذلك رجلا منهم فاسقا معلن الفسق فنسبوها إليه.
[مختار الطبري]
قال أبو جعفر والصواب من القول في ذلك ما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه وأنها نسبت إلى رجل من قومها]].
[ب] مختار فخر الدين الرازي (ت.606هـ), التفسير الكبير 21/207-206:
[[ كان لها أخ يسمى هارون من صلحاء بني إسرائيل فعيرت به وهذا هو الأقرب لوجهين:
الأول: أن الأصل في الكلام الحقيقة, وإنما [كان]ظاهر الآية محمولا على حقيقتها لو كان لها أخ يسمى هارون.(1/916)
الثاني: إنها أضيفت إليه[يعني أخوها] ووصف أبوها بالصلاح وحينئذ يصير التوبيخ أشد لأن من كان حال أبويه وأخيه هذه الحالة يكون صدور الذنب عنه أفحش]].
[ج] أثير الدين محمد بن يوسف ابن حيان الأندلسي(ت.745هـ) في البحر المحيط 6/186:
[[ (يا أخت هارون) الآية. الظاهر أنه أخوها الأقرب, وكانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم]].
[د] ابن كثير 3/119-120:
[رد ابن كثير على القرظي الذي زعم أنها مريم أخت هارون بن عمران النبي ]
[[وأغرب من هذا كله ما رواه ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين الهسنجاني حدثنا ابن أبي مريم حدثنا المفضل بن فضالة حدثنا أبو صخر عن القرظي في قول الله عز وجل يا أخت هارون قال هي أخت هارون لأبيه وأمه وهي أخت موسى أخي هارون التي قصت أثر موسى فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون.
وهذا القول خطأ محض فإن الله تعالى قد ذكر في كتابه أنه قفى بعيسى بعد الرسل فدل على أنه آخر الأنبياء بعثا وليس بعده إلا محمد صلوات الله وسلامه عليهما ولهذا ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي" ولو كان الأمر كما زعم محمد بن كعب القرظي لم يكن متأخرا عن الرسل سوى محمد ولكان قبل سليمان بن داود فإن الله قد ذكر أن داود بعد موسى عليهما السلام في قوله تعالى:(ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وذكر القصة إلى أن قال وقتل داود جالوت) الآية.
[بيان منشأ خطأ القرظي](1/917)
والذي جرأ القرظي على هذه المقالة ما في التوراة بعد خروج موسى وبني إسرائيل من البحر وإغراق فرعون وقومه قال وقامت مريم بنت عمران أخت موسى وهارون النبيين تضرب بالدف هي والنساء معها يسبحن الله ويشكرنه على ما أنعم به على بني إسرائيل فاعتقد القرظي أن هذه هي أم عيسى وهذه هفوة وغلطة شديدة بل هي باسم هذه وقد كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم كما قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن إدريس سمعت أبي يذكره عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا أرأيت ما تقرؤون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا قال فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم انفرد بإخراجه مسلم والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك به وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن إدريس...]].
[هـ] كلام أبي العباس القرطبي(ت.656هـ) في المفهم لما أشكل من كتاب مسلم 5/461:
[[ وحديث المغيرة يدل على أن مريم إنما سميت أخت هارون بأخ لها كان اسمه ذلك, ويُبطل قول من قال من المفسرين إنها إنما قيل لها ذلك لأنها شبهت بهارون أخي موسى في عبادته ونسكه]].
فهل بعد هذا البيان يأتي جاهل من غيرنا أو منا وينسب لكتاب الله الخلط بين مريم أم عيسى و مريم أم موسى؟
---
المعظم لربه
01-01-2006, 06:56 PM
[قول كعب الحبر]
حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال نبئت أن كعبا قال إن قوله (يا أخت هارون) ليس بهارون أخي موسى قال فقالت له عائشة كذبت قال يا أم المؤمنين إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ست مئة سنة قال فسكتت.
فهل بعد هذا البيان يأتي جاهل من غيرنا أو منا وينسب لكتاب الله الخلط بين مريم أم عيسى و مريم أم موسى؟(1/918)
ألا ترى أنك بسطرك الأخير شملت بالجهل أم المؤمنين عائشة... نزولا على رأي "الحبر" الإسرائيلي؟؟.
ومع كل الإحترام لما جمعت من الأقوال -دون الأدلة- فأنا على رأي أم المؤمنين عائشة, وإن "لبّس" عليها الحبر!.
---
سمير القدوري
01-01-2006, 08:16 PM
أخي أقول إن الحبر سأل سؤالا لم تجب عنه أمنا عائشة.
فقد طلب منها أن تبين أنها سمعت الرأي الذي ظنته من النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو كان عندها سماع لما جاز لها كتمانه.
وما قاله الحبر لا لبس فيه فهل يشك أحد في أن بين زمن عيسى وزمن موسى وأخيه هارون
قرونا؟
والحق أن من طعن في القرآن هو الذي لبس على البعض بأن المقصود بهارون في الآية هو عين هارون النبي أخي موسى. لييبني على دعواه تلك خلط القرآن بين الرجلين وأنه لم يفرق بين عصريهما . مع أن التفريق بين عيسى وموسى في الزمان جلي في القرآن كما بينه ابن كثير و كما بينه بتفصيل الدكتور إبراهيم عوض في مقال له نشر على الملتقى في رده على من التبس عليه الأمر و على من يريد التلبيس.
---
المعظم لربه
01-04-2006, 12:16 PM
يا أخي سمير..
الفارق الزمني هو ضعف ما ذكر الحبر -هكذا هو في حسبة التاريخ- ومع ذلك لا يمنع ذلك أن يكون الرجل هو هو, فعند الله من عمر مثل نوح, وعنده من لا أب له, وعنده من لا أب ولا أم له, وعنده من مات ثم قام, وعنده من نام ثلاث مائة سنين وزيادة....
فأن يرد احتمال أن يُعمر"عمران" عمرا طويلا ليس بالمعجز على الله بعد هذا كله!!!!!!
وسكوت أم المؤمنين, ليس نهاية المطاف, فكم من ساكت والحق معه!.
على كل هذا بحث يدور حول هذا الاستدلال, وأن من العظيم أن يكون العمران المذكور واحدا, وليس طعنا.. ولو طعن المنافقون.... بل هو -إن يكن كذلك- آية بالغة!!
ابحث تجده عن طريق محركات البحث في موقع (أسرار القرآن لباحث إسمه صلاح أبو عرفة) والعنوان كما أذكر يدور حول مريم ويوسف وموسى أنهم إخوة!.
---
سمير القدوري(1/919)
01-14-2006, 09:15 PM
إن كنت تقول بجميع أقوال أبي عرفة في المقال الذي نوهت به فقل بأنك تلتزم جميعها ثم لخص لنا عمدة ما حتج به في المسألة ليكون كلامنا معك على بينة.
---
المعظم لربه
01-23-2006, 04:02 PM
لا أزيد على أن ما قرأت من بحثه هو "أكثر من ممكن" بل هو معقول جدا..
ولو رجعت أخي إلى ما في أمهات التفسير عند علمائنا, لما وجدت ما يصح أن نسميه بحثا, بل هو قول غير مفروض, وهذا مجمل ما يقوله أبو عرفة!.
وحبذا لو بينت لي مآخذك على بحثه.. وقد شغلني كثيرا.. وقرأت ردود المشاركين خصوصا رد الدكتور موسى البسيط, ولم أجد ردا قويا يمنع أو يبطل ما يجوز لنا أن نسميه نظرية قوية من صاحبها!.
ثم ما هذا السؤال الذي بدأت به عن "المذهب"!!!!!
ما مذهبك أنت قبل أن تسأل عن مذهبي؟.
---
د.أبو بكر خليل
01-26-2006, 03:21 PM
اقتباس :
( حديث المغيرة بن شعبة وأقوال العلماء في الآية 29 من سورة مريم )
....................
.....................
.....................
فهل بعد هذا البيان يأتي جاهل من غيرنا أو منا وينسب لكتاب الله الخلط بين مريم أم عيسى و مريم أم موسى؟
_______________________________________________
- رقم الآية المشار إليها في عنوان المشاركة المقتبس - أعلاه - إنما هو : ( 28 : من سورة مريم ) - و ليس كما ذكر أنه : الآية 29 من سورة مريم - وفق ترتيب الآيات في نسخ المصاحف التي معنا :
{ ياأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } * ( 28 )
هذا أولا ،
و ثانيا :
من الذي قال : " مريم أم موسى " - الوارد في الاقتباس أعلاه - ؟
---
د.أبو بكر خليل
01-27-2006, 06:00 AM
يا أخي سمير..
....................
...................
...................(1/920)
على كل هذا بحث يدور حول هذا الاستدلال, وأن من العظيم أن يكون العمران المذكور واحدا, وليس طعنا.. ولو طعن المنافقون.... بل هو -إن يكن كذلك- آية بالغة!!
ابحث تجده عن طريق محركات البحث في موقع (أسرار القرآن لباحث إسمه صلاح أبو عرفة) والعنوان كما أذكر يدور حول مريم ويوسف وموسى أنهم إخوة!.
انتهى الاقتباس
==================================
- من الخطأ - بل من الخطل - الاستناد إلى مثل ذلك المسمى " بحثا " و الاستشهاد بما انتهى إليه صاحبه من رأي ، و ذلك الموقع المذكور آنفا مريب و مشبوه .
و هذا الاستشهاد لا يعتد به و لا يلتفت إليه بسبب تدليس صاحبه في نقله عن الإمام ابن كثير - فيما زعمه مصدقا و مؤيدا لادعائه - فقد قال ذلك الدعيّ ، المدعو ب" أبي عرفة " :
(( معلوم بداهة أن موسى أخو هارون، ثم نقرأ في سورة "مريم" أن مريم أخت هارون كذلك ( يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء) مريم. بما يحار معها علماء التفسير على غير قول متفق عندهم،
.......................
......................
مرتكزات ثلاثة :
أولاً: ما ورد في التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وهو ممن أسلم من يهود المدينة وصار علماً من أعلام القرآن والتفسير، فلا شك أنه أعلم من غيره ممن أسلم من العرب، ولم يكن من أهل الكتاب، فيقف مثل القرظي على كتب بني إسرائيل وأنسابهم وأسمائهم. فقد روى ابن كثير عنه أنه قال: "إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران"، مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير، فهذا البحث ليس بدعة، فقد سبقنا فيه إمام علم ...)) .
انتهى النقل
**************
- و الناقل المذكور غير أمين فيما نقل ، فقد ذكر أنه (( قد روى ابن كثير عنه أنه قال: "إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران" )) ، و لم يبيّن حقيقة قول ابن كثير ، حيث قال : " وحكى ابن جرير عن بعضهم أنهم شبهوها برجل فاجر كان فيهم يقال له: هارون.(1/921)
ورواه ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير، وأغرب من هذا كله ما رواه ابن أبي حاتم:..." ، و كذا لم يذكر رأي ابن كثير - رحمه الله - حيث قال : " وهذا القول خطأ محض " ،
- و هذا كلام ابن كثير في تفسير ه :
[[ قال علي بن أبي طلحة والسدي: قيل لها: { ياأُخْتَ هَارُونَ } أي: أخي موسى، وكانت من نسله؛ كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللمضري: يا أخا مضر وقيل: نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون، فكانت تقاس به في الزهادة والعبادة، وحكى ابن جرير عن بعضهم أنهم شبهوها برجل فاجر كان فيهم يقال له: هارون.
ورواه ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير، وأغرب من هذا كله ما رواه ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين الهسنجاني، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا المفضل بن فضالة، حدثنا أبو صخر عن القرظي في قول الله عز وجل: { ياأُخْتَ هَارُونَ } قال: هي أخت هارون لأبيه وأمه، وهي أخت موسى أخي هارون التي قصت أثر موسى
{ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }
[القصص: 11] وهذا القول خطأ محض، ]] . انتهى
- و عليه ، يتبين بطلان ما ادعاه صاحب البحث المكذوب - المذكور من قبل - على ابن كثير أن مريم هي أخت هارون - أخي موسى عليهم السلام ، و ما بني على باطل فهو باطل بلا ريب .
و الذي اختاره ابن كثير في تفسيره للآية { ياأُخْتَ هَارُونَ } أي: يا شبيهة هارون في العبادة .
{ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } أي: أنت من بيت طيب طاهر معروف بالصلاح والعبادة والزهادة، فكيف صدر هذا منك؟ قال علي بن أبي طلحة والسدي: قيل لها: { ياأُخْتَ هَارُونَ } أي: أخي موسى، وكانت من نسله؛ كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللمضري: يا أخا مضر وقيل: نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون، فكانت تقاس به في الزهادة والعبادة ........
* * *
و ما ذكره ابن كثير عن ابن جرير الطبري - رحمهما الله - فبيانه و تمامه ما يلي ، قال الطبري :(1/922)
" حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ { يا أُخْتَ هارُونَ } قال: كانت من بني هارون أخي موسى، وهو كما تقول: يا أخا بني فلان.
وقال آخرون: بل كان ذلك رجلاً منهم فاسقاً معلن الفسق، فنسبوها إليه.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك ما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه، وأنها نسبت إلى رجل من قومها " .
---
المعظم لربه
01-27-2006, 11:36 PM
كل الإحترام لأبي بكر خليل.
---
المعظم لربه
01-27-2006, 11:37 PM
مع احترامي البالغ أخي أبا بكر خليل...
فقد رابني أسلوبك وانفعالك, أكثر من "ريبة" الموقع نفسه!!
فحبذا, لو تناولنا الأمور بالموضوعية بدل التشكيك وحسب.. فكثير من العلم يضع في عباءة الشك والريبة والتخويف..
ثم.. أراك بنيت كل ردك المرتاب على ما ادعاه الرجل عن قول ابن كثير رضي الله عنه.. فرابني الحق كثيرا, أن يكون افترى على ابن كثير ما افتراه, فرجعت أنظر, فوجدت في تفسير اللباب لابن عادل الدمشقي في تفسير هذه الآية مصداقا لما قال الرجل... فراجعه حفظك الله... إذ لم يعد باطلا ما بني على غير باطل!..
وهذا هو نص (اللباب): قال ابن كثير: وأخطأ محمد ابن كعب القرظي في زعمه أنها أخت موسى وهارون نسبا؛ فإن بينهما من الدهور الطويلة ما لا يخفى على من عنده أدنى علم, وكأنه غره أن في التوراة أن مريم -أخت موسى, وهارون- ضربت بالدف يوم نجى الله موسى وقومه, وغرق فرعون وجنوده, فاعتقد أن هذه هي تلك, وهذا في غاية البطلان, ومخالفة للحديث الصحيح المتقدم." إنتهى النقل.
فانظر فيه فتح الله عليك, وأبلغنا رأيك.
---
د.أبو بكر خليل
01-28-2006, 09:48 AM
..., فرجعت أنظر, فوجدت في تفسير اللباب لابن عادل الدمشقي في تفسير هذه الآية مصداقا لما قال الرجل... فراجعه حفظك الله... إذ لم يعد باطلا ما بني على غير باطل!..(1/923)
وهذا هو نص (اللباب): قال ابن كثير: وأخطأ محمد ابن كعب القرظي في زعمه أنها أخت موسى وهارون نسبا؛ فإن بينهما من الدهور الطويلة ما لا يخفى على من عنده أدنى علم, وكأنه غره أن في التوراة أن مريم -أخت موسى, وهارون- ضربت بالدف يوم نجى الله موسى وقومه, وغرق فرعون وجنوده, فاعتقد أن هذه هي تلك, وهذا في غاية البطلان, ومخالفة للحديث الصحيح المتقدم." إنتهى النقل
فانظر فيه فتح الله عليك, وأبلغنا رأيك.
_______________________________________________
- رأيي فيه هو رأي الأئمة المفسرين ، مثل ابن كثير و ابن عادل - المذكور و المنقول منك أعلاه - و هو :
[[ هذا في غاية البطلان, ومخالفة للحديث الصحيح المتقدم ]] .
هذا من ناحية ،
و من ناحية ثانية :
لا تثريب على من ارتاب فيمن من وضع نفسه موضع الريب ،
و أي تدليس – في النقل ، و في العلم – أشد من أن ينسب إلى إمام أو عالم نقيض ما ذهب إليه و ارتآه – ليس عن سوء فهم ، و لكن عن سوء قصد ،
و أي سوء قصد أكثر من أن ينقل قولا حكاه ابن كثير – ضمن ما ذكر من أقوال في المسألة – ثم يغفل نقل قول ابن كثير فيه ، بل يدعي كذبا و زورا أن ذلك رأيه " مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير ..." ، بينما قال فيه ابن كثير قي تفسيره : [وهذا القول خطأ محض ] ،
- و قد حعل ما ادعاه على ابن كثير : " أول مرتكزات " بحثه ؟ ، فقال :
(( فقد روى ابن كثير عنه أنه قال: "إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران"، مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير، فهذا البحث ليس بدعة، فقد سبقنا فيه إمام علم )) ,
- فابن كثير قال في دعوى أن مريم ، أم عيسى هي أخت موسى و هارون - عليهم و على نبينا السلام – [[ وهذا القول خطأ محض ]] ، كما هو مذكور في تفسيره – و حكاه عنه صاحب " اللباب " بقوله : [[وهذا في غاية البُطلان ومخالفةٌ للحديث الصحيح المتقدِّم ]] ..(1/924)
• و لم يخالف ابن كثير سواد أهل التفسير ، كما ادعي عليه ، و تفاسيرهم موجودة ، و المماري عليه الدليل .
ولم أنكر ذكر ابن كثير لما روي عن القرظي ، و إنما أنكرت ادعاء من جعلها اختيار ابن كثير و مذهبه فيها ، إذ هو وصفها بالخطأ المحض ،
و ليست الرواية عن الغير رأيا خاصا بناقلها ، و لا يماري في هذا عاقل ،
فتأمله
---
المعظم لربه
01-28-2006, 12:59 PM
أبا بكر.. أنت عندي مصدق..
ولكن رجعت إلى الموقع المذكور لمزيد من التبين, فكان النص هكذا:
أولاً: ما ورد في التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وهو ممن أسلم من يهود المدينة وصار علماً من أعلام القرآن والتفسير، فلا شك أنه أعلم من غيره ممن أسلم من العرب، ولم يكن من أهل الكتاب، فيقف مثل القرظي على كتب بني إسرائيل وأنسابهم وأسمائهم. فقد روى ابن كثير ((((((((عنه)))))))) أنه قال: "إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران"، مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير، فهذا البحث ليس بدعة، فقد سبقنا فيه إمامٌ عَلَمٌ، سبقته إلى القول بمثله اُم المؤمنين عائشة, ونحن نتتبع البينة، والحق أحق أن يتبع قل متبعوه أم كثروا، فالحجة للبرهان أولاً وأخيراً.. ولا يُرد ظاهر القرآن بظن الناس، والقرآن حجة على الناس والناس ليسوا حجة على القرآن!!.
فوضح عندي أنه لم يقصد نسبة القول إلى ابن كثير, بل نسبته إلى القرظي.. وإنما النسبة إلى ابن كثير في قوله عن القرظي, وهو صحيح كما تبين لك!.
ثم أراك تتجنى على الرجل, وتقول فيه ما لا ينبغي لنا أن نقول {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى}.. فكيف جزمت بسوء قصده.. والحق أنني لا أرى في بحثه غير ما قد نسميه بحثا, وليس فيه طعن في الكتاب ولا في السنة, بل على العكس.. والموضوع أصلا خلافي, وهو إن خالف أحدا فلم يخالف القرآن أو النبي..(1/925)
لا.. على العكس.. فإني أجد هذا البحث بالذات أهلا للدراسة والمراجعة, فما قدم له صاحبه من المقدمات وهيبة موقع السورة من القرآن يدفع في هذا الاتجاه ولا ريب..
ثم إنني رجعت إلى أمهات التفسير الثلاث: الطبري والقرطبي وابن كثير, فوجدت أنهم لا يتفقون على شيء في "عمران"!!.
فالموضوع خلافي بحق, فلا حاجة للتهويل على من تكلم فيه!.
جزاك الله كل خير
---
(1/926)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن التنغيم اللغوي في القرآن الكريم ؟
---
سؤال عن التنغيم اللغوي في القرآن الكريم ؟
---
أبو النور
04-27-2006, 02:27 PM
الإخوة والأخوات المشاركون في هذا الملتقى الرائع أطلب منكم مساعدة في بحث لغوي في القرآن الكريم وأريد شيئا عن التنغيم اللغوي في القرآن وعن المستوى الصرفي في القرآن إن كان لأي أحد من المشاركين علم بهذه المواضيع فليساعدني مشكورا
والسلام عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-27-2006, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود بالتنغيم في اللغة : جرس الصوت أثناء الكلام .
وهو فن عني به القدماء والمحدثون ، من أهل النحو واللغة ، وما قصة أبي الأسود الدؤلي مع ابنته التي قيل : إنها كانت من أسباب عزمه على وضع قواعد النحو ، إلا بداية للعناية بالتنغيم الصوتي أثناء الكلام ، حيث لم يفهم قصد ابنته لاختلاف الإعراب من جهة ، وربما لنغمة الصوت المصاحبة للكلام أيضاً ، بل إنني أرجح أن السبب في سوء الفهم كانت نغمة الصوت.
وقد وتعرض له المؤلفون في أداء القرآن الكريم ، وهو جانب ذو صلة قوية بعلم التجويد ، ويأتي مكملاً ومتمماً له .
ويُعنى به أيضاً النقاد في الأدب ، بحيث يتبين الناقد الأدبي المقصود من كثير من مقاصد الشعراء في أشعارهم ، بحسب اختلاف معنى البيت ، باختلاف النغمة الصوتية التي قيل بها ، ولذلك لما اختلف النقاد في شرح معنى قول المتنبي :
عيد بأية حال عدت يا عيدُ * لما مضى أم لأمر فيك تجديدُ
هل هو استفهام ؟ أم تعجب ؟ أم غير ذلك .
قال أحدهم : لو كنا رأينا المتنبي وسمعناه وهو يلقي هذا البيت لعرفنا مقصده .
ويعنى به الباحثون في علم الأصوات اللغوية ، ومصطلح التنغيم صار أحد المصطلحات العلمية في علم الأصوات اللغوية الحديث .(1/927)
وهو بحث يعنى به في أيامنا هذه الباحثون والمدربون في فن الإلقاء ، وتعليم الخطابة ، وكيف يجب على المخطيب والملقي للكلام أن ينوع درجات صوته ، لتناسب أغراض الكلام ، وبعض القراء للقرآن أقوم به من بعض ، ولذلك تفاوت تأثيرهم في المستمع .
وأول من نبه إلى التنغيم اللغوي من الباحثين المحدثين العرب ، هو الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله في كتابه (الأصوات اللغوية) ، حيث أشار إلى أن (البحث عن نظام درجات الصوت ، وتسلسله في الكلام العربي يحتاج إلى عون خاص من الموسيقيين عندنا ، ولسوء الحظ لم يهتد موسيقيونا إلى السلم الموسيقي في غنائنا ، أو بعبارة أخرى لم يتفقوا عليه ، ولهذا نؤثر ترك الحديث عن موسيقى الكلام العربي إلى مجال آخر ، عسى أن تكفل لنا البحوث المستقبلية القيام بهذا) [الأصوات اللغوية ص124]
وقد زادت بعد ذلك العناية بهذا الموضوع لدى الدراسين ، فتوسع في الإشارة إلى أهميتها الدكتور تمام حسان ، فعرف التنغيم بأنه :(ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء الكلام)[مناهج البحث في اللغة 164] ، وقال في موضع آخر عنه :(هو تغييرات تنتاب صوت المتكلم من صعود وهبوط لبيان مشاعر الفرح ، والغضب ، والإثبات ، والتهكم ، والاستهزاء ، والاستغراب).[ص164].
أنماط نغمات الصوت :
1- النغمة الصاعدة ، وتقابلها الهابطة .
2- النغمة الصاعدة جداً ، وتقابلها الهاطبة جداً .
3- النغمة الشيقة والمتسعة .
4- النغمة النهائية الصاعدة من الأدنى إلى الأعلى صعوداً يسيراً ، ثم المنخفضة.(1/928)
وموضوع التنغيم اللغوي عني به الدارسون القدماء عناية تجدها متفرقة ومقتضبة في كتبهم في النحو واللغة والنقد الأدبي ، وقبل ذلك في كتب التجويد وأداء القرآن ، ومن الكتب التي عنيت بمواضع التنغيم اللغوي ، ولم أطلع عليه مفصلاً في جميع المواضع – كتاب (نجوم البيان في الوقوف وماءات القرآن) للسمرقندي ، الذي حقق مؤخراً في رسالة دكتوراه ولم يطبع بعدُ . حيث تعرض لمواضع تتعلق بالتنغيم ، ودلالة القارئ متى يرفع صوته ، ومتى يخفضه في أثناء تلاوته للقرآن الكريم.
ومن الدراسات الجيدة التي كتبت حول هذا الموضوع ، دراسة أصلها رسالة ماجستير للباحث سمير بن إبراهيم العزاوي ، بعنوان :(التنغيم اللغوي في القرآن الكريم) طبعته دار الضياء بالأردن ، عام 2000م . وأنصحك بالاطلاع عليه ، فقد حرص على استيفاء الجوانب المهمة للموضوع ، وعدد صفحاته 200 صفحة .
http://www.tafsir.net/images/tangeem.jpg
وهناك بحث للدكتور كاصد ياسر حسين بعنوان (الجرس والإيقاع في تعبير القرآن) نشرته مجلة كلية الآداب بجامعة الموصل ، العدد 19 ، 1978م؟
وللباحث نعيم اليافي عناية بهذا الموضوع في مقالات متفرقة بعناوين (حروف القرآن دراسة دلالية في علم الأصوات والنغمات) نشرتها مجلة الفيصل السعودية عام 1985م ، وبحث بعنوان (قواعد تشكيل النغم في موسيقى القرآن) نشرته مجلة التراث العربي بدمشق عام 1984م . وغيرها.
---
نوراليقين
04-27-2006, 10:09 PM
الله يجزيك كل الخير على هذا الجهد المبارك وجعله الله في ميزان حسناتك
---
(1/929)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب / البلاغة العالية في آية المداينة للدكتور / سعيد جمعة
---
حمل كتاب / البلاغة العالية في آية المداينة للدكتور / سعيد جمعة
---
د/ سعيد جمعة
09-08-2005, 06:29 AM
إن من شأن أي مجتمع كثير الأفراد , متعدد الطبقات أن يعج بالكثير من المشاكل , والأمراض الاجتماعية ,
وإن من أخطر هذه المشاكل – في نظري اليوم – قضية الديون , والقروض التي أحاطت بالناس – وبخاصة الشباب –
فقد أريد لهؤلاء الفتية وهم يتطلعون إلى حياة جديدة , وعالم أكثر حرية وعزة ألا يبحثوا إلا عن لقمة عيشهم , وهموم يومهم وأن يتركوا زمام الأمور في أيدي الآخرين , وتفتقت أذهان الطغاة عن الحل فكان العنوان هو : القروض , ففتحت للشباب أبواب القروض على مصراعيها قصدا ليس تيسيراً عليهم , كما يُدَّعَى , ولكن لإدخالهم في دائرة لا يخرجون منها حتى تشيب منهم النواصي ,
والعلة الجاهزة للرد على المحذرين هي أن القرض شيء مباح في الإسلام .
لذلك شمرت عن ساعد الجد في دراسة هذه الآية , لبيان مراد الله تعالى من كلامه , لأن الأمر – في نظري – خرج من دائرة المعاملات إلى دائرة القضايا الاجتماعية التي تؤثر بالسلب على المجتمع , وتشيع فيه روح المذلة , والخضوع , والانشغال بالديون وسدادها عما يدور حولهم من مشكلات تنال من دينهم قبل أن تنال من وطنهم .
ولقد أًصبح شبابنا اليوم أسيراً لهذا الغول الذي انتشر في المجتمع,ولا يكاد يخلو بيت منه .
فإذا أضفنا إلى ذلك الربا الذي ألحق بهذه المعاملات , والتي تسمى فوائد القرض رأينا أنفسنا أمام مخطط لإلهاء الناس , وإخضاعهم , بل واستعمارهم .
ومن لم يأخذ دينا وضعت أمامه كماليات الدنيا يحوذ منها ما يشاء مع تقسيط ثمنها على فترات متباعدة , وهذا ضرب من الديون الخفية التي لا يكاد يسلم منها أحد.(1/930)
وإذا تتبعت المشاكل اليومية , والقضايا المرفوعة أمام المحاكم لعلمت أن أكثرها يرجع إلى هذا الأمر , حتى تحللت عُرى المجتمع , وانتقض غزله , وذهبت قوته في خلافات ترجع كلها إلى هذا البلاء الجديد .
لذلك كله , ولغيره أيضاً جعلت هذه القضية محل بحثي في ضوء آية الدين , وهي آية جامعة مانعة , فتناولتها من الوجهة البلاغية التحليلية , لبيان منهج الله تعالى في شأن الديون , وعلاقة ذلك بما يفعله الناس ,
ولقد وددت من خلال هذه الدراسة أن أصرخ في الناس لينتبهوا إلى خطورة ما هم واقعون فيه .
---
(1/931)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس فهل أحد يساعدني في الحصول عليه؟
---
مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس فهل أحد يساعدني في الحصول عليه؟
---
أبو صفوت
12-18-2003, 02:14 PM
السلام عليكم
مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس فهل أحد يساعدني في الحصول عليه؟
وهو - كما أخبرني بعضهم _ أن المعجم الكبير للطبراني ( المجلد الرابع - والمجلد السادس ) بداية من مسند عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو إلى منتصف مسند عبد الله بن الزبير موجود بهذه المكتبة وأن رقمه 2011 فكيف يمكنني الحصول عليه ؟
---
أبو صفوت
12-18-2003, 05:07 PM
للرفع
---
(1/932)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > أسباب تجعل الجهاز بطيء
---
أسباب تجعل الجهاز بطيء
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:03 PM
- عدم توافق بعض الكروت داخل الجهاز
- كثرة الكروت المركبة بالجهاز، وخاصة كرت الفيديو، والسيدي رايتر
- وجود أخطاء أو عطب في إحدى ملفات الويندوز
- إختلاف الرامات المركبة بالجهاز حيث لا يتم التوافق بينها فهي سبب في حدوث المشاكل
- من الممكن وجود أخطاء تقنية في اللوحة الأم وخاصة مداخل الكروت والرامات
- وجود فيروسات وملفات تجسس
- تنصيب ويندوز على ويندوز دون الفرمته والمسح والتنزيل من جديد
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 07:24 PM
* أن وحدة التخزين الرئيسية HardDisk قد تكون أيضاً من أسباب بطء الكمبيوتر .. فعدم وجود مساحة كافية على الوحدة C: التي يوجد بها نظام التشغيل تؤدي أيضاً إلى بطء الكمبيوتر ، حيث لا يجد نظام التشغيل مساحة كافية لإنشاء ملفاته المؤقتة التي يحتاجها لإنجاز أعماله فيؤدي ذلك إلى تدهور في كفاءة الكمبيوتر .
*الويندوز هو المسئول الأول عن تنفيد البرامج والتطبيقات وازدحام ملفات النظام نتيجة لتحميل عدد كبير من البرامج والألعاب يؤدي أيضاً إلى تفاقم المشكلة ، فلا تثبت على جهازك إلا البرامج التي تحتاجها فقط .
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:16 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/933)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل طبعت هذه الرسائل العلمية ؟
---
هل طبعت هذه الرسائل العلمية ؟
---
برعدي الحوات
07-05-2006, 01:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة مباركة، وبعد:
أرجو من الإخوة الأفاضل بالملتقى إفادة ، هل طبعت ونشرت المؤلفات التالية، والتي ذكرها الدكتور الفاضل فهد الرومي حفظه الله في ندوة :(الدراسات الحديثية في الغرب الإسلامي: من القرن الثاني إلى القرن السادس الهجري) بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان/المغرب:
*الدراسات القرآنية في مؤلفات السهيلي جمعاً ودراسة للدكتور محمد بن فوزان العمر.
*المدرسة الأندلسية في التفسير للدكتور زيد عمر عبد الله.
*التفسير واتجاهاته بإفريقية من النشأة إلى القرن الثامن الهجري للدكتورة وسيلة بلعيد.
وللجميع جزيل الشكر، والسلام عيكم.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
فهد الرومي
07-06-2006, 11:40 AM
الأول والثاني لم يطبعا بعد وأما رسالة بلعيد فطبعت في تونس عام 1414 _ 1994م بدون اسم الناشر وللعلم فمرادها بأفريقية : تونس الآن
---
(1/934)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كيف يبني طالب العلم مكتبته . للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله .
---
كيف يبني طالب العلم مكتبته . للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله .
---
احمد بن حنبل
10-14-2004, 03:06 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحيه ومن والاه :
أمابعد فيسر اخوانكم في مكتب الشيخ العلمي أن يفوا بما وعدوكم من انزال برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته للشيخ مفرغا وسيكون على حلقات .
وهذا وفاء بالوعد مع التأخير .
اللقاءات الثلاثة الأولى ونهيب بالاخوة وفقهم الله بأن لايبخلوا علينا بالملحوظات بعد قراءتها سواء على البريد الالكتروني او الفاكس المبينة أدناه في التوقيع .
وفق الله الجميع لطاعته وخدمة دينه .
..............................
الحلقة الأولى
كيف يبني طالب العلم مكتبته
للشيخ عبد الكريم الخضير
قال السائل : أرى انه من المهم أن نبدأ بمقدمة حول هذا الموضوع نتحدث فيها عن بداية التدوين والتصنيف متى بدأ هذا الأمر ؟
قال الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد , فالمقصود بالتصنيف والمصنفات والكتب والمكتبات سوى القرآن الكريم المحفوظ من التبديل والتغيير الذي أنزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وتكفل بحفظه فنحن لسنا بصدد الحديث عن القرآن وكيفية نزوله وكتابته في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي عهد عثمان والحاجة الداعية إلى ذلك. إنما المقصود بالحديث ما سوى القرآن .(1/935)
ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه " . جاء النهي عن الكتابة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر خشية أن يعتمد الناس عليها وينسوا الحفظ الذي هو أولى ما ينبغي أن يهتم به طالب العلم , أو أهم المهمات فيما يعتني به طالب العلم , فإذا اعتمد على الكتابة نسي الحفظ وضعف الحفظ . ومن أهل العلم من يرى أن النهي متجه إلى كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط القرآن بغيره , فلما دون القرآن وكتب في الصحف وأُمِن ذلك وزال خشية اللبس أُذِن في الكتابة إذنا عاما . ثبت أيضا في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بالكتابة " اكتبوا لأبي شاه " وقال أبو هريرة رضي الله عنه " ما كان أحد أكثر مني حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب " . ولعل هذا على حسب وهمه رضي الله عنه وأرضاه وأنه كان يتوقع أن عبد الله بن عمرو أكثر منه لأن المكتوب الذي يرى ليس كالمحفوظ فالمحفوظ موجود في الأذهان , لاوجود له في الأعيان فلا يمكن بيان حجمه ما دام موجود في الأذهان , أو كانت مقولة أبي هريرة رضي الله عنه قبل الدعوة النبوية لما طلب منه أن يبسط رداءه فبسطه ثم ضمه بعد أن دعا له النبي عليه الصلاة والسلام لم ينس شيئا قط وصار بذلك أحفظ الصحابة وأجمع الصحابة حفظا وأكثرهم رواية ولا يقاربه ولا يدانيه أحد منهم ولجمعه هذا الكم الهائل من السنة وهو صحابي جليل دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يحببه إلى الناس وأن يحبب الناس إليه , ولذا لا يبغضه إلا منافق نسأل الله السلامة والعافية , ولا يطعن فيه وفي حفظه وعلمه إلا من يطعن في الدين , وفي السنة على وجه الخصوص , لأننا لم نرأحدا طعن في المقلين من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام لأن الطعن في المقل الذي لا يروي(1/936)
إلا حديثاً أو حديثين هذا ليس له من الأثر ما لأثر الطعن في المكثر, فنسف قدر أبي هريرة نسف لقدر كبير من السنة و من ثم الدين , " فأبيض بن حمال " الذي لا يروي إلا حديثا واحدا لم نجد أحداً يطعن فيه . إذ تتبع مثل هؤلاء متعب . بينما الطعن في واحد يحمل السنة أو جل السنة يريح الخصم . والله المستعان. المقصود أن الكتابة أذن فيها بعد المنع , وأجمع العلماء على جوازها , ولا شك أن للكتابة أثر في الحفظ , فالإنسان الذي يعتمد على الحفظ دون الكتابة تستمر حافظته قوية ويستذكر متى شاء والناس يتفاوتون في هذا الباب , لما أذن في الكتابة صار الناس يكتبون كتابات فردية في المائة الأولى ثم لما جاء عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الثانية أمر بن شهاب الزهري بتدوين السنة وهنا جاء التدوين الرسمي للسنة . فصنفت المصنفات في السنة ثم أخذت تزيد قليلا قليلا حتى جمع ما في الصدور مما تفرق في البلدان فصارت المؤلفات هذا بالنسبة للسنة.
السائل : ما كتب عن الصحابة كانت كتابات فردية ؟
الشيخ : ما كتب عن الصحابة كانت كتابات فردية كل يكتب لنفسه ثم بعد ذلك أمر عمر بن عبد العزيز محمدا بن مسلم بن شهاب الزهري بالكتابة الرسمية ثم تتابع الناس في التأليف والتصنيف فألفت المصنفات والموطآت والمسانيد والجوامع والسنن وغيرها من فنون الحديث الشريف هذا بالنسبة لعلم الحديث .(1/937)
علم اللغة بعد أن فتحت البلدان واختلط العرب بغيرهم وخيف على اللغة , بل وجدت مظاهر اللحن , احتيج إلى التدوين في اللغة . العلوم الأخرى سبب التدوين فيها الحاجة الماسة إليها ثم بعد أن جمعت الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين ودُوِّن فقه الصحابة وفقه التابعين , بعد ذلك احتاجوا إلى مسائل وحوادث نازلة فاضطروا الناس إلى أن يقيسوا على ما جاء في الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة والتابعين وتوسعوا في هذا الباب فاحتيج إلى تدوين المسائل الفقهية في كتب الفقه على شتى المذاهب , المذاهب الأربعة المتبوعة وغيرها , ثم احتيج أيضا إلى علوم تخدم الكتاب والسنة وتخدم أيضا ما ثبت عن السلف في أبواب الدين . احتيج إلى ما يسمى بعلوم أصول الفقه ومصطلح الحديث وعلوم القرآن وغيرها من العلوم التي تخدم الأصلين الكتاب والسنة فدونت المصنفات وتشعبت وكثرت كثرة بحيث يستحيل الإحاطة بها وما من عالم إلا ولديه مكتبة وما من عالم إلا وله مصنفات إلا ما ندر إلا ما ضاع منها .
السائل : هذا بالنسبة لما يتعلق باللغة العربية وما بعدها ؟
الشيخ : نعم وما بعدها من العلوم , كل العلوم احتيج إليها , ألفت الكتب الاصطلاحية التي تعين على فهم الكتاب والسنة كما ذكرنا في علوم القرآن ومصطلح الحديث وأصول الفقه , و ظهرت الفرق المخالفة للمنهج السليم الصافي المستمد من الكتاب والسنة ظهرت طوائف البدع بعد أن ترجمت الكتب فاحتيج إلى التصنيف في العقائد والرد على هؤلاء المخالفين .
السائل : لكن نستطيع أن نقول أن هذا التصنيف هو البداية الحقيقية لعناية المسلمين بالمكتبات على شتى الأنواع ؟
الشيخ : لا هذا بداية التصنيف . أما لما كثرت هذه المصنفات واحتاج الناس إليها ممن يطلب هذا العلم بدأت العناية بالمكتبات الفردية والجماعية الرسمية والشعبية .
السائل : هل نستطيع يا شيخ أن نبين هذه المكتبات أشهرها وأين هي ؟(1/938)
الشيخ : على كل حال كثرة الكتب التي أشرنا إليها لا يمكن الإحاطة بها . وجدت محاولات قديمة وحديثة لجمع أسماء الكتب والمصنفات . صنف ابن النديم كتابه الفهرس فجمع أسماء كتب ومدونات كثيرة جدا لا يتجاوز مبلغ علمنا بها حدود عناوينها ,لا نعرف عنها إلا العناوين, ثم بعد ذلك ألف حاجي خليفة كتابه الشهير : " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " فذكر فيه الألوف من أسماء الكتب التي وصلت إلى علمه ثم ذُيِّل عليه بذيول والكل لا يفي بالمقصود وإن أسقط بعض الواجب . " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " كتاب نافع في هذا الباب مع ذيوله على أوهام فيه فهو لا يسلم من أوهام . وفي تراجم أهل العلم ذُكر منهم من عني بجمع الكتب وهم كثير جدا . هذا أخ للقاضي الفاضل الكاتب المشهور جمع من الكتب ما يملأ البيوت حتى كان عنده من صحاح الجوهري ست عشرة نسخة . الوزير القفطي ت 646 هـ اشتهر بحبه الشديد للكتب وكلفه بجمعها ووصف بأنه جماعة للكتب حريص عليها جدا كما وصفه بذلك عصريه ياقوت الحموي , ومن كبريات خزائن الكتب القديمة التي طار صيتها خزانة الصاحب بن عباد وخزانة القاضي الفاضل فقد تجاوز عدد كتب كل منها 100.000 مجلد , تصور هذا الكم الهائل من الكتب وليست مطبوعة ولكنها كتب قلمية ومخطوطات وهذا شخص واحد هذا الذي يملك 100.000 كتاب . الآن يوجد من المعاصرين من يملك ما يقرب من هذا العدد لكنها مطبوعات يقتني الكتاب عشرة مجلدات عشرين مجلد في لحظة . أما مثل هذه الكتب متى تكتب ومتى تصحح ومتى تقابل ومتى تجمع ؟
السائل : لكن يعرف مثلا أن هذه النسخة عند فلان في مكتبة فلان معروفة التاريخ وإذا أراد شخص أن يأخذ منها نسخة يأتي وينقلها نقلا أم ماذا ؟
الشيخ : إما أن يستعير ويأخذ منها ما يحتاج ويفيد منها . والمتقدمون أهل العناية بالكتب يشددون في مسألة الإعارة ومن قول أحدهم :
( ألا يا مستعير الكتب دعني فإن إعارتي للكتب عار )(1/939)
وضاع كثير من الكتب وتشتت شمل كثير من الموسوعات بهذه الطريقة . نظير ما ذكرت من مكتبة خزانة الصاحب بن عباد والقاضي الفاضل ما يوجد عند أبي مطرف القاضي بقرطبة جمع من الكتب في أنواع العلم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره في الأندلس وكان عنده ستة وراقين ينسخون له باستمرار بمثابة مطابع عنده ستة أشخاص ينسخون وهذا كله لمكتبته فهو مثلا يجد كتاباً عند فلان أو في المكتبة الفلانية فيحضره للوراقين بإعارة أو بإجارة فينسخون له نسخة من هذا الكتاب إما أنهم يقتسمون الأجزاء أو كل واحد ينسخ له كتاباً معين .
أقول لا يخلو عالم أو طالب علم من مكتبة لأنه لا يمكن أن يستغنى عن الكتب , حتى زاد هذا الاهتمام ووصل إلى حد التكاثر والتفاخر . في " نفح الطيب " للمقري في وصف قرطبة قال : وهي أكثر بلاد الأندلس كتبا وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب . صار ذلك عندهم من آلات التعين والرئاسة حتى إن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة , يحتفل ويهتم أن يكون في بيته خزانة كتب. وقد يكون لا يقرأ ولا يكتب وينتخب فيها ليس إلا أن يقال فلان عنده خزانة كتب , الكتاب الفلاني لا يوجد إلا عند فلان لا يوجد عند غيره فصارت المسألة تفاخر وتكاثر .
السائل : حتى هذا وُجد في هذا العصر فأحياناً بعض علية القوم تجده يهتم بوجود مكتبة نادرة من أجل هذا .
الشيخ : لا شك في ذلك , وأعظم من ذلك وُجد تحف على هيئة كتب تصف في خزائن بحيث يظن أنها كتب , فأين النيات والله المستعان .؟(1/940)
في " نفح الطيب " نقل : قال الحضرمي : أقمت بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيه وقوع كتاب لي بطلبه اعتناء إلى أن وقع وهو بخط فصيح وتفسير مليح ففرحت به أشد الفرح فجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إليّ المنادي بالزيادة عليّ إلى أن بلغ فوق حده فقلت له يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلّغه ما لا يساوي . قال : فأراني شخصاً عليه لباس الرئاسة فدنوت منه وقلت له أعز الله سيدنا الفقيه إذا كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده فقال لي لست بفقيه ولا أدري ما فيه ولكني أقمت خزانة كتب واحتفلت بها لأتجمل بها بين أعيان البلد وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب فلما رأيت حسن الخط وجودت التجليد استحسنته ولم أبالِ بما أزيد فيه والحمد لله على ما انعم به من الرزق فهو كثير . قال الحضرمي : فأحرجني وحملني إلى أن قلت له : نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك يُعطى الجوز من لا له أسنان و أنا الذي أعلم ما في الكتاب وأطلب الانتفاع به يكون رزقي قليلاً وتحول فقلت ما بيدي بيني وبينه " أ.هـ . على كل حال الاعتراض على القدر مذموم يعني كون الإنسان يُزاد في رزقه أو يضيق عليه هذا قدر الله . فكل إنسان مكتوب له رزقه وأجله وليس لإنسان أن يعترض وليس بسط الرزق خير على كل حال وليس ضيق اليد شر محض على كل حال والله المستعان .
إذا وصل جمع الكتب والعناية بها إلى هذا الحد صارت ممن يلهي ويشغل عن تحصيل العلم والعمل الصالح فيدخل دخولاً أولياً في قول الله جل وعلا : " ألهاكم التكاثر " لأنه مجرد تكاثر هذا وجد في المتقدمين والمتأخرين .
السائل : هذا يا شيخ ما كنت سأسأل عنه لأن بعضهم يتفاخر بأنه وجد عنده مثلاً أوائل النسخ من هذا الكتاب . فهل لهذا مردود ؟(1/941)
الشيخ : أنا بلغني أن بعض الكتب التي يطبع منها أربع نسخ و خمس نسخ تودع في البنوك خشية أن يُسطا عليها . هل هذا مما يوصل إلى مرضاة الله عز وجل ؟ يكون العلم المطلوب الشرعي ميسر ولله الحمد بدأً من القرآن " ولقد يسرنا القرآن للذكر " تجد أرخص الكتب في المكتبات القرآن كقيمة شرائية لا أعني القيمة الأخرى , فلا يوجد كتاب متعبد بتلاوته سوى القرآن لكن القيمة الشرائية , تجد أحوج الناس أو أشد الناس حاجة إلى كتاب تجده أرخص ما يباع وهذا من السنن الإلهية. يعني أحوج ما يكون الناس إلى شيء تجده أرخص شيء . يعني مثلاً ما يحتاجه الناس في مطاعمهم في الأكل والشرب تجده أرخص شيء ثم بعد ذلك الترف . الكماليات أغلى ثم يأتي ما يزيد عليها من أمور السرف أغلى وأغلى .
قس على هذا الكتب بالنسبة للقيمة الشرائية أرخص ما يوجد مثلاً القرآن والبخاري ومسلم ورياض الصالحين والأذكار والكتب التي يحتاجها عامة المسلمين تجدها رخيصة ولله الحمد لكن تأتي إلى كتب الناس ليسوا بحاجة إليها .
السائل : نسمع أن بعض الكتب تصل قيمتها 50.000 أو 60.000 ريالاً .
الشيخ : نعم القانون لابن سينا بيع بـ 90.000 لأنه طبعة أوربية نادرة وهذا الكتاب وهو القانون لابن سينا تدري أن النووي أدخله في مكتبته فصعب عليه الحفظ حتى أخرجه من مكتبته. أغلى ما يوجد الآن كتب الذكريات , كتب الرحلات . فهل المسلم بحاجة إلى هذه ؟ نعم من حيث العبرة , المتعة , الاستجمام يحتاج إلى مثل هذه الأمور لكن أن تصل إلى هذا الحد هذا مبالغة يدخل في حيز السرف . لكن لو احتاج الإنسان إلى صحيح البخاري ولم يجد نسخة إلا بثمن مرتفع نقول ( لاسرف في الخير ) .(1/942)
على كل حال لو وصل الحد في الجمع أو وصل الجمع والنهم في الكتب إلى هذا الحد صار عائقاً عن التحصيل ولا يَعرف هذا إلا من جَرَّب . تحتاج الكتاب وعندك منه عشر نسخ يغطى بعضها على بعض ويصد بعضها عن بعض قد لا تحصل ولاعلى نسخة . يقول ابن خلدون : (كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل) على الإنسان أن يكون متوسطاً في أموره كلها , ما يحتاجه من الكتب يقتنيه و ما ينفعه عند المراجعة يقتنيه . أما أن يجمع كل كتاب يسمع عنه يحتاجه أو لا يحتاجه ليقال أن عنده من كل كتاب نسخة مصيبة هذه !! .
إن الفائدة من جمع الكتب تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من أمور الأخرى المحضة التي لا يجوز التشريك فيها فإذا دخلت النوايا مثل هذه المقاصد ليقال إن عند فلان مكتبة أو عنده أكبر مكتبة خاصة أو عنده اكبر مكتبة هذه حقيقة مرة وقدح ظاهر في الإخلاص وإن وجدت عند بعض المتعلمين نسأل الله السلامة والعافية
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2004, 11:34 AM
أسأل الله لكم التوفيق والسداد ، وأشكركم على هذا الجهد الموفق ، وأرجو الاستمرار في هذه الحلقات منكم ومن الشيخ الكريم عبدالكريم حفظه الله ، فقد لقيت قبولاً واسعاً ولله الحمد.
---
احمد بن حنبل
10-14-2004, 09:40 PM
آمين ياشيخ عبدالرحمن واياكم .
................
الحلقة الثانية
السائل : هل وُجد مكتبات رسمية ؟(1/943)
الشيخ : وُجد مكتبات رسمية رعتها الدول الإسلامية . يعني في بغداد يوجد دور. في قرطبة وحدها أكثر من 70 مكتبة رسمية , وفي بغداد , في بلاد الحرمين في مصر وفي غيرها من بلدان المسلمين , في المغرب , في الشرق , في الهند وتكون مفتوحة طوال اليوم يستفيد منها الناس . على كل حال موجودة والحمد لله العناية بالكتب و توجد العناية الرسمية والشعبية للكتب إلى يومنا هذا . اليوم بعض المساجد فيها كتب مثل مكتبات متكاملة يستفيد منها طلاب العلم . الجامعات الآن ترعى مكتبات نادرة تضم شتى العلوم و المعارف . وأيضاً كذلك غير الجامعات , فالمكتبات العامة عندنا في هذه البلاد المباركة الشيء الكثير في بلاد الحرمين وفي نجد وفي الإحساء مكتبات عامرة . أيضاً مكتبات شعبية أسسها أفراد وهي مكتبات متكاملة فضلاً عن المكتبات الخاصة بدور العلماء وطلاب العلم .
السائل : عندما أشرتم يا شيخ إلى مكتبات المساجد وهي خطوة مهمة بدأت تظهر بحمد الله يعني لا بد أن نشير إلى شيء من هذا مثل مكتبة جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض باعتبارها مكتبة كبيرة ولها صيت قوي وتدعم من قبل وزارة الشئون الإسلامية دعماً قوياً. بدأ عدد كبير من المساجد والجوامع يحتذون حذو هذه المكتبة التي أفادت طلبة العلم كثيراً.
الشيخ : نعم , لاشك أن الرياض الآن صارت مترامية الأطراف ويصعب على طالب العلم الذي في الرياض أو في شرقها أن يرتاد المكتبات التي في وسط الرياض أو في شماله . فوجدت هذه الفكرة وسبق إليها إخواننا في جامع شيخ الإسلام في مكتبة ابن القيم وقد زرتها أكثر من مرة وأطلعونا على شيء يَسُرّ , من كثرة الرواد ومن المنتفعين بهذه المكتبة وهي تضم كتب كثيرة جدا , ولدينا فكرة إن شاء الله لإنشاء مكتبة أيضا في شرق الرياض تضاهيها إن شاء الله .(1/944)
وبعد العصور المتقدمة والاعتماد على المخطوطات والكتب القلمية ظهرت الطباعة ولنستصحب منع الكتابة في أول الأمرلأثر الكتابة على الحفظ . ظهرت الطباعة في أوروبا والأستانة ثم في سوريا وبيروت ثم في مصر وغيرها من بلدان المسلمين وخشي العلماء في هذه الحقبة على التحصيل العلمي من التأثر لسهولة الحصول على الكتب . لما كانت الخشية في أول الأمر من الكتابة في أنها تؤثر على الحفظ , الآن خشي من الطباعة أن تؤثر على التحصيل , كيف ؟ التجربة أثبتت أنه كلما سهل الحصول على الكتابة أو على المعلومة ضعفت الإفادة . هذا شيء مجرب . خشي العلماء على التحصيل من جراء الطباعة فأفتى علماء الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية . هذا أول ما بدأت الطباعة , أذنوا بطباعة كتب التاريخ والأدب واللغة وغيرها أما الكتب الشرعية فلا تجوز طباعتها . كان العالم أو طالب العلم في السابق إذا احتاج إلى كتاب اضطر إلى نسخه , ومعاناة الكتابة - وهذا شيء جربناه وجربه غيرنا - أفضل من القراءة مرارا . فأنت إذا احتجت إلى كتاب لابد أن تكتب الكتاب أو تستعيره وتنسخه أو تستعيره وتقرأه وتدون ما يهمك منه . هل هذا مثل أن تذهب إلى مكتبة وتشتري كتاب وترصه مع إخوانه في الأدراج ؟
أنا أقول كتابة كتاب عن قراءته عشر مرات . لا أبالغ إذا قلت هذا .
السائل : هذا ممكن في الكتب الصغيرة اليسيرة . أو بعض الفوائد فهل يمكن مثلا " فتح الباري" يكتب يا شيخ ؟!
الشيخ : بعد الطباعة لا يمكن . لكن قبل الطباعة ممكن . وقد كُتِب مرارا . وشخص ما أدركناه أدركنا أحد أولاده يقول إن أباه يكتب كل يوم نسخة من النونية . والنونية 5820 بيتا وكل نسخة بريال وهو يقتات من هذا النسخ . نعم إذا لم يكن لديه الأهلية للتحصيل مجرد وراق قد لا يستفيد. لكن إذا كان من أهل العلم ولديه أرضية ولديه أهلية للتحصيل واحتاج إلى هذا الكتاب لما فيه من علم ونسخه لا شك أن مثل هذا يقع موقعه في القلب .(1/945)
بعد أن اضطر الناس إلى الإقرار بالواقع . الأمر الواقع الذي فرض نفسه من الطباعة . أفتى العلماء بجواز طباعة الكتب الشرعية وطبعت لكن أثرها على التحصيل ظاهر . لاشك أن الطباعة نعمة والحواسب الآلية - التي يأتي الحديث عنها - نعمة . لكن لا تكون على حساب التحصيل . يعني لا يعتمد الإنسان اعتماداً كلياً عليها ويقول أنا اقتنيت فتح الباري أو تفسير ابن كثير أو الطبري أو القرطبي ثم ماذا ؟ وبعض الطلبة عنده تفسير ابن كثير ولم يقرأه أبدا .
طبعت الكتب الشرعية وأجمع الناس على جوازها والإفادة منها وأثرها على التحصيل ظاهر . قد يقول قائل هي نعمة فلماذا تمنع؟ نقول هي تيسرت والحمد لله ونقر بأنها نعمة وكذلك الحواسب الآلية نعمة لكن نستفيد منها بقد ما يعيننا على تحصيل العلم منها ولا نعتمد عليها اعتمادا كليا .
بعد الطباعة وتجاوزنا مرحلة الطباعة واقتنى الناس الكتب ورصوها في الخزائن وبعض الناس اقتنى ألوف مؤلفة من الكتب ومات ولم يطلع على شيء منها إلا العناوين . يأتي ويرتبها وينظفها وهذا قبل هذا , وهذا بعد هذا . هذه العناية مفيدة في شيء واحد وهي أن السوس والأرضة تؤمن بإذن الله بسبب تقليبها يميناً وشمالاً من درج إلى درج لكن التحصيل أين ؟(1/946)
قد يقول قائل إن معرفة الكتب ومعرفة الطبعات فن . نقول فن لكن ليس فن غاية لكنه فن وسيلة إلى غيره . جاءت الحواسب الآلية التي جمعت من العلوم والمعارف على أقراص صغيرة ما لم يحلم به عالم أو متعلم , أشياء مذهلة لا نبالغ إذا قلنا إن بعض العلماء من المتقدمين قبل الطباعة مثل الحواسب في حفظهم يعنى من يحفظ 700.000 حديث . أكبر برنامج للسنة فيه 523.000 حديث يعنى رأس هذا الشيخ أحسن من هذا , وليس آلة جامدة صماء إذا صحف الخبر ما خرج . يفيد يجمع طرق يقدم يؤخر ويرتب ويستنبط ويعلم ويعمل . صار طالب العلم إذا احتاج إلى أي معلومة في أي فن من الفنون بعد هذه الحواسب ما عليه إلا أن يضغط زر يصل بواسطته إلى ما يريد بأسرع وقت . وهذا أيضا على حساب التحصيل العلمي لأن العلم متين لا يستطاع براحة الجسم كما قال يحيى بن أبي كثير .
يحيي بن أبي كثير كما ذكر الإمام مسلم في صحيحه أثناء حديث المواقيت قال يحيى بن أبي كثير: " لا يستطاع العلم براحة الجسم " لوكان العلم يستطاع براحة الجسم ما أدرك الفقراء شيء ولصار الناس كلهم علماء . فالعلم لا يخفي ما ورد فيه من النصوص تحث عليه وبيان منزلة أهل العلم ورفعهم درجات . نعم كان الناس كلهم علماء إذا كان العلم يستطاع براحة الجسم , لكن لابد من معاناة لابد من سهر لابد من عكوف على الكتب لابد من مزاحمة الشيوخ والزملاء .
السائل : لو أراد طالب علم أن يخرج حديثاً عن طريق الحاسب الآلي يحصل على المعلومة بسرعة . ولو رجع إلى الكتب تجد أنه يستفيد في طريق المرورعلى هذا الحديث يستفيد مئات الفوائد من أن يصل إليه.(1/947)
الشيخ : الآن يريد بحث مسألة في كتاب , فيقلب هذا الكتاب فيقف على عشرات المسائل , كثير منها أهم من مسألته التي يبحث عنها , لكن يضغط زر يطلب مسألة يجد المسألة من أولها إلى آخرها بمصادرها ثم ماذا هل يحفظها طالب العلم بهذه الطريقة . لا يمكن . لأن الشيء الذي يأتي بسهولة لا يمكن أن يستوعب بسهولة أو يحفظ بسهولة بل يفقد بسهولة .
يحيي بن أبي كثير لما قال لا يستطاع العلم براحة الجسم , لا شك من خلال معاصرة ومعايشة للعلم ولما رأى عليه شيوخه وزملاءه وأقرانه من معاناة . يتصور قبل وجود هذه النعم من الكهرباء التي لا يختلف فيها الليل عن النهار بالنسبة للضوء . فقد كانوا - أي القدماء – يكتبون على ضوء القمر . بهذا حصلوا العلم ونحن نريد الحاسب والشخص متلفلف بغطائه على فراشه يضبط حاسبه ويتعلم أو جالس في ملحق أو استراحة مع زملاء يتبادلون الأحاديث وأطراف الأحاديث وعندهم أنهم يطلبون العلم . العلم لابد له من معاناة . نعود إلى يحيي بن أبي كثير وإلى كلمته التي أودعها الإمام مسلم بين أحاديث المواقيت – مواقيت الصلاة , لماذا ؟ هذا مناسبته أعجز الشراح أن يوجدوا مناسبة لكلام يحيي بن أبي كثيرالذي أودعه الإمام مسلم في هذا المكان . الإمام مسلم أعجبه سياق هذه الأحاديث . المتون والأسانيد بهذه الطريقة فأراد أن ينبه بأنه لا يمكن أن يصل الإنسان إلى مثل هذه العلوم بهذه الطريقة بهذا السبك العجيب براحة الجسم فأتى بهذا بشعور أو من لا شعور . نعم هذه الوسائل نعم إن أستفيد بها واستعين بها على الوجه المناسب ولم يعتمد عليها وإلا فهي عائق عن التحصيل . من وجوه الانتفاع بهذه الحواسب : إذا ضاق الوقت على خطيب أو محاضر وأراد أن يتثبت من حديث أو أثر أو نقل أو غير ذلك بحيث لا يستطيع الرجوع إليه لضيق الوقت , فله ذلك يرجع إلى الحاسب . كذلك من أراد اختبار عمله بحيث بحث مسالة في جميع ما وقف عليه من كتب وجميع ما قيل فيها , وإن كان(1/948)
حديثاً . جمع جميع ما وقف عليه من الطرق ثم أراد أن يختبر عمله إن كان هناك زيادة. فهذه الزيادة التي يأخذها من الحاسب تقع في قلبه موقع بحيث تثبت مثل ما لو بحثها في كتاب , أما أن تكون هذه الآلات وسائل للتحصيل ابتداء عوضا عن القراءة والحفظ وحضور الدروس ومجالس العلم فلا .
تابعوا معنا الحلقات ...
---
احمد بن حنبل
10-16-2004, 04:24 AM
الحلقة الثالثة .
السائل : لعلنا نكمل ونستمر فيما يتعلق بمكتبة طالب العلم فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن .
الشيخ : طالب العلم يحتاج من كتب التفسير ما يعينه على فهم كتاب الله عز وجل , وما يعينه على تدبر كتاب الله , وما يعينه على الاستنباط من كتاب الله . فهناك كتب مختصرات مناسبة للمبتدئين وإن كان في بعضها بعض المخالفات التي يجب التنبيه عليها.
هناك تفسير مناسب لطبقات المجتمع كله , تفسير إنشائي مستمد من كتب التفسير الموثوقة وهو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي , هذا مناسب للمتعلم وغير المتعلم , للمتخصص في العلوم الشرعية وفي غيرها , للطبيب , للمهندس , للمثقف , للتاجر , لرب الأسرة , لربة البيت , كل يستفيد منه , لأنه صيغ بأسلوب العصر . هناك أيضا تفسير مختصر جدا وغير منتشر بين طلاب العلم للأسف وهو يفيد كثيراً وهو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك : " توفيق الرحمن لدروس القرآن " , هذا الكتاب مطبوع قديما وطبع حديثا . وقد طبع في أربعة أجزاء وهو مستمد ومختصر من الطبري والبغوي وابن كثير وهذا كتاب رغم اختصاره نافع في بابه لمن لا يسعفه الوقت للرجوع إلى الأصول القديمة لاسيما الثلاثة المذكورة .
هناك أيضا تفسير مناسب ومختصر جدا هو " تفسير الجلالين " جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي وهوأشبه ما يكون بالمتن , متن علمي متين بحاجة إلى مطالعة حواشي ويحتاج أيضا إلى من ينبه على ما فيه من ملحوظات من أهل العلم , وإلا فالكتاب من أنفع ما ينفع طالب العلم لأنه مختصر جداً .(1/949)
السائل : هل سبق أن أخرجتم بعض الملاحظات على هذا التفسير ؟
الشيخ : نحن شرحنا بعض هذا الكتاب في دروس المسجد , ونشر منه ما يتعلق بسورة الفاتحة في أربعة أشرطة , ولكن رأيته على طريقتنا هذه يطول جداً . فإذا كانت الفاتحة أربعة أشرطة فماذا عن البقرة مثلاً . على كل حال الشيخ عبدالرزاق عفيفي له تعليقات نافعة على ربعه الأخر, عندما كان مقرراً على المعاهد العلمية , وهذا التفسير في غاية الاختصار . شخص من طلاب العلم في اليمن قبل قرن أو أكثر احتاج إلى أن يقرأ في هذا التفسير فأشكل عليه هل يقرأه بطهارة أو بدون طهارة , فقيل له الحكم للغالب التفسير أو القرآن فأخذ يعد حروف القرآن وحروف التفسير فوجدها إلى سورة المزمل واحدة لا تزيد حرف . ثم من المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلا فانحلت عنده المشكلة . على كل حال هذا التفسير رغم أهميته ومكانته إلا أن فيه شيء من المخالفات العقدية .(1/950)
وهناك تفسير أوسع منه بل أشهر وهو " تفسير البيضاوي " أوسع من " الجلالين " وهو أيضا كتاب متين متقن يستفيد منه طالب العلم لاسيما ما يتعلق بالصناعة اللفظية , عليه حواشي عديدة , و العلماء لهم به عناية عجيبة , فقد بلغت الحواشي عليه أكثر من 120 حاشية , ويندر أن يأتي نسخة من تركيا أو سوريا وليس عليها حواشي قلمية فالكتاب وضع له القبول . هناك تفسير مختصر جدا يسمى " التسهيل " تفسيرابن جزي الكليبي , وهو تفسير مختصر ومحرر ومتقن ومضبوط , وهناك أيضاً تفسير النسفي , وهذه كلها مختصرات لكن تفسير الشيخ ابن سعدي لا يستغنى عنه أحد . و تفسير فيصل ابن المبارك أيضاً يحتاجه طالب العلم لا سيما عند ضيق الوقت وتفسير الجلالين أيضاً مهم بالنسبة لطالب العلم , وكذلك تفسير البيضاوي وما عليه من حواشي , ونذكر بعضها مثل حاشية زاده , التي يتفق المترجمون على أنها أفضل الحواشي , هناك حاشية الشهاب , وهناك حاشية القونوى وهناك حاشية ابن التمجيد, وهناك حاشية الكازروني , حواشي كثيرة منها المطبوع ومنها المخطوط . هناك كتب في التفسير أطول من هذه يتصدرها تفسيرالإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى , وهو مناسب لكافة المتعلمين , قد يمله غير المتخصص في السنة لكثرة ما يسوقه من آثار بالأسانيد , وما فيها من تكرار . ولذا انبرى لاختصاره جمع من أهل العلم , من أفضل المختصرات اختصار الشيخ أحمد شاكر" عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير" . ومنها " تيسير العلي القدير" للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمة الله على الجميع , هذه مختصرات جيدة لتفسيرالحافظ ابن كثير على أن الأصل لا يغني عنه شيء , لكن من كان يمل من ذكر الأسانيد لأنها أمور قد لا يستفيد منها كثير من قراء التفسيرفهذه المختصرات تكفيه إن شاء الله . وأيضاً هناك " تفسير البغوي " وهو تفسير أثري سلفي , لا يخلو من ملاحظات يسيرة جداً لكنه في الجملة أثنى عليه شيخ الإسلام وأئمة الإسلام وواقع الكتاب(1/951)
يشهد بذلك .
" تفسير الخازن " وهو مختصر من البغوي مع إضافات , وله شهرة وانتشار في غير هذه البلاد , وصاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات " الرقائق " .
أما " تفسير الزمخشري " : وهو" الكشاف " على ما فيه من اعتزاليات يقرأه طالب العلم بحذر ويقرأ ما كُتب من حواشي تبين هذه الاعتزاليات . وفيه حواشي تبين اعتزاله . " ابن المُنِّير" وغيره بَين اعتزاله . وكثير من أهل العلم تصدى له . على كل حال هو مفيد في بابه يستفاد منه في الناحية اللغوية .
" تفسير الخطيب الشربيني " وهو يكاد يجمع بين البيضاوي والزمخشري . أطول من هذه الكتب تفسير إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري الذي هو أعظم تفسير على الإطلاق , ويجمع تفاسير السلف بالأسانيد , والكتاب مطبوع مراراً , طبع أولاً في المطبع الميمنية , ثم في بولاق , ثم حققه محمود شاكر , وحقق إلى " سورة إبراهيم " في ستة عشر جزءاً . أُكْمل بعد ذلك , ثم حققه الدكتور عبدالله التركي , وطبعة الشيخ أحمد شاكر أنا قرأتها بكاملها , وهي من أنفس ما يقتنيه طالب العلم , فإذا أضيفت إلى طبعة بولاق التي هي الأصل واعتمد عليها الشيخ محمود شاكر اعتماداً مع ما وجده من نسخ لكن طبعة بولاق لا يعد لها شيء , ثم طبعة الشيخ أحمد شاكر اعتمدت على هذه بدقة .(1/952)
طبعة الشيخ عبدالله التركي إقتنيتها مؤخراً , ولا أستطيع الحكم عليها . كلام الشيخ عبدالمحسن اختصر علينا الكثير في العناية بالطبعات القديمة , وإلا كانت النية أن أبين طبعة كل كتاب معه في أثناء ذكره لكن أظن الوقت لا يستوعب . هناك من له عناية باللغة عليه أن يعتني بتفسير"البحر المحيط" لأبي حيان , والبحر المحيط يكاد يكون كتاب لغة , وله مختصرات : " النهر الماد من البحر" , و " الدر اللقيط من البحر المحيط " المقصود أن هذا الكتاب ينفع في الناحية اللغوية في القرآن . وهناك تفسير الرازي ويسمى " التفسير الكبير " للفخر الرازي وهذا التفسير طالب العلم المبتدئ والمتوسط الذي لم يتأهل للنقد لا ينبغي أن ينظر فيه البته , لأن مؤلفه بارع قد يمرر كثير من الشبه على آحاد المتعلمين , بل قد لا يدرك بعض المتأهلين بعض الشبه والسياقات التي يسوقها في تقرير بعض الشبه . واتهم في ذلك , حتى قيل إنه يسوق الشبه نقداً ويجيب عنها نسيئة , يضعف عند ردها . هناك شبه لا يرتضيها وليست من مذهبه يعني أعظم من مذهبه , فوق مذهبه , ثم بعد ذلك يسوقها ويجليها بقوة ثم يضعف عن ردها , ولذا لا ينصح طالب العلم بقراءة هذا التفسير حتى يتأهل . أما إذا تأهل فالتفسير فيه فوائد وقد قيل فيه : إن فيه كل شيء غير التفسير, لكن هذا جور , ففيه تفسير .
هناك " تفسير ابن عطية " أثنى عليه شيخ الإسلام متداول محقق وهو كتاب نافع .(1/953)
هناك تفسير الألوسي أيضاً , تفسير مطول أسمه " روح المعاني " , لأبي الثناء محمود الألوسي الجدّ , فليس المؤلف محمود شكري بل الجدّهذا التفسير جمع فيه ما هب ودب , و نقل فيه النقول المتباينة فيقول قال شيخ الإسلام ابن تيمية , ويقول قال الإمام المحقق ابن القيم , ويقول قال محيي الدين ابن عربي قُدَّس سره , وهذا خلط , والمقصود أن فيه فوائد يستفيد منه طالب العلم لا سيما المتأهل وفيه أيضاً عناية بالتفسير الإشاري تفسير الصوفية. على كل حال الطالب المتأهل لا خوف عليه , على أنه ينبغي لطالب العلم أن يجعل في مكتبته ختم لتبرأ ذمته يكتب فيه : هذا الكتاب فيه مخلفات عقدية , هذا الكتاب فيه كذا , هذا الكتاب مذهب صاحبه كذا, ليبرأ من عهدة وجوده ممن يأثره بعده أو يطلع عليه في مكتبته ويتأثر بمثل هذه الكتب , لذا كان عليه أن يختم هذا الكتاب .(1/954)
هناك كتب ألفت في جوانب من القرآن مثل : " أحكام القرآن " , أحكام القرآن أولاها أهل العلم عناية من ذلك " أحكام القرآن للشافعي " فقد جمع من كلام الشافعي . و " أحكام القرآن لإبن العربي " كتاب لطيف ونفيس طبع في أربعة أجزاء , وفيه نكت ولطائف ونوادر حصلت لابن العربي مع شيوخه , ومع بعض أقرانه , وفي رحلاته . المقصود أن طالب العلم يستفيد من هذا الكتاب . هناك " أحكام القرآن للجصاص " . إستنباط أحكام القرآن من وجهة نظر الحنفية كتاب ماتع نافع جامع , لكن لا يسلم من لوثة إعتزال . هناك " أحكام القرآن للطبري الهراسي" وهو أيضاً كتاب نافع وفيه لطائف وفوائد , وللطبري موقف من الحنابلة وقصته مشهورة . وهناك الجامع وهو بحق " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي - وكل الصيد في جوف الفرا - هذا التفسير جامع على اسمه , وطبع مراراً وأجود طبعاته طبعة دار الكتب المصرية ليست الأولى, ولكن الطبعة الثانية , وهناك ثانية أكثر من مرة . الكتاب يشكل في طبعته . الجزء الأول طبع خمس مرات , الجزء من الثاني إلى الثاني عشر طبع ثلاث مرات ثم من الثالث عشر إلى العشرين طبع مرتين ثم من الواحد إلى العشرين هذه الطبعة الأخيرة بدار الكتب المصرية التي قوبلت على نسخ كثيرة . فبعض الأجزاء قوبل على ثلاث عشرة نسخة , فالكتاب عني به من ناحية الطباعة عناية فائقة . وفيه الإحالات السابقة واللاحقة وهذه ميزة , فالكتاب الكبير عشرون مجلداً , فإذا قال تقدم , قال الطابع : أنظر جزء كذا صفحة كذا , وإذا قال سيأتي , يقول : انظر صفحة كذا جزء كذا , هذه ميزة الطبعة الثانية , أما الطبعة الأولى فليس فيها مثل هذا , بل الطبعة الأولى الثلاث مجلدات الأولى ليس فيها إحالات , ولا فيها تعليقات , وليس فيها آيات , بينما الطبعة الأخيرة كاملة من كل وجه . المقصود أن هذا الكتاب بحر محيط فيما يتعلق بأحكام القرآن , وممكن أن يؤخذ منه فقه المالكية . يعنى ما ينسبه إلى المذاهب(1/955)
الأخرى قد يقع فيه شيء من الخطأ في النسبة , لا من حيث أن هذا القول لا يوجد في هذا المذهب , لكن قد لا يكون هو المعتمد في المذهب , فعلى طالب العلم أن يعنى به عناية كبيرة . هناك كتب في إعراب القرآن وكتب في علوم القرآن كثيرة جدا , كل فن من الفنون يحتاج إلى حلقة .
اتصال هاتفي : من الأستاذ عبد العزيز العويّد .
قال الأستاذ العويد بعد أن حمد الله وأثنى عليه : الحقيقة أحسن الأخوة الاختيار , وأضافوا على حسن الاختيار اختيارالعالم المتخصص في هذا المجال , فجزى الله الجميع خيرا . أنا لا أستطيع أن أقول أني أقدم شيئا , ولكنها استفسارات وأسئلة علمية أوجهها لفضيلة الشيخ وأطمح منه متفضلا مشكورا أن يضع النقاط على الحروف . المسألة الأولى هي : طريقة طلب العلم الشرعي يا فضيلة الشيخ , ألا ترى أنها تهمش دور الكتاب اليومي في حياة الطالب , باعتماد التعليم في المسجد أو في الكلية المتخصصة في العلم الشرعي على الكتابة أو على المذكرة . أريد من فضيلتكم وقفة حول هذا المنهج وذكر الطريقة الصحيحة.
المسألة الثانية : في المكتبات , المكتبة الإلكترونية , الأقراص الكمبيوترية , يعيش طلاب العلم بين مُعَظِّم لها على حساب الكتاب المقروء ومهمش أيضا لها , وثمة رأي ثالث يرى أنها تفيد الطلبة في تقريب المعلومة وسهولة الحصول عليها مع الحاجة الشديدة للكتاب . نريد القول الصواب في الموقف الصحيح منها لطالب العلم .(1/956)
المسألة الثالثة : اليوم توجد مكتبات في بيوت طلاب العلم لكن هذه المكتبات مع كونها قيمة يلحظ أنها تموت بموت أصحابها , لإهمال الورثة , أو لعدم حاجتهم إليها وعدم اعتنائهم , أولأنها تمثل مالا زهيدا بالنسبة لمال المورث . ألا يرى فضيلتكم أن أعظم وسيلة لحفظها هو التوعية بإيقاف هذه المكاتب خاصة بعد الوفاة , وخاصة أنها لا تمثل نسبة عالية من مال صاحبها مع ما لا يخفى من ابتغاء الأجر بالعلم الذي ينتفع به والصدقة جارية , والإيقاف من معاني بقاء هذه الكتب محفوظة باقية وتكون مكتبات مستديمة ثابتة . وأشكركم .
الشيخ عبد الكريم : نشكر لفضيلة الدكتور عبد العزيز على هذه الأسئلة والاستفسارات , و أما بالنسبة لطريقة تحصيل العلم الشرعي وإتيان هذا الباب المهم أو الأمر العظيم من بابه والجادة المطروقة عند أهل العلم , هذه بينت مرارا في مناسبات كثيرة , لكن مع الأسف الشديد بعض من يزاول التعليم النظامي يحيل بعض الطلبة على شيء من كتابات المعاصرين أو يكتفي الطلبة بما ينقلوه من كلامه في مذكرات . لاشك أن هذه إماتة , لاشك أن تربية طالب العلم سواء كان في التعليم النظامي أو غير النظامي على كتب المتقدمين وتعويدهم على أساليب المتقدمين , والتعامل مع كتب المتقدمين , وفهم كلام المتقدمين , لاشك أن هذا هو المهم , لأن طالب العلم الذي تخرج على هذه المذكرات لا يستطيع أن يراجع الكتب القديمة , و لو تعين في قرية وليس عنده من يحل الإشكال فيريد أن يراجع مسألة فلا يستطيع أن يفهم , لا يعلم من الفقه لا بالقوة ولا بالفعل , يعني لا يستطيع أن يراجع الكتب وليس في ذهنه حصيلة .
الشيخ العويّد : هذا واضح في التربية العلمية في الكليات الشرعية أن طلبة العلم لا يعرفون الكتب الأولوية في تخصصاتهم , فضلا عن منهجها وطريقتها وأسماء مؤلفيها .(1/957)
الشيخ عبد الكريم : ولقد عتبنا على بعض المنظمين للدورات العلمية أن قرروا في هذه الدورات كتب معاصرين ووكلوا شرحها إلى أصحابها . نقول يا إخوان كتب المعاصرين كتبت بلغة العصر وبلهجة العصر , يفهمها طالب العلم وهو في بيته , دعوا هؤلاء العلماء - قبل أن تتمنوا وجودهم وحصولهم - يشرحوا ويبينوا لطلابهم كلام المتقدمين الباقي . فيكون طالب العلم ينفرد في قرية أو ينزوي إما قاضي أو معلم أو خطيب أو داعية يستطيع أن يحلل كلام أهل العلم لأنه عود عليها ومرن عليها وبينت له وشرحت له , فالإعتماد على كتب المتقدمين هذا لاشك أنه خلل , يعني إحالة طالب العلم في التعلم سواء كان النظامي أو الحر في المساجد أو البيوت أو غيرها , إحالتهم إلى المذكرات أو ما يكتبه المعاصرون رغم أهميته , نعم يستفيد منها لكن العمدة تكون كتب المتقدمين , وما أجمل ما يقرأ في " فتح القدير" مثلا للطلاب ويشرح , وكيف يستفاد من هذا الكتاب العظيم , يقرأ سبل السلام ويعلق عليه الشيخ بما آتاه الله من علم ويوضح ويحلل ويحرر المسائل ويرجح , فيربط الطلاب بكتب المتقدمين , لأنها هي التي ستبقى عنده . أيضا حصيلة الطالب من هذه المذكرات , آخر عهده بهذه المذكرة الامتحان , ولذلك نعاني من جمع هذه المذكرات عند الأبواب وامتهانها , في الجامعات وغيرها من الجامعات يؤكدون على هذا الجانب , وفي لقاءات مع المسئولين في الجامعات يحذرون أشد التحذير من اعتماد المذكرات , لأنه كيف يتخرج طالب علم متخصص في العلم الشرعي على المذكرات , كيف ينفع الجيل القادم وعمدته المذكرات . المقصود أنه لابد من العناية من كتب المتقدمين وهذه المسألة الأولى.(1/958)
أما المكتبة الإلكترونية فقد تحدثنا عنها وأفضنا فيها , والقول الوسط هو المعتمد , يعني لا نقول أنها لا يمكن الاستفادة منها , ولا نقول أنه يعتمد عليها , بل يستفاد منها بقدر الإمكان , لكن الكتاب هو الأصل , يبقى أن الوسيلة الوحيدة للتحصيل هي قراءة الكتاب على الشيخ , وهذا لا يستغنى عنه وهذا يأتي التنبيه عليه إن كان الوقت يسعف .
أما ما يتعلق بوقف المكتبات , فإنه يمر علينا أمور من المعاناة من الورثة . فمثلاً شخص توفي رحمه الله في بعض القرى , فما كان من أولاده إلا أن خلعوا باب المكتبة , وبنوه بالطين , وشمعوا عليها بالطين , واعتبروها غير موجودة , ولما تحدثوا مع أحد المختصين , وبينت لهم أهميتها فتحوا الباب فوجدوها قد أكلتها الأرضة . ذُكر لنا قاضي من قضاة الخرج توفي رحمه الله , ذُكر أنه كان لديه مكتبة , فذهبنا إليها لنشتريها ففوجئنا أنهم انتقلوا من البيت الأول إلى بيت ثاني فيلا جديدة , فقال أولاده وقال نساؤه إن هذه الكتب تجمع علينا الحشرات والصراصير ورميناها في الزبالة في الشارع , وقس على هذا كثير , يعني مخطوطات وجدت في الزبالة .
الشيخ العويّد : توفي أحد طلبة العلم رحمه الله وله مكتبة , تقريبا عشرة أمتارطولاً وعشرة أمتارعرضاً , فرحلوا إلى بيت آخر, وأوصوا الناس أن البيت مفتوح ومن يريد أن يأخذ منه يأخذ منها ما يريد .(1/959)
الشيخ عبد الكريم : أدهى من ذلك أن أحد طلاب العلم المعروفين توفي قبل أربعين سنة , فجمعت مكتبته في دورة مياه لكنها ملغاة- ليست مستعملة- في السطح , فتلفت من الأمطار والسيول , فهذه كلها مآسي . ومعنى ذلك أن الإيقاف هو الوسيلة الوحيدة التي يستفاد منها , وعرفنا أن الجامعات لها عناية بالكتب , ولدي ملاحظة هي أن يتولى هذه المكتبات العامة أناس من هواة الكتب , من أصحاب الكتب , من أهل الكتب , لا يكفي أن يكون متخصص في المكتبات . مع الأسف الشديد أنا حضرت محاضرات في مكتبات مركزية كبيرة بين أمين المكتبة وبين المستعير . أمين المكتبة يقول لا هذه النسخة لا تعار, وهذه النسخة لا بأس خذها , فإذا النسخة المتاحة للإعارة هي الأصلية , والنسخة التي لا تعار هي نسخة دار الكتب العلمية ومكتوب عليها لا تعار . وهناك الشيء الكثير الذي يعتصر القلب , يعني مسألة التخصص أمر لابد منه ويجمع مع هؤلاء أناس الذين هم هواة الكتب .
---
مسك
10-22-2004, 03:51 PM
بارك الله فيك ..
هل بقي من الحلقات شيء ؟
---
احمد بن حنبل
10-23-2004, 04:05 AM
وفيكم أخي .
..................
الحلقة الرابعة
والآن نعود إلى استكمال الكتب :(1/960)
هناك كتب إعراب القرآن : الكعبري والنحاس , والمتأخرون أيضا لهم مساهمات جيدة في هذا الباب وعندي أن كتب إعراب القرآن ينبغي أن يستفاد منها , ويفاد منها في فهم القرآن , وفي إتقان اللغة , وفي إتقان النحو والصرف , فطالب العلم إذا عني بكتب إعراب القرآن استفاد فوائد عظيمة أتقن اللغة من جهة , وفهم القرآن . وخير ما يمرن عليه طلاب العلم في اللغة وهذا إقتراح نوجهه إلى المتخصصين في هذا الباب أن يعربوا القرآن , درس نحو مثلا أو في نهاية الفصل يكلف الطلاب بإعراب الفاتحة مثلا , ثم بعد ذلك يقابل إعرابهم بكتب إعراب القرآن فيصوب ويسدد , ويمكن أن يقوم به أي شخص , بمفرده يقوم بهذا العمل , يعرب الفاتحة ثم يعرض ما كتبه على كتب إعراب القرآن ويستفيد فوائد عظيمة .
هناك كتب علوم القرآن : " مقدمة التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية في غاية الأهمية , وفيها توجيهات وأمور لا توجد في غيرها , و" منظومة الزمزمي " منظومة مختصرة وعليها شروح , و" الإتقان في علوم القرآن " للسيوطي وهو كتاب جامع , و" البرهان " للزركشي كتاب حافل , و" مناهل العرفان " للزرقاني أيضا هذا كتاب مرتب ومنظم رغم أنه ناقص , و" القواعد الحسان في تفسير القرآن " للشيخ عبد الرحمن بن سعدي من خير ما يستفيد منه طالب العلم , المقصود أن الكتب كثيرة , ولسنا بصدد سرد قوائم للكتب أو أسماء الكتب , لأن هذه تكفل بها المختصون في كل فن .(1/961)
أما العقيدة : لما ظهرت الفرق والطوائف واحتاج الناس إلى تدوين العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة . ألف العلماء المتقدمون كتب العقائد وسموها كتب السنة بالأسانيد وجمعوها من الكتاب والسنة ومن أقوال الصحابة والتابعين التي هي العمدة في هذا الباب , وليس لمتأخر أن يخرج عن هذه المصادر في هذا الباب , فهناك كتب كثيرة منها " السنة " للإمام أحمد أو عبد الله بن الإمام أحمد , وهناك " الإبانة " أيضا , وهناك كتب كثيرة , لكن مما ينبغي أن يعنى به طالب العلم بالنسبة لكتب العقيدة : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أحاط بما قاله السلف في هذا الباب , وجمع ما كتبوه وما ذُكر وما نقل عنهم , وحرره وضبطه وأتقنه في كتب كثيرة كالواسطية والحموية والتدمرية , أيضاً " مجموع الفتاوى " فيه مجموعة بحوث كثيرة جدا في هذا الباب , له أيضا كتب مطولة في هذا الباب , وله " درء تعارض العقل والنقل " الذي ( ما في الوجود له نظير ثان ) كما يقول ابن القيم , وله أيضا " نقض التأسيس "
( وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني )
وله أيضا " منهاج السنة " في الرد على المخالفين من الرافضة, وله أيضا " اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم " في التشبه . المقصود أن كتب شيخ الإسلام لا يستغنى عنها طالب علم , ولا يمكن الإحاطة بها في هذه العجالة . كتب ابن القيم أيضا , " الصواعق " و" النونية " وغيرها من كتبه التي خدمت هذا المجال . مؤلفات أئمة الدعوة : الشيخ المجدد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلى رأسها " كتاب التوحيد", و" كشف الشبهات " , " الأصول الثلاثة " , " القواعد الأربعة " , كتب لا يستغني عنها طالب العلم . أيضا كتب تلاميذه من أولاده وأتباعه المدونة في الدرر السنية لا يستغني عنها أيضا طالب العلم. المقصود أن الكتب كثيرة والوقت ضاق جدا .(1/962)
أما بالنسبة للفقه : فهناك كتب للمتقدمين ألفها الأوائل من أصحاب المذاهب وأتباعها من تلاميذهم , ثم وجد أيضا كتب لهذه المذاهب المتبوعة من قبل المتوسطين , والمتأخرين , ولهم طرق وقواعد في ترتيبها وأولوياتها والمذهب عندهم بالنسبة للمتقدمين والمذهب عند المتأخرين , والمذهب عند المتوسطين , وهذا يحتاج إلى مزيد بسط , لكن لو اقتصرنا على بعض الكتب المختصرة في المذاهب وجدنا مثلا عند الحنابلة كتاب " الزاد " أو " دليل الطالب " أو " عمدة الفقه " .(1/963)
أما مؤلفوها : " فالزاد " لشرف الدين موسى الجحاوي , و" الدليل " للشيخ مرعي الكرمي الحنبلي , و " العمدة " للموفق , ثم بعد ذلك ألف بعده " المقنع " للطبقة الثانية , و" الكافي " للطبقة الثالثة , ثم " المغني " للمنتهين . على كل حال كتب الفقه تحتاج إلى بسط , وهي مرتبة عند أصحابها على سائر المذاهب , لكن على الطالب المنتهي الذي يحتاج إلى مراجع تهمه تحرر هذه المسائل على طريقة هذه المذاهب . وإن كانت هذه الكتب ليست دساتير لا يحاد عنها , بل هي كتب بشر من خلال ترجيحاتهم . قد يكون فيها الراجح وقد يكون فيها المرجوح فينظر فيها والحَكَم هو الدليل . إذا فالطالب المنتهي إذا اقتنى هذه الكتب المختصرة مع شروحها , اقتنى أيضا " المغني " لابن قدامة . و" المجموع " للنووي و" الاستذكار" لابن عبد البر أو أحد شروح ( الخليل ) على ما فيها من تعقيد لمن لم يألف مختصر خليل وشروحه . أما كتب الحنفيةعندهم كتب من أنفسها " شرح فتح القدير" لابن الهمام . والكتب مشكلتها أنها كثيرة جدا. وأيضا علم شيخ الإسلام في " مجموع الفتوى " من 21 إلى آخر الفتاوى لا يستغني عنها طالب العلم في هذا الباب . وأيضا " المحَلَّى " لابن حزم للمنتهين من طلاب العلم لا يمكن أن يستغنى عنه , لأنه فقه السلف , لولا ما فيه من شدة على الأئمة , فطالب العلم المبتدئ والمتوسط لا ينبغي أن ينظر في هذا الكتاب , لئلا يكتسب من حدة المؤلف , فشدّ على كثير من أهل العلم , وقال في حقهم بعض العبارات التي لا تليق بمقامهم .
السائل : نرجو وصية لطالب العالم !(1/964)
الشيخ : طالب العلم أولاً وآخراً ينبغي أن يستحضرأثناء الطلب وأثناء الاقتناء وأثناء المطالعة أن يستحضر الإخلاص لله عز وجل , أثناء شراء الكتاب , وأثناء مطالعته , وأثناء الإفادة منه , لأن الهدف من القراءة تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من علوم الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك . فعلى طالب العلم أن يستحضر الإخلاص , والنية شرود وفي خضم هذا الكم الهائل من الكتب ويبحث يمين ويسار وقد يغفل عن هذا , فعليه أن يستحضر هذا فهو الأساس وهو الأصل . على طالب العلم أن يهتم باقتناء الطبعات المصححة والمحققة وسبق أن أشار الشيخ عبدالمحسن إلى شيء من هذا ويسأل عما يشكل عليه من أمر الطبعات , فكم من طبعة مصحفة ومحرفة اعتمد عليها من لا يعرف , وأن يفرق بين المطابع . وأيضاً لا يعتمد الطالب على الكتاب ويهمل حضور الدروس فمن كان علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه . الطالب الذي لا يعرف الكتاب إلا في الدرس عند الشيخ قَلّ أن يفلح , لا بد أن يعنى بالمطالعة قبل الحضور والمراجعة بعد الحضور والمذاكرة مع الزملاء . الشيخ عبدالقادر بن بدران له درس مع مجموعة من الطلاب عند شيخ من الشيوخ يقول : أولاً نحفظ القطعة ثم كل واحد في زاوية من المكان يشرح هذه القطعة قبل الاطلاع على الشرح , ثم بعد ذلك يطالعون الشرح , الصواب يُقر ويشاد به والخطأ يصحح , وبهذا يثبت العلم , يقرءون الحواشي , يذهبون إلى الشيخ يسدد ما عندهم ويزيد ما عندهم . والمطالعة يختلف الطلاب فيها إختلافاً كبيراً , منهم من هو صبور دؤوب يأخذ الكتاب لا يخلطه بغيره حتى ينتهي , ومنهم الملول يخبط هذا ساعة وهذا ساعة . فالصبور الدؤوب ليس عنده مشكلة , فهو يقرأ الكتاب حتى ينتهي بالطريقة التي تُشْرح فيما بعد إن شاء الله .(1/965)
أما الملول يجب أن يضع جدول بحيث لا يرتبك يضع جدول ثابت , فبعد صلاة الصبح له قراءة في كذا , وبعد انتشار الشمس في كذا , جدول يلزم به نفسه . أيضاً أثناء المطالعة يستحضر الطالب نفسه , ويفرغ نفسه من المشاغل , ويصحب أقلام ملونة يدون بها المسائل , وكثير من المخطوطات والمطبوعات القديمة مكتوب عليها : " قف " " تأمل " للأمور المهمة . بعض شيوخنا له طريقة في كتبه , وُجِدَت بعد موته يضع نقطة حمراء وأحياناً سوداء وأحياناً زرقاء وأحياناً خضراء . الحمراء : لما يريد أن يراجعه فيحفظه , الزرقاء : لما يريد أن يراجعه ويكرر النظر فيه , الخضراء : لما يريد أن ينقله إلى مذكراته . و كل طالب علم لا بد أن يكون لديه مذكرة . المقصود أنه لابد من التمييز بين ما يقرأ , والكلام في ذلك يطول . والله أعلم . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
إكرام
11-01-2004, 03:07 AM
السلام عليكم،
جهدٌ مباركٌ ميمونٌ ..
جزاكم الله خيراً .. وأكمل فإنّ هناكَ متابعٌ مُنتفعٌ ..
___________________
أمّا ما ذكره الشيخ عن إهمال المكتبات - من قبل الورثة خاصة - فهو مُشاهد ويؤذي حسّ كل غيور!
وقد شهدتُ بنفسي حادثة شبيهة، حين توفي جارنا قبل خمس سنواتٍ - وهو من طلبة العلم المعروفين في هذا البلد - وبقيت مكتبتُه إلى ما قبل عدّة أشهر، نهباً للأرضة والغبار والمطر .. حتى صار أهل الدار يشتكون من أنّ هذه الكتب تضيّق عليهم ولا حيلة لهم بها .. حتى ألهمهم الله التبرع بها، فأهدوها لدارة الملك عبد العزيز .. وقد تيسّر لي أن آخذ منها ( 700 كتاب تقريباً ) .. فالحمد لله ..
وإن كانت الكتبُ في حالٍ يُرثى لها والله المستعان ..!
---
احمد بن حنبل
11-06-2004, 02:29 AM
الحلقة الخامسة :(1/966)
السائل : تحدثنا عن مكتبة طالب العلم , و تحدثنا عن بداية التدوين , وعن بعض المكتبات العامة والخاصة التي اشتهرت في العالم الإسلامي في الماضي , وأشرنا أيضاً إلى جزء يسير مما يتعلق ببناء طالب العلم لمكتبته في التفسير وعلوم القرآن . بقي لنا مواضيع عديدة حول بناء مكتبة طالب العلم , أستأذنكم بأن نبدأ فضيلة الشيخ بالحديث عن السنة النبوية عن الحديث كيف يبني طالب العلم مكتبته في هذا العلم المهم ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فعلم السنة بل السنة النبوية من أهم ما ينبغي أن يعنى به طالب العلم لأنها هي المبينة للقرآن , ومفسرة له . فلتكن همة طالب العلم مصروفة لحفظ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم , وفهمه , بمطالعة ما اعتمد عند أهل العلم من شروح وإلا فالشروح لا يمكن الإحاطة بها . فعلى سبيل المثال صحيح الإمام البخاري رحمه الله شروحه بالمئات , فبما يعتني طالب العلم من هذه الشروح , وهل يغني بعضها عن بعض؟ قديماً قيل : لا يخلو كتاب من فائدة , فإذا أمكن لطالب العلم أن يجمع أكبر قدر ممكن من هذه الشروح لتكون مراجع له عند الإعواز والحاجة فهذا هو المطلوب , لكن قد لا يتيسر ذلك لضعف القدرة المادية مثلاً أو ضيق المكان أو غير ذلك من الظروف التي تضطَّر بعض طلاب العلم على عدم استكمال ما ينبغي استكماله من الشروح فضلاً عن الإحاطة بجميع ما دون في هذا الباب . فلا شك أن هذه الكتب إذا أردنا الاستغناء التام ببعضها عن بعض لم يمكن لنا ذلك , نقول لا يمكن الاستغناءالتام ببعضها عن بعض بدليل انه لا يمكن أن تستغنى بفتح الباري مثلاً بغيره من شروح الصحيح ولا يمكن أن تستغني بعمدة القارئ عن غيره من الشروح وهكذا .(1/967)
لأن لكل كتاب من هذه الشروح له ميزة لا توجد في غيره , لكن إذا أراد الطالب أن يقتصر على شرح واحد , يُنظر له فيما يحقق الهدف في الجملة , يعني في الغالب دون الإحاطة بجميع ما يحتاجه لحل هذا الكتاب , فمثلاً صحيح البخاري وهو أولى ما يعني به طالب العلم لأنه أصح ما كتب في السنة بل أصح ما دونه البشر وأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل شُرح شروح كثيرة جداً .
ولا غرابة في أن يشرح بمئات الشروح , وأشرنا في الحلقة السابقة أن تفسير البيضاوي عليه أكثر من مائة وعشرين حاشية , هذا المدون المعروف , منها ما هو كامل ومنها ما هو ناقص ومنها ما هو مختصر ومنها ما هو مطول , هناك حواشي قلمية لا يمكن الإحاطة بها على تفسير البيضاوي , وقل مثل هذا في التفاسير الأخرى , إذا فماذا عن صحيح الإمام البخاري شرح بمئات الشروح والمعدود منها الآن أكثر من مائة سردا هذه المدونة وهناك الشروح المطولة والمختصرة والتامة والناقصة , النفيسة وهناك شروح أيضا فيها غث كثير, المقصود أننا اخترنا أهم هذه الشروح لتكون بين يدي طالب العلم , فمن ذلك أول هذه الشروح شرح الخطابي أبي سليمان حمد بن محمد البستي هذا أقدم الشروح . اسمه " أعلام الحديث " طبع باسم أعلام الحديث لأن أكثر النسخ على هذا , وكانت شهرته عند أهل العلم " أعلام السنن " في مقابل " معالم السنن " في شرح سنن أبي داود له هذا الكتاب مختصر جدا يعني لو طبع بالحرف الذي طبع به فتح الباري لجاء في مجلد واحد , لكن طبع محققا في أربعة مجلدات .
السائل : والمحقق الموجود مخدوم ؟(1/968)
الشيخ : هو رسالة علمية . هو أيضا طبع محققا تحقيقا أقل من مستوى هذا الذي أشرنا إليه وهو لأحد الأمراء من آل سعود طبع بجامعة أم القرى هذا تحقيق رسالة علمية , هناك طبعة قبل هذه الرسالة في المغرب في مجلدين هذه طبعة نادرة جدا . يمكن الاستفادة من شرح الخطابي , لأن الشراح ينقلون عنه كثيراً وإن كانت زُبَدُه أودعت في الشروح التي جاءت بعده يعني إذا كان الطالب يُعنى بالجمع فمن خير ما يقتنى هذا الكتاب وإن أراد الإكتفاء فيكتفي عنه بغيره من الشروح التي تليه .
يتبع بإذن الله تعالى ...
---
احمد بن حنبل
11-08-2004, 11:28 PM
الحلقة السادسة(1/969)
هناك أيضا شرح الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى واسمه " فتح الباري " , وابن رجب رحمه الله تعالى كعادته يشرح السنة بالسنة ويشرح السنة بأقوال الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة , المقصود أن هذا الشرح فيه نَفَس السلف الصالح , فعمدته كلام السلف وهذه ميزة الحافظ ابن رجب رحمه الله , ويعنى بها عناية فائقة , ويمتاز بها عن غيره في جميع مؤلفاته . والكتاب مطبوع مرتين .على كل حال الكتاب ليس بكامل فيه خروم كثيرة , هو أولاً إلى " كتاب الجنائز" في الجملة . وفي الذي وجد منه خروم كبيرة جداً , يعني بين حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في كتاب الإيمان في الشبهات إلى الحديث الذي يليه في الطهارة أكثر من مائتي حديث مخروم , وكم في شرح هذه الأحاديث من علم عظيم من علم السلف , فالحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى يعنى بعلم السلف وبأقوال السلف , ويُنَكِّب جانباً عن أقوال المتأخرين واصطلاحاتهم , فمن يطالع هذا الكتاب وطالع أيضاً شرح الأربعين له عرف قدر هذا الرجل , وله رسالة في الباب اسمها فضل علم السلف على الخلف , رسالة نفيسة لا يستغني عنها طالب العلم , رسالة في غاية الجودة . والكتاب مطبوع مرتين إحداهما بتحقيق ثمانية , طبعتها ونشرتها دار الغرباء طبعة جيدة في الجملة فيها مقابلة نسخ وفيها تعليقات , وفيها ترقيم . فهي طبعة جيدة أنا قرأتها كلها والملاحظات عليها يسيرة , والطبعة الثانية للشيخ " طارق عوض الله " وهو من خيار طلاب العلم , كان من المجودين , لكن لا يوجد له أثر في هذا الكتاب إلا النشر, فلو أتحفنا بشيء من علمه في تعليقات على هذا الكتاب يفيد طالب العلم , لأن له عناية بالرواية وله عناية بعلل الحديث , وسبق أن نشر " جامع العلوم والحكم " ومثله نشْره أيضاً " لسبل السلام " , فهو يُعنى بتصحيح الكتاب لكن لمساته في التعليقات التي تفيد طالب العالم ليست على مستوى علمه الذي نعرفه عنه , أنا قابلته شخصياً , عرفته عن قرب ,(1/970)
هو من خيار من يتصدى لنشر الكتب في العصر الحديث , على كل حال أنا عنايتي بتحقيق الثمانية لأنها خرجت أولاً فوقعت موقعها, وقرأتها وراجعت طبعة الشيخ طارق وهي جيدة في الجملة . هناك أيضاً شرح الكرماني اسمه " الكواكب الدراري " , وهذا الشرح شرح ماتع نفيس , فيه فوائد كثيرة جداً , وفيه لطائف وطرائف , كثيرمنها يتعلق بتراجم الرواة , فيذكر في ترجمة الراوي أطرف ما يذكر من أخباره , وهذا ينشط القارئ . على أوهام في الكتاب لأنهم يقولون إنه أُخذ علم هذا الكتاب من الكتب , ومعروف أن الذي علمه من كتبه ليس علمه كمن زاحم أهل العلم ,
وهنا أبيات ذكرها بعضهم :
يظن الغمر أن الكتب تُهْدى أخافهم لإدراك العلوم وما يدري الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الطريق المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى تكون أضل من توم الحكيم
وقالوا عن " ابن حزم " إنه أخذ علمه من الكتب , ولذا خف عنده الأدب بالنسبة لأهل العلم كما ينبغي وإلا فالرجل من أهل العلم كما هو معروف على ما عنده من خلل في العقيدة , لكن أرسل لسانه في بعض أفاضل هذه الأمة وخيارها , وعلى كل حال هذه من عيوبه . ويقول أهل العلم إن وضعه الاجتماعي بين وزارة وبين تضييق وإهانه وإحراق كتب. على كل حال ابن حزم له وعليه , وليس هذا مجال بسط مثل هذا الكلام . " الكواكب والدراري" هذا من أولى ما يبتدئ به طالب العلم بالقراءة , لأنه يشد الطالب ويحفزه على القراءة , والكتاب ليس بطويل طولا مملاً .
السائل : الكواكب طبع في كم مجلد .(1/971)
الشيخ : طبع في خمسة وعشرين جزءاً صغار, وأجزاء صغيرة جداً يعني هو إثنى عشر مجلد وحرفه كبير, يعني هو مناسب جداً للقراءة , على أوهام فيه أحياناً تقع منه الأوهام بحيث يكون رد هذه الأوهام في الكتاب المشروح - الرد في الكتاب المشروح - حتى قال الحافظ ابن حجر: ( وهذا جهل بالكتاب الذي يشرحه ) أحياناً منها يفهم فهما وينجع في الفهم ويحمل الخطأ للإمام البخاري , وأحياناً - وهذا نادر- يسيء الأدب مع الإمام البخاري , ولكن هذه نادرة جداً , تعقبه الشراح و كلهم اعتمدوا عليها ممن جاء بعده , لم يستغن عنه , فاعتمدوا عليه وأفادوا منه فائدة كبيرة , وكشف لهم عن كثير من الأمور, بل فتح لهم الطريق لكنهم تعقبوه , بعضهم يتعصب عليه وبعضهم ينصفه, على كل حال الكتاب نادر وماتع على الأوهام التي ذكرناها فيه , فلو قدر أن تنشر هذه الأوهام , وهي عندنا مدونة على الكتاب كله , والردود عليهم من الشروح الأخرى مع الكتاب , لكان الكتاب غاية في النفاسة , لكن طالب العلم المبتدئ يقرأ الكتاب وهو لا يعرف أن هذه أوهام , فتقع منه موقع القلب الفارغ , فعلى كل حال هذا الكتاب نفيس وممتع ويشد القارئ . أيضاً وفق بطبعة جميلة جداً , وحرف جميل , فالكتاب أنصح به ويرجع إليه , والكتاب طبع في المطبعة المصرية , والمطبعة المصرية هذه طبعت مجموعة من الكتب أبدعت في طباعتها , يعني طبعت هذا الكتاب وطبعت تفسير الرازي وطبعت شرح النووي وطبعت مجموعة من الكتب .
الشيخ : لكن لو طبعوا تفسير الطبري وتفسير ابن كثير وفتح الباري لكان وفقوا في ذلك , أيضاً هناك شرح العيني " عمدة القارئ " , و عمدة القارئ كتاب مرتب على الفنون لبدر الدين العيني .
السائل : على الفنون أم على الأحاديث يا شيخ ؟(1/972)
الشيخ : الأحاديث على ترتيب البخاري , لكن شرح كل حديث يرتبه يبدأ بالمناسبة , ثم الرواة , ثم اللغة , ثم المعاني , ثم البيان , والبديع , والمقصود ترتيبه بديع وهذا في رُبْع الكتاب الأول , أما في الربع الثاني فأقل , والنصف الأخير مختصر جداً , وهذا الكتاب في الجملة نافع , فبسبب ترتيبه لا تتعب في البحث عما تريده مع طول الكتاب , الكتاب مطبوع في تركيا في أحد عشر مجلداً كبار, ثم طبع في المطبعة المنيرية في خمسة وعشرين جزءاً , ثم طبع بعد ذلك في مطبعة الحلبي في عشرين جزءاً , والطبعة المنيرية نفيسة , أما الطبعة التركية فجيدة في الجملة, لكن التعامل معها فيه شيء من الصعوبة لتداخل المباحث , أما الطبعة المنيرية ففصلوا المباحث بعضها عن بعض , فصلوها وحرفه في الغالب جميل وترتيبهم بديع في الطباعة , شرح العيني هذا اعتمد على الشروح المتقدمة , بحيث كانت مقدمته مأخوذة بحروفها من مقدمة النووي على البخاري في حدود عشر أو إحدى عشرة , أو اثنى عشرة صفحة بحروفها من شرح البخاري للنووي . فالنووي شرح قطعة من البخاري فشرح بدء الوحي والإيمان فقط , وهذه القطعة طبعت في المطبعة المنيرية مع مجموعة اسمها شروح البخاري للنووي والقسطلاني وصديق لبدء الوحي والإيمان من صحيح البخاري . هذه المقدمة استلها العيني من شرح النووي , ثم بعد ذلك أخذ يشرح الأحاديث , ويفيض في الشرح وينقل عن الحافظ ابن حجر كثيراً , لكنه لا يسميه بل يبهمه , فيقول قال بعضهم , ثم يتعقبه كثيراً .
السائل : وهو معاصر له يا شيخ ؟(1/973)
الشيخ : نعم من الأقران . إذا انتهي مجلد من شرح الحافظ ابن حجر, اسْتُعِير بعلم الحافظ ابن حجر للعيني واطَلع عليه . ونقل منه الصفحة والصفحتين , فتصدى للرد عليه , وبينهما ما بين الأقران من المنافسة , وهناك كتاب في الباب اسمه " مبتكرات اللآليء والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر" للبوصيري وهو شخص معاصر, أيضا ابن حجر له كتاب " انتقاض الاعتراض " يذكر كلامه ثم يذكر كلام العيني وتعقبه عليه , ثم ينقضه , وأجاب كثيرا من الإشكالات التي أوردها العيني والتعقبات , لكنه أبقى أشياء فبيض لها ولم يتيسر له إكمالها , " مبتكرات اللآلئ والدرر" فيه محاكمات كثيرة بين الشيخين بإنصاف , لكن بقيت هناك أشياء ما تطرق لها ابن حجر نفسه ولا البوصيري في " المبتكرات " , بقيت أمور تحتاج إلى محاكمة بين الشيخين , وتحتاج إلى مزيد عناية . وعندنا بعض المدونات في شيء منها . شرح العيني قلنا أنه طبع ثلاث مرات . ثلاث طبعات هي الطبعات التي يمكن يستفاد منها طالب العلم , الطبعة التركية ثم المنيرية ثم الحلبية , أما الطبعات الأخيرة , طبعات المطابع التجارية المتأخرة كما سبق لنا أن أشرنا في الحلقة السابقة , مع مداخلة الدكتور عبد المحسن العسكر, أشرنا إلى أن تولي هذه المطابع الحديثة للكتب الكبيرة التي تحتاج إلى لجان متخصصة لتصحيحها وتصويبها يقع فيها الخطأ الكثير, لذا من كان عنده طبعات قديمة أو مصورة على هذه الطبعات القديمة فليستمسك بها , لا سيما الكتب الكبيرة التي ما جُمع لها نسخ واعتني بها , وقورن بين هذه النسخ . فالكلام السابق ليس على إطلاقه, فقد يتيسر وجود نسخة صحيحة من الكتاب , و يعتمد المتقدمون في المطابع القديمة على نسخ حسب تيسرها لهم . وهم مع ذلك لا يشيرون إلى فروق النسخ , ثم يتيسر للمتأخر أن وقف على نسخة المؤلف , أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف , أو لأحد تلاميذ المؤلف أو ما قرب من عصره , وفيها عناية ومقروءة من قبل أهل(1/974)
العلم , ثم يطبع الكتاب عنها , تكون له ميزة .
يتبع ان شاء الله تعالى .
---
احمد بن حنبل
11-13-2004, 02:42 AM
الحلقة السابعة
شرح الحافظ ابن حجر واسمه " فتح الباري " كما هو معروف , وهو أشهر من نار على علم , عني به العلماء عناية فائقة طبع للمرة الأولى في بولاق سنة ألف وثلاثمائة , ثم بعد ذلك طبعه صديق حسن خان في الهند في ثلاثين جزء , وهي طبعة نفيسة ونادرة إلا أن الاستفادة من قبل أوساط المتعلمين في غاية الصعوبة لعدم تعلمهم وتمرنهم على الخط الفارسي , نعم هو باللغة العربية لكن الخط الفارسي متعب بالنسبة لآحاد المتعلمين , ثم بعد ذلك طبع طبعات كثيرة , فطبع في المطبعة الخيرية وهي طبعة جيدة , ليست مثل بولاق إلا أنها طيبة , يعني ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها إذا لم يتيسر له طبعة بولاق, ثم طبع بالمطبعة البهية , ثم طبع بالمطبعة السلفية وبعناية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
السائل : معنا اتصال هاتفي نأخذ الاتصال لأنه قد يكون تعليق على هذه . معي الشيخ صالح بن مقبل العصيمي . السلام عليكم .
الشيخ صالح : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أقول يا شيخ تحدثت كثيرا عن " فتح الباري " وعن الاشكالية التي حدثت خلال وضع نصوص البخاري في طبعة الفتح غير التي اعتمدها الحافظ ابن حجر, أولاً من المعلوم أن الحافظ ابن حجر لم يدل متون أحاديث البخاري في " الفتح " , فهل هناك إمكانية أن يعاد طبع " الفتح " مع نصوص الإمام البخاري بحيث تكون نصوص موافقة للشرح ؟(1/975)
الشيخ : أما ما يتعلق بفتح الباري مثل ما ذكرنا طبع الطبعة الأولى في بولاق وهي مجردة من المتن , على ما أراد الحافظ ابن حجر , المتن وضعه الطابع في الحاشية لا علاقة له في الشرح , وهكذا جاءت الطبعة الخيرية بعدها والهندية كلها المتن مفصول فصلاً تاماً عن الشرح , وأيضا البهية كذلك , والحلبية طبع فيها في سبعة عشر جزءا , المتن مفصول عن الشرح . أول من أدخل المتن في الشرح محمد فؤاد عبد الباقي في الطبعة السلفية الأولى , التي عني بها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في الجزء الأول والثاني وشيء من الثالث أدخلوا المتن في الشرح , الحافظ ابن حجر في المقدمة أشار إلى أنه سوف يدرج المتن في الشرح , ثم عدل عنه في مقدمة المجلدالأول , فرأى أن إدخال المتن في الشرح يطيل الكتاب , والمتن معروف ومتداول ومشهور بأيدي طلاب العلم كلهم , فلا يحتاج إليه , هل يتصور أن الشخص يكتفي بفتح الباري عن صحيح البخاري ولو كان الصحيح في الشرح , إذاً الحافظ ابن حجر وجهة نظره أن المتن لا يدخل في الشرح , وهذا ما استقر عليه رأيه ومع هذا اعتمد الحافظ ابن حجر على رواية أبي ذر, وأشار إلى ما عداها عند الحاجة . والتصرف في الكتاب من قِبَل من أدخل المتن في الشرح على غير مراد المصنف , ولذا لم يوفقوا في اختيار متن يوافق الشرح , فتجد الحافظ يشرح يقول: ( قوله ) وتنظر إلى المتن فلا تجده , لأنه معتمد على رواية معينة . وهذا من شؤم التصرف في كتب العلماء . المؤلف ما أراد أن يدخل المتن . تدخل أنت المتن لماذا ؟! الأمر الثاني : ليتك لما أدخلت المتن تدخل متن يوافق الشرح , وهي رواية أبي ذر. طبع " الفتح " بعد ذلك في المطبعة السلفية الطبعة الأولى , وهي طبعة عني بها الشيخ ابن باز رحمه الله . في المجلد الأول قابلها على نسخ خطية وقف عليها , وجئ بها وأحضرت لديه. فالمجلد الأول والثاني علق على المخالفات العقدية , وعلق على بعض المسائل الحديثية(1/976)
والاصطلاحية , ولكنها قليلة , نبه على جميع المسائل العقدية التي خالف فيها ابن حجر في المجلد الأول والثاني , وأوائل الثالث , ثم انشغل رحمة الله عليه لما تولى رئاسة الجامعة الإسلامية نيابة عن شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم رحم الله الجميع , فقال لمحب الدين الخطيب صاحب المطبعة السلفية اضبط على بولاق , لأن من خلال المقابلة وجد أن بولاق ما فيها إشكال فهي طبعة نفيسة . ولنا أمنية في طبعة بولاق - بهذه المناسبة – أن يصنع بها كما صنع في " الصحيح " الطبعة السلطانية فترقم , يوضع أمام كل حديث بداية شرحه , رقمه, وأطرافه , ورقمه في التحفة , والإحالة على الشروح الأخرى , ويصور على ورق الشمواه الجديد , فيصبح أنفس من الأصل , ويتداول بين الناس . وقد كان امتلاك النسخة السلطانية من " فتح الباري " حلم لدى طلاب العلم لماذا ؟ لأنها مطبوعة سنة ألف ثلاثمائة وإحدى عشر , الأمر الثاني أن كلها مكتوب عليها وقف في كل صفحة من الكتاب , ( وقف لله تعالى لا يباع ولا يوهب ولا يورث ) الصفحة الأولى مكتوب عليها ( وقف لله تعالى ) , والتي تليها ( لا يوهب ولا يورث ولا يباع ) وذلك في كل صفحة من الكتاب . هذا الأمر حقيقة خدم الكتاب ونشر الكتاب بين طلاب العلم , الأمنية أن تكون هذه الخدمة أيضا لفتح الباري , لماذا لا يفعل به كما فعل بالصحيح , ترقم أحاديثه ويحال على الأطراف وعلى الشروح الأخرى , ورقم الحديث من تغليق التعليق , وتحفة الأشراف فيكمل العمل ويصور تصويراً جميلاً بالألوان مثل الأصل , فتكن أنفس من الطبعة الأصلية , هذه أمنية فنعود إلى الكلام . فقال الشيخ ابن باز: اطبعوا على طبعة بولاق , وطبعة بولاق فيها أخطاء يسيرة جدا جدا , وقف عليها صديق حسن خان العالم المعروف الهندي , الذي تولى إمارة هناك في بهوبال فأعاد طبعه عنده في الهند في ثلاثين جزءاً , ولم تسلم أيضا الطبعة الهندية وتسمى الأنصارية من الأخطاء . وطبع الكتاب بعد ذلك(1/977)
طبعات كثيرة لا تعد , لأهمية الكتاب وشهرته , وإفادة طلاب العلم منه , لا تسلم من أخطاء , وبعضها أمثل من بعض كما هو معروف .
السائل : لكن يا شيخ لما طبعها كما ذكرت الشيخ : محب الدين الخطيب رحمه الله أدخل أيضا المتن خلاف لرواية أبي ذر ؟
الشيخ : أدخل المتن ملفقاً ليس على رواية معينة , يعني ملفق من روايات , وهذا خلاف ما يوصي به أهل الحديث , ينبغي أن يكون كتابك على رواية واحدة .
السائل : والآن لا يوجد كتاب على رواية أبي ذر بالنسبة لفتح الباري .
الشيخ : ليس هناك رواية لأبي ذر لفتح الباري , رواية أبا ذر لمتن الصحيح .
السائل : أقصد ما أحد أدخل الآن رواية أبي ذر في شرح فتح الباري مطبوعا أبدا .(1/978)
الشيخ : الشيخ عبد القادر شيبة الحمد وقف على نسخة في مكتبة الحرم المدني , كُتب عليها رواية أبي ذر , ويأتي مثلها كثير من المغرب فلهم عناية بهذه الرواية , لكن يوجد بينها وبين ما اعتمده الحافظ شيء من الاختلاف , فالشيخ وفقه الله لمس الحاجة الماسة لرواية أبي ذر, فوقف على هذه النسخة وكانت مخرومة مجلد فأكملها من الأزهر. وعلى كل حال يُشكر على هذا الاهتمام , لكن يبدو أن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة المناسبة من طبعات الشرح , نعم فهذه الرواية التي كتب عليها رواية أبي ذر فيها اختلاف - وإن كان يسير- بين ما اعتمده الحافظ ابن حجر وبينها . لكن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة الأمثل لمّا أرادوا أن يدخلوا المتن في الشرح . و ليت الشيخ أفرد المتن الذي وقف عليه ونشره كما هو, وعني بشرح القسطلاني وذكر فروق الروايات , والطبعات القديمة للصحيح , طبعة بولاق الأولى والثانية , الأولى السلطانية والتي تليها , وإلا فالصحيح طبع قبل ذلك في بولاق طبعات لكنها خالية من ذكر الروايات . ثم ما دام الكلام في البخاري فالطبعة السلطانية التي طبعها السلطان عُني بها بضعة عشر من أهل العلم , فهي طبعة صحيحة ومتقنة , فيها ما يقرب من مائة خطأ تلافاه أصحاب مطبعة بولاق في الطبعة الثانية سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر وأربعة عشر, فصححوا هذه الأخطاء , فطلعت الطبعة الثانية أصح من الأولى , لكن الذي صور الكتاب واعتنى به صحح الأخطاء , فخرج في مجلدات كبيرة من " دار المنهاج " .
السائل : لكن هم طبقوا ما ذكرت أنت قبل قليل من الأمنية ؟(1/979)
الشيخ : نعم وهذه الأمنية منذ أكثر من خمسة عشر سنة وأنا أعرض الكتاب على المطابع ليخدموه هذه الخدمة , وكلهم يرحب بالفكرة و يرى أهمية هذا العمل , ومع ذلك ما رأينا شيء , لما خرج هذا الكتاب جيء لي بنماذج من مطابع , وأنهم بدءوا يشتغلون , ويرقمون وكذا , وعلى كل حال الجهود موفقة , وما زال الناس لهم عناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم . بعد طبعة بولاق أخذ عنها الطبعة الميمنية , ثم بعدها الطبعة الخيرية , وكلها بفروق النسخ مأخوذة من بولاق , ثم الحلبية , والحلبية هذه صورت , وصور معها مقال للشيخ أحمد شاكر, عن الصحيح وعناية اليونيني به ورواية الصحيح , صور هذا المقال للشيخ أحمد شاكر وألصق بما صور عن الطبعة الحلبية واشتهر بين طلاب العلم , مع الأسف الشديد أن هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, والشيخ أحمد شاكر لا عناية له بالصحيح أعني عناية ظاهرة منشورة , يعني ما نَشر شيء عن الصحيح إلا هذا المقال , استُل هذا المقال فوضع مع ما صور عن الطبعة الحلبية فروج باسم طبعة الشيخ أحمد شاكر هذا ترويج , وإلا فالشيخ أحمد شاكر لا عناية له بهذه الطبعة على أقل الأحوال التي ذكر اسمه عليها , هذا مجرد ترويج تجاري , ومع الأسف أنه انطلى على كثير من طلاب العلم , بل على بعض أهل العلم , أهل العناية بالكتب , يقول : هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, لكن الشيخ أحمد شاكر ليس له طبعة للصحيح . نعم الشيخ أحمد شاكر له مقال عن الصحيح , ذكر فيه عناية اليونيني بالصحيح , وذكر بعض الروايات استل هذا المقال , وصورالطبعة الحلبية فجُعل مقدمة لها وقيل هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر. طبع البخاري مرارا عشرات المرات لأهميته , لكن ينبغي أن يعنى طالب العلم بهذه الطبعة التي أشرنا إليها , وهي الطبعة السلطانية التي أُكملت بهذه الخدمة .
يتبع بإذن الله تعالى ,,,
---
احمد بن حنبل
11-17-2004, 03:36 AM
الحلقة الثامنة(1/980)
هناك أيضا من الشروح شرح القسطلاني واسمه " إرشاد الساري " , " إرشاد الساري " هذا يمكن أن يكون ملخص أمين من " فتح الباري " و" عمدة القارئ " مع إفادته من الشروح الأخرى , هذا الكتاب لا يغني عنه غيره لمن أراد ضبط الصحيح , ضبط رواة الصحيح , ضبط صيغ الأداء , ضبط المتون , يعني ضبطُ بالحرف , فيشير إلى اختلاف جميع الروايات , ولو لم يترتب عليها فائدة . فيشير إليه " القسطلاني " , وهذه عناية فائقة بالكتاب . وإذا نظرنا إلى معاناته عن البحث عن النسخة الأصلية اليونينية , بحث عنها مدة طويلة فلم يقف عليها , وقف على الفرع فرع اليونينية وقف عليها , ثم بعد ذلك قابل كتابه أكثر من خمسة عشر أو ستة عشر مرة , قابل نسخته على الفروع وعني بها , ثم بعد ذلك وقف على المجلد الثاني من الأصل من اليونينية , وجده يباع أي النصف الثاني فاشتراه , وقابل عليه الفرع , فوجده مطابق لا يختلف بشيء , ثم وجد المجلد الأول بعد مدة طويلة فقابل كذلك , ولذلك يقول ( كذا في فرع اليونينية كهي ) , ما يقول كذا في اليونينية فرعها , لأنه قابل كتابه على الفرع , ثم وجد الأصل كهي : أي كالأصل . أقول الكتاب له أهمية كبرى لطالب العلم , فهو يعني بالروايات , و من باب الإنصاف وقفنا على فروق عند الحافظ ابن رجب لا توجد عند اليونيني ولا عند القسطلاني فروق في الروايات , يدل على طول باع ابن رجب في هذا الباب , وعنايته بالصحيح أيضا . عرفنا أن عناية القسطلاني بالصحيح , فهو بالحرف يبين فروق الروايات , وقبله اليونيني , وهو اعتمد على اليونيني . واليونيني قبل ابن رجب , ومع ذلك ابن رجب وقف على فروق لا توجد لليونيني و لا عند القسطلاني , وإرشاد الساري هذا مطبوع مراراً , يعني إذا عرفنا أن بولاق ما طبعت " عمدة القارئ " , ولا طبعت الكرماني , وطبعت " فتح الباري " مرة واحدة , و طبعت القسطلاني الأولى والثاني الحجم الكبير جداً , والثالثة والرابعة حجم متوسط بدون(1/981)
حواشي بدون هوامش , الخامسة والسادسة والسابعة وعلى هامش القسطلاني شرح النووي على مسلم , يعني كم طبع في بولاق ؟ سبع مرات , طبعته المطبعة الميمنية مرتين , و طبع في الهند وطبع في غيرها من أقطار الدنيا , أعني القسطلاني , لماذا ؟ لأهميته , على أن هذه الشروح لا تسلم من المخالفات العقدية , فجلّ الشراح على عقيدة الأشعري رحمه الله . وهذه من أهم الشروح بلا شك , وهناك شروح متأخرة كثيرة جداً , فهناك " فيض الباري " لأنور الكشميري , وهناك " لامع الدراري ", وهناك " كوثرالمعاني" وهناك شروح لا تعد و لا تحصى , للمتقدمين والمتأخرين , فلا تحصي شروح البخاري .
السائل : نأخذ مسلم يا شيخ .
الشيخ : " صحيح مسلم " لمسلم بن الحجاج , هو ثاني كتب السنة , عند جمهور أهل العلم , وإن قدمه المغاربة مع أبي علي النيسابوري على صحيح البخاري , عني به المغاربة عناية كبيرة , عنوا به أكثر من صحيح البخاري .
يقول الحافظ العراقي :
أول من صنف في الصحيح محمد وخص بالترجيح ومسلم بعد وبعض الغرب مع أبي علي فضلوا ذا لونفع
وعلي النيسابوري يقول : ما تحت أديم السماء كتاب في العلم أصح من كتاب مسلم , على أنه ينازع في كون كلمة " أصح " تنفي المساواة , وهذه مسألة طويلة الذيول مبحوثة في كتب علوم الحديث . أقول صحيح مسلم عني به أهل العلم , وشروحه شروح كثيرة جدا لكنها كلها لا تسلم من إعواز, قد يحتاج طلاب العلم إلى ما يحل بعض الإشكالات مع توافر الشروح ! أول هذه الشروح " المُعْلِم " لأبي عبد الله المازري , كتاب لطيف في ثلاثة أجزاء , وهو بداية باكورة.
السائل : شرح كامل لمسلم ؟(1/982)
الشيخ : مر على مسلم كله في الجملة , يعني يفوته أشياء كثيرة جداَ لم ينبه عليها , لكن الكتاب مختوم بآخر مسلم . هذا الكتاب باكورة ينبغي أن يُعني به طالب العلم من هذا الباب , لأن القاضي عياض جاء فأكمله في كتاب " إكمال المعلم " , ألف كتابه " إكمال المعلم " وهوكتاب نفيس , اعتمد عليه كثير ممن جاء بعده , وفيه شيئ من البسط . ثم " إكمال إكمال المعلم " للأُبِّي , وهذا الكتاب أيضاً فيه فوائد وطرائف , كثير مما يحتاجه طالب العلم مما يتعلق بالكتاب , وهناك أيضا , " مُكَمِّل إكمال الإكمال " للسنوسي , وهذه الشروح سلسلة , لا يغني بعضها عن بعض .
السائل : طبعت مجموعة يا شيخ ؟
الشيخ : هي ما طبعت مجموعة , طبع بعدها كلها " المعلم " فقد طبع متاخراً ,
و" إكمال المعلم " أيضا طبع أخيراً , وطبع قبله " إكمال إكمال المعلم " للأُبّي , ومعه بنفس الطبعة " مكمل إكمال الإكمال " للسنوسي , فتصور طبع " إكمال إكمال المعلم " و" المُكَمِّل" قبل " المعلم " و" إكماله " , على كل حال طالب العلم ينبغي أن يعنى بهذه الكتب الأربعة , وإذا انضم إليها شرح النووي على مسلم , وهذا لا يستغني عنه طالب العلم على إختصاره , كتاب مبارك , فيه فوائد وقواعد , وضوابط وتحريرات , وتحقيقات , لا يستغنى عنها طالب العلم , وهذا الشرح - أعني شروح النووي – كامل .(1/983)
وقد طبع شرح النووي مرارا , طبع بالهند سنة ألف ومائتين وسبعين , وست وسبعين , وطبع خمس أو ست مرات بالهند , إلى سنة سبعين بعد الثلاثمائة وهو يطبع في الهند في مجلدين , طبعته المطبعة الكستلية في خمسة مجلدات , وهي التي يعتمد عليها أوائل المحققين كالشيخ أحمد شاكر وغيره . ثم طبع بالمطبعة البهية المصرية في ثمانية عشر جزءاً في طباعة فاخرة , وهي صحيحة بالجملة , وهي لا تسلم من بعض الأخطاء كأي عمل بشري , لكنها طبعة جيدة , " شَرْحُ النووي " يمر فيه كلمات تدور كثيرا , يسأل عنها طلاب العلم , منها : قوله : ( قال صاحب المطالع ) , ( قال صاحب التحرير) , فهو ينقل بكثرة عن هذين الكتابين , فيعني " مطالع الأنوار" لابن قرقول , وصاحب التحرير" التحرير لشرح صحيح مسلم " لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل الأصفهاني . والنووي ينقل عنهما بكثرة فيقول : حكى صاحب المطالع , وقال صاحب التحرير, وقال القاضي , فالنووي اعتمد على ما تقدمه , لكن النووي له نفس في الكتاب وتحريرات وتحقيقات , لا يستغني عنها طالب علم . هناك أيضاً " المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " للقرطبي , " المفهم " للقرطبي , و" تلخيص مسلم " له أيضا , اختصر فيه صحيح مسلم , والمقصود بالقرطبي : أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي شيخ أبي عبدالله صاحب التفسير, و من الطرائف أن شخصاً جاء لي بقول نسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية , فقلت له المصدر؟ قال : تفسير القرطبي , فقلت كيف ؟ قال : يقول ( قال شيخنا أبو العباس ) وهذه العبارة يكررها ابن القيم كثيرا يقول ( قال شيخنا أبو العباس ) و( سألت شيحنا أبا العباس ) و ( رحم الله شيخنا أبو العباس ) وهكذا , فجاء بهذا القول ونسبه إلى شيخ الإسلام , لأن القرطبي قال (قال شيخنا أبو العباس ) , مع العلم بأن القرطبي التلميذ المفسر قبل شيخ الإسلام ابن تيمية , فالقرطبي المفسر يعني بقوله ( قال شيخنا أبو العباس ) : أحمد بن عمر صاحب " المفهم " . "(1/984)
المفهم " لأبي العباس القرطبي , كتاب من نوادر الكتب ففيه فوائد غزيرة جدا في سائر العلوم , فيه قواعد وضوابط حديثية , وفقهية , وأصولية , لا يستغنى عنها طالب علم , طبع " المفهم " أخيراً أكثر من طبعة , وهو محقق في رسائل علمية لعلها أن تنشر, وإن كان نشرها فيه شيء من الصعوبة , لأن الرسائل سبع أو ثمان رسائل وكل رسالة ثلاث مجلدات أو أربعة فيطول بذلك الكتاب .
السائل : عندكم في الجامعة كامل ؟
الشيخ : نعم هو عندنا في قسم السنة وعلومها كامل , والكتاب كما ذكرنا كتاب نفيس .
يتبع بإذن الله تعالى ,,,
---
احمد بن حنبل
11-18-2004, 02:54 AM
الحلقة التاسعة(1/985)
هناك أيضاً " فتح الملهم بشرح صحيح مسلم " لشبير أحمد العثماني , هذا هندي متأخر من علماء الهند لكنه لم يكمله وأطال فيه النفس , وفيه فوائد و طرائف , و استطرادات , وأشياء مفيدة , تفيد طالب العلم لا سيما بالنسبة لصحيح مسلم , هذه الشروح كلها لو صيغت في شرح واحد لم تعادل فتح الباري كلها ولذا لو انبرى بارع للتنكيت على شرح النووي, يعني على صحيح مسلم وشرح للنووي , ويُذكر في مؤلفات الحافظ ابن حجر أن له نكت على شرح النووي , والنكت توضح الإشكالات وتذكر ما أغفله صاحب الكتاب , وتناقشه , فهي قريب من الحواشي , إلا أن الحواشي تعرض لكل شيء , بينما النكت تعنى بالمهمات . " فتح الملهم " هذا طبعت مقدمته وثلاث مجلدات كبار , ثم أكمل في ستة مجلدات أخرى . أقول : لا يزال الإعواز في صحيح مسلم قائم , فلو اعتنى طالب علم متمكن لشرح صحيح مسلم من كل وجه , نظير شروح البخاري , أو أقل الأحوال بالتنكيت على أحد هذه الشروح , وذكر ما أهمل أحياناً في صحيح مسلم . يرد إشكالات كثيرة , مثل ( قال أبو أحمد ) , وذلك في متن صحيح مسلم , فتبحث عن أبي أحمد هذا , وكثير من طلاب العلم لا يصل إليه , لأنه لا يشير إليها الشراح ( أبو أحمد ) هذا هو الجلودي راوي الصحيح , ففي الصحيح ( قال أبو أحمد ) , ثم بعد ذلك يسوق الخبر أو بعض الإسناد من غير طريق مسلم لأن في الصحيح مباشرة ( قال أبو أحمد ) فتذهب إلى رجال الكتب الستة فما تجده , فمثل هذه الأمور وغيرها مما اشتمل عليها الصحيح من تنبيهات ولطائف وعلل , يشير إليها الإمام مسلم , وفوائد اصطلاحية في باق سياق المتون والأسانيد , شيء ما يخطر على البال , فلو اعتنى به بارع وتصدى له , وتفرغ له , فسوف يطلع عمل جليل , وعندنا بعض المقيدات في هذا الباب , لكن نسأل الله جل وعلا أن يعين على الإتمام. سنن أبي داود ثالث الكتب عند الأكثر, وأبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني , وسننه عني بها أهل العلم , حتى(1/986)
قالوا : إنه يكفي المجتهد في أحاديث الأحكام , نعم هو يكاد يكون فيه أحاديث الأحكام , وفيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث في أحاديث الأحكام , وهي أصح ماوقف عليها أبو داود , وإن ذكر في رسالته إلى أهل مكة أنه ذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه , وما فيه من ضعف أو وهن شديد بينه , على كل حال الكتاب لا يستغني عنه طالب علم . قلنا إن العناية ينبغي أن تكون بالصحيحين ثم بالسنن , " الدهلوي " له نظر آخر , يقول ينبغي أن يبدأ طالب العلم بسنن أبي داود والترمذي لأن فائدته منهما أقرب من الفائدة في الصحيحين , يعني صحيح البخاري مستواه رفيع , فليس فائدته قريبة مثل سنن أبي داود وسنن الترمذي , وإن كان في الترمذي إشارات وأشياء تحتاج إلى عناية , الدهلوي يقول ينبغي أن يعنى طالب العلم في البداية بسنن أبي داود والترمذي , ثم بالبخاري ومسلم , ثم بالنسائي وابن ماجه , على هذا الترتيب وإن كانت الأولويات عند أهل العلم بالبخاري , ثم مسلم , ثم أبي داود , ثم الترمذي , ثم النسائي , ثم ابن ماجه .
أقول : سنن أبي داوود بهذه المثابة وهو ثالث الكتب عند الأكثر , عني به أهل العلم , من أول من شرحه أبو سليمان الخطابي في كتاب أسماه " معالم السنن " وهذا الكتاب على أنه مختصر إلا أنه شرح مبارك , فيه فوائد وطرائف ولطائف وأشياء يحتاجها طالب العلم ولا يستغني عنها من يعني بسنن أبي داود .
السائل : هو نفس شارح البخاري ؟
الشيخ : نعم هو نفسه .
السائل : هناك " أعلام سنن " وهنا " معالم سنن " ؟(1/987)
الشيخ : نعم , لكنه - كما ذكرنا هناك - أنه طبع تبعا لأكثرالنسخ باسم " أعلام الحديث ". " معالم السنن " لأبي سليمان الخطابي طبع في حلب , الطبعة الأولى في أربعة أجزاء , ثم طبع بعناية الشيخ أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي في ثمان أجزاء , مع المختصر للمنذري ومع التهذيب لابن القيم , فالمعالم على اختصاره كتاب ينبغي أن يعنى به طالب العلم . هناك أيضاً شرح لابن رسلان أحمد ابن الحسين الشافعي , شرح حافل مشحون بالفوائد لا سيما ما يتعلق بالفقه وأصوله وقواعده , فنسأل الله جل وعلا أن ييسر نشره , لأنه محقق وجاهز للنشر في رسائل علمية , أما النشر العام فلم يتيسر إلى الآن , شرح العيني شرح جيد إلا أنه ناقص .
السائل : العيني شارح البخاري ؟
الشيخ : نعم بدر الدين العيني شارح البخاري , لكنه ناقص , وطبع ما وجد منه في خمسة مجلدات أو ستة . ومن هذه الشروح بل من أهمها " عون المعبود " لشمس الحق العظيم أبادي شرح متوسط مطبوع في أربعة مجلدات كبيرة في الهند , هذه الطبعة جميلة نفيسة , إلا أنها مثل ما ذكرنا عن الطبعة الهندية لفتح الباري , أن الذي لم يتعود على الحروف الفارسية تصعب عليه قراءة هذه الطبعة , طبع بعد ذلك في المطبعة السلفية بالمدينة عن الطبعة الهندية , وطابعه لم يعرف أن يقرأ تلك الحروف الفارسية , فتصحف عليه كثير, إلا أن طبعته " لعون المعبود " أمثل من طبعته " لتحفة الأحوذي " مثلاً , والشخص هو نفسه , وطبعته " لتحفة الأحوذي " أمثل من طبعته " للموضوعات " لابن الجوزي , وطبعته " للموضوعات " أمثل بكثير من طبعته " لفتح المغيث " للسخاوي .
السائل : كلها نقلها عن الطبعة الهندية ؟(1/988)
الشيخ : نعم فعون المعبود طبع بالهند وأخذ عنها , وتحفة الأحوذي أيضاً طبع بالهند وأخذ عنها , وفتح المغيث للسخاوي طبع بالهند وأخذ عنها , وهذا الرجل لا علاقة له بالعلم الشرعي , لكنه نشر بعض الكتب بمشورة من صاحب المكتبة السلفية , " عون المعبود " هذا كتاب متوسط , ونَفَس المؤلف حديثي , لا ينحاز إلى أي مذهب من المذاهب . ولذا وفق في كثير من مباحثه يُعنى بتخريجات المنذري , و تصويبات ابن القيم وتعليله للأحاديث , ونقل عن فتح الباري وغيره من الشروح , شرحه وسط يعني يفيد منه طالب العلم , ولا يضجره بطوله . " بذل المجهود " للسهارنفوري , كتاب مطبوع أيضاً في عشرين جزءاً , لكنه يختلف عن عون المعبود , عون المعبود يشرح الحديث بنَفَس أهل الحديث لا ينحاز إلى مذهب , لكن هذا صاحب بذل المجهود ينحاز إلى مذهب أبي حنيفة , لا شك أنه وجّه بعض الأحاديث أو كثير من الأحاديث لخدمة المذهب , والكتاب لا يخلو من فائدة , فيه فوائد كثيرة جدا ولا يمكن بالنسبة لسنن أبي داود أن يستغني عنه طالب علم لطوله وكثرة مباحثه . هناك كتاب " المنهل العذب المورود " للشيخ محمود خطاب السبكي , " المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود " هذا الكتاب أنجز منه مؤلفه عشرة أجزاء , وطريقته ترتيب مواد الشرح على الفنون , كما فعل العيني في " عمدة القارئ " فهو شرح مرتب , فيه طول , إلا انه لم يكمل , وشرح منه عشرة اجزاء , وشرع ابنه أمين بن محمود خطاب السبكي في إكماله , وخرج للابن أيضا ستة أجزاء , ويقال إنه أكمله أو قرب من إكماله .
يتبع بإذن الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
---
احمد بن حنبل
11-19-2004, 04:16 AM
الحلقة العاشرة
السائل : استأذنا الشيخ ...معنا اتصال هاتفي من فضيلة الشيخ عبدالله البراك .
الدكتور عبدالله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أهلاً بكم يا شيخ .(1/989)
الدكتور عبدالله البراك : يسمح لي الدكتور عبدالكريم بتنبيه أود أثناء إستعراضكم لهذه الشروح أن يعلق فضيلتكم عليه , وهو كما لا يخفى عليكم أن الحفاظ على التراث وحراسته من العبث والتلاعب أمر واجب ولازم , فما أسهل أن يقول بعض الناشرين قام بتحقيقه لجنة من العلماء بإشراف الناشر, وهناك من يستل فصل وينشره باسم المؤلف , ويكون هذا الفصل وهذا الكتاب لأحد الكبار, وكما سماهم فضيلة الشيخ بكر حفظه الله تنتيف الكتب , وهناك من يعبث باسم الاختصار أو الانتقاء , ويدعي تنقية الكتاب كما يقول من الأحاديث الضعيفة فالأساليب تعددت والعبث واحد , أرجو من فضيلة الشيخ وهو شيخنا في مثل هذه الأمور والمسائل , جزاه الله خيراً توجيه من فضيلته لطلاب العلم حول هؤلاء العابثين , وما رأى الشيخ لو جعلت لجنة لحفظ التراث من العبث ونقد العابثين تصريحاً لا تلويحاً , أود أن يعلق الشيخ على هذه المسألة .(1/990)
الشيخ : كلام الشيخ عبدالله واضح ومفصل , وفي مكانه أيضاً , وشكراً للشيخ عبدالله على ما أبداه من ملاحظة ينبغي العناية بها . أما بالنسبة للعبث بالتراث فحدث ولا حرج , بعضهم يكتب ضبط وتحقيق وهو في الحقيقة مسخ وتحريف , والأمثلة كثيرة على هذا , وبعضهم يتصدى للتحقيق وهو لا يعرف من العلم الشرعي شيئاً , يعلق على حديث ابن عمر في طلاقه لزوجته " مُرْه فليراجعها حتى تحيض ثم تطهرثم تحيض .... " إلى آخر الحديث , فيقول : ( هكذا كان الحكم لما كانت العدة قبل الطلاق ) هذه هلوسة , وبعضهم كتب ( تحقيق وتعليق ) فتصفحت الكتاب فلم أجد فيه ولا كلمة تعليق , إلا ترقيم لبعض الآيات , وجاء في الأخير في جدول الخطأ والصواب , فكتب : الخطأ ( تحقيق وتعليق ) الصواب ( تحقيق وشرح ) , هذا عبث ويضحك على الناس , فمثل هذا ينبغي أن توجد لجنة تؤدب أمثال هؤلاء , وتحذر من صنيع هؤلاء , وتوقف هؤلاء عند حدهم . العبث بالتراث من جهه أخرى , وهي الاختصار , يعني السَّطو على كتب أهل العلم بالإختصار مما لا يحسن , يعني نوصي بعض الطلاب باختصار الكتب لماذا ؟ لأن الاختصار وسيلة من وسائل التحصيل , ونوصيه بذلك للإنتفاع , لا للنشر , فمثلاً طال عليك فتح الباري , وصعبت عليك معلوماته , وتشتت في ذهنك , فبإمكانك أن تختصر, لكن لا تخرج إلى الناس بمختصر فتح الباري , كما خرج في بعض المختصرات التي أساءت إلى الكتاب , فحذفت أهم مهماته , والجوانب المشرقة فيه , واقتصر على ما يريده من الكلام الغث , وأدخل فيه ما ليس منه , وغيره , والمقصود أن العبث بالتراث على أشده , ولا يوجد جهه تحد من هذا العبث إلا أن يتصدى أهل العلم للتحذير من هؤلاء في دروسهم العامة والخاصة .
السائل : بالتصريح كما قال الدكتور عبدالله يقول : إن المفروض أن نتجاوز مسألة التلميح إلى التصريح .(1/991)
الشيخ : ليس فيه ما يمنع أبداً , لأنه إذا عُرف فلان بهذا يصرح باسمه , ورأينا من كتب في الصحف في الأيام الأخيرة من انتحل كتاباً هو لغيره موجود . المقصود أن مسألة الاختصار قد يكون الكتاب فيه حشو كثير ويتولاه طالب علم متمكن , ليقرب الفائدة من هذا الكتاب , والاختصار مسلك ونوع من أنواع التصنيف بشرطه , وليس معنى هذا أنه فقط ليقال أن فلان له اسم يدور بالمكتبات , وهذا مكثر من التصنيف , هذا عبث , وهذه حقيقة مرة إذا كان هذا هو الهدف , لكن إذا رأى أن هذا الكتاب الكبير فيه فوائد عظيمة لا يمكن أن يستغنى عنها , إلا أنه يحول دون الاستفادة منها طول الكتاب فلا مانع , الحافظ ابن حجر اختصر كثيراً من الكتب , ونفع الله بمختصراته , وإن كان بعض الناس يلمزه بهذا , وأنه طمس معالم الكتب ونسبها إلى نفسه , والحافظ له حساد , ولا شك أن شهرة الحافظ ابن حجر غطت على الأصول , يعني كتابه " التلخيص الحبير " لا يكاد يذكر عند أصله " البدر المنير" , في الفائدة , و مع ذلك تأخر طبع الأصل لانتشار الفرع , وشهرة الحافظ ابن حجر, وقل مثل هذا في بقية مختصراته , لكن لا يمنع أن ينبري عالم مدرك , يميز بين ما يحتاجه طلاب العلم وما لم يحتاجونه , بين الغث والسمين , ويهذب بعض الكتب , لكن هذا ليس على إطلاقه , ينبغي مثل ما تفضل الدكتور أن تشكل لجنة لحفظ التراث من العبث , وبداية قبل تشكيل هذه اللجنة على أهل العلم أن ينبهوا , ولا تكاد تمر مناسبة في دروسنا إذا رأينا كتاباً في يد طالب من الطلاب , نلاحظ على طبعته بعض الأشياء ننبه عليها في وقتها في الدروس في المسجد , وبعض الكتب أعرفها من مجرد حجمها , أو لونها , وأنبه على ما فيها من خلل , فالتنبيه أمر في غاية الأهمية , لا سيما أن المطابع الآن تزف إلى الناس بالمئات , بل بآلاف الكتب , هذا بلا شك أنه يحير طلاب العلم , فلا بد من ترشيد هذا الأمر وصيانته , مسألة الاستدلال وهوالأخذ من الكتب ,(1/992)
مثل كتاب راج في الأسواق , وهو كتاب " بداية الخلق " وما فيه أي مظهر من مظاهر التحقيق بل فيه تحريف , " بداية الخلق " هذا مأخوذ من " البداية والنهاية " من أول البداية والنهاية لابن كثير, ونشره باسم : بداية الخلق لابن كثير عناية فلان , وهو من البداية والنهاية , ومثله " قصص الأنبياء " للحافظ ابن كثير من البداية والنهاية , و" السيرة النبوية " لابن كثير من البداية ولانهاية , وهكذا , أمّا إن كانت هناك مزيد عناية للمستل , بإن كان هذا الشخص الذي استل هذه المادة المتكاملة من هذا الكتاب , إذا كان هذا من أجل خدمة وشدة حاجة الناس لهذا المستل من بين هذه الموسوعة الكبيرة , فهذا هدف صحيح , والأمور بمقاصدها , ومثال آخر على العبث بالكتب باسم التحقيق : قول بعض المحققين ( لم أقف على هذه الآية الكريمة في المصحف الشريف ) يقول هذا تعليقاً على حديث قدسي , " قال الله تعالى كذا ...." فهل هذا محقق ؟! هؤلاء هم السراق , فإذا كان بعض الرواة يطعن بأنه يسرق الحديث , فهذا أيضاً يسرق , هذا ينتحل , هذا يتقمص .(1/993)
نعود إلى شروح سنن أبي داود " المنهل العذب المورود " قلنا إنه للشيخ محمود خطاب السبكي , الذي أبدع في ترتيبه , وجمع المادة العلمية من المصادر التي يعتمد عليها في الباب , ولم يكمله , فقام ابنه بإكماله , و صدر من الأصل عشرة أجزاء , ومن التكملة سته أجزاء , وفي طريقه أيضاً إلى تتميمه . هناك كتاب ليس بشرح في الحقيقة لكنه لا يستغني عنه من يعاني سنن أبي داود , ويعنى بسنن أبي داود , وهو " تهذيب السنن " لابن القيم , وكلامه منصب على بيان علل الأحاديث , وبنَفَس الأئمة الكبار المتقدمين , إذا عرض لحديث بين جميع ما قيل فيه , وما فيه من علل , وكثير منها من استنباطاته وإدراكه للعلل والخلل , فهو إمام في هذا الباب . يتكلم عن علل حديث واحد في عشرين أو ثلاثين صفحة , يسيل واديه هناك كما يقال ( حتى يملأ الخوابي ويبلغ الروابي ) رحمة الله عليه , هناك حواشي على السنن مثل حاشية السيوطي " مرقاة الصعود " , هناك شخص مغربي اسمه البجمعوي اختصر بعض كتب السيوطي , فالسيوطي له شروح مختصرة جداً على الكتب الستة , فقام هذا المغربي فاختصرهذه الشروح , " فالتوشيح على الجامع الصحيح " للسيوطي في مجلد على " صحيح البخاري " شرح مختصر جداً , جاء هذا المغربي فقال " روح التوشيح " فاختصر هذا المختصر, أيضا للسيوطي " الديباج " في جزء صغيرعلى " صحيح مسلم" , جاء البجمعوي هذا فاختصره في " وشي الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ". وهكذا " مرقاة الصعود " للسيوطي فاختصره المغربي في " درجات مرقاة الصعود " , وهكذا على بقية الكتب الستة , وحواشيه على الكتب الستة مطبوعة في ستة أجزاء صغيرة. ونقتصر على هذا الحد من سنن أبي داود .
يتبع بإذن الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
---
أثرية
03-21-2005, 11:06 PM
هل هذه آخر حلقه ؟ أم هناك حلقات أخرى ؟؟؟
هل هذه آخر حلقه ؟ أم هناك حلقات أخرى ؟؟؟
---(1/994)
أبو المعتز القرشي
06-10-2005, 03:38 AM
بانتظار المزيد
---
احمد بن حنبل
08-22-2005, 03:21 AM
آسف على التأخير ...
الحلقة الحادية عشرة
السائل : إذن قبل أن نترك سنن أبي داود نأخذ هذه المداخلة فضيلة الشيخ , معي الأستاذ خالد الشنيبر .
أستاذ خالد : السلام عليكم . باختصار أنا عندي ثلاث نقاط , لفتت نظري وخاصة من الناحية الحديثية في هذا الزمن , في السنوات الأخيرة , الأولى : لاحظنا يا شيخنا أن الكتب التي بدأت تخرج في الآونة الأخيرة , بدأت كما يسمونها " موضة إطالة الحواشي في التخريج " , فأصبح يخرج حتى الأجزاء الحديثية التي لا تكاد يعرفها كثير من طلبة العلم , وأصل الحديث موجود في الصحيحين أحيانا , فأصبحت الكتب بدلاً من أن تخرج في مجلدين مثلاً , تخرج علينا في أربع أو ست مجلدات , مما يثقل كاهل طالب العلم , ومما لا تكون فيه الفائدة الكبيرة , بل تشتت أفكارنا في قراءة كتب الإمام الذي نقرأ له , هذه هي النقطة الأولى .
السائل : سواء كانت رسالة علمية أو غير رسالة علمية يا أستاذ خالد ؟
الأستاذ خالد : لا , أحياناً الرسالة العلمية لها ظروفها الخاصة , ولكن أحياناً نشر الرسالة العلمية أيضاً له دوره .(1/995)
الأستاذ خالد : النقطة الثانية يا شيخنا أيضاً ظاهرة أخرى بدأت في الآونة الأخيرة , وهي البحث في القصص الموجودة عن السلف من التابعين , ومن بعدهم , أحياناً لا ينبني عليها أي حكم فقهي , فتبدأ ظاهرة تضعيف هذه القصص , وليت هذا يقف عند هذا , بل جعل من يورد هذه القصص من الجهال بعلم الحديث , مع أنه - أقول مرة أخرى - لا ينبني عليها أي حكم شرعي , بل هي من المرققات التي تذكر, فهل هذا المنهج يا شيخ خاصة في الآونة الأخيرة التي ظهرت , هل هو منهج سليم يتبع أم هو منهج متشدد ؟ فنرجو أن نسمع رأيكم في هذا . أخيراً يا شيخ وهو رجاء لك , ونحن نشاهد إلمامك بكتب الحديث , وإلمامك بطبعاتها , فهلا أتحفتنا بشرحٍ لأحد كتب السنة , لعل الله أن ينفع به بعد مماتك , وأنت تعرف أن هذا من الأشياء التي ينتفع بها العبد إذا مات , وجزاكم الله خير.
الشيخ : شكراً للأخ خالد على هذه اللفتة الكريمة . أما بالنسبة لإطالة الحواشي والتخريج بالرجوع إلى الأجزاء , والمعاجم والمشيخات , والكتب التي هي غير مشهورة ومتداولة بين الناس , مع أن أصول هذه الأحاديث موجودة في الكتب المتداولة المشهورة , نقول قبل ذلك : هذا خلل في التحصيل , فتجد بعض طلاب العلم مغرم بهذه الأجزاء والمعاجم والمشيخات , يحفظ زوائدها ويخرجها ويحققها , مع أنه من أجهل الناس بالبخاري مثلاً , لا شك أن هذا خلل في المنهجية , فنحن عندنا علم عظيم في الصحيحين , يجهل كثير من طلاب العلم ما يحويه صحيح البخاري من دقائق العلوم , و " صحيح البخاري " كتاب الإسلام بحق , يعني بعد كتاب الله , جمع أبواب الدين كلها , فتجد طالب العلم من باب الإغراب - والإغراب تميل إليه النفس- يلجأ إلى هذا .
السائل : لكن أنتم يا شيخ ما تلزمون في الدراسات العلمية العالية بهذا أثناء التحقيق ؟(1/996)
الشيخ : مثل ما تفضل الأخ الشيخ خالد أن الرسائل العلمية لها ظروف خاصة , فهذه ورقة اختبار, يعني بقدر اطلاع الطالب وسعة اطلاعه على هذه الكتب المشهورة وغير المشهورة ينبغ ويبرع , لكن إذا تجاوز هذه المرحلة ,أو لم يلزم بهذه الأمور , فينبغي أن تكون العلوم أولويات , فيعنى بالصحيحين قبل كل شيء , ثم بعد ذلك بالسنن , ثم المسانيد, فأهل العلم لهم ترتيب , فتصور أن " مسند الإمام أحمد " بعد " سنن ابن ماجه " في الترتيب , مع أنه في قوة الأحاديث في مصاف " سنن أبي داوود " , لماذا ؟ لأن لهم نظرات دقيقة , يقدمون الصحيحين ثم الكتب الصحاح الأخرى , التي ما التزم أصحابها بما اشترطوا , كصحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم , ثم السنن ,
ثم بعد ذلك المسانيد
وبعدها في رتبة ما جعل على المسانيد فيدعى الجفلَ
لماذا ؟ لأن هذه المسانيد ألفها أصحابها على أسماء الرواة من الصحابة , فالذي يصنف على السنن , ماذا يصنع ؟ يترجم بحكم شرعي , فيقول : باب حكم كذا , وباب جواز كذا , وباب تحريم كذا , فإذا أراد أن يرشح لهذا الحكم من مروياته , سوف يرشح أقوى ما عنده من رواية , بينما إذا ترجم بصاحبي مثل أحاديث أبي بكر الصديق , وأحاديث عمر, وأحاديث عثمان , إلى آخره , يأتي بجميع ما وقف عليه من أحاديث ذلك الصحابي , بغض النظر عن قوة ذلك الحديث , لأنه لا يستدل لحكم شرعي ترجم به , ولذلك تأخرت مرتبة المسانيد عن مرتبة السنن, هذه أولويات , أولاها أهل العلم عناية فائقة , فكون الطالب يذهب إلى " جزء الألف دينار" مثلاً , أو مشيخة فلان أوعلان , وهو جاهل بصحيح البخاري , فهذا إغراب , وهذا خلل في المنهجية .
السائل : نتكلم عن البحث والقصص الموجودة عن السلف .(1/997)
الشيخ : هناك قصص يذكرها السلف وتذكر عنهم و اعتمدها , لا لبناء الأحكام عليها وإنما هي من باب حفز الهمم , فينقل عن السلف في العلم والعمل والعبادة والتعب والسهر في هذا الباب , مما يشحذ همة المتأخرين لمحاكاتهم وسلوك سبيلهم , فهل نحن بحاجة إلى أن نبحث إلى صحة هذا الخبر عن فلان ؟ وهل نحن نعتمد على هذا ؟ لو لم يكن في هذا الباب إلا عمله لقلنا بدعة , لو لم يعتمد على الكتاب والسنة , فهذا لا شك أنه من المنشطات. بل تعدى الأمر ذلك فصاروا يبحثون في أسانيد كتب مستفيضة ومشهورة عند أهل العلم , لكن لقصورهم أو تقصيرهم ما وجدوا من الأسانيد ما يثبتونها به , فجرؤا على أن نفوا هذه الكتب , وهذه مشكلة فإن هذه الكتب تتابع أهل العلم واستفاض النقل عنها , منسوبة إلى من نسبت إليه , ثم يأتينا من يقول : هذا الكتاب لم تثبت نسبته إلى فلان , لماذا ؟ لأنه لم يجد سند يسنده إلى فلان , فالاستفاضة أمر معمول به عند أهل العلم , يعني يُقطع بشهادة الاستفاضة بين الناس في الأنساب , فكيف لا تثبت بها الكتب التي ينقل عنها الأئمة الثقات الأعلام , أهل الخبرة والدراية , المميزون بين ما يثبت وما لا يثبت , فتتبع مثل هذا والتنبيه عليه لا شك أنه من الفضول , ومثل هذا لا شك أنه يعوق عن تحصيل المهمات .
أما بالنسبة لما طلبه ورجاه , من شرح أحد كتب السنة , هذا النية موجودة له . وهناك أشرطة كثيرة حول أبواب من صحيح البخاري , وصحيح مسلم , وللسنن , ولغيرها من كتب السنة , ولبلوغ المرام , وغيره من كتب الأحكام , ويحرص الطلاب على تفريغها وتصحيحها وتصويبها , لكنني غير مقتنع من تفريغ الأشرطة ونشرها في كتب , لأن التأليف فن .
السائل : لماذا لا تراجعونها يا شيخ ؟(1/998)
الشيخ : أنا عندي التأليف إبتداءاً أسهل من مراجعة ما كتب , والتأليف فن , والإلقاء فن آخر, نعم بعض الناس عنده ملكة في الإلقاء , وترتيب للمعلومات بحيث يقرب جدا من الكتابة , مثل هذا لا بأس , كالشيخ ابن عثيمين مثلاً , والشيخ صالح الفوزان , إلقائهم قريب من التأليف , كلامهم دقيق ومرتب ولو فُرِّغ لخرج في كتاب . وأنا أتحدث عن نفسي , ما يسجل عني في الدروس لا يصلح للنشر كتابة , نعم يقبل سماعه , لكن أنا نفسي لا أقبله ولا أطيق أن أقرأ ما يفرغ .
السائل : ومشروع التأليف يا شيخ ؟
الشيخ : أما مشروع التأليف والجلوس بين الكتب والتأليف هذا لا شك أنه هم .
السائل : لكن بدأت في شيء منها يا شيخ ؟
الشيخ : بدأت لكن أين الوقت ؟ لأن من تصدى للشباب ومحاولة نفعهم , لا يتركون له فرصة , وإن كان باب التأليف مهم , وهو الباقي بإذن الله عز وجل نسأل الله جل وعلا أن يرزق الجميع الإخلاص .
يتبع بإذن الله تعالى ...
---
احمد بن حنبل
08-24-2005, 05:27 PM
الحلقة الثانية عشرة
السائل : سنن الترمذي يا شيخ .(1/999)
الشيخ : نعود إلى جامع أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي , وهو من الجوامع لأن كتب السنة منها الجوامع التي تشمل أبواب الدين , ومن أهمها البخاري ومسلم والترمذي , ومنها السنن ومن أهمها سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه , ومنها المصنفات كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبدالرازق , وهي قريبة في مادتها وترتيبها من السنن , إلا انها لكثرة ما فيها من آثار تختلف عن كتب السنن , منها أيضاً الموطأات , ومنها المعاجم , ومنها المسانيد , إلى غير ذلك من الكتب . جامع أبي عيسى الترمذي أحد الجوامع التي تشتمل على أبواب الدين , وعني به العلماء عناية فائقة , لكثرة ما يحويه من أحاديث ومن علوم ومن معارف في السنة , ومن تنبيهات اصطلاحية ونقل لأقوال أهل العلم , وذكر شواهد الحديث المذكور, فالترمذي يعقب على الحديث الذي يرويه في قوله : ( وفي الباب عن فلان وفلان ) هذه شواهد للحديث , يُعنى بها الشراح ويخرجونها . والآن نعرض لبعض شروح الترمذي .
السائل : أستاذنك يا شيخ قبل أن نعرض لبعض شروح سنن الترمذي معنا إتصال من الشيخ عمر المقبل .(1/1000)
الشيخ عمر : جزاكم الله يا شيخ عبدالكريم , وبارك فيكم . شيخنا الكريم هذه الثورة الطباعية التي نعيشها اليوم , حتى لو قال قائل : إنه لو دخل المكتبة يومياً لوجد جديداً , أليس هناك نية لعمل أو إيجاد مركز معلومات يعتني بالرصد الدقيق لما نشر قديماً , وما ينشر حديثاً , بحيث يستخدم في هذا كل إمكانيات الفهرسة الممكنة لخدمة الباحثين , ولعل في هذا معالجة لمشكلة تعرض لها شيخنا من قبل في الحلقة السابقة , وهي الترف الحاصل من بعض طلاب العلم في تتبع الطبعات , التي قد لا يكون من جمعها كبيرفائدة , وفي الوقت نفسه تسد حاجة المعوزين من طلاب العلم الذين لا يستطيعون شراء ما يريدون , ولعل أيضاً في إيجاد مثل هذا المركز يكون فيه مساندة مع العمل الذي يقوم به الشيخ يوسف الخلاوي في موقع " ثمرات المطابع " لأنكم تعلمون أن جانب الإنترنت ليس كل الباحثين يتيسر لهم التعاون معه , بل بعضهم , وليسوا بالقليل لا يحسنون التعامل مع هذه الوسيلة .
السائل : هل ترون قيام المؤسسات بها أولى ؟
الشيخ عمر : بلى , لكن في تقديري أنه إذا تنادى المهتمون بهذه الجوانب , بحيث تكون تحت مظلة إحدى المراكز , بحيث يكون هناك تبادل معلومات قوي ودقيق ييسر هذا بإذن الله هناك نقطة أخرى إذا أذنتم لي , وهي مسألة توثيق الكتاب إلى مؤلفه , يعني يلاحظ هناك إغراق من بعض الباحثين , أوتعمد الإطالة في ذكر ذلك , وربما يكون الكتاب مشهوراً لمؤلفه حتى لا يحتاج إلى هذا , فما أدري ما ضابط نسبة توثيق الكتاب إلى مؤلفه؟ هل هذا من الترف أم هو في حاجة إلى بعض المواطن , وفي بعض المواطن لا , و شكر الله لكم .(1/1001)
الشيخ : جزى الله أخانا الشيخ عمر على ما قدمه خيراً , أما بالنسبة لمركز المعلومات والرصد ونفع الباحثين وتمييز الغث من الثمين , فهذا مطلب لا شك أنه ملح , ويحتاجه طلاب العلم , ومثل ما تفضلتم , ينبغي أن تتبناه جهه رسمية , لكن هذه الجهات إذا اقترح عليها , تحتاج إلى من ينبهها إلى مثل هذه الأمور , ولا تتأخر إن شاء الله تعالى .
أما بالنسبة للتوثيق لنسبة الكتاب إلى مؤلفه , هذا لا شك أنه إذا كان الكتاب مطبوع لأول مرة وغير مشهور , فلا بد من التوثق من نسبته إلى مؤلفه , ووجد وطبع كتب نسبت إلى غير مؤلفيها , مثل " الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن " هذا نسب إلى ابن القيم .
السائل : باعتبار أن له كتاب اسمه " الفوائد " يا شيخ ؟
الشيخ : له كتاب " الفوائد " لا شك , لكن " الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن " كله مبني على المجاز .
السائل : المجاز لا يراه ابن القيم .
الشيخ : نعم و سماه طاغوت في " الصواعق " , وهذا الكتاب يختلف تماماً عن نَفَس ابن القيم . ومثله كتاب " أخبار النساء " نسب لابن القيم , وليس لابن القيم , المقصود أن هناك كتب نسبت إلى غير مؤلفيها , وكتب لمؤلفيها سميت بأسماء كتب أخرى , فلا بد من التثبت , لكن الزيادة التي تطغى على المقاصد , هذه لا شك أنها مهمة لكنها تطغى على مقاصد , وتعوق دون تحصيل الفائدة , وتشغل حيز كبير من الكتاب ومجرد تثبت نسبة الكتاب إلى مؤلفه بالطرق المتبعة عند أهل العلم يكفي .(1/1002)
الشيخ : نعود إلى جامع أبي عيسى الترمذي , هو من الجوامع المعروفة المشهورة عند أهل العلم عني به العلماء قديماً وحديثاً , له شروح كثيرة منها " عارضة الأحوذي " لابن العربي المالكي , عارضة الأحوذي هذا كتاب جيد متوسط الحجم , لأبي بكر ابن العربي المالكي يُعنى بالمسائل الفقهية , وإن كان لا يغفل بعض الكلام اليسير المختصر على لطائف الإسناد وما أشبه ذلك , لكن سوء الطباعة حال دون الإفادة منه , طبع في مطبعة الصاوي والتازي طبعات سيئة للغاية . وعندنا في نسختنا التصويب أكثر من الكتابة , وفيه إسقاط أحاديث بشروحها , وفيه إدخال كلام ليس لابن العربي , فيه إقحام لكلام ليس للترمذي . هم أرادوا طباعة الكتاب فاستعاروا نسخة أحمد شاكر من جامع الترمذي , والشيخ أحمد شاكر له تعليقات على نسخته خرج بعض الأحاديث , فأدخلوها في الكتاب , ومن هذا تعرف قيمة هذه الطبعة . فالكتاب - أعني عارضة الأحوذي - لو يُبحث عن نسخ له , ويحقق ويخرج على مراد المؤلف, ويعلق على ما فيه من مخالفات عقدية يسيرة , لكان الكتاب يسد ثغرة , وإن كان لا يفي بالغرض , لكنه نافع , فيه فوائد ولطائف لا توجد عند غيره .
يتبع بإذن الله تعالى ...
---
احمد بن حنبل
08-27-2005, 05:03 PM
الحلقة الثالثة عشر .
هناك أيضاً كتاب اسمه " النفح الشذي " لابن سيد الناس , وهذا من أنفع الشروح وأمتعها وأنفسها , هذا الكتاب لم يكمله ابن سيد الناس , وسعى الحافظ العراقي في إكماله , ولابنه أبي زرعة أيضاً تكملة , وللسخاوي أيضاً تكملة , المقصود أن هذا الكتاب أبدع فيه ابن سيد الناس , وأيضاً لا يقل دونه إبداع الحافظ العراقي .
السائل : أكمله بنفس الإسم " النفح الشذي " ؟(1/1003)
الشيخ : نعم " تكملة النفح الشذي " لكنه لم يطبع منه سوى جزئين , بتحقيق الأستاذ البارع الشيخ الدكتور أحمد معبد , من خيار من عرفناهم من أهل هذا الشأن , كان عندنا في قسم السنة , ونفع الله به نفعاً عظيماً , وهو من نوادر الرجال , وبعدما ذهب الشيخ إلى مصر - حقيقة - أنا قصرت في حقه كثيراً , المقصود أن الشيخ أخرج المجلد الأول والثاني , وأطال النفس جدا في التعليقات , وليست من التعليقات التي ترهق الكتاب , مثل تعليقات بعض الناس التي هي مجرد نقل من كتاب إلى كتاب , فينقل التهذيب إلى حاشية كتاب كذا , أويفرغ كتاب من كتاب , لا , الشيخ له وقفات وله لمسات وله تحقيقات لا توجد عند غيره , وهو من أهل هذا الشأن , لكن إطالته بهذه الطريقة بحيث يترجم لراوي مثل ابن إسحاق في سبعين صفحة . طالب العلم بحاجة إلى أن يكون هذا التعليق بحثاً مستقلاً عن ابن إسحاق , فمثل هذه الاستطرادات رغم أهميتها وجودتها , وإمامة الشيخ أحمد في هذا الباب , لا شك أنها تعوق دون إخراج الكتاب , فمن سنين لم يخرج الثالث , ومن سنين يقولون الثالث في الطريق , لكن ماذا عن الرابع والخامس والعاشر, وبهذه الطريقة يمكن أن يخرج في خمسين أو ستين مجلداً والله المستعان . على كل حال شرح ابن سيد الناس لجامع الترمذي يفاد منه , وأيضاً مقدمة ابن سيد الناس فيها لفتات واختيارات اصطلاحية لا توجد عند غيره , نقل كثير منها إلى كتب المصطلح .(1/1004)
هناك " تحفة الأحوذي " للمباركفوري , كثير من طلاب العلم ممن لا يعنى بجمع كل ما كتب حول هذه الكتب , يقول : إذا أردت أن أقتني واحداً فهل أقتني " عارضة الأحوذي " أو" تحفة الأحوذي " ؟ نقول : اقتن تحفة الأحوذي لأنه وفّى بعناصر الشرح المطلوبة , أما العارضة فقد تجد حديثاً ما شرح , وقد تجد حديثاً شرحه مبتوراً , قد يكون مردّ هذا إلى النسخة التي اعتمد عليها وسوء الطباعة , لكن على الوضع القائم " تحفة الأحوذي " أفضل بكثير, ويعنى أيضاً المباركفوري بتخريج الأحاديث التي أشار إليها الترمذي بقوله : ( وفي الباب ) .
هناك أيضاً من مختصرات السيوطي على هذه الكتب , وهي شروح مختصرة جداً : " قوت المغتدي على جامع الترمذي " ومختصره الذي أشرنا إليه " نفع قوت المغتدي ". أيضاً تعليقات الشيخ أحمد شاكر على جامع الترمذي لا يستغني عنها طالب علم , وهي أيضاً منهج لتحقيق الكتب . وهي في مجلدين جامع الترمذي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر, يستفيد منها طالب العلم في التصحيح , يستفيد منها أيضاً منهجية التحقيق , نعم قد نختلف مع الشيخ أحمد رحمه الله في توثيق بعض الرواة وتضعيفهم , حيث وثق في تعليقاته أكثر من عشرين راوٍ جماهيرأهل العلم على تضعيفهم , نختلف معه في هذا , لكن لا يعني أننا لا نفيد منه , فالشيخ مدرسة في التحقيق . وتحقيقه لرسالة الإمام الشافعي ينبغي أن يدرس في قاعات البحث في الدراسات العليا ليحتذى , فهي إبداع , نعم عندنا نسخة مخطوطة من " الرسالة " للإمام الشافعي , فيها زوائد على ما ذكره مما وقف عليه من النسخ , لكن يبقى أنه إمام في في باب التحقيق العلمي الدقيق .(1/1005)
نأتي إلى سنن أبي عبدالرحمن النسائي , ورغم أهميته وما فيه من كم من أحاديث الأحكام, وما فيه من علل يشير إليها في تراجم الأبواب , إلا أنه بحاجة ماسة إلى شرح متكامل يُعنى بالرجال والمتون والتصحيح والتضعيف , يُعنى في الدرجة الأولى بهذه التراجم , التي هي علل , ويقيني أن هذه العلل التي أشار إليها في هذه التراجم هي العائق عن شرح الكتاب .
هناك شروح مختصرة للسيوطي " زهر الربى على المجتبى " وحاشية للسندي , فيها إعواز كبير , فما تفي بالغرض . هناك أيضاً شرح مطول جدا لمعاصر اسمه " ذخيرة العقبى في شرح المجتبى " للشيخ محمد بن علي آدم أثيوبي , هذا مدرس في دار الحديث , هذا شرح مطول جداً, يعني يبلغ الأربعين مجلداً , وذكر لي أنه عدل عن هذا الطول إلى النصف تقريباً , وخرج منه تسعة مجلدات بشرح مطول جدا , يأتي إلى الرواة فيترجم لكل واحد منهم , ويذكر جميع ما قيل فيه , وهذه أمور لا تنتهي , لكن جَمَع مادة تنفع القارئ , لاسيما في مثل هذا الكتاب الذي الأمة في حاجة ماسة إليه , والساحة تكاد تكون معدمة من شرح يسعف طالب العلم . هناك أيضاً الحواشي السلفية على سنن النسائي , مطبوعة في مجلد كبير في الهند , ثم طبعت بعناية الشيخ أبي الأشبال في خمسة أجزاء , فيها فوائد وطرائف ونفائس , وكتب السنة حقيقة بحاجة إلى شروح تجمع الشروح السابقة , وتصوغها صياغة يفهما طلاب العلم , وأيضاً تضيف إليها ما استجد من حوادث ونوازل تدل عليها هذه الأحاديث , يمكن أن تستنبط أدلتها من هذه الأحاديث والله المستعان .
يتبع إن شاء الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
---
احمد بن حنبل
08-28-2005, 05:15 PM
الحلقة الرابعة عشر(1/1006)
سادساً : " سنن ابن ماجه " , وهذا هو سادس الكتب عند الأكثر, وأول من أدخله مع الأمهات : أبو الفضل بن طاهرفي شروط الكتب وفي أطرافه , وإن كان ابن الأثير وقبله رزين في " تجريد الأصول " جعلوا بدله الموطأ , وهناك من جعل " الدارمي " هو سادس الكتب , لكن بعد أبي الفضل بن طاهر كل الناس تتابعوا على جعل سنن ابن ماجه هو سادس الكتب لكثرة زوائده وفوائده , شروح سنن ابن ماجه كثيرة , لكن الموجود منها المطبوع قليل , منها شرح " مغلطاي " علاء الدين بن قليج الحنفي هذا شرح طويل ونفيس وماتع , إلا أنه لم يشرح المقدمة , ما شرح المقدمة التي في السنن فيها أكثر من ثلاثمائة حديث , تركها وبدأ من أبواب الطهارة , ثم أكمل العبادات إلى آخرها . شرح السيوطي اسمه " مصباح الزجاجة " مختصر جدا وطبع مختصره " نور مصباح الزجاجة " , فيما يقرب من مائة صفحة , انظر إلى شدة الإختصار! : شرح لكتاب كبير في مائة صفحة , شرح برهان الدين الحلبي سبط بن العجمي هذا لم يطبع , حاشية بن حسن السندي مطبوعة وفيها فوائد ولطائف , وهناك شرح زوائد سنن ابن ماجه لسراج الدين بن الملقن , وله أيضاً زوائد النسائي , وزوائد أبي داود , وزوائد الترمذي , تصدى لهذه الزوائد فشرحها , شرح زوائد ابن ماجه في ثمانية مجلدات , فهو شرح مطول . إلى غير ذلك من الشروح التي لا يمكن استيعابها .
السائل : عفواً يا شيخ , سائل يسأل حول اسم ابن ماجه هل هو بالتاء أم بالهاء ؟ ويقول إني تعبت في البحث عن تحقيق هذه المسألة .
الشيخ : ابن ماجه وابن منده وابن داسه كلها بالهاء في الوقف والدرج , تقول : ماجه , منده , داسه , حتى في الدرج .(1/1007)
من أهل العلم من جعل السادس : الموطأ " موطأ الإمام مالك بن أنس " , وعلى هذا صنيع ابن الأثير في " جامع الأصول " وقبله رزين في " تجريد الأصول " , ومنهم من جعل السادس : ابن ماجه , تقدم الكلام عن ابن ماجه مع الكتب الخامسة السابقة , التي هي دواوين الإسلام المشهورة .الآن نتحدث عن موطأ الإمام مالك بن أنس , والموطأ كما هو معروف لإمام دار الهجرة مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي , إمام المذهب المشهور المعروف , نجم السنن , هذا الكتاب ألفه الإمام مالك رحمه الله تعالى وتلقاه عنه جمع غفير من أهل العلم , بحيث صارت له روايات متعددة , من أشهرها رواية يحيي بن يحيي الليثي , وعليها جلّ الشروح. ومنها رواية محمد بن الحسن , ومنها رواية أبي مصعب الزهري , والروايات كثيرة جدا يصعب حصرها , لكن أهمها ما يقرب من العشرين وهي مدونة ومعروفة يطول الكلام فيها , يهمنا رواية يحيي بن يحيي التي عليها الشروح , والتي عني بها أهل العلم , ومن أهم شروحها وأعظم تلك الشروح " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري , كتاب عظيم مكث في تصنيفه ثلاثين عاما , وأودعه من نفائس العلوم والفنون ما يعجز اللسان عن وصفه , فالكتاب عني بالموطأ , وبأقوال مالك ومذهب مالك , وأشار إلى المذاهب الأخرى , وله اختيارات وترجيحات يخالف فيها مذهب الإمام رحمه الله , فابن عبد البر حافظ المغرب وهو إمام من أئمة المسلمين مكث في تصنيف هذا الكتاب ثلاثين عاما وقال عنه ابن حزم : إنه لا يعلم في الكتب في الكلام على فقه الحديث أنفس من هذا الكتاب , بل لا يعلم ما يماثله ولا يدانيه ولا يقاربه , هذا الكتاب رتبه ابن عبد البر على شيوخ الإمام مالك في موطئه , ولذا يصعب الوقوف على الأحاديث المرادة منه إلا بعد معرفة الشيخ , ثم الشيوخ رتبهم على حروف الهجاء على طريقة المغاربة , وهي أيضا تختلف عن ترتيب طريقة(1/1008)
المشارقة , فالصعوبة من جهتين من كونه مرتب على الشيوخ , ولو كان مرتب على الأبواب على ترتيب مالك رحمه الله لكان أولى , لكن هذه وجهة نظر الإمام ابن عبد البر, تمنينا طويلا أن يرتب على ترتيب الموطأ , فخرج له ترتيبات كثيرة منها أول ما خرج له ترتيب " المغراوي " وهو من شيوخ المغرب , وهو ترتيب ابتكره , قدم فيه مسائل الاعتقاد وعناية الشيخ المغراوي بالعقيدة معروفة حفظه الله , لكن كنت أتمنى أن يرتب الكتاب على ترتيب الموطأ نفسه يمشي على أحاديث الموطأ .(1/1009)
فتمنيت أن يرتب على ترتيب الإمام مالك , فالكتاب إما أن يبقى على أصله ترتيب ابن عبدالبر , أو يُرْجع إلى أصل الأصل وهو ترتيب الإمام مالك رحمه الله , فخرج له أكثر من ترتيب بهذه الصفة تحقيقاً لهذه الأمنية , ومن أفضل ما وقفت عليه من هذه الترتيبات : ترتيب الشيخ عطية سالم رحمه الله وله عناية فائقة بالموطأ , وعناية بالإمام مالك على وجه الخصوص , فجاء ترتيبه على الوجه المناسب , وهو من أهل الخبرة بالموطأ وله معرفة بكتب ابن عبدالبر . وترتيب الشيخ عطية سالم طبع قبل ثمان أو تسع سنوات . وهو الذي رتبه بيده مشي على الموطأ , ولما كانت طباعة " التمهيد " لابن عبد البر قد طالت حتى استغرقت خمس وعشرين سنة , فكان الشيخ رحمه الله كل ما يخرج جزء يرقم الحديث برقم الموطأ , ثم بعد ذلك يرتب هذه الأحاديث , ثم إذا خرج الثاني أضاف ما فيه من أحاديث على الطريقة التي اتبعها , ثم خرج كتاب " التمهيد " مرتباً ترتيب الموطأ , وهذا عمل جليل , وقد يبدو في ظاهر الأمر أنه ليس بشيء مجرد تقديم وتأخير و ترتيب , لكنه عمل جيد مفيد يفيد طالب العلم كثيراً . الإمام ابن عبدالبر عُني بشرح الأحاديث المرفوعة في هذا الكتاب , وأبدع في كتابه , وكمله بكتاب آخر أسماه " كتاب الاستذكار في بيان مذاهب فقهاء الأمصار " أي من خلال الموطأ شرح فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفات , وأشار إلى أقوال مالك , وأقوال غيره من أهل العلم , فالاستذكار جاء تكميلاً للتمهيد الذي هو لما في الموطأ من المعاني والأسانيد , معاني وأسانيد هذا " التمهيد " , هذه الصفة الغالبة , وفيه كلام على فقه الحديث كثير, لكن الكلام على الأحكام في " الاستذكار" أظهر , وهما كتابان متكاملان فلو جمع بينهم . والمحقق " للاستذكار" نقل بعض النقول مما يحتاج إليه من " التمهيد " فطال الكتاب جداً حيث خرج في ثلاثين جزءاً . وهو أقصر من التمهيد .(1/1010)
من أهم شروح الموطأ أيضا " المنتقى " لأبي الوليد الباجي , وهو من كبار المالكية يفيد منه طالب العلم فائدة جيدة , من شروحه أيضاً شرح الزرقاني , فهوأيضاً كتاب نافع ومفيد , وشرحُ مختصر جداً للسيوطي اسمه " تنوير الحوالك " .
" ولي الله الدهلوي " نظر إلى الموطأ فوجد فيه أقوال مالك , فأضاف إليه أقوال أبي حنيفة والشافعي وسماه " المسوى " , فجاء شرحه المختصر جداً جامعاً للمذاهب الثلاثة وتولينا شرح المسوى مدة , أضفنا إليه مذهب الإمام أحمد.
السائل : ولم يكتمل عملكم يا شيخ ؟
الشيخ : لا ما اكتمل المشاريع كثيرة والله المستعان . هناك شرح مطول طبع في ستة مجلدات في الهند , ثم طبع في خمسة عشر جزءاً اسمه " أوجز المسالك " هذا الكتاب مع أن مؤلفه متأخر , إلا أن جودته تظهر في رجوع المؤلف إلى كتب أصحاب المذاهب , يعني لو جئنا إلى الشروح مثل " فتح الباري " أو " عمدة القارئ " أو غيرها من الشروح , أو كتب التفسير التي تنقل أقوال الفقهاء مثلاً , تجدهم ينقلون عمن ينقل المذهب , فلا تثق بهذا النقل لا من جهة الخلل في أمانة مؤلفه , لكن قد ينقل رواية غير معروفة في المذهب , رواية عن الإمام غير معتبرة في المذهب , يعني مرجوحة , تعرف أن المذاهب فيها روايات , والشافعي عنده أقوال , وأحمد عنده روايات وهكذا , فهذا الكتاب عني بهذا عناية طيبة , فصار ينقل المذاهب من كتب أصحاب المذاهب , فهذه فائدته , وهو كتاب موسع في خمسة عشر جزءا .
السادس , أي سادس الكتب على قول : (هو سنن الدارمي ) وهو كتاب نافع وماتع , وفيه أحاديث عوالي كثيرة لتقدم مؤلفه , فهو شيخ لأصحاب الكتب , فيه عوالي والعوالي يعني بها أهل العلم , وفيه زوائد أيضاً , إلا أن زوائد ابن ماجه أكثر , ولذا صارت العناية به أكثر , لا أعرف له شرحاً عند المتقدمين , إلا أنه خرج له شرح متأخراً جداً , ولا يسلم من ملاحظات كبيرة .
يتبع إن شاء الله تعالى ...
---
احمد بن حنبل(1/1011)
08-30-2005, 05:58 PM
الحلقة الخامسة عشر .
هناك أيضاً الكتب التي رتبت على الأبواب , وتأتي بعد الصحيحين و السنن , كصحيح ابن خزيمة, وصحيح ابن حبان , ومستدك الحاكم , وسنن البيهقي , ومنتقى ابن الجارود , هذه كتب مهمة لطالب العلم , ينبغي أن يعنى بها لاسيما سنن البيهقي , الذي جمع , فهو بحر محيط يحتاجه الفقيه , ولا يستغني عنه طالب علم , ففيه أدلة المذاهب كلها , وإن كان نَفَس البيهقي شافعي , وتراجمه تؤيد في الغالب مذهب إمامه , لكنه يذكر في الباب كل ما يقف عليه , فهو كتاب عظيم , فإذا ضم سنن البيهقي إلى الكتب الستة , وأفيد من الكتب التي ذكرت : صحيح ابن خزيمة , وابن حبان , ومستدرك الحاكم , ومنتقى ابن الجارود , والدارمي , يكون طالب العلم حينئذن أنهى ما يحتاج إليه من الكتب المبوبة والكتب المبوبة التي رتبت على الأبواب يقدمها أهل العلم على المسانيد , مهما جلّت إمامة صاحب المسند , كمسند الإمام أحمد , ولذا يقول الحافظ العراقي رحمه الله تعالى :
ودونها في رتبة ما جعل على المسانيد فيدعى الجفل(1/1012)
ويعني بدونها السنن . لأن صاحب السنن يترجم بحكم شرعي , فيحرص على أن يستدل لهذا الحكم الشرعي بأقوى ما عنده من الأدلة , بينما صاحب المسند يترجم بترجمة راوي صحابي فيقول : أحاديث أبي بكر الصديق فيجمع ما وقف عليها من أحاديث هذا الصحابي , لأنه لا يستدل بحكم شرعي ولذا تأخرت رتبتها , وإن كان مسند الإمام أحمد على وجه الخصوص مقدم عند جمع من أهل العلم , ومعتنى به من الحنابلة وغيرهم , فالحافظ ابن كثير وهوشافعي المذهب يستظهر المسند , فشرط الإمام أحمد في مسنده لا يقل عن شرط أبي داود كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية , مع أن شرط أبي داود أقوى من شرط بقية السنن , " مسند الإمام أحمد " من دواوين السنة الجامعة , نعم ترتيبه على المسانيد عاق الإفادة منه عند كثير من طلاب العلم , فلو رتب على الأبواب وترجم لأحاديثه. وقد حصل أن رتب من قِبل جمع ممن تقدم كابن عروة المشرقي , وأيضاً الساعاتي في " الفتح الرباني " . وشرح ترتيبه عن الساعاتي بحاشية , في أولها تستطيع أن تسميها شرح , لكن في منتصفها الثاني أو قبله هي حاشية , واسم هذا الشرح " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني " . أيضاً الشيخ عبدالله القرعاوي له ترتيب للمسند اسمه " المحصَّل " وهو كتاب جيد يفيد منه طالب العلم . فأقول ترتيب المسند على هذه الطريقة جعلت كثير من طلاب العلم لا يعنون به , مع أنه ينبغي أن يكون محط عناية لإمامة مؤلفه ولجمعه , فهو يجمع من الأحاديث ما يقرب من ثلاثين ألف , وإن قال المترجمون أن فيه أربعين ألف , لكن واقعه لا يصل إلى الثلاثين .
السائل : لكن الصعوبة هي في البحث فيه فكيف يمكن أن يتخطاها طالب العلم , فإذا كان عنده حديث عن أبي هريرة , وأبو هريرة رضي الله عنه مكثر , فكيف يمكن أن يحصل على الحديث من مسند الإمام أحمد؟(1/1013)
الشيخ : عن طريق المعجم المفهرس لألفاظ الحديث , ومن طريق أطراف المسند للحافظ ابن حجر . المسند عليه حواشي للشيخ أحمد شاكر نافعة يفيد منها طالب العلم , وغالبها في الرواية أي في جرح وتعديل الرواة , وإن ظهر تساهله رحمه الله وصحح بعض الأسانيد التي لا تصل إلى درجة الصحة . وعلى طالب العلم أن يعنى بكتب أحاديث الأحكام ومن أهمها : العمدة , والمحرر , والبلوغ , والمنتقي , والإلمام , وغيرها من الكتب التي ألفها أهل العلم لتقريب هذه الأحاديث لطلاب العلم, ولذا جردوها عن الأسانيد , وأتبعوها بعزو مختصر وأحكام مختصرة تناسب الحفظ , وهذه الكتب كلها مشروحة , " العمدة " لها شروح كثيرة جدا , و" المحرر" عناية الناس به أقل من البلوغ , وإن كان " المحرر" عندي أنفس وأتقن , " البلوغ " عني به الناس ودرسوه وشرحوه وله شروح كثيرة متداولة .(1/1014)
" المنتقى " أيضاً عني به الناس وشرحوه , مع كثرة أحاديثه . " والإلمام " لابن دقيق العيد, شرحه مؤلفه في كتاب من أعظم كتب شروح كتب أحاديث الأحكام اسمه " الإمام شرح الإلمام" ولابن دقيق العيد أيضا كتاب آخر اسمه "الإمام " بين فيه علل الأحاديث , وطوّل فيه جداً , ينبغي لطالب العلم المتقدم لا المبتدي أن يعني بكتب العلل , كعلل " علي ابن المديني " و" ابن أبي حاتم " و" الدارقطني " و" علل الترمذي " الكبرى والصغرى , ويراجع ما كتب عليها من تنبيهات وشروح وتخاريج , يفيد منها ويسأل عما يشكل عليه , وأيضا يعني بكتب مشكل الحديث , لأنه يوجد إشكالات في الأحاديث تحلها كتب المشكل , ويراد بمشكل الحديث : اختلاف الحديث , ومختلف الحديث يراد به التعارض بين الأحاديث , فهذه الكتب كفيلة بحل هذا التعارض وإزالة التعارض , والتعارض إنما هو في الظاهر فلا يوجد حديثان صحيحان متعارضان تعارضاً حقيقياً , لأنه كلام من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم , ولكن فيما يظهر ويبدو للقارئ . ثم بعد هذه الكتب : كتب اختلاف الحديث تزيل هذا الإشكال . عليه أيضا أن يُعنى بكتب غريب الحديث , التي هي بمثابة شرح ما يشكل من ألفاظ الحديث النبوي , و " غريب الحديث " غير" الغريب من الحديث " , فغريب الحديث شرح المشكل من الألفاظ , ومشكل الحديث واختلاف الحديث في التعارض الظاهر , أما الغريب من الحديث : ما يتفرد به راوي واحد فذاك في المتن وهذا في الإسناد , ومن أهم ما كتب في غريب الحديث : " غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام " وهو إمام في هذا الباب , وأيضا " غريب الحديث لابن قتيبة " و" الفائق " للزمخشري , وهو إمام في العربية وإن كانت البدعة أثرت على بعض كتبه , أيضا ابن الأثير وكتابه " النهاية " كتاب جامع بَيْن كُتب من تقدم , فكتب الغريب في الحقيقة كثيرة جداً لكن هذه من أهمها لأبي عبيد وابن قتيبة والزمخشري وابن الأثير . ومن أراد أن يقتصر على(1/1015)
كتاب واحد لضيق ذات اليد , أو لضيق المكان , وما أشبه ذلك , فعليه " بالنهاية " لابن الأثير, وله ملخص اسمه " الدر النثير" للسيوطي .
يتبع بإذن الله تعالى .
---
احمد بن حنبل
09-03-2005, 02:16 AM
الحلقة السادسة عشر
طالب العلم عليه أن يطلع على كتب الموضوعات , وهي المكذوبة المختلقة على النبي صلى الله عليه وسلم , لئلا يروج بعضها عليه , وكانت عناية المتقدمين بها فائقة , فالبخاري رحمه الله تعالى يحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح , فمعرفة مثل هذه الأمور لئلا يغتر بها الناس , فكتب الموضوعات مثل : " الموضوعات " لابن الجوزي على تساهل في شرطه , حيث أدخل بعض الأحاديث التي لا تصل إلى درجة الوضع , فأحاديث ضعيفة كثيرة دخلت في الكتاب لا تصل إلى درجة الوضع , بل أحاديث حسنة دخلت بل صحيحة لكنها قليلة , يقول الحافظ العراقي رحمه الله تعالى :
وأكثر الجامع فيه إذ خرج لمطلق الضعف عنى أبا الفرج
يعني ابن الجوزي . وهنا كتاب " اللآلئ المصنوعة " مأخوذ من " موضوعات " ابن الجوزي وغيره , وهو أقرب منه إلى الدقة في الحكم على الحديث بالوضع , وكتاب " الأسرار المرفوعة " لعلي قارئ , و " الفوائد المجموعة " للشوكاني , المقصود أن هذا الموضوع صُنف فيه كثيرا وعلى طالب العلم أن يعنى به .(1/1016)
أيضا يعنى بكتب علوم الحديث من أولها كتاب " المحدث الفاصل " للرامهرمزي , نعم الكتاب لم يستوعب باعتباره من اللبنات الأولى في التأليف في هذا الفن , وطبيعي أن أول شخص يؤلف يحصل عنده نقص ثم يُكْمِل فيما بعد , و" معرفة علوم الحديث " للحاكم كتاب نفيس يُعنى به طالب العلم , وإن قال الحافظ ابن حجر : إنه لم يهذب ولم يرتب قال في مقابل ذلك ابن خلدون في مقدمته الشهيرة : إنه أول من هذب هذا العلم ورتبه , ابن حجر يقول : لم يهذب ولم يرتب , وابن خلدون يقول : أول من هذب ورتب , فهل في هذا تعارض ؟ نعم فكيف يدفع مثل هذا التعارض ؟ كلامهما صحيح يمكن تنزيله بأن : ." لم يهذب ولم يرتب " بالنسبة لمن جاء بعده , فالذين جاءوا بعده أكثر ترتيباً وتهذيباً , لكن إذا نظرنا إليه بالنسبة لمن ألف في الفن قبله فهو " أول من هذب ورتب " على كلام ابن خلدون فلا تعارض .(1/1017)
ومن الكتب المهمة في الباب كتاب " الكفاية " للخطيب وفيه قوانين الرواية , كتاب مفيد ونافع , بالأسانيد , والخطيب له في كل باب وفي كل نوع من أنواع علوم الحديث مصنف خاص , حتى قال ابن نقطة : " كل من أنصف عرف أن أهل الحديث عيال على كتب الخطيب " , وإن ناله من ناله من بعض المتأخرين من أنه خلط هذا العلم وأدخل فيه أصول الفقه ومزج بينها وعلم أصول الفقه متأثر بعلم الكلام , كل هذا لا يحط من قيمة الكتاب ولا من إمامة مؤلفه , للخطيب بالمناسبة كتاب في غاية الأهمية لطالب العلم اسمه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " كتاب يتعين على طالب العلم أن يطلع عليه , والتأدب بآداب أهل العلم , لما نرى من وجود شيء من الغلظة والجفوة بين طلاب العلم , لا أقول هذا موجود بكثرة لكنه موجود , فغالب طلاب العلم ولله الحمد أخذوا العلم من أبوابه وتحلوا بآدابه , لكن يوجد بين طلاب العلم من ينصح بقراءة مثل هذا الكتاب , فإذا قرأنا لمثل هذا الكتاب , وقرأنا " جامع بيان العلم وفضله " لابن عبد البر, و" فضل علم السلف على الخلف " لابن رجب , وطالب العلم عليه أن يقرأ مقدمة الخطيب لكتاب " موضح أوهام الجمع والتفريق " ليعرف كيف يتعامل مع الكبار , أيضا بعد " الكفاية " يقرأ " علوم الحديث " لابن الصلاح هذا الكتاب الذي لما كتبه ابن الصلاح جمع فيه غالب مؤلفات الخطيب , واطلع على كتب من تقدم : الرامهرمزي والحاكم وغيرها , من الكتب التي صنفت في هذا الباب , ورتب الباب ترتيباً بديعاً , وإن كان يحتاج بعض الأبواب إلى تقديم وتأخير لكنه جمع , فاشتغل الناس به فكان قطب رحى دار حوله الناس حتى قال الحافظ : " لا يحصى كم ناظم له ومختصر ومستدرك عليه ومقتصر ومعارض له ومنتصر" , فالكتاب اختصر مرارا , وشرح مرارا , ونظم مرارا , نظمه كثير, وشرحه كثير , وعلق عليه , ونكتوا عليه وأيضا اختصروه , فهناك مختصرات للنووي وابن كثير وغيرهم , وهناك حواشي للحافظ(1/1018)
العراقي , والحافظ ابن حجر , وبرهان الأبناسي , والزركشي وغيرهم .
أما النظم فقد نظمه الخويني في ألف وخمسمائة بيت , ونظمه أيضا الحافظ العراقي في ألفيته الشهيرة التي عني بها الناس وشرحوها شروح كثيرة , هناك أيضا ألفية السيوطي , والمفاضلة بين الألفيتين يطول التصدي لها في مثل هذه الحلقة , وإلا فالسؤال عنها كثير, وأقول بكلام موجز مختصر : ألفية العراقي عندي أرجح من وجوه , والبسط لا يحتمله هذا المقام . هناك أيضا " توضيح الأفكار" للصنعاني كتاب نفيس , يحتاج إليه طالب العلم . هناك أيضاً " نخبة الفكر" للحافظ بن حجر وشروحها كثيرة , وأيضا " تدريب الراوي " للسيوطي كتاب جامع جمع فيه كثير مما يحتاجه طالب العلم , وللمتأخرين أيضا مشاركة طيبة مثل " توجيه النظر" للجزائري , و" قواعد التحديث " للقاسمي وغيرها .
يحتاج أيضا طالب العلم لكتب الرجال , ككتب السؤالات للأئمة , وهذه معروفة عند أهل الحديث , يسألون عن أحاديث , يسألون عن رواة ويجيبون بكلام لا يستغني عنه طالب العلم , لأن هؤلاء الأئمة هم العمدة , وعليهم المعول في هذا الباب , فيحتاج الطالب إلى كتب السؤالات , وكتب التواريخ , كتواريخ البخاري وابن أبي خيثمة , وتواريخ الإمام يحي بن المعين , و" الجرح والتعليل " لابن أبي حاتم , وطبقات ابن سعد , و" الثقات والمجروحين " لابن حبان , و" الكنى " للإمام مسلم , و" الكمال " للحافظ عبدالغني وما دار في فلكه , " فالكمال " جمع رجال الكتب الستة فدارالناس في فلكه , فألف الحافظ المزي " تهذيب الكمال" فأوفى على الغاية وبلغ النهاية في هذا الكتاب بحيث ألغى الأصل . ثم ذهبه الذهبي في " تذهيب تهذيب الكمال " و" الكاشف " له أيضامختصر, وهناك أيضا " الخلاصة للتذهيب " للخزرجي , وأيضا الحافظ ابن حجر له مساهمة قوية في الباب , له " تهذيب التهذيب " وله أيضاً " التقريب " وله أيضا كتب في هذا الباب يطول ذكرها .(1/1019)
من أهم كتب الرجال كتاب " الكامل " لابن عدي من أنفس ما يحتاجه طالب العلم في هذا الباب, وميزته أنه يذكر في ترجمة كل راوي ما يستغرب وما ينكر من مروياته وما يعل , أيضاً " الميزان " للذهبي وهو ملخص للكامل و فيه إضافات للحافظ الذهبي , و" لسان الميزان " وهو ملخص من " الميزان " لابن حجر وهناك " الضعفاء " للعقيلي , أيضا يحتاج الطلاب لتواريخ البلدان , فقد لا يجد الترجمة في كتب الرجال المعروفة فيضطر أن يرجع إلى تواريخ البلدان , ومن أهمها " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي , و" تاريخ دمشق " لابن عساكر, و" تاريخ جرجان " للسهمي , و" تاريخ أصفهان " لأبي نعيم . على كل حال هذه كتب يحتاج إليها طالب العلم , فقد يكون الراوي من أهل هذه البلاد , فينتبه له صاحب التاريخ ويغفل في كتب التراجم لقلة ما روى مثلاً , فلا يعنى به أهل العلم لندرة ما روى , لأنه قد يرد في شاهد , وقد يرد في متابع فلا يعنى به من يتصدى للتصنيف في كتب الرجال أصالة , لكن كتب تواريخ البلدان , هو بصدد أن يترجم لعلماء هذه البلاد فينقب عنهم .
السائل : ويحكمون في كتب التواريخ على الرجال ؟
الشيخ : نعم يبينون ما لهم وما عليهم , وهذه ميزتهم .
هناك كتب في الكنى والأنساب والألقاب , وكتب في المشتبه والضبط ,لا يستغني عنها طالب العلم , يطول المقام لبسطها , فلعلنا نكتفي بهذا القدر فيما يتعلق بالحديث لضيق الوقت .
السائل : لعلنا نأخذ إذا تكرمتم يا شيخ ما يتعلق بكتب العقيدة على الأقل نأخذ كتب العقيدة .(1/1020)
الشيخ : بالنسبة للعقيدة وينبغي لطالب العلم العناية بها لأهمية العقيدة , العقيدة هي الأصل , والأصل أن اعتقاد المسلم مأخوذ من الكتاب والسنة , ولذا قدمنا الكلام على ما يتعلق بالكتاب والسنة , وإلا فالعقيدة هي الأصل , وهي ما يعقد عليه القلب مما يجب لله عز وجل , فيبدأ الطالب بمختصرات شيخ الإسلام الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مثل : " الأصول الثلاثة " و" القواعد الأربعة " و" كشف الشبهات" و" التوحيد " وما كتب عليها من شروح وما سجل عليها من دروس , فينبغي لطالب العلم أن يعنى بها ويحضر الدروس التي تقام لشرحها , فيبدأ بالأصول الثلاثة والقواعد الأربعة وكشف الشبهات والتوحيد وشروح كتاب التوحيد , لأهمية الموضوعات التي طرقها الشيخ عليه رحمة الله مثل : " تيسير العزيز الحميد" و" فتح المجيد " و" قرة عيون الموحدين " و " إبطال التنديد " , وشروح المشايخ المعاصرين كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم , المقروءة والمسموعة , فطالب العلم عليه أن يعنى بها عناية فائقة , أيضا يعنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب ابن القيم يعنى" بالواسطية " و" الحموية " و " التدمرية " و" شرح الأصفهانية " وهذه من كتب شيخ الإسلام وعليها شروح وتعليقات, وللعلماء بها عناية إقراء وتدريساً وتقريراً , فالواسطية شرحت شروح كثيرة , منها للشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد توفي رحمه الله والكتاب من أنفس الشروح , وأقدمها أيضا الشيخ زيد الفياض له شرح اسمه " الروضة الندية " شرح طيب استقاه من كتب شيح الإسلام وابن القيم , الشيخ ابن عثيمين له أيضا شرح على الواسطية , والشيوخ كلهم لهم شروح على الواسطية لأهميتها , المؤلف رحمه الله برع في تقديم عقيدة السلف في أبواب مهمة من أبواب العقيدة بأبسط عبارة وأيسرها , من نصوص الكتاب والسنة , وبين وسطية مذهب أهل السنة من بين سائر الفرق , فيذكر الطرفين طرفي النقيض ويخلص من هذين الطرفين(1/1021)
إلى أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين الطرفين .
السائل : بعض الذين قاموا بتدريس هذه المادة أخرجوا مجموعة من الكتب في هذه العقيدة, بعضها وضُع على شكل سؤال وجواب تسهيلاً لفهم هذه ا لعقيدة .
الشيخ : هذا معروف , والشيخ ابن سلمان له سؤال وجواب على العقيدة الإسلامية . نعم , هم يضعون أسئلة لطلابهم كي يجيبوا عنها من خلال الشرح , وهذه طريقة معروفة . كتب شيخ الإسلام مهمة جداً كالواسطية , والحموية والتدمرية والقواعد التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى لا يستغني عنها طالب علم , شرح " الأصفهانية " أيضا من الكتب التي ينبغي أن يعنى بها طالب العلم , و" مجموع الفتاوى " من الأول إلى التاسع مهم بالنسبة لطالب العلم أيضا , " منهاج السنة " كتاب مبسوط لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , رد فيه على الرافضة بأقوى عبارة بالاستدلال بالكتاب والسنة , وبالنقول من كتبهم , وفيه من العلوم ما لا يعرف قدره إلا من قرأ الكتاب , وعندنا مدونات فوائد من هذا الكتاب في كل فن , أيضا لشيخ الإسلام " درء تعارض العقل و النقل " وله أيضا " نقض التأسيس " وهذه من الأعاجيب , من أعاجيب المصنفات درء تعارض العقل والنقل يقرر شيخ الإسلام في هذا الكتاب الكبير عشرة مجلدات يبين فيه ويقرر أنه لا يمكن أن يحصل التصادم بين العقل الصريح والنقل الصحيح . يستشكل بعض الناس لكن هذا سببه لوثة في عقله وتأثر في فهمه .
السائل : هل خدم الكتاب ؟
الشيخ : نعم خدم و طبع " درء التعارض " و" منهاج السنة " بتحقيق الشيخ محمد رشاد سالم بإشارة من الجامعة المباركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
يقول ابن القيم :
اقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثاني
لكن من ينبري لفهم جميع ما كتبه الشيخ رحمه الله تعالى نعم و كذلك " التأسيس " .(1/1022)
السائل : نذكر في دراستنا يا شيخ أخذنا ما يقارب ستين صفحة من " درء التعارض " تعتبر فصل دراسي كامل بالنسبة لنا ولن نستطيع حتى فك بعض رموزه .
الشيخ : بل فيه موضوعات وصفحات بالمئات يطويها طالب العلم , ومرّ علي في " منهاج السنة " في الجزء الأول ثلاثمائة صفحة أنا قرأتها , لكن لا أوصي طالب العلم بقراءتها , وفي الجزء السادس أيضا كذلك صفحات يطويها طالب العلم , يصعب عليه فهمها " نقض التأسيس في الرد على أساس التقديس " كتاب عظيم جدا حقق في ثمان رسائل دكتوراه , يعني شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهو يكتب هذا الكتاب لا أتصور أن الكتاب أخذ عليه شهر , والكتاب حقق في أربعين سنة , يعني ثمان رسائل , وكل رسالة في خمس سنوات أوأربع سنوات , يعني ما يقرب من أربعين سنة .
وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني ومن العجائب أنه بسلاحهم أرداهُمُ تحت الحضيض الداني
بسلاحهم : أي بمنطقهم , وبعلمهم : علم الكلام الذي جلبوه للأمة , نقضهم بكلامهم رحمة الله عليه , فكتب شيخ الإسلام لا يستغني عنها طالب علم , وإن قال فيه بعض من قال نظراً لضعف إدراكه , ونظرا للوثة في عقله ما قال عن شيخ الإسلام , سواء كان شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أو شيخ الإسلام ابن تيمية , ونرى ونسمع من يقدح في هذين الإمامين , والسنة الإلهية تقتضي هذا , فلا بد من حساد ولا بد من أعداء , الذات الإلهية ما سلمت " يؤذيني ابن آدم ... " النبي صلى الله عليه وسلم تكلم فيه الناس , هؤلاء يتكلم فيهم الناس من باب الحسد , ومن باب العداء وتقليد الشيوخ , ومن باب الاستئجار, فبعض الأقلام مأجورة , فمثل هذا الكلام لا يجب أن يلتفت إليه .(1/1023)
وينبغي أن يتصدى له أهل السنة بكل ما أتوا من قدرة , أيضا تكلم فيهم الناس لما يريده الله عز وجل من رفعة لمنازلهم , تجري لهم أعمالهم وهم موتى , إضافة إلى ما دونوه في كتبهم وانتفع به الناس منهم . كتب ابن القيم أيضا لا يستغنى عنها طالب العلم , " النونية " لابن القيم كتاب نفيس فيه عقيدة السلف , وحُقق في أربع رسائل ماجستير في قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود , أيضا " مدارج السالكين" كتاب مفيد في أدواء القلوب , ولا يسلم من ملاحظات يسيرة لكنه كتاب نافع , علق عليه الشيخ حامد الفقي وشدد في العبارة أحيانا على ابن القيم بكلام لا ينبغي أن يقال في جنابه , المقصود أن ابن القيم ليس بمعصوم , وحاول رحمه الله أن يقرب الكتاب الأصل المشروح , و يدنيه لطلاب العلم ويتكلم على ما فيه من ملاحظات ولم يسلم رحمة الله عليه والكتاب نفيس , والأشياء التي تلاحظ على هذا الكتاب مغمورة في بحار ما فيه من علم جم , وفيه أدوية للقلوب المريضة , وأيضا " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان " كتاب أبدع فيه الإمام ابن القيم , كتاب مبدع حقيقة لا يستغني عنه طالب علم , فعلى طالب العلم أن يعنى به . وكتاب " بدائع الفوائد " أودع فيه ابن القيم من الفوائد من كل فن , وهو مطبوع في أربعة أجزاء , و" الفوائد " أيضا لابن القيم فيه نفائس ولطائف واستنباطات , يعني يذهل الإنسان حين يقرأه فيما يستنبطه ابن القيم من النصوص رحمة الله عليه , وأيضا " إعلام الموقعين عن رب العالمين " وسواء قلت إعلام أو أعلام كله صحيح , والموقعون هم المفتون عن الله جل وعلا , فإن أردت إعلام الموقعين : فابن القيم يعلم ويخبر الموقعين بما يجب عليهم من شروط للفتوى و آدابها , وإن قلت أعلام : فابن القيم ذكر فيه أعلام المفتين من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصره . وكذلك " زاد المعاد في هدي خيرالعباد " كتاب نفيس لا يستغني عنه طالب علم , ألفه الإمام ابن القيم في حال السفر(1/1024)
وليست له عده .
هناك الكتب المسندة وهي كتب العقيدة القديمة , وسأتحدث عنها إن شاء الله .
يتبع بإذن الله تعالى ...
---
احمد بن حنبل
09-07-2005, 06:58 PM
الحلقة السابعة عشر
إتصال هاتفي :
من الشيخ ناصر الحنيني عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين قسم العقيدة .
قال الشيخ عبدالكريم : عندنا الآن كتب العقيدة المسندة للمتقدمين " كالرد على الجهمية " , و " السنة " للإمام أحمد , وابن أبي عاصم , والخلال , و" شرح اعتقاد أهل السنة " و" التوحيد " ابن خزيمة , " الشريعة " للآجري , و " الرد على بشر" , الردود على المخالفين , يأتي الحديث عنها , وإن أعفانا الشيخ ناصر وذكر شيء منها باعتباره متخصص في هذه الحقبة فجزاه الله خيراً .(1/1025)
قال الشيخ ناصر : بعد أن حمد الله وأثنى عليه , وشكر الشيخ عبدالكريم الخضير, وأثنى على جهده في هذا الموضوع , قال أنا أود أن أنبه إلى قضية مهمة وقبل أن أدخل في مواضيع كتب العقيدة : أن السلف رحمهم الله تركوا لنا تراثا ضخماً جداً لا يمكن أن يوازى بأي حضارة أو تراث موجود على وجه الأرض , ولا أدل على ذلك مما نشاهده الآن في كل مكتبات العالم مما تركوه لنا من مخطوطات , والتي أخرج منها الآن إنما هو نزر يسير , والسلف رحمهم الله تركوا لنا حضارة كبيرة مما يدل على اعتنائهم بالعلم , وأي أمة اعتنت بالعلم واهتمت بالعلم كما كان سلفنا فسوف تحوز السبق على غيرها من الحضارات . الأمر الآخر: السلف رحمهم الله وهو أنهم لما بدأوا يدونون السنة دونوها تدوينا عاما شاملا وبدأ على هيئة المسانيد كما ذكر فضيلة الشيخ لكن كان منطلقهم بذلك أمرين , الأمر الأول: أن غرضهم الحفظ . والأمر الثاني : أنه كان اعتقادهم وكان منهجهم أن ذلك كله دين من عند الله , فلم يفرقوا بين عقائد ولا أحكام كله يأخذونه دين لله عز وجل , ودين يتدينون لله عز وجل به . متى ظهر التفريق بين كتب العقائد والحديث وغيرها ؟ لما ظهرت البدع و بدأوا يصنفون فيها اضطر السلف رحمهم الله وكان هذا اضراراً منهم أن جعلوا أول مرحلة من مراحل التدوين أن ألحقوا بكتب السنة مثل الكتب الستة وغيرها أبواب , فخصصوا كتبا وأبوابا في الاعتقاد والرد على المخالفين , وهذا أمر تكلم عنه الشيخ في " كتاب التوحيد " و" كتاب الإيمان " في مسلم والبخاري وغيرها ولا نريد أن نتكلم عنه. بعد ذلك السلف رحمهم الله لما إشتدت قوة أهل البدع , وبدأوا يصنفون , لاسيما المعتزلة - وأنا أشير إلى المعتزلة لأنهم أكثروا جدا من التصنيف - فالسلف رحمهم الله مما يدل على فقههم وذكائهم وفطنتهم ورسوخ علمهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي , بل إنهم واجهوا هذه الوسيلة الإعلامية الضخمة وهي الكتاب بأن تفننوا في التأليف ,(1/1026)
فبدأوا في إفراد كتب في الاعتقاد , وكان أمراً عجباً فنجد أن السلف رحمهم الله صنفوا مصنفات شاملة في كل أبواب الاعتقاد , منها المختصر كرسائل مختصرة مثل رسالة الإمام أحمد في الاعتقاد , ومثل رسالة الإمام البخاري في الاعتقاد , ورسالة الإمام الثوري في الاعتقاد , وهذه كلها مودعه فمن أراد أن ينظر إليها في المجلد الأول من " شرح أصول إعتقاد أهل السنة " للالكائي , ثم بعد ذلك تطوروا فكبروا وتوسعوا وجعلوا هناك مصنفات شاملة بأحاديث مسندة واستدلالات وردود , مثل كتاب " السنة " لعبدالله ابن الإمام أحمد , ومثل كتاب " السنة " لابن أبي عاصم , وكان هذا كله في الحقبة الأولى , وهي القرون الثلاثة الأولى , وبهذه المناسبة فكتاب " السنة " لابن أبي عاصم هذا أعجوبة , وأنا لم أجد أحداً من الباحثين أشاد به , كتاب " السنة " لابن أبي عاصم أنا أستطيع أن أشبهه بكتاب البخاري , فقد بوبه على أبواب تفصيلية وأودع فيه فقهاً واستنباطا وردودا على أهل البدع, شيء عجيب بل إنه كان يودع أبواباً مرسلة مثل الإمام البخاري , يقول " باب " ولا يجعل له ترجمة , وقد حصرتها فوجدت أن فيها من الفوائد والاستنباطات شيئاً عظيماً , وكمثال لمّا أورد الحديث المشهور عن ابن عباس رضي الله عنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا غلام إني أعلمك كلمات " الحديث , المشهور والمعروف في كتب السنة وغيرها أنه عن ابن عباس وأنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس , الإمام ابن أبي عاصم أورد الحديث المشهور , لكنه عقد بابا مستقلاً وقال " باب " مرسلا ثم أورد فيه هذا الحديث ليس عن ابن عباس وإنما عن جعفر ابن أبي طالب , وهذه فائدة وأراد أن ينبه إلىأنها فائدة وأفرده لوحده , وكذلك كان الإمام رحمه الله ابن أبي عاصم إذا كان الحديث فيه كلام وفي النفس منه شيء أو يكون فيه ضعف شديد , كان يفرده بباب مستقل في آخر الباب وغيرها من الفوائد . بعد ذلك انتقل السلف(1/1027)
رحمهم الله وصنفوا في كتب عامة كتابا كبيرا من كتب الاعتقاد , مثل أن يؤلفوا في " الإيمان " كتاباً مستقلاً أو في " الأسماء والصفات " , فظهر لنا مثل كتاب " الإيمان " لأبي عبيد القاسم بن سلام , وكتاب " الإيمان " لابن أبي شيبة وكتاب " الإيمان " لأبي عمر العدني وغيرهم , ثم بعد ذلك زادوا وتفننوا فأفردوا مصنفات في مسائل معينة ليست في أبواب وإنما في مسألة , مثل كتاب " إثبات صفة العلو " لابن قدامه وهذا متأخر , لكن هناك " كتاب خلق أفعال العباد " وهي مسألة جزئية من أبواب القدر , وهذا أيضا كتاب أشيد به لأنه كتاب عظيم فيه من فقه الاستنباط والردود على المخالفين وكثرة الاستدلال ما لا يوجد في كتاب مثله , ثم إنهم انتقلوا إلى الطريقة التي بعدها وهي أنهم أفردوا كتبا في الرد على المخالفين , وأنا أريد أن أشيد بكتابين عظيمين لا يستغني عنهما طالب علم, وهما " كتاب الرد على الجهمية " للإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله , وكتاب " الرد على بشر المريسي " للإمام الدارمي , أما كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهذا الكتاب العظيم أقول إنه - وللأسف الشديد - لم يعتن به عناية فائقة في إخراجه وفي تحقيقه , وهذا الكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أثنى عليه ثناء عاطرا في غالب كتبه .
أقول : الكتاب - وهذه من الأشياء التي لا يدركها كثير من طلاب العلم - أن شيخ الإسلام شرحه شرحاً وافيا في أماكن متفرقة , فيأتي إلى لفظة من ألفاظ الإمام أحمد فيشرحها شرحا مطولا وهي لفظة واحدة هذا الكتاب يعتبر مرجعاً كبيراً لأهل السنة .(1/1028)
الكتاب الثاني : وهو كتاب " الرد على بشر المريسي " للإمام الدارمي . أقول هذا الكتاب هو مرجع لأهل السنة , ويعتمدون عليه في ا لقديم وفي الحديث لأن الإمام رحمه الله جاء إلى قواعد أهل البدع ومسكها قاعدة قاعدة ورد عليهم ردا قوياً , واختار أقوى الأدلة وهو يعطيك الزبدة , كتاب بشر المريسي وشبهات بشر المريسى هي عمدة أهل البدع إلى يومنا هذا , فكتاب الدارمي هنا تدرك أهميته , وقد أثنى عليه ابن القيم وشيخ الإسلام وأشاد به إشادة كبيرة وكثير من العلماء .
يتبع بإذن الله تعالى ...
http://http://www.aldorr.com/vb/twage3/252.gif
---
احمد بن حنبل
09-14-2005, 07:23 PM
الحلقة الثامنة عشر
أخيرا أختم بأن أقول - وهي دعوة صادقة لكل من يريد نيل الأجر من طلاب العلم ومن أصحاب الدور , ومن الذين يطبعون الكتب – إن كتب السلف لم يعتن بها عناية فائقة فهي تحتاج إلى إعادة تحقيق , وإلى إخراج جيد , ونحن نشيد بالمشروع الذي خرج بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكان مشروعا جيدا , وكذلك ابن القيم , لكن نقول : الأولى الآن أن تخرج كتب السلف في عصر الرواية في القرون الستة الأولى التي لم تحظ بعناية وهي أهم وأولى .
السائل : في كتابك - يا دكتور ناصر- أشرت إلى كتاب " الحيدة " للكناني و حققت ما يدور حوله ؟ ونسبته إلى مؤلفه ؟
الشيخ ناصر : نعم .(1/1029)
الشيخ عبدالكريم : أخونا الدكتور ناصر معروف بالعناية بكتب العقيدة , لا سيما الكتب المسندة التي ألفت في الصدر الأول , وذكر بعضاً منها وأراحنا من بعض ما كنت أريد أن أقوله في الباب . فذكر منها كتاب " السنة " للإمام أحمد , وابن أبي عاصم , وهناك كتاب " السنة " للخلال وذكر أيضا " الرد على الجهمية والزنادقة " للإمام أحمد , مع انه يوجد من ينكر ثبوت هذا الكتاب للإمام , لكني أثبت أكثر من مائة نقل لشيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الكتاب مع نسبته للإمام أحمد , وهو كتاب نافع وماتع يفيد منه طالب العلم , وهو كتاب أصل في الباب يرد فيه على شبه الجهمية والزنادقة , كذلك " الرد على بشر المريسي " لعثمان بن سعيد الدارمي , وكتب العقيدة المسندة للأئمة لا شك أنها هي الأصل في الباب , وإن عني المتأخرون بهذه المسائل وأصلوها وقعدوها وضبطوها ورتبوها مع حذف الأسانيد التي لا يحتاج إليها. " شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي أشار إليه الشيخ .
بقي كتاب " التوحيد " لابن خزيمة وهو كتاب من أنفس الكتب , يذكر المسألة من كلامه بأسلوب واضح مفصل جميل على طريقة أهل السنة والجماعة ثم يستدل لهذه المسألة فما صح عنده من السنة , إلا أن الملاحظ عليه التكرار . فيستدل للمسألة الواحدة بأحاديث ويذكر لكل حديث طرق , فلو اختصر هذا الكتاب وقُرب , فبدل من أن يكون في مجلدين يمكن اختصاره في مائة صفحة , وقد عرضت هذا الاختصار على أخينا محقق الكتاب الدكتور عبد العزيز الشهوان , والعمل لا يكلف شيئاً , يأخذ كلام الإمام " ابن خزيمة " بحروفه يبقيه , ثم يستدل له بأقوى حديث في الباب ويقتصر على طريق واحد , فتكون المسألة بدليلها , وأتصور أنه لن يعدو مائة صفحة بهذه الطريقة .
أيضا كتاب " الشريعة " للآجري فيه كثير من مسائل الاعتقاد بالأسانيد , وهو كتاب مهم ينبغي لطالب العلم العناية به . والكتب كثيرة جدا والوقت لا يسمح باستيعابها .(1/1030)
والآن مع كتب الفقه والفتاوى :
أولاً يبدأ طالب العلم بالمتون الصغيرة على طريق وجادة أهل العلم , " بآداب المشي إلى الصلاة " مثلاً للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ثم " عمدة الفقه " للإمام الموفق ابن قدامة, وهو كتاب نفيس يتسم بالوضوح والاختصار, ولأهميتة شرحه ابن تيمية شيخ الإسلام شرحا موسعاً , طبع بعضه , ثم ينتقل الطالب إلى ما بعد ذلك مما هو أوسع , وهو مخير بين أن يقرأ في " دليل الطالب " وهو أوسع من " العمدة " وهو أيضا كتاب واضح مرتب فيه جودة تصوير المسائل . شرحه التغلبي في كتاب أسماه " نيل المآرب " وهو شرح متوسط فيه بيان علل الأحكام , وشرحه أيضا الشيخ إبراهيم بن ضويان في كتاب أسماه " منار السبيل في شرح الدليل " وهذا الكتاب له عناية بالدليل , وخدم الكتاب بهذين الشرحين , وأيضا الكتاب له شروح مسموعة لجمع من أهل العلم . ومنار السبيل أيضا صار له حظوة عند أهل العلم بالشرح والتقريب , فخرج أحاديثه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " إرواء الغليل " وكمله الشيخ صالح بن عبدالعزيز , وأيضا أخونا الشيخ عبدالعزيز الطريفي له أيضاً " تكميل لإرواء الغليل " في الآثار التي لم يقف عليها الشيخ ناصر رحمه الله , هذا الكتاب المخدوم بهذه الطريقة , خرجت أحاديثه وعلق عليها, فبهذه الطريقة انتشر الكتاب عند أهل هذه البلاد , وإن كان في وقت مضى وقبل خدمته هذه الخدمة المتكاملة كانت شهرته عند حنابلة الشام , أعني كتاب " الدليل " كانت شهرته عند حنابلة الشام , بينما الحنابلة في هذه البلاد يعنون بكتاب " زاد المستقنع " لشرف الدين الجحاوي , وهو مختصر من " المقنع " وهو أمتن متون الفقه الحنبلي وأجمعها مسائل على اختصاره الشديد وصغر حجمه , فعني به أهل العلم قراءة و إقراءاً وشرحاً ودرساً , له شروح وله أيضاً أشرطة كثيرة سجل فيها لكثير من أهل العلم في هذه البلاد فلهم عناية بهذا الكتاب عناية فائقة , شرحه الشيخ منصور(1/1031)
بن يونس بن إدريس البهوتي في كتابه " الروض المربع " وهذا الكتاب من أشهر الكتب التي تُقرأ في هذه البلاد , وعلى هذا الشرح حواشي للشيخ عبدالله أبابطين , وهي حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالله العنقري كذلك حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالرحمن بن قاسم حاشية اكتسحت الحواشي السابقة , فأدخلت فوائدها وزبدها فيها , وطبعت في سبعة مجلدات بعناية الشيخ عبدالله بن جبرين , " الزاد" عليه تعليقات منها " كلمات السداد " للشيخ فيصل بن مبارك , والشيخ محمد بن عبدالله الحسين آل أبا الخيل له حاشية وتعليقات على الزاد طبعها مع كتاب له سماه " الزوائد " جرد فيه زوائد " الإقناع " على الزاد , وكتب عليه حاشية وطبع الأربعة الزاد بحاشيته والزوائد بحاشيته , طبع في مجلد كبير باسم " الزوائد " . الشيخ صالح البليهي أيضاً له حاشية نفيسة مهمة في الباب اسمها " السلسبيل في معرفة الدليل " , عني الشيخ بالدليل رحمه الله تعالى عناية فائقة , وأيضا عني ببيان حكمة التشريع . وبيان محاسن الشريعة وضرر العمل بالقوانين الوضعية , وحلاه باختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية , وابن القيم , والشيخ محمد بن عبدالوهاب , وأئمة الدعوة , والشيخ محمد بن إبراهيم , والشيخ ابن باز أيضاً فقد ذكر بعض اختياراته , وأيضا ذكر بعض اختيارات - وإن كانت قليلة - شيخه الشيخ " صالح الخريصي" هذا شيخنا قرأنا عليه قديماً وشيخ للشيخ البليهي رحمه الله . إضافة إلى ذكر أقوال الأئمة الأربعة والظاهرية وغيرهم , فالكتاب أقرب ما يكون استدلال " للزاد " وبيان لمذاهب الأئمة الذين وافقوا المذهب وخالفوه .(1/1032)
وكوننا ننصح طالب العلم بقراءة هذه الكتب المختصرة والعناية بها , لا يعني أننا نظنها كتب معصومة من الخطأ , إذا ضربنا على سبيل المثال : " الزاد " الذي بين أيدينا فيه اثنتان وثلاثون مسألة خالف فيها المذهب , وخالف القول الراجح في مسائل . لكن لا يعني هذا أننا نجعل طالب العلم مربوط بهذه الكتب يعمل بها . لا نقول أن من حفظ " الزاد " وفهم " الزاد" صار حكما على العباد , كما يقوله بعض المغرضين الذين يروجون للتهوين من شأن كتب الفقه لأنه ظهرت دعوة تتضمن التهوين من الفقهاء وكتب الفقه , والأخذ مباشرة من الكتاب والسنة . نقول : إن الأصل الكتاب والسنة , ونحن نتدين بما جاء في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم , لكن هذه الكتب المختصرة تخرج عليها طالب العلم , بمعنى أنه يجعلها عناصر أو خطة بحث يأتي إلى هذا الكتاب فيأخذ مسائله. المسألة الأولى في هذا الكتاب يصور المسألة ويتصور المسألة تصويراً دقيقا من خلال فهمه من قراءة على شيخ , أو نظر في شرح أو حاشية , أو سماع أشرطة , المقصود أن يتصور هذه المسألة تصوراً دقيقاً , ثم بعد ذلك يستدل لصاحب الكتاب على هذه المسألة , ثم بعد ذلك ينظر من وافق من الأئمة صاحب الكتاب في هذه المسألة , ثم بعد ذلك ينظر من خالف , وينظر في دليله ويوازن إذا تأهل للموازنة , ويرجح إذا صار أهلا للترجيح , وبهذا يخرج عالماً ولا أقول طالب علم . إذا أمكن قراءة كتاب كامل بهذه الطريقة , وقد تأهل لذلك بالإخلاص التام لله عز وجل فقصد بتعلمه نفع النفس , أولاً وأن يعبد الله جل وعلا على مراده , وأن ينفع الآخرين بهذه النية الصالحة , وجاء مع الجادة وسلك الطريق الذي ذكرناه , ومع ذلكم احترم أهل العلم وأدى ما يجب عليه تجاه النصوص من احترام , وجعلها هي النبراس الذي يُستضاء به , ومع ذلكم جُبِل وفُطِر على حافظة قوية تسعفه عند الحاجة , وفهم يسعفه لتصوير المسائل فسوف بإذن الله يبلغ .(1/1033)
فالمقصود أن التفقه بهذه الطريقة يعين طالب العلم وييسر له الطريق , ولا يعني أننا ندعو إلى التقليد لا نحن ندعو إلى الاتباع , والأصل هو الدليل لكن الطالب في بداية الأمر كيف يقال له تفقه من الكتاب والسنة , فإذا أراد أن يتفقه في باب الصلاة مثلاً , وأراد أن يعمل بما في كتاب الله جل وعلا بما يتعلق بالصلاة كيف يعمل في الصلاة , فيه الأمر بالصلاة . أما تفصيل الصلاة في السنة . كيف يأخذ أحكام الصلاة من كتب السنة ؟ إذا بدأ بالبخاري يفنى عمره ولم ينته , ويأخذ عليه وقتاً طويلاً ولا يعرف كيف يصلي , لماذا ؟ لأن في صيحيح مسلم أحكام زائدة على ما في صحيح البخاري فيما يتعلق بالصلاة , وفي سنن أبي داود ومتى يصل إلى سنن أبي داوود , وفي سنن الترمذي , وفي مسند أحمد , وفي البيهقي أحاديث كثيرة , فالأولى أن يتفقه بهذه الطريقة التي ذكرنا سابقاً ويرجع للاستدلال لهذه المسائل , فهي بمثابة خطوط يمشي عليها , أوخطة يمشي عليها , فإذا تفقه بهذه الطريقة مع أن الأصل ولا يختلف أحد في أن الأصل هوالكتاب والسنة , يعني إذا قلنا على سبيل المثال لطالب العلم تفقه من الكتاب والسنة , ثم قرأ في صحيح مسلم " باب الأمر بقتل الكلاب - هذه واقعة - خرج بمسدس وما رأى من كلب قتله , والدرس الذي يليه في " باب نسخ الأمر بقتل الكلاب " , بينما الفقهاء يجعلون المسألة في سطر, فيما يتعلق بهذه المسألة وأدلتها يبحث هو عنها في الكتب . المقصود أن مثل ما ذكرتُ و رددتُ مرارا في عدة مناسبات أن كتب الفقه ليست دساتير لا يحاد عنها , إنما هي مجرد خِطَط بحث وعناصر يسير عليها طالب العلم , وبهذا أدرك من أدرك . نعم وجد متعصبة في المذاهب , ووجد متعصبة يرون أن قول المؤلف ملزم لا يجوز الخروج عنه . نعم وجد في سائر المذاهب متعصبة , لكن التعصب هذا مذموم , ووجد من يقول لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي , وجد من يقول هذا(1/1034)
الكلام . وبالمقابل وُجد من يحرم النظر في هذه الكتب , ودين الله وسط بين الغالي والجافي , و خير الأمور أوساطها , نستفيد من هذه الكتب . وألفها أئمة علماء أهل علم وعمل لكنها ليست دساتير ملزمة إنما هي بيان تبين لنا الطريق .
" الزاد " نظم من قبل الشيخ ابن عتيق , والشيخ سليمان بن عطية , فالشيخ سليمان بن عطية نظم " الزاد " بأرجوزة ماتعة .
هناك مختصرات كثيرة مثل " مختصر الخرقي " , وعني به الناس عناية كبيرة منذ القدم, و" أخصر المختصرات " وله شروح , و" كافي المبتدى " , وأيضا " التسهيل " , وهناك مختصرات كثيرة لكن ما صدرنا به الكلام هي أهم هذه المختصرات .
يتبع إن شاء الله تعالى .
http://http://images.abunawaf.com/2005/09/s6.jpg
---
(1/1035)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رجال وآيات ..
---
رجال وآيات ..
---
عمر المقبل
05-27-2004, 01:31 PM
رجال وآيات ..
هذه بعض المواقف التي نقلها لنا الأئمة والمؤرخون وقعت لبعض السلف عندما سمعوا آيةً من كتاب الله ،أو آيات .. فحصل منهم تأثر وتأثير ..
أبدأ بهذا الموقف
قال أبو نعيم في الحلية 4/82-83 :
حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا محمد بن عبدوس الحراني ثنا يزيد بن قبيس ثنا علي بن الحسن الحلبي قال :
حدثني عمرو ابن ميمون بن مهران قال :
خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة ، فمررت بجدول ، فلم يستطع الشيخ يتخطاه ، فاضطجعت له ، فمر على ظهري ، ثم قمت فأخذت بيده ، ثم دفعنا الى منزل الحسن ، فطرقت الباب ، فخرجت الينا جارية سداسية ، فقالت : من هذا ؟
قلت : هذا ميمون بن مهران ، اراد لقاء الحسن !
فقالت : كاتب عمر بن عبدالعزيز ؟
قلت لها : نعم !
قالت : يا شقي ما بقاؤك الى هذا الزمان السوء ؟!
قال : فبكى الشيخ ، فسمع الحسن بكاءه ، فخرج اليه ، فاعتنقا ، ثم دخلا .
فقال ميمون : يا أبا سعيد ! قد أنست من قلبي غلظة ، فاستلن لي منه !
فقرأالحسن :
بسم الله الرحمن الرحيم : ( أفرأيت ان متعناهم سنين ، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )
قال : فسقط الشيخ ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة ، فأقام طويلا ، ثم أفاق ، فجاءت الجارية فقالت : قد أتعبتم الشيخ ، قوموا تفرقوا ، فأخذت بيد أبي ، فخرجت به ، ثم قلت :
يا أبتاه ! هذا الحسن قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا !
قال : فوكزني في صدري وكزة ، ثم قال : يا بني ! لقد قرأعلينا آية ، لو فهمتها بقلبك لا بقي لها فيك كلوم .(1/1036)
،وسيتلوه مواقف أخرى بإذن الله حسب ما أقف عليه .. وسأكون مسروراً بما يقف عليه الإخوة من مثل هذه المواقف التي تحرك القلوب ، خاصة في غمرة البحث العلمي الذي قد يلقي بظلاله على القلب ..
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2004, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك يا شيخ عمر على ما تتحفنا به من الموضوعات المتجددة .
وذكرني موضوعك هذا بقصة للأحنف بن قيس رحمه الله فيها عظة وعبرة ، ذكرها الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه قيام الليل ، تدل على شدة تدبر السلف لكتاب الله .
وسوف أنقل كلام المروزي كاملاً بما فيه هذه القصة لما فيه من الفوائد والدرر عن سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وألحقنا بهم بحبنا لهم .
قال رحمه الله في باب :(1/1037)
( 17 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَيَزِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ ، وَلَفْظُهُ : " لَا تَنَافُسَ بَيْنَكُمْ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ " ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ ، وَفِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَوْلُهُ : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا قَالَ الْحَسَنُ : الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا . قَالَ : بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ : وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا يَقُولُ : حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا ، ذَلَّتْ وَاللَّهِ الْأَبْدَانُ وَالْأَبْصَارُ حَتَّى حَسِبَهُمُ الْجَاهِلُ مَرْضَى ، وَاللَّهِ مَا بِالْقَوْمِ مَرَضٌ ، وَأَنَّهُمْ لَأَصِحَّاءُ الْقُلُوبِ وَلَكِنْ دَخَلَهُمْ مِنَ الْخَوْفِ مَا لَمْ يَدْخُلْ غَيْرَهُمْ ، وَمَنَعَ مِنْهُمُ الدُّنْيَا عِلْمُهُمْ بِالْآخِرَةِ . هَذِهِ أَخْلَاقُهُمُ الَّتِي انْتَشَرُوا بِهَا فِي النَّاسِ وَهُمُ الَّذِينَ يَبِتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا . أَسْهَرُوا وَاللَّهِ الْأَعْيُنَ وَهَضَمُوا فِي الْآخِرَةِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَاللَّهِ مَا تَعَاظَمَ فِي أَنْفُسِهِمْ شَيْءٌ طَلَبُوا بِهِ الْجَنَّةَ ، وَقَالُوا حِينَ دَخَلُوا الْجَنَّةَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا(1/1038)
لَغَفُورٌ شَكُورٌ ، ثُمَّ يَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ كَابَدُوا فِي الدُّنْيَا أَحْزَانًا شَدِيدَةً وَخَوْفًا شَدِيدًا ، وَاللَّهِ مَا أَحْزَنَهُمْ مِنْ أَحْزَانِ النَّاسِ شَيْءٌ ، أَبْكَاهُمُ الْخَوْفُ مِنَ النَّارِ ، وَأَنَّ اللَّهَ لَنْ يَجْمَعَ عَلَى الْمُؤْمِنِ خَوْفَ الدُّنْيَا وَخَوْفَ الْآخِرَةِ ، فَعَجِّلُوا الْخَوْفَ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ . وَكَانَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ عِفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ عَابِدًا ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِيًّا ، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ مِنَ النَّاسِ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَصَاحِبِ النَّاسَ بِالَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُصَاحِبُوكَ بِهِ تَكُنْ عَدْلًا . وَإِيَّاكَ وَالضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ . إِنَّهُ قَدْ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ يَجْمَعُونَ كَثِيرًا وَيَبْنُونَ شَدِيدًا وَيَأْمَلُونَ بَعِيدًا ، فَأَيْنَ هُمْ ؟ أَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بُورًا ، وَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا ، وَأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ قُبُورًا . يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ مُرْتَهَنٌ بِعِلْمِكَ وَآتٍ عَلَى أَجَلِكَ وَمَعْرُوضٌ عَلَى رَبِّكَ ، فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ عِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَيْرُ . يَا ابْنَ آدَمَ ، طَإِ الْأَرْضَ بِقَدَمَيْكَ فَإِنَّهَا عَنْ قَلِيلٍ قَبْرُكَ . يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمْرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ . يَا ابْنَ آدَمَ ، خَالِطِ النَّاسَ وَزَائِلْهُمْ خَالِطْهُمْ بِبَدَنِكَ وَزَائِلْهُمْ بِقَلْبِكَ وَعِلْمِكَ . يَا ابْنَ آدَمَ ، تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِحَسَنَاتِكَ وَتَكْرَهُ أَنْ تُذْكَرَ بِسَيِّئَاتِكَ وَتُبْغِضُ عَلَى الظَّنِّ وَتَغْتَمُّ عَلَى الْيَقِينِ . وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ(1/1039)
لَمَّا جَاءَتْهُمْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ مِنَ اللَّهِ صَدَّقُوا بِهَا وَأَفْضَى يَقِينُهَا إِلَى قُلُوبِهِمْ خَشَعَتْ لِلَّهِ قُلُوبُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ ، كُنْتُ وَاللَّهِ إِذَا رَأَيْتُهُمْ رَأَيْتُ قَوْمًا كَأَنَّهُمْ رَأْيُ عَيْنٍ . وَاللَّهِ مَا كَانُوا بِأَهْلِ جَدَلٍ وَلَا بَاطِلٍ وَلَكِنَّهُمْ جَاءَهُمْ أَمْرٌ عَنِ اللَّهِ فَصَدِّقُوا بِهِ فَنَعَتَهُمُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ أَحْسَنَ نَعْتٍ قَالَ : وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا . قَالَ الْحَسَنُ : وَالْهَوْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اللِّينُ وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا قَالَ : حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا يُصَاحِبُونَ عِبَادَ اللَّهِ نَهَارَهُمْ بِمَا يَسْمَعُونَ . قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَ لَيْلَهُمْ خَيْرَ لَيْلٍ فَقَالَ : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَنْتَصِبُونَ لِلَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَيَفْتَرِشُونَ وُجُوهَهُمْ سُجَّدًا لِرَبِّهِمْ تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِمْ . قَالَ الْحَسَنُ لِأَمْرٍ مَا سَهِرُوا لَيْلَهُمْ وَلِأَمْرٍ مَا خَشَعُوا نَهَارَهُمْ . قَالَ : الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا قَالَ : وَكُلُّ شَيْءٍ يُصِيبُ ابْنَ آدَمَ ثُمَّ يَزُولُ عَنْهُ فَلَيْسَ بِغَرَامٍ إِنَّمَا الْغَرَامُ اللَّازِمُ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ . قَالَ : صَدَقَ الْقَوْمُ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَعَمِلُوا وَأَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ فَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَمَانِيَّ رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُعْطِ عَبْدًا بِأُمْنِيَّتِهَ خَيْرًا فِي دُنْيَا(1/1040)
وَلَا آخِرَةٍ . وَكَانَ يَقُولُ : يَا لَهَا مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً . قَالَ : لَقَدْ صَحِبْتُ أَقْوَامًا يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ فِي سَوَادِ هَذَا اللَّيْلِ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَقُومُونَ هَذَا اللَّيْلَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ تَسِيلُ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ ، فَمَرَّةً رُكَّعًا وَمَرَّةً سُجَّدًا يُنَاجُونَ رَبَّهُمْ فِي فِكَاكِ رِقَابِهِمْ ، لَمْ يَمِلُّوا طُولَ السَّهَرِ لِمَا خَالَطَ قُلُوبَهُمْ مِنْ حُسْنِ الرَّجَاءِ فِي يَوْمِ الْمَرْجِعِ ، فَأَصْبَحَ الْقَوْمُ بِمَا أَصَابُوا مِنَ النَّصَبِ لِلَّهِ فِي أَبْدَانِهِمْ فَرِحِينَ ، وَبِمَا يَأْمَلُونَ مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ مُسْتَبْشِرِينَ ، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَافَسَهُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَعْمَالِ وَلَمْ يَرْضَ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَمْرِهِ وَالْيَسِيرِ مِنْ فِعْلِهِ فَإِنَّ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا مُنْقَطِعَةٌ وَالْأَعْمَالَ عَلَى أَهْلِهَا مَرْدُودَةٌ . ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ .(1/1041)
وَعَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا يَوْمًا فَعَرَضَتْ لَهُ هَذِهِ الْآيَةُ : لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ . فَانْتَبَهَ فَقَالَ : عَلَيَّ بِالْمُصْحَفِ ، لِأَلْتَمِسَ ذِكْرِي الْيَوْمَ حَتَّى أَعْلَمَ مَعَ مَنْ أَنَا وَمَنْ أُشْبِهُ ، فَنَشَرَ الْمُصْحَفَ فَمَرَّ بِقَوْمٍ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ، وَمَرَّ بِقَوْمٍ : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . وَمَرَّ بِقَوْمٍ : يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا . وَمَرَّ بِقَوْمٍ : يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَمَرَّ بِقَوْمٍ : يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَرَّ بِقَوْمٍ : يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ، وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . قَالَ : فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ لَسْتُ أَعْرِفُ نَفْسِي هَهُنَا ثُمَّ أَخَذَ فِي السَّبِيلِ الْآخَرِ . فَمَرَّ بِقَوْمٍ : إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتَنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ . وَمَرَّ بِقَوْمٍ : إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ(1/1042)
الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَمَرَّ بِقَوْمٍ يُقَالُ لَهُمْ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرٍ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ . قَالَ فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ هَؤُلَاءِ . قَالَ : فَمَا زَالَ يُقَلِّبُ الْوَرَقَ وَيَلْتَمِسُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ .(1/1043)
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ : لَمَّا رَأَى الْعَابِدُونَ اللَّيْلَ قَدْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَنَظَرُوا إِلَى أَهْلِ الْغَفْلَةِ قَدْ سَكَنُوا إِلَى فُرُشِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى مَلَاذِهِمْ مِنَ النَّوْمِ ، قَامُوا إِلَى اللَّهِ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ بِمَا قَدْ وَهَبَ لَهُمْ مِنْ حُسْنِ عَادَةِ السَّهَرِ وَطُولِ التَّهَجُّدِ ، فَاسْتَقْبَلُوا اللَّيْلَ بِأَبْدَانِهِمْ وَبَاشَرُوا الْأَرْضَ بِصِفَاحِ وُجُوهِهِمْ فَانْتَقَى عَنْهُمُ اللَّيْلُ وَمَا انْقَضَتْ لَذَّتُهُمْ مِنَ التِّلَاوَةِ وَلَا مَلَّتْ أَبْدَانُهُمْ مِنْ طُولِ الْعِبَادَةِ ، فَأَصْبَحَ الْفَرِيقَانِ وَلَّى عَنْهُمُ اللَّيْلُ بِرِبْحٍ وَغَبْنٍ ، أَصْبَحَ هَؤُلَاءِ قَدْ مَلُّوا النَّوْمَ وَالرَّاحَةَ وَأَصْبَحَ هَؤُلَاءِ مُتَطَلِّعِينَ إِلَى مَجِيءِ اللَّيْلِ لِلْعَادَةِ ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ . فَاعْمَلُوا أَنْفُسَكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي هَذَا اللَّيْلِ وَسَوَادِهِ فَإِنَّ الْمَغْبُونَ مَنْ غُبِنَ خَيْرَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ ، وَالْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهُمَا ، إِنَّمَا جُعِلَا سَبِيلًا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ وَوَبَالًا عَلَى الْآخَرِينَ لِلْغَفْلَةِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَأَحْيُوا أَنْفُسَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ . فَإِنَّمَا تَحْيَى الْقُلُوبُ بِذِكْرِ اللَّهِ . كَمْ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ فِي هَذَا اللَّيْلِ قَدِ اغْتَبَطَ بِقِيَامِهِ فِي ظُلْمَةِ حُفْرَتِهِ . وَكَمْ مِنْ نَائِمٍ فِي هَذَا اللَّيْلِ قَدْ نَدِمَ عَلَى طُولِ نَوْمِهِ عِنْدَمَا يَرَى مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ لِلْعَابِدِينَ غَدًا فَاغْتَنِمُوا مَمَرَّ السَّاعَاتِ وَاللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ )
---
المنهوم
05-27-2004, 03:41 PM
بارك الله فيكم(1/1044)
ولعلكم تتحفونا بمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قصته مع ابن مسعود رضي الله عنه لما قال له اقرأ علي ... الخ
ومواقف الصحابة الكرام كما في قصص ابي بكر وقصة عمر رضي الله عنهما مع قوله تعالى (( فإذا نقر في الناقور )) فأغشي عليه
وغيرها كثير فلو بدأ بها
---
عمر المقبل
06-02-2004, 05:47 AM
إذا راعينا الترتيب ـ بناء على ما ذكره الإخوة ـ فيكون الموقف الآتي هو :
الموقف الرابع :
روى أبو نعيم في "الحلية" 1/305 من طريق الإمام أحمد بن حنبل قال : ثنا وكيع ، ثنا هشام الدستوائي ، عن القاسم بن أبي بزة قال :
حدثني من سمع ابن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ : (( ويل للمطففين ... )) حتى بلغ : (( يوم يقوم الناس لرب العالمين ))
قال : فبكى ...
حتى خر ..
فما قرأ ما بعده ... !!
فرضي عن أولئك القوم .. صحت قلوبهم ، ودقت فهوهم ، وزكت نفوسهم ، وصفت علومهم .. فأورثتهم خشية لله ، وحذرا من ذلك اليوم العظيم ... يوم يقوم الناس لرب العالمين ..
---
عمر المقبل
02-19-2006, 12:32 AM
ومن المواقف ـ وهو الموقف الخامس حسب تتابع هذه السلسلة ـ
أن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ جلس ليلةً ـ كعادته ـ بعد صلاة المغرب في المسجد النبوي ؛ ليفسر القرآن ،فبدأ بقراءة الاية التي يريد تفسيرها ،وهي قوله تعالى : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ؛ ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) ..
فكلما أراد الشيخ أن يفسرها غلبه البكاء ،
فأعاد الكرة مرةً أخرى .. فغلبه البكاء ..
فثالثة .. فرابعة ... وهكذا حتى أذن لصلاة العشاء ،ولم يفسر الاية بلفظةٍ واحدة ..
ولكنه فسرها بدموعه ،التي ـ أجزم ـ أنها نقشت في قلوب الحضور ،وحفرت في أفئدتهم ما لا يحفره بيانه العالي ،وأسلوبه الرفيع ،وهو يفسر كلام الله تعالى .(1/1045)
فرحمة الله على هذا العالم ،المتشرب للقرآن ..الذي تنبئك مقدمة كتابه "الأضواء" عن حبه العظيم ،واغتباطه الكبير بنعمة القرآن .
---
أبو بيان
02-19-2006, 09:02 PM
ينظر للفائدة:
عرض كتاب "قتلى القرآن" لأبي إسحاق الثعلبي (ت:427هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4356&highlight=%DA%D1%D6+%DF%CA%C7%C8)
---
(1/1046)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود{2}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود{2}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-25-2004, 09:02 AM
(((إنعدام الزمن)))
إذا أخذنا اللقطات بالنسبة لعمر الانسان فان عمر الدنيا سيكون بعمر ذلك الانسان الذي شعر بوجوده في الحياة ,أو لحظة خروجه الى الدنيا من رحم والدته .فعمر الدنيا هي بعمري انا , وعمر الدنيا هي بعمر كل انسان دخل اليها وخرج منها ,بتعبير آخر فان عمر الدنيا للانسان يبدا بلحظة الولادة وينتهي بلحظة الممات ..
والانسان لم يكن شيئا مذكوراقبل وجوده في الحياة المادية الدنيوية , والمدة التي مرت عليه منذ اخذ الله عليه (الميثاق) وحتى مجيئه الى الحياة الدنيا لم يشعر بالزمن الذي مر عليه وهو في حياة الروح .
ان الله عز وجل خلق الارواح جميعا ,واول روح نفخها في الجسد المادي هي روح آدم عليه السلام.
((ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم )) {الاعراف آية:11}
انظر الترتيب القرآني الجميل ,الخلق اولا ثم التصوير ثانيا ثم سجود الملائكة ثالثا .
يقول مجاهد ,ان الله خلقنا في ظهر آدم ثم صورنا حين اخذ علينا الميثاق ثم كان السجود ...
((واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ))
{الاعراف آية 172}
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان الله اخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة ,واخرج من صلبه كل ذرية ذراها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قِبَلا قال ((الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين *او تقولوا انما اشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون *)) {الاعراف آية 172-173 }
{الحديث روه احمد والنسائي والحاكم}(1/1047)
وهذا يدل على ان الله خلق الارواح ثن صورها ,فلكل روح صورة بها تختلف عن غيرها من الارواح .ويؤيد هذا الراي حديث عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف ,وما تناكر منها اختلف )) {روه البخاري }
ومن هذا الحديث الشريف نستدل بان الارواح ذات اشكال مختلفة ,فكيف اذن تتعارف الارواح اذا كانت في شكل واحد ؟؟؟
اذن لكل روح شكل او صورة خاصة بها وهذه الاشكال او الصور هي اشكال اثيرية غير مادية .نعود ونقول ان عمر الانسان هو ببقائه في الدنيا وشعوره بالحياة والزمن ,وعمر الدنيا يكون بعمره فقط,وعندما يتوفى الانسان (يتوفاه الله عزوجل ) ينعدم الزمن بموت الانسان الى قيام الساعة.والمدة مابين الوفاة ولحين قيام الساعة هي ساعة واحدة ,فالزمن ينعدم في حياة البرزخ ,ولو حسبنا الزمن منذ ’خلق آدم عليه السلام والى قيام الساعة فانه زمن طويل وحسابه سيكون بآلاف السنين او الملايين فالذي توفاه الله عزوجل في زمن آدم سوف لن يشعر بالزمن في حياة البرزخ اكثر من ساعة واحدة هي الزمن الكلي بين مماته و حتى بعثه مجددا يوم القيامة ,والبشر جميعا راحلون عن هذه الدنيا ,وعند رحيلهم ,اي موتهم في الدنياسينعدم الزمن ولن يشعروا بالسنين التي تمر عليهم الى يوم القيامة الاكساعة من نهار .
يقول الله عزوجل ((كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور )) {آل عمران آية:185}
وعندما يموت الانسان ويدفن في قبره فما هو الا زائر للقبر ,والزائر يعني انه غير ماكث الا قليلا عند زيارته ...
((الهاكم التكاثر*حتى زرتم المقابر )) {التكاثرآية:1-2}(1/1048)
وردت هنا كلمة [زرتم]والزيارة تعني محدودية الزمن والمكوث .وساكن القبر يعتبر زائرا لايعي الزمن ,وان الاموات جميعا تشعر يوم القيامة بعد بعثها من قبورها بقلة لبوثها في القبر ............
قال الله عزوجل ((او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم )) {البقرة آية:259}
من هذا النص القرآني يتبين لنا ان هذا الذي اماته الله مائة عام ثم احياه وساله كم لبثت فاجاب يوما او بعض يوم اي جزء من اليوم ,في حين ان مكوثه كان مائة عام .ويقول الله عزوجل ((وكذلك بعثناهم ليتسالوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم )) {الكهف آية:19}
لقد لبث اهل الكهف ثلاثة اضعاف الزمن الذي لبثه {العزير}الذي اماته الله مائة عام .وكان شعورهم بعد ما ايقظهم الله ((بعد ثلاثمائة عام ))!!!هو ذات شعور {العزيز }الذي مات مائة عام .فاصبح الزمن لصاحب المائة عام ولاصحاب الثلاثمائة عام زمنا واحدا بلا زيادة او نقصان ((يوما او بعض يوم )).ويوم القيامة يسال الله عزوجل الخلائق عن مدة لبوثهم في الارض فيقولون جميعا:((يوما او بعض يوم ))!!!
((قال كم لبثتم في الارض عدد سنين*قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسال العآدِين*قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون)) {المؤمنون آية:112-114}
ان الله عزوجل يسال الاولين والاخرين يوم القيامة عن المدة التي لبثوا فيها في قبورهم فيقول لهم كم لبثتم في الارض عدد سنين ؟؟ سيقولون لبثنا يوما او بعض يوم .فالذي لبث مائة عام ,والذي لبث ثلاثمائة عام ,والذي لبث آلاف السنين ,كلهم شعروا شعورا واحدا .....يوما او بعض يوم ....وهذا دليل على عدم شعور الاموات بالزمن .هذه لقطة اولى ونحاول اظهار لقطة اخرى .يقول الله عزوجل :((ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الاساعة من النهار يتعارفون بينهم)) {يونس آية 35}(1/1049)
((فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل ولا تستعجل لعم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الاساعة من نهار بلاغ )) {الاحقاف آية 35}
الآيتان الكريمتان من سورة يونس والاحقاف تؤكدان لنا فقدان الزمن وعدم شعور الموتى به.كما تؤكدان على ان الموتى الاولين والآخرين سيشعرون ذات الشعور ويحسبون ذات الحساب ويعتقدون ذات الاعتقادوهو ((ساعة من نهار )).ولو امعنا النظر في الآيات السابقة التي تخص( العزيز واهل الكهف )لوجدنا ان الله عزوجل يسال عن المدة التي لبثوا فيها في قبورهم او منامهم,وجواب هؤلاء جميعا جوابا واحدا على السنتهم هو ((يوما او بعض يوم ))..
وبعض اليوم هو جزؤه ,والساعة ايضا هي جزء من اليوم في ........
في ذات الوقت نجد في الآيت الاخرىمن سورة يونس والاحقاف ان الله عزوجل هو الذي يعطينا المدة الصحيحة للمكوث في القبور .فيقول سبحانه وتعالى ((الا ساعة من نهار )).والساعة من النهار تعبير الخالق العظيم ,اذ ان (بعض اليوم )هو ذاته( ساعة من نهار) وهذا جمال الوصف والتعبير والاعجاز القرآني .
يقول الله عزوجل ((ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة )) {الروم آية:55}
هنا يتحقق المعنى كاملا ....فالمكوث في القبر لم يدم في نظر المجرمين وغيرهم الا ساعة واحدة لااكثر ولااقل ........!!!!!!!
(( يسالونك عن الساعة ايَان مرساها*فيم انت من ذكراها*الى ربك منتهاها*كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها )) النازعات آية:42-46}
العشية تعني اول الليل اي ما بين المغرب والعشاء وهذا الوقت ليس اكثر من ساعة ..والضحى اول النهار بقدر ارتفاع الشمس قدر ميل ,وهي ايضا تقدر بساعة من ساعات النهار .(1/1050)
اذن الآيات القرآنية تدعم بعضها بعضا ,وتفسر بعضها بعضا ..والمعنى الثابت هو ساعة لاغير وبعد هذا الموجز البسيط هل تدرك اخي القاريء انك لن تلبث في قبرك غير ساعة واحدة حتى تستيقظ بعدها وانت بين يدي ربك العظيم..قلة اللبوث في القبر ادركه الصحابة الكرام .فهذا بلال الحبشي رضي الله عنه عندما حضرته الوفاة اغمي عليه من شدة المرض ’فاخذت زوجته تبكي وتقول وامصيبتاه,يابلال وامصيبتاه,وعندما افاق قال لها لم تقولي وامصيبتاه؟؟ قالت.حسبت انك مت ,قال اذا توفاني الله لاتقولي وامصيبتاه,ولكن قولي وافرحتاه غدا نلقى الاحبه محمدا وصحبه هكذا ادرك الصحابة الكرام قلة اللبوث في القبر والاستعدادللقاء الله عزوجل .....................
((يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا قليلا )) {الاسراء آية:52}
يتبع(الصفوف وعدم الكلام)
---
(1/1051)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حول آثار الفضائيات على المتدينين
---
حول آثار الفضائيات على المتدينين
---
عبدالرحمن السديس
03-07-2007, 05:19 PM
إن الخطاب الدعوي الناهي عن اقتناء الأطباق الفضائية متمثلا في الفتاوى والمحاضرات والنشرات هو في غالبه – وكما تُشعر كلماته وتُوحي عباراته – موجّه إلى الفئات ضعيفة التدين؛ والتي تسعى إلى الفضائيات غير عابئة بأضرارها وأخطارها!!.. فقد تجد من يعلل التحريم مثلا بعرض مشاهد الجنس المكشوف، أو التنصير الصريح، أو يربط مباشرة بين الجلوس بين يدي الفضائيات وبين الوقوع في الفاحشة، أو اعتناق العقائد الباطلة!.
إن هذا الخطاب وإن كان صالحا لكثير من الناس إلا أنه يعود بأثر عكسي على بسطاء المتدينين الذين يعتقدون أنهم إن تجاوزوا هذه المحرمات الصارخة فهم في مأمن؛ وليس هذا من الصحة في شيء.. لهذا تجد من المحافظين من لا يرى غضاضة في متابعة القنوات التي يبثها القمر العربي باعتبارها (أنظف) ما يحمله الأثير من الفضائيات الآسنة.
إن نظرة متأنية تمكننا من تصنيف المواد التي تعرض في هذه القنوات (النظيفة) إلى أقسام ثلاثة:
- مواد ضارة محرمة..
- ومواد مطلقة النفع، خالصة الإباحة؛ لا تشوبها شائبة من ضرر، ولا يتطرق إليها تحريم بوجه من الوجوه..
- ومواد يختلط بها السم بالدسم، ويشتبه فيها الشحم والورم!!..
ولا أظن شيئا مما يطل عبر الشاشة الفضية بخارج عن هذا التصنيف!!.. فتمثيليات الحب والغرام، وسائر المعازف تندرج تحت القسم الأول..
وبعض البرامج (الدينية)، وقليل من البرامج التعليمية تمثل القسم الثاني..(1/1052)
أما القسم الثالث فيشمل البرامج الرياضية، والإخبارية.. وأكثر ما يوصف بأنه هادف، أو تعليمي، أو أحيانا.. ديني .. لماذا؟!.. لأن غالب برامج هذا القسم وإن كانت في حد ذاتها باقية على أصل الإباحة إلا أنها لا تعزُف عن المعازف، ولا تُتصور بغير صور النساء – ولا أعني بالضرورة الصور العارية – إلى غير ذلك مما نص الكتاب والسنة، وأجمع علماء الأمة على تحريمه.
وهذه المواد المختلطة لا بد للسلامة منها من تجنب المحاذير فيها؛ كإيقاف الصوت عند الفواصل الموسيقية، وغض البصر عند ظهور المذيعة في البرامج الإخبارية مثلا.. ولا شك أن المحافظة على مثل هذا في غاية العسر.. وعجز المشاهد عن ذلك يوجب تركها بالكلية؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.. فلا يبقى عندئذ إلا بعض البرامج التعليمية والدينية التي قد خلت مما سبق من المحاذير، وخلت كذلك من التضليل للأمة في أفكارها ومعتقداتها، والتلبيس عليها في قدواتها ومصادر تلقيها!!..
وكم تمثل نسبة هذا النزر اليسير من البرامج الخالصة في ركام الأفلام، وغُثاء الغناء؛ حتى يبذل الجهد والمال في الحصول عليه، ويخاطر بالنفس والعيال في الوصول إليه!.
إن المقتني لهذا البلاء، والجالب لهذا الوباء - وإن حرص بسبب ما لديه من ديانة على تحاشي فادح ضرره، وتفادي سيء أثره - من أجل سماع الأخبار ومشاهدة الدنيا فإنما مثله كمن أتى بحيّات رقطاوات؛ ناقع سمّها؛ وأسكنها بيته؛ لتخلّصه من الفئران؛ فما أسرع ما تنهشه وعياله عند أدنى غفلة!!..
إن العاقل لا يجلب الخمر إلى بيته مهما كان عالما بضررها، واثقا من عزوفه عنها؛ فكيف إذا وضعها على مائدته، وعلى رأسها دعاة إليها؛ يزينونها، ويحسنونها؟!.. لأنه معرض في كل لحظة يغفل فيها لأن يصيبه منها شرر.. بل لأن تحرقه؛ فلا تبقي ولا تذر!.(1/1053)
إنه من العسير القريب من المحال على المشاهد مهما كان حريصا أن يقلّب القنوات الفضائية بحثا عن الحلال الزلال دون أن تلتقط أذنه، أو تقع عينه – من غير تعمد – على قاذورة مما تعج به هذه القنوات، أو أذى مما تطفح به!!..
إنه سيشعر في بادئ الأمر بوخزة تؤلم قلبه، وحرارة تحرق حشاه مع كل لحظة يأباها دينه، وكل لفظة ترفضها مبادئه، ثم ما يلبث الألم أن يخفت، والحرارة أن تزول شيئا فشيئا وإن ظل يحاول الغض من بصره وسمعه فإن كثرة المساس يقلل الإحساس، وقطرات المطر على مرور الأيام تنحت الصخر، وتقد الجبل!.
إن من أدنى آثار الفضائيات - التي يشترك فيها مشاهدوها جميعهم؛ برهم وفاجرهم؛ وهي من أعظم الأضرار على الدين في الوقت نفسه - ضرر التعوّد!!.. فالتعوّد على رؤية ما لم يكن يرى، وسماع ما لم يكن يسمع - حتى لو لم يجلس لمتابعته - يضعف في قلبه - بمرور الزمن - الغَيرةَ على الدين، والحماسة لتغيير المنكر.. وربما كرّس في نفسه اليأس من الإصلاح، والزهد فيه!!.. وهذا من الخطورة على المتدينين بمكان!!.. وما أظن من ينكر حصول التعوّد إلا دافنا رأسه في الرمال؛ فكل المشاهدين واقعون في حبائله؛ غير أن منهم مستقلا، ومستكثرا، كما أن المنكرات تتفاوت بدءا من الفاصل الموسيقي في النشرات الإخبارية؛ وصولا - ولا أقول انتهاءا - إلى ما يعف عنه القلم، ويحتبس عنه المداد!!.. إن هذا الأثر هو تدمير للجهاز المناعي للمسلم ضد المنكرات..(1/1054)
إن من آثار الفضائيات على المتدينين أيضا أثرا لا يتنازع فيه اثنان؛ ومع ذلك يستهان به.. إنه الأثر الذي يبدأ به الشيطان (مشواره الفني)!!.. ألا وهو (التعرف على أنواع من الشر في شتى صوره وأشكاله، وعلى نماذج تفصيلية للانحراف الديني والخُلُقي؛ قد تُعرض في غلاف النقد، وتشاهد في جوّ من الاستياء، أو يُعرض عنها في اشمئزاز مصحوب بالاستعاذة والحوقلة).. ثم ماذا؟!.. تبقى ثقافة الجريمة، وفلسفة الانحراف رواسب في الأذهان – دون مقارفة – تُلوّث الفطرة، وتخدش البراءة، وتسلب الغفلة المحمودة، المذكورة في مثل قول البارئ جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:23)!!..
إن الاطلاع على حال العصاة والمجرمين، وما بلغوا في الفساد والانحراف يهوّن على المطّلع شأن الذنوب والمعاصي، ويحقرها في عينه!!..
وفي مقابل ذلك فإن الغفلة عن سبل المعاصي وأشكالها، وعدم تصوّرها هما أول حاجز عنها، وأقوى مانع من غشيانها!!.. إن هند بنت عتبة لم تتصوّر وقوع الزنا من الحرائر؛ فكان سؤالها الاستنكاري ساعة البيعة: (أو تزني الحرة؟!!)..
الأثر الثالث من آثار الفضائيات على المتدينين: اختلاف زاوية النظر، بل انحرافها؛ وفقدان الحياد؛ أعني بذلك أن الواحد من الناس يكون مُقرّا بخطر الفضائيات، مُعترفا بضررها؛ بل قد يكون حربا عليها؛ فإذا اقتناها هو نفسه يوما من الأيام لسبب أو لآخر - ولو مُكرها - فإن نظرته تتأثر؛ فتراه يتحدث عن المصالح والإيجابيات؛ ويتحاشى الحديث عن الأضرار والسلبيات.. وإن ذكرها فبذكر عابر، أو طرقها فبطرق فاتر.. وقد يضيق صدره؛ولا ينطلق لسانه عندما يسمع الفتاوى المصرّحة بالتحريم، والمحذرة من الخطر الوخيم!!.. ومن كان في هذه الحالة فلن تعجبه هذه المقالة!.(1/1055)
إن هذه الآثار الثلاثة قد تبدو هينة؛ غير ذات بال.. إلا أن أهميتها، وخطورتها ناشئة من أمرين:
أحدهما حتمية تأثر المتدينين من مشاهدي الفضائيات بها؛ بينما هم يظنون أنهم بانتقائيتهم، وحرصهم سالمون، غانمون؛ وهم في الحقيقة غارمون.. ويحسبون أنهم على ساحل السلامة؛ وهم في لُجّة مخوفة.
الأمر الثاني أن هذه الآثار ذرائع إلى ما هو أشد، ووسائل إلى ما هو أخطر.. وإنما هي خطوة في درب موحش، ومرحلة في سبيل غير محمودة العاقبة!.
وليست هذه هي كل الآثار على المتدينين؛ فهناك مثلا أثر مشاهدة القُصّر في البيت للقنوات عند غياب الرقابة؛ وما يتبع ذلك من تدمير الأخلاق، ونسف التربية!!..
وهناك كذلك أثر القدوة السلبية التي تتمثل في اقتداء الآخرين بهؤلاء المُبتلين، وتأسّيهم بهم؛ فكيف تمنع من اقتناء الأطباق وقد اقتناها فلان وفلان من الصالحين؟!..
وهناك أيضا أثر تضييع الأوقات، واستغراق الأعمار في ما هي أغلى منه، إلى آخر ما هنالك.
أما سائر الآثار التي تساق، والأضرار التي تذكر في العادة فيقع فيها غالبا أولئك الذين ليس لهم دين وازع، ولا ضمير ممانع؛ فيتلقفون في شراهة كل ما تتقيؤه الفضائيات!؛ لسان حالهم وهم عليها عكوف!: وجهت وجهي إليك.. وأسلمت نفسي إليك.. وفوضت أمري إليك!!.. فليست هذه السطور موجهة إليهم، ولا مؤثرة عليهم. أسأل الله العافية من كل بلاء، والسلامة من كل داء، والعصمة من الغواية، وسلوك سبيل الهداية.. وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د. أنس ابن عوف عباس*
---------------------------
جزاه الله خيرا ونفع بما قال .
---
محمود الشنقيطي
03-07-2007, 05:51 PM(1/1056)
أحسنت يا شيخ عبد الرحمن في طرحك هذا المتميز لواقع مرٍّ أليم نستنكره وفي الوقت ذاته نعيشه ونعانيه - وما أبرئ نفسي - وكأني بالأمم جميعها اليومَ متمسلمةً وكافرةً وما بينهما تتكالب عن قصد أو غير قصد لبث روح اعتياد مشاهدة ومعايشة الفاحشة والمنكر في نفوس البشرية جمعاء , حتى ساغ لكثير من الناس أن يعتاد الحملقة بعينيه في صدر امرأة عارية تذيع خبراً عن تحطم طائرة أو ارتفاع أسعار الخبز في قطرٍ ما , استبعاداً منهم لقصد النظر أو حصول الافتتان !!!
وكثيراً ما أسأل نفسي: ما الحاجة الداعية لتأنيث ملقيات نشرات الأخبار؟؟ ولو سلمنا بوجود الحاجة فما الداعي لهن أن يعرضن أثدائهن بلا حياء ولا خجل ولا إحساس بالانحطاط..؟؟
لكني أذكر هنا قول سهل بن عبد الله رحمه الله:{ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى}, فالدعوى وشنُّ الحروب ظاهراً وعلى المنابر وإلقا الكلام على الأبناء والطلبة أمرٌ يحسنه كل أحد, والادعاء بأن النفس إن شا الله بعيدة عن الوقيعة في هذه الشراك والأفخاخ, شيء يحسنه كل أحد, فلا يجهل المخاطرَ أحد, لكن المفقود العزيز اليوم حقاً- إن صدق ظني - هو صدق المراقبة لله, وعظمة أمره ونهيه في نفس المشاهد, فأعاصير العصرنة التي اجتاحت أرجاء المعمورة اليوم قلَّ أن يسلم شخصٌ من سماع أو مشاهدة خزيها الذي تبثه وتنشره , ولئن سلمت للمرء شاشة قنواته فمن لي ببريده الالكتروني ,ومن لي بجواله الذي في جيبه ,وغير ذلك..
لذا فأنا أعتقد أن السالمين من هذه القاذورات اليومَ أحد رجلين لا ثالث لهما - جعلنا الله منهم - :
1- رجلٌ اعتزل الدنيا بأجهزتها وقنواتها وإعلامها وإذاعاتها , وأغلق عليه باب مكتبته ليتنقل بين كتبه ويبحث فيها ويفيد ويستفيد دون أدنى اقتراب من هذه السبل التي لا بد لسالكها أن يناله من اهتمامات القائمين عليها أدنى نصيب.(1/1057)
2- رجلٌ كتب الله له الحفظ وعصمه من مواجهة أي شي من مكدرات صفو جديد وتقنيات الحياة اليوم , لسببٍ بينه وبين الله , نسأل الله أن يجعلنا أحد هذين الرجلين إنه سميع الدعاء.
وأنا أود ممن له تجربة ناجحة في تفعيل مراقبة الله سراً واستواء خلواته بجلواته , أن يوجه بذلك إخوانه , لأن المشكلة كما أحسب أساساً تقوم على عدم التحلي بصفة المراقبة لله وتعظيم حرماته..
---
عبدالرحمن السديس
03-07-2007, 08:24 PM
بارك الله فيكم أخي الشيخ محمود على هذا التعليق، وإنما أنا مجرد ناقل لهذا الموضوع الذي أحسن وأبدع فيه كاتبه جزاه الله خيرا .
ومن نعم الله علينا توفر السبل الطاهرة والنزيهة ، فقناة المجد فتحت لأمم من الناس أبواب خير كثيرة وصدت عنهم شرورا كثيرة .
وهذه تجربتي :
قد من الله علي بعدم إدخال أي شيء من قنوات سوى المجد ، فهذا باب كبير من الشر قد أغلق .
وبريدي في جواب وخزنت نفس الصفحة في المفضلة فأدخل عليها مباشرة من غير مرور على الموقع ، ولا أفتح منه إلا العربي ولا يأتي فيه شيء والحمد لله .
والأخبار أطالعها من الشبكة من المواقع "النظيفة" وأحسب أن هذا متيسر فالأخبار المحلية يمكن مشاهدتها من أحد الصحف، وينظر العناوين الرئيسة في الصفحة الأولى، والمحليات، وهي سالمة من الصور.
وكذا موقع الساحة السياسية يعنى بكل جديد من اخبار البلد وهو سالم من صور الفاجرات .
وهناك عدد من المواقع الإسلامية تعنى بالأخبار كالمفكرة والمختصر والبشير ... كلها سالمة من الخزي ، والموفق من وفقه الله ، جعلني الله وإياك منهم .
---
ابن الجزيرة
03-08-2007, 05:18 PM
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً. والحمد لله على وجود مثل هذه المصادر النظيفة.
---
(1/1058)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوط اندلسي للبيع
---
مخطوط اندلسي للبيع
---
عامرو
03-25-2006, 12:39 PM
مخطوط اندلسي للبيع وهو مخطوط الشمائل المحمدية كتب سنة 581 هجرية لمزيد من المعلومات والصورالاتصال ب www.geocities.com/mapage2005
---
عدنان البحيصي
03-25-2006, 12:44 PM
شكرا لك
سأحاول شراؤه إن شاء الله
إن كان السعر معقولاً
---
رأفت بلعاوي
03-27-2006, 02:12 PM
انا مستعد لشرائه بما تريد وهذا رقمي
009659078120
---
عدنان البحيصي
03-27-2006, 02:18 PM
أخي رأفت
بارك الله فيك
هل تاذن لي أنا بشراؤه؟
---
خلف الجبوري
03-29-2006, 05:44 AM
اتقوا الله يا اخوة .
قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم : لايبع بعضكم على بيع بعض .
رواه مسلم
---
برعدي الحوات
04-27-2006, 12:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا للإخوين الكريمين الذيْن أعلنا رغبتهما لشراء المخطوط الأندلسي.....، .....
.................................................. ..................
.....والأخ البائع لو اقترح على الملتقى تحقيق المخطوط لكان أفضل من بيعه.
---
(1/1059)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الرازي
---
تفسير الرازي
---
عبد الحكيم
09-26-2003, 03:59 PM
السلام عليكم هل يوجد احد يعلم موقع لتنزيل تفسير الفخر الرازي
---
عبدالرحمن الشهري
09-26-2003, 05:13 PM
تجد التفسير في هذا الموقع .
موقع آل البيت (http://www.altafsir.com/Tafasir.asp) .
ولكن لا أدري هل يمكن تحميله من الموقع أم لا ، وإن كنت لا أتوقع أنه يمكن تنزيله من الموقع ، وإنما يمكن الاستفادة منه من خلال الموقع.
---
عبد الله الخضيري
10-01-2003, 07:29 AM
تحية طيبةً و السلام عليكم
فما ذكره الشيخ عبد الرحمن هو أجود و أوفر ما وُجِدَ من تفسير الرازي على الانترنت و إليك هذا الرابط لكن بعد أن تزور موقع آل البيت الذي وضعه لك الشيخ عبد الرحمن
http://www.altafsir.com/home.asp
كما يوجد في الموقع أيضا تفسير ابن عاشور ، و لا يمكن تحميل أو تنزيل التفاسير الموجودة فيه ، بل قد تواجه صعوباتٍ عند البحث ، لكن مادمت في حاجته فلا تبال بمشاكل النت .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=60
و أما في ظلال القرآن فهو في موقع الإخوان المسلمين على هذا الرابط
http://www.ikhwan-info.net/thelal.asp?step1=step1&ne=0
وفق الله الجميع
---
(1/1060)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن أحسن من تكلم على أثر ابن عباس في نزول القرآن مرتين ؟
---
سؤال عن أحسن من تكلم على أثر ابن عباس في نزول القرآن مرتين ؟
---
عمر المقبل
07-06-2003, 01:58 AM
سؤالي للإخوة الأكارم من أصحاب الفضيلة : من أحسن من تكلم على أثر ابن عباس في نزول القرآن مرتين ؟
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2003, 04:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم في ملتقى التفسير ، ويسعدنا انضمامكم إلينا وفقكم الله لنستفيد جميعاً من مدارسة العلم.
وأما سؤالك عن أفضل من تكلم عن أثر ابن عباس هذا ، ففي الجواب عليه عسر للحاجة إلى الاستقراء التام.
وإنما يمكنني القول :
ممن ناقش هذا الأثر الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع في كتابه (نزول القرآن الكريم) .
والشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابه (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) ص 36 وما بعدها. و مما قال في هذا الأثر :(وهذا خبر تلقاه أكثر العلماء بالقبول ، وهو مروي من وجوه متعددة عن ابن عباس ، ومثله إخبار عن أمر غيبي لا يصار إلى مثله إلا بتوقيف ، فله حكم المرفوع ، والقول به أولى من القول بمجرد النظر).
انتهى كلام الجديع وفقه الله.
هذا ما تيسر ولا يزال البحث جارياً وفق الله الجميع لكل خير.
---
عمر المقبل
07-06-2003, 10:10 AM
جزيت خيرا يا شيخ عبدالرحمن ،وهنا ليس الإشكال في البحث عن صحة سنده ،بقدر ما هو الحديث عن توجيهه من حيث معناه ؛لأن في القرآن مواضع تشكل على هذا ،كقوله تعالى : "قد سمع الله ..." ونحن نقطع بأن سماع الله لكلامها لم يكن إلا بعد أن تكلمت به .
هل تكلم عليه أحد من المتقمدمين من أهل العلم ـ مع بالغ التقدير ـ لأهل العلم المعاصرين .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2003, 07:54 AM(1/1061)
سبق أن قمت بتوجيه قول ابن عباس هذا ، وذكر أقوال العلماء في بيانه بالتفصيل هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=371
---
ابن أبي حاتم
07-09-2003, 05:43 PM
أخي الفاضل الشيخ : عمر المقبل وفقه الله
لقد قمت بإضافة تعقيب على الرابط الذي ذكره الشيخ أبي مجاهد، وفيه بيان ما يزيل الإشكال الذي ذكرته، وفقك الله.
ودمت مسدداً
وكتب: ابن أبي حاتم
---
(1/1062)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب " أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء " وهو مهم في صناعة العلل
---
حمل كتاب " أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء " وهو مهم في صناعة العلل
---
ماهر الفحل
03-24-2006, 06:05 PM
http://www.eyelash.ps/up/uploads/9429b2e7ab.jpg (http://www.eyelash.ps/up)
---
ماهر الفحل
03-24-2006, 06:08 PM
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2484
---
(1/1063)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحاجة إلى مساعدتكم .. بسرعة .. فلا تبخلوا علي
---
بحاجة إلى مساعدتكم .. بسرعة .. فلا تبخلوا علي
---
شجون
05-05-2004, 07:52 PM
السلام عليكم و رحمة اله و بركاته ..
عندي بعض الأسئلة و اتمنى انكم تساعدوني في حلها ...
تفسير سورة الحج ..
س1: في الآية ( 17 ) ذكرت عدة طوائف من الناس .. عرف كل طائفة مبيناً أهم خصائصها ؟؟
س2: وازن بين المجادلتين في الله في الاييتين رقم ( 3 ) و ( 8 ) ؟
س3: وضح الصور الفنية فيما يأتي :
أ- ( ثانى عطفه ) :
ب: ( و نذيقه عذاب الحريق) :
ج: ( يعبد الله على حرف ) :
د: ( انقلب على وجهه ) :
س4: كيف توفق بين الآيتين رقم ( 21 ) و ( 13 ) حيث نفى المعبودين من دون الله الضر و النفع في الايه رقم ( 12 ) و اثبت لهم ضراً و نفعاً في الايه رقم ( 13 ) .؟؟
س5:
- لم التفت من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب في قوله تعالى (( بما قدمت يداك )) ؟
- لم زيدت الباء في قوله تعالى ( و ان الله ليس بظلام للعبيد ) ؟
- ( فإن اصابه خيرٌ اطمأن به ، و إن أصابته فتنة انقل على وجهه )
لم جاء التعبير بالفتنة في مقابل الخير في هذه الآيه ، مع أن المقابل للخير هو الشر، كما أن الفتنة تكون في الخير و الشر ؟؟
-----------------------------------
اتمنى انكم تساعدوني في حلها ؟؟
و اذا ممكن تعطوني أسماء كتب اقدر ارجع لها في الاجابة عن هذه الاسئلة
جزاكم الله خيراً
اختكم
شجون
---
ابن العربي
05-05-2004, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
الطوائف في الآية ( 17) من سورة الحج
اليهود ، والنصارى ( في كتب الفرق تجدين التعريف بهم )
الصابئة ، تجدين بحث مطول ونفيس عنهم في كتاب الضوء المنير على التفسير لابن القيم ج1ص 213(1/1064)
المجوس ، تجدين أيضاً بحث كامل عنهم وعن طوائفهم أيضاً في كتاب الضوء المنير على التفسير لابن القيم ج4 ص269
الذين اشركوا ، المقصود بهم كفار العرب خاصة ، لأن القرآن إذا أطلق لفظ المشركين كان علماً على كفار العرب .
المرجع تفسير القاسمي ج12ص14
وفقك الله
---
إكرام
05-05-2004, 11:45 PM
سينفعكِ تفسير السعدي .. وكتاب ملاك التأويل ..
فهما يستفيضان في مثل هذه اللطائف ..
---
مساعد الطيار
05-06-2004, 11:54 AM
يظهر على الأسئلة أنها مختصة بالبلاغة ، ويمكن مراجعة الكتب التي تُعنى بالبلاغة القرآنية ، ومنها :
روح المعاني للآلوسي .
حاشية شيخ زاده على البيضاوي .
حاشية الشهاب الخفاجي على البيضاوي .
حاشية القونوي على البيضاوي .
حاشية ابن التمجيد على البيضاوي .
التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور .
السراج المنير للخطيب الشربيني .
حاشية الجمل على الجلالين .
نظم الدرر في تناسب الآي والسور للبقاعي .
---
محمد العبدالهادي
05-06-2004, 01:18 PM
الفائدة من زيادة الباء في قوله تعالى ( وماربك بظلام للعبيد ) هو زيادة تأكيد انتفاء الظلم عن الله لعباده ، وهذا في كل آية فيها زيادة (من) أو( الباء) في النفي مثل قوله تعالى : (وما بكم من نعمة فمن الله ) ونحوها من الآيات .والله أعلم .
---
(1/1065)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب موضوعات مقترحة لمرحلة الماجستير
---
طلب موضوعات مقترحة لمرحلة الماجستير
---
صالح الدرويش
06-22-2004, 02:08 PM
الإخوة في هذا المنتدى الطيب المبارك سلمهم الله ووقاهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
يطيب لي أن أهنأ نفسي و زملائي على التفوق الذي حصلنا عليه خلال هذه السنة المنهجية لمرحلة الماجستير سائلا المولى أن يجعل ذلك التفوق عونا له على الطاعة وإن يجعلنا والقارئين مباركين أينما كنا .
معاشر الأحبة : إننا لا نستغني خلال هذه الفترة - خاصة فترة الإجازة - عن طرح الموضوعات المقترحة أو المخطوطات القيمة .
خاصة من قبل المختصين في هذا الملتقى المبارك ، ونرجو أن يفعل مثل هذا الموضوع الهام بالنسبة لنا والحق يقال إننا لن نعدم من فائدة كلما قلبنا صفحات هذا الملتقى الطيب المبارك .
وختاما : لا يفوتنا أن نشكر أساتذتنا الفضلاء الذين نسأل الله أن يجعل ما قدموه لنا من نصح وتوجيه في ميزان حسناتهم إنه سميع مجيب .
---
mohamadfa
06-23-2004, 12:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في مرحلة الماجستير والموضوع الذي أنوي العمل به إن شاء الله تحقيق مخطوط الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز ويسمى أيضا مجاز القرىن للعز بن عبد السلام
فأرجو من الإخوة الذين قاموا بإنجاز رسالئل في مجال التفسير إن كانوايستطيعون مساعدتي في التعرف على الاماكن التي توجد فيها نسخ كاملة لهذا المخطوط ان يقوموا بمراسلتي على عنواني البريدي :
mohamadfa@al-islam.com
وإن كان احد الإخوة يرى أن هذا المخطوط قد حقق فأرجو منه أن يدلني على النسخة المحققة ومن قام بتحقيقها
تقبلوا تحياتي وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2004, 02:29 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(1/1066)
نبارك لكم هذا التفوق ونسأل الله لكم التوفيق والعون . وقد سبق أن طرح أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي موضوعاً لاقتراح الموضوعات المناسبة للبحث وهي على هذا الرابط
موضوعات مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=155)
وموضوع آخر مماثل وهو
مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=873).
أرجو أن يكون فيها ما يناسب للبحث ، أو فكرة تفتح لكم باباً للبحث . وهي في حاجة إلى إعادة ترتيب وتهذيب لعل الله ييسر ذلك للأخ أحمد البريدي وفقه الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-23-2004, 05:26 AM
بين يدي الآن كتاب : الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز للإمام العز بن عبدالسلام بتحقيق : محمد بن الحسن بن إسماعيل .
طبعته دار الكتب العلمية عام 1416هـ
وقد ذكر المحقق في مقدمة الكتاب النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق ، وهي أربع نسخ .
والكتاب مطبوع متداول .
وقد ذكر الدكتور الزحيلي في كتابه العز بن عبدالسلام ص137 أن الطالب السيد عبدالسميع سجل رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بنها بجامعة الزقازيق بمصر بعنوان : "دراسة كتاب الإشارة إلى الإيجاز " بإشراف الدكتور محمد زغلول سلام .
انظر مقدمة عبدالله عكاشة محقق كتاب : شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال للعز بن عبدالسلام ص27-28
---
mohamadfa
06-26-2004, 02:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخي عبد الرحمن الشهري وأخي أبا مجاهد على هذه المعلومات التي أفدتموني بها
مع تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق في الحياة الدنيا والفوز بالجنة في الحياة الباقية
أخوكم
محمد
---
مساعد الطيار
06-26-2004, 10:36 PM
طُبع القسم الأول من الكتاب باسم مجاز القرآن ، وهو بتحقيق الدكتور محمد مصطفى بن الحاج ، والكتاب من منشورات كلية الدعوة الإسلامية بطرابلس ليبيا .
---(1/1067)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير
---
تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير
---
المتفقه
05-27-2003, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير
فضيلة نائب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد رعاه الله :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
فبناءً على كتابك (رقم 539/11) في 11/7/1403هـ ، المعطوف على كتاب سماحة الرئيس العام (رقم 2271) في 22/5/1403هـ ؛ راجعت "تفسير ابن جرير الطبري" للقرآن الكريم فوجدته كما يلي :
1- ليس دقيقًا في التعبير عما فهمه و اختصره من " تفسير ابن جرير" ؛ كما في تفسير الرحمة بالرقة في {بسم الله الرحمن الرحيم} ، و قد يقتصر على المعنى المطلوب ؛ كما في سورة الفاتحة.
2- لم يستوعب تفسير الكَلِمَات الغريبة، بل اكتفى بتفسير جملة من الكلمات.
3- قد يخطئ في اختياره :
كقوله في قصة زينب بنت جحش : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأى زينب بنت جحش زوجة زيد، فأعجبته، فأوقع الله في نفس زيد كراهتها، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال صلى الله عليه و سلم له : " أمسك عليك زوجك ، و اتق الله " ، و هو في ذلك يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها، و يخشى النَّاس لأن يقولوا : أمر رجلاً أن يطلق امرأته ، ثم نكحها حين طلقها،{فلما قضى زيد منها وطراً } : حاجة منها، و هي الوطء ، {لكيلا} : لئلا . {حرج} : إثم ...
و كقوله في تفسير سورة النَّجم :{ذو مرة} : ذو منظر حسن أو ذو قوة . {فاستوى} ؛ أي : ارتفع و اعتدل ، و معنى الكلام : فاستوى جبريل و محمد عليهما السلام و هو بالأفق الأعلى.
و كقوله {ثم استوى إلى السماء} : قيل : علا عليها.(1/1069)
4- وضع الكلمات القرآنية في الهامش على شكل مربع بالرسم الإملائي، و قد حافظ على رسمها العثماني في المصحف.
و على كل حال ؛ لا يمتاز في تفسير الكلمَات عن غيره ؛ فالجميع فيه مَآخذ .
و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم
و أرى أن يُكتفى بشراء مصاحف مجردة من التفسير و تُوزع على الفنادق.
كتبه : الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله تعالى ـ
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 05:51 PM
أخي المتفقه وفقه الله.
أرحب بك في ملتقى أهل التفسير ، وأشكرك على مشاركاتك. وأرجو منك العناية بالمشاركات من حيث العمق العلمي ، والتحرير ، حيث إن هذا الملتقى ملتقى علمي متخصص ، وأغلب من يرتاده هم من أهل الاختصاص ، فلتكن المشاركات على هذا المستوى. وإلا يكتفى بالأسئلة المشكلة ليجيب عنها المتخصصون في هذا الملتقى.
والأمر الآخر يا أخي الكريم في هذه المشاركة أنك لم توضح من هو الذي قام باختصار تفسير ابن جرير ، والذي طلب من الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله كتابة تقرير حوله.
أرجو لك التوفيق ، وأرجو منك مزيداً من العناية ، وهذا الكلام أقوله لجميع الزملاء الأعضاء وفقهم الله جميعاً.
---
المتفقه
05-28-2003, 03:22 PM
أخي الفاضل عبدالرحمن الشهري وفقه الله
أشكرك على هذا التدخل المفيد و هذا أول الغيث كما يقال ؛ و منكم نستفيد .
و ما أوردته من ملاحظات لا أظن أنك جانبت الصواب فيها ، فجزاك الله خيرا . و بخصوص المشاركة أعلاه ؛ ففي الحقيقة لم أشأ أن أتصرف فيها فأحببت أن أنشرها كما وجدتها في كتاب (اتحاف النبلاء بسير العلماء) للزهراني
كأنها(وثيقة) عسى أن يستفيد منها أهل الاختصاص فنستفيد بدورنا من ملاحظاتهم العلمية المفيدة ـ و هذا أملي عندما سجلت في المنتدى ـ و الله الموفق.
أرجو للجميع التوفيق و السداد
---
الحارث
05-29-2003, 06:15 AM
حبذا لو كان العزو في أول كل مشاركة لتمام الفائدة . وجزاك الله خيراً .
---(1/1070)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : ( المناسبات وأثرها في تفسير القرآن الكريم )
---
حمل : ( المناسبات وأثرها في تفسير القرآن الكريم )
---
أبو العالية
02-03-2007, 11:15 AM
الحمد لله ، وبعد ..
للدكتور عبد الله الخطيب
والدكتور مصطفى مسلم
ودمتم على الخير أعواناً
---
(1/1072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أئتوني بمثله عشرا
---
أئتوني بمثله عشرا
---
سلسبيل
08-17-2004, 07:51 PM
ائتوني بمثله عشرا
يا ويحه كيف نجا ؟ ….. و هذا الطريق وعرا
يا ويحه كيف سلم ؟....... ولم يقع في الحفرا
فكم ضل قبل عابد ........ مترهب ..لا يفترا
وكم هوى من عالم ........ برأيه معاند مستكبرا
وكم غوى من شاعر ....... بقوله مفتخرا
وكم تعدى مبتدع ........... بسوء مقاله جاهرا
وكم وكم من جاهل ......... يريد إصلاحا فيدمرا
وكم وكم من فرق ٍ .......... تذكي خلافا وتضرما
أتراني أنجو بعدها ؟ ........ أتراني أكون فيها الأخسرا ؟!
أو ليس قارئٌ ومتصدق ........ أول من فيها يسعرا
ومقاتل في الصف سار .......... في نارها يستعرا
أوليس يصبح منا مؤمنٌ ......... ويمسى بعرض قليل كافرا ؟
أوما طاشت عقول ٌ ............ لما ظُن أن فيها دررا
ياويحه كيف سلم ............. بل كيف استلذ جمرا
كيف مشى ثم مشى ......... وما عاد أدراجه متقهقرا
كيف طوى هذا الزمان ؟ ...... وما غره ما إليه هُرعا
كيف مضى في غربةٍ ؟ ........ قانعا بما لديه مصابرا
فلم ينازع الخلق مخاصما ...... ولم يحسد لخيربشرا
وما كان إلا لمولاه سائرا ........ وما كان إلا بطاعته مشمرا
كيف أدلج في سيره ؟........... وكأنه على نور مستبصرا
كيف بان له الطريق ؟ ......... فسار على دربه مستبشرا !
كيف فرّق ما تردد ؟.......... وكيف تأسى بعُمرا
كيف له حال ما تقلب ؟! ..... وكأنه لأيامه المدبرا ؟!
فإن أصبح شر كان راضيا ......... وإلا يبيت الشاكرا
كيف له قلب كسير ٌ ؟ ....... يتفكر فيما يرى معتبرا
ودمع له يهرقهُ ............. في آخر الليل معتذرا
كيف لم يخش أذاهم ؟ ........ كيف لم يرهب العيش مفتقرا ؟
كيف لم يخش أن يُرمى بجرم ...... أو يرمقوه شزرا
من لي بمثل هذا فأظفرا ........... بمثل هذا يكون الفخرا(1/1073)
بمثل هذا يعود الأمل.............. بمثل هذا يرجع النصرا
فأتوني بمثله ألفا ....... لا بل يكفي مثله عشرا
---
(1/1074)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج متن الجزرية
---
برنامج متن الجزرية
---
شريف بن أحمد مجدي
06-14-2004, 12:37 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وها أنا كما وعدت أوفي بوعدي وأقدم لكم برنامج متن الجزرية الجامع لكلاً من (المتن- شرح المتن من كتاب فتح المريد- قراءة للمتن بصوت الشيخ ياسر سلامة) أرجوا من الله أن ينفعكم بها وأن يجعلها من الأعمال الصالحة المتقبلة ولا تنسوني من خالص الدعاء
- والبرنامج مقسم إلي قسمين:-
- أولا:-قم بتحميل البرنامج الخاص بتجميع ملفي برنامج متن الجزرية من الملف المرفق هنا:-
- ثانيا:- قم بتحميل برنامج متن الجزرية الجزء الأول والثاني:-
- ثالثا :- قم بتنصيب برنامج التجميع علي جهازك
- رابعا :- قم بفك ضغط الجزء الأول والثاني من برنامج متن الجزرية ووضعهم في ملف واحد ثم قم بفتح ملف من الملفين الجزء الأول أو الثاني فسوف تظهر لك نافذة قم بتحديد مكان حفظ النسخة من برنامج متن الجزرية بعد تجميعها ثم يصبح البرنامج جاهز للتشغيل وأنت الآن لست بحاجة إلي الملفين الجزء الأول والثاني من برنامج متن الجزرية المحملين من الملتقي
-ملاحظة هامة:قم بإزالة تنصيب البرنامج الخاص بالتجميع بعد التجميع
---
شريف بن أحمد مجدي
06-14-2004, 12:43 AM
هذا الجزء الأول من برنامج متن الجزرية
---
شريف بن أحمد مجدي
06-14-2004, 12:45 AM
هذا الجزء الثاني من برنامج متن الجزرية
---
المستشار الفني
06-20-2004, 07:57 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/1075)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب د.محمد مندور بين أوهام الادعاء العريضة وحقائق الواقع الصلبة للدكتور إبراهيم عوض
---
كتاب د.محمد مندور بين أوهام الادعاء العريضة وحقائق الواقع الصلبة للدكتور إبراهيم عوض
---
كرم
09-22-2006, 10:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب يتناول شخصية هامة في الحياة الأدبية ألا وهو الدكتور محمد مندور . والكتاب من تأليف الدكتور إبراهيم عوض أستاذ النقد بجامعة عين شمس المصرية و جامعة قطر
والكتاب ينقسم إلي ثلاثة فصول تتناول ثلاث قضايا هامة (أو ساخنة بحسب تعبير المؤلف) تمس الدكتور محمد مندور:
الفصل الأول يتناول فيه قضية "البعثة " التي حصل عليها الدكتور إلي السربون للحصول علي الدكتوراة ورغم فشله في نيل هذه الدكتوراه ،حاول د.مندور وحواريوه أن يصوروها بأنها فتح مبين بينما يعتبرها الكاتب ومعه أدلته "فشلا ذريعا".
أما الفصل الثاني :
فيحاول الدكتور فيه أن يثبت مسألة أثيرت كثيرا حول الدكتور محمد مندور وهي أن الناقد الكبير "استعار" مؤلفا لأحد الكتاب الفرنسيين ونسبه لنفسه وسماه "نماذج بشرية".
الفصل الثالث :
هو "اختبار" لمقدرة الدكتور مندور في الترجمة عن الفرنسية وهو الذي عاش في فرنسا و إنجلترا تسع سنوات وكثيرا ما كان يفتخر بأنه كان "حريصا كل الحرص علي عدم الاختلاط هناك بأمثاله من المصريين حتي يكون حديثه طوال الوقت بالفرنسية ما أمكن ،وهو ما كانت ثمرته أن تحوّل (كما يقص علينا)من التفكير باللغة العربية إلي التفكير بالفرنسية،التي تعلم منها الدقة والتحديد و صرامة التعبير !!!"
فيتناول الدكتور إبراهيم ترجمة د.مندور لـ"مدام بوفاريه" وبيان أخطائه الشنيعة والتي لا تتناسب مع ادعاءاته العريضة حول طلاقته في الحديث بالفرنسية.
رابط الكتاب
http://www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/Mandour.rar
---(1/1076)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القرطبي بتحقيق الدكتور عبدالله التركي بالتعاون مع مؤسسة الرسالة .
---
تفسير القرطبي بتحقيق الدكتور عبدالله التركي بالتعاون مع مؤسسة الرسالة .
---
عبدالرحمن الشهري
09-11-2004, 10:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت جزءاً من لقاء معالي الدكتور عبدالله التركي وفقه الله في برنامج (صفحات من حياتي) على قناة المجد ، فسأله الأخ فهد السنيدي وفقه الله عن الكتب التي ينوي تحقيقها قريباً ، أو يعمل على إخراجها حالياً. فذكر أنه يقوم بالتعاون مع مؤسسة الرسالة - إن لم أكن واهماً - على تحقيق تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، وذكر أن الطبعات السابقة ولا سيما طبعة دار الكتب المصرية لا بأس بها ، غير أن الطبعة التي يقوم على إخراجها يراد لها أن تكون أوفى الطبعات من حيث العناية بالنص المحقق ، والعناية بالجانب الفقهي في التفسير من حيث ربطه بكتب الفقه .
أسأل الله له التوفيق ، وأن نرى هذا التفسير قريباً في المكتبات .
---
المشارك7
09-11-2004, 10:14 PM
جزاكم الله خيرا
وهذه روابط لقاء قناة المجد بالدكتور التركي وفقه الله مكتوبا:
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/safahat/safahat-27-08-2004.html
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/safahat/safahat-03-09-2004.html
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/safahat/safahat-20-08-2004.html
وهذا رابط ارشيف برامج القناة لمن اراد الاستماع للبرامج او قراءتها مكتوبة :
http://www.almajdtv.com/prgs/archive.php
---
الراية
09-16-2004, 11:58 AM
عبدالرحمن الشهري
المشارك7
جزاكم الله خيرا
وهذا رابط اللقاء الرابع
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/safahat/safahat-10-09-2004.html
---
أبومجاهدالعبيدي
08-29-2006, 09:36 PM(1/1078)
التركي : يسر الله سبحانه وتعالى بتوفيقه إصداراً جديداً لتفسير القرطبي (http://www.al-jazirah.com/cgi-bin/dailynews/open_doc.cgi?doc=/usr/local/apache/htdocs//89993//fe11d.htm&keyword=التركي)
---
موراني
08-29-2006, 10:54 PM
هل اعتمد معالي الدكتور عبد الله التركي في هذا الاصدار الجديد لتفسير القرطبي
على مخطوطات لم يعتمد عليها أحد من قبل , وهي كثيرة , أم قام باخراج الكتاب فقط وبغير تحقيق جديد للنص ؟
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
08-30-2006, 11:39 PM
الإخوة الكرام : هل تباع هذه الطبعة في المكتبات ؟ وأين ؟
وإن لم تكن كذلك ، فكيف يتسنى لي الحصول عليها ؟
أرجو الرد لأنها تهمّني في بحث علمي .
جزيتم خيرًا ..
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
09-03-2006, 10:23 PM
؟؟؟؟؟؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
09-03-2006, 10:34 PM
اتصلت أمس السبت مكتب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، وسألتهم عن الكتاب فأخبروني بأنه سيكون جاهزاً للتوزيع في مكاتب الرابطة في مكة والرياض بعد أسبوعين .
وهذا رقم الرابطة في الرياض : 014804468
---
أبو يعقوب
09-05-2006, 12:06 AM
جزاكم الله خيرا
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
09-05-2006, 12:21 AM
جزاكم الله خيرًا أبا مجاهد ..
---
أبو العالية
09-05-2006, 02:34 PM
الحمد لله ، وبعد ..
وماذا عن أهل بلاد الشام ( الأردن )
هل من موزع ؟
---
(1/1079)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حتى لا نصاب بالفتور في رمضان للشيخ المنجد
---
حتى لا نصاب بالفتور في رمضان للشيخ المنجد
---
أبوأحمدعبدالمقصود
10-02-2005, 05:31 PM
حتى لا نصاب بالفتور في رمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.{يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون}{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا}{يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما} أما بعد:-
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.(1/1080)
الحمد لله الذي أنعم علينا ببلوغ هذا الشهر الكريم نحمده سبحانه وتعالى على آلائه العظيمة ومننه الكبرى وكرمه البيّن سبحانه وتعالى ما أكرمه وما أعظمه لا إله إلا هو ولا رب سواه. أيها المسلمون هذه نعم الله تتجدد بمرور أيام رمضان وهذه آلائه تتوالى علينا بتوالي ليالي هذا الشهر الفضيل وما عشنا من يوم في هذا في رمضان فهو، كيفة من الله، وما بلغنا زيادة في هذا الشهر فهو منّة من الله فإن من عباد الله من أوقفه انتهاء أجله عن إكمال هذا الشهر الكريم، إن من الناس من أوقفته المنيّة عن الاستمرار في هذا الشهر المبارك فلله الحمد على هذه النعمة، أيها المسلمون إن معرفة نعمة الله علينا في هذا الشهر هو الذي يجدد النشاط في النفس ويبعث العزيمة على الاستمرارية في العبادة والوفاء بعهد الله الذي عاهدنا عليه عهد الله علينا أن نعبده لا شريك به شيئا، وعهد الله علينا أن نعبده دائماً وأبدا لا نتوقف عن عبادته في زمن ونعبده في زمن وإنما مشاور هذه الحياة كلها عبادة لله رب العالمين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.، ذهب المسلمون فيما يلي تنبيهات على أمور تتعلق بهذا الشهر الكريم نحن الآن على مقربة من نهاية الثلث الأول وقد أنهينا ثلث رمضان فلا بد من حسا، كيفف مضت أيام الشهر الماضية؟وكيف انقضت لياليه، ذهبب الثلث والثلث كثير فماذا فعلنا وقدمنا فيما مضى وهل من عملية تحسين ومضاعفة وازدياد في العبادة فيما سيأتي.أيها الناس إننا نشعر بنوع من نقص العبادة ونوع من التكاسل والفتور في وسط رمضان هذا شيء ملاحظ فإن الناس في العادة ينشطون في أيام رمضان الأولى لما يحسّون من التغيير ويجدون شيئاً من لذة العبادة نتيجة الشعور بالتجديد في أول الشهر ثم ما ليبث هذا الشعور أن يبدأ في الاضمحلال ويصبح الأمر ن، ونلاحظ الرتابة في العشر الأواسط ونلحظ هدأ الرجل على بعض الصلوات في المساجد(1/1081)
خلافاً لما كان عليه في أول الشهر، ونلاحظ نوعاً من القلة في قراءة القران في وسط الشهر عما كان عليه في أوله، ثم تأتي العشر الأواخر بعد ذلك وما فيها من القيام وليلة القدر لتنبعث بعض الهمم والعزائم مرة أخرى، لكن فكروا معي هل من الصحيح أن يحدث لدينا نوع من التكاسل ونوع من الفتور في وسط هذا الشهر أمن أنه ينبغي علينا استدراك ذلك ويجب علينا أن لا نخسر شيئاً من أيام رمضان ولا نركن إلى شيء من البرود في أواسط هذا الشهر ولعل من أسباب هذا أن بعض الناس يحسون بالعبادة في أول الشهر فإذا مر عليهم فترة فإن عبادتهم تتحول إلى عادة وشيء رتيب، فما هي السبل لمنع هذا التحول كيف نمنع تحو ل عبادتنا عبادة الصيام إلى عادة كيف نعيد اللذة والحيوية إلى هذه العبادة ونحن في أواسط رمضان؟
أولاً:ينبغي أن نحقق التعبد في الصيام باستحضار النية أثناء القيام به وأن العبد يصوم لرب العالمين، النية لا بد أن تكون موجودة دائماً الصيام لله رب العالمين، والهدف من هذا الامتناع "أي: الملذات" إرضاء رب العالمين(إنما الأعمال بالنيات).
ثانياً:مما يمنع تحول صيامنا إلى عادة..أن نستمر في تذكر الأجر في هذا الصيام وفضيلة العبادة في هذا الشهر الكريم، تذكر دائماً ونعيد إلى الأذهان حديثه-صلى الله عليه وسلم-(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له متقدم من ذنبه، فما هو الشرط في هذه المغفرة؟إنه الاحتساب في كل الشهر، ليس في أوّله فقط وإنما الاحتساب شرط في حصول المغفرة الاحتساب في جميع أيام الشهر، في أوله وفي وسطه وفي آخره فالمحتسب على الله في الأجر يشعر بكل يوم وبكل صوم ويرجع دائماً إلى الله سبحانه وتعالى يطلب المغفرة.(1/1082)
ثالثاً:أن نتمعن في هذا الأجر العظيم الذي يكون بغير اعتبار عدد معين، (كل عمل ابن آدم له كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)الصيام سبب لتكفير جميع الذنوب، إلا الكبائر، الصلوات الكبائر والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر؛ لا بد أن لا تغيب هذه الأحاديث عن أذهاننا ونحن الآن أشرفنا على الثلث الثاني من شهر رمضان، الصيام يشفع لك يوم القيامة، يقول الصيام:أيا ربي منعته الطعام والشهوة، منعته الشهوات في النهار فشفّعني فيه.هكذا يقول الصيام يوم القيامة.
رابعاً:فضائل الصيام وأهله كثيرة متعددة يفرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه، والباب المخصص الذي يدخله الصائمون إلى الجنة "باب الريان" والخلوف الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك وفتح أبواب الجنة وتغليق أبواب الجحيم وسلسلة الشياطين مما يمنع تحوّل الصيام إلى عادة مما يعيد الحيوية إلينا في وسط الشهر هذا أن نعرف حديثه-صلى الله عليه وسلم-(إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردت الجن وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادي كل ليلة- أول الشهر وأوسط الشهر وآخر الشهر كل ليلة- في جميع رمضان يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)ثم انتبهوا أيها المسلمون لهذه العبارة العظيمة في هذا الحديث عبارة حساسة جداً تجعل الصوم عبادة لنا في جميع الشهر، عبارة تمنع من تحول صيامنا إلى عادة، عبارة تمنعنا من التكاسل والفتور، قال-صلى الله عليه وسلم-(ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)فقد تكون أنت عتيق الله من النار في أواسط هذا الشهر، فلماذا الكسل والتواني؟لابد من الانبعاث وإعادة الهمة.(1/1083)
خامساً:ونتذكر كذلك أن بعض كتب الله العظيمة نزلت في أواسط رمضان، قال- صلى الله عليه وسلم-(أنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان)فنزول الإنجيل والزبور كانا في الوسط وسط هذا الشهر الكريم، كما كان نزول صحف إبراهيم-عليه السلام-والتوراة في أول الشهر، ونزول القرآن العظيم في أواخر الشهر.
سادساً:من الأسباب التي تمنع تحول هذه العبادة إلى عادة التأمل فيها والوقوف على شيء من حكم الله؛ توحيد المسلمين، المواساة الإحسان، أثر الجوع والعطش والأمر بضبط النفس..أمور كثيرة.
سابعاً:التفكر حديثه-صلى الله عليه وسلم-(رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يفغر له من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فأدخله الله النار فأُدخل النار فأبعده الله قال جبريل لمحمد:قل آمين، قال محمد-صلى الله عليه وسلم-:آمين.
ثامناً:تنويع العبادة في أيام الشهر صيام، قيام، قرآن، إطعام، إنفاق، زكاة وصدقة، وصدقات..وهكذا تتنوع العبادة، فيتجدد النشاط وتعود الحيوية، يا عباد الله لا تفقدوا لذة مناجاتكم وعبادتكم لله في أي جزء من هذا الشهر، وكذلك التعبير عن الابتهاج والتذكير في مجامع الناس بعظمة هذا الشهر وحلاوة أيامه ولذة عبادته.
تاسعاً:ومن الوسائل، عد كم ذهب من الشهر يرجعك إلى الحقيقة ويبين لك ما بقي، فتشعر بالرغبة في مزيد من الاجتهاد كم مضى من شهرنا..كم ذهب من شهرنا..كم ذهب؟ذهب الثلث والثلث كثير.
عاشراً:مقارنة الحالب ما قبله وما بعده، قارن حالك بما قبل الشهر وبما بعده لتعرف عظمة هذا الشهر..لتعرف قيمة هذا الشهر قبل أن يفوت الأوان فلا تفدك المعرفة.(1/1084)
الحادي عشر:تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي هذا الشهر مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى هذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل ونفض الغبار والقيام لله رب العالمين.
الثاني عشر:ابتغاء وجه الله في هذا الصيام قال-صلى الله عليه وسلم-(من صام يوماً في سبيل الله-يعني:صابراً ومحتسباً، وقيل في الجهاد-باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً)وقال(من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مئة عام)وقال(من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض)وقال(من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً).
وثانياً أيها المسلمون:إن الاجتماع لقيام الليل لم يشرع إلا في رمضان وصلاة التراويح هذه عبادة جليلة ينبغي أن تعطى حقها، هذا القيام لابد أن يقام بحقه، التبكير إلى المساجد وعدم تضييع صلاة العشاء في الجماعة الأولى والفرض أهم من النفل.
ثانياً:أن لا يكون تقصد مساجد معينة للصلاة فيها من أجل جمال الصوت فقط وحسن النبرة وإنما ينبغي أن يكون الالتذاذ بسماع كلام الله وفهمه أعظم من الاستلذاذ بسماع صوت القارئ ولحنه، ينبغي أن يكون الالتذاذ بسماع كلام الله وفهمه أكبر وأعظم من الاستلذاذ بسماع صوت القارئ ولحنه، وهذه نقطة مفقودة عند كثير ممن يسعون ويجرون ويتنقلون في المساجد، ونريد من المسلمين أن يعقلوا كلام الله، ولا بأس بأن يقبلوا على صاحب الصوت الحسن فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنه، والتفاعل مع الألحان أكثر مما يتفطنون للمعاني ومعرفة فقه هذا القرآن وهو يتلى على مسامعهم.(1/1085)
ثالثاً:استحضار القلب عند الآيات الرحمة..العذاب..الثواب..العقاب..القصص..الأمثال..أه وال القيامة..ذكر أسماء الرب وصفاته-جل وعلا- فينبغي أن تكون الأذان حاضرة للإيصال هذا إلى القلوب الحاضرة الحية لينبعث تذكر ويحدث التفاعل مع سماع هذه الآيات، ونظرة إلى بعض الناس الذين يخشعون في الذكر و لا يخشعون في الدعاء ما لا يخشعون في التلاوة و لا في سماع كلام الله...أمرٌ عجيب! يتعجب المسلم من حالهم! فينبغي أن يُعرَفَ قدر الكلام...وقدر الكلام بقدر المتكلم كلام الله لا شيء أعلى منه، كلام الله لا شيء أحلى منه، و كلام الله لا شيء أجل منه و لا أدعى على التقبل و لا التذكر و لا التأثر و لا الخشوع لا شيء أدعى من كلام الله إلى كل ذلك.
رابعاً: عدم رفع الصوت بالبكاء و النحيب و الصياح
كان صلى الله عليه و سلم يصلي و في صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء كما تغلي القدر بهذا الصوت المكتوم كان صلى الله عليه و سلم يبكي في صلاته. فالإخلاص في كتم البكاء والصياح وعدم الزعيق ورفع الصوت.بكاء القلب أهم!كان بكاء السلف في الصلاة نشيجاً ودموعاً تسيل، وربما يبكي أحدهم تسيل دموعه ولا يشعر من بجانبه. هذا هو الإخلاص لا صياحاً و لا صراخاً...لا صياحاً و لا صراخاً...عليك بالتأثر الذي لا يشعر به الناس.
ثالثاً:السحور
عبادة جليلة يغفل عنها الكثيرون و ينامون عنها وعن صلاة الفجر!، ومع الأسف نجد قلة عن المتوقع في صلاة الفجر في رمضان والسبب من الأسباب عدم الاستيقاظ للسحور، السحور بركة كما قال صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا السحور فإنه هو الغداء المبارك هلم إلى الغداء المبارك - يعني السحور - نعم السحور التمر...السحور هذه الأكلة بركة فلا تدعوه قال صلى الله عليه و سلم(فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين فصل ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلة السَحَر). فاعتني بالسحور(1/1086)
أولاً:لأن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين.
ثانياً:لأن فيه بركة.
ثالثاً:لأن فيه مخالفة لأهل الكتاب و يجب أن نخالف اليهود و النصارى
رابعاً:أنه أعون على الصيام
خامساً:أنه أضمن لأداء صلاة الفجر
فعليك به يا عبد الله و لا تُفَوِّته...كيف و هو بركة!فيه بركة ما لا يوجد في غيره من الوجبات.
و عليكم كذلك بالحرص على تفطير الصائمين في الداخل و الخارج (من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء)... من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء...احرص على إطعامه...وإشباعه...و إيصال الطعام إليه بغير منة ولا أذى، وإنما تحمد ربك أن هيأ لك الفرصة لأن يطعم الصائم من طعامك ويشرب من شرابك.فليست الولائم التي تقام لتفطير الصائمين مجالاً للترح ولا للبذخ ولا للأشر والبطر ولا للفخر والخيلاء...و إنما هي مجال لأن تتواضع لله و تشكره أن هيأ لك هذا العدد من الناس ليفطروا عندك و يأكلوا من طعامك.وتذكر خوانك المسلمين في أقاصي الأرض ممن لا يجدون طبقاً واحداً من الأطباق التي تزخر بها مائدتك...فاتق الله يا عبد الله!
و كذلك من الوصايا...تلاوة القرآن العظيم في هذا الشهر، و سيأتي له تفصيل إن شاء الله.
و من الوصايا: قوموا إلى نسائكم...قوموا إلى نسائكم يا أيها المسلمون...يا أيها الرجال...قوموا إلى نسائكم فعلموهن كيفية الصيام و آداب الصيام.قوموا إلى نسائكم اللاتي يأتين إلى المساجد فعلموهن أموراً ومنها:(1/1087)
صلاة المرأة في بيتها خير لها...قال صلى الله عليه و سلم (و بيوتهن خير لهن)...قال لأم حميد زوجة أبا حميد الساعدي(قد علمت أنك تحبين الصلاة معي) ثم قال لها(وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي)بين لها أن الصلاة في قعر بيتها خير لها من الصلاة في المسجد، وكلما كانت أعمق في البيت كلما كان أفضل وصلاتها في مسجد قومها خير لها من الصلاة في المسجد النبوي! النبوي! المسجد النبوي.ولكن إن أرادت المرأة أن تذهب إلى المسجد، فلا تمنعوا إماء الله مساجد الله و قد جاء الجمع بين الفقرتين في حديث واحد (لا تمنعوا نساءكم المساجد، و بيوتهن خير لهن).علموهن هذه المسألة.(1/1088)
ثانياً:قوموا إلى نسائكم فأمروهن بالحجاب. الحجاب يا أيها الرجال المسلمون... يا أرباب الأسر...يا أيها الرعاة الذين يرعون شؤون العائلة أنتم المسؤولون أمام الله كل واحد توجد امرأته في الشارع حاسرة مقصرة في الحجاب سواء كان قصيراً أولا يستر الوجه والبدن أو شفافاً أو ضيقاً فهو المسؤول عنها. وهو الذي يشاركها في الإثم قطعاً وهو الساكت عن الحق، و هو الشيطان الأخرس، وهو الذي أقر الخبث في أهله. هو الذي أقر فيهم السوء و هو الذي يراها تمشي ولا ينكر، وهو الذي يراها تسفِر و لا يغيّر. فتباً لمعاني الرجولة كيف اضمحلت في نفسه وكيف نقص الإيمان وكيف زال التأثر بقول الله {قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة} وقودها الناس – أنفسهم – والحجارة. هؤلاء هم وقودها. كيف ترضى أن تخرج امرأتك و لو إلى المسجد في حالة من قلة الحياء والحجاب والتقصير في اللباس الشرعي...لو ظهرت أظافرها مقصرة وأنت ساكت فأنت آثم و مشارك في العدوان وفتنة المسلمين. لو ظهرت أظافرها وأنت ساكت وأنت تعلم فأنت مشارك في الإثم والعدوان. كان النساء في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات بعيدات كل البعد عن الزينة – متلفعات بالأكسية، لا يعرفن من الغَلَس...لا يعرفن...كأنهن غِربان...أسود في أسود لا يرى منها شيء.(1/1089)
والآن زوجاتنا، بناتنا، أخواتنا، وحتى أمهاتنا...كثير من المسلمين يعيشون حالة عجيبة من التقصير ونندهش من هذا الشهر الذي هو فرصة للتوبة و التغيير...كيف لم يحدث فيه تغير في الحجاب؟ زينة وماكياج وبهرجة وتجمل ولبس أحسن الثياب وتبخر وتطيب وخلوة بالسائق وهذا الزوج الذي يقر الخبث في أهله...هؤلاء الناس رجالاً و نساءً ما موقفهم أمام الله والسيئة تضاعف في رمضان ما لا تضاعف في غيره؟ تضع حجابها في السيارة فإذا نزلت إلى المسجد لبسته، كحال الرجل الذي يحمل معه المشلح، فإذا وصل إلى مكان الوليمة الرسمية نزل فترجّل فلبس المشلح ودخل! و هكذا يفعل هؤلاء أو بعض هؤلاء ورجالهم في غيهم ساجرون...ورجالهم في سبل الشيطان ماشون منهمكون. (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)! تقول: ما علاقتنا؟ ما علاقتك؟ {قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة}
لا لإهمال الأطفال في البيت ولا لإحضار المزعجين إلى المساجد لإشغال المصلين والتلبيس على الإمام والتشويش على عباد الله. أوصوهن بعدم الانشغال بالقيل والقال وارتفاع الأصوات بعد الصلاة لدرجة يسمعها الإمام و الناس. أوصوهن بتراص الصفوف وسد الخلل وملئ الفُرَج فصفوف النساء في المساجد مليئة بالمآسي. انصحوا نساءكم أن لا يقضوا رمضان في المطبخ، وليبقين من الأوقات للعبادة فهي الأساس وهي الهدف وهي أعظم شيء في هذا الشهر. لا تكلفوهن بكثرة الطبخ، بل أنتم تنهوهن عن التمادي والتفنن وتضييع الأوقات فيه...هذا من وضيفتكم.
يا عباد الله، تجنبوا تحويل ليالي هذا الشهر الكريم إلى ليالي أنس مع الخلائق و مجالس معاصي، ولعب ورقص، ومسلسلات وأغاني، وطبل و زمر، وولائم يتفنن فيها في المأكولات، و ترمى فيها الأطعمة في براميل القمامة. الأمر أعظم من ذلك!
قد رشحوك لأمر لو فطنت له...فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل(1/1090)
إذا كنا نخفف من صلاة التراويح حتى لا يشرد المتذمرون و لا يهرب المقصرون الكسالى و حتى يدرك أصحاب الأعمال و الوظائف أعمالهم فهذا لا يعني أن تنقطع العبادة بعد صلاة التراويح، بل بقي لك من قراءة القرآن والصلاة – مثنى مثنى – إذا أردت دون أن تعيد الوتر...بقي لك متسع، والنوم مبكر و إدراك الفجر وأكلة السَحَر...مناقشة جمع الزكوات وتوزيع الصدقات ووصل الرحم وبر الفقراء...قال الله تعالى {و بالأسحار هم يستغفرون} ولم يقل يطبلون ويزمرون! وهؤلاء الناس في الأسحار يطبلون و يزمرون وقت النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل في شهر رمضان في الليالي المباركة يعصون الله سبحانه و تعالى. يقول الله (هل من سائل فأعطيه؟) و أصحابنا في وادٍ آخر...(هل من تائب فأتوب عليه؟) و هؤلاء القوم في لهوهم وشغلهم عن ربهم و عن العبادة. تجنبوا قرناء السوء في هذا الشهر الفضيل. أيها الشباب:دعوا الأرصفة وأقبلوا على الله... أيها الشباب:دعوا الأرصفة وأقبلوا على الله واتركوا العود وهلم إلى التوبة وإلى هذا الموسم الفضيل. اللهم اجعلنا ممن عمّر هذا الشهر بالعبادة ...اللهم أعنا فيه على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك...وارزقنا توبة نصوحا...وعملاً متقبلا...وصياماً مبرورا...وقياماً مشكورا. اللهم إنا نبرأ إليك من تقصيرنا...اللهم إنا نسألك أن تتجاوز عما أسرفنا فيه من حق أنفسنا. أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم.(1/1091)
الحمد لله...وسبحان الله...ولا إله إلا الله...والله أكبر...ولا حول ولا قوة إلا بالله...أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، رب العرش العظيم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن. سبحانه والله الذي لا إله إلا هو...إنه ينبغي علينا أن نحبه أكثر من أي شيء. اللهم اجعلنا ممن يحبونك واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ. صلى الله وسلم على نبينا محمد السراج المنير...الداعي إلى الله بإذنه...البشير النذير...الذي أدى رسالة ربه وبلغ الدعوة ووفى الأمانة – صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين – الذي حبه مقدم على حب البشر أجمعين.
(لا يؤمن أحدكم حتى يكون رسول الله أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)اللهم أجعل حب رسولك مما تعمر به قلوبنا.
أيها المسلمون عمرة في رمضان تعدل حجة، أجر عظيم وموسم فضيل وثواب جزيل ورب كريم،أبواب الخير مشرعة والبقية عليك يا عبد الله لإكمال المشوار،(عمرة في رمضان تعدل حجة).وفضيلة هذه العمرة في جميع أيام الشهر، هذه الحجة ليست قاصرة على العمرة في العشر الأواخر فإذا رأى المسلم أن من مصلحة عبادته استباق الازدحام الشديد جداً الذي لا يطيقه ويعطله عن أعماله وعن شغله حتى في نفسه وطعامه وشرابه فعليه أن يبادر وإذا رأى أن تشتيت ليالي العشر بالأسفار وفوات القيام سيتحقق فلا بأس عليه أن يعتمر في العشر الأول أو الأواسط، أو كان ممن للمصلحة في بقائه في بلده في العشر الأواخر، أو يخشى عدم التمكن من حجز مكان للسفر فليبادر الآن بالذهاب فالبيت قريب والسبيل آمن والأجر عظيم؛ كم من الناس يتمنون أن يعتمروا وأن يأمّوا البيت العتيق فلا يتمكنون...ولا يستطيعون من ظلم ظالم... أو فقر فقير لا يستطيعون أن يأتوا البيت العتيق، فأنت قريب والسبيل آمن ولله الحمد فلماذا لا تبادر بالذهاب.(1/1092)
ونوصي إخواننا الذين سيذهبون في رمضان إلى مكة والآن العطلة دراسية قريبة وبعدها سيعقبه سفر وأسفار نوصي الذين يذهبون لقضاء العشر وغيرها بجوار بيت الله الحرام بما يلي:-
أولاً:اغتنام الوقت في تحصيل أكبر قدر من الأجر، واجتناب الانشغال بسفاسف الأمور كتضيع الوقت في الطبخ والبحث عن الأطعمة فكل مما تيسر،وكذلك الانشغال في الصف في الأسواق،أسواق مكة وتضيع الواجبات الأساسية والأهداف الأساسية من رحلة العمرة.
ثانياً:الطالة المكث في بيت الله الحرام ما أمكن، والاعتكاف فإن فيه أجر عظيماً حتى لا يذهب الوقت في المساكن والشقق المستأجرة فتعظم الخسارة فصل الصلاة بالصلاة،وطف ،وانتظر الصلاة بعد الصلاة في المسجد الحرام فمن جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة.
ثالثا:ًعدم إضاعة الوقت بالكلام في الحرم مع الأصحاب والأصدقاء أو استقبال الغادين والرائحين واستيقاف الأصحاب والفرجة على الناس والطائفين، وإنما دع الوقت الأكبر لعبادة ربك والخلوة به.
رابعاً:ربط الحزام في مسألة النوم،وعدم الإكثار منه لأنك ستكون في حالة استنفار لأجل العبادة.
خامساً:عدم الاشتغال بالمفضول عن الفاضل بأمور وأنشطة تعطل عن المقصود الأساسي لرحلة العمرة، فخذ من هذا وهذا واجعل السهم الوافر للهدف الأساسي والأعظم أجرا.
سادساً:الاستعداد الدائم والتبكير لصلوات،لآن بعض الناس يضيعون تكبيرة الإحرام تقصيراً ولا يعلم قدر ثواب إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في الحرم إلا الله عز وجل؛ فهنيئاً لمن طابت سفرته وعظمت عبادته وأصاب بعمرته السنّة.(1/1093)
اللهم اجعلنا من أهل السنة والقائمين بالسنة والمحافظين على السنة أحينا على السنة وأمتنا على السنة اللهم اجعل شهرك هذا شهر نصر للإسلام والمسلمين وشهر عزة وتمكين للمجاهدين،اللهم اقمع أعداء الدين اللهم شرّدهم وشرّد من خلفهم،اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين،اللهم أهلك اليهود وأعوانهم وطهّر بلاد المسلمين من رجزهم وانجاسهم،اللهم إن في العباد والبلاد من اللئواء والشدة والضنك مالا نشكوه إلا إليك،اللهم ارفع الظلم عن المظلومين،اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين وفك أسرى المأسورين واجعل بلاد المسلمين على التوحيد خالصةً لك قائمة لك،اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد والعناد،اللهم ارزقنا توبة نصوحة ومغفرة في هذا الشهر العظيم،نسألك بأسمائك الحسنى أنت الكريم أنت المنان أنت الحي القيوم أن تغفر لنا ي ساعتنا هذه أجمعين وأن تجعلنا من عتقائك من النار في هذه الساعة من يوم الجمعة من شهر رمضان أنت أكرم الأكرمين وأنت أرحم الراحمين أنت إلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا سواك سبحانك وتعالى،تعاليت وتقدست أسمائك؛إن الله يأمر بالإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يغظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
---
(1/1094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل أرجوزة الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع لابن بري التازي
---
حمل أرجوزة الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع لابن بري التازي
---
أحمد بزوي الضاوي
10-10-2006, 10:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
ابن بري التازي صاحب " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع " .
هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو الحسن الشهير بابن بري التازي نسبة إلى مدينة تازة المغربية العريقة قرب مدينة فاس .
انتقل أهله إلى مدينة تازة، وكان مولده بها في حدود الستين وستمائة، "ونشأ بتازة ب"زقاق الزفانين" منها، واجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، وانتقل إلى فاس كاتبا سنة 724هـ".
كان ابن بري عالما مشاركا، له إلمام واسع بالعلوم الإسلامية، له أرجوزة مهمة في القراءات القرآنية " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " التى احتفى بها العلماء كثيرا و ألفوا عليها شروحا متعددة وصلت إلى ثلاثين شرحا. و له شرح على كتاب التهذيب في اختصار المدونة لأبي سعيد البراذعي . وله كذلك شرح على وثائق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الغرناطي . كما شرح قصيدة في الفرائض نظمها أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي . كما شرح عروض ابن السقاط . واختصر شرح الإيضاح في النحو لابن أبي الربيع الإشبيلي السبتي .
من شيوخه :
1- والده محمد بن علي بن بري التازي .
2- أبو جعفر الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ ) .
3- أبو الحسن بن سليمان القرطبي ( ت 730 هـ ) .
4- أبو الربيع بن حمدون الشريسي ( ت 709 هـ ) .
5- مالك بن الرحمن أبو الحكم المالقي المشهور بابن المرحل ( ت 699 هـ ) .(1/1095)
توفي ابن بري ـ رحمه الله ـ سنة 730 هـ .
وتجدون رفقته أرحوزة : " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " لابن بري التازي ـ رحمه الله ـ .
نسألكم الدعاء عن ظهر الغيب .
http://www13.rapidupload.com/d.php?f...&filepath=7223
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-13-2006, 02:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
فهرس الدرر اللوامع :
1- بيان فضل علم القرآن .
2- سند ابن بري في القراءات .
3- باب التعوذ .
4-باب البسملة .
5- باب ميم الجمع .
6- باب هاء ضمير الواحد .
7- باب المد و القصر .
8- باب التسهيل و الهمز .
9- باب الإبدال .
10-باب نقل الحركة .
11- باب الإظهار و الإدغام .
12- باب الإمالة .
13- باب الترقيق و التفخيم .
14- باب الإضافة .
15- باب فرش الحروف .
16- باب مخارج الحرؤوف و صفاتها .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-16-2006, 11:33 AM
[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين . الإخوة الأفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فقد يسر الله كتابة الدرر بصيغة وورد ، فنقدمها لرواد الموقع ، لما في ذلك من أهمية يعرفها الباحثون وطلبة العلم . وأملي أن يكون نشرنا للدرر بصيغتي ( pdf - word ) سبيلا إلى الوفاء بحق ابن بري رحمه الله تعالى ، ومساهمة في نشر هذا المتن القرائي المهم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/1096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أريد أبحاثا في حجية تفسير الصحابي
---
أريد أبحاثا في حجية تفسير الصحابي
---
جليبيب
04-13-2004, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد أحسن الله إليكم
الدراسات الجامعية و الأبحاث التي عالجت
مسألة حجية تفسير الصحابي
و لو كانت هذه الكتب إلكترونية فجيد
و الذي يدلني على كتاب أو فصل مهم في كتاب فليذكر الدار التي طبعت الكتاب
و جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
جليبيب
04-16-2004, 06:59 PM
أنا في انتظاركم بارك الله فيكم
---
فيصل القلاف
04-24-2004, 10:03 PM
ارجع لمقدمة شيخ الإسلام في التفسير تجد خيراً
---
الغرنوق
05-07-2004, 12:58 PM
هذا ماتريده
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=393
---
(1/1097)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من لنا بكتاب: "أليس الصبح بقريب" للشيخ ابن عاشور؟
---
من لنا بكتاب: "أليس الصبح بقريب" للشيخ ابن عاشور؟
---
بوبشير
12-30-2005, 10:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام، تعد مؤلفات الشيخ الطاهر بن عاشور من الكتب القيمة وذات النفع الكبير، وكانت أثره واضحا في أصول الفقه والتفسير (التحرير والتنوير)، إلا أن الذي لا يعرفه كثير منا اهتمامه بالتربية، وكتابه "أليس الصبح بقريب؟" من أرقى ماكتب في التربية، فهلا أتحفنا رواد الملتقى به، ولكم أوفى الجزاء.
---
عبدالرحمن الشهري
12-30-2005, 11:02 PM
الكتاب مطبوع طبعة وحيدة فيما أعلم ، في الشركة التونسية للنشر . وهو كتاب قيم في 263 صفحة من القطع العادي . وقد كتبه في صيف عام 1321هـ ، وقد كتبه رغبة في إصلاح تعليمنا العربي الإسلامي بعد أن زاوله مدة طويلة متعلماً ومعلماً ، فعقد عزمه على تحرير كتاب في الدعوة إلى ذلك ، وبيان أسبابه. وقد تعرض فيه لوسائل وطرق كثيرة لإصلاح التعليم في مختلف العلوم ، ومنها علم التفسير. والذي أعرفه أن الكتاب نادر الوجود في زماننا ، ولا يوجد على هيئة الكترونية ، وربما يكون القائمون على إصدار بعض مؤلفاته القديمة بصدد إعادة طباعة هذا الكتاب ونشره.
---
إبراهيم الجوريشي
12-31-2005, 05:49 AM
شيخي الكريم
بالنسبة لكتاب العلامة الطاهر ابن عاشور
أليس الصبح بقريب ؟
طبع بماليزيا
في دار التجديد للطباعة والنشر والترجمة
بعناية وقراءة وتعليق وتوثيق
الدكتور
محمد الطاهر الميساوي
في الجامعة الإسلامية العالمية
والان يقوم احد طلاب الماجستير بدراسة
الفكر التربوي عند العلامة ابن عاشور من خلال كتابه أليس الصبح بقريب
والله الموفق للخير
واذا اردت نسخة من الكتاب يمكنكم مراسلة دار التجديد
على هذا العنوان(1/1098)
KACI TRADING SDN. BHD.
G B6, JALAN SUNGAI PUSU, BUTA 8,CENTRAL,
COMPLEX, UHAM, GOMBAK,53100
KUALA LUMPUR, MALAYSIA
TEL: 0060361864071
EMAIL: norekaci@hotmail.com
---
خالد الشبل
12-31-2005, 09:09 AM
نقولٌ منه (http://toislam.net/files.asp?order=3&num=1487&per=835&kkk=).
---
بوبشير
12-31-2005, 02:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
أشكركم على الردود، وإن القلب لتغشاه فرحة روحانية حين تصل المرءَ ردودٌ كهذه من أرض الله ومن قلوب مؤمنة، إنه حبل الإيمان الذي يؤلف بين قلوب ما اجتمعت إلا على حب الله ورسوله...
إخوتي الكرام أجدد دعوتي لمن لديه نسخة إلكترونية للكتاب أو نسخة مصورة أن يفيدنا واللهَ نسأل التوفيق والسداد
أخوكم بوبشير ، مهتم بالتربية وعلومها.
---
عبدالرحمن الشهري
12-31-2005, 08:56 PM
الأخ الكريم إبراهيم الجوريشي : أشكرك على هذه المعلومات ، والدكتور محمد الطاهر الميساوي له عناية بكتب الطاهر بن عاشور ، وقد أخرج منها كتاب المقاصد ، وكتاب النظام الاجتماعي في الإسلام ، وقد أجاد في إخراجهما ، ولعلني إن شاء الله أظفر بنسخته هذه ، مع وجود الطبعة الأولى عندي والحمد لله.
أخي العزيز د.خالد الشبل : لا زلتَ دالاً على الخير دوماً ، ولا زال مُنهلاًَّ بجرعائكَ القطرُ، زادك الله بصيرة وهدى.
الأخ الأستاذ بوبشير : أرجو أن ييسر الله لك الحصول على هذا الكتاب ، وحياك الله دوماً بين محبيك ، وقديماً قيل : العلمُ رَحِمٌ بين أهله.
---
بوبشير
01-01-2006, 12:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري والأخ الكريم إبراهيم الجوريشي وفقكما الله وأجزل لكما العطاء وأثابكما خيرا... لاأجد كلمات شكر أوف بها إلا الدعاء لكما ولأهل الملتقى، وأسألكم دعاء بظهر الغيب، والله من وراء القصد وإليه المصير.
---
الميموني
02-04-2006, 03:14 AM(1/1099)
جزاكم الله خيرا .
و كتاب أليس الصبح بقريب مفيد و لكنه يحتج لتهذيب في مواطن غير قليلة فيه
و عليه ملاحظ و أتشوف لطبعته الجديدة فإن حصلتم عليها فأبلغوني أصورها فقد كنت كتبت رسالة في
موضوع تجديد المناهج الشرعية نشر ملخص منها في بعض المجلات و نقلت منه فوائد و لم أنشرها
أرجو لكم مزيد التوفيق جميعاً.
---
(1/1100)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (3) (نظرات في المعرَّب ) عربية في بيت فرعون
---
(3) (نظرات في المعرَّب ) عربية في بيت فرعون
---
مساعد الطيار
05-04-2004, 03:14 PM
(3) (نظرات في المعرَّب ) عربية في بيت فرعون
لازلت أيها القارئ الكريم أريد أن ألفت انتباهك إلى عراقة العرب وماضيهم وحضارتهم وتأثيرهم في الأمم ، الأمر الذي يريد أعداء العرب والمسلمين من يهود والمستشرقين وغيرهم ممن تبعهم عن قصد أو غير قصد .
وأن أصل بك إلى عمق هذه اللغة الشريفة في التاريخ القديم ، وأنها إن لم تكن أسبق اللغات ، فهي من أسبقها ، وسيظهر ذلك في حلقات قادمة إن شاء الله .
ولأذكر لك اليوم خبرًا غريبًا ، وهو أن امرأة فرعون عربية الاسم ، وهذا يعني أنها عربية الأصل ، ولا يبعد أن يكون زوجها كذلك ، وسيأتي التنبيه إليه .
إن اسم امرأة فرعون ( آسية ) ، وقد ورد هذا الاسم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل ورد عنه اسم أبيها ، وهو ( مزاحم ) ، وهذان الاسمان ينضحان بالعربية كما ترى ، وإليك بعض الآثار الواردة في اسم امرأة فرعون .
1 ـ روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كَمُلَ من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام ) ، وفي الصحيحين غير هذا الحديث في اسمها .
2 ـ وروى أبو داود عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم )(1/1101)
3 ـ وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، فآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ) .
4 ـ ذكر أبو داود حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا داود يعني ابن الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) .
5 ـ وروى النسائي في فضائل الصحابة ، قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا غندر قال أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ) .
وفي اسمها واسم أبيها أحاديث وآثارٌ غير هذه تركتها اختصارًا .
وقد جاء في ضبط اسمها في الإكمال لابن ماكولا ( 1: 92) : (( وأما آسية بعد الهمزة ألف بكسر السين المبهمة وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها ؛ فهي آسية بنت مزاحم امرأة فرعون )) .
وقد تسمى بها من العرب نساء ، ورد في تكملة الإكمال ( 1 : 138 ) : (( وأما آسية بكسر السين المهملة وفتح الياء المعجمة من تحتها باثنتين ، فهي آسية بنت فرج الجرهمية نزلت من مكة الحجون حديثها عند عبد الله بن جراد ذكرها أبو نعيم في معرفة الصحابيات )) .
أما احتمالات معنى هذا الاسم ، كما هو وارد في كتب اللغة فما يأتي :
1 ـ أن يكون الاسم مأخوذًا من : أسوت الجرح ؛ أي : داويته ، وسمِّي الطبيب الآسي لذلك ، وكذا المرأة آسية .
2 ـ أو يكون من أسوت بين القوم ؛ أي : أصلحت بينهم ، فهو آسي ، وهي آسية .
3 ـ أو هو من الأسى ؛ أي : الحزن ، فهو آسي ، وهي آسية .
4 ـ أو من أساه في مصيبته ؛ أي : عزَّاه ، فهو آسي ، وهي آسية .
5 ـ والآسية من البناء : المحكم .(1/1102)
6 ـ والآسية : الدعامة ، يُدعم بها البناء .
7 ـ والآسية : السارية .
قال الجوهري : وأهل البادية يسمون الخاتنة آسية كنايةً .
( ينظر في هذا مادة ( أ س ي ) من مقاييس اللغة ، وتاج العروس ، وغيرهما .
ولا أظنُّ أن تأصيل هذا الاسم بحاجة إلى أكثر من هذا ، فهو واضحُ العربية .
أما اسم أبيها ( مزاحم ) ، فأوضح من أن يؤصَّل عربية ، وهو مأخوذٌ من مادة ( زحم ) .
والمقصود : أنَّ زوجة فرعون عربية الاسم ، وكذا اسم أبيها ، وهذا يدلُّ على أنها من العربِ ، وكما قلت : لا يبعد أن يكون زوجها فرعون عربيًا ، وكذا وردت عروبته في المصادر الإسلامية ، ولعلي أذكره في حلقة لاحقة ، والله الموفق .
---
خالدعبدالرحمن
05-06-2004, 07:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الدكتور الفاضل ،
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خيرا على هذا البحث الرائع ، وانت تذود به عن حمى لغة القرآن ( اللغة الأم ) ..
والحق اني مهتم بهذا الموضوع جدا ، وانتظر مقالاتك بشوق و لهفة ... فجزيتم خيرا ،
ومما ذكرت قولك عن صالح وعروبة اسمه عليه السلام ، و أضيف أن من قبله آدم (أبو البشر جميعا ) ، ولا تخفى عروبة اسمه ...
ولي ملاحظات في موضوع الطور ، أجمعها واكتبها لاحقا ان شاء الله ..
و مرة أخرى ، جزاك الله خيرا ... وأعانك على اظهار الحق واتباع البينة ...
---
مساعد الطيار
05-06-2004, 11:36 AM
أخي الكريم
أشكركم على اهتمامكم وحرصكم
وعندي مقال في ( آدم ) سأطرحه إن شاء الله ، وفيه بعض اللطائف الأخرى ، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
---
ابو حنيفة
05-09-2004, 04:51 PM
شكرا لك يا دكتور مساعد : تأصيل علمي بحت فبارك الله فيك لكن أظني سمعت كلمة يقال انها عربية:
( الذي يطير يغضب زيد أخوك الذباب)؟؟؟ هل هذه جملة فصيحة؟
انا اشك ان اصلنا من الهند او باشمرقا؟؟؟؟؟
---
(1/1103)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مثلث الغزالي من رموز السحر عند المتصوفة هل اجد معلومة عنه عندكم
---
مثلث الغزالي من رموز السحر عند المتصوفة هل اجد معلومة عنه عندكم
---
حنبل
07-05-2004, 07:15 PM
مثلث الغزالي و الخاتم و المرموز و حساب ابجد بعد الطرق التى يستخدمها كهنة المتصوفة و سحرتهم اريد معلومات تفصلية عنها فهل اجد عندكم المساعدة .
---
علي جاسم
03-03-2005, 11:18 AM(1/1104)
أخي المستعلم .. كان ابن القيم من أمر الغيب الذي ما جرى عليه أو فيه القلم بينما كان هنالك شيخ علم عالم عابد يذود عن الإسلام بعلمه ورد الفلاسسفة على أدبارهم ودحض حججهم وبين بهتان عقولهم بتحفته المسماة تهافت الفلاسفة كان اسم هذا الشيخ ( أبو حامد الغزالي ) .. ولا أحسبك قرأت هذا الكتاب .. على أنك لو قرأته لا أحسبك تفقه منه الكثير .. على أنك لوفقهت منه اليسير لما حدثتك نفسك بالخوض بسيرة هذا العلم فضلا عن جعله في زمرة السحرة .. أما بالنسبة للمقولة التي ذكرتها عن ابن القيم فلو أنك أكملتها لأدركت أن لديك خلطا كما كان لابن القيم خلطا في الأمور فابن القيم ينسب أفكار الغزالي للباطنية ولا أعرف والله من ألف كتاب فضائح الباطنية .. أليس هو الغزالي.. بل كيف يفضحهم هنا ليأخذ من فكرهم هناك .. ويقول ابن القيم أيضا في نفس الكتاب الموسوم " وأن الغزالي قد قصد التصوف لما ثبت في النفوس مدح الزهد " ويكأن الغزالي قد شغفته الدنيا حبا فراح يتنسك ويتصوف ليمدح بين الناس .. وهل هذا الوصف مما ينطبق على الغزالي .. على أن ابن القيم كان يسمي كتاب الإحياء للغزالي من أجل كتبه .. وارجع إن شئت لكتاب درء التعارض لابن تيمية وابت تيمية كما تعلم شيخ ابن القيم .. وانضر كيف كان ابن تيمية يرجع بل يستصوب فكر الغزالي في كثير من المسائل الفلسفية على وجه التخصيص .. وأخيرا أخي الفاضل إن أردت بسسؤالك هذا أن نجعل الغزالي في زمرة السحرة فلا أزيد على { عفا الله عنك } ..
---
(1/1105)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تمت ترجمة تفسير المودودي ؟
---
هل تمت ترجمة تفسير المودودي ؟
---
معروفي
04-10-2007, 05:38 AM
أشياخنا الأفاضل وفقهم الله تعالى و نفع بهم :
هل تفيدوننا إن تُرجم تفسير الشيخ المودودي رحمه الله تعالى إلى اللغة العربية .
و هل تعطوننا نبذة عن هذا التفسير .
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء .
---
(1/1106)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسماء الرجال في القرآن (أسماء تليق بأصحابها)
---
أسماء الرجال في القرآن (أسماء تليق بأصحابها)
---
سليمان داود
06-05-2004, 12:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أقدم اليوم موضوعا أعتبره بالنسبة لي فتحا من السميع العليم
وأتمنى أن ينال اعجابكم ليس بي؟؟؟
بل يزداد اعجابكم عجبا" بالقرآن العظيم
ودقة كلماته أو الأسماء التي ذكرت بالقرآن العظيم
وموضوعي اليوم ليس عن كل الأسماء الوارده في القرآن لأن هذا الأمر يحتاج الى مئات الحلقات البحثيه لأن القرآن ملئ بالأسماء كأسماء الله الحسنى وأسماء الملائكه وأسماء سور القرآن 0000 الخ
فقط سأتحدث عن أسماء الرجال في القرآن؟؟؟
وقبل أن أبدأ البحث لابد من مقدمة
كم مره وقفنا في طابور ونودي علينا بالأسماء
فلان الفلاني ؟؟ ولاشعوريا" يذهب بصرنا الى فلان هذا
لماذا؟؟؟
هل هو حب التعرف
أم شئ آخر؟؟
أخوتي الأعزاء ان أول مايتبادر لذهني وذهنك عندما نسمع
السيد جمال أو السيدة جميله؟؟
أنهم جميلين حقا" ؟؟؟
فتطير أبصارنا الى تلك الجميله فربما يكون الأسم مطابقا على المسمى فنقول سبحان الخالق فنكسب النظرة الأولىالمسموحة لنا
ونكسب تسبيحة لاشعوريه لخير الخالقين
لكننا نصاب بخيبة الأمل عندما نراها قبيحة المنظر
والأسم لايليق على المسمى؟؟؟
من هنا أبدأ؟؟؟
هذه الأسماء يا أخوتي آباؤنا أطلقها علينا جزاهم الله خيرا
واختاروا لنا أسماء يحبونها أو يتمنوا أن تكون ظلا" لنا؟؟؟
فهذا الرجل يدعى شجاع؟؟
لكنه للأسف يخاف من الصرصار
وذاك أسمه وسيم لكنه للأسف ليس وسيما
وهذا أسمه كريم وتراه يحسب حساب كل فلس ينفقه
وهكذا00000 الخ
وسمعت يوما قولا رائعا" هو ما جعلني أتأمل
(لكل أسم من صاحبه نصيب؟؟)
عندها قلت في نفسي أن خير من يطلق الأسماء وتكون مطابقة لأصحابها هو صانع هذه الأسماء؟؟ الخالق
00(1/1107)
وتذكرت في القرآن أن مولانا قد أطلق أسم يحيى على ابن زكريا؟؟
فقلت لابد أن يكون الأسم مطابقا للمسمى؟؟
وفعلا 000 فقد مات يحيى شهيدا"
ومن قال عنه رب العالمين يحيى لابد أن تدوم حياته؟؟
لذلك أنطبق عليه قوله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا" بل أحياء؟؟؟ عند ربهم يرزقون
واستطرد فكري ليس بهذا الأسم فقط؟؟
بل بكل أسم ذكر في القرآن العظيم
أوليس هذا الكتاب لا يأتيه الباطل؟؟
والأمر الثاني الذي شجعني على ذلك
أن القرأن مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق آدم
وتأملت أسم آدم فهو مشتق من أديم الأرض
وتأملت اسم أحمد أو محمد فهو مشتق من الحمد
وتأملت أسم أبو لهب؟؟؟ الوارد في القرآن وتساءلت
لماذا رب العالمين لم يقل أسمه صراحة كما هو (عبد العزى)
فوجدت أن هذا لا يجوز؟؟
لأنه سيكون اعترافا" من الله بأن العزى تعبد؟؟بمجرد أن يقول عبد العزى
لذلك استبدلها بما يليق به( أبو لهب )
كونه كان وجهه أحمرا مثل اللهب
وكونه سيصلى نارا" ذات لهب؟؟؟؟ فهو أبا لهب
ولو قمنا بجولة حول الأسماء المذكورة في القرآن لوجدناها فعلا (أسم على مسمى)
فمثلا" فرعون ؟؟؟ هو مشتق من الفرعنه والكبر والعياذ بالله
والتسلط على الناس؟؟؟
لكن الذي جعلني لا أتوسع في البحث حاليا هي الأسماء التي لا أعرف معناها؟؟؟
فمثلا المسيح لأنه كان يمسح على الأعمى والأبرص فيشفى
لكنني لم أعرف معنى اسمه (عيسى)لأن معناه يجب الرجوع اليه الى اللغة السرياليه أو اللغات الأخرى كأسم ابراهيم أو اسماعيل أو موسى000الخ
لكنني على ثقة مئه بالمئه أنها بعد الترجمة ستكون مطابقة لأصحابها؟؟؟
أما الأسماء العربيه فأمرها واضح
فلو نظرنا الى (زيدا")
فعلا انه زيدا" فقد زاده الله شرفا" بعد أن سحب منه شرفا" أقل؟؟
فعندما ألغي نسبه (زيد ابن محمد)
زاده الله شرفا" رفيعا" وذكر أسمه في آية تتلى(1/1108)
ألسنا نقرأ أسمه في صلاتنا وقيامنا ؟؟؟؟ أيهما أزود؟؟؟؟أن تكون ابن محمد صلى الله عليه وسلم أم يذكر أسمك في القرآن؟؟
وأدعوا من عنده علم بترجمة الأسماء الغير عربيه
الوارده في القرآن أن يضيفها على الموضوع وجزاكم الله خيرا" لما فيه خدمة لقرآننا العظيم
أو يراسلني على هذا الايميل
Soliman658@hotmail.com
وجزاكم الله خيرا
سليمان داود الضاحي
---
د. هشام عزمي
06-05-2004, 03:41 PM
بسم الله . . .
اسم إسماعيل أصله عبراني و يعني "الله يسمع" . . . قرأتها في أحد الكتب منذ زمن و الله أعلم .
---
المنهوم
06-05-2004, 05:57 PM
يا أخي بارك الله فيك ظنك هذا واستنباطك لمعاني الأسماء وأن لها معنى على من سميت به
هذا يصح وينطبق على الأسماء التي سماها الله بنفسه كعيسى ويحي وغيرها ممن سماه الله بنفسه
وأما الأسماء التي وردت في القران كزيد ومريم وغيرها كثير من الأسماء التي سمي بها اصحابه من قبل اهليهم
فلا يلزم ان يكون له معناً على صاحبه كما قلت وكما تعرف
ولذلك جرى التنبيه
---
سليمان داود
06-05-2004, 06:16 PM
شكرا لتعقيبك أخي العزيز
ولكن كما تعلم أن الملوك أسماؤهم تكون جميله؟؟؟
لماذا ذكر الله فرعون ولم يذكره بأسمه الحقيقي؟؟؟
ولماذا قال أبا لهب؟؟؟؟ولم يذكر اسمه الحقيقي؟؟؟
مادام نزل في القرآن يجب أن يكون له صفة تطابق صاحب الأسم؟؟؟
حتى لو أطلق هذا الأسم آباءهم
والله أعلم؟؟؟
---
خالدعبدالرحمن
06-05-2004, 10:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
شكر الله لأخي سليمان فهمه المحمود ...
وانه لتعظيم لكلام الله أن تظن به الكمال و الحكمة ، وتبحث عن أسراره ومراد الله منه ما استطعت الى ذلك سبيلا.
وكفاك هذا الحديث يشد أزرك ، ويدفعك الى ما يرضي الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر ، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر) رواه الترمذي(1/1109)
وكفاك حصانة وضمانة حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (اذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، واذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر )
ولقد سبق لي وللشيخ أبي أحمد ان حاولنا فتح هذا الباب ، ودراسة الأسماء في القرآن ... ولكن تعطل البحثأو عطل !!
واليوم أشد على يدك ، و سأضيف تباعا ما عندي ...واسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد ...
ولي تعليق بسيط قبل البدء :
أظن مما عطل هذا البحث قرونا عدة هو :
1- الظن الخاطئ بأعجمية الكثير من الأسماء ، وهذا خطأ نبهنا اليه مرارا ، و للشيخ مساعدالطيار بحثه الجميل في ذلك ، وقد نشر حلقاته في الملتقى ، ولنا عنده رجاء المواصلة ، واكمال بحثه ...
2- الظن الخاطئ بمصادفة الأسماء، وأنه اتفق للمسمى اسمه ، فتابع الله أهل المسمى بتسميته !! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ...وهذا الذي وقع به أخونا المنهوم في مشاركته - جزاه الله خيرا-
3- عدم الربط بين الأسم ووظيفة المسمى ( وأنا أخص الأسماء الواردة في القرآن) ...وهو مما يسهل الوصول الى معنى الأسم ...
4- النقل الذي يحجر على العقل ...
واني لأجزم أن وراء الأسماء في القرآن أسرار وعلم يفتحه الله على من يشاء وقتما يشاء ، سبحانه !!
والى المزيد ان شاء الله ...
---
سليمان داود
06-06-2004, 10:04 AM
أخي خالد عبد الرحمن السلام عليكم ورحمة الله
لست أدري كيف أستطيع أن أشكرك على هذه الكلمات
لكنك بالفعل جعلتني أزداد حبا في البحث والتفقه في الدين
فقد أعطيتني دفعة للأمام
جزاك الله خيرا
---
خالدعبدالرحمن
06-08-2004, 11:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب ، سليمان ...
أستأذنك بالبدء عن اسم نبي الله ابراهيم عليه السلام ، و أحببت أن أفرد له موضوعا مستقلا ...
وآمل من الجميع أن نجعل لكل اسم موضوعا مستقلا حتى نتدارس كل اسم على حدة ، بلا تشتيت للفكر ، أو ضياع لأفكار هنا وهناك ....(1/1110)
وليقبلنا الله جميعا في سجل الدارسين المتدبرين لكتابه العزيز ...
---
سليمان داود
06-12-2004, 03:00 PM
نعم أخي خالد عبد الرحمن
نحن أولى بأبونا ابراهيم من غيرنا
والذي يجب أن نعلمه أن كل كلمة أو أسم ورد في القرآن
لابد أن يكون عربيا
حتى أسماء الآلهة التي كان يعبدها الكفار نجدها عربية
وأستشهد بما يلي من آيات بينات
بحيث يقررالقرآن الكريم في آيات عديدة أنَّه عربي وبلسان عربي مبين : " إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ"{يوسف:2}
" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ "{النحل: 102}
"وَكَذَلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْمًا عَربِيًّا" {الرعد:37}
" وَكَذَلِكَ أنْزلْناهُ قُرآنًا عَربِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونُ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا" {طه: 113}
" وَإنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ {} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ{} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ {} بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" {الشعراء: 192-195}
" وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هَذا القُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {} قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ " {الزمر:27- 28}
" حَم {} تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {} كِتابٌ فُصِّلتْ آيَاتُهُ قُرْآنًاعَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " {فصلت : 1-3}
" وَكَذلِك أوْحيْنا إلَيْكَ قُرْآنا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لارَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ " {الشورى : 7}
" حَم {} والْكِتابِ المُبينِ {} إنَّا جعلْناهُ قُرْآنًا عَربِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ {} {الزخرف: 1-3}(1/1111)
" وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ " {الأحقاف:12}
في كل هذه الآيات دلالة بينة على أن عربية القرآن الكريم إنما هي عربيةمنهج ،ولذا كثر في هذه الآيات قوله: لعلكم تعقلون ، لعلهم يتقون ، لعلهم يتذكرون" ،ولذا قال الحق عز وعلا :
" وَلَوْ جَعَلْناهُ قرآنًا أعْجميًّا لقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُه أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ 000" {فصلت: 44}
وليس ابراهيم فقط بل انظر الى نوح عليه السلام وهو الاب الثاني للبشرية بعد آدم
نوح اسمه واضح ولا يحتاج لتعريب؟؟؟
لكن الذي أدهشني هو لسان قومه أيضا هو اللسان العربي؟؟؟
فانظر الى أسماء الآلهة التي كانوا يعبدونها؟؟؟
وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً". كلها أسماء عربية
وبالمناسبة ولو أن المكان ليس هنافقط أحببت أن أضيف أنه لم يذكر في القرآن أسماء آلهة الكفر الا على زمن سيدنا نوح وزمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا الأمر له دلالات كثيرة
سنوردها في مشاركة قادمة ان شاء الله
---
(1/1112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب اسرار التكرار فى القرآن المسمى البرهان فى توجيه متشابه القرآن للكرمانى pdf
---
حمل كتاب اسرار التكرار فى القرآن المسمى البرهان فى توجيه متشابه القرآن للكرمانى pdf
---
طويلب علم صغير
10-15-2004, 03:22 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23513
كتاب اسرار التكرار فى القرآن المسمى البرهان فى توجيه متشابه القرآن للكرمانى pdf
24 ميجا - 360 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/borhan.rar
-----------------------------------------------------
المشروع الجديد فى عالم نشر كتب العلم الشرعى على الانترنت :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23249
---
(1/1113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن ترجمة الألوسي صاحب التفسير
---
سؤال عن ترجمة الألوسي صاحب التفسير
---
أسلاف
09-29-2003, 03:07 AM
الأخوة الفضلاء في ملتقى أهل التفسير _ بارك الله فيهم_ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت ترجمة للألوسي صاحب تفسير "روح المعاني" فأين يمكن لي أن أجده ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-29-2003, 06:46 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ترجمة المفسر الكبيرأبي الثناء شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي صاحب روح المعاني في التفسير رحمه الله توجد في الكتب التالية :
- الأعلام لخير الدين الزركلي 7/176
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة 3/2595 ، رقم الترجمة 3507 . وهذه الموسوعة طبعت حديثاً ، وقد صدرت ضمن سلسلة إصدارات الحكمة في بريطانيا.
- التفسير والمفسرون للذهبي 1/352
- كتاب الألوسي مفسراً.
- معجم المؤلفين لكحالة 3/815
---
أبومجاهدالعبيدي
09-29-2003, 09:21 AM
وهذا تعريف مختصر به ، وبكتابه روح المعاني على هذا الرابط
http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=139#0
---
أسلاف
09-29-2003, 01:30 PM
أستاذيني الكريمين : عبدالرحمن الشهري ، أبومجاهدالعبيدي
جزاكم الله خيراً ... ووفقكم لما يرضيه .
---
ابو اويس
10-13-2003, 11:58 PM
السلام عليكم من الكتب التي فاتت الجميع وهو اهمها
كتاب الامام ابو الثناء الالوسي للدكتور محسن عبد الحميد طبع في العراق سنة 1992عن دار الشوون الثقافية العامة
كما ان هناك رسالة علمية عن الالوسي وهي رسالة دكتوراةفي العقيدة في الجامعة الاسلامية في المدينة وطبعت في دار عفان سنة1999 وصاحبها هو د عبد الله البخاري
والله الموفق
---
أسلاف
10-18-2003, 06:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(1/1114)
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو أويس ... على هذه الإضافة الطيبة التي أفادتني ... بارك الله فيك ونفع بك .
---
(1/1115)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لقد سعدت بهذا المنتدى
---
لقد سعدت بهذا المنتدى
---
إبراهيم بن ناصر
05-18-2003, 10:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آل نبينا وصحبه، وبعد
أخي الحبيب عبد الرحمن الشهري، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
لقد سررت أيما سرور، واغتبطت أيما غبطة، وسعدت كثيراً -وهي سعادة قل أن تتكرر في السنة إلا مرات قليلة هذه إحداها- لما شافهني أخي العزيز أبو عبد العزيز بافتتاحكم هذا المنتدى الطيب المبارك، أسأل الله أن يسددكم .
أخي العزيز، إن خدمة كتاب الله والحفلَ بأهله والاستظلال برواق أهل العناية به من أجل الأعمال الصالحة التي يرجو المسلم برها وذخرها يوم يلقى ربه، كيف لا وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته وخير الناس بنص كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ وكفى أهلَ القرآن أفعل التفضيل من لدن سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وزدهم من نبيهم "إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع آخرين" .
أخي العزيز، إنك بافتتاحك هذا المنتدى في هذا الوقت خصوصاً قد وضعت على ظهرك حملاً أنت جدير به، ونصبت لنفسك هدفاً لا بد أن تناله إن شاء الله إن شاء الله إن شاء الله .
أخي العزيز، إني إذ أسجل في هذا المنتدى لأحاول أن أقدم ما أستطيع في هذا المجال الرحب الواسع، وإن كنت ضعيفاً فيما تخصصت فيه بله القرآن وعلومه، وحسبي أن أكون معكم في ساقتكم أجمع ما أستطيع مما سقط من متاعكم، وأكون مع الضعفة في المسير أشاركهم وأواسيهم .(1/1116)
همسة : أرجو -شاكراً ومقدراً- حذف الألف من (نرجو) التي تستقبلنا في كلمة الترحيب، فإنها تسبب لي ألماً في المعدة والقولون، وفيهما ما يكفيهما، فهذه الألف متطفلةٌ هنا لا ناقةَ لها هنا ولا جمل، حيث إن هذه الواو هنا أصلية مثلها في (نأكل) و(نكتب)، والألف الفارقة أو ألف الفصل إنما تزاد بعد واو الجماعة المتطرفة، نحو (المسلمون رجعوا إلى دينهم) و(ولم يتوانوا في الدفاع عنه) و(معاشر الطلاب اجتهدوا) .
أخي العزيز، أسأل الله أن يسدد خطواتك، ويجعل على المهيع المستقيم في الأرض الثابتة أقدامك، وأن يجعل يمناها في العاشرة بعد أن تكون يسراها رقت التاسعة، ويسراها في الحادية عشرة بعد أن تجوز يمناها العاشرة، ولا تزال في صعود حتى تطأ قدماك الجنة، وفقك الله وسدد خطاك .
محبك : إبراهيم بن ناصر الشقاري
الرياض
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2003, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب الدكتور إبراهيم بن ناصر الشقاري وفقه الله وحفظه
مرحباً بك وبفوائدك التي افتتحتها وفقك الله بمشاركتك الأولى ، وأشكرك على تواضعك وتشريفك لنا في ملتقى أهل التفسير.
وما أحوجنا في ملتقى أهل التفسير إلى نحوي ضليع ، وصاحب قلم بديع ، صحب الحريري في ملحته ، وابن مالك في ألفيته ، وعرف الخلاف ، وحفظ كتاب الإنصاف.
وحاجة علم التفسير لعلم النحو لا تخفى ، وما أتينا إلا من ضعفنا في اللغة العربية ولا سيما علم النحو الذي هو أسها وأصلها ، فالحمد لله الذي سد بك الخلل ، وشد بك أزر ملتقى أهل التفسير.
وإنك ستجد لحناً كثيراً ، فكن رفيقاً في التقويم ، واصبر فإن أجر الصابرين عظيم !!
وأما الألف الزائدة التي نقمتها علي فعذراً لما سببته لك من ألم ، وقد تتبعتها حتى أزلتها وهي من عمل معرب المنتدى غفر الله له ، فجزاك الله خيراً على تنبيهك ، وإن عادت العقرب عدنا لها !!(1/1117)
أخي الحبيب : هناك مسائل كثيرة في إعراب القرآن ، وكتبه ، والتفاسير التي عنيت به كالدر المصون للحلبي وغيره. وهذا هو عمل أهل النحو ، والمفسرون عالة فيه على أهل النحو.
فلعل فضيلتكم تساعدون زوار الملتقى بإلقاء الضوء على أفضل كتب إعراب القرآن بطريقة متخصصة تأتي على مواطن السؤال ، ومواضع الإشكال.
وقد سألني أحد الزملاء قبل مدة : هل هناك قواعد وضعها أهل اللغة لإعراب القرآن ؟ وهل وقعت عينك على مصنف عالج هذه المسألة ؟
فأحلته على كتاب صغير ، سرد بضع قواعد ولم يزد على السرد. وأضمرت في نفسي أن أسأل أهل النحو.
فالحمد لله الذي جاء بكم يا أبا ناصر!!
أخي الكريم حياك الله بين إخوانك وتلاميذك ، وأنتظر مشاركاتكم حفظكم الله.
محبكم
عبدالرحمن الشهري
الرياض
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2005, 01:48 PM
كتب أخي الكريم الدكتور إبراهيم الشقاري هذه المشاركة ، ثم صام ، وسافر إلى جاكرتا للعمل في المعهد الإسلامي هناك ، فهل لك من عودة إلى هذا الملتقى يا أبا ناصر ؟
وفقكم الله
---
(1/1118)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أخطاء كتاب أيسر التفاسير
---
أخطاء كتاب أيسر التفاسير
---
قطز
05-04-2004, 12:07 PM
أخطاء كتاب أيسر التفاسير
قرأت في هذا المنتدي منذ فترة أن هناك شيخ لا أتذكر اسمه قد وجد بعض الأخطاء في كتاب أيسر التفاسير و بعث رسالة بهذا المعني للشيخ أبو بكر الجزائري و قد شكره الشيخ حفظه الله و لكن السؤال الان هل أصلح الشيخ أبو بكر هذه الأخطاء كلها أي هل الكتاب الآن بلا أخطاء ؟ فلقد لاحظت وجود خطأ في النسخة الموجودة عندي في ذكر حديث في البخاري فقد ذكر الشيخ أن البخاري روي عن النبي (صلي الله عليه و سلم) أنه قال (انا لنكشر في أقوام و قلوبنا تلعنهم) بينما الحديث مروي في البخاري عن أبي الدرداء و ذلك في تفسير الآية 28 في سورة آل عمران
فهل هو خطأ مطبعي في النسخة عندي أم الطبعة التي عندي و هي الطبعة الثالثة بها أخطاء تم تلافيها في الطبعات التي بعدها ؟ أفيدونا و جزاكم الله خيرا
---
(1/1119)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خطاب العزة وخطاب الرحمة في آية الصوم (قراءة بيانية)
---
خطاب العزة وخطاب الرحمة في آية الصوم (قراءة بيانية)
---
أبو عبد المعز
09-20-2006, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلىالله على نبيه الأمين ،وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ...) (سورة البقرة: من الآية 184)
أسلوب الآية جاء لفا لخطابين :
1-خطاب العزة ذي المقصدية التكليفية.
2-خطاب الرحمة ذي المقصدية التخفيفية.
ومستهدف الخطاب الأول هو العقل لفهم التكليف.
ومستهدف الثاني الوجدان لإثارة الحس..والخطابان ملفوفان بحيث تكون الكلمة الواحدة بوجهين:فبينا هي تؤسس التكليف إذ تلمس النفس بلطافة لتخفيف ما تؤسسه .....والحصيلة أسلوب معجز كما عودنا القرآن.
ننبه أولا أننا لا نقصد بالتخفيف تخفيف الحكم والنزول من العزيمة إلى الرخصة فهذا كله لا يخرج عن الدائرة الفقهية العقلية ولكن نقصد بالتخفيف الظلال الدلالية للكلمة وللتعبير ، وما تخلفه في النفس من إحساس بالعزاء والمواساة ،وهذا من قبيل الدلالات الإيحائية النفسية المصاحبة لدلالاتها العقلية المعجمية...وسنقتصر في هذه الخاطرة على توضيح هذه الإيحاءات ولمن أراد الدلالات الفقهية فعليه الرجوع إلى كتب أحكام القرآن....
إن مقصدية التخفيف يمكن أن تتحقق بمسلكين مختلفين:
-مسلك تهوين المكلف به...
-مسلك الرفع من همة المكلف....
فلك أن تقول على الأول :هذه الصخرة خفيفة يمكنك حملها..
أو أن تقول على الثاني:أنت قوي جدا فكيف تعجزك هذه الصخرة...
والمسلكان معا متحققان في آية الصوم:
1-يا أيها.....(1/1120)
اختار الله سبحانه الخطاب المباشر ليكلف عباده، ومن شأن هذه المباشرة الرفع من الهمة والتخفيف من مشقة التكليف.....فكأن حلاوة الحظوة بالخطاب مما ينسي مرارة ما سيأتي من إلزام...
والمخاطبة المباشرة كانت دائما من وجوه الإستئناس والرحمة.....والالتفات في الخطاب أو الانقطاع عنه كانت دائما من وجوه التعنيف والعقاب الشديد:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة البقرة: 174)
(قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (سورة المؤمنون: 108)
2-.......الذين آمنوا.
المسلك هنا من نوع رفع الهمة ليبدو التكليف إزاءه هينا لينا....فالخطاب موجه للصفوة المؤمنة وليس للعموم...والإنسان بحكم تركيبته الفطرية يحبذ أن يكون متميزا ومنتميا إلى دائرة الصفوة الضيقة......ولك أن تقدر تأثير المدرس على تلاميذه-ولله المثل الأعلى-عندما يقدم لهم تمرينا شاقا جدا قائلا:هذا التمرين فقط للنجباء منكم....فتجد التلميذ يتحمل مشاق الواجب ويستصغره في سبيل أن يكون من زبدة النجباء.
3-.....كتب عليكم الصيام.
هذا التعبير معجز من جهة تحقيق مقصدية التخفيف.......فهو يحققها من ثلاثة وجوه:
-من جهة اختيار مادة "كتب" وتفضيلها على مواد أخرى مثل "فرض" و "وجب"...
-من جهة اختيار أسلوب الخبر بدل أسلوب الإنشاء.
-من جهة بناء الفعل لما لم يسم فاعله.
الكتابة فيها معنى القضاء والقدر.....فكأن الآية أشربت الأمر الشرعي بمعنى الأمر التكويني...وفيه إيحاء بالاعتذار والتودد....فالأمر مكتوب قد فرغ منه منذ الأزل.....
وهذا المعنى لا يحققه "فرض"أو "وجب"...لآن النفس قد تتطلع معها إلى رفع التكليف بخلاف "كتب" التي تفيد الانتهاء من المسألة...(1/1121)
واختيار الخبر يلائم هذا المقصد النفسي....فقد أجل إنشاء الحكم إلى ما بعد، قياما بحق المقصدية التخفيفية حيث أفسح المجال للتوطئة والتقديم وإيثار ذكرالخبر عن الحكم قبل إنشائه بقوله( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (سورة البقرة: من الآية 185).
والبناء لما لم يسم فاعله فيه نكتتان:
-الأولى ما ذكره ابن حيان في البحر:
"وبناء { كُتب } للمفعول في هذه المكتوبات الثلاثة، وحذف الفاعل للعلم به، إذ هو: الله تعالى، لأنها مشاق صعبة على المكلف، فناسب أن لا تنسب إلى الله تعالى، وإن كان الله تعالى هو الذي كتبها، وحين يكون المكتوب للمكلف فيه راحة واستبشار يبني الفعل للفاعل، كما قال تعالى:
{ كتب ربكم على نفسه الرحمة }
{ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي }
{ أولئك كتب في قلوبهم الإيمان }
وهذا من لطيف علم البيان.
أما بناء الفعل للفاعل في قوله:
{ وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس }
فناسب لاستعصاء اليهود وكثرة مخالفاتهم لأنبيائهم بخلاف هذه الأمة المحمدية، ففرق بين الخطابين لافتراق المخاطبين،"انتهى.
-أما النكتة الثانية فمدارها على مقصدية التخفيف أيضا لأن إظهار الفاعل يوحي بالقهر والسلطة والإلزام.....وهذا لا يتناسب مع السياق العام : سياق الرحمة والمودة.
4- كما كتب على الذين من قبلكم.
المواساة هنا تتحقق بالمساواة...على القاعدة الشهيرة:"إذا عمت هانت".والإنسان بطبعه يستوحش ما لم يجرب من قبل ويستأنس بما درج الناس على فعله ......فجاءت الآية لتقرر أن هذا التكليف قد وقع من قبل على آخرين......فليبس من اللائق بكم أن تتخلفوا عنهم وأنتم أفضل منهم.
.
5-لعلكم تتقون.
حذف المفعول به هنا بليغ جدا.....لأن النفس تذهب في التقدير مذهبين:
- تتقون الأكل والشرب والجماع في وقت وجوب الصوم، كما قال السدي.(1/1122)
- سبب فرضية الصوم هو رجاء حصول التقوى لكم، فتدخلون في زمرة المتقين، لأن الصوم شعارهم، أو تجعلون بينكم وبين النار وقاية بترك المعاصي.
الاحتمال الأول وارد على القراءة الفقهية التكليفية حيث يكون المعنى هو تحديد معنى الصوم الشرعي.
أما الاحتمال الثاني فينضم إلى كوكبة الايحاءات النفسية التخفيفية ......لآن نصب الغاية ورفعها من شأنها التخفيف عن النفس والتهوين من مشقة الوسيلة.....على مبدأ "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل."
بهذا التشريف والحظوة والرفع من الروح المعنوية يتم المسلك الأول ويكون بعده الانتقال إلى المسلك الثاني (مسلك التهوين) لتتحقق مقصدية التخفيف بكل الأساليب.
6-أيامامعدودات..
النكرة للتحقير.......ونحن نميل إلى القول بأن المقصود بالايام المعدودات هو شهر رمضان نفسه... وهو قول ابن أبي ليلى وجمهور المفسرين، ووصفها بقوله: معدودات، تسهيلاً على المكلف بأن هذه الأيام يحصرها العد ليست بالكثيرة التي تفوّت العد، ولهذا وقع الاستعمال بالمعدود كناية على القلائل، كقوله:
{ في أيام معدودات }
{ لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة }
{ وشروه بثمن بخس دراهم معدودة }
(انظر البحر المحيط)
وتحقير أياما بالتنكير صاحبها الوصف بالتقليل.....على ما تقرر من أن الجمع يدل على القلة والإفراد يدل على الكثرة نسبيا......فيكون تعبير " أياما معدودات"أدل على القلة مما لوقيل" أياما معدودة".......فيكون التهوين كيفيا بالتنكير ، وكميا بالجمع المؤنث.....والله أعلم.
---
أحمد بزوي الضاوي
09-28-2006, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل : أبو عبد المعز ـ حفظه الله ـ(1/1123)
جزاكم الله خيرا ،والواقع أننا في حاجة ملحة للعناية بالتفسير اللغوي ، ولعلكم تلاحظون قلة البحوث و الدراسات في هذا المجال . مما يترك الأبواب مشرعة أمام المغرضين ليستثمروا مناهج تحليل الخطاب لخدمة مقاصدهم المشبوهة . وإني أرى مثل ما قمتم به فاتحة طريق ، وبشرى خير ، فمزيدا من العطاء .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/1124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمع طائفة من أقوال المفسرين التي ذكروها عند تفسيرهم قول الله تعالى(فَاصْبِرْ عَلَى
---
جمع طائفة من أقوال المفسرين التي ذكروها عند تفسيرهم قول الله تعالى(فَاصْبِرْ عَلَى
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-14-2006, 04:59 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد لقد جمعت طائفة من أقوال المفسرين التي ذكروها عند تفسيرهم قول الله تعالى (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) (طه : 130 ) فأحببت أن أضعه هنا ليطلع عليه إخواني في هذا المنتدى والمشائخ الفضلاء ومن كان لديه إضافة أو تعليق أو توجيه فليتحفنا بما لديه مأجورا إن شاء الله .
قال ابن كثير رحمه الله
قال لنبيه مسلياً له: {فاصبر علىَ ما يقولون} أي من تكذيبهم لك {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس} يعني صلاة الفجر {وقبل غروبها} يعني صلاة العصر, كما جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر, فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ هذه الاَية.
وقوله: {ومن آناء الليل فسبح} أي من ساعاته فتهجد به, وحمله بعضهم على المغرب والعشاء,(1/1125)
{وأطراف النهار} في مقابلة آناء الليل {لعلك ترضى} كما قال تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} وفي الصحيح «يقول الله تعالى ياأهل الجنة, فيقولون: لبيك ربنا وسعديك, فيقول: هل رضيتم ؟ فيقولون: ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك, فيقول: إني أعطيكم أفضل من ذلك, فيقولون: وأي شىء أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً»
وقال البغوي رحمه الله
فاصبر على ما يقولون "، نسختها آية القتال،"وسبح بحمد ربك "أي صلى الله عليه وسلم بأمر ربك. وقيل: صل لله بالحمد له والثناء عليه، " قبل طلوع الشمس "، يعني صلاة الصبح، " وقبل غروبها "، صلاة العصر،
" ومن آناء الليل "، ساعاتها واحدها إنى، " فسبح "، يعني صلاة المغرب والعشاء. قال ابن عباس: يريد أول الليل
" وأطراف النهار "، يعني صلاة الظهر، وسمى وقت الظهر أطراف النهار لأن وقته عند الزوال، وهو طرف النصف الأول انتهاء وطرف النصف الآخر ابتداء.
وقيل: المراد من آناء الليل صلاة العشاء، ومن أطراف النهار صلاة الظهر والمغرب، لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار، وفي أول الطرف الآخر، فهو في طرفين منه والطرف الثالث غروب الشمس، وعند ذلك يصلى المغرب.
" لعلك ترضى "، أي ترضى ثوابه في المعاد، وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم ((ترضى)) بضم التاء أي تعطى ثوابه. وقيل: " ترضى " أي يرضاك الله تعالى، كما قال: " وكان عند ربه مرضياً " (مريم-55) وقيل: معنى الآية لعلك ترضى بالشفاعة، كما قال: " ولسوف يعطيك ربك فترضى " (الضحى-5). وذكر الحديث الذي ذكره ابن كثير فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» .
وقال ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } أمر الله تعالى نبيه بالصبر على ما يسمع من أذاهم إلى أن يحكم الله فيهم، ثم حكم فيهم بالقتل، ونسخ بآية السيف إطلاق الصبر.(1/1126)
قوله تعالى: {وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } أي: صل له بالحمد له والثناء عليه {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ } يريد: الفجر {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } يعني: العصر {وَمِنْ ءانَاء الَّيْلِ } الآناء: الساعات، قال: و «آناء الليل» ساعاته، وواحد الآناء: إنى. قال ابن فارس: يقال: مضى من الليل إني، وإنيان، والجمع: الآناء. واختلف المفسرون: هل هذه الآناء معينة من الليل أم لا؟ على قولين.
أحدهما: أنها معينة، ثم فيها ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها صلاة العشاء، قاله ابن مسعود، و مجاهد.
والثاني: أنها ما بين المغرب والعشاء، رواه سفيان عن منصور.
والثالث: جوف الليل، قاله السدي.
والثاني: أنها ساعات الليل من غير تعيين، قاله قتادة في آخرين.
وفي المراد بهذه الصلاة أربعة أقوال.
أحدها: المغرب والعشاء، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال قتادة.
والثاني: جوف الليل، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: العشاء، قاله مجاهد، وابن زيد.
والرابع: أول الليل وأوسطه وآخره، قاله الحسن.
قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } المعنى: وسبح أطراف النهار. قال الفراء: إنما هم طرفان، فخرجا مخرج الجمع، كقوله تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } [التحريم: 4]
وقال القرطبي رحمه الله
فاصبر على ما يقولون " أمره تعالى بالصبر على أقوالهم: إنه ساحر؛ إنه كاهن؛ إنه كذاب؛ إلى غير ذلك. والمعنى لا تحفل بهم؛ فان لعذابهم وقتا مضروبا لا يتقدم ولا يتأخر. ثم قيل: هذا منسوخ بآية القتال. وقيل: ليس منسوخا؛ إذ لم يستأصل الكفار بعد آية القتال بل بقي المعظم منهم.(1/1127)
"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس " قال أكثر المتأولين: هذا إشارة إلى الصلوات الخمس "قبل طلوع الشمس " صلاة الصبح "وقبل غروبها " صلاة العصر "ومن آناء الليل فسبح " العتمة "وأطراف النهار " المغرب والظهر؛ لأن الظهر في آخر طرف النهار الأول، وأول طرف النهار الآخر؛ فهي في طرفين منه؛ والطرف الثالث غروب الشمس وهو وقت المغرب. وقيل: النهار ينقسم قسمين فصلهما الزوال، ولكل قسم طرفان؛ فعند الزوال طرفان؛ الآخر من القسم الأول والأول من القسم الآخر؛ فقال عن الطرفين أطرافا على نحو "فقد صغت قلوبكما " "التحريم: 4 " وأشار إلى هذا النظر ابن فورك في المشكل. وقيل: النهار للجنس فلكل يوم طرف، وهو إلى جمع لأنه يعود في كل نهار.
و [آناء الليل] ساعاته وواحد الآناء إني وإنى وأنى. وقالت فرقة: المراد بالآية صلاة التطوع؛ قاله الحسن. [لعلك ترضى] بفتح التاء؛ أي لعلك تثاب على هذه الأعمال بما ترضى به. وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم [تُرضى] بضم التاء؛ أي لعلك تعطى ما يرضيك.
---
(1/1128)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الألفاظ والأساليب المهجورة في القرآن الكريم.
---
الألفاظ والأساليب المهجورة في القرآن الكريم.
---
أحمد القصير
04-01-2005, 01:52 PM
هذه الموضوع جدير بالدراسة
وأقصد به تلك الألفاظ والأساليب التي اشتُهر استعمالها عند العرب ولم ترد في القرآن الكريم، مع محاولة التعرف على سبب إهمالها من قبل القرآن .
ولا أدري هل كتب في هذا الموضوع أم لا؟
---
فهد الناصر
04-04-2005, 02:21 AM
فكرة الموضوع ممتازة . وفائدتها تظهر في اطلاع الباحث على الأساليب العالية في لغة العرب قبل الإسلام ، ثم موازنة ذلك بما جاء به القرآن منها ، وما أهمله. ثم النظر بعد ذلك في سبب هذا الإهمال هل له أسباب محددة ، أم أنه لم ترد له مناسبة فلم يذكر.
ويمكن يا أستاذ أحمد أن يضاف لذلك : الأساليب التي كانت مختارة عند العرب ثم جاء القرآن بخير منها ، واندثار تلك الأساليب لهذا ، من مثل (القتل أنفى للقتل) كان بلاغة عندهم . ثم لما نزلت (ولكم في الحياة قصاص) ذهبت تلك العبارة وأصبحت تاريخاً. وقس عليها مثلها.
رأيت كتاب التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن للدكتور عودة أبو عودة فربما يكون عالج الموضوع أو بعضه. هذه مجرد خاطرة أردت المشاركة بها مع قلة البضاعة .
---
أحمد القصير
04-04-2005, 10:56 PM
أخي الكريم الأستاذ فهد
أشكر لك مداخلتك وإضافتك
كنت اتأمل في الموضوع منذ زمن ولكني لم أنشط له، وقد يكون ذلك بسبب قلة بضاعتي في علوم اللغة والبلاغة، وهو بحق جدير بالدراسة ، وسيكشف لوناً آخر من أسرار القرآن وبلاغته.
---
ابن الشجري
04-07-2005, 04:05 AM
للفائدة فقط(1/1129)
( القتل أنفى للقتل ) هذه المقولة وإن كانت حقا ، إلا أنه كان للكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله وقفة معها لايمكن إهمالها ، في كلام طويل يجب الوقوف عليه من كلامه هو رحمه الله ، من صفحة 397ـ 411 المجلد الثالث من وحي القلم
خلاصته : أن هذه المقولة مولدة من صنيع بعض الزنادقة، ولدها من ألآية الكريمة ليجريها في مجرى المعارضه .
رحم الله الرافعي
---
فهد الناصر
04-07-2005, 01:44 PM
فائدة مشكورة أخي ابن الشجري ولعلي أراجع كلام الرافعي إن شاء الله فليس بين يدي الآن كتابه .
---
(1/1130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السلام عليكم من يجيب على هذا الاستفسار بارك الله فيكم
---
السلام عليكم من يجيب على هذا الاستفسار بارك الله فيكم
---
رصد
10-25-2005, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني لدي استفسار حيث طرح هذا الامر احد المخالفين فقال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استسفار عن معلومة بارك الله فيك
سمعت احدهم قال
انظر إلى شيوخ السلفية كيف يقرؤون قوله تعالى : (إنَّ الإنسان لفي خسر).
فهم يغنون نون (إن) ونون (الإنسان) بمقدار حركتين، كما أنهم يخفون نون الإنسان، وهذه كلها أغلاط في القراءة.
فالصحيح هو قراءة نوني (إنَّ) و (الإنسان) من دون حاجة إلى أن تغن بمقدار حركتين، وكذلك يلزم إظهار النون في الإنسان لا أخفاؤها.
فما هو الرد بارك الله فيكم
---
مساعد الطيار
10-25-2005, 06:20 PM
أخي الكريم
أكلما صرخ صارخ وقفت تنظر ما يقول ، ثم ترد عليه ؟!
إذا لن تتحرك من مكانك ، وهذا الكلام الذي تذكره عن المخالف كلام من لا يعلم في التجويد قيد أنملة .
ثم متى كانت القراءة مرتبطة بالسلفية ، ألا نتقي الله ونرجع إلى ما أدبنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونترك هذه الألقاب التي جعلناها موطن ولاء وبراء .
إن عندنا أوصافًا من طبقها كان متبعًا ، ومن خالفها كان مبتدعًا ، وهذه الأوصاف إنما تؤخذ عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان ، وليس هذا الاتباع حكرًا على قوم دون قوم من أجل مسميات يتسمون بها ، وإني لأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، والبعد عن الغي والعناد .
---
ابن الشجري
10-25-2005, 06:36 PM
الرجاء المعذرة فلست مخولا بالرد على مثل هذا الاستفسار ، ففي هذا الملتقى من هم أهل لمثل نسفه أو إقراره.(1/1131)
لكن لدي أمر واحد أبت شفتاي إلا تحدثا به ، ألا وهو : هل يلزمنا الرد على كل قول ، أو مناظرة كل مبطل ؟ خاصة عندما يكون قوله عاطلا من دليل أو شبهة لبس على فكره بها .
أما محدثك فخطأ السلفية وشيوخ السلفية وأهل السنة أحب إليه من صواب غيرهم ـ على حد قول بعضهم ـ ولم أتلق هذه الآية إلا على هذا الوجه من القرآء ة .
ولعل أهل الاختصاص يبينون لنا ولكم .
---
(1/1132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المتحف في معنى السبعة أحرف
---
المتحف في معنى السبعة أحرف
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 08:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن ولم يجعل له عوجاً ،والصلاة والسلام على خير خلق الله إيماناً وعملا، محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد :
فقد أختلف العلماء قديماً وحديثاً في معنى الأحرف التي نزل بها القرآن ، وتباينت أراؤهم، فعزمت أن أكتب رسالة موجزة أضمنها للأدلة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على نزول القرآن في اللغة ، ثم معنى الحرف في اللغة ثم ذاكراً لأشهر الأراء في هذه المسألة مرجحاً لما ترجح عندي وأسميت هذه الرسالة"المتحف في معنى السبعة أحرف"
والله أسأل أن يتقبل مني العمل ويغفر لي الزلل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه
وكتبها عدنان بن أحمد البحيصي
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 08:56 PM
الفصل الأول وفيه خمسة مسائل:
المسألة الأولى: معنى الحرف في اللغة
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف
المسألة الثالثة: حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
المسألة الرابعة: الاختلاف بين الأحرف في القرآن
المسألة الخامسة: عدة الأحرف سبعة على الحقيقة
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 08:57 PM
المسألة الأولى: معنى الأحرف في اللغة
قال ابن منظور في لسان العرب:
- حرف: الحرف من حروف الهجاء معروف، واحد من التهجي.
- الحرف: الأداة التي تسمى الرابطة، لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كعن وعلى، ونحوهما
- والحرف في الأصل الطرف والجانب وبه سمي الحرف من حروف الهجاء
- وحرفا الرأس شقاه، وحرف السفينة والجبل جانبهما، والجمع أحرف وحروف وحرفة(1/1133)
- الجوهري: حرف كل شيء طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وفي حديث ابن عباس "أهل الكتاب لا يأتون النساء إلى على حرف" أي على جانب.
- والحرف من الإبل النجيبة الماضية التي أضنتها الأسفار، شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودقتها، وقيل هي الضامرة الصلبة، شبهت بحرف الجمل في شدتها وصلابتها.
- وروي عن ابن عمر أنه قال : الحرف الناقة الضامرة، وقال الأصمعي الحرف: الناقة المهزولة ، وحرف الشيء ناحيته، وفلان على حرف من أمره ، أي ناحية منه ، كأنه ينتظر ويتوقع ، فإن رأى من ناحية ما يحب وإلا مال إلى غيرها.
- وقال ابن سيده: فلان على حرف من أمره أي ناحية منه، إذا رأى شيئاً لا يعجبه عدل عنه.وفي التنزيل العزيز :{ ومن الناس من يعبد الله على حرف }(1) أي إذا لم ير ما يحب أنقلب على وجهه، قيل : هو أن يعبده على السراء دون الضراء .
- وقال الزجاج : على حرف أي على شك،قال وحقيقته أنه يعبد الله على حرف أي طريقة في الدين لا يدخل فيه دخول متمكن ، فإن أصابه خير أطمأن به ، أي إن أصابه خصب وكثر ماله وماشيته اطمأن بما أصابه ، ورضي بدينه ، وإن أصابته فتنة اختبار بجدب وقلة مال انقلب على وجهه، أي رجع عن دينه إلى الكفر وعبادة الأوثان .
- وذكر ابن قتيبة نحوه(2)
- وروى الزهري عن أبي الهيثم قال أما تسميتهم الحرف حرفاً فحرف كل شيء ناحيته، كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره.
- قال الأزهري :كأن الخير والخصب ناحية ، والشر والمكروه آية أخرى، فهما حرفان وعلى العبد أن يعبد خالقه على حالتي السراء والضراء، ومن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على الضراء يبتليه الله بها، فقد عبده على حرف، ومن عبده كيفما تصرفت به الحال فقد عبده عبادة عبد مقر بأن له خالقاً يصرفه كيف يشاء ، وأنه إن امتحنه باللاواء أو أنعم عليه بالسراء ، فهو في ذلك عادل أو متفضل غير ظالم ولا متعد، له الخيرة وبيده الخير ولا خيرة للعبد عليه.(1/1134)
- وحرف عن الشيء يحرف حرفاً ، وانحرف وتحرف ، واحرورف عدل قال الأزهري : وإذا مال الإنسان عن شيء يقال :تحرف وانحرف واحرورف......
- وتحريف الكلم عن مواضعه تغييره .أ.هـ (3)
[line]
(1) سورة الحج :الآية 11
(2) تأويل مشكل القرآن ، لابن قتيبة ص 27-28
(3) لسان العرب لابن منظور(كلمة حرف) طبع دار صادر ببيروت سنة1956، وانظر تاج العروس من جواهر القاموس، شرح القاموس محمد مرتضي الحسيني الواسطي الزبيدي
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 08:58 PM
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف
جاءت أحاديث كثيرة دلت على أن القرآن نزل بلغة قريش وبثلاث لغات غيرها ، فقد أخرج الحاكم في مستدركه، والإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف".(1)
لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق، فكل روايته تدور حول رواية الحسن عن سمرة، والحسن متكلم فيه ، واتهمه البعض بالتدليس فهو يروي عمن لم يدركهم وعمن لم يسمع منهم من الصحابة(2).
غير أن البخاري والترمذي وعلي بن المديني وأحمد وأبو داود إلى سماع الحسن من سمره، فقد روى البخاري منه سماعاً منه لحديث العقيقة ، وثمة أحاديث أخرى رواها الحسن عن سمرة غالبها في السنن الأربعة وعن علي بن المديني أن كلها سماع، كذا حكى الترمذي عن البخاري(3)
والحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه قال فيه :" وقد احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة، واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة ، وهذا الحديث صحيح وليس له عله " وأقره الذهبي.
وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة
[line]
(1) مستدرك الحاكم ، كتاب التفسير2/223، ومسند الإمام أحمد 5/22
(2) تهذيب التهذيب2/من صفحة 263 لصفحة 270، وعلوم الحديث لابن صلاح ص 119 ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/67
(3) تهذيب التهذيب2/268
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 08:58 PM(1/1135)
المسألة الثالثة: حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
لقد جاءت أحاديث صحيحة دلت على أن القرآن نزل على سبع أحرف، فقد روى البخاري وباقي الستة عدا ابن ماجه أن عمر بن الخطاب قال:" سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سم فلبّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت له : كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت :إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال :أرسله ، اقرأ يا هشام فقرأ السورة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:كذلك أنزلت ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ يا عمر ، فقرأت التي أقرأني فقال:كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرأوا ما تيسر منه "
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 08:59 PM
المسألة الرابعة: الاختلاف بين الأحرف في القرآن
أخرج الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده والطبري عن أبي بن كعب انه قال:" كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:" إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً وكأني أنظر إلى الله فرقاً ، فقال لي :(1/1136)
يا أبي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي فرد علي الثانية أقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثالثة أقرأه على سبع أحرف فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها فقلت: اللهم أغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم عليه السلام"
كما روى الإمام مسلم في صحيحه والنسائي بلفظه ، والطبري كمثله ، وابن ابي شيبة مختصراً: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف ، فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال :إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين ، فقال :أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة أحرف فقال :أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال له : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا"
ومما يدل عليه حديث أبي رضي الله عنه أن تباين الأحرف السبعة كائن في القراءة وهيئات النطق بالقرآن الكريم، لأن أبياً رضي الله عنه استمع لتلاوة الرجلين في الصلاة فاستنكر مخالفتهما بما يعهده في التلاوة ، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم بقرآنية تلاوتهما ، حيث أنزل القرآن على سبع أحرف تسهيلاً للأمة نظراً لاختلاف لهجات العرب وألسنتهم.(1/1137)
قال ابن قتيبة : "وكل هذه الحروف كلام الله تعالى، نزل به الروح الأمين على رسوله عليه السلام، وذلك أنه كان يعارضه في كل شهر من شهور رمضان بما اجتمع عنده من القرآن فيحدث الله إليه من ذلك ما يشاء ، وينسخ ما يشاء وييسر على عباده ما يشاء ، فكان من تيسيره أن أمره بأن يُقريء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم...." (1)
ويدل حديث أبي ، أن الشيطان قد يستغل تساؤل المرء كيف يقرأ كلام الله على سبعة أوجه؟
فيقذف الشك في نفس هذا الرجل ليكدر صفو إيمانها، ويوهن من قوة يقينها بالله ورسوله وكتابه.
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج أبياً بضربة نبوية على صدره، ليزول الشك قبل أن يستقر في قلبه، فهو رضي الله عنه غير مؤاخذ لأن الشك ما استقر في قلبه ، فكان كما قال القرطبي في تفسيره :" ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما أصابه من ذلك الخاطر نبهه بأن ضربه في صدره، فأعقب ذلك أن انشرح صدره، وتنور باطنه حتى آل به الكشف والشرح إلى حال المعاينة، ولما ظهر له قبح ذلك الخاطر خاف من الله تعالى وفاض بالعرق استحياءً من الله تعالى، فكأن هذا الخاطر من قبيل ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم حين سألوه : إنا نجد في
[line]
1) تأويل مشكل القرآن ، أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ص 30 طبع عيسى الباب الحلبي، القاهرة
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 09:01 PM
أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال :"وقد وجدتموه"! قالوا نعم ، قال : ذلك صريح الإيمان"(2)
المسألة الخامسة: عدة الأحرف سبعة على الحقيقة
تدل الأحاديث الواردة أن المراد بالأحرف السبعة هي سبعة على الحقيقة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما طلب الاستزادة منها ما طلب ذلك إلا تخفيفاً للأمة.
كما تدل الأثار أن كل حرف من الحروف السبعة المنزلة قرآن والقراءة بحرف واحد منها كافي لأن كل حرف مستغن بذاته عن غيره(1/1138)
قال الطبري رحمه الله في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل شاف كاف" : ( فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } سورة يونس الآية 57 ، جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم ببيان آياته )(1)
وبين عبد الرحمن الرازي أن كلاً من الأحرف قرآن يؤدي أغراض القرآن وأثاره فقال :( فأما قوله عليه الصلاة والسلام في الخبر(كلها شاف كاف ) فإن ابن عباس قال:كلها بيان وحكمة شافية للعباد كافية لهم، ومعنى ذلك أن كل حرف من الأحرف السبعة يشفي العباد ويكفيهم ، ليس لأحدها فضل على الآخر بعد كون جميعها منزلاً من عند الله ، وكلامه بكل واحد من الأحرف في الخبر موصوف بالشفاء والكفاية لأهل التنزيل على الجملة نحو (شفاء ورحمة للمؤمنين) (أو ليكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب )(2)
[line]
(2) الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله بن أحمد الأنصاري القرطبي 1/49 طبعة دار الكتب المصرية 1935م
(1) تفسير الطبري 1/67
(2) كتاب معنى حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي مخطوط ص21 والآية من سورة العنكبوت
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 09:01 PM
الفصل الثاني وفيه مسألتين:
المسألة الأولى : مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة
المسألة الثانية : هل يتضمن مصحف عثمان الأحرف السبعة؟
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 09:02 PM
المسألة الأولى : مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة وتشعبت أقوالهم وتعددت حتى بلغت في بعض الأقوال أربعين رأياً ، منها ما يصلح للإعتبار والنظر والأخذ والرد والترجيح، ومنها أقوال من قوم قد بدرت من غير أنها يكون لها سند معتبر.
دل على ذلك قول القرطبي :"وقد اختلف الناس في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ..."(1)(1/1139)
وقال السيوطي :"اختلف في معنى الحديث على نحو أربعين قولاً " (2)
وقال المنذري :" أكثرها غير مختار" (3)
أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر والإعتبار والأخذ والرد والترجيح :
- المذهب الأول : ذهب أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي إلى أن حديث الأحرف السبعة مشكل لا يعرف له معنى ، وليس يدل على حكم ما، يدل على ذلك أن الحرف يصدق لغةً على أربعة معان:
1. تسمي العرب القصيدة بأسرها "كلمة" وتسمي هذه الكلمة المنظومة حرفاً.
2. كما يصدق الحرف لغةً على المعنى
3. ويصدق أيضاً في الجهة
وهكذا يرى ابن سعدان أن الحرف في اللغة مشترك لفظي لا يعرف معناه المقصود ، والمشترك في اصطلاح الأصوليين : لفظ وُضع وضعاً شخصياً لمعنيين فأكثر، بأوضاع متعددة ابتداءً، بلا نقل من معنى إلى آخر وهذا ينطبق تماماً على لفظ حرف.
ولقد اتضح لي بعد أن لفظ حرف هنا يعني أحد المعاني دون غيرها، يتضح ذلك بالنظر ، فهي ليس اللفظ ، كما أنها ليست حروف الهجاء ، وليس المعنى لأن معاني القرآن الكريم كثيرة جداً تتجاوز السبعة.
و لعل المقصود الجهة، بمعنى أن القرآن الكريم نزل على سبع جهات أو أنحاء من الكلام العربي ، وبتعبير أدق على سبع من لغات القبائل العربية.
- المذهب الثاني : مذهب القاضي عياض ومن معه ، ويرى أصحاب هذا المذهب أن المراد بالسبعة في الحديث التيسير والتسهيل والثقة ، لا حقيقة العدد، مستدلين على ذلك أن لفظ السبعة يطلق في اللغة ويراد به الكثرة في الآحاد ، كما يطلق السبعون في العشرات ، والسبعمائة في المئين، ولا يراد بها العدد المعين(4).
وقد ذهب لهذا الرأي محمد جمال الدين القاسمي في مقدمة تفسيره، وكذلك ذهب مصطفى صادق الرافعي إلى هذا القول معتمداً على أن السبعة ترمز إلى الكمال في نظر العرب، فقال :{ ما كان العرب يفهمون من معنى الحرف في الكلام إلا اللغة، وإنما جعلها سبعة رمزاً للقوة من معنى الكمال في هذا العدد.....}(5)
[line](1/1140)
1) الجامع لأحكام القرآن القرطبي 1/42
(2) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/48 طبعة مصطفى الباب الحلبي 1951م
(3) فتح الباري 9/16 طبعة الخشاب
(4) الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي ، الجزء الأول الطبعة الثالثة سنة 1951 مطبعة البابي الحلبي بمصر
(5) إعجاز القرآن للرافعي ، مطبعة الإستقامة، الطبعة السادسة 1956م
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 09:03 PM
ويرد على هذا القول بالأحاديث التي تضافرت في الدلالة على أن المراد بالسبعة حقيقة العدد منحصراً فيها(6)
- المذهب الثالث: أن معنى الحرف القراءة، روي ذلك عن الخليل بن أحمد، وأن القرآن نزل ليقرأ على سبع قراءات ،قال القاضي أبو بكر الطيب :{ وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه، .....}(1).
ويجاب على ذلك: أنه لا يوجد في القرآن كلمة يصل تعداد قراءتها إلى سبع إلا القليل فهذا القول ممتنع غير صحيح.
- المذهب الرابع: وهو أن يرد الاعتراض السالف على أصحاب المذهب السابق أنه ليس المقصود أن لكل كلمة سبع قراءات ، وإنما قد تقرأ الكلمة بوجه أو إثنين أو أكثر إلى سبعة.
ويجاب عن ذلك أن بعض الكلمات تقرأ بوجوه كثيرة تتجاوز السبعة، كقوله تعالى :{ عبد الطاغوت } فهي تقرأ باثنين وعشرين وجهاً، وفي كلمة أف سبع وثلاثون وجهاً (2)
وبذلك يكون هذا القول مرجوحاً.
- المذهب الخامس : أن المراد بالأحرف السبعة في الحديث سبعة وجوه تنحصر في كيفية النطق بالتلاوة ، من إدغام وإظهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة وإشباع، ومد وقصر، وتشديد وتخفيف، وتليين وتحقيق، وهو محكي عن بعض القراء .
ويجاب على ذلك أن جميع الوجوه المذكورة ترجع إلى نوع واحد وهو اختلاف اللهجات، ويكون تفسير حديث الأحرف السبعة به قاصراً عن شمول أنواع القراءات التي مردهاً إلى إختلاف اللهجات، فهذا الرأي مرجوح.(1/1141)
- المذهب السادس: أن المراد بالأحرف السبعة ينحصر في بعض الآيات إذ تُقرأ على سبعة أوجه، ونقل هذا القول القاضي الباقلاني عن جماعة ، ويرد على ذلك أن الحديث الوارد في السبعة الأحرف يُفهم منه جميع القرآن لا بعضه.
- المذهب السابع : أن المراد بالأحرف : ظهر وبطن، وفرض وندب ، وخصوص وعموم وأمثال(3) واستدلوا على ذلك بحديث رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :"أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ونهى أن يستلقى الرجل ، أحسبه قال : في المسجد ويضع إحدى رجليه على الأخرى"(4)
أجيب على ذلك : أنه لا دلالة في الحديث لما ذهبوا إليه ، لأن المعنى أن كل حرف من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها يتصف بأن له ظهراً وبطناً، وحداً ومطلعاً ، فهذه أوصاف الأحرف ولبس أعيانها وبذلك يظهر أن قولهم لا نصيب له من الاستدلال الصحيح.
- المذهب الثامن:أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أصناف من المعاني أنزل الله القرآن عليها وهذه الأصناف هي:( أمر ونهي، ووعد ووعيد ،وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه) وأستدلوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف، زاجر وآمر، وحلال وحرام ، ومحكم ومتشابه، وأمثال ، فأحلوا حلاله
[line]
(6) أنظر إلى المسألة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة من الفصل الأول في هذا البحث، الصفحات 2، 3، 4، 5، 6
(1) مقدمة ابن عطية ص 267
(2) الإتقان للسيوطي 1/26 ومناهل العرفات 1/166
(3) الإتقان في علوم القرآن 1/223
(4) رواه البزار وأبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 09:03 PM
وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله، وأعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابه، وقولوا "آمنا به كل من عند ربنا"(1/1142)
وفي الحديث نظر، ففي سنده عمار بن مطر وهو ضعيف جداً ووثقه بعضهم(5)
كما أن أبي سلمة بن عبد الرحمن لم يلق ابن مسعود فالحديث في حكم المنقطع ، وقد قال بذلك جمع من أهل العلم.
ومما يُذكر أن جميع الأحاديث الذي يستدل بها أصحاب هذا المذهب أحاديث لا يحتج بها، إما لضعف بها أو لإرسالها أو لانقطاعها.
قلت :كما أن حديث عمر رضي الله عنه ينفي ما فهمه أصحاب هذا المذهب من هذا الحديث، إذ أن الإختلاف كان على صلاة الرجل بقراءة ما أقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه، وما كان الإختلاف لا في الزاجر ولا في الآمر ولا في الوعد ولا في الوعيد ولا في الحلال ولا في الحرام ولا في المحكم ولا في المتشابه.
- المذهب التاسع : وهو القول بأن المراد بالأحرف السبعة هو الإختلاف في الكلام من سبعة وجوه
1. الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، مثال ذلك من قوله تعالى : "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" قرأت هكذا:"لأمانتهم " بالإفراد أيضاً.
2. اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر مثال ذلك من قوله تعالى :"ربنا باعد بين أسفارنا" وقرأت ربُنا بعد بين أسفارنا" على أساس أن الفعل تحول من فعل أمر لفعل ماض.
3. اختلاف وجوه الإعراب، مثال ذلك من قوله تعالى:"ذو العرش المجيد" قرىء برفع لفظ المجيد وجره، فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو والجر على أن نعت لكلمة العرش.
4. الاختلاف بالنقص والزيادة، مثاله من قول الله تعالى : "وما خلق الذكر والأنثى" قرىء كذلك :"والذكر والأنثى " من غير وما خلق.
5. الاختلاف بالتقديم والتأخير مثاله من قول الله تعالى :"وجاءت سكرة الموت بالحق" قرىء:"وجاءت سكرة الحق بالموت"
6. الاختلاف في الإبدال : مثال ذلك قوله تعالى :"وطلح منضود" قرىء "وطلع منضود".
7. اختلاف اللهجات كالإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام، مثاله من قول الله تعالى:"بلى قادرين" وقرىء :"بلى قادرين" بالإمالة.(1)(1/1143)
وهذا المذهب المختار من المذاهب السابقة كلها، وذلك لأن :
1. أنه هو الذي تؤيده الأدلة في أحاديث السبعة حروف.
2. أن باقي الأقوال ضعيفة مدحوضة.
3. أن هذا المذهب يعتمد على الاستقراء التام لاختلاف القراءات ، بخلاف المذاهب الأخرى التي كان استقراءها ناقصاً لأمور دون أمور.
[line]
(5) مجمع الزوائد 1/153
(1) مناهل العرفان للزرقاني الجزء الأول صفحة 148 وما بعدها طبعة البابي الحلبي وشركاؤه.
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 09:04 PM
المسألة الثانية : هل يتضمن مصحف عثمان الأحرف السبعة؟
إن من أهم الدوافع التي دفعت عثمان رضي الله عنه إلى جمع المصحف ما جاءه من خبر أولئك القوم الذين آجتمعوا من بلاد عدة لغزو أرمينية، فأخذ كل جماعة منهم يقرأ بما يعلمه من القراءة، واشتد الخلاف بين أهل الشام وبين أهل العراق، مما دفع حذيفة رضي الله أن يقص على امير المؤمنين ما حدث، ففزع عثمان رضي الله عنه وجاء بالنسخة المحفوظة عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها ، لتكون الإمام الذي يحتكم إليه فيما هو مقدم عليه، ثم جمع من الصحابة بضع نفر من الحفاظ منهم زيد بن ثابت الذي جمعه على عهد الصديق رضي الله عنه ثم جعل معه أبان وسعيد ابني العاص، وعبد الله من الزبير وعبد الرحمن بن الحارث،وأوصاهم أن يكتبوا القرآن وإن اختلفوا في شيء كتبوه لغة قريش.
فكتبه هؤلاء وزيادة في التثبت جاء عثمان رضي الله عنه بالمصحف الإمام وقارنه بما جمعه هؤلاء الصحابة فوجده مطابقاً تماماً لما عند حفصة رضي الله عنها.
ويظهر لنا جلياً أن مصحف عثمان رضي الله عنه يتضمن الأحرف السبعة.
لأن ما فهمناه أنه الأحرف السبعة موجود في مصحف عثمان
---
أحمد البريدي
03-10-2006, 11:23 PM
أخي عدنان :
لو جعلت المشاركات في موضوع واحد لكان أولى , خاصة أنك تنزلها في وقت واحد , نفع الله بك .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-10-2006, 11:31 PM
وفقك الله أخي الكريم(1/1144)
لعلك تقارن ما توصلت إليه في بحثك هذا بما في هذا الرابط :
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الرابع : في الأحرف السبعة ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373&highlight=%D3%C8%DA%C9+%C3%CD%D1%DD)
---
عدنان البحيصي
03-10-2006, 11:32 PM
بارك الله فيكم احبتي
ولا بد أن أرى بحثك أخي الكريم يا أبا مجاهد
---
أبوعبيدة
03-11-2006, 09:40 PM
بارك الله فيك أخي عدنان، وأسأل الأخ أبومجاهد العبيدي لو كان عنده مجالس أخرى في بعض موضوعات علوم القرآن فليته يتحفنا بها؛ فقد استفدت والحمد لله من المجالس السابقة، وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر في بعض الأمور.
وجزاكم الله خيراً
---
عدنان البحيصي
03-14-2006, 06:01 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب
وشكراً لك
---
الكشاف
03-15-2006, 03:19 PM
أشكر الباحث على جهده في الجمع للأقوال ولي بعض التعليقات والملحوظات :
1- أوافق الدكتور أحمد البريدي في أهمية جعل الموضوع في مشاركة واحدة لا أكثر.
2- الإطالة في معاني الحرف لا داعي لها ، وليس هذا من أهداف البحث العلمي ، فالنقل السهل ، ولكن اختيار المعنى اللغوي أو المعاني الملائمة لما نحن بصدده هي المطلوبة في مثل هذا الموضوع.
3- موضوع الأحرف السبعة قد أشبع بحثاً ، وكتب فيه عدد من الكتب والبحوث ، وأراك لم ترجع إلى تلك الكتب وهي كثيرة .
4- في المقالة نبرة التعالي التي لا تليق بطالب العلم المبتدئ مثل (لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق) ومثل (وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة).ومثل (أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر ) فليتك تتخلص منها في بحوثك القادمة ، وكلنا مررنا بهذه المرحلة غفر الله للجميع.(1/1145)
5- في عرضك للمذاهب وردك عليها عجلة ونقص في الفهم وفي الرد ، ولعل هذا يغتفر لطالب مبتدئ لكن لا بد من العناية في البحث العلمي باستكمال النظر في الأقوال ، وفهمها فهماً صحيحاً دون تعجل . وفي رأيي أن البحث لم يستوف شروط البحث العلمي فلا ينطبق عليه وصف البحث العلمي ، فضلاً عن أن يستحق العنوان المعنون به (المتحف في معنى السبعة أحرف).
6- هناك أخطاء نحوية في المقالة ، ليتك تتداركها.
وقد بحثت في الملتقى عن موضوع (الأحرف السبعة) فوجدت بحوثاً قيمة لعلك تراجعها لتنتفع بها منها غير موضوع الدكتور العبيدي الذي سبق أن أشار إليه :
1- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2228
2- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=191
3- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1328
4- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=549
وهذا من فوائد ملتقانا العلمي هذا والحمد لله.
---
عدنان البحيصي
03-15-2006, 03:38 PM
أشكر الباحث على جهده في الجمع للأقوال ولي بعض التعليقات والملحوظات :
1- أوافق الدكتور أحمد البريدي في أهمية جعل الموضوع في مشاركة واحدة لا أكثر.
2- الإطالة في معاني الحرف لا داعي لها ، وليس هذا من أهداف البحث العلمي ، فالنقل السهل ، ولكن اختيار المعنى اللغوي أو المعاني الملائمة لما نحن بصدده هي المطلوبة في مثل هذا الموضوع.
3- موضوع الأحرف السبعة قد أشبع بحثاً ، وكتب فيه عدد من الكتب والبحوث ، وأراك لم ترجع إلى تلك الكتب وهي كثيرة .
4- في المقالة نبرة التعالي التي لا تليق بطالب العلم المبتدئ مثل (لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق) ومثل (وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة).ومثل (أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر ) فليتك تتخلص منها في بحوثك القادمة ، وكلنا مررنا بهذه المرحلة غفر الله للجميع.(1/1146)
5- في عرضك للمذاهب وردك عليها عجلة ونقص في الفهم وفي الرد ، ولعل هذا يغتفر لطالب مبتدئ لكن لا بد من العناية في البحث العلمي باستكمال النظر في الأقوال ، وفهمها فهماً صحيحاً دون تعجل . وفي رأيي أن البحث لم يستوف شروط البحث العلمي فلا ينطبق عليه وصف البحث العلمي ، فضلاً عن أن يستحق العنوان المعنون به (المتحف في معنى السبعة أحرف).
6- هناك أخطاء نحوية في المقالة ، ليتك تتداركها.
وقد بحثت في الملتقى عن موضوع (الأحرف السبعة) فوجدت بحوثاً قيمة لعلك تراجعها لتنتفع بها منها غير موضوع الدكتور العبيدي الذي سبق أن أشار إليه :
1- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2228
2- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=191
3- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1328
4- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=549
وهذا من فوائد ملتقانا العلمي هذا والحمد لله.
بارك الله فيك
لكن أحببت أن أنوه لك أن وصفك لي بطالب العلم المبتديء فيه شيء من الخطأ
ذلك أنني نشأة نشأة علمية منذ صغري والحمد لله
أما قولك أن البحث فيه نبرة التعالي فلا اوافقك عليه
وأما رأيك أن ما كتبته ما كان بحثاً لا أوافقك عليه بل أصر على أنه بحث وبذلك قال شيخي الدكتور رياض قاسم الذي قدمت له هذا البحث
ومن وجهة نظري أن أسلوبك ليس بالمجدي ولا بالنافع حتى وإن قصدت منه النصح فليس هكذا النصح باتهام الناس بغير بينة
شكراً لك
---
أبو يعقوب
03-18-2006, 02:20 PM
عدنان البحيصي
جزاك الله خيرا
---
عدنان البحيصي
03-18-2006, 04:37 PM
بارك الله فيك ابو يعقوب
وجزاك الله خيرا
---
(1/1147)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذا كانت التكنية عند العرب تكريما فلماذا كني عبدالعزى (أبو لهب)؟
---
إذا كانت التكنية عند العرب تكريما فلماذا كني عبدالعزى (أبو لهب)؟
---
حارث الهمام
08-14-2006, 02:24 PM
هذا بحث مقتضب كتبته قديماً وعثرت عليه اليوم قدراً فقلت أثبته قبل أن يضيع مرة أخرى!
(تبت يدا أبي لهب)، لماذا كناه؟
قال ابن الجواليقي في شرح أدب الكاتب:"يقال كنوت عن الشيء إذا تكلمت بما يدل عليه، وكنيت الرجل سميته باسم ابنه توقيراً له عن ذكر اسمه وتعظيماً".
وليس من شرط ذلك أن يكون له ولد وإن كان ذلك منه قال الصفدي: "العلم الدال على شخص معين إذا كان مصدراً بأب كأبي بكر وأبي حفص، أو بأم كأم كلثوم وأم المؤمنين فهو الكنية"، وهو نحو ما ذكر القلقشندي في صبح الأعشى. وأضاف الجرجاني في التعريفات شيئاً فقال: "الكنية: ما صدِّر بأب أو بأم، أو ابن أو إبنة"، وبعض أهل اللغة كما أشار الزبيدي في التاج يخرج بعض الكنا مخرج الألقاب كبنت النقا: "دويبة صغيرة"، وذكر عن شيخه أن على هذا أكثر المتقدمين.
وإذا كان الأمر كما ذكر الجواليقي من حيث الأصل فلماذا ذكر عبدالعزى في الآية بكنيته فقال: (تبت يدا أبي لهب وتب)؟(1/1148)
قال الزمخشري: "فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟ قلت: فيه ثلاثة أوجه. أحدها: أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفاً بأحدهما، ولذلك تجري الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء، وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب»، كما قيل: علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع، ولفليتة بن قاسم أمير مكة ابنان، أحدهما: عبد الله - بالجرّ، والآخر عبد الله بالنصب. كان بمكة رجل يقال له: عبد الله - بجرّة الدال، لا يعرف إلاّ هكذا.
والثاني: أنه كان اسمه عبد العزّى، فعدّل عنه إلى كنيته.
والثالث: أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى نار ذات لهب، وافقت حاله كنيته؛ فكان جديراً بأن يذكر بها. ويقال: أبو لهب، كما يقال: أبو الشر للشرير. وأبو الخير للخير، وكما كنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا المهلب: أبا صفرة، بصفرة في وجهه. وقيل: كنى بذلك لتهلب وجنتيه وإشراقهما، فيجوز أن يذكر بذلك تهكماً به، وبافتخاره بذلك" أهـ المراد.
وقد ذكر النووي في الأذكار باب: جواز تكنية الكافر والمبتدع والفاسق إذا كان لايعرف إلاّ بها أو خيف من ذكره باسمه فتنة، واستدل له بالآثار الثابتة الصحيحة ومن قبلها الآية.
قال أبو حيان بعد أن ذكر نحوا من الزمخشري مضيفاً سبباً آخرا: "أو لأن الاسم أشرف من الكنية، فعدل إلى الأنقص؛ ولذلك ذكر الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم ولم يكنّ أحداً منهم"، وقد ذكره من قبله القرطبي، ومن قبله ابن العربي.
فعكسوا بهذا الوجه ما خرج لأجله الزمخشري ذكر التكنية وهي تكرمة. وقد أشار ابن عادل إلى قول أبي حيان ثم ذكر قول الزمخشري، وعلق قائلاً: "وهذا يقتضي أن الكنية أشرف، وأكمل لا أنقص، وهو عكس القول الذي تقدم آنفاً"، ولم يمل إلى شيء.(1/1149)
وأما الحافظ ابن حجر فذهب مذهباً قريباً من أبي حيان ومن تقدمه، فقال: "ويمكن جواب آخر وهو أن التكنية لا تدل بمجردها على التعظيم، بل قد يكون الاسم أشرف من الكنية، ولهذا ذكر الله الأنبياء بأسمائهم دون كناهم"، فلم يرجح هذا على هذا وإنما قد وقد. وعلى هذا فهو كالاسم قال اليوسي في المحاضرات: "الاسم العلم ثلاثة: اسم وكنية ولقب. أما الاسم فهو من حيث هو ما أريد به من تعيين المسمى لا يعطى مدحاً ولا ذماً، لصلاحية كل اسم لكل مسمى عند المحققين، ولكن إذا كان منقولاً فكثيراً ما يلاحظ فيه زيادة على تعيين المسمى مدلوله الأول الحقيقي أو المجازي فيشعر بمقتضاه إشعاراً".
وقد قال ابن القيم في تحفة المولود: "الفصل السادس في الفرق بين الاسم والكنية واللقب: هذه الثلاثة وإن اشتركت في تعريف المدعو بها فأنها تفترق في أمر آخر وهو أن الاسم إما أن يفهم مدحا أو ذما أو لا يفهم واحد منهما فإن أفهم ذلك فهو اللقب وغالب استعماله في الذم ...وإما أن لا يفهم مدحا ولا ذما، فإن صدر بأب وأم فهو الكنية، كأبي فلان وأم فلان، وإن لم يصدر بذلك فهو الاسم، كزيد وعمرو وهذا هو الذي كانت تعرفه العرب وعليه مدار مخاطباتهم، وأما فلان الدين، وعز الدين، وعز الدولة، وبهاء الدولة، فإنهم لم يكونوا يعرفون ذلك وإنما أتى هذا من قبل العجم". أهـ
وقد يبدو هذا قريباً من قول ابن حجر الآنف، وهو كذلك لو لا أنه قال قبلها: "والتكنية نوع تكثير وتفخيم للمكنى وإكرام له كما قال: أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوأة اللقب".(1/1150)
فلعله أراد أن الكنية بلفظها لايفهم من وضعه مدح ولاذم كالاسم، و أن مدلولها ومدلول الاسم علم مسمى واحد، أما المخاطبة والنداء بها فهو للتكثير والتفخيم والإكرام للمكنى، كما لو قلت: حارث الهمام، اسمه حارث، أو كنية: أبو همام، فإن هذا اللفظ لايدل بذاته على مدح أو ذم، أما إذا ناديت المسمى به عادلاً عن اسمه، فهذا ما جرى مجرى الإكرام وتفخيم. ولهذا قرن هذا بالكلام على اللقب الذي يفهم من وضعه ولفظه إما مدحاً أوذماً.
فائدة: حاصل كلام بعضهم -ويأتي- أن اللكنية من حيث دلالتها على المدح أو الذم تجتمع مع الاسم باعتبار، وتجتمع مع اللقب باعتبار، فباعتبار دلالتها على المدلول الأصلي مجرداً تجتمع مع الاسم، فلا تفيد مدحاً ولا ذماً إلاّ بقرينة مشعرة. وباعتبار إطلاقها في المخاطبة والنداء فالأصل أن تجتمع مع ألقاب التكريم، وعلى خلاف الأصل اجتماعها مع ألقاب الذأم. وكلامنا هنا إطلاقها في الخطاب والنداء.
فتحصل بهذا ثلاثة أوجه في الآية (تبت يدا أبي لهب) :
1- كناه والأصل في التكنية التشريف، لأحد الأسباب الثلاثة التي اقتضت ذكر الكنية وأشار إليها الزمخشري وهذا يبين أن الأصل التشريف وقد ينتقل عن ذلك الأصل لنحو ما ذكر، وفي غير الآية قد ينتقل عنه إذا جرت الكنية مجرى النبذ باللقب كأبي جهل وكنيته أبو الحكم، وقد ذكر طرفاً من هذا البيهقي في المحاسن والمساوئ (محاسن مضاحيك وألقاب) فلينظره من شاء.
2- كناه لأن التكنية أقل شأناً من التسمية. ومن ذكر هذا القول لاينبغي أن يحتاج إلى ذكر الثلاثة التي قبله، إلاّ على فرض التسليم لمعترض فيذكر في جوابه الثلاثة المذكورة أولاً، ثم ينتقل من التسليم إلى الاعتراض فيذكر هذا. وإلاّ فما الحاجة لأن يذكر الثلاثة التي قبلها وكأنه يخرج بها شيئاً عن أصله، مع أنه لايقول بالأصل [فضل التكنية على التسمية] أصلاً.(1/1151)
3- اللتكنية والتسمية على حد سواء فاختار التكنية لمناسبتها حاله يوم القيامة، وإليه أشار ابن حجر.
فائدة: ومن يقول بهذا القول الثالث لايعني أن التكنية كالتسمية في مدلولهما فالمكنى هو عين المسمى بلا إشكال، ولكن المراد نفس إطلاق الكنية أو الاسم في الخطاب أو النداء سواء عنده.
كما أنهم يردون بالتسوية عند الإطلاق بغير قرائن وإلاّ فمن الشائع أن التعبير بالاسم في مواطن مقيدة أشرف في بعض الأعراف، قال الصولي في أدب الكاتب: "ويعنون إلى الأمير بالإسم والتأمير، بغير دعاء ولا كنية اكتفاء بجلالة التأمير، والإسم مع التأمير أجل من الكنية لأنه أشبه بمكاتبة الخلفاء لأنهم يقولون في التصدير للإمام (لعبد الله فلان الإمام أمير المؤمنين)، ولا يأتون بكنية فكذلك شبهوا هذا به، فكان الإسم مع التأمير أجل من الكنية. ثم يكتبون في التصدير للإمام (لعبد الله فلان الإمام أمير المؤمنين). ولولي العهد للأمير أبي فلان فلان بن فلان، كناه الإمام أو لم يكنه ففرقوأ بينه وبين الإمام. وقد يذكر الإمام في سكة الضرب باسمه، ويذكرون ولي العهد يكنيته كما ذكرت لك".
ولعل هذا الذي ذكره أمر عرفي حادث في الإسلام ولهذا قال القلقشندي في صبح الأعشى: "واعلم أن الأولين أكثر ما كانوا يعظمون بعضهم بعضا في المخاطبات ونحوها بالكنى، ويرون ذلك في غاية الرفعة ونهاية التعظيم، حتى في الخلفاء والملوك فيقال: أبو فلان فلان، وبالغوا في ذلك حتى كنوا من اسمه في الأصل كنية فقالوا في أبي بكر أبو المناقب اعتناء بشأن الكنية، وربما وقف الأمر في الزمن القديم في تكنية خاصة الخليفة وأمرائه على ما يكنيه به الخليفة، فيكون له في الرفعة منتهى ينتهي إليه ثم رجع أمرهم بعد ذلك إلى التعظيم بالألقاب.(1/1152)
على أن التعظيم بالكنى باق في الخلفاء والملوك فمن دونهم إلى الان على ما ستقف عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى وكذلك القضاة والعلماء بخلاف الأمراء والجند والكتاب فإنه لا عناية لهم بالتكني ثم لا فرق في جواز التكني بين الرجال والنساء..".
ولعل الذي يظهر في وجه تكنية عبدالعزى في آية سورة المسد قرب ما اختاره الزمخشري وتبعه عليه غير واحد من المفسرين، أما القول الرابع ففيه ضعف ظاهر.
وذلك لأسباب منها:
- ما روي ونقل في الكنى والنداء بها، كنحو ما يروى عن عمر -رضي الله عنه-: "أشيعوا الكنى، فإنها منبهة"، أو فإنها سنة، ولم أقف على سند له ولكن إيراد أهل العلم له بلا نكير يدل على المراد بصرف النظر عن مسألة الثبوت. وقد روي عن ابن عمر بسند ساقط حديثاً مرفوعاً: "بادروا أولادكم بالكنى لا تغلب عليهم الألقاب" قال ابن حجر: "والصحيح عن ابن عمر قوله". ولاشك أن النبي صلى الله عليه وسلم كنى أقواماً صغاراً كأبي عمير وكباراً ما أكثرهم.
- ذكر غير واحد من أهل اللغة وفحولها أن التكنية إعظام وإكرام.قال ابن رشيق في العمدة: "ومن الكناية اشتقاق الكنية؛ لأنك تكني عن الرجل بالأبوة، فتقول:أبو فلان، باسم ابنه، أو ما تعورف في مثله، أو ما اختار لنفسه؛ تعظيماً له وتفخيماً، وتقول ذلك للصبي على جهة التفاؤل بأن يعيش ويكون له ولد"، وقال المبرد من قبله: "والضرب الثالث من الكناية: التفخيم والتعظيمُ، ومنه اشتقت الكنيةُ وهو أن يعظم الرجل أن يدعى باسمه، ووقعت في الكلام على ضربين: وقعت في الصبيِّ على جهة التفاؤل؛ بأن يكون له ولدٌ ويدعى ولده كنايةً عن أسمه، وفي الكبير أن ينادى باسم ولده صيانةً لاسمهِ؛ وإنما يقال: كنيَ عن كذا بكذا، أي تركَ كذا إىل كذا، لبعض ما ذكرنا".
- تشهد نصوص الشعراء على أن التكنية إكرام، كقول القائل -وقد نقله الزمخشري في ربيع الأبرار وغيره:
أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوأة اللقب(1/1153)
ولايفهم من هذا أن اللقب سوأة بإطلاق بل هو عندهم محل تفصيل ليس هذا موضوعه، وإن كان هو الأغلب، بيد أن أول من لقب في الإسلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعتيق وبالصديق ولم يكن أي ألقابه سوأة بل قيل عتيق لعتق وجه وجماله، وقيل غير ذلك.
- كثير من أقوال الشعراء يفهم منها أن التكنية تعظيم، ومن ذلك: كلمة البحتري:
يتشاغفن بالصغير المسمى * موبصات وبالكبير المكنى
وقول ابن الرومي:
بكت شجونها الدنيا فلما تبينت * مكانك منها استبشرت وتثنت
وكان ضئيلاً شخصها فتطاولت * وكانت تسمى ذلة فتكنت
- يشهد له كذلك شيء من قصص العرب وأخبارهم.
وجميع ما سبق نقل الزمخشري في ربيع الأبرار طرفاً منه ثم قال: "والذي دعاهم إلى التكنية الإجلال عن التصريح بالاسم بالكناية عنه، ونظيره العدول عن فعل إلى فعل في نحو قوله تعالى: وغيض الماء وقضى الأمر، وقول الكتاب أمر بكذا ونهي عن كذا".
وهذا مشاهد معروف الآن عن بعض من لبسن ثوب الحياء، وتدثرن بدثار الأدب، فلا تراها تنادي زوجها أو من تجل باسمه ولكن تعدل عنه إلى التكنية أو نحوها.
بل عهدت من بعض المشايخ الأفاضل المربين المؤدبين من ذلك أمراً عجباً فلا يكدا ينادي أقل من معه إن عرف له كنية -وإن صغرت سنه- بغيرها، ولمست أثر ذلك.
- قال ابن حجر في الفتح: "قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلا بأنه سيعيش حتى يولد له، وللأمن من التلقيب، لأن الغالب أن من يذكر شخصا فيعظمه أن لا يذكره باسمه الخاص به فإذا كانت له كنية أمن من تلقيبه، ولهذا قال قائلهم: بادروا أبناءكم بالكنى قبل أن تغلب عليها الألقاب، وقالوا: الكنية للعرب كاللقب للعجم، ومن ثم كره للشخص أن يكني نفسه إلا إن قصد التعريف".(1/1154)
- منع عدد من أهل العلم من تكنية الكافر وعللوا لما فيه من إكبار وتعظيم. وكثير ممن سوغ تكنيته ردها إلى نوع من الإكرام المباح ولاسيما للمصلحة من نحو قول ابن عبدالبر: "وفيه إجازة تكنية الكافر إذا كان وجها ذا شرف، وطمع بإسلامه، وقد يجوز ذلك وإن لم يطمع بإسلامه، لأن الطمع ليس بحقيقة توجب عملاً وقد قال : «إذا أتاكم كريم قوم، أو كريمة قوم، أو كريمة قوم، فأكرموه»، ولم يقل إن طمعتم بإسلامه".
- إشار بعضهم كالنووي إلى أن من الأدب أن لايكني المرء نفسه قال: "والأدب أن لا يذكر الرجل كنيته في كتابه ولا في غيره إلا أن لا يعرف إلا بكنيته أو كانت الكنية أشهر من اسمه". وعللوا: لأن الكنية تفيد التعظيم.
- عد بعضهم ترك تكنية صاحب المنصب والجاه لغير كما يقع من قبل بعض الخلفاء مع من هم دونهم من جملة التكبر [التمهيد 19/202].
- ما ثبت من تكنية النبي صلى الله عليه وسلم لعدد من أصحابه من ولد له ومن لم يولد وكذلك السلف، فإن كان هو الاسم سواء أو كان الاسم خيراً ما عدلوا إليها، خاصة مع إرشاده صلى الله عليه وسلم للدعاء بأحب الأسماء. ولهذا قال النووي: "ويستحب تكنية أهل الفضل من الرجال والنساء، سواء كان له ولد، أم لا، وسواء كني بولده، أم بغيره". أهـ من روضة الطالبين، وذكره غيره.
فائدة: من العجيب أن أبا حيان رحمه الله بعد أن قرر الاحتمال الرابع المذكور رجع في أول سورة الحجرات فقال: "وفي الحديث: «كنوا أولادكم». قال عطاء: مخافة الألقاب. وعن عمر: «أشيعوا الكنى فإنها سنة». انتهى، ولا سيما إذا كانت الكنية غريبة، لا يكاد يشترك فيها أحد مع من تكنى بها في عصره، فإنه يطير بها ذكره في الآفاق، وتتهادى أخباره الرفاق، كما جرى في كنيتي بأبي حيان، واسمي محمد. فلو كانت كنيتي أبا عبد الله أو أبا بكر، مما يقع فيه الاشتراك، لم أشتهر تلك الشهرة، وأهل بلادنا جزيرة الأندلس كثيراً ما يلقبون الألقاب، حتى قال فيهم أبو مروان الطنبي:(1/1155)
يا أهل أندلس ما عندكم أدب * بالمشرق الأدب النفاخ بالطيب
يدعى الشباب شيوخاً في مجالسهم * والشيخ عندكم يدعى بتلقيب..."!
فرجع على الوجه الأخير الذي ذكره بالنقض، وماذا إلاّ لرسوخ ما قُرر في عرف العرب، وكذلك ابن حجر قرر ما قرر ثم نقل ما نقل.
فإذا تقرر ذلك، فقد يرد سؤال أشار إليه أبو حيان وهو: لماذا لم يكن الله أحداً من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وهم بالإكرام أولى، وبالإعظام أحرى؟
وجوابه ما قاله الزمخشري: "قالوا: لم تكن الكنى لشيء من الأمم إلا للعرب وهي من مفاخرها"، وقد استجل السيوطي هذه الفائدة في المزهر، وهذا شائع معروف إلى يوم الناس هذا.فالعجم عندهم الألقاب كما أشار ابن القيم وعندهم النداء باسم الجد أو نحوه للرجل، وباسم الزوج للمرأة.
فإن قيل: فلماذ ما أكرم محمداً صلى الله عليه وسلم بالتكنية؟ أجيب عليه من وجوه فيقال" 1- لقد أكرم الله نبيه عليه الصلاة والسلام بما هو فوق ذلك فأشار إليه في مقامات التشريف باسم العبودية المحضة المنسوبة لرب البرية.
2- ولأن محمداً صلى الله عليه وسلم مذكور باسمه في كتب أهل الكتاب، (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ) الآية، فلما كان الخطاب لهم باسمه ناسب أن يصرح في القرآن بما ذكره لهم.
3- ووجه آخر ذكره غزالي عصره أبوعلي الحسن اليوسي في المحاضرات فقال: "وأما الكنية واللقب فيعتبران بوجهين: الأول نفس إطلاق الكنية واللقب، وهما في هذا مختلفان، فإن الكنية الكثير فيها إذا لم تكن اسماً أن يراد بها التعظيم وينبغي أن يعلم أن الناس باعتبارها ثلاثة أصناف:
1- صنف لا يكنى لحقارته، وهو معلوم من أن الحقارة أمر إضافي، فرب حقير يكون له من يراه بعين التعظيم فيكنيه، والمقصود أن التحقير من حيث هو حقير لا يكنى إلاّ هزءاً أو تلميحاً.(1/1156)
2- وصنف لا ينبغي أن يكنى لاستغنائه عنها وترفعه عن مقتضاها، ومن ثم لا يكنى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنهم أرفع من ذلك حتى إنهم أشرفت رفعتهم على أسمائهم فشرفت، فإذا ذكروا بها كانت أرفع من الكنى في حق غيرهم، وللملوك وسائر أكابر الناس نصيب من هذا المعنى.
3- وصنف متوسط بين هذين، وهو الذي يكنى تعظيماً، ثم إن كان التعظيم مطلوباً ككنية أهل العلم والدين ومن يحسن شرعاً تعظيمه فحسن، وكذا اكتناء المرء بنفسه إن كان تحدثاً بالنعمة أو تبركاً بالكنية باعتبار من صدرت عنه أو نحو ذلك من المقاصد الجميلة فحسن، وإلاّ فمن الشهوات النفسانية، فما كان تكبراً أو تعظيماً لمن لا يجوز تعظيمه بغير ضرورة ونحو ذلك فحرام، وإلاّ فمباح، وليس من هذا الباب ما يقصده به مجرد الإخبار فقط كقولك جاء
أبي أو أبو فلان هذا أي والده، ولا يقصد به معناه على وجه التفاؤل مثلاً نحو أبي الخير وأم السعد. وأما اللقب فيقصد به كل من المدح والذم وغير ذلك، والحكم كالذي قبله. الوجه الثاني النظر إلى مدلولهما الأصلي، وهما في ذلك كما مرّ في الاسم بل ذلك هنا أولى، لأن الأصل فيه أوضح".
فهذه ثلاثة أوجه تقضي على الاعتراض المذكور.
أما الاعتراض بتكنية بعض الكفار من قبل النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة فجوابه من أوجه:
- منها ما قرره النووي من اشتراط شروط لها من نحو عدم اشتهاره إلاّ بها، أو خيف من ذكره باسمه محظور أو فتنة. وكلا الوجهين استعملهما الزمخشري في تخريج آية سورة المسد.(1/1157)
- وقد يقال الأصل أن التكنية إكرام وهذا الأصل قد ينتقل عنه لناقل ظاهر، يفيد غير الإكرام كالتهكم مثلاً، وقد مثل له الزمخشري في تفسير الآية وغيره. كما سمى الحميم للكفار نزلاً، وقال: (إنك أنت العزيز الكريم) تهكماً، وكذلك قوله (أبي لهب * سيصلى ناراً ذات لهب)، كما يقال اليوم على سبيل التهكم: لأنتفن شاربك يا أبا الشوارب! ألا ترى أن ذلك أبلغ في السخرية إن عرف بإكرام الناس له بما أهنته به.
- وقد يقال ليس من الإكرام المنهي عنه تكنية غير الحربي أصلاً، بل هو مندرج تحت قوله: (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية، وبالأخص إذا اجتمع مع هذا قصد إلى ترغيبه في الإسلام ودعوته، ولعل هذا هو الأقرب غير أنه غير متوجه في الآية.
فإن قيل سقط الوجه الرابع في تخريج آية المسد، فبأي الأوجه الثلاثة الأخرى ينبغي أن يقال؟ قيل بجميعها فكلها صحيحة، وكل واحد منها بمجرده كفيل بإدراك سبب العدول عن التسمية فلما اجتمعت جميعها كان العدول عن ذكر الاسم إلى الكنية بديعاً بليغاً معجزاً عن الإتيان بنظير أو بديل. والله أعلم، وأحكم.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحابه أجمعين.
---
الغني بالله
08-14-2006, 05:33 PM
جزاك الله خيرا.
ويضاف إلى بحثك الماتع
النكت والعيون - (ج 4 / ص 467)
وفي ذكر الله له بكنيته دون اسمه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه .
الثاني : لأنه كان مسمى بعبد هشم ، وقيل إنه عبد العزى فلذلك عدل عنه .
الثالث : لأن الاسم أشرف من الكنية ، لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره ، ولذلك دعا الله أنبياءه بأسمائهم .أهـ.
قلت :
والعرب تكني إبليس بأبي مرة.
---
حارث الهمام
08-15-2006, 05:33 PM
جزاك الله خيرا.
ويضاف إلى بحثك الماتع
النكت والعيون - (ج 4 / ص 467)
وفي ذكر الله له بكنيته دون اسمه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه .(1/1158)
الثاني : لأنه كان مسمى بعبد هشم ، وقيل إنه عبد العزى فلذلك عدل عنه .
الثالث : لأن الاسم أشرف من الكنية ، لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره ، ولذلك دعا الله أنبياءه بأسمائهم .أهـ.
قلت :
والعرب تكني إبليس بأبي مرة.
شكر الله لكم
أما الأولى ففي المبحث:
قال الزمخشري: "فإن قلت: لم كناه، والتكنية تكرمة؟ قلت: فيه ثلاثة أوجه. أحدها: أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم، فقد يكون الرجل معروفاً بأحدهما، ولذلك تجري الكنية على الاسم، أو الاسم على الكنية عطف بيان، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء، وأن تبقى سمة له، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب»، كما قيل: علي بن أبو طالب. ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع، ولفليتة بن قاسم أمير مكة ابنان، أحدهما: عبد الله - بالجرّ، والآخر عبد الله بالنصب. كان بمكة رجل يقال له: عبد الله - بجرّة الدال، لا يعرف إلاّ هكذا.
أما الثانية فمما جاء:
والثاني: أنه كان اسمه عبد العزّى، فعدّل عنه إلى كنيته.
وأما الثالثة فقد ورد ما يلي نصه:
قال أبو حيان بعد أن ذكر نحوا من الزمخشري مضيفاً سبباً آخرا: "أو لأن الاسم أشرف من الكنية، فعدل إلى الأنقص؛ ولذلك ذكر الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم ولم يكنّ أحداً منهم"، وقد ذكره من قبله القرطبي، ومن قبله ابن العربي.
وقد تعقب هذا الأخير، ولا عدمنا فوائدكم، فجزاك الله خيراً.
---
الغني بالله
08-16-2006, 12:41 AM
لن تعدم من الاضافة فائدة ولو لم يكن غير المرجع .
حفظك الله وسدد خطاك ونفع بك.
---
(1/1159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منصور بن غازي
---
منصور بن غازي
---
أبو الجود
09-04-2004, 10:43 PM
اخوتي استمتع بشاركتكم القيمة بارك الله لكم و لي سؤال عن ترجمة لمنصور بن غازي صاحب مخطوطة الدرر المنتظمة البهية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية كان حيا في عام 850هجرية حيث تم تحقيق المخطوط ولم استطع الحصول على ترجمة للرجل و من خلال الكتاب هو عالم كبير نحرير له باع في الفقه و التفسير و القراءات موسوعي المعرفة و سأضع نص الكتاب قريبا في مكتبة التفسير ليعم الانتفاع بالكتاب و جزاكم الله خيرا
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-04-2004, 11:38 PM
منصور بن عيسى بن غازي الانصاري ، المصري الشهير بالسمنودي ( زين الدين ) مقرئ ، مجود للقرآن . من آثاره : تحفة الطالبين في تجويد كتاب رب العالمين فرغ من تأليفها في 4 شوال سنة 1084 ه ، والدرر المنظمة البهية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية في القراءات
المرجع
معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية الجزء الاول تأليف عمر رضا كحالة الناشر مكتبة المثنى - بيروت دار إحياء التراث العربي بيروت
---
أبو الجود
09-07-2004, 03:53 PM
الأخ الكريم المفضال جزاك الله خيرا و بارك لك في علمك رغم بحثي في الكثير من كتب هذه الفترة لم استطع الوقوف على أكثر من بضع كلمات عن هذا الإمام الي سترى له أخي علم كبير حين قراءتك كتاب الدرر المنتظمة و قد انتهيت تقريبا من صفه على الكمبيوتر و سأضعه بين أيديكم قريبا جدا .
و لكن هل ترى أن ترجمته ستكون بهذا القدر كافية ، أسأل الله لكم التوفيق و السداد
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2004, 08:53 AM
أخي الكريم أبا الجود وفقه الله ونفع به آمين(1/1160)
أشكرك على عنايتك بهذا الكتاب . وأما ترجمة المؤلف التي ذكرها مشكوراً أخي الكريم أبو عبدالرحمن الشهري فهي ترجمة مختصرة كما تفضلتم ، وربما تجد في هدية العارفين للبغدادي 2/476 زيادة تفصيل لترجمته ، وفي رأيي الخاص أن دراستك لشرحه ، واستخلاصك صفاته العلمية من خلاله أفضل من الاعتماد على التراجم المختصرة في معرفة مبلغه من العلم ، وأنت تجد في كتب التراجم مثل قولهم في ترجمة بعض العلماء :ومن اطلع على كتابه الفلاني عرف مقدار علمه ، أو عرف قدره أو نحو ذلك من العبارات التي تحيلك لمعرفة العلم المترجم له إلى كتبه أو بعضها. وإن لم تجد ترجمة للعلم فماذا تصنع ؟!
وخذ مثالاً الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي ، صاحب (شرح الكافية) و (شرح الشافية) ، لا يعرف له ترجمة وافية ، مع شهرة كتبه و شروحه ونفاستها ، ودقتها العلمية ، وشرح العلماء الكبار كعبدالقادر البغدادي لشواهده الشعرية . فلا يعرف له شيوخ ولا تلاميذ ، ولم يستطع من قام بتحقيق كتبه في رسائل علمية أن يأتوا في ترجمته بزيادة على ما ذكره السيوطي في بغية الوعاة ، وما ذكره غيره من مترجميه !
أسأل الله لك التوفيق في عملك هذا وغيره .
---
أبو الجود
09-11-2004, 06:15 PM
سماحة الشيخ الشهري بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا و إن شاء الله سأنفذ ما أشرتم به سيادتكم
---
(1/1161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقرأ 000 وتأمل ؟
---
اقرأ 000 وتأمل ؟
---
سليمان داود
05-30-2004, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأعزاء أقدم اليوم هذه المشاركة لآية يتحدى الله فيها أيضا كل البشر ، اذ قال العزيز الجليل :
( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) (النساء 82 )
انها آية يتحدى الله بها كل البشرية أن تجد اختلافا في القرآن أو تضارب بين آية وأخرى وهذا الأمر مفروغ منه ولا حاجة للحديث عنه ؛ لأنه منذ أكثر من 1400 عام أوسنه حاول كل أئمة الكفر والألحاد أن يجدوا هفوة أو خطأ أو تضارب بين الآيات ولم ولن يفلحوا. لكن الذي استنتجته من هذه الآيه شئ آخر ، فلو عكسنا المعنى ؟؟
كأنني بالله يقول لنا نحن البشر الضعفاء بعلمنا مايلي : ان أي كتاب قاله بشر ستجد فيه اختلافاً كثيرا ، هذا الاستنتاج الذي أقرأه في هذه الآية الكريمة ستبدل الكثير من آرائنا وتشددنا للكثير مما قاله وكتبه الأقدمون أو المعاصرون؟؟
وكأنها دعوة لنا بأن نعمل عقولنا وتدبرنا وبصرنا وبصيرتنا في كل ما نقرأ ، فلا نتشدد لشخص بعينه ونعتبر ما كتبه كأنه قرآن منزل أو قول نبي معصوم ، فديننا دين العقل والتدبر والتفكر والتأمل ، وكل من قال أن علينا أن نكتفي بكل الآثار الموجودة ولا نناقش لهم أمرا ، فكأننا نطبق على أنفسنا قوله تعالى :(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ) (الزخرف 22)
فلا نحجر عقولنا لقول قاله أحد السابقين أو اللاحقين؟؟ مع اجلالنا واحترامنا لعلمهم وتقدمهم علينا بعلمهم أو ماطرحوه من أفكار ، لكنها دعوة بتحريك العقول والتدبر والتأمل .(1/1162)
أتمنى أن أكون مصيبا في طرحي ، وان كنت جانبت الصواب فاعذروني وصوبوا وجهة نظري
اللهم لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
معاذ الرفاعي
05-31-2004, 08:12 AM
معنى جميل جدا
وتدبر في الآية موفق
وإفادة قيمة لو يعيها الخاصة قبل العامة
جزاك الله خيرا وزادك توفيقا
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2004, 05:38 PM
بارك الله فيك أخي سليمان على هذه اللفتة الدقيقة ، ولا شك أن عمل البشر مهما حاول الكمال يبقى النقص والتقصير ملازماً له ، وللقاضي الفاضل كلمة مشهورة في هذا ، وهو أنه مهما ردد المؤلف نظره في الكتاب فسيظهر له رأي في التغيير والتعديل والإضافة والتقديم والتأخير. وهذه الآية تدل على أن عمل المخلوق يجد فيه المتأمل اختلافاً كثيراً ، ولا بد من التماس العذر ما وسعنا ذلك لأعمال البشر ، وعدم طلب الكمال في أعمال الناس فهذا كما ذكرت الآية عزيز الوجود. وأرجو أن لا يهدر حق العلماء المخلصين بحجة التدبر والتأمل.
وفقكم الله لكل خير ، وزادكم بصيرة بكتابه الكريم.
---
سليمان داود
06-01-2004, 12:45 PM
لك جزيل الشكر أستاذنا الفاضل
على تعقيبك الأروع
وبالطبع يبقى علماؤنا منارة نهتدي بما وهبهم الله من نور العلم
وفضلهم باق وجزاهم الله خيرا بما قدموا لنا من حصيلة علمهم وسهرهم ومعاناتهم أيضا
فكما تعلم استاذنا أن شيخ الاسلام ابن تيميه قد كتب البداية والنهايه وهو في السجن؟؟؟
لقد زرعوا فأكلنا ؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله
تلميذكم
سليمان داود
---
د. عماد
06-01-2004, 05:51 PM
( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )
وشكر الله للأخ سليمان هذه اللفتة الدقيقة، ولأستاذنا الشيخ عبد الرحمن حسن تعقيبه، وصوا ب رأيه.
د. عماد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
و فوق كل ذي علم عليم
---
سليمان داود(1/1163)
06-02-2004, 01:40 PM
لايسعني الا أن أشكرك أستاذي الكريم الدكتور عماد
وكلماتك تشجعني وتشحذ همتي
تلميذكم
سليمان داود
---
(1/1164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (8)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (8)
---
عادل محمد
10-04-2006, 09:41 PM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزء الثامن)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم أكثر من ثمانين كتابا الكترونيا إسلاميا
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=290007
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
71- بولس
و أثره في النصرانية
إعداد طارق محمد الشافعي
www.gr8.cc/2/Attahreef.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=287641
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
72- قذائفُ الحَق
مُحَمّد الغزاليّ
www.gr8.cc/2/Kazaef.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=287830
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
73- الرّسولُ الأعْظمُ مُحَمّد
صلى الله عليه وسلم
أحمد ديدات
ترجمة: علي عثمان
مراجعة: محمد مختار
www.gr8.cc/2/Arrassoul.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=287991
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
74- عَمَلُ اليَوْم وَالليْلة
ابْنُ السّنيّ(1/1165)
www.gr8.cc/2/Amalolyawm.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=288742
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
75- التذكرة في أحوال الموتى
وأمور الآخرة
محمد بن أحمد بن أبي بكربن فرج
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Altazkerah.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
76- موسوعة الإعجاز الرقمي
المهندس عبد الدائم الكحيل
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ALEEGAZ.rar
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
77- أسرار الصَّلاة
و الفَرق و الموازنَة بين ذَوق الصَّلاة و السَّماع
لابن القيم
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ASRAR.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
78- الأمْثالُ في القرْآن الكَريم
ابْن قيّم الجوزيّة
www.gr8.cc/2/Alamthal.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289204
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
79- عَجَائبُ الأرْقام
معجزات وغرائب
في ملف رار واحد
www.gr8.cc/2/Agaepalarkam.rar
أو
في ملفين رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم يفك الضغط عنهما باستخدام برنامج
WINRAR
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289609
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289610
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
80- مَفاتحُ تدَبّر السّنة
والقوّة في الحَياة
خالد بن عبد الكريم اللاحم
www.gr8.cc/2/Tadapporossonnah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289449
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
مرهف
10-04-2006, 10:56 PM
لم أستطع تحميل أي كتاب فروابط المواقع المشار إليها محجبة !!!؟؟؟؟ هل ن سبيل آخر إليها؟!
---(1/1166)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة للبيع (4000) كتاب من عيون الكتب
---
مكتبة للبيع (4000) كتاب من عيون الكتب
---
نوارة للكتب النادرة
04-23-2006, 09:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في ملتقى أهل التفسير يوجد لدى نوارة للكتب والنوادر والمقتنيات الثمينة مكتبة للبيع فيها 4000 كتاب من نوارد الكتب وعيون الكتب في جميع المواد العلمية .
بالاضافة إلى 1200 مخطوط .
للاستفسار ابو صالح 0505134948
تميم 0555134948
---
أبو محمد الظاهرى
04-23-2006, 10:02 PM
فى أى بلد أنت اخى الكريم؟
---
محمد فارس الشيخ
04-25-2006, 01:21 AM
أخوكم محمد فارس الشيخ من القاهرة كنت أود أترك لك رقم التليفون الخاص بي في القاهرة ليمكن اعقمل في المخطوطات التي عندك أي نشرها إن لم تكت نشرت.
تليفون المكتب
5920926/00202 المحمول: 0124633980/002
---
نياف
04-25-2006, 02:50 AM
فى أى بلد أنت اخى الكريم؟
بلاد الحرمين
الرياض
---
نوارة للكتب النادرة
04-25-2006, 07:27 PM
المكتبة موجودة في الرياض مخرج / 9 / طريق الامام سعود بن عبد العزيز
---
(1/1168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى : موقع اللجنة الدائمة للإفتاء .
---
بشرى : موقع اللجنة الدائمة للإفتاء .
---
المسيطير
05-24-2006, 04:46 PM
بعد انتظار طويل ، تم بحمدالله تعالى الإنتهاء من تجهيز موقع :
موقع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإرشاد
http://www.alifta.com/sites/iftaa/default.aspx
وفيه :
فتاوى اللجنة الدائمة .
مجلة البحوث الإسلامية
فتاوى ابن باز رحمه الله
فتاوى نور على الدرب
الأبحاث العلمية
تصفح موضوعي
فهارس
التعريفات
تعريف بالرئاسة
تعريف بالعلماء أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء
تعريف بالموقع
ركن سماحة المفتي
الفتاوى الأكثر تصفحا
فتاوى مختارة
محرك البحث
دروس أعضاء اللجنة الدائمة
مواقع مختارة
اجعل الموقع صفحتك الرئيسة
القائمة البريدية
سلة المعلومات
جديد الموقع
خريطة الموقع
اتصل بنا
جولة بالموقع
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 06:33 PM
جزاك الله خيراً . هذا موقع سيحتاجه الناس كثيراً.
---
ابن الجزيرة
05-24-2006, 06:39 PM
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً, ونفع الله بعلمائنا .
---
البلاغية
05-24-2006, 07:17 PM
جعله الله في ميزان حسناتك
موقع رائع فعلا
تستحق الشكر عليه
بوركت
وجزاك الله خيرا
تحياتي ودعواتي لك
---
إمداد
06-21-2006, 01:56 PM
جزاك الله خيرا
وبالنظر في مثل هذا الموقع يعرف الأنسان فضل هؤلاء العلماء
---
أريام
06-28-2006, 02:55 AM
جزاك الله خيرا والدال على الخير كفاعله
---
(1/1169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دلائل الآثار على مسائل أصول التفسير (1)
---
دلائل الآثار على مسائل أصول التفسير (1)
---
مساعد الطيار
06-13-2006, 06:10 PM
إن البحث في النصوص على مسائل العلوم من أنفس ما يمكن أن لطالب العلم طلبه ، فدلالة الأثر على المسألة أصل من أصول العلم الشرعي الذي لا محيد عنه .
وهذه الدلالة قد تكون صريحة ، وقد تكون تلميحًا ، وفي كلا الحالين تكون الفائدة المستنبطة غاية في النفاسة ؛ لأنها تدلُّ بوضوح على أصول مسائل هذا العلم ( أصول التفسير ) ، وسأذكر بعض الآثار التي يُستنبطُ منها مسائل في أصول التفسير ، وأبتدئ بما روى البخاري بسنده ، قال : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (( لَمَّا نَزَلَتْ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟! قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ؟ )) .(1/1170)
وقال البخاري : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (( لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالُوا : أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } )) .
وقال البخاري : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (( لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالُوا : أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } )) .
في هذا الحديث فوائد :
الفائدة الأولى : ( لا إشكال في الفهم الأولي الوارد على النفس )
إن المعاني الواردة على العقل لا تثريب عليها ، لأنه ليس من قدرة المرء ردُّ مثل هذه الفهوم عن نفسه ، فإذا ظهر له معنى ما لجملة من القرآن ، فإن فهمه قد يكون صحيحًا ، وقد يكون خطأً .
الفائدة الثانية : ( المرجع الْمُصحِّح لما يرد على النفس من المعاني هم أهل العلم )(1/1171)
إن من وردت عليه بعض المعاني ، فإنه يرجع إلى أهل العلم ليدلوه على صحة ما فهمه من خطئه ، ولا يكون كبعض الناس الذين ينشرون آراءهم للناس على أنها صواب ، فيتقلدون من غريب الأقوال ما تضحك له العقول .
وهذا يعني أن المرحلة الأولى ، وهي ورود المعاني على العقل لا يعاب على المرء ، وإنما يعاب عليه نشر ما يرد عليه من المعني والاستنباطات، وتَبَنِّيه له دون الرجوع إلى أهل العلم للتثبت من هذه الواردات عليه ، فالرجوع لهم يميز الصحيح من الضعيف .
الفائدة الثالثة : ( الرسول صلى الله عليه وسلم مرجع الصحابة )
أن الصحابة كانوا يرجعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليهم شيء من القرآن ، ولم يكونوا يتقلَّدون معاني ما يشكل عليهم دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الفائدة الرابعة : ( المفسر الأول )
أن أول مفسِّر للقرآن ، وأَوْلى من يُرجع إليه في تفسيره هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو المبين لكلام ربه ، كما قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ) ، فالرجوع إليه أصل من أصول التفسير .
الفائدة الخامسة : ( التفسير بالرأي بدأ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم )
أن الاجتهاد في فهم القرآن كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالصحابة اجتهدوا في فهم معنى ( الظلم ) ، وحملوه على العموم ، ولم يمنعهم الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يفهموا القرآن بآرائهم ، ولو كان سلوكهم هذا الطريق خطأٌ لنبههم عليه ، ولما لم يقع التنبيه عليه في هذا الأثر وغيره كان في ذلك دلالة على صحة هذا الأسلوب .
الفائدة السادسة : ( اللفظ العام يحمل على عمومه )
أن الأصل في أخبار الله ( وكذا أحكامه ) أنها على العموم ؛ لأن الصحابة فهموا من معنى ( الظلم ) العموم ، ولما لم يكن العموم هو المقصود من الظلم في هذا الساق أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى المراد .(1/1172)
الفائدة السابعة : ( اللغة العربية مصدر من مصادر التفسير )
أن اللغة مصدر من مصادر التفسير ، فالصحابة فهموا معنى ( الظلم ) على ما يعلمونه من لغتهم ، ولم يصحح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى مما يدل على أنه هو المراد ، ولو كان لهذا المعنى إضافة شرعية أو تقييدات لبينها صلى الله عليه وسلم ، ولما لم يكن ذلك موجودًا دلَّ على صحة هذا الطريق .
الفائدة الثامنة : ( القرآن مصدر من مصادر التفسير )
أن تفسير القرآن بالقرآن طريق صحيح معتبر في تفسير القرآن ، وقد نصَّ هذا الأثر على ذلك ، فقد فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم آية الأنعام بآية لقمان ، فبين العموم المفهوم في آية الأنعام بأنه مخصوص بالشرك بدلالة آية لقمان .
الفائدة التاسعة : ( وقوع المشكل في القرآن )
إن وقوع الإشكال كان منذ عهد الصحابة إبَّان وجودهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا النوع من المشكل يدخل في المتشابه النسبي ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لهم المعنى المراد ، وليس من المتشابه الكلي الذي لا يعلمه إلا الله .
الفائدة العاشرة : ( حرص الصحابة على معرفة معاني القرآن الكريم )
إن هذا الأثر يدل دلالة واضحة على حرص الصحابة على تفهُّم معاني القرآن ، وذلك بسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى الظلم لما أشكل عليهم .
الفائدة الحادية عشر ( تدارس الصحابة لمعاني القرآن الكريم )
في هذا الحديث إشارة إلى أن الصحابة كانوا يتدارسون القرآن فيما بينهم بدلالة قوله : (شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟! ) ، فإذا أشكل عليهم منه شيء سألوا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .أ.هـ
---
وائل حجلاوي
06-14-2006, 04:49 AM
وهذا مما ورد على نفسي من فوائد الحديث , أعرضه على شيخي الفاضل ليصحح لي الخطأ
* (اللفظ العام قد يدخله التخصيص ؛ فلا يبقى على عمومه)(1/1173)
* (سرعة مبادرة الصحابة رضوان الله عليهم إلى تطبيق ما يتعلمونه من القرآن بعد الفهم الصحيح)
* (نزول القرآن منجماً ؛ مِن حِكمه أنه أرفق للصحابة في الفهم والتطبيق)
لأنهم كانوا رضوان الله عليهم عند نزول الآية يتعلمون ما فيها من الإيمان والوعظ والأمر والنهي والحلال والحرام... ثم يتبعون ذلك بالحفظ والعمل والتعليم لغيرهم
---
العتيق
06-15-2006, 12:07 PM
ومن الفوائد التي يمكن أن تقال أيضاً :
1 ـ أن من تفسير القرآن بالقرآن ما هو محلُّ نظرٍ واجتهادٍ من المفسر .
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا على علمٍ بآيةِ لقمان ـ بدليل تذكير النبي صلى الله عليه وسلم لهم ـ ومع ذلك لم يربطوا هذه الآية بتلك , حتى فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
2 ـ هذا الحديث فيه تأصيلٌ ؛ لوجهٍ من أوجه بيان السنة للقرآن . وهو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن . وقد بينتم حفظكم الله وجه ذلك .
موضوع التأصيل لأصول التفسير وعلوم القرآن عموماً أمرٌ مهمٌ . وممن له عناية بهذا الشأن السيوطي رحمه الله في كتابه الإتقان .
---
(1/1174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موضوع يصلح بحثاً نبه عليه الشاطبي
---
موضوع يصلح بحثاً نبه عليه الشاطبي
---
عمر المقبل
02-22-2007, 11:28 AM
لا يخفى على الإخوة ما لكتابي الشاطبي الاعتصام والموافقات من منزلة عند أهل العلم .
وقد ضمّن الإمام رحمه الله كتابيه بحوثاً علمية رصينة ،يدركها كلُّ من طالع الكتابين بله من قرأهما.
ولما فرغت من "الاعتصام" ،وجدت الشاطبي قد أثار في الباب التاسع موضوعاً طريفاً ،وهو يتحدث عن المسألة الثامنة موضوع صفات وعلامات أهل البدع ،فها أنا أطرحه ، لعل أحداً من يبحث في موضوع يلصح بحث ترقية أن يشد من أزره ليقوم به ،حيث قال رحمه الله 2/732 ط.الهلالي:
(المسألة الثامنة : أنه لما تبين أنهم لا يتعينون ، فلهم خواص وعلامات يعرفون بها ،وهي على قسمين : علامات إجمالية ،وعلامات تفصيلية.
فأما الإجمالية ،فثلاث :
إحداها :... ثم سردها ، ثم قال :
وأما العلامة التفصيلية في كل فرقة :
فقد نبه عليها ، وأشير إلى جملة منها في الكتاب والسنة .
وفي ظني أن من تأملها في كتاب الله وجدها منبها عليها ومشارا إليها ،ولولا أنا فهمنا من الشرع الستر عليها لكان في الكلام في تعيينها مجال متسع مدلول عليه بالدليل الشرعي وقد كنا هممنا بذلك في ماضي الزمان فغلبنا عليه ما دلنا على أن الأولى خلاف ذلك)انتهى كلامه رحمه الله .
والذي يهمنا هو : البحث عن علامات أها البدع من خلال تأمل الآيات القرآنية من غير تنصيص على أسمائها ؛ لأن هذا فائدة أقل ـ وهو سبب إعراض الشاطبي عنه كما أفهم ـ ..
ولعلي أفتح الباب بهذه الصفة اللازمة لكل مبتدع ، لا يمكنه الانفكاك عنها ،وهي : اتباع الهوى ؛ولذا سمى السلف أهل البدع أهل الأهواء .(1/1175)
ودليل هذه العلامة قوله تعالى : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص/50]) فلم يجعل القرآن إلا ثمة أمرين : الدليل أو الهوى .
وبالمناسبة ،هذه الآية ليست خاصة بأهل البدع ،بل هي عامة في كل مجادل من المصرين على معاصيهم ،فإن بعضهم يتمحك ،ويتلوى عند نصحه بأنه ليس قصده اتباع هواه ،بل شيء من غلبة النفس ... الخ ،وهي ـ بكل حال ـ لا تخرج عن اتباع الهوى ، إذ لم يجعل القرآن إلا هذه القسمة الثنائية : إما الاستجابة للشرع ،أو اتباع الهوى ،بأي اسم تسمى.
والله الموفق.
---
(1/1176)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من تعريف بكتاب المكتفى
---
هل من تعريف بكتاب المكتفى
---
عبدالله الحضرمي
02-11-2006, 05:34 AM
احبتي طلبة العلم هل من تعريف بكتاب المكتفى في تفسير الايات للحافظ أبو عمرو الداني من حيث ماأحسن طبعة ؟ وماأحسن تحقيق ؟
---
الميموني
02-11-2006, 02:16 PM
المكتفى للإمام الداني: ( ت: 444
ليس في التفسير و إنما في الوقف و الابتداء و لكنه يتعرض كثيرا لمعاني الآيات
و له طبعتان
---
عبدالله الحضرمي
02-11-2006, 07:24 PM
أحسن الله اليك ياشيخ عبدالله وغفر الله لنا ولك
---
الجكني
06-19-2006, 01:05 AM
الكتاب المطبوع الآن والذي حققه المرعشلي هل هو :
1- المكتفي
أو هو :
2- الإكتفاء
فهيا يا حماة تراث علوم القرآن
المسألة تحتاج إلى بحث
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 11:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكتاب له عدة أسماء : " المكتفى في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل " و" الاكتفاء "و" الوقف التام " و" الوقف الكافي والحسن في كتاب الله " انظر : المكتفى في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل ص 43 ، ومؤلفه هو الإمام المقرئ أبوعمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي المتوفى سنة 444 هـ حققه الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي عدد صفحاته 704 ، وليس هو في التفسير و إنما هو في الوقف و الابتداء ولكنه يتعرض كثيرا لمعاني الآيات كما ذكره الأخ الميموني جزاه الله خيراً ، والكتاب طبعته مؤسسة الرسالة بيروت عام 1407 هـ، الطبعة الثانية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
السائح
06-19-2006, 04:36 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كتاب الاكتفاء لأبي عمرو الداني غير كتابه المكتفى.
واسمه: الاكتفاء في معرفة الوقف والابتداء.(1/1177)
وله كتاب آخر هو: الاكتفاء في الوقف على (كلاّ) و (بلى) واختلاف العلماء فيها (أو فيهما).
وقد شرح ذلك وأقام الأدلة عليه: الأستاذ عبد الهادي حميتو في كتابه معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني (444) إمام القراء بالأندلس والمغرب وبيان الموجود منها والمفقود ص20.
---
الجكني
06-19-2006, 05:20 PM
وأضم صوتي لما ذكره الأخ السائح ،مع أني والله يشهد علي لم أطلع حتي هذه اللحظة على بحث الدكتور حميتو ، ولكن هي بتائج توصلت إليها بعد البحث وآمل بمن عنده كتاب د/ حميتو أن ينقل ما ذكره هنا حتي نطلع عليه ،لأنها مسألة مهمة ،وعندي مفاجأة أخري ،وهي كتاب "التنبيه" الذي نسبه ابن الجزري رحمه الله تعالى للداني في النشر :1/398هل هو له أم لا؟
الهمة يا حماة تراث علوم القرآن
والله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 11:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ السائح لعلك تراجع مقدمة كتاب المكتفى فإن المحقق وهو الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ذكر له عدة أسماء : " المكتفى في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل " و" الاكتفاء "و" الوقف التام " و" الوقف الكافي والحسن في كتاب الله " انظر : المكتفى في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل ص 43 ، وذكر أيضاً في مقدمته عدة صورلعناوين أصول المخطوطات بتلك العناوين المذكورة وهي لكتاب واحد ، وما دام مضمون الكتاب شيء واحد فالذي يتجه أنه كتاب واحد وله عدة أسماء كما قرره الدكتورالمرعشلي وأقام الأدلة على ذلك ، قال حاجي خليفة : المكتفى في الوقف والابتداء للامام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444 أربع وأربعين وأربعمائة وهو وسط حسن كما ذكره الجعبري . كشف الظنون 2 / 1812(1/1178)
ولم يذكر الاكتفاء في الوقف والابتداء ولا بقية الأسماء التي ذكرها المرعشلي في مقدمة تحقيقه ، فمن الجائز أن يكون الأستاذ عبد الهادي حميتو وهم في جعلهما كتابين ، فكيف يكون كتابين وموضوعهما واحد ؟ ألا يكون فيه شيء من البعد ؟ والأخ الجكني الذي قال : وأضم صوتي لما ذكره الأخ السائح ،مع أني والله يشهد علي لم أطلع حتى هذه اللحظة على بحث الدكتور حميتو ، ولكن هي بنتائج توصلت إليها بعد البحث وآمل بمن عنده كتاب د/ حميتو أن ينقل ما ذكره هنا حتي نطلع عليه . وعندي سؤال ما هي النتائج توصلت إليها بعد البحث وحتى ضميت صوتك إلى الأخ السائح وقررتما بأن الاكتفاء في الوقف والابتداء غير المكتفى في الوقف والابتداء ، فكان على الأخ الجكني أن ينتظر في ضم صوته وحتى ينقل إليه ما كتبه د حميتو ويطلع عليه على حسب طلبه ، وأكرر القول لعلكما تراجعا مقدمة كتاب المكتفى وما قام به الدكتور المرعشلي من التوثيق لنسخ الكتاب المذكور ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 08:12 AM
إضافة إلى ما سبق في كتاب المكتفى في الوقف والابتداء ص 115 - 118 كتاب المكتفى في الوقف والابتداء هو صفحة العنوان في نسخة صنعاء اليمن ، 531 هـ / 1136م ، وفي نسخة حلب 712 هـ / 1312 م ، ونسخة دمشق رقم ( 293 ) 806 هـ / 1403 م ، ورقم ( 5804 ) 1240 هـ / 1824 م ، وفي آلمانيا الشرقية بدون تاريخ ، وفي ص 116 كتاب المكتفى في معرفة الوقف التام والكافي والحسن في كتاب الله عز وجل هو صفحة العنوان في نسخة دمشق رقم ( 294 ) ( 674 هـ / 1275 م ، وفي نسخة برلين ، وصفحة العنوان كتاب الاكتفاء ، والوقف التام والحسن لأبي عمرو الداني في نسخة الجامعة الآمركية - بيروت بدون تاريخ وكل هذه العناوين المختلفة هي لكتاب واحد فقط وموضوعه واحد وصللى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
---
السائح
06-20-2006, 01:41 PM(1/1179)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي أبا عبد الله المصطفى وفقك الله.
هذا ما طلبتَه مني أرجو أن تتأمل فيه.
قال الأستاذ عبد الهادي حميتو في كتابه معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني (444) إمام القراء بالأندلس والمغرب وبيان الموجود منها والمفقود ص 20-21:
كتاب الاكتفاء في معرفة الوقف والابتداء.
هو غير كتابه المعروف باسم " المكتفى " كما سيأتي.
وقد جاء ذكرهما معًا في الفهرست المنشور (1)؛ فدلّ على أنهما كتابان لا كتاب واحد.
ويدل على أنه غير كتاب المكتفى: ما نقله عنه الحافظ ابن الجزري في كتاب التمهيد عند ذكره للوقف على " كلاّ " ونقلِه في الاحتجاج لبعض مواضعها بيتًا للعجّاج الراجز قال فيه:
قد طلبتْ شيبانُ أن ننساكمُ *** كلاّ ولمّا تصطفق مآتمُ
قال ابن الجزري: هكذا أنشده أبو عمرو الداني في كتابه " الاكتفاء في الوقف والابتداء " (2).
ولا وجود لهذا الشاهد في (المكتفى)؛ مما يدل على أن كتاب الاكتفاء كتاب مستقل عنه (3).
وقد ذكر كتاب الاكتفاء بهذا الاسم: ولدُ ابنِ الجزري في شرحه لطيبة النشر لوالده (4).
وذكر الإمام الزركشي في البرهان أن ابن نافع ألّف كتابًا كبيرًا تعقّب فيه على صاحب الاكتفاء واستدرك عليه مواقف كثيرة (5).
وقال ابن الجزري في النشر عند ذكر قوله تعالى: (ألاّ يسجدوا لله) في سورة النمل:
قال أبو عمرو الداني في كتابه " الوقف والابتداء ":
كما حذفوها في قولهم: "يبنؤم " في (طه) على مراد ذلك.
ولا وجود في كتاب المكتفى لِما نقله ابن الجزري (7)؛ فدلّ هذا على أن النقل عن كتاب الاكتفاء المذكور أو عن غيره مما ألفه الداني في الموضوع، كما سيأتي عند ذكر كتاب الاهتداء له.
ولا شك أن هذا التفنن في ذكر أسماء كتب أبي عمرو من لدن المؤلفين والناقلين مما يزيد في الإشكال في نسبة النصوص إلى مصادرها الأصلية، لا سيما عند تعدد المؤلفات في الموضوع الواحد.
ثم ذكر:(1/1180)
كتاب الاكتفاء في الوقف على كلاّ وبلى واختلاف العلماء فيها.
قال: بهذا العنوان ورد ذكره في الفهرست المطبوع، ورقمه في مؤلفات أبي عمرو: 33.
وقد أشار إليه المؤلف نفسه في كتاب المكتفى دون أن يسمّيه " الاكتفاء "، فقال في سورة البقرة: وقد ذكرت الوقف على كلاّ وبلى مجرّدًا في كتاب أفردتُه لذلك (8).
كما أحال عليه في الكتاب نفسِه في سورة مريم (9).
أما النقل عنه؛ فقد وقفتُ عليه عند ابن القاضي في بعض كتبه (10) وعند الإمام علي النوري الصفاقسي في غيث النفع (11) دون تصريح منهما بالعنوان.
--------------------------
(1) ذكر كتاب الاكتفاء برقم: 21 ثم أتْبعه بكتاب المكتفى برقم: 22.
(2) ذكره في باب القول في كلاّ: التمهيد ص179 وذكر نحوًا من ذلك ص68.
(3) انظر كلام محقق التمهيد بهامش ص180، وانظر فهارس الأشعار والقوافي آخر المكتفى المطبوع ص684 للتأكد من عدم ورود الشاهد في كلام الداني في الكتاب.
(4) شرح طيبة النشر: 48.
(5) البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/347، ولم أقف على المراد بابن نافع.
(6) النشر 2/337.
(7) انظر سورة النمل من كتاب المكتفى: 429.
(8) المكتفى: 171.
(9) المكتفى: 377.
(10) انظر كتابه القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل عند قوله تعالى في سورة البقرة (قالوا الآن جئت بالحق).
(11) غيث النفع في القراءات السبع بهامش سراج القارئ المبتدي: 210.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 06:56 PM(1/1181)
جزاك الله خيراً فهل ترى أن ما نقله الأستاذ عبد الهادي حميتو مسلم أم أنه قابل للنقاش ؟ فإذا كان قابل للنقاش فالذي أراه أن الكتاب موضوعه واحد وهو الوقف والابتداء وهو كتاب واحد وله عدة أسماء وكون بعض النسخ فيها ما ليس في غيرها فهذا من اختلاف النسخ مثل موطإ مالك فهو كتاب واحد وبعدة روايات رواية يحي الليلثي ، ورواية ابن زياد ، ورواية ابن القاسم ، ورواية القعنبي ، ورواية محمد بن الحسن ، ورواية أبي مصعب ، ومثل روايات مسائل الإمام أحمد بن حنبل ، وكذلك كتاب أبي عمرو الداني الوقف والابتداء له عدة أسماء كما سبق ذلك " المكتفى في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل " و" الاكتفاء "و" الوقف التام " و" الوقف الكافي والحسن في كتاب الله " فكل ما ذكره عبد الهادي حميتو غاية ما فيه أن كتاب الاكتفاء في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني وهذا بلا خلاف ولكن ما ذا قال عن بقية الأسماء " الوقف التام " و" الوقف الكافي والحسن في كتاب الله " هل هي نفس كتاب المكتفى أو الاكتفاء أم هي غيرهما ؟ وعلى كل حال الذي أراه أنه كتاب واحد موضوعه واحد وله عدة أسماء فمن قال الاكتفاء ، أو المكتفى ، أو الوقف التام ، أو الوقف الكافي الحسن ، كل هذه الاسماء مؤداها واحد فهي لكتاب واحد موضوعه واحد ومؤلفه واحد ، ومن أراد التفاصيل فليرجع إلى المصادر السابقة والله أعلم .
---
السائح
06-20-2006, 08:30 PM
وإياك فجزى الله خيرًا.
أخي الكريم الأمر لا يُحسم بما ذكرتَ وفقك الله.
ولا بد قبل الكلام عن أبي عمرو الداني وكتبه من استقراء كتبه وما كُتِب حولها، وهذا ما أحسب الأستاذ وثلّةً قليلةً من أهل عصرنا وُفِّقوا إليه توفيقًا عظيمًا.
ولا يخفى على الأستاذ عبد الهادي أن المكتفى قد سُمِّي بأسماء كثيرة، وقد نص في كتابه ص73 أن المكتفى قد ذُكِر في الفهرس المنشور باسم: المكتفى في الوقف التام والكافي والحسن
قال: وينحوه ذكره المنتوري.(1/1182)
وعلى كل حال الذي أراه أنه كتاب واحد موضوعه واحد وله عدة أسماء فمن قال الاكتفاء ، أو المكتفى ، أو الوقف التام ، أو الوقف الكافي الحسن ، كل هذه الاسماء مؤداها واحد فهي لكتاب واحد موضوعه واحد ومؤلفه واحد
قد سبق أن للداني غيرَ كتابٍ في الوقف والابتداء منها: الاكتفاء في الوقف على كلا وبلى واختلاف العلماء فيهما.
فهل ترى أنه اسم من أسماء كتاب المكتفى.
ولو تأملتَ في مقدمة المرعشلي بين يدي كتاب المكتفى لرأيته ذكر من كتب الداني: كتاب الاهتداء في الوقف والابتداء.
وفيما ذكره المرعشلي تجاذب أوضحه الأستاذ عبد الهادي ص21-22.
وقد نقل ص22 عن المكتفى:157 ما يدل على تعدد مؤلفات الداني في موضوع الوقف والابتداء، وهذا نص ما نقله:
" وقد ذكرتُ ما يُكره الوقف عليه من المُبْدَل منه دون البدل ... في كتاب الوقف والابتداء مُمَثَّلاً مشروحًا؛ فأغنى عن إعادته ههنا، وبالله التوفيق ".
ومن كتب أبي عمرو في خصوص الوقف على المرسوم: كتاب التحبير لمذاهب القراء في الوقف على المرسوم.
وقد أجاد الأستاذ عبد الهادي في الكلام عنه وأفاد ص29-30.
وذكر ص75 كتابه الذي أفرده في مسألة الوقف على الهمز.
والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.
---
الجكني
06-20-2006, 09:08 PM
أقول لأخي أبو عبد الله :وهل ترى أنت أن ما ذكره/ المرعشلي غير قابل للنقاش ؟
لن أعيد ما ذكره د/ حميتو ،بل سأضيف ما أراه قد يساعد على توضيح أن ادعاء أن هذه الأسماء الثلاثة إنما هي لكتاب واحد قول ينقصه شيء من التحقيق ،فأقول وبالله تعالى التوفيق :
1-قال د/ المرعشلي أثناء وصف النسخ :1-اختلاف البداية في كل نسخة ،علاوة على اختلاف تسمية الكتاب واسم المؤلف ،فبعض النسخ يسمى الكتاب بالمكتفى وبعضها بالاكتفاء وبعضها بالوقف التام والوقف الكافي والحسن "ص104(1/1183)
قلت : أمن المعقول والمعروف في عالم التحقيق وقوع مثل هذا الاختلاف الجوهري بين نسخ الكتاب الواحد لو كان الموجود نسخاً قليلة منه ،فما بالك والمحقق نفسه ذكر أنه "حصل على 29نسخة خطية "أليس هذا مدعاة للوقوف والاستفسار عن السبب ؟ لكن يظهر أن المحقق في ذهنه مسبقاً أن كل هذه الأسماء لكتاب واحد فصار كل ما يأتى ذكر أحدها يقول "وهو الكتاب الذي بين أيدينا "
2-وجود عناوين على بعض النسخ ليست هي أحد الأسماء الثلاثة ، مثل ما ذكر المحقق في النسخ:4و8و11و18و27 علماً بأن النسخة رقم (4) عنوانها "كتاب الوقف لأبي عمرو " وخاتمتها "كتاب المكتفي "0
3-وهنا سؤال آمل من أبو عبد الله التكرم بالإجابة عليه وهو: لماذا عدل المحقق عن اسم الكتاب الذي أشار إليه المؤلف في ديباجة كلامه وهو قوله رحمه الله :"أما بعد فهذا كتاب "الوقف التام والوقف الكافي والحسن في كتاب الله تعالى " فكان من الأولى علمياً جعل هذا هو عنوان الكتاب على الأقل للخروج من هذه المشاكل 0
4- قال الداني رحمه الله تعالى :"وقد ذكرت ما يكره الوقف عليه من المبدل منه دون البدل ومن تقديم المنعوت دون النعت ومن المعطوف عليه دون العطف ومن المؤكد دون التوكيد وشبه ذلك في "كتاب الوقف والابتداء" ممثلاً مشروحاً فأغنى ذلك عن إعادته ههنا "ص : 157
وليس في الكتاب من بدايته إلى هنا ذكر لما أحال عليه ،مع أننا لوسلمنا جدلياً بأنه كتاب واحد فليس من المتعارف عليه في التأليف الإحالة إلى نفس الكتاب بمثل هذا الأسلوب 0
والعجب أن المحقق أشار في الحاشية بقوله :انظر باب ذكر تفسير الوقف القبيح من مقدمة المؤلف ص148" وبالرجوع إلى ذلك لم أجد فيه شيئاً من المذكور إذ ليس فيه تعرض للمبدل منه دون البدل ولا المؤكد دون التوكيد 000،مما يدل دلالة واضحة أن المؤلف يشير إلى كتاب آخر من كتبه والله أعلم0(1/1184)
5- وهناك نقل نقله ابن الجزري في النشر :1/257قال :قال - الداني - في كتابه الاكتفاء 0000الخ والنص موجود في هذا المطبوع بعنوان المكتفي 0
أما تشبيهك بالروايات لموطأ الإمام مالك رحمه الله ، فلا قياس (تشبيه ) مع وجود الفارق ،تلك روايات مختلفة لاسم كتاب واحد ،وهنا عدة أسامي لكتاب واحد0
وبعد كل هذه الملحوظات ألا يحق للباحثين أن يثيروا هذا الآشكال 0
والله من وراء القصد0
---
الجكني
06-20-2006, 09:12 PM
الأخ السائح : آمل التكرم بما ذكره د/ حميتو عن كتاب "التنبيه " المنسوب في النشر :1/398للداني حيث إني أشك في ذلك بدليل علمي عندى 0
واله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-21-2006, 08:23 AM(1/1185)
إخوتي الأعزا فما المانع أن يكون كتاباً واحداً موضوعه واحداً وله عدة أسماء ؟ وخير الكلام ما قل ودل ، واختلاف عناوين النسخ أو مضمونها له مسوغات كثيرة منها أن يكون حصلت إضافات من المؤلف لبعض النسخ دون الأخرى ، أوأن يكون غير عنوان بعض النسخ دون الأخرى بعد ما انتشرت النسخ الأخرى وصارت بها الركبات في الآفاق مع طول الزمن وعدم الطباعة في أيام المؤلف ، ومما يدل على أنه كتاب واحد أنه لم يطبع حسب علمي إلا بسم المكتفى مع حرص دور النشر والباحثين على طباعة الكنب وخاصة الكتب التي يعتبرونها من النوادر ولعل ذلك لقناعتهم بأنه كتاب واجد بعدة عناوين ، ومثله مثل الكتب التي تعددت أسماؤها واتحد مضمونها مثل تفسير الرازي يقال له ( مفاتيح الغيب ) ، ويقال له ( تفسير الرازي ) ، ويقال له ( التفسير الكبير ) ، وتفسير الطبري ، وتفسير القرطبي كلاهما متعدد الأسماء وهو كتاب واحد موضوعه واحد ومؤلفه واحد ، وكذلك موطأ مالك كتاب واحد بعدة روايات كلها ثابتة عن الإمام مالك رحمه الله ، بعضها يزيد عن الأخرى أو ينقص لأن بعض رواة تلك الروايات سمع من الشيخ ما لم يسمعه الآخر فروى عن الشيخ ما سمع منه وحدث بما سمع فلذك اختلفت روايات الكتاب وهو كتاب واحد ، فلا فرق بينه وبين غيره من الكتب التي اختلفت عناوينها أو مضمونها وهي كتاب واحد ، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه وبرضاه والسلام عليكم ورخمة الله وبركاته .
---
السائح
06-22-2006, 08:15 AM
ومما يدل على أنه كتاب واحد أنه لم يطبع حسب علمي إلا بسم المكتفى مع حرص دور النشر والباحثين على طباعة الكنب وخاصة الكتب التي يعتبرونها من النوادر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/1186)
لم يُطبع كتاب الاكتفاء لأنه لم يُوقَف عليه إلى الآن، وليس السبب في ذلك أنه نسخة من نسخ كتاب المكتفى، بل قد سبق ما يدل على أن نصَّيْن قد عُزِيَا إلى الاكتفاء لا يوجدان في نسخ المكتفى على كثرتها ووفرتها.
الأخ السائح : آمل التكرم بما ذكره د/ حميتو عن كتاب "التنبيه " المنسوب في النشر :1/398 للداني حيث إني أشك في ذلك بدليل علمي عندى 0
أخي الأستاذ الجكني، قد ذكر الكتابَ الذي أشرتَ إليه ص41 ولم يُطرِّق إليه شكًّا، بل نقل قول ابن الجزري: " وعند الداني في غير " التيسير ".
وقال في كتابه " التنبيه ": إنه قرأ بالوجهين ".
ثم قال: فهذا التشريك في الضمير والنسق بالعطف يفيد أن الكتابين معًا للداني.
وكان قد ذكر ص40 كتاب التنبيه على مذهب أبي عمرو في الفتح والإمالة بالعلل.
ثم ذكر كتاب التنبيه على النقْط والشكل، نقلاً عن صبح الأعشى 3/12-14 ومفتاح السعادة 1/74 وكشف الظنون 1/493.
وذكر أيضًا ص41 كتابه التنبيه على الخطإ والجهل والتمويه، وهو مطبوع.
وليتك تتكرم بذكر الدليل الذي جعلك تشك في صحة نسبة الكتاب الذي عزاه ابن الجزري إلى الداني.
والله ولي التوفيق، والهادي إلى أقوم طريق.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-22-2006, 09:38 AM
جزاك الله خيراً قد ذكرنا في الموضوع ما فيه كفاية ولا داعي لتكرار الكلام فهو كتاب واحد وموضوعه واحد ومؤلفه واحد ولا داعي إلى التكلف في جعلهما كتابين ، والوقت ثمين وغال ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
السائح
06-22-2006, 10:18 AM
الخطب سهل لا يستحق هذا كله.
وعفا الله عني وعنك أتصف ما تقدم بالتكلف؟
والمسألة مطروحة للبحث، فإن لم يتسع صدرك فأرجو أن تنأى عن تلك العبارات التي لا يليق أن تصدر من مثلك.
ونعم الوقت غالٍ ثمين، لكنني أرجو أن تكْسُوَ ألفاظك أحاسنها.
والعلم رحمٌ بين طلبته.
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-22-2006, 10:57 AM(1/1187)
جزاك الله خيراً أيها السائح أنا صدري متسع للكل ولن يضيق وأي شيء يضايقني ، كونه كتاب واحد أو كتابين لايضيق ذلك صدري ، وأي عبارة لا تليق ؟ وقولك " تكْسُوَ ألفاظك أحاسنها " فالرجاء التأدب في الأقوال وأن تترك الخروج عن الموضوع بل تحبس كلامك على الموضوع الذي يهمك وهو موضوع الكتاب هل هو كتاب واحد أو كتابين فلا تخرج عنه إلا إلى خير منه ، مع أنه علم لا يتفع وجهل لايضر إنما هو من باب فضول العلم وضياع الوقت وما هي الفائدة المرجوة وراء الجميع ؟ ولعل ما سبق فيه الكفاية في الموضوع إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
06-22-2006, 10:29 PM
الأخ السائح وكل من له اهتمام بتراث الإمام الداني رحمه الله تعالى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
ذكر الإمام ابن الجزري رحمه الله في النشر :1/398مسألة عن ورش ونسبها للداني في كتابه (التنبيه ) وقبل التعليق على هذا أنقل النص كاملاً كما هو في النشر ،قال ابن الجزري رحمه الله :
"واختلف عن الأزرق عن ورش في كيفية تسهيلها- أرأيتكم وأمثالها - فروى عنه بعضهم إبدالها ألفاً خالصة وإذا أبدلها مدّلالتقاء الساكنين مدّاً مشبعاً على ما تقرر في باب المد ،وهو أحد الوجهين في التبصرة والشاطبية والإعلان ،وعند الداني في غير التيسير ،وقال في كتابه "التنبيه " أنه قرأ بالوجهين 0انتهى
فهذا نص صريح منه رحمه الله على نسبة الكتاب للداني 0
لكن : هل هذه النسبة صحيحة ،وهل كلام هذا الإمام الحافظ ،أعني ابن الجزري ،في محله ؟
الذي اتضح بعد البحث والتحقيق أن ابن الجزري هنا وقع في (وهم ) أوقعه فيه - والله أعلم - :
1- إما الاعتماد على ذاكرته - والذاكرة دائما ما تخون - 0
2-وإما خلل في المصدر الذي نقل عنه 0
والذي يظهر هو السبب الأول ،لأن المصدر موجود وليس فيه هذا الوهم 0
الذي أريد قوله هو :(1/1188)
إن هذا الكتاب لاعلاقة للداني به ،وليس هو له أصلاً ،بل هو كتاب للإمام مكي بن أبي طالب رحمه الله تعالى ،والدليل على ذلك :
1- ابن الجزري نقل هذه المسألة برمتها من كتاب "الدر النثير والعذب المنير "للمالقي رحمه الله تعالى ، وكعادة ابن الجزري لم يصرح بهذا ،مع أنه نقل حرفي ،بل تكرر منه هذا الفعل مرات ،فكم من تحقيقات في النشر هي الآن منسوبة لابن الجزري وهي للمالقي رحمه الله ، وهذه قضية أخري أحببت الإشارة إليها هنا 0
أقول :هذه المسألة برمتها في الكتاب المذكور،والذي حصل لابن الجزري هوأنه حاول الاختصار والتنويع في النقل عن طريق التقديم والتأخير فوقع في هذا ( الوهم ) 0،وأترك الإمام المالقي نفسه يبين ذلك ،قال رحمه الله تعالى :
" ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في ترجمة (أرأيتكم ) :وقد قيل عن ورش أنه يبدلها ألفاً وهو أحري في الرواية ،لأن النقل والمشافهة إنما هو بالمد عنه وتمكين المد إنما يكون مع البدل وجعلها بين بين على أصول العربية ،وذكر في كتاب "التنبيه "أنه قرأ بالوجهين لورش ،ومذهب الحافظ والإمام عن ورش إنما هو بين بين كقالون لا غير 0انتهى :2/231
ومعلوم باستقراء الكتاب أن "الشيخ " هو مكي ،و"الحافظ " هو الداني ،و"الإمام " هو ابن شريح ،وأيضاً ذكر - المالقي - في خاتمة كتابه مصادره التي اعتمد عليها فقال :منها للشيخ أبي محمد مكي أربعة كتب وهي التبصرة والكشف والتذكرة والتنبيه 0انتهى :2/312 وعندما ذكر كتب الداني قال إنه أخذ من (عشرة ) منها ولم يذكر (التنبيه ) فيها 0
وأيضاً بالرجوع إلى كتب الداني المعتمدة في الإقراء كالتيسير وجامع البيان لم أجد التصريح منه بأنه قرأ بالوجهين 0
كل ذلك أكد عندي (وهم ) ابن الجزري في نسبته هذا الكتاب للداني ‘مع أنه لمكي 0والله أعلم 0
والله من وراء القصد
---
الجنيدالله
06-23-2006, 01:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1189)
أولا : أحمد الله تعالى على عودة الملتقى وكنت قد انقطعت عنه منذ أن انقطع هو ، فمنعت عنه وعن الإنترنت بسبب تكالب الأمراض شفاكم الله وعافاكم
ثانيا : الأخ السالم أتمنى أن تكون بخير وعافية
ذكر الداني أنه قرأ بالوجهين في جامع البيان في أول باب الهمزتين من كلمة وكما ذكر في التعريف التسهيل فقط دون الإبدال
ثالثا : لعل كتاب التنبيه الذي ذكره الحافظ ابن الجزري يعني بها رسالة الداني في الرد على المهدوي
أو أنه تحرف اسم الكتاب في نسخ النشر
وإن كنت أميل إلى ما ذكرته - أنت حفظك الله - ودللتنا عليه ، لكن تخطئة مثل ابن الجزري تحتاج إلى تروي ومراجعة .
وفقت وسددت للخير .
وأما الخلاف الدائر هنا على كتاب المكتفى فنصَّ الداني أنه ألف رسالة أو كتابا في كلا وبلى.
وأما النصُّ بأن اسمه الإكتفاء فلم يظهر من الأدلة التي ذكرها الإخوان هنا ما يشير إلى الجزم بذلك
والله الموفق
---
الجكني
06-23-2006, 02:58 AM
أخي الشيخ عاصم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
الحمد لله على عودتك ،وأدعو الله عز وجل أن يلبسني وإياك ثوب الصحة والعافية 0
أخي : لو تكرمتم علينا برقم الصفحةأو الورقة من جامع البيان ‘فإني لم أقف على ما ذكرتم ، خاصة وأن المسألة يذكرها أهل القراءات في الفرش (سورة الأنعام ) 0
وأما احتمال أن الداني ذكرها في كتاب "التنبيه" في الرد على المهدوي فيقدح فيه عندى أمور ،أهمهاأنه ليس (مظنة ) لتقرير مذهب الداني في القراءة ،وليس من عادة ابن الجزري فعل ذلك 0
وأما مسألة تحريف اسم الكتاب في نسخ النشر فأقول :من نعم الله على العبد الضعيف أن وفقه لتحقبق النشر على (ثماني)نسخ خطية ،قوية، ثلاثة منها لم تتوفر للشيخ دهمان ،وواحدة منها قرئت على ابن الجزري نفسه في خمسين مجلساً وقيدت كل المجالس فيهابالقرب من بيت الله الحرام،وكلها ليس فيها ما يدل على التصحيف أو التحريف في اسم الكتاب 0(1/1190)
وأما موضوع تخطئة ابن الجزري ،فلست ممن يخطيء العلماء وليس ذلك من مشربي ، وإنما هي معلومة (وهم ) فيها الشيخ ،وشتان بين (التوهيم ) و(التخطئة ) ،ومن يعرف ابن الجزري يجزم بأنه لايجهل أن كتاب (التنبيه ) هو لمكي وليس للداني 0لكن الله تعالى لم يكتب العصمة إلا لكتابه 0
وبمناسبة الحديث عن ابن الجزري فإني أسأل سؤالاً عاماً :
هل شرح ابن الجزري "ألفية ابن مالك " ؟
والله من وراء القصد0
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 10:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الدكتور السالم الجكني حفظك الله أردت أن توسع دائرة البحث عن تراث أبي عمرو الداني من انتقالك من كتابه المكتفى إلى كتابه التنبيه ونفيت كتاب التنبيه عنه وقلت : لا علاقة لأبي عمرو الداني به وإنما هو لمكي بن أبي طالب وما ذكره ابن الجزري من نسبة الكتاب لأبي عمرو الداني غير صحيح إلى آخر كلامك ... والصحيح أن كتاب التنبيه هولأبي عمرو الداني كما ذكره ابن الجزري ، واسمه بالكامل التنبيه على مذهب أبي عمرو في الفتح والإمالة ( بالعلل ) وهو من ضمن مؤلفاته ، وما ذكره ابن الجزري من نسبة الكتاب إليه صحيح ، ولعلك استعجلت في نفي الكتاب عن مؤلفه . انظر معرفة القراء الكبار للذهبي 1 / 328 ، وطبقات المفسرين 1 / 375 ، وفهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني تحقيق غانم قدوري الحمد ص 21 رقم التسلسل لكتاب التنبيه للداني ( 32 ) ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبو عبد الله محمد مصطفى الشنقيطي إدارة التوجيه والإرشاد قسم الإفتاء والإرشاد بالمسجد النبوي .
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 12:24 PM
إضافة إلى ما سبق لأبي عمرو الداني أيضاً كتاب ( رسالة التنبيه ) على الخطإ والجهل والتمويه . فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد ص 33 .
---
الجكني
06-23-2006, 01:30 PM(1/1191)
أخي أبو عبد الله : وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
العبد الضعيف لم يقل "وما ذكره ابن الجزري غير صحيح " إنما قال :"وهم " بفتح الهاء أو سكونها ،ولا زلت أقول ذلك حتي يأتي دليل علمي مجرد عن النقل دون تحقيق و عن العاطفة ،فإنك يا أخي (تسرعت ) في كلامك وحكمك بأن الكتاب الذي نتكلم فيه هنا هو كتاب ( التنبيه على مذهب أبي عمرو ) بل ووثقت معلومتك من كتابي معرفة القراء وطبقات المفسرين ،فإن كنت تقصد اللذين للذهبي والداوودي فليس فيهما إلا تسمية الكتاب ب (الفتح والإمالة ) ولم يسمياه ب( التنبيه ) حتي ولو سمياه به فمن أين لك أن الكتاب المذكور في النشر هو هذا الكتاب ولم - بكسر اللام - لايكون الكتاب الآخر ؟وما علاقة مسألة لورش مهمة في قراءته يذكرها الداني في كتاب خصصه ل (الإمالة ) لأبي عمرو ولا يذكرها في مظانها من كتبه في رواية ورش 0
أما توسيع البحث فأرجو أن يكون ذا فائدة 0
والله من وراء القصد0
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 02:13 PM(1/1192)
جزاك الله خيراً المهم بأن للداني كتابين اسمهما ( التنبيه ) كما سبق ذلك موثقاً وسأعيده لك ثانياً إن شاء الله تعالى ، ولا ينبغي التسرع في نفي كتاب إلا بدليل والمثبت مقدم على النافي لأن المثبت علم ما لم يعلمه النافي ، ومن علم حجة على من لمن يعلم ، وإليك الكتابين مع توثيق مصادرهما : الأول التنبيه على مذهب أبي عمرو في الفتح والإمالة ( بالعلل ) . انظر : فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني تحقيق الدكتورغانم قدوري الحمد ص 21 رقم التسلسل لكتاب التنبيه للداني ( 32 ) ، ونسبه لمعرفة القراء الكبار للذهبي 1 / 328 ، وطبقات المفسرين 1 / 375 ، والثاني ( رسالة التنبيه ) على الخطإ والجهل والتمويه . انظر أيضاً : فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد ص 33 ، وتصنيفه في مكتبة المسجد النبوي في قاعة المطالعة 10 ح م ف ونسخة ثانية تصنيفها 10 ك وف ، وأما كونه نسب إلى الكتاب ما لم يذكره في غيره من مؤلفاته ، هذا موضوع آخر وما هو المانع منه أيضاً لأنه سائغ وجائز ، ولكل مقام مقال ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
06-23-2006, 04:38 PM
يا أخي أبو عبد الله : من أنكر أن للداني كتاباً يسمى "التنبيه "سواء في الإمالة أو في الرد على المهدوي ، ؟
القضية هي : هل "التنبيه " المذكور في النشر هو للداني أم لا ؟ وأي كلام خارج عن هذا لاعلاقة لي به ، ولماذا الإصرار على أن كلام ابن الجزري هنا ليس فيه نظر ، وما ذا تقول في كلام المالقي الذي هو أصل كلام ابن الجزري ، وبالمناسبة قارن بين كلام الرجلين تجد المتأخر منهما نقل كلام سابقه حرفياً ،وهذا كما أشرت سابقاً ليست المرة الوحيدة ،بل تكررمنه عدة مرات0
يا أخي العبد الضعيف طرح إشكالاً علمياً - بغض النظر عن مكانة ابن الجزري وغيره من العلماء - فإما دفعه بأدلة علمية تنقضه وإما التسليم له وإما :"يا دار ما دخلك شر" كما يقول أهل المدينة 0(1/1193)
ولماذا لانعيد للإمام مكي حقه الأدبي وننسب كتابه إليه 0؟
والله من وراء القصد0
---
الميموني
06-23-2006, 06:42 PM
كتاب المكتفى للداني له ثلاث طبعات جيدة عموماً على ملاحظ فيها
و بالنسبة لاسمه فالمكتفى أصح و لا يوجد قطعاً للداني كتاب في الوقف باسمٍ قريب من هذا اللهم إلا مسألة الوقف على كلا و بلى وهي قضية جزئية من علم الوقف و الابتداء
و نشكر الجميع على تفاعلهم المفيد
و اختلاف نسخ المكتفى في تسمية كتاب المكتفى لا يكفي في الدلالة على إثبات كتاب مغاير
و معلوم أن النسخ المعروفة الصحيحة للكتاب تتفق في مضمونها
جزاكم الله خيرا
---
الجكني
06-23-2006, 07:04 PM
لكن بماذا نجيب عن المنقولات التي نسبها العلماء وليست فيه ؟ أيعقل أن تسقط من (29) نسخة خطية ؟
ما هذا يا محققون ؟
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 08:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الأخ الجكني قولك : بماذا نجيب عن المنقولات التي نسبها العلماء وليست فيه ؟ لعل ذلك من باب اختلاف النسخ وهو سائغ ووارد ولا يدل على نفي كتاب ولا إثباته ، وأما قولك أيضاً : ولماذا لانعيد للإمام مكي حقه الأدبي وننسب كتابه إليه ؟ من الذي نفى كتابه عنه ونسبه لغيره ؟ وهل يوجد تعارض بين نسبة كتاب التنبيه لمكي بن أبي طالب ، ونسبة كتاب آخر بنفس الاسم لأيي عمرو الداني فمن الجائز أن يكون لكل منهما كتاب بنفس الاسم وهو الذي تدل عليه الأدلة السابقة الموثقة لمن تأملها بتأن وتفحص وتجرد من العواطف ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
06-23-2006, 08:57 PM
سألتُ سؤالاً محددا ً وأجبتني عنه ب ( لعل ) و ( من الجائز ) ؟؟
أما قولك " هل يوجد تعارض 00الخ" أقول : بالنسبة للمذكور في النشر نعم وألف نعم0(1/1194)
وقولك :"وهو الذي تدل عليه الأدلة 00الخ " أقول : أين الأدلة التي تثبت أن الذي في النشر - باستثناء كلام ابن الجزري - هو للداني ؟ ولم تجب عن ما ذا نقول في كلام المالقي الذي هو أصل كلام ابن الجزري 0
أما قولك :"لمن تأمل بتأن وتفحص وتجرد من العواطف " فكلام صحيح يقال لمن لم يرد أن يقتنع بأن ابن الجزري (وهم ) في نسبة الكتاب لغير مؤلفه 0
والله من وراء القصد0
---
السائح
06-23-2006, 08:58 PM
قد صنف الإمام مكي بن أبي طالب كتاب (التنبيه على أصول قراءة نافع وذكر الاختلاف عنه)، وقد جزم الأستاذ أحمد حسن فرحات في كتابه (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن ص122) أنه مفقود.
ولو وقف عليه واقفٌ؛ لأمكنه التبين من صحة نقل ابن الجزري بموازنة نقله المتقدم بما في التنبيه.
والله أعلم.
---
يوسف حميتو
08-07-2006, 05:27 PM
وأضم صوتي لما ذكره الأخ السائح ،مع أني والله يشهد علي لم أطلع حتي هذه اللحظة على بحث الدكتور حميتو ، ولكن هي بتائج توصلت إليها بعد البحث وآمل بمن عنده كتاب د/ حميتو أن ينقل ما ذكره هنا حتي نطلع عليه ،لأنها مسألة مهمة ،وعندي مفاجأة أخري ،وهي كتاب "التنبيه" الذي نسبه ابن الجزري رحمه الله تعالى للداني في النشر :1/398هل هو له أم لا؟
الهمة يا حماة تراث علوم القرآن
والله من وراء القصد
لا بأس أيها الإخوة :
سأطلع الدكتور عبد الهادي حميتو على ما كتبتموه هنا ، وسأطلب منه الرد على كل التعليقات وأضعها لكم هنا على الملتقى إن شاء الله .
---
(1/1195)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ::قواعد معرفة البدع للشيخ محمد الجيزاني ::
---
::قواعد معرفة البدع للشيخ محمد الجيزاني ::
---
أبو مهند النجدي
11-07-2006, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب" قواعد معرفة البدع "
للشيخ محمد بن حسين الجيزاني
أقدمه لإخواني
أسأل الله أن ينفع به
---
أبو حسن
11-07-2006, 10:20 PM
جزاك الله خيرا على إضافة هذا الكتاب النفيس
---
أبو مهند النجدي
11-07-2006, 11:32 PM
وجزاك الله خيراً على مرورك رابط من مكتبة مشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open....t=10&book=2759
---
أبو مهند النجدي
11-18-2006, 12:15 AM
رابط من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=2985
---
(1/1196)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل لأئمة المذاهب الأربعة تفاسير ( مطبوعة ) ؟
---
هل لأئمة المذاهب الأربعة تفاسير ( مطبوعة ) ؟
---
أبوخطاب العوضي
05-31-2005, 09:49 AM
ومكان الحصول عليها
وفقك الله لكل خير
---
جمال أبو حسان
05-31-2005, 02:13 PM
هناك كتاب أحكام القرآن للامام الشافعي وهو مطبوع عدة طبعات متداولة
---
أيمن صالح شعبان
06-01-2005, 01:42 AM
فضيلة الأستاذ العوضي في ظني أنه لم يفرد للأئمة الأربعة تصنيف مستقل بالتفسير ولكن يمكن القول بكون هذا ممكن باستقراء كافة كتبهم صحيحة النسبة لهم مع وضع شرط في الاستقساء فمثلا لو طالعت الزهد لأحمد لوجدت الكثير من تفسير التابعين يسقه الإمام بسنده وكذا ابنه في الزيادات فلو اعتبرت هذا على شرطك لجمعت في هذا البابة الكثير لكنه من باب الرواية المسندة عن الإمام ،و لو جعلت شرطك في الجمع كل ما يتعلق بترجيحات وتفسير الآئمة دون ما سواه فسوف تدبج كتابا خاصًا في تفسير آيات الآحكام خاصة لتعلقها الواضح بالفقه ، وبالله التوفيق
---
أبوخطاب العوضي
06-01-2005, 05:47 AM
بارك الله فيكما
الذي أقصده هل هناك من قام بجمع تفسير الأئمة مثلما فعل الشيخ طارق عوض الله عندما جمع تفسير ابن رجب الحنبلي ؟ وأعتذر لأني لم أبين مطلبي من البداية
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2005, 12:28 PM
نعم هناك من قام بجمع أقوال الأئمة الأربعة في التفسير ، وأذكر منها :
- جمع تفسير الإمام مالك في كتاب (الإمام مالك مفسراً) جمع وتحقيق وتقديم حميد لحمر أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بمدينة فاس بالمغرب في مجلد واحد ، وأصله رسالة جامعية للباحث.(1/1197)
- وجمع تفسير الإمام الشافعي فقد جمعه وحققه مجدي بن منصور بن سيد الشوري في كتابه ( تفسير الإمام الشافعي) في مجلد واحد طبعته دار الكتب العلمية. وقد دفعه إلى هذا العمل والجمع لأقوال الشافعي في التفسير قول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على فهرس الآيات القرآنية لكتاب الرسالة للشافعي :(لو صنع مثل هذا [يعني فهرس آيات القرآن التي تعرض الشافعي لتفسيرها] لكل كتب الشافعي كانت لنا مجموعة نفيسة رائعة من قول الشفعي وفقهه في تفسير القرآن ، لا نكاد نجد مثلها في كتاب من كتب التفسير). الرسالة ص 612
- جمع الدكتور حكمت بشير ياسين حفظه الله (مرويات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير) في عدة مجلدات ، وغالبها روايات عن السلف السابقين من طريق الإمام أحمد ، وليست تفسيرات مباشرة للإمام أحمد. غير أنه قد نسب للإمام أحمد تفسير خاص للقرآن الكريم ذكره الزجاج في معانيه وذكر أنه رواه عن عبدالله بن الإمام أحمد ، وأنكر الذهبي هذا التفسير بحجة عدم وصوله مع شهرة مؤلفه ، وقد سبق أن تعرض الدكتور مساعد الطيار وفقه الله وغيره إلى هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير من قبل .
---
أبوخطاب العوضي
06-25-2005, 07:47 AM
بارك الله فيكم على ما زودتموني به
---
أحمد البريدي
07-01-2005, 10:51 PM
وهناك ايضا مرويات الامام مالك بن أنس في التفسير جمع وتحقيق محمد بن رزق وحكمت بشير , في مجلد واحد طبع دار المؤيد .
---
عبدالرحمن الشهري
12-10-2005, 02:34 PM
أعلنت المكتبة التدمرية بالرياض (014925192) عن قرب صدور تفسير الإمام الشافعي في ثلاثة مجلدات ، وهو رسالة قدمت لدرجة الدكتوراه . ولم تذكر في الإعلان اسم الباحث الذي قام بجمع هذا التفسير ودراسته.
انظر : مجلة البيان - العدد 219 - ذو القعدة 1426هـ ، الصفحة 37
---
برعدي الحوات
06-20-2006, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1198)
وبعد: في البداية أشكرالأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري على إفادته المباركة حول كتب التفسير لأئمة المذاهب الفقهية، هذه التفاسير بعضها جمع في المشرق وبعضها في المغرب، وعملية الجمع للمفقود هي سنة حميدة، لكونها تستحضر علم السلف ليستفيد منه الخلف...إذن فالشكر الجزيل لكل الباحثين الذين جمعوا لنا هذه الدرر النفيسة من تفاسير أئمة مذاهب الأمة الإسلامية.
والذي أود أن أشير إليه أستاذنا عبد الرحمن الشهري حفظكم الله هو أن (الإمام مالك مفسراً/جمع وتحقيق وتقديم) للدكتور أبي إسماعيل حميد لحمر هو عنوان تجاري.
أما العنوان الصحيح للعمل هو: (تفسير الإمام مالك/جمع وتحقيق وتقديم)، وبهذا العنوان ناقش المؤلف عمله بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وذلك بإشراف فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله.
هذا وأن الدكتور حميد لحمر أشار أكثر من مرة في عدة لقاءات إذاعية بفاس إلى العنوان الصحيح لعمله السالف الذكر.
وللوقوف على إفادتي هاته يمكن الرجوع إلى مقدمة الكتاب (ص: ك)، حيث يقول الأستاذ حميد لحمر: (وموضوع بحثنا هو: تفسير الإمام مالك بن أنس/جمع وتحقيق وتقديم)....راجياً من الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري العفو، وللجميع جزيل الشكر، والسلام عليكم.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
منصور مهران
06-20-2006, 11:17 AM
ما أشار إليه الدكتور عبد الرحمن الشهري ، من أن المكتبة التدمرية بالرياض ستصدر تفسير الشافعي في ثلاثة أجزاء . أقول : نعم ، و صدر منذ شهور ، وهو جمع وتحقيق ودراسة قام بها الدكتور أحمد بن مصطفى الفران ، وقد وجدت في هذه الطبعة ما لم أجده في العمل الي أصدرته دار الكتب العلمية ، فاحرصوا - بصركم الله بالخيرات - على طبعة الفران لتدركوا ماذا فيها من المحاسن وما عليها من المآخذ ، ولن تندموا على اقتنائها وجهد القراءة فيها ، وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
06-20-2006, 12:05 PM(1/1199)
الأخ الكريم الدكتور برعدي الحوات : جزاكم الله خيراً على هذا التنبيه .
الأخ الأستاذ البحاثة منصور مهران : أحسن الله إليكم على هذه الإشارة ، وقد كنت عرضت تلكم الرسالة في مشاركة قديمة ، تجدها مشكوراً تحت عنوان :
جمع (تفسير الإمام الشافعي) في رسالة علمية لأول مرة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4778)
---
أحمد مصطفى الفران
01-20-2007, 11:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إضاءات عن تفسير الإمام الشافعي ))
ـ رسالة دكتوراة في التفسير وعلوم القرآن .
ـ جمع وتحقيق ودراسة : الدكتور / أحمد بن مصطفى الفرّان .
ـ يقع في ثلاثة مجلدات ، استغرق العمل فيها أربع سنوات ونصف تقريباً .
ـ الطبعة الأولى عام ( 1427 هـ/2006م ) ، صدر عن الدار التدمرية بالرياض .
ـ تمت مناقشة هذه الرسالة علناً في جامعة القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ـ كلية الدراسات الإسلامية في جمهورية السودان / بالخرطوم في صيف عام 1425هـ / 2004م .
ـ نال عليها جامعها ومحققها درجة " ممتاز " مع التوصية بطباعتها ، وتبادلها بين الجامعات .
يمتاز هذا التفسير بما يلي :
1ـ بيان منهج الإمام الشافعي في تفسير كلام الله تعالى .
2ـ أقدم تفسير يصلنا جامعاً لآيات الأحكام ، حيث تركز 60% من التفسير في الأحكام الفقهية، معظمها في السور الطوال .
3ـ فيه مجموعة قيمة من الثروات الفقهية ، والأصولية ، والحديثية ، واللغوية ، يستفيد منها كل باحث .
4ـ تأسيس الشافعي لقواعد مهمة في علم التفسير ، استفاد منها من عاصره من المفسرين ، ومن أتى بعدهم .
5ـ يعتبر مرجعاً ثرياً في اللغة ، والشعر، والأدب ، نظراً لما يتمتع به الشافعي من ضلاعة فيها .
6ـ من أوائل من وضع ضوابط للناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل .
7ـ سبق أقرانه في التنبيه إلى معنى العام والخاص ، والمطلق والمقيد ، وبيان تفصيلاتها بقواعد وأمثلة منضبطة .(1/1200)
8ـ يعتمد في تفسيره على المأثور:( من كتاب ، فسنة ، فأقوال الصحابة ، فالإجماع ــ إذا وجد ــ ) وإلا اتجه إلى اللغة .
9ـ أخرج لنا مدرسة جديدة في التفسير والفقه وغيرهما ، وقعّد القواعد على أساسها سابقا غيره في هذا المضمار.
10- جمع هذا التفسير كل ما أثر عن الشافعي من آيات فسرها من كتبه ، ومن كتب أهم تلاميذه، وقد بلغ عدد الآيات المفسرة ( 745آية ) مبثوثة في ( 95 سورة ).
هذه إضاءات موجزة ، والمطلع على التفسير يجد أكثر مما ذكر ...
نسأل الله الرضى ، ونرجو منه القبول ، إنه سميع مجيب .
الرياض : 10/11/1427هـ و كتبه
الدكتور : احمد بن مصطفى الفرّان
---
(1/1201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عضو جديد
---
عضو جديد
---
عبدالرحمن العامر
02-22-2005, 09:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني ويشرفني المشاركة في هذا المنتدى المبارك مع هذه الثلة المباركة وفقنا الله وإياكم لمايحب ويرضى.
أخوكم المحب:
عبدالرحمن العامر
---
أبومجاهدالعبيدي
02-22-2005, 10:00 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك ضيفاً عزيزاً ومشاركاً مفيداً
---
الازهري المصري
02-22-2005, 10:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي الحبيب بيننا وبإذن الله مفيدا ومستفيدا
أخوك المحب لك في الله الازهري
---
خالد الشبل
02-23-2005, 01:15 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك أخي الفاضل عبد الرحمن ، وستجد هذا الملتقى دوحةً غناء ، ذات ثمرات يانعة ، فارْتَعْ ثَمَّ .
تقبل وِدّي القلبي .
---
(1/1202)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المتون
---
المتون
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:43 AM
من حفظ المتون فقد جمع الفنون-
ومن هذا المنطلق فقد بدأت بحمد الله وانتهيت بتوفيق من الله من جمع بعض المتون المهمة في علم التجويد والقراءات والعمل علي تصحيح ما بها من أخطاء كثيرة موجودة بها في النسخ المتاحة علي الشبكة ولكن لابد أن تتضافر جهودنا لكي نجعل هذه النسخ التي تتضمنها هذه الصفحة بمشيئة الله خالية من الأخطاء وهذا ما أرجوه من الأخوة والأساتذة الأفاضل حفظه المتون وإن شاء الله تعالي لن تجدوا عناءً في ذلك نظراً لبذلي أقصي جهد في تصحيحها .
- وقد راعيت بالنسبة للمتون المتاحة في هذه الصفحة أن تكون مصححة خالية من الأخطاء بقدر الإمكان وليست مجرد صفحة جامعة للمتون فقط فنسخ المتون التي بها تعرض لأول مرة علي الشبكة ولم أقم ببذل أقصي جهد في تصحيحها فقط ولكن قمت بحمد الله بتنسيق المتون في جداول وعرضها بشكل طيب.
- وفي النهاية أرجوا من الأخوة الأفاضل أن يعملوا علي نشر هذه المتون ليعم الأجر والثواب الدال علي الخير كفاعلة .
ونرجوا من الله القبول والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتقضي الحاجات
لا تنسونا من خالص دعائكم
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:45 AM
أقدم لكم متن تحفة الأطفال والغلمان كاملاً ومشكولاً للشيخ سليمان الجمزوري وهذا المتن غنياً عن التعريف يتكون المتن من 61 بيتاً.
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:47 AM
أقدم لكم متن الجزرية كاملاً ومشكولاً لشمس الدين محمد بن الجزري وهو من المتون الغنية عن التعريف ويتكون من 109 بيتاً.
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:50 AM(1/1203)
أقدم لكم ولأول مرة علي الشبكة متن السلسبيل الشافي في تجويد القرءان كاملاً ومشكولاً وهو نظم جامع في أحكام تجويد القرآن برواية حفص عن عاصم يتكون من 265 بيت من نظم الشيخ عثمان بن سليمان مراد رحمه الله وهو من المتون المعروفة والمشهورة بين تلامذة الناظم رحمه الله .
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:52 AM
أقدم لكم متن الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة لفضيلة الشيخ علي الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالي ويتكون المتن من 60 بيتاً .
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:55 AM
أقدم لكم متن الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع من نظم الإمام القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي .
وهذه النسخة مصححة ومشكلة بها ترجمة موجزة للناظم رحمه الله مضافاً إليها جدول يتضمن رموز القراء السبعة فرادي ومجتمعين وراعيت أن تكون رموز القراء بلون مختلف عن لون المتن تتميماً للفائدة ويتكون المتن من 1173 بيتاً .
---
شريف بن أحمد مجدي
07-21-2004, 12:59 AM
أقدم لكم متن عقيلة أتراب القصائد في أسني المقاصد في علوم الرسم من نظم الإمام الشاطبي رحمه الله .
---
شريف بن أحمد مجدي
08-06-2004, 06:56 PM
لآلئ البيان في تجويد القرءان
أقدم لكم ولأول مرة علي الشبكة متن لآلئ البيان في تجويد القرءان للشيخ العلامة إبراهيم علي شحاتة السمنودي ويتكون النظم من 201 بيت.
---
شريف بن أحمد مجدي
08-17-2004, 01:50 AM
أقدم لكم نظم السر المصون في رواية قالون من نظم الشيخ عبد الفتاح القاضى ويتكون النظم من 40 بيت.
---
شريف بن أحمد مجدي
08-17-2004, 02:57 PM
أقدم لكم منظومة العلامة الشيخ عامر السيد عثمان في القراءة بقصر المنفصل من طريق روضة المعدل ويتكون النظم من 13 بيت.
---
شريف بن أحمد مجدي
08-20-2004, 06:27 PM(1/1204)
أقدم لكم شرح نظم السر المصون في رواية قالون لناظمه فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي مفتش العلوم الشرعية والقراءات بالأزهر الشريف والمعاهد الدينية
---
شريف بن أحمد مجدي
08-22-2004, 11:03 PM
أقدم لكم منظومة تلخيص لآلئ البيان في تجويد القرءان لفضيلة الشيخ العلامة إبراهيم علي شحاتة السمنودي بارك الله في عمره ونفعنا بعلمه وكما يتضح من اسمها فهي تلخيص لنظمه المشهور (لآلئ البيان في تجويد القرءان) وتتكون المنظومة من 151 بيت.
---
شريف بن أحمد مجدي
08-24-2004, 05:56 PM
أقدم لكم نظم التحفة السمنودية في تجويد الكلمات القرءانية للعلامة الشيخ إبراهيم علي شحاته السمنودي حفظه الله تعالى ومع النظم ترجمة موجزة للشيخ ويتكون النظم من 237 بيت.
---
نورة
12-19-2006, 07:12 AM
جزاك الله خيراً
كيف أستطيع التحميل؟
---
أبوطالب
12-19-2006, 11:36 AM
هل يوجد على الشبكة
تنقيح فتح الكريم الرحمن للزيات
و منظومة رسم القرآن على رواية حفص للحلواني
---
نورة
12-19-2006, 02:09 PM
مما أعرفه أنه لا يوجد على الشبكة شرح تنقيح فتح الكريم للزيات
---
نورة
12-19-2006, 02:14 PM
شرح تنقيح فتح الكريم مطبوع ضمن مجموعة كتب
توزع ابتغاء وجه الله
ولا تجده إلا عند الشيوخ
---
طه محمد عبدالرحمن
12-20-2006, 01:22 PM
جزاك الله خيرا أخى شريف و لكن أين روابط التحميل ؟؟
هذا رابط صفحة المتون http://khayma.com/tajweed/moton.htm
---
(1/1205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحقيق اسم ابن جزي الكلبي وشيء من سيرته
---
تحقيق اسم ابن جزي الكلبي وشيء من سيرته
---
ياسر القحطاني
02-03-2004, 04:29 AM
كنت قد كتبت اسم ابن جزي في المشاركة السابقة هكذا " جزيء" بهمزة، وقد كان في نفسي منها شيء قبل كتابتها ولكنه الاستعجال
كعادته مؤذٍ بالتوثيق، وعندما قرأت تعليق الشيخ/ عبد الرحمن الشهري. وجدته قد كتب الاسم بغير همزة فعندها عزمت على التأكد من اسمه فكان الأمر كما أثبته وفقه الله لكل خير.
وللفائدة فإن اسمه: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي المالكي
وهو معروف بمحمد بن جُزي بالتصغير ويقال له: محمد الكلبي، ومن اللطائف أن ابنه "محمد" يشاركه في هذه التسمية، وهو كاتب أديب، كما يشاركه فيها جده العلامة الوزير، فكل منهم يعرف بمحمد بن جزي.
ولكن إذا قيل: محمد بن أحمد بن محمد بن جزي. فإنه يتميز عن ابنه وجده بلا نزاع.
واتفق جميع المترجمين له أنه من أقحاح العرب حيث إنه كلبي نسبة إلى قبيلة كلب بن وبرة إحدى القبائل اليمنية، يرجع نسبها
إلى حمير، ومن هذه القبيلة دحية الكلبي وزيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهم.
ولد سنة 693هـ في مدينة غرناطة، وكان رحمه الله نابغة زمانه في مختلف العلوم، حيث كان إماماً في الأصول والفقه والتفسير والحديث واللغة أديباً فاضلاً، رضي الخلق، عذب الشمائل..(1/1206)
ومن عجائبه رحمه الله أنه ألف بعض الكتب من أجل ابنائه ، رغبة ً في تسهيل العلم عليهم، ومن ذلك كتاب " تقريب الوصول إلى علم الأصول" فقد ألفه لابنه أبي عبد الله محمد بن جزي الآنف الذكر، وقد ورد في أول الكتاب ما يبين ذلك حيث يقول: (وإني أحببت أن يضرب ابني محمد أسعده الله في هذا العلم – يعني علم أصول الفقه- بسهمه، فصنفت هذا الكتاب برسمه ووسمته بوسمه، لينشط لدرسه، وفهمه، وعولت فيه على الاختصار والتقريب مع حسن الترتيب والتهذيب...)
وألف كتاب" الأنوار السَنية في الألفاظ السُنية " وهو كتاب مختصر في أحاديث مختارة من أجل تسهيل حفظ بعض الأحاديث على ابنه أبي بكر أحمد بن جزي، كما هو واضح في مقدمته حيث قال بعد الاستفتاح: (ولما يسر الله على ابني أحمد المكنى أبا بكر- أبلغ الله فيه الأمل، وجعله من أهل العلم والعمل- حفظ القرآن العظيم، أحببت أن يفوز بحظ من حفظ حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فجمعت له في هذا الكتاب جملة صالحة من كلام رسول الله صلى عليه وسلم...)
وإضافة لعنايته بالعلوم الشرعية لا سيما علم التفسيرمنها؛ فقد كان له اهتمام بالشعر، إلا أنه كغيره من علماء الشريعة لا يقول الشعر إلا في الأغراض السامية التي تخدم الخلق والدين.
ومن شعره ما قاله في تمني الشهادة في سبيل الله حتى تكفر ذنوبه:
قصدي المؤمل في جهري وإسراري ومطلبي من إلهي الواحد الباري
شهادة في سبيل الله خالصة تمحو ذنوبي وتنجيني من النار
إن المعاصي رجس لا يطهرها إلا الصوارم في أيمان كفار
وبعد أن أنشد الأبيات قال: أرجو أن يعطيني ما سألته في هذه الأبيات، فأعطاه الله ما تمنى وأكرمه بالشهادة(1/1207)
ففي سنة 741هـ قتل في موقعة طريف مع النصارى، حيث فقد وهو يحرض المؤمنين ويشحذ هممهم على القتال بعد أن أبلى بلاءً حسناً، وقد بارك الله في عمره حيث عاش 48 سنة فقط عمرها بالعمل الصالح- كما تقدم -، فنرجو الله أن يتقبل شهادته وأن يبارك في أعمارنا كما بارك له في عمره.
ملحوظة: أغلب الترجمة منقول من مقدمة محقق كتاب: " تقريب الوصول إلى علم الأصول " لابن جُزي، تحقيق: د.محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2004, 04:44 AM
أخي الكريم ياسر القحطاني وفقه الله ويسر له أمره.
مرحباً بك ، وأشكرك على صدقك ، وحرصك على نفع إخوانك ، وهذه معلومة نفيسة قل من يتنبه لها ، فجزاك الله خيراً. وأغلبنا يكتبها بالهمز كما تفضلت.
وبمناسبة ذكرك لشعر ابن جزي رحمه الله فإنني أذكر له أبياتاً مختارة في طلب العلم وحرصه عليه يقول فيها :
لكل بني الدنيا مراد ومقصدٌ **وإن مرادي صحةٌ وفراغُ
لأبلغ في علم الشريعة مبلغاً**يكون به لي للجنان بلاغُ
وفي مثل هذا فلينافس أولو النهى**وحسبي من الدنيا الغرور بلاغُ
فما الفوز إلا في نعيم مؤبدٍ**به العيش رغد ، والشراب يساغُ
وفي البيت الثاني والثالث ، وردت كلمة (بلاغ) كما تلاحظ ، وقد يظن أن هذا من باب (الإيطاء) كما يقول العروضيون ، وهو ليس كذلك ؛ لاختلاف المعنى ، فبلاغ الأولى بمعنى : الوصول ، أي يكون لي به وصول إلى الجنان. وبلاغ الثانية : بمعنى بلغة وكفاية تقيم الأَوَد.
وقد ذكرهذه الأبيات تلميذه لسان الدين بن الخطيب في الإحاطة في أخبار غرناطة في ترجمته له ، وأظنها أخي ياسر - وأنت أدرى - أوفى ترجمة له.
جزاك الله خيراً أخي ياسر على هذه اللمحة النافعة.
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2004, 09:46 PM
إضافة لما ذكره أخي الكريم ياسر القحطاني وفقه الله حول اسم ابن جزي وجدت ما ينقض كلامي .(1/1208)
يقول أحمد بابا التنبكتي في كتابه (نيل الابتهاج بتطريز الديباج) في ترجمة ابن جُزَيّ 2/50 :(يُعْرفُ بابن جُزَيّء بضم الجيم وفتح الزاي بعدها ياء ساكنة بعدها همزة ). وبه عُرف أبناؤه من بعده.
وكلمة(وبعدها همزة) لم يشر إليها غيره في ضبط هذا الاسم.
وقد رأيت أغلب المترجمين له قد ضبطوه بدون الهمزة ، ومع أن الدكتور الزبيري قد ذكر كتاب التنبكتي في مراجعه غير أنه لم يشر إلى كلمة ( بعدها همزة). مما رجح عندي أنه لا يراها صحيحة ،لا نفراد التنبكتي بها.
غير أني وجدت الباحث عبدالرحمن مسعد علي بكرة ، قد ضبط الاسم بالهمزة في كتابه (ابن جزئ ومنهجه في التفسير من خلال كتابه التسهيل لعلوم التنزيل) ، وعلق تعليقاً ذكر فيه أن هذه الأسرة أسرة أندلسية مشهورة.
ذكرت هذا تتميماً للفائدة ، وتسويغاً لما ذهب إليه أخي ياسر أولاً ، والأمر في هذا واسع ولله الحمد.
---
(1/1209)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إطلاق قناة الفجر الفضائية الأولى المتخصصة بتلاوة القرآن الكريم وعلومه
---
إطلاق قناة الفجر الفضائية الأولى المتخصصة بتلاوة القرآن الكريم وعلومه
---
الطالب المبتدئ
06-23-2004, 08:21 AM
الوطن س/انطلقت شارة قناة الفجر الفضائية السعودية على القمر الصناعي نايل سات تمهيدًا لبدء البث التجريبي للقناة من مكة المكرمة في الخامس عشر من شهر رجب المقبل باعتبارها القناة الفضائية الأولى المتخصصة بتلاوة القرآن الكريم وعلومه. وتعتمد القناة على التنوع الثري لمادة القرآن الكريم ليظهر أمام جماهير المسلمين ولأول مرة مصحف مرئي. كما أن بثها سيكون متوفرًا لكل أنحاء العالم باللغة العربية فيما ستتم ترجمة معاني القرآن الكريم فيها إلى لغات أخرى مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية في المستقبل، وتُعنى بنشر أحكام القرآن بأسلوب علمي مبسط يجمع بين تقنية الـ "جرافيك" المتميزة وأسلوب العرض التنويري، بعرض أمثال القرآن وأسباب النزول والآيات الكونية والعلمية. وقال وجدي بن حمزة الغزاوي مدير عام القناة عضو مجلس الإدارة، إن أبرز برامج القناة برنامج أحكام القرآن الذي تم إعداده بواسطة الرسوم المتحركة لتقريب الأحكام للصغار قبل الكبار. وتعرض القناة سلسلة من الأفلام الوثائقية المتميزة مثل تاريخ الكتابة على الألواح والمخطوطات وتاريخ كتابة القرآن، وغير ذلك من البرامج التي تثري معلومات المشاهد وتقرب المعلومة والحكم الشرعي إليه. كما أن التفسير سيعتمد على الصورة المبسطة التي تواكب الشرح الصوتي المرئي.
[line]
حبذا لو كان بين الملتقى والقناة تنسيق في البرامج والمتخصصين
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2004, 04:22 PM
بشرى سارة جزاكم الله خيراً . والشيخ وجدي غزاوي من أفضل من يقوم على مثل هذه المشروعات . وفقهم الله لكل خير .
---(1/1210)
الطالب المبتدئ
07-12-2004, 03:04 PM
س/ كيف يمكننا استقبال القناة؟ وهل هناك اشتراك أو جهاز محدد لها؟!
ج/ القناة مشاعة على الهواء ويمكن لمن يلتقظ إشارة القمر المصري النايل سات مشاهدة القناة دون الحاجة لجهاز خاص أو اشتراك محدد.
===
س/ لوحظ وجود نغمات موسيقية مع إشارة القناة الحالية؟
ج/ نؤكذ للجميع أن جميع الأصوات المصاحبة للقناة وبرامجها خالية تماماً من آلات المعازف ونحن نعتمد على دمج المؤثرات الصوتية في جهاز الكمبيوتر وخلطها مع الأصوات البشرية بالأوبرا المصرية ونسأل الله تعالى أن لا يكون بها بأس.
===
س/ لوحظ وجود نساء في العرض التجريبي للقناة؟ ما تعليقكم؟
ج/ ليس من سياسة القناة ولا نهجها حجب النساء عن الظهور طالما أنهن يلتزمن بالحجاب الشرعي ووفق معايير معتدلة، وسيتم إخراجهن في مراحل متقدمة من البث وفي الفترة الصباحية الخاصة بالنساء فقط، المهم أن سياسة القناة لا تمنع ظهور النساء وفق معاييرنا.
===
س/ ألا تخشون أن يفهم الناس أنكم قرآنيون وتنكرون السنة؟
ج/ المتتبع لبرامج القناة يلحظ التركيز الواضح على الأحاديث النبوية الصحيحة المرتبطة بالقرآن وعلومه وتفسير غريبه وبيان أحكامه، وفي ذلك أبلغ رد على هذا الوارد.
===
س/ هل هناك معايير لقبول القراء بالقناة؟
ج/ نعم، لابد أن تتوفر ثلاثة أمور في كل من يظهر على شاشتنا:
1. أن يكون من عموم أهل السنة والجماعة.
2. أن يكون حسن الصوت.
3. أن يكون متقنا في أدائه.
===
س/ لماذا لا تكون هناك برامج دينية ومحاضرات ومواعظ بجانب القرآن؟!
ج/ القناة متخصصة في القرآن الكريم وتلاواته وعلومه وفنونه، ونرى أن التخصص أنجح وأفضل، وعلى هذه القناعة قامت القناة وتأسست.
===
س/ متى تبدأ القناة بثها؟
ج/ سنبدأ بحول الله وقوته في البث التجريبي مع منتصف شهر رجب لعام 1425هـ ويبدأ البث الرسمي الفعلي مع غرة شهر رمضان المبارك.
===(1/1211)
س/ هل القناة خيرية أم تجارية؟ وهل تقبل التبرعات؟!
ج/ القناة دعوية خيرية من حيث المحتوى والمادة ولكنها تجارية من حيث المبدأ الإداري. أي أنها تعتمد على الرعاية والإعلان التجاري ورعاية البرامج وبيعها لقنوات أخرى أو طرحها في الأسواق، وعلى هذا الأساس تفتح القناة باب الإسهام التجاري للراغبين في امتلاك حصص من القناة.
أما بالنسبة للتبرعات فإن القناة لا تقبل الصدقات والزكوات وإنما تقبل الدعم المادي التشجيعي والهبات والأوقاف التي تدر دخلاً ثابتاً على القناة يمكن استغلالها لتطوير القناة وربما إخراجها بلغات متعددة.
===
س/ من يدقق القراءَات والتلاوات ويتأكد من صحتها وسلامتها؟
ج/ هناك لجنة من الأزهر يرأسها فضيلة الشيخ الدكتور أحمد المعصراوي شيخ مشايخ القراء المصريين، ويحضر تسجيل الحلقات بالتناوب مع أعضاء اللجنة، ولا يتم بث حلقة قرآنية إلا بعد إجازتها من أهل العلم والاختصاص.
===
س/ لماذا لا تنضم القناة ضمن باقة القنوات الإسلامية ليعم الخير والنفع؟
ج/ لا يخفى أن لكل قناة سياستها، والقنوات الإسلامية يكمل بعضها بعضاً وليس شرطاً أن ينضم الجميع في باقة واحدة، فربما كان من التسهيل على الخلق توفر خيارات، فمن لا يستطيع الاشتراك في قناة مشفرة قد يمكنه التقاط الأخرى المجانية والعكس صحيح، لذا نرى أن انفراد القنوات الفضائية الإسلامية بسياسات مختلفة في البث ظاهرة صحيحة ولها فوائدها، وهذا التفرد في حقيقته اندماج من نوع آخر، ولعل المستقبل القريب يحمل ترتيبات وتوجيهات تخدم ظروف الجميع.
===
س/ هل هناك لجنة علمية تراجع المادة العلمية؟!
ج/ يتولى الفريق العلمي بموقع المنبر على شبكة الإنترنت جمع وتحرير المادة العلمية المتعلقة بجميع علوم القرآن وفنونه، ويشرف على هذا الفريق المعروف بتميزه العلمي والمنهجي فضيلة الشيخ الداعية/ عبد العزيز بن داود الفايز.
موقع قناة الفجر (http://www.fajr.tv/index.asp)
---(1/1212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ابحث عن تفسير ابن كثير رحمه الله على ملفات ورد كاملاً .
---
ابحث عن تفسير ابن كثير رحمه الله على ملفات ورد كاملاً .
---
مسك
10-13-2003, 05:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابحث عن تفسير ابن كثير رحمه الله على ملفات ورد كاملاً .
---
أحمد القصير
10-13-2003, 10:07 PM
أخي الكريم إليك الموقع التالي لتحميل تفسير ابن كثير ، وغيره من كتب التفسير .
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=264
---
العبد
10-16-2003, 07:27 AM
السلام عليكم
نعم يوجد وهو تقريبا على ما أذكر على
www.islamweb.net
---
(1/1214)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عود على بدء " هكذا فلتكن رحلة العمر "
---
عود على بدء " هكذا فلتكن رحلة العمر "
---
سلسبيل
03-22-2005, 11:55 AM
ولم أر من عيوب الناس عيب .... كعجز القادرين على التمام
كنت قد وضعت الجزء الأول من هذه المقالة قبل انقطاع الملتقى في موسم الحج ..... وانتهى الموسم وانقضت رحلة الحج ولكن هذه الرحلة لا تزال في بدايتها ولا تزال بحاجة لمن يدلها على طريقها حتى لا تضل وحتى تعود لديارها سالمة كما عاد الحجيج
هكذا فلتكن رحلة العمر ... (1 )
ها أنت يا نفس تتأهبين لرحلة العمر .....
فكوني من الحاج ّ ولا تكوني من الركب .... أجل ستكون رحلة العمر وسأحرص على أن تكون هذه الرحلة انطلاقتي الحقيقية .... لن تضيع أي دقيقة سدى بل سأستغل كل اللحظات إما في طاعة أو ذكر أو عمل نافع ... لن أهتم كثير بالمظاهر والكماليات بعد اليوم فلن أهتم بمظهري أكثر من اللازم ولن أهتم بمطعمي إلا بما أقوم به صلبي وسأنام أينما أجد لي مكان طاهر .... لا يهم إن نمت على سرير مرفه أو افترشت الأرض والتحفت السماء ....
لن أفكر بالدنيا وآلامها بل سأبذل قصارى جهدي أن أؤدي الشعائر و الطاعات كما يريد ربي ... لن أغضب وإن ضايقني الناس أو اشتد الزحام بل سأكون متسامحا معهم لين الجانب لأني أريد الله أن يعفوا عني لذا سأعفوا عنهم وسأوطن نفسي على مساعدتهم وإيثارهم على نفسي وإن أساءوا ....فأنا لم أعد أهتم كثير بالناس ولم أعد أتدخل بما لا يعنيني لأني أراه .... أراه .... أينما التفت وحيثما توجهت إنني أراه وإن أغمضت جفني لذا سأراقب أفكاري وخواطر قلبي أن تضل أو تزيغ وسأظل معه ... معه .... يؤنس وحشتي ويرحم عبرتي ويحفظني في غربتي .... فيزيد به يقيني ويطمئن به قلبي فيطوف في الملكوت قلبي ويردد لساني " لبيك اللهم لبيك .... لبيك لا شريك لك لبيك "(1/1215)
هكذا فلتكن رحلة العمر ...(2)
وقبل انطلاق رحلتي اذكرك يا نفس بإصلاح النية وتجديد التوبة والأوبة إلى الله
وها أنا أعلنها جهارا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك " ليعلو صوتها فوق كل صوت وأظل بها مرددا طول رحلتي ... في هبوطي ... في صعودي ... في كل أحوالي ... لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .... ثم استقبلي البيت واسألي رب البيت العون والنصرة فإن أعانك فقد كُفيت " وإن ينصركم الله فلا غالب لكم " وأرملي في طوافك وإياك أن تثقل خطاك " يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض "
وانظري أين سار الحبيب عليه الصلاة والسلام فسيري لعل خطى على خطى وخف على خف وإن سعيت فتذكري هاجر بين الصفا والمروة كيف سعت تذكر أنه لا بد من السعي مع التوكل ... فالقلوب تتوكل والجوارح تعمل .
فإياك أن تنشغلي عن هذه الفرصة العظيمة برزقك ورزق عيالك ... ورددي معي " وفي السماء رزقكم وما توعدون "
وإن شربت ما زمزم فتضلعي واذكري أنه لا بد من الفرج بعد الشدة وأن مع العسر يسرا فالليل مهما طال لا بد من الفجر فثقي بربك القائل " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
هكذا فلتكن رحلة العمر ... (3)
ما أعظم هذا اليوم إنه يوم عرفه وما أدراك ما عرفه ! هل عرفته يا نفس فما لي أراك لا زلت مقصرة ؟!! وعن ربك غافلة ؟!! أتعبت ِ؟ تذكري الراحة في مفارقة الراحة والنعيم لا ينال بالنعيم
فاصبري إنها أياما معدودات وسرعان ما تنقضي وينجلي الغبار ... فتتبين المنازل إذن فشمري للجنة وجدي في يومك هذا فسرعان ما تغيب الشمس وتنقضي نعمة كنتِ بها مغبونة
أوحسبتِ أن السفر راحة ؟! هيهات فمهما تقدم العلم والتكنولوجيا سيظل قطعة من عذاب فليس للمسافر راحة إلا في الإياب وليس له دارا يطمئن بها ويقر إلا داره ...(1/1216)
فبيتي لربك قائمة قانتة ليمدك بقوة ترمين بها الشيطان ووساوسه عندما يسفر الصبح وكلما وسوس فاقذفيه بحصا من اليقين والتوكل يندحر خائبا مدحورا
وبعدها اعمدي إلى هواك فاذبحيه بسكين الرضا والتسليم " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى "
وإياك أن تظني أن هناك من يستطيع أن ينوب عنك في هذه الأعمال .. لا .. بل أنت يا نفس وأنت فقط مكلفة بالقيام بأعباء هذه الرحلة ولا تسقط عنك بعد أن قامت عليك الحجة فسألي الله المعونة والثبات وأن تعودي إلى ديارك سالمة حيث لا بد لك أن تعودي فاستعدي للرحيل فقد أزف وودعي رفقاء رحلتك وكوني من الحياة على طرف ثم أحذري قطاع الطرق أن يغيروا وقد قربتِ من الوصول وبدت المعالم تتضح لك فلا اطمئنان إلا بعد أن تضعين قدمك في دارك التي تزينت لك وانتظرتْ قدومك " وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين "
وتنادَين ... " ادخلوها بسلام آمنين "
"ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون "
وعندها تتذكرين هذه الرحلة وقد انقضت أيام الغربة والعناء " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "
وزال التعب بلقاء الأحباب وطابت الجنات بجوار رب كريم للذنب غفورا وللقليل شكورا وبالعبد رحيما رؤؤفا وعندها فقط تنتهي رحلتك ويكون سعيك مشكورا .
فحي على جنات عدن فإنها ........ منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ........ نعود إلى أوطاننا ونسلم ؟؟
---
(1/1217)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ((إنّما العلم بالتعلم))
---
((إنّما العلم بالتعلم))
---
سعود
08-24-2003, 02:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن بداية العلم هو حفظ القرآن الكريم
------------------------------------------
أية وتفسير
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) [ البقرة...3-5]
التفسير:
.{ 3 } بعد أن ذكر الله عزّ وجلّ أن المتقين هم الذين ينتفعون ويهتدون بهذا الكتاب، بيَّن لنا صفات هؤلاء المتقين؛ فذكر في هذه الآية ست صفات:.
الأولى: الإيمان بالغيب في قوله تعالى: { الذين يؤمنون بالغيب }، أي يقرون بما غاب عنهم مما أخبر الله به عن نفسه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وغير ذلك مما أخبر الله به من أمور الغيب؛ وعلى هذا فـ{ الغيب } مصدر بمعنى اسم الفاعل: أي بمعنى: غائب..
الصفة الثانية: إقامة الصلاة في قوله تعالى: { ويقيمون الصلاة }، أي يقومون بها على وجه مستقيم، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمراد بـ{ الصلاة } هنا الجنس؛ فتعم الفريضة، والنافلة..
الصفة الثالثة: الإنفاق مما رزقهم الله في قوله تعالى: { ومما رزقناهم ينفقون }، أي مما أعطيناهم من المال يخرجون؛ و "مِن" هنا يحتمل أن تكون للتبعيض، وأن تكون للبيان؛ ويتفرع على ذلك ما سيُبَيَّن في الفوائد . إن شاء الله تعالى ...(1/1218)
.{ 4 } الصفة الرابعة قوله تعالى: { والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك }، أي يؤمنون بجميع الكتب المنزلة؛ وبدأ بالقرآن مع أنه آخرها زمناً؛ لأنه مهيمن على الكتب السابقة ناسخ لها؛ والمراد بـ{ ما أنزل من قبلك } التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وموسى، وغيرها..
الصفة الخامسة: الإيقان بالآخرة في قوله تعالى: { وبالآخرة هم يوقنون }؛ والمراد بذلك البعث بعد الموت، وما يتبعه مما يكون يوم القيامة من الثواب، والعقاب، وغيرهما؛ وإنما نص على الإيقان بالآخرة مع دخوله في الإيمان بالغيب لأهميته؛ لأن الإيمان بها يحمل على فعل المأمور، وترك المحظور؛ و "الإيقان" هو الإيمان الذي لا يتطرق إليه شك..
.{ 5 } قوله تعالى: { أولئك }: المشار إليه ما تقدم ممن اتصفوا بالصفات الخمس؛ وأشار إليهم بصيغة البعد لعلوّ مرتبتهم؛ { على هدًى } أي على علم، وتوفيق؛ و{ على } للاستعلاء؛ وتفيد علوهم على هذا الهدى، وسيرهم عليه، كأنهم يسيرون على طريق واضح بيّن؛ فليس عندهم شك؛ تجدهم يُقبلون على الأعمال الصالحة وكأن سراجاً أمامهم يهتدون به: تجدهم مثلاً ينظرون في أسرار شريعة الله، وحِكَمها، فيعلمون منها ما يخفى على كثير من الناس؛ وتجدهم أيضاً عندما ينظرون إلى القضاء والقدر كأنما يشاهدون الأمر في مصلحتهم حتى وإن أصيبوا بما يضرهم أو يسوءهم، يرون أن ذلك من مصلحتهم؛ لأن الله قد أنار لهم الطريق؛ فهم على هدًى من ربهم وكأن الهدى مركب ينجون به من الهلاك، أو سفينة ينجون بها من الغرق؛ فهم متمكنون غاية التمكن من الهدى؛ لأنهم عليه؛ و{ من ربهم } أي خالقهم المدبر لأمورهم؛ والربوبية هنا خاصة متضمنة للتربية الخاصة التي فيها سعادة الدنيا، والآخرة..(1/1219)
قوله تعالى: { وأولئك هم المفلحون }: الجملة مبتدأ وخبر، بينهما ضمير الفصل الدالّ على التوكيد، والحصر؛ وأعيد اسم الإشارة تأكيداً لما يفيده اسم الإشارة الأول من علوّ المرتبة، والعناية التامة بهم كأنهم حضروا بين يدي المتكلم؛ وفيه الفصل بين الغاية، والوسيلة؛ فالغاية: الفلاح؛ ووسيلته: ما سبق؛ و "الفلاح" هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب؛ فهي كلمة جامعة لانتفاء جميع الشرور، وحصول جميع الخير.
تنبيه:
من المعروف عند أهل العلم أن العطف يقتضي المغايرة . أي أن المعطوف غير المعطوف عليه .؛ وقد ذكرنا أن هذه المعطوفات أوصاف للمتقين وهو موصوف واحد؛ فكيف تكون المغايرة؟
والجواب: أن التغاير يكون في الذوات كما لو قلت: "قدم زيد، وعمرو"؛ ويكون في الصفات كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدَّر فهدى * والذي أخرج المرعى} [الأعلى: 1 . 4] ؛ قالوا: والفائدة من ذلك أن هذا يقتضي تقرير الوصف الأول . كأنه قال: "أتصف بهذا، وزيادة ...
الفوائد:.
.1 من فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بالغيب؛ لأن الإيمان بالمُشاهَد المحسوس ليس بإيمان؛ لأن المحسوس لا يمكن إنكاره..
.2 ومنها: أن من أوصاف المتقين إقامة الصلاة؛ وهو عام لفرضها، ونفلها..
ويتفرع على ذلك: الترغيب في إقامة الصلاة؛ لأنها من صفات المتقين؛ وإقامتها أن يأتي بها مستقيمة على الوجه المطلوب في خشوعها، وقيامها، وقعودها، وركوعها، وسجودها، وغير ذلك..
.3 ومن فوائد الآيات: أن من أوصاف المتقين الإنفاق مما رزقهم الله؛ وهذا يشمل الإنفاق الواجب كالزكاة، وإنفاقَ التطوع كالصدقات، والإنفاقِ في سبل الخير..
.4 ومنها: أن صدقة الغاصب باطلة؛ لقوله تعالى: { ومما رزقناهم }؛ لأن الغاصب لا يملك المال الذي تصدق به، فلا تقبل صدقته..(1/1220)
.5 ومنها: أن الإنفاق غير الزكاة لا يتقدر بشيء معين؛ لإطلاق الآية، سواء قلنا: إن "مِن" للتبعيض؛ أو للبيان..
ويتفرع على هذا جواز إنفاق جميع المال في طرق الخير، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه حين تصدق بجميع ماله ؛ لكن هذا مشروط بما إذا لم يترتب عليه ترك واجب من الإنفاق على الأهل، ونحوهم؛ فإن ترتب عليه ذلك فالواجب مقدم على التطوع..
.6 ومن فوائد الآية: ذم البخل؛ ووجهه أن الله مدح المنفقين؛ فإذا لم يكن إنفاق فلا مدح؛ والبخل خلق ذميم حذر الله سبحانه وتعالى منه في عدة آيات..
تنبيه:
لم يذكر الله مصرف الإنفاق أين يكون؛ لكنه تعالى ذكر في آيات أخرى أن الإنفاق الممدوح ما كان في سبيل الله من غير إسراف، ولا تقتير، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} [الفرقان: 67] ..
.7ومن فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله.
.8 ومنها: أن من أوصاف المتقين الإيقان بالآخرة على ما سبق بيانه في التفسير..
.9 ومنها: أهمية الإيمان بالآخرة؛ لأن الإيمان بها هو الذي يبعث على العمل؛ ولهذا يقرن الله تعالى دائماً الإيمان به عزّ وجلّ، وباليوم الآخر؛ أما من لم يؤمن بالآخرة فليس لديه باعث على العمل؛ إنما يعمل لدنياه فقط: يعتدي ما دام يرى أن ذلك مصلحة في دنياه: يسرق مثلاً؛ يتمتع بشهوته؛ يكذب؛ يغش...؛ لأنه لا يؤمن بالآخرة؛ فالإيمان بالآخرة حقيقة هو الباعث على العمل..
.10 ومنها: سلامة هؤلاء في منهجهم؛ لقوله تعالى: ( أولئك على هدًى من ربهم ).
.11ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ تكون خاصة، وعامة؛ وقد اجتمعا في قوله تعالى عن سحرة فرعون: {آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} (الأعراف: 121، 122)
.12 ومنها: أن مآل هؤلاء هو الفلاح؛ لقوله تعالى: ( وأولئك هم المفلحون )(1/1221)
.13 ومنها: أن الفلاح مرتب على الاتصاف بما ذُكر؛ فإن اختلَّت صفة منها نقص من الفلاح بقدر ما اختل من تلك الصفات؛ لأن الصحيح من قول أهل السنة والجماعة، والذي دلّ عليه العقل والنقل، أن الإيمان يزيد، وينقص، ويتجزأ؛ ولولا ذلك ما كان في الجنات درجات: هناك رتب كما جاء في الحديث: "إن أهل الجنة ليتراءون أصحاب الغرف كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال صلى الله عليه وسلم لا؛ والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين"(1) ، أي ليست خاصة بالأنبياء..
من موقع الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
---
(1/1222)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن كتاب: الوقف والابتداء للسجاونديّ
---
سؤال عن كتاب: الوقف والابتداء للسجاونديّ
---
د.محمد إبراهيم
06-17-2006, 10:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو ممن لديه خبرة بالكتب العلمية أن يجيبني: هل كتاب : الوقف والابتداء لأبي عبد الله محمد بن طيفور السجاوندي ( ت 560هـ) يوجد على شبكة الإنترنت؟
وأرجو ممن لديه الكتاب ( بشكل الكتروني )أن يقوم بإنزاله على هذا الموقع المبارك،أي طبعة كانت، سواء الطبعة التي قام بتحقيقها د. محسن درويش باسم: ( كتاب الوقف والابتداء) أو الطبعة الأخرى باسم :( علل الوقوف).
وجزاكم الله خيرا.
د.محمد إبراهيم المشهداني
كلية الدراسات الإسلامية بدبي
---
خادمة القرآن
06-26-2006, 10:11 PM
كتاب علل الوقوف للسجاوندي طبع بتحقيق الدكتور / عبد الله العيدي . في مكتبة الرشد بالرياض عام 1416هـ لكن الطبعة الأولى نفدت وهم الآن في صدد نشر الطبعة الثانية فالكتاب تحت الطبع ، وكما يقول مدير المكتبة أنها ستصدر قريبا .
---
القعقاع محمد
07-10-2006, 07:58 PM
بحسب ما أعلم فإنه غير موجود في أيّ مكان على الشبكة.
ولعل أحد الإخوة الأشاوس يشمر عن ساعديه ويتكرم علينا بنشره.
---
(1/1223)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتابي " أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء " وهو مهم في صناعة العلل
---
حمل كتابي " أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء " وهو مهم في صناعة العلل
---
ماهر الفحل
03-24-2006, 03:05 PM
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2499
---
ماهر الفحل
03-24-2006, 06:11 PM
http://www.eyelash.ps/up/uploads/db69e3fe36.jpg (http://www.eyelash.ps/up)
---
عدنان البحيصي
03-24-2006, 11:40 PM
جازاك الله خيراً
---
محمد88
03-27-2006, 08:41 AM
اخي الدكتور ماهر ياسين الفحل
جزاك الله خيرا وكثر من امثالك
وجعله في ميزان حسناتك
---
(1/1224)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ارسل رقمك وتصلك فائدة كل يوم . ( سجل الآن )
---
ارسل رقمك وتصلك فائدة كل يوم . ( سجل الآن )
---
أبو العالية
01-31-2007, 05:36 PM
الحمد لله ، وبعد ..
حرصاُ على الفائدة في مواكبة التكنولوجيا ، وتوصيل الخير للغير !
ارسل رقمك بالصيغة الدولية عبر الخاص
وستصلك رسالة يومياً مجاناً تحوي على فائدة من كافة العلوم
ودمتم على الخير أعواناً
---
طالِب
01-31-2007, 05:46 PM
كيف ؟
---
ماجد الخير
02-07-2007, 02:33 PM
يعطيك العافية
---
محمد المطيري
02-07-2007, 03:24 PM
ممكن توضح اكثر يابو العالية
لتكمل الفائدة ويعطيك العافية
---
أبو العالية
02-07-2007, 05:07 PM
الحمد لله ، وبعد ..
أخوكم غفر الله له في طور تأسيس موقع خاص له ومن ميزات هذا الموقع الجديد والمفيد والمميز
وسيكون في الموقع خدمة رسائل الخير تصلك كل يوم فائدة شرعية
والسبق لهذه الخدمة لشيخنا المربي الفاضل محمد صالح المنجد ولنا فيه أسوة حسنة ، وهذه الخدمة نافعة جداً
وترسل عبر إحدى الشركات المهتمة بهذه الخدمة ولمجموعات كبيرة في ثواني معدودة
ومن تصله الفائدة ربما أرسلها لغيره ، وهكذا دواليك ؛ فانظر كم من الأجر سيصل للناس !!
فالحمد لله أولاً وآخر وظاهرا وباطناً
ولا زلت اجمع الأرقام ولم أفعل الخدمة بعد .
ودمتم على الخير أعواناً
---
(1/1225)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قالت : ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
---
قالت : ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
---
عبد الله عبد الفتاح
09-09-2003, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
وأشهد ألا إله إلا الله تبارك وتعالى ، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله ، الله صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى صحبه ، وعلى التابعين ، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ، ، ،
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة مريم ( الآية الكريمة رقم 23 )
بسم الله الرحمن الرحيم
" قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "
صدق الله العظيم
ما المقصود بلفظي "نسيا منسيا" ، وسيدتنا سيدة نساء العالمين بنص القرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الشريفة "مريم" عليهاوعلى ابنها ورسولنا أفضل سلام عندما قالت لفظ نسيا أكدته بلفظ منسيا ماذا كانت تقصد ؟
بهذين اللفظين
وأنهي حديثي بالصلاة على سيد الخلق قاطبة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله ، وعلى صحبه ، وعلى التابعين .
---
الحاكم
09-09-2003, 03:27 PM
الأخ الفاضل
قول السيدة مريم عليها السلام ( يا ليتني مت قبل هذا ..) الآية ليس فيه تسخط ولا تعارض مع النهي عن تمني الموت
فقد ذكر بعض أهل العلم أن المعنى : انها تمنت الموت على حالة غير هذه الحالة ، لما علمته من أن بني إسرائيل قوم بهت ، وسوف يؤذونها ويتهمونها بما هي منه براء .
وقد صدق حدسها ، وصح تخمينها ، فكان ما أخبر عنه الباري سبحانه وتعالى ,
والله يحفظكم
---
(1/1226)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول البلاغه في القران......من يجيب
---
سؤال حول البلاغه في القران......من يجيب
---
فلسطيني
12-08-2004, 05:29 PM
ان القران الكريم يوجد فبه الكثير من الاعجاز البلاغي والكثير من الصور البيانيه فاني اريد طرح سؤال حول هذا الموضوع:
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز كلمه بريء وكلمه براء .....
السؤال ماهو الفرق بينهما حسب القران الكريم؟
وما الغرض من هذا الاستعمال؟
الى الاخوه الكرام من يعرف الاجابه فاليسرع في الاجابه مع التوضيح وذلك لاني على عجل معرفه هذا السؤال
وبارك الله فيكمم.................
---
جمال حسني الشرباتي
12-08-2004, 07:02 PM
يجب أن توضح سؤالك
أما معنى البراءة--فهي إزالة شيء ما عن نفسك وقطع أي رابط بينك وبينه
بريء -----براءة----هناك تصريفات كثيرة في القرآن الكريم لجذرها
إلا أن " براء" بهذا الشكل لم أجدها في القرآن
والحقيقة أن الموضوع ليس بلاغيا بقدر ما كان المقصود في الآيات المعنى الظاهر المباشر
مثال
((أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)) اية 54 هود
قال فيها القرطبي
أَيْ مِنْ عِبَادَة الْأَصْنَام الَّتِي تَعْبُدُونَهَا .
فهو لم يتطرق لتفسير لفظة "بريء"لظهورها التام
ومثال آخر
(بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) سورة التوبة1
قال القرطبي فيها
((بَرَاءَة " تَقُول : بَرِئْت مِنْ الشَّيْء أَبْرَأ بَرَاءَة فَأَنَا مِنْهُ بَرِيء إِذَا أَزَلْته عَنْ نَفْسك وَقَطَعْت سَبَب مَا بَيْنك وَبَيْنه ))
---
أحمد البريدي
12-08-2004, 07:52 PM
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز كلمه بريء في سورة التوبة في قوله تعالى " أن الله بريء من المشركين " , وذكر لفظ بُراء في سورة الممتحنة " إنا بُراء منكم ومما تعبدون .. " , ولفظ بَراء في سورة الزخرف في قوله " إنني بَراء مما تعبدون " .(1/1227)
وأصل البُرء والبراءة والتبري : التقصي مما يكره مجاورته .
والفرق بين اللفظين الأولين ظاهر حيث إن بُراء جمع بريء .
وأما لفظة بَراء فهي بمعنى بريء , ويستوي فيه الواحد والجمع قاله السمين الحلبي في عمدة الحفاظ .
وقال غيره : البراء مصدر نُعت به للمبالغة وهو يستعمل للواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث .
---
جمال حسني الشرباتي
12-08-2004, 08:38 PM
متأسف
لكني لا أدري لماذا عندما وضعت كلمة بريء واجريت عملية البحث في موقع
http://quran.al-islam.com/Search/hits.asp?l=Arb&SearchText=%C8%D1%ED%C1&Image.x=13&Image.y=14
لم ألحظ لفظة (براء)
فأفيدوني
---
(1/1228)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسالة الملتقى
---
رسالة الملتقى
---
الإدارة
04-01-2003, 10:19 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وببركة عونه تتكامل الأعمال والحسنات ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه ، وخاتم أنبيائه ، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الذين بلغوا لنا هذا الدين على أكمل وجه فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، أما بعد:
فإن من أجلِّ العمل الصالح ، والعلم النافع خدمة كتاب الله ، والاشتغال بنشر علومه ، وتسهيل سبل الانتفاع بها. وقد تفنن العلماء في كل عصر برعايتها ، والعناية بها تفنناً عجباً ، يكاد يكون مختصاً بها ، فألفوا كل ما يعزز علوم القرآن الكريم وتفسيره ، ويحفظها ويحافظ عليها ، في نقلها وضبطها ، وتحملها وتبليغها ، ونشرها وإشاعتها. وفي كل عصر يتجدد من أنواع حفظ القرآن الكريم ما يصدق وعده سبحانه وتعالى بقوله : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وقد ظهرت الشبكة العنكبوتية للعالم ، فتوجسنا منها خيفة ، وحذر كثير من أهل العلم منها ، خوفاً من شرها ، وما تحمله من السموم والأخطار على الأمة المسلمة ، ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الشبكة من أفضل الوسائل للدعوة إلى الله ، ومن أنجع السبل لنشر الخير ، وتبليغه للناس في أنحاء العالم ، بأسهل طريق ، وأيسر جهد. وقد بدأت المواقع الإسلامية الجادة تأخذ مكانها اللائق بها على هذه الشبكة ، وجزى الله من قام على مثل تلك المشروعات الدعوية والعلمية الجادة خيراً.(1/1229)
وقد كانت فكرة إنشاء ملتقى متخصص في تفسير القرآن الكريم بالدرجة الأولى ليكون ملتقى للمتخصصين وطلاب العلم ، يناقش مسائله المطروحة للنقاش بعمق علمي ، ومسؤلية كاملة في تحمل وتبليغ العلم تشغل الذهن منذ زمن ، ثم شاء الله أن يتأخر العمل في هذا الملتقى حتى الآن ، وقد تم التشاور في ذلك مع نخبة من المتخصصين الجادين.
وقد وعد الكثير من المتخصصين خيراً بالمناقشة ، واستبشروا بمثل هذا الملتقى ، والهدف الذي نسعى إليه هو خدمة كتاب الله ، وخدمة أبناء الأمة الإسلامية في أنحاء العالم ؛ ليكون لهم هذا الملتقى موقعاً موثوقاً في علم التفسير ، يأخذون منه العلم وهم مطمئنون لسلامة الطرح ، ووضوح المنهج.
والمواقع التي تعنى بالقرآن الكريم على الشبكة العالمية كثيرة ومتنوعة ولله الحمد ، وبعضها يكمل بعضاً ، ولذلك كان الحرص على أن يكون هذا الموقع متخصصاً في التفسير بالدرجة الأولى وما يتعلق به من علوم القرآن في الدرجة الثانية ؛ لأن التخصص أدعى إلى تركيز الجهود ، ووضوح الرؤية وعمقها وهذا ما نسعى إليه ، وهو الأمر الذي سيدعونا للمواصلة والاستمرار إن شاء الله.
وسوف نحرص على متابعة الجديد في هذا التخصص إن شاء الله – بالتعاون مع المواقع الأخرى على الشبكة من مكتبات ودور نشر ومواقع حوارية أخرى ، ونظرتنا ليست نظرة مستعجلة ، فمع الوقت تتكامل الجهود ، وتتطور الإمكانيات ، وإذا صدق العزم ، وخلصت النية ، تكللت الجهود بالنجاح بإذن الله.
ورجائي من الإخوة الكرام أن يسجلوا بأسماءهم الصريحة ولا سيما المتخصصين لأن ذلك أدعى إلى إعطاء النقاش قيمة أكبر ، وأدعى لحفظ حقوق الباحثين المشاركين في المناقشات ، وإن أرادوا التسجيل بأسماء مستعارة فالأمر متروك لهم ، وأرجو أن تكون أسماء ذات دلالات علمية مُوحية ، لا كما نلاحظه في بعض المنتديات من الأسماء الغريبة وفقكم الله جميعاً.(1/1230)
كما أود في الختام أن أدعو كافة الزملاء والمطلعين على هذا الملتقى أن يساهموا معنا بما يرونه نافعاً ، فغرضنا الأول والأخير هو خدمة هذا العلم والاستفادة بقدر المستطاع ، ولولا هذا الأمل الذي نسعى إليه ، ما تكلفنا القيام بإنشاء هذا الملتقى ولا فكرنا فيه. فنحن نعلم قيمة وقت طالب العلم ، وأن الوقت أثمن من أن يقضيه طالب العلم كله وراء الشاشة ، ولكن لا بأس بشيء من الوقت ينفع به طالب العلم نفسه أولاً ، وإخوانه المسلمين ثانياً ، ولا سيما أن هذه الشبكة تربط طلاب العلم من شتى أنحاء العالم ، وأرجو إن شاء الله أن أرى المشاركين في هذا الملتقى من أنحاء العالم حتى نشعر جميعاً بهذه الروح والأخوة الإسلامية.
سنحرص على نشر هذا الملتقى بقدر المستطاع ، ونرجو من الإخوة الذين يشاركوننا هذا الاهتمام المساعدة في ذلك ، والله الموفق لكل خير ، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
(1/1231)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تفصيل فوائد كلام ابن حجر في باب التوحيد من فتح الباري [حلقة1]
---
تفصيل فوائد كلام ابن حجر في باب التوحيد من فتح الباري [حلقة1]
---
سمير القدوري
12-21-2005, 02:33 AM
اشتمل كلام ابن حجر في شرح الفقرة المذكورة على فوائد نجملها كالآتي:
[1] القول: (وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه يتأولونه) وفي رواية الكشميهني (يتأولونه على غير تأويله) لم يثبت موصولا من كلام ابن عباس, وإنما هو من كلام البخاري. ثم أيد ابن حجر ما ذهب إليه بقول شيخه ابن الملقن شارح البخاري.
[2] ساق ابن حجر قولا لبعض شراح البخاري حصر فيه أقوال العلماء في مسألة التحريف في أربعة أقوال كالآتي:
القول الأول.
أن تلك الكتب قد بدلت كلها, لكن ابن حجر يقول بأن هذا الإطلاق ينبغي حمله على أن المبدل أكثر تلك الكتب لا كلها, وأنه بقي منها أشياء لم تبدل, وإلا فدعوى تبديل الكل مكابرة تردها أخبار وآيات كثيرة.
القول الثاني.
أن التبديل وقع في معظم تلك الكتب, وأن أدلة ذلك كثيرة, فالقول الأول يجب أن يحمل على الثاني.
القول الثالث.
أن التحريف وقع في في اليسير من تلك الكتب, ومعظمها باق على حاله.
وأفاد ابن حجر أن الشيخ تقي الدين ابن تيمية نصر هذا القول في كتابه الرد الصحيح على من بدل دين المسيح.
القول الرابع.
إنما وقع التبديل والتحريف في المعاني, أي أن التحريف اقتصر على التأويل والتفسير, وهو ظاهر مذهب البخاري هنا.
[3] أن ابن تيمية سئل عن مسألة التحريف فأجاب عنها في فتوى مستقلة.
أرجو أن يدلنا إخوتنا مشكورين على موضع هذه الفتوى ولو ساقوا نصها لكان أفيد وأنفع لما نحن بصدده, وفي انتظار ذلك سأكتفي بعرض أهم ما لخصه ابن حجر.
- أجاب ابن تيمية أن للعلماء في المسألة قولان:
فأول القولين: أن التحريف والتبديل محال وقوعه, بدليل:(1/1232)
(1) قوله تعالى:[ لا مبدل لكلماته] ويعارضه قوله تعالى:[ فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه].
(2) انتشار نسخ التوراة في الآفاق بدون اختلاف فيما بينها, فمن المحال وقوع التبديل ثم تتطابق النسخ مع ذلك على منهاج واحد.
وهذا معارض بأمرين:
- إذا أمكن وقوع التحريف أمكن إعدام ما ليس بمُحرف.
- أن النسخ الموجودة إنما هي المتفق عليها بعد وقوع التبديل, وتواريخ كثيرة تشهد على هذا.
فأما التوراة, فلأن الملك بختنصر(نبوخدنصر الفارسي) لما غزا بيت المقدس(نحو 587 قبل الميلادي) أهلك بني إسرائيل , ومزقهم بين قتيل وأسير, وأعدم كتبهم حتى جاء عزرا فأملاها عليهم.
وأما الإنجيل,فلأن الروم لما تنصروا جمع ملكهم أكابرهم على ما في الإنجيل الذي بأيديهم.
ثاني القولين: وقوع تحريف المعنى. ويرى ابن تيمية أنه لاشك في وقوع هذا النوع من التحريف بل هو موجود بكثرة, إنما محل النزاع يكمن في المسألة الآتية :
هل حرفت الألفاظ (النصوص) أو لم تحرف؟
ثم استدل ابن تيمية على وقوع تحريف النصوص بما اشتمل عليه الكتابان من نصوص صورتها الحالية لا يجوز أن تكون من عند الله أصلا. ثم أحال من شاء التوسع في ذلك على كتاب الفصل في الملل و الأهواء والنحل حيث يوجد ذلك الزخم من اعتراضات الإمام أبي محمد ابن حزم على نصوص التوراة (المتداولة).
وللكلامنا بقية...
---
سمير القدوري
12-22-2005, 08:12 PM
تابع هذا البحث على الرابطhttp://tafsir.org/vb/showthread.php?p=17162#post17162
---
(1/1233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مقالة أعجبتني فنقلتها بعنوان" فن الإستماع "
---
مقالة أعجبتني فنقلتها بعنوان" فن الإستماع "
---
أبو الهيثم
02-19-2006, 12:18 PM
فن الاستماع
1- استمع استمع استمع! نعم عليك أن تستمع وبإنصات لمن يحدثك، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلتقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه.
2- لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم.
3- اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك، فإن لم يكن، فبوجهك على الأقل، لأن المتحدث يتضايق ويحس بأنك تهمله إن لم تنظر له أو تتجه له.
4- بين للمتحدث أنك تستمع، أنا أقول بين لا تتظاهر! لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع لمن يحدثك فسيكتشف ذلك إن آجلاً أو عاجلاً، بين له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم... صحيح أو تهمهم، أو تومئ برأسك، المهم بين له بالحركات والكلمات أنك تستمع له.
5- لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديث! وهذه نصيحة مجربة كثيراً ولطالما حلت مشاكل بالاستماع فقط، لذلك لا تقاطع أبداً واستمع حتى النهاية، وهذه النصيحة مهمة بين الأزواج وبين الوالدين وأبنائهم وبين الإخوان وبين كل الناس.
6- بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذا وكذا.... صحيح؟ فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يوضح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم.
7- لا تفسر كلام المتحدث من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تفهم شخصيته وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هو لا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم مع الغير.(1/1234)
8- حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منه أن يهدئ من روعه، بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنساناً حزيناً فاسأله عن ما يحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له.
9- عندما يتكلم أحدنا عن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكل مشاعر يحس بها هو، آخذت مثالاً من كتاب ستيفن كوفي "العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية":
الابن: أبي لقد اكتفيت! المدرسة لصغار العقول فقط.
الأب: يبدو أنك محبط فعلاً.
الابن: أنا كذلك بكل تأكيد.
في هذا الحوار الصغير لم يغضب الأب، ولم يأنب ابنه ويتهمه بالكسل والتقصير، بل عكس شعور الابن فقط، وفي الكتاب تكملة للحور على هذا المنوال حتى وصل الابن إلى قناعة إلى أن الدراسة مهمة وإلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين مستواه في الدراسة.
أنقل لكم بعض المقترحات التي سطرها ستيفن كوفي في كتابه، وهو الكتاب الذي اعتمدت عليه في موضوعي هذا، طبقها خلال أسبوع وانظر إلى النتائج بعد هذا الأسبوع وأخبروني إذا أردتم مشاركتنا في تجاربكم الإيجابية.
11- حيث تسنح لك الفرصة مراقبة أشخاص يتحدثون اغلق أذنيك لبضع دقائق وراقب فقط أي انفعالات والتي قد لا تظهرها الكلمات وحدها.
12- راقب نفسك كلما كنت في حوار مع أي شخص، واضبط نفسك إن حاولت أن تقيم أو تفسر حديث الشخص بشكل خاطئ، واعتذر له واطلب منه أن يعيد الحوار مرة أخرى، جربت هذه الطريقة من قبل وكان لها مفعولاً عجيباً على الطرف الآخر.
ملاحظة أخيرة: الاستماع متعب حقاً لكنه بالتأكيد خير من وجود خلاف وسوء تفاهم. وفي هذا يقول المثل العربي " إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب".
---
(1/1235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > iهل لي بسؤالين ؟
---
iهل لي بسؤالين ؟
---
*أميرة بيتها*
08-12-2004, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤالان لو تكرمتم بالأجابة عليهما وهما:
1- ما هي السورة التي ذكر فيها 13 من النبياء والمرسلين .
2- من أول المهاجرات ألى المدينة هل هي ليلى بنت أبي حثمة العدوية أم أم سلمة بنت أي أمية ؟
وجزاكم الله عني كل خير .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-12-2004, 11:06 PM
السورة التي ذكر فيها ثلاثة عشر من الأنبياء هي سورة الأنبياء
وأول مهاجرة : أم سلمة رضي الله عنها
---
*أميرة بيتها*
08-14-2004, 01:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي وجزاك الله عني كل خير .
---
*أميرة بيتها*
08-15-2004, 08:25 PM
كاتب الرسالة الأصلية : *أميرة بيتها*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي وجزاك الله عني كل خير .
احتاج إلى التفصيل إذا سمحتوا ماهي السورة والأية التي ورد فيها ذكر ثلاثة عشر من الأنبياء الرسل ؟
شكرا لكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
08-15-2004, 10:43 PM
كما تفضل أخي الشيخ أبو مجاهد العبيدي في جوابه أنها سورة الأنبياء.
فقد ذكر فيها من الأنبياء :
- موسى وهارون في الآية رقم 48
- إبراهيم في الآية رقم 51
- لوط في الآية رقم 71 ، 74
- إسحاق ويعقوب في الآية رقم 72
- نوح في الآية رقم 76
- داود وسليمان في الآية رقم 78
- أيوب في الآية رقم 83
- إسماعيل وإدريس وذو الكفل في الآية رقم 85
- يونس (ذو النون) في الآية رقم 87
- زكريا في الآية رقم 89
- يحيى في الآية رقم 90
- عيسى (وجعلناها وابنها آية للعالمين) في الآية رقم 91
والله أعلم.
---
*أميرة بيتها*
08-18-2004, 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته(1/1236)
أشكركم على هذه الأفادة القيمة وجزاكم الله عني كل خير ،وأحببت أن أفيدكم أن أول مهاجرة تدخل المدينة هي الصحابية الجليلة (ليلى بنت أبي حثمة العدوية )وتلقب بأول ضعينة تدخل المدينة وذلك بعد البحث في جوجل .
وأعذروني للأطالة .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
---
أبومجاهدالعبيدي
08-19-2004, 02:01 PM
الأخت أميرة بيتها
يمكنك مراجعة الراوبط التالية ، مع أن في المسألة خلافاً
http://www.khayma.com/alsahaba/list1/omsalama.HTML
http://www.khayma.com/alsahaba/list/first.HTML
---
*أميرة بيتها*
08-19-2004, 10:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي أعذرني ولكن أحب دائما أن تكون معلومتي موثقة وقد أصبحت في حيرة من أمري عندما وجدت غجابتين فارجو منك أن تزور هذا الرابط ثم تعطيني رأيك الذي سيكون بعون الله فصل الخطاب
وما كان إلتجائي لكم إلا لأني أعرف بأنكم أكثر مني معرفة . وبالنسبة للسؤال الأخر فهل يعني هذا أنه لم تكن هناك أية واحدة جامعة لهذا العدد من الأنبياء والرسل .
وجزاكم الله عني كل خير.
http://www.muslema.com/muslema/article.php?sid=420
http://www.mknon.net/nesaa/youthrabbhen/nesa40.htm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
(1/1237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني (مفهوم السياق عند العلماء)
---
علم السياق القرآني (مفهوم السياق عند العلماء)
---
محمد الربيعة
01-18-2007, 11:41 PM
علم السياق القرآني علم عظيم المنزلة رفيع القدر ، وهو من أهم مايوصل للفهم الصحيح لكتاب الله تعالى؛ إذ هو الطريق الأسلم لجعل كلام الله متناسباً منتظماً، وهذا هو الأنسب لكتاب الله المعجز المحكم.
وإن من أعظم ما يبين منزلة هذا العلم أنه مرتبط حقيقة بالقرآن نفسه من حيث إنه تفسير للقرآن بالقرآن، ذلك أنه تفسير للآية بما تضمنه نصها، أو بما سبقها ولحقها من الآيات، وهذا من تفسير القرآن بالقرآن، بل هو أقوى مراتب هذا النوع، وذلك أن تفسير القرآن بالقرآن قد يكون في محل واحد وسورة واحدة، وقد يفترقان، وأقوى النوعين وأسلمهما ما كان في محل واحد وسورة واحدة ، وهذا هو السياق؛ إذ أن السياق هو: (الغرض الذي ينتظم به جميع ما يرتبط بالنص من القرائن اللفظية والحالية).
ومن هنا فيمكن القول بأن السياق أصل من أصول التفسير التي يجب الاعتماد عليها في تفسير كتاب الله تعالى.
قال شيخ الإسلام: "ينظر في كل آية وحديث بخصوصه وسياقه، وما يبين معناه من القرائن والدلالات، فهذا أصل عظيم مهم نافع، في باب فهم الكتاب والسنة"(مجموع الفتاوى 6/18 ).
وإذا علم فضل هذا العلم ومنزلته في التفسير، فإنه من أعظم ما ينبغي على المهتمين بتفسير القرآن ملاحظته ومراعاته. وحيث قد هداني الله وساقني لدراسة هذا العلم وتطبيقه على أعظم سورتين في كتاب الله تعالى وهما سورتا الفاتحة والبقرة، فإنني سأعرض في هذا الملتقى المبارك لخلاصة ماجمعته وتوصلت إليه في الدراسة النظرية إحياءَ لهذا العلم وتعريفاَ به . وأول وقفة لي مع هذا العلم هي بعنوان :
(((مفهوم السياق عند العلماء والباحثين))) .(1/1238)
بالنظر إلى أقوال العلماء في تحديد مفهوم السياق نجد أنهم متفاوتون في التعبير عنه، ولنا أن نستعرض شيئاً من أقوالهم في ذلك ليتبين المراد:
قال ابن دقيق العيد":أما السياق والقرائن، فإنها الدالة على مراد المتكلم من كلامه"([1]).
وقال السرخسي ([2])":القرينة التي تقترن باللفظ من المتكلم، وتكون فرقاً فيما بين النص والظاهر هي السياق، بمعنى الغرض الذي سيق لأجله الكلام"([3]).
وقال السلجماسي ([4]) في تعريف السياق بأنه":ربط القول بغرض مقصود على القصد الأول"([5]).
وقال البناني ([6])":السياق هو ما يدل على خصوص المقصود من سابق الكلام المسوق لذلك أو لاحقه"([7]).
بالنظر لمجموع ماذكر العلماء في تعريف السياق يمكن الخروج بنتيجة واضحة أن السياق مؤلف من عدة عناصر:
أولها: وهو محوره وقطب رحاه وعمدته: الغرض والمقصود ومراد المتكلم.
ثانيها: تآلف الكلام وتتابعه وجريانه على أسلوب واحد.
ثالثها: الظروف المحيطة بالنص، وأحوال المخاطبين فيه.
واستيعاب السياق لهذه العناصر واشتماله عليها هو الذي يوفق بين المعاني المختلفة ويحدد هذا المصطلح العام.
ويمكن أن نخلص إلى تحديد أدق للسياق بناءً على ذلك كله: بأن السياق هو الغرض الذي ينتظم به جميع مايرتبط بالنص من القرائن اللفظية والحالية.
وبهذا الحد يتوافق المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، وبه يجتمع اختلاف العلماء والمفسرين في تعريف السياق؛ ولذا فإنه يمكن أن يطلق على عنصر من عناصر السياق بأنه السياق باعتبار أنه جزء منه، وعليه يحمل إطلاق بعض المفسرين للسياق، وغالب إطلاقهم للسياق مقصود به الغرض الذي ورد الكلام لأجله كما تبين من أقوالهم السابقة(1/1239)
وتأييداً لما خلصت إليه في تحديد السياق أذكر ماقرره بعض الدارسين لمفهوم السياق: قال صاحب كتاب دلالة السياق ":وهنا يمكن تلخيص القول في مفهوم السياق في التراث العربي في النقاط الثلاث التالية: الأولى: أن السياق هو الغرض، أي مقصود المتكلم في إيراد الكلام... الثانية: أن السياق هو الظروف والمواقف والأحداث التي ورد فيها النص أو نزل أو قيل بشأنها، الثالثة: أن السياق هو ما يعرف الآن بالسياق اللغوي الذي يمثله الكلام في موضع النظر والتحليل، ويشمل ما يسبق أو يلحق به من كلام"([8]).
وقال صاحب كتاب منهج الدرس الدلالي عند الشاطبي":ويمكن نعت بحث الشاطبي لمسألة السياق بأنه مستوعب لمقتضيات الخطاب التي تتطلب النظر في مجموع ما يرتبط به"([9]).
وقال صاحب كتاب البحث اللساني":السياق يقتضي عناصر مختلفة، أولاً عنصر ذاتي وهو معتقدات المتكلم وأيضاً مقاصد المتكلم، ثم العنصر الثاني أسميه عنصراً موضوعياً وهو الوقائع الخارجية التي تم فيها القول يعني الظروف الزمانية والمكانية. ثم العنصر الذي أسميه العنصر الذواتي، وأقصد به المعرفة المشتركة بين المتخاطبين"([10]).
وقال صاحب رسالة دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي":وبعد هذا البيان فإننا نخلص إلى تعريف للسياق، وهو أنه: الغرض الذي تتابع الكلام لأجله، مدلولاً عليه بلفظ المتكلم، أو حاله، أو أحوال الكلام، أو المتكلم نفسه، أو السامع"([11]).
ويقول صاحب رسالة أثر السياق في النظام النحوي":وبعد هذا الكم من التعريفات يمكن أن نخلص إلى تعريف يختصرها بقولنا هو: (مجموعة القرائن اللفظية والحالية الدالة على قصد المتكلم من خلال تتابع الكلام وانتظام سابقه ولاحقه به"([12]).(1/1240)
ويقول صاحب رسالة السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية":التعريف المختار للسياق القرآني ، هو مايحيط بالنص من عوامل داخلية أو خارجية ، لها أثر فير فهمه ، من سابق أو لاحق به ، أو حال من حال المخِاطِب، والمخاطَب، والغرض الذي سيق له، والجو الذي نزل فيه" ([13]).
----الحواشي -------------------------------
([1]) ((إحكام الأحكام)) (2/21).
([2]) محمد بن حمد بن سهل، قاض من كبار الأحناف، مجتهد، مات سنة 483هـ انظر: الأعلام 5/315
([3]) ((أصول السرخسي)) (1/164).
([4]) علي بن عبد الواحد بن محمد أبو الحسن الأنصاري، كان آية باهرة في جميع العلوم وجميع أحواله كلها مرضية مات سنة1057 هـ انظر: الموسوعة الميسرة 2/1626و معجم المؤلفين 2/471
([5]) ((المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع)) (ص18).
([6]) عبد الرحمن بن جاد الله البناني المغربي فقيه أصولي نزيل مصر مات سنة 1198هـ ((معجم المؤلفين 2/86))
([7]) ((حاشية البناني على جمع الجوامع)) (1/20).
([8]) ((دلالة السياق لردة الله الطلحي)) (ص51).
([9]) ((منهج الدرس الدلالي عند الإمام الشاطبي)) (ص165).
([10]) ((البحث اللساني لطه عبد الرحمن)) منشورات كلية الآداب بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 6، ص301.
([11]) ((دلالة السياق وأثرها في توجيه المتشابه اللفظي في قصة موسى، للشيخ فهد الشتوي)) (27).
([12]) ((أثر السياق في النظام النحوي على كتاب (البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري) للدكتور نوح الشهري) (ص79).
([13]) ((السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية، للدكتور سعيد الشهراني)) (ص22).
---
نورة
01-19-2007, 01:54 PM
جزاكم الله خيراً
وفتح عليكم فتوح العارفين
ومعكم متابعون
---
أبو عدنان
01-20-2007, 02:52 PM
الموضوع هذا قدمت فيه أطاريح عديدة في جامعة مكناس بالمغرب ..
حبذا لمن اطلع على شيء من رسائلها التعريف بها .
---
القعقاع محمد(1/1241)
01-21-2007, 10:31 AM
جزاكم الله خيراً
---
د.عبدالرحمن الصالح
01-21-2007, 02:10 PM
كان لهذا المقال بعض الضوء على مفهوم السياق وكونه وحدة دلالية معتبرة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7198
---
الإسلام ديني
01-21-2007, 02:58 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أخي الحبيب على هذا الموضوع المهم
فللأسف
أرى كثيرا من بعض العلماء و غيرهم من العامة
يهملون السياق الرباني و يجتزئون جزء من آية ما - لإثبات صحة تأويلهم أو إثبات عقيدة ما !!!؟؟
/////////////////////////////////////////////////
---
أمين الشنقيطي
01-21-2007, 10:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أرجوا إفادتي والأعضاء عن أفضل تفسير استخدم التفسير بدلالة السياق القرآني،الذي قدمتم هذه الدراسة الجميلة عنه؟
ثمّ ماإذا كان تفسير المجمع بالمدينة من هذا النوع؟وجزاكم الله خيراً.
---
محمد الربيعة
01-23-2007, 08:50 AM
الشيخ أمين الشنقيطي
من خلال تتبعي للتفاسير في الدراسة التطبيقية لسورة البقرة ، تبين لي اعتماد كثير من المفسرين لهذا العلم على تفاوت بينهم في ذلك ، ومن أبرزهم ابن جرير وابن عطية وأبو حيان وابن كثير ، وابن عاشور . وسأبين في حلقات التعريف بهذا العلم مناهجهم في ذلك بإذن الله تعالى
ولكن لم أقف على تفسير معين اعتمد السياق في جميع تفسيره ، وعنى به في جميع ترجيحه ، وهذا الذي يؤكد ضرورة العناية بهذا العلم في التفسير .
---
محمد الربيعة
01-23-2007, 10:48 AM
الدكتور عبدالرحمن وفقه الله(1/1242)
قرأت ماسطره قلمك عن النظرة الجديدة التي جاد بها فكرك ونظرك الثاقب ، وقد أمعنت النظر فيه ، وأظن أن ماتوصلت إليه من من تحديد الوحدات الخمس هو خلاصة جهد وممارسة ، وقد لفت نظري بأنك جعلت السياق هو أهم وحدة جامعة ، وهي في نظري نتيجة صحيحة ، إذ إن السياق حقيقة جامع للوحدات التي تسبقه كلها فهو نظرية تشمل الكلمة وموقعها وسر تعبيرها ، والحروف ومعانيها ، والجمل وترابطها .
وأرجو أن تأذن لي بإعادة نشر الخلاصة مع اختصار وترتيب لها ليكون مؤكداَ وشاهداَ لأهمية علم السياق ودراسته :
((( الخلاصة في ضوء كون التفسير هو علم فهم معاني القرآن على مراد الله أو كما فهمه النبي وصحبه فهو بهذا المعنى (علم دلالة القرآن)، ولما كان السياق اللغوي هو وحدة دلالية عند جميع علماء اللسانيات المعاصرين كان علم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية) إذ يمكن أن ننقل الترتيب التصاعدي للوحدات الدلالية (كلمة -عبارة-جملة-سياق) إلى علم التفسير فنقول :
1- الوحدة التفسيرية الصغرى هي الكلمة القرآنية: ولضبط هذه الوحدة نحصر مراجعها في علم المعاجم ومعاني الكلمات ومفردات القرآن ، وكتب التصريف والصرف لأنه علم الصيغ، وكتب علم معاني الأدوات فهو جزء من علم النحو.
2- الوحدةالتفسيرية الثانية (العبارة أو شبه الجملة في القرآن ) فكانت تدرس في كتب النحو ، وفي حقل الإضافة أيضا من تلك الكتب.
3- الوحدة التفسيرية الثالثة هي الجملة القرآنية ، وهذه مراجع دراستها جميع كتب النحو والتفاسير خصوصا تلك التي تركز على النحو في منهجها.(1/1243)
4- الوحدة التفسيرية الرابعة هي السياق ، والمرجع في فهم السياق القرآني هو علم ترابط الجمل ومرجعه تفسير الزمخشري ، وعلم النظم والبلاغة بكتبها المعروفة. وعلم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية) . وربط السياق اللغوي بواقعه التاريخي مهم ، ويحوج المفسر لهذه الوحدة التفسيرية العودة إلى كتب التاريخ بمعناه العام بما فيها كتب الحديث والسير والمغازي، لكنه عند هذه المرحلة يكون قد دخل الوحدة التفسيرية الكبرى الخامسة وهي ( السياق الحضاري -التاريخي-الاجتماعي) للنص القرآني ، والمقارنة بين السياقين في خصوص النص القرآني هي نوع من العلم جميل وجديد ولذيذ.
وعلى ذلك يكون :
- العالم بمفردات القرآن والمعاجم : مرجعنا في فهم الوحدة التفسيرية الأولى يشاركه في ذلك العالم بوظائف الكلمات القواعدية ومعانيها ، وتحولات صيغ الأفعال ومعاني الزيادات.
- ويكون العالم بالنحو المُغني لفهمه لكتب النحو في التراث بقراءات لسانية معاصرة مرجعنا في الوحدة التفسيرية الثانية والثالثة .
- ويكون عالم البلاغة وعِلم ترابط الجمل والمحيط بأسباب النزول الناقد لها في ضوء منهج المحدثين مرجعنا في الوحدة التفسيرية الرابعة.
- وأما المرجع للوحدة التفسيرية الخامسة فهو كل ما يكتب في الدفاع عن العقيدة الإسلامية. لأنها هي السياق الحضاري العام لورود القرآن. وأما الأساس الثاني فهو ضرورة اعتبار السيرة النبوية ...
هذه الضوابط ترتب المعاني والأفكار بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ربط القرآن بسيرة النبي وبما ثبت من طريقة فهم الصحابة له. وهيهات أن يحيط بالوحدات التفسيرية الخمس رجل واحد ولكن يمكن رسم المخطط العام للمقاربة العلمية في التفسير . والله من وراء القصد))) اهـ باختصار وترتيب .
---
(1/1244)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا عن تفسير البشتي.... ؟
---
ماذا عن تفسير البشتي.... ؟
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
10-16-2003, 04:26 PM
ماذا عن تفسير البشتي؟
لقد رأيت في قسم الرسائل الجامعية في مكتبة الملك فهد الوطنية قسماً من الكتاب محققاٌ في جامعة المدينة لمحقق نسيت اسمه الآن ..
وسؤالي هل حقق شيء غير هذا القسم ؟ وماذا وجد من هذا الكتاب العظيم المسند ؟ وما نسخه ؟
---
أبو بيان
10-16-2003, 07:10 PM
أظنك تقصد تفسير القاضي البستي , فإن كان هو فقد وقفت على رسالتي دكتوراه في الجامعة الإسلامية حققت مواضع منه ولا أدري عن غيرها من الرسائل , وهل هو كامل أو لا .
وننتظر جواب أهل المدينة حفظهم الله .
---
أبو صفوت
10-16-2003, 10:59 PM
هل من تعريف موجز بهذا الكتاب ؟
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
10-17-2003, 10:04 PM
نعم هو القاضي أبو محمد إسحاق بن ابراهيم البشتي تلميذ قتيبة بن سعيد
---
العبيدي
10-19-2003, 06:18 PM
تفسير ابي محمد اسحاق بن ابراهيم البُستي القاضي "من أول سورة الكهف الى نهاية سورة الشعراء" -تحقيق ودراسة .
اسم الباحث : عوض بن محمد ظافر العمري
حالة الباحث : محاضر
المرحلة :الدكتوراه
الكلية : القرآن الكريم
القسم : التفسير
المشرف : عوض بن محمد ظافر العمري
المناقش الأول :د/ حكمت بشير ياسين حسيني
المناقش الثاني :د/ مبارك محمد أحمد رحمة
تاريخ القيد : 19/06/1989
تاريخ التسجيل :1410/05/29
تاريخ المناقشة :1413/10/25هـ
التقدير :الشّرف الأولى
ملخص تعريفي بالرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة.(1/1245)
ذكر في المقدمة أسباب اختيار الموضوع وخطة البحث والمنهج المتبع فيه . وفي القسم الأول الدراسي أورد الباحث فصلين: دراسة عن المؤلف (اسمه ،نسبه،ولادته ونشأته،ورحلاته،شيوخه،تلاميذه،عقيدته،منهجه الفقهي،مكانته العلمية،مؤلفاته،وفاته) دراسة عن الكتاب تضمنت عنوان الكتاب ونسبته لمؤلفه ووصف نسخته وذكر مصادره ومنهج المؤلف فيه وقيمته العلمية .
وقد اعتمد المحقق على نسخة فريدة من الكتاب محفوظةبمكتبة البلدية بالاسكندرية وهي ناقصة تبتدئ من أول سورة الكهف وتنتهي بالآية 12 من سورة النجم ، تاريخ نسخها 368هـ، عدد أوراقها 232ورقة، عددالأسطر22-25الجزء المحقق منها 99ورقة.
وفي القسم الثاني النص المحقق ويحتوي على تفسير السور التالية: الكهف، مريم،طه،الأنبياء،الحج،المؤمنون،الفرقان،الشعراء.
من ليل الرسائل العلمية
عمادة البحث العلمي
الجامعة الإسلامية
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
10-20-2003, 06:10 AM
شكر الله لمن أفاد .. ومن سيفيد ..
---
(1/1246)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مختارات 99 علماء ومربون .
---
مختارات 99 علماء ومربون .
---
د. محمد مشرح
10-09-2005, 05:45 PM
مختارات 99 علماء ومربون .
الشيخ العمراني علامة العصر
تشعر في حضرته بهيبة العالم الجليل، الغزير في علمه، المتزن في طرحه وتناوله، المتواضع في تعاطيه، البسيط في تعامله مع كل من حوله، والاهم روح الفكاهة والنكتة تلك التي تسكنه إلى جانب رحابة صدره .
العلامة المعروف الشيخ محمد اسماعيل العمراني، له اجتهاداته وأبحاثه وتحقيقاته ومؤلفاته العلمية القيمة، التي ما يزال معظمها مخطوطا لم ينشر بعد، ومع ذلك تجده لا يحب الظهور والأضواء ، بل يعتبر نفسه "نصف عالم".
وسط زحمة انشغالاته، وكثرة اهتماماته، والمساحات البيضاء التي تغطي ملامحه، يبدو وكأن تفكيره قد انهكه، لكنه لم يهزمه، فهو بقدر ما نسأل الله أن يمده بالصحة والعمر المديد، يحتفظ بذاكرة قوية مثل شابا في مقتبل العمر، وارهاصات التقدم في السن لم تثنه عن مواصلة ما بدأه قبل سنوات تعود لعشرينيات القرن الماضي، إذ يواصل تحقيقاته وابحاثه العلمية ، ويواظب على تقديم حلقات الدرس في مسجد الزبيري بالعاصمة،ولا يبخل بفتواه في المسائل الشرعية والدينية لطالبيها ممن يقصدونه ليل نهار ومن كل حدب وصوب.
صادفناه بعد صلاة العصر بصحبة مجموعة من طلابه في الطريق لزيارة أحد جيرانه على فراش المرض فرافقناه، ورغم طلبه منا انتظاره في المسجد حتى يعود، إلا ان ابتسامته وبشاشته المعهودة، جعلته يهضم تطفلنا بمجرد معرفته بوجودنا.(1/1247)
في لقائنا هذا تحدث العلامة العمراني باستفاضة عن مشايخه وطفولته وعن طموحاته وأماله، وكشف عن سر العلاقة الحميمة التي تربطه بمسجد الزبيري،وأحرج الأسئلة التي أفتى فيها، ولم يفته توضيح اللغط الحاصل حول الزكاة وعلى من تقع ولايتها..قضايا كثيرة شخصية وعلمية ناقشناها معه، وكان كلما تعمقنا أكثر تزايد تلهفنا للمتابعة.
سألنا في طريقنا معا للمسجد لإجراء هذا الحوار أسئلة كثيرة منها على سبيل المثال: انتم عد صوروا ؟وما عتسألوا ؟ رددت عليه :نعم وأشرت للكاميرا .
وقال زميلي: نريد أن نعرف من هو العمراني.
فأجاب العمراني بروح الفكاهة: " ما فائدة من الصور ، (الصور تنشر في الجرايد وتداس بالاقدام ولااريد ان تداس صورتي)، وبعدين أنا (نص) عالم بفضل دعوة الوالدين ".
*أنا نصف عالم
سبأ: من هو العمراني؟
العمراني: أنا محمد بن إسماعيل بن محمد العمراني نشأت في صنعاء اليمن ولدت في شهر ربيع سنه 1340 ه الموافق سنه 1922 م وقرأت في مدرسة الفليحي ثم في مدرسة الإصلاح ثم في الجامع الكبير، ثم في مسجد الفليحي والروضة وفي قبة المهدي وقبة طلحة وفي مسجد الوشلي وغيرها من المساجد التي كانت محل لدراسة العلوم الشرعية والدينية .(1/1248)
وقد أخذت نصيب لا باس به من علوم النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع، وفي أصول الفقه وأصول الدين والحديث والتفسير .. ولكن لم أصل للعلم الذي كنت اطمح إليه وأحب أن اصل إليه، أنا عبارة عن نصف عالم فقط لا عالم ، ومن يقول بأنني علامة فلعلة من باب حسن الظن بي وإلا فلا كما تقول العرب " سماعك من بعيدي خيرا من أن تره".. وهذا مثلا يضرب لمن يسمعون به فإذا وجوده، وجدوه اقل مما كان يسمعوا به، وأنا يسمعون أن هناك محمد إسماعيل العمراني، والواقع انه ليس بالعالم الذي كانوا يعتقدون به ، وغاية الأمر أنني شغلت نفسي بالتدريس نحو ستين سنة، ادرس في مسجد الفليجي،وادرس في المدرسة العلمية قبل الثورة (مدرسة الوحدة حاليا)وكانت جامعة كبيرة مدة الدراسة فيها عشر سنة.
كما درًست في جامعة صنعاء ، ولازلت أدرس في المعهد العالي للقضاء وفي جامعة الأيمان أيضا وادرس في مسجد الزبيري صباح ومساء.
سبأ: يا ترى إلى ما كنتم تطمحون؟
العمراني: أن أكون علامة مثل العلماء الآخرين مثل تلاميذ الشوكاني مثل تلاميذ ابن حجر العسقلاني مثل تلاميذ ابن تيمية ، ولا اطمح ان أكون مثل الشوكاني وابن حجر وابن تيمية ولكن مثل تلاميذهم .
سبأ: لماذا ليس مثلهم؟
العمراني: لأنهم أصحاب منازل علمية رفيعة، لا يستطيع أحد أن يصل إلي مستواهم.
سبأ: ما هي المؤلفات التي ألفتموها للوصول إلى ما وصلتم اليه ؟
العمراني: ألفت كتاب عن تاريخ القضاء في الإسلام، تم تجميعه من عدة محاضرات ألقيتها قبل 24 سنة في المعهد العالي للقضاء بعنوان (نظام القضاء في الإسلام)، ويضم محاضرات عن القضاء عند العرب قبل الإسلام، والقضاء في فترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، يليها القضاء في عصر الخلفاء الراشدين، ومن ثم أيام بني أمية، وفي أيام بني العباس، ثم الدولة الأيوبية، والقضاء في اليمن قبل الثورة ...الخ.
سبأ: هل معنى هذا انه لا يوجد لديكم كتب أخرى؟(1/1249)
العمراني: معي، لكن ما تزال مخطوطة ولا تستحق النشر.
سبأ: كم عددها يا ترى ؟
العمراني: ضاحكا "قد نسيت".
*الشوكاني شيخ شيخ شيخ شيخي
سبأ: ما هي فحوى المخطوطات التي تحدثتم عنها؟
العمراني: "ما بش مخطوطات" هي مجرد مسودات(خربشات).
سبأ: عمًا تتحدث؟
العمراني: في علوم الشريعة وتاريخ الإسلام لكنها مختصرة ولا تصح بعد لان تخرج إلى حيز الوجود.
سبأ: هل ستخرجونها يوما ما؟
العمراني: إن شاء الله .
سبأ: ماذا يمثل لكم الإمام الشوكاني؟
العمراني: هو شيخ شيخ شيخ شيخي، بيني وبينه ثلاثة، انا مثلا اروي مؤلفات الشوكاني ومسانده ومجموعاته بطرق من جملتها عن السيد العلامة قاسم ابن إبراهيم عن القاضي إسحاق ابن عبد الله المجاهد عن القاضي محمد بن محمد العمراني جدي ابو والدي عن شيخ الإسلام الشوكاني. كما ارويه بطريقة أخرى عن شيخي القاضي عبد الله حويذ عن السيد على السدمي عن القاضي محمد بن محمد العمراني عن شيخ الإسلام الشوكاني، وأرويه عن القاضي عبد الله الجرافي عن المولى العلامة حسين العمري عن السيد إسماعيل ابن محسن ابن عبد الكريم ابن إسحاق عن شيخ الإسلام الشوكاني.. هكذا معي عدة طرق،ولا يوجد بيني وبينه إلا ثلاثة علماء.
سبأ:إلى أي مدى انتم متأثرون بالإمام الشوكاني؟
العمراني: بعضهم يقول لي بمن تأثرت من مشايخك مثلما تأثر العلامة السخاوي بابن حجر وابن القيم تأثر بشيخه ابن تيميه وأنا أقول لم أتأثر بشيخي تأثرت بالقاضي محمد بن علي الشوكاني وبالسيد العلامة محمد رشيد رضا محرر جريدة المنار التي كانت تصدر خلال الفترة من سنه 1315هـ إلى سنه 1354هـ أي خمسة وثلاثين سنه و(35)مجلد ، وكنت معجب بها وكنت اذهب لاستعارتها من خزانه الجامع الكبير أو من أي شخصا واطالعها ، ولهذا أقول: تأثرت برشيد رضا والشوكاني.
* أقسم رمضان ثلاثة أثلاث
سبأ: بمناسبة حلول شهر رمضان ترى ما هي منزلته بالنسبة لكم ؟وكيف تمضون أوقاته؟(1/1250)
العمراني: اقسمه ثلاثة أقسام ، ثلث لقراءة القرآن، وثلث لتدريس العلم، وثلث للإجابة على الفتاوى ثم الفتاوى والفتاوى إلى ما لانهاية وحتى أذان المغرب.
سبأ: وأين حصة أسرتكم وأبنائكم ؟
العمراني: ضاحكا "أسرتي!!" .. "معاهم" من بعد صلاة العشاء إلى قبل الفجر".
سبأ: كيف تصفون علاقتكم بالإعلاميين والصحفيين؟
العمراني: اهرب من اللقاءات الصحفية لان علمي مقصور على المسجد والجامعة فقط ، ولا امتلك علم يستحق النشر للخارج.. علمي في حدود.
سبأ: يا ترى ماذا تحدثنا عن البدايات وأيام الطفولة ؟
العمراني: البدايات الأولى كان الناس يقولون لي : "أقع" عالم ، أجدادك كلهم علماء كبار.. ولكن لم يكن هناك من يعطيني كتب، إلا واحد من العلماء السيد العلامة عبد الرحمن بن حسين الشامي الذي كان دائما يقول لي: (كن) مثل جدك، أقرأ إذا احتجت كتاب أنا أعيرك ..إذا احتجت مخطوط أنا أدي لك.. حتى انه كان إذا عثر على كتاب مخطوط(قيم) يقول ما له إلا فلان ويرسل به لي. على عكس الآخرين الذين لم يعينونني.
المهم بعدها درست عند السيد العلامة عبد الخالق إبراهيم ابن عبد الكريم ابن إبراهيم الأمير، الذي كان محرر جريدة الأيمان في صنعاء، وكانت هي الوحيدة، كما درست عند عمه السيد عبد الخالق ابن حسين الأمير، وعند القاضي عبد الله السرحي، وعند القاضي عبد الله الجرافي، وعند السيد محمد السراجي، وعند السيد العلامة احمد الكحلاني ،وعند القاضي العلامة على الانسي،وعند العلامة على الدبب، والعزي البهلولي ، وعند العلامة عبد الله حميد ،وعند اكبر علامة قبل ستين سنه القاضي العلامة عبد الوهاب الشماحي ،الذي توفي قبل أكثر من 67سنه
1357هـ وهذا كان اكبر علامة في اليمن.
سبأ: في رحلة الفتاوي الطويلة التي تقدمونها لطالبيها .. ما هي أحرج مسألة واجهتكم؟(1/1251)
العمراني: سئلت مرة عن القتال الذي وقع ما بين الدولة العثمانية وبين الإمام يحيى وغيره من الأئمة،لمن الحق مع السلاطين العثمانيين أم مع الدولة القاسمية أئمة اليمن .. فأجبت بقولي: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فالحق معه والله اعلم بالسرائر".
سبأ: ثمة لغط قائم ألان حول من يتولى الزكاة مارايكم؟
العمراني: قال العلماء ولاية الزكاة للدولة ، وهذا هو مذهب الشوكاني في جميع مؤلفاته، ولكن على الدولة أن تأذن للتجار بان يخرجوا بعضا منها للفقراء،أما المنصوص فهو أن ولايتها للدولة، لكن الدولة كانت تأذن في السابق لتجار صنعاء بان يخرجوا بعضها للفقراء والمساكين والمؤلفين والعزيزين الذين في البيوت .
سبأ: لكن هناك من يشكك بتوليتها للدولة؟
العمراني: النبي صلى الله عليه وسلم قال : أعطوهم الذي لهم واسألوا الذي لكم، فقد أجزئت الغني إذا سلمها للدولة سواء كانت الدولة عادلة أو غير عادلة .. سواء صرفتها في مصارفها أو لا ..المسئول أمام الله هو أن يصرفها ولا يسأل عن شيئا أبدا.. ولايتها للدولة ، ومن سلمها للدولة برئت ذمته وليس عليه أن يسأل . الأحاديث تدل على هذا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطوهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم".. فولايتها إلى الدولة،ولا يشترط أن تكون الدولة على مواصفات حسب ما يريد الذين يريدون أن يعرقلوا الزكاة، هؤلاء يتملصون من الزكاة بحجة أنها ليست وظيفتها.. وظيفتك أن تسلم الزكاة للدولة،وتدخل الجنة لأنك قد عملت بالركن الواجب والثواب عند الله قد قدر ، " لا يتعذرش" أحد بأن الدولة عملت "أو سوت" ، وظيفته يسلمها للدولة ، وله الأجر ، وقد اسقط الواجب، وبعدها الدولة تعمل ما تشاء.
سبأ: ما سر العلاقة التي تربطكم بهذا المسجد ؟
العمراني: ضاحكا لان بيتنا بجانب المسجد.
سبأ: ماذا عن مسجد الفليحي لماذا تركتموه؟(1/1252)
العمراني: لا ننا انتقلنا ،وعموما الطلبة هنا هم أكثر من ثلاثمائة على عكس الفليحي الذي لا يتعدون عدد الأصابع .
المرجع : الإصلاح نت
صنعاء –سبأنت:حاوره: محمد السياغي و إبراهيم الذماري
---
(1/1253)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف تجد ما تبحث عنه ( أضافات جديدة) ؟
---
كيف تجد ما تبحث عنه ( أضافات جديدة) ؟
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:02 AM
-لا تكتف بطريقة واحدة في إدخال كلمة البحث ، حاول في عديد من المترادفات والصيغ لكلمات البحث (صيغة المفرد أو الجمع).
- في حال البحث عن المفاهيم المجردة استخدم صيغ المفرد وفي حال البحث عن الأشياء المحسوسة أو الأشخاص والجماعات استخدم صيغ الجمع .
- لا تستخدم العبارات العامة وكثيرة الاستخدام (مثل حروف الجر والعطف).
- وسع نطاق البحث أيضاً عن طريق اختيار البحث في جميع مواقع البحث أو استخدم عبارات أكثر شمولاُ من العبارة التي ادخلتها وحصلت على نتائج قليل
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:03 AM
http://www.multi-search-engine.com/ (http://www.multi-search-engine.com/)
محرك عملاق يحتوي على أعظم محركات البحث المشهو
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:03 AM
البحث المتقدم ضمن جوجل : http://www.google.com.sa/advanced_search?hl=ar (http://www.google.com.sa/advanced_search?hl=ar)
خانة ( لا تحتوي على هذه الكلمات) : تكتب بها الكلمة التي تشترط أن لا توجد في الصفحة التي تبحث عنها ، وأترك للأخوة اكتشاف باقي الخانا
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:03 AM
كيف تبحث في www.google.com (http://www.google.com/)
1 ) العلامة +
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي جميع الكلمات ... ، مثال : لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمتين school و tetcher ضع البحث بهذه الصورة : -
school +tetcher
2 ) العلامة -
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة و لاتحوي كلمة أخرى ، مثال : لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school و لا تحوي الكلمة tetcher ضع البحث بهذه الصورة : -(1/1254)
school -tetcher
3 ) علامات التنصيص ""
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي ما بداخلها بالكامل و بنفس الترتيب
مثال : - لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الجملة please learn me و بالكامل و بنفس الترتيب ضع البحث بهذه الصورة : -
"please learn me"
(الرابع) OR
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي إحدى الكلمات أو جميعها ، مثال : - لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school أو الكلمة tetcher أو كليهما معاً ضع البحث بهذه الصورة : -
school OR tetcher
5 ) intitle
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في العنوان المخصص للمواقع على google
مثال : -لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school في العنوان الظاهر على google ضع البحث بهذه الصورة : -
intitle:school
6 ) allintitle
نفس الفائدة من رقم 5 و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة ، مثال : -لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات school و tetcher و book و ذلك في العنوان الظاهر على google ضع البحث بهذه الصورة : -
allintitle:school tetcher book
7 ) inurl
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في عنوان الموقع على الانترنت
مثال : - لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school و ذلك في عنوانها على الانترنت ضع البحث بهذه الصورة : -
inurl:school
8 ) allinurl
نفس الفائدة من رقم 7 و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة ، مثال : -لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات school و tetcher و book و ذلك في عنوانها على الانترنت ضع البحث بهذه الصورة : -
allinurl:school tetcher book
9) info
يعطيك معلومات عن الموقع الذي تريده ، مثال : - نريد معلومات عن الموقع[/url] www.yahoo.com[/url] ضع البحث بهذه الصورة : -
info:www.yahoo.com (http://www.yahoo.com/)
10 ) cache(1/1255)
الفائدة منه هي الاستفادة من موقع google لسحب الموقع المراد بالكامل مع الاشارة إلى الكلمات المراد البحث عنها ، مثال : - نريد أن نبحث عن كلمة boy في الموقع www.school.com (http://www.school.com/) ضع البحث بهذه الصورة : cache::www.school.comboy (http://www.school.comboy/)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:04 AM
التول بار الدعائي يسبب ثقل رهيب في التصفح , فهو يجمع معلومات عنك ويرسلها الى الشركات الدعائية وهذا يؤثر على سرعة الانترنت , وايضا اغلب هذة التول بار مصنوعة بطريقة سيئة فهي تسبب مشاكل و بطء للجهاز ,وفي بعض الاحيان لايمكنك الاتصال بالانترنت ، مثل برنامج google toolbar
ملحوظة : البرنامج يختلف عن محرك البحث
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:04 AM
(جوجل) : أعرف عنه أنه يسجل رقم أيبيهك ip ، ويسجل المواقع التي بحثت عنها ، جوجل هذا يهودي تقريبا
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:04 AM
وتوجد أدلة وفهارس للمواقع نافعة جداً و منها : http://www.raddadi.com (http://www.raddadi.com/)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:05 AM
كيف تبحث في جوجل في المواقع العربية فقط انظر الصورة
http://www.4freeimagehost.com/uploads/c28504c31ad6.png
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:07 AM
واذا وجدت الموقع الذي بحثت عنه غير موجود على شبكة الانترنت فختار خاصية نسخة مخبئة من موقع جوجل - تكون مكتوبة تحت كل موقع مبحوث عنه - وهى خاصية مفيدة غالباً في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، شاهد الصورة ، والنسخة المخبئة : قد لا تدوم طويلاً
http://www.4freeimagehost.com/uploads/56862d136534.png
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:28 AM
خدمة صفحات شبيهة في جوجل يعني لو تريد صفحات شبيهة لموقع معين :
http://www.4freeimagehost.com/uploads/d34f1a2c9999.png
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 08:29 AM
أحيانا جوجل لا تجده عربي
هنا تجده عربي :(1/1256)
http://www.google.com/intl/ar (http://www.google.com/intl/ar/)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 09:01 AM
أحيانا تبحث في جوجل فيعطيك موقع وبأسفله معلومات عنه كهذة مثلاً :
... 2-ةجردهملا تويزلا عيمجو ىرخألا ةدبزلا لئادبو
نيرجرملا عاونأ عيمج بنجت نوهدلل ةبسنلابو. ...
لغة غير مفهومة لكن لو دخلت الموقع ستجده عربي مفهوم باستثناء بعض المواقع التي تكون باللغة الفارسية
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 09:15 AM
كيف تجد ما تبحث عنه (الجزء الثاني) ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=23118
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:16 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1257)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > حل مشكلة البطء عند تشغيل البرامج (شرح بالصور )
---
حل مشكلة البطء عند تشغيل البرامج (شرح بالصور )
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 02:30 PM
هذه الطريقة تصلح للنظام ويندوز اكس بي و 2000
بداية يجب الضغ على الازرا التالية
ctrl+alt+delete
تابع معي بالصور
http://absba7.absba.org/teamwork1/khalid/1.jpg
http://absba7.absba.org/teamwork2/fwaseel/121.gif
---
(1/1258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسماء اصحاب معركة بدر
---
اسماء اصحاب معركة بدر
---
اه يا عراق
02-12-2005, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوان هل من الممكن ان تدلوني على كتاب يحتوي اسماء جميع الصحابة الذين شاركوا في معركة بدر؟
واذا كانت قائمة الاسماء موجودة لدى احدكم فهل من الممكن ان يقوم بنشرها هنا؟
وهل يعلم احدكم اسم كتاب يتناول حياة كل واحد من هؤلاء الصحابة بالتفصيل؟
وشكرا جزيلا
اخوكم العراقي
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2005, 12:21 AM
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=185&CID=30
---
(1/1259)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير بالإشارة للصم والبكم
---
التفسير بالإشارة للصم والبكم
---
المنذر
12-17-2003, 07:18 PM
الأساتذة الأفاضل ... والإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ارجو إفادتي عن تفسير القرآن بالإشارة والحركات للصم والبكم ..
هل يعرف أحدكم من كتب في هذا المجال .. أو درس عنه .
وما هي الطريقة التي يفسر فيها آيات القرآن الكريم للصم والبكم ؟
فمن كانت عنده أي فائدة أو معلومة عن هذا الموضوع أن يفيدنا مشكورا .
وجزاكم الله خيراً ...
---
محمد الشايع
12-18-2003, 05:06 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك دراسة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للقيام بتفسير بعض أجزاء القرآن لهم وشكرا
---
(1/1260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة تفسير آية لدى الطبري
---
مدارسة تفسير آية لدى الطبري
---
جمال حسني الشرباتي
02-12-2005, 04:35 AM
الأخوة الأكارم
أود أن أتدارس معكم تفسير هذه الآية لدى الطبري وهي
((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ)) 210 البقرة
قال بداية((" يعني بذلك جل ثناؤه: هل ينظرُ المكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام والملائكة ؟.))"---وهذاتقريبا تكرار لنص الآية
ثم تحدث عن اختلاف قراءة " الملائكة" بالرفع أم بالخفض ورجح هو الرفع --قال"وأما الذي هو أولى القراءتين في:" والملائكة"، فالصواب بالرفع، عطفًا بها على اسم الله تبارك وتعالى، على معنى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وإلا أن تأتيهم الملائكة،)) "
ثم تحدث عن الإختلاف بين القراءتين"ظلل" و "ظلال" فقال((وكذلك اختلفت القرأة في قراءة"ظلل"، فقرأها بعضُهم:"في ظُلَل"، وبعضهم:"في ظلال".)) ورجح قراءة :"في ظلال" لموافقتها لرسم المصحف
ثم ناقش التأويلين التاليين
0((#قال أبو جعفر: ثم اختلف أهل التأويل في قوله:" ظُلل من الغمام"، وهل هو من صلة فعل الله جل ثناؤه، أو من صلة فعل"الملائكة"، ومن الذي يأتي فيها ؟ فقال بعضهم: هو من صلة فعل الله، ومعناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وأن تأتيهم الملائكة.
#وقال آخرون: بل قوله:" في ظلل من الغمام" من صلة فعل"الملائكة"، وإنما تأتي الملائكة فيها، وأما الرب تعالى ذكره فإنه يأتي فيما شاء.))
وكعادته ذكر بالسند من قال بكل منهما(1/1261)
ثم رجح الأول فقال": وأولى التأويلين بالصواب في ذلك تأويل من وجَّه قوله:" في ظُلل من الغمام" إلى أنه من صلة فعل الرب عز وجل، وأن معناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وتأتيهم الملائكة، " داعما رأيه بالسنة المطهرة
ثم بين معنى " هل" فقال "وأما معنى قوله:" هل ينظرون"، فإنه ما ينظرون، "
ثم إلى النقطة المفصلية في تفسيره لهذه الآية إذ قال
(((ثم اختلف في صفة إتيان الرب تبارك وتعالى الذي ذكره في قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله".
فقال بعضهم: لا صفة لذلك غير الذي وصَف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول، وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا.
* * *
وقال آخرون: إتيانه عز وجل، نظيرُ ما يعرف من مجيء الجائي من موضع إلى موضع، وانتقاله من مكان إلى مكان.
* * *
وقال آخرون: معنى قوله:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله"، يعني به: هل ينظرون إلا أن يأتيهم أمرُ الله، كما يقال:"قد خشينا أن يأتينا بنو أمية"، يراد به: حُكمهم.))
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: هل ينظرون إلا أن يأتيهم ثوابه وحسابه وعذابه، كما قال عز وجل بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) [سبأ: 33] وكما يقالَ:"قطع الوالي اللص أو ضربه"، وإنما قطعه أعوانُه.* * * ولم يعط رأيا!!
لم يرجح قولا مما سبق!!
علام يدل ذلك يا أهل التفسير؟؟
فهو عندما فسر الآية أعادها تقريبا بألفاظها (هل ينظرُ المكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به، إلا أن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام والملائكة )
وعندما عرض الآراء فيها لم يتبن رأيا---فلم كان هذا منه يا أهل التفسير وهو المفسر الحاذق البحر علما ومعرفة؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
02-14-2005, 07:45 AM
السلام عليكم(1/1262)
لم أتلق ردا مع أني كنت مستفسرا متسائلا عن السر وراء عدم التزام الطبري برأي محدد في تفسير آيات فيها بعض الإشكال من حيث التفسير
وإليكم هذا المثال للطبري أيضا
أية سورة الملك((أأمنتم من في السماء))
قال الطبري
((أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء } أَيّهَا الْكَافِرُونَ { أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور } يَقُول : فَإِذَا الْأَرْض تَذْهَب بِكُمْ وَتَجِيء وَتَضْطَرِب .))
نجده قد كرر ألفاظ الآية هنا أيضا ولم يفسر " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء } مطلقا
فماذا يعني هذا يا أهل التفسير؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2005, 05:25 PM
أخي العزيز جمال حسني وفقه الله
الطبري رحمه الله له مؤلفات أخرى غير التفسير . وكتابه التفسير كتاب كبير . وسؤالي : هل استقصيت كلام الطبري على الآيات المماثلة في تفسيره لتخرج بما يشبه الصواب ؟
هل رجعت لكتابه التبصير في معالم الدين ص 145 من الطبعة الثانية ؟ فقد تكلم عن هذه الآية ونظائرها وفصل في ذلك؟(1/1263)
الحكم على عقيدة عالم من العلماء من خلال موضع في مؤلف له في رأيي منهج غير سديد . حيث لا تدري متى كتب هذا الكلام ، وماذا يقصد بالتحديد منه ، وما لم تجمع كلامه في مواضع كثيرة ومتعددة ، وتعلم علماً يقينياً برأيه في مسائل الاعتقاد ، فلا توافق على استنتاجك وجزمك بعقيدة عالم من العلماء. وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم . يستفيد من الكتب والعلماء ، ويبقى لسانه عفاً ، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم ، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب ، والبعد عن الحق والعلم.
الإمام الطبري من كبار علماء السلف ، ومنهجه لمن قرأ كتبه كلها بتمعن واضح لا لبس فيه لمن أراد الحق فقط. ومن اكتفى باقتطاع الكلام وبتر النصوص ، فسيتعب نفسه ويتعب الآخرين معه بلا فائدة تذكر. ومسائل العلم المهمة الأصلية أكثر وأهم من أن يصرف طالب العلم وقته في غيرها.
ثم أمر أخير وهو أن الطبري قد بين رأيه في النقل الذي نقلته عنه وهو قوله بعد ذكر القول الأول :(وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا).
وأما ترك الطبري تفسير قوله تعالى:(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء) . فلأنها واضحة مفهومة ولله الحمد. معناها أن الله في السماء. والعربي يفهمها. دون معرفة كيفية ذلك ، والحق في هذه المسألة وأمثالها واضح لا تعقيد يه. تثبت الصفة كما أثبتها الله لنفسه وهي صفة العلو هنا ، دون تكييف لها ، ولا تشبيه لله بخلقه ، ودون تعطيل لها ولا تحريف أيضاً. والحمد لله رب العالمين
---
جمال حسني الشرباتي
02-17-2005, 05:45 PM
السلام عليكم شيخي الدكتور الشهري(1/1264)
قولك ((وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم . يستفيد من الكتب والعلماء ، ويبقى لسانه عفاً ، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم ، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب ، والبعد عن الحق والعلم.))
يكتب بماء الذهب
بارك الله فيك وأبقاك لنا
---
(1/1265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمعية تكريم العلماء(ضع رأيك)
---
جمعية تكريم العلماء(ضع رأيك)
---
جمال أبو حسان
03-15-2007, 11:11 AM
جمعتني الاقدار في رحلة الى جامعة المنيا بالاستاذ الدكتور يوسف الانصاري من كلية اللغة العربية بجامعة ام القرى وكان رجلا عالما محبا للعلماء فتجاذبت واياه اطراف الحديث حول موضوعات شتى واقترحت عليه ان نبدا بانشاء جمعية تسمى جمعية تكريم العلماء في الوطن العربي لتكون نواة لما هواكبر منها ان شاء الله تعالى
غاية هذه الجمعية ان ندرس احوال العلماء العاملين الذين لهم اسهامات متعددة في نشر الفضيلة والعلم على مستوى عام او خاص ولنبدا هذه الجمعية بتكريم العلماء الذين لهم دور في خدمة القران واللغة العربية امثال الاستاذ الدكتور محمد ابو موسى والدكتور عبد العظيم المطعني كما صنعنا وصنع غيرنا مع الشيخ محمود شاكر والاستاذ الدكتور فضل عباس والاستاذ الدكتور محمد سعيد البوطي وغيرهم.
وسيكون هذا التكريم عن طريق انشاء كتاب خاص بهذه المناسبة تتولى الجمعية تحريره وارساله الى احدى دور النشر المميزة لتنال شرف الاختصاص بطباعته والافادة من ريعه مقابل الطباعة وليس للجمعية الا الاشراف والتحرير
وتكون هذه الكتب منشأة عن طريق استكتاب نخبة من العلماء في العالم الاسلامي حول موضوعات معينة تختارها الجمعية مما يكون لها صلة بالشخص المكرم ثم تقوم الجمعية بجمع هذه البحوث وقراءتها وجمع بعضها الى بعض على هيئة كتاب ينشر في العالم لعلنا بهذا نؤدي بعض الواجب علينا تجاه علمائنا الكبار ولنحفز الناشئة على ان يسعوا الى هذه المنازل العالية
ويكون من هدف الجمعية ان تصدر كتابا في تكريم عالم كل سنتين مثلا
فما رأيكم ايها الاكارم ؟ هل نبدا بالمشرفين على هذا الملتقى فنوجه لهم الخطاب لتبني مثل هذه الفكرة ؟ أم ماذا؟
---(1/1266)
د عبدالله الهتاري
03-15-2007, 09:50 PM
أحسنت أخي الشيخ الدكتور أبا حسان بهذا الرأي وقد رأيت كتابكم الصادر بمناسبة تكريم شيخنا فضل عباس
فسررت به كثيرا ورأيت أن هذ أقل ما يمكن فعله في حق علمائنا الفضلاء وأرى أن يفرد الكتاب القادم لشيخ البلاغة القرآنية العلامة" محمد أبو موسى" وأن يبدأ العمل من الآن بتوجيه دعوات للعلماء الباحثين من أعلام اللغة والبلاغة لكتابة الأبحاث وإهدائها للشيخ الكر يم ؛ لجهوده العلمية وبلوغه الثمانين ويضم ذلك في كتاب،وأقترح أن يكون ذلك بإشرافكم وإشراف الدكتور يوسف الأنصاري لكونه في جامعة أم القرى حيث عمل الشيخ أبي موسى
---
عبد العزيز الضامر
03-18-2007, 10:52 PM
فكرة موفقة وتحتاج إلى وضع خطة تسير وفق منهجية مدروسة ومتقنة حتى يخرج العمل بطريقة إبداعية.
---
د.يسري خضر
03-19-2007, 09:52 AM
من الوفاء الواجب للعلماء الافاضل تحقيق هذا المشروع فقد امرنا الاسلام ان نعرف الفضل لاهل الفضل
وقد قامت امتنا بهذا الواجب والمكتبة الاسلامية شاهدة بذلك فقد حفظت لنا سير العلماء والنبلاء
ان هذا العمل يحقق اهدافامباركة منها !
الاحتفاظ بتاريخ مشايخناوتوثيق اي شيء منهم وهم بيننا الان
و السير علي منوالهم
و مواجهة دعاة الهدم الذين يلتفون حول الاقزام ويكتبون عنهم ويتحدثون عن احوالهم ليلا ونهارا
وهذه الفكرة نجحت وطبقت فقرانا في الملتقي ما كتب عن العلامة محمد عبد الخالق عضيمة من احد تلاميذه
وماكتب عن العلامة القرضاوي باقلام اخوانه وتلاميذه
ويمكن الافادة من المنهج الذي اتبعته جامعةقطر وقد نشرت خطة عملهم في مقدمة المجلد الاول (الشيخ القرضاوي )
وجزي الله خيرا كل من ساعد علي تحقيق هذا العمل
---
(1/1267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طالب علم جديد
---
طالب علم جديد
---
أبو جهاد الأنصاري
02-02-2006, 01:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم فى الله / أبو جهاد الأنصاري
من مصر
طالب علم جديد ينضم إلى حضراتكم
أسأل العلى القدير أن يرزقنى كثيراً من العلم النافع على أيديكم
وأسأله - سبحانه - أن يجعله لنا عوناً فى هذه الدنيا على طاعته
وأن يكن لنا صدقة جارية بعد مماتنا
وأن يكون زخراً لنا فى الآخرة
ويرفع له منازلنا فى الجنة
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقاً.
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2006, 01:41 PM
حياكم الله يا أبا جهاد بين إخوانك في الملتقى العلمي للتفسير والدراسات القرآنية. ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
---
أبو جهاد الأنصاري
02-02-2006, 09:44 PM
جزاك الله خيراً سيادة الدكتور / عبدالرحمن بن معاضة الشهري
لا حرمنا الله من علمك.
---
عبدالرحيم
02-04-2006, 12:34 PM
حياك الله أخاً كريماً في الله
وجنديا من جنود دعوة التوحيد
لا حرمنا الله من همتك وغيرتك الدعوية أخي الكريم
---
أبو جهاد الأنصاري
02-12-2006, 05:56 PM
حياك الله أخى الفاضل عبد الرحيم وجزاك الله خيرا
---
(1/1268)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > CD برنامج بلال للتحميل
---
CD برنامج بلال للتحميل
---
طويلب علم صغير
06-14-2003, 06:05 PM
انظر الرابط
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9209
---
روضة ميدو
03-30-2006, 06:19 AM
بارك الله فيكم
---
(1/1269)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > طريقة إرفاق الصورة داخل مشاركتك في الملتقى
---
طريقة إرفاق الصورة داخل مشاركتك في الملتقى
---
سامي عبدالعزيز
05-27-2006, 01:12 PM
=======( 1 )=========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37921&stc=1&d=1143924296
======== ( 2 )========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37922&stc=1&d=1143924296
======== ( 3 )========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37923&stc=1&d=1143924296
====== ( 4 )==========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37924&stc=1&d=1143924296
======== ( 5 )========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37925&stc=1&d=1143924296
======== ( 6 )========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37926&stc=1&d=1143924296
========( 7 )========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37927&stc=1&d=1143924296
======== ( 8 )========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37928&stc=1&d=1143924296[/QUOTE]
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2006, 11:21 PM
يمكنك الآن من خلال وظيفة (تحميل صورة ) رفع الصورة للموقع مباشرة دون حاجة لرفعها لمكان آخر ثم وضع رابطها.كما في الصورة .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_27990458c3dd7a3086.jpg
وهذا أفضل من رفع الصورة لأي موقع آخر ثم وضع رابطها هنا ، لأن المواقع المجانية لرفع الصور غير مضمونة وربما تفقد الصورة بعد أيام فلا ينفع وضع رابطها هنا ، وتلاحظ أن الموقع يكتب تلقائياً (tafsir.org) تحت الصورة . حيث أصبح الملتقى يقوم بوظفية مركز تحميل الصور.(1/1270)
علماً أنه ينبغي أن يكون حجم الصورة 180 ك حتى ترفع للملتقى .
---
(1/1271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدكتور محمد أمين المصري والتربية القرآنية في سورة الأنفال
---
الدكتور محمد أمين المصري والتربية القرآنية في سورة الأنفال
---
أبو عبد العزيز
02-15-2006, 02:06 PM
الدكتور محمد أمين المصري والتربية القرآنية في سورة الأنفال
للشيخ محمد أمين المصري رحمه الله كتاب أسماه ( من هدي سورة الأنفال )..
وهو كتاب يجل عن الوصف ولكاتبه رؤى حول الاستفادة من القرآن عجيبة..
والشيخ من العلماء الدعاة الأتقياء الشجعان، نحسبه كذلك والله حسيبه.
وكان يركز في دروسه ومحاضراته على سورة الأنفال.. حتى ظن الظانون أنه لا يحسن غير سورة الأنفال، وكان يمازح من يعرفه ويقول: " أنا لا أعرف إلا تفسير سورة الأنفال".
كان – رحمه الله – يركز على التربية القرآنية.. على العيش مع القرآن وأجواء القرآن، والتفاعل مع القرآن، كما تفاعل معه الجيل الأول. [ كتاب علماء الشام في القرن العشرين 193 – 199].
يقول، رحمه الله في الكتاب المذكور ص63:
( والملاحظة الثانية أن التربية القرآنية كانت تربية عملية في ميدان الجهاد. لم تتنزل الآيات والأصحاب في قاعة محاضرات يستمعون كما يستمع شبابنا وقلوبهم لاهية يحتل سويداءها شغلها ومهامها خارج القاعات، ولم تكن تتنزل الآيات الكريمة والأصحاب في خلواتهم مشغولون بجهاد نفوسهم وتربيتها تربية سلبية انعزالية ولكن الآيات الكريمة تنزلت وقلوبهم منصهرة بحوادث المعركة وهي معركة موت واستشهاد ونصر وغلبة وبيع للأنفس في سبيل الله.
إن ساعة في مثل هذه المواقف تعدل عشرات الساعات ومئات السنين في مواقف أخرى لا يطل فيها شبح الموت ولا يخيم سلطانه ).
وأترككم لكثير من التأملات ..
---
(1/1272)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله
---
الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله
---
عبدالله الحسني
01-18-2004, 05:27 PM
الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ".
رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني في الكبير بإسناد جيد ولفظه قال ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
وفي رواية للبيهقي قال:" ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى
قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء فقال فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه".
وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله "ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله ".
رواه الطبراني بإسناد صحيح
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال :" أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة
قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب ..الحديث(1/1273)
رواه البزار بإسناد حسن وأبو يعلى بإسناد صحيح ولفظه قال :"ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة قال فقال رجل يا رسول الله: هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله قال هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عفير يعفر وجهه في التراب ..الحديث ورواه ابن حبان في صحيحه .
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال:" ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ".رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس بن قهم وسألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه .
قال الحافظ روى البيهقي وغيره عن يحيى بن عيسى الرملي حدثنا يحيى بن أيوب البجلي عن عدي بن ثابت وهؤلاء الثلاثة ثقات مشهورون تكلم فيهم
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله :" ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني من العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف ".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال يعني في الفضل ". رواه البيهقي والأصبهاني وإسناد البيهقي لا بأس به .
وعن الأوزاعي رضي الله عنه قال بلغني: أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة ، قال الأوزاعي: حدثني بهذا الحديث رجل من بني مخزوم عن النبي رواه البيهقي .
عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله :" ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة(1/1274)
قال فقال رجل يا رسول الله هن أفضل أم من عدتهن جهادا في سبيل الله قال هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة ".
رواه أبو يعلى والبزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له ، والبيهقي ولفظه قال رسول الله :" إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم فتقول الملائكة إن فيهم فلانا مرهقا وفلانا قال يقول الله عز وجل قد غفرت لهم قال رسول الله ما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة".
ولفظ ابن خزيمة نحوه لم يختلفا إلا في حرف أو حرفين المرهق هو الذي يغشى المحارم ويرتكب المفاسد.
قوله: ضاحين هو :بالضاد المعجمة والحاء المهملة أي بارزين للشمس غير مستترين منها يقال لكل من برز للشمس من غير شيء يظله ويكنه إنه لضاح.
وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز رضي الله عنه أن رسول الله قال ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى فيه من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر فإنه رأى جبرائيل عليه السلام يزع الملائكة .رواه مالك والبيهقي من طريقه وغيرهما وهو مرسل.
أدحر بالدال والحاء المهملتين بعدهما راء أي أبعد وأذل(1/1275)
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله يوم عرفة:" أيها الناس إن الله عز وجل تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم ما سأل فادفعوا باسم الله فلما كان بجمع قال إن الله عز وجل قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت الرحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثبور".
رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن فيهم رجلا لم يسم ، ورواه أبو يعلى من حديث أنس ولفظه قال سمعت رسول الله يقول:" إن الله تطول على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت لمحسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله تعالى فيقول يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنيهم جميع ما سألوني وكفلت عنهم التبعات التي بينهم ".
وعن عباس بن مرداس رضي الله عنه أن رسول الله دعا لامته عشية عرفة فأجيب أني قد غفرت لهم ما خلا المظالم فإني آخذ للمظلوم منه قال أي رب إن شئت أعطيت المظلوم الجنة وغفرت للظالم فلم يجب عشية عرفة فلما أصبح بالمزدلفة أعاد فأجيب إلى ما سأل قال فضحك رسول الله أو قال تبسم فقال له أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك قال إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لامتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه ".(1/1276)
رواه ابن ماجه عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس أن أباه أخبره عن أبيه
ورواه البيهقي ولفظه :" أن رسول الله دعا عشية عرفة لامته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأوحى الله إليه أني فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها فقال يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم فلم يجبه تلك العشية فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله أني قد غفرت لهم قال فتبسم رسول الله فقال له بعض أصحابه يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تتبسم قال تبسمت من عدو الله إبليس إنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه .
رواه البيهقي من حديث ابن كنانة بن العباس بن مرداس السلمي ولم يسمه عن أبيه عن جده عباس ثم قال وهذا الحديث له شواهد كثيرة وقد ذكرناها في كتاب البعث فإن صح بشواهده ففيه الحجة وإن لم يصح فقد قال الله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء 84 وظلم بعضهم بعضا دون الشرك انتهى
وروى ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال وقف النبي بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال يا بلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال أنصتوا لرسول الله فأنصت الناس فقال معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز وجل غفر لاهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة قال هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثر خير الله وطاب ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ".
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما .(1/1277)
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي كان يقول إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ".
ورواه أحمد والطبراني في الكبير والصغير وإسناد أحمد لا بأس به.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ".
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه وزاد رزين في جامعه فيه اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم ".
وعن عبد العزيز بن قيس العبدي قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول كان فلان ردف رسول الله يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن فقال له رسول الله ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ".
رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وعندهم كان الفضل بن عباس رديف رسول الله الحديث .
ورواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي أيضا عن الفضل بن العباس عن النبي مختصرا قال :" من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة".
انتهى من كتاب الحافظ المنذري الترغيب والترهيب 2 / 126-132
وينظر كلام ابن رجب في لطائف المعارف
الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله
---
عبدالله الحسني
01-18-2004, 10:06 PM
تكملة
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الفتاوى 25/287 :
عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟
فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة .(1/1278)
وقال ابن القيم : واذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة ، وفيها يوم عرفة ، ويوم النحر ويوم التروية وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله يحييها كلها ، وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.
قال ابن حجر في الفتح 2/460:
والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيره .
فينبغي للمسلم في هذه الأيام أن يجتهد ويشمر ويدع الكسل فما هي إلا ليالي وتنقضي ...
فأول ما يجب عليك المحافظة على الفرائض في الجماعة ثم تجتهد في السنن الرواتب وقيام الليل وسنة الضحى وسائر النوافل ...
والتبكير للمسجد ، والإكثار من تلاوة القرآن ..
والصدقة ، وصلة الرحم و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
و بر الوالدين و طلب العلم و الحج والعمرة ....
وتصوم الأيام التسع إن استطعت أو بعضها وأهمها يوم عرفة لغير الحاج
لما روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".
و كثرة ذكر الله لقوله تعالى : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } (27) سورة الحج
وقال ابن عباس :.. معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق رواه البخاري تعليقا 1/329.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد. رواه أحمد 2/75
وقال البخاري 1/329 : وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
ومن ذكر الله تعالى التكبير : قال في دليل الطالب ص55 :(1/1279)
يسن التكبير المطلق والجهر به في ليلتي العيدين ..وفي كل عشر ذي الحجة ، والتكبير المقيد في الأضحى عقب كل فريضة صلاها في جماعة من صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق أما المحرم (الحاج) فيكبر من صلاة ظهر يوم النحر ، ويكبر الإمام مستقبل الناس وصفته:
شفعا الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
وقال ابن القيم في زاد المعاد 2/395:
فيقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد وهذا إن كان لا يصح إسناده فالعمل عليه ولفظه هكذا يشفع التكبير وأما كونه ثلاثا فإنما روي عن جابر وابن عباس من فعلهما ثلاثا فقط ، وكلاهما حسن قال الشافعي إن زاد فقال الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا إله إلا الله.اهـ
والتكبير في هذه الأيام مطلق ومقيد فالمطلق في جميع أيام وليالي العشر في كل وقت في المنزل والشارع والسوق والعمل وفي كل حين ....
وأما المقيد فهو ما يقال عقب صلاة الفريضة ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق ...
وللحاج من ظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق..
سئل ابن تيمية رحمه الله الفتاوى 24/220
عن صفة التكبير فى العيدين ومتى وقته ؟
فأجاب:
الحمد لله أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة ، ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد وهذا باتفاق الأئمة الأربعة .(1/1280)
وصفة التكبير المنقول عند أكثر الصحابة قد روى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد وان قال الله أكبر ثلاثا جاز ومن الفقهاء من يكبر ثلاثا فقط ومنهم من يكبر ثلاثا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير.اهـ.
وقال ابن كثير في تفسيره 1/246 :
الذكر المؤقت خلف الصلوات ،والمطلق في سائر الأحوال وفي وقته أقوال للعلماء أشهرها الذي عليه العمل أنه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق..اهـ.
فليحرص المسلم على إحياء هذه السنن ولا يمنعه من إحيائها حياء ولا خجل .
ومن المسائل المتعلقة بالعشر أن المسلم إذا دخل عليه العشر وأراد أن يضحي فإنه يجب عليه أن يمسك عن قص شعره وظفره وبشرته حتى يذبح أضحيته لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا".
وهذا الحكم متعلق بصاحب الأضحية ولا يشمل الزوجة والأولاد إلا إذا كان لأحد منهم أضحية تخصه.
وإذا وكل فإن الحكم خاص بصاحب الأضحية ، وليس على الوكيل شيء .
والله أعلم وصلى الله على محمد , وآله وسلم تسليما كثيرا
---
(1/1281)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يحتسب ويجيبني على هذا التساؤل حول هذه الآية (اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) ؟؟
---
من يحتسب ويجيبني على هذا التساؤل حول هذه الآية (اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) ؟؟
---
ابواحمد
03-20-2005, 12:04 AM
سألني أحد الاخوة عن هذه الآية فقلت أحيل هذا السؤال على الاخوة في هذا الملتقى المبارك لعلي أجد الجواب :
قال تعالى ( وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .
السؤال : هل هناك حكمة بلاغية في ذكر لفظ (القرآن ) بدلاً من لفظ ( الكتاب) ؟؟ وهل تطرق أحد من المفسرين الى هذه اللطيفة ؟؟
علماً انني قرأت تفاسير عديدة حول هذه الآية ولم أجد شيئاً ..
وجزاكم الله خيرا.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-20-2005, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تسمية القرآن بالكتاب روعي فيها كونه مكتوباً في اللوح المحفوظ ، وفي الصحف المكرمة ، وفي المصاحف الشريفة .
وأما تسميته بالقرآن فقد روعي فيها كونه مقروءاً بالألسنة .
والذي يتعلق به فعل المكلفين هو القراءة والتلاوة ؛ ومن هنا ناسب ذكر هذا الاسم في الآية الكريمة . لأن هجر القرآن إنما يكون من هذا الجانب وتوابعه من الاستماع والعمل بما فيه وتطبيق أحكامه .
والله أعلم .
---
جمال حسني الشرباتي
03-20-2005, 07:05 AM
ربما كون الآية مكية أشكل علي جوابك أخي وشيخي الدكتور العبيدي
قال الرازي((ذكروا في المهجور قولين: الأول: أنه من الهجران أي تركوا الإيمان به ولم يقبلوه وأعرضوا عن استماعه الثاني: أنه من أهجر أي مهجورا فيه ثم حذف الجار ويؤكده قوله تعالى:
{ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ }
[المؤمنون: 67] ثم هجرهم فيه أنهم كانوا يقولون إنه سحر وشعر وكذب وهجر أي هذيان، ))(1/1282)
فمعنى المهجور كما ورد عنده لم يربطه بالتلاوة والقراءة--ولم يكن حينها تكاليف على المرء غير قبول الهدى
---
ابواحمد
03-20-2005, 11:23 PM
أشكر للأخوة تفاعلهم واتطلع الى المزيد من التوجيه من بقية الاخوة وجزاكم الله خيرا
---
لؤي الطيبي
03-20-2005, 11:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فبارك الله في الأخوين الفقيهين (تعريباً لكلمة دكتور) على ما أورداه ، ولي إضافة متواضعة لما جاء في كلامهما ، أقتبسها من مؤلَّفين جليلين ، الأول : "تدبّر سورة الفرقان في وحدة موضوع" لفضيلة الشيخ عبد الرحمن حسن الميداني . والثاني : " سر الإعجاز " لفضيلة الدكتور عودة الله منيع القيسي .
ولنبدأ ببيان ما جاء في لفظ " مهجوراً " ، فيقول فضيلة الشيخ الميداني : "مهجوراً" إسم مفعول من "هجر الشيء" إذا تركه وتباعد عنه ، ومعلوم أن المتباعد عن الشيء الهاجر له لا يبحث عنه ، ولا ينظر إليه . فإذا كان المهجور كتاباً يُتلى فإن الهاجر لا يخطر على باله أن يفكر فيما جاء فيه من علم أو بيانات أو مواعظ أو أوامر ونواهي ، ولو تُلي عليه . والهجر ضد الوصل ففيه معنى التباعد والترك بعد اللقاء والمخالطة .
فدلّت جملة " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو لربه من تولّي الذين كفروا من كبراء قومه في مكة عن متابعة التفكر في القرآن لتدبّر وتفهّم آياته ، حتى جعلوه مهجوراً بعد أن استمعوا ابتداءً له وعرفوا ما فيه من إعجاز . هذا ما يفيده معنى الهجر ، إذ الهجر إنما يكون بعد اللقاء والمخالطة .
هكذا شكى الرسول صلى الله عليه وسلم شكوى تتعلّق بهجر كفار قومه للقرآن ...
وهذه الشكوى أُلحقت بشكوى ثانية ، في قولهم : " لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة .. الآية 32 " .(1/1283)
يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني : التفكّر في مجمل الفقرة التي نتدبّرها من السورة يرجّح لدينا أن جملة " وقال الذين كفروا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة " معطوفة على جملة " إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " ، فهي على هذا مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لربّه في شكواه ، وهي الشكوى الثانية التي اشتكاها الرسول صلى الله عليه وسلم لربه بشأن القرآن .
وقد يكون في هذه الشكوى الأخيرة وربطها بالأولى جواب للأخ السائل .. ذلك أن كبراء كفار القوم في مكة ومن اتبعهم اعترضوا على تنزيل القرآن منجماً ، وأرادوا بهذا : أن تنزيله منجماً يدعو إلى الشك في أنه كلام الله . أليس الله عليماً بكل شيء ، قديراً على أن ينزّل القرآن كله في وقت واحد كما أنزل كتباً سابقة على رسل سابقين دفعة واحدة ؟
وعقب هذا جاء الردّ الرباني ببيان الحكمة من تنزيله منجّماً مفرّقاً ، فقال الله عزّ وجلّ : " كذلك لنثبّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً . ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً " .
والذي يهمنا هنا هو ما أشار إليه الأخ السائل : هل هناك حكمة بلاغية في ذكر لفظ (القرآن ) بدلاً من لفظ ( الكتاب) ؟
وبالربط بين الآيتين الكريمتين المذكورتين أعلاه ، مع ورود الفعل (نزّل) ، يمكن الكشف عن سبب مجيء "القرآن" بدلاً من "الكتاب" في هذا الموطن .. فقد جاء في "سر الإعجاز " للدكتور القيسي :
إن لفظ (نزّل) يقتضي التكرار ، لأجل التضعيف ، تقول : (ضرب) - مخففاً ، لمن وقع عليه ذلك مرة واحدة ، ويحتمل الزيادة ، والتقليل أقوى وأنسب . أما إذا قلنا (ضرّب) بتشديد الراء ، فلا يقال إلا لمن كثر ذلك منه ، فقوله تعالى : " نزّل عليك الكتاب " (آل عمران :3) مشير إلى تفصيل المنزل وتنجيمه بحسب الدعاوي ، وأنه لم ينزّل دفعة واحدة .(1/1284)
أما (أنزل) فتدلّ - على الأقوى - على النزول دفعة واحدة . كما قال تعالى في التوراة : "وكتبنا له في الألواح من كل شيء ، موعظة وتفصيلاً لكل شيء ، فخذها بقوة " ( الأعراف: 145) . فإذا ورد أي من هذه الكتب وحده .. فيمكن أن يأتي بـ(أنزل) أو (نزّل) لأنهما يكونان بمعنى واحد عند عدم المقارنة ، كقوله تعالى : " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب " (الكهف: 1) .
ولم يرد التضعيف (نزّل) مع التوراة إلا في قوله تعالى : " من قبل أن تُنزّل التوراة " (آل عمران: 93) ، لأن المراد بالتوراة هنا أحكام التوراة ، وأحكام التوراة باقية ...
فصيغة (نزّل) مضعّفة تأتي مع القرآن ، وصيغة (أنزل) متعدّية بالألف تأتي مع الكتب الأخرى ، ثم يكون تفريغ .. وحاصل الأمر أن (نزّل) فيها من التوكيد أكثر مما في (أنزل) .. وهذا كالأفعال (نجّى وأنجى ، ونبّأ وأنبأ ..وهكذا ) .. ولهذا كان ورود (نزّل) أصلاً مع القرآن ، لأن القرآن تأكّد بالتنجيم أي تقوى عن طريق الحفظ بالصدور ، إذ كان المسلمون يحفظون ما ينزل منه قبل أن ينزل نصّ آخر ، فتتابع نزوله وحفظه على مدى ثلاث وعشرين سنة ، وتأكّد دون سائر الكتب المنزلة بحفظ نصه من التغيير أو التحريف ..
والله تعالى أعلم
---
موراني
03-21-2005, 01:25 AM
عفوا : قد ذكرت أعلاه:
فدلّت جملة " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً
أقول :ليس هذا ( بجملة ) و بل هي آية .
لقد وقعت مرة في هذا الخطأ وقلت (هذه الجملة.....وذكرت آية ) , فقيل لي : لا تقل : جملة , بل قل : آية .
وأنا شخصيا أخذت بهذا الاقتراح . فلا أظنه الا وهو الصواب في رأيي .
بتحياتي
---
علي جاسم
03-24-2005, 09:30 AM(1/1285)
أخي الفاضل ..هنالك تناسق بين لفضين إن أدركناه عرفنا - والله أعلم - لماذا قال تعالى القرآن ولم يقل الكتاب .. اللفضين هما (قومي)و(القرآن) إذ القرآن أنزل كمنهج سماوي للناس كافة عرب وعجم وغيرهم .. ولكن هنالك خصوصية بين القرآن والعرب الذين أرسل إليهم تجعل من هجرانهم للقرآن أشد عجبا من هجران غير العرب .. ذلك لأن القرآن معجز باللفظ والبلاغة وهذا ما امتازت به العرب دون غيرهم أي النبوغ والإبداع في البلاغة .. فهم بهذا أجدر أن لا يهجروا القرآن باعتبار إدراكهم لمافيه من البلاغة ..وبالتالي صار لفظ الكتاب يحمل معنى الدستور السماوي أو المنهج الإلهي بينما لفظ القرآن تعدى هذا المعنى لمعنى القراءة أي المقروء المسموع وهذا يحمل معنى التأمل والتفكر في لفظه بالإضافة لمنهجيته فقال النبي { القرآن } ولم يقل الكتاب وقال قبلها { قومي } ولم يقل الناس ... والله أعلم ..
---
(1/1286)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هذي صورة نادره للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمة الله ..
---
هذي صورة نادره للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمة الله ..
---
ابو حنيفة
08-19-2004, 11:31 PM
هذي صورة نادره للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمة الله وبجانبه الشيخ ابن عقيل اطال الله في عمره علما ان الشيخ ابن عقيل لا زال على قيد الحياه وعمرة الان قرابة 95 سنه ولا زال يدرس الدروس العلميه ولا زال بصحته ولله الحمد الا ان كبر السن له دور في عدم وضوح صوت الشيخ وانحناء ظهره وانا زرته قبل ايام قلائل سلمت عليه وقبلت راسه وعرفته بنفسي قال لي حياك الله كيف حال الاهل والوالد والوالده طيبين كيف قلت له بخير الله يسلمكم قال لي من تدرس عنده وكيف المشايخ في بلدكم قلت الحمدالله بخير الله
يحفظكم والشيخ مخصص خمس او ست اوقات في اليوم للتدريس في بيته بجانب مسجده المعروف في حي
الهدى في الرياض مقابل حي السفارات ودمعت عيني عندما رايت العدد القليل الذي ياتي للشيخ واتسائل
في نفسي اين طلبة العلم عن هذا الشيخ ابن عقيل تلميذ السعدي رحمه الله والشيخ يجلس عنده عدد من طلبه
ويتختارون الكتاب الذي يريدون حتى يشرححه لهم ومن اي كتاب ووجدت كل طالب تقريبا معه كتاب مختلف
وكل طلب له وقت معين غفر الله للشيخ واطال الله في عمره وموضوع اخر اعجبني وشدني عندما كنت
اصلي بجانب الشيخ وكان احفاذ الشيخ وابن الشيخ الذي هو الامام للمسجد بعد الصلاه قام طفل صغير وهو
من احفاذ الشيخ وعمره تقريبا 6 سنوات او اقل وقبل راس الشيخ ونزل على يده وقبلها بقوة تربيه
مشايخ ماشاءالله وانا اتسائل دائما اين انتم يا طلبة العلم عن هذا الشيخ اين انتم يا اهل الرياض عن هذا
الشيخ وللاسف سئلت بعض المستقيمين لا يعرفونه !!! تعجبت الله المستعان .
http://onaizah.com/1/yousef/taaam.jpg(1/1287)
منقول :http://alsaha2.fares.net/sahat?128@174.EI1Smng52cn.0@.1dd619b0
---
عبدالله التميمي
08-27-2004, 08:17 PM
أما عن الشيخ ابن عقيل حفظه الله .. فأنا ولله الحمد قرأت عليه نواقض الإسلام الخمس الأول .. ثم كنت آتيه ولا اجده غالبا او يكون مشغول وذلك يوم الإربعاء بعد العصر .. ثم انقطعت عنه لمدة سنه تقريبا .. لعل الله ييسر لنا الاستزادة من الشيخ والوصول إليه .. ومن اسباب عدم مجئ بعض طلبة العلم دوما إلى الشيخ هو بعد المسافة عن منزل الشيخ الكائن في حي السفارات ..
محبكم
ابوفهد
---
إمداد
02-07-2005, 12:42 AM
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ عبد الرحمن السعدي وبارك في حياة الشيخ بن عقيل
---
عبدالله الميمان
02-11-2005, 01:48 AM
ليتك هداك الله لم تضع صورةً في هذا المنتدى العلمي فهذا ليس محلها ، فقد يقع في نفس عاميِّ مر مرور الكرام أن طلبة العلم يتعلقون بصور علماءهم ، علماً بأني تذكرت قصةً حصلت في درس الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نقلها لي من حضرها ، وهي أن الطلاب فبيل الدرس تناقلوا صورة الشيخ ابن سعدي حتى وصلت للشيخ محمد فأخذها وتوقعوا أ، يصدر منه ما يفصح عن عاطفته وحبه الجياش لشيخه ، فإذا بالشيخ بهدوء يأخذ الصورة ويقول نعم كان الشيخ ابن سعدي يفعل هكذا بشماغه ثم مزق الصورة ورماها في سلة المهملات التي بجانبه ، وفي نظري أن الشيخ رحمه الله أراد أن يشير إليهم بأن هذا ليس مكان الصور بل هو مكان للعلم .
وفق الله الجميع وعوداً حميداً ...
---
خالد الشبل
02-14-2005, 10:19 PM
أخي الكريم عبد الله الميمان
الذي سمعتُه أن هذه القصة حصلت في طريق الشيخ إلى بيته ، ولا أظن أن طلبة العلم يتناقلون الصورة داخل الجامع .
---
(1/1288)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > هل تراعون حقوق التأليف والطبع ؟
---
هل تراعون حقوق التأليف والطبع ؟
---
يزيد بن هارون
06-23-2003, 05:57 PM
أستطيع بتوفيق الله تعالى إدخال قدر كبير من الكتب والبحوث الموجودة في المكتبات مما يتعلق بالقرآن ، لكن يحزنني أن يضيق صدر المؤلف والمحقق بهذا العمل ، والسؤال :
هل الملتقى يراعي هذا الجانب ؟ وما حكم فعل ذلك شرعا ؟ أفيدونا حتى نعمل أو نكف ، جزيتم خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2003, 06:50 PM
أخي الحبيب يزيد بن هارون بن سليمان وفقه الله لما يحب ويرضى.
أشكرك على هذه الروح الأخوية ، والحريصة على نشر الخير ، وليس هذا غريباُ ، فالشيئ من معدنه لا يستغرب. وهذا الأمر الذي أشرتم إليه في غاية الأهمية ، ولا شك يا أخي الكريم أن مراعاة حقوق الآخرين من أوجب الواجبات ، ويمكن لنا أن نستأذن من نريد طباعة كتابه ، وهم لا يمانعون جزاهم الله خيراً.
ولدي عدد كبير من البحوث والكتب المنتقاة التي ننوي طباعتها بإذن الله ، وستكون من النوادر التي تستحق السفر من أجلها ، ولكن لا يوجد حتى الآن من يساعدنا في هذا العمل بالشكل الذي نطمح إليه ، فأرجو منكم يا أخي الحبيب يزيد ، إن كنت تجد الوقت والقدرة على مساعدتنا فنحن أحوج ما نكون إلى مساعدة أمثالك من النبلاء ، والذين يملكون الوقت والقدرة وفقكم الله.
يمكننا عن طريق البريد الخاص التفاهم حول هذا الأمر وفقك الله ونفع بك.
---
(1/1289)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > إعادة ترتيب الملتقى
---
إعادة ترتيب الملتقى
---
محمد عزت
06-23-2003, 07:55 AM
أرجو من الأخوة الكبار المشرفين على الملتقى إعادة ترتيبة بحيث مثلاً يكون هناك ركن للقراءت و علم التجويد و ركن لإعراب القرآن وركن للتفسير بالمأثور وركن ببلاغة القرآن و بيانة وركن للإعجاز العلمي وهكذا ..إلخ
بحيث يسهل الإطلاع على المواضيع التى تهم كل مشترك كما يسهل البحث و عدم تكدس المواضيع بلا نظام
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2003, 06:53 PM
جزاك الله خيراً أخي العزيز محمد عزت وفقك الله
وسننفذ اقتراحك بإذن الله ، ولكن أمهلنا قليلاً حتى يظهر كما نحب جميعاً ، وأشكرك غاية الشكر على اهتمامك بملتقى أهل التفسير الذي هو للجميع.
---
محمد عزت
06-26-2003, 04:15 PM
وفقكم الله و أعانكم
---
(1/1290)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين
---
القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين
---
أبومجاهدالعبيدي
07-16-2004, 02:19 AM
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً وتبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، خلق كل شيء فقدّره تقديراً .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صلى الله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :-
فإنّ القرآن الكريم كلامُ الله الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق روح القدس جبريل – عليه السلام – نزل به على قلب محمد – عليه الصلاة والسلام – ليكون من المنذرين .
فتلقّاه الرسول صلى الله عليه وسلم ووعاه وحفظه بتيسير الله ذلك له – ثم أدّاه الرسول الأمين كما تلقاه وبلّغه لأصحابه وعلّمهم إياه كما تعلّمه بدون زيادة ولا نقصان وما كان ينبغي له أن يتقوّل شيئاً ويدّعي أنه من عند الله وقد قال الله تعالى : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ . لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ . ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ . فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (الحاقة:44 - 47) .
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم ( فالقرآن كلامُه : سوُره ، وآياتُه ، وكلماته .
تكلم به بحروفه ومعانيه .
ولم ينزله على أحدٍّ قبل محمِّد صلى الله عليه وسلم .(1/1291)
أسمعَه جبريلَ – عليه السلام – وأسمعَهُ جبريلُ محمّداً – صلى الله عليه وسلم – وأسمعه محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – أمتَه وليس لجبريل ولا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم إلا التبليغُ والأداءُ ) . ا هـ [من كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية . تأليف : عبد الله الجديع ص80 .]
فمصدر القرآن هو الوحي، أي أن القرآن نزل من الله رب العالمين فهو ( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الواقعة:80) .
وهو كلامه جل وعلا )وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ )(التوبة: 6).
والآيات الكريمة التي تدل دلالة صريحة على أن مصدر القرآن الكريم هو الوحي كثيرة معلومة ، منها :
1- قوله تعالى : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) (يونس:15) .
2- قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6) .
3- قوله تعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) ( النجم : 5 ) .
4- قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ . لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ . ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة: 43 - 46) .
وإذا تقرّر أن مصدر القرآن الكريم هو الوحي ؛ فإن مصدر القراءات المتواترة الصحيحة – التي تلقتها الأمّة بالقبول ووافقت رسم المصاحف العثمانية – هو الوحي أيضاً .(1/1292)
وبيان ذلك : أن القراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ووافقت رسم المصاحف العثمانية – جزء من القرآن الكريم وبعضُ حروفه التي نزل بها وإذا ثبت الحكم للكل فإنه يثبت للجزء كما هو ظاهر .
( فكلما أن القرآن وحي منزل من عند الله تعالى – فالقراءات كذلك وحيٌ منزل من عنده جل وعلا ؛ فإن الوحي نزل بكل وجه من الأوجه المتواترة التي يقرا بها القرآن الكريم ، فكما أن الوحي نزل بقراءة : " ننشزُها " وهي من القرآن أيضاً ....
فالقراءات القرآنية المتواترة ، هي أبعاض القرآن وأجزاؤه ، وبعض الشيء وجزؤه لا يقال عنه هو غيره ، فالقراءات القرآنية المتواترة تمثل بمجموعها الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) اهـ [باختصار وتصرف يسير من كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للأستاذ الدكتور : فضل حسن عباس ( 2/140-141) وقد ذكر هذا في سياق كلامه عن العلاقة بين القراءات والقرآن رداً على مَن زعم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان .].
فالمسلك الأول لبيان أن مصدر القراءات القرآنية هو الوحي هو أنها جزء من القرآن والقرآن مصدره الوحي .
والمسلك الثاني لبيان أن مصدر القراءات القرآنية هو الوحي هو أن هذه القراءات بعض الأحرف السبعة .
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - :
( الذي لا يشك فيه : أن قراءة الأئمة السبعة والعشرة ، والثلاثة عشر ، وما وراء ذلك بعض الأحرف السبعة مِن غير تعيين ...
قال الإمام أبو العباس أحمد بن عمّار المهدوي :
وأصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك:
أن ما نحن فيه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن ) [من منجد المقرئين ص181 – 182 باختصار . وانظر كلام المهدوي في مقدمة كتابه شرح الهداية (1/5) بتحقيق الدكتور حازم سعيد حيدر .].(1/1293)
وإذا ثبت أن القراءات القرآنية الثابتة هي بعض الأحرف السبعة ثبت أنه أنزلت من عند الله لأنّ الأحرف السبعة أنزلت من عند الله كما نصت على ذلك
الأحاديث الكثيرة الصحيحة في نزول القرآن على سبعة أحرف .
فمن الروايات في ذلك :
1- روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أقرأني جبريل على حرف ، فراجعته ، فلم أزل أستزيد ويزيدني حتى أنتهى إلى سبعة أحرف " [البخاري رقم 3219 و 4991 طبعة بيت الأفكار الدولية ومسلم رقم 819 ط : بيت الأفكار الدولية .].
2- وروى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته ، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة ، فانتظرته حتى سلّم ثم لببته بردائه أو بردائي ، فقلت : مَن أقرأك هذه السورة ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت له : كذبت ، فو الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها . فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت يا رسول الله : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأنيها ، وأنت أقرأتني سورة الفرقان ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله يا عمر . اقرأ يا هشام ، فقرأ هذه القراءة التي سمعته يقرؤها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت ، ثم قال : " اقرأ يا عمر " ، فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذلك أنزلت ، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فأقرؤوا ما تيسّر منه " [أخرجه البخاري رقم 4992 وكذلك مسلم رقم 818 ، ط : بيت الأفكار الدولية .](1/1294)
( فإذا تأملنا هذه الأحاديث وجدناها تدل بوضوح على أن القراءات كلها من الوحي ، وليس للرسول صلى الله عليه وسلم فيها سوى التبليغ ) [إتقان البرهان في علوم القرآن ( 2/143 – 144 ) ].
وأما المسلك الثالث لبيان أن مصدر القراءات القرآنية هو الوحي فيتضح مِن خلال أقوال العلماء المعتبرين ومنهم علماء القراءات الذين اجتمعت الأمة على إمامتهم .
(فإذا نظرنا إلى استمداد علم القراءات وجدنا علماء القراءات يقولون إن القراءة سنّة متبعة ، لا مجال فيها للاجتهاد أو القياس ، حتى ولو كان لقوة وجه في اللغة فالرواية إذا ثبتت عندهم لا يردها قياس عربية ولا فشو لغة . لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها ) .
قال الإمام الشاطبي – رحمه الله - :
وما لقياس في القراءة مدخلُ
فدونك ما فيه الرضا متكفّلاً
[انظر النشر لابن الجزري (1/38) ومتن حرز الأماني للشاطبي باب مذاهبهم في القراءات رقم 12 ، وإتقان البرهان في علوم القرآن (2144) ]
قال الزجاج في سياق كلام له : ( قال أبو إسحاق : ولكنّي لا أعلم أحداً قرأ بها فلا تقرأن بها إلا إن ثبتت رواية صحيحة ، قال شيوخنا من أهل العلم : القراءة سنّة متبعة ، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت به رواية) .[انظر كتابه معاني القرآن (4/116) وانظر بيان منهجه في القراءات في كتاب النحو وكتب التفسير للدكتور / إبراهيم عبد الله رفيده (1/381-382) .]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في سياق كلام له : ( وأما قول السائل : ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف ؟
فهذه مرجعه إلى النقل واللغة العربية ، لتسويغ الشارغ لهم القراءة بذلك كله – إذ ليس لأحد أن يقرأ قراءة بمجرد رأيه – بل القراءة سنة متبعة ) .[انظر كتاب من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ص48 ، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ( 13/389 وما بعدها ) ].(1/1295)
وقال الإمام بن الجزري – رحمه الله – في مقدمة كتابه النشر ( ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له اصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة ، وعن ابن المنكدر وعروة ابن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا : القراءة سنّة يأخذها الآخر عن الأول ، فاقرأوا كما تعلمتموه ... ) ا هـ [النشر في القراءات العشر لابن الجزري (1/17) ].
وقد أطال الإمام ابن الجزري – رحمه الله – تقرير ذلك في كتابه القيّم : منجد المقرئين ومرشد الطالبين ، وعقد فيه باباً كاملاً قال فيه : الباب السادس في أن العشرة بعض الأحرف السبعة ، وأنها متواترة فرشاً وأصولاً ، حال اجتماعهم وافتراقهم ، وحلِّ مشاكل ذلك .
وقد ردّ فيه على الذين قالوا بأن هناك وجوه في القراءات ليست متواترة رداً علمياً مفصلاً .
ومما ذكر فيه قول إمام الأصوليين القاضي أبي بكر ابن الطيب الباقلاني في كتاب الانتصار ، حيث قال : ( جمع ما قرأ به قراء الأمصار مما اشتهر عنهم ، واستفاض نقله ، ولم يدخل في حكم الشذوذ ، بل رآه سائغاً جائزاً
من همزٍ وإدغام ومدٍّ وتشديد وحذفٍ وإمالة أو تركِ كل ذلك ، أو شيء منه ، أو تقديم أو تأخير ، فإنه كله منزّل من عند الله – تعالى - ، ومما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على صحته وخيّر بينه وبين غيره ،
وصوّب جميع القراء به ) [انظر منجد المقرئين ص194 ، 195 ].
وذكر أيضاً قول الإمام الحافظ الحجّة أبي عمرٍ الداني في كتابه جامع البيان ، حيث قال : ( وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية ، بل على الأثبت في الأثر . والأصح في النقل . والرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية ، ولا فشو لغة ؛ لأن القراءة سنة متبعة . يلزم قبولها والمصير إليها ) [منجد المقرئين ص203 .].(1/1296)
ومما ذكر ابن الجزري – رحمه الله – في باب آخر من كتابه المذكور فتوى للعلاّمة الأصولي : عبد الوهّاب بن السبكي الشافعي ، أجاب فيها على سؤال كتبه له ابن الجزري نفسه ، فقال السبكي : ( الحمد لله ، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي ، والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر ، وقراءة يعقوب وقراءة خلف ، متواترة معلومة من الدين بالضرورة ، وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُكابر في شيء من ذلك إلا جاهل وليس تواتر شيء منها مقصوراً على من قرأ بالروايات ، بل هي متواترة عند كل مسلم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، ولو كان مع ذلك عامياً جلفاً لا يحفظ من القرآن حرفاً ) .
ولهذا تقرير طويل وبرهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه ، وحظ كل مسلم وحقه : أن يدين الله تعالى ويحزم نفسه بأن ماذكرناه متواتر معلوم اليقين ، لا تتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه ، والله أعلم ) [منجد المقرئين ص174-175 ]
وبعد هذا البيان ، أقول : ( إن المصدر الوحيد للقراءات إنما هو الوحي النازل مِن السماء إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي بلّغه بكل دقة وبكل حركة إلى أصحابه الكرام ، فكان يقرئهم إياه كما أنزل كما روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، فإذا ما علمهم القرآن ، فأتقنوا تلاوته ، أحبّ أن يسمعه منهم توثيقاً لما سمعوه عنه .(1/1297)
روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ عليّ القرآن " قلت : " يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ، قال : " إني أحب أن أسمعه من غيري " ، فقرأت عليه سورة النساء ... حتى إذا جئت إلى هذه الآية : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً } (النساء:41) قال : " حسبك الآن " فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان .[البخاري رقم 5050 ومسلم رقم 800 ، ط : بيت الأفكار الدولية ].
إذن فالأمر في تعدد القراءات أمر أخذٍ ونقل من الوحي فلا يجوز لمسلم أن يعزو أيّة قراءة لغير ذلك ... ) [باختصار من كتاب البيان في علوم القرآن إعداد : د : سليمان القرعاوي و د : محمد بن علي الحسين ص151 – 152 وقد جاء في هذا الكتاب ما يستحق الرجوع إليه ].
وبقي أن أشير في هذا البحث المختصر إلى أن هناك من خالف هذا الأصل الكبير فادّعى وزعم أن مرجع القراءات ليس هو السماع بل الاجتهاد ، وشكك في مصدر القراءات ، وأتى بشبه لا ثبات لها أمام برهان الحق الوضح المبين .
ولن أذكر أقوال هؤلاء ومزاعمهم في هذه المسألة العظيمة الشأن الجليلة القدر لأمور :
الأمر الأول : أن الذين يُنسب إليهم القول المخالف لما قررناه في هذا البحث هم – في الغالب – من غير المتخصصين في علم القراءات ، وقديماً قالوا : مَن خاض في غير فنّه أتى بالعجائب .
الأمر الثاني : أنه قد أُلفت في الرد عليهم مؤلفات وتصدى للرد على مزاعمهم وإبطال شبهاتهم علماء كثيرون ، ومنهم الإمام العلاّمة محمد بن محمد بن محمد بن الجزري – رحمه الله – وخاصة في كتابه : منجد المقرئين . وغيره كثير من المتقدمين والمتأخرين .
الأمر الثالث : أن هذا يحتاج إلى بحث كامل مفصل ، وليس هذا مجالاً لذلك .
[line]
خاتمة البحث(1/1298)
لعله تبين لنا مِن خلال ما سبق من آيات وأحاديث ونقولات عن أهل العلم أن الحق الذي لا يُمارى فيه : أن القراءات سنة متبعة نقلت بالرواية والمشافهة من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهي قرآن لا تنفك عنه ، وهي ليست مغايرة له – بل هي ألفاظ متفاوتة نزل بها الروح الأمين من رب العالمين ، ليس للرسول صلى الله عليه وسلم ولا لجبريل عليه السلام فيها إلا التبليغ والأداء .
ولم تكن القراءات وليدة خط أو رسم أو عدم شكل وضبط لكتاب الله تعالى ، ومَن يقول هذا فهو ضال أو جاهل . وكثير ممّن خالف هذا الأصل العظيم وأدّعى أن مصدر القراءات ليس هو السماع المتلقّي من الوحي – وإنما هو من اجتهاد القراء – هم من الذين لهم مقاصد خبيثة ونوايا سيئة ، يريدون الوصول من خلال ما أدّعوه إلى أهداف معروفة لمن نوّر الله بصيرته وأعظمها التشكيك في مصداقية أعظم كتاب عند المسلمين وأصدقه وهو القرآن الكريم .
ولكنهم لم يستطيعوا ذلك ولن يستطيعوه بإذن الله تعالى لان الله قد تكفّل بحفظ كتابه فقال : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر:9) .
قال أبو بكر بن مجاهد في كتاب جامع القراءات : ( ولم أر أحداً ممن أدركت من القراء وأهل العلم باللغة وأئمة العربية يُرّخصون لأحدٍ في إن يقرأ بحرفٍ لم يقرأ به أحدٌ من الأئمة الماضين ، وإن كان جائزاً في العربية ، بل رأيتهم يشددون في ذلك وينهون عنه ، لئلا يجسر على القول في القرآن أهلُ الزيغ ، وينسبون مَن فعله إلى البدعةِ والخروج عن الجماعة ومفارقة أهل القبلة، ومخالفة الأمة)اهـ .[نقلاً عن كتاب : التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان للعلامة طاهر الجزائري ص120 .](1/1299)
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه : ( وما وجد فيه مِن القراءات فهي كلها تنزيل من حكيم حميد ، ليس نعددها عن تخريف أو تبديل ، ولا لبس في معانيها ، ولا تناقض في مقاصدها ولا اضطراب ، بل بعضها يصدق بعضها ويبين معناه ...
ومِن ذلك يتبيّن أن : تعدد القراءات كان يوحي من الله لحكمة لا عن تحريف وتبديل ، وأنّه لا يترتب عليه أمور شائنة ، ولا تناقض أو اضطراب بل معانيها مؤتلفة ومقاصدها متفقة ) [الفتوى رقم 1977 نقلاً عن كتاب : من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ص191– 193.]
وختاماً أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يجعل ما قلت وما ذكرت في هذا البحث صواباً ولوجهه الكريم خالصاً وأن ينفع به من كتبه وقرأه – إنه سميع مجيب - .
حرر ليلة الجمعة 28/5/1425هـ . الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
---
د. هشام عزمي
07-16-2004, 11:41 AM
ياله من بحث جميل !
و لكن لي بعض الاستفسارات عن بعض الكلمات ..
قال الزجاج في سياق كلام له : ( قال أبو إسحاق : ولكنّي لا أعلم أحداً قرأ بها فلا تقرأن بها إلا إن ثبتت رواية صحيحة ، قال شيوخنا من أهل العلم : القراءة سنّة متبعة ، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت به رواية) .[انظر كتابه معاني القرآن (4/116) وانظر بيان منهجه القراءات في كتاب النحو وكتب التفسير للدكتور / إبراهيم عبد الله رفيده (1/381-382) .]
فهل هي منهجه أم منهجية أم منهج ؟؟؟
و كذلك ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في سياق كلام له : ( وأما قول السائل : ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف ؟
فهذه مرجعه إلى النقل واللغة العربية ، لتسويغ الشارغ لهم القراءة بذلك كله – إذ ليس لأحد أن يقرأ قراءة بمجرد رأيه – بل القراءة سنة متبعة ) .[انظر كتاب من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ص48 ، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ( 131/389 وما بعدها ) ].(1/1300)
فما هو رقم الجزء و الصفحة بالضبط ؟
معذرة لسخافة تعليقاتي و لكني أنوي إعطاء هذا البحث لأحدهم ليستفيد منه .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-16-2004, 04:37 PM
شكراً لك أخي هشام .
وما سألت عنه من إشكالات سببها أخطاء مطبعية .
وسأصححها إن شاء الله .
فالأول : صوابه : ومنهجه في القراءات . أي منهج الزجاج في تناوله للقراءات في كتابه معاني القرآن .
والثاني : 13 / 389 وما بعدها .
---
د. هشام عزمي
07-16-2004, 06:43 PM
جزاك الله كل خير :)
---
المنذر
07-17-2004, 06:23 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبو مجاهد ....ولي سؤال حول هذا الموضوع ..
وهو أنك أشرت من خلال حديثك أن هذه القراءات هي بعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن .. واستفساري هل هذه القراءات هي من الأحرف السبعة متفرقة ، أم أن هذه القراءات هي من الحرف الذي اقتصر عليه عثمان بن عفان رضي لله عنه حينما جمع القرآن في عهده على حرف واحد وأحرق جميع الأحرف .. أي أن الحرف الذي أجمعت الأمة على القراءة به قد تعددت فيه القراءات .
بارك الله بعلمك ..
---
المنهوم
07-17-2004, 06:52 PM
بحث رائع جدا
بارك الله فيك يا أخ / ابو مجاهد
ونفع الله بك وبعلمك
وياليت البحوث العلمية تنشر ويستفاد منها
وحبذا لو كان هناك منتدأ خاص بالبحوث العلمية يرجع اليها من شاءها
---
أبومجاهدالعبيدي
07-18-2004, 05:26 AM
سؤال الأخ المنذر يندرج تحت مسألة كبيرة من مسائل نزول القرآن على سبعة أحرف ، وهي : علاقة المصاحف العثمانية بالأحرف السبعة ، وقد أشرت إليها في آخر بحثي لهذا الموضوع هنا :مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الرابع : في الأحرف السبعة ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=373)
ولعل ما ذكره الإمام أبو العباس المهدوي في شرح الهداية يعتبر خلاصة جيدة لهذه المسألة ، حيث قال :(1/1301)
( وأصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك - إن شاء الله - : أن ما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن .
وتفسير ذلك : أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها تجري على ضربين :
أحدهما : زيادة كلمة ونقص أخرى ، وإبدال كلمة مكان أخرى ، وتقدمة كلمة على أخرى ، وذلك نحو ما روي عن بعضهم : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج } [ البقرة : 195 ] ... ورُوي عن بعضهم : { وجاء سكرة الحق بالموت } [ ق : 18 ] ، فهذا الضرب وما أشبهه متروك لاتجوز القراءة به ، ومن قرأ بشيء منه غير معاند ولا مجادل عليه وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب بالضرب والسجن على ما يظهر له من الاجتهاد ، فإن قرأ به وجادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { المراء في القرآن كفر } ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم .
والضرب الثاني : ما اختلف فيه القراء من إظهار وإدغام وروم وإشمام وقصر ومدّ ، وتخفيف وشدّ ، وإبدال حركة بأخرى ، وياء بتاء وواو بفاء وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب ، فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا ، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار ، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة .(1/1302)
فثبت بهذا أن هذه القراءات التي نقرؤها هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة ، وتُرك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم المصحف ، إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن ، وإذ قد أباح النبي عليه السلام لنا القراءة ببعضها دون بعض لقوله عزوجل : { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ } [ المزمل : 20 ] فصارت هذه القراءات المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رآه سلف الأمة من جمع الناس على هذا المصحف ؛ لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض ، فهذا أصح ما قال العلماء في معنى هذا الحديث ، وما أشبهه من الأحاديث المأثورة عن النبي عليه السلام ) ا هـ .
[ شرح الهداية للإمام أبي العباس المهدوي 1/5 - 7 باختصار يسير . ]
---
أبومجاهدالعبيدي
06-28-2006, 06:38 AM
يرفع للفائدة ـ ولإعادة النظر
وهذا فتوى عن نفس الموضوع الذي تناوله هذا البحث:
القرآن الكريم متواتر (أصولاً وفرشاً) من الشبكة الإسلامية. (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=21627)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2006, 07:30 AM
وهذا موضوع ذو صلة
فرغلي عرباوي : الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3513&goto=nextnewest)
---
(1/1303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول نزول سورة الفاتحة
---
سؤال حول نزول سورة الفاتحة
---
أبو معاذ المغربي
09-08-2004, 05:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هل تبث أن سورة الفاتحة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين -مرة في مكة ومرة في المدينة-؟
أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-08-2004, 11:31 PM
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري
يستنبط من تفسير السبع المثاني بالفاتحة أن الفاتحة مكية وهو قول الجمهور خلافا لمجاهد
ووجه الدلالة أنه سبحانه أمتن على رسوله بها وسورة الحجر مكية اتفاقا فيدل على تقديم نزول الفاتحة عليها
قال الحسين بن الفضل هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزهري وعطاء بن يسار وحكى القرطبي أن بعضهم زعم أنها نزلت مرتين
---
(1/1304)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سليمان عليه السلام وملكة سبأ
---
سليمان عليه السلام وملكة سبأ
---
أبو حذيفة
12-22-2005, 02:22 AM
سليمان عليه السلام وملكة سبأ قصة تحتاج إلى بيان فهل هناك من تناول الموضوع بدراسة علمية موثقة ؟ من لديه إجابة فليتكرم علينا بذلك وله منى الدعاء بطول العمر وحسن العمل
---
أبو حذيفة
02-12-2006, 01:31 AM
افيدوني بارك الله فيكم
---
أبو حذيفة
04-10-2006, 02:30 AM
افيدوني لا حرمكم الله الأجر
---
الياسمين
04-11-2006, 07:09 AM
الدكتور صلاح الخالدي له مؤلفات في التفسير من ضمنها ماذكرت
---
أبو حذيفة
04-12-2006, 01:19 AM
جزاك الله خيراً ، والذي أريد الإستفسار عنه هل كتب في ذلك بحث علمي موثق بالرجوع إلى كتب التفسير ودراسة الروايات دراسة حديثية بين فيها المقبول من غيره ، أما مجرد الحديث عن ما جري بين سليمان وملكة سبأ فكثير .
---
عرفات محمد
04-25-2006, 06:15 PM
يوجد رسالة ماجستير بعنوان:(ملكة سبأ في القرآن الكريم) وهي بقسم أصول الدين في كلية الدرسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر بالقاهرة.
---
أبو حذيفة
04-29-2006, 11:40 PM
جزاك الله خيرا يا دكتور عرفات محمد . وهل تعرف هل حقق الباحث في الروايات ودرسها دراسة حديثية أم اقتصر على تحليل القصة وسرد الأخبار .أسأل الله لي ولك الثبات على هذا الدين .
---
(1/1305)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال فلسفي
---
إشكال فلسفي
---
علي جاسم
03-24-2005, 09:51 AM
يذكر الإمام الجرجاني في تعريفاته ما نصه " الأبد هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل كما أن الأزل هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي مدة لا يتصور انتهائها بالفكر والتأمل البتة وهو الشيء الذي لا نهاية له " ثم يقول بعد ذلك " واعلم أن الموجود أقسام ثلاث لا رابع لها فإنه إما أزلي وأبدي وهو الله سبحانه وتعالى أو لا أزلي ولا أبدي وهي الدنيا أو أبدي غير أزلي وهي الآخرة وعكسه محال فما ثبت قدمه امتنع عدمه "..
على أن الأزلية والأبدية كما يقول الغزالي في مقصده الأسنى مضافان من حيث اللفظ لله تعالى إذ الله لا يجري عليه زمان والأزل والأبد متعلقان بالزمن والزمن مخلوق ..
ولنرجع لشيخنا الجرجاني..فقد اتفق فلاسفة الإسلام وسبقهم بها الفلاسفة اليونان قديما ..على أن ما ثبت قدمه استحال عدمه..والقدم هو الأزل باعتبار الامتداد اللامتناهي في الماضي..ومن مسلمات العقل أن إثبات الشيء إثبات لما يقابله ، أي أن الأزلية كالأبدية من حيث متعلقات كل منهما وما يترتب عليهما ولو من حيث اللفظ(1/1306)
وهنا يظهر لنا الإشكال ..لأن الجرجاني نفى أن ينعدم القديم أي (الأزلي ) من حيث أنه أشار لحدوث الأبدي ( الآخرة )..فكيف ذلك..كيف أثبتنا نفي العدمية على ما كان أزليا لأنه قديم ولم ننفي الحدوث لما أثبتنا أبديته..بل وأثبتنا الحدوث للأبدي ..كيف صارت الآخرة حادثة من حيث الابتداء وفي نفس الوقت أبدية لا منتهية من حيث البقاء في المستقبل اللامتناهي..أليست الأبدية كالأزلية..فإن قيل نعم الأبدية كالأزلية..قلنا إذن ينطبق على الأبدية ما ينطبق على الأزلية..فإن سلّمنا باستحالة عدم الأزلي أثبتنا – بدعوى المقابلة -نفي حدوث الأبدي..فإن قيل الأزلية ليست كالأبدية !!!
قلنا فواحدة منهما لا يليق أن نطلقها على الله وهذا القول باطل .. فهو الأزلي الأبدي كما أسلفنا من كلام الجرجاني ..
ويبقى الإشكال قائما في هذه المسألة -بالنسبة لي على الأقل- فلربما أسأت فهمها على النحو الصحيح .. فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا .. وجزاكم الله خيرا ..
---
د. هشام عزمي
03-24-2005, 04:45 PM
لاحظ قول الجرجاني رحمه الله (أزمنة مقدرة) فهي أزمنة تقديرية أي غير حقيقية .. و معنى الكلام أنه لو قدرنا زمنًا لكان لانهائيًا في مقداره ، و ليس أن الله يخضع للزمن .. و الله أعلم .
---
فهد الوهبي
03-26-2005, 06:09 PM
أخي علي جاسم وفقه الله ..
حل المسألة أن المقصود من قولهم : ( ما ثبت قدمه استحال عدمه ) : أن ما ثبت قدمه فهو غير حادث، أي : ليس بمخلوق، وهذه صفة الخالق جل وعلا ، فالله ليس بمخلوق وهو الأول الذي ليس قبله شيء .
إذا عُلم ذلك فما ثبت قدمه ( إن صح التعبير ) فإنه أبدي وهو الله تعالى وهي الصفة المذكورة بقولنا : ( الآخر الذي ليس بعده شيء ).
وهذا لا إشكال فيه أن ما ثبت كونه خالقاً فإنه لا يفنى بل هو باقٍ كما قال تعالى : ( كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ).(1/1307)
وأما ما ثبت حدوثه فهو مخلوق وكل مخلوق فانٍ كما قال جل وعلا : ( كل من عليها فان ). وعلى ذلك فما لم يثبت قدمه فإنه يستحيل أزله أي بقاءه لكونه مخلوقاً .
والأمر واضح جلي والخفاء فيه من جهة ألفاظ الفلاسفة .
ولفظ القرآن أوضح وأصدق وأدل والله كما قال : ( الأول والآخر والظاهر والباطن ).
ملحوظة : وصف الله بالقدم محل خلاف والصحيح ثبوت المعنى المدلول عليه بقوله تعالى : ( الآخر ) وعدم إطلاق اللفظ لعدم وروده والصفات توقيفية وتوسع فيه بعضهم من باب الإخبار وهو أوسع من الصفات .
والله تعالى أعلم .
---
د. هشام عزمي
03-26-2005, 06:51 PM
أحسب أن الإشكال في التسليم بأن ما ثبت قدمه استحال عدمه .. و استحالة العدم هنا ليس لاعتبار القدم ، بل لاعتبار وجوب الوجود .. فمن كان واجب الوجود ثبتت له الأزلية و الأبدية ، بخلاف غيره من الموجودات التي يجري عليها الحدوث و الفناء .
---
علي جاسم
03-27-2005, 10:41 AM(1/1308)
الأخوة الأفاضل جزاكم الله خيرا .. ولكن .. أنا لا أتكلم عن الله أو عن طبيعة الوجود الإلهي فهذا أمر مسلّم به أن الله واجب الوجود وما دونه ممكن الوجود .. ولا أحسبني أردت بسؤالي هذا الأمر .. ويبدو أني أسأت إيضاح الإشكال الفلسفي الذي اسلفت...على أن الجملة التي ذكرها أخي الحبيب فهد الوهبي فيها خطأ بسيط فقد قال ( الآخر الذي ليس بعده شيء ) والصحيح ( الآخر الذي ليس قبله شيء ) .. أما ( ما ثبت قدمه استحال عدمه ) إنما أريد بها الله فلأن العقل ما تصورموجودا غير الله ثبت قدمه فقالوا أريد بها الله ولو هداهم فكرهم وخيالهم لموجود غير( الله تعالى) ثبت قدمه لانطبقت عليه القاعدة ولسلّم العقل باستحالة عدمه وأعني استحالة حدوثه فما لايخلو من الحادث فهو حادث بل ما لا يخلو من الحدث فهو حادث ..ولنعد للإشكال ..أنا إنما أردت أن الآخرة أبدية وهذا أمر نص عليه القرآن { خالدين فيها أبدا } إذن فهو أمر مسلّم به .. فإن قيل أنها ليست كالأبدية التي تطلق على الإله قلنا إذن هي ليست أبدية اصلا لأن الأبدية كمفهوم لا يمكن أن تأخذ صورتين مختلفتين وتعطيان دلالة واحدة .. فإن قيل أبدية الأخرة كأبدية الله تعالى قلنا باستحالة حدوثها وهي كما أورد الجرجاني حادثة ..والمشكلة كما قلت لا تتعلق بالله تعالى بقدر ما تتعلق بأبدية الآخرة من حيث الانتهاء وحدوثها من حيث الابتداء ..
---
فهد الوهبي
03-27-2005, 05:34 PM
أخي علي وفقه الله ..(1/1309)
أما الجملة التي نبهت عليها فهي ليست خطأ بل هي الصواب وهي المذكورة في ما رواه أبو هريرة قال أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فقال لها ما عندي ما أعطيك فرجعت فأتاها بعد ذلك فقال الذي سألت أحب إليك أو ما هو خير منه فقال لها علي قولي لا بل ما هو خير منه فقالت فقال قولي اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر .
وأما الإشكال فالأبدية ثابتة لله تعالى فهو حي لا يموت وإن كان لا يسمى بالأبدي كما تعلم ، وهي كذلك ثابتة للجنة ، وليس الثبوت كالثبوت ، وصفات الخالق ليست كصفات المخلوق ، فأبدية المخلوق ليست كأبدية الخالق تبارك وتعالى وتقدس ، والقاعدة أن اختلاف الذوات يستلزم اختلاف الصفات .
وعلى هذا لا إشكال في ثبوت الأبدية للمخلوق وإن كانت ثابتة للخالق تعالى ، كما أن السمع والبصر والحياة والوجود ثابتة للخالق ، وهي ثابتة للمخلوق وليست الصفات كالصفات .
وعند التأمل نجد أنه لا إشكال في ثبوت أبدية تليق بالمخلوق الذي لم تثبت له الأزلية كما هو معلوم .
والله أعلم
---
علي جاسم
03-30-2005, 11:41 AM
أخي الحبيب فهد الوهبي .. قولك حق وأنا مخطئ في مسألة الآخر الذي ليس بعد شيء إذ يبدو أني قد انشغلت بتلك اللحظة بالأزلية والأبدية فاختلط علي بين الأول والآخر .. ولا أخفي عليك أني قد أدركت خطاي بعد مرور عشرين ثانية من إرسالي الرد فقرأته وأنا أعرف أني قد اخطأت ..وعلى كل حال جزاك الله خيرا .. وشكرا على الرد فهو أقرب للقبول - بالنسبة لي على الأقل -
أخوكم علي جاسم محمد
طويلب علم
---
(1/1310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة عزيزة ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله ...)
---
فائدة عزيزة ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله ...)
---
الغني بالله
03-19-2007, 09:34 AM
تفسير الألوسي - (ج 19 / ص 193)
وقرأ الجمهور { عَلَيْهِ } بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا ، قيل : وجه الضم أنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه ، ووجه الكسر رعاية الياء وكذا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم ، وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتخفيم أمر العهد المشعر به الكلام ، وأيضاً إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه ، وقد سألت كثيراً من الأجلة وأنا قريب عهد بفتح فمي للتكلم عن وجه هذا الضم هنا فلم أجب بما يسكن إليه قلبي ثم ظفرت بما سمعت والله تعالى الهادي إلى ما هو خير منه
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2007, 11:38 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=261
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5161
---
د.أحمد شكري
04-08-2007, 12:41 PM
هذا التوجيه الجميل المذكور لقراءة ضم الهاء في (عليه) لطيف، ولكنه لا يصلح لتوجيه قراءة العامة وهم القراء العشرة إلا حفصا فإنهم قرؤوا بكسر الهاء ولذا لا ينطبق هذا التوجيه على قراءتهم، أما التوجيه العام في مثل هذه الحالة أن يقال: هو اتباع الرواية فكل قارئ يقرأ بما علمه أستاذه أو أساتذته.
---
(1/1311)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول البيان والإجمال
---
سؤال حول البيان والإجمال
---
محمد البويسفي
05-24-2006, 03:28 PM
السلام عليكم أيها الإخوة الكرام لدي سؤال حول البيان و الإجمال بحثت في بعض كتب الأصول فلم أعثر عليه و هو : متى يحمل المجمل على المبين أبحث عن القاعدة التي تحكم هذا الأمر مثل القاعدة التي تحكم حمل المطلق عى المقيد و هو عند اتحاد السبب و الحكم...
أفيدوني جزاكم الله عني خير الجزاء
---
(1/1312)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفضل طبعات تفسير النسفي
---
أفضل طبعات تفسير النسفي
---
خلود
09-10-2005, 12:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهي أفضل طبعة لتفسير النسفي؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2005, 01:50 PM
هي طبعة دار النفائس في أربعة مجلدات .
---
خلود
09-10-2005, 10:55 PM
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم
---
الجنيدالله
03-07-2006, 01:38 AM
السلام عليكم
هل هي افضل من الطبعة التركية القديمة
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2006, 12:31 PM
لم أطلع على الطبعة التركية ، وإنما اطلعت على طبعة البابي الحلبي للكتاب ، وهي الطبعة المشهورة التي صورتها دور النشر بعد ذلك. وقد اعتمد محقق التفسير الشيخ مروان محمد الشعار على أقدم مخطوطتين للتفسير ، وهما مخطوطة الأحمدية في حلب والظاهرية في دمشق ، إضافة إلى طبعة البابي الحلبي . ولم يشر إلى الطبعة التركية التي أشرتم إليها ، ولا أدري ما تميزت به الطبعة التركية أخي الكريم.
لكن تميزت طبعة دار النفائس هذه بجمال الطباعة ، والاعتماد على مخطوطات موثوقة (للكتاب أكثر من 147 نسخة مخطوطة) ، وخدمة النص خدمة جيدة ، وتخريج النصوص ، والتعريف بالأعلام ، وموازنة النسخ المخطوطة ، وتخريج الشواهد الشعرية وغير ذلك مما لم يكن في الطبعة السابقة.
---
منصور مهران
03-07-2006, 09:43 PM(1/1313)
لا أزال أقرأ هذا التفسير في طبعة نادرة رائعة التصحيح ، وهي طبعة المطابع الأميرية بمصر ، وقد صدرت سنة 1943 م في ثلاثة أجزاء ، وقيمتها العلمية تكمن في دقة التصحيح ووجود آيات القرآن الكريم في أعلى الصفحات على الرسم العثماني كما صنعوا في الطبعة المصرية المعروفة من المصحف ، وأيضا من تنظيم هذه الطبعة أن القائمين على ضبطها جعلوا تفسير النسفي على شكل تعليقات مفصولا بينها وبين آيات القرآن بجدول ( يعني بخط فاصل ) وعند كل موضع من الآيات المفسرة جعلوا رقما يطابق الرقم الذي يخصه من التفسير ، ولقد أقمت موازنة بين هذه الطبعة وطبعة دار النفائس في مواضع عشوائية فوجدتهما على درجة واحدة من الصحة ، هذا ، وبالله التوفيق .
---
ابو المكارم العربي
10-25-2006, 05:06 PM
ماذا عن حواشي تفسير النسفي ؟
---
(1/1314)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة في بلاغة القرآن وإعجازه
---
مقدمة في بلاغة القرآن وإعجازه
---
أبو يزيد
10-01-2006, 01:42 PM
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فقد أنزل الله هذا الكتاب العظيم، فبهر الألباب، وسلب العقول والأبصار، لِما فيه من حق وجلال، فآمنت به بعض النفوس، وعاند بعضها شقاءً وضلالاً، إلاَّ أن كل واحد من هذين الفريقين وقف مبهوراً من بيان القرآن وعظمته، واعترف بروعة بيانه، وعظمة إعجازه .
وهذا الأثر الذي يتركه القرآن في نفوس سامعيه، ذكر الله طبيعته، فقال يخاطب الناس جميعاً: ? يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ? [ يونس : 57 ]، فهو إذن موعظة، والموعظة من شأنها أنها إذا استقرت في قلب سليم فإنها تهزه هزاً عنيفاً، لا تدع في النفس شيئاً مما لا يرضي الله ـ تعالى ـ إلاَّ اقتلعته من جذوره .
وليس في هذا الكلام عجب، فكم من إنسان معرض عن ربه، بعيد عنه كل البعد ما إن يسمع شيئاً من كلام الله، وتلامس شغاف قلبه حتى تراه يهتز من الأعماق متأثراً بعظمة هذا الكلام، مستجيباً لهاتيك الموعظة البليغة .
وقد عبَّر عن هذا المشهد المؤثر جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ حينما سمع آيات من القرآن من سورة الطور من فيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخفق فؤاده، وطار لبُّه، وقال: (( كاد قلبي أن يطير )). ( )
وهذا مصداق لقوله ـ عز وجل ـ ? لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون? [ الحشر : 21 ]، فالجبل على عظمته وشموخه يخشع ويتصدع، فما بالك بقلب ابن آدم، تلك المضغة الطرية الصغيرة ؟!(1/1315)
إذن فهذه هي روعة القرآن التي أخذت بلبِّ ذلك العصر الأول كله مؤمنهم وكافرهم، فأما المؤمنون فهو أمر ظاهر للعيان، والواقع شاهد عليه، وأما المشركون الجاحدون فأذكر شاهداً واحداً من شواهد كثيرة، يدل على إعجابهم وانبهارهم بالقرآن العظيم، وذلك: ماكان من أمر رؤساء كفار قريش أبي جهل، وأبي سفيان، والأخنس بن شريق فقد كان كل واحد منهم يتسلل ليلاً فيصغي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتلو القرآن، يسمعه، ويلذُّ به، ويُطرب سمعه، حتى إذا قفل كل واحد منهم، وجمعهم الطريق، تلاوموا على هذا العمل أشد اللوم، وتعاهدوا ألاّ يعودوا، ثم هم بعد يعودون إليه ثلاث ليال متتابعة . ( )
فنرى في هذه القصة أن كفرهم لم يقف حائلاً بينهم وبين الاستماع إلى القرآن الكريم، والميل إليه، لِما يجدون في نفوسهم من النشوة والانجذاب إليه وهو يُلقى على مسامعهم، وصدق الله ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ... ? [ النمل : 14 ]، بل ولأمرٍ ما قال هؤلاء الرؤساء لأتباعهم ?... لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ... ? [ فصلت : 26 ] ؛ وذلك أن هذه المقولة تدل بجلاء (( على الذعر الذي كان يضطرب في نفوسهم من تأثير هذا القرآن فيهم، وفي أتباعهم، وهم يرون هؤلاء الأتباع يُسحرون بين عشية وضحاها من تأثير الآية والآيتين، والسورة والسورتين، يتلوها محمد أو أحد أتباعه، فتنقاد إليهم النفوس، وتهوى إليهم الأفئدة، ويُهرع إليهم المتقون، ولم يقل رؤساء قريش لأتباعهم وأشياعهم هذه المقولة وهم في نجوة من سحر القرآن، فلولا أنهم أحسوا في أعماقهم هزة روَّعتهم ما أمروا أتباعهم هذا الأمر، وما أشاعوا في قولهم هذا التحذير الذي هو أدل من كل قول على عمق التأثير )) ( )، ومن هنا يتبين أن المشركين لم يجدوا حلاً لوقف أثر القرآن الكريم في نفوس الناس إلاً بهذا العمل المشين، وما هي إلاَّ حيلة العاجز المغلوب على أمره.(1/1316)
وهذه المؤامرة ـ كما يذكر الطاهر بن عاشور ـ : (( من شأن دعاة الباطل والضلال أن يكمموا أفواه الناطقين بالحق والحجة بما يستطيعون من تخويف وترهيب وترغيب، فهم لا يدعون الناس يتجادلون بالحجة، ويتراجعون بالأدلة؛ لأنهم يوقنون أن حجة خصومهم أنهض، فهم يسترونها ويدافعونها لا بمثلها، ولكن بأساليب من البهتان والتضليل، فإذا أعيتهم الحيل، ورأوا بوارق الحق تخفق خشوا أن يعمَّ نورها الناس الذين فيهم بقية من خير ورشد، عدلوا إلى لغو الكلام، ونفخوا في أبواق اللغو والجعجعة؛ لعلهم يغلبون بذلك على حجج الحق، ويغمرون القول الصالح باللغو، وكذلك شأن هؤلاء )).( )، وإن أعيتهم هذه الحيلة ـ أيضاً ـ ولم يجدوا نفعها لجأوا إلى البغي والظلم والقتل؛ بغية أن يوقفوا سير الدعوة ودعاتها، وما علموا أن الله غالب على أمره، وناصر دينه .(1/1317)
وما هذا الانبهار، وذلك الإعجاب الذي شدَّ سامعيه إليه إلاَّ شيء كامن فيه، وهو ذلك الأمر الذي أعجبهم، وهزَّ أريحيتهم، وفعل فعله في كوامن نفوسهم، حتى عدَّه الخطابي وجهاً من أوجه إعجاز القرآن الكريم، حين قال: (( لقد قلتُ في إعجاز القرآن وجهاً آخر ذهب عنه الناس، فلا يكاد يعرفه إلاَّ الشاذ من آحادهم، وذلك صنيعه في القلوب، وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً أو منثوراً إذا قرع السمع خلُص إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق، وتغشاها الخوف والفَرَق، تقشعر منه الجلود، وتنزعج منه القلوب، يحول بين النفوس ومضمراتها، وعقائدها الراسخة فيها، فكم من عدو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رجال العرب وفُتْاكِها أقبلوا يريدون اغتياله وقتله فسمعوا آيات من القرآن، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عداوتهم موالاة، وكفرهم إيماناً ، وهو ذلك القرآن العظيم الذي لما سمعته الجن لم تتمالك أن قالت:? إنا سمعنا قرآناً عجباً * يهدي إلى الرشد فآمنا به...?[ الجن :1 ـ 2 ] )).( )(1/1318)
ولكن بعد هذا الاتفاق على هذه الروعة، والإجماع على تلك العظمة، وعلى ذلك السرِّ المؤثر الذي يجدون إيقاعه يتردد في حنايا النفس وزواياها، بعد هذا كله يفترقون، فقال الكافرون: شعر وسحر،كما حكى الله عن واحد منهم، معبراً عن رأيهم جميعاً في قوله ? فقال إن هذا إلاَّ سحر يؤثر * إن هذا إلاَّ قول البشر ? [ المدثر : 24 ـ 25 ]، وقال المؤمنون: كلام الله رب العالمين، آمنا به كل من عند ربنا، ومن ذلك الزمن مازال الناس على مفترق الطرق في سبب هذه الروعة، وفي بيان ذلك الإعجاز، وقد أشار الخطابي إلى هذا الاختلاف في سبب إعجاز القرآن، في قوله: (( وقد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديماً وحديثاً، وذهبوا فيه كل مذهب من القول، وما وجدناهم بعد صدروا عن رِيٍّ؛ وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن، ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته )) . ( )
فهم من ذلك العهد القديم مختلفون، ولا يزالون مختلفين؛ إذ إن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، ولا تُحدُّ وجوه إعجازه، لذا فقد طفق العلماء قديماً وحديثاً ينظرون في أسرار القرآن العظيم، وفي ذكر وجوه إعجازه، والإشارة إليها، والإشادة بها، فذكروا كثيراً من وجوه إعجاز القرآن العظيم . ( )
ومع هذا فليس لأحد أن يقصر وجوه إعجاز القرآن الكريم على ماذكره السابقون، بل لا بد أن نعلم علماً يقينياً أن القرآن وإعجازه لا يقف عند حدٍّ معين (( فعلى الرغم من كثرة ما كُتب عن الإعجاز القرآني في القديم والحديث على السواء، فإنه ما يزال قطرة من بحر ما ينبغي أن يُكتب للكشف عن هذه الجوانب التي لا تبلى على كثرة التردد، إذ كلما أمعن الباحثون النظر فيه، وأخلصوا النية له، وامتلكوا وسائل البحث الجاد من علم بالتراث، وفقه في اللغة، وبصر بالأساليب، وذوق أدبي مرهف، صقلته القراءة الواعية المتنوعة تكشف لهم عن عطاء سخي لا ينفد، ومعانٍ جديدة تُؤكد إعجازه )) . ( )(1/1319)
وسيبقى القرآن الكريم كتاباً مفتوحاً، ونبعاً فياضاً يفيض بالأسرار، والأمور العِظام، التي تشير إلى عظمة هذا الكتاب وإعجازه، وليس لأحد كائن من كان أن يُوصد الباب أمام الباحثين والدارسين، وليس لنا أبداً أن نرد من يقول في القرآن شيئاً محاولاً إظهار إعجازه، ولكننا نقول له: ? قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين? [ البقرة : 111 ]، وبهذا البرهان فلا بأس، ولا حرج، إذ إن القرآن كتاب للأجيال كلها، ولا بد لكل جيل أن ينهل منه، وأن يقول كلمته فيه .
الحواشي والتعليقات:
(1) أخرجه البخاري في كتاب : تفسير القرآن، سورة الطور : 3 / 297 .
(2) يُنظر القصة كاملة في السيرة النبوية :1/ 328، لأبي محمد بن عبدالملك بن هشام .
(3) التصوير الفني في القرآن : 14، سيد قطب .
(4): التحرير والتنوير : 24 / 277 ، للشيخ محمد بن طاهر بن عاشور.
(5) بيان إعجاز القرآن : 71، لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق ، ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن .
(6) المصدر السابق : 21 .
(7) للاستزادة في هذا ، وللوقوف على أبرز ما قيل في سبب إعجاز القرآن، انظر: ثلاث رسائل في إعجار القرآن، دلائل الإعجاز، إعجاز القرآن للباقلاني، الطراز للعلوي، معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي، إعجاز القرآن للرافعي، النبأ العظيم للدكتور محمد عبدالله دراز، التصوير الفني في القرآن لسيد قطب، الإعجاز البياني للقرآن للدكتورة عائشة بنت الشاطئ ، إعجاز القرآن البياني بين النظرية والتطبيق للدكتور حفني محمد شرف، البيان في إعجاز القرآن للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي، دراسات حول الإعجاز البياني في القرآن للدكتور المحمدي عبدالعزيز الحناوي، الإعجاز القرآني وجوهه وأسراره للدكتور عبدالغني محمد سعد بركة، مباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم، وغيرها .
(8) من بدائع النظم القرآني :6 ، د. السيد عبدالفتاح حجاب .
---
عبدالرحمن الشهري
10-04-2006, 12:37 AM(1/1320)
جزاك الله خيراً يا أبا يزيد على هذه اللفتة الكريمة ، والمقدمة البلاغية التي تنادي على ما ورائها من حلقات نتابعها للإفادة منها ، ولا سيما من متخصص في هذا الجانب وثيق الصلة بكتاب الله . والقرآن الكريم - كما تفضلتم - لا تنقضي عجائبه ، ولا يمكن أن نمنع متدبراً هداه الله إلى وجه بلاغي لم يسبق إليه ، غير أنه لا بد من البرهان والدليل الذي تطمئن إليه النفوس ، حتى تبقى لكلام الله جلالته وهيبته . وقد كتب العلماء في ذلك ما تطرب له النفوس والأرواح لروعته وحسنه والحمد لله . وإنا لمنتظرون منكم يا أبا يزيد ما يبصرني وإخواني بأوجه البلاغة ، ودقائق التعبير في كلام الله من الدراسات واللفتات ، أحسن الله إليكم ، وزادكم من فضله .
---
البلاغية
10-11-2006, 11:00 PM
رغم تأخرك علينا وإنتظارنا بشوق لما ستكتبه في الإعجاز البلاغي في القرآن
إلا أن روعة المقدمة التي كتبتها تجبرنا على المتابعة حتى النهاية دون كلل
بارك ربي فيك على هذا الطرح والمقدمة الموفقة أخي أبا يزيد
وننتظر المزيد من نفحات البلاغة لنحلق بنسيمها نحو الإعجاز الذي يبهر الألباب ويريح الأنفس
سؤالي
هل ستورد لنا بقية الدرر في موضوع مستقل
أم ستكمله هنا ؟
لو كتبته هنا أتمنى من أن تطلب من المشرفين بتثبيت الموضوع حتى يسهل علينا البحث عنه
فلا تتأخر علينا فأرواحنا عطشى لمعرفة بلاغة القرآن من شخص متخصص وأسلوبة رائع ومشوق
دمت بحفظ الله
---
أبو يزيد
10-27-2006, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، وأتقدم بالشكر الجزيل للمشرف الفاضل على الموقع، وأشكر له تعليقه على مقالي، وقد سرني تعليقه، وقد أفدت منه، فله مني الشكر والدعاء، كما أشكر الأخت الفاضلة
على تعليقها، وعلى شكرها، فقد أحسنت بي الظن، وقد بالغت في شكرها، وأدعو الله أن أكون كما ظن الناس بي(1/1321)
كما أرجوه الإعانة للكتابة في بلاغة القرآن وإعجازه، أما عن سؤال الأخت الفاضلة فبالنسبة للمشاركاتي القادمة فلن تكون تحت هذا العنوان، بل ستكون كل مشاركة مستقلة بذاتها، وسيكون العنوان القادم: عن وجود الغريب في القرآن الكريم، وهي تمثل رؤية خاصة بي في وجود الغريب في ا لقرآن الكريم، وشكرا لكم جميعا.
---
(1/1322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل القرآن الكريم بالرسم العثماني
---
حمل القرآن الكريم بالرسم العثماني
---
محب القرآن
07-12-2003, 05:03 PM
من هنا يمكنك تحميل القرآن بالرسم العثماني والمعذرة
إنه قديم وكلكم أكيد عنده
من هنا المصحف العثماني (http://www.qurankareem.info/a/OthmanyQuran.zip)
ومن أراد المصحف على الوورد فهذا هو
المصحف على الوورد (http://www.grab.org/quran_file)
---
essama
07-14-2003, 11:05 AM
الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله
من لديه الخط العثماني يتكرم بإرساله إلي.. مع جزيل الشكر
I need the Othmany Font to read the Quraan please
Thank you
والسلام عليكم
---
محب القرآن
07-14-2003, 01:49 PM
هذا المرفق هو الخطوط العثمانية نزلها أولاً ثم افتح الملفات السابقة
---
(1/1323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مشكل إعراب القرآن المنسوب لابن آجروم ، من مؤلفه ؟
---
مشكل إعراب القرآن المنسوب لابن آجروم ، من مؤلفه ؟
---
أبو عدنان
01-25-2007, 02:17 AM
السلام عليكم و رحمة الله .
مشكل إعراب القرآن المنسوب لابن آجروم ، من مؤلفه ؟
فيا حبذا أن يذكر لنا أحد الفضلاء نبذة عن الكتاب ..و لو في سطر أو سطرين !
---
أبو عدنان
01-27-2007, 06:39 PM
أيها الفضلاء هذا هو الرابط في موقع: ( صيد الفوائد ).
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=1446
فمن وُفّق لمعرفة خبر الكتاب ..فلا يبخل علينا بالفائدة؟!!
---
أبو بيان
01-27-2007, 07:20 PM
أخي أبا عدنان: ما وجه التشكيك في نسبة الكتاب لابن آجرُّوم؟
---
أبو عدنان
01-30-2007, 06:19 PM
وفقكم الله تعالى ..
الكتاب ليس به أي مظهر من مظاهر التأليف (استفتاحية المؤلف) !
و الذي وجدته في المقدمة يثير الشكوك :
كقوله: ( 6 - اخترت وجهًا واحدًا في إعراب مفردات الآية أو جملها أو أشباه جملها، بَيْدَ أن هذا الوجه مما نصَّ عليه أحد علماء العربية بالتصريح أو الإشارة، أو القياس على قول صريح له في موضع آخر مماثل ، ويكون له صفة الوضوح والسيرورة . )
و قوله: (بلغ عدد الموارد التي عدت إليها أكثر من مئة مورد، بعضها أصيل في فنه، وبعضها مساعد كاشف، وذلك في ضوء عيش، وقراءة، وتأمل في مصنفات علوم العربية والتفسير وما يتصل بهما .
10 - يمثل هذا " المجتبى " الرأي المختار عندي من مجموع الآراء العلمية التي قيلت، ولا يعني هذا تضعيف غيره ، وإنما يعني اختياري الذي أذهب إليه، وهو ما رأيته موافقا للمعنى والصناعة .
أسأل الله سبحانه القبول والإخلاص، وأن يجعلنا مِنْ خَدَمة كتاب الله، الحريصين على مأدبته . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المدينة المنورة(1/1324)
أ . د . أحمد بن محمد الخراط ، المستشار بالمجمع) اهـ
لاحظ فكأنه من جمع الدكتور الخراط !!
---
أبو بيان
01-30-2007, 07:50 PM
قارن أخي بينه وبين هذا الكتاب للدكتور الخراط, فربما كان هناك خطأ في العزو.
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/earabguran.zip
---
أبو عدنان
01-31-2007, 06:03 AM
أحسنت يا أبا بيان.
هو هو !!
الخطأ في العزو من موقع ( صيد الفوائد ) و الورقة الأولى ناقصة عندهم و فيها اسم الشيخ.
إذاً الكتاب ليس لابن آجروم.
---
(1/1325)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التفسير القيم لابن القيم للتحميل
---
التفسير القيم لابن القيم للتحميل
---
مسك
04-25-2006, 07:11 PM
اسم الكتاب : التفسير القيم لابن القيم
اسم المؤلف : جمع وترتيب / محمد أويس الندوى
نبذة عن الكتاب :
هذا التفسير قام بجمعه العلامة المحقق الشيخ محمد أويس الندوي خريج ندوة العلماء في الهند بذل فيه جهدا مشكورا حيث قرأ المطبوع من مؤلفات الحافظ ابن القيم واستخرج منها هذه المجموعة القيمة من تفسيره للقرآن وهي لم تشمل القرآن كاملا إلا أنها تعتبر نموذجا صالحا عن تفسير ابن القيم ومنهجه فيه، كما أن المتدبر لهذا التفسير ينتفع به نفعا عظيما....
ملاحظة :
الملف يحتوى على نسختين :
1- نسخة على ملف ورد منسقة .
2- نسخة للموسوعة الشاملة مرتبة ومفهرسة .
والله أعلم
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2423)
---
سلسبيل
05-23-2006, 12:47 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الفائده القيمة
---
(1/1326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تتمة : حكم جهاد الاحتلال في مذهب الزيدية والإباضية والإمامية :
---
تتمة : حكم جهاد الاحتلال في مذهب الزيدية والإباضية والإمامية :
---
الصبر الجميل
04-01-2007, 01:53 PM
تتمة : حكم جهاد الاحتلال في مذهب الزيدية والإباضية والإمامية :
عبد الفتاح بن صالح قُدَيش اليافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد انتشر بحث الفقير الموسوم بـ ( حكم جهاد الاحتلال في المذاهب الأربعة ) في الشبكة العالمية ولاقى رواجا واستحسانا كبيرا , وقد أشار عليّ بعض الإخوان أن أضيف إلى البحث حكم جهاد الاحتلال في المذهب الزيدي , واقترح آخرون أن أضيف أيضا المذهب الإباضي والمذهب الإمامي , فرأيت أن الاقتراحين وجيهان , وذلك حتى يُعلم أن جهاد الاحتلال قد اتفقت على تعينه كل المذاهب الإسلامية في الجملة
وسنذكر أقوال تلك المذاهب - كما ذكرنا أقوال المذاهب الأربعة - في مبحثين :
المبحث الأول :
حكم جهاد الاحتلال عند الزيدية والإباضية والإمامية :
أولا : في المذهب الزيدي
قال العنسي في التاج المذهب 4/415 : ( الجهاد فرض ( كفاية ) إذا قام به البعض سقط عن الباقين إلا أن يقصد الكفار أو البغاة ديارنا ففرض عين ما لم يكف البعض في دفعهم فكفاية ) اه
ثانيا : في المذهب الإباضي :
قال أطفيش في شرح النيل 14/361 : ( وليس للإمام جبر الرعية على الغزو أو الرباط وإنما ذلك على من ألزم نفسه الشراء إلا إن جاءهم عدو لزم كلا الجهاد ودفع العدو عن البلد وأهله
وإن خرج خارجة وكان القاعدون إن لم يخرجوا مع الإمام غلبت الخارجة فإنه يلزم القاعدين أن يخرجوا , وإن أوجب على أحد شيئا جاز للإمام إجباره عليه , وقد يجب كالدفاع لمن جاء من العدو فيجبر كل من لا يستغنى عنه ) اه(1/1327)
وقال أطفيش في شرح النيل أيضا 14/486 : ( ذكروا أنه إن جاء المسلمين عدو لا يطيقونه تحيزوا إلى البصرة وإن جاء من يغلبهم تحيزوا إلى الكوفة . وإن جاء من يغلبهم تحيزوا إلى الشام , فإن جاء من يغلبهم تحيزوا إلى المدينة , فإن جاء من يغلبهم فليس ثم تحيز وصار الجهاد فريضة بعد أن كان حوطة وتطوعا ) اه
ثالثا : في المذهب الإمامي :
قال العاملي في الروضة البهية 2/381 : ( وإنما يجب الجهاد ( بشرط الإمام العادل , أو نائبه ) ... ( أو هجوم عدو ) على المسلمين ( يخشى منه على بيضة الإسلام ) وهي أصله ومجتمعه فيجب حينئذ بغير إذن الإمام أو نائبه ...
ولو خيف على بعض المسلمين وجب عليه , فإن عجز وجب على من يليه مساعدته , فإن عجز الجميع وجب على من بعد , ويتأكد على الأقرب فالأقرب كفاية ) اه
وقال الحلي في شرائع الإسلام 1/278 : ( وفرضه على الكفاية بشرط : وجود الإمام , أو من نصبه للجهاد . ولا يتعين , إلا أن يعينه الإمام , لإفضاء المصلحة , أو لقصور القائمين عن الدفع إلا بالاجتماع , أو يعينه على نفسه بنذر وشبهه .
وقد تجب المحاربة على وجه الدفع , كأن يكون بين أهل الحرب , ويغشاهم عدو يخشى منه على نفسه , فيساعدهم دفعا عن نفسه ) اه
المبحث الثاني:
ما يترتب على تعين جهاد الاحتلال من أحكام
في مذهب الزيدية والإباضية والإمامية
لا تختلف تلك المذاهب في الجملة مع المذاهب الأربعة فيما ما ذكرناه من أحكام تترتب على تعين جهاد الاحتلال وهذه بعض أقوالهم في ذلك :
أولا : في المذهب الزيدي
قال المرتضى في البحر الزخار 6/393 : ( ولا يجب على صبي ومجنون ...ولا على المرأة ... ولا على الأعمى والأعرج والمريض ... وعلى المعذور المدافعة عن البلد حسب الإمكان , فإن بعد العدو لم يجب النهوض إليه إلا إذا وجد زادا وراحلة ومؤنة من يلزمه أمره حتى يرجع كالحج ) اه(1/1328)
وقال المرتضى في البحر الزخار أيضا 6/395 : ( ولا يعتبر إذن السيد والوالد بالمدافعة عن البلد , إذ هو حال ضروري متعين .
وللولد الخروج لطلب العلم من غير إذن الوالد إن كان في كفاية , إذ هو سفر سلامة بخلاف الجهاد قلت : والمذهب أن الجهاد كذلك ) اه
ثانيا : في المذهب الإباضي
قال أطفيش في شرح النيل 5/12 : ( ولا يخرج عنهما في غير فرض تعين ... إلا بإذنهما إن احتاجا إليه , وإلا جاز ) الخروج عنهما ( ولو منعاه ) ... ( وقيل : لا بد من إذنهما وإن استغنوا عنه في غير فرض تعين ) اه
وقال أطفيش في شرح النيل أيضا 5/23 : ( إذا فجأ من لا يطيقه فإنه يجب عليه الدفع ولو منعاه ...
لأن الجهاد فائدته تعود عليهما , إذ لو تغلب العدو لقتلهما أو سلب أموالهما أو ضرهما أدخلا به في نفاق أو شرك , ولم يوجب الخروج أو لأنه لم يتعين ولم ير أمارة الغلبة . ( و ) لا في ترك ( العدو إذا فجأ المسلمين ) , فيجب عليه دفاعهم ولو منعاه ) اه
وقال أطفيش في شرح النيل أيضا 14/542 : ( ولا تحتاج المرأة لإذن زوجها في دفاع وقتال ) عن نفسها ومالها ونفس غيرها وماله وجهاد العدو مطلقا ( لا بوجوب عليها في غير نفسها ) فإنه يجب عليها أن تموت ولا تكشف ساقها أو شيئا من جسدها إلا ما ليس عورة , كالوجه والكف ) اه
ثالثا : في المذهب الإمامي :
قال العاملي في الروضة البهية 2/382 : ( فلا يجب على الصبي والمجنون مطلقا , ولا على العبد وإن كان مبعضا , ولا على الأعمى وإن وجد قائدا ومطية , وكذا الأعرج . وكان عليه أن يذكر الذكورية فإنها شرط فلا يجب على المرأة .
هذا في الجهاد بالمعنى الأول , أما الثاني فيجب الدفع على القادر , سواء الذكر والأنثى , والسليم والأعمى , والمريض والعبد , وغيرهم .) اه(1/1329)
وقال العاملي في الروضة البهية أيضا 2/384 : ( وللأبوين منع الولد من الجهاد ) بالمعنى الأول ( مع عدم التعين ) عليه بأمر الإمام له , أو بضعف المسلمين عن المقاومة بدونه إذ يجب عليه حينئذ عينا فلا يتوقف على إذنهما كغيره من الواجبات العينية ) اه
وقال الحلي في شرائع الإسلام 1/279 : ( فروع ثلاثة : الأول : إذا كان عليه دين مؤجل , فليس لصاحبه منعه ولو كان حالا , وهو معسر , قيل : له منعه وهو بعيد . الثاني : للأبوين منعه عن الغزو , ما لم يتعين عليه ) اه
خلاصة كل البحث ( جهاد الاحتلال ) :
قسمن المقال إلى تمهيد ومبحثين :
ذكرنا في التمهيد :
أن الجهاد يكون أحيانا فرض كفاية ويسمى جهاد الطلب وأحيانا يكون فرض عين
وأنه يكون فرض كفاية لنشر الدعوة الإسلامية وهذا هو مذهب جماهير أهل العلم وعليه المذاهب الأربعة وذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك مستحب , ومن المضحك المبكي قول بعض المعاصرين أن جهاد الطلب محرم !!!
وذكرنا أن أقل ما ينبغي في جهاد الطلب أن يكون في كل سنة مرة إلا لحاجة
وذكرنا أنه في حالة جهاد الطلب :
- يعرض الأمير الإسلام على الكفار فإن قبلوه فذلك
- وإن أبوا فلا إكراه في الدين فتعرض عليهم الجزية على أن يخضعوا لسلطان الإسلام
- فإن أبوا فلم يبق إلا السيف هكذا كان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمراء السرايا
وذكرنا أن الجهاد يكون فرض عين في حالات :
- إذا التحم الصفان في القتال فلا فرار إلا لتحرف أو تحيز
- إذا استنفر الإمام الناس للجهاد
- إذا هجم الكفار على بلاد المسلمين ( الاحتلال ) ويسمى جهد الدفع
- إذا أسر الكفار أحدا من المسلمين وذلك في مذهب الحنفية والشافعية وهو قول عند المالكية
وذكرنا في المبحث الأول :(1/1330)
أن جهاد الاحتلال فرض عين وأن ذلك هو مذهب جماهير أهل العلم وعليه المذاهب الأربعة , وعليه أيضا المذهب الزيدي والإباضي والإمامي , وحكاه بعض أهل العلم اتفاقا لكن هناك بعض أهل العلم قالوا بأنه فرض كفاية
وذكرنا أن معنى تعين جهاد الاحتلال هو : أن الكفار إذا هجموا على بلد مسلم فإنه يجب على كل فرد فيه أن يدفع الكفار عن البلد فإن عجزوا أو قصروا فإن الوجوب يتسع فيشمل من يليهم من البلدان فإن عجزوا أو قصروا فتتسع الدائرة حتى تشمل كل المسلمين على تفاصيل للفقهاء في ذلك
ثم ذكرنا طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك
وذكرنا في المبحث الثاني :
ما يترتب على تعين جهاد الاحتلال من أحكام ومن ذلك :
- وجوب خروج كل من تعين عليه الجهاد وإثم من لم يخرج مع القدرة
- وجوب خروج من ليس من أهل الجهاد كالنساء والصبيان والعبيد ونحوهم
- عدم اشتراط إذن من يجب إذنه في الجملة كالأمير والأب والزوج والسيد
- عدم جواز الفرار وإن كان عدد الكفار أكثر من ضعفي عدد المسلمين
ثم ذكرنا طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك
هذا آخر المقال والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن – صنعاء
12/ ربيع الأول / 1428 هـ
بريد إلكتروني : afattah31@hotmail.com
صفحة الفقير على النت
http://www.manarahnet.net/SubPage.aspx?Page=7gE0gBlkoHMgCx0Obxc56A==&CatID=445
http://www.manarahnet.net/subPage.aspx?Page=CyHIOOVTbNeDWcOXDJVTTw==&CatID=444&SubID=%201231&co=443
منقول
---
(1/1331)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > افضل برنامج للترجمه ظهر حتى الان مع الشرح الاصدار الجديد
---
افضل برنامج للترجمه ظهر حتى الان مع الشرح الاصدار الجديد
---
أبو محمد الظاهرى
12-17-2006, 12:28 AM
http://www.aldahereyah.net/book/salam.gif
افضل برنامج للترجمه ظهر حتى الان مع الشرح الاصدار الجديد
يعتمد البرنامج فى الترجمه على اضخم قاعده بيانات على شبكه الانترنت لجوجل
رابط تحميل البرنامج
http://www.aldahereyah.net/book/Translator1.2.zip
بعض مميزات البرنامج
1- ترجمه الكلمات المفرده والنصوص والجمل
2-تحويل الاسماء من العربيه الى لغات اخرى مثال ايمن ayman
3-ترجمه النصوص من والى اكثر من عشرين لغه ومنها العربيه
4- ترجمه المواقع للغات عديده ومنها العربيه ايضا
5-حجم البرنامج خيالى 25كيلو فقط لاغير تحمله فى ثانيه واحده
6-البرنامج مجانى .
شرح البرنامج
ترجمه الكلمات والجمل
http://www.aldahereyah.net/book/phroon.com_g4.jpg
ترجمه المواقع
http://www.aldahereyah.net/book/phroon.com_e9.jpg
البرنامج لايحتاج الى تنصيب فقط فك الضغط وضع البرنامج على سطح المكتب
http://www.aldahereyah.net/book/phroon.com_1.jpg
أرجوا ان ينال اعجابكم
http://www.aldahereyah.net/book/4[1].gif
---
محمد سعيد الأبرش
12-17-2006, 08:44 AM
جزاك الله كل خير
---
د.خضر
12-19-2006, 09:14 AM
شكرا لأبي محمد وجزاه الله خيرا
---
(1/1332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفارق بين الرسول والنبي
---
الفارق بين الرسول والنبي
---
سلسبيل
09-06-2005, 01:00 PM
الفارق بين الرسول والنبي: هذه المسألة كثر كلام الناس فيها وكان التفريق تفريقًا هشًا كأن يقال: بأن الرسول أوحى الله - تعالى- إليه بشرع أُمر بإبلاغه, أما النبي فلم يؤمر بإبلاغ هذا الشرع -سبحان الله- نبي لم يؤمر بإبلاغ شرع الله -عز وجل- إذن: هذا شرع لهذا النبي، طيب إذا وجد أحدًا يخالف هذا الشرع الذي يعلمه هل يتركه؟ أم يأمره وينهاه؟ لو أمره ونهاه لكان بذلك مبلغًا هذا الشرع، هذه أو هذا تفريق ليس بالسديد.
بداية ما معنى النبي؟ النبي والنبيء هو المخبر عن الله -عز وجل- ولذلك عندما نبحث في المعاجم كي نعرف معنى كلمة "نبي" نبحث عن هذه الكلمة في مادة ماذا ؟ من الذي يعلم؟
في مادة نبأ، النون والباء والهمزة، إذن: النبي مُخبِر؛ لأنه من الفعل أنبأ، فهو مخبِر عن الله -عز وجل- فكل من أوحى إليه الله -عز وجل- فهو نبي، والنبي هو المُخبِر عن الله، لكن ما الفارق بين النبي والرسول؟ باختصار شديد جدًا:
- أن الرسول من بعثه الله -عز وجل- إلى المخالفين ليبين لهم ما يتقون، إذن: التفريق بين النبي والرسول سيكون باعتبار المرسَل أو المُبعَث إليهم، ليس باعتبار المُبعَث ولكن باعتبار المُبعَث إليهم, فلو كان المُبعَث إليهم من المخالفين المكذبين إذن: المبعث يسمى رسولاً، وإذا كان المبعث إليهم من الموافقين أهلَ الدين فالمُبعث إليهم نبي، أهل الدين لو حرفوا الدين وغيروا الدين وتركوا الدين فإنهم يحتاجون إلى من؟(1/1333)
إلى رسول، انتبه، إذن: طالما أهل الدين هم مقيمون على الدين مطيعون فيحتاجون إلى نبي، فيكون النبي بينهم كالعالم بين المسلمين، يأمرهم وينهاهم ويعظهم ويذكرهم، ولذلك قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (العلماء ورثة الأنبياء) لم يقل: العلماء ورثة الرسل، لماذا؟ لأن الرسل إنما تبعث إلى المخالفين، قال الله -عز وجل-: ?حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُو ? انتبه وظنوا أنهم ماذا؟ قد كذبوا ?جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ? [يوسف: 110]، إذن: ?حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُو ? فالرسول إنما يبعث إلى المخالف ليبين له الدين, ليقيم عليه الحجة ليبين له طريق الهداية، ليزيل عنه الغِشاوة والضلالة فهذا كله أمر واضح.
أما القول: بأن الرسول من كان معه شرع جديد والنبي من ليس معه شرع جديد، هذا كلام غير دقيق أرأيتم قول مؤمن آل فرعون عندما قال لقومه: ?وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُول ?؟ [غافر: 34]،
إذن: يوسف رسول وقال الله -عز وجل- عنه: ?وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي ? [يوسف: 38]، إذن: هو على ملة آبائه إبراهيم وإسحق ويعقوب، فهو على ملة آبائه وعلى شرعة آبائه ومع ذلك سماه الله - تعالى- رسولاً، سماه الله - تعالى- رسولاً لماذا؟ لأنه كان مع المخالفين في الدين، فلما كان مع المخالفين في الدين كان بينهم ماذا؟ كان بينهم رسولاً، إذن: هذا فارق دقيق بين الرسول وبين النبي.(1/1334)
وهذا الفارق بينه ربنا -سبحانه وتعالى- في قوله- سبحانه-: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ? [الحج: 52]، ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ ? العطف- كما يقول الأصوليون- يقتضي المغايرة، عندما يقول: أكلت خبزا
ولحما، فالخبز غير اللحم ضرورة، أقول: كتبت بالقلم الأسود والأزرق، إذن: الأسود غير الأزرق، قولاً واحداً، فكذلك في قول الله -عز وجل-: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ ? فهذا يقتضي أن الرسول غير النبي لو قلنا: من جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع، فالرسول نبي لأنه يُوحى إليه وأن الله - تعالى- ينبئه وأن الله - تعالى- يخبره فهو نبي من هذه الحيثية ولكن من حيثية أنه أرسل إلى المخالفين المكذبين المعاندين فهو رسول.
أيضًا عندما ننظر إلى داود وسليمان ذكر الله - تعالى- أنهم أنبياء، وأنهم أيضًا رسل وكانوا على شريعة موسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-، إذن: هذا تفريق باعتبار المبعث إليهم، وهذا الكلام أفاده- بعناية- شيخ الإسلام ابن تيمية وله في ذلك كتاب رائق يسمى النبوات فليراجعه من شاء.
---------------
من شرح العقيدة القيروانية للشيخ د. أحمد النقيب حفظه الله
إلا القرآن
http://www.hddaj.com/files/fealsadr_boabdulmalik.rm
---
مرهف
11-30-2005, 12:32 PM(1/1335)
في كتاب اسمه إتحاف السائل بما ورد من المسائل للأستاذ الشيخ محمد أديب كلكل في القسم الثالث منه بحث قيم عن الفرق بين النبي والرسول ومفاد البحث من خلال دراسة قرآنية في الآيات التي ذكرت النبي والرسول وكذلك في بعض الأحاديث خلص بنتيجة أن لا فرق بينهما وإنما الاختلاف الحاصل غالبه جدل كلامي وبعضه يستند لأدلة شرعية كحديث البخاري ( آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ) فقلت :ورسولك الذي أرسلت فقال صلى الله عليه وسلم : لا ، ونبيك الذي أرسلت )
---
مساعد الطيار
11-30-2005, 12:57 PM
أخي الكريم مرهف
النتيجة التي خلص إليها الشيخ محمد أديب فيها إشكال ظاهر ، ولا يظهر لي أن الاختلاف غالبه جدل كلامي ، وأظهر آية تدل على الفرق هي قوله تعالى : ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ? [الحج: 52]، فتأمل هذا العطف الذي يقتضي تمام المغايرة ( من رسول ) ( ولا نبي ) ، وعدم الوصول إلى الفرق لا يعني عدم الفرق ، وكونه كثر الكلام في الفرق بينهما بما لا يأتي أكثره بما فيه مقنع = صحيح ، لكن لا يعني هذا أن الكلام فيه جدلي ، وكل واحد من العلماء يتلمس الفرق ، فمنهم من ظفر به ، ومنهم من لم يظفر به .
والتداخل بين النبي والرسول ظاهر جدًّا ، ولشد التداخل زعم من زعم أنه لا فرق بينهما ، وليس ذلك بصواب بدلالة آية الحج الواضحة في التفريق ، والعلم عند الله .
وهناك اكثر من اعتبار في الدلالة على معنى الرسول ، منها :
1 ـ أن يكون أرسل إلى قوم كافرين .
2 ـ أن يكون نزل عليه كتاب .
3 ـ أن يكون نزل مصححًا لفساد حصل في شريعة قومه ، كما هو الحال في كثير من أنبياء بني إسرائيل .
فمن كانت فيه أحد هذا الصفات فهو رسول ، أما إذا كان نبيًّا برسالة من كان قبله ، ولم يجدد فيها ، ولا صحح انحرافات في قومه ، فهو النبي .(1/1336)
وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً ، والعلم عند الله تعالى .
---
أبو بيان
11-30-2005, 06:31 PM
للأستاذ الدكتور/ أحمد بن ناصر آل حمد, كتاب قيمٌ اسمه: ( النبي والرسول ), استوعب فيه هذه المسألة, وخلص فيها إلى ما ذكره الشيخ مساعد إجمالاً, مع شيء من التفصيل والتركيز.
---
أحمد البريدي
12-02-2005, 09:20 PM
إضافة إلى ما ذكره المشايخ الكرام أقول :
أقرب الأقوالِ في الفرْقِ بينَ النبيّ والرسول هو ما قرَّرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ قال :" فالنبيُّ هو الذي يُنبِّئُه الله ، وهو يُنَبِّئُ بما نَبَّأَهُ الله فإنْ أُرسل مع ذلك إلى مَن خالف أمْرَ الله ليبلِّغه رسالةً مِن الله إليه فهو رسول وأمّا إذا كان إنّما يعمل بالشريعة قبله ، ولَمْ يُرْسل هو إلى أحدٍ يبلِّغه عن الله رسالة ، فهو نبيٌّ وليس بِرَسُول "... إلى أنْ قالَ :" فقوله : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ}دليلٌ على أنّ النبيَّ مُرْسَل ، ولا يُسمّى رسولاً عند الإطْلاق لأنّه لَمْ يُرْسَل إلى قَوْمٍ بما لا يعرفونه بلْ كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقٌّ كَالْعَالِم .(1/1337)
وقال الشنقيطيُّ رحمه الله :" وآيةُ الحجّ هذه _ يعني قوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ " _تُبيِّنُ أنّ ما اشْتهر على ألْسِنة أهل العلم مِن أنّ النبيَّ هو مَن أُوحِيَ إليه وَحْيٌ ، ولَمْ يُؤمر بتبليغه ، وأنّ الرسولَ هو النبيُّ الذي أُوحِيَ إليه ، وأُمِرَ بتبليغِ ما أُوحِيَ إليه غيرُ صحيحٍ لأنّ قوله تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ }يدلُّ على أنّ كلاً منهما مُرْسَل ، وأنّهما مع ذلك بينهما تغايُر ، واستظهر بعضهم أنّ النبيَّ الذي هو رسول أُنزل إليه كتاب وشرْعٌ مستقلّ مع المعجزة التي ثبتت بها نبوّته ، وأنّ النبيَّ المرْسَل الذي هو غير الرسول ، هو مَن لَمْ يُنزَّل عليه كتاب وإنّما أُوحِيَ إليه أنْ يدعو الناسَ إلى شريعة رسولٍ قبله كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يُرْسَلون ويُؤمَرون بالعمل بما في التوراة ".
وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه ؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول ، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال :" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه ، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق ، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام
---
(1/1338)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أجوبة الشيخ / د.مساعد الطيارعلى أسئلة ( ملتقى أهل الحديث )
---
أجوبة الشيخ / د.مساعد الطيارعلى أسئلة ( ملتقى أهل الحديث )
---
خالد بن عمر
05-14-2003, 06:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه إجابات لبعض الأسئلة التي طرحت في ملتقى أهل الحديث (( للشيخ مساعد الطيار وفقه الله ))
وقد وعد بإكمال البقية إن تيسر له ذلك ، نسأل الله أن ييسر له وقتا كافيا للإجابة عليها
=============
قال الشيخ وفقه الله :
إجابات ملتقى أهل الحديث
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه ووالاه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فأشكر الله ما أنعم به علي من نعمه الوافرة ، وأشكره على ما فتح علي به من العلم بكتابه ، وأسأله في ذلك المزيد ، كما أسأله الإخلاص في القول والعمل ، وان يجعل ما انعم به حجة لي لا عليَّ إنه وسميع مجيب .
ثم أشكر الإخوة القائمين على ملتقى أهل الحديث الذي يتميز بما فيه من الطرح العلمي الجادِّ ، وأسأل الله لهم التوفيق والسداد ، أشكرهم على حسن ظنهم بي ، وعلى حرصهم على هذا اللقاء الذي أتمنى أن يكون كما أحبوه .
ثم أتوجه بالشكر لكل من سأل ، وانتظر أن أجيب عليه ، مع اعتذاري عن إجابة بعض الأسئلة ، ولعله يكون لها زمن مناسب بعد حين .(1/1339)
وإني أتوجه إليهم وإلى كل أصحاب الطرح العلمي الجادِّ ممن يطرح رأيه في هذا الملتقى أو غيره أن يكون المراد من طرحه الوصول إلى الحقيقة العلمية ، وليس الانتصار للأشخاص أو المشايخ ، إذ كم تُحجبُ الأقوال الصحيحة بهذا السبب ، وكم يمتنع قوم من طرح ما لديهم لأجل ألا يجابهوا بمثل هذا الردِّ الذي لا يعتمد الأسلوب العلمي ، بل ينحى منحى التعصب للرأي ، حتى ترى أنه يخرج في كثير من الأحيان إلى الأسلوب الخطابي المتهيج للرد على المخالفين ، ويضمحلُّ الأسلوب العلمي بين الباحثين .
كما أن بعض الباحثين قد يرتجل في ردِّ مسألة ، ثمّ يتبين له في قرارة نفسه خطؤها ، وتراه بعد ذلك يُصرُّ على قوله المرتجل ، ويصعب عليه النزوع عنه ، وذلك مسلك غير حميد ، وكما قيل : الرجوع إلى الحق فضيلة ، ولا أشكُّ أن كثيرًا ممن في هذه الملتقيات الجادِّة قد اطَّلع على قصص رائعة من قصص السلف في التنازل عن الرأي الخطأ إذ نُبِّه عليه ، إذ الإصرار غير المبرر على مسألة ظاهرٍ خطؤها مذمة للشخص من حيث لا يدري .
وأدعو الإخوة ونفسي إلى التثبت من نقل المعلومة ، فكم ترى نسبة قولٍ إلى عالم من العلماء ، ولا تكاد تراه قال به ، لكن الباحث نقل ما فهم من كلامه ، ونسبه إليه ظنًّا منه أنه قول له ، فالحرص على نقل قول العالم بحذافيره أولى من تقويله القول بما فهمه الباحث .
وإنني أدعو إلى أن يكون بين أهل العلم اختلاف التغاير والتنوع ، لا اختلاف التناقض والتضاد ، وليعلم أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يتسلط على فهم العباد ، ويلزمهم بما لم يقتنعوا به ، فإذا لم تقبل قولي أو لم أقبل قولك فليبق بيني وبينك الودُّ والصفاء ، وإخاء الإيمان والولاء .
وأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن اختارهم من بين خلقه ، وجعلهم خيرته ، وأن يرفعني وإياكم بالعلم والعمل ، إنه سميع مجيب .
تنبيه :(1/1340)
لقد سلكت في بعض الأسئلة سبيل التوسع ، أو الزيادة على ما أراده السائل من باب تتميم المنفعة والفائدة ، وأرجو أن أكون قد وفقت في هذا ، والله الموفق
التفسير الكبير للفخر الرازي من أوسع كتب التفسير ، وقد حشاه مؤلفه بمباحث كثيرة جدًا تخرج به عن التفسير ، حتى قيل فيه : فيه كل شيء إلا التفسير ، وهذا من باب المبالغة لكثرة ما فيه من المباحث التي هي خارجة عن صلب التفسير ، بل قد تكون ليست من علوم الشريعة .
والكتاب يُعدُّ من مراجع التفسير الكبيرة ، وفيه فوائد كثيرة ، ومسائل علمية نادرة ، لكن لا يصلح أن يقرأ فيه إلا من كان عارفًا بعلم الاعتقاد ، وضابطًا لعلم التفسير ليعرف كيف يستفيد منه .
وقد استفاد الرازي من كتب التفسير التي قبله ، خصوصًا كتب المعتزلة ، وقد يذكرها لينقدها ، لكنه كما قيل : يورد الشبهة نقدًا ، ويردها نسيئة . فهو قويٌّ في عرض الشبه ، ضعيف في ردِّها .
ومن أعلام المعتزلة الذين نقل عنهم : قطرب ( ت : 206 ) ، وأبو بكر الأصم ، والجبائي ( ت : 303 ) ، والكعبي ( ت : 319 ) ، وأبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني ( ت : 322 ) ، والزمخشري ( ت : 538 ) .
وقد جعل العقل حجة عنده ، فتراه يقدمه على النقل بدعوى التعارض بينهما ، بل تراه يستخدمه في مجالات لا يُقبلُ فيها نقد العقل ، كبعض الأحاديث الصحيحة الواردة في حق بعض الأنبياء ، فهو يفندها من جهة العقل فحسب .
وقد استفاد في الوجوه البلاغية من تفسير الزمخشري على وجه الخصوص ، لذا تراه يشقِّق سطرًا مضغوطًا بالمعلومات عند الزمخشري فيجعله في مسائل يبسط فيها البحث .
ومما ظهر في كتابه غير الأمور العقلية والفلسفية وبحوث العلوم التجريبية ما يأتي :
1 ـ الاعتناء بعلم المناسبات .
2 ـ الاستنباط في جميع المجالات .
3 ـ ذكر الملح واللطائف التفسيرية .
4 ـ العناية بجانب البلاغة القرآنية .(1/1341)
وهذا الكتاب من الكتب التي تحتاج إلى الاختصار الذي يقرِّبها للقارئ ، ويبعد ما فيها من الاستطرادات العلمية التي لا تفيد جمهور القراء ، والتي قد تكون مخالفة للاعتقاد . والله الموفق .
قال السائل : تناقش الإخوة في الملتقى حول صحة نسبة الكثير من تفسيرات ابن عباس (رضي الله عنهما) إليه، وخصوصاً تلك التي من طريق علي بن أبي طلحة عنه. فما قول فضيلتكم في ثبوت التفسير عنه؟
إن السؤال عن تفسير علي بن أبي طلحة يدخل في منظومة موضوع عامٍّ ، وهو أسانيد روايات التفسير .
ومما قد لا يخفى أن التفسير قد نُقِلَ بروايات يحكم علماء الحديث عليها بالضعف أو ما هو أشد منه ، لكن الذي قد يخفى هو كيفية تعامل هؤلاء العلماء مع هذه الروايات في علم التفسير .
ولتصوير الحال الكائنة في هذه الروايات ، فإنك ستجد الأمر ينقسم بين المعاصرين وبين السابقين .
فالفريق الأول : بعض المعاصرين يدعو إلى التشدد في التعامل مع مرويات السلف في التفسير .
والفريق الثاني : جمهور علماء الأمة من المحدثين والمفسرين وغيرهم ممن تلقَّى التفسير واستفاد من تلك الروايات ، بل قد اعتمدها في فهم كلام الله .
هذه صورة المسألة عندي ، والظاهر أن الاستفادة من هذه المرويات ، وعدم التشدد في نقدها إسناديًا هو الصواب ، وإليك الدليل على ذلك :
1 ـ أنك لا تكاد تجد مفسرًا من المفسرين اطرح جملة من هذه الروايات بالكلية ، بل قد يطرح أحدها لرأيه بعدم صحة الاعتماد عليها ، ومن أشهر الروايات التي يُمثَّل بها هنا رواية محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .
2 ـ أن المفسرين اعتمدوا اعتمادًا واضحًا على هذه المرويات ، سواءً أكانوا من المحررين فيه كالإمام الطبري وابن كثير ، أم كانوا من نَقَلَةِ التفسير كعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم .
وهؤلاء قد أطبقوا على روايتها بلا نكير ، مع علمهم التام بما فيها من الضعف.(1/1342)
ولا يقال كما قد قال من قال : إن منهج الإمام الطبري في هذه الروايات الإسناد ، وإن ليس من منهجه الصحة اعتمادً على قاعدة من أسند فقد أحالك .
ففي هذه المقولة غفلة واضحة عن منهج الإمام الطبري الذي لم ينصَّ أبدًا على هذا المنهج في تفسيره ، والذي اعتمد على هذه المرويات في بيان معاني كلام الله ، وفي الترجيح بين أقوال المفسرين ، ولم يتأخر عن ذلك إلا في مواضع قليلة جدًّا لا تمثِّل منهجًا له في نقد أسانيد التفسير ، أعني أنَّ الصبغة العامة رواية هذه الآثار والاعتماد عليها في بيان كلام الله .
وقس على الإمام الطبري غيره من المفسرين الذين اعتمدوا هذه المرويات في التفسير .
3 ـ أنَّ أئمة المحدثين لهم كلام واضح بين في قبول هذه الروايات واحتمالها والاعتماد عليها ؛ لأنهم يفرقون بين أسانيد الحلال والحرام وأسانيد غيرها من حيث التشديد والتساهل ، ونصوصهم في ذلك واضحة ، ومن ذلك :
قال عبد الرحمن بن مهدي : » إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال = تساهلنا في الأسانيد ، وتسامحنا في الرجال . وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام = تشدَّدنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال « ( ).
وقد انجرَّ هذا التَّساهل على روايات التفسير ، فاحتملوا قومًا معروفين بضعفهم في نقل الحديث ، فقبلوا عنهم ـ من حيث الجملة ـ رواياتهم ، قال يحيى بن سعيد القطان : » تساهلوا في التفسير عن قومٍ لا يوثِّقونهم في الحديث ، ثمَّ ذكر ليث بن أبي سليم ، وجويبر بن سعيد ، والضحاك ، ومحمد بن السائب ؛ يعني : الكلبي .
وقال : هؤلاء يُحمد حديثهم ( كذا ، ولعل الصواب : لا يحمد ) ، ويُكتب التفسير عنهم « ( ) .
وقال البيهقيُّ ( ت : 458 ) : » … وأما النوع الثاني من الأخبار ، فهي أحاديث اتفق أهل العلم بالحديث على ضعف مخرجها ، وهذا النوع على ضربين :(1/1343)
ضرب رواه من كان معروفًا بوضع الحديث والكذب فيه ، فهذا الضرب لا يكون مستعملاً في شيء من أمور الدين إلا على وجه التليين … .
وضرب لا يكون راويهِ متَّهمًا بالوضع ، غير أنه عُرفَ بسوء الحفظِ وكثرة الغلطِ في روايته ، أو يكون مجهولاً لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول .
فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملاً في الأحكام ، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولةً عند الحكَّام . وقد يُستعمل في الدعوات ، والترغيب والترهيب ، والتفسير ، والمغازي ؛ فيما لا يتعلق به حكمٌ « ( ) .
4 ـ ومما يُعلمُ من نقد الأسانيد أنَّ المحدِّثينَ قد فرَّقوا في نقدِهم لبعض الأعلامِ ، فجعلوه في نقل الحديث من المجروحين المتكلَّمِ فيهم ، وأثنوا عليه في علمٍ برعَ هو فيه ، بل قد يكون فيه إمامًا يُؤخذُ قوله في ذلك العلم ، وهذا يعني أنَّ تضعيفه في روايةِ الحديث لم ينجرَّ إلى تضعيفه في ذلك العلمِ الآخرِ ، ومن الأمثلة التي يمكنُ أن تُضربَ في هذا ما يأتي :
1 ـ عاصم بن أبي النَّجود الكوفي ( ت : 128 ) ، قال عنه ابن حجر العسقلاني ( ت : 852 ) :» صدوق له أوهام ، حجة في القراءة ، وحديثه في الصحيحين مقرون «( ) .
2 ـ حفص بن سليمان الأسدي ( ت : 180 ) الراوي عن عاصم بن أبي النَّجود ( ت : 128 ) ، قال عنه الذَّهبي ( ت : 748 ) ـ بعد أن ذكر جرح علماء الحديث فيه ـ : » قلت : أما في القراءةِ ، فثقة ثبت ضابط ، بخلاف حاله في الحديث « ( ).
وقال ابن حجر العسقلاني ( ت : 852 ) : » متروك الحديث مع إمامته في القراءة « ( ).
3 ـ نافع بن أبي نعيم المدني ( ت : 169 ) : » صدوق ثبت في القراءة « ( ).(1/1344)
4 ـ عيسى بن ميناء المدني ، المعروف بقالون ( ت : 220 ) ، أحد راويَي نافع المدني ( ت : 169 ) ، قال عنه الذهبي : » أما في القراءةِ فثبتٌ ، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة . سئل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك ، وقال : تكتبون عن كلِّ أحدٍ ! « ( ).
5 ـ حفص بن عمر الدُّوري ( ت : 246 ) ، قال ابن حجر ( ت : 852 ) : » لا بأس به « ( ).
وقال ابن الجزري ( ت : 833 ) : » إمام القراءة ، وشيخ الناس في زمانه ، ثقة ثبت كبير ضابط « ( ).
ولا يبعد أن يكونَ بعضُ المتميِّزينَ في علمٍ من العلومِ لا يكاد يُعرفُ لهم روايةٌ للحديثِ ؛ كعثمان بن سعيد الملقب بورش ( ت : 197 ) أحد راويَي قراءة نافع المدني ( ت : 169 ) .
فإذا كان ذلك واضحًا في علمِ القراءةِ ، فإن علم التفسير لم يوجد له كتبٌ تخصُّ طبقات المفسرين وتنقدُ روايتهم على وجه الخصوصِ ، بخلاف ما وُجِدَ من علم القراءة الذي تميَّزَ تميُّزًا واضحًا عند الترجمة لأحد القراء كما تلاحظُ في الأمثلة السابقةِ .
ولذا لا تجد في الكلام عن المفسرين سوى الإشارة إلى أنهم مفسرون دون التنبيه على إمامتهم فيه وضعفهم في غيره كما هو الحال في نقد القراء ، وإذا قرأت في تراجم المحدثين ستجد مثل هذه العبارات :» المفسر ، صاحب التفسير « ، ومن ذلك :
قال الذهبي ( ت : 748 ) :» مجاهد بن جبر ، الإمام ، أبو الحجاج ، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ، المكي ، المقرئ ، المفسر ، أحد الأعلام « ( ).
قال الخليلي : » … ورواه شيخ ضعيف ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، وهو إسماعيل ابن أبي زياد الشامي صاحب التفسير « ( ).
وقال : » مقاتل بن سليمان صاحب التفسير خراساني محله عند أهل التفسير والعلماء محل كبير واسع العلم لكن الحفاظ ضعفوه في الرواة « ( ).
قال ابن سعد :» أبو مالك الغفاري صاحب التفسير ، وكان قليل الحديث « ( ).(1/1345)
قال ابن سعد :» أبو صالح واسمه باذام ، ويقال باذان ، مولى أم هانئ بنت أبي طالب ، وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس ، ورواه عن أبي صالح الكلبيُّ محمد بن السائب « ( ).
قال ابن سعد : » إسماعيل بن عبد الرحمن السدي صاحب التفسير ، مات سنة سبع وعشرين ومائة « ( ).
قال ابن سعد : » أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم ، وهو صاحب التفسير ، وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره « ( ).
قال ابن سعد : » مقاتل بن سليمان البلخي صاحب التفسير ، روى عن الضحاك بن مزاحم وعطاء وأصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه « ( ).
قال الخطيب البغدادي : » قال يحيى بن معين السدى الصغير صاحب التفسير محمد بن مروان مولى الخطابيين ليس بثقة « ( ).
قال الخطيب البغدادي : » يزيد بن حيان الخراساني أخو مقاتل بن حيان صاحب التفسير « ( ).
ويظهر أنَّ سبب عدم تمييز نقد المفسرين على وجه الخصوص أمران مشتركان لا ينفكان عن بعضهما :
الأول : أن رواية التفسير كانت مختلطةً برواية الحديث في كثير من الأحيان .
الثاني : أن كثيرًا من رجال الإسناد في التفسير هم من نقلة السنة النبوية ، فكان الحديث في نقدهم والحكم عليهم من جهة التفسير والحديث واحدًا .
لكن المحدثين لم يجعلوا مقاييس قبولهم لروايات الحديث كمقاييس قبولهم لروايات التفسير ، وإن كانوا حكموا على بعض روايات التفسير بالضعف كما سبقت الإشارة إلى كلام بعضهم في هذا التفريق .(1/1346)
لكن قد يقع أنَّ بعض روايات التفسير تكون متمحِّضةً فيه ، ولا تكادُ تجدُ أسانيدها إلا في علم التفسيرِ ، وقد لا ترى بواسطتها روايةً لحديث نبويٍّ ، وإن وُجِدَ فهو قليلٌ ، ومن أمثلةِ ذلك رواية العوفييِّن التي تنتهي بعطيَّة العوفي ( ت : 111 ) عن شيخه ابن عباسٍ ( ت : 68 ) ، وهي روايةٌ مسلسلةٌ بالضُّعفاءِ ( ) ، وأمرها مشهورٌ معروفٌ في التفسيرِ ، لكن لاتجدُ روايةَ أحاديث بهذه السلسلةِ العوفيَّةِ .
5 ـ ولعلَّ مما يبيح تساهل التعامل مع أسانيد المفسرين من جهة الإسناد أن كثيرًا من روايات التفسير روايات كتبٍ ، وليست روايات تلقين وحفظٍ ؛ لأنك لا تكاد تجد اختلافًا بين ما رواه نقلة هذه المرويات بهذه الأسانيد .
ولذا تجدهم ينسبون التفسير إلى من رواه مدوَّنًا كتفسير عطية العوفي ( ت : 111 ) عن ابن عباس ( ت : 68 ) ، وتفسير السدي ( ت : 128 ) عن بعض أشياخه ، وتفسير قتادة ( ت : 117 ) الذي يرويه سعيد ابن أبي عروبة ومعمر بن راشد ، وتفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( ت : 68 ) ، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت : 182 ) ، وغيرها من صحف التفسير .
وإذا كان كثير من هذه الروايات رواية الكتاب فإن هذا يجعلها صالحة للاعتمادُ ، أو الاستئناسُ بها من حيث الجملةِ .
ومن باب المناسبة أذكر أن صحف التفسير من البحوث التي لم تطرح حتى الآن ، فياحبذا لو تولاَّها أصحاب هذا الشأن .
6 ـ أنه مما يتبع هذه المسألة أنه قد اشتهر بعض هؤلاء الأعلام في التفسير إما رواية وإما دراية ، ويجب أن لا ينجرَّ الحكم عليه في مجال الرواية إلى مجال الدراية ، بل التفريق بين الحالين هو الصواب ، فتضعيف مفسر من جهة الرواية لا يعني تضعيفه من جهة الرأي والدراية ، لذا يبقى لهم حكم المفسرين المعتبرين ، ويحاكم قولهم من جهة المعنى ، فإن كان فيه خطأ رُدَّ ، وإن كان صوابًا قُبِلَ .(1/1347)
إذا تأمَّلت هذه المسألة تأمُّلاً عقليًّا ، فإنَّه سيظهر لك أنَّ الرأي لا يوصف بالكذب إنما يوصف بالخطأ ، فأنت تناقش قول فلان من جهة صحته وخطئه في المعنى ، لا من جهة كونه كاذبًا أو صادقًا ؛ لأن ذلك ليس مقامه ، وهذا يعني أنَّك لا ترفضُ هذه الآراء من جهة كون قائلها كذابًا في الرواية ، إنما من جهة خطئها في التأويلِ .
وهذا يعني أنَّ الحكم على الكلبيِّ ( ت : 146 ) ، ومقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) بالكذب من جهة الرواية ، لا يعني أنَّك لا تأخذ بقولِهما الذي هو من اجتهادهما في التفسيرِ ، بل إذا ظهرت عليه أمارات الصِّحةِ من جهة المعنى يُقبلُ ، ولا يردُّ لكون صاحبه كذَّابًا . وكذا الحال في من وُصِفَ بالضَّعف في روايته ؛ كعطيَّةَ العوفي ( ت : 111 ) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت : 182 ) ، وغيرهما .
وغياب هذه القضيةِ يوقعُ في أمرين :
الأول : طرحُ أراء هؤلاء المفسرين ، وهم من أعلام مفسري السلف .
الثاني : الخطأ في الحكم على السندِ الذي يروى عنهم ، فيُحكم عليه من خلال الحكم عليهم ، وهم هنا ليسوا رواةً فيجرى عليهم الحكم ، بل القول ينتهي إليهم ، فأنت تبحث في توثيق من نقل عنهم ، ومن الأمثلة التي وقع فيها بعض الباحثين الفضلاء :
قال ابن أبي حاتم :» حدثنا أبي ، قال : حدثنا الحسن بن الربيع ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، قوله : ]الحي القيوم[ ] آل عمران : 2 [ : القائم على مكانته الذي لا يزول ، وعيسى لحم ودم ، وقد قضى عليه بالموت ، زال عنة مكانه الذي يحدث به « ( ).
ولما درس المحقق رجال الإسناد خرج بما يأتي :
الحسن بن الربيع ثقة ، وعبد الله بن إدريس ثقة ، ومحمد بن إسحاق صدوق ، ثمَّ قال في نتيجة الحكم : » درجة الأثر : رجاله ثقات ، إلا ابن إسحاق صدوق ، فالإسناد حسنٌ « ( ) .(1/1348)
فجعل الإسناد حسنًا بسبب ابن إسحاق ، وهذا الحكم فيه نظر ، إذ الصحيح أن يُحكم على الإسناد بأنه صحيح ؛ لأنَّ الذين نقلوه عن ابن إسحاق هم الذين يتعرَّضون للتعديل والتجريح ، أما قائل القول ، فلا يدخل في الحكم .
7 ـ إن من تشدد في نقد أسانيد التفسير ، فإن النتيجة التي سيصل إليها أنَّ كثيرًا من روايات التفسير ضعيفة ، فإذا اعتمد الصحيح واطَّرح الضعيف فإن الحصيلة أننا لا نجد للسلف إلا تفسيرًا قليلاً ، وهم العمدة الذين يعتمدون في هذا الباب ، فإذا كان ذلك كذلك فمن أين يؤخذ التفسير بعدهم ؟!
لقد طرحت هذه المسألة على بعض من يرى أنه يجب التشدد أسانيد التفسير ، وتنقية كتب التفسير من الضعيف والإسرائيليات ، والخروج بتفسير صحيح الإسناد عن السلف يُحتكم إليه ، فقلت له : أنت تعلم أنَّ اتباع هذا المنهج سيخرج كثيرًا من روايات التفسير ، وأنه قد لا نجد في بعض الآيات تفسيرًا محكيًا عن السلف سوى ما طرحته ، فمن أين ستأخذ التفسير ؟
قال : نرجع للغة ، لأن القرآن نزل بلغة العرب .
قلت له : فممن ستأخذ اللغة ؟
قال من كتبها وأعلامها ؛ من الخليل بن أحمد والفراء وأبي عبيدة وغيرهم .
فقلت له : أنت طالبت بصحة الإسناد في روايات التفسير ، فلم لم تعمل بها في نقل هؤلاء وحكايتهم عن العرب ، فأنا أطالبك بأن تصحح الإسناد في نقل هؤلاء أن معنى هذه اللفظة هو كذا عند العرب نقلاً صحيحًا متصلاً من الفراء وغيره إلى ذلك العربي الذي علَّمه ذلك .
فهل يا تُرى أن هذا المنهج صحيح ؟
إنَّ طبيعة العلوم تختلف ، فإثبات السنة النبوية ، وإلزام الناس بها ليس كإثبات اللغة ، فاللغة تثبت بما لا يثبت به الحديث ، وكذا الحال في التفسير ، فإنه يثبت بما لا يثبت به الحديث ، والاعتماد على هذه الروايات جزءٌ أصيل من منهجه لا ينفكُّ عنه ، ومن اطَّرحها فقد مسخ علم التفسير .(1/1349)
8 ـ إن التفسير له مقاييس يعرف بها عدا مقاييس الجرح والتعديل ، إذ التفسير يرتبط ببيان المعنى ، وإدراك المعنى يحصل من غير جهة الحكم على الإسناد ، لذا فإن عرض التفسير على مجموعة من الأصول تبين صحيحه من ضعيفة ، كالنظر في السياق والنظر في اللغة ، والنظر في عادات القرآن والنظر في السنة ... الخ
وقد أشار البيهقي إلى هذا الملحظ فقال : » وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم لأن ما فسروا به ؛ ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب ، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط « ( ).
ومن قرأ في كتب التفسير ومارس تدريسه أدرك هذا المعنى ، وإلا لرأيته يقف كثيرًا حتى يتبين له صحة هذه المرويات ليعتمد عليها ، وفي هذه الحال أنَّى له أن يفسِّر .
9 ـ ومما يحسن ملاحظته هنا أنَّ التفسير المنقول بطرق فيها ضعف له فوائد ، منها أن يكون المعنى الذي يحمله التفسير مما قد اشتهر بين السلف فيستفاد منه في حال الجدل مع المعارضين ، خصوصًا إذا كان في مجال الاعتقاد ؛ لذا ترى بعض العلماء ينص على أنَّ بعض المعاني الباطلة في التفسير المرتبطة بالمعتقد = لم تثبت لا بالطرق الصحيحة ولا الضعيفة .
10 ـ وأخيرًا ، فإني أرى في هذه المسألة التي يطول فيها الجدل أن يُفرَّق بين الاعتماد التام على منهج أهل الحديث في نقد الروايات وبين الاستفادة منه ، فالصحيح أن يُستفاد منه ، ويأتي وجه الاستفادة منه في حالات معينة ؛ كأن يكون في التفسير المروي غرابة أو نكارة وشذوذًا ظاهرًا .(1/1350)
ومن أمثلة ذلك ما تراه من فعل الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ]إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ[ ] المائدة : 55 [ حيث تتبع أسانيد المرويات ونقدها ، لكنك تجده في مواطن أخرى يرويها ولا ينقدها ، وما ذاك إلا لما في الخبر المنقول في هذه الآية من النكارة التي جعلته يتتبع الإسناد ، أما في غيرها فالأمر محتمل من جهة المعنى وليس فيها ما ينكر فقبله ، والله أعلم .
وهذا الموضوع له جوانب أخرى ، وهو يحتاج إلى تأصيل وتمثيل ، ولعل فيما طرحته غنية ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والصواب في القول والعمل .
وقوف المصاحف
قال السائل : ما رأيكم بالعلامات الموجودة في المصاحف الآن ,وهل يجب أن يلتزم بها القارئ للقرآن؟
الجواب : إن الأصل في وقوف القرآن أنَّها مبنية على الاجتهاد ، وليس هناك وقف يحرم أو يجب إلا بسببٍ .
ومبنى الوقوف على المعنى ، لذا يعاب على من لم يحرر المعاني في الوقوف ، لكنه لا يصل بعمله هذه إلى الحرمة .
والحرمة والوجوب تحتاج إلى دليل شرعي ؛ إذ أنها تدل على فعل شيء يخالف الشريعة ، وليس ذلك في الوقوف القبيحة التي حكم العلماء عليها بالقبح .
وتعمد الوقف على ما لا يحسن الوقف عليه فعل قبيح بلا إشكال ، لكنه لا يصل إلى حدِّ الحرمة إلا إذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح ، وإذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح فإنه آثم سواءً أكان في حال قراءة أم كان في غيرها .
فمن وقف على قوله : ]يد الله مغلولة[ ، وهو يعتقد هذا المعنى ويريده ، فهو آثم باعتقاده قبل وقفه ، والله أعلم .
أما التزام القارئ بها من أجل تحسين الأداء وتبيين المعاني ، فإنها إنما جُعلت لهذا الغرض ، وإذا كان هذا هو الغرض منها فالتزامها أولى من تركها ، مع مراعاة أن تركها ليس فيه إثمٌ .(1/1351)
وهذه العلامات الموجودة في المصاحف مأخوذة من وقوف السِّجاوندي ( ت : 560 ) من كتابه الكبير ( علل الوقوف ) ، ووقوفه هي : الوقف اللازم ، وعلامته (م) ، والوقف المطلق ، وعلامته (ط) ، والوقف الجائز ، وعلامته (ج) ، والوقف المجوز لوجه ، وعلامته (ز) ، والمرخص ضرورةً ، وعلامته (ص) ، وما لا يوقف عليه ، وعلامته (لا) .
وقد بقيت هذه الوقوف إلى هذا العصر ، وهي المعمول بها في مصاحف الأتراك والقارة الهندية .
أما المصحف المصري وما انبثق عنه كمصحف المدينة النبوية المطبوع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، فإنه استفاد من وقوف السجاوندي وإن كان خالفه في بعض مواطن الوقف أو في الزيادة عليه في المصطلحات التي هي في الحقيقة نابعة منه ، ووقوف هذه المصاحف هي : الوقف اللازم ، وعلامته (م) ، والوقف الجائز ، وعلامته (ج) ، والوقف الأولى ، وعلامته (قلى) ، والوصل الأولى ، وعلامته (صلى) ، ووقف المعانقة ، وعلامته (.. ..) ثلاث نقاط على جملة المعانقة أو كلمتها ، والوقف الممنوع ، وعلامته (لا) .
ولعلك تلاحظ أنه لا يوجد فيها الوقف المطلق والوقف المرخص ضرورة والوقف المجوز لوجه التي هي من وقوف السجاوندي . كما تجد في المصحف المصري ومن تبعه وقف المعانقة والوقف الأولى والوصل الأولى ، وهذه لم ينص عليها السجاوندي ، لكن بالنظر إلى أنواع الوقف الجائز عنده وباستقراء علله تجد أنها موجودة عنده ، وإن لم ينصَّ عليها .
وباستقراء تطبيقات الوقف الجائز عند السجاوندي ( ت : 560 ) ظهر أنه على مراتب ثلاثٍ :
1 ـ ما يستوي فيه موجب الوقف وموجب الوصل ، وهو الذي اصطلح عليه بأنه ( الجائزُ ) .
2 ـ ما يكون الوصل فيه أولى من الوقف ، وهو الذي اصطلح عليه بأنه ( المجوز لوجه ) .
والوقف المجوز لوجه عنده : ما تكون علة الوصل فيه أقوى من علة الوقف ، لكن يجوز الوقف لأجل هذه العلة المرجوحة .(1/1352)
3 ـ ما يكون الوقف فيه أَولى من الوصل ، وهذا القسم لم يذكر له مصطلحاً كالسابقين ، غير أنه ظهر عنده في تطبيقاته ، حيث ينصُّ في بعض مواطن الوقوف على جواز الوصل والوقف ، ويرجح الوقف على الوصل .
ومن أمثلة ذلك الوقف على لفظ " أزواجًا " الثاني من قوله تعالى : ]فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجا يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[ حيث حكم عليه بالجواز ، وقال في عِلَّةِ ذلك الوقف الجائز : » لأن الضمير : ]فيه[ قد يعود إلى الأزواج الذي هو مدلول قوله : ]أزواجًا[ ، والأصح أنه ضمير الرَّحِم ، وإن لم يسبق ذكره ، فكان الوقف أوجه « .
% وأما وقف التعانق أو المعانقة المرموز له بالنقاط الثلاث ، فقد كان يسمى عند المتقدمين وقف المراقبة ، وأول من نبه عليه أبو الفضل الرازي ( ت : 454 ) ( ).
وعرَّفه أبو العلاء الهمذاني ( ت : 569 ) ، فقال : » المراقبة بين الوقفين : أن لا يثبتا معًا ، ولا يسقطا معًا ، بل يُوقف على أحدهما « ( ).
وقد أشار إلى هذا الوقف السجاوندي ( ت : 560 ) في قوله تعالى : ]فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ % مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ... [ ] المائدة : 31 ـ 32 [ .(1/1353)
قال : » ... ]النادمين[ ج . ]من أجل ذلك[ ج ، كذلك ؛ أي هما جائزان على سبيل البدل ، لا على سبيل الاجتماع ؛ لأن تعلُّق ]من أجل[ يصلح بقوله : ]فأصبح[ ، ويصلح بقوله : ]كتبنا[ ، وعلى]أجل ذلك[ أجوز ؛ لأن ندمه ـ من أجل أنه لم يوارِ ـ أظهر « .
وهذه الوقوف لا ينبغي التهييج عليها لانتشارها بين المسلمين في مصاحفهم ، وليس فيها ما يوجب الخطأ المحض ، إذ هي اجتهادات اجتهد فيها علماء أفذاذ ، واتباعها أولى من تركها .
كما أنَّ من كان له اجتهاد وخالفهم في أماكن الوقف أو في مصطلحاته فإنه لا يشنَّع عليه أيضًا .
لكن لا تُجعل اجتهادات الآخرين في الوقوف سبيلاً إلى التشنيع على وقوف المصحف ، ولو ظهرت صحتها ؛ لأنَّ في ذلك استطالة على جلالة المصحف ، وجعل العمل فيه عرضة للتغير ، وذلك ما لا ينبغي .
لكن لو عمل الإنسان لنفسه وقوفًا خاصة به لرأي رآه ، واجتهاد اجتهده ، فإنه لا يثرَّب عليه أيضًا ؛ لأن أصل المسألة كله مبناه الاجتهاد .
قال السائل : ما رأيكم بما يسمى الآن بالإعجاز العلمي للقرآن , وهل يدخل تحت علوم القرآن ؟
الجواب : إن هذه المسألة تعتبر من المسائل العلمية التي حدثت في هذا العصر ، والموضوع أكبر من أن يجاب عنه في مثل هذا الموضع ، لكن أستعين بالله ، وأذكر من ما يفتح الله به عليَّ .
1 ـ إنَّ هذا الموضوع يدخل تحت التفسير بالرأي ، فإن كان المفسر به ممن تأهل وعَلِمَ ، كان تفسيره محمودًا ، وإن لم يكن من أهل العلم فإن تفسيره مذموم ، وإن كان قد يصل إلى بعض الحقِّ .
2 ـ إنَّ الإعجاز العلمي يدخل في ما يسمى بالإعجاز الغيبيي ، وهو فرع منه ، إذ مآله الإخبار بما غاب عن الناس فترة من الزمن ، ثمَّ علمه المعاصرون .
وإذا تحقَّق ذلك ، فليعلم أنَّ هذا النوع من الإعجاز ليس مما يختص به القرآن وحده ، بل هو موجود في كل كتب الله السابقة ؛ لأنَّ الإخبار في هذه الكتب عن الحقائق الكونية لا يمكن أن يختلف البتة .(1/1354)
وعدم وجود ما يطابق علم القرآن في كتبهم التي بين يديهم إنما هو لتحريفهم لها ، فلينتبه لذلك .
ومن باب إيضاح هذه المسألة بالذات ؛ يقال : إنَّ كتب الله السابقة توافق القرآن في جميع ما يتعلق بوجوه الإعجاز المذكورة عدا ما وقع به التحدِّي ، إذ لم يرد نصُّ صريح يدل على أنه قد تُحدِّي الأقوام الذين نزل عليهم كتب ، كما هو الحال بالنسبة للقرآن .
3 ـ إن قصارى الأمر في مسألة الإعجاز العلمي أنَّ الحقيقة الكونية التي خلقها الله ، وافقت الحقيقة القرآنية التي تكلم بها الله ، وهذا هو الأصل ؛ لأنَّ المتكلم عن الحقيقية الكونية المخبر بها هو خالقها ، فلا يمكن أن يختلفا البتة .
وكل ما في الأمر أنَّ هذه الحقيقة الكونية كانت غائبة من جهة تفاصيلها عن السابقين ، فمنَّ الله على اللاحقين بمعرفة هذه التفاصيل ، فكشفوا عنها ، وأثبتوا حقيقة ما جاء في القرآن من صدق ، فكان اكتشاف ذلك من دلائل صدق القرآن الذي أخبر عنها بدقة بالغة ، لم تظهر تفاصيلها إلا في هذا العصر الذي نبغ فيه سوق البحث التجريبي الذي صارت دولته إلى الكفار دون المسلمين ، فصاروا إذا ما اكتشفوا أمرًا جديدًا عليهم سارع المعتنون بالإعجاز العلمي لإثبات وجوده في نصوص القرآن .
4 ـ إن كثيرًا ممن كتب في الإعجاز العلمي ليس ممن له قدم في العلم الشرعي فضلاً عن علم التفسير ، وكان من أخطار ذلك أن جُعلت الأبحاث في العلوم التجريبية أصلاً يُحكم به القرآن ، وتأوَّل آياته لتتناسب مع هذه النظريات والفرضيات .
وكل من دخل إلى التفسير وله أصل ، فإن أصله هذا سيؤثر عليه ، وسيقع في التحريف ، كما وقع التحريف عند المعتزلة الذين جعلوا العقل المجرد أصلاً يحتكمون إليه ، وكما وقع لغيرهم من الطوائف المنحرفة .
والذي يدل على وقوع الانحراف في هذا الاتجاه الحرص الزائد على إثبات حديث القرآن عن كثير من القضايا التي ناقشها الباحثون التجريبيون .(1/1355)
5 ـ إن كتاب الله أعلى وأجل من أن يجعل عرضة لهذه العقول التي لم تتأصل في علم التفسير ، فأين هم من قول مسروق : » اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله « .
6 ـ إنَّ في نسب الإعجاز ، أو التفسير إلى » العلمي « فيها خلل كبير ، وأثر من آثار التغريب الفكري ، فهذه التسمية منطلقة من تقسيم العلوم إلى أدبية وعلمية ، كما هو الحال في المدارس الثانوية سابقًا ، وفي الجامعات حتى اليوم ، وفي ذلك رفع من شأن العلوم التجريبية على غيرها من العلوم النظرية التي تدخل فيها علوم الشريعة .
وإذا كان هذا يسمى بالإعجاز العلمي ، فما ذا يسمى الإعجاز اللغوي ، أليس إعجازًا علميًا ، أليست اللغة علمًا ، وقل غيرها في وجوه الإعجاز المحكية .
لا شكَّ أنها علوم ، لكنها غير العلم الذي يريده الدنيويون الغربيون الذين أثروا في حياة الناس اليوم ، وصارت السيادة لهم .
ومما يؤسف له أن يتبعهم فضلاء من المسلمين في هذا المصطلح دون التنبه لما تحته من الخطر والخطأ .
7 ـ ومما يلاحظ في أصحاب الإعجاز العلمي عدم مراعاة مصطلحات اللغة والشريعة ، ومحاولة تركيب ما ورد في البحوث التجريبية على ما ورد في القرآن ، ومن الأمثلة على ذلك أن القرآن يذكر عرشًا وكرسيِّا وقمرًا وشمسًا وكواكب ونجومًا وسموات سبع ، من الأرض مثلهن ... الخ
ومصطلحات العلم التجريبي المعاصر زادت على هذه ، وذكرت لها تحديدات وتعريفات لا تُعرفُ في لغة القرآن ولا العرب ، فحملوا ما جاء في القرآن عليها ، وشطَّ بعضهم فتأوَّل ما في القرآن إلى ما لم يوافق ما عند الباحثين التجريبين المعاصرين .
فبعضهم جعل السموات السبع هي الكواكب السبع السيارة ، وجعل الكرسي المجرات التي بعد هذه المنظومة الشمسية ، والعرش هو كل الكون .(1/1356)
وآخر يجعل ما تراه من نجوم السماء التي أقسم الله بها وأخبر عن عبوديتها ، وجعلها علامات ؛ يجعل ما تراه مواقع النجوم ، وإلا فالنجوم قد ماتت منذ فترة . إلى غير ذلك من التفسيرات الغريبة التي تجيء مرة باسم الإعجاز العلمي ، ومرة باسم التفسير العلمي ... الخ من المسميات .
وكل هذا الجهد إنما هو لأجل التوفيق بين ما يسمونه علمًا ، وبين ما جاء في القرآن .
ولقد كان لهذه القضية سلفٌ كالفلاسفة الذين عاشوا في ظلِّ الإسلام حين أرادوا أن يوفِّقوا بين ما في القرآن وبين ما في الفلسفة مما يسمونه حقيقة .
8 ـ إنَّ بعض من نظَّر للإعجاز العلمي ، وضع قاعدة ، وهي أن لا يفسَّر القرآن إلا بما ثبت حقيقة علمية لا تقبل الشكَّ ، لئلا يتطرق الشك إلى القرآن إذا ثبت بطلان فرضية فسِّرت بها آية .
وهذا القيد خارجٌ عن العمل التفسيري ، ولا يتوافق مع أصول التفسير ، وهو قيد يلتزم به مقيِّده ـ وإن لم يكن في الواقع قد التزمه كثيرون ممن بحث في هذا الموضوع ـ ولا يُلزِمُ به المفسِّرَ ؛ لأنَّ التفسير أوسع من الإعجاز .
ومن عجيب الأمر أن بعضهم يؤكد على هذه القاعدة ، ويجعل المقام في الإعجاز مقام تحدٍ للكفار ، ويقول : ... أن القرآن الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة على النبي الأمي r في أمة غالبيتها الساحقة من الأميين ـ يحوي من حقائق هذا الكون ما لم يستطع العلماء إدراكه إلا منذ عشرات قليلة من السنين
هذا السبق يستلزم توظيف الحقائق ، ولا يجوز أن توظف فيه الفروض والنظريات إلا في قضية واحدة وهي قضية الخلق والإفناء ... لأن هذه القضايا لا تخضع للإدراك المباشر للإنسان ، ومن هنا فإن العلم التجريبي لا يتجاوز فيها مرحلة التنظير ، ويبقى المسلم نور من كتاب ربه أو من سنة رسوله r يعينه على أن يرتقي بإحدى تلك النظريات إلى مقام الحقيقة ، ونكون بذلك قد انتصرنا للعلم بالقرآن الكريم أو بالحديث النبوي الشريف ، وليس العكس . انتهى كلامه .(1/1357)
ولعلك ترى كيف أن هذا القائل ينقض قاعدته في نفس كلامه عنها ، إذ يمكن أن يستخدم غيره هذا الضابط الذي خرم به القاعدة في الحديث عن الخلق والإفناء كما استخدمه هو ، وبهذا فإنه لا يوجد قاعدة تخصُّ الإعجاز العلمي على هذا السبيل ؛ إذ يمكن أن تكون كثير من فرضيات البحوث التجريبية مما لا تخضع للإدراك البشري ، ثم نصححها لورود ما يدل عليها من القرآن اجتهادًا أن هذه الآية تشهد لتلك النظرية .
وهنا مسألة مهمة ، وهي من الذي يُثبتُ أنَّ هذه القضية صارت حقيقةً لا فرضية ؟
أي : من هو المرجع في ذلك ؟ أيكفي أن يُحدِّثَ بها مختصٌّ ، أتكفي فيها دراسةٌ بحثيةٌ ، أتحتاج إلى إجماعٍ من المختصين ؟
هذه المسألة من أولى ما يجب أن يعتني به من يريدون تفسير القرآن بالحقائق التي أثبتها البحث التجريبي المعاصر .
وفي نظري أنَّ هذا هو أول ما يجب على الباحث تأصيله وتأكيد ثبوته من جهة البحث التجريبي ، فإذا ثبت ذلك له ، انتقل من يريد الحديث عن ما يسمى بالإعجاز العلمي إلى المرحلة الثانية ، وهي تعلُّم التفسير وأصوله لئلا يشتطوا في تفسيراتهم ، أو يلووا أعناق النصوص إلى ما يريدون .
9 ـ أما بالنسبة للمفسر ، فإنه لا يمكنه أن ينكر ما يُحكمُ بثبوته من حقائق العلم التجريبي ؛ لأنه لا يملك الأدوات التي يصل بها إلى أن يثبت أو ينكر ، وهذه الأدوات متكاملة عند الباحثين التجريبيين ، وإن أخذها منهم ، فإنما يأخذها ثقة به فيهم لا غير .
وعمل المفسِّر هنا أن يرى صحة انطباق تلك القضية على ما جاء في القرآن من جهة دلالة اللغة والسياق وغيرها ، أي أن عمله عمل تفسيري بحت ، وهو يمتلك أدواته بخلاف كثير ممن كتب في ما يسمى بالإعجاز العلمي الذين لا يملكون تلك الأدوات ، فتراهم يخبطون خبط عشواء .(1/1358)
فكما لا يرضى أصحاب ما يسمى بالإعجاز العلمي بما عند المفسرين من تفسير كل ظواهر الكون التي أثبت البحث التجريبي المعاصر خطأها ، فإن المفسرين لا يرضون لك واحد من الباحثين التجريبين أن يوافق بين البحث التجريبي وما ورد في القرآن .
وإن كنت أرى أن المفسر أقدر في الربط من الباحث التجريبي .
10 ـ إن الربط بين ما يظهر في البحث التجريبي المعاصر وبين ما يرد في القرآن إنما هو من عمل المفسِّر به ، كائنًا من كان هذا المفسر ، وعمليته في هذا بيان معاني القرآن ، وإذا كانت هذه مهمته هنا فإنَّ المفسِّر يبين معانيه بجملة من المعلومات التي قد يكون فيها الضعيف من جهة أفراده ، كبعض الآثار الضعيفة مثلاً . فلو أن مفسِّرًا اعتمد في تفسيره على نظريةٍ من النظريات التي ثبت بطلانها لاحقًا فإنَّ الأمر أن هذا تفسير ضعيف لا يصحُّ ، ولا علاقة للقرآن به ، فالخطأ خطأ المفسر ، وليس الخطأ في القرآن قطعًا .
وهذا يشبه ما لو فسّر مفسِّر بمعنى شاذٍّ ، فهل ينال القرآن خطأ منه ، وهل يقال : إن الخطأ من القرآن ؟
لا شكَّ أن الأمر ليس كذلك .
لكن الأمر اختلف هنا لأنَّ الباحثين فيما يسمى بالإعجاز العلمي يريدون أن يلزموا الناس بما توصَّلوا إليه على أنَّ القرآن حقٌّ لا مرية فيه ؛ لأنه أثبت هذه القضايا قبل أن يعرف الناس تفاصيلها ، فألزموا أنفسهم من جهة التفسير بما لا يلزم ، فأوقعوا أنفسهم في الضيق والحرج ، وظهر عندهم الإلزام بتفسير القرآن بالحقائق ، وذلك ما لم يطبقوه في تفسيراتهم ، كما قلت .
11 ـ إن موضوع ما يسمى بالتفسير العلمي طويل جدًّا ، ولست ممن يردُّه جملة وتفصيلاً ، لكنني أدعو إلى تصحيح مساره ، ووضعه في مكانه الطبيعي دون تزيُّدٍ وتضخيم كما هو الحاصل اليوم ، حتى لقد جعله بعضهم الطريق الوحيد لدعوة الكفار ، وأنَّى له ذلك ؟(1/1359)
لقد أسلم كثير منهم في هذا العصر ـ ولا زالوا يسلمون بما يعرفه كثير ممن خبر إسلامهم ـ ولم يكن إسلامهم بسبب ما ورد في القرآن من حقائق وافقها البحث التجريبي .
نعم لقد كان له أثر في إسلام بعض الكفار ، لكنهم أقل بكثير ممن يسلم عن سبيل الاقتناع بالإسلام ، وبما فيه مما يلائم فطرة البشر ، وهذا الموضوع بذاته بحث يصلح للمتخصصين في قسم الدعوة ، وهو يحتاج إلى عناية .
12 ـ إنَّ أي تفسير جاء بعد تفسير السلف ، فإنه لا يقبل إلا بضوابط ، وهذه الضوابط :
1 ـ أن لا يناقض ( أي : يبطل ) ما جاء عن السلف ( أعني : الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ) .
ملاحظة : السلف عند أصحاب الإعجاز العلمي كل المفسرين السابقين ، وليس مقصورًا على هذه الطبقات الثلاث .
وذلك لأنَّ فهم السلف حجة يُحتكم إليه ، ولا تجوز مناقضته البتة ، فمن جاء بتفسير بعدهم ، سواءً أكان مصدره لغة ، أو بحثًا تجريبيًا ، فإنه لا يقبل إن كان يناقض قولهم .
فإن قلت : إنه يرد عن السلف في تفسير الآية اختلاف ، فكيف العمل ؟
فالجواب : أنَّ الاختلاف الوارد عنهم أغلبه اختلاف تنوع ، وليس بينه تضادٌّ إلا في القليل منه .
والقاعدة في اختلاف التنوع :
% أن تقبل الأقوال الواردة عنهم على سبيل التنوع ما دام ليس في قبولها جميعًا ما يمنع ذلك .
% أن يُرجَّح أحد أقوالهم على سبيل القول الأَولى والأرجح دون اطِّراح غيره وتركه بالكلية ؛ لأنه قد يستفاد منه في موضع آخر .
والقاعدة في اختلاف التضاد الوارد بينهم أن يرجَّح أحدها على سبيل التعيين لا التنوع ؛ لأنه لا يمكن القول بها معًا ، فلزم الترجيح ، وهو هنا تصحيح لقول ، وترك للآخر .
واطراح ما جاء عنهم بالكلية في هذين النوعين من الاختلاف معناه مناقضة قولهم ، وعدم الاعتبار به ، وهذا واقع كثير ممن تعرض للتفسير وجعل مصدره البحث التجريبي المعاصر .
2 ـ أن يكون المعنى المفسَّر به صحيحًا .
وهو على قسمين :(1/1360)
الأول : أن يكون المعنى من جهة اللغة ، وهذا لابدَّ أن يثبت لغةً ، وأي تفسير بمعنى لم يثبت من جهة اللغة ، فإنه مردود ، كمن يفسِّر الذرة الواردة في القرآن بالذرة الفيزيائية ، وهذا مصطلح حادث لا يثبت في اللغة .
الثاني : أن يكون المعنى جمليًا لا من جهة اللغة ، كمن يفسِّر خلق الأطوار بأنها الأطوار الداروينية .
وهذا مخالف لما جاء في الشريعة ، وهو غير صحيح في نفسه ؛ لذا لا يصحُّ التفسير به ، ولا بما هو على منهجه البتة .
3 ـ أن يتناسب مع سياق الآية ، وتحتمله الآية .
وهذا قيد مهمٌّ ، وفيه مجال للاختلاف ، لكن لا يجب إلزام الآخر به ، وكثيرٌ من التفسيرات بما وصل إليه البحث التجريبي تدخل في هذا الضابط ؛ إذ قد يكون المعنى غير مناقض لما ورد عن السلف ، وهو معنى صحيح ، لكن يكون وجه ردِّه عدم احتمال الآية له ، والحكم باحتمال الآية له من عدمه محلُّ اجتهادٍ ، وإذا كان الاجتهاد في احتماله أو عدمه عن علم فلا تثريب على الفريقين ، بل في الأمر سعة ، كما هو الحال في الاجتهاد الكائن في علماء أمة محمد r .
وسأضرب مثلاً أرجو أن يوضح هذا الأمر ، وهو ما ورد في تفسير قوله تعالى : ]فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ[ ] الأنعام : 125 [ .(1/1361)
تأمل السياق الذي وردت فيه هذه الآية ، وانظر ـ تكرمًا ـ إلى ما قبلها ، يقول تعالى : ]أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ % وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ % وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ % فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ % وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ[ ] الأنعام : 122 ـ 126 [ .
إن الحديث عن حال الكافر وحال المؤمن ، ثم ضرب مثالاً بحال الأكابر من المجرمين الذين لا يمكن أن يدخل الإيمان قلوبهم لما فيهم من الكفر والإجرام ، ثمَّ بين سبحانه مشيئته في الهداية والإضلال ، وذكر أن من أراد هدايته ، فإنه يشرح صدره للإيمان به وييسره له ، ومن أراد له الضلال ، فإنه يجعل صدره في حال ضيق وحرج شديد ، ولو أراد الإيمان فإنه لا يستطيعه ، كما لا يستطيع الإنسان أن يصعد في السماء .(1/1362)
قال الطبري : » القول في تأويل قوله تعالى : ]كأنما يصعد في السماء[ : وهذا مَثَلٌ من الله ـ تعالى ذكره ـ ضربه لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصوله إليه ؛ مثل امتناعه من الصعود إلى السماء ، وعجزه عنه ؛ لأن ذلك ليس في وسعه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ... « .
ثم ذكر الرواية عطاء الخراساني ، قال : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء .
وعن ابن جريج : يجعل صدره ضيقا حرجا بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .
وعن السدي : كأنما يصعد في السماء من ضيق صدره .
وتقدير المعنى عندهم : إن عدم قدرة الكافر على الإيمان كعدم قدرة الإنسان على الصعود إلى السماء ، ويكون الضيق والحرج بسبب عدم قدرته على الإيمان لا بسبب التصعد في السماء .
وتفسيرهم لا يعيد التشبيه إلى الضيق والحرج ، وإنما إلى الامتناع من الإيمان وعدم القدرة عليه .
وانشراح النفس للإيمان سابقة له ، فمن يشاء الله له الهداية يشرح نفسه له ، كما أن من أراد الله له الكفر فإنه يجعل صدره ضيقًا حرجًا ، فلا يستطيع أن يؤمن بالله ، وهو ممتنع عليه الإيمان كامتناع الصعود إلى السماء على الإنسان .
وهذا التفسير من دقائق فهم السلف ، وتفسيرهم يرجع إلى لازم معنى الجملة الثانية ، وهي جعل الضيق والحرج في صدر الكافر ، إذ من لازمه أنه لو أراد الإيمان فإنه لا يستطيعه ، كما لا يستطيع الإنسان الصعود للسماء ، فنبهوا على هذا اللازم الذي قد يخفى على كثير ممن يقرأ الآية .
وفي تفسيرهم إثبات القدر ، وأن الله يفعل ما يشاء ، فمن أراد الله هدايته شرح صدره ، ومن أراد ضلاله ضيَّق صدره وجعله حرجًا لا يدخله خير ، وفي هذا ردٌّ على القدرية الذين يزعمون أن العبد يخلق فعله .(1/1363)
أما البحث التجريبي المعاصر فقد كشف عن قضية تتعلق بالصعود إلى الأجواء العليا ، حيث وجد أن الإنسان تتناقص قدرته على التنفس الطبيعي درجة بعد درجة كلما تصاعد إلى السماء ، وسبب ذلك انخفاض الضغط الجزئي للأكسجين في طبقات الجو العليا ، وقد جعل أصحاب الإعجاز العلمي هذه الظاهرة الكونية تفسيرًا للحرج الذي يصيب الكافر بسبب عدم قدرته على الإيمان .
وقد جعلوا التشبيه يعود إلى الضيق والحرج ، والمعنى عندهم : إن حال ضيق صدر الكافر المعرض عن الحق وعن قبول الإيمان بحال الذي يتصعد في السماء .
وذكر وجه الشبه ، وهو الصفة المشتركة بينهما : ضيقًا وحرجًا ، وجاء بأداة التشبيه (كأن) ليقع بعدها المشبه في صورة حسية واضحة ...
وإذا تأملت هذين التفسيرين وعرضتهما على سياق القرآن ومقاصده ، فأي القولين أولى وأقوى ؟
لا شكَّ أن ما ذكره السلف أولى وأقوى ، والثاني ـ وإن كان محتملاً ـ لا يرقى إلى قوته ، وإن قٌبِلَ هذا القول المعاصر على سبيل التنوع فالأول هو المقدَّم بلا ريب .
ووجه قوته كائن في أمور :
الأول : أن ما قاله السلف مُدركٌ في كل حين ، منذ أن نزل الوحي بها إلى اليوم ، أما ما ذكره المعاصرون ، فكان خفيًّا على الناس حتى ظهر لهم أمر هذا المعنى هذا اليوم .
الثاني : أن التنبيه عن امتناع الإيمان عنهم بامتناع صعود الإنسان إلى السماء أقوى وأولى من التنبيه عن تشبيه الحرج والضيق الذي يجده الكافر في نفسه بما يجده من صعِدَ طبقات السماء .
فالحرج والضيق مدرك منه بخلاف امتناع الإيمان الذي يخفى سبيله ، وهو الذي جاء التنبيه عليه في الآية ، وذلك من دقيق مسلك قدر الله سبحانه .
4 ـ أن لا يُقصَر معنى الآيةِ على هذا المعنى المأخوذ من البحوث التجريبية .
وهذا الضابط كثيرًا ما ينتقضُ عند أصحاب الإعجاز العلمي ، وقد وجدت حال بعضهم مع تفسير السلف على مراتب :(1/1364)
ـ فمنهم من لا يعرف تفسير السلف ( الصحابة والتابعين وأتباعهم ) أصلاً ولا يرجع إليه ، وكأنه لا يعتد به ولا يراه شيئًا . وهؤلاء صنفٌ يكثر فيهم الشطط ، ولا يرتضيهم جمهورٌ ممن يتعاطى الإعجاز العلمي .
ـ ومنهم من يقرأ تفسير السلف ، لكنه لا يفهمه ، وإذا عرضه فإنه يعرضه عرضًا باهتًا ، لا يدل على مقصودهم ، ولا يُعرف به غور علمهم ، ودقيق فهمهم .
ـ ومنهم من يخطئ في فهم كلام السلف ، ويحمل كلامهم على غير مرادهم ، وقد يعترض عليه وينتقده ، وهو في الحقيقة إنما ينتقد ما فَهِمَه هو ، وليس ينتقد تفسيرهم ؛ لأنه أخطأ في فهمه .
ومما يظهر من طريقة عرض أصحاب هذا الاتجاه لما توصلوا إليه من معانٍ جديدة أنهم يقصرون معنى الآية على ما فهموه ، دون أن ينصوا على ذلك صراحة ، وهذا مزلق خطير لا ينتبه إليه كثير من الفضلاء الذين دخلوا في هذا الميدان .
بل إنهم يتفوهون بكلام يلزم منه تجهيل الصحابة وتصغير عقولهم ، وأني لأجزم أن هؤلاء الفضلاء لو تنبهوا لهذا اللازم لعدَّلوا عباراتهم ، لكن طريقة البحث التي سلكوها جعلتهم لا ينتبهون إلى هذا المزلق الخطير .
ومن ذلك أن بعضهم يقول : » ... وهناك آيات وألفاظ قرآنية لم تكن لتفهم حقيقتها حتى جاء التقدم العلمي يكشف عن دقة تلك المعاني والألفاظ القرآنية ، مما يوحي إلى كل عاقل بأن كلام الكتاب الكريم كلام الله المحيط علمًا بكل شيء ، وإن كان قد حدث جهلٌ بفهم بعض ألفاظه ومعانيه ، فإن زيادة علوم الإنسان قد جاءت لتُعرِّف الإنسان بما جهل من كلام ربه « .
ألا يلزم من هذا الكلام أن الصحابة قد خفي عليهم شيء من معانيه ، وكذا خفي على التابعين وأتباعهم ، وبقي بعض القرآن غامضًا لا يُعرف حتى جاء ( التقدم العلمي ! ) فكشف عن هذه المعاني .
ولو كان يعتقد هذا اللازم ، فالأمر خطير جدَّا . لكني لا أشكُّ ـ محسنًا الظن بقائله ـ أنه لم يتنبه لهذا اللازم الخطير ، وأُراه لو انتبه له لعدَّل عبارته .(1/1365)
ولقد كان من نتيجة هذا التقعيد أن لا تُذكر أقوال السلف بل يذكر ما وصل إليه البحث التجريبي المعاصر ، وتفسير الآية به ، وهذا فيه قصر لمعنى الآية على ذلك التفسير الحادث ، وهذا خطأ محضٌ .
وقد سئل آخر : لماذا لم يبين الرسول هذه الوجوه للصحابة ؟
فكانت إجابته أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لو أخبرهم بهذه الحقائق العلمية لما أدركوها ، وقد يقع منهم شك أو تكذيب .
وهذا الجواب من أعجب العجب ، فكيف يقال هذا في قوم آمنوا بما هو أعظم من هذه الحقائق الكونية ، وأرى أن خطأ هذا أوضح من أن يوضَّح ، وإني أخشى أن يكون هؤلاء ممن فرح بما أوتي من العلم ، فنسب الجهل للصحابة الذين آمنوا بما هو أعظم من هذه الأمور .
ألم يؤمنوا بأن الرسول r أسري به ، ثم عرج به في جزء من الليل ، ورأى ما رأى من آيات ربه الكبرى ؟ أليس هذا أعجب مما يذكره الباحثون التجريبيون ؟
وقل مثله في غير ذلك مما آمنوا به وصدَّقوا ولم يعترضوا .
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر ، فإني قد رأيت لأحد الفضلاء كتابًا في مناهج المفسرين ، وأجاب عن سبب عدم تفسير النبي r القرآن كاملاً ، وكان مما أجاب به ، فقال :
» لضعف المستوى العلمي عند الصحابة ، ولو فسره لهم رسول الله r بما حوت آياته من علوم ومعارف فقد لا يستوعبونها ، وقد تكون محل استغراب بعضهم ، والعلماء الذين جاؤوا بعد الصحابة قدموا بعض المضامين العلمية للآيات ، ولذلك قيل : خير مفسر للقرآن هو الزمن « .
وهذا القول من ذلك الفاضل من أعجب العجب ، إذ كيف يكون خيرة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ضعيفي المستوى العلمي ، ومالمراد بالعلم الذي ضعفوا فيه ؟!
أليسوا أعلم الأمة ، والأمة عالة عليهم في هذا ؟!
ألم يخبرهم الرسول r بما هو كائن إلى يوم القيامة ؟! حفظه منهم من حفظه ، ونسيه من نسيه .(1/1366)
إن مثل هذا القول خطير ، وإني لأحسن الظن بأن قائله لم يتنبه لما يتبطنه هذا الكلام من خطأ محضٍ ، وأن الأمر يحتاج إلى تعديل أسلوب وعبارات ، والله المستعان .
وبعد ، فإن هذين النقلين اللذين نقلتهما فيما يتعلق بالإعجاز العلمي إنما هما عن أفاضل ممن تكلموا في الإعجاز العلمي دون غيرهم ممن تخبط في هذا المجال .
وهنا يجب أن يُفرَّق بين فضلهم ، وما لهم من قدم في الدعوة إلى الله ، والحرص على هداية الناس ، وبين ما وقعوا فيه من الخطأ ، فالأول يشكر لهم ويُذكر ولا يُنكر ، ولكن هذا الفضل ليس حجابًا حاجزًا عن التنبيه على ما وقعوا فيه من الخطأ .
كما أن التنبيه على خطئهم لا يعني نبذهم وعدم الاعتداد بهم ، وإنما المقصود هنا تصحيح المسار في هذه القضية التي رُبِطت بكتاب الله ، وجُعلت من أهم ما توصل إليه المعاصرون ، بل جعله بعضهم هو طريق الدعوة للكفار .
وأختم هذا البحث بمسائل متفرقة في هذا الموضوع ، وهي كالآتي :
أولاً : قضايا العلم التجريبي بين القرآن والعلم الحديث :
% العلم بالسنة الكونية لا يرتبط بالمعتقد ، ولا بالأفكار ؛ لأنها نتيجة البحث والتأمل ، وهي من العلوم التي وكلها الله لعباده ، فعلى قدر ما يكون الجهد في البحث يصل البشر بإذن الله إلى نتائجه المرجوة ، ولما كان الوصول إلى هذه العلوم التجريبية مرتبطًا بالقدرة على البحث ووجود المناخ المناسب له ، وكان الغرب الكافر قد حرص عليه ، فإنهم قد سبقوا المسلمين في ذلك .(1/1367)
% أن إشارة القرآن لبعض هذه المسائل المرتبطة بالعلوم التجريبية لم يكن هو المقصد الأول ، ولم ينْزل القرآن من أجلها ، وإذا وازنتها بين المعلومات العقدية والشرعية ، ظهر لك أنَّ المعلومات العقدية والشرعية ـ أي : كيف يعرفون ربهم ، وكيف يعبدونه ـ هي الأصل المراد بإنزال القرآن ، وهي التي تكفلَّ الله ببيانها للناس ، أما المعلومات الدنيوية بما فيها العلوم التجريبية فهي موكولة للناس كما سبق ، وإن جاءت فإنها تجيء مرتبطة بالدلالة على حكم عقدي أو شرعي ، فهي جاءت تبعًا وليس أصالةً ؛ أي أن القرآن لم يقصد أن يذكرها على أنها حقيقة علمية مجردة ، بل ليستدل بها مثلا : على توحيد الله وأحقيته بالعبادة ، أو على حكم تشريعي ، أو على إثبات اليوم الآخر .
% القضايا العلمية التي يفسر بها من يبحث في الإعجاز أو التفسير العلمي لا يدركها إلا الخواص من الناس ، ولا يوصل إليها إلا بالمراس .
% الفرق بين القرآن والعلم التجريبي في تقرير القضية العلمية :
1 ـ أن القرآن يقررها حقيقة حيث كانت وانتهت ، والعلم التجريبي يبدأ في البحث عنها من الصفر حتى يصل إلى الحقيقة العلمية .
2 ـ القرآن يذكر القضية العلمية مجملة غير مفصلة ، أما العلم التجريبي فينحو إلى تفصيل المسألة العلمية .
% علم البشر قاصر غير شمولي ، ونظره من زاوية معينة ، لذا قد يغفل عن جوانب في القضية ، فيختلَّ بذلك الحكم ونتيجة البحث .
وقد يكتشف ما لم يحتسب له عن طريق الصدفة لا الممارسة العملية .
% القرآن طرح القضايا العلمية بعيدًا عن الخيالات التي كانت إبان نزوله ، سواءً أكانت هذه العلوم عند العرب أم عند غيرهم ، وهذه الخيالات بان خطئوها في القرون المتأخرةِ ، ولا يزال هناك غيرها مما سيكشفه العلمُ التجريبي ، وكل ذلك مما لا يمكن أن يخالف حقائق القرآن إن صحَّة تلك العلوم .(1/1368)
% قد تكون بعض القضايا العلمية صحيحة في ذاتها ، لكن الخطأ يقع في كون الآية تدلُّ عليها ، وتفسَّر بها .
ثانيًا : موقف المسلم من قضايا العلوم التجريبة المذكورة في القرآن :
% الإيمان بالقضية الكونية التي ذكرها القرآن لا تحتاج إلى إدراك الحسِّ ، بل يكفي ورودها في القرآن ، بخلاف القضايا العلمية التي تحتاج إلى الإيمان بها إلى الحسِّ ، سواءً أكانت هذه القضايا مذكورة في القرآن أم لم تكن مذكورة .
% المسلم مطالب بالأخذ بظواهر القرآن ، وأخذه بها يجعله يسلم من التحريف أو التكذيب بها ، ولو كانت مخالفة لقضايا العلم التجريبي المعاصر .
فإذا عارضت النظريات العلمية ، ولو سُميت حقائق علمية فإنه لا يلزم الإيمان بها ، بل يقف المسلم عند ظواهر القرآن ؛ لأن المؤمن مطالب بالإيمان بنصوص القرآن لا غير .
% يجب الحذر من حمل مصطلحات العلوم المعاصرة على ألفاظ القرآن وتفسيره بها .
% البحوث العلمية الناتجة عن الدراسات لا يلزم مصداقيتها ، وهي درجات من حيث المصداقية ، لذا ترى دراسة علمية تذكر فوائد شيء ، وتأتي دراسة تناقضها في هذه الفوائد .
ثالثًا : هل نحن بحاجة إلى التفسير العلمي ، أو الإعجاز العلمي ؟
إن نتيجة ما يتوصل إليه الباحث في الإعجاز العلمي هي إثبات أن الحقيقة أو النظرية الكونية أو التجريبية قد ورد ذكرها في القرآن صراحة أو إشارة ، وهذا فيه دليل على صدق القرآن وأنه من عند الله .
وهذه النتيجة لا يمكن الوصول إليها إلا بعد البحث المجرد في الحقائق الكونية والمواد التجريبية ، ولا شكَّ أن الباحث إذا كان ممن يؤمن بالله ورسوله r فإنه لن يأتي بشيء مخالف لما في القرآن والسنة ، أما إذا كان الباحث كافرًا فقد يقع منه مخالفات للشرع ، ويكون ذلك دليلا على خطئه في مسار بحثه .
ومن ثمَّ فإنَّ عندنا أمران :(1/1369)
الأول : العناية بالبحث التجريبي والنظر في هذا الكون والتدبر فيه للننافس بذلك أعداء الله الذين تقدموا علينا في هذا المجال .
الثاني : العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي لإثبات صحة هذا الدين لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بالحقائق المادية ، ودعوتهم إلى الإسلام ، وذلك أنه لما كان هذا العصر عصر الثورة العلوم التجريبية الدنيوية ، فإنَّ تقديم هذه التفسيرات الموافقة لما ثبت في هذه العلوم للناس دعوة لهم لهذا الدين الحقِّ .
وهذا القول حقٌّ لكن الأمر يحتاج إلى توازن في طرح مدى الدعوة بهذه التفسيرات العلمية للقرآن ، وهل أثبتت نجاحها وتميُّزها ؟
إنَّ الذي يُخشى منه أن تكون الدعوة بهذه التفسيرات الموافقة للعلوم التجريبية قد أخذت أكبر من حجمها ، وأنَّ عدد المتأثرين بها قليلٌ لا يكادون أن يوازوا بعددهم ما يقوم به داعية أو مركز إسلامي يبيَّن للناس هذا الدين الحقَّ .
ومن المعلوم أن الأفواج الكثيرة التي دخلت في الإسلام أسلمت بأبسط من هذا الطرح العلمي ، فأغلبهم أسلم لما يجد في الإسلام من موافقته لفطرته التي فطره الله عليها دون أن يصل إلى الإيمان بالله بهذا العلم الذي لا يدركه إلا القليل من الناس .
ثمَّ إنَّ من سيسلم من الباحثين في العلوم التجريبية من الكفار بسبب هذا الإعجاز العلمي يلاحظ فيه ما يلي :
ـ أنه لا وقت عنده لدعوة غيره ، بل لتفهم الدين الجديد الذي دان به ، بسبب كبر السنِّ ـ في الغالب ـ والانشغال بالأبحاث والتجارب التي تجعله بعيدًا عن تفهُّم هذا الدين وطبيعته .
ـ أنَّ بعض من يسلم منهم يكون إسلامه صوريًا ، ولم يتحقق فيه الاستسلام الحقُّ .
ـ أنَّ تأثير هؤلاء يكاد يكون معدومًا ، بل لو ثبت إسلامهم قد يُحاربون ، ويسفَّهون ، ولا يُحترمون في مجتمعاتهم العلمية .(1/1370)
وأخيرًا ، فإن بعض من يستسلم لهذه الحقائق المذكورة في القرآن أو السنة ، يأخذها بنظره العلمي التجريبي ، ولا يدرك حقيقة الوحي ، وأنَّ هذا القرآن من عند الله ، فبينه وبين ذلك حجاب مستور ، والله أعلم .
ومن ثمَّ ، فإن العناية بالأمر الأول ـ وهو البحث التجريبي والنظر في هذا الكون والتدبر فيه ـ يجب أن تكون أكبر وأكثر من العناية بالأمر الثاني ـ وهو ما يسمى بالإعجاز العلمي ـ لوجهين :
الوجه الأول : أنه هو المجال الوحيد الذي سبقنا فيه أعداؤنا ، ولابد لنا من منافستهم في ذلك ، والسعي للتقدم عليهم فيه .
الوجه الثاني : أنه عندما يقوم الباحثون المسلمون بتلك البحوث نضمن أنهم لن يصلوا إلى نتائج خاطئة مخالفة للكتاب والسنة ، بل إنهم سوف يعيدون النظر في بعض النتائج المخالفة للكتاب والسنة التي وصل إليها البحث الغربي الكفار .
وإذا بقي همُّنا منصبًّا على العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي لإثبات صحة هذا الدين لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بالحقائق المادية ، فإننا سنبقى عالة على الغرب ننتظر منه كل جديد في العلوم ، ثمَّ نبحث ما يوافقه في شرعنا ، ولا يخفاك ما دخل علينا من هذه العلوم مما هو مخالف لشرعنا ، وما ذاك إلا بسبب أنَّ موقفنا نحن المسلمين موقف التلميذ الضعيف المتلقي الذي يشعر أنه لا شيء عنده يمكن أن يقدمه .
والبحث العلمي بلا قوة تحميه لا يمكن أن ينفعل في الواقع ، لذا لابدَّ من أن يواكب العلم قوةٌ تكون في الأمة كي تدعم هذا العلم وتحافظ عليه ، وإلا صار ما تراه من هجرة العلماءِ عن ديار المسلمين إلى ديار الغرب الكافرة .(1/1371)
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه ، وأرجو أن يبعد عني وعنكم الشطط والتحامل في هذه القضية وفي غيرها ، وإن هذه القضية بالذات حسَّاسة ، وتدخلها العواطف ، ويبرز في الردَّ على من يعترض عليها الكتابة الخطابية ، فتخرج عن كونها قضية علمية تحتاج إلى تجلية وإيضاح إلى قضية دفاع عن مواقف وشخصيات .
وأقول أخيرًا : إنَّ في الموضوع قضايا كثيرة تحتاج إلى تجلية وإيضاح ، ولولا ضيق المقام لأشرت إليها ، وإني أسأل الله أن يوفقني ويعينني على الكتابة فيه على منهجٍ عدل وسط لا شطط فيه .
قال السائل : تفسير الصحابي للآية ، هل يعتبر حجة يجب الأخذ بها ؟ خصوصاً إذا لم يتابعه عليه أحد .
الجواب : إن هذا افتراض عقلي ، فهل يوجد له مثال كي يُتكلَّم عنه ، وإلا فلو أُجيب عن كل افتراض لكثر الكلام ، وطال المقام ، والنتيجة المحصَّلة ليست بشيء ، فأرجو منك أيها الأخ الكريم أن تذكر مثالاً لذلك ليناقش عبر المثال .
وقولك : » ولم يتابعه عليه أحد « ماذا يعني ؟
هل يعني أنه عُرِفَ التفسير عنه ، ولم يؤخذ به ، فإن كان ذلك كذلك ، فأين مثاله .
أو أنه لم يُعرف ، وهو قول غير مشهورٍ ، وهو قول مطمور وُجِدَ بعد زمن من الأقوال المنقولة .
وكل هذا مما يحتاج إلى مثال ، لكن مما يجب أن يُعلم أن قول الصحابي ـ من حيث الجملة ـ معتبر في التفسير ، والله الموفق .
إذا اختلف في التفسير اثنان من الصحابة ، أحدهما ابن عباس ؛ هل يجب الأخذ بقول الحبر ؟ أم ينظر في ذلك إلى القرائن ، كمطابقة ظاهر اللغة ، والمعلوم من خطاب الشارع ، ونحو هذا ؟(1/1372)
الجواب : لا يلزم الأخذ بقول الحبر مطلقًا ، لأنَّ في ذلك إدعاءٌ العصمة له من الخطأ ، وذلك ما لا يقال به ، لكن إذا وقع الاختلاف في التفسير بينهم ، عُمِدَ إلى المرجِّحات عن كان الاختلاف يحتاج إلى ترجيح ، لكن إذا كان الاختلاف من باب التنوع ، والآية تحتمل هذه الأقوال ، فليس أحدها متروكًا ، بل كلها معتبرة ، والله أعلم .
قال السائل : هل بالإمكان أن يأتي متأخِّر بتفسير معتبر لآية غفل عنه المتقدّمون؟
الجواب : هذه المسألة مهمة جدًّا ، وهي تحتاج إلى معرفة ما يترتب على القول بأن المتأخرين لا يمكن أن يأتوا بتفسير معتبر لم يقل به المتقدمون ، إذ نتيجة القول بأنَّ المتأخرين لا يمكن أن يأتوا بتفسيرٍ معتبر لم يقل به السلف ما يأتي :
1 ـ أن التفسير توقَّف على ما قال به السلف فقط .
2 ـ أنه لا يجوز القول في التفسير بغير ما قال به السلف .
3 ـ أن كل قول بعد قولهم ، فهو باطل على الإطلاق .
والمسألة ترجع إلى أصل من أصول التفسير ، وهي مسألة ( وجوه التفسير ) ، فهل يوجد للآية أكثر من وجه تفسيري معتبر أم لا ؟ ، وإنما قلت : معتبرًا ؛ لئلا يُفهم أن الوجوه الباطلة والباطنة تدخل في مرادي .
وهذه المسألة قد فهمها السلف ومن جاء بعدهم من العلماء ، وقد وجدت في تطبيقاتهم التفسيرية ، ومن أمثلة أقوالهم :(1/1373)
عندَ تفسيرِه قولَ اللهِ تعالى : ]وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيطَانٍ رَجِيمٍ[ ] الحجر : 17 [ قالَ الشَّنقيطيُّ ( ت : 1393 ) : » … فقوله رضيَ اللهُ عنه : إلاَّ فهماً يعطيه الله رجلاً في كتابِ اللهِ ، يدلُّ على أنَّ فَهْمَ كتابِ اللهِ تتجدَّدُ به العلومُ والمعارفُ التي لم تكنْ عند عامَّةِ الناسِ ، ولا مانعَ من حمل الآيةِ على ما حملها المفسِّرونَ ، وما ذكرْناه أيضاً أنَّه يُفْهَمُ منها ، لِمَّا تَقَرَّرَ عندَ العلماءِ مِنْ أنَّ الآيةَ إنْ كانت تحتملُ معانيَ كلُّها صحيحٌ ، تَعَيَّنَ حَمْلُهَا على الجميعِ ، كما حَقَّقَه بأدلتِهِ الشيخُ تَقِيُّ الدِّينِ أبو العباسِ بنُ تَيمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ في رسالتِهِ في علومِ القرآنِ« ( ) .
وأما تطبيقاتهم ، فأكثر من أن تُحصى ، وإلا فما عمل المفسرون الذين جاؤا بعدهم ؟!
ولقد بُحثت هذه المسألة ففي أصول الفقه ، وصورة المسألة عندهم :
إذا ورد عن السلف تفسيران ، فهل يجوز إحداث قول ثالث ؟
وفي نظري أن إيراد هذه المسألة بهذه الصورة في كتب أصول الفقه فيه نظر ؛ لنه لا يفرق بين علم التفسير وعلم الفقه .
فعلم الفقه يرتبط بالعمل ، إذ يتضمن افعل أو لا تفعل ، وهذا إما أن يكون كذا وإما أن يكون كذا ، فلا يصلح القول الثالث في كثير من الحيان في مجال الفقه .
أما في مجال التفسير ، فالتفسير مرتبط بالمعنى ، والمعنى يمكن أن يتعدد ، ولم يكن من شرط التفسير أنَّ السابقين قد أتوا على جميع محتملاته ، بل هناك بعض المحتملات الصحيحة التي لم يذكرها السلف ، وهذه المحتملات تقبل إذا توفرت فيها الضوابط الآتية :
1 ـ أن يكون المعنى المذكور صحيحًا في ذاته .
2 ـ أن لا يبطل قول السلف .
3 ـ أن تحتمله الآية .
4 ـ أن لا يُقصر معنى الآية على هذا المحتمل الجديد ، ويترك ما ورد عن السلف .
وإن قال قائل : هل يعني هذا جهل السلف بهذا المعنى الذي ذكره المتأخرون ؟(1/1374)
فالجواب : إنه لا يلزم أن يوصف السلف بجهل المعنى الجديد ، ولكن للمسألة وجه آخر ، وهو أنه لو ظهرت لهم أمارات تدعو للقول به ، وتركوه ، أو قيل لهم فاعترضوا عليه ، فإنه يمكن في هذه الحال أن يقال : لا يصلح القول به .
ومما يدل على ذلك تعدد اجتهاد السلف في طبقاتهم الثلاث ( الصحابة والتابعين وأتباع التابعي ) ، ولو كان لا يجوز القول في التفسير إلا بما سمعوا ، لما ورد تفسير للصحابة ، ولو اكتفى التابعون بما سمعوه من الصحابة لما ورد تفسير للتابعين ... الخ .
ولو كان التفسير لا يجوز فيه الاجتهاد والإتيان بمعنى جديد ، لكان مما بينه الرسول r ، ولم يتركه لمن بعده .
ومما يستأنس به في هذا المقام أن بعض السلف قد نزَّلوا آيات على بعض أهل البدع الذين عاصروهم ، وهذا من باب الرأي ، ولو كان لا يجوز مثله لما قالوا به ، والله أعلم .
وإنما ترك الرسول r تفسير جميع القرآن ، وفسَّر بعضه مما احتاج التنبيه عليه أو مما وقع في إشكال على الصحابة ، فسألوه ، فأجابهم .
أما ما بقي مما لم يفسر الرسول r فإنه ـ مع وجود اختلاف بين السلف ـ معلوم لا يحتاج إلى بيان نبوي في كل آية .
وأخيرًا ، لا تكاد تجدُ قائلاً بهذه المسألة إلا أن يكون قولاً فلسفيًا ؛ لأنه يخالف تطبيقات العلماء في التفسير ، والله أعلم .
قال السائل : هل ترون تبايناً منهجياً بين المتقدِّمين والمتأخرين والمعاصرين في تفسير القرآن الكريم؟
الجواب : لست أعرف المراد بالمتقدمين والمتأخرين ، لكن إن كان المراد بالمتقدمين السلف ، وبالمتأخرين من جاء بعدهم ، فلا شكَّ أن من اطلع على تفاسيرهم ، فإنه سيجد فرقًا واضحًا بين معلومات التفسير بين الفريقين ، كما سيجد فرقًا بينهم في طريقة كتابة التفسير ، ومنهجهم فيه ، وقد أشرتُ إلى شيء من ذلك في مبحث مفهوم التفسير من كتاب ( مفهوم التفسير والتأويل ... ) .(1/1375)
أما المعاصرون فلا يمكن أن ينفكوا عن ما كتبه من كان قبلهم ، وإن كانت قد حدثت طرائق جديدة في التفسير ، كالذي يسمى بالتفسير الموضوعي ، والله أعلم .
قال السائل : ما رأيكم (وفقكم الله) فيما انتشر هذه الأيام من قيام بعض الباحثين بجمع شروح بعض الأئمِّة لآيات متعدِّدة في رسالة وتسميتها بـ "تفسير الإمام الفلاني"؟ حيث إنَّ أغلب كلام ذلك الإمام لا يكون تفسيراً مستقصياً للآيات، ولكن كلاماً مجملاً فيها.
الجواب : ما ذكره السائل صحيح بلا إشكال ، ويمكن تلخيص الملحوظات على مثل هذا العمل فيما يأتي :
1 ـ أنَّ كثيرًا ممن جُمِع تفسيرهم لا يُعرفون بهذا العلم .
2 ـ أن فصل التفسير من وسط كلامٍ لا علاقة له بالتفسير فيه صعوبة بالغة ، ولا يتأتى فصله في كل حين للباحث .
3 ـ أنَّ الباحث يُدخِل منقول العالم مع مَقُولِهِ ، وينسب له التفسير ، وذلك غير سديدٍ ، إذ نقله لا يعني أنه يعتدُّ بذلك القول ؛ إلا إذا قال بهذه القاعدة .
4 ـ أن بعض الباحثين يدخلون في جمعهم جملة من علوم القرآن التي لا علاقة لها بالتفسير .
5 ـ أن هذا الجمع لا يؤخذ منه منهج البتة .
لكن يبقى أن يُذكر هنا أنه قد يرد في سياق كلام بعض العلماء نص تفسيري صريح ، فإذا كان كذلك فإن جمعه والاستفادة منه مفيدة ، لكن لا يؤخذ من هذه المنقولات منهج للعالم في التفسير .
قال السائل : هل القراءات السبعة هي الأحرف السبعة ؟ وما القول الراجح فيها ؟
الجواب : إن موضوع الأحرف السبعة من الموضوعات التي لا زالت تشغل الكثيرين ، ولا يرون فيها جوابًا شافيًا ، لما في هذا الموضوع من الغموض .
ولقد تصدَّى للكتابة فيه أعلام كثيرون ، وأنفس ما كتب فيه كتاب الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري حفظه الله ، وهو بعنوان ( حديث الأحرف السبعة / دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية ) .(1/1376)
ولقد قرأت هذا الكتاب كثيرًا واستفد منه ومن غيره ممن كتب في هذا الموضوع ، ورأيت بعد فترة من قراءة هذا الموضوع أن أفصله على مباحث متتالية يتجلى فيها صلة الأحرف السبع بالرسم والقراءات والعرضة الأخيرة ... الخ ، وإليك ملخص ما كتبته في هذا .
أولاً : معنى الحرف في الحديث : الوجه من وجوه القراءة .
أنواع الوجوه الواردة في اختلاف القراءات :
1 ـ اختلاف الحركات ؛ أي : الإعراب : فتلقى آدم من ربه كلمات .
2 ـ اختلاف الكلمة باعد باعَدَ ، وننشرهانُنشزها بظنين بضنين .
3 ـ اختلاف نطق الكلمة : جِبريل جَبريل جَبرئيل جبرئل .
4 ـ اختلاف راجع إلى الزيادة والنقص : تجري تحتها تجري من تحتها . سارعوا وسارعوا.
5 ـ اختلاف عائد إلى اللهجة الصوتية ، وهذا مما يعود إليه جملة من الاختلاف المتعلق بالأداء ، كالفتح والإمالة والتقليل في الضحى.
نزل القرآن على رسول الله r ، وكان على حرف واحدٍ مدة بقائه في الفترة المكية ، وزمنًا كثيرًا من الفترة المدنية ، ثمَّ أذن الله بالتخفيف على هذه الأمة ، فأنزل الأحرف التي يجوز القراءة بها ، وكان عددها سبعة أحرف في الكلمة القرآنية .
روى البخاري ( ت : 256 ) وغيره عن ابن عباس ( ت : 68 ) ، عن رسول الله r ، قال : » أقرأني جبريل u على حرف ، فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف « .
وقد ورد في روايات أخرى : » كلها كاف شاف ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب ، وآية عذاب بآية رحمة « .
وورد كذلك سبب استزادة الرسول ( ، فقال : » لقيت جبريل عند أحجار المرا ، فقلت : يا جبريل . إني أرسلت إلى أمة أمية : الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط ، فقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف « .
وقد وقع اختلاف كبير في المراد بهذه الأحرف السبعة ، وسأعرض لك ما يتعلق بهذا الموضوع في نقاط :(1/1377)
1 ـ أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخرًا عن نزوله الأول ، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه .
2 ـ أنَّ هذه الأحرف نزلت من عند الله ، وهذا يعني أنه لا يجوز القراءة بغير ما نزل به القرآن .
3 ـ أنَّ هذه الأحرف السبعة كلام الله ، وهي قرآن يقرأ به المسلمون ، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يحذف حرفًا واحدًا من القرآن ، ولا أن ينسخ شيئًا منها فلا يُقرأ به .
4 ـ أن القارئ إذا قرأ بأي منها فهو مصيب .
5 ـ أن القراءة بأي منها كاف شاف .
6 ـ أنَّ الذي يعرف هذه الأحرف المنْزلة هو الرسول r ، لذا لا تؤخذ إلا عنه ، ويدل على ذلك حيث عمر وأبي في قراءة سورة الفرقان ، حيث قال كل منهما : أقرأني رسول الله r .
7 ـ أنَّها نزلت تخفيفًا للأمة ، وقد نزل هذا التخفيف متدرجًا ، حتى صار إلى سبعة أحرف .
8 ـ أنَّ الرسول r بين سبب استزادته للأحرف ، وهو اختلاف قدرات أمته الأمية التي فيها الرجل والمرأة والغلام والشيخ الكبير .
هذا ما يعطيه حديث الأحرف السبعة من الفوائد المباشرة ، لكنه لا يحدِّدُ تحديدًا دقيقًا المراد بالأحرف السبعة ، وهذا ما أوقع الخلاف في تفسير المراد بها .
أولاً : علاقة هذه الأحرف بالعرضة الأخيرة :
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت :» أسرَّ إليَّ رسول الله r : إنَّ حبريل كان يعارضني بالقرآن كلَّ سنة ، وإنه عارضني هذا العام مرتين ، ولا أُراه إلا قد حضر أجلي « .
وفي هذه العرضة نُسِخَ ما نُسخَ من وجوه القراءت التي هي من الأحرف السبعة ، وثبت ما بقيَ منها ، وكان أعلم الناس بها زيد بن ثابت ، قال البغوي في شرح السنة : » يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي ، وكتبها لرسول الله r ، وقرأها عليه ، وكان يقرئ الناس بها حتى مات ، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف « .(1/1378)
والدليل على وجود أحرف قد نُسخت ما تراه من القراءات التي توصف بأنها شاذة ، وقد ثبتت بسند صحيح عن النبي r ، وإلا فأين تضع هذه القراءات الصحيحة الشاذة من هذه الأحرف ؟!.
ثانيًا : علاقة هذه الأحرف بالقراءات المتواترة :
القراءات المتواترة : السبع التي جمعها ابن مجاهد ، وما أضيف إليها من القراءات الثلاث المتممة للعشر .
والأحرف السبعة مبثوثة في هذه القراءات المتواترة ، ولا يوجد شيءٌ من هذه القراءات لا علاقة له بالأحرف السبعة ، غير أنَّ الأمر كما وصفت لك من أنها مبثوثةٌ فيها ، وبعضها أوفر حظًا بحرف من غيرها من القراءات .
وإن لم تقل بهذا ، فما ماهية الأحرف الستة الباقية التي يُدَّعى أنَّ عثمان ومن معه من الصحابة اتفقوا على حَذْفِها ، أو قل : نَسْخِها .
وكم أنواع القراءات التي ستكون بين يديك ـ لو كنت تقول بأنَّ هذه القراءات على حرف واحد ـ لو وُجِدَت هذه الأحرف الستة التي يُزعم عدم وجودها الآن ؟!
لقد سبق أن بينت لك بموجز من العبارة ، وأراك تتفق معي فيه : أنَّ هذه الأحرف قرآن منَزَّلٌ ، والله سبحان يقول : ]إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون[ ، أفترى أنَّ القول بحذف ستة أحرف قرآنية يتفق مع منطوق هذه الآية ؟!
ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده ، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية ، ولو كان ما يقوله صحيحًا لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن ، كما وُكِلَ إلى من قبلَهم حفظُ كتب الله ، وأنت على خُبْرٍ بالفرق بين الحِفْظَين ، فما تركه الله من كتبه لحفظ الناس غُيِّرَ وبدِّل ونسي ، وما تعهَّد الله بحفظه فإنه باقٍ ، ولا يمكن أن يُنقص منه حرف بحال من الأحوال .(1/1379)
ولعلك على خبر كذلك بأن من كفر بحرف من القرآن ، فقد كفر به كلِّه ، فكيف بمن ترك أكثره مما هو منَزَّلٌ واقتصر على واحدٍ . هذا ما لا يمكن أن يقع فيه صحابة رسول الله r ، فتأمَّل ذلك جيِّدًا ، يظهر لك جليًا أنَّ القول بأنَّ القراءات التي يُقرأ بها اليوم على حرفٍ واحدٍ لا يصحُّ البتة .
إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة ، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون ، والاجتهاد يخطئ ويصيب . ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ .
ثالثًا : علاقة الأحرف السبعة بمصحف أبي بكر ومصاحف عثمان:
اعلم أنَّه لا يوجد نصٌّ صريحٌ في ما كتبه أبو بكر ولا عثمان رضي الله عنهما ، لذا ظهر القول بأنَّ أبا بكر كتب مصحفه على الأحرف السبعة ، وكتبه عثمان على حرف واحدٍ . وهذا القول لا دليل عليه البتةَ ، وهو اجتهاد مدخولٌ .
والذي يدل عليه النظر أنه لا فرق بين ما كُتب بين يدي رسول الله r ، وهو مفرق في أدوات الكتابة آنذاك من رقاع ولخف وأكتاف وغيرها ، وبين ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد ، ثمَّ بين ما فرَّقه عثمان ونسخه في المصاحف المتعددة في الأمصار ، هذا هو الأصل ، وهو أن القرآن الذي توفي رسول الله r وقد تمَّ أنه هو الذي بين يدي الأمة جيلاً بعد جيل ، ولست أرى فرقًا بين هذه الكتبات الثلاث من حيث النص القرآني ، وإنما الاختلاف بينها في السبب والطريقة فحسب .
ولو تتبعت المسألة عقليًا ، ونظرت في اختيار زيد بن ثابت دون غيره من الصحابة ، وبدأت من هذه النقطة = لانكشف لك الأمر ، فلأبد معك مفقِّرًا هذه الأفكار كما يأتي :
1 ـ لا يجوز البتة ترك شيء من القرآن ثبت أنَّه نازل من عند الله ، وأنَّ الرسول ( قرأ به ، وأقرأ به الصحابة ، وقد مضى الإشارة إلى ذلك .
2 ـ أنَّ القرآن قد كُتِبَ في عهد الرسول r مفرَّقًا في الرقاع واللخف والعسب ، ولم يكن مجموعًا في كتاب .(1/1380)
3 ـ أنَّ القرآن كان متفرقًا في صدور الرجال ، وهم على درجات في مقدار حفظه ، قال زيد بن ثابت :» فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال « .
4 ـ أنَّ من أسباب اختيار زيد بن ثابت ما ذكره أبو بكر الصديق t ، قال زيد :» وقال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل ، لا أتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله rفتتبع القرآن واجمعه « .
فكان في هذا ما يميِّزه على متقدمي قراء الصحابةِ ، أمثال أبيِّ بن كعب ، وأبي موسى الأشعري ، وسالم مولى حذيفة وغيرهم .
كما كان هذا ما ميَّزه على ابن مسعود خصوصًا ، الذي جاء في الآثار أنه حضر العرضة الأخيرة ، وقد كان اعترض على عدم إشراكه في جمع القرآن في عهد عثمان .
5 ـ أنَّ زيدًا الذي هو من أعلم الصحابة بالعرضة الأخيرة = سيكتب في المصحف الذي أمره أبو بكر بكتابته ما ثبت في هذه العرضة ، ولن يترك حرفًا ثبت فيها من عند نفسه أو بأمر غيره .
ومن هنا يكون مصحف أبي بكر قد حوى ما بقي من الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة .
ولما جاء عثمان ، وأراد جمع الناس على المصحف ، جعل مصحف أبي بكر أصلاً يعتمده ، وقام بتوزيع الأحرفِ التي تختلفُ القراءة بها في هذه المصاحف ، فكان عمله نسخَ المصاحفِ ، وتوزيع الاختلاف الثابت في القراءةِ عليها ، ولم يترك منها شيئًا ، أو يحذف حرفًا .
وما لم يُرسم في المصاحف ، وقرئ به فإنه مأخوذٌ عن المقرئ الذي أرسله عثمان مع المصحف ، وقراءة المقرئ قاضية على الرسم ؛ لأنَّ القراءة توقيفية يأخذها الأول عن الآخر لا مجال فيها للزيادة ولا النقص ، والرسم عمل اصطلاحيٌّ قد يتخلَّف عن استيعاب وجوه القراءات فلا يصطلح عليه .(1/1381)
فإن اعترض معترض بما روى البخاري عن أنس : » أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق « . .
ووجه الاعتراض من جهتين :
الأول : أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم ، فما وجه عمل عثمان ، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة ؟
فالجواب : إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر ، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم r ، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة .
فلما وزع عثمان المصاحف = أرسل مع كل مصحف قارئًا يُقرئُ الناس ، بما في هذا المصحف الذي أثبت فيه وجه مما ورد في العرضة الأخيرة ، وكان في ذلك حسمٌ لمادة الخلاف ، وذلك أنه لو التقى قارئٌ من البصرة وقارئ من الكوفة ، فقرأ كل منهما على اختلاف ما بينهما ، فإنهما يعلمان علمًا يقينيًا بأن ذلك عائدٌ إلى وجه صحيح مروي عن النبي r ، وبهذا يكون الاختلاف قد تحدَّد بهذه المصاحف ومن معها من القراء ، وأنَّ ما سواها فهو منسوخ لا يُقرأ به .(1/1382)
وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر ، وإلزام الناس بها ، وترك ما عداها مما قد نُسخ ، وليس أنه حذف ستة أحرف .
الثاني : أن يقول المعترض : إنَّ في الرواية السابقة : » وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا « أوكد الدليل على أنهم كتبوا المصحف العثماني على حرف واحدٍ ، وهو ما يوافق لغة قريش .
والجواب عن ذلك أن يقال : إنَّ هذه المسألة ترتبط بالرسم ، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح أمور تتعلق بالرسم ، وليس هذا محلها ، لكن سآتي على ذكر ما يلزم من حلِّ هذا الاعتراض ، وبالله التوفيق .
أولاً : إنه قد ثبت أنَّ بعض وجوه القراءات التي يقرأ به في المتواتر الآن بغير لغة قريش ، كالهمز وتسهيله ، فقريش لا تهمز ، والهمز قراءة جمهور القراء ، فكيف تخرج هذه القراءات التي ليست على لغة قريش .
ثانيًا : إنه يمكن أن يُحمل الأمر على رسم المصحف لا على قراءته ؛ وهذا هو الظاهر من ذلك الأثر ، فقوله : » فاكتبوه على لغة قريش « إشارة إلى الرسم لا إلى القراءةِ ، أمَّا القراءة فإنه يُقرأ بها بغير لغة قريش وإن كان برسم لغتها ما دام ثابتًا .
ويدلُّ لذلك أنَّه قد وردت بعض الألفاظ التي كُتبت في جميع المصاحف على وجه واحد من الرسم ، وقد ثبتت قراءتها بغير هذا الرسم .
ومن ذلك ما حكاه أبو عمرو الداني ( ت : 444 ) من أنَّ مصاحف أهل الأمصار اجتمعت على رسم الصراط وصراط بالصاد ، وأنت على خُبرٍ بأنها تُقرأ في المتواتر بالصاد وبالسين وبإشمامها زايًا .(1/1383)
وإنما قرئت هي وغيرها مما رسم على وجه ، وقرئت أيضًا على وجه آخر بالأخذ عن القارئ الذي أقرأ بهذه المصاحف ، وهذا يعني أنَّه لا يلزم أخذ القراءة من الرسم حتى توافق قراءة القارئ ، وأنه يجوز أن يقرأ القارئ بما يخالف المرسوم ، لكنه يكون من الثابت عن النبي r ، وهو مضبوط معروف ، لذا لم يكن في مصحف عثمان مثل قراءة أبي الدرداء وابن مسعود :» والذكر والأنثى « مع صحة سندها إلى الرسول r .
ويقال : إنما رُدَّت مع صحة سندها لأنه لم يقرأ بها في العرضة الأخيرة ، ولم توافق المصحف ، وليس ردها لمخالفة رسم المصحف فقط ، والله أعلم .
وبعد هذا يكون الفرق بين عمل أبي بكر وعمل عثمان كما يأتي :
1 ـ أنَّ أبا بكر أراد حفظ القرآن مكتوبًا ، خشية أن يموت قراء الصحابة ، فيذهب بذهابهم .
أما عثمان بن عفان ، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سببًا في نسخه للمصاحف .
2 ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفًا واحدًا بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة ، أما عثمان بن عفان ، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف ، ولم يحذف منه شيئًا .
3 ـ أنَّ أبا بكر لم يلزم المسلمين باتباع المصحف الذي كتبه ، ولم يكن هذا من مقاصده لما أمر بكتابة المصحف ، لذا بقي الصحابة يُقرئون بما سمعوه من الرسول r ، وكان في ذلك المقروء كثير من المنسوخ بالعرضة الأخيرة .
أما عثمان ، فألزم المسلمين باتباع المصحف الذي أرسله ، ووافقه على ذلك الصحابة ، لذا انحسرت القراءة بما نسخ من الأحرف السبعة ، وبدأ بذلك معرفة الشاذ من القراءات ، ولو صح سندها ، وثبت قراءة النبي r بها .
وبهذا يكون أكبر ضابط في تشذيذ القراءة التي صح سندها ، ولم يقرأ بها الأئمة = كونها نسخت في العرضة الأخيرة .
علاقة الأحرف السبعة بلغات العرب :(1/1384)
لا يخفى على من يقرأ في موضوع الأحرف السبعة ارتباطها بلغات العرب ، بل إنَّ بعض العلماء جعل سبع لغات من لغاتها هي المقصودة بالأحرف السبعة ، وفي ذلك إهمال لوجوه اختلافات لا تنتج عن كونها من لغة دون لغة .
ولعل من أكبر ما يشير إلى أنَّ اللغات تدخل في الأحرف السبعة كون القرآن بقي فترة من الزمن يقرأ بلسان قريش ، حتى نزلت الرخصة بالأحرف السبعة ، فظهرت الأحرف التي هي من لغات غير قريش .
ومما يشير إلى ذلك ما ورد من نهي عمر ابن الخطاب لابن مسعود من أن يقرئ بلغة هذيل ، ولا يتصور أن يقرئ ابن مسعود بما لم ينْزل ويأذن به النبي r .
وفي تحديد اللغات التي هي أسعد حظًّا بنُزول القرآن خلاف بين العلماء ، ويظهر أنَّ في ذلك صعوبة في بعض مواطن الاختلاف في تحديد القبيلة التي تقرأ بهذا الوجه دون غيرها ، كما قد تشترك أكثر من لغة في وجه من الوجوه ، فيكون نسبه إلى لغة أحدها دون غيرها قصور في ذلك .
وتظهر الصعوبة أيضًا في أنه لا يوجد تدوين تامٌّ للهجة قبيلة دون غيرها ، وإن كان في الكتب إشارة إلى بعض الظواهر اللهجية لهذه القبائل .
وإذا تأمَّلت ما يتعلق باللغات العربية ، وجدته أكثر ما يتعلق به الخلاف في القراءات ، خصوصًا ما يتعلق بالنطق ، فقبيلة تعمد إلى الإدغام في كلامها ، وقبيلة تعمد إلى الإمالة ، وقبيلة تعمد إلى تسهيل الهمز ، وقبيلة تعمد إلى تحقيق الهمز ، وقبيلة تعمد إلى ترقيق بعض الأحرف ، وقبيلة تعمد إلى تفخيمها ، وهكذا غيرها من الظواهر المرتبطة بالصوتيات التي تتميَّز بها قبيلة عن قبيلة .
ويظهر أنَّ هذه الصوتيات هي أكبر ما يراد بنُزول الأحرف السبعة ، وهي التي يدل عليها قوله r :» أسأل الله مغفرته ومعافاته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك « ، وقوله r :» يا جبريل . إني أرسلت إلى أمة أمية : الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط « .(1/1385)
إذ الذي يستعصي على هؤلاء هو تغيير ما اعتادوا عليه من اللهجات إلى غيرها ، دون ما يكون من إبدال حرف بحرف ، أو زيادة حرف ، أو إعراب ، فإن هذه لا تستعصي على العربي . لكن أن يكون عاش جملة دهره وهو يميل ، فتريد أن تعوده على الفتح ، أو كان ممن يدغم ، فتريد أن تعوِّده على الإظهار = فذلك ما يعسر ، والله أعلم .
ولا يفهم من هذه الجملة في هذا الحديث أنَّ الاختلاف في الأحرف يرتبط بهذه اللهجات دون غيرها من وجوه الاختلاف ، بل يُحملُ هذا على أن هذا النوع المتعلق باللهجات هو أعظم فائدة مقصودة في نزول الأحرف السبعة ، وليس هذا الفهم بدعًا ، ففي الشريعة أمثلة من هذا النوع ، ومن ذلك :
قوله r :» الحج عرفة « ، والحج يشتمل على أعمال غير الوقوف بعرفة ، فقوله r يدل على أنَّ هذه العمل أعظم أعمال الحج .
وقوله r في الحديث القدسي :» قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل : فإذا قال : ]الحمد لله رب العالمين[ ، قال الله : حمدني عبدي . وإذا قال : ]الرحمن الرحيم[ ، قال الله : أثنى علي عبدي . فإذا قال : ]مالك يوم الدين[ ، قال : مجدني عبدي . فإذا قال : ]إياك نعبد وإياك نستعين[ ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل … «
وإنما سُمِّيت الفاتحة: الصلاة، وهي جزء منها ؛ لأنها أعظم شروط الصلاة .
وكذلك قوله r :» الدين النصيحة « ، وقوله r:» الدعاء هو العبادة « ، وغيرها من الأمثلة التي يسمى فيها الجزء باسم الكلِّ ؛ للتنبيه على أهميته ، وللدلالة على الاعتناء به .
وإذا صحَّ لك هذا ، فإنَّ جميع وجوه الاختلاف في القراءة تدخل في الأحرف السبعة ، وأنَّ أعظم هذه الوجوه ما يتعلق باللهجات ، والله أعلم .
علاقة الأحرف برسم القرآن :(1/1386)
يرتبط هذا الموضوع بلغات العرب ، وقد سبق الحديث عنها ، والمراد هنا التنبيه على كون ما يتعلق برسم القرآن من الأحرف السبعة هو ما يمكن رسمه من الألفاظ ، أمَّا وجوه القراءة التي ترجع إلى اللهجات ؛ كالإمالة والتقليل ، والمد والإظهار والإدغام والسكت والتسهيل والإبدال ، وغيرها = فلا يمكن أخذها من الصحف ولا كتابتها في المصاحف إلا بما يصطلح عليه أنه يشير إليها ، ومعلوم أن علم ضبط المصحف كان متأخرًا ، ولم يكن في عصر الصحابة إطلاقًا .
وهذا يعني أنك إذا قلت : كُتِبَ المصحف على الأحرف السبعة ، فالمراد كتابة الألفاظ ووجوه قراءتها اللفظية لا الصوتية .
وهذه الصوتيات إنما تؤخذ عن السابق بطريق المشافهة والرواية ، فينقلها كما سمعها ، وهكذا من أو السند إلى منتهاه .
وبهذا تعلم أن رسم المصحف لا يمكن أن يحوي جميع وجوه الأحرف السبعة ، وإنما يمكن أن يحوي منها ما يتعلق برسم الألفاظ ، أمَّا غيرها فيؤخذ من طريق الأئمة القراء .
ولهذا السبب ـ لما أراد عثمان أن يلزم الناس بالقراءة التي أجمع الصحابة على أنها ما ثبت في العرضة الأخيرة ـ أرسل مقرئًا مع كل مصحف ،فقد ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ في المدينة ، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي ، والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي ، وأبو عبد الرحمن السلمي مع الكوفي ، وعامر بن عبد القيس مع البصري .
ومن ثَمَّ فالرواية قاضية على الرسم لا العكس .
تلخيص المراد بالأحرف السَّبعة
الأحرف السبعة : أوجه من الاختلاف في القراءة ، وما لم ينسخ منها في العرضة الأخيرة ، فهو محفوظ ومبثوث في القراءات المتواترة الباقية إلى اليوم .
ومن ثَمَّ ، فإنه لا يلزم الوصول إلى سبعة أوجه في هذه القراءات المتواترة الباقية ؛ لأنَّ بعض هذه الأحرف قد نُسِخَ .(1/1387)
كما أنه لا يلزم أن يوجد في كل كلمة سبعة أوجه من أوجه الاختلاف ، وإن وُجِدَ ، فإنه لا يتعدَّى السبعة ، فإن حُكيَ في لفظ أكثر من سبعة ، عُلِمَ أنَّ بعضها ليس بقرآن ؛ كبعض الأوجه الواردة في قوله تعالى : ]وَعَبَدَ الطَّاغُوت[ .
والمراد بعدد الأوجه من أوجه الاختلاف التي لا تزيد على سبع : الاختلاف في الكلمة الواحدة في النوع الواحد من أنواع الاختلاف ؛ كالمد والقصر ، والإمالة والفتح .
ومن ثَمَّ ، فلا إشكال في أن تكون أنواع الاختلاف أكثر من سبعٍ في العدد ، كما اختلف في ذلك من جعل الأحرف السبعة أنواع من الاختلاف في القراءات عموماً، والصحيح أنها كلها أوجه اختلاف مندرجة ، لكن لا يجتمع أكثر من سبعة منها في اختلاف أداء الكلمة القرآنية .
ويلاحظ أنَّ هذه الأوجه على قسمين :
الأول : ما يتعلق بالنطق واللهجة ، كالإمالة والتقليل والفتح ، وكالإدغام والإظهار ، وغيرها ، وهذا ما جاء تأكيد النبي e عليه في طلب التيسير ، حيث أن أكبر فائدة في هذه الحرف هو التيسير على الشيخ الكبير وغيره ، ولا يتصور هذا إلاَّ في النطق .
الثاني : ما يتعلق بالرسم والكتابة ؛ كالاختلاف في زيادة الواو وعدمها في لفظ ]وسارعوا[ ، والاختلاف في حركات الكلمة في لفظ ]تَرجِعون[ ، و]تُرجَعون[ ، وغيرها ، وهو ما ركَّز عليه من جعلها أنواعاً من الاختلاف في القراءة ( ابن قتيبة ، وأبو الفضل الرازي ، وابن الجزري وغيرهم ) ، وإنما دخل هذا في الأحرف ، مع أنه قد لا يعسر على الناطقين ؛ لأنك تجد هذا القسم من الاختلاف في القراءة ، فلا بدَّ أن تحمله على الأحرف السبعة ، وإلاَّ كان هناك شيء من الاختلاف غير اختلاف هذه الأحرف السبعة .
هذا ما يسر الله تقييده ، ولازال البحث يحتاج إلى إعادة صياغة وتحرير ، والله الموفق .
قال السائل : هل من كتاب في أحكام الوقف والابتداء ميسر وسهل حيث
إن كتاب الأشموني فيه شيء من الصعوبة .(1/1388)
الجواب : إن معرفة هذه الكتب تحتاج إلى معرفة المصطلحات التي اعتمدتها ، وغالب هذه الكتب اعتمدت مصطلح التام والكافي والحسن والقبيح ، فمعرفة هذه المصطلحات ، والاجتهاد في دراسة تطبيقاتها تجعل هذا العلم سهلاً شيئًا فشيئًا .
ومما يحسن علمه في هذا العلم أنه يقوم على ثلاثة علوم ، هي : التفسير ، والقراءات ، والنحو .
والجامع بين هذه العلوم هو معرفة المعنى ( أي : التفسير ) ، فالإعراب فرع المعنى ، والقراءة إما أن تكون مرتبطة بالإعراب ، فهي تعود في النهاية إلى المعنى ، وإما أن تعود إلى دلالة المفردة ، والحاجة إلى هذا النوع من القراءات في هذا العلم قليل .
لكن كثيرًا من المواقف لا يمكن أن تُفهم بدون معرفة النحو ، وإن كان كما قيل إنه فرع المعنى .
علة هذه المصطلحات :
جعل علماء الوقف الذين قسَّموا الوقف إلى تامٍّ وكافٍ وحسنٍ وقبيحٍ ، جعلوا اللفظ والمعنى عمدةً في التفريق بين هذه المصطلحات ، وذكر بعضهم علة هذا التقسيم ، ومنهم ابن الجزري ، حيث قال : » وأقرب ما قلته في ضبطه : أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري ؛ لأنَّ الكلام ، إمَّا أن يتمَّ ، أو لا ؛ فإن تمَّ كان اختيارياً .وكونه تامَّا لا يخلو : إمَّا أن لا يكون له تعلق بما بعده البتة ـ أي : لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى ـ فهو الوقف الذي اصطلح عليه الأئمة بالتامِّ ، لتمامه المطلق ، يوقف عليه ويبتدأ بما بعده .
وإن كان له تعلق ، فلا يخلو هذا التعلق ، إما أن يكون من جهة المعنى فقط ، وهو الوقف المصطلح عليه بالكافي ، للاكتفاء به عما بعده ، واستغناء ما بعده عنه ، وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده .(1/1389)
وإن كان التعلق من جهة اللفظ ، فهو الوقف المصطلح عليه بالحسن ؛ لأنه في نفسه حسن مفيد ، يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده ، للتعلق اللفظي . . وإن لم يتمَّ الكلام كان الوقف عليه اضطرارياً ، وهو المصطلح عليه بالقبيح ، لا يجوز تعمد الوقف عليه إلا لضرورة : من انقطاع نفس ونحوه ، لعدم الفائدة ، أو لفساد المعنى « . ( )
وهذا السبر والتقسيم الذي ذكره ابن الجزري واضح الدلالة على صحة هذا التقسيم وعلله . غير أنمه يبقى أن ابن الجزري وغيره ممن تقدمه لم يوضحوا المراد باللفظ والمعنى توضيحاً جلياً .
ويحتاج القارئ في كتب الوقف والابتداء التي تعتمد هذه المصطلحات أن يعرف مرادهم باللفظ والمعنى عنده .
وقد بين بعضُ العلماء المتأخرين المراد بالتعلق اللفظي ، وقالوا بأنه ما يكون ما بعده متعلقاً بما قبله من جهة الإعراب ، كأن يكون صفة ، أو معطوفاً ، أو غيرها من التوابع النحوية ( ).
وما نصَّ عليه هؤلاء ظاهر من استقراء كتب الوقف ، خاصة عند ذكر _ما لا يوقف عليه ) ، حيث يعتمدون على الإعراب ، ومن ذلك ما ذكره ابن الأنباري تحت باب (ما لا يتم الوقف عليه) ، حيث قال : » واعلم أنه لا يتمُّ الوقف على المضاف دون ما أضيف إليه ، ولا على المنعوت دون النعت ، ولا على الرافع دون المرفوع ، ولا على المرفوع دون الرافع ، ولا على الناصب دون المنصوب ، وعلى المنصوب دون الناصب ، ولا على المؤكد دون التأكيد . . . « ( ).
ومن أمثلة اعتماد الرابط النحوي في الحكم ، ما ذكره النحاس عند قوله تعالى :]قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إله واحداً ونحن له مسلمون[ ] البقرة : 133 [، قال : » ]إبراهيم وإسماعيل وإسحاق[ ، حيث قال : ليس بتام ولا كاف ؛ لأن ]إله واحداً[ ] البقرة : 133 [ منصوب على الحال ، أو على البدل من الأول ، فلا يجوز الوقف على ما دونه ، والتمام : ]ونحن له مسلمون[ « ( ).(1/1390)
ومن ذلك ما ذكره الداني في أسباب قبح الوقف ، ومثل له بالرابط اللفظي ؛ كالوقف على ]بسم[ من ]بسم الله[ ] الفاتحة : 1 [ ، والوقف على ]لقد كفر الذين قالوا[ ] آل عمران : 181 [ ، والابتداء بقوله تعالى : ]إن الله فقير[ ، وغيرها ( ).
وبهذا يظهر أن المراد بالتعلق اللفظي التأثير الإعرابي . ولهذا قد يقع اختلاف في تحديد الوقف ونوعه بسبب الاختلاف في الحكم الإعرابي ؛ كأن يختلف في (الواو) بين أن تكون استئنافية أو حالية . فعلى الأولى ينعدم التأثير ، وعلى الثانية يكون التأثير الإعرابي موجوداً .
أما المعنى ، فيظهر أنه نوعان :
الأول : المعنى المرتبط بالجملة القصيرة ، فإذا رأوا أنه قد تم كلامٌ وانتقل بعده إلى غيره ، فإنه تام ، وإن كان السياق والحديث لا زال في موضوعٍ معين .
الثاني : المعنى المرتبط بالقصة أو جملة الآيات التي تتحدث في موضوع واحدٍ ، وهذه يقع فيها التمام .
وبسبب النوع الأول يصعب تحديد المراد بالمعنى عند علماء الوقف والابتداء ؛ لأنهم لم يبينوا مرادهم به ، ولذا تجدهم يختلفون في الحكم على الموضع : تماماً وكفايةً ، نظراً لاختلافهم في المعنى ، قال محمود علي بسة : » ثم إن الفرق بين الوقف التام والكافي غير محدد تحديداً منضبطاً عند جميع القراء ، كالفرق بين الحسن والقبيح ؛ لأن وجه الاختلاف بين التامِّ والكافي تعلقه بما بعده بالمعنى ، أو لا ، وهو أمر نسبي يرجع في إلى الأذواق في فهم المعاني واعتبار ما وقف عليه متعلقاً بما بعده في المعنى ،أو مستغنياً عنه . ولذا تجد منهم من يعدُّ بعض الوقوف الكافية في نظر غيره تامة ، والعكس … « ( ).
ومع هذا الوضوح الفرق بين التعلق اللفظي والتعلق المعنوي ، تجد من يجعل شيئاً مما به تعلق لفظي من قسم الكافي الذي يكون التعلق فيه بالمعنى ، وهذا يدلُّك على عدم وضوح المراد بالمعنى .(1/1391)
ومن الأمثلة التي وقع فيها الحكم بالتعلق بالمعنى ، وفيه تعلق لفظي ، ما ذكره الداني في تمثيله للوقف الكافي ، قال : » وذلك نحو الوقف على قوله : ]حرمت عليكم أمهاتكم[ ] النساء : 23 [ ، والابتداء بما بعد ذلك في الآيةِ كلها … « ( ).
وقد انتُقد الداني في تمثيله للوقف الكافي ، ومن ذلك ما قاله السخاوي في جمال القراء : » وهذا ليس بالوقف الكافي ؛ لأن هذه المواقف يتعلق ما بعدها بما قبلها في اللفظ والمعنى ، وإنما هي من الأوقاف الحسان « ( ).
وقال ملا علي قاري في تعليقه على تمثيل ابنِ ابنِ الجزري بهذا المثالِ : » وفيه أن الظاهر أن ما بين المعطوف والمعطوف عليه تعلق لفظي ، فهو من قبيل الوقف الحسن « ( ).
وما ذكره السخاوي وملاَّ علي قاري هو الصواب ؛ لأن العطف رابط لفظي إعرابي ، ثم إن البدء يقوله تعالى : ]وبناتكم وأخواتكم … [ ] النساء : 23 [ لا يفيد معنى مستقلاًّ ؛ لأنه متعلق بقوله : ]حرمت عليكم أمهاتكم[ ] النساء : 23 [ .
وإنما يجوز البدء بأحد هذه المعطوفات للضرورة ، وهي كثرة المعطوفات مع طول الآية ، وعدم بلوغ النفَسِ نهايتها إلاَّ بتقطيعها . وقد نبَّه ابن الجزري أن مثل هذا الطول مما يتسامح الوقف فيه وإن كان من الوقف الحسن ، قال : » يغتفر في طول الفواصل والقصص والجمل المعترضة ونحو ذلك ، وفي حالة جمع القراءات ، وقراءة التحقيق والترتيل ، مالا يُغتفر في غير ذلك ، فربما أُجيز الوقف والابتداء لبعض ما ذكر ، ولو كان لغير ذلك لم يُبَحْ ، وهذا الذي يسميه السجاوندي : المرخص ضرورة « ( ).
ولما كان (المعنى) في النوع الأول غير محدد تحديدا دقيقًا ، فإنك تجد كثيرًا مما حُكِيَ فيه التمام بينه وبين ما بعده علاقة في المعنى تمنع أن يكون من قسم التامِّ .(1/1392)
ومن أمثلة ذلك : حكمهم بالتمام على قوله تعالى : ]وجعلوا أعزة أهلها أذلة[ ] النمل : 27 [ ، قال ملاَّ علي قاري : » وقد يوجد قبل انقضاء الفاصلة ؛ كقوله تعالى : ]وجعلوا أعزة أهلها أذلة[ ] النمل : 27 [ ، قال ابن المصنف : هذا الوقف تامٌّ ؛ لأنه انقضاء كلام بلقيس ، وهو رأس آيةٍ أ.هـ . يعني قوله تعالى : ]وكذلك يفعلون[ ] النمل : 27 [ ابتداء كلام من الله شهادة على ما ذَكَرَتْهُ .
وفيه أنَّ له تعلقاً معنوياً ، فلا يكون وقفه تاماً ، بل كافياً .
وقال بعض المفسرين : ]وكذلك يفعلون[ أيضاً من كلامها تأكيدًا لما قبلها ، فالوقف على ]أذلة[ كافٍ ، وعلى ]يفعلون[ تامٌّ .
وقد يقال : لأنه كافٍ أيضاً ؛ لأن ما بعده من جملة مقولها ، فله تعلق معنوي بما قبله .
ثمَّ قال ـ أي : ابن المصنف ـ : وقد يوجد بعد انقضاء الفاصلة بكلمة ؛ كقوله تعالى : ]وإنكم لتمرون عليهم مصبحين . وبالليل [ ] الصافات : 137 ـ 138 [ ؛ لأنه معطوف على المعنى ؛ أي : في الصبح والليل ؛ يعني : فيهما .
وفيه البحث السابق ؛ إذ من جملة التعلق المعنوي قوله : ]أفلا تعقلون[ ] الصافات : 138 [ ، فهو وقف تامٌّ ، وما قبله كافٍ « ( ).
ومن هذه النقول السابقة يتضح أن المراد بالمعنى غير واضح المعالم ، وليس له تعريف محدد ، مما يجعله عائماً غير منضبط ، وبسبب ذلك يقع الخلاف في الحكم على بعض المواطن بالتمام أو الكفاية .(1/1393)
ولو تأملت كثيراً من أمثلة التامِّ لوجدت فيها رابطاً لفظياً غير إعرابيٍّ ، وهي كثيرةٌ ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ]فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون[ ] العنكبوت : 17 [ ، حكم ابن الأنباري والداني بالوقف التامِّ على قوله : ]واشكروا له[ ( ) ، ولو نظرت في قوله تعالى : ]وإليه ترجعون[ لوجدت فيه رابطاً لفظياً غير إعرابي ، وهو الضمير في قوله : ]وإليه ترجعون[ ، وهو يربط بين الجملتين في المعنى ، ويدل على عدم تمام الكلام ِ ، ولذا فالحكم على مثل هذا يكون بالكفاية ، واللهُ أعلمُ .
وإذا عرف طالب علم الوقف والابتداء وأتقنه فإنه سيفهم كثيرًا مما في كتب الوقف والابتداء ، ولا يوجد كتاب في الوقف يقال عنه : إنه سهل ما لم يُدرك ما ذكرته لك ، والله الموفق .
قال السائل : ما أفضل كتاب في إعراب القرءان ؟
الجواب : لا يوجد كتاب يمكن أن يقال : إنه أفضل كتاب ، لكن هناك مجموعة من الكتب يمكن الاستفادة منها في إعراب القرآن ، منها :
1 ـ إعراب القرآن ، لأبي جعفر النحاس ( ت : 338 ) . ومن باب الفائدة ، فإن كل كتب النحاس مفيدة جدًّا .
2 ـ الفريد في إعراب القرآن المجيد ، للمنتجب الحسين بن أبي العز الهمداني ( ت : 643 ) .
3 ـ البحر المحيط ن لأبي حيان الأندلسي ( ت : 745 ) .
4 ـ الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ، للسمين الحلبي ( ت : 756 ) ، وهو كتاب منظَّمٌ .
وقد كتبت في كتابي ( أنواع التصنيف المتعلقة بالقرآن الكريم ) بعض الفوائد المتعلقة بإعراب القرآن ، والله الموفق . أ.هـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8238
---
freemanamor
03-03-2005, 01:37 PM
السلام عليكم و جزاكم الله كل الخير freemanamor
---
أبو حسن
09-22-2005, 02:52 PM
نسأل الله لكم التوفيق
---
طارق
02-18-2006, 12:40 PM
بارك الله فيكم
وجزاكم خيراً
---
(1/1394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طالع تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
---
طالع تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
---
أبو حازم الكناني
07-14-2005, 05:39 PM
الإخوة الكرام أرجو مطالعة موقع الدكتور محمد راتب النابلسي، والذي يحتوي على دروس لتفسير القرءان الكريم.
وهذا مثال لما وقفت عليه من تفسيره لقوله تعالى: ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 28 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة البقرة.
وهو مثال قد يعطي شيئاً من الانطباع عن منهجه في التفسير.
وقد قال في تفسيرها:
" هناك تفسير دقيق ، وجيد ، ومقنع ، وراجح ، هو أن هذه السماوات السبع سبعٌ بشكلٌ دقيق ، أحصى .. علماء التفسير .. خلال ألف ومائتي عام الكواكب فوجدوا أنها :خمسة وهي : عطارد ، والزهرة ، والمريخ، والمشتري ، وزحل .. والآية سبعة ، أضافوا الشمس والقمر فصار العدد سبعة ، لكن الله عزَّ وجل يقول:
( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا 15 وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا 16). سورة نوح
في هذه الآية لا علاقة للشمس والقمر بالسماوات السبع، اكتُشف بعد ألف ومائتي عام أنه يوجد نجم سادس وهو.. أورانس، ونجم سابع وهو نبتون.. فكأن هذه الآية تشير إلى المجموعة الشمسية، والشمس مركز هذه المجموعة ، والقمر تابع للأرض ، فكواكب المجموعة الشمسية كما اتضح بعد ألف ومائتي عام هي سبعة نجوم : عطارد والزهرة ، والمريخ ، والمشتري ، وزحل ، وأورانس ، ونبتون ..(1/1395)
أيها الإخوة الكرام ... وثمة تفسير آخر: كلمة سبعة تفيد التكثير في اللغة العربية ، والقرآن حمَّال أوجه ، لك أن تَعُد أن هناك سماوات كثيرة ، ولك أن تقول : هناك سبع سماوات ، هي سبعة نجوم سيّارة حول الشمس..
ولمزيد إطلاع اضغط على الرابط:
http://www.nabulsi1.com/text/03quran/1friday/tafseer.html
---
(1/1396)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعقيبات المفيدة على كتاب كلمات القرآن
---
التعقيبات المفيدة على كتاب كلمات القرآن
---
أبوخطاب العوضي
04-01-2005, 08:59 PM
للشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس - اضغط هنا للتحميل (http://72.29.70.243/vb/attachment.php?attachmentid=7739)
---
(1/1397)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير الخطابي
---
سؤال عن تفسير الخطابي
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
03-28-2006, 11:18 PM
ما هو اسم تفسير الخطابي ؟ وهل هو مطبوع ؟
---
السائح
03-29-2006, 09:49 AM
ليتك تذكر المصدر الذي وجدت فيه ذكر تفسير الخطابي .
ولم أر من ذكر للخطابي كتابًا في تفسير القرآن .
والذي رأيته مذكورًا من كتبه مما قد يكون سببًا في وقوع الالتباس :
1 - تفسير اللغة التي في مختصر المزني .
2 - تفسير الفطرة .
3 - تفسير الأسماء والدعوات = شرح الأسماء الحسنى = شرح الأدعية المأثورة = الدعاء و معاني أسماء الله تعالى = شأن الدعاء ، وهو شرح لكتاب الدعوات لإمام الأئمة ابن خزيمة .
نعم ؛ له بيان إعجاز القرآن ، ويَحتمِل أنه جزء من كتابه شعار الدين .
والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
03-29-2006, 10:06 AM
جواب أخي العزيز الأستاذ السائح جواب مسددٌ وفقه الله وأجزل له الثواب . وليأذن لي بهذه الإضافة .
سألت الأخ الفاضل ، والعالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الباتلي عن هذا الكتاب لأنه قام بدراسة واسعة عن الإمام الخطابي في مرحلة الماجستير بقسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بالرياض ، بعنوان :
الإمام الخطابي وآثاره الحديثية ومنهجه فيها
وقد طبعت الرسالة مؤخراً (1426هـ) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، في مجلدين ، فكان جوابه كما تفضل الأستاذ السائح . ولعلهم يقولون : قال الخطابي في كتابه التفسير ، يعنون به : تفسير اللغة التي في مختصر المزني . والله أعلم .
وأحب أن أضيف :
- كان الأخ سعد بن عبد الرحمن المغيربي قد قدم في مرحلة الماجستير بحثاً بعنوان :(أقوال أبي سليمان الخطابي في التفسير . جمعاً ودراسة ) ، وذلك في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض .(1/1398)
- ودرس أحد الباحثين في قسم العقيدة بكلية أصول الدين بالرياض منهج الإمام الخطابي في العقيدة .
فخدمت كلية أصول الدين الإمام الخطابي بجميع أقسامها ، وهذا لم يتهيأ إلا لقلل من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وربما ابن القيم أيضاً.
---
السائح
03-29-2006, 10:35 AM
بارك الله في الشيخ الفاضل الكريم أبي عبد الله الشهري ، ونفعنا بعلمه .
ممن درس منهج الخطابي في العقيدة : الشيخ الفاضل الحسن بن عبد الرحمان العلوي المغربي ، وقد طبع كتابه بدار الوطن سنة 1418 .
وأصل كتابه أطروحة تقدم بها إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
03-29-2006, 03:46 PM
أشكر للشيخين الكريمين تفضلهما بالإجابة ، وإذا كان لهما أو لغيرهما إضافة أخرى حول هذا الأمر فليتحفنا بها ، أما المصدر الذي وجد فيه نقلٌ عن الإمام الخطابي في التفسير فهو مخطوط لشيخ الإسلام بن تيمية يعمل على تحقيقه أحد الإخوة ، وجزيتم خيرًا ...
---
(1/1399)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب برنامج القرآن الكريم على الوورد
---
طلب برنامج القرآن الكريم على الوورد
---
ناصر الصائغ
06-10-2003, 06:18 PM
الأخوة الزملاء والمشايخ الفضلاء تحية طيبة وبعد :
فلعل الجميع لمس الحاجة الماسة لبرنامج القرآن الكريم وتحميله على الوورد للإستفادة منه في كتابة البحوث والمقالات وذلك بنسخ تلك الايات ولصقها في البحث .
وطلبي هو الدلالة على برنامج يمكن تحميله على الوورد ، ويكون موافق للرسم العثماني .
أو الافادة عن أفضل الطرق لنسخ الآيات بالرسم العثماني .
كما آمل الدلالة على تحميل برنامج مصحف النور ، وهو برنامج جيد عملت عليه كثيرا ، ثم فقدته ، إلا أن مما يؤخذ على مصحف النور أنه ليس بالرسم العثماني .
---
الإداوة
06-10-2003, 06:38 PM
أخي العزيز / بين يديك مصحف النور ومع طريقة تنزيله .. وتقبل مدتي ودعوتي ..
مصحف النور للنشر المكتبي
هذا برنامج بحث فى آيات القران... ( مصحف النور للنشر المكتبي يعمل مع الوورد )
وأجمل ما فيه أنه يضيف لنفسه أيقونة جديدة في برنامج الوورد.......
يمكن لك أن تبحث......تنسخ.........تبدل الخط..............
هذا البرنامج يعمل مع الوورد وهو برنامج رائع جداً .جداً
لتنزيل البرنامج اضغط هنا http://www.nooor.com/exeqrn.exe
وهذا شرح لطريقة تنزيل البرنامج :
1- نقوم بحفظ البرنامج في مكان تختاره مثلاً على (المستندات) .
وبعد إتمام التنزيل نتبع ما يلي :
1- نقوم بفتح المستندات وستجد exeqrn نقوم بالضغط عليها مرتين .
2- ثم نضغط على Continue
3- ثم Next
4- ثم نختار نعم .
5- ثم Close
وبعد ذلك نذهب إلى :
1- جهاز الكمبيوتر .
2- ثم نختار C:
3- ثم نختار Program files
4- ثم نذهب إلى exeqrn نضغط عليها مرتين .
5- ثم setup
و نتابع المطلوب .(1/1400)
بعد ذلك تجد البرنامج موجود في الوورد ضمن شريط المهام ....... بعد كلمة تعليمات
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2003, 07:44 PM
ويمكنك أخي ناصر الاستفادة من هذا الموقع :
http://aaa111.jeeran.com/quran.html
---
حسين
06-11-2003, 06:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام
مصحف النور exeqrn بالرسم الإملائي لا العثماني0
وإذا أردت إزالته من الجهاز فاتبع الخطوات التالية:
1- قم بإزالة مجلد exeqrn وطبعا هو موجود تحت مجلد program files
2- قم بالبحث عن هذا الملف (MFCNRQ.WLL) ثم قم بحذفه .. وهذا الملف هو أهم شيء في القضية .. حيث أنه يربط بين ملفات البرنامج الموجودة في النظام وبين الوورد... وبحذف هذا الملف تنتهي قضية عمل البرنامج مع الوورد وبإمكانك الإكتفاء بهذا العمل فقط.. وبعد ذلك لن ترى برنامج القرآن في الوورد.
3- بعد ذلك قم بالبحث عن الملفات الثلاثة التالية:
MFCNRQ1.EXE
MFCNRQ2.EXE
MFCNRQ3.EXE
وتجد هذه الملفات تحت الـ system قم بحذفها
وبهذا تكون قد أزلت جميع الملفات المتعلقة ببرنامج القرآن الكريم (مصحف النور للنشر المكتبي) من الجهاز
--------
أما المصحف بالرسم العثماني فقد نشر في مشاركة أخرى في المنتدى 0
---
الإداوة
06-11-2003, 08:33 AM
أخي العزيز :
Hosain21.....
لعلك لم تقرأ الموضوع الأصلي .. والذي طلب فيه الأخ : ناصر الصائغ .. مصحف النور .. فقال : (كما آمل الدلالة على تحميل برنامج مصحف النور ، وهو برنامج جيد عملت عليه كثيرا ، ثم فقدته ، إلا أن مما يؤخذ على مصحف النور أنه ليس بالرسم العثماني ) ..
ولك التقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
ناصر الصائغ
06-11-2003, 02:01 PM
شكرا للأخ العزيز الإداوة ، وللأخ أب مجاهد العبيدي ، وللأخ Hosain21 على المشاركة .
كما آمل من الأخ Hosain21 أن يدلنا على الموضع المذكور . وله الشكر والتقدير .
---
حسين
06-11-2003, 04:38 PM(1/1401)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم : ناصر
إذا كنت لم ترجع إلى أهلك فمرّ عليّ تجده 0
وهو في المنتدى هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=419
أما مصحف النور فيوجد هنا
http://www.nooor.com/watani/
---
وائل
06-14-2003, 10:53 AM
وهذا الرابط للزيادة
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=8379
تحياتي
---
(1/1402)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العدول في التعبير القرآني
---
العدول في التعبير القرآني
---
د. أبو عائشة
08-08-2004, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
العدول في التعبير القرآني
لا يمكن تفهّم اختيار المفردة القرآنية إلا من خلال دراسة العدول إليها عن غيرها لزيادةٍ فيها أو خصيصةٍ بيانية يحتاجها السياق ، ويمكن تقسيم العدول إلى :
1 - العدول لأجل تحقيق الدقة في الوصف : قال تعالى : ( قُتِلَ الخراصون ) ( الذاريات : 10 ) فلو نظرنا إلى لفظة الـ ( خراصين ) ولماذا لم تجيء بدلها لفظة ( الكذابين ) مع أن من المفسرين من يفسرها بهذه ( قيل الخرص الكذب وقوله تعالى : ) إن هم إلا يخرصون (( الزخرف : 20 ) قيل معناه يكذبون وقوله تعالى : ( قتل الخراصون ) قيل لُعن الكذابون ) (( 1 )) على أن المراد هنا الإخبار عن الكذابين فقط فـ ( حقيقة ذلك أن كل قولٍ مقولٍ عن ظنٍ وتخمين يقال : خَرصٌ سواء كان مطابقاً للشيء أو مخالفاً له من حيث أن صاحبه لم يقله عن علمٍ ولا غلبة ظنٍ ولا سماع بل اعتمد على الظن والتخمين …. ) (( 2 )) لذلك قال الزمخشري ( الخراصون الكذابون المقدرون ) (( 3 )) ،وكذلك في قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) ( الإخلاص : 1 ) فقد عُدل عن ( واحد ) إلى ( أحد ) لـ ( أن الشيء قد يكون واحداً ولكنك إذا نظرت إلى تركيبه وجدته مركباً من أشياء فكلمة ( أحد ) تنفي ذلك التركيب ... ) فـ ( قد يكون الشيء في ذاته واحداً لا يوجد فردٌ ثانٍ مثله إنما لم يُنفَ عنه أنه هو في ذاته مركب ... ) (( 4 )).
2 - العدول مراعاة للأصل اللغوي : قال تعالى : ( إن الإنسان لربه لكنود ) ( العاديات : 6 ) الكنود الرجل ( الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويجيع عبده ) (( 5 )) وقيل العاصي وقيل البخيل (( 6 )).(1/1403)
وقد أرجعت بنت الشاطي هذه المعاني إلى الأصل اللغوي : الأرض الكنود التي تعصي على الزارع فلا تنبت فهي عاصية وبخيلة .... (( 7 )) فالأصل في هذه المفردة الأرض التي لا تنبت شيئاً ، ( والمرأة الكنود التي تبخل بمودتها وهو نوع من التطور الدلالي ) (( 8 )) وبهذا العدول اكتسب السياق بُعداً إيجابياً من اصل المفردة اللغوي وكأن الكافر تحوّل إلى قطعةٍ صخرية من الأرض لا جدوى من زرعها لأنها لن تنبت شيئاً فهي كالمرأة التي رجاء في مودتها .
3 - العدول عن مطلب السياق القياسي لغاية تعبيرية : قال تعالى : ( هم العدو فآحذرهم ) ( المنافقون : 5 ) فجيء بلفظ ( العدو ) بدلاً من ( الأعداء ) مع أنها جاءت كذلك في سياقٍ آخر قال تعالى : ( إن يثقوفوكم يكونوا لكم أعداء .. ) ( الممتحنة : 2 ) فكان القياس في الأولى أن تأتي لفظة ( الأعداء ) لكن عُدِلَ عنها إلى لفظ ( العدو ) الذي يعني الأعداء (( 9 )) بالتأكيد ، فما الغاية من هذا العدول ؟ وهو ليس صوتياً لأن التعبير بالأعداء سيكون جميل الإيقاع أيضاً إذ سيكون على وزن ( مفاعيلن مفاعيلن ) وهذا وزن شعري جميل ( بحر الهزج ) .(1/1404)
فإذا لم يكن العامل الصوتي الأساس في هذا العدول فلا بد أن يكون للدلالة دورها في هذا السياق ، فلو قيل ( الأعداء ) لكان في هذا تكثير لشأنهم وأمرهم ، ولما كان السياق هنا يجردهم من كل صفات القوة والتأثير والنفع بدليل قوله تعالى قبل هذا : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم .... كأنهم خُشُبٌ مسنّدة يحسبون كلَّ صيحةٍ عليهم هم العدو فاحذرهم ... ) ( المنافقون : 4 ) فأخرجهم من الكثرة إلى القلة وكأنه يغري بهم ، كما في قوله تعالى : ( إذ يريكَهمُ الله في منامِكَ قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضيَ أمراً كان مفعولاً ) ( الأنفال : 43 ، 44 ) وكذلك فأنَّ استخدام ( العدو ) يدلل على اتفاق كلمتهم على العداوة ، لذلك جاء وصفهم بـ ( الأعداء ) عندما كان السياق موجهاً لتحذير المسلمين منهم ( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء … ) ، ومن ذلك قوله تعالى : ( لا يُقاتلونكم جميعاً إلا في قُرىً محصنة أو من وراء جُدُر )( الحشر : 14 ) إذ اختيرت لفظة ( جُدُر ) جمع ( جدار ) دون ( جدران ) ، لتدل على أقصى الكثرة مع أن ( جدران ) هي الأكثر في الاستخدام ، إلا أنها أي صيغة ( فعلان ) استعملت في القرآن للقلة النسبية دائماً (( 10 )) في حين كان السياق يصور خواءهم وشدة خوفهم وحرصهم على الحياة ، فما كانت زِنَة ( جدران ) لتناسب سياق الخوف والجبن ، من أجل ذاك عُدل إلى ( جُدر ) جمع جدار ، هذه الزِنة التي قال عنها سيبويه ( أما ما كان ( فِعالاً ) … فإذا أردت أكثر العدد بنيته على ( فُعُل ) وذلك : حِمارٌ و حُمُر وخِمارٌ وخُمُر وإزارٌ وأُزُر … )(( 11 )) فأريد بهذا تصوير خوفهم وشدته ، وكأنهم لهذا الخوف على حياتهم لا يقاتلونكم حتى يضعوا أكبر عددٍ ممكنٍ من الجدران ليقاتلوكم من خلفها ، وهذا مصداق قوله تعالى : ( ولتجدنهم أحرص الناسِ على حياةٍ ) ( البقرة : 96 ) أي أية حياة مهما كانت تافهة ، للتنكير في حياة وكلا الآيتين عن اليهود .(1/1405)
4 - العدول عن مفردةٍ لأخرى لعدم الملاءمة : فقد يُعدَل عن لفظةٍ إلى أخرى مع أن السياق يتطلب الأولى إلا أنها تترك ، ويؤتى بأخرى لعدم صلاحيتها لا من حيث تطلب السياق لها ، ولكن من حيث المؤدى الأدبي لها قال تعالى ) ليجزيَ الذين أساءوا بما عملوا ويجزيَ الذين أحسنوا بالحُسنى ( ( النجم : 31 ) مع ( أن صحة المقابلة في هذا النظم أن يقال : ليجزيَ الذين أساءوا بالإساءة حتى تصح مقابلته بقوله ( ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) لكن منع ذلك التزام الأدب مع الله - سبحانه - في إسناد فعل الإساءة إليه فَعُدِلَ عن لفظة الإساءة الخاص إلى لفظٍ عامٍ يدخل فيه ذلك الخاص فيحصل المعنى المراد .. ) (( 12 )) ومن هذا الباب قوله تعالى : ) يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ( ( المنافقون : 8 ) فقد كان السياق يتطلب التعيين أي ذكر الخارج والمُخرج ولكن عُدل عن هذا ، وعُدِلَ أيضاً عن ( العزيز ، والذليل ) إلى ما جاءت الآية به ، وما ذلك إلا لعدم ملائمة هذه الألفاظ لأنها ستنسب الذلة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فجيء بـ ( الأعز والأذل ) ، وهذا ما يُعرف عند البلاغيين بالقول بالموجب فموجب هذا القول – كما يقول ابن أبي الاصبع – إخراج الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) المنافقين منها لأنه الأعزُّ وهم الأذلون وقد كان ذلك ، والدليل على ذلك تعقيب الله سبحانه في نفس الآية بقوله : ) ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ( (( 13 )) والدليل على هذا القراءتان التي جاءت الآية عليهما وهما : ( لنخرجنَّ الأعزَّ منها الأذلَّ ) أي : لنخرجنّ الأعزَّ إخراج الذليل (( 14 )) فالأعز مفعول والأذل حال (( 15 )) ، و ( لَيُخْرَجنَّ الأعزَّ منها الأذلَّ ) كأنك قلت : ليخرجن العزيز منها ذليلاً ) (( 16 )) ، وعن الحسن أنه قال ( ليس بتيهٍ ولكنه عزَة وتلا هذه الآية .. ) (( 17 )) ، هذا كله دون أن يؤتى بلفظة تُسيء إلى(1/1406)
الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على الرغم من أنها حكاية قول .
وقد يعدل التعبير القرآني عن مفردةٍ لأخرى مع أن السياق يقتضي الأولى لأنها أدقُّ في الوصف غير أن الثانية أبلغ في التعبير كما في لفظتي ( زوج وامرأة ) قال تعالى ... أمرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا ... ) ( التحريم : 10 ) وقوله تعالى : ( امرأة فرعون ( ( التحريم : 11 ) فهي زوجه لكن عَدَلَ عن هذا اللفظ إلى امرأة ، فكلمة ( زوج ) تأتي - كما تقول بنت الشاطيء - حيث تكون الزوجة هي مناط الموقف حِكمةً وآية أو تشريعاً وحكماً ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة ( ( الروم : 21 ) فإذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة فامرأة لا زوج (( 18 )) فقد ألغيت صفة الزوجية هنا كما ألغيت في وصف المرأة ذات العقم ، لأنها ستكون معطلة عن هدف الزوجية وهو الإنجاب وهذه الملاحظة جديرة بالاهتمام وإن كانت غير مطردة في الاستخدام القرآني لتحقيق غايات تعبيرية أخرى غير هذه كما في قوله تعالى : ) إنّ من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم ( ( التغابن : 14 ) ، وهذا يُعيّن أن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم ... وهم من الكفار فاحذروهم فظهر أن هذه العداوة إنما للكفر .... ولا تكون بين المؤمنين فأزواجهم وأولادهم المؤمنون لا يكونون عدواً لهم ) (( 19 )) فقد تعني هنا استخدام لفظ ( أزواجكم ) بدلاً من ( نسائكم ) لأن القصد هنا الإخبار عن قرب العلاقة وشدة الوشيجة الرابطة كالتي تكون بين المرء وزوجه وابنه ، والدليل على هذا ذِكرُ لفظ ( أولادكم ) في حين نُزعت البنوة في قوله تعالى : ) قال ربِ إن ابني من أهلي .... قال إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح ... (( هود : 46 ) .(1/1407)
الترادف : يقول العسكري : محالٌ أن يختلف اللفظان والمعنى واحد - في لفظة واحدة كما ظن كثيرٌ من النحويين واللغويين ، وإنما سمعوا العرب تتكلم بذلك على طباعها وما في نفوسها من معانيها المختلفة وعلى ما جرت به عادتها وتعارفها ولم يعرف السامعون تلك العلل والفروق وظنوا الذي ظنوه وتأولوا عليهم ما لا يجوز في الحكم (( 20 )) ، ومن هنا انطلقت السيدة بنت الشاطيء فإنها لا تشغل بالترادف إلا حين يقال بتعدد الألفاظ للمعنى الواحد دون أن يرجع هذا الترادف إلى تعدد اللغات ودون أن يكون بين الألفاظ المقول بترادفها قرابة صوتية (( 21 )) ، فقد تكون اللفظتان اسمين لمسمى واحد فيقال بترادفهما غير أنهما يتباينان بالصفات ، كما في ( الإنسان والبشر ) فإن الأول موضوع له باعتبار النسيان أو باعتبار أنه يؤنس والثاني باعتبار أنه بادي البشرة (( 22 )) ، وإذا كان هناك اختلاف كبير بين اللغويين والبيانيين حول الترادف نفياً وإثباتاً في اللغة فلا يجب أن يسحب هذا الخلاف إلى القرآن فالنص القرآني كان يستخدم المفردة استخداماً خاصاً متجاوزاً المعجمية مضيفاً إليها دلالةً جديدة من خلال الاستخدام الخاص ، فكل لفظة ( نعمة ) مثلاً إنما هي لنعم الدنيا في القرآن على اختلاف أنواعها يطرد ذلك ولا يتخلف في مواضع استعمالها مفرداً وجمعاً أما صيغة النعيم فقد استخدمت بدلالة إسلامية خاصة بنعيم الآخرة يطرد هذا أيضاً في القرآن ولا يتخلف في كل آيات النعيم (( 23 )) لذلك ذهب بعض الباحثين إلى أنه مهما أمكن إبعاد فكرة الترادف عن الكلمات القرآنية فهو الأحق بأن يكون هو المنهج لدى تدبر القرآن ، وهو الأقرب إلى الفهم الصحيح ولو كانت الكلمات داخلة في معنى كليَ واحد إلا أنه معنى عام وهو صالح لنِسب متفاوتة (( 24 )).(1/1408)
إذ يكمن في كل كلمة معنيان معنى مطابق ومعنى موحٍ ، فالمعنى المطابق هو ذاك المسجل في المعاجم وإن معنى المطابقة يجعل الكلمة عاجزة عن أداء الوظيفة التي تسندها إليها الجملة ولكن المعنى الإيحائي يحتلَ مكان ( معنى المطابقة ) المعطل (( 25 )) ؛ لذلك نجد ( المسدي ) يعرف الأسلوب بأنه مجموع الطاقات الإيحائية في الخطاب الأدبي ، من غير ما تفرقةٍ ما بين البنية والأسلوب (( 26 )) والقول بالترادف يُلغي الطاقات التعبيرية التي تمتلكها المفردة المختارة المعدول إليها عما يُسمى مرادفتها فلا مزية للاختيار عندئذٍ غير التفنن في أسلوب التعبير ، وهو ما لا وجود له في القرآن للاستخدام القرآني الدقيق للمفردات ولأن القول بالترادف سيعني إلغاء هذا الإيحاء النابع من :
1 - الجذر المعجمي : كما في إشارة السيوطي إلى الفرق بين ( الخوف والخشية ) التي لا يكاد اللغوي يفرّق بينهما - كما يقول ذاكراً : أن الخشية أعلى من الخوف فهي مأخوذة من قولهم شجرة خشية أي يابسة ، وهو فوات بالكلية ، أما الخوف فهو من ناقة خوفا (( 27 )) أي بها داء وهو نقص وليس بفوات ولذلك خُصت الخشية بالله في قوله تعالى : ( يخشون ربهم ويخافون سوءَ الحساب ... )(( 28 )) وفُرِّقَ بين اللفظتين أيضاً بأن الخشية قد تكون من قوي لأنها من عظمةِ المختشى ، أما الخوف فإنه من ضعف الخائف وإن كان المخوف أمراً يسيراً ، ويدلُّ على ذلك أن الخاء والشين والياء تدل في تقاليبها على العظمة نحو شيخ للسيد الكبير وخيش لما غلظ من اللباس ...(( 29 )) .(1/1409)
2 - الجرس الصوتي : وقد تقدم الكلام عن ( نضح ) و ( نضخ ) وقد فُرِّقَ بين اللفظتين لا تتغير فيهما إلا الحركة كما هو بين ( ذِلّ ، وذُلّ ) (( 30 )) ، وفرق ( أحمد مختار عمر ) بين ( أزّ وهزّ ) (( 31 )) ، وقد تقدم الكثير من هذا ... ولا أدعي أن كل ما يقال في الفرق ما بين المفردتين بالحركة أو الحرف صحيح .. ولكن إذا كان هناك فرقٌ كبيرٌ بين المفردتين المختلفتين في حركة أو صوت واحد فكيف يكون الأمر في التي تختلف عن مرادفتها بجميع أصواتها والعجيب أن ابن جني وهو أكثر من دافع عن فكرة تعلق المعنى بأصوات المفردة يقول بالترادف في اللغة (( 32 )) .
3 - المناسبة في الإضافة والوصف : فإذا كان ( مكر ) مرادفٌ لـ (احتال) فكيف يكون قوله تعالى : ) ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ( ( آل عمران : 54 ) وغيرها كثير ، من هنا يمكننا أن نفهم تأكيد اللغويين على وجود الترادف وإنكار البيانيين له لأن اللغويين ينظرون إلى المفردة ومعناها من غير كبير معالجة لها في سياقها كما يفعل البيانيون .
4 - يلغي التمايز في البنية : فصيغة ( فعول ) مثلاً تدلّ على المبالغة مثلما تدلٌّ عليها صيغة (فعّال) مثل صبور ، وصبّار ، فمن لا يتحقق المعاني يظن أن ذلك كله يفيد المبالغة فقط وليس الأمر كذلك بل هي مع إفادتها المبالغة تفيد أن الرجل إذا كان قوياً على الفعل قيل ( فعول ) مثل صبور وشكور ، وإذا فعل الفعل وقتاً بعد وقت قيل فعّال مثل علاّم وصبّار وإذا كان ذلك عادة له قيل مِفعال مثل مِعوان ومِعطاء (( 33 )) .(1/1410)
5 - الاستخدام الخاص : وقد تقدم كثيراً ، ومن ذلك ( المطر ) و ( الغيث ) فـ ( لقد فرقت لغة التنزيل بين المطر والغيث فكان المطر عذاباً وشراً ونذراً بالويل والثبور وكان الغيث رحمةً وخيراً ونعماً ) (( 34 )) ومن ذلك ( أشتات ، وشتى ) فمعنى الاختلاف المقابل للإتلاف هو ما يعطيه سياق شتى على حين يؤذن السياق بمعنى التفرق المقابل للتجمع في صيغة أشتات (( 35 )) .
6 - الترادف يُلغي الثنائية الضدية : إن القرآن الكريم كثيراً ما استخدم التقابل ما بين مفردتين تشكلان ثنائية ضدية كما في ( الليل والنهار ) كقوله تعالى : ) والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى )( الليل : 2 )(( 36 )) ... فهل ستبقى الدلالة التقابلية كما هي هنا لو استبدلنا مفردة ( الليل ) بـ ( الظلام ) مثلاً أو استبدلنا مفردة ( النهار ) بـ ( الصبح ) مثلاً ، إن هذا الاختلاف في دلالة السياق يحتم علينا رفض فكرة الاستبدال وبالتالي القول بالترادف ضمن السياق الواحد . فـ ( معرفة الإشارة لا تتم من خلال خصائصها الأساسية وإنما يتم ذلك من خلال تمايزها باختلافها عن سواها من الإشارات فكلمة ضلالة صارت ذات معنى ليس لشيء في ذاتها ولكن لوجود الهداية ، فبضدها تتميَّز الأشياء ولولا السواد ما عرفنا البياض ) (( 37 )) فالترادف سيشكل رفضاً للعلاقة الضدية ضمن علاقة التقابل الدلالي والتي تشكل جانباً مهماً في الاستخدام القرآني لم يستخدم على المستوى اللفظي فقط ، وإنما على مستوى التقابل العددي أيضاً .(1/1411)
وبهذا نستطيع أن نتقبل منهج بنت الشاطيء على الرغم من أنها اعترفت بقصورها عن لمح فروق الدلالة لبعض ألفاظٍ قرآنية تبدو مترادفة لتقول ( فليس لي إلا أن أقر بالعجز والجهل وأنا أتمثل بكلمة ابن الأعرابي ) (( 38 )) وكلمة ابن الأعرابي التي ذكرتها السيدة هي : إنّ ( كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد في كل منهما معنى ليس في صاحبه ربما عرفناه فأخبرنا به وربما غمض علينا فلم نُلزم العرب جهله ).
* الحواشي :
1) - المفردات 209 .
2) المفردات 209 .
3) الكشاف 4 / 15 ، وينظر : تفسير غريب القرآن 421 .
4) المختار 3 / 171 – 172 .
5) معجم غريب القرآن 278 .
6) ينظر : الكشاف 4 / 278 .
7) ينظر : الإعجاز البياني 376 ، والمفردات 664 .
8) دراسات قرآنية 32 .
9) ينظر : دقائق التصريف 81 .
10)ينظر : معاني الأبنية 158 .
11) الكتاب 3 / 601 .
12) بديع القرآن 162 .
13) بديع القرآن 315 .
14) ينظر : الكشاف 4 / 111 ، والبحر 8 / 274 ، ومعاني القرآن 3 / 160 .
15) ينظر : البحر 8 / 274 .
16) معاني القرآن 3 / 160 ، والبحر 8 / 274 .
17) ينظر : الكشاف 4 / 111 .
18) ينظر : الإعجاز البياني ومسائل ابن الأزرق 212 – 213 ، والصورة الفنية 249 .
19) تفسير الرازي 30 / 27 .
20) الفروق 12 .
21) ينظر : الإعجاز البياني 194 .
22) ينظر : تصحيح الفصيح 2 / 333 ، والصاحبي 96 – 97 ، والمزهر 1 / 403 ، والترادف في اللغة 198 – 200 .
23) ينظر : الإعجاز البياني 218 – 219 ، والمعجم المفهرس 707 – 708 .
24) ينظر : قواعد التدبر الأمثل 117 .
25) بنية اللغة الشعرية 201 – 202 .
26) الأسلوب والأسلوبية 90 ، 95 .
27) في البرهان ( خوفاء ) 4 / 78 .
2 ينظر الإتقان 1 / 332 – 333 ، والبرهان 4 / 78 – 79 .
29) ينظر الإتقان 1 / 332 – 333 ، والبرهان 4 / 78 – 79 .
30) الفروق 15 .
31) علم الدلالة 220 .
32) ينظر : الخصائص 2 / 113 – 133 .(1/1412)
33) ينظر : الفروق 15 ، والإعجاز البياني 215 .
34) من وحي القرآن 127 .
35) ينظر : الإعجاز البياني 216 .
36) ينظر : المعجم المفهرس 721 .
37) الخطيئة والتكفير 29 – 30 .
3 الإعجاز البياني 220 .
39) الفروق 65 ، والإعجاز البياني 220 .
---
عبدالرحمن الشهري
08-10-2004, 01:54 AM
مرحباً بالأخ الكريم الدكتور أبي عائشة وفقه الله ووفقها . وأشكرك على تفضلك بالمشاركة معنا في ملتقى أهل التفسير . كما أشكرك على هذا البحث المتين الدقيق في الوقت نفسه ، والذي ينادي على ما وراءه من العلم والتحقيق ، وما أحوجنا إلى مثل هذا البحث العميق الموجز الذي يأخذ بأيدينا إلى مسائل غفلنا عنها في القرآن الكريم.
وفقك الله وبارك فيك ، وفي جميع إخوتنا في العراق الحبيب .
---
د. أبو عائشة
08-10-2004, 03:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل : عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لقد والله يسعدني ما فعلت ، شاكراً لك عناء تنسيق ما كتبتُ ، معتذراً عن كتابته على ما وجدت ، بيد أني كنتُ طبعته على طابع النوافذ ( الوورد) وفوجئت لما نقلته لملتقاكم الأكثر من رائع أن تنسيقه تغير واختلف ، أما وقد هذبت ما نبا منه واصلحت معوجه ، فلا يسعني إلا الدعاء لك ، والثناء عليكِ جُزيتَ الخير كله ، وأنتَ أيها الفاضل أعرف بموضعه سائلاً لك المولى أن يحفظك خدمةً لدينه ويوفقني وإياك لمراضيه ..
وعائشة حفظك الله كنيةٌ ، حباً بأمنا عائشة ( رضي الله عنها ) ، رزقنيَ الله من تسير على هديها ..
شاكراً لك عميم فضلكَ ، وعسى أن تقبلوني أخاً لكم بهذا المنتدى الذي يفرح القلب ويسر الخاطر
أخوك . أبو عائشة
---
أحمد البريدي
08-11-2004, 02:14 AM
شكر الله لك ابا عائشة هذا الجهد المتميز ولا غرو فأنتم أهل العراق أهل التحقيق والتدقيق أعاد الله لبلادكم الأمن والأمان في ظل راية للإسلام مرفوعة .
---
فهد الناصر
02-04-2005, 09:57 PM(1/1413)
موضوع جدير القراءة والعناية . شكراً لك يا دكتور عامر وتحياتي للمشرفين الكريمين وفقهما الله وسددهما. وهكذا فلتكن المواقع وإلا فلا !
---
(1/1414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيفية ارفاق ملف في الهوتميل hotmail
---
كيفية ارفاق ملف في الهوتميل hotmail
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 06:11 AM
http://www.moq3.com/pics/up/a_20_04_06/ab5e9bede0.jpg
ثم
http://www.moq3.com/pics/up/a_20_04_06/9c896f761f.jpg
واخيرا
http://www.moq3.com/pics/up/a_20_04_06/ff95bd2941.jpg
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 09:29 AM
للرفع ...
---
(1/1415)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سأكتب رسالة الماجستير فبماذا ينصحنا أهل التفسير؟
---
سأكتب رسالة الماجستير فبماذا ينصحنا أهل التفسير؟
---
نشر الخزامى
02-14-2007, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
سادتي العلماء إخوتي طلاب العلم :
تخصصي هو التفسير وعلوم القرآن وقد قطعت الساعات المقررة وبقي عليّ ساعات الرسالة فبأي موضوع ترشدوني أن تكون هذه الرسالة ؟ علما بأن البكالوريوس كان في تخصص القراءات القرآنية .
وعندي رغبة ومحبة في أن تكون رسالتي في مسألة (القراءات التفسيرية) وما يتعلق بها من مسألة قراءة القرآن بالمعنى وغيرها ...
فهل تنصحوني بهذا الموضوع ؟
وهل يصلح أن يكون رسالة ماجستير؟
إن كان الجواب (لا) فبأي المواضيع أكتب ؟
لا تبخلوا علينا مما أعطاكم الله .
ودمتم أهلا للخير
---
أحمد البريدي
02-14-2007, 09:07 PM
أخي الكريم :
بإمكانك زيارة الرابط التالي :
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155)
---
مساعد الطيار
02-15-2007, 10:14 AM
أخي الكريم
أنصحك بالموضوع ، وأنت الذي تحدد صلاحيته للرسالة من عدم ذلك بعد جمع المادة العلمية ، فإذا كانت كافية فتوكل على بركة الله ، واستفد من ( المكتبة الشاملة ) في جمع موراد المصطلح الذي ستناقشة ( القراءة التفسيرية ) ( قراءة تفسير ، ( تفسير لا قراءة ) ( قراءة بالمعنى ) ... إلخ من العبارات التي يمكن أن تكون مظنة جمع المادة العلمية .
---
محمود الشنقيطي
02-15-2007, 12:08 PM
أخي الكريم(1/1416)
الملتقى مليئ بأعضاء وزائرين من طلاب الدراسات العليا الباحثين عن مواضيع مقترحة ,ومن باب الاحتياط فإني أنصحك أن تستشير من تثق فيهم عبر البريد الخاص لئلا تفاجأ بتسجيل موضوعك من قِبَل أحد المتصفحين واللهَ أسأل أن يسلك بي وبك مسالك العلماء العاملين..
---
نشر الخزامى
02-15-2007, 05:08 PM
إخوتي الكرام :
أحمد البريدي , مساعد طيار , محمود الشنقيطي
بارك الله فيكم لتفضلكم بقراءة الموضوع والتعقيبات القيمة عليه ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بكم جميعا .
وأما عن الرسائل الجامعية المكتوبة والمقترحة فقط اطلعت عليها جيدا ,, وحصلت الفائدة بحمد الله
وسأبدأ بجمع المادة العلمية للموضوع بناء على توجيهات أخينا مساعد طيار
أما عن الاستشارات القادمة والتي ستكون في صلب الموضوع فستكون بحول الله تعالى عبر الرسائل الخاصة حتى استطيع ان أحافظ على سرية البحث كما تفضل أخي محمود الشنقيطي ..
ودمتم أحبتي بكل خير وعافية
---
أحمد بزوي الضاوي
02-15-2007, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : نشر الخزامى ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لمتابعة دراساتكم العليا في الدراسات القرآنية . أما عن الموضوع الذي اقترحتموه فإنه سبق أن أعدت فيه أطروحة دكتوراه دولة ، أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني ، و نوقشت منذ سنتين أو أكثر ، برحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة - المغرب .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أمين الشنقيطي
02-16-2007, 12:44 AM
أخي نشر الخزامي بما أنه لديك بكالريوس في القراءات،
فأرى أنه بإمكانك أن تطوف في كتب التفسير لجمع معجم للقراءات المخالفة للمصحف، مقارنة بمصادر القراءات،(1/1417)
والدكتور مساعد وفقه الله أشار لك بطرف ،وعلى العموم فإذا ما استعذبت الفكرة،وحصلت على المشرف وحصل التوافق فأنت وما يظهر لك،وأعلمك بأن الأمر جديد وكثير من كتب التفسير لم تلق القراءات فيها بأنواعها الجمع الكافي مع الدراسة،هذا مايظهر لي والله أعلم وتحياتي لك وللدكتور أحمد الضاوي وبقية الإخوة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
مساعد الطيار
02-16-2007, 07:48 AM
الأخ الكريم أحمد بزوي ليتك تفيدنا بعنوان الرسالة التي ذكرتموها .
---
أحمد بزوي الضاوي
02-16-2007, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، وبعد نزولا عند طلبكم فإنني أوافيكم يتقرير مفصل عن أطروحة الدولة المعنونة ب " القراءات المفسرة " للأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني أستاذ القراءات و علوم القرآن و التواصل بشعبة الدراسات الإسلامية ، كلية الآداب ، جامعة شعيب الدكالي ، الجديدة ، المغرب. و قد أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور محمد ديباجي العميد الأسبق ، و ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ، و قد أجيزت الأطروحة بميزة حسن جدا ، و ذلك برسم السنة الجامعية 2002 م .
وتجدون رفقته تقريرا مفصلا عن الأطروحة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أمين الشنقيطي
02-17-2007, 01:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأطروحة التي ذكرها صديقنا العزيز الدكتور الضاوي حفظه الله جميلة وشكر الله سعيه، ولفت نظري فيها قول مؤلفها(1/1418)
(( وقد تبين من خلال هذا الاختلاف منزلة القراءات في التفسير، وأنه لا مناص للمفسر من الاعتماد عليها. وتبين كذلك بأن القراءات المفسرة ليست هي القراءات الشاذة أو القراءات المدرجة لهذا الغرض، بل إن التفسير القرائي يوظف جميع أنواع القراءات من متواتر وشاذ وغيره كالمدرج، لغاية الكشف عن وجوه المعاني، واستغلال تعدد القراءات على اختلاف أنواعها لخدمة التفسير. ولهذا الغرض تتبعت القضايا اللغوية والبلاغية في القرآن ، فوجدت نموذجا غنيا بوجوه التفسير، وذلك في اختلاف القراءات في المواطن التالية ....))
هذا الكلام علمي دقيق للمتأمل،ولكن ماأشكل علينا نحن القراء هل هذه القراءات مدرجة أو زيادة أو تفسير للقراءة وليست قراءة بمفهوم القراءة المعروف؟
وفق الله الجميع.
---
(1/1419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > قارئ صيني
---
قارئ صيني
---
الجكني
12-28-2006, 03:35 PM
قارئ من "بكين"
ذكر الإمامان الذهبي وابن الجزري رحمهما الله تعالى أن الإمام :عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الأعلى ،المقرئ النحوي السفار ،مصنف كتاب " الحواشي المفيدة في شرح القصيدة" ولد في (خان بالق )قاعدة "الختا" سنة 668هـ 0ثم ذكرا باقي الترجمة 0المعرفة:3/1514،الغاية:1/363
والمهم هنا هو : أن د/طيار آلتي قولاج ،محقق"معرفة القراء" علق على "خان بالق " بقوله:خان بالق :الاسم التركي لمدينة "بكين " الحالية ،عاصمة الصين الشعبية اهـ
ثم ذكر المصدر وهو :لغات تاريخية وجغرافية :3/184
وعلق على "الختا " بقوله: الختا أو الختن :الاسم القديم لتركستان الصينية 0اهـ
نفس المصدر:3/187
فيا ترى هل هناك غير هذا الإمام من تلك النواحي 0
---
(1/1420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من أحد يعرفني بمعلومات عن هذا المخطوط ( تفسير الخمسمائة آية لمقاتل بن سليمان
---
هل من أحد يعرفني بمعلومات عن هذا المخطوط ( تفسير الخمسمائة آية لمقاتل بن سليمان
---
أبو صفوت
02-11-2004, 11:05 PM
السلام عليكم
هناك مخطوط سمعت عنه باسم ( تفسير الخمسمائة آية لمقاتل بن سليمان ) فهل من معلومات عن هذا المخطوط ونسخه وأين توجد
---
أبو صفوت
02-11-2004, 11:13 PM
وجدته على هذا الرابط
http://maktotat.8m.com/almaktotat.htm#m1
---
أبو صفوت
02-13-2004, 12:23 AM
للرفع
---
المنصور
02-13-2004, 03:40 PM
المخطوطات موجودة ، والقائم على الموقع اثنان من الشباب الثقات ، أعرفهم باسمائهم في حينا في الرياض ، يجيدان العمل على الحاسب ، وطلبوا مني التفكير معهم في المشروع ، وإعطائهم بعض العناوين للمصورات الخطية التي عندي ، فأجبتهم ، ثم طلبوا مني بعد فترة زيارة الموقع ، ففوجئت بجهدهم ، والمخطوطات متوفرة عندي ، ووقتي لايسمح بالتعامل التجاري ، ولكني لن أبخل عليهم بشيء من هذه العناوين ، لما لاحظته من حماسهما الشديد للمشروع .
هذا هو مختصر الفكرة ، ولذلك قمت بنقل العنوان إلى هذا المنتدى المبارك ، وإلا فليس من عادتي جلب العناوين الإنترنتية ، خوفاً من التبعات الشرعية ، فمع أن الدال على الخير كفاعله ، فالشر كذلك .
والطلب عن طريق الموقع ، تضامناً مع مابذله الأخوين الكريمين ، والسلام عليكم ،،،،(1/1421)
بالنسبة لكون الموقع مجاني ، فقد سألت الأخوين عن ذلك فأفادا أن حجم العمل حالياً لايحتاج لأكثر من ذلك ، ولافرق عندهم في المجاني والمحجوز بالمال فكلها يمكن التمحل منها بسهولة ، كما أنهما وضعا البريد الإلكتروني للتواصل ، و عموماً لا تدفع القيمة إلا بعد التأكد من رؤية المخطوط إن كنت في السعودية ، أو توصية أحد من تعرفهم هنا ، أو الاستفسار عنه من أصحاب الموقع .
---
أبو صفوت
02-14-2004, 01:31 AM
جزاك الله خيرا
هل نوقش هذا المخطوط كرسالة علمية وهل لي أن أحصل على أرقام هواتف من معهم المخطوطات أو كيف الوصول إليه وهل يوجد منه نسخ أخرى
---
المنصور
02-14-2004, 07:26 PM
الكتاب محقق كرسالة علمية ، وعندي بعض مقدمتها ، وياليت الكتاب يطبع .
ولو زرت موقع مؤسسة الملك فيصل لوجدت المعلومات التي تريد في فهرس الرسائل ، والله أعلم .
ولايوجد حسب علمي نسخة أخرى لهذا الكتاب .
---
أبو صفوت
02-15-2004, 09:48 AM
هل من نبذة عن الكتاب ومنهجه وهل المقصود بالخمسمائة آية أنها آيات الأحكام أو غيرها
---
(1/1422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > محاضرات للشيخ عبد الله بلقاسم بالمدينة النبوية,,
---
محاضرات للشيخ عبد الله بلقاسم بالمدينة النبوية,,
---
سلطان البكري
03-27-2006, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول أما بعد:-
يلقي فضيلة الشيخ عبد الله بن بلقاسم
محاضرات في منطقة المدينة
الأولى: في جامع الإمام أحمد بن حنبل في الحرة الشرقية بالمدينة النبوية
يوم الأربعاء الموافق 29/2/1427هـ
والثانية: في محافظة بدر بجامع العريش
يوم الخميس 30/2/1427هـ
والله الموفق
---
محب احمد بن حنبل
03-28-2006, 12:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول أما بعد:-
يلقي فضيلة الشيخ عبد الله بن بلقاسم
محاضرات في منطقة المدينة
الأولى: في جامع الإمام أحمد بن حنبل في الحرة الشرقية بالمدينة النبوية
يوم الأربعاء الموافق 29/2/1427هـ
هل من تعريف بالشيخ؟
والثانية: في محافظة بدر بجامع العريش
يوم الخميس 30/2/1427هـ
والله الموفق
هل من تعريف بالشيخ؟
---
(1/1423)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صفوة القول في تفسير الدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (2) [المميزات] مهم...
---
صفوة القول في تفسير الدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (2) [المميزات] مهم...
---
محمد الربيعة
02-10-2004, 12:30 AM
صفوة القول في تفسير الدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (2) [المميزات]
.من خلال معايشتي لهذا التفسير ودراسة منهج مؤلفه فيه ، أستطيع أن أكشف المميزات التي تبرز هذا التفسير وتبين قيمته العلمية والجهد الكبير الذي قدمه فيه مؤلفه ، وسأقتصر هنا على بيان المميزات التي ظهر فيها التجديد والإضافة . وأبرز ماتميز به تفسير الدوسري رحمه الله وكان له أثر كبير في بروزه ثلاثة جوانب مهمة ظهر فيها جهده واستقلاليته وتجديده:
أولاً- جانب العقيدة وبروزه في تفسيره:
لقد جاء جانب العقيدة في تفسير الدوسري أعظم جانب يميزه ويبرزه ، ويتمثل تميزه في هذا الجانب بعدة أمور :
1- تضلعه بالعقيدة الصافية وفهمه لها وشعوره بأهميتها وعظم شأنها ، الأمر الذي جعله يعايشها خلال تفسيره كله ، وتتركز أفكاره عليها .(1/1424)
2- تركيزه عليها حتى جعل أهداف القرآن كله تتركز عليها وتنبثق منها ، ولهذا فقد تعامل مع القرآن من هذا الأساس ، وبنى تفسيره عليه ، ولا شك أن المتأمل في كتاب الله تعالى يجد صحة المنهج والمسلك الذي اتخذه الدوسري في ذلك إذ أن أهداف القرآن كلها تتركز على العقيدة ، يؤكد ذلك ابن القيم رحمه الله فيقول: ( ... بل نقول قولاً كلياً : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به داعية إليه، فإن القرآن إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لاشريك له ، وخلع كل مايعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد ، فالقرآن كله في التوحيد وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم
3- عنايته الخاصة بتفصيل آياتها وسورها ، ويؤكد ذلك قوله في إحدى محاضراته حينما سئل عن تفسيره : ( التفسير طويل ، وعلى الأخص في السور العقائدية فأنا أوليها اهتمام وتفصيل وتطويل ) .
4- ربط الأحكام التشريعية وحِكمها بها وجعلها - اعني العقيدة - أساساً ومنطلقاً يبنى عليه الحكم التشريعي ، وهذا أمر تجلى فيه جهده واجتهاده ، وتفرد به عن كثير من المفسرين .
5- عرضها عرضاً حياً عالج خلاله قضايا العقيدة المعاصرة وأبرز من خلال ذلك شمولها وتميزها وصلاحيتها لأحوال البشر وجميع قضاياهم ، وهذا أيضاً أمر تميز به تفسيره حقاً حتى سبق به أكثر الكتاب والمفسرين .(1/1425)
وبهذا أستطيع أن أقرر بكل ثقة أن قاعدته التي بنى عليها تفسيره وجعلها هدفاً وجه إليه تركيزه واعتماده وأساساً ثابتاً في رسم المنج الصحيح ، هي العقيدة، وكفى بهذا تميزا للتفسير كيف وقد بنى هذه القاعدة على أساس صلب ومنهج قويم الذي هو منهج السلف الصالح رحمهم الله .
ثانياً - النظرة الواقعية وتطبيقها في التفسير :
إن من أبرز مايميز الدوسري رحمه الله تعالى في حياته النظرة الواقعية التي كان يعيشها إذ كان على فهم عميق واطلاع واسع ومعرفة للواقع ، مما كان له الأثر الأكبر في سعة أفقه وإدراكه وبعد نظره وتفكيره ، وقد استطاع أن يربط تلك النظرة الواقعية بالقرآن ليستوحي منه المنهج الحق ويبرز مكانة القرآن ومناسيبته لجميع الأحوال والأوضاع مهما تغير الزمان والمكان ومهما بلغ العالم من التقدم والتطور، وقد اعطى هذا الجانب تفسير الدوسري وأكسبه تميزاً وتجديداً سبق به أكثر المفسرين ، وقد ظهر هذا التميز في تفسيره في عدة جوانب :
1- ربط الواقع بدلالات الآيات وأهدافها ربطاً مباشراً حتى كأن القارئ يشعر بتجدد معاني القرآن مما يظهر به إعجازه ومناسبته للعصر.
2- معالجة الواقع بما فيه من أمراض وأفكار منحرفة وضعف وانحطاط وهزيمة نفسية على ضوء القرآن وهداياته .
3- تصوير الإسلام وتشريعاته تصويراً كاملاً معجزاً متناسباً من أحوال العصر ومتطلباته، وبيان حقيقة هذا الدين الذي يظهر به عدالته وشموله.
4- رسم منهج متكامل لبناء المجتمع المسلم المعاصر ، وتوثيقه بقواعد وأسس ثابتة مبنية على نصوص الوحيين الكريمين .
وبذلك استطاع الدوسري رحمه الله أن يجدد لنا معاني كتاب الله تعالى ويحقق أهدافه التي من أجلها أنزله الله تعالى ليكون منهج حياة للأمة في عصرها الحاضر ، فكان بذلك مجدداً للأمة وحي ربها وكتابه الكريم ، وقد ظهر بذلك تميزه الصحيح على غيره من المفسرين إلا ماكان من سيد قطب رحمه الله فإنه شاطره هذا المنهج إن لم يكن سبقه .(1/1426)
ثالثاً : معايشة القرآن والشعور الصادق في تأمله:
ظهر لي من خلال قراءتي لتفسير الدوسري ودراستي لمنهجه أن الدوسري رحمه الله كان يعايش القرآن بشعور مرهف صادق وفكر متأمل ثاقب وروحانية صافية ، وحس مرهف شفاف ، ولذا فقد خالط القرآن شغاف قلبه ولباب فكره ، فكان يتفاعل مع نصوصه وكأنه يتنّزل في وقته ، الأمر الذي جعله ينطلق في تفسيره من هذا التفاعل والشعور الذي أورثه تأملاً فاحصاً في كتاب الله تعالى فكان يستوحي منه أعظم المعاني والهدايات والحكم والأحكام ، مما يتجلى فيها اجتهاده في تفسير كتاب الله واستخراج مافيه من المعاني والهدايات ، وقد ظهرت معايشته للقرآن في تفسيره في جوانب عدة :
1- بيان المعاني الروحانية للآيات.
2- تقرير حِكم الآيات وأسرارها .
3- استنباط الفوائد واللطائف .
4- استلهام الدروس والعبر من القصص والأخبار .
5- التحليل الموضوعي للآيات المقنع لشد القلوب والأذهان .
6- العرض المستوفي لمعاني الآيات ودلالاتها .
فهذه الجوانب تدل على أن الدوسري – رحمه الله - كان يعايش القرآن بروحه وشعوره ، ويتأمله بلباب فكره وعمق تفكيره ، ولقد ظهر في ذلك تميّزه بما أورده من تلك المعاني والفوائد والفرائد من استنباط وفهم عميق وتأمل دقيق ، وإن كان قد سبقه في هذا الجانب علماء ومفسرون ، أبدعو في استنباط الفوائد والمعاني ، لكن الذي أعني تميز الدوسري استنباطه وفهمه وتعمقه وتأمله في الآيات بما لم يسبق إليه – فيما أعلم -وهذا دليل على معايشته للقرآن حقيقة ، وهو أمر يدل على تميزه .
وبالجملة فإن هذه الجوانب هي أهم ماأبرز تفسير الدوسري وجعلته موافقا لرغبات أبناء عصره ومبتغاهم إلى فهم كتاب الله تعالى بأجمع صورة وأوضح بيان .(1/1427)
وبعد هذا البيان المختصر لمكانة تفسير الدوسري وما تميّز به أستطيع القول وبكل ثقة أن هذا التفسير يعد من أفضل التفاسير المتأخرة ولو قدّر الله له التمام لكن أزكى وأتم ، ولكن حسبنا أنه جاء على أعظم سور القرآن وأطولها ، وكفا بها منهجاً وهداية ، بل إن سورة منها وهي أقصرها أعني سورة الفاتحة ، تكفي في رسم المنهج الحق للأمة لو أراد أحد أن يستوحي منها ذلك ، وكفى بكلام الله شاهد حيث يقول سبحانه :\ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ\ [ الحجر :87] ، فسماها وضمنها القرآن العظيم كله .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-10-2004, 09:33 AM
بسم الله
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد ، وواصل العطاء أعانك الله ، ونحن معك حريصين على قراءة ما تكتب عن هذا التفسير الرائد . ولي سؤال واقتراح :
أما السؤال : ألا ترى أن هذا التفسير بحاجة إلى تهذيب واختصار بحذف الاستطرادات الطويلة أو تهذيبها حتى يستفاد منه أكثر ؟
والاقتراح : حبذا لو اعتنيت بالتمثيل لما تقول ، وذكر نماذج من روائع تفسيره في الحلقات القادمة . وحبذا لو أتحفتنا بمقارنة بينه وبين الظلال لسيد قطب رحم الله الجميع .
وتقبل تحية أخيك المحب .
---
محمد الربيعة
02-14-2004, 10:55 PM
اقتراح في محله أبا مجاهد ولكن وددنا أن لو يسر الله خروج التفسير الأصل وهو قريب بإذن الله ، وقد بينت في رسالتي بعض الملاحظات ومنها ماذكرت ، وغالب استطراداته فيما يتعلق بالواقع ، وأما ماقترحته من إيراد بعض النماذج فسأفعل إن شاء الله كما وقعت من قبل ، وكذلك المقارنة بينه وبين الظلال بإذن الله . وجزيت خيراُ أبا مجاهد .
---
(1/1428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ عبدالله الجهني إمام التراويح بمسجد الشيخ بن باز بمكة
---
الشيخ عبدالله الجهني إمام التراويح بمسجد الشيخ بن باز بمكة
---
إمداد
10-23-2004, 07:17 AM
فضيلة الشيخ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد النبوي سابقا يؤم المصلين في صلاة التراويح بجامع الشيخ بن باز بالششة بمكة المكرمة
---
(1/1429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يكون الوقف والابتداء هذا صحيحاً ؟
---
هل يكون الوقف والابتداء هذا صحيحاً ؟
---
صالح جزره
10-17-2004, 01:57 PM
احاينا تقف على ايات وقد تحتاج للوقوف والاعاده من ايه تضطر لتغيير الحركه في اخر الكلمه مثال ( قال موسى لقومه استعينو بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده ــــ الايه
فلو بدا القاري من ( الارضُ لله ) بالضم هل هذا صحيح وما الدليل على البطلان او الخطا علما ان القرا ن لم يكن منقطا تنقيط اعراب ولا اعجام
افيدونا جزاكم الله خير
9
فلو بدأ القاري من ( الارض ُ
---
مساعد الطيار
10-17-2004, 04:12 PM
أخي صالح جزرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذا الابتداء الذي حكيته ظاهر البطلان من جهة الوقف والإعراب .
أما الوقف ، فإنه لا يصلح الوقف على ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إنَّ ) ، فهذا ليس موطن وقف ، فالكلام غير تامٍّ كما ترى .
وما كان الوقف عليه غير تامٍّ لم يصلح البدء بما بعده لئلا ينقطع المعنى .
أما الإعراب ، فلا يجوز تغيير حركات الإعراب من أجل صحة الوقف ظاهرًا ، فلفظ (الأرض )منصوب لأنه اسم إنَّ ، ومن ثَمَّ لا يجوز تغيير حركته ، فهي تدخل في تحريف كلام الله سبحانه .
وكون المصحف لم يكن فيه نقط إعراب ولا إعجام ليس حجةً في هذا ، فالذين رسموه يعلمون طريقة قراءته ، وليس القراءة بالنظر الخاضِّ ولا بالتشهي ، بل هي تُتَلقَّى بالمشافهة ، والله أعلم .
---
صالح جزره
10-17-2004, 09:22 PM
لاكن اقول اولا
يجوز ان يقف وقفا صحيحا ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله ) ثم يبدأ ويقول الارض لله يورثها من يشاء ـ ـ ـ ـ ـ )
ثانيا
من الذي قال انه في الوقوف لابد ان تراعي تنقيط المصحف الذي معنا(1/1430)
ثالثا شيخي الكريم انا اريد الفائدة في موافقة هذا التنقيط مع ان مصاحف السلف لم يكن فيها ذالك وانما وضع لكثرة اللحن الذي طرا من غير العرب وانا لم الحن
رابعا
قولك لا يجوز على كاذا وانا وقفت وقوفا صحيحا وابتدات بلا لحن
والله اعلم وانا والله ياشيخ اريد الفائده لا الجدل
---
مساعد الطيار
10-18-2004, 01:28 PM
أخي صالح جزرة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركانه ، أما بعد :
أولاً : أما الوقف على لفظ الجلالة فمن قبيل الوقف الحسن ، ولا إشكال في صحة الوقف عليه ، لكن الكلام على صحة البدءِ بلفظ ( الأرض ) ، فاللفظ منصوب على أنه اسم إنَّ ، ولا يجوز تغيير حركته بأن تجعلها مضمومة ، فهذا من التحريف في كلام الله .
ثانيًا : ما مرادك بالتنقيط ؟
ثالثًا : الحركات مما تلقي عربيًّا وإعرابًا عن السلف ولا يجوز تغييرها .
---
صالح جزره
10-18-2004, 03:01 PM
شيخي الفاضل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا اقصد بالنقط النوعين نقط الاعجام وهو الجيم تحتها نقطه والخاء فوقها نقطه
والنوع الثاني نقط الاعراب وهو مثل ما ذكرنا الضم والفتح والكسر والسكون اواخر الاسم
وكلاهما لم يكن في مصاحف السلف الارض بدون نقط ولا حركات في الكتابه الاولى
اذا لما بدات بالرفع على الاستئناف الجمله صحيحه اعرابا
والله اعلم
---
مساعد الطيار
10-18-2004, 05:10 PM
غفر الله لك
الإعراب من أصل ألفاظ القرآن ، ولا يجوز تغييره ، أرجو أن تتأمَّل الأمر .
وأقول لك : لا يجوز الاستئناف بالرفع في هذا الموطن ، فلفظ الأرض منصوب سواءٌ جعلنا عليها حركة النصب أو نزعناها ، لا يمكن أن تقرأ بغير ذلك ، وإلا كان تحريفًا .(1/1431)
أما مسألة دخول النقط والشكل والضبط على رسم المصحف ، فإنه لا يغيِّر من أصل القراءة ، وإنما يزيد في ضبطها كما قرأها الصحابة رضوان الله عليهم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن جبريل عليه السلام ، عن رب العالمين عز وجل ، ونحن لا نقرأ بسبب النقط غير ما قرأ به الصحابة رضوان الله عليهم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرجو أن تتأمل المسألة جيِّدًا. .
---
محمد الحسيني
10-25-2004, 08:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي (( صالح جزرة )) ::
أولا :: كون المصحف لم يكن منقطا هذا لا يعني ان الصحابة و التابعين و العلماء لم
يكونوا يعجمون الكلمات او يهملونها حسب معجم و مهمل ... و خلو المصحف من
الحركات هذا لا يعني انهم لم يكونا يشكلون القران ... و كون عدم وجود علامات الوقف
و الابتداء هذا لا يعني انهم لم يكونوا يعتنون بالوقف و الابتدا ...الخ .
ثانيا :: سئل علي رضي الله عنه عن قوله تعالى [ و رتل القران ترتيلا ] فقال : تجويد
الحروف و معرفة الوقوف ، و قال ابن عمر رضي الله عنه [ لقد عشنا برهة من دهرنا و
ان احدنا ليؤتى الايمان قبل القران و تنزل السورة على النبي الله صلى الله عليه و
سلم فنتعلم حلالها و حرامها و امرها و زجرها و ما ينبغي أن يوقف عنده منها ] .. كما
لا يخفى حديث [ من يطع الله و رسوله فقد رشد ومن يعصهما ] فقال عليه الصلاة و
السلام [ بئس الخطيب انت ] .. و قد تواتر عند علماء القران من لدن الصحابة الاعتناء به .
ثالثا :: ان الوقف و الابتداء له ضابط من حيث اللغة و المعنى و لو اجزنا لاي شخص ان
يجعل لنفسه و قفا و ابتداء من غير نكير عليه لاختلط الحابل بالنابل ...فيقرأ قارئ قوله
تعالى [ لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ] و يقف ثم يبدأ [ الله َ فقير و نحن
أغنياء ] .. و هذه هي هي .
رابعا :: علماء القراءات و اللغة و التفسير ... الخ لا يجيزون الوقف على المبتدأ دون(1/1432)
الخبر و لا على العامل دون المعمول و لا المضاف دون المضاف اليه ... الخ لان ذلك
يفسد المعنى فيجعله قبيحا بل كفرا .
خامسا :: جدلا اجزنا الابتداء من (( الارضَ لله )) فاين العامل الذي نصب الارض ؟؟ و
من الذي نصبه ؟؟؟ و انت لا تستطيع ان ترفعه على انه مبتدأ (( الارضُ )) فتدخل في
دائرة المحرفين لكتاب الله تعالى .. اذ ان كل كلمة و كل حرف و كل حركة و صلت الينا
بالتواتر من لدن الصاحبة الى عصرنا ، و من بدل او غيَر من هذا شيئأ فقد كفر كما قرره
العلماء ، و بهذا حفظ هذا الكتاب العظيم من التحريف و التبديل عبر اربعة عشر قرنا ...
يقول العلماء :
القراءة سنة متبعة ، و بعضهم ينسبه الى ابن مسعود رضي الله عنه .
قال الشاطبي :
و ما لقياس في القراءة مدخل * فدونك ما فيه الرضا متكفِّلا
الخلاصة : هذا الابتدا لا هو جيد من حيث اللغة و لا من حيث المعنى ، بل افسد
المعنى حيث [ انَّ ] هنا لتأكيد ، فالجملة لو كانت [ الارض لله يورثها من يشاء ] لكانت
الجملة كاملة والمعنى مستقيم - طبعا مع رفع [ الارضُ ]- ، و لكن الله اراد ان يؤكد
للمترددين من قوم موسى عليه السلام ان الامر بيدالله و لهذا قال بعد ذلك [ و
أورثناالقوم الذين كانوا يستضعفون مشارق ... ((و تمت كلمت ربك الحسنى )) ] اي
صدق الله ان الارض لله ... الى غير ذلك من الجماليات التي يفسده هذا الابتداء .
و الله اعلم
اعتذر عن الاطالة
---
محمد الحسيني
10-25-2004, 08:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيب اخير ((انا اقصد بالنقط النوعين نقط الاعجام وهو الجيم تحتها نقطه والخاء فوقها نقطه
والنوع الثاني نقط الاعراب وهو مثل ما ذكرنا الضم والفتح والكسر والسكون اواخر الاسم
وكلاهما لم يكن في مصاحف السلف الارض بدون نقط ولا حركات في الكتابه الاولى
اذا لما بدات بالرفع على الاستئناف الجمله صحيحه اعرابا ))
اقول :: نحن لا نقول صحيح من حيث اللغة او المعنى كيف تكلم الله به و كيف قرأه(1/1433)
النبي صلى الله عليه و اله وسلم ,,,الخ
أما لو كانت المسئلة من حيث انها صحيحة لغة او معنا .. فلنقرأ (( قيل يا نوحُ اهبط
بسِلِّم )) اي الدرج .. لغة صحيح ..و لنقرأ (( فضرب بينهم بسِنَّور له ناب )) اي قط له
ناب و هو صحيح لغة .... الخ لانه لو حذفنا الحركات في (( بسلم )) و هي من غير الف
في الرسم اصبح سلم مفرد سلالم ، و كذا (( سور له باب )) .
و منه (( و اذ ابتلى ابراهيمَ ربُه )) من المبتلِي و من المبتلَى ، و كذا (( و كلم اللهُ
موسى تكليما )) من المتكلك ... الخ
و القراءة سنة متبعة
---
(1/1434)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال لطلبة العلم حول القلقلة؟
---
سؤال لطلبة العلم حول القلقلة؟
---
عبد اللطيف الحسيني
02-22-2006, 08:24 PM
هل الأولى أن يكون اهتزاز الطاء والقاف نحو الفتح والضم، والباء والجيم والدال نحو الكسر عند القلقة؟
أم أن أحرف القلقلة لا تميل إلى كسر أو فتح أو ضم على الإطلاق؟
وهل هنالك خلاف بين القراء المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة؟
وجزاكم الله خيرا
---
(1/1435)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للباحثين: مؤتمر بالكويت وآخر بماليزيا
---
دعوة للباحثين: مؤتمر بالكويت وآخر بماليزيا
---
عرفات محمد
02-04-2006, 11:48 PM
تقيم الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مؤتمرها الثامن بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت.
في الفترة من: 26-29 شوال 1427هـ الموافق 18-21 نوفمبر 2006
ولمعرفة التفاصيل ادخل على هذا الرابط
http://www.nooran.org/L/KW.htm
كما تقيم كلية معارف الوحى والعلوم الإنسانية التابعة للجامعة الإسلامية بماليزيا مؤتمرا عالميا عن مناهج تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف، وذلك يومي الاثنين - الثلاثاء 21-22 جمادى الآخرة 1427هـ.
ولمعرفة التفاصيل انقر هنا:
http://www.manahij.such.info/
د/عرفات محمد. كلية المعلمين بالمدينة المنورة
---
(1/1436)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن نسبة بعض الأفعال إلى الله تعالى
---
سؤال عن نسبة بعض الأفعال إلى الله تعالى
---
صالح العمري
05-19-2005, 11:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عند سماع دروس التفسير قد يتساهل بعض الملقين في نسبة الأفعال التي لم ترد في الكتاب والسنة إلى الله تعالى.. ومن أمثلة ذلك (يركزّ - يستطرد- يشنّع - يلفت النظر- يشرح - يعقّب.. وغيرها مما لاحصر له..)، وبعضهم ينسب الأفعال ‘لى "السياق القرآني" فما هو الضابط في ذلك؟! وليت من يطلعنا على أقوال السلف بهذا الخصوص..
نسأل الله أن يعظم لكم الأجر ويجزل لكم المثوبة...
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2005, 06:23 AM
هذه العبارات التي يعبر بها بعض المفسرين أو الفقهاء أو غيرهم كثيرة ، وهي في كلام المتحدثين في دروسهم أكثر منها في مؤلفات المفسرين ، لقدرة المؤلف على التصرف واختيار العبارات ، بخلاف المتحدث فإنه يضطر في مواقف كثيرة إلى التعبير بعبارة موهمة أو يسبق لسانه أو يعتاد على عبارة قد تكون متضمنةً لأمر غير مشروع أو مشكوك في صحته أو نحو ذلك ، وقَلَّ مَن يَسلَمُ مِن ذلك إلا من رحم الله.
ولذلك اعتذر ابن عطية في مقدمة تفسيره ، وذكر أنه قد يرد في تفسيره بعض العبارات التي اعتاد المفسرون على تكرارها مثل قولهم : حكى الله عن فلان كذا ، ونحو هذه العبارة مما هو قريب من الألفاظ المذكورة في السؤال. وخَرَّجها على أن جوازها يرتبط بالقصد منها ، وليس المقصود منها نسبة هذه الصفات لله ، وإنما نسبتها للآيات القرآنية . وقد ذكرها بقوله :(بابٌ في الألفاظ التي يقتضي الإيجازُ استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى) فذكر أن الباعث على استخدامها طلب الإبجاز والاختصار من المؤلف .(1/1437)
قال ابن عطية تحت هذا العنوان :(اعلم أَنَّ القصد إلى إِيْجازِ العبارةِ قد يسوقُ المتكلمَ في التفسير إلى أَنْ يقولَ : خاطبَ اللهُ بهذه الآيةِ المؤمنين ، وشَرَّفَ اللهُ بالذكرِ الرجلَ المؤمنَ من آل فرعونِ ، وحكى اللهُ تعالى عن أُمِّ موسى أَنَّها قالت قُصِّيهِ ، ووَقَّفَ اللهُ ذريةَ آدم على ربوبيتهِ بقولهِ: ?ألستُ بربِّكمْ? الأعراف 172 ، ونحو هذا من إِسنادِ أفعالٍ إلى الله تعالى لم يأتِ إسنادُها بتوقيفٍ من الشَّرعِ.
وقد استعملَ هذه الطريقةَ المفسرونَ والمُحدِّثونَ والفقهاءُ واستعملها أبو المعالي في الإرشادِ ، وذكر بعضُ الأصوليينَ أَنَّهُ لا يَجوزُ أَن يُقالَ : حكى اللهُ ، ولا مَا جَرى مَجراهُ.
قال القاضي أبو مُحمد عبد الحق : وهذا على تقريرِ هذه الصفةِ لهُ وثبُوتِها مستعملةً كسائرِ أوصافهِ تبارك وتعالى ، وأَمَّا إذا استعملَ ذلك في سياق الكلامِ ، والمرادُ منه حَكتِ الآيةُ ، أو اللفظُ فذلك استعمالٌ عَربيٌّ شائعٌ ، وعليهِ مَشى الناسُ)
ولكن ابن عطية هنا لا يرى استخدامه ، حيث يقول:( وأَنا أَتَحفَّظُ منهُ في هذا التعليقِ جَهْدِي ، لكنيِّ قَدَّمْتُ هذا البابَ لِمَا عَسى أَنْ أَقَعَ فيه نادراً واعتذاراً عمَّا وَقَعَ فيه المُفسِّرونَ من ذلك).
ثم أورد ابن عطية من كلام العرب ، نثرها وشعرها ما يمكن تخريج هذا الاستعمال لهذه العبارات عليه ، وإن لم تكن هذه الشواهد الشعرية دليلاً قاطعاً في مثل هذه المسائل فقال :(وقد استعملت العربُ أشياءَ في ذكر الله تعالى تُحمَلُ على مَجازِ كلامِها فمن ذلك قول أبي عامر يرتَجزُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم :
فاغفر فداء لك ما اقتفيناوقولِ أُمِّ سلمة :(فعزمَ الله لي) في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
ومن ذلك قولهم : اللهُ يَدْري كذا وكذا . والدراية إِنَّما هي التأَتِي للعلمِ بالشيء حتى يتيسر ذلك.(1/1438)
قال أبو عليِّ: واحتجَّ بعضُ أهلِ النظر على جواز هذا الإطلاق بقول الشاعرِ:
لاهُمَّ لا أَدْري وأَنْتَ الدَّاريْ
قال أبو علي: وهذا لا ثَبتَ فيه ؛ لأَنَّهُ يَجوزُ أن يكون من غَلَطِ الأَعْرابِ.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وكذلكَ أَقُولُ إِنَّ الطريقةَ كُلَّها عربيةٌ لا يَثبتُ للنظرِ المَنخولِ شيءٌ منها.وقد أَنشد بعضُ البغداديين:
لا هُمَّ إِنْ كنتَ الذي بِعَهْدي * ولَمْ تُغَيْركَ الأمورُ بعديوقد قال العجَّاجُ :
فارتاحَ رَبِّي وأَرادَ رَحْمَتِيوقال الآخرُ :
قدْ يُصْبِحُ اللهُ أَمامَ السَّارِيوقال الآخر:
يا فَقْعَسي لِمَ أَكلتَهُ لِمَهْ * لَو خَافَكَ اللهُ عليهِ حَرَّمَهْوقال أوس:
أَبَنِي لُبَيْنَى لا أُحِبُّكُمُ * وجدَ الإِلَهُ بكمْ كما أَجِدُوقال الآخر:
وإِنَّ اللهَ ذاقَ عُقولَ تَيْمٍ * فلمَّا راءَ خِفَّتها قَلاهاومن هذا الاستعمالِ الذي يُبْنَى البابُ عليهِ قولُ سَعدِ بن معاذٍ :(عَرَّقَ اللهُ وجهَكَ في النَّارِ). يقول هذا للرَّامي الذي رماهُ ، وقالَ : خُذها وأَنا ابنُ العَرَقة.
وفي هذه الأمثلةِ كِفايَةٌ فيما نَحونَاهُ ، إِذ النظيرُ لذلك كثيرٌ موجودٌ ، وإِنْ خُرِّجَ شيءٌ من هذه على حذفِ مضافٍ فذلك متوجهٌ في الاستعمال الذي قصدنا الاعتذارَ عنهُ واللهُ المستعانُ). انظر : المحرر الوجيز (طبعة قطر) 1/63-67(1/1439)
وقال ابن عباد في رسائله الكبرى :(وقد رأيت في مواضع من كتبكم شيئاً أردت أن أنبهكم عليه ، وهو أنكم تقولون فيها : حكى الله عن فلان ، وحكى عن فلان كذا ، وقد يقع مثل هذا في كلام الأئمة ، وهذا عندي ليس بصواب من القول ؛ لأن كلام الله تعالى صفة من صفاته ، وصفاته تعالى قديمة ، فإذا سمعنا الله تعالى يقول كلاماً عن موسى عليه السلام مثلاً وعن فرعون ، أو أمة من الأمم ، فلا يقال : حكى عنهم كذا ؛ لأن الحكاية تؤذن بتأخرها عن المَحكي ، وإنما يقال في مثل هذا : أخبر الله تعالى ، أو أنبأ ، أو كلام معناه هذا مما لا يفهم من مقتضاه تقدم ولا تأخر). انظر : حاشية محقق المحرر الوجيز (طبعة قطر) 1/63
وهذه مسألة جديرة بالنقاش والبحث ، وإنما أردت فتح باب البحث ، لا الجواب عن السؤال والله الموفق.
---
محمد إسماعيل
05-20-2005, 03:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.
أولاً- سأحكي لك هذه الحكاية، أو سأخبرك عنها، أو سأنبئك بها، فهل تحب سماعها ؟ أظن أن لديك الرغبة في السماع.
سألت ابن عباد عن قوله في رسائله الكبرى، الذي ذكرتموه في تعليقكم السابق، فقلت له: يا شيخنا الفاضل! إنك تقول: إنه ليس بصواب عندك أن يقول أحدنا:(( حكى الله عن فلان، وحكى عن فلان كذا ))؛ لأن الحكاية تؤذن بتأخرها عن المَحكِيِّ.. وإنما الصواب أن يقال في مثل هذا:(( أخبر الله تعالى، أو أنبأ، أو كلام معناه هذا مما لا يفهم من مقتضاه تقدم ولا تأخر ))..
ألا ترى يا شيخنا! أنه لا فرق بين قولنا: حكى الله، أو أخبر الله، أو أنبأ الله، من حيث الاستعمال اللغوي، ومن حيث أن كلاًّ من الإخبار عن الشيء، والإنباء عنه مؤذن بتأخرهما عن المخبَر، والمنبَأ؛ كإيذان الحكاية بتأخرها عن المحكي ؟(1/1440)
ثم ألا ترى إلى قوله تعالى:{ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أنبائها } (الأعراف:101) كيف أسند الفعل ( نقصُّ ) إلى ذاته المقدسة ؟ فلماذا هذا يجوز في حقه سبحانه، وإذا قلنا نحن في حقه:( حكى الله تعالى كذا ) و( قصَّ الله علينا كذا )، قلتم: لا يجوز، ولا يليق.. ؟ أم أن هناك فرق بين القولين، نحن لا نعلمه ؟
فقال: هو كما تقول.. لا فرق بينهما في ذلك. فقلت له: ما معنى قولك هذا إذًا ؟ فقال: لقد رأينا كثيرًا من العامة ينسبون إلى الله سبحانه صفات لا تليق بجلاله وكماله، فيسيئون إلى الخالق جل وعلا، فأردت بقولي هذا أن أنبه العقلاء على أخذ الحيطة والحذر في استعمالهم لهذه الصفات، ونسبتها إلى الله جل وعلا، وأن يتحروا الدقة في اختيارهم للألفاظ المعبرة عن تلك الصفات اختيارًا لا يدع مجالاً لأحد من العامة أن يفهمها كما يشاء، ثم ينسبها إلى الخالق جل وعلا...
ثانيًا- ذكر ابن جني في الخاطريات في قوله تعالى:{ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى } [طه:65]:(( أن العدول عن قوله:( وإما أن نلقي )- إلى قولهم:{ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }- لغرضين:
أحدهما لفظي: وهو المزاوجة لرؤوس الآي. والآخر معنوي: وهو أنه تعالى أراد أن يخبر عن قوة أنفس السحرة، واستطالتهم على موسى، فجاء عنهم بلفظ أتم وأوفى منه في إسنادهم الفعل إليه.
ثم أورد سؤالاً، وهو: إنا نعلم أن السحرة لم يكونوا أهل لسان، فنذهب بهم هذا المذهب من صنعة الكلام. وأجاب بأن جميع ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللسان من القرون الخالية؛ إنما هو مُعرِب عن معانيهم، وليس بحقيقة ألفاظهم.. )).
فما رأيك يا أخي أبا عبد الله ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 03:50 AM(1/1441)
هذا كلام جيد أخي أبا الهيثم وفقك الله. والأمر كما تفضلتم ، والغرض الذي يتحراه الجميع هو التأدب مع الله سبحانه وتعالى ، والعناية بانتقاء الألفاظ المعبرة التي لا تحتمل معاني موهمة ربما لا يجوز استعمالها في حقه سبحانه وتعالى.
---
جمال أبو حسان
05-22-2005, 08:38 AM
قد عرضت الى هذه المسالة بشيء من الاختصار في بحث لي سينشر في جامعة مؤتة بالاردن حول موضوع الاتجاهات المنحرفة في التفسيرولعلي ان انسأ الله تعالى في الاجل ان اضعه في هذا الملتقى الطيب بعد نشره في المجلة
ودمتم بخير حال وإلى الله تعالى المآل
---
(1/1442)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الإعجاز العلمي لمكة المكرمة ( د. النجار في الجزيرة ) صوت
---
الإعجاز العلمي لمكة المكرمة ( د. النجار في الجزيرة ) صوت
---
خالد الشبل
11-28-2003, 06:03 PM
الإعجاز العلمي لمكة المكرمة (http://www.aljazeera.net/programs/no_limits/articles/2003/11/11-22-1.htm#L1)
يمكن الاستماع للحوار من خلال الضغط على صورة المكبر.
---
عبدالرحمن الشهري
12-01-2003, 12:11 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالله .
كان لقاء ممتعاً ، وقد أذكرتني ما لست ناسيه ، من لقاءنا مع الدكتور زغلول فلعله ينشر في الملتقى هذا الأسبوع إن شاء الله فقد طال عليه الأمد .
---
همس
12-01-2003, 03:48 PM
السلام عليكم
هذه بعض مقالات الدكتور
http://afkaaar.com/html/modules.php?name=Sections&op=listarticles&secid=3
---
(1/1443)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج للرسم العثماني
---
برنامج للرسم العثماني
---
خالد الشبل
04-18-2004, 04:56 PM
المصحف بالرسم العثماني (http://www.qurankareem.info/index.htm#الخطوط%20العثمانية:)
---
إكرام
05-02-2004, 02:57 PM
1. بوركت وشُكرت.
2. هل هو نفسه القرص من " حرف " ؟
---
طالب يتعلم
05-06-2004, 01:32 PM
بارك الله فيك أخي خالد
أخي اكرام نعم هو نفسه الموجود في قرص حرف
---
الميموني
05-06-2004, 06:58 PM
جزاك الله خيرا
---
خالد الشبل
05-09-2004, 05:28 PM
الأخ الكريم إكرام : شكرًا على مرورك وكلماتك . جزيت خيرًا .
أخي طالب يتعلم ، منك نتعلم ، لا عدمنا الفائدة منك .
العزيز الميموني : جزاك لله مثلَه .
لكم جميعًا تحياتي.
---
إكرام
05-09-2004, 07:20 PM
حتّى لا يُظنّ بي التدليس ,, فإنّي أختٌ لكم ولستُ أخاً .
---
(1/1444)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ملاحظة
---
ملاحظة
---
أبو حذيفة
12-26-2005, 11:29 PM
هذا الملتقى المبارك يهتم بالتفسير والدراسات المتعلقة بالقرآن وعرض بعض المواضيع في العلوم الآخرى يخرج الملتقى عن مسماه ويساويه بغيره من المنتديات فحبذا لو اقتصر الأخوة الفضلاء بعرض ما يتعلق بالتفسير والقرآن ليبقى هذا الملتقى فريداً متميزا
---
مساعد الطيار
12-27-2005, 12:05 AM
ملاحظة جديرة بالعناية والنظر
---
أبو عبد الرحمان سعيد زهير
12-28-2005, 10:23 AM
السلام عليكم انا أضم رءي اليكم يا أبا حذيفة ويا أستاذ الطيار
---
(1/1445)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصيدة: .. "شهادات أمام مقام النبوّة "...
---
قصيدة: .. "شهادات أمام مقام النبوّة "...
---
صالح العمري
04-24-2006, 11:03 PM
شهادات أمام مقام النبوّة
صالح بن علي العمري-الظهران
عليك الصلاة.. عليك السلام..= أيا مشرقَ النورِ عبرَ المدى
عليك السلامُ رسولا نبيّا..= وأنتَ لأخبارِنا المبتدأْ
أيا خيرَ من شقَّ لًجَّ الفضاءِ..= ويا خيرَ من سار فوقَ الثرى
فلم تخبُ همّا.. ولم تكبُ عزما..= ولا الدرب من عقبيك اشتكى
مقامُكَ دون مقام ِ الإلهِ ..= ونُزْلُكَ في سدرة المنتهى
ودونَ سناكَ سنا الأنبياءِ..= ونورِ الملائكِ.. ياللسنا
وأشهدُ أنّكَ خيرُ العبادِ.. =وغيثُ البلادِ.. ونبعُ الهدى
وأشهدُ أنّكَ حادي الدُّعاةِ..= وزادُ السُّراةِ.. ونجمُ السُّرَى
وأشهدُ أنّك راعي السلامِ.. =وداعي الوئامِ.. وبَرْدَ الرّوى
وأشهدًُ أنّكَ لوذ َ الكُماة ِ .. =إذا جعجعتَ واستشاطَ الردى
وأشهدُ أنْ قد فتحتَ القلوبَ..= وتستفتحُ الخُلدَ قبلَ الورى
وتحتَ لوائكَ ظلُّ الأمانِ.. =ومن وِرْدِ حوضكَ يذوي الظمأْ
وأشهدُ أنك حبلَ الثباتِ.. =ومعنى الحياةِ.. ومغنى الحيا
وأشهدُ أنّكَ يسرُ ولينٌ.. =ويُمْنُ يمين ٍ.. وفجرُ مُنى
وأشهدُ أنّكَ نورُ الطريقِ.. =إذا أرهقَ المبصرين العمى
وأشهدُ أنّك طوقُ الغريقِ.. =إذا ألجمَ الموجُ من ألجما
وفي ذكرياتِكَ سلوى اليتيمِ..= ونجوى الكريمِ.. ومنجا الورى
وفي دعواتك جلوى الهموم.. =وبثُ الشجونِ.. وبوح الشجى
وأشهدُ أنّك زاكي الفؤاد.. =فما ضلَّ صاحبُكم أو غوى
وزُيّنتَ خَلقا.. وزُكّيتَ سمتا.. =ونطقكَ بالوحي.. لا عن هوى
تهاوى بهديكَ صفُّ يغوثَ.. =وأينعَ من راحتيك التّقى
وكُسرَّ كسرى.. وقُصّرَ قيصرُ..= والحكمُ للهِ قطبُ الرَّحى
وغرّدَ في الأرضِ صوتُ بلالٍ.. =فأذهب عنها شحوبَ الكرى(1/1446)
وقامت على نبراتِ الجلالِ.. =فيمّمتها شطرَ أم القُرى
وأشهد أنّك بابُ الجِنَان.. =وذخرُ الجَنانِ.. وأنسُ الحشا
وأنتَ الحليمُ .. وأنت النصوحُ..= وأنبلُ منتصرٍ قد عفا
وفيك جمالٌ.. وفيك خصالٌ.. =جثى عندها الشعرُ... ماذا عسى!!
وأشهدُ أنّك تقوى التقيِّ.. =وصبرُ الوليِّ.. وسُحْبُ السَّخا
وأشهدُ أن لآلكَ فضلا.. إذا= مسّكوا شرعة ً واقْتِداءْ
وآثارُكَ اليومَ إنْ فنيت..= فإنَّ مآثرك المُبْتغى
فقبرُك لاينفعُ المستجيرَ.. =على أنَّ في سنتيك الشفا
وأنك لا تَسْمعُ السائلينَ.. =مع أن منك وفيك الهُدى
ولا تعلمُ الغيبَ إلاّ بما.. =أسرَّ إليكَ شديدُ القُوى
وروحُكَ تحيا لردّ السلامِ..= على مسلمٍ إن بدا أو نأى
وأشهدُ أن الموالدَ غيٌّ.. وباسمك كم تُستباحُ الحِمى
وأن من الشرك قصدُ الوليِّ..= وهل يُهلكُ القومَ مثلُ الهوى
وأنتَ الشفيقُ.. وأنت الشفيعُ..= إذا طال في الموقفِ المُصْطلى
عليكَ صلاةُ الورى ما اعتلى.. =نداءُ المنائرِ عذبَ الصدى
عليك الصلواتُ ما شعَّ نورٌ.. =وما التام في الزهرِ قطرُ النَّدى
عليك الصلواتُ ما هلَّ وبلٌ.. =وما انفلقتْ حبّةٌ أو نوى....
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2006, 02:24 PM
أحسن الله إليك أخي الحبيب على هذه القصيدة الرائعة المعاني . وإن كنت قد ضيقت على نفسك بهذه القافية والروي المتعب ، فقلقت لذلك القصيدة . وأظنك لو ركبت بحراً وقافية غيرهما لأبدعت كعادتك ، وفقك الله وزادك علماً وفضلاً ، وذلَّلَ لك قوافي الشعر في خدمة الحق .
---
(1/1447)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العقيدة الصحيحة في نزول القرآن
---
العقيدة الصحيحة في نزول القرآن
---
القميحي
03-08-2004, 10:28 PM
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
هل بالامكان التدارس حول العقيدة الصحيحة فيما يتعلق بتعريف القرآن ومفهوم نزوله
الرجاء المشاركة
عثمان عبد الرحيم
---
الباحث7
03-08-2004, 10:55 PM
هنا شيء مما طلبت وقفات مهمة مع نزول القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=371)
---
(1/1448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الفائدة والمشورة في موضوع دراسة الماجستير
---
أرجو الفائدة والمشورة في موضوع دراسة الماجستير
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
07-30-2006, 07:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : جزى الله القائمين على هذا المنتدى خير الجزاء وجعل مايقدمون في موازين حسناتهم يوم لقاء ربهم.
ثانياً: فقد أكرمني الله بخطوة أسأل الله لي العون والتوفيق فيها وهي دراسة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن, وقد أخترت رسالة بعنوان ( منهج الصحابة في التعامل مع القرآن الكريم) وعملت عليه الخطه فوجدت أنه طويل ومتشعب.
ولا أدري حقيقتاً ماذا أختار علماً أني مبتدأ في هذا الفن , ومن خلال تأملي في بعض الصور الإيجابية في القرآن مثل فعل الغراب وفي فعل النمل وحرصه على من معه وفي صور كثيرة إيجابية في القرآن الكريم سواء للمخلوقات أو لغيرها ولكن لا أدري كيف أصيغ موضوعه وكيف أبحث فيه.
المهم أنا حريص جدا على أن أتلقى الفائدة والنصح والتوجيه من أهل الخبرة والإختصاص في هذا المنتدى وأتمنى أن أجد موضوع مخدوم إلكترونياً من حيث الكتب الإلكترونية ومن حيث مصادر البحث في الأنترنت.
أنتظر بفارغ الصبر ردودكم وتوجيهكم دمتم بود وعافية وأسأل الله لي ولكم العون والتوفيق لمايحبه ويرضاه.
---
مهند شيخ يوسف
08-04-2006, 09:48 AM
لا تتعجل في أمر الرسالة ما دمت مبتدئا، واستشر على مهل من حولك من الطلاب ممن هم أسبق منك، واستعن بأساتذة كليتك حينًا بعد حين، وسترى أن عنوان الرسالة وموضوعها وحدودها ستتبلور عندك رويدًا رويدًا !!
---
(1/1449)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حج النافلة
---
حج النافلة
---
د.خضر
01-14-2007, 01:52 PM
[أحبائي مما لا شك فيه أن القرآن الكريم أفرد الحج الأكبر بآيات بينات كما أفردت السنة النبوية المطهرة الفريضة
الخامسة بأحاديث كثيرة بينت ما في القرآن، وبناء على ذلك يسعدني أن تتفضلوا بالتعليق على ما أطرحه في ظلال
القرآن والسنة لقضية شغلتني كثيراً إثراءً لما أقتنع به، أو تغيراً لما أدين الله عليه من فكر في هذه القضية وهي تدور
حول حج النافلة فأقول:
ماذا تقولون في حج النافلة زمن التوسع الكبير في عدد الحجاج ؟
ماذا تقولون عن حج النافلة لمن يسلك طرقا غير نظامية ليصل إلى مبتغاه ؟
ماذا عن حج النافلة لمن يحج مفترشا الأرض ملتحفا السماء دون مأوى؟
ما الرأي في حج النافلة لمن يري ويسمع عن فقر شديد في أماكن متعددة من أرض الإسلام، ومنها أرضه ووطنه؟
أليس للحاج الذي أتى من الفجاج العميقة متحملا في سبيل ذلك الأموال الكثيرة الحق الأكبر في أن يؤدي الفريضة
بكامل الراحة والهدوء، بلا زحام قد يؤدي إلى القتل.
ماذا عن أصحاب الأرقام القياسية في الحج ؟ هل من الدين التشدق بعدد مرات الحج ؟
أليس من فقه الأولويات أن يترك المسلم الذي أدى الفريضة المجال لغيره، فيتصدق في مشفى أو أي عمل خيري، ولو
بإعانة من لم يحج ، فيكون أكثر ثواباً ممن حج نافلة؟؟
إنني أعجب أشد العجب من أناس في مصاف العلماء يكررون حج النافلة كلهم إصرار على ذلك، وقد لا يتوفر لهم من
الراحة والسكن ما به يؤدون الفريضة كما أراد الله ورسوله بسبب عدم وجودهم في حملة تؤويهم !! فهل هذا من شريعة
الإسلام؟؟
أخيرا وليس آخراً إنني مؤمن تماما بحج النافلة عند وجود أسبابه والجو الذي يعين عليه، ومؤمن تماماً بأن أبواب الخير(1/1450)
أكثر من أن تحصى، بدليل الأحاديث الصحيحة التي وردت في خير العمل، ومؤمن تماما أنه يجب تجويد فقه العبادات
قبل أداء العبادات. فما تقولون في هذه القضية ؟ فهل من معلق نفيد منه؟
---
محب الطبري
01-14-2007, 06:56 PM
ينقل إلى المنتدى المفتوح.
ثم إن الحجاج بأمس الحاجة إلى العلماء ولو لم يكونوا في حملات تؤيهم على حد قولك ، وهذا من شريعة الإسلام ، وأعتذر عن البسط لضيق الوقت وعدم المقتضى .....
---
د.خضر
01-15-2007, 11:34 AM
أشكر لك هذا التحليل الرفيع الراقي خاصة عبارة " على حد قولك" وعبارة "مع عدم المقتضي" مع إيناسنا في الكاتب
العمق في تحرير محل النزاع، ويبدو أن الحج لا صلة له بالقرآن والسنة وعليه نقل الموضوع برمته إلى الملتقى
المفتوح؟؟!!!!!!!!
---
د.إلياس أنور
01-15-2007, 12:30 PM
]أشكر لفضيلة الأستاذ الدكتور خضر طرقه هذا الموضوع وأقول:
إن تكرار الحج كل عام من غير ضوابط كما ذكر فضيلته فيه ما فيه من تعكير صفو الموسم ومزاحمة الحجاج الضيوف
الذين قدموا من الخارج، ولعل الأحداث المؤسفة في العام الماضي وما سبق تؤكد ما أقول، فمن ترك حج النافلة بنية
ترك الفرصة وعدم مزاحمة الضيوف له من الأجر الجزيل الذي قد يساوي حج النافلة، لأن تكرار الحج سنة والتيقن من أن
عدم إيذاء المؤمن فرض، وقصة عمر في هذا الشأن مشهورة، أما العلماء فلله الحمد والمنة فالدولة قد حصنت الحج
بجيش من أفاضل العلماء وبجميع اللغات، وعليه ينبغي لنا أن نتعاون مع المسئولين في تيسير أمر الحج وترك الفرصة
لضيوف الرحمن بعدم تكرار الحج كل عام بل بجعل بعض السنوات فاصلا بين كل حجتين، وأيضا من أراد تكرار زيارة
البيت الحرام فعليه بالعمرة لأن فيها من الأجرالعظيم ما فيها خاصة في رمضان
---
(1/1451)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > يجب ايقاف الجدار الناري المدمج ببرنامج Kaspersky .
---
يجب ايقاف الجدار الناري المدمج ببرنامج Kaspersky .
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:46 AM
جب ايقاف الجدرا الناري ببرنامج Kaspersky لمنع التعارض بينه وبين ال
fire wall شرح الطريقة :http://absba5.absba.org/teamwork4/t1.png
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:47 AM
http://absba5.absba.org/teamwork4/t2.png........
---
(1/1452)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التخليد بالنار للمسلم او المؤمن - الأباضية
---
التخليد بالنار للمسلم او المؤمن - الأباضية
---
الإسلام ديني
06-21-2005, 12:54 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء
أنا في منتدى حواري للأباضية ( سبلة الدين )
و عندي حوار عن معتقد تخليد صاحب الكبيرة من المسلمين أو المؤمنين
فهم يقولون - بأن الله سبحانه و تعالى جعل للنار اهل و للجنة أهل
و أهل الجنة في الجنة لا يخرجون منها
و أهل النار في النار لا يخرجون منها
و أن إذا كانت هناك توبة لعبد ما - ستكون قبل دخوله النار
يعني ما أن حكم عليه بدخول النار - فهو لن يخرج منها ابدا
فعندهم - هذا ينطبق على المسلم المؤمن
فلا يفيده عمله أو عبادته من صلاة و حج و زكاة و قتال في سبيل الله و ...........الخ
إذا إرتكب كبيرة و مات دون توبة
فأن أعماله ستحبط و سيجعلها الله سبحانه و تعالى له هباء منثورا
و بالطبع - يستدلون بآيات كثيرة على معتقدهم هذا
فأرجو من الإخوان أن أقرأ خواطرهم في الرد على هذا المعتقد
جزاكم الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
أبومجاهدالعبيدي
06-21-2005, 02:27 PM
أخي الكريم ، افتح هذا الرابط : http://www.khayma.com/kshf/R/Rdood.htm
ثم افتح موضوع : ارشاد ذوي البصائر إلى مصير أهل الكبائر
ففيه رد على كتاب شيخ الإباضية : الخليلي في هذه المسألة .
أرجو لك التوفيق .
---
الإسلام ديني
06-21-2005, 02:44 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذه الإستجابة السريعة(1/1453)
و إن كنت أطمع - لطرح جديد على مزاعمهم بتخليد صاحب الكبيرة من المسلمين و المؤمنين
سأقرأ ما في الرابط بإذن الله
/////////////////////////////////////////////////
---
الإسلام ديني
06-23-2005, 11:36 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زلت يا إخواني الأعزاء - بأن أطمع بطرح جديد لكي تساعدوني بالرد على هذه الشبهة
للرفع
/////////////////////////////////////////////////
---
الإسلام ديني
10-11-2006, 02:40 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع قديم
أرفعه :)
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/1454)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء
---
عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء
---
فرغلي عرباوي
05-14-2004, 11:34 AM
عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء
صوت القاف اللسانية تخرج من أقصى اللسان وصوت الكاف اللسانية تخرج أيضا من أقصى اللسان وعلماء الأصوات والتجويد عند تعريفهم لصفة الاستعلاء قالوا ( أن مؤخر اللسان تستعلي إلى غار الحنك الأعلى عند النطق بالأحرف المستعلية وتنخفض مؤخرة اللسان إلى قاع الفم عند التلفظ بالأحرف المستفلة ) فهنا يأتي إشكال القاف والكاف يصطدم معهما مؤخر اللسان ورغم ذلك نسمع صوت القاف مستعل وصوت الكاف مستفل كيف حدث ذلك رغم أن مؤخرة اللسان مستعلية بسبب التصادم للمخرج ؟
وللجواب عن ذلك أقول وبالله التوفيق والسداد :
قسم علماء اللغة الأصوات اللغوية إلى قسمين رئيسيين : القسم الأول منهما الأصوات الصامتة ( أي الساكنة ) والقسم الثاني الأصوات الصائتة ( الحركات أي الفتحة والضمة والكسرة ) يقول ابن جني:{ اعلم أن الحركات أبعاض لحروف المد واللين وهي الألف والواو والياء فكما أن هذه الحروف ثلاثة فكذلك الحركات ثلاث وهي الفتحة والكسرة والضمة وقد كان متقدمو النحاة – يرحمهم الله تعالى _ يسمون الفتحة الألف الصغيرة والكسرة الياء الصغير والضمة الواو الصغيرة وقد كانوا في ذلك على طريقة مستقيمة .(1/1455)
والأساس الذي قسمت عليه الأصوات اللغوية إلى هذين القسمين هو الطبيعة الصوتية لكل من القسمين فالصفة التي تجمع بين كل الحركات هي أنه عند النطق بها يندفع الهواء من الرئتين مارا بالحنجرة ثم يتخذ مجراه في الحلق والفم في ممر ليس فيه حوائل تعترضه فتضيق مجراه كما يحدث مع الأصوات الرخوة أو تحبس النفس ولا تسمح له بالمرور كما يحدث مع الأصوات الشديدة الاحتكاكية ( فالأصوات التي تختص بها الحركات هي كيفية مرور الهواء في الحلق والفم وخلو مجراه من حوائل وموانع ) ( أما الأصوات الصامتة فإما أن ينحبس معها الهواء انحباسا محكما فلا يسمح له بالمرور ) وقد ترتب على اختلاف كيفية مرور الهواء في حالة النطق بالحركات عنه في الأصوات الصامتة أن اللغويون لاحظوا وضوح الصوت في السمع في الأصوات الصائتة عنه في الأصوات الصامتة هذا قول وقال آخرون أكمل ما يتضح التصويت بصوت الحرف فيما لو كان صامت . ويختلف أصوات الصوامت والصوائت بحسب ارتفاع اللسان وانخفاضه فمع الحروف التي تستعلي بها مؤخرة اللسان يضغط صوت الحرف إلى الحنك الأعلى يحدث تغليظ في صوت الحرف والأمر على عكس ذلك مع استفال اللسان بالحروف
وهناك أصوات أحرف قال عنها علماء الأصوات الأزواج ومنها صوتا ( الصاد والسين ) وصوتا ( الظاء والذال ) وصوتا ( الطاء والتاء ) قالوا أن المكان الذي يقرعة طرف اللسان عند صوتا الصاد والسين واحد ولكن شكل مؤخر اللسان هي السبب في تغاير الصوتين فإن مؤخر اللسان مع الصاد تستعلى وتنخفض مع السين والكلام نفسه نقوله مع باقي الأحرف الأزواج .(1/1456)
ونستفيد من هذا المدخل لهذا البحث الصوتي أن صوت القاف فيما لو كان صائتا ( أي متحرك بأي حركة ) مؤخرة اللسان مستعلية معه أما لو كان صامت فسوف يستخدم جزء من مؤخرة اللسان معه بسبب قرع المخرج وانحباس هواء الصوت خلف هذا القرع مما يولد عندي صوت القاف والذي أدى للاستعلاء أن من مؤخرة اللسان أقصاه وحافتين يمنى ويسرى فلو استعمل أقصى اللسان في القرع بسبب التلامس لظهور صوت الحرف فإن مؤخرة الحافة اليمنى واليسرى هما اللذان يستعليان وهذا هو الذي أدى لاستعلاء صوت القاف اللسانية الحنكية والأمر نفسه نقوله مع صوت الكاف ولكن مؤخرة الحافة اليمنى واليسرى هما اللذان ينخفضان لأسفل قاع الفم وهما السبب في ترقيق صوت الكاف اللسانية الحنكية .
تنبيه : تتكون مؤخرة اللسان من جزء ين 1- أقصى اللسان 2 – حافة يمنى وأخري يسرى فبمجموع هذين الجزء ين هما ( مؤخرة اللسان ) ومن المعلوم أن هناك فرق بين كلمة استعلاء وتفخيم فالاستعلاء متعلق بوصف اللسان مع الأحرف والتفخيم متعلق بكمية هواء الصوت المضغوط المتجه لسقف الحنك الأعلى .
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية
---
(1/1457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمِّل : ( التفسير العلمي بين القبول والرد )
---
حمِّل : ( التفسير العلمي بين القبول والرد )
---
أبو العالية
02-01-2007, 01:29 PM
الحمد لله ، وبعد ..
تفضل بحثاً : ( التفسير العلمي بين القبول والرد ) للدكتور عبد السلام حمدان اللوح
وهو صاحب رسالة الدكتوراه بعنوان : ( مرويات أبي العالية في التفسير )
تفضل
---
(1/1458)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب ترجمان القرآن
---
كتاب ترجمان القرآن
---
عبدالله الزيادي
07-27-2004, 12:37 PM
السلام عليكم
ما رأيكم في مشروع يجمع أقوال 10 من الصحابة في التفسير من كتب التفسير وكتب السنة ويسمى بترجمان القرآن ومن تقترحون من الصحابة يكون تفسيرهم موضع البحث ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-27-2004, 01:56 PM
أخي عبدالله
مرحباً بك أولاً
وثانياً : حبذا لو بينت أكثر عن هذا المشروع ، وما تقصد به ، وطريقة جمع أقوال الصحاية .
هل تقصد جمع عشرة أقوال للصحابة في تفسير الآية الواحدة ؟ أم ماذا ؟
وفقك الله
---
عبدالله الزيادي
07-28-2004, 11:21 AM
السلام عليكم
المشروع هو تجميع أقوال عدد معين من الصحابة في التفسير على ترتيب المصحف ولو كان هناك قولا لصحابي واحد في الآية وذلك من كتب السنة وكتب التفسير ، فبماذا تشيرون علينا ؟ وكيف يكون التجميع ؟
---
عبدالله الزيادي
07-31-2004, 12:11 PM
اقتربت من تحديد الموضوع فالفكرة الجديدة هي تجميع اقوال المكثرين من الصحابة في التفسير من كل الكتب السنة والتفسير وهم ( ابن عباس / ابن مسعود / علي / أُبي بن كعب ) رضي الله تعالى عنهم أجمعين ..
فما رأيكم
---
عبدالله الزيادي
08-18-2004, 12:27 PM
***
---
(1/1459)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لماذا أورد مسلم في صحيحه «لا يستطاع العلم براحة الجسم» ؟
---
لماذا أورد مسلم في صحيحه «لا يستطاع العلم براحة الجسم» ؟
---
عبدالرحمن السديس
06-09-2006, 05:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا أثر لطيف معناه شريف خرجه مسلم في الصحيح، فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: « لا يستطاع العلم براحة الجسم » .
الصحيح :أوقات الصلاة رقم (612) .
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ شرحه على الصحيح: 5/113 ـ:
قوله عن يحيى بن أبي كثير قال: « لا يستطاع العلم براحة الجسم » جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم محضة ، مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة ، فكيف أدخلها بينها ؟
وحكى القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما ـ رحمه الله تعالى ـ أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو ، وكثرة فوائدها، وتلخيص مقاصدها، وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام، وغيرها، ولا نعلم أحدا شاركه فيها ، فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا، فقال: طريقه أن يكثر اشتغاله، وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم . هذا شرح ما حكاه القاضي.
وانظر: إكمال إكمال المعلم 2/302.
وذكره السيوطي في الديباج على مسلم 2/266 ـ ثم قال ـ قلت:(1/1460)
وقد أخرجه ابن عدي في الكامل بزيادة، ولفظه : سمعت أبي يقول: كان يقال: « العلم خير من ميراث الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسم »اهـ.
انظر: الكامل لابن عدي 4/215 ، وحلية الأولياء 3 /66.
قلت: قد قالها ـ أيضا ـ الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم ـ رحمه الله ـ :
قال: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل النسخ والمقابلة ، قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام ، وكاد أن يتغير ، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه، ثم قال: « لا يستطاع العلم براحة الجسد ».
سير أعلام النبلاء 13/266 وتذكرة الحفاظ :3 /830 .
بدأت الإجازة، فاحذر يا طالب العلم أن يكون همك، أو معظم وقتك لراحة الجسد.
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : اعلم أن الراحة لا تنال بالراحة ، ومعالي الأمور لا تنال بالراحة ، فمن زرع حصد ، ومن جد وجد.
تفانى الرجال على حبها ** وما يحصلون على طائل .
أخي الموفق
هذه الإجازة غنيمة عظيمة، فانتبه لوقتك أن يضيع فيما لا ينفع.
احرص على نفع نفسك بالتزود من العلم، ونفع الناس في نشره لهم .
---
الحكيمة
06-10-2006, 08:30 PM
رحم الله مسلما ورحم الله يحي بن أبي كثير ورحم الله عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ورحم الله سلف الأمة وخلفها
---
ابو الروب
06-13-2006, 10:25 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/1461)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح بإنشاء قسم الآيات المختلف في تفسيرها
---
اقتراح بإنشاء قسم الآيات المختلف في تفسيرها
---
مصطفى علي
06-04-2005, 11:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام السلام عليكم
ملتقى أهل التفسير منبر طيب جمع أفاضل مكرمين لهم درجات طيبة ، فاقترح أن يكون بالملتقى باب يذكر فيه الآيات التي يقع فيها الخلاف الذي يؤدي إلى سوء فهم عقائدي أو فكري . ثم مناقشتها مناقشة علمية الرأي والرأي المخالف حتى تنقشع ظلمة الاختلاف إلى نور الهداية بالدليل .
وجزاكم الله خيراً . فالملتقى أحق بذلك وأهله
---
(1/1462)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد مصادر عن دراسات المستشرقين حول القرآن من حيث اللغة
---
أريد مصادر عن دراسات المستشرقين حول القرآن من حيث اللغة
---
النحوي الصغير
07-14-2006, 08:44 PM
الأخوة والمشايخ الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله
أريد -إن تكرمتم- أن تدلوني على مصادر لدراسات المستشرقين (المترجمة) حول القرآن الكريم، المتعلقة منها بالجانب اللغوي عامة..والنحوي والصرفي خاصة.. وجزاكم الله خيرًا.
---
الجكني
07-14-2006, 10:10 PM
عليك بمراجعة كتاب " المستشرقون " لنجيب العقيقي ،وهو مطبوع في 3 أجزاء ،حيث وقفت فيه على كثير من ما سألت عنه 0
تمنياتي لك بالتوفيق
---
منصور مهران
07-14-2006, 10:36 PM
ولا تنسَ موسوعة المستشرقين لعبد الرحمن بدوي ، وإن كان اهتمامه بالأعمال الفلسفية أكثر وضوحا ، ولكنه لا يخلو من فوائد . وأيضا كتاب ( تاريخ حركة الاستشراق ) تأليف يوهان فك ، نقله إلى العربية عمر لطفي العالم ، ط 2 دار المدار الإسلامي - بيروت - 2000 م ، وفيه فوائد كثيرة . وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2006, 08:51 PM
* منها :
- المستشرقون ونظرياتهم في نشأة الدراسات اللغوية . للدكتور إسماعيل خليل عمايرة . ط.دار حنين بالأردن .
- رسالة الدكتوراه للمستشرق الألماني فرانكلين (1855-1909م)(الكلمات الأجنبية في القرآن) .
- القرآن بلهجة أهل مكة الشعبية ، للمستشرق النمساوي كارل فولليرس (1857-1909م) .
- قواعد لغة القرآن في دراسات نولدكه للمستشرق النمساوي كارل هنريخ بيكر (1876-1933م) .
- بحث (نصوص القرآن) لمرجليوث .
- مقال(اشتقاق ألفاظ القرآن) للمستشرق يوزف هوروفيتش (1874-1931م).
- بحث (القرآن والعربية) للمستشرق الألماني كاله .(1/1463)
وهناك بحوث أخرى ذكر بعضها الدكتور محمد حسين علي الصغير في كتابه (المستشرقون والدراسات القرآنية) فلعلك تراجعه إن لم يكن بين يديك .
---
النحوي الصغير
07-25-2006, 01:45 PM
جزاكم الله خيرًا .. وعلمكم ما ينفعكم
---
(1/1464)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عمل اليوم والليلة لابن السني كتاب الكتروني رائع
---
عمل اليوم والليلة لابن السني كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-26-2006, 08:35 AM
عمل اليوم والليلة لابن السني كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
عَمَلُ اليَوْم وَالليْلة
ابْنُ السّنيّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج566 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/76dd36d458.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/4082a087c2.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/1a37408db5.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Amalolyawm.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=288742
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفعل ائتيا
---
الفعل ائتيا
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-10-2006, 12:36 AM
قال تعالى : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
الفعل ائتيا أمر للتكوين والاتيان في قوله ائتيا أصله المجيء والاقبال ولما كان المعنى الحقيقي غير مراد لأن السماء والارض لايتصور منهما طواعية أوكراهية إذ ليستا من أهل العقول والادراكات ولايتصور أن الله يكرهما على ذلك لانه يقتضي خروجهما عن قدرته باديء ذي بدء تعين الصرف عن المعنى الحقيقي وذلك بأحد وجهين لهما من البلاغة المكانة العليا
الوجه الاول :أن يكون الإتيان مستعار لقبول التكوين كما استعير للعصيان الادبار في قوله تعالى ثم أدبريسعى وقول النبي لمسيلمة حين امتنع من الايمان والطاعة في وفد قومه بني حنيفة لئن أدبرت ليعقرنك الله وكما يستعار النفور والفرار للعصيان
فمعنى ائتيا امتثلا أمر التكوين . وهذا الامتثال مستعار للقبول وهو من بناء المجاز على المجاز وله مكانة في البلاغة والقول على هذا الوجه مستعار لتعلق القدرة بالمقدرة كما في قوله أن يقول له كن فيكون.
وقوله:طوعا أوكرها كناية عن عدم البد من قبول الامر وهو تمثيل لتمكن القدرة من ايجادهما على وفق ارادة الله تعالى فكلمة طوعا أوكرها جارية مجرى الامثال(1/1466)
والوجه الثاني :أن تكون جملة فقال لها وللارض ائتيا طوعا أوكرها مستعملة تمثيلا لهيئة تعلق قدرة الله تعالى لتكوين السماء والارض لعظمة خلقهما بهيئة صدور الامر من ا مر مطاع (امر بألف المد) للعبد المأذون بالحضور لعمل شاق أن يقول له: ائت لهذا العمل طوعا أو كرها لتوقع ابائه من الاقدام على ذلك العمل وهذا من دون مراعاة مشابهة أجزاء الهيئة المركبة المشبهة لاجزاء الهيئة المشبهة بها فلا قول ولامقول وانما هو تمثيل ويكون طوعا أو كرها على هذا من تمام الهيئة المشبه بها وليس له مقابل في الهيئة المشبهة .
والمقصود على كلا الاعتبارين تصوير عظمة القدرة الإلهية ونفوذها في المقدورات دقت أو جلت
نقلا عن التحرير والتنوير
---
جمال حسني الشرباتي
11-10-2006, 04:56 AM
السلام عليكم
بارك الله بالناقل والمنقول منه
---
(1/1467)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل هناك موازنة بين الشاطبية والتيسير؟
---
هل هناك موازنة بين الشاطبية والتيسير؟
---
إبراهيم الجوريشي
12-24-2005, 02:02 AM
أرجو من أهل الاختصاص أن يفيدونا في هذا الامر
هل يوجد كتبا او ابحاث درست الفروقات والزيادات
بين الشاطبية والتيسير؟
وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالله الشمراني
12-24-2005, 10:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
فإن كتاب التيسير للإمام الداني يعتبر أصلاً للشاطبية وقد نظم الإمام الشاطبي قصيدته من هذا الكتاب بمعنى أنه حول المنثور إلى منظوم ، وقال في ذلك :
وفي يسرها التيسير رمت إختصاره *** فأجنت بعون الله منه مؤملاً
وألفافها زادت بنشر فوائد *** فلفت حياءً وجهها أن تفضلا
أما بالنسبة للزيادات والفروق فهي قليلة جداً وقد جمعها بعضهم على شكل أبحاث أو في ثنايا بعض الرسائل العلمية ، ولكي تعم الفائدة فسوف أنزلها في الموقع قريباً .
---
إبراهيم الجوريشي
12-25-2005, 04:28 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم
ونحن بانتظار إنزالها هنا لحاجتنا الماسة لها
فلا تطل علينا المدة أحسن الله إليكم في الدارين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
فإن كتاب التيسير للإمام الداني يعتبر أصلاً للشاطبية وقد نظم الإمام الشاطبي قصيدته من هذا الكتاب بمعنى أنه حول المنثور إلى منظوم ، وقال في ذلك :
وفي يسرها التيسير رمت إختصاره *** فأجنت بعون الله منه مؤملاً
وألفافها زادت بنشر فوائد *** فلفت حياءً وجهها أن تفضلا
أما بالنسبة للزيادات والفروق فهي قليلة جداً وقد جمعها بعضهم على شكل أبحاث أو في ثنايا بعض الرسائل العلمية ، ولكي تعم الفائدة فسوف أنزلها في الموقع قريباً .
---(1/1468)
عبدالله الشمراني
12-26-2005, 10:41 AM
نحمد الله تعالى على ما أولانا من النعم ونصلي على سيدنا محمد خير البشر عليه الصلاة والسلام:
فقد بحثت سريعاً ووجدت مخطوطتين في الفرق والزيادة بين الشاطبية والتيسير هما
1- مخطوط البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان للقيلي
2- معين المقري النحرير على ما اختص به العنوان والقصيدة والتيسيير للعلامة احمد بن علي بن عبدالرحمن المشهور بالبلبيسي (979هـ) وأوراقه :عشرة أوراق
أما بالنسبة للمطبوعات فلا يحضرني شيء معين لكن قد تجد ذلك في مقدمات شروح الشاطبية وكذلك في كتب التحريرات والمؤلفات الحديثة في علم القراءات .
---
د. أنمار
12-27-2005, 06:55 PM
فقد بحثت سريعاً ووجدت مخطوطتين في الفرق والزيادة بين الشاطبية والتيسير هما
1- مخطوط البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان للقيلي
.
تنبيه:
يظهر أنه سبق قلم فالعنوان ليس هو تيسيرالداني بل هو كتاب آخر من أصول النشر تأليف أبي طاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الأنصاري الأندلسي المتوفى سنة 455 هجرية
أنظر النشر ج 1 ص 64
وينظر من هو القيلي هل هو الأبهري أم غيره
والله أعلم
---
د. أنمار
12-27-2005, 07:14 PM
وأكثر من رأيته يتعرض للفروق الشيخ الضباع في كتابه إرشاد المريد شرح القصيد
ويتعرض أيضا لما هو أهم من ذلك، ما قد يتبادر إلى الذهن أنه من طريق الشاطبية وليس كذلك وإن ذكر في متن القصيدة، وفي معظم ذلك يقول بعض الشراح أن الشاطبي ذكرها استطرادا
---
إبراهيم الجوريشي
12-28-2005, 02:49 AM
جزاكم الله خيرا مشايخي الكرام على هذه التوضيحات
وهل يوجد على النت شئ من هذه الكتب كلملف ورد
اتمنى اذا امكن وضعها كملف مرفق لعدم تيسرها لنا
وجزاكم الله خيرا
---
عمار
12-28-2005, 05:16 AM
الشيخ الكريم د.أنمار.....
ما أعرفه أن اسم كتاب الضبّاع هو : "إرشاد المريد إلى مقصود القصيد" ولعله سبق قلم أيضا.(1/1469)
.................................................. .................................................. ..
الأخ الكريم / إبراهيم الجوريشي - وفقه الله - :
عليك بشرح الشاطبية لأبي شامة ، فقد تعرض مؤلفه للفروقات القليلة بين الشاطبية والتيسير
أثناء شرحه للأبيات.
ولا أظنَك تجد غير هذا على الشبكة العنكبوتية فقد بحثت وبحثت قبلك لكني لم أوفق. ولذا أرجو
أن تُعْلِمَني إن وجدتَ مبتغاك على الشبكة. (لم أبحث في مخطوطات الأزهر لأن النص العربي في موقعهم لا يظهر عندي! "ويبدو لي أنه خطأ برمجي")
مثال على الفروقات:
لم يذكر صاحب التيسير - رحمه الله - مسألة قصر المنفصل للدّوري وقد ذكرها الشاطبي
في قوله :
فَإِنْ يَنْفَصِلْ فَالْقَصْرُ يَادّرْهُ طَالِباً
بِخُلْفِهِماَ يُرْوِيكَ دَرًّا وَمُخْضَلاَ
وفقكم الله.
---
د. أنمار
12-28-2005, 10:21 AM
نعم هو كذلك فجزاك الله خيرا
---
عمار
01-17-2006, 09:27 PM
الشيخ الكريم : د.أنمار...
اللهم آمين ، ولك المثل.
أرجو منكم أن تنظروا في صندوق الرسائل الخاصة بارك الله فيكم.
---
محمود الشنقيطي
01-28-2006, 11:43 AM
يُذكر مخطوط لأحد المغاربة قبل مائتي عام تقريبا في القراءات واظن عنوانه (التشهير فيما بين الشاطبية والتيسير) فهل يفيدنا أحد الإخوة الأكارم عن المؤلف وكان المخطوط؟؟
وهل تعلم كتابا تناول الخلاف والزيادات بين الشاطبية والتيسير؟؟؟؟
---
garti
02-01-2006, 05:30 AM(1/1470)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تحية طيبة إلى كافة الإخوة المشرفين على هذا الموقع العلمي الرائد وإلى جميع الباحثين والمشاركين في إثرائه ، بخصوص سؤال اللأخ الشنقيطي أقول: إن كعنوان هذه الرسالة المذكورة في سؤالك هو : بيان الخلاف والتشهير وما زاده الحرز على التيسير لشيخ القراء في زمانه : أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي المكناسي نسبا الفاسي مقاما المتوفى سنة 1082 هجرية ، ويعتبر هذا الشيخ الجليل حلقة مهمة في سياق تطور علم القراءات في العالم الإسلامي في زمانه حيث جدد الكثير من قواعده وأصل العديد من فنونه وقضاياه حيث لقبه بعض المترجمين بداني عدوة المغرب تشبيها له باإمام الداني بعدوة الأندلس ، وأذكر أن الأستاذ عبد الله البخاري وهو مغربي من خرجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرءان الكريم، سبق أن قام بدراسة وتحقيق هذا الكتاب كرسالة بحث في الإجازة ولعلها محفوظة في أرشيف هذه الجامعة المباركة في تلك البقعة المباركة قرب مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 04:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:أخي الشيخ عبد الله الشمراني:
كتاب البيان الذي ذكرته حقق في الجامعة الإسلامية وهو للقيني واسمه (البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان لأبي زكريا القيني تحقيق ودراسة هشام الزريري ماجستير (بحث تكميلي).
وأما الكتب التي ذكرتها فليست في الزيادات بل هي في الخلاف الذي ورد في هذه الكتب ،وقد أشرفت على بعض الباحثين ممن حقق بعض الكتب من هذا النوع واتضح أن المقصود هو ماذكرته،ولتوضيح ذلك (الخلاف) فالمراد من أمثلته: لو ذكر في الشاطبية الخلاف عن بعض الرواة في كلمة مثلا (بخلفهما يرويك) فيأتي صاحب الكتاب ليجمع بين كتابين اختارهما، ثم يبين من ذكر أحدهما،ومن ذكر الوجه الثاني منهما،(1/1471)
وأما كتب الفروق فقد ذكر د:انمار وجودها مبثوثة في مصادر كثيرة، وبعض الإخوة ذكر أنها مخطوطة ككتاب بيان الخلاف والتشهير لابن القاضي ،وسأحاول ذكر بعض ذلك من كتاب للأسقاطي (1159هـ) من المواضع نبه فيها على بعض ذلك وأما بالنسبة لسؤال الشيخ محمود:
فأقول : الكتاب كالتالي: هومخطوط في الجامعة الإسلامية بعنوان: بيان الخلاف والتشهير..لابن القاضي ناسخه محمد تقي الله بن عبد الله المايابا،نسخة واحدة،عدد اوراقها 34 ورقة، ورقمها 4987/1 مصدرها المدينة.
وماذكره الشيخ المغربي(الذي كتب اسمه بالإنجليزية) غير مستبعد، وإن كانت بحوث الليسانس لاتشكل أهمية لدى الكثيرين، والشيخ عبد الله البخاري زميلي في الدراسة والتخرج والله اعلم.
---
(1/1472)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الإتقان في تعليم أحكام القرآن للتحميل
---
الإتقان في تعليم أحكام القرآن للتحميل
---
مسك
05-22-2006, 10:11 AM
اسم الكتاب : الإتقان في تعليم أحكام القرآن الكريم
اسم المؤلف : محمد نزار القطشة
نبذة عن الكتاب :
الكتاب يتناول أحكام قراءة وتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ جمعها المؤلف من مراجع ومصادر عدة ووضعها بشكل واضح ومبسط ليسهل على كل مسلم ومسلمة تعلمها.
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2454)
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 11:17 AM
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
---
(1/1473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الإعجاز والإيجاز للثعالبي " ملف ورد "
---
كتاب الإعجاز والإيجاز للثعالبي " ملف ورد "
---
مسك
11-30-2004, 12:03 PM
من نوادر كتب الحكم والأمثال، يقع في عشرة أبواب معقودة على الآيات والأحاديث والأقوال البليغة، والحكم والأمثال والشعر السائر، وكل ذلك موزع بمنهج يشبه منهج (التمثيل والمحاضرة) إلى حد كبير، وتبدو مادة الكتاب نفسها كأنها منتزعة من (التمثيل والمحاضرة) عدا الباب العاشر الذي عقده الثعالبي للشعر. ويمتاز الكتاب بالتدرج الزمني لأصحاب النصوص في الأبواب كلها، وقد ألفه الثعالبي كما يفهم من بعض فصوله للقاضي الجليل أبي أحمد منصور بن محمد عند عودته من غزنة ماراً بهراة بعد سنة 412هـ وله مختصر مشهور، صنعه الفخر الرازي وسماه (أحاسن كلام النبي والصحابة والتابعين وملوك الجاهلية والإسلام)
لتحميل الكتاب أضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31594)
---
(1/1474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أحكام الأمرد من كلام ابن تيمية أحمد
---
أحكام الأمرد من كلام ابن تيمية أحمد
---
عبدالرحمن السديس
03-07-2004, 12:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد ، والأحكام المتعلقة بالمردان ، رأيت الحاجة إليها ماسة ، والعلم بها ضرورة ، لأن الحذر من مخالطتهم مطلوب لئلا تفسد القلوب ، فيهلكها مقلب القلوب .
وقد جاء التحذير من مخالطتهم في كلام أهل العلم مسطور ، ومكتوب ، ومواقفهم في ذلك لا تخفى ، وأخترت أن يكون النقل من كلام الحبر البحر الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله ، ورضي عنه ، وجعلنا وإياه في الفردوس الأعلى من الجنة ، لأن كلامه في هذه المسألة كثير يغني عن النقل عن غيره من صغير وكبير ..
[تعريفه :
قال في القاموس ص 407 : والأمردُ : الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/401.] (ليس لابن تيمية)
[حكم النظر إليه]
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15 / 374 :
.... فإذا كان في ظهور الأمة ، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال ، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء ، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها ، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك ، كما ذكر ذلك العلماء.
قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك ؟
قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء .(1/1475)
وقال المروذي: قلت لأبى عبدالله رجل تاب ، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية ؛ إلا أنه لا يدع النظر ؟!
فقال: أي توبة هذه ؟! قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة ؟
فقال: اصرف بصرك ".
وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
صنف ينظرون ، وصنف يصافحون ، وصنف يعملون ذلك العمل .
.. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب ، فدلها ، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه ، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه ، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها ، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه ؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان ، ومع الغلام شيطانان ، فخشيت على نفسي شيطانية.
وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة ، وحديث مرسل أجود منها ، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ورواء ظهره ، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".
هذا حديث منكر ، وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما".
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة . اهـ بتصرف.(1/1476)
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/419و 21/251:
ومن كرر النظر إلى الأمرد ، ونحوه أو أدامه ، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك ، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك ، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
وانظر (الاختيارات ص290)
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 21/245:
والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم ، والمرأة الأجنبية بالشهوة ، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء ، أو شهوة التلذذ بالنظر ، فلو نظر إلى أمه ، وأخته ، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام ، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
وقول القائل: إن النظر إلى وجه الأمرد عبادة كقوله إن النظر إلى وجوه النساء أو النظر إلى وجوه محارم الرجل كبنت الرجل وأمه وأخته عبادة ومعلوم أن من جعل هذا النظر المحرم عبادة كان بمنزلة من جعل الفواحش عبادة قال تعالى( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون)
ومعلوم أنه قد يكون في صور النساء الأجنبيات ، وذوات المحارم من الاعتبار ، والدلالة على الخالق من جنس ما في صورة المرد فهل يقول مسلم : إن للإنسان أن ينظر بهذا الوجه إلى صور نساء العالم ، وصور محارمه ويقول: إن ذلك عبادة ؟!(1/1477)
بل من جعل مثل هذا النظر عبادة فإنه كافر مرتد يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل ، وهو بمنزلة من جعل إعانة طالب الفواحش عبادة ، أو جعل تناول يسير الخمر عبادة ، أو جعل السكر بالحشيشة عبادة فمن جعل المعاونة على الفاحشة بقيادة ، أو غيرها عبادة ، أو جعل شيئا من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام عبادة فإنه يستتاب فإن تاب ، و إلا قتل وهو مضاهٍ للمشركين الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون..
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/415-419
النوع الثاني من النظر: كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية فهذا أشد من الأول كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير وعلى صاحبها الحد وتلك المحرمات إذا تناولها مستحلا لها كان عليه التعزير لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر وكذلك النظر إلى عورة الرجل لا يشتهى كما يشتهى النظر إلى النساء ونحوهن وكذلك النظر إلى الأمرد بشهوة هو من هذا الباب وقد اتفق العلماء على تحريم ذلك كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة ، والخالق سبحانه يسبح عند رؤية مخلوقاته كلها ، وليس خلق الأمرد بأعجب في قدرته من خلق ذي اللحية ، ولا خلق النساء بأعجب في قدرته من خلق الرجال فتخصيص الإنسان بالتسبيح بحال نظره إلى الأمرد دون غيره كتخصيصه بالتسبيح بالنظر إلى المرأة دون الرجل وما ذاك لأنه أدل على عظمة الخالق عنده ولكن لأن الجمال يغير قلبه وعقله وقد يذهله ما رآه فيكون تسبيحه لما حصل فى نفسه من الهوى كما أن النسوة لما رأين يوسف أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما ذها بشرا إن هذا إلا ملك كريم.....
فلهذا الفرقان افترق الحكم الشرعي فصار النظر إلى المردان ثلاثة أقسام :
أحدها : ما تقترن به الشهوة فهو محرم بالاتفاق.(1/1478)
و الثاني: ما يحزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن ، وابنته الحسنة ، وأمه الحسنة ، فهذا لا يقترن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس ، ومتى اقترنت به الشهوة حرم ، وعلى هذا نظر من لا يميل قلبه إلى المردان كما كان الصحابة وكالأمم الذين لا يعرفون هذه الفاحشة فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق من هذا الوجه بين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي لا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب من قبل ذلك..
[القسم الثالث] : وإنما وقع النزاع بين العلماء في القسم الثالث من النظر ، وهو النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها ففيه:
وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره: أنه لا يجوز.(الاختيارات ص290).
والثاني: يجوز لأن الأصل عدم ثورانها ، فلا يحرم بالشك بل قد يكره .
والأول هو الراجح. كما أن الراجح في مذهب الشافعي ، وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز ، وإن كانت الشهوة منتفية لكن لأنه يخاف ثورانها ، ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية لأنه مظنة الفتنة ، والأصل أن كلما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة ، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرما إلا إذا كان لحاجة راجحة مثل نظر الخاطب ، والطبيب ، وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة ، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز..
[مخالطتهم ، ومجالستهم ]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/374 :
وقال ابن أبي الدنيا :حدثني أبي وسويد قالا حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عثمان بن صالح عن الحسن بن ذكوان قال: لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء ، وهم أشد فتنة من العذارى".
وهذا الاستدلال والقياس والتنبيه بالأدنى على الأعلى وكان يقال : لا يبيت الرجل في بيت مع الغلام الأمرد.(1/1479)
وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون مجالسة الأغنياء وأبناء الملوك، وقال: مجالستهم فتنة إنما هم بمنزلة النساء .
وروى أبو الشيخ القزويني بإسناده عن بشر أنه قال: احذروا هؤلاء الأحداث .
وقال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الأبدال كلهم أوصاني عند مفارقتي له اتق صحبة الأحداث ، اتق معاشرة الأحداث .
وكان سفيان الثوري لا يدع أمرد يجالسه .
وكان مالك بن أنس: يمنع دخول المرد مجلسه للسماع فاحتال هشام ـ يعني ابن عمار ـ فدخل في غمار الناس مستترا بهم وهو أمرد ، فسمع منه ستة عشر حديثا ، فأخبر بذلك مالك فضربه ستة عشر سوطا فقال هشام ليتني سمعت مائة حديث وضربني مائة سوط .
وكان يقول: هذا علم إنما أخذناه عن ذوي اللحى ، والشيوخ فلا يحمله عنا إلا أمثالهم .
وقال يحيى بن معين: ما طمع أمرد أن يصحبني ولا أحمد بن حنبل في طريق.
وقال أبو علي الروذباري: قال لي أبو العباس أحمد بن المؤدب: يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث ، ـ وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ـ ؟
فقال: هيهات قد رأينا من هو أقوى منهم إيمانا إذا رأى الحدث قد أقبل نفر منه كفراره من الأسد ، وإنما ذاك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها فيأخذها تصرف الطباع ، ما أكثر الخطأ ، ما أكثر الغلط .
قال الجنيد بن محمد: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل معه غلام أمرد حسن الوجه ، فقال له: من هذا الفتى ؟ فقال الرجل: ابني ، فقال: لا تجىء به معك مرة أخرى ، فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال أحمد: على هذا رأينا أشياخنا ، وبه أخبرونا عن أسلافهم .
وجاء حسن بن الرازي إلى أحمد ، ومعه غلام حسن الوجه ، فتحدث معه ساعة ، فلما أراد أن ينصرف قال له أحمد: يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق !
فقال: يا أبا عبدالله إنه ابن أختي . قال: وإن كان لا يأثم الناس فيك.
[خروجهم إلى أمكن الفتنة]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/418(1/1480)
وكذلك المردان الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزقة التي يخاف فيها الفتنة إلا بقدر الحاجة ... ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب ولا من رقصه بين الرجال ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس والنظر إليه كذلك..
[تبرجهم]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/418
فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج.
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 28/20
وعليهم أن يأتمروا بالمعروف ، ويتناهوا عن المنكر ،ولا يدعوا بينهم من يظهر ظلما أو فاحشة ولا يدعوا صبيا أمرد يتبرج ، أو يظهر ما يفتن به الناس ، ولا أن يعاشر من يتهم بعشرته ، ولا يكرم لغرض فاسد..
وقال في مجموع الفتاوي 28/370
فإذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة ، أو تحسينه لاسيما بتبرجه في الحمامات ، وإحضاره مجالس اللهو والأغاني فان هذا مما ينبغي التعزير عليه .
[الاستمتاع به و مضاجعته]
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله مجموع الفتاوي 32/247
عن أقوام يعاشرون المردان ، وقد يقع من أحدهم قبلة ، ومضاجعة للصبي ، ويدعون أنهم يصحبون لله ، ولا يعدون ذلك ذنبا ، ولا عارا ، ويقولون نحن نصحبهم بغير خنا ، ويعلم أبو الصبي بذلك ، وعمه ، وأخوه فلا ينكرون ! فما حكم الله تعالى في هؤلاء ؟
وماذا ينبغي للمرء المسلم أن يعاملهم به والحالة هذه ؟
فأجاب: الحمد لله الصبي الأمرد المليح بمنزلة المرأة الأجنبية في كثير من الأمور ، ولا يجوز تقبيله على وجه اللذة بل لا يقبله إلا من يؤمن عليه كالأب ، والأخوة ، ولا يجوز النظر إليه على هذا الوجه باتفاق الناس بل يحرم عند جمهورهم النظر إليه عند خوف ذلك ، وإنما ينظر إليه لحاجة بلا ريبة مثل معاملته والشهادة عليه ، ونحو ذلك كما ينظر إلى المرأة للحاجة ، وأما مضاجعته فهذا أفحش من أن يسأل عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".(1/1481)
إذا بلغوا عشر سنين ولم يحتلموا بعد فكيف بما هو فوق ذلك ؟
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال:" لا يخلوا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ".
وقال:" إياكم والدخول على النساء ، قالوا يا رسول الله أفرأيت الحم قال الحم الموت ".
فإذا كانت الخلوة محرمة لما يخاف منها فكيف بالمضاجعة ؟.
وأما قول القائل: إنه يفعل ذلك لله فهذا أكثره كذب ، وقد يكون لله مع هوى النفس كما يدعي من يدعي مثل ذلك في صحبة النساء الأجانب فيبقى كما قال تعالى في الخمر (فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) وقد روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره وقال: إنما كانت خطيئة داود عليه السلام النظر". (1)
هذا وهو رسول الله ، وهو مزوج بتسع نسوة ، والوفد قوم صالحون ، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب ،وقد روى عن المشايخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه ، وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة ، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب فإن المردان يمكن تعليمهم ، وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم ، وعلى من يصحبهم ، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة وبالشبهة أخرى بل روي :" أن رجلا كان يجلس إليه المردان فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته ".(1/1482)
ولقي عمر بن الخطاب شابا فقطع شعره لميل بعض النساء إليه ، (2) مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه ، والتفريق بينه وبين أهله ، ومن أقر صبيا يتولاه ـ مثل ابنه وأخيه أو مملوكه أو يتيم عنده ـ من يعاشره على هذا الوجه فهو ديوث ملعون ، ولا يدخل الجنة ديوث ، فإن الفاحشة الباطنة ما يقوم عليها بينة في العادة ، وإنما تقوم على الظاهرة ، وهذه العشرة القبيحة من الظاهرة وقد قال الله تعالى (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ، وقال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فلو ذكرنا ما حصل في مثل هذا من الضرر ، والمفاسد وما ذكروه العلماء لطال سواء كان الرجل تقيا ، أو فاجرا فإن التقي يعالج مرارة في مجاهدة هواه وخلاف نفسه ، وكثيرا إما يغلبه شيطانه ، ونفسه بمنزلة من يحمل حملا لا يطيقه فيعذبه ، أو يقتله ، والفاجر يكمل فجوره بذلك ، والله أعلم.
وانظر: الاختيارات ص291
[الخلوة به ]
تحوم الخلوة بأمرد حسن ، ولو لمصلحة التعليم.
والاختيارات ص291
[تملك الأمرد]
وكذلك من ظهر منه الفجور يمنع من تملك الغلمان المردان الصباح ويفرق بينهما .
مجموع الفتاوي 28/370
[ تعليمه ]
ومن عرف بحبتهم ومعاشرتهم منع من تعليمهم .
الاختيارات ص291
[استحلال النظر إليهم ]
يحرم النظر بشهوة إلى النساء ، والمردان ومن استحله كفر إجماعا.
الاختيارات ص290
[وصفه والتغني بهم ]
وسئل رحمه الله :
عن رجلين تراهنا في عمل زجلين ، وكل منهما له عصبية ، وعلى من تعصب لهما وفي ذكرهما التغزل في المردان وغير ذلك وما أشبههما أفتونا مأجورين ؟
فأجاب:(1/1483)
الحمد لله هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال وما كان من جنسها هم ، والمتعصبون من الطرفين ، والمراهنة في ذلك ، وغير المراهنة ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم ، وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم ، وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء ، وأعوانهم حتى ينتهوا عن هذه المنكرات ، ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات ، وغير محرمات بل مكروهات ، ومن المحرمات التي فيها تحريمه ثابت بالإجماع ، وبالنصوص الشرعية ، وذلك من وجوه :
أحدها : المراهنة على ذلك بإجماع المسلمين ، وكذلك لو كان المال مبذولا من أحدهما أو من غيرها لم يجز لا على قول من يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ولا على قول من يقول السبق في غير هذه الثلاثة أما على القول الأول فظاهر وفي ذلك الحديث المعروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا سبق إلا خف أو حافر أو نصل".
...... هذه الأقوال فيها من وصف المردان ، وعشقهم ، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك وتهييج ذلك في القلوب ، وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام ، وتحريم هذا أعظم من تحريم الندب والنياحة وذلك يثير الحزن ، وهذا يثير الفسق والحزن قد يرخص فيه ، وأما الفسق فلا يرخص في شيء منه ، وهذا من جنس القيادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تنعت المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها".(1/1484)
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف المرأة لئلا تتمثل في نفسه صورتها فكيف بمن يصف المردان بهذه الصفات ؟ ويرغب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تخرج القلب السليم وتعمى القلب السقيم ، وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم ، وقد أمر عمر رضي الله عنه بصرب نائحة فضربت حتى بدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين إنه قد بدا شعرها فقال: لا حرمة لها إنما تأمر بالجزع ، وقد نهى الله عنه ، وتنهى عن الصبر ، وقد أمر الله به ، وتفتن الحي ، وتؤذي الميت ، وتبيع عبرتها ، وتبكي شجو غيرها إنها لا تبكي على ميتكم وإنما تبكي على أخذ دراهمكم".
وبلغ عمر أن شابا يقال له نصر بن حجاج تغنت به امرأة فأخذ شعره ، ثم رآه جميلا فنفاه إلى البصرة ، وقال: لا يكون عندي من تغنى به النساء فكيف لو رأى عمر من يغني بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان ؟ مع كثرة الفجور ، وظهور الفواحش ، وقلة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر فإن هؤلاء من المضادين لله ، ولرسوله ، ولدينه ، ويدعون إلى ما نهى الله عنه ، ويصدون عما أمر الله به ، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا...
مجموع الفتاوي 32/249-251 .
================
(1) تقدم أنه قال عنه: حديث منكر.
(2) في مجموع الفتاوي 28/370 تفصيل للقصة ، ويبدوا أن هنا سقط ، والله أعلم.
---
إمداد
03-07-2005, 02:27 PM
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
---
عبدالرحمن السديس
05-17-2005, 12:35 AM
أخي إمداد وأنت جزاك الله خيرا
[السلام عليه ]
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/357 :
ويجوز السلام على الصبيان تأديبا لهم ، وهذا معنى كلام ابن عقيل. وذكر القاضي في المجرد ، وصاحب عيون المسائل فيها ، والشيخ عبد القادر أنه : يستحب ،
وذكره [النووي] في شرح مسلم إجماعا .
قال الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] فأما الحدث الوضيء فلم يستثنوه ، وفيه نظر .
وهو كما قال. اهـ.
---
عبدالرحمن السديس
05-17-2005, 12:45 AM
فائدة(1/1485)
قال في الشرح الكبير20/57
ومعنى الشهوة أن يتلذذ بالنظر إليه .
ونحوه في المبدع 7/12 ، والإنصاف 20/58 ، والإقناع 3/300 .
وقال القناوي الصوفي فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردي نصيحة الإخوان ص22:
قال السبكي: ضابط الشهوة المحرمة:
أن ينظر إلى الوجه الجميل فيلتذ به ، فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال = فهو النظر بالشهوة ، وهو حرام بإجماع ،
قال: وليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع ، أومقدماته فإن ذلك ليس بشرط بل زيادة في الفسق ، قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة ، ويقتصرون على مجرد النظر ، والمحبة ، ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم وليسوا بسالمين .
ونحوه في مغني المحتاج 3/131.
---
(1/1486)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مُلَحُ التفسير ولطائفه (1)
---
مُلَحُ التفسير ولطائفه (1)
---
مساعد الطيار
06-24-2003, 04:11 PM
مُلَحُ التفسير ولطائفه
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد ، فقد أحببت أن أُشْرِكَ إخواني في الملتقى معي في موضوع حيوي يحرص عليه كثير ممن يقرأ في كتب التفسير ، وهي ما يسمى بلطائف التفسير ، أو ملحه ، أو نكته ، وقد يتوسَّع بعضهم فيسمِّيها فوائد ، مع أن الفوائد أوسع مدلولاً من المصطلحات السابقة .
وما سأكتبه لكم إنما هو مفتاح لهذا الموضوع ، ولا يبعد أن لو أخذه باحث وفتَّق أكمامه لخرج بزهر كثير ، وثمر وفير ، فكم من موضوع ينظر إليه ناظر مبدعٌ فيزيد وفيه ، ثم يبدئ ويعيد ، فإذا هو أمام موضوع مبتكر جديد ؛ ينافس بجدَّتِه ، ويعجبُ ناظره بجودته .
وسأجعل الموضوع على مسائل :
المسألة الأولى : تحليل المصطلحات السابقة :
أولاً : اللطائف :
ترجع مادة ( لطف) إلى معنيين :
الأول : الدقة أو الخفاء ، وهذا باب ( لَطُفَ) بضم الطاء .
والثاني : الرفق ، وهذا باب (لَطَفَ) بفتح الطاء .
ويجوز أن يكون المعنيان مرادين في اللطائف ، وتكون تسميتها باللطائف لما فيها من الخفاء الذي لا يُدرك إلا بإمعان نظر ، أوللترفُّقٍ في الوصول إلى اللطيفة ، أو لاجتماعهما معًا فيها .
ثانيًا : المُلحُ :
سمِّيت مُلَحًا لما فيها من الغرابة التي يستعذبها القارئ ويستلذُّها حتى تستولي على لُبِّهِ . قال الراغب في المفردات : (( ثمَّ استُعير من لفظ المِلح الملاحةُ ، فقيل : رجل مليحٌ ، وذلك يرجع إلى حسنٍ يغمض إدراكه )) .
وكذا مُلَحُ الكلام وطرائفُه استعيرت من هذا الباب ، ويظهر أنها أشبهت بحسنها الملح الذي يُحسِّنُ طعم الطعام ويزيِّنه .
ثالثًا : النُّكت :(1/1487)
سُمِّيتَ نُكتًا ، لأنها تؤثِّر على لُبِّ قارئها ، فأصل النَّكت يرجع إلى معنى التأثير اليسير على الشي ، كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة ، ومن نكت الأرض : إذا ضربها بقضيب ، فضربها بالقضيب يُحدِث أثرًا فيها ، ومن قوله صلى الله عليه وسلم : (( نُكِتَ في قلبه نُكتةٌ سوداء )) ؛ لأنَّ الذنب يؤثر في القلب ، فيكون من أثره نقطة سوداء تصير على القلب ، والله أعلم .
وبعد هذا ، فإن في التحليل اللغوي ما يحتاج إلى زيادة إفصاح وبحث ، لكني جعلته مدخلاً لهذا الموضوع الذي يرغب فيه كثيرٌ من قارئ التفسير ، وتراه يأخذُ بمجامع لُبِّهم ، والله الموفق .
المسألة الثانية :مقام المُلح من العلم :
ذكرها الشاطبي في الموافقات ( تحقيق :مشهور سلمان : 1 : 107 ) المقدمة التاسعة من مقدمات كتابه ، فقال : (( من العلم ما هو صُلْبٌ ، ومنه ما هو مُلَحُ العلم لا من صُلبِه ، ومنه ما ليس من صلب العلم ولا مُلَحه )) . وقد فصَّل هذه الثلاثة ، فارجع إليها تكرُّمًا .
المسألة الثالثة : قواعد في اللطائف والمُلَح والنكت :
أولاً : النكت لا تتزاحم.
المراد بذلك أنَّ اللفظة الواحد أو الجملة الواحدة يمكن أن تحتوي على أكثر من نكته ، وهذه النكت لا تتعارض فيما بينها ، وهي صحيحة كلُها ، فيجوز أن تكون كلُّ هذه النُّكت مرادةً بهذا اللفظ أو هذه الجملة ، ومن أمثلة ذلك :
قال الآلوسي : (( … ((فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا )) إخبار عن عاجل أمرهم وآجله من الضحك القليل في الدنيا والبكاء الكثير في الأخرى .
وإخراجه في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به ، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر ، فاستعمل في لازم معناه .(1/1488)
أو لأنه لا يحتمل الصدق والكذب بخلاف الخبر ؛ كذا قرره الشهاب ، ثم قال : فإن قلت : الوجوب لا يقتضي الوجود ، وقد قالوا : إنه يعبر عن الأمر بالخبر للمبالغة لاقتضائه تحقق المأمور به ، فالخبر آكد ، وقد مرَّ مثله ، فما باله عكس ؟
قلت : لا منافاة بينهما كما قيل ؛لأن لكل مقام مقالا ، والنكت لا تتزاحم ، فإذا عبر عن الأمر بالخبر لإفادة أن المأمور لشدة امتثاله كأنه وقع منه ذلك ، وتحقق قبل الأمر كان أبلغ .
وإذا عبر عن الخبر بالأمر لإفادة لزومه ووجوبه كأنه مأمور به أفاد ذلك مبالغة من جهة أخرى )) ( روح المعاني 10 : 152 )
وقال الطاهر ابن عاشور : (( والواو في قوله : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفؤاً أَحَدٌ) (الاخلاص:4) اعتراضية ، وهي واو الحال ، كالواو في قوله تعالى : ( وَهَلْ يُجَازَى إِلاَّ الْكَفُورُ)(سبأ: من الآية17) فإنها تذييل لجملة : (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا )(سبأ: من الآية17) .
ويجوز كون الواو عاطفة إن جعلت الواو الأولى عاطفة ، ويكون المقصود من الجملة إثبات وصف مخالفته تعالى للحوادث ، وتكون استفادة معنى التذييل تبعًا للمعنى ، والنكت لا تتزاحم )) ( التحرير والتنوير 30 : 620 ) . (1)
وانظر أمثلة لمصطلح : النكت لا تتزاحم : روح المعاني ( 5 : 122 / 10 : 83 / 15 : 341 ) التحرير والتنوير ( 28 : 346 ).
ثانيًا : النكت لا يلزم منها الاطراد
المراد أن النكتة أو اللطيفة التي تستنبطها في سياق لا يلزم تُعارض بسبب ساق آخر خالف السياق الأول في النظم ، لأن الاطراد ليس من شروط اللطائف والنكت ، وقد نصَّ الآلوسي على ذلك ، فقال : (( … ((وإذا شئنا بدلنا أمثالهم)) أي : أهلكناهم وبدلنا أمثالهم في شدة الخلق .
((تبديلا)) بديعا لا ريب فيه ؛ يعني : البعث والنشأة الأخرى ، فالتبديل في الصفات ؛ لأن المعاد هو المبتدأ .
ولكون الأمر محققًا كائنا جيء بـ(إذا) .(1/1489)
وذكر المشيئة لإبهام وقته ، ومثله شائع ، كما يقول العظيم لمن يسأله الأنعام : إذا شئتُ أحسِن إليك .
ويجوز أن يكون المعنى : وإذا شئنا أهلكناهم وبدلنا غيرهم ممن يطيع .
فالتبديل في الذوات ، و(إذا) لتحقق قدرته تعالى عليه ، وتحقق ما يقتضيه من كفرهم المقتضي لاستئصالهم ، فجعل ذلك المقدور المهدد به كالمحقق ، وعبر عنه بما يعبر به عنه .
ولعله الذي أراده الزمخشري بما نقل عنه من قوله : إنما جاز ذلك لأنه وعيد جيء به على سبيل المبالغة ، كأن له وقتًا معينًا .
ولا يعترض عليه بقوله تعالى : ((وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم )) ؛ لأن النكات لا يلزم إطرادها فافهم والوجه الأول أوفق بسياق النظم الجليل )) ( روح المعاني 29 : 167 ) .
ثالثًا : ما يكون نكتة في علم قد يكون متنا وصلبا في علم آخر .
وهذا يكثر في علم التفسير ، من جهة اعتبار علم البلاغة ليس من علم التفسير ، إذ المراد بالتفسير بيان المعنى ، وما وراء ذلك من علوم الآية فإنه يخرج عن صلب التفسير ومتنه ، ومنه علم البلاغة .
والملاحظ أن كثيرًا مما يطلق عليه المفسرون نكتًا ولطائف فإنه من علم البلاغة ، وقد تتبعت هذين اللفظين عند الزمخشري والآلوسي وغيرهما ، فظهر لي كثرة التعبير عن دقائق بلاغية باللطائف .
والمقصود أن النكات البلاغية واللطائف الأسلوبية تكون في علم التفسير من باب اللطائف والنكت ، وتكون في علم البلاغة من المتن والصلب ، والله أعلم .
رابعًا : النكات واللطائف ليس لها ضابط في ذاتها ، ولا في قبولها فقد يكون ما تعده لطيفة يعده غيرك غير ذلك .(1/1490)
وقد أشار إلى ذلك الطاهر ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى : (( وثامنهم كلبهم )) من سورة الكهف ، وتعليقه على من يرى أن هذه الواو هي (واو الثمانية) ، فقال في نهاية حديثه في تفسير هذه الجملة : (( ومن غريب الاتفاق أن كان لحقيقة الثمانية اعتلاق بالمواضع الخمسة المذكورة من القرآن إما بلفظه ، كما هنا وآية الحاقة ، وإما بالانتهاء إليه كما في آية براءة وآية التحريم ، وإما بكون مسماه معدودًا بعدد الثمانية ، كما في آية الزمر .
ولقد يُعَدُّ الانتباه إلى ذلك من اللطائف ، ولا يبلغ أن يكون من المعارف ، وإذا كانت كذلك ولم يكن لها ضابط مضبوط فليس من البعيد عدُّ القاضي الفاضل منها آية سورة التحريم ؛ لآتها صادفت الثامنة في الذكر ، وإن لم تكن ثامنة في صفات الموصوفين ، وكذلك لعَدِّ الثعلبي آية سورة الحاقة .
ومثل هذه اللطائف كالزهرة تُشَمُّ ، ولا تُحَكُّ )) ( التحرير والتنوير 15 : 293 ) .
ـــــــــــــــــــ
(1) ملاحظة : الآيات عند الطاهر على رواية قالون عن نافع . وفي المطبوع واو قبل (( لا تتزاحم )) والصواب حذفها .
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2006, 09:43 AM
بارك الله فيكم أبا عبدالملك على هذه الفوائد واللطائف والقواعد . وفي الإشارة إلى الزوايا المختلفة في النظر إلى مسائل العلوم دقة تشكر عليها ، فما يراه الباحث في التفسير لطيفة وفائدة عابرة ، يراه المتخصص في علم آخر من قواعد العلم . ولكل وجهة هو موليها، ومن الصفات المذمومة التهوين من شأن العلوم التي لا تقع في دائرة اهتمام المتكم وطالب العلم ، والتزهيد في علم من العلوم لعدم اشتغاله به .
رابط الحلقة الثانية :
- ملح التفسير ولطائفه (2) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=577)
---
(1/1491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ حكمي
---
حمل المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ حكمي
---
مسك
09-01-2005, 06:20 AM
اسم المنظومة : المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية
اسم المؤلف : الشيخ حافظ الحكمي
نبذة عن المنظومة :
من أهم قصائد حافظ الحكمي الشعرية التي أنشأها في الوصايا والآداب العلمية ، وهي طويلة جداً ،يصف فيها العلم ومنزلته ويرغب في العلم ، ويحض طالبه على الحرص عليه ، والسعي قدر المستطاع لنيل أكبر قسط منه ، وعدم الرضا بغيره عوضاً عنه ، فمن حصل عليه فقد ظفر . ويوصي طلبة العلم بمساعدة غيرهم في تحصيله وتقريب مباحثه ، ويشير عليهم قبل ذلك كله بأن يخلصوا نياتهم - في طلبه - لوجه الله الكريم.
وهي من أروع ما كتب في الوصايا والآداب العلمية
::::: أضغط لتحميل المنطومة ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1986)
---
أبو حسن
09-08-2005, 03:23 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1492)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الشرح المرئي لمتن الشاطبية
---
الشرح المرئي لمتن الشاطبية
---
شريف بن أحمد مجدي
12-07-2005, 10:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم الشرح المرئي لمتن حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع المعروفة بالشاطبية لفضيلة الشيخ/ محسن خليل الطاروطي حفظه الله ورعاه
ويمكنكم الدخول إلى الصفحة الخاصة بالشرح من خلال الرابطين التاليين :
(1) الرابط الأول : ( هنا (http://khayma.com/tajweed/Shatebia.htm) )
(2) الرابط الثاني : (هنا (http://www.alquraat.com/Shatebia.htm) )
كما يمكنكم الدخول الآن لموقع خيمة القراءات القرآنية على العنوانيين التاليين :
(1) http://khayma.com/tajweed/
(2) http://www.alquraat.com
ويسعدنا تلقي آرائكم من خلال سجل الزوار الخاص بالموقع من ( هنا (http://www.alquraat.com/phpbook/guestbook.php) )
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى أخي طالب القراءات على الجهد الذي بذله في رفع هذا الشرح فجزاه الله خير الجزاء
---
القراءات
03-21-2006, 09:36 AM
هذا القسم الأكثر من الشرح المرئي للشاطبية للشيخ محسن بن خليل الطاروطي المصري
وهو بوضوع عالي وموجود دائماً على النت
2 الإستعاذة والبسملة - -
www.shatib.com/2/1.wmv
3 سورة أم القرآن -
- www.shatib.com/3/1.wmv
4-4 a باب الإدغام الكبير
www.shatib.com/4/1.wmv
www.shatib.com/4/2.wmv
www.shatib.com/4a/1.wmv
5- 5a باب إدغام الحرفين المتقاربين 2
www.shatib.com/5/1.wmv
www.shatib.com/5/2.wmv
www.shatib.com/5a/1.wmv
6 باب هاء الكناية - - - 3
www.shatib.com/6/1.wmv
www.shatib.com/6/2.wmv
www.shatib.com/6/3.wmv
7 + 8 +9 باب المد والقصر
www.shatib.com/7/1.wmv
www.shatib.com/8/1.wmv
www.shatib.com/9/1.wmv
10+11 باب الهمزتين من كلمة -(1/1493)
www.shatib.com/10/1.wmv
www.shatib.com/11/1.wmv
12-13 باب الهمزتين من كلمتين -
www.shatib.com/12/1.wmv
www.shatib.com/13/1.wmv
14 باب الهمز المفرد -
www.shatib.com/14/1.wmv
15-16 باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها -
www.shatib.com/15/1.wmv
www.shatib.com/16/1.wmv
17-18-19-20 باب وقف حمزة وهشام على الهمز
www.shatib.com/17/1.wmv
www.shatib.com/18/1.wmv
www.shatib.com/19/1.wmv
www.shatib.com/20/1.wmv
21 باب الإظهار والإدغام
www.shatib.com/21/1.wmv
22 تاء التأنيث هل وبل 3
www.shatib.com/22/1.wmv
www.shatib.com/22/2.wmv
www.shatib.com/22/3.wmv
23 حرف تقاربت مخارجها والنون الساكنة
www.shatib.com/23/1.wmv
24-25-26-27-28-29باب الفتح والإمالة
www.shatib.com/24/1.wmv
www.shatib.com/25/1.wmv
www.shatib.com/26/1.wmv
www.shatib.com/27/1.wmv
www.shatib.com/28/1.wmv
www.shatib.com/29/1.wmv
30 الراءات
www.shatib.com/30/1.wmv
31 اللامات
www.shatib.com/31/1.wmv
32 إمالة هاء التأنيث
www.shatib.com/32/1.wmv
33 باب الوقف على أواخر الكلم
www.shatib.com/33/1.wmv
---
روضة ميدو
03-24-2006, 05:52 PM
بارك الله تعالى فيكم وجعلكم عونا في نصرة دينه و خدمة كتابه الكريم
والحقيقة هذا مجهود عظيم تقبله الله منكم وجعله في ميزان حسناتكم
وتكتمل الفائدة بإذن الله تعالى عند إضافة كتب أصول القراءات المشتمل عليها كتاب النشر
في القراءات العشر ككتاب الروضة والإرشاد والتذكرة وغيرهم إلى مواقعكم بارك الله فيكم
إبراهيم البحيري
مدرس التجويد--- بالأزهر
طالب بكلية القرءان الكريم - مصر - طنطا
الفرقة الرابعة
medomedo_4567@hotmail.com
---
أبوحاتم الغمراوي
04-10-2006, 03:08 AM(1/1494)
أخي الحبيب عضو أسأل الله جل و علا أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك و أن يجزيك عنه خير الجزاء و لكن هناك مشكلة في التحميل حيث لا يمكن استكمال تحميل الملف أرجو المساعدة و جزاكم الله خيرا
---
روضة ميدو
06-13-2006, 08:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أدعوا الله تعالى أن يجعل هذه الأعمال الطيبة في ميزان حسناتكم
وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه على ما يشاء قدير
الرجاء رفع الروابط الخاصة بفرش الحروف من أول سورة البقرة
حتى تعم الفائدة وأدعوا الله أن ينفع بكم والمسلمين
فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير
وجزاكم الله خيرا وإيانا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-14-2006, 08:42 PM
أخي الكريم الروابط غير فعالة ، ينقصها حرف (i)، ينبغي كتابة كلمة shatib
بإضافة (i) في الأخير shatibi لكي يصح الرابط ، حيث أن موقع الإمام الشاطبي هو:
www.shatibi.comمع الشكر
---
روضة ميدو
07-03-2006, 06:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
برجاء رفع روابط الفرش (فرش الحروف) الخاصة
ببقية الشرح المرئي لمتن الشاطبية عاجلا
وجزاكم الله خيرا
وبارك الله تعالى فيكم جميعا واعانكم على خدمة كتابه العزيز
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/1495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث حول (وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم للدكتور عبدالعزيز الحربي
---
بحث حول (وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم للدكتور عبدالعزيز الحربي
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2006, 03:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن مكتبة ودار ابن حزم بالرياض ، بحث قيم للدكتور الكريم عبدالعزيز بن علي الحربي الأستاذ المشاركة بجامعة أم القرى بعنوان :( وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم) . وأظنه في الأصل بحث منشور في إحدى الدوريات العلمية المحكمة . ويقع الكتاب في 74 صفحة من القطع الصغير .
http://www.tafsir.net/images/taanog.jpg
وقد اشتمل البحث على مقدمة ، وفصلين وخاتمة .
الفصل الأول : في الوقف والابتداء وعناية العلماء به . وتحته أربعة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الوقف والابتداء .
المبحث الثاني : مكانة الوقف وعناية العلماء به .
المبحث الثالث : أقسام الوقف والفرق بينه وبين القطع والسكت .
المبحث الرابع : وقف التعانق .
الفصل الثاني : المواضع التي يثبت لها وقف المعانقة في القرآن الكريم .
وقد أورد عشرين موضعاً لهذا النوع من أنواع الوقف ، يبين في كل آية موضع التعانق ، والاختيار والترجيح الذي يراه .
ثم ختم الباحث بتنبيهين قال فيهما :
الأول : جميع ما ورد في هذا الباب من وقف التجاذب يسوغ ترك الوقف عليه في الموضعين ، ومنها ما يستحسن الوصل فيه ويُرجَّح على الوقف على أي منهما كما بين ذلك في موضعه.
الثاني : هناك مواضع لم يترجح لدي إدراجها ضمن موضوع التعانق لبعد التعانق فيه ، أو ضعفه ، أو لأنه لا يصح إلا مع قراءة أخرى . ومن ذلك :
قوله تعالى :{واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا}[البقرة/286].(1/1496)
فإن لفظ :{أنت} يحتمل احتمالاً بعيداً ، أن يكون تابعاً لما قبله ، بأن يكون توكيداً للضمير المحذوف وجوباً تقديره : أنت. وحينئذٍ يجوز الوقف عليه.. ولكن الظاهر الجاري عليه سنن الكلام : أنه مبتدأ... الخ).
شكر الله للدكتور عبدالعزيز الحربي هذا البحث الجيد ، ونفعنا وإياه بعلم كتابه .
---
يسرى خلف
04-21-2006, 04:02 PM
نسأل الله أن ينفع به وأن يطرح له القبول ... وجزى الله الدكتور خيرا
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل لحرصكم على إفادتنا بكل ما هو جديد ونافع وأسأل الله لكم التوفيق والسداد على جهودكم المبذولة
---
عرفات محمد
04-21-2006, 07:49 PM
من طرائف وقف المعانقة أن الإشارة إليه في المصحف بثلاث نقاط لأن كلمة (عانق) فيها ثلاث نقاط، فما ادرى هل أشار إليها الدكتور الفاضل في بحثه أم لا.
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 09:15 AM
أخي الكريم الشيخ عرفات وفقه الله : فكرة علاقة رمز وقف التعانق بكلمة عانق طريفة حقاً ، ولم يشر لها الباحث في بحثه حسب علمي فقد قرأت البحث ولم أجدها.
---
محمود الشنقيطي
04-23-2006, 04:03 PM
حدثني الشيخ المقرئ إبراهيم الأخضر بأن الوقف المسمى بالمعانقة لا أصل له وأنه يعتقد أنه من وضع كتاب المصاحف القرآنية..
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
---
د. أنمار
04-23-2006, 08:06 PM
وهل ذكر الدكتور تاريخ وقف المعانقة، أقصد أول من ذكره.
وحقيقة أبحاث الدكتور ممتعة واليوم اشتريت كتابه سكتات حفص وقرأته وهو بحث قصير ممتع.
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 09:08 PM
أخي الكريم الدكتور المقرئ أنمار حفظه الله
ذكر الدكتور عبدالعزيز قول ابن الجزري : إن أول من نبَّه على وقف التعانق هو المقرئ عبدالرحمن بن أحمد ، أبو الفضل الرازي ، مؤلف كتاب (جامع الوقوف) ، وقال : إنه أخذه من المراقبة في العروض.
انظر : البحث ص 15-16 ، غاية النهاية لابن الجزري 1/361 ، النشر له 1/238(1/1497)
قلتُ : والمراقبة في العروض هي المراقبة بين الحرفين ، فلا يثبتان معاً ، ولا يذهبان معاً ، كأن كل واحدٍ منهما يراقب صاحبه ، وهو من متعلقات الزحاف ، وله تفاصيل محلها كتب العروض ، وانظر منها إن شئت : معجم مصطلحات العروض والقافية للدكتورين : محمد الشوابكة ، وأنور أبو سويلم 259-260 ففيه تفصيل جيد .
---
د. أنمار
04-24-2006, 01:32 AM
جزاك الله خيرا وهذه الفائدة ترد على ما نسب الشيخ الأخضر.
فأبو الفضل الرازي لا يوصف بأقل من "الإمام المقرئ شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل ..."
قال السمعاني: "مقرئا فاضلا كثير التصانيف، حسن السيرة متعبدا حسن العيش منفردا قانعا باليسير يقرئ أكثر أوقاته ويروي الحديث"
وقال عبد الغفار الفارسي:"ثقة جوالا إماما في القراءات والروايات عالما بالأدب والنحو، أكبر من أن يدل عليه مثلي وهو أشهر من الشمس وأضوء من القمر ذو فنون من العلم."
ولد سنة 371 وتوفي سنة 454 هجرية.
اهـ
غاية النهاية من الموضع الذي أشرتم إليه حفظكم الله.
---
مساعد الطيار
04-24-2006, 07:41 AM
وقف التعانق أو المعانقة يسمى عند علماء الوقف المتقدمين وقف المراقبة، وأول من نبَه عليه الإمام أبو الفضل الرازي.
وسماه ابن الجزري مراقبة التضاد، وعرفه بأنه: إذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر.
وقد أشار إليه السجاوندي عند تعليقه على قوله تعالى: ( فأصبح من النادمين * من أجل ذلك )، حيث قال: ( النادمين ) ج. ( من أجل ذلك ) ج، كذلك؛ أي: هما جائزان على سبيل البدل لا على سبيل الاجتماع؛ لأن تعلق ( من أجل ) يصلح بقوله: ( فأصبح )، ويصلح بقوله: ( كتبنا )، وعلى ( أجل ذلك ) أجوز؛ لأن ندمه من أجل أنه لم يوار أظهر ".
وعرَّفه الهمذاني فقال: المراقبة بين الوقفين ألا يثبتا معاً، ولا يسقطا معاً بل يوقف على أحدهما ".(1/1498)
وعرَّفه صاحب (المستوفى في النحو) فقال: " المراقبة: أن يكون الكلام له مقطعان على البدل كل واحد منهما إذا فُرِضَ فيه الوقف وجب الوصل في الآخر، وإذا فُرِضَ فيه الوصل وجب الوقف في الآخر ".
وفي كنوز ألطاف البرهان( طبع عام 1290 ) : " رموز (مع، ومعانقة) هذه ثلاث رموزات (ه) باتحاد المعنى مع ترادف العلامات، أعني: هذه الرموز الثلاثة علامة للمعانقة، أي إذا تعانق الوقفان، أي إذا اجتمعا في محل واحد فوقف القارئ على أحدهما ولا وقف على الآخر بل وصله فلم يختل المعنى فحينئذ صح له الوقف على أحدهما شاء ... فلا يصح الوقف عليهما من غير وصل أحدهما وكذلك لا يصح الوصل فيهما من غير وقف على أحدهما.
---
محمود الشنقيطي
04-25-2006, 12:01 PM
جزى الله خيرا شيخنا أبا عبد الملك على ما تفضل به ولكن:
أشكل علي الجمع بين حديث أم سلمة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية"
وبين ما ذهب إليه السجاوندي بقوله:
وعلى"أجل ذلك" أجوز لأن ندمه من أجل أنه لم يوار أظهر"
وقوله "نادمين " رأس آية.
وجزاكم الله خيراً.
---
محمود الشنقيطي
04-25-2006, 12:17 PM
د. أنمار]جزاك الله خيرا وهذه الفائدة ترد على ما نسب الشيخ الأخضر.
لم أفهم أخي الكريم :د.أنمار قولكم
وهذه الفائدة لما نسب للشيخ الأخضر.
فلا زال الجميع متفقا على أقدم تاريخ لظهور التنبيه على هذا النوع من الوقوف وهو في القرن الرابع.
وقوله "لا أصل له" لا يتضمن استنقاصا لمن استحسن هذا الاجتهاد من علمائنا كالرازي وغيره.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى في النشر عن الوقوف جميعها "وأكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منحصر ولا منضبط"ج:1ص:178
---
د. أنمار
04-25-2006, 07:04 PM
الوقف المسمى بالمعانقة لا أصل له وأنه يعتقد أنه من وضع كتاب المصاحف القرآنية.(1/1499)
ما نسب للشيخ من قوله كتاب المصاحف، لم يتبين لي وجهه. فهل يقصد العلماء أنفسهم ؟ فإن كانوا كذلك فهم من قعدوا هذا العلم، وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو
فإن قبلنا من العلماء ذلك وقبلنا الوقف الكافي والتام والجائز والحسن فلا حرج في قبول وقف التجاذب، بدون استنكار.
أما إن قصد غير علماء القراءات فيرد عليه بأن ما ظهر بالبحث أن أبا الفضل الرازي هو أول من نسبت إليه.
---
محمود الشنقيطي
04-26-2006, 10:00 PM
أحسن الله إليك وجزاك خيرا
ما دمت كما قلت (لم يتبين لك وجه ما نسب للشيخ)
إذاً كان الأحسن والأولى بك أن لا تستنكرحتى يتبين لك وجه ما استشكلته.
فأنا لم أستفصل في مقصده وهو لم يبينه وعلى كل حال سأوافيك بالجواب قريبا وشكر الله لك.
---
معاذ صفوت محمود
04-29-2006, 12:26 PM
أرجو من الإخوة الأفاضل ألا يحولوا مسار الموضوع إلى ردود على بعضهم البعض، لأن هذا يذهب ببركة العلم، وجزاكم الله خيرا، والموضوع شيق ومفيد.
---
سلطان الفقيه
04-29-2006, 04:41 PM
الدكتور أنمارـ حفظه الله ـ قولك ( ...وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو) هل صلي وقلي وج ...الخ ذكرها السلف من الصحابة والتابعين بهذه الألفاظ أم بمعناها كالجائز أو مجوَز أو الكافي أو ...الخ،لأن الذي أعرفه أن صلي وقلي ذكره المتأخرون بمعنى ما ذكره المتقدمون.بارك الله فيكم وفي علمكم.
---
محمود الشنقيطي
04-29-2006, 05:30 PM
الأخ الموفق د/أنمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما العلماء رحمنا الله وإياهم الذين تخاف أن قول الشيخ إبراهيم يشملهم وربما ظننتَ أن في ذلك استنقاصا أو حطًّا من أقدارهم العالية - وحاشا -الشيخ إبراهيم أو غيره أن يقصد ذلك.(1/1500)
فالمراد من الكلام أنه لم ينقل أنهم كتبوا المصاحف بأيديهم بطريقة النساخ الذين وضعوا فيها تلك العلامة وغيرها بل كانت كتابة العلماء للمصاحف مجردة مما عدا القرآن ولو كنتَ وقفت على ذلك فنرجو ألا تحرمنا الفائدة.وكون الرازي هو أول من نبه للتعانق لا يعني ذلك سوى استحسانه له واجتهاده في ذلك كما سبق
فالوقف والابتداء وغيره من العلوم وكيفيات الأداء لا يمكن العلم بها بمطالعة المصاحف وهذا غير خافٍ على مثلك.
ووجدتُّ لابن تيمية رحمه الله كلاما فيما يتعلق بكتابة المصاحف فأحببت إحالتكم إليه علكم تجدون فيه جوابا شافياً قال رحمه الله في الفتاوى (ولهذا أمر الصحابة والعلماء بتجريد القرآن وألاَّ يُكتب في المصحف غير القرآن فلا يكتب أسماء السور ولا التخميس والتعشيرولا آمين ولاغير ذلك والمصاحف القديمة كتبها أهل العلم على هذه الصفة.
وفي المصاحف من قد كتب ناسخها أسماء السور والتخميس والتعشير والوقف والابتداء وكتب في آخر المصحف تصديقه ودعا وكتب اسمه ونحو ذلك وليس هذا من القرآن)13/105
وهاك بعض كلام السلف الدالَّ على عنايتهم بتجريد المصاحف مما عدا القرآن وأن ما ورد من غير القرآن ولو كان مستحسنا لديهم فهو من وضع كتاب المصاحف ولو كانوا مستحسنين له أو كارهين.
قال الإمام النسفي رحمه الله في معرض الحديث عن إثبات أن البسملة آية وخلاف الفقهاء في ذلك (وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم الله ولذا يجهرون بها في الصلاة وقالوا قد أثبتها السلف في المصاحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه )1/4
ويقول السرخسي رحمه الله في المبسوط وهو يسوق أدلة الشافعية في عد البسملة آية(ولأنها مكتوبة في المصاحف بقلم الوحي لمبدأ الفاتحة وكل سورة وقدأمرنا بتجريد القرآن في المصاحف من النقط والتعاشير...)1/14
وعلامة التعانق ليست إلا النقط المأمور بتجريد المصحف منه.(1/1501)
وجاء في كتاب توجيه النظر لطاهر الجزائري بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة (روي عن النخعي أنه أتي بمصحف فيه سورة كذا وهي كذا فقال: امحُ هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه, وروي عن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم, وروي عنه وعن الحسن أنهما قالا لا بأس بنقط المصاحف)2/854
فالذي يظهر من هذه النصوص وغيرها أن علماء السلف الذين كتبوا المصاحف لم يضيفوا إليها غير القرآن.
وهذا يحتمل أن ابتداء وقف التعانق كان من لدن الكتاب ثم استحسنه ونبه عليه الإمام الرازي وغيره, كما يحتمل غير ذلك...
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
---
د. أنمار
05-01-2006, 11:04 AM
أستاذ محمود الشنقيطي حفظه الله ووقاه من كل مكروه:
ما نفتقره هنا هو نص عن أحد المتقدمين أن الكتاب هم من وضع ما زعمه الشيخ الأخضر سدده الله.
فكيف نترك نصا واضحا لاحتمال مظنون لا يستند إلى نص.
بل وما نقلته من الفتاوي يستدل به على عكس ما تظن، فالنساخ حين ينقلون أسماء السور والناسخ والمنسوخ والوقف والابتداء، فالمتبادر أنهم ينقلون ما كتبه العلماء في مؤلفاتهم فينزلونها أماكنها في المصحف الشريف لا انهم يخترعونها، فهم نساخ وحسب، بارك الله فيكم.
فالظاهر أنهم نقلوها من أمثال أبي الفضل الرازي، أما من حيث اختلاف العلماء ومن قبلهم الصحابة في جواز كتابتها في المصحف أو حاشيته فهي قضية أخرى.
وسلمكم الله من كل مكروه.
---
(1/1502)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح وطلب
---
اقتراح وطلب
---
أبومجاهدالعبيدي
06-07-2003, 10:09 AM
بسم الله
بناء على اقتراح أحد الإخوة المهتمين بالدروس العلمية ؛ فإنا ندعو جميع الإخوة الأعضاء إلى ذكر ما يعلمونه من الدروس العلمية المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن ونحوها من الدروس المتعلقة بالدراسات القرآنية في مدن المملكة وغيرها مع ذكر معلومات عن هذه الدروس من حيث المكان والزمان والشيخ والكتب المدروسة .
وكذلك الدروس في الدورات العلمية ، خاصة مع قرب موعد الصيف .
---
(1/1503)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال ما هي الدعوة الغير مستجابة
---
سؤال ما هي الدعوة الغير مستجابة
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-03-2004, 08:31 PM
ورد في القرآن الكريم الكثير من الادعية التي تعود للانبياء والمؤمنين والمؤمنات وعموم الناس وعند المتابعة والتدبر في كتاب الله عزوجل ترى ان كل الدعوات مستجابة الا دعوتان لم يستجب الله عزوجل ؟؟؟
في اي سورة ؟؟؟
ومن هم ؟؟؟
ولماذا؟؟؟
---
ابو شفاء
09-03-2004, 08:44 PM
سؤال جميل
ما اعلمه وبدون مراجعة القران
داء من تخرج روحه" قال ربي ارجعون , كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون "
دعاء اهل النار " احرجنا منها ........."
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-16-2004, 02:33 PM
أذهب الى الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
افح موضوع حقيقة الوجود في اليوم الموعود {15}
تجد الرد والدلائل هناك وشكرا للجميع لعدم الرد على هذا السؤال لاكثر من اسبوع...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
---
(1/1504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول قوله تعالى ( والمحصنات من النساء )
---
سؤال حول قوله تعالى ( والمحصنات من النساء )
---
نضال دويكات
11-24-2006, 10:55 AM
هل المراة تعتبر محصنة بمجرد العقد ام انه لا بد من الدخول
---
محمود الشنقيطي
11-24-2006, 12:56 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه..
وبعد/
لا بد في الإحصان من عدة شروط بسطها الفقهاء , رحمهم الله , وهاكَها بإجمال:
1- العقل
2- البلوغ
3- الإسلام (على خلاف بين الفقهاء في اشتراطه وهو مروي عن أبي يوسف والشافعي واحمد - رحم الله الجميع- بدليل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهوديتين وأجاب من اشترطه وهم المالكية وأكثر الأحناف بأنه رجمه صلى الله عليه وسلم آنذاك كان بحكم التوراة قبل تقرير الحكم في الإسلام)
4- الوطء في الفرج بعقد نكاح صحيح قال ابن المنذر: أجمعوا على أنه لا يكون الإحصان بالنكاح الفاسد ولا الشبهة..
5- الحرية
* قال ابن عبد البر رحمه الله (ولا خلاف بين العلماء أن عقد النكاح لا يثبت به إحصانٌ حتى يجامعهم الوطء الموجب للغسل والحد)5/497
وقال المناوي في فيض القدير: (فإن إحصان النكاح هو الوطء في القبل في نكاح صحيح)3/172
---
روضة
11-26-2006, 12:55 AM
ورد الإحصان في القرآن الكريم على معانٍ أربعة: العفة، والحرية، والإسلام، والزواج، والمقصود بـ(المحصنات) في هذه الآية: ذوات الأزواج، والدليل على أن المراد ذلك أنه تعالى عطف المحصنات على المحرمات، فلا بدّ وأن يكون سبباً للحرمة، ومعلوم أن الحرية والعفاف والإسلام لا تأثير له في ذلك، فوجب أن يكون المراد منه المزوّجة، لأن كون المرأة ذات زوج له تأثير في كونها محرّمة على الغير(1).(1/1505)
و(ال) في (المحصنات) تفيد العموم، فتدخل النساء ذوات الأزواج جميعهن في التحريم، وأكّد هذا العموم بقوله: (من النساء)، "فإن لفظ (المحصنات) قد يُراد به العفيفات أو المسلمات، فلو لم يقل ههنا: (من النساء) لتوهم أن (المحصنات) إنما يحرُم نكاحهن إذا كنّ مسلمات، فأفاد هذا القيد العموم والإطلاق، أي أن عقد الزوجية محترم مطلقاً، لا فرق فيه بين المؤمنات والكافرات، والحرائر والمملوكات، فيحرم تزوّج أية امرأة في عصمة رجل وحِصْنِه"(2).
ثم استثنى من هذا العموم المحصنات اللواتي ملكوهن: (إلا ما ملكت أيمانكم)، وخصص جمهور الصحابة والأئمة الأربعة (المِلك) الوارد في الآية الكريمة بالسبي خاصة، وأنه هو المقتضي لفسخ النكاح، بناء على سبب نزول الآية، فعن أبي سعيد الخدري قال: "أصابوا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج، فتخوفوا، فأنزلت هذه الآية: (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)". وقال جماعة إن المراد بالمِلك مطلق مِلك اليمين.
[line]
(1) ينظر: الرازي، (33:4).
(2) تفسير المنار، (4:5).
---
نضال دويكات
11-26-2006, 10:58 PM
السؤال هنا هل إذا زنى العاقد غير الداخل على زوجته هل يعامل معاملة المتزوج المحصن او غير ذلك
هذا المقصود من كلامي هل العقد يكفي في الاحصان ام ان الدخول شرط لتحققه
---
روضة
11-26-2006, 11:29 PM
إذا كان هذا هو المقصود من سؤالك،فجوابه ما ذكره الأخ محمود، ولكن إيرادك الآية الكريمة يذهب بالذهن إلى غير مقصودك، ذلك أن قوله تعالى: (والمحصنات من النساء) جاء في سياق سرد المحرمات من النساء، فيفهم من سؤالك أن المرأة متى تعتبر محصنة حتى تكون من المحرمات؟
---
(1/1506)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المستشرق جون جلكرايست - المقدمة
---
شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المستشرق جون جلكرايست - المقدمة
---
د. هشام عزمي
03-31-2004, 02:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
في الحقيقة أنا ترددت في عرض هذا الأمر عليكم إخواني الأفاضل لهيبتي منكم أولاً و لخشيتي ألا ينال الموضوع تأييدكم ثانياً ثم إني فكرت و أعدت التفكير و قلت لنفسي: هؤلاء هم علماء القرآن و الذابين عنه و المدافعين عن حماه فإن لم تضع اقتراحك أمامهم فلن تضعه أبداً .
حسنٌ , لندخل في الموضوع ... كتاب جمع القرآن بقلم جون جلكرايست - و هو منصر بروتستانتي محترف - من الكتب ذات الشعبية الكاسحة بين النصارى و هو كتاب لطيف اللغة سهل القراءة للشخص العامي لبعده عن التعقيدات الأكاديمية التي تجدها في كتب المستشرقين و المبشرين الذين تناولوا موضوع جمع القرآن و تاريخ النص القرآني بالبحث أمثال تيودور نولدكه و ريتشارد بيرتون و آرثر جيفري و غيرهم .
و الكتاب يهدف إلى التشكيك في القرآن كنص محفوظ على مر الأجيال و خلاصته هي كما كتب مؤلف الكتاب ...
القرآن تم جمعه قطعة قطعة و لم يتم جمعه في حياة النبي - صلى الله عليه و سلم - و كانت تتم تلاوته بألسنة الصحابة و قراءته بلهجات متعددة . لذا نجد أن النص متناسق مع بعضه البعض - كما نتوقع - على الأقل في الخطوط العريضة .(1/1507)
بعد موت محمد - صلى الله عليه و سلم - فقدت أجزاء من القرآن بلا رجعة مع استشهاد العديد من القراء في موقعة اليمامة . هذه الواقعة - بجانب اكتمال نص القرآن بوفاة وسيط الوحي - ألهمت عدد من الصحابة بكتابة مصاحفهم الخاصة . هذه المصاحف كانت متفقة إلى حد كبير في المحتوى العام و لكن تضمنت كماً هائلاً من القراءات المختلفة التي أثرت على النص و وجدت في كل المصاحف حتى أنه لم يوجد مصحفان متطابقان . فضلاً عن ذلك كان القرآن يتلى بلهجات متعددة في مختلف الأقطار الإسلامية .
أثناء حكم عثمان - رضي الله عنه - برزت محاولة تستهدف " تعيير " القرآن ( = وضع نص عياري أو قياسي) و فرض نص موحد على الأمة . تم اختيار مصحف زيد بن ثابت لهذا الغرض لأنه كان متاحاً و كان محفوظاً بعيداً عن الأيدي لسنوات عدة و لم يكتسب نفس الشعبية التي نالها مصحف عبد الله بن مسعود و مصحف أبي بن كعب . باختصار تم تدمير كل المصاحف المخالفة و بالتالي صار مصحف زيد هو النص القياسي للعالم الإسلامي بأكمله .
رغم ذلك ظلت روايات عديدة تبين أن فقرات محورية قد فقدت من النص . فضلاً عن هذا كان لا بد من مراجعة النص و إصلاحه ليلائم احتياج الخليفة إلى نص موحد معتمد . و رغم ذلك بعد موت عثمان قام الحجاج حاكم الكوفة بعمل 11 تغييراً و إصلاحاً للنص .
و لأن المصحف القديم كان مكتوباً بالحروف الساكنة فقط فقد ظلت القراءات المتعددة و لم تتأثر بما عمله عثمان - رضي الله عنه - حتى مضت ثلاثة قرون وقام أحدهم و يدعى ابن مجاهد بحصرها في سبع قراءات محددة المعالم لتتفق مع رواية تقول أن القرآن نزل على سبعة أحرف رغم أن الرواية لم تحدد معنى السبعة أحرف .
و على مدار القرون التالية ظل القرآن يقرأ على سبعة قراءات حتى اندثرت تدريجياً خمسة منها و صار القرآن يتلى حسب قراءة حفص و ورش . و بظهور القرآن المطبوع أخذ القرآن بقراءة حفص السيادة العلمية .(1/1508)
النص القرآني كما يقرأ و يتلى اليوم إنما هو " إصدار " زيد تم تصحيحه عند اللزوم ثم إصلاحه على يد الحجاج ثم تلاوته حسب إحدى القراءات السبع . هذه هي الحقيقة بعيداً عن الاعتقاد الشائع بوجود نص وحيد مباشرة من محمد - صلى الله عليه و سلم . الحقيقة إذن - اعتماداً على كل الأدلة المتوافرة - تبين أن القرآن قد وصلنا بعد مراحل موسعه من الإصلاح و الحذف و التعيير الذي تم فرضه لنص تم تفضيله على يد خليفة متأخر و ليس بتوجيه نبوي أو أمر إلهي .
القرآن هو نص موثق بمعني أنه يحفظ إلى حد كبير المواد التي سلمها محمد - صلى الله عليه و سلم . لا يوجد دليل بوجود إضافات للنص و بالنظر للعديد من القراءات الموجودة و النصوص الناقصة لا يوجد ما يمكن اعتباره مضراً أو متناقضاً مع المحتوى العام . و بهذا الاعتبار يمكن التفكير في موثوقية نسبية لهذا الكتاب باعتبار أنه يحفظ التعاليم الأساسية التي كانت موجودة في الأصل . و على العكس لا يوجد أساس تاريخي أو واقعي للنظرية المحببة بأن القرآن قد تم حفظه لآخر نقطة و لآخر حرف .
هذا هو ملخص الكتاب و الكتاب مليء بعشرات الشواهد و الأدلة على هذه المزاعم .
إذن ما هو المطلوب ؟؟ اقتراحي هو أن أضع هنا أحد فصول الكتاب ثم نقوم جميعاً - مشرفون و أعضاء - بتفنيد مزاعم هذا المبشر و أدلته و كشف زيفها و مناقشتها في ورشة عمل موسعة و بعد ذلك يقوم أحدنا بتنسيق كل الردود و الإجابات في صورة رد علمي موثق بالأدلة و البراهين صادر من ملتقى أهل التفسير . ثم ننتقل إلى الفصل الذي يليه و هكذا ..
يا إخواني هذا مشروع طموح و عظيم الثواب و أرجو ألا أكون قد بالغت في أحلامي . كما أنه سوف يشكل دعاية جبارة للمنتدى فالناس تقبل على مواضيع دحض الشبهات و خاصة في هذا العصر الذي تحالف فيه أعداء الإسلام للنيل منه و من كتابه فما رأيكم في اقتراحي ؟(1/1509)
لكن ما نحن صانعون امام هذه الحملات هل سنكتفي بترديد " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ", إن للبيت رب يحميه , ليكن هذا حجة للكسل والتخاذل , أم سنكون من أدوات تحقيق هذا الوعد , ونعمل على وقف هذه الهجمات بالعمل على كل الجهات وفي كل الجبهات , اسأل الله أن يجعلنا من أنصار دينه .
هل استجاب الله لدعوتك يا أستاذنا الفاضل بأن يجعلنا من أنصار دينه ؟
اللهم آآآآميييين !
---
الخطيب
03-31-2004, 02:45 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب د / هشام
اقتراحك جيد وأرجو أن يلقى قبولا لدى الإخوة الكرام فإن وافقوا بدأنا فورا فالكتاب بحق خطير وبحاجة إلى تضافر الجهود لمناقشته
---
محب
03-31-2004, 08:26 PM
أضم صوتى بالتأييد لهذه الفكرة العظيمة ، وأرجو ألا يحرمنا أساتذنا الأفاضل من علمهم .
---
د. هشام عزمي
04-01-2004, 04:17 PM
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أحمد الخطيب و كذلك أخي الحبيب محب و ليت الأخوة المشرفين يوافقون على هذا الاقتراح .
ما يؤلمني حقاً هو التجاهل النسبي من علماء الإسلام لشبهات النصارى بالمقارنة بهوسهم بشن الغارات على الشيعة و غيرهم من أهل الأهواء ! فهل الشيعة - مثلاً - يمولون من مئات الجهات بملاين الدولارات ؟؟ و هل هم يقدرون بثلث سكان العالم ؟؟ و هل نراهم منهمكين في تشييع السنيين و ينفقون البلايين سنوياً لهذا الغرض ؟؟
يا إخواني هناك أولويات و هناك عدو متحفز يغزو دورنا و بلادنا لنشر قيمه و مبادئه بين أهلينا و سبيله الطعن في ثوابتنا و مقدساتنا ، فماذا نحن فاعلون ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-01-2004, 04:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتراح الدكتور هشام عزمي جيد ، وفكرته رائعه
والمهم هو القيام بها على الوجه المنشود
وأقترح أن يقوم صاحب الفكرة بإدارة المشروع بطريقة مناسبة ، وذلك :
بعرض نص كل فصل بنص امؤلف
ثم تقسيم الفصل إلى مسائل(1/1510)
ثم يتولى المشايخ الكرام الرد على ما في كل مسألة من الأخطاء والانحرافات بطريقة علمية مبنية على الأدلة النقلية الصحيحة والعقلية الصريحة .
ثم إذا اتضح الرد ، وحصل المقصود ننتقل إلى المسألة الأخرى .
وفق الله الجميع لما فيه الخير .
---
أحمد البريدي
04-01-2004, 05:17 PM
اقتراح موفق وفقك الباري :
واتفق مع أخي أبي مجاهد في توليك إدارة الموضوع , وأرى أن يطرح على هيئة نقاط تمثل كل شبهة واحدة منها فتذكر كلام المؤلف ثم تقوم بعرض ما أورد على شكل نقاط , ونأمل من الجميع الايجابية في التعامل مع مثل هذه المشاريع .
---
أبو محمد أشرف
04-01-2004, 06:14 PM
اقتراح سديد وأتمنى أن ينظم بطريقة تعود بالفائدة على المسلمين جميعا !
* وأتمنى من صاحب الاقتراح د هشام عزمي وفقه الله أن يراعي ما يلي :
1- أن يذكر لنا أولا ملخصا للكتاب ؛ فيذكر لنا باختصار أبوابه وفصوله ومحتواه .
2- التعريف بمؤلفه إن أمكن وجهوده في الباطل .
3- أن تطرح الفقرة موضوع المناقشة في يوم معين وليكن يوم الجمعة ويفتح باب الرد لمدة أسبوع .
4- تلخيص الردود في محاور للمشاركين في البداية حتى لايحيد أحد عن الموضوع
* أما بالنسبة للمشاركين فينبغي أن يراعى مايلي :
1- يراعى في المشاركات البعد عن الاستطراد في موضوعات لاتخدم الموضوع
2- يراعى الاختصار في الرد وعد الإطالة من المشاركين في نقل الصفحات الطوال
3- يراعى ترك التقريظ والمدح للمشاركات حتى لانقطع اتصال الردود
4- يراعى في الردود ترك التكرار في الرد
5- ذكر المصادر في النقول وترك الاستدلال بالضعيف والواهي وغير ذلك مما لايخفى على من يشارك .
* أما بالنسبة للمشرفين الأجلاء فأتمنى منهم :
1- أن يضعوا عنوانا للمشروع وليكن مثلا : " كشف الزور والبهتان ورد أكاذيب ومفتريات جون جلكرايست حول جمع القرآن "(1/1511)
2- أن يكتب على الصفحة الأولى للمشروع : حقوق الطبع غير محفوظة ولكل مسلم حق الطبع بعد مراجعة وتنقيح ملتقى أهل التفسير
3- أن يثبت هذا الموضوع
4- أن نستمر في الرد على هذه النوعية من الكتب التي يروج لها أهل الباطل حول القرآن .
والله تعالى أسأل أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى !
---
د. هشام عزمي
04-01-2004, 06:29 PM
بارك الله فيكم جميعاً شيوخنا الأكابر و سأضع هنا أولاً محتويات الكتاب ثم المقدمة (و هي لإعطاء خلفية كافية عن خطورة الكتاب و كاتبه) ...
جمع القرآن
جون جلكرايست
John Gilchrist
المحتويات
مقدمة
المصادر المستعملة
1-المرحلة الأولى لجمع القرآن
* تطور القرآن في عهد محمد
* أول جمع للقرآن في عهد أبي بكر
* نظرة عامة حول جمع القرآن في المرحلة الأولى
* الآيات المفقودة التي وجدت عند خزيمة الأنصاري
2-جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان
* هل كان لمصحف ابي بكر طابع رسمي؟
* إحراق عثمان للمصاحف الأخرى
* مراجعة مصحف زيد بن ثابت
* مميزات المصحف العثماني
3-مصحفا عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب
* عبد الله بن مسعود كبير علماء القرآن
* رد فعل بن مسعود على قرار عثمان
* قراءة عبد الله بن مسعود
* أبي بن كعب سيد قراء القرآن
4-الفقرات التي فقدت من القرآن
* التدوين الغير الكامل للمصحف
* الناسخ و المنسوخ و نظرية النسخ
* الآية المفقودة المتعلقة بطمع بني آدم
* أية الرجم حسب عمر بن الخطاب
5-السبعة أحرف
* السبعة أحرف حسب كتب الحديث
* فترة الإختيار
* ابن مجاهد و تعريفه النهائي
* تأملات حول توحيد نص القرآن
6-تأملات حول جمع القرآن
* شهادة القرآن بخصوص جمعه
* هل هناك نسخة أصلية في مسجد النبي؟
* إعادة النظر في تاريخ النص القرآني
7-المصاحف القرآنية الأكثر قدما التي وصلتنا
* تطور النص المكتوب في مرحلته الأولى
* الخط الكوفي و المشق و الخطوط القرآنية الأخرى
* دراسة مصحفي طبكبي و سمرقند
مقدمة(1/1512)
آعتاد المسلمون منذ قرون عديدة على الفكرة القائلة ان القرآن بقي محفوظا في نصه الاصلي منذ زمن الرسول محمد إلى يومنا هذا بدون أن يَمسًّه أي تغيير أو نقصان أو إضافة من أي نوع كانت و بدون أي تغيير في طريقة قراءته. في الوقت ذاته يعتقد المسلمون أن هذا الكمال المزعوم للنص القرآني هو دليل على أصله الإلهي بدليل أن الله وحده استطاع الحفاظ على هذا النص. لقد أصبح هذا الشعور جد قويا عندهم لدرجة أنه نادرا ما نجد باحثا إسلاميا يقوم بتحليل نقدي لموضوع جمع القرآن حيث أنه كلما ظهرت بوادر محاولة مثل هذه فهي تُقمَعُ في حينها.
لكن ما الذي سنَسْتَنْتِجُه إن نحن استعرضنا الوقائع و المعطيات المتوفرة لدينا حول جمع القرآن في بداية العهد الاسلامي؟
حين نضع الانفعالات العاطفية جانبا و نقوم بتقييم موضوعي للمعطيات التاريخية المتوفرة لدينا فإننا نصل إلى استنتاج مناقض تماما لما يزعمون. سيظهر لنا من خلال هذا الكتاب أن ما دُوِّن في إطار الإرث الإسلامي كاف للبرهنة على أن القرآن كان في وقت من الأوقات يحتوي على عدد مختلف من الآيات بل أحيانًا على مقاطع كاملة لا توجد في الَّنص القرآني الحالي. زيادة على هذا فقد كان هناك عدد جُّد مهم من القراءات المختلفة قبل أن يُقَرِّر الخليفة عثمان بن عفان آستأصالها جميعًا و الاحتفاظ بالمصحف الذي وصلنا.
في سنة 1981 نشرت كتيبا عنوانه "The Textual History of the Quran" كرد على منشور ٍاسلامي حاول الطعن في موثوقية الإنجيل. فبالرغم من أن هذا البحث اتجه أساسا نحو تكذيب ما قيل في موضوع الإنجيل إلا أنه لا يخلو من أدلة تثبت أن نقل القرآن لم يكن أبدا أوثق من نقل الإنجيل.(1/1513)
في سنة 1986 نُشر مقالان في مجلة "البلاغ" حاول صاحباهما الرد على كتيبي السالف الذكر. أحد هذين المقالين كتبه الدكتور كوكب الصديق الباحث الإسلامي المتمركز في أمريكا و الآخر كتبه الباحث الجنوب إفريقي عبد الصمد عبد القادر. يكفي هنا أن نشير إلى أننا سنعود لهذين المقالين بالتفصيل لاحقا.
بعد أبحاث دقيقة في الموضوع أصدرت كتيبا أخر في سنة 1984 عنونته "Evidences for the Collection of the Quran". هذا المؤَلَّف أثار بدوره رد فعل بعض العلماء المسلمين تُوِّج بنشر كتيب سنة 1987 من طرف "مجلس العلماء" لجنوب إفريقيا لكن مع الأسف لم يذكر المؤلف إسمه إلا أنني علمت أن الأمر يتعلق بالمدعو "مولانا ديزاي" (Maulana Desai) القاطن بمدينة بورت إليزابث و سأشير ٍاليه على هذا الأساس.
هذا الكتاب ألف أساسا ليكون تأكيدا للحجج التي قدمت في منشوراتي السابقة و كذلك الاستنتاجات المستخلصة منها و ليكون في نفس الوقت تقييما للأجوبة الثلاث الصادرة عن العلماء المسلمين السالفي الذكر و تفنيدا لمقولاتهم.
إحدى المصاعب التي يواجهها كاتب في مثل هذه الحالة تتجلى في الحساسية المحيطة بهذا الموضوع في الأوساط الاسلامية. إن الشعور السائد عند جل المسلمين يُعتقد على أساسه أن الأصل الالهي للقرآن برهانه يكمن في الطريقة المثالية التي تم بها إيصاله إلينا عبر العصور. هذا الشعور يؤدي إلى الإحساس بالخوف من كون أي دليل على عكس ذلك قد يكون برهانا على عدم ألوهيته.(1/1514)
هذا ما يمنع العلماء المسلمين من التطرق لهذه المسألة بروح موضوعية و من خلال البحث في المعطيات الخالصة بل نلاحظ أن هناك رغبة مسبقة في البرهنة بأي وسيلة كانت على الشعور السائد الذي يتمثل في الفرضية القائلة إن نص القرآن بقي محفوظا بطريقة مثالية. لذلك فإن العاطفة تلعب الدور الأهم كلما تعلق الأمر بموضوع القرآن و ليس من المستغرب أن نجد العلماء المسلمين الثلاثة المذكورين سالفا لا يستطيعون التعامل معي و مع كتاباتي على مستوى البحث العلمي المحض و لا على مستوى الوقائع. لهذا نجد الدكتور كوكب الصديق في مقدمة مقاله المعنون "يقول داعية الكذب المسيحي إن القرآن ليس قول الله" (مجلة البلاغ ‚ مجلد 11 عدد 1 فبراير/مارس 1986) يحاول مهاجمتي بكل ما أوتي من حسن اللسان حيث يقول "السيد جلكرايست يحاول تحطيم البنيان القوي للقرآن من خلال جدال حقير لا يليق بالمسألة. الطريقة التي يستعملها توضح لنا هزالة الوسائل التي بحوزته و الوقاحة التي تميز تهجمه تظهر لنا أنه يستند الى استغلال فرصة عدم وجود أية دراية بالموضوع لدى المسلمين" في حين يصفني ناشر المجلة بأنني "عدو صريح للإسلام يهذف إلى تحطيم بنيانه".
مقال السيد عبد القادر عبد الصمد نشر تحديدا في العدد الموالي لنفس المجلة تحت عنوان "كيف تم جمع القرآن؟" (مجلة البلاغ ‚ مجلد 11 عدد 2 ماي/يونيه 1986). في نهاية هذا المقال يصف الكاتب الباحثين من أمثالي بأنهم "أعداء القرآن المجنونون" تحركهم "الغيرة و البغض و العداء و النوايا السَّامة" لا غير.(1/1515)
أما مولانا ديزاي فقد اعتبر هو كذلك في منشور له تحت عنوان "القرآن فوق كل اتهام" أنه من الضروري فضح محاولتي و استغنى عن تقديم الدلائل على مزاعمه و اكتفى بالشتم. يزعم هذا الكاتب أنني "قررت نفي أصالة القرآن المجيد" عوض أن يتخد منهجا أكثر توازنا قد يؤدي به لا محالة الى اعتبار أنني حاولت فقط أن أركز على المعطيات المتعلقة بموضوع جمع القرآن بدون أية فكرة مسبقة. فقد ذهب الى حد القول إن "مزاعمه لا أساس لها" و في مكان ما يقول "إن جلكرايست سيلعن نفسه" و في مكان آخر يتهمني بأني أعاني من "جهل كبير" وبأنني "ذو عقلية لا تقبل النقاش".
ردود فعل انفعالية مثل هذه تكشف عن خوف العلماء المسلمين من أية دراسة تاريخية محضة لموضوع جمع القرآن نظرا لأنها قد تؤدي إلى نفي ما يزعم من أن القرآن جُمع و احتُفظ به في ظروف مثالية.
في هذا الكتاب سأبدل كل جهدي لمعرفة الى أي حد تم نقل و توصيل النص القرآني بطريقة كاملة و دقيقة. هذه الدراسة لن تكون إلا إبرازا للمعطيات المدوَّنة. إن مسألة الأصل الإلهي للقرآن لا يمكن حلها باعتبار طريقة نقله و توصيله و إنما تكون بدراسة مضمونه و تعاليمه. ما يهمنا هنا هو فقط استخلاص الدقة التي تم بها تأليفه و جمعه. أما إذا كان هناك علماء مسلمون كالذين تم ذكرهم سالفا يشعرون أن دراسة مثل هذه تحطم اقتناعاتهم بأن القرآن من عند الله (ديزاي يتهمني مرارا بأنني أهدف الى "نفي سلامة القرآن الشريف من التحريف") فهذه مشكلتهم لأنهم ينطلقون من الفرضية القائلة بأن جمعا و نقلا مثاليين يضمنان الأصل الالهي لكتاب ما.(1/1516)
لا أجد مبررا للرد على هؤلاء العلماء المسلمين بعبارات شاتمة كالتي استعملوها ضدي لأنني أمتلك الحرية الكاملة للخوض في هذا الموضوع بدون أية عراقيل نفسية و بدون أية فرضية أو فكرة مسبقة. زيادة على هذا فأنا أعتقد أنه إذا لم يكن كتاب ما من عند الله فلا يمكن لأي دليل كيفما كان نوعه أن يغير هذا الامر. إن هؤلاء العلماء يحاولون البرهنة على فرضية محضة و هذا ما يتضح من خلال طريقة تعاملهم مع الموضوع. كل واحد منهم حاول التطرق للمسألة بشكل جد مختلف عن الآخرين. الصديق و ديزاي يتناقضان بشكل مكشوف في نقاط عديدة بالرغم من أن كلاهما يحاول التوصل لنفس النتيجة ألا و هي كمال النص القرآني و خلوه من النقصان. هذه المعضلة لا يمكن تفسيرها إلا بشيء واحد و هو أنهما يبذلان جهذهما للانتهاء إلى حيث بدءا أو بعبارة أخرى للرجوع في النهاية إلى ما افترضاه في البداية و هو ما ذكر سالفا.
من المفيد أن نقوم بجرد سريع لمواقف هؤلاء العلماء كل واحد على حدة :
1-الدكتور كوكب الصديق(1/1517)
الصديق يتخد الموقف الاسلامي الرسمي. العبارة "نص واحد لا اختلاف فيه" هي ما عَنْوَنَ به جزأ من مقاله و هو ما يلخص مراده بوضوح. الفرضية تتجلى في القول بوجود نص قرآني واحد لم يضف إليه شيء و لم يقتطع منه شيء و لم يكن أبدا أي اختلاف في طريقة قرآءته. لقد كان على هذا الكاتب أن يقدم بعض الاستفسارات حول ما جاء في الحديث النبوي ( وهو من أقدم ما دُوِّن في موضوع جمع القرآن) بخصوص حرق الخليفة عثمان لجميع المصاحف القرآنية باستثناء مصحف حفصة (1) بسبب وجود اختلافات عديدة في كيفية قرآءة القرآن في المناطق المختلفة التي كانت تحت النفوذ الاسلامي. الصديق يزعم أن الاختلافات همت فقط طريقة تلاوة النص و هذا برهان يَسْتَدِل به زمرة من العلماء المسلمون. سنرى فيما بعد أن هذا التدليل غير مقنع بل لا أساس له من الصحة. الصديق يفضل السكوت عن الأحاديث النبوية التي تظهر بوضوح أن القرآن الذي هو اليوم بين أيدينا هو بشكل أو بآخر غير مكتمل.
2-عبد الصمد عبد القادر
يفضل هذا الباحث المرور مَرَّ الكرام على الأدلة الثاقبة التي يمكن استخلاصها من الحديث النبوي كما لو كانت غير موجودة بتاتاً و لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لها في مقاله. بالمقابل نجده يحاول البرهنة على أن القرآن يحتوي على شهادة كافية بخصوص طريقة جمعه. سأتطرق إلى هذه المسألة في نهاية الجزء الرئيسي من هذا الكتاب مع العلم أنه عموما لا يؤثر على الموضوع الذي نحن بصدد دراسته.
3-مولانا ديزاي(1/1518)
بالرغم من الشتائم التي وجهها إلي فهو يعترف بموثوقية و صحة أغلب الحقائق التي قدمتها و يعترف بأنه كانت هناك بالفعل اختلافات نصية في المصاحف الاولى و بأن عددا من المقاطع التي كانت ضمن القرآن فقدت منه لاحقا. بخصوص الاختلافات في القراءة يعتمد ديزاي على حديث نبوي واحد يروي أن محمدا قال إن القرآن نزل من عند الله على سبعة أشكال لغوية و لهذا فهو يزعم أن كل هذه القراءات قد شرعها الله و هي التي تشكل ما يعرف ب"الأحرف السبع" و يتقبل ببالغ السهولة فكرة أن عثمان قام بالفعل بتنحية مصاحف موثوقة و نجده يبرر هذا الإجراء بكونه هدف إلى ضمان اتساق في القراءة. سنرى فيما بعد أن تفكيرا كهذا يعرض صاحبه إلى تناقضات خطيرة. بخصوص المقاطع المفقودة من القرآن يعترف ديزاي بوجودها كما ذكرنا سالفا لكن يزعم أن الله نسخها ولذلك فهي لا توجد ضمن النص القرآني الحالي. لي اليقين أن هذه المزاعم لن يستسغيها لا كوكب الصديق و لا عبد الصمد عبد القادر و نفس الشيء بالنسبة لما تعلق بالقراءات المختلفة. و مع هذا أجد نفسي مضطرا للقول بأن المولانا هو الوحيد من بين الثلاثة الذي استطاع الإعتراف بإخلاص بموثوقية الأحاديث التي تحكي عن كيفية جمع القرآن. بالرغم من أنني أعتبرأن حججه غير مقنعة كما سنرى لاحقا إلا أنني أجد أن تقبله للحقائق التاريخية أمرا مسعدا.
في نهاية هذا الكتاب سأقدم عرضا موجزا عن المصاحف القرآنية الاولى التي استطاعت أن تصلنا. هذفي من هذا هو تحديد إمكانية وجود أحد المصاحف العثمانية التي تنوقلت بعد تنحية المصاحف الأخرى. يتضمن هذا الكتاب صورا لأقدم المصاحف التي وصلتنا وبالخصوص تلك التي بقيت من القرن الثاني للهجرة قبل أن يشيع استعمال الخط الكوفي في شكله المتطور في أوساط الخطاطين و يصبح معيارا إلى أن عوض بالخط النسخي.(1/1519)
لي الثقة بأن هذا الكتاب سيكون بمثابة إسهام في التقييم الحقيقي لمسألة جمع القرآن في بداية التاريخ الإسلامي من خلال دراسة موضوعية للمعطيات المتوفرة لدينا. لن أعتدر عن كون دراستي هذه لا تأخذ بعين الإعتبار الشعور السائد في الأوساط الإسلامية كما ذكر سابقا و أتمنى أن لا تؤدي إلى ردود فعل انفعالية كتلك التي صدرت كجواب على منشوراتي السابقة. أؤكد مرة أخرى أن هذفي هو الوصول إلى خلاصة مضبوطة و مبنية على الحقائق بخصوص موضوع جمع القرآن لا غير. أنا لست "عدوا صريحا للإسلام" تسيطر عليه رغبة جنونية للإستهزاء بالقرآن أو نفي سلامته من التحريف بأي وسيلة كما يفترض بعض الكتاب الإسلاميين.
جون جلكرايست
29 يناير 1989
---
د. هشام عزمي
04-01-2004, 07:14 PM
الأخ الكريم أبا محمد..
ها أنا ذا قد نقلت المقدمة ليعلم إخواني فقط ما نحن مقبلون عليه و كيف يتظاهر هؤلاء بالموضوعية و الحياد و يصفون علماء المسلمين بالإنفعالية و اللاموضوعية !!
ما نريده هنا هو رد علمي بكل المقاييس لا ذرة للإنفعال فيه وفقنا الله لما فيه الخير .
في منتديات الرد على النصارى نضع عادة مدة شهر لكل فصل (من كتب النصارى) و لكني أظن أننا لن نحتاج للشهر بأكمله إن شاء العلي القدير .
أما بالنسبة لعدم تكرار الردود و مشاركات التأييد و غيرها فهذا لا يهم طالما سيقوم الأخوة المشرفون بتنقيح الردود و تنسيقها لتخرج في أفضل صورة و سوف أقوم بإذن الله بترجمة المشروع إلى الإنجليزية - و هي اللغة الأصلية للكتاب - حتى تعم الفائدة و الله المستعان .
أما عن منهجنا في عرض الكتاب فهو كالآتي .. فالكاتب قد قسم كل فصل إلى عدة مسائل كما يبين الفهرس و سأقوم بإذن الله بنقل كل مسألة بنصها ثم تقسيم المسألة إلى نقاط صغيرة ليسهل الرد و إذا وجد أيكم مني غفلة أو عدم انتباه لأي شبهة فلينبهنا جميعاً و الكمال لله وحده . و سيتم عرض فصول الكتاب تباعاً إن شاء الله .(1/1520)
و ندعوا الله أن يكون كل هذا بنية نصر دينه و أن يجزينا خير الجزاء و أن يوفقنا ليخرج هذا العمل في أروع صورة فما ابتغينا سوى أن نكون من أنصار دينه و من المجاهدين في سبيله .
هذا و بالله التوفيق .
---
أبو محمد أشرف
04-02-2004, 04:32 AM
قبل منا قشة شبهات جون جلكرايست أود أشير إل بعض العبارات التي استوقفتني في المقدمة ومنها :
1- قوله : (( في سنة 1981 نشرت كتيبا عنوانه "The Textual History of the Quran" كرد على منشور ٍاسلامي حاول الطعن في موثوقية الإنجيل )) .
يظهر بوضوح أن يتحرك بردة فعله الناشئة عن تعصب ؛ فهو يتحرك بدافع التعصب والعاطفة التي ينكرها على من يرد عليه ، فهو لا يبحث عن الحقيقة وأبعد ما يكون عن النزاهة التي يتشدق بها !!
2- قوله : (( إن مسألة الأصل الإلهي للقرآن لا يمكن حلها باعتبار طريقة نقله و توصيله و إنما تكون بدراسة مضمونه و تعاليمه )) اهـ
وهل المضمون والتعاليم الربانية العالية التي جاء بها القرآن والتي يشهد لها أعداء الإسلام أخذت من بحثه قدرا ولو ضئيلا بالمقارنة مع الأناجيل التي يؤمن بها وهي خاوية على عروشها !!
وبالمقارنة مع جهده الحثيث للتشكيك في طريقة جمع القرآن !!
3- قوله : (( أنه نادرا ما نجد باحثا إسلاميا يقوم بتحليل نقدي لموضوع جمع القرآن حيث أنه كلما ظهرت بوادر محاولة مثل هذه فهي تُقمَعُ في حينها )) اهـ
يظهر بوضوح حرصه على تشويه صورة المسلمين وأنهم يقمعون من يحاول أن يناقشهم أو يرد عليهم .
وهو بهذا الكلام يريد أن يظهر المسلمين بأنهم يمارسون الإرهاب الفكري !
وهي طريقة عصرية تمارس اليوم على نطاق واسع ضد المسلمين !!
---
الخطيب
04-03-2004, 12:05 AM
شبهته حول تسمية السور
يرمي جلكرايست إلى أن تسمية السور ليست توقيفية مدعيا أن بعضها لم يتم تسميتها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم معرِّضا بأن تسميتها قد تمت من قبل غيره ويمثل لدعواه بسورة الإخلاص ونص كلامه في ذلك:(1/1521)
اقتباس
ــــــ
بعض هذه السور كانت لها أسماء في عهد محمد كما يتبين لنا من خلال الحديثين النبويين التاليين :
"من قرأ هاتين الأيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" (كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح البخاري حديث رقم 1341)
"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال" (نفس المرجع‚ حديث رقم 1342)
في الوقت ذاته هناك دلائل على وجود سُوَرٍ لم يعطها محمد أية أسماء. فسورة الإخلاص (رقم 112) على سبيل المثال لم يُسَمِّها محمدٌ على الرغم من أنه تكلم عنها مُطَوَّلا و ذكر أنها تساوي ثلث القرآن (الحديثين 1344 و 1346 من كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح مسلم)
ـــــــــــــــ
الرد على هذه الشبهة
تسمية السور توقيفية لا اجتهادية ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي اوقف الصحابة على أسماء السور والأدلة على هذا التوقيف مسرودة في كتب علوم القرآن وقد خلص إلى هذه النتيجة السيوطي في الإتقان حين قال:
" وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك "
وأما بخصوص مدعاه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسم سورة الإخلاص بهذا الاسم فهي دعوى عارية عن الدليل فقصارى حجته أن النبي صلى الله عليه وسلم عبر عنها بمستهلها كما في هذا الحديث: " أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " صحيح مسلم عن أبي الدرداء 1 / 556
وعند الترمذي 3 / 276
" من قرأ قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن "
وليس هذا بدليل لمايلي:(1/1522)
- إن تسمية السورة بمستهلها هو وارد في الأثر النبوي ومعهود عند الأسلاف ولقد ضم النبي صلى الله عليه وسلم إلى سورة الإخلاص سورتي " الزلزلة ، والكافرون " في التعبير عن الكل بمستهله وذلك فيما أخرجه الترمذي 5 / 165 عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له بربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن "
وأخرج النسائي 1/ 318 بسنده عن عمران قال: " صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل خلفه سبح اسم ربك الأعلى فلما صلى قال من قرأ سبح اسم ربك الأعلى ..." الحديث والشاهد أنه عبر عنها بمستهلها لا باسمها المعروف وهو " الأعلى "
- ويضاف إلى هذا أنه قد ورد في السنة تسميتها مع سورة الكافرون بسورتي الإخلاص
فقد أخرج الترمذي في سننه 3 / 221 ح رقم ( 869 ) باب ما جاء ما يقرأ في ركعتي الطواف بسنده عن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "
- كما ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمونها بذلك وهو مما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك فقد أخرج أبو نعيم في الحلية 1 / 304 عن أبي غالب مولى خالد بن عبدالله قال: " كان ابن عمر ينزل علينا بمكة فكان يتهجد من الليل فقال لي ذات ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث القرآن فقلت قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال إن سورة الإخلاص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن "(1/1523)
- وهناك دليل قوي لا يفوتنا هنا وهو إجماع المحدثين والمفسرين وغيرهم على هذه التسمية فلقد تصفحت وبحثت عن هذه التسمية فلاحظت أن عامة من تعرضوا للحديث عن هذه السورة العظيمة قد عنونوا لأبوابهم بقولهم باب فضل سورة الإخلاص مثلا ونجو ذلك وذات التعبير هذا قد عبر به المفسرون أيضا ومعروف أن الإجماع غير التوقيف لكنه يكون دليلا على التوقيف كما يكون دليلا على النسخ
- وأقوى من ذلك كله هذا الإجماع على كتابتها في المصحف بهذا الاسم والنقل التواتري له عن طريق الحفظة الذين حفظو القرآن الكريم وهم لا يحصون عدا في كل طبقة من طبقات النقل
تدوين القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
يزعم جلكرايست أن القرآن لم يكتب كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الاعتماد على الحفظ بديلا عن كتابة بعض الآيات لدى الصحابة معتمدا في ذلك على فقدان الدليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره – حسب قوله – حتى وصل إلى استنتاج أن القرآن لم يتم أبدا وضعه في مصحف واحد في عهد محمد – صلى الله عليه وسلم –
ـــــــــــــــــ
الرد على هذه الشبهة
ترتكز هذه الشبهة في نفيها كتابة جميع القرآن في حياة النبي e على عدم وجود مصحف يجمع القرآن كله في حياته e وهو ارتكاز على غير مرتكز فيجب التفريق بين تدوين كل القرآن وبين جمعه في مصحف واحد أما عن التدوين فالقرآن كله كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأما عن الجمع ففي رأيي أن القرآن الكريم لم يمر سوى بمرحلة واحدة من الجمع وذلك في عهد الصديق رضي الله عنه ومن الخطورة بمكان ترديد ما ألفناه من تعدد مرات الجمع لأنه يوحي بالنقص الذي يَحتاج معه إلى إعادة الجمع
من الأدلة على أن القرآن قد كتب كله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم(1/1524)
1- أخرج الترمذي 5 / 272 وغيره ( أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد ) عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ثم ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ....."
فلنتأمل كلمة " الشيء " إنها تؤكد على كتابة كل ما نزل وإن كان قليلا كما تؤيده الرواية التالية(1/1525)
2- أخرج مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود عن زيد بن ثابت قال : كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال أكتب فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية فقام بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولي ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أولي الضرر الآية كلها قال زيد فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِف.... " وعند الدارمي عن البراء بن عازب قال: " لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضررا به فنزلت لا يستوي القاعدون .... غير أولي الضرر "
3- لقد كانت همة الصحابة رضي الله عنهم الكتبة منهم متوجهة إلى تدوين كل ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم وليس القرآن فقط حتى إنه نهاهم عن ذلك إلا عن القرآن فقال فيما - رواه مسلم -: " لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ "
وأما عدم تدوين القرآن الكريم في مصحف جامع فهذا يرجعه العلماء إلى عدم الحاجة إليه في هذا العصر لوجود النبي صلى الله عليه وسلم مرجعا للناس إضافة إلى تنجيم القرآن وترقب النسخ(1/1526)
أكتفي بهذا في مداخلتي ولربما أعود ببعض القضايا المتعلقة بذات الموضوع إن شاء الله تعالى
---
د. هشام عزمي
04-08-2004, 07:13 AM
السلام عليكم ،
ها هو تخريج الأحاديث كما وجدتها في موقع الدرر السنية و الله المستعان :
فيما أخرجه الترمذي 5 / 165 عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له بربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن "
حسن دون فضل زلزلت .. الألباني صحيح الترمذي 2317
وأخرج النسائي 1/ 318 بسنده عن عمران قال: " صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل خلفه سبح اسم ربك الأعلى فلما صلى قال من قرأ سبح اسم ربك الأعلى ..." الحديث والشاهد أنه عبر عنها بمستهلها لا باسمها المعروف وهو " الأعلى "
لم أجده في الموسوعة و له شواهد في صحيح مسلم :
سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر. فجعل رجل يقرأ خلفه بسبح اسم ربك الأعلى. فلما انصرف قال "أيكم قرأ" أو "أيكم القارئ فقال رجل : أنا. فقال "قد ظننت أن بعضكم خالجنيها". صحيح مسلم المسند الصحيح 398
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر (أو العصر) فقال أيكم قرأ خلفي بسبح اسم ربك الأعلى؟" فقال رجل : أنا. ولم أرد بها إلا الخير. قال "قد علمت أن بعضكم خالجنيها". صحيح مسلم المسند الصحيح 398
فقد أخرج الترمذي في سننه 3 / 221 ح رقم ( 869 ) باب ما جاء ما يقرأ في ركعتي الطواف بسنده عن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "
صحيح الألباني صحيح الترمذي 689(1/1527)
أخرج الترمذي 5 / 272 وغيره ( أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد ) عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ثم ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ....."
ضعيف الألباني ضعيف الترمذي 599
ضعيف الألباني ضعيف أبي داود 168
أخرج مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود عن زيد بن ثابت قال : كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال أكتب فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية فقام بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولي ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أولي الضرر الآية كلها قال زيد فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِف.... "
حسن صحيح الألباني صحيح أبي داود 2188(1/1528)
وعند الدارمي عن البراء بن عازب قال: " لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضررا به فنزلت لا يستوي القاعدون .... غير أولي الضرر "
لم أجده في الموسوعة و له شواهد عند الترمذي :
لما نزلت : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} جاء ابن أم مكتوم، - وكان أعمى – فقال يا رسول الله : فكيف في، وأنا أعمى ؟ قال : فما برح حتى نزلت {غير أولي الضرر} صحيح الألباني صحيح النسائي 2906
ائتوني بالكتف، واللوح، فكتب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} وعمرو بن أم مكتوم خلفه، فقال : هل لي رخصة ؟ فنزلت {غير أولي الضرر} صحيح الألباني صحيح النسائي 2905
هذه مشاركة متواضعة و أرجو من شيوخنا الأجلاء المزيد من الإيجابية و أن يخبروني هل أضع الفصل الثاني أم انتظر !!
---
أحمد البريدي
04-08-2004, 04:25 PM
اللهم اعصمنا من الزلل
ارجو من د. عزمي عدم الاستعجال بوضع فصل جديد , فلسنا في عجلة من أمرنا.
وأما الرد على ماذكره المؤلف فإليك إياه .
أولاً : ما جاء في المقدمة
الشبهة : آعتاد المسلمون منذ قرون عديدة على الفكرة القائلة ان القرآن بقي محفوظا في نصه الاصلي منذ زمن الرسول محمد إلى يومنا هذا بدون أن يَمسًّه أي تغيير أو نقصان أو إضافة من أي نوع كانت و بدون أي تغيير في طريقة قراءته, في الوقت ذاته يعتقد المسلمون أن هذا الكمال المزعوم للنص القرآني هو دليل على أصله الإلهي بدليل أن الله وحده استطاع الحفاظ على هذا النص . لكن الواقع يخالف ذلك كما يعتقد .
الرد : نعم هذا هو اعتقاد المسلمين كما اخبر الله ذلك في كتابه بقوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وهذا وعد من الله والله لا يخلف الميعاد .(1/1529)
تكملة الشبهة : لقد أصبح هذا الشعور جد قويا عندهم لدرجة أنه نادرا ما نجد باحثا إسلاميا يقوم بتحليل نقدي لموضوع جمع القرآن حيث أنه كلما ظهرت بوادر محاولة مثل هذه فهي تُقمَعُ في حينها.
الرد : هذه مغالطة فكتب المسلمين على مر العصور إلى يومنا هذا تعرضت لهذا الموضوع , وكل ما كتبه الكاتب موجود في مؤلفاتهم على سبيل البحث والتحرير ,فهو إما أنه لم يطلع عليها وهذا كاف في رد كلامه , أو اطلع عليها , ولم يشر إليها في حاجة في نفسه فأين الموضوعية يا ترى .
تكملة الشبهة : لكن ما الذي سنَسْتَنْتِجُه إن نحن استعرضنا الوقائع و المعطيات المتوفرة لدينا حول جمع القرآن في بداية العهد الاسلامي؟
حين نضع الانفعالات العاطفية جانبا و نقوم بتقييم موضوعي للمعطيات التاريخية المتوفرة لدينا فإننا نصل إلى استنتاج مناقض تماما لما يزعمون. سيظهر لنا من خلال هذا الكتاب أن ما دُوِّن في إطار الإرث الإسلامي كاف للبرهنة على أن القرآن كان في وقت من الأوقات يحتوي على عدد مختلف من الآيات بل أحيانًا على مقاطع كاملة لا توجد في الَّنص القرآني الحالي. زيادة على هذا فقد كان هناك عدد جُّد مهم من القراءات المختلفة قبل أن يُقَرِّر الخليفة عثمان بن عفان آستأصالها جميعًا و الاحتفاظ بالمصحف الذي وصلنا.
الرد : ذكر دليلين على ما يزعم أنه مخالفة للواقع الذي يعتقده المسلمون
الدليل الأول : أن القرآن كان في وقت من الأوقات يحتوي على عدد مختلف من الآيات بل أحيانًا على مقاطع كاملة لا توجد في الَّنص القرآني الحالي .
وجوابه : المسلمون لا ينكرون هذا , إلا أنهم يرونه متعلق بموضوع أثبته الله لنفسه واتفقت عليه الأمم ما عدا اليهود ألا وهو موضوع النسخ فقال تعالى : " ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها "
وأما الرد على اليهود في انكاره فهو مبسوط في كتب أصول الفقه فليت الكاتب يرجع إليه .(1/1530)
الدليل الثاني : كان هناك عدد جُّد مهم من القراءات المختلفة قبل أن يُقَرِّر الخليفة عثمان بن عفان آستأصالها جميعًا و الاحتفاظ بالمصحف الذي وصلنا.
وجوابه : أن هذه المسألة متعلقة بالأحرف السبعة , وهل جمع عثمان على حرف واحد أم على سبعة أحرف , فإن كان على سبعة أحرف وهو مذهب طائفة من أهل العلم فكلامه منتف, وإن كان على حرف واحد وهو مذهب الجمهور فالأحرف السبعة إنما نزلت توسعة للأمة في آخر العهد المدني عندما دخل الناس في دين الله أفواجاً توسعة لهم , ولم تكن قرآناً مستقلاً يختلف عما بأيدينا بدليل أن العهد المكي , وأول العهد المدني كله على حرف واحد ولم يتغير بنزول بقية الأحرف .
وقد سبق تناول هذه المسألة في الملتقى مراراً منها هذا الرابط هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=962) و : هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=549):
ثم ذكر أن من قاموا بالرد عليه لم يلتزموا الموضوعية والمنهج العلمي, فليتنا نلتزم حتى لا يكرر هذه المقالة مرة أخرى , ونحرص على بيان عدم التزامه هو بالمنهج العلمي .
وصلى الله على نبينا محمد .
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2004, 05:46 PM
بارك الله فيكم جميعاً ، وجعل ذلك في موازين حسناتكم. وأرجو من الأعضاء الكرام المشاركة بقدر الطاقة ، ومن الدكتور هشام المتابعة للموضوع حتى يكتمل بإذن الله.
---
د. هشام عزمي
06-06-2004, 12:14 AM
كاتب الرسالة الأصلية : عبدالرحمن الشهري
بارك الله فيكم جميعاً ، وجعل ذلك في موازين حسناتكم. وأرجو من الأعضاء الكرام المشاركة بقدر الطاقة ، ومن الدكتور هشام المتابعة للموضوع حتى يكتمل بإذن الله.
---
موراني
06-06-2004, 11:16 AM
الى من بصدد هذا الأمر :
لقد صدر هذا الكتاب عام 1989
ولم اسمع به الى يومنا هذا ( والحمد لله !)
أما المؤلف فلم اجد اسمه مذكورا في الدراسات الاستشراقية حتى اليوم(1/1531)
ولم أعثر على اسمه مشاركا في المؤتمرات والندوات الاكاديمية حتى يومنا هذا أيضا
كل ما يقلقني في هذا الأمر أن كل من يغمس لسانه في الحضارة الاسلامية
دينا كان قرآنا او حديثا تفسيرا أو أدبا أو شعرا ...الخ فهو يسمى ب(مستشرق).
هذا أيضا من الشبهات ! هذا المؤلف قام بشيء مرفوض رفضا تاما
وينبغي ألا نعالج أسلوبه بأساليب العلم أو بأساليب الايمان
لأن كل ما وراء كلامه لا يدخل من باب الاستشراق بل مكانه في دار النصارى المتعصبين والمبشرين .
وأرجو من الجميع أن يتفضلوا بالتفريق بين هذا وبين الاستشراق مشكورين لأن هذا في واد
والمستشرق في واد آخر تماما
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2007, 06:34 AM
ما زلنا نترقب اكتمال هذه الدراسات النقدية للكتاب . وأرجو أن يواصل الدكتور هشام وفقه الله فقد افتقدناه كثيراً في الملتقى ، وأسأل الله أن يكون بخير وسلام .
---
محمد بن جماعة
03-12-2007, 06:19 PM
الكتاب منشور في أحد المواقع المسيحية المتخصصة في "الرد على الإسلام".
وهو متوفر باللغة العربية (http://www.answering-islam.de/Main/Arabic/Gilchrist/Jam/index.html) (نسخة غير مكتملة)، و اللغة الإنجليزية (http://www.answering-islam.de/Main/Gilchrist/Jam/index.html) (نسخة كاملة يمكن تحميلها في ملف واحد من خلال رابط معروض في أسفل الصفحة).
---
د. هشام عزمي
03-17-2007, 05:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،(1/1532)
كنت عندما شرعت في قراءة هذه المقدمة أظن أن العلماء المسلمين المذكورة أسمائهم قد قصروا في الرد على هذا المنصر في طعونه على كتاب الله تعالى . لكني عندما اتصلت ببعض من أعرف من الأخوة المشتغلين بالدعوة خارج الوطن العربي علمت أن هذه الردود المكتوبة باللغة الإنجليزية قد قوضت كلام هذا المنصر النصراني وأتت عليه تمامًا ، وما كان زعمه أن هؤلاء العلماء قد ردوا عليه بعواطفهم وانفعالاتهم إلا كذبًا وزورًا ، وهم قد نقضوا كلامه وأكلوا لحمه وعظامه ، هذا الكذاب الخسيس !
وإن شاء الله نرى الردود الكاملة من علمائنا على هذا الكتاب الهزيل ، ففيه من الكذب والتدليس والتمسح بالعلم وكلام أهل العلم ما يحتاج لرده وتفنيده .
---
underash86
03-18-2007, 12:29 PM
لكني عندما اتصلت ببعض من أعرف من الأخوة المشتغلين بالدعوة خارج الوطن العربي علمت أن هذه الردود المكتوبة باللغة الإنجليزية قد قوضت كلام هذا المنصر النصراني وأتت عليه تمامًا
رجاء أخى الفاضل وضع روابط هذا الردود المكتوبة باللغة الإنجليزية و غيره للأهمية
شكرا
---
محمد سعيد الأبرش
03-18-2007, 02:49 PM
هو كما تفضل الدكتور هشام "كتاب هزيل" فلماذا نهدر وقتنا في رد تفاهاته، علماً أنه لم يأت بحرف جديد عما كتبه
زيهر وجب ومن لف لفهما وهما أشهر وكتبهما أوسع انتشاراً ودراساتهما يعتمد عليها ممن جاء بعدهما.
وقد قتل هذا الموضوع بحثاً وألفت فيه رسائل علمية وكتب أكاديمية.
فإن أبيتم إلا الرد فاختاروا كتاباً يعد مرجعاً عند المستشرقين ليكون النفع أكبر.
والله أعلم.
---
د. هشام عزمي
03-24-2007, 03:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
قصدت بالردود المكتوبة ما ذكره جلكرايست من كتب علماء المسلمين كالشيخ عبد الصمد عبد القادر ومولاي ديزاي ، فكتبهم لم تكن عاطفية إنفعالية كما أوهم الكذاب في مقدمته ، بل كانت رودًا علمية محكمة .(1/1533)
أما كون كتابه هزيلاً فنعم ، أما الإعراض عن الرد عليه فأمر يختلف من شخص لشخص ، فهناك من الناس من ليس لديه فرصة لنيل الأجر والثواب خير من هذه ، وهناك من لديه من الأعمال الحسنة عند الله ما يفوق الرد على هذا المنصر فلا نصرفه عن هذا لذاك .
والله أعلم .
---
(1/1534)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وأخيراً طبعت منظومة (كشف العمى) في رسم المصحف لمحمد العاقب الجكني الشنقيطي (ت1312هـ)
---
وأخيراً طبعت منظومة (كشف العمى) في رسم المصحف لمحمد العاقب الجكني الشنقيطي (ت1312هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
01-04-2007, 12:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في عام 1408هـ وقع في يدي كتاب (الخط العربي) للخطاط محمد طاهر الكردي المكي رحمه الله ، وهو من أجود الكتب التي تحدثت عن الخط العربي وتاريخه وأنواعه ، وكان يكثر من النقل عن نظم سماه (كشف العمى) لمحمد العاقب ، ولا سيما عند كلامه عن رسم المصحف وخصوصيته ، ومن الأبيات التي حفظتها وبقيت في ذهني من تلك المنظومة قوله وهو يتحدث عن جمع المصحف في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم :
لم يُجمعِ القرآنُ في مُجلَّدِِ= على الصحيح في حياة أحمدِ
للأمن فيه من خلاف ينشأُ= وخيفة النسخ بوحي يطرأُ
وكان يُكتب على الأكتافِ= وقطع الأدم واللخافِ
وبعد إغماض النبي فالأحق = أن أبا بكر بجمعه سبقْ
جمعه غير مرتب السور = بعد إشارة إليه من عمرْ
ثم تولى الجمع ذو النورين = فضمه ما بين دفتينِ
مرتب السور والآيات = مخرجاً بأفصح اللغاتِ
وجاء في عد المصاحف اللوا = فرقن في القرى خلاف من روى
هل خمسةٌ أو سبعةٌ أو أربعة= والقولة الأولى هي المتبعة
وقوله وهو يتحدث ويؤيد القول بإعجاز الرسم العثماني :
رسمُ القرآنِ سنةٌ متبعةْ = كما نحا أهلُ المناحي الأربعة
لأنه إِمَّا بأمر المصطفى = أو باجتماع الراشدين الخُلفا
وكلُّ من بَدَّلَ منه حرفا = باءَ بنارٍ أو عليها أَشْفى
والخطُّ فيه معجزٌ للناسِ = وحائدٌ عن مقتضى القياسِ
لا تهتدي لسره الفحولُ = ولا تحومُ حولَهُ العقولُ
قد خصهُ الله بتلك المنزلةْ = دون جميع الكتب المنزَّلة
ليظهر الإعجازُ في المرسومِ = منه كما في لفظه المنظومِ(1/1535)
وهو نظم سلس بديع كما تلاحظون ، يحفظه سامعه من أول مرة لعذوبته ، وقد تطلبتُ هذا النظم من ذلك الوقت ، وسألتُ عنه من أظنه يدلني عليه ، ولكن لم أوفق في الحصول على هذا النظم ، ومع كثرة مراسلتي وسؤالي عرفتُ أن أحد الشيوخ الفضلاء المعنيين برسم المصحف في موريتانيا يقوم على تحقيقه ونشره من مدة .
ثم صدر - ولله الحمد- هذا الشرح في هذا العام 1427هـ محققاً عن دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع بالكويت .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1531459cc4a74e2b3.jpg
وقد حققه الدكتور محمد بن سيدي محمد مولاي الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث بنواكشوط ، والباحث حالياً بالموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية .
ويقع الكتاب في مجلد عدد صفحاته 366 صفحة من القطع العادي .
وقد قدم المحقق للكتاب بمقدمات عرف فيها بالناظم وشرحه على نظمه ، وتحدث عن جهود أهل شنقيط في التأليف في رسم المصحف وضبطه ، ثم تكلم عن منهج المؤلف فينظمه وشرحه .
وقد أوجز المحقق وصفه للكتاب فقال :
(وكتاب (رشف اللمى على كشف العمى) كتاب في رسم القرآن وضبطه حسب قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش ، فهو كتاب جيد في بابه ، يغني عن الكتب المطولة في هذا الفن ، ولا يغني عنه غيره . أبان فيه المؤلف عن قدرة فائقة على الجمع والاختصار والنظم ، وقد ضمنه علوماً شتى مثل : نزول القرآن إلى سماء الدنيا ، ثم نزوله على محمد صلى الله عليه وسلم ، والكلام على ترتيب السور والآيات ، وجمع القرآن وتدوينه ، وعدد المصاحف التي بعث بها سيدنا عثمان بعد أن جمع الناس على مصحف واحد ، كما أنه تعرض لوجوب اتباع الرسم ، ولعدد السور والآيات ...(1/1536)
هذا مع الشمول والدقة في موضوعه الأساسي ، أعني الرسم والضبط ، فقد عرض القواعد عرضاً علمياً دقيقاً واضحاً ، وتعرض لكل أمر قد يخفى على الصغار والكبار ، كما يحوي نكتاً بلاغية ، وقواعد منطقية ، وحكايات طريفة ، وتوجيهات موفقة ، وأحكاماً مدققة ، ومعلومات ضافية ، فهو كتاب نفيس يحتاج طالب العلم إليه ، ولا يغني عنه غيره) ص 44-45
ويقع هذا النظم في 417 بيتاً من بحر الرجز ، ونظمه سهل بديع مليء بالأمثال والحكم . يقول في مطلعه :
حمداً لِمَنْ عَلَّمَ بالأقلامِ = وجَمَعَ القرآنَ في الإمامِ
وللعلومِ جعلَ الكتابهْ= قيداً وأحرزَ بها كتابَه
صلَّى على الهادي النبي الأُمِّيْ = ما دارتِ النجومُ حولَ الأمِّ
هذا وقد أُلقيَ في رِباطي = صوغُ نظامٍ محكمِ الرِّباطِ
يُبينُ فحواهُ لأهلِ الخَطِّ = رسمَ الصحابةِ وشكلَ الضَّبْطِ
مما اقتضاهُ مقرأ الإمامِ= أبي رؤيم نافعِ الهُمامِ
وقد نحاهُ فارسُ الميدانِ= غواص بحر درر المعاني
فصاغ ما يطوق الرقابا = فيه وأبدى العجب العجابا
فجئتُ إذ ذاك بنظمٍ شافِ= يبدي اللئالئ من الأصدافِ
خالٍ من التضمين والإقواءِ = ووصمة السناد والإيطاءِ
سميته كشف العمى والرينِ = عن ناظري مصحف ذي النورينِ
نبذة عن مؤلف النظم وشرحه :
هو العلامة الشيخ محمد العاقب بن سيدي عبدالله بن مايابي اليوسفي الجكني ، اشتهر والده سيدي عبدالله بالعلم والصلاح ، وجده سيد أحمد اشتهر بالسخاء ، ولذا غلب عليه هذا اللقب مايابي لكثرة عطائه.
ولهذا العالم منزلة عظيمة ونبوغ في جل الفنون كالفقه والأصول والعربية ، وكان يلقب بحريري زمانه لجودة نظمه ونثره . وله مؤلفات وأنظام منها :
1- نظم في 112 بيتاً سماه (نشر الطرف عما طوى الجهل من أحكام الشرف) وهو في علم الأنساب ولا سيما نسب آل البيت ، وقد حقق هذا النظم سنة 1416هـ .
2- نظم التزامات الخطاب وشرحه .
3- نظم نوازل سيدي عبدالله بن الحاج إبراهيم .(1/1537)
4- مجمع البحرين في سيرة الشيخ ماء العينين .
5- رشف اللمى على كشف العمى في الرسم والضبط .
وقد هاجر إلى مدينة فاس المغربية بعد احتلال الفرنسيين لموريتانيا ، وتوفي بفاس عام 1312هـ رحمه الله وغفر له.
---
مروان الظفيري
01-05-2007, 09:23 AM
شيخي الفاضل الأستاذ اللبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري
عندما رجعت إلى فهرس مكتبتي الخاصة ،
وجدت فيها ، كتاب :
رشف اللَّمي عن كشف العَمَى ؛ شرح على أرجوزة كشف العمى والرين في الرسم والضبط .
وكلاهما للشيخ محمد العاقب بن مايابي الجكني الشنقيطي ؛
وهو بتحقيق الأستاذ محمد بن عبيد محمد بن مولاي ـ نشر
المطبعة الوطنية بنواكشوط ـ موريتانيا: 1416هـ. .
وثمة كتاب آخر ، هو :
كشف العمى والرين عن ناظر مصحف ذي النورين ؛
لمحمد العاقب بن مايابي الجكني الشنقيطي ، المتوفى
بفاس في العقد الثالث من القرن الرابع عشر الهجري ،
وهي أرجوزة مشهورة وله شرح عليها ،
وهي مطبوعة بموريتانيا .
ومنها أيضا نسخة بالخزانة الحسنية تحت رقم
12008ز في مجموع، ومطلعها:
حمدا لمن علم بالأقلام=وجمع القرآن في الإمام
{انظر : فهرسة الخزانة الحسنية للأستاذ محمد الخطابي 6/141.
وقد ذكر تاريخ الفراغ من كتابتها في ربيع 1336هـ. .
ويمكن الرجوع إليها مخطوطة بالخزانة الحسنبة بالرباط
برقم 12008 ز في مجموع (فهارس خ ح 6/141) }.
---
محمود الشنقيطي
01-05-2007, 10:36 AM
تصحيحاً للمعلومة يا دكتور عبد الرحمن فمحمد العاقب رحمه الله اليوسفي الجكني , فالأول فخذ من الثاني..
وللمعلومية فالناظم هذا رحمه الله هو أخٌ لكل من عالم المالكية ومفتيها محمد حبيب الله بن مايابا , والإمام المحدث محمد الخضير بن مايابا , والعلماء: محمد الكرامي و محمد تقي الله بن مايابا - رحم الله الجميع -(1/1538)
كما أن المحقق الدكتور محمد بن مولاي هو أحدالمبرزين في هذا الفن وفي الفقه والعربية وغيرها وهو من سادتنا الأشراف آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, حفظه الله ورعاه وزادنا وإياه علماً نافعاً وعملاً صالحا..
---
عبدالرحمن الشهري
01-05-2007, 11:37 AM
جزاكما الله خيراً على هذه المعلومات ، وبارك فيكما.
---
عبدالله المعيدي
01-08-2007, 12:32 AM
نفع الله بكم وشكر لكم هذه الفوائد ..
---
(1/1539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن تفسير الكازروني لسورة الفاتحة هل حقق أم لا ؟
---
سؤال عن تفسير الكازروني لسورة الفاتحة هل حقق أم لا ؟
---
ابو حذيفة
05-13-2004, 06:46 AM
لمحمد بن جمال الدين الكازروني تفسير لسورة الفاتحة هل حقق أم لا أرجوا ممن يعرف إفادتي وله مني الدعاء
---
العدوي
08-06-2004, 12:38 PM
أخي الفاضل تفسير الإمام الكازروني قد طبع كاملا طبعة قديمة على حاشية تفسير البيضاوي، وهو تحت الطبع الآن أيضًا بدار الكتب العلمية مرة أخرى كما علمت من بعض إخواننا ، وتفسير الكازروني المسمى ب"الصراط المستقيم" توجد منه نسخ خطية كاملة كثيرة جدا بدار الكتب المصرية ، وبالأزهرية ، وبمعهد المخطوطات إلا أن يكون قصدك أن للفاتحة تفسيرًا مستقلا في التأليف فهذا لم يطبع ، والله تعالى أعلم
---
(1/1540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الخط العربي.. ذروة الجمال وقمّة الإبداع (أحمد عبيد)
---
الخط العربي.. ذروة الجمال وقمّة الإبداع (أحمد عبيد)
---
محمد بن جماعة
04-13-2007, 03:39 PM
الخط العربي.. ذروة الجمال وقمّة الإبداع
أحمد عبيد
مجلة حراء - العدد: 7 (أبريل - يونيو) 2007
رابط المقال (http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=138&ISSUE=7)
ما زلتُ أذكر كلمات أستاذ مادة المخطوط العربي في الجامعة حين كان يقول: "لا تجد أمةً من الأمم تجعل من الكتابة عنصرا جماليا مثل أمتنا
الإسلامية، فأنتَ تُعلق على جدران بيتك آيات قرآنية ليس فقط للتبرك، ولكن لجمال خطوطها وروعة تكوينها".
نعم، فلكل أمة فنونها التي تعتز بها وتعتبرها جزءا من حضارتها وتراثها. ويعد الخط العربي أهم ما نفخر به من بين فنوننا الإسلامية والعربية؛ فهو فن عربي إسلامي برع فيه أجدادنا وتفننوا فوصلوا إلى مرتبة الأصالة وبلغوا في أنواعه وتصميماته وزخارفه درجة العظمة والخلود. وقد عبر الخط العربي خلال مساره الطويل عن ملامح حضارتنا العربية الإسلامية، وعكس روحها وطبيعتها، ومثّل تطورها ومعاناتها.(1/1541)
فقد استمر الخط العربي في تاريخ الفن العربي الإسلامي تيارا له شخصيته المعبرة عن كل عصر؛ فكان كالكائن الحي ينمو ويتفرع ويتجدد باستمرار حتى بلغت أنواعه اثنَين وثمانين نوعا متميزا مات بعضها واندثر، لأنه لم يكن محاولة أصيلة للتجديد ولم يستطع أن يعكس الضروريات الاجتماعية لحياة الناس، وعايش البعض الآخر حياة الناس فتجلّت في حروفه عبقريةُ الفنان العربي المسلم حتى بلغت ذروة الجمال وقمة الإبداع. ولا نظن أن أمة من الأمم قد تداولت الكتابة بهذا الشكل فجعلت منها فنًّا قائما بذاته كما حدث في حضارتنا العربية الإسلامية؛ فكان الخط العربي ولا زال أصل الفنون جميعها لأنه يستمد نبله وشرفه من كتابة آيات القرآن الكريم.
الخط العربي من البداوة إلى الفنون
تلقّى العرب الكتابة وهي على حالة من البداوة الشديدة، ولم يكن لديهم من أسباب الاستقرار ما يدعو إلى الابتكار في الخط الذي وصل إليهم، ولم يبلغ الخط عندهم مبلغ الفن إلا عندما أصبحت للعرب دولة تعددت فيها مراكز الثقافة ونافست هذه المراكز بعضها بعضا على نحو ما حدث في الكوفة والبصرة والشام ومصر؛ فاتجه الفنان المسلم للخط يحسّنه ويجوّده ويبتكر أنواعا جديدة منه.
وقد كان العرب يميلون إلى تسمية الخطوط بأسماء إقليمية لأنهم استجلبوها من عدة أقاليم فنسبوها إليها مثلما تنسب السلع إلى أماكنها؛ لذلك عُرف الخط العربي قبل عصر النبوة بالنبطي والحيري والأنباري، لأنه جاء إلى بلاد العرب مع التجارة من هذه الأقاليم. وعندما استقرّ الخط العربي في مكة والمدينة وبدأ ينتشر منها إلى جهات أخرى عُرف باسمَيهما المكي والمدني.(1/1542)
إلا أن الخط العربي لم يقدّر له أن ينال قسطا من التجديد والإتقان إلا في العراق والشام بعد أن فرغ المسلمون إلى التجويد والإبداع فيه بعد أن فتح الله عليهم البلاد وأصبحت لهم عمارة وفنون واحتاجوا إلى الدواوين. وما يقال عن العراق يمكن أن يقال عن الشام كذلك؛ فقد اتسعت رقعة الدولة في العصر الأموي، وأصبحت دمشق عاصمة الأمويين، وظهر في هذا العصر الترف والميل إلى البذَخ والتحضر، ونشطت حركة العمران فظهرت الكتابات على الآنية والتحف واعتُني بكتابة المصاحف وزَخرفتها.
وفي العصر العباسي ترسّخت الكتابة وازدهرت الخطوط وتنوعت واختص كل إقليم بنوع من الكتابة. وجدير بالذكر أن الأقلام (الخطوط) في ذلك العصر كانت تسمى بمقاديرها كالثلث والنصف والثلثين، كما كانت تنسب إلى الأغراض التي كانت تؤدّيها كخط التوقيع، أو تضاف إلى مخترعها كالرئاسي نسبة إلى مخترعه. ولم تَعد الخطوط بعد ذلك تسمى بأسماء المدن إلا في القليل النادر.
وكما جعل المصريون كتابتهم على ثلاثة أنواع: الهيروغليفي (الكهنوتي)، والهيراطيقي (الدواويني)، والديموطيقي (الشعبي). كذلك كان الأمر في خطوط العصر العباسي، فكان لكل خط اختصاصات معينة، ومن ذلك قلَم الطومار: وكان مخصصا لتوقيع الخلفاء والكتابة إلى السلاطين؛ ومختصر الطومار وكان لكتابة اعتماد الوزراء والنواب والمراسم؛ وقلَم الثلثين وهو لكتابة الرسائل من الخلفاء إلى العمال والأمراء في الولايات؛ وقلم المدور الصغير وهو لكتابة الدفاتر ونقل الحديث والشعر؛ وقلَم المؤامرات لاستشارة الأمراء ومناقشتهم؛ وقلَم العهود لكتابة العهود والبيعات؛ وقلَم الحرم للكتابة إلى الأميرات؛ وقلم غبار الحلية لكتابة رسائل الحمام الزاجل.
هذا وقد اندثر كثير من هذه الخطوط وبقي بعضها الآخر مستعملا إلى يومنا هذا، وفيما يلي سنوضّح أهم هذه الخطوط وصفاتها واستخداماتها.
الخط الكوفي.. ليونة ودقة(1/1543)
يظن كثيرون خطأً أن الخط الكوفي قد نشأ في الكوفة، لذلك قد نسب إليها. والواقع أن هذا الخط الكوفي قد سُمي بهذا الاسم لعناية الكوفة به وليس لأنه نشأ فيها؛ حيث ازدادت حركة تهذيبه وتجميل حروفه وبهذا انفرد باسم "الخط الكوفي". وأرجح الأقوال في تاريخ الخط الكوفي أنه اشتُقّ من الخط الحيري أو الأنبارى، وسبب تسميته بعد ذلك بالخط الكوفي لأنه خرج وانتشر في مدينة الكوفة إلى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي مع الجنود الفاتحين، وذلك في عصر ازدهار الكوفة.
وقد كان للكوفة نوعان أساسيان من الخطوط؛ نوع يابس ثقيل كان يسمى "الخط التذكاري"، وكان يستخدم في الكتابة على المواد الصلبة كالأحجار والأخشاب ويتميز بالجمال والزخرفة، وكان يخلو أحيانا من النقط وترابط الحروف. ونوع ليّن تجري به اليد في سهولة، وهو الخط الذي انتهى إلى الكوفة من "المدينة" وكان يسمى "خط التحرير"، وكان مخصصا للمكاتبات والتدوين والتأليف.
وقد نتج من المزج بين الخطين نوع ثالث يتصف بالرصانة والجمال، وهو "خط المصاحف" الذي يجمع بين الجفاف والليونة. وظل هذا الخط هو الخط المفضَّل طيلة القرون الثلاثة الهجرية الأولى.
وقد استنبطت من الخط الكوفي أنواع فنية وزخرفية قسّمها مؤرّخو الفنون الإسلامية إلى "الكوفي البسيط"، و"الكوفي المورق"، و"الكوفي المضفر المترابط"، و"الكوفي المهندس".
خط الثُّلُث.. أمّ الخطوط
ويسمّى خط الثلُث بأم الخطوط وأصلها؛ فلا يعد الخطاط خطّاطا إلا إذا أتقن خط الثلُث وهو أصعب الخطوط، يليه النسخ، ثم الفارسي.. أما عن تسميته فقد كانت الخطوط (الأقلام) تنسب إلى قلم الطومار وهو أكبر الأقلام مساحة، وعرْضه أربع وعشرون شعرة من شعر البرذون (حيوان يشبه البغال والخيل ويستخدم في نقل الأحمال). وقلم الثلُث أو خط الثلث هو بمقدار ثلث هذا القلم (أي ثماني شعرات) لذلك سمي بخط الثلُث. وهكذا في أسماء بعض الخطوط الأخرى كقلم الثلثَين وقلم النصف.(1/1544)
وينسب إلى الوزير الخطاط "علي بن مقلة" وَضْعُ قواعد خطّ الثلث، وقد سمي خط الثلث في العصور المتأخرة بـ"المحقّق"، وذلك لأن كل حرف من حروفه يحقق الأغراض المرادة منه.
ويستعمل خط الثلث في الكتابة على جدران المساجد والمحاريب والقباب والواجهات والمتاحف، وكذلك في عناوين الصحف والكتب، كما تكتب به أوائل السور في المصحف الشريف، وهو خط يحتمل كثيرا من التشكيل.
خط النَّسخ.. خادم القرآن
ينسب البعض اختراع خط النسخ إلى "عبد الله الحسن بن مقلة" وهو أخو الوزير الخطاط علي بن مقلة. وهناك من يرى أن خط النسخ أقدم من ابن مقلة بكثير. وأيًّا كان الأصل في هذا الخط فقد طور ابن مقلة هذا الخط إلى الشكل الذي هو عليه الآن حتى صار يختلف عن الخطوط السابقة. وقد سمي هذا الخط بخط النسخ لأن الكتّاب كانوا ينسخون به المصحف الشريف ويكتبون به المؤلفات، وكان ابن مقلة يُسميه "البديع" لشدة جماله. ويقترب خط النسخ من خط الثلث من حيث الجمال والروعة والدقة، وهو يحتمل التشكيل أيضا ولكن بشكل أقل من الثلث ويزيده التشكيل (النقط) حُسنا ورَونقا.
ويكتب بخط النسخ القرآنُ الكريم والحديثُ الشريف كما يصلح لبعض اللوحات الكبيرة، فقد كتب به على التحف المعدنية والخشبية وعلى الجصّ والرخام.
وقد حظي خط النسخ بعناية كبيرة في العراق في العصور العباسية، وقد بولغ في تحسينه في عصر "الأتابكة" حتى عرف بـ"النسخ الأتابكي"، وهو الخط الذي كتبت به المصاحف في العصور الإسلامية الوسطي، وحل محل الخط الكوفي سواء في كتابة المصاحف أو النقوش على جدران المساجد، وأصبحت السيادة لخطَّي النَّسخ والثلُث. ويمتاز خط النسخ عن خط الثلث في أنه يساعد الكاتب على السير بقلَمه بسرعة أكثر من خط الثلث، وذلك لصِغر حروفه وتلاحقها مع المحافظة على تناسق الحروف وجمالها.
الخط الفارسي.. فن وهوية(1/1545)
كان الفرْس قديما يكتبون بالخط "الفهلوي" أو "البهلوي" نسبة إلى "فهلا" الواقعة بين همدان وأصفهان وأذَربيجان. وعند الفتح لبلاد فارس انتقلت الكتابة والحروف العربية إليهم، وأصبحت الكتابة بالعربية هي كتابتهم الرسمية والقومية، وحلت الحروف العربية محل الحروف الفهلوية الفارسية.
وقد اهتم الفرس بالخط خاصة في أوائل القرن الثالث الهجري؛ حيث قوِيتْ شوكتهم في الدولة العباسية في فارس والعراق، فعمدوا إلى خط النسخ وأدخلوا على رسوم حروفه أشياء زائدة فميزته عن أصله. ويسمى الخط الفارسي أيضا خط "التعليق"، وقد كتب بهذا الخط كتب الأدب والدواوين.
أما عن خط التعليق الذي يكتب به الفرس اليوم فهو نوع من خط التعليق القديم المخصص للأعمال الرسمية، وهو السائد عندهم حاليا. وقد برع الفرس في خط التعليق فأخذوا يزَخرفونه ويحسّنونه حتى امتاز بجمال حروفه ومَيلها. كما أن حروفه صارت مختلفة السمك والطول تبعا للقاعدة والذوق، كما تمتاز حروفه بدقتها وامتدادها. وهو لا يحتمل التشكيل ولا التركيب وهو في ذلك يشبه "خط الرُّقعة". ويستعمل الخط الفارسي كذلك في كتابة عناوين الكتب والمجلات، وقد سمي بالتعليق لأن حروفه معلقة بين خطي النسخ والثلث أي أنه يجمع بينهما. ويستعمل الخط الفارسي الآن للكتابة في إيران والهند وأفغانستان وباكستان.
ويوجد ثلاثة أنواع من الخط الفارسي: "الفارسي العادة" وهو المعروف حاليا بالتعليق؛ و"خط شِكَسْته" وهو خط صغير ورفيع، وتعني كلمة "شكسته" المكسور ويسمي بالتركية "قِرْمَه تعليق"؛ و"شكسته آمير" وهو خليط من النوعين السابقين.
خط الرُّقعة.. إيقاع سريع
يعد خط الرقعة (بضم الراء) من الخطوط المتأخرة، أي حديثة الظهور، وقد اخترعه ووضع قواعده الأستاذ "ممتاز بك مصطفى أفندي المستشار"، وكان ذلك في عهد السلطان "عبد المجيد خان" (ت:1861م). ويرى البعض أن نشأته ترجع إلى عهد السلطان "محمد الفاتح".(1/1546)
ويمتاز خط الرقعة بقصر حروفه، ويحتمل أن يكون قد اشتُقّ من خط الثلث والنسخ. وخط الرقعة خط جميل يمتاز باستقامة حروفه أكثر من غيره من الخطوط، وهو لا يحتمل التشكيل أو التركيب، وفيه وضوح ويقرأ بسهولة، ويعد أسهل الخطوط جميعا كما أنه يعد الأصل في الكتابة اليومية لدى الناس، حيث يستخدم في المراسلات والكتابات اليومية وعناوين الكتب والمجلات وفي الإعلانات التجارية، وذلك لبساطته ووضوحه وبعده عن التعقيد.
ويوضح أحد الخطاطين خصائص هذا الخط فيقول: "وقد جاءت بساطة خط الرقعة لكون حروفه خاضعة للشكل الهندسي البسيط، فهي سهلة الرسم معتمدة في ذلك على الخط المستقيم والقوس والدائرة فضلا عن طواعيته لحركة اليد السريعة، إضافة إلى كون حروفه واضحة القراءة ذات شكل جميل".
الخط الديواني.. لم يعد سرًّا
ترجع نشأة هذا الخط إلى العصر العثماني، وقد سمي هذا الخط بالديواني لاستعماله في الدواوين العثمانية. وقد كان هذا الخط قديما في الخلافة العثمانية سرًّا من أسرار القصور السلطانية لا يعرفه إلا كاتبه أو من ندر من الطلبة الأذكياء، لذلك كانت تكتب به جميع الأوامر الملكية والإنعامات والفرمانات.
وقد انتشر الخط الديواني في عصرنا الحديث انتشارا كبيرا بفضل مدرسة الخطوط العربية الملكية بمصر، حيث بسّطه وطوّر فيه الخطاط المصري "مصطفي بك غزلان" حتى أطلق عليه في مصر الخط الغزلاني. وينقسم الخط الديواني إلى نوعين: "ديواني رقعة" وهو ما كان خاليا من الشكل والزخرفة، ولا بد من استقامة سطوره من أسفل فقط؛ "ديواني جلي" والجلي بمعني الواضح الظاهر، وهو ما تدخلت حروفه وكانت سطوره مستقيمة من أعلى ومن أسفل، ولا بد من تشكيله بالحركات وزخرفته حتى يكون كالقطعة الواحدة.(1/1547)
ويتميز الخط الديواني بتشابك حروفه مما يصعب على غير المتخصصين قراءته أو الكتابة به. والخط الديواني جميل ومنسَّق للغاية، وتكون كتابته الدقيقة عادة أجمل من الكبيرة. ومن الطريف أن هذا الخط ما زال يستعمل حتى يومنا هذا في مراسلات الملوك والأمراء والرؤساء، وكذلك في كتابة البراءات والمراسم والأوسمة والرفيعة وبطاقات المعايدات، فضلا عن قيمته الفنية في اللوحات والنماذج التشكيلية.
الطُّغراء .. ظل جناح الطائر المقدس
"الطرّة" أو "الطغْراء" أو "الطغْرى" هو شكل جميل يكتب بخط الثلث على شكل مخصوص. وأصلها علامة سلطانية تكتب في الأوامر السلطانية أو على النقود الإسلامية أو غيرها، ويذكر فيها أسم السلطان أو لقبه. وقيل إن أصل كلمة "طغراء" كلمة تتارية تحتوي على اسم السلطان الحاكم ولقَبه، وإن أول مَن استعملها السلطان الثالث في الدولة العثمانية "مراد الأول".
ويروى في أصل الطغراء قصة مُفادها أنها شعار قديم لطائر أسطوري مقدَّس كان يقدسه سلاطين الأوغوز، وأن كتابة طغراء جاءت بمعنى ظل جناح ذلك الطائر.
وأَقدم ما وصل إلينا من نماذج شبيهة بالطغراوات ما كان يستعمل في المكاتبات باسم السلطان المملوكي الناصر حسن بن السلطان محمد بن قلاوون 752 هـ.
وقد أدّى كتابة الاسم على شكل الطغراء إلى التصرف في قواعد الخط، ويكون الطغراء في الغالب مزيجا من خط الديواني وخط الثلث.
خط التاج.. ذهب التاج وبقي الخط
وقد ابتدع هذا الخط في العصر الحديث على يد الخطاط المصري محمد محفوظ الخبير الفني في المحاكم في عهد الملك فؤاد، وكانت فكرة هذا الخط هو وضع إشارات في أعلى الحروف تمثل التاج الملكي. وقد رجح استخدامه مع حروف خط النسخ لأنها أجمل وقعا فيه من سائر الخطوط وإن كان قد استعمل مع خط الرقعة.
_____________
المصادر
(1) الخط العربي: أصوله، نهضته، انتشاره، عفيف بهنسي، دار الفكر، دمشق.(1/1548)
(2) الخط العربي: رحلة التحسين والتجويد، باسم ذنون، دار الكتاب، القاهرة.
(3) الخط والكتابة في الحضارة العربية، يحيى وهيب، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
(4) الخطاطة: الكتابة العربية، عبد العزيز الدالي، مكتبة الخانجي، القاهرة.
____________________________
* كاتب وباحث، إسلام أون لاين.نت / مصر
---
(1/1549)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد كتاب (النظم الحبير ) للشيخ سعود الشريم ؟
---
أين أجد كتاب (النظم الحبير ) للشيخ سعود الشريم ؟
---
محمد رشيد
12-10-2003, 01:14 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،، مشايخي الكرام
أين أجد نظم الدكتور / سعود بن إبراهيم الشريم ،،، و الذي هو في علوم القرآن ؟
ملحوظة / هذا النظم في غاية من الأهمية بالنسبة لي ، حيث إنني لا أحفظ شيئا من المنظومات في علوم القرآن سوى التجويد ،،،، و حفظ متن من المتون سيضبط عندي مسائل كثيرة كنت قد درستها منثورة ،،،
جزاكم الله تعالى خير الجزاء و بارك فيكم
أخوكم / محمد يوسف رشيد
---
عبدالرحمن الشهري
12-11-2003, 07:53 AM
الكتاب من إصدارات دار الوطن السعودية. وهو كتاب صغير يقع في 54 صفحة من الحجم الصغير ، وعدد الأبيات 200 بيتاً.
ويمكنك شراءه من موقع الدار على هذا الرابط :
مدار الوطن للنشر (http://www.madar-alwatan.com/daliel.asp?Bname=%C7%E1%E4%D9%E3+%C7%E1%CD%C8%ED%D 1&BBook=%DA%D1%D6) .
وإن لم تتمكن من شرائه من الموقع ، فأبعث لي بعنوانك وسأشتريه لك وأبعث به على عنوانك وفقك الله.
وبعد أن تقرأه ستقرر أنت إن كان متناً شاملاً أم لا ؟ وهل يستحق الحفظ أم لا ؟ وفقك الله لكل خير.
تنبيه : عنوان الكتاب الصحيح هو (النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير). وليس كما في موقع دار الوطن (في أحكام القرآن وأصول التفسير).
---
محمد رشيد
12-11-2003, 09:32 PM
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الكريم الشهري
و في الحقيقة أنا أخطأت فيما أردت أن أسأل عنه
فقد قصدت النظم الذي أثنيتم عليه من قبل ، و هي منظومة الشيخ الزمزمي
فما هي الدار التي طبعتها ؟
و أعتذر لكم شيخنا عن هذا الخطأ
بارك الله تعالى فيكم(1/1550)
شيخنا ،، في صندوقكم الخاص رسالة مهمة بعثتها من فترة لعلكم قرأتموها
أسأل الله تعالى أن يوفقكم شيخنا الكريم لما فيه مرضاته تعالى ـ آمين ـ
و أعلموا و الله أنني أحبكم في الله
---
محمد رشيد
01-03-2004, 11:50 PM
منظومة الزمزمي
و معذرة للغفلة شيخنا الكريم
---
محمد رشيد
01-08-2004, 05:35 PM
السلام عليكم
مهم جدا أن أعرف أين أجد منظومة الزمزمي ، لأن لي صديق سيأتي من المملكة قريبا جدا ، و قد تكون غير موجودة إلا بالمملكة
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
عبدالرحمن الشهري
01-08-2004, 06:41 PM
هي غير موجودة على هيئة كتاب في الوقت الراهن ، لبعد العهد ، واتصال البعد. ولكنها تتداول مصورة عن الكتاب في طبعته القديمة التي صدرت قبل وقت طويل. وقد كنت استخلصت المنظومة وكتبتها بيدي ، وطبعتها على برنامج الوورد ولم أجد الملف. فلعلي أرسلها لك لو أردت بإذن الله.
---
محمد رشيد
01-09-2004, 01:21 AM
جزاكم الله تعالى خير الجزاء شيخنا الكريم الفاضل الشهري
و لو تفضلتم أن تكتبوها على الوورد و تضعوها على الملتقى لتعم الفائدة بإذن الله تعالى
و إلا فأرسلوها بارك الله تعالى فيكم ، فأنا في حاجة شديدة إلى متن منظوم في علوم القرآن يضمن لي ـ بإذن الله تعالى ـ حصيلتي العلمية في هذا الفن ، و التي مهددة بسبب عدم وجود المتن المحفوظ .....
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
شيخنا لو تفضلتم بالنظر في صندوق رسائلكم
---
(1/1551)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعقيبا على التوسل: هل كل أدعية الرسل مجابة؟
---
تعقيبا على التوسل: هل كل أدعية الرسل مجابة؟
---
سيف الدين
04-04-2006, 11:03 PM
قال تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (80) سورة التوبة
وقال: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (45) {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (46) سورة هود
جاء في موطأ الامام مالك رحمه الله: وحدثني عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك انه قال جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية وهي قرية من قرى الانصار فقال هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا فقلت نعم وأشرت الى ناحية منه فقال هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن فيه فقلت نعم قال فأخبرني بهن فقلت دعا بأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ولا يهلكهم بالسنين فأعطيهما ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها (بضم الميم ) قال صدقت قال ابن عمر فلن يزال الهرج الى يوم ا لقيامة.
وجاء في صحيح البخاري:(1/1552)
عن ابن عباس قال قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال إنكم محشورون حفاة عراة غرلا {كما بدأنا أول خلق نعيده} الاية وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم وانه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول انك لا تدري ما احدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } الى قوله {الحكيم} قال فيقال انهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم (كتاب الرقاق باب كيف الحشر)
---
(1/1553)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأوجه التي نزل عليها القران
---
الأوجه التي نزل عليها القران
---
محمد رشيد
04-21-2003, 11:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، أما بعد فهذه مسألة حيرتني بعض الشئ ، ألا وهي مسألة الأحرف السبعة التي نزل عليها القران أو الأوجه السبعة كما فسرها الزرقاني في ( مناهل العرفان ) و ما حيرني في الأمر هو أن الزرقاني ـ رحمه الله ت ذهب الى أن المصحف العثماني قد حوى كل هذه الأوجه السبعة إلا أن هناك تفصيل في بعض هذه الأوجه ، وهذا التفصيل يقتضي أن تخرج بعض الطرق من كونها من القران فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة من جبريل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ و الدليل على هذا النسخ هو مخالفتها للإجماع الذي انعقد من الصحابة ومن الأمة على المصحف الذي جمعه عثمان ـ رضي الله عنه ـ وعلى هذا فيكون من قرأ بقراءة فيها تقديم أو تأخير أو زيادة أو نقصان أو تبديل أو وجه إعراب أو اسم أو تصريف لفعل أو لهجة لا يجمعها المصحف العثماني فإنه يكون قد قرأ بمنسوخ و دليل النسخ هو الاجماع على المصحف العثماني ، فيكون كل ما خرج عنه منسوخ .
وهذا أفهمني ما كنت درسته في متن ( زاد المستنقع ) من أنه لا تصح القراءة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان
و لكن ما أشكل عليّ هو أن العثيمين ـ رحمه الله ـ في كتابه [ الشرح الممتع على زاد المستنقع ] ذهب الى أن القراءة إذا صح سندها فإنها تصح القراءة بها وإن كانت مخالفة للمصحف العثماني ، ووجه الالتباس لدي هو أنه كيف أصحح القراءة وقد دل الاجماع على نسخها بالعرضة الأخيرة ؟!!!!
أرجو الافادة واعلموا أني دخلت الى هذا الموقع مستفيدا أكثر مني مفيدا ـ هذا إذا كنت مفيدا أصلا ـ(1/1554)
تنبيه : أنا الان أدرس ( مناهل العرفان ) للزرقاني ، وهو أول دراسة لي في علوم القران ـ سوى أصول الفقه ـ فأرجو من مشايخي الكرام أن يتنبهوا لذلك ويرفقوا بي في التوضيح ويراعوا الخال من كوني مبتدئ حتى لا أتشتت ، و يشهد الله أني أحبكم في الله
---
أبومجاهدالعبيدي
04-23-2003, 01:59 PM
بسم الله
أخي محمد وفقك الله
أولاً : أشكرك على سؤالك
ثانياً : مسائل الأحرف السبعة لم تشكل عليك وحدك ، بل هي من أكثر المسائل التي أشلكت على العلماء ، فضلاً عن طلبة العلم .
ثالثاً : ما ذكرته عن الزرقاني واضح ومعروف ؛ لأن هذا هو الذي يتوافق مع رأيه في المراد بالأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن . ولعله يأتي مناسبة للحديث عن هذا الموضوع بتفصيل أكثر في وقت لاحق .
وأما رأي الشيخ ابن عثيمين فأرى أن تذكره بلفظه مع ذكر ما قبله وما بعده مما يتعلق بهذه المسألة بدقة حتى نستطيع مناقشة رأي الشيخ بوضوح .
\وفقك الله ، نحن في انتظار ذكر نص كلام السيخ ابن عثيمين رحمه الله .
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2003, 04:41 PM
أشكرك يا أخي محمد يوسف على سؤالك ، وتعجبني أسئلتك التي تدل على أنك قارئ جيد ، تفهم ما تقرأ ، وهذه علامة من علامة الذكاء ، وقديماً قال العلماء : السؤال نصف العلم !
وأشكرك يا أبا مجاهد على تفضلك بالإجابة.
وبالنسبة لسؤالك يا أخي الكريم ، فإجيب عنه جواباً مختصراً الآن ، وموسعاً في وقت لا حق إن شاء الله ، لأنني أكتب من أحد مقاهي الانترنت لانقطاع الهاتف عن منزلي!
كأنك تشير إلى شرح ابن عثيمين لقول صاحب الزاد في باب صفة الصلاة :(ولا تصح الصلاة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان).(1/1555)
والذي أذكره أن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أنه إذا صح سند القراءة فإنه يجوز القراءة بها ، ولو خالفت مصحف عثمان. ولكنه يشترط أن يكون ذلك عند غير العامة ، وإنما عند طلبة العلم ومن يعرف هذه القراءات ، حتى لا يؤدي ذلك إلى شك العامة في القرآن ، والتشويش عليهم.
وأذكر أنه عرض لرأي العلماء في القراءة بالقراءات الشاذة داخل الصلاة وخارجها ، ثم صحح القول بجواز القراءة بما صح سنده ولو خالف مصحف عثمان. ولكن بالشرط السابق حتى يبقى للقرآن هيبته في صدور العامة.
وذكر حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه :(حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟!). ومعنى ما يعرفون : أي ما يقدرون على فهمه واستيعابه.
وذكر ابن عثيمين أن ذلك قد يضر بالعامي في عقيدته فضلاً عن عمله ، فهذا جواب إشكالك يا أخي محمد . أرجو أن يكون الإشكال قد اندفع!! وللحديث بسط لاحقا، إن شاء الله
---
محمد رشيد
04-23-2003, 10:28 PM
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن ، وكلامك هذا يشجعني على الاستمرار فبارك الله فيك
جزاك الله خيرا على اهتمامكم بالسؤال شيخنا أبا مجاهد العبيدي.(1/1556)
وهاك نص العثيمين ـ رحمه الله ـ من كتابه ( الشرح الممتع ) : [ مصحف عثمان رضي الله عنه هو الذي جمع الناس عليه في خلافته ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي و القرآن لم يحمع ، بل كان في صدور الرجال و في عسب النخل و في اللخاف ( الحجارة البيضاء الرهيفة ) وما أشبه ذلك ، ثم جمع في خلافة أبي بكر رضي الله عنه حين استحر القتل بالقراء في اليملمة ثم جمع في عهد عثمان رضي الله عنه و سبب جمعه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إن القران أنزل على سبعة أحرف ) فكان الناس يقرأون بهذه الأحرف ، وقد اختلفت لهجات الناس فصلر فيه خلاف في الأجناد الذين يقاتلون في أطراف المملكة الإسلامية فخشي بعض القواد من الفتنة ، فكتبوا إلى عثمان رضي الله عنه في ذلك فاستشار الصحابة بجمع المصحف ، بل القراءات على حرف واحد يعني على لغة واحدة وهي لغة قريش ، واختارها لأنها أشرف اللغات حيث إنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم ، و هي أعرب اللغات أيضا يعني أرسخها في العربية فجمع المصاحف كلها على مصحف واحد وأحرق ما سواها ، فاجتمعت الأمة على هذا المصحف ونقل الينا نقلا متواترا ينقله الأصاغر عن الأكابر و لم تختلف فيه الأيدي ولا النقلة ، بل هو محفوظ بحفظ الله عز وجل الى يوم القيامة ، لكن هناك قراءات خارجة عن هذا المصحف الذي أمر عثمان بجمع المصاحف عليه ، وهذه القراءات صحيحة ثابتة عمن قرأ بها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكنها تعتبر عند القراء اصطلاحا شاذة ، وإن كانت صحيحة .
و قد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه القراءة الشاذة في أمرين :
الأمر الأول : هل تجوز القراءة بها داخل الصلاة ، وخارجها ، أو لا تجوز .
الأمر الثاني : هل هي حجة في الحكم أو ليست بحجة ؟ فمنهم من قال : إنها ليست بحجة ، ومنهم من قال : إنها حجة .(1/1557)
وأصح هذه الأقوال : أنه إذا صحت هذه القراءة عمن قرأ بها من الصحابة فإنها مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصح القراءة بها في الصلاة وخارج الصلاة ، لأنها صحت موصولة الى رسل الله صلى الله عليه وسلم . ] إنتهى كلامه رحمه الله
وواضح من كلامه رحمه الله أنه يريد بالأحرف السبعة أي لغات سبع ، ولكن كيف يسوغ للصحابة أن يتفقوا على جمع لغة واحدة وإهمال ست لغات أخر رخص فيها النبي صلى الله عليه عليه وسلم ؟
وأيضا أقول : مما يدل على كون الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع أنه لو كانت كذلك ما خشي الصحابة رضي الله عنهم من هذا الاختلاف الذي جعلهم يجمعون المصحف على حرف واحد ، بل يكون هذا من الخلاف المحمود ـ خلاف التنوع ـ الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم ، و هل خلاف الناس و تنازعهم في لغات قد نزل القران بها كلها يجعلهم يجمعون الناس على لغة واحدة ؟!!
كان الأولى بهم أن يعالجوا الأمر كما عالجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن يقروا كل منهم على ما قرأ و يعلمون الناس أن القران أنزل على هذه اللغات جميعا و أن يقرأ كل بما تيسر له ، فهذا يدل ـ والله أعلم ـ على أن الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع ، وقد فصّل في ذلك الزرقاني في ( منهل العرفان )
فأرجو الإفادة وبارك الله فيكم
---
محمد رشيد
04-24-2003, 12:14 PM
أعتذر عن الأخطاء الكثيرة التي وقعت حين الكتابة ، و لكني بطئ الكتابة على اللوحة فأحاول أن أسرع لأجل وقتي فأقع في هذه الأخطاء
---
عبدالرحمن الشهري
04-24-2003, 01:41 PM
أخي محمد يوسف وفقه الله
لقد قمت بإصلاح الأخطاء في مشاركتك ، ويمكنك لاحقاً أن تقوم أنت بذلك عن طريق (تحرير) في أسفل الصفحة.
وليتك أكملت النقل عن ابن عثيمين ، حيث قد أجاب عن سؤالك بعد المكان الذي وقفت عنده. فأكمل النقل قليلاً ليتبين المراد ، وللأحرف السبعة حديث قادم قريب إن شاء الله فالأمر فيها يحتاج إلى بسط.
وفقك الله
---(1/1558)
محمد رشيد
04-24-2003, 09:11 PM
لا أفهم كلام الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ ففي بداية كلامه يظهر ـ لي ـ أن الشيخ يريد بلأحرف السبعة أنها اللغات السبع ، ثم لذكره الكلام على قراءة ابن مسعود يظهر ـ لي ـ أن المراد بها القراءات
لا أخفيكم سرا أنني بدأت في التشتت ، فأرجو الان :
أولا / ما هو مراد العثيمين بالأحرف السبعة ـ أي ما هو مذهبه فيها ـ من خلال الشرح الممتع ، حيث أن الكتاب مفرغ من أشرطة و قد لا يقصد ما أفهمه
ثانيا / إذا كان مذهبه فيها أنها اللغات السبع ، فكيف يمثل بقراءة ابن مسعود مع أنها ليست بلغة مختلفة و إنما هي من باب الزيادة على القراءة المشهورة ، فلا وجه حينئذ لأن نقول بأنها قراءة بلغة خارجة عن اللغة الوحيدة من السبع التي جمع عليها مصحف عثمان
فارجو الارفاق بي لما علمتم من حالي أن هذا هو أول دخول لي في هذا الباب من العلم
---
محمد رشيد
04-26-2003, 04:54 PM
للأهمية
---
أحمد البريدي
04-27-2003, 01:50 PM
أخي الكريم : الشيخ يرى أن الأحرف السبعة هي لغات سبع ، وقد صرح بذلك في تعليقه على كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري.
كما صرح بأنه لم يبق الآن إلا حرف واحد وهو حرف قريش وذلك حينما جمع عثمان المصحف وبقية الأحرف مجهولة لنا الآن .
أما كلام الشيخ رحمه الله في (الممتع) فإنما هو في القرآءات الشاذة الخارجة عن خط المصحف، لا في الأحرف السبعة.
وقد أورد أمرين وهما:
- هل تجوز القراءة بهما أم لا تجوز؟
- والثاني هل هو حجة أم لا؟
وأجاب عن الأول ولم يتعرض للثاني.
وما أورده من الخلاف في الأول خلاف مشهور في كتب الفقه فراجعه في مظانه.
وسأورد لك كلام ابن تيمية في هذا الأمر ، ولست هنا مناقشا لصحة هذا الأمر من عدمه ، وإنما للإيضاح فقط حيث إن ابن عثيمين ساق هذا الخلاف ، كما أورده ابن تيمية باختصار له.(1/1559)
قال ابن تيمية في الفتاوى : "وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الشَّاذَّةُ الْخَارِجَةُ عَنْ رَسْمِ الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ مِثْلَ قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ( وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَمَا قَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ . وَمِثْلَ قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ ( فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ وَكَقِرَاءَتِهِ : ( إنْ كَانَتْ إلَّا زقية وَاحِدَةً وَنَحْوِ ذَلِكَ . فَهَذِهِ إذَا ثَبَتَتْ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْعُلَمَاءِ هُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَرِوَايَتَانِ عَنْ مَالِكٍ . " إحْدَاهُمَا " يَجُوزُ ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ فِي الصَّلَاةِ . " وَالثَّانِيَةُ " لَا يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ لَمْ تَثْبُتْ مُتَوَاتِرَةً عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ ثَبَتَتْ فَإِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بالعرضة الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ { عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ والعرضة الْآخِرَةُ هِيَ قِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِ } وَهِيَ الَّتِي أَمَرَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَكَتَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي خِلَافَةِ(1/1560)
أَبِي بَكْرٍ فِي صُحُفٍ أُمِرَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِكِتَابَتِهَا ثُمَّ أَمَرَ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَإِرْسَالِهَا إلَى الْأَمْصَارِ وَجَمْعِ النَّاسِ عَلَيْهَا بِاتِّفَاقِ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ . وَهَذَا النِّزَاعُ لَا بُدَّ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ السَّائِلُ وَهُوَ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هَلْ هِيَ حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ أَمْ لَا ؟ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَنَّهَا حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ ؛ بَلْ يَقُولُونَ : إنَّ مُصْحَفَ عُثْمَانَ هُوَ أَحَدُ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ للعرضة الْآخِرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرِيلَ وَالْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ الْمَشْهُورَةُ الْمُسْتَفِيضَةُ تَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ . وَذَهَبَ طَوَائِفُ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْكَلَامِ إلَى أَنَّ هَذَا الْمُصْحَفَ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَرَّرَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الباقلاني وَغَيْرِهِ ؛ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ تُهْمِلَ نَقْلَ شَيْءٍ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى نَقْلِ هَذَا الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ الْعُثْمَانِيِّ وَتَرْكِ مَا سِوَاهُ حَيْثُ أَمَرَ عُثْمَانُ بِنَقْلِ الْقُرْآنِ مِنْ الصُّحُفِ الَّتِي كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَتَبَا الْقُرْآنَ فِيهَا ثُمَّ أَرْسَلَ عُثْمَانُ بِمُشَاوَرَةِ الصَّحَابَةِ إلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ بِمُصْحَفِ وَأَمَرَ بِتَرْكِ مَا سِوَى ذَلِكَ . قَالَ هَؤُلَاءِ : وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْهَى(1/1561)
عَنْ الْقِرَاءَةِ بِبَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ . وَمَنْ نَصَرَ قَوْلَ الْأَوَّلِينَ يُجِيبُ تَارَةً بِمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَى الْأُمَّةِ وَإِنَّمَا كَانَ جَائِزًا لَهُمْ مُرَخَّصًا لَهُمْ فِيهِ وَقَدْ جُعِلَ إلَيْهِمْ الِاخْتِيَارُ فِي أَيِّ حَرْفٍ اخْتَارُوهُ كَمَا أَنَّ تَرْتِيبَ السُّوَرِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَيْهِمْ مَنْصُوصًا ؛ بَلْ مُفَوَّضًا إلَى اجْتِهَادِهِمْ ؛ وَلِهَذَا كَانَ تَرْتِيبُ مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ تَرْتِيبِ مُصْحَفِ زَيْدٍ وَكَذَلِكَ مُصْحَفُ غَيْرِهِ . وَأَمَّا تَرْتِيبُ آيَاتِ السُّوَرِ فَهُوَ مُنَزَّلٌ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا آيَةً عَلَى آيَةٍ فِي الرَّسْمِ كَمَا قَدَّمُوا سُورَةً عَلَى سُورَةٍ لِأَنَّ تَرْتِيبَ الْآيَاتِ مَأْمُورٌ بِهِ نَصًّا وَأَمَّا تَرْتِيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلَى اجْتِهَادِهِمْ . قَالُوا : فَكَذَلِكَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ أَنَّ الْأُمَّةَ تَفْتَرِقُ وَتَخْتَلِفُ وَتَتَقَاتَلُ إذَا لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ اجْتَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ اجْتِمَاعًا سَائِغًا وَهُمْ مَعْصُومُونَ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ تَرْكٌ لِوَاجِبِ وَلَا فِعْلٌ لِمَحْظُورِ . وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ التَّرْخِيصَ فِي الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ؛ لِمَا فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا فَلَمَّا تَذَلَّلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ يَسِيرًا عَلَيْهِمْ وَهُوَ أَرْفَقُ بِهِمْ أَجْمَعُوا عَلَى الْحَرْفِ(1/1562)
الَّذِي كَانَ فِي العرضة الْآخِرَةِ . وَيَقُولُونَ : إنَّهُ نُسِخَ مَا سِوَى ذَلِكَ . وَهَؤُلَاءِ يُوَافِقُ قَوْلُهُمْ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ : إنَّ حُرُوفَ أبي بْنِ كَعْبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا يُخَالِفُ رَسْمَ هَذَا الْمُصْحَفِ مَنْسُوخَةٌ . وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّهُ كَانَ يَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِالْمَعْنَى فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا قَالَ : قَدْ نَظَرْت إلَى الْقُرَّاءِ فَرَأَيْت قِرَاءَتَهُمْ مُتَقَارِبَةً وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ : أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ أَوْ كَمَا قَالَ . ثُمَّ مَنْ جَوَّزَ الْقِرَاءَةَ بِمَا يَخْرُجُ عَنْ الْمُصْحَفِ مِمَّا ثَبَتَ عَنْ الصَّحَابَةِ قَالَ يَجُوزُ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزْهُ فَلَهُ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ : تَارَةً يَقُولُ لَيْسَ هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ وَتَارَةً يَقُولُ : هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ الْمَنْسُوخَةِ وَتَارَةً يَقُولُ : هُوَ مِمَّا انْعَقَدَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ وَتَارَةً يَقُولُ : لَمْ يُنْقَلْ إلَيْنَا نَقْلًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْقُرْآنُ . وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُتَقَدِّمِينَ والمتأخرين . وَلِهَذَا كَانَ فِي الْمَسْأَلَةِ " قَوْلٌ ثَالِثٌ " وَهُوَ اخْتِيَارُ جَدِّي أَبِي الْبَرَكَاتِ أَنَّهُ إنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فِي الْقِرَاءَةِ الْوَاجِبَةِ - وَهِيَ الْفَاتِحَةُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا - لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَدَّى الْوَاجِبَ مِنْ الْقِرَاءَةِ لِعَدَمِ ثُبُوتِ الْقُرْآنِ بِذَلِكَ وَإِنْ قَرَأَ بِهَا فِيمَا لَا يَجِبُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ(1/1563)
لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَتَى فِي الصَّلَاةِ بِمُبْطِلِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا . وَهَذَا الْقَوْلُ يَنْبَنِي عَلَى " أَصْلٍ " وَهُوَ أَنَّ مَا لَمْ يَثْبُتْ كَوْنُهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ فَهَلْ يَجِبُ الْقَطْعُ بِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْهَا ؟ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ إذْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا أَوْجَبَ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ بِهِ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ قَطْعِيًّا . وَذَهَبَ فَرِيقٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ إلَى وُجُوبِ الْقَطْعِ بِنَفْيِهِ حَتَّى قَطَعَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ - كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ - بِخَطَأِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ أَثْبَتَ الْبَسْمَلَةَ آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ سُورَةِ النَّمْلِ لِزَعْمِهِمْ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْقَطْعُ بِنَفْيِهِ وَالصَّوَابُ الْقَطْعُ بِخَطَأِ هَؤُلَاءِ وَأَنَّ الْبَسْمَلَةَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ فِي الْمُصْحَفِ إذْ لَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ إلَّا الْقُرْآنَ وَجَرَّدُوهُ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ كَالتَّخْمِيسِ وَالتَّعْشِيرِ وَأَسْمَاءِ السُّوَرِ ؛ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُقَالُ هِيَ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ؛ بَلْ هِيَ كَمَا كُتِبَتْ آيَةٌ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ السُّورَةِ وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ . وَسَوَاءٌ قِيلَ بِالْقَطْعِ فِي النَّفْيِ أَوْ الْإِثْبَاتِ فَذَلِكَ لَا يَمْنَعُ كَوْنَهَا مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي لَا تَكْفِيرَ وَلَا(1/1564)
تَفْسِيقَ فِيهَا لِلنَّافِي وَلَا لِلْمُثْبِتِ ؛ بَلْ قَدْ يُقَالُ مَا قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ : إنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ وَإِنَّهَا آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ وَلَيْسَتْ آيَةً فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ ؛ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَصِلُونَ وَلَا يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ ."
أما بخصوص قراءة ابن مسعود فهي قراءة تفسيرية ، قال ابن كثير في تفسيره :وهذه إذا لم يثبت كونها قرآنا متواترا، فلا أقل أن يكون خبراً واحداً أو تفسيرًا من الصحابة وهو في حكم المرفوع .
وفي الختام أحب أن أنبه إلى أن للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - آراء فيما يتعلق بالقراءات لم تحرر ، ولذا اختلف رأيه فيها ، ولعل هذا يعود إلى أنه لم يقصد هذا المسائل للتحرير ، وإنما يتعرض لها أثناء دروسه .
والله الموفق للصواب.
---
محمد رشيد
04-27-2003, 08:11 PM
من الحجج التي نفى بها بعض أهل العلم ـ الزرقاني في مناهل العرفان ـ أن تكون الأحرف السبعة هي اللغات السبع :
1ـ أن لغة قريش كانت جامعة لكل اللغات العربية فكانت لها الزعامة في ذلك .
2 ـ أن اختلاف اللغات كان من حكمة التشريع و إن كان النزاع الذي حدث في زمن عثمان كان نزاعاً حول هذه اللغات فإن ذلك حدث في عهده ـ صلى الله عليه و سلم ـ و كان الأجدر بالصحابة أن يعالجوه بما عالجه به ـ صلى الله عليه و سلم ـ لا أن يضيعوا ما أثبته النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ مع وجود نفس العلة و هي الخلاف الواقع .
3 ـ أن بعض أوجه الخلاف الواقعة ليست من باب الخلاف في اللغات أو اللهجات إنما هي من باب الخلاف في التقديم أو التأخير .(1/1565)
ثم تأملت فسألت نفسي : نحن متفقون على إثبات القراءات ، وهذه القراءات فيها ما هو من باب اختلاف اللهجات ، من إمالة و إظهار و إدغام ، الى غير ذلك ، مع أن اللهجة واحدة و هي لهجة قريش ، فيلزم من ذلك أن تكون قريش جامعة للهجات العرب ، فإن كانوا يقولون بذلك فإذا لم يفعل عثمان شيئا لأنه يكون قد أحرق المصاحف التي بلهجات العرب ، و جمعهم على لهجات العرب التي هي مجموعة في لهجة قريش ، وإن كانوا لا يقولون بذلك ـ أي بأن لهجة قريش جامعة للهجات العرب ـ فسيلزم من ذلك كثرة من لهجات العرب لا أظنها ـ و الله أعلم ـ معهودة ، لأنها ستكون لهجات قريش المعروفة في اختلاف القراءات عندنا مضافاً إليها اللهجات الست التي ألغاها عثمان ـ رضي الله عنه ـ .
---
محمد رشيد
04-29-2003, 11:55 PM
الأهمية
---
محمد رشيد
04-30-2003, 08:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، وبعد فهذه بعض الخواطر التي طرأت على ذهني حول الخلاف السابق في كون الأحرف السبعة هل هي اللغات السبع أو الأوجه السبع التي ذكرها الزرقاني ، أردت ان أدونها ليقيمها الشيخ الشهري ـ حفظه الله ـ فأقول :
كان الخلاف الذي وقع في طرق القراءة في عهد عثمان أشد في الأمصار منه في الحجاز و المدينة ……….. لماذا ؟
لأن الأمصار لم تكن تعرف الأوجه السبعة التي نزل عليها القران ، أما الحجاز و المدينة فقد كانوا قريبين عهد بتبيين النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لهم ذلك ………. و لعل ذلك فيه إشارة الى أن الأحرف السبعة تعني الأوجه السبعة ، لأنه لو كانت اللغات السبع ما كانوا سيختلفون هذا الاختلاف ، لأنه سيتبين لهم حينئذ أن الاختلاف اختلاف لغة ، فكل منهم يعرف أن لغته غير اللغة التي يتكلم بها غيره ، فكانوا سيتصرفون على أحد وجهين أحدهما أظهر من الأخر :(1/1566)
الأول / إما أن يذهبوا الى أن القران نزل بهذه الحروف جميعا ، أي هذه اللغات جميعا ، وهذا الاحتمال هو الأقرب لأن عقولهم سترفض أن يكون الله تعالى قد اختص لهجتهم خاصة من سائر اللهجات ، وحينئذ فلن يكون هناك خلاف حاصل .
الثاني / أو يذهبوا الى أن القران نزل بلغتهم وحدهم ـ و مع بعد هذا الاحتمال ـ فإن العقول السليمة سيكون تصرفها المنتظر و المتوقع أن ترد القران الى الصحابة ليقرّوا أحد هذه اللغات و يكونوا قد كفوا شر الخلاف و القتال ، و لكن ذلك لم يحدث .
بل الخلاف الذي وقع بينهم يدل على اعتقاد كل فريق منهم بأن الفريق الاخر قد حرّف في القران ، و لا يتأتّى هذا الاعتقاد بمجرد أن يرى كل فريق منهم من الاخر مجرد اختلاف في اللهجة ، بل سيكون أحد الوجهين المذكورين انفا .
و مما أراه يشير أيضا الى كون الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع ، أن الخلاف الذي وقع بين الصحابة في عهده ـ صلى الله عليه و سلم ـ وورد إلينا لم يكن خلافا في لهجة ، و إنما كان خلافا في زيادة أو نقصان ، فلم يكن من اللائق أن تكون إجابة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ( نزل القران على سبع لغات ) لأن الإشكال ما زال قائما لأنهم لم يختلفوا في لغة و إنما اختلفوا في زيادة و نقص ، ثم لو كان ذلك الخلاف في لغة ، لكان فيه الوجهين المذكورين في بداية الكلام و ما كان هناك الانكار الشديد من بعض على بعض ، هذا إن قالوا بأن لغة قريش إنما هي لغة من اللغات مستقلة بنفسها ، أما إن قالوا بأنها تجمع كل اللغات ـ كما يقول الزرقاني ـ فلن يكون هناك أي إنكار من بعضهم على بعض لأن كلا منهم قد قرأ بلغة قريش .(1/1567)
ثم كيف نقول بأنهم اختلفوا وحدثت فتن بسبب اختلاف اللغات أو اللهجات من إمالة و إظهار و إدغام الى غير ذلك ، ثم لا نسمع و لا يبلغنا أن حدث بينهم أي خلاف أو فتن عند اختلافهم في الابدال أو التقديم و التأخير ووجوه الاعراب و الاسماء من تذكير و تأنيث و تثنية و و حمع و إ فراد ، مع أن المخالفة في ذلك أظهر ، و هذا النوع من الخلاف في القراءة واقع لا محالة ؟!!!
هذه مجرد خواطر أدت تسجيلها ، و أرجو من مشايخنا و من الاخوة الارفاق بي في التوضيح ، لأن هذه أول دراسة لي في هذه العلوم
---
(1/1568)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد شيخ في مكة بهذا: الاسم ،والوصف ؟؟(شيخ القراء)
---
هل يوجد شيخ في مكة بهذا: الاسم ،والوصف ؟؟(شيخ القراء)
---
المحيميد
09-09-2003, 09:45 PM
فقد طلب مني أحد الإخوة الوافدين ، أن ستفسر له :
عن شيخ يقال له : أحمد بن حامد آل ريدي التيجي.
ويلقب بشيخ القراء( هكذا قال)!.
ومقيم في مكة.
فمن كان عنده معلومات عن ماذكر في أعلاه ، فليتفضل مشكورا في ذكرها ، وكل ماكان بالتفصيل كان أفضل.
---
أبو خالد السلمي
09-09-2003, 10:41 PM
الشيخ أحمد حامد التيجي رحمه الله ، كان شيخ قراء مكة في القرن الماضي ، وقد أشرف مع الشيخ عبدالظاهر أبو السمح على تصحيح ومراجعة مصحف مكة المكرمة المطبوع سنة 1369هـ بخط محمد طاهر الكردي على قواعد الرسم العثماني
ومن أبرز تلاميذه :
1-الشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ قراء حمص المولود سنة 1335 المتوفى أثناء صلاة التهجد في بيته قبل فجر يوم السبت 14 صفر 1399 قرأ عليه القراءات الأربعة عشر من طريق طيبة النشر و الفوائد المعتبرة
2-الشيخ سراج محمد حسن قاروت من كبار قراء مكة المكرمة ولد عام 1313هـ وقرأ القراءات السبع على يد الشيخ أحمد التيجي وتوفي عام 1390هـ
---
المحيميد
09-09-2003, 10:50 PM
زادك الله علما نافعا ، وعملا صالحا ، وثبتك على طريقه المستقيم حتى تلقاه.
هذا ما أستطيع تقديمه لك.
---
الملثم
09-12-2003, 02:05 PM
هو العلامة المقرئ الشهير السيد أحمد بن حامد بن عبدالرزاق بن عَشْري بن عبدالرزاق بن حسين بن عَشْري بن أحمد بن عبدالباري الحسيني التيجي .. من ذرية الشيخ محمد أبي طاقة الريدي.
ولد في (أبي تيج) بمصر في شهر ذي الحجة سنة (1285) ونشأ في حجر والده .. واعتنى بحفظ القرآن وتجويده وقراءته.
أخذ عن:
1 ـ السيد أحمد زكوه من بلده (أبي تيج) .. حفظ عليه القرآن الكريم.(1/1569)
2 ـ والده السيد حامد التيجي .. حفظ عليه القرآن الكريم.
3 ـ الشيخ محمد سابق .. أخذ عنه القراءات السبع بالإسكندرية .. وأجازه في ذلك شفهيًا سنة وفاته .. سنة (1312هـ).
4 ـ الشيخ عبدالعزيز بن علي كحيل .. شيخ القراء .. أخذ عنه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة .. وأجازه في ذلك شفهيًا وكتابة.
5 ـ الشيخ محمد علي الضباع .. شيخ القراء بالقاهرة .. أخذ عنه القراءات العشر من طريق الطيبة سنة (1344هـ) .. وأخذ عنه القراءات الأربعة المتممة الأربعة شر سنة (1345هـ) .. وأجازه في جميع ذلك شفهيًا وكتابةً.
وكانت أول رحلاته إلى الحجاز سنة (1316هـ) .. وأقام بالمدينة إلى سنة (1335هـ) .. ثم ذهب إلى الشام وأقام بحلب .. وصار يتردد منها إلى مصر في كل عام .. ويعود إليها.
وفي أوائل سنة (1347هـ) رحل إلى مكة بطلب من مؤسس مدارس الفلاح الشيخ محمد علي زينل علي رضا .. فعمل بالمدرسة المذكورة في شعبة حفظ القرآن الكريم.
أخذ عنه القراءات كثير من القراء المشهورين بمكة المكرمة، وصار به النفع العظيم.. منهم:
1 ـ أبو بكر أحمد بن حسين بن محمد الحبشي القاضي بمكة المكرمة.. قرأ عليه القرآن الكريم ختمة كاملة .. بقراءة الإمام عاصم بروايتي أبي بكر شعبة وحفص .. وختمة أخرى بقراءة ابن كثير بروايتي البزي وقنبل.
2 ـ الشيخ عبدالفتاح بن عبدالرحيم ملاَّ محمود الآقورغاني.. قرأ عليه القرآن الكريم عرضًا وسماعًا بالقراءات السبع من طريق الشاطبية.
3 ـ الشيخ عبدالعزيز محمد عيون السود .. أخذ عنه القراءات الأربع عشر.
4 ـ زيني بويان.
5 ـ محمد حسين عبيد.
6 ـ الشيخ محمد عبدالله الكحيلي.
7 ـ الشيخ أحمد حجازي .. أربعتهم تلقوا عنه القراءات السبع من الشاطبية.
وأخذ يتردد كذلك على بلده في بعض السنوات .. في شهر رمضان خاصة .. ثم يعود إلى مكة.
ثم توقف عن ذلك قبل سنة (1360هـ) .. وأصبح في بعض الإجازات المدرسية يتردد على المدينة المنورة.(1/1570)
وظل في مكة مدرسًا في مدارس الفلاح .. حتى وافاه الأجل المحتوم بداره في محلة أجياد ليلة الأربعاء ثاني شهر محرم سنة (1368هـ) .. وشيعت جنازته ضحوة يوم الأربعاء في جمع عظيم .. وصلي عليه بالمسجد الحرام .. ودفن بالمعلاة .. رحمه الله تعالى.
نقلاً عن (الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير) صلى الله عليه وسلم (ص31 ـ 32)، أهل الحجاز (ص333)، أعلام المكيين (1: 327)، إمتاع الفضلاء بتراجم القراء (2: 21 ـ 23).
---
المحيميد
09-17-2003, 09:51 PM
أحسن الله إليك،
أخي الملثم ،على هذا النقل الجميل
---
د. أنمار
07-06-2006, 09:02 PM
يضاف عليهم
8- الشيخ السيد علوي المالكي رحمه الله
9- الشيخ السيد أمين كتبي رحمه الله، وكان يراه والدي حين قرأ أمام التيجي يجلس جلسة التلميذ أمام الشيخ
وقد ختما عليه السبع وأجازهما بها، وكان يوصيهما إن هو مات قبل ان يتما أن يتوجها إلى الشيخ حسن الشاعر شيخ القراء بالمدينة فهو أتقن من يوجد في الحجاز.
وأخبرني بعض أهل الشام أن بعضا ممن قرأ على الشيخ التيجي في حلب ما زالوا أحياء والخبر عند أهل حلب فليفيدنا من عنده أثارة من علم.
وقد سألت والدي -وكان له اتصال بالشيخ التيجي حين قرأ عليه عام 1364 هجرية- عمن يكون الشيخ سراج قاروت فأخبرني بأنه أحد القراء المشاهير في مكة وأنه كان له قراءات في الإذاعة قبل وجود التلفاز
---
(1/1571)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > المجلس الثالث من مجالس محمد الأنصاري الأندلسي مع النصارى
---
المجلس الثالث من مجالس محمد الأنصاري الأندلسي مع النصارى
---
سمير القدوري
06-02-2006, 03:09 AM
قال محمد الأنصاري في الباب 35 من رسالة السائل والمجيب :
المجلس الثالث بمدينة مجريط أعادها الله للإسلام. كان هذا المجلس في شارع قصر الملك، ونحن ننتظر خروجه.
اجتمع إلي [فيه] جماعة من الأساقفة والشمامسة ، فقالوا: "إنا سائلوك عن شيء وطالبون جوابك عليه، وهو أنَّا نعلم أنك تتعاطى شيئاً من علوم شريعتك، وقد اطَّلعت أيضاً على شريعتنا، وينبغي أن يكون قد ظهر لك الحق، فلم لا تدخل في دين المسيح والعهد الصريح؟ وأنت تعلم فضل المسيح ودينكم يُثَبِّته ويقره، وأنتم تقولون إنه "رسول الله وكلمته، ألقاها إلى مريم وروح منه" ، وهذا الكلام يؤذن باتفاقكم معنا إذ قال فيه: "وروح منه"، ونحن نقول: "باسم الآب والإبن وروح القدس"، ثم نقول إلهاً واحداً، فما جوابك عن هذا؟".
قلت: "عَيِّنوا [لي] واحداً منكم للكلام عنكم كي أجيبه".
فأشاروا إلى واحد منهم، فقال: "تكلم!".
قلت: أما قولكم إني قد اطَّلعت على الحق، فلعمري إنه لكذلك، ولقد ظهر لي من اضطراب أحوالكم ما لم يكن في علمي، ولا أن واحداً من ولد آدم يقول بمثل قولكم، وسأبين لك ذلك إن شاء الله عز وجل بعد أن أبين لك ما ذكرت من نص كتابنا.
اعلم أن كل ما وَرَدَ من إضافة [روح] المسيح إلى الله إنما هي إضافة تشريف وتكريم، كما يقال في المسجد بيت الله، ولا شك أن البيوت كلها لله، وإنما خُصَّص المسجد بإضافته إلى الله لشرفه بين البقاع، وأنتم تتعاطون هذا الكلام صباحاً ومساءً، فإضافتكم جل الأمور إلى الله لا إضافة حقيقية، كما زلت بكم القدم في اعتقادها، إذ هو غير الحلول، وربنا يتعالى عن ذلك، فهذا معنى ما ذكرت من نص كتابنا.(1/1572)
وأما ما قُلتَ أنه يظهر لي من حق دينكم، فقد اتضح لي من ذلك ما لا أحتاج معه إلى شاهد غيره على بطلانه وتناقضه، وذلك من الإنجيل الذي بين أيديكم، وهو أنكم تقولون من جهة أنه الله ، ومن جهة أخرى أنه ابن الله .
وهذه القولة الشنعاء لا تستند إلى أصل في دينكم، ولا نُصَّ عليها في كتاب من الكتب التي بين أيديكم بوجه ولا بحال ، بل المنصوص الذي في إنجيلكم على لسان المسيح هو خلاف ما تعتقدون من كل وجه، إذ فيه تكذيبكم على كل حال.
فأول ذلك من رواية يحيى عليه السلام ، أن المسيح لما رأى تكذيب اليهود إياه وإذايتهم له، قال لأصحابه: "اخرجوا بنا إلى بلاد جلجال لعلهم يقبلون مني ما جئت به، لأنه لم يُقبَل قط نبي بأرضه" . فقد صرَّح ونصَّ أنه نبي غير مقبول منه، فهلاَّ قال: "لم يُقبَل قط إله" كما قال: "لم يٌقبَل نبي".
وفي فصل آخر منه، لما ذهب إلى مدينة سام ووجد العجوز تبكي على قبر ابنها وقد اشتدّ حزنها [عليه] ، فدعا الله وأحياه لها حتى كلَّمه هو وكلَّمته العجوز، فقالت العجوز وجميع من حضر "إن النبي لنبي كريم" ، فهلاَّ قالوا: "إله" أو هلاَّ ردَّ عليهم فيما قالوه، بل لو علِم بنو إسرائيل منه دعوى الإلهية لقتلوه لحينه، وزادوا في التشنيع عليه، إذ كانوا أحرص الناس على استنقاصه والنَّيْل منه بقصد تكذيبه، وكانوا يحفظون عليه كل ما يَلفظ، ولو لَفظ بشيء مما تزعمون لكان ذلك قُرة أعينهم، لأنهم كانوا يلتمسون مثل [ذلك] ليغروا به جهالهم، ولو سمعوا ذلك منه لابتهجوا بذكره تشنيعاً عليه، ولسطَّروه إلى آخر الدهر. ولم يُحفَظ قط عنهم أنهم أنكروا عليه إلا دعوى النبوءة، وهم قومه ورهطه ومباشروه.
وفي فصل من الإنجيل أيضاً أن بني إسرائيل اجتمعوا إليه يطلبون منه معجزة قائلين : "حتى متى يطول دعواك، أظهِر لنا معجزة تدل على صدقك وإلا أرِحنا من نفسك". فقال: "إن القبيلة الفاجرة تطلب مني معجزة، ولست بمعطيها لهم أبداً ".(1/1573)
وفي فصل منه أيضاً: "لما جاءت أم السَبْدَيْ بولديها إلى المسيح، فقالت: "أيها المعلم الصالح! جئتك بابني هذين كي تجعل أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك فقال لها: لا تقولي أيها المعلم الصالح! فإنما الصالح الله، وليس جعل ابنيك يميناً ويساراً إلي، إنما ذلك إلى الله ربي ومولاي" .
أما أنه معشر المكابرين، قد أقر بأن السعادة والشقاوة بيد الله، وأن له ربا ومولى، وكذلك المرأة المذكورة لم تقل: "يا رب!" وإنما قالت: "أيها المعلم الصالح!".
وفي فصل آخر من الإنجيل أيضاً، يقول المسيح فيه للحواريين: "معشر الحواريين! لا تسلكوا في سائر الأجناس، واقتصروا على الغنم الرابضة من بيت إسرائيل، فإنما بعثت لبني إسرائيل خاصة " .
فهذا إقرار المسيح في غير ما نصٍّ من الإنجيل كثيرة، تركتُ ذكرها خوف الإطالة، فأتوني بنص واحد أنه قال إنه إله، وأنَّى لكم بما لم يُحفَظ عنه قط، وحاشا لجلاله من ذلك.
ومن الدلائل المكذِّبة لكم وأنتم لا تشعرون، ما اتفق عليه علماؤكم من قصة الصَّلب [أن المسيح] قال عندما أراد اليهود صلبه: "إلهي! إن نفسي قد جزعت من الموت" .
وأن أمه مريم قالت هذا بزعمكم ونقلكم، وهو: "يا رب! إن كان يمكن أن يذوق الموت غير ابني في هذا المقام، فخلِّصه لي " . فإن كان ذلك، فلِم لَم تقل: "يا رب! خلص ولدك أو خلص نفسك"؟
ومن أعجب التخاليط والأغاليط قولكم في الحلول والاتحاد أنه قَصد أن تصلبه اليهود ليخلصهم من النار، ثم أنتم متفقون معشر المُهَوَّسِين أنه هرب واختفى حين طلبه بنو إسرائيل ليقتلوه ، وأنهم طلبوه ودلهم عليه يهوذا الإشْكَرِيُوتُ بثلاثين درهماً كما في زعمكم .
أنظر إلى هذا التناقض الصريح، إذ لو كان [قصد] بالإلتحام قتل اليهود إياه- كما تزعمون- لم يفر ولم يخف عند وقوع ذلك حتى يُخفي نفسه، أو يدل عليه غيره، والفرار من الموت والاختفاء [من شِيَم] البشر الضعفاء، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.(1/1574)
فيا ليت شعري! بأي تأويل وخيم تأولون هذه النصوص الصريحة. نعم، لقد انقطع تأويلكم "وضل عنكم ما كنتم تزعمون" .
فلما [بَلَغْتُ] إلى هذا الحد، رأيت الأسقف كأنه أُلْقِمَ حَجَراً، وكَثُرَ لَغَطُ أصحابه قائلين: "ما قلتَ صحيح، إنه لم يُنَص على ذلك في الإنجيل، ولكن أساقفتنا فهموه من تأويلات وقرائن أحوال".
قلت لهم : "إن مَن يترك نص نَبِيِّهِ في أصل الاعتقاد الذي هو ركن الدين، ويعدل عنه إلى الضلال المبين بتأويلات لا تقوم على ساق من فسادها لأسخف وأجهل من أن يُخاطَب، أو أن يكون من زمرة العقلاء".
ثم راموا ضروباً من الأجوبة كلها حائدة عن الجواب، فقلت لهم: "إنكم لم تجيبوا, ولن تجيبوا، فما لي وللخوض معكم في غير شيء".
ثم انفصلت منهم [وقد امتلئوا] غيظاً وحِنْقاً، وشرعوا في إعابة دين الإسلام، وقد أردت الانصراف، فقلت: "اخسئوا صاغرين، فإن من يقول في معبوده من الشتائم- ظانّاً أنه يعظمه- ما قلتم من باب الأولى والأحرى يعيب دين غيره ، ثم سِرْتُ وتركتهم.
---
(1/1575)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في توجيه السؤال للموؤدة لا إلى الوائد .
---
إشكال في توجيه السؤال للموؤدة لا إلى الوائد .
---
المسيطير
12-14-2006, 07:51 PM
قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان : ( ختامه مسك ) :
مع قول الرب تبارك وتعالى : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )
ووجه الإشكال في الآية :
أن السؤال - قد يظن العبد - أنه من المفترض أن يوجه إلى من وأد لا إلى من وئدت ؟.
لكن قال أهل العلم في الجواب عن هذا :
أن المقصود أن من كان يئد البنات ..أي يُميتهن وهن أحياء ، أو يدفنهن وهن أحياء ، لا يقيم الله جل وعلا له يوم القيامة وزنا .
ولذلك من ليس له كرامة عند الله لا يسأل مباشرة ، وإنما يوجه السؤال لغيره حتى يُعرف مقامة عند الله ، وأنه لا مقام له عند ربه ، قال الله عنه وعن أمثاله : ( فلا نقيم لهم يوم القيامةِ وزنا ) .
فتُسأل الموؤدة : بأي ذنب قُتِلت ؟.
وقد قال الله في النحل : ( وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) .
---
محمود الشنقيطي
12-15-2006, 06:34 AM
حفظ الله شيخنا ابا هاشم وزاده من فضله,وهذه بعض توجيهات المفسرين رحمهم الله في هذه الآية..
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:( تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا ؟)4/611(1/1576)
وقال القرطبي رحمه الله:( وقوله تعالى : ( سئلت ) سؤال الموءودة سؤال توبيخ لقاتلها كما يقال للطفل إذا ضرب : لم ضربت ؟ وما ذنبك ؟ قال الحسن : أراد الله أن يوبخ قاتلها لأنها قتلت بغير ذنب وقال ابن اسلم : بأي ذنب ضربت وكانوا يضربونها وذكر بعض أهل العلم في قوله ( سئلت ) قال : طلبت كأنه يريد كما يطلب بدم القتيل قال : وهو كقوله : { وكان عهد الله مسؤولا } [ الأحزاب : 15 ] أي مطلوبا فكأنها طلبت منهم فقيل أين أولادكم ؟ ! وقرأ الضحاك و أبو الضحا عن جابر بن زيد و أبي صالح ( وإذا الموءودة سألت ) فتتعلق الجارية بأبيها فتقول : بأي ذنب قتلتني ؟ ! فلا يكون له عذر قاله ابن عباس وكان يقرأ ( وإذا الموءودة سألت ) وكذلك هو في مصحف أبي وروى عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقا ولدها بثدييها ملطخا بدمائه فيقول يارب هذه أمي وهذه قتلتني ) والقول الأول عليه الجمهور وهو مثل قوله تعالى لعيسى : { أأنت قلت للناس } [ المائدة : 116 ] على جهة التوبيخ والتبكيت لهم فكذلك سؤال الموءودة توبيخ لوائدها وهو أبلغ من سؤالها عن قتلها لأن هذا مما لا يصح إلا بذنب فبأي ذنب كان ذلك فإذا ظهر أنه لا ذنب لها كان أعظم في البلية وظهور الحجة على قاتلها والله أعلم..)19/202
---
منصور مهران
12-15-2006, 02:15 PM
نقل أخونا الكريم الأستاذ محمود الشنقيطي - سلمه الله - قراءة أُبَيّ : ( وإذا الموؤودة سَأَلَتْ بأي ذنب قُتِلْتُ ) ، وهذه القراءة رويت في كتاب ( معاني القرآن ) للفراء ج 3 ص 240 ( قُتِلَتْ ) بسكون التاء ، وهذا ضبط غير صحيح ، وصواب القراءة والضبط أن تكون التاء للمتكلم فهي بالضم ، وذلك حكاية لكلامها في ذلك الموقف .(1/1577)
وقراءة الجمهور : ( سُئلتْ ) ... ( قُتِلَتْ ) بالتاء الساكنة ، وجاز كسر التاء ( قُتِلْتِ ) حكاية لما تُخاطَبُ به ، وقد قرئ بها فانظرها في حاشية الشهاب 8 / 327 ، ومعاني القرآن 3 / 241 .
هذا وبالله التوفيق
---
عبدالله الشهري
12-15-2006, 10:20 PM
نعم ، هذا أسلوب قرآني له نظائره. والنظائر تختلف غايتها ولكني أذكر اثنين :
النظير الذي غايته التقريع والتبكيت : ومنه أن إبراهيم أمر قومه أن يسألوا الأصنام (فأسألوهم إن كانوا ينطقون) وهي غير عاقلة ، فسؤال العاقل (المؤودة) من طريق أولى.
النظير الذي غايته الإشهاد وإقامة الحجة : ومنه أن الله يأمر أعضاء الكفار بالشهادة على أصحابها بما كانوا يعملون (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) وشهادة العاقل (المؤودة) على من وأَدَها بطريق الأولى. فسؤالها لكي تشهد على مرتكب الجريمة في حقها و هي بريئة.
---
د. أنمار
12-16-2006, 12:03 AM
نقل أخونا الكريم الأستاذ محمود الشنقيطي - سلمه الله - قراءة أُبَيّ : ( وإذا الموؤودة سَأَلَتْ بأي ذنب قُتِلْتُ ) ، وهذه القراءة رويت في كتاب ( معاني القرآن ) للفراء ج 3 ص 240 ( قُتِلَتْ ) بسكون التاء ، وهذا ضبط غير صحيح ، وصواب القراءة والضبط أن تكون التاء للمتكلم فهي بالضم ، وذلك حكاية لكلامها في ذلك الموقف .
الأخ منصور وفقه الله لي وقفات على التعليق أعلاه.
الأولى: لم أر في نقل الأخ الشنقيطي ضبط لـ قتلت لا على المجهول ولا على غيره.
الثانية: ليست قراءة أبي المروية في معاني القرآن 3/240 بل ما هناك مروي عن ابن عباس بإسنادين
وللفائدة فهما إسنادان لا يفرح بهما فأحدهما مسلسل بالكذبة والآخر فيه مدلس عنعنه أقصد علي بن غراب عن ابن مجاهد عن أبيه وابنا مجاهد اثنان أحدهما متروك وهو عبد الوهاب والثاني ثقة واسمه صباح فهذا إسناد يتوقف فيه للإبهام وعنعنة المدلس(1/1578)
الثالثة: قولك هذا ضبط غير صحيح، ليس في محله لاحتمال وجود قراءة ثالثة وهي سألت بأي ذنب قتلت (مبني للمجهول) وهاك قول الطبري في تفسيره:
وَلَوْ قَرَأَ قَارِئ مِمَّنْ قَرَأَ " سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ " كَانَ لَهُ وَجْه , وَكَانَ يَكُون مَعْنَى ذَلِكَ مَعْنَى مَنْ قَرَأَ { بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ } غَيْر أَنَّهُ إِذَا كَانَ حِكَايَة جَازَ فِيهِ الْوَجْهَانِ , كَمَا يُقَال : قَالَ عَبْد اللَّه بِأَيِّ ذَنْب ضُرِبَ ; كَمَا قَالَ عَنْتَرَة :
الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتُمهُمَا ***وَالنَّاذِرَيْنِ إِذَا لَقِيتهمَا دَمِي
وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ : إِذَا لَقِينَا عَنْتَرَة لَنَقْتُلَنَّهُ . فَحَكَى عَنْتَرَة قَوْلهمَا فِي شِعْره ;
وَكَذَلِكَ قَوْل الْآخَر :
رَجُلَانِ مِنْ ضَبَّة أَخْبَرَانَا ***إِنَّا رَأَيْنَا رَجُلًا عُرْيَانَا
بِمَعْنَى : أَخْبَرَانَا أَنَّهُمَا , وَلَكِنَّهُ جَرَى الْكَلَام عَلَى مَذْهَب الْحِكَايَة .
اهـ من جامع البيان
وهو هو كلام الفراء في معاني القرآن 3/240 فكأن الطبري نقله دون نسبة لأنه من الذاكرة أو أنهما نقلا من مصدر واحد لكن الفراء أسبق بمائة عام فوفاته سنة 207 هـ وقد أملى المعاني من صدره إملاء وفيه من الإبداع غير المسبوق كما يشهد له من تأمل كلامه. فالله أعلم
================================
وتتميما للفائدة فقراءة:
وإذا الموؤدة سَأَلَتْ بأي ذنب قٌتِلْتُ
هي قراءة تنسب إلى
أبي وعلي وابن عباس وعكرمة وزيد بن علي وابن مسعود والربيع بن خيثم وابن يعمر وجابر بن زيد وأبي صالح والضحاك وأبي عبدالرحمن السلمي وهارون عن أبي عمرو وأبي الضحى مسلم بن صبيح وابن أبي عبلة ومجاهد وأبي عمارة عن حفص
وآخر ثلاثة أسندها لهم الهذلي في كامله ورقة 248 وقراءة أبي الضحى أسندها الطبري في جامع البيان عند تفسير الآية(1/1579)
وأول خمسة عند الكرماني في شواذ القراءات ص 505 بدون سند ومر سندها الضعيف عن ابن عباس عند الفراء
وكذا نسبها للصحابة ابن خالويه في القراءات الشاذة وزاد "عن عشرة من الصحابة " بدون تحديد ص 169 وجميع ذلك بدون إسناد
وبقيتهم تجدهم بمراجعهم في معجم القراءات للخطيب ص 323 - 325 ج 10 ومكرم ص 322 - 323 ج 5
ومعظم ذلك منقول من كتب التفسير غير المسندة
وهذه القراءة ليست في المتواتر
ثم على فرض صحة نسبتها إليهم في بعض الكتب القديمة وانقطاع السند فيما بعد فقد ثبت عن كثير منهم قراءة أخرى هي المتواترة
أقصد
سئلت بأي ذنب قتلت
فلا إشكال فقد اكتفى تلاميذهم أصحاب الأسانيد المتواترة بنقل إحدى القراءتين لموافقتها المصحف المجمع عليه.
وشذوذها اليوم لمخالفتها للمصحف و كون أسانيدها آحاد منقطعة، ولا تضر نسبتها لمن سبق لأن كثيرا من القراء ثبت عنهم أكثر من قراءة في المتواتر دون أن تضعف إحداهما الأخرى، وهنا من باب أولى بل لو قيل بالعكس لم يبعد لأن المتواتر الموافق للرسم أقوى بمراحل وهو علة للأخرى لا العكس.
وقولي مخالف للرسم، لأن قراءة سألت [بهمزة مفتوحة بعد مفتوح] على رسم سئلت بعيد ومخالف للقواعد ولا أعلم له شاهدا في القرآن في غير هذا الموضع.
والله أعلم
---
منصور مهران
12-18-2006, 06:30 AM
مع التحية للدكتور أنمار ، فلم أخطئ أخي الفاضل محمود الشنقيطي لأني قلت : ( وهذا ضبط غير صحيح ) تعقيبا على ما وجدته في مطبوعة ( معاني القرآن ) فالخطأ من المحقق لهذا الجزء أو المصحح أو هو خطأ مطبعي .
ولو أعدت نظرا - سلمك الله - لِما قلته في تعليقي لتبين لك ذلك جليا .
تلك واحدة ،(1/1580)
والثانية أني أوردت القول لبيان ما في ( معاني القرآن ) من خطأ الطباعة - كما هو واضح في كلامي - وليس للتخريج ولا الترجيح ولا الإسناد فهذا علم يبدي فيه القول كل خبير به وما وجودي في هذا الملتقى إلا لأفيد من كلام أهل العلم ، وأبدي ملاحظاتي في حدود تخصصي ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
والثالثة أن قولي : ( هذا الضبط غير صحيح ) إنما سقته لخطإ محقق في موضع بعينه من مطبوعة كتاب ( معاني القرآن ) ومن يتأمل موضعه فسيدرك ذلك بلا جدال ، وليس لاحتمال يراه غيري في كتاب آخر .
لذلك أردت التنويه وليس للجدال ، وشكر الله لكل من وجد خللا فأصلحه .
---
مجدي ابو عيشة
12-18-2006, 12:48 PM
ورد مثل ذلك في القران :قوله عز جل :
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة/109]
---
(1/1581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعقيب علي ما نسب الي الامام العز بن عبد السلام
---
تعقيب علي ما نسب الي الامام العز بن عبد السلام
---
د.يسري خضر
02-21-2007, 02:44 AM
لم يجد الداعون الي كتابة المصحف بالاملاء الحديث سندا يعتمدون عليه لتثبيت رأيهم إلا ما أورده الزركشي في البرهان ونسبه إلي العز بن عبد السلام حيث يقول ( وقال الإمام أحمد –رحمه الله – تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك قلت "وكان هذا في الصدر الأول والعلم حي غض وأما الآن فقد يخشي الإلباس ولهذا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام لا تجوز كتابة المصحف الآن ( كذا ) علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة لئلا يقع في تغيير من الجهال
ولكن لا ينبغي إجراء هذا علي إطلاقه لئلا يؤدي إلي دروس العلم وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاته لجهل الجاهلين )
وقد كان للدكتور الشيخ أيمن رشدي سويد - حفظه الله- وقفات ثمان مع ما نسب إلي العز بن عبد السلام حيث يقول :
1- أيعقل أن يخرق سلطان العلماء العز بن عبد السلام مااجمع عليه خلال سبعة قرون من وجو ب إتباع رسم المصحف الإمام وهو العالم المتبحر الورع .
2- ثم هل هذه العبارة ( السابقة ) صياغة عالم فقيه ؟!
3- ثم ما المقصود ب ( الآن ) حتى يبني عليها حكم عدم الجواز
4- وهل كان إتباع رسم المصحف واجبا عند علماء الأمة ثم صار ( الآن ) لا يجوز .
5- هل تصل جرأة كاتب هذا النص إلي التصريح بأن ما يدعو إليه مخالف لاصطلاح الأئمة ؟!
6- ثم ما هذا التعليل لعدم جواز كتابة المصحف الآن علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة ؟!
وهل مراعاة حال الجهال تكون بتغيير كتابة المصحف الشريف الذي أجمعت عليه الأمة سبعة قرون إلي زمان العز أم تكون بتعليمهم ؟
7- وهل ظهر الجهال فجأة في المائة السابعة أم إنهم موجودون علي مر الدهور وكر العصور(1/1582)
8- ثم افرض أن العز أراد أن يراعي حال الجهال فهل يكون هذا بأن يفتي ب ( لاتجوز كتابة المصحف الآن علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة ) أم بأن يقول مثلا تجوز كتابة المصحف علي ما أحدثه الناس من الهجاء مراعاة لحال الجهال
9- ثم عقب الدكتور أيمن سويد قائلا
والذي ظهر لي وأكاد أجزم به أن هذه الفتوى قد صحفت عن قصد أو غير قصد علي العز بن عبد السلام وأن كلمة( الآن) تحريف لكلمة ( إلا )أقحمت عليها نون فقلبت معناهاراسا
علي عقب ولو أعدنا نص الفتوى علي هذا التقرير لصارت (لاتجوز كتابة المصحف إلا علي الرسوم الأولي باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهال)
ثم قال ( والظاهر والله أعلم أن نص هذه الفتوى قد وقع للزركشي محرفا ولم ينتبه إلي ذلك وهو مع هذا قد استشكله مما جعله مضطرا للتعليق عليه) بما سبق ذكره
وانتهي الدكتور أيمن سويد من تعليقه علي فتوى الإمام العز قائلا( وقد بحثت عن فتوى العز هذه في فتاويه فلم أجدها وبحث عنها قبلي الدكتور غانم قدوري الحمد فلم يجدها )
انتهي من تقديم الدكتور أيمن سويد لكتاب رسم المصحف ونقده للدكتور عبد الحي الفرماوي ط دار نور المكتبات بجده 1425
مجلة البحوث والدراسات القرآنية العدد الثاني1427بحث مزايا الرسم العثماني وفوائده للدكتور طه عابدين طه
ويتجلي مما سبق فوائد منها
1-حسن الفهم لأقوال أهل العلم
2-الأدب في الاستدراك علي العلماء
3-الأمانة العلمية وبيان من سبق (فقد بحث عنها قبلي الدكتور غانم قدوري الحمد فلم يجدها)
---
د. أنمار
02-21-2007, 09:49 AM
بارك الله فيك
وهناك ما يؤيد هذا الاستظهار من كلام ابن الجزري سأسوقه قريبا.
---
(1/1583)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > التوحيد .. أهداف وإنجازات
---
التوحيد .. أهداف وإنجازات
---
الجندى
07-05-2006, 11:55 AM
حين بدأنا فى إطلاق "منتدى التوحيد (http://www.eltwhed.com/vb) " وضعنا نصب أعيننا عدة أهداف كان على رأسها :
أولاً : نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة .
ثانياً : التصدى لأعداء الدين خاصة الملحدين والعلمانيين والمستشرقين والعصرانيين .
ثالثاً : نبذ الاختلاف والفُرْقَة بين المسلمين .
وقد صارت لنا ولله الحمد ممارسة بعملنا تؤهلنا للمضى قدماً نحو الهدف المنشود لعزة الإسلام والمسلمين ، رافعين أكف الضراعة لله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا ، وأن يبارك لنا في جهودنا وإن قَلَّتْ.
ومع تطاول الأيام وتطور أساليب الملاحدة واللادينين وغيرهم من الطوائف مع كثرة الموضوعات وتشعبها ؛ فقد ارتأينا أن نضع قسماً للحوار عن الإسلام ، وآخر للحوار عن الإلحاد واللادينية والاستشراق وغيرها من المذاهب المعاصرة .
غير أن الموضوعات قد عادة كثرة كما كانت ، خاصة بعد أن انضمت إلينا كوكبة مباركة من أساتذة الجامعات وأهل العلم فى شتى المجالات الشرعية والطبية والعلمية وغيرها.
ولذا ارتأينا الآن أن نعيد تطوير أنفسنا لنواكب كثرة موضوعاتنا وكُتَّابنا من جهة ، ولنواكب أساليب الإلحاد والكفر من جهة أخرى .
فقمنا بحمد الله عز وجل على استحداث قسم جديد أطلقناه من قريب تحت مسمى "قسم المرأة المسلمة (http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=32) " ويُعْنى بمناقشة قضايا المرأة وصد هجمات العلمانيين على الإسلام من زاوية المرأة .(1/1584)
والآن وبعد أن ظهر في الأفق من يُنكر السنة النبوية ، معيداً بذلك آثار المعتزلة القديمة ، ونافخاً فى رماد تلك الفئة التى أقامها الإنجليز أثناء احتلالهم للهند تحت مسمى "القرآنيين" ، فهنا جاء ردنا على منكر السنة واضحاً وصريحاً من خلال عدد من الموضوعات التى كتبها رجال أقوياء فى تخصصهم وعلمهم وأدبهم ، ليسوا مفخرة لمنتدى التوحيد فقط بل هم مفخرة للمسلمين عامة .
وقد آن أوان جمع موضوعاتهم فى ركن خاص بها، يميزها عن غيرها ، تحت مسمى "قسم السنة وعلومها (http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30)" ليتواصل العطاء ، وتسير قافلة الدفاع عن السنة المباركة إلى الأمام ، موضحةً معالم الطريق لمن جاء بعدنا ورأى عملنا .
والرجاء في أهل العلم وطلابه وسائر المسلمين مشاركتنا ، عبر التواصل معنا ، ومد يد العون لنا في نصرتنا للسنة الكريمة، كلٌّ بما قدر عليه ، ورُبَّ كلمة قصيرة ، أو مقال صغير يسبق كتاباً كبيراً بإخلاص صاحبه ، ولسنا من يخبركم بهذا ، فأنتم أهل العلم والفضل ، وما أملنا إلا أن نكون جنداً من جنود الإسلام تحوز على ثقته وثقة المسلمين .
ويسعدنا تسجيلكم معنا عاجلا غير آجل.
وإنا لفى انتظاركم لنتشرف بكم ونستفيد منكم.
إخوانكم فى منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb
---
الجندى
10-24-2006, 09:12 PM
افتتاح قسم اللجنة العلمية بمنتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=52
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-25-2006, 08:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الجندي
وفقكم الله وأيدكم
وأكثر الله من أمثالكم
وكلنا معاونين لكم
هل أنت مراقب1؟
وتقبل الله منا ومنكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1585)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ابن فارس اللغوي الورع
---
ابن فارس اللغوي الورع
---
ابن الشجري
02-05-2004, 03:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم عبدالرحمن حرس الله مهجته
أحمد اليك الله الذي لا إله إلاهو ، وأثني عليه بما هو له أهل ، كما أحمده على نعمة هذه الوسيلة من الاتصال ، لطلب العلم ومذاكرته مع أمثالكم دون عناء ، وأعتقد أن كثيرا من طلاب العلم لم يوفقوا لها بعد ، فنسأله المزيد من فضله لنا ولكم .
بالنسبة لشيخك ابن فارس رحمه الله , فهو ممن رزقه الله قبولا وسعادة في كتبه ، خاصة كتابه الأستاذ ـ المقاييس ـ وأنا أسميه الأستاذ لموقعه بين كتب اللغة ، مع عدم استيعابه لها أو على الأقل عدم مساماة غيره من المعاجم الأخرى في عد جذورها ومفرداتها ، فلم يشترط ذلك رحمه الله ، بل اختط خطة قام بها خير قيام ، إنما أسميه لذلك لأنه معلم لها ، وقل من أدمن النظر فيه وكان ذا فطنة ورغبة شديدة في تعلم اللغة وكشف معانيها , إلا ورزق ملكة لغوية وقدرة على معرفة كثير من مفرداتها واشتقاقها ، دون الرجوع لأي من المعاجم الاخرى .
فكما أنه كتاب لغة فهو كذلك كتاب أدب ونقد، فقد حوى في تضاعيف ثناياه ومخبؤ كلامه , لفتات أدبية رائقة , تسري الى الروح دون عناء , فتراه يُنشئ مرةً ، ومرة يحقق ، وأخرى يبدع ، كل هذا في كلام موجز بليغ مقتضب
, ولاتتمالك نفسك أحيانا وأنت تقرأ له الا أن ترفع أكف الضراعة بأن ينزل الله على قبره شآبيب الرحمه ، لماتلمسه من ورع وصدق وتحرس من الانزلاق في مهاوي القلم وشطحاته .(1/1586)
وهذه واحدة منها أوردها بتمامها لنفاستها ، قال رحمه الله في مادة القاف والباء والراء مانصه : ( القاف والباء والراء أصل صحيح يدل على غموض في شئ وتطامن ، من ذلك القبر قبر الميت ، يقال : قبرته أقبره ، قال الاعشى : لو اسندت ميتا الى نحرها***عاش ولم ينقل الى قابر ، فإن جعلت له مكانا يقبر فيه قلت أقبرته ، قال الله تعالى (ثم أماته فأقبره ) ، قلنا : ولولا أن العلماء تجوزوا في هذا لماراينا أن يجمع بين قول الله وبين الشعر في كتاب ، فكيف في ورقة أو صفحة , ولكنا أقتدينا بهم ، والله تعالى يغفر لنا ، ويعفوعنا وعنهم ).
فانظر يارعاك الله الى هذا الورع ، وهذا الاجلال لكلام الله . فلعمري لقد تعب من حيث استراح كثير من الكتبه ـ :ككذبه وزنا ومعنى ـ والادباء ـ أدباء الزندقة والحداثة ـ فهو يريد اكرام كلام الله عن أن يقرن بشعر في كتاب ،وهم أرادو اكرام شعرهم أونثرهم عن كلام الله ـ سخم الله وجوههم ـ فهذا ماجناه الادب الحر من أنسلاخ من كل معالم الدين ، فهل الادب أن يتنكر المرء لخالقه ورازقه حتى يرى الانتساب الى كتاب الله عارا لايليق بدين الادب ، حتى اصبحوا يسبحون ويمجدون بحمد من ابدع لهم ( والدين عن الشعر بمعزل ) ـ غفر الله له عثرته ؟ وليت ابداعهم في الادب كان كابداعهم في الكذب ، لكنا قد قلنا لناماغنموا , وعليهم ماغرموا ، ولا تزر وازرة وزر اخرى ، لكن هيهات فوالله ماللأدب كانوا ولا بالدين دانو ، ويأبى الله الا أن يذل من عصاه وعاداه ، واذا سمعت احدهم وهو يتحدث ظننت أنه ممن طن شعره ورن ، وأن كتبه أنست كتب الجاحظ ، يوم أن كان يكتب الرسالة وتتبادلها أقلام النساخ شرقا وغربا في أيام حتى مايمكنه تدارك زلل عبارة فيها، كمافي ترجمته عند الحموي ! وماهي الاهنيهة حتى يتكشف لك عوره ، فإذاهو أهون من تبنة في لبنة أو شعرة في بعره ، أعزكم الله .(1/1587)
وأعتذر منكم ، ومن شيخكم - رحمه الله - لتعريجناعلى ماسبق ، لكن أحيانا يكون المرء تابعاً لقلمه ـ أعني أباخسه ـ ولا يستطيع كبت جماحه ( نفثة مصدور) .
ولولا خشية السآمة والملل ، وعلمي أني أحمل بضاعة إلى من لايجهلها ولايفتقدها، وقد يكون أعلم مني بها ، لفسحت لهذا الخاطر المكدود ، ونزعت عنه لجامه المنشوط ، وجعلته في أودية النقد والأدب عند ابن فارس تنقب وتدور ، حتى تنزع من كل جذر مشدود ، مامثله في عداد الأدب نادر مفقود ، ولكن نرجئ ذاك حتى ييسر الواحد المعبود ، وهو خير من التجأ اليه كل من خشي ان تقترب خطاه نحو السفود .
وكم أوصي من توسمت فيه ملكة أدبيةً من إخواني بكتابه المقاييس ، فلي منه نسختان نسخة للإقامة وأخرى للترحال لايطيب لي السفردونها مع مافيها من سقط وخلل فاضح ، الا أنها خفيفة المحمل ، ط / دار الفكر مجلد واحد ( مقرمطه) , لاتضاهي طبعة هارون رحمه الله ، ولا أعلم هل هناك طبعة أخرى مضغوطة ـ مقرمطة ـ غير طبعة دار الفكر ، فهل لديكم علم عن طبعة أتقن .
ولازلت اتعجب من كثرة كتبه رحمه الله مع قلة المطبوع منها , فلي هنا أسئلة أرجوا أن تبينوها لأخيكم مشكورين غير مامورين .
1ـ هل تعلمون وجوداً لكتابه في التفسير، جامع التأويل ؟
2ـ كذلك هل طبع شئ من كتبه هذه : اختلاف النحويين ، أخلاق النبي ، أصول الفقه ، الأمالي ، الانتصار لثعلب ، أمثلة الاسجاع ، التاج ، الحجر ، الحماسة المحدثة ، خضارة ، دارات العرب ، ذخائر الكلمات ، ذم الغيبة ، شرح رسالة الزهري ، الشيات والحلى ، العم والخال ، غريب إعراب القرآن ، الفريدة والخريده ، الليل والنهار ، متخير الالفاظ ، النيروز ، اليشكريات ، مقدمة الفرائض.(1/1588)
3ـ بحثت عن كتابه المطبوع في السيرة فلم أظفر به فهل تدلون مكاناً لبيعه ، كذلك كتاب الثلاثة له ، فقد ذكر محقق كتاب الديباج لأبي عبيدة التيمي في مقدمته أنه طبع بتحقيق رمضان عبد التواب لكن لم أهتد لمكانه . ولازلت ممتناً لكم أخي الكريم بدلالتكم على مكان كتاب أدب الفقهاء لكنون رحمه الله ، فقد اشتد طلبي له مايقارب من العامين ، فجزاك الله عن أخيك خيراً.
رحم الله أبن فارس الاديب اللغوي الفقيه المفسر ونفعنا بعلمه . وأعتذر منكم مرة أخرى اخي الكريم لتطفلنا على علم شيخكم رحمه الله , الا أنا نضرب معكم فيه بسهم وإن كان أهزعا.
وظني أن سعادته في طلابه ومحبيه وتلامذته أمثالكم ، لاتقل عن سعادته في مؤلفاته ، فبارك الله لكم في شيخكم كما بارك له فيكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
ـــــــــــــــــــــــــ
أصل هذا المقال كان رسالة خاصة لأخي عبد الرحمن ثم آثرت وضعهاهنا لتعم الفائده.
---
عبدالرحمن الشهري
02-09-2004, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأديب الأريب ابن الشجري أسعده الله بطاعته آمين ومعذرة للتأخر لأشغال أخذت بأكظامي أخذاً شديداً ، لم استطع معها الجلوس للكتابة كما ينبغي ، فمعذرة في البدء .
لقد غلب علينا البحث في التخصص في الملتقى وفي غيره حتى جفت القرائح أو كادت ، ولقد جاء علينا زمن كنا نجري فيه عنان القلم فما يتوقف ولا يتلعثم ، واليوم حسبك من الكتابة أن توصل الفكرة التي تريد ، ثم لا تزيد. وإني وأمثالي من رواد هذا الملتقى العلمي لفي أشد الشوق إلى مثل هذه القطع الأدبية البديعة ، التي هي الشعر وإن لم توزن بميزان الخليل !(1/1589)
فهي تلامس في نفوسنا حاجة لا تجدها في كتب التخصص وأنى لك بها ؟ وقديماً كان العلماء يحمضون في مجالسهم ودروسهم وكتبهم ، واليوم لو فعلت ذلك لعدك الناس من العاطفيين ، وربما كان هذا مطعناً يفضي إلى رد بحثك ، والإزراء عليه. فجزاك الله خيراً على كتابتك وفوائدك ، ودونك هذا الملتقى المفتوح أمتعنا بما فتح الله به عليك ، فإننا من المحبين لأدبك وأمثالك ، وإن بني عمك فيهم رماح ! فلا تبخل علينا جاد الله عليك .
وأما ما ذكرته عن العلامة أحمد بن فارس فهو خليق بكل ثناء ، وكتبه –كما أشرتَ - أكبر شاهد على فضله ، وهو من القلائل الذين تفوقوا في القدرة على التصنيف البديع ، مع نقاء وخلق ظاهر في عباراتهم ، وتحرٍ للصحيح من اللغة ، حتى عول أكثر المتأخرين على كتابه المقاييس فقل أن يخلو بحث من البحوث الجامعية من ذكره في مراجعه ومصادره. ولا أعلم من طبعاته إلا ما ذكرته أنت في كلامك وفقك الله. وأنت تعلم أنه لم يعثر حتى الآن إلا على نسخة خطية فريدة ، أخرجه بناء عليها عبدالسلام هاورن رحمه الله. وأتفق معك فيما ذكرته من أن إدمان النظر في مقاييسه يعين على اكتساب الملكة اللغوية التي ذكرتها ، وكأني بك قد بلغت ذلك إن شاء الله.
وأما سؤالكم عن كتابه جامع التأويل في التفسير ، فلم يعثر عليه حتى الآن حسب علمي ، وقد بحثت عن هذا الكتاب في أغلب فهارس المخطوطات التي وقعت عليها يدي في كل مكان ولم أرجع بطائل ، وسألت عنه ، وأوصيت من يبحث عنه ، ولا زال البحث جارياً ، فإن التراث الإسلامي لم يزل أكثره مخطوطاً ، ولم يبق إلا أن أصنع كما صنع أحد العلماء ، عندما أقام من ينادي في منى في موسم الحج عمن وجد كتاباً من كتب الجاحظ فله كذا وكذا ، من ولعه بكتب الجاحظ ، ومعرفته بقيمتها. ولعل الله ييسره فهو الكريم سبحانه.(1/1590)
وقد ذكره ابن فارس في كتاب «المُجملِ» عند مادة «عقب»2/620. وذكره ياقوتُ في «معجم الأدباء» باسم :جامع التأويل في تفسير القرآن، وسَمَّاهُ البغداديُّ في «هدية العارفين» باسم:جامع التأويل في تفسير التنزيل. ومن الكتب التي ذكرته «التدوين في أخبار قزوين» للرافعي2/215، وقد نقل عنه الرافعيُّ نَقْلاً مِمَّا يدلُّ على أَنَّهُ كانَ قد تداولَهُ الناسُ ، فقال في ترجَمةِ الغضبان تلميذِ ابنِ فارسٍ 2/248:«وردَ قزوينَ وسُمِعَ منه «جامعُ التأويلِ» لأحْمد بنِ فارسٍ بها في الجامع ، سنة ثَمانِ عشرةَ وأربعمائة ، بسمَاعهِ مِن أحْمدَ بن فارس ...وفي «جامع التأويل»: ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان ، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحْمد بن مهران الرازي ، ثنا إسحاق بن سليمان ، ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيعِ بنِ أَنَسٍ في قوله تعالى:(يومَ نحشرُ المتقين إلى الرَّحْمَنِ وَفْدَاً)[مريم:85] يُعْطَونَ ، ويُحَيَّون ، ويُكرمُونَ ، ويُشَفَّعُون، وفيهم سَلمانُ رضي الله عنه». وهذا الكتاب من أَهمِّ كتبِ ابن فارسٍ في معرفةِ منهجهِ في التفسيرِ ، ولكنَّهُ للأسفِ مِن تُراثِ ابنِ فارسٍ المفقودِ يَسَّرَ اللهُ العثورَ عليه.
وأما آثارُ ابن فارس وكتبه التي سألت عنها حفظك الله ، فقد حاولَ المُحققونَ الذين عُنُوا بتحقيقِ كتبِ ابنِ فارسٍ رحِمه الله أَن يَتَتبعُوا آثارَهُ ومؤلفاتهِ وإحصائَهَا ، فأَحصى لَه المُحققُ عبدُالسلامِ هارون رحِمه الله خَمسةً وأربعين كِتاباً ، تحدث عنها في مقدمة تحقيقه لكتاب ابن فارس«معجم مقاييس اللغة». وأحصى له الدكتورُ هادي حسن حَمُّودي في كتابه عن ابنِ فارسٍ ، الذي نالَ به شهادةَ الدكتوراه مِن السُّوربونَ سبعةً وخَمسينَ كِتاباً ورسالَةً.(1/1591)
وأحصى له هلالُ نَاجي في كتابهِ خَمسةً وخَمسينَ كتاباً ، وقد عَدَّ كثيراً من كتبِ ابنِ فارسٍ المطبوعةِ مِن قَبيلِ المَفقودِ مِن تُراثِ ابن فارسٍ ، إذ ربَّمَا أنها لم تطبع إلا بعد كتابته أو أنها لم تصل إليه. وأَحصى له الدكتورُ رمضانُ عبدالتواب سِتةً وخمسينَ كتاباً ، ذكرها في مقدمة تَحقيقه لِكتابِ «الفَرْق» لابن فارسٍ ، الذي حققه ونشره عام 1982م. وأَحصى له الدكتورُ غَازي مُختار طُليمات مِائةَ عُنوانٍ تتفاوتُ ما بينَ كتابٍ في مُجلداتٍ ، ورسالةٍ في بضعِ صَفَحَات. وهذا الإحصاءُ الذي ذكرهُ طُليمات لايَعني أَنَّ كلَّ هذهِ المؤلفاتِ هي كتبٌ لابن فارس ، فقد قالَ :«ونحنُ على يَقينٍ أَنَّ مائةَ العنوانِ التي أَحصينَاهَا لاتَعدِلُ مِائةَ كتابٍ ؛ لأنَّ طائفةً من العنوانات أَصابَهَا التصحيفُ على أَيدي النَّقَلةِ حتى خُيّلَ إلينا أنها كتبٌ مختلفةٌ ، وهي في حقيقةِ الأَمر أَسْماءُ مختلفةٌ ، ومُحتوىً واحدٌ. ونحنُ على يقينٍ كذلكَ أَنَّ مَا جَمعنَا مِنْ كتبٍ ، وأَسْمَاءِ كُتُبٍ لايحيطُ بِمَا أَلَّفَ ابنُ فارس. فما أكثرَ الكنوزَ الضائعةَ التي سافرت في الآفاقِ ، أو رَقَدتْ على الرفوفِ في المكتبات الخاصةِ ، ولم تبلغها أَيدي الباحثينَ».
والحقيقةُ أَن ابنَ فارسٍ رحِمه الله كان من المُكثرينَ مِن التصنيفِ ، لِدرجةٍ لم يستطعْ أحدٌ أَن يُحصيهَا إحصاءً دقيقاً. ولذلكَ يقول القزوينيُّ في ترجَمتهِ:«وصنَّفَ مِن المُختصراتِ مَا لايُحْصَى». وقال ابن النَّجارِ :«يقالُ إِن أَبا الحسين بنُ فارسٍ كان بقزوينَ يصنفُ في كلِّ ليلةِ جُمُعةٍ كتاباً ، ويبيعهُ يوم الجمعةِ قبل الصلاةِ ، ويتصدق بثمنهِ. فكانَ هذا دأبهُ».
فكيف يُمكنُ إحصاءُ كتبِ مثلِ هذا الرجلِ ، الذي يكتبُ كُلَّ جُمُعةٍ كِتَابَاً ، أو رسالةً ويبيعهَا على حَدِّ قَولِ ابنِ النجَّارِ؟(1/1592)
وهذا الإحصاءُ الذي ذكرهُ طُليمات لايَسْلَمُ لَهُ ؛ فقد كررَ بعضَ الكتبِ والرسائلِ بِمسمياتٍ مختلفةٍ ، وستأتي عندَ ذكرها في المصنفاتِ. وقد ظفرتُ ببعض الكتبِ التي لم يذكرها أَحَدٌ مِمَّن تَرجَمُوا لابن فارسٍ من المعاصرينَ ، وقد ضمنتها بحثي عنه وعن مؤلفاته ، وقد صنعت له معجماً وافياً ، وأرجو أن ييسر الله طباعته ، وسأذكر لك ما يتعلق بالكتب التي سألت عنها أخي الحبيب ، وأرجو أن لا أغفل منها شيئاً ، لضيق الوقت ، فأعتذر سلفاً ، وربما ذكرت ما لم تسأل عنه غفلة مني فمعذرة.ً
- اختلاف النحويين: ذكر هذا الكتاب ياقوت في «معجم الأدباء» 1/536، وذكره السيوطيُّ في «بغيةِ الوعاةِ»1/352،وذكر في «مفتاح السعادة» لطاش كبري زاده 1/109، وفي مقدمة «مقاييس اللغة»1/26. ولم يعثر عليه بعد.
- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الكتاب ذكره كثير ممن ترجم لابن فارس. فقد ذكره ياقوت في «معجم الأدباء» 1/536، والصفديُّ في «الوافي بالوفيات» 7/279، والداووديُّ في «طبقاتِ المفسرين» 1/61، وابن قاضي شهبة في «طبقات الشافعية» 1/231، وبروكلمان في «تاريخ الأدب العربي» 2/267 ، ولم يعثر عليه بعد.
- استعارة أعضاء الإنسان:
وهو رسالة من رسائل ابن فارس الصغيرة. وقد نشرها في «مجلةِ المَوردِ» العراقية مجلة المورد العراقية المجلد 12 العدد 2 ص 83 سنة 1983 الدكتورُ أحْمد خان ، عضو مجلس البحوث الإسلامية بإسلام آباد في الباكستان ، عن مخطوطةٍ ظفرَ بها في مكتبة بودلين بأكسفورد.(1/1593)
وترجع نفاسةُ المخطوطة إلى كونها النسخة الوحيدة ، وأنها كتبت بخطٍّ جيدٍ، وهو خط شرف الدين عبدالمؤمن بن خلفٍ الدمياطيِّ(ت705هـ) ، وقد نسخها عَن نسخةٍ لشيخهِ الحسنِ بن محمد بن الحسن الصغَّانيِّ (ت650هـ ) ، صاحبِ كتابِ «العُبابِ الزَّاخرِ واللبُابِ الفَاخِر». وقد صنع الصغانيُّ في هذه النسخة فهرساً لأسْماءِ واحدٍ وخَمسينَ كتاباً لابن فارس ، وأكثرُ هذه الكتب لم يذكر في كتب التراجم ، ولم يُعثر عليه حتى اليوم. وتقع المطبوعة في «مجلة المورد» في ثلاث وعشرين صفحة. وتضم مائةَ كلمةٍ من أسماءِ أعضاءِ الإنسان التي استعارتها العربُ ، واستعملوها استعمالاً مَجَازياً في غَيرِ معانيها الحقيقية ، مع شواهدَ بلغت ثَمانيةً وستينَ بَيتاً من الشعرِ الذي يحتج بهِ ، وأربعةَ أحاديث ، وآيةً كريمةً واحدةً ، ومثلاً واحداً من أمثال العربِ.
وقد أغفل ابن فارس كثيراً من أَسْماءِ الأعضاء التي استعارت منها العربُ ، وحسبكَ أن تنظر في أعضاءِ الرأسِ ، وتقارنَ ما ذكره ابنُ فارسٍ بِمَا ذكرهُ الزمخشريُّ في «أساسِ البَلاغةِ» لتقفَ على ما أغفلهُ ابنُ فارس من ألفاظٍ استعملتها العربُ استعمالاً مَجازياً ، كالضفيرةِ ، والشَّعبِ ، والحِجَاجِ.
- الأسجاع: ذكر هذا الكتاب في الفهرس الذي صنعه الصغاني لكتب ابن فارس في نهاية كتاب«استعارة أعضاء الإنسان».
- أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ومعانيها: يقول ابن الجوزي في كتابه«صفة الصفوة» في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذكر أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم:«وقد ذكر أبو الحسين بن فارس اللغوي أن لنبينا صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين اسماً...الخ» فكأنه يشير إلى هذا الكتاب.
وقد حققه ماجد الذهبي مدير دار الكتب الظاهرية ، وطُبعَ بقسم التحقيق والبحث العلمي التابع لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت سنة1409هـ.(1/1594)
ويقع في المطبوع في عشر صفحات. وقد شرح فيه ابن فارس معاني أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، شرحاً رائعاً. ابتدأ فيه باسم محمد فقال:«فأول أسمائه وأشهرها محمد صلى الله عليه وسلم. قال جل ثناؤه:\محمدٌّ رسولُ اللهِ\ وقال:\وآَمِنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ\ وهو اسم مأخوذٌ من الحمد ،..الخ». وانتهى فيه إلى اسم الخاتم فقال:«ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الخاتم، قال الله جل ثناؤه:\ما كان محمدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم ولكِنْ رَسُولَ اللهِ وخَاتَمَ النَّبِيَّينَ\ وهو من قولك:ختمت الشيء إذا أَتممتَهُ وبلغت آخره...الخ» . وقد ذكر هذا الكتاب في الفهرس الذي صنعه الصغاني لكتب ابن فارس في نهاية كتاب«استعارة أعضاء الإنسان» الذي سبق ذكره.
- أصول الفقه: ذكر هذا الكتاب لابن فارس في «معجم الأدباء» 1/536، وفي «الوافي بالوفيات» 7/279، وفي مقدمة «مقاييس اللغة» 26، وفي مقدمة كتاب «الفَرق» 24، وفي مقدمة «المُجمل» 1/22 ، ولم يعثر عليه بعد.
- الأضداد: أشار إليه ابن فارس نفسه في كتابه «الصاحبي»فقال :« ومِن سُننِ العَربِ في الأسْماءِ أَن يُسَمُّوا المتضادينِ باسمٍ واحدٍ ، نحو «الجَوْن» للأسودِ ، و«الجَوْنِ» للأَبيضِ . وأنكرَ ناسٌ هذا المذهبَ ، وأَنَّ العَرَبَ تأتي باسمٍ واحدٍ لشئٍ وضدهِ. وهذا ليس بشئٍ ، وذلك أنَّ الذين رَوَوا أَنَّ العربَ تُسمي السَّيفَ مُهنَّداً ، والفَرَسَ طِرْفَاً همُ الذين رَوَوا أَنَّ العربَ تُسمِّي المتضادين باسمٍ واحدٍ. وقد جَرَّدنَا في هَذا كِتَاباً ذكرنَا فيه ما احتجوا به ، وذكرنَا رَدَّ ذلك ونَقضهُ ، فلذلك لم نُكررهُ».
(1/1595)
- كتاب الأفراد: يقول الزركشي في كتابه «البرهان في علوم القرآن»:«وقال ابن فارس في كتاب «الأفراد»:كل ما في كتاب الله من ذِكر الأسف...الخ». وسوف أنقل ما ذكره ابن فارس في قسم علوم القرآن من الرسالة إن شاء الله. ولم أجد من أشار إليه قبل الزركشي.
ثم نقل عنه السيوطيُّ في «الإتقان».وقد سَمَّاهُ بعضهم:«الوجوه والنظائر» وجعله كتاباً مستقلاً لابن فارس. قال محققُ «المُجمل»:« الأفرادُ:وقد ذكره بدرُ الدينِ محمدُ بن عبدالله الزركشيُّ ، في أثناء ذكره مَن صَنفوا في الوجوهِ والنظائرِ. وقد وَهِمَ الدكتور رمضان عبدالتواب ، والأستاذُ هلال ناجي حين عّدَّا الوجوه والنظائرَ على أنهُ كتابٌ آخرٌ مستقلٌّ ، غير كتاب الأفراد. وليس الأمر كذلك ؛ لأنَّ الإمام الزركشيَّ قد نَصَّ على أن ابن فارس قد صنفَ في الوجوه والنظائرِ كتاباً سَمَّاهُ «الأفرادَ». ولعلهما اعتمدا في ذلك على ما ذكره إِسْماعيلُ البغدادي في «هدية العارفين» 1/69 ، دون النظر إلى ما أورده الزركشي». وذكره من المعَاصرينَ مصطفى الرافعيُّ .
وقد نشر هذا الكتاب في مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد في يونيو 1983م بتحقيق الدكتور أحمد خان . وقبل مدة ظهر الكتاب محققاً في مجلة الحكمة ، في العدد الثاني والعشرين من ص127 - 141 تحت عنوان :(أفراد كلمات القرآن) ولم أعرف المحقق لعدم ذكر اسمه في المجلة ، وقد سالتهم فلم يخبروني بشيء حتى الساعة.
- الأمالي: ذكره ياقوت في «معجم الأدباء» فقال:« وقرأتُ في أَمَالي ابنِ فارسٍ قَال:سَمعتُ أبا الحسن القطان بعدما علت سنه وضعف...» ، وفي «معجم البلدان» عند ذكر بلدةِ أَوطَاسٍ قال:«وقال أبو الحسين بن فارس في أماليه: أنشدني أبي رحِمه الله:
يادارُ أَقْوَتْ بِأَوْطَاسٍ وغَيَّرَها*** مِنْ بَعْدِ مَأْهُولِهَا الأَمطارُ والمُورُ(1/1596)
كَمْ ذا لأَهلكِ مِنْ دَهرٍ ومِنْ حِجَجٍ*** وأينَ حَلَّ الدُّمَى والكُنَّسُ الحُورُ
ردِّي الجَوابَ على حَرَّانَ مُكتئبٍ *** سُهادهُ مُطلقٌ، والنَّومُ مَأْسُورُ
فَلم تُبِينْ لنَا الأَطْلالُ مِنْ خَبرٍ *** وقَدْ تُجَلِّي العَمَايَاتِ الأَخَابِيرُ
وقد ذُكِرَ كذلك في مقدمة «مقاييس اللغة» 26، وفي مقدمة «الفَرْق» 25، ومقدمة «المُجملِ» 22 ، ولم يعثر عليه بعد.
- الإمتاع: ذكره جرجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية» 1/619، وذكر أنه طبع في غيسن سنة 1906م. وذكره طليمات في رسالته عن ابن فارس وقال:«ولعله كتابُ «الإتباعِ والمزاوجةِ» مصحفاً ؛ لأنَّ الإتباعَ والمزاوجةَ نشر في مدينة غيسن بألمانيا سنة 1906م ، وعني بنشره رودلف برونو». وهو كما ذكر.
- أمثلة الأسجاع: قال ابن فارس في كتاب «الإتباع والمزاوجة» :«قد ذكرت ما انتهى إليَّ من هذا الباب ، وتحريت ما كان منه كالمقفى ، وتركت ما اختلف رويه ، وسترى ما جاء من كلامهم في الأمثال وما أشبه الأمثال من حكمهم على السجع في كتاب «أمثلة الأسجاع».
- الانتصار لثعلب: ذكره الداوودي في «طبقات المفسرين» 1/60، والسيوطيُّ في «بغيةِ الوُعَاةِ» 1/352، وطاش كبري زاده في «مفتاح السعادة» 1/109. ويبدو من عنوانه أنه دفاع عن ثعلب شيخ العربية وانتصار لمذهبه الكوفي في النحو.ولم يعثر عليه بعد.
- الأنواء: ذكرها طليمات وقال:«لم يذكر أحدٌ من الذين ترجَموا حياةَ ابن فارس أنه أَلَّفَ في علم الأنواء كتاباً أو رسالةً ، ولذلك حِرْتُ حينما ظفرتُ في المكتبة الظاهرية بِمَخطوطةٍ تَتناولُ هذا العلم وتُنْسَبُ إلى ابنِ فارس».جاء في مقدمة المخطوطة:«قال أحْمد بن فارس:هذا كتابٌ جَمعتُ فيه أَسْماءَ الأيامِ ، والسَّاعاتِ ، والشهورِ ...».(1/1597)
وقد شكك طليمات في نسبةِ هذه الرسالة إلى ابن فارس وقال:«وبعدُ: فإننا بعد كلِّ المزاعم التي زعمناها ، لانثقُ ثقةً تامَّةً بانتماء الرسالة إلى ابن فارس ، ولو سلَّمنا بصحة هذه المزاعم لحققنا الرسالةَ ، وعددناها ظفراً بضآلةٍ ، أو عثوراً على كَنْزٍ»
- أوجز السير لخير البشر: وهو رسالة صغيرة ، ذكرتها كتب التراجم بأسماء مختلفة فقد سميت باسم: سيرةِ النبي صلى الله عليه وسلم ، في «معجم الأدباء» لياقوت 1/536، وفي «طبقات ابن قاضي شهبة» 1/231، وفي «الوافي بالوفيات» 7/278، وقال عنه ياقوتُ:«كتابٌ صغيرُ الحجمِ». وذكر بروكلمانَ مخطوطاتٍ كثيرةً لهذه الرسالةِ2/266، وتحملُ عنواناتٍ كثيرةً، وذهب إلى أنها نسخٌ متعددةٌ لكتابٍ واحدٍ.
وقد طبعت هذه الرسالة عدة طبعات. أوَّلُهَا في الجزائرِ سنة 1301هـ ، وطبعةُ هلال ناجي في «مَجلَّةِ المورد العراقية» 2/4 1973م. وتقع المطبوعةُ الأخيرةُ في سبع صفحاتٍ ، تبدأ بذكر الرواة الذين رووا نصَّ السيرة عن ابن فارس ، ثم بعد ذلك يقول ابن فارس:«هذا ذكر ما يحق على المرء المسلم حفظه ، ويجب على ذي الدين معرفته مِنْ نَسَبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولده ومنشئه ومبعثه وذكر أحواله في مغازيه ، ومعرفة أسماء ولده وعمومته وأزواجه...» وآخر الطبعات بتحقيق محمد محمود حَمدان وطباعة دار الرشاد سنة 1413هـ.و هي متوفرة في المكتبات في الرياض فيما رايت كالرشد وغيرها.
- التاج: ذكره ابنُ خَير الإشبيليُّ في «فهرسه»374 ، وعَزَا روايتَهُ إِلى كلٍّ مِن القاضي أبي زرعةَ ، وأبي الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه تلميذي ابن فارس.ولم يعثر عليه بعد.(1/1598)
- الثلاثة: وهي رسالة صغيرة .لم يذكرها أحدٌ من المتقدمين الذين ترجَموا لابن فارسٍ ، وذكرها لابن فارس من المتأخرينَ جُرجي زَيدان في «تاريخ آداب اللغة العربية»1/619 ، وبروكلمان في «تاريخ الأدب العربي»2/266 ، والزِّرِكْلِيُّ في «الأعلام»1/184.
وقد حققها الدكتور رمضان عبدالتواب ، وتقع المطبوعة في عشرين صفحة. وموضوع الرسالة أساسه أن يَجمعَ ابن فارس في مكانٍ واحدٍ كلَّ ثلاثةِ ألفاظٍ ، تشتركُ في ثلاثةِ أحرفها الأُصُولِ ، وتختلفُ في ترتيب هذه الأحرفِ ، وأَن يشرحَ معاني هذه الألفاظ شَرحاً مَشفُوعَاً بالشواهدِ. من هذه الألفاظِ على سبيلِ المثالِ قولهُ:«فمن ذلك الحَلِيمُ والحَمِيلُ واللَّحيمُ:
فالحليمُ:الرَّجلُ ذُو الأَنَاةِ والرِّفْقِ. قالَ قيسُ بنُ زُهيرٍ:
أَرَى حِلْمِي يُدِلُّ عَليَّ قَومِي وقَدْ يُسْتَجْهَلُ الرَّجُلُ الحَلِيْمُ
والحَمِيْلُ: الرَّجلُ الدَّعِيُّ. قال الكُمَيتُ:
عَلاَمَ نَزَلْتُمُ مِنْ غَيرِ فَقْرٍ وَلا ضَرَّاءَ مِنْزلةَ الحَمِيلِ
واللحيمُ:القتيلُ. قال الهذلي ، وهو سَاعِدةُ:
وقَالُوا:عَهِدْنَا القَومَ قَدْ حَصِرُوا بِهِ فَلا رَيْبَ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيْمُ
أو «السَّلَعُ واللَّعَسُ والعَسَلُ» .
فمن الخطأِ - والحالُ هذهِ - قولُ بروكلمان عن هذا الكتابِ:«كتاب الثلاثةِ في الألفاظ الثلاثةِ المترادفةِ»، والصحيحُ قولُ الزِّرِكْلِيِّ:«وكتاب الثلاثةِ في الكلماتِ المكونةِ من ثلاثةِ حروفٍ متماثلةٍ».
- الثياب والحلي: ذكره ياقوتُ في «معجم الأدباء» 1/536 ، وذكره الصفديُّ 7/278 باسمِ الشياتِ والحُلي.ولم يعثر عليه بعد.(1/1599)
- جزءٌ في السِّواكِ: ذكره الرافعيُّ في ترجَمتهِ ، ونَقَلَ منه نقلاً ، فقال:«قال أحْمدُ بن فارس في جُزءٍ جَمَعهُ في السِّواكِ: أخبرني أبو بكر أحْمد بن محمد بن إسحاق السني ، ثنا الحسين بن مسبح ، ثنا أبوحنيفة أحْمد بن داؤد في كتاب النبات :يقال مِسْوَاكٌ ، وسِوَاكٌ ، ويُجمَعُ مَسَاويكَ ، وسُوكاً . وأَشهرُ الشجرِ الذي يُستعملُ منه المسَاويك الأَرَاكُ ، يؤخذُ ذلك مِن فُروعِهِ ، وعُرُوقهِ ، وصرعهِ. والصرعُ جَمْعُ صَريعٍ ، وهو القضيبُ ينهصرُ إلى الأرض فيسقطُ عليهَا.» ولم يذكره أحدٌ مِمَّن تَرجَمُوا لابنِ فارسٍ.
- الجوابات: وهذا الكتاب يتعلق بتفسير القرآنِ. فهو ضَرْبٌ مِن تفسير القرآن بالقرآن ، سار فيه ابنُ فارس رحِمه الله على منهاجِ مَن سبقهُ من أهلِ العلمِ. وأشارَ إليه في «الصاحبي» فقال تحت بابِ:«باب ما يكونُ بيانه منفصلاً منه ، ويجيء في السورة معها أو في غيرها» وفي هذا الباب ثمانية عشر جَواباً من الجواباتِ التي ذكر ابن فارس أنهُ جَمعها في كتابٍ .
وهذا الكتابُ يعد من الكتبِ المفقودةِ ، غَيرَ أَنَّ ابن فارس أشارَ إليه إشارةٌ في الصاحبي فقال في نهاية الفصل السابق:«وهذا في القرآن كثير أفردنا له كتاباً وهو الذي يسمَّى:الجوابات».
- الحَبِيْرُ المُذْهَبُ: ذكره ابن فارس نفسه في كتابه «متخَيَّرُ الأَلفاظ» فقال:«وقد تحرَّيتُ في هذا الكتاب الإيْمَاءَ إلى طُرقِ الخَطَابةِ ، وآثرتُ فيه الاختصارَ وتنكبتُ الإِطالةَ. فمنْ سَمَتْ به همته إلى كتاب أَجْمَعَ منه قرأَ كتابي الذي أسميتُهُ «الحَبيرَ المُذْهَب» فإنه يوفي على سائر ما تركتُ ذكرَهُ ههنا من مَحَاسن كلامِ العربِ إِنْ شاءَ الله».(1/1600)
- الحَجَر: وقد نسبه لابن فارسٍ القفطيُّ فقال:«وكانَ - أي ابنُ فارسٍ - شديدَ التعصب لآلِ العميدِ ، وكان الصاحبُ بن عبَّادٍ يكرهه لأجلِ ذلك. ولما صنفَ للصاحبِ كتابَ «الحجر». وسيره إليه في وِزَارته قال: رُدُّوا الحَجَر مِن حيث جاء ، وأمر له بجائزةٍ ليست سنيَّةً».
وقال ياقوتُ:«كان الصاحبُ مُنصرفاً عن أبي الحسين بنِ فارسٍ ؛ لانتسابهِ إلى خدمة آل العميد ، وتعصبهِ لَهُم. فأنفذ إليه مِن هَمَذانَ كتابَ «الحَجَر» مِن تأليفهِ. فقال الصاحبُ:رُدَّ الحجرَ مِن حيث جاءك. ثم لم تَطِبْ نَفْسُهُ بتركه ، وأمرَ لَهُ بِصِلةٍ».
- الحماسة المُحْدَثة: قال الدكتور رمضان عبدالتواب في مقدمة تحقيق كتاب «الفَرق» لابن فارس وهو يتحدث عن كتاب الحماسةِ المُحدَثةِ:«وقد بقي لنا الجزء الأول من هذه الحماسةِ مخطوطاً ، في مكتبة لاله لي رقم 1716 باستنبول وعنوانه: الحماسة بتفسير ابن فارس، لخزانة الملك الظاهر. وهو في 135 ورقة.وفي كل صفحة من 13 سطراً. ذكر ذلك الميمنيُّ في مذكراته عن نوادر المخطوطات في تركيا».
وذكره ياقوت الحموي، وابن النديم في «الفهرست» ، واقتصر عليه فقط من بين مؤلفات ابن فارس وهذا دليل على شهرته. وقد ذكره العبيديُّ في كتابه التذكرةِ السعديةِ وعده واحداً من مَصَادرهِ المهمةِ في كتابهِ. وقد حققه هادي حسن حَمُودي ، وطبع بمطبعة عالم الكتب عام 1415هـ. وهو متوفر في المكتبات وليس كبيراً في حجمه. 192 صفحة فقط.(1/1601)
- خُضَارَةُ: ذكرهُ ابن فارسٍ في «الصاحبي» فقال:«وما سوى هذا مما ذكرت الرواةُ أن الشعراءَ غلطوا فيه فقد ذكرناه في كتابِ: «خُضَارة»، وهو كتابُ نَعْتِ الشِّعْرِ». ويبدو أن عبارة «نعت الشعر» التي وردت في الصاحبي تحريف، وأن صوابها «نقد الشعر»كما في «المُزهِر». وقد ذكره بعض من ترجَموا لابن فارس باسمِ نَعتِ الشِّعْرِ ، أو نَقدِ الشِّعْرِ على أنه كتابٌ مستقلٌّ غير خُضَارة ، والصحيحُ أَنَّهُ هوَ ؛ لأَنَّ ابن فار س نصَّ على أنه هو بقوله المتقدمِ: «وهو كتابُ نعتِ الشعرِ» أو نقد الشعرِ.
- دارات العرب: ذكره ابن فارس في كتاب «المُجملِ» عند مادة (دار) فقال:« وقد ذكرنَا دارات العرب في كتابٍ مُفْرَدٍ». وقال ياقوتُ الحمويُّ في «معجم البلدان» عند:«ولم أَرَ أحداً مِن الأئمة القدماء زاد على العشرين دارةً ، إِلاَّ ما كان من أَبي الحسينِ بن فارسٍ فإنه أَفردَ لهُ كِتَاباً ، فذكرَ نحو الأربعين ، فزدتُ أَنَا عليهِ بِحولِ اللهِ وقوتهِ نَحوَهَا». وذكره ياقوتُ في «معجم الأدباء»،والقفطيُّ ،والصفديُّ في «الوافي بالوفيات»7/278 ، وغيرهم. ولم يعثر عليه بعد.
- ذخائر الكلمات: ذكره ياقوت الحموي ، والصفدي ، وغيرهما.ولم يعثر عليه بعد.
- ذم الغِيْبَة: ذكره في في «كشف الظنون» 828 ، و«هدية العارفين» 1/68، و«المعجم المؤسس» 87 برقم 248، وذكره عمرُبن فهد المكيُّ في «معجم الشيوخ » في عدة تراجم على أنه كان من الكتبِ المرويةِ بالأسانيدِ في القَرنِ التاسعِ. ولم يعثر عليه بعد.
- شرح رسالة الزهري إلى عبدالملك بن مروان: نسبها لابن فارس ياقوت، والصفدي، وغيرهما.ولم يعثر عليه بعد.
- العم والخال: ذكره ياقوت الحموي، والصفدي، و«هدية العارفين»، و«طبقات المفسرين» للداوودي، والصغاني في فهرسه ، وغيرهم.ولم يعثر عليه بعد.(1/1602)
- غريب إعراب القرآن: ورد ذكرُ هذا الكتابِ بين آثار ابن فارسٍ في كثير من كتب التراجم. فقد ذكرهُ ابن النجار، وياقوت، والصفدي، والأنباري، الداوودي ، والسيوطي، وغيرهم.ولم يعثر عليه بعد.
- الفريدة والخريدة: تفرد السبكيُّ في «طبقات الشافعية» بنسبة هذا الكتاب إلى ابن فارس ، وعن السبكيِّ نقلَ مَن بعدَه مِن المُحدَثين. فذكره عبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس» 33 ، ورمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق»27، وزهير عبدالمُحسن سلطان في مقدمة «المُجمل»1/27. قال السبكي:«وقال الذهبي أَيضاً:وكان - أي أبو حيَّان التوحيدي - سيءَ الاعتقادِ ، ثم نقلَ قَولَ ابنِ فَارسٍ في كتاب «الفريدة والخريدة»:كان أبو حيان كَذَّاباً ، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان ، تعرَّضَ لأُمورٍ جِسَامٍ: مِن القدح في الشريعة ، والقول بالتعطيل ، ولقد وقف سيدُنا الصاحبُ كافي الكفاة على بعضِ ما كان يدغله ويخفيه ، من سوء الاعتقاد ، فطلبه ليقتله فهرب والتجأ إلى أعدائه ، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه ، ثم عثروا منه على قبيح دخلته ، وسوء عقيدته، وما يبطنه من الإلحاد ، ويرومه في الإسلام من الفساد ، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه ومات في الاستتار ، وأراح الله منه ، ولم يؤثر عنه إلا مثلبةٌ أومُخْزيةٌ». [طبقات الشافعية الكبرى5/287.
قال عبدالرحمن الشهري: وهذا الكلام الذي قاله ابن فارس - مع حبي له - عن التوحيدي مردود من وجوه كثيرة منها:(1/1603)
- أن ابن فارس من معاصري أبي حيان ، وهو عالم لغوي أديب غير مجهول المكانة ، فمن المستبعد أن يقع في الأخطاء التاريخية الفادحة التي وردت في هذا النص المنسوب إليه. فمن هذه الأخطاء أن النص يقرر أن الصاحب بن عباد طلب التوحيدي ليقتله ففر منه ، وبعد ذلك تعقبه الوزير المهلبي فاستتر منه حتى مات. ومن المعروف أن أبا حيان غادر ابن عباد سنة 370هـ كما صرح أبو حيان -في «أخلاق الوزيرين» ، والوزير المهلبي توفي سنة 352هـ بإجماع المؤرخين. أي أن أبا حيان ترك الصاحب بن عباد بعد وفاة المهلبي بثمانية عشر عاماً، فمن أين طلبه ليقتله؟!
- كذلك يقرر النص المنسوب لابن فارس أن أبا حيان مات في الاستتار فأيهما أسبق في الوفاة؟ فابن فارس مات سنة 395هـ على أصح الأقوال ، وأبو حيان مات ما بين سنتي 400-414هـ أي أن ابن فارس قد مات قبل أبي حيان بكثير، فكيف يمكن قبول هذا النص على ما فيه من تناقض ؟ وكيف يخبر الميت عن الحي؟
للتوسع يراجع: أبو حيان التوحيدي:رأيه في الإعجاز ، وأثره في الأدب والنقد لمحمد عبدالغني الشيخ2/614-623]
-الفوائد: ذكره ياقوت الحمويُّ في ترجَمةِ أبي سعيد أحْمد بن أبي خالد الضرير ، فقال:«رأيتُ في فَوائدِ أبي الحسين أحْمد بن فارسِ بن زكريا اللغويِّ صاحبِ كتابِ «المُجمل» ما صورته...».وقد اعترض محقق المُجمل على أن يكون هذا كتاباً لابن فارس لمُجردِ ما قاله ياقوتُ وقال :«نحن لانراه كتاباً لأنَّ لكلِّ عالمٍ فوائد يدونها في أثناء قراءاته ، ويرجع إليها إذا احتاج إلى شيءٍ مِنها». ولا مانع في حقيقة الأمرِ من أن يكون ابنُ فارس قد جَمع هذه الفوائدَ في كتاب ، كما فعل كثير من العلماء كابنِ القيمِ وغيره.(1/1604)
- قصصُ النَّهار وسَمَرُ الليل: ذكره بروكلمان، وقال:«إنه مَخطوطٌ في مَجموعٍ بِمَكتبةِ ليبزغ 780رقم 4، ومنه قصيدة الأعشى في النبي صلى الله عليه وسلم التي نشرها توربيكه في مجلة أَبْحاثِ شرقية». وعن بروكلمان نقل الدكتور رمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق»34 ، وعبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس»34.
- كتاب اللامات: وهذا الكتاب أشار إليه حبيبُ الزيات في حديثهِ عن المَجَاميع في المَجموع ذي الرقم71، فكانت إشارتهُ باعثاً للمستشرق برغشتراسر على تصويرهِ ، ونشرهِ في مجلة إسلاميكا ، الصادرة في ليبزيغ ، فصدر في المُجلد الأول منها عام 1925م ، وشَغَلَ المطبوعُ الصفحات 81-88 ، ثم نظر الدكتور شاكر الفحام في الكتاب المطبوع وعارضَهُ على الأصل المخطوطِ ، فأَحسَّ داعياً مُلِحَّاً يُهيبُ به لإعادةِ نشرِ الكتابِ بعد تجديد التحقيقِ ، وتكملةِ النص المُحققِ بِمُقدمةٍ ضَافيةٍ ، دَرَسَ فيها تاريخ المخطوطة ، وحياةَ ابن فارس وشيوخه ، وفهرس الكتاب وخرج شواهده ، وكل غايته كما قال:«أن يبرز الكتاب محققاً ، قد خلص مما شاب الطبعة الأولى من خطأ وإن قلَّ ، وأن تتداوله جمهرة قراء العربية بعد أن ندر وجوده ، فلا يظفر طالب بنسخة منه على طول البحث والتنقير».
يقول ابن فارس في المقدمة:«أهل العربية مختلفون في عدد اللامات ، فمنهم من كثر حتى بلغ بها ثلاثين وما زاد ، ومنهم من يزعم أنها بضع عشرة لاماً. وذكر ناس أنها ثمان...وأنا أفسرها إن شاء الله ، ورُبَّمَا لَبَّستُ بين المذهبين ؛ لأن شغلي اليوم بغير هَذَا الجَنَى مِنْ العِلْمِ».(1/1605)
- الليل والنهار: ذكر هذا الكتاب بين كتب ابن فارس ياقوت في «معجم الأدباء» 1/536 ، والصفدي في «الوافي بالوفيات» 7/278، والسيوطي في «بغية الوعاة»1/352، وغيرهم. وهو كتابٌ فيه مفاضلة بين الليل والنهار كما يظهر مِن نَقْلِ السيوطي منه في «الحَاوي للفتاوي» إذ قال رحِمه الله:«وقد وقفتُ على تأليفٍ في التفضيلِ بين الليلِ والنهار لأبي الحسينِ بن فارسٍ اللغويِّ صَاحبِ «المُجمل». فذكر فيه وجوهاً في تفضيل هذا، ووجوهاً في تفضيل هذا.»
- متخيَّرُ الألفاظِ: ورد ذكرُ هذا الكتابِ كثيراً في كتبِ التَّرَاجمِ التي ترجَمت لابن فارس ، كـ«معجم الأدباء» ، و«نزهة الألباء» للأنباري، و«الوافي بالوفيات» للصفدي ، وقد عثر هلالُ ناجي على مخطوطتين لهذا الكتاب فحققه ، ونشره في بغدادَ سنةَ 1970م. ويعد هذا الكتاب من معجمات المعاني ، ككتابِ جَواهرِ الألفاظِ لقدامةَ بنِ جعفر. ويشغل المتنُ المطبوعُ مائتي صفحةٍ ، والمقدمة والفهارس مائة أخرى.
- الموازنة: ذكر في مقدمة «الفرق» 37 نقلاً عن كتابي الصغاني «التكملة» 1/8 و«العباب» حرف الألف30، وفي مقدمة «المُجمل» 28 وفي فهرس الصغاني في مجلة «المورد» المُجلد 12 العدد82 سنة 1983م.
- النيروز: وهي رسالةٌ صغيرةٌ. نشرها المُحققُ العلاَّمَةُ عبدالسلامِ هَارون عَن مخطوطتها النادرةِ المَحفوظةِ في المكتبة التيمورية برقم 402لغة. ومطبوعته تقع في ثَمانِ صفحات من كتاب:«نوادر المخطوطات».
يقول ابن فارس في مقدمة الرسالة:«سألت - أعزك الله - عن قولِ الناسِ يومَ نيروزٍ ، وهل هذه الكلمةُ عربيةٌ؟ وبأَيِّ شيءٍ وَزنُهَا؟
واعلم أَنَّ هذاالاسم مُعرَّبٌ ، ومعناه أَنَّهُ اليومُ الجَديدُ. وهو قولُهُم:نُوروزٌ، إِلاَّ أَنَّ النَّيْرُوزَ أشبهَ بأَبنيةِ العَربِ ؛ لأَنَّهُ على مثالِ «فَيعول» وكان الفراءُ يقولُ: يُبْنَى الاسمُ أَيَّ بناءٍ كانَ ، إذا لَمْ يَخْرُجْ عَن أَبنيةِ العَرَبِ».(1/1606)
- اليشكريات: ذكره بروكلمان وقال إنه يوجد مخطوطاً في مجموع برقم 11.29 في المكتبة الظاهرية بدمشق. و ذكره تبعاً له عبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس» ، ورمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق».ولم يعثر عليه بعد.
هذا ما تيسر لي أخي ابن الشجري نقله من بحثي مع استبعاد الحواشي لصعوبة تنسيقها في الملتقى ، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم ، وأن يكتب لك الأجر والثواب على مطارحاتك العلمية الممتعة ، وأرجو أن لا ترهقني في السير معك على طريقتك في البيان ، فإني ضعيف السير ، ولا يغرنك ما أكتبه ، فإنني لا أصلح لسباق المسافات الطويلة ! وحسبنا ما تمتعنا به ، فلا تحرمنا من أدبك وفقك الله.
---
الحاكم
02-14-2004, 03:04 PM
الأخ عبدالرحمن
السلام عليكم ورحمة الله
من آخر ما طبع للعلامة ابن فارس كتاب مأخذ العلم تحقيق محمد بن ناصر العجمي، طبعته دار البشائر بيروت
لكن ماذا تعرف عن كتابه حلية الفقهاء يكمن تفيدنا في ذلك ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2004, 07:37 AM
حياكم الله أخي الكريم الحاكم
كتاب حلية الفقهاء لابن فارس رحمه الله
نسبه لابن فارس ياقوت الحمويُّ في معجم الأدباء ، والصفديُّ في الوافي بالوفيات 7/278، والإشبيليُّ في «فهرسه» وغيرهم كثيرٌ. وعده هلال ناجي من كتبِ ابن فارسٍ المفقودةِ.
وقد حققهُ الدكتورُ عبدالله بن عبدالمُحسن التركيُّ وفقه الله سنة 1403هـ ، عن مخطوطةٍ وحيدةٍ ، وُجدَت بمكتبةِ إسْماعيل صَائب بجامعةِ أنقرةَ ، برقم 1713. ويقع المطبوع في(189) مائة وتسعٍ وثَمانين صفحةً.
والكتابُ شرحٌ لألفاظ الإمامِ أبي عبدالله محمدِ بن إدريس الشافعيِّ التي وردت في مختصرِ أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزنيِّ ، أشهرِ تلامذةِ الشافعيِّ.(1/1607)
وقد نهج ابنُ فارس نهجاً جَيِّداً في الشرحِ ، حيث كشفَ إلى جانب المعنى اللغويِّ عَن مُرادِ الشافعيِّ رحِمَه الله ، واحتجَّ لهُ ، وبَيَّنَ منزلته في العربيَّةِ.
وأما كتاب مأخذ العلم ، فكما تفضلت تم تحقيقه ونشره أخيراً في مجموعة لقاءات العشر الأواخر.
---
ابن الشجري
02-21-2004, 04:52 PM
مع إنشغالك بكل شاردة في الملتقى ووارده , فقد آثرت أن تجيب على ماسألتك عنه وزيادة , فلعمر الحق إن مثلك لتعقد على أخوته الخناصر ، وقد علمت أن للكلام طي ونشر ولايعرف طيه الا بنشره ، وأجدني الساعة عاجزا عن نشره ، فكيف لو تحسن سباق المسافات الطويله ؟َ! لكأن القائل قد عناك بقوله:
من لي بمثل سيرك المدلل *** تمشي رويدا وتجئ في ألاول
فشكر الله لك حسن تفهيمك , وإن كلت أناملي عن الكتابة , فسألهج لك بالدعاء جزاء مابينته لأخيك ، ولعلك تعلم أخي الحبيب سبب تأخري عن الكتابة ، فمثلك يحملني على واسع العذر, فللرد على المكتوب حق قل من أداه ، فلاعدمتك من اخ يتخير أطيب الكلمات كما يتخير أطايب التمر والثمر ثم يدفعها مع اعتذار بين يدي أخوانه , وهل بقي من الدنيا ما يتعلل به سوى مثل هذا , أسأل الله أن يسبغ علينا وعليك من وافر نعمه العظيمه ,وان يفتح على قلوبنا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1608)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من روائع التراث المخطوط: (1) مسألة (بسطت) والجواب [عليها]
---
من روائع التراث المخطوط: (1) مسألة (بسطت) والجواب [عليها]
---
الملثم
09-12-2003, 06:56 PM
تخريج الشيخ الإمام العالم العلامة الصدر الكبير الفهامة... ... ...
الحمد لله على نعمه.
سألت أرشدنا الله وإياك إلى الصواب، وأعاننا على هول يوم الحساب، عن قوله تعالى: (لئن بسطت) في سورة المائدة، الآذنة بكل فائدة .. هل هو إخفاء أم إدغام .. وأنا ذاكر لك على التمام، فأقول ـ وبالله التوفيق ـ ما قاله أهل البحث والتحقيق راجيًا من الله الكريم الثواب وحسنَ المآب، مصليًا على البشير النذير، مستعيذًا به من عذاب السعير، لأنه سبحانه وتعالى نعم المجيب، وعليه توكلي، ولا أخيب.
أقول وبالله المستعان: ذهب بعضهم إلى أنه إخفاءٌ، وعلله بعلل لا فائدة في ذكرها؛ إذ ما قاله ضعيف مردود (ب/148) مخالف لما عليه المحققون من أئمة هذا الشأن والصواب الذي عليه الحذاق، أنه إدغامٌ لكنه غير مستكمل؛ إذ حقيقة الإدغام المستكمل في المتقاربين، هو: أن تقلب الأول إلى لفظ الثاني، ثم تدغمه فيه حتى لا يبقى له أثرٌ، ولا لصفته.
والصفة ههنا موجودة، وهي الإطباق.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
---
الملثم
09-13-2003, 04:38 AM(1/1609)
قال الشيخ الإمام المحقق أبو محمد مكي: "إذا وقعت الطاء مدغمة في تاء بعدها، وجب على القارئ: أن يبين التشديد متوسطًا، ويبين الإدغام، ويظهر الإطباق الذي كان في الطاء؛ لئلا تذهب الطاء في الإدغام ويذهب إطباقها معها، كما يظهر الغنة من النون الساكنة ومن التنوين إذا أدغما في أحد هجاء (يؤمن) فالغنة باقية في هذا كله، كالإدغام عند إدغام الطاء في التاء، وذلك نحو قوله تعالى: (لئن بسطت)، تدغم الطاء في التاء، ويبقى لفظ الإطباق ظاهرًا، كما يترك لفظ الغنة عند إدغامك النون والتنوين، فالتشديد في هذا النوع متوسط غير مشبع (148/أ)؛ لبقاء ما كان في الحرف المدغم". اهـ.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
---
الملثم
09-14-2003, 12:03 AM
قلت: وما قاله حسنٌ متينٌ.
وقال الشيخ ـ علامة هذا الفن ومحققه ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ـ صاحب التصانيف الفائقة، والأبحاث اللائقة ـ : " فإن التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أُدغمت فيها بيُسرٍ، نحو قوله تعالى: (بسطت) وبُيِّن إطباقها مع الإدغام، وإذا بُيِّن امتنعت من أن تقلب تاءً خالصة؛ لأنها بمثابة النون والتنوين إذا أدغما وبقيت غنتهما .. هذا مذهب القراء". اهـ.
قال: " ويجوز إدغامها مع إذهاب صوتها كما جاز ذلك في النون والتنوين، فيكون اللفظ حينئذ (بست)، لكن هذا جائز في اللغة لا في القراءة؛ لئن القراء يأبون ذلك" اهـ.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
---
الملثم
09-16-2003, 05:35 AM
قلت: وقد حكا غير واحدٍ إجماع القراء على إبقاء الإطباق.
واستشكل ابن الحاجب ـ رحمه الله تعالى ـ إبقاء الإطباق مع الإدغام؛ لأن الإدغام صفة للمطبق لا يتأتى إلا به، فلو بقي الإطباق مع الإدغام لزم اجتلاب طاءٍ أُخرى لتُدغم في التاء، غير الطاء التي قام (149/ب) بها وصف الإطباق، وفي ذلك جمعٌ بين ساكنين (...) نحو (بسطت).(1/1610)
فالإطباق ليس فيه إدغامٌ ولكن لما اشتد التقارب وأمكن النطق بالثاني بعد الأول من غير ثقل اللسان، أطلق عليه إدغام مجازًا.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
---
الملثم
09-17-2003, 11:56 PM
كما أشار إليه الشيخ أبو محمد مكي، وأبو عمرو الداني وغيرهما، من أن أئمة الإتقان.
ولو كان على ما ذكره ابن الحاجب لم يكن فيه تشديد.
ولا يمتنع إبقاء الإطباق (...) ببعض صوت الطاء؛ لأن الطاء لم يستشكل إدغامه في التاء، ولا يلزم من ذلك اجتلاب طاء أُخرى ، ولا جمع بين ساكنين .
والله سبحانه وتعالى أعلم بكتابه.. ونسأله أن يجعلنا من خواصه وأحبابه.
وهذا ما يسر الله الكبير المتعال من الجواب على هذا السؤال .
والحمد لله رب العالمين.
---
الملثم
09-29-2003, 01:32 PM
وقع في الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط
علوم القرآن
مخطوطات التجويد
47 ـ مسألة ((لئن بسطت ) (المائدة 31) والجواب عليها ـ الصدر الكبير (لعله: محمد بن إبراهيم ، ت 903هـ).
جامعة برنستون (جاريت/يهودا) 28 [(298) 4346] (و130 ب ـ 132 أ).
قلت: كذا وقع في مطلع المسألة لم يسم مؤلفها وإنما اكتفي بنعته (الصدر الكبير) .. وعندي في نسبتها للمذكور نظر .. والأمر متاح للتحرير من القراء (بارك الله فيهم).. وخاصة من لهم عناية بمخطوطات التجويد وعلوم القرآن.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-30-2003, 06:19 AM
بسم الله
أولاً - نرحب بالشيخ الملثم ، ونسأل الله تعالى أن ينفع به وبمشاركاته ، فهناك من يحرص على متابعتها .
ثانياً - حبذا لو حرصت أكثر على توضيح ما أوردته في الحلقات الماضية في هذه المشاركة ؛ هل جميع ما فيها منقول من المخطوط ؟ ولمن العبارات المصدرة بـ : قلت ؟
ولو استعنت بعلامات التنصيص لكان ذلك معيناً لنا على فصل قولك عن منقولك وفقك الله .(1/1611)
ثالثاً - وجدت تفصيلاً جيداً للمسألة التي جاءت في المخطوط في كتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور غانم قدوري الحمد ص419-425 ، فلمن أراد التوسع الرجوع إلى ما ذكره ففيه تحرير جيد .
---
الملثم
09-30-2003, 04:38 PM
حياك الله أخي الفاضل .. المقصود بالمشاركة بيان مصدر المخطوط.
ثم بيان أن نسبتها لهذا المؤلف المذكور (محمد بن إبراهيم 903هـ) .. تخرص!
فما سبق (قلت): هو من منقولي .. ويبينه مطلع المشاركة.. وما بعد (قلت): فهو من مقولي .. ولعلنا في المستقبل نستخدم علامات التنصيص.. لأمن اللبس.
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 06:55 PM
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم على هذه التحفة الثمينة من التراث المخطوط.
وهذه مسألة جليلة من مسائل التجويد ، يحسن بطالب العلم أن يكون على معرفة بها ، فهي تدخل في علم الصوتيات عند أهل اللغة ، وفي علم التجويد عند القراء. وقد عني بها كل من كتب في التجويد جزاهم الله خيراً.
وكما أشار أخي أبو مجاهد فإنه قد ناقشها الدكتور غانم قدوري الحمد في رسالته للدكتوراه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد). والدكتور غانم الحمد متخصص في اللغة العربية ، ولكنه خدم علم التجويد والصوتيات خدمة جليلة فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.
وخلاصة الكلام على هذه المسألة هي أن علماء التجويد يقسمون الإدغام إلى إدغام كامل ، وإدغام ناقص.
والمسألة هنا من النوع الثاني ، وهو الإدغام الناقص. وهو إدغام الحرف المفخم في المرقق إذا تجانس الحرفان أو تقارب المخرجان ، مع إبقاء صفة التفخيم). مثل كلمة (بسطت) التي معنا ، ومثل كلمة :(أحطت).
وكذلك يدخل في الإدغام الناقص إدغام الحرف المستعلي في الحرف المستفل ، والأغن مع غيره مع بقاء صفتيهما.
ولذلك يقول ساجقلي زاده رحمه الله في (جهد المقل) :(والصفة الباقية من الحرف الأول :
- إما غنة ، وهي في إدغام نون الساكنة والتنوين في الواو والياء.(1/1612)
- وإما إطباق ، وهو في إدغام الطاء المهملة في التاء المثناة الفوقية نحو :(أحطت). [وكذلك بسطت]
- وإما استعلاء ، وهو في إدغام القاف في الكاف في :(ألم نخلقكم).
والكلام في هذه المسألة قديم ، تكلم عنه علماء العربية قبل علماء التجويد ، فذكره الخليل ، وسيبويه . وذكروا أنه يجوز إبقاء الإطباق ويجوز إذهابه. وقد نقل صاحب المخطوطة ذلك عن أبي عمرو الداني في قوله :(ويجوز إدغامها مع إذهاب صوتها كما جاز ذلك في النون والتنوين، فيكون اللفظ حينئذ (بست)، لكن هذا جائز في اللغة لا في القراءة؛ لئن القراء يأبون ذلك" اهـ.
لكن علماء التجويد قد بحثوا هذه المسألة بعمق وتفصيل ، كما ذكر صاحب المخطوط رحمه الله.
وفقكم الله شيخنا الملثم على هذه المشاركة ، وننتظر المزيد من مثل هذه المسائل المتعلقة بالقرآن الكريم ، فما أحوجنا إلى إعادة التدقيق والفهم لكثير من مسائل علم التجويد ، وخاصة مع شهر رمضان المبارك.
---
(1/1613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ( ماعز يوسف الا بترك ماذل به ماعز )
---
( ماعز يوسف الا بترك ماذل به ماعز )
---
عبدالله العوفي
11-04-2005, 07:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني طلاب العلم اخوكم محتاج لمساعدتكم في نقد العبارة التالية :
( ماعز يوسف الا بترك ماذل به ماعز )
المطلوب :
- من القائل .
- وما مدى صحتها .
- المصدر ( ياليت تساعدوني في الحصول عليه )
{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
اخواني لا استغني عن ابدأ مرئياتكم ولو بذكر المراجع التى يمكن ان استند اليها
تفيدنى في هذا الموضوع جزاكم الله خيرا شاكرا ومقدرا لكم تعاونكم اخوكم ابو عمر
---
عبدالله العوفي
11-05-2005, 02:00 PM
يرفع
رفع الله قدر المشايخ الكرام
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2005, 01:27 AM
أخي العزيز عبدالله العوفي وفقه الله
حياك الله وبياك في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله لك التوفيق والعلم النافع ولجميع الإخوة الفضلاء .
هذه العبارة من عبارات العالم الجليل المتفنن عبدالرحمن بن الجوزي رحمه الله .
وهي في كتابه الثمين (المدهش) من ضمن كلام أدبي له في استحثاث العزائم لطلب المعالي في العبادة ، والتشمير للجنة . يقول منه :
(إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر...)
إلى أن قال العبارة التي سألت عنها:(يا فلانُ ألك في مجاهدة النفس نية؟ أم النية نية أتعبتني؟
وأنت أنتَ يا خنشليلاً في كل دَردبيسٍ ، إلى متى تجول في طلب هجول ؟ !
ما نفشت غنم العيون النواظر في زروع الوجوه النواضر إلا وأغير على السرح ؟
من تعرض للعنقفير لقي الأمرين !
المتعرض للنبلة أبله !
ما عَزَّ يوسفُ إلا بترك ما ذَلَّ به ماعز...)(1/1614)
وهي في كتاب المدهش 1/230 وليتك تراجع طبعة المدهش الجديدة التي طبعتها دار القلم في مجلدين فاخرين ، وقد شرح المحققان غوامض هذا النص وليس بين يدي الآن.
ومعناها واضح ، حيث يشير إشارة أدبية ، إلى أن صبر يوسف عن الوقوع فيما دعته إليه امرأة العزيز أورثه العز والمكانة العالية عند الله وعند الناس . وأما ماعز رضي الله عنه فقد وقع فأقيم عليه الحد ، وفي النفس شيء من وصفه بالذل رضي الله عنه. ، فقد تاب وطهره الحد .
وفقك الله أخي عبدالله ، وليتك تراجع المرجع وتزيدنا بياناً وفقك الله حول شرح غوامض النص السابق. ودمت موفقاً لكل خير.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-06-2005, 11:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله للشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري جهوده المباركة في الملتقى ، ودائما ما يتحفنا بشحنة من كنوزه ، ولا أعجب من ذلك! فهو شعلة الملتقى ، ودرة الغواص ، ويتيمة الدهر...
وقد أشرتم -حفظكم الله-إلى طبعة دارالقلم بعناية:عبدالكريم تتان ، وخلدون مخلوطة ، وليس من جديد سوى الترجمة لماعز-رضي الله عنه - بأنه:(ابن مالك ، أقربالزنى وتاب ، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطهره ، فأقام عليه الحد).
وماذكرته أخي الكريم بأن : في النفس شيء من وصفه بالذل رضي الله عنه .
لعله يحمل على وصفه بذلك وقت تلبسه ، ثم تاب رضي الله عنه وأرضاه. والله أعلم
---
الجعفري
11-06-2005, 03:05 PM
هذه العبارة فيها غمط من الصحابي ماعز رضي الله عنه الذي تاب وطهر نفسه وهو والله قد عز بتوبته وأوبته فوصفه بالذل وصف خاطئ ولو صدر من عالم جليل فكل يؤخذ من قوله ويرد ولا ينبغي أن نتبع هفوات العلماء بل يجب دفنها ومواراتها , بارك الله في الجميع
وهذه وجهة نظري والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
11-07-2005, 01:44 AM(1/1615)
شكر الله لأخي العزيز الدكتور عبدالرحمن اليوسف تعقيبه ، وإفادته . وكنت أتوقع أن النشرة الجديدة للمدهش مدهشة بتحقيق غوامض عباراتها اللغوية ، كما هي مدهشة بطعتها الرائقة. والتوجيه الذي تفضلتم به لمعنى الذل فهو جدير بالتقدير ، وفيه حمل لكلام ابن الجوزي على المحمل الحسن ، رحمه الله وجزاه خيراً.
---
عبدالله العوفي
11-07-2005, 05:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر وتقدير للشيخ الفاضل الدكتور عبدالرحمن بن معاضه الشهري حفظه الله وبارك الله في علمه
على جهوده المباركة في خدمة المسلمين واشكره على تزويدي بالمرجع جزاه الله خيراً .
وأشكر المشايخ الكرام الدكتور عبدالرحمن اليوسف والجعفري على الردود .
أخواني المشايخ الكرام
جزاكم الله خيرا ان العبارة في وجهة نظري والله أعلم: من شقين
الاؤل : يتعلق بعزة يوسف بقوله ماعز يوسف.......
فـ يوسف علية السلام اعزه الله بالنبوة وبالإيمان فهو نبي ابن نبي ابن نبي وهو معصوم
الثاني :........ ماذل به ماعز
ماعز ما ذل
بل أذنب و تاب و قبل الله توبته النصوح و شهد له الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه تاب توبة لو قسمت على اهل المدينة لوسعتهم .
انه أذنب نعم و لكنه تاب و قبل الله توبته و شهد له بذلك الرسول صلى الله عليه و سلم و ذنبه لا يحط من قدره كصحابى اصطفاه الله لصحبة حبيبه صلى الله عليه
=======
جزاكم الله خيراً أخوكم طالب علم ، حيث كلفت بنقد هذه العبارة ، والله أنى استفدت من علمكم بارك الله فيكم ونفع بعلمكم . أخوكم أبو عمر
---
مرهف
11-08-2005, 06:59 PM(1/1616)
أقول وبالله المستعان : كلام ابن الجوزي له محمل حسن يحمل عليه بما مر من كلام الأخوة جزاهم الله خيرا، وعلى كل حال هو كلام بشر يقبل ويرد ، فإن أشكل فرده لا يضر بالعبارة والمعنى ولا ينقص من قدر ابن الجوزي رحمه الله، ولكن ألا يمكن القول بأن إقامة الحد ـ وهو توبة من الله ـ سماه الله عذاباً في كتابه ولعل ابن الجوزي قصد أن إقامة الحد أمام الناس ذل ،أو يأخذ الذل معنى الخضوع على التوسع أي خضع للحد والله أعلم ولكن حديث ماعز دل على منقبة هذا الصحابي الجليل كما ذكر ابن حجر
---
(1/1617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل يجوز لنا نصرة حزب الله وهم من الشيعة !!؟؟
---
هل يجوز لنا نصرة حزب الله وهم من الشيعة !!؟؟
---
حمدي
08-11-2006, 03:08 AM
شاب مسلم - مصر
يسأل في موقع إسلام أون لاين >الاشتشارات الايمانية >27/07/2006 ويقول:
سمعنا شبهات كثيرة حول نصر المجاهدين من أبناء حزب الله على العدوّ الصهيوني، ومعظم الشبهات تدور حول عقيدة حزب الله وسبّهم للصحابة، وأنّهم أخطر على المسلمين من اليهود، وأنّهم سيتفرّغون لأهل السنّة’ وأنّنا لا ينبغي أن نفرح لهذا النصر المزعوم ولكن يجب فضحهم وفضح علاقاتهم المشبوهة وأنّهم عملاء وغير ذلك من التهم الملقاة جزافاً.
ويجيبه المفتي > الدكتور رجب أبو مليح ، قائلا :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
هذه الشبهات التي تثار تستر وراءها عجزا بغيضا ، وهي بمثابة ورقة التوت التي يستر كثير من الناس بها عورته بعد أن فضحته الأحداث وتركته عاريا لا يستطيع أن يستتر بشيء فإن كانت هذه الشبهات تصدق على حزب الله فماذا قدم هؤلاء الناس لحكومة حماس في فلسطين ؟؟ وهم ليسوا شيعة ولم يتهمهم أحد بالتشيع أو الرفض !!(1/1618)
إن واجبنا تجاه إخواننا في لبنان ـ سواء كانوا شيعة أو سنة ـ يحتم علينا نصرتهم بكل ما نستطيع من أسباب النصرة المادية أو المعنوية، والجهاد بمعناه الشامل فرض عين على كل مسلم ومسلمة في أي مكان بعد أن استباح الأعداء ديارنا وسفكوا دماءنا واغتصبوا أرضنا وعرضنا، ولا شك أن المسلم مأمور بمجاهدة أعداء دينه ووطنه، بكل مايستطيع من ألوان الجهاد، الجهاد باليد، والجهاد باللسان، والجهاد بالقلب، والجهادبالمقاطعة . . كل ما يضعف العدو، ويخضد شوكته يجب على المسلم أن يفعله، كل إنسانبقدر استطاعته، وفي حدود إمكانياته، ولا يجوز لمسلم بحال أن يكون ردءا أو عونًالعدو دينه وعدو بلاده، سواء كان هذا العدو يهوديًا أم وثنيًا . . أو غير ذلك.
أما هؤلاء الذين يتعلقون بالأوهام ويسترون فشلهم وتخاذلهم بهذه الأشياء فقد أصبحت دعواهم مكشوفة لكل ذي عقل، وقد أثيرت هذه الشبهات يوم أن خرج الصهاينة المغتصبون من جنوب لبنان وقد توجهنا بهذه الشبهات لفضيلة الشيخ المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء ـ حفظه الله ـ فتناولها واحدة تلو الأخرى بعقلية القاضي الفقيه حتى أتي عليها جميعا وقد نشرت هذه الفتوى على موقع (إسلام أون لاين) بتاريخ 20 – 6 – 2000 ونحن نعيد نشرها مرة أخرى لأنه ترد على هذه الشبهات .
يقول فضيلته:
1- اتفق جمهور العلماء في الماضي والحاضر على اعتبار الشيعة الاثني عشرية مسلمين ومن أهل القبلة، لأنّهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجّون البيت، رغم أنّهم يخالفون أهل السنّة والجماعة في بعض فروع العقيدة، وكثير من فروع الفقه. أمّا من قال من العلماء بتكفيرهم فهم قسمان:(1/1619)
الأول:يرى تكفيرهم لأنّهم وقعوا في نواقض الإيمان بعد إعلان الشهادتين، وينقلون عن كتبهم كثيراً من العبارات التي قد يترجّح فيها التكفير لكنّها تحتمل تفسيراً لا يؤدّي إلى ذلك. وهذه مسألة خلافية بين علماء الأصول، وأكثرهم يرى عدم التكفير في كلّ مسألة يمكن تأويلها، ولو بوجه واحد من مائة وجه كما يذكر ابن عابدين في حاشيته.
الثاني:يرى تكفيرهم بناءً على نقول مذكورة في كتبهم المعتبرة، وهي صريحة لا تقبل التأويل، كمن يقول منهم بتحريف القرآن. وجمهور العلماء (من السنّة والشيعة) يرون تكفير من يقول كلاماً صريحاً يؤدّي إلى الكفر ولا يمكن تأويله، كمن يقول بتحريف القرآن. لكنّ القلّة من علماء أهل السنّة حملوا هذا التكفير على جميع الشيعة رغم معارضة جمهور علمائهم لذلك. وقد عقد في طهران منذ سنوات مؤتمر كبير أجمع فيه علماء الشيعة على تكفير من يقول بتحريف القرآن. أمّا جمهور علماء أهل السنّة قديماً وحديثاً فيرى أنّ التكفير مختصّ بمن يقول بتحريف القرآن وهم الغلاة من الشيعة الذين يكفّرهم الشيعة أنفسهم.
2- بناءً على ذلك وجدنا أنّ الشيعة الاثني عشرية خاصّة كانوا على مدار التاريخ يسمح لهم بالحج إلى بيت الله الحرام باعتبار أنّهم مسلمون، ولم ينكر ذلك أحد من العلماء، كما يدخلون مساجد أهل السنّة والجماعة، ويدخل أهل السنّة مساجدهم باستثناء حالات نادرة يغلب فيها التشنّج والمغالاة.(1/1620)
3- ونحن نرى أنّ منهج التسرّع في التكفير منهج خاطئ مخالف للسنّة النبوية، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عشرات من الأحاديث التي تعتبر (تواتراً في المعنى) أنّ من قال: لا إله إلاّ الله دخل الجنّة، وأنّ من قال لا إله إلاّ الله حرّم الله عليه النار، وأنّ من قال لا إله إلاّ الله عصم دمه، وأنّ من صلّى إلى قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم، كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كثير من أحاديثه الصحيحة عن تكفير المسلم. وننصح إخواننا العاملين للإسلام والدعاة أن لا يقعوا في هذا المنزلق الخطير الذي يؤدّي إلى تمزيق الأمّة وتمكين عدوّها منها.
4- أمّا سبّ الصحابة فهو من الكبائر، لأنّه يناقض وصف الله لهم في قرآنه الكريم بأنّهم {خير أمّة أخرجت للناس} وكلمة الأمّة تشمل جميع الصحابة. فكيف لو توجّه السباب إلى خيار الصحابة الكرام الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كثير من أحاديثه الصحيحة بأنّهم من أهل الجنّة.
ورغم أنّ سبّ الصحابة قد يؤدّي إلى الكفر إذا كان فاعله يقصد تكذيب القرآن (وهذه هي حجّة من يرى تكفير من سبّ الصحابة)، إلاّ أنّ الذين يقعون في هذه الكبيرة يؤوّلونها عادة حتّى لا يقعوا في تكذيب القرآن، وإن كان تأويلهم غير مقبول في العقول، ولكن وجود هذا التأويل يجعلنا نحجم عن التكفير ونكل أمرهم إلى الله.(1/1621)
5- القول أنّهم أخطر على المسلمين من اليهود، مبالغة خاطئة لا يجوز أن يقولها مسلم، فخطر اليهود على الإسلام والمسلمين خطر مطلق يشمل العقيدة أساساً وفروعاً، ويشمل الشريعة كلّها، ويمتدّ ليشمل الأرض والعرض والثروات والأوطان. ولا يمكن أن يكون خطر الشيعة – وهم مسلمون إجمالاً – على السنّة إلاّ نتيجة تكبير الاختلاف في بعض الجزئيّات، وتناسي التوافق في الأمور الأخرى، وهو أكبر بما لا يقاس. إنّ هذا المنهج يفتح الخصومات بين المسلمين أوسع ما يكون، ويمزّق الأمّة إلى شرائح مذهبية كما كانت في الجاهلية ممزّقة بين مجموعات قبلية، ولا يستفيد من ذلك إلاّ الأعداء، بينما أمر الله تعالى لنا: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا}، وهو يوجّهنا عند الاختلاف أن نرعى حقّ الأخوّة فيما بيننا ونسعى إلى الإصلاح {إنّما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم (
6- أمّا أنّهم سيتفرّغون لأهل السنّة، فهو كلام خطير جداً بحق السنّة والشيعة، إنّهم اليوم يواجهون اليهود فعلاً بكلّ قواهم. والمفروض أنّ هذا الأمر يستثير مشاعر الوحدة بيننا وبينهم ضدّ العدوّ المشترك، فهل يعقل أن نستثير نحن مشاعر العداوة بناءً على أمر أقصى ما فيه أنّه محتمل، ونعطّل مشاعر الوحدة التي يأمر بها الله تعالى، ويفرضها أمر قائم وهو العدوّ اليهودي؟ نعم قد يوجد منهم من يغلب الخلاف معنا على خلافهم مع اليهود، كما يوجد بيننا من يغلب خلافنا معهم على خلافنا مع اليهود، ولكنّ هؤلاء قلّة والحمد الله عندنا وعندهم. والتعاون بين الشيعة والسنّة في لبنان وفلسطين قائم بكلّ ثقة. وأحسن هدية تقدّم لليهود إشاعة أجواء الخلاف والعداوة بين السنّة والشيعة. بل هي مناقضة لصريح القرآن {لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا..} فكيف يقال بعد ذلك أنّ الشيعة أخطر من اليهود؟
7- قال الله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا. إعدلوا هو أقرب للتقوى..}(1/1622)
كيف يقول إنسان عاقل: إنّ النصر الذي تحقّق على يد المقاومة الإسلامية في لبنان، وانسحاب العدو الصهيوني نصر مزعوم؟ والعالم كلّه شهد بذلك، فضلاً عن العرب والمسلمين، حتّى المستسلمين فيهم والمهرولين للتطبيع مع العدو. وماذا نقول لإخواننا (السنّة) وعددهم في المناطق المحرّرة حوالي ثمانين ألفاً، وقد عاد المهجّرون منهم إلى بيوتهم وأهلهم بفضل المقاومة الإسلامية التي قاتل الجميع في ظلّها. رغم أنّ إخواننا الشيعة هم قادتها وجمهورها الأكبر، بحكم أنّ الأكثرية الساحقة من المناطق التي كانت محتلّة يسكنها شيعة. ومن المعروف أنّه عندما كانت إسرائيل تحتلّ مدينة صيدا، كانت المقاومة الإسلامية سنّية. ألا يفترض بكلّ مسلم غيور أن يدعو للتعاون بين السنّة والشيعة في مواجهة العدو الصهيوني وسائر الأعداء، بدل أن يستثير كوامن الخلاف بيننا وبينهم فيزداد العدوّ تسلّطاً علينا وتمكّناً منّا؟
وكيف لا نفرح بالنصر الذي تحقّق بطرد اليهود من بيوتنا، ورجوع أهلنا وشعبنا إلى ديارهم. والله تعالى يقول: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..} وهذا النصر كان للروم على الفرس، وكان المسلمون ضعفاء في مكّة المكرّمة، ومع ذلك فقد شرع الله لهم الفرح بهذا الانتصار. فكيف يجوز لنا أن لا نفرح بانتصار إخواننا الشيعة وتحرير أرضهم من المحتّلين اليهود؟ إنّه من الواجب أن نفرح، ليس فقط لأنّ لنا إخوة من السنّة تحرّرت أرضهم من رجس الاحتلال، وليس فقط لأنّ إخواننا الشيعة حرّروا أرضهم أيضاً من رجس الاحتلال، وهم يقاتلون عدوّنا وعدوّهم من اليهود، الذين احتلّوا فلسطين قبل لبنان، ولا يزالون فيها، والمعركة بيننا وبينهم مستمرّة حتّى تحقيق النصر الكامل إن شاء الله. بل لقد علّمنا الإسلام أن نفرح لكلّ إنسان يرفع عنه الظلم، مهما كان دينه.(1/1623)
8- قد يكون بين إخواننا الشيعة في لبنان – والمقاومة الإسلامية – علاقات خاصّة مع سوريا وإيران. فإذا كان فيها علاقات مشبوهة، فليتفضّل الأخ السائل بفضحها. أمّا نحن في لبنان فنشهد أنّ هذه العلاقات هي التي مكّنت المقاومة الإسلامية من تحرير أرض الجنوب. والعالم كلّه يشهد بذلك. وإذا كان لبعض الناس رأي في سوريا وفي إيران فهذا شأنهم لأنّ (نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام، هذا إن عدل). ولكنّا نقول: إذا لم تتوحّد الأمّة كلّها حول قضاياها المصيرية – وأهمّها قضية الصراع مع العدو الصهيوني – فمتى تتوحّد؟ وإذا كان الإسلام في الماضي سبب وحدة هذه الأمّة، فسيظلّ في الحاضر وفي المستقبل من أهمّ عناصر هذه الوحدة، خاصّة عندما يكون صراع الأمّة مع أعدائها في الخارج صراع وجود كما هو شأننا مع اليهود. والله أعلم
هذا جواب المفتي فما جوابكم ياأهل التفسير
---
أبو فاطمة الأزهري
08-16-2006, 03:01 PM
أخي حمدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعيذها نظرات منك صادقة ****** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
http://www.islammemo.cc/xfile/one_News13.asp?IdNews=557
http://www.islammemo.cc/taqrer/one_news.asp?IDnews=923
---
(1/1624)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > متصفح سريع وآمن Firefox 1.5.0.4
---
متصفح سريع وآمن Firefox 1.5.0.4
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 12:10 PM
http://ftp.mozilla.org/pub/mozilla.org/firefox/nightly/latest-mozilla1.8.0.4/firefox-1.5.0.4.en-US.win32.installer.exe
---
(1/1625)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من ثمرات المطابع
---
من ثمرات المطابع
---
ابن الشجري
12-24-2003, 11:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوه الكرام مشرفين وأعضاء وضيوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فلما كان الكتاب هو المصدر الثاني للتلقي* كانت أهميته عند طالب العلم بمكان ، بل ربما أصبح عند صاحب المكنة في طلب العلم المصدر الأول ....وخير جليس في الزمان كتاب ، فلا آنس من خلوة ، ولا أوعظ من قبر ، ولا أمتع من كتاب... وأين المكان الخال الذي تمناه الاسلاف من هؤلاء (البثارين) ؟
المهم (والمهم مافقده يورث الهم ، وذلك إذابة الشحم الذي تكدس على البطون والأكتاف ، حتى أصبح أحدنا يقبل بأربعٍ ويدبر بمثلها) أن المطابع ينتابها ماينتاب المرء من تقلبات بين إقبال وإدبار ، حتى إنك لتدخل المكتبات أحيانا وتخرج بدمعة ساخنةٍ ، من العقم الذي أصابها ، وتذهب مرة أخرى فتخرج أيضا بدمعتين (عجيب) ساخنة وباردةٍ ، لماطفح من سرور على قلبك. وحزنٍ من إفلاسك وعدم استطاعتك شراء المزيد*
وصل الكتاب من الحبيب بأنه ***سيزورني فتحركت أشجاني
ياعينُ سار الدمع منك سجية ***تبكين من فرحٍ ومن أحزانٍ !
هذه كتب طبعت حديثا وربما يكون البعض قد حصل عليها، أو لا تهمه ، أحببت أن أذكر بها ، وليت هذا يكون أمرًا متبادلاً ومستمراً في هذه الزاويه والدال على الخير كفاعله ، ولولا علمي بأن صاحب التفسير صاحب علوم لما كتبت :
1ـ الأعمال الكامله لمحمد إقبال ـ رحمه الله ـ ومن لم يجد هذا الكتاب فليخبرني.
2ـ موطأة الفصيح ، نطم فصيح ثعلب ، لابن المرحل المالقي ـ رحمهما الله ـ ومما زاد هذا الكتاب أهميةً ، الزياداتُ التي عليه من شيخنا العلامه محمد الددو الشنقيطي.
3 مأخذ العلم ، لابن فارس ـ رحمه الله ـ ضمن مجلد احتوى على عشر رسائل أخرى مفيدة.
4ـ طبائع الاستبداد للكواكبي.(1/1626)
هذا ومن كان عنده علم أين أجد كتاب (أدب الفقهاء) لعبد الله كنون * رحمه الله
أو كتاب النبات لأبي حنيفه الدينوري فليفدنا مشكوراً ـ مع أن هذا الكتاب قد سألت عنه صاحب مكتبة الثقافة الدينيه بمصر فقال : إنه طبع موزعاً في مجلةٍ على أعداد ، وربما يقوم بجمعه ، لكن يظهر من كتابات البعض ونقولاتهم أن الكتاب متداول.
** الحواشي:
ــــــــــــــــــــــــــ
*مقدمة الشاطبي رحمه الله في الموافقات ، وكذلك مأخذ العلم لابن فارس رحمه الله.
* يقال أسخن الله دمعته ، أي رماه بالحزن ، فدمعة الحزن حارة ، والعرب تعرف ذلك. اسمع ماقال المجنون :
دعا باسم ليلى أسخن الله دمعه ***وليلى بأرض الشام في بلد قفرِ
كما أن دمعة الفرح تكون باردةً والعرب تعرف ذلك يقول أحدهم :
اذا ركبوا الخيل واستلأمو ***تحرقت الأرض واليوم قر
قر: أي بارد
* كنون / ضوء القمر
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2003, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في هذا الحرص والأدب ، ونفعنا الله وإياك بالعلم.
أخي الفاضل (ابن الشجري) المعاصر ، ورحم الله الإمام هبة الله بن علي الحسني العلوي الشهير بابن الشجري (ت542هـ) صاحب الأمالي ، وما أحسبك اخترت هذه الكنية إلا حباً لذلك العالم الجليل وفقك الله.
وما ذكرته - حرسك الله - من أهمية الكتاب لطالب العلم ، وأن المتخصص في التفسير لا يسعه الجهل بالتخصصات الأخرى ، لموسوعية علم التفسير ، فحق لا مرية فيه ، ولا سيما علم اللغة بفروعه ، وقد كنا طرحنا هذا الأمر قديماً في الملتقى ، ورأى المشرفون قصر الإشارة على كتب الدراسات القرآنية بقدر الطاقة ، لتشعب التخصصات في هذا الزمان ، وغزارة ما تقذفه المطابع من ثمراتها في كل فن. وإن كنت أتفق معك في أهمية طرح جديد الكتب أياً كان ، ولكن هذا له مواقعه المتخصصة التي تعتني به بطريقة علمية فاحصة موقع (ثمرات المطابع).(1/1627)
ويمكنني هنا التذكير ببعض الكتب الجديدة في تخصص التفسير والدراسات القرآنية وهي :
- دراسات من التفسير الموضوعي .للأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي.
- التحبير للأوهام والتنبيهات الواردة في تفسير الحافظ بن كثير.. لأبي عبيدة هاني الحاج.
- التوبة وشروطها وممن تقبل ومتى . وهي رسالة صغيرة للأستاذ الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم وفقه الله . وله رسائل أخرى منها:
- الحرز الأمين في تدبر سورة الإخلاص والمعوذتين..
- ربح أيام العمر في تدبر سورة العصر..
- تدارك بقية العمر في تدبر سورة النصر..
وهي بحوث منشورة قديماً في مجلات علمية كمجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم رأى الشيخ طباعتها مستقلة لينتفع الناس بها فجزاه الله خيراً.
- أما كتاب (أدب الفقهاء) للشيخ المغربي الجليل عبد الله كنون رحمه الله ، فقد كنت رأيته قديماً في (المكتبة التراثية) قبل أن تنتقل لمقرها الجديد ، فاتصل بهم على هاتفهم (2772000) فربما وجدت نسخة منسية في إحدى الأرفف ، لم يعرف قيمتها أحد ، على نفاسة هذا الكتاب وكثرة رونقه وماءه ، وقد دلني سؤالك عنه على حسن اختيارك ، ولطافة خاطرك.
- وأما كتاب النبات لأبي حنيفه الدينوري اللغوي رحمه الله (ت282هـ)، فهو مطبوع قديماً ، وليس بالكبير. وقد طبع جزء منه بتحقيق المستشرق لوين في ليدن عام 1953م. وطبع كاملاً في بيروت بتحقيق برنهارد لفين عام 1974م. ولا أعلم مكاناً بعينه يبيعه ، لكن لعل أحداً يدل عليه.
- وأما قولك أخي الكريم (إن دمعة الفرح تكون باردةً والعرب تعرف ذلك) واستشهدت (بقول أحدهم :
اذا ركبوا الخيل واستلأمو ***تحرقت الأرض واليوم قر). فلم يتبين لي وجه دلالة الشاهد على كون دمعة الفرح باردةً ، فلو تكرمت بمزيد بيان وفقك الله.(1/1628)
- وأما قولك أخي العزيز :(وأين المكان الخال الذي تمناه الاسلاف من هؤلاء (البثارين)؟ فالبثارين بلغة قومي (بني شهر) هم الأولاد إذا كثروا ، ويقال أحياناً : البثور. وهي مأخوذة من الكثرة ، ولا تقال إلا في حال الضيق منهم - أصلحهم الله - كما يظهر لي من سياق استخدام القوم لها ، فلا يقال للواحد أو الاثنين : آذانا البثارين ، وإنما يقال هذا في حال الكثرة . وقد كنت بحثت قديماً عن أصل الكلمة في (بثر) فلم أجد من استخدمها في معنى الأولاد ، فذهب ظني إلى أن أصلها (البذور) وهي تدل على النسل. فلعلكم أخي الكريم ابن الشجري تفيدونني في أصل معنى كلمة البثارين ، ودلالتها على الأولاد في لغة العرب نفع الله بكم.
---
ابن الشجري
12-29-2003, 04:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم الشيخ عبدالرحمن الشهري سلمه الله
أولا: اشكرلك مرورك الكريم على مشاركتي ، وأعتذر من التأخر في الرد، فقد نزل بي ما نزل بأبي الطيب عند عودته من مصر حين قال :
وزائرتي كأن بها حياءا *** فليس تزور الا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا***فعافتها وباتت في عظامي
وهي بحق( قصيدة مخزيه )* من بديع ماقال .
غير أني لست كأبي الطيب فأنا أحمد الله وأشكره وأثني عليه الخير كله .
ثانيا: بالنسبة لما أبديته من إطراء لبعض مالمسته فيما كتبت، فكأن البستي قصدك بقوله:
لاتنكرن من أهدائنا لك منطقا *** منك استفدنا حسنه ونظامه
فالله عزوجل يشكرفعل من *** يتلو عليه وحيه وكلامه
فقد التمست من حسن سبكك وتلطف عبارتك ، مايدل على شربك من معين الادب، فحامل المسك لايخفى.
ثالثا:ما أشرت اليه أخي الكريم من اقتصار على الدراسات المتخصصه بعلوم القرآن ،وأن هذا بإشارة من أهل الحل والعقد في هذا الملتقى ، فقد حجرتم واسعا ...وليتكم تعيدون النظرفي ذلك ،خاصة في هذا الملتقى المفتوح ، فليكن كاسمه مفتوحا ، فالموقع الذي أحلتم اليه معدم غير ملئ .( والامر في هذا سهل ).(1/1629)
رابعا : ماذكرتم ـ سددكم الله ـ من عدم تبين وجه الشاهد من البيت المذكور... على كون دمعة الفرح باردة ، فقد كان هناك سقط أخل بالمعنى.وهذا بيانه : فالعرب لها أساليب في الكلام امتازت بها عن سائرالأمم ، منها الكناية والتعريض *، كما في هذه العباره فتقول: (أقرالله عينك بابنك) أي بردت سرورا وفرحا وكانت دمعتها بارده ،
ومن ذلك قول الله تعالى (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين...) فالقرة والقرار معناه البرد، ويوم قر أي بارد قال الشاعر : اذا ركبوا الخيل .... فبهذا يتبين أن الشاهد كان للاستدلال على معنى يوم قر .
خامسا:ابشرك أنه وصلني كتاب ( أدب الفقهاء) فالفيته كما وصفت ، بل لا كفاء له في بابه. ولو لم يكن فيه الا نسف عبارة نتلقفها دائما عن النقاد فيما يخص شعر العلماء فيقولون:( شعرفقيه ، أوهذا من شعر الفقهاء... ) في سلسة من الانتقادات التي كانت مبنية على جرف هار، مشيرين بذلك الى ضعف مخيلتهم الشعريه في كلام ليس هذا موطن الحديث عنه.
سادسا: أما فيما ذكرته من أن كلمة ( البثارين ) هي بلغة قومك تعني الاولاد...الى آخر ماذكرت .
فاقول :أنعم وأكرم بك وبقوم أنت منهم .ألاياسنابرق على طلل الحمى *** لهنك من برق علي كريم(1/1630)
مع أنه لامزيد على ماذكرت ـ رعاك الله ـ لكن من باب المشاركة أقول:وأقعد قاعدة لم أبتدعها ، ذكرها أهل العلم المستطيل من أرباب اللغة :وهي أنه اذا كان هناك كلمتين أو أكثر تشترك في حرفين. فلابد أن يكون هناك معنا مشترك بينهما، ومثال ذلك: مادة ـ هرس وفرس ـ اذا فتشت في هذا الباب وجدت أن كل الكلمات المشتقة من هذه المادة تدور على معان متقاربه وتشترك في معنا واحد وهوالدق، فالهريسه لأنها تدق ولا تكون هريسة الا بذلك ، والفرس والفارس لدقه الارض وهذالدقه الاعناق ، والفريسه لأن عنقها يندق ...ومثلها : أن كل لفظ صارت فاؤه فاء وعينه قافا، فإنه يدل على فتح وشق، كفقه ، وفقأ، وفقع ،وفقس، وفقع...وهكذا وهي قاعدة لسانية عزيزة تفتح لك بابا واسعا من العلم في اللغة وأسرارها.
اذا علم هذا فإن هناك ثلاث كلمات ـ بثر، وبذر، وبزرـ إذا نظرت اليها من خلال هذه القاعدة وجدت أن الكلمات المشتقة منها لها معناتدور حوله وهو التكاثر، وذلك يكون عن التوالد الذي هو التناسل ، وهو مانريد.
ثم أن هذه الاحرف الثلاثة ( ث ، ز، ذ ) من الأحرف التي يطرأ عليها الإبدال *والمعاقبه ـ كخبن ، وكبن ، وغبن ـ بمعنا، فهي من حروف النظائر التي تتعاور في الكلام، على خلاف يطول بين علماء اللغة في ذلك يصعب مناقشة في هذا الموضع وربما جر الحديث الى باب الفروق *وغيره من ابواب اللغة، وهي ابواب من العلم يصعب الاحاطة بها. *
فتكون هذه الكلمة ـ بثارين ـ صحيحة الاستعمال في الدلالة على الاولاد ( مع أنها خصت على لسان قومك ـ اعزهم الله ـ بالابناء دون البنات ، لكن هذا عرف حادث وقع بعد زمن الاستشهاد ) ؟* أما أن يقال بفصاحتا فهذا عزيز، اذ من شروط الفصاحة كثرة الدوران ، مع انها ليست مما نزل في القرآن أوسمعت في قديم الزمان.عن مضر أوعدنان.(1/1631)
ورحم الله ابن فارس فقد كانت تواجهه في مقاييسه احيانا كلمات يشق عليه مصدر اشتقاقها فيقول : ربما تمحلنا للكلمة حتى نلحقها باقرب باب لها.أو نحو هذه العباره ،فربما كان هذا منا والله يغفر لنا.
هذا وأرجو أن يشفع كبير مالكم عندي زلل ماأكون قد وقعت فيه. والله أعلم
الحواشي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تقول العرب ذلك للقصيدة اذا اعجبت بها ذكر ذلك ابن خالويه رحمه الله .
*هناك كتاب بهذا الاسم للثعالبي رحمه الله ، مطبوع
*للمزيد ينظر الصاحبي لأبن فارس رحمه الله ، والابدال للزجاجي رحمه الله .
*للمزيد ينظر الفروق للعسكري رحمه الله
*للمزيد ينظر المزهر للسيوطي ، والبلغة للقنوجي رحمهما الله
*كان هذا من باب الترويح ( التحميض)
---
(1/1632)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف
---
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف
---
د.حسن خطاف
04-14-2006, 01:31 AM
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف للزمخشري
ألف الزمخشري تفسيرا يسمى "الكشف عن حقائق التنزيل ،وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" وسمي فيما بعد تفسير الكشاف اختصارا وهذا التفسير جاء تلبية لمطلب بعض معاصريه من المعتزلة ،
يجد القارئ في هذا التفسير مئات من الأحاديث،والآثار،وقد قام ابن حجر العسقلاني[ت:852هـ] بتتبع الأحاديث التي استشهد بها الزمخشري،وعمل على تخريجها، ويلاحظ أن الاستشهاد بالحديث النبوي عند الزمخشري جاء ليحقق أغراضا عدة منها:
( ذكْر الحديث لتأكيد وجهة نظر الزمخشري في تفسيره للآيات:
من ذلك أنه حاول عند تفسيره لقوله تعالى:)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)([البقرة] أن يكشف عن الغرض من ذكر الصلاة،والصدقة -التي هي الإنفاق -دون غيرهما قائلا:« وذكَر الصلاة والصدقة ؛لأن هاتين أُمَّا العبادات البدنية والمالية» ثم جاء ليؤكد هذا بذكره للأحاديث التي تعلي من شأن الصلاة والصدقة « ألم تر كيف سمى رسول الله r [الصلاة] عماد الدين،وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة؟ وسمى الزكاة قنطرة الإسلام ...فلما كانتا بهذه المثابة...استغنى عن عدَّ الطاعات بذكر ما هو كالعنوان لها»1 .(1/1633)
وبهذا ذكر الزمخشري حديثين في أهمية الصلاة،وواحدا في الزكاة ، وعند البحث في تخريج هذه الأحاديث نجد الحديث الأول بهذا اللفظ « الصلاة عماد الدين ،والجهاد سنام العمل والزكاة تثبت ذلك» ، وهذا الحديث بهذا اللفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم 2 ،والحديث الثاني لم يصرح به،وإنما أشار إلى معناه،وقد ورد عن النبي r حديثان يحققان هذا المعنى :الأول:عن جابر بن عبد الله قال:« سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ :« إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاة» 3،والثاني « عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:« قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ،فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر» َ4 .
أما حديث الزكاة فقد روي عن أبي الدرداء عن النبي r قال:« الزكاة قنطرة الإسلام» ، وهو حديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا5 .
والناظر إلى الأحاديث المبثوثة في الكشاف يجد أن أكثرها جاء لتدعيم وجهة نظره في التفسير .
( إيراد الحديث من أجل الحكم الفقهي :
من ذلك أنه عندما وصل في تفسير سورة الفاتحة إلى قوله تعالى:) ولا الضالين( أورد حديث« وائل بن حجر أن النبي r كان إذا قرأ :ولا الضالين ،قال آمين ورفع بها صوته» 6 ،وهذا الحديث أورده كحجة لمذهب الشافعي في جهره بآمين في أثناء الصلاة 7 .(1/1634)
ومن ذلك أيضا ذكر العدة عند تفسيره لقوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)([الطلاق] ،وأورد حديث « أم سلمة أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال،فذكرت ذلك لرسول الله r فقال لها:« قد حللت فانكحي» 8 ،وهذا الحديث جاء لذكر بيان عدة الحامل المتوفي عنها زوجها9 .
( الاستشهاد بالحديث لبيان فضيلة الآية التي يفسرها،أو السورة التي يفرغ من تفسيرها:
من ذلك قوله إثر فراغه من تفسير سورة "الزخرف":« عن النبي r من قرأ سورة الزخرف،كان ممن يقال له يوم القيامة ) يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) ( [الزخرف]،ادخلوا الجنة بغير حساب» 10.
ومن ذلك قوله في ذكر فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة:« وعنه عليه السلام من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» 11.
( إيراد الحديث لرده أو الاعتراض على ظاهره:
من أمثلة الاعتراض على ظاهر الحديث ، والغمز بصحته قوله:« وما يروى من الحديث"ما من مولود يولد،إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه،إلا مريم ،وابنها" فالله اعلم بصحته،فإن صح فمعناه أنَّ كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها،فإنهما كانا معصومين ...واستهلاله صارخا من مسه تخييل وتصوير لطمعه فيه كأنه يمسه ويضربه بيده عليه» 12 .(1/1635)
من الواضح أن الزمخشري يطعن بهذا الحديث، ويستخدم منهجا آخر في العدول عنه ، وهو منهج التأويل، فالحديث على فرض صحته كناية عن محاولات الشيطان للإغواء والإغراء، وبذلك يخرج من دلالة الحديث ، ومن الملاحظ أيضا أن النص عاجز عن الوقوف أمام التأويل، مع العلم أن هذا الحديث صحيح لاغبار عليه 13
هذا التأويل والخروج من ظاهر دلالة الحديث، يتنزل في إطار نظرة كلية ، مفادها أنه لا تسلط للشياطين على الإنس عند المعتزلة ؛ إذ « لو سلط إبليس على الناس ينخسهم ، لامتلأت الدنيا صراخا وعياطا» 14.
هذا من حيث توظيف الزمخشري للسنة النبوية،أما من حيث نوعية الأحاديث التي أوردها في تفسيره،فمنها ما هو الصحيح ،ومنها ما هو دون ذلك،بل فيه الأحاديث الكثيرة التي لا يعرف لها أصل،ويمكن أنْ نمثل للأحاديث الصحيحة بالأحاديث التي مرت كحديث وخز الشيطان للمولود ، والحديث الذي جاء في الكشف عن فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
أما الأحاديث التي ليس لها أصل ، فهي موجودة بكثرة ولا سيما الأحاديث التي تكشف عن فضائل السور، وقد التزم الزمخشري أنْ يذكر في آخر كل سورة حديثا يدل على فضلها ، وهذا الالتزام لا بد أنْ يدفع بصاحبه إلى البحث عن الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، لتغطية كل سور القرآن ، ومن المعروف أن أحاديث كثيرة جاءت في فضائل السور، ولم يصح منها إلا القليل15 ، وهذا الالتزام جعله محط نقد ، يقول ابن تيمية[ت:728 هـ] في التعريف بمواطن الأحاديث الموضوعة:« وفى التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة ، مثل الحديث الذى يرويه الثعلبى والواحدى والزمخشرى ، فى فضائل سور القرآن ، سورة سورة ، فانه موضوع باتفاق أهل العلم» 16.
و ابن تيمية رحمه الله لا يقصد أن كل حديث بعينه هو موضوع،إذ هناك أحاديث صحيحة في فضائل بعض السور .(1/1636)
منها على سبيل المثال سورة الإخلاص،والأحاديث في فضلها صحيحة،فقد سمع أبو سعيد الخدري t « رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ،يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ،جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآن» ِ 17.
وإذا كانت أغلب الأحاديث التي ذكرت في فضائل السور موضوعة، فمن السهل أنْ نستشهد بأحاديث كثيرة ، أدخلها الزمخشري في تفسيره وهي موضوعة من ذلك على سبيل المثال قوله في آخر سورة الفاتحة ليدل على فضلها« عن حذيفة بن اليمان أن النبي r قال:« إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا،فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب) الحمد لله رب العالمين([الفاتحة:2] فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة» 18 .
هذا الحديث ذكره العجلوني[ت:1162هـ]وقال:« حديث موضوع كما قاله الحافظ العراقي وغيره،وقيل إنه ضعيف» 19 ،وقد أشار ابن حجر العسقلاني[ت:852هـ] عند تخريجه لهذا الحديث بأنه موضوع20 .
ويدخل في هذا السياق أيضا الأحاديث التي لا أصل لها والتي حاول أن ينصر بها مذهبه21 .
===
1 الكشاف:1/47.
2 رواه الديلمي عن علي عن النبي r باللفظ السابق ، الفردوس بمأثور الخطاب :2/: 404،رقم: 3795،وذكر البيهقي هذه اللفظة-الصلاة عماد الدين- في مؤخرة حديث أخرجه عن عكرمة عن عمر t ،وأشار إلى أن عكرمة لم يسمع من عمر، قال ولعله ابن عمر،انظر البيهقي، شعب الإيمان :3/39،رقم: 2807، وكأن ذلك إشارة إلى انقطاع في السند، وقال العجلوني « قال النووي في التنقيح منكر باطل ،قال المناوي رده ابن حجر، أي لأن فيه ضعفا وانقطاعا فقط وليس بباطل» كشف الخفاء:2/ 40، نخلص من ذلك أن الحديث لم يصح .
3 رواه مسلم في صحيحه،كتاب الإيمان ،باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة،رقم:82.(1/1637)
4 رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه واللفظ للترمذي،انظر:سنن الترمذي:كتاب الصلاة،باب الحكم في تارك الصلاة ، رقم:2621، النسائي،سنن االنسائي،كتاب الصلاة،باب ماجاء في تارك الصلاة،رقم:1079،ابن ماجه،سنن ابن ماجه،كتاب الصلاة،باب الحكم في تارك الصلاة،رقم:463.
5 رواه البيهقي، في شعب الإيمان :3/195-196، وقد قال ابن الجوزي في هذا الحديث « لا يصح عن رسول الله r » والعلة في ذلك وجود الضحاك بن حُمْرة الواسطي في سنده ، ثم قال ابن الجوزي « قال يحيى[ بن سعيد القطان] الضحاك ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة» ابن الجوزي، العلل المتناهية :2/493 ، رقم:814 الضعفاء والمتروكين:2/59
6 رواه أبو داود في سننه باللفظ الذي ذكره الزمخشري،انظر:سنن أبي داود،كتاب الصلاة،باب التأمين وراء الإمام،رقم:932، وانظر في القول بصحة هذا الحديث: ابن عبد البر، التمهيد:7/14-15، آبادي، عون المعبود في شرح سنن أبي داود:3/144.
7 الكشاف:1/28.
8 والحديث رواه النسائي ومالك بهذا اللفظ« قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ» ،سنن النسائي،كتاب الطلاق،باب عدة الحامل المتوفي عنها زوجها،رقم:3509،موطأ مالك،كتاب الطلاق،باب عدة المتوفي عنها زوجها إذا كانت حاملا،رقم:1252،وأصل الحديث في صحيح البخاري،انظر ،صحيح البخاري،كتاب تفسير القرآن،باب قوله تعالى:وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)( [الطلاق] ،رقم الحديث:4910
9 الكشاف:4/545.(1/1638)
10 الكشاف:4/261،يقول ابن حجر العسقلاني-في تخريجه لأحاديث الكشاف-:« أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي من حديث أبي كعب ،الكشاف.م.س.ن.م. في الحاشية،ولم أعثر على حكم صريح بهذا الحديث ، والأغلب أنه حديث موضوع ، وهو حكم يستند على كلام لابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، فابن تيمية يرى أن ما رواه الثعلبي والواحدي من فضائل السور فيها أحاديث كثيرة موضوعة،انظر: له مجموع الفتاوى:13/354،وهذا القول وإن لم يكن نصا إلا أنه يتعزز بقول تليمذه ابن القيم ، حيث قال بعد أن ذكر الأحاديث الصحيحة في فضائل السور« ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r » نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول:102-103، ، ولم يذكر من الأحاديث الصحيحة هذا الحديث.
ويضاف إلى هذا أن هذا الحديث- حسب ما بان لي- غير موجود في الكتب الستة وموطأ مالك والتي تحوي في العادة الأحاديث الصحيحة .
11 الكشاف:1/328،والحديث رواه البخاري في صحيحه ،البخاري،كتاب فضائل القرآن،باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة،وسورة كذا وكذا،رقم:5040.
12 الكشاف:1/351،عند تفسيره لقوله تعالى:) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36)([آل عمران](1/1639)
13 رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي r قال:« سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» ،صحيح البخاري،كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى:) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)( [مريم] رقم:3431.
ورواه مسلم في صحيحه ،كتاب الفضائل،باب فضائل عيسى عليه السلام،رقم:2366
14 الكشاف:1/351، وانظر :الكشاف : 1/ 315 عند تفسيره لقوله تعالى:) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ (275)( [البقرة]
15 يقول ابن القيم الجوزية[ت:751 هـ]:» ومنها[أي من الأحاديث الموضوعة]ذكر فضائل السور: ثواب من قرأ سورة كذا فله أجر كذا ،من أول القرآن إلى آخره ،كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة والزمخشري في آخرها» ثم ذكر بضعة أحاديث صحيحة ، ثم قال « ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r ،وقد اعترف بوضعها واضعها،وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره«،ابن القيم ، نقد المنقول : 102-103،ويقول القاري:« حديث "الفاتحة لما قرئت له" لا أصل له بهذا اللفظ،وكذا غالب فضائل السور ،التي ذكرها بعض المفسرين«،القاريعلي بن سلطان، المصنوع في معرفة الحديث الموضوع :127،رقم:204.
16 مجموع الفتاوى :13/354(1/1640)
17 رواه البخاري في صحيحه،كتاب فضائل القرآن،باب فضل قل هو الله أحد،رقم:5014، ولكن ليس كل ما روي في فضل سورة الإخلاص صحيحا ، فقد ذكرا بن الجوزي بعض الأحاديث في فضل سورة الإخلاص،ولم تصح،انظر له:العلل المتناهية:113-114.
18 الكشاف:1/28-29.
19 العجلوني، كشف الخفاء :1/ 256.
20انظر:الكشاف:1/29 ،الحاشية.
21 يقول الدكتور مصطفى الصاوي الجويني: « الزمخشري يستنصر بأضعف الأحاديث الموضوعة لنصرة مذهبه الاعتزالي» ، الجويني، منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه:149، وذكر نماذج من هذه الأحاديث.
---
د.بكار
04-14-2006, 10:17 AM
بارك الله فيك أبا ضياء ... وجزاك خيراً ...
---
أحمد الطعان
04-14-2006, 10:20 AM
الأخ الفاضل د. حسن أكرمك الله وجزاك خيراً على ما تكرمت به من جهد أسأل الله عز وجل أن ينفع بك ويبارك في جهودك .
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2006, 01:43 PM
أشكر الدكتور حسن خطاف على هذه المشاركة القيمة ، وأسأل الله له التوفيق .
وحبذا لو تكرمت بإفادتي عن الكتب التي تعقبت الزمخشري من هذا الجانب غير ابن حجر جزاك الله خيراً ، سواء كانت قديمة أم معاصرة .
---
أحمد البريدي
04-16-2006, 06:14 PM
فائدة : الذي قام بتخريج أحاديث الكشاف هو :الزيلعي , وكتابه مطبوع في أربع مجلدات , والحافظ ابن حجر إنما اختصره , واستدرك عليه ما فاته .
---
د.حسن خطاف
04-27-2006, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك يادكتور أحمد ، حبذا لو أعلمتنا باسم الدار الطابعة ومكان طبع كتاب الزيلعي في تخريجه لأحاديث الكشاف ، لأن كتاب الزيلعي هو الأصل وقد نجد في الأصل ما لا نجد في التلخيص ، ولاسيما أن الزيلعي فقيه ومحدث وأصولي ، فلربما يكون الأصل أكثر فائدة ، ولذلك نجد كتاب " الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر الذي جاء تلخيصا لكتاب " نصب الراية" أقل فائدة من الأصل(1/1641)
فالذي أرجوه أن تبين لنا الدار التي طبعت كتاب الزيلعي في تخريجه لأحاديث الهداية وكما علمت منكم انه مطبوع بأربع مجلدات وبارك الله بك.
الدكتور حسن الخطاف . جامعة دمشق
---
السائح
04-27-2006, 02:07 AM
ولاسيما أن الزيلعي فقيه ومحدث وأصولي
ليت الأستاذ يتفضل بذكر بعض ما يدل على أن الزيلعي أصولي .....
وأنا لا أرتاب في كون الزيلعي عالما محدّثا طويل الباع، واسع الاطلاع، لكنني أود أن أقف على اكتشاف جديد يفتح لي آفاقا في كشف بعض الجوانب المبهمة المتعلقة بعلوم الزيلعي.
ولا يخفى على دارس أن الزيلعي الذي اشتهر بالكتابة في الفقه: عثمان بن على (ت743)، وهو مصنف تبيين الحقائق فى شرح كنز الدقائق، وشرح الجامع الكبير.
أما صاحب نصب الراية، والإتحاف بتخريج الكشاف، فهو أبو محمد عبد الله بن يوسف.
---
د.حسن خطاف
04-29-2006, 01:06 AM
أخي السائح ، يقول ابن تغري بردي في كتابه " النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة عندما تحدث عن الحوادث التي وقعت في سنة اثنين وستين وسبعمائة " وفيها توفي الشيخ الإمام البارع المحدث العلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي في الحادي والعشرين من المحرم. وكان - رحمه الله - فاضلاً بارعاً في الفقه والأصول والحديث والنحو والعربية وغير ذلك. وصنف وكتب وأفتى ودرس، وخرج أحاديث الكشاف في جزء، وأحاديث الهداية في الفقه على مذهب أبي حنيفة في أجزاء وأجاد، أظهر فيه على اطلاع كبير وباع واسع. رحمه الله تعالى"
د. حسن الخطاف
---
السائح
04-29-2006, 02:09 AM
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.
---
(1/1642)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع الإشكال عن الحديث الوارد في تفسير:(يوم يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ)
---
دفع الإشكال عن الحديث الوارد في تفسير:(يوم يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ)
---
أحمد القصير
02-24-2004, 02:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذا بحث أقدمه بين يدي القراء ، عملت فيه على دفع الإشكال عن الحديث الوارد في تفسير قوله تعالى : {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } أسأل الله الكريم أن ينفع به من كتبه وقرأه .
والبحث مكون من خمسة مباحث :
المبحث الأول : ذكر الآية الواردة في المسألة .
المبحث الثاني : ذكر الحديث المشكل الوارد في تفسير الآية .
المبحث الثالث : بيان وجه الإشكال في الحديث .
المبحث الرابع : ذكر مذاهب العلماء تجاه الإشكال الوارد في الحديث .
المبحث الخامس : الترجيح .
===========================================
المبحث الأول : ذكر الآية الواردة في المسألة :
قال تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ } [الأنعام : 158]
المبحث الثاني : ذكر الحديث المشكل الوارد في تفسير الآية :(1/1643)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ثَلاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ».( 1)
المبحث الثالث : بيان وجه الإشكال في الحديث :
ظاهر الحديث أن الدجال من الآيات التي إذا خرجت لا ينفع بعدها الإيمان ، وقد وردت أحاديث أُخر تفيد بأن خروج عيسى عليه السلام يعقب الدجال ؛ فعن مُجَمِّعَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ ». (2)
وقد استُشكِل بأنه لو كان كذلك لم ينفع الكفار إيمانهم ، ولا الفساق توبتهم ، عند نزول عيسى عليه السلام ؛ لأن باب التوبة قد أغلق في زمن الدجال .
وقد جاء النص صريحاً (3)بأن الإيمان ينفع في زمن عيسى عليه السلام ، وإلا لما صار الدين واحداً، ولا كان في نزوله كبير فائدة .(4)
المبحث الرابع : ذكر مذاهب العلماء تجاه الإشكال الوارد في الحديث :
مذهب عامة المفسرين أن المراد بـ « البعض » في الآية ، هو : طلوع الشمس من مغربها .(5)
ورُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :« التوبة معروضة على ابن آدم إن قَبِلَهَا مالم تخرج إحدى ثلاث : مالم تطلع الشمس من مغربها ، أو الدابة ، أو فتح يأجوج ومأجوج ».(6)
وهذا الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه لا يصح ، وقد رُوي عنه من عدة طرق أنه فسر الآية بطلوع الشمس من مغربها دون ذكر الدابة ، أو يأجوج ومأجوج .(7)
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه والذي فيه ذكر الثلاث ؛ فقد قال بعض أهل العلم إن التوبة تنقطع بخروج إحدى هذه الثلاث .
قال ابن هبيرة :« حكم هاتين الآيتين ( يعني الدابة ، والدجال ) في أن نفساً لا ينفعها إيمانها ، الحكم في طلوع الشمس من مغربها ».(8)(1/1644)
وقال المناوي :« كلٌ من الثلاثة مستبد في أن الإيمان لا ينفع بعد مشاهدتها ؛ فأيها تقدمت ترتب عليها عدم النفع ».(9)
لكن مذهب عامة أهل العلم أن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها .
وقد استشكل جمع من العلماء حديث أبي هريرة ؛ لأمرين :
الأول : أن فيه ذكر الدجال ، وقد تقدم بيان وجه الإشكال في ذلك .
الثاني : أن النصوص متظافرة على تفسير الآية بطلوع الشمس من مغربها ، دون ذكر الدجال ، أو الدابة .(10)
وقد تباينت آراؤهم في الجواب عن ذلك ، وحاصلها راجع إلى مذهبين :
الأول : مذهب الجمع بين الأحاديث :
فقد ذهب الجمهور من العلماء إلى الجمع بين حديث أبي هريرة ، وبقية الأحاديث التي اقتصرت على تفسير الآية بطلوع الشمس من مغربها ، لكن اختلفوا في الجمع على أقوال :
القول الأول : أن عدم قبول التوبة مترتب على مجموع الثلاث – الدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها - فإذا اجتمعت الثلاث انقطعت التوبة ، وطلوع الشمس هو آخرها ، وهو الذي يتحقق به عدم القبول .
قال ابن مفلح – بعد أن أورد حديث ( ثلاث إذا خرجن ) -:« فهذا المراد به أن طلوع الشمس آخر الثلاثة خروجاً ؛ فلا تعارض بينه وبين ما سبق ».(11) يريد الأحاديث التي اقتصرت على تفسير الآية بطلوع الشمس من مغربها .
واختار هذا الجمع : القاري(12)، والمباركفوري(13)، غير أنهما لم يذكرا أن طلوع الشمس من مغربها هو آخر الثلاث .
وذكر الشيخ حمود التويجري حديث أبي هريرة من رواية الإمام أحمد ، والتي فيها لفظ « الدخان » بدل «الدجال » وبين أن التوبة لا تزال مقبولة حتى تجتمع الثلاث ، والتي آخرها طلوع الشمس من مغربها . (14)
القول الثاني : إن كان البعض المذكور في الآية عدة آيات فطلوع الشمس هو آخرها المتحقق به عدم القبول ، وإن كان إحدى آيات ؛ فهو محمول على طلوع الشمس من مغربها ؛ لأنه أعظم الثلاث .
ذكره القاسمي في تفسيره (15)، وهو بمعنى القول الأول .(1/1645)
القول الثالث : أن خروج الثلاث يكون متتابعاً ، بحيث يكون الزمن الذي بينها يسير جداً ؛ فتكون النسبة التي بينها مجازية ، فكأنها خرجت في وقت واحد.
ذكره الحافظ ابن حجر ، وتعقبه بقوله :« وهذا بعيد ؛ لأن مدة لبث الدجال إلى أن يقتله عيسى، ثم لبث عيسى وخروج يأجوج ومأجوج ، كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب ».(16)
قلت : بل جاء ما هو صريح بأن مدة لبث الدجال إلى أن يقتله ابن مريم عليه السلام ، أطول من ذلك ؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ ، لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ .... » .(17)
وعن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قال :« ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ.....فقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا لُبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، يَوْمٌ كَسَنَةٍ ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ».(18)
قال النووي :« قَوْله صلى الله عليه وسلم : ( يَوْم كَسَنَةٍ , وَيَوْم كَشَهْرٍ , وَيَوْم كَجُمْعَةٍ , وَسَائِر أَيَّامه كَأَيَّامِكُمْ ) قال العلماء : هذا الحديث على ظاهره ، وهذه الأيام الثلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث ؛ يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وَسَائِر أَيَّامِه كَأَيَّامِكُمْ ) ».(19)(1/1646)
وأما عيسى بن مريم عليه السلام فقد جاء أن مدة لبثه أربعون سنة ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عيسى فقال :« .... وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ».(20)
فهذه النصوص وغيرها ترد القول بأن خروج الثلاث يكون متتابعاً ، والزمن الذي بينها يسير ، وحسبك مدة بقاء عيسى عليه السلام ؛ فإن مكثه أربعين سنة ليس بالزمن اليسير .
القول الرابع : ما قاله البيهقي :« إن كان في علم الله أن طلوع الشمس سابقٌ احتمل أن يكون المراد نفى النفع عن أنفس القرن الذين شاهدوا ذلك ، فإذا انقرضوا وتطاول الزمان وعاد بعضهم إلى الكفر عاد تكليف الإيمان بالغيب ، وكذا في قصة الدجال لا ينفع إيمانُ من آمن بعيسى عند مشاهدة الدجال ، وينفعه بعد انقراضه ».(21)
قلت : يتخرج من كلام البيهقي أن التوبة تنقطع عند طلوع الشمس من مغربها ، ثم تعود بعد تطاول الزمان ؛ فإذا خرج الدجال انقطعت ، ثم تعود بعد ذلك لتنفع في وقت عيسى عليه السلام .
وقريباً منه قول أبي عبد الله القرطبي :« توبة كل من شاهد ذلك ( يعني طلوع الشمس من مغربها ) أو كان كالمشاهد له مردودة ما عاش ؛ لأن علمه بالله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبوعده قد صار ضرورة ؛ فإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس من هذا الأمر العظيم ما كان ، ولا يتحدثون عنه إلا قليلاً ، فيصير الخبر عنه خاصاً وينقطع التواتر عنه ؛ فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب قُبلَ منه» .(22)
وأيّد ذلك :
1- بما رُوي :« أن الشمس والقمر يكسيان بعد ذلك الضوء والنور ، ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك ».(23)
2- وبما رُوي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال :« يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة حتى يغرسوا النخل ».(24)(1/1647)
3- وبما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : « لا يقبل الله من كافر عملاً ولا توبة إذا أسلم حين يراها إلا من كان صغيراً يومئذ ؛ فإنه لو أسلم بعد ذلك قُبِل ذلك منه ، ومتى كان مؤمناً مذنباً فتاب من الذنب قُبِلت منه ».(25)
4- وبما رُوي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال :« إنما لم يقبل وقت الطلوع حتى تكون صيحة فيهلك كثير من الناس ، فمن أسلم أو تاب في ذلك الوقت وهلك لم يقبل منه ، ومن تاب بعد ذلك قُبِلت منه ».(26)
ونقل الحافظ أبو زرعة عن شيخه البلقيني أنه قال :« إذا تراخى الحال بعد ذلك ، وبَعُدَ العهد بهذه الآية ، وتناساه أكثر الناس قبلت التوبة والإيمان بعد ذلك ؛لزوال الآية التي تضطر الناس إلى الإيمان ».(27)
ونقله عن البلقيني : الإمام الآلوسي ، ومال إليه وأيده .(28)
وعورض هذا القول : بأن لا دليل عليه ، وبأن الأخبار الصحيحة تخالفه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ».(29) فمفهومه أن من تاب بعد ذلك لم تقبل منه .(30)
وقد ساق الحافظ ابن حجر عدة آثار تدل على أن الشمس إذا طلعت من مغربها أغلق باب التوبة ولم يفتح بعد ، ثم قال : « فهذه آثار يشد بعضها بعضاً ، متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة ولم يفتح بعد ، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع ، بل يمتد إلى يوم القيامة ».(31)
المذهب الثاني : الترجيح بين الأحاديث :
فقد ذهب الإمام أبي العباس القرطبي إلى أن ذكر الدجال مع الطلوع والدابة وهم من بعض الرواة ، وأن التكليف لا يرتفع إلا بطلوع الشمس من مغربها ، كما دلت عليه بقية الأحاديث.(32)
المبحث الخامس : الترجيح :(1/1648)
لا شك أن مذهب الجمع بين الأحاديث هو المتعين في هذه المسألة ، فيحمل حديث أبي هريرة على المعنى الوارد في بقية الأحاديث ، والتي اقتصرت على تفسير الآية بطلوع الشمس من مغربها .
ويكون معنى حديث أبي هريرة : أن عدم قبول التوبة مترتب على مجموع الثلاث – الدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها - فإذا اجتمعت الثلاث انقطعت التوبة ، وطلوع الشمس هو آخرها ، وهو الذي يتحقق به عدم القبول .
وهذا القول هو الذي تجتمع به الأدلة ، ويزول به الإشكال ، إن شاء الله تعالى .
ويمكن تلخيص المسألة وحصرها في خمسة فروع :
1- أن المراد بـ «البعض» في الآية هو طلوع الشمس من مغربها فقط ، دون غيرها .
2- أن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها .
3- أن طلوع الشمس من مغربها هو آخر الآيات الثلاث المذكورة في حديث أبي هريرة .
4- أن زمن عيسى - عليه السلام - يعقب الدجال .
5- أن زمن عيسى - عليه السلام - فيه خير كثير ، دنيوي وأخروي ، والتوبة والإيمان مقبولان فيه .
وسأذكر من الأدلة ما يؤيد كل فرع ، مع ذكر الإيرادات والاعتراضات ، والجواب عنها .
أولاً : الأدلة على أن المراد بـ «البعض» في الآية هو طلوع الشمس من مغربها فقط ، دون غيرها :
1- بعد النظر في الأحاديث الواردة في تفسير الآية وجدت أنها كلها متفقة على تفسير « البعض » بطلوع الشمس من مغربها ، ولم يأت ما يخالف ذلك إلا ما يظهر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، ولكن عند التأمل فإنه لا يظهر بينه وبين بقية الأحاديث تعارض ، لإمكان حمله على بقية الأحاديث التي اقتصرت على تفسير الآية بطلوع الشمس من مغربها ، وإن في اتفاق الأحاديث على تفسير « البعض » بالطلوع فقط ، لدلالة واضحة على أنه هو المراد.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : « وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بـ « بعض آيات الله » طلوع الشمس من مغربها ».(33)(1/1649)
وقال الآلوسي : « روي هذا التعيين عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما خبر صحيح ».(34)
ولنورد بعضاً من هذه الأخبار الصحيحة :
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ؛ فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ».(35)
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل :} أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ { قَالَ : « طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ».(36)(1/1650)
- وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً : « أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيُقَالُ لَهَا : ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ؟ ذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ».(37)
- وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ مِنْ قِبَلِ مَغْرِبِ الشَّمْسِ بَابًا مَفْتُوحًا عَرْضُهُ سَبْعُونَ سَنَةً ، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ الْبَابُ مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ ؛ فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ نَحْوِهِ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ».(38)(1/1651)
2- ومما يؤكد أن المراد بـ « البعض » هو طلوع الشمس فقط ، اتفاق الصحابة على تفسير الآية بذلك ، روي هذا التفسير عن : ابن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وابن مسعود ، وصفوان بن عسال (39)، ولا يعرف لهم مخالف ؛ إلا ما رُوي عن ابن مسعود - في إحدى الروايات عنه - بأنه فسرها بإحدى ثلاث : الطلوع ، أو الدابة ، أو يأجوج ومأجوج ، وقد تقدم أن ذلك لا يصح عنه.
فهذه الأحاديث مع اتفاق الصحابة رضي الله عنهم تؤكد القول بأن المراد بالبعض هو طلوع الشمس من مغربها دون غيرها ، ولو كانت الثلاث المذكورة في حديث أبي هريرة هي المراد بتفسير الآية ، أو بعض المراد لذكرت في بقية الأحاديث ، وفي هذا دلالة واضحة على أن أحد الثلاث غير مستبد بانقطاع التوبة بوجوده ، بل لا بد من اجتماعها معاً ، والله تعالى أعلم.
فإن قيل : هذا التأويل فيه إهمال لبقية الثلاث المذكورة في الحديث؛ لأنكم قصرتم تفسير الآية على واحدة من هذه الثلاث ، ولم تعملوا البقية ، والحديث صريح بأن المراد بالبعض هو الثلاث، لا واحدة منها .
والجواب على هذا الإيراد سيأتي تبعاً عند ذكر فائدة مجيء الثلاث في الحديث ، وسيأتي أن قصر تفسير الآية على واحدة من الثلاث لا يعني إهمال البقية ، وإنما ذكرت لفائدة أخرى كما سيأتي تقريره .
ثانياً : الأدلة على أن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها :
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ».(40)
- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ».(41)(1/1652)
- وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».(42)
فهذه الأحاديث متفقة على أن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها ، والقول بأن زمن الدجال لا ينفع فيه الإيمان ولا التوبة فيه مخالفة صريحة لهذه الأحاديث ؛ لأن وقته قبل طلوع الشمس من مغربها ، والله تعالى أعلم .
ثالثاً : الأدلة على أن طلوع الشمس من مغربها هو آخر الآيات الثلاث المذكورة في حديث أبي هريرة .
هناك عدة أدلة تؤيد القول بأن طلوع الشمس من مغربها هو آخر الثلاث المذكورة في الحديث ، ومن هذه الأدلة :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ».(43) ومفهوم هذا الحديث أن من تاب بعد طلوعها من مغربها لم يقبل منه ، والأصل بقاء الحديث على إطلاقه ولا يصح تقييد ذلك بوقت الطلوع ، وإذا كانت التوبة بعد الطلوع مردودة امتنع أن يكون وقت الدجال بعدها ؛ لأن عيسى عليه السلام بعد الدجال ، وزمنه فيه خير كثير ، والإيمان والتوبة مقبولان فيه ، فلم يبق إلا أن يكون طلوعها بعد الدجال .(1/1653)
2- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا » (44) ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ».(45) وقد ثبت أن خروج يأجوج ومأجوج يكون بعد عيسى عليه السلام (46) ، فهذان الحديثان يدلان على أن باب التوبة لم يغلق بعد في زمن عيسى ، إذ لو كان قد أغلق لما كان للحج فائدة ، وقد سبق أن وقت الدجال قبل زمن عيسى عليه السلام ، وفي ذلك دلالة واضحة على أن طلوع الشمس يعقب الدجال .
3- ومما يؤكد أن طلوع الشمس هو آخر الثلاث ، أن الأحاديث متظافرة على أن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها ، ولو كانت هي الأولى في الخروج لما كان لذكر بقية الثلاث فائدة ؛ لأن انقطاع التوبة قد وقع بطلوع الشمس قبل ذلك .
قال الشيخ حمود التويجري - بعد أن أورد حديث ( ثلاث إذا خرجن )-:« وظاهر هذا الحديث يدل على أن التوبة لا تزال مقبولة حتى تخرج الثلاث كلها ، وقد تواترت الأحاديث الدالة على أن التوبة لا تزال مقبولة ما لم تطلع الشمس من مغربها ، فيستفاد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مع الأحاديث الواردة في قبول التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها أن خروج الدابة والدخان (47) متقدم على طلوع الشمس من مغربها ، والله أعلم ».(48)(1/1654)
وأما الدابة فالأظهر أن خروجها متقدم على طلوع الشمس من مغربها ، لكن الزمن الذي بينهن يسير جداً ، وليس في هذا القول مخالفة لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه « إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى ».(49) ؛ لأن الحديث إنما ذكر الأولية للشمس والدابة معاً ، لا للشمس وحدها ؛ بدليل قوله في الحديث « وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ».(50) ، ولو كان مراده صلى الله عليه وسلم في الأولية الشمس دون الدابة لما قال ذلك ، ومما يؤكد هذا المعنى أن عبد الله بن عمرو راوي الحديث لم يفهم من الحديث أن طلوع الشمس متقدم على الدابة ، حيث وقع منه تردد في الأولية بقوله « وَأَظُنُّ أُولَاهَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا »(51) وترجيحه لأولية الشمس بناء على اطلاعه على كتب أهل الكتاب ، لا أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ، يدل على ذلك أن الراوي عن ابن عمرو قال : « ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ وَأَظُنُّ أُولَاهَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا » (52)، قال الحافظ ابن كثير « وقد ظن عبد الله بن عمرو أن طلوع الشمس متقدم على الدابة ، وذلك محتمل ومناسب ».(53)
قلت : لكن الذي يظهر تقدم الدابة على الطلوع ، والأحاديث الواردة بتقدم طلوع الشمس على الدابة ، كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة ، والله تعالى أعلم .(54)
الإيرادات والاعتراضات على القول بأن زمن الدجال متقدم على طلوع الشمس من مغربها :
الإيراد الأول :(1/1655)
فإن قيل : فما جوابكم عن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ».(55)
فهذا الحديث صريح بأن طلوع الشمس من مغربها ، والدابة ، أول الآيات ، ويلزم منه أن خروج الدجال متأخر عنهما .
والجواب :
أن الروايات مختلفة في تعيين أول الآيات :
1- ففي رواية : « أن أولها طلوع الشمس من مغربها ».(56)
2- وفي رواية : « أن أولها نار تحشر الناس إلى محشرهم ».(57)
3- وقيل : أولها « خروج الدجال ».(58)
وللعلماء في الجمع بين هذه الأحاديث أقوال :
1- قال الحافظ ابن حجر : « الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض ، وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم عليه السلام ، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي ، وينتهي ذلك بقيام الساعة ، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب ....
قال : وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس ».(59)
واختار هذا الجمع البرزنجي ، حيث نقله عن الحافظ ابن حجر واستحسنه .(60)
2- ويرى الحافظ ابن كثير : أن طلوع الشمس من مغربها والدابة أول الآيات السماوية التي ليست بمألوفة ، وأما خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام ، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج فكل ذلك أمور مألوفة ، وهي من أول الآيات الأرضية .(1/1656)
قال الحافظ ابن كثير – بعد أن أورد حديث عبد الله بن عمرو -:« أي أول الآيات التي ليست مألوفة ، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك ، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج ، فكل ذلك أمور مألوفة لأن أمر مشاهدته ومشاهدة أمثاله مألوف ؛ فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر ؛ فأمر خارج عن مجاري العادات ، وذلك أول الآيات الأرضية ، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية ».(61)
واختار هذا الجمع ابن أبي العز الحنفي .(62)
3- ويرى الطيبي أن الآيات عبارة عن أمارات على الساعة ، إما على قربها ، وإما على حصولها ؛ فمن الأول : الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، ويأجوج ومأجوج ، والخسف ، ومن الثاني : الدخان ، وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ، والنار التي تحشر الناس .(63)
واختار هذا الجمع المناوي .(64)
4- ويرى أبو العباس القرطبي أن الأولية في حديث عبد الله بن عمرو المراد بها : أول الآيات الكائنة في زمان ارتفاع التوبة والطبع على كل قلب بما فيه ، وعلل ذلك بأن ما قبل طلوع الشمس من مغربها التوبة فيه مقبولة ، وإيمان الكافر فيه يصح .(65)(1/1657)
وأما حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ نَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ».(66) فقد جاء في حديث آخر أنها آخر الآيات ؛ فعن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: « اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ ؟ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ ، قَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ ، فَذَكَرَ : الدُّخَانَ ، وَالدَّجَّالَ ، وَالدَّابَّةَ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ » (67).
قال الحافظ ابن حجر : « ويجمع بينهما بأن آخريتها باعتبار ما ذكر معها من الآيات ، وأوليتها باعتبار أنها أول الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا أصلاً ، بل يقع بانتهائها النفخ في الصور ، بخلاف ما ذكر معها فإنه يبقى بعد كل آية منها أشياء من أمور الدنيا ».(68)
قلت : ويؤيد هذا الجمع أن حديث أنس روي بلفظ :« وَأَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ ».(69) حيث لم ينص على أنها أول الآيات ، بل فيه أنها أول من يحشر الناس.(70)
ويحتمل أن النار المذكورة في حديث أنس نار أخرى غير المذكورة في حديث حذيفة ، فالأولى تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، والثانية تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى المحشر الذي هو أرض الشام ، فتكون الأولى أول الآيات ، والثانية آخر الآيات .(1/1658)
يقوي هذا الاحتمال اختلاف مكان وصفة خروج كل من النارين ؛ فالأولى تخرج من المشرق وتسوق الناس إلى المغرب ، والثانية تخرج من اليمن وتسوق الناس إلى محشرهم .(71)
وبهذا يتبين أن الحديث الوارد في أن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ، لا ينافي القول بأن أولها خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام ، لما علمت من اختلاف الروايات في أول الآيات ، ولما ذُكِرَ من أن الأولية في الحديث ليست على إطلاقها، وعليه فلا يصح الاعتراض ، والله تعالى أعلم .(72)
الإيراد الثاني :
أن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه تقديم طلوع الشمس من مغربها على الدجال، فكيف يقال إن طلوعها آخر الثلاث ؟
والجواب : أن هذا الترتيب غير متفق عليه بين رواة الحديث ، وتفصيل ذلك :
أن الحديث تفرد به فضيل بن غزوان ، وقد روي عن فضيل من أربعة طرق ، وفي كل طريق اختلاف في ترتيب الآيات :
الأول : طريق وكيع بن الجراح : وقد اتفق الرواة عنه على الترتيب التالي : طلوع الشمس – والدجال – والدابة .
الثاني : طريق يعلى بن عبيد : وقد اختلف الرواة عنه في الترتيب :
فرواه عبد بن حميد ، وإسحاق بن راهويه ، والصغاني ، بلفظ : الدجال – والدابة – وطلوع الشمس .
ورواه عنه محمد بن عبد الوهاب ، بلفظ : طلوع الشمس – والدجال – والدابة .
الثالث : طريق محمد بن فضيل : وقد اختلف الرواة عنه في الترتيب :
فرواه محمد بن العلاء ، وعبد الله بن عامر بلفظ : طلوع الشمس – والدجال – والدابة .
ورواه أبو هشام الرفاعي بلفظ : الدابة – والدجال – وطلوع الشمس .
الرابع : طريق إسحاق بن يوسف : ولم يخرجه من هذا الطريق إلا مسلم في صحيحه ، ولم يذكر لفظ الحديث ، وإنما ذكر هذا الطريق متابعة .(73)
والخلاصة : أن هذه الروايات الواردة في ترتيب الحديث لا يمكن الجزم بأن أحدها هو الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وإذ الأمر كذلك فلا يصح الجزم بأن طلوع الشمس من مغربها هو أول الثلاث .(1/1659)
وعلى التسليم بأن الحديث قد جاء هكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم بتقديم الطلوع على الثلاث ؛ فإنه لا يدل على تقدم الطلوع ؛ لأن تقديمها في الذكر لا يقتضي تقدمها في الوقوع، كما أن العطف لا يفيد الترتيب (74)، ولاحتمال أن يكون قدم الطلوع ؛ لأن مدار عدم قبول التوبة متوقف عليه . (75)
ومما يؤكد أن الترتيب غير مراد في الحديث : ذكر الدجال بين الطلوع والدابة ، وقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن طلوع الشمس وخروج الدابة قريبان من بعضهما ، ونص الحديث « وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ».(76) ، وقد تقدم أن مدة مكث الدجال إلى أن يقتله ابن مريم تعتبر طويلة ، وهذا دليل واضح بأن طلوع الشمس ليس بأول الثلاث ، والله تعالى أعلم .
الإيراد الثالث :
إذا كانت التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها ، فما فائدة ذكر الدجال والدابة في الحديث ؟
والجواب : أن ذكرهما هو بمثابة التحذير والإعلام بقرب طلوع الشمس من مغربها ، فكأن خروجهما إرهاصاً وإيذاناً بقرب طلوع الشمس ، يدل على ذلك حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن ربكم أنذركم ثلاثاً .... فذكر الدخان ، والدابة ، والدجال ».(77)
وهذا الحديث واضح الدلالة في المقصود ؛ لأن فيه التصريح بأن الدجال والدابة إنما هي نذر لما بين يديها من طلوع الشمس من مغربها ، والذي يعني رفع التوبة ، وعدم قبول الإيمان ، فيكون خروجهما تحذيراً للناس وتنبيهاً لهم بأن عليهم التوبة قبل أن يأت يوم لا تنفع فيه ، وذلك اليوم هو طلوع الشمس من مغربها .
وإنما لم يذكر في حديث أبي مالك طلوع الشمس من مغربها ؛ لأن طلوعها لا يقع فيه إنذار، وهذا مما يؤكد أن الدجال والدابة إنما هي نذر ، والله تعالى أعلم .(1/1660)
ويلاحظ في حديث أبي هريرة تعليق الشرط على ثلاثة أشياء ، مع أن الجواب حاصل بأحدها ، وهو طلوع الشمس من مغربها، ولهذا نظائر في الكتاب والسنة:
فمن الكتاب قوله تعالى : { إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } [ الانفطار : 1-5] فانظر كيف علق الشرط على أربعة أشياء ، وهي : انفطار السماء ، وانتثار الكواكب ، وتفجير البحار ، وبعثرة القبور ، مع أن الجواب - وهو علم النفس بما قدمت وأخرت – لا يكون إلا بعد بعثرة القبور.
ونظير هذا المثال من السنة قوله صلى الله عليه وسلم :« إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ (78)، وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ (79) ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ ».(80) فانظر كيف علق وجوب الغسل على شيئين ، مع أنه لا يجب إلا بواحد منهما، وهو التقاء الختانين .
رابعاً : الأدلة على أن زمن عيسى - عليه السلام - يعقب الدجال :
تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بخروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام (81)، وأغلب هذه الأحاديث فيها نص صريح بأن الدجال يقتله ابن مريم ، وفي هذا دلالة واضحة بأن زمن عيسى يعقب الدجال ، وفيما يلي ذكر بعض الأحاديث الدالة على قتل عيسى عليه السلام للدجال :(1/1661)
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ ، أَوْ بِدَابِقٍ (82)، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ . فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ (83)، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ . فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ».(84)(1/1662)
2- وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال :« .... فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ (85) بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ (86)وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ (87) كَاللُّؤْلُؤِ ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ .... ».(88)
خامساً : الأدلة على أن زمن عيسى - عليه السلام - فيه خير كثير ، دنيوي وأخروي ، والتوبة والإيمان مقبولان فيه :
هناك عدد من الأدلة التي تفيد بأن زمن عيسى عليه السلام التوبة والإيمان مقبولان فيه ، سواء كانت التوبة والإيمان قبل نزوله ، أو بعد ذلك .
وفيما يلي ذكر بعض هذه الأدلة :
الدليل الأول :
قال تعالى : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء : 159 ] .
حيث أخبر سبحانه في هذه الآية الكريمة أن جميع أهل الكتاب يؤمنون بعيسى عليه السلام بعد نزوله، ولا يتخلف أحد منهم عن التصديق والإيمان به(89) ، فدل على قبول الإيمان في زمنه .
الإيرادات والاعتراضات على هذا الدليل:(1/1663)
الإيراد الأول : أن الاستدلال بقوله تعالى : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء : 159 ] غير مستقيم ؛ لأن هناك خلاف بين المفسرين في مرجع الضمير في قوله { قَبْلَ مَوْتِهِ } فبعضهم قال : إن الضمير راجع إلى الكتابي ، والمعنى أن الكتابي يؤمن عند الموت والمعاينة ، بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله.(90) وقال آخرون : معنى الآية : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل موت الكتابي .(91)
والجواب :
أن الصواب في الآية رجوع الضمير إلى عيسى عليه السلام ، لا الكتابي ، وهذا هو مذهب الجمهور من المفسرين ، روي عن أبي هريرة(92)، وابن عباس(93)، وبه قال أبو مالك(94)، والحسن البصري(95)، وقتادة (96)، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم(97).
وهو اختيار : ابن جرير ، وابن كثير ، والشوكاني ، والشنقيطي .(98)
ومما يرجح هذا الاختيار :
1- أن الضمائر في الآيات التي قبلها كلها راجعة إلى عيسى عليه السلام ، قال تعالى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء : 157-158 ] .(1/1664)
فقوله (وَمَا قَتَلُوهُ) (وَمَا صَلَبُوهُ ) (وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (اخْتَلَفُوا فِيهِ) (لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ) (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ) (وَمَا قَتَلُوهُ ) (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ ) كل هذه الضمائر راجعة إلى عيسى عليه السلام ، ولما عطف عليها قوله (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) وجب أن يكون الضمير عائداً إلى عيسى عليه السلام ، حتى تنسجم الضمائر .(99)
2- ومما يقوي عود الضمير إلى عيسى عليه السلام ، أن الأصل في الضمير عوده على مفسر مذكور ، وليس في الآية ذكر للكتابي ، وإنما المذكور عيسى عليه السلام.(100)
« فأما من فسر الآية بأن المعنى أن كل كتابي لا يموت حتى يؤمن بعيسى أو بمحمد عليهما الصلاة والسلام ؛ فهذا هو الواقع ، وذلك أن كل أحد عند احتضاره ينجلي له ما كان جاهلاً به فيؤمن به ، ولكن لا يكون ذلك إيماناً نافعاً له إذا كان قد شاهد الملك ؛ كما قال تعالى :{ وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآن } [ النساء : 18 ] ، وقال تعالى :{ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِين * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا َ} [ غافر : 84 – 85 ] ، ومن تأمل هذا القول وأمعن النظر فيه اتضح له أنه هو الواقع ، لكن لا يلزم منه أن يكون هو المراد من الآية ، والله تعالى أعلم ».(101)
الإيراد الثاني : على التسليم بأن الضمير عائد على عيسى عليه السلام فإن هذا الإيمان إيمان اضطراري ، بمعنى أن أهل الكتاب يتحققون أن عيسى عبد الله ورسوله ، ومثل هذا لا ينفع صاحبه، كحالة الغرغرة فإن الإيمان لا ينفع عندها .(102)(1/1665)
وأجيب : بأن الآية لم تفصل في هذا الإيمان من حيث القبول والرد ، فبقيت على إطلاقها بأن الإيمان نافع في زمن عيسى عليه السلام ، ولا يصح تقييدها إلا بدليل ، وليس ثمة دليل .
الدليل الثاني :
ومما يؤكد القول بأن من أحدث إيماناً أو توبة في زمن عيسى عليه السلام قبل منه ، حديث أبي هريرة ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عيسى بن مريم فقال :« ...وَإِنَّهُ نَازِلٌ ... فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ».(103)
والشاهد من الحديث قوله :« وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ » ، وهذا نص صريح بأن عيسى عليه السلام يدعو إلى الإسلام ، ويلزم من دعوته أن الإيمان مقبول ممن آمن به واتبعه ، وإلا فكيف يدعوهم إلى الإسلام وهو يعلم أن إسلامهم لن ينفعهم .
الإيرادات والاعتراضات على هذا الدليل:
فإن قيل : إن اللفظ الذي استدللتم به غير متفق عليه بين رواة الحديث ، حيث روي بلفظ :« فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ » وبلفظ « وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ ، حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ » .(104) وهذه الروايات ليس فيها أنه يدعو للإسلام ، وعليه فلا يستقيم الاستدلال .
والجواب :
أن لفظ « فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ » هو بمعنى لفظ « وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ » ولا فرق ؛ لأن قتاله الناس على الإسلام إنما هو من أجل أن يسلموا ، فمن أسلم كف عنه ، ومن أبى قاتله ، يدل على هذا المعنى حديث « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ .... » (105)ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث للقتال وحسب ، وإنما بعث لدعوة الناس للإيمان ، والقتال إنما هو لمن أعرض وأبى .(1/1666)
وكذا الرواية الثانية هي بمعنى هذه الرواية ، والله تعالى أعلم .
الدليل الثالث : ما ورد من أحاديث أن المسلمين يقاتلون العدو في زمن الدجال ، وزمن عيسى عليه السلام (106) ، وقد جاء ما يفيد بأن التوبة لا تنقطع ما دام المسلمون يقاتلون العدو ؛ فعن عبد الله بن وَقْدَانَ السَّعْدِيِّ ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ »(107)، والهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة ؛ لحديث « لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ ، وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ».(108)
وفي هذا كله دلالة واضحة على أن التوبة لا تزال مقبولة في زمن الدجال ، وعيسى عليه السلام، إلى أن تطلع الشمس من مغربها .
الدليل الرابع :
قوله صلى الله عليه وسلم عن عيسى عليه السلام : « ويُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ »(109)
فهذا الحديث يدل على دخول الناس كافة في دين الله في زمن عيسى عليه السلام ، ولا يقال بأن عيسى يقتل جميع من لم يكن مؤمناً ؛ لأن هذا لم يرد به دليل ، ويبعد أن يقتل أعداداً هائلة من البشر ؛ لأن نزوله إنما هو لهداية الناس ، لا لإزهاق أرواحهم ، فدل على أن وقته يكون لدعوة الناس للإيمان ، وبالتالي فزمنه زمن إيمان وقبول ، والله تعالى أعلم .
تنبيه :
كنت في أول الأمر أميل إلى الجمع التالي :
أولاً : أن معنى حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
1- أن أول الآيات خروجاً هو : طلوع الشمس من مغربها ، كما هو الظاهر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وكما دل عليه حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه (110).
2- أن خروج الدجال وعيسى عليه السلام والدابة يعقب طلوع الشمس من مغربها .
3- أن من آمن بعد طلوع الشمس من مغربها لا ينفعه الإيمان .(1/1667)
4- أن نزول عيسى عليه السلام يكون بعد طلوع الشمس من مغربها وبعد خروج الدجال.
5- أن وقت عيسى عليه السلام لا ينفع فيه إيمان من لم يكن آمن من قبل ، وأتباع عيسى إنما انتفعوا بإيمانهم الذي كان معهم قبل خروج هذه الآيات .
6- أن نزول عيسى عليه السلام إنما هو لكسر الصليب ، ووضع الجزية ، وقتل الدجال ، وليس لدعوة الناس للإيمان ، يدل على ذلك حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر نزول عيسى بن مريم عليه السلام فقال : « ... فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ... ».(111) فهذا الحديث يدل على أن عمله قتل الكفرة ، لا دعوتهم للإيمان .(112)
ثانياً : ويحتمل أن يكون معنى حديث أبي هريرة : أن هذه الأمور الثلاثة، إذا وقعت بهتت الناس وحيرتهم، فلم يقووا على التوبة والثبات إلا من حسن عمله وصح توكله على الله تعالى، يدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا : الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ».(113) ومعنى الحديث أن هذه الأمور دواه ومصائب عظام، تُلهي الإنسان عن العمل الصالح وتشغله، أو لا يوفق إليه من لم يسبق له قدم ثبات على الهدى والحق، فيفتن عن التوبة والعمل الصالح، لا لمانع، ولكن لضعف إيمانه الذي لا يصمد أمام هذه الدواهي .
لكن تبين لي فيما بعد عدم صحة هذين القولين ، وقد ذكرت ما يدل على بطلانهما ، وذكرت أن زمن عيسى ينفع فيه الإيمان مطلقاً ، وأن طلوع الشمس لا يصح كونه قبل خروج الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام .(1/1668)
والاحتمال الثاني : فيه حمل الحديث على المجاز لا الحقيقة ، ولا يخفى أن الأصل حمل النصوص على الحقيقة ، ولا يجوز العدول عن ذلك إلا بدليل ، ولم يقم الدليل على ذلك فوجب البقاء على الأصل ، والله تعالى أعلم .
=========================
هامش التوثيق
=========================
(1) رُوي هذا الحديث من طريق : فضيل بن غزوان ، عن أبي حازم « سلمان مولى عزة » ، عن أبي هريرة ، به .
وقد روي عن فضيل بن غزوان من عدة طرق :
الأول : طريق محمد بن فضيل :
أخرجه من طريقه : الإمام مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (158) ، عن محمد بن العلاء ، عن محمد بن فضيل، به. قال الإمام مسلم : « واللفظ له » يعني : أن لفظ الحديث الذي ذكره إنما هو من رواية محمد بن العلاء . وهو اللفظ المذكور في المتن .
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (5/411) ، عن محمد بن العلاء ، به . ولفظه لفظ مسلم .
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (11/33) ، عن عبد الله بن عامر ، عن محمد بن فضيل ، به . ولفظه لفظ مسلم .
وأخرجه أيضا (11/31) عن أبي هشام الرفاعي ، عن محمد بن فضيل ، به . وفيه اختلاف في ترتيب الآيات ، حيث جاء بلفظ :« الدابة ، والدجال ، وطلوع الشمس من مغربها » .
الثاني : طريق يعلى بن عبيد :
أخرجه من طريقه : الإمام الترمذي في سننه ، في كتاب التفسير ، حديث (3072) ، عن عبد بن حُميد ، عن يعلى بن عبيد ، به ، وفيه اختلاف في ترتيب الآيات ، حيث جاء بلفظ: « الدَّجَّالُ ، وَالدَّابَّةُ ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ الْمَغْرِبِ ، أَوْ مِنْ مَغْرِبِهَا » .
وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (1/253) ، عن يعلى بن عبيد ، به . ولفظه لفظ الترمذي .
وأخرجه ابن مندة في « الإيمان » حديث (1050) ، عن علي بن الحسين بن أبي عيسى ، عن يعلى بن عبيد ، به . ولفظه لفظ الترمذي .(1/1669)
وأخرجه البيهقي في الاعتقاد (1/213) ، عن محمد بن عبد الوهاب ، عن محمد بن يعقوب ، عن يعلى بن عبيد ، به . ولفظه لفظ مسلم .
الثالث : طريق وكيع بن الجراح :
أخرجه من طريقه : ابن أبي شيبة في المصنف (7/506) ، عن وكيع ، به . باللفظ المذكور في المتن .
وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، في الموضع السابق ، عن زهير بن حرب ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن وكيع ، به . ولم يذكر لفظه .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/445) ، حديث (9751) ، عن وكيع ، به . بالترتيب المذكور في المتن ، إلا أن فيه ذكر « الدخان » بدل « الدجال » . وهو خطأ ؛ لأن جميع رواة الحديث متفقون على ذكر « الدجال » ، ومما يؤكد ذلك أن الحديث رواه عن وكيعٍ : زهيرُ بن حرب ، وابنُ أبي شيبة ، ولم يذكرا لفظ « الدخان » ، ويبعُد أن يكون الوهم من الإمام أحمد، أو ابنه عبد الله راوي المسند عنه ، والأقرب أن يكون من القَطِيعِي ، راوي المسند عن عبد الله بن الإمام أحمد ، فقد ذُكِرَتْ له أوهامٌ في روايته للمسند ، فلعل هذا منها، والله تعالى أعلم. وانظر في ترجمة « القَطِيعِي» : لسان الميزان (1/145) ، والكواكب النيرات (1/17).
الرابع : طريق إسحاق بن يوسف :
أخرجه من طريقه الإمام مسلم في صحيحه ، في الموضع السابق ، عن زهير بن حرب ، عن إسحاق ، به . ولم يذكر لفظه .
وقد تُوبِعَ أبوحازم في روايته عن أبي هريرة ، لكنها متابعة ضعيفة ، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/201) : « ورواه إسحاق بن عبد الله القروي ، عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، به . ولكن لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه ؛ لضعف القروي ».
(2) أخرجه الترمذي ، في سننه ، في كتاب الفتن ، حديث ( 2170 ) .وحديث قتل ابن مريم للدجال مروي في صحيح مسلم ، في كتاب الفتن ، حديث ( 2897 ) ، وحديث (2937 ).
(3) سيأتي في « مبحث الترجيح » ما يدل على أن زمن عيسى عليه السلام ينفع فيه الإيمان .(1/1670)
(4) انظر : التذكرة ، ص (737) ، وطرح التثريب (8/258) ، وفتح الباري (11/361) ، وفيض القدير (3/81) ، ولوامع الأنوار البهية (2/141) ، وروح المعاني (8/424)، وتفسير القاسمي (4/547).
(5) قال البغوي في تفسيره (2/144) : « وعليه عامة المفسرين » ، وكذا قال الواحدي في الوسيط (2/340) ، والآلوسي في تفسيره (8/424) ، ونسبه للجمهور : ابن عطية في «المحرر الوجيز» (2/367) ، والقاسمي في « محاسن التأويل» (4/547). وحكاه إجماعاً البرزنجي في « الإشاعة » ص (273) ، غير أنه لم يجزم بذلك ، حيث قال : « أجمع المفسرون أو جمهورهم » ، ونقل عبارته السفاريني في «لوامع الأنوار البهية » (2/133) ، وصديق حسن خان في «الإذاعة » ص (206 ) .
(6) أخرجه ابن جرير في تفسيره (5/411) ، والطبراني في الكبير (9/190) ، من طُرُقٍ عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال عبد الله .... فذكره . وفي سنده انقطاع ، فإنَّ القاسمَ لم يَلْقَ ابنَ مسعود . قال علي بن المديني كما في « تهذيب التهذيب »(8/288):« لم يلق من الصحابة غير جابر بن سمرة » . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/198) وقال : « رواه الطبراني بإسناد منقطع ».
(7) انظر : تفسير ابن جرير الطبري (5/409-410).
(8) نقله عنه ابن مفلح ، في «الآداب الشرعية» (1/116).
(9) فيض القدير (3/298).
(10) سيأتي ذِكْرُ بعضٍ من هذه النصوص في مبحث الترجيح .
(11 ) الآداب الشرعية ( 1/115).
(12 ) مرقاة المفاتيح (10/107).
(13 ) تحفة الأحوذي ( 8/357).
(14 ) انظر : إتحاف الجماعة (2/322).
(15 ) محاسن التأويل ( 4/547).
(16 ) فتح الباري (11/361).(1/1671)
(17 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2940). قال أبو العباس القرطبي في المفهم (7/302) : « قوله : (فيمكث أربعين ، لا أدري أربعين يوماً ، أو شهراً ، أو سنة ) هذا الشك من عبد الله بن عمرو ، وقد ارتفع بالأخبار أنه أربعون يوماً ». وانظر : فتح الباري (13/112).
(18 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2937) .
(19 ) صحيح مسلم بشرح النووي ( 18/88 ) .
(20 ) أخرجه أبوداود في سننه ، في كتاب الفتن ، حديث (4324) ، وابن حبان في صحيحه (15/233) ، وأبو داود الطيالسي في مسنده (1/335) وصححه الألباني في « صحيح أبي داود » (3/32) ، حديث (4324).
(21 ) نقله عنه الحافظ ابن حجر ، في الفتح (11/362).
(22 ) تفسير القرطبي (7/95-96). وانظر : التذكرة ، ص (736).
(23 ) ذكره السيوطي في الدر المنثور (3/114) وقال :« أخرجه ابن مردويه بسند واهٍ عن ابن عباس مرفوعاً ».
(24 ) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/506) ، و نعيم بن حماد في كتاب « الفتن » (2/656،702) ، كلاهما عن وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي خيثمة ، عن عبد الله بن عمرو ، موقوفاً .
وذكره العيني في « عمدة القاري» (18/230-231 ) فقال: « وروى ابن خالويه في (أماليه) من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي حميد الحميري ، عن ابن عمرو ، مرفوعاً ....فذكره ».
قال الحافظ ابن حجر ، في «الفتح »(11/361):« رفعه لا يثبت ، وقد أخرجه عبد بن حُميد في تفسيره بسند جيد، عن عبد الله بن عمرو ، موقوفاً ».
(25 ) ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره (1/526).
(26 ) ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره (1/526).
(27 ) طرح التثريب (8/260).
(28 ) روح المعاني (8/425).
(29 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الذكر والدعاء ، حديث (2703) .
(30 ) انظر : طرح التثريب (8/260) ، وفتح الباري (11/362) ، ومرقاة المفاتيح (10/45).
(31 ) فتح الباري (11/363).(1/1672)
(32 ) انظر : المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/243).
(33 ) تيسير الكريم الرحمن ، ص (433).
(34 ) روح المعاني (8/424).
(35 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب التفسير ، حديث (4635)، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث ( 157).
(36 ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 3/31) ، حديث (11284) و (3/98) ، حديث (11957) ، والترمذي في سننه ، في كتاب التفسير ، حديث (3071) ، وأبو يعلى في مسنده (2/505) ، وابن جرير في تفسيره (5/406)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5/1427) ، جميعهم من طريق وكيع بن الجراح ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد ، به . مرفوعاً .
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (5/406) من طريق يحيى بن عيسى ، عن ابن أبي ليلى ، به.
قال الترمذي بعد ذكره للحديث :« هذا حديث حسن غريب ، ورواه بعضهم ولم يرفعه ».
قلت : الحديث فيه ضعف من جهة إسناده ؛ لأن فيه :
- «محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى» صدوق سيء الحفظ جداً . التقريب (2/193-194).
- و«عطية بن سعد العوفي» صدوق يخطيء كثيراً . التقريب (2/28).
وأما روايته موقوفاً ؛ فقد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (7/506) ، عن وكيع ، به.
لكن أخرجه - من طريق ابن أبي شيبة - عبد بن حُميد في المنتخب من مسنده (1/283) مرفوعاً . ولم يتضح لي سبب وقفه في رواية ابن أبي شيبة ، وإن كنت أميل إلى أن ذلك سقط في السند ؛ لاتفاق الطرق على رفعه ، ولرواية عبد بن حميد عن ابن أبي شيبة مرفوعاً .
والحديث وإن كان في إسناده ضعف ؛ إلا أنه يشهد له ما قبله ، وما بعده من الأحاديث .
(37 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (159).
(38 ) أخرجه بهذ اللفظ : ابن ماجه في سننه، في كتاب الفتن، حديث (4070). وحسنه الألباني في «صحيح ابن ماجه» حديث (3289) .(1/1673)
وروي بلفظ آخر قريب منه ، ونصه : « إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ بِالْمَغْرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُونَ عَامًا لِلتَّوْبَةِ لَا يُغْلَقُ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/241) حديث (18125) ، والبيهقي في السنن الكبرى (6/344)، والترمذي في سننه ، في كتاب الدعوات ، حديث ( 3536) ، وقال : « حديث حسن صحيح » . وصححه المنذري في الترغيب والترهيب (4/45) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ، حديث (3137 ).
(39 ) انظر : تفسير ابن جرير (5/408-411).
(40 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، حديث (2703).
(41 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب التوبة ، حديث (2759).
(42 ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/99 ) ، حديث ( 16952) ، وأبو داود في سننه ، في كتاب التوبة ، حديث (2479) . وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (2/90) حديث (2479).
(43 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الذكر والدعاء ، حديث (2703) .
(44 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الحج ، حديث (1252).
(45 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب الحج ، حديث (1593).(1/1674)
(46 ) عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ذكر فيه الدجال ونزول عيسى عليه السلام ، وفيه :«... فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ .... » . أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2937).
(47 ) ذكره للدخان بدل الدجال ؛ بناء على اعتماده حديث أبي هريرة من رواية الإمام أحمد ، والتي فيها لفظة « الدخان » بدل « الدجال » ، وقد تقدم استيفاء تخريج الحديث وبيان ألفاظه في أول المسألة .
(48 ) إتحاف الجماعة (2/322).
(49 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2941).
(50 ) المصدر السابق .
(51 ) هذه الزيادة ليست في صحيح مسلم ، وقد أخرجها الإمام أحمد في مسنده (2/202) ، حديث (6881).
(52 ) المصدر السابق .
(53 ) النهاية في الفتن (1/169) . وانظر : إتحاف الجماعة(2/320).
(54 ) ورد حديثان ضعيفان في تقدم طلوع الشمس على الدابة :(1/1675)
الأول : حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أَوَّلُ الْآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ».
أخرجه الطبراني في الكبير (8/263) ، وابن عدي في « الكامل في ضعفاء الرجال » (6/21) ، والخطيب البغدادي في « تاريخ بغداد » (2/156) ، وابن عساكر في « تاريخ مدينة دمشق » (5/365) . جميعهم من طريق فضالة بن جبير ، عن أبي أمامة ، به . و « فضالة بن جبير » فيه ضعف ، قال ابن عدي بعد أن أخرج حديثه : « أحاديثه غير محفوظة » . وقال الهيثمي في « مجمع الزوائد » (8/9) : « رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه فضالة بن جبير ، وهو ضعيف ، وأنكر هذا الحديث » .
الثاني : حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا يَخِرُّ إِبْلِيسُ سَاجِدًا يُنَادِي: إِلَهِي ، مُرْنِي أَنْ أَسْجُدَ لِمَنْ شِئْتَ ، فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ زَبَانِيَتُهُ ، فَيَقُولُونَ : يَا سَيِّدُهُمْ ، مَا هَذَا التَّضَرَّعُ ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُنْظِرَنِي إِلَى الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، وَهَذَا الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ ، ثُمَّ تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا ، فَأَوَّلُ خَطْوَةٍ تَضَعُهَا بِأَنْطَاكِيَّةَ ، ثُمَّ تَأْتِي إِبْلِيسَ فَتَلْطِمُهُ ».
أخرجه الطبراني في « الأوسط » (1/36). قال الهيثمي في « مجمع الزوائد » (8/8) : « رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وفيه إسحق بن إبراهيم بن زبريق وهو ضعيف ». وقال الحافظ ابن كثير في « تفسيره » (2/203) :« هذا حديث غريب جداً ، وسنده ضعيف ، ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك ، فأما رفعه فمنكر ، والله أعلم ». وانظر : النهاية في الفتن (1/169).
(55 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2941).(1/1676)
(56 ) كما في حديث عبد الله بن عمرو المتقدم .
(57 ) لحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ».
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب أحاديث الأنبياء ، حديث (3329).
(58 ) يدل عليه حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فذكر الدجال وقال : « وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ». أخرجه ابن ماجه في سننه ، في كتاب الفتن ، حديث (4077).وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/1303) ، حديث (7875).
(59 ) فتح الباري ( 11/361).
(60 ) انظر : الإشاعة ، ص (281).
(61 ) النهاية في الفتن والملاحم (1/165).وانظر : (1/169).
(62 ) انظر : شرح العقيدة الطحاوية (1/566).
(63 ) شرح الطيبي ( 10/111) ، وانظر : فتح الباري (11/360).
(64 ) فيض القدير (2/170).
(65 ) انظر : المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ( 7/242).
(66 ) سبق تخريجه .
(67 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن واشراط الساعة ، حديث ( 2901).
(68 ) فتح الباري (13/88).
(69 ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 3/271)، حديث (13895)، وابو داود الطيالسي في مسنده (1/273)، وابن حبان في صحيحه ( 16/442) ، وأبو يعلى في مسنده ( 6/139) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/502 ) ، حديث (2568).
(70 ) انظر : مرقاة المفاتيح ( 10/82).
(71 ) انظر : لوامع الأنوار البهية (2/150).
(72 ) انظر : القناعة فيما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة ، للسخاوي ، ص (62).
(73 ) تقدم تخريج هذه الطرق في أول المسألة .(1/1677)
(74 ) مذهب الجمهور من الأصوليين والنحويين أن «الواو » العاطفة تجيء لمطلق الجمع ، فيُعطف بها الشيء على مصاحبه ، ولا تفيد الترتيب . قال سيبويه : « ولم تُلْزِمِ الواوُ الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر ، ألا ترى أنك إذا قلت: مررت بزيد و عمرو ، لم يكن في هذا دليل أنك مررت بعمرو بعد زيد » . الكتاب 1(/291 ) . وقال أيضاً : « وإنما جئت بالواو لتضم الآخر إلى الأول وتجمعهما ، وليس فيه دليل على أن أحدهما قبل الآخر » . الكتاب (4/216 ).
وقال الشنقيطي في « أضواء البيان » (7/133) : « أطبق جمهور أهل اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع ، وإنما تقتضي مطلق التشريك ، وقد ادعى السيرافي والسهيلي إجماع النحاة على ذلك وعزاه لأكثر المحققين وهو الحق ، خلافاً لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه ، وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء ، وقال : لم أجده في كتابه . وقال ولي الدين : أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي . حكاه عنه صاحب الضياء اللامع » أ.هـ
وللجمهور أدلة ، منها: قوله تعالى : { يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ واسْجُدي وارْكَعي مَعَ الرَّاكِعِيْنَ } [ آل عمران : 43 ] . حيث قدم السجود على الركوع ، ولو كانت الواو تفيد الترتيب ؛ لقدم الركوع على السجود ، وقال تعالى: { وادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطّة } [ البقرة : 58 ] ، وقال في سورة الأعراف : { وقولوا حِطّة وادخلوا البابَ سُجّداً } [ الأعراف : 161 ] ، فقدم وأخر مع أن القصة واحدة .(1/1678)
انظر : معاني القرآن ، للفراء (1/396 )، والمقتضب ، للمبرد ( 1 /148 ) ، والكامل في الأدب ، للمبرد ( 2/529 ) ، ومعاني الحروف ؛ للرماني ، ص ( 59 )، والصاحبي في فقه اللغة ، لابن فارس ، ص ( 157 ) ، والفصول في الأصول ، للرازي (1/83) ، وكشف الأسرار ، للبزدوي (2/109) ، وشرح التلويح ، للتفتازاني(1/188) ، ونيل الأوطار ، للشوكاني (1/124).
(75 ) انظر : مرقاة المفاتيح (10/107) . وللإمام ابن القيم الجوزية كلام نفيس في فوائد التقديم ، حيث ذكر أن المعاني تتقدم بأحد خمسة أشياء : إما بالزمان ، وإما بالطبع ، وإما بالرتبة ، وإما بالسبب ، وإما بالفضل والكمال . وقد فصل ومثل لذلك ، فانظره في كتابه « بدائع الفوائد » (1/58 ).
(76 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2941).
(77 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (11/227) ، حديث ( 31062) ، والطبراني في الكبير (3/292) ، وأورده ابن كثير في تفسيره (4/150) ، والسيوطي في الدر المنثور (5/745 ) وقالا : « إسناده جيد » .
(78 ) الشُّعَبُ : جَمْع شُعْبَة ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنْ الشَّيْءِ . قِيلَ : الْمُرَاد هُنَا يَدَاهَا وَرِجْلَاهَا . وَقِيلَ : رِجْلَاهَا وَفَخِذَاهَا . وَقِيلَ : سَاقَاهَا وَفَخِذَاهَا . وَقِيلَ : فَخِذَاهَا وَإِسْكَتَاهَا . وَقِيلَ : فَخِذَاهَا وَشَفْرَاهَا . وَقِيلَ : نَوَاحِي فَرْجِهَا الْأَرْبَع . قَالَ الْأَزْهَرِيّ : الْإِسْكَتَانِ نَاحِيَتَا الْفَرْجِ , وَالشَّفْرَانِ طَرَف النَّاحِيَتَيْنِ . وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض الْأَخِير . وَاخْتَارَ اِبْن دَقِيقِ الْعِيدِ الْأَوَّلَ , قَالَ : لِأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْحَقِيقَةِ ، أَوْ هُوَ حَقِيقَةٌ فِي الْجُلُوسِ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الْجِمَاعِ ، فَاكْتَفَى بِهِ عَنْ التَّصْرِيحِ . انظر : فتح الباري (1/470).(1/1679)
(79 ) الختانان : هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية . ويقال لقَطْعهما الإِعْذارُ والخَفْضُ، ومعنى التقائهما غُيُوبُ الحشفة في فرج المرأَة حتى يصيرَ خِتانه بحِذاء خِتَانِها، وذلك أَن مدخل الذكر من المرأَة سافل عن ختانها ؛ لأَن ختانها مستعلٍ، وليس معناه أَن يَماسَّ خِتانُه خِتانها. انظر : مشارق الأنوار (1/230)، ولسان العرب (13/138).
(80 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الحيض ، حديث (349).
(81 ) انظر : النهاية ، لابن كثير (1/127 ، 142) ، وإتحاف الجماعة (3/81) فما بعدها .
(82 ) « الْأَعْمَاق » بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَبِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة , وَ « دَابِق » بكَسْرِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَفَتْحهَا , وَالْكَسْر هُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور , وهما مَوْضِعَانِ بِالشَّامِ بِقُرْبِ حَلَب . انظر : معجم البلدان (1/222) ، وصحيح مسلم بشرح النووي (18/29).
(83 ) قُسْطَنْطِينِيَّة : هِيَ بِضَمِّ الْقَاف ، وَإِسْكَان السِّين ، وَضَمّ الطَّاء الْأُولَى ، وَكَسْر الثَّانِيَة وَبَعْدهَا يَاء سَاكِنَة ثُمَّ نُون , هَكَذَا َهُوَ الْمَشْهُور , وَنَقَلَهُ الْقَاضِي فِي الْمَشَارِق عَنْ الْمُتْقِنِينَ وَالْأَكْثَرِينَ , وَعَنْ بَعْضهمْ زِيَادَة يَاء مُشَدَّدَة بَعْد النُّون , وَهِيَ مَدِينَة مَشْهُورَة مِنْ أَعْظَم مَدَائِن الرُّوم . انظر : مشارق الأنوار (2/199) ، وصحيح مسلم بشرح النووي (18/30).
(84 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن ، حديث ( 2897 ) .(1/1680)
(85 ) قال الحافظ ابن كثير في « النهاية » (1/149): « هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق ؛ وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق ، فلعل هذا هو المحفوظ ، وتكون الرواية « فينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق » فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم ، وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرق الجامع الأموي ، وهذا هو الأنسب والأليق ».
(86 ) المهرود : الثوب المصبوغ بالزعفران. انظر : مشارق الأنوار (2/268) ، والنهاية في غريب الحديث (5/257).
(87 ) الجمان : هي شذور تصنع من الفضة أمثال اللؤلؤ ، والمعنى : أن الماء يتحدر من رأسه كأنه حبات اللؤلؤ . انظر : مشارق الأنوار (1/153) ، والنهاية في غريب الحديث (1/301).
(88 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن ، حديث (2937 ) .
(89 ) انظر : تفسير ابن كثير ( 1/590).
(90 ) روي ذلك عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وابن سيرين ، والضحاك . انظر : تفسير ابن كثير (1/590).
(91 ) روي هذا القول عن عكرمة . انظر : تفسير ابن كثير (1/590).
(92 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب أحاديث الأنبياء ، حديث (3448 ) ، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (155).
(93 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/356) ، وابن أبي حاتم في تفسيره(4/1114) ، والحاكم في المستدرك (2/338) وقال « صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » . وصححه الحافظ ابن كثير في « النهاية في الفتن والملاحم » (1/142 )، والحافظ ابن حجر في « الفتح » (6/568).
(94 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/357) ، وابن أبي حاتم في تفسيره(4/1113).
(95 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/357) ، وابن أبي حاتم في تفسيره(4/1113).
(96 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/357).
(97 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/357).(1/1681)
(98 ) تفسير الطبري (4/360) ، وتفسير ابن كثير (1/590) ، وفتح القدير ( 1/807) ، وأضواء البيان (7/264).
(99 ) انظر : أضواء البيان ( 7/265- 266).
(100 ) المصدر السابق .
(101 ) تفسير ابن كثير (1/591). بتصرف .
(102 ) ذكر ابن كثير ما يفهم هذا المعنى في كتابه « النهاية » (1/172-173 ).
(103 ) لفظ الحديث كاملاً : « الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ، رَجُلًا مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ »
روي هذا الحديث من طريق قتادة ، عن عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة ، به .
وقد روي عن قتادة من ثلاثة طرق :
الأول : طريق همام بن يحيى ، عن قتادة ، به :
وقد رواه عنه :
- عفان بن مسلم : أخرجه من طريقه الإمام أحمد في مسنده (2/406) ، حديث (9259) ، والحاكم في المستدرك (2/651) وقال : « صحيح الإسناد ولم يخرجاه » . ولفظه :« وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ».(1/1682)
- هدبة بن خالد : أخرجه من طريقه الإمام أبي داود في سننه ، في كتاب الملاحم ، حديث ( 4324) ، وابن حبان في صحيحه (15/233) . ولفظه :« فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ ».
الثاني : طريق سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، به :
وقد رواه عنه :
- يحيى بن سعيد بن فروخ : أخرجه من طريقه الإمام أحمد في مسنده (2/437) ، حديث (9630) . ولفظه :« وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ ، حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ ».
- يزيد بن هارون : أخرجه من طريقه ابن أبي شيبة في المصنف (7/499) ، وابن جرير في تفسيره (4/361). ولفظه :« فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ ».
الثالث : طريق الحسن بن دينار ، عن قتادة ، به :
- رواه عنه ابن إسحاق : أخرجه من طريقه ابن جرير في تفسيره ( (3/289). ولفظه :« فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ ».
وللحديث شاهد مرسل ، أخرجه أبو عمرو الداني في كتابه « السنن الواردة في الفتن » (6/1233) عن الحسن مرسلاً ، ولفظه :« فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ ».
وقد صحح الحديث الحافظ ابن كثير ، في « النهاية » (1/146) ، وابن حجر في « الفتح (6/569) ، والألباني في « صحيح أبي داود » (2/32 ) حديث ( 4324) .
(104 ) انظر هذه الروايات في تخريج الحديث .
(105 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (25) ، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (20).(1/1683)
(106 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ ، أَوْ بِدَابِقٍ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ؛ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ؛ فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ؛ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ».
أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2897).
(107 ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/192) ، حديث (1671) ، والنسائي في سننه ، في كتاب البيعة ، حديث (4172) ، وابن حبان في صحيحه (11/207) .
قال الهيثمي في « مجمع الزوائد » (5/251) : « رجال أحمد ثقات ». وصححه الألباني في « صحيح الجامع » (2/927) حديث (5218).(1/1684)
(108 ) سبق تخريجه .
(109 ) سبق تخريجه من حديث أبي هريرة .
(110 ) تقدم تخريجه . وفيه : أن طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات .
(111 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2937).
(112 ) قلت : مفهوم هذا الحديث : أن من آمن من أهل الكتاب قبل أن يلقى عيسى عليه السلام فإنه لا يموت، و يستطيع مقابلته بعد ذلك دون أن يلحقه أي أذى ، وعليه فلا يصح الاستدلال بالحديث أن عمله قتل الكفرة ، لا دعوتهم للإيمان .
(113 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث (2947). قال النووي في شرح مسلم (18/116) : « قَالَ هِشَام : خَاصَّة أَحَدكُمْ الْمَوْت , وَخُوَيْصَة تَصْغِير خَاصَّة . وَقَالَ قَتَادَة : أَمْر الْعَامَّة الْقِيَامَة , كَذَا ذَكَرَهُ عَنْهُمَا عَبْد بْن حُمَيْدٍ ».
=====================================
ومن أراد قراءة البحث منسقاً على هيئة ملف Microsoft Word فليحمله من هذا الرابط من مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=836)
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2004, 05:54 PM
جزاك الله خيراً على هذا البحث القيم ، وقد قمت بنقل الملف المنسق إلى مكتبة شبكة التفسير ليكون الحصول عليه سهلاً مستقبلاً ، ويا حبذا يا أخي أبا خالد وفقك الله أن تبعث بالبحوث السابقة التي سبق أن نسقتها على برنامج وورد على بريد الموقع info@tafsir.org ليتم إيداعها في المكتبة . وفقك الله لكل خير ، ونفعنا وإياك بالعلم.
---
(1/1685)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال في القراءات
---
سؤال في القراءات
---
ابن إبراهيم
11-13-2004, 11:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هل هناك كتاب شامل في أصول القراءات , وهل من توجيهات لطالب علم القراءات المبتدئ , وهل التخصص في الجامعات - كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مثلاً - وسيلة ناجحة لإتقان علم القراءات أصولاً وفرشاً , وجزاكم الله خيراً .
---
د. أنمار
11-13-2004, 03:47 PM
عليكم بكتاب الإضاءة في أصول القراءة للشيخ الضباع.
وقد أنزل الفقير ثلاثة أرباعه هنا في المنتدى يسر الله إتمامه
أما بالنسبة لأنجح طريقة لأخذ القراءات فهي أن ييسر الله لك كبداية شيخا متقنا للقراءت ويفضل أن يكون شابا نشيطا لديه متسع من الوقت
---
أمين الشنقيطي
11-15-2004, 05:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله
يحتاج التخصص في القراءات إلى أمرين 1- الدراسة 2- عرض القراءات.
وإذا ما استوعب الطالب دراسة متن كالشاطبية بشرحها،و حفظ قواعد أصول كل قارئ من الشاطبية وهو السهل،وإلا فهناك كتاب في السوق بعنوان المأمول في أصول الشاطبية، يجمع هذا القواعد بشكل مستقل يسهل حفظه.
ثم يأخذ الطالب بعدها فى عرضالقران الكريم بالقراءات رواية رواية قراءة على الشيخ من متن الشاطبية وشروحه ليجمع بعد ذلك كل رواية على انفراد،أو مايراه الشيخ مناسبا للطالب وموهبته من جمعها بالسبع .
والله المستعان في كل مايراد من الأمور ويرام.
---
ابن إبراهيم
11-18-2004, 08:59 PM
جزاكم الله خيراً على تجاوبكم ولكن ما زالت هناك بعض الأسئلة :(1/1686)
- هل التخصص في القراءات وسيلةٌ لإتقانها وهل هذا معمولٌ به في الجامعة الإسلامية , وحبذا لو أُعطى معلومات يسيرة عن قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (عدد الطلاب , مقدار حفظ متن الشاطبية , المتون التي يحفظها الطالب في سنوات الجامعة الأربعة , شروط القبول في قسم القراءات , طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم هل هناك معاملة خاصة تجاههم , المدرسون , مواد الدراسة في القراءات) .
- في كتاب (المبسوط في القراءات العشر للأصبهاني) وجدت إختلافاً بينه وبين كتب القراءات الأخرى حيث لم يذكر بعض القراءات التي ذكرتها كتب القراءات الأخرى مع أنه في نفس القراء هل هناك إختلاف بمعنى أن بعض الكتب بمضمن الشاطبية وأخرى بغيرها , وما تقييم هذا الكتاب .
- أريد نبذةً يسيرة عن كتاب (غيث النفع في القراءات السبع) للصفاقسي .
وجزاكم الله خير الجزاء .
---
أمين الشنقيطي
11-21-2004, 11:23 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فقد طرح الأخ الكريم جملة من الأسئلة ،متعلقة بتخصص القراءات ، وبمؤسسة علمية أنتسب لها ،وهي عن مزايا التخصص ، وطلب معلومة عن قسم القراءات، وعن كتاب المبسوط لابن مهران، ونبذة عن غيث النفع والجواب كالتالي :
س1- هل التخصص في القراءات وسيلة لإتقانها؟وهل هذا معمول به في الجامعة الإسلامية؟
ج 1- الدراسة النظرية وسيلة لطلب التخصص والتأهل بأدواته ولايعني أن من التحق بها قد صار متقنا،ولكن الكثيرين هم الذين نجحوا في إتقان التخصص بعد أن نجحوا في هضم موادها وحفظ مقرراتها، بالمتابعة مع مدرسي المادة والالتصاق بهم خارج قاعات الدرس، وهذا ماعهدته معمولا به في الجامعة الإسلامية ولازال حيث ينقسم الفصل الواحد إلى مجموعتين أو ثلاث في كل مجموعة (25)تقريبا ، يحفظ الطالب خلالها جميع الشاطبية والدرة مقسمة على السنوات الأربع ،بالإضافة لحفظه لمتن الرسم والضبط ،وعد الآي .(1/1687)
وبخصوص القبول في قسم القراءات يمكن مطالعة موقع الجامعة على الانترنت لمعرفتها، وأما من رغب من طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم الالتحاق بها فلا بد له من اجتياز المقابلة واكتمال الشروط ،وبحسب المفاضلة . والله أعلم.
س2- حبذا لو أعطي معلومات يسيرة عن قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة؟
ج2: توجد إجابة لهذا في موقع الجامعة على الانترنت ،
وأزيد أخي السائل معلومة أن القسم تأسس مع الكلية عام 94هـ و يقوم بمهمته في نشر علم القراءات جنبا إلى جنب مع قسم التفسير بالكلية .
وقسم القراءات قسم كبير هدفه العناية بكتاب الله حفظا ، وتأهيل القراء لاستيعاب القراءات المتواترةعرضا وتوجيها، ومعرفة رسم المصحف وضبطه وعد آياته،مع الإلمام بالعلوم المساعدة.
وللقسم أيضا مهام كالتدريس لمتن الشاطبية وشروحه، ومتن الدرة وشروحه، وتوجيه القراءات ورسم القرآن الكريم وضبطه وعد آي القرآن الكريم .
وللقسم مهام أخرى كإعداد المناهج الدراسية في التخصص ،ومن ضمن أعماله برامج المرحلتين الماجستير والد كتوراة، وقام بتخريج عدد كبير من الملتحقين يهما من داخل الجامعة وخارجها ومن جنسيات مختلفة .(1/1688)
يعتبر القسم من أقدم الأقسام العلمية في المملكة وأكثرها خبرة ،في التخصص حيث وكلت له مهام جليلة أبرزها تشكيل لجنة من ضمن أعضاءه لتصحيح وطبع مصحف المدينة النبوية ، ولازال للقسم علاقة استشارية في التخصص بالمجمع ،ومن أبرز علماءه الشيخ العلامة عبد الفتاح القاضي رحمه الله الذي عمل رئيسا لقسم القراءات منذ افتتاحه، وقد تميزت فترة رئاسته بإعداد المناهج للقسم وتكثيف الدروس في القراءات وعلومها ونشرها تأليفا وإقراء من أبرز ما خرج في تلك الفترة مؤلفات الشيخ في القراءات ورده على المستشرقين ، تلا ذلك قيام العلامة الدكتور محمود سيبويه رحمه الله برئاسة القسم وقد تميزت فترته باستكمال طبع المصحف، وتسجيل برنامج دروس من القرآن الكريم الذي أقيم بمسجد الجامعة وأذاعت أجزاء منه إذاعة القرآن الكريم بالمملكة.وكذلك مجلة كلية القرآن الكريم وغيرها، تلا ذلك قيام الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين برئاسة القسم وقد أنجزت في فترته مهام عديدة أبرزها إعداد مناهج متكاملة للدراسات العليا، وإخراج بحوث منشورة متخصصة في القراءات ، وغير ذلك
وقد أنتج القسم رسائل كثيرة منها كموضوعات في الدكتوراه مثلا (الانفرادات عند علماء القراءات جمع ودراسة) ، والداني وجهوده في القراءات،و القراءات الشاذة وأثرها في التفسير والأحكام. وغير ذلك من الرسائل المحققة التي فيها علم كثير.
س4- في كتاب المبسوط ... وجدت اختلافا بينه وبين كتب القراءات الأخرى ، حيث لم يذكر بعض القراءات التي ذكرتها كتب القراءات الأخرى .. هل هناك اختلاف بمعنى أن بعض الكتب بمضمن الشاطبية وأخرى بغيرها وما تقييم هذا الكتاب؟(1/1689)
ج4- ما ذكره السائل هو جملة من الأسئلة وهو قارئ جيد لكتب القراءات وشديد الملاحظة أيضا والجواب على إشكاله أن كتب القراءات مرت بمرحلة تدوين تدريجية كان الاعتماد فيها على الشيوخ وليس النقل ولذا فسبب الاختلاف هوالنقل عن الشيوخ ومن ثم التأليف في ذلك بحسب ماأقرأه به شيخه،
وتعتبر أهم مراحل التدوين هي عصر ابن مجاهد مسبع السبعة، وابن مهران الذي ألف في العصر نفسه في العشرة، ويليه عصر الداني الذي ألف التيسير في السبع متقنا شاملا لما قرأبه مما تواتر ونظمه الشاطبي اعترافا منه بأهمية هذا الكتاب وقيمته ، وفي عصر ابن الجزري أراد أن يجمع سبعة ابن مجاهد وغيرها مما حصله خلال قراءته على شيوخه وطالعه نصا في كتب القراءات التي تحت يديه . فكان مقياسه أن يأخذ بما ثبت نصا أي في كتاب من كتب القراءات وآداء أي قرأ به علي شيوخه مسندا ، فكانت الحصيلة ألا يقرأ إلا بما في التيسير للداني ونظمه الشاطبية وشروحها، والنشر لابن الجزري ونظمه الطيبة وشروحها والدرة لابن الجزري في الثلاث المكملة للسبع وشروحها. وعليه فكتاب المبسوط يعد مرجعا قديما في القراءات العشر وقد نقل منه الجزري ماكان تحت مقياسه الذي وضعه ،وقد كفانا مؤونة تصحيح مالم يذكر في الكتب القديمة من القراءات العشر المتواترة اليوم.
وقد قمت في رسالتي الدكتوراة التي بعنوان الانفرادات ،باستخراج روايات كثيرة من كتب القراءات العشر والسبع لايقرأ بها وهي منسوبة للقراء العشرة وحكمت عليها،بالشذوذ تارة والانفراد تارة أي أن توافق أو تخالف المتواتر نسبة أو حكما ،أو هي على سبيل الخطأ والغلط.وهذه فوارق واضحة لمابينها وبين ماهو في الكتب المعتمدة التي يقرأ بها والله أعلم.
س 5: أريد نبذة يسيرة عن كتاب غيث النفع للصفا قسي:
ج:5 طبع هذا الكتاب طبعتين غير محققتين أحداهما بحاشية سراج القارئ والأخرى مستقلة من منشورات دار الكتب العلمية بيروت،(1/1690)
والكتاب يحتوي على مقدمة هامة بين فيها المؤلف مصطلح الكتاب ثم أخذ في سرد القراءات من أول الاستعاذة إلى سورة الناس ،صفحات الكتاب (330)،
تحدث المؤلف في المقدمة عن فوائد في القراءات ونهجه في تأليف كتابه، و لطائف وألغاز ومصطلح الكتاب.
من ذلك فضيلة القراءات وشروطها، وأخطاء يقع فيها القراء،
ومن منهجه : بيان القراءات السبع على ماذكره الشاطبي على طريقة المحققين كابن الجزري ،
ومن الفوائد التي ذكرها وتشتد الحاجة لمعرفتها كتواتر القراءات ومعنى الأحرف السبعة،والحكمة منها وعلاقتها بالقراءات العشر،وحكم الشاذ ،وشروط القارئ والمقرئ وآدابهما، وكيفية إفراد القراءات وجمعها والطريقة الصحيحة لكل من أراد أن يقرأ بالقراءات،و معرفة الخلاف الواجب والجائز والفرق بين القراءات والروايات والطرق.
ومن منهجه أيضا أن يتعرض في الكتاب لفرش السور مرتبا على السور والآيات فلا يترك حكما فرشيا (أي غير مطرد) إلا ما تكرر كثيرا،وأما الأصول (أي المطردة) فيذكر المهم وما يحتاج إلى تحقيق فلا يترك منه شيئا،وأما المتكرر المعلوم فلا يطول فيه غالبا،ويذكر حكم كل ربع بانفراده ،بذكر ءاخر كلمة منه مع ذكر حكم الوقف عليها وبيان هل هي من الفواصل أم لا؟ ثم تعيين أوائل الأحزاب والأنصاف والأرباع باعتبار المتفق عليه أو المشهور وبعد الفراغ من الربع يذكر الممال بضم كل نظير إلى نظيره ثم المد غم ثم ياءات الإضافة والزوائد ومرسوم الخط ثم العدد . والله أعلم.
---
ابن إبراهيم
11-25-2004, 07:19 PM
1- بخصوص التطبيق - تطبيق القراءات أصولاً وفرشاً- كيف يكون من الحفظ أم نظرياً من المصحف .
2- هل يشترط حفظ القرآن الكريم كاملا للتخصص في القراءات .
3- أريد اسماء لكتب القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة .
4- ما هي مؤهلات خريج قسم القراءات بعد تخرجه من الجامعة .
5- ما مقدار حفظ الشاطبية يوميا في سنوات الدراسة .(1/1691)
وأخيراً أرحو منكم الدعاء لي بالتوفيق في البلوغ لما أصبوا إليه وتوفيقي إلى الهدى والسداد وأخشى أن أكون قد أثقلت وأكثرت من الأسئلة ولكن المعذرة فهذا الموقع المبارك إن شاء الله هو المتنفس الوحيد أثابكم الله ووفقكم وهداكم إلى الصراط المستقيم .
---
أمين الشنقيطي
11-29-2004, 09:38 PM
س1: - تطبيق القراءات أصولاً وفرشاً- كيف يكون من الحفظ أم نظرياً من المصحف ؟جـ 1:تراعى في التطبيق أي العرض معلومات الطالب الأولية فيطبق من المصحف أولا ،وبالطريقة الشامية أي بأن يشرع بقراءة من قدمه حتى ينتهي إلى وقف ،ثم يعود إلى القارئ الذي بعده،على ذلك الوقف ثم يعود وهكذا حتى يفرغ .وميزتها أنهاأشد استحضارا بالنسبة للطالب،وأما بالنسبة لمن أفرد ختمة لعدد من الرواة فيناسبه طريقة ابن الجزري بمزاياها التي تجعلها أوفر حظا من غيرها والله أعلم ، ملاحظة: قد يقرأ الطالب من المصحف للمتابعة ونيل الأجر والضبط وهذا في الدرس،وأما عند الشيخ فمن حفظه وقد نظم بعضهم هذا بقوله :
فالماهر الذي إذا ماوقفا يبدا بوجه من عليه وقفا ،
يعطف أقربا فاقربا مستوعبا مختصرا مرتبا،
س: 2 هل يشترط حفظ القرآن الكريم كاملا للتخصص في القراءات ؟ جـ2: نعم ، ويتجاوز لطلبة دول الأقليات الإسلامية ممن يرغب بشرط أن يلتزم إكمال حفظ كامل القرآن خلال السنة الأولى من دراسته .
س3: أريد أسماء لكتب القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة؟
ج3- يفضل للمبتدئ في أثناء دراسة القراءات أولا متن الشاطبية مع شرح مدرسي ككتاب الوافي للشيخ عبد الفتاح القاضي،وهو مطبوع ومتداول ،ويفضل للدرة متنها مع شرحها الإيضاح للشيخ عبد الفتاح القاضي أيضا،وفي عرض القراءات كتاب البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي أيضا،أو العرض من كتاب مصحف القراءات العشر المتواترة وهو مطبوع .(1/1692)
س4:ما هي مؤهلات خريج قسم القراءات بعد تخرجه من الجامعة؟ جـ4: تمنحه الكلية درجة الليسانس في القرآن الكريم والدراسات الإسلامية.
س5:- ما مقدار حفظ الشاطبية يوميا في سنوات الدراسة؟
جـ5 :قد ينظر الطالب في نفسه فيحفظ ماشاء الله أن يحفظ،أو أن يحفظ يوميا معدل 5أبيات ، و يخصص يوما في الأسبوع لمراجعتها ويومين في الشهر للمراجعة الشاملة.
وأخيراً: أرجو من الله أن يوفقني وإياك للعمل الصالح والإخلاص فيه والسير على نهج السلف الصالحين .وأن يقبل منا القول و العمل إنه سميع مجيب .
---
د. أنمار
09-30-2006, 01:19 AM
وقد قمت في رسالتي الدكتوراة التي بعنوان الانفرادات ،باستخراج روايات كثيرة من كتب القراءات العشر والسبع لايقرأ بها وهي منسوبة للقراء العشرة وحكمت عليها،بالشذوذ تارة والانفراد تارة أي أن توافق أو تخالف المتواتر نسبة أو حكما ،أو هي على سبيل الخطأ والغلط.وهذه فوارق واضحة لمابينها وبين ماهو في الكتب المعتمدة التي يقرأ بها والله أعلم.
.
ملخص تعريف الرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى تمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.
التمهيد: التعريف بعلم القراءات، أهميتها، أركان القراءة الصحيحة، أنواع القراءات، الفرق بين القراءات والروايات والطرق والخلاف الواجب والجائز.
الفصل الأوّل: تعريف الانفرادات، وتحته خمسة مباحث: تعريف الانفرادات، نشأتها وتطورها، ضابطها وفائدها، أقسامها وأمثلتها، الحكم عليها.
الفصل الثاني: دراسة الانفرادات وأسانيدها، وفيه ثلاثة مباحث: مدخل للدراسة، التعريف بأسانيد القراءات والروايات المنفردة وقرائها ورواتها، التعريف ببعض العلماء الذين أكثروا من ذكرها في مصنفاتهم.(1/1693)
الفصل الثالث: دراسة الانفرادات في بعض كتب القراءات من القرن الرابع وحتى الثامن، وفيه قسمان: 1/قسم الأصول. 2/قسم الفرش, وقد ضمنها الانفرادات في الكتب الخمسة التالية: 1-كتاب السبعة، لابن مجاهد. 2-كتاب المستنير في القراءات، لابن سوار. 3-كتاب المصباح في القراءات العشر، لأبي الكرم الشهرزوري. 4-كتاب التقريب والبيان في معرفة شواذ القرآن، للصفراوي. 5-بستان الهداة في القراءات الثلاث عشرة، لابن الجندي.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها: اهتمام علماء القراءات بالضبط والقراءة والتوجيه، والتنبيه على الشاذ من غيره، أن الشذوذ عند علماء القراءات يقصد به أمران: (1) ما جاء منسوباً للعشرة بالسند الصحيح (أي دون التواتر). (2) ويطلق على ما لم يصح سنده. جواز الاحتجاج بالقراءات الشاذة في اللغة العربية وغيرها. وهي أهم مصدر في معرفة لهجات العرب.
وهذا الكتاب اهتم بجمع الانفرادات عن القراء العشرة المشهورين، وهي قراءة الرواة عن القراء العشرة بما يخالف المشهور عنهم، والله أعلم؛ كأن يأتي راوٍ ويقرأ عن عاصم خلاف ما قرأه حفص وشعبة، وخلاف قراءة القراء غيره، والله أعلم. فجمع الباحث هذه الانفرادات من الكتب الخمسة السابقة.
http://www.iu.edu.sa/Arabic/daleel/rasail/Browse/quran/qirat/Munakash/Doctor/2.Htm
الأهم هو هل طبع هذا الكتاب القيم
أقصد "الانفرادات عند علماء القراءات"
---
(1/1694)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استمع (بث مباشر) إلى أربع إذاعات للقرآن الكريم ...
---
استمع (بث مباشر) إلى أربع إذاعات للقرآن الكريم ...
---
أبو محمد الظاهرى
01-20-2007, 12:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمع (بث مباشر) إلى أربع إذاعات للقرآن الكريم ...
هذا هو الرابط .
http://gsm-egypt.com/quran
وسمكنك من خلاله الإستماع إلى إذاعات القرأن الكريم من (القاهرة) والمملكة العربية السعودية ونابلس بفلسطين و( أبوظبى )الإمارات العربية المتحدة
أسأل الله عز وجل أن يجعله فى ميزان حسناتنا جميعاً وميزان حسنات مُعده و ناشره ..
---
د.عبدالرحمن الصالح
01-21-2007, 06:02 AM
جزاكم الله خيرا! ونفع بكم، كنت كثير الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم من القاهرة قبل عشرين سنة ونيف، وها أنت قد أعدت لي الشوق القديم! فشكر الله لك.
---
(1/1695)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال للشيخ السديس
---
سؤال للشيخ السديس
---
جميل شوقي أمين
11-27-2004, 05:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله العظيم الذي أتاح لي الا تصال بك أخي الدكتور عبد الرحمن السديس
فوالله إني أحبك في الله وأسأل الله العظيم أن يجمعنا على حبه آمين------- آمين
والسؤال هو: أني سمعت من بعض العلماء أنه يجوز المسح على الجورب دون أن يكون قد لبسه على طهارة الوضوء
والحجة في ذلك أنه أدخل قدميه طاهرتين والطهارة عنده هي عكس النجاسة
فيكون بذلك الحكم على القدمين بالطهر طالما لم تمسهما نجاسة
أفيدوني وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن السديس
11-27-2004, 11:22 PM
أخي الكريم جميل وفقه الله
أنا لست الدكتور عبد الرحمن إمام المسجد الحرام
ولعل في هذا جوابا لسؤالك :
قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المغني 1/361:
لا نعلم في اشتراط تقدم الطهارة لجواز المسح خلافا .
وكذا قد حكى الإجماع غيره من العلماء .
واعتذر على الاختصار لضيق الوقت .
---
(1/1696)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الآن يمكنك تحميل المحصف العثماني لمجمع الملك فهد
---
الآن يمكنك تحميل المحصف العثماني لمجمع الملك فهد
---
أحمد القصير
04-20-2006, 02:05 AM
منقول من ملتقى أهل الحديث وهذا الرابط:
المحصف العثماني لمجمع الملك فهد (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78427)
---
(1/1697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أفضل خمسةطرق لتوزيع الشريط الإسلامي+قائمه كبيره جدا بريال+شاركنا بفكره
---
أفضل خمسةطرق لتوزيع الشريط الإسلامي+قائمه كبيره جدا بريال+شاركنا بفكره
---
المسلم الحاضر
02-19-2006, 12:32 AM
1 - يستفاد من الأشرطه المخفضه في إقامة مشاريع إستبدال الشريط الغنائي بإسلامي
سواء أقيم المشروع في جامع أو تسجيلات إسلاميه أو في مخيم دعوي
ووالله أن الشباب والناس مقبلين على الخير ويكون كل ثلاثة أشرطه غنائيه مقابل شريط إسلامي
2 - توزيعه على شباب الأرصفه والمقاهي ولمن يستمع الأغاني عند الإشارات
3- لأصحاب محلات تأجير السيارات بوضع ثلاثة أشرطه في كل سياره بعد الإستئذان من صاحب المحل
4- أصحاب الليموزينات وأصحاب الأجره الذين يذهبون خارج المدينه من الرياض إلى جده مثلاً
5- أصحاب مؤسسات نقل الطالبات من الكليات إلى أنحاء المدينه
فمثلا بعض المؤسسات تنقل من رماح إلى الرياض ومن المزاحميه إلى الرياض وهكذا
فلو أعطي كل صاحب باص خمسة أشرطه وقيل له شغل في كل أحد وثلاثاء مثلاً في العوده فقط
لأستمع الطالبات إلى ثمانية أشرطه كل شهر كامله ونسأل الله التوفيق والإعانه
6- وكذلك عند محطات الطرق السريعه بتوزيعه على المسافرين الذين يريدون ما يقطعون به الطريق
## إفتتاح دار طيبه للنشر والتوزيع على الدائري الشرقي طريق المطار بين مخرج 11 و10 ##
أشرطه بريال فقط ولا يشترط شراء كرتون فتستطيع أن تشترى ولو شريطاً واحداً
والقائمه تضم : العريفي والراشد والعوضي وسعيد مسفر والشنقيطي
وبدر المشاري وطلال الدوسري وعبدالله الرسي ...... الخ
وأشرطه قرآن للقارئ اللحيدان والقطامي وياسر الدوسري
تسجيلات منارات الإسلام الشريط بريال فقط
فرع حي الربوه بجانب التدمريه وأمام جامع الراجحي الجديد 4928797(1/1698)
فرع شارع خالد بن الوليد ( إنكاس سابقاً ) أمام أسواق الرياض مول 2389988
أخي في الله :-
أرجو أن لا تكتفي بقراءة هذا الموضوع !! فأرجو نشره بقدر المستطاع !!
وأنت وإستثمارك !! فالإستثمار الحقيقي هو الدلاله على الخير !!
ولا يكون مندوبي المبيعات أحسن منك حالاً في جده ونشاطه ونشره لبضاعته !!!!
فساهم أخي في الله ولو برفع الموضوع !! ولكن بعد نزوله في الصفحه الثانيه والثالثه فساهم في رفعه !!
إلى من يحمل هم الدعوه إلى الله !!!
إلى من يحترق لواقع أمته !!!
إلى من يأسف لحال كثير من الشباب والفتيات !!!
هل دعوتهم ؟ . ؟ .؟
ماذا قدمت لهذا الدين !!!
نسدد فواتير الجوالات بالمئات والآلاف !!
وإذا أتى مشروع دعوي رضينا بأقل القليل !!!
ألم تسمع بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
( الدال على الخير كفاعله )
( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حمر النعم )
( من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا )
ما عذرنا أمام الله سبحانه !!
بريال واحد فقط !! ربما تهدي شخص من حياة الضلال إلى الهدايه !!
كم نحن مفرطون ؟
كم نحن مقصرون ؟
100 شريط ب 85 ريال فقط لا غير أشرطة المشائخ الفضلاء كلها المؤثره جوال / 0554220522
من أراد المشاركه ولو بقيمة شريط واحد فعليه مراسلتي على البريد وسأقوم بتوزيعها بدلآ عنه
قصص لاأنساها + وغارت الحور 100 شريط 150 ريال جوال/0505219200
ماأقوى شخصيتها 100 شريط ب 200 ريال + أعمى وأصاب الهدف 100 شريط ب 100 ريال
### أشرطه مميزه مؤثره بريال واحد فقط ###
### مع أمكانية الشيخ إلى جميع أنحاء المملكه العربيه السعوديه وإلى دول الخليج ###
للإستفسار : جوال / 0504440255 أشرطة الشيخ : خالد الراشد
مفرق الجماعات + أحوال الغارقين + أحوال الغارقات + الملتقى الجنه + لمن كان له قلب + أين دارك غداً + الذي يراك حين تقوم + توبه صادقه + من حال إلى حال(1/1699)
أشرطة الشيخ : إبراهيم بو بشيت
الحب الزائف + غبار الغفله + المرأه المميزه + وهما يستغيثان الله + سكب العبرات + أسرار السحر + شواطئى التائبين + العماد بين الأسى والتأسي + بطولات رائعه + قصص مميزه
أشرطة الشيخ : محمد العريفي
دموع المآذن + رحلة المشتاق + على قمم الجبال + ألحان وأشجان + مفتاح الجنه + وداعاً أيها البطل
أشرطة الشيخ محمد بن بقنه :
مشاهد رأيتها + المتساقطون + حياة المتوكلين + حوريات الجنه
أشرطة القارئ : ناصر القطامي
جزء عم
أشرطة الشيخ خالد الجبير
قلبي لماذا ومتى وكيف
أشرطة الشيخ خلف العنزي
أرجعي إلى ربك + من أين نبدأ + ورحمتى وسعت كل شيئ + يالها من سجده
إعـ ــــلان هام جدأ جداً جداً :-
تعلن تسجيلات نداء الاسلام بالرياض - حي النظيم - عن السعر المخفض للشريط الاسلامي
عن السعر المخفض للشريط الاسلامي بريال واحد فقط ريال وكذلك مصحف الجيب المدينه ب 15 ريال فقط :
الشيخ / خالد الراشد & سعيد بن مسفر & محمد المنجد & بدر المشاري &
محمد العريفي &سعد البريك &طلال الدوسري & ابراهيم الدويش . وكثير من المشائخ
عرض خاص على اشرطة الفديو 14ريال فقط
القدرة على الشحن في انحاء المملكة والخليج
للاستفسار 0504184933 تلفاكس 2453315
وصل سعر التوزيع الخيري لأشرطة الدعاة المؤثرين ريال واحد فقط !!!
ذكريات تائب للشيخ العريفي + ماذا يحدث تحت الأرض للشيخ المنجد بريال واحد فقط وأشرطة عديده بريال ونصف بتسجيلات التقوى في الملز ؟؟؟
وتوجد لديهم الكثير الكثير الكثير من الأشرطه الخاصه بالتوزيع الخيري لعدد من المشائخ والدعاة الفضلاء
تلفون التسجيلات : 014779341
موقع التسجيلات : وأنت جاي مع شارع الأحساء بإتجاه الجنوب لف يمين من عند ثاني إشاره !!
هذا الشارع مليئ بالتسجيلات ؟؟؟
وكذلك تم إفتتاح دار السلام لكتب الجاليات بجانب تسجيلات التقوى وقرطبه بحي الملز(1/1700)
وكذلك تسجيلات الإيمان بالنسيم ت : 012331978 موقعها وأنت مع شارع حسان بن ثابت ( النخيل سابقا) متجه جنوب من عند ثالث إشاره لف يمين ستجدها يسارك ؟؟؟ جميع أشرطتها بريال وكذلك لديها مصحف الجيب المدينه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسجيلات الأنصار الإسلاميه بحي الخليج 012267777 جميع أشرطتها الخيريه بريال واحد فقط ؟؟
وأنت جاي من إنكاس سابقا ( خالد بن الوليد ) ودخلت مع شارع الأمير بندر بن عبد العزيز متجه شرق بعد أول إشاره ب 200 متر على يمينك ؟؟
بإفتتاح تسجيلات الأنصار الإسلاميه بحي الخليج بشرق الرياض
موقع التسجيلات :
وأنت جاي مع شارع خالد بن الوليد ( إنكاس سابقا ) ودخلت مع شارع الأمير بندر بن عبد العزيز متجه شرق بإتجاه استاد الملك فهد
تعد أول إشاره وامش تقريبا 300 متر ستجد التسجيلات على يدك اليمين
ت : 012267777
ليكن كل واحد منا داعية في عمله وفي مدينته !! والحجه قائمه علينا !! الشريط بريال واحد فقط !!
ربما تغير حياة شخص !! فتنقله من حياة الضلاله إلى حياة الهداية بإذن الله تعالى !!
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم ) ( والدال على الخير كفاعله )
وما أحسن أن تكون دائما سيارتك مليئه بالأشرطه الوعظيه !! فهذا شاب يستمع إلى الأغاني عند الإشاره تهديه شريطا !!
وهذا شابا خارجا من مقهى في الثلث الأخير من الليل !! وهذا آخر يدور بسيارته لا يدري إلى أن يذهب ؟؟؟
وما أحسن أن يكون التوزيع على الطرق السريعه عن طريق وضعها في البقاله أو توزيعها على السيارات عند المحطه !!
ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق
وهناك عدة أشرطه لعدد من المشائخ الفضلاء
100 شريط ب 150 ريال للتوزيع الخيري مع إمكانية الشحن لأنحاء المملكه(1/1701)
محمد العريفي + إبراهيم الدويش + إبراهيم بوبشيت + عبد المحسن الأحمد + خالد الراشد + بدر المشاري + نبيل العوضي + سعيد مسفر + طلال الدوسري + ناصر العمر + سلطان العويد + سلمان العوده
للإستفسار :
تركي 0505219200 + أبو مريم 0503255177 +
تسجيلات الإيمان 0506197725 أو 012331978)
قائمة بأشرطة التوزيع الخيري بريال واحد فقط ؟ . . . ؟
الشيخ : سعيد بن مسفر ( آثار الذنوب والمعاصي + أسباب الهدايه + الغفله الداء العضال )
الشيخ : سليمان الجبيلان وصالح الحمودي ( التوبه عنوان السعاده + فكر واشكر )
الشيخ : علي عبد الخالق القرني ( حروف تجر الحتوف + كشف الكربه عند فقد الأحبه )
الشيخ : محمد المختار الشنقيطي ( سحائب المغفره + أن تقول نفس يا حسرتاه )
الشيخ : محمد صالح المنجد أدرك أهلك قبل أن يحترقوا + حفلات الزفاف إلى أين + أيتها المرأه الحجاب أو النار +
كتابك يا أختاه + ياعباد الله فاثبتوا + لا تعرض نفسك للفتنه + صراع مع الشهوات )
الشيخ : سعد البريك ما يطلبه المستمعون )
الشيخ : بدر بن نادر المشاري ( قرع لأبواب السماء + الجوهره المصونه )
الشيخ : طلال الدوسري ( أختاه هل تريدين السعاده + أختاه أين أنت غدا )
الشيخ : نبيل العوضي ( اللؤلؤة كيف تحفظ نفسها + أين المصير ومن الطارق +
أنين الفجر )
الشيخ : عمر العيد ( من يحول بينك وبين التوبه )
الشيخ : خالد الصقعبي ( المرأة والوجه الآخر )
الشيخ : ( منوع ) . . . ( هل من عوده قبل الموت + اعتبري يا أمة الله +
مشاهد مبكيه + 17 قصه مبكيه + الصلاة الصلاة )
الشيخ : إبراهيم الفارس ( قصص مؤثره )
الشيخ : إبراهيم بو بشيت ( شواطئ التائبين )
الشيخ : إبراهيم الدويش ( الشباب ألم وأمل )
للإستفسار :
ت : 012267777 جوال : 0555252919 جوال : 0504122020
مع إمكانية شحن الأشرطه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1702)
بيان الأشرطة المخفضة لتسجيلات دار الأرقم الإسلامية
بسعر ريـ 1 ـــــــال واحد (4217551 /2712112)
www.mojama.net
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
[الشيخ سعيد بن مسفر]
عقوبة تارك الصلاة+الفراغ في حياة المرأة+لو أن الله هداني+ولو ترى إذ وقفوا على النار
غمرات الموت+النهر الجاري+القلق أسبابه وعلاجه+الغفلة الداء العضال+من أسباب الحياة السعيدة
الانتكاسة أسبابها وعلاجها+الدروس المهمة لعامة الأمة+فضل صلاة الجماعة+نعمة الإيمان
[الشيخ علي القرني]
كشف الكربة عند فقد الأحبة+أختاه هل تريدين السعادة+ما حقيقة كخيال+حروف تجر الحتوف
[ الشيخ محمد المنجد ]
تحريك القلوب+المرأة المميزة+فتنة الزلات في عالم الشهرة+كيف اهتدى هؤلاء
أصبري و صابري+المحفزات إلى عمل الخيرات+ماذا فعلوا بعباءة المرأة+أخطاء شائعة في الصلاة
مسائل فقهيه+صناعة التميز+رفع المعنويات+ماذا يحدث تحت الأرض++صدمة كاميرا الجوال
أقبل على نفسك+ماذا يحدث في الأفراح
[ الشيخ إبراهيم الدويش ]
الشباب ألم وأمل+المحرومون+جاري العزيز+غثاء الألسن
التوحيد وأثره في النفوس+يا سامعاً لكل شكوى+طريقنا للقلوب+السحر الحلال
40 وسيلة لاستغلال الإجازة الصيفية
[ الشيخ خالد الراشد ]
الذي يراك حين تقوم+أحوال الغارقين+قوافل العائدات+أحوال العابدين
مفرق الجماعات+الملتقى الجنة+توبة صادقة+لمن كان له قلب+قوافل العائدين+البداية والنهاية
وقفة+بل الرفيق الأعلى+الذي يراك حين تقوم+حوادث على الطريق
[ الشيخ سلطان العويد ]
فاكهة المجالس+أخطاؤنا في التربية
[ الشيخ خالد الصقعبي ]
فتياتنا والإعجاب+المرأة والوجه الآخر
[ الجبيلان و الحمودي ]
فكر و اشكر+التوبة عنوان السعادة
[ الحليبي- المقرن ]
رسالة إلى أصحاب الدش
[ الشيخ إبراهيم الفارس ]
قصص مؤثرة
[ الشيخ إبراهيم بوبشيت ]
شواطئ التائبين
[ الشيخ ناصر العمر ]
بناتنا بين التغريب والعفاف
[ الشيخ محمد الشنقيطي ](1/1703)
حالنا مع القرآن+كيف ترق قلوبنا+الألفة بين الزوجين+الحذر من سوء الخاتمة
[ الشيخ عبدالله السويلم ]
من سير الصالحات+أنا مهموم
[ الشيخ هاشم باصره ]
مشكلات في حياة الشباب
[ الشيخ إبراهيم الفارس ]
قصص معبرة للشباب
[ الجبيلان ]
بصراحة مع الشباf
[ الشيخ عبدالعزيز السدحان ]
العناية بالأطفال
[ الشيخ نبيل العوضي ]
قصص وعبر+أنين الفجر
[الشيخ سعد البريك ]
من يسدد الهدف+أيها الشاب حاول وأنت الحكم
[الشيخ بدر المشاري ]
قرع لأبواب السماء+ الجوهرة المصونة+أبناء يعذبون آبائهم
[ الشيخ محمد العريفي ]
قصة فتاة+دموع المآذن+القرار الشجاع+الحان وأشجان+على قمم الجبال+وداعاً أيها البطل
[الشيخ خالد الخليوي ]
الشباب و المراهقة
[الشيخ عبدالرحمن الوهيبي ]
إليك أختي المسلمة
منوع
مشاهد مبكية+الصلاة الصلاة+إعتبري ياأمة الله+17 قصة مبكية -=-=-=-=-=-=-=-=- لطلب الكميات
تسجيلات دار الأرقم بالرياض
تسجيلات صوت الدعوة بالرياض
مباشر
0500608999
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسجيلات منارات السلام مقابل جامع الراجحي الجديد مخرج 15
ت/014928797
تسجيلات منارات السلام - شارع خالد بن الوليد ( انكاس سابقا ) - مقابل أسواق الرياض مول
ت/012389988
جوال 0505161919
-خالد الراشد
عذراً رمضان + قوافل العائدين+ قوافل العائدات +احوال الغارقين +• احوال الغارقات
• الملتقى الجنة +• زاد المؤمنة +• وقفة +• مفرق الجماعات +• اين دارك غدا +• من حال الى حال
• الذي يراك حين تقوم +• توبة صادقة +• لمن كان له قلب
2- محمد العريفي
• دموع المآذن +• قصة فتاة +• مفتاح الجنة +• الحان واشجان +• القرار الشجاع
3- ابراهيم الدويش
• الفائزون في رمضان +• رمضان والرحيل المر +• لماذا نخسر رمضان + 40 وسيلة لأستغلال رمضان
• روحانيات صائم
4- محمد المنجد(1/1704)
• 100 فائدة من احكام الصيام +• ماذا يحدث تحت الارض +• انين الحجاب +• لا تيأسوا فالنصر قادم
• ياعبادي +• صراع مع الشهوات +• المحفزات لعمل الخيرات +• اقبل على نفسك
5- علي القرني
• نفح الطيب في محبة الحبيب +• كشف الكربة عند فقد الاحبة +• حروف تجر للحتوف
6- محمد المختار الشنقيطي
• وصايا للصائمين والقائمين
7- بدر بن نادر المشاري
• القائد الاعلى +• الموسم
8- الجبيلان
• فكر واشكر
9- سعيد بن مسفر
• عقوبة تارك الصلاة + الانتكاسة اسبابها وعلاجها
10- خالد الصقعبي
• المرأة والوجه الاخر+ فتياتنا والاعجاب
11- احمد الفاجع
• هل تحب الغناء ؟
12- سعد الغنام
• العزة
13- مازن التويجري
• نبض العزة
14- فهد ابا حسين
• صراع مع الشيطان
• وصايا واحكام للمتعبدين
15- عبدالرحمن الوهيبي
• دمعة غدير
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@233.PIkUbpl2xfp.0@.1dd86839
---
(1/1705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بعض صعوبات الدراسات العليا في مصر . هل من مساعدة ؟
---
بعض صعوبات الدراسات العليا في مصر . هل من مساعدة ؟
---
أبوعادل الشريف
06-23-2004, 02:14 PM
هل من غيرة على مستقبلنا العلمي :
أنفقنا وقتنا وأنفقنا عشرات الآلاف من الريالات حتى حصلنا على تمهيدي الماجستير في اللغة العربية تخصص الدراسات الإسلامية ( تفسير ـ حديث ـ أصول فقه ) من إحدى الجامعات المصرية ونحن مجموعة من السعوديين والمصريين ونظرا لأننا نعيش في السعودية فإنه لا أحد يحس بنا في مصر بل نواجه صعوبات لأننا نعيش بعيدا عن مصر ولأن المشرف يكون بعيدا عن الطالب ولا يثق في قدراته رغم إعدادنا لأكثر من خمس خطط ورغم توفر المصادر والمراجع في السعودية مقارنة بمصر ورغم توفر أهل التخصص في التفسير في المملكة إلا أنهم يضعون العراقيل ويبطؤون الإجراءات حتى تضيع الإجازة فنضطر للسفر
أضع الأمر أمامكم لإنقاذ مستقبل العديد من الدارسين حيث تضيع السنة تلو السنة هل لكم في مخاطبة المسؤولين هناك أو فتح قنوات بينكم وبين أهل التخصص في الجامعات المصرية وخاصة أننا يمكننا التسجيل في كليات الآداب وكليات دار العلوم فهل تعرفون طريقا يريحنا ويفتح أمامنا آفاق البحث العلمي .
في انتظار ردكم السريع والحاسم بإذن الله ، سنرسل لكم نموذجا لخطة واحدة قمنا بإعدادها لتروا مدى الجهد الذي نبذله ثم يضيع هباء بعدها عندما ننزل إلى مصر . الله الله فينا . حتى لا تضيع سنوات عمرنا وأموالنا هباء منثوراً
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2004, 05:01 PM
أخي الكريم أبا عادل الشريف وفقه الله(1/1706)
أسأل الله لكم العون والتوفيق والسداد فيما أنتم فيه ، وأما المشكلة التي عرضتها فليست مختصة بالجامعات في مصر فحسب ، بل هي من الصعوبات القائمة في الجامعات داخل السعودية وخارجها. وما ذكرته من عدم قبول الخطط المتكررة فلعل له أسباباً متعلقة بالخطط نفسها أو نحو ذلك . ولكن حتى تسير الأمور إن شاء الله على ما يرام لا بد أولاً من الصبر وأعتقد أن مثل هذه الصعوبات متوقعة قبل أن تقدموا على ذلك لأن التجارب توحي بذلك فيما أعلم ، ثم السعي لدى الجهات التالية ولو قدم لكل جهة منها على حدة لكان أفضل :
- وزارة التعليم العالي المصرية في القاهرة أو عن طريق السفارة المصرية في الرياض.
- وزارة التعليم العالي السعودية .
- السفارة السعودية في القاهرة .
ويتم عرض الموضوع عرضاً علمياً ، ليكون ذلك مساعداً لكم في الإنجاز إن شاء الله.
ومعنا في الملتقى الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب وهو أستاذ بجامعة الأزهر بالقاهرة لعله يتكرم بإبداء رأيه وفقه الله. وكذلك الأستاذ الدكتور أحمد الشرقاوي وهو أستاذ بجامعة الأزهر .
وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى ، وأعانكم على تجاوز هذه المرحلة بسلام .
---
(1/1707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لآلئ البيان في تجويد القرءان
---
لآلئ البيان في تجويد القرءان
---
شريف بن أحمد مجدي
08-06-2004, 07:03 PM
حمل متن لآلئ البيان في تجويد القرءان للشيخ السمنودي كاملا ومشكولا من صفحة المتون :-
http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2274
---
(1/1708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
---
كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
---
أبو صفوت
10-01-2006, 11:56 PM
كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
قال ابن أبي حاتم في مقدمة تفسيره
" سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد ... فأجبتهم إلى ملتمسهم ... فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبهها متنا ، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك ، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد ،وسميت موافقيهم بحذف الإسناد " اهـ .
وإذا طالعتَ تفسيره وجدت كما كبيرا من الآثار لا يصح على طريقة المحدثين
فما معنى قوله " فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبهها متنا " ؟
فهل معنى قوله أصح الأسانيد أنها صحيحة ؟
أم أنه يخرج أصح الموجود من باب قول المحدثين هذا أصح شيء في الباب حتى ولو كان ضعيفا ؟
أم أنه يقصد أن مقياس الصحة في التفسير غير مقياس الصحة في الحديث فلا يشترط في تصحيح الأثر في التفسير كل ما يشترط لتصحيحه في الحديث ؟
وقوله " سميت موافقيهم بحذف الإسناد " ألا يفيد ثبوت المعنى المروي عن السلف إذا روي عن أكثر من واحد حتى ولو كانت كل رواية لا تخلو من ضعف لكن مجموع الطرق يشعر بورود هذا المعنى عن السلف ؟
بانتظار مشاركاتكم حول هذا النقل ، وأهميته في التعامل مع أسانيد التفسير
---
أبو صفوت
10-05-2006, 04:31 AM
???????????
---
مساعد الطيار
10-05-2006, 04:39 AM
اخي أبا صفوت
أسئلتك قد حملت الإجابات .
أما أصحها ، فيظهر فيه أمران :
الأول : أنه يحرص على الأعلى ، وعلى صحة إسناده(1/1709)
الثاني : إن لم يجد فإنه يورد ما عنده على منهجهم في أصح ما في الباب ، وإن كان ضعيفًا .
وأما ثبوت المعنى بهذه الروايات فنعم .
والمهم في ذلك أنه مع كونه محدثًا ، عارفًا بالرجال ، وقد كتب فيهم ( الجرح والتعديل ) ، مع ذلك تراه يعتمد الطرق الضعيفة في التفسير ، ويذكرها دون اعتراض ، وهذا يدلك على ان منهج المحدثين التخفف من الحكم على الإسناد في روايات التفسير .
---
(1/1710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة علمية تتعلق بروايات الإسرائيليات في كتب التفسير
---
مدارسة علمية تتعلق بروايات الإسرائيليات في كتب التفسير
---
مساعد الطيار
11-28-2006, 04:27 PM
لقد ثبت ـ فيما رواه البخاري وغيره ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ... وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) ، فهو صلى الله عليه وسلم قد رفع الحرج عن أمته ، وأجاز لها التحديث عن بني إسرائيل ، ويشهد لهذا القرآن ، فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة ، فردَّ باطلها ، وصحح صحيحها أو أشار إليه ، وأبهم في ما لا أثر له في العلم .
فقوله تعالى : { سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 22] .
فقد حكى الله قول المختلفين ، ولا شك أن شيئًا منه خطأ ، وقد نبه على الخطأ بقوله : ( قل ربي أعلم بعدتهم ) ، ونبه على الصواب بعدم الاستدراك عليه ، وذلك جريًا على قاعدة ذكرها بعض العلماء ، منهم الشاطبي في كتاب الموافقات ، قال : (( كل حكاية وقعت في القرآن ؛ فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها ـ وهو الأكثر ـ ردٌّ لها أو لا .
فإن وقع ردٌّ ، فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه ، وإن لم يقع معها ردٌّ فذلك دليل صحة المحكي وصدقه(1/1711)
أما الأول ، فظاهر ، ولا يحتاج إلى برهان ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ) فأعقب بقوله : ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ) الآية . وقال : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) الآية ، فوقع التنكيت على افتراء ما زعموا بقوله : ( بزعمهم ) ، وبقوله : ( ساء ما يحكمون ) ، ثم قال : ( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر ) إلى تمامه ورد بقوله : ( سيجزيهم بما كانوا يفترون ) ، ثم قال : ( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة ) الآية فنبه على فساده بقوله : ( سيجزيهم وصفهم ) زيادة على ذلك ... وأشباه ذلك ، ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر
وأما الثاني فظاهر أيضا ولكن الدليل على صحته من نفس الحكاية وإقرارها ، فإن القرآن سُمي فرقانًا وهدىً وبرهانًا وبيانًا وتبيانًا لكل شيء ، وهو حجة الله على الخلق على الجملة والتفصيل والإطلاق والعموم ، وهذا المعنى يأبى أن يُحكى فيه ما ليس بحق ، ثم لا يُنبه عليه .
وأيضا فإن جميع ما يُحكى فيه من شرائع الأولين وأحكامهم ولم ينبه على إفسادهم وافترائهم فيه فهو حق يجعل عمدة عند طائفة فى شريعتنا ويمنعه قوم لا من جهة قدح فيه ولكن من جهة أمر خارج عن ذلك فقد اتفقوا على أنه حق وصدق كشريعتنا ولا يفترق ما بينهما إلا بحكم النسخ فقط ... ومن أمثلة هذا القسم جميع ما حكي عن المتقدمين من الأمم السالفة مما كان حقا كحكايته عن الأنبياء والأولياء ومنه قصة ذي القرنين وقصة الخضر مع موسى عليه السلام وقصة أصحاب الكهف وأشباه ذلك )) أ.هـ كلام الشاطبي .(1/1712)
وإذا تأملت آية أصحاب الكهف السالفة ؛ وجدت أنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال ، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فقال في مثل هذا: { قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ } فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: { فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا } أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب ، وهذا يعني أن حكابة الخلاف عن السابقين منهج دلَّ عليه القرآن ، وهو مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) .
لكن مع تجويزه صلى الله عليه وسلم لأمته أن تحدِّث عن بني إسرائيل ، فإنه أرشدها إلى ضابط مهمٍّ في قبول هذه الأخبار من عدم قبولها ، فقد روى الإمام أحمد بسنده ، قال : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَمْلَةَ أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ( بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ أَعْلَمُ .
قَالَ الْيَهُودِيُّ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ ) .(1/1713)
ومن هذا الأثر يظهر لك جليًا أننا لسنا ملزمين بتصديق بني إسرائيل ولا بتكذيبهم ، إلا بحجة ، وهي أن يتبين الصدق أو الكذب من كلامهم ، وذلك مفهوم الخطاب من هذا الحديث .
لذا رتَّب بعض العلماء منقولات بني إسرائيل على ثلاث مراتب معروفة ، وهي :
أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم .
وإذا تأملت الكلام السابق ، وصح عندك هذا التقرير ، فيمكن طرح عدد من الأسئلة :
الأول : هل يلزم من ذِكِر المفسر لمرويات بني إسرائيل أن يكون قابلاً لها جملة وتفصيلا ؟
الثاني : هل يُثرَّب على المفسر الذي يذكر هذه الإسرائيليات بعد تجويز النبي صلى الله عليه وسلم له التحديث بها .
الثالث : هل ورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم التفريق في جواز التحديث حتى يقال : لا يجوز ذكرها في كتب التفسير ؟
الرابع : هل المنهج السليم هو الإعراض الكلي عن الإسرائيليات ، والتخوف منها ، والتحذير منها أشدَّ الحذر ؟ أفما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بشرع ربه ، وأرفق بأمته ممن يدعو بهذه الدعوة ؟! .
---
أحمد القصير
11-29-2006, 12:50 AM
إن أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتحديث عن بني إسرائيل لا يعني إذنه بقبول تلك الأحاديث، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أشار إلى جانب الحق والصواب في تلك الروايات، حيث إنها تعد من الرواية عن كتبٍ فيها ما هو حق وما هو باطل، وردها مطلقاً يُعد رداً لبعض الحق، وقبولها مطلقاً يُعد قبولاً لبعض الباطل، ومن هنا وجب التوقف في قبولها وجاز التحديث في روايتها لما تحتمله من حق وباطل.(1/1714)
ولا بد من إعمال العقل في معالجة تلك النصوص عند فقد الثقة في نقلها، ولما كان غالب تلك الروايات يحمل في طياته الغث الذي يؤثر سلباً في مجال الاعتقاد والآداب وغيرها، والغالب في تلك الروايات أنها لا تفيد شيئاً في مجال المعرفة لعدم الثقة بها، فإن الاشتغال بها يعد من الفضول الذي إن لم يضر فلن ينفع.
وإذنه صلى الله عليه وسلم بالتحديث لا يعني بالضرورة أن ثمة فائدة من روايتها، ولعل ما أشرتُ إليه سابقاً هو العلة من أذنه صلى الله عليه وسلم.
بقي أن نشير أن تأصيل هذه المسألة محتاج لجمع نصوصٍ أُخر لها صلة بالموضوع، كنهيه صلى الله عليه وسلم عمرَ عن قراءة تلك الصحيفة التي رآها في يده من قصاصات كتب أهل الكتاب، وكنهي ابن عباس عن الرواية عن بني إسرائيل وغيرها، والمسألة أرى أنها لم تحرر على وجه يزيل الإشكال ويمنع اللبس الحاصل فيها، والله تعالى أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-29-2006, 08:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الكريم الدكتور مساعد على فتح الباب لمدارسة هذا الموضوع مرة أخرى، ولعل المزيد من المدارسة توصلنا إلى نتيجة نتفق عليها.
ولعل من المناسب في بداية المدارسة أن نجمع الأقوال التي ذكرها أئمتنا العلماء رحمهم الله في هذه المسألة ثم ننطلق من حيث انتهوا .
وقد جمعت بعض النقول التي أرى من المناسب عرضها هنا.
فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 261)قَوْله : ( وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَلَا حَرَج )(1/1715)
أَيْ لَا ضِيق عَلَيْكُمْ فِي الْحَدِيث عَنْهُمْ لِأَنَّهُ كَانَ تَقَدَّمَ مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّجْر عَنْ الْأَخْذ عَنْهُمْ وَالنَّظَر فِي كُتُبهمْ ثُمَّ حَصَلَ التَّوَسُّع فِي ذَلِكَ ، وَكَأَنَّ النَّهْي وَقَعَ قَبْل اِسْتِقْرَار الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة وَالْقَوَاعِد الدِّينِيَّة خَشْيَة الْفِتْنَة ، ثُمَّ لَمَّا زَالَ الْمَحْذُور وَقَعَ الْإِذْن فِي ذَلِكَ لِمَا فِي سَمَاع الْأَخْبَار الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَانهمْ مِنْ الِاعْتِبَار ، وَقِيلَ : مَعْنَى قَوْله " لَا حَرَج " : لَا تَضِيق صُدُوركُمْ بِمَا تَسْمَعُونَهُ عَنْهُمْ مِنْ الْأَعَاجِيب فَإِنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ كَثِيرًا ، وَقِيلَ : لَا حَرَج فِي أَنَّ لَا تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ لِأَنَّ قَوْله أَوَّلًا : " حَدِّثُوا " صِيغَة أَمْر تَقْتَضِي الْوُجُوب فَأَشَارَ إِلَى عَدَم الْوُجُوب وَأَنَّ الْأَمْر فِيهِ لِلْإِبَاحَةِ بِقَوْلِهِ : " وَلَا حَرَج " أَيْ فِي تَرْك التَّحْدِيث عَنْهُمْ . وَقِيلَ : الْمُرَاد رَفْع الْحَرَج عَنْ حَاكِي ذَلِكَ لِمَا فِي أَخْبَارهمْ مِنْ الْأَلْفَاظ الشَّنِيعَة نَحْو قَوْلهمْ ( اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّك فَقَاتِلَا ) وَقَوْلهمْ : ( اِجْعَلْ لَنَا إِلَهًا ) وَقِيلَ : الْمُرَاد بِبَنِي إِسْرَائِيل أَوْلَاد إِسْرَائِيل نَفْسه وَهُمْ أَوْلَاد يَعْقُوب ، وَالْمُرَاد حَدِّثُوا عَنْهُمْ بِقِصَّتِهِمْ مَعَ أَخِيهِمْ يُوسُف ، وَهَذَا أَبْعَد الْأَوْجُه . وَقَالَ مَالِك الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْر حَسَن ، أَمَّا مَا عُلِمَ كَذِبه فَلَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى حَدِّثُوا عَنْهُمْ بِمِثْلِ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآن وَالْحَدِيث الصَّحِيح . وَقِيلَ : الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِأَيِّ صُورَة وَقَعَتْ مِنْ اِنْقِطَاع أَوْ بَلَاغ(1/1716)
لِتَعَذُّرِ الِاتِّصَال فِي التَّحَدُّث عَنْهُمْ ، بِخِلَافِ الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة فَإِنَّ الْأَصْل فِي التَّحَدُّث بِهَا الِاتِّصَال ، وَلَا يَتَعَذَّر ذَلِكَ لِقُرْبِ الْعَهْد . وَقَالَ الشَّافِعِيّ : مِنْ الْمَعْلُوم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُجِيز التَّحَدُّث بِالْكَذِبِ ، فَالْمَعْنَى حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل بِمَا لَا تَعْلَمُونَ كَذِبه ، وَأَمَّا مَا تُجَوِّزُونَهُ فَلَا حَرَج عَلَيْكُمْ فِي التَّحَدُّث بِهِ عَنْهُمْ وَهُوَ نَظِير قَوْله : " إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْل الْكِتَاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ " وَلَمْ يَرِدْ الْإِذْن وَلَا الْمَنْع مِنْ التَّحَدُّث بِمَا يُقْطَع بِصِدْقِهِ .)
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 50)
( وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : { بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ } مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : { إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ } فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ.)
فتح القدير - (ج 5 / ص 355)(1/1717)
( فهذا العلم مأخوذ من أهل الكتاب ، وقد أمرنا : «أن لا نصدّقهم ، ولا نكذبهم» ، فإن ترخص مترخص بالرواية عنهم لمثل ما روى : " حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " فليس ذلك فيما يتعلق بتفسير كتاب الله سبحانه بلا شك ، بل فيما يذكر عنهم من القصص الواقعة لهم . وقد كرّرنا التنبيه على مثل هذا عند عروض ذكر التفاسير الغريبة .)
تفسير السعدي - (ج 1 / ص 55)
( واعلم أن كثيرا من المفسرين رحمهم الله، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيرا لكتاب الله، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "
والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب [ ص 56 ] ولا تكذبوهم "فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.)
أحكام القرآن لابن العربي - (ج 1 / ص 40)
( فِي الْحَدِيثِ عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ : كَثُرَ اسْتِرْسَالُ الْعُلَمَاءِ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ فِي كُلِّ طَرِيقٍ ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ } .(1/1718)
وَمَعْنَى هَذَا [ الْخَبَرِ ] الْحَدِيثُ عَنْهُمْ بِمَا يُخْبِرُونَ [ بِهِ ] عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَقِصَصِهِمْ لَا بِمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ غَيْرِهِمْ ؛ لِأَنَّ أَخْبَارَهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مُفْتَقِرَةٌ إلَى الْعَدَالَةِ وَالثُّبُوتِ إلَى مُنْتَهَى الْخَبَرِ ، وَمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ إقْرَارِ الْمَرْءِ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ قَوْمِهِ ؛ فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ .
وَإِذَا أَخْبَرُوا عَنْ شَرْعٍ لَمْ يَلْزَمْ قَوْلُهُ ؛ فَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ ، عَنْ { عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُمْسِكُ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْت : جُزْءٌ مِنْ التَّوْرَاةِ ؛ فَغَضِبَ وَقَالَ : وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلَّا اتِّبَاعِي } . )
---
أبو العالية
11-30-2006, 11:54 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم فكم تتحفنا بالمفيد ، وتقدح الذهن بالجديد .
غير أنَّ لي مداخلة ؛ فأن كانت صواباً فالحمد لله على توفيقه ، وإن كانت خطأ فحتماً سأنتفع منكم وبكم كثيراً كما تعودت من هذا الملتقى المبارك .
قلتَ _ رضي الله عنك _ : ( فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة )
قال مقيده عفا الله عنه :
شاع عند كثير من المفسرين رحمهم الله تعالى أن يعبِّروا عمَّا قصَّهُ الله تعالى في كتابه عن قصص السابقين وأحوالهم بلفظ ( حكى ) وهذه المفردة لم ترد في كتاب الله تعالى ، والذي يظهر والعلم عند الله أن استبدالها بمفردة ( قَصَّ ) أولى وأسلم ؛ إذ نحن متعبِّدون بما جاء في كتاب ربنا ، إذ يقول سبحانه :
_ {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ }آل عمران62(1/1719)
_ {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164
_ { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176
_ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ }يوسف3
_ {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص25
إلى آخر الآيات التي جاءت فيها هذه المفردة بأحوال الكلمة الثلاث ؛ الماضي ، والمضارع ، والأمر .
ثم إن مفردة ( حكى ) من الحكاية أي : أتى بمثله وشابهه .
وعليه فإن قول القائل حكى الله قصة كذا ، تفيد أنها مماثلة لما وقع من القصة ومشابهة لها ، لا نقل عين ما وقع ! والله جل في علاه قد قصَّ لنا ما قع حقيقة وكما وقع لا غير ألبتة ، ولهذا قال سبحانه ( بالحق ) أي المطابق للواقع بعينه . .
ولذا يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله { بِالْحَقِّ } :
أي: على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب، ولا وَهْم ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، كما قال تعالى: { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقّ } [آل عمران:62] وقال تعالى: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ } [ الكهف:13] ( 3/ 82 السلامة )
فإذا عُلِمَ هذا ؛ فالصواب والله أعلم أن نتابع كلام ربنا سِيَّما فيما يخبر الله به عن نفسه .
فيقال : قصَّ الله لنا في كتابه عن سيرة نبيِّه موسى عليه السلام .
وقصَّ لنا عن أحوال بني إسرائيل . وهلمَّ جرَّا .
وقد بحثت في السنة ( الكتب التسعة ) فلم أظفر بهذه المفردة .و الله أعلم
هذه حلقة من حلقات ( مصطلحات خاطئة في التفسير ) هذه باكورتها
وستكون القادمة بحول الله قولهم : ( القرآن صالح لكل زمان ومكان )(1/1720)
فأرجو من الشيخ العلامة الدكتور مساعد النظر فيما رُقِم وإفادتي بالصواب .
ونظركم اوجه رفع الله قدركم .
أما موضوع النقاش فلن آتي بجديد ومن خير ما قرأتُ ما سطَّره الشيخ الفاضل فهد الوهبي في موضوعه المتميز وبتنكيتٍ رائع بعنوان :
نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائليات
فانظره هنا على حلقات :
1 ) الأولى (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=209)
2 ) الثانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=249)
3 ) الثالثة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=343&highlight=)
وأمَّا الأسئلة التي ذكرتموها رفع الله قدركم ؛ فلعلي أنشط بتسطير ما يكون فيه نفع إن شاء الله .
ودمتم على الخير أعواناً
والله أعلم .
---
خادم الكتاب والسنة
11-30-2006, 01:56 PM
بارك الله فيكم
---
مساعد الطيار
11-30-2006, 02:35 PM
أحسنت أبا العالية ، وشكر الله لك هذا التنبيه المفيد ، ولقد كنت قرأت في هذه العبارة نقدًا لبعض العلماء ، ومنه ما هو مسطور في مقدمة تفسير ابن عطية في باب عقده بعنوان ( في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى ) .
وهي عبارة قد شاعت بين المفسرين وغيرهم ، ولاشكَّ أن التأدب في التعبير عن الله هو المقام الأمثل ، وهو المطلب المرتجى ، لكن قد يجيء الإخبار عنه بعبارات مثل هذه العبارة ، وليس في ذهن القائل بها ذلك النقص المتوهم الذي أشرتم إليه ، فيوخذ هذا من باب المسامحة في التعبير ، والله أعلم .
ولعلي أتنبه لهذه اللفظة في ما يستجد ، فأبدلها بما ذكرتم من عبارة القرآن ما دامت موفية بالمقصود ، والله الموفق .
---
مساعد الطيار
11-30-2006, 02:58 PM
أخي أبا مجاهد ، أحسن الله إليك بهذه النقول النافعة ، ولازال الموضوع يحتاج إلى بحث ومدارسة ، ومن باب الفائدة أقول :(1/1721)
إن لبعض السلف مذهبًا ، وهو التحرُّز من الرواية عن بني إسرائيل ، ويشير إلى هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5 : 476 ) ، قال : ( قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: قلت للأعمش ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب) .
ولا يخفى ما سبق طرحه من قول ابن عباس فيما رواه البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم ) . ( رقم الحديث :6929 ) .
ومن النقول في اعتذار العلماء لمن يروي الإسرائيليات ماقال الذهبي ـ في ميزان الاعتدال في ترجمة محمد بن إسحاق ـ : ( وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب.
قلت: ما المانع من رواية الاسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
وقال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا
تصدقوهم ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوى في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شئ من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة.
ولعلنا نشترك في استخراج نصوص العلماء في هذا الموضوع ، لتكون عونًا لمن أراد أن يحرر هذا الموضوع ، ويخرج برأي معتدل صائب ، بدلاً من النتائج المسيقة التي نراها في بعض الكتب التي كُتِبت عن الإسرائيليات ، والله الموفق .
---
أبو صفوت
11-30-2006, 03:03 PM
مما يفيد في هذا كلام لابن عطية نفيس جدا في مواضع متفرقة ، ومنه :
ما قاله بعد ذكره لبعض القصص في قتل داود جالوت(1/1722)
قال : " وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية وذلك كله لين الأسانيد فلذلك انتقيت منه ما تنفك به الآية وتعلم به مناقل النازلة واختصرت سائر ذلك " المحرر الوجيز 1/337
فهذه الكلمات من هذا الإمام يستفاد منها ما يلي :
1.الاستفادة من الإسرائيليات في نطاق ما
2.أن النص الإسرائيلي ربما يحتاج إليه في تفسير الآية وبيانها
3. كلام ابن عطية هذا يمكن تقسيم المفسرين على ضوئه إلى قسمين
أحدهما : طائفة تذكر بعض الروايات الإسرائيلية وتنتقي منها ما لا نكارة فيه ، مما يحتاج إليه في بيان الآية ، أو مما يكون متمما للمعنى ،كصنيع ابن عطية
ثانيهما : طائفة أخرى تذكر الرواية الإسرائيلية بكاملها ، وما فيها من الغث والسمين ، وغرضها الاستفادة من جزئية معينة من هذه الرواية ، دون بقية الرواية ، ولا يلزم من إقرارها لجزئية ما من الرواية ،إقرارها لكل ما فيها
ولقد أكثر ابن عطية من ذكر هذا المعنى عند ذكر القصص ، ولو كان عندي الآن سعة لسردتها ، ولكنها ظاهرة لكل من طالع تفسيره
---
أبو صفوت
12-09-2006, 02:17 PM
ومما يجدر الاهتمام به في هذا الموضوع
كيفية التفريق بين ما يكون له حكم الرفع ، وما يكون من الإسرائيليات ، وما هي الضوابط التي تضبط ذلك
---
مساعد الطيار
12-10-2006, 10:27 PM
من النصوص المهمة في مرويات بني إسرائيل ما جاء في كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع :
(( كراهة رواية أحاديث بني إسرائيل المأثورة عن أهل الكتاب(1/1723)
- أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني ، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، نا أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي نا آدم بن أبي إياس ، نا ورقاء بن عمر ، عن جابر الجعفي ، عن عامر الشعبي ، عن عبد الله بن ثابت ، خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال : « جاء عمر بصحيفة فقال : يا رسول الله بعث إلي بهذه الصحيفة رجل من بني قريظة فيها جوامع من التوراة أقرأها عليك فجعل عمر يقرأ وجعل وجه رسول الله يتغير فرمى عمر بالصحيفة بشماله وقال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فما زال يقولها حتى أسفر وجه رسول الله ثم قال : » والذي نفسي بيده لو أصبح اليوم فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من الأنبياء «
351 - أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، نا محمد بن أيوب البجلي بالري نا محمد بن كثير ، أنا سفيان ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري ، قال : جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جوامع من التوراة فقال مررت على أخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة أفلا أعرضها عليك قال : فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما ترى ما بوجه رسول الله ؟ فقال عمر : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لو أن موسى أصبح فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين »(1/1724)
- أنا أبو علي الحسن بن شهاب العكبري ، بها ، نا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه ، حدثني أبو بكر محمد بن أيوب البزاز قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول : « دفعت إلى ابن بكار رقعة فيها : عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب ، قصة لموسى فقال لي : » نحتاج الساعة إلى ما نحن فيه ، موسى قد ذهب ، هات ما نحن فيه الساعة مما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم «
- وأنا الحسن بن شهاب ، نا عبيد الله بن محمد بن حمدان ، قال : سمعت ابن أبي داود ، يقول : سمعت الربيع بن سليمان ، يقول : سمعت الشافعي وسأله رجل عن شيء ، من أمر نوح فقال الشافعي : « ليت أنا نجد بيننا وبين نبينا صلى الله عليه وسلم شيئا يصح فكيف بيننا وبين نوح » وإنما كره العلماء رواية أحاديث الأنبياء وأقاصيص بني إسرائيل المأخوذة عن الصحف مثل ما رواه وهب بن منبه وكان يذكر أنه وجده في كتب المتقدمين وتلك الصحف لا يوثق بها ولا يعتمد عليها
- أنا علي بن الحسين ، صاحب العباسي أنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، نا محمد بن إسماعيل الفارسي ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الخالق بن منصور ، قال : قال يحيى بن معين : « كان وهب بن منبه يرسل أخاه إلى الشام يشتري له الكتب ويجيء بها إليه فيفسرها بالعربية » وكذلك ما نقل عن أهل الكتاب أنفسهم دون أخذه من صحفهم فإن اطراحه واجب و الصدوف عنه لازم ، وقد كان محمد بن إسحاق صاحب السيرة ضمن كتبه من ذلك أشياء كثيرة
- أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، نا محمد بن عمرو العقيلي ، نا الصائغ ، عن الحزامي ، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، قال : « رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجل ، من أهل الكتاب »(1/1725)
1356 - وأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق نا عيسى بن حامد الرخجي ، نا هيثم بن خلف الدوري ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا أبو داود ، قال : حدثني رجل : « أملى على محمد بن إسحاق حديثا فأعجبني قال : فقلت : من حدثك ؟ قال : فقال : مه (1) ثقة ، حدثني إبراهيم اليهودي »
1357 - أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا محمد بن عبد الله بن محمد المزني ، أنا علي بن محمد بن عيسى الجكاني ، نا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس قال : « يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء كتابكم الذي أنزل الله على رسوله أحدث الأخبار بالله تعرفونه محضا لم يشب ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا ما كتب الله وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتب وقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم فلا والله ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عن الذي أنزل إليكم »(1/1726)
1358 - أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني ، بها ، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب ، نا أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر ، نا الحجاج بن أبي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، قال : قال ابن أبي نخلة الأنصاري : إن أبا نملة الأنصاري أخبره أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود فقال : يا محمد هل تكلم هذه الجنازة قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أعلم . قال اليهودي أنا أشهد أنها تكلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوا وإن كان باطلا لم تصدقوا به » وأما ما حفظ من أخبار بني إسرائيل وغيرهم من المتقدمين عن رسول رب العالمين وعن صحابته الأخيار المنتخبين صلى الله عليه وعليهم أجمعين وعن العلماء من سلف المسلمين فإن روايته تجوز ونقله غير محظور
1359 - أخبرني الحسن بن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، نا بهز ، نا أبو هلال ، نا قتادة ، عن أبي حسان ، عن عمران بن حصين ، قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلا إلى عظم (1) صلاة » رواه هشام الدستوائي عن قتادة فجعل مكان عمران بن حصين عبد الله بن عمرو بن العاص
1360 - أناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي نا محمد بن أحمد اللؤلؤي ، نا أبو داود ، نا محمد بن المثنى ، نا معاذ ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي حسان ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى عظم (1) صلاة » وهذا فيما قيل أصح من رواية أبي هلال والله أعلم(1/1727)
1361 - أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، نا الحسين بن محمد بن أبي معشر ، نا وكيع ، عن الربيع بن سعد الجعفي ، عن ابن سابط ، عن جابر بن عبد الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم الأعاجيب وأنشأ يحدث قال : خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة من مقابرهم فقالوا : لو صلينا ودعونا الله تعالى يخرج لنا رجلا ممن مات نسائله عن الموت ، ففعلوا ، فبينا هم كذلك إذا اطلع رأسه من قبر من تلك المقابر خلاسي بين عينيه أثر السجود فقال : يا هؤلاء ما أردتم ؟ إني قد مت منذ مائة عام وما سكنت عني حرارة الموت إلى الآن فادعوا الله أن يعيدني كما كنت »
1362 - أنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي ، أنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ، قال : كتب إلي محمد بن إبراهيم الصوري قال : نا محمد بن يوسف الفريابي ، نا ابن ثوبان ، عن حسان بن عطية ، عن أبي كبشة السلولي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ (1) مقعده من النار »
1363 - أنا أحمد بن أبي جعفر ، أنا علي بن عبد العزيز البرذعي ، نا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، نا أبي ، نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : قال الشافعي : « معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : » حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج « : أي لا بأس أن تحدثوا عنهم مما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ما روي أن ثيابهم تطول والنار التي تنزل من السماء فتأكل القربان ليس أن يحدث عنهم بالكذب » ))
---
(1/1728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأحرف السبعة
---
الأحرف السبعة
---
أبو المنذر المصري
07-09-2004, 02:53 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن الأحرف السبعة ، جمعتها ، من كتاب البرهان للزركشي رحمه الله ، وكتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان ، وكتاب إمتاع الجنان بعلوم القرآن للشيخ عبد البديع أبوهاشم ، أسأل الله أن ينفع بها ، والله من وراء القصد
مسألة : الأحرف السبعة :
ممن تكلم عن هذه المسألة ، فوفاها ، الشيخ مناع القطان ، في كتابه علوم القرآن ، حيث بدأ بالتأكيد على تواتر نصوص السنة بأحاديث نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف ، وذكر منها :
¨ حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : أقرأني جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف .
¨ حديث أبي بن كعب رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار ، قال فأتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على حرف ، فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وأن أمتي لا تطيق ذلك ، ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على حرفين ، فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وأن أمتي لا تطيق ذلك ، ثم جاء الثالثة ، فقال : إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على ثلاثة أحرف ، فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وأن أمتي لا تطيق ذلك ، ثم جاء الرابعة ، فقال : إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على سبعة أحرف ، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا .(1/1729)
¨ حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفيه ملاحاته لهشام بن حكيم رضي الله عنه ، لما أنكر قراءته لسورة الفرقان ، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي آخره ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرأوا ما تيسر منها .
وقد استقرأ ابن جرير الطبري رحمه الله ، معظم أحاديث هذه المسألة ، في مقدمة تفسيره ، وذكر السيوطي رحمه الله ، في "الإتقان" ، أنها رويت عن 21 صحابيا ، وقد نص أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله على تواتر أحاديثها ، ويستدرك الشيخ الدكتور عبد البديع أبو هاشم ، حفظه الله ، في كتابه "إمتاع الجنان" ، على هذا الرأي ، بقوله بأن هذه الأحاديث ، وإن توفر لها التواتر في طبقة الصحابة رضي الله عنهم ، إلا أنه لم يتوفر لها في بقية طبقات السند ، وهذا ينفي التواتر ، لأن من شرطه ، أن يتحقق في كل طبقات السند ، كما هو معلوم في علم المصطلح ، ولعل أبا عبيد رحمه الله قصد التواتر المعنوي ، لا اللفظي ، والله أعلم .
وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف السبعة إختلافا كثيرا ، حتى قال ابن حبان رحمه الله بأن الأقوال في هذه المسألة بلغت 35 قولا ، وابرزها :
¨ أولا : وهو رأي أكثر العلماء ، وقد رجحه الشيخ مناع ، كما سيأتي إن شاء الله ، أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد ، على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد ، وحيث لا يكون هناك إختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر ، ومن الأمثلة التي تؤيد هذا الرأي ، قراءة أبي رضي الله عنه : (أخرونا نقتبس من نوركم) ، ثم حدث الخلاف في تحديد هذه اللغات ، فقيل :(1/1730)
هي لغات : قريش ، وهذيل ، وثقيف ، وهوازن ، وكنانة ، وتميم ، واليمن ، وقال أبو حاتم السجستاني رحمه الله : نزل بلغة قريش ، وهذيل ، وتميم ، والأزد ، وربيعة ، وهوازن ، وسعد بن بكر .
وتعليل ذلك ، كما قال الطحاوي رحمه الله : ذلك كان في وقت خاص لضرورة دعت إليه ، لأن كل ذي لغة كان يشق عليه أن يتحول عن لغته ، ثم لما كثر الناس ، والكتاب ارتفعت تلك الضرورة ، فارتفع حكم الأحرف السبعة ، وعاد ما يقرأ به إلى حرف واحد ، وممن أيد هذا الرأي ، ابن عيينة وابن وهب والطبري .
¨ ثانيا : إن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن ، على معنى أنه في جملته لا يخرج عن سبع لغات هي أفصح لغاتهم ، فأكثره بلغة قريش ، وعلى هذا يحمل قول عثمان رضي الله عنه : إنما نزل بلغة قريش ، ومنه ما هو بلغة هذيل ، أو ثقيف ، أو هوازن ، أو كنانة ، أو تميم ، أو اليمن ، فهو يشتمل في مجموعه على اللغات السبع .
وهذا الرأي يختلف عن سابقه ، لأنه يعني أن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن ، لا أنها لغا مختلفة في كلمة واحدة بإتفاق المعاني ، ، وهذا ما أكد عليه أبو عبيد ، وابن العربي ، ومن الأمثلة على ذلك : تعدد عدم الهمز ، (وهو لغة قريش) ، والهمز (وهو لغة غيرهم) .
وممن أيد هذا الرأي أيضا ، القاضي الباقلاني رحمه الله ، واستدل بقوله تعالى : (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) ، ولم يقل (قرشيا) ، حتى يقال بأنه نزل كله بلغة قريش ، وخالف ابن قتيبة رحمه الله ، وغيره ، وقالوا : لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش ، واستدلوا بقوله تعالى : (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) ، والله أعلم .(1/1731)
¨ ثالثا : إن الأحرف السبعة ، أوجه سبعة : من الأمر ، والنهي ، والوعد ، والوعيد ، والجدل ، والقصص ، والمثل ، أو من : الأمر ، والنهي ، والحلال ، والحرام ، والمحكم ، والمتشابه ، والأمثال ، وقد أخرج الحاكم والبيهقي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا : كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد ، وعلى حرف واحد ،ونزل القرآن من سبعة أبواب ، على سبعة أحرف : زجر ، وأمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال .
¨ رابعا : وذهب جماعة من العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة ، وجوه التغاير السبعة التي يقع فيها الإختلاف ، وهي :
· إختلاف الأسماء بالإفراد والتذكير وفروعها : التثنية والجمع والتأنيث ، كقوله تعالى : (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) ، حيث قريء بالجمع "لأماناتهم" وقريء بالإفراد ، "لأمانتهم" بالإفراد ، ورسمها في المصحف : "لأمنتهم" ، يحتمل القراءتين ، لخلوها من الألف الساكنة ، ومآل الوجهين في المعنى واحد ، فيراد بالجمع ، الإستغراق الدال على الجنسية ، ويراد بالإفراد الجنس الدال على معنى الكثرة أي جنس الأمانة ، وتحت هذا جزئيات كثيرة .
· الإختلاف في وجوه الإعراب : كقوله تعالى : (ما هذا بشرا) ، قرأ الجمهور بالنصب ، على أن "ما" عاملة عمل "ليس" ، وهي لغة أهل الحجاز وبها نزل القرآن ، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : (ما هذا بشر) ، بالرفع ، على لغة بني تميم ، فإنهم لا يعملون "ما" عمل "ليس" ، وكقوله تعالى : (فتلقى آدم من ربه كلمات) ، قريء بنصب "آدم" ورفع " كلمات" .
· الإختلاف في التصريف :
كقوله تعالى : (فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا) ، قريء بنصب (ربنا) على أنه منادى مضاف و(باعد) بصيغة الأمر ، وقريء (ربنا) بالرفع و (باعد) بفتح العين ، على أنه فعل ماض ، وقريء (بعد) بفتح العين مشددة مع رفع (ربنا) أيضا .(1/1732)
ومن ذلك ما يكون بتغيير حرف ، مثل (يعلمون ، وتعملون) ، بالياء والتاء ، و (الصراط ، والسراط) في قوله تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم) .
· الإختلاف بالتقديم والتأخير :
o إما في الحرف ، كقوله تعالى : (أفلم ييئس) ، وقريء : (أفلم يأيس) .
o وإما في الكلمة ، كقوله تعالى : (فيقتلون ويقتلون) ، بالبناء للفاعل (المعلوم) في الأول ، وللمفعول (المجهول) في الثاني ، وقريء بالعكس .
وأما قراءة (وجاءت سكرة الحق بالموت) ، بدلا من قوله تعالى : (وجاءت سكرة الموت بالحق) ، فقراءة أحادية أو شاذة ، لم تبلغ درجة التواتر .
· الإختلاف بالإبدال :
o سواء كان إبدال حرف بحرف ، كقوله تعالى : (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) ، قريء بالزاي مع ضم النون ، وقريء بالراء المهملة مع فتح النون .
o أو إبدال لفظ بلفظ ، كقوله تعالى : (كالعهن المنفوش) ، قرأ ابن مسعود رضي الله عنه وغيره ، (كالصوف المنفوش) .
o وقد يكون هذا الإبدال مع التفاوت في المخارج كقوله تعالى : (وطلح منضود) ، قريء (طلع) ومخرج الحاء والعين واحد ، فهما من حروف الحلق .
· الإختلاف بالزيادة والنقص :
o فالزيادة ، كقوله تعالى : (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) ، التوبة 100 ، قريء (من تحتها الأنهار) بزيادة (من) ، وهما قراءتان متواترتان ، ويمثل لها في قراءة الآحاد ، بقراءة ابن عباس رضي الله عنهما ، (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) ، بزيادة (صالحة) ، وإبدال كلمة (أمام) بكلمة (وراء) .
o والنقصان ، كقوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ولدا) ، بدون واو ، وقراءة الجمهور ، بالواو ، ويمثل لها في قراءة الآحاد بقراءة (والذكر والأنثى) بدلا من قوله تعالى : (وما خلق الذكر والأنثى) .
· إختلاف اللهجات بالتفخيم والترقيق ، والفتح والإمالة ، والإظهار والإدغام ، والهمز والتسهيل ، والإشمام ونحو ذلك .(1/1733)
o ومن الأمثلة على الإمالة : قوله تعالى : (وهل أتاك حديث موسى) ، بإمالة (أتى ، وموسى) .
o ومن الأمثلة على تسهيل الهمز ، وهو لغة قريش كما سبق ، قوله تعالى : (قد أفلح المؤمنون) ، بتسهيل الهمزة .
ويقول الشيخ مناع ، بأن هذا الرأي هو أقوى الآراء ، بعد الرأي الأول ، وإليه ذهب الرازي رحمه الله ، وانتصر له من المعاصرين الشيخ محمد بخيت المطيعي ، والشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني .
¨ خامسا : وذهب بعضهم إلى أن العدد سبعة لا مفهوم له ، وإنما هو رمز إلى ما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد ، فهو إشارة إلى أن القرآن في لغته وتركيبه كأنه حدود وأبواب لكلام العرب كله مع بلوغ الذروة في الكمال ، فلفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة والكمال في الآحاد ، كما يطلق السبعون في العشرات ، والسبعمائة في المئين ، ولا يراد العدد المعين ، وإلى هذا مال القاضي عياض رحمه الله ، ومن تبعه .
¨ سادسا : إن المراد بالأحرف السبعة ، القراءات السبع ، وقد حكي عن الخليل بن أحمد رحمه الله ، وقد وصف الزركشي رحمه الله ، هذا الرأي بأنه أضعف الآراء .
وزاد الزركشي رحمه الله ، في البرهان :
¨ أولا : أن المراد أن علم القرآن ، يشتمل على سبعة أشياء :
· علم الإثبات والإيجاد ، كقوله تعالى : (إن في خلق السماوات والأرض) .
· وعلم التوحيد ، كقوله تعالى : (قل هو الله أحد) .
· وعلم التنزيه ، كقوله تعالى : (أفمن يخلق كمن لا يخلق) .
· وعلم صفات الذات ، كقوله تعالى : (الملك القدوس) .
· وعلم صفات الفعل ، كقوله تعالى : (واعبدوا الله) .
· وعلم العفو والعذاب ، كقوله تعالى : (ومن يغفر الذنوب إلا الله) .
· وعلم الحشر والحساب ، كقوله تعالى : (إن الساعة لآتية) .
· وعلم النبوات ، كقوله تعالى : (رسلا مبشرين ومنذرين) .
· والإمامات ، كقوله تعالى : (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) .(1/1734)
ويلاحظ أن أصحاب هذا الرأي ، ذكروا تسعة أشياء ، لا سبعة .
¨ ثانيا : أن المراد به سبعة أشياء : المطلق والمقيد ، والعام والخاص ، والنص والمؤول ، والناسخ والمنسوخ ، والمجمل والمفسر ، والإستثناء وأقسامه ، حكاه أبو المعالي بسند له عن أئمة الفقه .
¨ ثالثا : وقد حكي عن أهل اللغة : أن المراد الحذف والصلة ، والتقديم والتأخير ، والقلب والإستعارة ، والتكرار ، والكناية والحقيقة والمجاز ، والمجمل والمفسر ، والظاهر ، والغريب .
¨ رابعا : وقد حكي عن النحاة ، أنها التذكير والتأنيث ، والشرط والجزاء ، والتصريف والإعراب ، والأقسام وجوابها ، والجمع والتفريق ، والتصغير والتعظيم ، وإختلاف الأدوات مما يختلف فيها بمعنى ، وما لا يختلف في الأداء واللفظ جميعا .
¨ خامسا : وحكي عن الصوفية ، أنها سبعة أنواع من المبادلات ، والمعاملات ، وهي الزهد والقناعة مع اليقين ، والحزم والخدمة مع الحياء ، والكرم والفتوة مع الفقر ، والمجاهدة والمراقبة مع الخوف ، والرجاء والتضرع والإستغفار مع الرضا ، والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة ، والشوق مع المشاهدة . اهـ ، وينبغي التنبيه على ما قد تحتويه هذه العبارات ، من تجاوزات ، وخاصة عند الصوفية .
¨ سادسا : أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه ، لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا ، وتسمي القصيدة بأكملها كلمة ، والحرف يقع على المقطوع من الحروف المعجمة ، والحرف أيضا المعنى والجهة ، قاله أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي رحمه الله ، فالحرف مشترك لفظي ، له أكثر من معنى .
وبعد سرد هذه الآراء ، تأتي مرحلة المناقشة ، ومن أفضل من ناقشها الشيخ مناع القطان في "مباحثه" :(1/1735)
¨ حيث أجاب عن الرأي القائل بأن المراد ، هو سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن ، بمعنى أنه في جملته لا يخرج في كلماته عنها ، فهو يشتمل في مجموعه عليها ، بأن لغات العرب أكثر من سبع ، وبأن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما ، اختلفا ، رغم أن كليهما قرشي ، فلو كان الحرف ، (بمعنى القراءة) ، واحدا لما استنكر عمر قراءة هشام ، فإنكاره يدل على أن عمر رضي الله عنه ، سمع بحرف قبيلة في مجلس ، وسمع هشام رضي الله عنه ، (نفس الآيات) بحرف قبيلة أخرى في مجلس آخر ، فحصل الخلاف بينهما .
وأجاب الطبري رحمه الله ، على هذا بقوله : بل الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ، هن لغات سبع في حرف واحد ، وكلمة واحدة ، بإختلاف الألفاظ وإتفاق المعاني ، كقول القائل : هلم ، وأقبل ، وتعال ، وإلي ، وقصدي ، ونحوي ، وقربي ، ونحو ذلك . اهـ ، وأشار رحمه الله إلى أن هذه الأحرف غير موجودة ، إلا الحرف الموجود في المصحف العثماني ، الذي أجمعت عليه الأمة ، في عهد عثمان رضي الله عنه مخافة الفتنة ، ولا إشكال في ذلك ، لأن الأمة أمرت بحفظ القرآن ، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت .
¨ وأجاب ، الشيخ مناع ، عن الراي القائل بأن المراد بها ، سبعة أوجه من الأمر والنهي والحلال ، … الخ ، بأن ظاهر الأحاديث يدل على أن المراد بالأحرف السبعة أن الكلمة تقرأ على وجهين أو ثلاثة إلى سبعة توسعة للأمة ، والشيء الواحد لا يكون حلالا وحراما في آية واحدة ، والتوسعة لم تقع في تحريم حلال ، ولا تحليل حرام ، وقد أشار الطبري رحمه الله ، إلى هذا المعنى في مقدمة تفسيره .(1/1736)
¨ وأجاب عن الرأي الذي يرى أن المراد بالأحرف السبعة وجوه التغاير التي يقع فيها الإختلاف (كالتصريف والتقديم والتأخير والإبدال) ، بأن هذا وإن كان شائعا مقبولا لكنه لا ينهض أمام أدلة الرأي الأول ، الذي جاء التصريح فيها بإختلاف الألفاظ مع إتفاق المعنى ، وبعض وجوه التغاير والإختلاف التي يذكرونها ورد بقراءات الآحاد ، ولا خلاف في أن كل ما هو قرآن يجب أن يكون متواترا ، وأكثرها يرجع إلى شكل الكلمة أو كيفية الأداء ، (كالتفخيم والترقيق ، والإمالة) ، مما لا يقع به التغاير في اللفظ ، فإمالة لفظ (موسى) ، في قوله تعالى : (وهل أتاك حديث موسى) ، على سبيل المثال ، لم يؤد إلى تغيير اللفظ ، وإن أدى إلى إختلاف طريقة النطق به ، والله أعلم .
¨ وأجاب عن الرأي القائل بأن العدد سبعة ، لا مفهوم له ، بأن الأحاديث تدل بنصها على حقيقة العدد وانحصاره ، كما تقدم ، والأكثرون على أنه محصور في سبعة ، كما أشار إلى ذلك الزركشي رحمه الله في "البرهان" ، وقد يشكل على هذا ما رواه الحاكم رحمه الله في مستدركه من حديث سمرة رضي الله عنه مرفوعا : أنزل القرآن على ثلاثة أحرف ، والجواب على هذا ، بأن هذا الحديث لا يقوى على معارضة ، الأحاديث التي ورد فيها التصريح بالسبعة ، وهي في الصحيحين ، قال أبو عبيد رحمه الله : تواترت الأخبار بالسبعة إلا هذا الحديث ، يعني : فليقدم المتواتر ، وليؤخر ما دونه وهو هذا الحديث ، وأما أبو شامة رحمه الله ، فقد مال إلى الجمع بين أحاديث الباب ، فقال : يحتمل أن يكون معناه : أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف ، أو أراد : أنزل إبتداء على ثلاثة ، ثم زيد إلى سبعة .(1/1737)
¨ وأجاب على الرأي القائل ، بأن المراد هو القراءات السبع ، بأن القرآن : هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز ، والقراءات : هي إختلاف في كيفية النطق بألفاظ الوحي ، من تخفيف أو تثقيل أو مد أو نحو ذلك ، بمعنى أن تعدد القراءات ، لا يلزم معه تعدد الألفاظ ، خلاف تعدد الأحرف ، فيلزم معه تعدد الألفاظ ، وإنما القراءات ، تكون في حرف واحد (أي لفظ واحد) ، كما هو مشاهد ، حيث أن القراءات السبع ، كلها في الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الأمة عليه .
ولعل هذا الخطأ وقع نتيجة الإتفاق في العدد سبعة ، بين الأحرف والقراءات ، كما أشار إلى ذلك ابن عمار رحمه الله ، بقوله : لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له ، وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر ، وليته إذ اقتصر نقص على السبعة أو زاد ليزيل الشبهة .
ثم رجح الشيخ مناع ، الرأي الأول ، كما سبق ، وقال بأنه هو الذي يتفق مع ظاهر النصوص ، وتسانده الأدلة الصحيحة ، وقد كانت القراءة بها ضرورة ، في أول الأمر ، حتى تمكن الناس من الإقتصار على الطريقة الواحدة ، كما أيد ذلك ، الطحاوي رحمه الله ، كما سبق ، وأبوبكر بن الطيب ، وابن عبد البر ، وابن العربي وغيرهم ، كما ذكر ذلك الزركشي رحمه الله في "البرهان" .(1/1738)
وعلى الجانب الآخر ، مال الشيخ الدكتور عبد البديع أبو هاشم حفظه الله ، في "إمتاع الجنان" إلى التوقف في الترجيح بين هذه الأقوال ، فقال : والأولى عدم المجازفة على الرجم بالغيب بالأحرف السبعة ، لأن هذا هو شأن الصحب الكرام ، رضي الله عنهم ، حيث لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن عين الأحرف السبعة ، وبالتالي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عينها ، غير أنه أخبر عن ثبوتها ، وليس هذا غريبا و لا بدعا من القول ، حيث سبق إليه الإمام ابن حبان رحمه الله بقوله : وهي أقاويل يشبه بعضها بعضا ، وكلها محتملة وتحتمل غيرها . اهـ .
ويرد على الذهن سؤال مهم ، وهو : هل الأحرف السبعة باقية في المصحف أو لا ؟
وقد أجاب العلماء على هذا السؤال بـ 3 إجابات ، نقلها الدكتور عبد البديع أبو هاشم ، وهي :
¨ الإجابة الأولى : أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضبطها عنه الأئمة ، وأثبتها عثمان رضي الله عنه والصحابة في المصحف ، وأخبروا بصحتها ، وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواترا ، وأنها موجودة إلى الآن في المصحف كلها ، وممن أيد هذا الرأي الشيخ الزرقاني رحمه الله في "المناهل" ، فقال بأن شاهد وجود هذه الأحرف قائم وثابت ، وهو أن القرآن ميسر على كل من قرأه ، لا يستحيل على لسان ، ولا يصعب على إنسان ، وهذه هي الغاية المنشودة من وراء إنزال القرآن على سبعة أحرف ، سواء عرفت بأعيانها أم لم تعرف ، والأمة كلها مفتقرة إلى هذا التيسير وغير العرب أولى منهم .
¨ الإجابة الثانية : أن الموجود هو الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه ، الأمة عليه ، كما أشار إلى ذلك الطبري والطحاوي ، كما سبق .
¨ الإجابة الثالثة : وهي وسط بين الإثنين السابقتين ، وقد ذهب إليها الشاطبي رحمه الله ، وهي أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه ، كان مشتملا على الأحرف السبعة ، وأما مصحف عثمان رضي الله عنه ، فليس فيه إلا حرف واحد .(1/1739)
وأخيرا ، لخص الشيخ مناع في "المباحث" حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف ، في 3 نقاط :
¨ أولا : تيسير القراءة والحفظ على قوم أميين ، ومن أبرز ما يدل على هذه الحكمة ، حديث أبي ، قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء ، فقال : إني بعثت إلى أمة أميين ، منهم الغلام والخادم والشيخ العاس والعجوز ، فقال جبريل : فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف .
¨ ثانيا : إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب ، فتعدد مناحي التأليف الصوتي للقرآن تعددا يكافيء الفروع اللسانية التي فطرة اللغة في العرب حتى يستطيع كل عربي أن يوقع بأحرفه وكلماته على لحنه الفطري ولهجة قومه مع بقاء الإعجاز الذي تحدى به الرسول صلى الله عليه وسلم العرب ، فلم يكن إعجازا للسان دون لسان ، وإنما كان إعجازا لفطرة العرب اللغوية .
¨ ثالثا : إعجاز القرآن في معانيه وأحكامه ، فإن تقلب الصور اللفظية في بعض الأحرف والكلمات يتهيأ معه إستنباط الأحكام التي تجعل القرآن ملائما لكل عصر ، ولهذا احتج الفقهاء في الإستنباط والإجتهاد بقراءات الأحرف السبعة .
---
د. هشام عزمي
07-09-2004, 10:30 AM
بارك الله فيك يا أخي و للشيخ مناع القطان كتاب مستقل عن الأحرف السبعة اسمه (نزول القرآن على سبعة أحرف)رغم أني أرى أن اختياره مشكل جدًا في نظري و لا يسلم من الاعتراضات و أن أفضل الآراء هو الذي ذهب إليه ابن قتيبة و ابن الجزري فهو الوحيد السالم من كل الاعتراضات و التكلفات إن شاء الله .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2004, 04:51 PM
القول الذي ذكر الدكتور هشام أنه أسلم الأقوال ، هو في الحقيقة لا يسلم أمام ميزان النقد العلمي ، وقد بين مناع القطان ذلك في كتابه الذي أشرت إليه .
وقد بحث الموضوع في هذا الملتقى أكثر من مرة ، ومن ذلك :(1/1740)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=549&highlight=%E4%D2%E6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%DA%E1%E C+%D3%C8%DA%C9+%C3%CD%D1%DD
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1328&highlight=%E4%D2%E6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%DA%E1%E C+%D3%C8%DA%C9+%C3%CD%D1%DD
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=373
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=191
---
أبو المنذر المصري
07-10-2004, 02:04 AM
شكر الله لكما ، وفي روابط الشيخ أبي مجاهد ، علم غزير ، أسأل الله أن ينفع به .
---
د. هشام عزمي
07-11-2004, 03:33 PM
أنا أريد مناقشة هذا الموضوع بالذات مع مشايخنا هنا في الملتقى منذ فترة لأن لدي اعتراضات لا يستهان بها على هذا المذهب .. و أنا و الحمد لله لا اتعصب لرأي إن بان لي فساده و ما بغيتي إلا الحق .
و لكني مشغول هذه الأيام و الموضوع محتاج لكثير كتابة و تحرير ، فقريبًا إن شاء الله أثير الموضوع :)
و الله المستعان .
---
ابوفالح الاكلبي
07-30-2004, 07:26 PM
بارك الله فيكم جميعا
---
(1/1741)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 8
---
بين ابن جرير وابن كثير 8
---
محمد العبدالهادي
05-31-2004, 01:56 PM
في قوله تعالى :{ إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} البقرة (119)، وردت في قوله (تسأل) قراءتان : الأولى قراءة عاصم المعروفة بضم التاء بناء للفعل على المجهول.
الثانية بفتح التاء على النهي (لا تَسألْ) ، والمعنى أي : لا تسأل عن حالهم . ثم ساق ابن كثير أثرا عن عبد الرزاق بسنده عن محمد بن كعب القرظي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ليت شعري ما فعل أبواي ، ليت شعري ما فعل أبواي ؟ فنزلت الآية ، فما ذكرهما حتى توفاه الله عز وجل . ورواه ابن جرير من طريق آخر عن محمد بن كعب ، ولكنه رد هذا القول ، كما قال ابن كثير :[وقد رد ابن جرير هذا القول المروي عن محمد بن كعب وغيره في ذلك لاستحالة الشك من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر أبويه . واختار القراءة الأولى ، وهذا الذي سلكه هاهنا فيه نظر لاحتمال أن هذا كان في حال استغفاره لأبويه قبل أن يعلم أمرهما ، فلما علم ذلك تبرأ منهما وأخبر عنهما أنهما في النار كما ثبت في الصحيحين ولهذا أشباه كثيرة ونظائر ، ولا يلزم ما ذكر ابن جرير. والله أعلم .] انظر ( 1/379) .
---
(1/1742)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الشيخ الدوسري صفوة الاثار
---
تفسير الشيخ الدوسري صفوة الاثار
---
ابوبنان
08-18-2004, 01:53 AM
وجدت من تفسير الشيخ الفاتحة في مجلد والبقرة مجلدين وال عمران مجلد
السؤال مع اهمية الكتاب العلمية والفكرية والحاجة الملحة الى تفسير عصري سلفي نرى غفلة من الدور وورثة الشيخ
مالسبب وهل اكمله الشيخ افيدونا يا اهل الاختصاص
ودمتم سالمين
---
عبدالرحمن الشهري
08-18-2004, 01:29 PM
أخي أبا بيان وفقه الله
لو تكرمت لعلك تطلع على هذا الرابط
تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=250).
---
(1/1743)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن كتاب "سوق العروس" في القراءات
---
سؤال عن كتاب "سوق العروس" في القراءات
---
أيمن صالح شعبان
03-29-2005, 05:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الأفاضل منذ فترة كنت أبحث عن مخطوط لكتاب تحفة العروس واليوم علمت بكونه توجد منه نسخ خطية في مكتبة المدينة المنورة (الجامعة الإسلامية) فما صحت هذا النقل سيما وقد سمعته من خبير بهذا الشأن .. علما بكون الأستاذ الدكتور يوسف زيدان ينفي أي معلومات لديه عنه ، وخلت قاعدة بيانات الخاصة به من أي معلومات عنه .. فالرجاء التحقق من هذه المعلومات وكتابة أي مبلغ علم عن هذا الأمر ..
---
د. أنمار
02-10-2007, 02:16 AM
في المدينة نسخة منقولة عن القديمة المفقودة والذي سمعته أنه غير كامل بل الأصول فقط
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 03:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد فهذا الكتاب له اسمان أحدهما جامع أبي معشر الطبري،(478هـ)،
وهو مخطوط بهذا الاسم في الجامعة الإسلامية برقم 5965،مصدره ألمانيا مكتبة برلين (403)، وقد سُجلت عليه الملاحظة التالية : الكتاب هو الجامع في القراءات ويعرف بسوق العروس ،والموجود منه قطعة فيها جزء من أسانيد الكتاب،الفهرس /109. انتهى.ملاحظتان: تحت هذا الاسم حققه د:محمد سيدي الأمين،في الجامعة الإسلامية.
- الكتاب ليس من أصول النشر،والذي من أصول النشر هو كتاب التلخيص لأبي معشر الطبري.
---
د. أنمار
02-15-2007, 02:50 PM
هل لدى أحد معلومات عن عدد صفحاته؟
---
(1/1744)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > النظم الجامع لقراءة الإمام نافع
---
النظم الجامع لقراءة الإمام نافع
---
شريف بن أحمد مجدي
06-30-2005, 11:41 PM
أقدم لكم النظم الجامع لقراءة الإمام نافع لناظمه الشيخ عبد الفتاح القاضى من أوله إلى باب فرش الحروف
بِحَمْدِ مُنْشِى الْعَالَمِينَ أَبْتَدِى= ثُمَّ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأبَدِي
عَلَى رَسُولِ اللهِ خَيْرِ الْخَلْقِ= وَمُرْشِدِ الْوَرَى لِنُورِ الْحَقِّ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَعْلامِ =وَقَارِئي القُرآنِ بِالإحْكَامِ
وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ ضَمَّنْتُهَا =حُرُوفَ نَافِعٍ وَقَدْ هَذَبْتُهَا
قَالُونُ عَنِهُ وَهْوَ عِيسَى قَدْ نَقَل =وَالثَّانِ وَرْشٌ وَهْوَ عُثْمَانُ الأَجَلُّ
منهج المؤلف رحمه الله تعالى
سَأذْكُرُ الْحُكْمَ الَّذِي يَخْتَلِفُ= مَعْ حَفْصِهِمْ وَأَتْركُ الَّذِي يَأتَلِفُ
وَكُلَّمَا ذَكَرْتُ حُكْمًا مُطْلَقًا= فَفِيهِ عُثْمَانُ وَعِيسَى اتَّفَقَا
وَإنَّني قَدْ أَكْتَفِي بِاللفْظِ عَن= تَقْييدِهِ إذَا الْمُرَادُ مِنْهُ عَن
وَأَسْألُ اللهَ تَعَالَى عِصْمَتِي= فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَتِلْكَ غَايَتِي
باب البسملة
زِدْ سَكْتَةً وَصِلَةً بَيْنَ السُّوَرْ= لِوَرْشِهِمْ وَكُلُّ ذَا عَنْهُ اشْتَهَرْ
باب هاء الكناية
وَاقْصُرْ لِعِيسَى هَا يُؤَدِّهْ نُؤْتِهِ= نُصْلِهْ نُوَلِّهْ أَرْجِهِ فَأَلْقِهِ
وَيَتَّقِهْ وَصِلْ لَهُ أَوِ اقْصُرَا= هَا يَأتِهِ وَهْوَ بِطهَ ذُكِرَا
وَصِلْ لِوَرْشٍ كُلَّ هَاءٍ ثَبَتَتْ= فِي هَذِهِ الألْفَاظِ حَيْثُ وَقَعَتْ
وَقَافُ يَتَّقِهْ لِنَافِعٍ كُسِرْ= وَالْهَاءُ فِي فِيهِ مُهَانًا قَدْ قُصِرْ
هَاءَ عَلَيْهِ اللهَ عَنْهُ فَاكْسِرَا= كَهَاءِ أنْسَانِيهِ فَاحْفَظْ وَاذْكُرَا
باب المد والقصر(1/1745)
وَاقْصُرْ لِقَالُونَ وَوَسِّطْ مَا انْفَصَلْ= بِأرْبَعٍ وَوَسِّطْ مَا اتَّصَلْ
أشْبِعْهُمَا سِتًا لِوَرْشٍ وَالْبَدَلْ =مُدَّ لَهُ وَاقْصُرْ وَوَسِّطْ حَيْثُ حَلْ
سِوَى كَقُرْآنٍ وَنَحْوِ مَاءَ =أوْ بَعْدَ هَمْزِ الْوَصْلِ حَيْثُ جَاءَ
كَذَا يُؤَاخِذُ وَإسْرَائِيلاَ =وَالْخُلْفُ فِي آلآن عَادًا الاُّولَى
وَاللِّينَ وَسِّطْ وَامْدُدًا بِكِلْمَةِ =لِوَرْشِهِمْ إنْ كَانَ قَبْلَ هَمْزَةِ
لا مَوْئِلاً مَوْؤُدَةٌ وَوَاوَ سَوْ =ءَاتٍ اقْصُرًا وَوَسِّطًا كَمَا رَوَوْا
وَالْمَدُّ أَوْلَى قَبْلَ هَمْزٍ غَيِّرَا= فِي حَالَةِ الإِسْقَاطِ فَاقْصُرًا أَحْرَى
باب الهمزتين من كلمة
وَنَافِعٌ أُخْرَاهُمَا قَدْ سَهَّلاَ =وَذَاتَ فَتْحٍ سَهِّلاً أوَ ابْدِلاَ
لِوَرْشِهِمْ سِوَى كَآمَنْتُمْ فَلاَ =تُبْدِلْ وَقَالُونُ بِمَدٍّ فَصَلاَ
بَيْنَهُمَا إلا كَآمَنْتُمْ كَذَا =أَئِمَةً وَنَحْوَ آلانَ خُذَا
وَفِى أُشْهِدُوا الْخِلافُ قُرِّرَا =وَنَافِعٌ بِهَمْزَتَيْنِ قَدْ قَرَا
مُسْتَفْهِمًا آمَنْتُمُ فِي الظُّلَّةْ =وَحَرْفَ الأعْرَافِ وَطهَ أَثْبِتِ
وَكُلُّ مَا اسْتِفْهَامُهُ تَكَرَّرَا =فَنَافِعٌ فِي الثَّانِ مِنْهُ أَخْبَرَا
وَالْعَنْكَبُوتُ النَّمْلُ فِيهِمَا تَلاَ =فِي الثَّانِ وَالأَوَّلِ بِالْعَكْسِ انْقُلاَ
باب الهمزتين من كلمتين
حَالَ اتِّفَاقٍ مَعَ فَتْحٍ أسْقِطِ الْ= أُولَى وَفِى كَسْرٍ وَضَمٍّ قَدْ نُقِلْ
تَسْهِيلُهَا وَأَدْغِمَنَّ مُبْدِلاً =بِالسُّوءِ إلاَّ وَاصِلاً أوْ سَهِّلاً
وَذَا لِقَالُونَ وَوَرْشٌ سَهَّلاَ= أُخْرَاهُمَا كَيْفَ أَتَتْ أوَ ابْدَلاَ
مَدَّا وَإن تَلاهُ سَاكِنٌ فَمُدْ =فَإن تَحَرَّكَ امدُدًا وَاقْصُرْ تَسُدْ
وَهَؤُلاَ إن وَالْبِغَا إِنْ أَبْدَلاَ =يَاءً بِكَسْرٍ بَعْضُهُمْ عَنْهُ انْجَلاَ
وَحَالَ خُلْفٍ سَهِّلِ الأُخْرَى وَفِى= كَالسُّوءِ إن تَسْهِيلٌ أوْ وَاوٌ قُفِي(1/1746)
وَبَعْدَ ضَمَّةٍ وَكَسْرٍ وَقَعَتْ =مَفْتُوحَةً وَاوًا وَيَاءً أُبْدِلَتْ
باب الهمز المفرد
إن هَمْزَةٌ مَوْضِعَ فَاءٍ سَكَنَتْ =أَبْدَلَهَا عُثْمَانُ كَيْفَ وَقَعَتْ
وَحَقَّقَ الإيوَاءَ ثُمَّ أبْدَلاَ =وَاوًا بِنَحْوِ قَوْلِهِ مُؤَجَّلاَ
وَإن تَكُنْ عَيْنًا فَقَدْ أبْدَلَ فِي= بِئسَ مَعَ الذِّئْبِ وَبِئْرٍ فَاكْتَفِ
هَمْزَ لِئَلاَّ لأَهَبْ قَدْ أبَدَلا =لَهُ النَّسِى أبْدِلاً مُثْقِّلاً
وَمِثْلُهُ رِئْيًا لِقَالُونِهِمِ =وَلأَهَبْ بِالْيَا بِخُلْفِهِ نُمِى
وَنَافِعُ يَأْجُوجَ مَأْجُوجَ أبْدَلاَ= مِنْسَأتَهُ مُؤصَدَةٌ مَعْ سَألاَ
باب النقل
حَرَكةَ الْهَمْزِ لِوَرْشِ انْقُلاَ =لِسَاكِنٍ مُنْفَصِلٍ قَبْلُ اجْعَلاَ
مَعْ حَذْفِ هَمْزَةٍ سِوَى حُرُوفِ مَدْ= وَهَا كِتَابِيَهْ سُكُونُهُ أَسَدْ
وَالْبَدْء فِي النَّقْلِ بِهَمْزِ الْوَصْلِ =أفْضَلُ لاسْتِنَادِهِ للأَصْلِ
وَقَدْ رَوَوْا عَن نَّافِعٍ مَنْقُولاً =رِدْءًا وَآلاَنَ وَعَادًا الأُولَى
وَاقْرَأ لِقَالُونَ بِهَمْزٍ سَاكِنِ =مَكَان وَاوٍ مُطْلَقًا وَأتْقِنِ
وَقُلْ ألُؤْلَى بَادِئًا أوْ لُؤْلَى =لَكِنَّ بَدْءَهُ كَحَفْصٍ أوْلَى
باب الإدغام
فِي الضَّادِ وَالظَّا وَرْشُهُمْ أدْغَمَ قَدْ =وَتَاءَ تَأْنِيثٍ لَدَى الظَّا وَاعْتَمَدْ
يَس أَيْضًا وَلَهُ فَأظْهِرَا =يَلْهَثْ وَبَا ارْكَبْ وَيُعَذِّبْ مَنْ جَرَى
فِي نُونَ خُلْفُهُ وَقَالُونُ تَلاَ =بِالْخُلْفِ فِي ارْكَبْ مَعَ يَلْهَثْ فَاعْقِلاَ
أدْغِمْ لَهُ فِي وَيُعَذِّبْ مَنْ يَشَا =وَهُوَ فِي الْبِكْرِ فَعَنْهُ قَدْ فَشَا
وَنَافِعٌ أدْغَمَ فِي أخَذْتُمْ =جَمْعًا وَفَرْدًا وَكَذَا اتَّخَذْتُمُ
باب الفتح والإمالة والتقليل
قَلَّلَ وَرْشٌ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ =مَا كَانَ فِي الأفْعَالِ وَالأسْمَاءِ
بِخُلْفِهِ نَحْوَ سَعَى الْهُدَى كَذَا =مَا رَسَمُوا بِالْيَاءِ خُلْفُهُ خُذَا(1/1747)
نَحْوُ بَلَى مَتَى وَأنَّى مَا عَدَا =عَلَى إلَى حَتَّى زَكَى مِنْكُمْ لَدَى
وَالاِسْمَ ثَنِّ إنْ تُرِدْ حَقِيقَتَهْ =وَالْفِعْلَ فَانْسُبْ إنْ تَرُمْ مَعْرِفَتَهْ
وَافْتَحْ لَهُ الرِّبَا كَذَا مَرْضَاةِ =وَأوْ كِلاَهُمَا وَقُلْ مِشْكَاةِ
وَالألِفَاتِ بَعْدَ رَاءٍ كَاشْتَرَى =قَلِّلْ وَفِي أرَاكَهُمْ خُلْفٌ جَرَى
وَقَبْلَ رَاءِ ذَاتِ كَسْرٍ طَرَفَا =كَالدَّارِ وَالأبْرَارِ قَلِّلْ وَاعْرِفَا
مَعْ كَافِرِينَ الْكَافِرِينَ إنْ أتَى= بِالْيَا وَفِي الْجَارِ خِلافٌ ثَبَتَا
كَذَاكَ جَبَّارِينَ ثُمَّ قَلِّلاَ =تَوْرَاةَ مَعْ رَا فِي الْفَوَاتِحِ انْجَلَى
حم كُلَّه وَهَايَا مَرْيَمَا =وَهَا بِطه مَيْلُهَا لَهُ انْتَمَى
حَرْفَىْ رآى قَلِّلهُمَا إنْ وَقَعَا= قَبْلَ مُحَرَّكٍ فَكُن مُسْتَمِعَا
قَلِّل رُءُوسَ الآيِ فِي النَّجْمِ الضُّحَى =طه الْقِيَامَةِ كَمَا قَدْ وَضَحَا
عَبَسَ وَالنَّزْعِ وَشَمْسٍ الأعْلَى =وَالليْلِ ثُمَّ اقْرَأْ وَمَعْهَا سَألاَ
وَكُلُّ رَأسٍ فِيهِ هَا قَدْ اخْتُلِفْ =فِيهِ وَذِكْرَاهَا بِتَقْلِيلٍ وُصِفْ
وَفِي مُنَوَّنٍ وَقَبْلَ سَاكِنٍ =فَقِفْ بِمَا أُصِّلَ غَيْرَ وَاهِنِ
وَافْتَحْ لِقَالُونَ جَمِيع الْبَابِ =وَمَيِّلاً هَارٍ بِلاَ ارْتِيَابِ
لَهُ وَحَيْثُ جَاءَ تَوْرَاة افْتَحَا =وَقَلِّلاً وَجْهَانِ عَنْهُ صَحِّحَا
باب الراءات
رَقَّقَ وَرْشٌ كُلَّ رَاءٍ فُتَحَتْ =أوْ إنْ تُضَمَّ بَعْدَ يَاءٍ سَكَنَتْ
أوْ بَعْدَ كَسْرٍ لازِمٍ وَلَوْ فُصِلْ= بَيْنَهُمَا بِسَاكِنٍ كَمَا نُقِلْ
إلاَّ بِصَادٍ أوْ بِقَافٍ أوْ بِطَا =فَفَخِّمْنَهَا بَعْدَ كُلٍّ وَاضْبِطَا
وَالْخُلْفُ فِي حَيْرَانَ ذِكْرًا سِتْرَا= إمْرًا وَوِزْرًا ثُمَّ حِجْرًا صِهْرًا
وَفُخِّمَتْ فِي الأعْجَمِيِّ وَفِي إِرَمْ =وَفِي الْمُكَرَّرِ بِفَتْحٍ أوْ بِضَمْ(1/1748)
وَقَبْلَ مُسْتَعْلٍ وَإنْ حَالَ الألِفْ =وَرَقِّقَنْ بِشَرَرٍ كَمَا عُرِفْ
باب اللامات
غَلَّظَ وَرْشٌ فَتْحَ لامٍ وَلِيَتْ= صَادًا وَطَاءً ثُمَّ ظَاءَ أُعْجِمَتْ
إذَا أتَيْنَ مُتَحَرِّكَاتِ =بِالْفَتْحِ قَبْلُ أوْ مُسَكَّنَاتِ
وَخُلْفَهُ قَدْ أثْبَتُوا فِي طَالاَ =يَصَّالَحَا وَمَعْهُ فِصَالاَ
كَذَا الَّذِي يَسْكُنُ عِنْدَ الْوَقْفِ =وَفِي ذَوَاتِ الْيَاءِ أيْضًا فَاعْرِفِ
وَفِي رُءُوسِ الآيِ حَتْمًا رُقِّقَتْ =وَهِىَ صَلَّى فِي ثَلاثٍ ذُكِرَتْ
ياءات الإضافة
وَالْيَاءَ فَافْتَحْ عِنْدَ فَتْحِ هَمْزَةِ= أوْ كَسْرِهَا أوْ ضَمِّهَا إلا الَّتِي
فِي ادْعُونِ وَاذْكُرُونِ فَاتَّبِعْنِي= تَرْحَمْنِي تَفْتِنِّي ذَرُونِي أرِنِى
ذُرِّيَّتِي يَدْعُونَنِي تَدْعُونَنِي =مَعْهُ يُصَدِّقْنِي كَذَا أخَّرْتَنِي
أنْظِرْنِ آتُونِي بِكَهْفٍ ثَبَتَتْ =وَيَا بِعَهْدِي أوَّلاً قَدْ سَكَنَتْ
وَقَبْلَ لامِ الْعُرْفِ فَتْحُهَا ثَبَتْ= وَعِنْدَ هَمْزِ الْوَصْلِ أرْبَعٌ أتَتْ
مَفْتُوحَةً قَوْمِي لِنَفْسِي ذِكْرِى= بَعْدِى اسْمُهُ قَدْ بُيِّنَتْ فِي الذِّكْرِ
وَقَبْلَ غَيْرِ الْهَمْزِ أسكِنْ بَيْتِي= فِي نُوحَ مَعْ مَالِي بِنَمْلٍ أثْبِتِ
مَا كَانَ لِي مَعًا وَلِى مَعْ نَعْجَةِ= مَعِي جَمِيعًا غَيْرَ ثَانِي الظُّلَّةِ
وَيَا عِبَادِ أثْبِتَنْهَا مُطْلَقًا =سَاكِنَةً فِي زُخْرُفٍ أخَا التُّقَى
وَكُلُّ ذَا لِنَافِعٍ قَدْ قُرِّرَا =وَافْتَحْ مَمَاتِيَ لَهُ وَحَرِّرَا
سَكَنَ قَالُونُ وَمَن مَّعِي وَلِى= فِيهَا وَمَحْيَايَ وَإخْوَتِي انْقُلِ
وَيَاءَ أوْزِعْنِي مَعًا رَبِّىَ إنْ =نَ فِيهَا لِقَالُونَ خِلافٌ قَدْ زُكِنْ
وَلْيُؤْمِنُوا بِي فَافْتَحًا لِوَرْشِهِمْ =مَعْ تُؤْمِنُوا لِيَ كَمَا عَنْهُ عُلِمْ
وَالْخُلْفُ فِي مَحْيَايَ عَنْهُ قَدْ ثَبَتْ= وَيَا الْمُضَافِ كُلُّهَا قَدْ وَضَحَتْ
باب ياءات الزوائد(1/1749)
وَنَافِعٌ يَزِيدُهَا فِي الْوَصْلِ =لِلإِتِّبَاعِ وَلِقَفْوِ الأَصْلِ
أوَّلُهُنَّ وَمَنِ اتَّبَعَنِي =وَقُلْ وَيَأْتِ لا لَئِنْ أخَّرْتَنِي
وَالْمُهْتَدِى الإسْرَاءِ وَالْكَهْفِ وَأنْ= يَهْدِيَنِي نَبْغِ بِهَا مَعْ يُؤْتِيَنْ
تُعَلِّمَنْ تَتَّبِعَنْ آتَانِ =مَعْ فَتْحِهَا فِي النَّمْلِ خُذْ بَيَانِي
وَأتُمِدُّونَنِى وَالْجَوَارِ فِي= ثُمَّ إلَى الدَّاعِ الْمُنَادِ أضِفِ
وَأحْرُفٌ ثَلاثَةٌ فِي الْفَجْرِ= أَكْرَمَنِي أهَانَنِي مَعْ يَسْرِ
وَزَادَ قَالُونَ لَهُ إنْ تَرَنِ =وَاتَّبِعُونِ أهْدِكُمْ فِي الْمُؤْمِنِ
وَحَذْفُ يَا الدَّاعِ إذَا دَعَانِ =رَجَّحَهُ لَهُ ذَوُو الْبَيَانِ
وَوَرْشٌ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ =قَدْ أثْبَتَ الْيَا فِيهِ عَنْ إيقَانِ
وَيَا وَعِيدِ حَيْثُ جَا وَالْبَادِ =تُرْدِينِ وَالتَّلاقِ وَالتَّنَادِ
كَذَاكَ يَدْعُ الدَّاعِ مَعْ دُعَاءِ =تَسْأَلْنِ فِي هُودَ بِلاَ مِرَاءِ
يُكَذِّبُونِ قَالَ يُنقِذُونِ =فَاعْتَزِلُونِ ثُمَّ تَرْجُمُونِ
بِالْوَادِ فِي الْفَجْرِ وَكَالْجَوَابِ =نَذِيرِ بِالْمُلْكِ بِلاَ ارْتِيَابِ
فِي أرْبَعٍ نَكِيرِ ثُمَّ نُذُرِ =فِي سِتَّةٍ قَدْ أشْرَقَتْ فِي الْقَمَرِ
آتَانِيَ اللهُ لِعِيسَى فَقِفِ =بِالْحَذْفِ وَالإثْبَاتُ أوْلَى فَاعْرِفِ
---
(1/1750)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > شكر ورجاء
---
شكر ورجاء
---
الباحث7
08-28-2003, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد منّ الله علي بتصفح هذا الموقع فأعجبني كثيراً ، فأسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء وأحسنه .
وعندي طلب أرجو من القائمين على هذا الملتقى تحقيقه ، وهو أن تجمع المواضيع الجيدة ، وهي كثيرة ، وتجعل على هيئة ملفات وورد حت يسهل الرجوع إليها وقراءتها .
وفقكم الله وأعانكم .
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2003, 10:09 PM
شكر الله حسن ظنك بإخوانك وفقك الله
وأرجو أن نوفق لتحقيق طلبك إن شاء الله
---
الجعفري
08-01-2005, 05:47 AM
أولاً أشكر القائمين على هذا المنتدى الطيب المتخصص وكن لهم الحب والتقدير ولهم مني الشكر أن قبلت عضواً فيه وأسأل الله أن يوفقني وإياهم للخير
ثم إني أضم صوتي للأخ الباحث 7 جزاه الله خيراً
---
(1/1751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة جميلة من الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
---
فائدة جميلة من الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
---
أبو محمد المطيري
08-20-2003, 02:25 AM
زرت الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق في بيته ، وأخبرته أني أبحث في طعون المستشرقين على القرآن ، وذكرت له أن من طعونهم دعوى معارضة القرآن للحقائق التاريخية ، وضربت له بعض الأمثلة مثل (ياأخت هارون)(كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال أني عبدالله...) (قصة قارون)(هامان وزير فرعون)...ألخ تلك السلسة الطويلة من الدعوى ، فقال لي : عجب أنهم يطعنون في القرآن من هذا الباب مع أنهم أجهل الناس في التاريخ ، حتىإنهم يجهلون حقيقة تاريخ مولد عيسى عليه السلام . فقلت له : ولكنهم لا يجهلونه ياشيخ ، فهم كل سنة يحتفلون في مطلع السنة الميلادية بمولد عيسى عليه السلام ، والتاريخ الميلادي قائم على تاريخ ولادة عيسىعليه السلام.فقال : مطلع السنة الميلادية يوافق أي فصل من فصول السنة؟ فقلت: يوافق فصل الشتاء.فقال: أرأيت أنهم لا يعرفون تاريخ ميلاد عيسى.فقلت: كيف؟ قال: لأن عيسى لم يولد في الشتاء وإنما ولد في الصيف. قلت : وأين هذا الكلام مكتوب؟ فقال : في القرآن. فقلت : أين في القرآن؟ فقال : في قوله تعالى (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا).والرطب لا يخرج إلا في الصيف.
فطربت لهذه الفائدة أيما طرب، فأحببت أن أشارككم بها.
---
السهيلي
08-23-2003, 08:18 PM
الأخ محمد المطيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ملاحظة أود أن اذكرها وأنا لا اعرف متى ولد المسيح عليه السلام ، وكذلك أقدر علم الشيخ عبد الرحمن عبد الخلق وأنا أحبه في الله(1/1752)
إن هز جدع النخلة لاسقاط ثمرها معجزة من الله سبحانه وتعالى للسيدة مريم وذاك لتطمينها وتذكيرها بقدرة الله عز وجل واسقاط الثمر لايكون معجزة في وقت الثمر والذي يبدوا لي أن وقت الولادة ليس وقت نضوج الثمر . والله اعلم
---
محمد العبدالهادي
08-23-2003, 09:26 PM
هذه الفائدة رائعة جدا من الشيخ عبد الرحمن عبدالخالق بالنسبة لنا كمسلمين ، ولكن حبذا أن يبحث في الأناجيل عن مولد المسيح فإن وجد أنه كان وقت الرطب فستكون حجة قوية لمن يجادل النصارى بالتي هي أحسن . وجزاكم الله خبرا
---
ابو الخير
08-24-2003, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيبا على الفائدة التي اوردها الاخ ابو محمد
مع تقديرنا واحترامنا للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
اقول الامر يحتاج الى وقفة ؛ فنحن لا نقول إن النصارى يحتفلون بميلاد سيدنا عيسى وهم متاكدون من تاريخ ميلاده باليوم منذ اكثر من الفي عام
فقط اشير الى إن الدين النصراني لم يعتمد كدين رسمي للدولة الرومانية الا في العام 380 ميلادي
أي بعد ابعة قرون تقريبا من ولادة المسيح عليه السلام
وخلال تلك الفترة جرت كثير من المحن والبلايا على المؤمنين وبقي الدين يحرف ويطور مرحلة بعد اخرى الى إن وصل الى حالة شبيهة بالوثنية التي كانت تدين بها الدولة الرومانية فعند ذلك اعتمدوه كدين لهم
فهل يعقل إن تضيع كل اساسيات الدين ويبقى فقط تاريخ ولادة المسيح عليه السلام ....الامر يحتاج الى نظر
وانقل كلاما من تفسير القاضي البيضاوي حول تفسير (( وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ))(1/1753)
روي انها كانت نخلة يابسة لا راس لها ولا تمر وكان الوقت شتاء ؛ فهزتها فجعل الله لها راسا وخوصا ورطبا وتسليتها بذلك لما فيه من المعجزات الدالة على براءة ساحتها , فان مثلها لا يتصور لمن يرتكب الفواحش؛ والمنبهة لمن راها على إن من قدر إن يثمر النخلة اليابسة في الشتاء قدر إن يحبلها من غير فحل وانه ليس ببدع من شانها ..انتهى النقل من تفسير البيضاوي
وللامام ابن كثير كلام شبيه انقل منه ( قيل كانت يابسة قاله ابن عباس وقيل مثمرة قال مجاهد كانت عجوة وقال الثوري عن ابي داوود نفيع الاعمى كانت حرفانة , والظاهر انها كانت شجرة ولكن لم تكن في ابان ثمرها قال وهب بن منبه ولذلك امتن عليها بذلك ) انتهى النقل من تفسير ابن كثير
اقول- والله اعلم – إن تفسير انها كانت شجرة يابسة او انها في الشتاء ابلغ و فيه اشارة كما اسلف المفسرون الى إن الله تعالى يخلق ويخرق العادة التي الفها البشر وهذا الامر لا يؤصل للنصارى إن وقت ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام في التاريخ الذي يحتفلون فيه كما اسلفت اول المقال
واسال الله السداد في القول والاخلاص في العمل
---
أبو محمد المطيري
08-25-2003, 12:00 PM
جزا الله الأخويين الفاضلين أبا الخير والسهيلي على تعليقهما.
ولكن -كما تعلمون - أن المعجزات والآيات ومثلها الكرامات لابد فيها من الثبوت بالنص الصحيح من المعصوم صلى الله عليه وسلم ،فلا يكفي في هذا كلام وهب رحمه الله ، وحتى ابن عباس رضي الله عنه لا يقبل كلامه لأنه معروف بالأخذ عن أهل الكتابيين ، وبالتالي لم يثبت نص في أن النخلة كانت غير مثمرة أو في غير وقتها ، فيبقى الاستدلال وجيها.(1/1754)
وتكون الكرامة لمريم في أنها امرأة للتو ولدت فهي في غاية من الضعف ، وجذع النخلة شديد الثبات لا يستطيع الرجال الأشداء على تحريكه لاسيما من أسفل ، ومع هذا أمر الله تعالى مريم بهز جذع النخلة ، فحركته بيدها الضعيفة فأنزل الله لها منه الرطب الجني المختار يعني أحسن الرطب.
والله تعالى أعلى وأعلم
---
أحمد القصير
08-25-2003, 09:15 PM
أخي الكريم أبو محمد حفظه الله :
لاشك أن ظاهر الآية بين الدلالة على أن وقت ولادة عيسى كان في وقت إثمار النخيل ، وهذا الوقت لا يكون إلا في فصل الصيف ، والأولى حمل الآية على ظاهرها ، دون أن يقال إن هذه معجزة أو أنها أثمرت في غير وقتها .
لكن هل السنة الميلادية لا تتغير أشهرها على أوقات الفصول أبداً ؟
الذي أعرفه أن هناك سنة تسمى بالكبوس بمعنى أنه على مر السنين بالمئات يتغير الوقت شيئا قليلا فيأتي أول السنة مثلاً في غير وقته قبل ألف سنة ، وهكذا .
لا أقول ذلك دفاعا عن النصارى ولكن من باب قول الحق وعدم الاستدلال بالقرآن حتى تثبت الحقيقة .
يضاف إلى ذلك : هل النصارى يقولون إن رأس السنة هو ميلاد المسيح ؟
فكما أن الأمة الإسلامية بداية السنة عندها من شهر محرم فإنهم لايقولون إن هذا الشهر هو بداية الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، والله تعالى أعلم .
---
ابو الخير
08-25-2003, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اساتذتنا
ونحن نتعلم منكم , نسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا انه سميع مجيب
وبالنسبة لملاحظة الاستاذ احمد القصير حول السنة الميلادية وميلاد المسيح عليه السلام حسب زعم النصارى
اود ان اوضح انهم يزعمون ان ولادته في يوم 25 من كانون الاول ( ديسمبر ) اي قبل سبعة ايام من راس السنة
وبالنسبة للسنة الكبيسة فهي كل اربع سنوات يضيفون يوما للشهر الثاني شباط ( فبراير ) ليكون 29 يوما بدل 28 يوما(1/1755)
وعمليا يبقى في كل سنة فرق دقلئق تزيد عن حسابهم , وخلال اكثر من الف وجمسمائة عام بقي فرق بين الايام بحدود 15 يوما اوقعهم في ارباك فابتدع قسسهم الغربيون اضافة خمسة عشر يوما الى التاريخ وقدموا التواريخ خمسة عشر يوما
اما الكنيسة الشرقية فرفضت الفكرة واصروا على بقاء التاريخ كما هو فمن هنا وقع بينهم الخلاف وتعددت اعيادهم ومناسباتهم الى شرقية وغربية والشرقية تتاخر اسبوعين كاملين عن الغربية
فمثلا عند الشرقيين عيد الميلاد هو يوم 7 كانون الثاني ( يناير ) وعند الغربيين كما اسلفت 25 كانون الاو ل( ديسمبر )
فموضوع اختلاف الوقت حسب السنة الكبيسة وتغير التاريخ - حسب ما قدمت - لا يستدعي هذا الفرق الذي اوردتم انه ربما يكون سببا لهذا التغير في الفصول
واسال الله تعالى السداد في القول والاخلاص في العمل
---
أبو محمد المطيري
09-07-2003, 05:37 PM
جزاك الله خيرا شيخ أحمد القصير على تعليقك،
وقد كفاني الجواب عن ما قلتم أخونا أبو الخير جزاه الله خيرا.
---
(1/1756)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > نصائح أمنية لمستخدمي ال dsl
---
نصائح أمنية لمستخدمي ال dsl
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:56 AM
لا تعطي اي شخص رقم الأيبي الخاص بك ip
احذر من هذا الفخ شخص يطلب منك رقمك لكي يدخلة في برنامج net meeting للدردشة
------------
استخدم جدار ناري ( جهاز هارد واير) اذا كانت ظروفك المادية جيدة واستخدمه بجانب برنامج zone alarm
-----------
اذا لاحظت تكرر عمليات الاختراقات والمضايقات التي تتعرض لها من الهكرز يمكنك طلب رقم ip جديد من (شركة ال dsl) ...اتصل بهم ...
---
(1/1757)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وبدأ العد ... فأتوا بمثل القرآن
---
وبدأ العد ... فأتوا بمثل القرآن
---
أخوكم
03-26-2005, 09:23 PM
الحمد لله رب العالمين ، ولا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لم يكن له كفوا أحد ، وصلى الله وسلم على العبد السيد الأمي العالم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ... اللهم ارزقنا الهدى والسداد
إن من آمن بأن القرآن هو كلام الله الذي خلق الأكوان ، فسيصدق بجميع ما احتواه القرآن من تفاصيل غيبية ، وسيخضع لكل أحكام الإسلام مهما كانت مخالفة لتفكيره وعاداته .
ولذا بذل الكفرة جهودا حثيثة ليل نهار، علَّهم أن يثبتوا أن القرآن ليس هو كلام رب الإنسانية ، وتظاهروا بأنهم يحاولون إقناعنا وإقناع أنفسهم بأن هذا القرآن إنما هو كلام بشري اخترعه محمد صلى الله عليه وسلم ، فجاءهم التحدي من الله كما يلي :
"إن كان القرآن ليس بكلام خالق ، وإنما هو كلام مخلوق ، فأنتم أيضا مخلوقات فاخترعوا قرآنا مثلما اخترع محمد قرآنا كما زعمتم"
قال الله سبحانه :
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
أما كفرة قريش فقد فهموا هذا التحدي ، فعرفوا عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن ، فوقفوا بائسين
يائسين
بالسين
كالحين
مشدوهين
مبهوتين
فقاموا باختيار الطريق الثاني الأسهل عليهم وهو مقاتلة الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد أن ألقوا التهم على عواهنها كيفما اتفقت فزعموا أن القرآن سحر وبعضهم قال كهانة وبعضهم قال شعر وبعضهم وبعضهم ...الخ
ولم يشعروا بأن توالد أقوالهم وتكاثرها على هذا النحو ليس في صالحهم لأنهم بهذه الاختلاف سيشهدوا على أنفسهم بأنهم مكذبون لبعضهم البعض !(1/1758)
ثم جاءت بعد كفرة قريش _ وخاصة في عصرنا _ خلائق كثيرة قد كَثُرتْ عَجَمَة ُ ألسنتهم وقَلَّتْ فقه أفهامهم ، فزعموا أنهم أكثر حذقا من الكفرة السابقين ... !
فأعلنوا قبولهم للتحدي من جديد قائلين: نحن سنأتي بمثل هذا القرآن ...
فدونكم أمثلة لما أوردوه من تحدٍ :
---
أخوكم
03-26-2005, 09:27 PM
سُورَةُ الشَّجَرَةِ
سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ فَقَدَّرَ (1) وَ جَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2) وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ (3) وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فَأَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ (4) فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَ يَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَالزَّيْغُ طَرِيقُهُ وَ مَا نَحْنُ بِظَالِمِينَ (5) سُنَّةُ اللهِ مُذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ فَرِيقٌ إِلَى جَهَنَّمَ وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ مُكْرَمِينَ (6) وَ اذْكُرْ فِي الكِتَابِ ذَا الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى بَني إِسْرَائيِلَ وَ أَيَّدْناهُ بِذِكْرٍ مُبِينٍ (7) فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا إِنْ أَنْتَ إِلاَّ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ (8) أَلاَ إِنَّهُم فِي ضَلالِهِم يُوغِلُونَ (9) فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ (10) وَ غَرِقُوُا فِي اليَمِّ أَوْ كَادُوا يَغْرَقُونَ (11) فَقَالُوا ادْعُ لَنَا الْلّهَ يَرْحَمنَا فَنَكُونُ مِنَ التَّابِعِين (12) فَغِيضَ الْمَاءُ إِلَى بَطْنِ الأَرْضِ لَعَلَّهُمْ يُؤْمِنُونَ (13) فَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ آَيةُ اللّهِ فَهَلْ أَنْتُم مُهْتَدُون (14) فَقَالُوا إِنَّا قَوْمٌ نَجُوعُ فَأَشْبِعْنَا أَبَدَ الدَّهْرِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين (15) فَأَنْبَتْنَا لَهُمْ فِي طَرْفَةِ(1/1759)
عَيْنٍ شَجَرَةً مُبَارَكَةً تَسْقِيهَا المَلاَئِكَةُ بُكْرَةً وَ عَشِيّةً مِنْ مَاءٍ طَهُورٍ (16) وَ قُلْنَا لَهُمْ هَذِهِ شَجَرَةٌ مُبَارَكَةٌ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا لاَ يَجُوعُ أَبَداً عَلَّكُمْ تَشْكُرُونِ (17) فَأَكَلُوا مِنْهَا وَ لَمْ يَجُوعُوا أَبَداً وَ مَا كَانُوا مِن الشَّاكِرِينَ (18) فَقَالُوا يَا ذَا الْهِمَّةِ إِنَّا نَشْتَاقُ إِلَى الطَّعَامِ كَمَا يَشْتَاقُ الْعَاقِرُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ فَانْزَعْ عَنَّا الْشَّبَعَ نُعُودُ نَأْكُلُ فَكِهِينَ (19) فَنَزَعْنَا عَنْهُمُ الْشَّبَعَ عَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (20) فَاتَّبَعُوهُ حِيناً مِنَ الْدَّهْرِ وَ أَقَامُوا الْصَّلاةَ وَ آتُوا الْزَّكَاةَ وَ رَكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (21) فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْجِهَادَ سُنَّة اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (22) فَقَالُوا كَيْفَ نُجَاهِدُ مَعَكَ وَ فِينَا الْشُّيُوخُ وَ الْغِلْمَانُ وَ الْمَرْضَى وَ الْنِّسَاءُ (23) قُلْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنْ قَرُّوا فِي بُيُوتِهِمْ هَذا وَعْدُهُمْ مِنَ اللهِ الْغَفُورِ الْرَّحِيمِ (24) لَيْسَ عَلَى الْشُّيُوخِ وَ لاَ الْغِلْمَانِ وَ لاَ الْمَرْضَى وَ لاَ الْنِّسَاءِ قِتَالٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَ مَنْ جَاهَدَ عَنْ نَفْسِهِ بِالمَالِ فَقَدْ حَقَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْدِّينِ (25) قَالُوا وَ إِنْ تَظَاهَرَ عَلَيْهِمْ أَعْدَاءُ اللهِ مِنْ خَلْفِ ظُهُورِنَا فَمَاذَا نَحْنُ فَاعِلُونَ (26) فَأَنْزَلْنَا مَلاَئِكَةً مُسَوَّمِينَ يَحْرُسُونَهُمْ فِي الْلَّيْلِ وَ الْنَّهَارِ فَلاَ تَخَافُوا عَلَيْهِمْ وَ أَطِيعُونِِ (27) فَقَالَ قَائِلُهُمْ يَا ذَا الْهِمَّةِ كَيْفَ نُقَاتِلُ مَعَكَ وَ نَحْنُ قَوْمٌ نَجُوعُ حِيناً وَ نَشْبَعُ حِيناً فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُشْبِعْنَا أَبَدَ الْدَّهْرِ فَنَكُونُ لَكَ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ الْنَّاصِرِينَ(1/1760)
(28) فَارْبَدَّ وَجْهُ الْنَّبِيِّ وَ قَالَ بِئْسَ مَا أَنْتُمْ طَالِبُونَ (29) قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ وَ رَفَعَكُمْ دَرَجَاتٍ وَ أَمَدَّكُمْ بِالْخَيْرَاتِ وَ أَنْتُمْ أَخْزَيْتُمُونِ (30) هَذَا فِرَاق ٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ (31) وَ مَا تَبِعَهُ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (32) وَ تَرَبَّصُوا بِهِ عِنْدَ الْشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ وَ قَالُوا جِئْنَاكَ طَائِعِينَ (33) وَ أَحَاطُوا بِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ مِن الْمُؤْمِنِينَ (34) وَ انْدَفَعَ أَشْقَاهُمْ مِن خَلْفِهِ وَ طَعَنَهُ فَارْتَجَّت الأَرْضُ وَ كَادَتْ تَنْفَطِرُ الْسَّمَاءُ فَقُلْنَا لَهَا اعْقِلِي مَوْعِدُهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ المَآَلِ (35) وَ أَحَاطَهُمْ غَضَبٌ مِن اللهِ فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْتِّيهَ فِي الأَرْضِ وَ كَتَمْنَا عَلَى أَفْوَاهِهِم وَ عُيُونِهِم وَ قَطَعْنَا نَسْلَهُم إِلاَّ فِئَةً قَلِيلَةً لِتَكُونَ شَاهِدَةً عَلَى سَخَطِ اللهَ وَ فِي ذَلِكَ عِبْرَةٌ لِكُلِّ جَاحِدٍ أَثِيمٍ (36) يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ تَقُومُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ تَجُرُّونَ خَطَايَاكُمْ لاَ يَخْفَى مِنْكُمْ قَوْلٌ وَ لاَ فِعْلٌ وَ لاَ خَاطِرٌ وَعَلَيْنَا تُعْرَضُونَ (37) فَمَنْ نَجَا مِنْكُمْ فَقَدْ آَبَ إِلَى دَارِ الْسَّكِينَةِ أَنْهَارُهَا طِيِبٌ وَ نِسَاؤُهَا أَبْكَارٌ لاَ تُشَارَكُونَ بِهِنَّ وَ إِلَيْهِنَّ تَخْلُدُونَ (38) وَ أَمَّا مَنْ سَقَطَ السَّقْطَةَ الْكُبْرَى فَأُولَئِكَ يُجَرُّونَ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ آَذَانِهِمْ وَ عُيُونِهِمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ وَ فُرُوجِهِمْ عَلَى بَلاَطِ جَهَنَّمَ يَغْلِي رُؤُوسَهُمْ وَ يُقَالُ لَهُمْ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَهْزِئُونَ (39) كَفَرُوا بِاللهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ قَلَمِهِ(1/1761)
وَ قَالُوا مَا لَنَا مِنْ مَآَبٍ بَعْدَ مَوْتِنَا وَ هَاؤُمُ الآَنَ يَبْكُونَ (40) وَ أَشْرَكُوا مَعَ اللهِ أَرْبَابَ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ وَ مَا لاَ يَضُرُّ وَ لاَ يَنْفَعُ يَدْعُونَهُمْ جَهْلاً وَ لاَ يُعْذَرُونَ (41) وَ لَمْ يَقُومُوا إِلَى الْصَّلاَةِ وَلَمْ يُؤْتُوا الْزَّكَاةَ وَ قَتَلُوا الْنَّفْسَ الْغَافِلَةََ أَلاَ بِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (42) وَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْفَاحِشَةِ كَمَا يَجْتَمِعُ الْذُّبَابُ عَلَى جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ أُولَئِكَ حَطَبُ جَهَنَّمَ وَ أُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (43) يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ خَلَقْنَاكُمْ مِنْ عَدَمٍ وَ هَيَّئْنَا لّكُمْ الأَرْضَ لِتَعْمُرُوهَا وَ تَأْكُلُوا مِنْهَا أَنْتُمْ وَ أَنْعَامُكُمْ وَ تُوَارِي أَمْوَاتَكُمْ وَ سَوْآتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ حِكْمَةً وَ طَهَارَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (44) وَ سَخَّرْنَا لَكُمْ الْهَوَاءَ يَحْمِلُكُمْ فِي الْبَحْرِ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ لِتَعْمُرُوهَا بِإِذْنِ اللهِ وَ يَحْمِلُكُمْ فِي الْسَّمَاءِ لِتَرَوْا آَيَاتِنَا رَأْيَ الْعَيْنِ وَ تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ تَرْكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (45) وَ أَسْقَيْنَاكُمْ مَاءَاً عَذْبَاً جَارِيَاً يُذْهُبُ الظَّمَأَ قُلْ لَوْ كَانَ مِلْحَاً أُجَاجَاً أَوْ عَذْبَاً آَسِناً فَكَيْفَ مِنْهُ تَشْرَبُونَ (46) وَ جَعَلْنَا إِخْوَاناً لَكُمْ مِنْ آَبَائِكُمْ وَ مِنْ غَيْرِ آَبَائِكُمْ وَ أَبْنَاءً لَكُمْ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَ مِنْ غَيْرِ أصْلاَبِكُمْ يُؤْنِسُونَكُمْ وَ يُظَاهِرُونَكُمْ أَفَلاَ تَشْكُرُونَ (47) مَا ضَرَّ اللهَ لَوْ حَبَسَكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ أَسْقَطَكُمْ مُضْغَةً فِإِذَا أَنْشَأَكُمْ وَ اشْتَدَّ بَأْسُكُمْ افْتَرَيْتُمْ عَلَى اللهِ وَ قُلْتُمْ مَا خَلَقَنَا غَيْرُ أُمَّهَاتِنَا قُلْ فَمَنْ(1/1762)
خَلَقَ لَكُمْ أُمَّهَاتِكُمْ مِنْ قَبْلُ قَلِيلاً مَا تَعْقِلُونَ (48) وَ لَوْ شِئْنَا لَحَبَسْنَا عَنْكُمْ الْمَاءَ وَ الْهَوَاءَ وَ فَجَّرْنَا نَاراً مِنْ تَحْتِكُمْ وَ أَظْلَمْنَا الْسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ وَ نَشَرْنَا فِيكُمْ الْمَرَضَ كَمَا فَعَلْنَا بالْكَافِرِينَ مِنْ قَبْلُ لَكِنَّا عَلِمْنَا أَنَّ فِيكُمْ مُؤْمِنِينَ فَانْتَظِرُوا يَوْمَ الْمَآَبِ (49) مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ سَمِعْنَا وَ أطَعْنَا وَ مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ سَمِعْنَا وَ عَقِلْنَا وَ مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يُجَادِلْ وَ هُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (50) فَإِنْ جَادَلُوكَ أَقِمْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةََ بِالْحَقِّ تَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى أَسْيَادِهِمْ أُسْقِطَ في أيديهِم وَ بَاتُوا بُكْماً كَأَهْلِ الْقُبُورِ (51) فَيقولُونَ شَاعِرٌ قُلْ هَاتُوا شُعَرَاءَكُمْ وَ مَنْ يَفْتَرِي فَلَهُ الْخِزْيُ أَبَداً لاَ يَسْتَطِيعُونَ لِهَذَا الْكِتَابِ رَدّاً وَلاَ شَبَهاً مَشِيئَةَ اللهِ الْقَدِيرِ الْحَكِيمِ (52) وَ يَقُولُونَ شَاعِرٌ قُلْ هَاتُوا شُعَرَاءَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ قَادِرِينَ (53) وَ إِنْ قَالُوا ائْتِنَا بِالسَّحَابِ مُسَيَّراً أَوْ اجْعَلْ لَنَا الْجِبَالَ ذَهَباً أَوْ طِرْ إِلَى الْقَمَرِ قُلْ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ اللهِ وَ مَا كُنْتُ سَاحِراً وَ لاَ يَنْبَغِي لِي أَنْ أَكُونَ(54) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَفْتَرِي عَلَيْنَا آَيَاتٍ خَدَاجٍ وَ يَقُولُ أُوتِيتُ كَمَا أُوتِيَ هَذَا الرَّجُلُ قُلْ هَلْ لَكَ أَنْ تَهْدِي بِهِ أَقْوَاماً إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (55) أُولَئِكَ كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ الذِّلَّةَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِمَا زَيَّنَتْ لَهُمْ أَهْوَاؤُهُمْ وَ فِي الآَخِرَةِ لَهُمْ شَرُّ الْعَذَابِ (56) هَذَا كِتَابُ اللهِ آَيَةً أَبَداً فَمَنْ شَاءَ الإِيمَانَ فَلَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ وَ(1/1763)
مَنْ شَاءَ الْكُفْرَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ مَا لَهُ مِنْ حُجَّةٍ عَلَى اللهِ قَدَراً قَضَيْنَاهُ عَلَى الْعَالَمِينِ (57)
---
أخوكم
03-26-2005, 09:41 PM
الجواب
وكدتُ أن أضع أكبر قدر من محاولاتهم تلك ، ولكن لعل تلك الأمثلة كافية لتبيين عدم فهمهم أصلا لمعنى التحدي الذي تحداهم الله به
وأيضا مما يؤكد عدم فهمهم لمعنى التحدي أنهم يسألوننا مرة بعد مرة وبكل صراحة :
وأين وجه الإعجاز في سورة العاديات وفي سورة الكوثر وفي سورة كذا وكذا ...الخ
فسؤالهم ذلك ومحاولاتهم تلك لتدل بكل وضوح أن القوم فعلا لم يفهموا وجه الإعجاز القرآني برمته ، فكيف سيجيبوا عن سؤال لم يفهموه !!؟
كيف يتحدَّوا شيئا لم يسبروا كنهه
لذا فنحن هنا سنبين لهم المقصود من التحدي ونبين لهم ما معنى المثلية في قول الله عز وجل :
( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )
وكما قيل بالمثال يتضح المقال :
فلو أن شخصا اسمه خالد قام باختراع جهاز كهرومغناطيسي جديد، ثم ذكر للناس كيف يمكن أن يصنعوا مثله
فعندها إذا أردنا أن نحث الناس على الابتكارات الجديدة سنقول لهم :
من منكم يخترع مثل خالد ؟
فلو جاءنا شخص قام بتقليد خالد وجاء بمثل اختراع خالد الكهرومغناطيسي حذو القذة بالقذة ثم رفع عقيرته قائلا : اختراعي هذا مثل اختراع خالد ...
لقلنا له : هذا ليس اختراعا بل هذه سرقة علمية تكنولوجية ونسخة كربونية مكررة لاختراع خالد ....
فإن قال: ألم تقولوا نريد "مثل" اختراع خالد ؟
فسنقول له :
إنما طلبنا مثلية تجديد وابتكار وإنشاء
ولم نطلب مثلية تقليد وتكرار واقتباس
نريد اختراعا وليس اقتباسا لشيء مخترع(1/1764)
فيا من أنكرتم أن القرآن رسائل ملك الأكوان ، عندما طالبكم الخالق أن تحضروا مثل كلامه ، فمن السذاجة أن تأتوا بنسخة كربونية أو مقاربة لألفاظ ومعاني القرآن ، ثم تقولوا هذا مثل القرآن .. ! كما هو الحال في تأليفكم التي فرحتم بها ، فكما تسخرون فإنا والله نسخر منكم
لأن مِثلية التحدي هنا ليست مثلية نسخة
ليست مثلية تقليد
ليست مثلية تكرار
...الخ
إنما المثلية المطلوبة
مثلية تجديد
وإبداع
واختلاق
واختراع
تضاهي القرآن
ربما سيبهتوا ثم ينغضوا رؤوسهم ثم ربما سيقولوا وضحوا لنا المثلية التجديدية التي جاء بها القرآن أصلا .
فدونهم جوابنا ...
جاء القرآن ليقرر عددا من المعاني ... منها :
أن الله إله واحد لا إله معه يشاركه، فوجب أن لا يُعبد غيره ...
ثم ذكر الله في كتابه أدلة عقلية نظرية تدل على ما تقدم ومن ذلك قوله سبحانه :
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا
وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
...الخ
فنحن لا نريد منكم أن تأتوا بمثلية تكرارية تقليدية ، لأنكم لو أتيتم بنفس ذلك المعنى ، فستصبحوا مؤمنون مثلنا بأن الله واحد لا شريك له ...
وعندها تنتهي الخصومة بيننا وبينكم
ولكن نريد منكم أن تأتوا بمثلية تجديدية إنشائية ابتكارية اختراعية ...الخ
فعلى سبيل المثال
اخترعوا كلاما تنفون فيه وجود إله
أو
اخترعوا كلاما تثبتون فيه وجود أكثر من إله
أو
اخترعوا كلاما تنفون فيه وجود إله واحد فقط
....
ثم بعد ذلك كله اذكروا (( أدلتكم العقلية النظرية )) على ما قررتموه من اختراعات جديدة ....(1/1765)
فهذه هي المثلية التي نتحداكم أن تأتوا بمثلها
ولن يكون تحديكم على المستوى المطلوب حتى تنظروا من سيقتنع بأن كلامكم من لدن ملك الأكوان ومن سيتابعكم على كلامكم
وسنزيدكم وضوحا ، حتى لا يكون لديكم عذر بأنكم لم تفهموا المثلية المقصودة في الآيات التالية
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
وقوله سبحانه :
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وقوله سبحانه :
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
فمن ضمن الأمور التي قررها القرآن
أو سموها
نظرية جديدة
أو سموها
قاعدة جديدة
أو سموها
أصلا جديدا
أو سموها
أسسا
أو سموها ما شئتم من المترادفات فالمهم أن القرآن جاء بشيء هو :
أن البشرية سيعيشوا في هذه الحياة ثم يموتوا ثم يحييهم الله من جديد لتبدأ حياة أخرى أخيرة دائمة باقية يجازى فيها المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته
لقد جاءكم القرآن بذلك المعنى ، ثم أثبته بالأدلة العقلية النظرية
وسنزودكم فقط بمثال واحد من القرآن على كيفية إثبات الله ذلك الأمر بالأدلة العقلية فمثلا قوله سبحانه :(1/1766)
( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) )
ففي تلك الآيات المتتالية ثلاث أدلة عقلية ضخمة تثبت أن :
((البشرية سيعيشوا في هذه الحياة ثم يموتوا ثم يحييهم الله من جديد لتبدأ حياة أخرى أخيرة دائمة باقية يجازى فيها المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته ))
فالدليل العقلي الأول :
أن الذي خلق أول مرة قادر على الإعادة
الدليل العقلي الثاني :
أن الذي خلق المعجزات فأخرج النار من النبات المملوء ماء قادر على أن يجمع ذرات البشر يوم القيامة
الدليل العقلي الثالث :
أن الذي خلق السماوات والأرض وهما أكبر حجما قادر على أن يخلق الأصغر منهما حجما كهؤلاء البشر
_ وطبعا كل ما تقدم على اعتبار أنكم معترفون بأن الله هو الخالق للكون ، أما المنكرون فسنجيبهم بأدلة عقلية أخرى من القرآن تثبت لهم فساد تفكيرهم _
فمن خلال تلك الآيات السابقة نكرر عليكم أن تتذكروا جيدا بأن لا تأتونا بنفس المعاني التي جاء بها القرآن من إثبات اليوم الآخر وما فيه من الجزاء ، فإن فعلتم ذلك فقد أتيتم بمثلية تكرارية ، وسنلزمكم بها فتؤمنوا مثلنا باليوم الآخر وما فيه من الجزاء وهذا سيفض النزاع بيننا وبينكم فأنتم مؤمنون بما نحن مؤمنون به(1/1767)
ولكن لأنكم تنكرون أن القرآن كلام الله فنحن إنما نريد منكم مثلية التجديد فعليكم أن تأتوننا بمعانٍ جديدة تختلف في النتيجة عن معاني ونتائج القرآن ....
فعلى سبيل المثال اخترعوا كلاما تثبتون فيه عدم وجود يوم آخر
أو
عدم وجود الجزاء
ثم أثبتوا ذلك بالأدلة النظرية العقلية
وتذكروا جيدا أننا عندما نقول لكم هاتوا لنا مثل القرآن أو عشر سور مثل سور القرآن أو سورة مثل القرآن
فإياكم أن تنصرف أذهانكم إلى الإعجاز العلمي فكثير من هذا منشؤه استدلالات بشرية مسلمة قد تصيب وقد تخطيء
وحتى التي تصيب منها فكثير منها لا يعرفه إلا طبقة مثقفة في المجتمعات بينما القرآن يخاطب جميع طبقات المجتمع فينبغي أن يكون وجه الإعجاز الأكبر واضح لكل تلك الطبقات لا مختصا بطبقة دون طبقة
وأيضا تذكروا جيدا أننا عندما نقول لكم هاتوا لنا مثل القرآن أو عشر سور مثل سور القرآن أو سورة مثل القرآن
فإياكم أن تنصرف أذهانكم إلى فصاحة اللفظ وجزالته ورونقه ونحو ذلك
فهذا وإن كان فيه إعجاز _تجحدوه أحيانا_ ولكن لا يقدر على اكتشاف وجه التحدي اللغوي في القرآن إلا أهل التخصص في اللغة
بينما القرآن يخاطب كل أصناف البشر وليس أصحاب التخصصات فقط، فينبغي أن لا يكون الوجه الأكبر للإعجاز في اللغة
ومما يؤكد هذا الأمر أن كثيرا من الأنبياء وكثير من الناس أقاموا كل أمور دنياهم ودينهم خير قيام بدون اللغة العربية وذلك في عهود الكتب السماوية السابقة
وهذا يبين لنا بجلاء أن الهدف من نزول القرآن ليس نصر اللغة العربية فحسب وإنما هناك أهداف أكبر من هذا وبكثير
لذا فقد أخطأ من ظن أن وجه التحدي محصور في فصاحة وبلاغة القرآن فحسب
ثم حتى لو خففنا عليكم المهمة فطالبناكم بحصر التحدي فقط في جانب الأسلوب اللفظي للقرآن ، فقد كشفتم عن عجز أضحك من حولكم عليكم .(1/1768)
فالعرب كانوا يعرفون أقسام الكلام من نثر ونظم وشعر ونحو ذلك ، فجاء القرآن بطريقة جديدة في الكلام وهي طريقة البدء بأحرف في كثير من السور وطريقة فواصل الآيات المختومة بكلمات متقاربة الوزن .
فنحن نريد منكم أن تأتوا بأسلوب جديد في الكلام لا يعرفه الناس من قبل ، لا أن تحاكوا أسلوب القرآن كما يفعل مؤلفيكم في محاولاتهم المثيرة للضحك، فيقلدون القرآن في البدء بأحرف مقطعة، ويقلدون القرآن في فواصل الآيات، وهلم جرا ...
فليس هذا إتيان بمثل القرآن وإنما هذا تقليد للقرآن، وستؤول نتيجة هذا التقليد إلى خنوس تحديكم
فضلا على أن ليس هناك ضير كبير في أن يختلف البشر في بعض الأمور المتعلقة باللغة والبيان وطريقة الكلام .
وإنما الضير كل الضير أن تختلفوا معنا فتزعموا أن مع الإله شريك
أو
ولد
أو
أن تصرفوا العبادة لغير الله
أو
أن تزعموا أن ليس هناك بعث وجزاء
ونحو ذلك من أركان الإيمان والإسلام
فهذه هي القضايا الكبرى التي نحن مختلفون معكم فيها والتي جاء بها القرآن
وهذه هي هي بعينها التي نتحداكم أن تأتوا بكتاب مثل القرآن يثبت خلافها
سموها نظريات أو قواعدا أو أصولا أو أسسا أو ما شئتم
فالمهم أنها أمور يتبناها الناس صغار وكبارا ذكورا وإناثا بيضا وسودا فقراء وأغنياء أفرادا وأمما
يحيون عليها ويستميتون لأجلها .
فنحن نريد منكم نظريات مثلها في قوة الثبوت واتساع التأثير
وفوق هذا فمن حقنا أن نطالبكم أن تثبتوا أنها تنشأ من مصدر علوي كما هو حال القرآن الذي يتكلم من جهة علوية
فهذه الطريقة التي لم تخطر ببال شاعر ولا فصيح ولا منظر مهما بعدت نظراتهم وخصبت خيالاتهم لتدل دلالة أكيدة اختلاف كلام القرآن عن بقية كلام البشر .
ولذا نجد حتى الذين لا يفهمون القرآن كيانهم يهتز لمجرد سماع القرآن،
لا لشيء سوى أن القرآن صادر من جهة علوية
وكم من شخص أسلم بعدما اقشعر جلده من كلمات القرآن ثم لانَ جلده وقلبه إلى ذكر الله(1/1769)
ولذا فالذين تحدوا القرآن فألفوا ما ألفوا عندما نسألهم قائلين :
هل هذا الذي ألفتموه هو من كلامكم أم هو من كلام الله ؟
فسيقولون لنا وبكل سذاجة : لا ، بل هو من "كلامنا" ولكن إنما أردنا التحدي كما طلبتم منا ..
فسنقول لهم : ها أنتم أول المعترفين بأن تأليفكم إنما هو من كلامكم وليس من كلام الله ، بينما الرسول كان ليل نهار ينادي الناس بأن القرآن كلام الله .
فكم هو أمر مثير للسخرية والتهكم بكم أن تتحدوا شيئا وأنتم لا تعلموا وجه التحدي فيه !
فانظروا كيف مكر الله بكم من حيث لم تشعروا
وصدق الله إذ قال ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
فالنتيجة النهائية أن القرآن كلام خالق لا كلام مخلوق
عموما ... يا أيها المؤلفون الجدد اتحدوا كلكم بل واطلبوا مساعدة الجن وتذكروا أننا ننتظركم في كل مكان وزمان
وإن شئتم سنبدأ العد من تاريخ اليوم
بل سنضع لكم فراغا لتكتبوا تأريخ بداية محاولاتكم
( / / )
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا
فاتقوا النار
واعلموا أن القرآن كلام خالق الكون ، وقد أمركم فيه بأن تؤمنوا بالله وحده لا شريك له فتعبدوه كما أمركم ولا تشركوا معه أحدا
وتؤمنوا باليوم الآخر فالجنة للطائعين والنار للعاصين
وتؤمنوا بالملائكة وكتب الله ورسل الله وبالقدر خيره وشره
ثم تنفذوا ما أمركم الله به في القرآن من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ونحو ذلك
---
د. هشام عزمي
03-27-2005, 05:08 AM
أين التحدي يا أخي في هذه "السور" ؟؟ أولئك قوم يهذرون و بالطعام متخمون و من سكرة الخمر يترنحون .. عافانا الله مما هم به مبتلون !
---
عبدالله حسن
03-28-2005, 07:44 AM
بارك الله في كاتب الموضوع .. و لهذا الموضوع علاقة بموضوع الاخ الفاضل ( ابو عبدالمعز ) حول الاعجاز في القران و ضرورة ضبط المراد بالاعجاز بتعريف جامع يضع الضوابط و الحدود لهذا المصطلح ..
---
أخوكم
03-29-2005, 07:20 AM
الأخ صاحب الفضل د. هشام عزمي حفظه الله(1/1770)
صدقتَ وبررتَ وابن القيم يؤيدك قائلا :
" ...حتى الذين راموا معارضته كان ما عارضوه من أقوى الأدلة على صدقه فإنهم أتوا بشيء يستحي العقلاء من سماعه ويحكمون بسماجته وقبح ركاكته وخسته فهو كمن أظهر طيبا لم يشم أحد مثل ريحه قط وتحدى الخلائق ملوكهم وسوقتهم بأن يأتوا بذرة طيب مثله ، فاستحيى العقلاء وعرفوا عجزهم وجاء الحقمان بعذرة منتنة خبيثة وقالوا قد جئنا بمثل ما جئت به فهل يزيد هذا ما جاء به إلا قوة وبرهانا وعظمة وإجلالا ..."
==========
الأخ كريم السجايا عبد الله حسن حفظه الله
صدقت في التنبيه لأهمية البحث عن ضبط وجه الإعجاز
وجزى الله إخواني في كل مكان خيرا كثيرا كبيرا
ولكن لعلك تلحظ تركيز الكثير من الناس على جانب اللغة في القرآن
وهذا وسع رقعة الفهم الخاطيءعند الناس بأن إعجاز القرآن منحصر في اللغة !
وقد أجبتُ عن هذا الأمر في موضوعي الآنف
ولأن الموضوع موجه لغير المسلمين في المقام الاول ، لذا حرصت أن لا أطيل فيه بسرد أقوال الأئمة ، أما هنا في الردود فلعل الأمر أهون فدونك قول ابن القيم رحمه الله في هذا الجانب :
" ... وبعضهم قصر الإعجاز على مجرد فصاحته وبلاغته وبعضهم على مخالفة أسلوب نظمه لاساليب نظم الكلام وبعضهم على ما اشتمل عليه من الإخبار بالغيوب إلى غير ذلك من الأقوال القاصرة التي لا تشفي ولا تجدي وإعجازه فوق ذلك ووراء ذلك كله ... "
---
فهد الناصر
04-04-2005, 02:10 AM
أولاً : أشكرك يا أستاذنا الكريم المتخفي وراء (أخوكم) ، وأسأل الله أن يجعل هذا الحرص والغيرة على القرآن والدين في موازين حسناتك.(1/1771)
ثانياً : أسأل الله أن يفضح كاتب هذه الخزعبلات التي سماها سوراً ، وأن يهلكه . فقد فضح نفسه ، وأظهر جهله. وهذه أول مرة أقرأ مثل هذا السخف. من مثل قوله قبحه الله ولعنه :(واقرأوا النساء والتحريم والأحزاب وما حوته أخريات مما يند له من الخجل الجبين ). وهو يريد أن يقول (يندى) فقال (يند). حسبنا الله على هذه القمائم التي لا تدري ماذا تصفها به.
ثالثاً : أين نشرت مثل هذه المعارضات ، وأخشى أن يكون في وضعها هنا ما يشكك بعض الضعفاء ، وإن كان أمرها يضحك أقل الناس علماً ، ويجعله يعرف قدر ومكانة كلام الله ، من كلام هؤلاء المجانين . ووالله إنني أقرأ للدكتور إبراهيم عوض في ما يكتبه وأجده يتلفظ أحياناً بعبارات قاسية على مثل هؤلاء ، ولكن ما دام يكتبون مثل هذا فلا والله إن كتاب الله أغلى عندنا وأعز من نفوسنا.
اللهم انصر أوليائك المخلصين يا رب العالمين ، ورد كيد هؤلاء الحادقين الملاعين في نحورهم . وأكرر شكري لصاحب الموضوع بارك الله فيه.
---
(1/1772)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام
---
ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام
---
عيسى القرشي
12-25-2003, 01:53 PM
قصة يوسف من أحسن القصص وأوضحها وأبينها لما فيها من أنواع التنقلات من حال الى حال ومن محنة الى محنة ومن ذل الى عز ومن رق الى ملك ومن فرقة وشتات الى اجتماع وائتلاف ومن حزن الى سرور ومن رخاء الى جدب ومن جدب الى رخاء ومن ضيق الى سعة فتبارك من قصها فأحسنها ووضحها وبيّنها .
واليك أخي الكريم ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام :
الفائدة الأولى :
نستفيد من قصة يوسف أن من دخل الإيمان قلبه وكان مخلصاً لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين )
الفائدة الثانية :
أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين أما فعل المعصية واما عقوبة دنيوية أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة .
الفائدة الثالثة :
أنه ينبغي للعبد أن يتملق الى الله دائماً في تثبيت إيمانه ويعمل الأسباب الموجبة لذلك ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة ويتذكر دائماً قول يوسف عليه السلام :
( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين )
( بتصرف يسير من كلام الامام السعدي رحمه الله )
ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام
---
(1/1773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية كتاب الكتروني رائع
---
دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
01-28-2007, 11:30 AM
دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
دراسَة
لِسُقوطِ ثلاثينَ دَوْلَةٍ إسْلامِيَّة
د. عبد الحليم عويس
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 475 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/55b005b448.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/c24e1ae639.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/62f6448773.jpg
روابط التنزيل
http://sa32.com/files/6a5979bb02945f0e/Derassah.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=302814
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1774)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في قصة موسى والخضر عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام
---
إشكال في قصة موسى والخضر عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام
---
شعبة بن عياش
10-26-2003, 01:10 PM
أشكل علي أيها الأفاضل في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام
نسيان فتى موسى (يوشع بن نون) –عليه السلام- ذكر خبر الحوت العجيب لموسى عليه السلام
فكيف ينسى إخبار موسى بمثل هذه الحادثة العجيبة؟؟؟؟؟
هل من حل لهذا الإشكال؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 01:54 PM
أخي الحبيب شعبة بن عياش وفقه الله ، حل هذا الإشكال - والله أعلم - ظاهر من خلال الآيات ، في قوله :(وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره). فكأنه أحس بأن الأمر من الأهمية بحيث لا يحتمل النسيان كما تفضلتم وفقكم الله. ولكن لحكمة أرادها الله أنسى الشيطان يوشع بن نون ذكر هذا الأمر لموسى ، كما أنسى صاحبَ يوسف في السجن تذكير الملك بقصة ظلم يوسف وسجنه بضع سنين . قال تعالى :(فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) وكان كل ذلك لحكم عظيمة.
والله الموفق.
---
شعبة بن عياش
10-27-2003, 11:12 AM
جزاك الله خيرا وزادك من فضله العظيم
---
الشيخ أبو أحمد
11-10-2003, 10:36 PM
لقد قرات بحثا من أقوى وأجرأ ما قرأت في التدبر عنن الخضر وموسى, يخلص إلى أن الخضر هو عمران أبو موسى, فلا تستعجلوا الرد, وادخلوا وتدبروا!
www.alassrar.com
---
أبو عبد المعز
11-11-2003, 02:14 AM
غفر الله لك يا شيخ ابو احمد....كيف تعدما قرأت من اقوى البحوث..وهو بحث متهافت ..يقرر نتائج لا أظن ان هناك من يتابعه عليها يقول صاحبك-والنقل حرفيا من موقعه-:
"بعد هذا، نظن والله أعلم بمراده، أن "الخضر" هو عمران أبو موسى, وهو عندنا يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم, والله أعلم."(1/1775)
صاحبك يذهب الى ان الخضر هو عمران ابو موسى....
وعمران ابو موسى هو يعقوب -اسرائيل-
إذن.....فموسى هو احد إخوة يوسف...الذين تآمروا على اخيهم...ولا اظن صاحبك ينكر ان يوسف هو ابن ليعقوب...ويعقوب على زعم صاحبك هو اسرائيل..واسرائيل هو عمران الملقب بالخضر حسب زعم الزاعم...وموسى هو ابن عمران..
فهل اوتي موسى النبوة بعد نبوة اخيه الاصغر يوسف..وهرون ...شقيق موسى..فهل تآمر هو ايضا على اخيه الاصغر يوسف...وكيف التقط موسى من اليم ..ومتى ...كان ذلك ..والقران يثبت ان يعقوب واهله كانوا فى البدو..ولم يدخلوا مصر الا فى زمن حكم يوسف....
بعد هذا نظن والله اعلم ان صاحب هذا الهراء دجال..وعلى الذاهبين الى موقعه الالتزام بالحذر..
---
شعبة بن عياش
11-11-2003, 02:00 PM
من قرأ المقدمة التي عنون لها صاحب الموقع بـ (مقدمة لا بد منها (http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=intro)) عرف تهافت منهجه في البحث والاستنباط
وما خبر حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنه مع نوف البكالي رحمه الله وهو الزاهد الورع عنا ببعيد، فابن عباس مع جلالة قدره ومتانة علمه عندما سئل عن هذه القصة استشهد بكلام سلف صالح هو أبو المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه.
اقرأ وتأمل الحديث وهو في صحيح الإمام البخاري تحت كتاب التفسير:
215 - باب: { وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } /60/: زمانا، وجمعه أحقاب.
4448 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله: حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(1/1776)
: (إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يارب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غدائنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، فقال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء، حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إ(1/1777)
مرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: وهذا أشد من الأولى، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، لو شئت لا تخذت عليه أجرا، قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما).
قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين.
والمقصود من مثل هذه الأمور لابد فيها من الاستنارة بأقوال السلف رحمهم الله.
(وراجع ماكتبه الشيخ الفاضل مساعد الطيار في كتابه أصول التفسير)
---
rokab
11-15-2003, 01:35 AM
أخى فى الله .. أود أن أدلك على موضع من النت فيه الاجابة على سؤالك .. وأسأل الله أن ينفعك بما فيه .. وهو فى هذا الرابط :
http://www.homepagez.com/faroq/html/Taweel.htm
---
(1/1778)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ألفاظ القرآن ومعانيه , ليست غريبة عن العرب ؟!
---
ألفاظ القرآن ومعانيه , ليست غريبة عن العرب ؟!
---
يراع العربية
12-26-2006, 10:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أهل هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله تعالى أن يكون من دروب العلم الخالدة , نتقاطف منها ثماره
الناضجة , فنفيد ونستفيد , إنه خير معين لنا . ثم أما بعد :
ففي أثناء قراءتي لكتاب الدلائل لعبد القاهر الجرجاني , وجدت حديثاً قيماً تحدث فيه عن قضية اللفظ والمعنى , وهي
قضية عملاقة تختص بفن الكلام عامة , ولكني صدفتُ عن ذلك كله هنا , لأسجل ما يختص بالإعجاز القرآني في ملتقى
التفسير القرآني .
فقارئ القرآن , حين يبحر مع ألفاظه ومعانية مقتطفة على حدة , سيجدها مما نتناقلها وليست غريبة علينا , ثم تراه
يتعجب من ورودها في المصحف بليغة معجزة فيزداد إعجاباً به , وليس ذلك غريباً على معجزة نزلت من لدن حكيم خبير .
وقضية اللفظ والمعنى , قضية شغلت الدارسين منذ القدم ,واختلفت وجهات نظرهم فيها , فمنهم من يرى للفظ مزية ,
ومنهم من يرى ذلك للمعنى , ومنهم من يجمع بينهما في المزية , ولكنا هنا سنقتصر على موقف عبدالقاهر منها ,
وكلامه عنها , لأن المتكلمين عنها كثر , وقد أجاد عبد القاهر الجرجاني الحديث عنها , خاصة فيما يخص بالإعجاز
القرآني .
يوضح عبدالقاهر في ( الدلائل ) نظرية ساقها على رأي المعتزلة يوضح فيها فساد رأيهم في قضية اللفظ , وتمجيدهم
له , وجعله العامل المهم من عوامل البلاغة المطلوبة , والإعجاز المؤثر, فانظر له حين يقول : " ومن المعلوم أن لا معنى
لهذه العبارات وسائر ما يجري مجراها , مما يفرد فيه اللفظ بالنعت والصفة , وينسب فيه الفضل والمزية إليه دون
المعنى " { 1 }(1/1779)
ثم يردف حديثه بتعليلٍ نابع من عقل واعٍ بالفكرة , فيبرر لنا سبب عدم مثالية اللفظ لوحده في أداء الإعجاز المطلوب
بقوله : " وهل تجد أحداً يقول : ( هذه اللفظة فصيحة ) إلا وهو يعتبر مكانها من النظم وحسن ملائمة معناها لمعاني
جاراتها , وفضل مؤانستها لأخواتها ؟ , وهل قالوا : (لفظة متمكنة ومقبولة ) وفي خلافه : ( قلقة ونابية ومستكرهة ) إلا
وغرضهم أن يعبروا بالتمكن عن حسن الاتفاق بين هذه وتلك من جهة معناهما , وأن السابقة لم تصلح أن تكون لفقا ً
للتالية في مؤداها " { 2 }
وقد وضح عبدالقاهر مقولته السابقة بتحليل قوله تعالى : (( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء
وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين )) { 3 }
فالكلمات الواقعة في هذه الآية لو أخرجت من هذا السياق ووضعت في سياق آخر, لا يمكن أن تاتي بمثل ما أتت به
في الآية من البلاغة ومن ثم الإعجاز, فكل هذه الكلمات قد استعملتها العرب وليس منها ما يعجب منه العقل العربي , غير
أن السياق الذي سبكت فيه جاء معجزاً باهراً, انظر في قوله عن ذلك :
" فتجلى لك منها الإعجاز, وبهرك الذي ترى وتسمع , أنك لم تجد ما وجدت من المزية الظاهرة , والفضيلة القاهرة ,
إلا لأمر يرجع إلى ارتباط هذه الكلم بعضها ببعض , وأن لم يعرض لها الحسن والشرف إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية ,
والثالثة بالرابعة , وهكذا إلى أن تستقريها إلى آخرها , وأن الفضل ناتج بينها , وحصل من مجموعها " { 4 }
وخلاصة قول عبدالقاهر في اللفظ والمعنى مقولة جامعة مانعة لرأيه في اللفظ والمعنى حين يقول : " فقد اتضح إذن
اتضاحاً لا يدع للشك مجالاً , أن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة , ولا من حيث هي كلم مفردة , وأن
الفضيلة وخلافها , في ملائمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها , وما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ " { 5 }(1/1780)
ثم يجمع عبدالقاهر كلاماً جميلاً عن وجوب تمازج اللفظ والمعنى في الاستخدام فيقول : " لو عمد عامد إلى ألفاظ
فجمعها من غير أن يراعي فيها معنى , ويؤلف منها كلاماً , لم تر عاقلاً يعتد السهولة فيها فضيلة ؛ لأن الألفاظ لا تراد
لأنفسها , وإنما تراد لتجعل أدلة على المعاني , فإذا عدمت الذي له تراد , أو اختل أمرها فيه , لم يُعتد بالأوصاف التي
تكون في أنفسها عليها , وكانت السهولة وغير السهولة فيها واحداً " { 6 }
وهذه القضية شبية بقضية النظم , ورجوع الميزة له , إلا أنها أوسع تناولاً , وأدق تعبيراً , لأنها تفسر خروج اللفظ
لوحده , وكذلك المعنى , بمعنى معروف متداول بين العرب , ثم تلجأ لبيان السبب , وهو وقوعها في نظم بديع معجز .
وثمة كلام كبير عن هذه القضية نجدها في صفحات بعض النقاد المحدثين الذين تباينت آراؤهم , واختلفت وجهاتهم حياز
هذه القضية , فمن مؤيد لعبد القاهر , ومن معارض له بدليل أو بغير دليل , والمقام يضيق لبسطه هنا , وثمة كتاب قيم
جمع ذلك في رسالة دكتوراه , من جامعة الأزهر, وهي بعنوان ( قضية اللفظ والمعنى , وأثرها في تدوين البلاغة
العربية ) للدكتور / علي محمد العماري .
أرجو من الله تعالى أن ينفع بما قلت , وأن يبلغني رتباً عالية في العلم الشرعي , أو مامن شانه أن يخدم القرآن
الكريم , إنه على ذلك قدير , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(1) دلائل الإعجاز , 43
(2)المصدر نفسه , 44 , 45
(3)سورة هود , 44
(4)دلائل الإعجاز , 45
(5)المصدر نفسه , 457
(6)المصدر نفسه , 522
---
الجكني
12-26-2006, 11:24 PM
فتح الله علي وعليك أخي يراع العربية ،وحقق لنا ولك الآمال 0
---
يراع العربية
12-28-2006, 10:34 AM
فتح الله علي وعليك أخي يراع العربية ،وحقق لنا ولك الآمال 0(1/1781)
آمين , ما أجمله من دعاء , وهل بعد فتح الدين والعلم فتح ؟!
شاكرة مروركم البهي , وأرجو الله أن يقبل دعوتكم الصالحة .
---
الجكني
12-28-2006, 03:11 PM
أكرر شكري ،واعتذر عن "أخي" إلى يا "أختي"0
---
يراع العربية
12-29-2006, 01:09 AM
أكرر شكري ،واعتذر عن "أخي" إلى يا "أختي"0
مرحباً بكم مرة أخرى , ولا تثريب عليكم , فكلنا أخوة الدين والعلم .
نفع الله بعلمكم ,,
---
(1/1782)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم قراءة البسملة
---
حكم قراءة البسملة
---
أبوخطاب العوضي
05-25-2004, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اتفق العلماء على أن البسملة آية من آيات القرآن الكريم واختلفوا في حكمها بعد ذلك هل هي آية من كل سورة وردت في أولها ؟ أم هي آية من سورة النمل فقط ؟ أم هي آية في أول سورة الفاتحة ؟
قال عاصم وقالون الكسائي وابن كثير : بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا سورة براءة , وقال حمزة : بعد قراءتها بين السورتين : وسئل نافع عن قراءة البسملة في أول سورة الفاتحة فأمر بها وقال : أشهد أنها آية من السبع المثاني وأن الله أنزلها .
واستدل القائلون بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا براءة بما روي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل ( بسم الله الرحمن الرحيم )
كما استدلوا على ما ذهبوا إليه بثبوتها في المصحف بين جميع السور ما عدا سورة براءة .
واستدل القائل بعد قراءة البسملة بين السورتين بما يأتي :
أولا : يقول ابن مسعود رضي الله عنه كنا نكتب باسمك اللهم فلما نزلت ( بسم الله مجريها )(هود 41)
كتبنا : ( بسم الله ) فلما نزل قوله تعالى ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياًّ مَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى )(الإسراء 110)
كتبنا : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فلما نزلت آية النمل ( إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم )(النمل 30) . كتبناها
فهذا دليل على أنها لم تنزل في أول كل سورة من السور .
ثانيا : واستدل القائل ثانياً بعدم قراءة البسملة بأن كل سورتين كآيتين في عدم البسملة وقد جاز الوصل بين آيتين فكذلك السورتان ويكفي بسملة الفاتحة .
أما ورش وأبوعمرو وابن عامر فقد قالوا : إن القارئ مخير بين السكت والوصل .(1/1783)
أما الوصل : فقد استدلوا على جوازه بما استدل به القائلون بالسكت بين السورتين .
وأما السكت : فإن آخر السورة الأولى وأول السورة الثانية آيتان وسورتان وفيه إشعار بالإنفصال لكنهم رجحوا واستحسنوا السكت في أربع سور وهن ما أوله لا , وذلك ما جاء في قوله تعالى : في آخر سورة المدثر ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )
ذكر بعدها مباشرة قوله تعالى ( لا أقسم بيوم القيامة )(القيامة 1)
وكرهوا ذكر لا بعد ذكر الجنة في مثل قوله تعالى : في آخر سورة الفجر ( فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
ذكر بعدها مباشرة ( لا أقسم بهذا البلد )(البلد 1)
وكرهوا الوصل بين قوله تعالى ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله )(الانفطار 19) , وبين قوله ( ويل للمطففين )(المطففين 1)
كما كرهوا الوصل بيم قوله ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )(العصر 3) وبين قوله ( ويل لكل همزة لمزة )(الهمزة 1)
والكراهة إنما هي للتلاصق لا للبس وأما السكت فلحصول الفصل الدافع للتوهم .
واتفق جميع العلماء على عدم البسملة وصلاً وابتداء بين سورتي الأنفال وبراءة لأن البسملة أمان وبراءة ليس فيها أما لنزولها بالسيف أو لأن قصة إحدى السورتين شبيهة بقصة الأخرى وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البيان فظن وحدتهما .
وهذا القول مردود , لأن السرول صلى الله عليه وسلم لا يجوز له أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة , كما قال علماء أصول الفقه , وخاصة فيما يتعلق بالقرآن الكريم .
والصحيح ما ذكر السيوطي في كتابه الإتقان أن التسمية لم تكن فيها , لأن جبريل لم ينزل بها .
وقد اتفق القراء على الإتيان بالبسملة في أول سورة ما عدا سورة براءة أما أجزاء السور في غير براءة فالقارئ مخير فيها بين الإتيان والترك .(1/1784)
وقال : وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير براءة , لأم أكثر العلماء نص على أنها آية فإذا أخل بها القاريء كان تاركاً لبعض الختمة عند الأكثرين وإذا قرأ من أثناء السورة استحب له ذلك أيضاً .
وبعد أن ذكرنا آراء علماء القراءات في حكم البسملة , نذكر الآن رأي الفقهاء في حكم البسملة هل هي آية من سورة النمل فقط ؟ أن آية من الفاتحة ؟ أم آية من القرآن الكريم ؟
ونذكر آراء الفقهاء وأدلتهم وما يترتب على هذا الخلاف من أثار فقهية مستعينين بالله تعالى في بيا هذا الخلاف :
آراء الفقهاء في حكم البسملة
رأي أي حنيفة : يرى الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه أن البسملة آية تامة من القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة .
رأي مالك : ويرى الإمام مالك رضي الله عنه أن البسملة ليسة آية من الفاتحة ولا من شيء من سور القرآن .
رأي الشافعية والحنابلة : ويرى الشافعية والحنابلة رضي الله عنهما أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة .
دليل الحنفية : واستدا الحنفية على ما ذهبوا إليه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فضل السورة , وأنها قد انتهت حتى ينزل عليه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) واستدلوا بالأحاديث الواردة التي تدل على عدم قراءة البسملة في الصلاة الجهرية قبل قراءة الفاتحة وحكموا بأن البسملة آية من سورة النمل وهي آية من القرآن الكريم وليست آية من الفاتحة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وكثيراً من أصحابه رضي الله عنهم كانوا لا يجهرون بالبسملة أثناء صلاتهم .
كما قالوا : إن كتابة البسملة في المصحف يدل على أنها من القرآن ولكن هذا لا يدل على أنها آية من كل سورة واستدلوا على قرآنيتها بتنزيلها .
وقالوا : إن مجرد تنزيل البسملة يستلزم قرآنيتها .(1/1785)
وقال الجصاص في كتابه أحكام وهو حنفي المذهب : وقد اختلف العلماء في البسملة أهي آية من الفاتحة أم لا ؟ فعدها قراء الكوفة آية منها ولم يعدها قراء البصريين .
وقال : وحكي شيخنا أبوالحسن الكرخي عدم الجهر بها وهذا يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة ومذهب أصحابنا أنها ليست بآية من أوائل السور لترك الجهر بها ولأنها إذا لم تكن من فاتحة الكتاب فكذلك حكمها في غيرها .
ثم يقول : ومما يدل على أنها ليست من أوائل السور ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سورة في القرآن ثلاثون آية شفهت لصاحبها حتى غفر له ( تبارك الذي بيده الملك ) , وقال الترمذي هذا حديث حسن .
ولو كانت البسملة آية من سورة الملك لكانت ‘حدى وثلاثين آية وهذا يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عد السورة ثلاثين آية فقط يدل على أن البسملة ليسة آية من الفاتحة أو من أوائل السور , إجماع القراء والفقهاء على أن سورة الكوثر ثلاث آيات ولو كانت البسملة آية منها لكان عدد آياتها أربع آيات لا ثلاث .
وعلى هذا القول تكون البسملة عند الحنفية ليست من الفاتحة ولا من أوائل السور وإنما جيء بها للفصل بين السور فقط وهي آية من القرآن الكريم فقط .
دليل المالكية : واستدل المالكية على ما ذهبوا إليه بأن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من القرآن وإنما جيء بها للتبرك فقط بالأدلة الآية : استدلوا بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون ( بالحمد لله رب العالمين )
وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : قمتُ وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كانن لا يقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إذا افتتح الصلاة .
وفي هذا الحديث دليل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة أو من القرآن الكريم لأنها لو كانت من الفاتحة أو القرآن لسمعها الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/1786)
ولكن ثبت أن أبابكر وعمر وعثمان كانوا لا يقرءون البسملة فإن هذا يدل على عدم ثبوتها آية من الفاتح أو القرآن كما استدلوا أيضاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عزوجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل , فإن قال العبد ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله تعالي : حمدني عبدي . وإذا قال العبد ( الرحمن الرحيم ) قال الله تعالى : أثنى علي عبدي . وإذا قال العبد ( مالك يوم الدين ) قال الله تعالى : مجدني عبدي . فإذا قال ( إياك نعبد وإياك نستعين ) قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل . فإذا قال ( إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغصوب عليهم ولا الضالين ) قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .
ووجه الدلالة من هذا : أن قوله عزوجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي , يريد بالصلاة هنا : الفاتحة وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بالفاتحة فلو كانت البسملة آية من الفاتحة لذكرت في هذا الحديث القدسي الشريف .
واستدل المالكية أيضا بقولهم : لو كانت البسملة آية من الفاتحة لكان هناك تكرار في ( الرحمن الرحيم ) في وصفين : واصبحت السورة هذكا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم ) وذلك مخل ببلاغة النظم الكريم .
كما استدلوا أيضا بقولهم : إن كتابة البسملة في أوائل السور وإنما هو للتبرك : ولامتثال الأمر بطلبها والبدء بها في أوائل الأمور وهي وإن تواترت كتابتها في أوائل السور فلم يتواتر كونها قرآناً فيها .
ويقول ابن العربي : ويكفيك أنها ليست من القرآن إختلاف الناس الناس فيها والقرآن لا يختلف فيه والأخبار الصحاح التي اتفق عليها العلماء ولم يَرِد عليها طعن تدل على أن البسملة لسيت آية من الفاتحة ولا غيرها إلا في النمل وحدها .(1/1787)
ثم يقول : إن مذهبنا يترجح في ذلك بوجه عظيم وهو المهقول وذلك أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة انقضت عليه العصور , ومرت عليه الأزمنة والدهور , من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زمان الإمام مالك رضي الله عنه ولم يقرأ فيه أحد قد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إتباعاً للسنة .
بيد أن أصحابنا استحبوا قراءتها في النفل , وعليه تحمل الآثار الواردة في قراءتها .
دليل الشافعية والحنابلة : استدل الشافعية والحنابلة على أن البسملة آية من الفاتحة بما يأتي : عن قتادة رضي الله عنه قال : سئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام فقال : كانت مدا ثم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم .
وهذا الحديث يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمد قراءته في البسملة وقد استدل بهذا الحديث القابلون بقراءة البسملة في الصلاة , لأن كون قراءته على الصفة التي وصفها أنس تستلزم سماع أنس لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ذكره أنس يدل على مطلق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارجها .
واستدلوا أيضا بما روته السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( الحمد لله رب العالمين ) وعد السبملة آية من الفاتحة .
كما أن الصحابة رضوان الله عليه أجمعين أثبتوا البسملة فيما جمعوا من القرآن وكتبوها في الصمحف من غير أن ينكر عليهم أحد صنيعهم فدل ذلك على أن البسملة آية من الفاتحة .
المناقشة(1/1788)
يتضح لنا مما ذكرناه من أدلة الفقهاء أن كل واحد منهم حاول أم يؤكد رأيه بما ذكره من أدلة فيرى أبوحنيفة فيما ذهب إليه أن البسملة آية من القرآن الكريم وقال الشافعية والحنابلة أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة أنا الإمام مالك رضي الله عنه فقد قال : إن البسملة ليسة آية من الفاتحة أو من القرآن ما عدا ما جاء في سورة النمل .
ونرى من أدلة الفقهاء التي ذكرنا بعضاً منها أن رأي المالكية قد جانب الصواب وقولهم يحتاج إلى نظر إذ ليس بلازم أن يقال في كل آية أنها قرآن ويتواتر ذلك بل يكفي أن يقرأها الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر الكتبة بكتابتها في المصحف ويتواتر ذلك عنه .
وقد أجمعت الأمة الإسلامية على أن جميع ما في المصحف الشريف , من القرآن الكريم وصار ذلك إجماعاً منهم على أن البسملة آيم من القرآن ونرى المالكية قد استدلوا بحديث أنس بن مالك الذي ذكر فيه أنه صلى خلف الرسول صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وكانوا جمعياً يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ونلاحظ أن أبابكر كان من بين الصحابة الذين لا يقرؤن البسملة وكذا عثمان .
وقد جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكانت البسملة فيه ثم نسخ المصحف في عهد سيدنا عثمان وكتبت البسملة في أول الفاتحة وأول كل سورة ولم ينكر عثمان كتابت البسملة في المصحف الشريف .
أما الأحاديث الواردة بعدم سماع الصحابة لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأحاديث الواردة المؤكدة لسماع الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم أثناء البسملة .(1/1789)
فإننا نرى أن مَن أثبت السبملة لسماعه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء القراءة فهذا محمول على قرب هذا الصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء القراءة فهذا محمول عبى قرب هذا الصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أما من لم يسمع منه البسملة فقد كان ذلك لبعده عنه أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها سرا أو كان يقؤها بصوت مرتفع .
والصحابة لم يسمعوها لأنهم كانوا مشغولين , بالنية والتكبير .
ما يترتب على هذا الخلاف من أثار فقهية
لقد رأينا أن الفقهاء اختلفوا في حكم البسملة هلة هي آية من الفاتحة ؟ أو من كل سور ؟ أو ليست من القرآن ؟
وقد ذكرنا أدلة كل فريق من هؤلاء ورأينا أن الباعث على اختلافهم هو تعارض الآثاؤ الواردة في هذا والذي يترتب على هذا الخلاف أن من جعل البسملة آية من القرآن ولم يجعلها من الفاتحة على وجه الخصوص لم يوجب قراءتها في الصلاة , وإنما تقرأ على سبيل الإستحباب فقط وهذا مذهب الحنفية .
أما من يرى أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة من سور القرآن الكريم فإنه أوجب قراءة البسملة في الصلاة عند قراءة الفاتحة وهذا هو مذهب الشافعي وأحمد
وعلىذلك فإن الصلاة لا تبطل بسبب ترك البسملة إلا عند الشافعي وأحمد رضي الله عنهما .
أما مالك وأبوحنيفة فلا تبطل الصلاة عندهما بسب ترك البسملة .
الترجيح
والأرجح في هذه المسألة هو القول بقرآينة البسملة وأنها من القرآن الكريم بقطع النظر عن كونها آية من الفاتحة أو آية من كل سورة وأن القول بعدم قرآنية البسملة قول باطل .
كما أن القول بعد تواتر البسملة ممنوع لأن بعض القراء أثبتها ضمن القراءات المتواترة ولا يجوز إنكارها .
كما أن الاختلاف لا يستلزم عدم التواتر .
وعلى هذا تكون قراءة البسملة في أثناء الصلاة إنما هي على سبيل الندب لا على سبيل الوجوب قطعاً للنزاع .(1/1790)
من كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي . تأليف الدكتور صبري عبدالرّءوف محمد عبدالقوي ص179-190
أخوكم في الله : أبوخطاب العوضي
---
(1/1791)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير نفيس لسورة الفاتحة لمحمد بن يوسف السنوسي ( ت 895 هـ )
---
تفسير نفيس لسورة الفاتحة لمحمد بن يوسف السنوسي ( ت 895 هـ )
---
أحمد بزوي الضاوي
03-17-2007, 02:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
هذا تفسير أم القرآن .
للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني الحسني ( ت 895 هـ )
ترجمة الشيخ السنوسي :
هو أبو عبد الله محمد بن يوسف الحسني السنوسي به عرف ، التلمساني ، عالمها و صالحها فاضلها، العلامة المتكلم المتفنن ، شيخ العلماء و الزهاد ، و الأساتذة العباد ، العارف بالله ، الجامع بين العلم و العمل . أخذ عن أئمة منهم والده و أخوه لأمه علي التالوتي ، و محمد بن العباس ، و أبو عبد الله الجلاب ، و الولي أبركان ، و انتفع به أبو زيد الثعالبي وأجازه . و روى الشفا للقاضي عياض عن إبراهيم التازي .
وأخذ عنه خلق كثير نذكر منهم : الملالي ، و ابن صعد ، و أبو القاسم الزواوي ، و ابن أبي مدين، و ابن العباس الصغير ، و أبو عبد الله المقيلي ، و الشيخ زروق .(1/1792)
للسنوسي كتب كثيرة تشهد بمكانته العلمية المتميزة : " العقائد وصغراه لا يعادلها شيء من العقائد، و هي الكبرى و شرحها ، و الوسطى و شرحها ، و الصغرى و شرحها ، و صغرى الصغرى و شرحها . و شرح لامية الجزيري ، و شرح الحوفية كبير الجرم و الفائدة ، و ألفه و هو ابن تسعة عشر عاما . و المقدمات و شرحها ، و شرح أسماء الله الحسنى ، و اختصر إكمال الكمال للأبي على صحيح مسلم . و له مختصر في المنطق و شرحه حسن جدا ، و شرح البخاري و صل فيه باب " من استبرأ لدينه " . و مشكلاته ، و له مختصر التفتازاني على الكشاف ، و شرح جمل الجونجي ، و رجز ابن البنا في الطب ، و لم يكمل شرح مختصر ابن عرفة ، و الشاطبية ، وجواهر العلوم للعضد في علم الكلام ، و تعليق على فرعي ابن الحاجب و غير ذلك مما هو كثير .
ترجمته واسعة ، أفردها تلميذه الملالي بالتأليف . ولد بعد الثلاثين وثمانمائة ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة 895 هـ .
عن كتاب : " شجرة النور الزكية في طبقات المالكية : محمد بن محمد مخلوف ، ص 266 ، دار الفكر ، بيروت ، بدون طبعة و لا تاريخ " .
كما ترجم له أحمد بابا في نيل الابتهاج ، ص 325/329 .
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله .
هذا تفسير الفاتحة باختصار عن نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط .
(الحمد لله): معناه الحمد كله لله وحده ، لأن كل كمال قديم فهو وصفُه ، و كل كمال حادث فهو جُعله .(1/1793)
(رب العالمين): معناه جميع الحوادث المختلفة في أجناسها وأنواعها و أصنافها ، و به مقاديرها وصفاتها وأزمنتها و أمكنتها ، وذلك الاختلاف دليل فيها على وجوب افتقارها إلى الله تبارك وتعالى ، و على وجوب وجوبه، ووحدانيته ، وكمال قدرته و إرادته ، و علمه وحياته ، وذلك دليل على ما دل عليه قوله : ( الحمد لله ) كون المدح بكل كمال لله تعالى وحده ، و من كونه هو المالك للعوالم ، الرب لها ، يجمع العالمين ليكون دليلا على ما قبله ، لأن الجمع دال على الاختلاف في الدال على وجوب الافتقار إلى الرب تبارك و تعالى .
(الرحمن الرحيم): المنعم بجميع النعم الدنيوية و الأخروية الجليلة و الحقيرة ، و يجب بعد رب العالمين للدلالة على أنه سبحانه إنما عامل العوالم في الغالب بمقتضى الرحمة ، لا بمقتضى الغضب ، و الإنس و الجن المغضوب عليهم قليلون جدا بالنسبة إلى كثرة من رحمته من العوالم السماوية والأرضية. و فيه دليل على أن نعمة صدرت منه جل و علا للعوالم ، فهي بمقتضى الرحمة والفضل، لا بمقتضى الوجوب و الاستحقاق .
(مالك يوم الدين): معناه المتجرد بالحكم يوم الجزاء ، و عزل بذلك اليوم جميع الحكام .
(إياك نعبد): معناه نخصك ـ يا مولاي بالطاعة ، و كمال الذلة ، و الخضوع على الوجه الذي بلغه رسولك ، و مصطفاك سيدنا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ الذي رحمت بفضلك على يده العالمين ، و خلصتهم بأنوار بعثه من مهالك يوم الدين .
(إياك نستعين): معناه و منك ـ يا مولانا ـ نطلب العون على عبادتك التي هي عنوان النجاة من مهالك يوم الدين .
(إهدنا الصراط المستقيم): معناه : دلنا ـ يا مولانا ـ به إلى عبادتك على الطريق المستقيم الذي لا انحراف فيه إلى معصية ، و لا بدعة و لا هوى ، وأسألك ـ يا مولانا ـ أن تثبتنا حتى نلقاك .(1/1794)
(صراط الذين أنعمت عليهم): معناه : طريق الذين تفضلت عليهم بالهداية من النبييين والصديقين و الشهداء و الصالحين ، لا طريق يعتمدون به دينهم على طريق التقبيح و التحسين .
(غير المغضوب عليهم) : معناه جنبنا ـ يا مولانا ـ طريق الذين غضبت عليهم، أن حرمتهم من الهداية مع علمهم بطريقها كاليهود، والعلماء غير العاملين .
(ولا الضالين): الذين حرموا من الهداية مع جهلهم بطريقها كالنصارى، وغيرهم من الجاهلين.
إنتهى بحمد الله و حسن عونه .
---
د.خضر
03-18-2007, 09:54 AM
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
---
أحمد بزوي الضاوي
03-19-2007, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم ، جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أبو حذيفة
03-20-2007, 01:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر على ما قدمت .
ولي على ما أوردته ملاحظة أرجو قبولها وهي أنك وصفت هذا التفسير بأنه نفيس وهذا الوصف فيه تجوز هذا بالنسبة لما جعلته عنوانا للموضوع .
وبالنسبة لقوله ( لأن كل كمال قديم فهو وصفُه ) لا يوافق عليه فلا يوصف الله بالقدم على الاطلاق بل لا بد من التفصيل ،
---
أحمد بزوي الضاوي
03-20-2007, 03:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أبو حذيفة ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1795)
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسر التواصل مع فضيلتكم عبر هذا الموقع المبارك ، آملا أن لا يكون تقديري لتفسير الشيخ السنوسي ـ رحمه الله ـ فيه شيء من المغالاة ، إن هو إلا تحريض على الاستفادة ، خاصة وأن الشيخ السنوسي ـ رحمه الله ـ أوجز في التفسير بأسلوب سهل ممتنع ، كما أن تجربتي مع طلبتي جعلتني أقدر هذا التفسير تقديرا كبيرا . آملا أن تتاح لي الفرصة لبيان المبررات العلمية و الدعوية لذلكم التقدير . مع اعتبار الأمر نسبيا .
شاكرا لفضيلتكم تواصلكم ، ومقدرا ملاحظاتكم . جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أبو حذيفة
03-22-2007, 02:31 AM
فضيلة الأستاذ أحمد : أسأل الله أن يختم لي ولك بخاتمة السعادة ، ولك مني يا فضيلة الشيخ كل حب وتقدير ، واشكرك على حسن الأدب وقبول الملاحظة ، والمهم عندي ليس الثناء على التفسير لكن المهم ما ورد في تفسيره من وصف صفات الله بالقدم ، ومن المعلوم أن القول في الصفات كالقول في الذات ، والله لا يوصف بالقدم لآن اللفظة تحمل وجه حق ووجه باطل ، فلا بد من بيان المراد بالقدم الذي يوصف به الرب ، ثم هذه اللفظة لم لرد عن السلف ، ومن قالها منهم فإنما قالها تنزلاً مع الخصم ، والحديث عن ذلك لا يخفى على فضيلتكم ، غفر الله للسنوسي ونور عليه ضريحه ، وعفر الله لي ولك ، وسلام إلى المغرب وعلمائه وأبنائة فلهم في قلبي كل حب وتقدير
---
محمد سعيد الأبرش
03-23-2007, 01:07 AM
أشكر الأستاذ الضاوي على إطلاعنا على هذا التفسير فجزاه الله كل خير.
الأخ الفاضل أبو حذيفة: كلامك في محله لو لم يكن تفسيره شديد الاختصار، أما والحال هذه فلا ينبغي، خصوصاً
إذا كان المفسر من المتكلمين المشهورين ومذهبهم في هذا معروف.
والله أعلم.
---
أبو عبيدة الهاني
04-01-2007, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر على ما قدمت .(1/1796)
ولي على ما أوردته ملاحظة أرجو قبولها وهي أنك وصفت هذا التفسير بأنه نفيس وهذا الوصف فيه تجوز هذا بالنسبة لما جعلته عنوانا للموضوع .
وبالنسبة لقوله ( لأن كل كمال قديم فهو وصفُه ) لا يوافق عليه فلا يوصف الله بالقدم على الاطلاق بل لا بد من التفصيل ،
الحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكننا أن نعرف التفصيل المتعلق بلفظ القديم في هذه المسألة تحديدا؟
فعدم الموافقة على أن "كل كمال قديم فهو وصفه" ينبئ بأن بعض كمالاته حادثة.
ولكي نساعد علي التفصيل: نقول: الإمام السنوسي متكلم. وهو يستعمل مصطلحات معروفة المعاني بين أهلها، فالقديم عنده: ما لا أول لوجوده، أو ما كان غير مسبوق بعدم، والحادث عنده: ما كان لوجوده أول، أو ما كان مسبوقا بعدم. وكل من القديم والحادث يشمل الأمر الوجودي - أي ما له وجود خارجا - والأمر العدمي - أي ما كان منفي الوجود خارجا - .
فقوله: كل كمال - أي وجودي - قديم - أي لا أول له، بمعنى كان الله تعالى أزلا متصفا به لأنه لو لم يكن متصفا به لكان ناقصا، إذ لا واسطة بين الكمال والنقص..
فالاعتراض ليس له - بعد وضوح المصطلحات - إلا معنى واحد: وهو أنه تعالى يتصف ببعض الكمالات الوجودية في الأزل، ويتصف ببعض الكمالات الوجودية فيما لا يزال، أي بعض صفاته الوجودية قديمة لا أول لها، وبعضها حادث وجد بعد أن لم يكن.. والموصوف بالكمال الوجودي بعد أن لم يكن موصوفا به قد عرى لفترة من الكمال...ومن عرى عن الكمال ولو لفترة كان ناقصا، إذ لا واسطة بين الكمال والنقص...
فهذا معنى كلام الإمام السنوسي... فالاعتراض لا محل له في نظري... إلا عند من يجوز أن يتصف الله تعالى بكمال وجودي حادث... بالمعنى المذكور.
والألفاظ وإن كانت حادثة - أي اصطلح عليها بعد أن لم تكن - فالمعاني التي تحتها معروفة ومتقررة... ويجب أن يتوجه النقاش حول المعاني التي تحت الألفاظ...
---
أحمد بزوي الضاوي
04-04-2007, 06:36 PM(1/1797)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل ، والسادة العلماء النبهاء : عبد الفتاح خضر ، أبو حذيفة ، أبو عبيدة الهاني ، محمد سعيد الأبرش ـ حفظهم الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم و تواصلكم ، و إثراءكم للموضوع .
جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1798)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قول الله : ( جعلا له شركاء فيما آتاهما ) أُشكل عليَّ ، فمن يزيل الإشكال ؟
---
قول الله : ( جعلا له شركاء فيما آتاهما ) أُشكل عليَّ ، فمن يزيل الإشكال ؟
---
أحمد بن سالم المصري
07-26-2003, 10:28 PM
قال الله تعالى : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلمّا تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرّت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين . فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) . [ الأعراف 189-109] .
والسؤال هو : إن ظاهر الآية يفيد نسبة الشرك إلى آدم وحواء وذلك في قوله : ( جعلا له شركاء فيما آتاهما ) ، وقد وجدت حديثاً في تفسير هذه الآية عن سمرة بن جندب مرفوعاً عند الترمذي لكن إسناده ضعيف ، فأرجو حلّ هذا الإشكال بارك الله فيكم ؛ فلأمر هام بالنسبة لي ؟
وأرجو إختيار أرجح الأقوال في المسألة ، مع ذكر الدليل ، والإجابة عن الإشكال جواباً شافياً .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-26-2003, 11:28 PM
بسم الله
أخي أحمد المصري ، نظراً لاستعجالك الجواب ، تفضل هذا البحث :
الحمد لله وبعد ؛
قال تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ . فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ . (الأعراف : 189-190) .
لقد وردت قصة تبين أن المراد بالآيات الآنفة الذكر آدم وحواء وأنهما وقعا في الشرك .(1/1799)
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولادا فيعبدهم لله ويسميه : عبدالله وعبيدالله ونحو ذلك فيصيبهم الموت فأتاها إبليس وآدم فقال : إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه به لعاش قال : فولدت له رجلا فسماه " عبد الحارث ففيه أنزل الله ، يقول الله : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " إلى قوله : " جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا … إلى آخر الآية .
وهذا الأثر ورد بعدة ألفاظ وجميع هذه الآثار في أسانيدها مقال ، إلى جانب أنه مأخوذ من أهل الكتاب ، وابن عباس يروي عن أهل الكتاب كما هو معلوم .
قال ابن كثير في تفسيره (3/636) : وكأنه – والله أعلم – مأخوذ من أهل الكتاب ، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم .ا.هـ.
وقال أيضا : وهذه الآثار يظهر عليها – والله أعلم – أنها من لآثار أهل الكتاب … ا.هـ.
وورد حديث عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبدالحارث فعاش . وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره .
رواه أحمد (5/11) والترمذي (5/250ح3077) والحاكم (2/545) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة . ورواه بعضهم عن عبدالصمد ولم يرفعه عمر بن إبراهيم شيخ بصري .
وقد أعل ابن كثير في تفسيره (3/635) هذا الحديث بثلاث علل فقال :
أحدها : أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري ، وقد وثقه ابن معين ولكن قال أبو حاتم الرازي : لا يحتج به . ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا ، فالله أعلم
الثاني : أنه قد روي من قول سمرة نفسه ، ليس مرفوعا ….(1/1800)
الثالث : أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا ، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه . ا.هـ. إلى جانب ما ذكر الحافظ ابن كثير فإن عمر بن إبراهيم يرويه عن قتادة وروايته عن قتادة منكرة ، قال الإمام أحمد : وهو يروي عن قتادة أحاديث مناكير يخالف .
وقال ابن عدي : يروي عن قتادة أشياء لا يوافق عليها وحديث خاصة عن قتادة مضطرب .
وقد حكم الحافظ الذهبي على هذا الحديث بالنكارة كما في ترجمة عمر في الميزان (3/179) فقال : وهو حديث منكر كما ترى .
والحسن البصري قد جاء عنه بأسانيد صحيحة خلاف ما نقله عن سمرة كما ذكر ذلك ابن كثير عقب الآثار التي رواها عنه فقال : ولو كان هذا الحديث عنده محفوظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره ولاسيما مع تقواه وورعه ، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب ، من آمن منهم مثل : كعب أو وهب بن منبه وغيرهما … إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع .ا.هـ.
وممن أبطل القصة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في القول المفيد شرح كتاب التوحيد (3/67) فقال – حفظه الله ونفع بعلمه - :
وهذه القصة باطلة من وجوه :
الوجه الأول : أنه ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من الأخبار التي لا تتلقى إلا بالوحي ، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة : إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة .
الوجه الثاني : أنه لو كانت القصة في آدم وحواء لكان حالهما إما أن يتوبا من الشرك أو يموتا عليه ، فإن قلنا ماتا عليه كان ذلك أعظم من قول الزنادقة :
إذا ما ذكرنا آدما وفعاله **** وتزويجه بنتيه بابنيه بالخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر **** وأن جميع الناس من عنصر الزنا(1/1801)
فمن جوز موت أحد من الأنبياء على الشرك فقد أعظم الفرية ، وإن كان تابا من الشرك فلا يليق بحكمة الله وعدله ورحمته أن يذكر خطأهما ، ولا يذكر توبتهما منه ، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا ولم يذكر توبتهما ، والله تعالى إذا ذكر خطيئة بعض أنبيائه ورسله ذكر توبتهم منها .
الوجه الثالث : أن الأنبياء معصومون من الشرك باتفاق العلماء .
الوجه الرابع : أنه ثبت من حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة فيعتذر بأكله الشجرة وهو معصية ، ولو وقع منه الشرك لكان اعتذاره به أعظم وأولى وأحرى .
الوجه الخامس : أن في هذه القصة أن الشيطان جاء إليهما وقال : أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة . وهذا لا يقوله من يريد الإغواء ، بل هذا وسيلة إلى رد كلامه ، فيأتي بشيء يقرب من قبول قوله ، فإذا قال : أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة . سيعلمان علم اليقين أنه عذر لهما فلا يتقبلان منه صرفا ولا عدلا .
الوجه السادس : أن في قوله في هذه القصة : لأجعلن له قرني إيل . إما أن يصدقا أن ذلك ممكن في حقه وهذ شرك في الربوبية لأنه لا خالق إلا الله أو لا يصدقا فلا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك غير ممكن في حقه .
الوجه السابع : قوله تعالى : " فَتَعَالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ " بضمير الجمع ولو كان آدم وحواء لقال : عما يشركان .
فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة باطلة من أساسها ، وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال ، والأنبياء منزهون عن الشرك مبرؤن منه باتفاق أهل الهلم ، وعلى هذا يكون تفسير الآية كما أسلفنا أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشركا ومنهم موحدا.ا.هـ.
فالخلاصة أن التفسير الصحيح لهذه الآية هو ما ذكره الحسن البصري والذي قال عنه ابن كثير : وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية .(1/1802)
وقال الشيخ محمد العثيمين : لكن الصحيح أن الحسن يرحمه الله قال : إن المراد بالآية غير آدم وحواء ، وأن المراد بها المشركون من بني آدم .ا.هـ.
والله أعلم .
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
المرجع : http://www.saaid.net/Doat/Zugail/17.htm
---
أحمد بن سالم المصري
07-26-2003, 11:36 PM
جزاكم الله خيراً ، وبارك في علمكم ، وجمعنا وإياكم في جنة الفردوس مع سيد المرسلين .
وننتظر المزيد ، مع تفصيل أكثر .
---
حسين الخالدي
08-02-2003, 08:50 PM
باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-:
باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم مُعَبَّد لغير الله كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
وعن ابن عباس في الآية قال: لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لَتطيعانني أو لأجعلن له قرني أيّل، فيخرج من بطنها فيشقها، ولأفعلن ولأفعلن -يخوفهما-، سمِّياه عبد الحارث. فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا رواه ابن أبي حاتم.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا قال: أشفقا ألا يكون إنسانا وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
--------------------------------------------------------------------------------(1/1803)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد..
فهذا الباب ترجمه المصنف الإمام -رحمه الله تعالى- بقوله: باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
مناسبة هذا الباب للأبواب قبله: أنه وتلك الأبواب في معنى واحد، وذلك المعنى أن شكر النعمة لله -جل وعلا- فيما أنعم به يقتضي أن تنسب إليه -جل وعلا-، وأن يُحمد عليها، ويثنى عليه بها، وأن تستعمل في مراضيه -جل وعلا-، وأن يتحدث بنعمة الله.
فالذي ينسب النعم إلى نفسه هذا لم يحقق التوحيد، فإنه جمع بين ترك تعظيم الله -جل وعلا- وبين ادعاء شيء ليس له، كذلك الذي يعتقد في غيره أنه هو المنعم عليه كقول القائل: لولا فلان لم يكن كذا، أو نحو تلك العبارات التي تدخل في قوله تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وفي قوله: يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا هذه وأمثالها راجعة إلى عدم شكر النعمة.
ومن شكر النعم أن الله -جل وعلا- إذا أنعم على عبد بولد، وجعله سليما معافى، ورزقه بتلك النعمة التي هي نعمة الولد، أن يشكر الله عليها.
ومن عدم شكر النعمة تلك ونسبتها إلى غير الله أن يُعَبِّد الولد لغير الله -جل وعلا-، فإن هذا مضاد للاعتراف بأن المنعم بذلك الولد هو الله -جل جلاله-، وقد يصل ذلك إلى حد الشرك الأكبر إذا عَبَّد الولد لولي أو لعبد صالح، وهو يعني حقيقة العبودية، التي هي أن هذا عبد لذاك؛ لأن ذاك إله، كمن يعبد لبعض المشايخ، فيقول: عبد السيد، ويعنون به السيد البدوي، ويقولون: عبد زينب، وعبد علي، وعبد عمرو، ونحو ذلك من الأسماء التي فيها اعتقادات، فمن عَبَّد لغير الله -جل وعلا- فإن هذا ينافي شكر النعمة.(1/1804)
ولهذا أتبع الشيخ - رحمه الله - هذا الباب لأبواب قبله؛ لما يشترك معها في هذا المعنى، وأن الواجب على العبد أن يحقق التوحيد، وأن لا ينسب النعم لغير الله -جل وعلا-، فإن وقعت منه ذلك فواجب عليه أن يبادر بالتوبة، وألا يقيم على ذلك.
قال: باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ قوله: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا الضمير هنا يرجع إلى آدم وحواء، والذي عليه عامة السلف أن القصة في آدم وحواء، حتى قال الشارح الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله - قال: إن نسبة ذلك إلى غير آدم وحواء هو من التفاسير المبتدعة، والذي يعرفه السلف أن الضمير يرجع إلى آدم وحواء، وسياق الآية لا يقتضي غير ذلك إلا بأوجه من التكلف.
ولهذا الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- اعتمد هذا الذي عليه عامة السلف، ففسر هذه الآية بأن المراد بها آدم وحواء، فَلَمَّا آتَاهُمَا يعني آتى الله آدم وحواء صالحا.
وقوله: صالحا يعني من جهة الخلقة؛ لأنه كان يأتيهما ولد فيموت، أو يكون معيبا فيموت، فالله -جل وعلا- رزقهما هذا الولد الصالح، السليم في خلقته، السليم في بنيته، وكذلك هو صالح لهما من جهة نفعهما.
قال -جل وعلا-: جَعَلَا لَهُ "جعلا " يعني آدم وحواء، "له" يعني لله -جل وعلا- شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا وكلمة "شركاء " جمع الشريك، والشريك في اللغة: هو المقصود بهذه الآية، يعني هذه الآية فيها لفظة "شركاء"، والمقصود بها معنى الشركة في اللغة، ومعنى الشركة في اللغة: اشتراك اثنين في شيء، فجعلا لله -جل وعلا- شركاء فيما آتاهما، حيث سميا ذلك الولد عبد الحارث، والحارث هو إبليس.
ذلك أن إبليس -كما سمعتم بالقصة- هو الذي قال: إن لم تسمياه عبد الحارث لأفعلن ولأفعلن، ولأجعلن له قرني أيّل، وهو ذكر الوعل، وفي هذا تهديد بأن يشق بطن الأم فتموت، ويموت أيضا الولد.(1/1805)
فلما رأت حواء ذلك، وأنها قد مات لها عدة بطون، فأطاعت الشيطان في ذلك، فصارت الشركة شركة في الطاعة، وآدم وحواء -عليهما السلام- قد أطاعا الشيطان من قبل حيث أمرهما بأن يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله -جل وعلا- عنها.
فوقوع طاعة الشيطان من آدم وحواء -عليهما السلام- وقوع ذلك منهما لم يكن هذه هي أول مرة، وإنما وقع العصيان قبل ذلك، كما جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خدعهما مرتين وهذا هو المعروف عند السلف، فيكون إذن قوله: شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا من جهة التشريك في الطاعة.
ومعلوم أن كل عاص مطيع للشيطان، وكل معصية لا تصدر من العبد إلا وثَم نوع تشريك حصل في الطاعة؛ لأنه إما أن يطيع هواه، وإما أن يطيع الشيطان.
ولهذا قال شيخ الإسلام وغيره من المحققين: إنه ما من معصية يعصي بها العبد ربه إلا وسببها طاعة الشيطان، أو طاعة الهوى، وذلك نوع تشريك، وهذا هو الذي حصل من آدم وحواء - عليهما السلام -، فهذا لا يقتضي نقصا في مقامهما، ولا يقتضي شركا بالله -جل وعلا-، وإنما هو نوع تشريك في الطاعة.
والمعاصي جائزة -يعني المعاصي الصغار- جائزة على الأنبياء كما هو معلوم عند أهل العلم، فإن آدم نبي مكلم، وصغار الذنوب جائزة على الأنبياء، ولا تقدح في كمالهم؛ لأنهم لا يستقيمون عليها، بل يسرعون وينيبون إلى الله -جل وعلا-، ويكون حالهم بعدما وقع منهم ذاك أعظم من حالهم قبل أن يقع منهم ذلك؛ لأنه يكون لهم مقامات إيمانية، واعتراف في العبودية أعظم، وخضوع بين يدي الله -جل وعلا- أعظم، ومعرفة بتحقيق ما يجب لله -جل وعلا- وما يستحب أعظم.
إذن هذه القصة -كما ذكرنا- صحيحة، وآثار السلف الكثيرة تدل عليها، والسياق أيضا -سياق الآيات في آخر سورة الأعراف- يدل عليها.(1/1806)
والإشكال الذي أورده بعض أهل التفسير من المتأخرين في أن آدم وحواء جعلا لله شركاء، هذا نص الآية، ولا يمنع بأن التشريك هنا -تشريك كما قلنا فيما يدل عليه المعنى اللغوي- ليس شركا أصغر، وليس -وحاشاهم- شركا أعظم من ذلك، وإنما هو تشريك في الطاعة، كما قال -جل وعلا-: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا وكما قال أيضا في آية أخرى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ .
فكل من جعل هواه متَّبعا فقد جعله مطاعا، وهذا نوع تأليه، لكن لا يقال: عبد غير الله، أو ألَّه غير الله، أو أشرك بالله -جل وعلا-. لكن هو نوع تشريك، فكل طاعة للشيطان أو للهوى فيها هذا النوع من التشريك، إذ الواجب على العبد أن يعظم الله -جل وعلا-، وألا يطيع إلا أمره -جل وعلا- وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
فإذن ظاهر أن هذه القصة لا تقتضي نقصا في مقام آدم -عليه السلام-، ولا في مقام حواء، بل هو ذنب من الذنوب تابا منه كما حصل لهما أول مرة في الأكل من الشجرة، بل إن أكلهما من الشجرة ومخالفة أمر الله -جل وعلا- أعظم من هذا الذي حصل منهما هنا، وهو تسمية الولد عبد الحارث.
وذلك أن الخطاب الأول كان من الله -جل وعلا- لآدم مباشرة، خاطبه الله -جل وعلا- ونهاه عن أكل هذه الشجرة، وهذا خطاب متوجه إلى آدم بنفسه، وأما هذه التسمية فإنه لم ينه عنها مباشرة، وإنما يفهم النهي عنها من وجوب حق الله -جل وعلا-، فذاك المقام زاد على هذا المقام من جهة خطاب الله -جل وعلا- المباشر لآدم، وهذا أمر معروف عند أهل العلم.
ولهذا فسر قتادة كلمة "شركاء" بقوله - كما نقل الشيخ - حيث قال: وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته وهذا هو الصحيح في تفسير الآية.(1/1807)
قال الإمام: قال ابن حزم: "اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب".
قول ابن حزم: "اتفقوا" يعني أجمعوا، يعني أجمع أهل العلم -فيما علمه هو- أن التعبيد لغير الله محرم؛ لأن فيه إضافة النعم لغير الله، وفيه أيضا إساءة أدب مع الربوبية والإلهية، فإن تعبيد الناس لغير الله -جل وعلا- هذا غلط من جهة المعنى.
وأيضا فيه اهتضام -أو نوع اهتضام- لمقام الربوبية؛ فلذلك حُرِّم في هذه الشريعة هذه التسمية، بل وفي شرائع الأنبياء جميعا، فاتفق أهل العلم على ذلك، وأن كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وعبد علي، وغير ذلك من الأسماء؛ فإن هذا محرم ولا يجوز، وما أشبه ذلك.
قال: "حاشا عبد المطلب"، قوله: "حاشا عبد المطلب" يعني لم يجمعوا عليه؛ فإن من أهل العلم من قال: تكره التسمية بعبد المطلب ولا تحرم؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال في غزوة حنين: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وقالوا: جاء في أسماء الصحابة من اسمه عبد المطلب؛ ولهذا قالوا: لا يحرم.
وهذا القول ليس بصحيح في أن عبد المطلب تكره التسمية به ولا تحرم، وما استدلوا به ليس بوجيه؛ وذلك أن قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب هذا من جهة الإخبار، والإخبار ليس فيه تعبير مباشر لإضافة ذلك المخلوق إلى غير خالقه، وإنما هو إخبار، وباب الإخبار أوسع من باب الابتداء كما هو معلوم.
وأما تسمية بعض الصحابة بعبد المطلب، فالمحققون من الرواة يقولون: إن من سمي بعبد المطلب صحة اسمه المطلب بدون التعبيد، ولكن نقل بعبد المطلب؛ لأنه شاعت التسمية بعبد المطلب دون المطلب، فوقع خطأ في ذلك، وبحث هذه المسائل يطول، محله كتب الحديث، وكتب الرجال، فنمر عن ذلك.(1/1808)
وقال بعده: "وعن ابن عباس في معنى الآية قال: لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما.. إلى آخر القصة، قال: فذلك قوله جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا قال: رواه ابن أبي حاتم، وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته .
وهذا دليل على التفريق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة، الشرك في العبادة كفر أكبر مخرج من الملة، أما الشرك في الطاعة فله درجات: يبدأ من المعصية وهي المحرم، وينتهي بالشرك الأكبر.
فالشرك في الطاعة درجاته كثيرة، ليس درجة واحدة، فيحصل شرك في الطاعة فتكون معصية، ويحصل شرك في الطاعة فيكون كبيرة، ويحصل شرك في الطاعة فيكون كفرا أكبر، ونحو ذلك.
أما الشرك في العبادة فهو كفر أكبر بالله -جل جلاله-؛ ولهذا فرق أهل العلم بين شرك الطاعة وشرك العبادة، مع أن العبادة مستلزمة للطاعة، والطاعة مستلزمة أيضا للعبادة، لكن ليس في كل درجاتها.
قال: وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا يعني في الآية قبلها لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قال: أشفقا ألا يكون إنسانا، يعني خافا أن يكون له -كما قال الشيطان- له قرنا أيّل، أو خلقته مختلفة، أو يخرج حيوانا، أو قردا، أو نحو ذلك، فقالا: لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا يعني ولدا صالحا سليما من الآفات، سليما من الخلقة المشينة، فوعدا بأن يكونا من الشاكرين.
فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا عبّدا ذلك للحارث؛ خوفا من أن يكون الشيطان يتسلط عليه بالموت أو الإهلاك، أخذتهما شفقة الوالد على الولد، فكان ذلك خلاف شكر تلك النعمة؛ لأن من شكر نعمة الولد أن يعبَّد الولد لله الذي أنعم به وأعطاه وتفضل به. نعم.
كتاب التوحيد شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
http://www.taimiah.org/
---
أبومجاهدالعبيدي
08-03-2003, 12:11 AM
بسم الله(1/1809)
قول الشيخ صالح آل الشيخ :فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا الضمير هنا يرجع إلى آدم وحواء، والذي عليه عامة السلف أن القصة في آدم وحواء، حتى قال الشارح الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله - قال: إن نسبة ذلك إلى غير آدم وحواء هو من التفاسير المبتدعة، والذي يعرفه السلف أن الضمير يرجع إلى آدم وحواء، وسياق الآية لا يقتضي غير ذلك إلا بأوجه من التكلف.
فيه نظر ؛ لأن هذا التفسير قد ورد عن السلف ، ورجحه الحافظ بن كثير .
قال الشنقيطي في أضواء البيان :
( قوله تعالى: {فلمآ ءاتهما صالحا جعلا له شركآء فيمآ ءاتهما فتعالى الله عما يشركون} .
في هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء، والقرآن يشهد لأحدهما.
الأول: أن حواء كانت لا يعيش لها ولد، فحملت. فجاءها الشيطان، فقال لها سمي هذا الولد عبد الحارث فإنه يعيش، والحارث من أسماء الشيطان، فسمته عبد الحارث فقال تعالى: {فلمآ ءاتهما صالحا} أي ولدا إنسانا ذكرا جعلا له شركاء بتسميته عبد الحارث، وقد جاء بنحو هذا حديث مرفوع وهو معلول كما أوضحه ابن كثير في تفسيره.
الوجه الثاني: أن معنى الآية أنه لما آتى آدم وحواء صالحا كفر به بعد ذلك كثير من ذريتهما، وأسند فعل الذرية إلى آدم وحواء، لأنهما أصل لذريتهما كما قال: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} أي بتصويرنا لأبيكم آدم لأنه أصلهم بدليل قوله بعده: {ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم}، ويدل لهذا الوجه الأخير أنه تعالى قال بعده: {فتعالى الله عما يشركون . أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون}، وهذا نص قرآني صريح في أن المراد المشركون من بني آدم، لا آدم وحواء، واختار هذا الوجه غير واحد لدلالة القرآن عليه، وممن ذهب إليه الحسن البصري، واختاره ابن كثير ـ والعلم عند الله تعالى ـ. ) انتهى كلامه .
فهذا القول الذي جعله الشيخ سليمان بن عبد الله من التفاسير المبتدعة له حظ من النظر ، بل رجحه بعض المحققين .(1/1810)
وممن رجح هذا القول ابن القيم رحمه الله ، حيث قال في كتابه روضة المحبين :
( قوله " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون " فالنفس الواحدة وزوجها آدم وحواء ، واللذان جعلا له شركان فيما آتاهما المشركون من أولادهما .
ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد فأتاهما إبليس فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا، فإن الله سبحانه اجتباه وهداه فلم يكن ليشرك به بعد ذلك. ) انتهى كلامه .
---
حسين الخالدي
08-03-2003, 01:38 AM
سر المسالة انه تعارض في نظر المفسرين ظاهر السياق مع ما هو متقرر في النصوص المتكاثرة من عصمةالانبياء من الشرك ودعم ظاهر السياق ما روي من الاثار في قصة ابليس مع ادم وحواء
فمن نظر الى ما يؤول اليه الاخذ بظاهر السياق تخلص من ظاهر السياق بحمل الاية على وجه معتبر في اللغة وله نظائر في القران - الاستطراد من ذكر الشيء الى ذكر جنسه - ورد الاثار بضعفها واتخذ من تفسير الحسن مرجحا
ومن تقوى في نظره الظاهر من الاية مع ماروي من اثار في القصة تخلص من القول بوقوع الانبياء في الشرك بحمل لفظ الشرك على معنى شرك الطاعة وجعله من جنس الصغائر والانبياء غير معصومين منها بدلالة القران والسنة فسلم له الظاهر وسلم من القول الباطل
وَ هناك قول ثالث في المسالة وهو ما ذكره القرطبي
قَالَ القرطبي(1/1811)
وَقِيلَ : الْمَعْنَى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة " مِنْ هَيْئَة وَاحِدَة وَشَكْل وَاحِد " وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجهَا " أَيْ مِنْ جِنْسهَا " فَلَمَّا تَغَشَّاهَا " يَعْنِي الْجِنْسَيْنِ . وَعَلَى هَذَا الْقَوْل لَا يَكُون لِآدَم وَحَوَّاء ذِكْر فِي الْآيَة ; فَإِذَا آتَاهُمَا الْوَلَد صَالِحًا سَلِيمًا سَوِيًّا كَمَا أَرَادَاهُ صَرَفَاهُ عَنْ الْفِطْرَة إِلَى الشِّرْك , فَهَذَا فِعْل الْمُشْرِكِينَ . قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ مَوْلُود إِلَّا يُولَد عَلَى الْفِطْرَة - فِي رِوَايَة عَلَى هَذِهِ الْمِلَّة - أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ " . قَالَ عِكْرِمَة : لَمْ يَخُصَّ بِهَا آدَم , وَلَكِنْ جَعَلَهَا عَامَّة لِجَمِيعِ الْخَلْق بَعْد آدَم . وَقَالَ الْحُسَيْن بْن الْفَضْل : وَهَذَا أَعْجَب إِلَى أَهْل النَّظَر انتهى كلامه
لكن السياق لا يساعده
والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
09-01-2006, 12:15 AM
يسر الله بحث هذه المسألة في رسالتي للدكتوراه عن ترجيحات ابن القيم في التفسير ، وهذا نص ما أوردته حولها :
( قرر ابن القيم رحمه الله في أكثر من موضع أن قول الله تعالى : { فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون } من باب الاستطراد ؛ فهو استطراد من ذكر الأبوين إلى ذكر الذرية . وذكر في أحد هذه المواضع أنه لا يلتفت إلى قول من قال : إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد ، فأتاهما إبليس فقال : إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا .
قال – وهو يذكر أمثلة للاستطراد - :(1/1812)
( فمنها قوله : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ؛ فالنفس الواحدة وزوجها : آدم وحواء ، واللذان جعلا له شركاء فيما آتاهما : المشركون من أولادهما .
ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل : إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد ، فأتاهما إبليس فقال : إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا ([1])؛ فإن الله سبحانه اجتباه وهداه فلم يكن ليشرك به بعد ذلك. ) ([2])
الدراسة :
اعتمد ابن القيم في كلامه السابق قولاً واحداً في المراد بقول الله عز وجل : { فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا} ، وهو أن المقصودين بالآية المشركون من أولاد آدم وحواء .
وقرر أنه لا يلتفت إلى قول من قال : إن المقصودين بالآية آدم وحواء ، وإن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد ، فأتاهما إبليس فقال : إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا .
وهذان القولان مذكوران في كتب التفسير، وهما مأثوران عن السلف في تفسير الآية.
فالقول الأول – وهو أن المراد : المشركون من ذرية آدم وحواء – مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ([3])، وهو قول الحسن .([4])
والقول الثاني – وهو أن المراد آدم وحواء – مروي عن ابن عباس([5]) ، وقتادة([6]) ، ومجاهد([7]) ، وغيرهم . وهو قول الجمهور .([8])(1/1813)
وفي الآية قول ثالث ، وهو أن المراد بالنفس في قوله تعالى :{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } الجنس ؛ أي : خلقكم من جنس واحد ، وخلق من هذا الجنس زوجه ، ولم يجعلها من جنس آخر . وعلى هذا القول لا يكون لآدم وحوّاء ذكر في الآية .([9])
وقد ذكر ابن جرير القولين الأولين ، ورجح القول الثاني ، وعلل ذلك بإجماع الحجة من أهل التأويل عليه ، وذكر أن الشرك الذي وقعا فيه شرك في التسمية ، لا في العبادة .
ولمّا كان هذا لا يستقيم مع ختم الآية بقوله : { فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } قرر أنّ هذا الختم كلامٌ مستأنف ، وأن الكلام عن آدم وزوجه قد انقضى عند قوله: { جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا}.
وأشار ابن عطية في تفسيره لهذه الآيات إلى الأقوال الثلاثة ، ولم يصرح بترجيح أو اختيار لأي منها ، إلا أن سياق كلامه يدل على ميله للقول الأول الذي رجحه ابن القيم ؛ وذلك أنه يقرر في ثنايا تفسيره للآيات التي وردت في السياق أنها لا تتسق ، ويروق نظمها ، ويتناصر معناها إلا على هذا التأويل .
كما أنه حكم على حمل ابن جرير لقول الله : { فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } على الاستئناف بأنه تحكم لا يساعده اللفظ . ([11])
وحكم الرازي على القول الثاني بالفساد ، وذكر وجوهاً ستة تدل على ذلك ، وأوضحها اثنان :
الأول : قول الله تعالى : { فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }، وذلك يدل على أن الذين أتوا بهذا الشرك جماعة.
الثاني: أنه تعالى قال بعده: ? أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ? (الأعراف: 191) ، وهذا يدل على أن المقصود من هذه الآية الرد على من جعل الأصنام شركاء لله تعالى ، وما جرى لإبليس اللعين في هذه الآية ذكر.(1/1814)
وبعد ذكره لهذه الوجوه الستة قال : ( إذا عرفت هذا فنقول: في تأويل الآية وجوه صحيحة سليمة خالية عن هذه المفاسد ) ، ثم ذكر ثلاثة تأويلات :
الأول : أن تكون الآية من باب التمثيل ، وضرب المثل ، ( كأنه تعالى يقول : هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة ، وجعل من جنسها زوجها إنساناً يساويه في الإنسانية ، فلما تغشى الزوج زوجته وظهر الحمل ، دعا الزوج والزوجة ربهما لئن آتيتنا ولداً صالحاً سوياً لنكونن من الشاكرين لآلائك ونعمائك . فلما آتاهما الله ولداً صالحاً سوياً ، جعل الزوج والزوجة لله شركاء فيما آتاهما ، لأنهم تارة ينسبون ذلك الولد إلى الطبائع كما هو قول الطبائعيين ، وتارة إلى الكواكب كما هو قول المنجمين ، وتارة إلى الأصنام والأوثان كما هو قول عبدة الأصنام . ثم قال تعالى:{ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تنزه الله عن ذلك الشرك. )
قال الرازي : ( وهذا جواب في غاية الصحة والسداد. )
ثم ذكر التأولين الآخرين ، وهما دون هذا التأويل في القوة ، وفي بعض ما ذكر فيهما تكلفات ظاهرة .
والتأويل الأول - الذي حكم عليه بأنه في غاية الصحة والسداد - في معنى القول الثالث ، وهو أن المراد الجنس .
ولم يذكر القول الأول الذي اعتمده ابن القيم . ([12])
وذكر القرطبي الأقوال الثلاثة في تفسير الآية ، واعتمد القول الذي اعتمده ابن القيم ، وذكر أنه هو القول الذي يعوّل عليه ، وحكم عليه بالحُسن .([13])
ووافق أبوحيان ابنَ عطية في أكثر ما أورده في تفسير هذه الآيات ، وأضاف أقوالاً أخرى ، ونبّه على أن الكلام يتسق على القول الثالث ، وعلى القول بأن المراد بالآية مشركو العرب ، أو قريش خاصة . قال : ( وأما من جعل الخطاب للناس وليس المراد في الآية بالنفس وزوجها آدم وحواء ، أو جعل الخطاب لمشركي العرب ، أو لقريش ... فيتّسق الكلام اتساقاً حسناً من غير تكلف تأويل ، ولا تفكيك .) ([14])(1/1815)
ويعتبر ابن كثير فارس الميدان في هذه المسألة ، فقد بدأ بذكر ما ورد في تفسير الآيات من أحاديث وروايات ، ثم بيّن حكمها ومأخذها . وحاصل ما ذكر في هذا :
· لا يصح في تفسير الآيات حديث مرفوع .
· الموقوف على الصحابة رضي الله عنهم ، والمأثور عمّن بعدهم مأخوذ من روايات عن أهل الكتاب ، الله أعلم بصحتها .
· قول الحسن البصري في أن المراد بالآية : ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده ، أو أنهم اليهود والنصارى رزقهم الله أولاداً فهودوا ونصروا ؛ ثابت عنه بأسانيد صحيحة ، وهو من أحسن التفاسير ، وأولى ما ما حملت عليه الآية . كما أنه دليل على ضعف الحديث المرفوع - الذي سبق ذكره - ؛ لأنه لو صح لما خالفه الحسن وعدل عنه ، وهو أحد رواته .
ثم ختم تفسيره للآيتين بذكر موقفه هو ، وما يراه مقبولاً في تفسيرهما قائلاً : ( وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا - والله أعلم - ، وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء ، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته ، وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس ، كقوله : ? وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ? (الملك: من الآية5) ، ومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي يرمى بها ، وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها، ولهذا نظائر كثيرة في القرآن ، والله أعلم. )([15])
وأراد ابن عاشور أن يجمع بين القولين ، فقال – بعد أن ذكر القولين المأثورين - : ( والذي يظهر لي أن في الكلام استخداماً([16]) في ضميري ? تَغَشَّاهَا ? وما بعده إلى قوله: ? فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا ? ، وبهذا يجمع تفسير الآية بين كلا الرأيين .
وهذا الذي ذكره ابن عاشور هو نفس ما ذهب إليه ابن القيم ، وابن كثير ، إلا أنه جعله من قبيل الاستخدام ، وجعلاه من قبيل الاستطراد ؛ والنتيجة واحدة .(1/1816)
ومما نبه عليه ابن عاشور : أن الحديث المرفوع الذي ذكره المفسرون هنا ليس فيه - على ضعفه - أنه فسّر به الآية ، ولكن الترمذي جعله في باب تفسير سورة الأعراف من سنُنه ؛ فألصقه المفسرون بالآية ، وجعلوه تفسيراً لها .([17])
ومما سبق يتبين أنه لم يرجح القول الثاني إلا ابن جرير ، وأن الباقين بين مرجح للقول الأول الذي اعتمده ابن كثير ، وبين مائل إليه محتار له .
وممن اعتمد القول الأول كذلك : ابن العربي ؛ فقد ضعف القول الثاني ، وجعل الروايات التي بني عليها من الإسرائيليات التي لا ثبات لها ، ولا معول عليها . ثم نص على أن القول الأول ( أشبه بالحق , وأقرب إلى الصدق , وهو ظاهر الآية وعمومها الذي يشمل جميع متناولاتها , ويسلم فيها الأنبياء عن النقص الذي لا يليق بجهال البشر , فكيف بسادتهم وأنبيائهم .)([18])
ورجحه كذلك الشنقيطي لدلالة القرآن عليه .([19])
وممن وافق ابنَ جرير في ترجيح القول الثاني : السيوطي ؛ فقد قرر في أكثر من موضع أن الآية في قصة آدم وحواء كما يدل عليه السياق ، واستشهد لذلك بحديث الحسن عن سمرة السابق ، وهو يرى أنه حديث صحيح ، وله شاهد عن ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم وغيره بسند صحيح .
قال : ( وقد توقف جماعة في ذلك لقوله في آخر الآية : { فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ، والأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة وبعدها إجماعاً فألجأهم ذلك إلى حمل الآية على بعض مشركي العرب وزوجه ، وإلى القدح في الحديث . وهذا كله قصور منهم ؛ فإن حمل الآية على غير آدم وحواء مناف لأولها كل المنافاة ، والقدح في الأحاديث الصحيحة لا يليق بأهل المعرفة .)
ثم وافق ابن جرير في التخلص من هذا الإشكال بجعل آخر الآية مفصولاً عما قبله ، وأنه تخلص إلى قصة مشركي العرب ، ويدل على ذلك ما بعدها من الآيات .
ثم ذكر روايات تدل على ذلك أخرجها ابن أبي حاتم عن السدي .([20])(1/1817)
قال : ( وبهذا التقرير انحلت هذه العقدة ، وانجلت هذه المعضلة . ويوضح ذلك تغيير الضمير إلى الجمع بعد التثنية ، ولو كانت القصة واحدة لقال : "عما يشركان" ، كقوله : { دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا }، {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا } فما غيّر الأسلوب إلا لنكتة ، وهي اختلاف المخبر عنه .)([21])
ووافقهما الآلوسي كذلك ، وختم تفسيره للآيات – بعد نقاشات طويلة – بقوله : ( وحملُ { فَتَعَالَى اللَّهُ } إلخ على الابتداء مما يستدعيه السباق والسياق ، وبه صرح كثير من أساطين الإسلام ، والذاهبون إلى غير هذا الوجه نزر قليل بالنسبة إلى الذاهبين إليه وهم دونهم أيضاً في العلم والفضل ... ؛ ومن هنا قال العلامة الطيبي([22]) : إن هذا القول أحسن الأقوال ، بل لا قول غيره ولا معول إلا عليه ؛ لأنه مقتبس من مشكاة النبوة وحضرة الرسالة r ، وأنت قد علمت مني أنه إذا صح الحديث فهو مذهبي ، وأراه قد صح ، ولذلك أحجم كميت قلمي عن الجري في ميدان التأويل كما جرى غيره . والله تعالى الموفق للصواب.)([23])(1/1818)
وأما القول الثالث – وهو أن المراد الجنس ، لا آدم وحواء – ؛ فقد رجحه ابن المنير ، وقال تعليقاً على ما أورده الزمخشري في تفسيره : ( وأسلم من هذين التفسيرين([24]) ، وأقرب – والله أعلم – أن يكون المراد جنسي الذكر والأنثى ، لا يقصد فيه إلى معين . وكأن المعنى - والله تعالى أعلم - : هو الذي خلقكم جنساً واحداً ، وجعل أزواجكم منكم أيضاً لتسكنوا إليهن ، فلما تغشى الجنس الذي هو الذكر الجنسَ الذي هو الأنثى جرى من هذين الجنسين كيت وكيت ؛ وإنما نسب هذه المقالة إلى الجنس وإن كان فيهم الموحدون لأن المشركين منهم ، فجاز أن يضاف الكلام إلى الجنس على طريقة : "قتل بنو تميم فلاناً" ، وإنما قتله بعضهم . ومثله قوله تعالى : ? وَيَقُولُ الْأِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ?(مريم:66) ، و ? قُتِلَ الْأِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ? (عبس:17) إلى غير ذلك .)([25])
ورجح هذا القولَ أيضاً ابنُ عثيمين ، وذكر أن ّمن تأمل الآية وجدها دالة على هذا القول ، وليس فيها تعرض لآدم وحواء بوجه من الوجوه . وأكّد أن هذا القول جار على الأسلوب العربي الفصيح الذي له نظير في القرآن ، كقوله تعالى : ? لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ?(آل عمران: من الآية164) ، أي : من جنسهم . قال رحمه الله : ( وبهذا التفسير الواضح البيّن يسلم الإنسان من إشكالات كثيرة .)
وذكر أن للقول الأول الذي اعتمده ابن القيم وجهاً من جهة المعنى ، وفيه تنزيه لآدم وحواء عن الشرك ؛ غير أن فيه شيئاً من الركاكة لتشتت الضمائر .([26])
النتيجة :
لا يخفى أن هذه الآيات من الآيات المشكل تفسيرها ، وأن الأقوال فيها متدافعة . والأصح من الأقوال في تفسيرها هو ما اعتمده ابن القيم رحمه الله ، وبيّنه ابن كثير بالتفصيل لأوجه ، أهمها ثلاثة :(1/1819)
أحدها : أنه يقتضي براءة آدم وزوجه من قليل الشرك وكثيره ، وذلك هو حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
والثاني : قوله تعالى : { فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }بضمير الجمع . ([27])
والثالث : أن ما ذكروا من قصة آدم وتسمية الولد عبد الحارث يفتقر إلى نقل صحيح صريح ، وهو غير موجود في تلك القصة ؛ فهو إن صح غير صريح في كونه تفسيراً ، وإن لم يصح – وهو الذي عليه أكثر المحققين – فلا يلتفت إليه .
وهذه الأوجه متحققة على القول الثالث أيضاً ، غير أن في النفس منه شيئاً ؛ لعدة أسباب :
أولها : أنه لا قائل به من السلف – حسب علمي - .
والثاني : أن فيه إجراء جميع ألفاظ الآية على الأوجه البعيدة .([28])
تنبيهات وفوائد :
التنبيه الأول : سبب الخلاف :
من أسباب الخلاف السابق بين المفسرين :
· الاختلاف في ثبوت الحديث الذي فيه قصة إبليس مع آدم وحواء ، والاختلاف في جعله ربطه بتفسير الآية .
· الاختلاف في مرجع الضمائر .
· تعارض ما ورد في تفسير الآيات مع أصل من أصول الإسلام ، وهو عصمة الأنبياء من الشرك بأنواعه .
التنبيه الثاني : من قواعد التفسير التي تنحل بها إشكالات كثيرة في التفسير : "قد يرد اللفظ في القرآن متصلاً بالآخر ، والمعنى على خلافه ." ([29])
ويطلق البعض على مثل هذه القاعدة : الموصول لفظاً المفصول معنىً .([30])
التنبيه الثالث : تضاف هذه الآية إلى أمثلة : ما أشكل تفسيره من الآيات .
الحواشي والتعليقات : --------------------------------------------------------------------------------(1/1820)
([1] ) يروى في هذا المعنى حديث مرفوع عن الحسن عن سمرة عن النبي r قال : )) لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد ، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث فعاش ، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره (( أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/11 ، والترمذي في كتاب تفسير القرآن – باب : ومن سورة الأعراف رقم 3077 وقال: ( هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم ، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه ) ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره 13/309 بلفظ مقارب . وهو حديث مضعف عند جمهور المحدثين ، وقد بيّن علله بالتفصيل ابنُ كثير في تفسيره 4/1526-1527 . وفي معنى ذلك آثار موقوفة على على ابن عباس رضي الله عنهما ، تلقاها عنه جماعة من التابعين ، ثم تتابع المفسرون على روايتها . قال ابن كثير : ( وكأنه - والله أعلم - أصله مأخوذ من أهل الكتاب ، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب ، كما رواه ابن أبي حاتم .. وهذه الآثار يظهر عليها والله أعلم أنها من آثار أهل الكتاب ) ثم استطرد في بيان الموقف من هذه الروايات الإسرائيلية 4/1528 . وانظر الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير لمحمد أبو شهبة ص 209-215 . وقد ذكر ابن عثيمين أن هذه القصة باطلة من سبعة وجوه في القول المفيد على كتاب التوحيد 2/308-310 . وكلها وجوه وجيهة يكفي واحد منها لإبطال القصة .
([2] ) روضة المحبين ص415 ، والضوء المنير 3/254 .
([3] ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 5/1633 من رواية سعيد بن جبير عنه ، وانظر الدر المنثور للسيوطي 6/705 .
([4] ) أخرجه عنه ابن جرير في تفسيره 13/ 314-315 من عدة طرق قال ابن كثير عنها : أسانيدها صحيحة .
([5] ) أخرجه ابن جرير 13/310-311 من رواية عكرمة ، ومن رواية العوفيين .
([6] ) أخرجه ابن جرير 13/312 .
([7] ) أخرجه ابن جرير 13/312 .
([8] ) نظر زاد المسير لابن الجوزي 3/303 .(1/1821)
([9] ) لم أجده منسوباً إلى أحد من السلف . وقد ذكره ابن عطية ، وعزا معناه إلى الحسن بن أبي الحسن – فيما حكى عنه الطبري - . كذا قال في المحرر الوجيز 6/174 ، ولم أعثر على شيء من ذلك في تفسير الطبري .
([10] ) انظر جامع البيان 13/ 315 .
([11] ) انظر المحرر الوجيز 6/171-177 .
([12] ) انظر التفسير الكبير 15/70-72 .
([13] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 7/338-339 .
([14] ) انظر البحر المحيط 5/246-247 .
([15] ) انظر تفسير القرآن العظيم 4/1526-1528 .
([16] ) الاستخدام : هو أن يذكر لفظ له معنيان ، فيراد به أحدهما ، ثم يراد بالضمير الراجع إلى ذلك اللفظ معناه الآخر . أو يراد بأحد ضميريه أحد معنييه ، ثم بالآخر معناه الآخر . انظر التعريفات للجرجاني ، والتحبير في علم التفسير للسيوطي 491-492 . والمراد هنا المعنى الثاني للاستخدام .
([17] ) انظر التحرير والتنوير 9/210-211 ، 215
([18] ) انظر أحكام القرآن 2/355 .
([19] ) انظر أضواء البيان 2/305 .
([20] ) انظر تفسير ابن أبي حاتم 5/1634-1635 .
([21] ) انظر قطف الأزهار في كشف الأسرار للسيوطي 2/1074-1076 ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/280-281 .
([22] ) هو: الحسن بن محمد بن عبدالله الطيبي ، الإمام المشهور ، كان ممن جمع بين المال والعلم ، كريماً ، متواضعاً ، مكثراً من الرد على المبتدعة والفلاسفة ، مظهراً لفضائحهم . من تصانيفه : " شرح المشكاة " ، و" شرح الكشاف " ، و"تفسير القرآن " . توفي سنة 743هـ . الدرر الكامنة لابن حجر 2/68 ، وطبقات المفسرين للداوودي 1/146-147 .
([23] ) روح المعاني للآلوسي 9/142-143 .
([24] ) التفسير الأول الذي اعتمده الزمخشري هو التفسير الذي اعتمده ابن القيم ، والثاني هو أن الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله r ، وهم آل قصي .... انظر الكشاف للزمخشري 2/109 .(1/1822)
([25] ) الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال لابن المنيّر 2/109 حاشية الكشاف .
([26] ) انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 2/304-305 .
([27] ) انظر التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 2/104 .
([28] ) انظر روح المعاني للآلوسي 9/141 . وقد ذكر الشوكاني وجهين لعدم اعتبار هذا القول في تفسيره فتح القدير 2/386 .
([29] ) انظر هذه القاعدة والأمثلة عليها في كتاب : قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/313-314 .
([30] ) انظر تفصيل هذا النوع من أنواع علوم القرآن في كتاب: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/280-283.
---
الغني بالله
09-03-2006, 10:25 PM
لو تأمل الشيخ صالح آل الشيخ كلام الإخوة لرجع عما رجحه.
---
(1/1823)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يوم ما بعده يوم
---
يوم ما بعده يوم
---
محمود أبو جهاد
07-06-2004, 07:00 PM
يَوْمٌ مَا بَعْدَهُ يَوْم
قال الله تعالى في سورة عبس " يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، لُكُلِّ اِمْرِئٍ مُنْهُمْ
يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "
ذَلِكَ يَوْمٌ عَصِيبٌ شَدِيدٌ ، إِنَّهُ يَوْمُ الْعَرْضِ على اللهِ ، كُلٌّ مَسْئُولٌ عَنْ نَفْسِه ، كُلٌّ مَشْغُولٌ بِحَالِهِ ، كُلٌّ يَطْلُبُ النَّجَاةَ لِنَفْسِه ، فَلا مَالَ لصَاحِبِهِ نَافِعٌ ، وَلا أَخَ لِلْعَذَابِ دَافِع ، ولا أَبَ لِسَيِّءِ أَعْمَالِكَ عَنْكَ رَافِع ، ولا أُمَّ يَوْمَئِذٍ تَرْحَم ، وَلا زَوْجَ في الْمَوْقِفِ عَنْكَ يَسْأَل ، ولا وَلَدَ مِنْ سُوءِ الْمَصِيرِ يُنْجِي .
الْكُلُّ يَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي .. نَفْسِي نَفْسِي .
الْكُلُّ يَبْحَثُ عَنِ النَّجَاةِ .
الْكُلُّ في هَمٍّ عَظِيمٍ ، وَغَمٍّ مُقِيمٍ ، يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ أَيْنَ هُوَ ؟
الْكُلُّ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ أَفِي الْجَنَّةِ والنَّعِيمِ هو أَمْ في جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ؟
فلا مَالَ نَافِعٌ ، ولا حَسَبَ نَافِعٌ ، ولا وَلَدَ وَلا أَهَلَ ولا صَدِيقَ نَافِعٌ .
يَأْتِي الابنُ أَبَاهُ يَسْأَلُهُ أَنْ ُيْعِطِيَهُ حَسَنَةً وَاحِدَةً يَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ فَيَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي .
يَأْتِي الأبُ ابْنَهُ يَسْأَلُهُ حَسَنَةً وَاحِدَةً يَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ فَيَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي .
يَأْتِي الزَّوْجُ زَوْجَهُ يَسْأَلُهَا حَسَنَةً وَاحِدَةً يَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ فَتَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي .
وَصَدَقَ اللهُ تعالى إِذْ يقول :"يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "
.......(1/1824)
فَخُذْ مِنْ دُنْيَاكَ لأخْرَاكَ ، واعْمَلْ لَيِوْمٍ لا عَمَلَ فيه .
اسْتَعِدّ لِيَوْمٍ يَنْدَمُ فيه الظَّالِمُونَ أنْفُسَهِمْ ... يَنْدَمُونَ حَيْثُ لا يَنْفَعُ النَّدَم .
اعْمَلْ فَإِنَّ مَا يِمْضِي عَنْكَ وَيِذْهَبُ فلا يَعُود .
أَصْلِحْ قَبْلَ أَلا مَجَالَ ولا مَكَانَ ولا زَمَانَ لإصْلاحٍ .
إِنَّمَا يُوجَدُ الْحِسَابُ ، والْحِسَابُ فَقَط .
بقلم
محمود أبو جهاد
18 جمادى الأولى 1425 هـ
---
(1/1825)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أشكلت عليَّ عبارة الشوكاني في تفسير هذه الآية ... فهل استشكالي في محله ؟؟
---
أشكلت عليَّ عبارة الشوكاني في تفسير هذه الآية ... فهل استشكالي في محله ؟؟
---
ابواحمد
05-28-2005, 10:28 PM
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير عند تفسيره لقوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ....) الآية 253 البقرة
حيث قال : ( فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه وسلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن ).
أولا : أشكل عليَّ عود الضمير الى الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهل يستقيم أن يكون التقرب الى الرسول ؟؟؟
ثانيا : أن بعض النسخ التي إطلعت عليها لم أجد جملة ( صلى الله عليه وسلم ) بعد قوله ( أن تتقرب اليه ) .مما أكد عندي أن استشكالي كان في محله .
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2005, 10:24 AM
إيراد الكلام السابق لهذا المنقول يوضح الأمر أخي أبا أحمد وفقكم الله.
جاء في تفسير (فتح القدير) للشوكاني وهو يناقش مسألة تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض في تفسير قوله تعالى :(ورفعنا بعضهم درجات) قوله وهو يخالف من تعرض لتعيين المراد بقوله (بعضهم) بأنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :(وقد جزم كثير من أئمة التفسير أنه نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأطالوا في ذلك ، واستدلوا بما خصه الله به من المعجزات ، ومزايا الكمال ، وخصال الفضل ، وهم بهذا الجزم بدليل لا يدل على المطلوب قد وقعوا في خطرين ، وارتكبوا نهيين ، وهما :
1- تفسير القرآن بالرأي .
2- والدخول في ذرائع التفضيل بين الأنبياء .(1/1826)
وإن لم يكن ذلك تفضيلاً صريحاً ، فهو ذريعة إليه بلا شك ولا شبهة ؛ لأن من جزم بأن هذا البعض المرفوع درجات هو النبي الفلاني ، انتقل من ذلك إلى التفضيل المنهي عنه ، وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بما لا يحتاج معه إلى غيره من الفضائل ، والفواضل. فإياك أن تتقرب إليه - صلى الله عليه وسلم - بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها ، فتعصيه ، وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن) أ.هـ.
فالضمير في قوله (تتقرب إليه) يحتمل عوده على :
- لفظ الجلالة في قوله (وقد أغنى الله ...) فيكون حذف قوله :(صلى الله عليه وسلم) التي هي محل السؤال هو الموافق لهذا التوجيه ، ويكون معنى معصية الله هنا ، مخالفة نهي نبيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء.
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيكون الصواب إثبات لفظ الصلاة والسلام عليه.
والذي يبدو لي - والله أعلم - أن الثاني هو الأقرب لسياق كلام الشوكاني رحمه الله ، وأن الضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإثبات لفظ السلاة والسلام هو الصحيح كما في أكثر النسخ ، وذلك لقول الشوكاني بعد ذلك (... نهاك عن دخولها ، فتعصيه ..) فالذي نهى عن التفضيل بين الأنبياء هو النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :(لا تفضلوني على الأنبياء) بألفاظه المتعددة التي ذكرها الشوكاني في أول تفسيره للآية. وأما الله سبحانه وتعالى فليس في قوله :(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللهُ ورفع بعضهم درجات) ما يدل على النهي عن تفضيل بعض الأنبياء على بعض ، بل ربما تكون دليلاً على جواز التفضيل ، وللعلماء في كون هذه الآية ناسخة للنهي عن التفضيل كلام أشار إليه الشوكاني.(1/1827)
ويبقى بعد ذلك توجيه معنى التقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه بمعنى طاعته صلى الله عليه وسلم واتباعه وطلب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بذلك ، لا أن العبادة تصرف له صلى الله عليه وسلم. ويؤيد ذلك قوله تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ... الآية) ويكون هذا حملاً للمتشابه من كلام الشوكاني على المحكم المعروف عنه رحمه الله من سلامة معتقده.
---
(1/1828)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل برنامج مجلة الجامعة الإسلامية
---
حمل برنامج مجلة الجامعة الإسلامية
---
أبو محمد الأزهري
02-17-2007, 10:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام _ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برنامج مجلة الجامعة الإسلامية
http://www.islamhouse.com/books.php?page=0869ca02a4455c678330d999b334e44f
نبذة موجزة : برنامج يحتوي على جميع الأعداد الصادرة من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. عدد الأعداد الموجودة بالبرنامج [ 117 ]عدد، وسوف نضيف الأعداد التي تصدر بعد ذلك إن شاء الله.
---
عبد الحي محمد
02-18-2007, 07:50 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو المعتز القرشي
02-18-2007, 07:58 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو محمد الأزهري
02-18-2007, 05:21 PM
جزاك الله خيرا
وجزاكم.
---
أبو محمد الأزهري
02-20-2007, 03:30 PM
جزاك الله خيرا
وجزاكم.
---
رحمة
02-20-2007, 06:36 PM
بارك الله فيك أخي أبو محمد ، ونفع بك الأمة وجزاك خيراً
---
أبو محمد الأزهري
02-22-2007, 01:00 AM
بارك الله فيك أخي أبو محمد ، ونفع بك الأمة وجزاك خيراً
وفيكم بارك، وجزاكم الله خيراً.
---
(1/1829)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصادر ومراجع تفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب .
---
مصادر ومراجع تفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب .
---
أحمد بزوي الضاوي
04-11-2007, 12:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
هناك جملة من المصادر والمراجع التي اعتمدها سيد قطب في تفسيره " في ظلال القرآن"، وهي نوعان :
1- مصادر تفسيرية أصيلة.
2- مصادر ومراجع حديثة.
وهذه الأخيرة تنقسم إلى مصادر ومراجع لكتاب وعلماء ومفكرين مسلمين، وأخرى لكتاب ومفكرين وعلماء فرنجة، وسنحاول في هذا المبحث تحديد هذه المصادر والمراجع وبيان طريقة تعامل سيد قطب معها، وكيفية توظيفها في تفسيره.
1- مصادر التفسير الأصيلة :
أولا : القرآن الكريم :
عمد سيد قطب إلى تفسير القرآن بالقرآن في كثير من المواضع، وخاصة منها ما يشكل فهمه على المسلم المعاصر، أو ما يكتنفه شيء من الغموض، أو عدم اتضاح الرؤية نتيجة البعد عن العيش في رحاب القرآن، و الجهل بخصائص ومقومات التصور الإسلامي، و الغزو الثقافي الذي يتعرض إليه في كل وقت وحين . ويتضح لنا أن توظيف هذا المصدر التفسيري الأصيل، والاستعانة به في تجلية معاني الذكر الحكيم، تنم عن معرفة دقيقة بخاصية من أهم خواص القرآن الكريم و المتمثلة في وحدته النسقية ، ومن ثم فإن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا . ويمكننا ان نضرب عدة أمثلة عن تفسير القرآن بالقرآن :(1/1830)
1- يبين سيد قطب أن إبليس المذكور في قصة آدم في سورة البقرة، لم يكن من الملائكة، وذلك اعتمادا على نص قرآني آخر «ويوحي السياق أن إبليس لم يكن من جنس الملائكة، إنما كان معهم، فلو كان منهم ما عصى، وصفتهم الأولى أنهم { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}(1) .. والاستثناء هنا لا يدل على انه من جنسهم فكونه معهم يجيز هذا الاستثناء كما تقول : جاء بنو فلان إلا أحمد، وليس منهم إنما هو عشيرهم، وإبليس من الجن بنص القرآن، والله خلق الجان من مارج من نار، وهذا يقطع بأنه ليس من الملائكة»(2) .
2- وقد نجد سيد قطب يفسر القرآن بالقرآن من غير ذكر الآية أو الآيات، وإنما يذكر معناها، من ذلك ما جاء في تفسير لقوله تعالى في سورة البقرة { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}(3) ، فأي عهد هذا الذي يشار إليه في هذا المقام؟ أهو العهد الأول، عهد الله لآدم { فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبا بآياتنا اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}(4) ..؟ أم هو العهد الكوني السابق على عهد الله هذا مع آدم. العهد المعقود بين فطرة الإنسان وبارئه.. أن يعرفه ويعبده وحده لا شريك له، وهو العهد الذي لايحتاج إلى بيان، ولا يحتاج إلى برهان، لأن فطرة الإنسان بذاتها تتجه إليه بأشواقها اللدنية، ولا يصدها عنه إلا الغواية والانحراف؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله لإبراهيم جد إسرائيل، والذي سيجيء في سياق السورة { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما، قال: ومن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين}(1) ...؟ أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله على بني إسرائيل وقد رفع فوقهم الطور، وأمرهم أن يأخذوا ما فيه بقوة، والذي سيأتي ذكره في هذه الجولة؟»(2) .(1/1831)
فالعهد الكوني الذي يشير إليه سيد قطب ـ رحمه الله ـ هو المتمثل في قوله سبحانه : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) . (لأعراف:172) .
ومثل هذا كثيرا ما يرد في تفسير "في ظلال القرآن" نحو تفسيره لقوله تعالى { فحسبه جهنم ولبئس المهاد}(3) . «حسبه؟ ففيها الكفاية؟ جهنم التي وقودها الناس والحجارة. جهنم التي يكبكب فيها الغاوون، وجنود إبليس أجمعون، جهنم الحطمة التي تطلع على الأفئدة، جهنم التي لا تبقي ولا تذر، جهنم التي تكاد تميز من الغيظ! حسبه جهنم {ولبئس المهاد} ويا لسخرية القاصمة في ذكر "المهاد" هنا ... ويا لبؤس من كان مهاده جهنم بعد الاعتزاز والنفخة والكبرياء»(4) .
3-ويقول سيد قطب مفسرا قوله { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}(1) مبينا طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبين الزوج وزوجه: « وفي هذا التعبير الدقيق ما فيه من إشارات إلى طبيعة تلك العلاقة في هذا الجانب، وإلى اهدافها واتجاهاتها، نعم، إن هذا الجانب لا يستغرق سائر العلاقات بين الزوج وزوجه، وقد جاء وصفها وذكرها في مواضع أخرى مناسبة للسياق في تلك المواضع، كقوله تعالى {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}(2) .. وقوله { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة}(3) فكل من هذه التعبيرات يصور جانبا من جوانب تلك العلاقة العميقة الكبيرة في موضعه المناسب، أما مناسبة السياق هنا فيتسق معها التعبير بالحرث، لأنها مناسبة إخصاب وتوالد ونماء. وما دام حرثا فأتوه بالطريقة التي تشاؤون، ولكن في موضع الإخصاب يحقق غاية الحرث..{فأتوا حرثكم أني شئتم}(4) »(5) .(1/1832)
4-ويفسر قوله تعالى { لا إكراه في الدين}(5) في ضوء قوله جل وعلا في موضع آخر من الذكر الحكيم، { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوك، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم}(6) . فيقول :« وهذا هو قوام الأمر في نظر الإسلام.. وهكذا ينبغي أن يعرف المسلمون حقيقة دينهم وحقيقة تاريخهم فلا يقف بدينهم موقف المتهم الذي يحاول الدفاع، إنما يقفون به دائما موقف المطمئن الواثق، المستعلى على تصورات الأرض جميعا، وعلى نظم الأرض جميعا، وعلى مذاهب الأرض جميعا.. ولا ينخدعون بمن يتظاهر بالدفاع عن دينهم بتجريده في حسهم من حقه في الجهاد لتأمين أهله، والجهاد لكسر شوكة الباطل المعتدي، والجهاد لتمتيع البشرية كلها بالخير الذي جاء به، والذي لا يجني أحد على البشرية جناية من يحرمها منه، ويحول بينهما وبينه، فهذا هو أعدى أعداء البشرية، الذي ينبغي أن تطارده البشرية لو رشدت وعقلت، وإلى أن ترشد البشرية وتعقل، يجب أن يطارده المؤمنون الذين اختارهم الله وحباهم بنعمة الإيمان فذلك واجبهم لأنفسهم، وللبشرية كلها، وهم مطالبون بهذا الواجب امام الله..»(1) .(1/1833)
5- ويبين سيد قطب حقيقة من حقائق التصور الإسلامي، وهي رد كل شيء إلى المشيئة المطلقة التي لا تتعارض مع إرادة الإنسان، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى { يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}(2) « هذه الحكمة يؤتيها الله من يشاء من عباده، فهي معقودة بمشيئة الله سبحانه، هذه هي القاعدة الأساسية في التصور الإسلامي: رد كل شيء إلى المشيئة المطلقة المختارة، وفي الوقت ذاته يقر القرآن حقيقة أخرى، أن من أراد الهداية وسعى لها سعيها، وجاهد فيها، فإن الله لا يحرمه منها، بل يعينه عليها { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}(1) ليطمئن كل من يتجه إلى هدى الله أن مشيئة الله ستقسم له الهدى، وتؤتيه الحكمة، وتمنحه ذلك الخير الكثير»(2) .
6- ويفسر سيد قطب قوله تعالى { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكرم وأولئك هم المفلحون}(3) في ضوء قوله تعالى { وما أرسلنا من رسول إلاليطاع بإذن الله}(4) . وذلك ليبيين وظيفة الأمة المسلمة في هذه الحياة، وكيف أن أمر الدعوة إلى الله تعالى لا يستقيم إلا في ظل سلطة مسلمة: « فلا بد من سلطة في الأرض تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، والذي يقرر أنه لابد من سلطة هو مدلول النص القرآني، ذاته، فهناك "دعوة" إلى الخير، ولكن هناك "أمر" بالمعروف وهناك "نهي" عن المنكر، وإذا أمكن أن يقوم بالدعوة غير ذي سلطان فإن "الأمر" و"النهي" لا يقوم بهما إلا ذو سلطان هذا هو تصور الإسلام للمسألة. إنه لابد من سلطة تأمر وتنهي...»(5).
7-ويقول مفسرا قوله تعالى { والله لا يحب الظالمين}(6) : «والظلم كثيرا ما يذكر في القرآن ويراد به الشرك، بوصفه أظلم الظلم وأقبحه، وفي القرآن { إن الشرك لظلم عظيم}(1) ..»(2) .(1/1834)
8- ويوضح أن الإسلام يبيح تعدد الزوجات، ويشرع هذا المبدأ، و أنه لا تعارض بين آيات الذكر الحكيم، ففي تفسيره للآية { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}(3) : « والعدل المطلوب هو العدل في المعاملة، والنفقة، والمعاشرة، والمباشرة، أما العدل في مشاعر القلوب،وأحاسيس النفوس فلا يطالب به أحد من بني إسرائيل، لأنه خارج عن إرادة الإنسان وهو العدل الذي قال الله عنه في الآية الأخرى في هذه السورة{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالملعقة}(4) هذه الآية التي يحاول بعض الناس أن يتخذوا منها دليلا على تحريم التعدد والأمر ليس كذلك، وشريعة الله ليست هازلة حتى تشرع الامر في آية وتحرمه في آية بهذه الصورة، التي تعطي باليمين، وتسلب بالشمال، فالعدل المطلوب في الآية الأولى، والذي يتعين عدم التعدد إذا خيق ألا يتحقق هو العدل في المعاملة والنفقة والمعاشرة والمباشرة، وسائر الأوضاع الظاهرة، بحيث لا ينقص إحدا الزوجات شيء منها»(5) .(1/1835)
9-وفي معرض تفسيره لقوله تعالى { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم أربعة منكم، فإن شهدوا، فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلا، واللذان يأتيانها منكم فآدوهما، فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما، إن الله كان توابا رحيما}(1) ، يورد آيات اخرى من سورة "المؤمنون" وسورة "الإسراء" تضمنت نهيا عن الزنا من غير أن تسن عقوبات زاجرة ورادعة لمرتكبيه. ويستخلص من ذلك أن الإسلام دين واقعي، يقيم نظامه على أساس العقيدة، ويقيم دينه على أساس السلطة والتشريع حيث « تبدو في هذه الأحكام عناية المنهج الإسلامي بتطهير المجتمع المسلم من الفاحشة. ولقد جاءت هذه العناية مبكرة : فالإسلام لم ينتظر حتى تكون له دولة في المدينة، وسلطة تقوم على شريعة الله، وتتولاها بالتنفيذ، فقد ورد النهي عن الزنا في سورة "الإسراء" المكية : { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}(2) ، كما ورد في سورة "المؤمنون" : { قد أفلح المؤمنون الذين هو في صلاتهم خاشعون والذين هو لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}(3) . وكرر هذا القول في سورة "المعارج"(4) ، ولكن الإسلام لم تكن له في مكة دولة، ولم تكن له فيها سلطة، فلم يسن العقوبات لهذه الجريمة التي نهى عنها في مكة إلا حين استقامت له الدولة والسلطة في المدينة، ولم يعتبر النواهي والتوجيهات وحدها كافية لمكافحة الجريمة، وصيانة المجتمع من التلوث ، لأن الإسلام دين واقعي يدرك أن النواهي والتوجيهات وحدها لا تكفي ، ويدرك أن الدين لا يقوم بدون دولة، وبدون سلطة، وأن الدين هو المنهج أو النظام الذي تقوم عليه حياة الناس وبلا تشريع، وبلا منهج محدد، ودستور معلوم»(1) .(1/1836)
10- ويفسر سيد قطب الآية الكريمة { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم}(2) في ضوء قوله تعالى { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}(3) فيبين أن الحاكمية لله -تعالى- وحده، وألا شرعية لأي وضع أو عرف لا يستمد سلطانه من الله، فعندما « يحيل الفقه الإسلامي على "العرف" في بعض المسائل فهو يمنح العرف ابتداء سلطانا من عنده هو - بأمر الله- فتصبح للعرف - في هذه المسائل- قوة الشريعة استمدادا من سلطان الشارع -وهو الله- لا استمدادا من الناس، ومن البيئة التي تواضعت على هذا العرف من قبل، فليس تواضع البيئة على هذا العرف هو الذي يمنحه السلطان : كلا إنما الذي يمنحه السلطان هو اعتبار الشارع إياه مصدرا، في بعض المسائل وإلا بقي على بطلانه الأصلي، لأنه لم يستمد من أمر الله، وهو وحده مصدر السلطان، وهو يقول عما كانت الجاهلية تشرعه ما لم يأذن به الله :{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}(1) ، فيشير إلى ان الله وحده هو الذي يشرع، فهل لهم آلهة شرعت ما لم يأذن به الله؟ هذا الأصل الكبير الذي تشير إليه هذه اللمسة: {كتاب الله عليكم}(2) تقرره وتؤكده النصوص القرآنية في كل مناسبات التشريع. فما من مرة ذكر القرآن تشريعا إلا أشار إلى المصدر الذي يجعل لهذا التشريع سلطانا، اما حين يشير إلى شرائع الجاهلية وعرفها وتصوراتها فهو يردفها غالبا بقوله { ما أنزل الله بها من سلطان}(3) لتحريرها من السلطان ابتداء، وبيان علة بطلانها، وهي كونها لم تصدر من ذلك المصدر الوحيد الصحيح».(4)(1/1837)
11- ويقول مفسرا قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اوفوا بالعقود}(5) إن « المقصود بالعقود هو كل ضوابط الحياة التي قررها الله، وفي اولها عقد الإيمان بالله، ومعرفة حقيقة ألوهية -سبحانه-، ومقتضى العبودية بألوهيته، هذا العقد الذي تنبثق منه وتقوم عليه سائر العقود، وسائر الضوابط في الحياة، وعقد الإيمان بالله، والاعتراف بألهوية وربوبيته، وقوامته ومقتضياته، هذا الاعتراف من العبودية الكاملة، والالتزام الشامل والطاعة المطلقة، والاستسلام العميق، هذا العقد أخذه الله ابتداء على آدم -عليه السلام- وهو يسلمه مقاليد الخلافة في الأرض بشرط وعقد هذا نصه القرآني {قلنا اهبطوا منها جميعا، فإما يأتينكم مني هدى، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}(1) . فهي خلافة مشروطة باتباع هدى الله الذي ينزله في كتبه على رسله... ولقد تكرر هذا العقد - أو هذا العهد- مع ذرية آدم وهو بعد في ظهور آبائهم، كما ورد في السورة الأخرى {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم. وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين او تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون}(2) . فهذا عقد آخر مع كل فرد»(3) .(1/1838)
12- وقد يستعين ببعض آي الذكر الحكيم في تفسير آية يثير حولها أعداء الإسلام ـ من المستشرقين أو المستغربين - بعض الشبهات، من ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى { ولتنذر أم القرى ومن حولها}(4) :« وليس المقصود كما يتصيد أعداء الإسلام من المستشرقين، أن تقصر الدعوة على أهل مكة ومن حولها، فهم يقتطعون هذه الآية من القرآن كله، ليزعموا أن محمد - صلى الله عليه وسلم - ما كان يقصد في أول الأمر أن يوجه دعوته إلا إلى أهل مكة وبعض المدن حولها، وانه إنما تحول من هذا المجال الضيق الذي ما كان خياله يطمح في أول الأمر إلى أوسع منه، فتوسع في الجزيرة كلها، ثم هم أن يتخطاها لمصادفات لم يكن في أول الامر على علم بها، وذلك بعد هجرته إلى المدينة وقيام دولته بها، وكذبوا .. في القرآن المكي، وفي اوائل الدعوة، قال الله سبحانه لرسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}(1) . ولعل الدعوة يومذاك كانت محصورة في شعاب مكة يحيط بها الكرب والابتلاء»(2) .
13- وقد يعمد سيد قطب إلى القرآن الكريم لترجيح قول من الأقوال، أو رأي من الآراء في تفسير آية قرآنية اختلف العلماء في تفسيرهان ومثال ذلك ما جاء في تفسيره لقوله تعالى في سورة النجم { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}(3) بعد أن اورد كثيرا من الأحاديث المرفوعة والموقوفة: « ... عن أبي هريرة رضي الله عنه (أراه رفعه) في {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، قال : اللمة من الزنا ثم يتوب ولا يعودن واللمة من السرقة ثم يتوب ولا يعود، واللمة من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود، قال: فذلك الإلمام. وروى مثل هذا موقوفا على الحسن، فهذه طائفة أخرة من الأقوال تحدد معنى اللم تحديدا غير الأول.(1/1839)
والذي نراه أن هذا القول الأخير أكثر تناسبا من قوله تعالى بعد ذلك {إن ربك واسع المغفرة}. فذكر صحة المغفرة يناسب أن يكون اللمم هو الإتيان بتلك الكبائر والفواحش ثم التوبة، ويكون الاستثناء غير منقطع، ويكون الذين أحسنوا هم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا أن يقعوا في شيء منها، ثم يعودوا سريعا ولا يلجوا ولا يصروا، كما قال سبحانه : { والذين إذا فعلوا فاحشة وظلموا ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}(1) . وسمى هؤلاء "المتقين"، ووعدهم مغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض، فهذا هو الأقرب إلى رحمة الله ومغفرته الواسعة»(2) .(1/1840)
14-وعند تفسيره لقوله تعالى في سورة نوح { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}(3) يورد جملة آيات من سور مختلفة تقيم الدليل القرآني القاطع على أن القيم الإيمانية لها آثار واقعية في الحياة البشرية المادية : « وقد ربط بين الاستغفار وهذه الأرزاق، وفي القرآن مواض متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلب واستقامتها على هدى الله وبين تيسير الأرزاق، وعموم الرخاء.. جاء في موضوع : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}(1) ، وجاء في موضع : { ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}(2) . وجاء في موضع : { ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير، وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى، ويؤت كل ذي فضل فضله}.(3) . وهذه القاعدة التي يقررها القرآن في مواضع متفرقة قاعدة صحيحة تقوم على أسبابها من وعد الله، ومن سنة الحياة، كما أن الواقع العملي يشهد بتحققها على مدار القرون. والحديث في هذه القاعدة عن الأمم لا عن الأفراد وما من أمة قام فيها شرع الله، واتجهت اتجاها حقيقيا لله للعمل الصالح ، والاستغفار المنبئ عن خشية الله، ما من أمة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته، فحققت العدل والأمن للناس جميعا، إلا فاضت فيها الخيرات، ومكن الله لها في الأرض، واستخلفها فيها بالعمران وبالصلاح سواء ...»(4) .(1/1841)
15- وقد يستعين بآية من آي الذكر الحكيم ليوضح أسلوبا من الأساليب التي درج القرآن الكريم على استعمالها : « والحقيقة الثالثة أن الإعراض عن ذكر الله، الذي قد تنتهي إليه فتنة الابتلاء بالرخاء، مؤد إلى عذاب الله، والنص يذكر صفة للعذاب { يسلكه عذابا صعدا}(1) .. توحي بالمشقة منذ كان الذييصعد في المرتفع يجد مشقة في التصعيد كلما تصعد، وقد درج القرآن على الرمز للمشقة بالتصعيد، فجاء في موضع : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يظله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء}(2) . وجاء في موضع : {سأرهقه صعودا}(3) . وهي حقيقة مادية معروفة، والتقابل واضح بين الفتنة بالرخاء وبين العذاب الشاق عند الجزاء»(4) .
---
(1/1842)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مهم جداً
---
مهم جداً
---
محمود الحسن
06-23-2005, 11:15 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل منكم المساعدة في الإجابة عن الأسئلة التالية:-
1- ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
2- ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
3- ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
أفيدوني مأجورين
mshhdy66@yahoo.com
mshhdy66@hotmail.com
---
(1/1843)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم للسبكي
---
الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم للسبكي
---
الأثري
04-20-2003, 12:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذا المنتدى ، وأود السؤال عن مخطوط الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم لأبي الحسن السبكي ..
هل حقق ؟ ومن يعرف مكانه فلا يبخل علينا في بيان ذلك ..
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-21-2003, 07:30 PM
بسم الله
أخي الأثري بارك الله فيك
التفسير الذي سألت عنه مخطوط ، وقد حدثني أحد الإخوة من قسم العقيدة في كلية أصول الدين بالرياض بأنه يحاول الحصول عليه منذ فترة ، ولكنه لم يستطع ، وذكر أن الحصول عليه من الصعوبة بمكان .
وهو حسب المعلومات التي أذكرها عنه موجود إما في تركيا ، أو في مكتبة برلين بألمانيا [ وهي مكتبة مشهورة لا يحضرني اسمها الآن ] .
وهو لم يحقق بعد حسب علمي ، وحسب ما أفادني به الأخ الذي أشرت إليه أعلاه .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-03-2003, 10:44 AM
بسم الله
قابلت الأخ الذي أشرت له سابقاً ، وأفادني بما نصه من كتابته بخط يده : ( مكتبة الأمبروزيانا بميلانو في إيطاليا ، وهو مخطوط في عداد المفقود لتعذر الحصول عليه إن لم يكن استحالة الوصول إليه ،وذلك لأنه في حالة لا يمكن تصويرها ، وقد سبق الكتابة إلى المكتبة عدة مرات وأفادوا بذلك ) .
ولتصيح المعلومات التي ذكرتها في الجواب الأول أوردت هذا الجواب الناسخ لما سبقه .
---
الأثري
05-04-2003, 06:36 AM
بارك الله فيك أخي أبو مجاهد ..على ما تفضلت به من معلومات .
---
(1/1844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً : التعبير القرآني والدلالة النفسية للدكتور عبدالله الجيوسي
---
صدر حديثاً : التعبير القرآني والدلالة النفسية للدكتور عبدالله الجيوسي
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2005, 05:10 PM
صدر عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية بسوريا كتاب :
التعبير القرآني والدلالة النفسية
للدكتور عبدالله بن محمد الجيوسي
الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة اليرموك بالأردن.
وهو رسالته التي تقدم بها لنيل الدكتوراه في التفسير وعلومه إلى الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا عام 2001م.
http://www.tafsir.net/images/tabeer.jpg
ويقع الكتاب في مجلد من القطع العادي ، وعدد صفحاته 624
وجاء في مقدمته ومنهجه :
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، اللهم فقهنا في الدين وارزقنا حسن التأويل، اللهم جنّبنا زلات اللسان والقلم ووفقنا لصواب القول، .. آمين يا رب العالمين، وبعد.(1/1845)
فالقرآن الكريم كتاب الله الخالد، صالح لكل زمان ومكان، ونصوصه تعطي توجيهاتها لكل بني الإنسان، ولأنّه خطاب للإنسان فإنّه يصوغه شخصيّة متكاملة، وينشئ مجتمعاً قرآنيّاً منشوداً، وهذه هي المهمة التربوية للقرآن، لكن الأعداء المتربصين بهذا القرآن في كل زمان حينما أدركوا عجزهم عن تحريف ألفاظ القرآن، وجّهوا كيدهم إلى معانيه، بهدف تحريفها وتفريغها من روحها، بحيث تبقى ألفاظاً لا حياة فيها، ففرّغوا الألفاظ من المعاني، ونجحوا إلى حدّ كبير في هذا، حيث سادت النظرة القاصرة هذه، وشاعت عند كثير من أبناء المسلمين، فعلى حين يراه بعضهم مجرد كتاب مقدّس، يراه بعضهم الآخر مجردّ كلام فصيح، وهذا له من الخطورة ما لا يخفى، فنحن بحاجة إلى من يعيد النظر في فهم القرآن، وإدراك وظيفته ودوره في الحياة، فالقرآن ليس مجرد ألفاظ تتلى، وإنما هو حياة تسري في شتى مجالات الإنسانية.
والمؤمَّل في هذه الدراسة التي أطلق عليها الباحث عنوان: "التعبير القرآني والدلالة النفسية" أن تسهم في هذه المهمة، حيث تنطلق من ملاحظة البعد الواقعي للآيات، وتحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان، وإدراك المعاني والأبعاد التي جاءت بها الألفاظ القرآنية، فهي تركّز على الجانب النفسي للألفاظ القرآنية، وتسلّط الضوء على الأبعاد النفسية من خلال الخطاب القرآني الذي يشخّص الأحداث، ويصوِّرها للقارئ أيمّا تصوير، فكل لفظة تعبّر عن مدلول نفسي.(1/1846)
كما حاولت الدراسة أن تقدم أنموذجاً حقيقياً للكشف عن حقيقة النفس الإنسانية من خلال هذه الألفاظ القرآنية فقد كان للنفس الإنسانية حظ كبير من الحديث برز بشكل واضح في أحداث القصص القرآني الذي شهد حضوراً أكبر في آيات القرآن الكريم، ولمّا كانت النماذج التي يقدمها القرآن لا يحدها زمان أو مكان، تعددت الشخصيات وتنوعت المواقف واختلفت الأزمنة والعصور، وكانت النتيجة أن أتى القرآن بمَثَل لكل نفسيّة، فما من نفس كائنة أو تكون إلا ولها في القرآن مَثَل ونظير، كل ذلك بعيداً عن إسقاطات علم النفس المعاصر؛ حيث حرص على الإبقاء على جعل النصوص القرآنية هي المنطلق والمرتكز للدراسة، ولا يعني الباحث أنه لن يفيد أو يوظِّف ما توصلت إليه العلوم الحديثة في هذا الميدان لخدمة الدراسة، وبعيداً عن الحديث النظري الذي كان سمةً غالبةً على الدراسات في هذا الميدان، فإن الباحث حرص على أن يغلب على هذه الدراسة الصبغة الميدانية والتطبيقية والنماذج الحيّة.(1/1847)
تمّ تقسيم الدراسة إلى أربعة أبواب، يعد الباب الأول منها بمثابة المدخل، حيث تركزت فيه على كل ما من شأنه أن يكون معينا على فهم مصطلحات الدراسة ومتعلقاتها، مجيبا في الوقت ذاته عن التساؤلات التي ترد في الذهن، والتي تعدّ ضرورية لفهمها، ومن أجل تحقيق ذلك فقد تم تقسيم الباب إلى فصل تمهيدي وفصلين آخرين، على النحو الآتي: تحدث الفصل التمهيدي من الباب عن إشكالية البحث، محاولا تحديد الأسئلة التي انطلقت منها الدراسة، كما تحدث عن الأهداف التي ترمي إليها، مبينا في الوقت ذاته وجه الأهمية الذي تكشف عنه، ثم كان استعراض أهم الجهود التي بذلها الأسلاف في الميادين التي لها تعلق بأبواب الدراسة، أما الفصل الأول فقد كان حديثا عن "دلالة الألفاظ"وتقسيماتها عند أهل الاختصاص، أما الدلالة النفسية فقد كانت عنوانا للفصل الثاني: المقصود بالدلالة النفسية، ثم بيان موقعها من دلالة الألفاظ، ثم بيان حدودها، مع الإشارة إلى العوامل المؤثرة فيها، ثم كان الحديث عن دور اللفظ في الكشف عن الجوانب النفسية، مع بيان الوسائل الأخرى التي يستخدمها المرء في العادة للتعبير عما في النفوس.(1/1848)
أما الباب الثاني فقد تناول جوانب عدة متعلقة بالبنية الخارجية للتعبير القرآني التي تشمل كل أثر نفسي أحدثه القرآن الكريم في النفوس كجرس الألفاظ وظلها، ومكانة هذا المتلو من النفوس وموقعه من القلوب، وقد يكون بسبب من ترتيب الآيات والسور فيه أو تقسيماتها أو غير ذلك مما ليست له صلة مباشرة باللفظ، حيث تم الحديث عن ذلك في ثلاثة فصول، على النحو الآتي: كان الفصل الأول بعنوان تأثير القرآن في النفس الإنسانية، استعرض الباحث فيه جوانب من التاريخ تشير إلى تأثير القرآن في النفوس، ومكانه منها، محاولا الإجابة عن السر الذي يكمن وراء هذا التأثير، أما الفصل الثاني فقد تناول أبرز جوانب التأثير في القرآن وهي الناحية الصوتية، أو بعبارة أخرى تكمن في الأثر الصوتي للألفاظ القرآنية، محاولا الكشف عن جوانبها، وأما الفصل الثالث والأخير فقد تحدث عن الأسرار النفسية التي تكمن وراء ترتيب الآيات والسور بالشكل الذي عليه القرآن، ثم محاولة الكشف عن الجوانب النفسية التي لها تعلق بظروف نزول القرآن وأحوال المنزل عليهم.
والباب الثالث سلّط الضوء على بعض الجوانب النفسية التي تتشكل منها كلمات القرآن وجمله، في ضوء الأساليب المعروفة عند أهل اللغة العربية، وأبرز جهود الأسلاف الأوائل ميدان البلاغة، كما حاول أن يضع القواعد والضوابط لها، إذ هي التي يتشكل منها إعجاز القرآن البياني، هذا الباب ركّز على بعض المباحث التي تندرج تحت هذه الأقسام مبرزاً جوانبها النفسية بإذن الله تعالى مبتدئا بـ: الحرف، ثم الكلمة، ثم الجملة .(1/1849)
أما الباب الرابع فقد كان عنوانه: مواقف وملامح نفسية في القرآن، حيث تم استعراض بعض النماذج التي عرض لها القرآن الكريم، حيث تكفّل بالحديث عنها مسلّطا الضوء على تلك الجوانب النفسية التي تنطوي عليها هذه المواقف، سواء أكانت هذه النماذج المشتملة على المواقف التي برزت من خلال أسلوب الحوار، أم من أسلوب العرض السريع، أم من خلال المثل القرآني، أم حتى من خلال القصة، لكن كان هذا التقسيم الفني للفصول والمباحث في هذا الباب تمّ لاعتبارات تتعلق بحجم المتحدث عنه الذي كان ناشئا عن حجم وروده في كتاب الله تعالى، فكان الحديث في الفصل الأول عن المواقف القرآنية باعتبارها أعم من القصة، وفي الوقت ذاته يدخل فيها المشاهد التي عرضت لها الآيات المتحدثة عن اليوم الآخر، كما تناول الفصل جانب المثل القرآني من الوجهة النفسية، ثم كان الحديث عن الحوار باعتباره أبرز الوسائل التي تكشف عن أسرار النفس الإنسانية من جهة، ثم باعتباره أصدق صورة لرسم ملامح الشخصية الإنسانية. وتناول الفصل الثاني منه القصة القرآنية من الجانب النفسي، ثم كان الحديث عن بعض ملامح الشخصية الإنسانية بوجه عام، ومحاولة إلقاء الضوء على الخطوط العريضة للنفس الإنسانية. وتحدّث المبحث الثاني من الفصل عن المرأة كنموذج للنفسية الإنسانية، مع محاولة للكشف عن بعض الجوانب النفسية لدى المرأة كما هي في أحداث القصة القرآنية. أما الفصل الثالث والأخير من الباب الأخير فقد حاول الباحث فيه الكشف عن مدى الحاجة إلى مثل هذا اللون من الدراسة، ثم بيان ما إذا كان بالإمكان توضيح الملامح العامة ورسم الخطوط العريضة لوجهة في التفسير هي الوجهة النفسية، من أجل الوصول إلى نتائج منضبطة ومنسجمة مع المنهجية العلمية من جهة، ثم من أجل أن تبقى الدراسة في مأمن من الانحراف أو سوء التأويل كان لا بد من بيان الضوابط التي ينبغي أن تراعى في دراسة من هذه الوجهة.(1/1850)
ولما كان مثل هذا العمل الشاق يحتاج إلى جهود مضاعفة وتدبر عميق لنصوص كتاب الله فإن الباحث يتوجه إلى الله العلي القدير ليطلب منه العون والتوفيق إنه نعم المولى ونعم النصير.
---
مرهف
11-13-2005, 05:34 PM
جزاك الله خيراً أخانا الشيخ عبد الرحمن على هذه الدلالة على الكتاب وكذلك الدكتورعبد الله ، فإن هذا الموضوع قلما يؤلف فيه ،هل هو موجود في المملكة
---
ش.م
12-12-2005, 11:23 PM
جزاك الله خيرا ياشيخ
الكتاب مهم في مجاله، وقليل أمثالُه
أين نجد كتب دار الغوثاني في الإمارات ومنها هذا الكتاب؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-13-2005, 12:27 AM
يمكن السؤال عنه وعن بقية الكتب المسئول عنها في دور النشر والمكتبات الأردنية في معرض الشارقة.
---
د.عبد الله الجيوسي
12-15-2005, 01:13 PM
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله ووفقك لما يحبه ويرضاه وجعل ذلك في ميزان حسناتك..
وأحب أن أطمئن الأخوة على أنني على استعداد لعرض ما شاءوا من هذا الكتاب بالقدر الذي تسمح به دور النشر
ولو كان لديكم أية مقترحات بهذا الخصوص فحبذا إخبارنا بها
---
مرهف
12-18-2005, 12:04 AM
أخي الدكتور عبد الله حفظكم الله : إني من المتابعين للكتابات التي تتعلق بموضوع الدلالات النفسية في القرآن الكريم ولكني وجدت الكتابات فيها نادرة ومتأخرة وغالب الموجود على ندرته يقع فيه الكاتبون بما وقع فيه الكاتبون في التفسير العلمي للقرآن ، فهل توافقني الفكرة أم أني مخطئ في قراءتي ، وهلا كتبت لنا ـ تكرما ـ ملخصاً عن دراستك هذه وأمثالها فما لا يدرك كله لا يترك جله وأعدك إن شاء الله بمجرد أن يقع كتابك في يدي سأقرؤه كاملاً
---
د.عبد الله الجيوسي
12-18-2005, 01:05 PM
الاخ الفاضل مرهف
ما تحدثت به من وقوع الكثيرين ممن كتبوا حول الجانب النفسي في أخطاء تماثل من وقع عند الحديث عن الجانب العلمي اوافقك عليه(1/1851)
وهذا ما جعلني اخصص الفصل الخير من الدراسة للحديث عن ضوابط هذا النوع من الدراسة وهو المحور الذي دارت ح-وله الدراسة
ضمن اسس وضوابط علمية
وساعمل ان شاء الله قريبا على نشر بعضه في الموقع
---
مرهف
12-19-2005, 01:02 AM
هلا كتبت لنا هذه الضوابط لعلي أستفيد منها بضوابط التفسير العلمي فهو موضوع رسالتي الدكتوراه وليطلع عليها أهل الملتقى وزادك من فضله وجزاك الله خيرا
---
د.عبد الله الجيوسي
12-19-2005, 04:09 PM
هذه بعض الضوابط
صعوبات أمام المنهج
سوف يحاول الباحث توضيح بعض الصعوبات التي على المفسّر النفسي أن يضعها نصب عينيه قبل أن يخطو أية خطوة، ملخصا إياها في النقاط الآتية:
1) بيان وتوضيح الضوابط اللازمة لدراسة من هذا النوع، إذ لا يخفى ما لهذه الفكرة من أهمية في جانب الفهم القرآني على هذا الأساس، كما لا يخفى وجه الصعوبة في تحديد هذه الضوابط أو الالتزام بها، قد يشعر بعض المتحمسين بأن تحديد هذه الضوابط والسير على المنهجية الدقيقة نوع من كتم الأنفاس أو وضع الحواجز أمام الإبداع في تحليل النص القرآني، خاصة حينما تكون المطالبة بالتدليل على ما يتوصل إليه من أفكار، لكن سرعان ما ندرك أهمية وجود هذه الضوابط حينما نعرف أننا مع كوننا نريد أفكاراً جديدة لكن –في الوقت ذاته- نريدها أن تكون أفكاراً مطابقة للواقع ودقيقة ومنضبطة حتى تكتسب هذه الأفكار قيمة حقيقية واضحة في النصوص.
2) الفصل بين التأثر الشخصي وبين المعرفة –الموضوعية- فالخطر يكمن في الحرص على أن تكون الأفكار جديدة ومشوقة على حساب كونها صادقة. والتغلب على هذه الصعوبة يكون:
قرآن كريم بتمثل خطورة الخطأ، والخوف المستمر من الوقوع في الخطأ، والحذر الدائم فيما نتوصل إليه بآرائنا.
قرآن كريم الاستئناس بآراء وتراث من سبقنا من العلماء، إذ تراث أسلافنا أداة ضرورية إلى تصويب الرأي في الغالب.(1/1852)
قرآن كريم تجنب المبالغة في إبراز قيمة ما نتوصل إليه، والحذر من الإسراف في الثناء والمدح، حتى ولو كان المجهود الذي بذل في هذا كبيراً، فكثيراً ما يشعر الباحث بعظم الجهد الذي بذله في جانب ما، ولذلك فهو حريص على أن يدخل هذا الجهد ولو تبين أنه ليس فيه كبير فائدة لما يتحدث عنه، فيكون في هذا أشبه بإقحام المعلومات دون النظر إلى صلتها الوثيقة بموضوع الدراسة، فهذه من الآفات والصعوبات التي تواجه أمثال هذه الدراسة.
3) عدم الالتفات إلى أخطار وصعوبة مثل هذه الدراسة إذ يمكن التغلب عليها بأمور عدة، منها:
أ- ضرورة تقسيم العمل وتوزيعه على أكثر من فرد، إذ ما تتمثل فيه صعوبة جهد الفرد يمكن التغلب عليه بتوزيع العمل.
ب - ضرورة التعرف والاطلاع على جهود من سبق ومحاولة استكمال العمل من حيث انتهوا.
ج - مبادلة الاختصاص، حيث يستعان بمختصين في علم النفس وآخرين من أهل البلاغة والبيان، فيضاف جهد المفسر إلى أهل البيان وجهد المختصين بعلم النفس، وهذا بلا شك سيؤدي إلى ثمار طيبة ومفيدة.
4) عدم إدراك التصور الكلي للمنهج، إذ مهما كان المنهج جديداً فإنه – بلا شك- مرتبط بجذور قديمة وماضٍ سحيق، ولا يمكن فهمه بمنأى عن جهود السابقين في هذا الميدان، وفيما يخص المنهج النفسي، فإنه بلا شك يحتاج إلى جهود كبيرة تكشف عن جهود أسلافنا في هذا الجانب، والحذر من الوقوع أو الولوع في تخطئة أراء الآخرين أو التقليل من قيمتها العلمية، فبقدر ما يبهرنا المنهج بما فيه من جديد في الفكر والنظر بقدر ما يثير من جدل ونقاش حول التجاوزات والأخطاء التي قد نقع فيها دون الالتفات إليها، وخلاصة القول: أن إغفال أي من الجانبين"الرجوع إلى التراث" أو"الأخذ بالعلوم الحديثة" يوقع في مزلق خطير (عجز وقصر نظر) أو (تبعية ولهث وراء الجديد من الأفكار)، فلا بد من الالتفات إلى جهود المفسرين في هذا الميدان.(1/1853)
5) عدم إدراك حدود المنهج ودوره إحدى الصعوبات التي تقف عقبة أمام صاحب الدعوة إلى منهج جديد، إذ ينبغي إدراك دور المنهج وحدوده فهو لا أكثر من كونه معيناً للباحث على إنجاز الأهداف، فالأسلم البقاء في الإطار الذي يخدم الهدف والحرص على إبقاء المنهج في مكانه الحقيقي الذي ينبغي له .
6) القصور في الاستقراء والتعميم في النتائج من الآفات والمزالق التي يقع فيها صاحب المنهج عموماً، وبالتالي فإن على الذين يقومون بدراسة القرآن من الوجهة النفسية الحذر من إصدار النتائج وتعميمها إذا لم تكن قائمة على استقراء كلي لنصوص القرآن الكريم أو أسلوبه، إذ لو وجد موقع واحد من المواقع التي تخالف ما توصل إليه الدارس فإنه كفيل بنقض كل ما توصل إليه في هذا الميدان.
7) الإيغال في التحليلات النظرية والكشف عن كثير من جوانب المعرفة من الناحية النظرية دون الالتفات إلى الجانب العملي وتطبيقاته، إذ على من يريد أن يسلك هذا الجانب أن يكثر من الجوانب التطبيقية والعملية، ويكثر من ضرب الأمثلة القرآنية التي بدورها تشكل نوعاً من التثبيت لما كان في الإطار النظري.
8) التركيز على الجانب الفردي وإغفال الجانب الاجتماعي من المزالق والصعوبات التي تؤدي إلى انحرافات خطيرة في النتائج، فعلى من يريد أن يسلك هذا الجانب أن يلتفت في نصوص القرآن إلى الجانبين الفردي والجماعي، ويهتم بالسلوك الاجتماعي في الوقت الذي يهتم فيه بالسلوك الفردي. والتركيز على النفسية الجماعية، وإبراز معالمها كما هو الحال مع النفس منفردة. لأن الالتفات إلى هذا الجانب الاجتماعي فضلاً عن كونه يطلعنا على كثير من الحلول للمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا الإنسانية في الحياة اليومية، فهي تقدم لنا نماذج لطرق التفكير لدى أعدائنا بما يعين على معرفة الطريق الأسلم للتعامل معهم.(1/1854)
9) الانطلاق في فهم النص والتعامل معه من خلال واقع التخلف، أحد المزالق الخطيرة التي قد يقع فيها صاحب المنهج، فيقوم بتفسير ميراثنا الثقافي من خلال واقع التخلف الذي نعيش فيه فنصير نلجأ إلى لون من التفسير المتخلف أيضاً .
10) الحذر من الوقوع في ضيق الأفق حين تكون الدعوة إلى المنهج النفسي، فلا يقال بأن العرب وحدهم الذين يدرسون القرآن ويتذوقونه فهو كتاب العربية الأقدس وفنّهم ، ولعل من أخطر النتائج التي تظهر إن كانت نظرة المفسّر النفسي من هذا الأفق، صحيح أن من يتذوق العربية يدرك معاني قد تخفى على غير أهل اللغة، لكن لا ينبغي تجاهل القيم والمعاني الإنسانية العامة التي دعت إليها نصوص القرآن، بل إن هذه القيم الإنسانية هي التي تحفظ خلود القرآن وشموليته وعالميته وصلاحيته لكل جيل وقبيل، فالمنهج النفسي بهذا يستوي في فهمه العربي وغير العربي إن صار له علم بالعربية يؤهله لذلك.
هذا بعض ما في المبحث الاول، اما
المبحث الثاني بعنوان: ضوابط المنهج النفسي في تفسير القرآن فقد اشتمل على مطلبين
المطلب الأول: ضوابط ومعايير يجب توافرها في طريقة التفسير
المطلب الأول: ضوابط ومعايير يجب توافرها في طريقة التفسير(1/1855)
إن أية دراسة تنطلق من فهمها لنصوص القرآن ينبغي أن تكون منضبطة بمجموعة من الضوابط، ومقيدة بمجموعة من المعايير التي تستلزمها دراسة من هذا النوع، حتى لا يشط الباحث بالنتائج بعيداً عما ترمي إليه نصوص القرآن، فهل لهذا اللون من ألوان التفسير ضوابط ومعايير يجب التزامها؟ أم إنّ ميدان الدراسات القرآنية مورد لكل طالب، مستباح الحمى، يكتب فيه الغادي والرائح، يقبل عليه كل واحد فيأخذ منه بالقدر الذي يخدم فيه فكره ويسند رأيه، لكن قبل ذكر هذه النقاط لا بد من الإشارة إلى أنّ هناك مجموعة من الشروط والضوابط والقواعد التي أشار إليها علماؤنا لمن أراد أن يفسِّر كتاب الله، تدخل دخولا أوليا في هذا المبحث، وحسب الباحث أن يقف على ما له صلة مباشرة بهذا اللون، فما يأتي أبرز هذه الضوابط:
1) التزام الخطاب القرآني منطلقاً ومداراً، واستقراء النصوص القرآنية في الموضوع المتحدث عنه في المواقع المختلفة، فما أجمل في مكان قد يكون له تفصيل في مواضع أخرى، فخير معين على فهم النص هو النص، إذ ما ورد في مواقع أخرى يكون مرشداً للمعنى المراد. وعلى دارس القرآن أن يجدد ثقته بالنص القرآني من حيث تكامل الموضوعات التي يعرض لها وإيفاؤها بحاجة البشرية.(1/1856)
2) تتبع ما صح من التفسير المأثور للنص، والاستعانة به في فهم النص، إذ كثيراً ما تطلعنا السنة على جوانب تضيء لنا طريقاً واضحاً لفهم النص، خاصة من الجانب النفسي، ولعل الباحث يكتفي في هذا بإحالة القارئ إلى الموقف الذي عرضه في الحديث من الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وكيف أن الأحاديث الواردة أوضحت لنا حقيقة معنى قوله تعالى: { وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ.. } ، وذلك بتصوير الحدث وإبراز ذلك الضيق النفسي ثم أدركنا ذلك الشعور النفسي على الرغم من اتساع الأرض، ووجود منافذ بشرية تمثلت في دعوة ملك الروم لكعب بن مالك. إذ لولا ذلك لما وقفنا على عمق ذلك البعد النفسي الذي عاشه كعب بن مالك - رضي الله عنه - ، ومثله يمكن أن يقال في فهم رحلة موسى - عليه السلام - في طلب العلم مع الخضر، حيث ورد تفصيلها في صحيح السنة، وغير ذلك كثير، ولهذا فإن الوقوف على نصوص من السنة أمر في غاية الأهمية لفهم كتاب الله.
3) الوقوف على بيئة نزول النص البشرية الزمانية والمكانية والنفسية والفكرية على المستويين الفردي والجماعي، وهذا يقتضي من المفسّر تصور:
قرآن كريم العصر الإسلامي الأول وواقع حال الذين كانت تنزل فيهم الآيات، إذ لا يخفى ما لهذا من دور في إبراز معاني النصوص وإدراك مراميها.
قرآن كريم الحالة النفسية التي كان عليها الناس حين نزول النص المراد دراسته، مع ملاحظة الجوانب الفكرية والاجتماعية التي كان يعيشها الذين تنزلت فيهم النصوص، إذ من شأن هذا أنْ يعين قارئ النص ومفسّره على إدراك كثير من الأسرار المتعلقة بالنص القرآني سواء في الأسلوب الذي كانت تعرضه الآيات أم في الألفاظ التي اختيرت في النص أم في الجوانب التي تعالجها النصوص القرآنية.(1/1857)
قرآن كريم الظرفان الزماني والمكاني اللذان أنزلت فيهما الآيات المرادة دراستها إذ من شأن ذلك يرشد إلى معرفة ما يلائم ظرفاً دون ظرف، وبالتالي فإن تتبع مراحل التنزيل وتصور الجوانب المتقدمة كفيل بكشف صور التلاؤم بين القرآن وبين البيئة التي نزل فيها النص القرآني على اختلافها (بشرية كانت أو مكانية أو زمانية أو نفسية أو فكرية) فلا بد من التعرف على حال العرب قبيل الإسلام ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم.
4) الرجوع إلى الأصل اللغوي لألفاظ القرآن واستقراء معانيها اللغوي واستعمالاتها في لسان العربية، والوقوف على دلالات الكلمة واستعمالاتها الحقيقية والمجازية إضافة إلى استعمالها القرآني، فيأخذ بعين الاعتبار معانيها الاصطلاحية المستوحاة من الاستعمال القرآني، ولا يخفى ما للغة من دور في تجلية وإبراز المعاني النفسية والمرامي الخفية للفظة القرآنية، إذ لا قيمة لفهم إذا لم يكن جارياً على أصل المعنى اللغوي وفي هذا ندرك قيمة ما قاله الشاطبي حول هذا المعنى، حيث قال: "كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي فليس من علوم القرآن في شيء" ، وهذا يقتضي دراسة بيئة العرب في الجاهلية والوقوف على مألوف العرب في استعمالاتهم، ويكون ذلك بالرجوع إلى أمهات المعاجم وكتب الغريب والوقوف على استعمالات الكلمة بحيث يراعى فيها ترتيب الاستعمال فيقدم الاستعمال الحقيقي على المجازي ويقدّم المعنى الذي يفسره النص على المعنى غير المفسر، وهكذا، كما ينبغي التنبه إلى دقة الاستعمال اللغوي للفظة خاصة في الألفاظ المتقاربة ويحذر من الوقوع في القول بترادف الألفاظ إذ لكل لفظة معنى لا يمكن أن تقوم لفظة أخرى مقامها، ولا تعطي عين المعنى الذي تعطيه لفظة أخرى. وفيما يخص الجانب النفسي لا يخفى ما لهذا الضابط من قيمة، إذ لكل لفظة مراميها النفسية التي لا تقوى لفظة أخرى على أدائها، وقد لمسنا من خلال الدراسة دقة اللفظة القرآنية، ودورها في(1/1858)
الكشف عن المعاني النفسية. هاهنا نقطة لا بد من التنبه لها، وهي مهمة جداً في أعمال المفسّرين وهي النظر إلى القرآن دائماً على أنه حاكم على اللغة وحجة لها وليس العكس، فتفسير القرآن يجب أن يكون تبعاً لروحه ومقاصده وليس تبعاً للقواعد والأصول التي يضعها دارسو القرآن، فينبغي الحذر من تفسير القرآن وفق المصطلحات المستحدثة والتوسع اللغوي وفق المناهج الغربية.
5) النظر في ملائمة الأسلوب البياني للهدف منه ، إذ كثيراً ما يكون الأسلوب البياني هو المرشد إلى الدلالة الحقيقية للنص، فكما هو معلوم أن لكل هدف من أهداف الكلام أساليب تلائمه وتناسبه، بينما لا تلائمه أساليب أخرى، ولأن القرآن هو الذروة القصوى في كل كلام بليغ كان لا بد من كون الأسلوب الذي يعرض فيه هذا الكلام ملائماً منسجماً، حيث يمكن إجمال الملائمة تلك فيما يخدم الجانب النفسي في النقاط الآتية:
قرآن كريم ملاءمته للهدف العام من الكلام، فلكل هدف من أهداف الكلام أسلوب من القول يلائمه، فما يصلح للترغيب والترهيب لا يصلح للجدل والإقناع وما يصلح للمدح والثناء لا يصلح للهجاء وهكذا.
قرآن كريم ملاءمته للوضع العام للمخاطب، إذ المعروف أنّ الناس أصناف، فما يصلح من الكلام لخطاب العامة لا يصلح لخطاب الخاصة وما يصلح خطاباً للعالم لا يصلح خطاباً للجاهل وما يصلح للأغبياء قد لا يصلح للأذكياء، وما يصلح لأهل الحلم والأناة لا يصلح لأهل الخفة والطيش وما يصلح للكبار لا يصلح للصغار وهكذا، فلكل صنف من أصناف الناس أساليب من القول تلائمهم تكون أكثر تأثيراً فيهم من أي أسلوب آخر، وهذا الأمر يرشدنا إلى الفهم الذي ينبغي أن نراعيه عند تعاملنا مع نصوص القرآن الكريم.(1/1859)
قرآن كريم ملاءمته للحال الخاص للمخاطب: إذ من الطبيعي أن يظهر نتيجة لاختلاف أصناف الناس اختلاف أحوالهم الفكرية والنفسية والاجتماعية، فما يصلح من الحديث لحالة الرضا قد لا يصلح في حال الغضب، وما يصلح لخطاب المرء منفرداً قد لا يصلح له أمام الآخرين.
6) الوقوف على الأغراض البلاغية، وملاحظة التنوع في النظم والتأمل في سرّ تراكيب الجملة القرآنية، ومحاولة البحث عن سرّ اختيار النظم لما هو عليه من تقديم وتأخير وفصل ووصل، وحذف وذكر، وإيجاز وقصر..وغير ذلك. وفي نظر الباحث أن هذا الضابط من أهم الضوابط التي ترشد إلى المعاني النفسية في ألفاظ القرآن الكريم، ولأجل هذا كان أكثر ما في الرسالة مخصصاً لإدراك هذه الأغراض البلاغية واستخراج المدلولات النفسية منها، ومن الأمور المهمة المتعلقة بهذا الجانب إدراك الصور البيانية والوقوف عند مدلولاتها النفسية، إذ هي أكثر الأساليب البيانية غنىً بالجانب النفسي، حيث ينبغي على مفسّر هذا اللون أن يكون حريصاً على ملاحظة هذه الجوانب بحيث تبقى النتائج في مأمن من الوقوع في مخاطر التأويل.(1/1860)
7) ضرورة ملاحظة قواعد اللغة العربية ومفاهيم الصيغ الصرفية وقواعد الاشتقاق، إذ من المعروف أن لكل صيغة من الصيغ المعروفة في العربية مدلولا يختص بها مع أنها مرتبطة بجذر واحد، وهذا -بلا شك- ينشأ عنه فهم جديد لمعنى الكلمة، فما تدل عليه-مثلاً- لفظة "عليم" غير ما تدل عليه لفظة "عالم" وغير ما تدل عليه لفظة" علاّم" و"معلوم" ..وغير ذلك، إذ حين يدرك المفسّر تلك الفروق بين الصيغ يكون بمقدوره الوقوف على أبعاد الألفاظ ومدلولاتها في جوانبها المختلفة، وفي جانب اللغة العربية وقواعدها ينبغي ملاحظة ترتيب الجملة، وإبراز أسرار تقديم المفعول على الفاعل، وبيان أغراض بناء الفعل للمجهول وإدراك مرامي استخدام الجملة الاسمية والفعلية واستخدام الفعل الماضي والمضارع وما يتعلق بهما. والكشف عن دور ذلك في الكشف عن المعاني النفسية، وقد مرّ في الدراسة ما يدل على كثير من ذلك بما يغني عن الإعادة، ومما تجدر ملاحظته في هذا المقام ما جاء مخالفاً لمقتضى الظاهر في الإعراب إذ يغلب أن يكون وراءه أسرار بديعة كما هو الحال في لفظ: { وَالصَّابِرِينَ } و { وَالصَّابِئُونَ } و { وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ } .(1/1861)
8) الالتفات إلى جميع الأوجه التي يهدف إليها النص ويحتملها وعدم تقييد الفهم بوجه ما دام النص يحتمل معانٍ أخرى، إذ من ثراء اللفظ القرآني أنه يدل على أكثر من معنى، وليس من حق المفسّر أن يقتصر على لون واحد أو فهم واحد ويقطع به دون غيره، لكن قد يبدو للمفسّر قوة أحد هذه الوجوه فحينها لا حرج لو نبّه إلى قوة أحد هذه الوجوه وترجيحه مع الإشارة إلى احتمالية الوجوه الأخرى، ومما يتصل بهذا أن النصوص القرآنية قد تكون موجهة لعدة أهداف، ويظهر هذا حينما يكون الخطاب موجهاً إلى جماعة ذات فئات مختلفة وعناصر متباينة؛ "إذ يمكن أن يكون في الوقت نفسه خطاباً للمؤمنين وللكافرين ولصاحب الرسالة بحسب الغرض ففي الوقت الذي يكون فيه –مثلاً- وعداً للمؤمنين نجده يحمل وعيداً للكافرين، وهو في الوقت ذاته قد يكون تسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم -" .(1/1862)
9) النظر إلى النصوص القرآنية على أنها نصوص متكاملة في الموضوع الواحد، والاستفادة ما أمكن من الآيات المتشابهة، إذ هي المرشد في غالب الأحيان إلى مدلولات النصوص، حيث يمكن لمفسّر القرآن أن يهتدي إلى سرّ من الأسرار النفسية وذلك من خلال جمع الآيات المتشابهة في الموضوع الواحد، وتدبرها وإبراز جوانب الاختلاف فيها، والكشف عن أسرار هذا الاختلاف البسيط في عرضها، وقد يكون أبرز هذا اللون وارداً في القصص القرآني حيث تعرض القصة موجزة تارة ومبسوطة تارة ومطولة تارة ثالثة، ففي هذه الحالة على المفسّر أن يجمع بين النصوص المتشابهة هذه ويدرسها دراسة متأنية، إذ كثيراً ما تكشف هذه الدراسة عن أسرار بديعة ولطيفة، ومن جهة أخرى نجد أن قيمة هذا الضابط تبرز في كونه يستبعد مسألة التكرار في اللفظ القرآني، ويكشف عن لطائف بديعة، ومما يتصل بهذا الضابط جمع التفسيرات الجزئية الواردة في المواقع الأخرى وضمها إلى المعنى الكلي والحرص على بقائها مرتبطة بالمدلول الكلي، والحذر من تخصيص الألفاظ بمعان جزئية أو وقتية. كما تبرز قيمة هذه الملاحظة من كونها تعين المفسّر على إدراك حقيقة التكافؤ في نصوص القرآن الكريم. كما ينبغي التنبه إلى مسألة السنن القرآنية وضرورة فهمها على أنها سنن وقوانين ثابتة، مطردة، هي التي تشكل حركة المجتمع وتعين على فهمه فهماً صحيحاً.(1/1863)
10) ضرورة إلمام المفسّر بالعلوم المتصلة بالقرآن والتي أطلق عليها العلماء"علوم القرآن" إذ كثيراً ما يتوقف فهم النص على الإلمام بمسائل من علوم القرآن الكريم، وهذه المسائل –على كثرتها- ضرورية لا غنى للمفسّر عنها، من ذلك: إلمام المفسّر بما صحّ من أسباب نزول النص، إذ كثيراً ما يكون سبب النزول وسيلة معينة للكشف عن جوانب النص النفسية وغيرها. والناسخ والمنسوخ: إذ يستطيع المفسّر من خلال معرفة النص الناسخ من منسوخه أن يدرك تلك الجوانب التربوية والنفسية التي كانت تراعيها نصوص القرآن في مخاطبة النفوس البشرية وتكليفها. ومنه معرفة المكي من المدني: حيث لا يخفى ما للعلم بهذا من دور في إبراز المعاني النفسية للألفاظ القرآنية، كما أن من شأن هذا العلم أن يكشف للمفسّر عن الجوانب النفسية للمخاطبين بالنصوص القرآنية، وقد يكون له دور في حَلّ كثير من الإشكاليات التي وقع فيها كثير من المفسرين.
وفوق الذي تقدم نجد أن الإلمام بهذا العلم يعين المفسّر على تتبع مراحل التنزيل ومعرفة المتأخر من المتقدم حيث يعين على إدراك الجوانب النفسية التي كانت تراعيها النصوص التشريعية ومن ثم إدراك طبيعة المنهج القرآني في مراحله الدعوية والفكرية والاجتماعية، وهذا ما أدركه بعض المحدثين .
11) ضرورة الالتفات إلى ارتباط الآية بالسياق -الاهتمام بدلالة السياق- الذي وردت فيه وعدم اجتزائها من موقعها دون النظر إلى سياق الآيات وسباقها ، هذا من جهة ثم من جهة أخرى ضرورة الالتفات إلى ارتباط الآيات بموضوع السورة ككل، إذ لكل سورة موضوعها وجوّهها الذي تعرضه بأسلوبها، ولا ينبغي للمفسّر أن يغفل ارتباط الآية بذلك، فالنظر إلى السياق الذي وردت فيه الآيات كثيراً ما يرشد إلى معان نفسية تحملها نصوص القرآن ما كنا لندركها لولا ربطها بالسياق الذي وردت فيه.(1/1864)
قرآن كريم ومما ينبغي التنبه إليه في هذا المقام أن ينظر إلى مجموع القصص الوارد في السورة الواحدة والبحث عن الرابط النفسي الذي يجمعها جميعاً ويربطها بالموضوع الكلي للسورة، ولعل في الدراسة ما يرشد إلى هذا ، إذ على المفسّر أن يكون شديد الحذر من اقتطاع النصوص القرآنية من سياقها فكم من فهم جزئي أدى بصاحبه إلى الزلل في التأويل، فمن الأمور الضرورية أن يربط المفسّر الآية بالغرض الذي سيقت له، ولا يتحصل هذا الغرض إلا بالوقوف على موضوع السورة، وقد جعل صاحب النبأ العظيم هذا الشرط هو الشرط الأول في خطوات المفسّر حيث قال: "إن السياسة الرشيدة في دراسة النسق القرآني تقضي بأن يكون هذا النحو من الدرس هو الخطوة الأولى فيه، فلا يتقدم الناظر إلى البحث في الصلات الموضوعية بين جزء وجزء منه، إلا بعد أن يحكم النظر في السورة كلها بإحصاء أجزائها وضبط مقاصدها" . كما يلفت الشاطبي أنظارنا إلى هذا الأمر حين قال: "لا محيص للمتفهم عن ردً آخر الكلام على أوله وأوله على آخره، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرق النظر في أجزائه، فلا يتوصل بذلك إلى مراده" .
قرآن كريم أمر آخر ينبغي التنبه إليه فيما يتعلق بالسياق هو ضرورة الالتزام في فهم الآية وفق ترتيبها في النظم دون تغيير، فلا يصار إلى تغيير لفظ الآية تقديماً وتأخيراً ليتناسب مع الفهم، إذ ما عليه النظم مقصود وما على المفسّر إلا أن يبحث عن السرّ في هذا النظم الذي جاءت عليه الآية، وكثيراً ما يكون الغرض النفسي وراء هذا الترتيب الذي عليه نظم الآية، وهذا أمر في غاية الأهمية، إذ كثيراً ما يبرز لنا النظم القرآني جوانب من الإعجاز البياني والنفسي ويلفت أنظارنا إلى معانٍ بديعة.(1/1865)
12) إدراك ارتباط الفاصلة بما قبلها في الآية القرآنية والجزم بكونها مقصودة من حيث لفظها وجرسها، فكم من معنى أشكل على المفسرين كانت الفاصلة فيه مرشدةً إلى المعنى، وهنا لا بد من التدبر في فواصل الآيات التي يشكل فهمها ككون الآية تتحدث عن المغفرة والرحمة فتكون فاصلتها بالعزة والحكمة ، إذ ليست فواصل القرآن كلها في درجة واحدة من الظهور، بعضها ترشد الآية إلى ما ينبغي أن تكون عليه الفاصلة فتكون كذلك، وبعضها يشكل على النفوس ختم مواقع الآيات بهذه الفاصلة. وهنا لا ينبغي للمفسّر أن يعلل ما عليه النظم بكونه جيء به مراعاة للفاصلة أو ما يسمى "بالرويّ". فكم من معنى فات المفسرين بسبب إغفالهم كون ما في الفاصلة مقصوداً، وليس الجرس وحده هو السبب في الفاصلة، وقد يكون من أبرز الأمثلة على ذلك ما يشبه إجماعاً عند المفسرين من أن تأخير لفظ موسى في قوله تعالى: { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى } ، كان مراعاة للفاصلة، فقد أشار الباحث في هذه الدراسة إلى وجود بعد نفسي وراء هذا الذي عليه النظم.(1/1866)
13) ضرورة النظر في لوازم النص ومقتضياته وروابطه وما يتضمنه والبحث عن مواطن الحذف إن وجد، إذ من المعروف أن بعض المعاني يدل عليها النص دلالة مباشرة، لكن هناك بعض المعاني تستفاد لزوماً ويقتضيها النص، إذ على المفسّر أن يبين هذه المقتضيات ويبرزها بما يتفق مع النص وبما يؤيد المعنى الأصلي دون تعطيل للفهم الأول المباشر من النص، هذا المعنى اللزومي هو في حقيقة الأمر ما يعرف بعلم الدلالة، وقد كان البحث في (أنواع هذا وبيان ضوابطه عند العلماء) في فصل متكامل من هذه الدراسة، ويلحق بذلك المعنى الحقيقي والمجازي . لكن لا بد من التنبه هنا إلى أن السرّ في ثراء اللفظ القرآني بالمعاني يعود إلى عدة أسباب: كالذي يحذف من النص للإيجاز ويقتضيه معنى النص، أو كالذي يشير إليه النص من طرف خفي، أو ما فهم بطريق المفهوم المخالف لمنطوق النص أو ما دلّ قياس النص على مثله أو غير ذلك مما له تعلق بدلالة النص، وليس اللفظ وحده ثرياً في نص القرآن، بل إن المعنى الذي يرشد إليه النص ثري أيضاً ولعل هذا الثراء يعود إلى عدة جوانب يذكر الباحث بعضها:
قرآن كريم ما في طبيعة بعض ألفاظ القرآن من مرونة وغنى بحيث نلمس أكثر من معنى للكلمة الواحدة.
قرآن كريم ما في طبيعة بعض تراكيبه من عموم وشمول فيما يحسن فيه العموم والشمول.
قرآن كريم ما في وجوه قراءاته من تباين يختلف معه المعنى ويتعدد ويتكاثر.
قرآن كريم صلاحية ما في جمله من قيود لتعلقها بأكثر من جهة فيتعدد المعنى بتعدد جهات التعلق .
قرآن كريم دلالة الكلمة على المعنى بالجرس والظل، إضافة إلى دلالتها بمعنى الكلمة بعض الأسباب التي تثري معاني النص، إذ في النص طاقات، وما على المفسّر إلا أن يستغل هذه الطاقات ويلتفت إلى المعاني الثابتة للنص.(1/1867)
قرآن كريم وهنا ينبغي الحذر الشديد من الوقوع في مزالق التأويل، إذ التأويل الصحيح –كما أشار إليه ابن القيم -:"ما كان يتبع قصد المتكلم وإرادته أما التأويل الفاسد فهو الذي يتبع فهم السامع وإدراكه"، إذ دلالة الألفاظ متعلقة بمقصد الكلام لا بأشكاله.
قرآن كريم ثمة أمر آخر له تعلق بهذا الضابط وهو ضرورة الانتباه إلى تلك المعاني التي يهدف النص إليها من خلال ما يعرف بأسلوب التضمين الذي يعدّ أحد سبل الإيجاز، حيث يدل على معنيين بلفظ واحد، إذ يحسن الجمع بين المعنيين في هذا" . إذ ينبغي الإلمام بالمصطلحات الأصولية المتعلقة بالسياق كـ(النص، الظاهر، المفسر، المحكم، من أقسام واضح الدلالة..) ولا يخفى أن ذلك يقتضي من المفسّر أن يكون حافظاً لكتاب الله أو مكثراً لقراءته متدبراً.. فعلى مفسّر القرآن أن ينتبه إلى تعدد المعاني في اللفظ، حيث تجدر الإشارة إلى أن بعض الفقهاء والأصوليين ، قد نصوا على أن الكلام الذي يدل على معنيين فأكثر مع عدم التضاد، ولا صارف عن أحدهما فالمعاني كلها مراده ومقصودة ويحمل الكلام عليها معاً، وهذا يعدّ من الفنون البلاغية العالية القائمة على الإيجاز.(1/1868)
14) ضرورة التنبه إلى خلود معاني اللفظ القرآني وتجدد فهم معانيها بتجدد الزمن، إذ لا ينبغي للمفسّر أن يجعلها في حدود الزمان أو المكان، فنصوص القرآن فوق الزمان والمكان ، لا تقيدها أزمنة ولا أمكنة، ولا يمكن حصر معانيها بفترة دون فترة، فهي معجزة خالدة تصلح لكل جيل وقبيل، فما ورد من معان على وجه التخصيص أو في حوادث خاصة كان التنبه إلى دخول المتحدث عنه دخولاً أولياً في الفهم والإشارة إلى أن النص لا يمنع من دخول الأحداث المتشابهة للحادثة المتحدث عنها في النص، كما هو الشأن في حادثة المجادلة –على سبيل المثال- إذ هذا الصنيع يرشدنا إلى الكثير من جوانب تشابه السلوك الإنساني على مدار التاريخ، وهذا الضابط ضروري لفهم تجدد النص القرآني وإدراك عالميته، والحرص دائماً على أن يتجنب تضييق وحصر المعنى في حيز جزئي. ويزداد إدراك المفسّر لقيمة هذا الضابط حين ينظر إلى النص القرآني على أنه نص يخاطب الإنسان كل الإنسان، في كل زمان وفي كل مكان، ويخاطب الإنسان في أحواله كلها، وحين يدرك أن الإنسان هو المقصود الأول من نصوص القرآن ولهذا لم تخرج نصوص القرآن من الإطار الذي يخاطب هذا الإنسان ويرشده ويربيه. والتنبه إلى أن التفسير عمل بشري، والقرآن وحي إلهي، مهما أوتي الإنسان من عمق في فهم النص مزوداً بكل وسائل وأدوات الفهم الصحيح فلا يأتي تفسيره مطابقاً للنص المفسّر.(1/1869)
15) ضرورة الالتفات إلى ما تواتر من قراءات في النص، والتنبه إلى جمعها، إذ هي في مجموعها تشكل تكاملاً في المعاني المقصودة من أكثر من جهة فتارة نجدها تؤدي تكاملاً في الأداء البياني وتارة تؤدي تكاملاً في الأداء الفني وتارة تؤدي تكاملاً في الجانب الفكري ، وتارة تعرض تكاملاً في الجانب النفسي، وفي هذا المقام على المفسّر النفسي أن يحاول البحث عن الأغراض النفسية لكل وجه من الأوجه التي وردت فيها القراءة دون حكم بصحة بعض الأوجه دون بعض ما دامت كلها متواترة، وهذا الضابط بلا شك يرشد إلى كثير من المعاني النفسية وغير النفسية في اللفظ القرآني.
16) البحث عن الأسرار التي يخرج فيها النص عن مقتضى الظاهر في الأساليب البيانية المختلفة، كما هو الشأن في أسلوب التأكيد في خطاب من لا يحتاج إلى تأكيد أو العكس، وكالتعبير بالماضي عن المستقبل أو وضع الضمير بدلاً من التصريح بالاسم أو غير ذلك من المباحث الكثيرة التي تبحث في أبواب البلاغة، هذا الخروج عن مقتضى الظاهر –بلا شك- يكشف الكثير من الأسرار البديعة في النظم القرآني، ومنها الجانب النفسي فهو أظهر هذه الأسرار وأبرزها، ولهذا كان على المفسّر النفسي أن يلتفت إلى هذا الأسلوب ويحاول البحث عن الأسرار التي لأجلها كان خروج النظم عن مقتضى الظاهر.
17) عدم الخوض فيما أبهمه القرآن ولم يفصّل فيه المقال، فإن القرآن لحكمة ترك ذكره، وبالتالي فإن على المفسّر التنبه لذلك وعدم اللهث وراء تبيين المبهم في آيات القرآن، وينظر على أنها لأغراض كثيرة كان هذا الإبهام، وما يهم المفسّر النفسي هو البحث في البعد النفسي لهذا الإبهام أو الإجمال وعدم التبيين.(1/1870)
18) أنْ لا يعتمد على الذوق وحده في فهم النص: فالإحالة إلى الذوق وحده إحالة إلى مبهم والاعتماد عليه هو اعتماد على الإحساس الفردي المباشر في التفسير. صحيح أن التذوق الفردي جانب أساسي في تلقي النص، ولكن إذا أطلق العنان لكل قارئ يستبطن ذاته لاستخراج مكنونات النصوص، فربما ينتهي هذا إلى أن نجد من تفسير النصوص ما يساوي عدد القارئين" ، وفي هذه الحالة سوف نجد خلطاً بين حقيقة النص وبين موقع النص على النفس ويصعب التمييز بينهما، فيكون ما يقدمه أصحاب هذا الاتجاه لا يخرج عن تجربتهم الشخصية في فهم النص، لذلك لا بد من التمييز بين الإحساس بالنص وبين النص نفسه، على أن لا يفهم من هذا المطالبة بإلغاء جانب الشعور بالنص وتذوقه، وإنما هو الحذر من الاستغراق الصوفي –إن صحّ التعبير- فالاعتماد الكلي على هذا الإحساس "الذوق" لا يكون كافياً في الكشف عن أسرار النص القرآني من الناحية الفنية والجانب النفسي. بل قد يكون سلاحاً في يد المفسّر يستعمله كلما أعوزه التعليل الجمالي الواضح..فالمفسّر القدير هو الذي يستطيع أن يعلو على فرديته ليدرك السرّ الجمالي في النص، ويعلل تحققه فيه رغم اختلاف الأذواق وتعدد الأمزجة الفنية.
وجملة القول إن التعليل الجمالي في تفسير النص القرآني لا ينبغي أن يستقل فيه التذوق بالدور كله، حتى لا ينتهي الأمر بالآخرين إلى العجز عن فهمه". يذكر في هذا المقام أن الاعتماد على الذوق في صياغة العبارات صياغة فنية مع الالتزام بضوابط التفسير لا ينبغي أن يعدّ من هذا اللون المذموم أو داخلاً في منهج الاستلهام -كما يسميها بعض المعاصرين - بل هو داخل في الإطار المنضبط.(1/1871)
عموما يجب الاعتراف بأن مسألة الذوق هذه تشكل صعوبة أمام هذا المنهج ولا يمكن إغفالها، بل هي تشكل صعوبة أمام أي منهج كما قرره بعض الذين كتبوا عن المنهج . ومع هذه الصعوبة فإنه لا بد من حضور مسألة التذوق الشخصية هذه، لكن بالقدر الذي يبقى خارجاً عن إطار التأثير في النص، ذلك أننا إذا رفضنا ما ينتج من استجاباتنا الخاصة وذوقنا، فإننا بذلك نقع في شباك ذوق الآخرين واستجاباتهم. فالمهم أن لا نجعل من أذواقنا ومشاعرنا الخاصة محوراً يدور حوله النص، وعليه فلا بد من المراجعة والتمحيص والنظر في أقوال الآخرين والاستئناس بها، كما أنه لا ينبغي أن ننشد المعنى بطريق الذوق إلا في حالة استنفادنا للوسائل الأخرى . فالذوق ظاهرة فردية لا تخضع لمعايير عامة، يتدخل فيه عوامل كثيرة محيطة بالإنسان، وكثيراً ما تختلط به الأهواء والنزوات ولا سبيل لإخضاع أحكامه لمنطق واضح، فيصبح كما يقولون "كل يغني على ليلاه" . يجدر بالذكر أن الجرجاني اعتمد على عنصر الذوق لدى "القارئ وعملية التأثير فيه" واعتمد على تنبه الحسّ اللغوي لزنة الأساليب ودرك خصائصها ، ونجد ذلك يبرز أكثر عند حديث الجرجاني عن التشبيه والاستعارة والتمثيل فهو يبرز النزع النفسي في فن البلاغة ، ويشير إلى أن العمدة في إدراك البلاغة هو الذوق والإحساس الروحاني . ومن المحدثين نجد أن أمين الخولي عند حديثه عن الإعجاز أشار إلى أن الإعجاز لا يعلل فهو يُدرك بالذوق وطول الممارسة .(1/1872)
19) توظيف ما استقرت عليه العلوم الحديثة من حقائق في فهم النص، خاصة في الجانب النفسي، وهنا ينبغي التنبه إلى ضرورة الالتزام بالنص القرآني دون ليّ النصوص في الفهم أو تأويل بما ينسجم أو يتناسب مع حقيقة من الحقائق العلمية الحديثة ، وفي هذا يبرز دور المفسّر في جعل نصوص القرآن هي المدار والمحرّك والحاكم، "فالمعالجة الصحيحة أن تكون آيات الكتاب حاكمة لا محكومة وأن يكون النص صريحاً لا شطط في تأويله وأن يكون كلام الله موضع السيطرة الشاملة والكلمة النافذة في كل اتجاه" ، وهنا يجب الحذر من أن يكون منطلق المفسّر متجهاً نحو الحقائق العلمية ثم تنزيل النصوص القرآنية عليها، بمعنى إلباس هذه الحقائق العلمية ثوب الشرعية ثم السير بالنصوص تجاه تفصيلاتها، فيكون التكلف بارزاً، فالتكلف في تنزيل الآية إلى النظرية العلمية ينشأ –كما يقول سيد قطب- عن: الهزيمة الداخلية، وسوء فهم طبيعة القرآن، فتؤدي بالتالي إلى التأويل المستمر والتمحل والتكلف . حيث يجب استخدام هذا الأسلوب النفسي خاصة في البحث البلاغي بلا مغالاة حتى لا تفقد العلوم صفاتها الأساسية وتذوب بعضها في بعض ، كما ينبغي الحذر من الانخراط أو الاندفاع وراء تيار المصطلحات النفسية، خاصة تلك التي لا تثبت على حال كنظريات العلم التجريبي وفروضه، إذ من الضروري التفرقة بين نوعين من الثقافة النفسية :
قرآن كريم أولهما يستوحي الفطرة الإنسانية والذوق العام والنشاط الوجداني على اختلاف صوره.
قرآن كريم والثاني يفرض أفكاراً معينة عن طبيعة النفس البشرية عن طريق دراسة بعض الظواهر المرضية وغيرها.(1/1873)
20) كما ينبغي ضرورة الموازنة بين حقيقة النص وبين موقعه من النفوس، وغاية ما يمكن أن يقال في هذا المقام إن على المفسّر أن يكون واسع الاطلاع على ما استجد من العلوم الحديثة ويربطها بنصوص القرآن، ويلفت الأنظار إلى دقة الإعجاز القرآني فيما ثبت واستقر، وأن لا يكون همه أن يسارع إلى إثبات الشرعية على مذهب واحد بنصوص من القرآن، والحذر من أن يكون المفسّر قد دخل عالم التفسير بمقررات سابقة فهو ينطلق منها، ويلوي أعناق النصوص بما يتناسب والأفكار التي يؤمن بها، فعلى صاحب الفكرة أن يقنع نفسه بأن ما عنده من أفكار واتجاهات ليست كلها معصومة، بل عليه أن يخضعها لأصح موازين النقد وأدقها، وأبعدها عن الهوى والقناعات أو الارتباطات المسبقة، وكل ما هو مطلوب من مفسّر هذا اللون الاستعانة بالمعارف العلمية التي استقر أمرها، والمتاحة في عصر المفسّر.
21) لكي تبقى هذه الدراسة في مأمن من الخطر فإن المنهج الأسلم: أن تسير الدراسة النفسية جنباً إلى جنب مع علوم البلاغة كما كانت هذه المحاولة بارزة في هذه الدراسة- لكن في الوقت ذاته فإنه لا بد أن تكون هذه الصلة بحدود حتى لا تتحول البلاغة إلى قواعد نفسية، أي ينبغي أن تحدث هذه العلاقة بلا مغالاة حتى لا تفقد العلوم صفاتها الأساسية وتذوب في بعضها .(1/1874)
22) ضرورة التعرف على مدلول اللفظة واستخدامها في عصر النزول فإن ذلك كثيراً ما يعين على الظلال التي تنشرها تلك اللفظة، وعلى المفسّر الحذر من إسقاط الفهم المعاصر للمدلول اللفظي، فمما لا شك فيه أنه بتقادم الزمن أخذت مدلولات الكلمة تتسع وربما أصبحت المعاني التي تعطيها في هذا الزمان تبعد نوعاً ما عن معناها الأصلي على الأقل في ظلالها، وهذه نقطة مهمة فعلى سبيل المثال قد يحيط بالكلمة ظروف معينة فيكون النهي عن استخدامها كالحال في لفظ (راعنا) وأمر المسلمين باستبدالها بـ "انظرنا". وكم يقع المفسّر أسير المصطلحات الحديثة فيسقط فهمه على النصوص من واقع المصطلحات الحديثة، هذا الضابط عوّل عليه أصحاب المنهج الأدبي كثيراً حتى أنهم يرفضون أي فهم لم يكن منطلقه من المعنى الذي كان معروفاً عند النزول .
23) ضرورة النظر إلى الترتيب النزولي للقرآن إضافة إلى ترتيبه في المصحف فإن كلاً من النظرتين لها أثر ودور كبير في الدراسة ولا غنى لإحداهما عن الأخرى، لكن لما كان من الصعوبة الجزم بالترتيب النهائي والكامل للسور حسب نزولها فإنه لا يعوّل كثيراً على ما يرتبط بالجزئيات، إذ المعروف أنه من الأسهل تحديد ترتيب السور، لكنه يبقى ترتيباً لا يصل إلى حدّ الجزم، وقيمة هذا الصنيع تظهر في كونها تبرز لنا تلك الجوانب النفسية وتدرجها التي كانت عليها نصوص القرآن وبالتالي تطلعنا على التطور في نفسية الذين تنزلت فيهم الآيات على المستويين الفردي والجماعي، كما تطلعنا على طريقة التفكير لدى الذين كانوا يقفون في وجه الرسالة من خلال التتبع التاريخي لنفسيتهم، وهذا بلا شك أمر مهم وضروري لدارس القرآن من الوجهة النفسية.(1/1875)
ولا ينبغي أن يبالغ فيقال: إن نصوص القرآن لا يمكن تفسيرها إلا على هذا الأساس أي الترتيب النزولي، وإن الترتيب الذي عليه المصحف لا يساير حاجات المفسّر –كما نلحظ ذلك في دعوة أصحاب المنهج الأدبي للتفسير- ، وهذا لا يعني إغفال الترتيب النزولي وعدم الالتفات إليه فهو بلا شك ضروري لفهم كثير من النصوص، كما ينبغي الالتفات إلى موضوعات القرآن ومحاولة تفسيرها موضوعاً موضوعاً فإن هذا لا يعني إلغاء الطريقة التقليدية في التفسير وهي التتبع للآيات وسور القرآن حسبما هي عليه في المصحف الشريف، إذ يمكن أن تسيران جنباً إلى جنب، فيكون التوسع في الموضوع عند أول وروده وهذه المنهجية نجدها عند مفسرينا بشكل بارز، إذ هم إذا أرادوا أن يقفوا بنا عند أصل المعنى اللغوي للفظة يذكرونها في أول مورد لها في القرآن، ثم نجد الإحالة على هذا الموضوع في بقية المواضع، وكذا الأمر بالنسبة للمباحث اللغوية، والنحوية، والفقهية والمسائل العقدية وغير ذلك، وفي التفاسير الحديثة نجد أن هذا اللون قد أخذ يتسع حيث نجد كثيراً من التفاسير تفرد بحثاً مستقلاً عند أول ورود له في آيات القرآن الكريم، ثم تكون الإحالة على هذا الموضع ، وبهذا يكون قد سلم صاحب المنهج النفسي من الوقوع في خطر الدعوة إلى تفسير القرآن على ترتيب المصحف، وإنما حسب الموضوع أو حتى سبب النزول.
كما ينبغي التنبه إلى أن الذين يكتبون في موضوعات نفسية عرض لها القرآن الكريم لا على أساس أنها تفسير وإنما من وجهة نظر موضوعية فإنهم في هذه الحالة يمكنهم اتباع طريقة جمع النصوص المتعلقة بالموضوع ذاته حيثما كان وروده، فتكون الأبحاث من هذا اللون مساندة لأبحاث من يسلكون المنهج النفسي في تفسير القرآن الكريم، وهنا ينبغي التحذير من الخوض والتوسع في المسائل التي لا طائل تحتها أو إقحام كثير من الموضوعات في التفسير.
والمطلب الثاني بعنوان
المطلب الثاني: ضوابط ومعايير يجب توافرها في المفسّر:(1/1876)
وسأترك نقله للطول الذي حصل
---
مرهف
12-21-2005, 12:05 AM
سلمت يداك ولا فض فوك ، رجائي أن يكتمل المطلب الثاني أخانا الدكتور عبد الله وفقك الله
---
د.عبد الله الجيوسي
12-21-2005, 11:19 AM
وكيف ستوثق أرقام الصفحات؟
---
مرهف
12-25-2005, 11:59 AM
سأشير في الحاشية إلى هذا الموقع فمنه استقيت هذه المعلومات حتى يقع الكتاب بين يدي فسأوثق صفحاته اللهم إلا إذا خدمتني بكتابة المراد بترقيم الصفحات فهذه خدمة جليلة لا أنساها لكم وجزاكم الله خيراً .
---
د . يحيى الغوثاني
02-22-2006, 08:46 PM
الأخ الفاضل الكريم
دار الغوثاني للدراسات القرآنية قريبة منك
هي في دمشق ـ الحلبوني بجوار مكتبة ابن كثير
00963112453638
---
روضة
02-22-2006, 10:12 PM
الدكتور الفاضل عبد الله،
بارك الله فيكم وفي علمكم ونفعنا بكم.
هل يمكن أن تبسطوا القول في دلالة الألفاظ وتقسيماتها، ودور اللفظ في الكشف عن الجوانب النفسية؟ إذا سمح وقتكم لهذا ...(1/1877)
فهذا الموضوع الذي كتبتموه أثار اهتمامي منذ سنوات دراستي الأولى، لذا كتبت رسالتي الماجستير فيه، وكانت بعنوان: (إعجاز النظم القرآني في آيات التشريع – النظرية والتطبيق)، وجعلتُ فيها مبحثاً عن الإقناع البلاغي في نظم آيات التشريع، وأثر النظم في النفس، من خلال تطبيق نظرية النظم (علم المعاني) على آيات التشريع بشكل خاص، لقلة الكتابات في هذه الآيات، فقد توجهت اهتمامات العلماء منذ القدم لبيان النظم في آيات العقيدة والقصص، وتم إغفال البحث في آيات الأحكام (على حدّ علمي)، وحاولت من خلال هذه الدراسة نظرياً وتطبيقياً الكشف عن الأساليب البيانية المستخدمة في الآيات (فيما يتعلق بمسائل علم المعاني حصراً) والتي من شأنها أن تترك آثارها في نفس السامع، وتهيجه للامتثال، وتزيد من قناعة العقل بالعمل الذي يقوم به، فتُعدّ من وسائل التشويق والإثارة والتنبيه التي تقوم بدورها بتمكين المعاني في النفوس، وهي تعتمد على إقناع العقل وإمتاع العاطفة.
وقد سألت عن الكتاب في بعض المكتبات الموجودة في عمان، فلم أجده، فهل تعلمون أين يُباع في الأردن؟ وهل باستطاعتكم ذكر أسماء بعض الكتب والأبحاث التي أفدتم منها وكانت مراجعَ لكم؟ لأني أرغب في التوسع بهذا المجال.
وجزاكم الله خير الجزاء.
---
د.عبد الله الجيوسي
02-27-2006, 01:44 PM
الكتاب موجود في
دار الفرقان ودار عمار
ودار الرازي
اما فيما يخص الخلاصة فارجو ان يسمح الوقت لي بعرضها لكن ليس في القريب العاجل وعموما اترك لكم عنوان الاميل لمزيد الاستفسار
aljayousi@hotmail.com
---
(1/1878)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفرق بين كل من الاتجاه والمنهج والطريقة عند الباحثين المعاصرين
---
الفرق بين كل من الاتجاه والمنهج والطريقة عند الباحثين المعاصرين
---
القميحي
03-09-2004, 06:23 AM
كثر في الدراست المتأخرة استعمال الاصطلاحات الثلاثة ولأن هذه المفردات الثلاث مصطلحات حديثة ولا نكاد نجد لها ذكراً عند أصحاب الدراسات القرآنية الأوائل فإن أصحابها في العصر الحديث لا تكاد تجدهم يتفقون على معنى واحد لكل منها فالاتجاه مثلا فعلى الرغم من حداثته وعدم استخدام السابقين له بالمفهوم الموجود الآن في الدراسات القرآنية ؛ إلا أن ذلك لا يمنع محاولة تلمس مفهوم عام له يتفق عليه الباحثون ، فلا ينازع أحد في أن الاتجاه يمثل فكرة كلية أو إطاراً عاماً ينضبط به سير المفسر ، ويعكس لنا بصدق مصدر ثقافته الذي تأثر به وسار على ضوئه في تفسيره ، بحيث يكون هذا الفكر العام غالباً على تفسيره ، ويكاد أن يُدرَكَ لأول وهلة ، وهذا الاتجاه يتحدد أساساً بمجموعة الآراء والأفكار والمعتقدات والمباحث التي تشيع في عمل فكري – كالتفسير – بصورة أوضح من غيرها ، وتكون غالبة على ما سواها ، ويحكمها إطار نظري أو فكرة كلية(1/1879)
أما منهج المفسر فهو " الأفكار النظرية والقناعات العلمية التي تعامل بها المفسر وعالج بها قضايا التفسير ، مع إبراز رأيه وتحديد مواقفه حيال هذه القضايا بكل وضوح ، ويكون ذلك عبر تتبع واستقراء كلامه على الموضوع الواحد في جميع المواطن المتفرقة من تفسيره . عندئذ تبرز لنا الأسس والضوابط التي سار عليها المفسر ثم تجمع في نسق واحد يعرف بمنهج المفسر" وإذا نظرنا إلى التفاسير التي تنسب إلى اتجاه واحد - سواء كان ذلك الاتجاه أثرياً أو اجتهادياً - نرى أن لكل تفسير منها منهجاً متميزاً ، وخطاً واضحاً سلكه المفسر من أول تفسيره إلى آخره وإن كان الجميع ينسب إلى اتجاه واحد . خذ مثلاً اتجاه التفسير بالمأثور – وإن كان ذلك لا يدرك لأول وهلة – وكيف سلك المنتسبون إليه مناهج مختلفة ، فبينما هو عند أبي حاتم والبخاري يميل نحو " الحديث " نراه عند ابن كثير يميل إلى الفقه ، وعند ابن عطية يميل إلى اللغة.
وكذلك اتجاه التفسير بالرأي ، سلك مفسروه مناهج مختلفة ، فهو عند الفخر الرازي جدلي علمي كلامي ، وعند الزمخشري منهجي لغوي بياني .
بل وجدنا مناهج مختلفة داخل الاتجاه التجديدي المعاصر . فالمنار إصلاحي اجتماعي ، والظلال وجداني ذوقي ، وعند أمين الخولي وبنت الشاطئ لغوي بياني ، وعند الشعراوي لغوي موسوعي .وهكذا ظهرت مناهج متعددة للمفسرين تدور داخل اتجاهاتها الأصلية أو التقليدية ، فعرف المنهج الفقهي والمنهج العلمي ، والمنهج البياني ، والمنهج الاجتماعي ، والمنهج الإشاري ، وكلُّ له أصوله وسماته وملامحه الطريقة :(1/1880)
وإذا كان لكل مفسر – في الأغلب – أسلوب واحد في تناول الآيات القرآنية بشكل متسلسل كما هي عليه في المصحف الشريف ، إلا أنه كان لكل مفسر طريقة شكلية في تناول النص القرآني ، فيبدأ أحدهم بالنص ثم بيان معاني المفردات ووجوه البلاغة فيها ثم أسباب النزول ، ويأتي مفسر ثانٍ ليذكر النص أولاً ثم يمزج بين المفردات وبين المعنى الإجمالي للنص ، ويختلف ثالث فيجمع الآيات المتفرقة التي تتناول قضية واحدة فيتناولها بالتفسير ؛ من غير مراعاة لترتيبها في المصحف ، فعنايته بالموضوع لا بالترتيب ، وقد يقتصر المفسر على رأيه وقد يورد آراء المفسرين ويقارن بينها ثم يختار ما يراه الأصح منها ، وأحياناً يميل المفسر إلى الإكثار من القراءات ، بينما لا يذكرها غيره إلا نادراً ، وقد نرى مفسراً يتعرض للردود على موهمات الخلاف ، وهذا ما نستطيع أن نسميه "طريقة المفسر" أو " أسلوبه ومن ثم يمكننا تعريف الطريقة بأنها " كيفية استخدام المفسر لأفكاره المنهجية وتطبيقها في تفسير الآيات والترتيب بين هذه الأفكار ، وما ينقل حول الآيات من آثار كأسباب النزول وقراءات القرآن وناسخه ومنسوخه وغيرها ، ثم ترتيبه الداخلي بين هذه الموضوعات مجتمعة إذن علاقة الطريقة بالمنهج علاقة الشكل بالموضوع ، فالمنهج متعلق بالموضوع – وقد يتطرق إلى الناحية الشكلية – بينما الطريقة تعُنى بالدراسة الوضعية الشكلية
---
(1/1881)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً في القراءات (مفردة الحسن البصري) لأبي علي الأهوازي (ت446هـ)
---
صدر حديثاً في القراءات (مفردة الحسن البصري) لأبي علي الأهوازي (ت446هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
07-29-2006, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت عن دار ابن كثير بمدينة عمَّان الأردنية الطبعةُ الأولى (1427هـ) من كتاب
(مُفردة الحسن البصري)
تأليف شيخ القراء أبي علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي المتوفى سنة 446هـ
http://www.tafsir.net/images/mofradah.jpg
دراسة وتحقيق الدكتور عمر يوسف عبدالغني حمدان ، مراجعة وتدقيق تغريد محمد عبدالرحمن حمدان .
وهذا الكتاب يعد من نوادر مفردات القرآءات التي صنَّفها العلماء ، وقد صدر الكتابُ في مجلد واحدٍ اشتمل على 617 صفحة من القطع العادي ، وقد صدَّره المُحققُ بدراسة وافية عن المؤلف الأهوازي استغرقت 95 صفحة ، ثم أعقبها بترجمة لصاحب المفردة الإمام الحسن البصري استغرقت 75 صفحة ، ثم في فصلٍ ثالثٍ تحدث المحقق عن مخطوطة المفردة التي قام بتحقيقها ، وذكر أن هذه المخطوطة تشتمل على جزءين للأهوازي ، الجزء الأول يشتمل على مفردة ابن محيصن المكي (123هـ) ، وقف فيها الأهوازي على ما خالف فيه ابن محيصن أبا عمرو بن العلاء البصري (154هـ) . والجزء الثاني اشتمل على مفردة الحسن البصري (110هـ) وقف فيه الأهوازي على ما خالف فيه الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء البصري فيما يتعلق بالرواية . والجزء الثاني هو موضوع هذا الكتاب المحقق .
وهذه المخطوطة التي حقق الكتاب بناء عليها ، مخطوطة فريدة محفوظة بمكتبة المسجد الأقصى بالمبارك برقم 31-70-1 علوم قرآن – مفردة ابن محيصن ، و28 –70-2 علوم قرآن – مفردة الحسن البصري .(1/1882)
وقد ذكر المؤلف أنه صنف هذه المفردة بناء على طلبٍ من أحد أصحابه ، والكتابُ جزء صغير في أصله ، غير أن المحقق وفقه الله قد أطال في خدمة هذا النص المحقق بتخريج النصوص والقراءات ، فطالت الحواشي التي لا تخلومن فائدة لطالب علم القراءات .
---
الراية
07-29-2006, 09:38 PM
جزاك الله خير
وبارك الله بك
---
أبوكاظم
07-30-2006, 10:02 PM
أحسن الله إليكم وجزاكم خير الجزاء على هذه الفائدة. وقد لفتت نظري القاصر عبارة: "تأليف شيخ القراء أبي عبدالله الحسن بن إبراهيم الأهوازي المتوفى سنة 446هـ "؛ إذ المعروف في اسمه ما هو موجود على صورة الغلاف التي تفضلتم بوضعها من أنه أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم.
ووصف المحقق للأهوازي بأنه شيخ القراء فيه تجوز؛ ففي الأهوازي كلام كثير، ولعل أكثر الأقوال إنصافا في حقه ما قاله الذهبي بعد أن ساق عبارة الخطيب: " أبو علي الأهوازي كذاب في القراءات والحديث جميعاً"، وعلق عليها بقوله: "قلت: يريد تركيب الإسناد، وادعاء اللقاء، أما وضع حروف أو متون فحاشا وكلا، ما أُجوز ذلك عليه، وهو بحر في القراءات، تلقى المقرئون تواليفه ونقله للفن بالقبول، ولم ينتقدوا عليه انتقاد أصحاب الحديث، كما أحسنوا الظن بالنقاش، وبالسامري، وطائفة راجوا عليهم".
ولعل الذي جعل قادحيه يشددون النكير عليه أنه انتصب للكلام في أبي الحسن الأشعري فاستفز أتباعه حتى إن ابن عساكر وضع كتابا في الرد على الأهوازي هو كتاب "تبيين كذب المفتري في ما نسب إلى الشيخ الأشعري". وهو الكتاب الذي جاءت فيه عبارة ابن عساكر المشهورة: "وأعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة".
---
الجكني
07-30-2006, 10:47 PM(1/1883)
لم أفهم مراد الأستاذ أبو كاظم بعبارته"ووصف المحقق للأهوازي بأنه شيخ القراءفيه تجوزففي الأهوازي كلام كثير" ما ذا يقصد بهذا " التجوز" ؟
فعندي أن الأهوازي شيخ القراء والقراءات حقيقة لا مجازاً ،وما رأيه في الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله وكذا في الأشعرية عموماً ،وما عبارة الخطيب رحمه الله بالتي تبعده عن المشيخة والإمامة 0
ذاك شيئ وهذا شيء آخر ،رحم الله علماء المسلمين وتجاوز عنا وعنهم 0
---
عبدالرحمن الشهري
07-31-2006, 05:53 AM
أخي الكريم أبا كاظم وفقه الله : تم تصحيح كنيته ، فهو أبو علي كما تفضلتم وليس أبا عبدالله ولكنني أخطأتُ .
وأما حال الإمام أبي علي الأهوازي ، ووثاقته في علمه بالقراءات ، وبيان عقيدته ، فقد أفاض المحقق في ذلك ، فليراجع في الكتاب من ص 47 وما بعدها .
---
أبوكاظم
07-31-2006, 07:27 PM
فضيلة المشرف العام،
جزاكم الله خيرا، وسوف أسعى إلى الاطلاع على المقدمة المشار إليها.
المكرم د.الجكني،
لا شك عندي في اطلاعكم على أحوال الشيخ أبي علي الأهوازي ولن يزيدكم مثلي بما لا تعلمون من سيره. على أني أود أن أتريث حتى يتسنى لي قراءة المقدمة المذكورة.
---
د. أنمار
08-02-2006, 02:49 AM
عموما مفردته هذه من الأصول التي اعتمدت في القراءات الأربع الشواذ ومؤلفه جدير بالاقتناء.
---
د. أنمار
08-03-2006, 01:03 AM
ذكر أن هذه المخطوطة تشتمل على جزءين للأهوازي ، الجزء الأول يشتمل على مفردة ابن محيصن المكي (123هـ) ، وقف فيها الأهوازي على ما خالف فيه ابن محيصن أبا عمرو بن العلاء البصري (154هـ) . والجزء الثاني اشتمل على مفردة الحسن البصري (110هـ) وقف فيه الأهوازي على ما خالف فيه الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء البصري فيما يتعلق بالرواية . والجزء الثاني هو موضوع هذا الكتاب المحقق .(1/1884)
تنبيه: قولهم ما خالف فيه ابن محيصن أبا عمرو، هو من باب التجوز بإطلاق مخالفة الوجه لما هو أشهر منه، وإلا فالشيخ هو ابن محيصن (ت:123 هـ) والآخذ عنه هو أبو عمرو (ت:154هـ) وكذا يقال في الحسن البصري (ت:110هـ) فأبو عمرو آخذ عن الاثنين بل صرحوا في الطرق بأسماء ما يقرب من 16 شيخا وهذا أكثر ما رأيته للقراء العشرة إلا ما كان من نافع لكنهم لم يصرحوا إلا بأسماء 6 منهم.
وتتبع مخالفات الحسن البصري لأبي عمرو بديهية لأنهما يقرءان بقراءة أهل البصرة، أما ما كان لابن محيصن فكان المنطق يقضي بتتبع مخالفته لابن كثير فكلاهما مكي ووجه التشابه بينهما أدعى لتزامنهما في بلد واحد واتحاد مشايخهما فقد أخذ ابن محيصن القراءة عن سعيد بن جبير ومجاهد ودرباس مولى ابن عباس وهم مشايخ ابن كثير.
ومن عنده مزيد بيان فليتحفنا به.
---
الدكتور عمار أمين الددو
08-06-2006, 01:29 PM
شكراً لك أخي الكريم على إرسالك غلاف مفردة الحسن البصري، وقد علمت من خلال من ما كتب حولها في صفحات الانترنت أن المحقق قد حققها على نسخة فريدة وذكر أنه ليس لها سوى هذه النسخة ، ولم أرى هذا الكتاب بعد ولم أحصل عليه، و قد قمت بتحقيق هذه المفردة بحمد الله على نسختين، وسوف تصدر قريباً إن شاء الله في إحدى المجلات وليست فريدة كما يقول المحقق، وعدد أوراقها لا يتجاوز الخمسة عشر ورقة، فمن أين جاء المحقق بكل هذه الصفحات، على كل حال إن كتب القراءات بحاجة إلى جهود مخلصة كثيرة وكبيرة ولا يضير في نظري أن يحقق الكتاب الواحد منها أكثر من مرة ،
فشكراً للأخ المحقق على ما بذل من جهد ، والله أسأل أن يثيبنا وإياه.
أما مفردة ابن محيصن فقد حققتها على نسختين أيضاً بفضل الله ،وقد نشرت في مجلة الأحمدية التي تصدر في دار البحوث بدبي، في العدد الثاني والعشرين، محرم 1427، شباط 2006م وآمل أن ينتفع بها الباحثون،وأن يكتب الله لنا الأجر
---
د. أنمار
08-06-2006, 01:36 PM(1/1885)
حضرة الدكتور عمار حفظه الله وسلمه.
نرجو من سعادتكم أن تتحفونا بعناوين بقية البحوث القيمة التي نشرتموها في ثنايا المجلات أو الكتب التي قمتم بتحقيقها أو تأليفها. مع تعريف موجز بسيرتكم العلمية العطرة.
---
أبو حسام
11-22-2006, 09:08 AM
مخطوطة ثالثة للكتاب لم يذكرها المحققين الفاضلين ؟
معذرة عن تاخر هذه المشاركة فلم أطلع على ما كتب هنا إلا الآن ؟
لمفردتي الحسن وابن محيصن نسخة مخطوطة تركية ثالثة زيادة على ما ذكر من النسختين التي في القدس والأخرى التي الجامعة الأمريكية ، وهي محفوظة في مكتبة كوبريلي زاده في استانبول .
وعلى هذا فالمرجوا من الإخوة الباحثين عدم العجلة والتأني حتى ييأس من الحصول على نسخ أخرى من الكتاب الذي يرغب في تحقيقه .
والله الموفق
---
أمين الشنقيطي
11-24-2006, 01:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بمناسبة هذين التحقيقين الجديدين، وفرحة ولادة هذا الكتاب الهام في القراءات،
أقترح على إخواني الباحثين أموراً منها :
1- التعهد بمحاولة استدراك مايمكن استدراكه من استدراكات هامة في طبعة ثانية، وخاصة في حال وجود مخطوطات بعيدة عن متناول يد الباحث،أو عدم علمه بمظان وجودها حال انشغاله ببحثه.
2- قبل التقدم بأي مشروع ينبغي طرح الفكرة على الباحثين في هذا الملتقى وغيره، لتكون الاختيارات مبنية على استشارات علمية وليست مبنية على اختيارات فردية.
3- قيام الباحث بإشعار الملتقيات العلمية المتخصصة بقرب انتهاء طباعة الكتاب.
وفق الله الجميع...
تنبيه : خرج هذا الكتاب في مجلة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف،(العدد الثاني) بتحقيق الدكتور عمار.وفقه الله.
---
د. أنمار
04-07-2007, 02:21 PM
.(1/1886)
أما مفردة ابن محيصن فقد حققتها على نسختين أيضاً بفضل الله ،وقد نشرت في مجلة الأحمدية التي تصدر في دار البحوث بدبي، في العدد الثاني والعشرين، محرم 1427، شباط 2006م وآمل أن ينتفع بها الباحثون،وأن يكتب الله لنا الأجر
هذا رابط مجلة الأحمدية لمن أراد تصفحها، لكن لا أدري إن كان العطل من جهازي أم من الموقع فمعظم الأعداد لا يظهر على الشاشة عندي محتوياتها.
http://www.irh.ae/irhms.php?name=Ahmadiya
---
(1/1887)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لقاء مع الأستاذ الدكتور ناصر القفاري
---
لقاء مع الأستاذ الدكتور ناصر القفاري
---
الأثري
02-18-2007, 02:20 AM
يعلن الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة عن عقد لقاءات علمية مع بعض العلماء المختصين بالدراسات العقائدية والرد على أهل الأهواء والبدع، وضيف الملتقى هو فضيلة الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبدالله القفاري
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة القصيم والخبير بمذهب الرافضة وكشف أباطيلهم
والذي له عدة مؤلفات من أبرزها:
(مسألة التقريب بين السنة والشيعة ) وقد ُطبع في مجلدين، وكتاب : (أصول مذهب الشيعة ) وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات ، ومن مؤلفاته أيضاً : ( مقدمات في الاعتقاد) ، و(مقدمة في الملل والنحل)، و(نواقض توحيد الأسماء والصفات)، و(حقيقة الصحيفة السجّادية، أو ما يُسمى بزبور آل محمد) ، و(البدعة المالية عند الشيعة الإمامية)،وقد شاركه الأستاذ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل في تصنيف كتاب( الموجز في الأديان ) ، وكذلك الدكتور سلمان بن فهد العودة في تحقيق ودراسة كتاب : (التشيع والشيعة لأحمد الكسروي – رئيس المحاكم الإيرانية في زمانه-)
ويمكن المشاركة وكتابة الأسئلة والإشكالات على هذا الرابط :
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=1547#post1547
---
(1/1888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النكت على الإتقان في علوم القرآن
---
النكت على الإتقان في علوم القرآن
---
مساعد الطيار
04-12-2005, 02:52 AM
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المبعوث للثقلين ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله الطيبين ، وصحابته الغرِّ الميامين ، وعلى تابعيهم ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد كان يُلحُّ عليَّ بعض الأصحاب في فتح درس في علوم القرآن ؛ نظرًا لخلوِّ مدارس المساجد من هذه المادة الهامَّة ، وكنت أقدِّم رجلاً وأُأخِّر أخرى ؛ تهيُّبًا لهذا الموضوع ، وخشية من ازدحام الوقت فيضعف التحضير لهذه المادة العلمية ، وما زلت أُمنِّي النفس به ، وأرجو أن يحصل ، حتى كان ما كان ، إذ ألحَّ عليَّ أخوين كريمين من أهل مكة في أن أفتح درسًا شهريًّا في الإتقان يكون في يوم واحد منه بواقع ثلاثة دروس ، فاستجبت لهما تحت إلحاحهما ، وتركت الأمر لله يفعل ما يشاء .(1/1889)
ولما رأيت الأمر يتوجَّه عمدت إلى جلسة التفسير التي أعقدها في تفسير الطبري ، فاقترحت على من يحضر معي أن نجعل نصف ساعة للإتقان نتدارسه ونعلق عليه بما يمُنُّ الله به ، فكان ولله الحمد نافعًا مفيدًا . واستمر الحال كذلك حتى بدأت بإلقاء هذه الدروس في مكة المكرمة ، فكانت بدايتها في شهر محرم من سنة 1426 ، حيث ألقيت ثلاثة دروس في مقدمة تشمل ( علوم القرآن .. المصطلح ومراحل النشأة والكتب ) ، وقد ظهر لي في ألقائها فوائد جديدة تتعلق بعلوم القرآن ، فلله الحمد والمنَّة ، ثم ألقيت في شهر صفر من هذا العام ثلاثة دروس ، وقد شملت مقدمة كتاب الإتقان ، والنوع الأول من أنواع علوم القرآن ( المكي والمدني ) ، وقد رأيت ـ بعد الاستشارة ـ أن أطرح في الملتقى خلاصة ما ألقيه من هذه الدروس على أسلوب التعليق والنُّكت ، فأذكر ذلك في نقاطٍ لتكون أيسر وأضبط .
وإني إذ أطرح ذلك لأرجو أن يُتحفني إخواني باقتراحاتهم حول دراسة هذا الكتاب الذي صار أصلاً من أصول كُتب علوم القرآن ، وأتمنى أن يسددوا ما يرون من نقص فيما أكتب ، والله أسأل لي ولكم التوفيق والسداد .
هذا ، وقد سمَّيت هذه التعليقات بهذا العنوان :
النكت على الإتقان في علوم القرآن
تيمُّنًا بفعل أسلافنا من العلماء ، ولأنَّ المقصود ليس شرح الكتاب بحذافيره ، وإنما التعليق على ما يحتاج إلى تعليق ، والتنبيه على لطائف وفوائد ومستدركات ، فأسأل الله في ذلك المعونة التوفيق ، إنه سميع مجيب .
قال السيوطي :(1/1890)
(1 :4 ) ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين وإنسان عين الناظرين خلاصة الوجود علامة الزمان فخر العصر وعين الأوان أبا عبد الله محيي الدين الكافيجي مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله يقول : » قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه « ، فكتبته عنه ، فإذا هو صغير الحجم جدا وحاصل ما فيه بابان الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية والثاني في شروط القول فيه بالرأي وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلم فلم يشف لي ذلك غليلا ولم يهدني إلى المقصود سبيلا .
التعليق :
1 ـ الكافيجي : محمد بن سليمان ( ت : 879 ) لُقِّب بذلك لكثرة اشتغالة بالكافية في النحو لابن الحاجب .
2 ـ يُفهم من قوله : » مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله « يشير إلى أن السيوطي كتب كتابة قبل وفاة شيخه ؛ أي قبل سنة 879 ، والله أعلم .
3 ـ جاء عنوان كتاب الكافيجي في أحد النسخ التي اعتمد عليها محقق الكتاب ناصر بن محمد المطرودي ( التيسير في قواعد علم التفسير ) .
4 ـ استفاد السيوطي من كتاب الكافيجي ـ على صغر حجمه ـ في كتابية التحبير والإتقان .
5 ـ اختزل السيوطي ذكر عناوين كتاب شيخة ، وكذا ذكر أنواع العلوم التي تطرَّق إليها ، أو أشار إليها ، ويظهر هذا بقراءة ما دوَّنه الكافيَجي ، وموازنته بعرض السيوطي لكتاب ( التيسير في قواعد علم التفسير ).
فالباب الأول : الذي قال عنه السيوطي : » الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية « فيه عدد من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن ، منها : حكم التفسير بالرأي ، والعلوم التي يحتاج إليها المفسر ، وإعجاز القرآن ، ووجوب التواتر في نقل القرآن ، وشروط القراءة الصحيحة ، والمحكم والمتشابه ، ونزول القرآن ، وأسباب النُّزول « . أفاده محقق كتاب التيسير .
قال السيوطي :(1/1891)
(1 : 4 ) قال : » ثم أوقفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة وخلاصة الأنام حامل لواء المذهب المطلبي علم الدين البلقيني رحمه الله تعالى على كتاب في ذلك لأخيه قاضي القضاة جلال الدين سماه ( مواقع العلوم من مواقع النجوم ) فرأيته تأليفا لطيفا ومجموعا ظريفا ذا ترتيب وتقرير وتنويع وتحبير .
قال في خطبته قد اشتهرت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث وتلك الأنواع في سنده دون متنه وفي مسنديه وأهل فنه وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف وينحصر في أمور
الأمر الأول مواطن النزول وأوقاته ووقائعه وفي ذلك اثنا عشر نوعا المكي المدني السفري الحضري الليلي النهاري الصيفي الشتائي الفراشي النومي أسباب النزول أول ما نزل آخر ما نزل
الأمر الثاني السند وهو ستة أنواع المتواتر الآحاد الشاذ قراءات النبي e الرواة الحفاظ
الأمر الثالث الأداء وهو ستة أنواع الوقف الابتداء الإمالة المد تخفيف الهمزة الإدغام
الأمر الرابع : الألفاظ وهو سبعة أنواع الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة التشبيه .
الأمر الخامس المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعا العام الباقي على عمومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ والمنسوخ نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين
الأمر السادس : المعاني المتعلقة بالألفاظ وهو خمسة أنواع الفصل الوصل الإيجاز الإطناب القصر .(1/1892)
وبذلك تكملت الأنواع خمسين ومن الأنواع ما لا يدخل تحت الحصر الأسماء الكنى الألقاب المبهمات فهذا نهاية ما حصر من الأنواع هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتابا سميته التحبير في علوم التفسير ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها
التعليق :
1 ـ علم الدين البلقيني : صالح بن عمر بن رسلان ( ت : 868 ) .
2 ـ جلال الدين البلقيني : عبد الرحمن بن عمر بن رسلان ( ت : 824 ) .
3 ـ تقسيم البلقيني ( ت : 824 ) من أنفس التقاسيم ، حيث عمدَ إلى نوعٍ كلي ثم ذكر ما يندرج تحته .
4 ـ يظهر أثر التصنيف في العلوم على تقسيم البلقيني ( ت : 824 ) لأنواع علوم القرآن في أمرين
الأول : أنه أراد أن يناظر بعلوم الحديث ، فيجعل كتابًا يحتوي على علوم القرآن كما هو الواقع في علوم الحديث .
وهذا الأمر قد سبق إليه الزركشي ( ت : 794 ) كما سيأتي ، و أشار إليه السيوطي في خطبة كتابه الإتقان بقوله : » ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث « .
كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه التحبير فقال : » وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل فيه كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم « .
الثاني : أنَّ من الأقسام الستة ما هو من علوم مشاركة ، وليس من صلب علوم القرآن ، وقد أخذ من هذه العلوم مصطلحاتها ، فذكرها ، وإليك التفصيل :(1/1893)
قوله : » الأمر الثاني السند وهو ستة أنواع المتواتر الآحاد الشاذ قراءات النبي الرواة الحفاظ « هذا التقسيم مأخوذ من مصطلح الحديث .
قوله : » الأمر الرابع : الألفاظ وهو سبعة أنواع الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة التشبيه « . هذا مأخوذ من علوم اللغة .
قوله : » الأمر الخامس المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعا العام الباقي على عمومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ والمنسوخ نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين « . هذا مأخوذ من علم أصول الفقه .
قوله : » الأمر السادس : المعاني المتعلقة بالألفاظ وهو خمسة أنواع الفصل الوصل الإيجاز الإطناب القصر « . هذا مأخوذ من علم البلاغة .
5 ـ قول البلقيني في الأمر الرابع : » المعاني المتعلقة بالأحكام « ، يمكن الاصطلاح عليها بعبارة ( عوارض الألفاظ ) .
6 ـ قول البلقيني في الأمر السادس : » المعاني المتعلقة بالألفاظ « يمكن الاصطلاح عليها بعلم البلاغة ، أو ينبَّه أنها من جهة البلاغة × لأنه مرَّ في الأمر الرابع قوله : » الألفاظ ، وهي سبعة أنواع ... « .
قال السيوطي :
( 1 : 6 ) : » هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتابا سميته ( التحبير في علوم التفسير ) ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها(1/1894)
وقلت في خطبته أما بعد فإن العلوم وإن كثر عددها وانتشر في الخافقين مددها فغايتها بحر قعره لا يدرك ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ولهذا يفتح لعالم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرق إليه من المتقدمين الأسباب وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل فيه كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم فنقحه وهذبه وقسم أنواعه ورتبه ولم يسبق إلى هذه المرتبة فإنه جعله نيفا وخمسين نوعا منقسمة إلى ستة أقسام وتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام فكان كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير في مقدمة نهايته كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه ومبتدع أمرا لم يتقدم فيه عليه فإنه يكون قليلا ثم يكثر وصغيرا ثم يكبر
فظهر لي استخراج أنواع لم يسبق إليها وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده وأضم إليه فوائده وأنظم في سلكه فرائده لأكون في إيجاد هذا العلم ثاني اثنين وواحدا في جمع الشتيت منه كألف أو كألفين ومصيرا فني التفسير والحديث في استكمال التقاسيم إلفين وإذ برز نور كمامه وفاح وطلع بدر كماله ولاح وأذن فجره بالصباح ونادى داعيه بالفلاح سميته ( التحبير في علوم التفسير ) .
ثمَّ ذكر فهرس الأنواع التي كتبها في التحبير ، ثم قال ( 1 : 10 ) : » وهذا آخر ما ذكرته في خطبة التحبير وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنتين وسبعين وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق « .
التعليق :
1 ـ أن السيوطي جعل كتاب البُلقيني أصلاً لكتابه التحبير ، وزاد عليه زيادات .(1/1895)
2 ـ أن اطلاع السيوطي على كتاب البلقيني كان متقدِّمًا جدًّا ، حيث اعتمده في التحبير ، وهو قبل الإتقان .
وقد ذكر سنة الانتهاء من كتاب التحبير ، وهي ( 872 ) ، ويلاحظ أن شيخه الكافيجي توفي سنة ( 879 ) ، وقد قال عنه : » مد الله في أجله « مما يعني أنَّ تأليف الإتقان كان بين سنة (872 ) وسنة ( 879 ).
3 ـ كان المقصد من تأليف التحبير ما ذكره في قوله ( 1 : 6 ) : » فظهر لي استخراج أنواع لم يَسبِق إليها وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده وأضم إليه فوائده وأنظم في سلكه فرائده « .
وهذا يعني أنه يريد تكميل كتاب البلقيني فقط ، ولم يدَّعِ أنه سبق سبقًا مطلقًا إلى ما زاده على البلقيني ، بل هو ـ في أغلب زياداته ـ ناقلٌ .
وردت عبارة : » لم يسبق « في التحبير على النحو الآتي : » لم أُسبق « ، ويظهر لي أن ما في الإتقان أدق ؛ لأنه بنى كتابه على كتاب البلقيني ، فهو يوازن زياداته وسبقه به ، وليس بمطلق سبقه غيره من العلماء ، والله أعلم .
4 ـ يلاحظ أنه في مقدمته للتحبير ، وذكره للأنواع نصَّ على الزيادات التي زادها على البلقيني ، ولما نقلها إلى الإتقان لم ينصَّ على هذه الزيادات .
5 ـ يمكن القول بأن أغلب كتاب البلقيني بين يدينا ، وذلك بتجريد زيادات السيوطي التي نصَّ عليها .
6 ـ كما اعتمد السيوطي على كتاب البلقيني وزاد عليه في التحبير ، فإنه اعتمد عليه اعتمادًا كليًّا في كتابه ( النُّقاية ) ، فذكر أنواع البلقيني نفسها ، ولم يزد عليها ، وبهذا يمكن موازنة الأنواع وأمثلتها بين ما ذكره في التحبير وما ذكره في رسالة أصول التفسير من كتاب النُّقاية .
قال السيوطي :(1/1896)
( 1 : 10 ) : » ثم خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتابا مبسوطا ومجموعا مضبوطا أسلك فيه طريق الإحصاء وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا أقدم رجلا وأؤخر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ألف كتابا في ذلك حافلا يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه فوجدته قال في خطبته :
لما كانت علوم القرآن لا تحصى ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجبا ليكون مفتاحا لأبوابه عنوانا على كتابه معينا للمفسر على حقائقه مطلعا على بعض أسراره ودقائقه وسميته البرهان في علوم القرآن وهذه فهرست أنواعه ... « .
ثم ذكر سبعة وأربعين نوعًا ثم قال : » واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير .
هذا آخر كلام الزركشي في خطبته
التعليق :
1 ـ أنه حين تصنيف كتابه التحبير لم يكن اطلع على برهان الزركشي ( ت : 794 ) .
2 ـ من تقدم وفاة الزركشي على شيخ شيوخ السيوطي جلال الدين البلقيني ( ت : 824 ) ، وعلى شيخ السيوطي الكافيجي ( ت : 879 ) ، وادعاؤهما عدم الاطلاع على مؤلف سابق في هذا العلم = ما يدل على عدم اطلاعهما على كتاب الزركشي ، والله أعلم .
3 ـ أنه قصد تأليف الإتقان بعد انتهائه من التحبير ، وبعد اطلاعه على البرهان للزركشي .(1/1897)
4 ـ أن الزركشي لم يذكر سابقًا له ابتدع هذا التصنيف ، وبهذا يكون أول من قصد جمع علوم القرآن جمعًا مستوعبًا .
5 ـ توافق الزركشي والبلقيني وكذا السيوطي في التنظير بعلوم الحديث في التأليف .
6 ـ من أهداف تأليف كتاب البرهان أن يكون معينًا للمفسر على حقائقه ، ومطلعًا على بعض أسراره ودقائقه .
قال السيوطي ( 1 : 14 ) : » ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت الله كثيرا وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته فوضعت هذا الكتاب العلي الشان الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ما حقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان وسميته ب الإتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا لا ظمأ بعده أبدا وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته ب مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن الله استمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهذه فهرست أنواعه ... « .
ثم قال بعد أن عدَّها (1 : 17 ـ 18 ) : » فهذه ثمانون نوعا على سبيل الإدماج ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة « .
التعليق :
1 ـ الفرح بالمواطأة من دأب العلماء ، فإنَّ ذلك يدل على صحة السلوك في العلم ، وعدم الانفراد والشذوذ .
2 ـ ترتيب الإتقان جاء نتيجة لعدد من ترتيبات سابقة له ، وذلك في ترتيب البلقيني والزركشي وترتيبه هو في التحبير .
3 ـ عمل السيوطي في الترتيب ـ فيما يراه أنسب من البرهان ـ على :
ـ إدماج بعض الأنواع في بعض .
ـ فصل ما حقُّه أن يُبان .
ـ الزيادة على ما عند الزركشي .(1/1898)
وبهذا صارت الأنواع عنده ثمانين نوعًا ، وعند البلقيني خمسين نوعًا ، وعنده في التحبير مائة واثنين ، وعند الزركشي سبعة وأربعين نوعًا .
4 ـ صلاحية كل نوع من الأنواع بالإفراد في التأليف ، مما يعني ثراء هذه الأنواع ، وإمكانية التفصيل والزيادة عليها .
5 ـ كما أنه يمكن بفصل هذه الأنواع وتشقيقها أن تصل إلى أكثر من الثلاثمائة ، وكذا عمد ابن عقيلة المكي في كتابه الزيادة والإحسان حيث شقَّق وفرَّق ما جمعه السيوطي .
6 ـ أن السيوطي جعل كتابه هذا مقدمة لتفسيره الكبير ( مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ) ، وكأنه يشير بهذا إلى علاقة علوم القرآن بما يطرحه المفسرون في كتبهم كما مضت إشارة الزركشي له ، والله أعلم .
وهذا يقودنا إلى معرفة ما يحتاجه المفسر في صلب التفسير ، وإدراك المعنى المراد من الخطاب ، وما يحتاجه في مسائل التفسير من علوم تتعلق بالسورة أو بالآية ، وإن لم يٌبنَ عليها فهم مباشرٌ في المعنى ؛ إلا أنها تُعدُّ من علوم القرآن .
قال السيوطي ( 1 : 18 ) : » وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها .
ومن المصنفات في مثل هذا النمط وليس في الحقيقة مثله ولا قريبا منه وإنما هي طائفة يسيرة ونبذة قصيرة فنون الأفنان في علوم القرآن لابن الجوزي وجمال القراء للشيخ علم الدين السخاوي والمرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة والبرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة وكلها بالنسبة إلى نوع من هذا الكتاب كحبة رمل في جنب رمل عالج ونقطة قطر في حيال بحر زاخر
وهذه أسماء الكتب التي نظرتها على هذا الكتاب ولخصته منها « .(1/1899)
وذكر أنواعها ، وهي : الكتب النقلية ، وكتب جوامع الحديث والمسانيد ، وكتب القراءات وتعلقات الأداء ، وكتب اللغات والغريب والعربية وإعراب ، وكتب الأحكام ومتعلقاتها ، وكتب الإعجاز وفنون البلاغة ، وكتب الرسم ، وكتب جامعة ، وتفاسير غير المحدِّثين .
التعليق :
1 ـ قوله : » وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها « . سيذكرها عند كل نوع من هذه الأنواع ، وهذا يدل على سعة اطلاعه على الكتب المفردة في هذا العلم الذي قصد جمعه .
2 ـ ذكر بعض الكتب التي جمعت بعض أنواع علوم القرآن ، لكنها لم تستوعب ، وهذه الكتب هي :
ـ فنون الأفنان لابن الجوزي ( ت : 597 ) .
ـ جمال القراء للسخاوي ( ت : 643 ) .
ـ المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة ( ت : 665 ) .
ـ البرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة ( ت : 494 ) .
وهذه الكتب سبق طرحها في اللقاءات السابقة تحت عنوان ( الجمع الجزئي ) ، وقد فات السيوطي منها بعضها وقد سبق ذكر بعضها في الدروس السابقة .
3 ـ هذه المراجع المتنوعة تدلُّ على أنَّ جمع علوم القرآن جمعًا كليًّا لم يطرأ إلا متأخِّرًا ، وكانت تلك المراجع زادًا يتزود به السيوطي لتنظيم أنواع علوم القرآن ، وإبراز موضوعاتها ومسائلها .
4 ـ يلاحظ أنه لم يذكر كتب أصول الفقه مع رجوعه إليها في تقرير المباحث المتعلقة بعوارض الألفاظ من تخصيص العام وتقييد المطلق وغيرها .
ملحوظات عامة على السيوطي ومنهجه في كتاب الإتقان :
أولاً : يلاحظ أنه لم يُعن ـ كما لم يُعن غيره من المتقدمين ـ بتعريف علوم القرآن كفنٍّ مدوَّنٍ .
ثانيًا : غلب على السيوطي في كتابه الجمع دون التحرير ، فالتحري الموجود ٌليل بالنسبة للمنقول .
ثالثًا : وقع في تشقيق بعض أنواع علوم القرآن مما يمكن أن يكون تحت مسمى واحدٍ .(1/1900)
رابعًا : ذكر بعض أنواع العلوم التي هي من جنس واحدٍ ، ولم يستوعب ما يماثلها في الباب .
خامسًا : اختلاف المصطلح الذي استخدمه السيوطي في كتبه الثلاثة :
1 ـ علم التفسير في كتابه ( التحبير في علم التفسير ) ، وكتابه ( النُّقاية ) .
2 ـ علوم القرآن في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) .
سادسًا : مما يحمد للسيوطي في كتابه هذا :
1 ـ جمع المتفرق ، وهذا مقصد من مقاصد التصنيف .
2 ـ في هذا الجمع حفظ نصوص من كتب مفقودة .
3 ـ ذكر المؤلفات في أنواع علوم القرآن .
4 ـ نسب الكتب إلى مؤلفيها ، بحيث يستفاد منه في إثبات الكتاب إلى مؤلفه .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-12-2005, 02:07 PM
عرض موفق ، ونكت حسان ؛ فواصل وفقك الله للإتقان ، وأعانك على التمام
وهذه الطريقة من وجهة نظري نافعة جداً ، وخاصة في عرض مثل هذه الكتب الموسعة ....
وحبذا يا شيخنا الكريم لو ختمت كل موضوع بالدرر والنفائس التي ترى أنها مهمة ، وتجعلها تحت عنوان مستقل في آخر كل حلقة من الحلقات ، أو درس من الدروس .
---
ابو حنيفة
04-12-2005, 05:42 PM
بارك الله فيكم يا دكتور مساعد وجعل ماتقدمون في ميزان حسناتكم...... ونفعنا الله والقراء بماتقولون..
قلتم (عمدت إلى جلسة التفسير التي أعقدها في تفسير الطبري ) أين هذه الجلسة وهل هي درس عام ؟؟؟؟ ومتى؟
نتمنى أن نجد لك تعليقات على تفسير الطاهر بن عاشور...
وبارك الله فيكم
---
أبو بيان
04-12-2005, 09:27 PM
شكر الله لك شيخنا أبا عبد الملك, وزادك من فضله.
---
خلود
04-13-2005, 02:23 PM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل، وزادكم علما وتوفيقا، ونفع بكم.
لكن ما حال كتاب البلقيني "مواقع العلوم من مواقع النجوم" هل هو مفقود؟
---
مساعد الطيار
04-13-2005, 08:07 PM(1/1901)
أشكر الإخوة على تعقيباتهم ، ولا زلت أتمنى ان يوجهوني إلى طريقة دراسة هذا الكتاب ، فالقراءة التحليلية تطول ، ولا أراها تصلح لمثل هذا الدرس الشهري ، فأرجو أن لا أُعدم من توجيهاتكم .
اما بشأن السؤال عن درس الطبري ، فهو بعد صلاة العشاء من يوم السبت في مدينة الرياض في مسجد طيبة ( مخرج 15 ) شارع سعد بن عبد الرحمن .
واما كتاب البُلقيني ، فلا أعلم أنه موجودٌ مخطوطًا ، والله أعلم .
---
أبو بكر الأمريكي
06-01-2005, 10:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الطيار وفقكم الله
كتاب الإتقان يتضمن ثمانين نوعاً من أنواع علوم القرآن حسب ترتيب السيوطي وطبعاً لو حاولتم أن تدرس نوعاً واحداُ كل شهر لاستغرق ذلك سبع سنين.
ولكن يمكن أن تجمع كثيراً من هذه الأنواع تحت موضوع واحد فمثلاً النوع الأول إلى النوع التاسع يتعلق كله بمكان وزمان النزول فلعله من الممكن أن تدرسه على أنه موضوع واحد وتتناول أهم المسائل المذكورة تحت هذه الأنواع التي تحتاج إلى تحليل ودراسة فتقرأ من الكتاب بعض المواضع المتعلقة بتلك المسائل. وأيضاً يمكن أن تتناول دراسة كل نوع من الأنواع تحت هذا الموضوع بطريقة مختصرة فمثلاً تبين مراد السيوطي بالحضري والسفري وتذكر مثالاً له مما ذكره السيوطي وإن كان في معرفة هذا النوع فائدة أو فوائد فاذكروها.
وبطريقة مثل هذه يمكن أن تدرس الكتاب من أوله إلى آخره في سنتين تقريباً مع التعليق على أهم المسائل وتحليلها وذكر الفوائد.
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2005, 10:47 AM(1/1902)
في سلوك الدكتور مساعد الطيار منهج التنكيت على كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي رحمه الله إحياء لمنهج علمي غائب عن كثير من دروس العلماء في هذا الزمان ، وهو منهج سلكه كبار الحفاظ والعلماء قديماً كما صنع ابن حجر وغيره ، وهذا لا يكون إلا للمصنفات السائرة التي حظيت بالقبول في فنونها. وليس مثلي من يوجه الدكتور مساعد الطيار في كيفية السير في هذا الدرس أو غيره ، فلم أتجاوز موضع َالتلميذ بين يديه وأمثاله من العلماء وفقهم الله وسددهم ، ولكنني أحببت أن أشكر الطلاب الذين ألحوا على فضيلته للبدء في هذا الدرس على رغم الشواغل المتكاثرة ، والصوارف المتجددة التي تعرض للشيخ ، وأن أؤكد لهؤلاء الطلاب أنهم لا يظفرون بمثل فضيلته إلا نادراً ، ولولا خشيتي من غضبه عليَّ لأنصفته ، ولكن حسبي أن أقول لهم كما قال الإمام أحمد عندما عوتب على جلوسه في حلقة الشافعي وتركه من هم أعلى إسناداً منه : إن فاتك حديث بعلو أدركته بنزول ، وأما إن فاتك عقل هذا القرشي فلن تجد مثله !
وأنا أقول : إن فاتكم عقل هذا القرشي فلن تجدوا مثله !
كما أشكر فضيلته على أن أشركنا مع من يحضر الدرس في إطلاعنا على هذه النكت والفوائد ، ونرجو ألا تنقطع إن شاء الله . سدد الله رأيكم ، وأعانكم على الانتهاء منه على خير.
---
(1/1903)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل سمعت بتفسير ( أبدع البيان لجميع آي القرآن ) للتَّلَّوي
---
هل سمعت بتفسير ( أبدع البيان لجميع آي القرآن ) للتَّلَّوي
---
أبو العالية
02-22-2007, 03:23 PM
الحمد لله ، وبعد
وجدت كتاباً في التفسير بعنوان :
( أبدع البيان لجميع آي القرآن )
للشيخ أبي البركات محمد بدر الدين ابن الملا درويش التَّلَّوي .
في كتاب كبير واحد .
طبعته دار النيل 1413هـ والظن أن المؤلف من تركيا .
وبذيله :
( قلائد الجمان في جيد أبدع البيان )
قرظ للكتاب
الشيخ فتح الله أفندي الأرضرومي
والشيخ مشرَّف الخنوكي البروادي
والشيخ برهان الدين المجاهدي التَّلَّوي ناشر علوم الدراسات الإسلامية في تركيا .
فهل وقف عليه أحد من الفضلاء ؟ فيفيدنا
وجزاكم الله خيراً
---
جمال أبو حسان
02-22-2007, 03:40 PM
الذي اذكره ان هذا الكتاب المطبوع في تركيا كتاب مختصر اقرب الى تفسير المفردات والتراكيب وعهدي به بعيد لكن هذه الكلمة بناء على الطلب والله يتولانا بفضله جميعا
---
أبو العالية
02-22-2007, 03:50 PM
الحمد لله ، وبعد
صحيح أستاذنا وهو على نمط قريب من التسهيل لابن جزي الكلبي رحمه الله تعالى .
وهو من القطع الكبير .
وأشكر الإجابة السريعة حماكم الله وأرجعكم سالمين غانمين .
---
(1/1904)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الكوليرا تحصد أرواح المئات في الصومال
---
الكوليرا تحصد أرواح المئات في الصومال
---
دمعة الأقصى
04-07-2007, 02:51 AM
تفشي وباء الكوليرا والإسهال يحصد المئات
أكد وزير الصحة الصومالي قمر ادن على اليوم ـ الثلاثاء ـ أن مئات الأشخاص توفوا منذ مطلع العام الحالي ، إثر إصابتهم بحالات إسهالٍ حادٍ في الوقت الذي حذّرت فيه منظمات الإغاثة من أن البلاد تعيش في غمرة تفشي لمرض الكوليرا.
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقريرٍ أصدرتها هذا الأسبوع : إن الإسهال الحاد قتل 251 شخصاً ، وأصاب بالعدوى 5602 شخصاً آخرين منذ يناير الماضي .
وتقول منظمات الإغاثة : إن هناك وباء للكوليرا ، وهو مرض تسببه البكتيريا ، وينتشر أساساً عبر المياه الملوثة في هذه الدولة بالقرن الأفريقي. لكن الوزير الصومالي علَّق قائلاً: "أعداد القتلى بالمئات ؛ لكننا لا نعتقد أن هناك كوليرا في البلاد."
وقال ديفيد جيلمور مدير منظمة (كير انترناشيونال) للإغاثة في الصومال : "هناك زيادة مستمرة في حالات الإصابة بالكوليرا ، التي تم الإبلاغ عنها داخل وحول مقديشو. وابلغ مستشفى واحد عن أكثر من مائتي حالة."
وحذر جيلمور من أن الأمر "الأكثر إثارة للانزعاج ( يتمثل في ) أنه حتى تتحقق حرية الوصول غير المقيد للمنظمات الإنسانية ، في أنحاء الصومال فسيظل من الصعب معرفة الحجم الحقيقي لهذا الانتشار ، وغيره من المشاكل ، التي لا يتم الإبلاغ عنها."
واجتمعت الفيضانات مع انعدام الأمن ، والبنية التحتية لتزيد من مخاطر انتشار وباء الكوليرا في الصومال ، بيمنا تشير الإحصائيات إلى أن المرض أصاب بالفعل نحو 12 ألف شخص بالفعل في عام 2007 ، خاصة في حزام يمتد من انجولا حتى الكونجو. الإسلام اليوم http://islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=66321(1/1905)
وهيئة الإغاثة الإسلامية تهيب بالمحسنين مد يد العون لإخوانهم مكتب الهيئة 2670664 ، 4930033رقم الحساب 204608010059990 لدى مصرف الراجحي موقع هيئة الإغاثةhttp://www.iirosa.org/web2/index.php
تقبل الله بذلكم وجعلكم في ظل صدقتكم
---
فهد الوهبي
04-07-2007, 03:18 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله
---
(1/1906)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > (نسخة جديدة) في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع
---
(نسخة جديدة) في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
07-08-2006, 11:49 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
في ظلال القُرآن
سَيّد قطْب
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 15 ميجا بايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6c09e3d421.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/0948113800.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/0cdf9de8f8.jpg
رابط التنزيل
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Zelal.rar
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
القعقاع محمد
07-08-2006, 04:06 PM
أحسن الله إليك
---
سعيد بن متعب
07-19-2006, 08:25 PM
جزاك الله خيرا
---
د.عبد الله الجيوسي
09-20-2006, 08:52 AM
الرابط لا يعمل معي
لو تكرمت التأكد منه
---
عبدالقادر
09-30-2006, 02:24 AM
لا يعمل معي
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2006, 01:17 AM
أخي العزيز عادل محمد وفقكم الله وجزاكم خيراً على هذه الجهود الموفقة في خدمة الجميع . وليتكم تتكرمون بالتحقق من رابط الكتاب فهو لا يعمل .
وأمر آخر أرجو مراعاته وهو وضع كتب الدراسات القرآنية وما يتعلق بها هنا ، وبقية الكتب والبحوث في المنتديات التي تخصها كأهل الحديث والفقه وغيرها حتى يبقى لتخصص الملتقى ميزته وفقكم الله ونفع بكم.
---
عبدالقادر
10-22-2006, 02:53 PM
يرجى التحقق من الرابط
---
أحمد بزوي الضاوي
10-23-2006, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ : الفاضل عادل ـ حفظه الله ـ(1/1907)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإن أحمد الله إليكم أن وفقكم لهذه الجهود الخيرة . ولكن للأسف الشديد لا يمكننا الاستفادة من " الظلال " لأن الرابط لا يعمل ، كما أن القائمين على الموقع الذي تحيلون عليه مغلق في وجه الرواد الجدد . فحبذا لو تكرمتم بفتح الملف عبر الموقع الأصلي ، ثم العمل على تنزيله مباشرة على موقعنا هذا ، وذلك إتماما للفائدة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
معروفي
02-14-2007, 07:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ : الفاضل عادل ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإن أحمد الله إليكم أن وفقكم لهذه الجهود الخيرة . ولكن للأسف الشديد لا يمكننا الاستفادة من " الظلال " لأن الرابط لا يعمل ، كما أن القائمين على الموقع الذي تحيلون عليه مغلق في وجه الرواد الجدد . فحبذا لو تكرمتم بفتح الملف عبر الموقع الأصلي ، ثم العمل على تنزيله مباشرة على موقعنا هذا ، وذلك إتماما للفائدة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عادل محمد
02-14-2007, 05:46 PM
قريبا إن شاء الله تعالى أرفعها مرة أخرى
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا
---
عادل محمد
02-20-2007, 08:06 AM
رابط جديد
روابط التنزيل
ملفان رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم الضغط على أحدهما لفك الملفات
الملف الأول
http://sa32.com/files/68fe0af3995921df/Zelal.part1.rar.html
الملف الثاني
http://sa32.com/files/9c43c223a6d001ef/Zelal.part2.rar.html
---
(1/1908)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > منظومة في القراءات الأربعة عشر
---
منظومة في القراءات الأربعة عشر
---
محب القراءات
02-16-2007, 07:05 AM
الأخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
للإمام شمس الدين محمد بن خليل القباقبي المتوفى 849هـ منظومة في القراءات بعنوان : ( مجمع السرور ومطلع الشموس والبدور في القراءات الأربع عشرة )
فما هي طبعات هذا الكتاب وماهو أفضل تحقيق له وهل له شرح .
أفيدونا وجزاكم الله خيرا .
---
أبو الجود
02-16-2007, 10:18 AM
الكتاب له طبعة وحيدة على ما أعلم بدار قرطبة بمصر ، وقد ذكر القباقبي في مقدمة كتابه إيضاح الرموز الذي حققه
الدكتور أحمد شكري وخرج عن دار عمار بالأردن أنه إيضاح لهذه القصيدة والله الموفق
---
محب القراءات
02-16-2007, 02:28 PM
الأخ الفاضل أبو الجود :
بارك الله فيك ونفع بعلمك
---
(1/1909)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عناوين مراكز المخطوطات والمكتبات العالمية
---
عناوين مراكز المخطوطات والمكتبات العالمية
---
أيمن صالح شعبان
03-12-2007, 11:25 PM
مواقع المكتبات
بعضها للشيعة فيحذر لكن بخزنتها نفائس منها كتب في القراءات والتفسير !!
عنوانها على الانترنت اسم المكتبة
http://www.haydarya.com
مكتبة الروضة الحيدريّة
مكتبة الروضة الحسينيّة
http://www.auclib.edu.eg/Ar/departmentsH.html
المكتبة العلمية المركزية - جامعة الإسكندرية
http://www.bibalex.org/ARABIC/links.htm
مكتبة الاسكندرية
http://www.aqlibrary.ir/Arabic/main/index.aspx
المكتبة المركزية للعتبة الرضوية المقدسة
http://www.aqrazavi.org/astan/arabic/A520.htm
المكتبة المركزية و مركز الوثائق للروضة الرضوية
http://www.nl.gov.jo/arabic/index_a.html
دائرة المكتبة الوطنية
http://iraklib.ub.uni-bielefeld.de/arabic/index.html
شبكة المكتبات العراقية
http://www.libdirectory.idsc.gov.eg/
دليل المكتبات المصرية
http://www.manuscriptcenter.org/center/Arabic/
مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندريَّة
http://www.agu.edu.bh/arabic/index.htm
جامعة الخليج العربي
http://www.aqlibrary.org/Arabic/main/index.aspx
المكتبه المركزيه
http://www.calias.org/about.htm
قسم المكتبات والوثائق والمعلومات
http://www.shjlib.aov.ae.com/
مكتبة الشارقة العامة
http://www.agu.edu.bh/Arabic/library/index.htm
مكتبة الجامعة
http://catalog.mpl.org.eg/
مكتبة مبارك العامة
http://jacl.kuniv.edu.kw/mailing_list_a.php
مكتبة الملك جابر
http://www.library.idsc.gov.eg
مكتبة القاهرة الكبرى شبكة المكتبات المصرية
http://www.alkadhum.org/other/mktba/index.htm
مكتبة الفقه الاسلامية(1/1910)
http://www.cu.edu.eg
مكتبة كلية الآثار - جامعة القاهرة
http://www.libsector.idsc.gov.eg/
قطاع المكتبات (مركز المعلومات) ـ مصر
http://www.agu.edu.bh/
جامعة الخليج العربي
http://www.raqamiya.org/
مكتبة المدينة الرقمية
http://library.tebyan.net/
مكتبة تبيان
http://www.librariannet.com/
شبكة أخصائي المكتبات والمعلومات
http://www.library.iitb.ac.in/
المكتبة المركزية الهندية
http://www.loc.gov
مكتبة الكونغرس
http://home.birzeit.edu/librarya/ مكتبة يوسف أحمد الغانم
http://www.ziedan.com/index_o.asp د. يوسف زيدان للتراث والمخطوطات
http://www.elaegypt.com/CurrCourse.aspx الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات
http://www.kapl.org.sa/part.php?partid=107 مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
http://www.calias.org/about.htm قسم المكتبات والوثائق ـ جامعة القاهرة
http://www.nlai.ir/ المكتبة الوطنية الإيرانية
http://www.kfnl.gov.sa مكتبة الملك فهد الوطنية
http://www.bibliotheque.nat.tn المكتبة الوطنية التونسية
http://www.bnrm.ma المكتبة الوطنية للمملكة المغربية
http://www.biblionat.dz المكتبة الوطنية الجزائرية
http://www.alassad-library.gov.sy مكتبة الأسد الوطنية
http://www.uqu.edu.sa/lib مكتبة عبد الله بن عبد العزيز الجامعية
www.maadilib.org.eg مكتبة المعادي العامة
www.alaqsa.edu.ps عمادة شئون المكتبات - جامعة الاقصى
www.alaqsa.edu.ps مكتبة جامعة الاقصى
www.mpl.org.eg مكتبة مبارك العامة بدمياط
http://www.kfu.edu.sa/library/lib.asp مكتبة جامعة الملك فيصل
http://www.libs.uaeu.ac.ae/ مكتبة جامعة الإمارات العربية المتحدة
http://www.bau.edu.lb/librariesa.html مكتبة جامعة بيروت العربية
http://library.yu.edu.jo/about.asp مكتبة جامعة اليرموك
www.alazhar-gaza.edu مكتبة جامعة الازهر(1/1911)
www.darelkotob.org.eg دار الكتب المصرية
www.yemen-nic.net المركز الوطني للمعلومات (اليمن)
www.najah.edu جامعة النجاح الوطنية -مكتبة البيطرة والزراعة - طولكرم، مكتبة الحرم الجديد - الجنيد، مكتبة كلية حجاوي
http://www.mans.edu.eg/facmed/library/home.htm مكتبة كلية الطب - جامعة المنصورة
http://mansvu.mans.edu.eg/dlib/ المكتبة الرقمية بجامعة المنصورة
www.kfcris.com مكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
http://www.kfupm.edu.sa/library/ مكتبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
http://www.uqu.edu.sa/lib/ مكتبة جامعة أم القرى " مكتبة الأمير عبد الله بن عبد العزيز
www.uqu.edu.sa/lib/ مكتبة جامعة أم القرى " مكتبة الأمير عبد الله بن عبد العزيز"
http://www.ksu.edu.sa/library/PrinceSalman.html مكتبة جامعة الملك سعود "مكتبة الأمير سلمان المركزية"
http://www.zu.ac.ae/library/ مكتبة جامعة زايد
http://www.sharjah.ac.ae/library/ مكتبة جامعة الشارقة
http://www.ajman.ac.ae/aust/index.htm مكتبة جامعة عجمان
http://aam.hct.ac.ae/aam/library/index.html مكتبة كلية العين للابنين
http://web.asu.edu.jo/facilities/library/index.htm مكتبة جامعة العلوم التطبيقية الأهلية
http://www.lau.edu.lb/libraries/index.html مكتبة الجامعة اللبنانية الامريكية
http://wwwlb.aub.edu.lb/~webjafet/ مكتبة جافت التذكارية بالجامعة الامريكية ببيروت
http://wwwlb.aub.edu.lb/~websml/ مكتبة جامعة بيروت العربية
http://libwebserver.uob.edu.bh/en/index.htm مكتبة جامعة البحرين
http://www.agu.edu.bh/arabic/library/index.htm مكتبة جامعة الخليج العربي
http://www.sudan.net/uk/libr.htm مكتبة جامعة الخرطوم
http://www.bethlehem.edu/centers/library.shtml مكتبة جامعة بيت لحم
http://www.lib.ed.ac.uk/ مكتبة جامعه ادنبرهع(1/1912)
http://www.lib.uci.edu/ مكتبات جامعة كاليفورنيا
http://www.lib.utexas.edu/ المكتبة الإلكترونية لجامعة تكساس
http://www.cardiff.ac.uk/index.html مكتبة جامعه كراديف
http://www.ibun.edu.tr/ مكتبة جامعة اسطنبول
http://library.aucegypt.edu/ مكتبة الجامعه الأمريكية في القاهرة
http://www.library.usyd.edu.au/Home.html مكتبة جامعة سيدني
http://www.library.dmu.ac.uk/ خدمات جامعة ديمونتفورد المكتبية والمعلوماتية
http://www.lib.cam.ac.uk/ مكتبة جامعة كمبريدج
http://www.aub.aau.dk/ مكتبة جامعة آلبورج
http://www-sul.stanford.edu/ مكتبات جامعة ستافورد
http://www.indiana.edu/~libweb/index.php3Yale مكتبات جامعة أنديانا
http://www.lib.cmich.edu/ مكتبات جامعة سنترال متشقن
http://www.library.wisc.edu/ مكتبات جامعة ويسكونسين ماديسون
http://www.manuscripts.idsc.gov.eg/Manuscript/ شبكة المخطوطات العربية
http://www.ala.org/ المكتبة الأمريكية الجامعة
http://www.bibliotheque.nat.tn/ دار الكتب الوطنية ـ تونس
http://www.cdlib.org/ مكتبة كاليفورنيا الرقمية
http://www.library.iitb.ac.in/ المكتبة المركزية الهندية ـ بومبي
http://www.nls.uk/digitallibrary/index.html المكتبة الرقمية الوطنية ـ اسكتلندا
http://www.persianbook.net/ الكتب الفارسية
http://www.ipl.org/ مكتبة الانترنت العامة
http://www.nlm.nih.gov/hmd/arabic/arabichome.html فهرس مخطوطات الطب الإسلامي
http://www.library.mun.ca/ مكتبة الذاكرة الجامعية
http://www.lib.uchicago.edu/e/su/mideast/#MEDOC مكتبة جامعة شكاغو
http://www.nlm.nih.gov/ المكتبة الوطنية الطبية الأمريكية
http://www.nypl.org/digital/ مكتبة نيويورك الرقمية العامة
http://library.tebyan.net/index2.htm مكتبة تبيان (عربي ـ فارسي)(1/1913)
http://mkutup.gov.tr/index-eng.html المكتبة الوطنية التركية
http://www.nla.gov.au/preserve/trainmat.html المكتبة الوطنية الاسترالية
http://www.mild-kw.net/ إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية
http://www.collectionscanada.ca/ المكتبة والإرشيف الكندي
---
فهد الوهبي
03-13-2007, 11:11 AM
جهد مبارك بارك الله فيك
---
مروان الظفيري
03-13-2007, 11:26 AM
جهد مشكور ، وعمل مبرور
وخدمة تطوق بها جيد العربية
ومن يعمل بها ، وبخدمتها
أثابك الله ، وجعلها في ميزان حسناتك
---
نورة
03-13-2007, 12:22 PM
جزاكم الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم
---
د.خضر
03-13-2007, 01:31 PM
لمثل هذا النفع فليعمل العاملون
---
أيمن صالح شعبان
03-13-2007, 02:00 PM
السلام عليكم إخواني الأفاضل الرجاء كل من لديه رابط لاسم مكتبة جديدة وضعها في الموضوع للاستقصاء
وأشكر لفضيلة الدكاترة فهد الوهبي ومروان الجاسمي وعبد الفتاح خضر وأختي نورة حفظهما الله جميعا
---
د. أنمار
03-13-2007, 02:31 PM
http://www.ambrosiana.it/ing/catalogo_antichi.asp
مكتبة أمبروسيانا
في ميلانو، إيطاليا
http://bnm.leidenuniv.nl/
جامعة ليدن، بهولندا
---
أضواء البيان
03-13-2007, 02:53 PM
جزاك الله خيرا، ويسر أمرك.
---
أيمن صالح شعبان
03-13-2007, 07:07 PM
السلام عليكم لا ننسى موقع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عنوانه:
https://www.qurancomplex.org/
أشكر تذييل حبيبنا في الله د أنمار حفظه الله ومداخلة أخونا أضواء البيان
---
أبو محمد نائل
03-13-2007, 11:07 PM
عطاء نافع وجهد مشكور .
---
د. أنمار
03-19-2007, 09:04 PM
هل يعرف أحد موقع المكتبة الجرمنية، في برلين
---
أيمن صالح شعبان
03-20-2007, 08:40 PM
السلام عليكم أما فهرس مسيل اللعاب فهو في هذا الرابط:
http://www.sahab.org/books/count.php?book=1012&action=download&goto=files/mktotat/sahab.net_M44.rar(1/1914)
وفي شبكة سحاب السلفية:
http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?s=&threadid=313724
يذكر أنها في مدينة ليبزج ، وتحتوي تلك المدينة على ثلاث مكتبات رئيسية وهي :
1 ) متحف الشعوب في ليبزج - مركز البحوث:
أنشئ سنة 1869، ويحتوي على 6 مخطوطات إسلامية باللغة العربية .
2 ) مكتبة جامعة ليبزج :
أنشئت سنة 1543، وتضم 898 مخطوطاً إسلامياً باللغة العربية، وحالتها جيدة ، ولها فهرس جيد رغم قدمه، وأن مجموعة مخطوطات هذه المكتبة من أفضل مجموعات المخطوطات في ألمانيا.
3 ) مكتبة مدينة ومقاطعة ليبزج:
أنشئت سنة 1677، ثم نقلت إلى مبنى خاص بها في عام 1755، وبها 376 مخطوطاً إسلامياً باللغات العربية والفارسية والتركية، وحالتها جيدة، ... وهي مجموعة غنية وبها نسخ قديمة، وليس لها إلا فهرس قديم
المصدر : المخطوطات الإسلامية في العالم (1 / 179- 181) باختصار وتصرف.
وعن المكتبة الجرمنية جهدت في التنقيب و لّمَّا بعد.
وإن شاء الله بعد السبت القادم أسئل لك خبيرا سيكون عنده الجواب اليقيني بإذن الله تعالى فقد تعامل الكثير مع الدكتور عبدالرحمن الأعظمي بداية من سنن الترمذي رواية ابن التاجر التي اكتشفها في روسيا نهاية بمفاجاءت آتية إن شاء الله تعالى
---
أيمن صالح شعبان
03-20-2007, 08:56 PM
إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية
تحت رعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية, يقوم الموقع بطرح وشرح اهم المخطوطات الإسلامية في العالم العربي مدعمة بالصور والشروحات. إن التراث العربي الإسلامي العظيم الذي تزخر به مكتبات العالم
يتطلب بذل الجهد الصادق في سبيل جمعه وإعداده وحفظه بطرق عصرية لتسهيل الانتفاع بهوتأكيدا للدور الفاعل الذي تقوم به المكتبات الإسلامية في نشر الثقافة الإسلامية كان لإدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية(1/1915)
أهميتها ودورها في ظل وضوح الأهداف التي أنشئت من أجلها. شروط وضوابط تحويل المخطوطات إلى أقراص ممغنطة- يرسل المستفيد قائمة بجميع المخطوطات الأصلية أو المصورة على جميع أوعية الحفظ ببيانات مفصلة عن المخطوط ( عنوان المخطوط ، أسم المؤلف ، سنة التأليف ، أسم الناسخ ، سنة النسخ ، عدد الأوراق )
نقلا عن :
http://sites.wslaat.com/%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b7%d8%a7%d 8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d 8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d 8%a9-d-8013.html
---
أبو حذيفة
03-25-2007, 12:59 AM
أثابك الله جهد مبارك نافع
---
أيمن صالح شعبان
03-25-2007, 06:48 AM
واثابك أخي الكريم
عن سؤال أخي الدكتور أنمار للأسف ليس عندي صديقي معلومات .
موقع مركز إحياء ميراث إسلامي به مخطوطات في القراءات
الرابط : http://mirath.net/
---
د. أنمار
03-25-2007, 06:04 PM
كنت قبل يومين في برلين لحضور مؤتمر طبي هناك، وقدر لي أن أزور مكتبتها
مكتبة الدولة حسب الترجمة الحرفية.
وفرع المكتبة قسم المخطوطات الإسلامية يقع ضمن مخطوطات الشرق، وبالرغم من وجود موقع لهم على الشبكة إلا أن معظم المخطوطات الإسلامية غير مفهرسة على الشبكة. وحين طلبت الفهرس أخرجوا لي فهرسهم الوحيد المطبوع قديما في حدود 1899 ويقع في 9 مجلدات ، وأظن له نسخ أو مصورات في المكتبات العامة لدينا. وعدد المخطوطات حسب الفهرس بالآلاف لعل الرقم المسلسل يصل إلى 10000 عشرة آلالاف فهل هو عدد المخطوطات ؟ لمزيد بحث.(1/1916)
وكان جل اهتمامي بمخطوطات القراءات لضيق الوقت، فأخرجوا لي عدة مخطوطات منها النسخة الناقصة من كتاب سوق العروس الذي عنه صورة الجامعة الإسلامية، وكذا كتاب الشواذ للصفراوي لكن الكتاب مبتور وألصقوا خطأ بعد الصفحة 20 كتاب آخر لا علاقة له بالقراءات وظهر لي أنه كتاب حديثي فيه بعض مفردات الصحاح الستة. وهناك عدة كتب طلبت بعضها منهم. ولا يوجد عندهم نسخ رقمية من المخطوطات. ويتعاملوا بالميكروفيلم وتكلفة الصورة الواحدة أو الوجه الواحد الذي يشمل صفحتين عادة 60% من اليورو أما الشرائط الملونة فهي غالية جدا وتكلفة الواحدة 7 يورو. ومن الخطأ جدا الاعتماد على الرقم المسلسل في الفهرس، بل للطلب لابد من الرقم بجواره المكون من رقم عددي وحرفي للرف الكتاب.
وطريقة الطلب أنهم يبعثوا لك المصورة ومعها الفاتورة وتبعث لهم النقود بعد ذلك !!!!
عموما موقع قسم مخطوطات الشرق في المكتبة
http://orient.staatsbibliothek-berlin.de/index_en.html
http://orient.staatsbibliothek-berlin.de/en/kontakt/
http://staatsbibliothek-berlin.de/kohd/framede.htm
والمسؤولة عن قسم المخطوطات هناك اسمها نيكول فيرتج
وممكن مراسلتها على الإيميل
nicole.fuertig@sbb.spk-berlin.de
أو على فاكس49302665955
أما رقم هاتف القسم فهو
49302662426
تحويلة
2878
ولحسن الحظ أنها تجيد الإنجليزية، على قلتهم هناك.
---
أيمن صالح شعبان
03-26-2007, 06:49 AM
أشكر لفضيلة الدكتور أنمار حفظه الله على هذه المعلومات القيمة :
معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان
موقعها:
http://www.ideo-cairo.org/sommaire.php3?lang=ar
قالوا في كلمة من نحن :(1/1917)
رغم أن القرن الثالث عشر الميلادى قد شهد مولد الرهبنة الدومنيكية فى الجنوب الفرنسى إلا أن الرهبنة ما لبثت أن وضعت لنفسها أقدامًا فى بلاد الشرق هناك فى استانبول وتونس وبغداد ولاحقًا فى الموصل. ويرجع أساتذة اللاهوت الدومنيكان فضل معرفتهم بأرسطو إلى الفلاسفة العرب. وقد كتب كلاً من القديس ألبير العظيم وتوماس الأكوينى تعليقات على أعمال ابن رشد وابن سينا.
وفى عام 1928 شهدت القاهرة تأسيس دير الدومنيكان على يد الأب أنطوان جوسان (1871-1962) وكان الهدف آنذاك أن يكون الدير امتدادًا لمدرسة القدس للكتاب المقدس ودراسة الآثار المصرية فى ضوء الدراسات الإنجيلية.
ولسوء الحظ وقفت الأحداث العالمية آنذاك عائقًا فى وجه المشروع حتى جاء عام 1936 وجاء معه ثلاثة رهبان دومنيكان قرروا تكريس حياتهم لدراسة الإسلام وبدت القاهرة من وجهة نظرهم مقرًا نموذجيًا فهنا جامعة الأزهر الشريف ناهيك عن المكانة المتميزة للثقافة المصرية وسط كل العرب. وكان أن التقت رغبة هؤلاء الثلاثة جورج قنواتى وجاك جومييه وسيرج دو بوركى مع دعوة الفاتيكان لأتباعه بأخذ الإسلام على محمل الجد بعيدًا عن أى أهداف تنصيرية وإنما من أجل فهم أفضل للإسلام وتقدير أبعاده الدينية والروحية. وما لبث هؤلاء الثلاثة أن بدؤوا عملهم عقب نهاية الحرب العالمية الثانية فى مطلع خمسينيات القرن المنصرم وتم تأسيس معهد الآباء الدومنيكان للدراسات الشرقية IDEO والذى صار اليوم معهدًا عالميًا متخصصًا فى الدراسات العربية والإسلامية.
وقالوا عن المكتبة
تحتوى مكتبتنا على أكثر من 95 ألف عمل فى مجال الدراسات الإسلامية والمسيحية ما بين أمهات كتب ودراسات وكتب وفصل. وهناك حوالى 1500 من النشرات الدورية بعضها توقف صدوره.
عنوان المعهد:
معهد الدومنيكان
شارع مصنع الطرابيش رقم 1
العباسية ص.ب. 18
القاهرة 11381
ت : 09 55 482 (2 20+)
فاكس : 82 06 682 (2 20+)(1/1918)
ت المكتبة : 69 43 483 (2 20+)
---
أيمن صالح شعبان
03-26-2007, 07:26 AM
بيت القراءن بالبحرين
الموقع: http://www.beitalquran.com/main.htm
---
أحمد بزوي الضاوي
03-26-2007, 11:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل : الأستاذ أيمن صالح شعبان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لنا أسباب التواصل معكم عبر هذا الموقع المبارك . مع تقديري لهذا العمل الهام الذي تقدمونه خدمة للباحثين ، و عشاق المعرفة .
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د.يسري خضر
03-28-2007, 09:25 AM
الاخ الكريم الاستاذ ايمن صالح شعبان شكر الله لك وبارك فيك
---
أيمن صالح شعبان
04-06-2007, 07:12 PM
السلام عليكم
العالمان الفاضلان حبيبنا أحمد بزوي الضاوي مفخرة المغرب والدكتور يسري خضر حفظهما الله لكما الشكر على المرور .
روابط هامة:
موقع تطوير كتابة المصحف موقع هام يجب مطالعته الرابط :
http://www.d4w.net/quran/index/index.htm
وفيه تحميل كتاب إلكتروني عن تطوير الرسم رابط تحميله مباشرة
http://www.d4w.net/Q.zip
صفحة الدكتور أحمد نجيب
http://saaid.net/Doat/Najeeb/index.htm
منتدى اليسير للمكتبات وتقنيات المعلومات - منتدى الوثائق والمخطوطات
موقع حري بالمطالعة
http://www.alyaseer.net/vb/forumdisplay.php?f=19
---
د. أنمار
04-06-2007, 09:23 PM
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/fra_daiber.php?ms=&txtno=2110
جامعة طوكيو،
وقد أنزلوا جميع مخطوطاتهم على شكل صور رقمية وعدادها حول الـ600 مخطوط ضمن 153 مجموع(1/1919)
ما عليك إلا النقر على الأرقام العربية في العمود الظاهر على اليسار للتعريف بالمخطوط ثم انقر على الكتابة اليابانية بجوارها وتبدأ بتصفح المخطوطة في نافذة أخرى، وهناك مقاسان صغير ووسط، اما الكبير فلا يعمل.
---
أيمن صالح شعبان
04-06-2007, 10:35 PM
حبيبنا د. أنمار جزاك الله خيرا على دُررك في هذا الموضوع
---
د. أنمار
04-07-2007, 02:40 PM
الشيخ أيمن
أنتم أصحاب الفضل، بارك الله فيكم.
وهذه بعض المخطوطات التي يمكن تصفحها في موقع الجامعة الأمريكية في لبنان.
http://almashriq.hiof.no/ddc/projects/jafet/manuscripts/
---
(1/1920)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > زيادات حقائق التفسير / لأبي عبدالرحمن السلمي
---
زيادات حقائق التفسير / لأبي عبدالرحمن السلمي
---
مساعد الطيار
03-07-2007, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت طبعة قديمة لكتاب ( زيادات حقائق التفسير ) ، لأبي عبد الرحمن السلمي ( ت : 412 ) ، ثم أعيد طبعها الطبعة الثانية عام 1997م .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f95ea37a0e0.jpg
وقد قام بتحقيقها ( جيرهارد بوورينغ ) أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة يائل ، وقد اعتمد نسخة فريدة محفوظة في خزانة كتب ( غازي خسرو بغوفا ) في سراييفوا بالبوسنا .
وقد جاء في أول هذا الكتاب :
( ولما فرغت من جمع كتاب حقائق التفسير ، رأيت حروفًا منها أحببت أن أضمها إليها ، فأفردت له كتابًا لئلا يفسد سماع من سمعه ، ولا نسخة من نسخه ، وسميته : ( زيادات حقائق التفسير ) ، واستخرت الله في ذلك ، واستوقفته فيه ، وفي جميع أحوالي ، وهو حسبي ونعم المعين ) .
وقد بيع في المعرض في دار المشرق .
---
عبدالرحمن الشهري
03-16-2007, 01:10 AM
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالملك على هذه الفائدة .
وكتاب الزيادات هذا يتضمن مجموعة كبيرة من المصادر الأصلية غير المعروفة ، التي لا وجود لها إلا في هذا الكتاب ، وهي مهمة للمؤرخين لبدايات التصوف ، والأثر الذي أحدثته فيما بعد في كتب التفسير .
وهذه الطبعة جيدة ، وهي تقع في مجلد واحد عدد صفحاته 260 صفحة تقريباً .
---
(1/1921)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مهم جدا جدا
---
مهم جدا جدا
---
العويدي
01-28-2007, 08:29 AM
هل سبق لأحدكم الاطلاع على موضوع في ( القراءات الشاذة المروية عن القراء السبعة ) ؟
أرجو إفادتي في هذا .
---
مروان الظفيري
01-28-2007, 10:02 AM
أخي الحبيب ، عليك بهذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=208
---
(1/1922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المساعد في عمل فهرس المصادر والمراجع
---
المساعد في عمل فهرس المصادر والمراجع
---
عبد الله
03-23-2004, 11:58 PM
هذا الملف يحتوي على أسماء الكتب الموجودة على 6 أقراص ليزرية من إنتاج شركة التراث ، وهي مفيدة للباحثين في عمل فهرس المصادر والمراجع .
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2004, 05:08 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبدالله على هذا الجهد الرائع . أرجو أن ينتفع به الباحثون كثيراً.
---
محمد التلباني
03-05-2006, 07:22 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم و لكن أين الملف
وهل من الممكن مسلعدتي في الحول علي برنامج لفهرسة مكتبتي الخاصة كنت حصلت برنامج المفهرس و لكن لم يف بالغرض و جزاكم الله خيرا
---
(1/1923)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء كاملا في ملف chm واحد
---
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء كاملا في ملف chm واحد
---
إمداد
09-16-2006, 12:43 AM
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء كاملا في ملف chm واحد
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الملف :
يحتوي على جميع المادة المكتوبة في موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. تجد فيه :
1- تفريغ مكتوب لفتاوى برنامج نور على الدرب
2- البحوث العلمية القيمة لأصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء - 7 مجلدات
3- فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز كاملة - 27 مجلدا
4- مجلة البحوث الإسلامية - 73 عددا كاملة
5- فتاوى اللجنة الدائمة كاملة - 26 مجلدا
كل هذه الخمسة بترقيم الأجزاء والصفحات موافق للمطبوع مع الحواشي كاملة وعزو الآيات وتخريج الأحاديث
أيضا هناك تعريفات هامة بالأعلام والأماكن مع عزو كل تعريف إلى مصدره . وقد رُتبت التعريفات في هذا الملف في قائمة أبجديا لسهولة الوصول إليها
- إمكانية البحث السريع المتقدم في النص الكامل للملف
تم نشر هذا الملف في شعبان 1427 = سبتمر 2006 م
تحميل الملف (95 ميجا تقريبا)
http://www.ahlalhdeeth.net/moltaga/ebooks/Eftaa.zip
مركز ملتقى أهل الحديث للكتاب الإلكتروني
http://www.ahlalhdeeth.net/moltaga/index.htm
---
نورة
09-16-2006, 06:48 AM
مجهود جبّار
أثابك الله
---
عبدالرحمن الشهري
09-16-2006, 06:57 PM
ما شاء الله تبارك الله .
شكر الله لكم أخي الكريم إمداد دلالتنا على هذا الجهد الرائع في ملتقى أهل الحديث ، وأسأل الله لكم المزيد من التوفيق والنجاح .
---
إمداد
09-18-2006, 05:45 AM
امين شكر الله سعيكم
وجزاكم الله خيرا
---(1/1924)
د.عبد الله الجيوسي
09-18-2006, 08:42 AM
بارك الله فيكم
جهد طيب
شكر الله لكم
---
(1/1925)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شخص يبحث عن تفسير الآية 83 ... من سورة يونس ... منذ عشر سنوات
---
شخص يبحث عن تفسير الآية 83 ... من سورة يونس ... منذ عشر سنوات
---
عماد الدين
08-26-2006, 01:55 PM
تعجبت من هذا الموضوع
قلت أنقله لكم
ويبدو أن السائل التبس عليه أمر في تفسير هذه الآية
http://www.deewan.net/vb/showthread.php?p=391#post391
---
أحمد القصير
08-27-2006, 01:58 PM
أخي الكريم الدكتور عماد
إذا كنت مشتركا في الموقع المذكور فليتك تسأله ماذا يريد بالضبط من الآية؟ وما الذي أشكل عليه؟
---
(1/1926)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسئلة
---
اسئلة
---
ام حفصة
12-20-2003, 09:09 PM
1) ماالسورة التي يطلق عليها سورة التوحيد ؟
2) في اي آية وردت تسمية القرآن ب( كلام الله ) ؟
3) ما السورتان اللتان كان يقرأ بهما عيسى عليه السلام إذا أراد أن يحي الموتى ؟
4) سورة في القرآن الكريم تزيد على مائة آية وليس بها ذكر الجنة و لانار ؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-20-2003, 09:41 PM
1 - سورة التوحيد هي سورة الإخلاص ، (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد).
2- في سورة التوبة ورد قوله تعالى :(وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون). وهي الآية رقم (6).
3- ؟
4 - ؟
---
المعتز بالإسلام
12-21-2003, 01:04 PM
4 - سورة يوسف .
---
الباحث7
12-23-2003, 09:59 AM
السؤال الثالث غريب وفيه نكارة ، فمعلوم أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام
فكبف يقرأ عيسى سوراً لم تنزل بعد ؟!!!
---
(1/1927)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب مساعدة عاجلة
---
طلب مساعدة عاجلة
---
جمال حسني الشرباتي
06-22-2005, 08:31 PM
السؤال حول الشاعر " شهاب الدين الخفاجي " الذي عاش في القرن 11 هجري
هل من الممكن أن نقول أن هذا الشاعر قد مر في فلسطين وعلى الأخص في القدس وذلك لقوله في كتابه "ريحانة الألبا"
((فرحلت إلى الوادي المقدس طوى---------حتى نزلت تربة عجنت بماء الوحي على رغم أنف النوى ومسحت بها المحيا وحييت أكرم محيا بين الصخرة والطور والبيت المتلألىء فيه سبحات النور
قطعنا في مسافته عقابا
وما بعد العقاب سوى النعيم
-----ثم قال---وانثنيت للشام شامة وجه البلدان.))
هل النص الذي نقلته لكم يعني أن الشاعر قد مر على بيت المقدس---أفيدونا رحمكم الله بالإشارة إلى الأدلة والمراجع
__________________
---
أبو حازم الكناني
07-02-2005, 09:34 PM
الأخ جمال حسني الشرباتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت المعلومة التالية في كتاب اكتفاء القنوع 1/351 – 352، تأليف: أدورد فنديك، دار النشر: دار صادر - بيروت - 1896م
وقد أحال في آخرها على كتاب آخر هو: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر. الجزء الأول صفحة331
وإليك نصه:
37 ريحانة الألباء وزهرة الحياة الدنيا
لشهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي المصري الشافعي المتوفي 1069 ه 1658 م طبعت في بولاق 1273 ه وفي القاهرة 1295 ه وأيضا 1306 ه وهي أشعار وتراجم ناظميها وهاك بيان أبوابها
الأول: في محاسن أهل المغرب وما والاها
الثاني: في محاسن العصريين من أهل المغرب وما والاها
الثالث: ذكر مكة ومن بحماها
الرابع: الدولة الحسينية ومن بها من بقية العلماء والشعراء
الخامس: نفحة من نفحات اليمن ومن بلغنا خبره في هذا الزمن ممن بقي بها من الفضلاء وكان قريب العهد
السادس: في مصر وأحوالها وسبب العودة لرسومها وأطلالها(1/1928)
وله أيضا كتاب نسيج الرياض في شرح شفا القاضي عياض اليحصبي ط في 4 ج في القسطنطينية 1267 ه وقد ذكر بين كتب الحديث يرجع نسبه إلى قبيلة خفاجه وسكن أبوه محمد في قطعة أرض بقرب سرياقوس شمالي القاهرة وأخذ شهاب الدين هذا علوم اللغة عن عمه أبي بكر الشنواني نسبة إلى شنوان وهي بلدة بالمنوفية ثم أخذ الفقه والحديث عن شيخ الإسلام محمد الرملي بالقاهرة وحضر علي نور الدين علي الزيادي وقرأ شفا القاضي عياض علي إبراهيم العلقي أنظر خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، جزء 1 صح 331
ويبدو لي أن الرجل كان طوّافاً في ولعله لطلب العلم والله أعلم.
أرجو أن أكون قد ساهمت معك ولو قليلاً
---
أبو حازم الكناني
07-02-2005, 09:44 PM
أخي جمال حسني الشرباتي
يسرني أيضاً تزويدك بالمعلومة التالية والتي تؤكد لك ما ذهبت إليه من ان الرجل رحالة تقريباً وذلك من كتاب: فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات 1/ 377 – 378. تأليف: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، دار النشر: دار العربي الاسلامي - بيروت/ لبنان - 1402هـ1982م، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. إحسان عباس
فقد جاءت فيه ترجمة للمشار إليه بالرقم 175: وأدناه نص الترجمة:
175 الخفاجي(1/1929)
هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي نسبة إلى خفاجة بالفتح والتخفيف حي من بني عامر وجدته مضبوطا بخط صاحب المنح البادية بكسر الخاء وهو خلاف المعروف المسموع المصري الحنفي قاضي القضاة المتوفي 12 رمضان عام 1069 وقد أناف على التسعين شارح الشفا في أربع مجلدات ضخمة طبع مرارا لا أفيد منهولا أوسع في شروح الشفا كلها المشارقة والمغاربة وله في السنة أيضا وعلومها التمامة في صفة العمامة يعني النبوية أشار له في شرحه المذكور ص 589 ج 1 وأهمل ذكره ابن الخال في الدعامة وللمترجم أيضا الريحانة استوعب فيها ذكر مشايخه ومن لقي من العلماء والمحدثين والشعراء وأخذ عن والده الشمس الخفاجي وخاله الشنواني والشمس الرملي وإبراهيم العلقمي وعلي بن غانم المقدسي الحنفي ومحمد الصالحي الشامي وداوود البصير الطبيب وسعد الملة والدين ابن حسن الرومي سائر ما يجوز لهم نروي ما له من طريق العياشي والثعالبي والعجيمي والرداني وغيرهم كلهم عنه قال عنه أبو سالم العياشي في الإتحاف شيخنا هذا ممن اتسعت رحلته في أقطار الأرض وبعد صيته وعمر وبلغ في التحقيق مبلغا يعجز من وراءه عن إدراكه وله ملكة قوية في سائر العلوم الشرعية والفلسفية اه وقال عنه الرداني في آخر صلته شهاب الحفاظ والنقاد وملحق الأحفاد والأجداد باختصار
---
(1/1930)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب "إعراب القرآن" ليس لقوام السنة الأصبهاني
---
كتاب "إعراب القرآن" ليس لقوام السنة الأصبهاني
---
أبو بيان
07-02-2005, 01:58 AM
((كتاب "إعراب القرآن" ليس لقوام السنة الأصبهاني))
هذا ما خطر في نفسي عند أول تصفحي للكتاب, وقد كانت سعادتي بالغة برؤيته؛ لمكانة موضوعه ومؤلفه رحمه الله, وعند معاينتي للسلعة في المكتبة لم أجد أيَّة عبارة منهجية راسخة في مقدمة المحققة الدكتورة/ فائزة بنت عمر المؤيد - وفقها الله- حول توثيق اسم الكتاب, واسم المؤلف, ونحو ذلك, ومع ذلك اقتنيته لأتحقق من كل ذلك أكثر.
فبدأت بالقوة القريبة, وهاتفت أحد المختصين في التفسير واللغة فلم أجد جواباً, وذكرت له طرفاً من ضعف التحقيق, وتواري الكتاب عن أيدي المختصين, مع أن لمؤلفه الكثير في التفسير؛ فقد ألف: الجامع الكبير في معالم التفسير (30 مجلداً) والمعتمد في التفسير (10 مجلدات), والإيضاح في التفسير (4 مجلدات), والموضح في التفسير (3 مجلدات), وغير ذلك, فوعد الشيخ بالنظر في أمره .., فانصرفت عنه.
ثم بعد زمن وجدت فسحة للتعرف عليه عن كثب, وأيقنت أن لا طريق لمعرفة ذلك إلا بالقراءة الفاحصة للكتاب, ومحاورة السطور, والتفتيش بينها عن: اسم, أو تاريخ, أو إسناد, أو كتاب, أو منهج عام, أو نحو ذلك مما يقرب إلى الغاية.
وبينما أنا أحزم نصيبي من الكتب والرسائل في هذه (الإجازة!), إذ بي أقف على بحث في عين هذا الموضوع, في مجلة الحكمة العدد16, بعنوان: نظرات في كتاب إعراب القرآن, للدكتور/ عبد الهادي حميتو, فقرأته, فلم أجد فيه إلا جهداً مشكوراً, ومنهجية علمية راسخة, وأدب جَمّ, ومعاناة في البحث والتنقيب, فجزاه الله كل خير على ما كتب, وقد خلص إلى ما تيقنه حول هذا الكتاب, مما ألخصه فيما يأتي:(1/1931)
أولاً: مؤلف الكتاب هو: أبو الحسن علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني المالكي (ت:479هـ), واستدل على ذلك بأمور, منها:
- ذكر المؤلف في الكتاب أربعة من مشايخه, وهم: أبو الحسن الحوفي(ت:430) صاحب: البرهان في تفسير القرآن, ومكي بن أبي طالب(ت:437), وأبو محمد عبد الله بن الوليد(ت:448), وأبو المؤلف, الذي يروي عنه, عن عم أبيه إبراهيم بن غالب, عن القاضي الأندلسي المشهور منذر بن سعيد البلوطي. وكما ترى فكلهم مغاربة, والحوفي حدث بمصر, وقوام السنة لم يدخل مصر قط فضلاً عن المغرب أو الأندلس.
- أن في إسناد المؤلف عن أبيه عن عم أبيه, والذي تكرر في الكتاب في ستة مواضع أوضح دليل على أن الكتاب ليس لقوام السنة, وقد مرت المحققة بهذه المواضع كلها فلم تفد منها شيئاً!.
- أن منهج المؤلف في آيات الصفات مناقض تماماً لمنهج قوام السنة في كتبه في السنة والصفات خصوصاً, فقد اختط التأويل سبيلاً في ما يمر عليه من الصفات كالإستواء, والرحمة, وغيرهما.
- أن مباحث المؤلف في الكتاب تدل على قدم راسخة في الصناعة النحوية واللغوية, بل هي الغالبة على موضوعات الكتاب, كما لا يظهر فيه كبير حذق أو معرفة بالصناعة الحديثية, وهذا يُباعد الكتاب عن قوام السنة ويقربه من ابن فضال. بل إن المؤلف يستدرك على سيبويه, ويغلط ابن قتيبة, ويرد على الفراء, ويخالف شيخه مكي بن أبي طالب بتمكن واقتدار.
- أن للكتاب نسخة واحدة فقط, منزوعة الصفحة الأولى والعنوان, وقد ذكر مفهرسوها في الفهرس الشامل لمؤسسة آل البيت بعد ذكرهم لاسم الكتاب: لقوام السنة "تخميناً". ولم تعره المحققة بالاً!.
- ثم عقد الباحث مقارنةً بين هذا الكتاب, وبين كتاب "شرح عيون الإعراب" لابن فضال نفسه, فوجد تشابهاً جلياً في المنهج والأسلوب ومباحث الكتابين.(1/1932)
ثانياً: اسم الكتاب هو: "النكت في القرآن", وإعراب القرآن فيه قليل قليل, وفيه من الموضوعات: اللغة والإعراب, واختلاف القراء, والتفسير, واختلاف المفسرين في التأويل, ومباحث في الأصول, وردود على بعض المتكلمين من المعتزلة وغيرهم.
فإذا انضاف إلى هذا النوع من التنوع في الموضوعات, عدم تناول المؤلف لجميع الآيات, وإنما هي أشبه بوقفات مع بعض الآيات, تأكد لدينا بعد الكتاب عن عنوان "إعراب القرآن", ودخوله تحت المصنفات في معاني القرآن, أو المتشابه والمشكل, أو النكت. وقد ذكر في مؤلفات ابن فضال كتابه: "النكت في القرآن", وليس له كتاب في إعراب القرآن, وجميع كتبه في اللغة والتفسير كبيرة الحجم, لا تتوافق مع حجم هذا الكتاب.
ثم ختم الباحث بذكر ملاحظات منهجية في أصول التحقيق والتعليق والعزو التي لم تستوفها المحققة.
فجزى الله الدكتور عبد الهادي خيراً على ما حقق, وجزى الله الدكتورة فائزة خيراً على ما أخرجت من هذا الكتاب.
ومن ثم ينبغي إعادة النظر للكتاب على هذا الأساس, ووضعه في موضعه اللازم له بين كتب التفسير وعلوم القرآن, وإضافة ما فيه من معالم التفسير المالكي لمن له اهتمام بذلك, واستخراج المباحث القرآنية واللغوية المحققة عند المؤلف رحمه الله رحمة واسعة.
---
عبدالرحمن الشهري
07-02-2005, 01:51 PM
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة .
---
الخطيب
07-02-2005, 06:34 PM
شكر الله لمن كان سببا في كشف الحقيقة فأنصف مظلوما وأعان مهضوما، وشكر الله لمن استقصى الحق وعمل – بعد الوصول إليه - على إذاعته ونشره
وكم نحن بحاجة إلى مراجعة الكثير من الكتب التي جعلوا بينها وبين أعلامٍ بعينها نسبا والواقع أنه ليس بينها وبينهم نسب ولا صهر ، ونعتب كثيرا – وحق لنا ذلك - على المحققين الذين يستمرئون التساهل ويأنفون ركوب الصعب فيسقطون في وحل النسبة الخاطئة في الكتب التي يقومون بتحقيقها.(1/1933)
وكم أنصفتْ – بتوفيق الله - محكمةُ العدل العلمية مؤلفين هضموا حقهم في نسبة مؤلفاتهم إليهم بسبب العجلة التي يأباها البحث العلمي من المحققين والباحثين أو لأي سبب من الأسباب .
ويا لسعادة من يوفقه الله عز وجل إلى إنصاف المظلوم المهضوم فيرد إليه حقه ، إننا مدينون لكل باحث يهون أمامه صعاب البحث والتنقيب ابتغاء قيمة العدل والإنصاف التي لا تعدلها قيمة.
وعندما قام الأديب الكبير الدكاترة زكي مبارك بتحقيق نسبة كتاب الأم إلى مؤلفه " البويطي " تلميذ الشافعي وهو الكتاب الشهير بنسبته للإمام الشافعي قال معبرا عن حالته وسعادته بما وصل إليه:
أحمد الله – جلت قدرته وتعالت أسماؤه – على أن هداني إلى تصحيح غلطة جوهرية تسير بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سير الحقيقة ، وليست من الحق في شيئ.
وملك الدنيا بأسرها لا يساوي عندي تصحيح هذه الغلطة التي درج عليها الناس منذ أجيال ، وهي نسبة كتاب الأم إلى الشافعي رحمه الله ، مع أن الشافعي لم يؤلف ذلك الكتاب ولم يعرفه على الإطلاق ، لأنه ألف بعد وفاته بسنين ا.هـ كلام زكي مبارك
*****************
وقد كان لبعض المؤلفين فلسفة في عدم نسبة مؤلفاتهم إليهم إما تورعا من نسبة فضل إلى أنفسهم وإما ثقة في أنها ستنسب إليهم لأن الفضائل لا تخفى ، يقول أبو حيان التوحيدي في الهوامل والشوامل:
مسألة ما السبب في ترفع الإنسان عن التنبيه على نفسه بنشر فضله وعرض حاله ، وإثبات اسمه وإشاعة نعته وليس بعذ هذا إلا إثبات الخمول . والخمول عدم ما وهو إلى النقص ما هو لأن الخامل مجهول والمجهول نقيض المعدوم . ، ولا تبارى في المعدوم ولا تمارى في الموجود . ؟
وكان منشأ هذه المسألة عن حال هذا وصفها : عرض بعض مشايخنا كتاباً له صنفه علينا فلم نجده ذكر على ظهره : تأليف فلان ولا تصنيفه ولا ذكر اسمه من وجه الملك .
فقلنا له : ما هذا الرأى ؟ فقال : هو شيء يعجبني لسر فيه .(1/1934)
ثم أخرج لنا كتباً قد كتبها في الحداثة فيها اسمه وقال : هذا أثر أيام النقص .
الجواب : قال أبو علي مسكويه - رحمه الله : إن الفضل ينبه على نفسه وليست حاجة إلى تنبيه الإنسان عليه من نفسه . وذاك أن الفضائل التي هي بالحقيقة فضائل تشرق إشراق الشمس ولا سبيل إلى إخفائها لو رام صاحبها ذلك .
وأما الشيء الذي يظن أنه فضيلة وليس كذلك فهو الذي يخفى ، فإذا تعاطى الإنسان مدح نفسه وإظهار فضيلته بالدعوى تصفحت العقول دعواه فبان عواره وظهر الموضع الذي يغلط فيه من نفسه ، فإن اتفق أن يكون صادقاً وكانت فيه تلك الفضيلة فإنما يدل بتكلف إظهارها على أنه غير واثق بآراء الناس وتصفحهم أو هو واثق ولكنه يتبجح عليهم ويفخر ، فأما الإنسان الكبير الهمة فإنه يستقل لنفسه ما يكون فيه من الفضائل لسموه إلى ما هو أكثر منه ولأن المرتبة التي تحصل للإنسان من الفضل وإن كانت عالية فهي نزر يسير بالإضافة إلى ما هو أكثر منه .
*******************
وكاتب هذه السطور قد وفقه الله منذ أيام في كشف خطأ آخر في رسالة علمية قمت بمناقشتها بجامعة الأزهر بعنوان " البابلي ومنهجه في التفسير " حيث نسب الباحث هذا التفسير إلى الشمس محمد بن علاء الدين البابلي المتوفى سنة ( 1077 هـ ) وهو خطأ ورثه الباحث عن دار الكتب المصرية ، التي نسبته إلى الشمس البابلي، وقد ظهر لي بيقين بعد الشك الذي غمرني في صحة نسبة الكتاب للبابلي أن هذا التفسير ليس له وإنما هو لشخص آخر غيره وقد كشفت عنه بفضل الله.
وقد علمت أن هذا التفسير قد سجلت عنه حوالي عشر رسائل ماجستير ودكتوراه ، ما بين تحيق لنصوصه ودراسة لمنهجه ، أو لغته ونحوه ، وجميعها تعتمد هذا الاسم الخاطئ ، والآن يتم تعديلها ، حيث لم تناقش منها سوى رسالة المنهج التي قمت بمناقشتها وكشفت من خلالها عن حقيقة النسبة.(1/1935)
أما كيف كشفت الخطأ وكيف عالجته فلذلك قصة أخرى سأكتبها في وقت لا حق إن شاء الله في موضوع مستقل ريثما أفرغ من مشغلة.
---
(1/1936)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تَدَرُّجُ المَعَانِي ـ ( مقالة )
---
تَدَرُّجُ المَعَانِي ـ ( مقالة )
---
أبو بيان
10-21-2005, 02:05 AM
تَدَرّج المعاني ـ صلاح الدين الزعبلاوي
من النقاد من يتعلق بظاهر النص المدرج في المعاجم، على اختصار وجمود، وعلى قصد وإجمال، وفي غير بسط أو إحاطة أو استيعاب. والكشف عن دلالات الكلم مرهون بتبين أصول اشتقاقها أو اجتلاء مدارجها في المجاز والنقل، وتعرّف مساريها في أداء أغراضها والتعبير عن قصودها، واستشفاف قرائنها في متباين مواقعها في الاستعمال والتركيب.
فمن الخطأ أن يظن ظان أن معاجم اللغة وما إليها من أسفار النحو وحواشيها، وكتب الصرف وشروحها، هي عدة اللغوي وحدها، وأن نقولها معوّل تحقيقه وغاية بحثه وحكمه دون سواها. والصحيح أن مراجع اللغوي، إلى ذلك، كتب التفسير والأدب ودواوين الشعر وصحف الرسائل والرقاع، ومصنفات القوم في التاريخ والأخبار والأسفار، بل مؤلفاتهم في مختلف العلوم والصناعات ووضائعهم في الحكم والأمثال.
وقد دأب الأئمة الأوائل في كثير مما دونوه وألّفوه على البحث عن أصل اللفظ، لما تواضعوا عليه من أنه لابد للكلم في كل مادة أن يشتق بعضها من بعض فترد إلى جنس من المعنى يعد أصلاً لما يشتق منها جميعاً. بل تابع بعضهم البحث في تدرج معناه وفي تقلبه وتنقله وتجدد دلالاته في مراحل حياته، ولكنهم لم يستوفوه فيتخذوه منهجاً وسنناً.(1/1937)
وقد عني علم اللغة الحديث بهذا منذ القرن الماضي وأسمى العلماء أصول البحث فيه: علم معاني الأسماء Science de Sémantique واللفظ مستعار من اليونانية Sêmantikos أي المعنى ولعل أول رسالة ألفّت في ذلك رسالة العالم اللغوي الفرنسي ( ميكال بريال: Michel Bréal عام 1897، وعنوانها Essai de Sémantique و (بريال) هذا من العلماء المحققين في علم اللغة التاريخي، وقد توفي 1915م(1).
يقول العالم الإنكليزي (سكيت ولتر وليم) المتوفى عام 1914: (يُنصح المؤلف بتحقق طبيعة استعمال اللفظ في أول نشأته. ويُعين في هذا التحقق ملاحظة النصوص المنقولة التي جرى اللفظ في أثنائها منذ نشأته الأولى)(2). ويقول الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح في مقاله الطريف (مدخل إلى علم اللسان الحديث)(3): (اللسان لا يحدد مضمونه المادي والصوري إلا على أساس المواقع التي تقع فيها وتتعاقب عليها عناصره، إما في درج الكلام فيما يخص الوحدات الدالة، وإما في مدارج الجهاز الصوتي فيما يخص العناصر غير الدالة(4)، وذلك مثل مدلولات الألفاظ فإنها لا تحدد إلا بسياقاتها، لا بما تذكره المعاجم من معانيها، لأن المعاجم تكتفي غالباً بذكر بعض المعاني بالاعتماد على بعض السياقات. وإنما يكون المعجم هو أساس في تحديدها إذا لم يرد اللفظ في أي نص إلا في الذي يذكره هو وحده) ويردف (فبتلك المواقع التي يشاهدها اللغوي في الكلام المسموع يستطيع أن يعرف، بالموضوعية المطلقة، أنواع الأداء وتشعبات المعاني الجزئية. ثم بالنظر في كيفية تقابلها بعضها ببعض وتعاقبها على الموضع الواحد، ودخول هذه على تلك، يستطيع أيضاً أن يكشف عن وضعها ونظامها..). فعلى الناقد إذاً ألا يتلمس معاني الكلم في نصوص معاجمنا وما يتصل بها وحسب، بل عليه أن يبتغيها في معالمها الأخرى، ويتطلبها من مآتيها المتعددة. ويؤديه هذا إلى البحث عن أوجه تصرف الكلم في متنوع النصوص المحكية، وصور دلالاتها في سائر الموضوعات(1/1938)
المطروحة، كما يقتاده إلى التماس وجوه التقلب التي تلحق بها وصور تجدد أغراضها ومراميها، وانحرافها عن أصولها وتشعبها عن جذورها وذلك بتبدل الموضوعات والبيئات وتغير الأفكار والأحكام واختلاف العصور والأزمان. والأصل في اللفظ أن تتباين شعاب معانيه فيكون له من تدرجه وتقلب دلالاته مجال بسيط ومذهب فسيح.
* * *
هذا والسبيل إلى تدرج المعاني هو المجاز والنقل. والذي نريده ها هنا بالمجاز معناه اللغوي الشامل الذي أخذ به المبرّد في كامله (2/301) وابن جنيّ في خصائصه (2/446) وابن رشيق في عمدته. وهو طريق القول ومأخذه على حد تعبير ابن رشيق، أي كل ما جزت به الأصل لمناسبة في التركيب والاستعمال فاحتاج في إعادته إليه، إلى تأويل بإظهار مواضع الحذف أو الزيادة أو التقديم أو التأخير أو غير ذلك. فهو لا يقتصر على استعارة أو مجاز كما فعل أصحاب البيان. فقد ذهب هؤلاء إلى أن المجاز هو انتقال اللفظ من المعنى الذي وضع له إلى المعنى الذي انتهى إليه بمناسبة أو علاقة تبنى على مجرد التشبيه كالاستعارة أو غير التشبيه كسببية أو مجاورة كما هو المجاز المرسل أو تشبيه تمثيل كما هو المجاز المركب. ولم يتعدوا به هذا الحد إلى ما يتناوله علم البيان وهو يشمل التشبيه والمجاز والكناية جميعاً، أو ينطوي عليه البديع من وجوه تحسين الكلام.
قال المبرّد: (من الآيات التي ربما يغلط في مجازها النحويون قوله تعالى: فمن شهد منكم الشهر فليصمه، والشهر لا يغيب عنه أحد، ومجاز الآية: فمن كان منكم شاهد بلده في الشهر فليصمه. والتقدير فمن كان شاهداً في شهر رمضان فليصمه. ونصب الشهر للظرف لا نصب المفعول). كما حكا الثعالبي في فقه اللغة(546). وأوضح المبرد كلامه فقال (أي أن نصب الشهر نصب الظروف لا نصب المفعول به).
وقال ابن جني: (أبواب الحذف والزيادات والتقديم والتأخير والحمل على المعنى والتحريف كلها من المجاز).(1/1939)
ومهما يكن من أمر فإنه إذا أريد باللفظ ما وضع له أصلاً، في التقدير، فإنه الحقيقة، وإذا جازوا به موضعه الأول هذا في اللغة فأوقعوه موقعاً آخر بسبب يصل ما انتقل منه بما انتقل إليه، فإنه المجاز. فلابد أن يكون ثمة سبب يصل المجاز بالحقيقة. وقد جاء في المزهر (1/211): (المجاز كل كلام تجوز به عن موضوعه الأصلي إلى غير موضوعه الأصلي لنوع مقارنة بينهما في الذات أو المعنى). وقال الشريف الجرجاني في تعريفاته: (المجاز ما تعدى محله الموضوع له إلى غيره بمناسبة بينهما، أما من حيث الصورة أو من حيث المعنى اللازم المشهور، أو من حيث القرب أو المجاورة). ومن ثم كان لابد لكل مجاز من حقيقة. قال صاحب الكليات(50): (الأصل أن يكون لكل مجاز حقيقة).
هذا وليس يبعد أن يعتد المجاز بكثرة استعماله أصلاً فيتفرع عليه مجاز آخر، لكنه لا يخرج عن كونه مجازاً. ولابد هنا من وضوح العلاقة بينه وبين الأصل الأول على كل حال. قال الزمخشري في الأساس: (ومن مجاز المجاز تداعت إبل بني فلان هُزلت أو هلكت)، وأصله الأول (تداعى القوم لمهم) إذا دعا بعضهم بعضاً فاجتمعوا لأمر مهم. وقد بُني على هذا قولهم (تداعت الحيطان للخراب) كأن بعضها دعا بعضاً للسقوط والانهيار. ثم تفرع على هذا قولهم (تداعت عليه الحيطان) إذا تهدمت و (تداعى البنيان) إذا تصدع، وتداعت الإبل إذا هزلت أو هلكت. فليس ينكر، على هذا، أن يتفرع مجاز على مجاز، بتعاقب الحقب والأجيال، وأن يختلف القول بالأصلية والفرعية بتباين وجهات النظر والاعتبار.
* * *(1/1940)
هذا ويكون تدرج المعنى بالنقل، وذلك بأن يغلب على لفظ معناه المجازي حتى يشتهر به ويُعرف بلا قرينة. وهو ما أسماه أصحاب البيان المجاز الراجح، فيدعى كسب اللفظ معناه الجديد هذا نقلاً. ومن ذلك غلبة الألفاظ الإسلامية كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها، على ما قُصد بها شرعاً، ومنه شهرة ألفاظ بمعانيها المستحدثة في موضوعات وعلوم وصناعات شتى، كمصطلحات النحو والصرف والوضع والمعاني والبديع والبيان والعروض والحكمة والعقائد والأصول، ومصطلح الحديث والتفسير، وسواها من مواضعات الطبيعة والفلك والعلوم الرياضية.. قال الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي في كتابه (توجيه النظر إلى أصول الأثر): (الاصطلاح اتفاق القوم على استعمال لفظ في معنى غير المعنى الذي وضع له في أصل اللغة. وذلك كلفظ الواجب فإنه في أصل اللغة بمعنى الثابت واللازم. وقد اصطلح الفقهاء على وضعه لما يثاب على فعله ويعاقب على تركه..)، ثم قال: (واللفظ إذا استعمل في المعنى الذي وضعه له المصطلحون يكون حقيقة بالنسبة إليهم ومجازاً بالنسبة إلى غيرهم. قال في المفتاح: الحقيقة هي الكلمة المستعملة في معناها بالتحقيق. والحقيقة تنقسم عند العلماء إلى لغوية وشرعية وعرفية... فقلت لغوية إن كان صاحب وضعها واضع اللغة، وقلت شرعية إن كان صاحب وضعها الشارع، ومتى لم يتعين قلت عرفية. وهذا المأخذ يعرفك أن انقسام الحقيقة إلى أكثر مما هي منقسمة إليه، غير ممتنع في نفس الأمر).(1/1941)
ويدخل في النقل ما وضع لمعنى خاص فاستعمل عاماً. وقد مثل صاحب المزهر لهذا بـ (النجعة) فأصلها طلب الغيث، ثم صار كل طلب انتجاعاً. و(المنيحة) وأصلها الناقة أو الشاة تعطى الرجل ليشرب لبنها ثم أصبحت كل عطية منيحة. ونقل المزهر (1/253) قول ابن فارس في فقه اللغة )كان الأصمعي يقول أصل الورد إتيان الماء، ثم صار إتيان كل شيء ورداً). ونظيره (الصَدر) فإن أصله الانصراف عن الماء ثم أصبح كل انصراف صدراً. قال صاحب المفردات (يومئذ يصدر الناس أشتاتاً –الآية- والصدر في الحقيقة صدر عن الماء). وقال الجوهري في الصحاح (وطريق صادر أي صدر بأهله عن الماء) ثم قال (والصَدر بالتحريك الاسم من قولك صادرت عن الماء وعن البلاد)، وأردف (وفي المثل تركته على مثل ليلة الصدر، يعني حين يصدر الناس من حجهم). فأورده خاصاً ثم عممه.
و (المجلة) وضعت لمعنى خاص فقيل إنها الصحيفة التي تكون فيها الحِكم، كما قال الجرجاني في تعريفاته، لكنها استعملت لكل كتاب. ففي الصحاح (والمجلة الصحيفة فيها الحكمة. قال أبو عبيد: كل كتاب عند العرب مجلة).
ومما اجتهد فيه أحمد فارس الشدياق في كتابه سر الليال في القلب والإبدال (551) قوله: (ألا ترى لفظة الدار مثلاً في الأصل من دار يدور، فحقيقة معناها الأصلي ربع مستدير، ثم أطلق على كلّ شكل من البناء)، وقوله (بل الأمر نفسه من هذا القبيل لأنه في الأصل ما يؤمر به ثم عمم، وكذلك الشيء فإنه في الأصل مصدر شاء).(1/1942)
ومن النقل أن يوضع اللفظ لمعنى عام ثم يخصص. وقد عرّفوا التخصيص فقالوا أنه قصر العام على بعض ما يتناوله، كلفظ (الدابة). قال الجواهري في الصحاح (دبّ على الأرض يدبّ دبيباً، وكل ماشٍ على الأرض دابة...) فجاء بمعنى الدابة عاماً، ثم قال (والدابة التي تُركت) فخصص. وقال صاحب المصباح: (وكل حيوان في الأرض دابة... وهو قوله تعالى: والله خلق كلّ دابة من ماء. قالوا أي خلق الله كل حيوان مميزاً كان أو غير مميز) ثم قال: (وأما تخصيص الفرس والبغل، عند الإطلاق، فعرف طارئ).
ومما نقل من العام إلى الخاص الصفات الغالبة، وهي التي أفردت عن موصوفها فخصّت بدلالة وغلبت عليها الاسمية. فـ (نكباء) في قولك (ريح نكباء) صفة لها عموم الدلالة لأنها جارية على الفعل فهي تصف (ريحاً) بأنها تتنكب. وهي لا تختص في الأصل بالريح. أما (النكباء) في قول المرزوقي في شرح الحماسة (806): (والنكباء ريح تنكبت عن الرياح الأربع) فإنها صفة غالبة أُفردت عن موصوفها وخُصت بنوع من الرياح، فأنزلت لذلك منزلة الأسماء وجمعت جمعها على (نكباوات). قال المرزوقي (وإذا كثرت النكباوات واشتد هبوبها شمل القحط).
و(الخضراء) في الأصل صفة للبقلة، لكنها استغنت عن موصوفها فخصصت دلالتها فقيل (ليس في الخضراوات صدقة) أي في البقول، فأنزلت منزلة أسماء الجنس. فالخضراء الصفة الغالبة تدل على البقلة دون النظر إلى اللون، وتجمع على الخضراوات لا على الخُضْر.
و(الدكّاء) صفة (للأرض) إذا انبسطت، ولكنها قُطعت عن موصوفها وخُصصت فعُدَّت اسماً للرابية، وجمعت جمع الأسماء على (دكاوات).(1/1943)
و(الدنيا) في الأصل صفة (للحياة) أو (للدار). ثم أفردت عن موصوفها فقيل (الدنيا)، كما قيل (الأولى)، وهما بمقابل (الآخرة). قال تعالى (فعند الله ثواب الدنيا والآخرة –النساء/ 133)، وقال (وللآخرة خير لك من الأولى- الضحى/4) وقال (ولدار الآخرة خير للذين اتقوا.. يوسف /109). فالدنيا اشتقاقها من (الأدنى) وهو الأقرب. قال الشيخ أبو حاتم الرازي في كتابه الطريف (الزينة في الكلمات الإسلامية العربية 2/143): (أي أن هذه الحياة الآخرة هي الحياة الأخرى، وكل شيء له طرفان فالأدنى منهما إليك الدنيا والأبعد هو الآخرة). وقال صاحب المفردات (ويعبر بالدار الآخرة عن النشأة الثانية كما يعبر بالدار الدنيا عن نشأة الأولى)، وقال (وقد توصف الدار بالآخرة تارة، ويضاف إليها تارة أخرى..). وقال الفراء في هذه الإضافة (هذا كثير في كلامهم أن يضيفوا الشيء إلى نعته إذا اختلف فيه اللفظان كقوله: ولدار الآخرة، وكقوله حق اليقين).
وذكر (الرائد) فيما كان عاماً فخصص. قال ابن الأثير في النهاية (وفي حديث علي –رضي الله عنه- في صفة الصحابة، رضي الله عنهم: يدخلون رواداً ويخرجون أدلة، أي يدخلون عليه طالبين العلم وملتمسين ما عنده، ويخرجون أدلة للناس). ثم قال: (وأصل الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث). وقد اعتمد هذا الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتاب علم اللغة (229) فقال: (والرائد في الأصل طالب الكلأ ثم صار طالب كل حاجة رائداً). وجرى على ذلك الأستاذ محمد المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، في كتابه (فقه اللغة).(1/1944)
أقول إن هذا وإن صح، لا يمنع أن يكون لكل من (رائد الكلأ) و (رائد القوم) دلالة خاصة كما هو شأن الصفة الغالبة. ويتبين ذلك إذا رُدّوا إلى معنى الفعل في الأصل فـ (راد) على ما جاء في مفردات الراعب (تردد بطلب الشيء برفق). فالرائد الصفة إذاً المتردد لطلب الشيء برفق، أما الرائد الصفة الغالبة التي أفردت عن موصوفها فإن بها خصوصاً. فليس (رائد الكلأ) أو (رائد القوم) الطالب للشيء يبتغيه وحسب. وما أظن قول الدكتور عبد الواحد (ثم صار طالب كل حاجة رائداً) هو الوجه، وإلا كان كل من احتاج فابتغى حاجته رائداً. بل ما إخال قول الأستاذ المبارك (ثم عمم لكل من يتقدم القوم بطلب شيء) قد أحاط بالدلالة المقصودة واستوفى ملامحها. ذلك أن الرائد هو متقدم قومه الصادق في حديث علي (يدخلون روّاداً ويخرجون أدلة) وحديث عبد القيس (لكنا قوم رادة أي نرود الخير والدين لأهلنا). وقد تفرع على هذا ما جاء في الحديث
(الحمى رائد الموت). قال ابن الأثير (أي رسوله الذي يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه) أقول بل هي رسوله الصادق الجاد في طلبه.
ومما يدخل في الصفات الغالبة: السائبة للناقة إذا تركت راغدة لا تُهاج ولا تمنع من ماء أو مرعى، والراحلة للإبل إذا صلحت للرحيل، والسارية لكل ما دب بليل من الهوام، وللسحابة تمطر ليلاً، والسابغة للدرع الواسعة، والصاعقة للنار تسقط من السماء، والجارية للسفينة والأمَة. قال صاحب المصباح (والجارية السفينة سميت بذلك لجريها في البحر، ومنه قيل للأمَة جارية على التشبيه لجريها مستسخرة في أشغال مواليها). ولفظ (الدابة) الذي أتوا به مثالاً متعارفاً لانتقال العام إلى الخاص، ليس إلا صفة غالبة، وكذلك (الماشية) على أنها من مشت المرأة إذا كثر أولادها. ففي الأساس: (وناقة ماشية: ولاّدة، ومنه الماشية والمواشي على التفاؤل).
* * *(1/1945)
هذا ولابد أن نأتي بأمثلة نكشف بها عن وجه اشتقاق الكلم بعضه من بعض، وسبل تجدد معانيها وتدرّج دلالاتها وتحولها بالنقل من حال إلى حال. وقد يسلُس الأمر ويستيسر فيبدو داني القطوف قريب النجعة، وقد يصعب وينبو فيبدو شديد المطلب وعث المبتغى فيلجئك أن تتلطف له وتتأتى، وتسلك إليه كل سبيل.
قالوا (لا أبالي) ومعناه لا أهتم، فما هو أصل اشتقاقه؟
قال جماعة المبالاة من البلاء بالفتح. والبلاء في الأصل الاختبار. قال المرزوقي في شرح الحماسة(71): (فلان لا يبالي العواقب، يقال ما باليته بالة وبالية ومبالاة وبلاء وما باليت به، وكأنه أخذ من البلاء). ونحو من ذلك في اللسان والتاج. ففي الأول والبلاء الاختبار، وفي الثاني أصل الابتلاء الاختبار.
وليس بعيداً عن هذا قولهم (المبالاة) من (البِلاء) وهو الهم كما حكاه صاحب المصباح عن أبي زيد، وأوردوا البلاء مصدراً لبالَى كما جاء في اللسان والتاج.
وعلل المرزوقي كيف انتهى (بالى) من معنى البلاء وهو الاختبار إلى المفاخرة فكان الامتناع من مفاخرة القِرن استهانة به واستخفافاً، فقال (وقوله لا يبالي العواقب.. كأنه أخذ من البلاء واستعمل في المفاخرة وتعداد الخصال الحسنة عند المنافرة، ثم كثر استعماله حتى صار يقال في الاستهانة بالشيء).
واستشهد بقول الشاعر (مالي أراك قائماً تبالي) أي تفاخر. وقال في موضع آخر: (وقوله تبالي تفاعل من البلاء فإذا قال لا أباليه كأنه أراد لا أحتفل به فأُعادّه بلائي وبلاءه وأفاخره، هذا أصله). أي أن تبادل الاختبار يقود إلى المفاخرة والمنافرة، فإذا أبيت أن تفاخر خصماً أو تنافره أو تكاثره فقد استخففت به.(1/1946)
وأحسب دون ما ذكرناه قول آخرين أن المبالاة من البال وهو الروع والخاطر، انتقل فيه حرف العلة بالقلب فكان وسطاً فأصبح طرفاً، كما قال ابن فارس في مجمله والمزمخشري في أساسه، وقول جماعة أن أصله المبادرة إلى الاستقاء فمعنى لا أبالي لا أبادر إهمالاً له، كما ارتآه ابن فارس في مجمله، وقد انتهى إلى رده إلى (البال) في مقاييسه، وذكره الفيومي في مصباحه.
ولعله قولهم (لا أباليه) متعدياً، إنما يدل على أصله في التعدية لأنه مفاعلة من البلاء، وهو الاختبار، وقولهم (لا أبالي به) محمول على ما انتهى إليه من معنى، وهو لا أحتفل به ولا أعتد.
* * *
وتقول في معنى ما أباليه وما أبالي به، ما أكترث له. وقد جاء في اللغة كرَثه وأكرثه وكرّثه فاكترث. فما معناه الأول؟ أقول دلّ على ذلك الزمخشري فقال في الأساس: (كرّثه الأمر إذا حركه، وأراك لا تكترث لذلك ولا تنوص: لا تتحرك له ولا تعبأ به، وكرّثته الكوارث أقلقته). فالكرث والإكراث والتكريث هو التحريك في الأصل. وكذلك الإقلاق والإزعاج فحقيقتهما التحريك. فإذا كرثك الشيء فقد جعلك تضطرب حقيقة أو مجازاً، ومن ثم قيل كرثه: ساءه، كما حكاه اللسان.
وتأسيساً على ذلك كان اكتراث في الأصل كتحرك واضطرب، وكاستاء واغتم واهتم في المجاز. وعندي أن قولك (ما اكترث له) متعدياً باللام بني على أصل معناه، أي لا أتحرك له ولا أقلق من أجله. ولكن هل يقال (ما اكترث به) متعدياً بالباء؟ أقول قد جاء ذلك نصاً، وأرى أنه محمول على قولك لا أغتم به ولا أهتم ولا أُعنى، وهو ما انتهى إليه معناه.(1/1947)
على أن من المعاجم ما خطّأ قول القائل (ما اكترث به) كالتاج، فقد جعل صوابه (ما أكترث له) ونسب الخطأ في الأصل إلى الصحاح. وأخذ بهذا الأستاذ محمد العدناني في معجم الأخطاء الشائعة. أقول لم يخطئ الجوهري حين قال (ما اكترث به)، فقد قال الراغب في مفرداته وقد عايش صاحب الصحاح. قال الراغب الأصبهاني (البال الحال التي يكترث بها، ولذلك يقال ما باليت بكذا بالة، أي ما اكترثت به). وقد قاله صاحب النهاية في موضعين وحكاه عنه ابن منظور في غير مجال.
* * *
وقيل في نحو ما أكترث له (ما آبه له). ففي المعاجم (أبهِ) بالكسر كفرح، و (أبَه) بالفتح كمنع، وقد عدوا الأول باللام والباء فقالوا ما أبهت له وما أبهت به، وعدوا الثاني باللام دون الباء فقالوا ما أبهت له، كما حكاه ابن القوطية والجوهري وصاحب النهاية واللسان. فما أصل معناه؟
يعتد ابن القوطية (أبه) مما جاء على فعَل وفَعِل بمعنى واحد. ويجعل معناه (تنبّه). فإذا استقر هذا فأبِه له بالكسر والفتح تنبه له. وكذلك ما جاء في الصحاح. ولما كان ما يتنبه له في الغالب هو الجليل، فالذي لا ينتبه له ولا يؤبه هو التافه الحقير. ومن ثم قيل فلان لا يؤبه له أي لا يلتفت إليه لحقارته. وعلى ذلك ما جاء في النهاية. وقد عُدّي الفعل بالباء لما انتهى إليه معناه، في السلب، من الاستهانة.(1/1948)
ولكن لِمَ خصت التعدية بالباء هذه بأبه المكسور العين في الماضي دون المفتوح؟ أقول قد يكون ذلك لأن الغالب في اللازم أن يكون كـ (أبِه يأبَه) مثل نَبِه ينبَه الذي هو معناه، من باب فرح يفرح، فهو الأصل. وقد اتَسعوا بتعديته بالباء كما اقتضاه الاستعمال لما آل إليه معناه من الاستهانة. أما (آبَه يأبَه) من باب منع يمنع فلم يتجاوزوا به تعديته الأولى باللام، فليس هو الأصل، لأنه لا يكثر في اللزوم. ولا يُقطع في هذا بيقين على كل حال. على أني رأيت الشدياق في (سر الليال) يسوي بين البابين في التعدية فيقول (وأبه له وبه كمنع وفرح أبْها وتحرك، فطن أو نسيه ثم فطن له) فهل وقف فيه على نص؟
* * *
ويستعمل (التنزه) لترويح النفس بالخروج إلى المكان النزه. أما أصل معناه فكما قال صاحب النهاية (نزه نزاهة وتنزه تنزهاً إذا بَعُد). وقد منعه ابن السكيت على ما حكاه المصباح وجعله فيما تضعه العامة في غير موضعه. وصححه ابن قتيبة فقال: (ذهب بعض أهل العلم في قول الناس خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه غلط، وهو عندي ليس بغلط. لأن البساتين في كل بلد إنما تكون خارج البلد. فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت، ثم كثر هذا حتى استعملت النزهة في الخضر والجنان). وأكد الزمخشري هذا فقال في الأساس (خرجوا يتنزهون يطلبون الأماكن النزهة، وهي النزهة والنزه مثل غرفة وغرف). كما أيده علي بن حمزة البصري اللغوي في التنبيهات (298) رداً على ابن السكيت فقال: (فلما كانت الروضة إذا بعدت عن الناس كان أحسن.. وجب على المتنزه أن يقصدها ويعتمدها بنزهة. وهو لا يصل إليها حتى يبعد كل البعد عن الناس والمياه فقالوا لمن قصد ذلك تنزه فوافق قولهم الحق ووضعوه في موضعه ثم نقلوه إلى من أراد مثل ذلك فيما هو على المياه وبقربها..).
* * *(1/1949)
ويقال (رُشّح فلان للرئاسة) إذا أُهّل لها. قال الجوهري في الصحاح (والترشيح أن ترشّح الأم ولدها باللبن القليل تجعله في فيه شيئاً بعد شيء إلى أن يقوى على المص. وتقول فلان يرشّح للوزارة أي يربى ويؤهل لها). وقال المرزوقي في شرح الحماسة (1/73): (والترشيح أصله التنبيت والتربية.
ومنه قيل رشحت المرأة ولدها إذا درّجته في اللبن. ثم قيل رشح فلان لكذا توسعاً). ولا يخفى أن تنبيت الشجر غرسه، ومنه تنبيت الصبي تربيته. ونحو من ذلك في الأساس للمزمخشري.
* * *
وقال صاحب المصباح في (تعالى): (وتعالى تعالياً من الارتفاع أيضاً. وتعالَ فعل أمر من ذلك. وأصله أن الرجل العالي كان ينادي السافل فيقول: تعالَ، ثم كثر في كلامهم حتى استعمل بمعنى هلمَّ مطلقاً، سواء كان موضع المدعو أعلى أو أسفل أو مساوياً، فهو في الأصل لمعنى خاص ثم استعمل في معنى عام). وفي كتاب الفروق لإسماعيل حقي نحو من ذلك. وكذلك في شرح الحماسة للمرزوقي(56).
* * *
وهكذا (عثر) فأصل معنى العثور أن تزلّ القدم بشيء كحفرة فيسقط صاحبها، ومثله (تعثر). ومن ثم كان (العاثور) هو الحفرة، ففي اللسان (.. ومن هذا يقال فلان وقع في عاثور شرٍّ إذا وقع في ورطة لم يحتسبها ولا شعر بها، وأصله الرجل يمشي في ظلمة الليل فيتعثر بعاثور المسيل أو في خدخد سيل المطر..). وعلى هذا فأنت تقول عثر فلان بعاثور أي بحفرة، على الأصل، كما تقول عثر بعاثور شر أي مكيدة أو ورطة على المجاز.
وقد تدرج معنى العثور من الكبو والسقوط إلى الخطأ في العمل والنطق، تقول عثر فلان أو عثر لسانه إذا تعثر. قال الزمخشري (ومن المجاز عثر في كلامه وتعثر).
وقد آل به التوسع فقيل عثر الحظ إذا خاب صاحبه، وعثر جده إذا تعس، وأعثره الله أتعسه، وفي الأساس (وعثر الزمان به وجدّ عثور وأعثر به عند السلطان إذا قدح فيه وطلب توريطه وأن يقع في عاثور).(1/1950)
بل قيل (عثر عليه) إذا اطلع. قال صاحب المقاييس (وقال بعض أهل العلم إنما قيل عثر من الاطلاع وذلك لأن كل عاثر لابد أن ينظر إلى موضع عثرته).
وعندي أن الفعل قد عُدّي بعلى بطريق التضمين. فكأن قولك عثرت عليه، على تقدير عثرت به فاطلعت عليه. ثم شاع أمره. وفي العربية مالا يحصى من الأفعال تجاوزوا بها الأصل إلى المجاز فعدّوها بحرف غير حرفها، ثم شاع استعمالها بهذا الحرف وكأنه الأصل. وقد عقدت لذلك فصلاً في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق (المجلد 55، الجزء الأول، عام 1980). فأنت تقول مثلاً (أنس به). قال ابن القوطية (وأهلت بالشيء وأنست به) ونحو من ذلك في الصحاح وغيره من المظان. لكنهم عدوا الفعل بـ (إلى) فقالوا (أنست إليه) كما قالوا (استأنست إليه)، ذكره الزمخشري في أساسه. وكان من حقه أن يفرد فيسلكه في المجاز كما فعل في (سكن إليه واطمأن إليه وركن إليه وانبسط إليه) لكنه لم يفعل، إذ قال: (وأنست به واستأنست به وأنست غليه واستأنست إليه). ولعل عذره هو اشتهار تعديته بـ (إلى). وقل مثل ذلك في (استأنس له وتأنس) فلم يلحقه بالمجاز واكتفى بأن قال (واستأنس له وتأنس: تسمّع) وقد يكون تسمَّح به أيضاً وكثيراً ما قرن المجاز بالحقيقة متى اشتهر وشاع. وعندي أن (أنس إليه) على تضمين الفعل معنى (مال) أو نحوه.
* * *(1/1951)
وانظر إلى تدرج معنى (تفقد)، فقد جاء في معجم الأخطاء الشائعة للأستاذ محمد العدناني أن قول القائل (تفقد مزرعته) خطأ..، صوابه (زارها ودرس أحوالها) لأن تفقد معناه (طلب الشيء عند الغيبة). ثم استدرك فأدرك ما أتى به المعجم الوسيط (تفقد أحوال القوم ودقق النظر فيها ليعرفها حق المعرفة)، وقال (وأنا أؤيده على أن يفوز بموافقة المجمع)! أقول إذا كان أصل (التفقد) تطلب الشيء عند الفقد، فقد تجاوز الفعل هذا المعنى إلى تتبع الشيء وتعرّف أحواله، ثم تعدى هذا إلى متابعة النظر في كل ما يستقيم به حال الشيء أو الشخص الذي تتفقده. فقد جاء في مفردات الراغب (التفقد التعهد، ولكن حقيقة التفقد تعرّف فقدان الشيء)، وهذا يعني أن أصل التفقد تعرّف الفقدان لكنه آل بالمجاز إلى التعهد أو إلى ما انتهى إليه التعهد. ففي المصباح (وتعهدت الشيء ترددت إليه وأصلحته، وحقيقته تجديد العهد به، وتعهدته حفظته).
وقد جاء في نهج البلاغة (ثم تفقد من أمورهم ما يتفقد الوالدان من ولدهما -3/102) و (تفقد أمر الخراج بما يصلح أهله –3/106)، وقول ابن قتيبة في أدب الكاتب (فإن رأيت الكتاب قد تركوا تفقد هذا من أنفسهم..)، وقول أبي حيان في البحر (10/64): في قوله تفقد الطير –أي قوله تعالى: وتفقَّد الطير –النمل/ 20- دلالة على تفقد الإمام أحوال رعيته والمحافظة عليهم).
وهكذا صح (التفقد) في التعبير عن الرعاية والتربية والعناية والبر. قال المرزوقي (لم أزل أجري في تربيته وتفقده) إلى أن استكمل شبابه /757) وقال (لحسن توفره وجميل تفقده لأصحابه /923)، وقال (واستصلاح الرعية وتفقد مصالحهم /1091).(1/1952)
بل نحوا بالتفقد فعنوا به الإنعام والإفضال وكأنهم ضمنوه هذا المعنى. قال المرزوقي (بل قد وصّى بها وبأمثالها فيُتفقدون بأوفر الأنصباء عند قسمة الجذور/1050). وقال أبو حيان التوحيدي في (أخلاق الوزيرين/ 336): (فإن كان قد كتب بخطه: يُتفقد فلان بكذا أو يسأل عن فلاه لينظر في مصلحته).
فأين هذا كله من قول العدناني (التفقد طلب الشيء عند الغيبة) ولزومه هذا المعنى، وتعلقه بظاهر النص المدرج في المعاجم على قصد وإجمال، بل سكونه إليه لا يبرحه ولا يتحول عنه. وقد استبان بهذا أن قول الكتاب (تفقد مزرعته) بمعنى تعهدها ورعاها وتوفر عليها، صحيح مستقيم، غني عن أن يجيزه مجمع لغوي أو يقر صحته. وقد قالوا قديماً (فلان يتعهد ضيعته) المغني 2/113.(1/1953)
فيتضح بما قدمنا وفصّلنا القول فيه أن لا وجه لجمود المعنى في اللفظ كما يبدو ذلك حيناً في كثير من المعاجم العربية، وإن اعتماد كثير من المحدثين على ظاهر النص والتعويل عليه في التخطئة والتصويب مخالف لأصول ارتقاء اللغة وسنن تحول معانيها وطرائق تعبيرها بتحول العصور والأجيال. ولو كانت تؤلف في العربية معاجم حديثة على مثال ما يؤلف في اللغات الحية الأخرى، دقة وأحكاماً واستقصاء لأنست بالتجدد والتدرج والتوالد في معاني الكلم، ولمست بمعارضة النصوص المحكية بعضها ببعض ترجمة لحياة كل كلمة تظهرك على قصة حالها وتقفك على مسالك تحولها ودروب تنقلها والتدرج بها حالاً بعد حال. وأنت لو لم تطف بمراحل التقلب جفا عليك وجه الاعتداد به البتة. يقول العالم النفسي السوفييتي ل.س.فيجوتسكي المتوفى عام 1934، أنه لا سبيل إلى احتساب معنى الكلمة أمراً ثابتاً، بل لابد من تصوره في نمو مطرد وتحول مستمر دائب(4). والبحث في تاريخ معاني الكلم وأصول اشتقاقها موضوع شائق له في اللغات الحية الأخرى شأن أي شأن. وأحوج ما يكون إليه المشتغلون بتاريخ الأدب وفقه اللغات. وليست معالجة هذه المسألة في العربية وتدارك ما فات من أمرها بعدما كان من الإغفال، على شيء من اليسر والسهولة. ولا ننسَ ما انتحاه المستشرق الأستاذ فيشر وقد أمضى أكثر عمره (بين سنة 1907 و 1950م) في إعداد معجم تاريخي للغة الآداب العربية حتى نهاية القرن الثالث الهجري، أي حتى منتهى ما وصلت إليه اللغة الفصحى من الكمال كما يقول، فلم يخلّف بعد جهد جاهد ونصب ناصب وطول عناء، غير جذاذات لهذا الذي بذل الطوق في إعداده. ولابد أن تضطلع المجامع اللغوية باستتمامه واستفراغ الوسع في إصداره فلا تدخر دون ذلك سعياً. ولكن هل يمم أئمتنا قديماً مثل هذا السمت من البحث وحاولوا ارتياده والجري على منهاجه؟ أقول لاشك أن كتاب (الزينة) قد استن بهذه السنة ونهج هذا السبيل فإن به لوناً طريفاً من ألوان(1/1954)
البحث اللغوي التاريخي. فقد وضع الشيخ أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي المتوفى 322هـ كتاباً جامعاً في أوائل القرن الرابع الهجري كان أول مرجع يستفتى في الأسماء العربية التي نطق بها القرآن الكريم فكانت من مصطلحات الإسلام، كما أشار إليه الدكتور حسين الهمداني في مقدمة الكتاب. وقد حاول مؤلف الكتاب أن يجمع بين ألفاظ عربية شتى تغيرت مدلولاتها ومعانيها في العصر الإسلامي عما كانت عليه في العصر الجاهلي، ففات أقرانه في وضع اللبنة الأولى في علم معاني الأسماء العربية والمصطلحات الإسلامية وكان رائداً متأنقاً في هذا المضمار بل إماماً بارعاً في هذا الركن: Arabic Islamic Sémantics.
فانظر إلى ما ذكره الرازي مثلاً في (الإثم 225)، فقد أتى بأصل معناه فقال (قال أبو سعيد سمي الإثم إثماً لأن الآثم يُبطئ عن طاعة ربه، ويقال أثِمَ إذا أبطأ والآثم المبطئ. ويقال أثمت الناقة إذا أبطأت). ثم تحول إلى ما تدرج إليه معناه فقال: (فالإثم ضد الأجر يقال فلان مأثوم وفلان مأجور، لأن المأجور يسعى في الطاعة.. وذلك الثواب هو أجر له بعمله. والآثم لم يعمل وأبطأ عن الطاعة فلا أجر له فهو آثم أي مبطئ عن الطاعة). فحاول الربط بين الأصل والمجاز. ثم تابع البحث عن تدرج آخر فذكر أن الإثم ضد البر، وأتى بالحديث (البر ما سكنت إليه القلوب واطمأنت إليه النفوس، والإثم ما حك في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه) وهكذا..(1/1955)
وقد ذهب الأستاذ عبد العزيز الميمني إلى أن المفضّل بن سَلَمة المتوفى 291هـ قد ضرب على هذا القالب في كتابه (الفاخر)، وكذلك فعل أبو بكر بن الأنباري المتوفى (328هـ) في كتابه (الزاهر). أقول أما كتاب الفاخر فإن مضامينه تدور كما ذكر مؤلفه في مقدمة الكتاب حول (معاني ما يجري على ألسن العامة في أمثالهم ومحاوراتهم من كلام العرب وهم لا يدرون معنى ما يتكلمون به من ذلك). وأردف المؤلف يقول (فبينّاه من وجوه اختلاف العلماء في تفسيره ليكون مَنْ نظر في هذا الكلام عالماً بما يجري من لفظه ويدور في كلامه). وقد عمد صاحب الفاخر في تحقيق ذلك إلى حكاية ما روي من أحداث دفعت إلى النطق بالأمثال مما كانت تطوع به ألسنة الناس في محاوراتهم ومخاطباتهم، وذكر أول من نطق بها، وبحث في اشتقاق ما جاء بها من ألفاظ وردها إلى أصلها وفصّل القول في معانيها. وقد أفاد أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري في كتابه (الزاهر) من كتاب الفاخر هذا وبسط ما جاء فيه وكثّره بالشواهد كما قال مختصر الكتاب أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي. قال الزجاجي (وكان المفضل بن سلمة صاحب الفراء قد أنشأ كتاباً في هذا المعنى سماه... فعمد أبو بكر محمد بن القاسم لذلك الكتاب فنقله نقلاً... وبسطه وكثّره بالشواهد). ولا يزال كتاب (الزاهر) مخطوطاً لم يطبع.
هذا وليس كتاب الفاخر والزاهر ولو أفادا في إصابة الغرض الذي ابتغيناه ككتاب الزينة في تحقيق النهج اللغوي التاريخي والجري على أسلوبه.(1/1956)
يقول الدكتور داود حلمي السيد في كتابه (المعجم الإنكليزي بين الماضي والحاضر): (فليس بخاف أن معجميي العربية المحدثين تشدهم تجربة ضاربة في أعماق التاريخ وتقيد حركتهم تقاليد معجمية راسخة تجعلهم دائماً يتلفتون إلى الوراء حين يقررون أي المناهج يتبعون كلما شرعوا في وضع معجم حديث للغة العربية، أهو المنهج التقليدي برمته، أم المنهج الغربي في وضع معجم حديث للغة العربية، أهو المنهج التقليدي برمته، أم المنهج الغربي الحديث برمته. أم يأخذون من هذا وذاك ما يتفق مع طبيعة اللغة العربية). وقال: (ولم أجد أمامي إلا المعاجم العربية القديمة التي مضى على أحدثها أكثر من قرن ونصف من الزمان، أو بعض المحاولات المعجمية الحديثة التي لا ترقى إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه معاجم اللغة العربية في العالم المعاصر، والتي سنعرض لها..). ثم عَرّف المعجم الحديث فقال: (فالمعجم بالدرجة الأولى كتاب كلمات. فهو يحتوي بين غلافيه على مفردات اللغة مصحوبة بمعلومات عن اتيومولوجيتها- أي أصول اشتقاقها الأولى- ومعانيها ومدلولاتها واستعمالاتها). أقول لا شك في أن الطريقة النشوئية في القرن التاسع عشر قد أدت إلى ازدهار المباحث اللغوية التاريخية، وإلى وضع معاجم تكشف عن أصول الكلم وتدرج معانيها، وتأكيد اعتقاد أن –الظاهرة اللغوية- لا تتسم بسمة الوضوح أو الجلاء الذي يراد لها ما لم تدرج في سياقها التاريخي(6). وقد ألّف (سكيت ولتر وليم) العالم الإنكليزي المتوفى عام 1912 معجمه الشهير الذي عول فيه على اللون التاريخي من التسجيل اللغوي، فذكر أصول الكلم وألقى الضوء على هذه الأصول بالرجوع إلى جملة من النصوص التاريخية التي عرضت بها هذه الكلم ليظهر القارئ على أصولها الصحيحة ودلالاتها الأولى، وتدرّج هذه الدلالات من عصر إلى عصر، كما أشار إليه الدكتور السيد الخلوي، وقد أومأنا إليه في موضع آخر.(1/1957)
ولكن إذا كان قد أدى اشتغال علماء اللغة الفرنسيين مثلاً إلى تأليف معاجم في تاريخ الكلم وأصولها وتسنى ذلك بالعودة إلى الأصول التي تحدرت منها لغتهم يونانية كانت أو لاتينية أو غير هذه وتلك، فليس كذلك حال العربية التي لا يصح ردها إلى ما أسموه باللغة السامية الأولى التي تصوروا أنها أم اللغات السامية، كما كانت اللاتينية مثلاً أُمّاً للفرنسية والإيطالية والإسبانية، إذ لم يقف البحث العلمي التاريخي على لغة من هذا القبيل، وإنما يعوّل على الأصول العربية وحدها. ولكن أليس يصح في العربية الاستعانة في تقرير أصول الكلم وتاريخها حيناً، والكشف عن ظلال معانيها بالعودة إلى بعض اللغات السامية؟
يقول الدكتور داود الحلبي في كتابه (الآثار الآرامية في لغة الموصل العامية) المطبوع عام 1935: (إن تمييز الكلمات الآرامية من الكلمات العربية صعب جداً. وما سبب هذه الصعوبة إلا كون اللغتين شقيقتين، أي فرعين من اللغة السامية الأم. حتى إن نحو أربعة أخماس الكلمات الآرامية تشترك والعربية إما حرفاً أو باختلاف يسير في التلفظ أو تبديل بعض الحروف..). وقال: (على أني وجدت بعض كلمات مشتركة معانيها، واضحة كل الوضوح في المعاجم الآرامية، ولكنها في المعاجم العربية مضطربة لم يبت لغويو العرب فيها وذهب كل منهم فيها مذهباً. حتى أن بعضهم أتى في صدد إيضاح أصلها بتأويلات غريبة..). ثم قال (ولو كان للغويين العرب القدماء وقوف على الآرامية لما وقعوا في حيص بيص عند بيان معاني أمثال هذه الكلمات. إذ لا يشك في أن معرفة الآرامية وغيرها من اللغات السامية يكون وسيطاً لحل مشاكل لغوية كثيرة في العربية. كما أن معرفة اللغة العربية تحل مشاكل أخواتها اللغات السامية).(1/1958)
أقول ذلك ما بحثه الدكتور محمد حسني قنطر في مقاله حول العربية واللغات السامية (من دراسات الملتقى الرابع لابن منظور في قفصة، في آب 1976). قال الدكتور قنطر: (إنه من واجب الباحث عن كنه الكلمات العربية وعن تاريخها شكلاً ومضموناً، أي عن التطور الذي اعتراها من حيث هي ظرف ومظروف أن يتجه إلى أخوات اللغة العربية ويستنطقها بالدرس والمقابلة والمقارنة عله يدرك الغاية ويجدحل المشكلة ويتمكن من الإجابة عن الأسئلة التي قد تثيرها الكلمة لديه). وقال: (فإذا عُدت للعبرية مثلاً لفهم كلمة عربية وتعرّف حالها تاريخاً واشتقاقاً، فذلك لا يعني أن اللفظة العربية تولدت من لفظة عبرية، بل حدثتك بالعبرية فعرّفتك بالعربية والعكس بالعكس).
وقد أتى الدكتور قنطر بأمثلة فأخذ على معجم اللسان أنه لم يوضح مثلاً معنى (لأك) الذي اشتق منه لفظ (الملَك والملائكة) فقال ولعل الباحث لا يوفق إلى المعنى للمادة، وهو معنى الرسالة. فلأك يعني أرسل، والملَك بالفتح المرسل). وأردف: (فالعودة إلى اللغات السامية القديمة التي عرفت هذه المادة تيسِّر إدراك الحقيقة اللغوية).(1/1959)
أقول إن معجم اللسان قد أشار إلى معنى المادة، ولو أن التعويل على معجم عربي واحد في القطع بحرف ومعناه وأصل اشتقاقه ليس بالوجه. فقد جاء في اللسان (فالملك من الملائكة واحد وجمع. قال الكسائي أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوك وهي الرسالة) وفي اللسان أيضاً (قال ابن بري ملأك مقلوب من مألك، ومالك وزنه مفعل في الأصل من الألوك. قال وحقه أن يذكر في فصل ألك، لا فصل ملك). فابن بري وسواه قد جعلوا الأصل (ألك) ثم قلب فأصبح (لأك)، فما الذي قالته المعاجم في (ألك).. قال الجوهري (الألوك الرسالة.. وكذلك المألك والمألكة بضم الميم فيهما). وقال ابن القوطية (وألك بين القوم ألْكاً وألوكاً ترسّل والألوك الرسالة منه، والملائكة أيضاً). وقال ابن دريد في الاشتقاق (ومنه قولهم ألكني إلى فلان أي كن رسولي إليه). بل في اللسان ألك بمعنى ترسل. أفليس في هذا ما يجزي لإيضاح معنى الفعل واشتقاقه؟ وقد تصرف العرب في (ألك) فقالوا (استألك). فانظر ما جاء في الأساس (ألِكْني إلى فلان واحمل إليه ألوكي ومألُكتي وهي الرسالة. قال:
ألِكني إليها عمرك الله يا فتى
: بآية ما جاءت إلينا تهادياً
. ومن يستألك لي إليه أي من يحمل رسالتي. وجاء فلان فاستألك ألوكته). أفليس هذا واضحاً جلياً. ومن الطريف أن يكون قائل هذا البيت سحيماً وهو عبد بني الحسحاس، وهو حبشي اشتراه أبو سعيد فشبب بابنته عميرة. وقد نسب لفظ (ألك) فيما نسب إلى الحبشية.(1/1960)
هذا ولا يخفى أن في المظان اللغوية العربية أن (الملائكة) من (ألك بين القول)، وأن أصل المادة عبري أو سرياني أو حبشي. وليس يعني هذا بالطبع أن ثمة تبعية لغوية بين سامية وأخرى. بل ليس في لغات الأسرة أمهات وأخرى بنات كما يقول الأستاذ (فندريس) في كتابه (اللغة)(7). ولا يمنع هذا أن يكون بين الألفاظ السامية المشتركة ما هو أعلق بلغة، منه بلغة أخرى. ولا يُقطع بهذا حتى يوقف على اشتقاق الكلمة. فقد تكون في لغة أظهر وأبرز منها في لغة أخرى أي أكثر تصرفاً. أو تكون واضحة الأصل في إحداها فريدة غريبة يتيمة في سواها. أو تكون الكلمة في المعنى الشائع للزنة التي جاءت بها في لغة ولا تكون كذلك في غيرها وهكذا..
وقد عُني الأب أنستاس ماري الكرملي برد بعض الألفاظ العربية إلى السامية والاستعانة بالأصول السامية في استبانة معانيها وفك مُشكلها وإظهار مكنوناتها على نحو ما فعل في مجلة الثقافة القاهرية، وسواها.
هذا ما وددت الكشف عنه والتمثيل له في سبل تدرج المعاني في الكلم العربية وما تشعب عن ذلك من وجوه الرأي. وأرجو أن أكون قد وفقت إلى إيضاح المنهاج وجلاء الغامض والإفصاح عن المضمون فيما حاولت تحريره من المسائل في هذا القصد.
دمشق 10/2/1982
صلاح الدين الزعبلاوي
* * *
الحواشي:
(1)الدكتور حسين الهمداني في (مقدمة كتاب الزينة للشيخ أبي حاتم الرازي) والدكتور بدر الدين القاسم في ترجمة (تاريخ علم اللغة لجورج مونين).
(2)سكيت واتجاهاته في اللسانيات للدكتور شكري السيد الخلوي في (مجلة اللسانيات لمعهد العلوم اللسانية والصوتية بجامعة الجزائر)، العدد الرابع 73/1974.
(3)المصدر السابق.(1/1961)
(4)في علم اللغة الحديث تقسم البنية اللغوية إلى وحدات لغوية دالة، وأخرى غير دالة. ويقصد بغير الدالة حروف المباني أي حروف الهجاء، وهي أصغر صورة معتمدة، ويدعونها بالفونام. ويقصد بالدالة أصغر وحدة لغوية ذات معنى كالأسماء والأفعال وحروف المعاني ويدعونها بالمورفام، فالفونام أصغر وحدة للأصوات والمورفام أصغر وحدة للمعاني. وقد ميز العالم البولوني بودوان كورتناي المتوفى عام 1929، بين مفهوم الصوت اللغوي وبين الفونام الذي هو وحدة لغوية أساسية. ذلك أن الفونام لا يتضمن أصواتاً لغوية وإنما يتألف من صور صوتية هي وحدات نفسية لا مادية. ومن ثم فرّق كورتناي بين العلم الصوتي الفيزيائي، وهو علم الصوت نفسه، وعلم الصوت النفسي الذي سيغدو بارتقائه وتقدمه علم الأصوات الشفهية. ولكن ما حد الكلمة عند النحاة وحد المورفام في علم اللغة الحديث؟.
قال الإمام جلال الدين السيوطي في الهمع: (وقد اختلفت عباراتهم في حد الكلمة اصطلاحاً. وأحسن حدودها: القول المفرد المستقل أو المنوي معه- كالضمير المستكن وجوباً. فخرج بتصدير الحد بالقول غير ذلك من الدوال كالإشارة والخط.. وبالمفرد، وهو ما يدل جزؤه على جزء معناه، المركب كغلام زيد فهما كلمتان. وبالمستقل أبعاض الكلمات الدالة على معنى كحروف المضارعة وياء النسب وتاء التأنيث وألف ضارب، فليست كلمات لعدم استقلالها).(1/1962)
فتبين بهذا أن ما يدخل في حد المورفام من حروف المضارعة وياء النسب وتاء التأنيث وغيرها مما سمي أبعاض الكلمة لا يدخل في حد الكلمة، على ما اختاره السيوطي، لأنه ليس مستقلاً. على أنه استدرك فقال (ومن أسقط هذا القيد، قيد استقلال اللفظ، رأى ما جنح إليه الرضي، من أنها مع ما هي فيه كلمتان..). وهكذا أشبه حد المورفام في علم اللغة الحديث حد الكلمة عند الرضي، وبدأ هذا العلم مؤيداً لما جاء به بعض النحاة في إبراز البنية اللغوية. قال الرضي في شرح الكافية: (إن قيل إن في قولك مسلمان ومسلمون وبصري وجميع الأفعال المضارعة جزء لفظ كل واحد منها يدل على جزء معناه، إذ الواو تدل على الجمعية والألف على التثنية، والياء على النسبة، وحروف المضارعة على معنى في المضارع، وعلى حال الفاعل أيضاً، وكذا تاء التأنيث في قائمة، والتنوين ولام التعريف وألف التأنيث، فيجب أن يكون لفظ كل واحد منها مركباً، وكذا المعنى، فلا يكون كلمة بل كلمتين، فالجواب أن جميع ما ذكر كلمتان صارتا من شدة الامتزاج ككلمة واحدة، فأعرب المركب إعراب الكلمة..).
وأنت ترى أن الحكم في ذلك اعتباري. ولكن أليس فيما ذهب إليه الرضي من إبراز البنية اللغوية للفظ جلاء لشأن هذه الدوال في تأليف هذه البنية وتحديد معناها؟ والرضي مع ذلك لم يخرج في تصوره لحد الكلمة ورسم نطاقها عن حدود الأوائل في تعريف الكلمة والاقتباس بها. فإذا كانت هذه الدوال قد دلت على ما دلت عليه من المعاني، فكيف تعتد من حروف المبالي أي حروف الهجاء، كما فعل الآخرون، وحروف الهجاء لا تعني غير الأصوات لا تختلف إلا باختلاف مقاطعها؟ ألم يقل سيبويه في فاتحة الكتاب (فالكلم اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل)، والدوال المذكورة حروف جاءت لمعان، وليس هي بأسماء ولا أفعال، فهي على هذا الحد، كلم، كما ذهب إليه الرضي وغيره.
(5)التفكير واللغة لفيجوتسكي ترجمة الدكتور طلعة منصور المعرفة 178 لعام 976.(1/1963)
(6)البنوية والعقلانية لأنطون شاهين –المعرفة 136 لعام 1971.
(7)ترجمة الأستاذ عبد الحميد الدواخلي والأستاذ محمد القصاص.
----------------
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد الثامن- السنة الثانية- تموز "يوليو" 1982.
** وللمزيد من المقالات ينظر: * * المنتقى من مقالات العربية * * (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=15710#post15710)
---
(1/1964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير مجاهد رحمه الله
---
سؤال عن تفسير مجاهد رحمه الله
---
المنصور
04-16-2003, 01:48 AM
السلام عليكم
نسأل الله تعالى لهذا المنتدى كل توفيق
وسؤالي حول نسبة تفسير مجاهد بن جبر إليه
فقد قيل إنه تفسير آدم بن أبي إياس
فهل يعرف الإخوة بحثاً حول هذا الموضوع ؟؟
---
أبو تيمية
04-16-2003, 12:59 PM
أخي الكريم يمكنك الاستفادة من هذا الرابط :
تفسير مجاهد - ملتقى أهل الحديث (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7514) .
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2003, 05:40 PM
جزاك الله خيراً يا أخي المنصور على السؤال
وجزاك الله خيراً يا أبا تيمية على الجواب والرابط .
وقد كان لدي بعض الكلام حول موضوع تفسير مجاهد أردت قوله عندما رأيت السؤال البارحة ولكن غلبني النوم فقلت غداً إن شاء الله.
ثم رأيت هذه المناقشات الجادة ، فأحببت شكركم. أسأل الله لكم التوفيق. ولعل هذا يدفعني إلى عدم الإجابة مباشرة على الاستفسارات خشية من الافتئات على أمثالكم من العلماء. ورب عجلة تهب ريثاً.
وحبذا لو رأينا عملكم يا أبا تيمية في تفسير مجاهد وفي التفسير بالمأثور بصفة عامة وفقكم الله ، وأرجو المعذرة على فقدان بعض مشاركاتكم بسبب الخلل في الموقع والذي سبق أن أخبرتكم به.
---
المنصور
04-17-2003, 06:00 PM
أشكل علي تشكيك البعض في أنه تفسير مجاهد
وحسب اطلاعي وعلمي فقد اعتاد اهل العلم رواية الأجزاء والكتب مع الزيادة عليها بأسانيد من طرقهم الخاصة
والدليل : أن أغلب المرويات في المطبوع مسندة لمجاهد
ومع أني لاأملك احصائية دقيقة بذلك ، إلا أن هذا الأمر ظاهر جداً
ويستبعد أن لايكون لآدم أو حتى ورقاء أسانيد لغير مجاهد من السلف ، فبالتالي هذا ليس تفسيراً لهم(1/1965)
وهناك طريقة سريعة للكشف عن المؤلف الحقيقي _ لاأدري إن كان أحد الإخوة قد قام بها من قبل _ وهي أن أهل العلم نقلوا عن تفسير ورقاء وتفسير آدم فلينظر هذا النقل هل هو موجود في المطبوع أم لا ؟
وآمل أن نبدأ من اليوم :
فكل واحد منا يبحث عن عزو لهذين الكتابين ، فإذا وجده فليشر إليه في هذا المنتدى
وبذلك ستجتمع عدد من المرويات يمكن على ضوئها معرفة المؤلف .
وجزاكم الله خيراً
---
أبو بيان
04-17-2003, 09:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* * * لا مُنتهى لسعادتي بهذا المُنتدى * * *
وهذه أولى مشاركاتي أنقل فيها :
رأي الدكتور : حكمت بشير ياسين , في نسبة هذا التفسير لمجاهد , أنقل بعضه من كتابه : استدراكات على تاريخ التراث العربي , مج 2 , صـ23 :-
ذكر الشيخ من الأدلة على أن التفسير لآدم ما نقله الزبيدي (1205هـ) , في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين , فقد استخدم تفسير آدم ابن أبي إياس هذا ونقل منه بالنص , حيث روى آدم ابن أبي إياس في تفسسير سورة القارعة حديثاً مرسلاً عن الحسن البصري : .... , نقله الزبيدي بنصه وفصه , وفي هذا دليل آخر أنه ليس من تفسير مجاهد حيث ورد من طريق الحسن البصري , بل في الروايات الأخرى عشرات الشيوخ والمفسرين من غير طريق مجاهد . أ.هـ
---
أبو تيمية
04-17-2003, 10:19 PM
الأخوين الكريمين عبد الرحمن الشهري و المنصور
جزاكما الله خير و بارك فيكما
و الحقيقة أنني أتمنى أن أكتب في هذا ما كنت قد حررته قبل سنوات حول تفسير مجاهد و الذي سيصدر عمّا قريب - بإذن الله - ..
و قد اجتهدت كثيرا في توثيق نصوصه المخرجة في كتب الأئمة الحفاظ ..
و قد كتبت شيئا من ذلك ردا على رسالة أخي المنصور ، جاء فيها :
و بخصوص الكتاب المنسوب لمجاهد فكما قلت في المنتدى
الكتاب هو لآدم بن أبي إياس و هو غير تفسيره الكبير(1/1966)
فلآدم كما لغيره مصنفات ، و هذا معروف لدى المتقدمين بـ( تفسير ورقاء و غيره لآدم )و هذا التفسير ذكره الخطيب البغدادي 10/292 و الخليلي في الإرشاد ( 2/686)
و قد نقموا فقط على راويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني عدم سماعه له من ابن ديزيل لا أن الكتاب مختلق ، فالكتاب معروف لديهم بما ذكرنا .
و قد روى من نفس طريق الكتاب : الحاكم و البيهقي في جميع مصنفاته و ابن الجوزي و التفصيل يطول
و الله أعلم
و كتب أبو تيمية
و الكتاب آمل صدوره في هذه السنة
و الله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2004, 05:24 AM
أخي الكريم أبا تيمية وفقه الله
آمل إفادتنا بأخبار تفسير مجاهد هل من جديد ؟ فالعام أوشك على الانصرام.
وفقك الله وأعانك.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-25-2006, 12:15 AM
أخي الكريم أبا تيمية وفقه الله
آمل إفادتنا بأخبار تفسير مجاهد هل من جديد ؟ ...............
وفقك الله وأعانك.
هل من جديد ؟
---
(1/1967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المعاني السبعة في ألفاظ القرآن الكريم ـ كتاب جديد لم يطبع بعد ـ
---
المعاني السبعة في ألفاظ القرآن الكريم ـ كتاب جديد لم يطبع بعد ـ
---
فراس الزوبعي
08-31-2006, 06:46 PM
الأخوة والأخوات.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
هذا كتاب المعاني السبعة في ألفاظ القرآن الكريم ، وهو كتاب جديد لم يطبع بعد أضعه بين أيديكم بعد استأذان مؤلفه وقد ارفقت معه نبذة مختصرة عن الكتاب وكذلك المؤلف.
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 05:23 PM
أرحب بأخي الكريم الدكتور فراس الزوبعي في ملتقى أهل التفسير واسأل الله له التوفيق والسداد .
كما أشكره على هذا الكتاب الذي أرجو أن يكون نافعاً ، ولم أقرأه بعدُ .
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:40 PM
جزاكم الله خيرا على جهودكم الكريمة..
---
أبوعبيدالله المصرى
09-16-2006, 09:29 PM
أحسن الله إليكم.
ولكن لماذا لاأستطيع تحميل المرفق إلاَّ بعد الردِّ على الموضوع ؟
---
نورة
09-16-2006, 09:31 PM
جزاك الله خيراً
---
أبو محمد الظاهرى
09-16-2006, 09:46 PM
جزاكم الله خيرا على جهودكم الكريمة..
---
حامد بن يحيى
09-22-2006, 12:30 PM
جزاكم الله خيرا
---
أبو الجود
09-22-2006, 04:25 PM
نفع الله بالشيخ والناقل علشان نحمل المرفق
---
د. أنمار
10-07-2006, 01:40 PM
كيف الردود تكون 7 فقط والتحميل 100 مع أن الشخص لا يستطيع تنزيل الملف إلا بعد الرد
---
مروان الظفيري
10-07-2006, 01:50 PM
{إن تفسير الحرف بمعنى الوجه ليس بعيداً عن معنى الدلالة أو القصد ومن ذلك قول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ( القرآن حمال أوجه ) .
إن هذا البحث يقوم على هدف إثبات أن اللفظ القرآني يستعمل في الدلالة على سبعة معان .....}
كلام رائع
جزاك الله خيرا ياأخي الفاضل المفضال
وجعله الله في ميزان حسناتكم(1/1968)
---
(1/1969)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير البحر المديد لـ ابن عجينه على ملفات ورد
---
تفسير البحر المديد لـ ابن عجينه على ملفات ورد
---
مسك
10-21-2005, 03:27 PM
***** البحر المديد في تفسير القرآن المجيد لـ ابن عجينه ***** (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=40531)
نبذة عن التفسير :
كتاب عظيم في تفسير القرآن الكريم، وهو كتاب جامع لاعتماد مؤلفه على كتب كثير من المؤلفين السابقين كالبيضاوي، وأبي السعود، والثعلبي والنفسي وغيرهم. وترجع اهمية الكتاب أيضاً إلى طريقة شرحه للسور : حيث يبدأ ببيان مكان نزول السورة، ثم يذكر مناسبة السورة لما قبلها ، وفضائلها ومضمونها الإجمالي، ثم يشرع في تفسير الآيات الذي اعتمد فيه على:تفسير القرآن بالقرآن، ذكر القراءات المختلفة في الآية،الاعتماد على السنة الشريفة والآثار في تفسيره للآية-العناية بالتفسيرات اللغوية والنحو وبالاعراب، العناية بالاحكام الفقهية، التفسير الاشاري
---
أبو عبد المعز
10-22-2005, 07:24 AM
بل هو تفسير صوفي مبتدع....راكم ظلمات بعضها فوق بعض....حسبك من صفحاته الأولى في تفسير الفاتحة ما يلي:
-لمسة من التعطيل:في قوله" وأسماء الله تعالى إنما تُؤخذ
باعتبار الغايات، التي هي أفعال، دون المبادئ التي هي انفعالات،".....(1/1970)
-لمحة من التخريف كما في قوله:"قال بعضهم: خلق الله ثمانيةَ عَشرَ ألف عالَم، نصفها في البر ونصفها في البحر. وقال الفخرُ الرازي: رُوِيَ أن بني آدم عُشْرُ الجن، وبنو آدم والجنُ عُشْرُ حيوانات البر، وهؤلاء كلُّهم عشر الطيور، وهؤلاء كلهم عشر حيوانات البحار، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة الأرض الموكلين ببني آدم، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة سماء الدنيا، وهؤلاء كلهم عشر ملائكة السماء الثانية، ثم على هذا الترتيب إلى ملائكة السماء السابعة، ثم الكلُّ في مقابلة الكرسي نَزْرٌ قليل، ثم هؤلاء عشر ملائكة السُّرَادِق الواحد من سُرادقات العرش، التي عددُها: مائةُ ألف، طول كل سرادق وعرضُه - إذا قُوبلتْ به السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما - يكون شيئاً يسيراً ونَزْراً قليلاً. وما من موضع شِبْرٍ، إلا وفيه مَلَكٌ ساجد أو راكع أو قائم، وله زَجَل بالتسبيح والتهليل. ثم هؤلاء كلهم في مقابلة الذين يَجُولُون حول العرش كالقطرة في البحر، ولا يَعلم عددّهم إلا الله تعالى"
-نفحة من الورع البارد الماثور عن الصوفية الذين يعتقدون أنهم أكثر أدبا مع الله تعالى من القرآن نفسه...كقوله:قال رجل بين يدي الجنيد: { الحمد لله } ولم يقل: { رب العالمين } ، فقال له الجنيد: كَمِّلْهَا يا أخي، فقال الرجل: وأيّ قَدْر للعالمين حتى تُذكر معه؟! فقال الجنيد: قُلها يا أخي؛ فإن الحادث إذا قُرن بالقديم تلاشى الحادُ وبقي القديم. ..(1/1971)
-نفخة-وهذه قبيحة جدا- من وحدة الوجود...كقوله:قال في الرسائل الكبرى: لا عبرة بظواهر الأشياء، وإنما العبرة بالسر المكنون، وليس ذلك إلا بظهور أمر الحق وارتفاع غَطَائه وزوال أستاره وخفائه، فإذا تحقق ذلك التجلّي والظهور، واستولى على الأشياء الفناءُ والدُّثُور، وانقشعت الظلمات بإشراق النور، فهناك يبدو عينُ ويَحِقُّ الحق المبين، وعند ذلك تبطل دعوى المدعين، كما يفهم العامة بطلان ذلك في يوم الدين، حين يكون الملك لله رب العالمين، وليت شعري أيُّ وقت كان الملكُ لسواه حتى يقع التقييد بقوله:
{ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }
[الحَجّ: 56]، وقوله:
{ وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }
[الانفِطار: 19]؟! لولا الدعاوَى العريضة من القلوب المريضة. هـ.
أما آن لهذه الجثث أن تعود إلى ظلمات الأرض التي أخرجها منها ماسينيون وإخوانه من شياطين المستشرقين...
---
مسك
10-22-2005, 04:18 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
الحقيقة أول مرة اسمع بهذا التفسير والمفسر ..
ووضعته هنا في ملتقى أهل التفسير من أجل بيان حال التفسير والمفسر ...
عموماً الكتاب متوفر وموجود ..
ونريد من الشيخ عبدالرحمن الشهري أو الشيخ مساعد الطيار توضيح مدى أهمية هذا التفسير والإستفادة منه ..
---
(1/1972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إلى العارفين بالخط المغربي : ما اسم هذا القاموس ؟
---
إلى العارفين بالخط المغربي : ما اسم هذا القاموس ؟
---
خالد الشبل
11-22-2004, 12:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمر عليّ في تحقيق مخطوط كلمة لم أستطع تبينها ، وقد بحثت عن هذا القاموس فلم أقف على ما يزيل إبهامه ويكشف كنهه . أرجو المساعدة في قراءة الكلمة ، و الإفادة عن هذا القاموس .إليكم صورة الكلمة :
قال في قاموس ...
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/fath.jpg
---
عبد الحي محمد
11-22-2004, 01:10 AM
بسم الله
هم يكتبون الفاء بنقطة تحت الحرف والقاف بنقطة فوقة، والظاهر الكلمة ناقصة
---
خالد الشبل
11-22-2004, 01:27 AM
أخي عبد الحي : أشكرك ، لكن الكلمة تمر كثيرًا ، ليست في موضع واحد فقط ، فليست ناقصة .
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/fath1.jpg
---
موراني
11-22-2004, 03:10 PM
قاموس الفقراء
حسب تقديري
موراني
---
خالد الشبل
11-22-2004, 04:15 PM
الأخ الكريم القيروان
لقد قدّرتُ قبلُ هذا ، لكن هل ثَمّ قاموسٌ بهذا الاسم؟
بحثتُ عن هذا الاسم في أنواع المعجمات ، في كتاب الشرقاوي وغيره ، وفي الشبكة ، وسألت بعض أهل اللغة ، فلم أظفر بشيء .
سأحاول تصوير عدة نماذج من الكلمة من مواضع ، لعلها تتضح .
شكرًا لك على ردك .
---
موراني
11-22-2004, 11:04 PM
في طبيعة الحال , هذا اسم (قاموس الفقراء) غريب جدا . سأسأل بعض الأصحاب في المغرب الأقصى
تقديرا
موراني
---
أبو عبد المعز
11-22-2004, 11:54 PM
الأمركما خمن الاخوان.....
قال فى قاموس الفقراء...
والفقراء عند المغاربة اسم للصوفية..فلعل المصنف يقصد فى اصطلاح او عرف الصوفية..
قال بعد ذلك اصله هو الكلب فهل يقصد القلب؟؟؟؟
---
مساعد الطيار
11-23-2004, 06:03 AM
الأخ الكريم خالد(1/1973)
ألا يمكن أن يوحي لك موضوع المخطوط بكونه ( قاموس الفقرا ) ، أم إن المخطوط في موضوع آخر لا علاقة له بالتصوف ؟
فهذا الرسم ـ من أول وهله ـ يظهر منه أن الكلمة ما ذكره أصحابنا في الملتقى ، فهلاَّ تكرمتم بموضوع المخطوط إن أمكن .
---
خالد الشبل
11-23-2004, 09:32 AM
أشكركم جميعًا ، فقد أرسل لي أحد الأساتذة الكرام - مشكورًا - رسالة أوضحت المراد ، فقد وجد الكتاب ضمن مخطوطات جامعة الملك فيصل (http://www.kfulibrary.edu.sa/manuscript.doc) بالسعودية باسم : قاموس الفقرا على لامية الأفعال ، لمحمد بن عمر بن بحرتي الحضرمي .
ولعله بَحْرَق ، وبحرق الحضرمي ( ت 930 هـ ) له شرحان على لامية الأفعال ، كبير وصغير ، والذين ترجموا له لم يذكروا هذا القاموس ، ولم يذكره ، أيضًا ، من اعتنى باللامية أو أحد شروحها ، على حد علمي .
ولم يتضح لي معنى ( الفقرا ) ولا ضبطه بالشكل في عنوان الكتاب .
الأخ أبا عبد المعز : المراد : أصله هَرّ الكَلْبُ .
يقال : هَرَّ يَهِرُّ ، وهَريرُ الكلب : صوته دون نُباحه ، من قلة صَبْره على البَرْد .
د. مساعد : الموضوع لا علاقة له بالتصوف ، إنما هو أحد شروح لامية الأفعال المطوّلة .
---
نجوى عبد الرحمن
11-23-2004, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا عضوة جديدة في هذا المنتدى وأنا من المغرب فقط للإيضاح : كلمة فقرا في المغرب هم المريدين عن أهل التصوف وأصل الكلمة فقراء (إلى الله تعالى) لكن بالعامية المغربية يسمون الفقرا
وأعانكم الله تعالى
أختكم في الله نجوى
---
خالد الشبل
11-26-2004, 01:09 AM
جزاكِ الله خيرًا أختي الكريمة .
يبدو أن مدلول الكلمة بعيد عما ذُكر .
سيتضح - إن شاء الله - بعدُ .
---
(1/1974)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مصدر القرآن الكريم - د . ابراهيم عوض
---
مصدر القرآن الكريم - د . ابراهيم عوض
---
الطيب وشنان
09-10-2006, 03:33 PM
مصدر القرآن الكريم
- د . ابراهيم عوض
http://al-maktabeh.com/karam/ibrawa/Masder_quran_complete_1.rar
---
(1/1975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصاحف المشارقة والمغاربة
---
مصاحف المشارقة والمغاربة
---
الراية
03-28-2004, 05:51 PM
السؤال
كنت أقرأ القرآن في أحد المساجد، ثم وقع في يديَّ قرآن فيه كتابة حرف الفاء بدون نقطة، والقاف بنقطة واحدة، وهنالك اختلاف في أحرف أخرى، ولكن ما لفت انتباهي أكثر وجود آيات برقم تسلسلي غير الذي عهدناه، ومكتوب على القرآن رواية ورش بن نافع. أفيدوني، هل هناك مصاحف بهذا الشكل؟ وهل هناك مصاحف أخرى مختلفة؟.
اجاب عن هذا السؤال
د. عبد العزيز بن علي الحربي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
7/2/1425هـ
الحمد لله:
هنالك اختلاف في رسم الحروف والنقط بين مصاحف المشارقة والمغاربة، وهذا المصحف الذي قرأت فيه من مصاحف المغاربة، وطريقتهم في رسم الفاء هكذا "ف" بنقطة واحدة من أسفل، والقاف بنقطة واحدة من فوق، وهنالك اختلاف في أحرف أخرى، وأما اختلاف أرقام الآيات فهو راجع إلى اختلاف علماء القراءة في العدد، فعدد الآيات عند المكيين يختلف عن البصريين، والعدد المدني يختلف عن العدد الشامي، وهكذا، فمثلاً: الكوفيون والمكيون يعدون البسملة آية من سورة الفاتحة، ولا يجعلها غيرهم آية؛ بل يجعلون الآية الأولى من الفاتحة هي: "الحمد لله رب العالمين" ويعدون قوله تعالى: "صراط الذين أنعمت عليهم"[الفاتحة:7]، بعض الآية السابعة من الفاتحة، وهذا الاختلاف كالاختلاف في القراءات كله يؤخذ به ويقبل، وليس من نوعي اختلاف التضاد والتضارب. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=43738
---
(1/1976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير التسهيل لابن جزيء
---
تفسير التسهيل لابن جزيء
---
ياسر القحطاني
01-29-2004, 05:00 PM
أسأل إخواني عن تفسيرالتسهيل لابن جزيء، هل تعلمون أحداً يقوم بخدمته من أجل إخراجه مطبوعاً محققاً؟
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2004, 02:16 AM
حياكم الله أخي الكريم ياسر بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير ، ونرجو أن نرى مشاركاتك قريباً بإذن الله.
أما تفسير ابن جزي الكلبي رحمه الله (التسهيل في علوم التنزيل) ، فهو تفسير نفيس كما تعلم ، وقد دُرس منهجه قديماً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. ولا أعلم تحقيقاً علمياً للكتاب لا مطبوعاً ولا مخطوطاً ، وخاصة في الجامعات السعودية فيما اطلعت عليه ، وأذكر أنني سالت عنه أحد الإخوة المغاربة قديماً فقال إنه يظن أنه قد حقق في المغرب! وهو ظن على كل حال يمكننا أن نتأكد منه لو صح العزم على تحقيقه من طرفكم إن كنتم تنوون ذلك. أسأل الله لكم العون والسداد ، مع أنني لا أتصور أن يترك مثل هذا التفسير النفيس دون عناية لشهرته وشهرة مؤلفه ، وخاصة بعد النهضة العلمية المعاصرة في كافة بلدان العالم الإسلامي. ولكن ما يدريك ؟ قد يترك المشهور أحياناً ويبحث عن غيره ، والحظوظ تدخل في باب التحقيق والعلم ، لما سبق في علم الله من التقدير.
أخي ياسر مرحباً بك مرة أخرى ، واسأل الله لك التوفيق.
وأرجو ممن يعلم شيئاً يقينياً عن الكتاب إفادة الأخ الكريم ياسر.
---
ياسر القحطاني
02-03-2004, 03:44 AM(1/1977)
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن على هذا الترحيب والنصح لي بما ظهر لك حول الكتاب المذكور، وهذان الأمران ليسا بمستغربين، فقد أضحى الأدب وحسن التوجيه مع نضج المادة العلمية سمة بارزة لهذا الملتقى المبارك، وكم كنت أحاول أن أفيد من هذه الشمائل والدرر حال تصفحي له، ولا ريب في هذا، فالملتقى لأهل التفسير وهم أولى الناس للتأدب بادآب القرآن والاهتداء بأنواره فهو محور اجتماعهم وقطب رحى مدارستهم...
وإني لأحمد الله أن ألحقني بكم وضمني لركابكم، ومما يسليني حين أدلي بدلوي معكم وأتطفل على مائدتكم؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم: (.. هم القوم لا يشقى بهم جليس)
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وألحقنا بالصالحين في الدارين، في الدنيا بمجالستهم والاهتداء بهديهم، وفي الآخرة بأن نحشر في زمرتهم وندرك منزلتهم.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2004, 10:39 PM
بسم الله
رأيت قبل مدة في مكتبة التدمرية في الرياض طبعة جديدة محققة للكتاب المسؤول عنه في أربعة مجلدات كبار ، ففرحت بها ، وأخذت في تصفحها في المكتبة .
ولكن رأيت محققها قد شوه الكتاب ، وعلق عليه بتعليقات غير سديدة ، وهو فيما يظهر أشعري جلد - أي المحقق - يحاول تقرير مذهب الأشاعرة كلما وجد فرصة لذلك .
ويبدو أنه ليس من أهل التفسير .
وقد نسيت اسم محقق هذه الطبعة .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-08-2004, 10:50 PM
وصلتني عبر البريد الرسالة التالية :
( بَسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ , والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ , وعلى آلهِ وصحبهِ .
وبعد :
فقد كنت أتصفَّح موقع (( ملتقى أهل التفسير )) ولفت نظري التَّساؤل حول تفسير ابن جزي الكلبي - رحمه الله تعالى – المسمى بـ (( التسهيل في علوم التنزيل )) حول خدمتها ....
ولقد رأيت أنَّهُ خُدم من ناحيتين :(1/1978)
الأَوْلى : حول منهج الكتاب , وسيرة مؤلفه ؛ لعلي بن محمد الزبيري - رحمه الله تعالى – في رسالة ما جستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , بعنوان : (( ابن جزي ومنهجه في التفسير )) , وحصل فيها على تقدير ممتاز .
الثَّانية : حول تخريج أحاديثه وآثاره , سامي بن مساعد الجهني المدرس بمعهد الحرم المكي الشَّريف في رسالة
ماجستير , من جامعة أم القرى , بعنون : (( تخريج الأحاديث والآثار في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل )) وحصل فيها على تقدير ممتاز , مع التوصية بالطباعة .
وهو يقوم الآن على خدمة الكتاب على ثمان نسخ خطِّية , وسيرى النور قريباً – إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى - .).
فشكر الله لكاتب هذه الرسالة وجزاه خيراً .
وبريده هو : a7mad_336@hotmail.com
---
ابن آدم
02-11-2004, 01:51 AM
بشرك الله بالخير يا أبا مجاهد
هذا التفسير عظيم الفائدة مع صغر حجمه
ويظهر من مؤلفه رحمه الله الإخلاص لله عز وجل وتلمس في كلامه الخشية
ونحسبه من اولياء الله المتقين
كيف لا وقد استشهد في جهاد الفرنجة في الأندلس رحمه الله رحمة واسعة
ورحم علماء المسلمين وجمعنا بهم في جنات النعيم
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2005, 08:14 PM
وصلني عبر البريد رسالة من أحد الإخوة الفضلاء كنيته أبو بكر من الإمارات العربية المتحدة يقول فيها :(السلام عليكم أنا أخوك أبو بكر من الامارات. لقد قمت بتحقيق كتاب التسهيل على نسخ مخطوطة جيدة والكتاب تحت الطبع)
ولم يزد على ذلك حفظه الله. ولعله يتكرم بمزيد من المعلومات حول هذا الجهد العلمي .
---
خلود
06-08-2005, 09:36 PM
ما رأيكم في طبعة دار الكتاب العربي بلبنان عام 1403هـ، علما بأنها ليست محققة.
هل يمكن الاعتماد عليها إلى أن ييسر الله ظهور الكتاب محققا
وهلا أفدتمونا -بورك فيكم- عن مكانة المفسر، وهل على التفسير أي ملاحظ؟
---
مساعد الطيار
06-09-2005, 06:41 PM(1/1979)
تفسير ابن جزي تفسير مهم نفيس ، وفيه نَفَسُ الأندلسيين من التحرير والقول بالرأي فليس ممن يعتمد النقل فقط ، بل تراه يُبدي رأيه وترجيحه لبعض الأقوال ، وإن كان لا ينصُّ على مستنده في الترجيح .
وقد قدم له المؤلف بمقدمة نفيسة جدًّا ، وطرح فيها موضوعات في غاية الأهمية ، منها : أنواع الاختلاف الواقعة في التفسير ، وأسباب الاختلاف في التفسير ، ووجوه الترجيح في التفسير .
وأذكر ههنا بعض الفوائد المتعلقة بهذا الكتاب :
الأولى :
قوله في تأصيل أنواع الاختلاف ، قال : (( واعلم أن التفسير منه ما هو متفق عليه ، ومختلف فيه ، ثم إن المختلف فيه على ثلاثة أنواع :
الأول : اختلاف في العبارة مع اتفاق في المعنى ،فهذا عدَّه كثيرٌ من المؤلفين خلافًا ، وليس في الحقيقة بخلاف لاتفاق معناه . وجعلناه قولاً واحدًا ، وعبَّرنا عنه بأحد عبارات المتقدمين ، أو بما يقرب منها ، أو بما يجمع معانيها .
الثاني : اختلاف في التمثيل ؛ لكثرة الأمثلة الداخلة تحت معنى واحد ، وليس مثال منها على خصوصه هو المراد ، وإنما المراد المعنى العام التي تندرج هذه الأمثلة تحت عمومه ، فهذ أيضًا عدَّه كثيرٌ من المؤلفين خلافَا وليس في الحقيقة بخلاف ؛ لأن كل قول منها مثال ، وليس بكل المراد ، ولم نعده نحن خلافًا ، بل عبرنا عنه بعبارة عامة تدخل تلك تحتها ، وربما ذكرنا بعض الأقوال على وجه التمثيل ، مع التنبيه على العموم المقصود .
الثالث : اختلاف المعنى ، فهذا الذي عددناه خلافًا ، ورجحَّنا فيه بين الأقوال ، حسبما ذكرنا في خطبة الكتاب )) .
وهذا التحرير في أوجه الاختلاف منطلق من اللفظ ( الذي عبر عنه ابن جزي بالعبارة ) والمعنى ، وهو تحرير للاختلاف غير التحرير الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في أصول التفسير ، ولعلك تلاحظ تقارب زمنيهما مع بعد مكانهما .( ابن تيمية توفي سنة 728 ، وابن جزي توفي سنة 741 ) .
الثانية :(1/1980)
ذكر في مقدمة كتابه فائدة تتعلق بتحقيق أقوال المفسرين ، وهي التي أشار إليها في الكلام السابق بقوله ( حسبما ذكرنا في خطبة الكتاب ) وأنقل لك ذلك لنفاسته أيضًا ، قال : (( تحقيق أقوال المفسرين ؛ السقيم منها والصحيح ، وتمييز الراجح من المرجوح . وذلك أن أقوال الناس مراتب : فمنها الصحيح الذي يعول عليه ، ومنها الباطل الذي لا يُلتفت إليه ، ومنها ما يحتمل الصحة والفساد . ثم إن هذا الاحتمال قد يكون متساويًا أو متفاوتًا ، والتفاوت قد يكون قليلاً أو كثيرًا ، وإني قد جعلت لهذه الأقسام عبارات مختلفة تعرف بها كل مرتبة وكل قول ، فأدناها ما أصر بأنه خطأ او باطل ، ثم ما اقول فيه : إنه ضعيف أو بعيد ، ثم ا أقول : إن غيره أرجح أو أقوى أو أظهر أو أشهر ، ثم ما أقدم غيره عليه إشعارًا بترجيحي المتقدم أو بالقول فيه : قيل : كذا ، قصدًا للخروج من عُهدته ، واما إذا صرحت باسم قائل القول فإني أفعل ذلك لأحد امرين : إما للخروج عن عهدته ، وغما لنصرته إذا كان قائله ممن يُقتدى به ، على أني لست أنسب الأقوال إلى أصحابها إلا قليلاً ، وذلك لقلة صحة إسنادها إليهم ، أولاختلاف الناقلين في نسبتها إليهم ، وأما إذا ذكرت شيئًا دون حكاية قوله عن أحد ؛ فذلك إشارة إلى أني أتقلده وأرتضيه ، سواءً كان من تلقاء نفسي ، أو مما أختاره من كلام غيري .
وإذا كان القول في غاية السقوط والبطلان لم أذكره تنزيهًا للكتاب ، وربما ذكره تحذيرا منه .
وهذا الذي من الترجيح والتصحيح مبني على القواعد العلمية ، أو ما تقتضيه اللغة العربية ، وسنذكر بعد هذا بابا في موجبات الترجيح بين الأقوال إن شاء الله )) .
الثالثة :(1/1981)
اختار المؤلف للترجيح بين الأقوال عبارة ( الوجوه ) ، ولم يذكر لفظة القواعد ، وتلك لفظة مليحة تحتاج إلى بحث وتحليل يكون فيها موازنة بين العبارتين للنظر في أيهما أولى بالمقام في باب الترجيح بين أقوال المفسرين ؛ هل يقال : قواعد الترجيح ، أو يقال : وجوه الترجيح ؟
واعتذر عن الإطالة في النقل عن الكتاب ، وإنما انتخبت منه ما رأيت أن فيه لمن قرأه مدعاة لشراء هذا التفسير النفيس وقراءته ، لكن للأسف لا يوجد إلى الآن نسخة مستقيمة التحقيق ، بل كلها سقيمة ، وفيها سقط وتحريف ، ولا أدري لماذا لا يكون تحقيق مثل هذا الكتاب مشروعًا في الجامعات ، فهو بطبعاته سيء لا يصلح الاعتماد عليه إلا لضرورة البحث .
ولولا خشية الإملال لذكرت بعض الجوانب مما في هذا الكتاب ، ولعل فيما ذكرته كفاية ، وأسأل الله أن يرينا تحقيقه عاجلاً كما أشار إلى ذلك أخي عبد الرحمن الشهري .
---
خلود
06-10-2005, 12:02 AM
بورك فيكم وفي علمكم، ولا زلنا نتشوف لقراءة المزيد
---
Mohmmad
06-14-2005, 12:31 AM
أخي الكريم عبدالرحمن ..
آمل أن تزودني بعنوان البريد الإلكتروني للأخ أبي بكر .. نظرا لحاجتي الماسة لنسخة محققة من هذا الكتاب لغرض البحث ...
تحياتي لك ,,
---
عبدالرحمن الشهري
06-14-2005, 03:05 PM
asaadaoui@hotmail.com
---
جمال أبو حسان
08-30-2005, 10:00 AM
ما رأي السادة النجباء ان السيوطي رحمه الله قد اخذ مقدمة كتاب التسهيل ووضعها كلها بنصها وفصها في أحد مجلدات كتابه معترك الاقران في اعجاز القران ؟
رحمهم الله جميعا وعفي عمن اذنب
---
مساعد الطيار
02-14-2006, 03:35 AM
الدكتور الفاضل جمال
سؤالك يتضمن الجواب ، لكنك تريد منا البحث والتنقيب ، وقد بحثت فلم اهتد إلى الموضع الذي ذكرت ، فياليتك تتفضل بذكر ما عندك في هذا الموضوع .
---
روضة
09-15-2006, 06:03 PM(1/1982)
هناك رسالة ماجستير قُدمت في الجامعة الأردنية عام 1989، من الدكتورة سناء فضل عباس، بعنوان: (التحصيل لفوائد كتاب التسهيل الجامع لعلوم التنزيل).
---
الميموني
09-16-2006, 04:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كتاب ابن جزي التسهيل مفيد كما تفضلتم و مقدماته مفيدة غير أنه يعوزه أمران:
تحقيقه على نسخ جيدة فطبعاته كلها رديئة و الحديث منها أردأ.
الأمر الثاني على الكتاب ملاحظ في أمور عديدة ، يمكن تلافي كثير منها بحاشية موجزة تصحح غلطه و تبين ما لم يذكره من الأقوال القوية دليلا التي هي أحيانا أقوى من بعض ما ذكره ، فإنه قد يذكر القولين في الآية و يدع ما هو مشهور قوي و قد يوجز في موضع يحتاج فيه إلى بعض البسط و يبسط الخلاف في موضع لا يتناسب مع منهجه الذي يميل إلى الإيجاز هذا عدا عما فيه من أقوال في التصوف و الاعتقادات تحتاج إلى تنبيه و تصحيح المنصفين لا إلى تهجم أو تعيير المتسرعين.
و مخطوطات الكتاب متوافرة و لكن الشأن في حسن اختيار أفضلها.
و قد أخذ منهج الكتاب أيضا كرسالة دكتوراة في جامعة أم القرى و لعل الباحث يكاد ينتهي منه .
و أرجو ممن اطلع على مخطوطات الكتاب و قارن بينها أن يتكرّم بإرشادي و الإخوان إلى نسخة تكون من أفضل مخطوطاته نقومك بتصويرها ليستفاد منها عند تدريس الكتاب أو بعضه أو عند القر اءة فيه .
---
أبو تيمية
10-05-2006, 10:45 PM
المشايخ الفضلاء
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وتقبل الله منا جميعا صيام رمضان وقيامه ، آمين ...
التقيت قبل أيام بشيخنا الدكتور المفتي محمد مولاي الشنقيطي حفظه الله ، وأخبرني أنه قد انتهى من تحقيق كتاب التسهيل لابن جزي على سبع نسخ خطية أو أكثر ، و سألته عن الفروق بين النسخ الخطية والنسخ المطبوعة، فأجابني بأنها كبيرة ، والنسخ المطبوعة اشتملت على تحريف كثير و سقط ..
و هو الآن يعد الكتاب للطباعة في إحدى الدور البيروتية ، والله الموفق .
---(1/1983)
مساعد الطيار
10-07-2006, 06:42 PM
بشرك الله بالخير أبا تيمية .
---
الجكني
10-07-2006, 10:47 PM
ومما هو جدير بالذكر هنا هو أن شيخنا الدكتور عبد الله الأمين ،ابن الشيخ الأمين صاحب "أضواء البيان " له درس اسبوعي بعد صلاة الفجر في هذا الكتاب في منزله بالمدينة المنورة،وعهدي به حتى نهاية العام الدراسي المنصرم 0
---
مروان الظفيري
10-07-2006, 11:31 PM
جزاكم الله خيرا
للعلم فإن أخي الفاضل الأستاذ الدكتور
محمد رضوان الداية ، أستاذ الأدب الأندلسي ، عمل في تحقيقه مع أحد الأساتيذ في جامعة دمشق
منذ أربعين عاما ، ودفعاه للمطبعة ، وتوقف العمل فيه بسبب الخلاف
الذي نشب بينهما ، ولا أعرف مامصيره الآن ؛ ولعلي اتصل بالدكتور رضوان
واستفهم منه عن مصير هذه الطبعة
أما كتاب :
التحصيل لفوائد كتاب التسهيل الجامع لعلوم
التنزيل.
بتحقيق وتعليق سناء فضل حسن عباس ;
وإشراف احمد فريد صالح .- 1989 .
وهو في جزءين
رسالة جامعية ( ماجستير ) - الجامعة الاردنية .
---
مروان الظفيري
10-07-2006, 11:52 PM
وقد شاهدت نسخة نفيسة منذ سنتين في مكتبة
وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر
من هذا التفسير الرائع ، وطلبت تصويرها ، وحملها إلي
أحد الأصدقاء على cd
بسبب سفري ، وعدم جاهزيتها حينئذ
وهي عنده الآن في دبي ؛ ولعلي آخذها منه الآن ـ بمشيئة الله ـ
وما زلت أحتفظ ببعض المعلومات عنها :
مقاسها
20*37
وعدد أوراقها
532 ورقة
وتاريخ نسخها
سنة 739 هـ
وثمة نسخ أخرى في هذه المكتبة
ولا بدّ من الرجوع إليها عند تحقيق هذا الكتاب
---
Mohmmad
01-11-2007, 02:55 AM
المشايخ الفضلاء
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وتقبل الله منا جميعا صيام رمضان وقيامه ، آمين ...(1/1984)
التقيت قبل أيام بشيخنا الدكتور المفتي محمد مولاي الشنقيطي حفظه الله ، وأخبرني أنه قد انتهى من تحقيق كتاب التسهيل لابن جزي على سبع نسخ خطية أو أكثر ، و سألته عن الفروق بين النسخ الخطية والنسخ المطبوعة، فأجابني بأنها كبيرة ، والنسخ المطبوعة اشتملت على تحريف كثير و سقط ..
و هو الآن يعد الكتاب للطباعة في إحدى الدور البيروتية ، والله الموفق .
اخي الكريم
هل يمكنك تزويدي بمعلومات تفصيلية أكثر ... للأهمية وكيف يتسنى لي الاتصال بالشيخ
بارك الله فيك ...
---
(1/1985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ).
---
تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ).
---
المحرر
05-31-2003, 12:43 AM
تأليف : محمد طلحة بلال أحمد منيار
الناشر : الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن - جدة - السعودية
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 03/05/2003
نوع التغليف: عادي ( ورقي )
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 447
نبذة عن الكتاب : هذا كتاب فريد في المتشابه اللفظي في القرآن الكريم جعله مؤلفه في قسمين رئيسين :
القسم الأول : تمهيد عن الحفظ والنسيان ، والثاني : متشابه القرآن الكريم .
أما القسم الأول : فقد جعله في مبحثين : الأول في الحفظ ، وفيه تعريف الحفظ ، والوسائل الشخصية للحفظ ، والوسائل المساعدة على عملية الحفظ ، وسائل تثبيت الحفظ وإحكام المحفوظ ، وطرق الحفظ ، ومقويات الحفظ والدماغ ، والمصنفات في الحفظ والحفاظ ، وأما المبحث الثاني ففي النسيان وبواعثه وسبل الوقاية من النسيان ، والأوراد والأدعية الواردة في تقوية الحفظ وإزالة النسيان .(1/1986)
وأما القسم الثاني ففي متشابه القرآن - وهو مقصد الكتاب- وفيه بابان : الباب الأول : دراسة عن المتشابه اللفظي ، وفيه خمسة مباحث : الأول : موضوعات المتشابه في القرآن وأنواع المصنفين فيها ، والثاني : مبادىء علم المتشابه اللفظي ، والثالث : فصول في علم المتشابه اللفظي ، والرابع : سرد المصنفات في المتشابه اللفظي ،والخامس : طرق التصنيف في المتشابه اللفظي ، وذكر ستة طرق : الطريقة الأولى : التبويب العددي وعرف فيها بستة كتب ، والطريقة الثانية : التلخص السوري ، وذكر تحتها عشرة كتب ، والثالثة : التصنيف الموضوعي وذكر ثلاثة كتب ،والرابعة : توجيه المتشابهات ، وذكر ستة كتب ، والخامسة : التبويب الهجائي ، وذكر أربعة كتب ، والسادسة ضبط المتشابهات وعرف بمصنفين فيها .
وأما الباب الثاني من القسم الثاني فهو ضوابط المتشابهات ، وذكر ستة ضوابط. وألحق بالكتاب فهارس علمية متنوعة في الألفاظ المتشابهة بحسب أصولها ، والأدوات والضمائر ، وبحسب الحرف محل الاشتباه .
التقويم : هذا الكتاب من أنفس ما ألف في هذا الموضوع إذ أن أكثر الكتب في هذا الفن تقتصر على جمع الآيات المتشابهات وسردها ، وهو أمر عديم الجدوى إذ يغني عنه الآن معاجم ألفاظ القرآن الكريم ولا شك أن أنفع طرق التصنيف هو جمع المتشابهات على طريقة الضوابط ؛ لأن المقصود وقاية القارىء الوقوع في الغلط والالتباس ، وقد توّصل المؤلف بعد دراسة المصنفات في هذا الفن والتي تزيد على الثلاثين كتاباً إلى صياغة ضوابط دقيقة في الآيات المتشابهات الألفاظ ، منها : معرفة الآيات المفردات ، وربط الزيادة بالسورة الطويلة ، واعتبار الترتيب الألفبائي للحروف الهجائية ، والروابط الحرفية والحركية ، وتوجيه المتشابهات ، وهذه الضوابط ضرب لها الكثير من الأمثلة التي يستعان بها على استحضارها وحفظها .(1/1987)
الملاحظات : الكتاب مطبوع طبعة فاخرة بلونين ، ميّز باللون الأحمر الألفاظ المتشابهة ، وألحق بالكتاب فهارس علمية متعددة ، تتعلق بالألفاظ المتشابهة ، ثم بالأحاديث والآثار ، والأعلام والكتب ، والمصادر والمراجع ، والموضوعات ، كما ألحق نماذج صور من أساليب الكتب المؤلفة في هذا الفن من مخطوط ومطبوع .
ومما يلاحظ أن المؤلف ذكر في مقدمة كتابه ص9 أنه سماه : " إغاثة الحفاظ على ضبط الآيات المتشابهة في الألفاظ " بينما طبع الكتاب بعنوان آخر ، وهو : " إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ " ولا شك أن العنوان الذي اختاره المؤلف أدق ولعل الناشر تصرف بالعنوان .
---
عبدالرحمن السديس
05-31-2003, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن الكتب التي تعتني بالمتشابه كتاب الفيروزابادي بصائر ذوي التمييزفي لطائف الكتاب العزيز،
وكتاب متشابه القرآن للكسائي،
ومتشابه القرآن العظيم لأبي الحسن المنادي،
والبرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني،
وكشف المعاني في المتشابه من المثاني لابن جماعة،
وفتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري،
التوضيحات الجلية شرح المنظومة السخاوية في متشابه الآيات القرانية لمحمد محيسن وشعبان إسماعيل،
وسبيل التثبيت واليقين لحفاظ آيات الذكر الحكيم لصفي الدين
تنبيه الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ لمحمد المسند.
ولا أحسن من كثرة المراجعة، مع التدبر، فبعض هذه الكتب قد تزيد الأمر صعوبة!
والله أعلم.
---
عبد الحميد العرفج
09-25-2003, 10:38 AM
جزاك الله يا شيخ عبد الرحمن على هذا الجهد الرائع والمشاركة الجميلة ، ولا أزيد على ما قلت .(1/1988)
والكتب التي ذكرها الأخ السديس قيمة وجيدة ، ولكن فيها تشابه وتداخل ، وأظن حسب الاطلاع الخاص عليها كلها عند بحث كثير من الآيات أن أفضلها هو : متشابه القرآن للكسائي ، وكشف المعاني ، وذلك لانفراد الأول بأشياء لم يسبق إليها ، كبيان المنفردات من الآيات وما كان من القرآن على حرفين وثلاثة وهكذا إلى عشرة حروف .
وأما كشف المعاني فهو رائع ذلك لن فيه توجيهاً بين الآيات المتشابهة ، يفك اللبس والإشكال في كثير من الأحيان إلى أن تنجلي عندك الآيات المتشابهة إلى غير رجعة .
وأيضاً يهتم بالمتشابه المعنوي ، وكذلك بما يوهم التعارض أحياناً ، كل هذا حسب اطلاعي الخاص .
يضاف إلى ما سبق كتاب رائع تأملته كثيراً فوجدته استفاد من الكتب السابقة كلها بأخذ أحسن ما فيها وهو معاصر واسم لكتاب ( أوجز البيان في متشابه القرآن – السيد محمود محمد سند ) فهو جيد في هذا الباب .
على أن عندي في رأياً فيما يتعلق بهذا الفن ( المتشابه ) ، وهو أن مسألة التشابه وعدمها أمرها نسبي ، يختلف من قارئ إلى آخر ، فما عندك متشابه ليس بالضرورة أن يكون عندي كذلك ، ولذا يحسن الاستفادة والاطلاع على جميع الكتب في ذلك ، خاصة فيما أشكل عليك وتشابه ، لا أن ينظر في كل آية ، فربما سبب ذلك بحد ذاته إشكالاً لما هو ثابت وراسخ .
يضاف إلى ذلك كتب ليست في درجة الكتب المتقدمة ، وهي :
1. هداية الحيران في متشابه ألفاظ القرآن / أحمد عبد الفتاح الزوواي .
2. درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهة في كتاب الله العزيز / للخطيب الإسكافي .
3. دليل المتشابهات اللفظية / د. محمد الصغير ، وهذا المعاجم أفضل منه .
وأخيراً إليك هذه المقولة من إمام الحفاظ المتقنين البخاري – تأكيداً لكلام أخي السديس – وذلك عندما سئل البخاري عن داء النسيان وعلاجه ، فقال : مداومة النظر في الكتب . أو كما قال ، فهذا هو أشفى علاج للمتشابه .
والله تعالى أعلم .
---
fethi(1/1989)
09-25-2003, 12:03 PM
Assalaamou 3alykom borthers.
y (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ is it possible to doawload this book
Secondly, I'm living In Paris, is there any brother who can by gor me this book. My Email is fethi_jarray@yahoo.fr
Jazakamou Allahou khyren
wassalem
---
عبدالرحمن الشهري
08-29-2004, 12:57 PM
الأخ فتحي وفقه الله
لعل هذا الكتاب يساعدك
المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظاً في القرآن (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=849).
---
(1/1990)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من الأنفال
---
فوائد من الأنفال
---
أبو مريم المصري
12-08-2003, 07:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا أن تدلوني على مكان به فوائد من سورة الأنفال
---
عبدالرحمن الشهري
12-09-2003, 06:03 AM
أخي الكريم أبا مريم وفقه الله
يمكنك الاستفادة من الكتب التالية :
- تفسير سورة الأنفال للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله تعالى .
- تفسير (في ظلال القرآن) تفسير سورة الأنفال . لسيد قطب رحمه الله.
وستجد فيها ما يسرك إن شاء الله من الفوائد والاستنباطات والتوسع في التفسير.
---
أبو مريم المصري
12-09-2003, 10:15 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
قد اطلعت على الظلال وكنت أود المزيد لا سيما لو كان على النت سهل التحميل أو الاطلاع
---
(1/1991)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب الحدود في علم النحو للرماني
---
حمل كتاب الحدود في علم النحو للرماني
---
مسك
07-20-2005, 12:56 PM
اسم الكتاب : الحدود في علم النحو
اسم المؤلف : أبو الحسن الرماني
نبذة عن الكتاب :
هذه الرسالة تعد بحق مدخل إلى علم النحو ، حيث عرف الرماني رحمه الله المصطلحات التي يحتاج اليها المبتدأ في علم النحو وعلله وذلك بنفس الطريقة الذي انتهجه في رسالته في معاني الحروف ؛ ويتميز أسلوبه بالدقة، والتركيز إلى جانب جزالة العبارة.
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1919)
---
(1/1992)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نداء لمحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم
---
نداء لمحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم
---
طالب علوم القرآن
02-11-2006, 05:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....
إخواني في الله من باب نصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني كتبت هذا النداء على صفحة واحدة بصيغة وورد و ارفقته هنا كملف مرفق ، و ارجو من الأخوة أن يقوموا بتنزيله و نسخه و نشره نصرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو نداء للمسلمين عامة و للبحرينيين و الكويتيين خاصة ، فلا تبخلوا على أنفسكم نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم بنسخ كم ورقة و توزيعها
و جزاكم الله خيرا
---
(1/1993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المحب يعرف من فحوى كلام محبوبه مراده .
---
المحب يعرف من فحوى كلام محبوبه مراده .
---
عبدالله بن بلقاسم
06-21-2006, 10:33 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين أما بعد
فقد وقعت على نفيسة تصلح ترياقا للمشتغلين بالنظر في كتاب الله وتدبره وتفسير معانيه وترجيع الفكر في اختلاف العلماء في تأويل آياته وإني أتترس عن سوء الفهم بالإقرار بأن الحجة والبرهان في السنة والقرآن وأعلم أن للترجيح أصولا ظاهرة وقواعد مقررة وأبرأ إلى الله من زيغ الباطنية وتأويل الملاحدة ودعاوى حدثني قلبي عن ربي.
َقَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ : الْقَلْبُ الْمَعْمُورُ بِالتَّقْوَى إذَا رَجَّحَ بِمُجَرَّدِ رَأْيِهِ فَهُوَ تَرْجِيحٌ شَرْعِيٌّ ، قَالَ : فَمَتَى مَا وَقَعَ عِنْدَهُ وَحَصَلَ فِي قَلْبِهِ مَا بَطَنَ مَعَهُ إنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَوْ هَذَا الْكَلَامَ أَرْضَى لِلَّهِ وَرَسُولِهِ كَانَ هَذَا تَرْجِيحًا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ ، وَاَلَّذِينَ أَنْكَرُوا كَوْنَ الإِلْهَامِ لَيْسَ طَرِيقًا إلَى الْحَقَائِقِ مُطْلَقًا أَخْطَئُوا فَإِذَا اجْتَهَدَ الْعَبْدُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَتَقْوَاهُ كَانَ تَرْجِيحُهُ لِمَا رَجَّحَ أَقْوَى مِنْ أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ ضَعِيفَةٍ فَإِلْهَامُ مِثْلِ هَذَا دَلِيلٌ فِي حَقِّهِ وَهُوَ أَقْوَى مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الأَقْيِسَةِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْهُومَةِ وَالظَّوَاهِرِ والاستصحابات الْكَثِيرَةِ الَّتِي يَحْتَجُّ بِهَا كَثِيرٌ مِنْ الْخَائِضِينَ فِي الْمَذَاهِبِ وَالْخِلافِ ؛ وَأُصُولِ الْفِقْهِ .
وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : اقْرَبُوا مِنْ أَفْوَاهِ الْمُطِيعِينَ وَاسْمَعُوا مِنْهُمْ مَا يَقُولُونَ ؛ فَإِنَّهُمْ تَتَجَلَّى لَهُمْ أُمُورٌ صَادِقَةٌ.(1/1994)
وَحَدِيثُ مَكْحُولٍ الْمَرْفُوعُ { مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا إلا أَجْرَى اللَّهُ الْحِكْمَةَ عَلَى قَلْبِهِ ؛ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَفِي رِوَايَةٍ إلا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ } .
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الداراني : إنَّ الْقُلُوبَ إذَا اجْتَمَعَتْ عَلَى التَّقْوَى جَالَتْ فِي الْمَلَكُوتِ ؛ وَرَجَعَتْ إلَى أَصْحَابِهَا بِطَرَفِ الْفَوَائِدِ ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَيْهَا عَالِمٌ عِلْمًا . وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { : الصَّلاةُ نُورٌ ؛ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ؛ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ } وَمَنْ مَعَهُ نُورٌ وَبُرْهَانٌ وَضِيَاءٌ كَيْفَ لا يَعْرِفُ حَقَائِقَ الأَشْيَاءِ مِنْ فَحْوَى كَلَامِ أَصْحَابِهَا ؟ وَلا سِيَّمَا الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مَعْرِفَةً تَامَّةً ؛ لأَنَّهُ قَاصِدٌ الْعَمَلَ بِهَا ؛ فتتساعد فِي حَقِّهِ هَذِهِ الأَشْيَاءُ مَعَ الامْتِثَالِ وَمَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ حَتَّى أَنَّ الْمُحِبَّ يَعْرِفُ مِنْ فَحْوَى كَلَامِ مَحْبُوبِهِ مُرَادَهُ مِنْهُ تَلْوِيحًا لَا تَصْرِيحًا .
وَالْعَيْنُ تَعْرِفُ مِنْ عَيْنَيْ مُحَدِّثِهَا * إنْ كَانَ مِنْ حِزْبِهَا أَوْ مِنْ أَعَادِيهَا
إنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى * وَعَقْلُ عَاصِي الْهَوَى يَزْدَادُ تَنْوِيرًا(1/1995)
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : { لا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا } " وَمَنْ كَانَ تَوْفِيقُ اللَّهِ لَهُ كَذَلِكَ فَكَيْفَ لا يَكُونُ ذَا بَصِيرَةٍ نَافِذَةٍ وَنَفْسٍ فَعَّالَةٍ ؟
وَإِذَا كَانَ الْإِثْمُ وَالْبِرُّ فِي صُدُورِ الْخَلْقِ لَهُ تَرَدُّدٌ وَجَوَلانٌ ؛ فَكَيْفَ حَالُ مَنْ اللَّهُ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَهُوَ فِي قَلْبِهِ.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : الإِثْمُ حواز الْقُلُوبِ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ وَالصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ فَالْحَدِيثُ الصِّدْقُ تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ النَّفْسُ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ الْقَلْبُ. وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْحَقِّ ؛ فَإِذَا لَمْ تَسْتَحِلَّ الْفِطْرَةُ : شَاهَدَتْ الأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ ؛ فَأَنْكَرَتْ مُنْكِرَهَا وَعَرَّفَتْ مَعْرُوفَهَا . قَالَ عُمَرُ : الْحَقُّ أَبْلَجُ لَا يَخْفَى عَلَى فَطِنٍ . فَإِذَا كَانَتْ الْفِطْرَةُ مُسْتَقِيمَةً عَلَى الْحَقِيقَةِ مُنَوَّرَةً بِنُورِ الْقُرْآنِ . تَجَلَّتْ لَهَا الأَشْيَاءُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمَزَايَا وَانْتَفَتْ عَنْهَا ظُلُمَاتُ الْجَهَالاتِ فَرَأَتْ الأُمُورَ عِيَانًا مَعَ غَيْبِهَا عَنْ غَيْرِهَا.(1/1996)
وَفِي السُّنَنِ وَالْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ؛ وَعَلَى جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ ؛ وَفِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ؛ وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ؛ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ . وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ ؛ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الإِسْلَامُ ؛ وَالسُّتُورُ الْمُرْخَاةُ حُدُودُ اللَّهِ ؛ وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَفْتَحَ بَابًا مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ نَادَاهُ الْمُنَادِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَفْتَحْهُ ؛ فَإِنَّك إنْ فَتَحْته تَلِجْهُ . وَالدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ ؛ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ }
فَقَدْ بَيَّنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ - الَّذِي مَنْ عَرَفَهُ انْتَفَعَ بِهِ انْتِفَاعًا بَالِغًا إنْ سَاعَدَهُ التَّوْفِيقُ ؛ وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عُلُومٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَاعِظًا وَالْوَعْظُ هُوَ الأَمْرُ وَالنَّهْيُ ؛ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ . وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَعْمُورًا بِالتَّقْوَى انْجَلَتْ لَهُ الأُمُورُ وَانْكَشَفَتْ ؛ بِخِلافِ الْقَلْبِ الْخَرَابِ الْمُظْلِمِ .(1/1997)
قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ : إنَّ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ سِرَاجًا يُزْهِرُ . وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : " { إنَّ الدَّجَّالَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ وَغَيْرِ قَارِئٍ } فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَبَيَّنُ لَهُ مَا لَا يَتَبَيَّنُ لِغَيْرِهِ ؛ وَلا سِيَّمَا فِي الْفِتَنِ وَيَنْكَشِفُ لَهُ حَالُ الْكَذَّابِ الْوَضَّاعِ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؛ فَإِنَّ الدَّجَّالَ أَكْذَبُ خَلْقِ اللَّهِ مَعَ أَنَّ اللَّهَ يُجْرِي عَلَى يَدَيْهِ أُمُورًا هَائِلَةً ومخاريق مُزَلْزِلَةً حَتَّى إنَّ مَنْ رَآهُ افْتَتَنَ بِهِ فَيَكْشِفُهَا اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ حَتَّى يَعْتَقِدَ كَذِبَهَا وَبُطْلانَهَا . وَكُلَّمَا قَوِيَ الإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ قَوِيَ انْكِشَافُ الأُمُورِ لَهُ ؛ وَعَرَفَ حَقَائِقَهَا مِنْ بَوَاطِلِهَا وَكُلَّمَا ضَعُفَ الإِيمَانُ ضَعُفَ الْكَشْفُ وَذَلِكَ مَثَلُ السِّرَاجِ الْقَوِيِّ وَالسِّرَاجِ الضَّعِيفِ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ : { نُورٌ عَلَى نُورٍ } قَالَ : هُوَ الْمُؤْمِنُ يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ الْمُطَابِقَةِ لِلْحَقِّ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فِيهَا بِالأَثَرِ فَإِذَا سَمِعَ فِيهَا بِالأَثَرِ كَانَ نُورًا عَلَى نُورٍ . فَالإِيمَانُ الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ يُطَابِقُ نُورَ الْقُرْآنِ ؛ فَالإِلْهَامُ الْقَلْبِيُّ تَارَةً يَكُونُ مِنْ جِنْسِ الْقَوْلِ وَالْعِلْمِ ؛ وَالظَّنُّ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَذِبٌ . وَأَنَّ هَذَا الْعَمَلَ بَاطِلٌ ؛ وَهَذَا أَرْجَحُ مِنْ هَذَا ؛ أَوْ هَذَا أَصْوَبُ.(1/1998)
وَفِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ } . وَالْمُحَدِّثُ : هُوَ الْمُلْهَمُ الْمُخَاطَبُ فِي سِرِّهِ . وَمَا قَالَ عُمَرُ لِشَيْءِ : إنِّي لأَظُنّهُ كَذَا وَكَذَا إلَّا كَانَ كَمَا ظَنَّ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ .
وَأَيْضًا فَإِذَا كَانَتْ الأُمُورُ الْكَوْنِيَّةُ قَدْ تَنْكَشِفُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ لِقُوَّةِ إيمَانِهِ يَقِينًا وَظَنًّا ؛ فَالأُمُورُ الدِّينِيَّةُ كَشْفُهَا لَهُ أَيْسَرُ بِطَرِيقِ الأَوْلَى ؛ فَإِنَّهُ إلَى كَشْفِهَا أَحْوَجُ فَالْمُؤْمِنُ تَقَعُ فِي قَلْبِهِ أَدِلَّةٌ عَلَى الأَشْيَاءِ لا يُمْكِنُهُ التَّعْبِيرُ عَنْهَا فِي الْغَالِبِ فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لا يُمْكِنُهُ إبَانَةُ الْمَعَانِي الْقَائِمَةِ بِقَلْبِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ الْكَاذِبُ بَيْنَ يَدَيْ الصَّادِقِ عَرَفَ كَذِبَهُ مِنْ فَحْوَى كَلامِهِ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ نَخْوَةُ الْحَيَاءِ الإِيمَانِيِّ فَتَمْنَعُهُ الْبَيَانَ وَلَكِنْ هُوَ فِي نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ حِذْرَهُ مِنْهُ وَرُبَّمَا لَوَّحَ أَوْ صَرَّحَ بِهِ خَوْفًا مِنْ اللَّهِ وَشَفَقَةً عَلَى خَلْقِ اللَّهِ لِيَحْذَرُوا مِنْ رِوَايَتِهِ أَوْ الْعَمَلِ بِهِ .
وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْكَشْفِ يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الطَّعَامَ حَرَامٌ ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ كَافِرٌ ؛ أَوْ فَاسِقٌ ؛ أَوْ دَيُّوثٌ ؛ أَوْ لُوطِيٌّ ؛ أَوْ خَمَّارٌ ؛ أَوْ مُغَنٍّ ؛ أَوْ كَاذِبٌ ؛ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ظَاهِرٍ بَلْ بِمَا يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ .(1/1999)
وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مَحَبَّةً لِشَخْصِ وَأَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ صَالِحٌ ؛ وَهَذَا الطَّعَامَ حَلالٌ وَهَذَا الْقَوْلَ صِدْقٌ ؛ فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَبْعَدَ فِي حَقِّ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ . وَقِصَّةُ الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى هِيَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَأَنَّ الْخَضِرَ عَلِمَ هَذِهِ الأَحْوَالَ الْمُعَيَّنَةَ بِمَا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ . وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَطُولُ بَسْطُهُ قَدْ نَبَّهْنَا فِيهِ عَلَى نُكَتٍ شَرِيفَةٍ تُطْلِعُك عَلَى مَا وَرَاءَهَا .
---
علال بوربيق
06-22-2006, 12:56 AM
أخي عبد الله بن القاسم بارك الله فيك :
هذا الذي حضرني وأنا أشارك على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5865 ولكن نسيت مصدرهذا الكلام الذي علق بذهني فاختصرته اختصارا: " أقول يا أخي إن أفضل تفسير لكتاب الله بعد قراءة مختصر من مختصرات التفسير هو قلب المؤمن " ليتك تذكر مصدر هذه النفيسة من كلام شيخ الإسلام
---
عبدالرحمن السديس
06-22-2006, 01:00 AM
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب .
تنبيه : إذا كُتب عنوان الموضوع مشكلا (بالحركات) فإنه لا يخرج إذا بحث عنه في محرك البحث إلا إذا كتب مثله تماما ، ولو اختلفت حركة لم تخرج نتيجة ؛ وعليه يحسن ترك التشكيل في العنوانين ؛ لأنه بعد مدة قد يُحتاج إليه فيعسر أو يتعذر الوصول إليه . أزلتُ الشكل من العنوان لهذا التنبيه فجزاك الله خيراً . المشرف .
---
عبدالله بن بلقاسم
06-22-2006, 01:13 AM
جزاكما الله خيرا على طيب دعائكما
المصدر
مجموع الفتاوى التمذهب(20/42)
---
عبدالرحمن الشهري
06-24-2006, 01:28 PM(1/2000)
هذا كلام دقيق يحتاج القارئ للتحقق من صحته وتذوقه إلى مجاهدة طويلة للنفس في باب العمل والعبادة وباب العلم والتدبر ، وقد كان للعلماء من السلف والخلف نصيبٌ كبيرٌ من هذا جعلهم يقولون هذا ، ويشيرون إليه في كتبهم وحكاية أحوال بعضهم نسأل الله العظيم أن يبلغنا منازل أولئك العلماء في العمل والعلم ، وأن لا يجعل حظنا من هذا التمني والرجاء .
شكر الله لكم يا أبا محمد هذا التنبيه على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجزاه خير الجزاء ، فكلما ازداد الطالب اطلاعاً على كتب ابن تيمية وتدبراً لكلامه ازداد يقيناً بإمامته وفضله وسعة علمه.
---
عبدالله بن بلقاسم
06-24-2006, 01:53 PM
وإياك يا أبا عبدالله
---
(1/2001)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجالس الشنقيطي في التفسير:عذب نمير لا فيه مجاز للتعكير.
---
مجالس الشنقيطي في التفسير:عذب نمير لا فيه مجاز للتعكير.
---
أبو عبد المعز
11-29-2005, 05:33 AM
صدرت قديما رسالة الإمام الشنقيطي-رحمه الله- "منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز".
وصدرت حديثا أحاديثه في التفسير تحت عنوان : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير بعناية الشيخ خالد السبت –حفظه الله-.
و هذا الإصدارالأخير قد يثير فضولا علميا-عندي على الأقل- من قبيل :كيف سيكون صنيع الشيخ-وهو المنكر للمجاز- أمام تفسير آيات يذهب في شأنها المفسرون إلى أن المجاز فيها ضربة لازب ؟ وكيف سينفذ الشيخ عمليا في "مجالسه التفسيرية " ما تقرر عنده نظريا في "منع جواز المجاز".؟
وقد رافقت الشيخ الإمام عبر رحلته التفسيرية فما وجدته –قط- يعرج على المجاز أو يستظل به فضلا عن أن يرفع له شأنا أو يأبه لمن يدعي أن إنكار المجاز مكابرة وأن تفسير القرآن بدونه لا يستقيم.....فقد استقام التفسير للشيخ وأمتعنا به أي إمتاع ووردناه عذبا نميرا وما كان المجاز إلا للتنحي غيرة على هذا الورد من التعكير.
ولعل استقراء المواضع كلها غير متاح , لكن لا ضير... فحسبنا أن نضرب أمثالا ونعتبر المذكور دليلا على المطوي :
1- تحليل الشنقيطي المعجمي ل"القتل" انطلاقا من تفسير قوله تعالى :"فاقتلوا أنفسكم":
قال-رحمه الله-(وقوله "فاقتلوا أنفسكم"كأنهم قالوا : بم نتوب إلى بارئنا توبة يقبلها منا؟ قيل لهم :"فاقتلوا أنفسكم"أو الفاء للتعقيب,لأن هذا القتل عقب الذنب هو الذي حصلت به التوبة.
وأصل "القتل " في لغة العرب :إزهاق الروح بشرط أن يكون من فعل فاعل ,كالطعن,والضرب,والخنق, وما جرى مجرى ذلك,أما إزهاق الروح بلا سبب من ضرب أو نحوه فهو موت وهلاك لا قتل.(1/2002)
وقد تطلق العرب مادة القاف والتاء واللام على غير إزهاق الروح, فتطلقه على التذليل, فالتقتيل : التذليل, وتطلق القتل أيضا على إضعاف الشدة , فمن إطلاق التقتيل على التذليل قول امريء القيس:
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي***بسهميك في أعشار قلب مقتل.
أي مذلل.وقول زهير:
كأن عيني في غربي مقتلة***من النواضح تسقي جنة سحقا.
وكذلك يطلق القتل على كسر الشدة , ومنه قتل الخمرة بالماء,أي : كسر شدتها بالماء,كما قال حسان رضي الله عنه:
إن التى ناولتني فرددتها***قتلت قتلت فهاتها لم تقتل.
يعني بقتلها :إضعاف شدتها بمزجها بالماء.)
ص95
يذكر الشيخ من معاني القتل ثلاثة:
- القتل بمعنى عام إزهاق الروح.
- القتل بمعنى عام هو إضعاف الشدة (التذليل صورة منه).
- القتل بالمعنى السابق لكنه خاص بالخمرة (اضعاف قوتها بالماء).
وقبل تحرير مسلك الشيخ نذكر ما يقرره أهل المجاز في مثل هذه الحالة تمهيدا للمقارنة بين التوجيهين :
سيقولون : القتل وضع لإزهاق الروح فقط.....
فإذا استعمل في غير أو أقل أو أكثر من إزهاق الروح فذالكم مجاز.وهكذا ف"القلب المقتل"عند امريء القيس مجاز حيث شبهت حالة الذل بحالة القتل وشبه المذل –بالكسر-بالقاتل.
والخمرة عند حسان "قتلت" ولما كان القتل لم يوضع إلا لزهق الروح كان التعبير بالخمرة المقتولة مجازا لا محالة : فالخمرة القوية التي ضعفت شدتها بالماء شبهت بالجسد الحي القوي المتحرك الذي نزعت منه الروح فأصبح خامدا خاملا.وهكذا يسلكون مع كل الاستعمالات الأخرى.....
تحت هذا التوجيه تكمن مسلمتان :
- القول بالأصل والفرع :(1/2003)
أي أن الألفاظ تنتظم في اللغة على شكل مشجر : أصل واحد هو المعنى الوضعي وفروع كثيرة هي المجازات....ولا نعني بالتفرع هنا أن المعنى المجازي مشتق من المعنى الوضعي-كما قد يوهم التشبيه بالشجرة- بل نعني فقط وجوب لحاظ أو استحضار المعنى الوضعي كلما قلنا هذا مجاز....وهذا ما يعبر عنه البيانيون باشتراط العلاقة في الدلالة المجازية...فلو فرضنا وجود سبع مجازات فلا بد أن تكون لها كلها علاقة ما بمعنى وضعي وحيد .هذا ما أعنيه بالتشجير وهو قريب من عبارة القوم التي تنص على أن الحقيقة كالأصل للمجاز-ولا يقولون أصل-.
- القول بالسابق واللاحق:
أي أن هناك مسارا تاريخيا مرتبا :فقد حدث الوضع أولا ثم نشأ الاستعمال ثانيا, واختبار الاستعمال هو المحدد للمجاز: فإن استعملت اللفظة في المعنى الوضعي فهي حقيقة وإلا فهي مجاز.وهذا الترتيب لا بد منه فالبيانيون يقررون أن الكلمة بعد الوضع وقبل الاستعمال ليست حقيقة ولا مجازا.
من نافل القول أنه يكفي عدم التسليم بالمسلمتين السابقتين لنتخلص نهائيا من شبح المجاز....هذا ما فعله الشيخ-رحمه الله- وله في سبيل ذلك عبارات مختارة بعناية ودقة تنم عن احتراس شديد:
-فالشيخ يجتنب كلمة "الوضع" ومشتقاته, ويوظف كلمة "الإطلاق " ومشتقاتها فيقول:
1. وقد تطلق العرب مادة القاف والتاء واللام على غير إزهاق الروح...
2. فتطلقه على التذليل.....
3. فمن إطلاق التقتيل على التذليل قول امريء القيس...
4. وكذلك يطلق القتل على كسر الشدة ....
واضح أن الأمر لا يتعلق بتفضيل أسلوبي فالشيخ يريد بالاطلاق الاستعمال وشتان بين الوضع والاستعمال.
فإن قيل: الشيخ يقول بالأصل أيضا ألم تر قوله: وأصل "القتل " في لغة العرب :إزهاق الروح بشرط أن يكون من فعل فاعل..
قلنا ليس الأمر كذلك, ف"الأصل" هنا كما لا يخفى لا يراد به ما يبنى عليه غيره بل يريد به كثرة الاستعمال لا غير.....والدليل على ذلك قوله بعد ذلك:(1/2004)
( وقد تطلق العرب مادة القاف والتاء واللام على غير إزهاق الروح, فتطلقه على التذليل, فالتقتيل : التذليل, وتطلق القتل أيضا على إضعاف الشدة....)
وتصديره الكلام بعبارة "وقد" لا يفهم منه إلا التقليل أو التكثير ولا يفهم منه البتة ابتناء شيء على شيئ....
ويؤول تحليل الشيخ إلى القول بتعدد الأصول-بمعنى الاستعمال- بدلا من الأصل الوحيد –بمعنى الوضع-.وإذا شئنا الدقة أكثر تخلينا عن مفهوم "أصول" الموهم وبدلناه بمفهوم "التوازي"......ولهذا المفهوم الجديد المقترح رصيد عال من الدقة فمن أهم دلالاته تخطي مسلمتي أهل المجاز المذكورتين سابقا:
-فليس عند الشيخ انبناء شاقولي لمعاني الألفاظ.....كما في الصورة المشجرة....وإنما هو تواز أو تجاور عرضي أفقي.فلم توضع كلمة" قتل" جذرا بمعنى ازهاق الروح وأرجعت إليها الفروع بملاحظة علاقة ما ولكن العرب تكلمت بهذا وهذا وهذا.....ومن التحكم بمكان الادعاء أن هذا أصل وأن ذاك فرع.....مع أن الجميع وصل إلينا بالاستعمال...صحيح أن الاستعمال في معنى قد يكثر حسابيا بالمقارنة مع الاستعمال في معنى آخر لكن هذا لا يرتب المعنيين أصلا وفرعا....والمجازيون أنفسهم لا يجعلون الكثرة معيارا فهم يتحدثون عن وجود مجاز لم يستعمل في الحقيقة أبدا –ويزعمون أن اسم "الرحمن "منه- فضلا عما سيترتب عن معيار الكثرة من قتل للمجاز نفسه فكلما كثر المجاز أصبح حقيقة وكلما ندر التعبير الحقيقي أصبح مجازا وهذا خبط واضح...(1/2005)
-ومفهوم التوازي ينهي أيضا الرجم بالظن على الصعيد التاريخي.....فلا تعاقب ولكنه التزامن في الاستعمال....فقد استعملت العرب القتل بمعنى ازهاق الروح في تزامن مع استعمالها للقتل بمعنى التذليل وفي تزامن مع استعمالها له في كسر سورة الخمر.....وهي العرب تقول ما تشاء.....نعم , يجوز أن يسبق استعمال استعمالا آخر في الوجود لكن هذا لا يفيد شيئا ما دمنا لا نرد أحدهما إلى الآخر...-وقد أثبت البنيويون أنه من المتعين دراسة اللغة بالنظر إلى المحور التزامني الذي يسمونه السانكروني وقد لا يفيد اعتبار المحور التاريخي الذي يسمونه الدياكروني.-ثم قبل هذا وبعد هذا من يا ترى سيثبت تاريخيا أن هذا المعنى سبق في الاستعمال ذلك المعنى الأخر....إلا بضرب من الكهانة على حد تعبير شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله-.
يتبع.....
---
أبو عبد المعز
12-01-2005, 01:09 AM
2- الاحتراس المنهجي والحساسية المفرطة من التأويل:
قال الشيخ في تفسير قوله تعالى:{وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} (48) سورة البقرة
والمراد باتقاء اليوم:اتقاء ما فيه من الأهوال والأوجال,لأن القرآن بلسان عربي مبين , والعرب تعبر بالأيام عما يقع فيها من الشدائد, ومنه "هذا يوم عصيب"[هود:88] لما فيه من الشدة, وهذا معنى قوله {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً ...} (48) سورة البقرة.و(اليوم) مفعول به ل"اتقوا".وقيل المفعول محذوف,واليوم ظرف.أي : اتقوا العذاب يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا.
ص 68
لما فسر الشيخ "اتقاء" اليوم باتقاء ما فيه من الأهوال ذيل تفسيره بتعليلين أو –إذا تحرينا الدقة – بتعليل, وتعليل للتعليل.
-القرآن نزل بلسان عربي مبين.
-العرب تعبر بالأيام عما يقع فيها من الشدائد .(1/2006)
كل هذا "عادي" جدا لبادي الرأي ....ولكن النظرة الفاحصة لعارف بمنهج الشيخ في التفسير سيلمس تحت هذه الجمل العادية احتراسا منهجيا شديدا....:
قد يقال مثلا:
هل يستدعي المقام التذكير بحقيقة بدهية من نوع: القرآن نزل بلسان عربي مبين؟
ثم قوله( والمراد باتقاء اليوم:اتقاء ما فيه من الأهوال والأوجال) أهو من الغرابة بحيث يستدعي تعليلا؟
ومن هذا المعترض البياني المفترض الذي أحوج الشيخ إلى تعليل قوله السابق العادي: "لأن القرآن بلسان عربي مبين؟".
لا جواب على هذه الأسئلة إلا باستحضار الخيار المنهجي للمفسر.
فقد اختارالشيخ الشنقيطي –رحمه الله- منهج السلف الذي بني على قاعدة الموضوعية الصارمة أعني عدم الاسترواح إلى اعتبارات الذات من ذوق وهوى واستحسان...ومن هنا كان الشيخ –كأسلافه-مناوئا لكل تأويل .....ويأتي على رأس القائمة التأويلية : المجاز.فلما قال الشيخ : "والمراد باتقاء اليوم:اتقاء ما فيه من الأهوال والأوجال." استشعر – برهافة احتراسه المنهجي-أنه "ارتكب " ما يشبه المحظور,أووقع في شائبة التأويل –شبح المجاز بدأ يطفو-.فكأن المعترض البياني واجه الشيخ بالسؤال التالي:كيف يقول الله "اتقوا يوما" وتحرفه أنت إلى "اتقوا ما فيه"....أليس هذا من المجاز المرسل الذي تنكره بشدة : أطلق الظرف الزماني وأراد المظروف.ألم تقل في رسالتك المانعة للمجاز:"وأوضح دليل على منعه في القرآن إجماع القائلين بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه ويكون نافيه صادقا في نفس الأمر, فتقول لمن قال : رأيت أسدا يرمي ...ليس هو بأسد..وإنما هو رجل شجاع......فيلزم على القول بأن في القرآن مجازا أن في القرىن ما يجوز نفيه.."
أليس النفي ممكنا في تفسيرك , فيقال ليس هو باتقاء اليوم وإنما اتقاء ما فيه.....؟؟
للرد على كل هذا ومثله قال الشيخ الإمام :" والعرب تعبر بالأيام عما يقع فيها من الشدائد."
بمعنى أن "اليوم" دال بالقوة على معنيين :
-الظرف
-والمظروف.(1/2007)
والسياق هو الذي يظهر المعنى المراد بالفعل.ولما كان القرآن نازلا بلسان العرب جاز له ان يفهم أن المراد ب"اتقوا يوما" اتقوا ما فيه من أوجال.
يتبع.......
---
أبو عبد المعز
03-12-2006, 09:41 PM
3-ثنائية :الدلالة بالقوة والدلالة بالفعل.
يستهل الشيخ تحليله المعجمي للكلمات على وتيرة واحدة...فهو يشير إلى بعض معاني الكلمة أو التعبير في القرآن الكريم أو اللسان العربي, ثم يقف عند المعنى الذي يراه هو المقصود في الآية...وقد يسلك عكس هذا الترتيب ...وله هنا تعابير أثيرة متكررة منها(اقتصرنا على الاختيارمن بضع صفحات من تفسيره لسورة الانعام من المجالس):
-معروف في القرآن و في لغة العرب ......[أن الفعل يسند إلى المجموع والمراد
بعض المجموع لا جميعهم.]
-[الهدى]..... يطلق في القرآن إطلاقين : عام وخاص.....
-ومن أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن:[أن الشيء إذا كان قليل الجدوى أطلق عليه :لا شيء]....
-وكثيرا ما يطلق القرآن اسم [الميت على الكفر]..
-[مادة الطيرانٍ] قد تطلقها العرب على...[ الإسراع بالرجلين].
-[الضلال ]جاء إطلاقه في القرآن وفي لغة العرب على [ثلاثة أنحاء متقاربة]
التحليل الأسلوبي للغة الشيخ يظهر:
- تفضيله لمادة [ط.ل.ق ]حيثما يستعمل غيره مادة [و.ض.ع.]
-اعتماد التعابير التي تدل على التعددية الدلالية لمدلول الكلمة .....ومن وسائله استعمال حرف"قد" العددية و"من" التبعيضية فضلا عن الصيغ والكلمات الدالة على الجمع والكثرة.
هذه الظاهرة الأسلوبية تدل على نظرية في اللغة يتبناها الشيخ من مفرداتها: الاستغناء عن المجاز في تفسير كلام العرب وبالتالي كلام الله تعالى....
فبدل القول : هذا اللفظ وضع لهذا المعنى واستعمل مجازا في معنى آخر....(1/2008)
فالشيخ يقول:هذا اللفظ يدل بالقوة -في اللغة-على كل المعاني الممكنة في الاستعمالات الصحيحة.....ويدل بالفعل –في الاستعمال -على هذا المعنى الخاص استنادا إلى قرائن السياق...
فكأن الشيخ رحمه الله جعل الدلالة بالقوة والدلالة بالفعل بديلا للدلالة الحقيقية والدلالة المجازية.
والله أعلم.
---
فهد الناصر
03-19-2006, 12:01 AM
مع تقديري لكم يا أبا عبدالمعز إلا أنني أرى أنكم تبالغون في نصرة مذهب نفي المجاز كما يدل عليه العنوان هنا ، والأمر فيه سعة ، وقد أخذ هذا الموضوع أكبر من حجمه الطبيعي - في نظري على الأقل.
والتوسط في الموضوع هو الذي يمكن أن تقبله الأدلة ، فينفى المجاز في بعض المسائل الخاصة بصفات الله سبحانه وتعالى . ويبقى الأمر على ما هو عليه في اللغة ، ومسألة الاصطلاح لا مشاحة فيها ، وهي للتنظيم العلمي للمسائل. والله أعلم
انظر هذا الجواب للدكتور ناصر الماجد ففيه توسط في النظر للمسألة.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=62
---
أبو عبد المعز
03-19-2006, 01:30 AM
الأخ الناصر:
نظرية المجاز- عندي- مسألة علمية لا تعدو أن تكون بحثا في جانب من جوانب اللغة الإنسانية ومحاولة لفهم آلية الدلالة وكيف ينظم العقل البشري مفردات العالم بواسطة مجموعة من الدالات.وكيف يفك المتكلم رموز اللغة:عندما يسمع الشخص : رأيت أسدا يرمي.......فماذا يحدث في ذهنه:
-هل يكتفي بالسياق اللفظي والحالي فيفهم أن المقصود رؤية رجل يرمي.
-أم لا بد من أن يستحضر صورة الأسد أولا ثم يفهم أن الأسد غير مقصود ثانيا ثم يصحح الفهم بملاحظة القرائن فيفهم أن المقصود رجل ثالثا.
أهل المجاز يقولون لا بد لفهم الجملة السابقة من المرور بالمراحل الثلاث.
ونحن نقول أن الأقرب هو الفرض الأول.....وندعي أن المرحلة الأخيرة كافية للفهم دون سابقتيها.(1/2009)
المسألة عندي لا تأخذ إلا هذا الحجم...وإن تعلقت بالقرآن والمذاهب الكلامية فبالقصد الثاني لا الأول.
وفي نيتي مواصلة البحث فيها....وعندي خطاطة رد على الدكتور عبد العظيم المطعني بخصوص ردوده على ابن القيم و الشنقيطي في كتابه عن المجاز الذي يشتمل على 1147 صفحة بدون احتساب الفهارس ( وكل ما كتبته في الموضوع قديما وحديثا لا يصل عشر معشار كتاب واحد )
وعندي مسودة حول تفسير البيانين للبسملة مدارها على المجاز أيضا.
أخي ناصر: إن ظهر لك أن مسألة المجاز مسألة اصطلاح فقط وأنها يمكن حلها بالتوافق أو التراضي أو التوسط فأنا لا أنازعك في اختيارك.....
لكني أعاتبك على قولك : وقد أخذ هذا الموضوع أكبر من حجمه الطبيعي....
فلا أتبين قصدك بالحجم الطبيعي : الحجم على صفحات ملتقى التفسير أم الحجم في مساحته في تفكيري أم حجم المسألة العلمية التي هي المجاز.
مع التحية.......
---
فهد الناصر
03-20-2006, 03:10 AM
بل أقصد أنه أخذ مساحة من حجم تفكيرك الشخصي ، وظهر بعضه على صفحات الملتقى . أضف إلى ذلك إثارة مشكلة المجاز دوماً في الوسط العلمي المتخصص على أنها مشكلة عقدية ، وأن القول بالمجاز إما أنه دليل على سطحية القائل ، أو عدم عنايته بالعقيدة . وأنا أختلف مع هذه النظرة المتطرفة للموضوع ، ولا أراها إلا مسألة علمية كما تفضلتم . هذا كان سبب تعقيبي فحسب . وتقبل تحياتي واحترامي.
---
(1/2010)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حاجة كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري للتحقيق ، وحاجة التحقيق للتنسيق
---
حاجة كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري للتحقيق ، وحاجة التحقيق للتنسيق
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 09:05 AM
كنت ذكرت في موضوع سابق(1) أن كتاب (غاية النهاية في طبقات القراء) للإمام محمد بن الجزري المتوفى سنة 833هـ الذي طبعه المستشرق برجشتراسر من أهم وأوسع كتب طبقات القراء ، وأنه يحقق الآن من قبل الباحث الفاضل الدكتور عماد بن أمين الددو ، وذلك على خمس نسخ خطية ، وقد أخبرني بذلك أخي الكريم الدكتور محمد بن فوزان العمر الأستاذ المشارك بكلية المعلمين بالرياض .
وقد وصلتني رسائل بعد ذلك تشير إلى أن هذا الكتاب يحقق من قبل باحثين آخرين أيضاً الآن ، فأحببت طرح هذا الموضوع دعوة لتوحيد الجهود والتنسيق فيما بين المحققين ليتم توحيد الجهد ، وإخراج الكتاب مرة واحدة بتحقيق يتلافى أوجه القصور ، ويكون خادماً للكتاب ولطلبة العلم معاً دون تكرارٍ في الجهود لا حاجة إليه.
وأرجو أن أرى تعليق الدكتور عمار الددو والدكتور خالد أبو الجود على هذا الموضوع جزاهما الله خير الجزاء ، كما أرجو ممن لديه علم بمن يقوم على تحقيق هذا الكتاب أن يتكرم بالتعقيب .
الرياض
22/1/1428هـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6118) .
---
نورة
02-10-2007, 02:10 PM
قرأت عن تحقيقه
هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6274)
---
أمين الشنقيطي
02-10-2007, 03:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:(1/2011)
هذا الكتاب الهام، يقوم بتحقيقه مجموعة من طلبة الدكتوراة في جامعة أم القرى، وذلك بحسب ماأفدته من المحاضر الشيخ أمين إدريس فلاتة بجامعة أم القرى،
وقبل توحيد الجهود أخي الدكتور عبد الرحمن حفظك الله أرجوا تشكيل مداخلات أو ندوات تثير سمات التحقيق المميز الذي تريد أن يظهر عليه هذا التحقيق.
كما أخبرك باقتراحي الذي عرضته على الدكتور أحمد بزوي الضاوي أستاذ الحديث،في مشاركة (القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق)لعل فيه مايفيد الباحثين في الموضوع والله اعلم.
---
أبو الجود
02-10-2007, 06:27 PM
جزاك الله خيرا على عرض هذا الموضوع ووحدة الجهود فيها خير كثير جدا بل مستعد للتوقف إن كان عمل الأخوة قد تم
كل ما أستطيع قوله الان بارك الله في جهود الأخوة الذين يعملون على الكتاب للحصول على درجة علمية ولكن أغلب
الأعمال العلمية لا تخرج إلا بعد جهد جهيد فنسأل الله التوفيق والسعادة لإخواننا بل ترحب جميعا بتقديم يد العون لهم د
أخي بالنسبة لي
قارنت الكتاب على مخطوطات دار الكتب ، وبعض مخطوطات خارجية ، ووجدت التصحيف فيها جميعا شديد بل السقط
أحيانا مما يجعل الاعتماد على واحده بعينها صعب فلابد من جمع المخطوطات من أغلب مظانها ، وقد انتهيت ولله
الحمد من هذه المقارنه .
ثانيا : تحقيق صحة الاسم واللقب بالذات ففي الكتاب وخاصة ممن كتب المخطوطات وهو ليسوا من أهل الصنعة وهم كثير
جدا فلا بد من مراجعة الأسماء على كتب الأنساب والتراجم ، وهذا ما أعمل عليه الان
ثالثا : بالكتاب كنوز من المعلومات في علم القراءات بالذات لابد من إظهارها .
رابعا : بالكتاب بعض الأحكام لابن الجزري لابد من مناقشتها كما فعل سماحة الدكتور الجكني ، والدكتور الفاضل الأخ
أنمار .
وللكتاب أعمال أخرى تخدمة .
أقول مستعد لتقديم كل ما لدي بل والتوقف إن كان حقيقة أقول حقيقة أن الأخوة الأفاضل الأكارم خاصة الكتور المحقق(1/2012)
البارع الدودو قد عملوا ووصلوا لمرحلة متقدمة فيه .
بارك الله في الجميع ، ومن يريد تقديم يد العون من الأخوة الأكارم أهل العلم فليتفضل حتى تتوحد الجهود والله الموفق
اعتذر عن كثرة الأخطاء لأسباب خاصة بالجهاز عندي فأرجو قبول العذر
---
مروان الظفيري
02-11-2007, 12:14 PM
جزى الله خيرا شيخنا الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن على إثارته هذا الموضوع
وهو جدير بالبحث والمدارسة والتدبر
وليت كل الذين يعملون في تحقيق التراث يتبعون هذه الخطة في هذه الفضاءات الواسعة الممتدة
ولن أبين هنا أهمية هذا الكتاب ، فالقاصي والداني عنده علم بذلك
ولكن المهم الآن تحقيق الكتاب
وقد تفضل أخي الشيخ الفاضل خالد أبو الجود بما تفضل به من توضيح لهذه المسألة
وبما أنني في دبي ، في زيارة لبضعة أيام
وقد قرأت هذا الخبر في منتدانا الحبيب هذا
فبادرت إلى الاتصال بأخي وحبيبي الدكتور عمار أمين الددو
وسألته عن تحقيقه لهذا الكتاب ، وأخبرني بالآتي :
أنه يعمل في تحقيق هذا الكتاب منذ سنوات ، وكما ذكر أخي الدكتور عبد الرحمن فقد تحصل منه على خمس نسخ خطية ، وهو قد قام بنسخها ومقابلتها ، وقد انتهى حتى الآن من مقابلة ربع الكتاب
ويعد هذا العمل عمل العمر
والحق يقال : أن هذا الكتاب يحتاج إلى لجنة علمية ، وإلى مشاركة مجموعة من المحققين ذوي الخبرة في هذا الشأن ، ولكن الآن ليت الشيخ أبو الجود ينسق مع الدكتور عمار ويتفقان على منهج واحد واضح يتشارك فيه الاثنان ، من أجل إخراج هذا الكتاب سوية ، وجزى الله الجميع الخير ، ووفقهم لخدمة تراثنا الحبيب بشكل علمي واضح سليم
---
نواف الحارثي
02-11-2007, 04:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد قرأت الموضوع وأحببت أن أبين بأن الكتاب سجل منذ فترة ليست بالقصيرة كمشروع بجامعة أم القرى بكلية الدعوة وأصول الدين لثلاثة من طلاب الدكتوراة وهم: أمين فلاته وسعيد بو سعيد وعبدالله غزاي العتيبي.(1/2013)
ولعل أحدهم يفيدنا بمنهجيتهم في التحقيق
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2007, 04:48 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، وشكري الخاص للأخ العزيز الدكتور خالد أبو الجود على أدبه الجم ، وجهده المشكور في خدمة الدراسات القرآنية وعلم القراءات خاصة . وأثني بشكر أخي المحقق الدكتور مروان الظفيري حفظه الله على متابعته وجهوده ، وأشكر أخي نواف على مداخلته القيمة وننتظر جواب الزملاء المحققين في جامعة أم القرى .
وقد تلخص من المداخلات ما يأتي :
1- يقوم الدكتور خالد أبو الجود بتحقيق الكتاب بمفرده ، وقد انتهى من مقابلة النسخ المخطوطة التي حصل عليها ، وهو الآن في طور مراجعة ضبط أسماء المترجمين على كتب التراجم والأنساب .
2- يقوم الدكتور عمار أمين الددو بتحقيق الكتاب على خمس نسخ خطية ، وما يزال في طور مقابلة النسخ المخطوطة .
3- يقوم ثلاثة أو أكثر من طلاب مرحلة الدكتوراه بتحقيق الكتاب في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى ولا أدري ما هي النسخ المخطوطة التي يحققون الكتاب عليها ، ولا أين وصلوا في التحقيق . ورأيي الخاص أن تحقيق هذا الكتاب من الأولى أن يكون في قسم التاريخ لا في قسم القراءات باعتبار أن باب التراجم جزء من تخصص المؤرخين ، ومثال ذلك جهود الدكتور بشار عواد الذي حقق عدداً كبيراً من كتب التراجم أجود تحقيق ، وهو متخصص في باب التاريخ . مع تقديري بالجانب المتعلق بالقراءات في كتاب غاية النهاية ، إلا أنه يبدو لي أن الجانب الرئيس في الكتاب جانب تاريخي والله أعلم .(1/2014)
ومع تقديري بأن الزملاء الذين يقومون بتحقيق الكتاب كرسائل علمية يصعب عليهم جداً التراجع أو التوقف عن التحقيق لصعوبة تسجيل الموضوعات في أقسامنا العلمية ، وطول الإجراءات في ذلك ، إلا أنني أقترح أن يكون هناك تنسيق فيما بين الجهات الثلاث وهم من أعضاء هذا الملتقى العلمي ، ويمكنهم بطريقة أو بأخرى التنسيق ليخرج الكتاب مرة واحدة بأجود تحقيق ، وأقوم منهج ، فليس من المقبول في زماننا هذا أن يطبع الكتاب أكثر من مرة ، بمناهج مختلفة، ونفقات مالية مضاعفة ، والقارئ في نهاية الأمر يريد نسخة واحدة يقتنيها تكون مكتملة الجوانب بقدر الطاقة . وما أردت بهذا الموضوع - يعلم الله - إعاقة جهد أي طرف من هذه الأطراف أو التعكير عليه بشئ ، وإنما هي الرغبة في توحيد الجهود ، وتوفيرها للعمل في حقول جديدة لم تسبق إليها .
أسأل الله أن يسدد خطاهم جميعاً ، وأن يوحد صفوفنا وقلوبنا على طاعته ، وخدمة كتابه الكريم .
الرياض في 3/2/1428هـ
---
(1/2015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل "موسوعة القرآن الكريم"
---
حمل "موسوعة القرآن الكريم"
---
طويلب علم صغير
06-14-2003, 05:52 PM
(منقول)
موقع جديد يحتوي على موسوعة القرآن الكريم و مفردات القرآن الكريم
بشكل جديد وسهل تصفحوها أو إمتلكوها إن أردتم
موسوعة القرآن الكريم
http://www.omelketab.net/chm/tafseer/Down/tafseerdown.zip
مفردات ألفاظ القرآن الكريم
http://www.omelketab.net/chm/mofradatdown/Mofradatdown.zip
رابط الموقع:
http://www.omelketab.net/encylink.htm
---
ابو صطيف
06-16-2003, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل الخير على مجهوداتك الكبيرة فنحن بحاجة لهذا النفس القوي في العمل ...
من موقع أم الكتاب (http://www.omellketab.net) يمكنكم الأن تحميل
شرح الأربعون النووية
بعض إصدارات الشيخ سلمان بن فهد العودة
.....
---
طويلب علم صغير
06-16-2003, 06:04 PM
اخى ابو صطيف جزاك الله خيرا
ما انا الا ناقل للفوائد لتكون فى متناول طلبة العلم
جزى الله القائمين على موقع أم الكتاب و غيره من المواقع النافعه خير الجزاء
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-17-2003, 12:34 AM
جعلك الله كبيرا عنده وعند نفسك صغيرا
لقد حملنا الموسوعة وطلب منا الرقم السري فما العمل ؟
---
طويلب علم صغير
06-17-2003, 08:43 AM
الاخ الكريم محمد بن عبدالعزيز الخضيري
جزاك الله خيرا
لقد حملت الموسوعة مرتين المره الاولى منذ 3 ايام و المره الثانيه بعد قراءة رسالتك و لم يطلب رقم سري
--------------------------------------------
اخى ابو صطيف
هل هناك رقم سري ؟!
---
ابو صطيف
06-17-2003, 11:41 AM
كل موسوعات أم الكتاب بدون رقم سري وهي هدية لكل مسلم ونرجوا من الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم
www.omelketab.net
الاخ الكريم طويلب علم صغير(1/2016)
الاخ الكريم محمد بن عبدالعزيز الخضيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملف الموسوعة (chm) هو من ملفات وندوز ولا يحتاج إلى تنصيب ولا أي أرقام سرية ما عليكم إلا فك الضغط ومن ثم تشغيل الموسوعة
ولكم جزيل الشكر
---
(1/2017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل لعلماء الدعوة النجدية كتب في التجويد أو القراءات ؟
---
هل لعلماء الدعوة النجدية كتب في التجويد أو القراءات ؟
---
أبوخطاب العوضي
12-19-2005, 06:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إفادتي حول السؤال أعلاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
طالب المعالي
12-22-2005, 07:58 PM
قد يفيدك كتاب ( آثار الحنابلة في التفسير وعلوم القرآن ) لفضيلة الدكتور : سعود الفنيسان
---
د. أنمار
12-23-2005, 01:12 AM
عجبا:
بل الدكتور الفنيسان نفسه ألف في عدم وجوب التجويد، فلو أحلت على غيره،
وكم في بحثه المطبوع من زلات وتقليل من شأن هذا العلم الجليل. هداه الله تعالى لما يحب ويرضى.
---
إبراهيم الحميضي
12-23-2005, 02:27 PM
لعل الدكتور محمد السريع يفيدنا في هذا الموضوع فقد درس أقوال علماء الدعوة في التفسيروعلوم القرآن .
---
عبدالرحمن الشهري
12-24-2005, 09:25 PM(1/2018)
رسالة الأخ الكريم الدكتور محمد بن سريّع بن عبدالله السريّع التي تقدم بها للماجستير عام 1417هـ بعنوان (تفسير أئمة الدعوة في نجد إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري : جمعاً ودراسة) لم تتعرض للتجويد فيما أذكر ، حيث اطلعت عليها فوجدتها مختصة بالتفسير فحسب. غير أن عناية علماء الدعوة في نجد بالتجويد ليست - فيما يبدو لي - ظاهرة ، بحسب التراث المخطوط الموجود ، بحسب استعراض فهرس مخطوطات التجويد في الفهرس الشامل للتراث العربي المخطوط (آل البيت في الأردن) في طبعته الثانية ، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار. ولم أراجع كتاب الدكتور الفنيسان (آثار الحنابلة في التفسير وعلوم القرآن) لبعده عني الآن ، فقد يكون تعرض لهذا ، مع أن الحنابلة أعم من علماء الدعوة في نجد. وإنما كانت العناية بالجانب العقدي حتى في التفسير الذي جمعه ودرسه الدكتور محمد السريع ، وقد أكد على هذا الجانب في دراسته.
---
السلامي
12-27-2005, 10:49 PM
أئمة الدعوة النجدية ليس لهم كبير عناية بهذين العلمين بل هو ضعيف وهذا أمر معروف والله الموفق
---
الراية
01-01-2006, 09:06 PM
لعل الدكتور محمد السريع يفيدنا في هذا الموضوع فقد درس أقوال علماء الدعوة في التفسيروعلوم القرآن .
تفسير أئمة الدعوة في نجد إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري : جمع ودراسة
محمد سريع عبدالله السريع
المشرف : ابراهيم سليمان الهويمل
الجامعة: جامعة الامام
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1418هـ
الأبعاد: 624ص
المستخلص:
وتحتوي الرسالة على مقدمة وقسم للدراسة وآخر للجمع
وفي القسم الأول تراجم الأئمة وآثار دعوتهم مع لمحة للحالة السياسية والاجتماعية والعلمية في عصر الأئمة ثم آثار دعوة التجديد ومنهج الأئمة في التفسير وخصائصهم ومصادرهم وأبرز الموضوعات التي تناولوها ،
وفي القسم الثاني جمع التفسير لمعظم سور القرآن الكريم(1/2019)
ثم الخاتمة
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 10:06 PM
ذكرالدكتور سعود الفنيسان في كتابه (آثار الحنابلة في علوم القرآن) للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين (1194-1282هـ) رسالة في تجويد القرآن . انظر : ص 175
وذكر أن هذه الرسالة قد أشار إليها إسماعيل البغدادي في هدية العارفين 1/491 وغيره .
وقد تتبعت كتاب (آثار الحنابلة في علوم القرآن) لعلي أظفر بكتاب آخر غير الرسالة السابقة فلم أجد لعلماء الدعوة النجدية رحمهم الله مؤلفاً في التجويد غيره.
---
د. أنمار
10-20-2006, 12:29 AM
من أجل ما نقل عن علماء نجد فيما يختص بالتجويد والقراءات إشارة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب لاثنين من أهم علماء القراءات المتأخرين أحدهما عليه مدار الأسانيد العليا بل وملتقى أسانيد القاهرة والاسكندرية والشام ألا وهو الشيخ إبراهيم العبيدي ثم طريق العشر الكبرى المشهور عن المتولي يمر بتلميذه الشيخ أحمد سلمونة، ولم نقف على ذكر لهما في غير رسالته هذه غير ما ذكر في الإجازات وهو نص عزيز يكتب بماء الذهب.
لكن للأسف لم ينقل عمن تلاه أي اهتمام بالأخذ عنه وإبقاء سلسلة القراءة فيمن بعده.
قال فيما كتبه إلى بعض تلامذته من العلماء وقد سأله ممن أخذ عنه من المشائخ في نجد ومصر.. :
وأما ما طلبت من روايتي عن مشايخي فأقول:
...إلى أن قال:
وممن وجدت بمصر الشيخ إبراهيم العبيدي المقري شيخ مصر في القراءات يقرأ العشر وقرأت عليه أول القرآن وأما الشيخ أحمد سلمونة فلي به اختصاص كثير وهو رجل حسن الخلق متواضع له اليد الطولى في القراءات والإفادات وقرأت عليه كثيراً من الشاطبية وشرح الجزرية لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وقرأت عليه كثيراً من القرآن وأجاد وأفاد، وهو مالكي المذهب وللذي قبله روايات وأسانيد متصلة إلى القراء السبعة وغيرهم
...(1/2020)
أملاه الفقير إلى الله تعالى عبد الرحمن بن حسن , أحسن الله إليه بمنه وكرمه وكتبه الفقير إلى الله، إبراهيم بن راشد سنة 1244ه ونقله من خطه الفقير إلى رحمة ربه العزيز، محمد بن علي بن محمد البيز، رزقه الله العلم والفضل والعمل وحسن الخاتمة عند حلول الأجل انه واسع المن كثير الفضل سنة 1334هـ ))
راجع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2053
ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 2/ 23
ومشاهير نجد للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ
---
(1/2021)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تلخيص التأصيل فى قضية التكفير
---
تلخيص التأصيل فى قضية التكفير
---
أبو حفص السكندري
01-25-2006, 02:52 PM
هذه العنوان لمحاضرة للشيخ الفاضل محمد حسن عبد الغفار القاها ضمن دروس شرح كتاب التوحيد للأمام بن خزيمة و قد رأيت لمل فيها من نفع أن أفرغها و أنشرها و قد تصرفت فيها تصرف ليس بيسير من حذف و أضافة لأنه كما تعلمون أن الشرح و التقرير يكون فيه من الكلام و التبسيط ما قد لا يناسب الكتابة والتحرير و سأضع رابط باصل المحاضرة للامانة فمن أحب أن يعود إليها فهذا أفضل .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) . أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار... أما بعد
الكلام فى هذه المحاضرة إن شاء الله عن مسألة هى من أهم المسائل وهى مسألة حكم من قال بأن القرآن مخلوق.
هذه المسألة مهمة جدا مهمة بذاتها و مهمة لأننا سندرج فيها من التأصيل فى مسألة التكفير ما لابد لكل طالب علم أن يتعلمه بل ويتقنه لأن الضلال فيه بعيد .(1/2022)
حكم من قال بان القرآن مخلوق أنه كافر هذا ما نقل عن السلف أصالة ، من قال بأن القرآن مخلوق مثله مثل الشجر مثل الأنهار مثل الإنسان ... مخلوق فهو كافر .
هذا هو الحكم إجمالا و لكن هناك قاعدة يجب علينا أن نقررها و نكررها فقد قررناها من قبل وهى قاعدة التكفير .فالتكفير من اصعب ما يكون و أشق ما يكون لا يتجاسر عليه إلا جرىء جاهل و لا يتجرأ الإنسان على تكفير معين إلا بدليل اوضح من شمس النهار لخطورة هذه المسألة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما)
لذلك فهذه المسألة جد خطيرة و لضبطها يجب ضبط أربعة قواعد :
أولا : التكفير حق محض لله تعالى
فالتكفير حكم شرعي مثله مثل الحلال و الحرام فهو حق محض لله تعالى قال تعالى ( ما على الرسول إلا البلاغ)
والكافر من حكم الله فى كتابه أو على لسان رسوله أنه كافر و المؤمن من حكم الله فى كتابه او على لسان رسوله أنه مؤمن.
فمن دخل حظيرة الإيمان لا يجوز لأحد أن يخرجه منها إلا ببرهان من الله لأن الله تعالى وسمه بالإيمان فلا يجوز لأحد أن يسمه بالكفر و من فعل إفتراء من غير برهان كان الجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا و اجرا طباقا أن تحور عليه كلمة الكفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)
ولنا دليل فى حديث أبى عمران الجوني عن جندب فى صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك(1/2023)
و لفظه عند أبى داود من حديث أبى هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر فقال خلني وربي أبعثت علي رقيبا ؟ فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما ؟ أو كنت على ما في يدي قادرا ؟ وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر اذهبوا به إلى النار قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت ( أهلكت ) دنياه وآخرته .
فالله تعالى عاقبه أشد عقاب إذ أن مغفرة الذنوب .. الحكم على أحد بدخول الجنة أول بدخول النار حق محض لله تعالى ومن لوازم ربوبيته ومن نازع الله فى ربوبيته فهو على شفا هلكة و خطر عظيم .
ثانيا : لابد من التفريق بين الحكم العام و بين إنزال هذا الحكم على المعين
فقد جاء فى الأيات والأحاديث إطلاق كلمة الكفر على من فعل فعل معين او قال قول معين فلابد من التفريق بين فعل الكفر وقول الكفر وبين أن نقول هذا الذى فعل هذا الفعل أو قال هذا القول كافر
دليل ذلك ما رواه أبو يعلى فى مسنده عن عمر أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدى إلى النبى فجىء به إلى النبى وقد شرب الخمر فأمر به النبى صلى الله عليه وسلم فحد
فقال رجل أللهم العنه فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله .
فوجه الدلالة أنه شارب للخمر و شارب الخمر مستحق للعن و لكن حكم اللعن العام لم ينزل على حمار رضى الله عنه و أرضاه بل أنكر النبى صلى الله عليه وسلم على من فعل ذلك
فهذا يبين أن هناك فرق بين النوع وبين المعين بين أن نقول الفعل فعل كفر والقول قول كفر وبين أن نقول فلان الذى فعل أو قال كافر.(1/2024)
وهناك أيضا حديث البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذ أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت فإذا هو قائم فقال ما حملك على ما صنعت ؟ قال يا رب خشيتك فغفر له )
فهذا الرجل شك فى قدرة الله على بعثه و ظن أن الله لن يستطيع ان يبعثه إذا أحرق وصار رمادا وهذا كفر بالله العظيم الذى لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء ولكن مع هذا غفر الله له رغم أنه جاء بكفر إلا أنه لم يكفر فلو كان كافر ما غفر الله له ابدا .
ثالثا :من ثبت إيمانه بيقين لا يزول بشك بحال من الأحوال
فمن قال لا إله إلا الله ثبت له حكم الإسلام يقينا و صار له ما للمسلمين و عليه ما عليهم و ليس لأحد أن يشكك فى إسلامه لظن أو وهم .
دليل ذلك حديث البخاري عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما و أرضاهما قال بعثنا رسول الله
إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ) . قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم
وفى رواية مسلم قال ( أفلا شققت عن قلبه أقالها أم لا )
فهذه دلالة صريحة على أن من ثبت إيمانه بيقين لا يجوز ولا يسوغ ولا يحل أن نخرجه من حظيرة الإيمان بشك أو ظن أو حتى غلبة ظن .
رابعا: حكم الكفر لا يثبت إلا بتوافر شروط وأنتفاء موانع
مثال ذلك رجل قال فرض الصلوات ثلاث صلوات فقط فى اليوم والليلة أيكفر أم لا؟(1/2025)
الجواب أنه توافرت شروط الكفر فيه فقد جحد معلوم من الدين بالضرورة و لكن ننتظر حتى نتثبت من امره فنجده مثلا حديث عهد بإسلام فهو جاهل و هذا مانع من تكفيره رغم أنه أتى بكفر ولكنه ليس بكافر .
فلابد من إقامة الحجة الرسالية على العباد قال تعالى ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
فالجهل من الموانع والخطأ و شدة الغضب وشدة الفرح كما قال الرجل أللهم أنت عبدى وانا ربك ومن الموانع الإكراه قال تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )
ومن الموانع التأويل : قال شيخ الإسلام بعدما جاء بحديث الرجل الذى أوصى لأولاده بحرقه ( فهذا رجل شك فى قدرة الله وفى اعادته اذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا)
مثال ذلك قاتل المؤمن عمدا فقد أتى بمقتضى العقوبة وتوافر شرط خلوده فى النار ولكن لم تنتفى الموانع فالتوحيد مانع والتوبة مانع و القصاص مانع فلا يلزم من وجود مقتضى الحكم وشرطه وجوده فإن الحكم إنما يتم بوجود مقتضيه وانتفاء مانعه .
و قد روى أبو داود و الحاكم و غيره عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم(1/2026)
: أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن كنت مبتاعا هذا الفرس وإلا بعته فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال " أوليس قد ابتعته منك " فقال الأعرابي لا والله ما بعتكه فقال النبي صلى الله عليه وسلم " بلى قد ابتعته منك " فطفق االأعرابي يقول هلم شهيدا فقال خزيمة بن ثابت أنا أشهد أنك قد بايعته فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال " بم تشهد ؟ " فقال بتصديقك يا رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين .
فهذا الأعرابي كذب النبى فى أمر الفرس لكن النبى لم يحكم بكفره لعلمه بما عليه الأعراب من جهل و قسوة طبع وجلافة وقد قال الله تعالى عنهم { وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله }
وكذلك حديث الرجل الذى أمر أولاده أن يحرقوه بعد موته فيه دلالة على هذه القاعدة فقد توافر شرط الكفر ومقتضاه وهو شكه فى قدرة الله و لكنه لم يكفر لتوافر موانع مثل كونه جاهلا و كونه مؤمنا يخاف الله جل وعلا .
فهذه التأصيلات السابق يجب أن تكون أمام اعيننا عند البحث فى مسائل الإيمان والكفر حتى لا ينزلق طالب العلم الشرعى إلى منزلق خطير وهو تكفير المسلم.
وعودا لموضوع الدرس وهو حكم من قال بأن القرآن مخلوق فهو كافر لأنه كذب بالقرآن قال تعالى ( و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) فالقرآن كلام الله بنص قوله تعالى فمن كذب بهذه الأية فهو كافر و قد نقل ذلك عن كثير من أئمة السلف .
قال الأمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر(1/2027)
وقال مالك بن أنس رحمه الله يقول من قال القرآن مخلوق يوجع ضربا ويحبس حتى يموت
وعن سفيان بن عيينة قال من قال القرآن مخلوق كان محتاجا أن يصلب على ذباب يعني جبل
وكان وكيع يقول من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث يستتاب فان تاب والا ضربت رقبته
وقال من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئا من الله مخلوق فقيل له من أين قلت هذا قال لأن الله يقول ( ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )
وعن يحيى بن معين قال من قال القرآن مخلوق فهو كافر
وعن عمرو بن دينار قال أدركت تسعة من أصحاب رسول الله يقولون من قال القرآن مخلوق فهو كافر
وقال الإمام الأشعري فى كتابه الإبانة :
(ومن قال : إن القرآن غير مخلوق وإن من قال بخلقه كافر من العلماء وحملة الآثار ونقلة الأخبار وهم لا يحصون كثرة ومنهم : حماد والثوري وعبد العزيز بن أبي سلمة ومالك بن أنس رضي الله عنه والشافعي رضي الله عنه وأصحابه وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل ومالك رضي الله عنهم والليث بن سعد رضي الله عنه وسفيان بن عيينة وهشام وعيسى بن يونس وجعفر ابن غياث وسعيد بن عامر وعبد الرحمن بن مهدي وأبو بكر بن عياش ووكيع وأبو عاصم النبيل ويعلى بن عبيد ومحمد بن يوسف وبشر ابن الفضل وعبد الله بن داود وسلام بن أبي مطيع وابن المبارك وعلي بن عاصم وأحمد بن يونس وأبو نعيم وقبيصة بن عقبة وسليمان بن داود وأبو عبيد القاسم بن سلام ويزيد بن هارون وغيرهم ولو تتبعنا ذكر من يقول بذلك لطال الكلام وفيما ذكرنا من ذلك مقنع والحمد لله رب العالمين )
................................................
وهذه هى المحاضرة مسموعة على موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=28608
---
(1/2028)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلام لشيخ الاسلام في الاختلاف من كتاب الاقتضاء
---
كلام لشيخ الاسلام في الاختلاف من كتاب الاقتضاء
---
أبو حسن
06-22-2006, 03:17 PM
أما أنواعه: فهو في الأصل قسمان :
اختلاف تنوع، وإختلاف تضاد .
اختلاف التنوع على وجوه :
- منه: ما يكون كل واحد من القولين، أو الفعلين حقاً مشروعاً، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة، حتى زجرهم عن الإختلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ك " كلاكما محسن ". ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان، والإقامة، والاستفتاح، والتشهدات، وصلاة الخوف، وتكبيرات العيد، وتكبيرات الجنازة، إلى غير ذلك مما قد شرع جميعه، وإن كان قد يقال: إن بعض أنواعه أفضل .
ثم نجد لكثير من الأمة في ذلك من الإختلاف، ما أوجب اقتتال طوائف منهم على شفع الإقامة وإيتارها، ونحو ذلك، وهذا عين المحرم، ومن لم يبلغ هذا المبلغ، فتجد كثيراً منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع، والاعراض عن الآخر، أو النهي عنه - ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ومنه: ما يكون كل من القولين هو في معنى القول الآخر، لكن العبارتان مختلفتان، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود، وصيغ الأدلة، والتعبير عن المسميات، وتقسيم الأحكام، وغير ذلك، ثم الجهل أو الظلم يحمل على حمد إحدى المقالين وذم الأخرى.
- ومنه: ما يكون المعنيان غيرين، لكن لا يتنافيان، فهذا قول صحيح، وهذا قول صحيح، وإن لم يكن معنى أحدهما معنى الآخر، وهذا كثير في المنازعات جداً.
- ومنه: ما يكون طريقتان مشروعتان، ورجل أو قوم سلكوا هذه الطريق، وآخرون قد سلكوا الأخرى، وكلاهما حسن في الدين.
ثم الجهل أو الظلم: يحمل على ذم إحداهما، أو تفضيلها بلا قصد صالح، أو بلا علم، أو بلا نية وبلا علم.
إختلاف التضاد هو القولان المتنافيان(1/2029)
وأما إختلاف التضاد فهو: القولان المتنافيان: إما في الأصول وإما في الفروع - عند الجمهور الذين يقولون: (( المصيب واحد )) وإلا فمن قال: (( كل مجتهد مصيب )) فعنده: هو من باب إختلاف التنوع، لا إختلاف التضاد، فهذا الخطب فيه أشد، لأن القولين يتنافيان، لكن نجد كثيراً من هؤلاء قد يكون القول الباطل الذي مع منازعه فيه حق ما، أو معه دليل يقتضي حقاً ما، فيرد الحق في الأصل هذا هذا كله، حتى يبقى هذا مبطلاً في البعض، كما كان الأول مبطلاً في الأصل، كما رأيته لكثير من أهل السنة، في مسائل القدر والصفات والصحابة، وغيرهم،
وأما أهل البدعة: فالأمر فيهم ظاهر - وكا رأيته لكثير من الفقهاء، أو لأكثر المتأخرين في مسائل الفقه، وكذلك رأيت الاختلاف كثيراً بين بعض المتفقهة، وبعض المتصوفة، وبين فرق المتصوفة، ونظائره كثيرة.
ومن جعل الله له هداية ونوراً، رأى من هذا ما يتبين له به منفعة ما جاء في الكتاب والسنة: من النهي عن هذا وأشباهه، وإن كانت القلوب الصحيحة تنكر هذا ابتداء، لكن نور على نور.
إختلاف التنوع كل واحد من المختلفين فيه مصيب
وهذا القسم - الذي سميناه إختلاف التنوع - كل واحد من المختلفين مصيب فيه بلا تردد، لكن الذم واقع على من بغى على الآخر فيه، وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل ذلك - إذا لم يحصل بغي، - كما في قوله: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }.
وقد كانوا اختلفوا في قطع الأشجار، فقطع قوم وترك آخرون، وكما في قوله: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين * ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما }. فخص سليمان بالفهم، وأثنى عليهما بالعلم والحكم.
وكما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم - يوم بني قريظة - لمن صلى العصر في وقتها، ولمن أخرها إلى أن وصل إلى بني قريظة.(1/2030)
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " ونظائره كثيرة.
ص : 149-154
ملاحظة : يرجع للكتاب لقراءة بسط كلام في ذلك
---
(1/2031)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالٌ عن دراسة علم القراءات
---
سؤالٌ عن دراسة علم القراءات
---
ابن إبراهيم
09-26-2004, 05:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
إخواني الكرام سؤالي هو : هل يُشترط لتعلم القراءات حفظ متنٍ معين مثل الشاطبية وغيرها من المتون في هذا العلم علماً بأن حفظ المتن يستغرق وقتاً طويلاً في هذا الوقت أستطيع أن أُجيد القراءات من دون حفظ المتن لأن متن الشاطبية مجرد مفتاح لهذا العلم لا بد له من الشرح , ولكن خلاصة السؤال أنه هل حفظ متن الشاطبية من شروط تعلم علم القراءات وإتقانه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
محب القراءات
09-27-2004, 05:34 PM
أخي الكريم :
الجواب على سؤالك والله أعلم , أنه لا يشترط لتعلم علم القراءات حفظ متن الشاطبيه أوغيره من المتون كالدرة أو الطيبة , ولكن من نعم الله علينا في هذا الوقت أن يسر لنا وجود مثل هذه المتون , فإنها مما تسهل الحفظ والاتقان لهذا العلم المبارك , ولا أظن أحدا من المتقنين لهذا العلم في هذا العصر ولا يحفظ هذه المتون , وهي في الحقيقه أسهل بكثير وأسرع في حفظ واتقان هذا العلم , ولو أراد أحد أن يستغني عن هذه المتون فإن هذا يتطلب منه وقتا وجهدا مضاعفا وقد يصعب عليه جدا إتقان هذا العلم .
وأما ماذكرته من أن هذا المتن يحتاج إلى شرح , فهو فعلا يحتاج إلى شرح ولكن الشروح للشاطبية كثيرة ومتوفرة , ويوجد الكثيرمن العلماء في هذا العصر ممن يشرحها ويوضحها , فالأمر يسير ولله الحمد .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
(1/2032)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > معالم التنزيل
---
معالم التنزيل
---
مجاهد
09-20-2003, 09:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف افضل نسخ موجوده لكتاب معالم التنزيل
---
عبدالرحمن الشهري
09-20-2003, 11:21 PM
حياكم الله أخي الكريم
أفضل النسخ التي اطلعت عليها هي النسخة التي خرج أحاديثها كل من :
محمد عبدالله النمر وعثمان جمعة ضميرية وسليمان الحرش.
وطبعتها دار طيبة بالرياض.
وقد خرجت نسخة في مجلد واحد مؤخراً عن دار ابن حزم. ولكنها غير مخرجة الأحاديث.
وفقك الله ونفعنا وإياك بالعلم.
---
(1/2033)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة القراء
---
ترجمة القراء
---
أبو الزبير
09-22-2004, 12:08 PM
ترجمة الإمام نافع
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعم الليثي ، مولاهم المدني . واختلف في كنيته ، فقيل : أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو رويم ، وقيل : أبو الحسن ، أحد القراء السبعة الأعلام ، كان ـ رحمه الله ـ رجلا أسود اللون حالكا ، عالما بوجوه القراءات والعربية ، متمسكا بالآثار ، فصيحا ورعا ، إماما للناس في القراءات بالمدينة ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين ، أقرأ أكثر من سبعين سنة .
قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : ( قراءة أهل المدينة سنة ) قيل : ( قراءة نافع ؟ ) قال : ( نعم ) .
كان ثقة صالحا ، فيه دعابة ، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من التابعين فكان مع علمه بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده .
وأول راويي نافع هو : أبو موسى عيسى قالون وهو بالرومية ( جيد ) لقبه به نافع لجودة قراءته ابن مينا المدني النحوي الرقي مولى الزهري ، قرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيرا ، وكان إمام المدينة ونحويها ، وكان أصم لا يسمع البوق وإذا قرأ عليه القرآن يسمعه ، وقال : ( قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه ) وقال : قال لي نافع : ( كم تقرأ علي ؟ اجلس على إسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ القرآن عليك ) .(1/2034)
وثانيهما أبو سعيد عثمان بن سعيد الذي لقبه نافع ( بورش ) لشدة بياضه أو لقلة أكله التنبطي المصري ، كان رأسا ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع ، فقرأ عليه أربع ختمات في شهر سنة خمس وخمسين ومائة ، فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها ، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد ، وكان حسن الصوت ، قال يونس بن عبد الأعلى : ( كان ورش جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمل سامعه )
توفي نافع سنة ( 169 هـ ) تسع وستين ومائة على الصحيح ، ومولده سنة ( 70 هـ ) سبعين
وتوفي قالون سنة ( 220 هـ ) عشرين ومائتين على الصواب ومولده سنة ( 120 هـ ) مائة وعشرين .
وتوفي ورش بمصر سنة ( 197 هـ ) سبع وتسعين ومائة وولد بها في الوجه القبلي من أرض الصعيد سنة ( 120 هـ ) مائة وعشرين .
وقد نقلا القراءة عن نافع مباشرة من غير واسطة ، وقد أقرأ نافع الناس دهرا طويلا نيفا عن سبعين سنة ، وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة ، وصار الناس إليها ، وقال أبو عبيد : ( وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه وبها تمسكوا بها إلى اليوم ) وقال ابن مجاهد : ( وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع ) قال : ( وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده ) وقال سعيد بن منصور : ( سمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة ) قيل له : ( قراءة نافع ؟ ) قال : ( نعم ) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( سألت أبي : أي القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة ، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : قراءة عاصم.(1/2035)
فقال علي بن الحسن المعدل حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن هلال قال : قال لي الشيباني : قال رجل ممن قرأ على نافع : ( إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك ) فقلت له : ( يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم أتتطيب كلما قعدت تقرىء الناس ؟ ) قال : ( ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة ) وقال المسيبي : قيل لنافع : ( ما أصبح وجهك وأحسن خلقك ؟ ) قال : ( فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن ) يعني في النوم .
وقال قالون : ( كان نافع من أطهر الناس خلقا ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهدا جوادا صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة ) وقال الليث بن سعد : ( حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع ) وقال الأعشى : ( كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك ) وقال الأصمعي : ( قال لي نافع : تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا وقال مالك لما سأله عن البسملة قال : ( سلوا نافعا فكل علم يسأل عنه أهله ونافع إمام الناس في القراءة )
قيل : لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه : ( أوصنا ) قال : ( اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )
مات سنة ( 169 ) تسع وستين ومائة على الصحيح ومولده في حدود سنة ( 70 ) سبعين
قالون(1/2036)
هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي ، ويقال المري مولى بني زهرة ، وكنيته أبو موسى ، الملقب بقالون : قارىء المدينة ونحويها ، يقال : إنه ربيب نافع ، وقد اختص به كثيرا ، وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته ، فإن قالون بلغة الرومية جيد ، وكان جد جده عبد الله سبي الروم من أيام عمر بن الخطاب ، فقدم به في أسره إلى عمر إلى المدينة وباعه فاشتراه بعض الأنصار فهو مولى محمد بن فيروز .
قال الأهوازي ولد سنة ( 120 ) عشرين ومائة ، وقرأ على نافع سنة ( 150 ) خمسين ومائة قال قالون : ( قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها في كتابي ) وقال النقاش : قيل لقالون : ( كم قرأت على نافع ؟ ) قال : ( ما لا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة ) وقال عثمان بن خرزاذ حدثنا قالون : قال : قال لي نافع : ( كم تقرأ علي ؟ اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ
عليك ) ، أخذ القراءة عرضا عن نافع قراءة نافع ، وقراءة أبي جعفر ، وعرض أيضا على عيسى بن وردان
قال حدثني أبو محمد البغدادي قال : ( كان قالون أصم لا يسمع البوق وكان إذا قرأ عليه قارىء فإنه يسمعه ) وقال ابن أبي حاتم : ( كان أصم يقرىء القراء ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة ) قال : ( وسمعت علي بن الحسين يقول ( كان عيسى بن مينا قالون أصم شديد الصمم وكان يقرأ عليه القرآن وكان ينظر إلى شفتي القارىء ويرد عليه اللحن والخطأ ) قال الداني : ( توفي قالون سنة ( 220 ) عشرين ومائتين والله أعلم
ورش(1/2037)
هو عثمان بن سعيد قيل : سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، وقيل : سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق : أبو سعيد ، وقيل : أبو القاسم ، وقيل : أبو عمرو القرشي ، مولاهم القبطي المصري ، الملقب بورش : شيخ القراء المحققين وإمام أهل الأداء المرتلين ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ولد سنة ( 110 ) عشر ومائة بمصر ، ورحل إلى نافع بن أبي نعيم .
قال في النهاية : إنه رحل إلى نافع ابن أبي نعيم ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة ( 155 ) خمس وخمسين ومائة ، له اختيار خالف به نافعا ، وكان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة ، فقيل : إن نافعا لقبه بالورشان ، لأنه كان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه ، وكان نافع يقول : ( هات يا ورشان ! واقرأ يا ورشان ! وأين الورشان ؟ ) ثم خفف فقيل : ورش ، والورشان : طائر معروف وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول L أستاذي سماني به )
وكان ثقة حجة في القراءة ، قال ابن الجزري : وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت ، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه ثم سرد الحكاية المعروفة في قدومه على نافع وفيها كانوا يهبون لي أسباقهم حتى كنت أقرأ عليه كل يوم سبعا وختمت في سبعة أيام فلم أزل كذلك حتى ختمت عليه أربع ختمات في شهر ، وخرجت وقال النحاس : قال لي أبو يعقوب الأزرق : إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش
توفي ورش بمصر سنة ( 197 ) سبع وتسعين ومائة وولد بها في الوجه القبلي من أرض الصعيد أخذ عن نافع مباشرة من غير واسطة توفي عن ( 87 ) سبع وثمانين سنة
ابن كثير المكي(1/2038)
هو أبو معبد محمد أو عياد أو المطلب عبد الله بن كثير الداري ، نسبة إلى دارين موضع بالبحرين أو بني الدار أو إلى تميم الداري تابعي ، مولى فارس بن علقمة الكناني ، كان إمام الناس بمكة ، لم ينازعه فيها منازع ، ولذلك نقل عنه أبو عمر والخليل بن أحمد والشافعي . وكان فصيحا بليغا جسيما أبيض اللون طويلا أشهل يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار ، وقيل : ( من أراد التمام فليقرأ بقراءة ابن كثير )
لقى من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك وقرأ على أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي وعلى أبي الحجاج مجاهد المكي وعلى درباس مولى ابن عباس وعبد الله بن السائب وقرأ درباس على مولاه ابن عباس وقرأ ابن عباس على أبي وزيد بن ثابت وقرأ زيد وأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأول راوييه البزي وهو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وإليه ينسب ، مولى بني مخزوم المكي ، ومعروف بن عبد الله القسط وعلى شبل ابن عباد على ابن كثير
وثانيهما قنبل وهو الشديد الغليظ أول من ألقى نبله ببيت مكة ، فألقيا قنبل فخفف أبو عمر ومحمد بن محمد بن خالد بن سعد المكي المخزومي ، ولي الشرطة بمكة ، قرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط على إسماعيل وشبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير
وتوفي ابن كثير سنة ( 120 ) عشرين ومائة ومولده سنة ( 45 ) خمس وأربعين بمكة ، ونشأ بها ولقي عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس
وروى عنهم وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال إنه ليس بمشهور عندنا قال ابن الجزري وليس ذلك ببعيد فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة(1/2039)
وروى عنهم وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه الله النص على قراءته عليه وعرض أيضا على مجاهد بن جبر درباس مولى عبد الله بن عباس وروى القراءة عنه إسماعيل ابن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرير بن حازم والحارث ابن قدامه وحماد بن مسلم وحماد بن زيد وخالد بن القاسم والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة وشبل بن عباد وابنه صدقه ابن عبد الله وطلحة بن عمرو وعبد الله بن زيد بن يزيد وعبد الملك بن جريج وعلي بن الحكم وعيسى بن عمر الثقفي والقاسم بن عبد الواحد وقزم بن سويد وقرة بن خالد ومسلم بن خالد ومطرف بن معقل ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى ووهب بن زمعة ويعلى بن حكيم وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينية والرجال وأبو عمرو بن العلاء
وقد كان ابن كثير أمام الناس في القراءة بمكة فلم ينازعه فيها منازع وكان فصيحا بليغا مفوها أبيض اللحية طويلا جسما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار قال الأصمعي قلت لأبي عمرو ابن العلاء قرأت على ابن كثير قال نعم ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد
وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد قال ابن مجاهد ولم يزل عبد الله هو الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة
وقال سفيان بن عيينة حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة فرحمة الله على ابن كثير كاثر القوم معتلا وإليك ترجمة راوييه البزي وقنبل
البزي
هو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وإليه ينسب مولى بني مخزوم المكي ومعروف بن عبد الله القسط والبزي أول راوي ابن كثير وأكبر رواته وقد روى قراءة ابن كثير عن عكرمة بن سليمان بن عبد الله القسط وعن شبل بن عباد عن ابن كثير ولم ينفرد بقراءة ابن كثير بل روى معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب في قراءة ابن كثير لكن البزي كان أشهرهم وأميزهم وأعدلهم ولذلك اشتهر بالرواية عن ابن كثير(1/2040)
قال في النهاية هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وقال الأهوازي أبو زنة الذي ينسب إليه البزي اسمه بشاري فارس من أهل همزان أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي والبزة معناها الشدة فمعنى أبو بزة أبو شدة وكان البزي أستاذ محقق ضابط متقن ثقة مقرىء مكة ومؤذن المسجد الحرام انتهيت إليه مشيخة الإقراء بمكة ولد سنة سبعين ومائة قرأ على أبيه وعبد الله بن زياد وعكرمة بن سليمان ووهب بن واضع
وقرأ عليه إسحاق بن الخزاعي والحسن بن الحباب وأحمد بن فرح وأبو عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبيان وأبو العباس أحمد بن محمد المهبي في قول الأهوازي والرهاوي وأبو ربيعة محمد بن إسحاق ومحمد بن هارون وموسى بن هرون ومضر بن محمد الضبي وأبو حامد أحمد بن محمد بن موسى الخزاعي والعباس بن أحمد البرتي وأبو علي الحداد وأبو معمر الجمعي ومحمد بن علي الخطيب وروى عنه القراءة قنبل وحدث عنه أبو بكر أحمد عميد بن أبي عاصم النبيل ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن علي بن زيد الصايغ وأحمد بن محمد بن مقاتل وقد سماه أبو عمر في الروضة محمد بن عبد الله فأسقط اسمه وأثبت اسم أبيه ولعله من النساخ أو سهو قلم منه والله أعلم
وروى حديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله من حديثه في المستدرك عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن المقري الإمام بمكة(1/2041)
حدثنا محمد بن علي بن زيد الصايغ حدثنا البزي وقال سمعت عكرمة ابن سليمان يقول قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال كبر عند خاتمة كل سورة فإني قرأت على عبد الله ابن كثير فلما والضحى قال كبر حتى تختم وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي ابن كعب أمره بذلك وأخبره أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم
وتوفي البزي سنة خمسين ومائتين عن ثمانين سنة
قنبل
هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد محمد بن سعيد بن جرجه أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم وأعدلهم وقدم البزي عليه لأنه أعلا سندا منه إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل(1/2042)
ولد سنة خمس وتسعين ومائة وأخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة وروى القراءة عن البزي وقرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط وهب بن واضح على إسماعيل ابن شبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير روى القراءة عنه عرضا أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف ومحمد بن حمدون والعباس بن الفضل صهر الأمير وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة وأحمد بن موسى بن مجاهد ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ومحمد بن موسى الزيني وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن الصقر بن ثوبان وأحمد بن محمد اليقطيني وعلي بن الحسين بن الرقي وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي سمع منه الحروف ولم يعرض عليه ومحمد بن عيسى الجصاص وعبد الله بن ثوبان وجعفر بن محمد السرنديبي وعبد الله بن حمدون كذا سماه الهذلي ولعله محمد وعبد الله بن حبيبي فيما ذكره الهذلي وهو من أقرانه ومحمد ابن عمرو بن عون ونظيف بن عبد الله الكسروي من قول جماعة
وقيل بل قرأ على اليقطيني عنه واختلف من سببه تلقبه قنبلا فقيل اسمه وقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة وقيل لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تعفيفا وقد انتهت إليه رياسة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار
قال أبو عبد الله القصاع وكان على الشرطه بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم
وقال الذهبي إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت مسيرته ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل بعشر سنين
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة
أبو عمرو البصري
اختلف في اسمه على عدة أقوال فقيل اسمه كنيته وقيل زبان وقيل غير ذلك(1/2043)
نسبه : وهو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحسين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم بن مر بن أو بن طانجة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان الإمام السيد أبو عمرو التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة قال الحافظ أبو العلاء الهزاني هذا الصحيح الذي عليه الحذاق من النساب
ولد سنة ثمان وستين وقيل سنة سبعين وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة فليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه سمع أنس بن مالك وغيره وقرأ على الحسن بن أبي الحسن البصري وحميد بن قيس الأعرج وأبي العالية رفيع بن مهران الرياحي على الصحيح وسعيد بن جبير وشيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النجود وعبد الله بن أبي السحاق الحضرمي وعبد الله بن كثير المكي وعطاء بن أبي رباح وعكرمة بن خالد المخزومي وعكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر
وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن محمد بن عبد الله الليثي المعروف بختن ليث وأحمد بن موسى اللؤلؤي وإسحاق بن يوسف بن يعقوب الأنباري المعروف بالأزرق وحسين بن علي الجعفي وخارجة بن مصعب وخالد بن جبلة البشكري وداود بن اليزيد الأودي وأبو زيد سعيد بن أومس وسلام بن سليمان الطويل وسهل بن يوسف وشجاع ابن أبي قريب الأصمعي وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبد الله بن معاذ وعبيد بن عقيل وعدي بن الفضل بن عامر الأزدي وعلي بن نصر الجهضمي وعصمة بن عروة الفقيمي وعيسى ابن عمر الهمداني ومحبوب ابن الحسن ومحمد بن الحسن أبو جعفر الروامسي فيما ذكر الأهوازي في مفردته ومسعود بن صالح ومعاذ بن مسلم النحوي ومعاذ بن معاذ ونعيم بن مسيرة ونعيم بن يحيى السعيدي وهارون ابن سوس الأعور ويحيى بن المبارك اليزيدي ويعلى بن عبيد ويونس بن حبيب(1/2044)
وروى عنه الحروف محمد بن الحسن بن أبي سارة وسيبويه وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد والأمانة والدين
قال الأصمعي قال لي أبو عمرو لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأ لقرأت كذا وكذا وكذا وذكر حروفا
وقال أبو عبيدة كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها وتفرد للعبادة وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث ليال
وقال أيضا حدثنا أبو عمرو قال أخافنا الحجاج فهرب أبي نحو اليمن وهربت معه فبينما نحن نسير إذ أعرابي ينشد على بعير له
(لا تضيقن بالأمور فقد تفرج % غماؤها بغير احتيال)
(ربما تكره النفوس من الأمر % له فرجة كحل العقال)
فقال أبي ما الخبر فقال مات الحجاج فكنت بقوله فرجة أسرعني بقوله مات الحجاج والفرجة بالفتح من الهم وبالضم من الحائط
وقال الأصمعي سمعت أبا عمرو يقول ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني وقال الأصمعي أنا لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتم فيه بيت شعر سمعته يقول
(أشهد أن الله يضل ويهدي % ولله مع هذه الحجة على عباده)
قال في النهاية أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال عن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي أنبأنا عبد الوهاب بن سكينة في آخرين أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ أنبأنا أحمد بن علي المقرىء أنبأنا عمر بن إبراهيم الزهري
حدثنا عبد الله بن الحسن النحاس حدثنا أحمد بن الحسن دبيس حدثني صالح الرازي وأبو صالح الطاطري قالا حدثنا محمد بن عمر القصبي حدثنا عبد الوارث قال حججت سنة من السنين مع أبي عمرو ابن العلاء وكان رفقي فمررنا ببعض المنازل فقال قم بنا فمشيت فأقعدني معه عند ميل وقال لي لا تبرح حتى أجيئك وكان منزل قفر لا ماء(1/2045)
فيه فاحتبس علي ساعة فاغتممت فقمت أقتفيه الأثر فإذا هو في مكان لا ماء فيه فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة فنظر إلي فقال يا عبد الوارث أكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحدا فقلت نعم يا سيد القراء قال عبد الوارث فوالله ما حدثت به أحدا حتى مات وعن الأخفش قال مر الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف فقال من هذا فقالوا أبو عمرو فقال لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون أربابا كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول
وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال أقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي قرأ على ابن كثير ومجاهد وسعيد بن جبير على ابن عباس على أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب ابن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى ابن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة أنظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة(1/2046)
ولقد ولد أبو عمرو بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة قلت قال غير واحد مات على قول الأكثرين سنة أربع وخمسين ومائة
وقيل سنة خمس وخمسين وقيل سنة سبع وخمسين وأبعد من قال سنة ثمان وأربعين ومائة
وقال أبو عمرو الأسدي لما أتى نعي أبي عمرو أتيت أولاده فعزيتهم عنه فإني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهادا والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه رحمة الله على أبي عمرو قارىء البصرة ونحويها
حفص الدوري
هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدس بن صهبان ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور موضع ببغداد بالعراق ومحله بالجانب الشرقي ولد بها فهو الدور الأزدي البغدادي النحوي الضرير نزيل سامرا أمام القراءة في عصره وشيخ القراءة بالناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات قال رحل الدوري في طلب القراءات وقرأ بسائر الحروف السبعة
وتعلم الشواذ وسمع من ذلك شيئا كثيرا قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع وقرأ أيضا عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبي جعفر وسليم عن حمزة ومحمد بن سعدان عن حمزة وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم وحمزة بن القاسم عن أصحابه ويحيى بن المبارك اليزيدي وشجاع بن أبي نصر البلخي وقول الهزلي أنه قرأ على أبي بكر نفسه وهم بل على الكسائي عنه وقرأ عليه(1/2047)
وروى القراءة عنه أحمد بن حرب شيخ المطوعي وأحمد بن فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور وأحمد بن محمد بن حماد بن ماهان فيما ذكره أبو علي الرهاوي وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن مسعود السراج وإسحاق بن إبراهيم العسكري وإسماعيل بن أحمد وإسماعيل ابن يونس بن ياسين وبكر بن أحمد السراويلي وجعفر بن عبد الله بن الصباح وجعفر ابن أسد وجعفر بن محمد بن عبد الله الفارض وجعفر بن محمد الرافعي وجعفر ابن محمد بن الهيثم والحسن بن علي بن بشار بن العلاف والحسن بن الحسين الصواف والحسن بن عبد الوهاب والحسن الحداد والخضر بن الهيثم السطوسي وسعيد بن عبد الرحيم أبو عثمان الضرير وصالح بن يعقوب وعباس بن محمد وعبد الرحمن بن عبدوس وعبد الله بن أحمد الفسطاطي وعبد الله بن أحمد البلخي وعبد الله بن أحمد بن حبيب النحوي وعبد الله ابن بكار وعثمان بن خرزاذ وعلي بن سليم الدوري وعلي بن محمد بن فارس بن عبديل وعلي بن الحسين الفارس وعمر ابن أحمد بن نصر الكاغذي وعمر بن محمد بن برزة الأصبهاني وعمر بن محمد الكاغذي والقاسم بن زكريا المطرز والقاسم بن عبد الوارث والقاسم بن محمد بن سنان فيما ذكره الرهاوي ومحمد ابنه نفسه ومحمد بن أحمد البرمكي ومحمد بن أحمد بن أبي واصل ومحمد بن حمدان التستري ومحمد بن حمدون القطيعي ومحمد بن فرح الغساني ومحمد بن محمد بن النفاخ أبو الحسن الباهلي ومحمد بن هارون المنقى ونوح بن منصور وهارون ابن علي المزوق ومحمد بن عبد الرزاق وأبو عبد الله الحداد قال أبو داود ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وقال أحمد ابن فرح المفسر سألت الدوري ما يقول في القرآن قال كلام الله غيرمخلوق ولد أيام المنصور سنة خمسين ومائة في الدور وهو موضع بقرب بغداد كما تقدم وتوفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح أيام المتوكل ويليه أخوه في الأخذ عن أبي عمرو وهو السوسي
السوسي(1/2048)
هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الجاورد بن مسرح الرستبي السويسي الرقي مقرىء ضابط محرر ثقة أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي وهو من أجل أصحابه
روى القراءة عن ابنه أبو المعصوم محمد وموسى بن جرير النحوي وأبو الحارث محمد بن أحمد
الطرسوسي الرقي وأحمد بن محمد الرافقي وأحمد بن حفص المصيص ومحمد بن سعيد الحراني وعلي بن محمد السعدي وأحمد بن يحيى الشمشاطي وعلي بن أحمد بن محمد الثقري ومحمد بن إسماعيل القرشي وعلي بن الحسين الرقي ومحمود بن محمد الأديب الأنطاكي وموسى ابن جمهور وأبو الحسن بن زرعه وإسماعيل ابن يعقوب وعلي بن موسى بن بزيغ وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ وجعفر بن سليمان المشحلائي وأبو عثمان النحوي والحسين بن علي الخياط ولم أجد من كتب عن مولده ولكن عرف مولده بتاريخ وفاته تقريبا فقيل أنه توفي أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب السبعين قال في النشر وفي النوير وقد قارب التسعين فرضي الله عنه ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه هو وأخواته من المقرئين أعلى الجنان والله أعلم
ابن عامر(1/2049)
هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصبي بضم الصاد وكسرها نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان بن عامر وهو هود عليه السلام وقيل يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح وفي يحصب الكسر والضم فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في اليحصبي الحركات الثلاث وقد اختلف في كنيته كثيرا والأشهر أنه أبو عمران إمام أهل الشام في القراءة والذي انتهت إليه مشيخة الأقراء بها كان إماما كبيرا وتابعيا جليلا أم المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده فكان يأتم به وهو أمير المؤمنين وجمع له بين الإمامة والقضاء ومشيخة الاقراء بدمشق ودمشق دار الخلافة ومحط رحال العلماء والتابعين فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول الذين هم أفاضل المسلمين قال الحافظ أبو عمرو أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان وقيل عرض على عثمان نفسه قال ابن الجزري في الغاية وقد ورد في إسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة الثاني أنه قرأ على أبي الدرداء وهو غير بعيد فقد أثبته الحافظ أبو عمرو الداني الثالث أنه قرأ على فضالة بن عبيد وهو جيد الرابع أنه سمع قراءة عثمان وهو محتمل الخامس أنه قرأ عليه بعض القرآن ويمكن السادس أنه قرأ على واثلة بن الأسقع ولا يمتنع السابع أنه قرأ على عثمان جميع القرآن وهو بعيد ولا يثبت الثامن أنه قرأ على معاوية ولا يصح التاسع أنه قرأ على معاذ وهو رواه وأما قول من قال أنه لا يدري على من قرأ فإن ذلك قول ساقط أقل من أنه ينتدب للرد عليه وقد استبعد أبو عبد الله الحافظ قراءته على أبي الدرداء ولا أعلم لاستبعاده وجها ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الداني وناهيك به وأما طعن ابن جرير فيه(1/2050)
فهو مما عد من سقطات ابن جرير حتى قال السخاوي قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي إياك وطعن الطبري على ابن عامر وأما قول أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك فلا يلتفت إليه وما نقل عن ابن مجاهد في ذلك فغير صحيح بل قول ابن مجاهد وعلى قراءته أهل الشام والجزيرة أعظم دليل على قوتها وكيف يسوغ أن يتصور قراءة لا أصل لها ويجمع الناس وأهل العلم من الصدر الأول وإلى آخر وقت على قبولها وتلاوتها والصلاة بها وتلقينها مع شدة مؤاخذتهم في السير ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمائة وأول من لقن لأبي عمرو فيما قيل ابن طاووس هذا وقد كان في زمن عمر بن عبد العزيز الذي ما تسامح له في ضربه على عدم رفع يديه في الصلاة
وقال أبو علي الأهوازي كان عبد الله بن عامر إماما عالما ثقة فيما أتاه حافظا لما رواه متقنا لما وعاه عارفا فهما قيما فيما جاء به صادقا فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجلة الراوين لا يتهم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيبا في أمره مشهورا في علمه مرجوعا إلى فهمه لم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر ولي القضاء بدمشق بعد بلال بن أبي الدرداء قلت إنما تولى القضاء بعد أبي إدريس الخولاني وكان إمام الجامع بدمشق وهو الذي كان ناظرا على عمارته حتى فرغ قال يحيى بن الحارث وكان رئيس الجامع لا يرى فيه بدعة إلا غيرها(1/2051)
ولد ابن عامر ستة إحدى وعشرين هجرية وقال خالد بن يزيد سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول ولدت سنة ثمان من الهجرة في البقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين قال في الغاية وهذا أصح من الذي قبله لثبوته عنه نفسه وقد ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد
روى القراءة عنه عرضا يحيى بن الحارث الذماري وهو الذي خلفه في القيام بها وأخوه عبد الرحمن بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك توفي بدمشق يوم عاشورا سنة ثمان عشرة ومائة ورواته هشام وابن ذكوان
هشام
هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة أبو الوليد السلمي وقيل الظفري الدمشقي إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة وكان فصيحا علامة واسع الرواية
ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور قرأ على عراك المري وأيوب بن تميم على يحيى الزماري على عبد الله بن عامر بسنده عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم وعراك بن خالد وسويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم وصدقة بن خالد ومدرك بن أبي سعد وعمر بن عبد الواحد وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة والدراوردي ومسلم بن خالد الزنجي وخلق كثير وروى عن ابن لهيعة بالإجازة(1/2052)
روى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن أنس وإبراهيم بن دحيم وإسحاق ابن أبي حسان وإسماعيل بن الحويري وأبو محمد أحمد بن محمد البيساني وأحمد بن مامويه ومحمد بن محمد الباغندي وأحمد بن المعلى وإبراهيم ابن عباد وأحمد بن محمد البطر والعباس بن الفضل وأحمد بن النضر وإسحاق بن داود وأحمد ابن يحيى الجارود وعبد الله بن محمد الفرهاداني ومحمد بن محمد ليامي ومحمد بن إسحاق الصغاني وإبراهيم بن يوسف وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمر والحسن بن علي العمري وأبو عبد الله ابن الخصيب وهارون بن موسى الأخفش وعبد الصمد ابن عبد الله ابن عبد الصمد وجعفر بن محمد بن الهيثم فيما ذكره الأهوازي وفيه نظر بل لا يصح وروى عنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وهما من شيوخه والبخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم وحدث الترمذي عن رجل عنه وبقي بن مخلد وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي وخلق قال يحيى بن معين ثقة وقال النسائي لا بأس به وقال الدارقطني صدوق كبير المحل وكان فصيحا علامة واسع الرواية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة وقال محمد بن حريم سمعته يقول في خطبته قولوا الحق يريكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق وقال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقري لما توفي أيوب بن تميم رجعت الإمامة في القراءة إلى رجلين ابن ذكوان وهشام(1/2053)
قال وكان هشام مشهورا بالنقل والقصاصة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث وقال أبو زرعة من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال أحمد بن أبي الحواري إذا حدثت في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق أخبرني أحمد ابن إبراهيم المنبجي في آخرين أذنا أنبأنا محمد بن محمد بن نصر أنا جدي أبو القاسم الحافظ قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي عبد الله ابن محمد بن فرج الأندلسي يعني أبا عبد الله الحميدي قال أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال سألت الله عز وجل سبع حوائج فقضى ستا والواحدة ما أدري ما صنع فيها سألته أن يغفر لي ولوالدي وهي التي لا أدري وسألته أن يرزقني الحج ففعل وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم ففعل وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل مات رحمه الله سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين
ولد يوم عاشوراء سنة مائة وثلاث وسبعون
ابن ذكوان
هو عبد الله بن أحمد بن بشر ويقال بشير ابن ذكوان بن عمرو ابن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب ابن فهر بن مالك ابن النضر أبو عمرو وأبو محمد القرشي الفهري الدمشقي الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة الضابط المقري شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد
أيوب بن تميم(1/2054)
أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق قال أبو عمرو الحافظ وقرأ على الكسائي حين قدم الشام وروى الحروف سماعا عن إسحاق بن المسيبي عن نافع روى القراءة عنه ابنه أحمد وأحمد بن أنس وأحمد بن محمد بن مأمويه وأحمد ابن يوسف التغلبي وأحمد بن محمد ويقال محمد بن أحمد بن محمد البيساني وأحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء وإسحاق ابن داود وإسماعيل بن الحويرسي والحسين بن إسحاق وجعفر بن حمد ابن كرار وسهل بن عبد الله بن الفرخان الزاهد وأبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو الدمشقي المقري
توفي أيوب بن تميم فرجعت الإمامة في القراءة إلى رجلين ابن ذكوان وهشام قال وكان هشام مشهورا بالنقل والفصاحة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث
وتوفي ابن ذكوان يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه
عاصم
هو عاصم بن بهدلة أبي النجود بفتح النون وضم الجيم وقد غلط من ضم النون أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحناط بالمهملة والنون شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء السبعة ويقال أبو النجود اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك وبهدلة اسم أمه وقيل اسم أبي النجود عبد الله وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن
قال أبو بكر بن عياش لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود وقال يحيى بن آدم حدثنا حسن بن صالح قال ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء وقال ابن عباس قال لي عاصم مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا وقال حماد بن سلمة رأيت حبيب بن الشهيد يعقد الآن في الصلاة ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد ويصنع مثل صنيع ابن حبيب(1/2055)
وروى حماد بن سلمة وأبان العطار عن عاصم أن أبا وائل ما قدم عليه إلا قبل كفه وقال حفص كان عاصم إذا قرىء عليه أخرج يده فعد وكان من التابعين
روى عن أبي رمثة رفاعة يثربي التميمي والحارث بن حسان البكري وكانت لهما صحبة أما حديثه عن أبي رمثة فهو في مسند أحمد بن حنبل وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام
أخذ القراءة عرضا عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي عمرو الشيباني روى القراءة عنه أبان بن تغلب وأبان بن يزيد العطار وإسماعيل بن مجالد والحسن بن صالح وحفص بن سليمان والحكم بن طهير وحماد بن سلمة في قول وحماد بن يزيد وحماد بن أبي زياد وحماد بن عمرو وسليمان شعيب أبو بكر شعبة بن عياش وشيبان بن معاوية والضحاك ابن ميمونة وعصمة بن عروة وعمرو بن خالد والمفضل بن محمد والمفضل ابن صدقة فيما ذكره الأهوازي ومحمد بن رزيق ونعيم ابن ميسرة ونعيم بن يحيى وخلق لا يحصون وروى عنه حروفا من القرآن أبو عمرو ابن العلاء والخليل بن أحمد والحارث ابن نبهان وحمزة الزيات والحمادات والمغيرة الضبي ومحمد بن عبد الله العزرمي وهارون بن موسى قال أبو بكر ابن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر وقال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال رجل صالح خير ثقة فسألته أي القراءة أحب إليك قال قراءة أهل المدينة فإن لم تكن فقراءة عاصم قال في الغاية ووثقه أبو زرعة وجماعة(1/2056)
وقال أبو حاتم محله الصدق وحديثه مخرج في الكتب الستة وقال أبو بكر بن عياش كان الأعمش وعاصم وأبو حسين سواء كلهم لا يبصرون وجاء رجل يقول عاصما فوقع وقعة شديدة فما كرهه ولا قال له شيئا وقال أبو بكر بن عياش دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية يحققها حتى كأنه يصلي (^ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) وفي رواية فهمز فعلمت أن القراءة منه سجية توفي آخر سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة ثمان وعشرين ومائة فلعله في أولها بالكوفة
شعبة
شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر الحناط بالنون الأسدي النهشلي الكوفي الإمام العلم راوي عاصم اختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا أصحها شعبة وقيل غير ذلك
ولد سنة خمس وتسعين عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات وعلى عطاء بن سائب وأسلم المنقري وعرض عليه أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى وعبد الرحمن بن أبي حماد وعروة بن محمد الأسدي ويحيى ابن محمد العليمي وسهل بن شعيب قال الداني ولا يعلم أحد عرض عليه القرآن غير هؤلاء الخمسة وروى عنه الحروف سماعا من غير عرض إسحاق بن عيسى وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبير وبريد بن عبد الواحد وحسين بن عبد الرحمن وحسين بن علي الجعفي وحماد بن أبي زياد وطاهر بن أبي أحمد الزبيري وعبد الله بن عمرو بن أبي أمين وعبد المؤمن بن أبي حماد البصري وعبد الجبار بن محمد العطاري وعبد الحميد بن صالح وعبيد بن نعيم وعلي بن حمزة الكسائي والمعافى بن يزيد والمعلى بن منصور الرازي وميمون بن صالح الدارمي وهارون بن حاتم ويحيى بن آدم ويحيى بن سلمان الجعفي وخلاد بن خالد الصيرفي وعبد الله بن صالح وأحمد بن عبد الجبار والعطاردي وعمر دهرا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته
بسبع سنين وقيل بأكثر وكان إماما كبيرا عالما عاملا حجة من كبار أئمة السنة(1/2057)
قال أبو داود حدثنا حمزة بن سعيد المروزي وكان ثقة قال سألت أبا بكر بن عياش أوقد بلغك ما كان من أمر ابن عليه في القرآن قال ويلك من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه وروى يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله النخعي قال لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة وكذا قال يحيى بن معين وقال أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن لأن الله تعالى يقول (^ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون )
فمن سماه الله صادقا فليس يكذب هم قالوا يا خليفة رسول الله ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك أنظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة
توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين ومائة رضي الله عنه
حفص
هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ويعرف بحفيص أخذ القراءة عرضا وتلقينا عن عاصم وكان ربيبه ابن زوجته(1/2058)
ولد سنة تسعين قال الداني وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ بها أيضا وقال يحيى ابن معين الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان وقال أبو هشام الرفاعي كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم وقال الذهبي أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث قال ابن المنادي قرأ على عاصم مرارا وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم وأقرأ الناس دهرا وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد روي عن حفص أنه قال قلت لعاصم أبو بكر شعبة يخالفني في القراءة فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب وأقرأته بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال ابن مجاهد بينه وبين أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفا في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا في حرف الروم (^ الله الذي خلقكم من ضعف ) قرأه بالضم وقرأه عاصم بالفتح
وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أناس كثيرين منهم حسين بن محمد المروزي وحمزة بن القاسم الأحول وسليمان بن داود الزهراني وحمدان ابن أبي عثمان الدقاق والعباس بن الفضل الصفار وعبد الرحمن بن محمد ابن واقد ومحمد بن الفضل زرقان وخلف الحداد وعمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح وهبيرة بن محمد التمار وأبو شعيب القواس والفضل بن يحيى بن شاهي بن فراس الأنباري وحسين بن علي الجعفي وأحمد بن جبير الأنطاكي وسليمان الفقيمي توفي سنة ثمانين ومائة على الصحيح
حمزة
هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الجد أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميم العرب الزيات أحد القراء السبعة(1/2059)
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسنة فيحتمل أن يكون رأي بعضهم أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي سليم وجعفر بن محمد الصادق وقيل بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة
مزاياه قال رأيت في منامي كأني عرضت على الله فقال يا حمزة اقرأ ما علمتك فوثبت قائما فقال لي اجلس فإني أحب أهل القرآن فقرأت حتى بلغت سورة طه فقلت وأنا اخترتك فقال بين فلبيت فقرأت رحتى بلغت سورة يس فأردت أن أقول تنزيل العزيز الرحيم فقال تنزيل العزيز كذا قرأته حملة العرش وكذا يقرأ المقربون ثم رعا بسوار من ذهب فسورني به فقال هذا بقراءتك القرآن ثم دعا بمنطقة فمنطقني بها فقال هذا بصومك ثم توجني بتاج فقال هذا بإقرائك الناس القرآن يا حمزة لا تدع تنزيل العزيز فإني أنزلته إنزالا وإليه أشار الشاطبي بقوله بما أزكاه وكان لا يأخذ أجرا على القرآن لأنه تمذهب بحديث التغليظ في أخذ الأجرة عليه حمل إليه رجل من مشاهير الكوفة كان قد ختم عليه القرآن جملة دراهم فردها عليه وقال أنا لا آخذ أجرا على القرآن أرجو بذلك الفردوس(1/2060)
وعرض عليه تلميذ له ماء في يوم حر فأبى وإليهما أشار الشاطبي بقوله من متورع بمتورع وقال عنه الأعمش هذا حبر القرآن وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وإليه أشار بالإمام وكان يتكلف الوحل بالشتاء والشمس بالصيف وإليه أشار بصبور وهو فيه أصحاب الترتيل وقيل ما رؤي قط إلا وهو يقرأ وقيل كان يختم كل شهر خمسا أو تسعا وعشرين ختمة وإليه أشار بمرتل وكان يصلي بعد الإقراء أربع ركعات ويصلي الظهر والعصر بين المغرب والعشاء ويقوم أكثر الليل قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق على أبيه أبي جعفر محمد الباقر على أبيه أبي الحسين علي زين العابدين على أبيه أبي عبد الله الحسين على أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش وعلى يحيى ابن وثاب الأسدي على أبي شبل علقمة النخعي على عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي على المنهال بن عمر على سعيد بن جبير على عبد الله بن عباس على أبي بن كعب وعلى حمران بن أعين على أبي الأسود على عثمان وعلي رضي الله
عنهما انتهى(1/2061)
قرأ عليه أي روى القراءة عنه إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن إسحاق ابن راشد وإبراهيم بن طعمة وإبراهيم بن علي الأزرق وإسحاق بن يوسف الأزرق وإسرائيل بن يونس السبيعي وأشعث بن عطاف وبكر بن عبد الرحمن وجعفر بن محمد الخشكني وحجاج بن محمد والحسن بن بنت الشمالي والحسن بن عيسى وحمزة بن القاسم الأحول وخالد بن يزيد الطبيب وخلاد بن خالد الأحول وربيع بن زياد وسعيد بن أبي الجهم ومسلم الأبرش المجدر وأبو الأحوص سلام بن سليم وسليمان بن أيوب وسليمان بن يحيى الضبي وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه وسليم بن منصور وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله وشعيب بن حرب وزكريا بن يحيى ابن اليماني وصباح بن دينار وعائد بن أبي عائد أبو بشر الكوفي وعبد الرحمن ابن أبي حماد وعبد الرحمن بن قلوقا وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي وعبيد الله بن موسى وعلي بن حمزة الكسائي أجل أصحابه وعلي بن صالح بن حيي وأبو عثمان عمرو بن ميمون القناد وغالب بن فائد ومحمد بن حفص الحنفي ومحمد بن زكريا ومحمد بن عبد الرحمن النحوي ومحمد بن أبي عبد الهذلي ومحمد بن عيسى الراشي بن فضيل بن غزوان ومحمد بن الهيثم النخعي ومحمد بن واصل المؤدب ومندل بن علي ومنذر بن الصباح ونعيم بن يحيى السعيدي ويحيى بن زياد الفراء ويحيى بن علي الخزاز ويحيى بن المبارك اليزيدي ويوسف ابن إسباط ومحمد بن مسلم العجلي كما ذكر أبو الحسن الخياط وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة مثبتا رضيا قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله عديم النظير وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة قال عبد الله العجلي قال أبو حنيفة لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وقال أيضا عنه ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر(1/2062)
وقال عبيد الله بن موسى كان حمزة يقرىء القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل يقول هذا جد القرآن
وروي عنه أنه كان يقول لمن يفرط في المد والهمزة لا تفعل أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجعودة فهو قطط وما كان فوق القراءة فليس بقراءة قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة
توفي سنة ست وخمسين ومائة على الصواب والله أعلم
خلف
هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب أبو محمد الأسدي ويقال خلف بن هشام وابن أبي طالب بن غراب الإمام العلم أبو محمد البزار بالراء البغدادي أحد القراء العشرة الرواة عن سليم عن حمزة(1/2063)
ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما روي عنه أنه قال أشكل علي باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته وروي عنه أيضا أنه كان يكره أن يقال له البزار ويقول قدمت الكوفة فصرت إلى سليم فقال ما أقدمت قلت أقرأ على أبي بكر بن عياش فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى أبي بكر لم أدر ما كتب فيها فأتيناه فقرأ الورقة وصعد في النظر ثم قال أنت خلف قلت نعم أنت الذي لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك مسكت فقال لي اقعد هات أقرأ قلت عليك قال نعم قلت لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن ثم خرجت فوجه إلى سليم فسأله أن يردني فأبيت ثم مذمت واحتجت فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم هذا وقد أخذ القرآن عرضا عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ويعقوب بن خليفة الأعشى وأبي زيد سعيد بن أوس عن المفضل الضبي وروى الحروف عن إسحاق المسيبي وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم وعبيد بن عقيل وروى رواية قتيبة عنه فيما ثبت عندنا من طريق ابن شنبوذ والمطوعي أداء وسماعا وسمع من الكسائي الحروف ولم يقرأ عليه القرآن قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف أنه قرأ على الكسائي والمشهود عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلا وهو صحيح والله أعلم روى عنه قراءة الأعمش عن زائدة ابن قدامة وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن إبراهيم ورافة وأخوه إسحاق بن إبراهيم وإبراهيم بن علي القصار وأحمد بني زيد الحلواني وإدريس بن عبد الكريم الحداد وأحمد بن زهير وأحمد بن محمد البراثي وسلمة بن عاصم وعبد الله بن عاصم شيخ الغضايري وعلي بن الحسين بن سلم ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبود ومحمد بن الجهم ومحمد بن(1/2064)
مخلد الأنصاري ومحمد بن عيسى والفضل بن أحمد الزبيدي وعلي بن محمد بن نازك وإبراهيم بن إسحاق ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن سعيد الضرير وأبو بكر أسد المؤدب وعبيد بن عقيل وعبد الوهاب بن عطاء وموسى بن عيسى وأبو الوليد بن عبد الملك بن القاسم وعمر بن فايد فيما ذكره الهذلي قال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفا في اختياره وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة الكوفيين بل ولا عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في حرف واحد وهو قوله تعالى (^ وحرام على قرية ) بالأنبياء فقرها خلف كحفص
مات رحمه الله في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد وهو مختف من الجهمية في بغداد
خلاد
هو خلاد بن خالد أبو عيسى وقيل أبو عبد الله الشيباني مولاهم الصيرفي الكوفي إمام في القراء ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن
ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة أو ثلاثين ومائة أيام هشام أو مروان
أخذ القراءة عرضا عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم وروى القراءة عن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر نفسه عن عاصم وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي
وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحواني وإبراهيم بن علي القصار وإبراهيم بن نصر الرازي وحمدون بن منصور وسليمان بن عبد الرحمن الطلحي وعلي بن حسين الطبري وعلي بن محمد بن الفضل وعنبسة بن النضر الأرحمي والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ومحمد بن الفضل ومحمد بن سعيد البزازي ومحمد بن موسى بن أمية ومحمد بن شاذان الجوهري وهو من أضبطهم ومحمد بن عيسى الأصبهاني ومحمد بن يحيى الخنيس ومحمد بن الهيثم قاضي بكر أو هو من أجل أصحابه
توفي سنة عشرين ومائتين
الكسائي(1/2065)
واسمه علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم وهو من أولاد الفرس من سواد العراق كذا قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني وكنيته أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات قال الجعبري قيل له لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان لي حداثة سنة ببيع الكساء وقيل لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة فكان حمزة يقول أعرضوا على صاحب الكساء أي أعرضوا هذا الرأي قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب
مؤلفاته : ألف الإمام الكسائي في شتى العلوم فألف كتاب معاني القرآن وكتاب القراءات وكتاب العدد وكتاب النوادر الكبير وكتاب النوادر الأوسط وكتاب النوادر الأصغر وكتابا في النحو وكتاب العدد واختلافهم فيه وكتاب الهجاء وكتاب مقطوع القرآن وموصوله وكتاب المصادر الحروف وكتاب الهاءات وكتاب أشعاره أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن محمد بن أبي ليلى وعيسى بن عمر الهمداني وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهزلي بل ولا رآه وعن عبد الرحمن بن أبي حماد وعن أبي حيوة شريع بن يزيد في قول وقيل بل شريح أخذ عنه وعن المفضل بن محمد الضبي وعن زائدة ابن قداحة عن الأعمش ومحمد بن الحسن أبي سارة وقتيبة بن مهران ورحل إلى البصرة فأخذ اللغة عن الخليل(1/2066)
وأخذ القراءة عنه عرضا وسماعا إبراهيم بن زازان وإبراهيم بن الحريشي وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريع وأحمد بن أبي زهل وأحمد بن منصور البغدادي وأحمد بن واصل وإسماعيل بن مدان وحفص بن عمر الدوري وحمدويه بن ميمون وحميد بن ربيع الخزار وزكريا بن وردان وسريع بن يونس وسورة بن المبارك وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل وعبد الرحمن بن واقد وعبد الرحيم بن حبيب وعبد القدوس بن عبد المجيد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وعبيد الله بن موسى وعدي بن زيادة وعلي بن عاصم وعمر بن حفص المسجدي وعيسى بن سليمان والفضل بن إبراهيم وفورك بن شبوبه وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والليث بن خالد ومحمد بن سفيان ومحمد بن سنان ومحمد بن واصل والمطلب بن عبد الرحمن والمغيرة بن شعيب وأبو نوبة ميمون بن حفص ونصير بن يوسف وأبو إناس هارون بن سورة بن المبارك وهارون بن عيسى وهارون بن يزيد وهاشم بن عبد العزيز ويحيى بن آدم ويحيى بن زياد الخوارزمي(1/2067)
فهؤلاء المكثرون عنه وأما المقلون فهم إسحاق بن إسرائيل وحاجب بن الوليد وحجاج بن يوسف بن قتيبة وخلف بن هشام البزار وزكريا بن يحيى الأنماطي وأبو حيوة شريع بن يزيد وصالح الناقط وعبد الواحد بن ميسرة القرشي وعلي بن خشنام وعمر بن نعيم بن ميسرة وعروة بن محمد الأسدي وعون بن الحكم ومحمد بن زريق ومحمد بن سعدان ومحمد بن عبد الله الحفرمي ومحمد بن عمر الرومي ومحمد بن المغيرة ومحمد بن يزيد الرفاعي ويحيى بن زياد الفراء ويعقوب الدورقي ويعقوب الحضرمي روى عنه الحروف وقال الحافظ أبو عمرو الداني أن عبد الله بن ذكوان سمع الحروف من الكسائي حين قدم دمشق وقال قال النقاشي قال ابن ذكوان أقمت على الكسائي أربعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة قال أبو عبد الله الذهبي لم يتابع النقاش أحد على هذا والنقاش يأتي بالعجائب دائما وأما الحافظ ابن عسكري فلم يذكر شيئا من ذلك ولا ذكر الكسائي في تاريخ دمشق أصلا قال في غاية النهاية أخبرني الحسن بن هلال بقراءاتي عليه أخبركم أبو الحسن علي بن أحمد عن عبد الوهاب بن سكينة وسفيان بن مندة قالا أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ أنبأنا محمد بن الحسين الشيباني أنبأنا محمد بن علي الخياط أنبأنا السوسنجرري أنبأنا عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم أجازة حدثنا أبو غانم عمر بن سهل بن الحسين بن علي النحوي حدثنا شاهين عن الدنداني عن نصير قال دخلت على الكسائي في مرضه الذي مات فيه فأنشأ يقول
(قدر أحلك زا النخيل وقد رأى % وأبي ومالك زو النخيل بدار)
(إلا كداركم بذي بقر اللوى % هيهات داركم من المزوار)
قال نصير فقلت كلا ويمتع الله الجميع بك قال أني قلت ذلك أني كنت أقرىء الناس في مسجد دمشق فأفضيت في المحراب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم داخلا من باب المسجد(1/2068)
فقام إليه رجل فقال بحرف من تقرأ فأومأ إلي قلت فهذا تصريح منه بدخوله دمشق وأقرائه بمسجدها ولو اطلع أبو القاسم بن عساكر الحافظ على هذا لذكره فيمن دخل دمشق فإنه ذكر غيره بأخبار واهية ولا يمنع دخول الكسائي دمشق فإنه كان أولا يطوف البلاد كما ذكر غير واحد وإنما أقام ببغداد في آخر وقت وقد ذكر هذه الحكاية أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون في كتابه التذكرة وروى عنه من الأئمة غير من تقدم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ما رأيت بعني هاتين أصدق لهم من الكسائي
قال الشافعي رحمه الله من أراد أن يتجر في النحو فهو عيال على الكسائي وقال الفضل بن شاذان لما عرض الكسائي على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة وقال أبو عبيد في كتاب القراءات كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وهي كانت علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه وقال ابن مجاهد فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره وكان يأخذ الناس عند ألفاظه بقراءته عليهم وقال أبو بكر الأنباري اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادىء(1/2069)
قال ابن الجزري أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي قراءة عليه عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي أنبأنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال أخبرني العتيقي وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا محمد ابن العباس حدثنا جعفر بن محمد الصندلي أنبأنا أبو بكر بن حماد عن خلف قال كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منير فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع يختم ختمتين في شعبان وكنت أجلس أسفل المنبر فقرأ يوما في سورة الكهف (^ أنا أكثر منك ) فنصب أكثر فعلمت أنه قد وقع فيه فلما فرغ أقبل الناس عليه يسألون عن العلة في أكثر لم نصبه فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل يعني آية (^ إن ترن أنا أقل منك مالا ) فقال الكسائي أكثر بالرفع فمحوه من كتبهم ثم قال لي يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن قال قلت لا أما إذ لم تسلم أنت فليس يسلم منه أحد بعدك قرأت القرآن صغيرا وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو وقال حثني أبي عن بعض أصحابه قال قيل لأبي عمر الدوري لم صعبتم الكسائي على الدعابة التي كانت فيه قال لصدق لسانه وقال خلف بن هشام البزار عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي يا أبا الحسن أمور بلغتنا عنك فننكر بعضها فقال الكسائي أو مثلك يخاطب بهذا وهل مع العالم من العربية الأفضل بصاقي هذا ثم بصق فسكت اليزيدي أخبرني أبو حفص عمر بن الحسن وغيره أذنا عن يوسف بن المجاور أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ أنبأنا أبو الحسن الحمامي قال سمعت عمر بن محمد الإسكاف سمعت عمي يقول سمعت ابن الدورقي يقول اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي فارتج عليه قراءة (^ قل يا أيها الكافرون ) فقال اليزيدي قراءة قل يا أيها الكافرون ترتج على قارىء الكوفة قال فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد فلما سلم قال(1/2070)
(احفظ لسانك لا تقول فتبتلى % أن البلاء موكل بالنطق)
وانتهت إليه طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة وقال نصر كان الكسائي إذا قرأ أو تكلم كأن ملكا ينطق على فيه ورؤى في المنام فقيل ما فعل الله بك قال غفر لي بالقران قرأ على حمزة ثلاث أو أربع مرات وعلى عيسى بن عمر عن طلحة بن مصرف على إبراهيم النخعي على علقم بن قيس على ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وقد عاش رحمه الله سبعين سنة
اختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبه هارون الرشيد وبقرية رنبويه من عمل الري متوجهين إلى خراسان
ومات معه بالمكان المذكور محمد بن محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد دفنا الفقه والنحو بالري وقيل سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين وقيل سنة ثلاث وتسعين قال الحافظ أبو العلا الهمذاني وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة ورثاه أبو محمد اليزيدي مع محمد بن الحسن فقال
(تصرمت الدنيا فليس بها خلود % وما قد نرى من بهجة ستبيد)
(لكل امرىء كأس من الموت مترع % وما أن لنا إلا عليه ورود)
(ألم تر شيبا شاملا ينذر البلى % وأن الشباب الغض ليس يعود)
(سنفنى بما أفنى القرون التي خلت % فكن مستعدا فالفناء عتيد)
(أمسيت على قاضي القضاة محمد % وفاضت عيوني والعيون جمود)
(وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا % بإيضاحه يوما وأنت فقيد)
(وأقلقني موت الكسائي بعده % وكادت بي الأرض الفضاء تميد)
(وأذهلني عن كل عيش ولذة % وأرق عيني والعيون هجود )
(هما عالمان أوديا وتصرما % فما لهما في العالمين نديد)
(فحزني متى يخطر على القلب خطر % بذكرهما حتى الممات جديد)(1/2071)
أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن فريد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي في كتابه من بغداد أخبرنا أبو الكارم المبارك ابن الحسن أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو علي الحسن بن إبراهيم حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي حدثنا أبو بكر أحمد بن حسن بن بشار حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال خرج الرشيد بالكسائي وبمحمد بن الحسن حين خرج إلى طوس فماتا في سنة تسع وثمانين ومائة فقال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي
يرثيهما وذكر الأبيات المتقدمة
أبو الحارث
هو الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي ثقة معروف حاذق ضابط للقراءة محقق لها قال أبو عمرو الداني كان من جلة أصحاب الكسائي
عرض على الكسائي وهو من جلة أصحابه وروى الحروف عن حمزة بن القسم الأصول وعن اليزيدي
روى القراءة عنه عرضا وسماعا سلمة بن عاصم صاحب الفراء ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير والفضل بن شاذان ويعقوب بن أحمد التركماني وقد غلط الشذائي في نسبه فقال الليث بن خالد المروزي وكذا الأهوازي فقال المروزي الحاجب وزاك رجل آخر قديم محدث من أصحاب مالك يكن أبا بكر توفي سنة مائتين أو نحوها ويقال له البلخي أيضا وهذا مات سنة أربعين ومائتين
وقد تقدم الكلام على أبي عمر الدوري في باب ترجمة أبي عمرو ابن العلاء البصري لأنه روى عنه وعن الكسائي فاكتفينا بذكره هناك عن ذكره هنا ابن هرمز الأعرج وسمع في الحديث عن عمر بن الخطاب ومروان بن الحكم وقال أبو عبد الرحمن النسائي يزيد بن القعقاع ثقة(1/2072)
وقال الإمام مالك بن أنس كان أبو جعفر القارىء رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي على عبادة الله تعالى وروى عنه أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته قبله وبعده(1/2073)
وقال سليمان بن مسلم شهد أبا جعفر وقد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم فقال شيبة وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم حجبا قالوا بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن وقال الإمام نافع لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن ورآه سليمان العمري في المنام على الكعبة فقال له أقرىء إخواني السلام وأخبرهم أن الله عز وجل جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين ورآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له بشر أصحابي وكل من قرأ بقرأتي أن الله قد غفر لهم وأجاب فيهم دعوتي ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا وقد روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وعيسى بن وردان وسليمان بن محمد ابن مسلم بن جماز وعبد الرحمن زيد بن أسلم وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم وقال الذهبي فأما قراءة أبي جعفر فدارت على أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون عن عيسى بن وردان عن أبي جعفر وقرأها الزبير بن محمد العمري عن قراءته على قالون بإسناده وأقرأها سليمان بن داود الهاشمي عن سليمان بن يسلم عن ابن حجاز عن أبي جعفر قال ابن الجزري وقد أسند الأستاذ أبو عبد الله القصاع قراءة أبي جعفر من رواية نافع عنه في كتابه المغنى وروينا قراءته عنه في كتاب الكامل لأبي القاسم الهذلي وكذلك أقرأ بها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران وقرأ بها على إسماعيل بن جعفر وصحت عندنا من طريقه والعجب ممن يطعن في هذه القراءة أو يجعلها في الشواذ وهي لم يكن بينها وبين غيرها من السبع فرق كما بيناه في كتابنا المنجد وقال سبط الخياط وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك أروض به نفسي على عبادة(1/2074)
الله تعالى فرحمة على أبي جعفر وعلى أئمة القرآن أجمعين مات أبو جعفر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة على الأصح والله أعلم
وأشهر رواته اثنان عيسى بن وردان وسليمان بن جماز وإليك ترجمة كل منهما
الدوري
هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدس بن صهبان ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور موضع ببغداد بالعراق ومحله بالجانب الشرقي ولد بها فهو الدور الأزدي البغدادي النحوي الضرير نزيل سامرا أمام القراءة في عصره وشيخ القراءة بالناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات قال رحل الدوري في طلب القراءات وقرأ بسائر الحروف السبعة
وتعلم الشواذ وسمع من ذلك شيئا كثيرا قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع وقرأ أيضا عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبي جعفر وسليم عن حمزة ومحمد بن سعدان عن حمزة وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم وحمزة بن القاسم عن أصحابه ويحيى بن المبارك اليزيدي وشجاع بن أبي نصر البلخي وقول الهزلي أنه قرأ على أبي بكر نفسه وهم بل على الكسائي عنه وقرأ عليه(1/2075)
وروى القراءة عنه أحمد بن حرب شيخ المطوعي وأحمد بن فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور وأحمد بن محمد بن حماد بن ماهان فيما ذكره أبو علي الرهاوي وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن مسعود السراج وإسحاق بن إبراهيم العسكري وإسماعيل بن أحمد وإسماعيل ابن يونس بن ياسين وبكر بن أحمد السراويلي وجعفر بن عبد الله بن الصباح وجعفر ابن أسد وجعفر بن محمد بن عبد الله الفارض وجعفر بن محمد الرافعي وجعفر ابن محمد بن الهيثم والحسن بن علي بن بشار بن العلاف والحسن بن الحسين الصواف والحسن بن عبد الوهاب والحسن الحداد والخضر بن الهيثم السطوسي وسعيد بن عبد الرحيم أبو عثمان الضرير وصالح بن يعقوب وعباس بن محمد وعبد الرحمن بن عبدوس وعبد الله بن أحمد الفسطاطي وعبد الله بن أحمد البلخي وعبد الله بن أحمد بن حبيب النحوي وعبد الله ابن بكار وعثمان بن خرزاذ وعلي بن سليم الدوري وعلي بن محمد بن فارس بن عبديل وعلي بن الحسين الفارس وعمر ابن أحمد بن نصر الكاغذي وعمر بن محمد بن برزة الأصبهاني وعمر بن محمد الكاغذي والقاسم بن زكريا المطرز والقاسم بن عبد الوارث والقاسم بن محمد بن سنان فيما ذكره الرهاوي ومحمد ابنه نفسه ومحمد بن أحمد البرمكي ومحمد بن أحمد بن أبي واصل ومحمد بن حمدان التستري ومحمد بن حمدون القطيعي ومحمد بن فرح الغساني ومحمد بن محمد بن النفاخ أبو الحسن الباهلي ومحمد بن هارون المنقى ونوح بن منصور وهارون ابن علي المزوق ومحمد بن عبد الرزاق وأبو عبد الله الحداد قال أبو داود ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وقال أحمد ابن فرح المفسر سألت الدوري ما يقول في القرآن قال كلام الله غيرمخلوق ولد أيام المنصور سنة خمسين ومائة في الدور وهو موضع بقرب بغداد كما تقدم وتوفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح أيام المتوكل ويليه أخوه في الأخذ عن أبي عمرو وهو السوسي
---(1/2076)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن رسالة (منهج الإمام الطبري في القراءات ، وضوابط اختيارها في تفسيره )
---
سؤال عن رسالة (منهج الإمام الطبري في القراءات ، وضوابط اختيارها في تفسيره )
---
عبدالله بن محمد السليمان
12-03-2003, 11:55 PM
الأخوة أعضاء المنتدى : السلام عليكم ورحمة الله وبعد قد علمت برسالة علمية ناقش فيها الباحث اعتراض الإمام ابن جرير الطبري على بعض القراءات وخلص في بحثه إلى أن الإمام رحمه الله لم يكن ينكر القراءات المتواترة سؤالي : ماهو عنوان الرسالة وأين نوقشت ؟ وأخص بالسؤال شيخنا الدكتور إبراهيم الدوسري ومن يراه من إخواني من أعضاء هذا المنتدى المبارك .
---
عبدالرحمن الشهري
12-04-2003, 12:24 AM
حياكم الله أخي الكريم ونشكرك على مشاركتك وفقك الله.
وأما الرسالة التي سألتَ عنها وفقك الله . فهي رسالة ماجستير بعنوان :
منهج الإمام الطبري في القراءات ، وضوابط اختيارها في تفسيره .
للأخ الكريم زيد بن علي مهدي مهارش . وتقدم بها لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض . وأشرف عليه الدكتور جمعة سهل.
وأنا لم أطلع عليها ، ولكن أخبرني الدكتور مساعد الطيار حفظه الله أنه اطلع عليها ، وهو الذي أشار إليها في مشاركته في الملتقى.
---
عبدالله بن محمد السليمان
12-06-2003, 06:19 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك وبعلمك
---
(1/2078)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهات المستشرقين حول جمع القرآن
---
شبهات المستشرقين حول جمع القرآن
---
أبو تمّام
06-26-2003, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
أيها المشايخ وطلاب العلم الفضلاء. السلام عليكم،
فأنا ضيف الآن، مضيف غدا، وعندي تساؤلات:
ما هي شبهات المستشرقين حول جمع القرآن، وكيف نفندها نقلا وعقلا، وما هي المقارنة بين جمع القرآن وجمع النصوص الدينية في الرسالات الأخرى.
والله ولي التوفيق،،،
---
وائل
06-26-2003, 12:19 PM
الأخ الكريم أبوتمام
في برنامج الشبهات وردودها الخاص بوزارة الأوقاف المصرية - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وردت هذه الشبهة والرد عليها، كما يلي:
1- جمع القرآن
اتخذ المعترضون من وقائع جمع القرآن وليجة يتسللون من خلالها للنيل من القرآن ، وإيقاع التشكيك فى كونه وحيًا من عند الله عز وجل .
والواقع أن الذى ألجأهم إلى التسلل من هذه " الوليجة " وهى وقائع جمع القرآن أمران رئيسيان :
الأول : محاولتهم نزع الثقة عن القرآن وخلخلة الإيمان به حتى لا يظل هو النص الإلهى الوحيد المصون من كل تغيير أو تبديل ، أو زيادة أو نقص .
الثانى : تبرير ما لدى أهل الكتاب (اليهود والنصارى) من نقد وجه إلى الكتاب المقدس بكلا عهديه : القديم (التوراة) والجديد (الأناجيل) ليقطعوا الطريق على ناقدى الكتاب المقدس من المسلمين ، ومن غير المسلمين .
ومواطن الشبهة عندهم فى وقائع جمع القرآن والمراحل التى مرَّ بها ، هى :
أن القرآن لم يُدوَّن ولم يكتب فى مصحف أو مصاحف كما هو الشأن الآن ، إلا بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم أما فى حياته ، فلم يكن مجموعاً فى مصحف . وأن جمعه مرًّ بعدة مراحل :(1/2079)
الأولى : فى خلافة أبى بكر - رضى الله عنه - وهو جمع ابتدائى غير موثق تمام التوثيق كما يزعمون ؟ .
الثانية : فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه وقد كان الجمع فى هذه المرحلة قابلاً لإدخال كثير من الإضافات التى افتقر إليها تدوين القرآن فيما بعد . لأن القرآن لم يكن فيهما مضبوطًا مشكولاً .
الثالثة : الإضافات التى أُلْحِقَتْ بالنص القرآنى وأبرزها :
* نَقْط حروفه لتمييز بعضها من بعض ، مثل تمييز الخاء من الجيم والحاء ، وتمييز الجيم من الخاء والحاء ، وتمييز التاء بوضع نقطتين فوقها عن كل من الياء والباء والنون والثاء .
1- ضبط كلماته بالضم والفتح والكسر والجزم ، مثل : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين " وهذا أمر طارئ على جمع القرآن فى مرحلتيه السابقتين .
2- علامات الوقف:مثل :ج صلى لا قلى م 00 00
3- وضع الدوائر المرقوم فيها أرقام الآيات فى كل سورة .
إن كل هذه الإضافات لم تكن موجودة فى العصر النبوى ، بل ولا فى عهد الخلفاء الراشدين .
يذكرون هذا كله ليصوروا أن الشبهة التى لوحظت فى جمع المصحف الحاوى للقرآن الكريم ، تزرع الشكوك والريوب (جمع ريب) فى وحدة القرآن واستقراره وسلامته من التحريف . فعلام إذن يصر المسلمون على اتهام التوراة التى بيد اليهود الآن أنها لا تمثل حقيقة التوراة التى أنزلها الله على موسى عليه السلام ؟ أو لماذا يطلقون هذا الوصف على مجموعة " الأناجيل " : التى بيد النصارى الآن ؟
الرد على هذه الشبهة :
إنًّ تأخير تدوين القرآن عن حياة النبى صلى الله عليه وسلم وجمعه فى مصحف فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه ، لامساس له مطلقًا بوحدة القرآن وصلة كل كلمة بالوحى الإلهى ؛ لأن القرآن قبل جمعه فى مصاحف كان محفوظًا كما أنزله الله على خاتم المرسلين .(1/2080)
والعرب قبل الإسلام ، وفى صدر الإسلام المبكر كانوا ذوى ملكات فى الحفظ لم يماثلهم فيها شعب أو أمة ، من قبلهم أو معاصرة لهم ، ومن يعرف الكتابة والقراءة فيهم قليلون فكانوا يحفظون عن ظهر قلب ما يريدون حفظه من منثور الكلام ومنظومه .
وروعة نظم القرآن ، ونقاء ألفاظه ، وحلاوة جرسه ، وشرف معانيه ، هذه الخصائص والسمات فاجأت العرب بما لم يكونوا يعرفون ، فوقع من أنفسهم موقع السحر فى شدة تأثيره على العقول والمشاعر ، فاشتد اهتمامهم به ، وبخاصة الذين كانوا من السابقين إلى الإيمان به ، وكانوا يترقبون كل جديد ينزل به الوحى الأمين ، يجمعون بين حفظه والعمل به .
وكان النبى صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه شئ من الوحى يأمر كُتًّاب الوحى بكتابته فورًا ، سماعًا من فمه الطاهر ثم ينشر ما نزل من الوحى بين الناس .
وقد ساعد على سهولة حفظه أمران :
الأول : نزوله (مُنَجَّمًا) أى مفرقًا على مدى ثلاث وعشرين سنة ؛ لأنه لم ينزل دفعة واحدة كما كان الشأن فى الوحى إلى الرسل السابقين .
والسبب فى نزول القرآن مُفَرَّقًا هو ارتباطه بتربية الأمة ، والترقى بها فى مجال التربية طورًا بعد طور ومعالجة ما كان يجد من مشكلات الحياة ، ومواكبة حركة بناء الدعوة من أول شعاع فيها إلى نهاية المطاف .
الثانى : خصائص النظم القرآنى فى صفاء مفرداته ، وإحكام تراكيبه ، والإيقاع الصوتى لأدائه متلوًّا باللسان ، مسموعًا بالآذان ، وما يصاحب ذلك من إمتاع وإقناع ، كل ذلك أضفى على آيات القرآن خاصية الجذب إليه ، والميل الشديد إلى الإقبال عليه ، بحيث يجذب قارئه وسامعه واقعًا فى أسره غير ملولٍ من طول الصحبة معه .
وتؤدى فواصل الآيات فى القرآن دورًا مُهِمًّا فى الإحساس بهذه الخصائص . ولنذكر لهذا " مثلاً " من سور القرآن الكريم :(1/2081)
بسم الله الرحمن الرحيم (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا * فوسطن به جمعًا * إن الإنسان لربه لكنود * وإنه على ذلك لشهيد * وإنه لحب الخير لشديد * أفلا يعلم إذا بُعثر ما فى القبور * وحُصل ما فى الصدور * إن ربهم بهم يومئذ لخبير)
عدد آيات هذه السورة [ العاديات ] إحدى عشرة آية ، وقد وزعت من حيث الفواصل ، وهى الكلمات الواقعة فى نهايات الآيات ، على أربعة محاور ، هى : الثلاث الآيات الأولى ، وكل فاصلة فيها تنتهى بحرف الحاء : ضبحا قدحا صبحا .
والآيتان الرابعة والخامسة ، كل فاصلة فيهما انتهت بحرف العين : نقعا جَمْعا .
والآيات السادسة والسابعة والثامنة ، انتهت فواصلها بحرف الدال : لكنود لشهيد لشديد .
أما الآيات التاسعة ، والعاشرة ، والحادية عشرة ، فقد انتهت فواصلها بحرف الراء : القبور الصدور لخبير .
مع ملاحظة أن حروف الفواصل فى هذه السورة ماعدا الآيات الثلاث الأولى مسبوقة بحرف " مد " هو " الواو " فى : " لكنود " و " الياء " فى : " لشهيد لشديد " .
ثم " الواو " فى : " القبور الصدور ثم " الياء " فى : " لخبير " وحروف المد تساعد على " تطرية " الصوت وحلاوته فى السمع . لذلك صاحبت حروف المد كلمات " الفواصل " فى القرآن كله تقريبًا ، وأضفت عليها طابعًا غنائيًا من طراز فريد جذب الإسماع ، وحرك المشاعر للإقبال على القرآن بشدة أسره إياهم عن طريق السماع ، ليكون ذلك وسيلة للإقبال على فقه معانيه ، ثم الإيمان به .
ومن سمات سهولة الحفظ فى هذه السورة أمران :
أنها سورة قصيرة ، حيث لم تتجاوز آياتها إحدى عشرة آية .(1/2082)
قصر آياتها ، فمنها ما تألف من كلمتين ، وهى الآيات الثلاث الأولى . ومنها ما تألف من ثلاث كلمات ، وهى الآيتان الرابعة والخامسة . ومنها ما تألف من أربع كلمات ، وهى الآيات : السادسة والسابعة والثامنة . وآيتان فحسب كلماتها خمس ، وهما العاشرة والحادية عشرة . وآية واحدة كلماتها سبع ، هى الآية التاسعة .
ونظام " عقد المعانى " فى السورة رائع كروعة نظمها . فالآيات الثلاث الأولى قَسَمٌ جليل بِخَيْلِ المجاهدين فى سبيل الله .
والآيتان الرابعة والخامسة استطراد مكمل لمعانى المقسم به ، شدة إغارتها التى تثير غبار الأرض ، وسرعة عَدْوِِهٍَا ومفاجأتها العدوّ فى الإغارة عليه .
ثم يأتى المقسم عليه فى الآية السادسة : " إن الإنسان لربه لكنود " : عاص لله ، كفور بإنعامه عليه .
وفى الآية السابعة إلماح إلى علم الإنسان بأنه عاق لربه ، شهيد على كفرانه نعمته .
وفى الآية الثامنة تقبيح لمعصية الإنسان لربه ، وإيثار حطام الدنيا على شكر المنعم .
أما الآيات الثلاث الأخيرة من (9) إلى (11) فهى إنذار للإنسان الكفور بنعم ربه إليه .
وهذه السمات ، ليست وقفًا كلها على سورة " والعاديات " بل هى مع غيرها ، سمات عامة للقرآن كله ، وبهذا صار القرآن سهل الحفظ لمن حاوله وصدق فى طلبه وسلك الطريق الحق الموصل إليه.
إن الحفظ كان العلاقة الأولى بين المسلمين وبين كتاب ربهم وكان الحفظ له وسيلة واحدة ضرورية يعتمد عليها ، هى السماع . وهكذا وصل إلينا القرآن ، من بداية نزوله إلى نهايته .
وأول سماع فى حفظ القرآن كان من جبريل عليه السلام الذى وصفه الله بالأمين .
وأول سامع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمع القرآن كله مرات من جبريل .
وثانى مُسَمِّع كان هو عليه الصلاة والسلام بعد سماعه القرآن من جبريل .(1/2083)
أما ثانى سامع للقرآن فهم كُتَّابُ الوحى ، سمعوه من النبى عليه الصلاة والسلام فور سماعه القرآن من جبريل ؛ لأنه كان إذا نزل الوحى ، وفرغ من تلقى ما أنزله الله إليه دعا كُتَّابَ الوحى فأملى على مسامعهم ما نزل فيقومون بكتابته على الفور .
ثم يشيع عن طريق السماع لا الكتابة ما نزل من القرآن بين المؤمنين ، إما من فم الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو من أفواه كتاب الوحى .
وقد يسَّر الله تعالى لحفظ القرآن واستمرار حفظه كما أنزله لله ، أوثق الطرق وأعلاها قدرًا فكان صلى الله عليه وسلم يقرؤه على جبريل فى كل عام مرة فى شهر رمضان المعظم . ثم فى العام الذى لقى فيه ربه تَمَّ عرض القرآن تلاوة على جبريل مرتين . زيادة فى التثبت والتوثيق .
وفى هذه الفترة (فترة حياة النبى) لم يكن للقراء مرجع سوى المحفوظ فى صدر النبى عليه الصلاة والسلام ، وهو الأصل الذى يُرجع إليه عند التنازع ، أما ما كان مكتوبًا فى الرقاع والورق فلم يكن مما يرجع إليه الناس ، مع صحته وصوابه .
وكذلك فى عهدى الشيخين أبى بكر وعمر رضى الله عنهما كان الاعتماد على الحفظ فى الصدور هو المعول عليه دون الكتابة ؛ لأنها كانت مفرقة ، ولم تكن مجموعة .
وكانت حظوظ الصحابة ، من حفظ القرآن متفاوتة ، فكان منهم من يحفظ القدر اليسير ، ومنهم من يحفظ القدر الكثير ، ومنهم من يحفظ القرآن كله . وهم جمع كثيرون مات منهم فى موقعة اليمامة فى خلافة أبى بكر سبعون حافظًا للقرآن ، وكانوا يسمون حفظة القرآن ب " القُرَّاء " .
ولا يقدح فى ذلك أن بعض الروايات تذهب إلى أن الذين حفظوا القرآن كله من الصحابة كانوا أربعة أو سبعة ، وقد وردت بعض هذه الروايات فى صحيحى البخارى ومسلم لأن ما ورد فيهما له توجيه خاص ، هو أنهم حفظوا القرآن كله وعرضوا حفظهم على رسول الله تلاوة عليه فأقرهم على حفظهم ، وليس معناه أنهم هم الوحيدون الذين حفظوا القرآن من الصحابة .
أول جمع للقرآن الكريم(1/2084)
لم يجمع القرآن فى مصحف فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولا فى صدر خلافة أبى بكر رضى الله عنه ، وكان حفظه كما أنزل الله فى الصدور هو المتبع .
وفى هذه الأثناء كان القرآن مكتوبًا فى رقاع متفرقًا . هذه الرقاع وغيرها التى كتب فيها القرآن إملاء من فم النبى صلى الله عليه وسلم ، ظلت كما هى لم يطرأ عليها أى تغيير من أى نوع .
ولما قتل سبعون رجلاً من حُفَّاظِه دعت الحاجة إلى جمع ما كتب مفرقًا فى مصحف واحد فى منتصف خلافة أبى بكر باقتراح من عمر رضى الله عنهما .
وبعد وفاة أبى بكر تسلم المصحف عمر بن الخطاب ، وبعد وفاته ظل المصحف فى حوزة ابنته أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها.
وفى هذه الفترة كان حفظ القرآن فى الصدور هو المتبع كذلك .
وانضم إلى حُفَّاظه من الصحابة بعد انتقال النبى عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى ، التابعون من الطبقة الأولى ، وكانت علاقتهم بكتاب الله هى الحفظ بتفاوت حظوظهم فيه قلة وكثرة ، وحفظًا للقرآن كله ، وممن اشتهر منهم بحفظ القرآن كله التابعى الكبير الحسن البصرى رضى الله عنه وآخرون .
كان هذا أول جمع للقرآن ، والذى تم فيه هو جمع الوثائق التى كتبها كتبة الوحى فى حضرة رسول الله ، بمعنى تنسيق وثائق كل سورة مرتبة آياتها على نسق نزولها ، ولا معنى لهذا الجمع إلا ما ذكرناه ، وإطلاق وصف المصحف عليه إطلاق مجازى صرف . والقصد منه أن يكون مرجعًا موثوقًا به عند اختلاف الحفاظ .
ومما يجب التنبيه إليه مرات أن الجمع فى هذه المرحلة لم يضف شيئًا أو يحذفه من تلك الوثائق الخطية ، التى تم تدوينها فى حياة النبى عليه الصلاة والسلام إملاءً منه على كتبة وحيه الأمناء الصادقين .
مرحلة الجمع الثانية(1/2085)
كانت هذه المرحلة فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان حافظًا للقرآن كله كما ورد فى الروايات الصحيحة . والسبب الرئيسى فى اللجوء إلى هذا الجمع فى هذه المرحلة هو اختلاف الناس وتعصبهم لبعض القراءات ، إلى حد الافتخار بقراءة على قراءة أخرى ، وشيوع بعض القراءات غير الصحيحة .
وهذا ما حمل حذيفة بن اليمان على أن يفزع إلى أمير المؤمنين عثمان ابن عفان ، ويهيب به أن يدرك الأمة قبل أن تتفرق حول القرآن كما تفرق اليهود والنصارى حول أسفارهم المقدسة . فنهض رضى الله عنه للقيام بجمع القرآن فى " مصحف " يجمع الناس حول أداء واحد متضمنًا الصلاحية للقراءات الأخرى الصحيحة ، وندب لهذه المهمة الجليلة رجلاً من الأنصار (زيد بن ثابت) وثلاثة من قريش : عبد الله بن الزبير ، سعد بن أبى وقاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام . وزيد بن ثابت هذا كان هو رئيس الفريق الذى ندبه عثمان رضى الله عنه لهذه المهمة الجليلة؛ لأنه أى زيد بن ثابت قد تحققت فيه مؤهلات أربعة للقيام بهذه المسئولية وهى :
كان من كتبة الوحى فى الفترة المدنية .
كان حافظًا متقنًا للقرآن سماعًا مباشرًا من فم رسول الله .
كان هو الوحيد الذى حضر العرضة الأخيرة للقرآن من النبى عليه الصلاة والسلام على جبريل عليه السلام .
كان هو الذى جمع القرآن فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه .
منهج الجمع فى هذه المرحلة
وقد تم الجمع فى هذه المرحلة على منهج دقيق وحكيم للغاية قوامه أمران :
الأول : المصحف الذى تم تنسيقه فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه ، وقد تقدم أن مكوّنات هذا المصحف هى الوثائق الخطية التى سجلها كتبة الوحى فى حضرة النبى عليه صلى الله عليه وسلم سماعًا مباشرًا منه .
فكان لا يُقبل شئ فى مرحلة الجمع الثانى ليس له وجود فى تلك الوثائق التى أقرها النبى عليه الصلاة والسلام .(1/2086)
الثانى : أن تكون الآية أو الآيات محفوظة حفظًا مطابقًا لما فى مصحف أبى بكر عند رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأقل . فلا يكفى حفظ الرجل الواحد ، ولا يكفى وجودها فى مصحف أبى بكر ، بل لابد من الأمرين معًا :
1- وجودها فى مصحف أبى بكر .
2- ثم سماعها من حافظين ، أى شاهدين ، وقد استثنى من هذا الشرط أبو خزيمة الأنصارى ، حيث قام حفظه مقام حفظ رجلين فى آية واحدة لم توجد محفوظة إلا عند أبى خزيمة ، وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين عدلين .
قام هذا الفريق ، وفق هذا المنهج المحكم ، بنسخ القرآن ،لأول مرة ، فى مصحف واحد ، وقد أجمع عليه جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعارض عثمان منهم أحدًا ، حتى عبد الله بن مسعود ، وكان له مصحف خاص كتبه لنفسه ، لم يعترض على المصحف "الجماعى" الذى دعا إلى كتابته عثمان رضى الله عنه ، ثم تلقت الأمة هذا العمل الجليل بالرضا والقبول ، فى جميع الأقطار والعصور .
ونسخ من مصحف عثمان ، الذى سمى " المصحف الإمام " بضعة مصاحف ، أرسل كل مصحف منها إلى قطر من أقطار الإسلام ، مثل الكوفة والح
جاز ، وبقى المصحف الأم فى حوزة عثمان رضى الله عنه ، ثم عمد عثمان إلى كل ماعدا " المصحف الإمام " من مصاحف الأفراد المخالفة أدنى مخالفة للمصحف الإمام ، ومنها مصحف الصحابى الجليل ابن مسعود وأمر بحرقها أو استبعادها ؛ لأنها كانت تحتوى على قراءات غير صحيحة ، وبعضها كان يُدخل بعض عبارات تفسيرية فى صلب الآيات أو فى أواخرها .
الفرق بين الجمعين(1/2087)
من نافلة القول ، أن نعيد ما سبق ذكره ، من أن أصل الجمعين اللذين حدثا فى خلافتى أبى بكر وعثمان رضى الله عنهما كان واحدًا ، هو الوثائق الخطية التى حررت فى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم إملاءً من فمه الطاهر على كتبة الوحى ، ثم تلاوتهاعليه وإقرارها كما تليت عليه هذه الوثائق لم تدخل عليها أية تعديلات ، وهى التى نراها الآن فى المصحف الشريف المتداول بين المسلمين .
وكان الهدف من الجمع الأول فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه هو جمع تلك الوثائق المتفرقة فى مكان واحد منسقة السور والآيات ، دون نقلها فى مصحف حقيقى جامع لها . فهذا الجمع بلغة العصر مشروع جمع لا جمع حقيقى فى الواقع .
ولهذا عبَّر عنه أحد العلماء بأنه أشبه ما يكون بأوراق وجدت متفرقة فى بيت النبى فربطت بخيط واحد ، مانع لها من التفرق مرة أخرى .
أما الجمع فى خلافة عثمان رضى الله عنه فكان نسخًا ونقلاً لما فى الوثائق الخطية ، التى حررت فى حياة النبى عليه الصلاة والسلام وأقرها بعد تلاوتها عليه ، وجمعها فى مصحف واحد فى مكان واحد . وإذا شبهنا الوثائق الأولى بقصاصات ورقية مسطر عليها كلام ، كان الجمع فى خلافة عثمان هو نسخ ذلك الكلام المفرق فى القصاصات فى دفتر واحد .
أما الهدف من الجمع فى خلافة عثمان فكان من أجل الأمور الآتية :
1- توحيد المصحف الجماعى واستبعاد مصاحف الأفراد لأنها لم تسلم من الخلل . وقد تم ذلك على خير وجه .
2- القضاء على القراءات غير الصحيحة ، وجمع الناس على القراءات الصحيحة ، التى قرأ بها النبى عليه الصلاة والسلام فى العرضة الأخيرة على جبريل فى العام الذى توفى فيه .
3- حماية الأمة من التفرق حول كتاب ربها . والقضاء على التعصب لقراءة بعض القراء على قراءة قراء آخرين .(1/2088)
وفى جميع الأزمنة فإن القرآن يؤخذ سماعًا من حُفَّاظ مجودين متقنين ، ولا يؤخذ عن طريق القراءة من المصحف ؛ لإن الحفظ من المصحف عرضة لكثير من الأخطاء ، فالسماع هو الأصل فى تلقى القرآن وحفظه . لأن اللسان يحكى ما تسمعه الأذن ، لذلك نزل القرآن ملفوظًا ليسمع ولم ينزل مطبوعًا ليُقرأ .
فالفرق بين الجمعين حاصل من وجهين :
الوجه الأول : جمع أبى بكر رضى الله عنه كان تنسيقًا للوثائق الخطية التى حررت فى حياة النبى عليه الصلاة والسلام على صورتها الأولى حسب ترتيب النزول سورًا وآيات .
وجمع عثمان رضى الله عنه كان نقلاً جديدًا لما هو مسطور فى الوثائق الخطية فى كتاب جديد ، أطلق عليه " المصحف الإمام " .
أما الوجه الثانى فهو من حيث الهدف من الجمع وهو فى جمع أبى بكر كان حفظ الوثائق النبوية المفرقة فى نسق واحد مضمومًا بعضها إلى بعض ، منسقة فيه السور والآيات كما هى فى الوثائق ، لتكون مرجعًا حافظًا لآيات الذكر الحكيم .
وهو فى جمع عثمان ، جمع الأمة على القراءات الصحيحة التى قرأها النبى صلى الله عليه وسلم فى العرضة الأخيرة على جبريل عليه السلام .
أما المتون (النصوص) التى نزل بها الوحى الأمين فظلت على صورتها الأولى ، التى حررت بها فى حياة النبى عليه الصلاة والسلام .
فالجمعان البكرى والعثمانى لم يُدْخِِِِِلا على رسم الآيات ولا نطقها أى تعديل أو تغيير أو تبديل ، وفى كل الأماكن والعصور واكب حفظ القرآن تدوينه فى المصاحف ، وبقى السماع هو الوسيلة الوحيدة لحفظ القرآن على مدى العصورحتى الآن وإلى يوم الدين.
فذلكة سريعة :
العرض الذى قدمناه لتدوين القرآن يظهر من خلاله الحقائق الآتية :(1/2089)
1- إن تدوين متون القرآن (نصوصه) تم منذ فجر أول سورة نزلت بل أول آية من القرآن ، وكان كلما نزل نجم من القرآن أملاه عليه الصلاة والسلام على كاتب الوحى فدونه سماعًا منه لتوه ، ولم يلق عليه الصلاة والسلام ربه إلا والقرآن كله مدون فى الرقاع وما أشبهها من وسائل التسجيل . وهذا هو الجمع الأول للقرآن وإن لم يذكر فى كتب المصنفين إلا نادرًا .
2- إن هذا التدوين أو الجمع المبكر للقرآن كان وما يزال هو الأصل الثابت الذى قامت على أساسه كل المصاحف فيما بعد ، حتى عصرنا الحالى .
- إن الفترة النبوية التى سبقت جمع القرآن فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه ، لم تكن فترة إهمال للقرآن ، كما يزعم بعض خصوم القرآن من المبشرين والمستشرقين والملحدين بل العكس هو الصحيح ، كانت فترة عناية شديدة بالقرآن. اعتمدوا فيها على ركيزتين بالغتى الأهمية :
الأولى : السماع من الحفظة المتقنين لحفظ القرآن وتلاوته .
الثانية : الحفظ المتقن فى الصدور .
والسماع والحفظ هما أقدم الوسائل لحفظ وتلاوة كتاب الله العزيز . وسيظلان هكذا إلى يوم الدين .
- إن القرآن منذ أول آية نزلت منه ، حتى اكتمل وحيه لم تمر عليه لحظة وهو غائب عن المسلمين ، أو المسلمون غائبون عنه ، بل كان ملازمًا لهم ملازمة الروح للجسد .
إن تاريخ القرآن واضح كل الوضوح ، ومعروف كل المعرفة ، لم تمر عليه فترات غموض ، أو فترات اضطراب ، كما هو الشأن فى عهدى الكتاب المقدس التوراة والإنجيل . وما خضعا له من أوضاع لا يمكن قياسها على تاريخ القرآن ، فليس لخصوم القرآن أى سبب معقول أو مقبول فى اتخاذهم مراحل جمع القرآن منافذ للطعن فيه ، أو مبررًا يبررون به ما اعترى كتابهم المقدس من آفات تاريخية ، وغموض شديد الإعتام صاحب وما يزال يصاحب ، واقعيات التوراة والأناجيل نشأة ، وتدوينًا ، واختلافًا واسع المدى ، فى الجوهر والأعراض التى قامت به .(1/2090)
وقد بقى علينا من عناصر شبهاتهم حول جمع القرآن ومراحله ما سبقت الإشارة إليه من قبل ، وهى : النقط والضبط وعلامات الوقف .
المراد بالنَقْط هو وضع النُّقط فوق الحروف أو تحتها مثل نقطة النون ونقطة الباء .
أما الضبط فهو وضع الحركات الأربع : الضمة والفتحة والكسرة والسكون فوق الحروف أو تحتها حسب النطق الصوتى للكلمة . حسبما تقتضيه قواعد النحو والصرف .
أما علامات الوقف فهى كالنقط والضبط توضع فوق نهاية الكلمة التى يجوز الوقف عليها أو وصلها بما بعدها . وهذه الأنواع الثلاثة يُلحظ فيها ملحظان عامَّان :
الأول : أنها لا تمس جسم الكلمة من قريب أو من بعيد ولا تغير من هيكل الرسم العثمانى للكلمات ، بل هى زيادة إضافية خارجة عن " متون " (أصول) الكلمات .
الثانى : أنها كلها أدوات أو علامات اجتلبت لخدمة النص القرآنى ، ولتلاوته صوتيًا تلاوة متقنة أو بعبارة أخرى :
هى وسائل إيضاح اصطلاحية متفق عليها تعين قارئ القرآن على أدائه أداء صوتيًا محكمًا ، وليست هى من عناصر التنزيل ، ولو جرد المصحف منها ما نقص كلام الله شيئًا . وقد كان كتاب الله قبل إدخال هذه العلامات هو هو كتاب الله ، إذن فليست هى تغييرًا أو تبديلاً أو تحريفًا أدخل على كتاب الله فأضاع معالمه ، كما يزعم خصوم القرآن الموتورون .
فالنقط أضيفت إلى رسم المصحف للتمييز بين الحروف المتماثلة كالجيم والحاء والخاء ، والباء والتاء والثاء والنون والسين والشين ، والطاء والظاء والفاء والقاف والعين والغين ، والصاد والضاد .(1/2091)
وقبل إضافة النقط إلى الحروف كان السماع قائماً مقامها ، لأن حفاظ القرآن المتقنين المجوِّدين ليسوا فى حاجة إلى هذه العلامات ، لأنهم يحفظون كتاب ربهم غضًا طريًا كما أنزله الله على خاتم رسله ، أمَّا غير الحفاظ ممن لا يستغنون عن النظر فى المصحف فهذه العلامات النقطية والضبطية والوقفية ترشدهم إلى التلاوة المثلى ، وتقدم لهم خدمات جليلة فى النظر فى المصحف ؛ لأنها كما قلنا من قبل وسائل إيضاح لقراء المصحف الشريف .
فمثلاً نقط الحروف وقاية من الوقوع فى أخطاء لا حصر لها ، ولنأخذ لذلك مثالاً واحدًا هو قوله تعالى : (كمثل جنة بربوة).
لو تركت " جنة " بغير نقط ولا ضبط لوقع القارئ غير الحافظ فى أخطاء كثيرة ؛ لأنها تصلح أن تنطق على عدة احتمالات ، مثل : حَبَّة حية حِنَّة خبَّة جُنة حِتة خيَّة جيَّة حبة جبَّة .
ولكن لما نقطت حروفها ، وضُبطت كلماتها اتضح المراد منها وتحدد تحديدًا دقيقًا ، طاردًا كل الاحتمالات غير المرادة .
وأول من نقط حروف المصحف جماعة من التابعين كان أشهرهم أبوالأسود الدؤلى ، ونصر بن عاصم الليثى ، ويحيى بن يَعْمُر ، والخليل ابن أحمد ، وكلهم من كبار التابعين.
والخلاصة : أن نقط حروف الكلمات القرآنية ، وضبط كلمات آياته ليس من التنزيل ، وأنه حدث فى عصر كبار التابعين ، وإلحاق ذلك بالمصحف ليس تحريفًا ولا تعديلاً لكلام القرآن .
وهو من البدع الحسنة وقد أجازه العلماء لأن فيه تيسيرًا على قُرَّاء كتاب الله العزيز ، وإعانة لهم على تلاوته تلاوة متقنة محكمة ، وهو من المصالح المرسلة ، التى سكت الشرع عنها فلم يأمر بها ولم ينه عنها .
وتحقيق المصلحة يقوم مقام الأمر بها ، ووقوع المضرة يقوم مقام النهى عنها .(1/2092)
وهذه سمة من سمات مرونة الشريعة الإسلامية العادلة الرحيمة. أما علامات الوقف فلها أدوار إيجابية فى إرشاد قراء القرآن وتوجيههم إلى كيفية التعامل مع الجمل والتراكيب القرآنية حين تُتلى فى صلاة أو فى غير صلاة .
والواقع أن كل هذه المضافات إلى رسم كلمات المصحف فوق أنها والله سبحانه وتعالى أعلم وسائل إيضاح كما تقدم ، اجتلبت من أجل خدمة النص القرآنى ، تؤدى فى الوقت نفسه خدمة جليلة لمعانى المفردات والتراكيب القرآنية . وقد أشرنا من قبل إلى مهمات النقط فوق أو تحت الحروف ، وعلامات الضبط الأربع : الفتحة والضمة والكسرة والسكون ، فوق أو تحت رسم الكلمات .
ونسوق الآن تمثيلاً سريعًا للمهام الجليلة التى تؤديها علامات الوقف ، التى توضع فوق نهايات الكلمات التى يُوْقَفُ عليها أو لا يُوقف :
قوله تعالى:(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هوصلى ، وإن يمسسك بخير فهو على كل شىء قدير).
نرى العلامة (صلى) فوق حرف الواو فى كلمة " هو " وهى ترمز إلى أن الوقف على هذه الكلمة " هو " جائز ووصلها بما بعدها وهو " وإن يمسسك " جائز كذلك إلا أن الوصل ، وهو هنا تلاوة الآية كلها دفعة واحدة بلا توقف ، أولى من الوقف .
والسبب فى جواز الوقف والوصل هنا أن كلاً من الكلامين معناه تام يحسن السكوت عليه ، وكذلك يحسن وصله بما بعده لأنهما كلامان بينهما تناسب وثيق ، ومن حيث البناء التركيبى ، هما شرط " إنْ " ، وفِعْلا الشرط فيهما فعل مضارع ، وهما فعل واحد تكرر فى شرطى الكلامين " يمسسك " والفاعل هو " الله " فيهما . الأول اسم ظاهر ، والثانى ضمير عائد عليه ، أما كون الوصل أولى من الوقف ، فلأن التناسب بين الكلامين أقوى من التباين لفظًا ومعنى ، مع ملاحظة أن جواز الوقف يتيح لقارئ القرآن نفحة من راحة الصمت ، ثم يبدأ رحلة التلاوة بعدها وقوله تعالى :(قل ربى أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل قلى فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا).(1/2093)
علامة الوقف (قلى) موضوعة فوق اللام الثانية من كلمة "قليل" وترمز إلى جواز الوصل والوقف على كلمة " قليل " وأن الوقف عليها أولى من وصلها بما بعدها ، وفى الوقف راحة لنفس القارئ كما تقدم .
وجواز الوقف لتمام المعنى فى الجزء الأول من الآية .
وجواز الوصل ، فلأن الجزء الثانى من الكلام مفرع ومرتب على الجزء الأول.
أما كون الوقف على كلمة " قليل " أولى فى هذه الآية فلأن ما قبلها جملتان خبريتان ، وهما واقعتان مقول القول لقوله تعالى : (قل ربى ..).
أما جملة " فلا تمار فيهم " فهى جملة إنشائية فيها نهى عن الجدال فى شأن أهل الكهف كم كان عددهم والكلام الإنشائى مباين للكلام الخبرى . إذن فالكلامان غير متجانسين . هذه واحدة .
أما الثانية فإن " فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرًا ولا تستفت فيهم منهم أحدًا " ، غير داخل فى مقول القول الذى أشرنا إليه قبلاً .
وهذان الملحظان أحدثا تباعدًا ما بين الكلامين لذلك كان الوقف أولى ، إلماحًا إلى ذلك التباين بين الكلامين . والوقف هو القطع بين كلامين بالسكوت لحظة بين نهاية الكلام الأول، وبداية الكلام الثانى ، وله شأن عظيم فى تلاوة القرآن الكريم ، من حيث الألفاظ (الأداء الصوتى) ومن حيث تذوق المعانى وخدمتها ، وقوله تعالى : (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منهج ذلك من آيات الله).
علامة الوقف (ج) موضوعة فوق " الهاء " نهاية كلمة " منه " وترمز إلى جواز الوقف على " منه " وعلى جواز وصله بما بعده " ذلك من آيات الله " وهذا الجواز مستوى الطرفين ، لا يترجح فيه الوقف على الوصل، ولا الوصل على الوقف. وهذا راجع إلى المعنى المدلول عليه بجزئى الكلام ، جزء ما بعد " منه " وجزء ما قبله .
وذلك لأن ما قبل " منه " كلام خبرى لا إنشائى وكذلك ما بعدها " ذلك من آيات الله .. " فهما إذن متجانسان .(1/2094)
والوقف مناسب جدًا لطول الكلام قبل كلمة " منه " وفى الوقف راحة للنفس ، والراحة تساعد على إتقان التلاوة .
والوصل مناسب جدًا من حيث المعنى ؛ لأن قوله تعالى : " ذلك من آيات الله " تركيب واقع موقع " الخبر " عما ذكره الله عز وجل من أوضاع أهل الكهف فى طلوع الشمس وغروبها عنهم .
وقوله تعالى : (الذين تتوفاهم الملائكة طيبينلا يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة ..).
علامة الوقف (لا) موضوعة على " النون " نهاية كلمة "طيبين" ترمز إلى أن الوقف على " طيبين " ممنوع .
والسبب فى هذا المنع أن جملة " يقولون " وهى التالية لكلمة "طيبين" حال من " الملائكة " وهم فاعل " تتوفاهم " .
أما " طيبين " فهى حال من الضمير المنصوب على المفعولية للفعل " تتوفاهم " وهو ضمير الجماعة الغائبين " هم " ولو جاز الوقف على " طيبين " لحدث فاصل زمنى بين جملة الحال " يقولون " وبين صاحب الحال " الملائكة " ولم تدع إلى هذا الفعل ضرورة بيانية .
لذلك كان الوقف على " طيبين " ممنوعًا لئلا يؤدى إلى قطع "الحال" وهو وصف ، عن صاحبه " الملائكة " وهو الموصوف . وهذا لا يجوز بلاغة ؛ فمنع الوقف هنا كان سببه الوفاء بحق المعنى ، ومجىء الحال هنا جملة فعلية فعلها مضارع يفيد وقوع الحدث بالحال والاستقبال مراعاة لمقتضى الحال ؛ لأن الملائكة تقول هذا الكلام لمن تتوفاهم من الصالحين فى كل وقت لأن الموت لم ولن يتوقف .
وقوله تعالى : (إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولدم له ما فى السماوات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا ).
علامة الوقف (م) موضوعة على حرف الدال من كلمة " ولد " للدلالة على لزوم الوقف على هذه الكلمة " ولد " وامتناع وصلها بما بعدها وهو : " له ما فى السماوات وما فى الأرض " .
وإنما كان الوقف ، هنا لازمًا لأن هذا الوقف سيترتب عليه صحة المعنى وليمتنع إيهام غير صحته أما وصله بما بعده فيترتب عليه إيهام فساد المعنى .(1/2095)
بيان ذلك أن الوصل لو حدث لأوهم أن قوله تعالى : " له ما فى السماوات وما فى الأرض " وصف ل " الولد " المنفى ، أى ليس لله ولد ، له ما فى السماوات والأرض ، وهذا لا يمنع أن يكون لله سبحانه ولد ولكن ليس له ما فى السماوات والأرض ؟! وهذا باطل قطعًا .
أما عندما يقف القارئ على كلمة " ولد " ثم يستأنف التلاوة من " له ما فى السماوات وما فى الأرض " فيمتنع أن يكون هذا الوصف للولد المنفى ، ويتعين أن يكون لله عز وجل ، وهذا ناتج عن قطع التلاوة عند " ولد " أى بالفاصل الزمنى بين تلاوة ما قبل علامة الوقف " لا " وما بعدها حتى آخر الآية .
فأنت ترى أن الوقف هنا يؤدى خدمة جليلة للمعنى المراد من الآية الكريمة . ومثله قوله تعالى :(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهمم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ) .
علامة الوقف (م) موضوعة فوق الميم من كلمة " همم " للدلالة على لزوم الوقف عليها ، وامتناع وصلها بما بعدها ، وهو " الذين خسروا أنفسهم " .
وسر ذلك اللزوم ؛ أن الوصل يوهم معنى فاسدًا غير مراد ، لأنه سيترتب عليه أن يكون قوله تعالى : " الذين خسروا أنفسهم " وصفًا ل " أبناءهم " وهذا غير مراد ، بل المراد ما هو أعم من "أبناءهم" وهم الذين خسروا أنفسهم فى كل زمان ومكان . فهو حكم عام فى الذين خسروا أنفسهم ، وليس خاصًا بأبناء الذين آتاهم الله الكتاب .
هذه هى علامات الوقف ، وتلك هى نماذج من المعانى الحكيمة التى تؤديها ، أو جاءت رامزة إليها ، وبقيت حقيقة مهمة ، لابد من الإشارة إليها .
إن خصوم القرآن يعتبرون علامات الوقف تعديلاً أُدْخِل على القرآن ، بعد عصر النزول وعصر الخلفاء الراشدين .(1/2096)
وهذا وهم كبير وقعوا فيه ، لأن هذه العلامات وغيرها ليست هى التى أوجدت المعانى التى أشرنا إلى نماذج منها ، فهذه المعانى التى يدل عليها الوقف سواء كان جائز الطرفين ، أو الوقف أولى من الوصل أو الوصل أولى من الوقف ، أو الوقف اللازم أو الوقف الممنوع . هذه المعانى من حقائق التنزيل وكانت ملحوظة منذ كان القرآن ينزل ، وكان حفاظ القرآن وتالوه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبقونها فى تلاوتهم للقرآن ، قبل أن يُدوَّن
القرآن فى " المصحف " هذا هو الحق الذى ينبغى أن يكون معروفًا للجميع ، أما وضع هذه العلامات فى عصر التابعين فجاءت عونًا لغير العارفين بآداب تلاوة القرآن ، دون أن تكون بشكلها جزءا من التنزيل .
تنسيق المصحف :
نعنى ب : تنسيق المصحف " الفواصل بين سوره ب : " بسم الله الرحمن الرحيم " وترقيم آيات كل سورة داخل دوائر فاصلة بين الآيات ، ووضع خطوط رأسية تحت مواضع السجود فى آيات القرآن ، ثم الألقاب التى أطلقت على مقادير محددة من الآيات مثل :
الربع الحزب الجزء . لأن هذه الأعمال إجراءات بشرية خالصة أُلْحِق بعضها بسطور المصحف ، وهو ترقيم الآيات وَوُضِع بعضها تحتها ، كعلامات السجود فى أثناء التلاوة .
أما ماعدا هذين فهى إجراءات اعتبارية عقلية ، تدل عليها عبارات موضوعة خارج إطار أو سُور الآيات .
وليس فى هذا مطعن لطاعن ؛ لأنّاَ نقول كما قلنا فى نظائره من قبل إنها وسائل إيضاح وتوجيه لقرَّاء القرآن الكريم توضع خارج كلمات الوحى لا فى متونها ، وتؤدى خدمة جليلة للنص المقدس مقروءاً أو متْلُوًّا .
ولا يدعى مسلم أنها لها قداسة النص الإلهى ، أو أنها نازلة من السماء بطريق الوحى الأمين .
والمستشرقون الذين يشاركون المبشرين فى تَصيُّد التهم للقرآن ، ينهجون هذا النهج " التنسيقى " فى أعمالهم العلمية والفكرية، وبخاصة فى تحقيق النصوص فيضعون الهوامش والملاحق والفهارس الفنية لكل(1/2097)
ما يقومون بتحقيقه من نصوص التراث . ولهم مهارة فائقة فى هذا المجال ، ولم نر واحدًا منهم ينسب هذه الأعمال الإضافية إلى مؤلف النص نفسه ، كما لم نر أحدًا منهم عدَّ هذه الإضافات تعديلاً أو تحريفًا أو تغييرًا للنص الذى قام هو بتحقيقه وخدمته .
بل إنه يعد هذه الأعمال الإضافية وسائل إيضاح للنص المحقق . وتيسيرات مهمة للقراء .
وهذا هو الشأن فى عمل السلف رضى الله عنهم فى تنسيق المصحف الشريف ، وهو تنسيق لا مساس له ب " قدسية الآيات " لأنها وضعت فى المصحف على الصورة التى رُسِمَتْ بها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تاريخ القرآن
هذا هو تاريخ القرآن ، منذ نزلت أول سورة منه ، إلى آخر آية نزلت منه ، كان كتابًا محفوظا فى الصدور ، متلوًّا بالألسنة ، مسطورًا على الرقاع ، ثم مجموعًا فى مصاحف ، لم يخضع لعوامل محو وقرض، ولا آفات ضياع ، وضعته الأمة فى " أعينها " منذ نَزَلَ فلم يضل عنها أو يغب ، ولم تضل هى عنه أو تغب ، تعرف مصادره وموارده ، على مدى عمره الطويل ، تعرفه كما تعرف أبناءها ، بلا زيغ ولا اشتباه .
هذا هو تاريخ القرآن ، وضعناه وضعًا موجزًا ، لكنه مُلِمٌّ بمعالم الرحلة ، كاشفًا عن أسرارها . وضعناه لنقول لخصوم القرآن والإسلام :
هل فى تاريخ القرآن ما يدعو إلى الارتياب فيه ، أو نزع الثقة عنه ؟
وهل أصاب آياته المحكمة خلل أو اضطراب ؟
وهل رأيتموه غاب لحظة عن الأمة، أو الأمة غابت عنه لحظة؟
وهل رأيتم فيه جهلاً بمصدره ونشأته وتطور مراحل جمعه وتدوينه ؟ أو رأيتم فى آياته تغييرًا أو تبديلاً ؟
تلك هى بضاعتنا عرضناها فى سوق العرض والطلب غير خائفين أن يظهر فيها غش أو رداءة ، أو تصاب ببوار أو كساد من منافس يناصبها العداء .
هذا هو ما عندنا . فما هو الذى عندكم من تاريخ الكتاب المقدس بعهديه.
القديم (التوراة) التى بين أيدى اليهود الآن ، والجديد (الأناجيل) التى بين أيدى النصارى الآن .(1/2098)
ما الذى تعرض له الكتاب المقدس فى تاريخه الأول المقابل لفترة تاريخ القرآن ، التى فرغنا من عرضها ؟
تعالوا معنا نفحص تلك الفترة من تاريخ الكتاب المقدس فى رحلته المبكرة :
مولد التوراة وتطورها :
يضطرب أهل الكتاب عامة ، واليهود خاصة حول تاريخ التوراة (مولدها وتطورها) اضطرابًا واسع المدى ويختلفون حولها اختلافًا يذهبون فيه من النقيض إلى النقيض ، ولهذا عرضوا لتاريخ القرآن بالطعن والتجريح ليكون هو والتوراة سواسية فى فقد الثقة بهما ، أو على الأقل ليُحرجوا المسلمين بأنهم لا يملكون قرآنًا مصونًا من كل ما يمس قدسيته وسلامته من التحريف والتبديل . وقد عرضنا من قبل تاريخ القرآن ، وها نحن نعرض تاريخ التوراة حسبما هو فى كتابات أهل الكتاب أنفسهم ، مقارنًا بما سبق من حقائق تاريخ القرآن الأمين .
الكتاب المقدس بعهديه : القديم والجديد تتعلق به آفتان قاتلتان منذ وجد ، وإلى هذه اللحظة التى نعيش فيها :
آفة تتعلق بتاريخه متى ولد ، وعلى يد من ولد ، وكيف ولد ، ثم ما هو محتوى الكتاب المقدس ؟ وهل هو كلام الله ، أم كلام آخرين ؟ .
والمهم فى الموضوع أن هذا الغموض فى تاريخ الكتاب المقدس لم يثره المسلمون ، بل أعلنه أهل الكتاب أنفسهم يهودًا أو نصارى ممن اتسموا بالشجاعة ، وحرية الرأى ، والاعتراف الخالص بصعوبة المشكلات التى أحاطت بالكتاب المقدس ، مع الإشارة إلى استعصائها على الحلول ، مع بقاء اليهودية والنصرانية كما هما .ومعنى العهد عند أهل الكتاب هو " الميثاق " والعهد القديم عندهم هو ميثاق أخذه الله على اليهود فى عصر موسى عليه السلام ، والعهد الجديد ميثاق أخذه فى عصر عيسى عليه السلام.
والمشكلتان اللتان أحاطتا بالكتاب المقدس يمكن إيجازهما فى الآتى :
- مشكلة أو أزمة تحقيق النصوص المقدسة ، التى تمثل حقيقة العهدين .(1/2099)
- مشكلة أو أزمة المحتوى ، أى المعانى والأغراض التى تضمنتها كتب (أى أسفار) العهدين ، وفصولهما المسماة عندهم ب"الإصحاحات " .
والذى يدخل معنا فى عناصر هذه الدراسة هو المشكلة أو الأزمة الأولى ؛ لأنها هى المتعلقة بتاريخ الكتاب المقدس دون الثانية .
متى ؟ وعلى يد مَنْ ولدت التوراة :
هذا السؤال هو المفتاح المفضى بنا إلى إيجاز ما قيل فى الإجابة .
وهو تساؤل صعب ، ونتائجه خطيرة جدًا ، وقد تردد منذ زمن قديم . وما يزال يتردد ، وبصورة ملحة ، دون أن يظفر بجواب يحسن السكوت عليه .
وممن أثار هذا التساؤل فى العصر الحديث وول ديورانت الأمريكى الجنسية ، المسيحى العقيدة ، وكان مما قال :
" كيف كُتبت هذه الأسفار (يعنى التوراة) ومتى كُتبت ؟ ذلك سؤال برئ لا ضير فيه ، ولكنه سؤال كُتب فيه خمسون ألف مجلد ، ويجب أن نفرغ منه هنا فى فقرة واحدة ، نتركه بعدها من غير جواب ؟! .
فقد ذهب كثير من الباحثين إلى أن خروج موسى من مصر كان فى حوالى 1210 قبل ميلاد السيد المسيح ، وأن تلميذه يوشع بن نون الذى خلفه فى بنى إسرائيل (اليهود) مات عام 1130 قبل الميلاد . ومن هذا التاريخ ظلت التوراة التى أنزلها الله على موسى عليه السلام مجهولة حتى عام 444 قبل الميلاد ، أى قرابة سبعة قرون (700سنة) فى هذا العام . (444) فقط عرف اليهود أن لهم كتابًا اسمه التوراة ؟
ولكن كيف عرفوه بعد هذه الأزمان الطويلة ؟ وول ديورانت يضع فى الإجابة على هذا السؤال طريقتين إحداهما تنافى الأخرى .
الطريقة الأولى :(1/2100)
أن اليهود هالهم ما حل بشعبهم من كفر ، وعبادة آلهة غير الله ، وانصرافهم عن عبادة إله بنى إسرائيل " يهوه " وأن " الكاهن خلقيا " أبلغ ملك بنى إسرائيل " يوشيا " أنه وجد فى ملفات الهيكل ملفًا ضخمًا قضى فيه موسى عليه السلام فى جميع المشكلات ، فدعا الملك " يوشيا" كبار الكهنة وتلا عليهم سفر " الشريعة " المعثور عليه فى الملفات ، وأمر الشعب بطاعة ما ورد فى هذا السفر ؟
ويعلق وول ديورانت على السفر فيقول: "لا يدرى أحد ما هو هذا السفر؟ وماذا كان مسطورًا فيه ؟ وهل هو أول مولد للتوراة فىحياة اليهود " ؟ .
الطريقة الثانية :
أن بنى إسرائيل بعد عودتهم من السبى البابلى شعروا أنهم فى حاجة ماسة إلى إدارة دينية تهىء لهم الوحدة القومية والنظام العام ، فشرع الكهنة فى وضع قواعد حكم دينى يعتمد على المأثور من أقوال الكهنة القدماء وعلى أوامر الله ؟
فدعا عزرا ، وهو من كبار الكهان ، علماء اليهود للاجتماع وأخذ يقرأ عليهم هو وسبعة من الكهان سفر شريعة موسى ولما فرغوا من قراءته أقسم الكهان والزعماء والشعب على أن يطيعوا هذه الشرائع ، ويتخذوها دستورًا لهم إلى أبد الآبدين .
هذا ما ذكره ديورانت نقلاً عن مصادر اليهود ، وكل منهما لا يصلح مصدرًا حقيقيًا للتوراة التى أنزلها الله على موسى ؛ لأن الرواية الأولى لا تفيد أكثر من نسبة الملف الذى عثر عليه " خلقيا " إلى أقوال موسى وأحكامه فى القضاء بين الخصوم .
ولأن الرواية الثانية تنسب صراحة أن النظام الذى وضعه الكهان ، بعد قراءتهم السفر كان خليطًا من أقوال كهانهم القدماء ، ومن أوامر الله ؟!
انتهى
تحياتي
---
أبو تمّام
06-26-2003, 04:49 PM
شكرا على ردك الممتاز.
---
وائل
06-26-2003, 05:11 PM
بارك الله فيك ورزقني وإياك الإخلاص وجعل مثوانا الجنة إنه نعم المولى ونعم النصر، وللعلم يا أخي الكريم فجل ما قمت به أني نسخت لك الرد، اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل به
تحياتي
---(1/2101)
ناصر الصائغ
06-26-2003, 05:35 PM
للمستشرقين كتابات متعددة حول تاريخ القرآن وجمعه اشتملت على عدد من الأغلاط والشبه والتشكيك بنصوص القرآن الكريم ومن تلك الكتب : كتاب تاريخ القرآن لشفالي، وكذا لبراجتسترا سر،وكذا لجفري،وليتوردور نولدكه، وكتاب مواد لدراسة تاريخ النص القرآني لجفري ،وكتاب بيرتون عن جمع القرآن ،وغيرها من الكتب والمقالات والتي تطرقت لهذا الموضوع .
وأقتطف لك جزءا من بحث قصير بعنوان ( من شبهات المستشرقين حول القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية - مادة القرآن الكريم -دراسة ونقد ) كتبته في 27 صفحة تقريبا .واشتمل على نقد عدد من الشبه الواردة في مادة القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية .
ومن الشبه قوله [بل إن القرآن لم يجمع إلا بعد وفاة محمد - صلى الله عليه وسلم - ] ص8161 . وممن صرح بهذه الفرية آرثر جفري( ) في مقدمة تحقيقه لكتاب المصاحف ، وغيره من المستشرقين . وهدف هذا الافتراء الذي فال به المستشرقون ،هو التشكيك في حفظ القرآن ،والطعن في الكتابة ،أو لبيان اختلافها وغير ذلك من الشبهات. مستدلين بذلك بما ورد عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -أنه قال ( قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن القرآن جمع في شيء) "فهذا الحديث إن صح فقد بين العلماء المراد منه وهو أن القرآن لم يجمع في صحيفة واحدة في كتاب واحد على غرار ما هو حادث اليوم " ( ). ويقول الخطابي رحمه الله موضحاً لهذا الحديث: ( إنما لم يجمع - صلى الله عليه وسلم - القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته ،فلما انقضى نزوله بوفاته أهم الخلفاء الراشدين ذلك…"( ).
ثم إنه قد جاء عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - نفسه أنه قال "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب( ) واللخاف( ) وصدور الرجال"( ).
وهذا صريح الدلالة في أن القرآن كان مكتوباً في السطور، محفوظاً في الصدور ، في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - .(1/2102)
وبهذا يتبين خطأ هذا الزعم ،بل إن القرآن كان مجموعاً قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ،إلا أنه كان مفرقاً. ومما يدل عليه أيضاً:
1- قوله تعالى: { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } (القيامة:17) فجمعه يشمل معنيين هما حفظه في الصدور ،وكتابته في السطور.
2- وجود كتاب الوحي والذين كانوا يكتبون ما يملي عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لسان الوحي.
3- إطلاق لفظ الكتاب على القرآن في كثير من آياته الكريمة، وهذا فيه إشارة إلى أنه كان مكتوباً.
4- نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث مشهورة عن كتابة شيء عنه غير القرآن.
5- اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة بحفظ القرآن وتعليمه وقراءته وتلاوة آياته ، ومن ذلك الاهتمام العناية بكتابته( ).
وغير ذلك من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تدل على أن القرآن قد كُتب كله على عهد النبي صلى الله - صلى الله عليه وسلم - ،تدويناً في السطور ،علاوة على حفظة في الصدور.
ومن العجيب أن الكاتب ناقض نفسه في هذا الأمر وهو لا يشعر، ففي موضع آخر قال: [وعند تجميع النص القرآني في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - اقتضى الأمر بعض المراجعات والتغييرات….] ص 8168.
فها هو كما ترى يثبت أن النص القرآني كان مجموعاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وللفائدة ينظر الرابط التالي :
http://medinacenter.org/oriental/shobohat.htm
http://medinacenter.org/oriental/shobohat2.htm
http://medinacenter.org/oriental/o6.html
---
ابن العربي
02-11-2004, 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
للمزيد من الفائدة أنظر أخي كتاب " آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره دراسة ونقد"
تأليف : عمر إبراهيم رضوان
أصل هذا الكتاب رساله علميه نال بها الباحث درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإشراف مصطفى مسلم وهو مطبوع في مجلدين الناشر دار طيبة(1/2103)
والله تعالى اعلم
---
(1/2104)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفلسفة والفلاسفة 3/3
---
الفلسفة والفلاسفة 3/3
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11-11-2006, 05:41 PM
تاسعاً: الأدلة على الاستغناء بما جاءت به الرسل عن أفكار الفلاسفة
ما جاءت به الرسل الكرام - عليهم الصلاة والسلام - يغني عن أفكار الفلاسفة، والأدلة على ذلك كثيرة جدّّاً، وإليك طرفاً من ذلك على سبيل الإجمال:
1- أن الرسل جاؤوا بالوحي المعصوم: الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
أما ما جاءت به الفلاسفة فخيالات وظنون، وهوس وضلال.
فمصدر ما جاءت به الرسل هو الوحي، ومصدر ما جاءت به الفلاسفة هو العقل.
2- أن ما جاءت به الرسل من أصول الدين متفق مؤتلف: فهو مثانٍ متشابهٌ يصدِّق بعضه بعضاً، ويدل بعضه على بعض.
بخلاف ما جاءت به الفلاسفة فهو - في أغلبه - متناقض متهافت.
3- أن ما جاءت به الرسل يتلاءم مع الفطرة، بخلاف كلام الفلسفة فهو يعمي الفطر، ويبلد الإحساس.
4- أن ما جاءت به الرسل واضح جلي: يفهمه العالم والعامي، ويدركه العربي والعجمي، والصغير والكبير.
بخلاف كلام الفلاسفة؛ فهو أشبه ما يكون - في أغلبه - بالطلاسم، والرموز.
5- أن ما جاءت به الرسل حق كله: بل لا سبيل إلى الحق إلا عن طريقهم بخلاف ما جاءت به الفلاسفة؛ فهو - في أغلبه - باطل، وما فيه من حق إنما هو ما أخذ من طريق الرسل أو أتباعهم.
6- أن السعادة في الدنيا والآخرة إنما تكون باتباع ما جاءت به الرسل: وأن الشقاء في الدنيا والآخرة إنما يكون بالإعراض عما جاءوا به، ويوم القيامة لن يقال: (ماذا أجبتم الفلاسفة)، وإنما سيقال: [مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ] .
7- أن اتِّباع الرسل خير وبركة واجتماع: وأما اتباع الفلاسفة فشكٌ، وحيرة، وعمى، واضطراب، وافتراق.(1/2105)
8- أن أتْباع الرسل هم أسعد الناس، وأعلم الناس، وأزكى الناس، وأعلاهم رتبة في كل فضيلة: فهذه الأمور تعظم وتزداد بحسب الاتباع، وكل من اتبع الرسل فله نصيب من ذلك بحسبه.
بخلاف أتباع الفلاسفة فهم -وإن أوتوا عقولاً، وفهوماً- فإنهم يعيشون في قلق، وضيق، وضنك.
قال -تعالى-: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً...] (طه:124).
هذه بعض الأمور التي تؤيد ما ذكر سابقاً، والأدلة النقلية، والعقلية، والفطرية، والواقعية تدل على ذلك.
وسيأتي مزيد بيان لهذه الفقرة في الفقرة التالية.
عاشراً: من أقوال بعض العلماء في ذم الفلسفة، وتعظيم ما جاءت به الرسل
لقد تصدى علماء الإسلام -رحمهم الله- للفلسفة، وبينوا عوارها وزيفها، وبينوا في الوقت نفسه عظم ما جاءت به الرسل من الحق، والهدى، والسعادة.
ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
فهو ممن خَبرَ الفلسفة، وسبر غورها، ورد على الفلاسفة، وبين بطلان ما هم عليه بالدليل النقلي والعقلي.
بل إنه -رحمه الله- استطاع أن يعكس الأمر على خصومه، ويشككهم في معقولاتهم، واستطاع أن يقوم بنفس الدور الذي قام به الفلاسفة حينما كانوا يجرُّون النصوص إلى الفلسفة، فأخذ هو يجرُّ العقل إلى خدمة النقل.
وفي سبيل ذلك اضطر إلى أن يهدم كثيراً من قضايا العقل التي يظنها الناس ضرورية، وأن يقيم مكانها أخرى تتلاءم مع نصوص الشرع الصريحة بحيث لا يُحتاج بإزاء هذه النصوص إلى إنكار أو تأويل.
وقد ألف كتباً في هذا السياق، ومنها: (نقض المنطق)، و(درء تعارض العقل والنقل)، وغيرها.
وقد استطاع أن يوفق بين العقل والنقل، وأن يزيل ما عساه يُتَوهم بينهما من تعارض، وأن يثبت أن المعقولات الصريحة لا تتنافى بأية حال مع المنقولات الصحيحة، وأن كل ما يُتحدث به عن اختلاف بينهما فسببه أحد أمرين:
إما اختلاط في العقل، وإما جهل بالنص[1].(1/2106)
فإليك بعض النقول من كلام ذلك الإمام، وبعد ذلك نَقْلٌ من كلام ابن القيم -رحمهما الله- ومن خلالها يستبين لنا أن ما جاءت به الرسل هو الحق الذي لا مرية فيه، وأن كلام الفلاسفة باطل من أساسه.
كما يتبين من خلال ذلك عظم رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبركتها، وبركة أتباعها.
فإلى تلك النُّقول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
1- (فقد تبين أن أصل السعادة وأصل النجاة من العذاب هو توحيد الله وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح)[2].
2- وقال: (من المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونها هم أبعد الناس عن معرفة الحديث، وأبعد عن اتِّباعه من هؤلاء.
هذا أمرٌ محسوس، بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله -صلى الله عليه وسلم- وأحواله، وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيراً من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه، وحديث مكذوب موضوع عليه، وإنما يعتمدون في موافقته على ما يوافق قولهم، سواء كان موضوعاً أو غير موضوع)[3].
3- وقال: (وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال، ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك - فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع، وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير، وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد؛ لأن (الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد)، وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال، وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال، وهذا باب واسع كما قدمناه)[4].(1/2107)
4- وقال: (وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة هي باتِّباع المرسلين - فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك: هم أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك؛ فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان، وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة، وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة؛ فإنهم يشاركون سائر الأمة فيما عندهم من أمور الرسالة، ويمتازون عنهم بما اختصوا به من العلم الموروث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما يجهله غيرهم أو يكذب به)[5].
5- وقال: (والمقصود: أن ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم - أهل السنة والجماعة - من المعرفة والطمأنينة، والجزم الحق والقول الثابت، والقطع بما هم عليه، أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين)[6].
6- وقال: (وبالجملة؛ فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة؛ بل المتفلسف أعظم اضطراباً وحيرة في أمره من المتكلم؛ لأن عند المتكلم من الحق الذي تلقاه عن الأنبياء ما ليس عند المتفلسف، ولهذا تجد مثل أبي الحسين البصري وأمثاله أثبت من مثل ابن سينا وأمثاله.
وأيضاً تجد أهل الفلسفة والكلام أعظم الناس افتراقاً واختلافاً، مع دعوى كل منهم أن الذي يقوله حق مقطوع به قام عليه البرهان.
وأهل السنة والحديث أعظم الناس اتفاقاً وائتلافاً، وكل من كان من الطوائف إليهم أقرب كان إلى الاتفاق والائتلاف أقرب؛ فالمعتزلة أكثر اتفاقاً وائتلافاً من المتفلسفة؛ إذ للفلاسفة في الإلهيات والمعاد والنبوات، بل وفي الطبيعيات والرياضات، وصفات الأفلاك: من الأقوال - يعني المتفرقة - ما لا يحصيه إلا ذو الجلال)[7].(1/2108)
7- وقال: (من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال، ويمتازون عنهم بما ليس عندهم؛ فإن المنازع لهم لابد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقاً أخرى، مثل المعقول، والقياس، والرأي، والكلام، والنظر والاستدلال، والمحاجة، والمجادلة، والمكاشفة، والمخاطبة، والوجد والذوق، ونحو ذلك، وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتُها وخلاصتها؛ فهم أكمل الناس عقلاً، وأعدلهم قياساً، وأصوبهم رأياً، وأسدُّهم كلاماً، وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالاً، وأقومهم جدلاً، وأتمهم فراسة, وأصدقهم إلهاماً، وأحدُّهم بصراً ومكاشفة، وأصوبهم سمعاً ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجداً وذوقاً.
وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل.
فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحدُّ وأسد عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك ممتعين؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه، قال -تعالى-: [وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى](محمد:17)، وقال:[وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (68)] (النساء)[8].(1/2109)
8- وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: (فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به من البينات والهدى، هداية جلَّت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل لأمته المؤمنين عموماً، ولأهل العلم منهم خصوصاً من العلم النافع، والعمل الصالح، والأخلاق العظيمة، والسنن المستقيمة ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علماً وعملاً الخالصة من كل شوب إلى الحكمة التي بعث بها لتفاوتا تفاوتاً يمنع معرفة قدر النسبة بينهما، فلله الحمد كما يحب ربنا ويرضى، ودلائل هذا وشواهده ليس هذا موضعها)[9].
9- وقال ابن القيم: (فلو قيس ما عند جميع الأمم من معرفة وعلم وبصيرة إلى ماعندهم لم يظهر له نسبة إليه بوجه ما، وإن كان غيرهم من الأمم أعلم بالحساب والهندسة، والكمَّ المتصل والكمَّ المنفصل، والنبض والقارورة، والبول والقسطة، ووزن آلاتها، ونقوش الحيطان، ووضع الآلات العجيبة، وصناعة الكيمياء، وعلم الفلاحة، وعلم الهيئة وتسيير الكواكب، وعلم الموسيقى والألحان، وغير ذلك من العلوم التي هي ما بين علم لا ينفع وبين ظنون كاذبة، وبين علم نَفْعُه في العاجلة، وليس من زاد المعاد)[10].
10- وقال ابن القيم -رحمه الله-: (ولهذا رام فلاسفة الإسلام الجمع بين الشريعة والفلسفة كما فعل ابن سينا والفارابي وأضرابهما، وآل الأمر بهم إلى أن تكلموا في خوارق العادات والمعجزات على طريق الفلاسفة المشائين، وجعلوا لها أسباباً ثلاثة: أحدها: القوى الفلكية، والثاني: القوى النفسية، والثالث:القوى الطبيعية، وجعلوا جنس الخوارق جنساً واحداً، وأدخلوا ما للسحرة، وأرباب الرياضة والكهنة وغيرهم مع ما للأنبياء والرسل في ذلك، وجعلوا سبب ذلك كله واحداً، وإن اختلفت بالغايات، والنبي قصده الخير، والساحر قصده الشر!.(1/2110)
وهذا المذهب من أفسد مذاهب العالم، وأخبثها، وهو مبني على إنكار الفاعل المختار، وأنه -تعالى- لا يعلم الجزئيات، ولا يقدر على تغيير العالم، ولا يخلق شيئاً بمشيئته وقدرته، وعلى إنكار الجن، والملائكة، ومعاد الأجسام.
وبالجملة فهو مبني على الكفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر)[11].
[1] انظر إلى باعث النهضة الإسلامية - ابن تيمية السلفي ص52.
[2] نقض المنطق ص176.
[3] المصدر السابق ص81-82
[4] نقض المنطق ص21.
[5] نقض المنطق ص24.
[6] نقض المنطق ص43.
[7] نقض المنطق ص43.
[8] نقض المنطق ص 7،8.
[9] الاقتضاء 1/64.
[10] هداية الحيارى ص234، وانظر ما بعدها إلى ص249 ففيها كلام عظيم حول هذا المعنى.
[11] مفتاح دار السعادة ص119، وانظر ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير.
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11-14-2006, 06:07 PM
الفلسفة والفلاسفة 1/3 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6439)
الفلسفة والفلاسفة 2/3 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6772)
---
(1/2111)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن منهج الامام القرطبي في تفسير القران
---
سؤال عن منهج الامام القرطبي في تفسير القران
---
رضا عبد العزيز محمد
11-08-2004, 04:41 PM
كيف كان الامام القرطبي يفسر القرآن ؟ أو بمعنى آخر ما هو منهج الامام في تفسير المتشابة من القرآن ؟ والقرآن عموما ؟
---
جمال حسني الشرباتي
11-08-2004, 07:18 PM
هل يسمح لي المشرف بمحاورة الأخ السائل؟؟؟
---
أحمد البريدي
11-08-2004, 10:24 PM
أيها السائل الكريم : ارجو أن تبين المراد بالمتشابه الذي تعني فإنه كثيراً ما يطلق المتشابه ويراد بها آيات الصفات , والواقع أنه لا يصح هذا الإطلاق , لإن آيات الصفات معلومة المعنى وهو الذي يعنينا , متشابهة الكيفية أي مجهولة الحقائق إذ هذا مما استأثر الله بعلمه .
الأخ جمال : لا تحتاج إلى أخذ الأذن إن كنت ممن يستطيع ذلك , مع الأخذ بأدب الحوار , مع إني أرى الأخ سائلاً لا محاوراً .
---
جمال حسني الشرباتي
11-09-2004, 05:04 AM
الأخ رضا
ما هي معلوماتك عن الإتجاه الفكري العقدي للإمام القرطبي؟؟
---
محمد العبدالهادي
11-10-2004, 02:44 PM
يظهر لي من السائل أنه يسأل عن طريقة كتابة الإمام القرطبي، فإن كان هذا المقصد فإن الإمام في تفسيره يجمع التفسير في الغالب من بعض الكتب التي توافرت عنده خصوصاً تفسير ابن عطية وابن العربي ، وهو جامع لما يوجد من أقوال وربما لايكمل لوازم الأقوال في الآيات التي بعدها بمعنى أنه ربما يذكر في بداية الآية 5 أقوال ولكنه في نهايتها يكتفي بـ 3 مثلاً وهذا يسبب إشكالية للقارئ المبتدئ وهذا سببه في ظني لأنه جامع ولا يعني هذا الكلام الغض من قيمة التفسير بل للإمام تعليقات على الأقوال نفيسة لايستغني عنها طالب العلم الذي انتهى من كتب التفسير الأساسية والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري(1/2112)
11-12-2004, 06:50 PM
بارك الله فيكم جميعاً.
سؤالك أخي الكريم رضا يحتاج إلى جواب مفصل ليس هذا محله ، ولكن منهج القرطبي رحمه الله قد درسه عدد من الباحثين منذ زمن ولا زالت الدراسات تترى حول منهجه.
وإني محيلك إلى كتاب :(القرطبي ومنهجه في تفسيره) للدكتور القصبي محمود زلط فهو أول من درسه من المتأخرين وقد طبع كتابه قديماً قبل 26 سنة عام 1399هـ.
وهناك كتاب آخر درس الجانب النحوي في تفسير القرطبي للدكتور عبدالقادر الهيتي.
والأخ محمدالعبدالهادي وفقه الله قد أشار إلى خلاصة في جانب من منهجه ، والأخ محمد العبدالهادي له مشاركات كثيرة حول تفسير القرطبي لو تكرمت بالرجوع إليها في فهرس ملتقى أهل التفسير بعنوان مدارسة في تفسير القرطبي.
وتفسير القرطبي رحمه الله جمع فأوعى ، وأحسن ترتيب المسائل ، وأتى فيه بما لم يسبقه إليه أحد ، واستوعب المسائل الفقهية في الآيات بقدر الطاقة ، وهو يفصل فيه مذهب الإمام مالك بن أنس في الفقه ولذلك يعد من كتب أحكام القرآن المالكية. وهو بحر مليء بالكنوز والدرر لمن أحسن خوضه . رحم الله مؤلفه وجعله في موازين حسناته ، ونفعنا جميعاً بالعلم .
---
جمال حسني الشرباتي
11-13-2004, 01:40 PM
بارك الله فيك أيها المشرف العام
---
(1/2113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدراسة الدلالية السياقية
---
الدراسة الدلالية السياقية
---
أم رحمة
02-17-2006, 11:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أشكركم على هذا المنتدى المفيد فمع أن هذا أول مشاركة لي معكم فإني أقرأ ما تقولونه دواما. فجزاكم الله جميعا بكل خير وحسنة...آمين.
عندي سؤال أيها الإخوة والأخوات عن فوائد الدراسات الدلالية السياقية للقرآن. فلو أخذنا موضوعا قرآنيا مثل موضوع الهداية والضلال وأردنا دراسة الموضوع دراسة دلالية سياقية فماذا سيفيدنا هذا النوع من الدراسة وما المتوقع الحصول عليه بشكل عام؟
وهل يمكنكم إرشادي إلى المزيد من المعلومات عن هذا النوع من الدراسة أو إلى دراسات قد جريت سابقا على هذا المنهج.
أرجو المساعدة العاجلة منكم وشكرا لكم على حسن استماعكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
روضة
02-18-2006, 01:21 AM
الأخت أم رحمة حفظها الله،
ما ذكرتِه من جمع الآيات المتحدثة عن موضوع معين، هو ما يسمى بـ(التفسير الموضوعي)، وهو طريقة من طرق التفسير التي يتبعها المفسرون، فهناك التفسير التحليلي، والتفسير الإجمالي، والتفسير المقارن، بالإضافة إلى التفسير الموضوعي.
وقد عرّفه د. عبد الستار فتح الله سعيد، في كتابه (المدخل إلى التفسير الموضوعي)، فقال: "هو علم يبحث في قضايا القرآن الكريم المتحدة معنى أو غاية، عن طريق جمع آياتها المتفرقة والنظر فيها، على هيئة مخصوصة، بشروط مخصوصة، لبيان معناها، واستخراج عناصرها، وربطها برباط جامع".
فالباحث يجمع الآيات المتحدثة عن الهداية والضلال مثلاُ، وينظر فيها مجتمعة، ويربط بينها، فيشكل منها موضوعاً متكاملاً، ولهذا النوع من التفسير منهج خاص للبحث، يتمثل في خطوات يجب على الباحث اتباعها، ليصل إلى نتيجة دقيقة، وبناء متكامل للموضوع بنظرة قرآنية شاملة.(1/2114)
من هذه الخطوات أن يفهم الآيات التي جمعها بخصوص موضوع ما فهماً جيداً، ليستطيع الاستفادة منها، ولن يستطيع فهمها بعيداً عن سياقها.
إذن معرفة دلالة السياق ضرورية للوقوف على المعنى الدقيق للآية، ومن ثَمَّ توظيفها في إعداد موضوع تام الجوانب من خلال باقي آيات القرآن الكريم المتحدثة عن الموضوع نفسه.
* أهمية التفسير الموضوعي: [بتصرف عن الكتاب السابق]
1. إبراز إعجاز القرآن الكريم، على وجه يلائم العصر، من خلال شموله لكل هذه الموضوعات المتكاثرة مع وجازة لفظه، ومن خلال إظهار كمال كل موضع فيه على حدة، فمع أن القرآن الكريم نزل منجماً إلا أننا حين نجمع (نجوم الموضوع) معاً نجدها في غاية التوافق والتناسق.
2. الوفاء بحاجات هذا العصر إلى الدين: فالتفسير الموضوعي يقدم للبشرية بشكل عام حلولاً للمشكلات النفسية والاجتماعية والمعضلات الأخلاقية والاقتصادية، فهذا يتحقق بدراسات علمية جادة لموضوعات القرآن الكريم.
3. تأصيل الدراسات القرآنية والعلمية: إن جمع الآيات الكريمة جمعاً موضوعياً، وتفسيرها على هذا النمط، مع إحصاء الألفاظ، واستقصاء المعاني وتتبع تعدد الدلالات القرآنية في مواضعها وموضوعاتها، هذا اللون حين تنضج مباحثه، سيكون له أعظم الأثر في إبراز علوم قرآنية جديدة، ودفعها نحو التأصيل والاكتمال بإذن الله تعالى.
4. تصحيح مسار الدراسات القائمة: للتفسير الموضوعي مهمة بالغة في تصحيح الدراسات الدينية والعربية القائمة فعلاً، وإصلاح مسارها، وضبطها على معايير قرآنية جامعة.
* من الأمثلة على كتب ألفت في التفسير الموضوعي:
- الصبر في القرآن، د. يوسف القرضاوي.
- اليهود في القرآن الكريم، د. محمد عزة دروزة.
********
هل أجبت عن سؤالِك؟ أم أني لم أفهمه؟
---
أم رحمة
02-18-2006, 07:22 AM
الأخت الباحثة،
أشكر لك على ردك فقد أفدتيني كثيرا والحمد لله فأسأل الله أن يجزيك جزيل الثواب ويرفع درجتك عنده - آمين.(1/2115)
فالآن لم يبق عندي أسئلة أخرى عن الموضوع ولكن سأنظر إلى الكتاب الذي ذكرتيه وأرجو أن تجيبي على أسئلة أخرى إذا ظهرت.
فبارك الله فيك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
روضة
02-18-2006, 10:18 AM
الأخت الفاضلة أم رحمة،
هذا من فضل الله، فله الحمد وحده، وأسأل الله لك ولجميع أهل هذا الملتقى التوفيق والثبات.
وسأبذل جهدي للإجابة على أي سؤال يخطر لك، فلا تترددي، حفظك الله.
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2006, 08:04 PM
شكراً للباحثة الكريمة روضة على مبادرتها للجواب المسدد. وأرغب في إضافة أخرى وهي أن هناك الآن فوق العناية بالتفسير الموضوعي الذي أشارت إليه الأخت باحثة ما يسمى بالدراسات السياقية التأصيلية والتطبيقية للقرآن الكريم . ومن الدراسات التي كتبت في هذا :
- رسالة ماجستير بعنوان (دلالة السياق في تفسير ابن جرير) . وقد عنيت بتأصيل هذا الجانب عند الطبري .
- رسالة دكتوراه للأخ العزيز محمد بن عبدالله الربيعة بعنوان (السياق وأثره في التفسير ) كدراسة تأصيلية مع التطبيق على تفسير سورة البقرة تفسيراً سياقياً يعنى ببيان دلالة السياق وأثره في التفسير. وقد حدثني بوصوله لنتائج رائعة في بحثه ، ولعله إن شاء الله يتكرم بالتعقيب على هذا الموضوع إن شاء الله .
وللموضوع ذيول وتفصيلات لعلنا نعود إليها إن شاء الله ، بارك الله فيكم جميعاً
---
جمال أبو حسان
02-19-2006, 11:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هناك رسالة دكتوراة قدمها الاخ مثنى عبد الفتاح حول الدلالة السياقية في تفسير الطبري في جامعة اليرموك في العام المنصرم
---
أم رحمة
02-21-2006, 02:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعتذر للأخت الباحثة على سوء الطباعة وسأحرص على عدم تكرار الخطأ في المستقبل إن شاء الله!
وأشكر الأخ عبدالرحمن الشهري والأخ د. جمال أبو حسان على المعلموات ولكن كيف الحصول على هذه الرسائل؟ هل هي لديكم لأن نحملها؟(1/2116)
وهل يعرف أحد إذا قد جري دراسة على دلالة السياق في الآيات المتشابهات (أي المتماثلات لفظا) أم لا؟ فأنا أفكر في البحث في هذا الموضوع لرسالة الماجستير. وإن بُحث فهل عندكم اقتراحات لدراسة لغوية حول هذه الآيات؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2006, 11:30 PM
بالنسبة للرسائل التي أشرت إليها فهي محفوظة في مكتبات الجامعة ، ولم تطبع بعد . والحصول عليها يحتاج إلى جهد .
وأما دراسة الآيات المتشابهات ، فهناك دراسة حولها أشرت إليها هنا .
صدرحديثاً(المبنى والمعنى في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم )لـ د.عبدالمجيد ياسين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4629)
وربما لا تكون دراسة سياقية مختصة ، لكنها ليست بعيدة عن الموضوع.
وقد اطلعت على رسالة جيدة ، في تأصيل دلالة السياق عند أهل اللغة وأهل التفسير بعنوان :
دلالة السياق
إعداد
د.ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي
وقد صدرت عام 1424هـ ، ضمن سلسلة الرسائل العلمية الموصى بطبعها في جامعة أم القرى . وقد خصص الفصل الأول من الباب الأول لدراسة السياق في التراث العربي عند اللغويين ، والبلاغيين ، والمفسرين ، والأصوليين . وهي دراسة تأصيلية جيدة في هذا الموضوع .
---
(1/2117)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 [11] 12 13 14 15
---
عضوه جديده وطلب مساعده (5 ردود)
تعالوا نكمل تفسير الآية التالية (0 ردود)
المصطلحات القرآنية (8 ردود)
ما معنى (كليات القرآن) ؟ (4 ردود)
سؤال عن معنى أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ (3 ردود)
لماذا اختار الله تعالى اللغة العربية للقرآن الكريم ؟ (3 ردود)
تفسير الاية رقم 66 من سورة الانفال (2 ردود)
القرآن...ودعوى الإبهام ...للشيخ/ناصر الماجد (1 ردود)
(1) نظرات في المعرَّب ( الطور ) (4 ردود)
تخريج أسانيد التفسير الشهيرة والحكم عليها (13 ردود)
درس الضباع اليوم: عن الترقيق والتفخيم والتغليظ ومصطلحات أخرى ضرورية لتعلم القراءات (0 ردود)
أخطاء كتاب أيسر التفاسير (1 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 6 (2 ردود)
لمن يريد الأجر بارك الله فيكم (2 ردود)
أريد بحثا عن (الصور البيانية والصوتية في سورة الطور) (1 ردود)
تعلم أصول الإمالة عند القراء العشرة من العلامة الضباع (0 ردود)
ما المقصود بلفظ (القلب) فى نصوص الكتاب و السنة؟ (4 ردود)
اليوم الأربعاء ندوة (نحو منهج ميسر لتفسير القرآن) تنظمها الجمعية العلمية للقرآن (1 ردود)
نظرات في القرآن الكريم (0 ردود)
درس العلامة الضباع اليوم: مقدمة عن أحكام المدود وأنواعها في القراءات العشر الصغرى (0 ردود)
ما الفرق بين لفظ (بلغن) في الآيتين (5 ردود)
موضوع للمناقشة ( تقدير زمن المد بالحركات أو بالألف ) أرجو المشاركة من الجميع (0 ردود)
لفظ الكفار ودخول الملاحده فيه؟؟؟؟؟؟ (0 ردود)
سؤال في سورة يوسف (1 ردود)
هل خطر لك أن تتعلم أصول القراءات العشر الصغرى على يد أستاذ متمكن مثل الضباع تفضل إذن (3 ردود)
طلب شرح اسمين من أسماء الله الحسنى (الفتاح - الصمد) (4 ردود)(1/2118)
عيسى عليه السلام؟؟؟؟؟؟؟؟ (3 ردود)
الأساليب الانشائية في القرآن الكريم ؟ (2 ردود)
هنا تعريف موجز بالشيخ: خالد السبت حفظه الله. (2 ردود)
عضو جديد هل من مرحب ومساعد (5 ردود)
أفيدوني بكتب أخرى عن ابن جرير بارك الله فيكم (6 ردود)
استفسار لطيف (1 ردود)
كيفية الوقوف (3 ردود)
استفسار عن ياء إبراهيم (1 ردود)
ما له علاقة بعلم الوقف والابتداء من كتب التفسير . (3 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 5 (0 ردود)
الحلقة الثالثة من المهمات في علوم القرآن للشيخ / خالد السبت (5 ردود)
النحو وتفسير القرآن الكريم : دعوة للمناقشة . (5 ردود)
لطيفتان متعلقتان بالتفسير (0 ردود)
تفسير مسند سيطبع قريبا (3 ردود)
الجامعات التي فيها دراسات عليا في التفسير (3 ردود)
سؤال ينتظرجوابا (3 ردود)
سورة الفاتحة (2) (1 ردود)
جديد إصدارات الدراسات القرآنية من مكتبة الرشد (0 ردود)
ركن الاستنباط وفوائد الآيات [ 2 ] (23 ردود)
المختارة الرابعة في الولاء والبراء (0 ردود)
سورة الفاتحة (1) (0 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية (0 ردود)
فائدة في قوله تعالى (( ولا تكن مع الكافرين )) في قصة نوح عليه السلام مع ابنه (1 ردود)
تحية وسلام .... وسؤال !! (1 ردود)
المجموعة الثانية من ..تساؤلات.... (4 ردود)
المجموعة الثانية من ..تساؤلات.... (0 ردود)
أناشدكم المساعدة لبحث عاجل (1 ردود)
رد على رسالة الأخ أحمد القصير (0 ردود)
تفسير أية في سورة (4 ردود)
سؤال في سورة يوسف ؟؟؟ الجميع يشارك (5 ردود)
سؤال عن قوله تعالى:(وجعل القمرفيهن نورا وجعل الشمس سراجاً)؟ (1 ردود)
هل من قائمة تجمع كل التفاسير ؟ (0 ردود)
التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني (0 ردود)
التفسير حسب ترتيب النزول (2 ردود)
الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ( 1- 2 ) (1 ردود)(1/2119)
statues (4 ردود)
استشارة حول كتاب ( متن التفسير ) لمساعد الطيار (5 ردود)
أي التفاسير أطمئن إليها ؟ (1 ردود)
أريد جواباً!! (4 ردود)
تساؤلات... (11 ردود)
تعدد عقوبات الأمم الماضية .. وعلاقة العقوبة بالذنب (7 ردود)
ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية (0 ردود)
فائدة نفيسة من ابن القيم لمن يتعاطى علم اللغة ويهتم به (0 ردود)
يا أهل التفسير (2 ردود)
علل أحاديث التفسير (3) (3 ردود)
سؤال عن لفظ ( سعوا ) في سورة الحج بألف وفي سورة سبأ بدونها ، ما العلة ؟ (7 ردود)
المختارة الثالثة في الولاء والبراء (0 ردود)
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية (0 ردود)
إن هو إلا ذكر للعالمين (1 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية (0 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير3 (0 ردود)
أفيدونا (2 ردود)
دراسة قرآنية لأحكام الحج (0 ردود)
أريد الدراسات التي ألفت بخصوص تفسير ابن عباس رضي الله عنهما (4 ردود)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر الابتداء بالنكرة (1 ردود)
الإمام ابن النقيب متى توفي ؟ وإلى أي مذهب فقهي ينتمي ؟ (2 ردود)
ضيف جديد من أمتكم (الموحدة القلب بإذن الله تعالى) (4 ردود)
بحث علمي (3 ردود)
بشأن كتاب الشيخ محمد كريّم راجح ! (1 ردود)
الاستدراكات والإضافات على كتب التفسير وعلوم القرآن (5 ردود)
في ظل آية [2] (0 ردود)
هل أحد انتقد على الشيخ الجزائري في تفسيره(( أيسر التفاسير))؟. (1 ردود)
المختارات الثانيه في الولاء والبراء (2 ردود)
عبارات السلف في الوقف والابتداء (2 ردود)
النسخ في القرآن - رأي آخر (0 ردود)
تفسير القرآن العظيم للشيخ محمد أماني مولوي (2 ردود)
ما وجه التغاير في العطف الموجود ب(ولولا كلمة ٌ سبقت من ربك لكان لزاما و أجلٌ مسمى )؟ (3 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت القاف العربية اللسانية (2 ردود)(1/2120)
برنامج منتقى لدراسة العلوم الشرعية (2 ردود)
مالمقصود بالجمل هنا؟ (1 ردود)
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق (0 ردود)
بشرى سارة يا أهل القرآن (0 ردود)
أهناك من المفسرين من قال بأن الله شق البحر لموسى عن طريق واحد لا عن 12 طريقا؟ (2 ردود)
ما الحكمة في ابتداء سورة الإسراء بالتسبيح؟ (0 ردود)
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين (0 ردود)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر جمع لفظ السماء وإفراده (0 ردود)
سؤال : من هو منصور صاحب هذه القراءة ؟؟ (2 ردود)
كيف رفع جيش معاوية رضي الله عنه المصاحف على رؤوس الرماح ؟ (9 ردود)
وجه جديد لإعجاز القرآن (21 ردود)
سؤال عن كتاب التسهيل (1 ردود)
هل هناك كتب تحدثت عن مصحف ابن مسعود ؟ (5 ردود)
من أسرار الإعجاز في القرآن- فتق السموات والأرض بعد رتقهما (13 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية (0 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية (0 ردود)
نظرة في صفات الحروف (4 ردود)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر دخول الواو على لو الشرطية (0 ردود)
ضرب مثل لمغزى سورة البقرة (0 ردود)
لطائف قرآنية (11 ردود)
تفسير الرازي للأهمية (5 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية (0 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية (3 ردود)
ضيف جديد فهل من مرحب، ومعي هدية قيمة، النشر في القراءات العشر (4 ردود)
تساؤل حول مسألة الولاء .... (2 ردود)
هل ثبت أن آية ما نزل آخرها متراخ عن أولها ؟ (0 ردود)
مختارات في الولاء والبراء (0 ردود)
تأملات قرآنية في سورة الكهف (2) (1 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهاء الحلقية (1 ردود)
مصاحف المشارقة والمغاربة (0 ردود)
آيات الجهاد في القرآن الكريم (6 ردود)(1/2121)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر النفي بـ(لن) و(لا) (1 ردود)
نفي القاسمي لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ... سؤال واستشكال ؟! (7 ردود)
سؤال ارجو الاجابه عليه (1 ردود)
ماأحسن طريقة منهجية لدراسة التفسير؟؟؟؟؟؟ (2 ردود)
" مشروع : سلسلة التعريف بكتب التخصص " (0 ردود)
لماذا لا يساهم موقعنا المبارك في تقديم تفسير ميسر لجماهير المسلمين ! (4 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهمزة الحلقية (1 ردود)
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الجوف (1 ردود)
صدر حديثاً (15 ردود)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر دخول اللام على جواب لو الشرطية (4 ردود)
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [ المقال الأول ] (1 ردود)
علل أحاديث التفسير (2) (2 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الياء الجوفية المدية (0 ردود)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الألف الجوفية المدية (0 ردود)
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية (2 ردود)
سبعة أشياء يحتاجها من أراد علم القراءات (1 ردود)
أنواع النسيان للحفظ (1 ردود)
هل كلمة ( أكاد أخفيها ) جملة اعتراضية بين ( إن الساعة آتية ) وبين ( لتجزى كل نفس ) ؟ (2 ردود)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن (6 ردود)
الشيخ أبو الأعلى المودودي ومعالم تجديده .. (3) (0 ردود)
( الطفل) و (الأطفال) (1 ردود)
الآية 4 من سورة الطلاق (9 ردود)
من مخططات الحداثيين نحو القرآن الكريم (0 ردود)
ما أفضل طبعة لكتاب تعظيم قدر الصلاة للإمام المروزي؟؟ (1 ردود)
التيسير في مقدمة ابن تيمية في التفسير (2 ردود)
خاطرتان في لغة القرآن (0 ردود)
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين ) [ 2] (13 ردود)
التفسير أقصر الطرق إلى النحو (1 ردود)(1/2122)
الحلقة الثانية من المهمات في علوم القرآن ـ للشيخ خالد السبت ـ وعذراً على التأخر . (5 ردود)
طلب تراجم لبعض المفسرين (2 ردود)
هل من أحد يصف لي نسخ مخطوطات تفسير الثعلبى من أول المائدة إلى آخر التوبة ؟ (2 ردود)
من رمي ببدعة من المفسرين (2 ردود)
الآية 29 من سورة التوبة (4 ردود)
دعوة للمشاركة في وضع محاور ندوة للتفسير (0 ردود)
ما هو أفضل متن منظوم في أصول التفسير؟ (2 ردود)
تتبعت الآيات التي فيها كلمة ( أصحاب النار ) فوجدتها تعني المخلدين فيها فقط (4 ردود)
كيف نجمع بين ( ..أن أرسل معنا بني اسرائيل ..)وبين(..قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ..)؟ (2 ردود)
آية الأخلاق وآية النفقة وآية التوحيد (1 ردود)
المحكم والمتشابه (0 ردود)
سر وجود الكاف في قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (2 ردود)
مع ثلاث آيات من سورة الكهف (2 ردود)
لا تتعلم من أشرطة التراويح (3 ردود)
سؤال حول الميم المخفاة (23 ردود)
هل يوجد فهرس شامل لإصدارات التفسير ؟ (1 ردود)
تصور منهج لتفسير شامل معاصر (0 ردود)
من قواعد التفسير (1) (12 ردود)
القراءات وبعض ثمارها ..... (0 ردود)
كتاب (معاني القرآن) للفرّاء ـــ بهاء الدين الزهوري . باحث سوري . (2 ردود)
هل من تفسير مسموع ( مسجل ) على أشرطة ؟ (7 ردود)
تأملات قرآنية في سورة الكهف (1) (3 ردود)
المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة . (0 ردود)
قراءة حفص بقصر المنفصل .. للشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار (3 ردود)
تاكيد ان الموضوع كبير ومهم (2 ردود)
من لطائف التفسير و الوقوف 2 (0 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير 2 (2 ردود)
الفرق بين كل من الاتجاه والمنهج والطريقة عند الباحثين المعاصرين (0 ردود)
العقيدة الصحيحة في نزول القرآن (1 ردود)
سؤال عن منهج ابن جرير في حكاية الإجماع (5 ردود)
علل أحاديث التفسير (1) (7 ردود)(1/2123)
علل أحاديث التفسير - مقدمة (1 ردود)
معا لكيفية القراءة في كتب التفسير (12 ردود)
إشكال حول جمع لفظ ( السماوات ) في آية ( كانتا رتقا ففتقناهما ) (16 ردود)
أحاديث القراءة في سنة الفجر (13 ردود)
بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ (1 ردود)
لقاء مع الدكتور ف.عبدالرحيم الخبير بمركز الترجمات بمجمع طباعة المصحف بالمدينة المنورة (14 ردود)
من هو الحاكم الجشمي وأين يوجد تفسيره مخطوطا ؟ (3 ردود)
الشرح الصوتي لمتن الجزرية (1 ردود)
الإفادات والإنشادات للشاطبي ، وتأويل آيتين كريمتين منه. (1 ردود)
الشيخ الجليل عبدالعزيز إسماعيل على السرير الأبيض شفاه الله (2 ردود)
بين ابن كثير وابن جرير (1) (0 ردود)
هل التشريعات تكليف أم إلزام (7 ردود)
دور القراءات في تفسير الآيات (0 ردود)
أرجو تزويدي بعقيدة مؤلف كتاب : لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام (3 ردود)
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور (1 ردود)
من هي الفرقة الناجية؟ (2 ردود)
ليعش المفسر زمانه (10 ردود)
إطلالة حول آية كريمة (1 ردود)
من لطائف تأثير الوقوف على المعاني (1 ردود)
بين ابن جرير وابن كثير - دعوة للمشاركة (4 ردود)
إنما يخشى الله من عباده العلماء (7 ردود)
( الله نور السموات والأرض)النور هنا حسي أم معنوي ....؟!!! (2 ردود)
سؤال عن موضوع المباهلة (3 ردود)
نظرة أخرى للمنسوخ تلاوة والباقي حكما، فما رأي أساتذة التفسير ؟ (0 ردود)
سؤال عن معنى كلمة (الوحيين) في اللغة . (1 ردود)
فوائد من سورة المسد تحت المجهر (0 ردود)
سؤال عن ورود لفظة (التتن) في القرآن الكريم ؟ (7 ردود)
هل هناك كتاب جمع ما يتعلق بالشعر ( المقابل للنثر ) من أحكام شرعية ؟ (4 ردود)
استفسار عن بعض الإشكالات (5 ردود)
السلام عليكم نرجو إبداء الرأي الشرعي في محور التفسير المرئي لدينا بوركتم (1 ردود)
كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية (0 ردود)(1/2124)
من يرد على هذه الشبهة حول (وشاورهم في الأمر) (7 ردود)
ما سبب الإختلاف في كتابة كلمة الأيكة (3 ردود)
أهم الكشافات العربية عن البحوث (2 ردود)
سؤال عن مدارس التفسير ؟ (3 ردود)
التفاسير المسندة (4 ردود)
الوقف على رؤوس الآيات (14 ردود)
دفع الإشكال عن الحديث الوارد في تفسير:(يوم يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ) (1 ردود)
و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (0 ردود)
سؤال عن القراءات الثلاث المتممة للعشر وأقوال العلماء فيها (4 ردود)
تفسير اية (4 ردود)
هل هذا الكلام للسعدي _رحمه الله _ عن إبصار الهدهد للماء صحيح أم لا ؟ (2 ردود)
إشكال نرجو توضيحه (8 ردود)
دروس التفسير وعلوم القرآن في الرياض(كلٌ يكتب ما يعلم عنه من الدروس) (2 ردود)
ما حكم ــ الإحتفال ــ بالعام الهجري الجديد..؟ (0 ردود)
سؤال عن كتاب حول (منهج القرطبي في التفسير) ؟ (2 ردود)
هل من دليل إلى قصيدتي ابن مالك في القراءات؟ (4 ردود)
سورة الحمد وسورة العلق (1 ردود)
هل القراءات السبعه هي الاحرف السبعه؟؟ (2 ردود)
بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية . سجل رأيك وفقك الله (21 ردود)
رأي ابن تيمية في نسخ القران بالسنة (4 ردود)
استفسار لمن لديه معرفة بتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ؟ (1 ردود)
ذبيحة الكتابي التي ذكر عليها غير اسم الله تعالى (4 ردود)
قصة ابني آدم عليه السلام (0 ردود)
الشجرة الملعونه فى القرآن (0 ردود)
من يدلتي على مصحف باللمس (0 ردود)
أعينوني يا أهل الخبرة (5 ردود)
(قُلْ يَا أهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كلمة سواء.) لا تصح قراءتها في سنة الفجر (0 ردود)
اقتراح بجمع مادة مناهج المفسرين في الموقع (1 ردود)
ماهو الثابت في تفسير هذه الايه (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (5 ردود)
اين اجد طبعة الشمرلي للمصحف الشريف؟ (2 ردود)
ود (الحب) صنم يعبد من دون الله (0 ردود)(1/2125)
طلب نسخة من كتاب ابن خالويه في شواذ القرآن,,, (4 ردود)
حاشية الإمام السيوطي على تفسير الإمام البيضاوي (7 ردود)
تفسير آية من كتاب الله تعالى (0 ردود)
الإمام الطَّبري ومنهجه العلمي في التفسير ـــ د.فتحي الدريني (1 ردود)
(1/2126)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لا أستطيع الدخول إلى موقع الشريعة.
---
لا أستطيع الدخول إلى موقع الشريعة.
---
ناصر
07-17-2006, 06:47 AM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
يبدوا أنني لست الوحيد الذي لا يفتح عنده موقع الشريعة (http://www.sharee3a.net/vb/index.php) مؤخرا, أنظر هنا (http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=83762), نسأل الله لنا و لهم العافية.
و السلام عليكم.
---
ناصر
07-17-2006, 09:40 PM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
الجديد هنا (http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=83816).
و السلام عليكم.
---
ناصر
07-18-2006, 05:53 AM
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات,
فقد عاود موقع الشريعة (http://www.sharee3a.net/vb/index.php) العمل بعد انقطاع دام يومين, فالحمد لله على السلامة و جازى الله القائمين عليه خير الجزاء.
و السلام عليكم.
---
(1/2127)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {10}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {10}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-02-2004, 12:27 AM
((( الشهادات)))
الشهادات في القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة,وقد يتصور الانسان ان تكون الشهادة صادرة عن شاهد قريب وينسى ان هناك من الحواس او الاعضاء التي في جسده شاهد حقيقي عليه يوم القيامة .
يقول الله تعالى:
((ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون*حتى إذا ما جآؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون*وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الَّذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون*وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أنَ الله لا يعلم كثيرا مما تعملون*وذلكم ظنُكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من ا لخاسرين*)) {فصِلت آية:19-23}
هكذا الحساب وهكذا الشهادات ,الله تعالى بقدرته تتكلم الجلودأمامه ويشهد السمع والبصر ,فلا يخفى على الله شيء.
((يوم تشهد عليهم السنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون*)) {النور آية:24}
شهادات جديدة ... وشهود جدد غير الشهود المذكورين في الآيات القرآنية السابقة ,هناك الجلد والسمع والبصر,وهنا الألسنة والأيدي والأرجل...!!!
((يا معشر الجنِ والأنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقآء يومكم هذا قالوا شهدنا على انفسنا وغرَتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنَهم كانوا كافرين*)) {ألأنعام آية:13}
وشهادات اضافيَة اخرى ... الرسل (ألم يأتكم رسل منكم)والانفس على ذاتها (قالوا شهدنا على انفسنا )
والشهادة على النفس هي قمَة الاعتراف بالحقيقة,كما انها قمة الضعف والانهيار التي تصيب الانسان يوم القيامة لادراكه بيقين ان عدم الاعتراف بالحقيقة يعني شهادة الشهود الآخرين..(1/2128)
((اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون *))
{يس آية 65}
شاهد ذو قلب رحيم عن عبد الله بن مسعود قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم((إقرأ عليَ))فقلت يارسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟؟((قال نعم اني احب ان اسمعه من غيري ))فقرأت سورة النساء حتَى أتيت هذه الآية((فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) فقال حسبك الان فإذا عيناه تذرفان))
{رواه البخاري ومسلم}
هكذا الحال يوم القيامة ...عند السؤال لا يستطيع احد ان يكذب ,فالشهود كثيرة والادلَة واضحة...
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول:أتعرف ذنب كذا ؟؟ اتعرف ذنب كذا ؟؟فيقول نعم اي رب حتى قرره بذنوبه وراى في نفسه انه قد هلك قال سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته .
واما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الاشهاد(هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين ..)
{رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه}
.................................................. .................................................. .......................................
(((يتبع .الآهات والحسرات)))
---
(1/2129)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فرائد الفوائد والقواعد
---
فرائد الفوائد والقواعد
---
ماهر الفحل
02-09-2007, 10:49 AM
1 – معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة .
2 – التفرد بحد ذاته ليس علة ، وإنما يكون أحياناً سبباً من أسباب العلة ويلقي الضوء على العلة ، ويبين ما يكمن في أعماق الرواية من خطأ ووهم .
3 – المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق والمتهمين والمتروكين – لا تنفعهم المتابعات ؛ إذ أن تفردهم يؤيد التهمة عند الباحث الناقد الفهم .
4 – الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً .
5 – قد تُعَلّ بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق .
6 – من كثرت أحاديثه واتسعت روايته ، وازداد عدد شيوخه فلا يضر تفرده إلا إذا كانت أفراده منكرة .
7 – فرق بين قولهم : (( يروي مناكير )) وبين قولهم : (( في حديثه نكارة )) . ففي الأولى أن هذا الراوي يروي المناكير ، وربما العهدة ليست عليه إنما من شيوخه ، وهي تفيد أنه لا يتوقى في الرواية ، أما قولهم : (( في حديثه نكارة )) فهي كثيراً ما تقال لمن وقعت النكارة منه .
8 – قول ابن معين في الراوي : (( ليس بشيء )) تكون أحياناً بمعنى قلة الحديث
9 – أشد ما يجرح به الراوي كذبه في الحديث النبوي ، ثم تهمته بذلك ، وفي درجتها كذبه في غير الحديث النبوي ، وكذلك الكذب في الجرح والتعديل لما يترتب عليه من الفساد الوخيم .
10 – بين قول النسائي : (( ليس بقويٍّ )) ، وقوله : (( ليس بالقوي )) فرق فكلمة : ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً وكلمة : (( ليس بالقوي )) إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة .(1/2130)
11 – أبو حاتم الرازي يطلق جملة : (( يكتب حديثه ولا يحتج به )) فيمن عنده صدوق ليس بحافظ يحدث بما لا يتقن حفظه فيغلط ويضطرب ، ومعنى كلامه : يكتب حديثه في المتابعات والشواهد ، ولا يحتج به إذا انفرد .
12 – قول ابن معين في الراوي : (( لم يكن من أهل الحديث )) معناها : أنه لم يكن بالحافظ للطرق والعلل ، وأما الصدق والضبط فغير مدفوعين عنه .
13 – كون أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا للرجل ليس بدليل على وهنه عندهم ، ولا سيما من كان سنه قريباً من سنهم ، وكان مقلاً فإنهم كغيرهم من أهل الحديث يحبون أن يعلوا بالإسناد .
14 – وقول ابن حبان في الثقات : (( ربما أخطأ )) أو (( يخطئ )) أو (( يخالف )) أو (( يغرب )) لا ينافي التوثيق ، وإنما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه .
15 – ليس من شرط الثقة أن يتابع بكل ما رواه .
16 – الجرح غير المفسر مقبول إلا أن يعارضه توثيق أثبت منه .
17 – جرح الرواة ليس من الغيبة ؛ بل هو من النصيحة .
18 – يشترط في الجارح والمعدِّل : العلم والتقوى والورع والصدق والتجنب عن التعصب ومعرفة أسباب الجرح والتزكية ، ومن لم يكن كذلك لا يقبل منه الجرح ولا التزكية .
19 – اعتماد الراوي العدل على كتابه دون حفظه لا يعاب عليه ، بل ربما يكون أفضل لقلة خطئه .
20 – الخطأ في حديث من اعتمد على حفظه أكثر منه في حديث من اعتمد على كتابه .
21 – الثقة هو من يجمع العدالة والضبط .
22 – صدوق ، ولا بأس به ، وليس به بأس ، مرتبة واحدة ، وهي تفيد أن الراوي حسن الحديث .
23 – قولهم في الراوي : (( صالح )) بلا إضافة تختلف عن قولهم : (( صالح الحديث )) ، فالأولى تفيد صلاحه في دينه ، والثانية صلاحه في حديثه .
24 – قولهم : (( متروك )) ، و (( متروك الحديث )) بمعنى واحد .(1/2131)
25 – فرق بين قولهم : (( تركوه )) ، وقولهم : (( تركه فلان )) فإن لفظ : (( تركوه )) يدل على سقوط الراوي وأنه لا يكتب حديثه ، بخلاف لفظ : (( تركه فلان )) فإنه قد يكون جرحاً وقد لا يكون .
26 – إذا قال البخاري في الراوي : (( سكتوا عنه )) فهو يريد الجرح .
27 – إذا قال البخاري : (( فيه نظر )) فهو يريد الجرح في الأعم الغالب .
28 – قولهم : (( تعرف وتنكر )) المشهور فيها أنها بتاء الخطاب ، وتقال أيضاً : (( يُعرف وينكر )) بياء الغيبة مبنياً للمجهول ، ومعناها : أن هذا الراوي يأتي مرة بالأحاديث المعروفة ، ومرة بالأحاديث المنكرة ؛ فأحاديث من هذا حاله تحتاج إلى سَبْر وعَرْض على أحاديث الثقات المعروفين .
29 – قول أبي حاتم في الراوي : (( شيخ )) ليس بجرح ولا توثيق ، وهو عنوان تليين لا تمتين .
30 – قولهم في الراوي : (( ليس بذاك )) قد يراد بها فتور في الحفظ .
31 – قولهم : (( إلى الصدق ما هو )) بمعنى أنه ليس ببعيد عن الصدق .
32 – قولهم في الراوي : (( إلى الضعف ما هو )) يعني أنه ليس ببعيد عن الضعف .
33 – قولهم في الراوي : (( ضابط )) أو (( حافظ )) يدل على التوثيق إذا قيل فيمن هو عدل ، فإن لم يكن عدلاً فلا يفيد التوثيق .
34 – وقوع الأوهام اليسيرة من الراوي لا تخرجه عن كونه ثقة .
35 – قولهم في الراوي : (( لا يتابع على حديثه )) لا يعد جرحاً إلا إذا كثرت منه المناكير ومخالفة الثقات .
36 – قولهم في الراوي : (( قريب الإسناد )) معناه : قريب من الصواب والصحة ، وقد يعنون به قرب الطبقة والعلو .
37 – قول البخاري في الراوي : (( منكر الحديث )) معناه عنده لا تحل الرواية عنه . ويطلقها غيره أحياناً في الثقة الذي ينفرد بأحاديث ، ويطلقها بعضهم في الضعيف الذي يخالف الثقات .
38 – إن نفي صحة الحديث لا يلزم منه ضعف رواته أو اتهامهم بالوضع .(1/2132)
39 – أكثر المحدثين إذا قالوا في الراوي : (( مجهول )) ، يريدون به غالباً جهالة العين ، وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف والحال .
40 – التوثيق الضمني – وهو تصحيح أو تحسين حديث الرجل – مقبول عند بعض أهل العلم .
41 – يعرف ضبط الراوي بموافقته لأحاديث الثقات الأثبات .
42 – نتيجة الاعتبار : معرفة صحة حديث الرجل ، لا الحكم عليه أنه ثقة .
43 – الثبت : هو المتثبت في أموره .
44 – المتقن : هو من زاد ضبطه على ضبط الثقة .
45 – قولهم : (( موثق )) معناه أنه ملحق بـ (( الثقة )) إلحاقاً ، أو مختلف في توثيقه .
46 – (( مقارب الحديث )) ، بفتح الراء معناه أن غيره يقاربه ، وبالكسر هو يقارب حديث غيره ، وهما على معنى التعديل سواء بفتح الراء أو كسرها ، وهي عند الإمام البخاري والترمذي من ألفاظ تحسين حديث الرجل .
47 – قول الذهبي : (( لا يعرف )) يريد جهالة العين أحياناً ، ويريد جهالة العدالة أحياناً ، والقرائن هي التي ترشح المراد .
48 – اصطلاح الرازيين أبي حاتم وابنه ، وأبي زرعة في (( المجهول )) : يقصد بها مجهول الحال ، وقد يريدون جهالة العين ، وقد يطلق أبو حاتم : (( مجهول )) في بعض أعراب الصحابة .
49 – يقدم قول الجارح والمعدل لرجل من بلده على من كان من غير بلده .
50 – قولهم في راوٍ : (( كان يخطئ )) لا يقال إلا فيمن له أحاديث ، لا حديث واحد .
51 – عادة ابن حبان في المختلف في صحبته أن يذكره في قسم الصحابة وقسم التابعين .
52 – قد يقدح ابن حبان في متن حديث بناءً على الفهم والفقه ، ويأتي غيره فيزيل إشكاله .
53 – ابن حبان يتناقض فيذكر الراوي أحياناً في الثقات ، ثم يذكره في المجروحين .
54 – ابن خراش رافضيٌّ لا يقبل قوله إذا خالف أو انفرد .
55 – ابن معين يطلق أحياناً : (( لا أعرفه )) على من كان قليل الحديث جداً .
56 – قول البخاري في الراوي : (( لا يحتجون بحديثه )) بمثابة قوله : (( سكتوا عنه )) .(1/2133)
57 – إذا روى البخاري لرجل مقروناً بغيره فلا يلزم أن يكون فيه ضعف .
58 – إكثار البخاري عن رجل وهو شيخه المباشر : توثيق له ودليل على اعتماده .
59 – إذا كتب الذهبي في الميزان علامة : (( صح )) بجانب ترجمة فمعناه المعتمد توثيقه .
60 – الثقة لا يضره عدم المتابعة .
61 – ربما قالوا : ليس بثقة للضعيف أو المتروك .
62 – الشهرة لا تنفع الراوي ، فإن الضعيف قد يشتهر .
63 – قبول التلقين قادح تسقط الثقة به .
64 – الصالحون غير العلماء يغلب على حديثهم الوهم والغلط .
65 – بلدي الرجل أعلم به .
66 – ليس كل ضعيف يصلح للاعتبار .
67 – لا يلزم من احتجاج إمام بحديث تصحيحه له .
68 – توثيق الرجال وتضعيفهم أمرٌ اجتهادي .
69 – ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه ، بل يتفاوت .
70 – لا يلزم من قولهم : (( ليس في الباب شيء أصح من هذا )) صحة الحديث .
71 – الحديث الضعيف الإسناد يعبر عنه : بـ (( ضعيف بهذا الإسناد )) لا ضعيف فقط .
72 – يوصف الحديث المقبول بلفظ : الجيد ، والقوي ، والصالح ، والمعروف والمحفوظ ، والمجود ، والثابت .
73 – الإرسال والتدليس ليس بجرح ، وهو غير حرام .
74 – كلام الأقران في بعضهم لا يعبأ به إذا كان بغير حجة .
75 – جرح الراوي بكونه أخطأ لا يضعفه ما لم يفحش خطؤه .
76 – كل طبقة من النقاد لا تخلو من متشدد ومتوسط .
77 – قولهم في الراوي : (( ليس بذاك القوي )) تلين هين .
78 – غشيان السلطان للحاجة ليس بجارح .
79 – معرفة تصاريف كلام العرب شرط لعالم الجرح والتعديل .
80 – يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول .
81 – قولهم : (( ليس هو كأقوى ما يكون )) تضعيف نسبي .
82 – لا يسمع قول مبتدع في مبتدع كناصبي في شيعي .
83 – اضطراب الرواة عن الشيخ لا يؤثر في الشيخ .
84 – إذا كان الجارح ضعيفاً فلا يقبل جرحه للثقة .
85 – فرق بين قولهم : تركه فلان ، وقولهم : لم يرو عنه .(1/2134)
86 – لا يلزم من كون الراوي ضعيفاً ضعفه في جميع رواياته .
87 – ابن حبان متعنت في الجرح .
88 – رواية الإمام البخاري عن المختلط هي قبل اختلاطه ، وبعد اختلاطه ينتقى من حديثه ما صح منه .
89 – لا يقبل الجرح إلا بعد التثبت خشية الاشتباه في المجروحين .
90 – حفظ الراوي للحديث ليس بشرط لصحة حديثه .
91 – ولاية الحسبة ليست بأمر جارح .
92 – الجرح الناشئ عن عداوة دنيوية لا يعتد به .
93 – قوة الحفظ وقلة الغلط أمر نسبي بين حافظ وحافظ .
94 – يكون بعض الرواة متقناً في شيخ ، وضعيفاً في غيره .
95 – جرح الراوي بأنه من أهل الرأي ليس بجرح .
96 – لا يجرح الثقة بشهره السيف على الحاكم .
97 – إذا قرنوا لفظة : (( ثقة )) بلفظة : (( صدوق )) ، فهي تفيد إنزاله ، فثقة لعدالته ودينه ، وصدوق لخفة في ضبطه .
98 – يشترط فيمن يطلب الحديث ما قاله الذهبي : (( فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل :
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن ، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب ، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث ؟ وأين أهله ؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب )) . ( تذكرة الحفاظ 1 / 4 ) .
99 – إقران المشيئة للفظ التعديل منزل له عن مرتبته .(1/2135)
100 – قولهم : (( ثقة صدوق )) أعلى من (( صدوق )) فقط وأدنى من (( ثقة )) فقط .
101 – قولهم : (( ثقة لا بأس به )) أعلى من : (( لا بأس به )) فقط وأدنى من (( ثقة )) فقط .
102 – قولهم : (( ثقة يغرب )) أشد من قولهم : (( ثقة له أفراد )) ، لما يستفاد من معنى الاستغراب .
103 – إن الإمام البخاري لا يُقْدم على إقران راوٍ بآخر في صحيحه إلا لنكتةٍ مثل : الدلالة على اتحاد لفظ الراويين ، أو بيان أن للشيخ أكثر من راوٍ أو الإشارة إلى متابعة ، أو غير ذلك .
104 – الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين ، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين ، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال ؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول : ضعيف الحديث ، أو : مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق .
فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين ، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل .
105 – الاختلاف في اسم الراوي أو نسبته أو كنيته لا يدل بحال من الأحوال على جهالة ذلك الراوي ، وقد نص الخطيب وغيره على ذلك (1) .
---
(1/2136)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أمية الرسول صلى الله عليه وسلم من أدلة إلهية القرآن
---
أمية الرسول صلى الله عليه وسلم من أدلة إلهية القرآن
---
الخطيب
04-30-2004, 05:47 AM
قرأت لأحدهم مقالا بعنوان (أمية محمد في ميزان العقل والنقل ) قد صب فيه جام غضبه على أمتنا المحمدية لأنها تتباهى – حسب زعمه – بأمية رسولها ويقول في ذلك:
اقتباس:
لم أرى طيلة حياتي أمة تتباهى وتتفاخر بأمية زعيمها(نبيها) مثل الأمة الإسلامية . التي أخذت من أمية محمد مصدراً للتفاخر والاعتزاز .وكأن الجهل وقلت المعرفة شيئاً يعتز به ويبني أصحاب نظرية الأمية ، نظريتهم هذه على بعض الآيات القرآنية التي أساءوا تفسيرها وتأويلها مفسري القرآن.
ـــــــــــ
هكذا آثرت أن أنقل كلامه بطريقة القص واللصق على ما فيه من أخطاء بدهية أتركها لفطنة القارئ وليفرح المسلمون بمستوى ناقديهم.
وفي بقية المقال أمضى الكاتب رحلة وسيطة هدف من ورائها إلى إثبات أن لفظ أمي إنما يعني من ليس إسرائيليا - فاللفظ بحسب رأيه - مصطلح توراتي أي ليس له في العربية مدلول.
وودت لو أنه تمتع بالإنصاف فذكر أن اللفظ عربي له معان مستخدمة منها كذا وكذا وليرجح الرأي الذي يراه ولو كان توراتيا ، ونحن بدورنا نناقشه فيما وصل إليه فإن كان حقا قبلناه ، وإن كان باطلا رددناه عليه ، أما أن يقف عند حد أن اللفظ توراتي بدون الإشارة إلى تضمن اللغة العربية له تقريرها أن الأمي هو من لا يقرأ ولا يكتب فهذا ما لا يقبله منصف.
لكن ما سر العداء بين الكاتب ولفظ الأمي بمعناه المعروف من جهة ثم بينه وبين المتفاخرين بأمية رسولهم – حسب تعبيره – من جهة أخرى ؟
هذا ما أفصح عنه من خلال مقالته التي اعتمد في استخلاص أصولها من روايات واردة في كتب الصحاح المعتمدة لديه ومنها:(1/2137)
طبقات اللغويين والنحاة ، وصبح الأعشى ، وكتاب الأستاذ الحداد ( في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي )
أين مراجعه اللغوية ؟ أين مراجعه الحديثية ؟ أين ، أين ........؟
كل هذا لا قيمة له لأنه لن يحقق المطلوب.
الحاصل أن الكاتب أراد أن يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مجيدا للقراءة والكتابة وأهم دلائله على ذلك أن لفظ الأمي لا يطلق في رأيه على من لا يجيد القراءة والكتاب بل على غير الإسرائيلي
والكاتب بالطبع لا يريد إثبات فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بادعاء أنه كان يعرف القراءة والكتابة بل يريد أن ينفذ إلى ما وراء عرضه بادعاء أن القرآن من تأليفه حيث لا غرابة في ذلك إذا كان مجيدا للقراءة والكتابة وكأن القراءة والكتابة هما المحك والفيصل وهما علة تأليف القرآن – حسب زعمهم – وكأن كل قارئ كاتب قد صار عالما نحريرا ، ولأن الكاتب قد ذكر – وهو في ذلك محق - أن في مكة من يقرأ ويكتب فنحن نحاججه فلماذا لم يأت كتبة مكة وقراؤها بمثل القرآن بل لماذا آمنوا به وأذعنوا له وهم في القراءة والكتابة والبلاغة المكتسبة من وحدة القبيلة مثل مؤلف القرآن ؟
يقولون هنا: بالتأكيد قد جاءوا بذلك لكن التاريخ لم يثبت إلا فوضى مسيلمة وحتى هذه فيها شك.
ونقول لهم: دعونا نصدقكم في دعواكم أن العرب قد جاءوا بمثل القرآن لكن التاريخ ظلمهم لكنكم لم تجيبونا: لماذا آمن به من آمن من أهل مكة بمجرد صدوعه بالدعوة وقراءته القرآن إذا كان ما جاء به في عرفهم أمرا مستطاعا فإن من آمنوا به هم – بلا شك - كمن يتوهم أنهم قد جاءوا بمثل القرآن في البلاغة سواء ؟
أي لماذا آمن أبو بكر وعلي وعثمان وعمر وطلحة والزبير وسائر إخوانهم من أهل البلاغة واللسن لماذا صدقوا بالقرآن إن لم يكن خارقا ؟(1/2138)
قد كان صلى الله عليه وسلم بمكة من أفقرهم ليس له والد يدفع عنه ولا ولد يسانده أي لم تكن له سطوة على من آمنوا به بل كانت السطوة لمن كفروا فالعدد عددهم والعدة عدتهم ورغم ذلك سارعوا إلى الإيمان به وصبر صلى الله عليه وسلم وصابر حتى هدى الله إليه من الخلق من لا يحصون عددا
وهكذا يدور المعارضون في حلقة مفرغة حول مركز واحد هو دعوى بشرية القرآن الكريم
وحين نحاججهم قائلين لماذا لم يأت أحد بمثله إذا كان بشريا ؟
يقولون هي العبقرية أي أنهم يعترفون بأنه غير عادي لكن الشيطان يمسك ألسنتهم عن تجاوز العبقرية إلى الإقرار بالنبوة.
ولماذا لم يتعبقر غيره ليأتي بمثل ما جاء به ؟
وما قولكم في إخباره بماض قد اندرس ومستقبل قد وقع كما ذكر ؟
هل للعبقرية في ذلك مجال؟
ولماذا لم ينسبه إلى نفسه ونسبه إلى ربه فالناس يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وهو يتبرأ مما فعل ؟
شيء غير معهود في طباع بني البشر التي جبلت على الفخار والغرور والعجب.
يقولون إنه قد تعلمه من ورقة أو غلام نصراني أعجمي – يا للعجب - كان يختلف إليه بمكة.
ومن ثم كان رد القرآن قاطعا:
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }
ولماذا لم يأت المعلم إذن بمثل ما جاء به إن لم يكن أفضل منه ؟
والجواب جاهز طبعا:
إنه التلميذ الذي فاق أستاذه.
لكن ألم يكن لهذا الأستاذ مقدرة على أن يأتي بأي شيء ؟ فماذا علمه إذن ؟
وأخيرا وددت من كاتب المقال أن يذكر لنا لماذا لم يكتب النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بنفسه إذن ، بل كان في أحلك الأوقات يرسل إلى الكتبة ليدونوا ما نزل حتى إنه استدعى زيد بن ثابت ليدون فقط هذه العبارة { غير أولي الضرر } فلماذا لم يكتبها بنفسه؟(1/2139)
وإن أجاب بأنه صلى الله عليه وسلم كان يكتب القرآن فهل سيقبل ورفاقه فكرة أن القرآن لم يُحرَّف من قبل الكتبة حيث كاتبه عين مؤلفه؟
هل ، هل ............أسئلة كثيرة تكشف عن زيف المكتوب فهل ندع ما ثبت لدينا يقينا لكتابات من هذا النوع ليست وثيقة الصلة بالمصداقية العلمية.؟
كل هذا ليس مهما للتبوأ ناصية الكتابة بمواقع حساسة ودوريات واسعة الانتشار ويوميات تباع بالملايين فقط امتلك الجرأة على الله ورسوله وستفتح أمامك كل المغاليق.
حسبنا الله ونعم الوكيل
وصدق الله:
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ 47 وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ 48 بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ 49 وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ 50 أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 51 قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 52 }
---
الخطيب
04-30-2004, 05:49 AM(1/2140)
أتابع هنا تتمة ما بدأت لأن من وقفوا على أن الكتابيين كانوا يطلقون على العرب: وصف أميين لم يفقهوا أن بين الأمي الذي هو العربي أو غير الكتابي مطلقا، وبين الأمي الذي هو غير عالم بالقراءة والكتابة قرابة ورحما من جهة المعنى ، فلنتصفح إذن أمهات المعاجم وكتب التفسير والمفردات لندرك بعد هذا التصفح أن لفظ الأمي يطلق إطلاقا أصيلا على الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الحالة التي خرج عليها من بطن أمه حيث لم يخرج أحد عالما أو قارئا كاتبا وفي هذا المعنى جاء قوله سبحانه: { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } وكانت اليهود تطلق على العرب " أميين " لأنه لم ينزل إليهم كتاب وهذا سر عدم اتجاههم إلى القراءة والكتابة لأن الأمة التي يكون منهاجها الديني مسطورا في كتاب مقدس تتجه عادة إلى التعلم والتعليم لإجادة قراءة وكتابة كتابهم المقدس ، وهذا سر انتشار القراءة والكتابة لدى الكتابيين في هذا العهد أكثر من انتشاره وعلى هذا فلفظ الأمي متجه في معناه الأصل ومعانيه المتفرعة عنه إلى عدم إجادة القراءة والكتابة والمعنى اتبعوا هذا النبي الأمي المنتسب إلى الأمة الأمية التي لم ينزل عليها كتابا لتقرأه ضرورة أنه لم يبعث إليها رسول.
يقول القرطبي:
(الأمي) منسوب إلى الأمة الأمية، التي هي على أصل ولادتها، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها؛ قال ابن عزيز. وقال ابن عباس رضي الله عنه: كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب؛ قال الله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) العنكبوت: 48]. وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب)
ما الحكمة في كون الرسول أميا ولماذا التباهي والتفاخر بهذا الوصف على حد وصف المدعي ؟(1/2141)
لا أعتقد أن القارئ من عدم عدم الوعي بحيث يحتاج إلى أن نبين له أن الأمية هنا دليل مصداقية لأن هذا النبي الذي يعرفونه جيدا ويدركون أنه مثل غالبيتهم لا يقرأ ولا يكتب ورغم هذا فقد جاءهم بهذا الكتاب المبين المتضمن من المعارف السابقة واللاحقة ما لا يعرف في سابقه إلا بتعلم وبلوغ رتبة فوق طاقة البشر ، وفي لاحقه بما يحتاج إلى وقوف على الغيب .
ولأنه لم يكن هذا أو ذاك فقد ثبت أنه ما جاء بذلك إلا من خلال وصله بقوة فوق قوة البشر ، ولأنه قد أعلن أن هذه القوة فوة إلهية وجاءهم على صدق دعواه بالمعجزات الحسية والمعنوية وفوق ذلك كله معجزته الكبرى القرآن ، فقد لزم تصديقه ضرورة أنه جاء بذلك وهو الأمي الذي لم يختلف يوما إلى معلم ولم يبارح مكة هائما في رحلة علمية أو سائحا لحاجة معرفية ولم يتبع دينا كتابيا كاليهودية أو المسيحية.
ولنتخيل لو كان محمد صلى الله عليه وسلما متعلما قارئا كاتبا هل كانوا سيقبلون على القرآن وما جاء به إقبال الواثقين بأنه من عند الله أم كانوا سيقنعون بأن ما جاء به هو نتيجة تعلمه ؟
بالطبع هذا ما كان سيحدث ، بدليل أن مدعي عدم الأمية الآن يريدون أن يصلوا إلى تلك الغاية .
أدلة القائلين بعدم أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ودمغها:
يحتج القائلون بعدم أمية الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه كان متعلما بعدة أدلة أهمها:
1- أن لفظ الأمي يطلق على غير الكتابي في مصطلح الكتابيين ، وهذا ما نقشناه فيما مضى حيث أبرزنا الصلة الحميمة بين المعنيين المطروحين على بساط البحث.(1/2142)
2- يقولون: إن أول آية نزلت في القرآن هي قوله تعالى: { اقرأ } فكيف يأمره بالقراءة ما لم يكن قارئا ؟ والجواب أنه أمره بذلك ليوقفه على أن المسببات وإن كانت مرهونة بأسبابها ، لكنها أمام سلطان الله ليست كذلك ، فها أنت يا محمد أمي لا تقرأ ولا تكتب ، ولكن الله سيعينك على حفظ ما سنزله عليك أفضل من حفظ من يجيدون القراءة والكتابة والمذاكرة ، ولذا قال له { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } أي مستعينا به فمنه العون وقد أعانه وضمن له الحفظ وقال له: { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ..} وهؤلاء الذين استدلوا بالآية على دعوى إجادته القراءة نسوا الملابسة التي أحاطت بنزول الآية
ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: الصحيحين عنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك؛ ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها؛ حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: (اقرأ) فقال: (ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني) قال: "أقرأ " فقلت: "ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم "
إنه يصرح بأميته ويقول: " ما أنا بقارئ " ويكررها ، فهل يصلح هذا دليلا على صدق الدعوى ؟
3- يقولون: إن علي بن أبي طالب كان يجيد القراءة والكتابة وفيه دليل على أن محمدا – صلى اله عليه وسلم – كان يجيد ها أيضا لأنه تربى مع علي في بيت عمه أبي طالب ، فلا يعقل أن يكون علي قد انفرد بذلك دونه.(1/2143)
وللجواب جوابا مختصرا قاطعا عن ذلك لابد من كبت دافع التهكم والسخرية ، فما أوهى الأدلة إن كان هذا دليلا ، وكأن كل بيت فيه متعلم واحد قد صار دليلا على تعلم البيت كله.
لا أعتقد أنني بحاجة إلى رد هذه الترهة بأكثر من الاحتجاج بالواقع الذي نعيشه فمع يسر وسائل التعلم وإجباريته أيضا تبلغ نسبة الأمية في بلادنا معدلات عالية وبعضها أعلى من بعض – عذرا لأنني لا أمتلك أحدث الإحصائيات حول هذا الموضوع – نرى رأي العين بيوتات يزيد تعدادها على عشرة أبناء ولم يتعلم منهم إلا فرد واحد أو اثنان أو ...
من الشواهد الدالة على أمية الرسول صلى اله عليه وسلم:
1- ورود آيات كثيرة في القرآن الكريم شاهدة بذلك ومنها قوله تعالى:
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ } ( الأعراف: 157 )
ومن ذلك اعتراف الكفار بأميته وعدم معرفته القراءة والكتابة قال تعالى: { وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } ( الفرقان: 5 ) فقولهم: اكتتبها أي كتبت له لتتلى بعد ذلك على مسامعه صباح مساء.
ومنه قوله تعالى: { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } ( العنكبوت: 48)
2- عندما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء أول مرة بمستهل سورة العلق { اقرأ } كان رده المؤكد بالتكرار: ما أنا بقارئ ومثل هذه الصياغة تفيد العموم حيث النكرة " قارئ " وقعت في سياق النفي والمعنى: لا أجيد أي لون من ألوان القراءة.(1/2144)
3- اتخاذه صلى الله عليه وسلم كتبة للوحي دليل بارز على أميته إذ لو لم يكن كذلك لكتب القرآن بنفسه فإن قيل: ذلك عسير عليه أن يكتبه بمفرده قلنا: لا عسر في ذلك فالقرآن نزل منجما في ثلاث وعشرين سنة ، وكثير من الصحابة كتبوا مصاحف لخاصة أنفسهم ، وإذا لم يتفرد بهذا فلا أقل من أن يقوم معاونا للكتبة مشاركا لهم ، فإذا لم يفعل صلى الله عليه وسلم هذا مع توفر الدواعي إلى مثله فقد دل على أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب. وقد مضى أنه أرسل إلى زيد بن ثابت ليكتب له { غير أولي الضرر }
4- كان صلى الله عليه وسلم يعاجل جبريل بالقراءة عند نزوله عليه بالقرآن خشية أن يتفلت منه فضمن الله له الحفظ وأنزل عليه قوله : { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } ( القيامة: 16- 18 ) والشاهد أنه لو كان كاتبا قارئا لما خشي ذلك لأن عليه فقط أن يدون ما نزل ليرجع إليه عند الحاجة ، ولأن ذلك لم يحدث فقد دل على أنه أمي.
5- في فداء أسرى بدر جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء الواحد منهم أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين ، وهذا تنبه منه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية العلم فنحن مطالبون به ديانة ، وعليه فلو كان مجيدا للقراءة والكتابة لقام بتعليم الصحابة وأبناءهم ضرورة أنه معلم الأمة ، فإن قيل: كان من الممكن أن يعهد بذلك لأحد المسلمين القارئين الكاتبين قلنا: لم يكن واحد منهم ليؤثر في المتلقين تأثير النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وهذا معروف ، فلما لم يحدث هذا فقد دل على أميته.
6- النبي صلى الله عليه وسلم صرح بهذا عندما قال – كما ورد في الصحيح -:
" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " فهذا تصريح واضح مصدر بإن التوكيدية ومذيل بجملة توضيحية تفسيرية " لا نكتب ولا نحسب "
فهل لمدعي عدم الأمية بعد هذا قول؟
---
د. هشام عزمي
04-30-2004, 09:28 AM(1/2145)
بارك الله فيكم يا شيخنا .
حسنٌ .. فما رأيكم في هذا الكلام على موقع المنظمة الإسلامية للعلوم للتربية و العلوم و الثقافة ؟
http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Quran/P3.htm
و خصوصاً تفسيره لحديث " نحن أمة أمية " !!
---
خالدعبدالرحمن
05-02-2004, 07:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
جزى الله الجميع خيرا ، وهذا موضوع مما أختبأنا منه زمنا ، تارة بالتملص والتحوير ، وتارة بالتكلف في التأويل ..
وأنا ممن يتبنى رأي صاحب المقال التالي جزاه الله خيرا ، وأعرضه هنا لعموم الفائدة ان شاء الله :
الأمي".. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة
إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر، فهم -جزاهم الله خيراً-، اجتهدوا ما استطاعوا, ولنا نحن المؤمنون أن نضع رحالنا حيث تطمئن قلوبنا, فهي آراؤهم أولاً وأخيراً, ولو كان فيما نقلوه إلينا نص محكم من آية أو حديث, لسلمنا وآمنا, ولكننا نسمع كما يسمعون, ونؤمر كما يؤمرون, ونخاطب بالقرآن كما يخاطبون, فاللهم ليس "الأمي" كما تقول التفاسير, والله أعلم بالحق والمراد.
الحق أن هذه التفاسير تصلح مثلاً لنا لتقعيد مفهوم حديث النبي عليه الصلاة والسلام عمن قال بالقرآن "برأيه" –وإن كان أهل الحديث لا يحتجون به ولا يستندون إليه-، فهذه الاجتهادات، هي قول "برأي" أولاً وأخيراً، بقي قائلوها من صالحينا وأكابرنا على عهدنا فيهم من الهدى والسداد، دون أن يتبوؤا مقاعدهم من النار، كما يفهم من يطلق الحديث لهواه!.
فالحديث مطلق عام عن "من قال برأيه", لا يحابي أحداً ولا يستثني أحداً, بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأظهر ما وصلنا منهم، أن يحملوا "الأمّي" على الذي لا يقرأ ولا يكتب فهو على حاله التي ولدته فيها "أمه".(1/2146)
أو أن يحملوها على المبعوث من الأمة "الأمّية"، على قاعدة "القرآن" الراسخة في تقسيم الناس الى أمتين، أمة أمّية لم يؤتها الله كتاباً، ولم يرسل إليها رسولاً، وأمّة "كتابية" أتاها الرسول وجاءها الكتاب، كاليهود والنصارى, بدليل الآية, {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم}، والناس كانوا "أمّة" اختلفت فيما بعد، فأنزل الله إليهم الكتاب {كان الناس أمّة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق}، فأصل الناس كما هو ظاهر "أمّيّون" ثم أنزل الله الكتاب.
فقد تكون "كتابياً" وأنت لا تقرأ ولا تكتب..
وقد تكون "أمياً" وأنت تقرأ وتكتب!.
فالأمي عند علمائنا، الذي بعث من "الأميين"، ولكن ظاهر الكتاب للمتدبر على خلاف هذا، ولا يحق لأحد أن يلزم الناس بشيء لم يلزمهم به رسول الله أو صحابته فيما فهموه عنه مجمعين عليه كاتبين له, تقرأه العامة والخاصة.
السؤال الأصل
لم ترد "الأمي" وصفاً لرسول لله في القرآن إلا مرتين، ولم يوصف بها -فيما نعلم- نبياً غير محمد عليه الصلاة والسلام، فوردت مرة في دعوة اليهود والنصارى لوجوب إتباعه على أنه "الرسول النبي الأمّي"، ثم في الآية التي تليها مباشرة من سورة الأعراف 158،{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فبهذه الصفات الثلاث متتالية يوجب الله على الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن يتبعوا هذا "الرسول النبي الأمّي"..
وها هنا أصل السؤال!.(1/2147)
فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه.
ثم من يضمن لنا ببينة، أنه لم يكن نبي لا يقرأ ولا يكتب غير رسول الله محمد، وأكثر النبيين "أمّيين" على المعنى الثاني في التفسير, حتى الساعة التي يؤتوا فيها صحيفة، أو يؤمروا باتباع كتاب، فلم يعد رسول الله بهذا "أمّيا" بالمعنى الثاني للتفسير, عند أول أية تلقاها.
وجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
إذا ماذا؟.
القرآن أَولى بالتصديق، وظاهرُه أولى بالإتباع، فهو من أوَّلِه كتابٌ عربيٌ مفصَّل مبيَّن.
فـ "الأمّي" أصلها "أُمْ" أضيفت إليها ياءُ النسبة، ك"مكِّي" نسبة لمكة، والأم بلسان القرآن العربي: الأصل والأول، فأم الرجل أصله وأوله ومنشأه، كما في سورة القَصَصْ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في "أُمِّها" رسولاً}، أي في أصولها وجمعها, وليس هناك مسلم لا يعرف "أم الكتاب" التي في أول القرآن وأصله, وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بوصف النبي المعصوم لها، بكونها "أم الكتاب".
وأية آل عمران دليل آخر "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" بما تحمله الآية من معاني الأصول والجوهر.
فهو بذلك الرسول النبي "الأصل" و"الأول" بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"الأصل" في الرسالة والمنشأ, وحتى "أصل" اللغة واللسان!.(1/2148)
فهو كما في صحيح الحديث: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته", فلم يُبعث نبي ولم يرسل رسول إلا على "لا أله إلا الله محمد رسول الله"، كما تقرره آية آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين}.
"وفي الحديث: "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني".
تبدو واضحة
فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.
فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة وهو يعلم أن محمدا رسول الله، ويأمر بها قومه، حتى إذا أدى كل نبي ما عليه في كل الأمم، بُعث الرسول النبي "الأمّي" عامة لكل الأمم، فكل الرسل والنبيين مقدِّمون "خاصون" للرسالة العامة "الأم" بالرسول النبي "الأمّي".
ثم هي في القراءات القرآنية من غير المتواتر, ولكن لها سند يرفعها, فقد قُرأت "الأَمي", بالألف المفتوحة, كما أوردها ابن جني, وعلق عليها بقوله: هو الذي يأتم به من قبله!. فيما الأصل أن يأتم به من يأتي بعده, ولكن هذه القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه, فهو النبي "الإمام" للنبيين الأولين وللناس كافة.
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض ، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
أمية أخرى عظيمة(1/2149)
فهو رسول الله الى الناس جميعاً كونه "الأمّي", نسبة الى منشأ الناس الأول، وقريتهم الأم "أم القرى"، كما في الأثر: "كانت الكعبة خشعة على الماء ثم دحى الله الأرض من حولها"، فكانت مكة أول ما تشكل على ظهر البحر، ثم انبسطت الأرض من حولها، {لتنذر أم القرى ومن حولها} و{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}، فمكة "أم القرى" وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة.
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، ولعل هذا الفهم الذي نطرحه، ما قد يحل سؤالاً عظيماً, ألا وهو..
ما ورد في سورة أية إبراهيم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، فأرسل نوح بلسان قومه ليبين لهم، وكذا موسى وعيسى، وسائر النبيين، فإذا كان رسول الله محمد رسول الى الناس جميعاً، وكتابه الوحي رسالة الناس جميعاً, وجب أن يكون لسانه لسان الناس جميعاً, وهذا ما لم يكن فيما يظهر لنا ونراه, فكيف يستقيم هذا؟!, وكيف يعقل أن موسى النبي الخاص لبني اسرائيل يبعث بآية يعقلها كل أهل الأرض, ومثله عيسى ابن مريم, ويرسل محمد رسول الله إلى الناس جميعاً بآية لا يعقلها إلا خاصته وقومه؟!, هذا إلا أن يكون أمراً آخر وأعظم مما كان يبدو لنا.
فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً، نقرأه بالمفهوم اللازم للنص، أنه إن كان كل رسول يرسل بلسان قومه، فيكون لسان القوم لسان نبيهم, وأرسل محمد عليه الصلاة والسلام الى الناس جميعاً, لزم أن يكون لسان الناس جميعاً, لسان نبي الناس جميعاً, محمد عليه الصلاة والسلام بلسانه العربي "الاُم", الذي أرسل به وأنزل به كلام الرب الذي خلق الناس جميعا!.(1/2150)
فهو بهذا أرسل بلسانهم "الأم" الذي كان عليه الناس أول ما كانوا, ثم تبدلت ألسنتهم واختلفت, فعليهم هم أن يرجعوا إلى لسانهم الأم, لسان نبيهم "الأم" محمد.
وليس بين كل إنسان مهما كانت لغته وعمرها وأمته وحضارتها, ليس بينه وبين لسان النبي "الأم" إلا أم هذا الانسان وأبوه, فإن نشأ الغلام الصيني مثلاً بين العرب تكلم بلسانهم كواحد منهم بلا خلاف, دون أن يكون لخمسة آلاف سنة من حضارة قومه شأن ولا مانع.
وفي القرآن شاهد على ما نقول، فالقرآن لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن.
وآية سورة "فصلت" تفصل هذا بوضوح، {ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}، فالأعجمي بنص الآية غير مفصَّل ولا مفصِّل، إنما هاتان الصفتان للسان" العربي, {ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين}، فالأعجمي لا يبين، إنما العربي هو المفصل المبين, {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون}.
ولعل هذا الفهم أيضاً بخصوص الفرق بين العربي والأعجمي, قد يحل مشكل آية فصلت، {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}. فكل من ينظر في التفسير يجد خلافاً في التأويل لا يكاد يشفي سائلاً ولا مستفسراً, أما بهذا الفهم فيمكن حل مشكِلها، فالعربي هو المفصل فقط، فلا يكون أعجميا ومفصلاً، لتفهم الآية بعدها هكذا: "ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته, أأعجمي "ومفصل"؟!, فلا يطلب التفصيل في ما أعجم؛ إنما العربي هو المفصل!.
ولسان العرب حجة لما نقول، فيقال: رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً, وإن كان عجمي النسب, والإعراب هو الإبانة، ولمن أراد الاستزادة أن يرجع للأصول!.(1/2151)
بهذا يصبح "الرسول النبي الأمّي" واجب الأتباع بهذه الأركان الثلاثة, أمّية الرسالة والنبيين وإمامتهم، و"أمّية" الأرض والمنشأ في أم القرى، وأمّية اللسان واللغة، فهو للناس جميعا بلسانهم "الأم" وإن تبدلوا بها أي لغة كانت فهذا لسانهم "الأم" أولى بهم أن يتعلموه وأن يرجعوا له، وهذه أرضهم "الأم" وبيت أبيهم الأول.
بهذه الثلاث يصبح الرسول النبي "الأمّي" ملزم الإتباع واجب القبول.
ولنا اليوم -بهذا الفهم لا بالفهم السابق- أن ندعو أهل الكتاب والناس جميعاً لاتباعه, فهو نبيهم "الأم" بكل ما في الكلمة من معاني.
وقد يسأل سائل، إذا كانت من "أمّية" محمد عليه الصلاة والسلام إمامته للناس وللنبيين، فكيف نفهم أية "النحل", {إن إبراهيم كان أمّة.. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟.
وأحسن قول المفسرين، أن إبراهيم كان إماماً، بدليل ما ينبني عليها من بعد، بالأمر بالاتباع، فإن كان كذلك، فكيف يكون رسول الله هو الإمام "الأم", ثم يؤمر باتباع إبراهيم الإمام؟.
ويجاب عليها: بأنه يستقيم أن يكون رسول الله متبعاً في حال مخصوص في وقت مخصوص, متبوعاً إماماً في عامة الأحوال على أنه خاتم النبيين، مثله في هذا كمن يتبع إماماً ما، في باب ما، ثم يغدوا بعدها إماماً لإمامه وسائر أقرانه. وهذا ما جرى فعلا, وأكد ما ذهبنا إليه, يوم أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام النبيين جميعا وفيهم أبراهيم, فهو بهذا إمام النبيين, وهو بهذا النبي "الأمي"!.
سؤال في محله
ولنا أن نطرح سؤالاً على من أحب أن يشاركنا, فإذا كنا نقرأ {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. فهل من الممكن أن تكون "خاتم النبيين" بمعنييّها الضد، أي آخر النبيين وأول النبيين، إذ المختوم هو المغلق من أوله وآخره؟.(1/2152)
ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغا لما نقول، فالعرب تقول: "ختم الزرع" إذا سقاه أول سقيه، ومحمد عليه الصلاة والسلام صاحب مثل الزرع في القرآن, {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه}, فأول سقي الزرع هو الختم، ولم نعلم أن أحدا من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إلا رسول الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
---
الخطيب
05-03-2004, 04:09 PM
الأخ الكريم د هشام
شكر الله لك جدك ونشاطك وعملك الدؤوب
طالعت المقال الذي أشرت إليه حضرتك فلم أجده أتى بجديد حول لفظ " الأميين " فقط ردد قول القائلين بأن المراد بهم غير الكتابيين وهذا ما ناقشته في مقالي السابق وذكرت أن مآل المعنيين راجع إلى عدم الدراية بالقراءة والكتابة حيث لم يوجد محفز لتعليمهما ، ولا يعارض ذلك وجود بعض الكتبة لأن الحكم بالأمية هو باعتبار الأغلبية وليس باعتبار الحصر ، كما أنه لا يمكن الحكم على جميع الكتابيين بأنهم غير أميين هكذا بإطلاق.
وأما بخصوص تعليله لحديث " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب "
والذي علق عليه بقوله:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في حديث الصيام عن رؤية الهلال، وعليه فهذا الحديث لا يعني إلا ضرباً خاصّاً من الكتابة والحساب، وهو حساب النجوم، وتقييد ذلك بالكتابة لمعرفة مطلع الشهر، فقد أخبر أن هذا الضرب من العلم المدون المسجل القائم على الحساب والتقويم لم يكن للعرب عهد به، ومن هنا علق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير.أ.هـ(1/2153)
فهو وإن بدا رأيه حول تخصيصه للحساب بنوع منه – هو حساب النجوم - محتملا بقرينة أن الكلام كان عن الشهر ومطلعه ومنتهاه ، فإنه لا يبدو كذلك في تعليله نفي الكتابة بأنه منصرف فقط إلى نفي تقييد مطلع الشهر بالكتابة فلا دليل من الخارج ولا من الداخل على التخصيص بل الأدلة الخارجية تؤيد التعميم ، وهي الأدلة التي ذكرت بعضا منها في مقالي ، ومن الداخل حذف المفعول فإنه يفيد التعميم ، وإلا فليطلعنا على دليله المعين للمفعول حسب فهمه المعلن إذ المفعول على كلامه تقديره ولا نكتب مطلع الشهر فإين المخصص ؟
---
الشيخ أبو أحمد
05-05-2004, 12:39 AM
نريد أن نسمع راي الشيخ الخطيب بما ساقه الاخ خالد عبد الرحمن.
---
الخطيب
05-06-2004, 05:04 PM
شكر الله لكم شيخنا أبا أحمد
ويسعدني كثيرا اهتمامكم بمعرفة رأيي حول ما كتب الشيخ خالد عبد الرحمن نقلا عن بعض أهل العلم (صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة ) وهو جهد لا أغمض كاتبه فيه حقه ، فقد صبر عليه وصابر ، ليصل إلى رأي هو من وجهة نظره راجح ، لكنه لا يبدو كذلك من وجهة نظري الضعيف وهاك مناقشته:
يقول أخونا الكريم
الأمي".. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
وأقول:
بل الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وهذا ما تقوله مراجعنا في اللغة وكتب التفسير فكيف ننفيها؟
يقول الراغب في مفرداته:
الأمي: هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وعليه حمل { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} [ الجمعة/2] قال قطرب: الأمية: الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة، ومنه قوله تعالى: } ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني } [البقرة/78] أي: إلا أن يتلى عليهم.(1/2154)
قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب، و } النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل{ [الأعراف/157] قيل: منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا، لكونه على عادتهم كقولك: عامي، لكونه على عادة العامة، وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه، واعتماده على ضمان الله منه بقوله} سنقرئك فلا تنسى{[الأعلى: 6 ] أ.هـ المفردات
والأمية هنا شرف عظيم لا يعادله شرف لأنها دليل واضح على صدق النبوة فمن لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك يجيء بما عجز ويعجز عنه الكاتبون القارئون العالمون لا يُشك في اعتبار أميته هنا دليلا على صدقه في دعوى نزول القرآن عليه وكذب دعوى أنه أنشأه من تلقاء نفسه فالأصل أن الأمي لا يقدر على ما يقدر عليه المتعلمون وليس العكس ، فإذا ما حصل العكس فلابد أن ذلك بفعل عوامل خارجية قادرة على إحداث نتائج منفصمة عن مقدماتها ، وهذا ما عرفناه في شرعنا بأنه الوحي.
وهذا يصلح أيضا إجابة عن كلام أخينا الكريم الذي قال فيه:
" فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه"
ــــــــ
يقول فخر الدين الرازي عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الأعراف: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ } قال الزجاج: معنى {الأُمِّىَّ } الذي هو على صفة أمة العرب. قال عليه الصلاة والسلام: [إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب] فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرؤون والنبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك، فلهذا السبب وصفه بكونه أمياً(1/2155)
قال أهل التحقيق – والكلام لا زال للفخر - : وكونه أمياً بهذا التفسير كان من جملة معجزاته وبيانه من وجوه:
الأول: أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظوماً مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه ولا تغيير كلماته والخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنه لا بد وأن يزيد فيها وأن ينقص عنها بالقليل والكثير، ثم إنه عليه الصلاة والسلام مع أنه ما كان يكتب وما كان يقرأ يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير. فكان ذلك من المعجزات وإليه الإشارة بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى} (الأعلى: 6)
والثاني: أنه لو كان يحسن الخط والقراءة لصار متهماً في أنه ربما طالع كتب الأولين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة فلما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات وهذا هو المراد من قوله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48)
الثالث: أن تعلم الخط شيء سهل فإن أقل الناس ذكاء وفطنة يتعلمون الخط بأدنى سعى، فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم في الفهم، ثم إنه تعالى آتاه علوم الأولين والآخرين وأعطاه من العلوم والحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر، ومع تلك القوة العظيمة في العقل والفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذي يسهل تعلمه على أقل الخلق عقلاً وفهماً، فكان الجمع بين هاتين الحالتين المتضادتين جارياً مجرى الجمع بين الضدين وذلك من الأمور الخارقة للعادة وجار مجرى المعجزات. أ.هـ
إذن فتفسير الأمي بأنه الذي لا يقرأ ولا يكتب مؤيد بمايلي:
1- كونه مستقيما مع الأصل اللغوي للكلمة
2- كونه مؤيدا بالرواية
3- كونه مساعدا على تقبل صدق دعوى النبوة ونزول القرآن .
4- كونه معتمدا لدى جمهور المفسرين لقوة حجته
************
يقول الأخ الكريم:(1/2156)
وجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
ـــــــ
ونقول للأخ الفاضل لماذا وجب أن تكون الأمية صفة حصرية فيه ؟
إن القرآن الكريم يقرر أن هذه الأمية موجودة في قومه الذين بعثه منهم قال تعالى: { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم } ومعنى هذا أن الأمية التي كان يتسم بها صلى الله عليه وسلم هي نفسها موجودة في قومه فهو واحد من أمة أمية فلم المغايرة في المعنى مع إدراجه صلى الله عليه وسلم معهم هنا ؟
ولم يقل أحد بأنها شرط للنبوة أو ركن ، وإلا كان قومه الأميون أنبياء ، بل هي داعم لصدق النبوة. كما أن التعلم أيضا ليس شرطا للنبوة لكوننا متفقين على عدم معرفته صلى الله عليه وسلم للقراءة والكتابة.
***********
وأما ماذهب إليه أخونا الكريم من احتمالات لمعنى الأمي وهي :
أن الأمي بمعنى الأصل والمعنى عليه " النبي الأصل " فهذا معارض بالنصوص القرآنية التي لم تفرق بين الرسل فكلهم سواء لا ينشطرون إلى أصل وفرع من جهة النبوة قال تعالى:
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}
وهو صلى الله عليه وسلم يؤكد أنه تتمة البناء الذي شيده الأنبياء قبله وذلك في حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم قال قال رسول الله صلى وسلم " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون. منها ويقولون لولا وضع اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء](1/2157)
ولأن معنى الأصل الذي قرره الأخ الكريم هنا يصطدم بكونه آخر الأنبياء والأصل لا شك مقدم فإن الأخ الكريم يبرر هذا بكون هذه الأولية كائنة في علم الله مستدلا بحديث " إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته" ولست أدري أي دليل في ذلك على المعنى المذكور ، فكل ما وقع ويقع هو في علم الله وليس فقط كونه صلى الله عليه وسلم نبيا ، كما أنه لا دليل على صحة ذلك من الآية المذكورة من سورة آل عمران { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين } ولا من حديث "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني " فكل ما فيه الإشارة إلى صحة نبوته صلى الله عليه وسلم والدلالة على أنه خاتم النبيين وأن موسى عليه السلام لو كان حيا لاتبعه على ذلك .
**********
وهنا يقول الأخ الكريم:
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض ، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
ـــــــــــــــــ(1/2158)
وهنا نقول للأخ الكريم : نتفق معك في أن الأمية ليست شرطا للنبوة بدليل حصول النبوة لمتعلمين لكن لا نتفق معك في دعوى أنها ليست شرفا في حال النبي صلى الله عليه وسلم بل هي شرف من جهة كونها دعامة على صدقه كما أسلفنا ، والأخ هنا يقر بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ أو يكتب لكنه لا يقر أن هذا هو المراد في الآية بدعوى أن ذلك لا يعد شرفا ، وبمنطق التقابل لدى الأخ العزيز فإنه يعد نقيصة فهل يليق نسبة نقيصة إليه صلى الله عليه وسلم أو أن يكون على حال ناقصة ؟ كيف وهو أكمل الناس ؟
صلى الله وسلم وبارك عليه
وقياس حالته صلى الله عليه وسلم على حالة عيسى عليه السلام قياس مع الفارق لأن كل نبي تأيد بآية من جنس ما برع فيه قومه فبنو إسرائيل قوم علماء أهل كتاب فكان لابد من أن يفوقهم عيسى عليه السلام في ذلك وفي علم الطب الذي يذكر أنهم برعوا فيه أيضا بخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث في قوم أميين قد برعوا في البلاغة واللسن إذن فلابد من أن يكون أميا مثلهم ثم يأتي بما هو أرقى مما جاءوا به بل أرقى مما جاء به المتعلمون منهم حد الإعجاز
*************
ثم يذكر الأخ الكريم رأيا ثانيا وهو أن النسبة إلى أم من أم القرى وهي مكة المكرمة وهو رأي تعرض له المفسرون بيد أن أخانا يضيف بعدا خاصا هو أن مكة مركز الأرض " وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة "
ـــــــــــ(1/2159)
وهذا الرأي عندي غير معتمد لأنه يربط النبوة بحيز معين هو مكة ورسالته صلى الله عليه وسلم رسالة عالمية ، فهل من المقبول حين يؤمر الناس باتباع هذا الرسول العالمي أن يوصف بأنه المكي في ظل تعصب الناس في كل العصور لقومياتهم سواء وقت الرسالة أو بعدها وحتى عصرنا الحاضر ، ومتى كانت للقوميات عصبية بعد أن اتشح الناس بوشاح الإسلام الواسع الذي جعل من الجميع جسدا واحدا { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ويقرر النبي صلى الله عليه وسلم أنه " لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى " هنا ترجم سلمان رضي الله عنه واقعه الجديد بقوله الذي يحمل كل أطياف الفخر والاعتزاز بالإسلام دينا:
أبي الإسلام لا أب لي سواه ******* إذا افتخروا بقيس أو تميم
ألا يوحي هذا ولو من طرف خفي بصحة زعم كثير من المشككين بأن هذه الرسالة رسالة عربية بدوية محصورة في نطاقها الذي نزلت فيه وأن النص القرآني هو منتج ثقافي تاريخي محدود الزمان والمكان ؟
والحاصل أن هذا الرأي لا ينسجم التركيز على ذكر قومية النبي صلى الله عليه وسلم كداعم لتقرير نبوته لا ينسجم وعالمية دعوته التي اعتمدت مساواة الجميع في ظل الإسلام بعيدا عن التعصب القومي.
*************
ثم يذكر أخونا رأيا ثالثا قال فيه:
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، وهي في نظره اللغة العربية مشيرا في هذا الصدد إلى أن القرآن الكريم لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن..
ــــــــــ
وهذا يقودنا إلى سؤال لم يقطع حوله بجواب حتى الآن
ما أصل اللغات؟
تقدر اللغات في العالم الآن بحوالي ستة آلاف لغة أو تزيد فهل هذه اللغات كلها انبثقت عن اللغة العربية ؟(1/2160)
ليس من السهولة بمكان إقناع كثيرين بذلك لأن أهل كل لغة قد تعصبوا لها وقالوا: إن لغتهم أصل اللغات.
عندما نقول ذلك لغير العرب يجب أن تكون نفس القناعة موجودة لديهم ، ونحن نعرف أن صراعا كبيرا قام ولا زال بين علماء فقه اللغة حول قضية اللغات وهل لها أصل واحد أم لا ، وإن كان فأي لغة ؟
أما قضية أن اللغة العربية مبينة وغيرها ليس كذلك فهذا محصور فيمن لسانه عربي ، فالعربية بالنسبة لغير العربي لغة غير مبينة ، وعليه فالنسبي لا يصلح قاعدة في الأحكام العامة.
****** ومن خلال ما مضى أزداد قناعة بأن الأمي وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم معناه الذي لا يقرأ ولا يكتب أي غير المتعلم وهي هنا شرف له لا نقيصة ،كما أن نقصان الشهر ليس عيبا فيه وكذا نقصان صلاة المسافر ، مع أن النقص في الأصل عيب .
وكيف تكون الأمية مَنقصة وهي دعم واضح لتصديقه صلى الله عليه وسلم فيما جاء به؟
هذه الأمية بالمعنى الراجح لدي يدعمها القرآن الكريم والسنة النبوية والواقع الذي عاشه صلى الله عليه وسلم على النحو الذي أوضحته في مقالي ويحاول كثير من الشككين نفي أمية الرسول صلى الله عليه وسلم لاستغلال ذلك في تصديق دعواهم بأنه كان عالما عبقريا قادرا على تأليف القرآن وليس نبيا أميا نزل عليه القرآن.
---
الشيخ أبو أحمد
05-07-2004, 12:24 AM
هذا أدب جم, يصلح درسا للمتخالفين... أسأل الله أن يملأك خلقا حسنا...
ولكن.. كل الذي كتبته 0بارك الله في جهدك- يرده هذا السؤال..
إذا كان هو الامي لانه من الامة الامية التي لم تؤت كتابا, وكذلك هم, الاميون للسبب نفسه, فقد انتفى الشرط والسبب الذي لاجله سمو وسمي الامي, فلم يعد ولم يعودوا أميين, عند أول آية تلقاها ثم تلاها عليهم... أليس كتابنا خير الكتب؟؟ إذا نحن لسنا أميين -بالفهم القديم- منذ ذلك اليوم.
وأحترم رأيك كثيرا, ولكن ما زال مجموع ما أتى به الشيخ, وسياقاته العامة أقوى دليلا واهدى سبيلا..(1/2161)
اللهم اغفر لي وللخطيب!.
---
الخطيب
05-07-2004, 03:51 PM
شيخنا الجليل أبا احمد
ما أحوج الفقير إلى دعاء الصالحين ، فمن الصالحين السائرين على الدرب نتعلم الأدب
لكن اسمح لي شيخي أن أوضح لكم موقفي مرة أخرى فأنا لم أتبن القول بأن الأمي هو من ليس له كتاب ، فقط أنا أصر على أن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب ، لكن وبضرب من التوفيق حاولت أن أجمع بين الرأيين لإصرار المفسرين على ذكرهما معا ، ولتصيد الملحدين والمشككين للرأي الذي لا أتبناه ليحاجونا به على أنه صلى الله عليه وسلم كان عالما يقرأ ويكتب وأنه قد ألف القرآن بضرب من العبقرية التي لم تتوفر لغيره وقلت بالنص:(1/2162)
" أتابع هنا تتمة ما بدأت لأن من وقفوا على أن الكتابيين كانوا يطلقون على العرب: وصف أميين لم يفقهوا أن بين الأمي الذي هو العربي أو غير الكتابي مطلقا، وبين الأمي الذي هو غير عالم بالقراءة والكتابة أن بينهما قرابة ورحما من جهة المعنى ، فلنتصفح إذن أمهات المعاجم وكتب التفسير والمفردات لندرك بعد هذا التصفح أن لفظ الأمي يطلق إطلاقا أصيلا على الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الحالة التي خرج عليها من بطن أمه حيث لم يخرج أحد عالما أو قارئا كاتبا وفي هذا المعنى جاء قوله سبحانه: { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } وكانت اليهود تطلق على العرب " أميين " لأنه لم ينزل إليهم كتاب وهذا سر عدم اتجاههم إلى القراءة والكتابة لأن الأمة التي يكون منهاجها الديني مسطورا في كتاب مقدس تتجه عادة إلى التعلم والتعليم لإجادة قراءة وكتابة كتابهم المقدس ، وهذا سر انتشار القراءة والكتابة لدى الكتابيين في هذا العهد أكثر من انتشاره وعلى هذا فلفظ الأمي متجه في معناه الأصل ومعانيه المتفرعة عنه إلى عدم إجادة القراءة والكتابة والمعنى اتبعوا هذا النبي الأمي المنتسب إلى الأمة الأمية التي لم ينزل عليها كتابا لتقرأه ضرورة أنه لم يبعث إليها رسول. "
**********
وبهذا المعنى يصبح وصف الأمي والأميين ساريا مع نزول القرآن الكريم فقد استمر النبي صلى اله عليه وسلم غير عالم بالقراءة ولا الكتابة حتى وفاته ، كما أن فضيلتكم لا تحتاجون لأن أذكر لكم أن الكتبة في عصر الرسالة على ندرتهم لأسباب عديدة حالت دون انتشار الكتابة والقراءة .(1/2163)
وأخيرا أحب أن ألفت نظر فضيلتكم إلى أن الرأي الذي ارتآه أخونا الكريم احتيج معه لتشعبه وتفرعه إلى ركوب مركبة المجاز والتأويل ليصل إليه ، بخلاف ما رجحناه فهو مؤيد بالكتاب والسنة صراحة واعتماد جمهرة المفسرين له ، ومضيه مع قواعد التفسير واللغة التي تقدم الحقيقة على المجاز ارتكازا على الأصل.
الأهم من ذلك أنا جد سعيد بالتفاعل والتحاور مع شيخ جليل هو شيخي أبو أحمد وإن اختلفنا في الرأي
---
(1/2164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل تريد ان تدعوا الناس لدين الله
---
هل تريد ان تدعوا الناس لدين الله
---
إمداد
07-29-2005, 05:49 AM
هل تريد ان تدعوا الناس لدين الله
--------------------------------------------------------------------------------
إخواني وأخواتي في الله
يقول الله عز وجل
"ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال أنني من المسلمين"
أهديكم
درس للشيخ محمد صالح المنجد
بعنوان
سوق الدعوة
http://www.islamicaudiovideo.com/zpages/mplink.php?pg=mp&subjref=1566&id=77&PHPSESSID=39adda42bd6ae86e6eb59d9c9b743d65
درس رائع أتمنى الاستفادة منه.
لماذا لا تساءل نفسك لماذا لا ادعوا الناس إلى دين الله الواحد الديان
لماذا لا تحمل هم هذا الدين
الكفار يبذلون الغالي والنفيس من اجل نشر دينهم
ونحن الله والمستعان
يتثاقل الواحد منا نشر شي ينفع الناس
يتثاقل الواحد منا في فتح كتاب ونقل ما فيه ولو معلومة تفيد كثير من الناس
اعلم أن لو اجتمع كل الناس من اجل نصح شخص لكي يدعوا إلى الله وهو لا يريد أو يتثاقل هذا الأمر لن يبذل شي
فقط احتسب الآجر عن الله
احتسب انك تدعوا الناس لمعرفة دين الله
لا تحتقر من المعروف شيئاً
ماذا تحتاج حتى تدعوا إلى الله !
الانترنت جعل الصعب سهلا المواقع الإسلامية لا يمكن حصرها.
فقط حاول أن تجعل لك همة عالية
أدعو وابذل وقتك بل إذا لم تستطيع ابذل فضلة الوقت ولو القليل من اجل جنة عرضها كعرض السموات والأرض
انتشر في كل مكان انشر دين الله فوالله ثم والله أن ما تقوم به لن يضيع عند رب ليس بظلامً للعبيد
ستجد كل ما تقوم به أي كان في صحيفة أعمالك ..
من للعاصين من آمة محمد صلى الله علية وسلم
من لهم من يضعهم نصب عينة ويدعوا لهم بالهداية بين الحين والأخرى
يامن عرفت السعادة
يامن عرفت لذة الفجر(1/2165)
يامن عرفت لذة البكاء من خشية الله
دونك أخوانك فأنهم في حاجة ماسة لكلمة تذكرهم بالله
لكلمة تدلهم على طريق الحق
لكلمة تذكرة انه سيلقى يوم عصيب فقط ذكره ما حاله ذاك اليوم
إذا لم تستطيع
فقط ادعوا من الله أن يهديه بظهر الغيب
اسأل الله يهدي على أيدينا أناس كثير يخدمون هذا الدين العظيم أفضل منا
اسأل الله يشرح صدورنا بالإيمان ونور القران
اسأل الله أن يهدي كل عاصي من أمه محمد صلى الله علية وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
منقول
---
(1/2166)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها
---
شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها
---
alheewar
01-29-2007, 03:36 PM
الحمد لله رب الأرض والسموات 0 والصلاة والسلام على منقذ البشرية من الضلالات ،وهاديهم إلى النور من الظلمات، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم البعث بعد الممات، وبعد 0 فأهلاً بكم مجدداً مع أحاديثنا المتنوعة والممتعة حول القرآن الكريم 0
وموضوع حلقتنا اليوم هو " شبهاة مثارة حول القرآن الكريم والرد عليها "
وهذا الموضوع يتطلب سلسلة حلقات متتالية ، نثير في كل حلقة منها بعض هذه الشبه الخطيرة والخبيثة في نواياها،ونرد عليها بقوة وجرأة فندحضها ونقلع جذورها ،فلا يبقي لأعداء الإسلام بعد ذلك حجة ،أو منفذ يتسللون من خلاله للطعن في ديننا الحنيف، ولا سيما معجزة ديننا الخالدة " القرآن الكريم "
قال تعالي : " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمةالكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " سورة التوبة آيه 12
والمقاتلة 0 كما تعلم أخي القارئ – كما تكون بالسيف ، تكون بالكلمة واعلم أن أول من أثار هذه الشبه هم المستشرقون من الإفرنج، أمثال جولدزيهر اليهودي ونولدكة الألماني ، والحق أن هناك عدة عوامل أدت إلى تجرؤ هؤلاء المستشرقين، وإقدامهم على هذا العمل الشنيع،وترجع هذه العوامل إلى ما يلي :
أولاً : كثرة الأقوال حول مسألة جمع القرآن الكريم في عهد عثمان رضي الله عنه ،كيف جمع والسبب في الجمع وموقف عثمان من مصاحف الصحابة 00 ..الخ
ثانياً : عدم وجود نقط وتشكيل الكلمات في عهد عثمان رضي الله عنه ، جعلهم يقولون إن القرآن كان عرضة لأن يقرأ كل من الصحابة والمسلمين حسبما يهوي .(1/2167)
ثالثاً : ضعف الروايات الواردة في هذه المسألة وسقوطها كان له النصيب الأكبر في رواج هذه الشبه، ومصداقيتها عند عامة الناس0
رابعاً : من أهم العوامل أيضاً التي ساعدات على انتشار هذه الشبه هو سماحة الإسلام ،حيث إنها فتحت مجال القول والكتابة على مصراعيه – فدخله العالم والجاهل فكتب فيه بحسن قصد – ما ليس منه ، ووجد للأسف من كلام أبناء الإسلام معاول هدم ، أخطر عليه من سيوف المبشرين والمستشرقين 0 وصدق القائل لا يبلغ الأعداء من جاهل :- ما يبلغ الجاهل من نفسه
خامساً : الحقد الدفين لدى هؤلاء الأعداء للإسلام وأهله
قال تعالي " ود الذين كفروا من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم " الأية
سادساً : محاولة إثارة الشبهات – ولو لم يقتنعوا بها – لأجل التشويش على الإسلام، مناصرة للتبشير بالمسيحية واليهودية ،خاصة عند الشعوب التي ثقافتها عن الإسلام محدودة .
وبعد فما أحوج الاسلام اليوم إلى حملة كحملة عثمان بن عفان رضي الله عنه، تحمل الناس على الطريق السوى، وتباعد بينهم وبين جهل الجاهلين ودس الدساسين 0
ولن يستطيع القيام بهذا العمل المقدس فرد أو أفراد، فقد اتسعت الثروة على الطاقة، وأصبح ذلك من واجب الهيئات وأولياء الأمور من المسلمين 0
ونسأل الله التوفيق للعلماء وأولياء الأمور لما فيه خير الإسلام ، ونعود إلى هذه الشبه المثارة
أولاً : الشبهة الأولى : يزعم هؤلاء المفترون : أن أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف تثبت وقوع الاختلاف في القرآن ، بينما القرآن نفسه يجعل الاختلاف أمارة على أنه ليس من عند الله، إذ يقول " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا وهذا يستلزم أحد أمور
1-إما أن يكون القرآن من عند غير الله.
2-وإما أن تكون هذه الأحاديث في نزول القرآن على سبعة أحرف كذب وافتراء.
3-وأن صحت الأحاديث فإنها تثبت وقوع الاختلاف والتناقض في القرآن 0
الجواب على الشبهة :(1/2168)
أولاً : حاشا وكلا أن يكون القرآن الكريم من عند غير الله ، فآيات التحدي بالاتيان بمثله أو حتى بعشر سور من مثلة أو بسورة واحدة من مثله صريحة، ولم نسمع بأحد تجرأ على هذا التحدى أبدا ، اللهم إلا بمسيلمة الكذاب – ويكفينا فيه وصفه بالكذب قال تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً "
ثانياً : أما أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف فكلها صحيحة بل ومتواترة، غاية ما في الأمر أنا نقول لمن اثار هذه الشبهة إنك لم تفهم أصلاً معنى الاختلاف المفهوم من الأحاديث لأنه يعنى التنوع في آداء اللفظ القرآني، ذو المعنى المقصود بالوحى، وليس تنوعاً مطلقاً حسب الهوى والمزاج 0
إن شئت فقل هو اختلاف في طرق الأداء في دائرة محدودة، لا تعارض بين معانيها ولا تضارب بين أحكامها، وفي هذا يقول ابن الجزري رحمه الله :-
قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه 0
لا يخلو من ثلاثه أحوال :
أحدها : اختلاف اللفظ لا المعنى ،كالاختلاف في ألفاظ " الصراط " تقرأ بالسين بدل الصاد وبالزاى أيضا .
ثانياً : اختلافهما جميعاً مع جواز اجتماعهما في شيء واحد، نحو لفظ " مالك يوم الدين " و" ملك يوم الدين " فمالك تختلف عن ملك لفظا ومعنى، لكن يمكن اجتماع الوصفين في موصوف واحد، ومن النكات الظريفة في هاتين القراءتين أن ملك أبلغ من مالك، لأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملك، وملك أقل حروفا من مالك، وإذا اتحد لفظان في معنى ولو من وجه كان الأقل حروفاً منهما هو الأبلغ، حسبما قرر البلاغيون 0
ثالثاً : اختلافهما جميعاً مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، لكن تتفقان مع وجه آخر لا يقتضي التضاد، نحو قوله تعالى " وظنوا أنهم قد كذبوا " قرئت بالتشديد " كذّبوا " وبالتخفيف " كذبوا " وقراءة التشديد تعنى أن الكلام يعود على الرسل ، والمعنى وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم 0(1/2169)
وأما قراءة التخفيف ، فالمعنى : وتوهم المرسَل إليهم أن الرسل قد كذبوهم ،يعنى " كذبوا عليهم " فيما أخبروهم به، فالظن في الأولى يقين، والضمائر الثلاثة للرسل، والظن في القراءة الثانية شك، والضمائر الثلاثة للمرسَل إليهم أ ه
أذن فليس في القرآن شئ من التضاد أو التنافي كما يزعم هؤلاء ،هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى لقاء قادم في حلقات متجددة مع شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها.
كتبه :-
د.حامد محمد عثمان
أستاذ التفسير المساعد بجامعة الطائف
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/view.php?id=132
---
سمير القدوري
01-29-2007, 04:39 PM
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل: د.حامد محمد عثمان
المرجو منكم أن تتابعوا هذه المسألة بكل ما أوتيتم من علم وقوة .
تنبيه بسيط: وقع في الآية غلط مطبعي نرجو منكم تصحيحه:"وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " فقد ورد في مشاركتكم: "أئمة الفكر".
دمتم لنا ذخرا ومزيدا من الفوائد ننتظرها منكم.
---
أحمد البريدي
01-29-2007, 07:31 PM
تم تصحيح الآية وللجميع وافر الشكر والتقدير .
---
alheewar
01-30-2007, 03:05 PM
شكرا لكما وجزاكم الله كل خير
---
(1/2170)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب جديد ...
---
كتب جديد ...
---
د. هشام عزمي
04-25-2004, 03:47 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
ليت القائمين على الموقع يضعون هذا الكتاب في المكتبة ...
جمع القرآن وحكم اتباع المصاحف العثمانية (http://www.4quran.net/vb/showthread.php?threadid=1196)
---
(1/2171)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > زيادة قوة الضغط ب winrar
---
زيادة قوة الضغط ب winrar
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 06:44 PM
http://absba3.absba.org/teamwork11/Compress/Compress
.......
---
(1/2172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما رأيكم في هذا ؟ ابن مضاء والتأويل النحوي.
---
ما رأيكم في هذا ؟ ابن مضاء والتأويل النحوي.
---
الاسيف2006
03-30-2006, 04:35 PM
إخواني الكرام لقد وجدت موضوعا مناسبا في تخصصي وهو بعنوان ((ابن مضاء والتأويل النحوي )) فما رأيكم بهذا الموضوع هل يصلح لأن يكون رسالة ماجستير ؟ علما أنني سأناقش آراءه في التأويل التي ذكرها في كتابه ((في الرد على النحاة)).
أرجو الافادة والرد عاجلا
وجزاكم الله خيرا.
---
(1/2173)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة الاختلاف الوارد في حديث شيبتني هود وأخواتها
---
دراسة الاختلاف الوارد في حديث شيبتني هود وأخواتها
---
سعيد الرقيب
07-05-2004, 08:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فنزولاً عند رغبة الأخ الفاضل المفضال عبدالرحمن الشهري وفقه الله وجميع العاملين في هذا الملتقى إلى كل خير، فقد رغبت في المشاركة بكتابة هذا الموضوع لعلاقة الحديث بفضائل القرآن.
ولطول التخريج والدراسة فقد أرفقتها على ملف مع هذه المشاركة.
آمل التكرم بالاطلاع وستر العيب ، وإسداء النصح.
دراسة الاختلاف الوارد في حديث شيبتني هود وأخواتها (http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=909)
أخوكم سعيد الرقيب.
ssalghamdi@kku.edu.sa
jomanh21@hotmail.com
---
أبومجاهدالعبيدي
07-07-2004, 02:27 AM
شكر الله للشيخ سعيد هذا المبحث الحديثي في تخريج هذا الحديث المشهور ، الذي توصل فيه إلى أنه ضعيف جداً ، وذكر أن مما يضعفه معارضته لحديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء " ، رواه البخاري في صحيحه ، كتاب :المناقب ، باب (20 ) : صفة النبي صلى الله عليه وسلم 3/452 ح ( 3354 ) ، ومسلم في صحيحه ، كتاب : الفضائل ، باب ( 31 ) : صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنه 4/1824 ح ( 2347 ).
*************************
وعندي سؤال : وجدت في موسوعة فضائل سور وآيات القرآن الكريم للشيخ محمد بن رزق طرهوني طريقاً آخر لهذا الحديث عند الطبراني من حديث عقبة بن عامر أن رجلاً قال : يا رسول الله شبت ، قال : ( شيبتني هود وأخواتها) .
وقد ذكر المصنف أن إسناده حسن ،وقد قال الهيثمي في المجمع:رجاله رجال الصحيح 7/37 .
وقال السيوطي في الدر المنثور : أخرجه الطبراني وابن مردويه بسند صحيح 3/319 .(1/2174)
ثم قال المصنف : ( فائدة : هذا الطريق قد فات الدار قطني في علله عند استقرائه لطرق هذا الحديث . )
ينظر الكتاب المشار إليه : 1/293-308 .
فما تعليقكم يا شيخنا الكريم على هذا ، وخاصة أني لم أرَ رواية عقبة بن عامر في بحثكم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
07-03-2006, 01:44 AM
شكر الله لأخي العزيز الدكتور سعيد الرقيب هذا البحث الممتع حول هذا الحديث . وقد وجدت موضوعاً ذا صلة به ، فقد سُئلَ الشيخ الدكتور حاتم بن عارف الشريف العوني حفظه الله ورعاه عن هذا الحديث فأجاب بجوابٍ أحببت نقله للفائدة . وهذا نصه :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود وأخواتها" له طرق عديدة، وأقواها إسناداً حديث عقبة بن عامر –رضي الله عنه-: أن رجلاً قال: يا رسول الله، شِبْتَ! قال: "شيبتني هودٌ وأخواتها". أخرجه الطبراني في الكبير (17/286-287)، وإسناده حسن.
وأمّا قول الدارقطني في سؤالات السهمي (رقم9): "شيبتني هود والواقعة" معتلة كلها. فيُحمل على وجوه رواية الحديث المشهورة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتي أطال الدارقطني في ذكر اضطراب رواتها في العلل (1/193-211) (رقم 17)، (4/347-348).
وهذا الوجه المضطرب إن كان لا يصح إلا مرسلاً: كما ذهب إليه أبو حاتم الرازي في العلل (1394،1326)، فيبقى أنه نافع في المتابعات والشواهد.
وللحديث أكثر من وجه مرسل تؤيّد ثبوته (طبقات ابن سعد: 1/374-376). ولذلك حسّن الترمذي الحديث، مع كونه عرض لذكر علله والاختلاف فيه (رقم3297).(1/2175)
ومما يستأنس به ما صحّ عن العالم الزاهد الثقة أبي علي محمد بن عمر بن شَبُّوْيَه الشَبُّوْيِيّ (المتوفى بين 370هـ إلى 380هـ) أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال: "يا رسول الله رُوي عنك أنك قلت: "شيبتني هود"؟ قال: نعم. فقال: ما الذي شيبك منها: قصص الأنبياء، وهلاك الأمم؟ قال: "لا، ولكنه قوله تعالى: "فاستقم كما أمرت" [هود:112] شعب الإيمان للبيهقي (2215)، وتاريخ الإسلام للذهبي (8/497). والله أعلم. والحمد لله رب البرية والصلاة والسلام على هادي البشرية وعلى أزواجه والذريّة.
المصدر (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=106387)
---
برعدي الحوات
07-03-2006, 03:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحيي الدكتور سعيد الرقيب على طرحه للموضوع القيم المتعلق بفضائل القرآن، حيث أفاد وأجاد في دراسته من حيث البحثُ على الاختلافات الواردة في روايته، وبيان أوجهها، والتعليق عليها...إلخ.
ونظراً لأهميته دراسة هذا الحديث وتخريجه، أستسمح الدكتور سعيد الرقيب حفظه الله أن أشاركه في ذلك، رجاء الجزاء الحسن من الله عز وجل، مقتصراً في ذلك على رواية عكرمة، عن ابن عباس، وذلك بتخريجها والتعليق عليها اعتماداً على آراء علماء الحديث في الموضوع.
*إن الحديث موضوع الدراسة، رواه عكرمة ، عن ابن عباس قال:قال أبو بكر:يا رسول الله، ما شيبك ؟ قال:(شيبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت) (*).
---------------------------
(*)- الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه واللفظ له قال : حدثنا أبوالأحوص، عن أبي إسحاق- السبيعي- عنه به 7/201 ورجاله ثقات.(1/2176)
والترمذي في سننه قال : حدثنا أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام ،عن شيبان ،عن أبي إسحاق به . وقال :هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه …. وزاد قائلا: [ وروى أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحو حديث شيبان عن أبي إسحاق ، ولم يذكر فيه عن ابن عباس . حدثنا بذلك هاشم بن الوليد الهروي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ] . كتاب التفسير، باب ومن سورة الواقعة 5/193-194،ح3308.
وأبو بكر أحمد بن علي المروزي في مسند أبي بكر الصديق بإسنادين :
*الأول: قال : حدثنا أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام – القصار – عن أبي إسحاق به، ص :68-69 ،ح 30 .
*الثاني : قال : نا عثمان بن أبي شيبة ، قال: حدثنا أبوالأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قال أبو بكر به ص: 69 ،ح 31 وفي هذا السند انقطاع لكون عكرمة لم يدرك أبا بكر الصديق .
وأبو يعلى في مسنده بإسنادين :
*الأول: قال: حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قال أبو بكر به 1/85-86،ح102.
*الثاني: قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قال أبو بكر: فذكر نحوه 1/86،ح 103.
والدرقطني في علله بخمسة بأسانيد:
*الأول:قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثني يوسف بن سعيد بن مسلم(ح).
وحدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، قالا: ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن أبي إسحاق به1/201.
*الثاني: قال:حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء(ح). وحدثنا أحمد بن محمد ابن زياد، قال: ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن العلاء (ح).
وحدثنا عبد الله بن محمد بن الناصح الفقيه، ثنا أحمد ابن علي بن سعيد القاضي، حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن أبي إسحاق به 1/201.(1/2177)
*الثالث: قال: قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزار، وأحمد بن محمد بن سعيد، قالا: ثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب الجعفي، ثنا سعيد بن عثمان الخزار، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق به1/201.
*الرابع: قال: حدثنا الحسن بن سعيد العرزمي، وعلي بن محمد بن عبيد الله الحافظ، قالا: ثنا علي بن الحسين بن عبيد ابن كعب القرشي (ح).
وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثناأحمد بن بن يحيى الصوفي، ومحمد بن عبيد بن عتبة، قالوا: ثنا إسماعيل بن صبيح، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق به1/201-202.
*الخامس: قال: حدثنا القاضي أبو العباس أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحير الهذلي، ثنا أبو مروان أبان بن عبد الله بن كردوس الحراني القرشي، ثنا الحسن بن محمد بن أعين، ثنا زهير، عن أبي إسحاق به1/202.
والحاكم في المستدرك بإسنادين :
* الأول : قال : حدثني أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر ، قال : حدثني أبو محمد جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق به . وقال :هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي في التلخيص 2/2/37،ح 3314 .
*الثاني : قال : أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي ، حدثنا مسدد بن مسرهد ، حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق الهمداني به وقال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي في التلخيص 2/ 518،ح 3777.
والبغوي في تفسيره قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، ثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق به 3/341-342(1/2178)
وذكره ابن أبي حاتم في علل الحديث وقال : سئل أبي عن حديث أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم به . الحديث متصل أصح كما رواه شيبان، أو مرسلا كما رواه أبو الأحوص ؟ ، قال : ( مرسل أصح ) 2/110ح 1826، والقرطبي في أحكام القرآن وعزاه إلى الترمذي 9/1 ، والزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف وعزاه إلى الترمذي والبزار2/149، وابن كثير في تفسيره نقلاعن أبي يعلى والترمذي سندا ومتنا 2/674 ، والهيثمي في زوائد أبي يعلى 3/94،ح 1181 ، ومجمع الزوائد وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى ، إلا أن عكرمة لم يدرك أبا بكر 7/117،ح 11072، وابن حجر في المطالب العالية معلقا عن عكرمة قال: قال أبو بكر به. وقال:(مرسل صحيح، إلا أنه موصوف بالاضطراب)3/342،ح 3650 ، والسيوطي في الدرالمنثور وعزاه إلى الترمذي، وابن المنذر، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في البعث والنشور عن عكرمة ، عن ابن عباس به (وقد رجعتُ إلى البعث والنشور للبيهقي ولم أعثرعليه) ، وابن مردويه عن عكرمة مرسلا، 3/319 ، والعراقي في المغني بهامش إحياء علوم الدين للغزالي وعزاه إلى الترمذي، والحاكم 4/438 .
والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
(1/2179)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث عن حديث ....
---
بحث عن حديث ....
---
موراني
04-29-2005, 01:05 PM
أتمنى أن استفيد من علم الأعضاء الكرام في هذا الملتقى في بحثي عن الحديث التالي الذي رواه الماجشون
في كتاب الحج له ( بغير اسناد , كما هو العادة عنده ) .
المفردات التي أبحث عنها باللون الأحمر .
لم أقل أنا ولا الأنبياء من قبلي شيئا أفضل من
لا اله الا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير .
---
مساعد الطيار
04-29-2005, 01:40 PM
د. موراني حفظه الله
هل تريد الحديث بالنص نفسه ، أم تريد بمعناه ؟
فهو مروي بصيغة أخرى :
"أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له"
---
موراني
04-29-2005, 01:45 PM
بارك الله فيكم يا أستاذ مساعد الطيار
ما أريد هو شاهد آخر أو شواهد أخرى لبداية هذا الحديث مثل ما أشرتم اليه
أين ورد ما ذكرتموه ؟
---
مساعد الطيار
04-29-2005, 02:45 PM
! ـ سنن الترمذي (5 : 572) / باب في دعاء يوم عرفة 3585 حدثنا أبو عمرو مسلم بن عمر حدثني عبد الله بن نافع عن حماد بن أبي حميد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال هذا حديث غريب من هذا الوجه وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني وليس بالقوي ثم أهل الحديث(1/2180)
2 ـ سنن البيهقي (4 : 284 ) / 8174 أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن زياد مولى بن عباس عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك هذا مرسل
3 ـ موطأ مالك ( 1 : 214 ) / وحدثني عن مالك عن زياد بن أبي زياد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وهناك غيرها كثير .
---
موراني
04-29-2005, 03:12 PM
بارك الله فيكم , كان انطلاقي في البحث عن الشواهد كما جاء عند الماجشون :
لم أقل أنا ولا الأنبياء من قبلي شيئا أفضل من....
فلذلك لم أجدها !
---
مساعد الطيار
04-29-2005, 04:06 PM
د. موراني
هل يمكنكم الاستفادة من هذا الموقع في بحثكم عن الأحاديث ؟
http://www.sultan.org/b/
---
خالد الشبل
04-29-2005, 05:04 PM
الدكتور موراني ، وفقه الله :
دونك صورًا لبعض التخريجات :
الأولى (http://members.lycos.co.uk/alsahat2/up_ar/ar/mora1.JPG) - الثانية (http://members.lycos.co.uk/alsahat2/up_ar/ar/mora2.JPG) - الثالثة (http://members.lycos.co.uk/alsahat2/up_ar/ar/mora3.JPG) - الرابعة (http://members.lycos.co.uk/alsahat2/up_ar/ar/mora4.JPG) .
وليس بخافٍ على مثلك أن المجموع شرحٌ لمهذب أبي إسحاق الشيرازي ، في فقه السادة الشافعية .
---
موراني
04-29-2005, 05:40 PM
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خيرا على هذه المساعدات القيمة والمفيدة !
أما اللفظ عند الماجشون فلم أعثر عليه بعد .
بتحياتي
---
أحمد القصير
04-30-2005, 07:59 PM
د. موراني
لعلك تستفيد من موقع جامع الحديث على الرابط التالي(1/2181)
جامع الحديث (http://204.97.230.60/SearchSarfiAuthorName.aspx)
---
موراني
04-30-2005, 09:15 PM
أحمد القصير , حفظك الله ,
أشكر لك على هذه المساعدة
قد وضعت جميع هذه الروابط عندي الى قائمة الأبحاث .
تقديرا
موراني
---
(1/2182)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (بحر العلوم) ليس اسمًا صحيحًا لتفسير أبي الليث السمرقندي
---
(بحر العلوم) ليس اسمًا صحيحًا لتفسير أبي الليث السمرقندي
---
صالح صواب
11-07-2005, 04:21 PM
ألف أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي، المتوفى سنة 373هـ كتابه القيم في التفسير.
وقد اشتهر هذا الكتاب باسم: (بحر العلوم)، وسار على ذلك عدد من طلاب العلم، ولعل من أشهر المراجع التي اعتمدت هذا الاسم، كتاب (التفسير والمفسرون)(1) للدكتور/ محمد حسين الذهبي رحمه الله، حيث ذكر كتاب أبي الليث – رحمه الله – بهذا الاسم، وكما هو معلوم فإن كتاب الذهبي كتاب منهجي يدرس في عدد من الجامعات، وربما كان ذلك سببا في شيوع هذا الاسم بين طلاب العلم.
وقد طبع تفسير أبي الليث السمرقندي، بتحقيق وتعليق: الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، والدكتور/ زكريا عبدالمجيد النوتي، ونشرته/ دار الكتب العلمية، بيروت، بعنواِن: (تفسير السمرقندي، المسمى بحر العلوم).
وبالمناسبة ففي هذه النسخة المطبوعة مئات الأخطاء والتحريفات العلمية.
كما أنه ذُكِر في بعض فهارس المخطوطات - فهارس المكتبة الأزهرية - باسم: "بحر العلوم".
والصحيح أن (بحر العلوم) ليس اسما لكتاب أبي الليث، وأن أبا الليث السمرقندي – رحمه الله تعالى – لم يسمّ كتابه التفسير باسم خاص، بل هو تفسير القرآن، فيصح أن يطلق عليه تفسير القرآن العظيم، أو تفسير القرآن الكريم، أو تفسير القرآن.
وما جاء على غلاف الكتاب المطبوع أو ما صنعه الدكتور/ محمد حسين الذهبي رحمه الله، فيبدو أنه جاء استنادا إلى ما ورد في عنوان النسخ المخطوطة بالمكتبة الأزهرية.
ومما يجعلنا نجزم بأن هذا الاسم ليس لكتاب أبي الليث السمرقندي، أمور، منها:(1/2183)
1 – أن جميع من ترجم للمؤلف، أو ذكر الكتاب يقولون: "له: تفسير القرآن"، ولا يذكرون (بحر العلوم).
2 – أن المكتوب على سائر نسخ الكتاب (غير الأزهرية): "تفسير القرآن الكريم"، أو "تفسير القرآن العظيم"، أو "تفسير أبي الليث".
3 – أنه لم يرد في مقدمة المؤلف أو في كتبه الأخرى ما يشير إلى هذا الاسم.
4 - أن ما ورد على نُسخ المكتبة الأزهرية ليس مكتوبا بخطّ الناسخ، وإنما وضعه مُفَهرسو المكتبة، ولعل ذلك اشتباه بتفسير آخر، هو (بحر العلوم) للسمرقندي، وهو الشيخ/ علاء الدين، علي السمرقندي، من أبناء القرن التاسع.
5 – أشار عدد من المصنفين إلى ذلك الخطأ في كتبهم، ومن ذلك: ما ذكره حاجي خليفه، في كتابه كشف الظنون، حيث ذكر أن (بحر العلوم) من تأليف الشيخ/ علاء الدين علي السمرقندي، من أبناء القرن التاسع(2).
وأشار إلى ذلك الزركلي في كتابه "الأعلام" حيث قال في ترجمة أبي الليث السمرقندي في الحاشية:
"قلت: في بعض فهارس المكتبات: من تصنيفه: "بحر العلوم"، بضعة مجلدات في التفسير، والصواب أن "بحر العلوم" من تأليف سمرقندي آخر، اسمه "علي" من أبناء المائة التاسعة"(3).
ــــــــــــــــــــــ
(1) التفسير والمفسرون 1/224 .
(2) كشف الظنون 1/225 .
(3) الأعلام 8/28 .
---
جمال أبو حسان
11-08-2005, 09:50 AM
أحسن الله اليك يا دكتور صالح ، وما هذه بأول بركاتكم.
ولكن قد حقق الدكتور عبد الرحيم الزقة هذا الكتاب من اوله الى نهاية تفسير سورة الانعام في رسالة دكتوراة قدمت في كلية دار العلوم بالقاهرة ونالت درجة الامتياز وفي حديثه عن اسم التفسير رفض هذا القول ورجح ان اسم التفسير هكذا بحسب ادلة ذكرها تحسن مطالعتها في هذه الرسالة وهي مطبوعة بمطبعة الارشاد ببغداد فك الله تعالى اسرها وسنة الطباعة هي1985علما ان الرسالة قدمت للامتحان في عام1983
---
صالح صواب
11-09-2005, 06:15 PM(1/2184)
أشكر أخي الكريم الدكتور/ جمال أبو حسان، نفعنا الله بعلمه ..
لا يتسير لنا الاطلاع على رسالة الأخ الدكتور/ عبدالرحيم الزقة، وكنت أتمنى أن أطلع على الأدلة التي ذكرها، وأرجو ممن يجد شيئا من الأدلة أن يفيدنا بذلك، إلا أنني أقول، قد حققت جزءا من الكتاب في رسالتي للدكتوراه، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين بالرياض، قسم القرآن وعلومه، من سورة الأحزاب إلى آخر القرآن الكريم.
وقد وقفت خلال البحث على نسخ عديدة، أبرزها: نسخة المكتبة الظاهرية، ونسخة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونسخ المكتبة الأزهرية، فلم أجد ما يدل على اسم الكتاب في هذه المخطوطات كلها، سوى ما كتب على الأزهرية بخط مغاير لخط الناسخ.
ولا أعتقد أن كتابة الاسم من مفهرسي المكتبة بخط غير خط الناسخ يكون دليلا على اسم الكتاب، وبخاصة أنه لا يوجد على أي من النسخ الأخرى.
ثم إن من حفظ حجة على من لم يحفظ، وقد أثبت حاجي خليفة والزركلي أن (بحر العلوم) ليس لأبي الليث، وإنما هو لعلاء الدين علي السمرقندي.
ولا نستطيع أن نطلق (بحر العلوم) على كتاب أبي الليث حتى يثبت لنا ذلك، من خلال مؤلَّف من مؤلفات أبي الليث، أو الكتاب نفسه، أو إشارة من المؤلفين المتقدمين، أو نحو ذلك.
وأكرر لك أخي جمال شكري على هذه الفائدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
11-11-2005, 08:15 PM(1/2185)
ما تفضل به أخي الدكتور صالح صواب ليس بعيداً عن الصواب ، حيث إن الأخ الكريم الدكتور عبدالرحيم أحمد الزقة المدرس بكلية الشريعة بجامعة بغداد في تحقيقه لأوائل التفسير في رسالته للدكتوراه التي حصل عليها من دار العلوم بالقاهرة ، لم يجزم بتسميته (بحر العلوم) ولم يورد أدلة قاطعة بهذه التسمية ، بل نقل تشكيك صاحب كشف الظنون في تسميته بهذا ، بواسطة كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي وهو قوله:(في بعض فهارس المكتبات من تصنيف أبي الليث تفسير(بحر العلوم - خ) بضعة مجلدات ، والصواب أن (بحر العلوم) من تأليف سمرقندي آخر اسمه علي من أبناء المائة التاسعة كما في كشف الظنون 225) (1).
وأما تسمية تفسير أبي الليث السمرقندي بـ (بحر العلوم) فقال الدكتور عبدالرحيم بشأنها :(أما تسمية تفسير أبي الليث بـ(بحر العلوم) كما ذكر حاجي خليفة ونقله عند الزركلي ، ومحقق كتاب : تنبيه الغافلين ، وقولهم : إن بحر العلوم لسمرقندي آخر اسمه : علي ، من علماء المائة التاسعة – كما أشرت سابقاً – فغير سديد ؛ وذلك لأنني وجدت على النسخة التي صورتها من خزانة مكتبة الأوقاف العامة ببغداد عبارة تفسير بحر العلوم ، هذا بالإضافة إلى أنني لم أعثر على تفسير (علي) السمرقندي الآخر في فهارس المخطوطات التي اطلعت عليها ، وإن وجد هذا التفسير فيكون تشابها في الاسم ، ولا يعني أن تفسير (بحر العلوم) مقتصر على (علي السمرقندي) وكثيراً ما كان يعنون – وحتى عصرنا الحاضر- اسماً واحداً لعدة كتب ولمؤلفين مختلفين مثل مجاز القرآن ، ومعاني القرآن ، وغريب القرآن ، والناسخ والمنسوخ ، وغير ذلك من الأسماء المتشابهة التي ألف فيها كثير من المؤلفين) (2).(1/2186)
غير أن الأخ الدكتور عبدالرحيم ترك له خط رجعة ، فلم يجزم بتسميته بحر العلوم ، وعقب على كلامه السابق بما يوافق ما ذهب إليه الدكتور صالح صواب فقال :(والحق أنني لم أجد عبارة تفسير( بحر العلوم ) على النسخ الأخرى التي اطلعت عليها من هذا التفسير ، مما يرجح عندي أن هذه التسمية أطلقت على التفسير بعد عصر المؤلف ، ولا أجد مانعاً في إطلاقها على تفسير أبي الليث السمرقندي ، كما أطلقها كثير من الباحثين والدارسين(3) ، بالإضافة إلى ثبوتها على نسخة خزانة مكتبة الأوقاف العامة ببغداد).(4)
والنسخة البغدادية التي أشار الباحث إلى تسمية التفسير فيها ببحر العلوم كتبت قبل 710هـ وهي مقابلة على نسخة أخرى ، ولم يضع الباحث صورة الغلاف لها التي فيها التسمية ، وإنما وضع صورة لوحة أخرى مكتوب عليها (المجلد الأول من التفسير ، تصنيف الشيخ الفقيه الزاهد أبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي رحمه الله رحمة واسعة).
والأمر في هذا قريب ولله الحمد ، ولكن الأدلة التي أوردها الدكتور عبدالرحيم ليست قاطعة بالتسمية ، وعدم عثوره على تفسير علي السمرقندي في فهارس المخطوطات فليس كافياً في نفي وجوده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مقدمة تحقيق تفسير السمرقندي لعبدالرحيم الزقة 1/92
(2) انظر: 1/93
(3) انظر : التفسير والمفسرون 1/224 ، خزانة الفقه – المقدمة .
(4) 1/94
---
(1/2187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يأجوج ومأجوج هم التتار وقد خرجوا
---
يأجوج ومأجوج هم التتار وقد خرجوا
---
جمال حسني الشرباتي
01-30-2005, 06:37 PM
يأجوج ومأجوج
لا مناص من القول بأن يأجوج ومأجوج هما المغول والتتارفهذان الشعبان هما يأجوج ومأجوج
ولقد أكد إبن عاشور ذلك بقوله
((والذي يجب اعتماده أن ياجوج وماجوج هم المغول والتتر. وقد ذكر أبو الفداء أن ماجوج هم المغول فيكون ياجوج هم التتر. وقد كثرت التتر على المغول فاندمج المغول في التتر وغلب اسم التتر على القبيلتين))
ولنقرأ الآيات معا
((قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً راًآتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً))
ويؤكد أبن عاشور على موقع الحادثة فيقول
((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))(1/2188)
ولقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بدء وعد الله بهدم السد بقوله
((قال النبي صلى الله عليه وسلم " فُتح اليوم من رَدم ياجوج وماجوج هكذا، وعقد بين أصبعيه الإبهام والسبابة ))
وعندما تم هدم الردم حسب قوله تعالى(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ ))---فالوعد هنا موعد هدم الردم تماما
انطلقت أمواج التتارمدمرة مخربة كل ما في طريقها قال تعالى((وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ))
ولقد انطلق التتار وهم خليط يأجوج ومأجوج في بداية القرن السادس الهجري مقتحمين البلاد الأسلامية بقيادة جنكيز خان
المهم في هذا التحليل---إن قصة يأجوج ومأجوج قد حصلت وانتهى الأمر
وليس هناك على سطح الأرض سدا يحجزهم لم يهدم بعد---فلقد ذرع الإنسان الأرض مترا مترا ولا وجود لمثل هذا الردم
---
موراني
01-30-2005, 08:32 PM
ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن شيء
وذكرهما في الحديث خاصة في كتب الفتن وأشراط الساعة شيء آخر تماما وفي أغلب هذه الأحاديث نظر
وفي قول بن عاشور , باحترام علمه واسع وفضله , أيضا نظر حسب النتائج التي اسفرت عن عديد من الحفريات . اذ كيف نواجه سدا في وسط أحر صحراء على وجه الأرض
موراني
---
جمال حسني الشرباتي
01-30-2005, 10:19 PM
هل لديك يا أخ موراني ما ينقض قوله من ناحية جغرافية غير عدم تصورك لوجود سد هناك؟
أعني هل لديك صورا للمنطقة التي أشار إليها إبن عاشور والتي قال عنها
((إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء (قوبِي) الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب (منغوليا). وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صوراً شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.))
---
أحمد القصير
02-01-2005, 11:00 PM
خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد نزول عيسى بن مريم عليه السلام، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره.
---
موراني(1/2189)
02-01-2005, 11:34 PM
اذا قتل عيسى الدجال ومن معه مكث الناس حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض ويفسدون.....
كتاب الفتن لنعيم بن حماد , ص 404 (دار الكتب العلمية)
في هذه الأحاديث كلها نظر ( في رأيي)
فمثلها في كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر ليوسف بن علي بن عبد العزيز المقدسي ( من علماء القرن السابع )
ص 103 وما بعدها (تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ; مكتبة عالم الفكر , القاهرة 1979 .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 06:42 AM
ينظر تفسير ابن كثير لقول الله عز وجل في سورة الأنبياء : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُون } ، وقد ذكر أحاديث خروجهم ، وهي تدل على أنهم يخرجون بعد نزول عيسى عليه السلام كما ذكر الشيخ أحمد القصير .
ومن الأحاديث التي ذكرها حديث نزول الدجال ، وفيه :(1/2190)
: ( ...فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً يديه على أجنحة ملكين، فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي قال فبينما هم كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم عليه السلام أني قد أخرجت عباداً من عبادي لا يدان لك بقتالهم، فحوز عبادي إلى الطور، فيبعث الله عز وجل يأجوج ومأجوج، كما قال تعالى: { وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم نغفاً في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض بيتاً إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل الله عليهم طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله»، قال ابن جابر: فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره قال: فتطرحهم بالمهبل، قال ابن جابر: فقلت ياأبا يزيد، وأين المهبل ؟ قال: مطلع الشمس. قال: «ويرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوماً، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتك ودري بركتك، قال: فيومئذ يأكل النفر من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت، قال: فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم أو قال: كل مؤمن ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة» . انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري، ورواه مع بقية أهل السنن من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وقال الترمذي: حسن صحيح. )(1/2191)
وكلام الأستاذ موراني غير مقبول ؛ لأن هذه الأمور لا تخضع للآراء ، وإنما هي من أمور الغيب التي أخبر الله تعالى عنها في كتابه ، وثبتت في السنة الصحيحة عن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
وأما قوله : ( ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن شيء وذكرهما في الحديث خاصة في كتب الفتن وأشراط الساعة شيء آخر تماما ) فمردود بالحديث السابق ، لأنه ذكر خروجهم ثم قرأ الآية .
وهذه روابط حول هذا الموضوع :
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01817
http://www.salafi.net/contrib/contribution13.html
---
موراني
02-02-2005, 12:30 PM
مهما يكون من الأمر , فما جاء ذكره عن فضيلة الشيخ
ابن عاشور فلا يتناسق بما ذكر في الأحاديث من أمر يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى بن مريم
والأماكن التي يظهران فيها .
أما الغيب وما يتعلق به في هذه الأحاديث فانّه ليس بحجة في البحث الوضعي بل هو خارج منه
لكونه غيبا .
موراني
---
جمال حسني الشرباتي
02-02-2005, 06:30 PM
السلام عليكم
عندما تتحقق أشراط معينة---وهي
# خروج أقوام عاثوا في الأرض فسادا وهم المغول والتتار من نفس المنطقة التي بنى فيها ذو القرنين السد
# وجود آثار سد أو ردم في منطقة حدود منغوليا ماثلة حتى الآن
# لا يوجد على سطح الأرض سد أو ردم يحجز أقواما خلفه فلقد ذرع الإنسان الارض مترا مترا
هذه الحقائق تدفع المرء لتفسير الأحاديث الرابطة بين خروج الدجال وخروج ياجوج وماجوج ونزول عيسى عليه السلام تفسيرا منسجما مع هذه الحقائق
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 01:51 AM
كلامك يا أخي جمال صحيح فعلاً عند من لا يؤمن بما في قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان في قولك عموميات غير مُسلَّمة - بتشديد اللام وفتحها.(1/2192)
وأما ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فواضح في أنهم لا يخرجون إلا بعد نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وعلى أمه مريم ، وأما قولك أن العلم قد كشف الأرض الآن إلى آخر ما قلت : فهكذا يقولون ، لكن لا أظن أن واحداً منا قد صحبهم في هذه الرحلة ورأى بنفسه كل شيء.
ثم حتى لو رأوا ما تظنه أنت علامات تنطبق على ما قيل عن يأجوج ومأجوج ، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم واضح لا لبس فيه بأنهم لم يخرجوا بعد. وهذا يكفي إن شاء الله في هذا .
تقبل تحياتي .
---
أحمد القصير
02-03-2005, 01:58 PM
أخي جمال:
ما موقفك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم الصريح الصحيح بأن خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد عيسى؟
وقولك: (( هذه الحقائق تدفع المرء لتفسير الأحاديث الرابطة بين خروج الدجال وخروج ياجوج وماجوج ونزول عيسى عليه السلام تفسيرا منسجما مع هذه الحقائق )).
فهلا تفضلت ببيان معنى الأحاديث الذي فهمته أنت؟
ثم إنه ثبت في الحديث الصحيح أيضاً أن يأجوج ومأجوج يأتون على بحيرة طبرية ويشربون مائها فهل حدث هذا زمن التتار والمغول؟
آمل التثبت في مثل هذه المسائل وعدم مصادمة النصوص لمجرد اطروحات قيلت هنا أو هناك.
---
جمال حسني الشرباتي
02-03-2005, 04:12 PM
قال الدكتور الشهري
((وهذا يكفي إن شاء الله في هذا ))
ففهمت من كلامه كمشرف عام التوقف عن الكلام في الموضوع
فهل يعني أن أتوقف أنا فقط؟؟
---
أحمد القصير
02-04-2005, 01:29 PM
لم تجب على السؤال أخي جمال، وهذه المرة الثانية التي أراك تتهرب فيها وتحيد عن الجواب، ولست أريد إلا الحق فإن كان ما تقوله حق فرجاء أن لا تبخل علينا ببيانه.
---
موراني
02-04-2005, 02:18 PM
المستغرب في هذا الأمر أن فضيلة الشيخ بن عاشور فسر الآية والأحاديث المعنية
على غير تفسيرها ففسرها برأيه
فأنا أرى أنه لا فائدة في شرح أمور الغيب بالمعايير التأريخية أو شبه التأريخية
تقديرا
موراني
---(1/2193)
جمال حسني الشرباتي
02-04-2005, 02:25 PM
أستئذن الدكتور الشهري بالإجابة مع أنني التزمت بقوله بالكف---إلا أن إصرار الشيخ القصير فهمت منه عدم المعارضة من الدكتور الشهري
=====================================
الشيخ القصير
# إن خروج يأجوج أو عدم خروجهم ليس من أمور الدين القطعية فمن الممكن الإختلاف فيها---وتفسيري بأنهم هم التتار ليس قاطعا ومن الممكن التنازل عنه أذا جئتني بكلام مقنع عن موقع السد أو الردم الذي لم يفتح بعد---
# أنا لم آت ببدع من القول إنما التزمت قول مفسر له اعتباره وقيمته بين المفسرين وهو إبن عاشور
# الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول--ولكن هذا الخروج الثاني ليس مرتبطا بالآية لأن الآية تتحدث عن سد صار دكاء وليس هناك على وجه الأرض مثل هذا السد---والأحاديث لا تربط خروجهم بهدم السد
# ليس في الأمر إلا رغبة شديدة في الوصول إلى الحق ففصل يرحمك الله
---
موراني
02-04-2005, 03:14 PM
يا جمال المحترم
كيف تريد الوصول الى الحق (كما تقول) في أمور الغيب ؟
أخشى أنّ الحوار في هذا الموضوع لن يسفر عن شيء ذي بال .
موراني
---
جمال حسني الشرباتي
02-04-2005, 05:18 PM
موراني
ربما لا تدرك أن أمور الغيب يخبرنا بها الصادق المصدوق فنصدق بها
---
فهد الناصر
02-04-2005, 07:29 PM
أخي جمال :(ربما لا تدرك أن أمور الغيب يخبرنا بها الصادق المصدوق فنصدق بها) ! ما أجدرك بهذا القول أنت . الإخوان يقولون قال رسول الله .... وأنت تلف وتدور. عموماً رأيي الخاص إنه لا يوجد مشكلة في تقليدك ابن عاشور رحمه الله ، ولكن كف عنا رحمك الله آرائك الفطيرة الخاصة ، وكفى !
الدكتور موراني على الرغم من كونه ليس مسلماً ، ولكنه رجل عاقل ، يدرك حدود علمه ، ويعرف أين يقف.
تحياتي لكم جميعاً.(1/2194)
معذرة أخ جمال لكن تأمل في كتابتك ، وركز قليلاً ، وخفف الضغط على ملتقى التفسير فقد أثقلت كاهله ، وأظن الشيخ أبو مجاهد العبيدي يستحي منك فيسكت ويمسكه الحياء من الرد !
---
جمال حسني الشرباتي
02-04-2005, 07:45 PM
أشكر الأخ فهد على نصيحته الغالية
وأخلاقه العالية
---
أبومجاهدالعبيدي
02-04-2005, 11:30 PM
أشكر الجميع على تعليقاتهم ، وأرجو أن نعود أنفسنا على سلوك الجادة ، وألا تأخذ بنا العواطف مأخذاً يخرجنا عنها
نحن بحاجة إلى التذكير بمبدأ : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } (النساء: من الآية59)
أما أن نقول : قال فلان ، أو أنا على مذهب فلان = فهذا مسلك وخيم العاقبة ، عديم الفائدة ؛ لأن الآراء لا حد لها ، والعقول متفاوتة ...
وقد قال الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الحجرات:1)
هذا أمر ..
والأمر الآخر : ما أحوجنا إلى توطين النفس على تحمل من خالفنا الرأي ، وأصر على رأيه . الله عز وجل يقول : { وجادلهم بالتي هي أحسن ..} تأملوا قوله سبحانه : { بالتي هي أحسن }(1/2195)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( ومن الحكمة إيضاح المعنى وبيانه بالأساليب المؤثرة التي يفهمها المدعو وبلغته التي يفهمها حتى لا تبقى عنده شبهة . وحتى لا يخفى عليه الحق بسبب عدم البيان . أو بسبب عدم إقناعه بلغته . أو بسبب تعارض بعض الأدلة ، وعدم بيان المرجح ، فإذا كان هناك ما يوجب الموعظة وعظ وذكر بالآيات الزواجر ، والأحاديث التي فيها الترغيب والترهيب . حتى ينتبه المدعو ويرق قلبه ، وينقاد للحق ، فالمقام قد يحتاج فيه المدعو إلى موعظة وترغيب وترهيب على حسب حاله ، وقد يكون مستعدا لقبول الحق ، فعند أقل تنبيه يقبل الحق ، وتكفيه الحكمة ، وقد يكون عنده بعض التمنع وبعض الإعراض فيحتاج إلى موعظة وإلى توجيه ، وإلى ذكر آيات الزجر والترغيب وأحاديث الزجر والترغيب والترهيب حتى يلين قلبه ، ويقبل الحق .
وقد يكون عنده شبه فيحتاج إلى جدال بالتي هي أحسن . حتى تزاح الشبهة ، ويتضح الحق ولهذا قال جل وعلا : وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(1/2196)
فإذا كان المدعو عنده بعض الشبه . فعليك أيها الداعي أن توضح الحق بدلائله . وأن تزيح الشبهة بالدلائل التي تزيحها ، حتى يبقى معك المدعو على أمر بين واضح ، وليكن هذا بالتي هي أحسن؛ لأن العنف والشدة قد يضيعان الفائدة . وقد يقسو قلب المدعو بسبب ذلك ويحصل له به الإعراض والتكبر عن القبول فعليك بالرفق والجدال بالتي هي أحسن حتى يقبل منك الحق ، وحتى لا تضيع الفرصة . وتذهب الفائدة سدى . بسبب العنف والشدة ، ما دام صاحبك يريد منك الحق . ولم يظلم ولم يتعد . أما عند الظلم والتعدي فله نهج آخر . وسبيل آخر ، كما قال جل وعلا : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فإذا كان أهل الكتاب يجادلون بالتي هي أحسن ، فالمسلمون من باب أولى أن يجادلوا بالتي هي أحسن ، لكن من ظلم ينتقل معه إلى شيء آخر ، فقد يستحق الظالم الزجر ، والتوبيخ ، وقد يستحق التأديب والسجن ، إلى غير ذلك على حسب ظلمه . )
وأرجو من الجميع أن يعيد قراءة موضوع : النقاش الحسن في هذا الملتقى للشيخ مساعد الطيار مع تعليقات الآخرين عليه
---
أحمد القصير
02-06-2005, 01:21 AM
أولاً: أحب أن أنبه على أمور:
1- عند النقاش العلمي ينبغي التحاكم إلى الأدلة الشرعية، دون آراء الرجال، فما دل عليه الدليل قبلناه على العين والرأس ، وأما آراء الرجال فليست بحجة ، مع احترامنا وتقديرنا لقائلها.
2- أن أمور الغيب قد لا تدرك بالحس، فلا ينبغي التسرع والاعتماد على الحس ومصادرة النص أو محاولة إضعافه.
وأعود للنقاش فأقول:
إن ما ذكرته أخي جمال من أن الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول، وتدعي أن ليأجوج ومأجوج مرحلتان في الخروج، الأول: وهو الكائن في زمن التتر، والثاني وهو ما سيكون بعد نزول المسيح.........
هكذا فهمت من كلامك.(1/2197)
أقول هل لديك دليل على هذا التقسيم، فعموم الأحاديث لا تذكر إلا مرحلة واحدة حسب الظاهر المتبادر منها، وكل قول ليس عليه دليل فهو مردود.
وقولك: إن هناك وجود آثار سد أو ردم في منطقة حدود منغوليا ماثلة حتى الآن.
أقول: على أي أساس عقلي أو شرعي جزمت أن هذه الآثار هي بقايا سد يأجوج ومأجوج؟
وإن كنت لا تصدق إلا بالحس فهناك ما يعارض رأيك ، إذ هناك سلسلة جبال الهملايا الشاهقة العالية والتي تمتد من شمال آسيا حتى جنوبها، فما يدريك لعل السد مغمور في أتون تلك السلسة العظيمة، خصوصاً إذا فسرنا السد بأنه الحاجز بين الشيئين ولا يلزم أن يكون المحجوز أمراً مشاهداً للعيان، بل قد يكون مغموراً تحت تلك السلسة.
علماً بأني لا أجزم بأن السد هو في أتون تلك السلسلة من الجبال، إلا أن مشاهدتها عبر الأقمار مما يجعل المرْ يكاد يجزم بأن السد ليس إلا في هذه السلسلة، وذلك لعظمها وضخامتها، ولعلي أحاول التقاط الصورة ووضعها هنا إن شاء الله تعالى.
---
محمد الأمين
02-06-2005, 02:28 AM
سور الصين بني قبل الميلاد بناه ملك صيني يسمى تشين من اجل تحصين دولته التي أسسها خوفاً من هجمات أولاد الخنزير (إسم التتار عند الصينيين) و قد مات في بناءه الآلاف.
وسور ذو القرنين تختلف مواصفاته عن سور الصين العظيم (((آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)))
و الزبر هو قطع من الحديد و القطر هو النحاس. وضع ذو القرنين سداً ووضع وسطه قطعا من حديد ونحاس ثم صهره فما استطاعوا أن ينقبوه.
قال الإمام الرازي في تفسيره (21/169) : الأظهر أن موضع السدين في ناحية الشمال ، و قيل جبلان بين أرمينية و بين أذربيجان ، و قيل هذا المكان في مقطع أرض الترك .(1/2198)
يقول العلامة القاسمي في تفسيره (11/4113-4114) : الراجح أن السد كان موجوداً بإقليم داغستان التابع الآن لروسيا بين مدينتي دربند و خوزار ، فإنه بينهما مضيق شهير يسمى ( باب الحديد ) و هو أثر سد حديدي قديم بين جبلين من جبال القوقاز ..
و يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن ( 4/2293 الهامش ) : كُشف سد بمقربة من مدينة ( ترمذ ) عرف بباب الحديد ، و قد مر به في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي العالم الإسباني ( سيلد برجر ) و سجله في كتابه ، و ذكره كذلك المؤرخ الإسباني ( كلافيجو ) في رحلته سنة ( 1403) و قال : إن سد مدينة باب الحديد على الطريق – سمرقند والهند .. و قد يكون هو السد الذي بناه ذو القرنين .
خلاصة الأمر أن السد الذي بناه ذو القرنين منذ آلاف السنين موجود حتى الآن ؟ لكن لا نستطيع أن نجزم بمكان وجوده ، مع أن هناك بعض العلامات و الدلالات التي تؤكد أنه موجود فعلاً في جمهورية جورجيا السوفيتية في فتحة داريال بجبال القوقاز ، التي كانت القبائل المتوحشة تغير منها على مناطق جنوب القوقاز و شرق البحر الأسود وغرب بحر قزوين .
و قد تتبع أبو الكلام آزاد من خلال استقراء التاريخ .. فوصل إلى نفس ما هو قائم في الواقع ، في جمهورية جورجيا السوفيتية الآن .. و هو كتل هائلة من الحديد المخلوط بالنحاس موجود في جبال القوقاز في منطقة مضيق داريال الجبلي ..
و هذه حقيقة قائمة لكل من أراد أن يراها .. جبال شاهقة تمتد من البحر الأسود حتى بحر قزوين التي تمتد لتصل بين البحرين طوال ( 1200كم ) ، و هي جبال التوائية حديثة التكوين ، شامخة متجانسة التركيب ، إلا من كتل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في سد داريال .. تلك هي الثغرة المسدودة التي كان هؤلاء المتوحشون يغيرون منها ..(1/2199)
أما التغيرات الطبيعية .. فلم تنل من السد شيئاً ، غير أن جسم الجبال الصخري ( جبال القوقاز ) من جانبي السد ، تآكل بفعل عوامل التعرية .. على مدى هذا الزمن الطويل .. و صار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبلية و جسم السد الحديدي النحاسي ، الذي ظل شامخاً حتى الآن ، ولا يستطيع إنسان أن ينقبه أو يعلوه .. و صدق الله العظيم { فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً } . انظر مفاهيم جغرافية للدكتور عبد العليم خضر ( ص 299 ، 313 ، 317 ) .
ومع هذا الذي ذكرت يظل الأمر كله تخمينات وافتراضات ، حتى يثبت شيء صحيح بالدليل .
---
محمد الأمين
02-06-2005, 02:33 AM
فإن قيل أين يأجوج ومأجوج اليوم؟ وكيف يحجزهم السد. فإن قوماً يشربون بحيرة طبريا لا بد أن يكونوا بمئات الملايين.
والجواب أنهم قوم أخفاهم الله عنا إلى وقت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، فيظهرهم الله بقدرته تبارك وتعالى.
---
فهد الوهبي
02-08-2005, 01:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تأمل كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان ( 3 / 341 ) قال :
قوله تعالى : ( قال هذا رحمة من ربى فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعا ):
اعلم أولا ـ أنا قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أنه إن كان لبعض الآيات بيان من القرآن لا يفي بإيضاح المقصود وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم فمنا نتمم بيانه بذكر السنة المبينة له وقد قدمنا أمثله متعددة لذلك.
فإذا علمت ذلك فاعلم ـ أن هاتين الآيتين لهما بيان من كتاب أوضحته السنة فصار بضميمة السنة إلى القرآن بياناً وافيا بالمقصود والله جل وعلا قال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ).(1/2200)
فإذا علمت ذلك فاعلم أن هذه الآية الكريمة وآية الأنبياء قد دلتا في الجملة على أن السد الذي بناه ذو القرنين دون يأجوج ومأجوج إنما يجعله الله دكاً عند مجيء الوقت الموعود بذلك فيه.
وقد دلتا على أنه بقرب يوم القيامة لأنه قال هنا : ( فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور ) :
وأظهر الأقوال في الجملة المقدرة التي عوض عنها تنوين يومئذ من قوله : ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ) أنه يوم إذ جاء وعد ربي بخروجهم وانتشارهم في الأرض.
ولا ينبغي العدول عن هذا القول لموافقته لظاهر سياق القرآن العظيم.
وإذا تقرر أن معنى يومئذ يوم إذ جاء الوعد بخروجهم وانتشارهم ـ فاعلم أن الضمير في قوله : ( وتركنا بعضهم ) على القول بأنه لجميع بني آدم فالمراد يوم القيامة وإذاً فقد دلت الآية على اقترانه بالخروج إذا دك السد وقربه منه.
وعلى القول بأن الضمير راجع إلى يأجوج ومأجوج فقوله بعده : ( ونفخ فى الصور ) يدل في الجملة على أنه قريب منه. قال الزمخشري في تفسير هذه الآية :" (قال هذا رحمة من ربي) هو إشارة إلى السد أي هذا السد نعمة من الله ورحمة على عباده أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته ( فإذا جآء وعد ربى ) يعني فإذا دنا مجيء يوم القيامة وشارف أن يأتي جعل السد دكا أي مدكوكا مبسوطا مسوى بالأرض وكل ما انبسط من بعد ارتفاع فقد اندك ومنه الجمل الأدك المنبسط السنام" ا. هـ
وآية الأنبياء المشار إليها هي قوله تعالى: ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا ).
لأن قوله : ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ) وإتباعه لذلك بقوله : ( واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا ) يدل في الجملة على ما ذكرنا في تفسير آية الكهف التي نحن بصددها وذلك يدل على بطلان قول من قال إنهم روسية وأن السد فتح منذ زمان طويل.(1/2201)
فإذا قيل إنما تدل الآيات المذكورة في الكهف و الأنبياء على مطلق اقتراب يوم القيامة من دك السد واقترابه من يوم القيامة لا ينافي كونه قد وقع بالفعل كما قال تعالى: ( اقترب للناس حسابهم )، وقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ـ وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها" الحديث وقد قدمنا في سورة المائدة فقد دل القرآن والسنة الصحيحة على أن اقتراب ما ذكر لا يستلزم اقترانه به بل يصح اقترابه مع مهلة وإذا فلا ينافي دك السد الماضي المزعوم الاقتراب من يوم القيامة فلا يكون في الآيات المذكورة دليل على أنه لم يدك السد إلى الآن؟
فالجواب ـ هو ما قدمنا أن هذا البيان بهذه الآيات ليس وافياً بتمام الإيضاح إلا بضميمة السنة له ولذلك ذكرنا أننا نتمم مثله من السنة لأنها مبينة للقرآن قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي (ح) وحدثني محمد بن مهران الرازي (واللفظ له) حدثني الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال:(1/2202)
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: " ما شأنكم" قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال: " غير الدجال أخوفني عليكما إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طائفته كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد فاثبتوا" قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟. قال: " أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنه أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: " لا أقدروا له قدره". قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: " كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر ـ ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعون فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد(1/2203)
بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض انبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها يبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة". انتهى بلفظه من صحيح مسلم رحمه الله تعالى
وهذا الحديث الصحيح قد رأيت فيه تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يوحي إلى عيسى بن مريم خروج يأجوج ومأجوج بعد قتله الدجال فمن يدعي أنهم روسية وأن السد قد اندك منذ زمان فهو مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحة لا وجه لها ولا شك أن كل خبر ناقض خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فهو باطل لأن نقيض الخبر الصادق كاذب ضرورة كما هو معلوم ولم يثبت في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يعارض هذا الحديث الذي رأيت صحة سنده ووضوح دلالته على المقصود .(1/2204)
والعمدة في الحقيقة لمن ادعى أن يأجوج ومأجوج هم روسية ومن ادعى من الملحدين أنهم لا وجود لهم أصلاً ـ هي حجة عقلية في زعم صاحبها وهي بحسب المقرر في الجدل قياس استثنائي مركب من شرطية متصلة لزومية في زعم المستدل به يستثنى فيه نقيض التالي فينتج نقيض المقدم وصورة نظمه أن يقول:
لو كان يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن لا طلع عليهم الناس لتطور طرق المواصلات لكنهم لم يطلع عليهم أحد ينتج فهم ليسوا وراء السد إلى الآن لأن استثناء نقيض التالي ينتج نقيض المقدم كما هو معلوم.
وبعبارة أوضح لغير المنطقي لأن نفي اللازم يقتضي نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم ـ
هذا هو عمدة حجة المنكرين وجودهم إلى الآن وراء السد ومن المعلوم أن القياس الاستثنائي المعروف بالشرطي إذا كان مركباً من شرطية متصلة واستثنائية فإنه يتوجه عليه القدح من ثلاث وجهات :
الأولى ـ أن يقدح فيه من جهة شرطيته لكون الربط بين المقدم والتالي ليس صحيحاً.
الثانية ـ أن يقدح فيه من جهة استثنائيته .
الثالثة ـ أن يقدح فيه من جهتهما معا.
وهذا القياس المزعوم يقدح فيه من جهة شرطيته.
فيقول للمعترض الربط فيه بين المقدم والتالي غير صحيح فقولكم: (لو كانوا موجودين وراء السد إلى الآن لاطلع عليهم الناس)؛ غير صحيح لإمكان أن يكونوا موجودين والله يخفي مكانهم على عامة الناس حتى يأتي الوقت المحدد لإخراجهم على الناس.
ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعالى في سورة المائدة من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة وذلك في قوله تعالى : (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الارض ) وهم في فراسخ قليلة من الأرض يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق.(1/2205)
وعلى كل حال فربك فعال لما يريد وأخبار رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه صادقة وما يوجد بين أهل الكتاب مما يخالف ما ذكرنا ونحوه من القصص الواردة في القرآن والسنة الصحيحة زاعمين أنه منزل في التوراة أو غير من الكتب السماوية ـ باطل يقينا لا يعول علينا لأن الله جل وعلا صرح في هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بأنهم بدلوا وحرفوا وغيروا في كتبهم كقوله : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) وقوله : ( تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ) وقوله : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هاذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) وقوله تعالى: ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب
وهم يعلمون ).
إلى غير ذلك من الآيات ـ بخلاف هذا القرآن العظيم فقد تولى الله جل وعلا حفظه بنفسه ولم يكلمه أحد حتى يغير فيه أو يبدل أو يحرف كما قال تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وقال : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه ) وقال : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وقال في النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن لأمته أن تحدث عن بني إسرائيل ونهاهم عن تصديقهم وتكذيبهم خوف أن يصدقوا بباطل أو يكذبوا بحق(1/2206)
ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات في واحدة منها يجب تصديقه وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه وفي واحدة يجب تكذيبه وهي ما إذا دل القرآن أو السنة أيضا على كذبه وفي الثالثة لا يجوز التكذيب ولا التصديق كما في الحديث المشار إليه آنفا وهي ما إذا لم يثبت في كتاب ولا سنة صدقه ولا كذبه .
وبهذا التحقيق ـ تعلم أن القصص المخالفة للقرآن والسنة الصحيحة التي توجه بأيدي بعضهم زاعمين أنها في الكتب المنزلة ـ يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح التي لم تحرف ولم تبدل والعلم عند الله تعالى .
انتهى كلامه رحمه الله وأعلى منزلته وهو نفيس ودقيق .
ولا تعجل بالجواب قبل فهمه والتأمل فيه .
وفقك الله لكل خير .
---
جمال حسني الشرباتي
02-08-2005, 06:13 AM
الأخ فهد الوهبي
كل الإحترام لك وللشنقيطي ولكل من تدبر في الوحيين---ولست رادا كلام أحد---إنما هو إتفاق أرغب أن نتفق عليه جميعا وهو أن نعذر بعضنا بعضا في خلافات جزئية فرعية---فأنا لم أنف وجود الجن بينما أنت تثبته---إنما هي قصة يأجوج ومأجوج التي يتراوح القول فيها بين مؤجل خروجهم ليوم القيامة--وبين قائل بخروجهم زمن التتار
وعندما يجمعنا الله أنا وأنت وكافة الأخوة هنا في جنات النعيم نتذاكر معا هذا النقاش حينهانعرف من المصيب)
---
جمال أبو حسان
04-04-2005, 12:56 PM
انصح في هذا المقام بقراءة كتاب اسمه مفاهيم جغرافية في قصص القرآن للدكتور عبد العليم خضر وكذا كتاب ذي القرنين لابي الكلام ازاد واظن ان اعدل الاقوال في كتب المعاصرين هو ما ذكره الدكتور البوطي في كتابه كبرى اليقينيات الكونية مما اطلعت عليه ولا يمنع ان يوجد رايه لدى المتقدمين او بعض المتاخرين الذين لم اطلع على كتبهم
والاشارة مغنية للاعتذار
---
محمد الأمين
04-19-2006, 12:20 AM
د جمال(1/2207)
هل من الممكن ذكر ما ذكره الدكتور البوطي في كتابه كبرى اليقينيات الكونية ولماذا أعجبكم؟
---
أبو حذيفة
04-19-2006, 01:19 AM
مما ميز أهل السنة أنهم يقدمون النقل على العقل ، والعقل الصحيح السالم من الهوى وحظوظ النفس لا يعارض النقل الصحيح ، وقد ثبتت النصوص في أن يأجوج ومأجوج يخرجون بعد قتل الدجال ، والدجال يقتله عيسى ، فإن قلنا بخروجهم أدى ذلك إلى القول بخروج الدجال وقتله ، ونزول عيسى عليه السلام .
ثم إن التسليم في مثل هذه الأمور للنصوص يبعث انشراحاً في القلب ، وتغليب العقل والتحاكم إليه يورث حيرة وقلقاً . أسأل الله أن يعصمني وإياكم من تلك الفتنة العظيمة .
---
د.أبو بكر خليل
04-19-2006, 05:43 AM
أستئذن الدكتور الشهري بالإجابة مع أنني التزمت بقوله بالكف---إلا أن إصرار الشيخ القصير فهمت منه عدم المعارضة من الدكتور الشهري
=====================================
الشيخ القصير
# إن خروج يأجوج أو عدم خروجهم ليس من أمور الدين القطعية فمن الممكن الإختلاف فيها---وتفسيري بأنهم هم التتار ليس قاطعا ومن الممكن التنازل عنه أذا جئتني بكلام مقنع عن موقع السد أو الردم الذي لم يفتح بعد---
# أنا لم آت ببدع من القول إنما التزمت قول مفسر له اعتباره وقيمته بين المفسرين وهو إبن عاشور
# الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج بعد نزول المسيح عليه السلام---لا تتعارض مع خروجهم الأول--ولكن هذا الخروج الثاني ليس مرتبطا بالآية لأن الآية تتحدث عن سد صار دكاء وليس هناك على وجه الأرض مثل هذا السد---والأحاديث لا تربط خروجهم بهدم السد
# ليس في الأمر إلا رغبة شديدة في الوصول إلى الحق ففصل يرحمك الله
----------------------------------------------------------
الأخ الأستاذ جمال الشرباتي
سلام الله عليكم
لا لوم عليك فيما ذكرت ، لأنك عن البعض نقلت و استندت ،
فينبغي الرد و التعقب على القائل بذلك القول ، لا على ناقله ،(1/2208)
أعني : القول بوقوع خروج يأجوج و مأجوج ، و حدوثه من زمن طويل مضى و انقضى !
- فهذا الزعم يخالف الأحاديث النبوية القائلة بعدم خروجهم من محبسهم بالسد بين الجبلين - الذي بناه ذو القرنين - إلا في آخر الزمان ، و دنو الساعة ،
و من تلك الأحاديث ما جاء في :
1 - " سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ " ، أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَابٌ : وَمِنْ سُورَةِ الكَهْفِ :
( حدثنا محمد بن بشار وغير واحد - المعنى واحد واللفظ لابن بشار - ، قالوا : حدثنا هشام بن عبد الملك قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال : " يحفرونه كل يوم ، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا ، فيعيده الله كأشد ما كان ، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس . قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى " " ، قال : " " فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه ، فيخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ، فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء ، قسوة وعلوا ، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكون ، فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض تسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم " " : " هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا " ) .
2 - " مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " ، مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :(1/2209)
( حدثنا روح ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، حدثنا أبو رافع ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعودون إليه كأشد ما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم على الناس ، حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، إن شاء الله ، ويستثني ، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس ، فينشفون المياه ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء ، فترجع وعليها كهيئة الدم ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم " حدثنا حسن ، حدثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يأجوج ومأجوج " فذكر معناه إلا أنه قال : " إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس " ) .
3 - " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " ، لِلْحَاكِمِ ، كِتَابُ الْفِتَنِ وَالْمَلَاحِمِ :(1/2210)
( حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا يحيى بن محمد الذهلي ، ثنا أبو الوليد الطيالسي ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد ، قال : " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا " ، قال : " فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله تعالى قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنى " ، قال : " فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ويفر الناس منهم ، فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وغلبنا من في السماء قوة وعلوا " ، قال : " فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم " ، قال : " فيهلكهم " قال : " والذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر ، وتشكر شكرا ، وتسكر سكرا من لحومهم " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ) .
_ فتلك الأحاديث - حسنها و صحيحها ، و بمجموعها و تضافرها و تعاضدها - صريحة الدلالة على أن يأجوج و مأجوج لم يخرجوا على الناس بعد ، و لن يخرجوا إلا قرب الساعة - و بعد نزول عيسى عليه السلام ، و اعتصامه و المسلمين معه منهم ، كما ورد بالأحاديث الأخرى الصحيحة -
و إلا فهل عادوا ثانية إلى محبسهم بعد خروجهم منه - كما زعم القائل بهذا - ليعيدوا الحفر للخروج ؟!
و إن قوله عليه الصلاة و السلام : " حتى إذا بلغت مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم على الناس " : هو بيان لقوله تعالى : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و كان وعد ربي حقا } . [ الكهف : 98 ] .
* * * والظاهر أن يأجوج و مأجوج محبوسون في منخفض من الأرض ، واقع بين الجبلين المذكورين في الأحاديث ، و أن الجبلين الشاهقين مطبقان مع السد عليهما ،(1/2211)
و مثل هذا الإطباق هو ما قد يفسر سر استتارهم عنا ، و عدم اطلاع أحد من الناس عليهم من زمن ذي القرنين إلى زمننا هذا ،
و يدل على ذلك أن الرجل الذي رأى ذلك السد المضروب عليهم - سد ذي القرنين - في عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، و وصفه للنبي عليه الصلاة و السلام ، فأقره على أنه هو السد المذكور في القرآن الكريم - لم ير أحدا من يأجوج و مأجوج ، و لم يذكر لهم خبرا ، و لم ير لهم أحد أثرا ،
- و قد بوَب الإمام البخاري في " صحيحه " ( بَاب قِصَّةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ }
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَاتَّبَعَ سَبَبًا إِلَى قَوْلِهِ ائْتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ }
وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ
{ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ }
يُقَالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَبَلَيْنِ وَ
{ السُّدَّيْنِ }
الْجَبَلَيْنِ
{ خَرْجًا }
أَجْرًا
{ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا }
أَصْبُبْ عَلَيْهِ رَصَاصًا وَيُقَالُ الْحَدِيدُ وَيُقَالُ الصُّفْرُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ النُّحَاسُ
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ }
يَعْلُوهُ اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ مِنْ أَطَعْتُ لَهُ فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ
{ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا }
أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا وَالدَّكْدَاكُ مِنْ الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ(1/2212)
{ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ }
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }
قَالَ قَتَادَةُ حَدَبٌ أَكَمَةٌ
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ . قَالَ : "رَأَيْتَهُ " ) .
هذا و الله تعالى أعلم
---
خالدعبدالرحمن
04-19-2006, 12:27 PM
سبحان الله!!
يقول الأحبة و -أنا على قولهم- أن ظاهر الحديث في خروج قوم يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى عليه السلام مستندين إلى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
و يقول الأستاذ جمال: قال ابن عاشور! وإذا لزم الأمر نزهنا إبن عاشور عن الخطأ فقلنا خروج أول وثان... وثالث.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)) الحجرات.
و أهل الحق يقدمون قول الله سبحانه، ثمّ قول نبيه الصحيح على كل قول ورأي اياص كان صاحبه!
---
محمد الأمين
04-20-2006, 07:12 AM
هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا
هذا معناه حديث ضعيف باصطلاح الترمذي.
---
د.أبو بكر خليل
04-20-2006, 04:14 PM
سبق الإفاضة في الرد على مثل ذلك الزعم ،
و رابطه :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5107&page=2
---
(1/2213)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما صحة هذا التفسير؟
---
ما صحة هذا التفسير؟
---
ابن رجب السلفي
04-18-2003, 05:42 AM
إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
أحد الإخوة في مجلس علم قال:
سيدنا عيسى يعلم علم اليقين ان الله لا يغفر لمن مات على الشرك فهو لم يطلب دلك من ربه على سبيل الطمع فى المغفرة لهم ولكنه يريد ان يظهر طلاقة قدرة الله فى العداب والمغفرة فهو القادر على كل شىء
المقام مقام تقديس وليس مقام طلب او دعاء ولدلك ختمت الاية فانك انت العزيز الحكيم فلو كان مقام طلب او دعاء لقال الغفور الرحيم ولكنه مقام إجلال..
هل هذا ورد في أحدالتفاسير المعتبر بها؟ وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2003, 02:01 PM
أخي الكريم ابن رجب السلفي وفقه الله
أشكرك على انضمامك إلينا وأسأل الله لك النفع والتوفيق ، وأما ما سألت عنه من تفسير هذه الآية الكريمة فأقول :
نعم وردت الإشارة إلى هذا التفسير في العديد من كتب التفسير ، والذي يحضرني منها الآن :
1- قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية :( هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله عز وجل. فإنه الفعال لما يشاء.(لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون).
ويتضمن التبرؤ من النصارى الذين كذبوا على الله ورسوله. وجعلوا لله ندا وصاحبة وولدا ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا. أ.هـ.
أي : إن تعذبهم فإنك تعذب عبادك ، ولا اعتراض على المالك المطلق فيما يفعل بملكه.
وفيه تنبيه على أنهم استحقوا ذلك لأنهم عبادك ، وقد عبدوا غيرك. وإن تغفر لهم فلا عجز ولا استقباح. لأنك القادر القوي على الثواب والعقاب ، الذي لايثيب ولا يعاقب إلا عن حكمة وصواب.
فإن المغفرة مستحسنة لكل مجرم. فإن عذبتَ فعدلٌ ، وإن غفرت ففضلٌ.(1/2214)
وعدم غفران الشرك هو مقتضى الوعيد ، فلا امتناع فيه لذاته ، ليمتنع الترديد والتعليق بحرف (إن). ويمكن مراجعة تفسير البيضاوي حول هذه النقطة.
وهذا يعني أن المغفرة وإن كانت قطعية الانتفاء بحسب الوجود ، لكنها لما كانت بحسب العقل ، تحتمل الوقوع وعدمه ، استعمل فيها حرف (إن) فسقط ما يتوهم أن تعذيبهم ، مع أنه قطعي الوجود ، كيف استعمل فيه (إن). وإن كما تعلم هي أم أدوات الشرط.
وعدم وقوع العفو بحكم النص والإجماع.
والمعروف عند المعتزلة ولا سيما جمهور البصريين منهم أنهم يرون أن غفران الشرك جائزٌ عقلاً ؛ لأن العقاب للمشرك حق لله تعالى.
2- وقال القاسمي رحمه الله في تفسيره (محاسن التأويل) وهو نص فيما سألتَ عنه – وفقك الله : وبالجملة فليس قوله تعالى:(إن تغفر لهم) تعريضاً بسؤاله العفو عنهم. وإنما هو لإظهار قدرته على ما يريد ، وعلى مقتضى حكمه وحكمته.
ولذا قال :(إنك أنت العزيز الحكيم) تنبيهاً على أنه لا امتناع لأحد عن عزته ، فلا اعتراض في حكمه وحكمته.
3- وقال الرازي في تفسيره عند هذه الآية : قال قومٌ : لو قال : فإنك أنت الغفور الرحيم ، أشعر ذلك بكونه شفيعاً لهم. فلما قال : فإنك أنت العزيز الحكيم ، دل ذلك على أن غرضه تفويض الأمر بالكلية إلى الله تعالى ، وترك التعرض لهذا الباب من جميع الوجوه.
4- وأختم بما نقله القاسمي عن صاحب (العناية) ملخصاً حول هذه الآية قال : إن ما ظنه بعضهم من أن مقتضى الظاهر (الغفور الرحيم) بدل (العزيز الحكيم ) كما وقع في مصحف عبدالله بن مسعود – فقد غاب عنه سر المقام ؛ لأنه ظن تعلقه بالشرط الثاني فقط ، لكونه جوابه. وليس كما توهم ، بل هو متعلق بهما.
ومن له الفعل والترك عزيز حكيم. فهذا أنسب وأدق وأليق بالمقام.
أو هو متعلق بالثاني ، وإنه احتراس ؛ لأن ترك عقاب الجاني قد يكون لعجز ينافي القدرة ، أو لإهمال ينافي الحكمة ، فبين أن ثوابه ، وعقابه مع القدرة التامة والحكمة البالغة.(1/2215)
وهذه الآية لها شأن عظيم ، ونبأ عجيب . وقد ورد عن أبي ذر رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام أحمد قال:(صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها :(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فلما أصبح قلت: يا رسول الله ! لم تزل تقرأ هذه الآية حتى أصبحت. تركع بها ، وتسجد بها ؟
قال : إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي ، فأعطانيها ، وهي نائلة – إن شاء الله – لمن لا يشرك بالله شيئاً). وأخرجه النسائي أيضاً.
وأختم بحديث عبدالله بن عمرو بن العاص في صحيح مسلم :(أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم :(رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني..) الآية. وقول عيسى :(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي !! وبكى.
فقال الله تعالى : يا جبريل ! اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فاسأله : ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال – وهو أعلم.
فقال الله : يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك).
اللهم إنا نسألك المغفرة والعفو عن الذنوب ، ونستجير بك من عذاب النار يا أكرم الأكرمين ، هذا ما تيسر جواباً لهذا السؤال ، ومن وجد غير ذلك فليذكره ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والله أعلم.
---
ابن رجب السلفي
04-18-2003, 08:06 PM
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم شيخنا الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2004, 08:08 PM
الكلام المسؤول عنه قريب مما ذكره ابن القيم في مدارج السالكين في كلامه عن منزلة الأدب ، فقد ذكر أمثلة من أدب الأنبياء مع ربهم ، وقال في هذا السياق :(1/2216)
( ثم قال [ يقصد عيسى كما أخبر الله عنه ] : (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) ولم يقل: الغفور الرحيم وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى. فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار. فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة. بل مقام براءة منهم. فلو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم. فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم. فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة، المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم.
والمعنى: إن غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم. ليست عن عجز عن الانتقام منهم، ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم، وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره لعجزه عن الانتقام منه. ولجهله بمقدار إساءته إليه. والكمال: هو مغفرة القادر العالم. وهو العزيز الحكيم. وكان ذكر هاتين الصفتين في هذا المقام عين الأدب في الخطاب. ) انتهى المراد نقله .
---
(1/2217)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب (الأجوبة العلمية على أسئلة ملتقى أهل التفسير)للدكتور غانم قدوري الحمد
---
صدر حديثاً كتاب (الأجوبة العلمية على أسئلة ملتقى أهل التفسير)للدكتور غانم قدوري الحمد
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2007, 10:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت حديثاً عن دار عمار بالأردن ، الطبعة الأولى (1428هـ) من كتاب :
(الأجوبة العلمية على أسئلة ملتقى أهل التفسير)
http://www.tafsir.net/images/answirghanem.jpg
للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله ونفع بعلمه .
وقد صدر الكتاب في 165 صفحة من القطع العادي .
وقد سبق نشر هذا اللقاء على صفحة اللقاءات في شبكة التفسير هنا (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=interviews&action=read&id=4) .
الرياض في يوم عاشوراء من عام 1428هـ
---
نورة
01-29-2007, 11:02 PM
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم, وبهذا الصرح الشامخ, وأهله
---
أبو عمرو
01-31-2007, 12:21 PM
جزاكم الله خيرا ووفقكم لكل خير
والدكتور غانم الحمد من الباحثين الجادين المنقبين عن الفهم والاستيعاب في كثير من مسائل العلم استفدت من كتاباته الرائعة كثيرا وأحرص على اقتناء كتبه القيمة .
---
أبو فهر السلفي
02-02-2007, 10:37 PM
والكتاب موجود بمعرض القاهرة-سراي ألمانيا(ب) جناح دار عمار.
---
أبو يعقوب
02-06-2007, 03:04 PM
جزاك الله خيرا
---
السلامي
02-08-2007, 01:36 PM
أين نجده في الرياض بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 08:53 AM
الأخ الكريم السلامي وفقه الله : وجدته أولاً في التدمرية فأخذت نسخة واحدة ، ثم لم أجده بعدها في التدمرية وأخبرني أنه نفد . ولا أدري عن المكتبات الأخرى ، لكن ستجده بإذن الله في المعرض القادم للكتاب بعد أسبوعين في دار عمار .
---
أحمد البريدي
02-13-2007, 11:18 PM(1/2218)
الحمد لله على تيسير طباعة هذا اللقاء , وإني لأظن أن بين صفحات الملتقى أمثاله الكثير مما يحتاج إلى من يتولى نشره , فلا زال ملتقانا بحمد الله مليء بالدرر والكنوزفقط تحتاج إلى من ينقب عنها .
---
(1/2219)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصة الامريكي الذي مات ساجدا
---
قصة الامريكي الذي مات ساجدا
---
الحلو2004
02-21-2004, 11:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمعرفة التفاصيل اضغط 0000هنا (http://www.barjashgroup.com/index.htm)
---
ابن الشجري
03-03-2004, 02:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكرني إسمك بالمحقق الشهير عبد الفتاح الحلو ، فقد كان كاسمه في تحقيقاته ، رحمه الله .
موضوعك ليس بالامر السهل فحسن الخاتمه ، هي المنشودة عند كل لبيب ، وهل للمؤمن أمنية أعز من أن تفيض روحه وهو ساجد بين يدي رب العالمين , فهي موضوع كل مفسر ومحدث وفقيه وشاعر وعابد ، وفقنا الله جميعا لها بعد طول عمر وحسن عمل .
مع أني لم أمتثل لطبلك (بالضغط)على الرابط لضيف الوقت ، فالموضوع واضح ، وهي من توفيق الله ، لكن أحببت الترحيب بك وشكرك على مشاركتك ، وننتظر المزيد . وفقك الله .
---
(1/2220)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ذمّ الخطأ في الشعر
---
ذمّ الخطأ في الشعر
---
عبدالرحمن الشهري
10-07-2005, 03:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
د.غازي طليمات(*)
ذم الخطأ في الشعر" رسالة من أصغر الرسائل التي كتبها أحمد بن فارس اللغوي [ت: 395هـ]. ورد ذكرها في أكثر من كتاب(2)، وطبعت مرتين: أولاهما سنة 1349 هـ مع كتاب "الكشف عن مساوئ المتنبي". والثانية سنة 1979 م في مجلة معهد المخطوطات العربية. والثانية فيهما طبعة محققة، حققها الدكتور رمضان عبد التواب واعتمد في تحقيقها على الطبعة الأولى غير المحققة، وعلى مخطوطتين: الأولى محفوظة في دار الكتب المصرية، ورقمها 181 صرف. والثانية محفوظة في مكتبة برلين، ورقمها 7181، وكلتا المخطوطتين تقع في ثلاث صفحات.
تتميز الطبعة الثانية إلى جانب الدقة في التحقيق بميزة قيّمة، وهي المقدمة التي درس فيها المحقق الصواب والخطأ في اللغة لتكون الدراسة جسراً، يجوزه القارئ إلى فكرة الرسالة. في هذه المقدمة يعّرف الدكتور رمضان عبد التواب الخطأ بأنه "مخالفة المألوف الشائع من الكلام في عصر من العصور لمن يتكلم بلغة ذلك العصر(3)". ويرى أن لكل لغة قوانينها ونظمها. "ومن خالف هذه القوانين وتلك النظم فهو مخطئ(4)".(1/2221)
من هذا المبدأ ينطلق الدارس إلى البحث في ضرائر الشعر، فيرى "أن علماء اللغة والنحو هربوا من تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، فتكلموا على الضرورة والشاذ والقليل والنادر(5)".ولم يتكلموا على الصحة والخطأ. وهذا الهرب أسبغ على هذه المخالفات صفة الجواز. ولذلك حمل المحقق على ابن السكيت أبي يوسف يعقوب بن إسحق [ت: 244هـ] (6)، لأنَّه أجاز التكلم بالنادر إلى جانب الفصيح الكثير. ودعا إلى إعادة النظر في قواعد النحو لتنقية العربية من الأوشاب التي علقت بها. وأعجب بعلي بن عبد العزيز الجرجاني(7) [ت:366 هـ] لجرأته على الشعر القديم، ولإقراره بما فيه من خلل وخطل، ولزرايته بالمسوّغات التي تغمّد بها الأقدمون من النحاة خروج الشعراء على أصول اللغة قال الجرجاني: "ثمَّ تصفحت مع ذلك ما تكلّفه النحويون لهم من الاحتجاج إذا أمكن تارةً بطلب التخفيف عند توالي الحركات، ومرةً بالإتباع والمجاورة، وما شاكل ذلك من المعاذير المتحَّملة، وتغيير الروايات إذا ضاقت الحجة. وتبينَّت ما راموه في ذلك من المرامي البعيدة، وارتكبوا لأجله من المراكب الصعبة التي يشهد القلب أن المحرّك لها والباعث عليها شدةُ إعظام المتقدم(8)".
ثمَّ يستظهر بقول أبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري(9) [ت: بعد 395 هـ] التالي في الضرورة. يقول العسكري: "وإنما استعملها القدماء في أشعارهم لعدم علمهم بقباحتها، ولأن بعضهم كان صاحب بداية، والبداية مَزَلَّة. وما كان أيضاً تنقد عليهم أشعارهم، ولو قد نُقدت، وبهرج منها المعيب كما تنقد على شعراء هذه الأزمنة، ويبهرج من كلامهم ما فيه أدنى عيب لتجنبوها(10)". فالضرورة عند العسكري مخالفة، والمخالفة قبيحة، ولو وضّح الناقد القبح، ووقف عليه الشاعر لَجَانَبه.(1/2222)
من هذا العرض نستنبط أن فريقاً من النقاد جانبوا المجاملة والمصانعة، فكانوا أقرب إلى النزاهة، وسّموا الأشياء بأسمائها، وكرهوا الخطأ في كل شيء، وهجّنوه، ودعوا إلى التوقّي منه. لكن دراسة اللغة والشعر ليست وقفاً على نقاد النصوص، فلعلماء النحو في الموضوع آراء، وتعرّف آرائهم يلقي على الموضوع ضياء من جانب آخر، ومن لون آخر. فما آراء النحاة في الضرورة؟ ثمَّ ما موقف أحمد بن فارس في رسالته: ذم الخطأ في الشعر؟
ذهب سيبويه شيخ النحاة في البصرة (11)[ت: 180 هـ] إلى أن لكل ضرورة يرتكبها الشاعر تأويلاً يفسرها، وحجة تخرجها، ولم يرم الضرائر الشعرية بالخطأ، ولم يحملها على اللحن. قال سيبويه في الكتاب: "وليس شيء يضطرون إليه إلاّ وهم يحاولون به وجهاً(12)". غير أنه أقرّ بقبح طائفة من الضرائر، فقال: "ويحتلمون قبح الكلام حتّى يضعوه في غير موضعه".(13)
أمَّا أبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد(14) [ت: 286 هـ] فقد ميّز بين نوعين من الضرائر: نوع يرتكبه الشاعر، فيردّ الأشياء إلى أصولها كصرف الممنوع من الصرف، قال المبرّد: "واعلم أن الشاعر إذا اضطر إلى صرف مالا ينصرف جاز له ذلك لأنَّه إنّما يردّ الأسماء إلى أصولها(15)".ونوع يرتكبه الشاعر، فيخرج الأشياء عن أصولها، وهو قبيح، ومتجه بقربه من اللحن ـ قال المبرّد: "وإذا اضطر إلى ترك صرف ما ينصرف لم يجز له ذلك. وذلك لأنَّ الضرورة لا تجوّز اللحن(16)".
فإذا انتقلنا من المبردر إلى أبي الفتح عثمان بن جني(17) [ت: 392هـ] وجدنا الضرورة سائغة عنده، ووجدنا المحاورة بين ابن جني وشيخه أبي علي الفارسي الحسن بن أحمد(18) [ت: 377هـ] تدور حول أمر آخر منشعب من الأول، وهو: هل يجوز للشعراء المحدثين ما جاز للأقدمين من ارتكاب الضرائر؟(1/2223)
قال ابن جني: "سألت أبا علي ـ رحمه الله ـ عن هذا، فقال: كما جاز لنا أن نقيس منثورنا على منثورهم، فكذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم. فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا، وما حظرته عليهم حظرته علينا(19)". من هذه المحاور يظهر أن أبا علي وتلميذه ابن جني يؤثران مسامحة الشعراء المحدثين، ويسوغان لهم من الضرائر ما ساغ من ضرائر الأقدمين عند سيبويه. وحجّتهما ـ وكلاهما مغرم بالقياس ـ حمل الحديث على القديم.
ثمَّ يتابع ابن جني مناقشة الضرائر، فينقد آراء المتشددين المتزمتين الذي زعموا أن الأقدمين معذورون فيما ارتكبوا من ضرائر، وأن المحدثين لا عذر لهم، وحجّبة هؤلاء أن الأوائل كانوا يرتجلون الشعر ارتجالاً، فلا يحككون ولا يثقفون، وأن المحدثين يملكون من الأناة والصنعة ما يقمعون به جموح الارتجال، فيساوي ابن جني بين الفريقين، ويدحض ادّعاء المنادين بتحريم الضرائر على الشعراء المحدثين، فيقول: "يسقط هذا من أوجه: أحدُها أنه ليس جميع الشعر القديم مرتجلاً، بل قد كان يعرض لهم فيه من الصبر عليه والملاطفة له، والتلوّم على رياضته، وإحكام صنعته نحوٌ ممّا يعرض لكثير من المولدين. ألا ترى إلى ما يُروى عن زهير، من أنه عمل سبع قصائد في سبع سنين، فكانت تسمى "حوليات زهير" لأنَّه كان يحوك القصيدة في سنة... وثانٍ أن من المحدثين أيضاً من يسرع العمل، ولا يعتاقه قطّ... وثالثٌ كثرة ما ورد في أشعار المحدثين من الضرورات(20)".(1/2224)
وابن جني لا يقف عند المساواة بين الشعراء الأقدمين والمولدين في إباحة الضرائر للفريقين، بل يجاوز هذا الموقف المتسامح إلى ما هو أوسع تسامحاً، فيرى أن ضرائر المتأخرين أولى بالاغتفار، وأن ضرائر المتقدمين أحقّ باللوم. فالأوائل أصحاب ملكات سليمة، واللغة في زمانهم كانت نقية صافية. والمتأخرون عاشوا في زمان الاختلاط وفشوّ العجمة، وفي الحواضر التي فسدت فيها السلائق، فكيف تبرأ ألسنتهم من الضرائر؟ قال ابن جني: "إذا جاز عيب أرباب اللغة وفصحاء شعرائنا كان مثل ذلك في أشعار المولّدين أحرى بالجواز(21)".
على هذا النحو من النظر المنطقي الواقعي نظر ابن جني إلى الضرائر، فكان من أشدّ النحاة تسامحاً، وعذر الأقدمين والمحدثين على السواء، وكان في قبول الضرائر المحدثة أرحب صدراً وأوسع عذراً. فكيف كان موقف أحمد بن فارس من هذه الظاهرة النحوية، وهو علم من أعلام اللغة والنحو عاش في زمان ابن جني، وعايش الشعراء الذين عايشهم ابن جني؟
يبدأ ابن فارس رسالته (ذم الخطأ في الشعر) بمقدمة، تعدُّ طويلة إذا قيست بمقدماته في رسائله الأخرى، يتكلم فيها على تفرّد البشر من بين المخلوقات بالنطق، وقدرتهم على الإبانة، ويخصّ الأنبياء بالتفوّق في البيان، لأنهم كُلّفوا بإبلاغ البشر شرائع الله. ولهذا، فإن الله "عصمهم من كل شائنة، ونزههم عن كل دنيّة(22)".أمَّا البشر فهم متفاوتون في القدرة على التعبير، فيهم العالم والجاهل، والمخطئ والمصيب. والتناقض سمة من سمات الحياة والأحياء، "فلو لم يكن جهل لم يعُرف علم، ولو لم يكن خطأ لم يعرف صواب، لأنَّ الأشياء تعرف بأضدادها"(23).(1/2225)
بعد هذه المقدمة يتحدث ابن فارس عن فريق من الشعراء القدماء، أصابوا في أكثر شعرهم، وجانبوا الصواب في أقلّه، "وجاء النحاة فجبنوا عن اتهام الأقدمين بالخطأ، ونظروا إلى الشعر القديم بعين الإجلال، وجعلوا يوجهون لخطأ الشعراء وجوهاً، ويتمحّلون لذلك تأويلات، حتّى صنعوا فيما ذكرناه أبواباً، وصنفوا في ضرورات الشعر كتباً"(24). ثمَّ يُتبع الشيخ كلامه هذا بنموذجات من ضرائر الحذف وفكّ الإدغام، ويذكر أقوال سيبويه في تخريجها ذكر الساخر المستنكر، لا ذكر المظاهر المعترف.
فإذا فرغ من العرض انتقل إلى المناقشة. فسخر من الحجة التي يلجأ إليها النحاة، واستنكر أشد الاستنكار تسويغ الخطأ، وتسميته ضرورة. وهذه الحجة هي: أنه يجوز للشاعر ما لا يجوز للخطيب والكاتب، ويجرّد الشعراء من هذا الحق، ويهزأ منهم وممن بايعهم بإمارة الكلام، ويرى أن النحاة أمروا على دولة الفصاحة والبلاغة قوماً غير أكفّاء، فيقول: "وهَبْنا جعلنا الشعراء أمراء الكلام، فلِمَ أجزنا لهؤلاء الأمراء أن يخطئوا، ويقولوا ما لم يقله غيرهم؟"(25).
من تساؤل أحمد بن فارس يتبيّن لك أن الخطأ نزع منهم الجدارة بالإمارة، ونقلهم من صفوف الملوك إلى صفوف السوقة. أمَّا احتجاجهم بإقامة الوزن فحجّة داحضة، وعذر مضعوف، لأنهم غير مكرهين على قول سليم الوزن عليل الصحة. يقول أحمد بن فارس: "ونحن لم نَرَ، ولم نسمع بشاعر اضطره سلطان أو ذو سطوة بسوط أو سيف إلى أن يقول في شعره ما لا يجوز، ومالا تجيزونه أنتم في كلام غيره"(26).(1/2226)
ولسائل أن يسأل ابن فارس بعد أن استنكر فعل الشعراء والنحاة عن المخرج من هذا المأزق. فما المخرج؟ وكيف نعامل الشعراء؟ عالج الشيخ المشكلة بأسلوب صارم حازم، يريح الشعراء والنحاة من أعباء التأويل والتعليل، وهو أن يحذف الشاعر من قصيدته كل بيت فيه تعبير متعثّر، أو خروج على الأصول. يقول ابن فارس عن الفرزدق بعد أن يزري بهفواته: "ولو أنه أعرض عن هذا الملحون المعيب لكان أحرى به"(27).
يبدو ابن فارس في هذه الرسالة علماً فرداً، يكره التقليد والمصانعة، ويؤثر الصراحة والحفاظ على اللغة. ويبدو كذلك حَكَماً عادلاً، يشوب العدل بالقسوة، يجبه من سبقه ومن عايشه برأي واضح، ويقارع المتسامحين مقارعة لا تعرف المجاملة واللين. وهو في مقارعته يبارز أعتى الخصوم من الشعراء والنحاة. يختار أقوال سيبويه، ويفندها، وضرائر الفرزدق ويزري بها. ولكنه لا يفعل ما يفعل إلا بعد أن يخرج الشعر والنحو من الدرع التي يحتميان بها، وهي الحفاظ على الوزن. إن الوزن في رأي ابن فارس ليس إلا ذريعة، يتذرع بها الضعفاء، ويقبع وراءها الخطأ خزيان ذميماً. فمن أحب أن يطاول قمة الشعر فعليه أن يرقى إليها من مسالكها لا من الشعاب الملتوية.
ولعل أقسى ما في هذه الرسالة أن ابن فارس ينزع من الشعراء سلاحهم، وهو أنهم فوق النحو وقبل النحو، وأنه يسمي الضرائر لحناً صُراحاً، فيقول عن الشعراء: "إنهم يخطئون كما يخطئ الناس"(28). ولم يسبقه إلى هذه الصراحة إلا المبرّد في حديثه عن الضرائر القبيحة. غير أن ابن فارس كان أوضح من المبرد وأصرح، وأقسى على الشعراء وأعتى. فالضرائر كلها قبيحة، والقبح كله خطأ، والخطأ في اللغة والنحو لحن. والشعراء والكتاب سواء أمام القضاء.(1/2227)
ولا يمكن أن نردّ موقف ابن فارس هذا إلى تحامله على الشعر. فقد كان الشيخ يقرض الشعر إلى جانب غيرته على اللغة والنحو، وله في الشعر مقطعات لطيفات. وإنما يمكن أن نرده إلى طبيعة ابن فارس، وإلى ثقافته العربية الخالصة، وإلى تعلقه بلغة القرآن الكريم وانصرافه إلى دراسة اللغة وتصنيف المعجمات.
وهذا الموقف لا يعني أن ابن جني وأبا علي الفارسي كانا أضعف منه غيرة، وأوهى حميّة، إلا أنهما غرقا في المنطق، وبرعا في القياس، وكلفا بتشقيق الحجج وتفريع القواعد. وبقي ابن فارس سادن اللغة الحريص على نقائها وصفائها. ولما كان النحو قياساً يتّبع، وكانت اللغة سماعاً ورواية، فقد مال ابن جني وشيخة أبو علي إلى إخضاع الضرائر للقياس، وإلى تخريجها بما يرضي العقل، ومال ابن فارس إلى صيانة اللغة، وغسلها من الأوضار.
والفرق بين الموقفين لا يقتصر على الشعر القديم وضرائره، بل يمتد إلى الشعر المحدث وعواره. فابن جني يتيح للمحدثين ما أتيح للأقدمين من رُخص، ولا يرى أدنى غضاضة في إتيانها. وابن فارس يريد أن يقمع هذه الظاهرة قمعاً، وأن يجتثها اجتثاثاً. ولو أنه كتب لرأيه البقاء والغلبة لأراح النحو من نصف مشكلاته، وأقاله من أسوأ عثراته، لأنَّ أكثر مسالكه التواء تتعرج في دواوين الشعر، ولأن أوعر طرقه مسالك تطؤها أقدام الشعراء.(1/2228)
والدراسات الحديثة شهدت نقاداً دفعتهم الغيرة على اللغة إلى استنكار الضرورة، فهي عندهم غلط محض، شقّ على الفصحى عصا الطاعة، وخالف قواعدها المطردة. ومن هؤلاء النقاد الأستاذ أحمد عبد الغفور عطا، محقق صحاح الجوهري. ذهب العطار إلى أن الضرورة صورة فجّة من صور التعبير القديمة، انبثقت من غور سحيق، وخالطت الصور الناضجة الراقية. قال: "وغير بعيد عندي أن يكون هذا الخطأ أثراً من آثار رواسب اللغة العربية قبل كمالها وبلوغها مرتبة الصقل والتهذيب، تظهر على الألسنة، ولا يستطيع الناطق لها ردّاً"(29). ولا يشفع لهذه الصور عنده صدورها عن فصاح أقحاح، يُحتجُّ بكلامهم، إذ يقول: "وعلى سبيل المثال أذكر بعض هذه الرواسب التي أعتدها من الخطأ الذي وقع من العرب ممَّن يُحتجُّ بلغتهم هو خطأ عند من يبتغي السهولة واليسر والقاعدة الصحيحة التي لا تلف ولا تدور"(30).
وبعد هذا الحكم الحاسم الجازم يذكر العطار خمسة وعشرين شاهداً من الضرائر الشعرية التي يعدّها تعبيراً عن المخالفة والشذوذ. وسواء أكانت هذه الشواهد من رواسب اللغة العربية قبل كمالها وبلوغها مرتبة الصقل أم مخالفة قاد إليها وزن الشعر فهي غلط عند العطار، كما كانت غلطاً عند ابن فارس.
المصادر والمراجع
1 ـ البلغة في تاريخ أئمة اللغة: الفيروزبادي ـ تح. محمد المصري، دمشق 1392هـ/ 1972.
2 ـ الخصائص: ابن جني ـ الطبعة المصورة، (بلا تاريخ).
3 ـ الصحاح: الجوهري ـ تح. أحمد عبد الغفور عطار ـ دار الكتاب العربي ـ القاهرة.
4 ـ الصناعتين: أبو هلال العسكري ـ تح. علي البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة.
5 ـ كتاب سيبويه: سيبويه ـ مصورة عن طبعة بولاق، (بلا تاريخ).
6 ـ كتاب سيبويه: سيبويه ـ تح. عبد السلام هارون (طبعة مصورة).
7 ـ مجلّة المخطوطات العربية ـ المجلد 25، الجزآن 1، 2.
8 ـ معجم الأدباء: ياقوت الحموي ـ بيروت ـ دار المستشرق (بلا تاريخ).
* باحث من سورية.(1/2229)
(2) سمى ابن فارس كتابه هذا في (الصاحبي ص 471) باسم خضارة وباسم (نعت الشعر). وذكر هذا الكتاب في مفتاح السعادة 1/109 وكشف الظنون 1 / 827 باسم ذم الشعر، وكذلك ذكر في آداب زيدان 1 / 619 والأعلام 1 / 184
(3) مجلة المخطوطات العربية مج 25 الجزآن 1ـ 2 ص 31
(4) مجلة المخطوطات العربية مج 25 الجزآن 1ـ 2 ص 31
(5) مجلة المخطوطات العربية مج 25 الجزآن 1ـ 2 ص 31
(6) ترجمة في معجم الأدباء 20 / 50 ـ 52
(7) ترجمة في معجم الأدباء 14 / 14 ـ 35
(8) مجلة المخطوطات العربية، الجزآن 1، 2 ص 33 والنص مقتبس من الوساطة للجرجاني ص 5
(9) ترجمة العسكري في اللغة ص 62
(10) النص في كتاب الصناعتين 150
(11) هو عمرو بن بحر، ترجمته المفصلة في معجم الأدباء 16/ 114 ـ 127
(12) كتاب سيبويه 1 / 26 (هارون) ص 8 (بولاق)
(13) كتاب سيبويه 1 / 13 (هارون) 1 / 13 (بولاق)
(14) ترجمة المبرد في معجم الأدباء 19/ 111 ـ 123
(15) المقتضب للمبرّد 3 / 354
(16) المصدر السابق 3 / 354
(17) ترجمة ابن جني في معجم الأدباء 12 / 81 ـ 115
(18) ترجمة أبي علي الفارسي في معجم الأدباء 7 / 232 ـ 261
(19) الخصائص لابن جنّي 1 / 323
(20) المصدر السابق 1 / 328
(21) المصدر السابق 1 328
(22) مجلة معهد المخطوطات العربية، مج 25 الجزآن 221 ص 45
(23) المصدر السابق.
(24) المصدر السابق.
(25) المصدر السابق.
(26) المصدر السابق.
(27) المصدر السابق، ص50..
(28) المصدر السابق، ص51.
(29) الصحاح للجوهري، طبعة دار الكتاب العربي، مقدمة المحقق، ص17.
(30) المصدر السابق، ص17.
منقول من مجلة التراث العربي - العدد 98
---
(1/2230)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > نحن أهل القرآن! فلم تكون أسماء بعضنا في الملتقى باللغة الأجنبية؟!
---
نحن أهل القرآن! فلم تكون أسماء بعضنا في الملتقى باللغة الأجنبية؟!
---
يزيد بن هارون
06-19-2003, 02:39 PM
رسالة إلى القائمين على هذا المنتدى جزاهم الله خيرا .
نحن أهل اللغة العربية التي نزل بها القرآن ، وبها فخارنا ، وأنتم أيها القائمون على هذا المنتدى ـ أحسب ـ أنكم حريصون على هذه اللغة ، ولذا يؤسفني أن أجد بيننا من يكون رمزه بحروف أجنبية ، أضاقت اللغة العربية فلم تسعنا حروفها ، عجبا ثم عجبا ؛ ولذا فإني أقترح عليكم أن يكون من ضمن شروط المشاركة والتسجيل : اختيار ألفاظ عربية دالة على معاني نبيلة .
وفقني الله وإياكم لكل خير ، وصلى الله وسلم على سيد العرب والعجم .
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 03:00 PM
أخي العزيز يزيد.
قد نبهنا على ضرورة الالتزام بذلك أول يوم ، وتجد ذلك على هذا الرابط:
رسالة ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=24) .
وكررنا التنبيه على ذلك على هذا الرابط:
التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=195) .
وأعلم يا أخي الكريم أن تسجيل كثير من الأعضاء بأسماء مستعارة مثل يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل لا يليق ، لأن في هذا إيهاماً للقارئ وعند الردود والإجابات. فأنت عندما تقول قال يزيد بن هارون في ملتقى أهل التفسير .أليس في هذا تلبيساً ؟! أين يزيد بن هارون رحمه الله من ملتقى أهل التفسير؟ لقد توفي سنة 206هـ انظر سير أعلام النبلاء للذهبي 9/358-371
وكذلك مشكلة كتابة الأسماء باللغة الانجليزية ، لا تصلح في ملتقى أهل التفسير.(1/2231)
نحن نريد الكتابة بوضوح في كل شيء ، والبعد عن الغموض والإيهام . لأن التخفي وراء الأسماء المستعارة نوع من الخوف والتردد مهما حاول الذين يفعلون ذلك تبرير هذا التصرف. وأنا أعلم أنه ليس كل ما يعلم يقال ، ولكن في ملتقى أهل التفسير النقاش حول مسائل علمية بحتة ، فليس هذا بموقع سياسي يخاف فيه الكاتب على نفسه حين يكتب باسمه الصريح.
على كل حال أشكرك أخي الكريم على تنبيهك ، وأرجو مساعدتي في الطريقة المثلى لإقناعكم بضرورة الكتابة بالأسماء الصريحة باللغة العربية ، دون أن يكون في ذلك مضايقة لكم. وأنا أؤكد على من كان من أهل التخصص وفقهم الله. وأما غيرهم فالأمر فيه سعة إن شاء الله. ويجب أن نتقبل هذا ونحرص على التقويم بقدر الاستطاعة إن شاء الله.
---
ناصر الصائغ
06-19-2003, 04:08 PM
تأييد للأخ المشرف الشيخ عبدالرحمن الشهري .
نعم أيها الأخوة لماذا التلميح دون التصريح ، لماذا لا يذكر العضو اسمه صراحة حتى تنسب الأقوال إليه دون الدخول في البحث والتقيب ،والحدس والتخميين ، أما علم أولئك أن رواية المجاهيل مردودة .
وأذكرهنا بعض فوائد التصريح بالاسم :
1) أنه أدعى للتعارف والتآلف في ملتقى يجتمع حول أفضل كتاب .
2) يمكن من خلاله نسبة القول لصاحبه ، حين النقل والتوثيق والاستفادة منه في مجالات أخرى .
3) أدعى لجدية الطرح ، وحسن الانتقاء والإختيار .فصاحبه معروف .
4) ملكية القول والمعلومه أما المجهول فلا حق له بالملكية .
ثم إنه ليس هناك ما يدعو إلى التضليل بالاسم ( إن صح التعبير) فالملتقى ملتقى علمي بعيد عن الشوائب.
وأرى أن من أسباب التعمية والتضليل هو أنه حين دخول الانترنت في بلادنا منذ سنوات واختلط الحابل بالنابل في عدة ملتقيات لها توجهات مختلفة اضطر البعض الى المشاركة فيها والتعمية والتضليل بالأسماء المستعارة .
( مجرد وجهة نظر)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-19-2003, 04:36 PM
بسم الله(1/2232)
أؤكد بشدة على الأسماء الصريحة ، وأرى أن يعطى صاحب الاسم المستعار أياً كان وكيفما كان - باللغة العربية أو غيرها - فرصة ، وإلا يعتذر إليه ويترك المشاركة هنا .
وقد أبدى بعض المشايخ وأهل الفضل استياءه من هذه الأسماء المجهول أصحابها . فنرجو من الجميع أن يكونوا على قدر من الفهم والوعي والمسؤولية . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
خالد الشبل
06-21-2003, 12:14 AM
اسمحوا لي بإبداء رأيي : أما الحروف الأجنبية فلا يليق التسمي بها ، لأننا عرب ، ونستطيع الكتابة بالحروف العربية . أما إذا كان لفظها ومعناها أجنبيين فهذا أشد.
ولكن ألا تلاحظون أن بعض الأعضاء ليس له رغبة في ذكر اسمه الصريح ؟ أرى أنه لا بأس من الكنية ، كأبي عبد الله ، وأبي محمد ، ونحوهما ، وكذلك في أمر النساء . وأما الأسماء المستعارة فهي أولى في شأن النساء ، على ألا تكون ذوات معان رقيقة . وأما في شأن الرجال ففي ظني أن الأمر في هذا واسع ، ولا سيما إذا كان الاسم المستعار يحمل معنى جيداً ، كطالب علم ، أو الفقير إلى الله ، ونحوهما . وهناك أسماء مستعارة موهمة ، كـ : رجل من أقصى المدينة؟ فأيةَ مدينة يريد؟ وهو جزء آية ايضاً ، مع اعتذاري الشديد لصاحب الاسم المستعار .
هذا رأيي ، وربما جابنت فيه ، أو في بعضه الصواب .
---
يزيد بن هارون
06-23-2003, 05:14 AM
في الحقيقة لقد أثر في كثيرا اتهمكم لأخيكم بأن هذا ليس اسما له وإنما هو رمز ، مع العلم أنه لم يزد في الاسم إلا كلمة ( ابن ) فالاسم يزيد هارون سليمان ـ سوداني مقيم بالرياض ـ فلا تجنوا علي جزاكم الله خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
06-23-2003, 06:02 AM
حياكم الله أخي يزيد بن هارون وأعتذر بشدة إن كنت أغضبتك. وأرجو عدم المؤاخذة لأنني لم أكن أتوقع أن يكون اسم يزيد بن هارون اسمك الحقيقي فأرجو المعذرة.(1/2233)
وأذكر أنني عندما كنت أدرس في كلية الشريعة في أبها فوجئت بسماع أحد الأسماء التي يناديها الأستاذ في القاعة أثناء تحضير الطلاب بأن اسم الطالب (جابر بن حيان) ! فاستغربت في المرة الأولى وظننت أن الأستاذ يداعب الطالب ، ثم تبين لي أنه الاسم الحقيقي للطالب ، واستغربت من هذا التطابق بين اسم الطالب واسم الكيميائي القديم ! والشيخ جابر بن حيان الآن هو أحد الزملاء في قسم العقيدة وفقه الله ، ولا أزال مستغرباً إلى اليوم من هذا التطابق ، فأرجو المعذرة أخي يزيد هارون سليمان. وأخشى أن يكون الأخ أحمد بن حنبل المسجل معنا في الملتقى هو اسمه الحقيقي أيضاً !
عموماً الفكرة التي نسعى إليها واضحة ، وكان الأولى بك أخي الحبيب يزيد أن ترفع الإيهام عنا ، لأنك تعلم أن يزيد بن هارون أحد الأئمة الكبار من السلف ، فاختلط علينا الأمر وفقك الله وزادك من فضله ، ومرحباً بك أخاً عزيزاً في هذا الملتقى الذي يسعد بك وبأمثالك وفقكم الله. وأما اسمك فهو من الأسماء الرائعة رحم الله أباك الذي سماك وبارك فيه ، فقد أحسن الاختيار.
---
خالد الشبل
06-23-2003, 10:45 AM
يعني أنت يا أخ يزيد : يزيد بن هارون السوداني ، والمحدث المشهور : يزيد بن هارون الواسطي ( 206 هـ ) شيخ الإمام أحمد ، رحم الله الجميع ، وشرفنا بمعرفتك يا أخ يزيد .
ابتسمت لما قرأت عبارة : الأخ أحمد بن حنبل :)
---
عبدالرحمن السديس
07-04-2003, 09:42 PM
ما ذكر الأخوة مهم ،
ونؤيد بقوة على أهمية الكتابة بالأسماء الصريحة الصحيحة.
---
(1/2234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العلامة عبدالله بن بيه الذي عرفت
---
العلامة عبدالله بن بيه الذي عرفت
---
المجدد الوسطي
06-10-2005, 06:58 AM
وبعد فإن من نعم الله تعالى على الإنسان أن يتعرف على الرجال الكبار الذين لهم وزنهم العلمي ووزنهم الديني ووزنهم الفكري والسلوكي والإصلاحي هذه نعمة تستحق الشكر واعتقد أن من فضل الله تعالي علي وإحسانه إلي أن عرفت واحداً من العلماء الأفذاذ الذين قل أن يجود الزمن بمثلهم ألا وهو العلامة الشيخ عبد الله بن بيّه الذي اشتهر علمه وفضله في الآفاق وعرفه القاصي والداني وعرفته منذ سنوات طويلة خلال المؤتمرات والندوات التي شارك فيها بعلمه وفكره وجهده.
والحقيقة أني كلما اقتربت منه وازددت معرفة به ازددت حباً له وتقديراً له وقلما يجمع الإنسان لشخص بين الحب والتقدير هناك أناس تقدرهم وتحترمهم ولا تحبهم وهناك أناس تحبهم ويكون لك معهم عاطفة قويه ولكن لا تقدرهم ولا تحترمهم.(1/2235)
أما الذين تجمع لهم بين الحب والتقدير فهم قليلون ومن هؤلاء القليلين الشيخ عبد الله بن بيه الذي آتاه الله فضائل عدة فهو يجمع بين المحافظة والانفتاح فهو رجل محافظ ولكنه ليس منغلقاً وهو رجل ميسر ولكنه ليس متسيباً هو مالكي يحفظ فقه المالكية متونهم وشروحهم وحواشيهم ومنظوماتهم المختلفة ولكنه أيضا علامة في الفقه العام والفقه المقارن هو سلفي العقيدة ولكنه أيضا صاحب نزعة ربانية لا رهبانية كما قال شيخنا أبو الحسن الندوي هو يأخذ التصوف على أنه ربانية وأنه تزكية للنفس وأنه اتصال بالله تبارك وتعالى يجمع الشيخ عبد الله بن بيه بين السلفية والصوفية. ويجمع كذلك بين ما يسميه الناس في عصرنا الأصالة والمعاصرة فهو رجل أصيل موصول بالتراث عارف به مطلع على كنوزه المختلفة في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ والأدب وغير ذلك ولكنه غير غائب عن العصر فهو يعيش العصر ومشكلاته وتياراته المختلفة ليس ككثير من علماءنا الذين يعيشون في الماضي وحده ولا يعرفون عن الحاضر شيئاً لكن الشيخ ابن بيه يعرف الماضي ويعايش الحاضر ويستشرف المستقبل ولعل معرفته باللغة الفرنسية من ناحية وتوليه المسئوليات الكبيرة في بلده أكثر من وزارة وأكثر من مسئولية كبرى تحملها لعل هذا كله جعله ينفتح على العصر ينظر إلى العصر بعين وإلى التراث بالعين الأخرى لذلك أهتم بالجانب الإصلاحي والتجديدي في الإسلام وضرورة تغيير الأمة إلى ما هو أفضل وأحسن عن طريق تغيير أفكارها وتغيير معارفها وتغيير إرادتها أو ما عبر عنه القرآن بتغيير ما بالأنفس (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
الحقيقة أن فضائل الشيخ عبد الله بن بيه فضائل كثير ة لا يتسع المقام لها وهذه خواطر مرسلة أعبر بها عن فضل الشيخ وأعبر عن حبي له ودعاء أن يجمعنا الله تعالى به فاعتقد أنه من الصالحين المصلحين إن شاء الله وأنا أقول كما قال الإمام الشافعي :(1/2236)
أحب الصالحين ولست منهم عساني أن أنال بهم شفاعه
وأكره من بضاعته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعه
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في عمر الشيخ عبد الله بن بيّه وينفع به الأمة وينفع به الدين والمتدينين والإسلام والمسلمين وأن يبارك في آله وذريته جميعاً وأن يحشرنا معاً في زمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع (النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
.....................................
www.binbayyah.net
---
(1/2237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مجالس ثعلب للتحميل ..
---
مجالس ثعلب للتحميل ..
---
مسك
11-07-2004, 02:28 PM
مجالس ثعلب .. لأمير النحو أمام أهل الكوفة , أبوالعباس المشهور بثعلب ..
وهذا الكتاب مجموعه من المجالس التي كان يلقيها الإمام ثعلب
وهي نحوية لغوية أدبية .. غاية في المتعة والفائدة ..
يخيل لك وأنت تقرأ هذا الكتاب كأنك في مجلس علمي ويلقي عليك هذه المحاضرة
هدية من الأخ الحبيب ( بهجة المجالس )
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=196494#post196494)
---
خالد الشبل
11-14-2004, 12:06 PM
مجلس أو مجالسات ثعلب نشره الأستاذ العلامة عبد السلام هارون قبل أكثر من خمسين سنة ، وقد اعتمد في تحقيقه على نسخة سقيمة ، وفيها نقص ، والآن يعمل على تحقيقه من نسخة جيدة تكمل النقص في الأولى الأخ الأستاذ وائل الرومي ، وفقه الله وأعانه .
الأستاذ الكريم مسك كل الشكر لك على نقلك الموفق .
---
(1/2238)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يا حافظ القرآن .
---
يا حافظ القرآن .
---
خالد الشبل
05-21-2004, 09:32 PM
عزمٌ يصول ، و همّةٌ تترفعُ ** و سواعدٌ نحو العلا تتطلعُ
ومعالمٌ ُبنيت بنهج عقيدةٍ ** و بناؤها المرفوع لا يتصدعُ
يا قاريء القرآن ألف تحية ** قل لي بربك أيَّ باب تقرع
النور نورك و الملائك تنتشي ** في جانبيك ، وعطرُها يتضوع(1)
اسلك سبيل الحفظ و اهنأ كلما ** ناداك للجنات بابٌ أوسع(2)
يا قاريء القرآن رتّل و ارتقِ ** فالربُّ يجزلُ .. والقراءة تشفعُ
يا قاريء القرآن رتّل و ارتقِ ** لك في رحاب الله عيشٌ أمتعُ
واشرح فؤادك بالكتاب و ذع به ** في دهرنا ، ولك المكان الأرفع(3)
فالعلم نورٌ و انتصار عقيدةٍ ** و الجهل مرّ الدهر .. لايُتجرع
والنفس في روض الكتاب سعيدةٌ ** والعين في حسن اللطائف ترتع
دع من يبدل كل يوم ٍ حلّةً ** فالذكر حلّة جوهرٍ لا تخلع
آي الكتاب خزائن مملوءةبالمكرمات ، و كل دارٍ بلقع
بالذكر يُخشى الله جل جلاله ** فالقلب يخفق ، و المآقي تدمع(4)
و الذكر يخلد بعد صاحبه إذا ** آثاره اندرست وطال المضجع(5)
أخلص الى الله العزائم واعتصم ** فمن استعان بربه لا يجزع
سبحان من ملك الوجود بعلمه ** هو دافع الأمر الذي لا يُدفع
لاتبغ في حفظ الكتاب قناعةً ** و ابذل لحفظك همة لاتقنع
و لقد ينالك في الطريق مشقةٌ ** لكن أسقام الجهالة أوجع
قد يغلب النفس الشقاء فترعوي ** فاصرفْ أعنّتها إلى ما ينفع
وَ رِد المناهل واستطب من شهدها ** واسْتَبق أجمل ما يقال ويسمع
واسلم لأمتك الرءوم فعينها ** ترنو إلى عزم الشباب وتطمع
بالدين و العلم المفيد حياتها ** وإذا غوت عنه استبان المصرع
ولئن أضعنا الدين و العلم الذي ** يُحيي .. فنحن لما سواها أضيع
صالح العمري - الظهران(1/2239)
(1) لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع)
(2) للحديث الشريف: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنّة)
(3) لقوله تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} المجادلة/11
(4) لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} فاطر/82
(5) للحديث الشريف: ( إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. وذكر منها " وعلم ينتفع به" )
---
إكرام
05-21-2004, 11:57 PM
رائعة ..
---
(1/2240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل يلبي أحد الإخوة وله الدعاء؟ حول تفسير أبي الشيخ
---
هل يلبي أحد الإخوة وله الدعاء؟ حول تفسير أبي الشيخ
---
الأزهري الأصلي
11-19-2005, 05:49 PM
السلام عليكم:
أبحث ويبحث معي بعض الإخوة عن مخطوطة لتفسير أبي الشيخ الأصبهاني وهو في عداد المفقود.
ولكن أجاب بعض الإخوة المطلعين أن المخطوطة موجودة في تركيا.
فهل يتأكد لنا أحد الإخوة ويخبرنا عن مكانها وسنسأله سؤالا واحدا فقط بعدها؟
هذا السؤال لتخريج بعض الآثار الواردة في تفسير بعض الآيات وانفرد بها هذا التفسير عن غيره وأوردها عنه السيوطي في الدر المنثور.
وجزاكم الله خيرا كثيرا.
---
برعدي الحوات
09-03-2006, 03:09 AM
الأزهري الأصلي السلام عليكم:
أبحث ويبحث معي بعض الإخوة عن مخطوطة لتفسير أبي الشيخ الأصبهاني وهو في عداد المفقود.
ولكن أجاب بعض الإخوة المطلعين أن المخطوطة موجودة في تركيا.
فهل يتأكد لنا أحد الإخوة ويخبرنا عن مكانها وسنسأله سؤالا واحدا فقط بعدها؟
هذا السؤال لتخريج بعض الآثار الواردة في تفسير بعض الآيات وانفرد بها هذا التفسير عن غيره وأوردها عنه السيوطي في الدر المنثور.
وجزاكم الله خيرا كثيرا.
---------
بسم الله الرحمن الرحيم
....اللهم حقق سعيك، آمين يارب العلمين.....وإذا حصلت أخي الكريم على هذا المخطوط، فستكون إن شاء الله قد حققت حلم عدد كبير من الباحثين.وفقكم الله جميعاً
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
(1/2241)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج تحويل التاريخ بين التقويمين الهجري والميلادي بالاتجاهين
---
برنامج تحويل التاريخ بين التقويمين الهجري والميلادي بالاتجاهين
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 10:57 AM
http://www.geocities.com/mosamersa/GregorianToHijri.zip
أو
http://rapidshare.de/files/2430996/GregorianToHijri.zip.html
---
(1/2242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواعظ المفسرين (2/12)
---
مواعظ المفسرين (2/12)
---
عمر المقبل
09-26-2006, 01:29 AM
الموعظة الثانية
قال العلامة الشنقيطي : في تفسيره (3/9) لقوله تعالى : "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ" [هود:6- 8].
(اعلم أن الله تبارك وتعالى ما أنزل من السماء إلى الأرض واعظاً أكبر، ولا زاجراً أعظم مما تضمنته هذه الآيات الكريمة وأمثالها في القرآن، من أنه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه، رقيب عليهم، ليس بغائب عما يفعلون.
وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر، والزاجر الأعظم مثلاً؛ ليصير به كالمحسوس، فقالوا: لو فرضنا أن ملكاً قتّالا للرجال، سفّاكاَ للدماء شديد البطش والنكال على من انتهك حرمته ظلماً، وسيافه قائم على رأسه، والنطع مبسوط للقتل، والسيف يقطر دماً، وحول هذا الملك الذي هذه صفته جواريه وأزواجه وبناته، فهل ترى أن أحداً من الحاضرين يهتم بريبة أو بحرام يناله من بنات ذلك الملك وأزواجه، وهو ينظر إليه، عالم بأنه مطلع عليه؟! لا، وكلا! بل جميع الحاضرين يكونون خائفين، وجلة قلوبهم، خاشعة عيونهم، ساكنة جوارحهم خوفاً من بطش ذلك الملك.(1/2243)
ولا شك -ولله المثل الأعلى- أن رب السموات والأرض جل وعلا أشد علماً، وأعظم مراقبة، وأشد بطشاً، وأعظم نكالا وعقوبة من ذلك الملك، وحماه في أرضه محارمه. فإذا لاحظ الإنسان الضعيف أن ربه جل وعلا ليس بغائب عنه، وأنه مطلع على كل ما يقول وما يفعل وما ينوي لان قلبه، خشي الله تعالى، وأحسن عمله لله جل وعلا.
ومن أسرار هذه الموعظة الكبرى، أن الله تبارك وتعالى صرح بأن الحكمة التي خلق الخلق من أجلها، هي: أن يبتليهم أيهم أحسن عملاً، ولم يقل: أيهم أكثر عملاً، فالابتلاء في إحسان العلم، كما قال تعالى في هذه السورة الكريمة: "وَهُوَ الذي خَلَق السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" [هود:7] الآية.
وقال في الملك: "الذي خَلَقَ الموت والحياة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العزيز الغفور" [الملك:2].
ولا شك أن العاقل إذا علم أن الحكمة التي خلق من أجلها هي أن يبتلي، أي: يختبر: بإحسان العمل فإنه يهتم كل الاهتمام بالطريق الموصلة لنجاحه في هذا الاختبار، ولهذه الحكمة الكبرى سأل جبريل النَّبي صلى الله عليه وسلم عن هذا، ليعلمه لأصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "أخبرني عن الإحسان"، أي وهو الذي خلق لأجل الاختبار فيه، فبين النَّبي صلى الله عليه وسلم أن الطريق إلى ذلك هي هذا الواعظ ، والزاجر الأكبر الذي هو مراقبة الله تعالى ، والعلم بأنه لا يخفى عليه شيء مما يفعل خلقه ، فقال له: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" انتهى كلامه.
---
(1/2244)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد قرآنية ( الحلقة الأولى )
---
فوائد قرآنية ( الحلقة الأولى )
---
أحمد القصير
04-26-2003, 12:25 AM
فوائد قرآنية ( الحلقة الأولى )
الفائدة الأولى :
لم يجيء إعداد العذاب المهين في القرآن إلا في حق الكفار :
كقوله تعالى :{ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } وقوله : { وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا } وقوله :{ فباؤا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين } وقوله : {إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } [ مجموع الفتاوى ، لابن تيمية ( 15 / 366 ) ]
الفائدة الثانية :
الفرق بين مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات في القرآن الكريم :
حيثما وردت الذنوب في القرآن فالمراد بها الكبائر ، وحيثما وردت السيئات فالمراد بها الصغائر .
وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نجد : أن لفظ ( المغفرة ) يرد مع الذنوب ، ولفظ ( التكفير ) يرد مع السيئات ، قال تعالى : { رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} [ آل عمرا : 193 ] وذلك لأن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ، ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة .
والدليل على أن السيئات هي الصغائر ، والتكفير لها : قوله تعالى : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } [ النساء : 31 ] [ مدارج السالكين ( 1 / 317 ) ] .
الفائدة الثالثة :
ورد في القرآن الكريم { يغفر لكم ذنوبكم } و { يغفر لكم من ذنوبكم }
والفرق بين الأسلوبين :
أنه حيثما كان الخطاب في الآية من المؤمنين أو للمؤمنين ؛ فإن التعبير يكون بلفظ { يغفر لكم ذنوبكم } لأن المؤمن إذا استغفر الله غفرت له جميع ذنوبه .(1/2245)
وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين ؛ فإن التعبير يكون بلفظ : { يغفر لكم من ذنوبكم } ، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره . [ بدائع الفوائد ( 2 / 53 ) ]
الفائدة الرابعة :
حيثما ورد نداء المؤمنين في القرآن الكريم ضمن لفظ الألوهية ، كقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ } وذلك لأن المؤمن مقر بتوحيد الألوهية .
وحيثما ورد نداء الناس في القرآن الكريم فالغالب تضمينه لفظ الربوبية ، كقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ } وقوله : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ } وذلك لأن لفظ ( الناس ) عام يدخل فيه المؤمن والكافر ، والكفار أغلبهم مقر بتوحيد الربوبية دون الألوهية .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
عبدالرحمن الشهري
04-26-2003, 12:38 AM
جزاك الله خيراً يا أخي الكريم الشيخ أحمد على هذه الفوائد الثمينة ، ونشكرك على تكرمك بالانضمام إلينا ، وننتظر منكم بحوث جادة تطرح للنقاش بإذن الله ففكر من الآن فصاعداً في ملتقى أهل التفسير ، واقتنص الفوائد والشوارد وأشركنا معك فيها ، فالعلم رحم بين أهله. وفقك الله وبارك فيك.
---
محمد الربيعة
04-26-2003, 01:30 PM
نشكر الأخ أحمد على هذه الفوائد / وهنا توضيح حول الفائدة الثالثة حيث ذكر حفظه الله أن ماورد من قول الله تعالى ( ويكفر عنكم سيئاتكم ) فهي للمؤمنين ، وقد ورد في سياق الخطاب عن المؤمنين في سورة البقرة ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكقر عنكم من سيئاتكم ) والسر في ذلك كما ذكر المفسرون أن الصدقات لاتكفر السيئات كلها ولذا قال (من سيئاتكم ) ، والله أعلم .
---
المشارك7
04-26-2003, 07:57 PM
أخي الشيخ أحمد جزاك الله خيرا على هذه الفوائد وننتظر المزيد .(1/2246)
أشكل علي في الفائدة الثالثة :(وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين ؛ فإن التعبير يكون بلفظ : { يغفر لكم من ذنوبكم } ، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره ).
وذلك لأن الكافروهو متلبس بكفره لا يغفر له أي ذنب فلا تنطبق عليه هذه الاية .
فلعل للتفريق وجها آخر .
---
أحمد القصير
04-28-2003, 01:55 AM
تعليقاً على الفائدة الثالثة وعلى ما استشكله أحد الأخوة حول قولي : إن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره ، أسوق كلام الزركشي في هذه المسألة حتى ينحل الإشكال ، قال الزركشي رحمه الله تعالى : فإن قيل : فإذا غفر للبعض كان البعض الآخر معاقبا عليه ، فلا يحصل كمال الترغيب في الإيمان إلا بغفران الجميع .
وأيضا : فكيف يحسن التبعيض فيها مع أن الإسلام يجب ما قبله ، فالجواب من وجوه :
1- أن الكافر إذا آمن فقد بقي عليه ذنوب ، وهي مظالم العباد ، فثبت التبعيض بالنسبة للكافر .
2- أن قوله : ( ذنوبكم ) يشمل الماضية والمستقبلة ، فإن الإضافة تفيد العموم فقيل ( من) لتفيد أن المغفور الماضي ، وعدم إطماعهم في غفران المستقبل بمجرد الإسلام حتى يجتنبوا المنهيات . أ.هـ [ البرهان ( 4 / 362 – 364 ) ( طبعة دار المعرفة ، تحقيق يوسف المرعشلي ) ] .
---
مداد
04-28-2003, 04:28 PM
بارك الله في علمك ، ونفع بك.
أرجو المتابعة على هذا المنوال ، فذي فوائد قيمة ، كلنا بحاجة إلى استظهارها .
---
الغزالي
04-28-2003, 10:27 PM
جزيت خيراً ، شيخ أحمد.
---
أحمد القصير
06-12-2003, 02:34 PM
1
---
أبومجاهدالعبيدي
04-05-2006, 07:31 AM
ألا يمكن أن يقال : إن قوله تعالى : { يغفر لكم ذنوبكم } في حق أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقوله : { يغفر لكم من ذنوبكم } في حق الأمم السابقة ؟
والجوابات التي ذكرها الزركشي لا تخلو من إشكال .
---
أبو علي
04-05-2006, 09:34 AM(1/2247)
قال نوح صلى الله على نبينا وعليه وسلم: يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِين ، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ، يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ....)
هؤلاء ارتكبوا ذنوبا عن جهالة (كانوا يجهلون أنها عمل قبيح لا يرضي الله ) حتى جاء نوح بشرع الله فتبين لهم أنه من عمل الشيطان، هذه ذنوب يغفرها الله لهم إن تابوا منها.
وهناك ذنوب أخرى يعلم الإنسان أنها ظلم وعمل إجرامي قبيح ومع ذلك تسول له نفسه ارتكاب الجريمة، فقاطع الطريق الذي يسلب الناس متاعهم هل يحتاج إلى رسول من الله ليقول له إنه عمل غير صالح؟
إذن فهؤلاء ارتكبوا ذنوبا بجهالة وذنوبا أخرى عن علم أنها جرائم وظلم وأعمال قبيحة. فأي من هذه الذنوب التي تغتفر بالتوبة؟
إنها الذنوب التي ارتكبت بجهالة ، أما الذنوب المتعمدة فهي تحتاج إلى كفارة.
إذن (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ= ليست كل الذنوب وإنما يغفر منها فقط التي ارتكبت بجهالة.
---
أبو علي
04-05-2006, 10:36 AM
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ.)
أخذهم الله بذنوبهم تعني أخذهم متلبسين بذنوبهم.
مثلا : مجرم له سوابق إجرامية أطلق سراحه ثم سمع عنه أنه عاد لتجارة المخدرات .
هل تكتفي الشرطة بشهادة من أبلغ عنه أم تنصب له كمينا لتلقي عليه القبض وهو متلبس بالجريمة؟
لو اكتفت الشرطة فقط بشهادة فاعل الخير المبلغ عن المجرم لأنكر المجرم ولادعى أنه تاب، أما لو نصبت له كمينا وألقت عليه القبض متلبسا بجريمته فتلك هي الحجة بالحق.
كذلك الله تعالى يأخذ المجرمين متلبسين بذنوبهم ، وقد كان الكمين الذي نصب لقوم لوط هو إرسال ملائكة على هيئة رجال حسان المظهر مما يشتهي قوم لوط ، فجاء قوم لوط يهرعون إلى الشراك الذي نصب لهم فأخذهم الله متلبسين بذنبهم.(1/2248)
وكذلك آل فرعون أغرقهم الله وهم متلبسين بذنوبهم ، وذنبهم هو مطاردتهم لبني إسرائيل لمنعهم من الخروج مع موسى عليه السلام ، وقد كان أمر الله لموسى وأخيه هارون هو : فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.
هذا هو الهدف الأساسي لرسالة موسى عليه السلام إلى فرعون لتخليص قومه من فرعون .
فلما رفض فرعون أمر الله وسعى إلى مطاردة بني إسرائل بالفعل لإهلاكهم أخذه الله متلبسا بمطاردته لبني إسرائيل.
---
(1/2249)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > أيشٍ هو رأيكم؟
---
أيشٍ هو رأيكم؟
---
خالد الشبل
07-21-2003, 02:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله :
ائذنوا لي باقتراح ، وهو أن أكثر المنتديات في الملتقى هنا كثرةً في الموضوعات هو الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن ، وفيه من جميل الموضوعات ما يحرص المتصفح على البداءة به ، لكن ألحظ أنه يتخلل هذه الموضوعاتِ موضوعاتٌ بعيدة عن التفسير ، أو تعنى بشيء اجتماعي ، كتسجيل الأعضاء والترحيب بهم، وبعض المطالب ، كموقع أو عنوان ما ، أو دعم لفكرة دعوية أو ... وهلم جرًا
لهذا أقترح إيجاد منتدى عام لهذه الأمور ، ويشار في وصف المنتدى العام إلى أنه للترحيب والموضوعات الخارجة عن التفسير، والمطالب غير ذات الصلة بالتفسير.وأدع لكم وللأعضاء الأفاضل اقتراح اسم له ، إن راق لكم الاقتراح.فما رأيكم؟
خالد
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2003, 12:03 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أبا عبدالله وأشكرك على عنايتك واهتمامك وفقك الله.
من حيث المبدأ ليس لدي مانع ، وننتظر رأي الزملاء وفقهم الله.
---
خالد الشبل
09-06-2003, 06:19 PM
السلام عليكم جميعًا
ماذا عن هذا الاقتراح؟ لم يصل أي صوت يؤيد ، ولا يعارض :)
---
المحرر
09-07-2003, 05:44 AM
اقتراح موفق ،،، وأضم صوتي مع الأخ ( خالد الشبل ) .
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2003, 03:02 PM
أخي الكريم أبا عبدالله خالد الشبل وفقه الله لكل خير
أشكرك على اهتمامك بالملتقى ، وثق تماماً أن كل آرائك محل العناية والاهتمام وفقك الله. وقد قمت بتنفيذ اقتراحك وفقك الله كما تلاحظ فجزاك الله خيراً.
---
خالد الشبل
09-10-2003, 04:51 PM
وفقك الله يا أبا عبدالله وجزاك خيرًا.
هل جمع ( جديد ) على جدد قياس؟ :)
---(1/2250)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملتقى أهل التفسير يبارك لرواده دخول الشهر الكريم
---
ملتقى أهل التفسير يبارك لرواده دخول الشهر الكريم
---
أحمد البريدي
09-22-2006, 09:05 PM
مجلس القضاء الاعلى يثبت دخول شهر رمضان المبارك , ويكون السبت اول ايام شهر رمضان المبارك ,
نسأل الله أن يوفقنا لصيامه وقيامه .
وهذه نصيحة للشيخ ابن باز رحمه الله بهذه المناسبة :
السؤال : سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل ؟
الجواب : نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا ، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب ، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين)) ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين وينادى منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)) .(1/2252)
وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة : (( أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله )) . ومعنى : (( أروا الله من أنفسكم خيراً )) : يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات . ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) . ويقول صلى الله عليه وسلم : يقول الله جل وعلا : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) ، ويقول صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ))، ويقول صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري في الصحيح . فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي ، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار ؛ لأن هذا شهر القرآن: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن ، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً ، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي ، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .(1/2253)
فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال ، وتعظم فيه السيئات ، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر وأعظم ، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم ، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء ، إلى غير هذا من وجوه الخير ، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه ، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً ، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه ، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه ، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين ، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم ، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم ، نسأل الله أن يوفقهم لذلك ، عملاً بقوله جل وعلا : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ }، وعملاً بقوله جل وعلا: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } ، وعملاً بقوله سبحانه: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ، وعملاً بقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }، وعملاً بقول الله سبحانه : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } ، وقوله سبحانه : { وَمَا آتَاكُمُ(1/2254)
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } .
هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم ، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله ، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة و به رضا الله و به الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم . نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
---
فهد الوهبي
09-22-2006, 10:30 PM
جزاكم الله خيراً .. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً
---
عبدالرحمن الشهري
09-23-2006, 12:45 AM
نسأل الله أن يبارك لنا في هذا الشهر ، وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام على الوجه الذي يرضيه .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-23-2006, 04:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإنه يسعدني أن أبارك لكم هذا الشهر الكريم ، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم ، و يدخلنا جنته برحمته ، و يجمعنا في روضاتها بمنه و كرمه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/2255)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للنقاش: في آلية التوثيق من الإنترنت في البحوث العلمية
---
دعوة للنقاش: في آلية التوثيق من الإنترنت في البحوث العلمية
---
أحمد القصير
10-01-2006, 06:42 PM
تعد الشبكة العالمية (الإنترنت) نافذة جديدة في مجال البحوث العلمية المعاصرة، ولا يخفى ما في هذه الشبكة من الزخم الهائل من المعلومات، وهذه المعلومات قد يقتبس أحدنا منها في بحوثه العلمية، ولكن تختلف وجهات النظر في آلية التوثيق خصوصاً وأن المواقع كثيرة التغير، بل ربما اقتبست من موقع ما وبعد برهة من الزمن تبحث عنه ولا تجده؛ فيصبح العزو لشيء مجهول.
هذه المشكلة تتباين حولها الآراء فما الحل لو كانت المعلومة التي حصلت عليها من الشبكة ذات قيمة عالية لا يمكن الاستغناء عنها ، ولاتجدها في كتاب مطبوع؟ كيف ستوثقها؟ أترك المجال لكم لنسمع آراءكم حول هذه القضية.
---
الجكني
10-02-2006, 02:57 AM
من البركة في العلم أداء الأمانة فيه ،ومن هذه الأمانة عزو كل قول لمصدره ولصاحبه ،أما مسألة أنه" سيكون عزواً لشيء مجول "فأرى أن هذا لا يضر إذ يكون كعزو لمخطوط أو كتاب ما ثم عدم بأي سبب من العوادي0
---
مساعد الطيار
10-05-2006, 03:59 AM
لقد بدأت ظاهرة العزو إلى المواقع تظهر في البحوث العلمية ، والباحث مطالب أن يعيد المعلومة إلى الموقع الذي اقتبسها منه ، وأن يكون اكثر تحديدًا فيها ، وذلك بذكر صاحب الفكرة التي اقتُبِست منه ، وعنوان المقالة ، ورابط الموقع ، كما هو الحال في الكتب وغيرها .
أما تغير اسم الموقع ، أو انتهاء الموقع أو غير ذلك من المور الفنية التي قد تحصل لمواقع الشبكة العنكبوتية ، فذلك امر خارج عن إرادة الباحث ، ولا يعاتب عليه .
---
ابو يزيد
10-05-2006, 08:07 AM(1/2256)
للأسف أن كثيرا من القراء في عالمنا العربي عزفوا عن مطالعة الكتب بسبب تقنية الإنترنت ،بل أصبح سوقها كاسدا عند الكثير ، ومما يزيد الأمر سوءا ما ذكره الدكتور : مساعد الطيار ، من أن ظاهرة العزو إلى المواقع بدأت تظهر في البحوث العلمية .
---
د.أحمد شكري
10-05-2006, 09:08 AM
فعلا تواجه الباحث مشكلة التوثيق من الانترنت، وأظننا نتفق على وجود معلومات قيمة جدا فيه، بعضها يمكن توثيقه من كتب ومصادر متعددة فهذا لا إشكال فيه ويكون الانترنت في هذه الحالة وسيطا للوصول إلى المصدر الأساس للمعلومة، ولا بأس بذكره زيادة على مصدر المعلومة أما المعلومات التي يحصل عليهاالباحث من الانترنت ويتعذر عليه الوصول إليها في الكتب فإن كان يثق بالقائل والموقع ويغلب على ظنه صحة المعلومة مع حاجته الماسة إلى تثبيتها في بحثه فلا بأس بذلك ويعد الموقع في هذه الحالة كالكتاب المطبوع، وينسب إليه ويثبته مرجعا، وكثير من المواقع النافعة والعلمية لا تتغير أو تزول بسهولة وإن حصل فيوجد في الغالب مواقع أخرى بديلة تسد مسدها والله أعلم.
---
إبراهيم الحميضي
10-05-2006, 09:29 PM
[ ولاتجدها في كتاب مطبوع ]
ما دام أنها لا توجد في كتاب مطبوع فلا ضير عليك في الإحالة عليها، ولا مناص عن ذلك ، كما أن الباحث يحيل في بعض الأحيان على ما يحدثه به بعض الناس مشافهة مع أنه قد ينسى أو يموت أو يتغير رأيه ، لكن لابد من تحديد الموضع والزمان، وإنما المحذور هجر كتب العلم الأصول والاستعاضة عنهابما في الشبكة.
---
أحمد البريدي
10-07-2006, 12:26 AM
نعم هذه قضية تستحق النقاش بل ربما تتفاوت تجاهها وجهات النظر .
ووجهة نظري أن هذه المواقع مصدر ينبغي التعامل معها كبقية المصادر في التوثيق ونحوه , مع وضع ضوابط منهجية تتناسب مع هذا المصدر الجديد , الغرض منها تلافي أكبر قدر ممكن من السلبيات المصاحبة له .
---
أبو العالية
10-09-2006, 10:07 AM(1/2257)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
نعم ، يُعدُّ مرجعاً في الأبحاث قاطبة ، وعلى الباحث أن يضع الرابط المباشر للموضوع ومن ثم يسمِّي الموقع ، ويذكر تاريخ المقال أو الفائدة إن وجد .
مثاله :
الفاتحة ثناءٌ ودعاء .رابط الموضوع : http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=5&artid=5105
الكاتب : د. محمد عمر دولة .
المرجع : شبكة المشكاة : http://www.meshkat.net/new/homer1427.php
والله أعلم
---
(1/2258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعاء لتثبيت حفظ القرآن الكريم من الحديث الشريف
---
دعاء لتثبيت حفظ القرآن الكريم من الحديث الشريف
---
د.أبو بكر خليل
04-06-2006, 04:15 PM
يشكو كثير منا من تفلت القرآن الكريم منه في الحفظ و التذكر ، و كثرة التلاوة له و تعهده خير معين على ذلك ،
و قد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى توجيه مفيد ، فيما أخرجه الإمام الترمذي في " سننه " ، ( بَاب فِي دُعَاءِ الْحِفْظِ ) ، قال :
((
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي تَفَلَّتَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا الْحَسَنِ : أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ بِهِنَّ مَنْ عَلَّمْتَهُ وَيُثَبِّتُ مَا تَعَلَّمْتَ فِي صَدْرِكَ ؟ قَالَ : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلِّمْنِي ،
قَالَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَقَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ
{ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي }(1/2259)
يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي وَسَطِهَا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي أَوَّلِهَا ، فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يس وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَحم الدُّخَانِ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَفِي الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَتَبَارَكَ الْمُفَصَّلِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدْ اللَّهَ وَأَحْسِنْ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالْإِيمَانِ ثُمَّ قُلْ فِي آخِرِ ذَلِكَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّيَ اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي وَأَنْ تَغْسِلَ بِهِ بَدَنِي فَإِنَّهُ لَا يُعِينُنِي عَلَى الْحَقِّ غَيْرُكَ وَلَا(1/2260)
يُؤْتِيهِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ يَا أَبَا الْحَسَنِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا تُجَبْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأَ مُؤْمِنًا قَطُّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ عَلِيٌّ إِلَّا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِيمَا خَلَا لَا آخُذُ إِلَّا أَرْبَعَ آيَاتٍ أَوْ نَحْوَهُنَّ وَإِذَا قَرَأْتُهُنَّ عَلَى نَفْسِي تَفَلَّتْنَ وَأَنَا أَتَعَلَّمُ الْيَوْمَ أَرْبَعِينَ آيَةً أَوْ نَحْوَهَا وَإِذَا قَرَأْتُهَا عَلَى نَفْسِي فَكَأَنَّمَا كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ عَيْنَيَّ وَلَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَإِذَا رَدَّدْتُهُ تَفَلَّتَ وَأَنَا الْيَوْمَ أَسْمَعُ الْأَحَادِيثَ فَإِذَا تَحَدَّثْتُ بِهَا لَمْ أَخْرِمْ مِنْهَا حَرْفًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ يَا أَبَا الْحَسَنِ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ )) .
* فالله أسأل أن ينفع به ، و أن ينفعني به
---
أبو صفوت
04-06-2006, 04:43 PM
الدكتور الفاضل أبو بكر - حفظك الله -
الحديث صرح كثير من الأئمة بضعفه بل قال البعض بوضعه . والله أعلم
وفقك الله
---
د.أبو بكر خليل
04-06-2006, 11:20 PM
)) قَالَ أَبُو عِيسَى [ أي : الإمام الترمذي ] : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ )) .
---
سيف الدين
04-07-2006, 12:08 AM
نتمنى ان يخبرنا مؤمن عن تجربته مع هذا الدعاء
---(1/2261)
محمود الشنقيطي
04-07-2006, 05:57 PM
قال الحاكم رحمنا الله وإياه في مستدركه وقد أخرج هذا الحديث من طريق الوليد بم مسلم عن جريج عن عطاء(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)1/461
---
أبو صفوت
04-07-2006, 10:02 PM
وقال الذهبي : هذا حديث منكر شاذ أخاف لا يكون مصنوعا "ولعل الصواب أن يكون موضوعاً " وقد حيرني والله جودة سنده ] السلسة الضعيفة 7/384-385 . ما بين القوسين من كلام الألباني
وذكر الذهبي الحديثَ في سير أعلام النبلاء في ترجمة الوليد بن مسلم وساقه بطوله ثم قال :[ هذا عندي موضوع والسلام ] سير أعلام النبلاء 9/218 .
وقال في الميزان في ترجمة الوليد " ومن أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن ، رواه الترمذي .
وذكره الشوكاني في كتابه في الأحاديث الموضوعة ص42 .
وقال الألباني " وجملة القول أن هذا الحديث موضوع كما قال الذهبي في الميزان وقال أيضاً وهو من أنكر ما أتى به الوليد بن مسلم ، وابن الجوزي ما أبعد عن الصواب حين أورده في الموضوعات ومن تعقبه فلم يأت بشيء يستحق النظر فيه ] السلسلة الضعيفة 7/387-388 .
وأما قول الترمذي حسن فهذا مصطلح واسع ليس مجال الكلام فيه هنا على أنه قال حسن غريب جدا لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم . وفي هذا إشارة منه إلى إعلال الحديث إذ الوليد ممن يدلس تدليس التسوية ولا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث عن شيخه وشيخ شيخه على أقل تقدير ، وهو ممن لا يحتما التفرد بمثل هذا الخبر
هذا فضلا عن اأن الحديث لو قبل التحسين فمثل هذه الأحاديث المختلف فيها لا يسوغ أن يبنى عليها عبادة إذ مثل هذا لا يثبت بحديث مختلف فيه
كتبت هذا على عجل .
وفقكم الله ونفع بكم
---
مسلم السعدون
04-07-2006, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اظن ان الامر يحتاج الى الكثير من العناء ولا لجهد العلماء . نرجوا من علماء الامة الالتفات الى
الضروريات ومشاكل الامة.
---
د.أبو بكر خليل
04-08-2006, 01:32 AM(1/2262)
للألباني تراجعات كثيرة عن تضعيف الأحاديث و تصحيحها ، تتبعها العلماء المعاصرون ، زادت على ( 500 ) حديثا ، و ابحث عن ذلك في " ملتقى أهل الحديث " ، تحت عنوان " موسوعة الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن حكمه عليها " ( 1 )
- و ماذا تقول في حديث حسَنه الترمذي ، و صححه الحاكم ، و أخرجه الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع " ، ( دعاء حفظ القرآن و الحديث و أصناف العلوم ) ،
و القول بالتدليس غير وارد هنا إذ صرِح الوليد بن مسلم بالسماع فيما أخرجه الحاكم و البغدادي و غيرهما ،
- و أحسب أن هؤلاء الأئمة من نقاد الحديث و نظاره لم يكونوا غافلين أو جاهلين عندما حكموا على الحديث بالحسن و بالصحة ،
و لا حول و لا قوة إلا بالله ، ماذا بقي لنا من السنة النبوية الشريفة لم تطعنوا فيه ، و تردوه ؟!
هامش
---------------------------------------------------------------------------
( 1 ) انظرها بالضغط هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75542&highlight=%CA%D1%C7%CC%DA%C7%CA
على هذ
---
د. هشام عزمي
04-08-2006, 02:54 AM
بسم الله ...
أرى أن الحديث أنكره ابن الجوزي والذهبي والشوكاني والألباني ، ولكل منهم باع طويل في الحديث وقد سئل ابن المبارك عن الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تعيش لها الجهابذة .
والحاكم معروف تساهله في التصحيح ، والترمذي قال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم ، والوليد بن مسلم جمع عدد من أنواع التدليس لذا وجب أن يصرح بالسماع من شيخه وشيخ شيخه ، وهو هنا لم يصرح بالسماع من شيخ شيخه بل قال (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ) .
والله أعلم .
---
أبو صفوت
04-08-2006, 09:48 AM
الدكتور الفاضل أبو بكر - حفظك الله -(1/2263)
هل كان الذهبي غافلا عن كلام الترمذي ، أم كان لا يعرف تصحيح الحاكم وهو من علق على مستدركه ؟
لماذا ركزتم على تراجعات الألباني وتركتم أحكام ابن الجوزي والذهبي والشوكاني على الحديث بالوضع ،
ثم إن إخراج الحديث في كتاب ما ليس دليلا على صحته إلا إذا كان مؤلفه قصد تجريد الكتاب للصحيح
وقد ذكرت لفضيلتكم أن كلام الترمذي الذي ذكره عقب الحديث هو منه إعلال للحديث .
وأخيرا : سامحك الله لما جعلتني ممن يرد الأحاديث ويطعن في السنة ، وهل ذكرت حرفا من عندي إنما أنا ناقل لكلام الأئمة
---
د.أبو بكر خليل
04-08-2006, 10:06 AM
أخي العزيز ( أبو صفوت )
سلام اللع عليكم
لم أقصدك ، و لم أخصك بالطعن في الحديث ،
فأنت و أنا مجرد نقلة عن الأئمة ،
و تحسين الحديث من الإمام الترمذي لا يكون إعلالا منه له بحال ،
و قوله" غريب " - بعد تحسينه الحديث - لا يعني الإعلال ، و ابحث عن معناها في كتب مصطلح الحديث ، و أنت أهل لذلك ، أكرمك الله ،
- و أما الوليد بن مسلم : فقد احتج به الإمامان البخاري و مسلم ،
و أنت ذكرت قول الألباني بجودة سند الحديث ، فتأمله
***************************************
و اعلم أخي أن من بلغه حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم فرده بعد تحسين الأئمة المعتبرين له و تصحيحهم له سيسأل عن ذلك يوم القيامة ،
و بدلا من أن نجهد أنفسنا في تلمس الأسباب لرد ما قبله أئمة الأمة بالقبول ، كان من الأولى بنا أن نجتهد في العمل بذلك الحديث عسى أن ينال الواحد منا بركته بفضل الله و عونه .
وفقنا الله و إياكم لما يحب و يرضى
---
سيف الدين
04-08-2006, 10:07 PM
الاخ ابو بكر خليل:
اقتباس:
--------------
و اعلم أخي أن من بلغه حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم فرده بعد تحسين الأئمة المعتبرين له و تصحيحهم له سيسأل عن ذلك يوم القيامة
----------------
هل تفضّلت بالدليل على هذا القيد وهذا الحكم؟
اقتباس:
---------------(1/2264)
كان من الأولى بنا أن نجتهد في العمل بذلك الحديث عسى أن ينال الواحد منا بركته بفضل الله و عونه .
----------------
أرجو من الله ان تنال هذه البركة ....
---
الغني بالله
04-09-2006, 07:30 AM
الذي يظهر والله أعلم أن الترمذي رحمه الله لم يحسن الحديث بل قال عنه غريب وهذا الظن به وبعلمه وقد ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق [ جزء 51 - صفحة 252 ] فقال :
رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي عن سليمان وقال غريب لا يعرف إلا من حديث الوليد .أهـ
والغرابة في اصطلاح الترمذي تعني الضعف ( ومثله ابن منده وأبي نعيم في الحلية والحافظ ابن كثير )
ولايشك منصف يعايش سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الحديث لم ينطق به هو ولا أحد من صحابته الكرام .
---
د.أبو بكر خليل
04-16-2006, 01:39 AM
اقتباس :
(( والغرابة في اصطلاح الترمذي تعني الضعف ))
---------------------------------------------------------
- كيف يجتمع حكمه بتحسين الحديث مع دعواك بتضعيفه إياه ؟!
- و ما كان أيسر علينا لو رجعنا إلى تعريف مصطلح حديث " غريب " ،
قال الإمام ابن الصلاح في " مقدمته " :
[ النوع الحادي الثلاثون :
معرفة الغريب ، والعزيز من الحديث
روي عن أبي عبد الله بن منده الحافظ الاصبهاني أنه قال: الغريب من الحديث كحديث الزهري وقتادة وأشباهه من الأئمة ممن جمع حديثهم ، إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث يسمى: غريبا .فإذا روى عنهم رجلان وثلاثة، أشركوا في حديث يسمى:عزيزأ.
فإذا روى الجماعة عنهم حديثا سمي: مشهورأ.
قلت: الحديث الذي يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب ، وكذلك الحديث الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره. إما في متنه، إما في إسناده. وليس كل ما يعد من أنواع الأفراد معدوداً من أنواع الغريب، كما في الأفراد المضافة إلى البلاد، على ما سبق شرحه.(1/2265)
ثم أن الغريب ينقسم إلى: صحيح، كالأفراد المخرجة في الصحيح، وإلى: غير صحيح ، وذلك هو الغالب على الغريب.
روينا عن أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال غير مرة: لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرايب، فإنها مناكير، وعامتها عن الضعفاء.
وينقسم الغريب أيضاً من وجه آخر: فمنه ما هو غريب متنأ وإسنادأ، و هو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد.
ومنه ما هو غريب إسنادا لا متنا، كالحديث الذي متنه معروف، مروي عن جماعة من الصحابة، إذا تفرد بعضهم بروايته عن صحابي آخر: كان غريبأ من ذلك الوجه، مع أن متنه غير غريب.
ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة. هذا الذي يقول فيه الترمذي: غريب من هذا الوجه ] .
انتهى النقل عن ابن الصلاح .
- و منه حديث دعاء تثبيت حفظ القرآن الكريم ، الذي قال فيه الترمذي : هذا حديث حسن ، غريب من هذا الوجه ، تفرد به الوليد بن مسلم .
- و الوليد بن مسلم احتج به الإمامان البخاري و مسلم في " صحيحيهما " ،
و كفى بهما تعديلا و توثيقا لمن أخرجا له من الرواة ،
و كفاك بهما عمن سواهما من المخالفين .
---
أبو صفوت
04-16-2006, 06:30 AM
الدكتور الفاضل أبو بكر - نفع الله بك -
1- قال الذهبي " قلت هذا عندي موضوع والسلام ولعل الآفة دخلت على سليمان ابن بنت شرحبيل فيه فإنه منكر الحديث وإن كان حافظا فلو كان قال فيه عن ابن جريج لراج ولكن صرح بالتحديث فقويت الريبة وانما هذا الحديث يرويه هشام بن عمار عن محمد بن إبراهيم القرشي عن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس ومحمد هذا ليس بثقة وشيخه لا يدرى من هو . سير أعلام النبلاء
2- وساقه العقيلي بإسنادين منهم إسناد الترمذي المذكور ثم قال " وكلا الحديثين ليس له أصل ولا يتابع عليه "(1/2266)
3- وقال ابن حجر في النكت الظراف " حديث " بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي ... الحديث . في حفظ القرآن . قلت : أخرجه عثمان الدارمي عن سليمان بن عبد الرحمن فقال : عن عطاء عن عكرمة. ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم . وأخرجه الحاكم أيضا وابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي وابن أبي عاصم في الدعاء عن محمد بن الحسن الرازي كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن مثل ما قال ت ( يعني الترمذي ) عن أحمد بن الحسن الترمذي . وأخرجه العقيلي في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي من طريق هشام بن عمار عنه عن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس ... فذكر الحديث بطوله ثم قال : ورواه سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد عن ابن جريج عن عطاء وعكرمة عن ابن عباس . قال: وكلاهما ليس له أصل . قلت : فلعل الوليد أخذه عن هذا القرشي فدلسه عن ابن جريج ، فأسقط هذا القرشي وسواه لابن جريج عن عكرمة " النكت الظراف بهامش تحفة الأشراف 5/90
4- وقال ابن حجر " محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل وعنه هشام بن عمار فذكر خبرا موضوعا في الدعاء لحفظ القرآن ساقه العقيلي . . لسان الميزان 5/20
5- وكذلك حكم بوضعه سبط ابن العجمي في كتابه الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث 1\215
6- وذكره السيوطي في اللآليء المصنوعة وقال : وأخرجه الحاكم عن أبي النضر الفقيه وأبي الحسن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن بن جريج عن عطاء وعكرمة عن بن عباس به وقال صحيح على شرط الشيخين ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم فالحديث يقصر عن الحسن فضلا عن الصحة وفي ألفاظه نكارة انتهى 2/55
أما قولكم - حفظكم الله - أن الوليد بن مسلم احتج به الشيخان فما في ذلك نزاع ، ولكن هل احتجاج الشيخين براو يعني أن يقبل كل ما يرويه ؟ بالطبع لا ، فكم من أحاديث ردت وأسانيدها كلها من رجال الشيخين(1/2267)
ثم إن البخاري ومسلما قد أخرجا عن رجال قد تكلم فيهم لكنهما تخيرا ما صح من حديثهم وما كان موافقا لشرطهما
والوليد بن مسلم بإجماع من أهل الحديث يدلس تدليس التسوية وكلام ابن حجر السابق ظاهر في كون الوليد دلس في هذا الحديث ، والراوي الموصوف بتدليس التسوية لا يكتفى منه بالتصريح بالسماع في طبقة شيخه بل على أقل الأحوال لا بد من تصريحه في طبقة شيخه وشيخ شيخه .
وأما نقلكم عن ابن الصلاح تعريف الغريب فيلاحظ أن قصر مصطلحات المتقدمين على قواعد المتأخرين غير سديد فمصطلحات المتقدمين أوسع مما قرره المتأخرون ، فمصطلح الحسن والغريب والصحيح أوسع بكثير عند المتقدمين فقد كانوا يطلقون الحسن على الصحيح والحسن والغريب والضعيف بل والموضوع .
وإن سلمنا أن الترمذي حسن الحديث فقد ضعفه أو حكم بوضعه
1- العقيلي
2- الذهبي
3 - ابن الجوزي
4 - ابن حجر
5 - سبط ابن العجمي
6 - الشوكاني
7 - السيوطي وحسبك بتضعيف السيوطي لحديث فإن ضعف حديثا فيندر أن يخالف كما أنه عاب على الحاكم تصحيحه لهذا الحديث
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت فقد طال فيها النقاش وضعف الحديث بين . والله أعلم
وفقكم الله وسدد على الخير خطاكم
---
د.أبو بكر خليل
04-16-2006, 08:36 AM
يا أخي العزيز
إليك ما ذكره المباركفوري في كتابه " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " في خاتمة شرحه الحديث المذكور ، قال :
[ قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ) :(1/2268)
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ - وَنَقْلِ كَلَامِ التِّرْمِذِيِّ هَذَا مَا لَفْظُهُ - : وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَقْرَأُ فِي الثَّانِيَةِ بِالْفَاتِحَةِ وألم السَّجْدَةِ وَفِي الثَّالِثَةِ بِالْفَاتِحَةِ وَالدُّخَانِ عَكْسَ مَا فِي التِّرْمِذِيِّ ، وَقَالَ فِي الدُّعَاءِ وَأَنْ تَشْغَلَ بِهِ بَدَنِي مَكَانَ وَأَنْ تَسْتَعْمِلَ وَهُوَ كَذَلِكَ فِي بَعْضِ نُسَخِ التِّرْمِذِيِّ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ وَفِي بَعْضِهَا وَأَنْ تَغْسِلَ قَالَ طُرُقُ أَسَانِيدِ هَذَا الْحَدِيثِ جَيِّدَةٌ وَمَتْنُهُ غَرِيبٌ جِدًّا اِنْتَهَى .
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي الْفَوَائِدِ الْمَجْمُوعَةِ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ هَذَا : [رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا وَقَالَ تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ،
قَالَ اِبْنُ الْجَوْزِيِّ : الْوَلِيدُ يُدَلِّسُ تَدْلِيسَ التَّسْوِيَةِ وَلَا أَتَّهِمُ بِهِ إِلَّا النَّقَّاشَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي شَيْخَ الدَّارَقُطْنِيِّ .
قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ هَذَا الْكَلَامُ تَهَافُتٌ ، وَالنَّقَّاشُ بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهِ فَإِنَّ التِّرْمِذِيَّ أَخْرَجَهُ فِي جَامِعِهِ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بِهِ اِنْتَهَى .(1/2269)
قَالَ فِي اللَّآلِئِ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ الْفَقِيهِ وَأَبِي الْحَسَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ اِبْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ بِهِ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ تَرْكَنْ النَّفْسُ إِلَى مِثْلِ هَذَا مِنْ الْحَاكِمِ فَالْحَدِيثُ يَقْصُرُ عَنْ الْحُسْنِ فَضْلًا عَنْ الصِّحَّةِ وَفِي أَلْفَاظِهِ نَكَارَةٌ اِنْتَهَى ].
* فانظر أخي :
لقد وصف الحافظ ابن حجر كلام ابن الجوزي بأنه كلام تهافت ،
و هذا بخصوص رواية الدار قطني ،
و قد احتج لذلك برواية الترمذي له ،
فتأمله .
- و أما ما ذكره هنا صاحب " اللآلئ" : فهو بخصوص رواية الحاكم ،
* و يكفينا قبول الحافظ المنذري ، و الحافظ ابن حجر رواية الإمام الترمذي لحديث دعاء حفظ القرآن الكريم .
---
أبو صفوت
04-16-2006, 03:53 PM
وصف ابن حجر التهافت مختص بتهمة النقاش إذ المتهم هو الوليد لا النقاش وبهذا يجمع بين كلامه ووصفه للحديث بالوضع وبين هذا الكلام
وفقك الله
---
د.أبو بكر خليل
04-18-2006, 03:29 AM
الدكتور الفاضل أبو بكر - نفع الله بك -
.......................
.....................
وإن سلمنا أن الترمذي حسن الحديث فقد ضعفه أو حكم بوضعه
1- العقيلي
2- الذهبي
3 - ابن الجوزي
4 - ابن حجر
5 - سبط ابن العجمي
6 - الشوكاني
7 - السيوطي وحسبك بتضعيف السيوطي لحديث فإن ضعف حديثا فيندر أن يخالف كما أنه عاب على الحاكم تصحيحه لهذا الحديث
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت فقد طال فيها النقاش وضعف الحديث بين . والله أعلم
وفقكم الله وسدد على الخير خطاكم
*************
- حقا أخي ، لقد طال النقاش ،(1/2270)
و ما ذكرته أنت معزوا إلى السيوطي قال هو بخلافه في تفسيره " الدر المنثور في التفسير بالمأثور " ، و ذكر تحسين الترمذي للحديث و تصحيح الحاكم له من غير اعتراض و لا تضعيف ، و أنت ارتضيت حكمه على الحديث ، فماذا تقول ؟
و ذلك في تفسيره الآية ( 98 ) من سورة يوسف :
قوله تعالى :
{ قَالُواْ ياأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } * { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي? إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.
قال الإمام السيوطي :
( أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - في قوله { سأستغفر لكم ربي } قال: إن يعقوب عليه السلام أخر بنيه إلى السَحَر.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { سأستغفر لكم ربي } قال: أخرهم إلى السَحَرِ، وكان يصلي بالسحر.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - " أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار؟!... قال: " أخرهم إلى السحر؛ لأن دعاء السحر مستجاب " ".
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " في قصة قول أخي يعقوب لبنيه { سوف أستغفر لكم ربي } يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة ".(1/2271)
وأخرج الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال جاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري. فما أجدني أقدر عليه؟... فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع الله بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك؟... قال: أجل يا رسول الله، فعلمني. قال: إذا كانت ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير، فإنه ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه { سوف أستغفر لكم ربي } يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع، فقم في وسطها، فإن لم تستطع، فقم في أولها، فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصلّ عليّ وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإِخوانك الذين سبقوك بالإِيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإِكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني. اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإِكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا ألله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا أبا الحسن،(1/2272)
تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمساً أو سبعاً، بإِذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط "
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فوالله ما مكث علي - رضي الله عنه - إلا خمساً أو سبعاً، حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، قال " يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ الأربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت. وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن... ".
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن عمرو بن قيس - رضي الله عنه - في قوله { سأستغفر لكم ربي } قال: في صلاة الليل. ) .
انتهى النقل عن السيوطي .
* و قد نقلت كلامه كاملا بخصوص الحديث ، بل نقلت ما قبله و ما بعده ، لكيلا لا تكون هناك مظنة إغفال قول أو اجتزائه ،
*** و لمن أراد الاستيثاق فليراجعه على هذا الرابط ، أو أينما شاء :
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=26&tSoraNo=12&tAyahNo=98&tDisplay=yes&UserProfile=0
---
يسرى خلف
04-18-2006, 01:57 PM
السلام عليكم
ولماذا كل هذا الخلاف
من رأى الحديث حجة واقتنع بما أدلاه فليعمل به
ومن رأى خلاف ذلك فعليه البيان والله من وراء القصد
ثم إن الحديث في فضائل الأعمال وليس مما يترتب علي خلاف
---
د.أبو بكر خليل
04-18-2006, 08:26 PM
أحسنت أخي و أوجزت فأبنت ،
و كل ما أردته دفع و دحض الشبهات عن قبول الحديث الشريف ،
ومن قبله فله بركته إن شاء الله ،
و و الله الذي لا إله إلا هو لقد عملت به ، فوجدت بركته من أول مرة صليت به و دعوت ،
و ذلك لا عتقادي التام فيه ،
و ما كنت أتوقع أن يقابل بمثل ذلك الإصرار على تلمس تضعيفه أو الادعاء بوضعه !
***(1/2273)
و قد أخرجه الإمام الخطيب البغدادي في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع " ،
و بوَب له ب : ( دعاء لحفظ القرآن و الحديث و أصناف العلوم )
و الله وليّ التوفيق
---
(1/2274)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بالله عليكم ما تقولون في هذا المخلوق؟
---
بالله عليكم ما تقولون في هذا المخلوق؟
---
خالد الشبل
07-06-2005, 03:07 AM
أعرف أنني سأقذي أعينكم بهذا العرض، لكن ما تعليقكم؟
هل قال بما قاله سلفُه الخبثاء؟
بمؤشر الفأرة الأيمن، ثم حفظ الهدف باسم : هنا (http://www.3laya.com/jokr/hasn.ram ).
أرجو المعذرة.
---
مساعد الطيار
07-06-2005, 01:34 PM
قال تعالى : ( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) ) سورة الحشر .
---
خالد الشبل
07-07-2005, 01:22 PM
فضيلة الدكتور مساعد(1/2275)
أشكر لك ردك الكريم، وبالفعل هذه الآيات رَدٌّ على القوم في المعتقد والفقه.
تقبل مودتي.
---
عبدالرحمن الشهري
07-07-2005, 03:22 PM
لا نقول إلا رضي الله عن الصحابة أجمعين . وقبح الله مبغضيهم . وهذا المسكين دفعه جهله وطمعه إلى قول كلمة فاجرة كافرة . وأمر كره الرافضة للصحابة رضي الله عنهم ظاهر عند العقلاء ، وهذا شريط في صميم الموضوع لأحد الفضلاء وفقه الله.
الرافضة و أكذوبة محبة النبي صلى الله عليه و سلم
http://media.islamway.com/lessons/abdullahsalfy//OkThobah.rpm
وفي هذا الشريط تسجيلات لمشايخ الرافضة وهم يقولون عن الصحابة كلاماً تقشعر منه نفوس المؤمنين .
وفي الشريط صوت العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ورضي عنه وهو يبكي عندما قرأ الطالب في الدرس حادثة الإفك . وشكر الله لأخي خالد الشبل هذه الفائدة فمنه استفدتها وفقه الله.
---
أبو صلاح الدين
07-07-2005, 04:53 PM
اللهم ثبتنا على منهج أهل السنة والجماعة وأمتنا عليه يا رافع السماوات بلا عمد.
---
خالد الشبل
07-08-2005, 01:35 AM
أخي الموقر عبد الرحمن الشهري
شكرًا على تعليقك الطيب، وجزاك الله خيرًا على نقل هذا الرابط المفيد.
وأكرر معك: رضي الله عن الأصحاب أجمعين.
---
خالد الشبل
07-10-2005, 01:55 PM
الأخ الكريم أبا صلاح الدين
آمين، وجزاك الله خيرًا على دعواتك الطيبة.
تقبل تحياتي.
---
(1/2276)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل أمهات كتب التفسير التالية من مكتبة المشكاة الإسلامية
---
حمل أمهات كتب التفسير التالية من مكتبة المشكاة الإسلامية
---
المكتبة والكتاب
10-09-2003, 05:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم على هذا الملتقى الطيب .
مشاركتي عبارة عن أدراج بعض من أمهات كتب التفسير لتحميلها مباشرة من مكتبة مشكاة الإسلامية والتي تحوي العديد من الكتب في مختلف الفنون والعلوم .
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=467)
الدر المنثور في التفسير بالمأثور (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=466)
( تفسير الطبري ) جامع البيان عن تأويل آي القرآن (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=416)
تفسير ابن كثير ( تفسير القرأن العظيم ) (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=264)
تفسير القرطبي ( الجامع لأحكام القرأن ) (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=254)
كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=80)
اضغط على الرابط ثم اختر حفظ الهدف بأسم ثم موافق .
والله الموفق .
---
(1/2277)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أوصيكم يامعشر الشبان
---
أوصيكم يامعشر الشبان
---
المجدد الوسطي
09-13-2005, 11:34 AM
وصية العلامة الأخضري المالكي للشباب
أوصيكم يامعشر الشبان ........... عليكمُ بطاعة الرحمن
إياكمُ أن تهملوا أوقاتكم ........... فتندموا يوماً على ما فاتكم
وإنما غنيمة الإنسان ............... شبابه والخسر في التواني
ما أحسن الطاعةَ للشبان .......... فاسعوا لتقوى الله يا إخواني
وعمروا أوقاتكم بالطاعة.......... والذكر كل لحظة وساعة
ومن تفته لحظة في عمره .......... تكن عليه حسرة في قبره
وإن يكن فرَّط في شبابه .......... حتى مضى عجبت من تبابه
ومن يقل إني صغير اصبروا........ ثم أخاف الله حين أكبروا
فإن ذاك غرَّه إبليس ............. وقلبه مغفلٌ مطموس
لاخير فيمن لم يتب صغيرا....... ولم يكن بعيبه بصيرا
أحب رب توبة الشبان ......... بفوزهم بجنة الرضوان
وتب إلى مولاك يا إنسان....... من قبل أن يفوتك الزمان
واصحب من الإخوان كل مهتدي...... إن القرين يالقرين يقتدي
وصحبة الأخيار للقلب دواء ....... تزيد في القلب نشاطا وقوى
وصحبة الأرذال داء وعمى ....... تزيد في القلب السقيم سقما
فإن تبعت سنة النِبيء .............. فاجتنبنَّ قرناء السوء
ياأيها المغرور في هذا العمل ........ إلى متى هذا التراخي والمهل
مالي أراك لم تفد فيك العبر ..........ويحك هذا القلب أقسى من حجر
لو يعلم الإنسان وقت موته .......... ما ذاق طول الدهر طعم قوته
وأفلس الناس طويل الأملِ ........... مضيع العمر قليل العمل
نهاره أمضاه في البطاله .............. وليله في النوم بئس الحالة
ثم الصلاة والسلام سرمدا........... على النبي العربي أحمدا
---
(1/2278)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نقل مهم, وتوثيق عزيز/قول ابن دقيق : وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب
---
نقل مهم, وتوثيق عزيز/قول ابن دقيق : وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب
---
العتيق
12-14-2006, 07:46 AM
هذا النقل من النقول المهمة في علمٍ من أهم علوم الكتاب , ألا وهو علم أسباب النزول , ويتحدث ذلك النقل عن أهمية معرفة أسباب النزول . عزاه الزركشي في البرهان , والسيوطي في الإتقان , لابن دقيق العيد . وتوثيقُ هذا النقل , أحسبُ أنه عزيز , فدونك أخي الكريم هذه الفائدة , ولا تنسانا من دعائك .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف على يمينِ صبرٍ ؛ يقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ , هو فيها فاجرٌ , لقي الله وهو عليه غضبان , ونزلت ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ) .
قال ابن دقيق العيد ـ في شرحه لهذا الحديث ـ : " ... وهذا الحديث يقتضي تفسير هذه الآية بهذا المعنى . وفي ذلك اختلاف بين المفسرين , ويترجح قول من ذهب إلى هذا المعنى بهذا الحديث . وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز , وهو أمر يحصل للصحابة بقرائن تحف بالقضايا " (4/400)
العدة حاشية الأمير الصنعاني على إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام للعلامة ابن دقيق العيد , حققه وعلقه عليه علي بن محمد الهندي , نشر المكتبة السلفية , ط 2 / 1409 هـ
المحبُ لأهل الفضل والعلم :
العتيق
ليلة الخميس : 23/11/1427هـ
---
مساعد الطيار
12-14-2006, 02:29 PM
أحسنت ، إنه نقل عزيز بالفعل ، فشكر الله لك هذا التنقيب المفيد عن هذه المعلومة .
---
مساعد الطيار
12-15-2006, 01:13 PM
أخي العتيق(1/2279)
لا زلت فرحًا بهذه المعلومة اللطيفة التي اصطدتها في معرفة مرجع تلك الفائدة النفيسة من فوائد ابن دقيق العيد ، وكنت أتذكر قولاً لأبي عبيد القاسم بن سلام في باب الفرح بالمعلومة ، فرأيت أن أذكره هنا .
قال: أبو عبيد (( مكثت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها في موضعها من هذا الكتاب فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر وخمسة أشهر فيقول قد أقمت الكثير )) .
ونحن اليوم صارت كثير من المعلومات تأتينا بلا عنا يُذكر ، فبضغطة زر على الحاسوب يبحث المرء عن الفائدة في مئات الكتب ، وتلك نعمة من الله علينا ، أسأل الله أن يعيننا على شكرها .
إن الفرح بالمعلومة والتلذذ بها أمر لا يُدرك بالوصف ، فمن ذا الذي يستطيع أن يعبر عن اللذة التي تجيش في النفس عند الحصول على معلومة عزيزة كهذه ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
12-15-2006, 02:27 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي العزيز ، فهو توثيق مهم فعلاً . وكما تفضل أبو عبدالملك فقصص فرح العلماء بنفائس العلم كثيرة ، و قول الشاعر (وتمايلي طرباً لحل عويصة ...) مشهور .
وقد كنت أُعِدُّ لحلقة عن عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن بن عطية رحمه الله في برنامج (أهل التفسير) ، وكنت أبحث عن أي خبرٍ يوضح لي متى بدأت فكرة تصنيف التفسير تجول في خاطر ابن عطية ، فعثرت في ترجمة والده في كتاب(بغية الملتمس في تأريخ رجال الأندلس) لأحمد بن يحيى بن عميرة الضبي على عبارة جميلة وهي ، أن الضبي ذكر أن أبا بكر غالب بن عبدالرحمن بن عطية والد عبدالحق صاحب التفسير كان ربما أيقظ ابنه في الليلة مرتين ، يقول له : قم يا بني اكتب كذا وكذا في موضع كذا من تفسيرك (بغية الملتمس ص 427) .(1/2280)
وغالب بن عبدالرحمن بن عطية قد توفي سنة 518هـ وعمر ولده عبدالحق صاحب التفسير حينها 36 سنة تقريباً ، وقد عاش بعدها 24 سنة ، يواصل تصنيف كتابه في التفسير وينقحه ويقرؤه عليه الطلاب .
فسعدتُ بهذا النقل الذي بين لي أن لوالد ابن عطية أقوال واستنباطات مودعة في تفسير ولده ، بعضها يعزوه ابن عطية لوالده وهي قليلة ، ولعل أكثرها مختلط بكلام ولده رحمهما الله تعالى ، وهي تدل على حرص غالب بن عطية وابنه على نفائس العلم ، وحرصهم على تقييد شوارده كما في كلام ابن دقيق العيد المنقول آنفاً .
---
مروان الظفيري
12-15-2006, 03:20 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي العزيز العتيق ، فهو توثيق مهم فعلاً ؛
وأحسنت ياأخي الفاضل المفضال الدكتور مساعد الطيار
ولمتابعة الأخ الفاضل الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري
وما تفضل به مشكورا
أقول :
نحن ـ معاشر المحققين ـ نطرب لحلّ كلّ عويصة
ولو زرتني ـ ونتشرّف بكم ـ في مكتبتي في دير الزور
لوجدت هذه الأبيات في صدر المكتبة
وهي للعلامة الزمخشريّ ، وهي عندي في ديوانه المخطوط
وقد نسبت خطأ للإمام الشافعيّ !!!
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي=مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها=أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها=نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ=في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
أأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ=نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي
---
(1/2281)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الندوة العلمية الأولى في علوم الحديث... دعوة
---
الندوة العلمية الأولى في علوم الحديث... دعوة
---
خادم الكتاب والسنة
01-16-2006, 02:34 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تدعوكم
أكاديمية حفاظ الوحيين العالمية للتعلم عن بعد
www.alwhyyn.net
وبالتعاون من منتدى الحديث وعلومه بالأكاديمية
لحضور فعاليات
الندوة العلمية الأولى لمنتدى الحديث
والتي ستكون يوم الخميس 19/ذي الحجة / 1426 هـ الموافق 19/1/2006 م
وسيشارك في الندوة:
فضيلة الشيخ الدكتور أسامة نمر عبدالقادر - من الأردن - نشأة علوم الحديث
فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن رزق بن طرهوني - من السعودية- علوم الحديث وعلاقتها بالسيرة النبوية
بالاضافة لمشاركة مشرف منتدى الحديث طويلب العلم- طلحة بن بشير الجغبير: أثر علوم الحديث في الفقه الإسلامي
نرجو منكم نشر الاعلان في المنتديات والمجموعات البريدية ودعوة إخوانكم لهذا الملتقى العلمي الطيب
الندوة ستكون بتمام الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة باذن الله ، في قاعة البث المباشر بموقع قرآن أون لاين
www.quranonline.us
لمعرفة طريقة الدخول للغرفة
http://www.quranonline.us/arabic_way.html
للاستفسار حول الندوة مراسلة مشرف المنتدى
talhabj@hotmail.com
للاستفسار حول الغرفة وكيفية الدخول إليها مراسلة الأخ وسام مدير موقع قرآن أون لاين
wesamhamideh@hotmail.com
والله ولي التوفيق
---
(1/2282)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير اية
---
تفسير اية
---
اكرم
01-29-2004, 02:39 PM
السلام عليكم :
أريد أحدا يفسر لى هذه الاية: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) .
---
ابن الشجري
01-29-2004, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا ارحب بك في هذا الملتقى
ثانيا يبدا فهم الاية من فهم مفرداتها ، ففي ماده خشي من عمدة الحفاظ قال الحلبي رحمه الله :الخشية هي : أشد الخوف ,وقيل خوف يشوبه تعظيم المخوف منه ,أكثر مايكون ذلك عن علم مايخشى منه ,ولذلك خص به العلماء في قوله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، أقول وقد فرق العسكري رحمه الله بين الخشية والخوف في الفروق بماتحسن مراجعته منه .
الاية التي سالت عن تفسيرها هي الاية (28)من سورة فاطر ، ولتفسيرها تعلق بالاية التي قبلها
يقول سبحانه ( الم تر أن الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود *ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء)(1/2283)
قال بن كثير رحمه الله : يقول تعالى منبها على كمال قدرته في خلقه الاشياء المتنوعة المختلفة من الشئ الواحد وهو الماء الذي أنزله من السماء ، يخرج به ثمرات مختلف الوانها ، من أصفر وأحمر وأخضروأبيض الى غير ذلك من الوان الثمار ... وخلق الجبال كذلك مختلف الوانهاكماهو المشاهد، كذلك الحيوانات من الاناسي والدواب مختلف الوانهامن أسود وابيض , والناس كذلك منهم بربر وحبوش وصقالبة وعرب ...قال السعدي رحمه الله فتفاوتها دليل عقلي على مشيئته تعالى التي خصصت ماخصصت منها بلونه ووصفه ودليل على قدرته وسعة علمه سبحانه والكن الغافل ينظر في هذه الاشياء وغيرها ،نظر غفله , لا تحدث له ذكرا ، وإنما ينتفع بها من يخشى الله تعالى ويعلم بفكره الصائب وجه الحكمة فيها ، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له حشية وانكفافا عن المعاصي وفي هذا دليل على فضيلة العلم فإنه داع إلى خشية الله وأهل خشيته هم أهل كرامته كما قال تعالى ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) ـ باختصار وتصرف بسيط ـ
وللاستزاده فهناك رسالة مستقلة في تفسير هذه الايه لابن رجب رحمه الله
---
(1/2284)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من سورة المسد تحت المجهر
---
فوائد من سورة المسد تحت المجهر
---
محب أهل التفسير
02-28-2004, 07:30 PM
أيها الإخوة الفضلاء في هذا المنتدى المبارك بعد قراءتي لتفسير سورة المسد وقع في نفسي هذه الفوائدوالعبر من هذه السورة العظيمة فأحببت أن أعرضها عليكم فتخبروني بما يصح منها وما لا .والفوائد كالتالي :
1) مشروعية الدعاء على الذين يحاربون الدين ويقفون في طريق الدعوة .
2)أن شرف الإنسان ونسبه لا يغنيان عنه شيئا .( أبو لهب مثالا )
3)المال والولد لا ينفعان المرء ما دام من أهل الضلال
4)قرب الآخرة وقصر الحياة الدنيا لأن الله يقول(( سيصلى نارا ذات لهب )
5) فائدة إثبات صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ذكرها ابن كثير
6) وفائدة صحة عقود المشركين قبل الإسلام ذكرها ابن القيم رحمة الله على الجميع
والله تعالى أعلم
---
(1/2285)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النظم القرآني , وفائدته للمفسرين والبلاغيين .
---
النظم القرآني , وفائدته للمفسرين والبلاغيين .
---
يراع العربية
12-22-2006, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على أهل هذا الملتقى المبارك , ورحمته وبركاته , وبعد :
منذ أن قدر الله تعالى نزول القرآن الكريم , ليكون مصدر تشريع المسلمين , في زمن اشتهر بالبلاغة والفصاحة , فأصبح معجزة لهم , وسبباً لهدايتهم , منذ ذلك الحين , وأفهام أبناء العربية وغيرهم تتناقل الحديث عن فضلة , وقوة تأثيره في النفس , ولهذا السبب بدأت العقول تبحث عن سر إعجازه للعرب قاطبة , حتى ظهرت لنا اجتهادات في بعضها قبول , وفي جلّها رد ؛ فمنهم من رد إعجاز القرآن لبلاغته , ومنهم من رده لإخباره بالأمور المستقبلة , ومنهم من رده للصرفة - وهذا بعيد أشد البعد - إذ يقال بأن القرآن معجز بالصرفة , وأن الله تعالى صرف أذهان العباد عن الإتيان بمثله , ولولا الصرفة لاستطاع أبناء الفصاحة أن يماثلوه !
ولقد استمرت الأذهان في هذا التخبط إلى أن وصلت إلينا اجتهادات الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابه ( دلائل الإعجاز ) , والتي من شأنها أن أنشأت البوابة الأولى للإعجاز القرآني , وقد بحث في كتابه بحثاً عميقاً وجديراً بالاهتمام , اعتنى فيه بالرد على المعتزلة , ومن وجهوا في إعجاز القرآن وِجهة بعيدة , ناهيك عن اكتشافه لنظرية ( النظم ) التي أتى من خلالها هذا الإعجاز المبهر .
و النظم في اللغة : " التأليف , نظمه , ينظمه , نظماً ونظاماً ونظمه فانتظم وتنظم " " ونظمت اللؤلؤ , أي جمعته في السلك , والتنظيم مثله , وفيه نظمت الشعر وتنظمته " " وكل شئ قرنته بآخر أو ضممت بعضه إلى بعض فقد نظمته "
كما ورد : " من معاني نظم : نظم الأشياء ألفها وضم بعضها إلى بعض " , " وانتظم الشئ تألق واتسق " (1)(1/2286)
ونرى بأن عبدالقاهر يحاول بشتى الطرق أن يبرز ويوضح موقفه وقصده بالنظم , وقد وفق في ذلك أشد التوفيق , وقد أخذت هذه القضية الشهرة بكتابه ( الدلائل ) وتناقلها الشراح بتوضيح مرامه في كتابه , فاقتبس المتأخرون منه في مصنافاتهم قواعد خصصت بعلم المعاني فيما بعد , لأن قضية النظم عند عبد القاهر عرفت فيما بعد بعلم المعاني على غرار السائرين على مدرسة السكاكي .
ومن إشاراته لتوضيح معنى النظم عامة , وفي القرآن الكريم خاصة , بأنه ينفي كون النظم راجع للألفاظ نفسها , بدليل هو أقرب إلى الفلسفة العقلية , فهو يرى بأن الأمر لو كان كذلك -أي لو كان القصد بالنظم إلى اللفظ نفسه - لما اختلف حال اثنين في العلم بحسن النظم أو غير الحسن فيه لأنهما يحسان بتوالي الألفاظ في النطق إحساساً واحداً , ولا يعرف أحدهما في ذلك شيئاً يجهله الآخر (2)
فكون السياق يأتي بلفظ دون الآخر, وكون اللفظة تأتي مفردة دون جمع أو مذكرة دون تعريف , أو ماضية دون الحاضر .... الخ , كل هذه الأشياء لابد أن تحدث في الإنسان نوعاً من التأني والتصوب الفكري وإعمال العقل شيئاً فشيئاً , ولا يكون ذلك للجاهل بل للعالم بأصول العربية وضوابطها , ولصاحب الذكاء والفطنة , والعالم بمعاني الألفاظ وأسرارها .
ومفردات القرآن تجري كما تجري أي مفردات على الألسن , لكن القرآن يأتي بتلك المفردات بشكل معجز, بينما لو أخذت تلك المفردة ووضعت في غير نظم القرآن لها لما أتت بلاغتها وإعجازها كما هي في القرآن . (3)(1/2287)
وقد مثل عبدالقاهر لناظم الكلام مثل من يأخذ قطعاً من الذهب والفضة فيذيبهما في بعض حتى يصيران قطعة واحدة , ومثال ذلك قول أحدهم : " ضرب زيد عمرا يوم الجمعة ضرباً شديداً تأديباً له " فينتج لك من مجموع هذه الكلمات معنى واحد لا عدة معاني كما يتوهمه الناس , وذلك لأنه لم يأت بهذه الكلم لتفيده أنفس معانيها , وإنما جاء بها لتفيده وجوه التعلق التي بين الفعل الذي هو ( ضرب ) , وبين ما عمل فيه , والأحكام التي هي محصول التعلق .(4)
والبحث في منهج عبد القاهر يحتاج لوقت وجهد كبيرين , ولكن حسبي ههنا الإشارة إلى مفهوم النظم القرآني , وكيفية التعامل معه , لإخراج نكت القرآن الكريم , سواء بالنسبة للمفسرين عامة , أو البلاغيين منهم بخاصة .
أسأل الله تعالى أن ينفع بما قلت , وأن يسخرنا لخدمة كتابه العزيز الذي لاتنقضي عجائبة - كما ثبت في الأثر - إنه خير معين ,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
أختكم / يراع العربية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
المصادر , والمراجع :
(1) انظر ( لسان العرب ) , لابن منظور , المجلد 12 ,ص578 , 579 , و ( المعجم الوسيط ) ج2 , 941 .
(2) ( دلائل الإعجاز ) 51 .
(3) ( النظم القرآني في آيات الجهاد) د/ ناصر الخنين , ط الأولى , مكتبة التوبة ,الرياض 1416هـ , 9 .
(4) ( دلائل الإعجاز ) 413 .
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2006, 08:18 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أختي الكريمة يراع العربية ونسأل الله لك التوفيق والسداد فيما تكتبين .(1/2288)
وفي الحق إن الكتابة في موضوعات بلاغة القرآن تحتاج إلى نظر دقيق ، وتأمل عميق من الكاتب أولاً ثم من القارئ ثانياً ، ونرجو أن نرى بعد هذه التقدمة حلقات تطبيقية متسلسلة على استخراج بلاغة النظم ودقائقه في آيات القرآن الكريم وسوره ، ابتداء من السور القصار . فإنه يكاد يكتفي الباحثون بما ذكره المتقدمون كعبدالقاهر وأمثاله في بعض آيات القرآن ، دون إضافة حقيقة تدل على تدبر عميق لمعاني القرآن ، ومعرفة متمكنة بأسرار النظم تضع يد القارئ على مواطن الجمال والإعجاز في كلام الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فإنني أدعو الأخت الكريمة يراع العربية وإخالها متخصصة في بلاغة الكلام ، وغيرها من الزملاء المتخصصين في دراسة البلاغة إلى المشاركة في إضاءة هذا الجانب العلمي على صفحات هذا الملتقى بمشروعات علمية ينتفعون بها أولاً ، وننتفع بها ثانياً في جوانب بلاغة القرآن ، وإتاحة دقائق هذا العلم الشريف لقراء الملتقى وهم من الصفوة إن شاء الله ، والله لا يضيع أجر المحسنين .
تعليق : على قول الأستاذة الكريمة إذ يقال بأن القرآن معجز بالصرفة , وأن الله تعالى صرف أذهان العباد عن الإتيان بمثله , ولولا الصرفة لاستطاع أبناء الفصاحة أن يماثلوه !
قد سبق لي أن درستُ نظرية الصرفة في بحثٍ ، وتبين لي أن القائلين بهذا القول لا يقصدون به معنى واحداً مذموماً وهو ما تفضلتِِ به أعلاه ، وإنما لهم مذاهب في هذا القول الذي اشتهر أحد معانيه ، وغابت بقية المعاني ، مما جعل الباحثين الذين تناولوا هذه النظرية لا يذكرونها إلا على سبيل الذم والرد ، ويجعلون القائلين بها فريقاً واحداً ، ويردون عليهم رداً واحداً ، والأمر في حقيقته ليس كذلك ، وبيان هذا له موضع آخر غير هذا إن شاء الله .
---
زكرياء توناني
12-22-2006, 11:15 AM
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري ، هل بحثكم حول الصرفة موجود على النت ؟؟ الرجاء ذكر الرابط ....
---
يراع العربية(1/2289)
12-24-2006, 02:14 AM
بورك في تعليقكم الثمين , وأسال الله تعالى أن ينفع به كل مستنفع , وأن يهدي به من ضل طريق الحق , إنه على
ذلك قدير .
ونرجو أن نرى بعد هذه التقدمة حلقات تطبيقية متسلسلة على استخراج بلاغة النظم ودقائقه في آيات القرآن الكريم وسوره ، ابتداء من السور القصار . فإنه يكاد يكتفي الباحثون بما ذكره المتقدمون كعبدالقاهر وأمثاله في بعض آيات القرآن ، دون إضافة حقيقة تدل على تدبر عميق لمعاني القرآن ، ومعرفة متمكنة بأسرار النظم تضع يد القارئ على مواطن الجمال والإعجاز في كلام الله سبحانه وتعالى .
هذا صحيح , وخاصة حينما غاب المنهج التكاملي الذي يدرس نظم الآيات مجتمعة , وكيف أثر ذلك في معنى الآية
ومقصود السورة , وليس الاقتصار على استخراج الألوان البلاغية في الآيات دون التركيز على مهمتها في أداء المعاني
المقصودة كما وجدناه - وللأسف - في كثير من الدراسات البلاغية الحديثة .
ولذلك فإنني أدعو الأخت الكريمة يراع العربية وإخالها متخصصة في بلاغة الكلام ، وغيرها من الزملاء المتخصصين في دراسة البلاغة إلى المشاركة في إضاءة هذا الجانب العلمي على صفحات هذا الملتقى بمشروعات علمية ينتفعون بها أولاً ، وننتفع بها ثانياً في جوانب بلاغة القرآن ، وإتاحة دقائق هذا العلم الشريف لقراء الملتقى وهم من الصفوة إن شاء الله ، والله لا يضيع أجر المحسنين .
سيكون في القادم خير , بإذن الله تعالى , وسأحاول في ذلك اقتباس بعض الجهود المعاصرة التي أبلت في ذلك بلاء
حسناً لتكون انموذجاً واضحاً للدارسين في البلاغة , وثماراً ناضجة للراغبين في استنارة أذهانهم , وأرجو أن يكون
قريباً .
بورك فيكم , وزادكم الله ديناً وعلماً .
وفقكم الله ,,,
---
(1/2290)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرة في كتاب : النبأ العظيم
---
نظرة في كتاب : النبأ العظيم
---
أبو فاطمة الأزهري
07-23-2006, 08:55 AM
قال الدكتور محمد عبد الله دراز في كتاب : النبأ العظيم ( ص/28 ،29 ) وهو يستدل على صدق الوحي :
نزل قوله تعالى : " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " سورة البقرة . فأزعجت الصحابة إزعاجاً شديداً وداخل قلوبهم منها شيء لم يدخلها من شيء آخر لأنهم فهموا منها أنهم سيحاسبون على كل شيء حتى حركات القلوب وخطراتها فقالوا : يا رسول الله أنزلت علينا هذه الآية ولا نطيقها فقال لهم النبي أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فجعلوا يتضرعون بهذه الدعوات حتى أنزل الله بيانها بقوله : " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .." إلى آخر السورة المذكورة .
وهنالك علموا أنهم إنما يحاسبون على ما يطيقون من شأن القلوب وهو ما كان من النيات المكسوبة والعزائم المستقرة لا من الخواطر والأماني الجارية على النفس بغير اختيار .
الحديث في مسلم وغيره وأشار إليه البخاري في التفسير مختصراً .
وموضع الشاهد منه أن النبي لو كان يعلم تأويلها من أول الأمر لبين لهم خطأهم ولأزال اشتباههم من فوره لأنه لم يكن ليكتم عنهم هذا العلم وهم في أشد الحاجة إليه ولم يكن ليتركهم في هذا الهلع الذي كاد يخلع قلوبهم وهو بهم رءوف رحيم . ولكنه كان مثلهم ينتظر تأويلها .ولأمر ما أخر الله عنهم هذا البيان ولأمر ما وضع حرف التراخي في قوله تعالى : " ثم إن علينا بيانه " سورة القيامة أهـ
ثم ذكر موقف الحديبية ومراجعة عمر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال كلاماً نحو ذلك .(1/2291)
وقد نقل الصباغ هذا الكلام في لمحات من علوم القرآن ولم يتعقبه ولعمري لهو جدير بالتعقب إذ فيه نسبة الجهل إلى النبي وعدم فهم الخطاب انظر إلى قوله :
ولقد كان يجيئه الأمر أحياناً بالقول المجمل أو الأمر المشكل الذي لا يستبين هو ولا أصحابه تأويله حتى ينزل الله عليهم بيانه بعد . قلي ـ كذا ـ بربك أي عاقل توحي إليه نفسه كلاماً لا يفهم هو معناه وتأمره أمراً لا يعقل هو حكمته ؟ أليس ذلك من الأدلة الواضحة على أنه ناقل لا قائل وأنه مأمور لا آمر أهـ .
قل لي بربك أنت أيها القاريء : ما الذي يفيده هذا الكلام غير ما ذكرت ؟
ولو أنه رجع إلى الأحاديث والتزم ما فيها لما وقع فيما وقع فيه : فالأحاديث تبين أن معنى الآية هو ما فهمه الصحابة وأن الآية الثانية إنما نزلت ناسخة للأولى وعليه فقد كان معناها مخالفاً للأولى وكما علم النبي النبي صلى الله عليه وسلم معنى الثانية فقد كان على علم بالأولى وفي ذلك رد على قوله :
وموضع الشاهد منه أن النبي لو كان يعلم تأويلها من أول الأمر لبين لهم خطأهم ولأزال اشتباههم من فوره لأنه لم يكن ليكتم عنهم هذا العلم وهم في أشد الحاجة إليه ولم يكن ليتركهم في هذا الهلع الذي كاد يخلع قلوبهم وهو بهم رءوف رحيم . ولكنه كان مثلهم ينتظر تأويلها .أهـ
وهاك ما قاله البخاري :
بَاب { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
4181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْوَ ابْنُ عُمَرَ أَنَّهَا قَدْ نُسِخَتْ
{ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } الْآيَةَ ....(1/2292)
4182 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ { إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } قَالَ نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا أهـ
وقال مسلم :
179 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ الْعَيْشِيُّ وَاللَّفْظُ لِأُمَيَّةَ قَالَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَهُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَيْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا(1/2293)
اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } . فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } .
قَالَ نَعَمْ
{ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا }
قَالَ نَعَمْ
{ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }
قَالَ نَعَمْ
{ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
قَالَ نَعَمْ.
180 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ }(1/2294)
قَالَ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا قَالَ فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }.
قَالَ قَدْ فَعَلْتُ .
{ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا }
قَالَ قَدْ فَعَلْتُ
{ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا }
قَالَ قَدْ فَعَلْتُ.أهـ
والعجب أنه ذكر مصدر الحديث في الكتابين .
ثم كيف يقول ذلك وقد ثبت أن الوحى ما كان ينتهي حتى يعي النبي صلى الله عليه وسلم ما قال وذلك ما رواه البخاري في صحيحه :
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا أهـ(1/2295)
ثم إن قوله : ولأمر ما وضع حرف التراخي في قوله تعالى : " ثم إن علينا بيانه " سورة القيامة أهـ يدل على إبعاده النجعة في فهم الآية فقد ورد في صحيح البخاري ما يبين معناها:
4 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } قَالَ جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ أهـ
فلابد من الرجوع إلى السنة في فهم كتاب الله عز وجل وتفسيره وإلا فلا يأمن المسلم من الخطأ في فهم خطاب الله تعالى وثم أخبار أخرى تدل على ذلك .
---
الجكني
07-23-2006, 12:32 PM
يا أخي أبو فاطمة الأزهري حفظك الله :(1/2296)
لا بد أولاً من تعلم اللغة العربية ومدلولات ألفاظها حتى نفهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اللذين لا يمكن فهمهما بدونها ، ويخطيء ألف مرة من ظن فهمهما بدونها ،فالدعوة مباشرة بالرجوع إلى السنة لفهم كتاب الله عز وجل د ون التنبيه على ضرورة تعلم العربية وفهمها دعوة ناقصة 0
أخي : كلام د/ دراز يرحمه الله كلام واضح وصحيح لا غبار عليه - على الأقل عندي - وما ألزمته أنت به لا يلزمه ، وما قولك في قول الله تعالى " قل ما كنت بدعاً من الرسل "وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " "0
وأيضاً فإن القول بالنسخ هنا ،المراد به - والله أعلم - البيان والتخصيص وليس النسخ المصطلح عليه ،بدليل أنه في زمن الصحابة رضي الله عنهم لم تكن هذه المصطلحات قد وجدت 0
والله من وراء القصد0
---
العبادي
07-23-2006, 04:56 PM
أوافق الدكتور السالم -حفظه الله-على ما ذكره
وأزيد أمورا:
1/ أن عبارة الشيخ عبدالله دراز قد لا يُحسن فهمها، أو يتوهم منها مراد غير صحيح، لكن الفائدة التي أرادها منها صحيحة لا غبار عليها، هذه الفائدة هي ما ذكره بقوله: (أليس ذلك من الأدلة الواضحة على أنه ناقل لا قائل وأنه مأمور لا آمر) فهو أراد تقرير هذا الأمر وإثباته، والمثال المذكور (من آيات سورة البقرة) ليس معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لم يفهموا المراد، حاشا وكلا، بل الأحاديث واضحة أنهم فهموا المراد وعقلوه، وإلا لما أشكل عليهم وأصابهم منه شدة وحرج، لكن وجه صدق الوحي -الذي أراد الشيخ إثباته بهذا المثال- قد تحقق بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده من الوحي ما يرفع به الحرج والشدة عن أصحابه رضي الله عنهم، حتى نزل الوحي بعده فبين المراد ورفع الشدة.(1/2297)
2/ كان من المستحسن أن تكون المشاركة عبارة عن طرح لإشكال قد يفهم من أحد موضوعات الكتاب العديدة، وألا يكون طرحا وتقريرا لفهم معين قد يوافق عليه وقد لا يوافق، خصوصا أن أخانا أبا فاطمة -حفظه الله- قد صرح بما فهمه وألزمه المؤلف بقوله: (إذ فيه نسبة الجهل إلى النبي وعدم فهم الخطاب) وهذه الدعوى خطيرة كما هو معلوم، ولا يمكن أن يقول بها مثل الشيخ عبدالله دراز، فكتابه من أفضل ما كتب خصوصا في مجال الإعجاز، بشهادة الكثيرين، ولا يمنع أن تقع فيه بعض الهنات، وبعض الإشكالات..وهنا يأتي دور العالم وطالب العلم ليتدارس ويستشكل ما وجد مع مشايخه وأقارنه وتلاميذه حتى تكمل الفائدة، ويتبين الفهم السديد، ويخرج من النقاش بالأقوى والأرجح، ولا يتسرع بتقرير فهم معين قد يكون بعيدا.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
---
أبو فاطمة الأزهري
07-23-2006, 11:01 PM
الدكتور السالم بارك الله فيه
أود أن أنبه إلى أنني إنما أردت التنبيه على أهمية الرجوع إلى السنة فحسب ولا أظن أن كلامي يفهم منه أن ذلك يكون بمنأى من اللغة العربية أو بمنأى من أي علم آخر يحتاجه المفسر ، بل إن معرفة اللغة العربية لا تحتاج إلى تنبيه في مثل هذا المقام إذ إنها من أهم
ما ينبغي على المفسر علمه عموماً وليس فقط عند الدعوة إلى التنبه لمكانة السنة في التفسير وهذا من أوضح الأمور.
أما قوله تعالى : " قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " فهي واضحة أن المقصود بها : أي في المستقبل فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من أمر المستقبل إلا ما علمه الله عز وجل قال ابن كثير رحمه الله :(1/2298)
وقال أبو بكر الهذلِيّ، عن الحسن البصري في قوله: { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ } قال: أما في الآخرة فمعاذ الله، قد علم أنه في الجنة، ولكن قال: لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا، أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي؟ أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي؟ ولا أدري أيخسف بكم أو تُرمون بالحجارة؟
وهذا القول هو الذي عَوّل عليه ابن جرير، وأنه لا يجوز غيره، ولا شك أن هذا هو اللائق به، صلوات الله وسلامه عليه، فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتبعه، وأما في الدنيا فلم يدر ما كان يئُول إليه أمره وأمر مشركي قريش إلى ماذا: أيؤمنون أم يكفرون، فيعذبون فيستأصلون بكفرهم ؟ أهـ
أما ما ذكره الدكتور دراز فقد كان مقصوده ما نزل عليه من الوحي والفرق بينهما واضح .
وأياً كان معنى النسخ فقد كان يعلم النبي صلى الله عليه وسلم معناها لكن الدكتور دراز قال:
وموضع الشاهد منه أن النبي لو كان يعلم تأويلها من أول الأمر لبين لهم خطأهم ولأزال اشتباههم من فوره لأنه لم يكن ليكتم عنهم هذا العلم وهم في أشد الحاجة إليه ولم يكن ليتركهم في هذا الهلع الذي كاد يخلع قلوبهم وهو بهم رءوف رحيم . ولكنه كان مثلهم ينتظر تأويلها أهـ
وأيضاً فقد قال :
قلي ـ كذا ـ بربك أي عاقل توحي إليه نفسه كلاماً لا يفهم هو معناه وتأمره أمراً لا يعقل هو حكمته ؟أهـ
ولعل كلامه واضحاً .
ثم يؤكده قوله :
ولأمر ما وضع حرف التراخي في قوله تعالى : " ثم إن علينا بيانه " أهـ
وظاهر منه أنه يفسر البيان في الآية بالتفسير وهو ما يفيد أن تفسير الآية قد يتأخر علمه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الأخ العبادي بارك الله فيه(1/2299)
أنا ما ناقشته في النتيجة ـ وهي صدق الوحي وأن النبي ناقل ـ إنما كان كلامي ـ وهو واضح تمام الوضوح ـ في المقدمة التي أراد أن يصل بها إلى هذه النتيجة . ومن المعلوم أنه قد يكون هناك مقدمات غير صحيحة يتوصل بها إلى نتائج صحيحة .
أما تفسيرك لمراد الشيخ فأرجو أن توقف بينه وبين ما نقلت ـ آنفاً ـ من النصين السابقين .
أما الأمر الثاني الذي ذكرته فهو تنبيه جيد ، ولعله يكون مراعى فيما بعد إن شاء الله تعالى .
وفقنا الله وإياكم للخير .
---
(1/2300)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي التفاسير التي جُمعت من نقولات المفسرين..؟؟
---
ما هي التفاسير التي جُمعت من نقولات المفسرين..؟؟
---
محمود الشنقيطي
01-13-2007, 11:00 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/
فأذكر فيما أذكر أن تفسير الإمام ابن أبي حاتم رحمة الله عليه كان مفقوداً وأن ما جُمع منه إنما هو عن طريق نقلة رواياته وآرائه كابن كثير وغير رحمة الله على الجميع , وحينها خطر ببالي تساؤل حول وجود تفاسيرَ أُخرَ مرَّت بما مرَّ به تفسير ابن أبي حاتم,فجمعت من مظانها لا من أصولها المخطوطة, فهل يعلم المشايخ الأجلاء في ذلك شيئاً أم لا..؟؟
وهل تفسير ابن أبي حاتم لم يزل مفقوداً (بأكمله) حتى الساعة..؟؟
---
أحمد بزوي الضاوي
01-13-2007, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/2301)
أما بعد ، فكما ذكرتم توجهت عناية الباحثين إلى جمع تفاسير أعلام المفسرين التي اندثرت ، ولم يبق منها إلا ما نقلته عنها أمهات كتب التفسير ، وبهذا العمل العلمي الجاد والطموح أعيد الاعتبار لكتب التفسير المفقودة حيث تم إخراج مجموعة من التفاسير ، منها ما هو مطبوع ومنها مالازال حبيس المكتبات الخاصة والعامة ، ومن ذلك ما سبق أن أشرنا إليه في هذا الموقع من جمعنا لمرويات السلف في التفسير ، الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ كما قامت الأستاذة خديجة إيكر بجمع مرويات التفسير لنساء بيت النبوة ، ركزت فيه على مرويات أمهات المؤمنين . ولا يفوتني أن أشير إلى الأعمال العلمية التي قام بها الباحثون بقسم اللغة العربية بكلية الآداب ، جامعة القاهرة ، و المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية ، حيث عملوا على جمع التفاسير التالية :
1- تفسير السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ .
2-تفسير ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ .
3- تفسير ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ .
4- تفسير مجاهد ـ رحمه الله ـ .
5- تفسير سعيد ابن جبير ـ رحمه الله ـ
6- تفسير قتادة ـ رحمه الله ـ .
7- تفسير السدي الكبير ـ رحمه الله ـ .
8- تفسير ابن جريج ـ رحمه الله ـ .
9- مرويات الحافظ ابن ماجة القزويني في التفسير : محمد بن رزق بن طهرون ، وحكمت بشير ياسين .ومحمد إبراهيم السامرائي .
أما ما هو مطبوع من هذه الأعمال العلمية المتميزة ، فنذكر منها :
1-مرويات الإمام أحمد في التفسير : أحمد أحمد البزرة وآخرون ، مكتبة المؤيد ، الرياض ، 1414 هـ /1994 م ) ويقع الكتاب في أربع مجلدات ).
2- تفسير الحسن البصري : : محمد عبد الرحيم ، دار الحديث ، القاهرة ، 19921413هـ / م ( ويقع الكتاب في مجلدين) .
3- تفسير ابن جريج : علي حسن عبد الغني ، مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة ، 1413هـ/ 1992م .(1/2302)
4- تفسير ابن مسعود : محمد أحمد عيسوي ، مؤسسة فيصل الخيرية ، السعودية ، 1405 هـ / 1985 م .(يقع الكتاب في مجلدين) .
5- مرويات الإمام مالك في التفسير : محمد بن رزق بن طهرون ، وحكمت بشير ياسين . مؤسسة الرسالة ، بيروت 1415هـ/1995م .
6- الإمام مالك مفسرا : حميد لحمر ، دار الفكر ، بيروت ، 1415هـ/1995م .
7- مرويات الصحابة في الحوض والكوثر : بقي بن مخلدالقرطبي (ت 276هـ)، متبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة ، 1413 هـ .
وهناك أعمال علمية أخرى قام بها مجموعة من الباحثين المغاربة ، في إطار التحضير لدكتوراه السلك الثالث . أو دكتوراه الدولة ، نأمل أن نتمكن من إدراجها في مستقبل الأيام ، ـ إن شاء الله ـ .
وتفضل أخي الفاضل : محمود الشنقيطي بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
محمود الشنقيطي
01-14-2007, 06:07 AM
شيخنا الماجد:أحمد بزوي الضاوي
أحسن الله تعالى إليك على ما تفضلت به وأفدت,وجزاك خير الجزاء وأتمَّه ..
---
أحمد بزوي الضاوي
01-14-2007, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكركم على تواصلكم وتقديركم .
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاة . أنتم أهل الجزاء والإحسان .
وتفضلوا أخي الفاضل بقبول خالص تحياتي وتقديري .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > خاص لأهل التحريرات
---
خاص لأهل التحريرات
---
الجكني
07-03-2006, 08:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حرر عقول العلماء من سلطان الجهل ،ونوّر بصائرهم بنور العلم ،وأخذ عليهم العهد بتبيين العلم متى استقام الدليل ، ولم يتعبدهم بقول فلان وفلان متى خالف الدليل ،بل قال "قل هاتوا برهانكم " والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النبي الخاتم ،المبعوث بالرحمة والتيسر والمحفوظ عن السهو و الغفلة في التبليغ ،ورضي الله عن صحابته الكرام بلغوا لنا القرآن كما سمعوه وتلقوه ،ولم يجتهدوا فيه بحرف بل قرؤا و أَقرؤا كما أُقرؤا ، فكان قولهم وفعلهم سنة يأخذها الآخر عن الأول ما تواتر الليل والنهار أما بعد :
لا شك أن القراءات العشر وصلت إلينا متواترة وصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة لم تُهمل أي قراءة منها، ولا أصلاً من أصول تلك القراءة، بل حافظت عليها عن طريق حفظها في الصدور والسطور، وهذا تحقيق لوعد الله تعالى )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(.
لكنْ لمّا طال الزمن، وبَعُد العهد عن القراء أصحاب هذه القراءات، وأُلِّفت الكتب في قراءاتهم؛ جامعةً لمختلف رواياتهم، وتشعبت طرقهم، وابتكر الناس – لِقِصَر الهمم- طريقة (جمع القراءات) في ختمة واحدة، مخالفين في ذلك ما درج عليه السلف من إفراد كل رواية على حدة، نشأ ما سمّاه المتأخرون بـ(التحريرات).
ومادة حرّ في اللغة: خيار كل شيء،([1]) ومن ثَمَّ أطلق مجازاً على أكثر من معنى، يناسب (البحث) هنا منها: الفعلُ الحسن،([2]) ومنه قول طَرَفَة:([3])
لا يكن حبّك داء قاتلاً * ليس هذا منك ماويّ بحرّ([4])
أي: ليس هذا منك بفعل حسن.(1/2304)
ومنه قولهم: تحريرُ الكتابِ وغيره، أي: تقويمُه وتخليصه، بإقامة حروفه، وتحسينه بإصلاح سَقَطِه.
أمّا تعريف (التحرير) اصطلاحاً عند القائلين به من أهل القراءات فهو: تنقيح القراءة من أي خطأ أو خلل.([5])
ويقصدون بذلك تمييز الأوجه والطُّرُق والروايات عن بعضها، وعدم اختلاطها في الأداء حتى لا يقع القارئ في التلفيق.([6])
فـ (التلفيق) و(التركيب) و(الخلط) المضافة إلى (القراءات) كلّها مصطلحات لمسمًّى واحد عندهم وهو: الانتقال من قراءة إلى أخرى، أثناء التلاوة، دون إعادة ولا تكرار لأوجه الخلاف، بل إن القارئ يقرأ آية؛ أو بعضها أو أكثر منها، على قراءة، ثم ينتقل إلى قراءة ما يليها وفق قراءة قارئ آخر؛ دون عطف لأوجه الخلاف في الموضع الواحد.
ويرى كاتب هذه الحروف أن (التحريرات) قسمان:
الأول: تحريرات في الطرق والروايات، كما فعل الإمام الداني في "التيسير" مقارنة بما في "جامع البيان" وكما فعل ابن الجزري في "نشره" حيث سبر غَوْر كثير من كتب القراءات، فحرّر منها هذه الطرق والروايات، وتلك سمة بارزة في كتب السلف المتعلّقة بالقراءات، حيث يبدؤن مؤلّفاتهم بذكر أسانيدهم المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن عندهم: لا بدّ لكل من قرأ بمضمّن كتاب أن يعرف طرقه.([7])
الثاني: تحريرات في (الأوجُه) وتفرّقوا فيه إلى ثلاث شعب:
الأولى: لم يَرِد عنهم فيها شيء ألبتة، قلَّ أو كثر، تلميحاً أو تصريحاً، وهم السلف الأقدمون، فلم يُعرَف عنهم فيما وصلنا عنهم من تراثهم ترتيب وجه على آخر، أو منعه عنه، وهم لم يحتاجوا إلى هذا؛ لأنهم كانوا يُفرِدون كلّ قراءة على حدة، بل كلّ رواية؛ ولا يبالون بطول الزمن أو قصره في ذلك.
الثانية: مَن جاء عنهم شيء منها، ولكن باقتصاد، وعدمِ فتح الباب على مصراعيه، منهم ابن الجزري كما سيأتي بيانه.(1/2305)
الثالثة: عكس السابقتين، حيث اهتموا بها كثيراً، وبالغوا فيها أشدّ مبالغة، وهم بعض المتأخرين، حتى إن بعضهم أفردها بالتأليف،([8]) فشعّبوا فيه الأقوال والتعقّبات، والأخذ والردّ، والجواز والمنع، إلى درجة أن بعضهم – وهو الشيخ القسطلاني - صرّح بأن عدم (التحريرات) يؤدّي إلى قراءة ما لم ينزل ،قال رحمه الله تعالى وتجاوز عنا وعنه :فإن قلت :هذه الأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها التي ربما بلغ بعضها في بعض المواقع نحو (4000)أربعة آلاف وجه ؟؟هل لأهل الشأن فيها نقل يعتمد ون عليه ؟أو هو قياس من عند أنفسهم ؟ فإن كان الأول فبينوه وإن كان الثاني فأنتم تمنعونه اتفاقاً؟ أجيب : بأنه لما كان اعتماد أهل هذا الفن في القراءات على الأثبت في النقل بحيث كانوا في الضبط والمحافظة على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه ،أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص وغموض وجه الأداء بل لا يسمى ما كان كذلك قياساً على الوجه الاصطلاحي لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي ؛كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك مما صرح به الأئمة 0(ق :242/أ )(1/2306)
ثم قال :وإذا ثبت محافظتهم على النقل هكذا وتجويزهم نوعاً من القياس فلا يحتاج المجيب عن هذ السؤال إلا لنقلها عن مثل هؤلاء الأئمة المعول عليهم في هذا الفن ،وأيضاً فغاية ما في ذلك القياس الجائز وهو واجب بحيث بلغت الألوف فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقنين (كذا في المخطوط ولعلها المتقدمين ) لأنهم كانوا يَقرءون القراءات طريقاً طريقاً فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه ،أما المتأخرون فيقرءونها رواية بل قراءة بل أكثر حتى صاروا يقرؤن الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت الطرق وكثرت الأوجه وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز عن التراكيب في الطرق والأوجه ويميز بعضها من بعض وإلا وقع في ما لا يجوز وقراءة ما لم ينزل وقد وقع في هذا كثير من المتأخرين لاسيما من وضع كتاباً مفردا في هذه الأوجه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى (ق243
ولما رأيت كيراً من أهل القراءات المتأخرين والمعاصرين ألزم نفسه والأمة معه بوجوب الأخذ بهذه التحريرات – والوجوب هنا الوجوب المصطلح عليه بتأثيم تاركه – حاولت قدر الجهد والفهم والسعة أن أبين أن هذا الإلزام لا يصح على الأمة لسببين رئيسيين :
الأول : أنه لم يأت عن من أنزلت عليه هذه القراءات صلى الله عليه وسلم 0
الثاني :الخلل العلمي في الضابط الذي يتحاكمون إليه ،فتراهم يمنعون وجهاً لعلة ما ،ثم في موضع آخر ومسألة أخري يجوزنه مع وجود نفس العلة 0
وهذا ما سأبينه وأعرضه على علماء هذا الملتقي لتقويمه وتصحيحه على فترات ومسائل ،ومتى انتهينا من مسألة أعرض الأخرى حتى لا يتشعب الموضوع وتقل الفائدة 0
وقبل ختام هذه المقدمة أ بدأ بذكر مسألتين أرى أنّهما مهمّتان حيث لم أر من تطرق إليهما من المحررين، وهما في حاجة ماسّة لمزيد من الدراسة حيث إن فيهما مخالفة لمنهج المتأخرين القائلين بوجوب العمل بالتحريرات.
وهاتان المسألتان هما :
الأولى: كلمتي )ضَعْفٍ( و)ضَعْفًا( في "الرّوم"([9]):(1/2307)
أجمعت كتب القراءات على أن عاصماً وحمزة قرآ الكلمتين بفتح الضاد، وأن الباقين قرؤوهما بالضمّ.
ثمّ صرّحت بأن حفصاً ورد عنه الاتفاق مع الباقين، أي إن له الضمّ أيضاً، فتحصَّل له وجهان: الفتح والضمّ.
وهنا مسألة من مسائل التحريرات، أهملها المحرّرون، وعرَّوها من التحرير، ومرّوا عليها مرور الكرام، مع أن فيها لمن أراد التحرير وطلب الحق كلاماً وتحريراً، وهي مسألة يتوجّه النقد فيها إلى القائلين والمائلين إلى وجوب (التحريرات) ولا مجانبة للحق والصواب إنْ قيل إنها تتجه أيضاً على الداني وابن الجزري رحمهما الله تعالى، كما سيذكر بعد قليل.
هذه المسألة هي: تجويز وجه (الضمّ) لحفص في الكلمتين المذكورتين وجعله مقروءاً به له.
والإشكال والنقد هو: أن جُلَّ كتب القراءات -التي تيسّر الاطلاع عليها- تنصّ على أن (الضمّ) لحفص إنما هو اختيار منه وليس رواية عن شيخه عاصم.
وهذه نصوص بعض الأئمّة المحقّقين:
1-قال ابن مجاهد: قرأ حفص عن نفسه لا عن عاصم بضم الضاد. اهـ([10])
2- قال ابن غلبون؛ بعد أن ذكر أصحاب الفتح شعبة، وحمزة، والمفضل فقط: وذكر حفصٌ أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا هاهنا. إلخ. اهـ([11]) 4- قال مكّي: ذكر عن حفص أنه رواه -الفتح- عن عاصم، واختارَ الضمّ لرواية قويت عنده. اهـ([12])
3- قال الداني: أبو بكر وحمزة )من ضعف( في الثلاثة بفتح الضاد، وكذلك روى حفص عن عاصم فيهنّ، غير أنه ترك ذلك واختار (الضمّ) اتّباعاً منه لرواية عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه ذلك بالضمّ، ورَدَّ عليه الفتح وأباه، قال-الداني-: وما رواه حفص عن عاصم عن أئمته أصحّ. اهـ([13])
5- قال المعدّل بعد أن ذكر خلاف القراء في الكلمتين: وإنما اختار حفص ذلك-الضم- برواية رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بالضمّ. اهـ([14])(1/2308)
فهذه النصوص وغيرها كثير عن الأئمّة المعتمدين، والكتب المعتمدة في القراءات، كلّها صريحة في عدم رواية حفصٍ (الضَمَّ) عن عاصم، وإنما هو مخالف له، باختياره بعد أن روى عنه الفتح.
وقد ورد هذا عن حفص نفسه حيث قال: ما خالفت عاصماً في شيء مما قرأت به عليه إلا ضَمَّ هذه الثلاثة الأحرف. اهـ([15])
ومحلّ الإشكال المتّجه إلى المحرّرين هو أن يُسْألوا: كيف أجزتم القراءة بهذا الوجه؟ فهو وإن كان صحيحاً عن حفصٍ؛ فإنه لم يقرأ به على شيخه، مما يعني أنه وجه منقطع الإسناد.
قال الجعبري رحمه الله عند قول الشاطبي رحمه الله:
»وفي الروم صف عن خُلف فصل«([16])
قال: إطلاقه الوجهين هنا لحفص قيل فيه نظر من وجهين:
كون حفص نقل الضم عن غير عاصم.
وكونه من طريق عمرو بن الصبّاح، وطريقه عن عبيد بن الصبّاح.
وهو في اصطلاح المحدِّثين (تدليس)...وكان ينبغي أن يقطع لعاصم بفتح الكلّ كالأصل.اهـ([17])
وبهذا تكونون قد وقعتم فيما منعتم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تعليل حفص في اختياره (الضمّ) أنه من أجل الحديث، قولٌ -عند علماء القراءات- لا يقبل ولا يعتمد عليه لو كان الحديث صحيحاً ومتفقاً عليه، وبالأحرى إذا كان ضعيفاً كما هنا.([18])
أمّا اتجاه الإشكال على منهج المؤلّف زيادة على ما سبق، فهو أن يقال:
لماذا لم يُعامَل هذا الوجه معاملة زيادات الشاطبي؛ مع أن الفارق بينهما جوهري، وهو أن الزيادات غير منقطعة، وأقصى ما يقال فيها هو خروجها عن طرقه. وهذه مسألة فيها كلام كثير أرجو من الله تعالى التوفيق في بيانها لاحقاً 0
فعدمُ وقوف ابن الجزري – وهو عمدة المتأخرين في التحريرات- عند هذا الوجه لحفص كوقوفه عند الزيادات؛ والتنبيه على صحتها من عدمه، خروجٌ عن منهجه، بل عن طرقه، ومخالفٌ لما صرّح به هو نفسه حيث قال: إلا أن من عادتنا الجمع بين ما ثبت وصح من طرقنا لا نتخطّاه ولا نخطله بسواه. اهـ([19])(1/2309)
هذا؛ وقد وقفت على محاولة للشيخ المتولّي رحمة الله عليه نقلها عن الجعبري، حاول فيها تسويغ اختيار حفص للضمّ، مع روايته الفتح عن شيخه، فقال: قال الجعبري في شرح "الشاطبية": قول الأهوازي: أبو عمارة عن حفص عن عاصم، والخزاز([20]) عن هبيرة عن حفص عنه بضمّ الضاد كلّ ما في الروم، صريح في أن حفصاً نقل الضم عن عاصم. اهـ([21])
وزاد الجعبري بعد هذا الكلام –والشيخ المتولي لم ينقله-: وهذا جواب صحيح إن قصده الناظم،([22]) فإن قلت: كيف خالف مَن توقّفت صحة قراءته عليه؟
قلتُ: ما خالفه، بل نقل عنه ما قرأه عليه، ونقل عن غيره ما قرأه عليه،
لا أنه قرأ برأيه. اهـ([23])
وعليه، فإن ما أبهمه الأئمّة: الدانيُّ ومكيُّ والمؤلّف، وغيرهم في عباراتهم حتى فُهم من ظاهرها عدم قراءة حفص بالضمّ على عاصم، اتضح بهذا الكلام -أعني كلام الجعبري- أن ذلك الظاهر غير مرادهم رحمة الله عليهم أجمعين؛ لأنه لا يمكن بحال -عندي- أن أولئك الأئمة يجيزون قراءة منقطعة الإسناد.
وخلاصة القول في هذه المسألة: أن وجه الضمّ لحفص خارج عن طرق "التيسير" و"الشاطبية" و"النشر"، ومع ذلك -فكاتبه- يقرأ به تبعاً لمشايخه، وتحسيناً للظنّ بهم فيما قرؤا وأقرؤا به، من أنهم لا يقرؤن إلا بأثر، ولا يشترط في مثلي أن يعلم جميع الأسانيد، وما كنت لأصبح بدعاً في منع هذا الوجه الذي أجازه علماء القراءات مع خروجه عن جميع طرقهم الصغرى والكبرى، وما كتبت هذا إلا أمانة للعلم، وتقديماً للرواية على الدراية، وتبييناً لعدم انضباط منهج المتأخرين من المحرّرين في بعض المسائل. والله أعلم.
الثانية: مسألة: السكت بين السورتين ل(خلف) في اختياره:(1/2310)
صرّح ابن الجزري في موضعين؛ بعبارة مطلقة، تدلّ بمنطوقها ومفهومها على أن أبا العزّ القلانسيّ في "إرشاده" روى عن خلف -في اختياره- بكماله، أي من الروايتين: رواية إسحاق ورواية إدريس، السكتَ بين السورتين. وقال: رَوى عنه -خلف- أبو العزّ في "إرشاده" السكت بين السورتين.اهـ([24])
وقال في موضع آخر: واختلف عن خلف في اختياره بين الوصل والسكت،... ونَصَّ له صاحب "الإرشاد" على السكت. اهـ([25])
ودلالةُ هذا الكلام هي أن إسحاق وإدريس عن خلف يسكتان بين السورتين، وهذا فيه نظر من جهتين:
الأولى: أن "الإرشاد" ليس فيه لخلف إلا رواية واحدة وهي رواية إسحاق، وهي من طرق "النشر" وليس فيه رواية (إدريس) ألبتة.([26])
الثانية: في "الكفاية الكبرى" لأبي العزّ رواية إدريس، ولكنّها ليست من طرق "النشر" ولم يخترها المؤلّف في طرقه.([27])
وقد اضطرب -عندي- مذهب الشيخ الأزميري رحمه الله في هذه المسألة، فبعد أن قرّر أنَّ السكت لإسحاق، وأنه الأَولى ختم كلامه بالتصريح بقبول عموم كلام ابن الجزري فقال: ولكن أخذناه-السكت-لإدريس أيضاً اعتماداً على ابن الجزري.اهـ([28])
فَحَسْبَ المنهج الذي بنى عليه المحرّرون -وهو إمامهم- مذهبهم الصعب، كان عليه - رحمه الله - أن لا يأخذ بالسكت لإدريس بين السورتين، ولماّ كُتِب عليه أخذه؛ فكان الأسلم أن يكون من " الكفاية الكبرى " لا "الإرشاد" فهو هنا رحمه الله لم يخلط طريقاً بطريق، بل خلط كتاباً بكتاب.
وقد كان الشيخ المتولّي رحمه الله أكثر دقّة -عندي- وأسلم منهجية وطريقاً، حيث قال بعد أن ذكر ما سبق: فكلام ابن الجزري المطلق يحمل على المقيّد. اهـ([29]) وهذا هو الصواب.
وخلاصة القول: أن السكت بين السورتين لخلف في اختياره إنما هو من رواية إسحاق، وعليه فيكون له –لخلف- وجهان: السكت وعدمه. والله أعلم.
وهناك كلام كثير أخرته حتي يأتي موعده المناسب 0
والله من وراء القصد0
---الحواشي -------(1/2311)
([1]) انظر: اللسان والقاموس والتاج (حرر)
([2]) انظر: أساس البلاغة والتاج (حرر)
([3]) اسمه الحقيقي: عمرو بن العبد، ينتهي نسبه إلى معدّ بن عدنان، شاعر جاهلي من أصحاب المعلّقات، يقال له: ابن العشرين؛ لأنه قتل وسنّه تلك، وقيل: بعدها بست، قتله عمرو بن هند.
انظر: طبقات الشعراء:1/138، الخزانة: 2/419425
([4]) البيت هو ثاني أبيات قصيدة عدتها (76) بيتاً يصف فيها أحواله وتنقّله في البلاد، مطلعها:
أَصحوتَ اليوم أم شاقتك هرْ * ومن الحب جنون مستعر
انظر: مختار الشعر الجاهلي: 1/323
([5]) انظر: الفوائد المفهمة: 6
([6]) مأخوذ من: لفّق الثوب يلفقه لفقاً: وهو ضمّ إحدى الشقتين إلى الأخرى فتخيطها، والمراد هنا ضم أوجه على أوجه. انظر: اللسان (لفق)
([7]) انظر: غيث النفع: 35
([8]) منهم الشيخ علي بن عبد الله المنصوري (ت 1134 هـ) له: "تحرير الطرق والروايات في القراءات"، والشيخ محمد بن محمد بن خليل الطباخ (1205 هـ) له "هبة المنان في تحرير أوجه القرآن"، وغيره، والشيخ مصطفى الأزميري (ت 1155 هـ) وهو أشهر وأدقّ من تعقب ابن الجزري، والشيخ محمد بن أحمد المشهور بالمتولي (ت 1313 هـ) خاتمة المحررين إلى يومنا هذا، عُرِف بـ(ابن الجزري الصغير) لعلو كعبه في القراءات.
([9]) من الآية ( 54) الروم
([10]) السبعة: 508
([11]) التذكرة: 2/495
([12]) التبصرة: 635
([13]) التيسير: 175-176
([14]) تذكرة الحفاظ: 2/ ق: 178
([15]) النص من "التبصرة" 635، وانظره أيضاً في: غاية النهاية:1/254، النشر: 2/345، روضة الحفاظ: ق 178 وغيرها.
([16]) الشاطبية: 57
([17]) كنز المعاني: ق: 249
([18]) ضُعِّف الحديث؛ لأن فيه عطية العوفي. انظر: التيسير: 176
([19]) انظر النشر:1/192-193
([20]) أحمد بن علي بن الفضل، أبو جعفر، البغدادي، مقرئ، ماهر، ثقة، قرأ على هبيرة وغيره، قرأ عليه ابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهما. توفي سنة 286 هـ(1/2312)
انظر: غاية النهاية: 1/86-87، المعرفة:2/512، تاريخ بغداد: 4/303
([21]) الروض النضير: ق: 381 -382
([22]) يقصد به الإمام الشاطبي رحمه الله.تعالى
([23]) كنز المعاني: ق: 249-250، لكن يُرَدّ على هذا بأن حفصاً لم يتلق الضمّ عن عاصم نفسِه، حتى وإن كان عاصم أقرأه لبعض تلاميذه، وأيضاً: إن الضم وإن كان قرأ به عاصم إلا أنه لم يصلنا من الطرق المعتمدة لا "التيسير" ولا "الشاطبية" - وهما عمدة الجعبري- ولا "النشر" ولا "الطيبة". والله أعلم.
([24]) انظر :النشر: 1/191
([25]) انظر النشر: 1/259
([26]) انظر ، الإرشاد: 155-156
([27]) انظر: الكفاية الكبرى: 110-111
([28]) انظر: تحرير النشر: ق: 195/ ب، بدائع البرهان: ق: 10 و176
([29]) انظر: الروض النضير: ق: 36-37
---
إبراهيم الجوريشي
07-04-2006, 02:42 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذا البحث الرائع
---
محمد يحيى شريف
07-04-2006, 10:57 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشكركم كلّ الشكر على هذا الكلام العلمي الدقيق وهو في غاية الأهمّية وأريد أن أتدخّل في هذا الموضوع عسى الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه فأقول وبالله التوفيق :(1/2313)
لو تسائلنا لماذا انفرد المتأخرون في التأليف المستقلّ لعلم التحريرات خلافاً للمتقدين حيث إنّ ابن الجزري رحمه الله ألّف كتابه النشر وهذا الكتاب نقل فيه المصادر والأسانيد والقراءات من أصولٍ وفرشٍ والتحريرات المتمثلة في عزو كلّ وجه أو طريق إلى مصدره وبيان بعض الأوجه المردودة كالهمز مع الإدغام الكبير وغير ذلك ، وجميع هذه الأوجه لها مصادرها من مشافهة ونصوص ولا دخل للاجتهاد فيها إلاّ في حالة غموض الوجه أداءاً فيما لا نصّ فيه ، ففي هذه الحالة أجاز العلماء الاجتهاد أو القياس فيما تدعوا إليه الضرورة وتمسّ إليه الحاجة كما صرّح بذلك في نشره. فإذن كتاب النشر هو كتاب مستقلّ أساسه مصادر وأسانيد وأصول وفرش وتحريرات للقراءات العشر. وطرق هذا الكتاب محصورة ، فكلّ ما خرج عنها فلا يُقرأ به لانقطاع سنده ولوصحّ من قبل.(1/2314)
وأمّا المتأخرون فتلقوا القراءات العشر من طريق النشر وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين قسمٌ مقلّد لا يخرج عن ما تلقاه عن شيخه ومنهم المحقق الذي لا يكتفى بما تلقاه عن شيخه في أوجه كتاب النشر لأنّ العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية كما ذكر مكي والداني عليهما رحمة الله تعالى. وبما أنّ العلماء ومن بينهم ابن الجزري رحمه الله تعالى بشرٌ يخطئون ويصيبون والعصمة لا تكون إلاّ للأنبياء عليهم السلام قام المحققون بمقارنة ظاهر كلام النشر بأصوله فوجدوا خلاف يسيراً بين كتاب النشر وبين أصول كتابه وهذا الخلاف أمّا أن يكون وهم أو سهوٌ منه رحمه الله تعالى أو سهوٌ من شيخه الذي تلقّى منه بمضمون ذلك الكتاب وغير ذلك من الأسباب ، مع العلم أنّ المكتوب من المصادر لا يتغيّر بخلاف المشافهة التي يعتريها شيء من التغيير مع مرّ الزمان ، ثمّ إنّ كتاب النشر يحتوي على عدّة مصادر وأوجه وطرق ولا شكّ أنّ الوهم له نصيب معتبر في مثل هذا النوع من التآليف. وهذا السبب الذي جعل العلماء يقدّمون المصدر على ظاهر كلام النشر لأنّ المصدر هو عبارة عن النصّ الذي كتبه صاحب الكتاب أو ممن أخذ عنه فالأخذ من الكتاب أولى من أخذِه من الكتب التي تنقل مضمون ذلك الكتاب بعينه.
فالمتأخرون من المحققين انصدموا بمصدرين : الأوّل كتاب النشر ، الثاني : الكتب التي هي أصول النشر والتي نقل منها ماهو موجود في النشر. فالمحقق بين أمرين إمّا أن يقلّد ما تلقاه عن شيخه موافقاً لظاهر كلام النشر وهو يعلم في قرارة نفسه ضعف ذلك الوجه مقارنة مع المصدر ومع علمه أنّ ابن الجزري بشرٌ قد يُخطئ. وإمّا أن يأخذ بالمصدر والصواب. وهذا هو عين العلم لأنّه فطنة ودراية. وهذا السبب الذي جعل هذا العلم يستقلّ شيئا بعد شيء.
لو تسائلنا ما هو سبب الخلاف الذي وقع بين المحررين ؟ أقول يمكن حصر هذه الأسباب فيما يلي :(1/2315)
أوّلاً : اختلاف المحررين إلى مذهبين : هناك فتوى للشيخ الضباع رحمه الله تعالى وهو ردّ على سؤال من الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي حفظه الله تعالى ونصّ السؤال هو : من هم العلماء الذين حرروا طيّبة النشر وما هو منهجهم ؟ فأجاب العلامة الضباع : " أوّلاً : أتباع المنصوري وهم : الميهي والأجهوري والعقباوي ، والطباخ ،والإبياري ،ووكذا المتوليّ أوّلاً. وهؤلاء كلهم كرجل واحد ، والخلف بينهم يسير ، وسببه وقوف كلّ منهم على أصول النشر التي تخالف تحرير المنصوري ( الآخذ بظاهر كلام النشر ). ثانياً : أتباع يوسف زاده ومنهم الأزميري ، والسمرقندي ، والبالوي ، وابن كريم ، والسيد هاشم ، وكذا المتولي آخراً ، وهؤلاء أذقّ نظراً وأقوم طريقة لأنّهم كانوا يراعون النشر مع أصوله جزئية جزئية ولا يأخذون إلاّ بالعزائم والتدقيق ، وهم الذين ينبغي أن يرجع إليهم ولا يؤخذ عن سواهم " انتهى كلامه ( أنظر تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات للشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى حفظه الله تعالى ص38،39،40.). قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تعليقاً على هذه الفتوى : " أقول : من هذه الفتوى يتبيّن لنا أنّ الخلف بين القراء المحررين يسير ، وليس نتيجة لأهوائهم وإنّما نتيجة لوجهات النظر ، وكلّ منهم كان يجتهد ويفسّر ما في كتاب النشر ، إمّا على ما يفيد الظاهر أو بمراجعته على الأصول وهي الكتب المذكورة فيه ، فما بينهم ليس خلاقاً يؤدّي إلى التناقض والاضطراب وإنّما تفاوة الرواية والحفظ ، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وسائر علماء التحرير عدول ، كلّ منهم ذكر ما انتهى إليه علمه بحسب التلقى والمشافهة عن شيوخه ، وعليه فلا اختلاف بينهم ، والذي يستفيد من عمل المحررين ويقدّر لهم جهدهم هو الذي تلقى القراءات بإسنادٍ خاصّ عن شيخ مسند." انتهى كلامه حفظه الله تعالى نفس المصدر ص40.(1/2316)
ثانياً : غموض بعض النصوص التي قد تحتمل عدّة معاني وهي قليلة جداً إمّا من ظاهر النشر أو من مصادره.
ثالثاً : قد لا يجد بعض المحررين جميع المصادر لكتاب النشر فيعتمد على المصادر التي هي بحوزته ويعتمد على أقوال من سبقه من المحررين أو على ظاهر كلام النشر فيما لم يكن بحوزته من المصادر.
رابعاً : تفاوت العلم والفطنة والدراية بين المحررين فيؤخذ ممن كانت له الحجة في تحرير وجه من الأوجه.
أمّا كلمة "ضعف" فلا تُعارض مذهب المحررين لا قريب ولا من بعيد لعدّة أسباب :
أوّلاً : الضمّ في { ضعف } في رواية حفص منصوص عليه في النشر وفي أصوله ، فلا تعارض بين النشر وأصوله وقد ذكرنا أنّ الخلاف بين المحررين ينحصر في المقارنة بين ما في النشر وبين أصوله.
ثانياً : قد تلقى العلماء هذا الوجه بالقبول عن حفص وهم لا يجتمعون على خطأ ولم أجد من ردّ هذا الوجه من القدامى فيما اطلعت عليه.
ثالثاً : حتّى وإن خالف حفص شيخه في هذه الكلمة إلاّ أنّه كان يعلم بتواترها عن غيره وكفى في ذلك شرفاً أنّها هي الكلمة الواحدة التي خالف فيها أحد الرواة شيخه ولله الحمد.
وأمّا مسألة البسملة بين السورتين لخلف في اختياره فإنّ الأزميري غير معصوم ، فبالحقّ تعرف أهله وليس العكس ولم يقل أحد من أهل العلم أنّ جميع ما ذهب إليه الأزميري صواب. والشاهد في جميع ما سبق أنّ العلامة الأزميري ما رجّح وجهاً برأيّ محضٍ مجرّد عن نصّ وهذا هو المهمّ.(1/2317)
والخلاصة مما ذكرنا أنّ جميع القراء الذين يتصل سندهم بابن الجزري يأخذون بالتحريرات في جميع الأقطار ولا يُقرأ اليوم بقصر البدل مع التقليل في ذوات الياء لورشٍ من الشاطبية ولكنّه يُقرأ من الطيبة فقط من طريق التلخيص لابن بليمة ولا يٌقرأ بالإدغام الكبير مع الهمز للسوسي ولم يختلف العلماء والمحررون في ذلك وهذا هو عين التحرير والعمل بالتحريرات هو المعمول به في مصر والشام والاستنبول والحجاز والمغرب والهند وباكستان وووووووو. ولا يُعرف إنكار هذه التحريرات من أناسٍ عرفوا قدر هذا العلم وتلقّوا القراءات بالسند المتصل حيث لا يمكن أن نهدم ما سهر عليه المحققون ونجعله هبآءاً منثوراً ولو قمنا بجمع جميع المشايخ الكبار الآن من جميع الأقطار فلا شك أنّهم لا يوافقون على ما ذهب إليه فضيلة الشيخ في كون أنّ التحريرات منهج مضطرب.(1/2318)
قال المتولي كلمته المعروفة " وإنّا أزميريون " أي على مذهب العلامة الأزميري ، والمتولي من هو رحمه الله تعالى الذي لُقّب بابن الجزري الصغير. وقال الشيخ الضباع ٍ " وهؤلاء – أي الأزميري وأتباعه - أذقّ نظراً وأقوم طريقة لأنّهم كانوا يراعون النشر مع أصوله جزئية جزئية ولا يأخذون إلاّ بالعزائم والتدقيق ، وهم الذين ينبغي أن يرجع إليهم ولا يؤخذ عن سواهم " انتهى كلامه ، وهذا قول تاج القراء العلامة الضباع وما أدراك ما العلامة الضباع وهذا المنهج أي منهج الأزميري في التحريرات هو المعمول به اليوم لأنّه موافق لأصول كتاب النشر وهو مبنيّ على الدقّة والجودة والإتقان ولا شكّ أنّ ذلك أولى من غيره لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام " من عمل عملاً فليتقنه " أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ولا شكّ أيضاً أنّه لا يعرف قدر هذه الجهود إلاّ من مارس هذا العلم عملياً وداوم عليه وتفرّغ له لمدّة طويلة بخلاف من درسه دراسة سطحية أو تعرض لبعض مسائله فلا شكّ أنّه لا يقدّر لهذا العلم حقّ قدره بل يريد أن يحبط ما سهر عليه الفطاحلة في رمشة عين من غير أيّ مبالاة والأدهى في ذلك التجرّأ على تسمية ما ذهب إليه أهل الصنعة بالمنهج المضطرب. فإن اعتمد فضيلة الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
07-04-2006, 07:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة " والقائل " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون " واهب الألباب و منزل الكتاب ،والصلاة والسلام الأتمان على المعصوم من الغفلة والاضطراب ،نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم المآب ، أما بعد :
1- رحم الله من قال :"العلماء مصدقون فيما ينقلون ، مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم " 0(1/2319)
2- كنت أتوقع من الشيخ محمد يحي أن ينقض ما ذكرته مسنداً إلى العلماء المحققين بالدليل العلمي – وهو الحكم النزيه عند الاختلاف- وإذا به يسطر كلاماً فرغنا من بحثه في مسألة الضاد التي تركت الحديث معه فيها ليقيني أننا لن نتفق فكأننا كل منا في وادي والآخر في وادي آخر 0
الشيخ الفاضل يتكلم عن نشأة التحريرات وأسبابها والعلماء الذين رأوا القول بها ، وهذا ليس هو ما تحدثت عنه وليس غرضي في البحث ،وإنما غرضي في البحث هو :
أ- هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل ؟
ب-هل التحريرات لها قواعد منضبطة سواء في منع وجه أو جوازه ؟
ج- هل التحريرات متصلة الإسناد قراءة إلى أصحاب الكتب ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟
د- هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟
ه- هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ممن يؤخذ عنه القرآن أن بين كذا وكذا (80) و(4000) ألف وجه أو ينقصون قليلاً أو يزيدون ؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تحتاج منا إلى إعادة النظر في كثير من المسائل التي أخذناها أو قل لقِّنّاها وقيل لنا :إياكم والطعن فيها و00000الخ
3- مناقشة الشيخ شريف :
قلت :"فكل ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لانقطاع سنده ولو صح من قبل " هل هذا الضابط صحيح ؟
4- قلت :" الضم في (ضعف ) منصوص عليه في النشر وفي أصوله 000الخ
الجواب : يا شيخ أنت تناقض نفسك من حيث لاتدري ؛ قبل قليل قلت "ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لأنه منقطع الإسناد " ولا شك أن وجه الضم عن حفص من طريق الشاطبية منقطع الإسناد ليس عند ابن الجزري فقط وإنما عند كل كتب القراءات السبعة التي اعتمدت طريق عبيد بن الصباح عنه ،فليس قولك " وفي أصوله " بمغن عنك شيئاً ،فإذا كان حفص نفسه نص على أنه خالف شيخه فيها فمن أين ستأتي بما يصل هذه الطريق ؟؟؟(1/2320)
5- قلت :" تلقى العلماء هذا الوجه بالقبول 000" هذا دليل عليكم أيها الملزمون الأمة بالتحريرات ،لأن العلماء الذين تلقوه ما قالوا :"هذا خروج من حفص عن طريقه فلا تجوز القراءة به ،وهذا شيء من الاضطراب في منهجكم 0
وأما قولك "ولم أجد من رد هذا الوجه من القدامي " فلأنهم – والله أعلم – لم يكن عندهم هذا المنهج المستحدث بتجويز وجه على وجه ومنعه عنه ، بل الأمر ميسر كما قال تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر " ،وهذا قلته من عندي وأبرأ منه أمام الله تعالى إن ظهر لي بطلانه 0
6- قلت :" حتى وإن خالف حفص شيخه 000" جوابه" ادعاء يحتاج إلى دليل فمن أين عرفت أن (التواتر ) كان معروفاً في ذلك الوقت ؟ وإن كان معروفاً فهل يجوز متابعة شخص ما على مخالفته للتواتر ؟ أم أن القضية هي قضية رؤية السابقين واختلافهم في ما تجوز قراءته وما لا تجوز 7- وقلت :"إن جميع القراء الذين يتصل سندهم بابن الجزري يأخذون بالتحريرات 000في جميع الأقطار " ادعاء يحتاج إلى دليل ،إلا إذا كنت استقريت ذلك فالعهدة عليك "والعلماء مصدقون في أقوالهم "
7- وقلت:" ولا يقرأ اليوم بقصر البدل مع تقليل ذات الراء 00الخ " السؤال والبحث :لماذا لا يقرأ به ؟ ستقول إنه خروج عن طريقه ؟ وأقول : ما الفرق بينها وبين (ضعف) بالضم لحفص ؟
8- قلت :"ولا يعرف إنكار هذه التحريرات من أناس عرفوا قدر هذا العلم 000"جوابه :ولا يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أئمة القراءات السابقين المبالغة في التحريرات وادعاء أن من لم يأخذ بها يكون قارئاً لما لم ينزل ، ولا يعرف عن أحد أنه يجيز أخذ القراءة من الكتب وأن يتعدى ما قرأ به على شيوخه ،ولا يعرف 000الخ(1/2321)
9- أما قولك :" حتى نهدم ما سهر عليه المحققون ونجعله هباء منثوراً" جوابه : أما وسع هؤلاء المحققين ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع أئمة القراءات من التيسير على الأمة وعدم القراءة والإقراء بما يقتضيه الضرب الحسابي حتى رأينا في كتب القراءات كأنك تقرأ كتاباً في الرياضيات ،ومن لم يصدق فلينظر أي كتاب من الكتب التي في (تحريرات الطيبة ) 0
10- يا أخي : والله الذي لا إله غيره إني لا أنكر ولا أطعن على من قرأ القراءات وتحريراتها بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكني أنكر هذا الموجود الآن وهو أن يأتي شخص ويأخذ سنداً على شيخه ثم يتولى الإقراء ويتعدى ما قرأ على شيخه ويأخذ بقرىء بما يجده في الكتب وهو لم يأخذه بالتلقي ،ويا ليته إذ فعل هذا التزم به لنفسه ولكنه أخذ يلزم به الناس ويدافع عنه ،وهنا أسأل سؤالاً لكل أحد ممن يهتم بالتحريرات :
هذه الأوجه التي أجازها الشيخ الأزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما ، أم أن اجتهادهما أداهما إليها ؟ فإن كان الأول – وليس هو كذلك – فلماذا يلزمان الأمة بأوجه ربما بعض الأمة لم يقرأ بها ؟ وإن كان الثاني فكيف يلزمان الأمة باجتهادهما ؟ مع علمي أن الشيخين رحمهما الله تعالى لم يلزما الأمة بشيء من ذلك 0
11-وقلت :" لو قمنا بجمع جمع الأمة 000الخ فالجواب :
اجمع جميع المشايخ واسألهم :
1- إذا رأينا من يجيز حكماً لعلة ما وفي موضع آخر يمنعه مع وجود نفس العلة ،ما ذا تسمون هذا ؟
2- كيف نجمع بين اختلافات المشايخ في المسألة الواحدة فما يجيزه فلان يمنعه فلان 0
12- وقلت :" قال المتولي أنا أزميريون 000الخ ،والجواب :
كلامنا ليس في فضل ومكانة هؤلاء العلماء كلامنا في عملهم هذا هل يناقض الأصول الأولية في هذا العلم أم لا ؟(1/2322)
وأيضاً : ما ذا نفعل بهذه الاستدراكات العلمية الوجيهة التي استدركها طالبان من كلية القرآن الكريم في تحقيقهما لكتاب الأزميري – والحق معهما لاشك في ذلك - ؟ أفكلما جاءنا من هو أنشط واستدرك نأخذ باستدراكاته وتصحيحاته ثم نقول إنه متواتر ونهاجم من يبين بطلانه ؟ مذهبكم يقول هذا ؟
13- أما قولك :" بخلاف من درسه دراسة سطحية000الخ فجوابه :
هذا كلام من لا يملك من الدليل على نقض هذا الآضطراب إلا بالتغني على الأطلال ، فالعلم يا أخي فتح من الله تعالى يعطيه لمن شاء من عباده ،وحاشا أن أكون أعني نفسي بهذا ،ولكن المسائل العلمية لا يجاوب عنها بمكانة الشيوخ ،ربما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ، كان الأولى أن تنقض ما أثير بالدليل وتترك الشيخ المتولي والضباع رحمهما الله تعالى لما قدما ،فقد أديا ما عليهما وخدما كتاب الله تعالى بما قد لا يتوفر لغيرهما ، ولكن العلم لم يمت بموتهما ،نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنهما ويجمعنا معهما في بحبوحة جنته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من مات وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله 0
14- وأما قولك :" فإن اعتماد الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب " أقول :
وما ذا تسمي من يعرض عن أقوالهم في دفاعهم عن كتاب الله تعالى من أن يتطرق إليه التحريف بقراءة حرف مكان حرف ويقدم عليهم قولا 000ثم يتبعهم في مسألة مهما قيل فيها فهي أخف من ذلك بكثير وبينهما ما بين الأصول والفروع ؟(1/2323)
واعلم يا أخي أن نظرتي للشيوخ ليست نظرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘فهو وحده المعصوم عندي لا أحد غيره ،ويرحم الله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الأزرق (ت 896) عندما قال :" ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه وعليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ ،ولكن مع ملازمة التوقير الدائم والإجلال الملائم ، فقد خالف ابن عباس عمر وعلياً وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم وكان قد أخذ عنهم ،وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة ،وإنما أخذوا العلم عنهم ،وخالف مالك كثيرا ًمن أشياخه ،وخالف الشافعي وابن القاسم وأشهب مالكاً في كثير من المسائل ،وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي ،وقال : لا أحد أمنّ علي من مالك ،وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة مسائل ،ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى يومنا هذا ،وقال : وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم رحمهم الله تعالى ،قال : ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونقلته مع طوله لنفاسته ولاحتياجي قبل غيرى لتعلمه وتعليمه 0
وإن عدتم عدنا ،والله من وراء القصد0
---
الجكني
07-07-2006, 05:46 PM
مسألة ثالثة : البدل مع ذات الياء
وهي من المسائل التي تبين أن المحررين ليس لهم ضابط يسيرون عليه ،فتارة يمنعون وجهاً لمجرد أنه من زيادات الشاطبي ، وتارة لا يبالون بذلك كما في مسألتنا هذه ،وإليكم التفصيل :
المراد بالبدل هو : أن تتقدم الهمزة على حرف المد نحو "ءامنوا " و "أوتوا " و"إيمانا"،فهذا فيه لورش ثلاثة أوجه : القصر والتوسط والإشباع ست حركات 0
والمراد بذات الياء هو الكلمة المنتهية بالياء ( الألف المقصورة ) نحو " الهدى " و " استوي " فهذا فيه لورش – ما لم يكن رأس آية ؛يعنى آخر كلمة في الآية – وجهان : الفتح والتقليل 0(1/2324)
لكن إذا اجتمعا نحو " فتلقى ءادم " و" ءاتى المال على حبه ذوى القربى" فما الحكم ؟
الذي يقتضيه الضرب الحسابي – وهذه عبارة بعضهم – أن فيها ستة أوجه حاصلة من ضرب ثلاثة البدل في وجهي ذات الياء كالتالى:
1- قصر البدل عليه الفتح والتقليل في ذات الياء
2-توسط البدل عليه نفس الوجهين 0
3- مد البدل عليه الوجهان كذلك 0
لكن قال المحررون : المقروء به من الشاطبية أربعة أوجه فقط وهي : قصر البدل وعليه فتح ذات الياء ،وتوسط البدل عليه تقليل ذات الياء ، ومد البدل عليه الوجهان في ذات الياء 0
وهنا قد يسأل سائل : وأين الاضطراب في المنهج الذي تدعيه ؟
فيقال : هؤلاء جعلوا هذه الأوجه الأربعة المذكور مقروءاً بها من الشاطبية ، وم يراعوا هنا " زيادات الشاطبي " على " التيسير " فلو استخرجنا المسألة من " التيسير " لوجدنا التالى :
"التوسط فقط في البدل ، والتقليل فقط في ذات الياء " هذا هو الذي في " التيسير " وما ذكره الشاطبي رحمه الله من قصر وإشباع في البدل ،وفتح في ذات الياء فهو كله خروج منه عنه 0 فما ذا نسمي هذا ؟؟ وللحديث بقية إن شاء الله 0
---
محمد يحيى شريف
07-08-2006, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قولكم : "أ- هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل ؟"
الجواب : هذا ليس على الإطلاق بل مرادهم قد يقرأ ما لم ينزل فمن قرأ مثلاً " فتلقى آدم من ربه كلمات " وخلط بين قراءة المكي وقراءة غيره بأن يرفع { آدم } و{ كلمات } أو ينصبهما فلا شكّ أنّ هذا لم ينزل على رسول الله تعلى.
قولكم "ب-هل التحريرات لها قواعد منضبطة سواء في منع وجه أو جوازه ؟"
الجواب : نعم للتحريرات قواعد منضبطة الأصول والمنهجية ومن أهمّها :
- المقارنة بين النشر وأصوله
- تقديم الأصول على ظاهر كلام النشر(1/2325)
- تخليص الطرق وعدم خلط بعضها ببعض : لأنّ القدامى كانوا لا يُقرؤون إلاّ بما تلقوه عن مشايخهم لأنّ القراءة سنة متبعة وهذا السبب الذي جعل المحررون لا يخلطون بين الطرق فكأنّما يقرءون لكل طريق على حدة اتباعاً لهذا الأصل وهو الإقراء بما أُخِذَ عن المشايخ. فإن قرأ صاحب المصباح وهو أبو الكرم الشهرزوري بقصر المنفصل مع توسط المتصل لحفص عن عاصم وهو قرأ بالإبدال في { آلذكرين } فلا بدّ من الالتزام بذلك لأنّه لو افترضنا أنّك قرأت على صاحب المصباح مثلاً فإنّك ستقرأ بقصر المنفصل مع توسط المتصل مع الإبدال في { آلذكرين } أخواتها والقراءة سنة متبعة ولا أقول أنّ ذلك واجبٌ يأثم تاركه وإنّها هو اتباع السند أي فمن قرأ أو أقرأ من طريق المصباح فلا بدّ أن تلتزم بما ورد في كتاب المصباح لأنّك ستعطي سنداً بمضمون ذلك الكتاب فإن خالفت الكتاب فقد خالفت السند ونسبت بعض الكلمات إلى صاحب الكتاب وهي غير واردة عنه فهذا مذموم ولا يحق أن تنسب إليه مالم يقرأ وما لم يُقرئ. فالمسألة متعلقة بالأمانة العلمية ونسبة كل وجه إلى صاحبه وعزو كلّ طريق إلى أصله كما كان يفعل سلف الأمّة عند إفراد القراءات.
- الاقتصار على أصول النشر وطرقه وتضعيف كلّ ما خرج عن مصادر النشر وطرقه.
وقد يقع الخلاف بين المحررين بأسباب ذكرناها لا حاجة لإعادتها.
قولكم "ج- هل التحريرات متصلة الإسناد قراءة إلى أصحاب الكتب ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟"
الجواب : هذا سؤال لا ينبغي أن يطرج لعدّة أسباب :
أوّلاً - لأنّ القدامى كانوا يفردون القراءات(1/2326)
ثانياً – هل تظنّ أنّ ورشاً قرأ الآية " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " أي بالقصر في { آمنوا } والتوسط أو الطول { أوتو} في آن واحد. أقول لا يمكن لقول ابن الجزري " واللفظ في نظيره كمثله " ولأنّ طرق القصر وطرق التوسط وطرق الطول في البدل منفصلة ولكلّ من هذه الطرق سند مستقل ولاشكّ أنّك لو أفردت كلّ وجه بسنده فإنّك لا تخلط ولا يحق لك أن تخلط بين الطرق ، وبعد ما استقرّ العمل بالجمع فصل العلماء هذه الطرق من بعضها ومنعوا الخلط اتباعاً للسند وموافقة للأسلاف في الالتزام بما أُخِذَ عن المشايخ من غير زيادة ولا نقصان.
ثالثاً : عمل المحررين يتمثّل في مقارنة النشر بأصوله. وفي عهد القدامى لم يكن كتاب النشر موجوداً. وقد ذكرت من قبل أنّ استقلال علم التحريرات كان نتيجة تصادم المحققين لمصدرين وهما النشر مع أصوله فكان لزاماً عليهم وضع منهجية لهذا التصادم. إذن فليس من المعقول أن يقال أن علم التحريرات لم يكن عند السلف فكذلك علم مصطلح الحديث وعلم أصول الفقه وغير ذلك من العلوم لم تكن في عهد الصحابة ولا التابعين ولا أتباع التابعين.
قولكم : " د- هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟ "
الجواب : لا يجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد لأنّه لم يتوفر فيه شروط قبول القراءة الصحيحة. أمّا كلمة "ضعف" فلا دخل لها في الموضوع لأنّ ضمّها عند حفص متلقى بالقبول من القدامى وليس من المحررين فقط فإن ثبت ذلك الوجه في المصادر التي نقلت لنا القراءات وتلقى ذلك الوجه قبولاً من الفطاحل من غير نكير منهم وهو ثابت في الشاطبية والنشر فما ذنب المحررين وما دخلهم في هذه الكلمة والأمّة لا تجتمع على خطأ وإن أردت تخطئة القدامى في كلمة ضم {ضعف} لحفص فهذا شأنك مع العلم أنّ الوجه المقدّم هو { الفتح }.(1/2327)
قولكم "ه- هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ممن يؤخذ عنه القرآن أن بين كذا وكذا (80) و(4000) ألف وجه أو ينقصون قليلاً أو يزيدون ؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تحتاج منا إلى إعادة النظر في كثير من المسائل التي أخذناها أو قل لقِّنّاها وقيل لنا :إياكم والطعن فيها و00000الخ "
الجواب : لم يثبت ذلك عن النبيّ ولكن السلف ومن بينهم القراء العشرة كانوا يقرءون كلّ واحدٍ بقراءة مميزة عن غيره فنافع أقرأ قالون بالهمز وعدم الإفراط في المدّ وأقرأ ورش بغير الهمز مع الإفراط في المدّ ، وحمزة أقرأ خلف بالسكت المفصول نحو { خلو إلى } ولم يُقرئ خلادا بذلك وهكذا وهذا ما فعل اللزيدي مع السوسي والدوري. لو تساءلنا لماذا فعلوا ذلك أقول اتباعاً لمشايخهم وحتّى لا يخلطوا بين ما تلقوه عن مشايخهم حيث لو تلقوا القرءان بخلط الأوجه لأقرءوا بذلك.
قولكم "3- مناقشة الشيخ شريف :
قلت :"فكل ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لانقطاع سنده ولو صح من قبل " هل هذا الضابط صحيح ؟
4- قلت :" الضم في (ضعف ) منصوص عليه في النشر وفي أصوله 000الخ
الجواب : يا شيخ أنت تناقض نفسك من حيث لاتدري ؛ قبل قليل قلت "ما خرج عن طرق النشر لا يقرأ به لأنه منقطع الإسناد " ولا شك أن وجه الضم عن حفص من طريق الشاطبية منقطع الإسناد ليس عند ابن الجزري فقط وإنما عند كل كتب القراءات السبعة التي اعتمدت طريق عبيد بن الصباح عنه ،فليس قولك " وفي أصوله " بمغن عنك شيئاً ،فإذا كان حفص نفسه نص على أنه خالف شيخه فيها فمن أين ستأتي بما يصل هذه الطريق ؟؟؟ "(1/2328)
الجواب : أخذ العلماء بهذا الوجه لحفص وتلقوه بالقبول وهو ثابت في النشر وطرقهولم ينكره أحد وهم لا يجتمعون على ضلالة ولا دخل للمحررين فإنّهم يعتمدون على النصوص ومن ضمن تلك النصوص ضم "ضعف" لحفص عن عاصم. فكان الأولى لك أن تردّ على ابن الجزري والشاطبي وغيره من الفطاحل بدل أن تتعرض للمحررين الذين ما خرجوا عن المنصوص وما خرجوا عن ما تلقوه عن مشايخهم.
قولكم "5- قلت :" تلقى العلماء هذا الوجه بالقبول 000" هذا دليل عليكم أيها الملزمون الأمة بالتحريرات ،لأن العلماء الذين تلقوه ما قالوا :"هذا خروج من حفص عن طريقه فلا تجوز القراءة به ،وهذا شيء من الاضطراب في منهجكم 0"
الجواب :
أوّلاً : هل هناك من قال واحد من العلماء ؟
ثانياً : لم يُلزم أحداً بالضم في { ضعف } بل للقارئ التخيير مع تقديم الفتح الذي هو الأصل،
ثالثاً : فقد تلقى العلماء ضمّ "ضعف" لحفص بالقبول وهو منصوص في كتبهم وهم لا يجتمعون على خطأ. وتواترها عن حفص يكفي في قبولها.
رابعاً : لم ينكر ذلك واحدٌ من القدامى
قولكم " وأما قولك "ولم أجد من رد هذا الوجه من القدامي " فلأنهم – والله أعلم – لم يكن عندهم هذا المنهج المستحدث بتجويز وجه على وجه ومنعه عنه ، بل الأمر ميسر كما قال تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر " ،وهذا قلته من عندي وأبرأ منه أمام الله تعالى إن ظهر لي بطلانه 0"(1/2329)
الجواب : لا علاقة الضمّ في "ضعف" مع التحريرات لأنّ القدامى تلقوا الضمّ في {ضعف} لحفص بالقبول مع عدم وجود علم التحريرات في ذلك الوقت. زيادة على ذلك أنّ جمع القراءات لا سيما القراءات الكبرى ليس في متداول الجميع بل هو خاصّ بفئة قليلة للحفاظ على السند. وأمّا العوام الذين يكتفون برواية واحدة أو قراءة فإنّه يسير وليس بعسير وهم ليسوا مطالبين بالأخذ بجميع الأوجه. إذن فالأخذ بالتحريرات لا يعني التعسير على الناس وحتى الخواص فليسوا مطالبين بالأخذ بجميع الأوجه وإنّما حصر تلك الأوجه من باب إتمام الفائدة والتدقيق في العلم وليس على سبيل الإجبار والتعسير على الناس.
قولكم " قلت :" حتى وإن خالف حفص شيخه 000" جوابه" ادعاء يحتاج إلى دليل فمن أين عرفت أن (التواتر ) كان معروفاً في ذلك الوقت ؟ وإن كان معروفاً فهل يجوز متابعة شخص ما على مخالفته للتواتر ؟ أم أن القضية هي قضية رؤية السابقين واختلافهم في ما تجوز قراءته وما لا تجوز"
الجواب : التواتر في حدّ ذاته حجّة لا يحتاج إلى من يقويه لا سيما فيما وردّ فيه النصّ ووافق أحد المصاحف العثمانية ووافق وجهاً من أوجه اللغة العربية و تلقاه أهل الأداء جيلاً بعد جيلاً من غير نكير منهم مع علمهم أنّ حفصاً خالف شيخه في هذه المسألة. ويمكن أن ترجع إلى كتاب النشر وإلى كتاب صريح النصّ سترى المصادر التي نقلت الضمّ في كلمة "ضعف" لحفص ،زيادة على ذلك أنّ ابن الجزري رحمه الله تعالى الذي لا تعترف إلاّ به عمِلَ بهذا الوجه ورواه في كتابه ولم ينكره وقرأ وأقرأ به. فلا تتجرّا يا شيخنا على ما لم يتجرّأ به ممن هو أعلم وأدرى فضلاً عن ما تلقاه أهل الإقراء بالقبول جيلاً بعد جيل ، فهيهات ثمّ هيهات.(1/2330)
قولكم : " 7- وقلت :"إن جميع القراء الذين يتصل سندهم بابن الجزري يأخذون بالتحريرات 000في جميع الأقطار " ادعاء يحتاج إلى دليل ،إلا إذا كنت استقريت ذلك فالعهدة عليك "والعلماء مصدقون في أقوالهم "
الجواب : أتحدّاك أن تجد واحداً من المشايخ المعتبرين الذين اتصل سندهم في القراءات لا يأخذ بهذه التحريرات. وقد تلقيت على جميع مشايخي بالتحريرات فبعضهم من مصر وبعضهم من دمشق وبعضهم من باكستان وبعضهم من الأفغان وحتّى في المغرب العربي كجامعة الزيتونة ومعاهد المغرب الأقصى يقرءون ويُقرءون بالتحريرات. أتريد أن تخالف جميع هذه المدارس ؟ أتريد أن أترك ما عليه جميع المشايخ وما ذهب إليه الأزميري والمتولي والضباع وأتّبعك أنت ؟ إلاّ إذا أصابني جنون فحينئذ ......
قولكم "7- وقلت:" ولا يقرأ اليوم بقصر البدل مع تقليل ذات الراء 00الخ " السؤال والبحث :لماذا لا يقرأ به ؟ ستقول إنه خروج عن طريقه ؟ وأقول : ما الفرق بينها وبين (ضعف) بالضم لحفص ؟"
الجواب : قصر البدل مع التقليل لورش لا يقرأ به من الشاطبية لعدم وروده في مصادر الشاطبية بخلاف الضمّ في الضعف فهو وارد في المصادر وتلقت الأمّة ذلك بالقبول أفهمت الفرق ؟
8- قولكم " قلت :"ولا يعرف إنكار هذه التحريرات من أناس عرفوا قدر هذا العلم 000"جوابه :ولا يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أئمة القراءات السابقين المبالغة في التحريرات وادعاء أن من لم يأخذ بها يكون قارئاً لما لم ينزل ، ولا يعرف عن أحد أنه يجيز أخذ القراءة من الكتب وأن يتعدى ما قرأ به على شيوخه ،ولا يعرف 000الخ(1/2331)
الجواب : هذه حيدة عن الجواب : كفى أنّ تخالف جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحصر جميع الأوجه ليس من المبالغة بل هو من باب إتمام الفائدة ولا موجب للأخذ بجميع الأوجه كأوجه العارض والروم والإشمام والوقف لهشام وحمزة وغيرها إذ الأخذ بجميع الأوجه المحصورة في القراءة والإقراء لاشكّ أنّه من التنطّع وقد نصّ على ذلك الكثير من أهل العلم وإنّما يكفى أي يأتي بها طالب العلم الذي مرّة أو مرّتين من باب التعلّم والتدقق في العلم ققط.
وإن كنت مثلاً ترى جواز أوجه البدل مع وجهي الذات من غير تقييد فقد خالفت جميع القراء قاطبة سلفاً وخلفاً وهذا ما يزيد حريتي أنّك تخالف جميع القراء وتخالف المنصوص والمتلقى بالسند ولا تبالي وفي مسألة الضاد تأخذ بما عليه القراء اليوم ولا نصّ يؤيّد ذلك. أقول هذا هو عين الاضطراب وهناك مشكل في منهجك العلميّ. زيادة على ذلك أنّ أوجه البدل مع الذات أخذت بالمشافهة ولم تؤخذ من الكتب.
9- أما قولك :" أما وسع هؤلاء المحققين ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع أئمة القراءات من التيسير على الأمة وعدم القراءة والإقراء بما يقتضيه الضرب الحسابي حتى رأينا في كتب القراءات كأنك تقرأ كتاباً في الرياضيات ،ومن لم يصدق فلينظر أي كتاب من الكتب التي في (تحريرات الطيبة ) 0
الجواب : يا شيخ هناك أوجه ذُكرت إتماماً للفائدة وهي أوجه العارض للسكون والروم والإشمام والقارئ لا يلزم بجميع الأوجه وإنّما ذكرت للحصر والدراية فقط.(1/2332)
قولكم : "10- يا أخي : والله الذي لا إله غيره إني لا أنكر ولا أطعن على من قرأ القراءات وتحريراتها بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكني أنكر هذا الموجود الآن وهو أن يأتي شخص ويأخذ سنداً على شيخه ثم يتولى الإقراء ويتعدى ما قرأ على شيخه ويأخذ بقرىء بما يجده في الكتب وهو لم يأخذه بالتلقي ،ويا ليته إذ فعل هذا التزم به لنفسه ولكنه أخذ يلزم به الناس ويدافع عنه ،وهنا أسأل سؤالاً لكل أحد ممن يهتم بالتحريرات :
هذه الأوجه التي أجازها الشيخ الأزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما ، أم أن اجتهادهما أداهما إليها ؟ فإن كان الأول – وليس هو كذلك – فلماذا يلزمان الأمة بأوجه ربما بعض الأمة لم يقرأ بها ؟ وإن كان الثاني فكيف يلزمان الأمة باجتهادهما ؟ مع علمي أن الشيخين رحمهما الله تعالى لم يلزما الأمة بشيء من ذلك 0
الجواب : أسألك سؤالاً واحداً أرجوا أن تجيب عنه من غير حيدة. لو قرأت على شيخك بوجه وهذا الوجه موافق لظاهر كلام النشر ، وصاحب النشر قد نسب هذا الوجه إلى كتابٍ من الكتب. وبعد سنوات تتمكن من الحصول على نُسخ مخطوطة لهذا الكتاب وفي جميع تلك النسخ يتبيّن أنّ مضمون تلك النسخ يخالف ما نصّه ابن الجزري مع العلم أنّه بشر يُخطئ ويصيب وكلامه ليس قرءاناً. فماذا تفعل كصفتك عالم محقق ؟
- إمّا أن تأخذ بظاهر النشر وقد تبيّن خطؤه.
- إمّا أن تأخذ بالأصل والصحيح. وهل يجوز أن تقرئ بوجه قد تبيّن ضعفه من ذلك الطريق حتّى وإن صحّ من طرق أخرى.(1/2333)
وسأضرب لك مثالاً لأنّي أدركت أنّك ما فهمت حقيقة التحريرات. فأقول : قصر المنفصل لحفص من الطيّبة متواترٌ وكذلك السكت على الهمز. فكلاهما متواتر ولا يجوز أن نقطع على تحريم من جمع بينهما في القراءة لتواترهما جملة. فطرق السكت لحفص هي كتاب التجريد لابن الفحام وكتاب الروضة للمالكي وكتاب التذكار لابن شيطا وهذه الطرق لم يرد فيها القصر في المنفصل. لو افترضنا أنّك قرأت برواية حفص عن عاصم على ابن الفحام صاحب التجريد أو قرأت على المالكي صاحب الروضة أو قرأت على ابن شيطا صاحب التذكار ، فهل تقرأ عليهم بقصر المنفصل أمّ بالمدّ ؟ الجواب بالمدّ لأنّهم ما قرءوا بالقصر وما تلقوا ذلك عن مشايخهم ، لذا فستقرأ عليهم بالمدّ لا غير لأنّه هو المنصوص عنهم.
واتباعاً لسند هؤلاء الذين قرءوا بالسكت مع المدّ ، ألزم المحققون المدّ على السكت اتباعاً للإسناد والنصّ لأنّ هؤلاء الثلاثة ما قرءوا بالقصر إطلاقاً بل قرءوا وأقرءوا بالمدّ ومذهبهم السكت على الهمز. إذاً في الجملة ندرك أنّ السكت والقصر لحفص متواتران في الجملة إلاّ أنّ خلطهما في قراءة واحدة لم ترد بالسند إلى حفص وهذا من التحقيق والدقة. إذن فالسكت والقصر لحفص لا شكّ في تواترهما ولا استدراك فيما تواتر جملة إلاّ أنّ التدقيق وهومنع السكت مع القصر هو الموافق للسند والطريق والنصّ وهو الأصحّ.(1/2334)
وهناك مثال بسيط وهو الغنّة في النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء حيث لم ترد من طرق الأزرق عن ورش مع أنّ ظاهر كلام النشر لا يمنع ذلك ولكن بالتحقيق والرجوع إلى مصادر طرق الأزرق وجد المحققون أنّه لا غنّة من تلك المصادر أي أنّه لم تتواتر الغنّة للأزرق عن ورش وإن تواترت الغنّة في حدّ ذاتها عن غير الأزرق. ومن جهة أخرى فهو تيسير وتخفيف على الناس فلو قرأت بجميع أوجه المدّ مع السكت وعدمه والغنة وعدمها ومدّ التعظيم وعدمه لحفص من طريق الطيّبة لكانت الأوجه كثيرة بالمقارنة مع ما حققه العلماء من منع الغنة مع السكت ومنع قصر المنفصل مع السكت وتعّين مدّ التعظيم على طول المتصل من الكامل وهكذا فهو تيسير لسقوط الكثير من الأوجه.
قولكم :"11-وقلت :" لو قمنا بجمع جمع الأمة 000الخ فالجواب :
اجمع جميع المشايخ واسألهم :
1- إذا رأينا من يجيز حكماً لعلة ما وفي موضع آخر يمنعه مع وجود نفس العلة ،ما ذا تسمون هذا ؟
الجواب : هات دليل ملموس على الجواز والمنع مع وجود نفس العلّة كما تدّعي
قولكم :"2- كيف نجمع بين اختلافات المشايخ في المسألة الواحدة فما يجيزه فلان يمنعه فلان 0"
الجواب : قد ذكرنا أسباب اختلاف المحررين فلا داعي للإجابة وكلام الشيخ عبد الرازق يشفى العليل ويروي الغليل.
12- وقلت :" قال المتولي أنا أزميريون 000الخ ،والجواب :
كلامنا ليس في فضل ومكانة هؤلاء العلماء كلامنا في عملهم هذا هل يناقض الأصول الأولية في هذا العلم أم لا ؟"(1/2335)
الجواب : ليس هناك أيّ تناقض لا من قريب ولا من بعيد فالعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية والعلماء مهما بلغوا من العلم فإنّهم قد يخطئون لذا كان لزاماً على المحققين الرجوع إلى النصوص والمصادر لأنّها لا تتغيّر من جهة ومن جهة أخرى هي مضمون المشافهة التي تلقاها مؤلّفوا هذه النصوص بأسانيدهم إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام والتي اعتمد عليها ابن الجزري نفسه في كتابه النشر فماذا ينقصك من البيان بعد كلّ هذا.
قولكم :"وأيضاً : ما ذا نفعل بهذه الاستدراكات العلمية الوجيهة التي استدركها طالبان من كلية القرآن الكريم في تحقيقهما لكتاب الأزميري – والحق معهما لاشك في ذلك - ؟ أفكلما جاءنا من هو أنشط واستدرك نأخذ باستدراكاته وتصحيحاته ثم نقول إنه متواتر ونهاجم من يبين بطلانه ؟ مذهبكم يقول هذا ؟ "
الجواب : نعم فإنّ التحقيق لا يزال قائماً إلى قيام الساعة فمن كانت له البيّنة والدليل القطعيّ الذي لاا رآدّ له ، فما يسعنا إلاّ اتباعه وهذا في شتّى العلوم الشرعية وكما هو الحال في تصحيح الأحاديث وتضعيفها فقد استدرك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى على الكثير ممن سبقوه في الفنّ وهناك من يستدرك عليه الآن في التصحيح والتضعيف وهذا أشدّ لأنّ تضعيف الحديث وتصحيحه له عواقب على الأحكام الشرعية بخلاف التحريرات فإننا نعلم أنّ جميع ما في النشر مقطوع بصحته وأن لم نقطع بتواتر جميع ما ورد فيه جزئية جزئية إذ هو إمّا متواتر وإمّا صحيح متلقّى بالقبول والقطع حاصل بهما كما صرّح ابن الجزري في منجد المقرئين وإنّما الخلاف في التحريرات من حيث منع التركيب والخلط بين الطرق وفق ما ما ثبت بالنصّ والسند في المصادر.
13- قولكم : "أما قولك :" بخلاف من درسه دراسة سطحية000الخ فجوابه :(1/2336)
هذا كلام من لا يملك من الدليل على نقض هذا الآضطراب إلا بالتغني على الأطلال ، فالعلم يا أخي فتح من الله تعالى يعطيه لمن شاء من عباده ،وحاشا أن أكون أعني نفسي بهذا ،ولكن المسائل العلمية لا يجاوب عنها بمكانة الشيوخ ،ربما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ، كان الأولى أن تنقض ما أثير بالدليل وتترك الشيخ المتولي والضباع رحمهما الله تعالى لما قدما ،فقد أديا ما عليهما وخدما كتاب الله تعالى بما قد لا يتوفر لغيرهما ، ولكن العلم لم يمت بموتهما ،نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنهما ويجمعنا معهما في بحبوحة جنته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من مات وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله 0"
الجواب : هل يعني الله فتح عليك ما لم يفتح على الشيخ الضباع والمتولي ؟ أتقارن نفسك بهما ؟ أتعي ما تقول ؟ أنك خالفت جميع القراء قاطبة ممن لهم سند في القراءات. أهناك سند في القراءات بغير التحريرات ؟ أم تريد أن تخترع لنا طريقة في جمع القراءات ؟ ما هي هذه الطريقة ؟ نريد أن نتعلّمها منك ؟ حتّى الآخذين بظاهر كلام النشر يقرءون بالتحريرات فقد منع المنصوري الذي يأخذ بظاهر كلام النشر وجه ترقيق لام {فصالا} على قصر البدل لورش وهو المذهب الذي كان عليه المتوليّ أوّلاً. فكلا المذهبين أمّا مذهب المنصوري وأتباعه وإمّا مذهب الأزميري وأتباعه يأخذون بالتحريرات ولهم مؤلّفات في ذلك. والأدهى من ذلك أنّك تنكر التحريرات جميعها وخالفت سائر المحررين والعلماء. لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
قولكم : "14- وأما قولك :" فإن اعتماد الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب " أقول :(1/2337)
وما ذا تسمي من يعرض عن أقوالهم في دفاعهم عن كتاب الله تعالى من أن يتطرق إليه التحريف بقراءة حرف مكان حرف ويقدم عليهم قولا 000ثم يتبعهم في مسألة مهما قيل فيها فهي أخف من ذلك بكثير وبينهما ما بين الأصول والفروع ؟
واعلم يا أخي أن نظرتي للشيوخ ليست نظرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘فهو وحده المعصوم عندي لا أحد غيره ،ويرحم الله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الأزرق (ت 896) عندما قال :" ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه وعليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ ،ولكن مع ملازمة التوقير الدائم والإجلال الملائم ، فقد خالف ابن عباس عمر وعلياً وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم وكان قد أخذ عنهم ،وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة ،وإنما أخذوا العلم عنهم ،وخالف مالك كثيرا ًمن أشياخه ،وخالف الشافعي وابن القاسم وأشهب مالكاً في كثير من المسائل ،وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي ،وقال : لا أحد أمنّ علي من مالك ،وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة مسائل ،ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى يومنا هذا ،وقال : وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم رحمهم الله تعالى ،قال : ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونقلته مع طوله لنفاسته ولاحتياجي قبل غيرى لتعلمه وتعليمه 0
وإن عدتم عدنا ،والله من وراء القصد0"
الجواب : مخالفة التلميذ لشيخه لا شكّ أنّه غير معيب ولكن مخالفة جميع المشايخ المتصل سندهم بالنبيّ عليه الصلاة والسلام لاشكّ أنّه مذموم فالقرءان وصل إلينا بالعلماء الذين أخذوا بالتحريرات من جميع الأقطار وفي جميع القرون ما بعد عصر جمع وتدوين القراءات ومن وقف على كتب القدامى وقفة فحص وتمعّن يدرك ذلك إدراكاً. ومن استصعب علماً أنقص من قدره.(1/2338)
أمّا مسألة اجتماع البدل والذات فقلت :لكن قال المحررون : المقروء به من الشاطبية أربعة أوجه فقط وهي : قصر البدل وعليه فتح ذات الياء ،وتوسط البدل عليه تقليل ذات الياء ، ومد البدل عليه الوجهان في ذات الياء 0
وهنا قد يسأل سائل : وأين الاضطراب في المنهج الذي تدعيه ؟
فيقال : هؤلاء جعلوا هذه الأوجه الأربعة المذكور مقروءاً بها من الشاطبية ، وم يراعوا هنا " زيادات الشاطبي " على " التيسير " فلو استخرجنا المسألة من " التيسير " لوجدنا التالى :
"التوسط فقط في البدل ، والتقليل فقط في ذات الياء " هذا هو الذي في " التيسير " وما ذكره الشاطبي رحمه الله من قصر وإشباع في البدل ،وفتح في ذات الياء فهو كله خروج منه عنه 0 فما ذا نسمي هذا ؟؟ وللحديث بقية إن شاء الله 0"
الجواب : كلامك يدلّ دلالة قطعية أنكم لم تمارسوا هذا العلم أدنى ممارسة. أجهل العلماء أنّ هناك زيادات زادها الإمام الشاطبيّ على كتاب التيسير للداني ؟ الجواب : إنّ العلماء لم يجهلوا وجود هذه الزيادات وتلقّوها بالقبول ومن بينهم ابن الجزري رحمه الله تعالى.
السؤال : لماذا تلقوها بالقبول ؟ لو كان يعلم فضيلة الشيخ الجواب لما استشكل الأمر ولكن عدم الممارسة لهذا العلم وعدم سؤال أهل العلم المتخصصين هو التي يترتّب عنه الشذوذ والخروج عن المقبول.
اعلم فضيلة الشيخ أنّ طرق الشاطبية تنحصر في:
- جميع ما ورد في كتب الداني من كتاب التيسير وجامع البيان والمفردات وغيرها.
- جميع المصادر التي ألّفها مشايخ الداني : ككتاب التذكرة لابن غلبون لأنّ ابن غلبون من شيوخ الداني وكتاب عبد المنعم شيخ ابن غلبون وهكذا.(1/2339)
فقصر البدل مع الفتح من التذكرة فقد قرأ الداني على ابن غلبون بذلك. وأمّا توسّط البدل والتقليل فمن التيسير وهو قراءة الداني على ابن خاقان. وأمّا طول البدل بوجهيه فهو من جامع البيان والمفردات وغير ذلك. إذاً فزيادات القصيد في البدل قرأ بها الداني على مشايخه وسند الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله يصل إلى الداني وهو تلقّى هذه الزيادات عن مشايخه إلى الداني ولأجل ذلك نظم كتاب التيسير وجعله الأصل وزاد زيادات على ما ورد في التيسير ولكنّها ثابته عن الداني في غير التيسير. لذلك جعل ابن الجزري الشاطبية كتاباً مستقلاً على كتاب التيسير حيث كثير ما يقول وهذا الوجه وارد في الشاطبية والتيسير أو التيسير فقط أو الشاطبية دون التيسير فكانت الشاطبية مصدراً مستقلاً عن التيسير وقد تلقّت الأمّة هذه القصيدة بالقبول ولا يُعلم كتاباً اشتُهِر في القراءات مثل الشاطبية. والآن قد يريد فضيلة الشيخ ردّ زيادات الشاطبية على التيسير؟ أقول إن كنت يا فضيلة الشيخ تجهل هذه الأشياء فمالك والمتوليّ والضباع عليهما رحمة الله تعالى.
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
07-10-2006, 09:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد يحي شريف
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
1- سألتك :هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل
فأجبتني :" هذا ليس على الإطلاق بل مرادهم قد يقرأ ما لم ينزل " ثم ضربت مثالاً بقراءة ابن كثير وخلطها مع قراءة غيره 0
وهذا إما تدليس منك – ولا أنزهك عنه – وإما استغفال لي ولغيري ممن يقرأ ما كتبنا ، :(1/2340)
أولاً : قولك " قد " هذا من كيسك للدفاع عن هذا الخطأ الذي لم تجرؤ أنت ولا غيرك ممن اتبع التقليد الأعمى أن يقف عنده ويبينه ،أفلا يمكن للإمام القسطلاني رحمه الله تعالى أن يقول "قد " لو كان يعنيها ، أولا يمكن للشيخ الصفاقسي رحمه الله أن يقولها لو كانت هي المراد ، أولا يمكن لشيخنا عبد الرازق حفظه الله تعالى أن يقولها لو كانت هي المراد ؟ أم أنك فقط تفسر كلام العلماء حسب ما تفهمه أنت وتلزمهم به وتدعي أنه هو مرادهم
ثانياً: سلمت لك جدلاً أن ذلك مرادهم ، ولكن لا لاأسلم لك أبداً بصحة المثال الذي ضربته ، فهو ليس مما نحن فيه ،وذكره هنا تدليس أو جهل بالمسألة وبيان ذلك للقراء :إن هذا المثال لا يدخل في مجال التحريرات ،لأن التحريرات هي في "الأوجه " والطرق " وليست في القراءات ، فالمثال المضروب هنا – عمداً أو استهبالاً – يعلم كل مبتدئ في القراءات أنه ليس مما يخوض فيه أهل التحريرات ، فنحن نتكلم في منع وجه أو تجويزه لراو واحد ،ولا نتكلم في من أدخل قراءة في قراءة وإن كان بعض العلماء أجاز ذلك ما لم يتغير المعنى كما هنا في المثال المضروب 0
فظهر من هذا أنك لم تجب على السؤال 0
2- وسألتك : هل التحريرات لها قواعد منضبطة في منع وجه أو تجويزه ؟
وأجبتني :"نعم لها قواعد " وذكرت أربعة قلت إنها من أهمها 0
ومع أنك لم تذكر مسائل أخرى أكثر أهمية مما ذكرت وهي التي فيها الاضطراب مثل الالتزام بالطرق وعدم القراءة بما خرج عنها ، فالذي يهمني مما ذكرت هو الرابع وهو قولك :" الاقتصار على أصول النشر وطرقه وتضعيف كل ما خرج عن مصادر النشر وطرقه 0
فأقول : أفهم من كلامك أن كل ما خرج عن النشر وطرقه فهو ضعيف ، فإن سلمت لي هذا الفهم فما قولك في من ضعف بعض الأوجه التي في النشر ؟
وأيضاً فما قولك في من قال بأن النشر لم يعتمد فيه صاحبه على كل الصحيح ؟(1/2341)
3- وأما قولك :" لأن القدامي كانوا لا يقرؤن إلا بما تلقوه عن مشايخهم لأن القراءة سنة متبعة 000الخ فأقول لك : وما ذا فعلتم أنتم أيها المحررون ؟ ولا أقصدك أنت شخصياً أو من هو في هذا العصر،لأني أعرف أنك – كما ذكرت قرأت على شيوخ في مختلف الأقطار – فإن كان سندك ينتهي إلى الشيخ المتولى رحمه الله تعالى ،فهل تجزم أن كل مروياته كانت بالسند المتصل منه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ أم أنه بعد أن أخذ الأسانيد من شيوخه وتولى الإقراء والتدريس وتأثر بالأزميري رحمه الله تعالى أخذ يعرض ما أجيز فيه من مشايخه على الكتب وبدأ يحرر ويصحح ويخطيء ويضعف ، حتى أصبح له مذهب أول ومذهب ثان ، وهكذا الإزميري رحمه الله تعالى ،والذي أريد قوله : هذه الأوجه التي اجتهد فيها الشيخ رحمه الله تعالى ما حكمها ؟ وهو نفسه قد صرح بأنه لم يقرأ بها وإنما أخذها من الكتب ؟
4- واسمع يا أخي : والله العظيم أحدثك قصة حدثت أمامي وهي أن أحد المشايخ المعروفين في المدينة المنورة وفي بيته فتح كتاب النشر المطبوع على مسألة ،فقلت له : يا شيخ إن في هذا الموضع سقطت كلمة ( غير ) من المطبوع وهي موجودة في ثماني نسخ خطية من النشر ،فأحضر نسخة خطية كانت عنده فرأى الكلمة ، فقال : كل الأوجه التي كنت أقرئ بها اعتماداً على النشر هنا خطأ فقلت له : وما ذا ستفعل ؟ وهل ستقرئ بالموجود في المخطوط أم المطبوع ؟ فقال بالذي في المخطوط ،قلت : ولكنك يا شيخ لم تقرأ به على شيوخك ؟ فسكت 0
والله هذا الذي حدث ولولا أشياء كثيرة لصرحت باسم هذا الشيخ ، ولكن ذلك لا يعنيني ، الذي يعنيني هو أن القراءة لا تؤخذ من الكتب أبدا ًوأن بعض من يتولى الإقراء يتعدى ما روى عن شيوخه ويأخذ من الكتب0
5- وما ذكرته عن المصباح وما فيه حفص فهذا لا أختلف فيه معك ، بل هذا يقال للمبالغين في التحريرات(1/2342)
6- وقلت :" هل تظن أن ورشاً قرأ 000الخ لا والله لا أظن ذلك لأني أعرف كيف كان القدامي يتلقون عن مشايخهم ،فلم يأخذوا القراءة من الكتب ولم يجتهدوا فيها ، ولم يمنعوا وجها ً على وجه ، ولم يقرؤوا تلاميذهم بما يجدونه في الكتب حتى وإن كان صحيحاً عند غيرهم ،ولم يكونوا 000الخ
7- قلت :" فكان عليهم وضع منهجية لهذا التصادم 00الخ"
والجواب : هذا هو مربط الفرس وهو محل النزاع الذي نتكلم فيه ، ما مدى الانضباط في هذا المنهج ، هل سار على وتيرة واحدة ؟ أم أنه طبق في بعض المسائل وتعارض في بعضها الآخر ؟
أنت تقول – حسب ما فهمت منك – أن المنهج منضبط ، ومحدثك يقول إنه مضطرب في بعض المسائل ،وذكرت لك بعضها وفي الجعبة كثير ،شارفت على الانتهاء منه وتسجيله في كتاب لعل الله ييسر إخراجه 0
8- وأما قولك :" فكذلك علم المصطلح وعلم أصول الفقه " فأقول : لا قياس مع وجود الفارق فالقرآن ليس كالحديث ، وهذا قد سبقك إليه شيخنا عبد الرازق حفظه الله ، ولكنك تنسى أو تتناسى أن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها ،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده 0
9- وسألتك :" هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟ فأجبتني بقولك:" لا يجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد " وعللت ذلك ثم قلت :" أما كلمة "ضعف" فلا دخل لها في الموضوع لأن ضمها عند حفص متلقي بالقبول من القدامى وليس من المحررين 0الخ
وأقول : عجيب قولك " لا دخل لها في الموضوع " وإذن على أهل التحريرات إضافة هذا الشرط والقيد وهو " إن انقطاع سند القراءة يجوز القراءة به إذا تلقاها القدامى بالقبول " حتى يسلموا من الاعتراض والوصف بعدم المنهجية في قبول القراءة 0
10-وأعجب منه قولك :" وهو ثابت في الشاطبية والنشر " أما الشاطبية فلا كلام فيها ، وأما في النشر فآمل منك بيان كيفية ثبوتها فيه : هل رواية أم حكاية ؟(1/2343)
وحتى تتضح لك المسألة فإني أنقل لك كلام النشر وهذا نصه :" وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه الفتح رواية ، وروى عنه (ابن) هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو الضم اختياراً " ثم قال : " وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ "انتهى كلامه رحمه الله :1/345
11- فانظر أيها المحرر : هل في المذكورين أحد من طرق التيسير ؟والذي من طرق التيسير هو عبيد وقد نص ابن الجزري نفسه على أنه روى عنه الفتح وذلك قوله "الفتح رواية"، وأما أبو الربيع الزهراني فهو أصلاً ليس من طرق النشر ألبتة ، وأما عمرو فليس من طرق التيسير البتة0
فكيف تأتي وتقول "إن الضم في النشر " وحتى لا (أدلس )على القراء فأقول :إن بحثنا إنما هو على التيسير والشاطبية، ولا علاقة لي بالطيبة ، ولنفرض أن كلامك صحيح : فما ذا نقول عن حفص نفسه الذي صرح بأنه لم يقرأ بالضم على عاصم ؟ وهذا نقله جل العلماء السابقين ؟ أم هو التقليد الأعمى حتى فيما هو ظاهر كاد الأعمى أن يراه ؟ عجبي ؟؟؟
12- وأما قولك:" إن أردت تخطئة القدامى 00الخ فهذا إنشاء أنت في نفسك تعرف أنه ليس صحيحاً ، أنا لا أخطئ أحداً لا القدامى ولا المعاصرين ،وأتحداك – وليس ذا من طبعي –أن تأتيني بنص خطَّأت فيه أحداً، وإنما أقول:هذا المنهج الذي تتبعه أنت وغيرك ممن يتشدد في التحريرات منهج (مضطرب ) ينقصه كثير من (التقنين ) وهذا يتلخص في شيء سهل جداً وهو: أنكم إذا منعتم وجهاً أو أجزتموه لعلة فدوروا مع العلة أينما دارت ،هذا كل ما في المسألة ،وشتان ما بين أن أخطئ أحداً بعينه وبين أن أحكم على منهج بالاضطراب 0
13- وسألتك :" هل ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم 00الخ " وأجبت بالنفي ، ويا ليتك سكتّ، ويا ليتك إذ لم تسكت أن تكون تكلمت بكلام في صلب الموضوع ، لا أحد يا أخي يجهل أن القراء العشرة كانوا يقرئون كل واحد قراءة مميزة 000الخ(1/2344)
14-وسألتني : "هل هناك منقال واحد من العلماء " ولم أفهم السؤال ،فياليتك توضحه
15- قلت أنت :" تلقى العلماء ضم ضعف لحفص بالقبول000الخ" سبق التعليق على هذه الجزئية، وأسألك سؤالاً محدداً : هل هي متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق حفص عن عاصم أم لا ؟
16-ثم قلت :" حتى الخواص ليسوا مطالبين بالأخذ بجميع الأوجه 00الخ " كلامك يحكم عليه أهل التحريرات فاسألهم ،فإن اتفقوا معك فالأمر بعد ذلك سهل 0
17- قولك :" ابن الجزري الذي لا تعترف إلا به " تحكم منك غير صحيح ، إذن لما أنتقدك ومنهجك ؟
وأما قولك :" رواه في كتابه ولم ينكره 00الخ " سبق التعليق عليه 0
18- وأما قولك :" فلا تتجرأ على ما لم يتجرأ به من هو أعلم وأدرى فضلاً عمن تلقاه أهل الإقراء بالقبول جيلا بعد جيل ،فهيهات ثم هيهات "
الجواب : أشكرك على هذه النصيحة المبطنة ب (0000) وعلى كل هذا خروج منك ، دع نصائحك لتلاميذك وأخبرني :هل الضم لحفص متصل الإسناد منك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق حفص من الشاطبية والتيسير ؟
وكيف نجمع بين قولك وقول الأئمة الداني وابن الجزري أنه "اختيار من حفص " وليس رواية ، أما مسألة القبول فهذه مسألة أخري تقال لمن ينكر الضم أصلاً ، وهذا عليك أن تبحث عنه عند غيري 0
19- وقلت لي :" أتحداك أن تجد واحدا من المشايخ المعتبرين لا يأخذ بهذه التحريرات 000الخ
وأقول : أشكرك أن سهلت علي المسألة، أذكر لك الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله تعالى ،وخذ نص كلامه :
" إذا علمت ذلك وجب عليك أن تعلم أن "التحريرات " التي يطنطن بها بعض علماء القراءات وبخاصة المحدثين منهم ويحملون الناس على التزامها والوقوف عندها ما هي إلا اختيارات للمصنفين في علم القراءات 0(1/2345)
قال :" على أن هذه التحريرات ليست محل اتفاق بين الذاهبين إليها ،بل هي محل أخذ ورد وجزر ومد فما يثبته هذا ينفيه ذاك وما يجيزه البعض منهم يمنعه البعض الآخر ،الأمر الذي يجعل القارئ مبلبل الفكر حائر الذهن مضطرب الإدراك ،يعرف ذلك كل من اطلع عليها وأمعن النظر فيها وسار في طرقها الوعرة ومتاهاتها الموحشة ولا ينبئك مثل خبير ،إن جلال القرآن يتقاضانا أن نربأ به عن أن يكون موضعاً للاختلاف والتناقض والتعارض وموطئاً للملاحاة والتعارض 0
قال :" وأخيراً لم تكن هذه التحريرات في الصدر الأول ولم ينبه عليها ولم يشر إليها أحد من شيوخ الإقراء وأئمة الأداء من القدامى وإنما استحدثت في القرن الحادي عشر من الهجرة وأول من أحدثها الشيخ شحاذة اليمني سامحه الله وعفا عنه وسار على نهجه ولده عبد الرحمن ،ثم قفي على أثرهما من جاء من العلماء بعدهما كالشيخ المنصوري والميهي وابنه الشيخ مصطفي والعبيدي والطباخ ،وبين هؤلاء اتفاق في مواضع واختلاف في أخري ثم جاء بعد هؤلاء الإزميري فألف كتابيه عمدة العرفان وبدائع البرهان في التحريرات فنقد كلام من سبقه وزيفه ونقضه
قال :" وآخر المصنفين في التحريرات المغفور له الشيخ المتولي فقد كان يقرأ ويقرئ بالتحريرات على مذهب المنصوري ومشايعيه وله فيها نظم بديع ،ثم عثر على نسخة من بدائع البرهان فاطلع عليها واقتنع بما فيها فرجع عن تحريرات المنصوري ومن حذا حذوه وأخذ يقرئ بمضمن البدائع المذكور ثم نظمه في (900) بيت تقريباً ولا زال بعض من يقرأ الطيبة في هذا العصر يحفظون نظم العلامة المتولي ويعولون على ما فيه ويقرئون به ويشيدون بذكره 0(1/2346)
ثم ختم رحمه الله تعالى كلامه بهذه النصيحة غير المبطنة ب (000) حيث قال رحمه الله :" وإني أنصح لكل من يروم درس علم القراءات وتحصيله ويريد أن يتصدى لقراءاته وإقرائه وتعلمه وتعليمه أن يطرح التحريرات جميعها جانباً سواء منها تحريرات المنصوري ومن اقتفي أثره وتحريرات الإزميري ومن ترسم خطاه ،وأن يعنى العناية كل العناية بحفظ متون القراءات واستظهارها كالشاطبية والدرة والطيبة والوقوف على دقائقها وأسرارها ومعرفة وجه كل قراءة وسر ها من لغة العرب بحيث إذا قرأ بأية قراءة أو رواية أو سئل عنها أو عن توجيهها لا يتعثر أو يتردد بل يكون دائم الاستحضار قوي الاستبصار فإن ذلك أجدى وأنفع والله تعالى أعلم 0انتهى
ولعلك تقول إن الشيخ مال إلى التحريرات في كتابه البدور ،فأقول لك :وهذا كتبه بعد البدور بزمن طويل ،حيث كتبه وهو في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كما أخبرني بذلك شيخنا عبد الرازق موسى حفظه الله 0
20- وقال شيخنا عبد الفتاح المرصفي رحمه الله تعالى وهو من أئمة العصر وممن يقول بالتحريرات :"ولا يجوز لأحد ما أن يقرأ بهذه الأحكام أخذاً من هذا الكتاب أو من غيره مما دُوّن فيه مثل ذلك دون أن يرجع إلى الشيوخ المقرئين المسندين في هذا الشأن فيأخذ عنهم ويعرض عليهم القرآن الكريم من أوله إلى آخره 0
قال :" وعليه فلا بد من الرجوع إلى التلقي من أفواه الشيوخ الذي هو الأصل في نقل القرآن الكريم ،وما تسطير قواعد هذا الفن في بطون الأسفار القديم منها والحديث إلا للاستئناس بها والرجوع إليها عند الحاجة 0
قال :" وإنما أردت أن أبين للقارئ إلى أي حد يخطئ أولئك الذين يطلقون الوجوه للناس فيعملون بها حال الأداء من غير توقيف ولا حساب 0
قال :" فإن الأصل في قراءة القرآن هو التلقي والرواية لا الاجتهاد ولا القياس ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث أفتى بعدم جواز القراءة بمجرد الرأي 0(1/2347)
21- ثم نقل رحمه الله تعالى عن الشيخ أفندي زادة ما نصه :" فلا يجوز لأحد قراءة القرآن من غير أخذ كامل عن أفواه الرجال المقرئين بالإسناد ،ويحرم تعليم علم القراءة باستنباط المسائل من كتب القوم بمطلق الرأي بغير تعلق على الترتيب المعتاد لأن أحد أركان القرآن اتصال السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلا انقطاع ،فالإقراء بلا سند متصل إليه عليه الصلاة والسلام مردود وممنوع عن الأخذ والإتباع 0انتهى هداية القارىء:1/299
22-وأما قولك :" إنك تلقيت على جميع شيوخك بالتحريرات 00الخ " فإن كنت قلته مفتخراً ؛وكما تحديتني ،فإني أتحداك أن تثبت لي اتصال سندك منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بضم الضاد في ( ضعف ) عن حفص من طريق التيسير 0وكأني أراك تقول "هذا متلقى بالقبول " وشتان ما بينهما على أني أقول:"شيوخك مقلدون للمتولي فهم وإن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد0
23- وقلت لي :" أتريد أن أترك ما عليه جميع المشايخ وما ذهب إليه الإزميري والمتولي والضباع وأتبعك أنت ؟ إلا إذا أصابني جنون فحينئذ 000
فأجيبك :من طلب منك ذالك ؟ وكأني أراك خرجت عن طورك ؟ ؟؟ وعلى كل حال :الجنون أهون عندي من أن أقرأ حرفاً من كتاب الله تعالى لم يتصل سنده برسول الله صلي الله عليه وسلم 0
24- وقلت:" قصر البدل مع التقليل لورش لا يقرأ به من الشاطبية لعدم وروده في مصادر الشاطبية بخلاف الضم في الضعف (كذا ) فهو وارد في المصادر وتلقت الأمة ذلك بالقبول أفهمت الفرق ؟
وأجيبك :القبول شيء واتصال السند شيء
25- وأما قولك :" كفي أن تخالف جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 000الخ(1/2348)
يا أخي أنت لا تخاطب طفلك ولا تخاطب تلميذا من تلاميذك حتى تأمر وتنهى ، نحن نتحدث في مسألة علمية متعلقة بكتاب الله تعالى فكيف تطلب منى أو من غيري ممن يخالفك فيها أن يكف عن بيان ما يراه غير صواب فيها ، أثبت ما تدعيه بالدليل وانقض قول خصمك بالدليل ودعك من هذا الأسلوب الذي 000
ثم إن قولك " جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما هذا الضحك والاستهزاء بالعقول ،أم أنك لا تعقل ما تقول ،إن كلامك هذا يدخل فيه الصحابة والتابعون وكل الأمة قبل ابن الجزري ، فأثبت أني خالفت "جميع من نقل القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأهوّن عليك المسألة وأقصرها على القرن الأول فقط ،وإن شئت فاجعلها على عصر الصحابة فقط 0
26-وقولك :" ما يزيد في حريتي (كذا ،ولعلها حيرتي ) أنك تخالف المنصوص والمتلقي بالسند ولا تبالى0000وهناك مشكل في منهجك العلمي 000الخ
فأقول : لا زلتَ يا شيخ تستخدم ألفاظاً عامة لتلبس بها على القارئ وتصور له أن مخالفك جاء بقول شاذ لم يقل به أحد قبله ، فإن كنت لا تعلم أن هناك من أجاز أوجه البدل مع ذوات الياء من غير تقييد فهذا قصور منك في تتبع المسألة ، وإن كنت تعلم فهذا خيانة في العلم بأن تصور المسألة على أنها (مجمع ) عليها وتطلق عليها (جميع القراء ) وهي في الواقع ليست كذلك ، فاختر لنفسك أي الحالتين تختار 0
وأما عبارتك " مشكل في منهجك العلمي " هذا حكم منك على نفسك بأن هناك " مشكل في منهجك العلمي " لأنك بنيت رأيك على موقفي من مسألة الضاد ،وكنت اتبعت فيها من أخالفه في مسألة التحريرات ،وأنت نفس الشيء ،خالفتهم في الضاد ووافقتهم في التحريرات 0(1/2349)
27- وسألت سؤالاً مهماً في المسألة وهو : الأوجه التى أجازها الإزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما أم اجتهدا فيها وأخذاها من الكتب وخالفا ما قرآ به على شيوخهما وأخذا به سنداً متصلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم " ولم تجبني ، ولا أقول إنك لم تر السؤال لأنك أثبته في ردك
28-وسألتني بدلاً عنه سؤالاً وهو :"لو قرأت على شيخك بوجه وهذا الوجه موافق لظاهر النشر 000الخ "
وأجيبك :" أموت وألقى الله تعالى على الوجه الذي قرأت به على شيخي وأعطاني به سنداً متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 0هذا ما أدين الله تعالى به 0
29-وأما قولك :" وفي جميع تلك النسخ يتبين أن مضمونها يخالف ما نصه ابن الجزري مع العلم أنه بشر يخطئ ويصيب وكلامه ليس قرآناً "
فجوابه : وهل النسخ الأخرى قرآن ومن كتبها ليسوا بشراً يصيبون ويخطئون ؟ ؟ ما هذا المنطق يارجل 0
30- قولك :" وسأضرب لك مثالاً لأني أدركت أنك ما فهمت حقيقة التحريرات 000
فجوابه : أما ما أدركته فهذا شيء يخصك لا أناقشك فيه وإن كنت أجزم بأنك لا زلت في مرحلة التصور 0
وأما المثال الذي ضربته فو كلام علمي رصين جيد لا أختلف معك فيه ولا عليه ،ولكن :لما أعطي سنداً برواية حفص من طريق الشاطبية والتيسير بالضم في (ضعف) ألا أكون قد أجزت وجهاً لم يقرأه حفص على شيخه ؟ هذه هي القضية يا شيخ 0
31- وسألتك : إذا رأينا من يجيز حكماً000الخ ولم تجبني وإنما طلبت دليلاً ملموساً ،فهاكه :
مسألة الفعل "رأى " سواء قبل ساكن أو متحرك :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف للسوسي في إمالة الراء والهمزة من الأول وإمالة الراء من الثاني 0
جاء المحررون واتبعوا الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وقالوا : إن هذا الخلاف لا يقرأ به للسوسي لأنه خروج عن طرق كتابه (وهو التيسير ) ،وهذا كلام وجيه من إمام القراءات ،فقد بين أنه من قراءة الداني على فارس من غير طريق أبي عمران الذي هو طريق التيسير 0(1/2350)
ذهبنا إلى التيسير فوجدنا فيه التالي :"رأى كوكباً " – ونحوه- أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط 0
و " رءا القمر "-وبابه- أبو عمرو بفتح الراء0
ثم قال الداني : وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضاً وكل صحيح معمول به 0انتهى كلامه :التيسير :104
وهذا نفسه نقله الإمام ابن الجزري وقال عنه : لا يصح – هذا الوجه – من طريق السوسي البتة وإنما روي من طريق أبي حمدون وأبي عبد الرحمن عن السوسي ومن طريقيهما حكاه في التيسير وصححه02/47
إذن :علة المنع هنا الخروج عن طريق التيسير ومجيئها من طريق أبي حمدون 0
32- نذهب إلى كلمة أخري وجدنا فيها نفس العلة وهي حكاية الداني لطريق أبي حمدون ،لكن بعض أهل التحريرات لم يمنع القراءة بل جوزها وذلك في :
"فبشر عباد" في سورة الزمر :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى أن السوسي يفتح الياء وصلاً ويسكنها وقفاً ،أي أن الياء ثابتة عنه وصلاً ووقفاً 0
وفي التيسير :أبو شعيب – هو السوسي – "فبشر عباد" بياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف0ص:189
لكن قال بعض أهل التحريرات : إن هذا المذكور ليس من طريق الحرز ، بل طريقه الحذف في الحالين ،وعلى هذا ينبغي لمن يقرأ من طريق الحرز للسوسي أن يقتصر له على الحذف في الحالين 0إبراز المعاني 2/272ح 1
وارجع إلى ما كتبه شيخنا عبد الرازق في تعليقه على " الفتح الرحماني ص167 وما بعدها ففيه تدقيق لا يصدر إلا عن عالم محقق يعرف ما ذا يقول ،ولا تفهم أنى أوافقه في النتيجة وهي قوله :"أما في الوقف فله – السوسي- أن يثبتها ساكنة أو يحذفها ويسكن الدال 0
لأن الحذف إنما ذكره الداني عن أبى حمدون ،قال رحمه الله تعالى : "وقال أبو حمدون وغيره عن اليزيدي مفتوحة في الوصل محذوفة في الوقف 0ص189
ولعل الذين أجازوا رواية الحذف مع أنها عن شيخ خارج عن طرق التيسير هو عبارة الدانى : وهو عندي قياس قول أبي عمرو 0(1/2351)
33- فهاتان قراءتان فيهما علة واحدة أجيزت إحداهما ومنعت الأخرى 0 وعندي غيرها لكن أدخرها للبحث المطول الذي منشغل به الآن عن دراسة كتب التحريرات يسر الله ووفق إن كان فيه الخير 0
34- أما قولك :" العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية " فقول أراك معجب به كثيراً وتردده ترديد من ليس له من الأدلة غيره ، وهل هذا الذي نبحث فيه إلا من باب الدراية ؟ وأقول لك : في القراءات وحروف القرآن "السماع والرواية أحسن من الفطنة والدراية" ، إذ تعبدنا بما أقرئنا ولم نتعبد بما اجتهد فيه العلماء 0
ثم إن عبارتك "العلم " عامة تصدق على القراءة وغيرها ،فهل القراءة مثل العلم بالنحو والفقه والمنطق والأصول 00
35- وأما قولك :" فما ذا ينقصك من البيان بعد كل هذا ؟" أقول : أي بيان ؟ ينقصني أن تجيب :هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن قبله بعض العلماء بل كل العلماء ؟
36- وأما قولك :" نعم فإن التحقيق لا يزال قائماً 000
أقول : إذن افرح يا أخي بذلك ؟ولا تنكر على من بين بعض الاضطراب في منهج المتأخرين في بعض المسائل ، مع اعتقادي التام بأن القراءة لا تقاس على الحديث بحال من الأحوال 0
37- وأما قولك :" هل يعني الله فتح عليك ما لم يفتح على الشيخ الضباع والمتولي ؟
فالجواب : أين عقلك يا هذا ؟ ألا تدري ما عاقبة وما مدلول كلامك هذا ؟ أتستبعد على الله تعالى أن يفتح على بعض عبيده أفضل وأحسن وأكثر ، وليس مثل ، ما فتح على عبديه الشيخ المتولي والضباع ؟
أتحصر فتح الله تعالى على المتولي والضباع ؟
يا أخي اتق الله ولا تدخل أموراً في أمور ، فرب كلمة تقول لصاحبها دعني ؟؟؟(1/2352)
ومع هذا من قال إني قلت ذلك ؟ ولكني أقول كلمة فاسمعها واعقلها : أحمد الله تعالى أن أعطاني عقلاً وعلماً أميز به بين ما هو خطأ وصواب ، ولم يجعل تقليدي للعلماء مبنياً على حبي لهم ،وإنما باتباعي دليلهم فإن صح اتبعته وإن لا فلا لاأحاشي المتولى ولا الضباع ولا ابن الجزري ولا الداني رحمهم الله جميعاً فضلاً عمن سمىّ نفسه " طالب علم من الجزائر" 0
38- يا أخي لا تستغضب الناس فإن كان لك لسان فاعلم أن لغيرك مائة مثله وأكثر ،"وجزاء سيئة سيئة مثلها " "وإن عدتم عدنا " والعود لك ليس بأحمد 0
39- وأكررها لك أكثر من مرة : ناقش وانقض بالدليل ولا دخل لك بشخصي هل فتح الله علي أم لا ؟ فهذا ليس هو موضوعنا 0
فإن كنت لا تستطيع تبيين الخلط في منهج المحررين فدع غيرك الذي يستطيع 0
40- وأما قولك :" أتقارن نفسك بهما ؟ أتعي ما تقول
فأقول لك : والله لا أقارن نفسي بأدنى تلميذ من تلاميذهما فضلاً عنهما ، ولو أردت بفضل الله تعالى بيان ما لم يحالفهما فيه الصواب لفعلت ، لا أقول ذلك افتخاراً حاشا وكلا ،ولكن تحدثاً بنعمة من الله وفضله ، فصدق هذا أو لا تصدقه ، فالسفينة سائرة بإذن الله تعالى 0
وأما الشطر الثاني :والله ما كتبت حرفاً إلا وأعيه وأعي ما يدل عليه وعندي له حجة أقف بها أمام الله تعالى 0أيكفيك أم أزيد ؟؟
41- وقولك :" ما هي هذه الطريقة ؟نريد أن نتعلمها منك ؟
عندما يكون سؤالك سؤال الصادق في نفسه وبينه وبين الله تعالى لا سؤال مستكبر مستهزىء ستعرفها 0
42-وأما قولك :" والأدهى من ذلك أنك تنكر التحريرات جميعها وخالفت سائر المحررين والعلماء " فو الله الذي لا إله غيره إنك ما قلت حقاً ولا صواباً ،وأطلب منك دليلاً واحدا ً على صحة ما تقول 0(1/2353)
ومع هذا أقول لك : أنا لا أنكر التحريرات إلا التي منهجها مضطرب ولا يقوم على الدليل العلمي وإنما يقوم على الاجتهاد والتقليد والذي يحاول بعض المتأخرين إلزام الأمة به 0وحتي لو أنكرتها فأي غضاضة في ذلك ؟ المشكلة يا أخي أنكم تجعلون من يعترض على اجتهادكم أنه معترض على القراءات ،وهذا ليس صحيحاً إلا في عقل من لا يفهم الخلاف ،هذا إن كان له000
43- وقولك :" لكن مخالفة جميع المشايخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنه مذموم فالقرآن وصل إلينا بالعلماء الذين أخذوا بالتحريرات 00
أقول : ادعاء سمعناه كثيراً وأجبنا عنه مراراً 0
44- ثم قلت:" ومن استصعب علماً أنقص من قدره " وأقول : ومن بالغ في علم قدّسه وعماه عن الاضطراب الذي في منهج بعض أهله 0
45-ثم قلت :" كلامك يدل دلالة قطعية أنكم لم تمارسوا هذا العلم أدنى ممارسة 0
أفدنا يا من مارس هذا العلم 0
46-قلت :" أن طرق الشاطبية تنحصر في جميع ما ورد في كتب الداني والتي ألفها مشايخ الداني كالتذكرة00الخ
الجواب :
عيبك يا أخي محمد أنك تستخدم عبارات وتعطيها صيغة العموم والحصر كما هنا ،حيث حصرت طرق الشاطبية فى الداني ،ويرد عليك ابن الجزري نفسه حيث ذكر طريقاً في رواية الدوري ليست عن الداني ولا عن شيوخه حيث قال رحمه الله :
طريق السامري وهي الثانية عن ابن مجاهد 0000ومن قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على ابن سهل على الطرسوسي 00وقرأ الطرسوسي على أبى أحمد السامري 01/124
فهذا على الخصوص ،أما على العموم فكأنك يا أخي لا تدري أن للشاطبي أسانيد بكتب مكي وابن شريح وبالمستنير لابن سوار 0
47- ثم بدأت يا أخي تذكر كلاماً هو في غاية البعد عن التحرير ،مما يدل على صدق ما أذهب إليه أن منهج المحررين المتأخرين مضطرب ،وهذا كالتالي :
قلت :" وأما طول البدل فهو من جامع البيان والمفردات وغير ذلك"(1/2354)
أقول : إذا كان هذا الكلام باجتهاد منك فارجع وأعد النظر ، وإن كان علّمك إياه أحد شيوخك فأنصحك أن تغيره وتبحث عن شيخ أدق تحريراً 0
يا أخي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون الداني روى الطول في البدل أو في غيره من المؤلفات ، وإن كان ذكره في الجامع فإنما ذكره لينقضه ،لأن الداني قال في الجامع ما نصه : "وكذلك ينبغي أن لا يفرط فيه في مذهب ورش وكذلك قرأت على الخاقاني وأبي الفتح عن قراءتهما ،وهو الذي يوجبه القياس ويحققه النظر وتدل عليه الآثار وتشهد بصحته النصوص ،وهو الذي أتولاه وآخذ به 0ص196
ثم أخذ الداني يذكر رواية المد وقال: وقد وقعت الرواية التي قرأنا على ابن خاقان وفارس بن أحمد إلى جماعة لم يتحقق معرفتهم ولا استكملت درايتهم ،فأفرطوا في إشباع التمكين إفراطاً أخرجوه بذلك عن حده ووزنه00
ثم ذكر أقوالهم وحجتهم والرد عليهم ،والذي يهمنا هو قوله :والوجهان – دليلا المد رواية وقياساً – لا دليل فيهما على مذهبهم ولا حجة فيهما لانتحالهم ،ويؤذنان بطول (كذا ولعلها ببطلان ) قولهم ورد دعواهم ويشهدان بقبيح مذاهبهم وسوء انتحالهم ،فأما ما ذكروه من النص الذي حقق ذلك عنهم فإن أصحاب ورش لم يريدوا بإطلاق المد على تلك الحروف وبأشباهها الزيادة في تمطيطها والمبالغة في تمكينها حتى يتجاوز بذلك صيغتها بل أرادوا به معنى آخر هو أولى وآكد وهو الدلالة على الفرق بين القراءتين في الكلمة المحتملة الوجهين من المد والقصر فيما اختلفوا فيه والإعلام بأن بعد الهمزة حرف مد فيما اتفق فيه لا غير 0
ثم قال : ومع ما بيناه ودللنا على صحته فإن عندنا عن ورش عن نافع نصوصاً ظاهرة مكشوفة تؤذن بنفي إشباع المد ونحن نذكرها بأسانيدها ليتحقق بها خطأ من أضاف ذلك إلى نافع من طريق ورش ونبين قبح مذهب من انتحل ذلك من أهل الأداء 0ص:199
ثم ذكر كل ذلك مما يصعب نقله هنا 0
فبعد هذا الكلام كيف نصف قائله بأنه يقول بالمد ؟؟؟(1/2355)
ويتلخص هذا :إن المد في البدل ليس من طرق الداني أصلاً 0
48- ثم قلت :" والآن يريد الشيخ رد زيادات الشاطبية على التسير "
والله ما قلت هذا ، بل العبد الضعيف دائماً ما ينادي بالإبقاء على زيادات الشاطبي وعدم ربطها بطرق التيسير للاختلاف بينهما 0وهذا يعرفه عني من يعرفني 0
49-أما ختام كلامك :" إن كنت يا شيخ تجهل هذه الأشياء فما لك والمتولى والضباع رحمهما الله تعالى "
أقول : وهل رأيتني جئت بشيء إلا وهو من مصادرهما ؟
50- وأخيراً :
هذا ما أراه صواباً ،فإن كان كذلك فالمحمود هو الله تعالى ،وإن كان غيره فأبرأ منه وأتوب إلى الله ، لكن حتى يأتي دليل علمي ينقضه 0
وليسمح لى أخي الشيخ شريف ،إن كان بدرت ألفاظ لا تليق بي ولا به ،وليعلم أن مكانته محفوظة في القلب ولكن المناظرات والمباحثات العلمية لابد لها من ألفاظ فيها بعض الشيء من القسوة لا للاستهزاء – حاشا – وإنما للتنبيه 0
ورحم الله من قال :" كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب "
---
الجكني
07-11-2006, 10:29 PM
تتميم :
ومما يؤكد أن الداني لايرى الإشباع في البدل :عدم ذكره في ما تفرد به ورش في كتابه "التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة " مع أنه ذكر اللين ،والعجب أيضاً انه لم يذكر التوسط لورش 0
---
محمد يحيى شريف
07-12-2006, 02:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قولكم : "1- سألتك :هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل
فأجبتني :" هذا ليس على الإطلاق بل مرادهم قد يقرأ ما لم ينزل " ثم ضربت مثالاً بقراءة ابن كثير وخلطها مع قراءة غيره 0
وهذا إما تدليس منك – ولا أنزهك عنه – وإما استغفال لي ولغيري ممن يقرأ ما كتبنا ، :(1/2356)
أولاً : قولك " قد " هذا من كيسك للدفاع عن هذا الخطأ الذي لم تجرؤ أنت ولا غيرك ممن اتبع التقليد الأعمى أن يقف عنده ويبينه ،أفلا يمكن للإمام القسطلاني رحمه الله تعالى أن يقول "قد " لو كان يعنيها ، أولا يمكن للشيخ الصفاقسي رحمه الله أن يقولها لو كانت هي المراد ، أولا يمكن لشيخنا عبد الرازق حفظه الله تعالى أن يقولها لو كانت هي المراد ؟ أم أنك فقط تفسر كلام العلماء حسب ما تفهمه أنت وتلزمهم به وتدعي أنه هو مرادهم
ثانياً: سلمت لك جدلاً أن ذلك مرادهم ، ولكن لا لاأسلم لك أبداً بصحة المثال الذي ضربته ، فهو ليس مما نحن فيه ،وذكره هنا تدليس أو جهل بالمسألة وبيان ذلك للقراء :إن هذا المثال لا يدخل في مجال التحريرات ،لأن التحريرات هي في "الأوجه " والطرق " وليست في القراءات ، فالمثال المضروب هنا – عمداً أو استهبالاً – يعلم كل مبتدئ في القراءات أنه ليس مما يخوض فيه أهل التحريرات ، فنحن نتكلم في منع وجه أو تجويزه لراو واحد ،ولا نتكلم في من أدخل قراءة في قراءة وإن كان بعض العلماء أجاز ذلك ما لم يتغير المعنى كما هنا في المثال المضروب 0
فظهر من هذا أنك لم تجب على السؤال 0"
الجواب : ما ذكرته يا شيخنا ليس تدليساً لعدّة أسباب :(1/2357)
أوّلاً : قال ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى : " والصواب عندنا في ذلك التفصيل والعدول والتوسط إلى سواء السبيل فنقول إن كانت إحدى القراءتين مترتّبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ { فتلقى آدم من ربه كلمات } بالرفع فيهما أو بالنصب ......."وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية ولا يصحّ في اللغة ، وأمّا ما لم يكن كذلك فإنّا نفرّق فيه بين مقام الرواية وغيرها فإن قرأت بذلك على سبيل الرواية فإنّه لا يجوز أيضاً من حيث أنّه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنّه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر وإن كنا نعيبه على أئمّة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام ، لا من وجه أنّ ذلك مكروه أو حرام إذ كلّ من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيّد المرسلين تخفيفاً عن الأمّة ، وتهويناً على أهل هذه الملّة." انتهى كلامه رحمه الله تعالى ( النشر 1/19).
من كلامه رحمه الله تعالى أقول ما يلي :
أ – إنّ هناك إفراط وتفريط في حكم التلفيق ، فمنهم من اعتبر أنّ ذلك غير منزّل على رسول الله عليه الصلاة والسلام مطلقاً فهذا إفراط ومنهم من أجازه مطلقاً ولا يفرّق بين العوام والخواصّ وبين مقام الرواية والإقراء وبين مقام التلاوة فقط وهذا تفريط.
ب – سؤالك كان واضحاً وهو : ":هل من لم يقرأ بالتحريرات يكون قرأ ما لم ينزل" فأجبتك أنّ ذلك قد يفضي إلى القراءة بما لم ينزل ، وهذا صحيح لأنّ علّة الأخذ بالتحريرات هو الحتراز من التلفيق ، والتلفيق يدخل في عمومه الخلط بين القراءات والروايات والطرق. إذن فجوابي غير مردون لأنّ الرفع أو النصب في لفظي { ءادم } و{ كلمات } في الآية المذكورة يدخل في مضمون معنى التلفيق والاحتراز من التلفيق يكون بالتحريرات عموماً. فسؤالك عام يستحقّ إجابة عامّة.(1/2358)
ت – فرّق رحمه الله تعالى بين مقام الرواية والإقراء وبين مقام التلاوة. فلو صليت وراء إمامٍ يقرأ في الصلاة بقصر المنفصل لورش أو بمدّه قليلاً فلا شكّ أنّك لن تتحرّج كثيراً من ذلك لأنّ ذلك الإمام ليس ممن عُرِف بالقراءة والإقراء، بخلاف ما إذا كان جامعاً بين الدراية والرواية ويقرئ الناس بقصر المنفصل لورش من طريق الأزرق ثمّ يجيز على ذلك بسنده إلى الأزرق وهو يعلم أنّه لم يرد عن الأزرق. فهذا لا شكّ أنّه كذب في الرواية لأنّه نسب شيئاً لم يرد عن المنسوب. والمشايخ الجامعين للقراءات العشر لا شكّ أنّهم أهل رواية ودراية ولا يجوز لهم أي ينسبوا شيئاً إلى غير مصدره إذا كانوا على علمٍ بذلك حتّى وإن تلقّو ذلك عن مشايخهم لأنّ الخبر إذا تبيّن ضعفه إلى صاحبه وجب ترك الإخبار به.
ث – سأعرض مسألة تطبيقية في التحريرات وسأحاول من خلال ذلك إثبات بعض الأشياء. وسأعتمد على بعض أصول رواية حفص من طريق الطيّبة وهي :
- القصر والتوسط في المنفصل
- التوسط والطول في المتصل
- السكت على الهمز
- مدّ التعظيم
- العنّة في اللام والراء
فطرق السكت على الهمز لحفص هي طريق التجريد لابن الفحام وطريق الروضة للمالكي وكذا كتاب التذكار لابن شيطا على ما حققه الأزميري والمتولي. وجميع هذه الطرق روت المدّ في المنفصل. وقد ذكر ابن الجزري هذه الكتب في النشر وقرأ رحمه الله تعالى القراءات بمضمون هذه الكتب بالسند إلى أصحابها. وقد نصّ رحمه الله تعالى أنّ السكت لحفص هو من طريق التجريد والروضة فقال رحمه الله تعالى " فروى أبو علي المالكي البغدادي صاحب الروضة عن الحمامي عنه السكت على ما كان من كلمة أو كلمتين غير المدّ. ولم يذكر خلافاً عن الأشناني في ذلك. وروى أبو القاسم بن الفحام صاحب التجريد عن الفارسي عن الحمامي عنه السكت على ما كان من كلمتين ولام التعريف و{شيء} لا غير. " انتهى كلامه ( النشر 1/423).(1/2359)
وقد ذكر المحققون أنّ السكت على الهمز لحفص لم يرد من طرق القصر كما قال العلامة السمنودي المعاصر ( ولا سكت قبل الهمز من طرق القصر ) وهذا صحيح إذ إنّ ابن الجزري لم يذكر القصر من هذه الطرق إلاّ طريق الروضة للمالكي ولكن من طريق زرعان عن عمرو بن الصباح عن حفص والسكت للمالكي واردٌ من طريق الأشناني عن عبيد بن الصباح عن حفص.
لو تساءلنا : هل قرأ ابن الجزري السكت على الهمز بقصر المنفصل ؟ أو هل قرأ رحمه الله تعالى قصر المنفصل منع السكت بنوعيه ؟ الجواب لم يقرأ بذلك اعتماداً على ظاهر النشر وعلى ما حققه المحررون.
لو تسائلنا : هل أقرأ ابن الجزري بالقصر مع السكت على الهمز ؟ الجواب : يُحتمل ذلك ؟
فإن أقرأ بالسكت إلاّ مع المدّ فقد وافق أقوال المحررين ، وإن أقرأ بالسكت مع القصر فإنّه خالف السند لأنّه غير منصوص في نشره ولم يرد في أصول النشر على ما ذكره المحررون. أقول : إن كان ابن الجزري خالف السند والمشافهة في هذه الجزئية فلماذا يعيب فضيلة الشيخ على المحررين في مخالفتهم للمشافهة واتباعهم للنصّ مع أنّ النصّ ثابت لا يتغيّر مهما طال الزمن وهو الذي يبيّن الكيفية الصحيحة التي تلقاها ابن الجزري بسنده إلى أصحاب السكت وهو المدّ في المنفصل. وهذا كلّه إن سلمنا أنّ ابن الجزري رحمه الله أقرأ بوجه السكت مع قصر المنفصل ولا أظنّ أنّه أقرأ بهذا الوجه لأنّه إن فعل ذلك يعني أنّه نسب وجه القصر مع السكت لحفص إلى صاحب التجريد وإلى علي المالكي عن الأشناني والقصر لم يرد من هذه الطرق وهذا يُعتبر من الكذب في الرواية على ما ذكر هو رحمه الله تعالى. وابن الجزري من أهل الدراية والرواية لا شكّ في ذلك ، ولا يحق لمن كان في هذه المنزلة أن ينسب شيئاً إلى غير مصدره.
ج – لو افترضنا أنّه اجتمع في آية مد منفصل ومدّ متصل وسكت على الهمز وغنة في اللام والراء فكيف نقرأ هذه الآية لحفص من الطيّبة يا شيخنا ؟ هناك ثلاث حالاث والله أعلم :(1/2360)
الحالة الأولى : الجمع بين الأوجه بحيث لا يمنع منها شيء وهي كالتالي :
- قصر المنفصل مع توسط المتصل مع الغنة وعدمها والسكت بنوعيه وعدمه
- قصر المنفصل مع طول المتصل مع الغنة وعدمها والسكت بنوعيه وعدمه
- توسط المدين مع الغنة وعدمها والسكت بنوعيه وعدمه
- توسط المنفصل مع طول المتصل مع السكت بنوعيه وعدمه والغنة وعدمها
وهذا مذهب المتساهلين الذين يعتمدون على الضرب الحسابي من غير أيّ تقييد.
الحالة الثانية : الاعتماد على ما حققه المحررون في كتبهم وهي كالتالي :
- قصر المنفصل مع التوسط المتصل من غير سكت ولا غنة من المصباح وروضة المعدلّ
- قصر المنفصل مع طول المتصل من غير سكت مع الغنّة من الكامل ، وعدم الغنّة من التلخيص وغيره.
- توسط المدين من غير سكت وغنة من الشاطبية وغيره ، ومع الغنة من الوجيز ، والسكت الخاص من التجريد.
- توسط المنفصل مع طول المتصل من غير سكت ولا غنّة ، ومع الغنة من الكامل ، والسكت العام من الروضة للمالكي والتذكار.
وتمتنع الغنة مع السكت ، ويمتنع السكت مع قصر المنفصل ، ومدّ التعظيم لا يكون إلاّ مع طول المتصل من الكامل ، والسكت الخاص خاصّ بتوسط المدين من التجريد ، والسكت العام خاصّ بتوسط المنفصل مع طول المتصل من الروضة للمالكي والتذكار.
الحالة الثالثة : أن نقرأ بجميع أوجه المنفصل ثمّ جميع أوجه المتصل ثمّ وجهي السكت ثمّ وجهي الغنة حتة ننتهي من الآية أو ما يحسن الوقف عليه.
والآن سنقوم بالمقارنة بين الحالات الثلاث :(1/2361)
فالحالة الأولى سهلة في التلقي إلاّ أنّها تخالف ما تلقاه ابن الجزري بسنده إلى أصحاب الكتب لأنّه رحمه الله تعالى ما قرأ مثلاً وجه السكت على قصر المنفصل أو على الغنّة في اللام والراء لأنّ طرق السكت لم يرد فيها قصر للمنفصل ولا غنّة في اللام والراء ولا أظنّ أنّه أقرأ بذلك لأنّه ذكر رحمه الله تعالى أنّ ذلك يُعدّ من الكذب في الرواية وهو نسبة وجهٍ إلى غير مصدره. فإن أقرأ بذلك فقد خالف السند إذن فلا نعيب على من خالف السند من المحققين والمحررين واتّبع النصّ وما تلقاه ابن جزري حقيقة بسنده. أمّا الحالة الثانية وإن كانت صعبة من الحالة الأولى إلاّ أنّها أقرب وتوافق جملة ما تلقاه ابن الجزري بسنده إلى أصحاب الكتب وعزو كلّ طريق إلى صاحبه وإن كنا لا نقطع بصحّتها كلّية لورود خلاف بسيط بين المحررين إلاّ أنّها في الجملة أقرب إلى الصواب من الحالة الأولي. وأمّا الحالة الثالثة فلا شكّ أنّها غير مقبولة لعدم مراعات الوقف والابتداء وجمع جميع الأوجه في الكلمة الواحدة هي أشدّ خطأً من الحالة الأولى وهي لا تخضع لطرق الجمع التي ذكرها العلماء.
ونطلب من فضيلة الشيخ أن يختار لنا من هذه الحالات ما يراه صواباً أو يقترح لنا طريقة أخرى.
ح – قد تبيّن فيما سبق أنّ التحريرات ليست مبنية على الرأي المحض كما يدّعي فضيلة الشيخ ونطلب منه حفظه الله تعالى مرّة أخرى أن ينقل لنا مثالاً واحداً عن واحدٍ من المحررين اعتمد في مسألة من المسائل على رأيّ محض. بل جميع التحريرات تستند إلى نصوص ومصادر أو أصلٍ من الأصول وإن اختلفوا في بعض النصوص لغموضها ، ومن اعترض فعليه بالمثال والدليل.(1/2362)
خ – مخالفة المشافهة واتباع النصوص هو من التحقيق العلمي لأنّ التجربة أثبتت أنّ المشافهة قد يعتريها شيء من التغيير وسبب ذلك أنّ أصحاب الإسناد ليسوا في درجة واحدة من الإتقان فمنهم الثقة الفطن النبيه ومنهم المقلّد ومنهم الغافل ومنهم ومنهم والعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية كما قال مكي القيسي والداني عليهما رحمة الله تعالى ولو كانت المشافهة لوحدها تكفي لما قام الجهابذه بتدوين الكتب في التجويد والقراءات نظماً ونثراً وذلك في القرون الأولى لأنّهم علموا أنّ هذه النصوص ستقوم بتعويض ما يعتري التلقي والمشافهة من النقص والإهمال والغفلة. وما نجده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التجويدية كمسألة الضاد والفرجة في الميم المخفاة والإقلاب ، وكيفية القلقلة وووو أكبر دليل وكلّ يتمسّك بالسند والفصل في هذه المسائل لا يكون إلاّ بالنصوص.
د – أوّل من دوّن في التحريرات على وجه التقريب ، بشكل مستقل ، هو الحافظ ابن الجزري ، له تأليف يسمّى المسائل التبريزية جلّها في التحريرات وردّ فيها عن بعض مسائل التحريرات وغيرها ومن نظمه في اجتماع البدل وذات الياء فقال رحمه الله تعالى :
كآتي لورش افتح بمدّ وقصره..........وقلّل مع التوسيط والمدِّ مُكمّلاَ
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسّطن.....وقصْرٌ مع التقليل لم يكُ للملاَ
وله نظمُ في سوءات وآلان وغير ذلك كثير ومذكورٌ في النشر.
الشاهد : قد ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى الأوجه الأربعة عند اجتماع البدل والذات وصرّح بأنّ القصر مع التقليل لم يكن للملا أي لم لا يُقرأ به. وهذا يدلّ أنّه ما قرأ بهذا الوجه وما أقرأ به ، فبالله عليك هل يا فضيلة الشيخ هل بعد ما ذكره الحافظ ابن الجزري يمكن أن تقول أنّه يجوز القصر مع التقليل لورش ؟(1/2363)
أقول : إن منع رحمه الله تعالى هذا الوجه لأنّه غير منصوص ولأنّه لم يقرأ به مع أنّ قصر البدل متواترٌ وتقليل في ذات الياء متواترٌ أيضاً ، فما يمنع من الأخذ بالتحريرات ومنع الأوجه التي لم يقرأ بها ابن الجزري والتي لم تذكر في أصول النشر ؟ ما الفرق بين هذه المسألة ومسألة السكت مع القصر لحفص ؟
أريد جواباً يا فضيلة الشيخ.
-----------------------------------------
قولكم "2- وسألتك : هل التحريرات لها قواعد منضبطة في منع وجه أو تجويزه ؟
وأجبتني :"نعم لها قواعد " وذكرت أربعة قلت إنها من أهمها 0
ومع أنك لم تذكر مسائل أخرى أكثر أهمية مما ذكرت وهي التي فيها الاضطراب مثل الالتزام بالطرق وعدم القراءة بما خرج عنها ، فالذي يهمني مما ذكرت هو الرابع وهو قولك :" الاقتصار على أصول النشر وطرقه وتضعيف كل ما خرج عن مصادر النشر وطرقه 0
فأقول : أفهم من كلامك أن كل ما خرج عن النشر وطرقه فهو ضعيف ، فإن سلمت لي هذا الفهم فما قولك في من ضعف بعض الأوجه التي في النشر ؟
وأيضاً فما قولك في من قال بأن النشر لم يعتمد فيه صاحبه على كل الصحيح ؟"(1/2364)
الجواب : من المعلوم أنّ كلّ ما ورد في النشر إمّا متواتر وإمّا متلقّى بالقبول والقطع حاصل بهما وقد ذكر ابن الجزري الكتب التي روى منها القراءات وأسانيده إلى تلك المصادر ، وعلى هذا الأساس قام المحققون بحصر هذه الطرق لكلّ راوٍ من الرواة وقابلوها على ظاهر كلام النشر فما وافق أثبتوه وما خالف أخرجوه وهذا قليلٌ جداً مع العلم أنّ ذلك الوجه قد يكون متواتراً من طريق آخر أو رواية أخرى إلاّ أنّه لم يثبت من الطريق الذي نصّ عليه صاحب النشر. إذن فهذه الأوجه متواترة في الجملة ثابتة قي بعض الطرق إلاّ أن نسبتها إلى بعض الطرق يكون فيه نظراً فيكون الأولى عزوُها إلى مصدرها الأصلي. لا شكّ في تواتر قصر المنفصل والسكت على الهمز لحفص إلاّ أنّ الجمع بينهما لم يثبت من طرق النشر ولم يقرأ به ابن الجزري وكذلك الغنّة في اللام والراء للأزرق عن ورش فإنّه غير ثابت في طرق النشر وقد يكون في غير النشر وهكذا. فلا بدّ من التفريق بين ما هو متواترٌ جملة وما هو خروج عن الإسناد الذي تلقاه ابن الجزري إلى صاحب المصدر.
-------------------------------------------------(1/2365)
قولكم : "3- وأما قولك :" لأن القدامي كانوا لا يقرؤن إلا بما تلقوه عن مشايخهم لأن القراءة سنة متبعة 000الخ فأقول لك : وما ذا فعلتم أنتم أيها المحررون ؟ ولا أقصدك أنت شخصياً أو من هو في هذا العصر،لأني أعرف أنك – كما ذكرت قرأت على شيوخ في مختلف الأقطار – فإن كان سندك ينتهي إلى الشيخ المتولى رحمه الله تعالى ،فهل تجزم أن كل مروياته كانت بالسند المتصل منه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ أم أنه بعد أن أخذ الأسانيد من شيوخه وتولى الإقراء والتدريس وتأثر بالأزميري رحمه الله تعالى أخذ يعرض ما أجيز فيه من مشايخه على الكتب وبدأ يحرر ويصحح ويخطيء ويضعف ، حتى أصبح له مذهب أول ومذهب ثان ، وهكذا الإزميري رحمه الله تعالى ،والذي أريد قوله : هذه الأوجه التي اجتهد فيها الشيخ رحمه الله تعالى ما حكمها ؟ وهو نفسه قد صرح بأنه لم يقرأ بها وإنما أخذها من الكتب ؟"(1/2366)
الجواب : هل قرأ أو أقرأ ابن الجزري بقصر المنفصل مع السكت على الهمز لحفص عن عاصم ؟ فإن أجبت بنعم فما هو دليلك ويمكنني أن أثبت لك أنّه لم يقرأ بذلك الوجه لأنّه لم يصرّح بذلك من جهة ، ومن جهة أخرى أنّ طرق السكت لحفص لم يرد فيها قصر المنفصل. إذن فسند الشيخ المتولي في قصر المنفصل مع السكت لحفص منقطع لأنّ ابن الجزري لم يقرأ به. أقول : هذا يدلّ على جهد هؤلاء الأفذاذ في هذا العلم وبهذا ستفهم جيّداً أهمّية علم التحريرات. وما فعل المتولّي هو التعديل الانقطاع في السند الذي تنسبه إليه ولغيره. وهذا كلّه من الفطنة والدراية وهو أحسن من السماع والرواية ولا أدري من المقلّد هل هو الذي يتمسّك بالمشافهة وإذا أخطأ المشايخ أخطأ معهم أمّ الحاذق النبيه العالم بطرق النشر ورجاله ؟ أتريد أن تسوّي بين العوام والخواصّ ؟ قال تعالى { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } تريد أنّ تسوي بين رجلً تلقى القراءات العشر الكبري بالتقليد وليس له أيّ دراية بطرق النشر وأصوله بالذي يعلم دقائق كتاب النشر جزئية جزئية كالأزميري والمتوليّ وغيرهما ؟ هذا كلام غير معقول.
---------------------------------------------
قولكم "4- واسمع يا أخي : والله العظيم أحدثك قصة حدثت أمامي وهي أن أحد المشايخ المعروفين في المدينة المنورة وفي بيته فتح كتاب النشر المطبوع على مسألة ،فقلت له : يا شيخ إن في هذا الموضع سقطت كلمة ( غير ) من المطبوع وهي موجودة في ثماني نسخ خطية من النشر ،فأحضر نسخة خطية كانت عنده فرأى الكلمة ، فقال : كل الأوجه التي كنت أقرئ بها اعتماداً على النشر هنا خطأ فقلت له : وما ذا ستفعل ؟ وهل ستقرئ بالموجود في المخطوط أم المطبوع ؟ فقال بالذي في المخطوط ،قلت : ولكنك يا شيخ لم تقرأ به على شيوخك ؟ فسكت 0"(1/2367)
الجواب : لو كنتُ في مكان الشيخ لسألتك هل قرأ ابن الجزري بما في المخطوط أم لا ؟ فإن تلقى القراءات بمضمون ذلك المخطوط فلا شكّ أنّه يقدّم ما في المخطوط على ظاهر النشر لأنّ المخطوط أدقّ من النشر لأنّ كتاب النشرّ جمع فيه الكثير من المصادر وفيها اختصار وإطلاق وعموم لذا اختلف العلماء على مراد ظاهر النشر وما قطعوا في ذلك إلاّ بعد رجوعهم إلى الأصول والمصادر.
--------------------------------------
قولكم ":6- وقلت :" هل تظن أن ورشاً قرأ 000الخ لا والله لا أظن ذلك لأني أعرف كيف كان القدامي يتلقون عن مشايخهم ،فلم يأخذوا القراءة من الكتب ولم يجتهدوا فيها ، ولم يمنعوا وجها ً على وجه ، ولم يقرؤوا تلاميذهم بما يجدونه في الكتب حتى وإن كان صحيحاً عند غيرهم ،ولم يكونوا 000الخ "
الجواب : لماذا اختلفت قراءة ورش وقالون والمسيّبي وكلهم قرؤا على نافع ؟ ولكلّ من هؤلاء الثلاثة أصول وفرش يمتاز بها عن غيره ؟ لماذا اختلفت قراءة الرواة عن ورش وكلّ امتاز بوجه عن غيره في مدّ البدل ، وهذا يقال أيضاً لقالون في مدّ المنفصل مع الصلة في ميم الجمع. إن كان بإمكانك أن تفسّر ذلك فلك حينئذ أن تنتقد المحررين. أقول إن حافظ كلّ راوٍ من الرواة على الوجه الذي تلقاه عن شيخه من غير زيادة ولا نقصان وألزم نفسه بإقراء ما تلقاه عن شيخه فلماذا تريد أن تبطل ذالك اليوم في تجويز الخلط بين الطرق وقد علمت أنّهم ما خرجوا عن مشايخهم وعلى هذا الأساس بُنِي علم التحريرات ؟ وما ترك المحررون المشافهة في بعض الحالات إلاّ لعلمهم أنّ ابن الجزري لم يقرأ بها بالسند.
----------------------------(1/2368)
قولكم : "7- 8- وأما قولك :" فكذلك علم المصطلح وعلم أصول الفقه " فأقول : لا قياس مع وجود الفارق فالقرآن ليس كالحديث ، وهذا قد سبقك إليه شيخنا عبد الرازق حفظه الله ، ولكنك تنسى أو تتناسى أن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها ،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده 0"
الجواب : أوافقك يا شيخنا ولكن هل السكت مع القصر لحفص قُرئ بالسند عند القدامى وإن تواترا في الجملة ؟ القصر مع التقليل لورش متواتران ولكن هل الجمع بينهما في القراءة وارد بالسند عند القدامى وقد صرّح ابن الجزري على عدم وروده.
--------------------------------------
قولكم : "9- وسألتك :" هل تجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد ؟ فأجبتني بقولك:" لا يجوز القراءة بوجه منقطع الإسناد " وعللت ذلك ثم قلت :" أما كلمة "ضعف" فلا دخل لها في الموضوع لأن ضمها عند حفص متلقي بالقبول من القدامى وليس من المحررين 0الخ
وأقول : عجيب قولك " لا دخل لها في الموضوع " وإذن على أهل التحريرات إضافة هذا الشرط والقيد وهو " إن انقطاع سند القراءة يجوز القراءة به إذا تلقاها القدامى بالقبول " حتى يسلموا من الاعتراض والوصف بعدم المنهجية في قبول القراءة 0"
الجواب : هل قرأ بن الجزري بوجه الضمّ في ضعف عن مشايخه ؟ هل أقرأ بذلك ؟ هل هو موجود في الشاطبية ؟ هل هو موجود في النشر ؟ وقد ذكرتَ أنّ انقطاع السند لا يؤثرّ إذا تواتر ذلك الوجه وقرأ به القدامى وابن الجزري وغيره. أمّا قصر البدل مع التقليل لم يقرأ به ابن الجزري وما أقرأ به وما قرأ به القدامى وهو غير منصوص عليه في المصادر إذن فهناك فرق كبير بين ضعف وبين قصر البدل مع التقليل, أفهمت يا شيخنا ؟
-------------------------------------(1/2369)
قولكم :"10-وأعجب منه قولك :" وهو ثابت في الشاطبية والنشر " أما الشاطبية فلا كلام فيها ، وأما في النشر فآمل منك بيان كيفية ثبوتها فيه : هل رواية أم حكاية ؟
وحتى تتضح لك المسألة فإني أنقل لك كلام النشر وهذا نصه :" وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه الفتح رواية ، وروى عنه (ابن) هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو الضم اختياراً " ثم قال : " وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ "انتهى كلامه رحمه الله :1/345
11- فانظر أيها المحرر : هل في المذكورين أحد من طرق التيسير ؟والذي من طرق التيسير هو عبيد وقد نص ابن الجزري نفسه على أنه روى عنه الفتح وذلك قوله "الفتح رواية"، وأما أبو الربيع الزهراني فهو أصلاً ليس من طرق النشر ألبتة ، وأما عمرو فليس من طرق التيسير البتة0
فكيف تأتي وتقول "إن الضم في النشر " وحتى لا (أدلس )على القراء فأقول :إن بحثنا إنما هو على التيسير والشاطبية، ولا علاقة لي بالطيبة ، ولنفرض أن كلامك صحيح : فما ذا نقول عن حفص نفسه الذي صرح بأنه لم يقرأ بالضم على عاصم ؟ وهذا نقله جل العلماء السابقين ؟ أم هو التقليد الأعمى حتى فيما هو ظاهر كاد الأعمى أن يراه ؟ عجبي ؟؟؟ "
الجواب : حتّى وإن ورد وجه الضمّ لحفص حكايةً إلاّ أنّه قرأ به القدامى وأقرءوا به وكلّ الذين تلقوا القراءات من طريق الشاطبية قرءوا به وأقرءوا به إلاّ أنّهم قدّموا وجه الفتح تفريقاً بين مقام الرواية والحكاية وهذا التفريق يكفي في تمييز بين الوجهين ولا يحفّزّ المحررين إلى تضعيف وجه الضمّ لأنّ القدامى فرّقوا بين الوجهين وقدّموا الفتح على الضمّ لثبوته روايةً.
----------------------------------(1/2370)
قولكم : "12- وأما قولك:" إن أردت تخطئة القدامى 00الخ فهذا إنشاء أنت في نفسك تعرف أنه ليس صحيحاً ، أنا لا أخطئ أحداً لا القدامى ولا المعاصرين ،وأتحداك – وليس ذا من طبعي –أن تأتيني بنص خطَّأت فيه أحداً، وإنما أقول:هذا المنهج الذي تتبعه أنت وغيرك ممن يتشدد في التحريرات منهج (مضطرب ) ينقصه كثير من (التقنين ) وهذا يتلخص في شيء سهل جداً وهو: أنكم إذا منعتم وجهاً أو أجزتموه لعلة فدوروا مع العلة أينما دارت ،هذا كل ما في المسألة ،وشتان ما بين أن أخطئ أحداً بعينه وبين أن أحكم على منهج بالاضطراب "
الجواب : هذا كلام عجيب هل الاضطراب أمرٌ محمود ؟ لا شكّ أنّه مذموم ثمّ تقول أنّي لم أخطّي أحداً. والمشكل أنّك تنكر التحريرات جملة وليس فقط المبالغة في ذلك. فأرجوا أن توضّح لنا ذلك لنفهم قصدك جيّداً وإلاّ فلا داعي للحوار.
------------------------------
قولكم : "سؤالاً محدداً : هل هي متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق حفص عن عاصم أم لا ؟"
الجواب : هو متواترٌ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وحفص لم يكن موجوداً في عهد النبيّ عليه الصلاة والسام فلا تصحّ هذه العبارة ، والصحيح أن يقال هل تواتر هذا الوجه عن حفص ؟ الجواب نعم لأنّه أقرأ به وتواتر عند القدامى وتلقوه بالقبول وقرءوا وأقرءوا به من غير نكيروهو ثابت في النشر وأصوله."
--------------------------------
أمّا ما نقلته من فتوى الشيخ القاضي رحمه الله تعالى فأقول :
- كيف تلقّى الشيخ القراءات هل بالتحريرات أم لا
- كيف كان يُقرئ رحمه الله تعالى
- كيف أقرأ رحمه الله تعالى بعد هذه الفتوى
- إذا قال بترك التحريرات مطلقاً فما هو البديل ؟ كيف تكون طريقة جمع القراءات ؟
- عدم الأخذ بالتحريرات يفضي حتماً إلى أوجه لم يقرأ بها ابن الجزري عن مشايخه حال التركيب والالتزام بالطريق والسند هو المعهود عند السلف.(1/2371)
- الكلّ يؤخذ من قوله ويردّ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقد ردّ الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى على هذه الفتوى في كتابه "تأملات حول تحريرات لعلماء القراءات ".
وأمّا الشيخ المرصفي فقد قرأ وأقرأ بالتحريرات ويعتمد على أصول النشر وعلى ما ذكره الأزميري والمتوليّ بخلافك يا شيخنا فإنّك تنكر التحريرات مطلقاً فشتان بين الأمرين. ولا أظنّ أنّ الشيخ المرصفي رحمه الله تعالى سيفاوق على ما تقول.
----------------------------------
قولكم : "20- 22-وأما قولك :" إنك تلقيت على جميع شيوخك بالتحريرات 00الخ " فإن كنت قلته مفتخراً ؛وكما تحديتني ،فإني أتحداك أن تثبت لي اتصال سندك منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بضم الضاد في ( ضعف ) عن حفص من طريق التيسير 0وكأني أراك تقول "هذا متلقى بالقبول " وشتان ما بينهما على أني أقول:"شيوخك مقلدون للمتولي فهم وإن تعددوا حكمهم حكم رجل واحد0"
الجواب : مسألة ضعف لا علاقة لها بالشيخ المتوليّ فقد قرأ وأقرأ بها القدامى مع أننا تكلمنا في هذه المسألة مراراً ولكنّك تعضّ عليها بالنواجد لأنّك لم تجد غيرها وتعلم جيّداً أنّ جميع العلماء قدّموا الفتح للتفريق بين الرواية والحكاية.
-----------------------------------------------
قولكم : "23- وقلت لي :" أتريد أن أترك ما عليه جميع المشايخ وما ذهب إليه الإزميري والمتولي والضباع وأتبعك أنت ؟ إلا إذا أصابني جنون فحينئذ 000
فأجيبك :من طلب منك ذالك ؟ وكأني أراك خرجت عن طورك ؟ ؟؟ وعلى كل حال :الجنون أهون عندي من أن أقرأ حرفاً من كتاب الله تعالى لم يتصل سنده برسول الله صلي الله عليه وسلم 0"(1/2372)
الجواب : أريد أن تعطينا منهجية في جمع القراءات بحيث يتصل سندها بالنبيّ عليه الصلاة والسلام. فالنقد سهل ولكن أين البديل ؟ والله لو شرحت لنا البديل الذي تعوّضنا به عن ما تلقيناه عن مشايخنا وأتثتّ لنا صحّة سنده للنبيّ عليه الصلاة والسلام مشافهة ونصاً سأتّبعك في الحين والله الذي لا إله إلاّ هو.
------------------------------------------
قولكم : "27- وسألت سؤالاً مهماً في المسألة وهو : الأوجه التى أجازها الإزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما أم اجتهدا فيها وأخذاها من الكتب وخالفا ما قرآ به على شيوخهما وأخذا به سنداً متصلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم " ولم تجبني ، ولا أقول إنك لم تر السؤال لأنك أثبته في ردك "
الجواب : قصر المنفصل مع السكت لم يقرأ به ابن الجزري عن حفص بسنده إلى أصحاب السكت فلماذا تخالف إسناد ابن الجزري في السكت لحفص وتلوم المتولي والأزميري الذين وإن خالفا ما تلقياه عن مشايخهما إلاّ أنّهما وافقا ما تلقاه ابن الجزري بسنده إلى أصحاب السكت لحفص.
---------------------------------------------
قولكم : "28-وسألتني بدلاً عنه سؤالاً وهو :"لو قرأت على شيخك بوجه وهذا الوجه موافق لظاهر النشر 000الخ " وأجيبك :" أموت وألقى الله تعالى على الوجه الذي قرأت به على شيخي وأعطاني به سنداً متصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 0هذا ما أدين الله تعالى به 0"
الجواب : من المقلّد إذاً ؟ وكيف تتهم غيرك بالتقليد ؟ آلمشايخ كلّهم معصوصمون ؟
--------------------------------------------
قولكم : "29-وأما قولك :" وفي جميع تلك النسخ يتبين أن مضمونها يخالف ما نصه ابن الجزري مع العلم أنه بشر يخطئ ويصيب وكلامه ليس قرآناً "
فجوابه : وهل النسخ الأخرى قرآن ومن كتبها ليسوا بشراً يصيبون ويخطئون ؟ ؟ ما هذا المنطق يارجل 0(1/2373)
الجواب : نعم كلّهم بشر إلاّ أنّ الأخذ بالأصل هو الأسلم ويقوّي ذلك عدم اعتراض ابن الجزري على الأصل والمصدر وإقراره بمضمون ما تلقاه بسنده إلى صاحب المصدر. ثمّ إنّ المصدر أضبط من النشر الذي يحوي على الكثير من المصادر والأوجه والتي قد تكون سبباً في الوهم. والنشر في حدّ ذاته كتاب في القراءات يحتوى على أصول وفرش مع عزوها إلى مصادرها ولو ذكر المؤلّف رحمه الله تعالى التحريرات كما فعل في مسائله التبريزية لصار كتاباً ضخماً.
---------------------------------
قولكم : "30- قولك :" وسأضرب لك مثالاً لأني أدركت أنك ما فهمت حقيقة التحريرات 000
فجوابه : أما ما أدركته فهذا شيء يخصك لا أناقشك فيه وإن كنت أجزم بأنك لا زلت في مرحلة التصور 0
وأما المثال الذي ضربته فو كلام علمي رصين جيد لا أختلف معك فيه ولا عليه ،ولكن :لما أعطي سنداً برواية حفص من طريق الشاطبية والتيسير بالضم في (ضعف) ألا أكون قد أجزت وجهاً لم يقرأه حفص على شيخه ؟ هذه هي القضية يا شيخ 0"
الجواب : نعم ما زلت في مرحلة التصوّر وما أناقش إلاّ للتعلّم والاستفادة وقد أكون قاسياً معك لتُخرج ما في البطن لأزداد علماً وأمّا مسألة الضمّ فقد سبق الكلام عليها مراراً.
--------------------------------------
قولكم : "31- وسألتك : إذا رأينا من يجيز حكماً000الخ ولم تجبني وإنما طلبت دليلاً ملموساً ،فهاكه :
مسألة الفعل "رأى " سواء قبل ساكن أو متحرك :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف للسوسي في إمالة الراء والهمزة من الأول وإمالة الراء من الثاني 0
جاء المحررون واتبعوا الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وقالوا : إن هذا الخلاف لا يقرأ به للسوسي لأنه خروج عن طرق كتابه (وهو التيسير ) ،وهذا كلام وجيه من إمام القراءات ،فقد بين أنه من قراءة الداني على فارس من غير طريق أبي عمران الذي هو طريق التيسير 0(1/2374)
ذهبنا إلى التيسير فوجدنا فيه التالي :"رأى كوكباً " – ونحوه- أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط 0
و " رءا القمر "-وبابه- أبو عمرو بفتح الراء0
ثم قال الداني : وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن عن اليزيدي بإمالة فتحة الهمزة في ذلك كالأول أيضاً وكل صحيح معمول به 0انتهى كلامه :التيسير :104
وهذا نفسه نقله الإمام ابن الجزري وقال عنه : لا يصح – هذا الوجه – من طريق السوسي البتة وإنما روي من طريق أبي حمدون وأبي عبد الرحمن عن السوسي ومن طريقيهما حكاه في التيسير وصححه02/47
إذن :علة المنع هنا الخروج عن طريق التيسير ومجيئها من طريق أبي حمدون 0
الجواب : إن لم يرد هذا الوجه في التيسير وفي طرق الشاطبية الأخرى فلا شكّ أنّه خروج من الطريق. وهذا لا إشكال فيه وإنّما الإشكان يكون في حالة ورود هذا الوجه في أحد طرق الشاطبية دون التيسير ، وردّه العلماء بمجرّد عدم وروده في التيسير. فإذا لم يثبت الوجه في طرق الشاطبية فيكون الاعتماد على الأصل أولى أي كتاب التيسير في الحكم على الوجه.
---------------------------------------------
قولكم ": 32- نذهب إلى كلمة أخري وجدنا فيها نفس العلة وهي حكاية الداني لطريق أبي حمدون ،لكن بعض أهل التحريرات لم يمنع القراءة بل جوزها وذلك في :
"فبشر عباد" في سورة الزمر :
ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى أن السوسي يفتح الياء وصلاً ويسكنها وقفاً ،أي أن الياء ثابتة عنه وصلاً ووقفاً 0
وفي التيسير :أبو شعيب – هو السوسي – "فبشر عباد" بياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف0ص:189
لكن قال بعض أهل التحريرات : إن هذا المذكور ليس من طريق الحرز ، بل طريقه الحذف في الحالين ،وعلى هذا ينبغي لمن يقرأ من طريق الحرز للسوسي أن يقتصر له على الحذف في الحالين 0إبراز المعاني 2/272ح 1(1/2375)
وارجع إلى ما كتبه شيخنا عبد الرازق في تعليقه على " الفتح الرحماني ص167 وما بعدها ففيه تدقيق لا يصدر إلا عن عالم محقق يعرف ما ذا يقول ،ولا تفهم أنى أوافقه في النتيجة وهي قوله :"أما في الوقف فله – السوسي- أن يثبتها ساكنة أو يحذفها ويسكن الدال 0
لأن الحذف إنما ذكره الداني عن أبى حمدون ،قال رحمه الله تعالى : "وقال أبو حمدون وغيره عن اليزيدي مفتوحة في الوصل محذوفة في الوقف 0ص189
ولعل الذين أجازوا رواية الحذف مع أنها عن شيخ خارج عن طرق التيسير هو عبارة الدانى : وهو عندي قياس قول أبي عمرو 0
33- فهاتان قراءتان فيهما علة واحدة أجيزت إحداهما ومنعت الأخرى 0 وعندي غيرها لكن أدخرها للبحث المطول الذي منشغل به الآن عن دراسة كتب التحريرات يسر الله ووفق إن كان فيه الخير 0"
الجواب : التحريرات خاضعة للتحقيق في كلّ زمان والحقّ مع من كانت له البيّنة والحجّة القاطعة ولا أخالفك أنّ هناك خلاف واضطراب في بعض التحريرات.
-----------------------------------------------
قولكم : "34- أما قولك :" العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية " فقول أراك معجب به كثيراً وتردده ترديد من ليس له من الأدلة غيره ، وهل هذا الذي نبحث فيه إلا من باب الدراية ؟ وأقول لك : في القراءات وحروف القرآن "السماع والرواية أحسن من الفطنة والدراية" ، إذ تعبدنا بما أقرئنا ولم نتعبد بما اجتهد فيه العلماء 0
ثم إن عبارتك "العلم " عامة تصدق على القراءة وغيرها ،فهل القراءة مثل العلم بالنحو والفقه والمنطق والأصول 00"
الجواب : هذا كلام مكي القيسي والداني ومرادهما أنّ بالدراية والفطنة يمكن أن تتعرّف على قوّة الوجه المقروء به من صحّة وشذوذ وضعف وإنّ السماع والرواية من غير فطنة ودراية يحملك على التقليد الأعمى وهذا الذي تقول به أي أتّبع السند وخلاص.
------------------------------------------(1/2376)
قولكم :"46-قلت :" أن طرق الشاطبية تنحصر في جميع ما ورد في كتب الداني والتي ألفها مشايخ الداني كالتذكرة00الخ"
الجواب : لم أقم بحصر جميع طرق الشاطبية لأنّي ذكرت ذلك من جهة العموم وخلاصة ما أردتّ قوله أنّ الوجه إذا لم يرد من طريق التيسير فلا يعني أنّه ليس من طريق الشاطبية فتعجّبت كيف لا تدرك هذا الأصل ؟ إن كان لك علمٌ في ذلك فما وجه سؤالكم إذن ؟
-------------------------------
الخلاصة :
يا شيخنا أعتذر إليكم إن كان هناك تجاوزات في الألفاظ ولا أدري حتّى الآن هل تنكر التحريرات مطلقاً أو بعض الأوجه التي اضطرب فيها العلماء وهذه الأوجه قليلة كما تعلم والسؤال كيف نتعامل مع هذه الأوجه المضطربة إمّا أن نرجع إلى المصادر وهي تطبع الآن ولله الحمد. أم نقتصر على المشافهة وإن خالفت المصادر صراحةً. ولا بدّ للعلماء أن يجدوا حلاً لذلك والأولى فيما أعتقده هو حصر هذه الاضطرابات والتحقيق فيها وهذا أولى من ردّ التحريرات جملة وإبطال كلّ ما قام به المحررون من عهد ابن الجزري إلى يومنا والقول بأنّ منهج المحررين مضطرب على الإطلاق ليس صحيحاً لأنّ الخلاف بين أتباع الأزميري قليلٌ جداً والخلاف بين أتباع المنصوري قليل جداً كذلك ولا يمسّ تواتر أوجه النشر جملة وإنّما الخلاف هو في عزو كلّ طريق إلى مصدره من غير زيادة ولا نقصان ولا شكّ أنّ ذلك أحوط وأسلم من باب التدقيق والتحقيق . أمّا الخلاف الذي يؤدّي إلى الفرقة والتباغض بين القراء فلا شكّ أنّ في ذلك مفسدة إذ كلّ ما ورد في النشر إمّا متواتر أو متلقى بالقبول والقطع حاصل بهما.
أكتفي بما أقول وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
ً
---
الجكني
07-13-2006, 12:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد يحي شريف :
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :(1/2377)
قرأت ما سطرته يدكم الكريمة ،وخطه يراعكم الدقيق البليغ، وصدقني يا أخي لم أصدق بادئ الأمر أن هذا الأسلوب العلمي في الطرح هو أسلوبكم ؛لما عهدته في مقالاتكم السابقة من الأسلوب القاسي والهجوم العنيف اتجاه مخالفكم ،حتى إني هممت بالانسحاب من النقاش 0
والآن وقد رفعتم الأسلوب إلى هذا الأسلوب الراقي والرائع فقد أثلجتم الصدر وجددتم حب النقاش والطرح العلمي 0
أولاً: لاحظت أننا نتفق على مسألة مهمة في الموضوع وهي :" وجود بعض الاضطراب في منهج بعض المحررين المتأخرين " وهذا ما صرحتم به في مقالتكم الأخيرة ،وما كنتُ قد قررته سابقاً 0
لو لم يكن من الفوائد مع النقاش معكم إلا هذه الفائدة لكفت ،لأن ما يكون بعد ذلك فهو خلاف سهل يعود في الطريقة التي ننظر بها إليه وكيفية تصحيحه ،وهو ما أشرتم إليه في آخر كلامكم 0
ثانياً : ليس معنى كلامي هذا أني أسلم لكم كل ما ذكرتم هنا ، لا ، وإنما قصدي أن أشير إلى أن النقاش بدأ يؤتي ثماره حتى يتنبه أهل القراءات إلى هذا المطروح فيأخذوا في دراسته وتقويم ما يصلح منه للتقويم ورد ما ليس كذلك 0
بعد هاتين النقطتين أذكر ما لم أوافقك عليه في طرحك الأخير ، فليتسع لي صدرك ،فأقول وبالله التوفيق:
1- قولك :" قال اين الجزري :والصواب عندنا في ذلك التفصيل 00الخ
تلاحظ يا شيخنا أن الإمام يتكلم عن خلط قراءة بقراءة ، وهذا لا نختلف فيه وإن كان بعض العلماء أجازه ما لم يؤد إلى معنى مغاير ،وهو ما حام حوله الإمام في آخر كلامه 0
2- أما ما ذكرته في الفقرة (ث) وما بعدها فلا أناقشك فيه لأنه من طريق الطيبة ن ونحن كلامنا إنما هو على تحريرات الشاطبية ، ومع ذلك لي وقفات قصيرة فيما ذكرتم وهي كالتالي :
أ- تحدثتم عن حفص ،وهذا فهمت منه أن مرادكم حفص بكماله يعنى من طريقي عبيد وعمرو ، وهذا غير دقيق ،لأن القصر لحفص إنما هو عن عبيد ،وهو ما ذكرتموه بعد ذلك 0(1/2378)
ب- قلتم :" وقد ذكر المحققون أن السكت على الهمز لحفص لم يرد من طرق القصر كما قال العلامة السمنودي "
وأقول : كان الأولى نسبة هذا القول لابن الجزري نفسه لأنه هو الذي قاله في النشر:1/321
ج- قولك :"ولا أظن أنه قرأ بهذا الوجه " ظنك في محله ،لأن عبارته في النشر صريحة في ذلك 0
تعقيب مهم :
قلتم :" قصر المنفصل مع التوسط من غير سكت ولا غنة من المصباح وروضة المعدل "
أقول : أما المصباح فلا تعليق عليه ،وأما روضة المعدل فيحتاج إثبات ذلك إلى دليل وبرهان ،ولا يكون ألبتة إلا إذا رجع ابن الجزري للدنيا وأدخل طريق روضة المعدل من رواية حفص في النشر 0
هنا يا شيخنا خطأ علمي مشهور عند أهل القراءات المعاصرين ،ولا أدري إلى الآن أين مصدره الأساس 0
كيف يكون قصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل وابن الجزري رحمه الله لم يأخذ أي طريق عنه فيه ،بل لم يأخذ عن الروضة لعاصم إلا طريقاً واحدة وهي عن شعبة وليس عن حفص فالخلاصة : إن روضة المعدل ليس منها أي طريق عن حفص من طرق النشر ،وعليه كيف يقال القصر لحفص من طريق روضة المعدل ؟،فمن يقرأ من أهل التحريرات بالقصر لحفص ويقول إنها من روضة المعدل فإنه يقرأ بطريق لا وجود لها في النشر 0
3- قلتم :" ونطلب أن يختار لنا من هذه الحالات ما يراه صواباً000الخ
أقول : لو ضربت لي مثالاً من تحريرات الشاطبية ربما بينت لك ،أما الطيبة فلا علاقة لي بها وقلت ذلك مراراً وتكراراً ،ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فلم يتعداها 0
4- قلتم:"هل بعد ما ذكره ابن الجزري يمكن أن تقول أنه يجوز القصر مع التقليل لورش "
الجواب : ليس أنا الذي أقول هذا ، بل الشاطبي وابن بليمة وكل من نقل الأوجه المذكورة ولم يقيد ويمنع وجهاً على وجه
5- قلتم :"فلا بد من التفريق بين ما هو متواتر جملة وما هو خروج عن الإسناد الذي تلقاه ابن الجزري 00الخ(1/2379)
الجواب: هذا هو الذي نتكلم فيه :خروج عن الاسناد أحياناً يأخذه المحررون وأحياناً يمنعونه 0
6- قلتم :" تريد أن تسوي بين رجل تلقى القراءات 00الخ
فأقول :إن كنت تقصدني فطب نفساً ،أنا لم أتلق القراءات العشر الكبرى ولذا لا أتكلم فيما بعد السبعة وإن كان عندي فيها مؤاخذات على المحررين فيها ،وإن كنت تقصد غيري فهو وشأنه 0
7- ثم قلتم :" الصحيح أن يقال هل تواتر عن حفص ؟الجواب نعم لأنه 000الخ
الجواب : هذا سهو منك يا شيخنا وتسرع ، فما ذا يفيد تواترها عن حفص وغيره إذا لم يصح تواترها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
8- قلتم : " لأنك لم تجد غيرها 000الخ
أقول : عندي غيرها يا شيخ لكني رأيتك مركزاً عليها فمشيت معك 0
9- قلتم :" لو شرحت لنا البديل 000
الجواب : البديل هو ألا تتعدى ما قرأت به على شيوخك وأعطوك عليه سنداً متصلاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولا تأخذ القراءة من الكتب 0
الخلاصة :
اعلم يا شيخ محمد رزقني الله وإياك العلم النافع وخدمة كتابه أني :
1- لا أنكر التحريرات مطلقاً ،وإنما أنكر ما لم يتلق عن الشيوخ مباشرة ثم تلزم به الأمة0
2- لم أقل إن منهج التحريرات مضطرب ،وإنما قلت ولا أزال أقول: إن (منهج ) المتأخرين من أهل التحريرات مضطرب ،وشتان ما بينهما 0
3- كل ما قلته لم آت به من كيسي وإنما هو موجود في كتب السلف من علماء القراءات 0
هذا ما أردت قوله ،واختصرت الموضوع جداً وركزت على ما أختلف معك فيه اختلافاً أرى أنه جوهري لا لفظي 0
ورحم الله من قال :" كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب "
والله يحفظ الجميع 0
---
محمد يحيى شريف
07-15-2006, 12:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لم أتعرّض في ردّي السابق إلى مسألتين :(1/2380)
فيما يخصّ طرق الشاطبية فإنّها تختصّ بما ورد عن الداني وكلّ ما كان من طريقه. قال العلامة سلطان المزّاحي : " فإن قلت من أين يعلم أنّ مكياً وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبي ؟ قلتُ : لأنّ الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنّه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في التيسير أم جامع البيان أم المفردات فهو طريق له وما خرج عن ذلك فليس من طريقه ، ومكي وابن بليمة ليسا من طريق الداني. أمّا مكي فإنّه كان معاصراً للداني وتوفي قبله بست سنين وأشهر لأنّ مكياً توف يفي ثاني المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، والداني توفي في نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، ولا يكون من طريقه إلاّ إن كان شيخاً له ، ولا نعلم أحداً ذكره من مشايخه إذ مشايخ الداني الذي أسند قراءة عنهم : أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان ، أبو الفتح فارس ابن أحمد ، وأبو الحسن طاهر بن غلبون كما يعلم ذلك من مراجعة النشر. أمّا ابن بليمة فتأخرت وفاته عن الداني بثمانية ستين سنة ، فهو إن كان موجوداً عند وفاة الداني لم يكن متأهّلاً لأن يأخذ القراءة عنه حتى يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر إذ لو كان كذلك لذكره من مشايخه ، فاتضحا أنّهما ليسا من طريقه ، ومن هنا يعلم أنّ كلّ من تأخّرت وفاته كصاحب التجريد والإعلان والمبهج وأبي العز القلانسي والغرناطي صاحب الإقناع ةالشهرزوري صاحب المصباح وصاحب الكامل والمفيد أو كان معاصراً له ولم يعد من مشايخه ليس من طريقه." انتهى كلامه رحمه الله وبركاته (رسالة الشيخ سلطان المزاحي في أجوبة المسائل العشرين ص23 و24 ).(1/2381)
أقول : من خلال كلامه رحمه الله تعالى ندرك أنّ طرق الشاطبية هو ما رواه الداني سواء من التيسير أو جامع البيان أو المفردات أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر ابن غلبون وغيره. وإنّ رواية ورش عن النافع تشمل كل ما قرأ الداني بهذه الرواية عن مشايخه وهم أبو القاسم خلف بن خاقان وفارس بن أحمد وطاهر ابن غلبون ولا يقتصر على ما رواه عن أبي القاسم خلف بن خاقان وهو شيخه في رواية ورش من كتاب التيسير. وعلى ما تقدّم يظهر جلياً أنّه ليس كلّ ما خرج عن التيسير هو خروج عن طرق الشاطبية.
وأمّا ما يتعلّق بطول البدل لورش فقد اختلف العلماء في نسبة هذا الوجه إلى الداني في جامع البيان فمنهم من نفاه للداني كالعلامة المارغني في كتابه نجوم الطوالع ومنهم من أثبته للداني تأوّلاً لما ذكره في جامع البيان ، قال الشيخ الضباع في كتابه المطلوب : " ( الأوّل ) : الإشباع – أي إشباع البدل – وهو طريق صاحب الهداية والعنوان والمجتبى والتجريد والكافي والكامل وهو أحد الثلاثة في الشاطبية وذكره صاحب لطائف الإشارات للداني من قلااءته على أبي الفتح وابن خاقان " انتهى كلامه (المطلوب ص3).(1/2382)
قال الشيخ جمال الدين محمد شرف " .....وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان على ما في اللطائف ويظهر من قوله في جامع البيان نصّه : فروى أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه أي تمكين حروف المدّ واللين بعد الهمز تمكيناً أوسط بزيادة يسيرة وهي كالزيادة التي تزيدها من هذه الطرق في تمطيطهنّ مع تأخّر الهمز في المتصل والمنفصل مطابقة لمذهبه في التحقيق ، وبهذا قرأت على ابن خاقان وقرأت على أبي الحسن بن غلبون بغير زيادة تمكينٍ لحرف المدّ فيما تقدّم " أ ه مختصراً من جامع البيان على ما في البدائع " انتهى كلام الشيخ جمال الدين محمد شرف (رواية ورش وتحريراتها من طريق طيبة النشر ص18). قوله : على ما في البدائع أي بدائع البرهان للأزميري رحمه الله تعالى. وسأنقل كلام الداني من جامع البيان ، قال رحمه الله تعالى : ....فروى أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه أداء تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة ، وهي كزيادة التي تزيدها من هذا الطريق في تمطيطهنّ مع تأخّر الهمز في المتصل والمنفصل مطابقة لمذهبه في التحقيق وتحكمها المشافهة ..." انتهي كلامه رحمه الله تعالى ( جامع البيان ص193).
أقول كلامه يحتمل الطول في البدل لقوله " تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة " أقول فما معنى قوله بزيادة يسيرة ؟ وقوله " وهي كزيادة التي تزيدها من هذا الطريق في تمطيطهنّ مه تأخّر الهمز في المتصل والمنفصل " أقول ومقدار المنفصل والمتصل لورش هو الطول وهذا الذي جعل بعض العلماء ثببتون طول البدل من جامع البيان اعتماداً على النصّ المذكور وليس على اساس اجتهادٍ كما يظنّ البعض.
والآن سأعود إلى ردّكم الأخير فأقول وبالله التوفيق :
قولكم : "1- قولك :" قال اين الجزري :والصواب عندنا في ذلك التفصيل 00الخ(1/2383)
تلاحظ يا شيخنا أن الإمام يتكلم عن خلط قراءة بقراءة ، وهذا لا نختلف فيه وإن كان بعض العلماء أجازه ما لم يؤد إلى معنى مغاير ،وهو ما حام حوله الإمام في آخر كلامه 0"
الجواب : ذكر ابن الجزري الخلط بين القراءات على وجه العموم وهذا لا يمنع دخول الروايات والطرق في المقصود لعدّة أسباب :
- لأنّ لفظ القراءات أعمّ من غيرها ويصحّ أن تقول قراءة ورش أو قراءة قالون.
- الخلاف بين القراءات دائرٌ بين الأصول والفرش فكذلك بين الروايات وحتّى بين الطرق فيما بينها.
- قد حرّر ابن الجزري أوجه البدل والذات في رواية ورش في مسائله التبريزية ولا شكّ أنّ التفريع الذي ذكره يختصّ بطرق ورش ولا يختصّ بالقراءات فكلامه في مسائله التبريزية تفسير وتبيين ما نصّه في نشره.
-------------------------
قولكم : "2- أما ما ذكرته في الفقرة (ث) وما بعدها فلا أناقشك فيه لأنه من طريق الطيبة ن ونحن كلامنا إنما هو على تحريرات الشاطبية ، ومع ذلك لي وقفات قصيرة فيما ذكرتم وهي كالتالي :
أ- تحدثتم عن حفص ،وهذا فهمت منه أن مرادكم حفص بكماله يعنى من طريقي عبيد وعمرو ، وهذا غير دقيق ،لأن القصر لحفص إنما هو عن عبيد ،وهو ما ذكرتموه بعد ذلك 0"
الجواب : كلّ طرق القصر لحفص أو معظهما هي من طرق عمرو بن الصباح إن لم تخني ذاكرتي انظر صريح النصّ.
------------------------------------
قولكم "قلتم : قصر المنفصل مع التوسط من غير سكت ولا غنة من المصباح وروضة المعدل "(1/2384)
الجواب : جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ على هذا الاعتراض وهذا يدلّ على اطلاعكم الواسع وأخبركم أنّه وقع خلاف كبيرٌ في هذه المسألة وسأختصر لكم هذا الخلاف فيما يلي : عندما نرجع إلى النشر نجد أنّ الوارد من طريق روضة المعدّل هو قصر االمنفصل مع طول المتصل فالقصر له منصوص في النشر وأمّا طول المتصل فهو مذهب جمهور أهل العراق ومن بينهم المعدلّ صاحب الروضة. وهذا ما وجدناه في صريح النصّ للشيخ الضباع وقد ألزم بعض المحققين وجه توسط المتصل من طريق روضة المعدّل خلافاً لظاهر كلام النظر وكلام صاحب صريح النصّ وسألنا بعض المشايخ عن هذا التعارض ومن بينهم الشيخ عبد الرافع بن رضوان علي حفظه الله تعالى حيث أخبر أنّ في المخطوط لكتاب روضة المعدلّ وجد التوسط وهو الذي وجده الشيخ عامر السيد عثمان والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي وقد ذكر المحققون أنّ كلّ ما ورد من طريقه الطول في المتصل جاز له وجه التوسط في المتصل وهو قول الشيخ الضباع نفسه في صريح النصّ. وقلت في نفسي إنّ الضباع اطلع على المخطوط أيضاً ولعلّه وجد غموضاً في النصّ فأخذ بظاهر كلام النشر. وما زلت أتساءل دائماً إن كان كلّ ما ورد من طريقه الطول في المتصل جاز فيه التوسط ، فلماذا لم يثبتوا وجه الطول في المتصل من طريق روضة المعدل واقتصروا على التوسّط ؟ ولماذ لم يجيزوا السكت العام لحفص على وجه توسط المتصل وقد ذكرنا أنّ السكت العام يختصّ بطول المتصل.
وما ذكرت وجه توسط المتصل لصاحب االروضة إلاّ لثقتي بالمشايخ الثقات الذين اطلعوا على المخطوط ودرءاً للفتنة التي وقعت من أجل هذه المسألة زيادة على ذلك أنّه ليس هناك فرق كبير بين طريق المصباح ( قصر المنفصل مع توسط المتصل ) وبين طريق الروضة للمعدّل وهذا باختصار شديد.
------------------------
قولكم : "3- 4- قلتم:"هل بعد ما ذكره ابن الجزري يمكن أن تقول أنه يجوز القصر مع التقليل لورش "(1/2385)
الجواب : ليس أنا الذي أقول هذا ، بل الشاطبي وابن بليمة وكل من نقل الأوجه المذكورة ولم يقيد ويمنع وجهاً على وجه"
الجواب : وماذا تقول فيما حرّره إمام الفنّ ابن الجزري في مسائله التبريزية والإمام الشاطبي لم يقيّد الإدغام الكبير مع الإبدال للسوسي والذي قيّده تلميذه السخاوي وهو تلقى ذلك عنه ، وهذا يدلّ أنّ في التحريرات لا ينبغي أن يؤخذ بظاهر كلام الإمام الشاطبيّ إن خالف المشافهة وأصول طرقه. وابن بليمة ليس من طرق الشاطبية كما سبق من فتوى الشيخ سلطان وإن جاز من الطيّبة.
----------------------
قولكم : "5- 7- ثم قلتم :" الصحيح أن يقال هل تواتر عن حفص ؟الجواب نعم لأنه 000الخ
الجواب : هذا سهو منك يا شيخنا وتسرع ، فما ذا يفيد تواترها عن حفص وغيره إذا لم يصح تواترها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب : كان ينبغي أن يقال هل تواتر من حفص إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. فأجيب تواتر عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وتواتر عن حفص ولم يقرأ به حفص بسنده.
------------------------
قولكم : "8- 9- قلتم :" لو شرحت لنا البديل 000
الجواب : البديل هو ألا تتعدى ما قرأت به على شيوخك وأعطوك عليه سنداً متصلاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولا تأخذ القراءة من الكتب 0"
الجواب : لا أعلم واحداً يُقرئ الآن بما تقول به ، فلا يمكنك أن تحقق ما تقول ، وإن خالفت المشايخ الآن في الإقراء فإنّك ستقع في المحظور الذي تحذّر منه. حيث لا يوجد من يقرئ بغير التحريرات.
-----------------------------------------
قولكم : "الخلاصة :
اعلم يا شيخ محمد رزقني الله وإياك العلم النافع وخدمة كتابه أني :
1- لا أنكر التحريرات مطلقاً ،وإنما أنكر ما لم يتلق عن الشيوخ مباشرة ثم تلزم به الأمة0
2- لم أقل إن منهج التحريرات مضطرب ،وإنما قلت ولا أزال أقول: إن (منهج ) المتأخرين من أهل التحريرات مضطرب ،وشتان ما بينهما 0"(1/2386)
الجواب : إذا تبيّن الحقّ وجب الأخذ به خاصّة فيما اتفق عليه العلماء والمحررون ووافق النصوص وهم لا يجتمعوع على خطأ وقد علمنا أنّ المشافهة في حدّ ذاتها لا يمكن الاعتماد عليها لوحدها لضعف الهمم وقلّة الحذاق من أهل العلم وووووو. وعلى ما تقدّم فلا ينبغي إزالة ما ذهب إليه المحققون بل نأخذ بما اتفقوا عليه ونسأل الله تعالى أن يقيّض رجالاً ينظرون في المختلف فيه وأن يبيّنوا الحقّ في ذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائر.
---
الجنيدالله
07-15-2006, 05:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متعكم الله بالصحة والعافية ونفعنا بكم وبعلمكم والحقيقة أني استفدت كثيراً من هذا البحث بينكم
ولي بعض الإلحاقات اضعها هنا للشيخين الكريمين
أولا طريق قصر المنفصل لحفص من روضة المعدل لم يختاره ولم يورده ابن الجزري في النشر ولم يذكر إسناداً له ، وكنت منذ أن سجلت كتاب الروضة كرسالة جامعية تناقشنا في ذلك أنا والشيخ أيمن رشدي وكان يذهب إلى المنع من الإقراء بهذا الطريق لعدم ورودها في النشر ثم باحثت شيخنا الشيخ محمود سيبويه رحمه الله في ذلك وعرضت عليه أن طريق المصباح قريب من طريق الروضة وعرضت عليه قول الشيخ الضباع في مقدمة صريح النص ( وكذا من روضة المالكي وروضة المعدل على ما حرره الأزميري زيادة على مافي النشر ) فقال لي رحمه الله أن الإقراء بطريق المصباح أولى لترك الخلاف .
ويقول المتولي رحمه الله في الروض عن مسألة مشابهه ( لأن ابن مجاهد ليس من طرقه بل من طرق الدوري وإلا لكان تحرير الطرق عبثا بل لو ذكر الإدغام في كتابه السبعة من رواية السوسي لم يكن من طريق الطيبة لعدم إسناده في النشر إلى السوسي ) ( الروض تحقيق رمضان ص 111 ).(1/2387)
وللشيخ محمد شريف فائدة أن المعدل ليس من العراقيين ، وكما أن الروضة ليس فيها الا التوسط في المتصل من طريق الولي والطول من طريق غيره ذلك لأن المعدل جعل مراتب المد المتصل ست مراتب وجعل طرق عاصم إلا الأعشى والولي عن عمرو عن حفص في المرتبة الثالثة وجعل طريق الولي عن عمرو عن حفص في المرتبة الخامسة وذلك لما هو معلوم أنه لا يقرأ بقصر المتصل للجميع.
وأما المد المنفصل فجعله مرتبتين القصر والمد ، وقد يحمل المد هنا على ترتيبه للمد المتصل.
وللفائدة حول التحريرات هذه أماكن في النشر أحيل الشيخين إليها في النشر ج1/423 ، ج1/427 ، ج2/51 ، ج2/168
---
الجكني
07-16-2006, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد شريف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
في البداية أرحب بالشيخ الفاضل والأخ العزيز عاصم قاريء حفظه الله تعالى ،وأشكره على إثراء هذا النقاش بمداخلته المهمة 0
ثم أقول وبالله التوفيق :
1- قلت يا أخي محمد :"فيما يخص طرق الشاطبية فإنها تختص بما ورد عن الداني ،وكل ما كان من طريقه " ثم نقلت كلاما ً طويلاً عن الشيخ المزاحي رحمه الله تعالى وعلقت عليه بقولك :"من خلال كلامه ندرك أن طرق الشاطبية هو ما رواه الداني سواء من التيسير أو جامع البيان أو المفردات أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر ابن غلبون 00الخ
الجواب : العبد الضعيف لا يسلم لكم ولا للشيخ المزاحي في كل ما ذكرتماه ،فهو رحمه الله تعالى ،وأنتم حفظكم الله - وأطال عمركم ورزقنا وإياكم الصحة والعافية والعلم النافع - صادقان مصدقان في ما تنقلانه ، لكنه مناقش ومبحوث معكما في ما تقولانه باجتهادكما ،وذلك كالتالي :
أ- قوله :" وما خرج عن ذلك – طرق الداني – فليس من طريقه –الشاطبي – " 0(1/2388)
أقول : هذا التعميم لا يسلم ؛لأنه ثبت أن للشاطبي طرقاً لا تمر على الداني ،ويهمني هنا "مكي بن أبي طالب" حيث ثبت أن للشاطبي طرقاً عنه ،وهذا موجود في أسانيد الشاطبي التي ذكرها تلميذه السخاوي رحمه الله تعالى في بداية شرحه للشاطبية " فتح الوصيد " حيث قال رحمه الله :"أخذ – الشاطبي – القراءة عن ابن هذيل والنفزي وقد رأيت أن أذكر ما كتباه له لما في ذلك من معرفة سنده المتصل بالأئمة السبعة ثم أذكر إن شاء الله عند ذكر الأئمة السبعة اتصال قراءتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لابد من معرفة ذلك لمن ترجع قراءته إلى هذا السند 0
ثم نقل الإمام الإجازة التي كتبها الشيخ النفزي للشاطبي ومنها في رواية ورش إسناده إلى مكي بن أبي طالب وإلى عبد الجبار الطرسوسي صاحب كتاب "المجتبى "والخزرجي صاحب "القاصد"والطلمنكي صاحب "الروضة " وهي كلها من أصول النشر 0(فتح الوصيد:1/15)
واخترت هنا رواية ورش لأبين أن كلام الشيخ المزاحي فيه نظر وهو :
ابن الجزري رحمه الله ذكر في رواية قالون من طريق أبي نشيط قال :
" طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن بن شفيع على ابن سهل على ابن غصن ،وقرأ ابن غصن على عبد المنعم ابن غلبون وقرأ على أبي سهل وقرأ على القزاز وقرأ على أبي حسان وقرأ على أبي نشيط "النشر :1/101-102
فهذه الطريق للشاطبي عن ابن غلبون الأب ،وقد رواها عنه ابنه لكن ليست من طرق الشاطبي ، أعني :أن الشاطبي يلتقي سنده في هذه الطريق مع ابن غلبون الابن عند الأب ، والابن لاشك أنه من شيوخ الداني ،فهل يصح أن نقول :إن هذه الطريق تعتبر من طرق التيسير لمجرد أن الداني قرأ على ابن غلبون الابن ؟
قد تقول :لا، لا تعتبر لأن الداني لم يقرأ بها على الابن 0
فأقول :إذن تصحح العبارة " أو ما رواه مشايخه في الإسناد كطاهر 00(1/2389)
وإن قلتم :نعم تعتبر طريقاً – ولا أظنكم تقولونه- فأقول في هذه الحالة : نحن في حاجة إذن إلى توضيح وتعريف :ماالمراد بطريق فلان وفلان؟
2- وأيضاً عبارة :" وكل ما كان من طرقه " أرى إن فيها ظلماً – تجوزاً-للشاطبي ومنظومته ،أعني معاملة الشاطبية على أنها نسخة (غير مصححة ) من "التيسير " فما زادته عنه وما خرجت فيه عنه يرمى فلا يقرأ به أو يضعف فلا يؤخذ به ، ومعاملة الشاطبي على أنه (نسخة مكررة ) من الداني ،فما خالفه فيه فلا يعتبر 000الخ
أقول هذا ظلم ، وليس كلامي هذا من المحبة أو العاطفة ،لا ،بل أجزم أن كل أهل القراءات يحبون الشاطبي والشاطبية ، ولكن أقوله من باب "المنهج العلمي وهو ما أبينه في هاتين النقطتين :
الأولى : ثبت لكل من درس الشاطبية أن الشاطبي قال فيها :
وفي يسرها "التيسير " رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
وألفافها "زادت " بنشر فوائد 0000
إذن : الشاطبي صرح بأن له زيادات على التيسير ،وهذه الزيادات لم يأت بها من كيسه واجتهاده ،بل نقطع ونجزم أنه رواها عن شيوخه ،وهذا ما توضحه النقطة الثانية وهي :
الثانية : اتضح من خلال السخاوي والنشر أن للشاطبي طرقاً أخرى غير التيسير ،بل غير طرق الداني أصلاً ،وهذه الطرق قرأ بها ابن الجزري مما يعطيها ميزة مهمة وهي "اتصال سندها " 0
3- قلتم :" وعلى ما تقدم يظهر جلياً أنه ليس كل ما خرج عن التيسير هو خروج عن طرق الشاطبية"
أتفق معك ،لكن السؤال هو : كل ما خرج به الشاطبي عن التيسير ما حكمه؟
4- أما مسألة مد البدل لورش فكلام الداني فيها صريح في منعه ،والتأويل هنا غير مستساغ ،لأن من دواعي التأويل عدم إمكانية حمل الظاهر على الحقيقة لصارف ،وهو غير موجود هنا 0
5- ثم قلت :" أقول كلامه يحتمل الطول في البدل لقوله"تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة " ثم سألت :"فما معنى قوله زيادة يسيرة وقوله كزيادة 0000الخ(1/2390)
أقول : هذه مصطلحات عند أهل القراءات ،أعني "التمكين" و"الزيادة اليسيرة " وقد بينها الداني رحمه الله بقوله:
" والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المد والقصر " جامع البيان :186(طبعة محمد صدوق الجزائري) فهذا نص واضح صريح فسر به الداني نفسه كلامه ،والمرء أدرى بمراده من غيره ،والله أعلم 0
6- أما قولكم " لأن لفظ القراءات أعم 000الخ
الجواب: هذا صحيح ،لكن المصطلح عليه اليوم ومن زمن ابن الجزري هو التفريق بينها بما هو معلوم لديكم 0
7- أما قولكم :" كل طرق القصر لحفص 000الخ
فالحق معكم والخطأ مني إذ سبق قلمي من (عمرو )إلى (عبيد) 0
تعليق مهم جداً في مسألة قصر المنفصل من روضة المعدل:
ذكرت سابقاً أن من يقرأ بقصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل يكون قارئاً لرواية لا توجد في النشر 0
وأضيف هنا : كان الأولى عدم وجود هذا الخلاف الكبير الذي ذكرته لوضوح المسألة في النشر ، فليس في طرقه عن حفص روضة المعدل نهائياً فلماذا تذكر هذه المسألة ؟ ومن أول من جاء بها ؟
وأيضاً فإن ما ذكره الشيخ عاصم حفظه الله ،وهو أخبر وأعرف منى ،وقد عاش مع "الروضة للمعدل " زمناً عرف فيه منهجه وما يتعلق به وعهدي به أنه حققه على نسختين وليست نسخة واحدة، أكد ما قلته سابقاً أن القصر ليس من طرق النشر 0
8- وكنت سابقاً قد توصلت إلى رأي في هذه المسألة لم أر أحداً ذكره ،ولا أستطيع عرضه الآن إلا بعد أن أرى سنداً متصلاً به إلى المعدل عن طريق ابن الجزري ( فإن كان لديك أو تعرف من عنده ذلك فيا ليتك يا شيخنا تتحفني به ) لأن الرأي المذكور هو خلاصة لدراسة في النشر 0
- 9- وأما قولكم :" والإمام الشاطبي لم يقيد الإدغام الكبير مع الإبدال للسوسي 000الخ
- 10-فالجواب : أن الشاطبي هو الذي قيده بدليل أنه كان يقريء به كما نقله السخاوي ، فالسخاوي لم يزد على أنه هو الذي نقل لنا مذهب الشاطبي في ذلك
- 0والله أعلم
---
محمد يحيى شريف
07-16-2006, 01:59 PM(1/2391)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله تعالى.
فيما يخصّ طرق الشاطبيّ رحمه الله تعالى لم أجد من فصّل في المسألة تفصيلاً شاملاً ملمّاً بجميع الجوانب وعلى هذا الأساس لا بدّ من حصر :
- أوّلاً : جميع الطرق الإمام الشاطبي عن مشايخه والتي لم تثبت عن الداني عليه رحمة الله تعالى.
- ثانياً : جميع طرق الإمام الشاطبي التي رواه الداني في غير التيسير.
-ثالثاً : حميع طرق الإمام الشاطبي التي ثبتت عن مشايخ الداني ومشايخ مشايخه والتي لم تُنسب إلى الداني رواية ، وهذا لا بدّ من التدقيق والنظر فيه من قرب.
رابعاً : جميع مرويات الإمام الشاطبيّ والتي هي مروية في كتاب التيسير.
وبالتالي يمكن حصر جميع طرق الحرز بصفة نهائية.(1/2392)
أقول : ما تقوم به يا شيخنا هو عملّ جبار فلذلك أعتبرك من المحررين للشاطبية وما تقوم به من التحقيق في طرق الحرز هو الذي قام به الأزميري والمتولّي وغيرهما رحمهما الله تعالى في طرق النشر وطرق الشاطبية بالنسبة لطرق الطيّبة هي كالنهر بالنسبة للبحر ولا بدّ من عزيمة كبيرة وهمّة عالية وصبر ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء فلا ينبغي إهمال ما قاموا به من عمل جبارٍ ، وقد أشرتَ إليّ جزاك الله خيراً أنّ السكت لم يرد من طرق القصر لحفص قاله ابن الجزري وهذا يدلّ على أنّ كتاب النشر يحتوي على التحريرات وعلى هذا الأساس قام المحررون باتّباع هذا المنهج. ولا أنكر أنّ في هذه التحريرات نوع من الاضطراب في بعض المسائل ولكن لا ينبغي الإطلاق ، والقول بأنّ المنهج الذي نهجه الأزميري والمتولي منهج مضطرب مطلقاً غير صحيح لأننا لو قمنا بتقدير نسبة الاضطراب مقارنة مع المسائل المتفق عليها فإنّها لا تتجاوز العشرين بالمائة فلا ينبغي هدم الثمانين بالمائة زيادة على ذلك حصر الأسانيد والتدقيق فيها وبيان ما قد خرج من طرق النشر وما هو من طرقه ممن لم يذكره ابن الجزري ووووو. فكلّ هذه الجهود لا شكّ أنّها تفيد طلبة العلم وأهل الاختصاص وبذلك يمتاز العالم من العامّي والمتبع من المقلّد وقد ذكر القدامى أنّ المقرئ لا بدّ أن يكون عارفاً بالطرق والأسانيد وهذا ما قام به المحررون لكتاب النشر. أمّا المسائل المضطربة فإنّ اضطرابها سيزول بإذن الله لأنّ المخطوط يُطبع الآن والطبع يخضع لضوابط ومن بينها إثبات صحّة النصّ إلى صاحبة ومقابلة المخطوط بغيره ووووو.(1/2393)
ومن الاضطرابات التي وقعت مسألة قصر المنفصل مع توسط المتصل لحفص عن عاصم من طريق روضة المعدّل حيث لم يرد هذا الطريق في النشر وقد أثبته العلامة الضباع في صريح النصّ تبعاً للأزميري ولكن بقصر المنفصل مع طول المتصل ثمّ جاء الشيخ عامر رحمه الله تعالى والشيخ السمنودي حفظه الله تعالى وغيرهما فأثبتوا التوسط في المتصل خلافاً للشيخ الضباع وعملاً بما في المخطوط ثمّ أخبرني الشيخ عبد الرافع أنّه اطلع على المخطوط ووجد وجه السكت في { بل ران } و{ من راق } خلافاً لما ذكره المحررون من قبل ، فوقعت في حيرة كبيرة .
ومن أهمّ أسباب هذا الاضطراب : أنّ المستدرك لا يبيّن سبب ذلك الاستدراك حيث أنّ شيخ الضباع لم يذكر في صريح النصّ السبب الذي حمل الأزميري في إثبات طريق روضة المعدّل لحفص زيادة على ما في النشر ، ولم يذكر الشيخ عامر والشيخ السمنودي العلّة أو السبب الذي حلملهما على إثبات وجه التوسط خلافاً لما ذكره الشيخ الضباع وهكذا. وما قرأت القرءان بقصر المنفصل وتوسط المتصل لحفص إلاّ من المصباح لا غير عن الشيخ جمعة أبو أنس بدمشق وهو عن الشيخ عبد العزيز عيون السود وهو عن العلامة الضباع بسنده. ولا أقرئ بهذا الوجه إلاّ من المصباح.
وبالمناسبة أشكر الشيخ عاصم على تدخله والذي قد نبهني أنّ المعدّل ليس عرقياً وقد اطلعت على ترجمته في غاية النهاية فوجدتّ أنّه مصريّ ولي بعض الأسئلة للشيخ عاصم المتعلّقة بكتاب روضة المعدّل :
- لماذا أضاف الأزميري طريق روضة المعدّل إلى طرق حفص في النشر.
- أرجوا أن تنقل لنا نصّ صاحب الروضة في إثبات قصر المنفصل لحفص مع توسطه من طريق المعدّل عن الولي.
-------------------------------
أعود إلى شيخنا الجنكي حفظه الله تعالى :(1/2394)
قولكم : 4- أما مسألة مد البدل لورش فكلام الداني فيها صريح في منعه ،والتأويل هنا غير مستساغ ،لأن من دواعي التأويل عدم إمكانية حمل الظاهر على الحقيقة لصارف ،وهو غير موجود هنا 0
5- ثم قلت :" أقول كلامه يحتمل الطول في البدل لقوله"تمكينها تمكيناً وسطاً بزيادة يسيرة " ثم سألت :"فما معنى قوله زيادة يسيرة وقوله كزيادة 0000الخ
أقول : هذه مصطلحات عند أهل القراءات ،أعني "التمكين" و"الزيادة اليسيرة " وقد بينها الداني رحمه الله بقوله:
" والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المد والقصر " جامع البيان :186(طبعة محمد صدوق الجزائري) فهذا نص واضح صريح فسر به الداني نفسه كلامه ،والمرء أدرى بمراده من غيره ،والله أعلم 0"
الجواب : كان باستطاعة الداني الاستغناء عن ذلك اللفظ أي ( زيادة يسيرة ) كما فعل في التيسير وغيره. ولماذا سوّى رحمه الله تعالى البدل بالمدّ المتصل والمنفصل وهو يتكلّم عن ورواية ورش ؟ إن كان هذا الوجه غير ثابت للداني فلماذا زاده الإمام الشاطبي عليه رحمة الله وهل هذا الوجه قرأ به مشايخ الداني ؟
وهل ثبت هذا الوجه في المصادر الأخرى مع اتصال سند الشاطبيّ رحمه الله تعالى إلى أصحاب تلك المصادر ؟ وما هي هذه المصادر وما هي أسانيد الشاطبيّ رحمه الله تعالى إلى أصحاب المصادر ؟
-------------------------------
قولكم : "الجواب: هذا صحيح ،لكن المصطلح عليه اليوم ومن زمن ابن الجزري هو التفريق بينها بما هو معلوم لديكم 0"
الجواب : الفرق بين القراءات هو الأصول والفرش وهو كذلك بين الروايات و بين الطرق ، ومن أسند شيئاً إلى قراءة مع عدم ثبوتها في تلك القراءة فهو كذب في الرواية وهذا يقال أيضاً في الروايات والطرق. إذ العلّة هي هي ومن نسب شيئاً إلى رواية أو طريق فيدخل في باب الكذب أيضاً فالكذب هو الكذب ولا يختصّ الكذب بالقراءات دون الروايات والطرق.(1/2395)
قولكم : "7- وأضيف هنا : كان الأولى عدم وجود هذا الخلاف الكبير الذي ذكرته لوضوح المسألة في النشر ، فليس في طرقه عن حفص روضة المعدل نهائياً فلماذا تذكر هذه المسألة ؟ ومن أول من جاء بها ؟
الجواب : أوافقك يا شيخنا على ما تقول في هذه المسألة وقد وضحت ذلك جيّداً أعلاه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
07-16-2006, 09:32 PM
أخي الشيخ محمد يحي شريف حفظه الله وسلمه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
أشكر لكم ما عبرتم به اتجاه شخصي الضعيف ، وكل هذا لا أستحقه ولم أبلغ ربعه فضلاً عن نصفه ، وإنما هو تواضع منكم جزاكم الله عني خيراً
شيخنا الكريم :
1- أضم صوتي لصوتكم بخصوص النقاط الأربعة التي صدرتم بها كلامكم لما لها من أهمية كبرى في توضيح كثير من أسرار الشاطبية ،وما يؤدي إليه معرفتها من إيجاد حلول لكثير من المسائل التي اضطرب فيها بعض المتأخرين في منهجهم للتحريرات 0
أخي الكريم :
2- قد يكون من أسباب هذا الاضطراب – عند بعض المحررين – هو عدم الانتباه لهذه المسائل الأربعة ،واتكالهم على الأخذ عن أئمة التحريرات من باب حسن الظن بهم ،وهذا كما هو معلوم لا يكفي في بعض المسائل العلمية ،وإلا لما رأينا الشيوخ يستدرك بعضهم على بعض0
3- وما يفعله العبد الضعيف لا أسميه استدراكاً على العلماء ،حاشا وكلا ،لأنه لا يستدرك على العلماء إلا من هو عالم ؛وكم تعجبني تلك الكلمة التي قرأتها في إحدى الحواشي في كتاب "العواصم "للإمام ابن العربي رحمه الله عن بعض الشيوخ :" لا ينبغي الاعتراض على الشيوخ لمن هو في سن الشباب" وإنما أذكر اعتراضات الشيوخ على الشيوخ ، فما أنا إلا ناقل ،ثم يأتي بعد ذلك العلماء المتخصصون ويقبلوا ما هو الحق ويردوا ما ليس كذلك 0(1/2396)
4- وأما قصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل فلا شك أنها معضلة ،لكن كما قلت لو رأينا إسنادها إلى المعدل من طريق ابن الجزري لربما وجدنا لها حلاً 0ونحن بانتظار من يذكر لنا سند الأزميري أو المتولي أو غيرهما ممن عنده ذلك 0
5- وأما قولكم :" كان باستطاعة الداني الاستغناء عن ذلك اللفظ00
فالجواب – والله أعلم – أنه يريد أن يبين أن هذا "التمكين " وهو الزيادة على المد الطبيعي إنما هو "زيادة يسيرة " وهي بمقدار ألف واحدة0انظر الجامع :193
وهذا ،هو المناسب لمذهب الداني ،لأنه صرح بإنكاره لوجه الإشباع ،حتى وإن كان قد رواه،وهذا قد يدخل في باب " التحريرات" الذي نحن وإياكم بصدوده 0 والله أعلم 0
6- وأما سؤالكم :" لما ذا زاده الشاطبي ؟ وهل قرأ به شيوخ الداني ؟
فالجواب – والعلم عند الله – أن الشاطبي زاده لأنه صح عنده من طرق مكي ، فهو من طرقه وإن لم يبلغ ذلك الشيخ المزاحي رحمه الله كما بينه السخاوي تلميذ الشاطبي 0
وأما هل قرأ به شيوخ الداني ؟ فالذي يظهر من "جامع البيان " أن بعضهم قرأ به 0
هذا ،والله تعالى أعلم 0
---
الجنيدالله
07-17-2006, 01:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ محمد يحي حسب طلبك انقل لك كلام المعدل رحمه الله
قال رحمه الله :
( باب المد والقصر :
قرأ أهل الحجاز إلا ورشاً غير الأصبهاني عنه ، وأهل البصرة ، والنقاش عن الحلواني عن هشام ، والولي عن عمرو بن الصباح عن حفص ، بتمكين حروف المد واللين من غير مد ، وهن ثلاثة أحرف : الألف ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً ، والياء المكسور ما قبلها ، والواو المضموم ما قبلها ، وذلك إذا كن في آخر كلمة واستقبلتهن همزة من كلمة أخرى ، وهذا الذي يُترجم عنه مد حرف لحرف ، نحو ( بما أنزل إليك ) و ( قالوا آمنا ) و ( في أنفسكم ) وما أشبه ذلك .
وقرأ الباقون بالتمكين والمد .(1/2397)
فإن كانت هذه الحروف مع الهمزة في كلمة واحدة لم يختلفوا في التمكين والمد نحو ( شاء ) و ( سيئ ) و ( وتنوء ) وما أشبه ذلك ، غير أنهم يتفاضلون في ترتيب المد حسب ما يأتي ذكره إن شاء الله )
ثم قال رحمه الله :
( مسئلة : إن قال قائل ما ترتيب المد الذي قصد القراء التفاضل فيه وكيف مذاهبهم ؟
الجواب : أن يقال القراء متفاضلون في المد على ما جاء به الترتيب نصاً وغير نصٍ .
فأطولهم مداً حمزة والأعشى وورش إلا الأصبهاني وقتيبة .
ثم أهل الشام إلا النقاش عن الحلواني عن هشام .
ثم عاصم إلا الأعشى والأعمش .
ثم الكسائي إلا قتيبة وخلف في اختياره .
ثم أهل البصرة والنقاش عن الحلواني عن هشام والولي عن عمرو بن الصباح .
ثم أهل الحجاز إلا ورشاً غير الأصبهاني وهم اقل الناس مداً )
أما الأزميري فزاد طريق المعدل وغير طريق المعدل كما هو ظاهر في كتابه اتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة وكما في تقريب حصول المقاصد وعمدة العرفان .
والشاطبي له طرق غير التيسير ومنها ما ذكره الشيخ السالم في رواية قالون ومنها في رواية ورش طريق الداني عن ابن خاقان عن الأنماطي عن أحمد عن النحاس .
وهو يعتمد على كتب الداني غير التيسير في هذه الزايادات غالباً ، إلا في مواضع قليلة معدودة اعتمد فيها على مكي وابن شريح .
ومن هذه الزيادات في الشاطبية ما سأل عن الشيخ السالم من المد الطويل أو التوسط أو القصر في البدل والتقليل أو الفتح في ذوات الياء ما لم تكن رأس آية وغير ذوات الراء لورش .(1/2398)
ففتح ذوات الياء مالم تكن رأس آية أو غير ذوات الراء مع قصر البدل هو طريق ابن غلبون من جامع الداني لكنه من غير طريق النحاس ، وتقليلها مع التوسط هو طريق ابن خاقان وابوالفتح فارس من جامع البيان أيضا ، أما تقليلها مع المد الطويل فهو عنهما أيضا وذلك للخلاف في تعريف المد التام كما ذكر ذلك ابن الجزري وقبله الداني وهو مذهب ابن شريح صاحب الكافي ، بقي فتحها مع المد وهو ما ذكره مكي .
ولم أجد نصاً عن أحد يقول بالقصر مع التقليل ، أو الفتح مع التوسط ؟ فهل وجدتم نصاً بذلك غير ظاهر الشاطبية والنشر ؟ وهل يقرأ به على مذهب أهل التحرير من الطيبة ومن أي كتاب ؟
---
محمد يحيى شريف
07-17-2006, 12:44 PM
أخي الشيخ عاصم السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على إجابتكم المباركة إلاّ أنّه لم يتضح لي سبب إدراج طريق المعدّل ضمن طرق النشر وأشكر بالمناسبة فضيلة الشيخ الدكتور الجنكي على الحوار المفيد الذي استفدتّ منه الكثير وأسأل الله تعالى أن يحفظه ويحفظ الشيخ عاصم من كلّ مكروه وبعد
قد نظم ابن الجزري رحمه الله تعالى اجتماع البدل وذات الياء في مسائله التبريزية حيث قال :
كآتي لورش افتح بمدّ وقصره..........وقلّل مع التوسيط والمدِّ مُكمّلاَ
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسّطن.....وقصْرٌ مع التقليل لم يكُ للملاَ
أقول : فأخبر أنّ فتح الذوات مع توسط البدل ثابت في تلخيص ابن بلّيمة وهو من طرق النشر وأمّا القصر مع التقليل فلم يكن للملأ أي لم يرد. وهذا ما أكّده المحررون والعلم عند الله تعالى.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
07-17-2006, 03:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوايا :الشيخ محمد والشيخ عاصم حفظهما الله تعالى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :(1/2399)
1- بقي علينا البحث عن مصدر الشيخ الأزميري رحمه الله تعالى في قصر المنفصل لحفص من طريق روضة المعدل ،وهل هو رواية منه أم اجتهاداً ،وذلك لا يمكن إلا بالرجوع إلى أسانيده في تلك الرواية ، هذا ما عندي في هذه القضية 0
2- أما مسألة قصر البدل مع تقليل ذات الياء وتوسطه مع فتحها فأشارككم القول بأني لم أجد من قال به غير ما هو محتمل من كلام الشاطبي في الشاطبية 0
وبالمناسبة :
عندي مخطوط صغير صورته من مكتبة الحرم المكي تحت رقم عام (183)ورقم خاص (54) مكتوب على غلافه "
"رسالة في القراءة لبعض المتقدمين " وتبتدئ ب:
"بسم الله الرحمن الرحيم : هذا من النشر المفقود في أكثر النسخ قبل فرش الحروف :وحيث انتهى الحال فلنذكر مثلاً من القرآن 00الخ
وهذه الرسالة لا توجد في جميع النسخ التي اعتمدت عليها في تحقيق النشر وعدتها (8) إلا في واحدة منها 0
وظهر أنها ليست لابن الجزري وإنما هي لأحد تلاميذه لأسباب ذكرتها في محلها 0
الشاهد أن أول مسألة في هذه الرسالة هي مسألة "اجتماع البدل مع ذات الياء لورش" وجاء فيها:
فيه بالتركيب ستة أوجه يصح من طريق الشاطبية أربعة ومن طريق التيسير واحد ومن طريق الطيبة والنشر خمسة 0 ثم ذكر خمسة منها وقال : فهذه الأوجه الخمسة صحيحة تخرج من نصوصهم ،وبقي الوجه السادس وهو :
" القصر مع بين بين قال شيخنا ( قلت يقصد به ابن الجزري ) لا أعلم نصاً لأحد عن الأزرق ،وإن كان يحتمله كلام الشاطبي ،ولكن لا آخذ به وإن كنت قرأت في ذلك ستة فلا أقرأ إلا بما حققوه "
ثم قال صاحب الرسالة : " وقد نظم ذلك شيخنا – ابن الجزري – رحمه الله قديماً بيتين ،ورأيت البيتين مكتوبين في حاشية كتاب لبعض تلاميذه الذي استفاد منه في الروم فكتبتهما وذكرتهما للشيخ حين رحلت إليه بشيراز 0"ثم ذكر البيتين اللذين تفضل بذكرهما الشيخ محمد 0
3- والآن وقد ثبت أن القصر مع التقليل لم يك للملا ،كيف نوجه كلام الشاطبي رحمه الله تعالى ؟(1/2400)
أقول وبالله التوفيق "
يمكن أن نعتذر للشاطبي أنه ذهب في هذه المسألة إلى التركيب ،حيث ركب مذهباً من مذهبين وهما عن شيوخه ‘ وكنت قديماً أقول :هذا لا يصح ،حتى وجدت أكبر إمام من أئمة القراءات وهو الداني فعله ،فقلت لعل الشاطبي استأنس به وفعله، ومع ذلك لا أجزم به 0
و الداني قد فعله فيما نقله عنه ابن الجزري في النشر :2/51حيث قال الرابع :الإمالة مطلقاً بين بين أي رؤوس الآي وغيرها إلا أن يكون رأس آية فيها ضمير تأنيث وهذا مذهب الداني في التيسير والمفردات "وهو مذهب مركب من مذهبي شيوخه " انتهى وقد نقل هذا الكلام ولم يعلق عليه مما يدل على قبوله الشيخ المتولي رحمه الله في الروض النضير :116
هذا ما قلته وأعرضه عليكم ‘فإن كان صواباً فمن الله ،وإن كان الآخر فأبرأ منه 0
وأكرر احترامي وتقديري للشيخ محمد يحي شريف الذي لمست فيه الغيرة على كتاب الله تعالى وقراءاته وعلماء القراءات ،وقد – يعلم الله – استفدت منه أكثر مما أفدته ، ولا أعتبر أنى أفدته إن كنت أفدته ، فذلك تواضع منه ،هذا وإني لا أعرف شخصه الكريم ولا يعرفني ،ولكن العلم والنقاش العلمي هو أدق وأصح بطاقة تعريفية بين طلاب العلم الذي أرجو الله أن يجعلنا منهم 0
وأقول كلمة حق : إن هذه المسائل والإشكالات التي طرحتها عليه ليس هو أول من تطرح عليه ،ولكنه أول من وجدت عنده العلم والاستعداد إلى نقاشها بالدليل وليس بالعاطفة ،فو الله لا يزايد علي أحد في محبتي للعلماء وخاصة أهل القراءات 0
والله من وراء القصد 0
---
الجنيدالله
07-17-2006, 05:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ محمد يحي حفظه الله ، شكر الله لك ردك وجزاك خيرا(1/2401)
قال ابن بليمة في التلخيص قال : { وأما همزة ( آمن الرسول ) و ( ءامنهم من خوف ) على قراءة نافع فإن بعض شيوخنا يشيرون بمدة يسيرة وبعضهم يمنعون ، والقصر والله أعلم أصوب لعلة الفرق يسن الخبر والاستخبار } ص 26 ، وتطبيق ابن الجزري أنه عنى التوسط ج1/339 ، وما ذاك إلا لأن زميلي ابن بليمة عن شيوخه ابن الفحام والمعدل ما ذكرا غير المد ، وأما القصر فاختيار ابن بليمة لا روايته .
وقال ابن بليمة { وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين إلا ماكان من ذلك في سورة آواخر آياها ( ها ألف ) فإنه أخلص الفتح فيه ، وهذا الذي لا يوجد غيره } ص 46 ، ومشى ابن الجزري رحمه الله على الفتح عن ابن بليمة ج2/48
لكن نص ابن بليمة واضح فأين الفتح ؟
أخي الشيخ السالم حفظه الله ، شكرالله لك وجزاك خيرا
الشاطبي رحمه الله لم يركب مذهباً .
فهو ترك تطبيق البدل والتقليل والفتح في ذوات الياء للمشافهة والتعليم ، هذا ما ظهر لي ، لأنه عند ذكر أحكام مد البدل مشى على ما ذكره الداني في جامعه .
وكذا فعل في أحكام ذوات الياء جرى على ما ذكره الداني في جامعه .
فلذلك أطلق الخلاف دون التعرض للجمع في الأحكام
ولو راجعنا جامع البيان وغيره لوضح لك جليا أن من قال بقصر البدل لم يذكر إلا الفتح ولم يكن مثل هذا ليغفل عنه مثل الشاطبي .
أما قول ابن الجزري أن الداني ركب مذهباً فراجع جامع البيان وتأمله هل تجد كلام ابن الجزري صحيحاً ؟
---
الجكني
07-17-2006, 09:22 PM
أخي الشيخ عاصم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
ما اعتذرت به عن الشاطبي هو احتمال لا أجزم به ، وما اعتذرتم أنتم به عنه أيضاً احتمال وجيه عندي خاصة وأنه فعل مثله في الإدغام الكبير 0
لكن الإشارة إلى عدم صحة كلام ابن الجزري عن الداني فغير واضحة عندي ،خاصة وأن ابن الجزري يتكلم عن "التيسير " الذي هو من أصول " النشر " عكس "جامع البيان " الذي هو ليس من أصوله 0
ولكم تحياتي 0
---
الجنيدالله(1/2402)
07-18-2006, 01:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ السالم
كأني بك قد التبس عليك الأمر حين كتابتك للرد ، فجامع البيان والتيسير كلاهما من أصول النشر ، ومثلك أدرى بالنشر من غيره .
أما عن كلام ابن الجزري عن التيسير والمفردات وعن تركيب الداني فأردت حين أحلتك لجامع البيان أن تقرأ عبارة للداني التي توضح موقفه ورأيه من الموضوع كله .
فرأيه الواضح هناك يوضح المشكل الذي كلامه في التيسير والمفردات .
---
الجكني
07-18-2006, 12:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ عاصم : عصمني الله وإياه من الزلل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
اعلم يا أخي وصديقي القديم الذي لي أكثر من عشر سنوات لم أكحل عيني بطلعته ورؤيته أني لم يلتبس علي الأمر ولم أَهِم ، وما قلت الذي قلت إلا وأعرفه 0
عندما قلت "جامع البيان " ليس من أصول النشر ،فهو كذلك ، وهذه دقيقة من الدقائق الخفية في "النشر " والتي لا ينتبه إليها إلا من عاشر النشر وسهر معه وأخذ من تفكيره زمناً ليس بالقصير ،حتى وصل إلى مرحلة يرى فيها ابن الجزري مناماً 0
يا سيدي :هنا خلط "منهجي " لم ينتبه إليه كثير من المعاصرين المختصين في القراءات خاصة الأكاديميين منهم ،حيث حسبوا أن كل كتاب مذكور في النشر هو من "أصوله " وهذا الخلط سببه – والله أعلم – التأثر بمناهج البحث التي يدرسونها في الدراسات العليا في العلوم الأخرى التي علمتنا وعلمتهم أن "المصادر " يدخل فيها كل ما اعتمد عليه المؤلف لأي كتاب في تأليف كتابه حتى ولو أخذ منه سطراً واحداً أو معلومة واحدة ،وهذا لا نناقشه الآن من حيث الدقة أو عدمها ،وإنما سأتكلم - إن سمحت لي – عن "النشر "باختصار،فأقول وبالله التوفيق :
مصادر كتاب "النشر في القراءات العشر" نوعان :(1/2403)
الأول : عامة ؛وهذه تدخل تحت المصطلح السابق ذكره ،فتشمل كل كتاب اعتمد عليه ابن الجزري سواء صرح به أم لم يصرح ، وهذا يدخل فيه "جامع البيان "و "المفردات " وكل الكتب التي في القراءات والحديث والتفسير والنحو واللغة 000الخ ،وليست مرادة بالبحث عند أهل "التحريرات "
الثاني : خاصة ؛ وهي المرادة هنا ؛وهي التي قدمت أن المعاصرين غفلوا عنها ،والمراد بهذه الخاصة هي :" الكتب التي استقى منها ابن الجزري طرقه حتى ولو كان طريقاً واحدة ،وهذه هي الكتب الموجودة في قسم "الأسانيد " فقط ،وهذا أيضاً هو مراد علماء "التحريرات " بأن الكتاب الفلاني ليس من أصوله أو من طرقه ،وقولهم أن الكتاب الفلاني في قراءة فلان ليس من أصوله وطرقه 0
فقولي "ليس من أصوله " مرادي :"ليس من طرقه " يعني لم يذكره ابن الجزري في مبحث الطرق 0
والقضية تحتمل كلاماً أكثر لكن هذا بإيجاز 0
والله أعلم
---
محمد يحيى شريف
07-18-2006, 02:53 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله تعالى وبعد
أخي فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أسأل الله تعالى أي يحفظكم من كلّ مكروه وأي يرفعكم بهذا القرءان يوم تبلى السرائر.
كتاب جامع البيان من أصول الشاطبية لأنّه من مؤلّفات الداني وكلّ ما رواه الداني يدخل في ضمن طرق الشاطبية كما أخبربذلك العلامة سلطان المزاحي عليه رحمة الله تعالى ، ومن المعلوم أيضاً أنّ طرق الشاطبية هي جزء من طرق الطيّبة لأنّ صاحب النشر زاد طرقاً على ما في الحرز ، وعلى ما تقدّم فإنّ طرق الشاطبية هي هي طرق الطيّبة ولا عكس.
فإن كان كتاب جامع البيان من طرق الشاطبية فهو بالضرورة من طرق الطيّبة ولأجل هذا نجد المحررين يعتمدون على جامع البيان في تحريرات الطيّبة كالأزميري والمتولي والضباع وغيرهم.(1/2404)
وقد نسب ابن الجزري رحمه الله تعالى بعض الأوجه إلى جامع البيان واعتمد عليها وهذا يدلّ على أنّ جامع البيان من الأصول والعلم عند الله.
أخوكم محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجنيدالله
07-18-2006, 06:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وحبيبي الشيخ الدكتور السالم
طبعاً ليس مثلي من يناقش في أمور النشر مع من درسه وسبره مثلك.
ولكن صدقني أخي الكريم أني ومذ كنت في الجامعة أفرق بين أصول النشر وبين مصادره.
وأعرف عدد أصوله وما هي ؟ وكم طريقاً من كل أصل ؟ وكم طريقاً استقى لكل راوية من كل أصل .
وعندي والحمدلله مشجرات لجميع طرق النشر مرتبة حسب الأصول وأخرى مرتبة حسب الطرق ، عملتها قبل أكثر من عشر سنين عندما كنت في السنة المنهجية بالجامعة وراجعتها مع الشيخ سيبويه رحمه الله تعالى ، ثم راجعتها على ثلاث مخطوطات للنشر .
فأنا والحمدلله لم تختلط علي مسألة أصول النشر التي أخذ منها أسانيده وبين مصادره ومراجعه .
وكما أني أَعلَمُ حفظك الله أن ابن الجزري عندما ساق أسانيده لم يورد ذكر جامع البيان فيقول وطريق الداني أو وعن الداني أو ومن قراءة الداني ويسكت دون عزوه لكتاب وهذه الطرق 28 وعشرون طريقاً ، سوى التيسير ومفردة يعقوب فيذكرهما عند أخذه منهما .
ولكنك تعلم معي أنه لم يذكر حين عدد الكتب التي سيأخذ منها الطرق سوى التيسير والجامع للداني ومفردة يعقوب ، فإذن لم نصرف ذكر عند الداني عند وروده في غير طرق يعقوب إلى كتاب غير الجامع ؟
ويعضد هذا أن ابن الجزري عند ذكر الخلاف في المسائل يصدر دائماً بقول الداني في التيسير والجامع ، وقد يورد المفردات وغيرها ، لكن بالاستقراء يتضح لك أن جل طرق المفردات وغيرها هي في الجامع .
وكفائدة ابن الجزري عرض طرق جامع البيان بما دخل في مضمن تلاوته بالإعلان للصفراوي وكذا كتب غير جامع البيان ليس هذا وقت بيانها .(1/2405)
وقد نقول أن الأصل حينئذ هو الإعلان وليس تلك الكتب لكن هذا نقضه ابن الجزري بنفسه حين أورد الخلاف من تلك الكتب .
واتفق معك أن هناك طرقاً ساقها ابن الجزري عن طريق الداني وليست في جامع البيان ، لكن هذا لاينفي أن جامع البيان أصل من أصول النشر ، وغاية مايدل عليه أن هناك كتباً أخرى للداني قد تدخل كأصول للنشر .
ومع هذا فلست بالذي أقدم بين يديك في مسألة كهذه وأنت أنت في النشر .
وأما عن تكحيل عينيك برؤيتي من عشر سنين فحفظهما الله لك وكحلهما برؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم بجنات النعيم وجمعنا الله بكم فيها ، وإن كان أحد خسر في العشر التي لم نر بعضنا فيها فهو أخوك الصغير ففاته الاستفادة منك ومن علمك رعاك الله .
---
الجكني
07-18-2006, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد يحي أسعد الله حياتي وحياته في الدارين
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
ذهبتُ إلى أن "جامع البيان " للداني ليس من أصول " النشر " بالمفهوم الذي ذكرته سابقاً ،وهذه الأدلة التي بنيت عليها هذا الحكم :
1- أن ابن الجزري رحمه الله عندما بدأ في ذكر الكتب التي (روى منها القراءات ،وكان كتاب " الجامع " ثالثهم ؛بعد "التيسير " و"مفردة "يعقوب للداني ، تلاحظ أنه صرح بأنه يرويه "إجازة " قال :" أخبرني به الشيخ 000الخ (النشر :1/61) ولم يذكر بعد ذلك ما يذكره عادة في الكتب التي هي من طرقه كالتيسير والشاطبية والمصباح والكامل وغيرهما " قرأت به أو بمضمنه " 0
2- لما انتهى من تعداد "الكتب " قال : هذا ما حضرني من الكتب التي رويت منها هذه القراءات من الروايات والطرق (بالنص والأداء ) 0
3- قال بعد ذلك مباشرة :" وها أنا أذكر الأسانيد التي (أدّت ) القراءة لأصحاب هذه الكتب من الطرق المذكورة ، وأذكرما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة (بطريق الأداء فقط) حسبما صح عندي من أخبار الأئمة قراءة قراءة ورواية رواية وطريقاً طريقاً (1/98)(1/2406)
4- ثم ذكر الطرق (الأدائية) للقراءات العشرة وعددها (1117) طريق ولم يصرح في موضع واحد منه باسم (جامع البيان ) ألبتة ،فما معنى هذا يا أهل القراءات ؟
5- لو قلنا إن "جامع البيان " من أصول – طرق – النشر فهذا معناه إن كل الطرق التي فيه هي من أصوله ن وهذا ينافي الواقع ، بل يؤدي إلى القراءة بطرق غير متواترة وغير متصلة الإسناد 0
6- نأتي لمسألة مهمة قد يعترض بها ،وهي :
نلاحظ الشيخ الأزميري والمتولي بل والإمام ابن الجزري رحمهم الله يرجعون للجامع ويقوون به بعض المسائل ،فما معنى هذا ؟
الجواب – والله أعلم – أنهم ما فعلوا ذلك في كل طرق الجامع ،وإنما في "طرق "الداني التي ربما وهم فيها في التيسير،فرجوعهم للجامع هو من باب "تصحيح " لما في التيسير ،(وهذا يحتاج إلى استقراء كامل لم أنته منه بعد )
7- أضرب مثالاً على أن "الجامع " ليس من أصول " النشر " :
في رواية خلاد من طريق ابن الهيثم ذكر ابن الجزري طريقين للداني عنه ؛إحداهما من قراءة الداني على ابن غلبون والأخرى من قراءته على فارس ولم يصرح ب"الجامع " ،لكن بالرجوع إليه وجدنا الثانية – طريق فارس – ولم نجد الأولى ،فما معنى هذا ؟
في المسألة كلام آخر ،أكتفي بهذا خوف السآمة والملل 0
---
الجكني
07-18-2006, 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ عاصم حفظه الله وسلمه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
قرأت ردكم الكريم وأزيد على ما ذكرتُه في مداخلتي مع الشيخ محمد يحي :
أن في النشر طرقاً كثيرة ليست من الكتب التي روى منها هذه القراءات ،وهو ما أسميه " طرق أدائية " لابن الجزري ، وهو ما يصرح به ابن الجزري بقوله " من طريق فلان " أو " من قراءة فلان " فهذا التغيير في العبارة ليس هملاً وإنما هو لغرض عند ابن الجزري هو الإشارة إلى قراءته هذه الطريق مسلسلة من شيوخه إلى صاحب الكتاب مع عدم وجودها في الكتاب 0(1/2407)
والسؤال هو : ما العلة في عدم ذكر ابن الجزري للجامع ولا مرة واحدة في طرقه وأسانيده ؟
ولكم كامل احترامي وتقديري 0
---
الكشاف
07-18-2006, 09:03 PM
أشكر فضيلة الشيخ الدكتور الجكني على هذا البحث الرائع الماتع ، فقد استفدت منه كثيراً ودعوت له بالتوفيق والفهم في كتاب الله . كما أشكر كل المداخلين الذين أفادوا وأجادوا بارك الله فيهم . وكم ننتفع بمثل هذه الموضوعات الدقيقة المتميزة في هذا الملتقى .
---
الجكني
07-18-2006, 09:54 PM
والشكر موصول لكم حفظكم الله ،ونسأل الله تعالى القبول
---
شريف بن أحمد مجدي
02-22-2007, 12:49 AM
السلام عليكم
أري أن الصواب في المسألة ما ذهب إليه الأخ الجنيد الله ، وهناك بعض النصوص من النشر
((وهذا كتاب جامع البيان له في قراآت السبعة فيه عنهم أكثر من خمسمائة رواية وطريق))
((كتاب جامع البيان
في القراءات السبع يشتمل على نيف وخمسمائة رواية وطريق عن الأئمة السبعة وهو كتاب جليل في هذا العلم لم يؤلف مثله للإمام الحافظ الكبير أبي عمرو الداني قيل أنه جمع فيه كل ما يعلمه في هذا العلم.))
((على أن الداني قال في جامع البيان: وبالوجهين قرأت ذلك واختار الإدغام لاطراده وجريه على قياس نظائره ثم قال: فإن سكن ما قبل الواو وسواء كان هاء أو غيرها فلا خوف في إدغام الواو في مثلها وذلك نحو (وهو وليهم) و (خذ العفو وأمر) قلت وإنما نبه على ما قبل الواو فيه ساكن وسوى فيه بين الهاء وغيرها من أجل ما رواه بعضهم من الإظهار في (فهو وليهم) في الأنعام. (فهو وليهم) في النحل (وهو واقع بهم) في الشورى. فلا يعتد بهذا الخلاف لضعف حجته وانفراد روايته عن الجادة. فإن الذي ذكر في هو المضموم الهاء مفقود هنا وإن قيل بتوالي الاعلال فيلزم..))(1/2408)
(( وقد كشفته من جامع البيان فوجدته قد نص على أنه من قراءته على أبي الفتح عن عبد الباقي بن الحسن الخرساني عن أبي الحسن بن خليع عن مسلم بن عبيد الله بن محمد عن أبيه عن الحلواني وليس عبيد الله بن محمد من طرق التيسير ولا الشاطبية.))
((ولم يذكر في جامع البيان عن الحلواني سواه وهي طريق إبراهيم الطبري وغلام الهراس عن أبي بويان وطريق جعفر بن محمد عن الحلواني وأطلق الخلاف عنه صاحب التيسير والشاطبي ومن تبعهما.))
((وذكرها الحافظ أبو عمرو الداني في جامع البيان خمس مراتب سوى القصر فزاد مرتبة سادسة فوق الطولى التي ذكرها في التيسير.))
(((والمرتبة الثالثة) فوقها قليلاً وهي التوسط عند الجميع وقدرت بثلاث ألفات وقدرها الهذلي وغيره بألفين نصف ونقل عن شيخه عبد الله بن محمد الطبرائي الذراع قدر ألفين. وهو ممن يقول أن التي قبلها قدر ألف ونصف ثم هذه المرتبة في التيسير والتذكرة وتلخيص العبارات لابن عامر والكسائي في الضربين وكذا في جامع البيان سوى قتيبة عن الكسائي.))
وكل هذا وغيره في دلالة علي ماقاله الأخ جنيدالله ((ويعضد هذا أن ابن الجزري عند ذكر الخلاف في المسائل يصدر دائماً بقول الداني في التيسير والجامع ))
والسلام عليكم
---
الجكني
04-10-2007, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد طول غياب عن "تفعيل "هذا المبحث أعاود اليوم لأضع "مسألتين اثنتين"أمام "مشايخ التحريرات " بقصد "المذاكرة " والاستفادة لاغير 0
ولست هنا في مجال "الطعن "أو "التخطيء لأحد ما ،بل هي بعض ما يحتاج إلى "إعادة النظر فيه0
المسألة الأولى :
رأيت كثيراً من "أسانيد " القراء الذين يقرؤون بنظم "الطيبة " جلّها إن لم تكن كلها هي من "طريق " الشيخ المقرئ المجود المحدث :"رضوان العقبى " وهو عن الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى 0
وهذا بحد ذاته شيء لا يدعو للاستغراب ،بل هو شيء عادي 0(1/2409)
لكن الذي يدعو للاستغراب هو عندما نعرف أن الشيخ "رضوان " رحمه الله لم يقرأ على الإمام ابن الجزري رحمه الله إلا :"الفاتحة ومن بداية البقرة إلى قوله تعالى "المفلحون " بالقراءات العشر "وهذا قد صرح به الإمام السخاوي رحمه الله ؛وهو تلميذ لرضوان 0(الضوء اللامع :3/226)
والعجب أن الإمام ابن حجر رحمه الله في "معجمه " لم يذكر قراءته على ابن الجزري مع أنه صرح بأنه – رضوان – اعتنى بها وفاق فيها0
وكذا الشيخ ابن فهد في "معجم شيوخه " لم يذكر قراة رضوان على ابن الجزري عندما ذكر شيوخه في الإقراء بل جاء ذكر ابن الجزري عرضا 0
وعلى هذا :
كيف "يصح ط إسناد أحد طرقه " لم يقرأ القرآن "كاملاً " على الشيخ ؟؟
ولا يفهم من هذا أننا "نطعن في "أسانيد الطيبة بل "النقد موجه إلى الأسانيد التي فيها "رضوان العقبى رحمه الله ،وشتان ما بينهما 0
المسألة الثانية :
نلاحظ كثيرا من أهل القراءات ؛وأهل "التحريرات خصوصاً – يهتمون كثيرا بالتوثيق من كتاب "شرح الطيبة " للإمام النويري رحمه الله ،مع أنه والحق يقال- ليس بذاك الكتاب ،نظراً لوجود النشر إذ هو في الحقيقة ليس إلا "صورة "منه وهذا رأي شخصي قد لا أوافق عليه ،وقد لا يكون له أي اعتبار ، لكن :
ما رأي المخالف في هذا الكلام الآتي :
"وتبع الأستاذ ُ في تعميمه الشيخ َ أبا القاسم محمد بن محمد النويري حيث مثّل في "شرح الطيبة " ب "لا خوف " ،والحال أنه : لم يقرأ على ابن الجزري من "طريق الطيبة " إلا جزءاً من القرآن ،ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله ،ولا ينتهي "سندنا " إليه كما ادعاه الأستاذ ؛لأن شيخ الإسلام القاضي زكرياء الأنصاري لم يقرأ على هذا النويري ،بل قرأ على العلامة المفتي الزاهد الورع الزين :طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر النويري المالكي شيخ القراء بالديار المصرية وعلى سائر المشايخ كما ذكر الجمال يوسف بن زكرياء الأنصاري0اهـ(1/2410)
وهذا الكلام الطويل "المهم " هو لإمام "التحريرات " و "المحررين الشيخ افزميري رحمه الله في بداية كتابه "بدائع البرهان "
والمسألتان مطروحتان للنقاش 0
والله من وراء القصد 0
---
محمد يحيى شريف
04-10-2007, 12:30 PM
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
شيخنا العزيز جزاك الله خيراً على الإشكال الذي طرحت والذي يستحق أن يسسط الكلام فيه. وقد راودني هذا السؤال عدّة مرات.
ولست بصدد الإجابة عن السؤال إذ الإجابة عليه تتطلب باعاً ودراسة معتبرة وإنما هو تدخل فقط. ولا استطيع إلاّ أتدخل في هذا النوع من المسائل.
فأقول وبالله التوفيق :
إن أجاز الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى الشيخ رضوان العقبي والشيخ النويري رحمهما الله تعالى بالقراءة والإقراء بمضون النشر وطيّبته. فحسبنا بذلك ولا أظنّ أن ابن الجزري أمام الفنّ يجيز بمضمون نشره الكبير من لا أهلية له على القراءة والإقراء. وقد وقع له ذلك مع بعض مشايخه رحمه الله تعالىحيث أجيز بمضمون بعض الكتب ولم يتمم القراءة - أي ابن الجزري - كما ذكر في كتابه النشر. هذا من جهة
نحن نعلم جميعاً أنّ كتاب النشر يحوي على المتواتر والصحيح المتتفاض والقطع حاصل بهما. وعلى هذا الأساس فليس هناك علّة توجب القدح في طرق النشر ولايشك واحد في صحة أسانيد كتاب النشر وما تضمنه من أصول وفرش. فإن كان كذلك فيجوز في نظري الاعتماد على رواية النويري ورضوان العقبي متابعة لغيرهما الذين قرءوا جميع القرءان بمضمون النشر على ابن الجزري وخاصّة أنّهما من الثقات ويكفي في ذلك أجازة ابن الجزريّ لهما.(1/2411)
ونعلم جميعاً أنّه يجوز التساهل - إن صح التعبير - في المتابعات والشواهد ما لا يجوز في غيرهما وقد يرتقي المعلول على درجة الصحّة بسبب الشواهد والمتابعات. فإن تواتر إسناد كتاب النشر أداءً عن ابن الجزري من طرق أخرى صحيحة فلا حرج من جوااز إثبات الإسناد من طريق النويري والعقبي بالمتابعة. زيادة على ذلك أنهما من الثقات في هذا الفنّ ولا ننسى أنّهما أجيزا من طرف المؤلّف الذي هو أعلم وأدرى بكتابه من غيره وأدرى بمن يستحقّ القراءة والإقراء بمضمون كتابه من غيره.
وهذا مجرّد رأي ولا أدّعي الكمال فيما أقول والعلم عند الله تعالى.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
إبراهيم الجوريشي
04-10-2007, 06:17 PM
جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل على هذا النقاش العلمي الرائع
وانقل هنا للفائدة والمناقشة:
الاخوة الفضلاء اعزكم الله من الجدير بالذكر ان بعض اخواننا اعزهم الله
عند عد التسلسل المؤدى الى الرواية او القراءة لايضعون فى الحسبان ماذا قرا الشيخ وهل اجيز بختمة كاملة ام لا والختمة الكاملة افضل فاذا نظرنا الى الاسانيد المذكورة سابقا وجدنا ذكر ان الشيخ عد الرحمن اليمنى بينه وبين ابن الجزرى ثلاثة رجال لكن السؤال الذى يطرح نفسه من اى طريق هذا(1/2412)
والجواب ان الشيخ المرصفى رحمه الله ذكر فى كتابه هداية القارى ان العلامة عبد الرحمن اليمنى قرا على العلامة على بن غانم المقدسى للسبعة فقط وهذا المثبت فى كثير من اجازات المسجد الاحمدى وبها اجزت لكن المؤسف ان بعض العادين لاقرب السند واعلاه يجعلون هذا فى عد طرق الدرة والعشر الكبرى وهو الذى يرفضه العقل والنقل والمعروف من الاجازات وسير العلماء ان العلامة عبد الرحمن اليمنى قرا بالكبرى والصغرى على الشهاب احمد بن احمد بن عبد الحق السنباطى على العلامة شحاذة اليمنى الذى قرا العشر الصغرى على الشيخ احمد المسيرى المصرى المعروف بصهر الطبلاوى القارى على ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوى وقرا شحاذة بالكبرى على ناصر الدين الطبلاوى نفسه كما هو المذكور فى جميع الاسانيد والطبلاوى على شيح الاسلام زكريا الانصارى على( العقبى(السبعة)*والمخزومى (السبعة)*والقلقيلى(السبعة) والنويرى( الكبرى والصغرى),والاميوطى لااعلم السبعة ام زاد عليه الدرة لكن شيخ الاسلام لم يقرا الكبرى الا على النويرى المالكى وقرا العقبى على ابن الجزرى الى المفلحون فى البقرة جمعا للسبعة واجازه ابن الجزرى فكيف يد خل فى سند الدرة والطيبة وقرا العقبى الحتمة كاملة على غير ابن الجزرى وسنده الاخر مذكور بالملتقى اما الاميوطى والقلقيلى والمخزومى والنويرى كلهم قرءوا على ابن الجزرى فاذا كتبت سندا للدرة او الطيبة فاحتياطا ان نذكر قراءة شيح الاسلام على النويرى على ابن الجزرى وهو الاسلم اما للسبعة فلاحرج فى ذكر هولاء الخمسة لعدم حدوث الخلط حينئذ فالحاصل وجود ثلاثة رجال يقينا يين العلامة عبدالرحمن اليمنى وبين ابن الجزرى من السبعة فقط ومن الدرة والطيبة خمس رجال يقينا لكن السنباطى المذكور قرا على الجمال يوسف بن شيخ الاسلام على والده شيخ الاسلام فعلا بذلك السند درجة لكنا لانعرف للصغرى ام للكبرى فتكون للصغرى احتياطا * وكذلك قرا العلامة على والده فمات(1/2413)
اثناء الجمع للسبع الىالاية 41 النساء*لكن السابقون كانوا لايجمعون الا بعد الافراد السبعة او للعشرة*والخلاصة انه ((بين العلامة عبدالرحمن اليمنى وبين ابن الجزرى.ثلاثة رجال من الشاطبية يقينا*واربعة من الدرة يقينا*وخمسة من الطيبة احتياطا للامانة وعدم الخلط*الا ان يثبت احد ان السنباطى قرا بالطيبة على الجمال يو سف وهو كذلك على والده شيخ الاسلام حتى يكون العدد اربعة*))واحيرا اقول وبالله التوفيق ان اعلى اسنادا لحفص هو للشيخ الطرابيشى اما قول ان الشيخ محمد عبد الحميد السكندري يساويه من الكفاية او غيرها من طرق النشر فهذا خطا لانهم عدواعلى قراءة اليمنى على المقدسى ولم تكن الا من الشاطبية ** والله اعلم ** والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول عن هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34483
---
الجكني
04-10-2007, 11:15 PM
فتح الله عليكما فضيلة الشيخين محمد يحي وإبراهيم الجوريشي0
---
عبد الحكيم عبد الرازق
04-10-2007, 11:48 PM
السلام عليكم
أحسن الله إليك فضيلة د/ الجكني ...واسمح لهذه بهذه المداخلة .
ذكرتم :" كيف "يصح ط إسناد أحد طرقه " لم يقرأ القرآن "كاملاً " على الشيخ ؟؟
فضيلة د/ الجكني مثل هذا لا يضر في هذا العلم ، ما دام هناك ثقة في هذا القارئ ، وقد وضح الشيخ محمد يحيي شريف ذلك وأجاد .
وهناك الشيخ الزيات ـ رحمه الله ـ يفعل ذلك .
وقد سمعت عن شيخ قرأ القراءات علي الشيخ المرصفي ، ثم ذهب المرصفي به إلي الشيخ الزيات وسمع منه قريبا ما سبق وأجازه . وتقريبا هو من شيوخكم الذين عاصرتموهم وقرأتم عليه .والله أعلم
والشيخ أحمد مصطفي قال لأحد من قرؤوا عليه ذلك ولكن الأخ رفض الذهاب للزيات وقراءة آية أو آيتين ويجاز بذلك الكبري .
مادام هناك ثقة من الشيخ وثقة في طريقة تعليمه للطلبة فلا شئ في ذلك . وعليه لا يضر النويري ما قيل فيه .(1/2414)
ثانيا : ذكرتم :" كتاب "شرح الطيبة " للإمام النويري رحمه الله ،مع أنه والحق يقال- ليس بذاك الكتاب ،نظراً لوجود النشر إذ هو في الحقيقة ليس إلا "صورة "منه" .
ليس الأمر هكذا بالضبط ، فقد تعقب النويري ابن الجزري ، ولعل أِشهر هذه المواضيع قضية صحة السند وما ذهب فيه ابن الجزري في آخر أمره . وله بعض التوجيهات الطيبة . والكتاب مثل كتاب إتحاف فضلاء البشر حيث اختصر الشيخ البنا النشر ، ومع ذلك له بعض التعقيبات الطيبة مثل تعقبه لمسألة تفخيم الراء في البشر والفجر ، وأيضا تنبيه أحيانا علي ما هو مقروء به اليوم .
ونعود للنويري .. وله شرح جيد مطبوع للدرة وتناول الشرح بطريقة رائعة وهو مطبوع اليوم ، ولا يزال الشيوخ ينهلون منه .
وله شرح في الشاطبية مخطوط ، ذكره القسطلاني وقال عنه بأنه شرح واف . فمكانة الرجل العلمية معروفة .
ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله " .
فلو ثبتت قراءة النويري ولو قدرا يسيرا علي ابن الجزري فهو كاف في علو مكانة النويري ، وتلقي الكثيرون شرحه بالقبول وعده البعض من أفضل الشروح .وينظر في كلام الشيخ محمد يحيي . والله أعلم
والسلام عليكم
---
الجكني
04-12-2007, 01:08 AM
كنت أريد أن أذكر مداخلتي على كلام الشيخين محمد يحي وعبد الحكيم كلاً على حدة ،لكن لما رأيت الشيخ عبد الحكيم "يعضد " كلامه بكلام الشيخ محمد فضّلت أن تكون المداخلة واحدة 0
و قبل الشروع في ذلك أود التنبيه إلى نقطتين مهمتين يجب مراعاتهما في النقاش وهما :
1- أني لا "أنكر تواتر القراءات العشر ولا أطعن فيها ،ولا أبيح القول بذلك ،فالقراءات العشر "متواترة " "صحيحة " عن النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على من ردها أو أنكرها أن يكون أنكر شيئاً من الدين معلوماً بالضرورة ،وكلنا نعرف حكم هذا والعياذ بالله تعالى 0(1/2415)
2- لا تلازم عندي بين "نقد بعض الأسانيد لبعض القراء " وكذا نقد وبيان "أوجه الاضطراب " في عمل بعض "أهل التحريرات " وبين الحكم على القراءات ،فنقد هذه المذكورات وبيان "ضعف منهجها " شيء ،والطعن في القراءات شيء آخر 0
بعد بيان هاتين النقطتين أتجه للمداخلة مع الشيخين الكريمين،فأقول وبالله التوفيق:
أولاً :المداخلة على الشيح شريف:
قال الشيخ محمد :" إن أجاز الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى الشيخ رضوان العقبي والشيخ النويري رحمهما الله تعالى بالقراءة والإقراء بمضمون النشر وطيّبته. فحسبنا بذلك" اهـ
أقول : يجب أولاً إثبات أن إجازة ابن الجزري رحمه الله للشيخين المذكورين كانت "بمضمن النشر وطيبته" فالمعروف عند ابن الجزري رحمه الله هو "الإجازة " أي إجازة من يقرأ عليه ولو بضع آيات ،ولم نجد الشيخ يقول لمن أجازه بهذا النوع من الإجازة :"أجزته بمضمن كذا " لأن هذا يعد كذباً في الإجازة ،إذ كيف يتصور من الشيخ الجزري رحمه الله أن يقول :أجزت فلاناً "بمضمن " الكتاب الفلاني وهو لم يقرأ عليه بذلك ،بل إذا كان الشيخ نفسه يرى أن قول القائل :"قرأت برواية كذا القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن " قول لا يعوًل عليه ،وإليك نص كلامه بعد أن ذكر قول ذلك القائل :"وهذا قول لا يعول عليه ،وكنت قد ملت إليه ثم ظهر لي أنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة فرجعت عنه 0اهـ (المنجد :54) وهذا الكلام جاء به عند سؤال : هل يجوز أن يقول :قرأت بها القرآن كله ؟ قال : لا يخلو ؛إما أن يكون قرأ القرآن بتلك الرواية على شيخه أصولاً وفرشاً ولم يفته إلا تلك الأحرف ،فيلفظ بها بعد ذلك أو قبله ،أو لا ،فإن كان فيجوز له ذلك وإلا فلا 0اهـ(1/2416)
إذن : نحن في انتظار إفادتكم أو أي أحد من أهل القراءات حول "إجازة " ابن الجزري للعقبي "بمضمن " كتابيه أو أحدهما 0،وأيضاً نصاً صريحاً من العقبي نفسه يقول فيه :إنه قرأ على ابن الجزري ب "مضمن" كتابه " القرآن كاملاً 0
وهنا نقطة جديرة بالاهتمام والدرس وهي : أن المعروف في زمن ابن الجزري وقبله كان العلماء :الشيوخ والتلاميذ ينصون على "نوع " قراءتهم وإقرائهم فيقول الشيخ مثلاً قرأ علي فلان قراءة أو رواية كذا بكذا أو بمضمن كذا ،وهذا مما لا نلاحظة بكثرة بعد زمن ابن الجزري بقليل وكاد يندثر الآن إن لم يكن اندثر 0فالله المستعان 0
ثم قال الشيخ محمد حفظه الله : فحسبنا بذلك ولا أظنّ أن ابن الجزري أمام الفنّ يجيز بمضمون نشره الكبير من لا أهلية له على القراءة والإقراء."
أقول : وكاتب هذه الحروف يوافقك على هذا الكلام ،وأزيد : ولا أظنه يقول لأحد "أجزتك بمضمن كتاب " وهو لم يقرأ عليه بمضمنه " ولاحظ أخي الكريم الفرق بين "الإجازة العامة والإجازة ب "مضمن "0
وأما القول بأن الشيخ فعل ذلك مع بعض مشايخه ،فهذا معلوم وواقع فعلاً ،ولا يمكن –عندي – أن يقاس عليه كتاب "النشر " وذلك لأن هذه الكتب طرقها معروفة ومعلومة ومقروء بها عند جل علماء عصره ممن هم معه ،فلو أجاز الشيخ أحداً ممن قرأ بمضمن هذه الكتب على شيخ آخر يعرفه ابن الجزري ثم أجازه بناء على تلك المعرفة فإن هذه الصورة غير موجودة في النشر لأن طرق "النشر " هي من "تحرير " مؤلفه ولا يمكن أن يجيز ها "قراءة" إلا لمن قرأ بها عليه 0
ثم قلت يا شيخ محمد :" وعلى هذا الأساس فليس هناك علّة توجب القدح في طرق النشر ولا يشك واحد في صحة أسانيد كتاب النشر وما تضمنه من أصول وفرش " 0(1/2417)
أقول : نحن لا نطعن في طرق النشر التي من ابن الجزري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وإنما "ننقد " بعض ما هو بيننا وبينه ،ولا أعتقد أخي الكريم أنك تجعل "طرق " ما بعد ابن الجزري كطرقه هو منه إلى منتهى السند ،من حيث الضبط والإتقان و "التحرير" و "الدقة " في التعبير بالاجازة وبيانها هل هي "عرض " أو "سماع " وهل هي لكل القرآن أم بعضه أم مجرد فقط قراءة الفاتحة وبضع آيات من القرآن ؟؟؟؟
فالكلام يا أخي العزيز ليس في "طرق النشر " ألبتة ، بل الكلام في "عدم المنهجية " في بعض أسانيد المتأخرين من حيث بيان نوع قراءتهم على الشيوخ0 0
ثم قلت :" فإن كان كذلك فيجوز في نظري الاعتماد على رواية النويري ورضوان العقبي متابعة لغيرهما الذين قرءوا جميع القرءان بمضمون النشر على ابن الجزري وخاصّة أنّهما من الثقات ويكفي في ذلك أجازة ابن الجزريّ لهما."0
أقول : بينت لك أنه "ما كان كذلك "0
وأيضاً : الكلام ليس في "ثقة وعدالة " الشيخين العقبي والنويري رحمهما الله تعالى ،ويكفيهما "توثيق " علماء عصرهم لهم ،ويكفي الشيخ العقبي رحمه الله "تزكية " الإمام ابن حجر رحمه الله له واعتناؤه به ، إنما الكلام هو في "حالة " سندهما عن ابن الجزري رحمه الله ،ومهما كان ذلك حتى لو قرآ عليه آية واحدة فلا علاقة لذلك بمكانتهما "جرحاً أو تعديلاً "0
وأما عبارتك الأخيرة "أنهما من الثقات ويكفي إجازة ابن الجزري لهما " فهو كلام أقرب هو إلى "العاطفة " منه إلى "المنهج العلمي "فهل نفهم منه :أن ابن الجزري لم يكن يجيز إلا الثقة ؟ أم نفهم أن كل من أجازه ابن الجزري فهو ثقة ؟ أم نقول :إن ضابط "الثقة " هو من أجازه ابن الجزري ؟
ابن الجزري رحمه الله كغيره من العلماء يجيز من يقرا عليه ولا يشترط الثقة وعدمها ،ومنذ متى كانت"الثقة " من شروط الإجازة عند العلماء ؟
يا أخي هذا "التصنيف " إنما هو من "مواليد " هذا العصر ؟؟؟(1/2418)
ثم قلت : ونعلم جميعاً أنّه يجوز التساهل - إن صح التعبير - في المتابعات والشواهد ما لا يجوز في غيرهما وقد يرتقي المعلول على درجة الصحّة بسبب الشواهد والمتابعات "
أقول : هذه من مسائل علم "مصطلح الحديث " ولا يمكنني مناقشتك فيها " فأتركها لأهله ، مع جزمي أننا من "الخطأ " كل الخطأ أن "نستعير " وأن ندخل "مصطلحات أي علم في علم آخر ،وأكبر دليل على ذلك ما لاحظناه على بعض من تولى "تحقيق " كتاب مهم من كتب القراءات فعامل رجال القراءات معاملة رجال الحديث "فتفنن " في الجرح والتعديل فيهم مما يضحك منه 0
ثم قلت قولاً آمل منك – تكرماً – لا أمراً مراجعته وإعادة النظر فيه وهو قولك :" فإن تواتر إسناد كتاب النشر أداءً عن ابن الجزري "0
أقول : أين من يقرأ "كتاب" النشر مسنداً وأداء ؟؟؟لا يعرف إلا قلة من الأفراد ،ولكن قلت في نفسي لعل الشيخ محمد حفظه الله يقصد "طرق النشر " وليس "كتاب النشر " والفرق بينهما كبير جداً وواضح لمن تأمل ،والله أعلم 0
أما كلامك الأخير فقد سبق بيان الملحوظات عليه 0
ثانياً :المداخلة على الشيخ عبد الحكيم حفظه الله :
قال فضيلته :" مثل هذا لا يضر في هذا العلم ، ما دام هناك ثقة في هذا القارئ"0
أقول : يا سِدنا الشيخ : أنا أتفق معكم في هذا ،وأنه "معمول " به بين أهل هذا العلم قديماً وحديثاً ،لكن هنا في مسألتنا هذه لا يمكن الموافقة معكم والشيخ محمد فيما ذهبتما إليه وذلك للفارق وهو ما سأضرب عليه مثالاً حتى يكون أوضح :
لنفرض أن فضيلتكم والشيخ محمد قرأ أحدكما على الشيخ المر صفي والآخر قرأ على الشيخ الزيات ختمة كاملة وأجازكما الشيخان بها بسندهما المتصل إلى ابن الجزري ،ثم واصل كل منكما المسيرة وأخذ يقرئ الناس بهذا السند 0(1/2419)
جاء العبد الضعيف وقرأ على أحدكما وختم ختمة وأعطاه السند ثم رغب في "تعداد " أسانيده وطلب من شيخه أن يذهب به إلى زميله ليتوسط له في إعطائه السند فجاء الشيخ إلى زميله و"عرّفه " به وأنه ختم عليه لكن يريد السند "تعدداً " فماذا سيكون موقف الشيخ الآخر ؟ طبعاً سيقول إن الشيخ الذي قرأ عليه هذا الطالب هو زميلي وأعرفه وأعرف مكانته وما دام أن هذا الطالب ختم عليه وأجازه فأنا أعطيه السند لو قرأ علي شيئاً من القرآن 0
هذه الصورة هي التي كانت موجودة ومعروفة فالشيخ "يجيز " على "إجازة" شيخ يعرفه ،وهذا لا يضر لأن "السندين "مصدرهما واحد وهو :ابن الجزري رحمه الله ،فهذا العبد الضعيف لن يخرج في قراءته وإقرائه بعد ذلك عن ابن الجزري لأنه هو "قطب السند "
لكن : لو كان السندان مختلفين بمعنى أن أحدهما ينتهي إلى الداني مثلاً عن طريق ابن الجزري ،والآخر لا يمر على ابن الجزري أصلاً ،فهل في هذه الحالة يكتفى بقراءة جزء من القرآن أو بضع آيات ويعطى الإجازة " وتكون "معتبرة " في الإقراء ؟؟ هذا ما نبحث فيه هنا وهو نفس موقف العقبي والنويري :
العقبي والنويري كل واحد منهما له شيوخ غير ابن الجزري رحمهم الله تعالى ،وكل منهما أيضاً لم يقرأ على ابن الجزري كامل القرآن بالعشر – حسب المصادر – فكيف يراد منا أن نقبل "إسناديهما " بالعشر عنه ؟ المفروض أن تقبل أسانيدهما من غير طريق ابن الجزري 0
أما ما مثل به فضيلة الشيخ عبد الحكيم من صنيع المشايخ الزيات والمر صفي رحم الله الجميع فهذا أيضاً ليس من باب مسألتنا ،إذ هما في نهاية الأمر لم يجيزا إلا شخصاً قرأ على غيرهما بنفس السند المتصل إلى ابن الجزري ،ولم يجيزا شخصاً قرأ بالقراءات العشر من طرق غير النشر ثم أجازوه بطرق النشر وهو لم يقرأها كاملة 0هذه هي الصورة بالنسبة لإسناد العقبي 0
ثم قال الشيخ :" ليس الأمر هكذا بالضبط ، فقد تعقب النويري ابن الجزري000الخ "(1/2420)
أقول : لا زلت أكرر أن جل من كتب في القراءات العشر بعد ابن الجزري إنما "أخذ " حروف ونصوص ابن الجزري ووضعها في كتابه ونسبها لنفسه لا أحاشى أحداً ولا أستثني شخصاً –فيما وقفت عليه غير الشيخ الأزميري رحمه الله ،فهو بحد ذاته "مدرسة " وإن كان يسبح في "بحر " ابن الجزري لكنه لم يستخدم "مجاديفه " بل "نمّق " العبارة وأعاد سبكها و "فصصها " و "نخلها " واعترض عليها الاعتراض العلمي الذي توصل إليه باجتهاده والفتح الذي فتح الله به عليه ،ولم يعترض على ابن الجزري اعتراض من لم يجد ما يعترض به عليه إلا بتبديل حرف مكان حرف أو جملة مكان جملة ،وحتى هو في هذه إنما يأخذ عبارة ابن الجزري من كتبه الأخرى ولهذا آمل من المنصف أن يعود إلى جلّ إن لم يكن : كتب التحريرات والمحررين – غير الإزميري – ويقابلها على النشر فسيجد :لا أقول الكلام هو هو ،بل سيجد الحروف هي هي ،والتفريعات هي هي 0
بعد هذا :هنا سؤال يطرح نفسه : ما هو الضابط والمعيار الذي به "تقيّم " الكتب المختصِرة- بكسر الصاد – للكتب المختصرة؛بفتح الصاد ؟
أما النويري رحمه الله فنحن لا نشك في إمامته ومقدرته على التأليف ولكن كتابه هذا "شرح الطيبة " إنما هو "صورة مصغرة مختصرة من النشر "0
وما ذكره الشيخ عبد الحكيم حفظه الله من أن له "تعقبات " على ابن الجزري كقضية السند وغيرها فنقول: ما هي القيمة العلمية لهذه التعقيبات ؟ وأين "تعقباته " في المسائل العويصة في النشر التي يمكن فيها مخالفة رأي ابن الجزري ؟ وهل نعتبر الرد على ابن الجزري في مسألة أو حتى عشر مسائل – إن وجدت – "ميزة " لشرح النويري تخرجه من دائرة أنه "اختصر " النشر وأخذ كلام ابن الجزري بفصه بل بنصه وحرفه 0(1/2421)
وأقول كلمة بيني وبين الله :لا أعلم أحداً – فيما اطلعت عليه- واطلاعي قاصر – من كتب القراءات بعد ابن الجزري وقف مع ابن الجزري وقفات علمية قوية في مختلف المسائل سواء "الإسنادية " أو " الأصولية " وغيرها غير رجل واحد اسمه :محمد بن أحمد القاهري (القرن العاشر ) في كتابه :"بحر الجوامع " الذي كان أيضاً لم يسلم من "أخذ " عبارة النشر بنصها وفصها –إلا أنه وقف وقفات ولم يسلم بكل ما قاله ابن الجزري مما هو من مسائل الاجتهاد القائم على الأدلة العقلية والأصولية0
والخلاصة : ليس الكلام موجه لشخص النويري نفسه أو شخص العقبي نفسه أو غيرهما من العلماء ،إنما الكلام والنزاع هو في "تقييم " إسناد العقبي و"كتاب" النويري ؟ وهذا لا يعترض عليه بمثل قول الشيخ :"ومكانة الرجل العلمية معروفة " اهـ
ثم قال الشيخ حفظه الله :" ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله "0
أقول : أقدر رأي الشيخ وأحترمه لكن لا أقول به ولا أراه0
ثم ختمتم كلامكم حفظكم الله بهذا :" فلو ثبتت قراءة النويري ولو قدرا يسيرا علي ابن الجزري فهو كاف في علو مكانة النويري ، وتلقي الكثيرون شرحه بالقبول وعده البعض من أفضل الشروح "اهـ.
أقول : إذن هل نفهم :أن كل من قرأ على ابن الجزري ولو قدراً يسيراً فهو كاف في علو مكانته ؟ وهل علو المكانة منوط بالقراءة على ابن الجزري ؟ إذن هناك مئات من الناس "مكانتهم عالية " لأنهم قرؤوا على ابن الجزري ،ولا نشك أنهم ليسوا على مرتبة واحدة ؟؟
هذا يا سِدنا الشيخ "تصنيف " عاطفي " وليس "تصنيفاً " علمياً " إن سمحتم لي بهذه الكلمة 0
هذا ما رأيت أن أكتبه هنا مناقشة للشيخين الكريمين ،مع أن في بعض ماقلته وكتبته لا يؤخذ مفرداً عن بعض ما كتبه الشيخ إبراهيم الجو ريشي حفظه الله ،ففي ما نقله في مداخلته السابقة مزيد بيان وتوضيح لما أجملته هنا 0
والله من وراء القصد
---
عبد الحكيم عبد الرازق
04-12-2007, 11:42 PM(1/2422)
السلام عليكم
سأجيب عن الفقرة الخاصة بعبد الحكيم ، وربنا مع الشيخ محمد يحيي شريف
ذكرتم : " لكن : لو كان السندان مختلفين بمعنى أن أحدهما ينتهي إلى الداني مثلاً عن طريق ابن الجزري ،والآخر لا يمر على ابن الجزري أصلاً ،فهل في هذه الحالة يكتفى بقراءة جزء من القرآن أو بضع آيات ويعطى الإجازة " وتكون "معتبرة " في الإقراء ؟؟ هذا ما نبحث فيه هنا وهو نفس موقف العقبي والنويري "
الجواب : يا سيدي الفاضل لا فرق بين المسألتين سواء اختلفت الأسانيد أم اتفقت . فالعبرة بالمادة العلمية عند الطالب ، وقد ثبت ذلك بشاهدة شيخ معتمد للطالب .
يا سيدي الفاضل : الأسانيد في حقيقتها إثبات مادة علمية للطالب هذا هو الأصل في الإجازة ـ بصرف النظر عن تساهل البعض أو تشدده ـ وقد حدث بإتقان الطالب ، وليس المعني من السند ترتيب الأسماء .
ذكرتم :" .... فكيف يراد منا أن نقبل "إسناديهما " بالعشر عنه ؟ المفروض أن تقبل أسانيدهما من غير طريق ابن الجزري 0"
الجواب : يا سيدي الفاضل : هذا افتراض منكم ، والمعمول به غير ذلك . هل أثبتم قولكم ، فأنتم خالفتم ما هو معمول به .
والشيخ الذي ضربته لك مثلا يفعل هذا يعطي السند بطريق الزيات أولا ثم يأتي باسم المرصفي وعدهما سندان .. (( وده ماشي في سوق القراء )) وهذا معمول به ولا ضير وسواء اتفق الطريق أم لا .
ذكرتم :" أما النويري رحمه الله فنحن لا نشك في إمامته ومقدرته على التأليف ولكن كتابه هذا "شرح الطيبة " إنما هو "صورة مصغرة مختصرة من النشر "0.
الجواب : يا سيدي الفاضل هناك أمر غريب في شرح المتون .
لو قارنت شروح تلاميذ الشيوخ المباشرين للناظم ، لا تجد غالبا تعقبات إلا القدر اليسير .
بل يبررون لمشايخهم .
قارن بين شرح السخاوي للشاطبية مع شرح أبي شامة ستجد نفس الفرق .
ابن الناظم ليست له تعقبات علي شرح أبيه ويكاد يرجححه في أغلب المسائل .(1/2423)
وشروح مثل شروح الجزرية قارن بين شرح عبد الدائم الأزهري (ت870) وبين شرح مثل شرح الملا علي القارئ ستجد الفرق ..وهذا واضح .
فكون النويري يؤيد ما ذهب إليه ابن الجزري شيئ طبعي في سائر الطلبة . ومن النادر أن يتعقب شيخه ..
ذكرتم : ثم قال الشيخ حفظه الله :" ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله "0
أقول : أقدر رأي الشيخ وأحترمه لكن لا أقول به ولا أراه0"
الجواب : سيدي الفاضل : هل جاء الأزميري بما يدل به علي كلامه ؟؟
أقصد : هل أورد دليلا علميا علي هذا الذم ؟؟
فالإدعاء بغير بينة لا يلتفت إليه ـ بصرف النظر عن القائل ـ وعدم موافقتكم علي هذا الرأي يوحي بأن لديكم دليلا علي قول الأزميري ، بصرف النظر عن أنه أخذ كلام ابن الجزري بنصه أم لا .
ولو سلمنا بذلك ، فترتيب الكلام ـ كما لا يخفي عليكم ـ يحتاج إلي علم جمٍّ وخاصة في شرح مثل شرح الطيبة . هل توافقني في ذلك يا سيدي ؟؟؟؟؟
ذكرتم : أقول : إذن هل نفهم :أن كل من قرأ على ابن الجزري ولو قدراً يسيراً فهو كاف في علو مكانته ؟ وهل علو المكانة منوط بالقراءة على ابن الجزري ؟ إذن هناك مئات من الناس "مكانتهم عالية " لأنهم قرؤوا على ابن الجزري ،ولا نشك أنهم ليسوا على مرتبة واحدة ؟؟""
الجواب : سيدي الفاضل : هل نفهم من قولكم بأن ابن الجزري يجيز من ليس أهلا لذلك ؟؟
وابن الجزري لم يجزه بمجرد حضوره في مجلسه ، بل سمعه ولو كان هذا القدر قليلا بالنسبة إليكم ، ولكن بالنسبة لابن الجزري فهو قدر كاف ، وإلا كيف نوجه إجازة ابن الجزري لهذين الشيخين مع هذا القدر اليسير ؟؟
ولعل الأمر قد تبين لفضيلتكم أن الأمر ليس من باب العاطفة ، بل هي نظرة واقعية للأمر ، ومع الثقة في إمام مثل ابن الجزري ، وهو أدري بمن بحال من يجيزه .
والسلام عليكم
---
د. أنمار
04-13-2007, 04:42 AM(1/2424)
توجد أسانيد موصلة لابن الجزري موضحة ومفصلة تغني عما سبق، وتزيل أي لبس. وما حصل ما حصل إلا بسبب الاختصار وطلب العلو. ولعلي أزيد الأمر إيضاحا بنقل ما تيسر جمعه في أقرب فرصة إن شاء الله تعالى.
---
إبراهيم الجوريشي
04-13-2007, 12:52 PM
إليكم مشايخي الكرام أسانيد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
http://www.m5zn.com/uploads/2946d9cd5b.jpg
---
إبراهيم الجوريشي
04-13-2007, 12:53 PM
http://www.m5zn.com/uploads/40792a4d8f.jpg
---
إبراهيم الجوريشي
04-13-2007, 12:55 PM
http://www.m5zn.com/uploads/b9ee695397.jpg
---
إبراهيم الجوريشي
04-13-2007, 12:57 PM
http://www.m5zn.com/uploads/76bbcd7325.jpg
---
إبراهيم الجوريشي
04-13-2007, 12:59 PM
مصدر المخطوطة:
بيانات المخطوط
اسم الكتاب :اجازات الشيخ زكريا الانصارى لبعض العلماء فى رواية كتبه والكتب التى كان يدرسها لهم
اسم المؤلف : .......
المقدمة
به ابو حامد احمد بن محمد بن يحى بن بلال البزاز وهو اول حديث سمعته منه ... ان رسول الله ... قال الراحمون يرحمهم الرحمن ...
الخاتمة
وفى سودة بنت زمعة نزلت هذه الاية ( وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا ) ...
العنوان من صنع المفهرس: اجازات الشيخ زكريا الانصارى لبعض العلماء فى رواية طتبه والكتب التى كان يدرسها لهم
جمعها احد العلماء يعتقد انه محمد بن يشبك اليوسفى العنوان اخذ من الكتاب لبعض العلماء فى رواية طتبه والكتب التى كان يدرسها لهم جمعها احد العلماء يعتقد انه محمد بن يشبك اليوسفى العنوان اخذ من الكتاب
رقم النسخة:324653
عدد الأوراق: 152 ورقة/ورقات
عدد الملفات المرفقة : 16 ملف/ملفات
ت
مصدر المخطوط : موقع مخطوطات الأزهر الشريف مصر جزى الله القائمين عليه خيرا
المصدر المنزل منه : ملتقى اهل الحديث بارك الله فيه وفي أهله
عنوان موقع مخطوطات مكتبة الأزهر:
http://www.alazharonline.org(1/2425)
ادعوا لاخيكم واستغفروا له ولوالديه
أبو يعلى البيضاوي
---
(1/2426)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الإقلاب بين أهل مصر وأهل الشام
---
الإقلاب بين أهل مصر وأهل الشام
---
طارق
02-18-2006, 12:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإقلاب هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً عند الباء مع مراعاة الغنة والإخفاء.
وهذا ما نعرفه .
لكني وجدتُ في كتاب الشيخ الفاضل صفوان عدنان داوودي
(( قواعد التجويد )) ما يدل على أن الإخفاء لديه هنا ليس صحيحاً ، ويقول : (( وأهل الشام يقلبونها ميماً خالصة ، وبه قال أئمة الأداء المتقدمين .......................... وأهل مصر يقلبونها ميماً مخفاة ، والأول الصحيح والأقوى حتى لا يتحد الإقلاب والإخفاء الشفوي )) .
فأيهما أصح ؟
أم يجوز فيها الوجهان ؟
وجزاكم الله خيراً
---
مصطفى علي
02-18-2006, 08:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل
السلام عليكم
وبعد إليك بحثان كلاهما يحمل وجه نظر تحتلف عن الأخرى فانظر إليهما وحقق لنفسك ، لعل الله يشرح صدرك للحق .
فالرأي الأول
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة ذكرها عنه الأخ إبراهيم
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
للمقرئ أبى عمر عبد الحكيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد ....(1/2427)
فقد كثر الكلام منذ فترة عن الطريقة الصحيحة في أداء الإخفاء في الميم الساكنة إذا وليها باء أو النون عند القلب حتى وصل الأمر إلى أنهم بدعوا من قرأ بفرجة الشفتين ، فأردت أن أوضح لإخواني ما أخفى عليهم بطريقة سهلة واقعية دون تعصب لشيخ أو قطر من الأقطار حيث إننا قرأنا ونقرئ في مصر بوجه الإخفاء مع الفرجة وعليه أغلب القراء في مصر، وقد وجدت معظم الذين قرءوا على الشيخ (الزيات) أيضا يقرؤون بهذه الفرجة، ولذلك شرعت في توضيح الأمر لإخواني عسى الله أن يهدينا إلى الحق ، وقبل الشروع في كيفية الإخفاء أبين أحكام الميم الساكنة باختصار ثم أتطرق إلى موضوع الإخفاء وكيفية أدائه. وقد سمميت هذه الرسالة
"رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة "
الميم الساكنة :
إما أن تكون ميما أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم "
للميم الساكنة أحكام ثلاثة : الإدغام – الإخفاء – الإظهار
الإدغام :
تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل ( الم – المص – المر ) أو في كلمتين مثل ( كم من فئة –لكم ما كسبتم )
الإخفاء :
تخفى الميم الساكنة إذا وليها حرف الباء مثل ( ءامنتم به – ترميهم بحجارة )
وسيأتي التفصيل فيه بإذن الله.
الإظهار:
تظهر الميم الساكنة عند بقية الأحرف ماعدا (الميم – الباء – الألف )
والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا .
هذه أحكام الميم الساكنة باختصار.
وحديثنا سيكون على حكم الإخفاء ويندرج معه حكم القلب في النون الساكنة إذا وليها باء، لأنه لا فرق بين ( أن بورك – وماهم بمؤمنين ) لأن طريقة أدائهما واحدة.
ولكن إذا تحدثنا عن حكم الإخفاء بالنسبة للميم الساكنة ، فقد اختلف أهل الأداء بالنسبة لحكمها.(1/2428)
منهم من قال بالإظهار المحض أي – بإظهار الميم بدون غنة – وهذا ما عليه عامة العراقيين وحكى بعضهم الإجماع عليه كما نقل ابن الجزرى ومنهم من أخفي الميم عند الباء مع الغنة ، والوجهان صحيحان مقروء بهما كما قال ابن الجزرى ثم رجح الإخفاء وقال إنه الأولى ..........وأخفين الميم إن تسكن بغنة لدى .. باء على المختار من أهل الأدا
فإذا تحدثنا عن كيفية الإخفاء ، هل بإطباق الشفتين دون فرجة أم بإطباق الشفتين مع فرجة بسيطة ؟
فإذا أردنا التحدث في هذا الموضوع فيجب علينا أولاً أن نعرف الإخفاء من جهة اللغة الستر
ومن جهة الاصطلاح:
قال أبو عمرو الداني في كتاب التيسير – عند حديثه عن أحكام النون الساكنة والتنوين صـ44 " والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام وهو عار من التشديد فاعلمه وبالله التوفيق أ. هـ.
قال أبو شامة عند الحديث عن الإخفاء في إبراز المعاني (.......... فلما توسطت أعطيت حكما وسطا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء) .
قال الإمام ابن الجزرى في النشر صـ27 الجزء الثاني عند حديثه عن الإخفاء " واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربها من الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارها عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار وأخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال:الفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم ، أن المخفي مخفف ، والمدغم مشدد والله أعلم " أ. هـ.(1/2429)
قال النويرى في شرحه لطيبة النشر صـ42 –43 الجزء الثالث " حروف الإخفاء لما تراخت وباينت ناسبت أن تعطى حكما مخالفا للحكمين لكن من كل وجه لأن مخالفتها لم تقع من كل وجه لما في حروف الإخفاء من حيث هي من قربها من يرملون والحلقية فعلى هذا لابد في الإخفاء من جهة بها تشبه الإظهار والإدغام وجهة بها تفارقهما فالأولى أن الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول.
ولهذا يقال : أظهر عند كذا وأخفى عند كذا وأدغم في كذا ويفارقه من بقاء الغنة.
والثانية أنه يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب مع الباء ضرب من الإخفاء وفيه مناقضة قلت : إنما يعتبر بما يتلفظ به دون ما فعل قبل ذلك ولم ينطبق مع الباء إلا بإخفاء فقط " أ. هـ
وقال المرصفى في هداية القاري صـ168 عند الحديث عن الإخفاء "........... وفى الاصطلاح : هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين ، والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي " أ.هـ
وهذا التعريف يكاد يكون موافقاً لما في كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر ، وكذلك قال الملا على القارى نحوا من تعريفهم .
وبعد سرد أقوال الأئمة فى تعريف الإخفاء اصطلاحا ، نتكلم عن طريقة الإخفاء.
أقول : إن طبقنا هذا التعريف على إخفاء الميم الساكنة مع الباء وأيضا القلب فى النون الساكنة- فلا فرق بينهما نطقا – (انظرتعريف النويرى) يتضح لك الفرق فى إطباق الشفتين ، فالشفتان لا تنطبقان كما في انطباق ( الميم المظهرة) فى مثل "إنهم كانوا " ولا انطباقة (الميم المشددة ) فى مثل (أمّن ) لأنه قد ظهر لك أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام ، فإذا كان إنطباق الشفتين عند الإخفاء لا يكون ( كالميم المظهرة) ولا (كالميم المشددة ) فكيف إذا ؟!!(1/2430)
وما يستدل به إخواننا من أن كلمة " إنطباق " تدل على الملامسة المحضة فأقول لهم : إن هذه الكلمة لاتدل على إلصاق الشفتين إلصاقا تاما فى كل موضع ، وقد يعبر بعضهم – من القدامى – عن مخرج"الواو " بلفظة إنطباق الشفتين دون ذكر وجود الفرجة التى فى الواو لوضوح الأمر فيه ،وأيضا ماعبر به الشاطبى فى باب الوقف على أواخر الكلم فى معرض حديثه عن الإشمام حيث قال :
والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما .. يسكن لاصوت هناك فيصحلا
والإشمام كما هو معروف ضم الشفتين مع ترك فرجة لأنه إشارة للحرف المضموم ، والمضموم لايمكن نطقه نطقا صحيحا إلابضم الشفتين مع وجود فرجة .
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
فكلمة انطباق لا تدل هنا على الإلصاق التام ولكن لما كان هناك إطباق فى غالب الشفتين عبر به على أساس الغالب ، ثم إن شراح الشاطبية لم يتعرضوا إلى تصحيح الكلمة ، ولكنهم شرعوا في توضيح الإشمام مباشرة
ومعلوم أن الإمام أبا شامة له تعقيبات كثيرة على الشاطبى إلا إنه لم يعقب بشىء فى ذلك الأمر وفى التيسير قال الدانى " أما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة " أ.هـ بتصرف
فقوله " ضمك شفتيك " يقصد به ضم الشفتين طبقا لأنه يتكلم عن الإشمام – مع وجود الفرجة.
وأما بخصوص الشيخ (عامر ) فقد أخبرني الدكتور (عوض ) وكان ملازما للشيخ (عامر ) إن الشيخ عامر أخبره بأن قراء مصر اجتمعوا وناقشوا موضوع الإخفاء وتبين لهم أن هذا النطق بضم الشفتين بدون فرجة لا ينطبق عليه تعريف الإخفاء حيث إن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام وأما بضم الشفتين بدون فرجة فهي ميم صريحة ولكن زيدت فيها الغنة
أقول : وأضرب لك مثلا عندما تنطق بكلمة فيها إخفاء مثل كلمة (عند) بنون مظهرة مصاحبة للغنة ، ثم انطقها مرة أخرى بالإخفاء لعلمت الفرق بين النطقين فالإخفاء يخالف في النطق الغنة بنون مظهرة وكذلك إخفاء الميم .(1/2431)
وإخواننا ينطقون الميم المخفاة صريحة بانطباق الشفتين كالميم المظهرة ، ويطلقون عليها لفظة الإخفاء ، أي إخفاء في هذا ؟! أم هي إطلاق مصطلحات دون معرفة دلالات الألفاظ ؟ وأعود لكلام الدكتور (عوض ) قال له الشيخ عامر : ( إنهم أجمعوا على النطق بهذا الإخفاء – بالفرجة – ولذلك رجع الشيخ الزيات والسمنودى وغيرهم وكان الشيخ الضباع حيا وقتها وكذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي وأجمعوا على القراءة – بفرجة الشفتين – أليس لهذا الإجماع اعتبار ؟!
وخاصة أنه إجماع قراء مصر . والأسانيد الموجودة تصب عند شيخ مصري وهو الشيخ العبيدى ، وكذلك فضل الشيخ عامر الشيخ الزيات الشيخ الضباع الشيخ السمنودى والشيخ عبد الحكيم خاطر والشيخ عبد الفتاح المر صفى وغيرهم معروف ممن قرءوا – بالفرجة – الشيخ عبد العزيز عيون السود – والشيخ الغول وغيرهم من غير المصريين ، ولا أعلم بلدا يزخر بعدد وافر من القراء كمصر ولهم فضل على قراء العالم ، أي إن إجماعهم ليس بالشيء الهين ، وخاصة أنها موافقة للنصوص التي تعرف الإخفاء .
وقد يقول قائل : إذا كانت القراءة – بعدم الفرجة – فلم عدلوا إلى الفرجة ؟
أقول : إن الإمام ابن الجزرى كان يقول " بترقيق الألف مطلقا ثم تبين له بأن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا " فقد عدل الإمام ابن الجزرى عن ما كان يقرأ به وانظر فيما قاله " وقد تبين لي بعد ذلك " وهذا ما تبين لقراء مصر في الإخفاء أي بالفرجة بعدما كانوا يقرءون بغير فرجة .
وهذا رد على الشيخ كريم راجح عندما قال " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي " فهذا إمام الفن ابن الجزرى عدل عن قراءته ، فإن قلنا كيف له أن يرجع عن قراءة قرأها ؟(1/2432)
وكيف قرأها على شيخه ؟ أم كان يقولها من جهة نظرية دون تطبيق ؟ وهذا ابن الجزرى بمفرده ، فما قولك في إجماع قراء مصر ؟! والشيخ كريم راجح لم يبين لنا الإخفاء فيمن قرأ بدون فرجة ، ولم أسمع أحدا أجاب على القول بأنا إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء ؟ إلا الشيخ أيمن السويد – حفظه الله – وليته ما فعل لأنه قال كلاما لا أظن أنه سبق بهذا التوجيه وإليك كلامه:
قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك – : أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى .
وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة ، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.
ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال "... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا ، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة ، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي : نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء ، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ.هـ
هذا ما نقل عنه ، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.(1/2433)
كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء ؟ ! ، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين ؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء !!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا !!
إن هذا ليس إخفاء ، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء ، لأن الحركات جزء من حروف المد ، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم ،(1/2434)
وأعلم أن إخواني لن يستطيعوا أن يأتوا بتعريف الإخفاء ويطبقونه على هذه الغنة – بدون فرجة – فإذا كان الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أراد أن يطبق الإخفاء على ما يقرءون به فأتى بعجيبة ، فما بالك بمن هو دونه ؟ ثم "إذا كان معظم من قرأ عليهم الشيخ أيمن رجعوا إلى هذا الإخفاء – بالفرجة – فكان أحرى بالشيخ أن يعود مثلهم ، ثم ألم يكف هؤلاء أن انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مثل مصر " كافية فى الأخذ بهذا الوجه؟! فالتواتر عند القراء يخالف التواتر عند أهل الحديث ، فالقراءة لها شروط في القبول كما هو معلوم ولكن في موضوعنا انتشاره يكفى ، وهذا أصل التواتر عند القراء. لأنك إن طبقت تعريف التواتر عند المحدثين على القراء لم يستقم لك التواتر ولكان ذلك حديثا غريبا وهو من قسم الأحاد ، لأن حفصا ثم عاصما ، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم ابن مسعود ثم النبي (صلى الله عليه وسلم ) فتجد في كل طبقة رجلا واحدا
ولكن انتشار قراءة القارئ وأخذ الناس بها في قطر من الأقطار كان ذلك تواترا، ففي المدينة كانت قراءة نافع وأبى جعفر ، وفى مكة ابن كثير وفى الشام ابن عامر وفى البصرة أبو عمرو ويعقوب ، وفى الكوفة عاصم وحمزة والكسائى وخلف العاشر ، فهل يعقل أنه لم يكن في هذه البلاد سوى هؤلاء؟ بالطبع لا ، كان يوجد الكثير من القراء ولكن قراءتهم لم يكتب لها الذيوع والانتشار ، وهذا الوجه لا ينكر أحد انتشاره ، وقبول كثير من القراء له أمثال الشيخ الزيات والسمنودى وعبد الحكيم عبد السلام خاطر والشيخ محمد أحمد معبد والشيخ أحمد أحمد سعيد والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ حسنين جبريل والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ محمد شحاذة الغول والشيخ عبد العزيز عيون السود والشيخ سيد لاشين والحذيفى(1/2435)
وجميع من قرءوا على الشيخ عامر إلا الشيخ أيمن سويد ، والقراء في مصر يقرءون بالفرجة بنسبة تزيد على أكثر من تسعين في المائة أليس قبول أمثال هؤلاء يعد انتشارا للقراءة بهذا الوجه؟ وقد أطلت في ذكر الأسماء مع تركي للكثير والكثير من أهل العلم الذي يقرءون بهذا الوجه والكثير منهم لم يقرءوا على الشيخ عامر ولا على تلامذته فإن أخطأ هذا الجمع من القراء فمن المصيب إذا ؟ والخلاصة إن القراءة بوجه الفرجة جائزة كما أثبت لك والذين يحتجون بكلام الأقدمين لا يتعرضون لتعريف الإخفاء وكيفتها مع عدم الفرجة لأنه يعلم أنه إذا دخل في هذا الموضوع لم يخرج ، ولقال كلاما لم يسبق إليه.
ولكننا أثبتنا هذه القراءة لأنها بالمشافهة في بعض الأقطار .
هذا وأسأل الله التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو عمر عبد الحكيم
وزاد الأخ محمد عماد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الجليل/ إبراهيم الجوريشي
ما شاء الله - ما شاء الله
والله لقد هممت أكثر من مرة أن أكتب حول هذا الموضوع
ودوما كنت أتحرج من الكتابة لأنني رأيت بعض الأخوة قد بدا منهم بعض التعصب
في هذه المسألة بعينها
كما أنني كنت أيضا أتحرج أن أكتب لئلا أتعرض لما نقل عن الدكتور/ أيمن سويد
حيث ذكر لي بعض الأخوة الدارسين
أن قال: أن الإخفاء الشفوي يكون بإطباق الشفتين
وهذا أمر لم ألتفت إليه لأنني أتفهم أن هذا سنده في قراءته على شيخه
ولقد تعلمت من مشايخي أن كلّ واحد يقرأ بسنده
ولكن ليته قال هذا وسكت - فأمر الأداء دوما يجب أن يرد إلى المشافهة
ولكنه أردف كلامه بهذا الـ !!!!!!!!!
فقال: ولم يخالفنا في هذا إلا الشيخ/ رزق خليل حبة
وكأن الشيخ/ رزق خليل (قارئ والسلام)
الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
هو شيخ عموم المقارئ المصرية
هل يعرف أحد كيف يتم الوصول لهذه الرتبة بمصر
أنا الآن أعرف
بعدما عانيت -خمسة عشر عاما- لأكون فقط أحد أعضاء المقارئ المصرية(1/2436)
وبصراحة شديدة أنا لم يعجبني منه هذا القول
فالشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-. متقدم على الدكتور أيمن سويد
وهذا من باب الإنصاف وذكر الحق
وإليه كان يرجع القول الفصل في مصر كلها عند أئمة القراء فهو شيخهم
وكان الأولى بالدكتور أيمن أن يقول
ولم أعلم أحدا خالف الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-. سوى فلان وفلان
ولكنه رفع سنده فوق سند الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
فكنت دوما أجدها غصة في حلقي لا أستطيع أن أنطق بها ولا أن أكتمها
والآن ربما أشعر بالراحة
فالشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
شيخ مقرئ مسند بينما كنا نحن وأمثالنا أجنة في بطون أمهاتنا
وهذا بعض حقه علينا ونحن كما يقول شيخي مدّ الله في عمره بكل الخير والبركة (عيال عند عياله)
شيخنا الفاضل/ إبراهيم الجوريشي
مرة أخرى
أشكر لك شرحك -الرائع بل والأكثر من رائع -
وأقول لمن لم يفهم الكلام فهما دقيقا
إلزم شيخك
واقرأ بسنده
والأمر أوسع مما تظن
****************************
وعودا حميدا يا منتدى البحوث والدراسات القرآنية
للبحوث والدراسات القرآنية
****************************
وفقكم الله تعالى للخير وصنيعته،،،
أبو عبد الرحمن
محمد عماد
وقال الشيخ أبو عمرعبد الحكيم
حكم إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي
--------------------------------------------------------------------------------
حكم إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي ، للشيخ جمال القرش.
اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي، فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جدًا، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ :
- حدثني فَضيلَةُ الشَّيْخ العلامةُ أحمدُ الزَّياتُ: قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقي فرجة .(1/2437)
- حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ رزق خليل حبَّه: الانفراج أولى، لأنَّنا لمَّا نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهرٌ، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيفٌ بين الشفتين، ليس مُبالغٌ فيه حتى لا تضيعَ صفة الحرف.
- حدثني فَضِيلَةُ الدكتورعبْدُ العزيزِ القاري: قال: الذي قرأتُ به على مشايخي أنَّه لايكون هناك انطباقٌ تامٌّ من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء .
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ علي الحُذيفي: قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجةٌ في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ عبدُ الرَّافع ِبنُ رِضْوَان: " ينبغي أن تُخْفَي الميمَ الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقًا كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوبًا به غنة، ومافي التجويد شيء اسمه إظهار بغنة .
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ محمدُ أبو روَّاش: قال : الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تُترك فرجةٌ بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء .
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ إبراهيمُ الأخضرُ: قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلابد من فرجة بسيطة جدًا بين الشفتين .
- حدثني فَضِيلَةُ الدكتور إبراهيمُ الدُّوسَري: قال: أذكر أنَّ من المشايخ من يشدِّد في هذا { قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ } ومنهم من يقول يخرج نفسٌ خفيفٌ جداً، أذكر أنَّ الشَّيْخَ عبدَ الحكيم بنَ عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مَقْرَأة الأزهر، كان يقول يخرجُ نفسٌ خفيفٌ جدًا جدًا لا يصلُ إلى حدِّ الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشَّيْخ إبراهيم الأخضر أيضًا نفسُ الشيء، لا هو إطباقٌ شديدٌ، ولا هو يفتحُ فتحًا شديدًا.(1/2438)
- حدثني فَضِيلَة الشَّيْخ رشاد السيسي: " الإخفاء الشفوي عند النطق به ألاَّ يَكِزَّ الشفتين لا بدَّ أن يوجد فرجةُ بين الشفتين.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ أَحْمَدُ مُصْطفَى: قال: الأولى بقاء فرجة.
- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تُبْقي فرجة خفيفة جدًا بدون مبالغة .
- حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أنَّ الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جدًا بين الشفتين.
من كتاب زاد المقرئين / للشيخ جمال القرش حفظه الله.
والرأي الثاني رأي الأخ فرغلي عرباوي
الأبحاث الصوتية التجويدية
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الأصوات التجويدية
1425 هـ 2005 م
الفهرست
1. مدخل لهذا البحث
الفصل الأول :
1. التعريف بالشفتين مخرج صوت الميم
2. أهمية دور الشفتين في أصوات الكلام
3. التعريف بالمجرى الخيشومي مخرج صفة الميم
4. الميم صوت شفوي خيشومي مجهور مرقق
5. مخرج صوت الميم من نصفين شفوي وخيشومي
6. صفات صوت الميم من نصفين شديد ورخو
7. شروط النطق بصوت ميم خالصة كاملة
8. التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي
الفصل الثاني :
1. القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائها قديما
2. الإقلاب يسمى قديما بالإبدال
3. الإخفاء الشفوي يسمى قديما بالإدغام الناقص
4. القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة
الفصل الثالث :
1. نصوص الأئمة القدماء والمحدثين القائلون بالإطباق
2. الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق
3. الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومكيّ قال بالإطباق
4. الحافظ أبو عمرو الداني الأندلسي في مصنفاته قال بالإطباق
5. الحافظ عبد الوهاب القرطبي معاصر للداني قال بالإطباق
6. الحافظ الشاطبي الأندلسي شيخ السخاوي قال بالإطباق
7. الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي قال بالإطباق
8. الحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق(1/2439)
9. الحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالإطباق
10. الحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالإطباق
11. الحافظ الإمام النويري شارح الطيبة قال بالإطباق
12. الشيخ ملا على قارئ في المنح الفكرية قال بإطباق
13. الشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق
14. الشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق
15. الشيخ ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي قال بالإطباق
16. الشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب الإتحاف قال بالإطباق
17. الشيخ القسطلاني في اللآلئ السنية قال بالإطباق
18. الشيخ محمد المتولي شيخ الضباع قال بالإطباق
19. الشيخ الضباع في كتابه الإضاءة قال بالإطباق
20. الشيخ محمد مكي نصر الجريسي قال بإطباق
21. د/ غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالإطباق
22. الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات قال بالإطباق
23. الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق
24. شيخي الدكتور يحيي الغوثاني قال بالإطباق
25. قرار مجلس شيوخ دمشق الشام قالوا بالإطباق
26. الشيخ محمد رفعت القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
27. الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
28. الشيخ محمد الصيفي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
29. الشيخ صديق المنشاوي أبو القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
30. الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
31. الشيخ محمود علي البنا القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
32. شيخ عموم المقارئ المصرية المعصراوي يقرأ بالإطباق
الفصل الرابع :
1. أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة
2. كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة
3. الرد على من أشكل عليه معنى إخفاء الميم الساكنة
4. سبع أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة
5. الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين
الفصل الخامس :
1. التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق
2. ذكر الأخطاء في القلب والإخفاء الشفوي(1/2440)
3. خاتمة هذا البحث ونتائجه
الفصل الأول
{مدخل لهذا البحث}
بسم الله القائل ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) والصلاة والسلام على خير من تلا القرآن حق تلاوته المرشد لأمته بقوله ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فأقول وبالله التوفيق والسداد
أحببت أن أتحف إخواني على الإنترنت الداخلين لموقعي بهذا البحث الفريد في نوعه المهم في مادته لرد القراء إلى رفع الظلم عن صوت الميم الساكنة المخفاة, فهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر , وينادي ويستغيث هلا من جند يدافع عني , ولكن لا مجيب . وقد انتشر ما أحدثه بعض القراء المحدثين من أداءٍ لا يمثل بشكل صحيح صوت الميم المتلقاة عن الأئمة المعتبرين , المتصل سندهم بالحضرة النبوية , ولم يرد التصريح به عن أي عالم قديم , أو كتاب معتمد من كتب اللغة أو التجويد والقراءات , ومنذ بزوغ شمس مصنفات التجويد القديمة اتسمت بالشمول لكل جوانب الدرس الصوتي التجويدي الدقيق , أما بعض الكتب المتأخرة يغلب عليها إيجاز العبارة غالبا , وغموضها أحيانا , أما ما سطره علماء التجويد الأوائل فقد سمو بأداء الحرف العربي إلى الإتقان .
ولا ينبغي لذي لبٍ أن يتجاوز ما مضى عليه أئمة علماء التجويد القدماء بوجه يراه جائزا في اللغة العربية , ويجب ألا نتجاوز ما رسموه لنا من قواعد التجويد , إذ كان ذلك بنا أولى , وكنا إلى التمسك بمصنفاتهم أحرى , والبُعد عما سطره الأوائل مرتع خصب للاختلاف والخلل في أداء القراءة وذلك ناتج عن إعمال بعض الآراء الشخصية في فهم نصوص التجويد .(1/2441)
وأردت أن أنبه القراء الحفَّاظ إلى أن قراءة القرآن عبادة , والعبادات الشأن فيها التوقيف , فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي لا تترك للاجتهاد أبدا , ومن ذلك قراءة القرآن , ولذا قال صلى الله عليه وسلم " اقرءوا كما علمتم " وهذا فعل أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب إلا إذا صرفه صارف , فمن كان عنده صارف لهذا الأمر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر لكل واحد منا , حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل عُلِّمَ القراءة تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة .
والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ . فقراءة القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول الله - سبحانه وتعالى - إما عنه مباشرة أو بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة . وقد سخر الله لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد قعَّدوا للقراءة النبوية كما تلقاها منه الرعيل الأول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الأوائل في القراطيس .
وكل الطوائف المتصدرة للإقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدلالة .(1/2442)
والحق الذي لا ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء السلف الأوائل ويجب على شيوخ العصر ومدرسي القرآن وأخص منهم من ضيَّق عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة المتأخرة التي صنفت في التجويد مما فيها إعمالا للرأي والاجتهاد وأخص أيضا من نصَّب نفسه مُقَعِّدا ومطورا لقواعد التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد التي سطرها العلماء القدماء شرح لكيفية قراء النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تقبل التطوير والاجتهاد مثلها مثل ثوابت الإسلام كالصلاة وأركان الحج , بل تؤخذ من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وما رواه عنه علماء السلف الذين نقلوا كيفية أداء النبي- صلى الله عليه وسلم - لهذه العبادات. والنبي- صلى الله عليه وسلم - قال " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقال في حديث آخر " خذوا عني مناسككم" وهو نفسه القائل " اقرءوا كما علمتم " وليس كما تيسر على ألسنتكم .
بعض الشيوخ في وقتنا المعاصر يتذوق الحروف – بلهجته العامية - ويقولوا هي تخرج معي هكذا , ونحن لسنا متعبدين بكيفية إخراجه هو للحرف بل كيف نطق النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الحروف وعلماء السلف لم يتركوا شيئا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا وسطروه لنا والمصنفات القديمة خير دليل على ذلك .
والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الأئمة المعتبرين القدامى ومرجع الترجيح في ذلك عند الخلاف لما سطره الأوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال الدكتور مساعد طيار حفظه الله :(1/2443)
(( بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق ، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم ، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين ، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم ، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم ، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم ))
وأعلم وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى أن المراجع البحثية المتعلقة بعلوم التجويد تنقسم إلى ثلاثة أقسام : أولا مراجع أصلية ثانيا مراجع ثانوية ثالثا مراجع يستأنس بها لا تقدم ولا تأخر في إثبات أي قضية بحثية تجويدية .
فالمراجع الأصلية : مثل أقوال الأئمة المعتبرين سواء كانوا من علماء المائة الثانية إلى المائة العاشرة مثل أقول أئمة القراء العشرة وابن مجاهد وأبو مزاحم الخاقاني والداني ومكي وعبد الوهاب القرطبي والشاطبي والسخاوي والجزري ومن في عصرهم أقوالهم حجة تثبت بأقوالهم أي قضية في التجويد .
والمراجع الثانوية : مثل أقوال علماء المائة الحادية عشر إلى المائة الثالثة عشر .
والمراجع التي يستأنس بها : أقوال علماء المائة الرابعة عشر إلى وقتنا المعاصر وإن كان كلامهم لا يقدم أو يؤخر في القضية شيئا . وذلك لأن علم علماء السلف أفضل من علماء الخلف بكثير لقوبهم من عصر النبوة ومن أراد المزيد في بحث هذه المسألة عليه بكتاب العلامة ابن رجب ( فضل علم السلف على علم الخلف ) ففيه الفائدة لمن كان له قلب
ومن مناهج البحث التي تعلمتها في كلية القرآن بالمدينة المنورة لو كانت هناك مسألة خلافية بين المتقدمين والمتأخرين نقدم أقوال المتقدمين لأنهم عرب فصحاء وليس كما يزعم من باعه في التجويد أقل من شبر من قوله : " أقوال الورق الأصفر الذي عفا عليه الزمن لا يؤخذ بقولهم " .(1/2444)
والحذر كل الحذر من تطوير وتجديد قواعد التجويد وهذا التجديد قد وقعت فيه بعض الكتب المعاصرة من قولهم بالفرجة وتقدير زمن الغنة بحركتين وتعريف الحركة بقبض الإصبع أو بسطه وإمالة القلقلة ناحية الحركة .
وتعتبر كتب التجويد القديمة رافدا من الروافد الثرية في ثبوت أي قضية من قضايا التجويد , ويجب على القارئ أن يعرض ما يتلقاه عن شيخه على الأصول المقررة في كتب التجويد للأئمة الأوائل خشية أن يكون شيخك وهِم في بعض ما يلقنك إياه , وإياك أن تأخذ كل ما يقوله شيخك بالمسلمات , فإن بعض الشيوخ يصيبهم الكبرياء في الرجوع عن بعض أقواله وعند سؤاله عن الدليل لما يقول يستدل بأنه تلقها هكذا , حتى ولو جاءه النص عن ابن الجزري فيما يخالف قوله لا يقبل به ’ ويلزم من يقرأ عليه برأيه ولا يقبل المساومة عليه وهذا العمل أشبه ما يكون بنظرية فرعون في الاستدلال " ما أريكم إلا ما أرى " وقد غلب على العصور المتأخرة نزعة التقليد وجمود العبارة وغموضها في بعض الأحيان , ولا يساورك شك في أن ما سطره العلماء الأوائل تقعيد لكيفية قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذا الكلام الأخير مسوق للاستدلال به على أن ما في بعض كتب التجويد المعاصرة ليس بالمسلمات , بل يجب عرض هذه القواعد على كلام وقواعد الأوائل فما وافق أخذنا وما خالف رددنا بالتي هي أحسن بلسان الأوائل لا بلساننا.
وفي الآخر , ليس هدفي بهذا البحث لنيل رسالة الماجستير أو الدكتوراه بل لأنال به رضى الله تعالى , وأسأله تعالى أن يتقبله مني خالصا وجهه , وأن يضع له القبول عند الناس , فإن القبول عند الناس رزق يوسعه الله – تعالى – على قوم , ويضيقه على آخرين , ولا معقب لحكمه . والله تعالى أسأله التوفيق والسداد آمين.
أ/ فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الأصوات التجويدية
{التعريف بالشفتين مخرج صوت الميم}(1/2445)
خلق الله الشفتين للإنسان وهما من أعضاء النطق المهمة, فهما يتحركان بحرية في اتجاهات متعددة , وتأخذان أوضاعا مختلفة حال النطق ، ويؤثر ذلك في نوع الأصوات المسماة بالحركات , وقد تنطبق الشفتان انطباقا تاما كما قد تنفرجان ويتباعد ما بينهما إلى أقصى حد . ومن بين هاتين الدرجتين من الانطباق والانفراج درجات مختلفة, ويحدث الانطباق التام في نطق الباء, ويحدث انفراج كبير في كثير من الأصوات كالكسرة العربية ومع بعض الأصوات الأخرى . وتختلف عادات البشر في استغلال حركة الشفتين والانتفاع بهما في إنتاج الأصوات فمن الشعوب من تتميز عادات النطق لديهم بكثرة الحركة في الشفتين, ومنهم من يقتصد...
قال تعالى ممتنُّا على عباده بنعمة اللسان والشفتين ( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) ( وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) والله سبحانه وتعالى خلق الشفتين لفوائد كثيرةٍ , ومن هذه الفوائد : إضفاءُ مسحةٍ خاصةٍ على جمال منطق الإنسان , وهيَّأ فيهما عضلاتٍ تستجيب لأوامر الإنسان في أي لحظة , فإذا نشّط هذه العضلات , وأيقظها بالضم والفتح , والإطباق , والضغط عليها وترويضها , فإنها ستستجيب له وتعطيه الهيئة المطلوبة لنطق أي حرفٍ , ولا شك أن ذلك سيساعد الفك على المرونة في النطق , فعلى من يرغب بتحسين تلاوته أن يتنبَّهَ إلى هذا , وأن يسمع النطق الصحيح من المشايخ , ثم يتدرّب عليه , وَيُرَوْضَ شفتيه على تحسينه , ورحم الله الإمام ابن الجزريّ إذ يقول عن التجويد :
وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ إلاّ رِياضَةُ امْرِىء بِفَكِّهِ
وقال الشاطبي
- وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً(1/2446)
ويبدو أن بروز الشفتين للعيان جعل علماء الأصوات المحدثين يكتفون في حديثهم عنهما ببيان الوظيفة التي تقومان بها في إنتاج بعض الأصوات , وهو عين السبب الذي جعل علماء العربية والتجويد يسلكون الطريق نفسه , فاكتفوا ببيان دور الشفتين في إنتاج الأصوات اللغوية , إلا أن الدركزلي ذكر بعض خصائصهما الحركية فقال : " ... بالشفتين المشتملتين على انطباق وانفتاح وحركة محكمة " يتم التغيير في مدارج الصوت .
{أهمية دور الشفتين في أصوات الكلام}
بعد التأمل الدقيق في مخارج الحروف نجد أن الشفتين لهما دور كبير جداً وأهمية في نطق جميع الحروف المفردة والمجتمعة , ويظهر دورهما بشكل بارز عند توالي الحروف المتباينة في الحركات كالضم مع الكسر , مثل : (أُمِرُوا) أو الضم مع السكون , مثل: (وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ). وهذه ملاحظةٌ يغفل عنها الكثيرون , ولذلك فإن من لم يهتم بهيئة شفتيه عند نطق الحروف فإنها تخرج غير متقنة , فمثلاً عندما تنطق : إِيْ , تكون هيئة الشفتين مختلفة تماماً عندما أُوْ ...وإلخ...
{التعريف بالمجرى الخيشومي مخرج صفة الميم}(1/2447)
كان سيبويه أول من استخدم كلمة الخياشم , ووضح أن الهواء يأخذ طريقه فيها عند نطق الميم ولكنه لم يبين المقصود منها . وتابع علماء التجويد سيبويه في استخدام كلمة الخياشم ومنهم الداني في التحديد وعبد الوهاب القرطبي في الموضح , لكنهم قدموا لنا توضيحا مناسبا لها , فقال مكي : " والخيشوم الذي تخرج منه الغنة , هو المركب فوق غار الحنك الأعلى " وجاء تعريف الداني للخيشوم أكثر وضوحا , وذلك حيث قال : " والخيشوم خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم " واستخدم عدد من المحدثين عبارة ( الفراغ الأنفي ) و ( التجويف الأنفي ) و ( البلعوم الأنفي ) بدل كلمة الخياشم , وهم يقصدون بذلك التجويف الذي يندفع خلاله الهواء حتى يخرج من الأنف . وعرَّفه الدكتور : خليل إبراهيم العطية في كتابه البحث الصوتي عند العرب بقوله : " وهو فراغ يندفع فيه الهواء عند انخفاض الطبق ليمر الهواء الخارج من الرئتين من خلاله عن طريق الآنف وعن طريق التجويف الأنفي تنطق النون والميم العربيتين "
والجمهور من العلماء يعرف الغنة بأنها مجرد خروج النفس المجهور من المجرى الخيشومي , قليلا كان ذلك النفس أم كثيرا , طويلا أم قصيرا , وقد أكدوا على ملازمة الغنة للنون والميم , كيفما جاءتا , فقال عبد الوهاب القرطبي عنهما : " ولأجل جريان الغنة فيها وفي الميم إذا طرأت على الخيشوم آفة تمنع الجريان رأيت النون أقرب إلى التاء , والميم أمسَّ بالباء "
وكان الجعبري قد قال كلمة موجزة جامعة عنها , هي : " والغنة صفة النون , ولو تنوينا , والميم , تحركتا أم سكنتا , ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين , ... قال : وهذا معنى قول الداني : وأما الميم والنون فيتجافى بهما اللسان إلى موضع الغنة من غير قيد , وبرهانه سد الأنف , وهي في الساكن أكمل من المتحرك , وفي المخفي أزيد من المظهر , وفي المدغم أوفى من المخفي "(1/2448)
والغنة ليست بحرف كما ورد عن بعض العلماء بل هي صفة وصاحب هذا القول مكي رحمه الله فقد قال في رعايته " والغنة حرف مجهور شديد , لا عمل للسان فيها , والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحنك الأعلى فهي صوت يخرج من ذلك الموضع " ومن ثَمَّ اعترض الجعبري على قول مكي السابق وأنكره وصنف في ذلك شعرا للرد عليه بقوله " جعله الغنة حرفا غير سديد بالمهملة , وإن أراد أنها ذات محل مغاير فلا يلزم منه حرفيتها قال: وإلى هذا أشرنا في العقود بقولنا :
والغنة أبْطلْ قولَ مكيًّ بها *** في أنها حرفٌ وأمَّ بياني
في أنها لا تَسْتِقيلُ بنفسها *** وتحلُّ حرفاً رَبَّةَ اسْتعلانِ "
والغنة تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق أما من أجرى مراتب التفخيم الخمسة على الغنة الفخيمة فهو من عمل المحدثين ولا دليل أو نص عليه من علماء التجويد المتقدمين القدامى , بل هم أطلقوا العبارة , ونحن كذلك نطلق العبارة مثلهم .
{الميم صوت شفوي خيشومي مجهور مرقق}
قال سيبويه عن مخارج أصوت الشفة : " ومما بين الشفتين مخرج الباء , والميم والواو " وقد ردد بعض علماء التجويد عبارة سيبويه من غير زيادة ومنهم الداني في الإدغام الكبير وأحمد بن أبي عمر : في الإيضاح والمرادي في المفيد , وحاول بعضهم توضيح حالة الشفتين مع كل حرف من الحروف الثلاثة , فقال الداني : " غير أن الشفتين تنطبقان في الباء والميم , ولا تنطبقان في الواو بل تنفصلان " وقال على القارئ : " إلا أن الواو بانفتاح , والباء والميم بانطباق " وعلق المرعشي التركي على قول على القارئ فقال : " المراد من انفتاحهما في الواو انفتاحهما قليلا , وإلا فهما ينضمان في الواو , ولكن لا يصل انضمامهما إلى حد الانطباق "(1/2449)
الميم صوت شفويٌّ خيشومي مجهور مرقق , ويتم صوته بأن تلتصق الشفتان التصاقا تامَّا , يمنع مرور الهواء , وفي أثناء ذلك ينخفض الطبق نحو الجدار الخلفي للحلق , وينغلق التجويف الفموي , ويغير الهواء مجراه , فيخرج عن طريف المجرى الخيشومي , وتضيق المسافة بين الوترين الصوتيين ضيقا شديدا , يسمح بمرور الهواء , ويتذبذب الوتران الصوتيان , ويخرج الصوت مجهورا , وينخفض مؤخرة اللسان , بعيدا عن الطبق , وتضيق غرفة الرنين , ويخرج الصوت مرققا .
{مخرج صوت الميم من نصفين شفوي وخيشومي}
صوت الميم يخرج من بين الشفتين, ويتحقق ذلك بتصادم الشفة العليا بالسفلى كالباء , وهذا هو نصفها الأول, وعند إنتاج صوتها في المخرج يصاحبها مرور صوت من الجزء الخلفي للفم عبر الخيشوم , ويَحْدُث هناك رنين في صوتها , وهو ما يسميه العلماء بالغنة , وهذا نصفها الثاني , فيستنتج من ذلك أن صوت الميم يتحقق بمجموع عملين , الأول : أن تنطبق الشفتين على بعضهما , والثاني : وبسبب هذا الانطباق يغلق المخرج تماما فيتحول الصوت الخارج من الحنجرة عبر التجويف الأنفي في استمرار لتدفق الصوت من الأنف , فالصوت الخيشومي مصاحب لصوت الميم كيفما كانت سواء كانت ساكنة أو متحركة . قال مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه الكشف عن وجوه القراءات : " ... وأما حروف الشفتين فأربعة : الفاء منفردة , ثم الباء والميم والواو أخوات ... "
{صفات صوت الميم من نصفين شديد ورخو}(1/2450)
من أحد الصفات التي لا تنفك عن الميم أن فيها نصفا شديدا ونصفا آخر رخوا من حيث جريان وحبس الصوت معها , فأما الشدة فيها فعندما تنطبق الشفتين ينحبس صوتها , والنصف الرخو فبسبب هذا الحبس لهواء الصوت في المخرج , يتحول الصوت ناحية المجرى الخيشومي , ولهذا اعتبرها علماء التجويد حرف بين الرخو والشديد . ووصفه الإمام النويري شارح طيبة النشر في القراءات العشر بأنه صوت مشوب : أي مخلوط من الرخاوة والشدة وذلك عند شرحه للأحرف البينية التي نظمها الحافظ ابن الجزري حيث قال : " فالجهر ضد الهمس والرخوة ضد الشدة الخالصة أو المشوبة : وهي ما بين الرخوة والشديدة... " .
والميم صوت يتذبذب معه الوتران الصوتيان في داخل الحنجرة , وهو صوت مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وصوت بينيّ أي بين الشدة والرخاوة , يجري معه الصوت جريانا جزئيا لا كليا , وصوت مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به إلى قاع الفم , وصوت مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه. وصوت منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ به , وصوت أغنُّ يعمل معه المجرى الخيشومي في جميع حالاته من حيث الحركة والسكون .
وصوت الميم من حيث الحركات والسكون له أربع حالات : أولا يجب المباعدة بين الشفتين والفكين العلوي والسفلي حال حركتها بالفتح . ثانيا : يجب ضم ومط الشفتين للأمام حال حركتها بالضم . ثالثا : يجب خفض الفك السفلي عند التلفظ بها وهو مكسور الحركة . رابعا : في حال سكونها تخرج من مخرجها الأصلي بانطباق الشفتين والحذر من مطهما للأمام حال سكونها فيما لو سبقت بحرف مضموم الحركة , والخلل بهذه الشروط الأربعة السابقة فيه نقصان لكمال الصوت بالميم .(1/2451)
وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بترك فرجة عند التلفظ به وهو ساكن عند ملاقاته حرف الباء ولم يثبت هذا عمن لهم قصب السبق في علوم التجويد أمثال أبو عمرو الداني والشاطبي وبن الجزري رحمهم الله تعالى فاحذر من ترك فرجة عند الميم الساكنة وحذٍّرْ منه غيرك مع مطالبة نفسك بكمال الإخلاص لله تعالى .
{شروط النطق بصوت ميم خالصة كاملة}
يشرط لتحقيق صوت الميم في حاسة السمع أن يتم تصادم وانطباق للشفة العليا على أختها السفلي , وهذا هو الشرط في نطق صوت ميم خالصة ساكنة , وهو نفس الشرط في نطق صوت باءٍ خالصةٍ , فمثلا , حاول أخي القارئ أن تنطق بصوت الباء الساكنة من غير تصادم للشفتين واستمع للصوت الناتج عن ذلك لا يمثل في حقيقته نطق باء أبدا , بل فيه فناء لصوتها بالكلية, ونفس الملاحظة أفعلها مع صوت الميم الساكنة , ليثبت لديك من خلال التجربة الصوتية أن من شروط النطق بميم خالصةٍ لابد من تصادم الشفتين وانطباقهما أما صوت الغنة فمَقَرُّه المجرى الخيشومي.
قال أبو عمر الداني في كتابه النادر الإدغام الكبير :" ... والباء والميم والواو من مخرج واحد وهو ما بين الشفتين , وهن مجهورات ..." فأشار رحمه الله إلى كيفية التلفظ بميم تامة وغيرها من الأصوات الشفوية .
{التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي}
التعريف بالقلب :(1/2452)
القلب لغة : تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر. والقلب أفصح من المنتشر بين كتب المعاصرين بتسميته الإقلاب . واصطلاحاً : إبدالُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا خالصة عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء.وعندما تبدل النون الساكنة ميما يتحول الحكم من القلب إلى الإخفاء الشفوي , فعندما نتكلم على الإخفاء الشفوي فالقلب داخل تحته كما قرر ذلك الحافظ بن الجزري في النشر من قوله : " (فلا فرق حينئذ بين ( أَنْ بُورِكَ) و( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) ... " شرح التعريف : إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً مع إطباق الشفتين ليتحقق صوت الميم مصاحبا ذلك غنة الإخفاء من الخيشوم. مثل : ( لَيُنْبَذَنَّ ) , ( عَلِيمٌ بِذَاتِ) فيصير النطق هكذا: [ لَيُمْبَذَنَّ , عليمُمْبِذَات ]. قال ابن الجزريّ :
والقّلْبُ عِنْدَ الْبَا بِغُنَّةٍ كَذَا الاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا
التعريف بالإخفاء الشفوي :
وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل : (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَة) , فتُخْفى الميمُ عندَ الباء مع إطباق الشفتينِ ومَعَ بَقاء غُنَّة الإخفاء من الخيشوم .
قال ابن الجزريّ :
........................ ......................وَأَخْفِيَنْ
الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءِ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
الفصل الثاني : وفيه عدة مباحث :
{القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائها قديما}(1/2453)
قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد :" وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه للغنة التي فيه ( أي أصل الغنة المظهرة ) ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح ولا جائز ... فإن تلقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما : فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا مذهب بن مجاهد , وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ... قال أبو الحسن ابن المنادى : أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ... وقال أحمد بن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت باء في جميع القرآن , قال : وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا ... وبالأول أقول ... "
فهذه النصوص صريحة من أقوال العلماء شيوخ أبي عمرو الداني أن الخلاف كان دائرا بين إظهار الميم الساكنة أو إخفائها وأشار في آخر كلامه أنه يقول بالأول وهو إخفاء الميم مع إطباق الشفتين.
وقال مكي في كتابه الرعاية: " وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باء أو فاء أو واوا ... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام ... "
قال الحافظ بن الجزري في تمهيده :(1/2454)
فإذا سكنت الميم وأتى بعدها فاء أو واو فلا بد من إظهارها، كقوله: ( هُمْ فِيهِ ) ( وَيَمُدُّهُمْ فِي) ( وَعِدْهُمْ وَمَا ) ونحوه. وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: [ الداني . وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال] أحمد ابن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي . وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ ( أَمْ بِظَاهِرٍ ) أو عارضة كـ ( يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ ) . ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً.
وقال أيضا ابن الجزري في كتابه النشر: (الثاني الإخفاء) عند الباء على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين. وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية وذلك نحو: ( يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) ،و ( رَبَّهُمْ بِهِمْ ) ، ( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ) . فتظهر الغنة فيها إذ ذاك إظهارها بعد القلب في نحو: ( مِنْ بَعْدِ ) ، ( أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ) ، وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً وهن اختيار مكي القيسي وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية. وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه (قلت) والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب. وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: ( بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) .(1/2455)
فهؤلاء الأئمة المعول عليهم في علوم التجويد لم يصرح أي فريق من القائلين بالإخفاء بترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة عند ملاقاتها الباء فتبين للباحث أن القول بترك فرجة أمرٌ حادثُ لا يعرف إلا من خلال السنوات المتأخرة من خلال َفهْم بعض العلماء المَُْحدثِين لنصوص التجويد .
.
{الإقلاب يسمى قديما بالإبدال}
في كتاب ( تلخيص العبارات بلطف الإشارات في القراءات السبع للحافظ ابن بليمة وصف أن العمل الذي يتم مع مجاورة النون لصوت الباء يسمى بالابدال ولم يصرح بلفظ القلب أو الإقلاب , وهذا الكتاب أحد الكتب التي اعتمد عليها الحافظ بن الجزري في نشره .
ونص بن بليمه فيما يتعلق بما نحن بصدده كالآتي :
قال رحمه الله : " باب اختلافهم في النون الساكنة والتنوين ... إلا أن التنوين يبدل عند الباء ميما . وأجمعوا على إدغامها عند هجاء " يرملون " إذا كنم في كلمتين احترازا من ( صِنْوَانٍ) و ( قِنْوَانٌ) و( بُنْيَانٌ) فأربعة منها بغنة يجمعها هجاء حروف " يومن " واثنان بلا غنة يجمعها هجاء " ر ل " وتفرد خلف بإدغام الغنة عند الياء والواو " والشاهد من كلامه السابق قوله : " إلا أن التنوين يبدل عند الباء ميما " فسمَّى هذا العمل إبدالا .
وسمَّاه بنفس التسمية" إبدالا " ابن جزي الكلبي الغرناطي ( ت 488 هـ) في كتبه المختصر النافع في قراءة نافع بقوله في باب النون الساكنة والتنوين : " لها أربعة أحكام : إظهار وإدغام وإبدال وإخفاء ... والإبدال عند الباء : تبدل النون والتنوين ميما نحو ) مِنْ بَعْدِ ) ... "
{الإخفاء الشفوي يسمى قديما بالإدغام الناقص}
ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير قال الإمام الشاطبي
:وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزلا(1/2456)
.قال الإمام الحافظ أبو شامة في إبراز المعاني وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: ( آدَمَ بِالْحَقّ) ، ( بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) ، ( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ، ( حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا. ـ كلام أبو شامة فيه تصريح أن القدماء كانوا يسمونه إدغاما ولكن إدغاما ناقصا لبقاء صوت الحرف الأول وهو الغنة , .فلو سميته بالإخفاء الشفوي فبها ونعمت وإن سميته إدغاما ناقصا فليس ذلك بدعا من القول بل صرح به العلماء المتقدمين . ومن ذلك قول الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه النادر الإدغام الكبير حيث جعل تسميته بالإدغام من باب المجاز : "قال أبو عمرو : والقراء يعبرون عن الميم عند الباء بالإدغام , وكذا ترجم له اليزيدي عن أبي عمرو . وليس بإدغام في الحقيقة لامتناع قلب الميم باء وإدخالها فيها إدخالا شديدا في ذلك , إذ هو حقيقة باب الإدغام , وإنما استثقلت الحركة على الميم فأزيلت تخفيفا فخفيت الميم لذلك . وهذا قول جميع من يقتدى به من علمائنا , وهو قول النحويين . والعبارة عن ذلك بالإدغام إنما هي مجاز واتساع لما بيناه "
{القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة}(1/2457)
نصوص المصنفات القديمة في التجويد والقراءات تصرح وتنص نصا صريحا بإطباق الشفتين, وسوف أسْرِد أقوالهم جملة ثم أذكر بعض نصوص بعضهم ومن أراد التوسع فعليه بكتابي الذي يحمل هذا الاسم ومن هؤلاء الأئمة الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق في كتابه الإدغام الكبير طبع حديثا , و الحافظ شيخ النحويين بلا منازع سيبويه قال بالإطباق في كتبه المشهور , و الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومكيّ قال بالإطباق وسوف أنقل نصه عن قريب , و الحافظ أبو عمرو الداني الأندلسي في مصنفاته الكثيرة المشهورة ومنها كتابه الشهير " التيسير في القراءات السبع " وكتابه " التحديد والإتقان في صنعة التجويد " وفي كتابه " الإدغام الكبير " قال بالإطباق .
والحافظ الشاطبي الأندلسي صاحب اللامية المشهورة المسماة " حرز الأماني ووجهة التهاني في القراءات السبع, وهو أحد شيوخ علم الدين السخاوي قال بالإطباق, ومن أراد معرفة راية في هذه المسألة فليرجع إلى أصل منظومته وهو كتاب " التيسير " للداني, وصرح علم الدين السخاوي في كتابه شرح الوصيد أول من شرح الشاطبية, وأخذ العلم عن الشاطبي بأعلى درجات الرواية وهو المشافهة , وسوف أنقل نص السخاوي عن قريب , والحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق وسوف أنقل نصه قريبا والحافظ الجعبري قال بالإطباق في شرحه للشاطبية المسمى " كنز المعاني " .(1/2458)
والحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالإطباق في كتابه الرائع المسمى " إبراز المعاني " , والحافظ ابن شعلة في شرحه للشاطبية قال بالإطباق , والحافظ المقرئ عبد الغني الحصري في قصيدته الحصرية في قراءة الإمام نافع قال بالإطباق , والحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالإطباق وسوف أذكر رأيه قريبا , والحافظ أحمد بن الحافظ بن الجزري قال بالإطباق في شرحه لطيبة النشر وهذا الشرح أثنى عليه خيرا بن الجزري , والحافظ الإمام النويري شارح الطيبة قال بالإطباق وهو أحد تلاميذ ابن الجزري أخذ عنه العلم والقراءات في مكة ثم أجازه بالنشر وغيرها ثم رجع إلى مصر وصنف شرحه الفريد في نوعه على طيبة النشر , والشيخ الحافظ بن القاصح العذري قال بالإطباق في كتابه سراج القارئ , والشيخ ملا على قارئ في المنح الفكرية قال بإطباق وهذا الكتاب أحد شروح الجزرية المتوسعة , والشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق , والشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق في كتابه " النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرا الإمام نافع ", والشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب الإتحاف قال بالإطباق وهو أحد شيوخ في سندي المتصل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والشيخ القسطلاني في اللآلئ السنية قال بالإطباق.
والشيخ سليمان الجمزوري ناظم التحفة قال بالإطباق , والشيخ محمد المتولي شيخ الضباع قال بالإطباق والشيخ أحمد المتولي أحد شيوخ سندي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفص من طريق الشاطبية وأحد رجال سندي كذلك في حفص بجميع طرق الطبية , والشيخ الضباع في كتابه الإضاءة وشرحه على الشاطبية المسمى " إرشاد المريد إلى مقصود القصيد " قال بالإطباق , والشيخ محمد مكي نصر الجريسي في كتابه " نهاية القول المفيد قال بإطباق وهو أحد تلاميذ الشيخ المتولى وأخذ العلم عن الشيخ الدري التهامي شيخ الشيخ عامر عثمان , و(1/2459)
الدكتور غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالإطباق وناقش هذه المسألة بتوسع في رسالة الدكتوراه المسماه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " وسوف أنقل كلامه في هذا البحث لأهميته , والشيخ عبد العزيز الزيات قال بالإطباق وهو شيخ شيخنا الدكتور يحيي الغوثاني وحدثني الشيخ يحيي أكثر من مرة مشافهة أنه قرأ بالإطباق على الشيخ الزيات .
والشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق , والشيخ محمد رفعت القارئ المشهور يقرأ بالإطباق , والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق , والشيخ محمد الصيفي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق والشيخ صديق المنشاوي أبو محمد صديق المنشاوي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق والشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالإطباق والشيخ محمود علي البنا القارئ المشهور يقرأ بالإطباق وتسجيلات هؤلاء خير دليل على ذلك وعندي " كليب " صوت وصورة لبعضهم ورأيتهم رَأْيَ العين يطبقون الشفتين وسوف أذكر ذلك بالتفصيل في المبحث الآتي .وغير هؤلاء كثير يقرءون بالإطباق وسوف أسرد أقوالهم بتوسع وتفصيل أكثر في كتابي السالف الذكر .
الفصل الثالث
{نصوص الأئمة القدماء والمحدثين القائلون بالإطباق}
العلماء قديما مجمعون على إطباق الشفتين ولم يصرح أحدهم بمسألة ترك الفرجة أبدا , ومن هؤلاء العلماء من قال بإخفائها عند ملاقاتها باء ومنهم من قال بالإظهار , ومنهم من سمى هذا العمل بالإدغام الناقص ومن أراد بحث هذه المسألة والتنصيص عليها عليه بالبحث في كتب القراءات والتجويد تحت هذه المواضيع التالية :
• الإقلاب للنون الساكنة والتنوين
• الإخفاء الشفوي
• حكم الإدغام الكبير لأبي شعيب السوسي من قراءة أبي عمرو البصري رحمهما الله تعالى .عند كلامه فيما لو تلاقت الميم مع الباء في الخط .(1/2460)
وقال شيخ هذا الفن بلا منازع العلامة الحافظ بن الجزري في نشره بعد أن تبدل النون الساكنة أو التنوين ميما فلا فرق بين الإخفاء الشفوي والقلب .
وإني لأرجو بشدة من أي عالم أو باحث أو طالب علم إن وقف على أي تصريح لأي عالم قديم بترك تلك الفرجة، فليأتنا به مشكورا، لأني مع شدة التتبع , ومن قرأت عليهم من المجازيين المتصل سندهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم أر إلا التصريح بالإطباق مع العلم أني قرأت على المشايخ المسندين بالإطباق وكل من أعرفهم من أصحاب الأسانيد العالية مطبقون للشفتين على الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء. والفيصل في هذه المسألة نص صريح من القدماء . وهذه نصوص الأئمة المعتبرين صريحة لا تحتمل التأويل تنص نصا صريحا بالإطباق وإليكها .
{الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق}
في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري لم يصرح رحمه الله بترك فرجة عند ملاقاة الميم للباء وكل الآخذين عنه لم يصرحوا بهذه الفرجة فعُلم إبقاء الميم على أصلها . وهذا الكتاب عبارة عن مخطوطة طبع وحقق مرتين الأولى بتحقيق الشيخ : أنس بن محمد حسن مُهرة طبعة دار الكتب العلمية بيروت وهذه الطبعة متوسعة وفيها كلام ابن الجزري والمرة الثانية طبع بتحقيق : د عبد الكريم محمد حسين من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت وهذه الطبعة موجزة ومختصرة لبحث الإدغام الكبير .
{الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومكيّ قال بالإطباق}(1/2461)
نصوص العلماء في إطباق الميم المخفاة مع الباء التصريح بها هو الأكثر أو الإشارة بقولهم ميما خاصة ولا يوجد أدنى تنويه بترك الفرجة ومن ذلك ما جاء عن الإمام طاهر بن غلبون بن عبد المنعم ثقة ضابط ( ت 399 ) من قوله في فصل: الإشمام عن الإدغام الكبير لأبي عمرو وبعد ذكره لاختلاف الطرق عن أبي عمرو في جواز الإشمام وامتناعه عند إدغام الباء في الباء، والميم في الميم ، والميم في الباء:" وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالإشمام هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الإدغام، ليدل على أن الحرف المدغم يستحق هذه الحركة في حال الإظهار حرصا عل البيان، وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما " نقلا من كتاب التذكرة في القراءات الثمان بتحقيق الشيخ أيمن سويد , وهذا نص صريح لا يحتمل التأويل و فيه رد وإقامة للحجة على من تعصب لترك الفرجة في الميم من غير دليل . فقد أشار أن الميم عند ملاقاتها الباء تنطبق الشفتين عليها وسمَّى هذا العمل عندهم إخفاءً , وهذا النص الصريح أيضا فيه رد على بعضِ شيوخ العصر القائلون كيف تنطبق الشفتين ونسميه إخفاءً ؟.
{الحافظ أبو عمرو الداني الأندلسي في مصنفاته قال بالإطباق}
قول الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التيسيرعند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل ( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ( يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ) - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله : " من أجل انطباق الشفتين " وهذا أيضا نص صريح بالإطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية . وهذا الكتاب مطبوع . وقال بذلك أيضا في كتابه الإدغام الكبير ص 81 طبعة عالم الكتب – بيروت .(1/2462)
وفي كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: “ فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر..قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالأول أقول " . فأنت ترى أن المذهب الأول والذي هو الإخفاء هو الذي صرحوا فيه بالإطباق، إذ أن الإطباق في هذا النوع مفروغ منه وسوف ألحق لك صورة في آخر هذا البحث عبارة عن صورة فوتوغرافية مصورة من كتاب التمهيد وفي الهامش كلام أبي عمرو الداني تحته في الهامش ينص نصا صريحا بإطباق الشفتين على الميم المخفاة وهذا النص لا مجال معه للتأويل . وبعض الصور الأخرى من نصوص وكتب الأئمة المعتبرين القدماء .
وقال أيضا ابو عمرو الداني في كتبه النادر المطبوع قريبا المسمى " الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والقراءات " – باب القول في قلبهما أي النونين الساكنة والتنوين
القول في قلبهما
والنون والتنوين عند الباء *** حكمهما في النحو والأداء
أن يُقلبا ميما بلا إدغام *** في اللفظ في القرآن والكلام
من أجل صوت الميم والنداوه *** وشركها للباء في التلاوة
انقلبا ميما بلا خلاف *** فلا تكن في لفظها بالجاف
فأين الدليل من في هذه الأبيات للداني لترك الفرجة بل حذر من جفاء صوتها , وهذا الكتاب للداني عبارة عن منظومة كبيرة جمع فيها جميع علوم القراءات والتجويد وعدد أبياتها 1311 بيتا شملت جميع أبحاث التجويد والقراءات جملة وتفصيلا .
{الحافظ عبد الوهاب القرطبي معاصر للداني قال بالإطباق}
قال عبد الوهاب القرطبي ( ت 461 هـ ) في كتابه النادر الموضح في التجويد عند كلامه على الميم الساكنة عند ملاقاتها صوت الباء ما نصه :(1/2463)
الميم : إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم كقوله تعالى ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ ) ( أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) ( هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) وذلك أن الباء قربت من الميم في المخرج فامتنع الإظهار , واستوتا في أن كل واحدة منهما تنطبق بها الشفتان فتحقق الاتصال والاستتار , وامتازت الميم عنها بمزية الغنة فامتنع الإدغام فلم يبق إلا 0
وقد اختلف القراء في العبارة عنها , فقال بعضهم : هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما , وهو مذهب ابن مجاهد , قال ابن مجاهد : والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى لأن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون الخفية ... وهذا نص صريح أيضا بإطباق الشفتين وتسميته بالإخفاء , ولم يسم أحد من الرعيل الأول هذا العمل بالإظهار بغنة , بل قالوا الشفتين تنطبقان وسموا ذلك إخفاءً .
{الحافظ الشاطبي الأندلسي شيخ السخاوي قال بالإطباق}
الإمام الشاطبي رحمه الله نظم لاميته المسماه " حرز الأماني ووجه التهاني " في القراءات السبع وهذه اللامية أصلها كتاب التيسير وقد سبق وذكرت نص كتاب التيسير والتصريح بالإطباق بين وواضح فيه , وجميع شراح الشاطبية القدماء ينصون بالإطباق عند الحديث على الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري . ومن أخذ عن الشاطبي مشافهة ينصون على الإطباق فعُلم أن الشاطبي من أهل الإطباق .
{الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي قال بالإطباق}(1/2464)
قال الإمام القسطلاني في كتابه فتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي أن أول من شرح الشاطبية علم الدين الدين السخاوي بقوله : " اعلم أنه قد اتفق الجمهور على أن أول شارح لها علم الدين السخاوي وسمى شرح اللامية " فتح الوصيد " قال الشيخ أبو إسحاق الجعبري : وكلُ كَلٌ على فتح وصيدها ومانح نضيدها الشيخ العلامة تاج القراء , وسراج الأدباء علم الدين السخاوي لأنه قرأها على مؤلفها غير مرة وهو أعلم بها من غيره من الشارحين وقال ابن الجزري : بل هو والله السبب في شهرتها في الآفاق وإليه أشار الشاطبي بقوله : يقيض الله لها فتى يشرحها .
قال الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي , في كتابه فتح الوصيد في شرح القصيد عند قول الناظم وأشمم ورم في غير باء وميمها" .... يعني أن لك أن تروم وتُشم في ما أدغمه مما ذكره في الباب كله إلا في باء أو ميم جاءت كل واحدة منهما ملاقيةً باء أو الميم ؛ لأن مذهب أبي عمرو ... الإشارة إلى حركة الحرف المدغم في حل إدغامه تنبيها عليها ما لم تكن الحركة فتحة ؛ لأنه لو رامها , لظهر المدغم لخفة الفتحة وسرعة ظهورها , ولمَّا تعذرت الإشارة بانطباق الشفتين في الباء مع الباء والميم , وفي الميم مع الميم والباء ... "
فقول الشارح تعذرت الإشارة بسبب انطباق الشفتين فيه دلالة واضحة أن ملاقاة الميم الساكنة للباء مخفاة والشفتان ايضا ينطبقان , ولم يصرح بترك الفرجة في كتابه جمال القراء أو منظومته الرائعة في التجويد .
{الحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق}(1/2465)
في كتاب الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ نص صريح بإطباق الشفتين عليهما انطباقة واحدة أي : نطبق على ميم وفتح الشفتين على باء ، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال: " (... و قال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار و لفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا ... " و قال في موضع آخر : " إلا أن يريد القائلون بالإخفاء : انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ... " وهذا النص من ابن الباذش رحمه الله فيه إشارة أن الميم لا يتأتى إدغامها إدغاما كاملا في الباء لأنها تدغم ولا يدغم فيها وفيه ورد على من ادعى أن إطباق الشفتين قبل الباء يسمى إظهارا بغنة فإذا انتفى الإظهار تعين الإخفاء وامتنع الإدغام لأن الميم لها صوت ولم تفنَ بالكلية في الباء وفناؤها يسمى بالإدغام الكامل ولا إدغام كاملا هنا .
{الحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالإطباق}
, قال الإمام أبو شامة ت 665 هـ في إبراز المعاني عند قول الناظم الإمام الشاطبي ت 590 هـ
وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزلا
: " وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: ( آدَمَ بِالْحَقّ) ، ( بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) ، ( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ، ( حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) , والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا... " وهذا نص واضح وفيه إشارة أن المصنفين قديما كانوا يسمونه بالإدغام الناقص بدل الإخفاء ولو اتفق أهل عصرنا القائلون بترك الفرجة على هذه التسمية لذهب الخلاف الذي بيننا وبينهم البتة.
{الحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالإطباق}(1/2466)
قول الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي . قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين
..."
فماذا يريد القائلون بالفرجة بعد قول علامة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه الله ( من أجل انطباق الشفتين ) حسم الخلاف بين الجميع . وتأمل كلامه في التمهيد،الذي صنفه في القاهرة وكان عمره وقتها سبعة عشر عاما, إذ لا توجد له أدنى إشارة لترك الفرجة بين الشفتين قال رحمه الله : " الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو: ( َ أَنْ بُورِكَ) ، ( أَنْبِئْهُمْ ) ، ( جُدَدٌ بِيضٌ ) والغنة ظاهرة في هذا القسم. وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء ... " . ولم يشر رحمه في أي منظومة من منظوماته المشهور بترك فرجة أو بتقليل الاعتماد على الشفتين أو غير ذلك مما انتشر القول به في الآونة الأخيرة .
{الحافظ الإمام النويري شارح الطيبة وتلميذ ابن الجزري قال بالإطباق}(1/2467)
قال الإمام النويري عند شرحه للإدغام الكبير لأبي عمرو البصري : " ... ثم اختلفوا في المراد بهذه الإشارة : فحمله ابن مجاهد على الروم , والشنبوذي على الإشمام , ثم قال الشنبوذي : الإشارة إلى الرفع في المدغم مرئية لا مسموعة , وإلى الخفض مضمرة في النفس غير مرئية ولا مسموعة,
وحملة الجمهور على الروم والإشمام معا , فقال الداني : الإشارة عندنا تكون روما وإشماما , والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة ؛ لأنه يقرع السمع , غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه , ويصاحبه مع الإشمام ؛ لأنه إعمال العضو وتهيئته من غير صوت إلى اللفظ , فلا يقرع السمع ويمتنع في المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض .
... وقوله ( في غير با ) يعنى أن الآخذين بالإشارة أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء , وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم , قالوا : لتعذر الإشارة فيهما من أجل انطباق الشفتين , وهو إنما يتجه إذا قيل : إن المراد بالإشارة الإشمام إذ تعز الإشارة بالشفة , والباء والميم من حروف الشفة , والإشارة غير النطق بالحرف ... فقول النويري تعذر الإشارة بالروم والإشمام من أجل انطباق الشفتين في الميم الساكنة التي بعدها باء فيه دلالة واضحة أن الإطباق هو السائد عندهم وهو المأخوذ به عند الجميع , وهو الذي عليه العمل عند جميع القراء . .
{ابن القاصح العذري في سراج القارئ قال بإطباق}(1/2468)
قال رحمه الله في كتابه الرائع سراج القارئ عند شرحه للإدغام الكبير لأبي عمرو البصري : " ... وتلتقي الباء بمثلها تحو قوله تعالى ( نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا ) أو مع الميم نحو قوله تعالى ( يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ) وتلتقي الميم مع مثلها نحو ( يَعْلَمُ مَا ) أو مع الباء نحو ( أَعْلَمُ بِمَا ) فإن الروم والإشمام يتعذران في ذلك لانطباق الشفتين بالباء والميم " أين التصريح بترك الفرجة لا يوجد بل كلامه صريح بالإطباق . وقال أيضا في كتابه النادر " نزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين : " الحكم الثالث : القلب فينقلبان فيهما عند حرف واحد وهو الباء , وسواء اتصلت النون بالباء في كلمة أو انفصلت عنها في كلمة أخرى ؛ نحو ( أَنْبِئْهُمْ) ( وَمِنْ بَعْدُ) و ( صُمٌّ بُكْمٌ) " . ولم يشر أدنى إشارة لترك الفرجة .
{الشيخ ملا على قارئ في المنح الفكرية قال بإطباق}
كلام الشيخ ملا علي القاري المتوفى سنة 1014 هـ في المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية قال:" وقلب النونين (يقصد النون والتنوين) ميما عند ملاقاتهما الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء حال كونها مقرونة بغنة كما هو شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلاء أرباب القراءة في نحو قوله: ( وَهُمْ بِرَبِّهِمْ ) ( أَنْبِئْهُمْ ) ( أَنْ بُورِكَ) و( عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ووجه القلب عسر الإتيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، ولم يدغم لاختلاف نوع المخرج وقلة التناسب، فتعين الإخفاء. ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة " .(1/2469)
وهذا كلام الشيخ ملا علي لا يوجد فيه أدنى إشارة بترك الفرجة, ولو كان التلقي قديما بالفرجة في صوت الميم الساكنة لصرحوا به ولتوافرت النصوص الكثيرة لبيانه فكيف غاب هذا البيان عن القدماء ويأتي علماء العصر للتصريح به من غير دليل عليه من كتب المتقدمين بل بمجرد استشكال منهم في فهم معنى كلمه إخفاء مع إطباق الشفتين على الميم .
وأقول لهم التلقي من المشايخ المسندين يفسر النصوص التجويدية وليست النصوص التجويدية يفسر بها كيفية القراءة فمثلا لو هناك رجل لم يدرس التجويد البتة وأخذ كتابا من السوق ووجد فيه عبارة ( الروم والإشمام ) فلن يستطيع فهم معناهما إلا بالتلقي من الشيوخ فكذلك لا يفسر كيفية الإخفاء الشفوي إلا بالتلقي من المسندين وليس بالتلقي من المصحفيين وجميع من عرفتهم من المجازيين بالقراءة قرأت عليهم بإطباق الشفتين بل وينكرون على من يقرأ بالفرجة ويسمونه الشيخ " أبو فرجة ".
{الشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق}
العلامة محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس المتوفى سنة 1314 في كتابه شرح الجزرية الذي فرغ منه عام 1301 هـ قال : أما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو ( انْبَعَثَ) ( أَنْ بُورِكَ) (صُمٌّ بُكْمٌ ) فينقلبان ميما خالصة مع الغنة وهذا معنى قوله: " والقلب عند الباء بغنة) لكن في الحقيقة هو إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء قال في النشر فلا فرق حينئذ بين ( أَنْ بُورِكَ) و( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّه) " . فهذا العلامة بن يالوشة لم يصرح بالفرجة .
{الشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق}(1/2470)
قال الشيخ إبراهيم المارغيني مفتي المالكية في النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع والذي أنهاه سنة 1320 هـ : فتقلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميما خالصة كما أشار إليه بقوله وقلبوهما لحرف الباء ميما أي ابن البري صاحب النظم) أي قلب القراء نافع وغيره النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء وحينئذ تخفي عند الباء بغنة من غير إدغام كما تخفى الميم الأصلية عند الباء في نحو ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ ) فلا فرق في اللفظ بين ( َ أَنْ بُورِكَ) مثلا وبين ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) ،وأما الإخفاء: فمعناه لغة الستر واصطلاحا النطق بحرف ساكن عار أي خال عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة . فهذا أيضا مفتي الديار المصرية في وقته , قال ميما خالصة وكيف تكون الميم خاصة إلا بإطباق الشفتين .
{الشيخ ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي قال بالإطباق}
قال شيخ شيوخنا العلامة ناصر الدين الطبلاوي الذي عليه مدار الأسانيد اليوم في كتابه " مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين : " الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين : الإقلاب ويسمى القلب أيضا , وهو قلبهما ميما مخفية بغنة عند حرف واحد وهو الباء الموحدة ومن ثم كان الإقلاب نوعا من الإخفاء وسوغه توسط الميم بين الحرفين ؛ لأنها توافق النون في الغنة والباء في المخرج , وسواء اتصلت بالباء في كلمة أم انفصلت عنها . ومثال قلب النون ميما مخفية بغنة عند الباء من كلمة ( وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ) ... ومثال قلب التنوين ميما مخفية بغنة عند الباء ( سَمِيعاً بَصِيراً) .(1/2471)
فائدة : الميم تظهر عند جميع الحروف إلا عند ميم مثلها , فتدغم إدغاما صغيرا متفق عليه إن سكنت نحو ( وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) وكبيرا مختلفا فيه إن تحركت نحو ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) أو باء وتحرك ما قبلها فتخفى بغنة إخفاء صغيرا متفقا عليه إن سكنت ؛ نحو ( فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) وكبيرا مختلفا فيه إن تحركت نحو ( بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) فإن سكن ما قبلها أظهرت نحو ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ) ... والحاصل أن لها عند حروف المعجم ثلاثة أحكام كالنون ؛ إظهار وإدغام وإخفاء وقلب , والله أعلم . فهذا الكلام الطويل للعلامة ناصر الدين الطبلاوي لم يصرح بأدنى إشارة لترك الفرجة , مع العلم أنه لا يخلو إسناد اليوم من ذكر اسمه .
{الشيخ أحمد بن محمد البنَّا صاحب الإتحاف قال بالإطباق}
ذكر الشيخ أحمد بن محمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر قوله :" والثالث : القلب وهو في الباء الموحدة فقط نحو ( أَنْبِئْهُمْ ) ( أَنْ بُورِك) ( عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين ) أَنْ بُورِك)(النمل: من الآية8) و ) أَمْ بِهِ جِنَّةٌ)(سبأ: من الآية8) ..." وهذا كلام صاحب الإتحاف لم يصرح بترك الفرجة عند التلفظ بالميم الساكنة أبدا , فسؤالي كيف غاب البيان عن المتقدمين وجاء أهل العصر ببيان ترك الفرجة أرجو الإجابة مع الدليل لمن عنده دليل مقنع من أقوال المتقدمين ؟ والشيخ أحمد البنا أحد شيوخ سندي المتصل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية حفص من طريق الشاطبية وكذلك من رواية حفص من جميع طرق الطبية .
{الشيخ الضباع في كتابه الإضاءة قال بالإطباق}(1/2472)
قال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرحه لحكم قلب النون الساكنة والتنوين من الإضاءة في أصول القراءة:" وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا ..." . وهنا لم يشر العلامة الضباع إلى ترك الفرجة بل قال ميما خالصة . وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب: " وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف)
وقد نقل الشيخ عبد الفتاح المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: , والمقصود بالكز عدم الضغط الزائد على الشفتين بحيث لا يرى الاحمرار , وهذا الاحتراز لا يترتب عليه أي تغيير في صوت الميم وتفصيل ذلك في أصل كتابي .
وحدثنا بعض الشيوخ الأصدقاء أن الشيخ : عبد العزيز عيون السود رحمه الله صهر أيمن سويد وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا ، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية. فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه ، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه ، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة.(1/2473)
وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بأنها بمقدار ورقة ، أو رأس قلم ، أو حتى يرى بياض الأسنان ، أو إطباق الشفتين من طرفيهما وفتحهما من الأمام ، أو فتحهما بمقدار حركة ثم إطباقهما بمقدار حركة , وبعضهم يقول بقدر شعرة , فأقول لهم ما حكم من زاد شعرتين أو ثلاث هل يأثم ؟!!!!!!!! وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!! ونقول : لا فرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تُلقيا مسندا متصلا. بل إن تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان
وكما قال علماء السلف قديما إذا كثرت الأقوال في مسألة عادة عليه بالجهالة أكثر ما تعود عليه بالعلم فإذا دخل الاجتهاد في مسألة كثرت الأقوال , فنسأله تعالى التوفيق للعمل بالنص لا العمل بالرأي والاجتهاد .
قال الشيخ مهيب وهو أحد الأصدقاء في بعض مقالاته المنشورة : أود التنبيه إلى أنه ورد نص أيضا عن الإمام طاهر بن غلبون ( ت 399 ) وهو قوله: (وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة ، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما) التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق.
وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ : عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية ، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات ، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة ، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي : بالإطباق ، فسألته : وكيف تُلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق ، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".(1/2474)
كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الأخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه ؟ فأجاب رحمه الله : لا . ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقرئ بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع- ، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات ، والشيخ/ عامر السيد عثمان ، والشيخ السمنودي ، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم ، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله.
وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلقي، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ .
{الشيخ محمد مكي نصر الجريسي قال بإطباق}
قال الشيخ محمد مكي نصر الجريسي من تلاميذ الشيخ محمد المتولي ومن طبقة الشيخ الضباع في كتابه نهاية القول المفيد : " ... وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم , فزمان انطباقهما في ) أَنْ بُورِكَ) أطول من زمان انطباقهما في الباء لأجل الغنة ... " فقوله فزمان انطباقهما . يدل أن التلقي في عصره كان بالإطباق وعلل ذلك أن زمن الغنة كان هو العامل في طول زمن انطباق الشفتين على الميم أكثر من الباء ,.(1/2475)
ففي كلامه نص صريح بالإطباق , وكتابه من الكتب ا لمنشرة بين المدرسين وطلاب العلم . وكذلك كتاب السلسبيل الشافي للشيخ عثمان بن سليمان مراد تلميذ حسن الجريسي الكبير لم يصرح في منظومته الرائعة بأي شئ عن ترك الفرجة والشيخ عثمان مراد أصله تركي و ممن أخذ عنه وتتلمذ عليه الشيخ محمود على البنا القارئ المشهور والشيخ المشهور أبو العنين شعيشع . وكذلك كتاب غاية المريد في علم التجويد لم يصرح مصنفه بترك الفرجة بل ذكر الاحتراز المسمى"بالكز "
{العلامة الصفاقسي في تنبيه الغافلين قال بالإطباق}
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي كتاب صاحب غيث النفع المتوفى سنة 1053 هـ في كتابه الرائع تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين :" وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو انبعث، أن بورك، صم بكم فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء قال في النشر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أَنْ بُورِكَ) وبين (يَعْتَصِمْ بِاللَّه) " فهذا العلامة الصفاقسي قال ميما خاصة ولم يشر أدنى إشارة للفرجة . وكذلك لم يشرح بذلك في كتابه غيث النفع في القراءات السبع , وهو من الشروح الرائعة لمنظومة الشاطبي .
{الدكتور غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالإطباق}(1/2476)
ذكر الشيخ الدكتور غانم قدوري الحمد خير من ابرز وأخرج مخطوطات التجويد القديمة للنور والطباعة في رسالته لنيل درجة الدكتوراه قال الآتي : " يفسر بعض المجودين المعاصرين إخفاء النون عند الباء على نحو لا يتضح له أصل في كلام علاء التجويد الذين اطلعت على كتبهم , وهو أنهم يرون أن الإخفاء هو أن تجافي بين شفتيك حين تنطق بالميم شيئا قليلا , ثم تطبقهما عند الباء بعدها . وكان الشيخ عامر السيد عثمان , هو أحد علماء القراءة في الأزهر , ومحقق الجزء الأول من كتاب ( لطائف الإشارات لفنون القراءات ) للقسطلاني بالاشتراك مع الدكتور عبد الصبور شاهين – لا يقبل ممن يقرأ عنده إطباق الشفتين عند نطق الميم قبل الباء ويأبى إلا انفراجهما , وذلك عند ترددي عليه للقراءة سنة 1975 م وقت إقامتي في القاهرة لدراسة الماجستير . ولكني لم أجد في كتب التجويد ما يؤكد هذا الاتجاه في فهم إخفاء الميم "
وإليكم هذا البحث أيضا في حكم الميم مع الباء للدكتور غانم قدوري الحمد من أهل العراق البارزين والمحققين العارفين في علم الأصوات والتجويد وله قصب السبق في تحقيق مصنفات التجويد القديمة المخطوطة فقد نفض غبار الأتربة عنها وأخرجها للنور ليعلم القاصي والداني دقة ما سطره العلماء الأوائل .
قال الدكتور غانم في كتابه" أبحاث في علم التجويد " طبعة دار عمَّار عمان الأردن :
مبحث في حقيقة النطق بالميم الساكنة قبل الباء :(1/2477)
المتأمل لنطق المجيدين من قراء القرآن في زماننا يجد أنهم ينقسمون على قسمين في كيفية النطق بالميم المخفاة قبل الباء :فمنهم من يجافي بين شفتيه قليلا عند النطق بالميم ، ثم يُطبق شفتيه إذا انتقل إلى نطق الباء بعدها ، وهو المشهور في الديار المصرية ومن أخذ القراءة عن قرائها . ومنهم من لا يجافي بين شفتيه عند النطق بالميم ويُطبق شفتيه للميم والباء ، وهو المشهور في الديار العراقية . وقد تحققتُ من ذلك بالأخذ عن الشيوخ والسؤال عنه ، ففي سنة 1975 ، وقت إقامتي في القاهرة لدراسة الماجستير ، حيث أتردد على الشيخ عامر السيد عثمان ، أحد مشايخ الإقراء في القاهرة ، فكان لا يقبل ممن يقرأ عليه أن يطبق شفتيه عند نطق الميم الساكنة قبل الباء ، ويأبى إلا انفراجهما . وقد صرت أسأل قراء العراق الذين ألتقي بهم عن كيفية إخفاء الميم الساكنة قبل الباء ، فكانوا يقرؤون بإطباق الشفتين للصوتين معاً ، ولا يأخذون بانفراجهما مع الميم ، وكان آخر مرة سألت عن ذلك في صيف سنة 1995 عند التقائي بالشيخ إبراهيم المشهداني ، أحد مشايخ الإقراء في مدينة الموصل ، فقال : نحن لا نعرف إلا إطباق الشفتين عند النطق بالميم المخفاة، وأن روايتهم للقراءة كانت هكذا عن شيوخهم .(1/2478)
ولم أجد في كتب علم التجويد القديمة من أشار لانفراج الشفتين عند النطق بإخفاء الميم الساكنة عند الباء ، بل وجدت المؤلفين ينصون على انطباق الشفتين للصوتين معاًُ ، فيقول الداني : " هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما ، كانطباقهما على إحداهما " . وقال والد ابن الباذش : " إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ، فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو أكرمْ بزيد " . ووجدت المصادر المتأخرة تشير إلى عدم المبالغة في إطباق الشفتين مع الميم قبل الباء ، فقال الشيخ عبد الغني النابلسي وهو يتحدث عن النون الساكنة قبل الباء : " وأما الإقلاب فهو جعل النون الساكنة المتوسطة والمتطرفة والتنوين عند الباء الموحدة ميما خالصة، ثم إخفاؤها بغنة من غير تشديد ، كما ذكرنا نحو ( أَنْ بُورِكَ ) ، (ُ أَنْبِئْهُمْ) ، ( عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) . وليحترز القارئ عند التلفظ بالإقلاب من كزّ الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ ، لئلا يتولد التشديد عند كزها " . وصرح المرعشي بذلك أيضا فقال : " وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين ، والباء أدخل وأقوى انطباقا ، كما سبق بيان المخارج فتلفظ بالميم في ( أَنْ بُورِكَ ) بغنة ظاهرة وبتقليل انطباقهما ، وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم " .
وقد أثبت بعض المؤلفين المعاصرين القول بانفراج الشفتين عند النطق بالميم المخفاة في رسالة له في التجويد ، كما نقل ذلك الأستاذ محمد عبد القادر الخلف في رسالته للماجستير عن (قراءة عاصم) ، وهذه قضية تستدعي النظر والتأمل ، ومن المحتمل أنها تطورت عن تأكيد العلماء المتأخرين على تقليل انطباق الشفتين عند النطق بالميم المخفاة ، فبالغ بعضهم في تقليل الانطباق حتى أدى ذلك إلى انفراجهما ، وهذا أمر لا نملك القطع به ، لأن كلا الفريقين يحتج بالرواية عن الشيوخ والمشافهة عنهم . والله أعلم .
الخاتمة(1/2479)
إن الإشكال الذي يثيره موضوع نطق الميم الساكنة قبل الباء يتلخص في أمرين :
الأول : هل حكم الميم في هذه الحالة هو الإظهار أو الإخفاء ؟ وقد انقسم العلماء في ذلك إلى قسمين : منهم من قال إنه إظهار ، ومنهم من قال إنه إخفاء . وقد حاول بعض العلماء المتقدمين التوفيق بين المذهبين بالقول إن حقيقة النطق واحدة وإنهم اختلفوا في التسمية فقط . وأنا أميل إلى ترجيح هذا القول ، لأن طبيعة نطق الصوتين تؤكد ذلك .
الثاني :إن كتب التجويد تشير إلى انطباق الشفتين عند النطق بالميم الساكنة قبل الباء للصوتين معا ، لكن أهل الأداء في عصرنا منقسمون على قسمين ، فنمهم من ينطق على ما نحو ما وصف المتقدمون ، ومنهم من يجافي بين شفتيه عند نطق الميم ، وقد أثبت ذلك بعض المؤلفين المعاصرين ، وكل منهم بتمسك بروايته معتقد بصحتها دون ما سواها .
ولا أملك في هذا البحث ردًّ أيٍّ من المذهبين ، ولكني أُرجح الرواية التي تتطابق مع وصف علماء التجويد المتقدمين لنطق الميم المخفاة ، وهي التي تؤكد على انطباق الشفتين عند النطق بالميم ، لأن القول بانفراجهما لم تشر إليه المصادر القديمة ، ولأنه لا يتوافق مع نظرية السهولة في نطق الأصوات التي تتحقق عند النطق بانطباق الشفتين أكثر مما تتحقق عند النطق بانفراجهما . وبعد فإن هذه القضية الصغيرة في الأداء القرآني تستدعي أن يتبادل حولها المعنيون بالأداء القرآني وعلم الأصوات العربي الرأي من أجل أن نحافظ علي النطق العربي صحيحاً موحداً . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
{الشيخ عامر السيد عثمان قال بإطباق}(1/2480)
الشيخ عامر السيد عثمان من تلاميذ الشيخ الدري التهامي أحمد شيوخي في السند كان يقول بالإطباق وكان الشيخ عامر عثمان في نصف عمره الأول يقرأ هكذا كما تلقى و صرح الشيخ أيمن سويد حفظه الله أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين إذن طرأ عليه التعديل في آخر عمره.
{الشيخ عبد العزيز الزيات قال بالإطباق}
من تلامذة الزيات الشيخ أحمد مصطفى فقد قال أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق ويقول الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني ( صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ) : وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنه قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرىء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصرفي وقته .
{الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق}
أكثر من مرة صرح فضيلة الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد في قناة اقرأ الفضائية أنه بحث هذه المسألة أكثر من خمسة وعشرين عاما فتبين له من خلال نصوص المتقدمين فساد من قال بالفرجة في صوت الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء وأنا متتبع له عندما يقرأ فأجده نعم القارئ الذين يطبق الشفتين على الميم وشفتاه آخذة لأشكال الحروف من فتح وضم وكسر , أطال الله لنا في عمره وبارك لنا في علمه .
{شيخي الدكتور يحيي الغوثاني قال بالإطباق}
قال شيخي الفاضل الدكتور يحيي عبد الرازق الغوثاني في كتابة الفريد في نوعه : علم التجويد أحكام نظرية ... عند حديثه عن القلب وا؛فاء الشفوي ما نصه :
الإقلاب لغة : تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر.(1/2481)
واصطلاحاً : قَلْبُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء.
شرح التعريف : إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً عند الباء بغُنَّة. مثل : ( لَيُنبّذَنَّ , عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُرِ ) ...
ملاحظات حول الإقلاب :
الملاحظة الأولى : كيفية نطق الإقلاب هي : أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا خفيفاً بلُطْفِ ولينٍ , بدون كزٍّ للشفتين لئلا يتولد عند كَزَّهما غُنَّة ممطَّطَةٌ من الخيشوم - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة بتَقْويَةِ كَزِّ الشَّفتَيْن والضَّغْطِ عليهما قليلاً , ثم بِتَبَاعُدِهما.
الملاحظة الثانية : كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها ( أي المنقلبة عن النون ) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , ونطقه يكون بتقْوية كزِّ الشَّفَتَيْن والضغط عليهما قليلاً بُعَيدَ نطق الميم كما ذكر سابقاً.
الملاحظة الثالثة : ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , وذلك مثل : ( لَيُنبَذَنَّ , مِّن بَعْدِ , أَن بُورِكَ ) فكأنه يقول : إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والإقلاب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً . وهذا الكلام ليس دقيقاً .
الصواب : الذي عليه أهل التحقيق أن هيئة الشفتين واحدةٌ في جميع حالات الإقلاب والإخفاء الشَّفويِّ , وهي أن تكون الشفتان منطبقتين بدون كَزِّ , لا مضمومَتَيْن مُقَبَّبتين أو مكوَّرتين.(1/2482)
الملاحظة الرابعة : قد يسأل سائلٌ لماذا وقع الإقلاب للنون الساكنة والتنوين , بعد حرف الباء ؟
والجواب : أن التقاء النون الساكنة والتنوين بالباء يؤدي إلى تعذر الإدغام للتباعد في المخرج والاختلاف في الصفات , فإن حرفي النون الساكنة والتنوين أغنان بخلاف الباء فإنه حرف غير أغن . كما سيؤدي إلى تعذر الإظهار لثقل النطق بهما , والكلفة عند التلفظ بهما , وذلك لما بين النون والباء من اختلاف في المخرج , فتوصل بقلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم تمهيداً لحصول الإخفاء , وذلك لقرب مخرجهما _ أي الباء , والميم – ولمشاركتهما النون في الغنة والجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق. كما أنه تعذر الإخفاء مباشرة – أعني إخفاء النون عند الباء – وذلك لأنه لم يحسن الإدغام والإظهار فلم يحسن الإخفاء لأنه منزلة بينهما. فلما تعذر الإدغام والإظهار والإخفاء , أبدل من النون الساكنة والتنوين حرفاً يجانسهما في الغنة والجهر , ويجانس الباء في المخرج والجهر, وهو الميم , فزالت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء , وكما بينت سابقاً بأن هذا تعليل للرواية , وتوجيهها في العربية , وإلا فإن الأصل في القراءة الرواية والمشافهة , فإن القرآن عربي , وهو حجة على العربية كما هو مقرر عند المحققين من علماء العربية.
أَحْكَامُ الْمِيمِ السَّاكِنَةِ
المِيمَ أحَدُ الحرُوفِ التي تَخْرُجُ من الشَّفَتَيْنِ أَثْناءَ انْطِبَاقِهِما
ولها ثلاثة أحكام :
1- الإِخْفَاءُ الشَّفَوِيُّ.
وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل : ( تَرْمِيهِم بَحِجَارَةٍ ) , ( وَهُم بالأخِرَةِ ) فتُخْفى الميمُ عندَ الباءِ مَعَ بَقاء الغُنَّة.
قال ابن الجزريّ :
........................ ......................وَأَخْفِيَنْ
الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءِ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا(1/2483)
الملاحظة الأولى : ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند الإقلاب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول : لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول : يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول : إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ومن الغريب جداً أن بعض الناس ينطقون الغُنَّة المخفاة كأنها غَيْنٌ بغُنَّة , فيصبح النطق هكذا ( تَرْمِيهِنغْبِحِجَارَةٍ ) غيناً مُشْرَبَةً بغُنَّة مع العلم بأَنَّ هذا الصَّوت الغريب لا يوجد في اللغة العربية , إنما هو موجود في اللغة الأندونيسية والماليزية.
وبعضهم يخرجُها من الشَّفَةِ السُّفْلى مع أطراف الثَّنايا العليا فتخرج الميم كأنها حرف (v) في الإنجليزية , وبعضهم يُكَوِّرُ شفتيه تكويراً وينطق بصوت غريب ممزوج بين الباء والميم والغنة , وهذا كله خطأ وتحريف لها.
وما قيل هنا يمكن أن يقال عن الإقلاب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم . وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنه قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارئ معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين .(1/2484)
وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبو الحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش ( ت 540هـ ) حيث قال : وقال لي أبو الحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقاً واحداً.
الملاحظة الثانية : ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال : (( وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت : والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب )) بارك الله في شيخي وأطال الله لنا عمره كم يمتعنا بنوادره التجويدية التي نسمعها منه في غرفته الصوتية بالإنترنت .
{قرار مجلس شيوخ دمشق الشام قالوا بالإطباق}(1/2485)
وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء ( ولقد اجتمعت هذه اللجنة ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إي بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإخفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل ، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل ، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي ، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي ، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) ، ( مِنْ بَعْدِ ) ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ) ، وهكذا كان ينطق [ أي بفرجة بين الشفتين ] ، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق ، أيها الأخوة الذين تسمعونني : النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [ وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي ] .(1/2486)
أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة ، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به ، فشتان بين قولنا ( أَنْ سَلامٌ ) وبين قولنا ( عَنْ صَلاتِهِمْ ) فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته ، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته ، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه ، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده ، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده . وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي ، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها ، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك ، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها .
وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر ، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه ، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك ، ومن عاد إلى تسجيلات الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ، أو الشيخ محمد رفعت ، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تسجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الآن ، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف واحد . ) ]] انتهى
{ محمد رفعت والشعشاعي والصيفي يقرأون بالإطباق}(1/2487)
يوجد لدي تسجيلات نادرة عبارة عن ( كليب ) صوت وصورة للقراء المشاهير وكذلك لدي تسجيلات قديمة للشيخ رفعت والشعشاعي والصيفي وغيرهم قبل عصر الشيخ عامر عثمان يطبقون الشفتين واستمع إن شئت إلى هذه الآية للشيخ محمد رفعت لكي تتأكد بنفسك عند قوله تعالى(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) (هود:84) فسوف تجده يطبق الشفتين بقوة ووضوح , وتسجيلاته النادرة مليئة بهذا الأداء الجيد .
{الشيخ صديق المنشاوي أبو محمد القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
يوجد لدي ثلاث تسجيلات نادرة للشيخ صديق المنشاوي رحمه الله يطبق فيهما الشفتين على الميم المخفاة بوضوح في سور الحديد و الحجرات والمجادلة .
{الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
يوجد لدي فيديو ( كليب ) صوت وصورة للشيخ محمود خليل الحصري في سورة الحجرات ورأيت فمه وشفتيه عند قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) وهو يطبق الشفتين على الميم المخفاة وظللت أعيد هذا المقطع أكثر من مرة لأتأكد من الإطباق وهو يطبق الشفتين بوضوح على الميم وقد طلب مني كثير من الشيوخ رؤية هذا الكليب فرأوه رأي العين فصدقوا وتعجبوا .
{الشيخ محمود علي البنا القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
رأيت الشيخ محمود على البنا في التلفاز وهو يقرأ سورة يونس ويطبق الشفتين بوضوح عند قوله تعالى ( أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) . وله كليب عندي صوت وصورة في سورة آل عمران وتسجيل نادر في سورة الانفطار .
{الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}(1/2488)
يوجد لدي فيديو ( كليب ) صوت وصورة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد في سورة البقرة عند قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) وفي نفس الآية عند قوله تعالى ( وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ ) وهو يطبق الشفتين بوضوح على الميم وقد طلب مني كثير من الشيوخ رؤية هذا الكليب فرأوه رأي العين فصدقوا وتعجبوا أيضا والشيخ عبد الباسط يكزُّ على شفتيه على الميم بوضوح في هذا التسجيل وهو من أهل الإطباق وكلامه بذلك فسوف يأتي عن قريب عند الحديث على المصاحف المرتلة المشهورة .
{شيخ عموم المقاريء المصرية المعصراوي قال بإطباق}
حدثني أكثر من شيخ مشافهة أن الشيخ المعصراوي حفظه الله عندما جاء مؤسسة شبان المسلمين بديارنا المنيا وسأله أكثر من شيخ هل يصح القول بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة ؟ فأجاب الشيخ بصحة ذلك , فاقتنع الجميع وأصبحوا لا يخطئون من يقرأ بالإطباق . وذكر أستاذنا وشيخنا الفاضل : محمود بن عبد الوهاب في بحثه الرائع الفريد في بابه حول القلب والإخفاء الشفوي ما نصه :(1/2489)
... الشيخ أحمد المعصراوي أستاذ القراءات بكلية القرآن الكريم ونائب رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر , سألته : مشافهة وكان معي أخي وزميلي الشيخ أحمد خلف الكريم – عن القلب والإخفاء الشفوي فقال : " ( أَنْ بُورِكَ ) ( أَمْ بِهِ) وأطبق فأطبق ... فسأله الشيخ أحمد خلف قائلا : والذي ينطقها هكذا( أَنْ بُورِكَ ) فأطبق إطباقا شديدا ؟ قال : صحيح هذا ما حدث معه دون زيادة أو نقصان . انتهى ففي هذا الكلام للمعصراوي إشارة أن من كز على الشفتين فهو صحيح . والشيخ سيد دراز ممن يرون الإطباق وله بحث رائع حول ذلك .والشيخ محمد بن نبهان المصري في كتبه الرائعة ينص نصا صريحا بالإطباق وعدم الفرجة وجميع كتبه متوفرة لدي لم أنقل عنها لكي لا يطول البحث وتفصيل ذلك في كتابي السالف الذكر .
روى لنا أحد الشيوخ الفضلاء أن الشيخ شحاتة على السمنودي صاحب للآلئ البيان يقرأ بالإطباق ويروي ذلك عن الشيخ المتولي , ولم يوجد للسمنودي في منظوماته أدنى إشارة بالفرجة .
قال الأستاذ محمد منيار في الملاحظات الهامة ص 68 : ... ويزعم بعض القراء أنه لا بد من ترك فرجة بين الشفتين , حالة أداء القلب والإخفاء الشفوي , لتحقيق الإخفاء في الميم عند الباء , فيقعون غي خطأين :
• ذهاب الميم بالكلية , وإبدالها بنطق مُبهم .
• مدّ الحرف المبهم بحيث يتولد منه حرف من قبيل حركة الحرف الذي قبل النون الساكنة مثل : ( مين بعد ) و( هوم بارزون ) والنطق الصحيح : بإطباق الشفتين بخفة كما سلف .(1/2490)
فأنت ترى- أخي القارئ - هذه النصوص السالفة للأئمة المعتبرين صريحة بالإطباق , أو قول أحدهم ميم خالصة , وأن العبرة ليست بالمصطلح بل بما تلقاه المئات عن المئات جيلا عن جيل وهذا التلقي لابد له أن يضبط بما نص عليه الأئمة الأوائل , وذلك لإغلاق الباب على بعض شيوخ العصر الذين يقولون تلقيت الفرجة بالسند, فكل من قال تلقيتها بالسند, هناك شيخ واحد وَهِم ثم جاء من بعده أخذه عنه , وسلسلة الأسانيد اليوم يوجد فيها الحافظ ابن الجزري وكلامه معروف مشهور في هذه المسألة وهو الإطباق , فعلى كل شيخ مسند أن يتق الله وليحذر من اقراء الناس بإسقاط الميم من التلاوة المسمى حديثا بالفرجة.
أما مسألة التبعيض هذه، أطلب من البعض إثباتها بخصوص الميم المخفاة من كتب الأقدمين، أقصد بمعني الفرجة.لأن تعريفهم للإخفاء هو النطق بحرف عار من التشديد بحالة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة أما التبعيض بهذا الفهم فأرجو التكرم ببيان مصدره، ثم أن التبعيض ممكن بكل وضوح أن يحمل على عدم الكز على الشفتين بل بالإطباق الخفيف، وصرح به المرعشي التركي.( ت 1150هـ ) مع وضوح كلامه في كونه لا يخرج عن الإطباق فقد قال بأنه أطباق أخف دون الإطباق الأقوى أي لا يخرج عن كونه إطباقا ثم إن من الأقدمين من عده من الإدغام الناقص أي يشبه في تركيبته النطق بنحو ( بَسَطْتَ) فقد بقيت صحة الاستعلاء ثم انتقلت للتاء وختمت بها. وهنا تنطق بالميم تعويضا صحيحا كما صرح العلامة الضباع، وتأتي بالغنة من غير كز على الشفتين ثم تنتقل للباء ولو نطقت بقوله تعالى ( مِنْ مَاءٍ )(البقرة: من الآية164) فهذا مثلا إدغام ناقص فهذه كتلك.(1/2491)
وهكذا نرى توفر جميع صفات الإدغام الناقص أو سمِّه إن شئت بالإخفاء الشفوي على إطباق الميم .فالعبرة بالتلقي والمشافهة أما المصطلحات فهي وصف للتلقي وليس العكس. لأن غايتهم تقريب وصف هذا الذي يتلقوه لتسهل مدارسته، وما كان في ذهنهم أبدا أن هناك من سيترك التلقي ويبحث في كيفية التطبيق من كلام نظري لا يستند على المشافهة.ثم أني أرى أن الاحتجاج عند الاختلاف في مثل هذا لا يكون إلا بكلام الأوائل أعنى أمثال الداني وابن غلبون والشاطبي أو من قبلهم فإنه لم أر حتى الآن أي نص قبل السيد عثمان ومن سار على نهجه، بترك الفرجة.ومن عنده الدليل فليأت به غير مأمور.
أما الاحتجاج بأحد القراء المعاصرين فليس فيه الحجة أبدا لأنه يوجد غيره مئات يقرؤون بالإطباق وفيهم من هو شيخ قراء بلده كالشيخ كريم راجح والشيخ أبو الحسن الكردي والشيخ محمد طه سكر.والأمثلة أكثر من أن تحصر،بل حتى الأقدمين من تلامذة الزيات كالشيخ أحمد مصطفى فقد قال لنا أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق ثم أن من يقولون بترك الفرجة يصرحون بأنها اجتهاد منهم أما ما تلقوه من مشايخهم فبالإطباق. وزاد الآن أن النصوص التي كانت غائبة عمن اجتهد بترك هذه الفرجة قد ظهرت مع تحقيق كثير من الكتب النفيسة المخطوطة ككتب ابن غلبون والداني وفيها التصريح بالإطباق، فحين يرى المجتهد هذه النصوص الصريحة فأي حاجة للاجتهاد مع وجود النص.
{الشيخ عمَّار الخطيب قال بالإطباق ونظم في ذلك شعرا}
قال الشيخ عمار الخطيب في منظومته الرائعة حول التجويد وقواعده الراسخة :
وَلْتَحْذَرَنْ قِرَاءَةً بِالفُرْجَةْ وَمَا رَوَى الأَسْلافُ فَهْوَ حُجَّةْ
إِذْ لا دَلِيلَ قَدْ رُوِيْ عَنِ السَّلَفْ إِلاّ اجْتِهَادُ "عَامِرٍ" مِنَ الخَلَفْ
وَالْمِيمُ تَبْقَى حَالَةَ الإِطْبَاقِ لَفْظَاً، وَتَسْقُطُ دُونَمَا إِطْبَاقِ
فَأَطْبِقِ الشِّفَاهَ في الإِخْفَاءِ وَمِثْلُهُ الإِقْلابُ فِي الأَدَاءِ(1/2492)
كَـ" أَنْبِئُونِي " أَوْ كَنَحْوِ "هُمْ بِهِ" كَمَا رَوَى ابْنُ الْجَزَرِيْ وَصَحْبِهِ
{أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة}
جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك .
{الرد على من أشكل عليه معنى إخفاء الميم الساكنة}
فصل القول في ذلك فضيلة الشيخ أيمن سويد في كيفية الإخفاء فقال الشيخ : كل عدول عن الإظهار إلى غيره لا بد أن يكون عدول إلى الأسهل لأن الأصل عند إلتقاء الأحرف أن تظهر الحروف , وقلب الميم الساكنة عند الباء إلى الميم قلب فطري يفعله الإنسان فطرة لذلك لو سألنا عاميا في الشارع لم يدرس التجويد ولم يشم رائحته ثم أشممناه عطر ( العنبر ) لقال هذا عطر العمبر فيطبق شفتيه ولا يقول عنبر ولا يظهر النون عند الباء بل يقلبهما ميما قلبا فطريا والعامة تقول موجز الأمباء) ولا يقولون الأنباء حتى في اللغة الإنجليزية والفرنسية لا يوجد n بعدها b بل يوجد m –b لكن شاع منذ ثلاثين سنة على يد شيخنا الشيخ عامر عثمان رحمه الله شيخ عموم القراء المصرية وهو شيخي وأستاذي وقرأت عليه القراءات العشر إلى آخر سورة البقرة شاع إبقاء بين الشفتين فرحة وهو كان متحمسا لهذا الموضوع استشكالا منه لكلمة إخفاء .. لكن مشايخ الأرض قاطبة في مصر والشام وشرق البلاد الإسلامية وغربها كلهم يطبقون بل إنه حدثني الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله شيخ قراء طرابلس في لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين ..(1/2493)
إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره , وكان شيخي عبد العزيز عيون السود كان يقرأ ويقرئ بالإطباق، وهكذا روى عن مشايخه في مصر، ثم سافر إلى مصر وعاد بالقراءة مع انفراج الشفتين رواية عن الشيخ عامر سيد عثمان رحمه الله تعالى، . وإن كنتم قرأتم على أستاذ أو شيخ فبين لكم أن هذه المسألة قد وَهِم فيها الشيخ أو توهم فيها الصواب وليست كذلك علينا أن نعود إلى الصواب قال تعالى ( الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَع)(يونس: من الآية35) قال ابن الجزري رحمه الله قرأت على بعض الشيوخ بترقيق الألف مطلقا ثم تبين لي بعد ذلك فساده فرجعت عنه . وذكر بأن الألف تتبع الحرف الذي قبلها تفخيما وترقيقا أما الرد على استشكال الشيخ عامر كيف نقول أم بإطباق الشفتين ونسميه إخفاء ؟ والجواب
أن الأصل أن يقرع مخرج اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا العمل يشبه الإدغام فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة فلو نطقنا بباء مشددة لكان إدغاما ولو قلنا ترميهم بحجارة ) بإظهار الميم فهذا يسم إظهارا فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء وتعريف الإخفاء منطبق عليه ( وهو النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول نفسه ) ...اهـ .
{كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة}
قال الشيخ عامر عثمان في كتابه كيف يتلى القرآن والإخفاء هو النطق بحرف من الخيشوم بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد , وليحذر القارئ من إطباق الشفتين عند النطق بها حالة إخفائها , وسمى شفهيا أو شفويا نسبة إلى الشفة وهي مخرج الميم وعلامته في المصحف ترك الميم بدون السكون .(1/2494)
لمعرفة كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة لا بد من ترجمة للشيخ عامر عثمان وتلاميذه لمعرفة كيف استفحل القول بتغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة المخفاة , والذي ترجم له الشيخ عبد الفتاح المرصفي في كتابه هداية القاري بقوله :
الشيخ عامر بن السيد بن عثمان , ولد بقرية ملامس مركز منيا القمح من أعمال محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية في 16 مايو سنة 1900 م عالم مصري مبرز في علم التجويد والقراءات والرسم والضبط والفواصل , حفظ القرآن الكريم على معلم القرية الشيخ عطية سلامة ثم في سنة 1911 م ذهب إلى بلدة التّلين مركز منيا القمح بالقرب من قرية ملامس, فأخذ علم التجويد وطبّقه برواية حفص عن عاصم على الأستاذ الجليل الشيخ إبراهيم موسى بكر البناسي كبير المقرئين في وقته , ثم عرض عليه بعد ذلك القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة وأجازه بها وبرواية حفص من الشاطبية من قبل .(1/2495)
ثم رحل إلى القاهرة بعد ذلك , وقرأ على العلامة المحقق الشيخ على بن عبد الرحمن سبيع المقرئ الكبير بالقاهرة المحروسة, فقرأ عليه القراءات العشر من طريق طيبة النشر إلى قوله تعالى ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ثم انتقل الشيخ سبيع إلى رحمة الله تعالى . فاستأنف من جديد القراءة على تلميذ شيخه المذكور الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ همام قطب عبد الهادي فقرأ عليه القرآن كله بالقراءات العشر من طريق طيبة النشر, وأجازه بها وذلك في عام 1972 م , ثم التحق بالأزهر الشريف طالبا فحصّل كثيرا من العلوم العربية والشرعية, وجلس للإقراء في منزله بالقاهرة ليقرئ الناس التجويد والقراءات إلى أن اختير مدرسا في قسم تخصص القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر سنة 1945 م وظل هكذا إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1968 م . ثم عينا مفتشا بمشيخة عموم المقارئ المصرية , ثم وكيلا لتلك المشيخة ثم عين شيخا لعموم المقارئ بالديار المصرية سنة 1980 م . ومن نشاط الشيخ عامر عثمان أنه أشرف على تسجيل المصاحف القرآنية المرتلة لمشاهير القراء في مصر مع آخرين في إذاعة جمهورية مصر العربية . وعين عضوا لاختيار القراء الذين يقرءون القرآن الكريم في الإذاعتين المرئية والمسموعة بالجمهورية المصرية . واشتغل بإلقاء المحاضرات في علم التجويد والقراءات في مختلف المدن المصرية مما كان له الأثر الطيب في نشر القراءات والتجويد وحسن الأداء .
تلامذة المترجم له :
أما تلامذته فكثيرون يخطئهم العد ولا يأتي عليهم الحصر منهم :
الأستاذ إبراهيم سالم وزير الصناعة بمصر ,
والمهندس سليمان عبد الحي وزير النقل والمواصلات بمصر ,
الأستاذ حسن حسان مدير شركة الأهرامات بقطاع الجمعيات الاستهلاكية بمصر ,(1/2496)
فضيلة الشيخ سليمان إمام الصغير من خيرة علماء الأزهر قرأ عليه القراءات الثلاثة المتممة للقراءات العشر من طريق الدرة وهذا الشيخ الجليل حضرت عليه في قسم القراءات مادة النحو والصرف وكذلك فقه الإمام الشافعي رضى الله عنه وعمل أستاذا بجامعة أم القرى بمكة المشرفة إلى عهد قريب جدا ,
ومن تلاميذه الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور بالقاهر ,
والشيخ مصطفى إسماعيل القارئ المشهور بالقاهرة ,
والشيخ كامل يوسف البهتيمي القارئ المشهور بالقاهرة
والشيخ عبد الباسط عبد الصمد
والشيخ محمد تميم الزعبي قرأ عليه القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة ,
والشيخ أيمن سويد من دمشق قرأ عليه طيبة النشر ,
والشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطيبة والدرة ,
والشيخ كرامة الله البخاري من المدينة المنورة قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة .... والشيخ صادق قمحاوي رحمه الله تعالى
والشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود عمر سكّر وغيرهم .... اهـ(1/2497)
وهذه ترجمة مفصلة للشيخ عامر عثمان رحمه الله فالمتأمل في حاله وتلاميذه يعلم يقينا كيف انتشر الأمر بترك الفرجة في الميم الساكنة لأنهم قراء الإذاعة والعالم كله يعرف هؤلاء القراء ويحبهم ويتأثر بهم وظهر لهؤلاء القراء من يقلدهم لحسن أدائهم الذي يذهب بالأفئدة , وجميع الذين تلقوا العلم عن الشيخ عامر يروون عنه أنه كان يتعصب جدا للقول بترك فرجة عند الميم الساكنة وحمل رحمه الله قراء المصاحف المرتل على ترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة وخاصة أنه كان من مراقبى لجنة ترتيل المصاحف الصوتية بالإذاعة المصرية والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله صرح بذلك في بعض مقالاته أن القارئ الذي كان يطبق الشفتين على الميم الساكنة كان لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مره أخرى , وهو كذلك الذي حمل الحصري والبنا ومصطفى إسماعيل والمنشاوي علي ذلك .
وبسبب انتشار هذه المصاحف في العالم الإسلامي , انتشر ترك الفرجة في الميم وكذلك من تولوا مشيخة عموم المقارئ المصرية بعده قالوا بما قال الشيخ عامر لأنهم تلاميذه في هذا الدرب وكل من قال بها من العلماء فإنما أخذها عنه رحم الله الجميع .
ولكن قبل عصر الشيخ عامر عثمان لا يوجد القول بترك الفرجة أبدا واستمعوا للشيخ رفعت والشعشاعي والصيفي لا تجد منهم الفرجة عند الميم الساكنة أبدا وهناك بعض تلاميذ الشيخ عامر رجع عن قوله وأطبق الشفتين على الميم الساكنة مثل الشيخ أيمن سويد والشيخ محمود عمر سكر قال بعض مشايخ الأردن : عندنا في الأردن الشيخ محمود إدريس وهو من تلاميذ الشيخ عبد الودود الزراري والشيخ سعيد سمور . أقرءوه بالإطباق ومازال يقرئ الشيخ كما تلقى عن شيخيه مع العلم أن الشيخ عبد الودود من تلاميذ الشيخ عامر السيد عثمان .والشيخ سعيد سمور من تلاميذ الشيخ عثمان سليمان مراد اهـ .(1/2498)
وقراء دمشق على الإطباق , وأرجو ممن يقول بترك فرجة بسيطة عند الميم الساكنة أن يأتي بدليل واحد عليها من كتب المتقدمين أمثال بن الجزري وأبو عمرو الداني وغيرهم وهكذا تلقينا وهكذا ينبغي المحافظة عليه لاتفاق الطريقين عليه أقصد المشافهة والسند ثم النصوص القديمة كلها على الإطباق .
{سبع أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة}
القدماء قالوا بإطباق الشفتين على الميم والبعض الآخر من المعاصرين قال بالفرجة بين الشفتين , والبعض الآخر قال زمن الغنة حركتين حركة بترك الفرجة والحركة الثانية بإطباق الشفتين وبعضهم قال نترك فرجة بقدر شعرة أو شعرتين , والبعض الآخر قال بتبعيض حركة الميم , وهذا لم يقل به المتقدمون بل تبعيض الحركة عندهم يعرف بالروم أو الاختلاس, والبعض الآخر قال أن تقرع الثنايا العليا عند النطق بالميم الساكنة على ظاهر الشفة السفلى , والبعض الآخر يقول إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً . وهذا الكلام ليس دقيقاً . الصواب : الذي عليه أهل التحقيق أن هيئة الشفتين واحدةٌ في جميع حالات القلب والإخفاء الشَّفويِّ , وهي أن تكون الشفتان منطبقتين بدون كَزِّ , لا مضمومَتَيْن مُقَبَّبتين أو مكوَّرتين إذا ملخص هذه الأقوال كالآتي :
1. إطباق الشفتين على الميم
2. انفراج الشفتين عند نطق الميم
3. حركة بفرجة والأخرى بإطباق
4. تبعيض الميم المخفاة الساكنة
5. تصادم الثنايا العليا على ظاهر الشفة السفلى
6. شكل الشفاة تابع لحركة ما قبله
7. ترك فرجة بقدر شعرة أو شعرتين(1/2499)
والراجح الذي لا ريب فيه الأول إطباق الشفتين لأن الأصل في صوت الميم الساكنة الإطباق فمن خالف الأصل طولب بالدليل وحذاري من قول البعض يجوز الكل فعلى الجميع أن يعلموا أن الحق واحد لا يتعدد ومن قال الحق يتعدد فقد قال بما تقول به المعتزلة. ولكن منهج السلف الصالح أن الحق واحد ولا يتعدد دليلهم قوله تعالى ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) وما زلت أنادي من عنده دليل من كتب المتقدمين على ترك الفرجة فيأتنا به مشكورا .
{الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين}
تفصيل القول في هذا الموضوع تجده في كتابي الذي يحمل اسم عنوان هذا البحث , وقد جمعت فيه قول كل من قال بالفرجة , مع الرد عليه بلسان العلماء الأوائل .
{التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق}
للكلام على مشايخ الأسانيد ,أهمية قصوى , فلا بد لك أخي القارئ بعد أن أكرمك الله بحفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب , أن تبحث عن شيخ متقن مجاز ولديه سند عال إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن الكريم , لتعرض عليه القرآن من أوله إلى آخره غيبا بالتجويد والإتقان برواية حفص عن عاصم أو غيرها من القراءات العشر المتواترة .(1/2500)
وحذاري أن تكتفي بحفظك الشخصي أو حفظك المدرسي أو حفظ حلقات تحفيظ القرآن , فإن من حفظ القرآن ولم يعرض حفظه وحروفه على شيخ متقن مجاز لديه سند فحفظه ناقص ولا يخلو من خطأ ربما لا يتنبه له . والمقصود من قولي متقن : أي لأحكام قواعد التجويد جملة تفصيلا , ومخارج الحروف والصفات والمقصود بالمجاز : من لديه إجازة وهي شهادة تمنح من الشيخ الذي اخذ عنه وقرأ عليه وذلك أمر معروف ومتعارف عليه بين القراء . والمقصود بقولي السند : هو عبارة عن سلسلة المشايخ والقراء الذين وصلنا القرآن عن طريقهم وسلاسل إسنادهم باتصال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عصرنا هذا , ولله الحمد والمنة على ذلك وعلو الإسناد معناه : أن يقل عدد رجال السند الذي بينك وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكون السلسلة قصيرة فكلما كان عدد هذه السلسلة قليلا وصف بالسند العالي , وأعلى سند في الدنيا في حدود علمي أن يكون بين الشيخ وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة وعشرون أو سبعة وعشرون قارئا . فإذا قرأت أخي الحبيب على قارئ مسند مجاز سوف يقرئك بإطباق الشفتين على الميم الساكنة لأنه لو قال لك أترك فرجة عند تلفظ الميم ويكون هو لم يتلقاها من شيخه المسند بهذه الكيفية فهذا كذب في رواية الإسناد سوف يحاسب عليه يوم القيامة .
وجميع مشايخ الحرم المسندين الذين سمعت بهم وقرأت علي بعضهم يقرءون بالإطباق ويوجد شيخ قرأت عليهم مسند مجاز بالقراءات السبع من طريق الشاطبية قرأت عليه بالإطباق ولم يأمرنِ بترك الفرجة لماذا لأنه تلقاها هكذا من شيخة ومن شيخة إلى آخر السند. والحمد لله أجازني بالقراءات السبع من طريق الشاطبية أصل صورة السند منشورة(1/2501)
بموقعي. وحاليا أعرض على أعلى القراء سندا في المنيا القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة وأقرأ عليه بإطباق الشفتين في الإقلاب والإخفاء الشفوي . وأسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم الإتقان وتحقيق لفظ تلاوة كلام ربنا .
{خلل و أخطاء في التلفظ بالقلب والإخفاء الشفوي}
1. عُلِمَ من هذا البحث أن الميم المخفاة تنطق بإطباق الشفتين , والعلماء يطلقون على هذا العمل إخفاء شفويا , أما أهل ترك الفرجة يسمون ذلك إظهارا بغنة , وهذه التسمية غير صحيحة , ولا يوجد شئ أسمه الإظهار بغنة .
2. كيفية نطق القلب هي : أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا ً بحيث تطبق على ميم وفتح الشفتين على باء - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة واحذر عند تلفظك بهذه الباء أن يجري معها أدنى نفس لأن جريان النفس مع الباء يقليها إلى الـ ( p ) الثقيلة في الإنجليزية .
3. كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها ( أي المنقلبة عن النون ) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , وعلى القارئ أن يحذر من انسحاب غنة الميم المخفاة على حرف الباء والباء العربية لا علاقة لها بالخيشوم ..(1/2502)
4. ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , فكأنه يقول : إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً . وهذا الكلام ليس دقيقاً ولا يصح شئ منه البتة بل هو مجرد اجتهاد , بل أغلب كتب المعاصرين يأتون بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان وهناك بحث لي منشور حاليا على الإنترنت نبهت فيه على الجزئيات الموجودة في كتاب نهاية القول المفيد وكتاب حق التلاوة, وكتاب غاية المريد , وغيرها من الكتب الحديثة والصواب لمن أراد الحق العودة لكلام المتقدمين فعندهم هيئة الشفتين واحدة مع الإخفاء الشفوي والقلب.(1/2503)
5. على القارئ أن يعلم أن التقاء النونين, النون الساكنة والتنوين بالباء يؤدي إلى تعذر الإدغام للتباعد في المخرج والاختلاف في الصفات , فإن حرفي النون الساكنة والتنوين أغنان بخلاف الباء فإنه حرف غير أغن . كما سيؤدي إلى تعذر الإظهار لثقل النطق بهما , والكلفة عند التلفظ بهما , وذلك لما بين النون والباء من اختلاف في المخرج , فتوصل بقلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم تمهيداً لحصول الإخفاء , وذلك لقرب مخرجهما _ أي الباء , والميم – ولمشاركتهما النون في الغنة والجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق. كما أنه تعذر الإخفاء مباشرة – أعني إخفاء النون عند الباء – وذلك لأنه لم يحسن الإدغام والإظهار فلم يحسن الإخفاء لأنه منزلة بينهما. فلما تعذر الإدغام والإظهار والإخفاء , أبدل من النون الساكنة والتنوين حرفاً يجانسهما في الغنة والجهر , ويجانس الباء في المخرج والجهر, وهو الميم , فزالت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء , وكما بينت سابقاً بأن هذا تعليل للرواية , وتوجيهها في العربية , وإلا فإن الأصل في القراءة الرواية والمشافهة , فإن القرآن عربي , وهو حجة على العربية كما هو مقرر عند المحققين من علماء العربية.(1/2504)
6. ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند القلب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول : لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول : يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول : إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ومن الغريب جداً أن بعض الناس ينطقون الغُنَّة المخفاة كأنها غَيْنٌ بغُنَّة , فيصبح النطق هكذا ( تَرْمِيهِنغْبِحِجَارَةٍ ) غيناً مُشْرَبَةً بغُنَّة مع العلم بأَنَّ هذا الصَّوت الغريب لا يوجد في اللغة العربية , إنما هو موجود في اللغة الأندونيسية والماليزية.
7. وبعضهم يخرجُها من الشَّفَةِ السُّفْلى مع أطراف الثَّنايا العليا فتخرج الميم كأنها حرف (v) في الإنجليزية , وبعضهم يُكَوِّرُ شفتيه تكويراً وينطق بصوت غريب ممزوج بين الباء والميم والغنة , وهذا كله خطأ وتحريف لها. وما قيل هنا يمكن أن يقال عن القلب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم .
8. هناك من يرى أن الفرجة تكون بقدر شَعرة أو شَعرتين , ومن رأيي أن حلاَّق الشَّعر هو الذي يحسن هذا الضابط بحيث لا يستطيع الزيادة عن قدر شعرة أو قدر شعرتين ,أما غيره فلعله يزيد عن شَعرتين ويقع في الخلل , على حد زعم القائلون بترك قدر شَعرة , وهذا القول لا يعرف في كتب التجويد القديمة , ولعل البعض بنقله عن الحلاّقين فهم من أهل التخصص في تصفيف الشَّعر وهم أدرى بالشَّعر من غيرهم!!!!!!!!!!!!! .
9. والبعض الآخر يقول ترك فرجة بقدر ورقة سجائر رقيقة , الله المستعان أين الدليل لترك تلك الورقة ؟!!! .(1/2505)
10. ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال : (( وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت : والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب )) فمن قرأ بالإظهار لا نقول أنه أخطاء لأن هذا الوجه كان مقروءا به كما قرره بن الجزري والعمل عليه في وقتنا الإخفاء بسبب انقطاع الأسانيد التي فيها القول بالإظهار.
11. والبعض الآخر يقول بتبعيض الميم بمعنى أن الميم نصفها من الشفتين والنصف الآخر من عمل الخيشوم فلنأخذ القسم المتعلق بالخيشوم ونترك القسم المتعلق بالشفة وذلك , وهذا تعليل لا دليل عليه وفيه إسقاط للميم بالكلية . ومن عنده الدليل والحجة القاطعة فليأتنا به وأكون له من الشاكرين.
12. والبعض الآخر عند تلفظه للٌخفاء الشفوي لا ينطق ميما البتة بل ينطق بهاء ممطوطة نحو قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ )(الفيل: من الآية4) والسبب الذي أدى لهذا النطق الخاطئ أن القارئ وسع فرجة الشفتين , بل لا بد أن تخرجها مُسَلَمَة لا شية فيها بالإطباق للشفتين, مصاحبا ذلك غنة من الخيشوم وإن شئت أن تسمي ذلك إدغاما ناقصا فسمه صرح بذلك بعض العلماء المتقدمين .
{خاتمة البحث}(1/2506)
على القارئ أن يطبق شفتيه على الميم الساكنة عند القلب والإخفاء الشفوي واحذر من تغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة واعلم أخي الحبيب أنك لو تركت فرجة عند الميم الساكنة فإنك لم تنطق بميم البتة لأن صوت الميم الساكنة لا يتحقق إلا بإطباق الشفتين فمثلا ا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ)(الفيل: من الآية4) بترك فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة وقال بعض العلماء أنه حذف حرف من التلاوة ولا أؤيد قول بعض إخواننا في موقع أهل القرآن بأن المصريين يقرءون بالفرجة حاليا ولكن العبرة بعصر الاحتجاج , وترك الفرجة بدعة صوتية حادثة في كتاب الله لا تعرف إلا في السنوات الخميس الأخيرة .
ومن نتائج هذا البحث التي توصلت إليها الآتي :
1. القول السائد عند علماء السلف الأوائل الإطباق . ومصنفاتهم تشهد بذلك .
2. القدماء قالوا بالإطباق للشفتين , وسمُّوا هذا العمل بالإخفاء الشفوي .
3. المعاصرون قالوا كيف نطبق الشفتين ونسميه إخفاء شفويا؟ فمن نقدم !!!!
4. التلامس والإطباق والكز على الشفتين لا يؤد إلى تغير صوت الميم .
5. الاحتراز المسمى ( بالكز ) من قول المُحدثين , قديما أطلقوا العبارة .
6. القول بالفرجة لا يمثل الصوت الصحيح للميم , بل هي من الأمر المحدثة .
7. القول بالفرجة , فيه إسقاط لصوت الميم بالكلية من لفظ التلاوة .
8. القول بالفرجة ينتشر بين المصريين بكثرة وغيرهم الكثير على الإطباق .
9. أجاز بعض العلماء المُحدثين العمل بالقولين في حد زعمه , ولا يصح ذلك .
10. أول من قال بترك الفرجة الشيخ السيد عامر عثمان رحمه الله .
11. قرأت على جميع شيوخي بالسند مطبقا للشفتين لم يشذ منهم رجل .(1/2507)
ولعلي أكون قد وفقت في تسليط الأضواء على هذه القضية, وهذا البحث جزء من أبحاثي في التجويد ولدي أبحاث أخرى بما أحدثه بعض العلماء المعاصرين الذين صنفوا في التجويد ووضعوا بعض المسائل في كتبهم , لا تعرف إلا من خلال مصنفاتهم , ولم يكن لها ذكر عند العلماء المتقدمين ومن على شاكلتهم من جيل الداني والشاطبي وبن الجزري .
ومن أبحاثي التي نشرت بالمواقع سابقا :
1. بحث ( صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين )
2. بحث( التحذير من تلاوة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية)
3. بحث ( خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الجوف )
4. بحث ( خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الحلق )
5. بحث ( خلل وأخطاء التلفظ بأصوات اللسان )
6. بحث ( خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الشفتين )
7. بحث ( أبحاث التجويد الصوتية لأحرف فاتحة الكتاب)
8. بحث ( شروط وضوابط الإجازة القرآنية )
9. بحث( كتاب أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين )
10. بحث ( كتاب صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن )
11. بحث ( طرق وتدريس القرآن والتجويد للشباب والفتيات )
12. بحث ( القواعد الأساسية لطرق حفظ ومراجعة القرآن الكريم)
وتحت الإنشاء أبحاث :
1. ( قاموس مخارج الأصوات العربية الفصيحة) نشرت بعضه بالمواقع وسوف أنشره بموقعي عن قريب .
2. بحث (خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الحركات الثلاث الضمة والفتحة والكسرة) وهو من أهم أبحاث علم التجويد الصوتية .
3. شرح كتاب ( منظومة المفيد في علم التجويد للطيبي)
4. شرح كتاب ( التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني )
5. شرح كتاب ( تنبيه الغافلين في تجويد الحروف للصفاقسي )
6. شرح كتاب( منظومة نونية السخاوي في التجويد ) خرج جزء منه بالموقع .
7. بحث ( نشأة علم التجويد وتاريخه إلى وقتنا المعاصر )
8. بحث ( الغنة ومراتبها بين المتقدمين والمتأخرين )
9. بحث ( القول بقبض وبسط الإصبع بين المتقدمين والمتأخرين )(1/2508)
10. بحث ( تقدير زمن الغنة بين المتقدمين والمتأخرين )
11. بحث ( تقدير زمن أصوات المد بين المتقدمين والمتأخرين )
12. بحث ( مراتب التفخيم بين المتقدمين والمتأخرين )
13. بحث ( مخارج أصوات الصفير ( الصاد والَّزاي والسين ) بين المتقدمين والمتأخرين )
14. بحث ( الظواهر الصوتية القرآنية والظواهر الصوتية العامية ) وهذا الأخير مهم جدا لكل قارئ ليُميز بين صوت الحرف القرآني وصوت الحرف العامي وغير ذلك كثير وعلى الجميع أن يعلموا ما أردت بذلك إلا وجه الله تعالى .
ملحوظة : هذه المادة مخصصة للنشر على الإنترنت ومن أراد نشرها أرضيا عليه الإذن الخطي من الباحث , وفي الأخر أسأله تعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا من لدنه سلطانا نصيرا ويزدنا بسطة في العلم وأن يتقبل منا صالح الأعمال وجميع المسلمين آمين .
بحث للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الأصوات التجويدية
بريد إلكتروني :
Fargh22@yahoo.com
Fargh22@hotmail.com
موقعي المسمى ( موقع الشيخ فرغلي عرباوي للتجويد ) هذا رابطه
http://www.ammar-ca.com/Fargali/
---
طارق
02-21-2006, 12:23 PM
الأخ الفاضل مصطفى علي
بحث كبير ومفيد
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً
---
مصطفى علي
02-24-2006, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم
السلام عليكم
وبعد
هناك عدة مواقع مهمة جداً في بحوثك التجويدية ، إلى وهي
ملتقى البحوث القراآنية
ملتقى أهل القرآن
فادخل على موقع
www.google.com
فابحث عنهم
كما ابحث عن لفظ ( إطباق الشفتين ) ، ( بفرجة خفيفة )
ستجد بحوثاً أخرى
وفقك الله تعالى إلى العلم وزادك حرصاً عليه
والسلام عليكم
---
طارق
02-26-2006, 12:03 PM
الأخ الفاضل مصطفى علي
بارك الله لك
وبارك فيك
وسدد للحق خطاك
---
حمدي
07-30-2006, 01:50 AM(1/2509)
المشاركة الأصلية لمصطفى على (تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل ( الم – المص – المر )لم أفهم هذه الأمثلة المذكورة هنا للحكم المذكور إذ لا نجد في هذه الكلمات ميمان وهذه الألفاظ الثلاثة حروف متقطعة ليست كلمات قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير (الم) -الكلمة الأولى حسب تعبير الأخ مصطفى- :[أما الحروف المتقتعة في أوئل السور ...] . وأرى أن هذا قد يكون خطأ مطبعي وإلا فهذه الحروف لا تصح مثالا للحكم المذكر . والله أعلم
---
مصطفى علي
07-30-2006, 05:23 AM
الأخ الكريم لم أذكر شيئاً من قولي وإنما ذكرت بحثين في موضوع الإقلاب أحدهما لأستا كريم يرى أن لا بد من إحداث فرجة في نطق إخفاء الميم
وبحث آخر لأستاذ كريم يرى أنه يجب ألا تحدث فرجة ونسخت لك البحثان ولعلي وأنا أنسخ نسخ معهما أببحاث أخرى .
أما الكلام الذي ظننت حضرتك أنه لفظي ، فهو لفظ الأخ صاحب
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
للمقرئ أبى عمر عبد الحكيم وهو من أعضاء منتدى البحوث القرآنية فشارك هناك وراسله بالذي تريد
---
شريف بن أحمد مجدي
02-22-2007, 01:04 AM
المشاركة الأصلية لمصطفى على لم أفهم هذه الأمثلة المذكورة هنا للحكم المذكور إذ لا نجد في هذه الكلمات ميمان وهذه الألفاظ الثلاثة حروف متقطعة ليست كلمات قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير (الم) -الكلمة الأولى حسب تعبير الأخ مصطفى- :[أما الحروف المتقتعة في أوئل السور ...] . وأرى أن هذا قد يكون خطأ مطبعي وإلا فهذه الحروف لا تصح مثالا للحكم المذكر . والله أعلم
السلام عليكم
الأخ الفاضل : الحروف المقطعة تنطق بأسمائها ( لام ـ ميم ) فتلتقي الميم من (لام) مع الميم الأولي من ( ميم ) فيدغمان وبذلك يصح المثال، وهي كالكلمة الواحدة رسما بخلاف المعني ، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق والله أعلم .
---(1/2510)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > التعريف بمناشط الانتصار للقرآن - قناة التنوير
---
التعريف بمناشط الانتصار للقرآن - قناة التنوير
---
عبدالرحيم
03-29-2006, 02:33 PM
الحمد لله وحده،،
فقد عقد العزم اثنان من أنشط الإخوة في مناظرات أهل الكتاب والرد على الشبهات لإنشاء محطة فضائية للرد على الشبهات التي يثيرها القمص زكريا بطرس حول القرآن الكريم في قناة الحياة.
الأخوان : حليمو وأبو إسلام يناشدان الإخوة الميسورين تقديم الدعم لهذا المشروع الرائد:
Name: Mohamed El Sabbagh
BankNr: 70110088
KoNr: 3061619596
Bank: Postbank (Spar)
IBAN: DE10701100883061619596
Papierform: DE10 7011 0088 3061 6195 96
BIC: PBNKDEFF701 (Ort: München
وقد تم من أجل ذلك الترخيص للشركة الأعلامية للقناة الفضائية.
لمزيد من التفاصيل
الشيخ أبو إسلام
http://www.soutalhaq.net/forum/viewtopic.php?p=7349
---
عبدالله حسن
03-29-2006, 05:35 PM
جهد مشكور من الاخوين المذكورين و جزى الله ناقل الخبر كل خير.. و لكن قبل اي تبرع الافضل التاكد من المشروع و تفاصيله فقيام محطة فضائية اعتمادا على تبرعات فردية امر من الممكن ان نقول عنه مستحيل ..
---
الكشاف
03-29-2006, 06:03 PM
جهد موفق ولكن كما تفضل الأخ عبدالله حسن . وأضيف أيضاً أنه لا بد من التخطيط لمثل هذه الأمور تخطيطاً جيداً حتى لا تتعثر في الخطوات الأولى .
أعانكم الله.
---
مرهف
04-02-2006, 12:21 AM
الأخ عبد الرحيم:
تناهى إلى سمعي أن هناك جهوداً مماثلة لذلك ولكن حبذا لو اتصلتم برابطة العالم الإسلامي لمساعدتكم في هذا المشروع المبارك نسأل الله أن يكتب له النجاح والتوفيق
---
(1/2512)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضل العلم وشرف أهله
---
فضل العلم وشرف أهله
---
إمداد
03-09-2005, 10:32 PM
فضل العلم وشرف أهله
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه- نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.. أما بعد :
فهذه كلمة موجزة في : فضل العلم ، وشرف أهله. لقد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على فضل العلم والتفقه في الدين ، وما يترتب على ذلك من الخير العظيم والأجر الجزيل ، والذكر الجميل ، والعاقبة الحميدة لمن أصلح الله نيته ، ومن عليه بالتوفيق.
والنصوص في هذا كثيرة معلومة ، ويكفي في شرف العلم وأهله أن الله عز وجل استشهدهم على وحدانيته ، وأخبر أنهم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال. قال تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
فاستشهد الملائكة وأولي العلم على وحدانيته سبحانه ، وهم العلماء بالله ، العلماء بدينه ، الذين يخشونه سبحانه ويراقبونه ، ويقفون عند حدوده ، كما قال الله عز وجل : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ومعلوم أن كل مسلم يخشى الله ، وكل مؤمن يخشى الله ، ولكن الخشية الكاملة إنما هي لأهل العلم ، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ثم من يليهم من العلماء على طبقاتهم.(1/2513)
فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، فالخشية لله حق ، والخشية الكاملة إنما هي من أهل العلم بالله والبصيرة به ، وبأسمائه ، وصفاته ، وعظيم حقه سبحانه وتعالى ، وأرفع الناس في ذلك هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ثم يليهم أهل العلم على اختلاف طبقاتهم في علمهم بالله ودينه. والجدير بالعالم أينما كان ، وبطالب العلم ، أن يعنى بهذا الأمر ، وأن يخشى الله ، وأن يراقبه في كل أموره ، في طلبه للعلم ، وفي عمله بالعلم ، وفي نشره للعلم ، وفي كل ما يلزمه من حق الله ، وحق عباده.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في حديث معاوية رضي الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذا الحديث العظيم له شواهد أخرى ، عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم ، وهو يدل على أن من علامات الخير ودلائل السعادة ، أن يفقه العبد في دين الله ، وكل طالب مخلص في أي جامعة أو معهد علمي أو غيرهما ، إنما يريد هذا الفقه ويطلبه ، وينشده.. فنسأل الله لهم في ذلك التوفيق والهداية وبلوغ الغاية.
ومن أعرض عن الفقه في الدين فذلك من العلامات على أن الله ما أراد به الخير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه : مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به(1/2514)
فالعلماء الذين وفقوا لحمل هذا العلم طبقتان : إحداهما حصّلت العلم ووفقت للعمل به ، والتفقه فيه ، واستنبطت منه الأحكام ، فصاروا حفاظا وفقهاء ، نقلوا العلم وعلموه الناس وفقهوهم فيه ، وبصروهم ونفعوهم ، فهم ما بين معلم ومقرئ ، وما بين داعٍ إلى الله عز وجل ، ومدرس للعلم ، إلى غير ذلك من وجوه التعليم والتفقيه.
أما الطبقة الثانية فهم الذين حفظوه ونقلوه لمن فجّر ينابيعه ، واستنبط منه الأحكام ، فصار للطائفتين الأجر العظيم ، والثواب الجزيل ، والنفع العميم للأمة. وأما أكثر الخلق فهم كالقيعان التي لا تمسك ماء ، ولا تنبت كلأ لإعراضهم وغفلتهم وعدم عنايتهم بالعلم.
تابع بقية الكلمة من موقع سماحة الشيخ بن باز رحمه الله (http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01323.htm)
---
خالد الشبل
03-14-2005, 02:52 PM
جزاك الله خيرًا أخي إمداد .
---
إمداد
06-08-2005, 12:02 AM
امين وإياك
وهذه محاضرة قيمة للشيخ صالح ال الشيخ وفقه الله عن فضل أهل العلم وصفتهم
للاستماع
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=90248
للحفظ
http://audio.islamweb.net/audio/download_.php?audioid=90248
من الشبكة الأسلامية
---
(1/2515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أثر السجود
---
أثر السجود
---
سليمان داود
05-23-2004, 10:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وأتمنى من الله السميع المجيب أن تكون بخير من الله وصحة وزادنا و إياك خيرا وعلما وصحة
أستاذنا الفاضل يقول تعالى في سورة الفتح آيه 29
بعد أعوذبالله من الشيطان الرجيم
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
الذي استوقفني هنا قوله تعالى من أثر السجود ؟؟؟
ولم يقل من السجود
والذي نلاحظه أن سيماء الخير وعلامة الجبهة لا تكون لكل المصلين من المسلمين بل للبعض ؟؟؟؟
فهل يعني هذا كما خطر ببالي أن السجود يختلف من شخص لآخر؟؟؟
فمثلا" شخص يسجد لله ويتخيل أنه يسجد أمام الله تحت عرشه ؟؟؟
وشخص يسجد مجرد سجود كفرض لايعرف لذة السجود بين يدي الله ولا يتخيل ما يتخيله شخص آخر
وأنت تعلم شيخنا هذا الحديث الصحيح عن أبي هريره(1/2516)
حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ..... الخ الحديث
السؤال :
هل أثر السجود أن تطبق تعريف الاحسان حتى تصبح ممن تكلمت عنهم الآيه الكريمه
فتكون سيماءك تختلف عن الآخرين
هكذا تبادر لذهني فهل تؤيدني بذلك أم أنا بعيد عن الصواب
والسؤال الثاني( الذين معه) ماذا تعني الذين عاصروه من الصحابه أم كل المسلمين فقد قرأت في تفسير الطبري والسعدي أنهم أصحابه من المهاجرين والأنصار
وحرف الجر(مع) أعتقد يفيد اللزوم لكن اللزوم الشخصي أم لزوم العقيدة والدين فاذا صح كلام الطبري وغيره فهذا يعني أن الآيه ليست موجهه لنا وهذا ما أستبعده
مارأيك شيخنا
وسلفا جزاك الله خير الجزاء وكثر من أمثالك
سليمان داود
وقد تفضل الأستاذ الفاضل محمد اسماعيل عتوك بالرد التالي :
وللفائدة المرجوه
وددت أن يكون السؤال والجواب مشاركة مفيدة
وجوابا شافيا لمن لديه أي تسؤل حول هذه الآيه الكريمه
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
أولاً- ما ذكرته في سؤالك الأول ليس بعيدًا عن الضواب0 بل هو الصواب إن شاء
الله0 وزيادة في البيان أقول:" السيما مقصورة، والأصل فيها المدُّ: السيماء0
وهي العلامة التي تظهر في جباه المؤمنين، أو على وجههم من أثر السجود ليلاً
ونهارًا0
ووجه إضافة الأثر إلى السجود أنه جاءت هذه السيما( العلامة ) من التأثير الذي
يؤثُّره السجود0 ولهذا لم يقل: سيماهم في وجوههم من السجود0
ثانيًا- قيل: هذه السيما تظهر يوم القيامة بدليل قوله تعالى:{ نورهم يسعى بين(1/2517)
أيديهم}0 وقيل: تظهر في الدنيا0
وقد كثرت الأقوال في المراد منها0 وأظهر هذه الأقوال: أن المراد منها ما يظهره
الله تعالى في وجوه الساجدين ليلاً من الحسن نهارًا0 وهذا الحسن أظهر ما يكون
يوم القيامة0
عن أبي بن كعب قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في{ سيماهم00 }: النور
يوم القيامة )0 فإن صح هذا الحديث، فلا يبعد أن يكون النور علامة في وجوه
المؤمنين في الدنيا، وفي الآخرة0 ولكنه لما كان في الآخرة أظهر، وأتم منه في
الدنيا- كما ذكرت- خصه النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر0
ثالثًا- { والذين معه } روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- من شهد معه الحديبية0
وقال الجمهور: هم كل أصحابه00 والأولى حمله على عموم المؤمنين إلى يوم
القيامة00 والله تعالى أعلم بمراده0 والحمد لله رب العالمين
---
(1/2518)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ د.الخراط لكتاب (الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ)
---
نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ د.الخراط لكتاب (الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ)
---
عبدالرحمن الشهري
06-20-2006, 01:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث علمي أعطانيه أخي الكريم الدكتور أبو مجاهد العبيدي أيام الاختبارات الماضية قبل أكثر من أسبوعين ، ولا أدري كيف حصل عليه ، ولعله أخذه من الدكتور الباحث الذي يعمل في كلية اللغة العربية بجامعة الملك خالد وفقه الله . فإلى البحث وشكر الله لأخي أبي مجاهد هذا البحث القيم .
[line]
نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ
( الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ )
للسَّمينِ الحَلَبيِّ
للدكتور / أحمد مُحمَّد الخرَّاط
للدكتور
مُحَمَّد حُسَيْن عَبْد العَزِيزِ المَحْرَصَاوِي
مستل من مجلة
كلية اللغة العربية بالقاهرة
العدد الثالث والعشرون
1426هـ 2005م
رقم الإيداع ( 2836 ) لسنة ( 2005م )
مطبعة عباد الرحمن
المقدمة
الحمدُ لله الذي فضَّلنا باللسانِ العربيِّ والنبيِّ الأُمِّيِّ الذي آتاه اللهُ جوامعَ الكَلِمِ ، وأرسله إلى جميعِ الأُمَمِ ، بشيرًا ونذيرًا وسِراجًا مُنيرًا ، فدمغ به سلطانَ الجهالةِ ، وأخمد به نيرانَ الضلالةِ حتى آض الباطلُ مقموعًا ، والجهلُ والعَمَى مردوعًا ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه والتابعينَ ومَنْ سلَكَ طريقَه إلى يومِ الدينِ .
وبعدُ ...
فإنَّ النقدَ فنٌّ صعبٌ وطويلٌ سُلَّمُه ، إذا ارتقى فيه مَنْ لا يعلمُه زلَّتْ به إلى الحضيضِ قدمُه .(1/2519)
قال أحدُ النقادِ : « للنقدِ على العلمِ فضلٌ يُذكرُ ، ومِنَّةٌ لا تُنكرُ ، فهو الذي يجلو حقائقَه ، ويُميطُ عنه شوائبَه ، بل هو روحُه التي تنميه ، وتدني قطوفَه مِنْ يَدِ مجتنيه ، وإذا أُبيح النقدُ في أمة واستحبَّه أبناؤها ، وعُرضت عليه آثارُ كُتَّابِها ، كان ذلك قائدًا لها إلى بحابح المدنية , وآيةً على حياة العلم فيها ، الحياة الطيبة التي تتبعها حياة الاجتماع وسائر مقومات الحضارة والعمران .
وقد بدأ مؤلفو العربية وكتابُها يشعرون بفوائدِ النقد وما يعود عليهم من ثمراته الشهية ، فأخذوا يعرضون آثارهم على النقّاد ، ويطلبون منهم تمحيصَها وبيانَ صحيحِها مِنْ فاسدها » ([1]) .
والأمرُ ـ كما قال الأستاذ / إبراهيم القطان ـ أنَّ : « النقدَ موضوعٌ شائكٌ ، ومرتقًى صعبٌ ، ولكنه مهمٌّ جدًّا وضروريٌّ ؛ لأنَّه بحثٌ عن الحقيقةِ ، وردّ الأمورِ إلى نصابِها ، ولكنَّ قولَ الحقِّ في غالبِ الأحيان لا يُرضي ، ومتى أرضتِ الحقيقةُ جميعَ الناسِ ؟ والنقدُ الهادفُ البنَّاءُ الذي يُثيرُ الحقَّ والخيرَ شيءٌ عظيمٌ ، وخدمةٌ جلى للمجتمعِ ... » ([2]) .
يقولُ الدكتور / عبد المجيد دياب : « ومِن الغريب حقًّا أنْ يدَّعيَ (سنيوبوس) أنَّ نقدَ التحقيقِ أسلوبٌ حديثٌ في البحث ، وأنَّ الشرقيين وأهلَ العصورِ الوسطى لم يفطنوا إليه ، ولم يستخدموه .
ولا ريبَ أنَّه كان يجهلُ ما قدَّمه دارسو الحديثِ مِنْ خِدماتٍ في النقدِ الخارجي ( التحقيق ) ، وما وضحه ابنُ خلدون مِن ضرورةِ هذا النقدِ » ([3]) .
إنَّ النقدَ فنٌّ عربيٌّ أصيلٌ موجودٌ عند علمائنا القدامى ، فكان منهم مَنْ ينقدُ ، ومنهم مَنْ يردُّ النقدَ وينتصِرُ للمنقودِ ، ومنهم مَنْ يستدركُ ، ومنهم مَنْ يُخَطِّئ :
فها هو ذا المبردُ ينقدُ سيبويه في كتابِه : ( مسائل الغلط ) .
وابن ولاد يردُّ على المبرد في كتابِه : ( الانتصار لسيبويه على المبرد ).(1/2520)
والزبيدي يؤلفُ كتابَه : ( الاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية ) .
والسيرافي يؤلفُ كتابَه : ( فوائت كتاب سيبويه مِنْ أبنية كلام العرب ).
والفارسي يؤلفُ كتابَه : ( الأغفال فيما أغفله الزجاج في المعاني ) .
وعلي بن حمزة البصري يؤلفُ كتابَه : ( التنبيهات على أغاليط الرواة ).
والأسود الغندجاني يؤلفُ عدةَ كتبٍ في مجالِ النقدِ ، منها :
( إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله النمري في معاني أبيات الحماسة ) .
( ضالة الأديب في الرد على ابن الأعرابي في النوادر التي رواها عن ثعلب ) .
( فرحة الأديب في الرد على ابن السيرافي في شرح أبيات سيبويه ) .
( قيد الأوابد في الرد على ابن السيرافي في شرح أبيات إصلاح المنطق ) .
( نزهة الأديب في الرد على أبي علي الفارسي في التذكرة ) .
وأبو عبيد البكري يؤلفُ كتابَه : ( التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه ).
وابن السِّيد يؤلفُ كتابَه : ( الحُلَل في إصلاح الخَلَل مِنْ كتاب الجُمَل ) .
وابن الطراوة يؤلفُ كتابَه : ( الإفصاح ببعض ما جاء مِن الخطأ في الإيضاح ) .
وابن هشام اللخمي يؤلفُ كتابَه : ( الردّ على الزبيدي في لحن العوام ) .
وابن بري يؤلفُ عدةَ كتبٍ في مجالِ النقدِ ، منها :
(التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح) .
( اللباب للردِّ على ابن الخشاب في ردِّه على الحريري ) .
( غلط الضعفاء مِن الفقهاء ) .
وابن مضاء القرطبي يؤلفُ كتابَه : ( الردّ على النحاة ) .
وغير ذلك كثير .
ومِن هؤلاءِ النقادِ القُدامى مَنْ كان مُتحلِّيًا بما يجبُ أنْ يتحلَّى به الناقدُ مِن الإنصاف ، ودعمِ رأيه بالدليل .(1/2521)
يقولُ أبو عُبيد البكري : « هذا كتابٌ نبَّهتُ فيه على أوهام أبي عليّ ـ رحمه الله ـ في أماليه ، تنبيهَ المُنصفِ لا المتعسفِ ولا المعاند ، محتجًّا على جميعِ ذلك بالشاهدِ والدليلِ ؛ فإنِّي رأيتُ مَنْ تولَّى مثلَ هذا مِن الردِّ على العلماء ، والإصلاحِ لأغلاطِهم ، والتنبيهِ على أوهامِهم ، لم يعدِلْ في كثيرٍ مما ردَّه عليهم ، ولا أنصف في جُمَلٍ مما نسبه إليهم ... » ([4]) .
فيجبُ أنْ يتحلَّى الناقدُ « بروح الإنصاف التي تتجلَّى في النقدِ البنَّاء بعيدًا عما نقرؤه مِنْ غثاءِ النقدِ ، الذي لا يكادُ يخرجُ عن أحدِ موقفين :
موقف التحيز ؛ حيث يُكالُ المديحُ جزافًا دون حسابٍ على مبدأ :
وعينُ الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ........................... ([5])
أو موقف التحيف ؛ حيث يُصَبُّ الهجاءُ اعتباطًا دون أنْ يقتصرَ على الأثرِ الأدبي ، بل يتجاوزه إلى تجريحِ المؤلِّفِ والنيلِ منه ... ، في أسلوبٍ أبعد ما يكون عن الموضوعية واللباقة الاجتماعية » ([6]) .
وصدق الله العظيم إذ قال : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ { [المائدة/8] ، وقال أيضًا : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا { [الأحزاب/70].
ويجبُ أنْ يتصفَ الناقدُ بالتواضعِ ، وألا يغترَّ بنفسِه ونقدِه ، وأنْ يعتقدَ أنَّ قولَه صوابٌ يحتملُ الخطأ ، وقول غيرِه خطأ يحتملُ الصوابَ ([7]) ، وأنْ يكونَ الحقُّ بغيتَه أينما كان .(1/2522)
حُكِي عن الإمام الشافعي قولُه : « ... ما ناظرتُ أحدًا قطُّ إلا أحببتُ أنْ يُوفَّقَ ويُسدَّدَ ويُعانَ ويكونَ عليه رعايةٌ مِن الله وحفظٌ ، وما ناظرتُ أحدًا إلا ولم أبالِ بيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانه »([8]).
فالناقدُ يجبُ أنْ يتصفَ بالتواضع والنزاهة في نقده ، وهذا ما تحلَّى به كثيرٌ مِن النقاد المحدثين .
والنقدُ يجبُ أنْ يتحلَّى بما يتحلَّى به الحوارُ مِنْ أدبٍ ، فلا يكون فيه تسفيهٌ لعقلِ المؤلفِ وجورٌ عليه أو ازدراءٌ لآرائه واستهزاءٌ بأحكامِه أو وصفٌ بالغفلة ، أو هجاؤه وتجريحُه أو غضٌّ مِنْ قدرِه ... إلخ .
فكما يوجدُ أدبٌ في الحوارِ يجبُ أيضًا أنْ يوجدَ أدبٌ في النقد .
ومِن الجهود التي ظهرتْ في ميدان النقد في العصر الحديث ([9]) :
ـ الاستدراك على المعاجم العربية ، للدكتور / محمد حسن جبل .
ـ بحوث وتحقيقات ، للعلامة / عبد العزيز الميمني ، أعدها للنشر / محمد عُزير شمس ، تقديم/شاكر الفحام ، مراجعة/محمد اليعملاوي .
ـ بحوث وتنبيهات ، للأستاذ العلامة / أبو محفوظ الكريم المعصومي ، نشر باعتناء الدكتور / محمد أجمل أيوب الإصلاحي .
ـ تحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب ، للأستاذ / عبد السلام محمد هارون .
ـ تعقيبات واستدراكات لطائفة من كتب التراث ، للشيخ/ حمد الجاسر .
ـ التنبيهات والاستدراكات ، للدكتور / علي بن سلطان الحكمي .
ـ رُؤًى نقدية في تحقيقاتِ كُتبٍ تراثيةٍ ، للدكتور / محمد حُسين عبد العزيز المحرصاوي .
ـ شفاء الغليل فيما فات محققِّي ( العين ) للخليل ، للدكتور / علي إبراهيم محمد .
ـ عثرات المنجد في الأدب والعلوم والأعلام ، للأستاذ / إبراهيم القطان .
ـ على مرافئ التراث ، للدكتور / أحمد محمد الضبيب .
ـ فوات المحققين ، للدكتور / علي جواد الطاهر .
ـ قراءات نقدية ، للدكتور / يوسف حسين بكار .(1/2523)
ـ قطوف أدبية ، دراسات نقدية في التراث العربي حول تحقيق التراث للأستاذ / عبد السلام محمد هارون .
ـ ( القول الشافِ في تتميم ما فات محققَ الارتشافِ ، الدكتور / رجب عثمان محمد ) ، للدكتور / محمد حُسين عبد العزيز المحرصاوي .
ـ كتب وآراء ، للدكتور / محمد بن سعد بن حسين .
ـ مع المصادر في اللغة والأدب ، للدكتور / إبراهيم السامرائي .
ـ معجم الفصيح في ميزان النقد المعجمي ، للدكتور / علي إبراهيم محمد .
ـ ملاحظات واستدراكات على كتاب ( ديوان الردة ) ، للدكتور / محمود عبد الله أبو الخير .
ـ نظرات في ( المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية ، للدكتور / إميل بديع يعقوب ) للدكتور/ محمد حُسين عبد العزيز المحرصاوي .
هذا بالإضافة إلى أنَّ بعضَ المجلاتِ ذاتِ الطابعِ الثقافي ([10]) كمجلة الثقافة ، والرسالة ، والكتاب ، والعصور ، وعالم الكتب ، والمقتطف ، والمنار ، والأستاذ والمورد العراقيتين ، ومجلتي مجمعي اللغة العربية بالقاهرة ، ودمشق ، ومجلة معهد المخطوطات العربية ، وكذلك بعض الصحف كصحيفة البلاغ اليومية ، والأسبوعية ، والمصري ، والدستور ، والسياسة الأسبوعية قد أفسحت المجالَ لبعضِ النقاد ليكتبوا على صفحاتها نقدًا للكتب المنشورة ، ومنهم : أحمد راتب النفاخ ، والشيخ / أحمد محمد شاكر ، والأب / أنستاس ماري الكرملي والأستاذ / السيد أحمد صقر ، والأستاذ / عبد السلام محمد هارون ، والأستاذ / محمد بن تاويت التطواني ، والدكتور / محمد رفعت فتح الله والدكتور / محمد مصطفى هدارة ، والشيخ / محمود محمد شاكر ، والأستاذ / مصطفى جواد .
هذا بالإضافة إلى النقد الأدبي الذي تولى زمامَه : الدكتور / طه حسين ، والأستاذ / عباس محمود العقاد , والدكتور / محمد غنيمي هلال ، والدكتور / محمد مندور ، والدكتور / ناصر الدين الأسد ، وغيرُهم .(1/2524)
وقد كان للنقدِ الأمينِ البنَّاءِ الذي لا يُثيرُ حقدًا أو يستثيرُ حفيظةً أو يُوغرُ صدرًا أو ينطوي على أشياءَ شخصيةٍ ، أثرٌ كبيرٌ في ازدهارِ النهضةِ العلميةِ التي ظهرتْ في ميدان التحقيقِ والتأليفِ والنشرِ والترجمة .
وقد كان لهذا النقدِ الذي يُقصَدُ به خدمةُ العلمِ أثرٌ واضحٌ في المساعدةِ على الإجادةِ ، وعلى مَحْوِ العبثِ الذي تقومُ به بعضُ دورِ النشرِ التِّجارية .
أما عدمُ النقدِ العلميِّ ففيه إخلالٌ بالأمانةِ العلميةِ .
ومِنْ بابِ الأمانةِ العلمية تناولتُ في هذا البحثِ هذا الكتابَ : (الدُّر المَصون في عُلوم الكتاب المكنون) لأحمدَ بنِ يُوسُفَ المعروف بالسَّمين الحلبي ، المُتَوَفَّى سنة ستٍّ وخمسين وسبعمائة ، وهو مِنْ كُتبِ التفسير التي عُنيت بالجانبِ اللغوي.
والحقُّ أنِّي لا أجدُ في تقديم هذا الكتابِ أفضلَ مما قاله مؤلفُه عنه : « وهذا التصنيفُ في الحقيقةِ نتيجةُ عمري وذخيرةُ دهري ؛ فإنَّه لُبُّ كلامِ أهلِ هذه العلومِ » ([11]) .
فقد بذل فيه صاحبُه مِن الجهد ما يُحمَدُ عليه ، فجمع فيه أكثرَ ما في عيون كتب التفسير كـ ( معاني القرآن ) للأخفش ، والفراء ، و( معاني القرآن وإعرابه ) للزجاج ، و( إعراب القرآن ) للنحاس ، و( المحرر الوجيز ) لابن عطية ، و( الكشاف ) للزمخشري ، و( البحر المحيط ) لأبي حيان ، وغير ذلك من كتب التفسير ذات الطابع اللغوي ، وكذلك كتب القراءات كـ ( الحجة ) للفارسي ، و( الكشف عن وجوه القراءات السبع ) لمكي ، بالإضافة إلى الكتب النحوية ، كل ذلك مع التنظيم والتنسيق ، والأمانة العلمية في عزو الأقوال إلى أصحابها ، وظهور الشخصية في الترجيح ، والردِّ ، والتضعيف لما يذكره مِنْ آراء .
وقد حظي هذا الكتابُ باهتمامِ الباحثين والمحققين .
فمِن الدراسات التي تناولت هذا الكتاب :(1/2525)
ـ اعتراضات السمين الحلبي النحوية والتصريفية في كتابه ( الدر المصون ) على أبي البقاء العكبري في كتابه ( التبيان في إعراب القرآن ) للباحث / التلبدي محمد ـ رسالة ماجستير ، كلية اللغة العربية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1409هـ ) .
ـ اختيارات السمين الحلبي في كتاب ( الدر المصون ) دراسةً وتقويمًا للباحث / محمد عبد الصمد خبير الدين ، ونال بها درجة الماجستير كلية اللغة العربية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1417هـ) .
ـ اعتراضات السمين الحلبي النحوية للزمخشري في ( الدر المصون ) جمعًا ودراسةً وتقويمًا ، للباحث/ عبد الله بن عيسى الجعفري ، ونال بها درجة الماجستير ـ كلية اللغة العربية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1417هـ) .
ـ مسائل علم المعاني في كتاب ( الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ) للسمين الحلبي ، دراسةً وتقويمًا ، للباحث/صالح أحمد عليوي ، ونال بها درجة الماجستير ـ كلية اللغة العربية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1418هـ) .
ـ مسائل البيان في كتاب ( الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ) للسمين الحلبي ، للباحث / هارون المهدي ميغا ، ونال بها درجة الماجستير ـ كلية اللغة العربية ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1419هـ) .
ـ اعتراضات السمين الحلبي في ( الدر المصون ) على أبي حيان دراسة نحوية صرفية ، للباحث/عبد الله بن عبد العزيز الطريقي ونال بها درجة الدكتوراه ـ كلية اللغة العربية ، الجامعة الإسلامية (1420هـ) .
ـ مسائل التصريف عند السمين الحلبي من خلال كتابيه : ( الدر المصون ، وعمدة الحفاظ ) دراسة وتقويم ، للباحث/ عبد الواحد بن محمد بن عيد الحربي ـ كلية اللغة العربية ، الجامعة الإسلامية ، سجلت للماجستير في (1419هـ) .(1/2526)
ـ بين الصناعة النحوية والمعنى عند السمين الحلبي في كتابه ( الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ) للباحث / محمد عبد الفتاح أبو طالب حسن ، ونال بها درجة الماجستير ، كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة .
ـ التوجيهات النحوية للقراءات الشاذَّة في ( الدر المصون ) للسمين الحلبي ، جمعًا ودراسةً ، للباحث / إبراهيم سالم الصاعدي ، سُجِّلت للدكتوراه في (1422هـ) .
ومِن الدراسات التي تناولتْ صاحبَ الكتاب :
ـ السمين الحلبي وجهوده في النحو العربي ، للباحث/محمد موسى عبد النبي موسى ، ونال بها درجة الماجستير ـ كلية دار العلوم ، جامعة القاهرة (1993م) .
أما بالنسبة إلى تحقيق الكتاب ففيما يأتي بيان بأسماء محققيه:
ـ حققه مِنْ أول القرآن إلى نهاية سورة المائدة الباحث/أحمد محمد الخراط ، ونال بهذا التحقيق درجة الدكتوراه ـ كلية الآداب ، جامعة القاهرة (1977م) .
ثم حقق الكتاب كاملاً وأصدره في أحدَ عشرَ جزءًا ، وطبعه في دار القلم بدمشق : ج 1 ، 2 ( 1406هـ 1986م ) ، ج 3 ، 4 ( 1407هـ 1987م ) ، ج 5 ، 6 ( 1408هـ 1987م ) ، ج 7 ( 1411هـ 1991م ) ، ج 8 ، 9 ( 1414هـ 1993م ) ، ج 10 ( 1414هـ 1994م ) ، ج 11 ( 1415هـ 1994م ) .
ـ حققه مِنْ أول سورة الأنعام إلى آخر سورة التوبة الباحث / محمد عاشور محمد حسن ، ونال به درجة الدكتوراه ـ كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة .
ـ حقق الجزء الرابع الباحث / مصطفى خليل مصطفى خاطر ، ونال به درجة الدكتوراه ـ كلية اللغة العربية ، جامعة الأزهر .
ـ حققه مِن أول سورة طه إلى آخر سورة المؤمنون الباحث / جاد مخلوف جاد ، ونال بها درجة الماجستير ، كلية الدراسات الإسلامية.
ـ وحققه من أول سورة يونس إلى آخر سورة مريم ، الباحث / ماهر عبد الغني كريم ، ونال بها درجة الدكتوراه ـ كلية اللغة العربية ، جامعة الأزهر بالقاهرة ( 1987م) .(1/2527)
ـ حققه الشيخ / علي محمد معوض ، والشيخ / عادل أحمد عبد الموجود ، والدكتور / جاد مخلوف جاد ، والدكتور / زكريا عبد المجيد النوتي ، وقدم لهذا التحقيق الدكتور / أحمد محمد صيرة .
وقد صدر هذا الكتاب في ستة أجزاء عن دار الكتب العلمية ، بيروت (1414هـ 1994م) .
وقد قام الدكتور/ جمال طلبة ، بإعداد فهارسه في الجزء السابع ( 1416 هـ 1995 م ) ، وصدرت الفهارس عن الدار نفسها .
وهذه الطبعة عليها غبار ، وقد دار حولها كلام ، وأثيرت حولها منازعات ، ويكفي أنْ تُراجِعَ ما كتبه الدكتور / أحمد محمد الخراط في خاتمة طبعته 11/493 بعنوان ( سلام على التراث ـ قراءة في أوراق فضيحة علمية ) ([12]) .
فقد كاد الرجلُ يبكي دمًا مما حدث له مِنْ بعض الذين اتفقت معهم دار الكتب العلمية ببيروت على إخراج هذا الكتاب ، وكان مما قاله : « ... سلامٌ على التراث ، حين يصبحُ العملُ فيه بضاعةً تِجاريةً وادعاءً وزورًا وكسبًا حرامًا . أُصِبتُ بالذهول والوجوم لِما آل إليه عصرُنا مِن السرقة الفاضحة الفاقعة في النهار الواضح ، السرقة التي لا يسترُها سترٌ ويستهينُ معها أصحابُها بالمؤسسات العلمية والجامعات ومراكز البحث . كتاب مطبوع منتشر ، أجزاؤه الأولى رسالة دكتوراه في جامعة القاهرة ، يُغارُ عليه بالسلب والنهب بمثل هذه الوقاحة ، وذلك الاستلاب الجريء ... » ([13]) .
لذلك نغضُّ الطرفَ عنها لما فيها مِنْ ... .
ونتوجهُ بالنظرات والاستدراكات إلى طبعة الدكتور/ أحمد محمد الخراط ، التي التزم فيها صاحبُها المنهجَ العلميَّ في التحقيق ، ولكنَّ الكمالَ لله وحدَه ، والعصمةَ لنبيِّه بعدَه ، وهذه النظراتُ والاستدراكاتُ لا تُعَدُّ شيئًا مذكورًا بجانبِ هذا العملِ العلميِّ الضخمِ الجادِّ المتميزِ الذي استطاع فضيلتُه أنْ يقومَ به وحدَه .
والنظرات في هذا الكتاب تنقسم قسمين :
1 ـ نظرات خاصة .
2 ـ نظرات عامة .(1/2528)
أولاً ـ النظرات الخاصة ، وتشتملُ على ما يأتي :
تصحيف وتحريف وزيادة في النص المُحَقَّقِ .
عدم مناقشة السمين الحلبي ـ أحيانًا ـ فيما يذكره .
مناقشة المحقق في بعض الأمور .
نظرات تخص توثيق الآراء .
نظرات تخص الأحاديث .
نظرات تخص التراجم .
نظرات تخص الأبيات الشعرية ، وتشتمل على :
أبيات ذكر أنه لم يهتدِ إلى قائلها .
أبيات ذكر أنه لم يهتدِ إلى تتمتها .
أبيات لم يشر في التعليق عليها إلى تعدد قائليها .
أبيات ذكر أنه لم يقف عليها .
الخطأ في توثيق بعض الشواهد .
الخطأ في كتابة بعض الأبيات وضبطها .
متفرقات .
تكرار بعض تعليقات المحقق .
الخطأ في بعض الإحالات .
بعض الأخطاء الطباعية .
ثانيًا ـ النظرات العامة .
ثم بعد ذلك الخاتمة .
ثم فهرس أهم المصادر والمراجع .
وأخيرًا فهرس محتويات البحث .
وبعدُ ...
فأسألُ الله العليَّ القديرَ أنْ أكونَ قد وُفِّقتُ في عرضِ هذه النظرات ، وأنْ ينورَ بصائرَنا بأنوارِ الهداية ، ويجنبَنا مسالكَ الغواية ، ويرشدَنا إلى طريقِ الصواب ، ويرزقَنا اتباعَ السنةِ والكتاب ، وأنْ يَكْفيَنا شرَّ الحُسَّادِ ، وألا يفضحَنا يومَ التَّنادِ ، بِمَنِّه وكَرَمِه ؛ إنَّه أكرمُ مسئولٍ وأعظمُ مأمولٍ ؛ لا ربَّ غيره ، ولا مأمول إلا خيره ؛ إنَّه نعم المولى ونعم النصيرُ وبالإجابة جديرٌ .
وآخرُ دَعْوَانا أنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين .
وصلَّى اللهُ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعلى آلِه وصَحبِه وسلَّمَ ،،،
الدكتور
مُحَمَّد حُسَيْن عَبْد العَزِيزِ المَحْرَصَاوِي
---الحواشي ---------
([1]) من مقال لأديب متنكر نشر في مجلة المنار ، المجلد التاسع 1/66 ـ غرة المحرم 1424هـ = 24 فبراير 1906م .
([2]) عثرات المنجد ص 9 .
([3]) تحقيق التراث العربي ص 96 .
([4]) التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه ص 15 ، طبع مع ذيل الأمالي والنوادر للقالي ، وانظر أيضًا سمط اللآلي في شرح أمالي القالي 1/4 .(1/2529)
([5]) صدر بيت من الطويل ، وعجزه :
............................... ولكنَّ عينَ السُّخط تُبدى المساويا
وهو للشافعي في ديوانه ص 111 ، تح . د / خفاجي ، وورد منسوبًا إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله الجعفري في الأغاني 12/250 ، وثمار القلوب ص 327 .
([6]) من كلام الدكتور/ عبد القدوس أبو صالح ، محقق ديوان ( يزيد بن مفرغ الحميري ) ص 247 ، في رده على الدكتور / أحمد محمد الضبيب ، الذي نقد الأول في نشرته لديوان ( يزيد بن مفرغ الحميري ) ، ونشر نقده لهذا الديوان في كتابه ( على مرافئ التراث ) ط دار العلوم بالرياض (1401هـ 1981م) .
([7]) انظر التعريفات للجرجاني ص 147 ، وحاشية ابن عابدين 3/508 ، وإرشاد النقاد لمحمد بن إسماعيل الصنعاني ص 17 ، وأبجد العلوم 2/402 .
([8]) انظر صفة الصفوة لأبي الفرج 2/251 ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/53 ، وفيض القدير 3/90 .
([9]) رتبت هذه المؤلفات ترتيبًا هجائيًّا .
([10]) انظر قطوف أدبية ص 3 .
([11]) الدر المصون 1/6 .
([12]) هذا المقال قد نشرتْه ـ كما ذكر في 11/508 ـ صحيفة المدينة ، في ملحق التراث يوم الخميس 12 من شوال 1414هـ = 24 من مارس 1994م ، العدد 11315 .
([13]) الدر المصون 11/494 .
[line]
للاطلاع على البحث كاملاً بحواشيه ومصادره ..
نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ ( الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ ) للسمين الحلبي / تحقيق الخراط (http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=967)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2006, 02:01 PM
جاء في البحث السابق :
[ـ حققه الشيخ / علي محمد معوض ، والشيخ / عادل أحمد عبد الموجود ، والدكتور / جاد مخلوف جاد ، والدكتور / زكريا عبد المجيد النوتي ، وقدم لهذا التحقيق الدكتور / أحمد محمد صيرة .
وقد صدر هذا الكتاب في ستة أجزاء عن دار الكتب العلمية ، بيروت (1414هـ 1994م) .(1/2530)
وقد قام الدكتور/ جمال طلبة ، بإعداد فهارسه في الجزء السابع ( 1416 هـ 1995 م ) ، وصدرت الفهارس عن الدار نفسها .
وهذه الطبعة عليها غبار ، وقد دار حولها كلام ، وأثيرت حولها منازعات ، ويكفي أنْ تُراجِعَ ما كتبه الدكتور / أحمد محمد الخراط في خاتمة طبعته 11/493 بعنوان ( سلام على التراث ـ قراءة في أوراق فضيحة علمية ) ([12]) .
فقد كاد الرجلُ يبكي دمًا مما حدث له مِنْ بعض الذين اتفقت معهم دار الكتب العلمية ببيروت على إخراج هذا الكتاب ، وكان مما قاله : « ... سلامٌ على التراث ، حين يصبحُ العملُ فيه بضاعةً تِجاريةً وادعاءً وزورًا وكسبًا حرامًا . أُصِبتُ بالذهول والوجوم لِما آل إليه عصرُنا مِن السرقة الفاضحة الفاقعة في النهار الواضح ، السرقة التي لا يسترُها سترٌ ويستهينُ معها أصحابُها بالمؤسسات العلمية والجامعات ومراكز البحث . كتاب مطبوع منتشر ، أجزاؤه الأولى رسالة دكتوراه في جامعة القاهرة ، يُغارُ عليه بالسلب والنهب بمثل هذه الوقاحة ، وذلك الاستلاب الجريء ... » ([13]) .
لذلك نغضُّ الطرفَ عنها لما فيها مِنْ ... .]
وهذا رد المحققين على مقال الدكتور الخراط :
( اقتضت حكمة الله تعالى التفاوتَ والاختلاف بين الناس {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين} [ هود : 118 ].
والاختلاف والتفاوت قد يكون فى القدرات العقلية أو في طريقة التفكير؛ وهذا من شأنه أن يجعل الحكم على الأشياء يختلف من إنسان إلى آخر، وبخاصة فى مجالات العلوم والثقافة، التى تقتضى من الباحثين والدارسين والمحققين الاجتهاد؛ حتى يتطور العلم وينضج، وإلا لظل راكدًا لا يتقدم.(1/2531)
وتراثنا العلمى يحتاج منا إلى جهود وجهود، ومهما اجتهد المجتهدون، وثابر المحققون فى إخراج هذا التراث ودراسته وتحقيقه، فسوف يظل محتاجًا إلى دراسة وتحقيق، ولأن السابق لا يمكن أن يستوفى كلَّ جوانب هذا التراث الرائع، نجد للكتاب الواحد من كتب التراث أكثرَ من تحقيق.
ونحن، وإن كنا نؤمن بأهمية قراءة التراث القراءة العميقة الواعية، حتى ولو أدت بنا إلى الاختلاف مع الآخرين، إلا أننا نكره التنازع والتناحر والفرقة؛ لأن هذا يؤدى – كما قال الحكيم العليم سبحانه – إلى الفشل {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} [ الأنفال : 46].
أليس من الأولى – بدل كيل الاتهامات والتجريح – إسداء النصح بالمعروف، فإن وجدتم تقصيرًا كان التنبيه عليه من باب : المؤمن مرآة أخيه، ومن باب: الدين النصيحة ؟!
أليس من الأجدر بنا التكامل فيما بيننا من باب { وتعاونوا على البر والتقوى}!
إن ما قام به الإخوة الأفاضل لا يعدو أن يكون إلا اتباعًا للهوى، ورغبة فى التظاهر بالفهم وسعة العلم، وهو ضرب من التخرص والكذب والكبر، والنصوص الشرعية مانعة من هذا، وهو مما لا يخفى على أى مسلم من عوام الأمة، فضلاً عن طلاب العلم.
وواضح من كلام الإخوة أن سلطان العصبية البغيضة - وهو واحد من معاول الهدم لهذه الأمة - قد تملكهم وغطى على أبصارهم وقلوبهم، فلم ينظروا بعين الأخوة والترابط العلمى، الذى يجب أن يسود جو الأمة، بدل الطعن والتجريح.
وإنّا لنشتَمُّ من كلام هؤلاء الإخوة رائحةَ الحسد والحقد المستحكميْنِ، وما نود أن يكون ذلك بين المسلمين؛ لأنه مما ينهى عنه الإسلام الحنيف.
وبعد، فإن كنتم – أيها الإخوة – تريدون الحق، ولا أظنكم تريدونه بعدما قدمتم من طعن وتجريح واتهام- إن كنتم تريدون الحق فاسمعوا إلى ما نقول :(1/2532)
إن ما قلتموه عن كتاب ((الدر المصون)) هو نقل بدون تريث أو علم بأساس الموضوع؛ وذلك أن الدكتور الخراط الذى أساء وتعدى وتجاوز بما لا يحق له – كان قد نشر من تحقيق الكتاب من أوله إلى سورة الأنعام، وتم نشر هذا الجزء فى الوقت الذى كنا نقوم فيه بتحقيق الكتاب، وقمنا – بحمد الله وفضله – بتحقيق الكتاب ونشره كاملاً من أوله حتى آخر سورة الناس، فكيف - إذن – نكون قد اعتمدنا على تحقيق الدكتور الخراط ؟! وإذا كنا قد اعتمدنا عليه فى الجزء الذى قام بتحقيقه ... فهل اعتمدنا عليه فيما لم يكن حققه بعد ؟! أليس هذا ضربًا من الوهم والتخرص ؟
نحن لا ننكر رجوعنا إلى الدكتور الخراط فى الجزء الذى حققه حتى سورة الأنعام، وهذا ليس عيبًا؛ فإنه مما يقتضيه المنهج العلمى الصحيح؛ إذ من الواجب على اللاحق أن يفيد من السابق، وأن يبنى عليه، وإلا لتوقفت حركة العلم عن التطور.
ومع رجوعنا إلى الدكتور الخراط فى الجزء الذى حققه، فإنه لا يمكنه الزعم أن تحقيقنا منقول عنه، أو حتى معتمد عليه؛ إذ يظهر الفارق الكبير بين تحقيقنا وتحقيقه لمن يطالع التحقيقين بعين الإنصاف، فضلاً عن أن الجزء الأكبر من الكتاب لم يكن حققه الدكتور الخراط، ولم نسبق إلى تحقيقه، وإن ادعى الدكتور الخراط أنه ما رجع إلى تحقيقنا فيما لم يكن حققه من الكتاب فقد جانبه الصواب.
وتوجُّهنا إلى تحقيق كتابٍ نُشِرَ منه جزء أو أجزاء لا يعيبنا فى شىء؛ وذلك لأمور، منها :
أولاً : من الناحية القانونية، ليس هناك حظر على تحقيق الكتب التراثية ونشرها؛ فقد قررت المحاكم فى أحكامها ذلك، إلا ما كان من حقٍّ فى هوامش التحقيق التى تتضمن تعليقات وحواشىَ يضيفها المحقق إلى الكتاب، وتحقيق الدكتور الخراط لكتاب ((الدر المصون)) يكاد يكون خاليًا من هذه الهوامش.(1/2533)
ثانيًا : ومن الناحية الشرعية: لو كان اعتماد اللاحق على السابق والإفادة منه والنقل عنه محرمًا، لما فعل سلفنا الصالح ذلك، وهم أسوتنا وقدوتنا؛ فكثير من كتب أهل العلم ينقل بعضها عن بعض، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك بنقل فصول كاملة دون عزو، ونضرب على ذلك مثالاً واحدًا :
ابن القيم ذلكم العالم الجليل، الذى اتفقت الأمة على إمامته، نقل فصولاً كاملة فى كتابه ((بدائع الفوائد)) عن كتاب ((نتائج الفكر)) للسهيلى، ودون عزو ... فهل يجيز لنا ذلك أن نطعن ونجرح فى ابن القيم ؟ وهل فعلنا نحن ما فعل ابن القيم، فأخذنا نص كتاب ((الدر المصون)) ونسبناه إلى أنفسنا ؟ وهل كتاب ((الدر المصون)) للسمين الحلبى أم للدكتور الخراط، حتى يكون مقصورًا تحقيقه ونشره على الدكتور الخراط وحده ؟!
إن كتب التراث مباحة لكل أحد، وليست مقصورة على شخص دون شخص، وإن كل ما فعلناه فيما يخص تحقيقه أننا رجعنا إلى الدكتور الخراط وأفدنا منه فى الجزء الذى حققه، وليس هذا مما يعيب المحقق كما أشرنا.
ثالثًا : كتاب ((الدر المصون)) – فى حقيقته – ما هو إلا اختصار لكتاب ((البحر المحيط))، ومعنى هذا أن نصه لا يشكل عبئًا كبيرًا على المحقق الممارس فى ضبطه؛ ذلك لتيسر الرجوع إلى كتاب ((البحر المحيط)) الذى هو أصله، والاعتماد عليه فى الضبط والتدقيق.
يضاف إلى هذا أن ((الدر المصون)) يعد أحد الكتب التى اعتمد عليها ابن عادل فى تفسيره الكبير المسمى بـ ((اللباب فى علوم الكتاب)) وهو عشرون مجلداً بتحقيقنا ومشاركة الأستاذين :
الدكتور / محمد سعد رمضان حسن.
والدكتور / محمد متولى الدسوقى.
كلّ برسالته الجامعية فى الجزء الذى حققه من الكتاب. ونشر بهذا التحقيق لأول مرة.
ومعنى هذا أن نص ((الدر المصون)) ليس غريبًا علينا، ويتيسر لنا تحقيقه وضبطه فى سهولة ويسر.
رابعًا: قامت بعض الهيئات العلمية بتحقيق كتب شرعت هيئات أخرى فى تحقيقها، ونضرب لذلك مثالين :(1/2534)
1- قام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتحقيق الجزء الأول من ((تأويلات أهل السنة)) للماتريدى، ثم قامت بتحقيقه بعد ذلك وزارة الأوقاف العراقية، وذلك قبل حرب الخليج.
2- قامت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بتحقيق كتاب ((الذخيرة)) للقرافى ونشره، ثم قامت دار الغرب الإسلامى بطبعه ونشره بعد ذلك.
وإذا أردنا أن نحصر من قام بتحقيق كتاب ثم أعاد التحقيقَ شخصٌ أو هيئة علمية لطال بنا المقام.
إن ما نحله الدكتور الخراط من قصائد فينا وفى ذمنا، ما أسهل علينا أن ننسج مثلها وأشد، لكن نبرئ ألسنتنا وأقلامنا ونبرئ أنفسنا عن فعل مثل هذا.
أما سؤال الشيوخ الأثبات فهؤلاء الشيوخ الأثبات فى نظر النقاد صاحب الكلمة: إما شيخ بيننا وبينه خلاف فى الطرح، وإما حاقد حاسد، وإما جاهل لا هَمَّ له إلا التظاهر بالعلم، وإما شيخ صاحب زعامة لا يقبل إلا من كان تحت قيادته.
وأما العضو سماحة فلا أجد من تعليق على ما قاله فى أول كلامه؛ لأنه أدنى من أكلف نفسى عناء التعليق عليه.
أما الكتب التى استشهد بها فى توثيق التراجم، فلا شك أن كتابًا كـ ((تهذيب الكمال)) لا بد أن يكون تحت أيدينا، وهو وغيره من كتب تراجم الصحابة، وكونك تجد بعض التوثيقات متفقة مع تهذيب الكمال؛ فهذا أمر طبيعى؛ لأن كتابًا كتهذيب الكمال يسرد فى توثيق الترجمة غالبَ ما وجد منها حول الاسم المترجم .. وليس بلازم علينا أن نأتى بكتب فى توثيق الترجمات لم يأت بها صاحب تحقيق ((تهذيب الكمال)).
ثم نود أن نطلع على عمل لك قمت فيه بتوثيق تراجم؛ حتى نتعلم كيف يكون توثيق الترجمة؛ فنحذو حذوك، وإذا لم يكن لك عمل فترجم لنا حتى نستفيد، ويستفيد أصحاب ((الملتقى)). أم هى السفسطة وإلقاء الكلام على عواهنه وحسب ؟(1/2535)
وأما عن نسخ المخطوط، فليس بلازم أن نأتى بنسخ المخطوط كلها، ونحن لسنا ببدع، فقد سبقت هيئات إلى هذا الصنيع عند تحقيقها بعضَ الكتب التراثية، فاقتصرت فى أثناء تحقيقها على بعض نسخ المخطوط، كالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأما عن الأخطاء، ففى بداية اشتغالنا بالتحقيق، لم يكن لدينا قسم يقوم على التصحيح والمراجعة اللغوية والكتابة على الحاسوب، فكنا نقوم بعملية التحقيق، ثم نسلم الكتاب للناشر؛ يقوم بكتابته على الحاسوب، وتصحيحه ومراجعته لغويًّا، فلسنا بمسئولين عما وقع فى كثير من الكتب التى قمنا بتحقيقها فى السنوات الأولى من عملنا من أخطاء.
أما السنوات الأخيرة فقد توفر لدينا قسم خاص بكتابة الأعمال على الحاسوب، وقسم لتصحيح الأعمال ومراجعتها، فمطالع الأعمال المتأخرة يجدها نادرة الأخطاء إلى حد الانعدام؛ وذلك أن الكتاب لا يخرج من تحت أيدينا إلا وقد روجع وصحح عدة مرات- من ثلاث إلى ست مرات - ، ويقوم بعملية المراجعة والتصحيح متخصصون، لهم خبرة كافية فى هذا المجال؛ إذ لا نقبل للعمل لدينا إلا المتخصصين، وذلك بعد اختبار صارم، وفترة إعداد طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أن عملنا فى التحقيق بدأ قبل عشرين عامًا، أى أننا لسنا بالمحدثين في هذا المجال، وقد زاول العملَ معنا أناسٌ كثيرون، بعضهم أثبت جدارته فاستمر، وبعضهم أبان عجزه فلم يستمر، وعمل معنا أناس حصلوا على شهادات علمية (ماجستير، ودكتوراه) وبعض هؤلاء لم يكونوا على المستوى المرجوِّ؛ مما اضطرنا إلى الاستغناء عنهم، وبعض هؤلاء يعلم الله بنياتهم، فأخذوا يتكلمون عنا وعن المكتب بما ليس فينا، لا يدفعهم فى ذلك إلا الحقد الأعمى الذى يضر أولَ ما يضر صاحبَه؛ لأنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض)).(1/2536)
وفى النهاية نقول: من أراد ثناء علينا وعلى أعمالنا فليطالع قصيدة شعرية قالها فينا الأستاذ الدكتور إبراهيم على أبو الخشب، وقد كان أستاذا جليلا رحمه الله، وهى مسجلة فى رسالة علمية فى جامعة الأزهر، وكذا هناك أكثر من إجازة وثناء لو سردناه لطال بنا المقام .
ختامًا نعرض بعضًا من أعمالنا التى قمنا بتحقيقها، فلنا ما يقرب من ثلاثمائة كتاب، الكثير منها طبع لأول مرة، فلم يسبق أن طبع فى الأسواق حتى نأخذه ونسطو عليه من أحد، وإليكم بعضا من هذه الكتب:
أ * الكتب المؤلفة:
تاريخ التشريع الإسلامي. تأليف. ويقع في مجلدين. دار الكتب العلمية.
الزواج السعيد، أصول وآداب الحياة الزوجية. تأليف. مكتبة رجب. القاهرة.
أحكام النساء ـ تأليف. مكتبة رجب. القاهرة.
ب * الكتب المحققة:
العزيز شرح الوجيز للإمام الرافعي ـ دار الكتب العلمية. بيروت ويقع في اثني عشر مجلداً «نشر لأول مرة كاملاً».
اللباب في علوم الكتاب لابن عادل الحنبلي ـ ويقع في عشرين مجلداً. دار الكتب العلمية. بيروت. «نشر لأول مرة».
أدب القضاء للغزى. المكتبة التجارية، مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
الجوهر النفيس فى سياسة الرئيس. المكتبة التجارية، مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
التحقيق للإمام النووي ـ مكتبة السنة. القاهرة «نشر لأول مرة».
المعالم فى أصول الفقه. مكتبة الكليات الأزهرية. «نشر لأول مرة».
التلخيص لابن القاص. المكتبة التجارية، مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة. عالم الكتب. بيروت. «نشر لأول مرة».
فتح العلام بشرح الإعلام بأحاديث الأحكام ـ دار الكتب العلمية. «نشر لأول مرة».
التهذيب للإمام البغوي ـ دار الكتب العلمية. بيروت، «ينشر لأول مرة».
رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب ـ عالم الكتب بيروت «نشر لأول مرة».
شرح المعالم الأصولية لابن التلمساني ـ عالم الكتب. بيروت «نشر لأول مرة».(1/2537)
العقد المنظوم في الخصوص والعموم للقرافي- طبع دار الكتب العلمية. بيروت. «نشر لأول مرة».
تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم للعلائي . دار الكتب العلمية. بيروت. «نشر لأول مرة».
الإفصاح فى عقد النكاح. دار القلم. حلب. «نشر لأول مرة».
الأشباه والنظائر لابن السبكي ـ دار الكتب العلمية. بيروت. «نشر لأول مرة».
الكاشف فى شرح المحصول. دار الكتب العلمية «نشر لأول مرة».
الإشارة فى أصول الفقه. المكتبة التجارية. مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
البر والصلة لابن الجوزي ـ مكتبة السنة. القاهرة «نشر لأول مرة».
الاعتناء في الفرق والاستثناء ـ دار الكتب العلمية. بيروت «نشر لأول مرة».
زبدة الأسرار فى شرح مختصر المنار. المكتبة التجارية. «نشر لأول مرة».
شرح الحدود «لمصنفك» ـ دار الكتب العلمية. بيروت «نشر لأول مرة».
شرح نظم البديع فى مدح خير شفيع. دار القلم. حلب. «نشر لأول مرة».
نفائس الأصول شرح المحصول ـ المكتبة التجارية. مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
شرح مثل المقرب لابن عصفور ـ دار الكتب العلمية. بيروت «نشر لأول مرة».
الدرة الغراء فى نصيحة السلاطين والقضاة. المكتبة التجارية. مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
الإرشاد إلى ما وقع فى الفقه وغيره من الأعداد. دار الكتب العلمية. بيروت. «نشر لأول مرة».
بحر العلوم للسمرقندي. دار الكتب العلمية. «نشر لأول مرة».
التعليقة للقاضي الحسين. المكتبة التجارية. مكة المكرمة. «نشر لأول مرة».
شرح التيسير في القراءات. دار الكتب العلمية. بيروت. «نشر لأول مرة».
الأم للإمام الشافعي ـ دار إحياء التراث. بيروت.
الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع. دار الكتب العلمية.
بداية المجتهد لابن رشد ـ دار الكتب العلمية.
الوجيز للغزالي ـ دار القلم بيروت.
المهذب للشيرازي دار المعرفة بيروت.
روضة الطالبين للإمام النووي ـ دار الكتب العلمية. بيروت.
الكافي في الفقه ـ دار الكتاب العربي. بيروت.(1/2538)
نيل الأوطار ـ دار الكتاب العربي. بيروت.
بدائع الصنائع ـ دار الكتب العلمية.
العدة على أحكام الإحكام للصنعاني ـ دار الكتب العلمية.
الجواهر الحسان فى تفسير القرآن. دار إحياء التراث. بيروت.
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ـ دار إحياء التراث. بيروت.
نهاية السول فى شرح منهاج الوصول. عالم الكتب. بيروت.
شرح روضة العقلاء ونزهة الفضلاء. المكتبة التجارية. مكة المكرمة.
المحصول فى علم الأصول. المكتبة التجارية. مكة المكرمة.
تهذيب الأسماء واللغات. دار النفائس. بيروت.
جامع العلوم والحكم. دار العبيكان. الرياض.
شرح الكافية الشافية لابن مالك. دار الكتب العلمية.
الحجة في القراءات السبعة لأبي علي الفارسي. دار الكتب العلمية.
سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي. دار الكتب العلمية.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب. دار الكتب العلمية.
السيرة النبوية لابن هشام. مكتبة العبيكان. الرياض.
الكشاف للزمخشري. مكتبة العبيكان. الرياض.
السيرة النبوية لابن كثير. عالم الكتب. بيروت.
نيل الوطر من تراجم رجال اليمن فى القرن الثالث عشر. دار الكتب العلمية.
كلمة شكر :
ونشكر الملتقى على أن أتاح لنا فرصة الرد على هؤلاء.
ولا نقول فى النهاية إلا : حسبنا الله ونعم الوكيل.)
المصدر : موقع الشيخان للدراسات يرحب بكم (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=145755&postcount=8)
---
الجكني
12-27-2006, 02:01 PM
الحمد لله تعالى على نعمة "العقل " 0
يا ترى كم هي المدة الزمنية التي استغرقها تأليف هذه الكتب كلها ؟؟؟؟؟
---
(1/2539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين
---
كتاب درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين
---
عبد الظاهر
11-28-2003, 09:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواني هذه اول مشاركة لي معكم
واقدم لكم هذه الهدية وهي كتاب درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين
كما يوجد شرح لهذا الكتاب بصوت الشيخ المحدث /عبد الله السعد سيكون موجود في هذا المنتدى لاحقا فالشرح موجود لدي على سيدي
والله الموفق
---
(1/2540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو الصحيح في تفسير و حفظ القرآن ( من أين البداية -البقرة أو الناس -
---
ما هو الصحيح في تفسير و حفظ القرآن ( من أين البداية -البقرة أو الناس -
---
ابو حنين
05-01-2006, 03:24 PM
أريد البداية بقراءة التفسير ... فما هو المنهج الصحيح ؟؟
هل البداية تكون من سورة الفاتحة ثم البقرة و ما بعدها ؟؟ ام الفاتحة ثم الناس وما قبلها ؟؟
===========
و هل هناك من نصائح لي ؟؟ لا تبخلوا عي يا إخوان علما أني لا أجد غالبا المصادر الا في النترنت - فليت النصائح تكون مقرونة بلإشارة لمواقع مهم للمبتدئين
==========
وفقكم الله .... الإثنين 3-4--1427 هـ
---
(1/2541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في بلاغة القرآن
---
سؤال في بلاغة القرآن
---
ابو شفاء
09-21-2004, 04:25 PM
يقول الحق" ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون" ويقول " ونحن أقرب اليه من حبل الوريد"
هذا هو قرب الله سبحانه منا , فلماذا ينادينا رب العالمين بأداة النداء للبعيد "يا"
" يا ايها النبي" " يا نساء النبي" يا أيها الذين آمنوا " وغيرها
---
أحمد بن سالم المصري
09-22-2004, 10:42 PM
قال القزويني في "الإيضاح" :
[ ومما يتصل بهذا أن " يا " حرف وضع في أصله لنداء البعيد ثم استعمل في مناداة القريب (( لتشبيهه بالبعيد باعتبار أمر راجع إليه أو إلى المنادى)) ، أما الأول فكقولك لمن سها وغفل وإن قرب: يا فلان ، وأما الثاني فكقول السائل في جؤاره: يا رب يا الله ، وهو أقرب إليه من حبل الوريد، فإنه استقصار منه لنفسه واستبعاد لها من مظان الزلفى وما يقربه إلى رضوان الله تعالى ومنازل المقربين هضماً لنفسه وإقراراً عليها بالتفريط في جنب الله تعالى مع فرط التهالك على استجابة دعوته والإذن لندائه وابتهاله ] . انتهى .
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-23-2004, 12:03 AM
أخي أبو شفاء
يقول الله تعالى (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) (مريم : 52 ) والمنادى موسى عليه السلام .
فهذه الآية مما يدل على أن الله يتكلم كيف شاء مناداة كان الكلام أو مناجاة. (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء : 23 )
أن الله تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان
وقد أورد ابن قيم الجوزية في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية ما يلي :(1/2542)
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل عمن قال إن الله تعالى ليس على العرش فقال كلامهم كله يدور على الكفر وروى الطبري الشافعي في كتاب السنة له بإسناده عن حنبل قال قيل لأبي عبد الله ما معنى قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) وقوله تعالى (وهو معكم) قال علمه محيط بالكل وربنا على العرش بلا حد ولا صفة وسع كرسيه السموات والأرض
وقال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال أن الله معنا وتلا قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) قال يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها هلا قرأت عليه ( الم تر أن الله يعلم ما في السموات ) بالعلم معهم وقال في ـ ق ـ ( ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)
وقال المروزي قلت لأبي عبد الله أن رجلا قال أقول كما قال الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره فقال أبو عبد الله هذا كلام الجهمية فقلت له فكيف نقول (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال علمه في كل مكان وعلمه معهم قال أول الآية يدل على أنه علمه وقال في موضع آخر وأن الله عز وجل على عرشه فوق السماء السابعة يعلم ما تحت الأرض السفلى وأنه غير مماس لشيء من خلقه هو تبارك وتعالى بائن من خلقه وخلقه بائنون منه
وقال في كتاب الرد على الجهمية الذي رواه عنه الخلال من طريق ابنه عبد الله قال باب بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله تعالى على العرش وقال تعالى ( الرحمن على العرش استوى) قلنا لهم ما أنكرتم أن يكون الله تعالى على العرش وقد قال تعالى (الرحمن على العرش استوى)
فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات والأرض وفي كل مكان وتلا (وهو الله في السموات وفي الأرض )(1/2543)
قال أحمد فقلنا قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء أجسامكم وأجوافكم والحشوش والأماكن القذرة ليست فيها من عظمة الرب تعالى شيء وقد أخبرنا الله عز وجل أنه في السماء فقال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء ) ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ( إني متوفيك ورافعك إلي) (بل رفعه الله إليه يخافون ربهم من فوقهم ) ذكر هذا الكتاب كله أبو بكر الخلال في كتاب السنة الذي جمع فيه نصوص أحمد وكلامه .
وعلى منواله جمع البيهقي في كتابه الذي سماه جامع النصوص من كلام الشافعي وهما كتابان جليلان لا يستغني عنهما عالم وخطبة كتاب أحمد بن حنبل الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل عليهم الصلاة والسلام بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله تعالى أهل العمى فكم من قتيل لابليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد أهدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مخالفة الكتاب يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين(1/2544)
ثم قال باب بيان ما ضلت فيه الجهمية الزنادقة من متشابه القرآن ثم تكلم على قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) قال قالت الزنادقة فما بال جلودهم التي عصت قد احترقت وأبدلهم الله جلودا غيرها فلا نرى أن الله عز وجل يعذب جلودا بلا ذنب حين يقول جلودا غيرها فشكوا في القرآن وزعموا أنه متناقض فقلنا إن قول الله عز وجل بدلناهم جلودا غيرها ليس يعني جلودا أخرى غير جلودهم وإنما يعني بتبديلها تجديدها لأن جلودهم إذا نضجت جددها الله ثم تكلم على آيات من مشكل القرآن ثم قال وإن مما أنكرت الجهمية الضلال أن الله عز وجل على العرش استوى وقد قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وقال تعالى ( ثم استوى على العرش الرحمن فاسئل به خبيرا ) ثم ساق أدلة القرآن ثم قال ووجدنا كل شيء أسفل مذموما قال الله تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) وقال تعالى (وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) ثم قال معنى قوله تعالى (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) يقول هو إله من في السموات وإله من في الأرض وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون العرش لا يخلو من علمه مكان ولا يكون علم الله تعالى في مكان دون مكان وذلك من قوله (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )(1/2545)
قال الامام أحمد ومن الاعتبار في ذلك لو أن رجلا كان في يده قدح من قوارير وفيه شيء كان نظر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم في القدح فالله سبحانه وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع ما خلق وقد علم كيف هو وما هو من غير أن يكون في شيء مما خلق قال وخصلة أخرى لو أن رجلا بنى دارا بجميع مرافقها ثم أغلق بابها كان لا يخفى عليه كم بيت في داره وكم سعة كل بيت من غير أن يكون صاحب الدار في جوف الدار فالله سبحانه قد أحاط بجميع ما خلق وقد علم كيف هو وما هو وله المثل الأعلى وليس هو في شيء مما خلق
قال الإمام أحمد ومما تأولت الجهمية من قول الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقالوا إن الله معنا وفينا فقلنا لهم لم قطعتم الخبر من أوله إن الله تعالى يقول ( ألم تر إن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) يعني علمه فيهم أينما كانوا ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) ففتح الخبر بعلمه وختمه بعلمه
---
(1/2546)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الاختيار عند القراء
---
الاختيار عند القراء
---
شريف بن أحمد مجدي
03-04-2007, 01:42 AM
منقوووووووووووووووول
الاختيار عند القراء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فالقراءة مبناها علي الاختيار وهذا ما عليه العلماء وسلف الأمة ، ولا يدل ذلك علي أن يقرا كل أحد باختيار من عنده فالمسألة لها ضوابط وشروط ، وها نحو نتناول هذه الضوابط والشروط وعدة جوانب أخري .
ولمعرفة حقيقة هذه القضايا ، نذكر تعريف الاختيار ثم نتحدث عن مراحل نشأة القراءات وغيرها ...
قال الراغب في مفرداته:
خير
- الخير: ما يرغب فيه الكل، كالعقل مثلا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضده: الشر.
والمختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول." ا.هـ بتصرف
والاختيار عند القراء : اختيار القارئ لوجه من مسموعاته والاقتصار عليه
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره. " ا.هـ القواعد والإشارات في أصول القراءة 1/صـ2
وقال د/ محمد بن عبد العزيز الخضيري في محاضرته في علوم القرآن :(1/2547)
" الاختيار: وهو أن يختار القارئ من بين مروياته أو الرواي من بين مسموعاته أو الآخذ عن الراوي من بين محفوظاته وكل واحد من هؤلاء مجتهد في اختياره. ولعنا نمثل بمثال يتضح به هذا الأمر ولو بشكل يسير مثلاً في سورة الروم قال الله - سبحانه وتعالى- " اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا
وَشَيْبَةً " الروم: 54 هذه كلمة: ضعف فيها قراءتان: " اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ "، والثانية " من ضُعْفٍ " وهكذا في سائر الآية في كل موارد الضَعف والضُعف في الآية فكلمة ضعف بالفتح هذه قراءة حمزة اتفق الرواة كلهم عن حمزة بقراءتها ضَعف وهي رواية شعبة عن عاصم يعني: ما رواه شعبة عن عاصم رواها بفتح الضاد قال: ضَعف وهي طريق عبيد بن الصباح عن حفص عن عاصم فسمينا هذا طريقاً وسمّينا ما ذكره شعبة أو ما جاء به شعبة عن عاصم رواية، وسمينا ما جاء عن حمزة قراءة." ا.هـ
قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تحت عنوان " تعريف الاختيار :
"الاختيار في القراءات : هو اختيار بعض المرويّ دون بعض عند الإقراء والتلقي لأنّ كلّ قارئ من الأئمة وغيرهم ، يأخذ الأحرف القرآنية من عدد من الشيوخ ويحاول قدر جهده أن يتلقى على أكبر عدد منهم ، فصاروا يجوبون الأقطار بحثاً عن النقلة الضابطين لكتاب الله يأخذون عنهم ، ويتلقّون منهم ولكن القارئ إذا أراد أن يقرئ غيره من الطلاب فإنّه لا يُقرئه بكلّ ما سمع ، بل هو يختار من مسموعاته فيُقرئ به ويترك بعضاً آخر فلا يُقرئ به.(1/2548)
والسبب في ذلك : أنّه يراعي أولاً : الترجيح بين الروايات ، ويختار أشهرها وأكثرها رواة ، ويتجنّب ما شذّ به واحد ، كلّ ذلك حسب علمه في ذلك ، وما بلغه وما بلع أهل مصره ، فهذا نافع المدني يقول : قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق عليه اثنان أخذته ، وما شذّ فيه واحد تركته ..وذلك لأنّ ورشاً قرأ عليه بما تعلّم في بلده ـ أي بلد ورش ـ فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمّته فتركه على ذلك.
ومن هنا يظهر لنا أنّه لا دخل للرأي وللقياس في القراءات ، فإذا وجدنا أحداً يقول : هذا اختيار فلان فلا نفسّر هذا بأنّه استحسان منه أو تدخّل من القراء بقياس قراءة على قراءة أخرى حاشاهم الله من ذلك فقد أجمعوا على منعه وحرمته كما سبق." ـ تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة ص26ـ
فهذا كلام طيب من الشيخ عبد الرزاق ، ولكن هذه العبارة :" ...وذلك لأنّ ورشاً ...قرأها نافع عن بعض أئمته فتركه علي ذلك "
. أقول : قال ابن الجزري في ترجمة الإمام نافع : الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني:"... وقال الأعشى كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك.." غاية النهاية
وقال الذهبي :"وروى هارون بن موسى الفروي عن أبيه عن نافع بن أبي نعيم أنه كان يجيز كل ما قريء عليه إلا أن يسأله إنسان أن يقفه على قراءته فيقفه عليها وعن الأعشى قال كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يسأله..." معرفة القراء الكبار
ومعني هذا الكلام أن نافعا لا يلزم أحدا بقراءته إلا أن يطلبها ، وورش قرأ علي نافع بعدما حصّل نافع القراءة قال الذهبي في ترجمة ورش :(1/2549)
وقال محمد بن عبدالرحيم الأصبهاني المقرئ سمعت أبا القاسم وأبا الربيع وغيرهم ممن قرأت عليه يقولون : إن ورشا إنما قرأ على نافع بعد ما حصل نافع القراءة " فإن كان ورش طلب قراءة نافع ، يكون كلام الشيخ عبد الرزاق فيه نظر ، وإن كان نافع أقرّه ـ أي تركه يقرأ بما قرأه في بلده ـ فالكلام صواب ، ولكن الظاهر أنه قرأ بقراءة نافع قال الداني في جامع البيان :" ..وقرأ علي نافع وختم عليه ختمات كثيرة ثم انصرف إلي مصر وأقرأ بها إلي أن توفي ..."صـ47 وأقرأ بقراءة نافع ولو كان الأمر علي خلافه لبينه لأن الأصل أنه قرأ بقراءة نافع ،لا لكون أن هناك نص بذلك من أحد الأئمة . ـ والله أعلم ــ
فإن قال قائل : لم اقتصر الناس علي القراء العشر وتركوا بقية القراءات ؟ أليست الأمة آثمة بتركها وتضيعها لبقية الأحرف ؟؟(1/2550)
قال د/ الدوسري :" وما ترك من القراءات له أصل في الشرع ، وإلا كانت الأمة آثمة بعدم أدائه ، وهذا الأصل هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الأحرف السبعة : " فاقرؤوا ما تيسر منه " ، حيث دلّ الحديث على أن نقل جميع حروف القراءات ليس نقل فرض وإيجاب، وإنما كان أمر إباحة وترخيص " انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 1/28 ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 13/396 ، وبذلك يظهر وجه علّة الأوجه والروايات التي كان يقرأ بها في الأمصار عن الأئمة السبعة أو العشرة ثم اندثرت ، مثال ذلك قول الحافظ أبي العلاء "ت 569 هـ " في مقدمة غايته : " فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم ، وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق " غاية الاختصار في القراءات العشر للحافظ أبي العلاء 1/3 .، ثم ذكر بعد ذلك رواتهم ومنهم شجاع ابن أبي نصر " 190 هـ " وأبو زيد الأنصاري " ت 215 هـ" عن أبي عمرو البصري " ت 154 هـ " ، وقتيبة ابن مِهْران "ت بعد 200 هـ " عن الكسائي "ت189 هـ " وغيرهم ، في حين أن روايات هؤلاء وأمثالهم لا يقرأ بها الآن". وانظر نحو هذا المثال في مفردة نافع للداني صـ 6، وقلما تخلوا كتب القراءات في مقدماتها من هذا القبيل
وأما ما يذكر في كتب القراءات على وجه القراءة مع مخالفته للرسم فقد حمله أكثر العلماء على وجه التعليم فحسب ، وذلك من أجل الاستفادة في الأحكام الشرعية والأدبية. " انظر التمهيد لما في الموطأ من معاني وأسانيد لابن عبد البر 8/292 والقول الجاذّ لمن قرأ بالشاذّ للنويري1/75 ولطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 1/37 . "ا.هـ المنهاج في الحكم على القراءات
وقال د /محمود حوا في كتابه " المدخل إلى علم القراءات(1/2551)
1-أن الأمة مخيرة في القراءة بأي حرف من هذه الأحرف من غير إلزام بواحد منها، ومن قرأ بحرف منها فقد أصاب، وليس لأحد أن ينكر عليه، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - (فاقرؤوا ما تيسر منه) وقول جبريل: "فأيما حرف قرؤوا به فقد أصابوا " ا.هـ صـ17
فإن كانت الأمة ملزمة بجميع الأحرف لم تكن هذه الأحرف السبعة من باب التيسير حيث المشقة محققة علي الأمة في المحافظة علي جميع هذه الأحرف .
وهذا يجعلنا نتطرق إلي قضية أخري ألا وهي:
هل تجوز قراءة القرآن بالمعني ؟؟
الجواب : لا تجوز القراءة بالمعني ـ رغم أن القرآن عربي ـ ولكن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول ، قال في النشر:" وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي وكان بعد الثلاثمائة قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان : وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل قلت : وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقراء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب فتاب ورجع وكتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وأشرنا إليه في الطبقات ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه ولذلك كان الكثير من أئمة القراءة كنافع وأبي عمرو يقول لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا ". صـ1/17(1/2552)
وقال ابن الجزري في غاية النهاية في ترجمة ابن محيصن:" وقال ابن مجاهد كان لابن محيصن اختيار في القراءة على مذهب العربية فخرج به عن إجماع أهل بلده فرغب الناس عن قراءته وأجمعوا على قراءة ابن كثير لاتباعه ".2/294
قال السيوطي في الإتقان:" وبقي قسم رابع مردود أيضاً، وهو ما وافق العربية والرسم ولم ينقل ألبتة، فهذا رده أحق ومنعه أشد ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر. وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر بن مقسم وعقد له بسبب ذلك مجلس وأجمعوا على منعه، ومن ثم امتنعت القراءة القياس المطلق الذي لأصل يرجع إليه، ولا ركن يعتمد في الأداء عليه."ا.هـ 1/90
وقال د/. عبد الرحمن الشهري : "...أن تسمية هذه المسألة ـ جواز قراءة القرآن بالمعنى ـ قد ردها كثير من العلماء قديماً وحديثاً .
وممن رأيته ردها أبو بكر الباقلاني في كتابه الانتصار للقرآن 1/65 بقوله :"القراء السبعة متبعون في جميع قراءاتهم الثابتة عنهم ، التي لا شكوك فيها ، ولا أنكرت عليهم ، بل سوغها المسلمون ، وأجازوها لمصحف الجماعة ، وقارئون بما أنزل الله جل ثناؤه ، وأن ما عدا ذلك مقطوع على إبطاله وفساده وممنوع من إطلاقه ، والقراءة به ، وأنه لا يجوز ولا يسوغ القراءة على المعنى دون اتباع لفظ التنزيل ، وإيراده على وجهه ، وسببه الذي أنزل عليه ، وأداه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الإمام ابن الجزري في النشر بقوله :" أما من يقول بأن بعض الصحابة ، كابن مسعود ، كان يجيز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه. إنما قال : نظرت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم".
وردها القاضي أحمد بن عمر الحموي في كتابه القواعد والإشارات في أصول القراءات فقال :"أما ما نقل عن الصحابة بأنهم يجيزون القراءة بالمعنى دون اللفظ كالذي نسب لابن مسعود فلا يصح".(1/2553)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 13/397 :" وأما من قال عن ابن مسعود أنه كان يجوز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه ، وإنما قال : نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة ، وإنما هو كقول أحدكم : أقبل ، وهلم ، وتعال ، فاقرؤوا كما علمتم ، أو كما قال".ا.هـ
قال في البرهان :الثالث: أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ورد على حمزة قراءة ـ والأرحام ـ بالخفض ومثل ما حكى عن أبى زيد والأصمعي ويعقوب الحضرمي أن خطئوا حمزة فى قراءته " وما أنتم بمصرخي " بكسر الياء المشددة وكذا أنكروا على أبى عمرو إدغامه الراء عند اللام فى " يغفلكم "
وقال الزجاج إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء فى اللام إذا قلت مر لى بكذا لأن الراء حرف مكرر ولا يدغم الزائد فى الناقص للإخلال به فأما اللام فيجوز إدغامه فى الراء ولو أدغمت اللام فى الراء لزم التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين انتهى
وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه فى كتابه فى قوله تعالى " ما هذا بشرا " وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هى فى المصحف .
وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبى ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه قال ابن مجاهد : إذا شك القارئ فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض".ا.هـ
وقول ابن مجاهد هذا لا يصح العمل به الآن بعد تصنيف الكتب والتزام القراء بالأوجه المقروءة .
أما قول الزرقاني:"... أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء.."(1/2554)
المقصود بقوله "وليست اختيارية" يقصد به الكلمات القرآنية الخاصة بكل قارئ وأنها ليست من استحساناته ولكن مما قرأ به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حيث اعترض كثير من النحاة علي بعض القراءات من جهة أنها خطأ من القراء قال أبو حيان:" وإنكار هؤلاء فيه نظر ، لأن أئمة القراءة لم يقرؤوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا ، تطرق إليهم فيما سواه ، والذي نختاره ونقوله : إن نقل القراءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه ." ولا يظن القارئ أن هذا القول فيه دليل علي منع الاختيار في القراءة فمقصد الزمخشري أن القراء يختارون من تلقاء أنفسهم ولذلك اختاروا كلمات تخالف العربية ـ هذا من وجهة نظره ـ وقد بينا فسادها . وهذا يدلك أن جميع هذه القراءات مما قرأ به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولم يخرج القراء عن هذا ولو في حرف واحد ، والاختيار الذي نحن بصدده هو الاختيار من الحروف والأوجه المسموعة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ لا الأوجه المستحسنة في العربية فبينهما بون شاسع .
وقبل الدخول في تفصيل الاختيار ننظر إلي مراحل التلقي ـ أي مرحلة نشأة القراءات ـ :
قال الشيخ /محمود حوا في كتابه المدخل للقراءات :" نشأة علم القراءات:
يمكن تقسيم مراحل تطور علم القراءات إلى المراحل التالية:
المرحلة الأولى: القراءات في زمن النبوة:
وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
-مصدر القراءات هو جبريل عليه السلام.
-المعلم الأول للصحابة هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو المرجع لهم فيما اختلفوا فيه من أوجه القراءة.
-قيام بعض الصحابة بمهمة التعليم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إما بأمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو بإقرار منه.(1/2555)
-ظهور طائفة من الصحابة تخصصت بالقراءة (القراء) ومنهم سبعين قارئا قتلوا في بئر معونة، كما أن منهم (أبا بكر وعثمان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وأبو الدرداء) وقد قال عنهم الإمام الذهبي: (فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن – أي كاملا- في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة) ( ) .
المرحلة الثانية: القراءات في زمن الصحابة رضي الله عنهم:
وتبدأ هذه المرحلة من وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحتى نهاية النصف الأول من القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
-تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة.
-بدأت تظهر أوجه القراءة المختلفة، وصارت تنقل بالرواية,
-تعيين الخليفة عثمان قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصر الذي أرسل إليه في الأغلب. حيث أرسل عثمان إلى مكة (عبد الله بن السائب المخزومي) وأرسل إلى الكوفة (أبا عبد الرحمن السلمي) وكان فيها قبله عبد الله بن مسعود من أيام عمر - رضي الله عنه -، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة، وكان هذا في حدود سنة ثلاثين للهجرة.
المرحلة الثالثة: القراءات في زمن التابعين وتابعي التابعين:
وتمتد هذه المرحلة من بداية النصف الثاني من القرن الأول، وحتى بداية عصر التدوين للعلوم الإسلامية وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
- إقبال جماعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلاء القراء الذين تلقوه بالسند عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و توافق قراءتهم رسم المصحف العثماني.(1/2556)
- تفرغ قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة حتى صاروا أئمة يقتدى بهم في القراءة، وأجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول، ولتصديهم للقراءة وملازمتهم لها وإتقانهم نسبت القراءة إليهم وتميز منهم:
oفي المدينة: أبو جعفر زيد بن القعقاع(ت130) وشيبة بن نصاح(130) ونافع بن أبي نعيم (169).
oوفي مكة: عبد الله بن كثير (120) وحميد الأعرج (130) ومحمد ابن محيصن (123).
oوفي الكوفة :يحيى بن وثاب (103) وعاصم بن أبي النجود (129) وسليمان الأعمش (148) وحمزة الزيات (156) وعلي الكسائي (189).
oوفي البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق (129) وعيسى بن عمر (149) وأبو عمرو بن العلاء (154) وعاصم الجحدري (128) ويعقوب الحضرمي (205).
oوفي الشام: عبد الله بن عامر (118) وعطية بن قيس الكلابي (121) ويحيى بن الحارث الذماري (145).
المرحلة الرابع: مرحلة التدوين:
ويمكن إبراز جوانب هذه المرحلة بما يلي:
-اختلف في أول من دون القراءات، فقيل هو الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (224) وقيل أبو حاتم السجستاني (225) وهو رأي ابن الجزري ، وقيل يحيى بن يعمر (90)
-تسبيع السبعة والاقتصار عليهم، وأول من قام بذلك الإمام أبو بكر أمحمد بن موسى بن مجاهد (ت324) وكان لشهرته العلمية أثر كبير في اشتهار القراءات الشبع التي اختارها.
-بدأ ظهور وتبلور شروط القراءة الصحيحة وتمييز الصحيح من الشاذ. ويقال بأن أول من ألف في القراءات الشواذ هو ان مجاهد أيضاً حيث ألف كتابه أسماه (الشواذ) إلا أن هذا الكتاب مفقود.
-الاحتجاج للقراءات الصحيحة في جوانبها اللغوية (صوتيا وصرفيا ونحويا).
-توالي التأليف في القراءات السبع، فألف مكي ابن أبي طالب القيسي كتابيه التبصرة والكشف، وألف أبو عمرو الداني (ت444)التيسير في القراءات السبع وجامع البيان ونظم الإمام الشاطبي (ت590) التيسير في حرز الأماني ووجه التهاني(الشاطبية).(1/2557)
-مرحلة إفراد القراءات في مؤلفات خاصة بها ، أو جمع أقل من السبعة أو أكثر من السبعة لدفع ما علق في أذهان الكثيرين من أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة، لبيان أن هناك قراءات أخرى غير السبعة التي جمعها ابن مجاهد وهي قراءات مقبولة وصحيحة، وتوج ذلك وختم بكتاب ابن الجزري النشر في القراءات العشر ومنظومته طيبة النشر في القراءات العشر.
المرحلة المعاصرة: القراءات في عصرنا:
لقد مر علم القراءات كغيره من العلوم الإسلامية بفترات ندر فيها طالبوه وقل راغبوه، إلا أنه وفي هذا العصر بدأت نهضة العلوم الإسلامية من جديد ومن بينها علم القراءات وكثر الراغبون في تعلم هذا العلم وتلقيه، وكما ظهرت التآليف المختلفة التي تسهل هذا العلم وتقربه لطلابه إما بتهذيب وتحقيق كتب السابقين أو بتأليف كتب معاصرة جديدة. كما ظهرت الإذاعات والقنوات الفضائية المتخصصة في القرآن الكريم، وأسست الهيئات والجمعيات والمجامع لنشر القرآن الكريم وعلومه.
وأما عن انتشار القراءات في العالم الإسلامي:
فإن رواية حفص عن عاصم تنتشر في معظم الدول الإسلامية لا سيما في المشرق.
ورواية قالون في ليبيا تونس وأجزاء من الجزائر.
ورواية ورش في الجزائر والمغرب وموريتانيا ومعظم الدول الإفريقية.
ورواية الدوري عن أبي عمرو في السودان والصومال وحضرموت في اليمن." ا.هـ عرفنا فيما سبق من خلال تاريخ القراءات ،وأن هناك شروطاً للقراءة المقبولة تميزها عن غيرها من القراءات وفيما يلي نبين هذه الشروط.
شروط القراءة المقبولة :
يشترط للقراءة الصحيحة توفر ثلاثة شروط :
1- موافقة وجه صحيح من اللغة العربية (قواعد النحو).
2- موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً، مثل (ملك) تحتمل (مالك)، ومثل (مكانتكم) (مكاناتكم).
3- حصول التواتر: وهو أن ينقلها عدد كبير يستحيل في العادة اجتماعهم على الكذب.(1/2558)
ويعتبر الشرطان الأول والثاني تبع للشرط الثالث، عند جمهور من اشترط التواتر من العلماء ومنهم ابن الجزري في قوله الأول من قوليه.
بينما يرى جمهور العلماء ومنهم أبو شامة وابن الجزري ومكي ابن أبي طالب وغيرهم أنه يكفي لصحة القراءة أن تكون مشهورة صحيحة الإسناد، إضافة إلى شرطي: موافقة الرسم ووجه من أوجه النحو( )، وبالتالي يكون شرط موافقة اللغة والرسم أساسيان.
وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
فكل ما وافق وجه نحوي * وكان للرسم احتمالا حوي
وصح إسناد هو القرآن * فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت* شذوذه لو أنه في السبعة
القراءات العشر المتواترة:
القراءات المتواترة هي عشر قراءات، تنسب كل قراءة إلى إمام من أئمة القراءة، وهذه النسبة ليست نسبة اختراع وإيجاد ولكنها نسبة ملازمة وإتقان، ولكل قارئ راويان:
قراءة الإمام نافع المدني. رواها عنه عيسى بن مينا:(قالون)، عثمان بن سعيد المصري: (وَرش).
قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي: رواها عنه أحمد بن عبد الله بن أبي بزة (البزي) محمد بن عبد الرحمن المكي (قنبل).
قراءة الإمام أبي عمر بن العلاء البصري: رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصالح بن زياد الرستبي (السوسي).
قراءة الإمام عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي: رواها عنه: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان.
قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي: رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوفي (شعبة)، حفص بن سليمان الغاضري.
قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي:رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار، وخلاد بن خالد.(1/2559)
قراءة الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي: رواها عنه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي، وحفص بن عمر الدوري راوي أبي عمر البصري.
قراءة الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني: رواها عنه عيسى بن وردان أبو الحارث الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.
قراءة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري: رواها عنه محمد بن المتوكل (رُوَيْس)، ورَوْح بن عبد المؤمن.
قراءة الإمام خلف بن هشام البزار الكوفي: رواها عنه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد."ا.هـ
وتحدث د/ عبد العزيز خضير عن نشأة علم القراءات أيضا فقال:
- أيها الأحبة- نتحدث عن نشأة علم القراءات، بينا فيما سبق من دروس علوم
القرآن - بحمد الله سبحانه وتعالى- كيف نزل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولسنا بحاجة إلى إعادة هذا الأمر, ثم بينا بعد ذلك أيضاً كيف تم جمعه في عهد الصديق أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- وكيف تم جمعه في عهد عثمان -رضي الله تعالى عنه- إن عثمان -رضي الله تعالى عنه- لما كتب المصاحف ووحدهم على حرف قريش وما يوافقه من حروف أخرى التي ثبتت في العرضة الأخيرة كتب سبعة مصاحف وأرسلها إلى الأمصار وأرسل مع كل مصحف قارئاً يعلم الناس فأخذ الناس القراءة من هؤلاء القراء ثم تتابع الناس يقرؤون القرآن ويروونه ويتلقاه جيل بعد الجيل واستمر الناس على ذلك.
لما كثر القراء وكثر الرواة وأصبحت أعدادهم في المصر الواحد لا تكاد تحصر خشي المسلمون أن يأتي إنسان فيُدخل في هذه القراءات شيئاً ليس منها ويختلط الأمر على من يأتي بعد ذلك من هذه الأمة, فتداعى المسلمون إلى ضبط القراء المأمونين المعروفين بطول أعمارهم في أخذ القرآن واجتهادهم وتوثقهم وكونهم أخذوه من عدد من المصادر وتلقوه تلقياً متقناً مضبوطاً، فضبطوا قراءاتهم حتى يقولوا للناس:(1/2560)
هذه هي القراءات الثابتة الواردة التي لا يصح للإنسان أن يتجاوزها أو يزيد عليها لأنه يأتي إنسان مثلاً ويقرأ مثلاً على الشامية ثم يذهب إلى الكوفيين فيقرأ عليهم ثم يذهب إلى المكيين فيقرأ عليهم ثم يقول مثلا أنا: قرأت على المكيين والكوفيين والشاميين ثم يختار من بعض حروف هؤلاء وقراءتهم ومن بعض حروف هؤلاء وقراءتهم ومن بعض حروف هؤلاء وقراءتهم وتكون له طريقة مستقلة وقد يختلط عليه الأمر أو يزيد أو ينقص ولا يعرف الناس شيئاً من ذلك .
فجاء العلماء فأخذوا يضبطون القراءات من خلال معرفة الإمام المضبوط المتقن للقراءة ويدونون قراءته تدويناً تاماً ويقولون للناس: هذه هي الروايات المجمع عليها المضبوطة المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول وكتبوا ذلك ودونوه لئلا يستطيع أحد بعد ذلك أن يزيد شيئاً أو ينقص شيئاً ثابتاً.
وكان أول من عرف عنه تدوين ذلك أبو عبيد القاسم ابن سلام -رحمه الله تعالى- وهو من علماء القراءة فدون كتاباً في القراءة لم يصل إلينا لكنه ذكر خمسة وعشرين قارئاً أو أزيد من ذلك قد يبلغون الثلاثين أكثر من خمسة وعشرين قارئاً من قراء الأمصار الذين اتفقت الأمة على تلقي قراءتهم بالقبول وعرفوا بهذا الشأن وتناقل الناس عنهم القراءة وقرأ عنهم أمم بعد أمم فكان أول من عرف أنه ضبط هذه القراءات وأثبتها هو أبو عبيد القاسم ابن سلام ثم تتابع الناس بعده على ضبط هذه القراءات .
فجاء أحمد بن جبير الأنطاكي -رحمه الله تعالى- توفي عام ثمانية وخسمين بعد المائتين وجمع كتاباً ذكر فيه خمس قراءات, ثم جاء من بعده علماء آخرون حتى جاء ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى- توفي عام عشرة بعد الثلاثمائة فألف كتابه في القراءات وذكر فيه أكثر من عشرين قارئاً وجاء بعدهم أئمة ذكروا أكثر من ذلك بلَّغوها خمسين قارئاً وثلاثين قارئاً ونحو هذه الأعداد.(1/2561)
ثم جاء من بعد ذلك الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي المتوفي عام ثلاثمائة وأربعة وعشرين من الهجرة النبوية وتحرى فيما جمع الدقة والضبط والإتقان وكون من يثبتهم في كتابه هم أكثر من تلقت عنهم الأمة ومن انتشرت قراءاته في الأمصار فجمع سبعة قراء ولعله أراد أن يوافق عدد المصاحف التي كتبها عثمان وفرقها في الأمصار فجمع سبعة قراء، سنذكرهم بعد قليل ونبين أسماءهم، جمع هؤلاء السبعة وضبط قراءاتهم في كتاب سماه: السبعة.
ومن بعدها انتهت قراءات من سواهم فلم تعرف ولم تذكر وصار الذين يُعرفون بالقراءة وتروى قراءاتهم بعد ابن مجاهد سبعة قراء وسبب اختياره للسبعة كما ذكرنا هو كما يقول بعض أهل العلم: هو تعدد المصاحف التي نشرها عثمان في الأمصار لكن بعض أهل العلم تمنى لو أن ابن مجاهد زاد واحدة أو نقص واحدة حتى لا يختلط الأمر على الأمة فتظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبع التي سنتحدث عنها- إن شاء الله تعالى- في درس مستقل لأن كثيرين من الناس الآن إذا ذكر الأحرف السبعة ظنوا أنها هي القراءات السبع وبينهما فرق سنبينه- إن شاء الله تعالى.
يقول القسطلاني -رحمه الله تعالى- «ثم لما كثر الاختلاف فيما يحتمله الرسم وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحل لأحد تلاوته وفاقاً لبدعتهم كمن قال من المعتزلة: "(1/2562)
وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمً" النساء: 146، قرؤوها " وَكَلَّمَ اللهَ مُوسَى تَكْلِيمً" ليجعلوا المكلِّم هو موسى لينفوا بذلك الكلام عن الله - سبحانه وتعالى- قال ومن الرافضة قوله: " وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدً" " الكهف: 51"، قرؤوها " الْمُضلَّينِ عَضُدًا " يعنون بذلك: أبا بكر وعمر، رأى المسلمون بعد ذلك أن يجمعوا على قراءات أئمة ثقات تجردوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم فاختاروا من كل مصر وجه إليه مصحف أئمة مشهورين بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدراية وكمال العلم أفنوا عمرهم في القراءة والإقراء واشتهر أمرهم وأجمع أهل مصر على عدالتهم فيما نقلوا والثقة بهم فيما قرؤوا ولم تخرج قراءاتهم عن خط مصحفهم» هذا سبب عناية العلماء بضبط القراءات في كتب مستقلة حتى لا يعتدي على هذه القراءات أحد من الناس.
وأما ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- الله يقول الدكتور فهد الرومي- حفظه الله- في
كتابه دراسات في علوم القرآن: " وأخذ بعض العلماء على ابن مجاهد اختياره للسبعة لما في ذلك من الإيهام بحديث الأحرف السبعة فقال أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي:
لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر- أي حديث الأحرف السبعة- وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة. وقد علل مكي بن أبي طالب سر اختياره سبعة فقال: ليكون على وفق مصاحف الأمصار السبعة وتيمناً بأحرف القرآن السبعة ثم قال: على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمنع ذلك إذ عدد القراء أكثر من أن يحصى» عدد القراء المأمونين المعروفين المضبوطين الضابطين كبير جداً كما بينا أن أبا عبيد القاسم ابن سلام قد اختار منهم أكثر من خمسة وعشرين وغيره اختار قرابة الخمسين كانوا كثيرين جداً لكن ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- فعل ذلك لقصد.(1/2563)
يقول: " وقد دافع كثير من العلماء عن ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- في ذلك بأنه لم يقتصر على هؤلاء السبعة إلا بعد اجتهاد طويل ومراجعة متأنية في الأسانيد الطوال وكان موفقاً في اختياره الذي حظي بموافقة جمهور العلماء والقراء وتأييدهم لأن الناس بعد ذلك قد ثبتوا على هؤلاء السبعة وزاد بعض القراء ثلاثة فكملوا بهم العشرة فصار القراء المأمونون المعروفون بضبط القراءة وتؤخذ عنهم قراءة القرآن هم هؤلاء السبعة ومعهم أولئك الثلاثة. قال: حيث إن كثرة الروايات في القراءات أدت إلى ضرب من الإضراب عند طائفة من القراء غير المتقنين فقد حاول بعضهم أن يختار من القراءات لنفسه خاصة فينفرد بها فقطع ابن مجاهد عليهم الطريق ودرأ عن القراءات كيدهم وعن القراء اضطرابهم .
ومما يدل على نزاهته -رحمه الله تعالى- وحسن قصده أنه لم يسعَ إلى أن يختار لنفسه قراءة تحمل عنه فيقال: قراءة ابن مجاهد مما يدل على أنه كان يريد أن يجمع القراءات التي كثرت في الأمة وكثر الآخذون لها وعرف أصحابها بالضبط والإتقان والدقة وحين سئل عن ذلك -رحمه الله تعالى- أجاب قال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا."(1/2564)
وبعد ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- كثرت المؤلفات في علم القراءت فمن أهم المؤلفات في علم القراءت كما ذكرنا كتاب ابن مجاهد -رحمه الله تعالى-: السبعة وهو متوفى عام أربعة وعشرين بعد الثلاثمائة ثم كتاب التذكرة لابن غلبون المتوفي عام تسعة وتسعين بعد الثلاثمائة ثم المبسوط في القراءات العشر ثم الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفي عام سبعة وثلاثين بعد الأربعمائة ثم جاء أبو عمرو الداني- رحمه الله تعالى- المتوفي عام أربعة وأربعين بعد الأربعمائة هجرية وألف كتابه المشهور في هذا الباب واسمه التيسير في القراءات السبع، ثم جاء من بعد الداني الشاطبي- رحمه الله تعالى- المتوفى عام سبعين بعد الخمسمائة وألف منظومته العجيبة في هذا الباب والتي يضرب بها المثل في الدقة والإتقان والضبط وأصبحت مرجع القراء بعد الشاطبي فمن أراد أن يتقن القراءات السبع فلا بد له من حفظ متن الشاطبية، وألف هذه المنطومة وسماها: حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بالشاطبية ثم جاء بعدهم خاتمة المحققين والقراء ابن الجزري -رحمه الله تعالى- فألف كتابه المسمى: النشر في القراءات العشر فزاد على ما ذكروه السابقين بأن ضمن كتابه القراءات العشر وألف بعد ذلك منظومته المشهورة وهي طيبة النشر في القراءات العشر، وهي منظومة في القراءات العشر كلها، وابن الجزري توفي عام ثلاثة وثلاثين بعد الثمانمائة."ا.هـ
وبعد هذا العرض للقراء وأسمائهم نقول:إن نزول القرآن علي سبعة أحرف تيسيرا علي الأمة كما قلنا في الأبحاث السابقة ،واختار النبي (صلي الله عليه وسلم ) لأصحابه ما يتناسب مع لهجاتهم ولذلك وقع الخلاف فيما بينهم كما هو معلوم وأكتفي في ذلك بمثال :
حديث:" سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا(1/2565)
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى
انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِي اقْرَأْ فَقَرَأْتُهَا فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا
الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ "
ثم قال "صاحب المنتقي في شرح الموطأ معلقا علي الحديث :"...أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ تَيَسُّرًا عَلَى مَنْ
أَرَادَ قِرَاءَتَهُ لِيَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ وَبِمَا هُوَ أَخَفُّ عَلَى طَبْعِهِ وَأَقْرَبُ إِلَى
لُغَتِهِ لِمَا يَلْحَقُ مِنْ الْمَشَقَّةِ بِذَلِكَ الْمَأْلُوفِ مِنْ الْعَادَةِ فِي النُّطْقِ وَنَحْنُ الْيَوْمَ مَعَ عُجْمَةِ أَلْسِنَتِنَا وَبُعْدِنَا عَنْ فَصَاحَةِ الْعَرَبِ أَحْوَجُ إِلَى ."1/ 480
ويعرفنا د/ محمود حوا عن الدوافع والأسباب في اختيار القراءات فقال:"
من أين جاء اختلاف القراءات: وما هي الدوافع لاختيار القراءات:
كما كان الدافع لجمع القرآن في زمن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم هو صيانة كتاب الله تعالى، فإن ذلك أيضا كان وراء تحديد القراءات التي يقرأ بها.(1/2566)
يقول ابن الجزري: (ثم كثر الاختلاف أيضا فيما يحتمله الرسم، وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحل لأحد من المسلمين تلاوته، فوضعوها من عند وفاقا لبدعهم، كم قال من المعتزلة { وكلم الله موسى تكليما بنصب لفظ الجلالة، ومن الرافضة وما كنت متخذ المضلين عضدا بفتح اللام يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
فلما وقع ذلك : رأى المسلمون أن يجمعوا على قراءات أئمة ثقات، تجردوا للقيام بالقرآن العظيم، فاختاروا من كل مصر وجه إليه مصحف أئمةً مشهورين بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين، وكمال العلم، أفنوا عمرهم في الإقراء والقراءة واشتهر أمرهم وأجمع أهل مصرهم على عدالتهم فيما نقلوا وثقتهم فيما قرؤوا ورووا وعلمهم بما يقرئون ولم تخرج قراءتهم عن خط المصحف....
وبعد أن عدد الأئمة قال
ثم إن القراء بعد ذلك تفرقوا في البلاد، وخلفهم أمم بعد أمم، وكثر بينهم الخلاف، وقل الضبط، واتسع الخرق، فقام الأئمة الثقات النقاد وحرروا وضبطوا وجمعوا وألفوا على حسب ما وصل إليهم أو صح لديهم..
فالذي وصل إلينا اليوم متواتراً أو صحيحاً مقطوعاً به: قراءات الأئمة العشرة ورواتهم المشهورين) ( ) .صـ37"
والسؤال الآن : هل يجوز لنا أن نختار قراءة معينة الآن ؟؟(1/2567)
لا يجوز لقارئ كائنا من كان أن يختار قراءة منفردة من مجموع القراءات العشر أو من غيرها ، مثلا يأتي بأحرف من قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم من القراء ويركب قراءة ويقول هذا اختياري ، فقد انقطعت الاختيارات بعد القراء العشر ، أي لا قراءة فوق قراءة هؤلاء ، قال ابن الجزري " وقال الإمام الكبير الحافظ المجمع على قوله في الكتاب والسنة أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني في أول غايته: أما بعد فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق، ثم ذكر القراء العشرة المعروفين، وقال شيخ الإسلام ومفتي الأنام العلامة أبو عمرو عثمان بن الصلاح رحمه الله من جملة جواب فتوى وردت عليه من بلاد العجم ذكرها العلامة أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز أشرنا إليها في كتابنا المنجد: يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً واستفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السبع لأن المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهد في الأصول فما لو يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة انتهى. " ا.هـ
والشاهد: قوله" فما لو يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة انتهى." فالمنع في هذا الأمر منع تحريم وأيضا هو خرق للإجماع لأن القراء لم يأخذوا بأي قراءة لم تذكر في مصادر ابن الجزري في النشر .(1/2568)
وقال د/ الدوسري :" وليس لأحد أن يقرأ بأوجه القراءات المقروء بها عن الأئمة العشرة إلا إذا شافهه بها ، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول كما تقدم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ ) : " ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة، ولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده ... فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه" والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به ، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به ، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا( [37]) . /36 انظر دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية 1/70
والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به ، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به ، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا.
انظر التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 8/302 وفتح الباري بشرح صحيح البخاري 19/46" ا.هـ المنهاج في الحكم على القراءات
أما الاختيار من قراءة قارئ أو راوي ،أي اختار أوجها ، فهذا يجوز للقارئ أن يختار من الأوجه وجها واحدا ويقرئ به ويقتصر عليه ، فمثلا يقرأ لورش بقصر البدل فقط أو بتوسط البدل فقط ويترك ما بقية الأوجه ، فهذا لاشي فيه ، وقد أجمع القراء علي ذلك قال النويري في مقدمة شرحه للطيبة في الفصل السابع فيما يقرئ به :" لا يجوز له أن يقرئ إلا بما قرأ أو سمع فإن قرأ نفس الحروف المختلف فيها خاصة أو سمعها أو ترك ما اتفق عليه جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط ، وهو أن يكون ذاكرا إلي آخره كما تقدم ، ولكن لا يجوز أن يقول: قرأت بها القرآن كله وأجاز ابن مجاهد وغيره أن يقول المقرئ : قرأت برواية فلان القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن وهو قول لا يعول عليه لأنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة .(1/2569)
وهل يجوز له أن يقرئ بما أجيز له به علي أنواع الإجازة ؟. جوزه الجعبري مطلقا والظاهر أنه إن تلا بذلك علي ذلك علي غيرذلك الشيخ أو سمعه وأراد أن يعلي سنده بذلك الشيخ أو يكثر طرقه جاز وحسن لأنه جعلها متابعة .
وقد فعل ذلك أبو حيان بالتجريد وغيره .عن ابن البخاري وغيره متابعة وكذا فعل الشيخ تقي الدين ابن الصائغ بالمستنبر عن الشيخ كمال الدين الضرير عن السلفي وقد قرأ بالإجازة أبو معشر الطبري وتبعه الجعبري وغيره وفي النفس منه شئ ولا بد مع ذلك من اشتراط الأهلية .صـ33
هذا فيه دليل علي الاختيار للقارئ بالنسبة للأوجه وحتي وإن كان لم يقرأ به ولكن يجب أن يكون قرأ هذا الوجه أو سمعه ـ أي قرأه لقارئ آخر ـ مثال : لو قرأ أحد لحفص بالتوسط وقرأ لابن كثير مثلا بالقصر فقد اجتمعت عنده القراءة بالقصر والتوسط ، ثم وجد ثبوت القصر لحفص وعلم صحة الوجه وشهرته جاز له أن يقرئ بالقصر لحفص لأن القصر من الأوجه التي سمعها أو قرأها ، وهذه هي النقطة التي اعتمد عليها أهل التحريرات في تحرير الأوجه ، لأن المسألة في جوازها باتفاق كما قاله النويري :" جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا "
أما اعتراض النويري كان علي مسألة نسبة القراءة لشيخ دون إكمالها حيث قال : " ولكن لا يجوز أن يقول: قرأت بها القرآن كله وأجاز ابن مجاهد وغيره أن يقول المقرئ : قرأت برواية فلان القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن وهو قول لا يعول عليه لأنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة " .
ولكن هل الاختيار لأي أحد أم هي لفئة معينة ؟؟
الاختيار لا يكون إلا للعالم الحاذق المنتهي في القراءة ، واختياره في الأوجه فقط وليس في الأحرف ـ معني الأحرف أي الكلمات القرآنية المختلف فيها أي ما يسمي عند القراء بالفرش ـ .(1/2570)
وهناك شروط في الاختيار كما قال النويري :" جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط ، وهو أن يكون ذاكرا إلي آخره كما تقدم.." وقد ذكر النويري في الفصل الرابع تحت عنوان " في شرط المقرئ وما يجب عليه" ... وبعد ذكره لما يجب علي المقرئ من إخلاص النية وشهرته بالأمانة وتحذيره من الرياء ومن كراهة قراءة أصحابه علي غيره ثم قال :"...ويجب عليه قبل أن ينصب نفسه للاشتغال بالقراءة أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه ،، ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة طاعن في قراءة ،، ومن النحو والصرف طرفا لتوجيه ما يحتاج إليه ، بل هما أهم ما يحتاج إليه المقرئ وإلا فخطأه أكثر من إصابته وما أحسن قول الحصري فيه :
لقد يدعي علم القراءات معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل ما إعراب هذا ووجه رأيت طويل الباع يقصر عن فتر
ويعلم من التفسير واللغة طرفا صالحا ،، وأما معرفة الناسخ والمنسوخ فمن علوم المجتهدين فلا يلزم المقرئ خلافا للجعبري ،، ويلزم حفظ كتاب يشتمل علي القراءة التي يقرأ بها وإلا داخله الوهم والغلط في أشياء ،، وإن قرأ وهو غير حافظ فلا بد أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه ،،فإن شك فليسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتي يتحقق ، وإلا فلينبه علي ذلك في الإجازة ،،فأما من نسي او ترك فلا يقرا عليه إلا لضرورة مثل أن ينفرد بسند عال أو طريق لا يوجد عند غيره ، فحينئذ إن القارئ عليه ذاكرا عالما بما يقرأ عليه جاز الأخذ عنه وإلا حرم ، وليحذر الإقراء بما يحسن رأيا أو وجها أو لغة دون رواية ... ثم ذكر ما قاله ابن مجاهد في شروط المقرئ ."ا.هـ صـ 28 وقد أوضحنا كلام ابن مجاهد في بحث" حجية التلقي" ولا بأس من ذكر كلام ابن مجاهد دون تعليق :
:" قال ابن مجاهد :(1/2571)
1.فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين .
2.ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه .
3.قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه ....وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه ، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم .فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله .
4.ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث...( وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين ) عن ابن مسعود :" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال:إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم " .ا.هـ السبعة صـ 45ـ46
أما ترك الأوجه التي قرأ بها لا يشترط فيها القارئ المنتهي لأن مثل هذه ترجع إلي قدرات الطالب الذي يستطيع الاستيعاب ،فإن قرأ أحد لحفص مثلا : بقصر المنفصل والتوسط وفويقه ثم أخذ يقرئ بوجه التوسط فقط فهذا لا شئ فيه وهو باتفاق ولكن لا يجوز له أن ينكر بقية الأوجه .
هل التحريرات اختيار للمصنفين فيها :(1/2572)
قال د/ محمد عبد اللطيف قنديل : ليست التحريرات اختيار للمصنفين فيها ، ذلك لأن القراء العشرة أجمع العلماء علي ما اختاروه ، وكان كل واحد منهم يختار القراءة التي صحت رواتها عند هو ترك غيرها ،وإن صحت عند غيره.
أما عمل المحررين فلا يسمي اختيارا وإنما يعتبر تحقيقا علميا مبنيا علي مقابلة ما في كتاب النشر لابن الجزري مع أصوله التي ذكرها ابن الجزري جزئية جزئية ، وتنظيمها للقراءات عند تلقي الطالب القرآن الكريم بالقراءات العشرة في ختمة واحدة منعا للتركيب والتلفيق المجمع علي تحريمه فعمل المحررين علي هذا النحو ليس اختيارا ولكنه شبيه بعمل علماء رواية الحديث ." الفوائد النورانية صـ 20
اختيار القراء لكتاب الشاطبية ككتاب مستقل :
أجمع القراء منذ ثمانية قرون علي العمل بمضمون الشاطبية وقبول زيادتها علي التيسير قال الشاطبي :" وألفافها زادت بنشر فوائد" فما حكم هذه الزيادات ؟؟
الأئمة قديما وحديثا علي العمل بهذه الزيادات لأن الشاطبي له اختيار في القراءة ، واقرأ قول الخليجي :إن للقراءة بمقتضى الشاطبية وجهان نقرأ بهما لأنهما مقروء بهما ولكن لم ينبه الشاطبى على ضعف أحدهما وقد قال بعض المشايخ : إن ما خرج عن طريق كتاب الشاطبية قسمان :
قسم مذكور فى الطيبه وقسم غير مذكور فان قرىء بالمذكور فهو صحيح ولكن القارىء ينبه إن ذلك ليس من طريق الكتاب و أما غير المذكور فلا يقرأ به مثل حذف الهمزة من " شركائي اللذين " 0 للبزى " ا.هـ
وقول الخليجي : فان قرئ بالمذكور فهو صحيح ولكن القارئ ينبه أن ذلك ليس من طريق الكتاب " يقصد كتاب التيسير وصححه لأنه من اختيار الشاطبى .
ألا تر أنه كان يأخذ بالتوسط دون فويق التوسط في المدود ؟ فإن قلت : لا فرق بينهما واضح في المقدار ولعل التوسط عند الشاطبي نفس فويق التوسط عند الداني وباب المدود لا تحكم إلا بالمشافهة ؟؟(1/2573)
الجواب : هذا الكلام مسلم به لولا أن الشاطبي علّل سبب مخالفته لفويق التوسط بعدم انضباط هذا المقدار ، بينما يسهل انضباط التوسط قال الخليجي:" ( إن قلت ) من أين تأخذ للشاطبي بذلك مع أنه أهمل في القصيدة ذكر تفاوت المد ولم ينبه عليه ، والمرتبتان خلاف التيسير ، قلت من السماع الصحيح المتلقى بالسند فقد نقل الجعبري عن السخاوي أن الشاطبي كان يقرئ برتبتين طولى ووسطى فقط ، وأنه عدل عن المراتب الأربع لأنها لا تتحقق ولا يمكن الإتيان بها كل مرة على قدر السابقة بخلاف المرتبتين فإنهما تتحققان ويمكن ضبطهما وتتيسران على النبيه والغبي ، أما كونهما خلاف التيسير فهذا لا يضر لأنه خلاف إلى أقوى ، على أن المحقق انتصر لهما وعزاهما إلى كثير من أئمة المحققين ، قال في نشره : وهو الذي استقر عليه رأي المحققين من أئمتنا قديما وحديثا وذكر كثيرين منهم : ابن مجاهد والطرسوسي وغيرهما وقال عنهم أنهم لم يذكروا من سوى القصر غير مرتبتين طولى ووسطى ، وقال : وهو الذي أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه انتهى .صـ34
ومثال آخر :
الإمام الشاطبي قدم قصر البدل علي توسطه في رواية ورش عن الأزرق قال في النشر :" وذهب إلى القصر فيه أبو الحسن طاهر بن غلبون ورد في تذكرته على من روى المد وأخذ به وغلط أصحابه وبذلك قرأ الداني عليه وذكره أيضاً ابن بليمة في تلخيصه وهو اختيار الشاطبي حسب ما نقله أبو شامة عن أبي الحسن السخاوي عنه. قال أبو شامة وما قال به ابن غلبون هو الحق، انتهى. وهو اختيار مكي فيما حكاه عنه أبو عبد الله الفارسي وفيه نظر وقد اختاره أبو إسحاق الجعبري وأثبت الثلاثة جميعا أبو القاسم الصفراوي في إعلانه والشاطبي في قصيدته وضعف المد الطويل، وألحق في ذلك أنه شاع وذاع وتلقته الأمة بالقبول فلا وجه لرده وإن كان غيره أولى منه والله أعلم."1/338(1/2574)
وقال الشيخ القاضي "وأقوى الأوجه الثلاثة في البدل القصر فينبغي تقديمه على التوسّط والطول" البدور الزاهرة صـ19.
قال الصفاقسي رحمه الله "...وجرى عملنا على تقديم القصر لأنّه أقواها وبه قرأنا على شيخنا رحمه الله وغيره" غيث النفع صـ17 وإلي ذلك ذهب كثير من القراء وعليه العمل عند قراء المغاربة كما نقل العلاّمة المارغني "...وبالثلاثة قرأت على شيخنا رحمه الله مع تقديم القصر ثمّ التوسّط ثمّ الطويل " النجوم الطوالع صـ54.
أمّا كتاب التيسير فهو يقتصر في رواية ورش على ما رواه الداني عن ابن خاقان بسنده فقط.وهو التوسط في البدل فقط ، فانظر كيف قدم القراء القصر تبعا لما عليه الشاطبي مع موافقته لغيره ، بيد أن الداني لم ينقل سوي التوسط كما سبق ، فهذا أكبر دليل علي استقلال الشاطبية عن التيسير ، وقد بينا ذلك بالتفصيل في بحث الرد علي د/ النحاس . والحمد لله رب العالمين
اختيار القراء لكتاب روضة ابن المعد ل لحفص ؟؟
كتاب الروضة فى القراءات العشر . للإمام الشريف أبى إسماعيل موسي بن الحسين العدل. ت480 هـ هذا الكتاب من المصادر التي اعتمد عليها العلامة ابن الجزري في النشر ، حيث ذكره ـ أي كتاب ابن المعدل ـ لقالون من طريق ابن مهران عن الحلواني عن قالون ، طريق هبة الله عن الأصبهاني عن ورش ، والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي ، والسامري عن ابن مجاهد عن قنبل ، وابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري ، وعبدالله بن الحسين عن ابن جرير عن السوسي ، وابن عبدان عن الحلواني عن هشام ، وشعيب عن يحيي بن آدم عن شعبة ، وابن شاذان عن خلاد ....(1/2575)
إذن الكتاب من مصادر النشر من باب الجملة وموثق من قبل ابن الجزري ، ولا يضر أن ابن الجزري لم يأخذ به لحفص ، واستدلال ابن الجزري بالكتاب دليل علي توثيقه للكتاب ، والأوجه التي في الكتاب مقروءة ومسموعة لغيره من القراء بل ولحفص نفسه من طرق أخري ، ويجوز القراءة بمثل ذلك ارجع لكلام النويري السابق ، وعليه فقد اختار القراء هذا الطريق لحفص ، ولقي هذا الاختيار قبولا عند القراء ، فدل أنهم لم يأتوا بكتاب خارج عمّا اعتمده الإمام ابن الجزري ، واشتهر هذا الوجه وعليه العمل . وكما قال الخليجي في تعليقه السابق انتصارا للشاطبي :" أما كونهما خلاف التيسير فهذا لا يضر لأنه خلاف إلى أقوى " وكذا لا يضر أن خالف القراء ابن الجزري ، فلقد رد القراء علي ابن الجزري التوسط في الاستفهام من "ءالآن"
ولقد علق المتولي عن سبب اختيار القراء في الروض النضير عند حديثه عن " يبصط" (( تنبيه :ـ
قال الأزميري : ذكر في النشر لحفص القصر من روضة أبي عليّ ، وجامع ابن فارس من طريق ذرعان عن عمرو ، ورأيت النسخة العتيقة المصححة التي كتبت في أثناء سنة تسعمائة ذكر فيها القصر لحمامي عن الولي عن الفيل فقط ، ولم يُسند في النشر كتاب الروضة إلي الولي ، ونقرأ به لأن أبا عليّ قرأ علي الحمّامي بلا واسطة ، ولم يُسند في النشر أيضا روضة المعدل ، وجامع ابن فارس إلي الولي مع أن ابن فارس قرأ علي الحمّامي عنه ، وقرأ المعدل علي أبي عباس علي الحمامي عنه "ا.هـ والله أعلم )) صـ281
وهذا عليه العمل بين القراء في مصر ولا أعلم مخالفا في مصر .والله أعلم
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين .
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم
---
(1/2576)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
---
حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 12:27 PM
حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
---
(1/2577)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المقرئ الشيخ أسامة بن ياسين حجازي
---
المقرئ الشيخ أسامة بن ياسين حجازي
---
إبراهيم الجوريشي
07-12-2005, 02:57 AM
المقرئ
الشيخ أسامة بن ياسين حجازي
(1382 – 1419هـ / 1962 – 1999م )
إعداد : إبراهيم بن عبد العزيز الجوريشي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلامُ على أشرف المرسلين ، سيدنا ونبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد قيض الله لهذه الأمة حفظة متقنين وقراء ضابطين واصطفاهم لحمل أمانة تعليم القران ونشره ، ألا وهو الحافظ لكتاب الله ، المتقن المجود ، المقرئ الجامع للقراءات العشر ، المحدث المشارك : الشيخ أسامه حجازي كيلاني الحسني الدمشقي العاتكي الشافعي المدني – رحمه الله برحمته واسكنه فسيح جنته.
اسمه ونسبه:
هو أسامة بن ياسين بن محمود بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللطيف ابن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن محمد أمين ابن محمد بن عبد القادر بن عبد الرزاق بن شرف الدين بن أ؛مد بن علي الهاشمي ابن شهاب الدين أحمد بن شرف الدين قاسم بن مُحيي الدين بن نور الدين حسين بن علاء الدين علي بن شمس الدين محمد بن سيف الدين يحيى ابن ظهير الدين أحمد بن أبي النصر محمد بن نصر أبي صالح عماد الدين بن قطب جمال العراقي عبد الرزاق ابن السيد القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي بن موسى ( جنكي دوست ) بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داوود بن موسى الثاني بن عبد الله الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
مولده وأسرته:(1/2578)
ولد عام ( 1382هـ - 1962 ) بـ ( الحارة الجديدة ) بمنطقة ( الفخامة ) غرب حي ( باب سريجة ) بدمشق الشام ، لأسرة كيلانية عريقة مشهورة بحي ( قبر عاتكة ) بدمشق ، عُرفَ أجداده بالفضل و العلم.
وآخر من أشتهر منهم قائد الثورة ضد المستعمرين الفرنسيين بدمشق الشام وغوطتيها ، بل مُفتي الثورة السورية – ابن عم والد الشيخ أسامة ، البطل المغوار ، والفارس الكرار ، الشيخ الصوفي: محمد حجازي كيلاني.
نشأته وطلبه العلم بدمشق:
نشأ الشيخ أسامة يتيماً ، فقد توفي والده وهو في الرابعة من عمره ، فكفله أخوه الأكبر نادر ، الذي كان يدرس الطب في ( إسبانيا ).
ولما بلغه وفاة والده.... ترك دراسته ورجع إلى ( دمشق ) ؛ ليحوط إخوته ، وليكونوا جميعاً تحت رعاية والدتهم الحنون.
كانت أماراتُ النجابة بادية على محياه ، وكذلك علامات النباغة والذكاء والاهتمام بكتاب الله تعالى من ذلك الوقت ، حيثُ فتح عينيه بالمسجد العظيم قُربَ بيتهم مسجد الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري – المشهود له ببراعة التوجيه ، وقوة الدعوة ، وصدق الهدف بتأسيس رائد العمل المسجدي في عصره الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى.
وذلك بدفع من أخيه السيد نادر ، وبدافع من رغبته في حفظ القرآن الكريم.
وانتظم في حلقاته يَعُبُّ من معينه في العلوم الشرعية والعربية.
فحفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره.
وكان قد تلقى مبادئ علم التجويد وتصحيح التلاوة على يد الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله.
وقرأ ختمةً كاملة بالتجويد والإتقان برواية حفص عن عاصم مع حفظ الجزرية وحل ألفاظها على الحافظ المتقن الشيخ أبي فارس أحمد رباح.
ثم زاد حرصه واهتمامه بالقرآن الكريم ، فحفظ الشاطبية والدرة.(1/2579)
وقرأ ختمةً أخرى بالجمع – ولم يتجاوز عمره إذا ذاك ثمانية عشر عاماً تقريباً – وأجيز بها من الحافظ المتقن ، المقرئ الجامع ، الفقيه الورع ، شيخ مقارئ مسجد سيدنا زيد بن ثابت المقرئ: أبي الحسن محيي الدين الكردي.
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس الحكومية ، ثم التحق بمعهد الفرقان ، فدرس فيه ثلاث سنوات في الصفوف العليا ، وتخرج بشهادته عام ( 1401هـ ).
رحلاتُهُ:
لقد حُببَ إليه طلب العلم والتزود منه ، فكان منذ صغره متفرغاً لهُ كلياً.
فذكرلشيخه أبي الحسن الكردي – حفظه الله – أنه يريد أن يتلقى الحديث الشريف قراءة بالسند والمتن عن المحدثين الكبار ، وهؤلاء لا يوجدون إلا في ( الهند ) ، وقد عزمً على السفر إلى هناك ؛ لأنهُ كان يسمع من الشيخ عبد الكريم الرفاعي – رحمه الله ، الذي كان يعطي اهتماماً بالغاً للشباب في مسجد زيد – أنهُ لا بُد من قراءة الحديث سنداً ومتناً مع الضبط والفهم ، حيث قل ذلك في بلاد ( الشام ) ، فأخذت منه الغيرة على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مأخذها ، وهم بالذهاب إلى ( الهند ) ، فقال شيخه أبو الحسن في نفسه: لا بد له من مؤانس يكون معه ويعينه على شؤونه ، فعرض عليه ابنته ؛ لتكون زوجة خادمة لمن يخدم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فكان أن زاد إكرام الله تعالى لأخينا أسامة بزواجه من ابنة شيخه أبي الحسن فصار تلميذاً وصهراً ، بل كان – والله – ولداً باراً للشيخ حفظه الله.
ولكنه أراد قبل هذا أن يذهب إلى الحج والزيارة ، فقد تاقت نفسه إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد الرحال إليها عام ( 1402هـ ) ، فجاور الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فكانت نعمةً على نعمة.
فعمل بالقرآن الكريم تعليماً وتحفيظاً وتجويداً وإشرافاً ، بدءاً بسجون المدينة المنورة ، ثم بمساجد ومدارس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.(1/2580)
ومن دقة إتقانه لتعليم التجويد وضبطه لمخارج الحروف وملاحظته لأداء القراءة ، من الوقف والابتداء وغير ذلك مما له علاقة بأحكام – تلاوة كتاب الله تعالى.... عُين رئيساً للتفتيش في مساجد الجمعية المذكورة ، واستمر ذلك مدة ( 11 ) سنة إلى حين عودته إلى ( دمشق ).
وفي عام ( 1410هـ ) سافر إلى ( كراتشي ) في الباكستان ، وقدم امتحان شهادة العالمية – ماجستير – في العلوم العربية والإسلامية في الجامعة الفاروقية ، وحصل عليها بدرجة ممتاز.
طلبهُ للعلم في المدينة المنورة:
وعبر ثمانية عشر عاماً تقريباً قضاها الشيخ أسامة في ( المدينة المنورة ) تفرغ ( رحمه الله ) للمزيد من التعلم والتعليم.
أما التعلم: فقد كان له منه النصيب الأوفر من خلال احتكاكه بالسادة العلماء في ( المدينة المنورة ) ، فاتصل بعدد منهم ، واستفاد الفوائد العلمية الجليلة ، من نحو وصرف وفقه وتفسير وأدب ، وكذلك علم المواريث وعلم الحديث النبوي الشريف.
وكان قد تعرف على المحدث (مولانا محمد عاشقٍ إلهي البِرنيَّ المُظاهريَّ الباكستانيَّ) المجاور في ( المدينة المنورة ) ، وطلب منه القراءة عليه في الأماتِ الست ، فقبلهُ ولازمه الملازمة التامة ، وقرأ عليه (( صحيح البخاري )) قراءة ضبطٍ وإتقان ، وأجازه بما قرأ خاصةً وعامةً.
واستغل وجود غيره من أهل الحديث في ( المدينة المنورة ) وجُلهم من ( الهند ) و ( باكستان ).
فقرأ (( صحيح مسلم )) على المحدث الشيخ ( حبيب الله قربان علي المظاهري).
وقرأ (( سنن أبي داوود )) على المحدث الشيخ (عبد الحنان بن سيد طالب حسين).
وقرأ (( سنن الترمذي )) على المحدث الشيخ ( عبد الحنان بن شيد طالب حسين اللائلفوري ).
وقرأ (( سنن النسائي )) وبعضاً من (( مسلم )) على الشيخ المحدث ( جميل أحمد حسين المظاهري ).
وقرأ (( سنن ابن ماجه )) على المحدث الشيخ ( حبيب الله قربان علي المظاهري ).(1/2581)
وقرأ (( الموطأ )) برواية محمد بن الحسن الشيباني على الشيخ المحدث ( حبيب الله قربان علي المظاهري ).
وقرأ ( الشمائل المحمدية ) للإمام الترمذي على المحدثِ الشيخ ( عبد الحنان طالب حسين اللائلفوري ).
وقرأ (( الأحاديث المُسلسلة )) بشرائطها على الشيخ المحدث ( محمد عاشق إلهي البرني ).
واغتنم وجود بعض علماء ( الشام ) المجاورين بالمدينة المنورة – حرسها الله – فقرأ عليهم ، واستفاد منهم ، وهم:
- الشيخ العلامة الفقيه الأصولي اللغوي أحمد قلاش ، فقرأ عليه الفقه الشافعي ، وأصوله ، والنحو ، والبلاغة ، والتفسير.
- والشيخ العلامة نمر الخطيب ، فقرأ عليه التوحيد ، والمنطق.
- كذلك الشيخ ممدوح جنيد الحمصي ، قرأ عليه في الفقه الشافعي.
و أنه كان يطلب بإلحاح أن يقرأ على الشيخ أيمن رشدي سويد القراءات العشر الكبرى من طريق (( طيبة النشر )) ، فحفظ منظومة (( الطيبة )) وهي ألف بيت من بحر الرجز ، وفرغ من وقته يومين في الأسبوع ، كان يأتي فيها إلى مدينة ( جدة ) ليقرأ على الشيخ أيمن ، وفي هذا من المشقة ما فيه ، ولكنه يدل على علو همته رحمه الله ، وقد وصل في القراءة إلى أثناء سورة النساء ، وحال سفره إلى ( الشام ) بعد ذلك دون إكمال تلك الختمة ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
أما التعليم: فقد قام به الشيخ أسامة – رحمه الله – حق القيام ، وخاصةً تعليم القرآن الكريم والقراءات ، فقد فتح بيته – رحمه الله – لطلاب علم القراءة ، وقام بتعليمهم لله تعالى ، كما فعل ذلك معه شيخه الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله ، مع التواضع لهم ، ولين الجانب ، والتشجيع المستمر لمزيد من التعلم والتعليم ، مما جعله محبوباً عند أهل القرآن وطلابه ، فاستفاد منه ومن علمه عدد كبير من شباب المسلمين المقيمين في ( المدينة المنورة ).(1/2582)
ولقد عرفت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بـ ( المدينة المنورة ) للشيخ أسامة حجازي قدره ، بعد أن كان فيها مشرفاً على حلقات التحفيظ في مساجد ( المدينة المنورة )..... فرغته الجمعية لإقراء القرآن الكريم وقراءاته بالختمات الكاملات وبالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللحق والتاريخ ؛ فإن الشيخ أسامة – رحمه الله – يعد حق الرجل الذي أدخل قراءة القرآن الكريم بالأسانيد المتصلة إلى الجمعية الخيرية في ( المدينة المنورة ).
صفاته الخَلقِيةُ والخُلُقيةُ وسجاياه:
كان أبيض اللون ، أشقر الشعر ، كث اللحية ، طويل القامة ، مليء البدن ، مرح الروح ، عليه سمتُ القرآن ، ونضارةُ أهل الحديث ، مهيباً محبباً ، يهابهُ من يراهُ ، ويقع حبه في قلبه.
يضع على رأسه طاقية بيضاء ، وفوقها حطة مع تواضع جم ، وصمتٍ عند مواضع الجد ودعابة في محلها.
كان شُعلة من الذكاء ، ذا بديهية حاضرة ، وحافظة عجيبة ، يفيض بالحيوية والنشاط في العلم والتعليم.
وكان الشيخ أسامة – رحمه الله – بارع الخط ، متقناً لقواعده ، فكان يكتب بعض اللوحات من الآيات القرآنية ، ثم يأخذا إلى الأستاذ المِفَنَّ ( عثمان طه ) خطاط المصحف الشريف في ( المدينة المنورة ) فكان يُعجَب بها كثيراً ، ويستغرب ذلك ، حيث أن الشيخ أسامة لم يتعلم قواعد الخط عند أحد.
أما حسن أدائه للقرآن وتحقيق حروفه..... فإن القلم يقف عاجزاً عن وصف ذلك.
وقد ذُكرَ أن احد المتقنين المصريين ( المقرئ الجامع الشيخ سيبويه رحمه الله ) أنه لما سمع قراءته قال له باللهجة المصرية: ( القراءة دي منين ) حيث أُعجب بقراءته ؛ لقوة مخارج حروفه وروعة أدائه ، فوعده بأن يُقرئه ختمةً بطريق الطيبة ، ولكن توفي الشيخ سيبويه قبل ذلك.
وكان براً بأُمه ، حريصاً على رضاها ، لا يتوانى عما تطلبُ ، وفياً لإخوته ، حريصاً على ودهم.(1/2583)
تزوج عام ( 1404 هـ ) بابنة شيخه أبي الحسن محيي الدين الكردي ، وأعقب منها ثلاثة في ( المدينة المنورة ) ، وهم: محمد ، وشيماء ، وياسين ، وبنتاً بدمشق سماها : جمانة ، مات بعد أيام من ولادتها.
وكان حسن المعاملة لزوجه ، وقد أقرأها عدة كتب.
عودتُهُ إلى دمشق الشام:
وفي سنة ( 1418هـ- 1997م ) عاد إلى دمشق ، وقد اكتملت شخصيته العلمية ، ولكن شهرته كانت محدودة إلا في وسط حيه ومحيطه.
وكان سبب عودته – على ما ذكره – اهتمامه بخدمة أمه لينال مع إخوته من رضاها ، حيثُ بلغ – رحمه الله – الغاية في بره لأمه ، وليؤدي ما حصل عليه من الحديث الشريف ، الذي كان سبباً لذهابه خارج بلده.
وفعلاً ، فبمجرد استقراره في دمشق.... قرر أن يطبع إجازة في كتب الحديث بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما هو حالُ إجازة القرآن الكريم ، وليكون بذلك قد سبق إلى أمرٍ كاد أن يُفقدَ في بلاد ( الشام ) ، وليحقق أمنية الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله.
وفي عام ( 1419هـ ) أُسندَ إليه تحفيظ القرآن الكريم عليه ، وتلقينُ القراءات الشعر بجامع زيد ، وعرض (( صحيح البخاري )) عليه ، وهي الخطوة الأولى التي ينتهجها جامع زيدٍ في حياته ، بقصد تحصيل الرواية وإسماع الحديث وإعطاء الإجازة ، فأقبل عليه الطلبة ، ولمع ذكره ، وسطع نجمعه ، مع أنها أشهر.
وكان يشترط في (( البخاري )) حفظ ألف حديث مع السند، ووضع لهم الخطة في ذلك.
وأقام دورة لأئمة الجزء في تراويح رمضان أدهشت العقول، وجمع عليه طالبُ القراءات العشر بمدة أربعة أشهر ونصف ، وقد تبين أنه أعطى هذا الطالب من وقته في بيته أكثر من خمس ساعات في اليوم.
وتعرف بعد عودته على شيخ جامع للقراءات العشر من طريق الطيبة ببلدة (عربين) ، وهو الشيخ الحافظ الجامع محمد سيد إسماعيل ، فكان يذهب إليه كل يوم اثنين ، ويقرأُ عليه ، وقد لازمهُ مدة ثلاثة أشهر إلى حيث وفاته.(1/2584)
وقد رغَّبَ – رحمه الله – بعض الشباب بحفظ أبيات الشاطبية ؛ ليبدؤوا بجمع القراءات العشر ، وجعل لهم مجلساً يشرحُ لهم فيه تلك الأبيات ، ويدربهم على قراءة بعض الآيات جمعاً بالروايات.
تلاميذه:
اما عن تلاميذه فهم كثر فممن قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشرالصغرى من طريقي الشاطبية والدرة الإخوة:
1- الدكتور الجيلاني بن التوهامي مفتاح التونسي، من ( تونس ) ، قرأ الختمة في ( المدينة المنورة ).
2- عبد السلام حمادُ المغربي الإدريسي ، من ( المغرب ) ، قرأ الختمة في ( المدينة المنورة ).
3- بلال ابن الشيخ أسامة ابن الشيخ عبد الكريم الرفاعي ، وكان قد أتم الختمة خلال ثمانية أشهر في ( المدينة المنورة ).
4- إحسان مأمون جويجاتي ، قرأ الختمة خلال أربعة أشهر ونصف في ( دمشق ).
وغيرهم كُثُرٌ من الذين قرؤوا برواية حفصٍ عن عاصم.
مصنفاته:
1- جمع – رحمه الله – بعض المنظومات من أُماتِ العلوم في كتاب ، وعمره إذ ذاك ثمانية عشر عاماً تقيباً ، سماهُ: (( مجموعة مهمات المتون في سبعة من أماتِ الفنون )) فضبط ألفاظها ضبطاً تاماً ، وشرح بعض كلماتها ، ونشرها باسم دار الروضة العلمية قبل سفره إلى ( المدينة المنورة ) سنة ( 1399هـ ).
2- بعد عودته من ( المدينة المنورة ) صنفَ هذا الكتاب (( هل التجويد واجب )) ضمنهُ خلاصة تجاربه في التعليم ، فجاء ممتلئاً بالعلم بأسلوب سهلٍ مفهوم.
3- أفرد – رحمه الله – بعض الأحاديث من أبواب (( صحيح البخاري )) ، وذلك ليقوم الطلابُ بحفظها عن ظهر قلب ، ويُعدُ هذا العمل مختصراً لـ : (( صحيح البخاري )) ، على الكتب والأبواب حسب إرشاد مشايخه الذين أخذ الحديث عنهم.
4- سجل بصوته المبارك عشرة أجزاء من القرآن العظيم بطريقة الحدر، وذلك للمراجعة والصلاة.
كما أن له تسجيلات خاصة منزلية ؛ مثل: (سورة يس برواية قالون عن نافع المدني) سجلها سنة ( 1414هـ ) بـ ( المدينة المنورة ).(1/2585)
وكذلك ( سورة مريم برواية السوسي عن أبي عمرو ) – ايضاً – سجلها سنة ( 1414هـ ) بـ ( المدينة المنورة ).
وأيضاً ( جزء عم ) برواية حفص ، وهو تعليمي بمرتبة التحقيق.
عَمِلَ – رحمه الله – في دار السنابل بدمشق مديراً للتحرير ، وقد أشرف على مراجعه ( رُبعِ العبادات ) من كتاب (( البيان في مذهب الإمام الشافعي )).
وفاتُهُ:
وفي صبيحة يوم الأربعاء ( 16 ) جمادى الآخرةِ ( 1419هـ ) قام ليصلي الفجر ، وقد أسندته والدته ، فنزف وتقيأ دماً وأسلم روحه إلى البارئ جل جلاله شهيداً حميداً.
وكان خبر موته صدمة عنيفة عند عارفيه ومحبيه وطُلابه ، وقد غص بيته بالمشيعين ، وكأنهم غير مصدقين ، وكثر الحزن والبكاء عليه.
ثم بعد أن غُسل وكُفن صُلي عليه بجامع سيدنا زيد بن ثابت عقب صلاة العصر من ذلك اليوم.
وتكلم شيخُ جامع زيد فضيلة الشيخ سارية الرفاعي ، وفضيلة شيخ القراء الشيخ كريم راجح ، وصلى عليه فضيلة الشيخ صادق حنبكة.
وقد غص المسجد بالمصلين ، وبدا الأسى والبكاء في وجوه الناس ، وكانت دموع شيخه أبي الحسن تنسكب من عينيه مما زاد في الموقف ألماً وحسرة ، ثم شُيع على مقبرة الباب الصغير مروراً من حي قبر عاتكة في مشهد لم تشهده ( دمشق ) من زمن .
وكانت جنازته شرعية ، وأقيم عزاؤه في جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي ، وألقيت عدة كلمات عنه.
* * *
غاب الشيخ أسامة ، وقد ترك لوعة في القلب ، وغصة في النفس ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا على فراقك يا أخانا أسامة لمحزونون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله تعالى أن يرحم أخانا الشيخ أسامة رحمةً واسعةً ، وأن يرفع درجاته ويعلي مقامه ، وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة من غير سابقة حساب ولا عذاب ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحَسُنَ أولئك رفيقا ، وأن يلحقنا بهم على أحسن حال ، آمين يا رب العالمين.(1/2586)
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.
* * *
أقوال العلماء فيه:
قال عنه شيخه أبو الحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد:
"أبكي علمكَ ، أبكي قراءتكَ ، أبكي حياءكَ وأدبكَ ، لم أسمع مثل قراءتكَ في حياتي".
قال عنه الشيخ محمدكريم راجح شيخ قراء الشام:
" كان – رحمه الله – قريباً في الوقت الذي ينبغي أن يكونَ فيه قريباً ، وكانَ غريباً في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون فيه غريباً ، حتى وصفه البعض بأنه انعزالي ، وفعلاً كان كذلك ، كان يحب العزلة ويحبُ الخفاء ولا يحبُ الظهور ، وكذلك صفةُ الأتقياء الصالحين . ما رأيتُهُ مرة إلا وتذكرت الصلاح وأهله ، فكان بحق من الذين إذا رؤوا..... ذكرَ الله ، وهذه علامة أولياء الله تعالى" .
قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي:
" ارتحل الشيخ أسامة من حياة إلى حياة ، ومن ثم فإن علاقته بهذه الحياة ستستمر بفضل الله تعالى ؛ فالفائدة التي كان الشباب يرونها ، والجهد الذي كان يبذله في سبيل سيسري مرة أخرى ، ولكن عبر نفق خفي آخر لا نستبينه ، ولا نعرف كيف نتعامل معه ؛ ذلك لأن الشيخ أسامة كان من حملة كتاب الله أولاً ، ثم كان ممن يخدم دين الله من خلال كتاب الله ثانياً ، ثم كان ممن يربي الشباب تحت مظلة كتاب الله عز وجل ثالثاً ، هكذا ارتحل إلى الله ، ومن خلال هذا الجهد... انتقل إلى رحاب الله ، فلذلك لن ينقطع رفده عن المساجد وعن أولئك الذين كان يقدم النفع والنصح إليهم ، ولكن من خلال نفق خفي لا نعلمه ، كما قلتُ".
مصادر الترجمة:
1- مقدمة كتابه هل التجويد واجب؟ بتصرف
2- إمتاع الفضلاء بتراجم القراء لالياس البرماوي
---
أبو حازم الكناني
07-12-2005, 03:17 PM
جزاك الله خيراً على الترجمة فنحن بحاجة لأمثال هذه التراجم التي تقودنا لمعرفة المتقنين في أعظم ما يرضي الله من أعمال الخير، ألا وهو كتاب الله تعالى.(1/2587)
لكن لي ملاحظة أرجو من الله تعالى أن نتفق حولها وهي:
حكاية القطب هذه، والتي هي من ترّهات الصوفية، وكان من الأجدر أن تثبت الترجمة بدونها، فليس هناك مايُدعى بالقطب أو الغوث أو غيرهم من رتب المملكة الوهميّة عند المتصوفة.
أرجو أن تتقبل شكري وتقديري وجزاك الله خيراً.
---
إبراهيم الجوريشي
07-13-2005, 02:09 AM
جزاكم الله خيرااخي الكريم
---
(1/2588)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب ( فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ) لشيخ الإسلام ...
---
عرض كتاب ( فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ) لشيخ الإسلام ...
---
فهد الوهبي
06-03-2003, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فالناظر في هذا المنتدى المتميز الجاد يجد أن المشاركات متنوعة ومتعددة فمن سؤال إلى حلقة نقاش إلى أفكار إلى بحوث متميزة إلى رؤى إلى غير ذلك ..
ومن باب إضافة نوع جديد من المشاركات فهذه مشاركة في عرض كتاب بذكر ما يشتمل عليه باختصار وذكر مؤلفه وطريقته ونماذج منه ثم ترك الرأي للإخوة الأفاضل بزيادة ما يرونه في هذا الكتاب .
ولذا كانت هذه المشاركة بعنوان :
عرض كتاب ( فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن )
1- مؤلفه: شيخ الإسلام الإمام أبو يحيى زكريا الأنصاري.
2- موضوع الكتاب: ذكره في مقدمته الآتية.
3- مقدمة المؤلف: ذكر رحمه الله مقدمة مختصر لكتابه قال فيها :
( فهذا مختصر من ذكر آيات القرآن المتشابهات المختلفة بزيادة أو تقديم أو إبدال حرف بآخر أو غير ذلك . مع بيان سبب تكراره وفي ذكر أنموذج من أسئلة القرآن العزيز وأجوبتها صريحاً أو إشارة جمعته من كلام العلماء المحققين ما فتح الله به من فيض فضله المتين وسميته بـ "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن " والله أسأل أن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وهو حسبي ونعم الوكيل ) أ.هـ.
4- ترتيبه: رتبه على ترتيب السور .
5- نماذج منه:
= قوله تعالى : ( أجيب دعوة الداع إذا دعان ) [ البقرة : 186 ]
قال :" إن قلت: نجد كثيراً من الداعين لا يستجاب لهم؟(1/2589)
قلت: إنما لم يستجب لهم لانتفاء شرط الإجابة إذ شرطها طاعة الله وأكل الحلال وحضور القلب. أو لأن الداعي قد يعتقد مصلحته في إجابة دعوته والله يعلم أن المصلحة في تأخيرها ، أو يعطيه بدلها".أ.هـ
= قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) [ النور : 63 ] .
قال :" إن قلت : كيف عدّى "خالف" بـ"عن" مع أنه يتعدى بنفسه؟
قلتُ: ضمّن بـ"خالف" معنى "يُعرض" فعداه تعديته، أو عن متعلَّق بمحذوف تقديره: ويعدلون عن أمره، أو هي زائدة على قول الأخفش".
6- حجم الكتاب : الكتاب مختصر إذ يقع في 372 صفحة مع شموله لجميع السور .
7- هل يذكر جميع الآيات : لا فالمؤلف رحمه الله إنما يذكر منها ما يدخل في موضوع الكتاب.
8- طبعاته : وقفت على طبعة واحدة وهي الموجودة عندي وهي طبعة دار الجيل بتحقيق الشيخ محمد علي الصابوني . الطبعة الأولى : 2001م .
هذا عرض مجمل لهذا الكتاب القيم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
مساعد الطيار
06-05-2003, 04:22 PM
الأخ الفاضل فهد الوهبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أشكرك علىاجتهادك في طرح الموضوعات ، ووإني أرى أن هذ الموضوع الذي تطرحه مهم جدًّا ، وأتمنى لو يشارك في الإخوة ، ويطرحوا ما توصلوا إليه من ملحوظات نقدية على كتب التفسير ليستفيد منها من يرجع إلى هذا الملتقى ، والملحوظات النقدية ـ بشقيها الإيجابي والسلبي ـ مما يحرص عليه طلبة العلم ؛ لمعرفة قيمة الكتاب ، ومتى يمكن الرجوع إليه .
وقد كتبت في هذا الموضوع كتابة لعلها تصل الملتقى تباعًا إن شاء الله .
---
أحمد البريدي
06-05-2003, 11:14 PM
شكر الله لك يا شيخ فهد هذه المشاركة , وهي فكرة رائعة آمل منكم المواصلة بهذه الطريقة الجميلة , والتي تعطي تصوراً جيداً عن الكتاب بصورة ميسرة .وحبذا لوكانت متخصصة فتواصل بما بدأت به من التعريف بكتب المتشابه , ثم كتب المعاني , وهكذا .فما رأيكم وفقكم الله .(1/2590)
---
فهد الوهبي
06-29-2003, 06:25 AM
أشكر فضيلة الدكتور مساعد الطيار رعاه الله على هذا الرد ونحن بانتظار تلك الكتابة القيمة .
كما أشكر الشيخ احمد البريدي على هذا الاقتراح وأرجو أن يكون ذلك في المستقبل ..
---
أبو خالد السلمي
06-29-2003, 10:22 PM
جزى الله فضيلة الشيخ فهد الوهيبي خير الجزاء على هذا التعريف الطيب بكتاب ( فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ) لشيخ الإسلام الإمام أبي يحيى زكريا الأنصاري رحمه الله الذي يعد من أعمدة الكتب المؤلفة في علم متشابه القرآن .
وقد أحببت أن أضيف أن الكتاب له طبعة أخرى نفيسة بتحقيق الشيخ عبد السميع محمد أحمد حسنين عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام ، فقد حقق الكتاب على خمس نسخ مخطوطة تحقيقا علميا ، وأثراه بمقدمات وحواش نافعة ، وقد كان تحقيقه هذا هو رسالته لنيل الماجستير ، وطبع الطبعة الأولى سنة 1404 هـ الموافقة لسنة 1984 مـ ، في تسع وسبعمائة صفحة ، بمكتبة الرياض الحديثة بالرياض البطحاء عمارة الدغيثر ص ب 2010
---
(1/2591)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اسال عن الشريعة الاسلامية
---
اسال عن الشريعة الاسلامية
---
Abu Mohamed
07-21-2004, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على خاتم النبيين و المرسلين
اسال عن الشريعة الاسلامية كثر الهجوم على الشريعة استنادا للمارسات بعد الدول باسم الشريعة
و سؤالى هو ما معنى الشريعة من الكتاب و السنة
و اريد ان اعرف عن الحدود وكيفية تطبيقها وخاصة عن حد الردة
وضع غير المسلم فى دولة الشريعة
وضع المراة وهل يحق لها ان تكون قاضى او وزيرة او رئيس دولة.
وبارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2004, 01:38 AM
أخي الكريم أبا محمد وفقه الله . مرحباً بكم أخي العزيز بين إخوانك في هذا الملتقى العلمي.
وأما سؤالك فهو سؤال كبير ، ونحن نحرص هنا على البقاء في دائرة التفسير والدراسات القرآنية بقدر المستطاع ، وسؤالك هذا يمكن أن يوجه لمواقع أخرى تتولى الإجابة عنه مثل :
الإسلام اليوم (http://www.islamtoday.net)
وستجد الجواب المفصل بإذن الله ، وأرجو أن تعذرنا وفقك الله.
---
(1/2592)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مؤتمر عا لمي حول"معالم التجديد في فكر الشهيد الشيخ صبحي الصالح"
---
مؤتمر عا لمي حول"معالم التجديد في فكر الشهيد الشيخ صبحي الصالح"
---
مبروك الهاني
08-31-2006, 05:44 PM
تنظم جامعة الجنان بطرابلس لبنان مؤتمرا عالميا بعنوان"معالم التجديد في فكر الشهيد الشيخ صبحي الصالح" و ذلك يومي 12-13 شوال 1427 هـ الموافق 3-4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 م.
http://www.jinan.edu.lb/Conf/ConfSaleh.htm
---
(1/2593)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مفهوم الأمة عند مفسري القرآن في التراث الإسلامي للباحث الجزائري محمد حرير
---
مفهوم الأمة عند مفسري القرآن في التراث الإسلامي للباحث الجزائري محمد حرير
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 07:55 AM
توطئة:
مما لا شك فيه أن التنزيل العظيم أقر بوضوح لا لبس فيه أن الناس مصدرهم من أصل واحد، كما حاول الوقوف أمام دعائم مزعومة من طرف الفكر القبلي والإقليمي التعصبي وذلك حين نزوله، سواء عند العرب أو عند من هم في جوارهم من امبراطوريات وأقوام غير عربية. وبالتالي رفض أن يكون أساساً مثل هذه الدعائم عماداً للمجتمع المنشود، بل يجعل من المستحيل أن يقوم عماد بنيان الأمة الجديدة على تلك الأسس التي هي من عزاء الجاهلية، ذلك لأن ما يهدف إليه القرآن في نظرته الشمولية للناس هو تكوينه أمة مفتوحة، وأن مايهدف إليه ذلك العزاء الجاهلي هو إطار مغلق.
والمتتبع منا لنصوص القرآن العظيم، يجد الكثير من آياته لا تقيم أي اعتبار للدعائم الواهية، سواء أكانت تمت بصلة إلى رابطة العرق أم إلى رابطة المصالح والمنافع، أو إلى كل ما يمت بصلة إلى عنصر (الأنا) والذي يصب كله في فضاء ضيق الأفق، هذا ناهيك عما يترتب عن هذا كله من تشتت للشمل وزرع لروح الحقد والتفرقة في أرجاء المعمورة كلها. وعليه فإن القرآن العظيم ليعد بحق أول فاتحة تأسيسية لمفهوم الأمة بمعناها الجديد، ذات الأفق الواسع والمتساوي والقائم على وحدة المستقبل والعقيدة، فهو أول ما انطلق إلى الوجود، انطلق بدعوته الإنسانية الشاملة والرافضة للقبلية والعشائرية فكان خطابه للإنسان من غير النظر إلى زمانه ومكانه.(1/2594)
غير أن الذي يهمنا هنا أكثر، هو أن القرآن العظيم بدأ يستقطب الفكرة الجديدة في تكوين الأمة، رافضاً كل ما سواها بأساليبه الإعجازية، فكان له منطقه الخاص في حل الإشكال القائم حين ذاك، وهذا ما سنقف عنده في معرض حديثنا عن مفهوم الأمة ودلالتها من خلال مفسري القرآن العظيم.
ومن هذا المنطلق نجد بوجه عام، وخاصة لدى أهل التفسير في تراثنا الإسلامي، أنهم واجهوا صعوبات مختلفة شبيهة من جوانب عديدة بتلك الصعوبات التي واجهها الدارسون للمفهوم ذاته أثناء دراستهم الوضعية منذ العصور الوسطى وحتى عصرنا الحاضر، ومن بين تلك الصعوبات التي واجهها أهل التفسير حين تبيينهم لمفهوم الأمة في القرآن العظيم، هو خلو الخطاب القرآني ذاته من أي تعريف لغوي أو اصطلاحي لدلالة لفظ (الأمة) بصيغة صريحة.
غير أن أهل التفسير من جهة أخرى، لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الأمر، إذ نراهم في كثير من تفاسيرهم قد عالجوه بطريقة التأويل، وما زاد في إشكالية الأمر كذلك، هو ورود هذا المصطلح (الأمة) في القرآن العظيم بصيغ متعددة وبعدد قد بلغ أربعاً وستين مرة.
وقبل البدء في تفصيل ذلك، نود أن نشير إلى أننا لا ننوي من خلال مقالنا هذا أن نقف عند كل ألفاظ (الأمة) الواردة في آي القرآن العظيم، وإنما آثرنا أن نبين مفهوم الأمة عند المفسرين التراثيين من خلال نماذج تواتر الاستشهاد بها عادة في مثل هذه الدراسات([1])؛ كما آثرنا من جهة أخرى أن نقترب من مختلف التفاسير من حيث أنواعها، فاتخذنا من التفاسير بالمأثور نماذج، كما اتخذنا من التفاسير بالرأي والاجتهاد نماذج أخرى، وحاولنا في الأخير أن نطرق باب التفسير الصوفي لنرى ما مفهوم الأمة عند القوم من أهل التصوف والعرفان.
تصور الأمة عند أهل التفسير بالمأثور(1/2595)
إن المتأمل في مختلف التفاسير بالمأثور، يجد أن تفسير ابن جرير الطبري يأتي على رأس التفاسير التي تحوي في أغلبها على مميزات وخصائص هذا النوع من التفسير، إذ أنه من المعروف لدينا أن التفسير بالمأثور سواء أكان متواتراً أم غير متواتر "يشمل المنقول عن الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، والمنقول عن النبي(e) والمنقول عن الصحابة رضوان الله عليهم، والمنقول عن التابعين رحمهم الله، وعلى هذه الأنواع الأربعة يدور التفسير بالمأثور"([2]). وهذا أحسبه متوافراً في تفسير ابن جرير الطبري ثم يلي هذا المفسر المشهور، ابن كثير، وهو الآخر لا يقل تفسيره أهمية عن سابقه، لذلك آثرنا أن نتخذهما نموذجاً للتفسير بالمأثور.
يقول تعالى ذكره: ]ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم[([3]).
يذهب الطبري إلى أن لفظ الأمة الوارد في هذه الآية يعني الجماعة المتفقة على دين واحد، هذا مع أنه يقبل تفسير لفظ الأمة في آيات أخر بمعنى الجماعة على وجه الإطلاق، سواء أكانوا من الناس أم للصنف من الناس، وفي ذلك يقول: "وأصل الأمة الجماعة تجتمع علىدين واحد، ثم يكتفى بالخبر عن الأمة من الخبر عن الدين لدلالتها عليه"([4]).
غير أن الطبري من جهة أخرى نلفيه يورد قولاً مأثوراً يفيد أن المراد بقوله تعالى: ]ومن ذريتنا أمة مسلمة لك[ ـ الآية"، أنهما عنيا بذلك العرب، ويؤكد ما ذهب إليه بأثر حدثه به أحدهم، وذلك بإسناد منه قال فيه: "حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السديّ: ]ومن ذريتنا أمة مسلمة لك[ يعنيان العرب"([5])، في حين نجده يعقب في آخر تفسيره لهذه الآية قائلاً: "وأما الأمة في هذا الموضع، فإنه يعني بها الجماعة من الناس"([6])، وكأنه بتعقيبه هذا يأخذ المعنى من قوله تعالى: ]ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون[.([7])(1/2596)
هذا وقد نلفى إسماعيل بن كثير يرد على ما أورده ابن جرير الطبري، إذ يذهب إلى أن تخصيص السدّي في قصده من قوله تعالى: ]ومن ذريتنا أمة مسلمة لك[ أنهم العرب، هذا لا ينفي من عداهم فقال في ذلك "والسياق إنما هو في العرب، ولهذا قال بعده: ]ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم[ الآية، والمراد بذلك محمد e، وقد بعث فيهم كما قال تعالى: ]هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم[، ومع هذا لا ينفي رسالته إلى الأحمر والأٍسود لقوله تعالى: ]قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً[، وغير ذلك من الأدلة القاطعة"([8]).
وعن تأويل ابن جرير الطبري لقوله تعالى: ]تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون[([9])، فهو يرى في الأمة التي خلت، المقصود بها هو نبي الله إبراهيم وأبناؤه إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، وولدهم([10]). ثم يفصل ذلك بقوله: "أن الله تعالى يقول لليهود والنصارى: يا معشر اليهود والنصارى، دعوا ذكر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والمسلمين من أولادهم بغير ما هم أهله، ولا تنحلوهم كفر اليهودية والنصرانية، فتضيفونها إليهم أمة، فإنهم أمة،.. ثم يستطرد بالحديث، إلى أن يقول: ويعني بالأمة في هذا الوضع: الجماعة والقرن من الناس"([11]). وفي قوله تعالى: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا[([12])، يقول الطبري: "كذلك خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان، بأن جعلكم أمة وسطا... إلى أن يقول: وقد بينا أن الأمة هي القرن من الناس والصنف منهم وغيرهم"([13]).(1/2597)
غير أن الطبري في شأن هذه الآية، لم نلفه يقف كثيراً عند لفظ الأمة كما عهدناه، بقدر ما وقف وفصل كثيراً، هذه المرة في لفظ (الوسط)، إذ نراه يذكر في شأن هذا اللفظ بأن الله تعالى وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه، غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقولهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه، تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا ربهم وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها([14]). وكان قبل هذا قد توقف عند المدلول اللغوي لهذا اللفظ وأورد العديد من دلالاته. ومن ذلك نذكر على سبيل المثال قوله: "وأما الوسط فإنه في كلام العرب الخيار، يقال منه: فلان وسط الحسب في قومه، أي متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه" ([15]) وفي آخر تفسيره لهذه الآية، يؤكد القول بأن الوسط هو العدل، ذاهباً إلى ذلك مستشهداً بالأثر الذي حدثه به سلم بن جنادة([16]) ويعقوب بن إبراهيم، أنهما قالا: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد، عن النبي e قوله: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطا[، قال: عدولا([17]).
ولتأكيد ذلك، ودائماً في هذا الشأن، نلفي ابن كثير المفسر يورد حديثاً رواه عن الإمام أحمد في مسنده يقول فيه: "وحدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد؛ قال: قال رسول الله e: يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. قال فذلك قوله: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطا[، قال: "والوسط: العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم"([18]).(1/2598)
وفي شأن قوله تعالى: ]كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه[، الآية:"([19])، فإن كلاً من الطبري و ابن كثير يذهبان إلى أن أهل التأويل قد اختلفوا في معنى لفظ (الأمة)، الوارد في الآية، كما اختلفوا في معنى لفظ (الناس) الموصوفين، بأنهم كانوا أمة واحدة، وفي ذلك يؤكد الطبري بالاستناد إلى قول بعضهم: "هم الذين كانوا بين آدم ونوح وهم عشرة قرون، كلهم كانوا على شريعة الحق، فاختلفوا بعد ذلك"([20]). ثم يؤيد مذهبه هذا بقوله: "حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن داود قال: حدثنا همام بن منبه عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله ]كان الناس أمة واحدة فاختلفوا[.. فتأويل (الأمة) على هذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس، الدين.. فكان تأويل الآية على معنى قول هؤلاء: كان الناس أمة مجتمعة على ملة واحدة ودين واحد، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين"([21]).
ولكون ما ذهب إليه الطبري هو عينه ماذهب إليه ابن كثير في هذا الشأن، فإننا نلفيه يعلل مذهبه بقوله: "ولهذا قال تعالى: ]وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه[ ـ الآية". أي من بعد ما قامت الحجج عليهم، وما حملهم على ذلك إلا البغي من بعضهم على بعض"([22]).
كما نجد الطبري يقدم تأويلاً آخر، مستنداً فيه على أثر حدثه به محمد بن عمرو فحواه: "... كان الناس أمة واحدة" قال آدم"([23])، وهو يؤكد هذا القول معللاً إياه، بكون أن الله تعالى سماه بذلك لأنه ـ أي آدم عليه السلام ـ سبب لاجتماع الأشتات من الناس على ما دعاهم إليه من اختلاف الخير، فلما كان آدم عليه السلام سبباً لاجتماع من اجتمع على دينه من ولده إلى حال اختلافهم سماه بذلك أمة.(1/2599)
غير أن الطبري ما فتئ يورد قولاً آخر يقول بخلاف ذلك كله، إذ ذهب إلى أن القصد من قوله تعالى: ]كان الناس أمة واحدة[، أي كانوا على دين واحد، فبعث الله النبيين. والطبري في هذا نراه يميل إلى هذا القول الأخير، إذ أنه يشفعه بالحديث الذي سمعه من محمد بن سعيد الذي حدثه به أباه عن عمه عن أبيه عن جده، عن ابن عباس قوله: "كان الناس أمة واحدة"، قال: كان ديناً واحداً، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين"([24])، وهو الأمر نفسه الذي نجد الطبري يطمئن إليه في ختام تفسيره لهذه الآية بدليل الأقوال والأحاديث التي قدمها والتي وصلت حد الاستطراد، والتي جميعها تصب في كون المراد بالأمة هنا: الدين الواحد الذي على ملة آدم عليه السلام.
أما عن الآية التي نجد أهل التفسير بالمأثور اختلفوا فيها كثيراً من حيث دلالتها اللغوية أو التأويلية فلعلها قوله تعالى: ]كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله[ ـ الآية"([25]). إذ لم نجد آية أخرى تحوي لفظ (الأمة) قد استأثرتهم بالعناية بها أكثر من هذه الآية. ولعل الطبري من الذين ذهبوا فيها كل مذهب، وقد يرجع ذلك عنده بالخصوص لاعتماده أكثر على عنصر الإخبار وإيراد الأحاديث والأقوال، دون أي ترجيح يمكن أن نعتبره ترجيحاً نابعاً من رؤيته الاجتهادية الخاصة، مقارنة بغيره ـ ولو بشيء من الاجتهاد ـ عند أهل التفسير بالرأي.(1/2600)
إن الطبري نفسه في هذه الآية، يقر بأن أهل التفسير والتأويل قداختلفوا فيها، وهنا لم يجد مناصاً من عرض آراء غيره حول دلالة لفظ الأمة في هذه الآية، ليستأثر بأحد أقوالهم في النهاية. ومن أمثلة ذلك إيراده لقول بعضهم عن شأن الأمة ها هنا: "هم الذين هاجروا مع رسول الله e من مكة إلى المدينة، خاصة من أصحاب رسول اللهe"([26]). فالطبري باختياره لهذا القول ـ وذلك بعد ما آثره بروايات أخر عن عمرو بن حماد عن أسباط عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ يقر بأن المراد بلفظ (الأمة): هم جماعة المهاجرين دون سواهم من آمن بالدعوة الإسلامية في ذلك الوقت.
والأمر نجده خلاف ذلك عند ابن كثير، إذ القصد من الأمة في هاهنا آية، هي أمة محمد e ذلك بأنهم خير الأمم... قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ]وكنتم خير أمة أخرجت للناس[ قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام، وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطية العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس ]كنتم خير أمة أخرجت للناس[، يعني خير الناس للناس، والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس"([27])
والصحيح عند ابن كثير أن لفظ الأمة في الآية، هو عام في جميع الأمة، كل قرن بحسبه. وبالرجوع إلى الطبري مرة أخرى، نجد فيما ذهب إليه من جملة أقواله المختلفة التي ذكرها: أنه لا يبتعد عما ذهب إليه ابن كثير، فالطبري يرجح من ضمن ما ذكره، الحديث المأثور المسند والمروي له، والقائل: "أن يعقوب بن إبراهيم حدثني قال: حدثنا ابن عطية، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله e يقول: ألا إنكم وفيتم سبعين أمة، أنتم آخرها وأكرمها عند الله"([28])(1/2601)
وعليه، فحسب ما ذهب إليه ابن كثير، وحسب القول الذي رجحه الطبري، تكون (الأمة) هاهنا، ذات مدلول ديني ـ وهذا خلاف ما عهدناه فيما مضى عند الطبري إذ يعتبر اللفظ مجرد جماعة من الناس ـ فهي تضم كل أتباع النبي e، سواء من أمة الدعوة أو أمة الإجابة([29]). أما ما دون هذه الآية، فإن معظم الآيات الأخرى([30]) التي تحوي لفظ الأمة، فإن الطبري وابن كثير يؤولانها بالجماعة من الناس مطلقاً من جهة، ومن جهة أخرى نلفيهما يجعلانها مرادفة للفظ (الملة)، وهنا تكون عندهما ذات مدلول ديني.
ومما سبق ذكره، وبعد تتبع نماذج من تأويلات هذين المفسرين للفظ، وخصوصاً ما ذهب إليه الطبري، فإننا نجد قد تم التركيز على اعتبار لفظ (الأمة) الوارد في معظم تلك الآيات التي قدمناها سابقاً بأنها الجماعة المتفقة على دين واحد، وملة واحدة، وبعبارة أخرى، وحسب هذين المفسرين، فإن تصور (الأمة) عندهما، إنما هو قائم عن علاقة بين الملة والدين من جهة، وبين الجماعة المطلقة من جهة أخرى .
ومن هذه العلاقة نشأ لديهما تصور وسط، هو أن الأمة معناها: الجماعة المجتمعة على دين وملة واحدة.
تصور الأمة عند أهل التفسير بالرأي(1/2602)
قبل أن نعرج إلى تصفح بعض تفاسير أهل الرأي والاجتهاد لمعرفة مفهوم لفظ الأمة وتصوره عندهم، لا بأس أن نشير إلى أننا سنتخذ من التفسير الكبير للفخر الرازي نموذجاً لذلك، باعتباره يحوي خصائص هذا النوع من التفسير، بالإضافة إلى بعض الوقفات عند تفسير القرطبي، غير أنه لا يفهم من عملي هذا بشأن تقسيم أهل التفسير إلى فريقين، أني أضع حدوداً بين التفسيرين، ذلك أنه من المعروف أن كل المفسرين لكتاب الله تعالى كانوا ينوون من وراء أعمالهم الجليلة، خدمة كتابه العظيم محاولين بذلك إفهامه وتقريبه لجمهور المسلمين، وعامة الناس. وعليه كان اختيارنا للتفسير بالرأي القائم على أركان المعرفة الكافية بشتى العلوم، والذي "لا يعارض نقلاً صحيحاً، ولا عقلاً سليماً، ولا علماً يقينياً ثابتاً مستقراً، مع بذل غاية التوسع في البحث والاجتهاد والمبالغة في تحري الحق والصواب، وتجريد النفس من الهوى والاستحسان بغير دليل، ومع مراقبة الله غاية المراقبة في كل ما يقول"([31]). وهذه الأركان والدعائم نحسبها موجودة في تفسير الرازي، والقرطبي.
إن الرازي في تأويله للكثير من الآيات التي تحوي لفظ (الأمة)، نجده يستعمل العقل، مبتعداً كل ما أمكن ذلك عن المنقول والروايات، لذلك نراه في كل ما يذهب إليه، يردفه بالتدليل والبرهان، جاعلاً من المنطق والعقل الطابع الذي يطبع تأويلاته وكل ذلك بالطبع في حدود ما يسمح به الشرع من استحكام العقل فيه. فهو على سبيل المثال يذهب في الآية الكريمة: ]ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك[ ـ الآية([32])، بالقول: "وأمة: قيل: هم أمة محمد e، بدليل قوله: وابعث فيهم رسولاً منهم"([33]).(1/2603)
والقرطبي في تفسيره يرى ما يراه الرازي، فهو يقول في شأن الآية الكريمة: ]ومن ذريتنا أمة مسلمة لك[ ـ الآية": أي ومن ذريتنا فاجعل؛ فيقال: إنه لم يدع نبي إلا لنفسه ولأمته، إلا إبراهيم فإنه دعا مع دعائه لنفسه ولأمته، ولهذه الأمة؛ كما أنه يورد قولاً آخر يقول فيه: إن المراد بقوله:
]ومن ذريتنا[ العرب خاصة وذريتهما العرب، لأنهم بنو نبت بن إسماعيل أو بنو تيمن بن إسماعيل([34])... قال ابن عطية: وهذا ضعيف، لأن دعوته ظهرت في العرب وفي من آمن من غيرهم([35]).(1/2604)
أما في شأن قوله تعالى: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً[ ـ الآية([36])"، فإن كلاً من الرازي والقرطبي، قد وقفا مطولاً عند تأويل لفظ (وسطاً)، بما في ذلك لفظ (أمة) كذلك. وفي هذا يذكر الرازي على سبيل المثال لا الحصر مسائل كثيرة في قوله تعالى: ]أمة وسطا[ منها قوله: واختلفوا في تفسير الوسط وذكروا أموراً: أحدهما، أن الوسط هو العدل، والدليل عليه الآية، والخبر والشعر، والنقل، والمعنى.. فهو بعدما يأتي على الأدلة الأربعة الأولى يقول في الدليل الخامس الذي هو "المعنى" بقوله: وأما المعنى فمن وجوه: أحدهما: أن الوسط حقيقة في البعد عن الطرفين، ولاشك أن طرفي الإفراط والتفريط رديئان، فالمتوسط في الأخلاق يكون بعيداً عن الطرفين فكان معتدلاً فاضلاً، وثانيها: إنما سمي العدل وسطاً، لأنه لا يميل إلى أحد الخصمين، والعدل هو المعتدل الذي لا يميل إلى أحد الطرفين، وثالثها: لاشك أن المراد بقوله: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطا[ طريقه المدح لهم لأنه لا يجوز أن يذكر الله تعالى وصفاً ويجعله كالعلة في أن جعلهم شهوداً له، ثم يعطف على ذلك شهادة الرسول إلا وذلك مدح، فثبت أن المراد بقوله: "وسطاً" ما يتعلق بالمدح في باب الدين، ولا يجوز أن يمدح الله الشهود حال حكمه عليهم بكونهم شهوداً إلا بكونهم عدولاً، فوجب أن يكون المراد من الوسط العدالة، ورابعها: أن أعدل بقاع الشيء وسطه، لأن حكمه مع سائر أطرافه على سواء وعلى اعتدال، والأطراف يتسارع إليها الخلل والفساد والأوسط محمية محوطة([37]).
أما القرطبي في مسألة الوسط فيضيف قائلاً: "ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير كان محموداً، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم، ولا تقصير اليهود في أنبيائهم"([38]).(1/2605)
أما عن معنى الأمة في قوله تعالى: ]كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه[ الآية: ([39])"، فإن الرازي يرى في هذه الآية مسائل ـ وذلك بعد ما يفصل في سبب إصرار أولئك الناس على الكفر ـ ومن تلك المسائل يذكر المسألة الأولى قائلاً فيها: "قال القفال: الأمة: القوم المجتمعون على الشيء الواحد يقتدي بعضهم على بعض، وهو مأخوذ من الائتمام"([40]).
هذا، وبعد تعقيبه على ما ذكر، يستأنف الحديث عن معنى الأمة في الآية ذاتها، ويورد في حديثه ذلك خمسة أقوال، لكل قول أوجه، فهو يقف عند تأويل معنى لفظ (الناس) عوض لفظ: (الأمة)، غير أن وقفته مع لفظ (الناس)، قد بين في دلالته معنى لفظ (أمة واحدة) الذي تلا لفظ (الناس)، بدليل قوله: "إن المراد من الناس ههنا أهل الكتاب ممن آمن بموسى عليه السلام، وذلك لأنا بينا أن هذه الآية متعلقة بما تقدم من قوله: "]يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة[، وذكرنا أن كثيراً من المفسرين زعموا أن تلك الآية نزلت في اليهود، فقوله تعالى: ]كان الناس أمة واحدة[، أي كان الذين آمنوا بموسى أمة واحدة، على دين واحد، ومذهب واحد، ثم اختلفوا بسبب البغي والحسد، فبعث الله النبيين وهم الذين جاؤوا بعد موسى عليه السلام، وأنزل معهم الكتاب: وهذا القول مطابق لنظم الآية، وموافق لما قبلها ولما بعدها"([41]).(1/2606)
وعن قوله تعالى: ]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون[([42])، فإن القرطبي يورد قولاً واحداً في شأن لفظ (الأمة) قد اتفق به مع الرازي، والذي يقصد منه: الجماعة من العلماء دون سائر خلق الله، بينما نجد الرازي بالإضافة إلى ذلك، يفصل فيما يذهب إليه بصفته وجهاً من وجوه التعليل، إذ الوجه الذي اتفق به مع القرطبي في شأن معنى لفظ (الأمة) في الآية الكريمة، هوأن القائلين بهذا القول، قد اختلفوا على قولين: أحدهما أن فائدة كلمة (من) هي أن في القوم من لا يقدر على الدعوة ولا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل النساء والمرضى والعاجزين. والثاني أن هذا التكليف مختص بالعلماء، ويدل عليه وجهان، الأول: أن هذه الآية مشتملة على الأمر بثلاثة أشياء: الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ومعلوم أن الدعوة إلى الخير مشروطة بالعلم وبالخير وبالمعروف وبالمنكر. فإن الجاهل ربما عاد إلى الباطل وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف، وربما عرف الحكم في مذهبه وجهله في مذهب صاحبه فنهاه عن غير منكر، وقد يغلظ في موضع اللين، ويلين في موضع الغلظة، وينكر مع من يزيده إنكاره إلا تمادياً، فثبت أن هذا التكليف متوجه على العلماء، ولاشك أنهم بعض الأمة"([43]).
لقد تعمدنا الإتيان بهذا النص على الرغم من طول متنه ليتضح لنا مدى اجتهاد كل من الرازي والقرطبي، وطريقة تأويلهما للوصول إلى تأصيل المفهوم عن طريق التدليل العقلي والبرهنة المنطقية عندما تحتاج الضرورة إلى ذلك.(1/2607)
لكن هذا التخريج، وإن كان يبدو أقرب إلى الصحة، إلا أننا يمكن أن نعتقد بدلالة أخرى للفظ الأمة ضمن هذه الآية، إذ قد يكون المراد من ذلك: أصحاب رسول الله e، باعتبارهم كانوا قد أ خذوا العلم من عنده عليه السلام، ليبلغوه إلى الناس، وعليه يؤول [ضم الهمزة] التخريج إلى أن أصحاب رسول الله كانوا أمة مجتمعة على القيام بتعلم الدين وتبليغ رسالته.
ووجه الإجمال في هذا، أن مدلول لفظ (الأمة) ههنا، إنما القصد منه عند هذين المفسرين، هم جماعة العلماء دون سواهم من عامة الناس، وذلك للأسباب التي ذكرها الرازي، والتي نراها نحن أنها أسباب يقبلها العقل، هذا مع العلم أننا رأينا أيضاً أن أصحاب التفسير بالمأثور من قبل، قد قدموا أحاديث مأثورة تقر كلها بأن المقصود بلفظ (الأمة)، هم جماعة العلماء، أو أصحاب رسول الله الذين تعلموا منه، وعلموا من أتوا بعدهم.
أما بشأن قوله تعالى: ]كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله[ ـ الآية([44])، فنجد القرطبي في أمر مدلول لفظ الأمة في هذه الآية، قد فصل في الكلام أكثر من كلام الرازي، ففي الوقت الذي اكتفى فيه الرازي بقوله: "والمعنى أنكم كنتم في اللوح المحفوظ خير الأمم، وأفضلهم، فاللائق بهذا أن لا تبطلوا على أنفسكم هذه الفضيلة.. وأن تكونوا منقادين مطيعن، وفي كل ما يتوجه عليكم من التكاليف"([45]).(1/2608)
أما القرطبي، فيورد في تفسير هذه الآية، ثلاث مسائل يمكن لأي متعرف عليها أن يستثمر منها مدلول لفظ الأمة بطريقة مباشرة لا تستدعي التخمين وإعمال الفكر. ولعل السبب في ذلك، أننا ألفينا القرطبي في ذهابه إلى تأويل هذه الآية، يذهب مذهب أهل التفسير بالمأثور، وكشاهد على ذلك، يقول القرطبي ـ وذلك دائماً في شأن الآية السالفة الذكر ـ:".. فيه ثلاث مسائل: [ونحن سنورد له مسألتين لأن المسألة الثالثة لها علاقة بتأويل الشطر الثاني من الآية الكريمة]، الأولى: روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، أنه سمع رسول الله e يقول في قوله: ]كنتم خير أمة أخرجت للناس[، قال: أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها عند الله.. وقال ابن عباس: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدراً والحديبية، وقال عمر بن الخطاب: "من فعل فعلهم كان مثلهم، وقيل: هم أمة محمد رسول الله e، يعني الصالحين منهم وأهل الفضل، وهم الشهداء على الناس يوم القيامة.. وقال الأخفش: يريد أهل أمة، أي خير أهل دين.."([46]).
وعن مدلول لفظ الأمة في قوله تعالى: ]ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات[ ـ الآية([47])، فإننا نجد كلاً من الرازي والقرطبي يتفقان في مدلولها، بذهابهما إلى القول بأن لفظ الأمة بمعنى الجماعة المتفقة على شريعة واحدة، ودين واحد لا اختلاف فيه، ولكن شاءت قدرته أن جعل الشرائع مختلفة، وذلك بقصد الابتلاء([48]).(1/2609)
أما عن مدلول اللفظ في قوله تعالى: ]وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون[([49])، فقد جاء بثلاثة معان عند القرطبي، وقد وافقه الرازي في معنى واحد، ذلك أن لفظ الأمة عند القرطبي، يعني أمة محمد e؛ كما يحملها معنى النفر الذين آمنوا بالدعوة الإسلامية من أهل الكتاب. هذا بالإضافة إلى معنى آخر يضيفه، وهو أن لفظ الأمة القصد منه قوم من بني إسرائيل تمسكوا بشرع موسى قبل نسخه، ولم يبدلوا ولم يقتلوا الأنبياء([50]).
ومن الأسباب التي جعلت إبراهيم عليه السلام يتصف بكونه أمة واحدة في قوله تعالى: ]إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين[([51])، نلفي الرازي يدلل ذلك بمايلي:
أولها: إنه كان أمة وحده لكماله في صفات الخير كقوله:
وليس على الله بمستكثر
أن يجمع العالم في واحد
ثانيها: قال مجاهد، كان مؤمناً وحده، والناس كلهم كانوا كفاراً، فلهذا المعنى كان وحده أمة.
ثالثها: أن يكون أمة فَعَلة، بمعنى مفعول كالرحلة والبغية، فالأمة هو الذي يؤتم به، ودليله قوله: ]إني جاعلك للناس إماما[.
رابعاً: أنه عليه السلام، هو السبب الذي لأجله جعلت أمته ممتازين عمن سواهم بالتوحد والدين الحق ولما جرى مجرى السبب لحصول الأمة، سماه الله تعالى بالأمة، إطلاقاً لاسم المسبب على السبب([52]).
ومما تقدم ذكره، في شأن تصور الأمة لدى أهل التفسير بالرأي والاجتهاد، فإنهم بوجه عام، قد أوَّلوا [بفتح الواو الأولى] التأويل نفسه الذي ذهب إليه أهل التفسير بالمأثور ـ على الرغم من تلك المقاربة العقلية من لدن أهل التفسير بالرأي ـ فكانت مفاهيمهم للفظ (الأمة) من خلال ما عرضناه من آي القرآن العظيم، تدور في معظمها حول معنى الجماعة المرتبطة بدين أو ملة، سواء كان ديناً أو ملة أو شريعة مطلقاً، أو خاصاً بالدين الإسلامي؛ كما وجدنا الأمة عندهم، إما خاصة بجماعة الإجابة أو خاصة بجماعة الدعوة عموماً.
تصور الأمة عند أهل التفسير الصوفي:(1/2610)
مما لاشك فيه أن الذين اهتموا بالتفسير الصوفي أو ما يسمى بالتفسير الإشاري، هم المتصوفة بالمقام الأول، إذ ذهبوا في تفسيراتهم باعتماد فيوضاتهم وتباريحهم وإلهاماتهم.. فراحوا بذلك يؤَولون [بفتح الهمزة] بعض ما يتعرضون إليه من آي الذكر الحكيم، بعيداً عما يحمله اللفظ من تأويلات أقرها النقل والعقل، وذلك في الكثير من المواضع. وعلى ذلك فإن علماء الدين، فريق منهم من قبل بهذا التفسير وذلك بشروط([53]). وأنا أحسب أن تلك الشروط يمكن أن تكون قد توافرت إلى حد ما في نوع التفسير الذي اخترناه نموذجاً لهذه الدراسة، وهو تفسير القشيري، والمعروف بـ(لطائف الإشارات).
يعلق الإمام القشيري على الآية الكريمة: ]تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون[([54])، بخطابه للأمة المقصودة في الآية بقوله: حالت بينكم وبينهم حواجز من القسمة؛ فهم على الفرقة والغفلة أسسوا بنيانهم، وأنتم على الزلفة والوصلة([55]) ضربتم خيامكم وعتيق فضلنا لا يشبه طريد قهرنا"([56]).
وعن قوله تعالى: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا[ ـ الآية([57])، نترك القشيري وحده يعبر عن قصده من دلالة الأمة المراد في هذه الآية الكريمة، يقول القشيري: "فجعل هذه الأمة خيار الأمم، وجعل هذه الطائفة خيار هذه الأمة، فهم خيار الخيار فكما أن هذه الأمة شهداء على الأمم في القيامة، فهذه الطائفة هم الأًول وعليهم المدار، وهم القطب([58]) وبهم يحفظ الله جميع الأمة، وكل من قبلته قلوبهم فهو المقبول، ومن ردته قلوبهم فهو المردود، الحكم الصادق لفراستهم، والصحيح حكمهم، والصائب نظرهم، عصم جميع الأمة عن الاجتماع على الخطأ، وعصم هذه الطائفة عن الخطأ في النظر والحكم، والقبول والرد"([59]).(1/2611)
إن دلالة الأمة عند القشيري انطلاقاً مما ذهب إليه لهي بحق جماعة أهل الحقائق دون سواهم، إنهم أصفياء الله الداعون إلى الحق والقائمون عليه.
كما أن الأمة عنده في قوله تعالى: ]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير[ ـ الآية([60]). هي الصفة الصافية من الأمة الإسلامية، فالأمة ههنا متمثلة في أولئك القوم الذين "قاموا بالله لله، لا تأخذهم لومة لائم، ولا تقطعهم عن الله استنامة إلى علة، وقفوا جملتهم على دلالات أمره، وقصروا أنفسهم واستغرقوا أعمارهم على تحصيل رضاه، عملوا لله، ونصحوا الدين لله، ودعوا خلق الله إلى الله، فربحت تجارتهم، وما خسرت صفقتهم"([61]).
ومن الفيوضات الصوفية التي يعطيها الإمام القشيري للفظ الأمة في قوله تعالى: ] كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [ ـ الآية([62])، قوله: "لما كان المصطفى صلوات الله عليه أشرف الأنبياء، كانت أمته ـ عليه السلام ـ خير الأمم، ولما كان خير الأمم كانوا أشرف الأمم، ولما كانوا أشرف الأمم، كانوا أشوق الأمم، فلما كانوا أشوق الأمم، كانت أعمارهم أقصر الأعمار، وخلقهم آخر الخلائق لئلا يطول مكثهم تحت الأرض، وما حصلت خيريتهم بكثرة صلواتهم وعباداتهم، ولكن بزيادة إقبالهم، وتخصيصه إياهم، ولقد طال المتقدمين بالباب ولكن لما خرج الإذن بالدخول تقدم المتأخرون:
وكم با سطين إلى وصلنا
أكفهم لم ينالوا نصيبا([63])
أما تصوره للأمة في قوله تعالى: ]وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون[([64])، فهي جماعة أولياء الله وأقطاب التصوف، وغياث الخلق، فلقد: "أجرى الحق ـ سبحانه ـ سنته بألا يخلي البسيطة من أهل لها هم الغياث، وبهم دوام الحق في الظهور، وفي معناه قالوا:
إذا لم يكن قطب
فمن ذا يديرها؟(1/2612)
فهدايتهم بالحق أنهم يدعون إلى الحق ويدلون على الحق، ويتحركون بالحق، ويسكنون للحق بالحق، وهم قائمون بالحق، يصرفهم الحق بالحق، أولئك هم غياث الخلق؛ بهم يسقون إذا قحطوا ويمطرون إذا أجدبوا، ويجابون إذا دعوا"([65]).
فمن هذا الذي عرضناه، يتضح لنا أن لفظ الأمة عند الإمام القشيري، القصد منه الطائفة أو الجماعة الخيار من هذه الأمة الإسلامية، فهو يتصور الأمة ههنا على وجه الخصوص أنهم جماعة أولياء الله تعالى المنتمون إلى ولايته، فهم جماعة الأقطاب والغياث من الذين خصهم الله بعنايته وأثبتهم في الوثاق والمحبة والتوحيد، وهم أهل الضياء، واليقين، والوصلة، والألفة، والمعتكفون على البساط، المنتظرون الدخول إلى حضرته العلية.
خاتمة:
وفي آخر هذا المقام، لا نزعم أننا قد أتينا على جميع ما قاله أهل التفسير في تراثنا الإسلامي في شأن مفهومهم للأمة، ذلك أنه من الصعوبة بمكان أن نرصد جميع ما كان يخلد في أذهانهم عن تصورهم لهذا الموضوع؛ كما أننا لا نزعم أيضاً أننا جئنا على كل الآيات التي احتوت على هذا اللفظ المقصود بالدراسة. وما فعلناه لا يعتبر إلا اجتهاداً متواضعاً حاولنا فيه قدر الإمكان جمع بعض الشتات المتناثر في تفسيراتهم التراثية.
وإن جاز لنا أن نرصد لهذا العمل من نتائج، فإننا نجملها فيما يلي:
1 ـ إن فكرة الأمة نظراً لأهميتها، أخذت معاني مختلفة عبر التراث الإسلامي، وفي جميع جوانبه: اللغوية، والدينية، والتاريخية.. وهذا على الرغم من الإشكالات التي شهدها هذا المصطلح عبر تاريخ الفكر التراثي الإسلامي.(1/2613)
2 ـ من خلال هذا العرض، اتضح لنا، أن النص القرآني قد احتوى على لفظ (القوم)، إلا أنه لم يستأثر عناية أهل التفسير، وقد يكون لهذا الأمر من سبب، يمكن أن نرجعه بلا شك إلى أن لفظ (القوم) ورد ضمن الخطاب القرآني معبراً عن المحدودية المحجمة والقلة، وإن كثر القوم، بينما نجد لفظ (الأمة) يدل في كثير من آي القرآن العظيم على السعة والكثرة؛ فكأننا بلفظ الأمة يدل على الرباط الروحي والمتصف بالديمومة والأزلية غير المحدودة بزمان ولا بمكان، حتى بعد فناء الدنيا، بينما لفظ (القوم) رباطه مادي ويدل على المحدودية المنقطعة بمرور الزمن واندثار المكان.
3 ـ حينما نظرنا إلى مفهوم الأمة عند أهل التفسير في تراثنا الإسلامي، وجدناهم قد واجهوا شيئاً من الصعوبات في تحديد المفهوم الكامل للمصطلح، وكان في اعتقادنا أن سبب ذلك يرجع إلى خلو الخطاب القرآني نفسه من نصوص صريحة تعرف معنى لفظ الأمة، غير أن البعض من المفسرين قد تنبهوا لهذا الإشكال، وحاولوا معالجته بطرق مختلفة باعتمادهم النقل تارة والعقل تارة أخرى، بالإضافة إلى العرفان وهذا ما عمل به المفسرون الصوفيون. لكن مثل هذا العمل منهم لم يكن صارماً في وضوحه وبالتالي لم يزيل الإبهامات والالتباسات التي تلازم استعمال ذلك اللفظ، في حين نرى ماتم الاتفاق عليه مجتمعين هو تصورهم للأمة بأنها تلك الطريقة والجماعة المتفقة على دين واحد، الأمر الذي جعلهم على هذا الحال يقدمون معنى الطريقة على معنى الجماعة في كثير من اجتهاداتهم وتأويلاتهم، بحيث تصبح تلك الجماعة متميزة ومعروفة بالطريقة التي تتبعها. بينما عند أهل التفسير الصوفي، فقد ألفينا المفهوم يأخذ منحى آخر، وهو التخصيص لا التعميم؛ فالأمة كما ألفناه عندهم هم فقط خيار الأمة الإسلامية المنتسبون إلى ولايته، والمعروفون بالأقطاب والغياث وأهل الضياء والوصلة والألفة.
قائمة المصادر والمراجع:(1/2614)
1 ـ القرآن الكريم: برواية ورش عن الإمام نافع.
2 ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير. د.محمد بن محمد أبو شهبة، مكتبة السنة القاهرة الطبعة الرابعة 1408هـ.
3 ـ التعبير الفني في القرآن. د.بكري الشيخ أمين. دار الشروق .(د.ط)، (د.ت).
4 ـ تفسير التحرير والتنوير. محمد الطاهر بن عاشور. الدار التونسية للنشر (تونس)، المؤسسة الوطنية للكتاب (الجزائر)، تونس1984، ج1، وج4.
5 ـ تفسير القرآن العظيم. عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير. تقديم: عبد القادر الأرناؤوط. دار الفيحاء، دمشق ـ دار السلام، الرياض. الطبعة الأولى 1414هـ، 1994م، ج1، وج2.
6 ـ التفسير الكبير. الفخر الرازي. دار الكتب العلمية، طهران، الطبعة الثانية (د.ت)، ج4، وج6 وج8، وج12، وج20.
7 ـ جامع البيان في تأويل القرآن. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. تحقيق: محمود شاكر ومراجعة: أحمد محمد شاكر، دار المعارف بمصر، القاهرة، الطبعة الثانية، 1374هـ، ج3 وج4، وج7.
8 ـ الجامع لأحكام القرآن. محمد بن أحمد القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الأولى 1357هـ، 1938م، ج6.
ـ الطبعة الثانية، 1373هـ، 1954م، ج2، وج4.
ـ الطبعة الثالثة 1380 هـ، 1960م، ج7.
9 ـ الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد)، دار الكتاب المقدس في العالم العربي، سفر التكوين.
10 ـ لطائف الإشارات. القشيري. تحقيق: د.إبراهيم بسيوني، دار الكتاب العربي، بالقاهرة (د.ط) (د.ت)، ج1.
11 ـ معجم مصطلحات الصوفية، د.عبد المنعم الحفني. دار المسيرة، بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ، 1980م.
------------
([1]) ـ وذلك مثل ما في سورة البقرة، الآية: (128، 134، 143، 213)؛ وفي مثل ما في سورة آل عمران، الآية: (104، 110، 113)؛ وسورة المائدة، الآية: (48)؛ وكذلك سورة الأعراف الآية (159)؛ وسورة الأنبياء، الآية (92)؛ وسورة المؤمنون، الآية: (52).(1/2615)
([2]) ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير. د.محمد بن محمد أبو شهبة، مكتبة السنة، القاهرة، الطبعة الرابعة 1408هـ ، ص 43 ـ 44.
([3]) ـ سورة البقرة، الآية: 127.
([4]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: محمود شاكر، ومراجعة: أحمد محمد شاكر. دار المعارف بمصر، القاهرة، الطبعة الثانية. 1374هـ، ج4، ص: 276؛ وفي المعنى نفسه نلفى صاحب تفسير التحرير والتنوير يذهب إلى أن الأمة هي اسم مشترك يطلق على معان كثيرة، والمراد منها هنا الجماعة العظيمة التي يجمعها جامع له بال من نسب أو دين أو زمان. ويقال أمة محمد مثلاً لأنهم اجتمعوا على الإيمان بنبوة محمد e، وهي بزنة فعله وهذه الزنة تدل على المفعول مثل لفظة وضحكة وقدوة. فالأمة بمعنى مأمومة اشتقت من الأم بفتح الهمزة، وهو القصد، لأن الأمة تقصدها الفرق العديدة التي تجمعها جامعة الأمة كلها؛ ينظر: تفسير التحرير والتنوير. محمد الطاهر بن عاشور. الدار التونسية للنشر (تونس)، المؤسسة الوطنية للكتاب (الجزائر). تونس 1984، ج1، ص: 721.
([5]) ـ م.س، ج3، ص: 74.
([6]) ـ م.س، ج3. ص: 74.
([7]) ـ سورة الأعراف، الآية: 159.
([8]) ـ القرآن العظيم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير. تقديم: عبد القادر الأرناؤوط، دار الفيحاء، دمشق ـ دار السلام، الرياض، الطبعة الأولى 1414 هـ، 1994م، ج2، ص: 252.
([9]) ـ سورة البقرة، الآية: 133.
([10]) ـ ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج3، ص: 100.
([11]) ـ م.س، ج3، ص: 100؛ وعن تأويل الطبري لهذه الآية، أخذ ابن كثير الرأي نفسه؛ ينظر في ذلك: تفسير القرآن العظيم. ابن كثير. ج2، ص: 255.
([12]) ـ سورة البقرة، من الآية: 142.
([13]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج3، ص: 141.
([14]) ـ ينظر: م.س، ج3، ص: 142.
([15]) ـ م.س،ج3،ص:141.
([16]) ـ هو شيخ الطبري، كثرت رواية الطبري عنه.(1/2616)
([17]) ـ الحديث نقله ابن كثير في تفسيره؛ ينظر: ج2، ص: 261.
([18]) ـ تفسير القرآن العظيم. ابن كثير. ج2، ص: 261.
([19]) ـ سورة البقرة، من الآية: 211.
([20]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج4، ص: 275.
([21]) ـ م.س،ج4،ص:276.
([22]) ـ تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج2، ص: 338.
([23]) ـ ينظر: م.س،ج4،ص:277 ـ 278.
([24]) ـ ينظر: م.س،ج4،ص:.277 ـ 278
([25]) ـ سورة آل عمران، من الآية: 110.
([26]) ـ ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج7، ص: 100.
([27]) ـ ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري. ج7، ص: 100.
([28]) ـ جامع البيان في تأويل القرآن. الطبري.ج7، ص: 120.
([29]) ـ ولعل الشيخ الطاهر بن عاشور يذهب هذا المذهب، الطبري. ج7، ص: 120.
ـ ولعل الشيخ الطاهر بن عاشور يذهب هذا المذهب، إذ يؤكد في تفسيره بأن المراد بـ(أمة)، عموم الأمم كلها من أمة الإسلام على تعاقب الأزمنة؛ ينظر: التحرير والتنوير. الطاهر بن عاشور. ج4، ص: 50.
([30]) ـ وهنا لا داعي لعرض الآيات الدالة على ذلك كلها، ولكن يمكننا الإشارة إليها فقط على سبيل المثال، وهي: الآية: 113 من سورة آل عمران، والآية: 50 من سورة المائدة، والآية: 93 من سورة النحل، والآية 91 من سورة الأنبياء، والآية: 53 من سورة المؤمنون، والآية: 22 من سورة القصص، والآية: 6 من سورة الشورى، والآية: 21 و22 من سورة الزخرف...
([31]) ـ الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير. د.محمد بن محمد أبو شهبة. ص: 82.
([32]) ـ سورة البقرة، من الآية: 127.
([33]) ـ التفسير الكبير. الفخر الرازي. دار الكتب العلمية. طهران. الطبعة الثانية. (د.ت)، ج4، صك 61.(1/2617)
([34]) ـ اسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السلام ـ حسب مواليدهم هي: نبايوت، بكر إسماعيل، وقيدار وأدبئيل، ومبسام ومشماع، ودومة ومسا وحدار، وتيما، ويطور، ونافيش وقدمة. ينظر: الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد). دار الكتاب المقدس في العالم العربي. سفر التكوين، الإصحاح 25: 12 ـ 15.
([35]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. محمد بن أحمد القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الثانية ، 1373 هـ 1954م، ج2، ص: 136.
([36]) ـ سورة البقرة، من الآية: 142.
([37]) ـ ينظر: التفسير الكبير. الرازي. ج4، ص: 97.
([38]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي، ج2، ص: 154.
([39]) ـ سورة البقرة، من الآية: 211.
([40]) ـ التفسير الكبير. الرازي. ج6، ص: 11.
([41]) ـ م.س،ج6،ص:14 .
([42]) ـ سورة البقرة، الآية: 104.
([43]) ـ التفسير الكبير. الرازي. ج8، ص: 167؛ كما ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي، ج4، ص : 165.
([44]) ـ سورة آل عمران، من الآية: 110.
([45]) ـ التفسير الكبير. الرازي. ج8، ص: 177.
([46]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي. ج4، ص: 170.
([47]) ـ سورة المائدة، من الآية: 50.
([48]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الأولى. 1357هـ، 1938م، ج6، ص: 211 كما ينظر: التفسير الكبير. الرازي. ج12، ص13.
([49]) ـ سورة الأعراف، الآية: 159.
([50]) ـ ينظر: الجامع لأحكام القرآن. القرطبي. دار الكتب المصرية بالقاهرة. الطبعة الثانية، 1380م، ج7، ص: 306.
([51]) ـ سورة النحل: الآية: 120.
([52]) ـ ينظر: التفسير الكبير. الرازي. ج20، ص: 135.(1/2618)
([53]) ـ من جملة تلك الشروط التي اشترطت: ألا يدعي المفسر أن ما أتى به من تأويل باطني هو وحده دون ظاهره، وأن ما أتى به لا يتعارض مع الشرع، سواء أكان نقلاً أو عقلاً، وألا يكون تفسيره منافياً لظاهر النظم القرآني، كما يجب أن يكون فيما يذهب إليه، من شاهد شرعي يؤيده؛ ينظر: التعبير الفني في القرآن. د.بكري شيخ أمين. دار الشروق، ص: 124.
([54]) ـ سورة البقرة، الآية: 133.
([55]) ـ وهو أن يرى العبد ذاته متصلة بالموجود الأحدى، وألا يتقيد بوجود نفسه، وأن يرى السالك المدد والجود من غير انقطاع حتى يبقى الموجود باقياً بالله؛ ينظر: معجم مصطلحات الصوفية. د.عبد المنعم الحفني. دار المسيرة، بيروت الطبعة الأولى، 1400 هـ، 1980م، ص: 10.
([56]) ـ لطائف الإشارات. القشيري. تحقيق: د.إبراهيم بسيوني، دار الكتاب العربي بالقاهرة، ج1، ص: 143.
([57]) ـ سورة البقرة، الآية: 142.
([58]) ـ القطب: هو موضع نظر الله تعالى من العالم في كل زمان، ويسمى بالغوث أيضاً، باعتبار التجاء الملهوف إليه، ويسمى أيضاً، بقطب العالم، وقطب الأقطاب، والقطب الأكبر، وقطب الإرشاد، وقطب المدار؛ ينظر: معجم مصطلحات الصوفية. د.عبد المنعم الحفني، ص: 217 ـ 218.
([59]) ـ لطائف الإشارات. القشيري، ج1، ص: 145.
([60]) ـ سورة البقرة، من الآية: 104.
([61]) ـ لطائف الإشارات. ج1، ص: 270.
([62]) ـ سورة آل عمران، من الآية: 110.
([63]) ـ لطائف الإشارات. القشيري. ج1، ص: 282.
([64]) ـ سورة الأعراف، الآية: 182.
([65]) ـ لطائف الإشارات. القشيري. ج2، ص: 287.
المصدر :
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 96 - السنة الرابعة والعشرون - كانون الأول 2004 - شوال 1425 (http://www.awu-dam.org/trath/96/turath96-020.htm)
---
(1/2619)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دروس علمية مباشرة ومسجلة في التفسير .
---
دروس علمية مباشرة ومسجلة في التفسير .
---
عبدالرحمن الشهري
04-05-2007, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قائمة بدروس التفسير المسجلة والمباشرة التي يقدمها المشايخ الفضلاء من مشرفي ملتقى أهل التفسير وغيرهم في السعودية وغيرها ، ولعلي أتتبعها بمساعدة الأعضاء الكرام ونثبت عناونيها هنا لمن أراد الاستفادة منها .
الرياض 17/3/1428هـ
~*OôôO*~*OôôO*~*****~*OôôO*~*OôôO*~
- دروس العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (http://www.islammessage.com/booksww/rm/index.php). متوقف
- دروس التفسير للأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر (http://www.almoslim.net/sound/admin_sound_tafser.cfm). مستمر
- قراءة في تفسير الإمام الطبري للدكتور مساعد بن سليمان الطيار - جامع الراجحي بعد العشاء كل يوم سبت (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7577). مستمر
- (تفسير آيات نداء المؤمنين في القرآن الكريم) لأبي مجاهد العبيدي بعد المغرب كل سبت بجامع الوابل بمدينة أبها . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7568) مستمر
---
(1/2620)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض)
---
(ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض)
---
ام احمد
08-11-2006, 12:18 PM
الحكمة من تحريم معاشرة النساء أثناء المحيض كثيره ولكني ساركز على
كدر ما قبل الدورة الشهرية
(ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض) البقرة/ 222. والدراسات العلمية في هذا المجال كشفت لنا عن شيء من الأذى الذي أشارت إليه الآية الكريمة، ولكنهم لم يصلوا إلى التعرف على جميع الأذى الذي عناه النص القرآني، فالعلم في تقدم مستمر، وفي كل يوم يكتشف جديداً.
وهنا علم النفس فسر لنا كدر ما قبل الدورة الشهرية واثرة النفسي على الانثى
هذه حالة قديمة قدم وجود المرأة على الأرض ، وقد وصفها أبقراط وصفاً طبياً منذ قرون عديدة ومع ذلك ما يزال هناك خلاف حول خصائصها التشخيصية ، بل حول جدوى اعتبارها اضطراباً نفسياً مرضياً من الأساس ، فالبعض يراها حدث شهري فسيولوجي طبيعي يحدث لغالبية النساء
والبعض الآخر يرى أنها في نسبة من النساء تؤثر في قدرتهن على العمل والإنجاز وتؤثر في نوعية حياتهن وفي أنشطتهن الاجتماعية بدرجة ترقى بها إلى مستوى المرض حتى ولو كان مرضاً دورياً يحدث لعدة أيام كل شهر.
والدورة الشهرية عموماً لها ارتباطات عميقة بالمفاهيم الثقافية والدينية ، ففي بعض الشرائح كانوا يهجرون المرأة في فترة الحيض فلا يؤاكلونها ولا يشاربونها ولا يقربونها ، ونظراً لهذا الموقف الموغل في الاشمئزاز من هذا الحدث نتوقع أن تعاني المرأة كثيراً في فترة حيضها حيث يشعرها المجتمع المحيط بها أنها منبوذة لأن بها شيئاً نجساً .(1/2621)
أما في الثقافة الإسلامية فهي حدث طبيعي جداً ولا يحرم على المرأة شيء غير أداء بعض العبادات والجماع ، وفي ذلك راحة لها في تلك الفترة ، ولا يوجد ما يستوجب النفور منها أو هجرها ، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعمد أن يشرب من موضع فم السيدة عائشة وهي في فترة الحيض .
وبالطبع فإن هذا الموقف المتقبل لهذا الحدث الشهري يجعله يمر بسلام ودون مشاكل نفسية ، ولقد رأيت بعض الأسر حين تحيض ابنتهم لأول مرة يحتفلون بذلك على أن ابنتهم أصبحت أنثى ناضجة وقاربت أن تصبح عروساً . هذه التوجهات الإيجابية حين تسود تجعل من هذا الأمر شيئاً مقبولاً وتجعل مواجهة آثاره البيولوجية أمراً محتملاً .
ونظراً للاختلاف في تعريف " كدر ما قبل الدورة" فإن هناك اختلاف في الأبحاث حول مدى انتشاره ، ولكن وجد أن040% من النساء يعانين من بعض الأعراض في حين أن حوالي 2-10% من النساء يحتجن لمساعدة طبية للتغلب على الأعراض التي تسبق الدورة .
ولقد لوحظ أن هناك زيادة في معدلات دخول المستشفيات والحوادث والجرائم والانتحار في فترة ما قبل الدورة ، حيث تكون المرأة في حالة حساسية نفسية عالية .
وفي محاولة للتفريق بين الحالات الطبيعية والحالات التي يمكن اعتبارها مرضية فإن الدليل التشخيصي والإحصائي الأمريكي الرابع DSM V Iيضع اقتراحاً للخصائص التشخيصية للحالات المرضية كالتالي :
توجد خمسة فأكثر من الأعراض التالية في غالبية الشهور في الأسبوع الأخير من الدورة في السنة الأخيرة ، وهذه الأعراض تبدأ في الزوال مع نزول الدورة أو بعد نزولها بأيام قليلة :-
1- مزاج مكتئب بشكل واضح مع إحساس باليأس وتحقير الذات .
2- قلق واضح ، توتر ، احساس بأنها " مقفولة " أو "على الحافة " .
3- تغيرات سريعة في المشاعر (سيلان المشاعر) ؛ فتجدها تبكي فجأة أو تشعر بالحزن بشكل مفاجئ أو تزيد حساسيتها للرفض .(1/2622)
4- غضب وسرعة استثارة دائمين وزيادة في الصراعات الشخصية (فتكثر المشاكل والمشاجرات) .
5- ضعف الاهتمام بالأنشطة المعتادة (العمل– المنزل- الصديقات- الهوايات ).
6- ضعف التركيز .
7- خمول ، سرعة تعب وانخفاض الطاقة .
8- تغير واضح في الشهية للطعام :حيث تزيد الرغبة بشكل واضح للطعام أو لبعض أنواعه على وجه التحديد وأحياناً تقل الرغبة فيه .
9- اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان .
10- إحساس بزيادة الضغوط وفقد السيطرة على الأمور .
11- أعراض جسمانية مثل : آلام وتورم في الثدي ، صداع ، آلام بالمفاصل والعضلات ، شعور بالانتفاخ والتورم ، زيادة الوزن .. الخ .
وهذه الأعراض تؤثر بوضوح في نشاطات المرأة كالعمل أو الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات .
والسبب المباشر لهذه الاضطراب غير معروف على وجه التحديد ومع ذلك هناك نظريات تفسر حدوث هذه الأعراض نذكر منها :-
*عوامل بيولوجية :
الهرمونات الجنسية : حيث وجد زيادة في معدل الاستروجين/ بروجستيرون في الحالات التي تعاني أعراضاً شديدة . وتعتبر هذه الزيادة هي العامل الأساسي الذي يؤثر في المخ وفي الغدد الصماء فيحدث الاضطرابات المذكورة .
نقص مستوى الإندورفين (المورفين الداخلي) ويتبع ذلك زيادة القابلية للألم بأنواعه .
اضطراب نشاط الغدد الصماء مما يؤدي إلى اضطراب الهرمونات التالية : ثيروكسين ، كورتيزون ، برولاكتين ، ميلاتونين.
زيادة البروستاجلاندين .
نقص الفيتامينات.
اضطراب الدورة البيولوجية .
عوامل جينية : 70% من بنات الأمهات المصابات يعانين من المرض .
*عوامل نفسية واجتماعية :
بينت بعض الدراسات أن النساء العصابيات يكن أكثر عرضه للاضطراب وأيضاً النساء اللاتي يرفضن الدور الأنثوي سواء شعورياً أو لاشعورياً.
يضاف إلى ذلك من لديهن تاريخ مرضي سابق للاضطرابات النفسية .(1/2623)
وللعوامل الاجتماعية أثر كبير ، فالمعتقدات الدينية والاتجاهات الثقافية والاجتماعية تأثيرً كبيرً على حالة المرأة في مواجهة تقلبات الدورة الشهرية كما أسلفنا .
وفي غالبية الحالات الخفيفة والمتوسطة لا تحتاج المرأة إلى علاج طبي وإنما تحتاج لدعم ومساندة من المحيطين بها وتحتاج هي أن تتقبل هذا الحدث مثل أي حدث طبيعي على أنه ضرورة للحياة والتكاثر وهو جزء من الدورات البيولوجية الكثيرة التي تحدث في الإنسان .
والرياضة البدنية تساعد كثيراً على التوازن البيولوجي والنفسي حيث تنظم توزيع السوائل والدهون في الجسم وتساعد على إفراز الإندورفين ،وهي وصفة علاجية قوية ومؤثرة ولكن للأسف الشديد يصعب على كثير من النساء الشرقيات أداءها لأسباب اجتماعية متعددة وغير منطقية .
أما العلاج الدوائي فهو يستخدم فقط في الحالات الشديدة التي تحتاج للعناية الطبية ، وقد وجد أن مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRI) ومضادات الاكتئاب الأخرى التي ترفع مستوى السيرتونين عند الناقلات العصبية كلها تؤدي إلى تحسن في الحالة . وهناك طريقتين لأخذها : إما أن تؤخذ بشكل متواصل لعدة شهور ، وإما أن تؤخذ في الأسبوع السابق لنزول الحيض ويتكرر ذلك أيضاً لعدة شهور .
وهناك أدوية مساندة ثبت فعاليتها في تقليل الأعراض مثل "البرازولام"
( زاناكس – زولام- برازولام ) .
وقد جرب البروجيسترون على أساس موازنة الاستروجين المرتفع وتحسنت بعض الحالات .
وهناك اتجاه حالياً لاستخدام بعض مستخلصات الاعشاب الطبيعية وظهر في الأسواق بعض هذه المستخلصات مثل : برايمروس – برايمروس بلس وبريماليف .
( منقول من واحة النفس المطمئنه )
وحدثتني اخصائية نفسيه تقول ان هذه الحاله ردة فعل طبيعيه لاي انثى تخسر جنين او طفل فتحزن وتبكي وتتالم(1/2624)
والمراة في وقت الدوره تكون في حالة نفسية متقلبة فتسالينها لما تبكين فتقول لا اعلم ولما تتالمين فتقول لا اعلم ولم انتي في مزاج عصبي فتقول لا اعلم ولكن جسدها يعلم فيعبر عما يحل بها بقدر تفاوت الشخصيات والتقبل
وهذه ردة فعل الجسم دون علمها بان جسدها يبكي جنينه ويتالم لما سيحل به لانها لو كانت متزوجه ولم تحمل او كانت انسه ولم تتزوج فجسدها يعبر بطريقته الخاصة
ودرجات الحزن والالم تتفاوت من شخصية الى اخرى وقدرة تحملها
فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقك وزنة عرشك ورضا نفسك ومداد كلماتك وكما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ام احمد
---
الغني بالله
08-14-2006, 05:37 PM
جزاك الله خيرا ياأم أحمد على هذا النقل.
ومن طريف ماسمعت أن الله عزوجل قال (فاعتزلوا النساء ) ولم يقل نساءكم رحمة بالزاني.
---
(1/2625)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يا أهل مصر
---
يا أهل مصر
---
أبو طلال العنزي
06-12-2006, 09:31 AM
إني محتاج إلى فهرس رسالة في جامعة الأزهر في القاهرة في مركز صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي ن وهي بعنوان : ( صلاح الدين الصفدي ومنهجه في الأدب والنقد ) لعلي محمدين موسى ، رسالة دكتوراه .
أريد من همام أن ينقل لي فهرس الرسالة فقط ، فإني بحاجة ماسة إليه
---
أبو طلال العنزي
06-26-2006, 09:29 AM
عجبي لم يقرأ موضوعي أحد من أهل مصر ، حقا إنه من العجب
---
مصطفى علي
06-30-2006, 11:47 PM
بيني وبين القاهرة لعله أكثر من 225 كيلو
وسأسافر لها الأسبوع المقبل لعل الله يوقفني لها
هل تريد تصويرها أم ماذا
---
أبو طلال العنزي
07-11-2006, 09:00 PM
بارك الله فيك
أنا أحتاج منها الفهرس العام للموضوعات ، والخاتمة إن استطعت الحصول عليها ، وضغطها على شكل ملف هنا حتى أحملها عندي ((( جعل الله الفردوس الأعلى من الجنة مثواك ومن تحب ))
---
(1/2626)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في تفسير الرازي
---
في تفسير الرازي
---
إبراهيم الجوريشي
10-25-2005, 09:18 PM
هل هناك كتاب او رسالة جامعية عن
القراءات القرآنية في تفسير الرازي؟
أفيدونا وجزاكم الله خيرا
---
مرهف
10-26-2005, 04:38 PM
ينظر كتاب الرازي مفسراً للدكتور محسن عبد الحميد رسالة دكتوراه في العراق فرج الله عن أهله وهو مطبوع
---
إبراهيم الجوريشي
10-28-2005, 07:16 AM
جزاكم الله خيرا
بعد السؤال والاستفسار
عرفت أن الموضوع كتب فيه في الجامعه الاردنية
وباشراف الدكتور أحمد شكري
وبارك الله فيكم
---
(1/2627)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العبادة في زمن الفتن محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ د/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
---
العبادة في زمن الفتن محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ د/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
---
احمد بن حنبل
04-13-2006, 02:40 PM
( العبادة في زمن الفتن )
محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ الدكتور
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
وذلك مساء هذا اليوم الموافق 15 / 3 / 1427 هـ
في جامع الأمير فيصل بن فهد
بحي الملقا
علما أن هذه المحاضرة ستنقل وعلى الهواء مباشرة
عبر الأقمار الصناعية
والشبكة اللاسلكية لعدد من المساجد
وفي موقع البث الإسلامي على الرابط التالي:
http://www.liveislam.net/browsesubje...ion=listen&sid
---
رشا عصر
04-14-2006, 01:17 AM
الموافق 15 / 3 / 1427 هـ
هذا التاريخ لاهو ميلادى على جنب ولا هو هجرى على جنب
بارك الله فيكم
---
(1/2628)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شيء من منهج السلف في حفظ القرآن الكريم
---
شيء من منهج السلف في حفظ القرآن الكريم
---
أحمد بن فارس السلوم
05-27-2005, 10:47 PM
من منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم في أخذ القرآن :
الترفق والتريث ، ذلك أحرى إذا وقع في القلب أن يثبت ، ويقر فيه .
وهذه بعض الأخبار عن الأولين في الترفق في أخذ الذكر الحكيم :
من ذلك :
أن علقمة بن قيس النخعي ، المقرئ الجليل ، الذي قال فيه شيخه ابن مسعود : ما أعلم شيئا - أو ما أقرأ شيئا- إلا وعلقمة يعلمه .
قد روى عنه إبراهيم النخعي أنه قال : قرأت القرآن في سنتين (معرفة القراء 1/52) ،
أي أنه كان لا يتجاوز العشر آيات في اليوم .
و قال أبو رجاء العطاردي : كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات (معرفة القراء 1/59) .
وغاية التمهل والتريث في أخذ القرآن ما ثبت عن يحيى بن وثاب من أنه حفظ القرآن آية آية ، هذا مع أنه أخذ القرآن عرضا عن علقمة والأسود ومسروق والشيباني وأبي عبدالرحمن السلمي .
روى ابو بكر بن عياش عن عاصم قال : تعلم يحيى بن وثاب من عبيد بن نضيلة آية أية ، وكان والله قارئا (طبقات ابن سعد 6/299) .
وقال الذهبي : الثبت أنه قرأ القرآن كله على عبيد بن نضيلة صاحب علقمة كل يوم آية (معرفة القراء 1/63) .
فإذا علمت أن القرآن في عد أهل الكوفة ستة آلاف ومئتا آية وثلاثون وست آيات ، (6236) ، يأثرونه عن شيخ الكوفة أبي عبدالرحمن السلمي عن أشياخه من الصحابة رضي الله عنهم ( كما في البيان للداني ص80 )، فيكون يحيى بن وثاب رحمه الله قد مكث في حفظ القرآن 6236 يوما ، أي أنه مكث في حفظ القرآن أكثر من سبع عشرة سنة ، وهكذا – وإلا فلا - فلتكن همة أهل القرآن .
ومن الرواة عن القراء السبعة أبو بكر بن عياش المشهور عند القراء بشعبة ، فقد كان عاصم يأخذ عليه خمساً خمساً.(1/2629)
روى يحيى بن آدم عن أبي بكر شعبة قال : تعلمت من عاصم خمسا خمسا ، ولم أتعلم من غيره ، ولا قرأت على غيره ، واختلفت إليه نحوا من ثلاث سنين ، في الحر والشتاء والأمطار أهـ
فيالله العجب أي صبر هذا الذي تحلو به فرحمهم الله ورضي عنهم.
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2005, 09:18 AM
لا شك أن الترفق والتريث في أخذ القرآن أمر ضروري لتثبيت الحفظ واستمراره وفقه معاني القرآن وأحكام التجويد والأداء ، فإن الأناة مظنة لكل ذلك لمن وفقه الله. بيد أن في بعض ما ينقل عن القراء من الاكتفاء في اليوم الواحد بأخذ آية واحدة كما في النقول السابقة مشقة على الطالب في زماننا هذا ، لضيق أوقات الشيوخ والطلاب معاً ، وتزاحم حاجات الناس ، مما يدفع الطلاب إلى اغتنام فرصة التمكين من القراءة ، للانتهاء من إتمام القرآن قبل اعتراض العوائق. وهذا ربما يكون خاصاً بعرض القرآن على الشيوخ.
وأما حفظ الطالب للقرآن فكما أشرتم من أن الترفق فيه أمر في غاية الأهمية لاستمرار الحفظ وتثبيته والقدرة على الاحتفاظ به في الذاكرة دون مشقة وعسر ، فإن ما يأتي سريعاً يذهب سريعاً في الحفظ وغيره ، ولذلك فلا بد من طول النفس في حفظ القرآن ، واغتنام الفرص ، كما كان يفعل السلف رحمهم الله. وإن كنتَ تجد في سير السلف من القصص ما يدل على سرعة عرضهم وحفظهم للقرآن الكريم ، ولكنها حالات قليلة ، كما في ترجمة علي بن أبي الأزهر اللاحمي (ت707هـ) في غاية النهاية 1/526 ، وكما في ترجمة يحيى بن المبارك اليزيدي في غاية النهاية 2/377(1/2630)
والذي يبدو والله أعلم أن التوسط في الأمر هو الغالب ، ولذلك لا يذكر في كتب التراجم ، بخلاف طول المدة أو قصرها ، وهذا أمر يختلف الناس فيه بحسب القدرات ، وتوفيق الله للعبد ، والظروف المحيطة بالحافظ من حيث قدرته على المراجعة ، ومواظبته عليها ، وإتقان الحفظ الأول. والتثريب على من يستعجل الآن في الحفظ أو ينظم الدورات العلمية التي تقام لضبط القرآن أو ضبط الحفظ يجب أن يتوخى فيه الدعوة إلى ترشيد هذه الدورات ومحاولة الإفادة منها على أتم وجه ، لا التوقف عنها وتركها ؛ حيث لا يتيسر للقائمين عليها وقت آخر أوسع من وقت فراغ الطلاب في الإجازات ، وإن كانت بعض الدورات تستمر أكثر من شهرين في السنة ، ولكن هناك من يقيم دورات يكتفي القائمون عليها بمدة شهرين أو نحوها في الصيف للانتهاء من حفظ القرآن فيها في الحرم وفي غيره. ولا أشك أن لهم برامج متابعة لطلابهم بعد ذلك ، وقد سمعنا طرفاً من أخبارها الحسنة من الناس ، نسأل الله لهم التوفيق والسداد ، وطلب الكمال وقف عائقاً في طريق إنجاز كثير من جلائل الأعمال ، ولكن التسديد والمقاربة.
وقد حدثني الأخ العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي أنه حرر في هذا الموضوع مقالاً حافلاً أودعه شيئاً من المقترحات حول هذا الموضوع سينشر قريباً إن شاء الله.
وفق الله الجميع لكل خير ، وجزى الله كاتب الموضوع خيراً على إثارته لهذه النقطة المهمة التي تحتاج إلى تظافر الجهود التربوية لتصحيح مسار كثير من الطلاب في حفظهم للقرآن الكريم ورعايته حق رعايته.
---
(1/2631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مختصر أضواء البيان
---
مختصر أضواء البيان
---
عمر المقبل
11-11-2003, 01:39 AM
كلما راجعت تفسير العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ المشهور ( الأضواء ) ورأيت كبر حجمه ، تمنيت أن يوجد من الباحثين المتخصصين من تنشط همته لاختصاره وتهذيبه ـ لما فيه من النفائس ـ وفي ذلك تقريب لعلم هذا الإمام الجهبذ ،فإني لا أعلم كتاباً اختصر هذا السفر المبارك .
ومما يشجع على اختصاره : أن المؤلف ممن أتقن علوماً عدة من علوم الآلة كالنحو واللأصول ، والتبحر في اللغة ، وغير ذلك من مزايا المؤلف رحمه الله ،والتي ظهرت على مؤَلَفِه .
وفي رأيي أن من أكبر ما ضخم حجم الكتاب استطراد الشيخ في بحث المسائل الفقهية ، فلو أنها اختصرت جداً ،وذكر رأي الشيخ إن تبين ،وإلا عرض الخلاف باختصار شديد .
ومن المهم أيضاً ـ في نظري ـ خدمة الكتاب ـ بعد الاختصار ـ بالفهارس الموضوعية الدقيقة ، والتي يمكن من خلالها ضم النظير إلى نظيره .
هذه فكرة أطرحها على أخوتي أهل الملتقى ، لعل أحدهم ينشط لذلك ، والله المستعان .
---
أحمد القصير
11-11-2003, 04:44 PM
أخي الكريم : الشيخ عمر المقبل حفظه الله ورعاه :
فكرة اختصار ( أضواء البيان ) واردة ، بل قد تكون ملحة خاصة وأن للشيخ استطرادات طويلة في ذكر بعض المسائل الفقهية المستفادة من الآية ، وأحيانا في تحرير بعض المسائل الأصولية واللغوية .
وحقيقة الكتاب لم يخدم علميا ، فهو بحاجة ماسة لمن يتولى تحقيقه ووضع فهارس علمية له .
وأشاركك الرأي بأن الكتاب بحاجة للاختصار ، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى ضوابط كثيرة ، وإن في طرح هذا الموضوع لفرصة من الأخوة القراء أن يذكروا وجهات نظرهم فيما يستحق الاختصار من عدمه ، والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2003, 02:21 AM(1/2632)
مرحباً بأخي الكريم أبي عبدالله الشيخ عمر المقبل وبمشاركاته وأسئلته النافعة ، وأتفق معك أخي الكريم فيما طرحته من حاجة هذا السفر النفيس للتقريب ، فكثير من المتخصصين يعرض عنه لطول مباحثه ودقتها ، وصعوبة فهم كلام الشيخ في توجيه مسائل الأصول والنحو وخاصة المشكلة منها.
وعسى أن يأتيك بالأخبار من لم تزود ، فيخبرنا عن تحقق ذلك - إن شاء الله - على يد خبير بهذا الكتاب الثمين.
---
فهد الوهبي
11-12-2003, 06:47 PM
أشكر الشيخ عمر وفقه الله على هذا الاقتراح الجميل ولعلي أضيف قبل ذلك أن هذا الكتاب بحاجة ماسة إلى أمرين :
الأول : تحقيقه تحقيقاً علمياً ، من غير تطويل يجعله صعب التطبيق .
الثاني : إنشاء الفهارس العلمية لما احتواه الكتاب من مسائل في شتى العلوم الشرعية لما فيه من تيسير علم الشيخ رحمه الله للتداول والاستفادة .
---
عبدالله العلي
11-14-2003, 04:32 PM
أحب أن أشير إلى أن هناك كتاب صغير خدم كتاب أضواء البيان خدمة جيدة ، وإن كانت في جزئية معينة /
هذا الكتاب هو كشاف المسائل الفقهية والعقدية في تفسير أضواء البيان ، وهو من تأليف الشيخ الفاضل عبدالرحمن القشيري ، والكتاب من إصدارات دار المسلم بالرياض 1418
---
عبدالرحمن الشهري
11-28-2003, 08:04 PM
وهناك كتاب (عقود الجمان من أضواء البيان) الذي أعده وجمعه عبدالله بن محمد بابا الشنقيطي وفقه الله. وهو كتاب جيد ، قام مؤلفه بتتبع المباحث التي وقف عندها العلامة الشنقيطي في أضواء البيان واعتنى ببحثها وأدلتها فجمعها في كتاب من جزئين. ومن هذه المباحث :
- مبحث الأسماء والصفات.
- مبحث (وما يعلم تأويله إلا الله).
- مبحث (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
- مبحث الإسراء والمعراج.
- مبحث السبر والتقسيم عند قوله تعالى :(أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً).(1/2633)
وهو كتاب جيد يستحق القراءة والتأمل. ويمكن تلخيص رؤوس المسائل والمباحث على غلاف الجزء الأول من أضواء البيان لمعرفة المباحث التي أشبعها الشنقيطي بحثاً في تفسيره القيم ، رحمه الله رحمة واسعة.
وهذا الكتاب قد طبع عام 1413هـ طبعته الأولى.
---
عبدالله العلي
11-29-2003, 01:37 PM
سؤال للشيخ الكريم عبدالرحمن الشهري ، هل اطّلع على كتاب القشيري : كشّاف المسائل الفقهية والعقدية ، وما رأيه فيه ؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-30-2003, 12:12 AM
أخي الكريم محب الثقافة وفقه الله
كتاب (كشاف المسائل الفقهية والعقدية في تفسير أضواء البيان) للأخ الفاضل عبدالرحمن بن ظافر القشيري الشهري كتاب جيد ، وهو عندي منذ صدوره. ومؤلفه الأخ عبدالرحمن من الزملاء الفضلاء ، وطلاب العلم المتميزين منذ عرفته ، وهو رئيس مركز من مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسأل الله له التوفيق ، وقد تخرج من كلية الشريعة بجامعة أم القرى قديماً.
وقد اعتنى في كشافه هذا بفهرسة المسائل الفقهية والعقدية في أضواء البيان ، وقدم المسائل الفقهية لكثرتها. وهو في كشافه يذكر المسألة ثم يعقبها برقم الجزء ثم الصفحة ، ثم يذكر الآية محل التفسير ورقمها واسم السورة ، حتى ينتفع بهذا الكشاف مهما تعددت طبعات أضواء البيان. وقد زاد عدد المسائل المفهرسة على ألف مسألة كما ذكر في المقدمة مع أنه لم يرقم مسائله في الكشاف.
وإشارة لما ذكره أخي الكريم الشيخ فهد الوهبي - حفظه الله - من حاجة كتاب أضواء البيان للتحقيق العلمي والفهرسة ، فأبشره بأن ذلك قد حصل والكتاب على وشك الصدور عن دار عالم الفوائد حسب ما أفادني بذلك أحد طلاب العلم من الطائف وهو الشيخ الكريم ذياب الغامدي وفقه الله. حيث ذكر لي أنه أعيد طباعته مع مقابلة نسخه.
---
فهد الوهبي
12-01-2003, 12:53 AM
بالنسبة لكتاب الشيخ عبد الرحمن القشيري فهو عندي من سنوات أظنها ترجع إلى سنة الصدور .(1/2634)
لكن في الحقيقة مع خدمته الجليلة بارك الله فيه لكنني ـ حسب تجربتي القاصرة ـ لم يكن ترتيبه بالشكل المطلوب حتى يسهل الرجوع للمسائل فلو رتبه على جذر الكلمة مثلاً أو غير ذلك لكان أجود ، نسأل الله للشيخ التوفيق .
إضافة إلى أن هناك عدداً من المسائل التي لا تدخل في العقيدة والفقه قد بحثها الشيخ بحثاً موسعاً وهي تحتاج إلى فهرسة .
وأما بالنسبة للتحقيق فبشرك الله بالخير فضيلة الشيخ عبد الرحمن ..
ونسأل الله أن ييسر خروجه بأسرع وقت وبتحقيق يناسب قيمة الكتاب العلمية .
---
عمر المقبل
12-05-2003, 01:42 AM
بعض الباحثين الذين عزموا على اختصار الكتاب وتهذيبه يخشى ـ إن اختصر كتاب الشيخ رحمه الله ـ من طائلة الأنظمة الإعلامية المعاصرة ! من جهة ورثة المؤلف ، .... الخ .
فهل خشية هذا الباحث في محلها ؟
أم يقال له : ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) ؟.
---
محمد بن يوسف
06-01-2004, 11:25 PM
كاتب الرسالة الأصلية : عبدالرحمن الشهري
ويمكن تلخيص رؤوس المسائل والمباحث على غلاف الجزء الأول من أضواء البيان لمعرفة المباحث التي أشبعها الشنقيطي بحثاً في تفسيره القيم ، رحمه الله رحمة واسعة.
جزاكم الله خيرًا شيخنا الكريم (أبا عبد الله).
هل تتكرمون علينا بتقييد رؤوس هذه المسائِل، بأرقام أجزائها وصفحاتها؛ ليعم النفع الجميع؟
وجزاكم الله خيرًا.
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2004, 12:21 AM
أرجو أن ييسر الله ذلك لي أو لأحد الفضلاء في الملتقى .
---
الراية
06-03-2004, 09:10 PM
والشيء بالشيء يذكر
فاللشيخ د.سعود الشريم تلخيص لاحكام المناسك من أضواء البيان
طبعته دار الوطن
وقدم له الشيخ د.بكر أبو زيد
---
عمر المقبل
05-26-2005, 06:58 PM
بشراكم يا أهل الملتقى ...
ها قد حقق الله الأمنية فخرج الكتاب كما يتمنى طلاب العلم .(1/2635)
فقد قام د.سيد ساداتي بإخراج كتابه الذي سماه : (تفسير القرآن بالقرآن من أضواء البيان) مقتصراً فيه على ما له صلة وثيقة بالآية ،مع حذف الاستطرادات التي حالت دون الاستفادة منه ،،فوقع الكتاب من قلبي موقعاً عظيما والله ..
يقع الكتاب في (1450) صفحة تقريباً [الكتاب ليس قريباً مني هذه اللحظة ].
وقد قلبت بعض المواضع ،وقرأت تفسير سور كاملة ،فصار "بغية الملتمس" و "غاية المنى" و "فتحاً من الباري" ، و"قطراً من الندى بلّ الصدى ".
ولا أملك إلا أن أدعو للدكتور سيد بظهر الغيب جزاء ما أسداه لنا من خدمة ،فغفر الله لنا ،وله ،وللمؤلف .
إن كان من ملاحظة ،فهي على طبيعة الورق الذي طبع به الكتاب ،فلو كان أسمك قليلاً ، بحيث يخرج الكتاب في مجلدين لكان أحسن ؛لأن شفافية الورق جعلت بعض ما في الصفحة التالية كأنه منطبع على الصفحة التي تقرأ فيها ،والله الموفق.
---
عبدالله العلي
05-27-2005, 10:06 AM
نعم أخي الشيخ عمر
فقد فرحت بصدور كتاب الشيخ سيد الساداتي ، والناشر دار الفضيلة
لكن أزعجني بالفعل نوعية الورق ، ولعلهم في الطبعة القادمة يطبعونه على ورق سميك ويخرج في جزءين .
---
(1/2636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف تحصل الملكة في التفسير؟
---
كيف تحصل الملكة في التفسير؟
---
العنزي
05-28-2006, 08:39 PM
كيف تحصل الملكة في التفسير؟
---
الكشاف
06-01-2006, 01:44 PM
تحصيل المَلَكاتِ في العلوم المختلفة يحتاج إلى صبر طويل ، ومعايشة تامة ، وعشق حقيقي للعلم والتخصص ، وهنا في التفسير لا بد له من أمور :
1- الدراسة المتأنية المتدرجة لتفسير القرآن الكريم ، حتى يأتي على آخر كتب التفسير وأوسعها ، وهي معروفة ، وفي الملتقى مشاركات كثيرة عنها .
2- التدرب على يد العلماء في هذا ، حتى يكتسب الطالب المعرفة والخبرة في التعامل مع التفسير ، وتتهيأ له هذه الهيئة الراسخة وهي الملكة في العلم .
3- طول زمان يتيح للطالب الفهم ، والإدراك للعلم ، حتى وإن كان ذكياً ، فالعقل ينمو مع الوقت ، فيدرك الكبير ما لا يدركه المبتدئ . وتأمل : (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة). وكم وقع المبتدؤن في أخطاء أوقعهم فيها التعجل في التصدر قبل الأوان .
4- العناية بمناهج المفسرين وأصحاب علوم القرآن وغيرهم من الدراسات القرآنية ، والتدبر لمناهجهم وكيف يتناولون تفسير القرآن ، وما هي الأصول التي بنوا عليها التفسير ، ثم التدرب على مراعاتها عند التفسير ، ومعرفة كيفية تطبيقها عملياً ، حتى تكتسب هذه الملكة شيئاً فشيئاً . ثم يبقى جزء كبير بعد ذلك فتح من الله للعبد ، يوفق بعض عباده لأمور ومسائل صحيحة نافعة ، والله واسع عليم .
هذه مجرد أفكار عجلى ، أردت المشاركة بها حول هذا السؤال الكبير .
---
أبو بيان
06-02-2006, 08:23 PM(1/2637)
تمام الملكة يُضعِف الانتباه, ويزيد الفعل, ولا يكون هذا إلا بإدمان النظر والتكرار لكتب التفسير, ثم التنبه لتطبيقات المفسرين لقواعد التفسير في أثناء تلك الدراسة المستوعبة, ومن ثم يصبح لديك قدرة تلقائية (عملية) على تطبيق تلك القواعد على الآيات من تلقاء نفسك, في ضوء قاعدة معرفية عريضة اكتسبتها من دوام مطالعتك للتفاسير.
ويقل في المقابل توقفك عند خطوات التفسير التي توصلك إلى معاني الآيات (الانتباه) لاعتيادك عليها ورسوخها في نفسك.
انظر للساعاتي المتمرس في هذه الصنعة, تجده يطرق زجاجة الساعة بحسه قبل بيده, وبدون تركيز وانتباه المتعلم فيها, وكذا قائد السيارة المتمرس يقودها بلا تركيز وانتباه لمفردات القيادة وترتيبها ونحو ذلك مما يعانيه المتعلم, فعند هؤلاء يضعف التركيز (الانتباه) ويزيد الجانب العملي (الفعل).
وفقك الله وأعانك.
---
الكشاف
06-02-2006, 08:50 PM
كأن الأستاذ أبو بيان يشير إلى ما يسمونه بالمهارة التي تترسخ في العقل الباطن ، حتى لا يتنبه لها العقل الواعي ، كقيادة السيارة مثلاً . وقد كنت قرأت حول هذه المسألة في موضوعات البرمجة العصبية تقريباً ، فليته يزيد الأمر إيضاحاً ، ويذكر لنا مصادر للتوسع فيها حيث جاء الجواب شديد الاقتضاب . وشكراً مقدماً .
---
وائل حجلاوي
06-04-2006, 07:20 PM
إضافةً لما ذكره الإخوة , هناك أمر مهم
هو
المداومة على تلاوة كتاب الله عز وجل مع التدبر التام
التدبر التدبر التدبر
ثم يأتي التطبيق العملي لما دلت عليه آيات الكتاب الكريم من أمر ونهي ووعظ...
إذن
أولاً : التلاوة الدائمة
ثانياً : التدبر الأمثل
ثالثاً : العمل بالعلم
وبعد ذلك لعل الله يشرح الصدر بالفهم وينير القلب بنور العلم
مع ما ذكره الإخوة من التدرب والتعلم والصبر.
---
أبو بيان
06-04-2006, 08:23 PM
بارك الله فيك أخي الكشاف, ولا مزيد لدي على ما ذكرتَ, ونحن إلى قليل من العمل أحوج منا إلى كثير من القول.(1/2638)
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-04-2006, 09:54 PM
لعل الأخ العنزي يقرأ رحلتي مع حفظ كتاب الله وتدبره وحفظه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5807) فقد يجد مبتغاه حيث أنه لي تجربة عملية في ذلك
---
(1/2639)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب مكفرات الذنوب وموجبات الجنة للشيباني
---
حمّل كتاب مكفرات الذنوب وموجبات الجنة للشيباني
---
مسك
11-24-2004, 12:53 PM
جمع المؤلف في هذا الكتاب مئة حديث صحيح في الطريق إلى الجنة وتكفيرالذنوب وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم إليها وتوضيح بعض مكفرات الذنوب كالتوبة والتقوى وتفريج كربات المسلمين.
اضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31436)
---
(1/2640)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور كتب جديدة في التفسير والدراسات القرآنية
---
صدور كتب جديدة في التفسير والدراسات القرآنية
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم كتب الدكتور مساعد الطيار حفظه الله قبل توقف الملتقى الطارئ :
تحقيق تفسير الحداد الحنفي اليمني في الأسواق اسم الكتاب : كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل .
المؤلف : أبو بكر بن علي بن محمد الحداد الزبيدي اليمني ، فقيه حنفي ، توفي سنة ( 800 ) للهجرة .
المحقق : الدكتور محمد إبراهيم يحيى ، أستاذ مساعد تفسير القرآن وعلومه بالجامعة الأسمرية ـ زليان ـ ليبيا .
نشر دار المدار الإسلامي .
والكتاب قد طُبِع عام 2003م كما في معلومات النشر .
وهذا الكتاب من الكتب الموسوعية ، ولا يختلف عن غيره من التفاسير ، وللمؤلف فيه أراء صريحة في التفسير والفقه تدل على اختيار وترجيح خاصٍ به .
ودراسة هذا التفسير قد يظهر منها ما يتعلق بالمذهب الحنفي في اليمن ، أو ما يتعلق بتاريخ اليمن أو عقائد أهلها ، وهذا يحتاج إلى استقراء التفسير .
وقد نشر المحقق عام 2002م جزءًا خاصًّا في منهج هذا التفسير سماه (المدخل إلى تفسير القرآن الكريم " الحداد نموذجًا " ) .
وقد ذكر المحقق في خاتمة مدخله موجزًا يتضمن منهج المؤلف .
[line](1/2641)
مجموع فتاوى القرآن الكريم من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر) جمع وتحقيق ودراسة الدكتور محمد موسى الشريفكما صدر صدر عن دار الأندلس الخضراء بجدة الطبعة الأولى (1424هـ) من كتاب (مجموع فتاوى القرآن الكريم من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر) جمع وتحقيق ودراسة الدكتور محمد موسى الشريف ، ويقع الكتاب في ثلاثة مجلدات من القطع العادي .وقد جمع فيه جميع الفتاوى المطبوعة التي وقف عليها في ثنايا الكتب القديمة والجديدة ،وذلك من القرن الأول حتى القرن الرابع عشر الهجري ، وكذلك المجلات الشرعية والدعوية والثقافية ، فكل من مات قبل انقضاء القرن الرابع عشر ففتاواه مندرجة في هذا الكتاب ، واستثنى القرن الخامس عشر لأسبابٍ ذَكَرها منها سهولة العثور عليها ، وإمكان رجوع بعضهم عن فتواه. ولم يدخل الفتاوى المخطوطة رغبة في عدم التطويل. وقد اشتمل الكتاب على سبعمائة وتسعة وستين فتوى(769) ، جزى الله جامعها ومرتبها خيراً.
[line]
التفسير المختصر الصحيح للاستاذ الدكتور حكمت بشير ياسين كما صدر عن دار المآثر بالمدينة المنورة التفسير المختصر الصحيح للاستاذ الدكتور حكمت بشير ياسين .
وهو متن مختصر من موسوعته التفسيرية موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور . وقد صدر في مجلد واحد ، بورق أصفر أنيق ، وقد بين المؤلف فيه منهجه ، واختصاراته ورموزه في مقدمته. وهو جهد موفق مشكور ينضم للجهور المبذولة في خدمة القرآن الكريم نسأل الله أن ينفع به.
[line](1/2642)
جزء من تفسير الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله صدر حديثاً عن دار الثريا للنشر الطبعة الأولى (1425هـ) جزء من تفسير الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله ، ويشتمل هذا الجزء من التفسير على تفسير سورة الحجرات ، وسورة ق ، والذاريات ، والطور ، والنجم ، والقمر ، والرحمن ، والواقعة ، والحديد. ويقع في مجلد واحد. وقد قام على إعداده الشيخ فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان ، وأشرفت على طباعته اللجنة العلمية بمؤسسة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الخيرية.
[line]
لقراءة المزيد من أخبار إصدارات الكتب في الدراسات القرآنية (http://www.tafsir.net/index.php?do=recentreleased)
---
عبدالرحمن الشهري
03-25-2005, 05:14 PM
وصدر أيضاً ... الجمعة 15 - صفر - 1426هـ .
بهجة الناظرين في مناهج المفسرين .
صدر عن مكتبة الرشد ناشرون ، الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب (بهجة الناظرين في مناهج المفسرين) للأستاذ الدكتور توفيق علوان الأستاذ بكلية البنات بالرياض . وقد تعرض فيه للفرق بين التفسير والتأويل. ثم تحدث عن التفسير بالمأثور ، والتفسير بالرأي ، ثم تحدث عن المناهج المعاصرة في تفسير القرآن ، وختم كتابه بفصل عن المنهج الموضوعي لتفسير القرآن الكريم. والكتاب يقع في 238 صفحة .
كما صدر للمؤلف نفسه عن مكتبة الرشد كتاب (التفسير الموضوعي ) تحدث فيه عن تأصيل هذا النوع من التفسير في مجلد كبير.
---
شرح الشيخ محمد بن عثيمين لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية
صدر عن دار مدار الوطن للنشر بالرياض بإشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية الطبعة الأولى (1426هـ) من شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله. وهي طبعة منقحة مصححة. وتعد أصح طبعات هذا الشرح للمقدمة.
-----
---
أيمن صالح شعبان
03-25-2005, 07:57 PM
بارك الله فيك سيادة الدكتور عبد الرحمن الشهري(1/2643)
ولصاحب هذه السطور عناية بجزء عم لابن عثيمين وأضفت في هامشه تفسير الإمام السعدي لنفس الجزء وسميته (الذكر الحكيم تفسير جزء عم للإمامين السعدي وابن عثيمين) طبع في مجلد متوسط (320 صفحة) . طبع مركز تحقيق النصوص ودار العنان سنة 2003
---
محمد كالو
03-29-2005, 06:11 AM
صدر كتاب مسيرة التفسير بين الانحراف والاختلاف
المؤلف : محمد محمود كالو ـ دار الغوثاني بدمشق
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
muhmmdkalo@al-islam.come
---
عبدالرحمن الشهري
03-29-2005, 08:11 PM
كيف يمكن الحصول على كتابكم يا شيخ محمد كالو - وفقك الله - في السعودية - الرياض ؟
---
محمد كالو
04-26-2005, 05:42 AM
الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإمكانكم الحصول على الكتاب من مكتبة دار الغوثاني للدراسات القرآنية بدمشق هاتف : 2453638 فاكس : 2454013
ص . ب : 25237
ولكم جزيل الشكر
---
أبو بيان
04-28-2005, 05:50 PM
صدر عن دار الكيان - الرياض, كتاب:
( تعقبات الحافظ ابن كثير على المفسرين ), لأبي عبيدة هاني الحاج, مجلد, في 337 صفحة,
جمع فيه تعقبات ابن كثير على المفسرين للتسهيل والتقريب, وذكر في المقدمة أنه لم يرجع لهذه الأقوال في مواضعها, وإنما نقلها من تفسير ابن كثير, وقال: (فخرج الكتاب بمثابة دراسة مُقارَنة لما خالف فيه الحافظ ابن كثير بعض المفسرين), والحقيقة أن الدراسة المُقارنة هي ما ينقص الكتاب, فليس للمؤلف جزاه الله خيراً إلا الجمع, وهو مفيد.
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2005, 06:02 PM
بارك الله فيك . كنت سأذكر الكتاب الأخير فسبقتني للخير وفقك الله . وأضيف أنه قد صدر أيضاً الكتب التالية(1/2644)
- أثر اختلاف القراءات في الأحكام الفقهية ، للدكتور عبدالله بن برجس آل ظفر الدوسري. وقد صدر عن دار الهدي النبوي بمصر وتوزعه دار الفضيلة بالرياض. وهو رسالة الباحث للدكتوراه من المعهد العالي للقضاء. يقع في 540 صفحة تقريباً.
- عقود المرجان في قواعد المنهج الأمثل في تفسير القرآن من خلال أضواء البيان . للدكتور أحمد سلامة أبو الفتوح . وهو بحث تقدم به للترقية ، ثم طبعه في دار الكيان بالرياض. يقع في 219 صفحة .
الخميس 19/3/1426هـ.
---
لؤي الطيبي
04-30-2005, 06:28 PM
صدر حديثاً عن دار عمار - عمان - كتاب بعنوان :
"البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران " لفضيلة الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني .
وقدم للكتاب كل من :
الدكتور محمد أديب الصالح
والشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله
والدكتور مصطفى مسلم
وقد عالج الدكتور سبحاني حفظه الله في هذا الكتاب القيّم النظم القرآني في أم الكتاب والزهراوين عناية بالنظام وإخراجاً لمضمونه الفكري إلى الحيّز العلمي .
وقد سبق هذا الكتاب بحث كان محوره المجال النظري في النظم القرآني عنوانه "إمعان النظر في نظام الآي والسور" وهو مطبوع أيضاً في دار عمار للنشر والتوزيع منذ عامين تقريباً.
---
أبو صفوت
08-28-2005, 08:05 AM
ما هي الموضوعات التي تناولها كتاب مسيرة التفسير بين الانحراف والاختلاف
---
محمد كالو
03-09-2007, 10:33 PM
الموضوعات التي تناولها كتاب مسيرة التفسير بين الانحراف والاختلاف ، محمد محمود كالو هي :
1 ـ أصحاب الفرق الضالة من الباطنية.
2 ـ الاتجاه المنحرف في التفسير اتجاه القصاص.
3 ـ ومن الاتجاه المنحرف في التفسير أصحاب المنهج الفلسفي الكلامي .
4 ـ انحراف منهج التفسير العلمي للقرآن الكريم .
5 ـ وضوابط وشروط التفسير العلمي.
---
عبدالله المعيدي
03-10-2007, 12:37 AM
شكر الله لكم هذه الجهود المباركه .. والنقول النافعة ..
---(1/2645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالمقصود بغريب القرآن ، وما الفرق بينه وبين علم التفسير؟؟؟
---
مالمقصود بغريب القرآن ، وما الفرق بينه وبين علم التفسير؟؟؟
---
طالب المعالي
11-22-2005, 10:11 PM
السلام عليكم
اجد كثيرا من المؤلفات التي تحمل اسم غريب القرآن ، او تفسير غريب القرآن ، وسؤالي هنا
هل هناك فرق بين علم غريب القرآن وعلم التفسير ، ام هناك عموم وخصوص بينهما ؟؟ ام لافرق فالمسمى لكليهما
ارجو الايضاح وشكر الله لكم ؟؟؟
---
عبد اللطيف سالم
11-22-2005, 11:25 PM
بسم الله
الحمد لله
كتب الغريب تعنى بمعاني الكلمات المفردة من الناحية اللغوية ، وأحيانا من الناحية الاصطلاحية .
أما كتب التفسير فتعني بالمعاني العامة للآيات كجمل مترابطة وتدرس ما ورد في معانيها من آثار .
---
أحمد البريدي
11-23-2005, 02:03 PM
اللفظُ القرآني ينقسم إلى مُفرداتٍ ومَعَانٍ ؛ فالمفردات هي الخطْوة الأولى والمُهمَّةُ لِمعرفة المعاني ؛ ولذا قالَ الزركشيُ :" وأولُ ما يجبُ البداءة به منها – أي العلوم اللفظية – تحقيق الألفاظ المفردة ، فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أوائل المعادن ، لمن يريد أنْ يُدْركَ معانيه .
وقد يُطْلَقُ على علمِ مفردات ألفاظ القرآن " غريبُ القرآنِ " ولا يُقصدُ به ما كان غامضَ المعنى دون غيره ؛ وإنما مرادهم : تفسير مفردات القرآن عموماً كما يتضحُ ذلك ممن كتَب في الغريب .
وقد أُفْرِدَ فيه المؤلفات ومن أحْسَنِها كتابُ : المفردات للراغب الأصفهاني ، ومنْ أوسعها كتابُ : عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي .
وطريقة ترتيب الكتبِ المؤلَّفةِ فيه على نوعين :
إمّا على ترتيب سور القرآن ؛ أو على ترتيب حروف المعجم.(1/2647)
كما ضُمِّنَ علمُ الغريبِ ضِمْنَ كُتُبِ المعاني وكتبِ التفسير إذْ لا بُدَّ كما أسْلفتُ لِمعرفَةِ المعنى منْ معرفة اللفظ ؛ إذْ إنّ المركَّبَ لا يُعلمُ إلا بعدَ العلمِ بمفرداته .
---
مساعد الطيار
11-23-2005, 04:30 PM
طالب المعالي
الأمر كما ذكر لك الأخوان ، فعلم غريب القرآن جزء من علم التفسير ؛ لأن التفسير يقوم على عدد من المعلومات منها علم غريب القرآن ، وعلم أسباب النزول ، وعلم السنة ، ...الخ .
وليس كل من علم غريب القرآن استطاع أن يفهم معاني القرآن كلها ، وإن كان كثيرٌ منها يُعلم بمعرفة تفسير مفرداته ، التي يطلق عليها العلماء مفهوم ( غريب القرآن ) كما أشار إلى ذلك اخي الدكتور احمد البريدي .
وانظر إلى قوله تعالى : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً) لو فسرتها على ظاهرها المتبادر لقلت : يخبر الله أن القرآن المتلو في وقت الفجر مشهود . لكن أن يكون المراد بقرىن الفجر صلاة الفجر ، وان يكون الشاهد الحاضر هم الملائكة ، فذلك مما لا سبيل لك إلى معرفته إلا بالسنة ، وقد ورد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( قال ( فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح ) . يقول أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } ) رواه البخاري .
---
طالب المعالي
11-23-2005, 07:30 PM
أثابكم الله جميعا وجزاكم خيرا
---
أبو عبد المعز
11-25-2005, 06:10 PM
قال الأستاذ أحمد البريدي -وفقه الله-
وقد يُطْلَقُ على علمِ مفردات ألفاظ القرآن " غريبُ القرآنِ " ولا يُقصدُ به ما كان غامضَ المعنى دون غيره ؛ وإنما مرادهم : تفسير مفردات القرآن عموماً كما يتضحُ ذلك ممن كتَب في الغريب .
هذه ملاحظة جيدة جدا...تكشف عن اختلاف مفهوم"الغريب" بحسب اختلاف المجال التداولي:(1/2648)
-ففي المجال اللغوي الأدبي يقصدون ب"الغريب" واحدا من المستويات الثلاث التي تترقى من "السوقي"إلى "الغريب" بتوسط "الجزل" ومن مرادفات "الغريب" عندهم :الوحشي و البدوي....
-وفي المجال التفسيري يقصدون بالغريب ما أشار إليه الأستاذ أحمد وهو هنا واحد من المستويات الثلاث التي تترقى من الصوتي فالمعجمي فالتركيبي.....وغريب القرآن هو المعجم مطلقا سواء أكان مألوفا أم غريبا .
ووفق الله جميع الإخوة....
---
(1/2649)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أريد كتاب ( الفتوحات الإلهية )
---
أريد كتاب ( الفتوحات الإلهية )
---
ضياء الإسلام
01-24-2006, 05:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم مساعدتي في الوصول إلى كتاب ( الفتوحات الإلهية ) على الإنترنت ، وهو حاشية على تفسير الجلالين ،للشيخ : أبو داوود سليمان بن عمر بن منصور ، المشهور بالجمل .
أو أي كتابات وردت عن هذه الحاشية أو عن صاحبها ......وجزاكم الله عني وعن سائر المسلمين خير الجزاء .
---
أبو حذيفة
01-27-2006, 01:11 AM
أخي الفاضل هذا التفسير مطبوع ومتوفر في الأسواق ، وأما عن وجوده في الانترنت فالله أعلم
---
ضياء الإسلام
02-04-2006, 06:45 PM
جزاك الله أخي أبو حذيفة خير الجزاء ........
ماهي أفضل طبعة في رأيك للكتاب ؟ والله الموفق
---
(1/2650)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤلان عن (الفرق بين "كأين" و"كأيٍ") والوقف على ("ويك أنه")( "وي كأنه")
---
سؤلان عن (الفرق بين "كأين" و"كأيٍ") والوقف على ("ويك أنه")( "وي كأنه")
---
عبدالرحمن العصيمي
04-12-2007, 04:25 PM
أحيكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد:
فإني أبارك للأخوة القائمين على المنتدى المبارك جهودهم.. وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء..
إخوتي لدي سؤالان:
السؤال الأول:
ما الفرق بين "كأين" و"كأيٍ".. بحثت قبل أن أضع السؤال ولم أجد سوى التالي:
"كأين كلمة مركبة من كاف التشبيه وأي التي تستعمل استعمال من وما ركبتا وجعل المركب بمعنى كم ، ولم تكتب إلا بالنون ليفصل بين المركب وغير المركب ، لأن كأي يستعمل غير مركب كما يقول القائل رأيت رجلاً لا كأي رجل يكون ، فقد حذف المضاف إليه ويقال رأيت رجلاً لا كأي رجل ، وحينذ لا يكون كأي مركباً ، فإذا كان كأي ههنا مركباً كتبت بالنون للتمييز كما تكتب معد يكرب وبعلبك موصولاً للفرق . وكما تكتب ثمة بالهاء تمييزاً بينها وبين ثمت ."
هل هناك من معنى آخر؟!
السؤال الثاني:
قرأ أبو عمرو "ويك أنه" والكسائي: "وي كأنه" في حالة الوقف بالطبع.. فهل هناك فرق في المعنى؟ وما هي قرءة الجمهور؟
وجزاكم الله خيرًا..
---
(1/2651)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو هذا المؤلف ؟
---
من هو هذا المؤلف ؟
---
مروان الحسني
11-28-2005, 04:48 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته , و بعد ,
ذكر جميل العظم في كتابه ( المسارعة ) تفسيرا للقرآن الكريم لإبن أبي الرّجا , فهل يعلم أحد منكم شيئا عن هذا الشخص و هذا التفسير ؟
شكرا
---
مروان الحسني
03-07-2006, 01:57 PM
أفيدونا
---
(1/2652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب تراجم لبعض المفسرين
---
طلب تراجم لبعض المفسرين
---
ابوعمرالغامدي
03-18-2004, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ثم اما بعد هذه اول مشاركة لي وارجو انكم تساعدوني عندي بحث لبعض المفسرين واشهرهم
واريد نبذه عن حياة كل مفسر لاتتعدى ثلاث صفحات والمفسرون هم :.
1-مجاهد
2-عكرمه
3-عطاء ابن أبي رباح
4-زيد ابن اسلم
5-أبي العاليه
6-محمد بن كعب القرضي
7-قتاده
8-علقمه
9-الشعبي
أثابكم الله وسدد خطاكم
---
عبدالله بن محمد السليمان
03-19-2004, 02:43 PM
إرجع لكتاب سير أعلام النبلاء للذهبي وكتاب غاية النهاية لابن الجزري وكتاب الأعلام للزركلي وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد وغيرها من كتب التراجم للأعلام .. دعواتي لك لاتوفيق
---
أبومجاهدالعبيدي
03-19-2004, 09:27 PM
ولو رجعت إلى أقرب مكتبة إليك ؛ كمكتبة المعهد أو المكتبة العامة في مدينتك ، أو بعض المكتبات الخاصة لمن تعرفه من طلبة العلم ، ورجعت إلى الكتب المذكورة أعلاه ، أو إلى كتب طبقات المفسرين - وهي أسهل عليك - لوجدت تراجم من سألت عنهم بسهولة .
وأحب تنبيه الإخوة الأعضاء بأن الملتقى ليس لكتابة البحوث المطلوبة من الطلاب ، وتجهيزها لهم ، فهذا مناف لمقاصد البحث التي يكلف بها الطلاب بأنفسهم ليتدربوا على كتابة البحوث والرجوع إلى المصادر بأنفسهم .
ونحن هنا نساعد الباحث ، وندله على المراجع ، ونعينه في بعض القضايا المنهجية .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
(1/2653)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل انكر قسم من أهل العلم من اهل السنه النسخ؟ ومن هم(أسمائهم)؟ ولماذا أنكرو؟ وما الرد
---
هل انكر قسم من أهل العلم من اهل السنه النسخ؟ ومن هم(أسمائهم)؟ ولماذا أنكرو؟ وما الرد
---
Talib 7a8
06-19-2004, 09:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...عندي إستفسار واريد اجوبه بارك الله فيكم يا مشائخنا وطلاب العلم
هل انكر قسم من أهل العلم من اهل السنه النسخ في القرآن؟ ومن هم(أسمائهم)؟ ولماذا أنكرو؟ وما رد اهل العلم من اهل السنه الذين اثبتوا النسخ؟ ,,,, طبعا اقصد هل انكروا قسم من اقسام النسخ وما هو القسم ...أرجو تزويدي بالمصادر بالصفحه والجز، وإسم صاحب الكتاب الذي انكر والذي أثبت ورد على الذي انكر واكون لكم من الشاكرين ,,,وهل حصل إجماع على النسخ بأنواعه الثلاثه عند اهل السنه؟...أرجو التفصيل في الموضوع لأني أحتاجه جدا جدا جدا
---
محمد عزت
06-22-2004, 07:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على النبي الأمين و أصحابه الطاهرين
على موقع http://www.islam-online.net/Arabic/index.shtml
هناك في ركن الإسلام وقضايا العصر بحث للدكتور يوسف القرضاوي تحت عنوان (مفاهيم جهادية.. بحاجة لتصحيح) و تحت عنوان (الجدل حول آية السيف: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) تحدث عن موضوع النسخ في القرآن و الخلاف في ذلك :
قضية النسخ في القرآن(1/2654)
مما لا يشك فيه مسلم: أن هذا القرآن كلام الله تعالى لفظا ومعنى، ليس لجبريل فيه إلا النزول به من السماء إلى الأرض: "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" (الشعراء:193-195) وليس لمحمد منه إلا تلقيه وحفظه، ثم تبليغه للناس وتلاوته عليهم: "سنقرئك فلا تنسى. إلا ما شاء الله.." (الأعلى: 6)، "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (المائدة: 67)، "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" (النحل:44).
فهو "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" (هود: 1)، "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت: 42).
وإن الله تعالى أنزل هذا الكتاب، ليهتدي الناس بهداه، ويعملوا بموجبه، وينزلوا على حكمه، أيا كان موقعهم أو كانت منزلتهم، حكاما أو محكومين، يقول تعالى: "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون" (الأنعام: 155)، ويقول: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء" (الأعراف: 3)، ويقول: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله" (النساء: 105)، ويقول: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق" (المائدة: 48)، ويقول: "وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) المائدة: 49.(1/2655)
فهذه النصوص كلها توجب على الأمة ـ بيقين لا ريب فيه ـ اتباع ما أنزل الله، والاحتكام إليه إذا اختلفوا، كما قال تعالى: "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" (الشورى: 10) أي إلى ما في كتابه، فهو الذي تضمن حكمه سبحانه. وقال تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" (النساء: 59). وقد أجمعت الأمة على أن الرد إلى الله تعالى يعني: الرد إلى كتابه.
وقال تعالى في شأن قوم: "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا" (النساء: 61).
فكيف يسوغ للمسلم –بغير برهان قاطع- أن يأتي بعد هذه البينات إلى بعض آيات من كتاب الله، ليقول عنها: إنها ملغاة بطل مفعولها! بغير برهان من الله، يا للهول من هذا القول!
ولكن هذا ما حدث، فقد شاع القول بأن في القرآن آيات منسوخة، وأخرى ناسخة، وصنفت في ذلك الكتب، وتوارثه الخلف عن السلف، وأصبحت وكأنها قضية مسلمة، مع أن القضية ليس فيها نص قاطع ولا إجماع متيقّن!
فما أدلة القائلين بالنسخ إذن؟
1ـ الدليل الأول من القرآن:
أول الأدلة وأبرزها قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير. ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل" (البقرة: 106 - 108)، فهذه الآيات الكريمات هي عمدة القائلين بالنسخ.(1/2656)
ومعناها عند عامة العلماء أو جمهورهم: ما قاله ابن جرير الطبري في (جامع البيان) ونقله عنه الحافظ ابن كثير: قال: "ما ننسخ من آية.." ما ننقل من حكم آية إلى غيره، فنبدله ونغيره، وذلك: أن نحول الحلال حراما، والحرام حلالا، والمباح محظورا، والمحظور مباحا، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي، والحظر والإطلاق، والمنع والإباحة. فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ. قال ابن كثير: وأما علماء الأصول فاختلفت عباراتهم في حد النسخ، والأمر في ذلك قريب، لأن معنى النسخ الشرعي معلوم عند العلماء، ولحظ بعضهم أنه: رفع الحكم بدليل شرعي متأخر[1]. انتهى.
ومن أدلتهم من القرآن أيضا قوله تعالى: "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" (النحل: 101).
قالوا: المراد بالتبديل هنا: النسخ.
2ـ إقرار العلماء كافة بوجود النسخ:
ومن الأدلة على شرعية النسخ أن العلماء من قديم قالوا بمبدأ النسخ، وذهبوا إلى أن في القرآن آيات منسوخة، وإن اختلفوا فيها اختلافا كثيرا، فهذا يقول بنسخ هذه الآية، وآخر أو آخرون يعارضونه. ولكن المحصلة النهائية أنهم جميعا أقروا بقاعدة النسخ.
وقد ذكر ذلك في كتب التفسير كلها، كما ألفت كتب خاصة في الناسخ والمنسوخ في القرآن: لأبي عبيد، وأبي جعفر النحاس، وابن هبة الله الضرير، وابن العربي، وابن الجوزي، وغيرهم، ممن أحصاهم الدكتور مصطفى زيد -رحمه الله- في كتابه (النسخ في القرآن) وعقد لهم ولمؤلفاتهم فصلين كاملين من الباب الثاني في كتابه من: ص289، إلى: ص395، ومن الفقرات: 394 إلى 550.(1/2657)
ولكن الذي يتأمل ما جاء عن السلف فيما سموه (نسخا) يجد أن كثيرا منه ليس من النسخ المعروف عند المتأخرين في شيء، والآفة هنا تأتي دائما من إطلاق المصطلحات الحديثة موضع المصطلحات القديمة، مع تغايرهما وتباينهما، فقد كان المتقدمون من العلماء يريدون بالنسخ ما قد يسميه المتأخرون تخصيصا للعام أو تقييدا للمطلق، أو تفسيرا للمجمل، أو غير ذلك، ولا يعنون به (رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر).
وهذا ما نبه عليه المحققون من أمثال الإمام ابن القيم الحنبلي، والإمام الشاطبي المالكي، وهذا في المغرب، وذاك في المشرق.
يقول الإمام ابن القيم: "ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ، رفع الحكم بجملته تارة، وهو اصطلاح المتأخرين، ورفع دلالة العام والمطلق وغيرها تارة، إما بتخصيص عام أو تقييد مطلق، وحمله على المقيد وتفسيره وتبيينه، حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخا، لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد، فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو بيان المراد بغير ذلك اللفظ، بل بأمر خارج عنه، ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يحصى، وزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحدث المتأخر".[2]
ويقول الإمام أبو إسحاق الشاطبي: "الذي يظهر من كلام المتقدمين أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين، فقد كانوا يطلقون على تقييد المطلق نسخا، وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخا، وعلى بيان المبهم والمجمل نسخا. كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل متأخر نسخا، لأن جميع ذلك مشترك في معنى واحد".[3]
3ـ وجود المنسوخ بالفعل:
ومن أدلة القائلين بالنسخ: وجود المنسوخ بالفعل، وليس أدل على جواز الأمر من وقوعه بالفعل، فإن الوقوع أقوى من مجرد الجواز، فإن الشيء قد يكون جائزا ولا يقع.
ودليل الوجود بالفعل أمران:(1/2658)
الأول: وجود آيات متعارضة في القرآن، ولا يمكن الجمع بينها، ولا تفسير لهذا التعارض في كتاب الله، إلا أن إحداهما ناسخة والأخرى منسوخة. ولذلك أمثلة كثيرة ذكرها العلماء، مثل آية التخيير في الصوم: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" (البقرة: 184) عارضتها الآية التي تليها: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه" (البقرة: 185)، فالآية الأولى خيرت بين الصيام ودفع الفدية: طعام مسكين، والآية الثانية ألزمت بالصيام "فليصمه".
وفي البقرة أيضا: آيتا النساء المتوفى عنهن أزواجهن، الآية الأولى: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف" (البقرة: 234).
والآية الأخرى: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف".
قالوا: الآية الأولى نسخت الآية الثانية، وإن كانت قبلها في المصحف.
الثاني: ما ذكرناه من أقوال عدد من مفسري القرآن بوقوع النسخ في أعداد من الآيات وفي عدد من سور القرآن مكيّه ومدنيّه.
ردود المنكرين للنسخ في القرآن
ولمنكري النسخ في القرآن وجهتهم وموقفهم من هذه الأدلة التي استند إليها المدعون للنسخ والمتوسعون فيه، ومن حقهم أن نستمع إليهم، لا سيما بعد إفراط المفرطين في دعاوى النسخ.
الرد على الاستدلال بآية: "ما ننسخ..."
أما ما استدل به القائلون بالنسخ ـ وهم جمهور علماء الأمة أو عامتهم ـ من قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير..." البقرة: فإن الذين ينكرون النسخ لهم فيها نظر وتأويل يمكن أن يسمع.(1/2659)
فمنهم من قال: هذا في النسخ ما بين الشرائع بعضها وبعض، فمن المقرر المعروف أن الأديان السماوية كلها متفقة في أصولها العقدية، ولكنها مختلفة في أحكامها التشريعية، كما قال تعالى: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" (المائدة: 48).
وهذا من الحكمة، لاختلافها بعضها عن بعض زمانا وظروفا وأوضاعا، ولهذا حرمت التوراة بعض ما كان حلالا لأولاد آدم من صلبه، مثل إباحة تزوج الأخ لأخته، نزولا على حكم الضرورة، وإلا لما تناسلت البشرية وما استمر النوع.
ومثل ما ذكره الله عن المسيح الذي قال لبني إسرائيل: "وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ" (آل عمران: 50).
فالمقصود بالنسخ في الآية الكريمة هنا نسخ بعض الأحكام التي جاءت بها التوراة أو الإنجيل من قبل، كما قال تعالى في وصف الرسول في التوراة والإنجيل: "يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" (الأعراف: 156).
فقد ذكر لنا القرآن أن الله تعالى حرم على بني إسرائيل طيبات أحلت لهم بسبب ظلمهم وبغيهم، كما قال تعالى: "فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" (النساء: 161)، فجاء الإسلام فرد هذه الطيبات المحرمة إلى أصل الحل.(1/2660)
وهذه الآية "ما ننسخ من آية أو ننسها" قد جاءت في سورة البقرة تمهد لما شرعه الله تعالى لمحمد وأهل ملته من (نسخ القبلة) وتغييرها من (بيت المقدس) إلى (المسجد الحرام) كما كان يتمنى النبي -صلى الله عليه وسلم، ولذا قال له: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" (البقرة: 144). وقد أحدث يهود المدينة ضجة حول هذا التغيير، أو هذا النسخ للحكم القديم، ورد عليهم القرآن بقوله: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل للهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (البقرة: 142).
فلا غرو أن تأتي هذه الآية في هذه السورة، لتمهد لهذه المعركة التي أشعلها اليهود ضد نسخ القبلة.
فهذا رأي من آراء العلماء – وأنا معهم: أن المراد بالنسخ النسخ الواقع بين الشرائع السماوية بعضها وبعض. وهذا لا ينبغي أن ينكر، فهو مقبول حكمة وعقلا، ثابت واقعا وفعلا.
ورُوي عن بعض السلف مثل الضحاك (ما ننسخ من آية): ما نُنسك[4]. كأنه يشير إلى قوله تعالى: "سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ" (الأعلى: 7-8).
وقال عطاء: أما (ما ننسخ): فما نترك من القرآن، وقال ابن أبي حاتم: يعني: ترك فلم ينزل على محمد -صلى الله عليه وسلم[5]. انتهى.(1/2661)
يرى الأستاذ الإمام محمد عبده - كما نقل ذلك صاحب تفسير المنار - رأيا آخر في آية النسخ. فإنه فسر كلمة (آية) في قوله: (ما ننسخ من آية) بأن المراد بها الآية الكونية، مثل الآيات التي أيد الله بها رسله قبل محمد -عليه الصلاة والسلام. وأيد ذلك بأن الآية ختمت بقوله تعالى: "ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير" وهذا التذييل يناسب الآيات الكونية، وإلا لكان الأنسب أن يقال مثلا: ألم تعلم أن الله عزيز حكيم. وكذلك قوله بعدها: "أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل" وقد سألوه آيات كونية، مثل: أرنا الله جهرة، ونحو ذلك، فهذا التعقيب أقرب إلى الآيات الكونية من الآيات التنزيلية والتشريعية.[6]
وبهذا نرى أن الدلالة في الآية ليست دلالة قاطعة على مشروعية النسخ في القرآن.
فلو كانت قاطعة ما وجدنا من العلماء القدامى من ينكر النسخ بالكلية مثل أبي مسلم الأصفهاني؟ وما وجدنا حديثا: من ينكر النسخ كذلك.
ولا أريد أن أخوض في ذلك أو أطيل، فهذا ليس موضوعنا، وإنما اضطررنا للخوض فيه من أجل توسع من توسع في القول بالنسخ بآية السيف.
إنما يكفينا هنا: أن نقول: إن الآية التي هي عمدة القائلين بالنسخ ليست قاطعة الدلالة على قولهم، مع أن قولهم بإنهاء حكم آية أو أكثر من كتاب الله من الخطورة ومن الأهمية، بحيث يحتاج إلى دليل قطعي يسنده، وإلا فإن الأصل أن آيات كتاب الله محكمة ملزمة، عامة دائمة ثابتة إلى يوم القيامة.
آية سورة النحل:
وأما الآية الأخرى من سورة النحل التي استدل بها القائلون بالنسخ، وهي قوله تعالى: "وإذا بدّلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" (النحل:101).
قالوا: المراد بالتبديل هنا النسخ.
ولكن المنكرين يقولون: إن هذه الآية من سورة النحل مكية بالإجماع، وفي العهد المكي لم يحدث أي نسخ في القرآن الكريم.(1/2662)
وما قيل في تأويل آية البقرة، يسهل أن يقال هنا، بل ربما كان أكثر قبولا.
2 ـ ليس في السنة دليل على النسخ في القرآن:
ثم إن من قرأ كتب الحديث الستة المعروفة، أو التسعة –بإضافة الموطأ ومسند أحمد والدارمي- أو الأربعة عشر، بإضافة مسندي أبي يعلى والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة – أو السبعة عشر- بإضافة صحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم – وأكثر منها: لم يجد فيها حديثا ثابتا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: إن الآية الفلانية في سورة كذا منسوخة وقد بطل حكمها، أو يقول: إن هذه الآية من سورة كذا قد أبطلت حكم آية كذا من سورة كذا.
فقد تلقى كُتَّاب الوحي وحفاظ القرآن وعامة الصحابة القرآن من فم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أمره ربه أن يبلغه "...بلغ ما أنزل إليك من ربك..." ولم يسمعوا من رسول الله شيئا من ذلك.
كما أن الله تعالى كلفه ببيان القرآن المنزل عليه، كما قال تعالى: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" (النحل: 44)، ولم يكن في بيانه للقرآن طوال ثلاثة وعشرين عاما ما يفيد أن آية نسخت آية أخرى، مع أهمية هذا البيان وضرورته، وحاجة المسلمين الماسة إليه، وقد قرر العلماء أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز لما فيه من إضلال الناس عن الحقيقة.
3 ـ لا إجماع على النسخ
وكما أنه لا يوجد دليل قاطع من القرآن على شرعية النسخ، ولا دليل قاطع ولا غير قاطع من الحديث النبوي، فكذلك لا يوجد إجماع من الأمة ـ التي لا تجتمع على ضلالة ـ على جواز النسخ ووقوعه في القرآن.(1/2663)
وقد عرفنا من المخالفين للنسخ في القرآن أبا مسلم الأصفهاني، الذي يذكر الإمام فخر الدين الرازي في (تفسيره الكبير) أقواله المعارضة للنسخ في الآيات التي اشتهر فيها القول بالنسخ، كما يذكر دليله على عدم قبول النسخ. ويبدو لمن يتأمل كلام الرازي ونقله عن أبي مسلم، وعدم رده على قوله، يبدو وكأنه يؤيده بوجه من الوجوه، وفي بعض الأحيان قال: رأى أبي مسلم -إن لم يسبقه إجماع- فهو قول صحيح حسن[7]. وإن كلام أبي مسلم في تأويل بعض الآيات المدّعى نسخها لا يخلو من تكلف واعتساف.
وقد ذكر الإمام الزركشي في البرهان أن هناك من العلماء من نفى النسخ في القرآن، أو نفى النسخ بالكلية في الشريعة، فقد تكلم عن معنى النسخ ثم قال:
اختلف العلماء فقيل: المنسوخ ما رفع تلاوةً تنزيلُه، كما رفع العمل به، (يريد: أن ما بقي لفظُه متلوًا في القرآن لا ينسخ). ورد بما نسخ من التوراة والإنجيل بالقرآن، وهما متلوان.[8]
وقيل: لا يقع النسخ في قرآن يتلى وينزل. قال: ويفرّ هؤلاء من القول بأن الله ينسخ شيئا بعد نزوله والعمل به.
قال: والصحيح جواز النسخ ووقوعه سمعا وعقلا.[9] انتهى.
ومما يؤيد نفي الإجماع أنه لا توجد آية قيل بنسخها، إلا وجدنا من يخالف فيها من المفسرين المتقدمين.
ومعنى هذا أنه لا توجد آية في كتاب الله قد اتفق جميع العلماء على أنها منسوخة.
والأصل في آيات القرآن أن الله عز وجل إنما أنزلها ليُعمل بها، ويُهتَدى بهداها، لا ليبطل حكمها بآية أخرى. وإنه جعل هذا الكتاب متشابها يصدق بعضه بعضا، ويفسر بعضه بعضا، ويتكامل بعضه مع بعض، كما قال تعالى: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا" (النساء: 82)
يقول الإمام أبو محمد ابن حزم في كتابه (الإحكام في أصول الأحكام):(1/2664)
لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة: هذا منسوخ إلا بيقين؛ لأن الله عز وجل يقول: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ" (النساء: 64) وقال تعالى: "اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.." (الأعراف: 3) فكل ما أنزل الله تعالى في القرآن أو على لسان نبيه ـ ففرضٌ اتّباعه، فمن قال في شيء من ذلك: إنه منسوخ، فقد أوجب ألا يطاع ذلك الأمر وأسقط لزوم اتّباعه، وهذه معصية لله تعالى مجردة وخلاف مكشوف، إلا أن يقوم برهان على صحة قوله، وإلا فهو مفترٍ مبطل، ومن استجاز خلاف ما قلنا ـ فقوله يئول إلى إبطال الشريعة كلها؛ لأنه لا فرق بين دعواه النسخ في آية ما أو حديث ما وبين دعوى غيره النسخ في آية أخرى وحديث آخر، فعلى هذا لا يصح شيء من القرآن والسنة، وهذا خروج عن الإسلام، وكل ما ثبت بيقين فلا يبطل بالظنون، ولا يجوز لنا أن نسقط طاعة أمر أمرنا به الله تعالى ورسوله، إلا بيقين نسخ لا شك فيه..). [10]
وبعد الإمام ابن حزم، نجد الإمام أبا إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي يؤكد ما قاله ابن حزم برغم تفاوت ما بينهما في الاتجاه، فابن حزم (ظاهري) والشاطبي ( مقاصدي). يقول الشاطبي في (موافقاته):
إن الأحكام إذا ثبتت على المكلف فادعاء النسخ فيها لا يكون إلا بأمر محقق؛ لأن ثبوتها على المكلف أولا محقق، فرفعها بعد العلم بثبوتها لا يكون إلا بمعلوم محقق. ولذلك أجمع المحققون على أن خبر الواحد لا ينسخ القرآن ولا الخبرَ المتواتر؛ لأنه رفع للمقطوع به بالمظنون. فاقتضى هذا أن ما كان من الأحكام المكية يدعى نسخه فلا ينبغي قبول تلك الدعوى فيه إلا مع قاطع بالنسخ، بحيث لا يمكن الجمع بين الدليلين، ولا دعوى الإحكام فيهما. وهكذا يقال في سائر الأحكام، مكية كانت أو مدنية...).(1/2665)
وبعد أن يقرر أن غالب ما ادعي فيه النسخ إذا تؤمل وجد متنازعا فيه، ومحتملا، وقريبا من التأويل بالجمع بين الدليلين على وجه من كون الثاني تفصيلا لمجمل أو تخصيصا لعموم... إلخ، وبعد أن يذكر أن ابن العربي قد أسقط من الناسخ والمنسوخ كثيرا بهذه الطريقة ـ نراه ينقل عن الطبري حكاية الإجماع عن أهل العلم على أن زكاة الفطر فرضت، ثم اختلافهم في نسخها، ليقول عقب هذا: قال النحاس: فلما ثبتت بالإجماع، وبالأحاديث الصحاح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجز أن تزال إلا بالإجماع، أو حديث يزيلها ويبين نسخها. ولم يأت من ذلك شيء[11]. هذا فيما ثبت بالسنة فيكف بما ثبت بصريح القرآن؟
التضييق في دعاوى النسخ
على أن الذي يهمنا هنا أن نقرره ونبينه ونثبته، هو التضييق الشديد في دعاوى النسخ في كتاب الله، فإن الله تعالى لم ينزل كتابه إلا ليهتدى بهداه، ويعمل بأحكامه، وكل دعوى لنسخ آية أو بعض آية منه فهي على خلاف الأصل، وما جاء على خلاف الأصل لا يقبل إلا ببرهان يقطع الشك باليقين.
ولو طبقنا ما وضعه علماء أصول الدين وعلماء أصول الفقه وعلماء أصول التفسير وعلماء أصول الحديث من ضوابط وشروط، فإننا لا نكاد نجد آية في القرآن الكريم مقطوعا بنسخها، وما لم يقطع بنسخه فيجب أن يبقى حكمه ثابتا ملزما كما أنزل الله تعالى، ولا ننسخه ونبطل حكمه بمحض الظن، فإن الظن لا يغني من الحق شيئا.
من شروط قبول النسخ
ومن شروط قبول النسخ عند من سلم به: أن يكون هناك تعارض حقيقي بين النص الناسخ، والنص المنسوخ، بحيث لا يمكن الجمع بينهما بحال من الأحوال، أما إذا أمكن الجمع ولو في حال من الأحوال، فلا يثبت النسخ؛ لأنه خلاف الأصل.
ولهذا رأينا شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان) يرفض كثيرًا من دعاوى النسخ المروية عن بعض المفسرين إذا لم يجد تنافيا كاملا بين الناسخ والمنسوخ.(1/2666)
انظر قوله فيما رُوي عن قتادة في الآية الكريمة من سورة الأنفال: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" (الآية:61)، فقد ذهب قتادة إلى أن هذه الآية كانت قبل نزول سورة (براءة)، فلما نزلت نسخت ذلك، بمثل قوله تعالى: "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" وقوله: "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" فأمرت بقتالهم على كل حال حتى يقولوا: لا إله إلا الله.
وورد عن عكرمة والحسن البصري ما يوافق قول قتادة، وإن جعلا الآية الناسخة من براءة: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر... حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
قال الطبري رحمه الله يرد هذه الدعوى:
"فأما ما قاله قتادة ومن قال مثل قوله -من أن هذه الآية منسوخة- فقول لا دلالة عليه من كتاب، ولا سنة، ولا فطرة عقل، وقد دللنا – في غير موضع من كتابنا هذا وغيره – على أن الناسخ لا يكون إلا ما نفى حكم المنسوخ من كل وجه، فأما ما كان بخلاف ذلك، فغير كائن ناسخا"[12].
كيف يعرف النسخ؟
نقل السيوطي في إتقانه عن العلامة ابن الحصار قوله: "إنما يرجع في النسخ إلى نقل صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن صحابي يقول: آية كذا نسخت آية كذا".
قال: "وقد نحكم به عند التعارض المقطوع به، مع علم التاريخ، لنعرف المتقدم والمتأخر".
قال: "ولا يعتمد في النسخ قول عوامّ المفسرين، بل ولا اجتهاد المجتهدين من غير نقل صحيح، ولا معارضة بيّنة، لأن النسخ يتضمن رفع حكم، وإثبات حكم تقرر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. والمعتمد فيه: النقل والتاريخ، دون الرأي والاجتهاد".
قال: "والناس في هذا بين طرفَيّ نقيض، فمن قائل: لا يقبل في النسخ أخبار الآحاد العدول، ومن تساهل يكتفي فيه بقول مفسر أو مجتهد، والصواب خلاف قولهما"، انتهى.[13]
وأود أن أقول هنا: إني لا أعرف نقلا صريحًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آية كذا نسخت آية كذا. ومن عرف ذلك فليدلني عليه.(1/2667)
وأما قول الصحابي: آية كذا نسخت آية كذا، فلا بد لقبوله من ثلاثة شروط:
الأول: أن يصح سنده عن الصحابي.
الثاني: ألا يكون قاله باجتهاد منه، ظنًا منه أن الآية معارضة للآية الأخرى، وقد لا يسلم له بذلك، فهو يكون رأيا منه يعارض برأي غيره.
الثالث: ألا تكون كلمة النسخ جارية على مفهوم المتقدمين، وهو ما يشمل: تخصيص العام، وتقيد المطلق، وتفصيل المجمل، والاستثناء والغاية وغيرها.
ويندر وربما يتعذر أن توجد لدينا آية تتحقق فيها هذه الشروط.
ومن المهم هنا أن ننتبه إلى أهمية الشرط الثالث هنا، فكثير من المتقدمين يقولون: آية كذا نسخت آية كذا، ولا يقصد بذلك ما يقصده المتأخرون بكلمة النسخ، فلم يكن هذا الاصطلاح قد استقر عندهم، كما استقر عند من بعدهم، وهو: رفع حكم شرعي بدليل متأخر، وهذا ما نص عليه المحققون من أمثال ابن القيم والشاطبي رحمهما الله. وقد سبق نقل قولهما.
---
الطالب المبتدئ
06-22-2004, 10:47 AM
وأما قول الصحابي: آية كذا نسخت آية كذا، فلا بد لقبوله من ثلاثة شروط:
الأول: أن يصح سنده عن الصحابي.
الثاني: ألا يكون قاله باجتهاد منه، ظنًا منه أن الآية معارضة للآية الأخرى، وقد لا يسلم له بذلك، فهو يكون رأيا منه يعارض برأي غيره.
الثالث: ألا تكون كلمة النسخ جارية على مفهوم المتقدمين، وهو ما يشمل: تخصيص العام، وتقيد المطلق، وتفصيل المجمل، والاستثناء والغاية وغيرها.
ويندر وربما يتعذر أن توجد لدينا آية تتحقق فيها هذه الشروط.
ومن المهم هنا أن ننتبه إلى أهمية الشرط الثالث هنا، فكثير من المتقدمين يقولون: آية كذا نسخت آية كذا، ولا يقصد بذلك ما يقصده المتأخرون بكلمة النسخ، فلم يكن هذا الاصطلاح قد استقر عندهم، كما استقر عند من بعدهم، وهو: رفع حكم شرعي بدليل متأخر، وهذا ما نص عليه المحققون من أمثال ابن القيم والشاطبي رحمهما الله. وقد سبق نقل قولهما.
هل هذا الكلام صحيح ؟
---
محمد عزت
06-22-2004, 06:55 PM(1/2668)
[1] تفسير ابن كثير (1/149) طبعة الحلبي.
[2] إعلام الموقعين (1/28، 29).
[3] الموافقات (3/75).
[4] انظر : تفسير ابن كثير (1/149) طبعة الحلبي.
[5] انظر : تفسير ابن كثير (1/149) طبعة الحلبي.
[6] انظر : تفسير المنار (1/414) وما بعدها. الطبعة الرابعة لدار المنار.
[7]
[8] في الأصل: بما نسخ الله من التوراة بالقرآن والإنجيل، وأعتقد أن في العبارة تقديما وتأخيرا. وقع سهوا من ناسخ أو طابع، فإن التوراة والإنجيل هما المنسوخان، وهما متلوان، وإلا لقال: وهي متلوة.
[9] البرهان: (2/30).
[10] الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (4/84، 83).
[11] الموافقات (3/64). وقد أشار إلى أبي جعفر النحاس صاحب كتابـ(الناسخ والمنسوخ) وما أشار إليه من كتابه مذكور في ص761-764 طبعة مكتبة الفلاح. بتحقيق د. محمد عبد السلام محمد.
[12] انظر : تفسير الطبري : (14/40-42). والنسخ في القرآن (2/564، 565) .
[13] انظر السيوطي في الإتقان : (3/71، 72).
---
(1/2669)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يصح هذا الإجماع ... ( في نزول الكتب السماوية ) ...
---
هل يصح هذا الإجماع ... ( في نزول الكتب السماوية ) ...
---
فهد الوهبي
06-23-2003, 07:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الزرقاني رحمه الله في تنزلات القرآن ودليل تنجيم نزول القرآن قوله تعالى ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة .... )
ثم قال :
"وهذا الرد يدل على أمرين :
أحدهما: أن القرآن نزل مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم .
والثاني: أن الكتب السماوية من قبله نزلت جملة كما اشتهر ذلك بين جمهور العلماء حتى كاد يكون أجماعاً."
ثم قال :
" ووجه الدلالة على هذين الأمرين أن الله تعالى لم يكذبهم فيما ادعوه من نزول الكتب السماوية جملة ، بل أجابهم ببيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً ، ولو كان نزول الكتب السماوية مفرقاً كالقرآن لرد عليهم بالتكذيب وبإعلان أن التنجيم هو سنة الله فيما أنزل على الأنبياء من قبل ... ". (1 / 56 ) .
وهنا أسئلة أرجو من الإخوة تحريرها والإفادة فيها :
1- هل يصح الإجماع بأن الكتب السماوية قبل القرآن نزلت جملة واحدة .
2- هل في الآية دليل على نزول الكتب السماوية جملة واحدة .
3- إذا ثبت أن الكتب السماوية نزلت جملة واحدة فهل يتفق ذلك مع ما ذكره الشيخ في الحكم والأسرار في تنجيم القرآن بقوله :
"الحكمة الثالثة : مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها فكلما جد منهم جديد ، نزل من القرآن ما يناسبه وفصّل الله لهم من أحكامه ما يوافقه ". ( 1 / 60 ) .
فإذا صحت هذه الحكمة في نزول القرآن فكيف يقال عما كان يَجِدُّ في الأمم السابقة هل يكون جوابه بأقوال أنبيائهم وإذا صح هذا فلم اختص الجواب في هذه الأمة بكونه من القرآن مع علمنا بأنه ليس كل ما جد لهم كان جوابه من القرآن .(1/2670)
أرجو أن يكون وجه الإشكال واضحاً ..
ولعل الإخوة الأفاضل يفيدوننا في ذلك ..
---
أبومجاهدالعبيدي
11-14-2003, 04:06 AM
جاء في كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للدكتور فضل حسن عباس 1/156-158 مناقشة لمسألة نزول الكتب المتقدمة ، وشكك في القول بأنها نزلت دفعة واحدة ، ثم قال في نهاية بحثه لها : ( وخلاصة القول أننا لا نملك الدليل القاطع على ما اشتهر من أن الكتب المتقدمة نزلت جملة واحدة ، وهي قضية لا تعنينا كثيراً أو قليلاً ، والله أعلم بالصواب .)
---
أحمد البريدي
12-03-2003, 08:12 PM
حياكم الله جميعا :
لي مع ما تقدم الوقفات التالية :
1 - لم يصرح الزرقاني بالإجماع في هذه المسألة وإنما نسبه إلى الجمهور كما يتضح هذا من عبارته .
2 - هل اية الفرقان تدل على أن الكتتب السابقة نزلت جملة :
فيه خلاف بين المفسرين منشأه : الوقف والوصل في كلمة " كذلك " : فمن وقف عليها وجعلها جواباً لسؤال من سأل كما يذكر في سبب النزول ففيها دلالة إن ثبت سبب النزول بالصيغة التي يذكرها المفسرون وهو الإشارة إلى الكتب المتقدمة أو التوراة والأنجيل .
ومن جعل " كذلك " جملة مستأنفة فلا دلالة على ذلك وكونها مستأنفة هو رأي ابن عطية في تفسيره وقال هو أولى .
ولذا فنحتاج لإثبات هذا الأمر إلى دليل آخر ولا دليل فيما أعلم , والله تعالى أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
12-09-2005, 06:56 PM(1/2671)
تعرض عدد من العلماء المتقدمين والمتأخرين لهذه المسألة ، وذكرها السيوطي في الإتقان ، وكلام الزرقاني الذي أشرتم إليه أعلاه مختصر من كلام السيوطي ، غير أن السيوطي أورد أدلة رآها صريحةً ومؤكدةً لِنُزُولِ الكتب السماوية السابقة جُملةً واحدة ، ولم يذكر الأدلة التي اعترض بها المخالف ، وقد ذكر الدكتور فضل حسن عباس في الموضع الذي أشار إليه أخي الدكتور أبو مجاهد العبيدي ما يمكن الاعتراض به على تلك الأدلة التي ذكرها السيوطي . وإليك بيان كلام السيوطي وهو يؤيد القول بنزولها جملة واحدة . وأتبعه بكلام البقاعي الذي يخالف هذا القول ، وهما من أبرز من ناقش هذه المسألة من المتقدمين ، كما إن الدكتور فضل عباس من أبرز من ناقشها من المعاصرين.
ذكر السيوطيُّ (ت911هـ) القولين في المسألة في معرض حديثه عن الحِكْمةِ من نزول القرآن منجماً مفرقاً في آخر الحديث عن النوع السادس عشر : في كيفية إنزاله ، فقال :
(قال ابن فورك : قيل : أنزلت التوراةُ جُملةً ؛ لأنََّها نزلت على نَبِيٍّ يكتبُ ويقرأُ ، وهو موسى [صلى الله عليه وسلم] ، وأنزل اللهُ القرآن مفرقاً لأنَّهُ أنزلَ غَيْرَ مكتوبٍ على نَبيٍّ أُمِّيٍّ.
وقال غيرهُ : إنما لم يَنْزل جُملةً واحدةً لأَنَّ منه الناسخ والمنسوخ ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أُنزلَ مفرقاً ، ومنه ما هو جوابٌ لسؤالٍ ، وما هو إنكارٌ على قولٍ قيلَ ، أو فعلٍ فُعِلَ)
ثم قال السيوطيُّ تعقيباً على هذا تحت عنوانٍ جانبيٍ يصنعه كثيراً في كتابه الإتقان :
(تذنيب) : (ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة هو مشهور في كلام العلماءِ ، وعلى ألسنتهم حتى كادَ يكونُ إجماعاً ، وقد رأيتُ بعضَ فضلاءِ العَصْرِ – وهو البقاعي - أَنكرَ ذلك ، وقالَ :(إِنَّهُ لا دليلَ عليهِ ، بل الصوابُ أَنَّها نزلتْ مفرَّقةً كالقرآن).
وأقولُ : – أي السيوطي - الصوابُ الأولُ ، ومن الأدلة على ذلك :(1/2672)
1- آية الفرقان السابقة [وهي قوله تعالى :{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}].
2- أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قالت اليهود يا أبا القاسم ! لولا أنزل هذا القرآن جملةً واحدةً كما أنزلت التوراة على موسى ؟ فنَزَلتْ.
وأخرجه من وجه آخر عنه بلفظ : قال المشركون. وأخرج نحوه عن قتادة والسدي.
فإنْ قلتَ : ليس في القرآن التصريحُ بذلك ، وإنما هو على تقدير ثبوتهِ قولُ الكُفَّارِ ؟
قلتُ : سكوته تعالى عن الرد عليهم في ذلك ، وعدوله إلى بيان حكمتهِ دليلٌ على صحته. ولو كانت الكتبُ كلها نزلت مفرقةً لكان يكفي في الرد عليهم أَن يقولَ : إن ذلك سُنَّةُ الله في الكتب التي أنزلها على الرسل السابقة ، كما أجاب بِمثل ذلك قولهَم :(وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق)؟ فقال:( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق. وقولهم:(أبعث الله بشراً رسولا) ؟ فقال:(وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نُوحي إليهم). وقولهم: كيف يكونُ رسولاً ولا هَمَّ لَهُ إلا النساء ؟ فقال:( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً). إلى غير ذلك.
3- ومن الأدلة على ذلك أيضاً قوله تعالى في إنزال التوراة على موسى يوم الصَّعقةِ:( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين * وكتبنا له في الألواحِ من كل شيء موعظةً وتفصيلاً لكل شيءٍ فخذها بقوةٍ ) (وألقى الألواح) (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة) ، (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة). فهذه الآيات كلها دالةٌ على إتيانهِ- أي موسى- التوراةَ جُملةً.(1/2673)
4- وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباسٍ قال: أعطي موسى التوراة في سبعة ألواحٍ من زبرجد فيها تبيان لكل شيء وموعظة ، فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفاً على عبادة العجلِ رمى بالتوراةِ من يده فتحطمت ، فرفع الله منها ستة أسباعٍ وبقي منها سبعٌ.
5- وأخرج من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعَهُ قال :(الألواحُ التي أنزلت على موسى كانت من سدرِ الجنةِ ، كان طول اللوحِ اثني عشر ذراعاً) .
6- وأخرج النسائيُّ وغيرهُ عن ابن عباسٍ في حديث الفتونِ قال : أخذ موسى الألواحَ بعدما سكتَ عنه الغَضَبُ ، فأمرهم بالذي أَمر اللهُ أن يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها حتى نَتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنه ظُلَّةٌ ، ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأقروا بها).
7- وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحجاج قال : جاءتهمُ التوراةُ جُملةً واحدةً فكبُرَ عليهم ، فأبوا أن يأخذوها حتى ظَلَّلَ الله عليهم الجبلَ فأخذوها عند ذلك.
فهذه آثارٌ صحيحةٌ صريحةٌ في إنزالِ التوراةِ جُملةً). [انظر : الإتقان للسيوطي 1/134-136 طبعة مصطفى ديب البغا – دار ابن كثير ](1/2674)
وأما إبراهيم البقاعي (ت885هـ) الذي يرى أن الكتب السماوية السابقة كالتوراة وغيرها نزلت مفرقة كالقرآن الكريم فتجد كلامه في ذلك عند تفسير قوله تعالى في سورة النساء :(يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَآءِ) حيث قال :( ولَمَّا أخبر تعالى بما على المُفَرِّقين بين الله ورسله وما لأضدادهم أتبعه بعض ما أرادوا به الفرقة ، وذلك أن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازورا من اليهود قالا كذباً : إن كنت نبياً فأتنا بكتابٍ جُملةً من السماءِ نعاينه حين يَنْزِلُ - كما أتى موسى عليه الصلاة والسلام بكتابه كذلك ، فأنزل الله تعالى موبخاً لهم على هذا الكذب مشيراً إلى كذبهم فيه موهياً لسؤالهم محذراً من غوائله مبيناً لكفرهم بالله ورسله:{يسألك}. ولما كانت هذه من أعظم شبههم التي أضلوا بها من أراد الله، وذلك أنهم رأوا أن هذا الكتاب المبين أعظم المعجزات، وأن العرب لم يمكنهم الطعن فيه على وجه يمكن قبوله، فوجهوا مكايدهم نحوه بهذه الشبهة ونحوها، زيفها سبحانه وتعالى أتم تزييف ، وفضحهم بسببها غاية الفضيحة).
ثم قال :(وما أوهموا به في قولهم هذا من أن موسى عليه الصلاة والسلام أتى بالتوراة جُملةً كِذبةٌ تلقَّفها منهم مَنْ أراد الله تعالى مِنْ أهل الإسلام ؛ ظناً منهم أن الله تبارك وتعالى أَقَرَّهُم عليها ، وليس كذلك - كما يُفهمهُ السياقُ كُلُّهُ ، ويأتي ما هو كالصريح فيه في قوله: {إنا أوحينا إليك} - الآية كما سيأتي بيانه ، واليهود الآنَ مُعترفونَ بِأَنَّها لم تَنْزِلْ جُملةً. وقال الكلبيُّ في قصة البقرةِ التي ذبحوها لأجلِ القتيلِ الذي تداروا فيه : وذلك قبل نزول القَسَامَةِ في التوراة.)(1/2675)
ثم قال البقاعي في تفسيره لآية الفرقان :( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة...الآية) :( وليست الإشارة – أي في قوله كذلك -محتملة لأن تكون للكتب الماضية، لأن نزولها إنما كان منجماً كما بينته في سورة النساء عن نص التوراة المشير إليه نص كتابنا، لا كما يتوهمه كثير من الناس، ولا أصل له إلا كذبة من بعض اليهود شبهوا بها على أهل الإسلام فمشت على أكثرهم وشرعوا يتكلفون لها أجوبة، واليهود الآن معترفون بأن التوراة نزلت في نحو عشرين سنة والله الموفق)
[انظر : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي 5/507-512 ، 13/380 ]
وما ذكره السيوطي والزرقاني ، نقله أبو شهبة في كتابه (المدخل إلى دراسة القرآن الكريم ص 57 فقال:(أما الكتب السماوية السابقة فالمشهور بين العلماء أن ذلك كان جملة واحدة حتى كاد يكون هذا الرأي إجماعاً كما قال السيوطي) ثم ذكر أدلة السيوطي.
والأدلة التي ذكرها السيوطي كلها تتعلق بالتوراة ، وليس فيها دلالة على نزول غيرها من الكتب السابقة جملة ، وقد ألحقها بها الشيخ محمد أبو شهبة فقال:(وإذا كانت التوراة وهي أعظم الكتب السماوية السابقة ، وأكثرها أحكاماً وهداية ، وقد ثبت نزولها جملة واحدة ، فأحر بغيرها من الكتب السماوية – كالإنجيل والزبور وصحف إبراهيم – أن تكون قد نزلت جملة واحدة ، وآية الفرقان كما ذكرنا تدل على هذا التعميم وتؤيده)[المدخل ص 58].
وهذه المسألة ليست من المسائل الكبار التي يترتب عليها عمل ، ونزول الكتب المتقدمة جملة واحدة أو مفرقة ، ليس بذي أهمية ، ولذلك لم يتوقف عندها العلماء كثيراً ، ومعظم من تعرض لها ذكر القول الذي رجحه السيوطي ، ولعل هذا سبب اعتبار السيوطي هذا يشبه الإجماع منهم. فقد ذكر هذا القول عدد من العلماء منهم ممن تقدم السيوطي :
- الطبري (ت310هـ) عند تفسيره لآية الفرقان (17/445 طبعة دار هجر).(1/2676)
- محمد بن عبدالله بن أبي زمنين (ت399هـ ) في تفسيره 3/259
- أبو الليث السمرقندي في تفسيره 2/537
- الثعلبي (ت427هـ) في الكشف والبيان 7/132
- أبو المظفر السمعاني(ت489هـ ) 1/497 عند تفسير قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء).
- البغوي (ت510هـ) في تفسير آية الفرقان (3/368)
- الرازي (ت604هـ) في تفسيره 24/69
- القرطبي (ت671هـ) في تفسيره 13/28
- العيني (ت855هـ) في عمدة القارئ 20/53 . وغير هؤلاء كثير
غير أن الأدلة الصريحة بالقول بنزولها جُملةً ليست مؤكدة الصحة من حيث الإسناد فيما يظهر لي مع البحث العاجل ، وهي في حاجة إلى دراسة حديثية ، والأدلة الصحيحة من حيث الإسناد وهي الآيات القرآنية ليست صريحةً من حيث الدلالة على نزول الكتب السماوية جملةً واحدة . ولذلك لم أعثر على بحث مستفيض لهذه المسألة عند المفسرين أو غيرهم من المتقدمين ولعل السيوطي والبقاعي من أوسع من تعرض لبحثها ، وربما يكون ذلك لعدم وجود ثمرة عملية لهذه المسألة. ولذلك قال الدكتور فضل حسن عباس في كتابه إتقان البرهان 1/156 :(أما الكتب السماوية فقد اشتهر أنها نزلت جملة واحدة ، وليس لدينا دليل صحيح قطعي نركن إليه في هذه القضية ، بل هي أدلة احتمالية ، منها أدلة استنبطها بعض العلماء من القرآن الكريم نفسه ، ومنها آثار لا يمكننا التعويل عليها أو الركون إليها).(1/2677)
وليُعلم أنه لا يلزم لإثبات كمال القرآن والشريعة الإسلامية التقليل من شأن الشرائع السابقة ، كالقول بأن نزول الكتب السماوية السابقة جُملةً واحدةً من مظاهر نقص تلك الشرائع ، بل الاحتمالُ لا زال وارداً أن الكتب السماويةَ السابقة للقرآن نزلت مفرقة كذلك ، لتلبية حاجات العباد ، غير أن الإسلام جاء مهيمناً على تلك الأديان ، وجاء القرآن مهيمناً على تلك الكتب ، وكلها من عند الله سبحانه وتعالى. والله أعلم بالصواب ، ولا يزال باب النقاش العلمي حول هذه المسألة مفتوحاً.
---
(1/2678)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > تقديم الحفاظ في صلاة التراويح
---
تقديم الحفاظ في صلاة التراويح
---
أبو عمر بن أحمد
09-01-2003, 02:32 PM
السلام عليكم،
أسأل الله -جل وعلا- أن يبلغنا شهر رمضان و أن يعيننا على صيامه و قيامه.
إنه لمن المحزن أن توكل إمامة المسلمين في بلاد الحرمين لمن لا يحسن القراءة الصحيحة للقرآن على الرغم من تخريج الحفاظ المتقنين بأعداد كبيرة -ولله الحمد- في هذه البلاد الطيبة.
لماذا لا توكل إمامة المصلين في التراويح -على أقل تقدير- للحفظة المجودين؟
أرجوا ممن له اتصال بالمسئولين في الوزارة، عرض الأمر عليهم. فإنه من المخجل حقا أن يدوي اللحن بالقرآن في ليالي رمضان و في بلاد الحرمين.
و جزاكم الله خيرا ....14
---
(1/2679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في معنى (أرأيت) في كتاب الله
---
إشكال في معنى (أرأيت) في كتاب الله
---
أبو عبدالرحمن
08-18-2006, 09:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيى الله مشايخي الأفاضل وزملائي الأكارم.
أيها المشايخ الكرماء: مر علي في كتاب قواعد التفسير للشيخ خالد السبت وفقه الله قاعدة في معنى أرأيت يقول فيها:( قاعدة: إذا دخلت همزة الاستفهام على (رأيت) امتنع أن تكون رؤية البصر أو القلب،وصار بمعنى أخبرني)(2/543).وذكر شواهد على هذه القاعدة من القرآن، وأحال على كتابي: (الإتقان، والبرهان) وقد وجدت النص في البرهان ،ولم أجده في الإتقان،فلعل أحدا يرشدني إلى مكانها.
سؤالي هو: الذي فهمته من كلام الشيخ وفقه الله أن هذا مطرد في القرآن،ومع ذلك لما أردت البحث في تفسير سورة الماعون،في قوله تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين} في عدة تفاسير،فلم أجد أحدا نص على أن معنى (أرأيت) هنا: أخبرني،بل بعضهم صرح بأنها رؤية بصرية.فهل القاعدة هذه أغلبية أو مطردة؟
علما أن التفاسير التي بحثت فيها هي تفسير ابن جرير وابن كثير وكلام ابن القيم الذي نقله الشيخ علي الصالحي في الضوء المنير، والسعدي،وتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور،وتفسير جزء عم للشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله،وتفسير جزء النبأ للشيخ مساعد الطيار.
فمن يرشدني إلى الجواب الصحيح ،وله من الله الأجر الربيح.
---
أحمد بن سالم المصري
08-19-2006, 08:41 PM
انظر - لزاماً - تفسير "البحر المحيط" لأبي حيان ؛ فستجد فيه ما تريد .
---
أبو عبدالرحمن
08-24-2006, 07:54 PM
جزاك الله خيرا أخي أحمد فقد رجعت إلى البحر فوجدته بحرا،ووجدت فيه ما أريد ولله الحمد
---
(1/2680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع
---
ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع
---
د. أنمار
04-30-2004, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجد كل الدروس السابقة على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1802
تنبيه:
العنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي ) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.
وأترككم مع درس اليوم وهو تابع للوقف لكنه متعلق بأواخر الكلمات
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
============================
قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد أن لخص أنواع والوقف كما سبق نقله:
وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خمسة :
الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال
ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول:
(31 – الإسكان)
الإسكان لغة وصناعة : عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وهو الأصل في الوقف،
لأن والوقف معناه لغة: الترك والكف كما مر.
والواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن، ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة، وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة، ولأن الوقف ضد الابتداء والحركة ضد السكون، فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ليتباين بذلك ما بين المتضادين.
والوقف به لغة أكثر العرب واختيار جماعة النحاة وكثير من القراء.
ويكون في المعرب مرفوعا ومنصوبا ومجرورا
وفي المبني مضموما ومفتوحا ومكسورا(1/2681)
وفي المخفف والمشدد والمهموز وغيره، وسواء أسكن ما قبل الحرف الموقوف عليه أم تحرك.
(32- الروم)
الروم لغة: الطلب
وعرفا، قال الداني في إيجاز البيان: "هو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك التضعيف معظم صوتها"
وقال في التيسير: "هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها، فتسمع لها صوتا خفيا يدركه الأعمى بحاسة سمعه"
وقال الشاطبي:
وَرَوْمُكَ إِسْمَاعُ المُحَرَّكِ وَاقِفًا*** بِصَوْتٍ خَفِيٍّ كُلَّ دَانٍ تَنَوَّلاَ
وقال جماعة من المتقدمين: هو الإتيان ببعض الحركة بحيث يسمعها القريب المصغي دون البعيد لأنها غير تامة.
وقال بعضهم: هو الإتيان بالحركة بصوت خفي
وقال أكثر المتأخرين: هو الإتيان ببعض الحركة وقفا
وقال بعضهم: هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يدركه الأعمى
وقال الملا علي: هو الإتيان بأقل الحركة وقفا.
وقدره بعضهم بثلثها
فقد اختلفت عباراتهم في ذلك كما رأيت، وحاصلها يرجع إلى معنيين :
أحدهما : إضعاف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها
والثاني: الإتيان بالحركة بصوت خفي يدركه الأعمى والقريب المصغي
والصواب الأول، لأنه أوضح وأدل على المقصود بخلاف الثاني، لأن ذهاب معظم الصوت دال على تبعيض الحركة قطعا، وكونها بصوت خفي لا يدل على ذلك ، ويمكن الجمع بينهما بأن المراد بالصوت صوت الحركة وخفاؤه نقصانه، وبهذا الاعتبار يتحد المعنيان.
وقَيْدُ "وقفا" في بعض التعاريف المذكورة أخرج الاختلاس ، لأنه كذلك في الوصل،
والصحيح أنه لا داعي إليه لأن قرينة المقام -وهو كون الروم من وجوه الوقف- مغنية عن التصريح به،
وقيد "يدركه الأعمى" أخرج الإسكان والإشمام
وقيد "بصوت خفي" في تعريف الشاطبي، أخرج الحركة التامة، وهو من جملة الحد ، لا أنه من لوازمه، كما يفهم من عبارة الجعبري
والفرق بين الروم والاختلاس
وإن اشتركا في تبعيض الحركة:(1/2682)
أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب بل يكون في المرفوع والمجرور من المعربات. وفي المضموم والمكسور من المبنيات.
نحو: يعلم، وهم عدو لكم، أولياء
ونحو: من قبل ومن بعد، يا سماء
ونحو: من الماء، وفي الأرض، وبحر لجي، ولكل نبأ
ونحو: وبالوالدين، وإحدى الحسنيين، وهؤلاء
والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف ،والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب.
وقدره أبو علي الأهوازي بثلثي الحركة، فقال: تأتي بثلثي الحركة كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به.
ولا يضبط إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها ،
كما في: أمّن لا يهدي، نعما، ويأمركم، عند بعض القراء.
وما ذكره بعضهم من أن الروم يقع في الوصل أيضا في الإدغام الكبير، وفي وسط الكلمة الحكمية،
نحو: لا تأمنّا، ونعمّا ، ولا يهدّي، ويخصّمون،
فيه أن ذلك من قبيل الاختلاس على التحقيق كما هو الظاهر من كلامهم ولذا عبر عنه بالإخفاء في الشاطبية في مواضع كثيرة.
نعم، يستقيم على ما ذكره صاحب الصحاح من أن الروم: حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف.
والصواب ما عليه القراء وإجراء كل اصطلاح عند أهل فنه.
ثم إنه لابد من حذف التنوين من المنون مع الروم.
واعلم أن المعتبر في جواز الروم ومنعه الحركة الظاهرة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أو نائبة عن غيرها.
(33- الإشمام)
الإشمام لغة : مأخوذ من أشممته الطيب، أي وصلت إليه شيئا يسيرا مما يتعلق به وهو الرائحة
وعرفا: عبارة عن ضم الشفتين كهيئتهما عند التقبيل بعد تسكين الحرف.
أو يقال: هو أن تجعل شفتيك بعد النطق بالحرف ساكنا على صورتهما إذا نطقت بالضمة.
وقال السخاوي: هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت،
وقال في موضع آخر: حقيقته أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا لفظت بالضمة،(1/2683)
وكلاهما واحد، لأن الإشارة في كلامه معناها: أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا نطقت بالضمة، ويرجعان إلى المعنى الأول، لأن الإشارة لا تكون بعد سكون الحرف، وهذا مما لا يختلف فيه،
وقول الشاطبي:
وَالاِشْمَامُ إِطْبَاقُ الشِّفَاهِ بُعَيْدَ مَا*** يُسَكَّنُ لاَ صَوْتٌ هُنَاكَ فَيَصْحَلاَ
فسره بعضهم بقوله: هو حذف كل حركة المتحرك، فضم الشفتين في الوقف بلا صوت يسمع،
وبعضهم بقوله: هو إطباق الشفاه بعيد السكون من غير صوت مسموع عنده.
فهو أيضا راجع إلى المعنى الأول كما لا يخفى.
وقوله "إطباق الشفاه"، يريد به ضمها كهيئتها عند التقبيل بحيث يكون بين الشفتين فرجة لإخراج النفس. وليس مراده بالإطباق حقيقته، لأنه يقتضي أن الإشمام لا فرجة معه، وليس كذلك. و"الشفاه"، بالهاء جمع شفة، وإنما جمعها باعتبار القارئين، أو هو من باب قولهم عريض الحواجب، عظيم المناخر. ثم هو قيد أخرج به الإسكان المجرد،
وقوله "بعيدما يسكن"، أي بعيد السكون وأتى به بالتصغير ليفيد اتصال ضم الشفتين بالإسكان، يعني من غير تراخ، فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام فيه لعدم التبعية.
وقوله "لا صوت" ، إشارة إلى الفرق بينه وبين الروم، لأن الروم معه صوت ضعيف ، كما مر، وهذا عار منه.
واعلم أن الأعمى لا يدرك الإشمام من غيره لأنه مما يرى ولا يسمع، ولهذا لا يأخذه الأعمى عن مثله، بخلاف الروم، فإن الأعمى يدركه من غيره بسمعه، والبصير يدركه بسمعه وبصره ، لأنه مما يرى ويسمع.
وما ذكرناه في حقيقة الروم والإشمام هو مذهب القراء ونحاة البصريين، غير ابن كيسان. وذهب الكوفيون وابن كيسان إلى العكس فسموا الروم إشماما والإشمام روما.
وهو اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق.(1/2684)
وأما قول الجوهري في الصحاح: "إشمام الحرف أن تشمه الضمة أو الكسرة، وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع، وإنما يتبين بحركة الشفة العليا، ولا يعتد بها حركة لضعفها، الحرف الذي فيه الإشمام ساكن أو كالساكن" .
فهو خلاف ما يقوله الناس في حقيقة الإشمام، وفي محله ، فلم يوافق مذهبا من المذهبين.
والإشمام يكون في المضموم من المبنيات وفي المرفوع من المعربات.
فالمضموم نحو: من قبل ومن بعد، ويا جبال.
والمرفوع نحو: الله الصمد، ولا يصيبهم ظمأ، ونستعين،
وإنما اختص بهما لأن معناه -وهو ضم الشفتين- إنما يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بهما دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة بانفتاح والكسر بانخفاض، ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما في الوصل. ولا يختص بآخر الكلمة بل كما يكون في آخرها يكون في غيره كما في: تأمنا، في وجه الإشمام خلافا لمكي في تخصيصه بالآخر.
واعلم أن مما ذكرناه أشياء يتعين الوقف عليها بالإسكان مطلقا أو في قول، وجملتها أربعة:
(اثنان متفق على عدم دخول الروم والإشمام فيهما وهما)
1 - هاء التأنيث
2 - وعارض الشكل
(واثنان مختلف فيهما وهما)
3 - ميم الجمع
4 - وهاء الضمير
وتفصيل الكلام عليهما في المطولات، فارجع إليها إن شئت.
(34- الحذف)
قد علمت أنه بمعنى الإسقاط الإزالة. وهو هنا يكون في أربعة أشياء:
1 - تنوين المرفوع والمجرور
2 - صلة هاء الضمير وهي الواو والياء
3 - صلة ميم الجمع، وهي كذلك
4 - الياآت الزوائد
فإذا حذفت هذه كلها سكّنت الحرف الذي قبل المحذوف ووقفت عليه بالسكون، فهذا الوجه يرجع إلى الإسكان (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)
(35- الإبدال)
قد مر أنه جعل حرف مكان حرف، وهو هنا يكون في موضعين
1 - منصوب المنون
نحو: (غفورا رحيما)
فيُبدَل من تنوينه ألفُ الوقف،
وكذلك تُبدَل نونُ التوكيد الخفيفة بعد فتحٍ ألفاً في (ليكونًا) و(لنسفعًا)،
وكذلك تبدل نونُ (إذًا) ، نحو : إذًا لأذقناك.(1/2685)
2 - تاء التأنيث المتصلة بالأسماء
نحو: الرحمة ، والجنة، والموعظة.
فيبدل من التاء هاءً في الوقف عليها.
وإن كانت منونة حذف تنوينها وأبدل منها هاء،
فهذا يرجع إلى السكون أيضا كما مر. (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)
تتميم
بقي من أنواع الإشمام ثلاثة أنواع لابد من معرفتها لكل قارئ
النوع الأول
خلط لفظ الصاد بالزاي.
ومعناه: مزج حرف بآخر شيوعا بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي. والصاد هو الأصل والأكثر، كما يستفاد من الإشمام إذ هو شائبة رائحة الزاي.
النوع الثاني
خلط حركة بحركة
وهو في عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين.
ويخالف الإشمام المذكور في الوقف لأنه:
( في الأول، ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحرفه متحرك.
بخلاف إشمام الوقف فإنه:
( في الآخر، والوقف، ويسمع، وحرفه ساكن.
ويخالف المذكور في الصاد بالإفراز.
وكيفية التلفظ به:
أن تلفظ بأول الفعل (أي فائه) بحركة تامة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، ومن ثم تمحضت الياء.
كذا ذكره الجعبري وغيره.
والظاهر من كلام الشاطبي أن جزء الكسرة مقدّم.
ثم إطلاقهم يدل على التساوي في قدرهما. ولم أر من قيده به غيره.
وقد قال السخاوي: "في عبارة الشاطبي تنبيه على أن الفعل لا يكسر بكسرة خالصة"،
ثم قال: "وحقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، وهذا وجه من عبر عن الإشمام بالإمالة، لأن الحركة ليست بضمة محضة، ولا كسرة خالصة، كما أن الإمالة ليست بكسرة محض ولا فتح خالص". اهـ
وقيل: هو صريح الضم، وليس بشيء لأنه إن كان مع الواو فلغة لم يقرأ بها أحد. أو مع الياء فخروج عن كلام العرب. ذكره الجعبري.(1/2686)
والتحقيق ما قاله السخاوي من أن الذين سموه ضما -وهم جماعة من أئمة القراء- فإنما عبروا عنه كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبا ومجازا، لأن الممال فيه كسر، وهذا فيه شيء من الضم.
قال: والذين سموه روما قالوا هو روم في الحقيقة وتسميته بالإشمام تجوز في العبارة.
ثم قال: والعرض بهذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل، أما الضمة ففي الفاء، وأما الكسرة ففي العين لأن الأصل (فُعِل) مبني لما لم يسم فاعله، وهذا يدل على ما قاله الجعبري من أن جزء الضمة مقدم كما تقدم.
ثم قال: فلما كان هذا الإشمام دالا على الأصل صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير.
وقال أبو شامة:
والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه هذه الأفعال من الاعلال. اهـ
وهذا أيضا يدل على ما قدمناه من أن جزء الكسر مقدم على جزء الضم
ثم قال:
ومنهم من جعل حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل. ثم القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده والأصح ما ذكرناه أولا. اهـ (قلت نقله الضباع باختصار وتصرف يسير )
وقال صاحب النجوم الطوالع:(1/2687)
والمراد بالإشمام هنا أن يلفظ بأول الفعل محركا بحركة تامة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. هذا هو الصواب ومن قال بخلافه فكلامه إما مؤول أو باطل لا تجوز القراءة به، والإشمام هنا غير الإشمام المتقدم في باب الوقف، لأن الإشمام هنا في الحرف الأول وفي الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك، بخلاف المذكور في باب الوقف فإنه في الحرف الأخير، وفي الوقف فقط، ولا يسمع، وحرفه ساكن.
وعبر المتأخرون من القراء كالداني والشاطبي وأكثر النحاة عن هذا المعنى المذكور هنا بالإشمام وعبر بعضهم بالروم وبعضهم بالضم وبعضهم بالرفع وبعضهم بالإمالة، ووجه الإشمام التنبيه على حركة فاء الفعل الأصلية وهي الضمة إذ الأصل في قيل قُوِل مبني للمجهول استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف ضمتها، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأشير إلى ضمة القاف تنبيها على الأصل. وهي لغة عامة أسد وقيس عقيل وبها قرأ القراء. وأكثرهم على إخلاص الكسر، وهي لغة قريش وكنانة. وهناك لغة ثالثة لبعض العرب، تحذف كسرة الواو وتضم الأول ضما خالصا فتقول: "قُول" ولم يقرأ بها في المتواتر. اهـ
النوع الثالث
ضم الشفتين مقارنا لسكون الحرف المدغم وذلك فيما كان مرفوعا أو مضموما في رواية السوسي وفي "لا تأمنا على يوسف" في قراءة الجماعة.
وكيفيته:
أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت بعد إسكان النون الأولى وإدغامها في الثانية إدغاما تاما، وقبل استكمال التشديد، أي قبل تمام النطق بالنون الثانية، فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المحرك، لأن النون الأولى أصلها الضم وقد سكنت للإدغام، والمسكن للإدغام كالمسكن للوقف، بجامع أن سكون كل منهما عارض، إلا أن الإشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية كما تقدم وفي الوقف عقب النطق بالحرف الأخير، سواء أكان مدغما فيه أم لا.
======================(1/2688)
اهـ ويتبعه ياءات الإضافة ، بتسهيل المولى الكريم
---
(1/2689)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > نظرات في غاية النهاية (2)
---
نظرات في غاية النهاية (2)
---
الجكني
09-01-2006, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المسألة الثانية من المسائل التي جعلتها تحت عنوان "نظرات في غاية النهاية "وهي من المسائل المهمة ؛ليست لهذا الكتاب فحسب ،بل مهمة "للنشر " والطيبة " وتهم أكثر إخواننا الملتزمين ب "التحريرات " ،خلاصة هذه المسألة هي :أن ابن الجزري رحمه الله تعالى ذكر (ثلاثة ) طرق في "النشر " – وهذا يدل أصالة على أنها طرق (صحيحة ،متصلة ،متواترة ) لكن جاء في "غاية النهاية " وأفاد بأن هذه الطرق غير (صحيحة ) ومن أبعد البعيد أن تكون (متصلة ) هذا معنى كلامه 0
أما هذه الطرق فهي :
1-- طريق أحمد بن الصقر؛ من قراءة الهذلي عليه، عن أبي القاسم زيد بن أبي بلال عن الداجوني عن هشام، قال المؤلِّف في ترجمته: روى القراءة عن زيد بن أبي بلال فيما ذكره الهذلي، وقراءته على زيد من أبعد البعيد. اهـ(غاية :1/63)
2- طريق الحسن بن خشيش ؛ نفس التي قبلها، قال في ترجمته: روى القراءة عرضاً عن زيد بن علي؛ وهو بعيد(1/223)
3- محمد بن يعقوب الأهوازي البغدادي؛ كالتي قبلها، قال في ترجمته: قرأ على زيد فيما زعم، ولا يصح ذلك. اهـ(2/283)
وقال المؤلّف في ترجمة زيد بن أبي بلال عندما ذكر هؤلاء الثلاثة وأن الهذلي ذكر قراءتهم عليه: وذلك بعيد جداً. اهـ(1298-299)(1/2690)
وذكر أيضاً في ترجمة الهذلي أنّ لأبي العلاء الهمداني "حاشية "على أسانيد "الكامل" ردّ فيها الخطأ والوهم إلى الصواب وأنه سكت عن كثير، وكان من بعض ما سكت عنه هؤلاء الثلاثة ولم ينكر عليهم قراءتهم على زيد مع أنها لا تصح، وهذه نصّ عبارة ابن الجزري أنقلها لدلالتها على مراد البحث، ولأن بيانه عن مراده أوضح من بيان غيره عنه، قال رحمه الله: وقد وقع له –الهذلي- أوهام في أسانيده، وهو معذور في ذلك لأنه ذكر ما لم يذكره غيره، وأكثر القراء لا علم لهم بالأسانيد فمن ثمّ حصل الوهم، وللحافظ أبي العلاء الحواش على ذلك، ردّ أكثرها إلى الصواب وسكت عن كثير؛ فمن ذلك قول الهذلي: إنه قرأ على: أحمد بن الصقر والحسن بن خشيش ومحمد بن يعقوب، وأنهم قرؤوا على زيد بن علي بن أبي بلال، ولم أر الحافظ أبا العلاء أنكر ذلك، ومن أبعد البعيد قراءته -الهذلي- على أحد((في الغاية : أحمد ،وهو تحريف) من أصحاب زيد؛ فإن آخر أصحاب زيد موتاً الحسن بن علي بن الصقر، قرأ عليه لأبي عمرو فقط، ومات سنة تسع وعشرين وأربعمائة عن أربع وتسعين سنة، ولم يدركه الهذلي، وأيضاً فإن هؤلاء الثلاثة لا يعرفون، ولو كانوا قد قرؤوا على زيد وتأخروا حتى أدركهم الهذلي في حدود الثلاثين وأربعمائة أو بعدها؛ لرحل الناس إليهم من الأقطار واشتهر اسمهم في الأمصار. اهـ(الغاية :2/400-401)
يرى القارئ لهذا النصّ الطويل والمهم استبعاد ابن الجزري قراءة هؤلاء الثلاثة على زيد؛ بل وقراءة الهذلي على أحد من أصحاب زيد، وهو ما يثير عدة نقاط للبحث:
1- إذا كان ذلك كذلك فلماذا اختار هذه الطرق الثلاثة في "نشره" مع خروجها الصريح عنده عمّا اشترطه والتزمه؟.
2- ما هو المعتمد -والحال هذه- في هذه الطرق عند ابن الجزري؟ هل هو ما في "نشره"؟ أم ما في "غايته"؟(1/2691)
فالخلاف جوهري جداً؛ لأنه في حالة اعتماد ما في "النشر" فمعنى ذلك أنها طرق صحيحة موصولة ومقروء بها، وأمّا في الحالة الأخرى فالعكس تماماً؛ أي أنها طرق منقطعة الإسناد فلا يقرأ بها لمخالفتها شرطاً من شروط صحّة القراءة؛ خاصّة عند من يلزمون أنفسهم بتحريرات "الطَّيِّبة".
إذن: ما هو الحلّ، أو كيف يجمع بين هذين النقيضين؟
بعد بحث المسألة -حسب الجهد- اتّضح أن ما في "النشر" هو المعتمد والمعوّل عليه من كلام ابن الجزري؛ ليس لأنه المتأخر في التأليف، لا، فهذه مسألة لا يمكنني إثباتها بحال، ولكن للأسباب الآتية:
1- أنّ ما ذكره في "غايته" لم يأت بصيغة الجزم، بل عبّر فيه بصيغة الاستبعاد، مما يعني أن في الأمر فسحة للرأي والنقد، وأن بالإمكان معارضة ذلك، وتوضيح ذلك:
إنّ استبعاد ابن الجزري قراءة الهذلي على أحد من أصحاب زيد مستدلاًّ بأن آخر أصحاب زيد موتاً توفي سنة 429 يجاب عنه ب: إن كان بعيداً فليس مستحيلاً، لأنه قد ثبت في الواقع تتلمذ الهذلي على واحد من تلاميذ زيد، وهو الحافظ أبو نعيم.
لكنْ، قد يقال: إن هذا في جانب الحديث لا القراءة؟ ويُدفع هذا الاعتراض بأنّ هذا لمجرد إثبات الإمكانية وعدم بُعْدِ قراءة الهذليّ على أحد من أصحاب زيد؛ وعليه فهل من (أبعد البعيد) أن يكون هؤلاء الثلاثة معاصرين ومشابهين لأبي نعيم، ورُزِق هو الشهرة وحُرِموها هم؟(1/2692)
2- أنّ الهذلي أدرك (34) أو (27) سنة على أقلّ تقدير-،وذلك للخلاف في تاريخ مولد الهذلي هل هو (395) أو (402)- من عمر آخر أصحاب زيد وفاة، وقد ثبت أنه -الهذلي- قرأ على أبي العلاء الواسطي سنة (431 هـ) وهي السنة التي توفي فيها، أي بعد وفاة ابن الصقر بسنتين غير كاملتين، فليس من البعيد ولا من المستحيل أن يكون هؤلاء الثلاثة من طبقته؛ بل وأكبر منه سنّاً، ليتجاوز عمرهم في تلك السنة (96) سنة أو غيرها، لكنهم لم يشتهروا، خاصّة وأن سنّ القاضي تحتمل القراءة على زيد نفسه، حيث إنه ولد سنة (349 هـ) أي قبل وفاة زيد بـ(9) سنوات وهي سنّ في العادة يصحّ معها أخذ القراءة؛ لكن لم أجد من صرّح بذلك.
3- نُصَّ في ترجمة الهذلي على أنه (درس الأصول)، وأنّه (يفهم الكلام)أي (علم الكلام )، والمقصود من هذا حسب ما فهمتُه من هذا الوصف أن للهذلي مشاركة في (الأصول) و(علم الكلام)؛ وهما علمان متعلِّقان بشكل كبير على معرفة الألفاظ ودلائلها، إذ أدنى درجات الأصوليّ والمتكلم أن يكون عارفاً بذلك، ويقدح عند أهل هذا العلم من كانت دلائل ألفاظه لا تتفق وألفاظَه.
إذ عُرِف هذا، فإن هذا الكلام يقرّر صحّة ما في "النشر" ويؤكد قراءة الهذليّ على هؤلاء الثلاثة، وصحّة قراءتهم على زيد خلافاً لابن الجزري في "غايته" وبيان هذا التقرير:
أنَّ الهذليّ صرّح بذلك فقال: وقرأت على ابن خشيش الكوفي، وأحمد بن الصقر، ومحمد بن يعقوب، قالوا كلّهم: قرأنا على زيد...اهـ
فقوله: (قرأت) والتعبيرُ بهذا اللفظ دون غيره من ألفاظ تحمّل القراءة؛ ك: (أخبرني) و(حدّثني) و(كتب إليّ) أو غيرها من الصيغ التي استخدمها الهذلي في "كامله" لبيان كيفيّة أخذه القراءة أو الطريق من مشايخه لدليلٌ على أن ذلك حصل فعلاً، وليس وَهْماً ولا عبثاً، فـ(قرأتُ) لا يفهم منها غير معناها الأساس وهو المتبادر، ولم يجد البحث مَن (جَرَح) الهذلي بالتدليس.والثقة مصدق فيما يقول 0(1/2693)
أمّا القول بأن هؤلاء الثلاثة مجاهيل لا يعرفون، فلا يلزم الهذلي لأنه قد رآهم، وعرفهم، وقرأ عليهم وأخبروه أنهم قرؤوا على زيد؛ فمن حفظ حجّة على من لم يحفظ، والمثبت للشيء مقدّم على النافي.
نعم، قد يقدح عدم معرفتهم عند العلماء في طرقهم، وهذا من باب الورع والاحتياط، وليس الهذلي بمنفرد في ذلك، فهناك طرق اكتفى ابن الجزري في توثيقها ومعرفتها بشخص واحد، وهناك من عرف حاله ووصف بعدم الحفظ والإتقان، ومع ذلك قبلت طرقه.
وخلاصة القول في هذا: إنّ البحث يرى أن هذه الطرق الثلاث طرق معتمدة صحيحة بدليل اختيار ابن الجزري لها في "النشر" ، فلا بدّ وأن يكون قد وقف على ما يرجّح ما أثبته في "النشر" وإلاّ لم يعتمدها، لكن لم يقف البحث على هذا المرجِّح، فلربّما تأتي به الأيام، والله أعلم.
وإلى لقاء آخر في مسألة أخرى إن شاء الله تعالى0
---
محمود الشنقيطي
09-01-2006, 02:37 PM
شيخنا الكريم أحسن الله تعالى إليك وبارك في علمك وعمرك
ذكرتم أن ابن الجزري ذكر استبعاد صحة اتصال الطرق الثلاث بغير صيغة الجزم ومثلتم بقوليه(وهو بعيد)و(وذلك بعيد جداً)..
لكن: قوله (ولا يصح ذلك) أليس فيه جزم بعد صحة اتصال الطريق؟؟
---
الجكني
09-01-2006, 09:18 PM
أخي الشيخ محمود حفظه الله تعالى :لعلك تقصد :أليس فيه جزم (بعدم ) فالميم سقطت سهواً ،فإن كان ذلك كذلك فاعتراضك وجيه وفي محله ، لكنني غلَّبت ذلك لأنني رأيت الإمام رحمه الله ذكر (ولا يصح ) مرة واحدة في حق "محمد بن يعقوب " ولما جمع الثلاثة لم يذكر عبارة (الصحة ) وإنما عبّر بالبعد 0والله أعلم 0
---
محمود الشنقيطي
09-01-2006, 11:49 PM
جزيتم خيراً شيخنا على جوابكم , وعذرا لسقوط الميم فقد كان (سبق لوحة مفاتيح) وشكراً.
---
د. أنمار
09-02-2006, 01:36 PM(1/2694)
إن كان الترجيح بالتأريخ فالنشر متأخر لأنه ابتدأه في ربيع الأول سنة 799 وانتهى من تأليفه في شهر ذي الحجة سنة 799 هجرية كما نص عليه في آخر الكتاب
بينما نجده في كتاب غاية النهاية والذي هو المختصر ابتدأ فيه سنة 783 هجرية وانتهى 795 هجرية
أما أصله فهو من أوائل ما ألف الحافظ واسمه نهاية الدرايات ابتدأ فيه سنة 772 وانتهى سنة 774 هجرية
أي حين كان عمره 23 عاما
فحتى الاختصار كان قبل النشر بأكثر من أربع سنوات
---
الجكني
09-02-2006, 05:17 PM
كلام جميل يادكتور ،لكن هناك إحالات في الغاية على النشر 0
---
د. أنمار
09-03-2006, 02:16 AM
نعم سيدي الفاضل،ويظهر أنه نقح بعض المواطن لا كلها أو لعلها من الإضافات المتأخرة التي بقلم ابنت الحافظ رحمه الله تعالى كحال الترجمة التي كتبتها عن أبيها.
---
الجكني
09-03-2006, 02:01 PM
جزيتم خيراً أستاذي الكريم0
---
د.عبدالرحمن اليوسف
09-04-2006, 10:54 AM
هكذا التحقيق وإلا فلا ، حفظكم الله ووفقكم فضيلة الشيخ الدكتور أنمار 0
---
منصور مهران
09-04-2006, 02:38 PM
إذا قلنا : ( فلانة بنت فلان ) كتبناها هكذا بالتاء المبسوطة أخت الباء والثاءالنهائيتين ، وهذه التاء هي العوض عن حرف محذوف هو الواو كما في (أخت) ، وسيبويه يشبهها بالتاء المربوطة في إفادة التأنيث - في أحد قوليه - وليس معنى ذلك أنه يجيز كتابتها بالتاء المربوطة إذا خلت كلمة (بنت) من همزة الوصل ، وأيضا لا يجيز كتابتها بالتاء المبسوطة إذا جاءت مع همزة الوصل .
وإذا قلنا : ( فلانة ابنة فلان ) كتبناها بالتاء المربوطة ؛ لأنها مؤنث (ابن) فالفرق بين (الابن) و(الابنة) بتاء التأنيث المربوطة أبدا .
هذا في قواعد الإملاء ، وللمصاحف رسمها الخاص ، وبالله التوفيق .
---
الجكني
10-01-2006, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم :
مسألة اليوم :(1/2695)
قال المؤلف رحمه الله تعالى في ترجمة "محمد بن يوسف ابن عبد الدائم القاضي – وهو من شيوخه-"إنه ولد سنة (697) وأنه توفي – كما في المطبوع-(708) بل قال :"وقد جاوز الثمانين 0(2/284)وكأن هذا "الإمام الكبير عمراً وقدراً عاش (12) سنة فقط؟؟؟
ولا شك أن في المطبوع خللاً وسقطاً ،أعني في تاريخ الوفاة وأقول:"هل صعد ابن الجزري قبل أن يولد إلى السماء وقرأ على ابن عبد الدائم؟ طبعاً :لا 0
أما صواب التاريخ فهوسنة (778) فسقطت كلمة (سبعين ) من الناسخ ،وهذا النوع أعني سقوط كثير من كلمات "الأعداد "أو التواريخ " كثير في هذا الكتاب 0
وإلى مسألة أخرى إن شاء الله ،فلا زال –بحمد الله – في الجعبة شيء كثير 0
---
(1/2696)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير السراج المنير للخطيب الشربيني للتحميل
---
تفسير السراج المنير للخطيب الشربيني للتحميل
---
مسك
03-10-2006, 09:18 PM
اسم التفسير : «السراج المنير» في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير.
اسم المفسر : الخطيب الشربيني
نبذة عن الكتاب :
تفسير قيم اقتصر فيه المؤلف على أرجح الأقوال وإعراب ما يحتاج إليه عند السؤال، وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية وأعاريب محلها كتب العربية، وحيث ذكر فيه شيئاً من القراءات فهو من السبع المشهورات، وقد يذكر بعض أقوال وأعاريب لقوّة مداركها أو لورودها ولكن بصيغة قيل ليعلم أن المرضي أوّلها وسماه «السراج المنير» في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير.
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2323)
---
شريف مراد
03-22-2006, 01:15 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/2697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقدمة الراغب الأصفهاني ( ت 502 هـ )
---
مقدمة الراغب الأصفهاني ( ت 502 هـ )
---
أحمد بزوي الضاوي
08-29-2006, 03:09 PM
مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني ( ت 502هـ )
إعذاد : أحمد بزوي الضاوي
أستاذ التعليم العالي مساعد
شعبة الدراسات الإسلامية
كلية الآداب و العلوم الإنسانية
جامعة شعيب الدكالي
الجديدة
المغرب
يعتبر هذا الكتب من أهم المماكتب في أصول التنفسير و قواعده .
وصف مفصل :
مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني ( ت 502هـ )
تهتبر هذه المقدمة من أهم ما كتب في أصول التفسير و قواعده ، ومن ثم فهي في اعتقادي بالغة الأهمية بالبنبة للباحثين في أصول التفسير و قواعده ، و العالمين على صياغة نظرية متكاملة في التفسير.
محاور المقدمة :
1- الاشتباه في الكلام المفرد و المركب .
2- أوصاف اللفظ المشترك .
3- أسباب الاشتراك.
4- آفات التواصل .
5- أسباب الاختلاف .
6- كيفية بيان القرآن
7- الفرق بين التفسير و التأويل .
8- أوجه التعبير عن المعنى.
9- الحقيقة و المجاز.
10- العموم و الخصوص .
11- الأسباب اللغوية للخلافات العقدية .
12- مخالفة الظاهر .
13- العلم المطلق .
14- الدليل القرآني .
15- النسخ
16- الفرق بين النسخ و التخصيص .
17- هل في القرآن ما لا تعلمه الأمة ؟.
18- حكمة المتشابه .
19- شرف علم التفسير.
20- علوم الآلة التي يحتاجها المفسر .
21- المشترك اللفظي .
22- إعجاز القرآن .
---
صادق الرافعي
08-30-2006, 02:15 PM
الأستاذ الفاضل:أحمد بزوي الضاوي جزاك الله خيرا على هذه الفوائد .
لقد بحثت طويلا عن هذه المقدمة النافعة لأنها مهمة بالنسبة لأحد زملائي المقبلين على رسالة الدكتوراه
وأرجو من الأستاذ أن يذكر لنا الأراء الجديدة التي انفرد بها الأصبهاني في هذا الموضوع
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 08:00 PM(1/2698)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أخي الفاضل إنني حاولت بشتى الطرق و الوسائل تنزيلها على الموقع و لم أفلح ، و قد اتبعت نصيحة بعض الإخوة باعتماد موقع ييسر عملية التنزيل على المواقع و لكن التجربة باءت بالفشل . و الله المستعان .
أنا الآن بصدد تحقيقها و طبعها و بمجرد الفرا غ من نسخها أعدكم بأنكم ستجدونها على موقعنا .إن شاء الله تعالى .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 08:57 PM
جزاكم الله خيرا
الرابط الذي وضعتموه على هذه الصفحة :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6385
سليم و يعمل 100/100
و قد حملت الملف و هو سليم .
و هذه طريقة التحميل لمن شاء :
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 11:00 PM
الأخ الفاضل : الطيب وشنان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد ، فإني أحمد الله إليك أن يسر نشر هذه المقدمة على موقعنا الرائد . و جزاك الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 11:09 PM
http://www13.rapidupload.com/d.php?file=dl&filepath=127
هذا هو رابط تحميل نسخة من مقدمة الراغب .
---
صادق الرافعي
10-07-2006, 05:05 PM
جزاكما الله خيرا، على ما تفضلتما به ، وجعله في ميزان حسناتكما
---
صادق الرافعي
10-07-2006, 11:22 PM
جزاكما الله خيرا، على ما تفضلتما به ، وجعله في ميزان حسناتكما
---
أحمد بزوي الضاوي
11-04-2006, 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : صادق الرافعي ، أشكركم على تواصلكم . وأنتم أهل العلم أهل الخير و الإحسان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
جمال أبو حسان
11-04-2006, 01:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله(1/2699)
أليست هذه المقدمة قد حققهاالدكتور الفاضل أحمد حسن فرحات قبل عشرين عاما او اكثر فما الجديد في تحقيقها الان
---
أحمد بزوي الضاوي
11-04-2006, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور : جمال أبو حسان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إن هذا العمل يرجع إلى أكثر من عشرين سنة ولكنه لم تتح له فرصة النشر . علما أننا بالمغرب الأقصى لا علم لنا بما أشرتم إليه، كما إن رغبة كثير من الإخوة الباحثين في الحصول عليها هو الذي حملني على نشرها وتعميمها . ولعل الجديد يكمن في الدراسة المرفقة التي تبين أهميتها في التأصيل لنظرية تفسير القرآن الكريم .
أشكركم على اهتمامكم وتواصلكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو العالية
11-04-2006, 03:40 PM
الحمد لله ، والصلاةوالسلام على رسول الله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الجليل فعجِّل بنفعنا أثابك الله .
محبكم في الله
---
أحمد بزوي الضاوي
11-09-2006, 05:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أبو العالية ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، أحبكم الله الذيث أحببتمونا فيه . وإني كنت قد طويت الموضوع ، و لعلي راجع إليه بعد حين، لعل الله تعالى يجعل فيه خيرا كثيرا .
شكرا لكم على تواصلكم و تقديركم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2700)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات في أعمال المحققين لكتب التراث.
---
نظرات في أعمال المحققين لكتب التراث.
---
أبو أحمد الجنوبي
05-25-2003, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، حمداً يليق بجزيل عطائه ونعمائه ، وجم فضائله وآلائه ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله وأنبيائه ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه خير أتباعه وأصفيائه وأوليائه ، وبعد :
فقبل البداية في موضوعي هذا ، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى القائمين على هذا الملتقى العلمي الرائع ، الذي أسأل المولى جلت قدرته أن ينفع به ، وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء ، إنه سميع مجيب .
في بداية طرحي هذا أود أن أقول بأنه لا شك أن طالب العلم الحريص على اقتناء الكتب ، وتقصي أخبارها تتكون لديه خبرة جيدة في معرفة دور النشر، وتمييز التجارية من غير التجارية ، وكذلك تتكون لديه معرفة قوية بالطبعات المتميزة ، من حيث قلة السقط والغلط أو عدمه ، ومن حيث جودة التحقيق والدراسة ، ومن حيث صنع الفهارس العلمية ، إلى آخر ما هو معلوم أهميته في الكتب خصوصا الكبيرة منها .
و موضوعي هذا يدور على جزئية من هذه الجزئيات المهمة التي ينبني عليها كثير من الأمور السابقة ــ أعني ماسبقت الإشارة إليه من جودة التحقيق وقلة السقط والغلط ... الخ ــ ، وهذه الجزئية هي الاستفهام عن بعض المحققين الذين صدر لهم الكثير والكثير جدا من التحقيقات والتعليقات والعنايات ، والتي تثير الكثير من الاستفهامات لدي .
وأنا في موضوعي هذا لا أتهم أحدا ــ حاشا وكلا ــ ولكن قلت في نفسي لعل بعض الإخوة الأكارم في هذا المنتدى المبارك لهم معرفة بهؤلاء المحققين ، أو بأي طريق يوصل إلى معرفة حقيقة هذه التحقيقات .(1/2701)
ومعرفة حال هؤلاء المحققين وحال هذه التحقيقات يحتمل أمورا عديدة ، منها :
1/ أنه قد يكون التحقيق أو التعليق أو التخريج قام به بعض المبتدئين أو غير المجيدين ، ثم تقوم بعض الدور بنسبة هذا العمل لأحد المحققين النشيطين دون علمه ، فتقوم هذه الدار باستغلال اسمه ، وهذه الحالة فيها إساءة للمشتري وغش له ، كما أن فيها إساءة للمحقق المستغل اسمُه أيضاً.
2/ أن يكون التحقيق قد قام به أحد المحققين الأفاضل ، وبذل فيه مجهودا كبيرا ، ثم تقوم بعض الدور أو من يعمل بها أو غيرهم من عديمي المروءة وقليلي التقوى بسرقة هذا العمل ، ونسبته إلى أسماء ملفقة أو إلى السارق نفسه ، أو إبهام ذلك بقول قام بتحقيقه مجموعة من المحققين أو ما شابه ذلك ، وهذه الحالة سيكون الضرر على المحقق الأصلي أما المشتري فسوف يكون مستفيدا ، وهذه أهون من سابقتها من جهة ، وأسوأ من أخرى .
3/ أن يكون التحقيق فيه سرقة لجزء من التحقيق الأصلي ، ثم تقوم الدار بتلفيق الباقي ، وهذا عين الغش ، فقد يخدع المشتري بتصفحه للأجزاء الأولى من التحقيق ، فيشتري هذا العمل ثم يفاجأ برداءة الأجزاء الأخيرة منه.
وغير هذه الاحتمالات كثير ، وسوف أذكر بعض الأسماء ، ليس على سبيل الاتهام ، ولكن على سبيل الاستفهام :
1/ علي محمد معوض.
2/ عادل أحمد عبدالموجود.
3/ مشاركة الدكتور عبدالفتاح أبو سنة في بعض التحقيقات.
4/ خليل مأمون شيحا.
5/ مصطفى عبدالقادر عطا (لست متأكدا من الاسم).
هذه الأسماء التي تحضرني الآن ، وأخص من هذه الأسماء الأول والثاني والرابع ، وبالذات الأول والثاني ، حتى أنني في بعض الأحيان أشك في وجود رجلين بهذا الاسم.
وأرجو ممن لديه إضافة أو تصحيح أو توجيه أن يدلي بدلوه ، و سأكون له من المجلين الشاكرين.
والله من وراء القصد.
---
مرهف
05-27-2003, 12:35 PM
بسم الله :(1/2702)
أخي الكريم أبا أحمد : يزيد الخير كلما انضم جديد مفيد في الملتقى ومشاركة مباركة تدخل في باب النصح للمسلمين وأنا معك في بعض الأسماء ، فعادل عبد الموجود وشركاه سمعت من عدة مصادر خبيرة بالطباعة تقول بأنهما يمتلكان ورشة تحقيق ، يسرقون المخطوطات التي يقوم بتحقيقها مختصون فيسارعون بإخراجها بشكل تجاري ، ولعل بعض من ذكرت يطبق عليهم الورشات التجارية للتحقيق فعبد القادر عطا خرج له في فترة وجيزة تحقيقات كثيرة منها السنن الكبرى للبيهقي وفيه ما فيه ـ وهو طباعة دار الكتب العلمية ،ـ أضف إلى أنه يخرج كتباً مصورة من نسخ قديمة طبعت في مطابع قديمة في مصر أو سوريا أو الهند وبتحقيق ومراجعة علماء في هذا الشأن فيخرجها مصورة وقد كتب عليها : ( تحقيق عبد القادر عطا )؟ .
وأضيف إلى هذه الأسماء عبد المعطي أمين القلعجي الذي حقق ـ كما على صفحة الغلاف ـ كتباً كثيرة وكبيرة مثل :
ـ الأم للإمام الشافعي .
ـ شرح صحيح مسلم .
معرفة السنن والآثار للبيهقي .
الاستذكار لابن عبد البر .
دلائل النبوة .
وغير ذلك كثير فما رأيكم به ؟ .
---
أبو أحمد الجنوبي
05-27-2003, 05:50 PM
حياك الله أخي الكريم مرهف .
والله إن هذه البلية لهي من البلايا التي يندى لها الجبين ، وتتفطر لها قلوب المؤمنين.
ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
أرجو من الأخوة الأكارم النفاعل مع الموضوع ، لكي نتبين أكثر ونعرف المزيد.
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 06:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام وفقهم الله
اشكركم على طرح مثل هذا الموضوع ، ولكن أحب التنبيه على أمور:
الأول: العدل والإنصاف سمة مميزة للمسلم ، وطالب العلم أولى الناس بالاتصاف بهذه الصفة.
ثانياً: الوقوع في الناس يحتاج إلى بينة ظاهرة ، ولا يكفي فيه عبارات مبهمة مثل (ألا تلاحظ؟!) ,( ألم تر؟!). بل لا بد من التحقق تماماً. فإن لم يكن هناك بينة ، فليس من الضرورة انتقاد الآخرين.(1/2703)
ثالثاً: أنني أتفق معكما في أن دور النشر العربية مليئة بالقصص الغريبة ، ومن يقرأ كتاب (هموم ناشر عربي) وغيره من الكتب التي كتبت حول ذلك يجد بعضاً من ذلك. ولكن نحن هنا نهدف - فيما يبدو لي - من خلال مناقشة هذا الموضوع إلى أمور تهمنا وهي :
- معرفة أفضل التحقيقات لبعض الكتب ليقتصر عليها.
- معرفة أهل العناية والتدقيق من المحققين ليعتنى بما يكتبون.
- التحذير من بعض المحققين الذين يفسدون الكتب بما يسمونه هم تحقيقاً ليتنبه لهم. دون الدخول في السب والشتم الذي لا يليق بنا جميعاً. فهذا الملتقى المبارك الذي جمع أمثالكم يقرأ فيه كثير من العلماء الذين تنبو أعينهم عن ألفاظ السباب والغمز مهما كان المبرر. ومعلوم لديكم جميعاً أن الشتم بضاعة خاسرة ، لا يتاجر فيها إلا أهل الجهالة ، وأما أهل العلم فلديهم من العلم والأدلة والأدب ما يغنيهم عن ذلك ، ولا أظن جميع أعضاء الملتقى إلا من هذه الفئة المباركة.
رابعاً : لا تكتب عن أحد نقلاً عن أحد الثقات ، أو رجل من العرب !!. بل اكتب عما تعلمه علماً لا جهالة معه ، وإلا فلا تكلف نفسك التحذير من كتاب لم تقرأه بنفسك ، أو محقق لا تعرف عنه شيئاً. وسيكفيك غيرك ممن قرأ الكتاب ، أو خَبَرَ المحقق ؛ فإن الإنسان لا يستطيع أن يقول كل شيء.
خامساً : أن باب الجرح والتعديل باب عظيم كما حذر منه العلماء من السلف والخلف ، فإياك والوقوع في الناس بغير بينة ، وإن كانت لديك بينة وليس هناك فائدة من انتقاد الآخرين فما لنا ولهم ؟ عفا الله عنهم.(1/2704)
سادساً : مراعاة الأسلوب الهادئ في النقد والمناقشة ، دون الإكثار من علامات التعجب ، وعلامات الاستفهام ، والإكثار من الحوقلة ، والاسترجاع ، والتحسر والتأسف على الأمة الإسلامية. فهذه لا تزيد في مصداقية النقد شيئاً ، وإنما تستفز القارئ ، وربما تدفعه للإعراض عن النقد ، والاستفادة منه. ولا سيما أنه ليس هناك أحد خال من العيوب والأخطاء مهما أوتي من العلم ، بل تكثر المؤاخذات للمكثرين من المشاركة والتصنيف ، وقديماً قيل : من ألف فقد استهدف. جعلنا الله وإياكم من أهل الإنصاف.
سابعاً : أن هناك عدد كبير من الكتب التي طبعت ونشرت الآن مثل كتاب اللباب لابن عادل ، الذي شاركت في تحقيقه أخي مرهف. هل تتوقع أنك كنت ستتفق مع الزملاء الذين شاركوك في التحقيق على طباعة الكتاب بيسر وسهولة ؟ أظنك تشاركني في صعوبة ذلك. لما طبع الآن ، يسر الأمر على طلاب العلم ، وطالب العلم سيتنبه لكثير من الأخطاء الظاهرة ، ولعلكم ستنفردون ببعض الملاحظات الدقيقة كالسقط ونحوه. لكنه يبقى عملاً نافعاً.
كتاب البسيط للواحدي كتاب ثمين ، وقد انتهى عدد من طلاب الدكتوراه من تحقيقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ولكنه بقي حبيس أدراج الباحثين ، ولم ينتفع به إلا القليل جداً ، فلو قامت أي دار نشر بطباعته لأحسنت إلى طلاب العلم ، مع ما قد يحدث من الخلل والخطأ. وقد طلبت من عدد من الذين شاركوا في تحقيقه أن يتفقوا على طباعته ، ولكن يبدو أن الأمر عسير ، فبمجرد مناقشة الباحث للرسالة قل أن يلتفت إليها.
وقد بلغني أخيراً أن كتاب البسيط للواحدي يطبع الآن في مصر ، يسر الله رؤيته مطبوعاً.
اسأل الله العظيم لكم التوفيق والسداد.
---
فهد الوهبي
05-27-2003, 06:37 PM
الإخوة المشاركين في هذا الموضوع ..
نشكر لكم هذا الحرص والتدقيق في طبعات الكتب ولي مأرجو مراعاتها :
1- نرجو عدم الإجمال ورمي التهم بل المراد هو النقد الدقيق والوقوف مع الأمثلة .(1/2705)
2- نرجو أن يكون الاعتناء بالكتب والطبعات وتقييمها أكثر من العناية بشخصية المحقق بل المراد أن ينصب الكلام حول عمله في التحقيق ونقد هذا العمل بأسلوب علمي رصين .
3- نرجو البعد عن بعض الألفاظ التي لا تليق كالاتهام بالسرقة وغير ذلك .
4- ينبغي تقديم العذر للمحقق وإن أخطأ إلا إن كان معروفاً بالجهل والتجاسر على كتب العلماء.
5- لا نريد أن يكون هذا المنتدى متخصصاً في النقد أكثر منه في البناء .
6- أرى بديلاً عن هذا الموضوع أو متمماً له أن نطرح أسس التحقيق العلمي لكي يقاس عليه ما هو موجود بالطبعات .
7- كما أرى أن من البديل أو المتمم الكلام عن المحققين المشهورين بالدقة والعناية والعلم ليُحرص على طبعاتهم وتحقيقاتهم .
والله يتولاكم برعايته .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2003, 08:13 PM
بسم الله
أضم صوتي إلى صوت أخويّ الكريمين عبدالرحمن وفهد وفقهما الله .
وأضيف بأن النقد يستطيعه كل أحد ، بخلاف النقد البناء الذي يبنى على الصدق في النصيحة ، والتثبت في الحكم ؛ فإنه عزيز عزيز .
وكم نسمع من أناس نقداً لاذعاً ، واتهامات فيها عمومية ، مع افتقارها إلى الدقة . ولو أنك سألت صاحبها : هل قرأت الكتاب ؟ أو هل نصحت من تتهمه مع تيسر نصيحته ؟ لكان الجواب بالنفي .
وعلى كل ٍ ؛ الاعتدال مطلوب ، والانصاف عزيز .
ولو أننا تأملنا قوله تعالى : ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) لكانت كافية في دعوتنا إلىترك الكثير مما تنطق به ألسنتنا ، أو تكتبه أقلامنا . والله المستعان .
نسأل الله أن يجعلنا من أهل النصح والإنصاف .
---
المحرر
05-27-2003, 09:15 PM
هنا بعض بغيتكم :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?forumid=19
---
أبو أحمد الجنوبي
05-28-2003, 01:37 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع ، وأسأل الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته .(1/2706)
ولكن يا أخوتي الأفاضل في البداية أرجو أن تحددوا من تعنون بهذا الانتقاد .
فإن كنتم تقصدونني .
فأنا أوضحت مقصدي مرتين في ثنايا كلامي ، وهو الاستفهام لا الاتهام ، ولكن عفا الله عنكم .
فأنا لم أتهم أحدا ، ولم أشتم أحدا ، ولم أسب أحدا ، ولكني رأيت في هذا المنتدى من أحسب أن لديه خبرة في التحقيقات والمحققين ، وسألت كي أتبين فقط لا غير .
فهناك ممن ذكرت أسماءهم بالأعلى ، تجد أسماءهم مذكورة على الغلاف ، وإذا قرأت مقدمة التحقيق وجدت أن من قام بالعمل مجموعة التحقيق بدار كذا أو مؤسسة كذا .
وبعضهم يذكر اسمه على الغلاف ، ويقال تحقيق وتعليق فلان ، ثم لا تجد في الكتاب حاشية واحدة .
ثم إذا أردنا أن نتبين عن حالهم دون أن ننتقدهم أدنى انتقاد يأتي كل واحد منكم ويتفلسف ويبهرج الكلام ويزينه ، ويعطي مقدمات في الجرح والتعديل ويكثر الكلام ، ويحاول الاستفزاز .
يا إخوتي وأحبتي الأكارم ، هل إذا قلنا بأن تحقيقات فلان أو علان ليست بتحقيقات علمية أو أنها ليست له ، هل نعتبر غير منصفين ، أو أنا لم نلتزم حدود النقاش الهادئ أو غير ذلك من الأمور الكثيرة التي سطرتها أناملك الكريمة أعلاه .
أرجو يا إخواني الأكارم أن نكون ممن يعي ما يقرأ ، ويعي ما يكتب ، ولا نكون ممن يهتم يتنميق الألفاظ وتحسينها ، فنحن في ملتقى علمي .
كان المقصد من طرح الموضوع التعليق بيسير العبارة عن هؤلاء المحققين ممن كان لديه عنه علم أو خبر .
أما إن كنتم تقصدون الأخ الكريم (( مرهف )).
فإني أرى بأنكم أنتم من لم يلتزم النقد البناء والنقاش الهادئ ، فكان يكفي أن تقولوا : أخطأت في كذا ، ثم توجهون التوجيه المطلوب . أما أن تكتبوا هذا الكلام وتطيلوا الحديث ، فهذا أمر ليس برشيد ، وكان كلام الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري كافيا وافيا ، ولكن لا أقول إلا عفا الله عنكم وغفر لكم.(1/2707)
أرجو من المشرف الكريم إن كان يرى أن الأمر زاد عن حده في هذا الموضوع أن يحذفه ، حفاظا على جو المنتدى العلمي الرائع .
أرجو غاااااااية الرجاء ممن لديه رد أو توجيه أو نقد أن يتفضل ولا يبخل ، والله يرعاكم.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-28-2003, 09:35 AM
بسم الله
أخي أبا أحمد وفقني الله وإياك
الذي أعتقده أن الجميع لم يريدوا إلا خيراً
والذي أعلمه أن الجميع لم يخرجوا عن أدب النقاش والحوار .
والذي أقصده ويقصده إخواني فيما أحسب هو أن يكون الكلام عن أي تحقيق ، أو عن أي محقق منضبطا بضوابط منهجية تجعل النقد أو الحكم أقرب ما يكون إلى العدل والإنصاف .
مع موافقتنا لفكرتك ، وشكرنا لاهتمامك فنحن لن نقصد أحداً بعينه ، وإنما أردنا التوضيح والبيان ، والله المستعان .
وأرجو أخي أبا أحمد ألا تفهم كلام الإخوة الكرام على غير وجهه ، وأظن أن في قولك : (فإني أرى بأنكم أنتم من لم يلتزم النقد البناء والنقاش الهادئ ، فكان يكفي أن تقولوا : أخطأت في كذا ، ثم توجهون التوجيه المطلوب . أما أن تكتبوا هذا الكلام وتطيلوا الحديث ، فهذا أمر ليس برشيد ) شيئاً من المبالغة .
وعلى كل ؛ أرجو أن تتسع صدورنا جميعاً للحوار ، ورحم الله من نصحنا ، وأهدى إلينا عيوبنا .
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2003, 02:58 PM
أخي الحبيب أبا أحمد الجنوبي وفقه الله ورعاه
سامحني يا أخي إذا كنت أسأت في العبارة ، فأنا لم أقصدك معاذ الله ولم أقصد الشيخ الكريم الأخ مرهف! وإنما قصدت إلى تذكير نفسي بمثل هذه الضوابط لمن سيكتب في هذا الموضوع مستقبلاً من أمثالي من الذين يتقحمون الكتابة في مثل هذه الأمور بلا بينة ، ولا يقين.
وعلى كل حال أبشر بالحق إذا كنت شعرت بأي نوع من الإساءة وفقك الله. ولا تلمني على ركاكة قلمي ، وسوء فهمي.(1/2708)
والذي يبدو أنني كتبت والشيخ الكريم فهد الوهبي معاً لأنني عندما شرعت في الكتابة لم أجد مشاركته ، وهو كذلك ولو رأيت كتابته لاكتفيت بها. وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى.
وأحب أن أشير هنا إلى أمر مهم وهو أننا نريد الحديث في هذا الملتقى عن تحقيقات كتب التفسير وعلوم القرآن وما يتعلق بها ، بينما رأيت في الرابط الذي وضعه الأخ الكريم (المحرر) في ملتقى أهل الحديث حديثاً عن كل الكتب تقريباً وخاصة كتب السنة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أبو أحمد الجنوبي
05-28-2003, 05:53 PM
الحمدلله وبعد :
يعلم الله عز وجل أنني عندما قرأت ردود الإخوة الأكارم ، أنني أحسست بالخجل ، وذلك لأدبهم الجم وخلقهم الرفيع في ردهم عليّ ، ولعلي أنا من أخطأ الفهم ، لأني رأيت الكلام عاما ، ولكن أسأل الله عز وجل أن يعفو عني وعنكم .
وأرجو من الإخوة الأكارم الذين ردوا علي جميعهم التماس العذر لأخيهم ، والله يحفظكم ويرعاكم .
أخوكم أبو أحمد الجنوبي.
---
مرهف
05-29-2003, 03:20 PM
بسم الله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد(1/2709)
لقد غمرتني الفرحة ، وأصابني شعور بالسرور لا أجد العبارات تسعفني في وصف حالتي عندما قرأت تعليقات الأخوة الأفاضل ، وصراحة انقطعت عن النت فترة لم أفتح على الملتقى وأقرأ فيه إلا عابر سبيل بسبب المشاغل المتراكمة ، وأحسست بالذنب في عدم المسارعة بالاعتذار مما بدر مني سواء كنت المقصود أنا أم الأخ الفاضل أبا أحمد جزاه الله خيراً ، ولعل عذري إن صح هو ما ورد عن سلفنا الصالح رضي الله عنهم العبارة المشهورة : ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) .ولم يكن القصد ـ والله يعلم ـ التشفي أو التشهير أو شيئا مثله معاذ الله بل لقد أثار أخي الفاضل أبو أحمد حفظه الله كامناً في نفسي غيرة على العلم والدين ممن يتاجرون به ، وأقترح في هذه المناسبة أن يكون الموضوع هو ذكر المحققين الذين يعتمد عليهم حتى يميزوا ويعرفوا وبذلك نبعد الباطل عن الذاكرة وكما ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه : ( أميتوا الباطل بعدم ذكره ) وجزاكم الله خيراً مع رجاء الدعاء للمسلمين ولي بخير مع عميق اعتذاري قال الله تعالى : )وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53) وقال الشافعي رضي الله عنه:
لا خير في الدنيا إذا لم يكن فيها صديق صدوق صادق الوعد منصفاً
---
الراغب
05-29-2003, 03:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :(1/2710)
ماكتبه أخونا أبو أحمد الجنوبي لامس شغاف القلب من حيث بيان التلاعب بكتب أهل العلم بسم التحقيق و ( المتشبِّع بما لم يُعط كلابس ثوبَي زور ) ، ولقائلٍ أن يقول : هؤلاء وإن أساءوا من جهة فقد أحسنوا من جهة إخراج الكتاب ورؤيته للنور . والجواب: يجب أن يُدرك كل امرئٍ أنَّ الخطأ قرينُ ابن آدم شاء أم أبى ؛ ولكن يكون الاعتذار له بعد اجتهاده طلباً للصواب وإن أخطأ الطريق ( إذا احكم فاجتهد فأصاب كان له أجران فإن أخطأ كان له أجر ) فهل أمثال هؤلاء مُجتهدون ؟! سيما وأن أغلب أسمائهم مُستعارة فلاغيبة !! وإن سلَّمنا بصراحة الاسم ف:
الذم ليس بغيبةٍ في ستةٍ متظلَّمٍ ومُعرِّفٍ ومُحذِّر
ولِمظهرٍ فِسقاً ومُستفتٍ ومَن طلب الإعانة في إزالة منكَر فاجعل هؤلاء تحت أي صنفٍ شئت .
ثم كم حرَم أمثال هؤلاء طُلابَ الرسائل العلمية من هذه المخطوطات بسطوهم عليها وإساءة إخراجها فهم كالمُنبتّ لاأرضاقطع ولا ظهراً أبقى ، وإبراز أسمائهم من النصح للمسلمين ، وباب الورع واسع فمن ولجه فلايُثرِّب على غيره ممن يبتغي الأجر بالنُّصح وهو الظنُّ به .
إضفاءً لما سبق أحثُّ الإخوة على تحرِّ الدقة في شراء الكتب من حيث معرفة المحقق وهم كُثُر بحمد الله ، ومن حيث جودة الناشر ومبنى ماسبق قائمٌ على الاستشارة لاسيما وأن الكتاب سيبقى لك مابقيت وربما لمن بعدَك ومن أمثل مَن رأيت نُصحاً وأمانةً أخٌ سوري يُكنى أبا محمود ( لاأعرف اسمه) في دارأطلس شارع السويدي العام ، فقد يُشير بكتابٍ عند غيره ، وقد لايُشير بكتابٍ هو عنده ! بارك الله فيه .
أختم بالتحذير من ثلاث دور نشر يجعلها المشتري كالكي!! أولها وأسوؤها دار الكتب العلمية ثم دار الفكر ثم دار المعرفة .. أسماء مملكةٍ في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ(1/2711)
ثم يحدر من الموضة الجديدة (مركز الدراسات والبحوث ) وثَمَّ إضافةٌ بأسماءَ أرى عدم الحرص على شراء مادُبِّج بأسمائهم : د.عبد الغفار البنداري ، وسيد كسروي حسن ، ومحمد بن عبدالسلام شاهين هداهم الله للحق .
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 09:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نكتفي بهذا وندخل إلى موضوعنا بعد هذا الأخذ والرد الذي لا يخلو من فائدة إن شاء الله ، وجزى الله الجميع خيراً ، وزادنا وإياهم علماً وأدباً وإخلاصاً ، فالعلم وحده ليس كافياً دون حسن الخلق ، وسلوك الأدب.
ورحم الله شاعر النيل عندما أرسلها للناس حكمة حذاء تملأ كل أذن حكمةً فقال :
لا تحسبن العلم ينفع وحده *** مالم يتوج ربُهُ بخلاقِ
ونشرع مستعينين بالله ، فنقول إن هناك طبقة من عظماء الرجال ، جاهدوا في سبيل نشر التراث جهاداً صادقاً دؤوباً ، من أهل الشام ، ومن أهل مصر ، ومن أهل العراق ، ومن غيرهم.
ومن أنبه محققي الشام الذين كان لهم فضل الريادة في ذلك أمثال:
- محمد أمين الخانجي صاحب الدار المشهورة.
- ومحب الدين الخطيب خال علي الطنطاوي رحمهم الله.
- ومحمد منير الدمشقي.
- وحسام الدين القدسي .
وقد نزل هؤلاء مصر ، واتصلوا بعلمائها ، وعملوا على طباعة الكتب ونشرها ، وتأثروا بتلك الروح التي سرت في مطبعة بولاق الشهيرة من نشر الأصول والأمهات من كتب التراث ، مع العناية بدقة التصحيح ، وأمانة الأداء ، وإن كانت قد تخلصت من الشكل الطباعي القديم المتمثل في طبع الكتب بهامش الكتاب الأصلي.
وأهم ما يميز منشورات هذه الطبقة الحرص على ذكر مخطوطات الكتاب ، ووصفها ، إلا أنها لم تعن بالفهارس الفنية لما تنشره ، إلا بعض ما نشره الخانجي ومحب الدين الخطيب.
وممن يتصل بهذه الطبقة شيخان فاضلان وعالمان جليلان :
الأول : الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.(1/2712)
حامل لواء الدعوة السلفية في مصر ، ومؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر ، وقد أنشأ مطبعة السنة المحمدية ، ونشر فيها مؤلفاته وكثيراً من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب الحنابلة وطبقات رجالها.
والثاني : الشيخ النحوي محمد محيي الدين عبدالحميد رحمه الله.
الذي يعد صفحة حافلة من تاريخ نشر التراث العربي ، فقد قدم وحده للمكتبة العربية ما لم تقدمه هيئة علمية مدعومة بالمال والرجال. وله حديث يطول رحمه الله وجزاه خير الجزاء.
وجاءت بعد ذلك مرحلة من مراحل التحقيق هي ما يسمى بمرحلة دار الكتب المصرية ، وتأثرت بمنهج المستشرقين الصارم في التصحيح والتحقيق .ومن أهم رجال هذه المرحلة:
- أحمد زكي أبو شادي.
- والشيخ الجليل أحمد الزين.
- والشيخ عبدالرحيم محمود.
- ومحمد عبدالجواد الأصمعي.
- وأحمد عبدالعليم البردوني ، وغيرهم.
وهذه المرحلة مرحلة نضج فيها نشر الكتب ، حيث اعتنت باصطناع الوسائل الفنية المعينة على إخراج كتب التراث إخراجاً صحيحاً ، دقيقاً يقوم على جمع نسخ المخطوط ، والمفاضلة بينها ، ثم اتخاذ إحدى هذه النسخ أصلاً ، مع العناية بالفهارس عناية كبيرة.
ثم جاء بعد ذلك مرحلة من أخصب مراحل النشر العلمي للكتب في كل الفنون ، ومن هذه الطبقة ، بل من أهم رموزها:
- العلامة أبو الأشبال أحمد محمد شاكر رحمه الله ، وهو علم من أعلام التحقيق والعلم قل أن يتكرر رحمه الله.
- وأخوه شيخ العربية أبو فهر محمود بن محمد شاكر ، وهو صاحب منهج فريد في التحقيق يحتاج إلى وقفات.
- والأستاذ المحقق عبدالسلام محمد هارون ، الذي أخرج كتب الجاحظ ، وعشرات الكتب الأمهات.
-والأستاذ المحقق السيد أحمد صقر . رحمهم الله جميعاً فقد ماتوا كلهم ، وآخرهم موتاً الشيخ محمود شاكر.(1/2713)
وكل واحد من هؤلاء يستحق أن يفرد بحديث مستقل ، يبرز جهوده في خدمة كتب العلم ، مع حرصنا على الذين اعتنوا عناية فائقة بتحقيق كتب التفسير والدراسات القرآنية وما يتصل بها. مثل آل شاكر وجهدهم في تحقيق تفسير الطبري ، وقد أشرت لبعضه في مشاركة سابقة على هذا الرابط هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) .
وحتى لا يذهب بنا الحديث أريد في هذه المشاركة أن أقصر الحديث على أحد رجالات هذه الطبقة ، وهو من المحققين المتميزين الذين أثروا المكتبة بتحقيقاتهم الماتعة :
وهو الأستاذ / السيد أحمد صقر رحمه الله.
واسمه اسم مركب (السيد أحمد) ، وقد تخرج في/من كلية اللغة العربية عام 1944م. وقد بدأ بالاشتغال بالتحقيق والنشر من صدر شبابه منذ عام 1353هـ =1935م. وكان حينها طالباً بالقسم الثانوي بالأزهر ، وهو أديب مجيد ، لكنه انصرف إلى تحقيق التراث ، متجهاً إلى تحقيق الأصول ، ثم كانت عنايته أخيراً بعلوم الحديث ومصنفاته، بعد أن توفي العلامة أحمد شاكر رحمه الله.
وهذا المحقق ، من أقدر الناس على تقديم كتاب ، وتقويم نص ، وتوثيق نقل ، وتخريج شاهد ، واستقصاء خبر ، ثم إن له من وراء ذلك علماً جامعاً بالمكتبة العربية ، وإدراكاً للعلائق بين الكتب.
والحديث عنه يطول ، وهو من طبقة المحققين المتقنين الذين حققوا عدداً كبيراً من كتب السلف وكثير منها في الدراسات القرآنية واللغوية والأدبية.
الكتب التي حققها أو شارك في تحقيقها :
1- تأويل مشكل القرآن لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276هـ رحمه الله. وقد نشره قبل سنة 1378هـ ، وله طبعات كثيرة ، وهذه النشرة أجود نشرات الكتاب ، ومن قرأ تقديمه للكتاب عرف قدر الرجل وتحقيقه.
2- غريب القرآن لابن قتيبة أيضاً ، وقد نشره سنة 1378هـ وله طبعات كثيرة كذلك.(1/2714)
3- إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني المتوفى سنة 403هـ . وقد نشره سنة 1374هـ ، وطبعته دار المعارف ضمن سلسلة ذخائر العرب (12). وقد قدم له بدراسة شاملة للكتاب والمؤلف والمؤلفات في إعجاز القرآن عول عليها كثيراً من كتب بعده رحمه الله.
4- أسباب النزول للإمام الواحدي رحمه الله ، المتوفى سنة 468هـ . وهذه النشرة هي أجود نشرات الكتاب على كثرتها. ولها قصة طريفة ذكرها الدكتور محمود الطناحي في كتابه القيم (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) ص102
5- الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها للعلامة أحمد بن فارس الرازي رحمه الله ، وتحقيقه لهذا الكتاب أفضل التحقيقات مع أن له تحقيقاً جيداً أيضاً للدكتور مصطفى الشويمي في بيروت صدر سنة 1963م.
6- نقد لنشرة الشيخ أحمد محمد شاكر - رحمه الله رحمة واسعة - لكتاب ابن قتيبة (الشعر والشعراء) ، وقد طبعها الشيخ أحمد شاكر في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب.
7- نقد لنشرة الشيخ محمود محمد شاكر لكتاب محمد بن سلام الجمحي (طبقات فحول الشعراء) ، وقد أجاب على ذلك الشيخ محمود شاكر في مقدمة برنامجه للكتاب ، وداعبه مداعبة لطيفة رحمهم الله.
8- الإلماع في علم الرواية والسماع للقاضي عياض اليحصبي رحمه الله ، وهو كتاب في مصطلح الحديث ، وتحقيقه له أجود التحقيقات.
9- الهوامل والشوامل لأبي حيان التوحيدي ، حققه بالاشتراك مع أحمد أمين.
10- حقق كتاب مقاتل الطالبيين للأصفهاني .
11- حقق كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي. لم يكتمل.
12- حقق جزء من دلائل النبوة للبيهقي.
13- حقق جزءاً من معرفة السنن والآثار للبيهقي.
14- حقق ديوان علقمة بن عبدة عام 1353هـ .
وأعد نصوصاً كثيرة للنشر تعب في تحصيلها تعباً شديداً ، ولكنه أراد أن يقرأها على مكث ، ويعطيها حظها من الإتقان والإحسان ، فتباطأ في إخراجها ، فسبقته إليها أيدٍ كثيرة.
ومن هذه الكتب :
1- المصنف لابن أبي شيبة.(1/2715)
2- أمثال الحديث ، والمحدث الفاصل بين الراوي والواعي لأبي محمد الرامهرمزي.
3- أعلام السنن للخطابي.
4- المصطفى المختار في الأدعية والأذكار لمجد الدين بن الأثير.
5- والجليس والأنيس للمعافى بن زكريا النهرواني الجريري.
رحمه الله وغفر له ، ومن أراد الاستزادة في هذا التاريخ فعليه بكتاب الدكتور الجليل محمود الطناحي (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) فهو من أجود من كتب في هذا الباب ، وله علاقات حميمة مع الأستاذ السيد أحمد صقر.
وأرجو من الإخوة المواصلة في الحديث عن بقية المحققين وهم كثير.
---
الراغب
05-30-2003, 01:09 AM
شكر الله لك ياشيخ عبد الرحمن على هذا الإضفاء .. وأريد التنبيه على قاعدةٍ شرعيةٍ لاأظنها تخفى وهي قاعدة التخلية قبل التحلية أو ( الهدم ثم البناء ) فاجعلوا ـ بارك الله فيكم ـ جزءاً للكتب الجيدة والتحقيق العلمي المؤصل ، وجزءاً آخر للتنبيه على السئ من ذلك وليكن ـ كما تعودنا ـ بأسلوبٍ راقٍ مؤدب . بارك الله في الجميع .
---
مرهف
06-01-2003, 02:31 PM
بسم الله :
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ على هذه المعلومات القيمة والتحقيق في ذكر المحققين وأذكر من الطبقة التي ذكرتم أخيراً ـ والله أعلم ـ شيخنا الدكتور نور الدين عتر حفظه الله ، إذ له العناية الفائقة والمنهج الدقيق والصبر العريض في تحقيق المخطوطات وإخراج الكتاب على أفضل حال قدر المستطاع ، واعتماده على أصح المخطوطات في التحقيق وأقربها لحياة المؤلف ومن الكتب التي حققها :
ـ علوم الحديث للإمام ابن الصلاح الشهرزوري ( طبعة سادسة بتحقيق جديد وتعليقات موسعة . )
ـ المغني في الضعفاء للإمام شمس الدين الذهبي .
ـ الرحلة في طلب الحديث للحافظ أبي بكر الخطيب ط الرابعة .
شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب ( الطبعة الرابعة بمقابلة جديدة على الأصل وتصحيح لأخطاء الطباعة ةتعديل جوهري للتعليقات .)(1/2716)
ـ إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم للنووي رحمه الله .
نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر ط ثالثة بمقابلة جديدة .
ـ هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك للحافظ عز الدين بن جماعة .
وأضيف أيضاً إلى الدور التي ينبغي الحذر عند الشراء منها : دار الخير ، وأما دار الفكر فإن كان المقصود دار الفكر اللبنانية فنعم ، وأما دار الفكر السورية فمن المعلوم عند من خبر طباعاتها يجدها من الدور المتميزة في الطباعة والله أعلم
---
ابو حيان
06-03-2003, 08:45 AM
لا تكتب عن أحد نقلاً عن أحد الثقات ، أو رجل من العرب !!.
جميلة منك يا شيخ عبد الرحمن ، والمشكلة أن الكلام في مثل هذا الباب غالبه عن رجال من العرب فأضم صوتي إلى صوتك وإن كانت عبارتي لا تقف أمام عبارتك.
وأقول:
من المفيد جدا في هذا الباب موقع ثمرات المطابع (www.thamarat.com)
والسلام
---
(1/2717)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نسبة هذا النقل إلى كتاب تفسير البيضاوي
---
نسبة هذا النقل إلى كتاب تفسير البيضاوي
---
مشعان
05-08-2004, 08:06 PM
نقلت هذا القول من كتاب فتح الباري عند شرح حديث رقم ( 1903 ) وأريد نسبته لكتب القاضي البيضاوي آمل من طلبة العلم مساعدتي في ذلك وجزاكم الله خيرا
- (( ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش ، بل ما يتبعه من كسر الشهوات ، وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة ))
---
عبدالرحمن الشهري
05-11-2004, 07:32 AM
لم أجده في تفسير البيضاوي وربما يكون في كتبه الأخرى كالمنهاج في الأصول مثلاً في باب العلة .
---
مشعان
05-15-2004, 09:40 PM
الأخ عبد الرحمن الشهري جزاك الله خيرا على تفاعلك معي
---
(1/2718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 [3] 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
---
حول إمكانية حضور ندوة الاستشراق بالمدينة النبوية (3 ردود)
متن حديثي لعلوم القرآن (2 ردود)
:: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ د/ عبد الله بن محمد القرني (3 ردود)
أستاذنا علامة الديار الشامية أحمد راتب النفّاخ (4 ردود)
هل هناك دراسة لآية أحكام ؟ (1 ردود)
الشناقطة السعوديون في المملكة العربية السعودية (2 ردود)
ماذا عن كتاب صفوة الآثار والمفاهيم (2 ردود)
فائدة جليلة (4 ردود)
ماذا تعرف عن هذه المخطوطات جملة وتفصيلاً؟؟ (8 ردود)
هديتي لكم بالعيد ( لا غنى لكل مسلم عنها ) تفضل وخذ نسختك . (6 ردود)
قاعدة : المشترك على معنييه أو معانيه و تطبيقها عند الإمام الشنقيطي (0 ردود)
بشرى للباحثين ، صدور كتاب (المفسرون مدارسهم ومناهجهم) للدكتور فضل عباس (12 ردود)
ماذا بعد الكم الهائل من الكتب والمعلومات (4 ردود)
أين أجد هذه المسألة(تقديم السبب أم المناسبة ؟) (3 ردود)
العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د.تركي العتيبي (28 ردود)
هل تنصحون بتغيير مصحف الحفظ ؟ (2 ردود)
آي القرآن أم آي الفرقان؟ (2 ردود)
الدروس الحسنية الرمضانية (12 ردود)
صدر حديثاً العدد الأخير من (مجلة الدراسات اللغوية) (8 ردود)
حمل نسختك الالكترونية المعتمدة من (التفسير الميسر) لنخبة من العلماء . (12 ردود)
استفسار عن كتابين من كتب التراث !!؟؟ (4 ردود)
هل يصح الضرب على آيات القرآن المكتوبة في اللوح (2 ردود)
التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم (2 ردود)
ما رأيكم في مشروع (مصحف عمان) ... ؟ (27 ردود)(1/2719)
لطيفة أخرى : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل ( حزب ) من القرآن الكريم ؟. (9 ردود)
ما رأيكم بتفسير القرآن الكريم حسب ترتيب النزول ؟ (7 ردود)
هل السجع هو السر في تقديم ذكر هارون على موسى عليهما السلام (8 ردود)
الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم : المواريث وصلتها بالاقتصاد 1 (23 ردود)
كلّ عام وأنتم بخير ... وعساكم من عوّاده (6 ردود)
أتشرف بأن أكون أول المهنئين بعيد الفطر المبارك (11 ردود)
المصحف الالكتروني بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة (0 ردود)
إصدار حديث مفهوم العالمية للشيخ الأنصاري (0 ردود)
لطيفة عن صلاة الضحى في القران (4 ردود)
سؤال عن قوله تعالى في سورة المدثر ( في قلوبهم مرض ) (2 ردود)
إشكال في الضبط القرآني !! (1 ردود)
ندوة في الجزائر حول ترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية (0 ردود)
هل الآية في سورة القلم تقيد العموم في معنى المحروم؟ (2 ردود)
لطيفة : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم ؟. (7 ردود)
الإيمان والاسلام (5 ردود)
أفيدونا ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (3 ردود)
الرسائل العلمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي (10 ردود)
الاستئناس بسورة القدر على أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر.. (12 ردود)
مالم يوجد من الممكنات ....( أرجوا المساعدة) (3 ردود)
الموسوعة الشاملة أضخم محرك بحث في الكتب الإسلامية والعربية (9 ردود)
التعريف بموقع وزارة الأوقاف المغربية ، و مجلة دعوة الحق . (4 ردود)
دعوة لمؤتمر بجامعة المنيا (العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة) (3 ردود)
البعير ، وحبل السفينة (0 ردود)
أين أجد كلام شيخ الإسلام حول تمنيه لو صرف وقته في تدبر القرآن ؟ (13 ردود)
المصحف الجامع (3 ردود)
سؤال حول الشفاعة !!! (2 ردود)
عن مدلول ترتيب سور القرآن العزيز (2 ردود)
أول مسجد أسس على التقوى (5 ردود)(1/2720)
هكذا رحل رمضان ( خذ نسختك ) (5 ردود)
هل تفكر بالتعدد وتعجز عن التبرير؟مبحث في تعدد الزوجات من أضواء البيان للشيخ الشنقيطي. (2 ردود)
هل حاولت أن تنال البر ؟....دونك طريقة سهلة ميسرة . (7 ردود)
أشكلت علي هذه الآية، فمن لها ؟ (3 ردود)
التحذير من رأي فطير (4 ردود)
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني (( وسائل إبداعية في حفظ القرآن (3 ردود)
هل من معلومة حول مخطوطتين بين يدي باحث (4 ردود)
بحث عن كتاب ؟ (1 ردود)
كهيعص و طه (1 ردود)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 3 (14 ردود)
هل الوقف في القرآن الكريم توقيفي بالكلية ؟؟؟ (10 ردود)
سؤال عن (( وقفوهم إنهم مسئولون)) (2 ردود)
اختلاف النظراء (3 ردود)
أسئلة لأهل العلم بالتفسير (0 ردود)
حديث في تفسير القرطبي لم أجد من أخرجه فهل تساعدوني (7 ردود)
تفسير الراغب الاصفهاني (3 ردود)
موقف أهل السنة من توظيف خبر الآحاد في التفسير (0 ردود)
د. خادم بخش والتفسير العددي للقرآن (0 ردود)
قاعدة في كتابة ( ابن ) (3 ردود)
(جديد) ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية بالمدينة 16 شوال 1427هـ (7 ردود)
الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان للشيخ / خالد اللاحم (2 ردود)
ما هو تقويمكم لتفسير ابن عادل الحنبلي (7 ردود)
ماهو القول الراجح في قوله تعالى : " حياة طيبة " (8 ردود)
سؤال عن كتاب: أطلس القرآن الكريم. (5 ردود)
أرجو الدخول يا أهل الملتقى (8 ردود)
هل كذب عبد الله بن عمرو بن العاص (8 ردود)
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي ،ويزعم نقص القرآن وتحريفه !! (0 ردود)
استفسار (1 ردود)
العالم الفقيه ( سعد الله البرزنجي ) هل ... ؟ (0 ردود)
الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته ... ترجمة جديدة تأليف الشيخ عبد الله بن عقيل ... (0 ردود)
مواعظ المفسرين (5/12) (1 ردود)
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه (4 ردود)(1/2721)
المسائل العقدية من ( كتاب نكت القرآن ) للحافظ القصاب الكرجي رحمه الله (3 ردود)
مرويات سماك (0 ردود)
من آداب مخالفة التلاميذ لشيوخهم في الترجيح (3 ردود)
هل فكرنا بمعنى القبلة في الصلاة؟ (0 ردود)
مواعظ المفسرين (4/12) (1 ردود)
كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم (2 ردود)
دعوة للنقاش: في آلية التوثيق من الإنترنت في البحوث العلمية (7 ردود)
صدور طبعة جديد لتفسيرالجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، تحقيق التركي (5 ردود)
مقدمة في بلاغة القرآن وإعجازه (3 ردود)
تفسير الإمام أحمد رحمه الله (3 ردود)
تفسير سورة الإسراء (1 ردود)
المنهج الإسقاطي في التفسير : لي عنق النص . (0 ردود)
استفسار عن تفسير العثيمين (5 ردود)
الأسماء الحسنى في الفاصلة القرآنية (8 ردود)
تدبر ... الآية الأولى من سورة النساء (1 ردود)
تفسير التحرير والتنوير من مؤلفه؟؟؟ وهل فيه شبه عقائدية؟؟ (23 ردود)
كتاب في الغريب على طرة المصحف ؟ (1 ردود)
سؤال عن تفسير ابن مردويه (5 ردود)
من نفائس عبارات السلف في التفسير (4 ردود)
ابطال نسبة كتاب (معرفة الناسخ والمنسوخ); للإمام الجليل أبي محمد بن حزم االظاهري (0 ردود)
أسئلة يسيرة فهل من مجيب ياأهل التفسير ؟ (3 ردود)
هل بين التعليم والوعظ فرق أم أنهما بمعنى واحد ؟؟ (5 ردود)
مواعظ المفسرين (3/12) (3 ردود)
طريقة تعامل الصحابة مع القرآن و السنة (0 ردود)
القراءة العلمية للتفاسير (2 ردود)
هل جربت المخمخة ؟. (12 ردود)
من بدائع الفوائد لابن القيم (0 ردود)
مواضيع مقترحة (3 ردود)
شاركوا لو تكرمتم (6 ردود)
مواعظ المفسرين (2/12) (0 ردود)
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة دون تدبر ؟. (6 ردود)
صدر حديثاً كتاب المحرر في علوم القرآن د: مساعد الطيار (9 ردود)
دروس في اصول التفسير (0 ردود)
الآيات المفاتيح للتأصيل لمفهوم التسامح في الإسلام . (2 ردود)(1/2722)
تصحيح خطأ في برنامج النور للنشر المكتبي (1 ردود)
رجاء ( ضع تعريفًا بكتب التفسير المختصرة التي تعرفها ) (9 ردود)
بشرى : تمَّ تحقيق كتاب البلقيني ( مواقع العلوم في مواقع النجوم ) (5 ردود)
ملتقى أهل التفسير يبارك لرواده دخول الشهر الكريم (3 ردود)
الجانب السلوكي في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (2 ردود)
هل صيغة الاستعاذة هذه خاصة بالصلاة أم يمكن القول بمشروعيتها في القراءة خارج الصلاة؟؟ (3 ردود)
طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة (6 ردود)
أفكار مع القرآن في شهر رمضان : ضع فكرتك . (9 ردود)
خطاب العزة وخطاب الرحمة في آية الصوم (قراءة بيانية) (1 ردود)
كيفية القراءة في تفسير الطبري؟ (6 ردود)
ما هو الغرض من الاتيان ب ( لا ) في قوله لا أقسم بيوم القيامة (2 ردود)
سؤال أرجو الإجابة عليه. (6 ردود)
من هم ( آل إبراهيم عليه السلام ) - سؤال للجميع !!!!؟؟؟ (9 ردود)
سؤال عن آية (1 ردود)
الفلسفة والفلاسفة 1/3 (1 ردود)
هل أفاد الشيخ عبد القاهر من القاضي عبد الجبار (14 ردود)
الوعظ بالقرآن عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (4 ردود)
«(والتفّتِ الساقُ بالساقِ)» (4 ردود)
القول الراجح في معنى قوله تعالى ( للسائل والمحروم) (2 ردود)
الفكر المنهجي في مؤلفات الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان (2 ردود)
وقفات قرآنية .. نصرة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم .. (0 ردود)
قال المفسر المعاصر -عام 1423- في قوله تعالى {على العرش استوى}: استولى .. (10 ردود)
العبرة بحسن العمل لا بكثرته . ( دعوة للمشاركة ) (5 ردود)
عرض (تفسير القرطبي) في نشرته الأخيرة بتحقيق الدكتور عبدالله التركي في 24 مجلدا (23 ردود)
القوني : مصطلح الرجل الغني بالقرآن (1 ردود)
استفسار عن معاجم مصنفات الدراسات القرآنية (8 ردود)
ما المقصود بقول أبي حاتم : فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير (5 ردود)(1/2723)
رجاء من الجميع : ضع ملاحظاتك على تصميم الملتقى الجديد هنا وفقك الله ... (49 ردود)
مواعظ المفسرين (1/12) (5 ردود)
منهج سيد قطب في التفسير : الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي. (2 ردود)
موقع "التفسير" أشمل مرجع قرآني مجاني موجود حاليا (6 ردود)
( ومكروا ومكر الله ) (4 ردود)
كتاب : مذهب أهل السنة في التفسير (1) : أحمد بزوي الضاوي (0 ردود)
أين أنتم يا جهابذة علوم القرآن الكريم ؟ (13 ردود)
تَنْزِيلُ الآياتِ على الوَاقِعِ المُعَاصِرعند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (6 ردود)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 1 (10 ردود)
ليلة القدر هل هي ليلة واحدة (2 ردود)
في مفهومية المرجعية القرآنية - النص الإلهي يدعو إلى التفكير وينهى عن التبعية (2 ردود)
قريبا .. وسائل إبداعية لحفظ القرآن للدكتور يحيى الغوثاني وفقه الله (4 ردود)
حكم مناكحة الجن والإنس,من كتاب أضوا البيان للشيخ الشنقيطي (1 ردود)
صدر حديثاً كتاب (متون التفسير وعلوم القرآن) .. تعريف به (2 ردود)
بشرى : د. مساعد الطيار يدرس الملايين ( أصول التفسير) عبر الأقمار الصناعية !! (9 ردود)
نظرة في تفسير (فضحكت) (5 ردود)
الزندقة (0 ردود)
ما أبرز الكتب التي ألفت في علم إعراب القرآن ..؟ (20 ردود)
وفاة الشيخ الدكتور إدريس حامد محمد رحمه الله والصلاة عليه غدا الاثنين 11/8 (9 ردود)
ما معنى قول المفسر :(وفيه قول آخر هو المختار أنه ليل لغة ونهار شرعا) ؟ (7 ردود)
(شبكة التفسير والدراسات القرآنية) في ثوبها الجديد قريباً.. (21 ردود)
قال الذي عنده علم من الكتاب. (1 ردود)
سؤال عن كتاب (قتلى القرآن) للثعلبي (2 ردود)
التفسير الإصلاحي عند الإمام ابن باديس رحمه الله (1 ردود)
مؤتمر عا لمي حول"معالم التجديد في فكر الشهيد الشيخ صبحي الصالح" (0 ردود)
"رفع اللبس عن حديث سجود الشمس" : نسخة منقحة ومصححة مع فوائد علمية (10 ردود)(1/2724)
أي التفاسير يكثر كتابها من النقل عن التفاسير الاخرى (2 ردود)
دراسة أقوال المفسرين في المراد بهمّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز (10 ردود)
مؤتمر توجيه بحوث الجامعات (0 ردود)
فَوَائِدُ مُنْتَقَاةٌ مِن تَفْسِيرِ ابِنِ كَثِيرٍ (1) (0 ردود)
في قوله تعالى :(.. ويقدر له ..) القَدْر في الرزق للمؤمنين وعلى غيرهم ..!! (0 ردود)
علم الكلام وأهل الكلام (15 ردود)
سؤال في منظومة (5 ردود)
شخص يبحث عن تفسير الآية 83 ... من سورة يونس ... منذ عشر سنوات (1 ردود)
دراسة لأقوال المفسرين في المراد بـ:(أمرنا مترفيها) مع التعقيب على رأي ابن القيم (5 ردود)
مالفرق بين الخوف والوجل والشفقة والخشية والرهبة (8 ردود)
أوتوا العلم (0 ردود)
لماذا خاطب الله رسوله الكريم بقوله إقرأ مع انه أمي (0 ردود)
مذاكرة ومباحثة حول نص من تفسير ابن أبي حاتم (3 ردود)
من نقل من تفسير بقي بن مخلد؟ (10 ردود)
سؤال حول (فهرست مصنفات تفسير القرآن) الذي حوى أكثر من 6000 عنوان (7 ردود)
كتابة القرآن الكريم بنظام برايل للمكفوفين د. عبد الله الخميس (1 ردود)
كيف يبني طالب الدراسات القرانية مكتبته؟ (2 ردود)
( أسانيد التفسير) للشيخ / عبدالعزيز الطريفي وفقه الله . (0 ردود)
التعريف بكتب التفسير للشيخ الطيار (3 ردود)
الحلول والاتحاد (3 ردود)
بين المفسر والداعية (1 ردود)
مبادئ العلوم : من د.ابراهيم الحميضي , إلى د.أحمد البريدي (4 ردود)
مكث الشيخ / الشنقيطي رحمه الله يبكي إلى صلاة العشاء ولم يستطع تفسير هذه الآية ! . (7 ردود)
إشكال في معنى (أرأيت) في كتاب الله (2 ردود)
اقتراح بتخصيص حلقات تتناول كافة علوم القرآن (2 ردود)
أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية (10 ردود)
التفسير الصوفي أو المنهج الرمزي والإشاري : (0 ردود)
التفسير على المذهب : (0 ردود)
تصنيف أهل السنة لمناهج التفسير: (0 ردود)
مصادر التفسير (0 ردود)(1/2725)
صدر حديثاً عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف (مجلة البحوث والدراسات القرآنية) (9 ردود)
هل الوليد بن عقبة فاسق. (0 ردود)
حكاية لابن مجاهد رحمه الله (13 ردود)
ألا توجد منظومة في علوم القرآن؟ (2 ردود)
سؤال عن كتاب فصول في أصول التفسير (12 ردود)
الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب. (0 ردود)
الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب. (0 ردود)
شبهات حول تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب. (0 ردود)
التراث التفسيري لسيد قطب. (6 ردود)
تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية : (0 ردود)
من يأتينا بألفية التوحيد (0 ردود)
ما تفسير هذا القول عن مجاهد في تفسير الطبري رحمه الله ؟ (6 ردود)
أوضح درجات التفسير النبوي ماذا تسمى؟ (4 ردود)
على من نزلت السكينة في الغار (2 ردود)
إذا كانت التكنية عند العرب تكريما فلماذا كني عبدالعزى (أبو لهب)؟ (3 ردود)
هل نزلت آيات من سورة ما قبل نزول السورة؟ (0 ردود)
التأويل الباطني (1 ردود)
صدر حديثاً (أحكام القرآن الصغرى) لابن العربي المالكي (ت543هـ) (6 ردود)
سؤال من أحد النصارى لي عن عيسى عليه السلام (0 ردود)
دعوة لمشاركة في مؤتمر علمي بجامعة الزرقاء (0 ردود)
استفسار عن تفسيرالشيخ محمد عبده (33 ردود)
كتاب المصاحف لابن الأنباري (0 ردود)
مرويات السلف في التفسير: هل من متعاونين لطبع ونشر المشروع ؟ (0 ردود)
تفسير ابن برجان : هل من راغب في نشره؟ (0 ردود)
سيد قطب ومنهجه في التفسير:هل من راغب في نشره ؟ (0 ردود)
معنى قول الزمخشري والنسفي (6 ردود)
صدر حديثاً (الروايات التفسيرية في فتح الباري : جمعاً ودراسة) لـ د.عبدالمجيد الشيخ (0 ردود)
صدر حديثاً (جمع القرآن : دراسة تحليلية لمروياتهً) للدكتور أكرم الدليمي (4 ردود)
الألغاز في علم القرآن (3 ردود)
حاشية الجمل !! (0 ردود)
استفسار عن: أبي سليمان الدمشقي (4 ردود)
(ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) (6 ردود)(1/2726)
هل سبق الذهبي بذكر الخلاف في مقدار ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ (7 ردود)
فاعليات مصحف ويب: تمتع بمشاهدة الرسم العثماني لصفحة كاملة (4 ردود)
إلى المتخصصين : طلب مساعدة حول موضوع التشبيه في كتاب الله (1 ردود)
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}!. (2 ردود)
من لطائف النظم القرآني(الجملة الاسمية والفعلية) (1 ردود)
سؤال حول سورة الأحزاب (2 ردود)
هل هذا الفعل مشروع ؟ (5 ردود)
معاني الاستعارات للسمرقندي - دراسة وتحقيق (8 ردود)
الشيخ + الدكتور: لقبان علميان متنافران (مقالة مهداة لدكاترة العلوم الإسلامية) (13 ردود)
الاختلاط بين الجنسين ! حدوده وضوابطه في القرآن الكريم. (8 ردود)
منهج أهل السنة في التفسير (2): (0 ردود)
حكم التأويل : (1 ردود)
التأويل المقبول والتأويل المردود : (0 ردود)
أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم : (0 ردود)
مرتكزات التفريق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة: (0 ردود)
الفرق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة : (0 ردود)
أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم : (2 ردود)
(1/2727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الحكمة ضآلة المؤمن
---
الحكمة ضآلة المؤمن
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-19-2004, 02:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا .*والصلاة والسلام على الرسول الامين واله وصحبه اجمعين //اخي المسلم اود ان اعلمك ان الحياة فرص فاغتنم فرصتك قبل فوات الاوان (ان تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله) واني قد كنت في اشد ضنك ومحنة وعذاب وحرمان ,وفي تلك الشدة وبين اناس لايذكرون الله الاقليلا وأكيد اخي القاريء الكريم تود وتريد معرفة محنتي وحكمتي فان سرد محنتي طويلة وعصيبة ! حيث اني مسلم عراقي وحين دارت رحى الحرب بين ايران والعراق وقعت في الاسر وكان عمري تسعة عشر عاما اي في عام 1986 م فاصطدمت بواقع مرير في ايران وخصوصا اهل السنة وان قلت انا من اهل السنة والجماعة فهذا هو الجرم الكبر ووالله العظيم حتى كتاب الله الكريم منعوه عنا في الاسر بدعوى اننا كفرة ولا يجوز ان نقرا كتاب الله الذي هم يتهموه تارة بالزيادة وتارة بالنقصان وتارة بالتحريف ولكن(وانه لكتاب عزيز لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه )وصدق الله والاسر اسر بكل ما تتصوره وزيادة ولكن اخي المسلم اني لعلى يقين ان الله يعطي الصبر على قدر المشقة وفي تلك المحنة شرعت بحفظ كتاب الله العزيز كاملا والحمد لله الذي اكرمني به فياأخي المسلم بادر بطاعة الله وأوامره وانتهي عن ما نها الله عنه واعلم انه ليس اسعد في الدنيا ممن حمل هذا الكتاب العظيم وعمل به مااستطاع واسال الله ان يهدينا لما اختلف فيه من الحق باذنه
---
عبدالرحمن الشهري
08-20-2004, 03:34 PM
وفقك الله أخي عمار ، وأسأل الله لي ولك وللجميع الثبات على الحق وحسن الخاتمة .(1/2728)
ويا حبذا أخي عمار لو ذكرت لنا الطريقة التي حفظت بها القرآن على الرغم من قسوة الأسر . لعلنا أن ننتفع بهذه التجربة.
---
(1/2729)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حجية القياس
---
حجية القياس
---
حمدي كوكب
06-08-2006, 08:18 PM
حجية القياس
القياس
هو المصدر الرابع من مصادر التشريع الإسلامي
تعريفه :
في اللغة : التقدير ، يقال : قاس الثوب بالذراع ـ إذا قدره به.
أما في اصطلاح الأصوليين : فقد تعددت التعريفات ، وقد اختلفت وجهات العلماء في
بيان مفهومه.
1ـ قال الماوردي الشافعي : هو : رد الفرع إلى الأصل في الحكم بعلة تجمعهما ، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام : قياس علة ، وقياس دلالة ، وقياس شبهة .
2ـ وقال الغزالي : هو حمل معلوم على معلوم في إثبات حكم لهما أو نفيه عنهما بأمر جامع بينهما من إثبات حكم أو صفة أو نفيهما .
3ـ وقال البيضاوي : هو إثبات مثل حكم معلوم في معلوم آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت .
4ـ وقيل : هو مشاركة مسكوت عنه لمنصوص على حكمه الشرعي في علة هذا الحكم ، وإلحاقه به فيه .
5ـ وقال ابن الحاجب : هو مساواة فرع الأصل في علة حكمه .
6ـ وقيل : هو إلحاق واقعة لا نص على حكمها بواقعة ورد نص بحكمها ، في الحكم الذي ورد فيه النص ، لتساوي الواقعتين في علة هذا الحكم .
فإذا دل نص على حكم في واقعة ، وعرفت علة هذا الحكم بطريق من الطرق التي تعرف بها علل الأحكام ثم وجدت واقعة أخرى تساوي في واقعة النص في علة تحقق الحكم فيها فإنها تستوي بواقعة النص في حكمها بناء على تساويهما في علته ، لأن الحكم يوجد حيث توجد علته .
أمثلة توضح ذلك :
1ـ ورد نص بحرمة الخمر ـ وهي ما اشتد من عصير العنب ـ في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) المائدة آية (90) .(1/2730)
فالخمر أصل منصوص على حكمه وهو الحرمة ، لعلة وهي الإسكار ، ونبيذ التمر أو الشعير فرع لم ينص على حكمه ، فإذا وجدنا العلة التي بني عليها الحكم في الأصل متحققة فيه لزم ـ بطريق القياس ـ أن يكون مثله في الحكم .
2ـ ورد النص بحرمة ابتياع المؤمن على بيع أخيه في قوله ( - صلى الله عليه وسلم - ) " المؤمن أخو المؤمن ، ولا يحل للمؤمن أن يخطب على خطبة أخيه أو يبتاع على بيع أخيه حتى يذر " .
فالابتياع على بيع الأخ أصل محكوم عليه في النص بالحرمة ، لعلة هي أنه مبادلة تؤدي إلى قطيعته وعداوته ، والاستئجار على استئجار الأخ فرع ، وقد تحققت فيه علة حكم الأصل ، فلزم أن يكون مثله في الحكم .
3ـ البيع وقت النداء للصلاة من يوم الجمعة واقعة ثبت بالنص حكمها وهو الكراهة التي دل عليها قوله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع " الجمعة آية (9) .
لعلة هي شغله عن الصلاة ، والإجارة والرهن أو أية معاملة وقت النداء إلى الصلاة من يوم الجمعة توجد فيها هذه العلة وهي شغلها عن الصلاة ، فتقاس بالبيع في حكمه وتكره وقت النداء للصلاة .
حجية القياس :
مذهب الجماهير من علماء الإسلام على أن القياس حجة شرعية على الأحكام العملية، وعلى أنه في المرتبة الرابعة من الحجج الشرعية ، وعلى العمل والتعبد به شرعاً ، فقد قاس الصحابة والتابعون ومن بعدهم علماء الأمصار ، وهناك بعض فرق الشيعة التي ذهبت إلى أن القياس ليس بحجة شرعية على الأحكام .
وقد استدل المثبتون للقياس بالكتاب والسنة والمعقول :
أولاً : الكتاب :(1/2731)
قال تعالى : " فاعتبروا يا أولي الأبصار " الحشر ـ آية (2) ، والاعتبار قياس الشيء بالشيء ، وقال تعالى : " أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون " الواقعة ـ الآيات 58 ـ 62 .
فهذه الآية وقع فيها الاحتجاج على الكفار في إنكارهم البعث بالقياس على النشأة الأولى ، وهو قياس في الأصول المعتقدة التي يطلب فيها القطع ، ففي الفقه الذي يكتفي فيه بالظن من باب أولى .
وقال تعالى : " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "
أمرهم أن يردوا ما أشكل عليهم إلى الرسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) فإن لم يكن موجوداً فإلى أولي الأمر منهم العلماء وخص المجتهدين وهم أهل الاستنباط ، وأول باب في الاستنباط وأعلاها هو القياس .
وقال الإمام الشافعي : لا يجوز لأحد أن يقيس حتى يكون عالماً بما مضى من السنن وأقاويل السلف وإجماع الناس واختلاف العلماء ولسان العرب .
ثانياً : السنة :
فمنها ما يدل على ربط الأحكام بأوصاف في الأفعال مناسبة لتلك الأحكام كقوله (- صلى الله عليه وسلم -) في الهرة : " أنها ليست بنجسة أنها من الطوافين عليكم والطوافات " .
ومنه حديث معاذ بن جبل أن رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، لما أراد أن يبعثه إلى اليمن قال له : كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ قال : أقضي بكتاب الله ، فإن لم أجد بسنة رسول الله ، فإن لم أجد أجتهد رأيي ولا آلو ، فضرب رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) على صدره وقال : " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، لما يرضى رسوله " .(1/2732)
ووجه الاستدلال بهذا الحديث أن رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) أقر معاذاً على أن يجتهد إذا لم يجد نصاً يقضي به في الكتاب والسنة ، والاجتهاد بذل الجهد للوصول إلى الحكم ، وهو يشمل القياس لأنه نوع من الاجتهاد والاستدلال والرسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) لم يقره على نوع من الاستدلال دون نوع .
ومنها ما روى عن عمر ( رضى الله عنه ) أنه قال : يا رسول الله صنعت اليوم أمراً عظيماً ، قبلت وأنا صائم . فقال رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - ) : أرأيت لو مضمضت بالماء ؟ قلت : لا بأس . قال : فمه ، أي ما وقع منك أمر هين سهل لا بأس به كالمضمضة ، فقد قاس الرسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، القبلة على المضمضمة ، لاشتراكهما في عدم إيصال شيء إلى الجوف ، وألحقها بها في الحكم ، وهو عدم إفساد الصوم .
وقد اجتهد الصحابة في الوقائع التي لا يوجد فيها نص من القرآن والسنة وأخذوا يقيسون ما لا نص فيه على ما فيه نص ويعتبرون النظير بنظيره ، فقد قاسوا خلافة أبي بكر على إمامة الصلاة ، وبايعوا أبا بكر بها وأظهروا أن القياس هو : رضية رسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) لديننا ، أفلا نرضاه لدنيانا . وحارب أبو بكر مانعي الزكاة ، استناداً إلى أنها كان يأخذها الرسول ( - صلى الله عليه وسلم - ) لأن صلاته سكن لهم لقوله تعالى : " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم " .
ثالثاً : المعقول :
أما من ناحية المعقول فنجد أن الله سبحانه وتعالى عندما شرع الأحكام فلم يشرعها إلا لمصالح العباد، وأن صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان تقتضي فتح باب الاجتهاد بل وجوبه ، فيما يستجد من الأحداث والوقائع التي لا نص فيها ، وأول ما تقتضيه إلحاق ما لم ينص عليه بما ورد فيه نص ، متى تحققت فيه علة حكمه أو شمله ضابطه العام ، وهذا هو القياس .(1/2733)
ومنها أن نصوص القرآن والسنة محدودة ومتناهية ، ووقائع الناس واقضينهم غير محدودة ولا متناهية ، فلا يمكن أن تكون النصوص المتناهية وحدها هي المصدر التشريعي لما لا يتناهى ، فالقياس هو المصدر التشريعي الذي يساير الوقائع المتجددة ، وقد فطر الله سبحانه وتعالى العقول البشرية على التسوية بين المتماثلين ، وعدم التفرقة بينهما على أساس هذه الفطرة في كثير من آيات الكتاب الكريم ، ومنه أن سبحانه يبين أن عقوبته تحل بالمجرمين ، وأن جنته أعدت للمتقين ثم قال : " أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون " سورة القلم ـ آية (35 ـ36) .
فأنكر سبحانه وتعالى أن يساوي المسلمين بالمجرمين في الحكم وقد اختلفوا في علته.
---
أبو مالك العوضي
08-13-2006, 01:13 AM
جزاكم الله خيرا
ومن أقوى الأدلة على صحة العمل بالقياس قول النبي صلى الله عليه وسلم للذي يختلس النظر: (( لو أعلم أنه ينظرني لطعنت بالمدرى في عينه، وهل جعل الاستئذان إلا من أجل البصر ))؟ فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الاستئذان إنما شرع لعلة، ومع أن هذه العلة غير منصوصة إلا أنها واضحة من سياق الآيات، فغَضَبُ النبي صلى الله عليه وسلم ممن فعل ذلك يَدُلُّ على أن النظر في علل الأحكام والقياس عليها مشروع بل واجب.
وأما حديث معاذ فهو حديث لا يصح من جهة الصناعة الحديثية وإن كان جماهير الأصوليين يذكرونه في كتبهم.
والأحاديث في صحة القياس عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا زادت على ثلاثمائة في مصنف لأحد علماء الحنابلة.
وأما الآثار عن الصحابة في القياس فأكثر من أن تحصى، ومن أشهرها رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري، وقد تلقاها أهل العلم بالقبول، ولا يضرها طعن ابن حزم في سندها.(1/2734)
وأيضا من الأدلة على صحة القياس إجماع أهل العلم على صحته، فقد ذكر غيرُ واحد من أهل العلم أن إنكار القياس لم يظهر إلا في القرن الرابع على يد داود الظاهري ومن تبعه، ولم يعرف لهم سلف في هذا القول.
وأما ما ذكره ابن حزم وغيره من الآثار عن الصحابة في ذم القياس، فاحتجاج غريب حقا؛ لأنه إن ثبت عنهم العمل بالقياس أحيانا وذمه أحيانا دل ذلك على أن المذموم إنما هو بعضُ القياس لا كله.
وقد أجمع الصحابة - إلا ابن عباس - على مسألة العول التي مبناها على القياس أصلا، فمن العجيب أن يزعم بعض الظاهرية إجماع الصحابة على بطلان القياس!
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
---
(1/2735)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بيع مصحف عثماني من القرن السابع عشر الميلادي
---
بيع مصحف عثماني من القرن السابع عشر الميلادي
---
موراني
05-17-2005, 03:06 PM
على هذه الصفحة يتم الآن بيع هذا المصحف الجميل :
http://cgi.ebay.com/ws/eBayISAPI.dll?ViewItem&item=7321187625&ssPageName=ADME:B:WN:US:1
في مزاد دولي . المعلومات كلها باللغة الانجليزية . المزاد ينتهي بعد ثلاث ساعات !
أما المشتري الذي عرض الى الآن البلغ الأعلى فانه تاجر فحسب . فمن هنا من المحتمل , بل الأكيد
انه سيبيع هذا المصحف الكامل ورقة ورقة ويمزّق هذا المجلد الجميل على أوراقه !
من عنده الامكانية في الملتقى فليشتر .....
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2005, 05:01 PM
شكراً للدكتور موراني .
يبدو لي أن هذا المصحف عراقي المصدر . وأخشى ما أخشاه أن يكون مما سرق من خزائن العراق في الأيام الماضية ، بعد دخول الغزاة الأمريكيين قاتلهم الله. ومن هو البائع الذي يعرضه للبيع في الموقع ؟
---
موراني
05-17-2005, 05:22 PM
لا علم لي بالبائع وهو في باريس ويعرض المصحف في الرابط الأمريكي .
كل ما أخشى أن المشتري سيوزع المصحف الى أوراق فيبيعه مرة أخرى ورقة ورقة ! مثلا ورقة بعشرة دولارات
وما يزيد على أكثر من 600 صفحة من هذا المصحف سيكون له كسب هائل .
كما جاء في الوصف من جانب البائع فالمصحف من العراق
---
(1/2736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دورة علمية للشيخ الدكتور مساعد الطيار في المدينة النبوية
---
دورة علمية للشيخ الدكتور مساعد الطيار في المدينة النبوية
---
محب القراءات
03-21-2007, 01:09 AM
دورة علمية في القسم المتعلق ب ( الكتاب ) من كتاب الموافقات في أصول الشريعة للإمام الشاطبي - رحمه الله - المتوفى سنة 790هـ
يشرحه فضيلة الشيخ / د. مساعد بن سليمان الطيار _ حفظه الله _ في مسجد البلوي بحي الفيصلية بالمدينة النبوية , وقد بدأ الشيخ حفظه الله بشرح هذا القسم في دورة سابقة بتاريخ 3 / 2 / 1428 و 4 / 2 / 1428 .
وسيكمل الشرح في يوم الأربعاء الموافق 2 / 3 / 1428 بعد صلاة العصر .
وفي يوم الخميس الموافق 3 / 3 / 1428 بعد الفجر والظهر والعصر .
أسأل الله تعالى أن يحفظ شيخنا ويبارك في علمه وعمله وينفع به .
---
فهد الوهبي
03-21-2007, 02:21 AM
بارك الله فيك ... ونسأل الله للشيخ مساعد التوفيق والسداد ..
( هل ستنقل الدورة في أحد الغرف )
---
محب القراءات
03-21-2007, 06:47 AM
نعم ستنقل الدروس عبر موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
---
(1/2737)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن علة رسم كلمة في القرآن الكريم
---
سؤال عن علة رسم كلمة في القرآن الكريم
---
أحمد قباوة
03-27-2007, 02:23 PM
أساتذتي الأفاضل اخوتي الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سئلت سؤالاً لم أملك الجواب عليه ، فعسى أن أجد إجابته لديكم إن شاء الله
لقد رسم اسم سيدنا إبراهيم عليه السلام في جميع القرآن الكريم بالياء هكذا إبراهيم ، ما عدا ما ورد في سورة البقرة فكل ما جاء فيها رسم بغير ياء هكذا إبراهم مع وضع ما يدل على الياء في اللفظ ، فهل من علة لحذف الياء من اسم سيدنا إبراهيم في سورة البقرة ؟
علماً أن السائل يعد رسالة ماجستير عن حياة سيدنا إبراهيم بين التوراة والقرآن ، فلو كان الجواب موثقاً ليستفيد منه الباحث في الإحالة لكان اولى .
كذلك ، من أمد هذا الباحث بدراسات تفيد موضوعه فله جزيل الشكر
جزاكم الله كل خير
---
الجكني
03-27-2007, 02:56 PM
قال أبوداود بن نجاح :"رسم كذلك والله أعلم لقراءتهم ذلك بألف بين الهاء والميم "انتهى (مختصر التبيين :2/206)
وقال السخاوي :"وجه رسمه : التنبيه على قراءة (إبرهام) وحذف الألف منه اختصاراً "اهـ فتح الوصيد :1/114
ونقل أبو شامة عن مكي :"الألف لغة شامية قليلة" ا÷ إبراز المعاني :2/327
والله أعلم
---
حارث الهمام
03-27-2007, 06:17 PM
نعم كما أشار الأخ الفاضل، فقد وقعت إبراهيم في قراءة هشام عن ابن عامر إبراهام وهي لغة في إبراهيم وذلك في البقرة.
---
مروان الظفيري
03-27-2007, 07:24 PM
جاء في كتاب : تاريخ القرآن الكريم ؛ لمحمد طاهر الكردي (101 ـ 103) :
(( والذى يظهر لنا والله تعالى اعلم ان رسم المصحف العثماني غير توقيفي ونستدل على قولنا هذا بخمسة امور. (الامر الاول) ان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كونه أميا لا يكتب ولا يقرأ كتابا(1/2738)
كما قال تعالى " وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (1) "
فكيف يملى عليه الصلاة والسلام زيد بن ثابت على حسب قواعد الكتابة والاملاء من نحو الزيادة والنقص والوصل والفصل. فهل كان يقول صلى الله عليه وسلم لكاتب الوحى اكتب كلمة " ابراهيم " في سورة البقرة كلها بغير ياء واكتبها في بقية القرآن بالياء ،
واكتب كلمة " بأييد (2) " بياءين. واكتب كلمة " وجائ يومئذ بجهنم " بزيادة ألف بعد الجيم. واكتب كلمة " لشائ (3) " بزيادة ألف بعد الشين واكتب كلمة " أفإين مات (4) " بزيادة ياء قبل النون. واكتب كلمة " الله يبدؤا الخلق " بهمزة فوق الواو وألف بعدها. واكتب هذه الكلمات " جاءو. فاءو. باءو. تبوءو " بغير ألف فيها بعد واو الجماعة وفيما عدا هذه الكلمات أثبت الالف بعدها. واكتب كلمة " مائة " بالالف واكتب كلمة " فئة " بغير ألف. واكتب كلمة :(1/2739)
" سعوا " التى بالحج بالالف بعد الواو. واحذفها من " سعو " التى بسبأ. واكتب كلمة " واخشوني " بالياء في البقرة واحذفها منها في التى بالمائدة واحذف اللام الثانية من كلمة " اليل " وأثبتها في كلمة " اللؤلؤ " واكتب الكلمات " الصلوة. الزكوة. الربوا " بالواو واكتب " قرت عين لى " بالتاء واكتب " قرة اعين " بالهاء وافصل كى عن لا في " كى لا يكون دولة " وأوصلها في " لكيلا تأسوا " وهكذا في جميع القرآن. فان كان املاء النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لكاتب الوحى بهذه الصفة فالرسم توقيفي بلا جدال لكن لم نر منقولا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يملى كاتب الوحى بهذه الصفة والكيفية، فلو كان كذلك لتواتر عنه صلى الله عليه وسلم وما كان ذلك خافيا على احد، ولو كان كذلك ايضا لكان عليه الصلاة والسلام عارفا باصول الكتابة وقواعد الاملاء وكيف وهو النبي الامي (الامر الثاني) لما اختلف زيد بن ثابت ومن معه في كلمة " التابوت " أيكتبونه بالتاء ام بالهاء رفعوا الامر إلى عثمان رضى الله عنه فأمرهم ان يكتبوها بالتاء. فلو كان الرسم توقيفيا باملاء النبي صلى الله عليه وسلم بالكيفية التى ذكرناها لقال لهم زيد إن النبي صلى الله عليه وسلم امرني بكتابتها بالتاء ولقال عثمان لزيد كاتب الوحى اكتبها بالكيفية التى املاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ......) .
-------------------------------------------------------------------------
(1) فالامية في حقه عليه الصلاة والسلام كمال وفي حق غيره نقص وذلك لو كان متعلما الكتابة والقراءة لقالوا ان هذا القرآن ليس من عند الله وانما وضعه من نفسه بقوة علمه ومعرفته (2) من آية والسماء بنيناها بأييد (3) من آية ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله (4) من آية افان مات أو قتل (*)
---
حارث الهمام
03-27-2007, 07:44 PM
شكر الله لكم ..(1/2740)
ولعل مسألة الرسم غير المسألة المسؤول عنها، فبغض النظر عن الرسم هل هو توقيفي معجز أم لا -وإن كنت أميل للأخير- فإن تفريقهم في الكتابة على هذا النحو لمعنى وسبب فما هو؟ هل هو محض غلط؟ اللهم لا.
والجواب هو اختلاف قراءة هشام عن ابن عامر عن الجمهور، إذ لم يقرأ جمهور العشرة إلاّ بالقراءة المعروفة، وقرأ ابن عامر بالمشار إليها في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ولم تكتب في معظم المصحاف الأصلية -في غير سورة البقرة- إلاّ إبراهيم بإثبات الياء.
وقد أشار ابن عاشور في التحرير والتنوير إلى هذه المعاني ينظر 1/683 وما بعدها.
وهنا تنبيه يحسن ذكره وهو أن ابن عاشور رحمه الله قال: "إبراهام وقعت في قراءة هشام عن ابن عامر حيثما وقع اسم إبراهيم"، وهذه الجملة موهمة ولعله سقط في النسخة أو نسي -رحمه الله- أن يقيد مراده بسورة البقرة خاصة، فهشام يقرأ ما في البقرة على الرسم المثبت ومافي عداها بالخلف، وابن ذكوان يقرأ فيما عدى البقرة كالجمهور، ولهذا أثبتت في معظم المصاحف القديمة بالياء فيما عداها، والله أعلم.
---
الجكني
03-27-2007, 07:48 PM
الدليل عند من يقول بالتوقيف هو :اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على ما كتبه زيد بعد الانتهاء من الكتابة ،قالوا : كتابته رضي الله عنه بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم واطلاعه عليه هو "تقرير " منه صلوات الله وسلامه عليه ،ومن هنا جاء "الوجوب " على المحافظة عليه 0والله أعلم 0
---
أحمد قباوة
03-29-2007, 06:28 PM
جزاكم الله كل خير(1/2741)
نعم إن السؤال لا يرتبط بمسألة توقيفية الرسم أو عدم توقيفيته كما قال الأستاذ الحارث ، بل ربما يوهم إيراد هذه المسألة في هذا الموطن عدم جدوى السؤال عن مثل هذه الاختلافات في الرسم القرآني ، وعدم جدوى مدارسة علم الرسم القرآني أصلاً ، وهو علم مستقل من علوم القرآن الكريم كما هو معلوم، لأنه يتبادر للذهن عندها أنه مادام الأمر اجتهادياً فيمكن أن يتغير رسم المصحف الشريف باختلاف العصور ، لكن الأمر ليس كذلك - والله أعلم - بسبب توارد إجماع الأمة على رسم معين محدد بحسب القراءات، وإن لم يرد نص خاص في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بل كون المسألة اجتهادية تدفعنا أكثر للسؤال عن سبب ذهابهم لهذا الاجتهاد ، فمالذي دفعهم لحذف الياء فقط من سورة البقرة؟ إذ لاشك بأن الأمر كما قال الزركشي عما اختاره الصحابة رضي الله عنهم من الرسم (( لم يكن ذلك كيف اتفق بل على أمر عندهم قد تحقق )) البرهان 2/10-11 ونحن هنا نبحث عن هذا الأمر الذي تحقق عندهم .
على أي حال ليس هذا موطن مناقشة هذه المسألة ، لكن أظن أنه عندما تعرض هذه المسألة ينبغي عرض دليل من قال بالتوقيف أو على الأقل الإشارة إليه ، أو على أقل تقدير بيان مذهب العلماء في حرمة مخالفة الرسم العثماني عند كتابة المصحف كما ذكر ذلك الزركشي عن كثير من التابعين . البرهان 2/13-15.
والله تعالى أعلم
---
د.عبدالرحمن اليوسف
03-29-2007, 11:38 PM
ذكر محمد شملول جواباً عن سؤالك-حفظك الله-في كتابه إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة ص121فانظره وتأمله بارك الله فيك.
---
د. أنمار
03-30-2007, 03:41 AM
لعل في الرابط ما يفيد السائل
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4540
---
د.إلياس أنور
04-03-2007, 01:57 PM
]بسم الله الرحمن الرحيم .(1/2742)
إضافة إلى ما ذكره الإخوة الكرام حول رسم كلمة ( إبراهيم ) بياء في بعض المواضع وفي بعضها من غير ياء أقول . قال الإمام الشاطبي _ رحمه الله _ في عقيلة أتراب القصائد
والحذف في ياء إبراهيم قيل هنا شام عراق ونعم العرق ماانتشرا
ويقول الجعبري في شرح هذا البيت :
أي : حذفت ياء ( إبراهيم ) من الرسم الشامي والكوفي والبصري في كل ما في البقرة وهو خمسة عشر موضعاً ، وثبتت في الرسم المدني والمكي والإمام ( والمحذوف من كلمة إبراهيم ( الياء ) دون الألف فإنها محذوفة من كل المصاحف بالاتفاق . وجملة المختلف في ( إبراهيم ) ثلاثة وثلاثون ) والمتفق ستة وثلاثون .
فوجه الإثبات والحذف احتمال القراءتين .
فقراءة الياء في المرسوم بها قياسية ، وفي محذوفها اصطلاحية وتُقدره ياء كـ ( إسرائيل ) و ( الداع ) حملاً على الثانية ( أي كما تقدر الياء الزائدة لمن قرأ بإثباتها كالمكي .
وقراءة الألف في المرسوم ياءً اصطلاحية كـ ( بأيَّمٍ الله ) و ( قضى ) ، وكذا في المحذوف لكن تُقدر ألفاً حملاً على الأكثر ( لأن الألف يتوارد عليه الحذف أكثر من بقية حروف المد ) .
وأما القراءات في كلمة إبراهيم فهي كالآتي:
قرأ هشام ( إبراهام ) بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعاً منها جميع ما في سورة البقرة وهو خمسة عشر موضعاً وما عداها بالياء ، وقرأ الباقون بالياء في جميع القرآن إلا ابن ذكون قرأ جميع ما في البقرة من( إبراهيم ) بوجهين أحدهما بالألف كهشام والثاني كالجماعة . التيسير صـ 65 .
وأما ماذكره الأخ ( مروان الظفيري ) بأن الرسم غير توقيفي فأقول :
ذهب جمهور العلماء إلى أن الرسم العثماني توقيفي ولا يجوز تغييره .(1/2743)
لأن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توثيق النص القرآني كان من جهتين ، جهة الحفظ وجهة الكتابة . كما نعلم كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون الوحي ، وكان يراجعهم فإذا وجد خطأ أمرهم بإصلاحه . فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :" كنت أكتب الوحي عند رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وهو يملي عليَّ فإذا فرغت قال _ صلى الله عليه وسلم _ : ( إقرأ ) فأقرؤه ، فإذا كان فيه سقط أقامه ، ثم أخرج به إلى الناس ).( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/142 برقم (4888 ) وأيضاً في الأوسط برقم (1913 ) (
قال الشيخ الدباغ :" رسمُ القرآن سرٌ من أسرار المشاهدة وكمال الرفعة ، وهو صادرٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة ، وإنما هو بتوقيف من النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة اللف ونقصانها ونحو ذلك ، لأسرار لا تهتدي إليها العقول إلا بفتح رباني ، وهو سر من الأسرار التي خصَّ الله به كتابه العزيز دونسائر الكتب السماوية ، فكما أن نظمه معجز فرسمه معجز أيضاً . الإبريز للدباغ صـ 60 . سمير الطالبين صـ18
قلت : ومما يستدل على تعليم النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الصحابة الرسم كما كان يعلمهم القراءة ، ما جاء عن معاوية رضي الله عنه : قال لي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (( ألق الدواة وحرف القلم وانصب الباء وفرق السين ، ولا تعور الميم ، وحسن الله ، ومد الرحمن ، وجود الرحسم ، وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك )) . انظر القرطبي 13/353 . والله أعلم .[/font][/motfrk][/motfrk]
---
العبادي
04-03-2007, 05:11 PM(1/2744)
لقد رسم اسم سيدنا إبراهيم عليه السلام في جميع القرآن الكريم بالياء هكذا إبراهيم ، ما عدا ما ورد في سورة البقرة فكل ما جاء فيها رسم بغير ياء هكذا إبراهم مع وضع ما يدل على الياء في اللفظ ، فهل من علة لحذف الياء من اسم سيدنا إبراهيم في سورة البقرة ؟
أحبتي الأكارم
ما فهمته من سؤال الأخ هو أنه مختص بتعليل حذف صورة الياء من كلمة (إبراهيم) في سورة البقرة دون غيرها، بمعنى: ما هو السبب في أن تحذف صورة الياء من كلمات سورة البقرة وحدها دون غيرها من سور القرآن؟
فلو قلنا إن السبب هو موافقة رواية هشام عن ابن عامر لكان السؤال: لِمَ لم تحذف من باقي المواضع الثمانية عشر مع أن القراءة واحدة عنده في جميع المواضع الثلاثة والثلاثين، فلِمَ تختص البقرة وحدها بالحذف؟
---
(1/2745)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهارس ملتقى أهل التفسير
---
فهارس ملتقى أهل التفسير
---
فهرس الرسائل العلمية في القرآن وعلومه (11 ردود)
ركن أخبار مناقشات الرسائل الجامعية (الدراسات القرآنية) (10 ردود)
فهرس ملتقى أهل التفسير (6 ردود)
"مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية " (42 ردود)
فهرس الفوائد العلمية في كتب التفسير لابن عثيمين (20 ردود)
ركن فهارس البحوث القرآنية في المجلات العلمية (19 ردود)
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية (122 ردود)
(1/2746)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).(حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها).
---
( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).(حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها).
---
أبو علي
05-27-2004, 09:45 AM
ما الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى : حتى إذا جاؤوها (وفتحت) أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
وأما أصحاب النار فلم تأت الواو ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
نأخذ من حياتنا الدنيا مثلا تتبين لنا منه الحكمة.
لو ذهبت إلى قصر رئيس أو ملك أطلب مقابلته فإنني سأجد حراس الأمن سيطلبون مني إبراز الهوية وبطاقة الدعوة وسيفتشونني خوفا أن أكون مسلحا وبعد ذلك يفتحون لي الأبواب.
وبعد انتهاء زيارتي فإنني لا أتعرض لنفس الإجراءات التي تعرضت لها أثناء الدخول وإنما تفتح لي الأبواب أوتوماتيكيا.
كذلك في الآخرة فإن الجنة ليست (وكالة بدون بواب) يدخلها أي إنسان. بل هي دار جزاء ، فلا بد لخزنتها أن يتأكدوا من هوية الشخص وهل ورد إسمه في لائحة الفائزين وشهادة إثبات الملكية، وبعد كل تلك الإجراءات تفتح الأبواب.
هذا مثل فهمنا منه الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى عن الجنة (حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها).
أما جهنم فهي ليست دار نعيم حتى يتعرض داخلوها لنفس إجراءات أهل الجنة وإنما هي نار وعذاب تفتح أبوابها أتوماتيكيا للأشقياء ، ولذلك لم تأت الواو في قوله تعالى عن جهنم (حتى إذا جاؤؤها فتحت أبوابها).
---
المنهوم
05-27-2004, 03:26 PM
السلام عليكم وبعد / يا أخي ابو علي الظاهر لي ان في هذا المثل الذي ضربته لنا بعد ا عن سبب مجئ الواو ةعدم مجيئها .
والجنة دار إكرام ونعيم وقد اعدت للمتقين قبل قدومهم اليها ويستقبلون عند قدومهم بفتح الأبواب والتكريم(1/2747)
بخلاف النار نعوذ بالله منها فهي دار عذاب وإهانة وإذلال وتفتح في وجوههم لزيادة العذاب والنكال ولا يستقبلون بفتح الأبواب
وقارن بين كلام العلماء وبين ما قلته حفظك الله
وقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) لم يذكر الجواب ها هنا وتقديره حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الابواب لهم إكراما وتعظيما وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم وإذا حذف الجواب ها هنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل ومن زعم أن الواو في قوله تبارك وتعالى ( وفتحت أبوابها ) واو الثمانية واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع (( ابن كثير 4 / 67 ))
وقد قيل إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة بدليل قوله جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وحذف الواو في قصة أهل النار لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم ذكره المهدوي وحكى معناه النحاس قبله قال النحاس فأما الحكمة في إثبات الواو في الثاني وحذفها من الأول فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد وهو أنه لما قال الله عز وجل في أهل النار حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها دل بهذا على أنها كانت مغلقة ولما قال في أهل الجنة حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها دل بهذا على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها والله أعلم (( القرطبي 15 / 285 ))
---
المقرئ
05-28-2004, 02:48 PM
ما سبق أحد الأقوال في المسألة
والقول الثاني أن الواو الزائدة هي واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية وهي لغة عند العرب واحتج القائلون بهذا بآيات من القرآن راجع التفاسير وستجد الخلاف في هذا
---(1/2748)
لؤي الطيبي
03-08-2005, 09:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في ملاك التأويل : " أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج الفعل بعدها إلى الجواب .. فوقع جوابها في الآية الأولى منطوقاً به وهو قوله : "فتحت أبوابها" .. وأما الآية الثانية فجوابها محذوف مقدر وقوله "وفتحت أبوابها" كلام معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده ، ولو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تفتح إلا عند مجيئهم ، كالحال في أهل النار ، وليس كذلك ، والله أعلم . ألا ترى قوله تعالى في سورة ص : "وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب" فانتصاب مفتحة إنما هو على الحال ، والحال قيد فيما قبلها .. فقد تبين أن قوله تعالى "فتحت أبوابها" معطوف على قوله "جاؤوها" وليس جواباً ، ومما يبيّن ما ذكرناه في معنى الآية ويشهد له إخباره صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه أول من يفتح وأول من يقرع باب الجنة ، فقد أوضح هذا أن الداخلين تالون له وبعده فيجدونها مفتوحة الأبواب .. فإن قيل فما جواب إذا؟ قلت : الجواب ، والله أعلم ، مقدر بعد ، يفسره المعنى ، كأن قد قيل : حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين أنسوا وأمنوا أو ما يرجع إلى هذا المعنى ويحرزه .." (انظر : ملاك التأويل للغرناطي ، ج2 ، ص992-997)
وإلى هذا المعنى ذهب أيضاً الخطيب الإسكافي في درة التنزيل (ص280) ..
وقد وضح الدكتور فاضل السامرائي - حفظه الله - ناحية بيانية أخرى فقال : إن جواب الشرط في حال جهنم "إذا جاؤوها" مذكور وهو: "فتحت أبوابها" ، أما في حال الجنة فلا يوجد جواب للشرط لأنه يضيق ذكر النعمة التي سيجدها المؤمنون في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في الجنة ، والجواب يكون في الجنة نفسها . فسبحانه جلّ جلاله .. (من برنامج لمسات بيانية ، تلفزيون الشارقة)
---
أبو زينب
03-10-2005, 09:02 AM(1/2749)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن الواو جاء في كتاب " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري :
هي زائدة أو هي واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية أو واو الحال أي جاؤوها و قد فتحت أبوابها قبل مجيئهم بخلاف أبواب النار فإنها إنما فتحت عند مجيئهم و السر في ذلك أن يتعجلوا الفرح و السرور إذا رأوا الأبواب مفتحة ..
وأهل النار يأتوها و أبوابها مغلقة ليكون أشد لحرِِِها .
أو أن الوقوف على الباب المغلق نوع ذل و هوان , فصِينَ أهل الجنة عنه .
أو أن الكريم يعجل المثوبة و يؤخر العقوبة أو اعتبر في ذلك عادة دار الدنيا . لأن عادة من في منازلها من الخدم إذا بًشروا بقدوم أهل المنازل فًتح أبوابها قبل مجيئهم استبشارا و تطلعا إليهم . وعادة أهل الحبوس إذا شًدد في أمرها ألا تًفتح أبوابها إلا عند الدخول إليها أو الخروج .
أما في التحرير و التنوير فقد رد الشيخ ابن عاشور على من ربط الواو بالرقم ثمانية :
والواو في جملة { وفتحت أبوابها } واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة.
وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في «تفسيره» فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله{ ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم }[الكهف: 22]، فقالوا في { وفُتحَت أبوابها } جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى: { التائبون العابدون } إلى قوله:{ والناهون عن المنكر }[التوبة: 112] فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه، وقد زينه ابن هشام في «مغني اللبيب».
و الله أعلم .
---
أبو علي
03-11-2005, 12:22 AM(1/2750)
قال صلى الله عليه وسلم: ( وأنا أول من يقرع باب الجنة ) رواه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آتى باب الجنة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ قال: فأقول: محمد. قال: يقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ) ، رواه مسلم .
ها نحن نقرأ في هذين الحديثين :(وأنا أول من يقرع باب الجنة ) وكذلك الحديث الثاني : (فأستفتح)، فهل يقال (أستفتح) لباب مفتوح !؟ وهل يقال (يقرع باب الجنة ) لباب مفتوح !؟.
إذن فالآية في سورة الزمر تتكلم عن الناس بعد أن قضي بينهم بالحق ، وهذا هو أول دخول لهم إلى الجنة، ومن الطبيعي أن تسأل خزنة الجنة قبل أن تفتح، وبعد ذلك ترحب (سلام عليكم ).
وقوله تعالى (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) ، لاحظ (لهم) ، أي أن الأبواب تفتح فقط لأصحابها .
مثلا :
إذا ذهبت لسوبر ماركت لتتسوق فستجد أبوابه مفتوحة، هل هي فتحت لك خصيصا أم هي مفتوحة لأي زبون؟
الجنة ليست كذلك وإنما تفتح أبوابها فقط لأصحابها ، أما الضيوف أو الزوار فلا يفتح لهم إلا بإذن صاحبها.
---
(1/2751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > بيان حول النطق بحرف الضاد
---
بيان حول النطق بحرف الضاد
---
إسلام معروف
07-13-2005, 11:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فقد حصلت على اسطوانة (cd ) بعنوان [ حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر ] الإصدار الثاني ، احتوت على عديد من التسجيلات والوثائق الصوتية النادرة لكثير من العلماء والأساتذة المتخصصين في علم القراءات والتجويد وعلم اللغة والصوتيات وعلم الفقه وعلم الحديث حول موضوع النطق بحرف الضاد وعليها أيضا قسم خاص بالأبحاث والوثائق النظرية ، و مرفق بها بيان بمحتوياتها وكيفية الحصول على نسخة منها هدية مجانية محبة في الله تعالى ، وإليكم هذا البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي افتتح بالحمد كتابه وأجزل لمن جوده ثوابه ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، خير من تلا القرآن وأراد لنا الخير فقال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( اقرءوا القرآن كما علمتموه ) فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا عن قومه ورسولا عن أمته .
وبعد فهذا بيان وتحذير من / السيد عبد الفتاح السيد سلامة عضو رابطة القراء العامة بالقاهرة إلى كل إمام من أئمة المسلمين وإلى كل من فرق بين إقامة الصلاة وأداء الصلاة من عباد الله المؤمنين .(1/2752)
اعلم يا أخي وفقك الله وسدد خطاك بأن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وأنه لا يجوز أبدا نطق القرآن الكريم بغير اللغة العربية وكما هو معلوم بأن الحروف العربية لها مخارج خاصة بها تحددها وصفات معلومة تبينها ولا يجوز لأحد أن يتصرف فيها أو يبدلها غير أنه في هذا العصر قد وقع التغيير والتحريف في بعض هذه الحروف ولاشك في أن الدفاع عن القرآن العظيم شرف وفخر لكل مسلم لذلك أكتب إليك هذه الرسالة الموجزة مبينا خطأ واحد فقط من هذه الأخطاء التي وقع فيها قراء مصر أمثال الحصري والمنشاوي وغيرهم وبكل أسف امتد هذا الخطأ حتى وصل إلى قراء الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أخي الكريم :
إن هذا الخطأ تعلق بالنطق بحرف الضاد على ألسنتهم من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا من نفس مخرج الدال ( أد ، أض ) وهو أيضا صوت انفجاري شديد أي أن صوته ينحبس ولا يجري حال إسكانه ، ومعلوم أن الحروف الشديدة ثمانية وهي ( أجد قط بكت ) وكذلك الحروف التي بين الشدة والرخاوة خمس وهي ( لن عمر ) ، إذن فالضاد حرف رخو وهي أيضا تخرج من حافة اللسان من أمام الأضراس ، ليست من طرف اللسان وهذا الإبدال في المخرج والصفات يعد من اللحن الجلي ، ولخطورة هذه المسألة ، ما يترتب عليها خاصة لأحكام الصلاة ، لأن حرف الضاد يقرأ في الفاتحة مرتين وهي ركن من أركان الصلاة ، لذا كان لابد من الرجوع إلى أهل العلم المختصين بمراجعة القرآن الكريم وكذلك أساتذة علوم الصوتيات واللغة العربية ، فكان لي الشرف اللقاء مع نخبة منهم وتم تسجيل هذه اللقاءات على شرائط كاسيت .
وبيان ما احتوت عليه هذه الشرائط كالآتي :-
الشريط الأول :(1/2753)
1-لقاء مع الشيخ/عبد الحليم بدر شيخي الذي تعلمت على يديه وهو تلميذ الشيخ/عامر السيد عثمان وقد أخذ عنه القراءات العشر الكبرى والذي قرر بصوته بأن الضاد المسموعة الآن في مصر ما هي إلا دالا مفخمة ولا تصح القراءة بها وأن الصلاة بها باطلة .
2-الشيخ / عبد الله الجوهري مراجع المصاحف والذي قرر بصوته أن الضاد المسموعة الآن في مصر ما هي إلا دال تخينة .
3-الأستاذ الدكتور/ كمال بشر أستاذ علم اللغة والدراسات الصوتية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والذي قرر بصوته أن الضاد المصرية المسموعة الآن في الإذاعة المصرية ما هي إلا النظير المفخم للدال ، أنها أسنانية لثوية انفجارية ولا ينطبق عليها وصف العلماء القدامى بحال من الأحوال .الشريط الثاني :
1-لقاء مع الشيخ / إسماعيل عبد الصبور السعدني ( مراجع مصاحف بالأزهر ) .
2-لقاء مع الشيخ / سليمان إمام الصغير ( مراجع مصاحف وشيخ القرآن بجامعة أم القرى ) .
3-لقاء مع الشيخ / محمود حافظ برانق ( مراجع مصاحف بالأزهر ) .
4-شيخ هؤلاء جميعا الشيخ / إبراهيم علي شحاتة السمنودي صاحب متن لآلئ البيان في تجويد القرآن والذي قرر بصوته بأن الضاد المسموعة الآن في مصر دال تخينة ولا تصح القراءة بها وأن ذلك الخطأ يعد من اللحن الجلي .
الشريط الثالث :
1-الأستاذ الدكتور/ سعد سعد جاويش أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.
2-الأستاذ الدكتور/ علي السيد أحمد أستاذ القرآن بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر.
3-فضيلة الشيخ عبد الوهاب عتمان من علماء الأزهر وشهادة صوتية عن اللقاء الذي تم بين فضيلة الشيخ / السباعي عامر مدرس الفقه بمعاهد القراءات والشيخ / المراغي شيخ الأزهر وكان موضوع اللقاء بطلان الضاد المصرية وهذا اللقاء مسجل بدفاتر زيارات شيخ الأزهر.(1/2754)
4- رد من فضيلة الشيخ / إبراهيم السمنودي على تلميذه الشيخ / رزق خليل حبة الذي قال في الإذاعة المصرية بأن الضاد المصرية هي أصح ضاد ، ورد عليه فضيلة الشيخ بأنه بقوله هذا قد خالف إجماع المجودين كلهم ، أن الضاد المصرية ما هي إلا دال تخينة ولا تصح القراءة بها .
5- فضيلة الشيخ / أحمد عبد الرحيم مدرس القراءات بمعهد القراءات بالقاهرة والذي قرر بصوته أن الضاد المصرية خطأ وأنها لا تصح القراءة بها .الشريط الرابع :
1-رأي العلامة محدث العصر / محمد ناصر الدين الألباني وهو عبارة عن فتوى من تسجيلات الهدى والنور إصدار رقم 373/1 قام بتسجيلها ( محمد أبو ليلى الأزهري ) وقد ذكر فضيلته عليه رحمة الله بأنه قد تلقى الضاد بالصفة الصحيحة عن والده وأنه قد ألف رسالة في هذا الموضوع وهو دون العشرين من عمره وأن الضاد المصرية والضاد الشامية ما هي إلا دالا مفخمة وأن هذا الخطأ فاحش ولا يصح القراءة بها .
2-خاتمة المحققين العلامة الشيخ عبيد الله الأفغاني مدرس القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وشيخ القرآن بالمسجد النبوي الشريف والذي ذكر آراء العلماء في الضاد ? كيفيتها وكيف أن الضاد المصرية ما هي إلا دال مطبق ? لا يصح القراءة بها .
3-سورة الفاتحة من المسجد الحرام بصوت الشيخ محمد السبيل ( قبل التعديل )
4-صوت الضاد بصوت الشيخ الحذيفي ( قبل التعديل ) .
وقد تم تحديث هذه المادة على قرص ليزر( CD ) تحت مسمى حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر اشتمل على وثائق صوتية إضافية لكل من السادة :
1- شرح متن الجزرية للشيخ العلامة خاتمة المحققين / عبيد الله الأفغاني .
2- قراءة سورة الصلاة الفاتحة بصوت الشيخ العلامة / عبيد الله الأفغاني ، وأصوات أخرى متعددة لنطق الضاد المصرية الفاسدة .3- الرد على مؤلف كتاب إعلام السادة النجباء بصوت الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني .(1/2755)
4- حوار مع الأستاذ الدكتور عبد التواب سيد إبراهيم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر .
5- حوار مع فضيلة الشيخ محمود عبد المتجلي مدير إدارة شئون القرآن بالأزهر والذي قرر بصوته بأن صوت الضاد المصرية شديد .6- العلاقة بين تلاوة القرآن وإقامة الصلاة لفضيلة الشيخ فوزي السعيد .
7- إقامة صلاة الجمعة بالقاهرة إمامة فضيلة الشيخ فوزي السعيد .
8- معجزة القرآن الخالدة للأستاذ الدكتور أحمد أبو السعادات .
9- أهمية الصلاة للأستاذة نوارة هاشم .
10- تلاوة سورة الصلاة الفاتحة بالقراءات العشر الكبرى بصوت الشيخ العلامة خاتمة المحققين / عبد الحليم بدر عطا الله رحمه الله تعالى .
11- صوت الضاد الصحيح بصوت الشيخ سعود الشريم من الحرم المكي .
12- صاحب المقام الرفيع والإسناد العالي الشيخ / أحمد عبد العزيز الزيات .
وقسم الوثائق النظرية ويحتوي على :
1- القول السديد في حكم التجويد للشيخ العلامة محمد بن خلف بن علي الحسيني شيخ القراء والمقارئ المصرية .
2- تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد ( مجموعة رسائل للشيخ المقرئ عبيد الله الأفغاني ) .
3- تنبيه الغافلين للصفاقسي مبحث الضاد ومبحث الظاء .
4- بحث ( مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء للأستاذ الدكتور / رمضان عبد التواب رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس رحمه الله تعالى )
5- العلاقة الصوتية بين الضاد والظاء للأستاذ الدكتور / عبد المنعم النجار في الأعداد ( 8 ، 10،11 ) السنة التاسعة والخمسون ، شعبان 1407 هـ ، إبريل 1987 من مجلة الأزهر .
6- إتحاف الفضلاء في بيان من ألف في الضاد والظاء للشيخ جمال السيد الشايب.
7- العلاقة بين الضاد والظاء بقلم الشيخ السيد عبد الفتاح السيد سلامة .
8- سؤال من الشيخ السيد عبد الفتاح السيد سلامة إلى السادة مراجعي المصاحف ورسالة بعنوان الدين النصيحة .
9- رسائل إلى كل من :
1-الشيخ العلامة جاد الحق شيخ الأزهر .(1/2756)
2-الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز .
جـ الشيخ العلامة عامر السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية .
د - فضيلة الشيخ السيد طنطاوي ( مفتي الديار المصرية ) .
هـ فضيلة الشيخ محمد الغزالي .
و- أمين مجمع البحوث الإسلامية فضيلة الأستاذ عبد الفتاح بركة .
أخي الكريم :
لخطورة هذه المسألة كان هذا العمل لأن الضاد ذكرت في الفاتحة مرتين ومعلوم أن الفاتحة هي ركن الصلاة الأعظم وهي أم الكتاب ? ولا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب كما ورد في الحديث الشريف لذلك لابد أن تكون قراءتها صحيحة كما بين ذلك صاحب كفاية الأخيار في الجزء الأول صفحة ( 107 ) باب أركان الصلاة .
ولمعرفة كيفية النطق الصحيح بهذا الحرف وللحصول على نسخة من هذه الاسطوانة مجانا محبة في الله تعالى عند طلبها يمكنكم الاتصال بي على هاتف ( 2030918 /02 ، 2030335 /02 ) وذلك كل يوم بعد الساعة السابعة مساءً ، ويمكنكم أيضا المراسلة على البريد الإلكتروني DHAD_ISLAM@YAHOO.COM ، والله الموفق إلى سبيل الرشاد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أخي المسلم / أختي المسلمة " الدين النصيحة " .. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض ، لذا نأمل أن تضع صورة من هذه الرسالة بين يدي خطيب الجمعة وبين يدي كل من تعلمه من العلماء سواء باليد أو البريد وجزاكم الله خيرًا .
______________________________________________
وإليكم البيان منسق على الوورد
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=95&stc=1
---
أبو صلاح الدين
07-14-2005, 10:08 AM
شكرا لك, وبارك الله فيك.
زادك الله بسطة في العلم والجسم.
---
أحمد القصير
07-14-2005, 02:31 PM
1-لقاء مع الشيخ/عبد الحليم بدر شيخي الذي تعلمت على يديه وهو تلميذ الشيخ/عامر السيد عثمان وقد أخذ عنه القراءات العشر الكبرى والذي قرر بصوته بأن الضاد المسموعة الآن في مصر ما هي إلا دالا مفخمة ولا تصح القراءة بها وأن الصلاة بها باطلة .(1/2757)
مع احترامنا لهؤلاء القراء الذين يزعمون بطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؛ إلا أن قولهم هذا لا يوافقون عليه، بل هو الباطل بعينه؛ فإن سماحة الدين الإسلامي ويسره تأبى إيقاع الحرج والمشقة على الأمة، والأمثلة في هذا كثيرة.
---
مساعد الطيار
07-14-2005, 07:43 PM
الإخوة الكرام
لقد طال الحديث عن مخرج الضاد وعلاقتها بالظاء وطريقة نطقهما حتى كادت أن تصل إلى حد الهذيان عند بعض المعتنين بهذا الموضوع ، والأمر أيها الكرام ـ في نظري ـ أيسر من ذلك بكثير .
وأود أن أنبه إلى ملحوظات :
الأولى : إن بعض من يذكر مخرج الضاد يزعم أنه لم يخرجها إخراجًا سليمًا سوى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فهذا الحصر العجيب المخالف لبداهة العقول من أين جاء ، وإذا كان حرف لا يعلم إخراجه الصحيح من العرب إلا اثنان فكيف يكون من أحرف العربية ؟!
الثانية : إن أول من وصف الضاد وصفًا كتابيًّا هو سيبويه ، وقد ذكر ضادين ، الضاد التي تخرج ( من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس ) طبعة بولاق 2 : 405 . وذكر قبلها ضادًا سماها ( الضاد الضعيفة ) وهي عنده ضمن حروف غير مستحسنة ولا كثيرة في لغة من ترضى عربيته ولا تُستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر ( ط: بولاق : 2 : 404 ) لكنه لم يصف مخرجها ، ولا زلت أسأل عن مخرج هذه الضاد وكيفية نطقها فلم ألق جوابًا .
والمقصود : إن وصف سيبويه لهذا المخرج هو أول وصف له ، فمن أين وقع الاختلاف في النطق ؟
وهذه الضاد الضعيفة هل لها وجود الآن ، وهل لها علاقة بالخلاف الدائر بين دارسي الضاد .
الثالثة : إن التأثيم أو إبطال الصلاة أمر ليس بالهيِّن بحيثُ يُطلقه المسلم ، لذلا لا تجد في كتب فقهاء المذاهب ـ سوى مذهب أبي حنيفة ـ كثير كلام على إبطال الصلاة بالخطأ في التجويد .
والفقهاء الأحناف قد درسه متأخروهم ضمن عنوان ( زلة القاري ) ، ولهم في ذلك كلام شديد .(1/2758)
رابعًا : إن معرفة ماهية القراءة والتجويد يزيل كثيرًا من الخلاف الدائر بين المجودين وغيرهم ، وسأذكر أمرًا بدا لي أضعه للمدارسة ، فأقول :
1 ـ إن القرآن نزل بلسان عربي مبين ، فقراءته لا تخرج عن لسان العرب ، فأي عجمة تدخل القراءة فإنها مردودة يُعلَّم صاحبها قدر طاقته ، فإن لم يستطع دخل في من قرأه وهو عليه شاق .
2 ـ إن الكثرة الكاثرة من الأمة لا تعرف تفاصيل التجويد ، وقد يعسر عليها تعلُّمه ، فليس بالأمر المتيسر عليها ، فإذا كان الحال كذلك ، فإن التأثيم بالتجويد يطال كثيرًا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أمر يصعب قبوله .
3 ـ إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب :
الأولى : لحن يُخرجه عن عربيته ، كما يقع من إبدال الحاء هاءً في مثل لفظ ( الحمد ) ، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم . وهذا النوع من اللحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته ، لذا لا يجوز القراءة به مطلقًا ، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور ، وأثِم في قراءته ؛ لأنه لا يقرأ القرآن عربيًّا كما نزل .
الثانية : لحن يخرج اللفظ عن فصاحة النطق ، ولا يخرجه عن عربيته ، كتفخيم المرقق ، وترقيق المفخم ، وعدم الإتيان ببعض الصفات التي لها أثر في نطق الحروف . وعدم ضبط المخرج ضبطًا دقيقًا ، وهذا يقع اليوم كثيرًا عند عوام المسلمين ، والوقوع في هذا الخطأ لا يؤثَّم صاحبه ، لكنه يعاب عليه من جهة الإخلال بالفصاحة .
الثالثة : لحن يقع في أدق من هذا ، وهو في باب المقادير ، كنقص مقدار الغنة ، ونقص المد ، وضبط الروم ، أو في باب إتمام الحركات ؛ كنقص الإتيان بالضمة أو الكسرة ، أو إشراب الحركةِ الحركةَ كإشراب الكسرةِ الفتحَ .
وهذا الذي لا يعلمه إلا النحرير من أهل الأداء كما نص على ذلك غير واحد من أهل الأداء ، والوقوع في هذا لا يؤثم صاحبه ، وهو مخل بحسن التلاوة ، وسلامة المنطق بالتجويد .(1/2759)
وأخيرًا : فإن الاعتدال في الأمور كلها مطلوب ، وهو أنفع في إيضاح الحق واتضاحه ، بدلاً من التشدد في المسألة ، وإغلاق باب العقل عن كل ما يعارض الرأي الذي تميل إليه ، إذ قد يكون الحق في القول المخالف وأنت لم تصل إلى درجة تؤهلك إلى معرفة ذلك ، فتتعصب لقولك الذي هو خطأ .
ومن المعلوم أن مشكل الضاد مشكلة قديمة جدًّا ، وقد صار فيها نزاع كثير ، لكن إذا لم تعرف مخرج الضاد بدقة فهل تمنعك عدم معرفتها من معرفة العلوم ؟
إن الخطب يسير ، ولعل من يحرر المسألة لا يجد فرقًا بين أصحاب القولين ؛ إذ قد يكون اختلافهم لفظيًّا ، أو يكون اختلافًا قريبًا مقبولاً .
---
إسلام معروف
07-17-2005, 04:47 PM
الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد العزيز القصير :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ذكرت فضيلتكم ما نصه
مع احترامنا لهؤلاء القراء الذين يزعمون بطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؛ إلا أن قولهم هذا لا يوافقون عليه، بل هو الباطل بعينه؛ فإن سماحة الدين الإسلامي ويسره تأبى إيقاع الحرج والمشقة على الأمة، والأمثلة في هذا كثيرة.
فأنا أستأذن فضيلتكم أن تذكر لنا بعض من هذه الأمثلة حتى نستفيد منها جميعا وجزاكم الله خيرا
---
إسلام معروف
07-17-2005, 04:56 PM
الأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ذكرت فضيلتكم مانصه
3ـ إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب :
الأولى : لحن يُخرجه عن عربيته ، كما يقع من إبدال الحاء هاءً في مثل لفظ ( الحمد ) ، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم . وهذا النوع من اللحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته ، لذا لا يجوز القراءة به مطلقًا ، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور ، وأثِم في قراءته ؛ لأنه لا يقرأ القرآن عربيًّا كما نزل .
.
فذلك أثناء القراءة ، ولي سؤال عند فضلتكم أرجو الإجابة عليه :(1/2760)
ماحكم من وقع في مثل ذلك الخطأ في صلاته فقال ( الهمد لله رب العالمين ) بدلا من ( الحمد لله رب العالمين )؟
أرجو من فضيلتكم إجابة واضحة وصريحة فهل صلاته صحيحة أم باطلة ؟
أجيبونا مأجورين .
---
مساعد الطيار
07-18-2005, 08:39 AM
أخي الفاضل إسلام هل تريد أصرح من هذه العبارة (( فأي عجمة تدخل القراءة فإنها مردودة يُعلَّم صاحبها قدر طاقته ، فإن لم يستطع دخل في من قرأه وهو عليه شاق )) ؟
---
أحمد القصير
07-18-2005, 02:06 PM
النصوص الدالة على سماحة الدين الإسلامي ويسره كثيرة جداً، منها:
قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقوله تعالى { لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها } وقوله تعالى { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله تعالى { لا يكلف الله تفساً إلا وسعها}.
وفي السنة أيضا من النصوص الشيء الكثير كقوله عليه السلام: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري وغيره.
---
إسلام معروف
07-18-2005, 07:40 PM
الأستاذ الدكتور مساعد الطيار : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أريد أصرح من ذلك
لم تجب فضيلتكم على سؤالي ، فما زلت فضيلتكم تتكلم عن القراءة ، وكان سؤالي محدد وصريح عن الصلاة التي ترتبت على هذه القراءة ،
وسؤالي مرة أخرى ما حكم صلاة من أبدل الهاء مكان الحاء في قوله ( الحمد لله رب العالمين ) فقرأ ( الهمد لله رب العالمين ) ؟ هل هي صحيحة أم فاسدة ؟ ولماذا ؟
---
مساعد الطيار
07-19-2005, 03:32 PM
أخي الكريم
يظهر لي أن ما قلته واضحًا ، لكن أعيد فأقول :
إن كان يستطيع أن يصحح ، فإنه يأثم بقراءته ، وإن كان لا يستطيع ، فهو يدخل في قوله النبي صلى الله عليه وسلم : (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )) ، فهو يدخل فيمن هو عليه شاقٌ .
أما أمر إبطال الصلاة فيسأل عنه فقيه ، ولستُ بفقيه فأجيبك .
---
روضة ميدو(1/2761)
09-24-2006, 02:24 PM
الأخوه الأعزاء
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المهم للغاية
هل يمكن للأخ الفاضل صاحب الموضوع أن يرفع لنا هذه الاسطوانة حتى تعم الفائدة
وبارك الله فيكم وتقبل منكم صالح الأعمال
إنه على ما يشاء قدير
---
(1/2762)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه
---
الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه
---
أبو تيمية
06-11-2003, 09:57 PM
الدكتور أحمد بن أحمد بن معمّر شرشال الجزائري
أحد العلماء المتخصصين في الرسم القرآني و ضبطه ، و العارفين بعلوم القرآن ، و له في ذلك كتب قيمة ، يعرفها أهل التخصص و المهتمون بعلوم القرآن ، و قد أحببت أن أسرد لإخواننا أهل التفسير قائمة بأعماله المطبوعة و المخطوطة ، و ذلك لما أعلمه من جهل الكثير بمؤلفات الشيخ و تحقيقاته ، و لعلمي بقدر الشيخ في هذا الفن ، و خاصة في فن الرسم القرآني ، و كذلك لغيرته الشديدة على كتاب الله ، و بعده عن الأضواء و ما يكون سببا للشهرة ، و هذا سياقٌ لدراساته القرآنية :
1 - مختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح المتوفى 496 في خمس مجلدات ، خصص المجلد الأول منه للدراسة ، و قد طبع بمجمع الملك فهد 1423
2- الطراز في شرح ضبط الخراز للإمام التنسي المتوفى سنة 899 و طبع بالمجمع أيضا .
3- أصول التربية و التعليم كما رسمها القرآن الكريم - تأليف و هو في الأصل بحث محكم ، طبع مرتين ، الأولى بدار الحرمين بالقاهرة و الأخرى بالكويت ، بوزارة الأوقاف - قطاع المساجد .
4 - مخالفات النساخ و لجان المراجعة و التصحيح لرسم المصحف الإمام - تأليف ، و بحث محكم طبع بدار الحرمين .
5- الوقف و الوصل في القرآن الكريم ، تأليف طبع بدار الحرمين .
6 -النهج السديد في مقررات التجويد ، بحث قيم ، لم ينشر بعد ، أطلعني عليه .
7- أصول الضبط لأبي داود سليمان بن نجاح ، و هو ذيل كتابه مختصر التبيين الذي سبق ذكره ، و سيطبع بالمجمع قريبا ، مضافا للمختصر و هو المجلد السادس .(1/2763)
8- الذكر و مقاصده في القرآن الكريم ، لم يطبع بعد ، و بحوث أخرى تجديدية كثيرة .
و الله الموفق .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-12-2003, 01:08 AM
بسم الله
شكراً لك أخانا الكريم الغائب منذ فترة (أبوتيمية) على هذه المعلومات التي كنت أبحث عنها ؛ فقد قرأت بعض مقالات هذا الشيخ الفاضل فأعجبتني ، ولم أكن أعرفه جيداً .
وهذان مقالان قيمان له وفقه الله :
الأول :أثر التفسير في بناء الشخصية واتزانها
هنا (http://www.islamselect.com/index.php?ref=532&pg=mat&ln=1)
والثاني :فهم القرآن وتدبره هنا (http://www.islamselect.com/index.php?ref=501&pg=mat&ln=1)
ورجاؤنا يا أبا تيمية أن تدعو الشيخ أحمد للمشاركة معنا في هذا الملتقى ، فبلغه دعوتنا ، وشأن الكريم تلبية الدعوة .
---
أبو تيمية
06-12-2003, 04:30 PM
سأفعل - بإذن الله -
---
أبو تيمية
04-19-2004, 07:50 PM
الأخ الكريم أبا مجاهد وفقك الله
بلغت الشيخ بطلبكم أول ما لقيته ، لكنه اعتذر لأسباب ، لا أرى داعيا لذكرها ، لكني أطلعته على مشاركات المشايخ ، فاستحسن ذلك جدا ، و أثنى على الجهود المبذولة في نشر علوم القرآن و خدمة كتاب الله ...
كما أعلم الإخوان بأن من جديد ما نشره الدكتور الشيخ أحمد شرشال كتابا عنوانه :
ردود القرآن على ذوي الجحود و الإنكار ، طبع بدار الحرمين بالقاهرة .
و هو في الأصل بحث محكم .
كذلك أبشر إخواني أن كتاب :أصول الضبط و كيفيته على جهة الاختصار للإمام أبي داود سليمان بن نجاح ت 496هـ ، و هو يقع في مجلد بتحقيق الدكتور أحمد شرشال ، يطبع حاليا في مجمع الملك فهد للمصحف الشريف .
---
أبو تيمية
04-19-2004, 07:58 PM
و للعم فقد اختير الشيخ أحمد عضوا في اللجنة التأسيسة للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن التابعة للرابطة بجدة.(1/2764)
كما اختير مرتين لعضوية لجنة تحكيم جائزة حاكم دبي لحفظ القرآن الكريم ، لكنه رفض ذلك ، خوفا على نفسه من أمراض القلوب ، مع ضخامة المبلغ الذي يكافئ به ، وهو من أحق من يحكم فيها !!
فقد حفظ القرآن في الصغر و كتبه في اللوح أربع مرات من حفظه ، وأم به ، و والده الشيخ أحمد شرشال من المتقنين الكبار للقرآن ، لم ير حاملا مصحفا قط منذ أن حفظه ، و هو في الثمانين ، و هو يختمه غيبا كل خمسة أيام و يؤم به الناس .
---
أبو تيمية
04-20-2004, 10:00 PM
صورة غلاف الكتاب الجديد ( ردود القرآن ...)
---
أبو تيمية
06-04-2004, 09:22 PM
في * العدد 198* صفر 1425هـ * مارس - ابريل 2004م من مجلة البيان ?أرسل الدكتور عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين ـ كلية الشريعة بالإحساء ـ السعودية، إلى المجلة يقول: «أسأل الله ـ تعالى ـ أن يثيبكم على جهودكم المباركة، وجميع العاملين في مجلة البيان، وآمل التكرم بقبول الاقتراح الآتي: سبق أن نشر في مجلة البيان العدد 194 صفحة 10 ـ 12 مقالاً بعنوان: (سلبيات فصل العلوم عن أصلها القرآني) للدكتور أحمد بن أحمد شرشال، فقد قرأت الموضوع الرائع، وأعجبني حسن العرض للكاتب الكريم، وأسلوبه العلمي الرصين، وتوثيقه الأمين، وأتمنى أن يقوم الكاتب بكتابة بحث أو مؤلَّف في هذا الموضوع يفيد به الأمة الإسلامية من خلال طرحه المتميز، ولعل هيئة التحرير أن ترى إفراد موضوع (قواعد مهمة في التعامل مع كتاب الله الكريم) في ملف خاص للمجلة، وهذه دعوات قلب محب لكم بالتوفيق والسداد.
البيان: والمجلة تشكر الدكتور الكريم على ثنائه ودعائه، وتعده بدراسة اقتراحه القيم، وبحث إمكانية نشره عاجلاً بمشيئة الله تعالى.
http://www.albayan-magazine.com/
---
د. هشام عزمي
06-05-2004, 03:38 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،(1/2765)
جزاك الله خيراً أبا تيمية على هذه الفوائد و الأخبار النافعة . كنت أرغب في معرفة موضوع كتاب ردود القرآن للشيخ و ليتك تتحفنا بعرض فهرس الكتاب و كذلك سعره إن لم يكن في هذا إثقال .
---
(1/2766)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 40
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 40
---
د. محمد مشرح
12-10-2005, 09:12 AM
صفوة الأمة بعد الأنبياء 40
الحلقة الأربعون
شهادة وبشارة ورضاء من الكل ...
( إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك)
النبي صلى الله عليه وسلم
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية
ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ] .
في النصوص الآتية عدد من المناقب للفاروق رضي الله عنه ؛فشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة ، وعلى صدق إيمانه ، وابن عباس يشهد له برضا النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، وحسن صحبته له ، وكذا الصديق وجميع الصحابة في غاية من الرضا عنه ... وصراحته وهو يعلن عن أحب الناس إلى نفسه ...
شهادة(1/2767)
حدثنا الصلت بن محمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر جعل يألم فقال له بن عباس وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه قال حماد بن زيد حدثنا أيوب عن بن أبي مليكة عن بن عباس دخلت على عمر بهذا [1]
بشارة
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت مع النبي e في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي e فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي e فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله e فحمد الله ثم قال الله المستعان [2]
صراحة
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني بن وهب قال أخبرني حيوة قال حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب[3](1/2768)
وله أخبرني حيوة بفتح المهملة والواو بينهما تحتانية ساكنة هو بن شريح المصري قوله عبد الله بن هشام أي بن زهرة بن عثمان التيمي بن عم طلحة بن عبيد الله قوله كنا مع النبي e وهو اخذ بيد عمر بن الخطاب هو طرف من حديث يأتي تمامه في الإيمان والنذور وبقيته فقال له عمر يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الحديث وقد ذكرت شيئا من مباحثه في كتاب الإيمان وسيأتي بيان الوقت الذي قتل فيه عمر في اخر ترجمة عثمان ان شاء الله تعالى .[4]
اللهم احشرنا مع نبيك صلى الله عليه وسلم وصحبه ؛ فإنك تعلم أننا إنما أحببناهم من أجلك ، ونكتب عنهم تقربا إليك .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ما ذكرك الذاكرون آناء الليل وأطراف النهار .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري (مرجع سابق) 3/ 1350 رقم 1489 .
[2] - المرجع نفسه والجزء والصفحة كذلك رقم 1490.
[3] - "" 2/1351 رقم 1491 .
[4] - الفتح ( مرجع سابق ) 7/52 .
---
(1/2769)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الهوى وأثره في الخلاف
---
الهوى وأثره في الخلاف
---
إمداد
09-01-2005, 01:36 PM
الهوى وأثره في الخلاف
لفضيلة الشيخ : عبدالله الغنيمان
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، يقول – تعالى – في محكم تنزيله : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [سورة آل عمران ، الآية :102 ] .
ويقول – جل ثناؤه :- { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } . [سورة النساء الآية : 1 ]
وقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيمًا } [سورة الأحزاب ، الآية 70 ] .
وبعد
نتقدم للقراء الكرام بهذه النصيحة القيمة المباركة، من فضيلة شيخنا وأستاذنا الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان .. أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على ساكنها صلوات ربي وتسليمه ، في موضوع يشغل بال كل مسلم، وكل طالب علم على الخصوص، ألا وهو موضوع الأهواء والمنازعات والخلافات التي تحدث بين آونة وأخرى بين فئات من المسلمين، وما ينتج عن هذه الخلافات من العدوان والظلم والتجني من بعض من ينتسبون للعلم .
وكان هذا الموضوع في أصله عبارة عن محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان، بعنوان : "الهوي وأثره في الخلاف " .(1/2770)
وقد عالج فضيلته هذه المسائل وجزئياتها بأسلوب علمي منهجي رصين، جمع بين الأصالة في حشد النصوص والآثار، وبين الرصانة والموضوعية في عرض المسائل، بأسلوب واضح، وسياق سلس، وبروح العالم الناصح المشفق، مقتفيا نهج السلف الصالح في العرض والاستدلال والمناقشة، بعيدا عن التكلف والعمق والتميع الذي وقع فيه كثير من الكتاب الإسلاميين المحدثين، وأنصح كل طالب علم ومن تصدى للدعوة بصفة خاصة أن يقرأ هذا الكتاب بتمتعن وروية فسيجد فيه بغيته - إن شاء الله - .
وفق الله الجميع للسداد والرشاد وجزى الله شيخنا خير الجزاء، وأحسن له في الدنيا والاخرة .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد، وآله وصحبه وسلم .
وكتبه : ناصر بن عبدالكريم العقل
لأكمال الموضوع من صيد الفوائد
http://saaid.net/mktarat/m/7.htm
---
(1/2771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الطباعة السريعة
---
الطباعة السريعة
---
إمداد
08-02-2005, 02:19 PM
الطباعة وسيلة لنشر العلم والفكر والمعرفة .. ويحتاج الداعية لأصول الطباعة كما يحتاج الخطيب لأصول الخطابة ليزيد من تأثيره على الناس ..
فكذلك الداعية فهو يحتاج إلى السرعة في الطباعة في عصر انتشر فيه الإنترنت .. وأصبح مجالا دعويا يصل إلى كل مكتب وإلى كل منزل
فإليك هذه المذكرة التي تعينك على الطباعة بيسر وسهولة
http://www.dawahmemo.com/mard/download.php?action=zip&image_id=96
--------------------------------------------------------------------------------
---
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:47 AM
بارك الله فيك
---
(1/2772)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب مقامات الحريري على ملف ورد
---
حمّل كتاب مقامات الحريري على ملف ورد
---
مسك
08-24-2004, 11:38 AM
مقامات الحريري للحريري ........
المقامة هي حكاية تقال في مقام معين وتشتمل على الكثير من درر اللغة وفرائد الأدب، والحكم والأمثال والأشعار النادرة التي تدل على سعة إطلاع وعلو مقام على طريقة السجع وهذا الكتاب يحتوي على مقامات أدبية بلغت خمسين مقامة لأهم من اشتهر بهذا الفن أبي محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30388)
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2004, 09:14 AM
جزاكم الله خيراً على هذه الجهود الموفقة في الاختيار والانتقاء للكتب والبحوث ، ونعتذر عن تقصيرنا في شكركم دائماً . وفقكم الله لكل خير. وقد استمتعت كثيراً بمقامات الحريري رحمه الله.
---
مسك
08-31-2004, 03:51 PM
وإياكم يا شيخ عبدالرحمن ,,
والشكر لله أولاً وآخراً ..
---
(1/2773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (التلبينة) وصية نبوية.. وحقيقة علمية
---
(التلبينة) وصية نبوية.. وحقيقة علمية
---
أبو محمد الظاهرى
01-14-2007, 10:31 AM
"التلبينة" وصية نبوية.. وحقيقة علمية
ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة.. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة!!
http://www.islamonline.net/Arabic/science/2003/08/images/pic06.jpg
وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل. سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" صحيح البخاري.
ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.
تخفض الكولسترول وتعالج القلب
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:
أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.(1/2774)
ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucan والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية- فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية (Ischemia)، واحتشاء عضلة القلب ( Heart Infarction).
أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض.."، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!
علاج للاكتئاب
كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".
http://www.islamonline.net/Arabic/science/2003/08/images/pic06b.jpg
ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:(1/2775)
- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.
- فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.
- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
- الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.
علاج للسرطان وتؤخر الشيخوخة(1/2776)
تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.
ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.
وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.
وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.
علاج ارتفاع السكر والضغط
تحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.
ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.(1/2777)
ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.
كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.
ملين ومهدئ للقولون
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.
وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.(1/2778)
وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته.
المصادر
دراسات كيميائية حيوية وتكنولوجية على حبوب الشعير1997م.
رسالة ماجستير، م. سحر مصطفى كامل، كلية الزراعة، جامعة القاهرة.
كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم.
كتاب شمائل الرسول لابن كثير.
كتاب العلاج بالتلبينة، إعداد عبد الكريم التاجوري.
كتاب الطب البديل مداواة بلا أدوية للدكتور محمد المخزنجي.
كتاب الغذاء ودوره في تنمية الذكاء للدكتور نبيل سليم علي.
كتاب الطب البديل للدكتور هاريس مايلوين. المصدر http://www.islamonline.net/Arabic/science/2003/08/Article06.shtml
راجع أيضاً http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1122797292944&pagename=IslamOnline-Arabic-Health_Counsel/HealthA/HealthA[/align]
---
(1/2779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النقاشُ الحَسَنُ في ملتقى أهل التفسير
---
النقاشُ الحَسَنُ في ملتقى أهل التفسير
---
مساعد الطيار
12-07-2004, 08:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام
أعتذر إليكم في طرح هذا الموضوع ، غير أني لاحظت بعض المناقشات لموضوعات اشتهر الخلاف فيها ، وهو معروف ظاهرٌ ، ولا جدوى من إعادة النقاش فيها على هذا الوجه الموجز في هذا الملتقى .
والنقاش من أجل النقاش ليس مطلبًا لهذا الملتقى ، حتى إن بعض المشاركين كأنه يدعو إلى حلبة صراع ، وذلك ليس هدفًا للملتقى ، بل المراد الإفادة لا الإثارة التي لا فائدة فيها سوى التشويش وبلبلة الأفكار .
ولقد ظهر في بعض النقاشات إرادة الانتصار للنفس ، وذلك أمر غير حميد في مناقشات طلاب العلم الذين يصبون لمعرفة الحقِّ واتباع الدليل الصحيح .
وأرجو من الإخوة الحرص على التؤدة والهدوء في مناقشاتهم ، وعدم التجريح أو التعنيف على الآخرين ـ الذي لم أره ولله الحمد هنا ، لكن من باب الذكرى أقوله ـ بسبب قولهم بقول لا يراه هو .
وهذا الملتقى ـ ولله الحمد ـ ليس من هدفه أن يُكتب فيه أي شيء ، بل الهدف الأسمى أن تُكتب فيه البحوث النافعة لطلاب العلم وللأمة ، لذا يحسن بنا ـ نحن رواد الملتقى ـ أن نتخيَّر في طرحنا ، وأن نقصد نفع الناس .
وأعلم أنه لو كان المراد مجرد المشاركة والإثارة لكان من رواد هذا الملتقى من هو قادر على أن يكون له في كل يوم مشاركة أو مشاركات ، ونحن المسؤولون عن هذا الملتقى لا يُفرحنا ذلك ، بل نحن نسعى للأفضل ، ولو كان قليلاً ، وليست العبرة عندنا بعدد الكتبة المشاركين ، ولا عدد الداخلين فحسب ، بل العبرة بنوعية المكتوب ، وجودته العلمية ، وإفادته لطلاب العلم وللأمة .(1/2780)
وأرجو أن لا يفهم أحد منكم أني أقصده بعينه ، بل هي ذكرى لي ولكم جميعًا ، فإن كنا نحب الخير ونشر العلم ، فليكن هذا منهاجنا ونبراسنا ، ولندع النيات لخالق البريات ، ولنأخذ بالموعظة والذكرى دون التمحيص عن من هو المراد ، فليس ذلك مما يجدي أو يفيد .
واعتذر إليكم ـ أيها الأصحاب ـ مرة أخرى ، وأرجو أن لا أكون أخطات في إيصال رسالتي إليكم ، وألا أكون أسأت في عبارتي معكم ، وظنِّي فيكم أنكم ستعذرونني فيما لو بدا شيء من ذلك في عباراتي ، وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح ، والفوز برضى علام الغيوب ، والفرح برؤيته يوم المزيد ، إن سميع مجيب .
---
أحمد البريدي
12-07-2004, 09:48 PM
قولٌ حسن في الدعوة إلى القول الحسن في ملتقى شعاره منذ بدأ القول الحسن امتثالاً لقول الله تعالى " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " .
إن مسيرة هذا الملتقى بالنهج الذي رسم له منذ انطلاقه مسئولية الجميع , فلنحرص بارك الله فيكم على ذلك ونحن في هيئة الإشراف هذا دأبنا فلم نسلط سيف الحذف على المشاركين والمشاركات كما تفعله بعض المنتديات , وذالك يعود بحمد الله تعالى إلى النوعية المتميزة لأعضاء هذا الملتقى , نعتذر لكم جميعاً أيها الأخوة على هذا التنبيه ,وإنما دعانا إلى ذلك الحرص على الملتقى مع تقبلنا بصدر رحب ما تتفضلون به من ملحوظات أو اقتراحات .
---
طلال العولقي
12-08-2004, 01:22 AM
بارك الله فيكم يا شيخ مساعد وأحسن الله إليكم، وإن استحتسنم تثبيت مشاركتكم فشيء طيب.(1/2781)
وهذه إضافة من باب الذكرى ، بما أن الموضوع تذاكر في الله ، -فقد كان يتذاكر الصحابة على اختلاف مستوياتهم الايمانية - أقول وفقكم الله : والله لو راعى طالب العلم في كل مسألة وكلمة يضيفها أن الله سبحانه وتعالى يراه ومطلع على نيته تلك الساعة ما خطت يدي طالب العالم مسألة إلا في مرضاة الله في الغالب ، ومن أراد بركة العلم وأن يرزقه الله الحكمة فليوطأ أكنافه لأخوته وليتواضع في كتابته ومن راجع سير العلماءالصالحين وجد ذلك سيماهم ، فحري بمن كانت همته ترنو إلا الامامة في الدين ألا يكل لنفسه طرفة عين ، وكم من ذكي نبيه وكله الله لنفسه وخذله لما علم من سوء نيته.
اسأل الله أن يرزقنا الحكمة والفقه في الدين.
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2005, 09:28 AM
بارك الله فيكم يا أبا عبدالملك ، ونِعْمَ ما دعوتم إليه ، ولا نقول إِلا سَمِعنا وأطعنا .
---
الراية
02-02-2005, 01:34 PM
بارك الله فيكم يا شيخ مساعد ، وما ذكرتموه أمر طيب يستحق التنبيه عليه ، (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين)
---
نصرمنصور
02-08-2005, 08:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوار ...
الحوار..... ذلك الفن المنسي !!!!
ليس العيب في أن نختلف فيما بيننا..
ولكن العيب هو أن نتبادل طعنات الخناجر من خلف شاشات أجهزتنا ....
فيُدمي الأخُ أخاه أو يجرح أخته ....
فاجعل وجودك - عزيزي القارئ - في المنتديات فرصة لك للتمرن على رياضة النقاش وممارسة هواية الحوار .....
بأسلوب شريفٍ راقٍ .
أسلوب لا يتم خلاله تعاطي المنشطات الممنوعة
أو استعمال الآلات الجارحة المؤذية
أو الضرب تحت الحزام ...
دعنا نتعلم الكلام الهادئ بدون صراخ...
ففي وسط الصراخ لن يسمع بعضنا بعضاً...
وادخل عزيزي القارئ إلى حلبة الصراع الفكري وأنت متسلح بقلمك الراقي
وأدبك الرفيع وحجتك القوية البينة ….
لندخل جميعا تلك الحلبة ...(1/2782)
ونحن نتطلع إلى لافتة كبيرة مكتوب عليها بخط عريض واضح الآية الكريمة ...
( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )(النحل: من الآية125).....
لنحي جميعاً ذلك الفن العربي الراقي ....
إنه فن الحوار...
والحوار الهادف في نظري ..
( هو القدرة على الإنصات أكثر منه ... من القدرة على الكلام )
- يبدأ الحوار دائما من القاع ... وينتهي في القمه ... وقد ينكسر في منتصف الطريق وتنكسر معه قلوب المتحاورين وتتطاير شظاياها وتعود إلى القاع ...
لذلك يجب على المتحاورين أن يضعوا قلوبهم خارج منطقة الحوار قبل أن يبدأ ، لأن الحوار بحاجه الى العقل أكثر منه إلى العاطفه .
- مبدأ تكافىء الفرص بين المتحاورين ، بمعني أن تتاح الوسائل نفسها للجميع . وهذه الآلية طبعاً بيد مدير الحوار ( المشرفين في المنتديات ) الذي يجب أن يلتزم بالحيادية التامة ولا يتدخل إلا للضرورة.
- أهمية اختيار الموضوع المطروح للنقاش ...بحيث يكون الموضوع جاد وذو قيمة علمية ويستحق النقاش ....
- يجب أن تتم قراءة الموضوع قراءة متأنية من قبل المتحاورين ويفهم فهماً عميقاً قبل إبداء أي رأي في الموضوع من قبل أيّ من المتحاورين ، ويكون الرأي مبنياً على أسس صحيحه ومنطقية ومقبولة وفي جوهر الموضوع ، والابتعاد قدر الإمكان عن الغموض والضبابية حتى يصل الرأي مباشرةً للأطراف الأخرى .
- يجب على المتحاورين تحديد نقاط الإتفاق ونقاط الإختلاف خلال الحوار حتى يتم استبعاد نقاط الإتفاق والتركيز على نقاط الإختلاف حتى يتسنى للمتحاورين طرقها بشكل آخر ، ورؤيتها من جوانب مختلفة ....
- يجب أن يلتزم المتحاورون بالهدوء والابتعاد قدر الإمكان عن التشنج والتركيز على النقاط التي تقرب وجهات النظر وتردم هوة الخلاف . وأن لا يتم الاستهداف الشخصي لصاحب الموضوع دون مبرر مقبول .
وأخيراً ... على الجميع أن يتذكروا أن :
(( الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية ))
وأرجو للجميع الفائدة(1/2783)
---
فهد الناصر
02-08-2005, 04:21 PM
أشكر فضيلة الشيخ د.مساعد الطيار على طرح هذا الموضوع للنقاش . ومن باب المشاركة أحب أن أشير إلى أن ملتقى أهل التفسير ذو طابع متميز على مستوى المنتديات العلمية التي اطلعتُ عليها ، من حيث حسن الأدب في الموضوعات والنقاشات التي تطرح فيه ، وهذا عائد لحسن إدارتكم للملتقى بالدرجة الأولى ، ولنوعية المشاركين في هذا الملتقى العلمي الرائد . وإن كان التحكم في نوعية المشاركين فيه شيء من الصعوبة بلا شك ، لكن يبقى الطابع العام للملتقى هو الوقار ، وحسن الطرح ، وجودة الموضوعات التي تناقش. ويبدو لي أن القائمين على الملتقى لديهم الكثير ليقدموه لتميزهم العلمي من جهة ، وارتباطهم من حيث العمل بالكليات والأقسام العلمية ، وهي في الغالب المجتمعات المؤثرة في التخصص ، ففيها الدراسات العليا ، والبحوث العلمية ، والاحتكاك بالمتخصصين ، وتدريس الطلاب الجامعيين ، وكل هذه العوامل تعين على تقديم المزيد من العطاء العلمي للمتخصصين والراغبين في متابعة الجديد في الدراسات القرآنية .
ومما أراه ينقص ملتقى أهل التفسير على الرغم من كل هذه المميزات ، هو عدم نشره من حث الدعاية الإعلانية على نطاق واسع كما ينبغي لمثله ، فهو يناقش قضايا تتعلق بالقرآن الكريم ، وهو أمر يحتاجه جميع المسلمين ، ومن منا لا تشكل عليه بعض الآيات ؟ أو يحتاج إلى جواب سؤال يتعلق بالقرآن ؟ في المدارس كثيراً ما يحصل نقاشات بيننا نحن المدرسين حول إعراب آية ، أو تفسيرها. فأصبحنا الآن نطرح مثل هذه الأسئلة على أعضاء ملتقى أهل التفسير ، وكثير من الزملاء أعضاء في هذا الملتقى ، ويستفيدون منه ، ويطبعون من الموضوعات القيمة التي يستفيدون منها وهكذا .(1/2784)
الذي أريد أن أقوله هو أن النقاش الحسن الذي يدعو إليه الدكتور مساعد مشكوراً يتمثل في هذا الملتقى أحسن منه في أي منتدى آخر بحسب علمي ، وللمحافظة على هذا المستوى يجب التنبيه على ذلك من حين لآخر فنحن ننسى .
كما أتوقع أن بعض المشاركات فيها ضعف ، وخاصة ممن يقوم بالقص واللصق من الكتب وينقل معلومات مقطوعة عن سياقها لمجرد المشاركة ، وهذا لا يليق بمستوى الموقع. فأقترح عليكم أيها المشرفون أن تقوموا بين الحين والآخر بالنظر في الصالح منها فيبقى ، وأما البقية فيمكن الاستغناء عنها.
أعتذر للإطالة ، ولكن لحبي لهذا الموقع وللقائمين عليه أحببت أن أبدي رأي والسلام.
---
ابن الجزيرة
04-14-2005, 06:11 PM
جزاك الله خيرا ياشيخ مساعد , وياليت هذا الموضوع يطرح على المنتديات الأخرى فقد أصبحت مع الأسف مكان للتنفيس عن النفس وتقاذف الشتائم , وأكرر شكري لك ياشيخ وكل من شارك هنا .
---
الإنصاف
04-19-2005, 05:13 PM
شكرا يا شيخنا الفاضل على هذه الرسالة المؤثرة ، وأسأل الله الكريم أن يبارك في جهودكم العلمية المباركة
---
أخوكم
05-31-2005, 06:28 PM
ومهما حصل ومهما يحصل فلعلها حالات فردية استثنائية قليلة
مما يجعل الطابع العام للمنتدى مميزا عن بقية المنتديات
فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء
عسى الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى
---
محمد الماجد
06-10-2005, 03:50 PM
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الجيد شيخ مساعد
---
أبو عمار المليباري
06-24-2005, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الدكتور/ مساعد على تلك النصيحة الثمينة . ولا شك أن الذكرى تنفع المؤمنين . وكما أنصح نفسي وإخواني بالنقد الواعي إذا انتقدوا ويجتنبوا عن الطعن في الشخص . وجزاكم الله خيراً .
---
الجعفري
08-04-2005, 05:20 AM(1/2785)
جزاك الله خيراً شيخنا على ما أبديته من نصح وتذكير ونحن كلنا نوافقك على ما ذكرت , أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المنتدى وأعضاءه للخير
---
عدنان البحيصي
03-20-2006, 05:03 PM
قد أصبت أخي الكريم في نصحك هذا
وإن مثلك من الكرام نحسبهم والله حسيبهم من تلك الأمة
التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
بارك الله فيك
---
إبراهيم الحميضي
03-20-2006, 10:19 PM
أضف إلى ذلك أن بعض المشاركات الضعيفة تقصي مشاركات جيدة ومفيدة وتحل مكانها في الصفحة الأولى ، ومن المعلوم أن غالب الزوار ينظرون في الصفحة الأولى ، وبعض الإخوة يضيف عدة مشاركات في وقت واحد أو أوقات متقاربه ، والأولى أن يجمعها تحت عنوان واحد وإن كانت في موضوعات شتى ما دام أنها قصيرة ، ثم إن بعض الموضوعات حقها أن تكون رداً أو تعليقا على موضوع سابق ،وليس موضوعاً جديداً ، وشكراً لكم .
---
مرهف
03-22-2006, 01:46 PM
رأيت في بعض الذين يردون على من يناقشونهم أنهم يعتبرون أفكارهم أو معلوماتهم مسلمات غير قابلة للنقاش ويربطون ما يكتبون بذواتهم ، ومنهم من تشده الحمية للأشخاص لا للعلم والإخلاص في إظهار الحقيقة ، مع أن العبرة بالحجة العلمية لا باعتبارات شخصية أو عمرية فكم من تلميذ ناظر شيخه وتغلب عليه ومناظرات الإمام الشافعي مع شيخه محمد بن الحسن مشهورة لأن العبرة بالحجة والدليل والمراد من المناظرات والحوارات العلمية نصرة الحق والبحث عنه .
وفقنا الله لما يحب ويرضى وجعل في هذا الملتقى الخير المديد لكل طالب للعلم والهدى
---
أبو حذيفة
03-25-2006, 12:32 AM
لقد أحسنت يا فضيلة الدكتور أسأل الله أن يختم لنا وإياك بخاتمة السعادة ، وحقيقة نفتخر بها في ملتاقانا هذا وهي شبه انعدام المناقشات الموجعة في عباراتها ، وليس هذا بغريب فأكثر رواد هذا الملتقى هم من أهل القرآن الذين تأدبوا به وبان سمتهم وحرصهم فيما يطرحون من موضوعات .
---
کوثر
03-29-2006, 05:04 PM(1/2786)
أشكرك فضيلة الشيخ د.الطيار علي طرح هذه النصيحة الثمينة
و أيضا أشكر جميع المشرفين علي هذا المنتدي الرائع
الذي جدا كما سُمي و هو مكان لإلتقاء أفكار أهل التفسير و مكان
أنا بنفسي أتلمذ فيه من أساتذتي الكرام نحو د.الطيار
و شكرا جزيلا
___________________________
لا تنظر لمن قال وانظر إلي ما قال
---
ناصر المنيع
04-09-2006, 11:11 PM
أحسن الله إليكم يا شيخ مساعد ... فقد أجدتم وأفدتم وكفيتم ووفيتم ...
وفعلا قرأت بعض المشاركات التي يظهر فيها شي من النقاش غير المرغوب فيه والانتصار للرأي والتلكؤ في قبول الحق ...
آمل أن نقبل الحق ونشكر صاحبه ونعمل به ولا نتعصب لآرائنا ويكون قائدنا هو الدليل كما كان السلف الصالح يفعلون ...
---
أبو عبد المعز
04-10-2006, 12:40 AM
ظاهرة بدأت تنمو وأخشى أن تستفحل.....
يمكن للراصد أن يلمح -في صفوف المتحاورين-تشكل مجموعات مصغرة يتعصب بعضها لبعض وبعضها ضد بعض....أتمنى لو تسود الروح العلمية بدل الروح العشائرية ويسلم منتدى أهل التفسير وينأى بعيدا عما وقعت فيه منتديات أخرى زهدنا فيها لهذا السبب.
---
محمدفاضل
04-22-2006, 01:14 AM
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم كلام يكتب بماء الذهب ونعم القائل والمقول
---
مجدي ابو عيشة
05-27-2006, 12:07 PM
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا ** عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما ** إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها ** تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد ** لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا ** والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة ** واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى ** فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند ** لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص ** متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه ** كالثعلب البري في الروغان(1/2787)
أصل الجدال من السؤال وفرعه ** حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد** لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به ** فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا ** ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا ** فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة ** فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم ** إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح ** فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة ** حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا** وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما ** عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا ** فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه ** لا يستقل بحمله الكتفان
---
عبد الله بن عبد الرحمن
05-29-2006, 08:18 AM
كتب بعض المشاركين في هذا النقاش :
( ليس العيب في أن نختلف فيما بيننا..الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية )
و هذا كلام غريب جدًّا في إطلاقه كان ينبغي للمشارك تقييده لأن هذه الألفاظ يطلقها فئام من الناس شعارًا لجمع المسلمين كلهم كشعارات طائفة التقريب بين السنة و الشيعة !
فالملتقى المفترض فيه كما هو ظاهر الحال - و لله الحمد - أنه على مذهب أهل السنة و الجماعة أهل الحديث لا الأشاعرة و المعتزلة و الإباضية و الروافض
و عليه فلا ينبغي
1- ان ينضم إليه من ليس منهم
2- أن لا يسمح المشرفون ببقاء شيء مخالف لهذا المذهب
و الاختلاف الذي يذكره المشارك إن كان في حدود الاختلافات السائغة فنعم
أما الاختلافات غير السائغة و التي تفترق عليها الأمة
فمخالفة الحق عيب ، بل أكبر عيب ، و مفسدة للود أيما مفسدة
فأين الحب في الله و البغض فيه و أين الولاء و البراء إذن ؟!(1/2788)
و قد ساءني أيما إساءة أن أرى بعض المشاركين في بعض مشاركاته قد بالغ في مدح الزمخشري على الإطلاق دون أي إشارة تحذيرية !
و لا يقولن : قد بات الزمخشري مفضوح الحال عند أهل السنة ، و لذلك لم أحذر منه !
فمن أطلق المدح لزمه التقييد و التحذير !
و مِن مِثل هذه التميزات للزمخشري نحذر لمهارة الرجل في نشر اعتزالياته بطريقة لا يفطن معها الكثير لضلالته كما قال غير واحد ممن خبر الرجل كابن تيمية و ابن المنير
نعم هي مسئولية المشرف في الحذف و التعقيب
و لكن ليس المشرف وحده ، بل كل من مر على مثل هذه المشاركات
و ربما تقاعست عن الرد على تلك المشاركة بسبب تأخر اطلاعي عليها ، و قد رأيت سكوت المشرف ، و خشيت الجدال !
---
الجكني
05-29-2006, 11:40 AM
الحمد لله الذى لم يجعلك مشرفاً أو أحد المشرفين على هذا الملتقى ،الذى نرجو له كل خير وتقدم فى سبيل الدعوة إلى الله بالدعوة إلى (النقاش بالتى هى أحسن )،والتى لايمكن تحقيقها من وراء حجاب ،بل لابد من عرض أوجه الخلاف مهما كانت مالم يقدح جانب الأدب والحياء ،فكيف ندعو إلى النقاش بالتى هي أحسن مالم يكن المدعو مخالفأ لنا ،أما من يتفق معنا فطلب ذلك منه أعتبره كلاماً بلا مفاد،ولا تنس يا أخى أن المشرفين على الملتقى سموه (ملتقى أهل التفسير ) ولم يقيدوه بقيد لعلمهم بأن أهل هذا العلم ليسوا فرقة واحدة وإن كان دينهم واحداً،فإذا كنا أهل السنة(نسأل الله الموت عليها )لاتتسع صدورنا لمجرد (النقاش الحسن ) مع من يخالفنا فالأحرى بنا ترك ذلك لمن هو له أهل ،ووالله لاأقصد شخصى الضعيف ،ومعاذ الله أن أزكى نفسي أو غيرى على الله تعالى 0
---
الجكني
05-29-2006, 11:49 AM(1/2789)
وأما تلميحك ودعوتك الخفية للمشرف على أن يحذف من بعض المشاركات فهذا يجب أن يتنزه عنه المشرف ،إذ لايحق له فعل ذلك إلا إذا كانت المشاركة مما يمس ويقدح فى أصل من الدين معلوم بالضرورة ،لأن المشاركة فى هذا الملتقى عندما يحررها صاحبها فهى حق له ،إما تعرض كاملة وإما لاتعرض أصلا ،فالله تعالى لم يجعلنا حفظة على عبيده ،فالمحاسب هو الله تعالى،وعند الله تجتمع الخصوم0
---
أحمد البريدي
05-29-2006, 11:41 PM
أخي عبد الله بن عبد الرحمن :
الرفق الرفق بإخوانك , ولقد كفانا الشيخ الجكني حفظه الله , الجواب عن مداخلتك , ومرحباً بك .
---
(1/2790)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (الدر النثير في اختصار تفسير ابن كثير) للدكتور محمد موسى آل نصر
---
صدر حديثاً (الدر النثير في اختصار تفسير ابن كثير) للدكتور محمد موسى آل نصر
---
عبدالرحمن الشهري
12-26-2006, 07:44 PM
صدر عن دار غراس للنشر والتوزيع بالكويت ، الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب :
الدر النثير في اختصار تفسير الحافظ ابن كثير
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1707845914ee41a82b.jpg
اختصره وهذبه وحققه وعلق حواشيه
الدكتور محمد بن موسى آل نصر
وقد طبع على هامش مصحف المدينة النبوية ، وجاء في 929 صفحة من القطع العادي والورق الأصفر الخفيف ، وذكر أنه قد بدأ في هذا العمل قبل أكثر من عشر سنوات ، ولم يكن خرج حينها إلا اختصار الشيخ محمد نسيب الرفاعي واختصار محمد علي الصابوني .
ومنهجه في الاختصار هو كما قال :
1- تنقية المختصر وتصفيته من الأحاديث الضعيفة .
2- الأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما أكتفي بعزوها إليهما ، وقد أزيد عليهما أحياناً.
3- اعتمدت تصحيحات شيخنا الإمام الهمام حافظ وقته أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني ... فإن لم أجد له حكماً اجتهدت في الحكم على الحديث.
4- تخريج الأحاديث الشريفة الواردة في المختصر .
5- اشترطت الصحة في أسباب النزول ، خلافاً لما أبقيت من آثار عن الصحابة والتابعين ؛ لأن عليها يقوم التفسير ، فلم أشترط فيها الصحة ، مع عزوها إلى مصادرها أحياناً.
6- الإبقاء ما أمكن على الآيات التي استشهد بها المصنف في تفسير القرآن بالقرآن.
7- تجريد المختصر من الإسرائيليات .
8- إذا تعددت الأحاديث التي يوردها المصنف في الباب الواحد أقتصر على ذكر حديث واحد أو أكثر منها.
9- إذا تعددت الآثار عن السلف من الصحابة والتابعين أكتفي منها بما يكشف عن معنى الآية .(1/2791)
10- حذفت جميع الأسانيد التي ساقها المصنف ، وأبقيت على المتون ، مع إبدال قول ابن كثير : قال البخاري - مثلاً - بـ : روى البخاري في الغالب.
11- حذفت الأقوال الشاذة التي أنكرها المصنف مع الإبقاء على الراجح .
12- علقت على بعض المواضع التي رأيت في التعليق عليها فائدة ، أو ترجيحاً لخلاف ، أو بياناً لسبب نزول آية لم يذكره المصنف.
13- استبعاد ما أطال به المصنف من التفصيلات الفقهية والمناقشات اللغوية مما لا يتصل بتفسير الآيات اتصالاً وثيقاً .
14- لم أضف من كلامي في متن الكتاب إلا كلمات يسيرة جداً ، وضعتها بين معقوفتين ، وقد أضفت على هذا النحو كلمات من تيسير الكريم الرحمن للعلامة السعدي .
15- هناك آيات قلائل لم يفسرها المصنف أضفت تفسيرها بين معقوفتين من تيسير الكريم الرحمن أو معالم التنزيل للإمام البغوي .
16- لم أتصرف في كلمات المصنف .
17- وضع التفسير بهامش المصحف.
---
جمال أبو حسان
12-27-2006, 12:01 PM
من الخطر العظيم ما ذكره المختصر( بكسر الصاد) من تركه الآثار دون تصحيح والحجة انه عليها قام التفسير فهل يقوم التفسير على ما لم تثبت صحته ان هذا لمن البلاء المبين نسال الله تعالى السلامة وما هي الفائدة من المختصرات اذن؟
---
مساعد الطيار
12-27-2006, 01:00 PM
الشيخ الفاضل أبا محمد حفظك الله وسدد خطاك
أرجو مراجعة هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=244&highlight=%D5%CD%ED%DD%C9+%DA%E1%ED+%C3%C8%ED+%D8% E1%CD%C9
وهذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3577&highlight=%D5%CD%ED%DD%C9+%DA%E1%ED+%C3%C8%ED+%D8% E1%CD%C9
---
(1/2792)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 1
---
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 1
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 03:40 PM
شيخ مقارئ الديار المغربية : الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ
إنه الرجل الذي أحيا الله على يديه الدرس القرائي بالمغرب الأقصى في العصر الحديث ، كما تمكن ـ بفضل الله تعالى و توفيقه ـ أن يدخل القراءات القرآنية إلى رحاب الجامعة المغربية ، لتصبح مادة مقررة قانونا في السلك الثاني من الإجازة في النظام القديم ، و تقرر كمادة أساسية من المواد المدرسة في النظام الجديد . كما تمكن شيخنا ـ حفظه الله ـ من فتح وحدة للتكوين على مستوى الدراسات العليا و الدكتوراه : وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي ، التي عملت على تكوين الباحثين في مجال القراءات القرآنية بصفة عامة ، والقراءات القرآنية بالمغرب الأقصى ، مما مكن شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعة المغربية من التوفر على أساتذة باحثين متخصصين في القراءات القرآنية . كما عمل تأليفا وإشرافا ـ حفظه الله ـ على نشر التراث المغربي الزاخرفي مجال الدراسات القرآنية عامة ، والقراءات القرآنية خاصة محققا . فضلا عن إعداد دراسات علمية عن هذا الموروث الحضاري الزاهر الذي كادت تنطمس معالمه .ولد الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بقرية البهاليل قرب مدينة فاس سنة 1936 م.
- بدأ تعليمه الأولي بمسقط رأسه ، أما تعليمه الثانوي فقد تابعه بمدينة صفرو ، و قد اهتم خلال ذلك بحفظ القرآن الكريم حفظا جيدا ، كما حفظ كثيرا من المتون العلمية .(1/2793)
- بدأ دراسته الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط ، ثم شد الرحال إلى باريس ليتابع دراسته بالسربونحيث حضر رسالة دكتوراه السلك الثالث ، ثم انتقل إلى جامعة مدريد لتحضير أطروحة الدولة في موضوع القراءات القرآنية ، تخصص لسانيات.
أما عن المسار المهني لشيخنا ـ حفظه الله ـ فقد بدأه كمعلم للغة الفرنسية ، فأستاذا للغة العربية بالثانوي ، و توج بتعيينه نائبا لوزير التعليم بإقاليم أكاديرو طرفاية ، ثم كلف بمهام التفتيش بمراكز تكوين المعلمين . و في سنة 1974 م عين أستاذا باحثا بمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب ، ثم مندوبا للرصيد اللغوي بالمغرب ، ثم تولى رئاسة شعبة المعجميات بمعهد الدراسات و البحوث التابع لجامعة محمد الخامس . كما عين أستاذ كرسي القراءات القرآنية بمسجد الحسن الثاني ، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس العلمي بالرباط و سلا .
العطاء العلمي : فضلا عن التدريس و الإشراف على الرسائل و الأطاريح ، و المساهمة في التوعية الفكرية و الدينية ، و المساهمة في المؤتمرات و الندوات العلمية داخل المغرب وخارجه ، فإن لشيخنا ـ حفظه الله ـ حضور قوي في مجال التأليف ، و التحقيق :
1- المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب( تحقيق ).
2- التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ( تحقيق ).
3- إضاءة الراموس ظهر منه حتى الآن ثلاثة أجزاء ( تحقيق ).
4- توطئة لدراسة علم اللغة .
5- بعض مظاهر التطور اللغوي .
6- الثنائيات اللسانية .
7- القراءات القرآنية و الوقف القرآني .
8- القاضي عياض اللغوي من حديث أم زرع .
9- نظم و إدارة بني أمية في الأندلس من خلال المقتبس لابن حيان .
10- الرسم الحديث ( كتاب مدرسي ) .
11- ةالرياضيات الحديثة ( كتاب مدرسي ) .
12- الأبواب بالأندلس .
13- المبتكر في النحو ( كتاب مدرسي ) .{ الكتب المرسية بالاشتراك مع آخرين }.
14- وظيفة اللغة في مجتمعنا المعاصر .
15- كيفية تعريب السوابق و اللواحق في اللغة العربية ز(1/2794)
معجم الدلائلية : فرنسي / عربي .
16- منهجية أئمة القراء في الغرب الإسلامي ابتداء من القرن الخامس الهجري .
كتب أخرى لم تطبع بعد :
1- الإضافة في القرآن الكريم .
2- هاء الكناية في القرآن الكريم .
3- تحقيق كتاب فيض نشر الاقتراح .
5- الأنصاص القرآنية.
فضلا عما سبق لشيخنا مشاركة متميزة في الصحف و المجلات الوطنية و العربية .
كما أنه عضو بلجن تصحيح المصاح الشريفة بعدد من الدول الإسلامية .
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 06:52 PM
حفظ الله الشيخ التهامي و نفع به الاسلام و المسلمين .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 03:02 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
إن ما قدمته لا يفي بحق الشيخ التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ وعزائي أن ما لا يدرك كله لا يترك جله .مع عودة قريبة للموضوع ـ إن شاء الله ـ .
و تفضلو ا أخي الفاضل وشنان بقبول خالص التحيات و التقدير .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
بنت السنة الطاهرة
09-18-2006, 08:31 PM
حفظ الله الشيخ التهامي...
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 10:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
إن ما كتبته عن أستاذي الشيخ التهامي الراجي ـ حفظه الله ـ لا يرقى إلى حقيقة مكانته العلمية ، و دوره الريادي في خدمة القرآن الكريم ، و البحث العلمي في مجال القراءات القرآنية . و إني سأعمل لاحقا على التعريف بتراثه العلمي المتميز ، مع إعداد فهرسة لكتبه و مقالاته ، و البحوث العلمية التي أشرف عليه.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير . وشكرا لكم على اهتمامكم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
برعدي الحوات
09-21-2006, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً جزيلا للدكتور أحمد بزوي الضاوي على عرضه القيم حول الأستاذ الفاضل الدكتور التهامي الراجي وعطاءاته العلمية.(1/2795)
وحيث إن الدكتور التهامي الراجي من الأساتذة القلائل الذين أسهموا بعطاءات غزيرة في مجال البحث العلمي بشكل عام، والدراسات القرآنية بشكل خاص، فإني أتمنى من الله عز وجل لأستاذنا وشيخنا التهامي الراجي الصحة والعافية، والبركة في عمره، وعمر أهليه وولده، وأن يوفق جميع خدام القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، إنه سميع قريبب مجيب الدعاء. والسلام عليكم.
* للإفادة: أرجوكم الدكتور الضاوي حفظكم الله أن تخبرونا أين وصلتم مع مقدمة الراغب؟؟؟فإننا ما زلنا في انتظاركم، ولكم من الله كامل التوفيق والسداد.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
أحمد بزوي الضاوي
09-21-2006, 08:55 PM
الأخ الفاضل : بردعي الحوات ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإني أشكركم على تواصلكم و تقديركم ، كما أشكركم شكرا جزيلا على مشاعركم النبيلة تجاه شيخنا التهامي الراجي الهاشمي حفظه الله .
أما عن مقدمة الراغب الأصفهاني فإني مشغول بإعداد دراسة وافية عنها تبين أهميتها في وضع نظرية متكاملة لتفسير القرآن الكريم ، تكون قادرة على مواجهة الدعوات المغرضة إلى إعادة تفسير القرآن الكريم وفق ما يسمونها بالنظريات الحديثة ، التي لا نتخذ منها موقفا بقدر ما نتخذه من التحريف و التضليل . وركوب موجة اللادينية بدعوى دمقرطة التفسير ، والقراءات الحداثية .
وفقنا الله لما يحبه و يرضاه .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
برعدي الحوات
09-22-2006, 01:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2796)
الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على خير الورى أجمعين وعلى آله وأصحابه الطاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:فإن الحديث الذي أثاره الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله حول الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى يعد من أهم القضايا التي تستحق البحث والدراسة توثيقاً وتحقيقاً، سواء تعلق الأمر على مستوى عطاءات المغاربة في مجال الدرس، أو التأليف. ومن ثم فإن علماءنا المغاربة الذين أفنوا حياتهم في خدمة كتاب الله يستحقون التقدير والإجلال والإكبار.
وإذا كان أستاذنا الجليل الدكتور التهامي الراجي قد قدم له الدكتور الضاوي حفظه الله ترجمة وافية، فإني سوف أقدم عطاءً علمياً في مجال الدراسات القرآنية لأحد زملاء الدكتور التهامي الراجي ألا وهو الأستاذ المرحوم سعيد أعراب الغماري التطواني.هذا العلم الشامخ -يعني المرحوم سعيد أعراب- تعذر علي أن أترجم له، ولكن الذي يهمني في هذه العجالة أن أقدم له إحدى مؤلفاته في مجال الدراسات القرآنية، يتعلق الأمر بكتاب له، الموسوم بـ: (القراء والقراءات بالمغرب).
والكتاب نشرته دار الغرب الإسلامي، (الطبعة الأولى 1410هـ-1990)
إن المؤلف رحمه الله تعالى تناول الكتاب المذكور وفق الخطة التالية:
* مدخل في أوليات هذا الفن
(أ)- متى دخل القرآن إلى المغرب؟
(ب)-المصحف المغربي : (مصحف عقبة بن نافع، مصاحف أخرى.....)
(ج)-الكتَّاب القرآني.
(د)-قراءة أهل المغرب.
(هـ)-دخول القراءات إلى المغرب.
(و)-نشأة الدراسات القرآنية بالمغرب.
الباب الأول في مقرأ نافع
الفصل الأول: في أصل مقرأ نافع
الفصل الثاني: في رسمه وضبطه
الباب الثاني في القراءات السبع.
الفصل الأول في قرَّاء العصر المريني وآثارهم
الفصل الثاني في قراء العصر الوطاسي وآثارهم
الفصل الثالث في قراء العصر السعدي وآثارهم
الفصل الرابع في قراء العصر السعدي
الباب الثالث في الوقف ومذاهب القراء فيه
الفصل الأول في الوقف النظري(1/2797)
الفصل الثاني في الوقف السني
الباب الرابع في الرمز والعدد
الفصل الأول : الرموز والرمزيات
الفصل الثالث في العدد
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ، والسلام عليكم.
* الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
أحمد بزوي الضاوي
09-22-2006, 02:12 AM
الأخ الفاضل برعدي الحوات .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد فإني أشكركم على هذه الإضات التي أغنت الموضوع ، و ألمحت إلى أحد أعلام المغرب في العصر الحديث ألا و هو الأستاذ سعيد أعراب رحمه الله ، و الذي يعتبر من الباحثين الأوائل في المدرسة القرآنية بالمغرب . و إني عازم إن شاء الله تعالى على الترجمة له و التعريف بأعماله العلمية .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-12-2006, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أما بعد ، فإنه يشرفني أن أقدم لرواد هذا الموقع تعريفا موجزا بموقع أستاذنا الفاضل الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ .
1- يعنى الموقع بالدراسات القرآنية عامة و القراءات خاصة .
2- هو موقع علمي و تعليمي متميز .
3- يطمح الموقع إلى تقديم القراءات القرآنية لطلبة العلم و الباحثين .
4- بيان طرق توجيه القرءات القرآنية .
5- بيان كيفية استنباط القواعد المختلفة من القراءات القرآنية .
6- اعتماد وسائل العرض الحديثة في عرض القراءات القرآنية ، وهي طريقة مبتكرة ومهمة في تبليغ المضامين وتقريبها إلى المتلقي ، مما يجعلها نموذجا يحتدى في تدريس القراءات القرآنية .
هندسة الموقع :
1- الصفحة الرئيسية .
2- ترجمة الشيخ .
3- مؤلفات الشيخ .
4- دروس الشيخ في القراءات .
5- الرسم القرآني .
6- العد القرآني .
7- الوقف القرآني .
8- القراء .
9- الرسائل و الأطروحات .(1/2798)
ومع أن الموقع لا زال في طور البناء فإنه في غاية الأهمية ،ويعد بأن يكون موقعا علميا و تعليميا رائدا ومتميزا . نتمنى لشيخنا دوام الصحة و العافية ، وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه ، وأن يجعل موقعه من الصدقات الجارية ، وجزاه الله عنا خير الجزاء .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عنوان الموقع :
http://www.ragithami.net/index.htm
---
أحمد بزوي الضاوي
01-18-2007, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فهذا درس قيم للأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ، أثار فيه نقطة مهمة ألا وهي صلة القراءات المتواترة بالرسم العثماني ، مبينا أن الرسم توقيفي ، وأنه يتعلق بالصوامت وحدها لا غير ، أما الحركات والنقط والهمزات فهي تشكل الضبط الذي يضاف على الرسم العثماني ، قصد إغناء الأداء الحامل لمراد الله تعالى .
وننقل هنا نص المحاضرة في صيغة PDF .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما ينقدح فى الذهن هل هو من قبيل من قال برأيه فى القرآن؟؟
---
ما ينقدح فى الذهن هل هو من قبيل من قال برأيه فى القرآن؟؟
---
أبو عبد المعز
12-07-2004, 03:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
هذا اشكال منهجي..يتعلق بمراتب تدبر القرآن...فقد يحدث ان يجد المتدبر لكلام الله..معنى فى نفسه..انقدح له..من كلمة..او جملة فى القرآن..وهذا المعنى..لم يجده فى كتب المأثور من التفسير..فهل يعتبر هذا الامر..من قبيل التفسير المبتدع..والرأي المذموم..او من قبيل الفهم الذي تحدث عنه على رضى الله عنه..
هذا سؤال لجميع الاخوة..وحبذا لو شارك .الشيخ مساعد الطيار..لما له من اقتراب من هذه الامور...
والسلام عليكم ورحمة الله.
---
مساعد الطيار
12-07-2004, 06:58 PM
أخي الكريم أبا المعز
إجيبك إجابة موجزة ، فأقول :
إن ما ينقدح في الذهن لا يمكن ردُّه ، لذا فإنه ليس داخلاً في القول على الله بغير علم .
بل إن بعض العلماء ـ ومنهم الشيخ محمد بن عثيمين ـ يدعو إلى تدبر المعاني والاستنباط من القرآن ، ثمَّ عرض ما يتوصل إليه المتدبر على أقوال العلماء ؛ لئلا يقول خطأً ، وليكون هذا تدريبًا له على تفهُّم كلام الله والاستنباط منهم ، وتلك طريقة حسنة .
وإنما يدخل في القول على الله إذاما اعتقد الإنسان هذا القول الذي انقدح في ذهنه ، وصار يتبناه .
ولللحديث بقية
---
أبو حسن الشامي
07-25-2005, 11:34 AM
بانتظار بقية الحديث من الشيخ الطيار وفقه الله
---
جمال أبو حسان
07-25-2005, 12:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله(1/2800)
اي تفسير حتى يحوز اول درجات القبول لا بد له من شروط هي اولا ان لا يتعارض مع السياق القراني للاية المفسرة الثاني ان لا يخالف اللغة الثالث ان لا يخالف الماثور واعني بالماثور ما حرره الشيخ فضل عباس ومثله عند الحبيب الدكتور الطيار وهو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للاية
---
أبو عبد المعز
07-25-2005, 03:01 PM
شكرا للأخوين الفاضلين على رفعهما السؤال الى الواجهة.......
ولعل الشيخ مساعدا -حفظه الله- يتكرم ببقية الحديث.
---
أبو لبابة
07-25-2005, 03:55 PM
حبذا لويضاف إلى ذلك شرط رابع وهو ألا يعارض أصلا من أصول الشريعة المتفق عليها ؛
لكن هل لنا أن نشترط اندراج هذا المعنى المنقدح في الذهن تحت أصل من أصول الشريعة المتفق عليها؟
الله أعلم
أمر يحتاج لمزيد من التأمل والنظر من أهل النظر جزاكم الله خيرا
أبولبابة
---
(1/2801)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التسجيل الكامل للأرجوزة المنبهة للإمام أبوعمرو الدانى
---
التسجيل الكامل للأرجوزة المنبهة للإمام أبوعمرو الدانى
---
طه محمد عبدالرحمن
02-15-2006, 03:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعد ......
فقد انتهيت بعون الله تعالى و توفيقه من تسجيل :
الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء و الرواة و أصول القراءات و عقد الديانات بالتجويد و الدلالات
للإمام المقرىء الحافظ أبى عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدانى الأندلسى رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته .
الأرجوزة تقع فى الف و ثلاثمائة و أحد عشر بيتا مقسمة الى 65 بابا افتتحها بالشيوخ الذين أخذ عنهم رحمه الله ثم ذكر قصة جمع القرءان و الصحابة الذين جمعوا القرءان ثم القراء من الصحابة ثم القراء السبعة و رواتهم و المصنفين فى القراءات ثم ذكر أهل الاداء ثم ذكر عقود أهل السنة ثم شرع بعد ذلك فى ذكر أصول القراءات .
الارجوزة شاملة لكل ما يحتاجه القارىء و المقرىء و المبتدى و المنتهى كما قال رحمه الله :
ينتفع القارى بها و المقرى ## و كل من درى و من لا يدرى
و الارجوزة نافعة قيمة من أجمل ما قرأت لا يملها قارئها و سامعها و الخمسمائة و خمسون بيتا الاولى فى نظرى تجدها قد تضمنت مقدمة كتاب النشر فى القراءات العشر للإمام بن الجزرى رحمه الله و ربما زادت عليه فوائد و امتدحها كثير من علماء السلف منهم الامام الحافظ أبوعبد الله محمد بن أبى نصر الحميدى (ت488) حيث قال) طلب علم القراءات , و قرأ و سمع الكثير و عاد الى الاندلس , فتصدر بالقراءات , و ألف فيها تواليف معروفة ,و نظمها فى أرجوزة مشهورة)(1/2802)
و ناهيك بأرجوزة نظم فيها الامام الدانى تآليفه فى علم القراءات فحقيق بجماعات حفاظ القرءان و المشتغلين بإقراء و تلقين القراءات ان يبادروا الى حفظ هذه الارجوزة و الاعتناء بها و شرحها لأننى لم أقف على شرح لها و لم يذكر محقق الارجوزة الاستاذ محمد مجقان الجزائرى ان لها شرحا و ان كانت الارجوزة من سهولة الفاظها ووضوح معانيها لا تحتاج الى شرح و لعل هذه الارجوزة أول نظم معتبر فى علم القراءات فإنه يقول رحمه الله فى آخر أرجوزته :
لم أر قبلى شاعرا محكما *** و لا إماما فاضلا مقدما
نظم قولا فى الذى ذكرته *** فالفضل لى لا شك إذ صنعته
و مع جلالة هذه الارجوزة و ما تضمنت من جواهر مكنوزة فى علم القراءات لم أطلع حسب علمى المحدود فيما قرأت من تصانيف فى علم القراءات من أشار اليها و لا استشهد بها فى تصنيفه و لا حتى الامام بن الجزرى فى نشره اللهم الا ما ذكره محقق الارجوزة من الامام ابوشامة شارح الشاطبية استشهد بها فى موضع من كتابه فلا أدرى ما السبب فى عدم انتشارها فى تصانيف علماء القراءات .
غير أنى قرأت كتاب الفوائد الجميلة على الايات الجليلة فى علوم القرءان و فضائله لحسين بن على بن طلحة الرجراجى الشوشاوى المتوفى سنة 899 هجريه أحد علماء المغرب فوجدت ان الارجوزة المنبهة هى أحد الكتب التى اعتمد عليها فى كتابه فاستشهد بالمنبهة فى كثير من مواضع كتابه فيدل على ان المنبهة كانت معروفة و مشهورة عندهم ... غير أن محقق الكتاب عندما أتى الى التعريف بالمنبهة قال ( بذلت جهدى فى العثور عليه و لم أجده , و بحثت عنه فى كتب التراجم و معاجم المؤلفات و فهارس المخطوطات و لم أر من أشار اليه ) يذكر هذا فى أواسط الثمانينات !! .(1/2803)
و لا أخفيكم انه انقطع الامل عندى من أحصل على الكتاب بعد ما قرأت كلام المحقق حتى سألت عنه فى ملتقى أهل القرءان فأجابنى أحد الاخوة بأن الكتاب مطبوع طبعته دار المغنى بالرياض فى و قبل حوالى 20 يوما تحصلت على نسخة من الكتاب فالحمد لله على نعمه العظيمة.
و أود أن أنبه أيضا ان الامام بن القيم عليه رحمة الله قال فى نونيته فى فصل ( الاشارة الى الطرق النقلية الدالة على ان الله سبحانه و تعالى فوق سماواته على عرشه ) فى البيت 1444 :
و انظر الى ما قاله ذو سنة *** و قراءة ذاك الإمام الدانى
و كأنه يشير رحمه الله الى هذه الارجوزة إذ ان فيها 82 بيتا فى عقيدة أهل السنة و الجماعة .
هذا تعريف بسيط بهذه الارجوزة التى أسأل الله أن ينفع بها كل من استمع اليها و ان يتقبل منا صالح القول و العمل انه ولى ذلك و القادر عليه .
رابط التحميل و طريقة التحميل هى أن تضغط بالزر الايمن للماوس على الرابط و تختار حفظ الهدف باسم ثم حفظ حفظكم الله تعالى .
http://khayma.com/tajweed/taha/almonapha.rm
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 10:39 AM
بارك الله فيك ونفع بك . جهد موفق ، يستحق الشكر والإشادة . وقد سبق أن أشار الدكتور غانم قدوري الحمد لهذه الأرجوزة في جواب له في الملتقى العلمي .
بحث عن منظومة في علوم القرآن جملة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3352)
---
طه محمد عبدالرحمن
02-16-2006, 02:03 AM
شكرا لكم على ردكم الكريم شيخ عبدالرحمن و ارتقبوا المزيد .
---
أبو مالك العوضي
11-06-2006, 03:38 PM
لو تيسر وضع هذه المنظومة مكتوبة أو حتى مصورة نكون لكم من الشاكرين
وجزاكم الله خيرا
---
طه محمد عبدالرحمن
01-07-2007, 01:31 PM
شيخنا أبا مالك لقد قمتم أنتم بهذا العمل الجبار و هو كتابة المنظومة على الوورد فجزاكم الله خيرا و هذا رابط الموضوع :(1/2804)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6876
---
محمد عزت
01-26-2007, 01:54 AM
جزاك الله خيراً
---
طه محمد عبدالرحمن
03-15-2007, 03:05 AM
جزاكم الله خيرا مثله .
---
معلمة
04-10-2007, 10:23 PM
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك
---
(1/2805)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "" رمضان العقيدة والصيام ..""
---
"" رمضان العقيدة والصيام ..""
---
hedaya
10-06-2005, 09:42 AM
http://img182.imageshack.us/img182/576/2r0jj.jpg
http://img182.imageshack.us/img182/4765/3r9jo.jpg
---
(1/2806)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف عليه السلام 10)
---
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف عليه السلام 10)
---
د. محمد مشرح
09-22-2004, 07:29 AM
عفته
وأما عفته عليه السلام فقد صورته الآيات الكريمات في قوله تعالى{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24)وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(25)قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ(26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ(27)فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ(28)يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ(29) ) إلى قوله تعالى { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(34) }([1])
إن تصوير القرآن لعفة يوسف عليه السلام لاتستدعي إلى مستزيد ؛فقد كانت الدواعي مشرعة، والأمور مهيئة ، ولو لم تكن عفته كالجبال الرواسي- بعد توفيق الله تعالى -لما نجا من ذلك الشباك الذي وضع له .(1/2807)
إن عنصر الشهوة ونزواتها والاستجابة لها والآندفاع إليها ليست بالأمر الهين، ودفعها والتخلص منها ليست بالسهل الميسور، ويعلم المجربون الواقعيون الفرق بين القول والعمل؛ فعندما يتحدث أي شخص من الأشخاص عن الجهاد-مثلا يختلف عن الجهاد الفعلي وبخاصة إذا كان المتكلم موهوبا فإن التفاعل يصل إلى درجةمائة عنده وعند الجمهور المستقبل.
لكن عندما يأتي دور الجهاد الفعلي، والممارسة الميدانية ؛ فإن الأمر يختلف وقد لايثبت من هؤلاء إلا القليل القليل ؛ الجهاد الفعلى يستدعي نفوسا متفانية ؛ يُبنى هذا التفاني على القناعة التي رست على تربية متينة ، والطول من لوازمها -غالبا-ومعرفة قيمة الدنيا وقيمة الآخرة مهم في التأثيرعلى حياة الإنسان قال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا(45)}([2])
وقال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا(45)} ([3])
وقال تعالى {وللآخرة خير لك من الأولى}([4])(1/2808)
هذا في حانب من الجوانب . والعفة حبيبة إلى النفوس التي لم تلطخها المعاصي ؛ ولكن الحديث عنها والاستماع إليها شيء ؛ والممارسة العملية شيء آخر وهي تحتاج مااحتيج إليه في المثال السابق ([5]) وبهذا يتضح قوة شخصية نبي الله يوسف عليه السلام على تجاوز العقبات التي تعترضه في مسيره إلى الجنة مهما تجاسرت تلك العقبات وتعالت ،.وهذا أمر يستدعي عونا من الله تعالى للمرء . وهي رسالة إلى كل فتى ؛ بأن يتخذ من يوسف عليه السلام قدوة وإماما ،وأن يحفظ شبابه من أن يخوض في المستنقعات الآسنة التي تعرقل مسيرته ،وتفسد فطرته، وتجلب له الويلات في مراحل حياته ،وبعد مماته ." فالشخصية في القصة القرآنية وسيلة لغاية محددة .. إنها شاهد من شواهد الإنسانية في مختلف حالاتها من قوة وضعف وخير وشر أو إيمان وكفر أو كره وبغض أو هداية وضلال أو صفاء وحقد؛ تقدمه القصة من الواقع الصادق الحي؛ ليرى فيه الإنسان كيف يواجه التكاليف ، ومدى تحمله للمسؤلية الإنسانية ،ونهوضه بها ، وحدود طاقاته النفسية ،وقوة صموده الأ خلاقي أمام الانحرافات أ والمغريات" ([6])
فهي رسالة إعلامية تحقق البعد التربوي المطلوب والهداية الإرشادية المتوخاة منها " فإذا أنت أمام إنسان تكاد ترى نفسك فيه ليس بوضعك المشخص وإنما بوضعك أحد أفراد هذا الجنس " ([7])ينطبق عليك ما ينطبق على تلك الشخصية وبإمكانك أن تكون إياها أوصورة تقاربها وتنال مانالت أو قريبا منها إذا أنت وعيت الدور المطلوب وإذا استنار الرأي العام وفهم الرسالة حق الفهم " رعى المثل الإنسانية والقيم الاجتماعية والمعايير والمباديء الأخلاقية السائدة"([8]) التي جاء بها القرآن والسنة وهو هدف استراتيجي للإعلام الإسلامي .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة يوسف.
-[2] سورة الكهف آية 45 .
[3] سورة العنكبوت آية 64
[4] سورة الضحى آية 4 .(1/2809)
[5] د/ عبد الوهاب كحيل - الأسس العلمية والتطبيقية للإعلام الإسلامي ( الرياض -عالم الكتب -الأولى 1406هـ 1985مصر227
-[6] المرجع السابق ص129 بتصرف يسير
-[7] نفس المرجع ص130 .
[8] - سعد عبد الرحمن - السلوك الإنساني ( القاهرة -مكتبة القاهرة الحديثة -1 1971م) ص485
---
(1/2810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
---
المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
---
عبدالرحمن الشهري
03-11-2004, 11:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعث لي عبر البريد أخي الكريم أبو عصام الدكتور عبدالله القرني وفقه الله هذا الخبر ، عن المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
نص الخبر:
تقوم الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتعاون مع جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بالإعداد والتنظيم للمؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مدينة دبي في الفترة من 1 ـ 4 صفر 1425هـ الموافق 22 ـ 25 مارس 2004 برعاية كريمة من سمو الشيخ محمد ابن راشد آل مكتوم حفظه الله .
وسيقام المؤتمر العالمي السابع بمدينة دبي في فندق (جراند حياة) وهو من أفخم الفنادق في الإمارات العربية المتحدة حيث شيد هذا الفندق خصيصاً لاجتماعات البنك الدولي الأخير حيث تعتبر قاعاته من أفخم القاعات على مستوى الإمارات العربية المتحدة .(1/2811)
إن أهمية هذا المؤتمر العالمي تتمثل في أهمية القضية وأهمية الزمان وأهمية المكان ؛ أما قضية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فإنها من أهم الأساليب في الدعوة إلى الله في هذا العصر، وأما الزمان فإن هذا المؤتمر يأتي في مرحلة استعدى فيها أعداء الإسلام على ثوابته وحرماته وأخذوا يلصقون فيه ما ليس منه ويتهمونه باتهامات باطلة ويثيرون حوله شبهات داحضة ، وأما المكان فإنه لا يخفى مالمدينة دبي من شهرة عالمية اكتسبتها باستضافتها الكثير من المؤتمرات العالمية والمعارض الدولية فأصبحت من أشهر المدن العربية على مستوى العالم ؛ وقد حشدت الهيئة لهذا المؤتمر العالمي كل الجهود والخبرات المتمكنة ؛ وقد جعلت أمانة الهيئة من أهم اهتماماتها دعوة نخبة من أشهر العلماء العالميين في العلوم المختلفة لحضور هذا المؤتمر ليشهدوا في قاعات هذا المؤتمر العالمي صدق الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ؛ كما إن أمانة الهيئة تحرص حرصاً شديداً على أن تعطي لهذا المؤتمر العالمي زخماً إعلامياً عالمياً كبيراً للاستفادة القصوى من هذا الحدث الكبير لتوظيفه في لفت انتباه العالم إلى كنوز القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
وما إن أعلنت الهيئة عن رغبتها في إقامة هذا المؤتمر العالمي ودعوتها الباحثين إلى كتابة أبحاثهم في المجالات التي أعلنت عنها وهي :
الفلك - علوم الأرض - علوم البحار - علم الأرصاد - الأجنة - علوم الحياة - علوم الطب - الإعجاز التشريعي.
وفق ضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة التي تسير عليها الهيئة حتى تتابعت الأبحاث فوصل خلال فترة وجيزة 220 بحثا أحيلت على اللجنة العلمية لدراستها وتقييمها وتقويمها فانقسمت إلى ثلاث فئات :
- بحوث مرفوضة.
- بحوث مقبولة بشروط لابد من استيفائها.(1/2812)
- بحوث مقبولة لعرضها في المؤتمر وعددها (73) بحثاً يشارك بها أصحابها من العالم الإسلامي من اندونيسيا حتى المغرب ومن أوربا وأمريكا (اندونيسيا ، ماليزيا ، الهند ، الإمارات العربية المتحدة ، اليمن ، السعودية ، العراق ، الأردن ، سوريا ، مصر ، تونس ، الجزائر ، المغرب ، لندن ، الولايات المتحدة الأمريكية ) .
أهداف المؤتمر
وقد وضعت الهيئة أهدافا لهذا المؤتمر منها :
- الانتقال من خلال هذا المؤتمر من المحلية ؛ وهي مرحلة ( هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ) إلى العالمية ؛ وهي مرحلة ( الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ) .
- إظهار روعة المنهج العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية .
- الاستفادة من الإعجاز العلمي في ( حوار الحضارات ) .
- إبراز الطب النبوي كأحد أنواع الطب البديل التي بدأ العالم يتحول إليها بقوة .
- لفت أنظار مصانع الأدوية ومراكز الأبحاث التطبيقية إلى الاستفادة من الأبحاث التطبيقية للإعجاز العلمي والطب النبوي .
- لفت أنظار العالم الغربي ( الجامعات ومراكز الأبحاث والشخصيات العلمية ) إلى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
- إبراز دور المرأة العلمي في الإسلام وتكريمه لها ومساواته لها بالرجل في الحث على طلب العلم ؛ حيث تشارك (10) من الباحثات في هذا المؤتمر بأبحاث نظرية وتطبيقية .
- التمهيد للمؤتمرات العالمية القادمة في العواصم الأوربية وفي أمريكا والعالم الشرقي .
- لفت أنظار وزارات التربية والتعليم والعلوم و التكنولوجيا في العالم الإسلامي ومراكز الأبحاث لهذه القضية
- بعث روح البحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لدى الباحثين المؤهلين .
- لفت أنظار المؤسسات الإعلامية ومؤسسات الإنتاج لقضية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .(1/2813)
وقد حرصت أمانة الهيئة على دعوة مجموعة من العلماء العالميين في مجالات العلوم العصرية المختلفة من أوروبا وأمريكا واستراليا واليابان ومن دول أخرى في جميع مؤتمراتها ليتحقق الهدف الأعلى المنشود من نشاط الهيئة العالمية للإعجاز العلمي وهو دعوة هؤلاء العلماء ليكونوا مستشارين للهيئة في تخصصاتهم العلمية.
وفيما يخص تلك البلدان التي تقام فيها مؤتمرات الإعجاز العالمية فإن الهيئة تهدف من خلالها إلى إيصال صوت الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وفتح آفاق التعاون البحثي مع العلماء في تلك البلدان والاهتمام بتأسيس فريق عمل علمي ليكون مصدر إشعاع لنشر قضية الإعجاز العلمي في تلك البلدان .
وستنقل بعض القنوات الفضائية المؤتمر كقناة المجد وقناة إقرأ كما سينقل حيا على شبكة الإنترنت إن شاء الله
روابط لأخبار المؤتمر من موقع هيئة الإعجاز العلمي
- حفل الإفتتاح (http://www.aleijaz.net/haf.htm)
- جدول جلسات المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمدينة دبي (http://www.aleijaz.net/jad.htm)
- أسماء المشاركين في المؤتمر (http://www.aleijaz.net/as.htm)
---
(1/2814)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاشتغال بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن ... تقدمٌ أم تخلف؟
---
الاشتغال بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن ... تقدمٌ أم تخلف؟
---
نصرمنصور
06-02-2005, 10:13 AM
الإعجاز العلمي هو بيان أن ما توصلت إليه الحضارة الغربية من أفكار علمية موجود لدينا في نصوص القرآن والسنة، على قاعدة "سبقناكم"، وهذا يدل على إعجاز القرآن والسنة وانهما من الله.
فهل في هذا ما يؤدي إلى أي تقدم علمي يمكن أن تحصله الأمة الإسلامية؟ أم يا ترى أنه يمكن أن يؤدي إلى تخلفها كما حصل مع منطق اليونان ولو بشكل غير مباشر؟ ذلك أن العمل في الإعجاز العلمي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النوم والاسترخاء بانتظار ما يجود به علينا الوسط العلمي الغربي، وما علينا الا مجرد الانتظار والفهم والمطابقة مع النصوص.
ثمة فرق بين المتبنين للإعجاز العلمي ومن تبنى المنطق الأرسطي، في أنهم في الإعجاز العلمي يقولون بأنهم يستندون إلى الحقائق العلمية التي ينتجها الغرب. كما أنهم لم يجعلوا ذلك في صلب العقيدة وانما اعتبروه وسيلة للدعوة، لا سيما لمن يفهم لغة الإعجاز العلمي كي يدخلوا في الدين.
لقد فتح الإعجاز العلمي الباب على مصراعية لتحقيق مقولة السبق، حتى ولج فيه الكثيرون وتعرضوا لأمور نخشى أن تتحول إلى أن تكون نقمة على الدين بدلاً من أن تكون منقبة كما أريد لها. لقد اصبح المشتغلون في هذا المجال يتصيدون أية فكرة ثم يبحثون عن نص فيه شبهة منها، ثم يخرجون بفكرة السبق في هذا المجال، حتى لم تسلم منه أمور الفها الناس وعرفوها في عصر النبوة ويعلمها أهل الطب والخبراء في ذلك المجال.(1/2815)
إذا كان على المشتغلين بالإعجاز العلمي أن يثبتوا مصداقية ما يقولون، فعليهم أن يقلبوا المنهج الذين يشتغلون به. اننا نطالبهم أن يكتشفوا حقائق جديدة بناء على تأملاتهم في القرآن الكريم أو السنة بدلاً من الانتظار على أبواب العلم الغربي ثم مقارنته بالنصوص والإدعاء أننا سبقناهم إليه منذ قرون.
فهل يا ترى سيفلحون في ذلك ؟ ، وإذا أفلحوا فهل ستمر أبحاثهم دون موافقة المؤسسات العلمية الغربية على ذلك؟
قد يكون من المفيد أن نفكر في العمل على الإعجاز الفكري الذي هو اقرب لحضارة الأمة وتراثها، بدلاً من انتظار أفكار ينتجها غيرنا ثم ندعي أنها عندنا وأننا سبقناهم إليها.
منقول من صيد الفوائد : http://www.saaid.net/arabic/33.htm
---
(1/2816)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رسائل الماجستير والدكتوراه بجامعة الإمام على أقراص مدمجة
---
رسائل الماجستير والدكتوراه بجامعة الإمام على أقراص مدمجة
---
عبدالرحمن الشهري
04-02-2005, 05:51 AM
تدرس عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض فكرة طباعة رسائل الماجستير والدكتوراه الصادرة من الجامعة على أقراص مدمجة CD لتكون قريبة من تناول الباحثين.
كما أعلنت العمادة التي تصدر «مجلة الجامعة» الفصلية المحكّمة عن إصدار المجلة على أقراص مدمجة كذلك وتحويل الأعداد الأربعين السابق نشرها إلى مستندات رقمية.
وقال وكيل عمادة البحث العلمي للشؤون الثقافية والنشر الدكتور سعود آل حسين في حديثه لـ «الرياض» : «تدرس العمادة هذه المقترحات الطموحة، ومازالت لدينا بعض الاحتياجات المادية والإجراءات القانونية التي تكفل حقوق الباحثين، إلا أننا نطمح للشروع في هذا المشروع غير المسبوق».
ونفى الدكتور آل حسين أن يكون نشر الرسائل على أقراص إليكترونية سبيلاً لضياع حقوق المؤلفين فهو يرى أن نشر الرسالة باسم مؤلفها أحفظ لها من بقائها مخبأة في رفوف الجامعات، حيث تكون عرضة للسطو والسرقة العلمية منها دون أن يعرف أحد بذلك، مشيراً إلى أن الرسائل الجامعية المجمدة في رفوف المكتبات الجامعية لا يعرف محتواها إلا الباحث والمشرف فقط.
كما أكد الدكتور آل حسين أن المشروع -إن طرح- فسوف يكون عاماً للجمهور، ولن يقتصر على الباحثين فقط، وسوف تطرح الأقراص للبيع في الأسواق.
وأشار الدكتور آل حسين إلى أن عمادة البحث العلمي بدأت منذ أربع سنوات باستيداع الرسائل الجامعية لديها، مطبوعة على الورق وعلى أقراص رقمية، وقد تحصل لدى العمادة من هذا النظام إيداع أكثر من 560 رسالة علمية ما بين رسالة ماجستير ورسالة دكتوراه.(1/2817)
وأضاف الدكتور آل حسين : «إن العمادة تصدر العديد من البحوث المحكمة والكتب والرسائل الجامعية، مشيراً إلى أن العمادة ستفرغ قريباً من إصدار عدد من الكتب». وأضاف أن عمادة البحث العلمي تقوم بمتابعة الترقيم الدولي المعياري بالاشتراك مع مكتبة الملك فهد الوطنية، كما أنها تشارك في مشروع وزارة التعليم العالي لنشر ألف رسالة علمية، والتي بلغت 58 رسالة حتى الآن.
المصدر (http://www.alriyadh.com/2005/04/02/article52823.html)
---
أبوخطاب العوضي
04-02-2005, 07:18 AM
الحمد لله أن هناك من يفكرون هذا التفكير الإيجابي جداً وفقهم الله للخير ونشره
وجزاك الله خيرا أخي الكريم
* ملاحظة : ارجوا مراجعة رسائلة الخاصة
---
عادل التركي
04-04-2005, 07:40 PM
هذه بشرى تشكر عليها
قبل فتره طرح عليَّ أحد الأخوة سؤالاً ماذا أستفدنا - يقصد عامة الناس والمجتمع ككل - من بحوث الجامعات , فالآن يمكن للجميع الإستفادة منها , بل حتى طلاب الدراسات أنفسهم لم يستفيدوا كما يجب منها , وهنا أنبه إلى أمر مهم وهو :
لماذا يغلق على هذه الرسائل بعد الظهر , رغم أن المكتبة المركزية مستمرة في العمل طوال اليوم , و حتى مكتبات الكليات لا يمكنك الدخول فيها بعد نهاية الدوام الرسمي .... فهل هذا هو مصير جهد خلاصة طلاب العلم وأساتذة الجامعات !!!
أقترح لهذا المشروع الجميل أقتراحين :
الأول : أن يوضع سيدي خاص لكل كلية ليستفيد الطلاب المتخصصون في الكلية من هذه السيديات التي في مجال تخصصهم نفسه ولاتختلط عليهم فنون العلم , لأنه كما أعرف لا يمكن جمع كل رسائل الجامعة في سيدي واحد ,فارجوا أن ترتب الرسائل بحسب التخصص وليس على ترتيب آخر مثل تاريخ المناقشة أو غير ذلك .
ثانياً : لم لا يوضع موقع على الشبكة العنكبوتيه وتوضع عليه هذه الرسائل العلمية لتتم الفائدة حتى لمن هم خارج هذه البلاد .
ارجوا أن يصل الرأي إلى أهل الرأي .
وجزاك الله خير
---
ابن الجزيرة(1/2818)
04-09-2005, 11:37 PM
قرأت هذا الخبر وفرحت به كثيراً في موقع المختصر لكن المشكلة في المدة التي سيحتاجها هذا هذا المشروع نسأل الله أن يعجل في أخراجه وأن تتأسى الجامعات الأخرى بهذا التوجه المفيد
---
طالب المعالي
07-01-2005, 12:11 AM
السلام عليكم
الفكرة رائعة بحق .
ولكن لدي اقتراح آخر : ماذا لو وضع كل دارس للماجستير او الدكتوراه ، كتيب مختصر بل مختصر المختصر لرسالته ، فأكثر الرسائل في الغالب تحوي كلاما مكررا وحشوا . فيذكر في هذا الكتيب الخلاصة من رسالته ومحتوياتها ومدى خدمتها للعلم ، ومن اراد الاستزادة فلينتظر ولادة هذا المشروع المبارك
وبارك الله فيكم .
---
عبدالرحمن الشهري
07-02-2005, 02:02 PM
النظام يلزم كل طالب بوضع ملخص لرسالته ويرفقه برسالته . وهو باللغتين العربية والانجليزية . ولا يتجاوز خمس ورقات.
---
أبو صلاح الدين
07-02-2005, 03:07 PM
بارك الله فيكم وفي الجامعة.
---
الراية
07-13-2005, 12:22 AM
لعل هذه الفكرة تتجاوز خندق الدراسة الى ساحة الواقع
وجزاك الله خيراً
ياشيخ عبدالرحمن
---
(1/2819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الارهاب الاسلامي والاسلام الارهابي
---
الارهاب الاسلامي والاسلام الارهابي
---
نواف م.م.ع
05-22-2006, 07:11 PM
اليوم اصبح حديث التاس في اطار العولمه عت نعتى الارهاب وارتباطه بالاسلام ولا انا اقول كلمه واحده وهي اقراو القرآن الكريم (ولن ترضى عتك اليهو ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 10:48 PM
الأخ الكريم نواف . تركت هذه المشاركة برغم ضعفها وكثرة أخطائها الطباعية حتى لا تظن أننا نحذف المشاركات دون مسوغ لذلك .
وليتك تحرص على المشاركات الجادة المثمرة مستقبلاً ، والمتعلقة بالملتقى تعلقاً واضحاً دون إثارة مثل هذه القضايا التي لا تخفى على طلاب العلم وفقكم الله ، ولم تعطوها حقها من التفصيل والاستدلال حتى ينتفع بها القارئ .
---
(1/2820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للمتخصصين: كتاب السير الذاتية لأعضاء الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه
---
دعوة للمتخصصين: كتاب السير الذاتية لأعضاء الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 03:25 PM
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
تدعو المتخصصين في الجامعات السعودية ومعلمي التفسير وعلوم القرآن للالتحاق بعضويتها
وتعلن عن الإصدار الأول من
كتاب السِّيَر الذاتية لأعضاء
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
1423-1427هـ
الإصدار الأول
وهذا الدليل سيوزع على الجامعات ومجلس الشورى ومراكز البحث العلمي والأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة للتواصل والتعريف بأعضاء الجمعية .
للحصول على نموذج السيرة الذاتية :
- حمل نموذج السيرة الذاتية من هنا (http://www.tafsir.net/images/qurancvv.zip) ، وأرسله على بريد الجمعية الالكتروني info@alquran.org.sa أو qurancv@hotmail.com ، ويا حبذا إرسال النموذج بعد تعبئته للبريدين جميعاً .
- أو الاتصال بالجمعية على هاتف / فاكس 012582695
للاشتراك في الجمعية أو تجديد الاشتراك :
- تعبئة نموذج الاشتراك ، وإرساله لفاكس الجمعية . يمكن تحميل النموذج من هنا (http://www.tafsir.net/images/quransinup.zip) .
- إيداع مبلغ (200ريال) في حساب الجمعية رقم 901444/5 فرع رقم 441 – مصرف الراجحي .
- إرسال صورة من قسيمة الإيداع إلى الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه – الرياض – كلية أصول الدين . ص.ب 1799 الرياض 11494 – تلفاكس 012582695 info@alquran.org.sa أو qurancv@hotmail.com
---
عبدالرحمن الشهري
07-11-2006, 11:00 PM
نعيد تذكير الإخوة المتخصصين وفقهم الله بالموضوع بعد مرور شهر على الإعلان .
15/6/1427هـ
---
عبدالرحمن الشهري(1/2821)
09-13-2006, 12:48 AM
لا زلنا نستقبل بيانات الأعضاء بعد بدء العام الدراسي الجديد 1427هـ . فليت من لم يرسل يسارع هذين الأسبوعين لإرسال بياناته .
---
نورة
09-13-2006, 06:15 AM
جزاكم الله خيرا
هل للجمعية موقع على الشبكة العنكبوتية؟؟
---
التفسير1000
09-14-2006, 07:37 PM
http://www.alquran.org.sa/
---
نورة
09-15-2006, 01:59 PM
أحسن الله إليك
---
محمود الشنقيطي
09-15-2006, 03:10 PM
أخي الدكتور/عبد الرحمن ,حبذا لو أفدتنا عن الجمعية فأنا شخصيا لا أعلم عنها شيئاً,وارجو الإجابة على سؤاليَّ التاليين:
ما هي شروط العضوية في الجمعية؟؟
وما الفائدة المترتبة على ذلك(من حيث البحوث والندوات ....الخ)؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-15-2006, 03:26 PM
الأخ الكريم محمود الشنقيطي وفقه الله ورعاه
الحديث عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه حديث طويل ولكن جواباً على سؤاليك أقول :
أما شروط الانتساب للجمعية فتجد تفصيلها في موقع الجمعية على هذا الرابط .. عضوية الجمعية (http://www.alquran.org.sa/pages.php?id=20)
وأما الفوائد التي تعود على أعضاء الجمعية فهي كثيرة ، وأرجو أن ترى ثمرتها قريباً بإذن الله ، وقد عقدت الجمعية في السنوات الثلاث الماضية ندوتين علميتين عن (إجازات القراء) وعن (منهجية التيسير في التفسير) ونفع الله بهاتين الندوتين . وفي خطط الجمعية هذا العام عدد من الندوات والمؤتمرات العلمية إن شاء الله . أضف إلى ذلك أنه يتمتع عضو الجمعية بالحصول على مطبوعات الجمعية من البحوث والرسائل والمجلة العلمية وموافاته بالأخبار العلمية المتعلقة بالتخصص بصفة دورية مجاناً وهناك مناشط وفوائد أخرى نرجو أن تتحقق بإذن الله . وفقكم الله جميعاً لكل خير.
---
(1/2822)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فرصة لحفظ كتاب الله.
---
فرصة لحفظ كتاب الله.
---
الظافر
05-29-2003, 11:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ فرصة لحفظ كتاب الله }
تقوم الفكرة على أساس حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال فترة محددة مع حرية اختيار :
1- المكان 2- الوقت 3- الجزء
*ملاحظات أولية :-
يجب أن يكون الحفظ من مصحف الحفاظ " كل وجه به خمسة عشر سطرا " للأسباب التالية :
1- لأنه يبدأ بأول الآية وينتهي بآخر الآية في نفس الوجه مما يساعد على التركيز في الحفظ .
2- لأن كل20 وجه تساوي جزءا كاملا (عدا جزء عم) وهذا موافق لطريقة الحفظ ، والجزء حزبان .
* طريقة الحفظ:-
1- احفظ في كل يوم وجه واحد فقط ولا تزد على ذلك ؛ مع التكرار بعد الحفظ لهذا الوجه (50 مرة ) على الأقل .
2- بعد حفظ خمسة أوجه يكون اليوم السادس للمراجعة ،وهكذا حتى نهاية الجزء .
3- بعد حفظ جزء كامل تخصص أربعة أيام لمراجعة الجزء المحفوظ .
4- بعد حفظ خمس أجزاء ( حسب الطريقة السابقة ) تخصص عشر أيام لمراجعة الأجزاء الخمسة المحفوظة .
5- عند إتمام حفظ عشر أجزاء تخصص خمسة عشر يوما لمراجعة الأجزاء العشر .
6 عند إتمام حفظ خمسة عشر جزء تخصص خمسة وعشرين لمراجعة الأجزاء المحفوظة .
7 عند حفظ عشرين جزء تخصص ثلاثين يوما للمراجعة الشاملة لمراجعة الأجزاء المحفوظة .
8- عند حفظ خمسة وعشرين جزء تخصص خمسة و ثلاثين يوما للمراجعة الشاملة لمراجعة الأجزاء المحفوظة .
9- عند إتمام حفظ القرآن كاملا تخصص خمسة و أربعين يوما للمراجعة الشاملة .
10- بهذه الطريقة تكون قد حفظت القرآن في (1000 يوم) .
* بعض الوصايا للحفظ:-
1- اجعل نيتك خالصة لله تعالى ، راجي ثواب الله عز وجل ، مع تذكر الفضل العظيم في حفظ القرآن الكريم .
2- لك حرية اختيار الجزء الذي تريد حفظة ، وحرية اختيار الوقت والمكان .(1/2823)
3- استغل أوقات الفراغ في الحفظ والمراجعة ولا تضيعها ،ومن الأوقات التي تستغل أثناء انتظارك لإنجاز معاملة ما ، وبعد صلاة الفجر ، بين الأذان والإقامة ، بعد صلاة الظهر…الخ .
4- استخدم الورقة والقلم في كتابة الآيات التي ستحفظها .
5- قم بتصوير الوجه الذي تريد حفظه واجعله معك طوال اليوم لتحفظ منه مع مراعاة عدم دخولك الحمام به .
6- استخدم الشريط للآيات التي ستحفظها واستمع لها أثناء القيادة أو أثناء استراحتك قبل المنام .
7- اجعل لك شيخا تقرأ عليه القرآن لتحسن القراءة والتلاوة والتجويد .
8- اشترك مع عائلتك أو أصدقائك في حفظ الآيات ويفضل وضع مكافأة مادية .
9- احرص على قراءة ما تحفظه في صلواتك (الفرائض، السنن ، التطوع ) .
10- اقرأ تفسير الآيات التي ستحفظها ليسهل عليك الحفظ .
11- ابتعد عن التسويف و ابدأ بعزيمة قوية وهمة عالية في حفظ القرآن .
12- و أخيرا ابتعد عن الذنوب والمعاصي فإنها سبب رئيسي في عدم الحفظ وكثرة النسيان.
و في الختام أسال الله العلي القدير أن ينفعكم بها وان يعينكم على حفظ كتابه كاملا ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
---
(1/2824)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أيهما أكثر تحريراً
---
أيهما أكثر تحريراً
---
خالد بن سليمان العويشق
12-23-2006, 09:28 PM
مشايخنا الكرام:
آمل عقد مقارنة بين كتاب قواعد الترجيح لحسين الحربي ، وبين كتاب قواعد التفسير لخالد السبت.وأيهما أكثر تحريراً ، والأولى بالقراءة
وبارك الله فيكم.
---
مساعد الطيار
12-24-2006, 12:21 AM
أخي الكريم خالد
هناك اتفاق بين مادة الكتابين من جهة واختلاف من جهة أخرى ، فكتاب الدكتور حسين الحربي مختص بالقواعد الترجيحية على التفصيل ، أما كتاب الدكتور خالد السبت فقد احتوى على كثير من قواعد الترجيح ، وأضاف كذلك القواعد التفسيرية العامة .
وأنصحك بقراءة الكتابين معًا :
ــ فما لا تجده في كتاب الدكتور حسين الحربي من القواعد العامة ، فإنك ستجده في كتاب الدكتور خالد السبت .
ــ وما ستجده من اتفاق بين الكتابين في القواعد الترجيحية فتلك مواطأة حسنة .
ــ وما ينفرد به أحدهما من هذه القواعد الترجيحية ، فإنه سيفيدك إن شاء الله .
---
خالد بن سليمان العويشق
12-25-2006, 06:59 AM
أحسنت شيخنا الفاضل ، وأسأل الله أن يرفع قدرك.
---
(1/2825)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خطة بحث الإعجاز العددى القرآني، وخطة بحث الحساب القرآني
---
خطة بحث الإعجاز العددى القرآني، وخطة بحث الحساب القرآني
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-02-2006, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى مجال الدراسات القرآنية ، بدأ الرياضيات دخولها منذ عشرين عاما ،
حيث هناك إحصائيات القرآن الكريم ، والإعجاز فيها المعتمد على التناسق والتوازن
فهناك خطة بحث الإعجاز العددى المشترك فيها أكثر من باحث
نعرضها فى اسفل ، وهي الصياغة النهائية لها ( وإن كانت دوما خطط الأبحاث تتغير)
كذلك خطة بحث الحساب القرآني
الذي يهدف للكشف عن العلاقات الحسابية لمعاني القرآن الكريم ، لتضاف لإنسجامه اللغوي والبلاغي والتشريعي.
وهو ما أقوم به حاليا.
ويتم طرحه لأي مشترك معنا فى أي من البحثين
أو أي إقتراحات أو تعديلات
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-02-2006, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
خطة بحث دراسة المنهج والإحصائيات المتفق عليها للإعجاز العددي
قال الله تعالى في سورة الحجر :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
الدراسة العددية لكلمات ولأحرف القرآن والرسم الذي كتب به بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم وبإشرافه وتقريره وموافقته , تثبت أن القرآن وصلنا كما نزل محفوظاً بعناية الله تعالى ولم يطرأ عليه أي تغيير أو تحريف على مدى العصور .
الدراسة العددية في القرآن هي جديدة بأسلوبها ولكن ليست جديدة من ناحية الفكرة والمبدأ . فلقد عرفها سلفنا الصالح وأسموها " اللطائف " . مثل كتاب " لطائف الفيروز أبادي " .(1/2826)
كما أقبل العلماء منذ عصور على كتاب الله المجيد مشغوفين بكل ما يتعلّق به حتى أحصوا آياته وحروفه وعدد ألفاظه المعجمة والمهملة وأطول كلمة فيه وأقصرها وأكثر ما اجتمع فيه من الحروف المتحركة . وعدد الحروف الأبجدية المستعملة في كل آية .
وفي العصر الحاضر تعددت وتنوعت الدراسات العددية للقرآن الكريم نتيجة تطور علم الرياضيات وظهور جهاز الحاسوب . أليست هذه الدراسات بحاجة إلى تدقيقها وتمييز الصحيح من الخطأ ؟ أين علماء المسلمين اليوم ؟ وأين منهم من يستطيع اللحاق بأسلافنا أصحاب الهمم العالية الذين قاموا بتدقيق أحاديث الرسول الكريم , وكان الواحد منهم يقطع المسافات الطويلة من أجل حديث واحد ؟
هل القرآن لا يستحق الاهتمام والدراسة ؟
لا بل يستحق ، لذلك كانت هذا العمل المشتركة لنا ، كالآتي:
مراحل القيام بالدراسة:
مرحلة رئيسية1: الاتفاق على منهجية وضوابط ومحددات بحوث الدراسات العددية والعلمية في الإعجاز والعددي .
( لأنه لا جدوى من القيام بإحصائيات لا يوجد معيار موحد على صحتها فعدم وجود منهج واضح يعني إهدار كل الجهود المخلصة)
مرحلة رئيسية2: الاتفاق على الإحصائيات وتوحيد الأعداد المعترف بها ، وتنقسم إلى المراحل الفرعية التالية مرتبة من الأسهل للأصعب:
مرحلة فرعية أ: عدد آيات القرآن
مرحلة فرعية ب: عدد كلمات القرآن
مرحلة فرعية ج: عدد حروف القرآن
مرحلة رئيسية3: -مراجعة وتصحيح البحوث والإحصائيات القرآنية ، بترتيب :
مرحلة فرعية أ: مراجعة أبحاث لفظ الجلالة" الله"
مرحلة فرعية ب:مراجعة أبحاث أسماء الله الحسنى
مرحلة فرعية ج: مراجعة أبحاث القرآن ، ثم السنة
مرحلة رئيسية4: تطبيق الإعجاز العددي في الدعوة الإسلامية بترجمته ونشره على نحو معتمد من المؤسسات الإسلامية الرسمية.
خطة البحث للدراسة المشتركة ، بين باحثي الإعجاز العددي:
الباب الأول منهج دراسات الإعجاز العددي:(1/2827)
مقدمة عامة( تاريخه - بداياته - النهي عنه - موقف القدماء - المتأخرين - فائدته)
ضبط المصطلحات وتعريف معنى الإعجاز العددي والفرق بينه وبين التفسير العددى, لماذا هو إعجاز ؟ و الترتيب والتناسق والتوازن مرادف لمفهوم الإعجاز .
معايير صحة بحث الإعجاز العددي
الخطوات العامة للبحث الإعجاز العددي.
متطلبات الدراسة العددي من جوانب لغوية ومراعاة للعلوم الشرعية.
مؤهلات الباحث في الإعجاز العددي
الاتفاق على قائمة الخلاف:
- تفنيد الآراء المعارضة للإعجاز العددي وأخذ أحسن نصائحها.
التدوين والروايات أثرها في الاختلاف والموقف من القراءات والاتفاق على رسم القرآن وحروفه فى دراسات الإعجاز العددي بين الرسم المأثور والرسم المعاصر.
- الاتفاق على النسخة المعتمدة والصحيحة للمصحف الذي بتداوله الباحثون بالإحصائيات؟ (مصحف المدينة المنورة (
- الموقف من التراميز ومن ترميز حساب الجمل.
- مجال دراسة البحث في الإعجاز العددي ، وما يدخل فيه وما لا يجب أن يتطرق إليه ( مثل مسائل الإخبار بالغيب بما استأثر الله بعلمه).
- المعطيات التي تدخل في بحث الإعجاز العددي وما لا تدخل فيه ( الموقف من أعداد / تكرارات / توزيع / علاقات : السور ، الأحزاب ، الآيات ، الكلمات ، الحروف - على مختلف المستويات).
قائمة مراجع الإعجاز العددي المعتمدة والصحيحة ، وتوضيح قائمة الدراسات المخالفة وأخطائها.
الباب الثاني الترتيب في القرآن: -
الإطار العام : ما كانت العلاقة الرياضية شاملة لكل سور القرآن .
- الإطار الداخلي : مستوياته
- مستوى السورة
- مستوى الآية :
- مستوى الكلمة ( مثال : لفظ الجلالة – تماثل في أعداد الكلمات (
- مستوى الحرف :
الباب الثالث عدد آيات القرآن وبراهينها الرياضية:
الباب الرابع عدد كلمات القرآن وبراهينها الرياضية:
-العدد عند القدماء .
- الإحصاءات المعاصرة .
- اختلاف الأعداد – سببه – هل هناك عدد صحيح ؟(1/2828)
- تماثل الآيات في عدد الكلمات
- الإعجاز في عدد الكلمات – مظاهر الإعجاز
- ما الدليل على صحة العدد ؟
الباب الخامس عدد حروف القرآن وبراهينها الرياضية:
- الإحصاءات المعاصرة .
الباب السادس تطبيقات الإعجاز العددي:
- ما الفائدة من هذا الإعجاز .
- تطبيق الإعجاز العددي في الدعوة الإسلامية:
ما الذي يمكن نقله من الإعجاز العددي بالترجمة دون أن يفقد دلالاته ؟ نحن نريد أن نوظف الإعجاز في خدمة القرآن سنخاطب به العربي وغير العربي , ما الذي يصلح لمخاطبة غير العربي ؟
- تطبيق الإعجاز العددي في الدراسات القرآنية
القرآن يلفت نظرنا للحساب والأعداد ، مما يعنى أن الدراسات القرآنية يجب أن يدخل فيها الجانب الحسابي.
الباب السابع: مستقبل الدراسات العددية في القرآن الكريم إن شاء الله.
دعوة الباحثين للاشتراك في وضع المنهج العلمي للإعجاز العددى:
لا نستطيع تصور منهج وضوابط لتحديد هذه الدراسة . الله عز وجل هو الذي رتّب الإعجاز العددي في القرآن . ونحن لا نستطيع أن نفرض منهجاً ونقول إن الله سبحانه كان يجب أن يرتب الإعجاز العددي بهذه الطريقة أو تلك , وإنما يجب أن ندرس ما هو موجود فعلاً في القرآن بطريقة علمية صحيحة . وحيث أن عقيدتنا بالله أنه أحسن كل شيء وأتمّ كل شيء وأحصى كل شيء فإنه حين يرتب شيئاً فإنه يرتبه كاملاً . فإذا استخرجنا من القرآن علاقة رقمية بطريقة معينة وكانت نتيجتها أنها طريقة جزئية تنطبق على جزء من القرآن وليست قاعدة شاملة أو كانت تخالف معنى صريحاً لآية من القرآن أو تخالف حديثاً نبوياً ثبتت صحته أو تخالف أصلاً من الأصول الثابتة للشريعة أو تتناقض مع علاقة رقمية أخرى , فإن الله عز وجل لا يخطىء وإنما يجب أن نبحث عن الخطأ لدينا .
بناء على ذلك ندعو الباحثين للاشتراك معنا فى هذا العمل ، لضبط أبحاث الإعجاز العلمي والعددي.، لأنه لا يقوم إلا باجتماع كلمة الباحثين فى كلمة واحدة.
إن شاء الله(1/2829)
للاشتراك معنا قم بإرسال طلب اشتراك لأي باحث مشارك في البحث.
أسماء الباحثين المشاركين في هذا العمل ( مرتبة هجائيا( حتى تاريخ كتابة الرسالة المشتركة:
أحمد عبد الهادي الصغير ahmadsaghir@mail.sy
عبد الله جلغوم abd_jalghoum@yahoo.com
محمد محمود هندي ( سيف الكلمة hinedy4@yahoo.com
يسرى أحمد حمدي أبو السعود estratigy@yahoo.com
حتى تاريخ
04 /05 /1427- 31 /05 /2006
تحرير
أ/أحمد عبد الهادي الصغير
أ/عبد الله جلغوم
يسرى أحمد حمدي أبو السعود
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-02-2006, 06:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
خطة بحث الحساب القرآني
وهو بحث شخصي
من منهج الجمع بين الآية القرآنية والظاهرة الكونية فى:
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2091
وصلنا إلى ميزان الصفر والواحد
كأساس مشترك فى العلم القرآني أو الخلق الكونى
ومن ثم
كان الحساب مثل أي شيء آخر له نوعان:
الحساب الكوني:
مفصل ومعروف فى الرياضيات البحتة:
لذلك لن نتناوله لأنه يمكن الرجوع فى كتب الرياضيات المتخصصة-
الحساب القرآني:
كل ما يوجد فى الدراسات القرآنية هو ديني بحت ، ولذلك لا يعرف ما يسمى بالحساب القرآني
وهذا ما سنتناوله ونبحثه إن شاء الله
الفرق بين الحساب الكونى ، والحساب القرآنى:
الحساب الكوني:
( الحساب الكوني وحداته مادية ويتفرع بالزوجيات)
الحساب القرآني:
( الحساب القرآن وحداته الكلمات ومعانيها ويتفرع بالمثاني اللغوية)
فائدة الحساب القرآني:
دخول الحساب فى الدراسات القرآنية للاستفادة منه فى:
دخول الحساب فى أصول الفقه ( أصول الفقه بالأدوات الحسابية):
مثال : الحلال والحرام ( مثاني لغوية) يمكن رسم مسطرة يتم تحديد نقطة الحكم الشرعي عليها حسب متغيرات الواقع
فإن كان فى الجانب الأيمن من المسطرة فهو حلال ، وإن كان فى الجانب الأيسر من المسطرة فهو حرام ، وإن كان فى منتصف المسطرة فهو متشابه.
مما يمكن بناء دالة الحكم الشرعي:(1/2830)
د(ص) = أ س+ ب
س( هي متغيرات الواقع)
أ : ثوابت الحكم الشرعي فى كل مكان وزمان
ب : ثابت الحكم الشرعى فى ظروف خاصة بالمكان والزمان الذي فيه الحكم.
د( ص) ، هي دالة الحكم الشرعي
ويمكن تمثيل الدالة بيانيا ، لتكشف عن علاقة طردية أو عكسية
ليكون المجتهد هو المجتهد المبرمج للحاسوب ليصل لمعادلة الحكم الحسابية من القرآن والسنة، ثم يبرمجها على الحاسوب وتعتمدها مؤسسات التشريع الإسلامي( مثل رابطة العالم الإسلامي ، الأزهر).
ليستخدمها المقلد المستخدم للحاسوب: فيقوم بإدخال متغيرات الواقع على البرنامج لينتج الحكم الشرعي المعتمد.
فهل هذا يمكن؟ وما هو البرهان ؟ وما هي الأمثلة؟
ظهور النحو الحسابي
حيث أن تحليل آيات المتشابهات اللفظية بالمصفوفة بينت أن
العطف لكلمتين أو جملتين يوازى عملية الجمع (+)
أدوات الاستثناء توازى عملية الطرح (-)
فهل هذا صحيح؟ وما هو البرهان ؟ وما هي الأمثلة؟
ظهور البلاغة الحسابية
مثال : الألوان المذكورة فى القرآن الكريم
يمكن تحديدها بمتتالية مدرجة عدديا
فهل هذا صحيح؟ وما هو البرهان ؟ وما هي الأمثلة؟
وجود العلاقات الرياضية والدوال المدعمة لأبحاث للدراسات الإسلامية ،
مثل العلاقات العلمية للاقتصاد الإسلامي ، وعلم النفس بدوال تغير النفس ، ..إلخ.
حيث بحمد الله أمكن كشف أساسيات علوم كثيرة إجتماعية ونفسية وحربية بطرق تتبع لغوي وحسابي بسيطة جدا .
خطة البحث ومراحله التدريجية
أولا: قوانين الحساب القرآني:
الكيف والكم، والفرق بينه وبين الكيف والكم فروقهما ، وتلازمهما
فروق المثانى ، وشرح بناء المتتاليات والمصفوفات القرآنية.
فروق المثانى ، وشرح بناء الدوال القرآنية,
المعادلات المعنوية ، وفروق الأسماء والمعاني ، دالة الأسماء والمعاني ، التحليل المعنوي
المقدار والتدريج
المصطلحات والإشارات والرموز الحسابية في الحساب القرآن
.ثانيا: الأمثلة والمسائل المحلولة والتمارين لمسائل الحساب القرآني:(1/2831)
من المثانى اللغوية يتم رسم المتتاليات القرآنية ، مع أمثلة وتمارين محلولة
( مثل متتالية الإيمان الذي يزيد وينقص ، وما يقابله من الكفر الذى يزيد وينقص ، ونقطة تعادل النفاق والنقطة الأقرب للإيمان والنقطة الأقرب للكفر -)
ثالثا: من المتتالية القرآنية يتم بناء المصفوفات القرآنية، مع أمثلة وتمارين محلولة
( مثل مصفوفة الاعتصام بحبل الله)
رابعا: من المصفوفة يتم بناء الدوال القرآنية ، مع أمثلة
( مثل دالة تغير ما فى النفس ، وتطبيقها فى التحليل التاريخي لتقدم وتأخر المسلمين).
خامسا: من الدالة ، يتم تحديد دائرة الوحدة ، وحساب المثلثات المستوية فى القرآن ، مع أمثلة وتمارين محلولة
سادسا: من الدائرة ، يتم رسم الكرة، وحساب المثلثات الفراغي في القرآن ، مع أمثلة وتمارين محلولة
( مثل بحث الأمم المتحدة في عبادة الله والتي تفيد أن الأمم مركز إمامتها هو إبراهيم كمركز في دوائر أو كرات منتظمة أو غير منتظمة ومتناسبة المساحات والأحجام أو غير متناسبة)
هل يوجد التفاضل والتكامل فى لغة القرآن الكريم ، والمشتقات؟
علم الحركة والسكون فى القرآن الكريم ، وهل هناك حركة فى لغة القرآن يمكن حسابها؟
مع توضيح:
حيث هذا البحث يختص بحساب معاني القرآن فقط ، وهي غير إحصائيات الإعجاز العددى التى تعني بالتعداد لإحصائيات القرآن الكريم من سور وآيات وكلمات وحروف.
لذلك يغلب عليه الجانب الكيفي ، ويفتقر إلى الأعداد نوعا ، ولكنه لا يفتقر إلى البراهين والأمثلة والتمارين الواضحة.
لأن الحساب القرآن ينقصه وجود مقياس دقيق للمعاني يتم القياس عليه ، ولكن العلاقات الحسابية تظهر بوضوح شديد حتى ولو بدون أرقام ، ويمكن وضع مسائل حسابية دقيقة لا تدخل فيه الأرقام .(1/2832)
فمثلا دالة "المنفعة " التي توضح علاقات طردية وعكسية لتزايد وتناقص منفعة الإنسان بالحصول على حاجاته في الاقتصاد ( لا يوجد أرقام لها فلا يمكنك قياس منفعة إنسان بوحدات متفق عليها إلا أن ذلك لم يمنع تطوير الإقتصاد إلى الإقتصاد الرياضي ، والإقتصاد الإحصائي ، والإقتصاد القياسي .
فكان دخول الدالة فى علم الإقتصاد طفرة أدت لتقدمه ، وهكذا أي علم يجب أن يدخل فيه الرياضيات
ومن ثم فعدم وجود أرقام لمعاني كلمات القرآن لا يمنع ذلك من الدراسات الحسابية لمعاني القرآن الكريم إن شاء الله.
لأنها أداة حقيقة وموجودة وإظهارها له دور كبير فى ظهور العلوم الحديثة من القرآن والسنة مباشرة.
ومن ثم كان الحساب فى هذه المرحلة هو مرحلة من المراحل ( مجرد خطوة من خطوات ) والتي تتطلب همة باحثين.الدراسات القرآنية والرياضيات لاستكمالها نحو وجود مقاييس عددية متفق عليها ومقامة براهين قاطعة على صحتها إن شاء الله
كانت هذه هي خطة البحث الذي سيتم عرضه تدريجيا بحيث يتم مراجعته أولا بأول ولا يتم عرض موضوع إلا بمراجعة الموضوع السابق
لقوانين الحساب القرآني
وللأمثلة والتمارين والمسائل المحلولة إن شاء الله
لأن كل موضوع مبنى علي السابق وأي خطأ فى السابق سيؤدي لخطأ فى اللاحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحرير/
يسرى أحمد حمدي أبو السعود
Esmallah1@hotmail.com
estratigy@yahoo.com
---
خالدعبدالرحمن
06-02-2006, 06:58 PM
وفقكم الله..
وكل اشتغال في القرآن هو نفع وخير.
اللهم اهدنا وأخوتنا في هذا المشروع سواء السبيل.
وننتظر منكم جديدكم النافع بإذن الله، ولكم عليّ النصح والتدقيق، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-05-2006, 12:05 AM
جزاك الله خيرا د خالد
وتم إرسال رسالة على الخاص
وسيتم إن شاء الله إبلاغك بالمواضيع تباعا
وجزاك الله خيرا على هذا التعاون الطيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---(1/2833)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "" كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟!! ""
---
"" كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟!! ""
---
hedaya
09-26-2005, 06:32 AM
http://www.w6w.net/upload2/23-09-2005/w6w_20050923132833caf07692.JPG
---
(1/2835)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تأملات في تحريرات الطيبة
---
تأملات في تحريرات الطيبة
---
أبو الجود
05-28-2003, 07:44 PM
هذا كتاب الشيخ ابراهيم موسى تأملات في تحريرات الطيبة أسألكم الدعاء لمن كتبه
---
نورة
08-12-2005, 02:22 AM
جزاك الله خير
بس وين الكتاب وشلون أحمله؟؟
اذا أحد عنده يليت يرسلي لأني محتاجته مرة
ونفع الله بكم الإسلام
---
معاذ صفوت محمود
08-31-2005, 02:28 AM
عفوا أخي لم تضع رابطاً للكتاب، وجزاكم الله خيرا، وأرجو من الأخت عاشقة القراءات أن تبين لنا ما تحتاجه من كتب لعلي أن أفيدها بما أستطيع
---
نورة
09-08-2005, 02:41 PM
أحتاج ياأخي كتاب تحريرات للطيبة يكون تحريرات كلمات وأصول وفرشيات وليس تحرير طرق وأوجه
يعني مثل كتب تحريرات الشاطبية
وجزاك الله خيير
---
نورة
11-11-2005, 06:23 PM
جزاك الله خير
---
(1/2836)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علوم القرآن عند شيخ الإسلام بن تيمية - جمعاً ودراسة-رسالة ماجستير
---
علوم القرآن عند شيخ الإسلام بن تيمية - جمعاً ودراسة-رسالة ماجستير
---
الراية
03-24-2006, 01:30 PM
علوم القرآن عند شيخ الإسلام بن تيمية - جمعاً ودراسة
للباحث/ بجاد حمود العماج
د. سعيد جمعة الفلاح / مشرف
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ التسجيل: 1424
تاريخ المناقشة: لم تنناقش
هل من مخبر عنها ؟
---
الراية
03-24-2006, 01:35 PM
وهذه رسالة أخرى عن ابن تيمية
ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن
للباحث/ناصر محمد الحميد
المشرف/د.احمد حسن فرحات
الجامعة: جامعة الامام
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: دكتوراه
تاريخ المناقشة: 1405هـ
الأبعاد: 1132ص
المستخلص:
تحتوي الرسالة على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة,
يبدأ الباحث في الباب الأول عن حياة ابن تيمية وآثاره العلمية وعصره من الناحية السياسية والعلمية والدينية وطلبه للعلم وشيوخه وعقيدته ومذهبه الفقهي وشجاعته في الحرب ومحنته ووفاته ثم آثاره العلمية في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة والفقه وتلاميذه ومدرسته الفكرية ،
وفي الباب الثاني
مدخل لتفسير ابن تيمية وفيه مقدمات في علوم القرآن وفي أصول التفسير وفي التعريف بتفسير ابن تيمية ،
وفي الباب الثالث
منهج ابن تيمية في التفسير وفيه التفسير بالمأثور , القرآن بالقرآن والقرآن بالحديث ، والقرآن بأقوال الصحابة والتابعين ، ثم اعتماده على العربية ,
وفي الباب الرابع مكانة ابن تيمية العامة وأثره في التفسير وفي المفسرين ومنهم ابن القيم وابن كثير ورشيد رضا , ثم الخاتمة والفهارس والمراجع
هل من مخبر عنها ؟
---
عبدالرحمن الشهري(1/2837)
03-24-2006, 01:56 PM
الرسالة الأولى ما زال الباحث الأخ الكريم أبو عبدالرحمن بجاد العماج - المعيد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض يعمل بها ، ولعله يسلمها قريباً إن شاء الله .
وأما الثانية فهي محفوظة في قاعة الرسائل الجامعية بالجامعة والقسم ، ولم تطبع بعدُ. والدكتور ناصر الحميد أستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم .
---
الراية
03-24-2006, 02:01 PM
جزاك الله خيرا شيخنا عبدالرحمن على هذه الافادة
---
(1/2838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن كتاب " التمهيد في التجويد " للحافظ أبي العلاء الهمذاني العطار
---
سؤال عن كتاب " التمهيد في التجويد " للحافظ أبي العلاء الهمذاني العطار
---
السائح
02-28-2006, 12:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إخواني الأفاضل الكرام في هذا الملتقى العلمي المتميز المتألق ، أسأل الله - جلّ في علاه - أن يبارك في جهودكم ، وأن يديم النفع بكم .
قد اعتنى الأستاذ الفاضل غانم بن قدوري الحمد بكتاب " التمهيد في التجويد " للحافظ المُقري المجوّد أبي العلاء الهمذاني العطار- رحمه الله تعالى - ، فهل تتفضلون بإفادتي بمكان وجوده سواء في المكتبات ، أو على الشبكة .
أرجو أن أجد عندكم بغيتي .
بارك الله فيكم ، وجزاكم خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2006, 01:12 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياكم الله أخي الكريم أخاً عزيزاً بين إخوانك في هذا الملتقى العلمي الذي يسعد بك وبامثالك من طلبة العلم الجادين .
الكتاب أخي العزيز منشور قديماً عام 1414هـ في العراق ، ثم نشرته دار عمار في الأردن قريباً قبل سنتين ، ويباع في المكتبات في الرياض ، وفي معرض الكتاب الحالي (محرم 1427هـ) في الرياض في ركن دار عمار . وهذه صورة غلاف الكتاب .
http://www.tafsir.net/images/tamheed.jpg
والكتاب من الكتب المهمة في بابه ، وفيه جوانب أخرى غير موضوعات التجويد المعروفة . فثلثه الأول أحاديث وآثار مسندة جديرة بالدراسة الحديثية المستقلة ، وعددها 561 حديثاً وأثراً. وقد أشرت إلى ذلك في لقاء علمي حول علم التجويد ومؤلفاته المتقدمة تجد طرفاً منه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4667)
كما تجد بقية الكتب التي نشرها الدكتور غانم قدوري الحمد في مقالة حول ذلك في الرابط السابق .(1/2839)
وإن شئت أن تبتاع الكتاب عن طريق الانترنت فحاول عن طريق هذا الموقع ، وإن كنت لم أر الكتاب المطلوب بينها .
غانم قدوري الحمد (http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry=غانم%20قدوري%20الحمد)
---
السائح
03-01-2006, 10:58 AM
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمان على ترحيبك الدال على أريحيتك وطيب معدنك ، وأسأله جلّ وعلا أن ينفعني بعلمكم ، وأن يُبقي هذا الملتقى العلمي المتميز شامة في جبين الدهر ، وأن يحفظ القائمين عليه ، وأن يزيدهم من فضله .
أنا مَمنُون لك على دلالتك ، وسأسعى جهدي لتحصيله ، وما أشرت إليه - رفع الله قدرك - بعضُ ما حفزني إلى السعي لتحصيله ، وقد كان دَلَّني عليه أحد فضلاء المشايخ قبل أربعة أشهر ؛ فبحثتُ عنه ولم أجده ، إلى أن منّ الله عليّ بالتسجيل في ملتقاكم المبارك ، وما هذه بأُولى بركاتكم معشرَ أهل القرآن .
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2006, 01:07 PM
شكر الله لكم أخي الكريم السائح على هذه المشاعر النبيلة ، والدعوات التي أسأل الله أن يتقبلها ، ويكتب لك منها أوفر الحظ والنصيب ، ومثلك أهلٌ لكل مكرمة وفضيلة زادك الله من فضله ، ونفعنا جميعاً بالعلم في الدارين .
---
السائح
03-01-2006, 03:05 PM
آمين .
وشكراً لدعواتك الطيبة ، أسأل الله أن يُنيلَنَََاها ، بمنّه وكرمه .
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 01:14 AM
أخي الكريم السائح .
هناك تحقيق آخر لكتاب التمهيد لأبي العلاء الهمذاني رحمه الله .
نشرته دار الصحابة للتراث بطنطا - مصر . الطبعة الأولى 1426هـ
تحقيق :
- الشيخ جمال الدين محمد شرف.
- الشيخ مجدي فتحي السيد .
http://www.mojama.net/files//tamheed2.jpg
وهو تحقيق ضعيف ، لم يشر فيه إلى المخطوطة التي اعتمد عليها في التحقيق ، ولم يدرسه كما فعل الدكتور غانم الحمد . ولذلك فطبعة الدكتور غانم هي المعتمدة ، وإنما أحببت افشارة إلى هذه النشرة للفائدة .
---
السائح(1/2840)
05-22-2006, 08:27 PM
جزاك الله خيرًا وبارك فيك أيها الأستاذ الفاضل الكريم.
---
د. أنمار
05-26-2006, 03:55 AM
جمال شرف، معظم كتبه غير محققه، ومعظمها عبارة عن إعادة صف لكتب حققت وطبعت من قبل، والغريب أنه يشير في بداية بعضها أنه فعل فعلته تلك، كما فعل بتبصرة مكي، وقد لا يشير كما فعل بإقناع ابن خلف. فالله المستعان
---
(1/2841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الثعلبي
---
تفسير الثعلبي
---
الجنيدالله
01-21-2007, 01:00 AM
الحمدلله على نعمه المزيدة ، حمدا يليق به تعالى
وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى صحبه الكرام
الإخوة الكرام أهل الملتقى الأفاضل
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فاما البغوي فإنه قال : فصلّ حمداً لله ، وهو ينقل ما يذكره الثعلبي في تفسيره في مثل هذه المواضع ، والثعلبي يذكر ماقاله غيره سواء قاله ذاكراً أو آثرا ، مايكاد هو ينشئ من عنده عبارة ) جامع المسائل3/291
فما رأيكم في كلامه رحمه الله تعالى ؟وهل يصدق ذلك على تفسير الثعلبي رحمه الله تعالى ؟
---
محمد العواجي
01-23-2007, 04:24 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الفاضل الشيخ عاصم
الموضوع يحتاج لتأمل وتدبر وكلام شيخ الإسلام يحتاج لنظرة متكاملة في الموضوع والسياق ولا يمكن الحكم من خلال فقرة مبتورة
والبغوي تلخيص من الثعلبي بلا شك ولا ريب
ولكنه تلخيص عالم مسند محرر
والثعلبي جامع لكتب ومرويات في التفسير وعلومه وخوادمه من عالم متقن مسند أراد الجمع والحفظ وأسند وعزا
فلا تبعة عليه في ذلك
والكلام عليهما وعلى كلام شيخ الإسلام فيهما يطول ولا أرى فيه تعارضا ولا تناقضا ولا انتقاصا لأي منهما
وهذا بعد طول مقارنة وتأمل وفحص أمضيت فيه أربع سنوات تقريبا
لا سيما في السور الثلاث الأولى (البقرة وآل عمران والنساء)
ولك مني أزجى التحايا
---
(1/2842)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كتاب (شبهات حول القران الكريم) بقلم د. محمد عمارة
---
كتاب (شبهات حول القران الكريم) بقلم د. محمد عمارة
---
د. هشام عزمي
05-24-2004, 09:09 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
كتاب (شبهات حول القران الكريم) بقلم د. محمد عمارة هو كتاب صغير الحجم عظيم الفائدة تتبع فيه مؤلفه عشر شبهات من موهمات التناقض في القرآن و فندها بأسلوب علمي و عقلي سليم متتبعاً آثار من سبقه من العلماء و المفسرين خاصة القرطبي و الزمخشري و محمد عبده مما يعكس انتماءه إلى المدرسة الفكرية التي كان جل همها التصدى لشبهات أعداء الإسلام من منصرين و ملاحدة .
و الكتاب أضعه هنا على حلقات متتابعة حسب ما يتاح لي من وقت لكتابته على الجهاز و بالله التوفيق .
---
د. هشام عزمي
05-24-2004, 09:11 AM
شبهات حول القرآن الكريم
د. محمد عمارة
تقديم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ، و على آله و صحابته أجمعين ، و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
و بعد . .
فلقد تذكرت ، عندما قرأت الأسئلة العشرة ، التي تدور حول "شبهات" يثيرها خصوم الإسلام ، أو الجاهلون بحقيقته ، إزاء القرآن الكريم . . . تذكرت سنة الله ، التي لا تبديل لها و لا تحويل . . سنة التدافع الفكري بين الحق و الباطل علىامتداد التاريخ الإنساني ، عبر الثقافات و الحضارات . .
هذا التدافع الفكري هو السبيل الحافز لتبليغ دعوة الحق ، و إقامة الحجة على صدقها ، و إزالة الشبهات عنها . . و في ذلك أداءللفريضة التي افترضها الله ، سبحانه و تعالى ، على كل الذين أنعم عليهم بنعمة الإسلام .(1/2843)
بل إن هذا التدافع الفكري هو السبيل لتنشيط ملكات و طاقات العقل المسلم ، كي يواكب المستجدات في ميادين هذا التدافع . . فلكل عصر شبهاته ، و لكل مذهب من المذاهب الضالة سهامه التي يصوبها نحو الحق و أهله . . و صدق الله العظيم : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأنعام : 112) .
و المسلمون إذا لم يهتموا بالنظر في الشبهات التي يثيرها الخصوم - المغرضون منهم و الخصوم - حول القرآن و علومه ، و السنة النبوية و علومها ، و الإسلام و حضارته و أمته ، سيصاب عقلهم بالكسل و التبلد ، و ستغلبهم الشبهات الباطلة ، الأمر الذي يزعزع يقينهم الإيماني . . و ذلك فضلاً عن تفريطهم في فريضة إقامة الدين ، و تبليغ دعوته ، و إقامة حجته ، و إزالة الشبهات عن عقائده و شريعته و مبادئه و قيمه . .(1/2844)
و لقد علمنا القرآن الكريم أن هذا التدافع الفكري هو السبيل للتقدم ، و انتصار الحق على الباطل ، و حلول الصلاح محل الفساد {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة : 251) ، {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الححج : 40) ، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت : 33،34)(1/2845)
كذلك يعلمنا القرآن الكريم ضرورة الاهتمام بما يثيره الآخرون حول الإسلام ، و انظر فيه ، و دفع باطله بالحق الذي نتعلمه من فقه الإسلام . . فالقرآن لم يتجاهل الشبهات التي أثارها المشركون ضده - فضلاَ عن أن يصادرها - و إنما تتبعها ، و ذكرها في سوره و آياته ، و قام بتفنيدها ، حتى ما كان منها متهافتاً . . استوت في ذلك شبهاتا أهل الكتاب - من اليهود و النصارى - مع شبهات المشركين و الدهريين . . لقد كان القرآن الكريم هو الذي يسعى لاستنطاق الخصوم ما لديهم من "علم" أو "أثارة من علم" أو "برهان" على هذا الذي يعتقدون : {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} (الأنعام : 148) ، {السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الأحقاف : 4) ، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة : 111) .
بينما كان مذهب المشركين و منهاجهم هو التجاهل و عدم الاستماع و الصد و الصدود عن سماع القرآن . . كانوا يقولون لأتباعهم : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت : 26) .
لذلك كله ، كان إقبالي على الإجابة عن هذه الأسئلة العشرة - التي قدمت نماذج متنوعة لما يثار حول القرآن الكريم من شبهات - لوناً من أداء الواجب الجامع بين المهمة العلمية و الرسالة الدينية معاً . .
و أرجو الله ، سبحانه و تعالى ، أن يكون الصواب حليفي في هذه الإجابات . . و ان يجعل الجهد الذي بذلته في ميزان حسناتي ، و ميزان حسنات الذين يفقهون هذه الإجابات على هذه الشبهات . . إنه سبحانه أعظم مسئول و أكرم مجيب .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه من والاه .
---
د. هشام عزمي
05-24-2004, 09:14 AM(1/2846)
يعطي القرآن معلومات مختلفة عن خلق الإنسان . . من ماء مهين (77 : 20)(1) من ماء (21 : 30) . . من نطفة (36 : 77) . . من طين (32 : 7) . . من علق (96 : 2) . . من حمأ مسنون (15 : 27) . . و لم يك شيئاً (19 : 67) .
فكيف يكون كل ذلك صحيحاً في نفس الوقت؟
الجواب:
ليس هناك أدنى تناقض - بل و لا حتر شبهة تناقض - بين ما جاء في القرآن الكريم من معلومات عن خلق الإنسان . . و حتى يتضح ذلك ، يلزم أن يكون هناك منهج علمي في رؤية هذه المعلومات ، التي جاءت في عديد من آيات القرآن الكريم . . و هذا المنهج العلمي يستلزم جمع هذه الآيات . . و النظر إليها في تكاملها . . مع التمييز بين مرحلة خلق الله للإنسان الأول - آدم عليه السلام - و مرحلة الخلق لسلالة آدم ، التي توالت و تكاثرت بعد خلق حواء ، و اقترانها بآدم ، و حدوث التناسل عن طريق هذا الاقتران و الزواج .
لقد خلق الله ، سبحانه و تعالى ، الإنسان الأول - آدم _ فأوجده بعد أن لم يكن موجوداً . . أي أنه أصبح "شيئاً" بعد ان لم يكن "شيئاً" موجوداً . . و إنما كان وجوده فقط في العلم الإلهي . . و هذا و معنىالآية الكريمة : {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} (مريم : 67) .
أما مراحل خلق الله ، سبحانه و تعالى ، لآدم . . فلقد بدأت ب(التراب) الذي أضيف إليه (الماء) فصار (طيناً) ثم تحول هذا الطين إلى (حمأ) أي أسود منتن ، لأنه تغير - و المتغير هو (المسنون) - فلما يبس هذا الطين - من غير أن تمسه النار - سمى (صلصالاً) - لأن الصلصال هو الطين اليابس - من غير ان تمسه نار - و سمى صلصالاً لأنه يصل ، أي يصوت ، من يبسه - أي له صوت و رنين . .
و بعد مراحل الخلق هذه - التراب . . فالماء . فالطين . . فالحمأ المسنون . . فالصلصال . . نفخ الله ، سبحانه و تعالى ، في مادة الخلق هذه من روحه ، فغدا هذا المخلوق "إنساناً" هو آدم ، عليه السلام .(1/2847)
و عن هذه المراحل تعبر الآيات القرآنية فتصور تكامل المراحل - و ليس التعارض المتوهم و الموهوم - فتقول هذه الآيات الكريمة : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} (آل عمران : 59) - فبالتراب كانت البداية .
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} (السجدة : 7) ، و ذلك عندما أضيف الماء إلى التراب {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} (الصافات : 11) - و ذلك عندما زالت قوة الماء عن الطين فأصبح "لازباً" ، أي جامداً . .
و في مرحلة تغير الطين ، و اسوداد لونه ، و نتن رائحته ، سمي (حمأ مسنوناً) ، لأن الحمأ هو الطين الأسود المنتن .
و المسنون هو المتغير بينما الذي (لم يتسنه) هو الذي لم يتغير . . و عن هذه المرحلة عبرت الآيات : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)} (الحجر : 26-35)(2) .(1/2848)
تلك هي مراحل خلق الإنسان الأول ، توالت فيها ة تتابعت و تكاملت المصطلحات : التراب . . و الماء . . و الطين . . و الحمأ المسنون . . و الصلصال . . دونما أي شبهة للتعارض أو التناقض . .
و كذلك الحال و المنهاج مع المصطلحات التي وردت بالآيات القرآنية التي تحدثت عن خلق سلالة آدم عليه السلام . .
فكما تدرج خلق الإنسان الأول - آدم - من التراب . . إلى الطين . . إلى الحمأ المسنون . . إلى الصلصال . . حتى نفخ الله فيه من روحه . . كذلك تدرج خلق السلالة و الذرية . . بدءاً من (النطفة) - التي هي الماء الصافي - و يعبر بها عن ماء الرجل - (المني) - . . إلى (العلقة) - التي هي الدم الجامد ، الذي يكون منه الولد ، لأنه يعلق و يتعلق بجدار الرحم . . إلى (المضغة) - و هي قطعة اللحم التي لم تنضح ، و المماثلة لما يمضغ بالفم - . . إلى (العظام) . . إلى (اللحم) الذي يكسو العظام . . إلى (الخلق الاخر) الذي اصبح - بقدرة الله - في أحسن تقويم(3) .
و من الآيات التي تحدثت عن توالي و تكامل هذه المراحل في خلق و تكوين نسل الإنسان الأول و سلالته ، قول الله ، سبحانه و تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} (الحج : 5) .(1/2849)
و قوله ، سبحانه : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (المؤمنون : 12-14) .
و إذا كانت (النطفة) هي ماء الرجل . . فإنها عندما تختلط بماء المرأة ، توصف بأنها (أمشاج) - أي مختلطة - كما جاء في قوله تعالى : {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان : 2) .
كما توصف هذه (النطفة) بأنها (ماء مهين) لقلته و ضعفه . . و إلى ذلك تشير الآيات الكريمة : {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} (السجدة : 7-8) .
{أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} (المرسلات : 20-23) .
و كذلك ، وصفت (النطفة) - أي ماء الرجل - بأنه (دافق) لتدفقه و اندفاعه . . كما جاء في الآية الكريمة : {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} (الطارق : 5-7) .
هكذا عبر القرآن الكريم عن مراحل الخلق . . خلق الإنسان الأول . . و خلق سلالات و ذريا هذا الإنسان . . و هكذا قامت مراحل الخلق ، و مصطلحات هذه المراحل ، شواهد على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم . . عندما جاء العلم الحديث ليصدق على هذه المراحل و مصطلحاتها ، حتى لقد انبهر بذلك علماء عظام فاهتدوا إلى الإسلام . .(1/2850)
فكيف يجوز - بعد ذلك و معه - أن يتحدث إنسان عن وجود تناقضات بين هذه المصطلحات . .
لقد صدق الله العظيم : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (النساء : 82) .
-----------------------------------------------------------------
(1) الآيات التي تحدثت عن "الماء المهين" هي في السورة (32 : 8) و (77 : 20) .
(2) انظر معاني المصطلحات الواردة في هذه الآيات في : الراغب الأصفهاني ، أبو القاسم الحسين بن محمد (المفردات في غريب القرآن) طبعة دار التحرير - القاهرة - سنة 1991م . و (لسان العرب) - لابن منظور - طبعة دار المعارف - القاهرة .
(3) انظر في معاني هذه المصطلحات (المفردات في غريب القرآن) - مصدر سابق .
---
د. هشام عزمي
05-27-2004, 04:59 PM
يوضح القرآن أن الله لا يغفر أن يشرك به (4 : 48) . و مع ذلك فقد غفر الله لإبراهيم ، عليه السلام ، بل جعله نبياً رغم أنه عبد النجوم و الشمس و القمر (6 : 86-78) . فما الإجابة؟
الجواب:
الشرك محبط للعمل : {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر : 64-66) ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء : 48) .(1/2851)
و الأنبياء و الرسل هم صفوة الله من خلقه ، يصطفيهم و يستخلصهم ، و يصنعهم على عينه ، و ينزهم - حتى قبل البعثة لهم و الوحي إليهم - عن الأمور التي تخل بجدارتهم للنبوة و الرسالة . . و من ذلك الشرك ، الذي لو حدث منهم و اقترفوه لكان مبرراً لغيرهم أن يقترفه و يقع فيه . . و لذلك ، لم يرد في القرآن الكريم ما يقطع بشرك أحد الأنبياء و الرسل قبل بعثته . . بمن في ذلك أبو الأنبياء و خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام . .(1/2852)
أما الآيات التي يشير إليها السؤال . . و هي قول الله ، سبحانه و تعالى : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (الأنعام : 74-83) .(1/2853)
أما هذه الآيات ، فليس فيها دليل على أن إبراهيم ، عليه السلام ، قد مر بمرحلة شرك ، و حاشا له أن يقع في ذلك ، و إنما هي تحكي كيف آتى الله إببراهيم الحجة على قومه . . حجة التوحيد ، و دحض الشرك . . فهي حجاج و حوار يسلم فيه إبراهيم جدلاً - كشأن الحوار - بما يشركون ؛ لينقض هذا الشرك ، و يقيم الحجة على تهاوي ما به يحتجون ، و على صدق التوحيد المركوز في فطرته . . ليخلص من هذا الحوار و الحجاج و الاحتجاج إلى أن الخيار الوحيد المتبقي - بعد هذه الخيارات التي سقطت - هو التوحيد . . فهو حوار التدرج من توحيد الفطرة إلى التوحيد القائم على المنطق و البرهان و الاستدلال ، الذي فند دعاوى و حجج الخصوم . . الاستدلال اليقيني - {و ليكون من الموقنين} - و ليس فيه انتقال من الشرك إلى التوحيد . . تلك هي الحقيقة التي رجحجها المفسرون :
فالقرطبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671ه 1273م) يقول في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) - مورداً الآراء المختلفة حول هذا الموضوع :
"قوله تعالى: "قال هذا ربي " اختلف في معناه على أقوال؛ فقيل: كان هذا منه في مهلة النظر وحال الطفولية وقبل قيام الحجة؛ وفي تلك الحال لا يكون كفر ولا إيمان ...
وقال قوم: هذا لا يصح؛ وقالوا: غير جائز أن يكون لله تعالى رسول يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله تعالى موحد وبه عارف، ومن كل معبود سواه بريء. قالوا: وكيف يصح أن يتوهم هذا على من عصمه الله وآتاه رشده من قبل، وأراه ملكوته ليكون من الموقنين، ولا يجوز أن يوصف بالخلو عن المعرفة، بل عرف الرب أول النظر. قال الزجاج: هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قال؛ وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم أنه قال: "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " "إبراهيم: 35 " وقال جل وعز: "إذ جاء ربه بقلب سليم " "الصافات: 84 " أي لم يشرك به قط . . .(1/2854)
لقد قال "هذا ربي " على قول قومه ؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر؛ ونظير هذا قوله تعالى: "أين شركائي " "النحل: 27 " وهو جل وعلا واحد لا شريك له. والمعنى: ابن شركائي على قولكم. . .
وقيل: إنما قال " هذا ربي " لتقرير الحجة على قومه فأظهر موافقتهم؛ فلما أفل النجم قرر الحجة وقال: ما تغير لا يجوز أن يكون ربا. وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها ويحكمون بها. وقال النحاس: ومن أحسن ما قيل في هذا ما صح عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل: " نور على نور " [النور: 35] قال: كذلك قلب المؤمن يعرف الله عز وجل ويستدل عليه بقلبه، فإذا عرفه أزداد نورا على نور؛ وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله، فعلم أن له ربا وخالقا. فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال: " أتحاجوني في الله وقد هدان " [الأنعام: 80].
وقيل: هو على معنى الاستفهام والتوبيخ، منكرا لفعلهم. والمعنى: أهذا ربي، أو مثل هذا يكون ربا؟ فحذف الهمزة. وفي التنزيل " أفإن مت فهم الخالدون " [الأنبياء: 34] أي أفهم الخالدون؟ ..."(1)
و مع هذا الرأي ايضاً الزمخشري ، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (467-538ه/1075-1144م) صاحب تفسير (الكشاف عن حقائق التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل) . . الذي يقول في تفسير هذه الايات :
"وكان أبوه آزر وقومه يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب، فأراد أن ينبههم على الخطأ في دينهم، وأن يرشدهم إلى طريق النظر والاستدلال، ويعرفهم أن النظر الصحيح مؤدّ إلى أن شيئاً منها لا يصحّ أن يكون الهاً، لقيام دليل الحدوث فيها، وأن وراءها محدثاً أحدثها، وصانعاً صنعها، مدبراً دبر طلوعها وأفولها وانتقالها ومسيرها وسائر أحوالها .(1/2855)
{ هَاذَا رَبّى } قول من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل، فيحكي قوله كما هو غير متعصب لمذهبه. لأن ذلك أدعى إلى الحق وأنجى من الشغب، ثم يكرّ عليه بعد حكايته فيبطله بالحجة .
{ لا أُحِبُّ الأفِلِينَ } لا أحبّ عبادة الأرباب المتغيرين من حال إلى حال، المتنقلين من مكان إلى آخر، المحتجبين بستر، فإنّ ذلك من صفات الأجرام .
{ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبّى } تنبيه لقومه على أنّ من اتخذ القمر الهاً وهو نظير الكوكب في الأفول، فهو ضال، وأنّ الهداية إلى الحق بتوفيق الله ولطفه .
{ إِنّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَاواتِ وَالأرْضَ } أي للذي دلت هذه المحدثات عليه وعلى أنه مبتدؤها ومبتدعها."(2)
و على هذا الرأي أيضاً - من المحدثين - الشيخ عبد الوهاب النجار (1278-1360ه/1862-1941م) - صاحب (قصص الأنبياء) - الذي يقول : "لقد أتى إبراهيم في الاحتجاج لدينه و تزييف دين قومه بطريقة التدرج في الإلزام ، أو التدرج في تكوين العقيدة . ."(3) .
ذلك هو موقف إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، من الشرك . . لقد عصمه الله منه . . و إنما هي طريقة في الجدال يتدرج بها مع قومه ، منطلقاً من منطلقاتهم ؛ ليصل بهم إلى هدم هذه المنطلقات ، و إلى إقامة الدليل العقلي على عقيدة التوحيد الفطرية المركوزة في القلوب .
----------------------------------------------------------------------
(1) (الجامع لأحكام القرآن) ج7 ص25 ، 26 . طبعة دار الكتاب العربي للطباعة و النشر – القاهرة سنة 1387 ه سنة 1967 م .
(2) (الكشاف) ج2 ص30 ، 31 طبعة دار الفكر – بيروت – بدون تاريخ – و هي طبعة مصورة عن طبعة طهران "انتشارات آفتاب – طهران" – و هي الأخرى بدون تاريخ للطبع .
(3) (قصص الأنبياء) ص80 . طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان – بدون تاريخ للطبع .
---
د. هشام عزمي
06-04-2004, 04:02 PM(1/2856)
يؤكد القرآن أنه لا يمكن للملائكة أن تعصى الله (66 : 6) و مع ذلك فقد عصى إبليس الذي كان من الملائكة ، كما في الآية (2 : 34) فأيهما صحيح؟
الجواب:
الملائكة مخلوقات مجبولة على طاعة الله و عبادته و التسبيح له و به . . فم لا يعصون الله ، سبحانه و تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم : 6) .
و مع تقرير هذه الآية أن هؤلاء الملائكة القائمين على النار {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} . . يقرر القرآن الكريم أن إبليس - و هو من الملائكة - في قمة العصيان و العصاة : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة : 34) .
و هناك إمكانية للجمع بين معاني الآيتين ، و ذلك بأن نقول : إن عموم الملائكة لا يعصون الله ، سبحانه و تعالى ، فهم مفطورون و مجبولون على الطاعة . . لكن هذا لا ينفي وجود صنف هم الجن - و منهم إبليس ، شملهم القرآن تحت اسم الملائكة - كما وصف الملائكة أيضاً بأنهم جنة - لخفائهم ز استتارهم - . . و هذا الصنف من الجن ، منهم الطائعون ز منهم العصاة . .
و في تفسير الإمام محمد عبده (1265-1323ه/1849-1905م) لآية سورة البقرة : 34 - يقول :(1/2857)
"أي سجدوا إلا إبليس ، و هو فرد من أفراد الملائكة ، كما يفهم من الآية و أمثالها في القصة ، إلا أن آية الكهف فإنها ناطقة بأنه كان من الجن . . و ليس عندنا دليل على أن بين الملائكة و الجن فصلاً جوهرياً يميز أجدهما عن الآخر ، و و إنما هو اختلاف أصناف ، عندما تختلف أوصاف . فالظاهر ان الجن صنف من الملائكة . و قد اطلق القرآن لفظ الجنة على الملائكة ، على رأي جمهور المفسرين في قوله تعالى : {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (الصافات : 158) و على الشياطين في آخر سورة الناس"(1) .
و نحن نجد هذا الرأي أيضاً عند القرطبي - في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) - فيقول :
" وقال سعيد بن جبير: إن الجن سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم، وخلق سائر الملائكة من نور. . والملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، وفي التنزيل: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً} (الصافات: 158) ، وقال الشاعر في ذكر سليمان عليه السلام:
وسخر من جن الملائك تسعة :: قياما لديه يعملون بلا أجر "(2)
فلا تناقض إذاً بين كون الملائكة لا يعصون الله . . و بين عصيان إبليس - و هو من الجن ، الذين أطلق عليهم اسم الملائكة - فهو مثله كمثل الجن هؤلاء منهم الطائعون و منهم العصاة .
--------------------------------------------------------------------------
(1) (الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده) ج4 ص133 . دراسة و تحقيق : د. محمد عمارة . طبعة دار الشروق . القاهرة سنة 1414ه سنة 1993م .
(2) (الجامع لأحكام القرآن) ج1 ص294-295 – مصدر سابق - .
---
(1/2858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كيف نربي أبناءنا تربية صالحة كتاب الكتروني رائع
---
كيف نربي أبناءنا تربية صالحة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-08-2006, 08:40 AM
كيف نربي أبناءنا تربية صالحة كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
كَيْفَ نرَبّي أبْناءَنا
تَرْبيَة صَالحَة
حمد حسن رقيط
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج427كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/d3145fed3c.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/f947d7e0e0.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/17feef0ece.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Tarbiah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=284651
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2859)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبد الله الخضير.....حفظه الله
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبد الله الخضير.....حفظه الله
---
احمد بن حنبل
06-15-2004, 06:15 PM
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبد الله الخضير يوم الثلاثاء 27/4/1425
(( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ))
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد عشاء الثلاثاء 27/4/1425
في جامع (( جامع عمرو بن العاص )) بالجبيل الصناعية
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
وحامل المسك الرئيسية فحياكم الله وبياكم ....
للاستفسارالبريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
__________________
---
المستشار الفني
06-20-2004, 08:09 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/2860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أحتاج هذه الكتب و بسرعة جزيتم خيرا
---
أحتاج هذه الكتب و بسرعة جزيتم خيرا
---
شهاب ثاقب
04-13-2005, 06:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحتاج: روح المعانى للآلوسى، الكشاف للزمخشرى،و أى كتب إضافية فى معانى كلمات القرآن الكريم.
و جزاكم الله خيرا
أخوكم
---
الجندى
04-14-2005, 11:20 AM
الكشاف
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=472
روح المعانى
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1538
وهذه روابط اخرى لعلوم القرآن
http://www.saaid.net/book/list.php?cat=2
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=6
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=7
---
شهاب ثاقب
04-15-2005, 03:56 PM
جزاك الله خيرا يا أخى،وصلاتك رائعة!
---
(1/2861)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب معلومات حول مخطوط "التبيان في شرح مورد الضمآن" للإمام ابن آجطا الصنهاجي
---
طلب معلومات حول مخطوط "التبيان في شرح مورد الضمآن" للإمام ابن آجطا الصنهاجي
---
bour15
03-26-2007, 12:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من الإخوة الكرام التفضل علي بمعلومات حول مخطوط "التبيان في شرح مورد الضمآن" للإمام ابن آجطا الصنهاجي
وكيفية الحصول على نسخ منه حيث أني أحتاجه لأطروحة الدكتوراه
وللعلم ففي مركز الملك فيصل عدة نسخ فكيف يمكنني الحصول على البعض منها
وجزاكم الله خيرا
---
الجكني
03-26-2007, 03:24 PM
أخي الكريم :
الكتاب سجل جزء منه رسالة ماجستيرفي الجامعة الإسلامية بالمدينة ونوقشت قبل 6 سنوات من الباحث عبد الحفيظ محمد نور ،ثم سجل ما تبقى منه في جامعة أم القرى ونوقشت أيضاً حسب علمي قبل فترة 0
يسر الله أمري وأمرك0
---
(1/2862)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى ودعوة
---
بشرى ودعوة
---
أحمد البريدي
06-05-2003, 01:15 AM
نحمد الله تعالى ونسأله المزيد :
في يوم واحد قارب زوار الملتقى ( 1000 ) زائر على رغم حداثته , وتخصصه ,فالموقع ليس موقعاً إخبارياً , أو ترفيهياً , يدخله كل أحد , بل أكثر رواده من طلبة العلم , فإلى الأمام يا رواد الملتقى ومزيدا من الإبداع , فنحن متفائلون كثيراً بمزيد من النجاح ان شاء الله , وهناك أفكار ومشاريع كثيرة , ننوي القيام بها في المستقبل , ويفرحنا كثيراً أصحاب المبادرات, كما فعل الأخ الفاضل أبو أحمد الجنوبي , بإقتراحه إنشاء غرفة في البالتوك للملتقى ,وليس ذلك غريبا ؛ إذ الملتقى ملتقى الجميع , فلا يستصغرن أحد أي فكرة , أو خاطرة يتحفنا بها , فالعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات كما قاله شيخ الإسلام, ويمكن طرح ذلك في صفحة الإقتراحات التي يشرف عليها المشرف العام .
وفق الله الجميع وبارك في الجهود ...,
---
أمين نورشريف
06-05-2003, 11:36 AM
ما شاء الله،نسأل الله سبحانه أن يبارك في هذا الملتقى و في القائمين عليه. و فكرة البالتوك هي فكرة رائعة و إن شاءالله يتم فتح الغرفة عما قريب حتى يتسنى لنا الإستفادة أكثر.
---
(1/2863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ذكرى
---
ذكرى
---
فريق الاعلام الدعوي
04-03-2004, 06:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://workforislam.com/media_team/019task/thekra-adv.jpg
دعوة لكل صاحب وصاحبة قلم سيال مبدع ..
ولكل من له القدرة على كتابة الكلمات التي تخاطب القلوب الحية المؤمنة..
يعزم الموقع بإذن الله على إنتاج عدة إصدارات صوتية خاصة ستوضع تباعاً على الموقع..
ونناشد الأدباء والكتاب وأصحاب الأقلام السيالة بالمشاركة في إعداد نصوص الكلمات التي ستنتج بشكل صوتي..
ساهم مع الموقع في إعداد الخير ونشره على الشبكة ولك به الأجر العظيم
اضغط هنا (http://workforislam.com/media_team/019task/thekra.htm)
---
(1/2864)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سلسلة كتب القراءات ، رقم 3 / قراءة الكسائي
---
سلسلة كتب القراءات ، رقم 3 / قراءة الكسائي
---
مروان الظفيري
12-25-2006, 07:00 PM
سلسلة كتب القراءات / رقم 3
قراءة الكسائي :
رواية أبي عمر الدوري ، من طريق ابن مقسم
تأليف : رضي الدين ، أبي عبد الله ، محمد بن أبي نصر الكرماني ،
المتوفى بعد سنة 563هـ .
http://www3.0zz0.com/2006/12/25/15/22681747.jpg
هذا الكتاب من ضمن سلسلة القراءات ، التي يصدرها شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور حاتم
صالح الضامن ـ حفظه الله ـ
وصدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع ، بدمشق / الطبعة الأولى ،
1426هـ=2005م ، ويقع الكتاب في (172) صفحة .
وهذا الكتاب هو ثالث (من سلسلته التي يحققها ، وينشرها ) ،
في القراءات القرآنية ، لم ير النور من قبل ، والكتاب من نوادر تراثنا ؛
لأنه تفرد بقراءة أحد القراء السبعة ، وبرواية أبي عمرو الدوري .
وقال شيخنا الأستاذ الدكتور العلامة حاتم صالح الضامن ، في مقدمته :
ولا بد لنا أن نشير هنا إلى ضرورة العناية بهذه الكتب ؛ لأنها جزء أصيل من تراثنا القرآني ،
هذا التراث الذي كان ، وما يزال هدفا لأعداء الإسلام ، الذين يحاولون طمس هويتنا ،
وما هذه الهجمة الشرسة ، التي تشنها علينا قوى الكفر اليهودية
والصليبية إلا دليل على صدق ما أقول .
وهذا الكتاب ، (قراءة الكسائي : علي بن حمزة الكسائي ، أحد القراء السبعة ،
المتوفى سنة 189هـ) ، كتاب نفيس في بابه ، ومما يزيد في أهميته رواية أبي عمرو ،
حفص بن عمرو الدوري ، المتوفى سنة 246هـ ، عن طريق ابن مقسم ،
محمد بن الحسن بن يعقوب البغدادي ، المتوفى سنة 354هـ .
وقد اعتمد شيخنا الفاضل نسخة فريدة نفيسة ، وهي الكتاب السابع من مجموع(1/2865)
يقع في 162 ورقة ، ويشغل الأوراق : 139/أ-162/أ ، وتحتفظ به مكتبة كوبريلي زادة ،
في استانبول ، تحت رقم : (1631) .
ولا بد من الإشارة إلى أن صفحة العنوان ، جاء فيها :
كتاب فيه مجرد قراءة أبي الحسن علي بن حمزة النحوي الكوفي ، المعروف بالكسائي .
ويقول شيخنا - مد الله في عمره- :
وقد فضلت أن يكون العنوان : قراءة الكسائي ؛ لذا اقتضى التنويه .
---
نورة
12-25-2006, 07:45 PM
جزاك الله خيراً على حسن التنويه
ومدّ الله في عمر شيخنا حاتم, وبارك في علمه وعمله
---
د. أنمار
12-26-2006, 12:18 AM
وتظل مشكلة الكتاب عدم وجود ترجمة للمؤلف فيما بين أيدي المحققين اليوم من كتب التراجم المشهورة فهو قريب من جهالة الحال حتى الآن
ولا الكتاب من الأصول، ولا سنده متصل بالقراءة، ولا مؤلفه حجة بين العلماء فتكون كلمته الفصل ولو خالف غيره لم يكن له وزن يذكر
فهذا المجهود المبذول في هذا الكتاب كان غيره به أولى
والله أعلم
---
طه محمد عبدالرحمن
12-26-2006, 10:40 PM
ولا الكتاب من الأصول، ولا سنده متصل بالقراءة، ولا مؤلفه حجة بين العلماء فتكون كلمته الفصل ولو خالف غيره لم يكن له وزن يذكر
فهذا المجهود المبذول في هذا الكتاب كان غيره به أولى
والله أعلم
صدقت ، جزاك الله خيرا .
---
(1/2866)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
---
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
---
عدنان البحيصي
03-20-2006, 10:28 PM
نبذة عن الكتاب :
كتاب جليل وضع فيه مصنفه الإمام البقاعي علما لم يسبقه إليه أحد، ذكر فيه مناسبات ترتيب السور والآيات، أطال فيه التدبر وأنعم فيه التفكر لآيات الكتاب. فهو إذا يشمل على أحد جوانب الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم. بين فيه الربط بين جميع أجزاء القرآن، ووجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة من القرآن الكريم
وقد بدأت في دراسته ، فما رأيكم أيها الأحبة الكرام في هذا المصنف
؟
---
القاضي الأثري
03-22-2006, 04:15 AM
أروع ما فيه أنه لعالم سني هو البقاعي معروف بسنيته وقد استطاع بفضل الله ان يربط بين معاني الآيات ومراميها ومقاصد السور ومغازيها بصورة سلسة إلا في القليل الذي لا ينفك عنه أحد .
ومن اللافت أنه جعل للبسملة في كل سورة معنى يناسب مقصد السورة ومعانيها الكلية . والأحسن انه بهذاا لصنيع أزال الاهتمام بما سطره المهايمي من تسجيل معنى البسملة في كل سورة بطريقة تنضح بالصوفية وتغرق في الإشارة في كثير من الأحيالن فاغنانا عنه ؟
وقد درس هذا الكتاب صديق لنا وهو دكتور في كلية التربية في الجوف على ما اذكر في رسالة الدكتوراة .
محمد القاضي
ليسانس الآداب
=
---
عدنان البحيصي
03-22-2006, 12:35 PM
بارك الله فيك على هذه الإضافات الرائعة
جازاك الله خيراً
---
أبو محمد نائل
11-21-2006, 10:25 PM
أشكركم وقد كان طرح قريب من الموضوع ، وقد قمت بنقل الإجابة مع عرض مصدر النقل بشكل كامل دون إنقاص في الحقوق .
---
عدنان البحيصي
11-22-2006, 06:32 PM
بارك الله فيك أخي
---
(1/2867)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج حلقات لإدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم الإصدار الثالث 3.0 المجاني
---
برنامج حلقات لإدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم الإصدار الثالث 3.0 المجاني
---
سامي عبدالعزيز
04-30-2006, 06:40 PM
مميزات البرنامج :
1- سهل الإستخدام ، ولا يُشترط الخبرة في إستخدام الحاسب .
2- مُتكامل، ويشمل الطلاب ، والحلقات ، والموظفين ، والمالية ، والأنشطة ، مع إمكانية طباعة التقارير عن كل ما سبق.
3- تعدد المستخدمين ، مع تنوّع صلاحياتهم.
http://www.mfc.com.sa/mag/modules/freecontent/6.jpg
http://www.mfc.com.sa/mag/modules/freecontent/2.jpg
http://www.mfc.com.sa/mag/modules/freecontent/3.jpg
http://www.mfc.com.sa/mag/modules/freecontent/5.jpg
http://www.mfc.com.sa/mag/modules/freecontent/4.jpg
http://www.mfc.com.sa/mag/modules/freecontent/1.jpg
---
(1/2868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القرآن العظيم للشيخ محمد أماني مولوي
---
تفسير القرآن العظيم للشيخ محمد أماني مولوي
---
أبو عمار المليباري
04-03-2004, 11:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه نبذة بسيطة عن تفسير الشيخ أماني رحمه الله .... الشيخ كان من علماء مليبار ، سلفي العقيدة ، بنى تفسيره على المنهج السلفي السليم ، فلا يبدي رأياً يخالف العقيدة ولا المنهج السلفي . تفسيره طبع في الهند بمليبار أكثر من مرة . وهيعتبر مرجع السلفيين في التفسير بمليبار . ويتميز تفسيره بعدة أمور :
1- صفاء العقيدة ، وسلامة المنهج .
2- ترجمة المفردات القرآنية .
3- نقول مفيدة عن أئئمة التفسير .
4- الاستدلال بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية الصحيحة .
هذا وأسأل االله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا المسلمين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
---
جليبيب
04-06-2004, 12:07 PM
جزاك الله خيرا
---
أبوخطاب العوضي
07-09-2005, 12:22 PM
هل التفسير مطبوع ؟
---
(1/2869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > lمقارنة بين قصة ادم عليه السلام في القران الكريم والعهد القديم
---
lمقارنة بين قصة ادم عليه السلام في القران الكريم والعهد القديم
---
د.يسري خضر
02-26-2007, 02:26 AM
مقارنة بين قصة آدم في القرآن الكريم والعهد القديم
يقول الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء ( وقد ذكرت قصة آدم في الإصحاحين الثاني والثالث
في سفر التكوين وهي لاتخالف ماجاء في القرآن الكريم إلا مخالفة بسيطة 0 فإنها لم تذكر مسألة
السجود لآدم ولا مخالفة إبليس 0 وتكبره وطرده من الجنة 0 ولم تذكر الحوار بين الله تعالي وملائكته 0وجعلت
الوسوسة لحواء من قبل الحية والوسوسة لآدم من قبل حواء ) 0
ويضاف إلي ماذكره الشيخ مايلي :
1. – ذكر القرآن الكريم أطوار الخلق الأول والثاني ولم تشر التوراة إلي ذلك 0
2. - قطعت التوراة بأن الجنة كانت في الأرض 0بينما كانت دلالة القرآن احتمالية 0
3 - ذكرت التوراة أن الإنسان خلق ليعمل في الجنة 0وقد نفي القرآن ذلك 0
4 - ذكرت التوراة أن الشجرة المنهي هي المعرفة والحياة 0 وقد أكل آدم من الأولي فطرد قبل أن يأكل من
الثانية ولم يحدد القرآن نوع الشجرة 0
5 - جعلت التوراة المرأة سبب الغواية 0ولولاها ماخرج آدم من الجنة 0 بينما صرح القرآن بالمسؤولية
المشتركة 0بل نسبها لآدم عليه السلام 0
6- ذكرت التوراة أن الإله خاف من عودة آدم من الجنة ليأكل من شجرة الخلد فأقام حارثين عليها 0ولم يشر
القرآن لشيء من ذلك 0
7 - لم تشر التوراة لنبوة آدم 0 بينما أشارت نصوص القرآن إلي نبوته احتمالا وقطعت بها السنة المطهرة 0
8 – لم تذكر التوراة توبة آدم بل بقيت الخطيئة في جميع أبنائه حتي جاء المسيح ليخلص البشرية منها 0وصرح
القران بتوبة آدم وقبول الله لها 0(1/2870)
9 – ذكرت التوراة سني حياة آدم وعدد أحفاده وأولاده 0ولم يرد لذلك ذكر في القرآن 0
10- العقوبات التأديبية المنسوبة إلي الله والموضوعة علي المرأة كالحمل والولادة والحيض 0وكذلك الموضوعة
علي الحية كقطع الأرجل والمشي علي البطن لم يرد لها ذكر في القرآن 0
11 – صرحت التوراة بأن الإله كان يمشي في الجنة حينما أكل آدم من الشجرة 0بينما ينزه القرآن الذات الإلهية
عن الحلول والاتحاد 0
فهل توصف هذه الفروق بانها بسيطة؟
---
مساعد الطيار
02-26-2007, 01:52 PM
طرح هذا الموضوع مهم جدًَا لمعرفة الفرق بين ما طرحته كتب بني إسرائيل وما ذكره القرآن ، وهذه الطريقة المليحة في تفقيط الموضوع تعطي القارئ الصورة الواضحة في هذا الفرق .
ولقد أعجبني تعبير الدكتور يسري بقوله : ( الإله ) بدلاً عن ( الله ) في مثل هذا المقام ، وذلك من كمال التأدب مع الله تعالى ومع اسمه العظيم ( الله ) ، فالإله أعم في الاستعمال من ( الله ) ، وهو يدل على كل معبود ، وإن كان الأحق بكمال العبودية الحقة هو الله تعالى ، وقد ورد في القرآن لفظ الإلهة والآلهة للمعبودات الشركية ، كما ورد وصف الله به ، أما اسمه العظيم ( الله ) فهو مما لم يقع تسمية أحد من المعبودات به ، فهو محظور لا يجوز أن يتسمى به أحد .
ولقد قرات بعض الكتب التي ترد على النصارى ، ورأيت في بعضها ذكر لفظ الجلالة في أماكن لا يحسن ذكرها البتة ، ومن ذلك أن بعضهم يقول ـ من باب الاحتجاج ـ : ( هل ... صار في رحم مريم؟ ) ، وهذا أمر غير مستساغ من إقحام لفظ الجلالة في مثل هذه العبارات ، وإن كان قصد صاحبها حسنًا ، فإن من كمال التأدب مع الله أن لا يقحم اسمه في مثل هذه الجُمَل ، أثنا الاحتجاج .
---
(1/2871)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > حل مشكلة عدم ظهور الصور في الرسايل بالهوت ميل وظهور مربع رصاصي بدلا عنها
---
حل مشكلة عدم ظهور الصور في الرسايل بالهوت ميل وظهور مربع رصاصي بدلا عنها
---
سامي عبدالعزيز
06-06-2006, 12:08 AM
بالنسبة للمربع رصاصي اللون فإنه يظهر اذا كانت الرسالة التي تتصفحها في ملف الـ junk
ولحل هذه المشكلة قم بنقلها الى مجلد اخر
أو
http://edu.arabsgate.com/images/uploads/6218_653641101984166e3.gif
---
(1/2872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > د.التركي يبشركم أن "الدر المنثور" بين أيديكم قريباً
---
د.التركي يبشركم أن "الدر المنثور" بين أيديكم قريباً
---
عمر المقبل
12-07-2003, 10:04 PM
نشرت صحيفة الجزيرة السعودية اليوم الأحد 13/10/1424هـ (العدد 11392) مقالاً مطولاً لمعالي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، خلاصته أن كتاب السيوطي "الدر المنثور" سيطرح قريباً ، ويوزع على طلبة العلم ، بعد أن تم تحقيقه على عدة أصول خطية ، وألخص ما قاله معاليه في عمله بقوله هو :
"فاستعنا بالله على تحقيق الكتاب بالتعاون مع مركز هجر للدراسات العربية والإسلامية، ويسر الله لنا مجموعة من الأصول الخطية، أُتم بها ما وقع في الطبعة السابقة من نقص، وصُح ما وقع فيها من تصحيف. ولإتمام الفائدة تم عزو ما أمكن من الآثار إلى مواضعها من مصادرها، إن كانت موجودة، أو إلى الوسائط التي تضمنتها إن كانت مفقودة، مع ذكر ما حكم به علماء الفن من حكم على الحديث صحة وضعفاً، على قدر ما أسعفنا الجهد والإمكان، وشرح غريب الألفاظ، والتعليق على القراءات، راجين في الأخير أن يبلغ الله المقصود من هذا الديوان الكبير الجامع النافع" .
فجزى الله معالي الدكتور على مساعيه الحميدة في نشر كتب أهل العلم .
ولمن أراد الاستزادة في قراءة المقال بطوله ، فعلى هذا الرابط :
موسوعة الدر المنثور أبدع جوامع التفسير على منهج السلف الصالح (http://www.al-jazirah.com.sa/356449/ar5d.htm)
بقلم الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي .
---
عبدالرحمن الشهري
12-08-2003, 04:49 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالله وبشرك بكل خير.
---
أحمد البريدي
12-08-2003, 07:08 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالله على الخبر المفرح وإنا بخروج أصله ترجمان القرآن أسعد .
---
راجي رحمة ربه(1/2873)
12-11-2003, 01:12 PM
ادعى عمرو غرامة العمري، أن لديه الأصل "ترجمان القرآن"
ولما سألته شخصيا زعم أن الجمارك في مصر قد صادروه منه
فالله أعلم بصحة ذلك.
---
(1/2874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأي الأخوة بطبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير
---
ما رأي الأخوة بطبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير
---
أبوخطاب العوضي
09-02-2005, 05:09 PM
رأيت بالأمس طبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير بتحقيق : مصطفى السيد محمد , و محمد فضل العجماوي , و محمد السيد رشاد , و علي أحمد عبدالباقي , و حسن عباس قطب , وأريد رأي الأخوة في هذه الطبعة .
وأي معرفة أفضل طبعة لتفسير الكشاف ؟
والله الموفق
---
ابن الجزيرة
09-02-2005, 05:55 PM
يقول الشيخ عبدالكريم الخضير أنها أفضل الطبعات لتفسير ابن كثير تحقيقاً نقل هذا فضيلة شيخنا الدكتور مساعد الطيار ـ حفظ الله الجميع ـ وتقع بخمسة عشر مجلداً ووجدتها في مكتبة التدمرية بسعر جيد 170 ريال فقط .
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2005, 05:58 PM
انظر
طبعات تفسير ابن كثير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=103&page=2&pp=15)
وخاصة المشاركة رقم 22 (http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=11958&postcount=22)
---
(1/2875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > مستعرض الصور الشهير ACDSee Pro 8.0.67
---
مستعرض الصور الشهير ACDSee Pro 8.0.67
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:14 AM
http://files.acdsystems.com/english/installers/acdseepro.exe
الكراك
http://rapidshare.de/files/17082628/patmy.rar.html
---
(1/2876)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سلسلة شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن للعلامة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
---
سلسلة شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن للعلامة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 06:44 PM
سلسلة شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن للعلامة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
و هي دروس الدورة العلمية الصيفية الكبرى والتي ألقيت في الفترة من الثامن عشر لشهر جمادى الأولى إلى السادس من شهر جمادى الآخرة لعام 1426هـ .
الشريط الأول :
المحتوى :
* المقدمة .
* حد علم التفسير .
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/01.rm
الشريط الثاني :
المحتوى :
* العقد الأول : مايرجع إلى النزول زمانا ومكانا : المكي – المدني .
* الحضري – السفري
* الليلي - النهاري .
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/02.rm
الشريط الثالث :
المحتوى :
* الصيفي – الشتائي .
* الفراشي
* أسباب النزول .
* أول ما نزل - آخر ما نزل .
* العقد الثاني : مايرجع إلى السند : المتواتر .
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/03.rm
الشريط الرابع :
المحتوى :
* الآحاد د – الشاذ
* قراءات النبي صلى الله عليه وسلم الواردة عنه .
* الرواة والحفاظ من الصحابة والتابعين .
* العقد الثالث : مايرجع إلى الأداء : الوقف والابتداء .
* الإمالة – المد.
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/04.rm
الشريط الخامس :
المحتوى :
* تخفيف الهمز – الإدغام .
* العقد الرابع : مايرجع إلى الألفاظ : الغريب – المعرب – المجاز – المشترك – المترادف – الاستعارة – التشبيه .(1/2877)
* العقد الخامس : مايرجع إلى مباحث المعاني :العام الباقي على عمومه – العام المخصوص – العام الذي أريد به الخصوص .
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/05.rm
الشريط السادس :
المحتوى :
* ماخص منه بالسنة – ماخص به من السنة .
* المجمل – المؤول – المفهوم –المطلق – المقيد – الناسخ والمنسوخ .
* العقد السادس : مايرجع إلى المعاني المتعلقة بالألفاظ : الفصل .
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/06.rm
الشريط السابع :
المحتوى :
* الوصل – الإيجاز – الإطناب – المساواة – القصر – الخاتمة .
* أسماء الأنبياء – أسماء الملائكة – أسماء غيرهم – الكنى والألقاب .
http://media.islamway.com/lessons/abdulKreeM/325_Azamzami/07.rm
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:44 PM
جزاكم الله الف خير ووفقكم وسدد خطاكم .......
---
إسلامي
09-26-2006, 09:34 PM
جزاكم الله خيراً.
---
احمد بن حنبل
02-13-2007, 02:40 AM
جزاك الله خيرا .
---
(1/2878)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الجامعات التي فيها دراسات عليا في التفسير
---
الجامعات التي فيها دراسات عليا في التفسير
---
محب الصالحين
04-18-2004, 10:09 PM
أرجو ذكر الجامعات التي فيها دراسات عليا في التفسير -للدكتوراه- وشروط التسجيل اذا أمكن
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-19-2004, 10:19 AM
الجامعات كثيرة منها :
- جامعة الأزهر - كلية أصول الدين .
- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه.
- جامعة أم القرى بمكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين.
- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم.
- وهناك جامعات في الأردن وسوريا والسودان وغيرها.
---
عبد الله الخضيري
04-19-2004, 05:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم
تم فتح القبول في التفسير لمرحلة الدكتوراة هذا العام في ثلاثٍ من جامعات السعودية :
أولاً : - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه. و تبدأ الدراسة في الفصل الثاني من العام الدراسي القادم . و قد تم إغلاق التقديم فيها و تم امتحان المتقدمين في 3 / 2 / 1425 هـ
ثانياً - جامعة أم القرى بمكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين - قسم الكتاب و السنة ، و تبدأ الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي القادم . و قد تم إغلاق التقديم فيها و تم امتحان المتقدمين في 9 / 2 / 1425 هـ ، و قد تم إعلان نتائج المتقدمين و المقبولين فيها .(1/2879)
ثالثاً : جامعة الملك سعود ، قسم الثقافة الإسلامية ، و تبدأ الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي القادم . و قد تم إغلاق التقديم فيها و تم امتحان المتقدمين في 9 / 2 / 1425 هـ ، و قد تم إعلان نتائج المتقدمين و المقبولين فيها ، و للفائدة فجامعة الملك سعود تفتح فيها الدراسات العليا في كل عام ، و لكن الأعداد محدودة
أمنياتي للجميع بالتوفيق
عبد الله
---
محب الصالحين
04-24-2004, 01:12 AM
جزاكم الله خيرا
من يعرف عن جامعة الجنان (طرابلس لبنان ) ان كانت شهادتها معترفاً بها ؟
---
(1/2880)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإفادات والإنشادات للشاطبي ، وتأويل آيتين كريمتين منه.
---
الإفادات والإنشادات للشاطبي ، وتأويل آيتين كريمتين منه.
---
ابن الشجري
03-03-2004, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مع أن أبا إسحاق الشاطبي (790هـ) رحمه الله ، ليس من المكثرين في التأليف، إلا أن كتابه الموافقات قام مقام كتب جمه ، فهو كتاب ليس له نظير بين كتب الفقه وأصوله ، وقل أن يستغني عنه فقيه أو مفسر ، فقد أحسن فيه ماشاء ، فكان بمثابة الفتح والتجديد في آن واحد في علمي إصول الفقه ومقاصد الشرع المطهر، وقد أنسى كتابه الموافقات بعض كتبه الاخرى كالاعتصام ، فمع أنه لم يتمه رحمه الله إلا أنه يعد من أعظم المراجع العلمية عند حراس العقيدة والناهين عن البدع المحدثه ، وقد كنت أقرأ له في كتابه الماتع الخفيف المحمل ، كتاب الافادات والانشادات فوجد ت فيه لطائف تفسيريه ، أحببت أن اتحف بها القراء الكرام , مع بعض الملاحظات الموجودة على الكتاب ،المغمورة في بحر علمه وفضله رحمه الله .
وهذا العالم الجليل من القلائل الذين مدوا بعلمهم وفضلهم جسور التواصل العلمي بين المشارقة والمغاربه ، وقد شاركه في هذه الميزة قلائل من أهل العلم كأبن عبد البر وابن حزم والقرافي وقلائل سواهم رحم الله الجميع . ومع أن هذا الموضوع شيق ، ويحتاج لكتابة واسعة قد تخالف مسار هذا الملتقى ، فأعود للمقصود ، وأحيل من أراد الاستزاده لبعض الدراسات والبحوث (للأسف الكتاب الذي الاحالة اليه ليس حاضرا بين يدي الان ، إياك أن تعير كتابا) إلا أنه كتاب جيد ، تجدونه في مكتبات الرياض / موضوعه القرافي حلقة وصل بين المشارقة والمغاربه / في مجلدين كبيرين ، ط دار الغرب .
نعود للمقصود وعذرا للاستطراد
إفادة ـ 77 ـــ(تأويل آيتين)(1/2881)
قال رحمه الله : (قال لي الاستاذ الجليل أبوسعيد بن لب ـحفظه الله ـ : سئلت عن قوله تعالى في سورة النساء(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجري من تحتها الانهارخالدين فيها) الايه فجمع قوله (خالدين ) وقال بعد : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها) فأفرد (خالدا) .
قال : وأجبت أن الجنة لماكان لأهلها فيها اجتماعات ، وليس فيها فرقة ولاتوجد ، جاء قوله تعالى ( خالدين فيها) اعتبارا بالمعنى الحاصل في الجنة من الاجتماع ، ولما كان أهل النار على الضد من هذا وكل واحد منهم في تابوت من النار، حتى يقول أحدهم : إنه ليس في النار إلا هو جاء قوله تعالى ( خالدا فيها ) اعتبارا بهذا المعنى .
فعرضت على شيخي الامام الاستاذ ابي عبد الله بن الفخارهذا السؤال فأجاب عنه : بأنه تعالى ذكر في الاولى جنات متعدده لاجنة واحده فقال ( ندخله جنات ) والضمير المنصوب في ( ندخله) وإن كان مجموعا في المعنى فهو في اللفظ مفرد، والمفرد من حيث هو مفرد لايصح أن يكون في جنات متعدده معا ، فجاء ( خالدين ) ليرفع ذلك الايهام اللفظي ، فهو اعتبار لفظي ومناسبة لفظية ، وإن كان المعنى صحيحا ، وأما الاية الثانية فإنما فيها نار مفرده ، فناسبها الإفراد في خالدا ) . أهـ
وقد حوى الكتاب إنشادات جيده مسندة عن ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ وغيره من الفقهاء .
وبالمناسبة فقدا ستخرجت مجموع الفتاوى له من المعيارالمعرب للونشريسي رحمه الله ، وأفردت بكتاب مستقل مطبوع متداول .
وهذا الكتاب ـ المعيار ـ كتاب حافل حوى علماً غزيراً في العقيدة والفقه والتفسير ، وسأفرده بمقال إن شاء الله أتحدث فيه عن الجوانب المتعلقة بالتفسير المدرجة في بعض مجلداته .
وفق الله الجميع
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2004, 09:38 AM(1/2882)
جزاك الله خيراً على هذه النفائس العلمية التي لا تفتأ تقتنصها لنا من ذخائر قراءاتك في بطون الأسفار. وقد أحسن صنعاً باختياركك وإشارتك إلى هذا العالم الجليل ، فهو كما أشرت وفوق ما أشرت من الفضل ، ودقة المنزع ، على قلة تصانيفه ، وندرة بعضها. فشرحه لألفية ابن مالك لا يعرفه كثير من المعتنين بالعربية مع نفاسته ، وجودته.
ونحن في انتظار ما ستكتبه لنا حول كتاب الونشريسي جزاك الله خيراً ، ونفع بعلمكم أخي الكريم.
---
(1/2883)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ندوة في الجزائر حول ترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية
---
ندوة في الجزائر حول ترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2006, 05:33 AM
نُظمت في العاصمة الجزائرية قبل أيام ندوة ثقافية حول تجربة "ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية" بحضور صاحب المبادرة الشيخ الحاج محمد الطيب وعدد من الوجوه الأدبية والثقافية الجزائرية.
وقد أكد الطيب أن الترجمة التي استمرت ثلاث سنوات متواصلة منذ إنشاء لجنة رسمية خاصة سنة 2001، قد ركزت في جوهرها على معاني القرآن الكريم موضحا في مداخلة أمام الحضور أن إنجاز العمل تضمن نسخه على أقراص سمعية مضغوطة تُبعت بمراجعة لغوية ونحوية إضافة إلى نسخه على 3 أشرطة كاسيت سمعية.
وأشار الطيب إلى أنه تم إنجاز كتيب يتضمن 6 أحزاب من القرآن الكريم باللغة الأمازيغية، مبرزا أن هذا الكتيب الذي يعد ترجمة تجريبية قد طبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالسعودية.
وقد أشاد صاحب المبادرة بتشجيع ووقوف المجمع السعودي لدعم هذه العملية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، معتبرا أن هذه التجربة هامة جدا لا سيما وأن عملية ترجمة القرآن الكريم ليست بالمهمة اليسيرة وتتطلب تضافر جهود أطراف عديدة من علماء التفسير والفقه واللغة والأدب والتاريخ وغيرها.
المصدر (http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-20/culture/culture03.html)
---
(1/2884)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن تفسير:(رموز الكنوز) للرسعني
---
استفسار عن تفسير:(رموز الكنوز) للرسعني
---
د.عبدالرحمن اليوسف
07-19-2006, 12:52 AM
ترجم للأستاذ الدكتور / عبدالملك بن عبد الله بن دهيش بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة,
ضمن الهيئة الاستشارية ,وذكر من نشاطه العلمي :
تحقيقه كتاب: (رموز الكنوز) للرسعني في (10 ) مجلدات .
هل سبق نشره,وأين؟
شكر الله لكم.
---
عبدالرحمن الشهري
07-19-2006, 12:28 PM
الأخ الكريم الدكتور عبدالرحمن وفقه الله .
هذه بشرى طيبة بنشر هذا التفسير كاملاً ، للحافظ عبدالرزاق بن رزق الله الرسعني الحنبلي (ت661هـ) . وقد طبع جزء منهُ ، وهو الذي حققه الدكتور محمد بن صالح بن محمد البراك في رسالته للدكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1411هـ .
قسم الباحث رسالته إلى قسمين: دراسي وتحقيقي .
- القسم الدراسي : اشتمل على مقدمة ، وبابين :
المقدمة: اشتملت على أهمية علم التفسير، ونبذة عن التفسير عند الحنابلة.
الباب الأوّل: ترجمة المؤلف (حياته الشخصية، حياته العلمية).
الباب الثاني: التعريف بالكتاب المحقق ، وذكر النسخ المعتمدة في التحقيق. اعتمد الباحث في تحقيقه على نسخة محفوظة في المكتبة الوطنية بباريس رقم (622) ولها صورة في الجامعة الإسلامية رقم (115) فيلم عدد أوراقها (199) ورقة، عدد أسطرها (15) سطراً.
وأما القسم التحقيقي: فقد اشتمل على التفسير من الآية الرابعة عشر من سورة آل عمران إلى نهاية سورة النساء.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
07-20-2006, 11:03 AM
نفع الله بكم,وزادكم علمًا,ووفقكم لما يحب ويرضى.
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 07:12 PM(1/2885)
وقد كلمت المحقق الأستاذ الدكتور محمد البراك حفظه الله قبل أيام ربما في 20/3/1428هـ فأخبرني أنه يقوم بإكمال تحقيق الكتاب كاملاً ، وأنه بلغ سوة يس ، وسيطبعه فور الانتهاء منه بإذن الله .
في 25/3/1428هـ
---
(1/2886)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن جواز سرقة رقم الفيزا كارد ؟
---
سؤال عن جواز سرقة رقم الفيزا كارد ؟
---
axmrfo0ol
02-25-2004, 04:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوان هل سرقة بطاقة (الفيزا كارد) عن طريق الانترنت الخاصه باليهود والامريكان خاصة جائزة أو مختلف فيها .
وخصوصا أننا نعيش حالة حرب على الاسلام وجزاكم الله خيراً.
---
ابن الشجري
03-01-2004, 05:48 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا أرجب بك ضيفا جديدا في الملتقى ، ولولا حق الضيف على مضيفيه * لتركت الاجابة يشرف بها غيري ويحمل عبأها ، ذلك لريبة تنتابني من مثل هذه الاسماء ، فليتك تستبدله ولو بخنجر ، إلا إن كان ماسماك به أهلك فلك عذرك ، وهو كذلك محل نظر شرعي...
وجوابك في طي سؤالك فمن فيك أجيبك ، لعلك تعيد النظر فيما كتبت (سرقة ) وهل تجوز السرقة في أي صورة من صورها ؟، لم أسمع بهذا من قبل ، ومالي لا العن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد لعن السارق يسرق البيضة فتقطع يده .
وقد تكلم الفقهاء رحمهم الله في كتاب الربا بين المسلم والحربي في دار الحرب ، وبعيدا عن مناقشات الفقهاء ـ رحمهم الله ـ فإن المرجح عدم الجواز مطلقا لأن المعتبر إجراء العقود والتعاملات وفق الشريعة الاسلامية، وليس في الشريعة مايجيز مثل هذه الصور أو مايعضد موقف من ذهب الى الجواز من كتاب أو سنة ، وهما المرجع وإليهما التحاكم .
فلعل المسالة السابقة قد تسللت لذهنك وابت الخروج ، أو تصورت بصور تعاملية أخرى كالتي ذكرت، بطريق قياس فاسد الاعتبار ، وقد علمت الحكم فالزم ترشد أن شاء الله .
فسرقة أموال الكفار فضلا عن غيرهم سواء بهذه الصورة التي ذكرت أو بغيرها من الصور التي قديفتح بها الشيطان ـ عياذا بالله منه ـ لاتجوز.(1/2887)
ثم ماهي الجدوى من هذه الطريقة في تحقيق نصر للاسلام والمسلمين ، سوى تحقيق أغراض شخصية شيطانية باسم الاسلام وأهله ، وهل ستودع هذه الاموال المسروقه بهذه الطريقه في بيت مال المسلمين ، ثم تفتح علينا بابا لسرقة أموال إسلامية عدوا وردا بالمثل ، فلولم يكن في رد ذلك إلا قاعدة سد الذرائع ، والتي عليها قيام ربع ادلة الشريعة، لكفت دليلا لفساد هذه الطريقه .
واستباحة دماء الكفار واموالهم لها أسباب وأبواب تكلم عنها الفقهاء رحمهم الله في كتاب الجهاد *كمن قتل قتيلا فله سلبه *
وهذه إجابة مختصرة ترد الصادي , أكتبها في ساعة متأخرة من الليل، لاعلى سبيل الفتيا ، إنما نصحا وإرشادا لعل الله ينفع بها , والله أعلم.
وللتفصيل يحتاج الامر أن تبين مكان تواجدك.
ـــــــــــــــــ
*يجوز للضيف أن يستضيف شرط إجازة المضيف لحديث جابر رضي الله عنه.
*صدر حديثا كتاب الإنجادفي أبواب الجهاد، لابن المناصف رحمه الله.
* مع ملاحظة الخلاف القائم بين الففهاء رحمهم الله، حول هذه المساله ونظائرها المعدودات في الفقه الاسلامي ، هل هذا خاضع لإذن الامام أم هو اذن شرعي؟ ، يراجع الاحكام للقرافي رحمه الله فقد بنى الكتاب كله على سبب الخلاف في أصل هذه المسأله .
---
(1/2888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التقييد والإيضاح لقولهم ( لامشاحة في الاصطلاح)
---
التقييد والإيضاح لقولهم ( لامشاحة في الاصطلاح)
---
أبو مهند النجدي
10-08-2006, 02:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (16)
التقِييدُ والإيضَاح لقولهم :
(لا مُشاحّة في الاصْطِلاح )
بقلم :أبي عبد الرحمن
محمد الثاني بن عمر بن موسى
---
(1/2889)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضمن الدورة 16 لمجمع الفقه الإسلامي (القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية)
---
ضمن الدورة 16 لمجمع الفقه الإسلامي (القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية)
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2005, 05:44 AM
تبدأ اليوم الأربعاء (25/3/1426هـ) في إمارة دبي بالأمارات العربية المتحدة أعمال الدورة السادسة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي العالمي ويتضمن المحور الرابع مناقشة : القراءة الجديدة للقرآن الكريم وللنصوص الدينية . ويشارك في هذا المحور كل من :
1 - د.محمد أبو الأجفان /تونس
2 - د.عبد المجيد النجار /تونس
3 - د.عيادة بن أيوب الكبيسي /العراق
4 - د.محمد علي التسخيري / إيران
5 - د.حسن الجواهري /إيران
6 - د.قطب مصطفى سانو / غينيا
7 - د.عبدالستار فتح الله /مصر
8 - د. محمد الحبيب بن الخوجة /تونس
ويمكن الاطلاع على ملخص البحوث المقدمة في هذا المحور عبر هذا الرابط :
المحور الرابع - القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية (http://www.fiqh.ae/awqaf/feqh/showpage.jsp?objectID=7436a1).
وهذا موقع المؤتمر للاطلاع على ملخص جميع البحوث المقدمة للمؤتمر.
مؤتمر الفقه الإسلامي - الدورة 16 (http://www.fiqh.ae/awqaf/feqh/showpage.jsp?objectID=7397)
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2005, 05:46 AM
ملخص بحث
القراءة الجديدة للقرآن الكريم بين المنهج الصحيح والانحراف المسيء
إعداد الأستاذ الدكتور عيادة بن أيوب الكبيسي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.
القراءة الجديدة للقرآن الكريم مصطلح جديد، يمكن أن نعتبره ذا مدلولين:
الأول: يعني إطلاق الفكر في فهم القرآن، واستخدام النظريات المعاصرة في تأويله، دون الرجوع إلى شيء من أفهام السابقين، أو التقيد بشيء من الضوابط المقررة.(1/2890)
والثاني: يعني إعمال الفكر في فهم القرآن فهما جديدا يبنى على ما سبق من الأفهام، وينطلق وفق الضوابط والقواعد المقررة، وضمن الثوابت التي لا تتغير.
وتعد القراءة الجديدة بمدلولها الأول سلاحا جديدا يوجه لضرب الإسلام، وطمس معالمه.
وتناول البحث نموذجين من إفرازات القراءة الجديدة للقرآن الكريم.
أحدهما: في العقيدة ـ في قصة إبليس ـ يدل على مدى الضلال والانحراف الذي يمكن أن تفرزه تلك القراءة عندما تكون في حل من الأصول والضوابط، وتحلل من الثوابت والمسلمات، فقد عصفت بما عليه المسلمون عبر القرون الطويلة في فهم مراد الله تعالى بقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}، لتخرج علينا بفهم جديد باسم البحث العلمي يقول: ) إن الله عز وجل عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم، إنما كان يمتحن صدق إيمانهم، فسقطوا بالامتحان جميعا، إلا إبليس الذي وعى ذلك، فأبى أن يسجد بدعوى أن السجود لا يجوز إلا لله( !!
والثاني: في الأحكام، يتعلق بفريضة من فرائض الله تعالى، أوجبها على الرجال دون النساء، حيث أفرزت القراءة الجديدة للنص الكريم: ) يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون(، فهما جديدا يوجب صلاة الجمعة على النساء وجوبها على الرجال سواء بسواء !!
وفي المبحث الثالث من هذا البحث مطلبان:
أولهما بعنوان: لماذا القراءة الجديدة للقرآن؟ جاء في الإجابة عنه:
.. أنها إن كانت تهدف إلى إعمال العقل وعدم تعطيل وسائل الإدراك التي منحها الله تعالى للإنسان، من أجل النهوض بالأمة وتحقيق أملها المنشود، وانتشال المسلمين من الواقع المرير الذي وصلوا إليه، فهذا أمر مقبول لا يسع المسلم تجاهله، ولكن هل يفتح الباب لكل من هب ودب، فيفسد أكثر مما يصلح ؟؟
ثانيهما بعنوان: ضوابط القراءة الجديدة، ومنها:
1- أن يتعلم أصول التفسير وقواعده.(1/2891)
2- أن يتعلم قواعد اللغة العربية، ووجوه البلاغة فيها.
3- أن يطلع على ما ذكره المفسرون القدامى والمحدثون.
4- أن يراعي ارتباط الجملة القرآنية بموضوع السورة، وارتباطها الموضوعي بما تفرق في القرآن.
فمن ألمّ بهذه العلوم ونحوها، وبلغ هذا القدر من العلم والمعرفة، يصبح أهلا لأن يقرأ الكتاب الكريم قراءة متبصرة، يهدف على ضوئها إلى فهم جديد، يضيفه إلى أفهام السابقين.
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2005, 05:48 AM
ملخص بحث
القِرَاءَةُ الجَدِيدَةُ لِنُصُوصِ الوَحْي - وَمُنَاقَشَةُ مَقُولاَتِهَا
إعداد الأستاذ الدكتور محمد بن الهادي أبو الأجفان
قسم الدراسات العليا الشرعية، بكلية الشريعة جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة.
تناول المبحث الأول ظهور القراءات الجديدة وظروفها ودواعيها، وقسمنا مقولات أصحاب هذه القراءات إلى قسمين: عامة لجميع الموضوعات، وخاصة بالأحكام الشرعية، أوضح هذا المبحث مقولات القسم الأول، وأهمها: – فتح باب الاجتهاد – مسايرة الحداثة – مراعاة المقاصد – تنشيط القراءة التأويلية – اعتبار السياق بأنواعه في القراءة – نقد التعالي بالنص وعدم عقلنة الإيمان – المقارنة للتفاسير -.
واختص المبحث الثاني بمقولات القسم الثاني الخاصة بقراءة نصوص الأحكام، وهي تنفي التفصيل فيها، وتفرق بين شريعة القرآن وفقه الاجتهاد، وتقصي بعض آيات الأحكام من المنظومة التشريعية، وتكيل الاتهام الباطل للفقهاء فيما استنبطوه، وتشنع بالكثير من مواقفهم الاجتهادية، وتشكك في الأحاديث لما تسرب إليها من الوضع في نظرهم.
وفي المبحث الثالث عرض لنماذج مما تفرع عن تلك المقولات، اختيرت من أقوالهم في هيئة الصلاة، وحد السرقة، وتحريم الربا، والحجاب، والزواج، ومفهوم المعروف والمنكر.(1/2892)
وكان مضمون المبحث الرابع كشف خطورة القراءات الجديدة من نواح متعددة، ومناقشة هذه الموضوعات مناقشة علمية وقع فيها التذكير بأصول شرعية وضوابط منهجية، جهلها أصحاب القراءات أو تناسوها، مثل الجهود القديمة والمعاصرة في نقد المتون التي أنكروها ولم يتصوروا جدواها وآثارها.
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2005, 05:49 AM
ملخص بحث
القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية
إعداد الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعتي الأزهر وأم القرى (سابقاً).
الإسلام دين الله الشامل لكل شئون الحياة، أنزل به كتبه، وبعث به رسله، وجعله منهاجا عمليا ليحقق به عبادته، التي هي غاية الخلق.
وفي الرسالة الخاتمة جعل الله القرآن معجزة النبي ودليله، وهداه وسبيله، فاجتمع الدليل والمدلول، في معجزة ضمن الله تعالى لها الحفظ والخلود بعد ختم النبوة بمحمد r.
وكان أعظم ألوان الحفظ لهذا الدين هو أنه نزل مفسرا مبينا، مفصلا مشروحا. مطبقا ملتزما، كل نص تشريعي معلوم المعنى، مفهوم الدلالة، محدد المفهوم، حتى لا يضل الناس – بعد ختم النبوات – في ألوان الشبهات والاختلاف، وتضيع الشريعة الهادية في ضروب التحريف والتزييف التي وقعت في الأمم السابقة، وخاصة اليهود والنصارى، وقد أوجب الله تعالى على العلماء في كل العصور حراسة الدين، وحمايته من التلاعب بالمعاني والدلالات.(1/2893)
وكان معظم التحريف الذي حاوله الملحدون في آيات الله هو من هذا الجانب، لذلك ضمن حفظ الأصلين: الكتاب والسنة، ويبعث من العلماء من يجدد للناس ما اندرس من فهم صحيح للدين، وما طرأ عليه من خلل في التطبيق والالتزام، وذلك بما هيأه لهم من ضوابط الاجتهاد الصحيح، وما فتحه لهم من وسائل حفظ هذا الحق الإلهي، فأصول الدين محفوظة سالمة، ونحن أمة الإسناد والتوثيق، وقد ابتكر العلماء – بتوفيق الله – علم القواعد والأصول – التي تعين المجتهدين، وترسم طرائق الاستنباط، وتدفع عنهم سبل الخلل والزلل، وتجعل الشريعة دائما في ثوب جديد يناسب الزمان، مع ثبات الأصول والأحكام، وهذا ضرب غير معهود في الأرض إلا في هذا الدين الرباني الجليل، ولذلك توج الله تعالى شريعته بالشهادة العظمى: ]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً[ (المائدة:3) .
وعلى العلماء في هذه المرحلة أن يرتقوا إلى المستوى المطلوب منهم باعتبارهم (ورثة الأنبياء) فيحفظوا على المسلمين هدى ربهم، ويقوموا في وجه الهجمة الإلحادية التي تريد تحريف الدين، وتزييف القرآن، وجر المسلمين إلى هاوية الفواحش والموبقات، وإن معنا –إن قمنا بواجبنا– وعد الله بنصر الإسلام، ووعد الله بحفظ الذكر (القرآن والسنة)، ثم معنا وعد الله بالمعونة والدفاع عن الذين آمنوا: ]إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ[ (آل عمران:9).
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2005, 05:54 AM
أشكر أخي الكريم عبدالله إبراهيم الذي أفادني بأخبار هذا المؤتمر لقربه منه ، وأرسل لي رابطه ، وبعض بحوثه وفقه الله . وهناك بحث بعنوان (بين نظرية القراءات والاجتهاد الإسلامي) لمحمد علي التسخيري. ولعلي ألحقه بهذه المشاركة لاحقاً إن شاء الله .
---
سعيد بن متعب
05-08-2005, 04:21 PM(1/2894)
جزاك الله خيرا ونفع بعلمك ومتابعاتك ، وهل يمكن إيضاح العلاقة بين هذه القراءات الجديدة للنص القرآني وما كتبتم عنه سابقاً (النص المفتوح) ؟
ثم إنني أود من المتخصصين الوقوف عند هذه الظواهر وربطها بالفكر الباطني الذي تعامل مع النصوص والثوابت الدينية والأحكام الشرعية من خلال تفسيرين أحدهما ما تفهمة عامة الناس ورعاعهم والأخرى تفسير للخاصة من أحبارهم ، ويظهر لي أن الفرق هو إن الفكر الباطني اصبح ظاهرياً لا يحتاج للتستر باسماء مختلفة نتيجة لتمكن وسائله وأدوات تحركه وتغلغله في الدوائر الداعمة للفكر الضال ومحاولة إحلاله بديلاً للفكر الآخر في محاولة لإقصاء الثوابت والتسلل عبر ما يسمى بمحاربة الإرهاب إلى إفناء الخصوم والإحاطة بهم وجعلهم صفوف خلفية وأمامية ثم جندلتها صفاً خلف صف حتى ينتهي الأمر بعلماء الأمة الموثوقين والمشهورين بعدالتهم وصدقهم وثنيهم الركب في التعلم والتعليم والإفتاء والتاليف مع الحرص في ذات الوقت على إيجاد بدائل هزيلة وصناعتها إعلامياً لتكون جاهزة لتسلم المكان وإن لم تقم بالدور المطلوب منها في إقناع الناس بسيرتهم الصالحة وسريرتهم الطاهرة ، وفي الجملة فلا جديد في الموضوع برمته فقد تقدم في عصور الإسلام رؤوس لهؤلاء الأذناب فأسقطهم علماء السنة ونحروا فكرهم على عتبات الحق وبسيوف الحجة وكواشف الظلمة ليذهبوا إلى زبائل التاريخ ويتقحموها من أفسح أفواهها تاركين ذكريات حافلة بالجبن والزيف والتملق والمداهنة والمولاة للكافرين والظلمة والمنافقين والمنابذة للصالحين ليلعنهم الله وملائكته والناس أجمعون (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
---
(1/2895)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تهنئة الأخ أبي مجاهد العبيدي بمناسبة حصوله على الدكتوراه وفقه الله
---
تهنئة الأخ أبي مجاهد العبيدي بمناسبة حصوله على الدكتوراه وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2006, 05:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه ناقش أخي الكريم الشيخ أبو مجاهد العبيدي رسالة الدكتوراه التي تقدم بها لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض يوم الثلاثاء الماضي 18/4/1427هـ.
وكانت الرسالة التي تقدم بها بعنوان :
اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير
من أول القرآن إلى نهاية سورة الإسراء
دراسة وموازنة
وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من :
1- أ.د. إبراهيم بن سعيد الدوسري مشرفاً ومقرراً.
2- أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع عضواً .
3- أ.د.الحسن بن خلوي الموكلي عضواً. الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد .
وقد كانت مناقشة علمية هادئة موفقة انتفعنا بها كثيراً ، وقد منحت اللجنة أبا مجاهد درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد .
نسأل الله لأبي مجاهد التوفيق والنجاح ، وأن يجعل هذه الشهادة عوناً له على طاعة الله .
حرر ليلة الخميس 20/4/1427هـ
---
السائح
05-18-2006, 08:46 PM
مبارك عليكم أيها الشيخ الكريم حصولكم على العالمية العالية.
أسأل الله أن ينفع بكم، وأن يبارك في سعيكم.
وبارك الله في الشيخ عبد الرحمان وبشّره بالجِنان على بُشراه السارّة المُفرحة.
---
عمار
05-18-2006, 09:14 PM
مبارك ، نسأل الله تعالى لكم التوفيق والنجاح دائما.
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2006, 09:24 PM
مبارك مبارك ، نسأل الله له التوفيق ، وزيادة العلم .
نسأل الله له التوفيق ، وأن ينفع به ، ويجعل عملنا وعمله خالصا لوجه ، ويعينه على تعليم العلم ونشره.
---(1/2896)
أبو بيان
05-18-2006, 09:38 PM
بارك الله لك أبا مجاهد, ونفع بك وبما قدمت, وزادك الله من فضله,
وكم انتظرت هذا الخبر السار, فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
---
معمر العمري
05-18-2006, 10:22 PM
مبارك أبا مجاهد , وأسأل الله العلي العظيم أن يجعلها عونا لك على طاعته , وأن ينفع بكم أخي الكريم .
والشكر لمشرفنا القدير الذي نسمع منه مثل هذه الأخبار السارة ؛ من تقدم علمي لأخ عزيز, أو إصدار علمي جديد ,,, وفق الله الجميع .
---
عمر المقبل
05-18-2006, 11:31 PM
أبارك لأخينا الفاضل أبي مجاهد تتويج جهده العلمي المتواصل بنيله درجة الدكتوراه ،،
جعلها الله عوناً على طاعته ،وسبباً في الاستمرار في طلب العلم وتحصيله ونشره ،،
دمت أخي موفقاً ،مسدداً ،مباركاً ..
---
أيمن صالح شعبان
05-18-2006, 11:50 PM
اللهم بارك لفضيلة الدكتور أبي مجاهد وحفظه بما تحفظ به عباداك الصالحين وانفعنا بعلمه
---
سيف الدين
05-18-2006, 11:52 PM
جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
---
ابن الجزيرة
05-19-2006, 12:02 AM
بارك الله لشيخنا حصوله على هذا الدرجة, ونسأل الله أن يجعل ما بذله فيها في ميزان حسناته, ونحن ننتظر صدورها في كتاب فهي رسالة قيمة جداً بذل فيها الشيخ جهداً كبيراً يظهر هذا جلياً لمن اطلع ولو على بعضها وسوف يستفيد منها من يأتي بعده لدراسة الترجيحات, ولعل من كرم الشيخ ـ وفقه الله ـ أنه أعطاني نسخة قبل أشهر ـ علماً أنني لم ألتقي به ولا يعرفني حينها ـ مما جعلني أجزم أن الشيخ ناقش الرسالة سابقاً لكن هذا الإعلان أوقفني على كرم الشيخ وسعة بذله, وهذا ما عهدناه من أهل هذا الملتقى من مشرفين وغيرهم .
---
أحمد البريدي
05-19-2006, 12:09 AM
مبارك أخي أبا مجاهد , ومزيداً من العطاء , والتميز .
---
أبو صفوت
05-19-2006, 01:41 AM
بارك الله لشيخنا أبي مجاهد ونفع به(1/2897)
وأسأل الله أن ينفع به وبرسالته وأن يمن عليه برضاه كما من عليه بالدكتوراه
---
فهد الرومي
05-19-2006, 01:53 AM
بارك الله لابي مجاهد وهو اهل لذلك وجعلها الله في موازين اعماله ولعله يبادر لطبعها حتى يتم النفع بها وتكون من العلم الذي ينتفع به
---
علال بوربيق
05-19-2006, 02:07 AM
هنيئا لك يا أبا مجاهد ، نسأل الله أن يجعل لك حظا من اسمك فإن للاسم تأثير على المسمى.
قال تعالى: " فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً "
---
خالد الباتلي
05-19-2006, 07:21 PM
نبارك لأخينا الشيخ أبي مجاهد هذه المناسبة السارة، ونسأل الله للجميع المزيد من الترقي في مدارج العلم النافع والعمل الصالح.
وقد كان – ولايزال – الشيخ محمد مشعلا وقادا في هذا الملتقى، ونتذكر ذلك منذ الأيام الأولى في ولادة هذا الملتقى بمجالسه ومشاركاته المتميزة كما وكيفا.
وأتوقع أن يكون في جعبة الشيخ الكثير من التحف والمفاجآت لرواد هذا الملتقى بعد فراغه من الرسالة وأعبائها، ونحن بالانتظار.
وفقك الله وزادك من فضله....آمين
---
أبومجاهدالعبيدي
05-19-2006, 07:47 PM
الحمد لله أولاً وآخراً وظاهرا وباطناً وقديماً وحديثاً ؛ أحمده عزوجل على نعمه الكثيره عطاياه الجزيله .
كما أشكر شكراً جزيلاً كل من هنأ وشارك ، وكل من سأل واتصل . فللجميع مني الشكر والتقدير والدعاء .
ولا أبالغ إذا قلت : إن الاهتمام الذي أجده من مشايخي وإخواني والمشاعر التي يبدونها لها فرحة عندي أكثر من فرحتي بالحصول على هذه الشهادة .
كما إني أشكر فضيلة شيخي الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري المشرف على هذه الرسالة ، الذي كان معي في جميع مراحل هذا البحث موجهاً ومعلماً ومربياً ومعيناً ، ولا أنسى وقوفه معي في بعض العقبات التي واجهتني ؛ فله مني الشكر الجزيل والثناء الجميل والدعاءُ بأن يُبارك له في علمه وماله وولده.(1/2898)
كما أشكر الأستاذين الكريمين ، والشيخين الفاضلين : الأستاذ الدكتور الحسن الخلوي ، والأستاذ الدكتور محمد الشايع على ما أفاداني به من التوجيهات والتصويبات والملحوظات.
ولا أنسى كذلك أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن الشهري الذي أفدت منه كثيراً ، وخاصة في مجال الحاسب وما يتعلق به ؛ فهو شيخي في هذا العلم .
وأشكر كذلك الشيخ المفضال الدكتور مساعد الطيار الذي شرفني بحضوره ، وأسعدني ذلك اليوم بكريم أفضاله ، وأهداني نسخة من شرحه لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
---
مساعد الطيار
05-19-2006, 09:11 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أبارك لأخي الكريم الحبيب أبي مجاهد حصوله على الدكتوراه ، وأسأل الله أن يجعلها مرقاة لفلاح الدنيا والدين ، وأن يوفقه لنشر العلم .
ولقد استفدت من حضوري لمناقشته ، فلقد تميَّزت بطابع النقاش العلمي الجاد والمؤدَّب الذي نتمناه سمة عامَّة في مناقشة الرسائل العلمية .
---
عطية زاهدة
05-19-2006, 10:06 PM
بارك الله لكم تحصيلكم أبا مجاهد ونفع بكم الأمة الإسلامية .. وكم وددتُ لو أنَّ رسالتكم شملت سورةَ أصحابِ الكهف والرقيم أيضاً .. أولّيتَ منهم فراراً؟!.. ألا تدري أنَّهم على مقربةٍ من قريةِ "العبيديّةِ" في فلسطين ، على بضعة كيلومترات إلى الشرقِ منها حيثُ قمران على شاطئِ البحر الميّتِ، ونقولُ عن كلِّ رجلٍ من أهلِها إنَّهُ"عبيديٌّ"..
---
أبو يعقوب
05-19-2006, 10:14 PM
ألف ألف مبروك
وتستاهل الأكثر
---
أبو الجود
05-19-2006, 11:44 PM
أخي أبو مجاهد أٍسأل الله أن يجعل الدرجة بداية خير كبير لك ونفع الله بك و بعلمك
---
مصطفى علي
05-20-2006, 12:28 AM
أرق التهاني إلى
الدكتور الكريم أبي مجاهد العبيدي
زاده الله علماً وفقهاً
وإن نفرح بالدكتوراة نفرح بشيء آخر أنها كانت
بإشراف الدكتور كبير القدر الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري(1/2899)
وكذا بعضوية العالم القدير الأستاذ الدكتور محمد الشايع و الأستاذ الدكتور الحسن الموكلي .
---
مجدي ابو عيشة
05-21-2006, 12:51 PM
أسأل الله ان يبارك لك في علمك ويرفعك الدرجات .
---
عماد الدين
05-21-2006, 01:02 PM
نبارك لك أخي
وأسأل الله أن يجعلها عونا لك على طاعة الله
والله الموفق
---
د.عبد الله الجيوسي
05-21-2006, 03:52 PM
مبارك يا أخانا
ونسأل الله لك التوفيق ، وأن ينفع بك ، وأن يعينك على أداء حق العلم
---
د.عبدالرحمن اليوسف
05-22-2006, 07:37 AM
أبارك للدكتور محمد إنجازه الكبير،وفقك الله ،وسدد أمرك.
---
د. محمد السيد
05-22-2006, 04:49 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ؛ وبعد
فقد بارك الجميع لأخينا الدكتور محمد القحطاني بحصوله على الدكتوراه ، ونحن نبارك لأنفسنا وللملتقى وللجامعة بهذا الرجل ، سائلين الله تعالى أن يستعملنا جميعاً في طاعته ، وأن يجعل هذه الرسالة والدرجة سبباً وطريقاً لبذل الخير ونفع الأمة ،،،،،
---
جمال أبو حسان
05-23-2006, 11:31 AM
أبارك للاخ الكريم الدكتور ابي مجاهد واسال الله تعالى ان ينفعه وينفع به
---
أحمد القصير
05-23-2006, 01:57 PM
أبارك لأخي الدكتور أبي مجاهد حصوله على درجة العالمية العالية وأسأل الله له مزيداً من التوفيق في حياته العلمية والعملية
---
عبدالله السبتي
05-23-2006, 04:45 PM
مبروك للأخ الكريم أبي مجاهد أسأل الله أن تكون هذه الدرجة علوا له في الدنيا والآخرة، وهو مما لا تفتقد مشاركاته مع انشغاله وقت الرسالة فكيف به وقد ناقش، هنيئا لهذا المنتدى ورواده، وأسأل الله له التوفيق والسداد.
---
الكشاف
05-23-2006, 05:59 PM
نبارك للدكتور أبي مجاهد العبيدي ، ونرجو له التوفيق والسداد .
---
أبو حسن
05-24-2006, 08:07 PM
وفقك الله أخي أبا مجاهد
---
المسيطير
05-24-2006, 08:51 PM
أبارك لأخينا الفاضل الدكتور / أبي مجاهد العبيدي(1/2900)
تتويج جهده العلمي المتواصل بنيله درجة الدكتوراه ،،
جعلها الله عوناً على طاعته ، وسبباً في الاستمرار في طلب العلم وتحصيله ونشره ،،
دمت أخي موفقاً ، مسدداً ، مباركاً ..
---
يوسف الحوشان
05-24-2006, 09:28 PM
مبارك
نفع الله بك واحسن اليك وزادك علما وعملا( وجميع المسلمين)
---
العتيق
05-25-2006, 10:03 AM
أخي الحبيب الدكتور أبو مجاهد بارك الله في هذا الجهد , وفي تلك النتيجة , وأسأل الله الكريم أن يجعل هذه الدرجة العلمية مفتاح فوز في الدارين , وأن ينفع بك وبعلمك .
---
أبو أسامة الغالبي
05-25-2006, 10:44 AM
مبارك مبارك أبا مجاهد . . . اسأل الله أن يجعلها عوناً ك على الطاعة . . . وأن كنت أرغب أن أقدم لك هذه التهنئة مباشرة وأسعد بلقياك . . . ولكن عسى أن يكون ذلك قريبا ....
---
د. أنمار
05-25-2006, 08:13 PM
اللهم بارك للدكتور أبي مجاهد وأعنه على نفسه، وخذ بيده لكل ما تحب وترضى، ووفقه لخدمة كتابك الكريم يا رب العالمين ، آمين.
---
محمد بن عبد الله
05-26-2006, 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مبارك لك يا أبا مجاهد جعلها الله في ميزان حسناتك
ونفع الله بها لك وبك
---
أبو ياسر
05-26-2006, 06:07 PM
مبارك لأخي أبو مجاهد ... وأسأل الله لي ولك والإخوة التوفيق والثبات والعون والسداد وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-30-2006, 11:49 PM
أشكر جميع من بارك وهنأ وشارك ودعا.
وأسأل الله عزوجل أن يجعل ما وفقني له معيناً لي على طاعته ، وأن يجعله حجة لي لا علي .
وأنصح نفسي وجميع إخواني الكرام بالحرص على مواصلة التعلم ، فإنه لا نهاية لذلك إلا الموت أو عدم القدرة .
ثم الحرص على تبليغ العلم ونشره وتعليمه ؛ فبهذا يزكو العلم ويبارك الله فيه .(1/2901)
ومما يؤسف عليه أن الكثير من حملة العلم لا يحرصون على إلقاء الدروس وتعليم الناس وخاصة في المساجد ؛ فقليل جداً ممن تخصص في الدراسات القرآنية من حملة الشهادات العليا هم الذين لهم دور بارز في نشر العلم وإقامة الدروس في المساجد وغيرها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
المحرر
05-31-2006, 05:14 AM
مبارك عليكم يا شيخنا الحصول على درجة الدكتوراة ، وجعلها عوناً لكم على طاعته .
---
(1/2902)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- سنة القيام للجنازة
---
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة القيام للجنازة
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
08-04-2006, 01:35 AM
سم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 18 ) بتاريخ 10/7/1427- سنة القيام للجنازة
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة التالية ، ثم قم بالتصويت :
سنة القيام للجنازة
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا فَلْيَقُمْ حَتَّى يُخَلِّفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَلِّفَهُ
صحيح البخارى – كتاب الجنائز / ترقيم العالمية 1229- ترقيم فتح البارى 1313- ترقيم د. البغا 1250:(1/2903)
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ فَقَامَا فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالَا إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرٍو عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كُنْتُ مَعَ قَيْسٍ وَسَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ زَكَرِيَّاءُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومَانِ لِلْجَنَازَةِ
صحيح البخارى – كتاب الجنائز/ ترقيم العالمية 1225- ترقيم فتح البارى 1308- ترقيم د. البغا 1246:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا فَلْيَقُمْ حَتَّى يُخَلِّفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَلِّفَهُ
صحيح البخارى – كتاب الجنائز/ ترقيم العالمية 1227- ترقيم فتح البارى 1310- ترقيم د. البغا 1248:(1/2904)
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ
شرح الحديث 1310 فى فتح البارى:
قوله : ( حدثنا مسلم ) هو ابن إبراهيم , وهشام هو الدستوائي , ويحيى هو ابن أبي كثير , وحديث أبي سعيد هذا أبين سياقا من حديث عامر بن ربيعة , وهو يوضح أن المراد بالغاية المذكورة من كان معها أو مشاهدا لها , وأما من مرت به فليس عليه من القيام إلا قدر ما تمر عليه أو توضع عنده بأن يكون بالمصلى مثلا . وروى أحمد من طريق سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة مرفوعا " من صلى على جنازة ولم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه , وإن مشى معها فلا يقعد حتى توضع " وفي هذا السياق بيان لغاية القيام , وأنه لا يختصن بمن مرت به , ولفظ القيام يتناول من كان قاعدا , فأما من كان راكبا فيحتمل أن يقال ينبغي له أن يقف ويكون الوقوف في حقه كالقيام في حق القاعد , واستدل بقوله " فإن لم يكن معها " على أن شهود الجنازة لا يجب على الأعيان .
تقرير النشر الأسبوعي لسنة الرسول:
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?p=805#805
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
08-06-2006, 02:17 PM
هذا تعليق منقول عن العضو " أبو سلمي " من ملتقي أهل الحديث
http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?t=2122
_____________
قال محدث العصر ومحيي السنة رحمه الله شيخنا محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله – في " أحكام الجنائز ":
55 - والقيام لها منسوخ ، وهو على نوعين :
أ - قيام الجالس إذا مرت به .
ب - وقيام المشيع لها عند انتهائها إلى القبر حتى توضع على الارض . والدليل على ذلك حديث علي رضي الله عنه ، وله ألفاظ :(1/2905)
الاول : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنازة فقمنا،ثم جلس فجلسنا" .أخرجه مسلم (3/ 59) وابن ماجه (1/ 468) والطحاوي (1/383) والطيالسي ( 150 ) وأحمد رقم ( 631 ، 1094 ، 1167 ) .
الثاني : " كان يقوم في الجنائز ، ثم جلس بعد " . رواه مالك ( 1 / 332 ) وعنه الشافعي في " الام " ( 1 / 247 ) وأبو داود ( 2 / 64 ) .
الثالث :من طريق واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال:"شهدت جنازة في بني سلمة، فقمت، فقال لي نافع بن جبير: اجلس فإني سأخبرك في هذا بثبت ثنى مسعود بن الحكم الزرقي أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه برحبة الكوفة وهو يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالقيام في الجنازة ، ثم جلس بعد ذلك ، وأمرنا بالجلوس".أخرجه الشافعي وأحمد (627) والطحاوي (1/282) وابن حبان في " صحيحه " هذا الوجه بلفظ آخر وهو .
الرابع : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الجنائز حتى توضع ، وقام الناس معه ، ثم قعد بعد ذلك ، وأمر هم بالقعود " . الخامس : من طريق اسماعيل بن مسعود بن الحكم الزرقي عن أبيه قال : " شهدت جنازة بالعراق ، فرأيت رجالا قياما ينتظرون أن توضع ، ورأيت علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يشير إليهم أن اجلسوا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالجلوس بعد القيام " . أخرجه الطحاوي ( 1 / 282 ) بسند حسن . اهـ .
آمين
---
(1/2906)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التسجيل الكامل لنظم الأجرومية لمحمد بن آب القلاوى التواتى
---
التسجيل الكامل لنظم الأجرومية لمحمد بن آب القلاوى التواتى
---
طه محمد عبدالرحمن
07-21-2006, 04:09 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أقدم لكم تسجيل كامل لنظم الاجرومية لمحمد بن آب القلاوى التواتى سجلته تلبية لطلب بعض الاخوة و لقد اعتمدت فى التسجيل على النسخة الموجودة فى موقع الشيخ الحازمى و هى نسخة جيدة وواضحة و مضبوطة بالشكل .
يمكنكم التحميل من هذا الرابط
http://khayma.com/tajweed/taha/abb.mp3
و انتظروا قريبا إن شاء الله السلم المنورق للأخضرى .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
أبوطالب
12-01-2006, 08:06 PM
الملف لا يعمل في التشغيل و التنزيل
---
طه محمد عبدالرحمن
12-03-2006, 01:42 AM
الرابط يعمل بصورة جيدة جربته للتو ...
ما عليك إلا أن تضغط على الرابط و سيطلب التحميل تلقائيا ..
او ....
بالضغط على الرابط بالزر الايمن للماوس و حفظ الهدف باسم ثم حفظ حفظك الله تعالى ..
---
(1/2907)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعلان عن مسابقة في البحث العلمي برعاية مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
---
إعلان عن مسابقة في البحث العلمي برعاية مركز الدراسات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 02:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة
صدور العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7623)
يسر مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي بجدة أن يعلن عن عقده مسابقة في البحث العلمي
وفيما يلي بيان لشروط المسابقة ، وفروعها ، وجوائزها ، وزمنها .
http://www.tafsir.net/images/mosabgah.png
في 25/2/1428هـ
---
فهد الوهبي
03-16-2007, 03:05 AM
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ عبد الرحمن وأسأل الله أن يبارك في جهود الإخوة في معهد الإمام الشاطبي ..
---
أحمد الطعان
03-16-2007, 11:00 PM
لم يُذكر في الشروط أن لا يكون البحث مستلاً من رسالة علمية فهل هذا مما هو مسكوت عنه أم هو مما نُسيَ ؟
هل يًقبل البحث إذا كان مبحثاً من رسالة علمية وتم فيه بعض التعديل ؟ ولكم الشكر .
---
مركز الدراسات
03-17-2007, 12:17 AM
فضيلة الدكتور أحمدالطعان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,وبعد :
فنشكركم شكراً جزيلاً على اهتمامكم بقراءة إعلان المسابقة , ومما نحب أن نلفت إليه بأن هذه المسابقة مرتبطة بالمجلة المحكمة ومما هو معلوم بأن من شروط النشر في المجلات العلمية المحكمة - كما لايخفاكم - أن لايكون البحث جزءاً من رسالة علمية قدمت أو نشرت . ويمكن أن تراجع لائحة المجلة المرفقة ففيها إشارة لاشتراط كون البحث لم يقدم للنشر , ويمكن أن نضيف مايدخل في هذا الشرط الرسائل الجامعية , وما جعلنا لانذكره كونه متعارف عليه , وتقبلوا وافر التحيات .(1/2908)
نائب رئيس التحرير
ومدير مركز الدراسات والمعلومات القرآنية
سالم العماري
---
د.خضر
03-17-2007, 01:27 PM
طريق جديد من الطرق الموصلة للجنة يلجه العلماء إن شاء الله تعالى.
---
أبو زياد محمد
03-20-2007, 12:02 AM
جزاكم الله خيراً وجهد مشكور . ولكن لم تبينوا الموضوعات التي يكتب فيها , أم أن ذلك متروك لكل باحث .
---
أحمد البريدي
03-20-2007, 11:29 AM
الأخ أبو زياد : نعم الأمر متروك للباحثين فيما أفهمه مع مراعاة أولاً وثانياً في شروط المسابقة .
---
أبو عبيدة الهاني
03-30-2007, 09:59 PM
هل يمكن أن يكون بحثا ضمن تحقيق لكتيب قيم في علم من علوم القرآن؟
---
ابن غامد
04-10-2007, 09:58 PM
بارك الله في جهودكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين .
---
(1/2909)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > مجموعه برامج عربيه للورد
---
مجموعه برامج عربيه للورد
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 11:56 AM
الملف الأول: ADMAC02
( العمليات الإضافية على الوورد): يساعدك هذا البرنامج على فهرسة الكتاب وتقسيمه إلى أبواب وفصول ومسائل، والكثير الكثير من الميزات الرائعة التي أترك لكم اكتشافها وتجريبها بأنفسكم، سيندمج ضمن قوائم الوورد بنفسه كأي أيقونة أخرى.
حجمه: 998 كيلو بايت فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/ADMAC02.zip
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 11:56 AM
الملف الثاني: ALNOOR
(مصحف النور) له كلمة سر ستجدها مع ملف التحميل، وهذا البرنامج سيقوم بإنشاء أيقونة للقرآن الكريم ضمن الوورد تساعدك في البحث داخل القرآن واختيار الآية المرغوب فيها لوضعها في النص الذي تريد، والبرنامج بالرسم العثماني المشكَّل .
حجمه: 599 كيلو فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/alnoor.zip
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 11:56 AM
الملف الثالث: KOALEP
(قالب البحوث والرسائل) هذا البرنامج الخارق بإصداره الخامس؛ حيث أنه يضيف لبرنامج وورد xp قوائم تحتوي على أوامر مفيدة ، كما يساعدك على الفهرسة بطريقة سهلة وواضحة، وهو مفيد للباحثين والناسخين.
حجمه: 1.21 ميغا فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/KOALEP.zip
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 11:57 AM
الملف الرابع: mnsq
(تنسيق قصائد الشعر) أفضل ما مر عليّ في تنسيق أبيات الشعر لصفحات الهوتميل، ينسق لك الأبيات في كود، وباستطاعتك نسخها بدون كود، لغته عربي.
حجمه: 6 كيلو فقط يا بلاش
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/mnsq.zip
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 11:57 AM
الملف الخامس: MOKTTFAT(1/2910)
(برنامج مقتطفات من الكتب) أكيد وأنت عالنت، أو في البيت لما تقرأ ورقة الرزنامة أو أي معلومة سريعة فيها حديث نبوي شريف أو معلومة هامة، تتمنى لو أنك تحفظها لتعود لها لاحقاً أو مستقبل..
هذا البرنامج سيحل لك المشكلة؛ لذلك أترك البقية لكم وستجدون بداخله ميزات أخرى مشروحة بالتفصيل الممل وبالعربي أيض.
حجمه: 101 كيلو بايت فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/MOKTTFAT.zip
---
(1/2911)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهاج القارئ في تعامله مع مسائل الخلاف في علم التجويد
---
منهاج القارئ في تعامله مع مسائل الخلاف في علم التجويد
---
محمد يحيى شريف
05-21-2005, 11:24 AM
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله وبعد :
إنّ أفضل وسيلة يريد أن يحققها قارئ القرءان الكريم ليكون مع السفرة الكرام البررة إن شاء الله تعالى هو أن يقرأ القرءان كما أنزل ولا يتأتى ذلك إلاّ بشروط وضوابط أريد أن أُشير إليها لتكون سراجاً للمقرئ المبتدئ وتذكاراً للمقرئ المنتهي ، وهذه الشروط والضوابط لا تتعلّق بالشروط القراءة الصحيحة من صحة السند وموافقة أحد المصاحف العثمانية وموافقة وجه من أوجه اللغة العربية لأنّ هذه الشروط كانت ضرورية في وقف تدوين القراءت أمّا الآن فلا شك أنّ القراءات المقروءة اليوم سواء من الشاطبية أو من الدرة أو من الطيبة متواترة قطعاً قد توفرت فيها الشروط الثلاثة. وإنّما أريد أن أتعرّض في هذا البحث إلى صحة القراءة من حيث الأداء فيما يتعلق بمخارج الحروف والصفات وما ينشؤ عن تلك الصفات حال تركيب الحروف.
وسبب عرض هذه المسألة يرجع إلى اختلاف أهل الأداء في بعض المسائل وهذا الخلاف مع الأسف يمسّ بعض الأحكام التي الخلاف فيها يترتب عليه تغيير في الصوت القرءاني لأنّ مسائل التجويد يمكن تقسيمها إلى قسمين :(1/2912)
أولاً : المسائل التي الخلاف فيها لفظي ونظري لا يترتب عليه تغييرٌ في الصوت مثال ذلك إدغام النون في الميم نحو { من مال } فوقع الخلاف هل هذا الإدغام ناقص أم كامل بمعنى هل الغنّة هي للميم أم للنون وكذلك القلقلة هل تكون في الساكن فقط أم تكون في المتحرّك وغير ذلك من الأمثلة. فالخلاف في هذه المسائل لا يضر لأنّه لا يترتّب عنه تغييرٌ في الصوت ولأجل هذا كان مجال الاجتهاد في هذا النوع من المسائل غير مذموم.
ثانياً : المسائل التي الخلاف فيها تطبيقي ويترتبّ عنه تغييرٌ في الصوت كمسألة الضاد ، والفرجة عند إخفاء الميم والإقلاب ، ومراتب التفخيم والذي يتمثّل في جعل الساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور فيقرءون مثلاً القاف في { اقترب } في نفس المرتبة القاف المكسورة نحو { قيل } وكذلك صوت القلقلة هل هو مستقلّ أو يكون مائلاً إلى الفتح مطلقاً أو إلى حركة ما قبلها وترقيق راء {ونذر} وغير ذلك. فهذه المسائل يجب علينا أن نعطي لها أهمّية كبيرة ولا نتساهل فيها ولا نقلّد فيها تقليداً أعمى من غير تدقيق ولا تحقيق ولا نتسرّع في ترجيح أحد الأقوال فيها والتلقي من المشايخ فيها لا يكفي في الاستدلال على ترجيح أحد القولين على الآخر لأنّ كل شيخ يقول هكذا تلقّيت عن شيخي والمخالف يقول هذا أيضاً. فأين الحق وكلٌّ يدّعي أنّه تلقى ذلك الوجه عن الشيخه بالسند إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وعلى هذا نستخلص أنّ التلقي وحده عن المشايخ لا يكفي احتجاجاً للنطق الصحيح في المسائل الخلافية التي يترتّب عليها تغييرٌ في الصوت فلابدّ حينئذٍ من شرط آخر وهو أنّ التلقى لا بدّ أن يوافق نصوص الكتب المعتمدة في هذا الفنّ لا سيما القديمة ككتاب الكتاب لسبويه في باب مخارج الحروف والصفات وكتاب الرعاية لمكّي القيسي وكتاب التحديد للداني وكتاب الموضح للقرطبي وكتاب التمهيد لأبي العلاء الهمذاني وكتاب التمهيد والجزرية لابن الجزرية وغيرها لأنّ معظم هذه(1/2913)
الكتب تحتوى على نصوص نَقلت لنا الكيفية الصحيحة للنطق بالحرف العربيّ الأصيل الذي نزل به القرءان سواء كان الحرف بمفرده أو مقترناً بغيره حال التركيب. إذاً فهذه الكتب هي ينابيع هذا الفنّ إذ كان مؤلّفوها رحمهم الله أقرب الناس عهداً بالقرون الثلاثة الأولى التي شهد لها النبيّ صلى الله عليه وسلّم بالخيرية ومن خالف هذه النصوص فقد خالف السلف كما قال الله تعالى { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيراً } ولاشكّ أنّ سبيل المؤمنين ما رواه سلف هذه الأمة ومن أخذ عنهم.
وممّا يؤكّد أنّ التلقي وحده لا يكفي ما نجده اليوم من الخلافات في بعض المسائل التي ابتُدعت على أساس اجتهادٍ محض لا يؤيّده نص ولنضرب لذلك مثالين : أوّلهما ترك الفرجة عند إخفاء الميم والإقلاب. فقد نسب العلماء المعاصرون هذا القول إلى الشيخ الجهبذ المحقّق السيّد عامر عثمان رحمه الله تعالى شيخ عموم المقارئ المصرية في وقته حيث اجتهد وقام بقياس الميم المخفاة على النون المخفاة وذكر أنّه كما أنّ طرف اللسان ينفصل ولا يلتصق بالحنك الأعلى عند إخفاء النون فكذلك لا بدّ من فصل الشفتين من بعضهما عند الإقلاب والإخفاء الشفوي ولا يتأتّى ذلك إلاّ بترك الفرجة قياساً وليس هدفي الخوض في المسألة ولكنّي أريد أن ألفت انتباه القارئ أنّ هذا الكلام هو اجتهاد محض وقد ترتّب عنه صوتُ جديدٌ لم يُعهد من قبل وهو مخالف للمتلقى بالسند ومخالف لما ذكره القدامى الذين أثبتوا إطباق الشفتين عند إخفاء الميم وإقلاب النون وهي أقوال كلّ من طاهر بن غلبون وأبو عمرو الداني وأبو شامة وأبو محمد المقالي في شرح التيسير والمرادي في كتابه المفيد وشرح الشاطبية للإمام جلال الدين السيوطي الذي طُبعَ مؤخّراً وغيرهم رحمهم الله ولم أذكر هذه النصوص اختصاراً. وهذا الاجتهاد المحض ترتّب عنه مفاسد وهي :(1/2914)
أوّلاً : أنّه مخالف للمتلقّى عن المشايخ حيث قرأ الشيخ عامر بانطباق الشفتين عن مشايخه كما ذكر غير واحدٍ من الثقات.
ثانياً : مخالف للنصوص القديمة.
ثالثاً : أنّه قياس محض لا يؤيّده نص إذ الأصل في القراءة الاتباع كما قال الشاطبيّ رحمه الله :
وما لقياسٍ في القراءة مدخل.........فدونك ما فيه الرضا متكفّلا
والقياس لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نص كما حقق ذلك بن الجزري في النشر كالسكت عند إظهار الهاء في { ماليه هلك } إذ لا يتأتّى الإظهار إلاّ مع السكت لخفاء الهاء وبُعْدِ مخرجها خاصّة إذا تكررت. وكذلك الوقف على { شيء } ونحوها لمن قرأ بالسكت لحفص من طريق الطيّبة حيث لا يُتمكّن من السكت عند الوقف إلاّ إذا وُقِفَ بالروم على الهمزة. إذاً فالقياس أُخِذَ به ضرورةً. أمّا في مسألة الفرجة فلا داعي للقياس لأنّ المسألة ليس فيها غموض وخاصّة أنّ نصوص القدامى متوافرة في هذه المسألة والتلقّي فيها جليّ.
رابعاً : أنّ ترك الفرجة أصبح اليوم من المتلقّى بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم بعد ما كان اجتهاداً محضاً. وإذا سألت الآخذين بالفرجة من أين لكم ذلك ؟ يقولون تلقّيناها عن مشايخنا. فانظر أخي الكريم كيف أنّ المسألة منشؤها ومنبعها قياس واجتهادٌ محض يحتمل الخطأ والصواب ثمّ يصير بعد عدّة سنوات من المتلقّى بالسند. أليست هذه مصيبة ؟.(1/2915)
المثال الثاني : ترقيق راء {ونذر} في المواضع الستّة في القمر. فاختلف المتأخّرون في ترقيقا. وأوّل من قال بترقيقها هو العلاّمة المتولّي في فتح المعطي وتبعه في ذلك العلامة الضباع حيث استحسن الترقيق في أرشاد المريد وكذلك معظم المشايخ الذين جاءوا من بعدهم. ويبدو أنّ المتولّي قاسها على { يسر} كما قال المحقق عبد الرازق علي إبراهيم موسى في تحقيقه لكتاب الفتح الرحماني ص147و148 . وذلك أنّ بن الجزري ذكر في النشر ما يرقّق فرقاً بين كسرة الإعراب وكسرة البناء في ثلاث كلمات بالتحديد وهي { أن أسر } عند من قطع وسكن النون وكذلك { فأسر } عند من قطع ووصل وكذا { والليل إذا يسر } في الوقف على السكون على قراءة من حذف الياء. ولم يتعرّض بن الجزري إلى كلمة { ونذر } لا من قريب ولا من بعيد.
وما فعله العلاّمة المتولّي في قياس { ونذر } و{ ويسر } قياسٌ غير صحيح كما ذكر الشيخ عبد الرّازق حفظه الله لما سيأتي :
أوّلاً : أنّ الياء في { يسر } أصلية لأنّها واقعة في لام الكلمة إذ أصلها يسري على وزن يفعل ، أمّا الياء في { ونذر } فهي ياء للإضافة زائدة.
ثانياً : أنّ الراء في { ونذر } معربة وإنّما كُسِرت لمناسبة الياء عند من أثبتهاحيث يمكن رفعها في غير القرءان نحو جاء نذرُ فلان ، أمّا في {يسر} فهي كسرة للبناء لأنّ الراء في عين الكلمة لا تتغيّر في جميع الأحوال لذا رُقّقت فرقاً بين كسرة البناء وكسرة الإعراب على ما نصّه بن الجزري.
ثالثاً : أنّ راء { يسر } سُبقت بساكن وقبله فتح بخلاف راء { ونذر } فقد سبقت بضمتين فأين وجه القياس.
ومن أراد المزيد من المعلومات في هذه المسألة فاليرجع إلى كتاب فتح الرحماني شرح كنز المعاني للجمزوري تحقيق فضيلة الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى ص 147و148. والفوائد التجويدية في شرح المقدّمة الجزرية للشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى ص 65.
فالشاهد في هذه المسألة من ترقيق راء { ونذر} :(1/2916)
أوّلاً : أنّها مخالفة لنصوص القدامى.
ثانياً : أنّها مخالفة للمُتلقّى بالسند حيث لم أقرأ في المدينة النبوية وفي دمشق إلاّ بالتفخيم. وقد سئِلَ الشيخ الزيات عن ترقيق راء { ونذر } فقال رحمه الله "لم نقرأ ولم نُقرئ إلاّ بالتفخيم في هذه اللكمة " وقيل له لماذا وافقت على ترقيقها ؟ فقال رحمه الله "خوفاً من الفتنة " ( هذا الكلام منقول من كتاب الفوائد التجويدية ص69).
ثالثاً : أنّ دليل الترقيق هو القياس وقد ذكرنا أنّ القيلس لا يُؤخذ به إلاّ عند الغموض وعدم النصّ كما ذكر بن الجزري في النشر والصاحب إتحاف فضلاء البشر. وكما هو ظاهر أنّ المسألة ليس فيها غموض بل إنّ هذا القياس غير صحيح كما بيّن الشيخ عبد الرازق حفظه الله ومخالف للنصوص وللمُتلقّى عن المشايخ.
وممّا زاد إعجابي في هذه المسألة أنّي سألت أحد كبار المشايخ في المدينة النبوية ما هو دليل ترقيق راء {ونذر } فاستدلّ بقول العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حفظه الله تعالى في لآلئ البيان. وقلت له هل يعني من هذا القول أنّ كل راء جاء بعدها ياء محذوفة يجوز أن ترقّق نحو { ولم أدر } و { وله الجوار } و { فلا تمار } فأجاب بِنَعَم. فانظر يرحمك الله كيف أنّ المسألة بدأت باجتهادٍ محضٍ في كلمة واحدة وهي { ونذر } ثمّ انتشرت إلى عدّة كلمات فيما بعد ؟؟؟؟. فالأمر خطير لا بدّ أن يوضع له حدّ بِوَضع ضوابط وحدود.
فالخلاصة من هذين المثالين يمكن تلخيصهُ بما يلي :(1/2917)
أوّلاً : أنّ التلقّي من المشايخ لا يكفي في بيان الحقّ في مسألة خلافية لأنّ الكلّ يدّعي أنّه تلقّى ذلك عن شيخه والحقّ لا يتعدّد كما هو معلوم. وأنّ النصوص المعتبرة هي الفاصل بين المسائل الخلافية ، لأنهّ في عصر تدوين القراءات والتجويد كان كلّ واحدٍ من أهل الأداء يجمع ما تلقاه عن مشايخه من القراءات والروايات في كتاب ثمّ يقرئ بمضمون ذلك الكتاب كالتيسير للداني والكامل للهذلي والوجيز للأهوازي وغيرها من الكتب فكان الأصل هو التلقيى. أمّا الآن فقد قلّت الهِمم وكثر الغلط وقلّ المتقنون من أهل الأداء فكثُر الخلاف في بعض المسائل وكلّ فريق يدّعي أنّه تلقّى ذلك بالسند. فالنص هو الفاصل بين القولين لأنّه يبيّن الوجه الصحيح المقروء به عند القدامى. وهذا يدلّ أنّه إذا تعارض النصّ مع المتلقّى فيقدّم النصّ لأنّ النصّ لا يتغيّر مهما طال الأمد بخلاف التلقّى الذي يعتريه شيء من التغيير مع مرّ الزمان وإن كان قليلاً ، والحمد لله أنهّ تعالى يسخّر في كلّ زمان علماءاً محققين يصحّحون للناس ما يَعرض للعلم من الغلط.
ثانياً : كم من مسألة منشؤها ومنبعها اجتهادٌ محض صارت فيما بعد من المتلقّى بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم وأخذت أبعاداً كما شاهدناه في المثالين.
ثالثاً لا يكون القياس إلاّ في المسائل التى فيها غموض ولم يرد فيها نصّ وليس هناك حلّ سوى ذلك. أمّا المسائل التي ورد فيها نص ولم يختلف فيها القرّاء أَداءاً فلا يؤخذ بالقياس.
رابعاً : كلّ المسائل التي اختلف فيها القرّاء المعاصرون لا بدّ أن تُحقّق وأن يُرجع إلى كتب القدامى المعتبرة لعلّه يوجد نص يفصل بين الفريقين. وإذا وُجِدَ نص فلا بدّ من إذعان له. بخلاف ما نشاهده اليوم من التعصّب في بعض المسائل وإن كانت مخالفة للنصوص صراحة.(1/2918)
وإنّي لست بصدد تقعيد القواعد والأصول بل هذا الأمر يحتاج إلى جهابذة وعلماء بمعنى الكلمة وإنّما هدفي ممّا ذكرت هو أن أثيرَ نقاشاً بين العلماء وطلبة العلم حتّى نستفيد من المداخلات والردود وأن ألْفِتَ انتباه العلماء علىأهمّية هذه القضية حتّى يُعْنَوْ بها. ولم أجد لحدّ الآن حسب ماطلعت عليه من تعرّض إلى هذه المسألة في بحث مستقلّ.
وبالمناسبة أريد طرح سؤال مهمّ على العلماء وهوهل في هذا الزمان نحتاج إلى الاجتهاد والقياس في علم التجويد والقراءات وذلك في المسائل التي الخلاف فيها يترتّب عنه تغييرٌ في الصوت ؟
هذا ما أردتّ أن أقوله في هذه القضيّة ولا أدّعي الصواب فيما ذكرت والإنسان لا يخلو من التقصير والغلط وما هدفنا من هذا الكلام إلاّ الاستفادة من الردود والتعقيبات وإلفات انتباه المشايخ إلى أهمّية هذه المسألة والله شهيدٌ على ما أقول وصلّى الله على سيّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
---
فرغلي عرباوي
05-23-2005, 02:43 AM
السلام عليكم بورك فيكم أخي الحبيب
أ / يحي محمد شريف ,
بسم الله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة أما بعد : فأقول وبالله التوفيق والسداد(1/2919)
قال تعالى ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(المدثر: من الآية31) نحسبك عند الله من هؤلاء الجند الواقفون في الميدان , يذودن عن القرآن , بأمثالك أخي الحبيب ينتصر القرآن , أما أصحاب الرأي والاستحسان ومن حكموا التلقي على النص فلا محل لهم من الإعراب , وليتهم يعلموا أن باب الاجتهاد منقطع مع قراءة القرآن , بل لابد في كل قراءة وأداء تجويدي من نص توقيفي, وفي ذلك أشار ابن الطحان الأندلسي ( ت 561 هـ ) في كتابه مرشد القارئ عند مناقشته هذه القضية بقوله عن إكمال الحركات ص 48: " ... فمتى استعمل غير الإكمال فيما لم يجئ به توقيف فقد لحن , لأن القرآن سنة " أما من مبلغهم من العلم بعض فهارس التجويد المحدثة الموجزة التي يوجد فيها بعض الغموض في العبارة لا حجية فيها , بل الحق ما ورد فيه التوقيف , وجميع مصنفات الأوائل ترفع القراءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالرواية المتصلة , أما من يقعِّدون لتلاوتهم ويأبون إلا رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كثروا وابتُلينا بهم في كل حدب وصوب , فإلى الله المشتكى !!!!!!
وفي ختام كلام أتقدم بخالص الشكر لفضيلة الشيخ يحيي( حفظه الله ) وبارك الله في يمينه التي سطرت هذه الكلمات الطيبة , وزاده الله بسطة في العلم .
أخوكم : فرغلي عرباوي
---
(1/2920)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استمع للشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله : نماذج من مقاصد السور:المائدة والصافات و..
---
استمع للشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله : نماذج من مقاصد السور:المائدة والصافات و..
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2007, 12:13 PM
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله
نماذج من مقاصد السور:المائدة والصافات والأحزاب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17612
---
(1/2921)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أقدم نسخة مخطوطة للقرآن الكريم؟
---
ما هي أقدم نسخة مخطوطة للقرآن الكريم؟
---
محمد الأمين
04-24-2005, 09:07 PM
هل بقيت إلى هذا اليوم نسخة مكتوبة بالقرن الأول الهجري؟
---
موراني
04-24-2005, 10:01 PM
أنظر , يا محمد الأمين , هنا مثلا :
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/
كما انظر الدراسات لNabia Abbot
في منشورات المعهد للدراسات الشرقية في مدينة Chicago
---
أحمد بن فارس السلوم
04-25-2005, 01:07 PM
أخي محمد الأمين حفظه الله :
هناك نسختان مشهورتان ، وأحدة تنسب لعلي بن أبي طالب والثانية للحسن البصري.
أما نسخة علي بن ابي طالب فهي المحفوظة الآن في ضريح الإمام البخاري في سمرقند وقد كانت وزارة الثقافة السوفيتية زمن لينين استولت عليها ونقلتها إلى المتحف الرئيسي في موسكو.
ولما انهار الاتحاد جرت محادثات لإرجاع المصحف إلى موطنه الأصلي ، انتهت بالموافقة على إعادته إلى سمرقند ، فلما سمع المسلمون بذلك أعدوا احتفالا على طول طريق الموكب من موسكو إلى سمرقند ، وصار الموكب كلما مر على قرية من قرى المسلمين نزعوا ورقة من المصحف لأهل هذا البلد كي يتباركوا فيه !! فما وصل الموكب إلى سمرقند حتى كان قد فقد ثلثيه !!
فلما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ندم المسؤولون على التفريط الذي حصل فأحضروا خطاطين لتقليد خط المصحف وإكمال ما قطعوا منه فأكملوه في مدة وجيزة ، وبقي الثلث الأخير من المصحف وهو محتمل احتمالا كبيرا أن يكون بخط علي بن ابي طالب .
وصورة هذا المصحف محفوظة في المدينة في مكتبة الشيخ عبدالعزيز قارئ حفظه الله تعالى ، وخبر المصحف عنده تجده مفصلا.(1/2922)
وأما مصحف الحسن البصري فهو المصحف القديم المحفوظ في دار الكتب المصرية والمنسوب إلى علي بن ابي طالب والصحيح أنه للحسن البصري ، وهو الذي وجده مستشرق غربي عند بياع جوال ، فأعاده لوزارة الثقافة التي أقامت حفلا لتكريمه إبان حكم جمال عبدالناصر .
ولا أدري إن كانت مصورته موجودة عند الشيخ عبدالعزيز قارئ لكنه هو من أخبرني بقصته وبخبر هذا المستشرق .
وأما المصحف العثماني فمنه نسختان أيضا :
واحدة في مصر في مسجد الحسين ، عند المقام المنسوب إليه ، والثانية في الاستانة .
والله أعلم .
---
مساعد الطيار
04-25-2005, 03:09 PM
حياك الله يا شيخ أحمد ، وشكرًا لك على هذه المشاركة النفيسة ، ونتمى أن تواصل الملتقى بمشاركاتك .
---
موراني
04-25-2005, 06:35 PM
أما المصحف العثماني المذكور أعلاه فلم يجر أي فحص في المادة المكتوب عليها (الرق) من أجل تحديد التأريخ الذي صنع فيه . ان عاد أصل هذا المصحف الى عصر عثمان بن عفان لكان من الأرجح أن يكون خطه الخط الحجازي ( أو الخط المائل ) . والأمر ليس كذلك .
في صنعاء نسخ ترجع عمرها الى القرن الأول الهجري ( بعضها الى عام 74-76 هـ) وأصلها الحجاز وهي مكتوبة بالخط الحجازي .
نسبة نسخة ما من المصاحف الى صاحبها مثل الحسن البصري أو حتى علي بن أبي طالب لا تساعد كثيرا في علوم المخطوطات ( Codiologie ) بل هذا الفرع من العلوم في حاجة الى فحص c14 من أجل تحديد عمر المواد ( الرق والبردي والكاغذ والورق ) من ناحية ومن أجل التحقيق على التركيب الكيماوي للحبر وألوانه من ناحية أخرى .
---
الباجي
04-25-2005, 06:40 PM
يوجد في معهد إحياء المخطوطات العربية بالقاهرة فيلم لمصحف شريف بخط مغربي، كتبه خديج بن معاوية بن سلمة الأنصاري سنة 47 هجرية بمدينة القيروان، برسم الأمير عقبة بن نافع الفهري.(1/2923)
ولعل هذه مصورة النسخة الأصلية من المصحف الشريف الذي كان يتوارثه ملوك المغرب إلى أيام العلويين حيث أهداه السلطان العلوي عبد الله بن إسماعيل، ضمن مجموعة من المصاحف للحرم النبوي الشريف 1155 هجرية، ويعرف بالمصحف ( العقباني) وهو منسوخ بالقيروان من المصحف العثماني، في نفس السنة التي ذكرت في مصورة المعهد.
ولا أدري هل المصحف ( العقباني) لا زال موجودا بمكتبة الحرم النبوي إلى اليوم أم لا؟
استفدت ما تقدم من الشيخ محمد المنوني في بحث عن مركز المصحف الشريف بالمغرب.
---
موراني
04-25-2005, 06:50 PM
خديج بن معاوية مدني الاصل ولم يحسن الخط المغربي . وأهم من هذا أن الخط المغربي لم يتطور بعد في ذلك الوقت !
---
الباجي
04-25-2005, 08:36 PM
كنت أعلم أن أول من سيعلق على هذا الدكتور موراني، فله في القيروان ذكريات، وأي ذكريات.
ما الدليل على أنه لم يحسن الخط المغربي دكتور؟ ثم لعله كتب بعضه، وكتب غيره من أهل المغرب معظمه، ونسب إليه لشرف هذا العمل.
ولا يوجد في المخطوط - حسب ما نقل - أنه كتب بخط مغربي متطور.
ولكن انظر في التاريخ دكتور لعل الاعتراض أو الاستشكال فيه.
---
موراني
04-25-2005, 10:19 PM
الباجي , وفقه الله , يقول :
بخط مغربي، كتبه خديج بن معاوية بن سلمة الأنصاري سنة 47
وتعليقي يتركز على هذا القول .
أما قولي :
انّ الخط المغربي لم يتطور بعد في ذلك الوقت , فمعناه أنه لم يكن موجودا كرسم خاص بالمغاربة . للخط المغربي مزايا لا تجدها في المخطوطات في تلك المنطقة التي نسخت حتى نهاية القرن الثالث الهجري . هناك الخط القيرواني المشتق من الخط الكوفي القديم . من الملاحظ أيضا أنّ العقود الأولى من القرن الأول الهجري خاصة بافريقيا لم تكن الا عصر الفتوحات . فمن أين الخط المغربي هناك في ذلك العصر عندما كانت سكان تلك البلاد هم البربر بغير علمهم باللغة العربية على الاطلاق ؟(1/2924)
ربما كان من المستحسن ـ وهذا رأيي ـ ان نقول أنّ الخبر عن هذا المصحف الذي ذكرتموه من باب المفاخر , وهي كثيرة , عند الأفارقة والمغاربة .
---
الباجي
04-26-2005, 07:50 AM
دكتور موراني:
وصف الخط بكونه مغربيا ليس من عندي، وما أظنه من عند الشيخ المنوني، فربما اعتمد على فهرس المعهد.
فلعلك لو زرت القاهرة قريبا نظرت في هذا.
والمصحف المشار إليه مر على العشرات من أهل العلم في القديم، وما سمع أن أحدا أنكر نسبته تلك، اللهم إلا ما نقل من اعتراض الشيخ المسناوي على مسألة تأريخ الكتابة وتأريخ بناء القيروان فقد كان سنة 50 - كما تعلم - وقد أجاب عن ذلك الشيخ المنوني - رحمه الله -.
فلو كان هناك مشكل عندهم في صحة عوده إلى عهد عقبة بن نافع لبينوا ذلك، وما أظن أهل العلم ليفخروا بما لا تصح نسبته في مجال العلم والدين. والله أعلم
---
محمد الأمين
04-26-2005, 07:59 AM
أشكر الدكتور موراني على هذا الرابط القيم، إذ قد وجدت ما فيه وزيادة. وأحب أن أسأل عن رأيه في أن الفحص الكربوني لمصحف القاهرة أثبت أنه يعود لعصر عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما جاء في الموقع؟
---
موراني
04-26-2005, 12:55 PM
محمد الامين ,
ليس لي علم بنتائج الفحص الكربوني ونشرها في المجلات العلمية .
---
موراني
04-28-2005, 02:31 PM
كنت مترددا في اعادة الحديث في هذا الأمر اذ لا أودّ أن أفتح بابا للمجادلة حول ما ذكر
الباجي (نقلا عمّن سماه) عن مصحف معاوية بن حديج (بن سلمة ـــ كذا ), وهو ابن جفنة , الذي كتبه بالقيروان عام 47 بخط مغربي كما زعم هذا من زعم .
لقد عبّرت عن نظري في هذا الامر الذي لا أساس له تأريخيا .
ودفاعا عن هؤلاء العلماء المعتمد عليهم ذكر الباجي :
فلو كان هناك مشكل عندهم في صحة عوده إلى عهد عقبة بن نافع لبينوا ذلك، وما أظن أهل العلم ليفخروا بما لا تصح نسبته في مجال العلم والدين. والله أعلم(1/2925)
هذا الكلام حسن فلا يعاب اذ انبثق من الاحترام الكامل بهؤلاء العلماء ومن تقدير بمكانتهم في العلم .
الاّ أنهم , للأسف , لم يلفتوا أنظارهم الى أن الخط المغربي لم ينشأ على يد مدنيّ مثل معاوية بن حديج الذي لم ينزل القيروان بل نزل القرن شمال القيروان اليوم وقبل تأسيس القيروان .
وأهم من هذا هو أنّ كتب الطبقات الافريقية لا تذكر شيئا عن هذا المصحف ولا تشير اليه بكلمة ما .
لو صح هذا الخبر لذكره الأفارقة علي شكل من الأشكال , غير أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك حتى بالعبارات : (وزعموا , وقيل ..... الخ ) .
في الختام : هناك ما نسميه بالمسؤولية العلمية والأمانة عند نشر ما جاء به العلماء ولا بأس أن نشير الى ضعف وعدم صحة ما نشروه وما قالوا في أمر من الأمور كلما تدعو الحاجة الى ذلك .
وهنا دعت الوقائع التأريخية المسلمة بها الى التعديل , بل الى الرفض لما جاء ذكره أعلاه منقولا وبغير مراجعته .
---
الباجي
04-29-2005, 02:07 AM
دكتور موراني:
لم أطلع على تعليقك إلا في هذه اللحظات.
د: ليس هناك مجال للمجادلة، كل ما في الأمر هو البحث، والغرض الاستفادة من خبرتك في مجال المخطوطات وتاريخها، وأنواع خطوطها...
أما أصل المسألة فنحن المسلمين على ثقة فوق التامة بصحة نقل كتابنا حرفا حرفا، هذا أمر منتهى منذ نزل به الروح الأمين، وإلى يوم يرفع من الأرض.
ويأتي باقي التعليق على كلامك قريبا - إن شاء الله -.
---
موراني
04-29-2005, 01:51 PM
الباجي يكتب في اجابته مشكورا :
أما أصل المسألة فنحن المسلمين على ثقة فوق التامة بصحة نقل كتابنا حرفا حرفا، هذا أمر منتهى منذ نزل به الروح الأمين، وإلى يوم يرفع من الأرض.
أقول : أنا لا أشكّ ولم أشك أبدا بما تقولون , غير أنّه ليس موضوع الحوار .
---
الباجي
04-30-2005, 08:03 AM
نعم د: موراني ليس هذا موضوع الحوار.(1/2926)
وإنما قلت ذلك لما فهمته من كلمة مجادلة، وخوفي من أن يكون تركك للحوار - كما ذكرت لي عبر الخاص - بسبب حساسية الموضوع، وأنه ربما انتقل إلى أصل توثيق نقل القرآن. فأحببت أن أطمئنك إلى أن بحثنا إنما هو عن نص محدد، ووثيقة معينة ، وأما الأصل فذلك أمر قد فرغ منه.
أعود وأقول د: بالنسبة للمخطوط المشار إليه؛ الذي توجد مصورته بمعهد المخطوطات بالقاهرة أصله محفوظ بالآستانة في مكتبة أمانة خزينة، الملحقة بمكتبة متحف طوب قابي سراي، تحت رقم 44.
كما ذكر ذلك الشيخ الفاضل المطلع محمد المنوني مؤرخ المغرب - رحمه الله رحمة واسعة - في كتابه ( قبس من عطاء المخطوط المغربي) 1/74. ويضيف - رحمه الله - أنه قد تطابقت نهاية هذا المصحف مع نهاية المصحف ( العقباني) الذي ورد ذكره في المصادر التاريخية المغربية المتأخرة نسبيا - مناهل الصفا للفشتالي ت1037 هجرية، وكذا في البستان الظريف، روض القرطاس، وزهرة الآس، وأخيرا الاستقصا - وكل هذه المصادر تجمع على أن هذا هو المصحف ( العقباني) وأن ملوك المغرب كانوا يتوارثونه، حتى تم إهداؤه كما تقدم للروضة الشريفة، وبعدها انقطعت أخباره.
بالنسبة للخط الذي كتب به؛ سبق أن أشرت لك د: أن وصفه ( بالمغربي) أخذ من فهرس المكتبات المشار إليها، فربما يكون هناك وهم، وأن خطه كوفي، ولذا إلتمست منك أن تتحقق من ذلك لو نزلت القاهرة، والآن تبين أن مصدره من تركيا، فلعل رؤية الأصل أنسب.
وبالنسبة لعدم ذكره في الطبقات الأفريقية فلعله بسبب خروج هذا المصحف من القيروان مبكرا إلى المغرب الأقصى، ولم يقع الاهتمام به في الطبقات الأولى لأنهم كانوا يأخذون الأمر بصورة عادية، ولم يكن يشكل لهم ذلك المعنى الذي يعنيه في هذه الأزمنة المتأخرة.
وقولك: هناك ما نسميه بالمسؤولية العلمية والأمانة عند نشر ما جاء به العلماء ولا بأس أن نشير الى ضعف وعدم صحة ما نشروه وما قالوا في أمر من الأمور كلما تدعو الحاجة الى ذلك .(1/2927)
قلت: هذا كلام حق وصدق، ما دمنا نتبع في ذلك الأسس العلمية المعتبرة.
وقولك : وهنا دعت الوقائع التأريخية المسلمة بها الى التعديل , بل الى الرفض لما جاء ذكره أعلاه منقولا وبغير مراجعته .
قلت: هذا يصح بعد وقوفك على الأصل المشار إليه، ومراجعته ودراسته جيدا...
عموما د: هذه المسألة - اليوم - تفصل فيها المستجدات العلمية التقنية فصلا يقطع أي صورة من صور الخلاف.
---
موراني
04-30-2005, 02:00 PM
بهذه التعديلات , يا (الباجي) لم نحصل الى شيء يذكر .
حتى ولو كان الخط كوفيا .... وذلك في عام 47 في افريقيا ...أيضا من المتسحيل لأسباب شتى .
انّ اشاعة مثل هذه المعلومات بغير بحث جدي ومقنع علميا قد بؤدي الى أنّ العامة تكرّرها وتذيعها حيث تنتهي بها راحلتها . ومن هنا فلمثل هذه الأخبار أبعادها لا يتمناها أحد .
---
محمد الأمين
05-01-2005, 09:25 AM
محمد الامين ,
ليس لي علم بنتائج الفحص الكربوني ونشرها في المجلات العلمية .
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
لكن ما رأيك بالخط التي كتب به ذلك المصحف؟
---
الباجي
05-01-2005, 09:59 AM
الكيمياويات تقطع التعديلات والإحتمالات...
________________________________________
د: موراني.
ما أظنك ظاهريا دكتور حتى تقف عند ظاهر العبارة، أنا قلت: ربما هناك وهم... وذكرت كلمة كوفي، فلك أن تضيف حجازيا وربما تصدق أو أصدق لو قلت: فارسيا... وهذا بعد أن تقف على النسخة المحفوظة حيث ذكرت لك، أو نعتمد قول من نثق بفهمه وعلمه بمثل هذه الأمور. وبينت لك أن الفاضل المنوني لم يقف على النسخة بنفسه، وإلا كان قوله - عندي - قاطعا في مسألة الخط هذه.(1/2928)
د: أخبرني لماذا لا يمكن أن يكون الخط مغربيا؟ هل تاريخ كتابة المصحف هو تاريخ أول يوم دخل فيه الإسلام لمنطقة تونس وما حولها؟ هل جاء إلى تونس - فاتحا - عقبة بمفرده؟ أليس الإسلام حريصا - فيما علمتَ - على نشر الكتابة والعلم بين أتباعه؟ أليست العشرين سنة بين دخول الإسلام إلى منطقة تونس وما حولها، وتاريخ كتابة المصحف = كافية لتعلم الكثيرين من أهل تلك الربوع للكتابة بالخط العربي...؟ هل خلال العشرين سنة - حسب علمك - لم يدخل أحد من تلك النواحي للإسلام، ويتعلم لغة القرآن؟ أليس هناك ما يكفي من الأسباب لأن يكتب - فعلا - القرآن لأهل تلك المنطقة حتى يعلموا حقيقة الإسلام، وما تضمنه من أحكام...
الإجابة على تلك الأسئلة - غير المرتبة - تعين على معرفة حقيقة الأمر فيما أظن.
دكتور موراني: أظنني أنصفتك عندما قلتُ في السطرين الأخيرين من مشاركتي السابقة: هذا يصح بعد وقوفك على الأصل المشار إليه، ومراجعته ودراسته جيدا...
وقولي: عموما د: هذه المسألة - اليوم - تفصل فيها المستجدات العلمية التقنية فصلا يقطع أي صورة من صور الخلاف.
دكتور: بالنسبة لي - شخصيا - ليس هناك ما يدعوني إلى ردّ ما نقله من أشرت لك إلى أسماء كتبهم، وأعلم أن هذا لا يدخل في باب المستحيلات، وإذا أردتُ أن أثبت لك صحة ذلك - مع مراعتي لطريقة تفكيرك إجمالا - لن أثبته لك بغير التحليل الكربوني... ولو صدقتني بدون ذلك، أو صدقتَ ما تلمسه بيدك، لو أحضروا إليك النسخة - وتركت الإستفادة من العلم الحديث في هذا المجال - لقلت إنك خالفت المنهج (العلمي المادي الصارم) الذي تتبعه.
---
الحميري
05-01-2005, 08:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المصحف الموجود في روسيا، والذي يقال أنه من مصاحف عثمان بن عفان،
دراسة خطوطة لا تساعد على هذه النسبة،
ثم كثرة الأخطاء فيه إما بإنقاص كلمات أو جمل، وقد اعتمد على مصورة منه، د. غانم الحمد في بحثه عن الرسم المصحفي.(1/2929)
ومصاحف كاملة منسوبة للقرن الأول، فيه كلام، ولكن المعروف وجود أوراق منثورة، وكثير منها في الجامع الكبير بصنعاء،
وكان من فضل الله علي أن قمت بدراسة ورقة منسوبة للقرن الأول الهجري محفوظة هنا، وهي بالخط الحجازي، والبحث منشور في مجلة الدرعية،
وفي الجامع الكبير المكتبة الغربية مصحف منسوب للإمام علي بن أبي طالب كما يقولون، والراجح من خطه أنه من القرن الثاني أو الثالث الهجري، نظرا لدراسة الحروف ونظام الكتابة.
---
محمد الأمين
06-07-2006, 09:34 PM
لمزيد من المشاركات وخاصة من له علم بما ثبت عن طريق التحليل الكربوني
---
(1/2930)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صحيح فقه السنة ما له وما عليه
---
صحيح فقه السنة ما له وما عليه
---
مصطفى علي
06-29-2006, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح فقه السنة ما له وما عليه
خرج في الأسواق منذ فترة كتاب صحيح فقه السنة وتثار من حوله الشبهات هل هو :
1- يذكر الصحيح دون الضعيف والمتروك ( سواء من الفقه أو الحديث ) وهذا ما تقتضيه التسمية . #
2- مستقل بذاته . فتكون هنا التسمية لها معان هل تعتبر صحيحة أم خطأ .
3- هو اقتباس من فقه السنة فيكون ساعتها خطأ من الأخ المؤلف .
وهنا سنضع بين القارئ عدة ملاحظات ثم نحاول أن نحكم بعدها
وما سنضعه بين يدي القارئ ما كتبناه :
بالخط الأزرق فهو من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق .
بالخط الأحمر فهو من كتاب صحيح فقه السنة للشيخ المهندس أبي مالك كمال بن السيد سالم .
وما وضع تحته في كلا الكتابين فهو مذكور بنفس اللفظ فيهما .
وما لون بالأخضر في كلا الكتابين فهو مذكور بالمعنى أي أن معنى ما في فقه السنة هو نفس المعنى في صحيح فقه السنة
وما كان بالخط المائل فهو من زيادات أبي مالك
وما كان باللون الأسود العادي فهو تعليق من العبد .
فقه السنة : ص 15
أنواع النجاسات
صحيح فقه السنة ص 71
أنواع النجاسات
فقه السنة : ص 15
1- الميتة :
وهي ما مات حتف أنفه من غير ( تزكية ) : ويلحق بها ما قطع من الحي لحديث أبي واقد الليثي قال قال رسول الله ص : ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة " . ( رواه أبو داود والترمذي وحسنه )
صحيح فقه السنة ص 73
9- الميتة :
وهي ما مات حتف أنفه من غير ذكاة شرعية : وهي نجسة بالإجماع لقول النبي ص : " إذا دبغ الإهاب فقد طهر " . والإهاب جلد الميتة .
فقه السنة : ص 15
ويستثنى من ذلك :
صحيح فقه السنة ص 73
ويستثنى من ذلك :
فقه السنة : ص 15(1/2931)
أ- ميتة السمك والجراد : (فإنها طاهرة ) لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ص : " أحل لنا ميتتان ودمان : أما الميتتان فالحوت والجراد ، وأما الدمان فالكبد والطحال " . ( رواه أحمد والشافعي وابن ماجة والبيهقي والدراقطني والحديث ضعيف ، لكن الإمام أحمد صحح وقفه ، كما قاله أبوزرعة وأبو حاتم ومثل هذا له حكم الرفع لأن قول الصحابي ... )
صحيح فقه السنة ص 73
1- ميتة السمك والجراد : فإنهما طاهرتان لقول النبي ص : " أحل لنا ميتتان ودمان : أما الميتتان فالحوت والجراد ، وأما الدمان فالكبد والطحال " . (3) أخرجه ابن ماجة (3218 ، 3314) ، وأحمد (2/97) بسند صحيح .
فقه السنة : ص 15
ب- ميتة ما لا دم له سائل : ( كالنمل والنحل ونحوها ) .
فإنها طاهرة إذا وقعت في شيء وماتت فيه لا تنجسه ...
صحيح فقه السنة ص 73
2- ميتة ما لا دم له سائل : كالذباب والنحل والنمل والبق ونحوها
لقول النبي ص : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله أو ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء " .
فقه السنة : ص 15
ج- عظم الميتة وقرنها وظفرها وشعرها وريشها وجلدها ، وكل ( ما هو من جنس ذلك ) طاهر لأن الأصل في هذه كلها الطهارة ، ولا دليل على النجاسة . قال الزهري – في عظام الميتة نحو الفيل وغيره – أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها ، لا يرون به بأسًا ( رواه البخاري ) .
صحيح فقه السنة ص 73
3- عظم الميتة وقرنها وظفرها وشعرها وريشها ، كل هذا طاهر على الأصل وقد علقه البخاري في صيحيحه (1/342) ( رواه البخاري ) : قال الزهري – في عظام الميتة نحو الفيل وغيره – أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها ، لا يرون به بأسًا .
وقال حماد : لا بأس بريش الميتة ص 73
وسؤال للشيخ كمال لما حذف جلدها ؟
فقه السنة : ص 15(1/2932)
في حديثه عن الميتة قال : ويلحق بها ما قطع من الحي لحديث أبي واقد الليثي قال : قال رسول الله ص : ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة " . ( رواه أبو داود والترمذي وحسنه )
صحيح فقه السنة ص 73
10- ما قطع من الحيوان وهو حي له حكم الميتة لقول النبي ص : " ما قطع من البهيمة وهي حية ميتة " . (5) أخرجه الترمذي (1480) ، وأبو داود (2858) ، وابن ماجة (3216) .
ملحوظة لم يذكر الأستاذ كمال أنهم رووه بسند صحيح أم لا وشرطه الصحيح فلم لم يذكر ؟
فقه السنة : ص 21
قضاء الحاجة : لقاضي الحاجة آداب تتخلص فيما يلي :
صحيح فقه السنة ص 92
من آداب قضاء الحاجة :
من أراد أن يقضى حاجته من بول أو غائط ، فينبغي له التأدب بما يأتي :
فقه السنة : ص 21
1 – ألا يستصحب ما فيه اسم الله إلا إن خيف عليه الضياع أو كان حرزاً ، لحديث أنس رضي الله عنه : " أن النبي ص لبس خاتم نقشه محمد رسول الله ، فكان إذا دخل الخلاء وضعه " رواه الأربعة . قال الحافظ في الحديث : إنه ملعول ، وقال أبو داود : إنه منكر ، والجزء الأول منه صحيح .
صحيح فقه السنة ص 92
2- عدم اصطحاب ما فيه ذكر الله تعالى :
كالخاتم المنقوش عليه اسم الله ، ونحو ذلك ، لأن تعظيم اسم الله تعالى مما يعلم من الدين بالضرورة ، قال تعالى : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } . على أنه قد ورد عن أنس أن رسول الله ص : " كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه " (4) ضعيف أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وضعفه الألباني لكنه حديث منكر أعله الحفاظ .
ومن المعلوم أن خاتم النبي ص كان نقشه فيه " محمد رسول الله " .
قلت : وإذا كان هذا الخاتم أو نحوه مستوراً بسائر – كان يوضع في الجيب ونحوه – جاز الدخول به . قال أحمد بن حنبل : " أن شاء جعله في باطن كفه " .
وإن خاف ضياعه إن تركه خارجا ، جاز الدخول به للضرورة ، والله أعلم .(1/2933)
وهنا سؤال : الحديث ضعفه أبو مالك واسم الكتاب صحيح فقه السنة فهل ذِكْر الحديث هنا يخل بشرط التسمية . وهل ثمة توافق عجيب أن يقول الشيخ سيد سابق : قال الحافظ في الحديث : إنه معلول . وبين قول أبي مالك : لكنه حديث أعله الحفاظ . وهل حقيقة الذي أعله الحافظ ، أم هم حفاظ .
فقه السنة : ص 21
2 – البعد والاستتار عن الناس لا سيما عند الغائط ، لئلا يسمع له صوت ، أو تشم له رائحة لحديث جابر رضي الله عنه قال : " خرجنا مع النبي ص في سفر فكان لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى " . رواه ابن ماجة .....ولأبي داود كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد " . وله : " أن النبي ص كان إذا ذهب المذهب أبعد " .
صحيح فقه السنة ص 92
1- التستر والبعد عن الناس لا سيما في الخلاء : فعن جابر رضي الله عنه قال : " خرجنا مع رسول الله ص في سفر ، وكان رسول الله لا يأتي البراز [ يعنى الفضاء ] حتى يغيب فلا يرى " . (1) صحيح أخرجه أبو داود (2) وابن ماجة (335) واللفظ له .
فقه السنة : ص 22
3 – الجهر بالتسمية والاستعاذة عند الدخول في البنيان وعند تشمير الثياب في الفضاء ، لحديث أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي ص إذا أراد دخول الخلاء قال : " بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " . رواه الجماعة .
صحيح فقه السنة ص 93
3 – التسمية والاستعاذة عند الدخول :
وهذا إذا كان سيدخل البنيان ( دورة المياه ) ويقولها عند تشمير الثياب إذا كان في الفضاء :
لقوله ص : " ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء ، أن يقول : بسم الله "
وعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله ص إذا دخل الخلاء قال : (( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) . صحيح أخرجه البخاري (142) ، ومسلم (375) .
فقه السنة : ص 22(1/2934)
4 – أن يكف عن الكلام مطلقًا ؛ سواء كان ذكراً أو غيره ، فلا يرد سلامًا ولا يجيب مؤذناً إلا لما لا بد منه ، كإرشاد أعمى يخشى عليه من التردي ، فإن عطس أثناء ذلك حمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجلاً مر على النبي ص ، وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه " . رواه الجماعة إلا البخاري ، وحديث أبي سعيد رضي الله عنه قال : سمعت النبي ص ، يقول يقول : " لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان فإن الله يمقت على ذلك " . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ، والحديث بظاهره يفيد حرمة الكلام ، إلا أن الإجماع صرف النهي عن التحريم إلى الكراهة .
صحيح فقه السنة ص 94
6- اجتناب الكلام مطلقًا إلا للحاجة :
فعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجلاً مر على النبي ص ، وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه " . أخرجه مسلم (370) ، وأبو داود (16) ، والترمذي ، والنسائي (1/15) ، وابن ماجة (353)
وهنا نسأل الشيخ كمال هل رواه الجماعة إلا البخاري تتوافق مع أصحاب الكتب الستة الذين ذكرهم إلا البخاري ، فهل هذا توافق أخطار ، نعم هو لو أراد أن يخرجه لو أصحاب الستة إلا البخاري ولو غيرهم ، ولوجد في تخريجات كثيرة في غير هذا الحديث بإذن الله تعالى أصحاب كتب غير الذين ذكرهم .
فقه السنة : ص 22(1/2935)
5 – أن يعظم القبلة فلا يستقبلها ولا يستدبرها ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ص ، قال : " إذا جلس أحدكم لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها " رواه أحمد ومسلم ، وهذا النهي محمول على الكراهة ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : " رقيت يوماً بيت حفصة فرأيت النبي ص ، على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة " رواه الجماعة ، أو يقال في الجمع بينهما : إن التحريم في الصحراء والإباحة في البنيان ، فعن مروان الأصفر قال : " رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة يبول إليها ، فقلت أبا عبد الرحمن ، أليس قد نهى عن ذلك ؟ قال : بلى ، إنما نهى عن هذا في الفضاء . فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس " رواه أبو داود وابن خزيمة والحاكم ، وإسناده حسن ، كما في الفتح .
6- أن يطلب مكاناً ليناً منخفضاً ليحترز فيهمن إصابة النجاسة ، لحديث أبي موسى رضي الله عنه قال : " أتى رسول الله ص ، إلى مكان دمث إلى جنب حائط فبال . وقال : إذ بال أحدكم فليرتد لبوله " رواه أحمد وأبو داود والحديث وإن كان فيه مجهول ، إلا أن معناه صحيح .
صحيح فقه السنة ص 95
10- ارتياد المكان الرخو عند التبول ، واجتناب المكان الصلب ، احترازًا من ارتداد النجاسة عليه .
وهنا لم يذكر أبو مالك حديثًا لأن حديث الباب قال فيه الشيخ سيد سابق : والحديث وإن كان فيه مجهول ، إلا أن معناه صحيح .
فالسؤال علام بنيت تسمية الباب ، فهل اقتباسًا من فقه السنة أم غيره ؟
ووثبة عالية إلى كتاب الجنائز
فقه السنة : ص 348
ما يسن عند الاحتضار : يسن عند الاحتضار مراعاة السنن الآتية :
1- تلقين المحتضر (( لا إله إلا الله )) لما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله قال : " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " .
صحيح فقه السنة ص 611
ما يفعله الحاضرون للمحتضر :
تلقينه الشهادة :(1/2936)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : قال : قال رسول الله ص : " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " . (1) صحيح مسلم (916) ، وأبو داود (3117) ، والنسائي (4/5) ، والترمذي (976) ، وابن ماجة (1445) .
والمراد ذكروا من حضره الموت ( لا إله إلا الله ) فتكون آخر كلامه ، كما في حديث أنس أن النبي ص دخل على رجل من بني النجار يعوده فقال له رسول الله ص : " يا خال ، قل لا إله إلا الله )) فقال : أوخال أنا أو عم ؟ فقال النبي ص : " لا بل خال " . فقال له : " قل لا إله إلا الله " . قال : هو خير لي ؟ قال : نعم " .
والفقرة السابقة من زيادات أبي مالك على فقه السنة .
فقه السنة : ص 348
وروى أبو داود وصححه الحاكم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص : " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " .
صحيح فقه السنة ص 611
وذلك رجاء أن يكون آخر كلامه قبل الموت ( لا إله إلا الله ) . فقال النبي ص : " من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله دخل الجنة . (3) صحيح : أخرجه أبو داود (3100) .
فقه السنة : ص 348
والتلقين إنما يكون في حالة ما إذا كان لا ينطق بلفظ الشهادة ، فإن كان ينطق بها فلا معنى لتلقينه : والتلقين إنما يكون في الحاضر العقل القادر على الكلام ، فإن شارد اللب لا يمكن تلقينه ، والعاجز عن الكلام يردد الشهادة في نفسه . قال العلماء : وينبغي أن لا يلح عليه في ذلك ، ولا يقول له : قل لا إله إلا الله ، خشية أن يضجر ، فيتكلم بكلام غير لائق ، ولكن يقولها بحيث يسمعه معرضاً له ، ليفطن له فيقولها . وإذا أتي بالشهادة مرة لا يعاود التلقين ما لم يتكلم بعدها بكلام آخر فيعاد التعريض له به ليكون آخر كلامه . وجمهور العلماء على أن المختصر يقتصر في تلقينه على لفظ : " لا إله إلا الله " لظاهر الحديث ويرى جماعة أنه يلقن الشهادتين لأن المقصود تذكر التوحيد وهو يتوقف عليهما .
صحيح فقه السنة ص 611(1/2937)
وقد أجمع العلماء على هذا التلقين ، وينبغي أن يكون في لطف ومداراة وألا يكرر عليه لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه ، فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق ، وإذا قالها مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعدها بشيء آخر فيعاد تلقينه لتكون لا إله إلا الله آخر كلامه . (4) شرح مسلم للنووي (2/580) ، والمجموع (5/110) والمغني (2/450) .
وهذا وافق فيه أبو مالك ما ذكر في فقه السنة لكنه عزاه لمصادر قبل فقه السنة وهذا قد يكون دليلاً على أنه لو كان عثر لبعض ما يذكره متوافقًا لفقه السنة على مصادر أخرى لذكرها ، فأرجو أن توضع هذه النقطة في الحسبان .
فقه السنة : ص 349
قراءة سورة يس ، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان وصححاه ، عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله ص قال : يس قلب القرآن ، لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له . واقرؤوها على موتاكم . وقال في الهامش : أعل هذا الحديث ابن القطان بالاضطراب والوقف وجهالة بعض الرواة . ونقل عن الدارقطني أنه قال : هذا حديث مضطرب الإسناد مجهول المتن ولا يصح .
صحيح فقه السنة ص 611
تنبيه : استحب الفقهاء قراءة سورة يس عند المحتضر استناداً لما روي مرفوعًا : " اقرءوا على موتاكم سورة يس ". لكنه ضعيف فلا يشرع ذلك والله أعلم .
وهنا نقطة مهمة وهي تسمية الشيخ كمال لكتابه صحيح فقه السنة فهو وضع بابًا فقهيًا لم يقم عنده الدليل على صحة الحديث الذي ينبني عليه حكمًا فلم هذا هل بذلك خالف التسمية ؟
---
مصطفى علي
06-30-2006, 11:59 AM
تبع ما سبق
فقه السنة ص 18
النجاسة هي القذارة التي يجب على المسلم أن يتنزه عنها ويغسل ما أصابه منها .
صحيح فقه السنة 71
اسم لعين مستقذر شرعًا ، ويجب على المسلم التنزه عنها وغسل ما يصيبه منها .
فقه السنة ص 42
المسح على الخفين
1- دليل مشروعيته :(1/2938)
... وأقوى الأحاديث حجة في المسح ما رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن همام النخعي رضي الله عنه قال : بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه . فقيل له : تفعل هذا وقد بلت ؟ قال : نعم رأيت رسول الله ص بال ثم توضأ ومسح على خفيه . قال إبراهيم : فكان يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة أي أن جريرًا أسلم في السنة العاشرة بعد نزول آية الوضوء ...
[color=#FF0000]صحيح فقه السنة 149
مشروعية المسح على الخفين
... وقد ثبتت مشروعيته بالسنة الصحيحة المتواترة عن رسول الله ص وأحسن ما يدل على مشروعيته حديث همام قال : " بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه . فقيل له : تفعل هذا ؟ قال : نعم رأيت رسول الله ص بال ثم توضأ ومسح على خفيه . قال الأعمش : قال إبراهيم : فكان يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة أي أن جريرًا أسلم في السنة العاشرة بعد نزول آية المائدة . ( 6) رواه البخاري (387) ، ومسلم (1568) واللفظ له
.فقه السنة 44
توقيت المسح : مدة المسح على الخفين للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام وليالها
فقه السنة 44
والمختار أن ابتداء المدة من وقت المسح ، وقيل من وقت الحدث بع اللبس .
صحيح فقه السنة 151
بداية مدة المسح : تقرر أن مدة المسح للمقيم
الأول : يبدأ من أول الحدث
الثاني : يبدأ من وقت اللبس ، وهو قول الحسن البصري . (5) (( الأكليل شرح منار السبيل )) للشيخ وحيد عبد السلام ، نفع الله به (1/136)
الثالث : أنه يمسح خمس صلوات ( أو خمس عشرة للمسافر ) لا يمح أكثر من ذلك ، وهو مذهب الشعبي وإسحاق وأبي ثور وغيرهم .
الرابع : يبدأ من حين يجوز له المسح بعد الحدث سواء مسح أو لم يمسح ولم يتوضأ ، بحيث لو مسح بعد ما مضى بعض المدة كان له أن يمسح باقيها فقط وهو مذهب ابن حزم ، وقد ناقش أكثر المذاهب فليراجع . (1) المحلى لابن حزم (2/95) – وما بعدها .(1/2939)
الخامس : يبدأ من حين أول مسح بعد الحدث : وهو قول أحمد بن حنبل والأوزاعي ، واختاره النووي وابن المنذر وابن عثيمين وهو أرجح الأقوال لظاهر قول النبي ص : " يمسح المسافر " ، " و يمسح المقيم ". ولا يمكن أن يصدق عليه أنه ماسح إلا بفعل المسح ، ولا يجوز العدول عن هذا الظاهر بغير برهان ، والله أعلم .
إذا مسح المقيم ثم سافر :
من مسح على خفيه - وهو مقيم - أقل من يوم وليلة ثم سافر فللعلماء فيه قولان :
الأول : له أن يمسح حتى يتم ثلاثة أيام بلياليهن ( بما في ذلك ما مسحه وهو مقيم ) : وهو مذهب الثوري وأبي حنيفة وأصحابه ورواية عن أحمد وبه قال ابن حزم . (3) اختلاف العلماء )) للمروزي (ص 31) والمغني (1/299) ، والمحلى (2/109) .
الثاني : له أن يمسح حتى ينم يوماً وليلة ثم يلزمه غسل رجليه إذا توضأ ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق .
والأرجح أنه له المسح حتى تمام ثلاثة الأيام ولياليهن ، لأن هذا الرجل إذا انتهى يوم وليلة وهو مسافر فله أن يتم المدة لظاهر حديث : " يمسح المسافر ثلاث أيام ولياليهن " . والله أعلم .
إذا مسح وهو مسافر ثم أقام
من مسح على خفيه وهو مسافر يومًا وليلة أو أكثر ثم قدم الحضر ، فلا بد أن يخلع خفيه ويغسل رجليه إذا توضأ ، ثم يكون له ما للمقيم .
وإذا كان مسح - وهو مسافر –أقل من يوم وليلة ، جاز له إذا قدم الحضر أن يكمل ما تبقى من اليوم والليلة ثم عليه أن يخلعه .
ونقل ابن المنذر إجماع كل من يقول بالتحديد في المسح من أهل العلم على هذا . ( 1) الأوسط (1/146) .
وليت أبا مالك سار على مثل هذا الدرب في الكتاب لسلم من أي مقال . وإن كان سيتأخر في إخراج الكتاب
---
فهد الوهبي
06-30-2006, 02:22 PM
الأخ الكريم مصطفى بارك الله فيك المنتدى مخصص للمقالات والأبحاث في التفسير وعلوم القرآن ولعلك تتطرحه في ملتقى الفقه أو الحديث ..
---
مصطفى علي
06-30-2006, 04:17 PM
اعتذر لذلك(1/2940)
وعذري أني وجدت في هذا الملتقي حديث سابق عن السرقات العلمية فأحببت أن أعرف هل في هذا اقتباس أم بحث جديد مستقل
ولو تفضل أحد المشرفين بنقله إلى الملتقى المفتوح يكون خيرًا
وأرجو قبول اعتذاري
---
مصطفى علي
07-01-2006, 06:00 AM
كتاب فقه السنة أمام المحاكم المصرية
الأحد, 06-مارس-2005
- تقدم مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر بتقرير مفصل لمحكمة الجمالية للفصل في قضية الاقتباس بين كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق وكتاب صحيح فقه السنة وادلته وتوضيح مذاهب الائمة اعداد كمال السيد سالم.
واكد تقرير لجنة الفحص التي شكلها الشيخ ابراهيم الفيومي أمين عام المجمع ان جميع الكتب الفقهية تتشابه فيما بينها لان الفقه الاسلامي مقسم بطريقة تسير عليها جميع الكتب الفقهية فهي مثلا تبدأ بباب الطهارة ثم كتاب الصلاة والصيام والزكاة والحج مرورا بالحدود والمعاملات.
اضاف التقرير ان اي مؤلف في الفقه الاسلامي في ذكره لهذه الموضوعات لابد ان يذكر التعريفات بنفس الالفاظ وتلك العبارات التي يعتبرها البعض اقتباس حيث ان الذي يؤلف في هذا المجال لاينقل عن هذا وذاك وانما ينقل من الاصل وهو كتب التراث ولان هذه الجمل المتشابهة في كتابين هي مصطلحات فقهية محدودة لها تعريفات واحدة أو شديدة التقارب والتشابه.
واكد التقرير مبدأ هاما في مجال التأليف في الفقه الاسلامي هو ان التماثل بين كتابين لايعد اقتباسا من احدهما للاخر لان الفقرات التي تأتي بين الكتابين وردت بنصها في كتب اخري من كتب التراث.
---
مصطفى علي
07-02-2006, 12:22 AM
الأحوة الكرام
نرجو الرأي لعل االله يصلح بنا بين متنازعين
وإصلاح ذات البين مهم
---
(1/2941)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المنطق السديد
---
المنطق السديد
---
الميموني
10-21-2005, 05:09 PM
سلسلة آية و حكمة:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ) (الأحزاب:70) في الآية إرشادٌ كريمٌ لخلُقٍ عظيم فما معنى القول السَّدِيد الذي وعد الله عليه بإصلاح الأعمال و مغفرة الذنوب؟. السَّداد في الآية معناه عند المفسّرين و في ظاهر اللّغة أَن يكون الكلام عدلا صواباً و ذلك باستقامته بلا كذب و لا ظلمٍ يُقال سَدِّد أي استقم، و يقال سدَّدَ السَّهم نحو الرّمية إذا لم يعدل به عن سَمتها ( أي جهتها ) و قصدها . وفي الآية تأكيدٌ على الاهتمام بما يخرج من الّلسان فإنه رائد القلوب و المعبِّر عما تشتمل عليه فهو كالعنوان يدلّ على ما في النفوس.
رأيتُ لسان المرء رائدَ قلبه * وعنوانَه فانظر بماذا تُعنوِنُ
الصدق مقام الإسلام الأعظم به يتمايز المؤمنون في درجاتهم و الفاسقون في دركاتهم وهو برهان صحة الدين ....والتحرّي في المنطق منهج الصادقين و طريقة المؤمنين الصالحين ، و متى كان المتكلّم متحرّياً الصدق في أخباره و نقله لا يزيد و لا ينقص و للعدل في أمره و نهيه لا يغلو و لا يجحِف، فهو حريٌّ بأن يكون ممن يتحقَّقُ فيهم و عد الله في قوله: ( يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ). وفي صفات نبينا صلَّى الله عليه و سلَّم أنه كان يحفظ لسانه عن الفحش و التفحّش و أنه كان أصدق الخلق لهجة فكان مأمونا عند قومه في قوله مشتهرا بصدقه و في الأحاديث الثابتة في شمائله و أخباره ما يرشد المستزيد.(1/2942)
و من أعظم ما يعين على بلوغ مرتبة السداد تحرّي الصدق، فالصدق أساس الدين و منبع الأخلاق الكريمة، و في الكتاب و السنة من الدلالة على فضله و التنبيه على خطر ضده الكذب شيء كثير ... ومما يعين على السَّداد حفظ اللسان بالتحفّظ من فضول الكلام و بخاصة ما يخشى ضرره فإن حفظ اللسان عن ما لا ينبغي رأس كل خير و ربّ بلية في الدين أو الدنيا كان سببها الاستهتار بما يخرج من اللسان ... و قد وعدَ الله من يقول السداد أي العدل و الصواب و الصدق أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه أجزل الثواب بأن يصلح لهم أعمالهم أي يهديهم و يوفقهم للأعمال الصالحة وأن يغفر لهم الذنوب. وقوله ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) أي ظفر بالخير كله. و مما يتعلّق بالقول السديد في الكتاب الحكيم قوله:( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (النساء:9) فقوله( وليقولوا قولا سديدا ) أي عدلا وهو أن يأمره بأن يتصدق بما دون الثلث ويخلِّف الباقي لورثته فينصحوا من حضرته الوفاة -ممن يريد أن يوصي - أن تكون وصَّيته حكيمة فيوصي بمن له عليه دين أو حق ثم يوصي لمن شاء لكن من غير أن يترك ورثته عالةً فقراء. قال ابن عباس رضي الله عنه: ( هذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه يوصي بوصية تضر بورثته فأمر الله سبحانه الذي يسمعه أن يتقي الله ويوفِّقه ويسدِّده للصواب ولينظر لورثته - أي ورثة من حضرته الوفاة - كما كان يحب أن يصنع لورثته إذا خشي عليهم الضَّيعة )اهـ. ( تفسير الطبري: 4 / 269 ). وقيل إن سبب نزول الآية أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلّم كان الرجل منهم إذا حضره الموت يأتون إليه، ويقولون له: انظر لنفسك أيها الرجل وأوصي بمالك وإن ورثتك لا يغنون عنك من الله شيئا وربما يحملونه على أن يوصي بجميع المال فنزلت الآية :( وليخش الذين لو تركوا(1/2943)
من خلفهم) أي إن تركوا من خلفهم ( ذرية ضعافا) أي أولاداً صغاراً ( خافوا عليهم) أي على أولادهم فليخافوا على أولاد الناس كما يخافون على أولادهم فإن أولاد الميت أحق بماله من الأجانب.
الصمت:-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُتْ)) .
رأيتُ الكلام يزينُ الفتى = والصَّمتُ خير لمن قد صَمَتْ
فكم من حروفٍ تجرُّ الحتوفَ = ومن ناطقٍ ودّ أن لو سَكَتْ
وقيل لذي النون المصري : من أصون الناس لنفسه؟ قال: أملكُهم للسانه. وقال بعض الحكماء : إنما خلق للإنسان لسان واحد وعينان وأذنان ليسمع ويبصر أكثر مما يقول. ويقول الفضيل بن عياض : من عدّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه - أي فيما يحتاج إليه-.
حكمة:
من علامات فضل الإنسان و صلاحه: صلاحُ قوله و فعله و من لم يعتنِ بما يقول و يعاتب نفسه على زلات لسانه فهو ناقص الدين و العقل و التجربة.
تنبيه:
(قال بعض المفسرين منهم قتادة: يعني قولوا قولا سديداً في شأن زينب وزيد ولا تنسُبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما لا يحل فهذا الذي قاله بعض المفسرين لا يقصدون به أن الآية خاصة فيه، فالأمر بالسداد في القول يشمل كل ما يدخل تحت عموم الكلمة من تحري الصدق و العدل في كل قول) .
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2005, 05:33 PM
أحسن الله إليك أبا محمد. وما أجمل حفظ اللسان إلا فيما ينفع ، فإنه استجابة لأمر الله وأمر رسوله ، بل وأقوال الحكماء وأهل التجربة . وهو فوق ذلك علامة من علامات الوقار والرزانة. نسأل الله أن يعيننا على حفظ ألسنتنا ، والاشتغال بالعمل عن كثرة الكلام.
---
الميموني
11-02-2005, 05:43 PM
و جزاكم الله خيرا أنتم ياشيخ عبد الرحمن
من هداه الله لحفظ لسانه هداه لأعظم الخير
---
(1/2944)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في شبكة الفصيح / لنشر ملخص رسالة الماجستير والدكتوراه في المجلات العربية والإسلامية
---
في شبكة الفصيح / لنشر ملخص رسالة الماجستير والدكتوراه في المجلات العربية والإسلامية
---
حمدي كوكب
06-05-2006, 02:33 AM
قرأت هذا الموضوع في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
وأضعه هنا حتى ينفع الباحثون والدارسون :
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=12166
---
(1/2945)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا أسلوب التعليل وطرائقه في القران الكريم
---
صدر حديثا أسلوب التعليل وطرائقه في القران الكريم
---
د.يسري خضر
03-23-2007, 10:16 PM
وهي رسالة علمية للدكتور يونس عيد مرزوك الجنابي وفقه الله
تقع في 376صفحة من القطع المتوسط
وتتضمن مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة
تحدث في التمهيد عن العلة والتعليل عند النحويين والمناطقة والفلاسفة ثم عن العلة والتعليل في السياق القرآني
الفصل الأول :اللام هي أم باب التعليل والأصل فيه
الفصل الثاني:التعليل بالحروف(الأدوات)
الفصل الثالث:التعليل بالأسماء (المفعول له)
الفصل الرابع:التعليل بوسائل وطرائق أخري
وقد رجع الباحث إلي كتب اللغة والنحو والتفسير وعلوم القران ولاسيما كتب إعراب القران الكريم ومعانيه
وقد صدرت الطبعة الأولي عن دار المدار الإسلامي بيروت 2004هجرية
---
(1/2946)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعرف على أحد أعلام القراء السابقين العلامة ناصر الدين الطبلاوي رحمه الله تعالى
---
تعرف على أحد أعلام القراء السابقين العلامة ناصر الدين الطبلاوي رحمه الله تعالى
---
د. أنمار
06-25-2004, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع اليوم سلسلة التعريف بأئمتنا من فحول القراء ، والذين تدور حولهم أسانيد كثير من القراء اليوم، وها أنا أضع بين أيديكم ترجمة الإمام الطبلاوي وهو شيخنا في الإسناد. وتكاد لا تخلو إجازة اليوم إلا وفيها اسم هذا العلامة
وآمل من الإخوة ألا يبخلوا علينا بأي استدراك، وإلا فدعوة صالحة، أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان.
-----------------------------
ناصر الدين الطبلاوي
(ولادته: في حدود 866 هـ ـ وفاته: 966 هـ )
ناصر الدين محمد بن سالم بن علي المصري الأزهري الشافعي المعروف بالطبلاوي نسبة إلى طبلية من قرى المنوفية بمصر.
وصفه مترجموه بأنه : الإمام العلامة الحبر أحد العلماء الأفراد بمصر بقية السلف الكرام شيخ الإسلام ناصر الدين الطبلاوي المصري الشافعي
وهو من رجال إسناد معظم الإجازات في القراءات العشر. (10)
حياته:
ولد في حدود 866 هـ . عرفنا ذلك من تاريخ وفاته فقد عاش نحو مائة سنة.
قال الشيخ عبد الوهاب الشَّعْرَاني (898-973هـ): صحبته نحو 50 سنة فما رأيت في أقرانه أكثر عبادة لله تعالى منه لا تكاد تراه إلا في عبادة، إما يقرأ القران، وإما يصلي، وإما يعلم الناس العلم، وانتهت إليه الرئاسة في سائر العلوم بعد موت أقرانه(1/2947)
قال: وكان- رضي الله تعالى عنه- مشهوراً في مصر بكثرة رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عليه الخلائق إقبالاً كثيراً بسبب ذلك، فأشار عليه بعض الأولياء بإخفاء ذلك، فأخفاه (1، 2)
قلت وهذا العلامة ترك ذرية مباركة، منهم ابنه أبو النصر بن ناصر الدين الطبلاوي وحفيده منصور الطبلاوي، (ت 1014هـ ) المعروف بسبط الطبلاوي وهو فقيه شافعي حافظ للقرآن بالروايات ، وقد حمل علما عن أبي النصر بن ناصر. وله مؤلفات عديدة. (3)
منزلة الإمام ناصر الدين الطبلاوي :
قال الشيخ عبد الوهاب الشَّعْرَاني: وليس في مصر أحد الآن يقرر في بيان العلوم الشرعية، وآلاتها إلا هو حفظاً، وقد عدوا ذلك من جملة كراماته، فإنه من المتبحرين في التفسير والقراءات والفقه والحديث والأصول والمعاني والبيان والطب والمنطق والكلام والتصوف، وله الباع الطويل في كل فن من العلوم، وما رأيت أحداً في مصر أحفظ لمنقولات هذه العلوم منه، ..وولي تدريس الخشابية وهي من أجلِّ تدريسٍ في مصر ( يقول أنمار: هي مشروطة لأعلم علماء الشافعية)، يجتمع في درسه غالب طلبة العلم بمصر، وشهد له الخلائق بأنه أعلم من جميع أقرانه، وأكثرهم تواضعاً، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم نفساً. لا يكاد أحد يغضبه .. وله صدقة كثيرة لا يكاد يبيت على دينار ولا درهم مع كثرة دخله تبعاً لشيخه الشيخ زكريا
قال الشعراني: وقد عاشرته مدة سنين أطالع أنا وإياه لشيخ الإسلام المذكور، فكنت أطالع من طلوع الشمس إلى الظهر، ويطالع هو من الظهر إلى غروب الشمس، فما كنت أظن أحداً بمصر أكرم مني مجلساً، فكنت إن نظرت إلى وجه شيخ الإسلام سررت، وإن نظرت إلى وجه الشيخ ناصر الدين سررت، وكأنما النهار الطويل يمر كأنه لحظة من أدبه وأدب شيخه، من حلاوة منطقهما وكثرة فوائدهما، لا سيما في علم التأليف والوضع وضم الألفاظ انتهى. (1، 2)
شيوخه:
شيخه في القراءات هو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (4 )(1/2948)
وقال عن نفسه في إجازته لبعض الآخذين عنه ما نصه:
تلقيت العلم عن أجلة من المشايخ منهم:
قاضي القضاة زكريا،
وحافظ عصرهم الفخر بن عثمان الديلمي ،
والسيوطي،
والبرهان القلقشندي بسندهم المعروف،
وبالإجازة العالية مشافهة عن الشيخ شهاب الدين البيجوري، شارح جامع المختصرات، نزيل الثغر المحروس بدمياط
بالإجازة العالية، عن شيخ القراء والمحدثين، محمد بن الجزري (1، 2)
ومن صدقه وتواضعه في أخذ العلم أنه حضر درس الشيخ شمس الدين محمد الرملي (919 – 1004 هـ) الشهير بالشافعي الصغير الذي عده جماعة من العلماء مجددا للقرن العاشر
ففي خلاصة الأثر ما نصه:
حضر درسه أكثر تلامذة والده وممن حضره الشيخ ناصر الدين الطبلاوي (866 تقريبا – 966 هـ) الذي كان من مفردات العالم مع أنه في مقام أبنائه فليم على ذلك وسئل عن الداعي إلى ملازمته فقال لا داعي لها إلا أني أستفيد منه مالم يكن لي به علم.
تلاميذه بدءًا بالقراء منهم:
الشيخ شحاذة اليمني
وهو أبرز من ظهر اسمه في أسانيد المتأخرين ممن أخذ عنه القراءات العشر الكبرى (4)
أحمد بن علي الفلوجي المقرئ (918 – 981 هـ)
العلامة شهاب الدين الحموي، الشافعي، المجود، الواعظ. حفظ المتون كالشاطبية، والرائية، والألفية وأخذ عن جملة من العلماء منهم الشيخ ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي، وابن عبد الحق. (1)
عبد الله الهندي (المتوفى 957 هـ)
عبد الله بن منلا صدر الدين بن منلا كالي الهندي، الحنفي. اشتغل بحلب في كبره بالعلم، واعتنى بالقراءات، وجمع للسبعة، ثم للعشرة، وأخذ بها عن الشيخ إبراهيم اليشبكي، والشيخ إبراهيم الصيرفي، والأريحاوي، والشيخ أحمد بن قيما، ثم دخل إلى القاهرة، وأخذ عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي وغيره، ثم رجع إلى حلب، ولزمه الطلبة في القراءات، وحج سنة 957 هـ، وتوفي وهو راجع في طريق الحج. (1، 2)
علي بن غانم المقدسي (920 – 1004 هـ)(1/2949)
حفظ القرآن وتلاه بالسبع على الشيخ الفقيه الورع الزاهد شهاب الدين أحمد بن الفقيه علي بن حسن المقدسي الحنبلي
وأخذ عن قاضي القضاة محب الدين أبي الجود* محمد بن إبراهيم السديسي الحنفي قرأ عليه القراآت والفقه وسمع عليه كثيراً ..
وأخذ عموما عن عدد من الشيوخ
منهم خاتمة المحققين الشيخ ناصر الدين الطبلاوي
ومنهم الشيخ المسند شمس الدين محمد بن شرف الدين السكندري يروى عنه الحديث المسلسل بالأولية والكتب الستة والقراآت (3)
------------
يقول أنمار: هكذا في هذا المصدر والمشهور أنه أبو الفتح السمديسي بالميم، وسأفرده بالترجمة. وهنا يؤكد المصدر أنه سمع عليه كثيرا، فهل هو نفسه.؟
ولم أزل أستشكل ذكره في الإجازات أقصد ابن غانم عن السمديسي وعمر ابن غانم 12 سنة عند وفاة السمديسي. نعم وجدت أمثلة موثقة على أخذ القراءات العشر لمن هو في مثل عمره، لكن لندرة ذلك يتناقلها العلماء فيستبعد جدا أن لا ينص عليها في ترجمته، وعندي أنها من اختصارات الإجازات التي ينبغي التنبه إليها، وأن أخذه للعشر الكبرى لابد وأن تكون عن أمثال الطبلاوي أو غيره، وهذا لا يمنع أن بداية أخذه كان عن السمديسي، والله أعلم.
زين الدين بن علي الجبعي العاملي (911 – 965 هـ)
قرأ عليه الفقيه الاِمامي زين الدين بن علي الملقب بالشهيد الثاني
وعند ذكره من تلقى عنهم قال ما نصه:
ومنهم: الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الشافعي، قرأت عليه القرآن (بقراء ة ابن (هكذا) عمرو) ورسالة في القراء ة من تأليفاته.
ومنهم: (الشيخ شمس الدين محمد بن أبى النحاس)، قرأت عليه (الشاطبية) في القراء ة، والقرآن العزيز للائمة السبعة، وشرعت ثانيا اقرأ عليه العشرة ولم اكمل الختم بها. (5)
اهـ(1/2950)
ولم أجد تلقيه هذا في كتب السنة. ومثل ذلك يعد من النوادر، لبعد كثير من الشيعة عن الاهتمام بحفظ القرآن فضلا عن القراءات. ويظهر لي من ترجمته أنه تلقى العلم داخل صفوف طلبة العلم السنيين قبل ترأسه وظهور تآليفه في مذهبه المنحرف.
الآخذون عنه من غيرهم
لا شك أن الآخذين عن العلامة الطبلاوي لا يحصون لكن أذكر هنا عددا من العلماء ممن نصوا في تراجمهم على أخذه منه
محمود البيلوني الحلبي
أجازه الطبلاوي كتابة سنة 892 هـ وفيها نص شيوخه أعلاه. (1، 2)
محمد الخطيب الشربيني ( المتوفى سنة 977هـ)
الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام الخطيب شمس الدين محمد الشربيني القاهري الشافعي. أخذ عن جملة من العلماء منهم الشيخ ناصر الدين الطبلاوي، وغيرهم، وأجازوه بالإفتاء، والتدريس (1، 2)
ابن حجر الهيتمي (المتوفى سنة 973 هـ)
أخذ عنه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الهيتمي السعدي الأنصاري الشافعي المكي.
ابن البقا الأربلي (المتوفى في حدود 970 هـ)
أبو بكر بن أحمد القاضي تقي الدين الأربلي، ثم الحموي الشهير بابن البقا بالموحدة والقاف المشددة،
أخذ عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي (1)
شمس الدين الداودي ( 942 - 1006 هـ)
محمد بن داود بن صلاح الدين الداودي القدسي الدمشقي الشافعي المحدث الفقيه علم العلماء الأعلام والمفتي المدرس الهمام
رحل إلى مصر وأخذ عن جماعة من المصريين منهم ناصر الدين الطبلاوي (3)
أحمد بن حسن بن عبد المحسن الرومي (ولادته في الستين من المائة العاشرة هـ)
أحمد الرومي. أجاز له حين دخل مع والده الديار الشامية والمصرية، جماعة من العلماء الأجلة، منهم: الإمام العلامة محمد البرهمتوشي الحنفي، والشيخ الإمام المحدث شمس الدين العلقمي الشافعي، والشيخ البارع بقية الأفاضل، ومجمع الفضائل، ناصر الدين الطبلاوي. (6)(1/2951)
وأظن مثل هذا ذكر في ترجمته دخولا تحت بعض الإجازات العامة لأن ولادته في العشر التي مات فيها الإمام الطبلاوي.
مؤلفاته:
له مصنفات منها:
شرحان على البهجة الوردية لعمر بن مظفر ابن الوردي وهذا المتن عندي ويقع في حدود الخمسة آلاف بيت في الفقه الشافعي
بداية القارئ في ختم صحيح البخاري.
شرح الحاوي الصغير للقزويني في الفروع.
مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين. (7)
وله منظومة مخطوطة من محفوظات دار الكتب المصرية لم يذكرها مترجموه وعليها خطه في آخر صفحاتها (10)
وفاته:
قال أبو المكارم نَجْم الدِّين محمد بن محمد بن محمد الغَزِي العامري القرشي الدمشقي، (977-1061 هـ)
توفي كما بخط والد شيخنا نقلاً عن ثقات كانوا بمصر 10 جمادى الآخرة سنة 966 هـ ودفن في حوش الإمام الشافعي، وكان له جنازة عظيمة، وصلي عليه غائبة بدمشق يوم الجمعة 13 شعبان قال والد شيخنا: وقيل لي أنه عمر نحو المائة وانتفع به خلق كثير رحمه الله تعالى.
اهـ (1، 2، 8)
------------------------------
المراجع:
1- كواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي 2/33 وكذا في ترجمة عبد الله الهندي، وترجمة الخطيب الشربيني، وترجمة ابن البقا الأربلي،
2- شذرات الذهب 4 أو 8 / 348 – 349 .وكذا ص 384 في ترجمة الشربيني وص 317 ترجمة عبد الله الهندي، وترجمة الخطيب الشربيني
3- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي في ترجمة سبط الطبلاوي وترجمة ابن غانم المقدسي، وترجمة محمد الداودي
4- كتاب مشيخة أبي المواهب ابن عبد الباقي الحنبلي في ترجمة محمد البقري وكذا في معظم إجازاتنا
5- أعيان الشيعة: 7/ 149 (ترجمة الشهيد الثاني). والروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ص 171
6- الطبقات السنية في التراجم الحنفية. في ترجمة أحمد بن حسن الرومي
7- هدية العارفين2/ 247، الأعلام6/ 134، كشف الظنون 1 / 626، معجم الموَلفين 10/ 17 شذرات الذهب 4 / 349(1/2952)
إيضاح المكنون 1/ 168
8 - ديوان الإسلام لابن الغزي في ترجمة الطبلاوي.
9- إمتاع الفضلاء 2/282 لإلياس برماوي ولم يزد على ما دونته أعلاه
10- هداية القاري للشيخ المرصفي ملحق الأعلام ترجمة رقم 116
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 02:02 PM
وفقك الله على هذه التراجم النفيسة . وهناك كتاب لدي من مدة عني بهذه التراجم بعنوان :(الحلقات المضيات) وهو تراجم رجال أسانيد القراءات . فهل اطلعتم عليه وفقكم الله ؟
---
د. أنمار
06-27-2004, 06:04 PM
اطلعت عليه قبل سنة تقريبا، ووجدته مختصرا جدا.
ثم وقفت للمؤلف نفسه على كتاب إمتاع الفضلاء بتراجم القراء.
وسعدت به جدا، لأنه من أوائل الأعمال التي ظهرت لتراجم القراء بعد الإمام ابن الجزري، لكنه ترك مجالا واسعا جدا للاستدراك. وما فاته أكثر بكثير مما جمعه .
ثم أنه ترجم لأناس من المعاصرين مما لم يظهر لي وجه ذكرهم مع القراء
وأرى أنه لابد من عمل موسوعي محرر للتراجم يقوم به جماعة من أهل الاختصاص، فيغطي قراء السبعة والعشرة شاملا لقراء الحجاز واليمن وبقية الجزيرة العربية والشام والعراق وتركيا ومصر والمغرب العربي وكذلك الهند وباكستان وما بعدها من بلاد أندونيسيا.
والصورة الأولى لهذا العمل ليست بالأمر المستحيل ولا الصعب. وخطة العمل بخطوطه العريضة تكاد تكتمل في ذهني.
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 09:06 PM
أخي الكريم د.أنمار وفقه الله ونفع به(1/2953)
الكتاب مختصر كما ذكرت ، وقد ترك مجالاً واسعاً للمتعقب كما تفضلت . وأحسبك إن شاء الله لو تصديت للأمر لكان في ذلك خير كثير فلا تتردد وفقك الله ، ونحن جميعاً رهن إشارتك في ذلك . ولا سيما أن صورة الأمر واضحة في ذهنك ، والمراجع متوفرة ، والحاجة قائمة ، واعتبر بكتاب البسط الذي دللتنا عليه مشكوراً ففكرته طريفة ، وسيسد فراغاً ، ولا تزال هناك حاجة لكتاب شامل في التراجم لرجال أسنيد القراءات.
---
إياد السامرائي
04-21-2005, 10:38 PM
الأخوة الأعزاء في الملتقى لقد قام الدكتور محيي هلال سرحان بدراسة وتحقيق كتاب ( مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين ) للشيخ ناصر الدين الطبلاوي وأحتوى القسم الأول ( الدراسة ) على ترجمة وافية عن الشيخ ومؤلفاته ، والكتاب طبع في دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد سنة (1423م=2002هـ) ونسخه متوفرة ، والاطلاع عليه يعطي صورة واضحة عن المؤلف ومنهجه في التأليف
أخوكم في الله : إياد سالم السامرائي
---
(1/2954)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معاني القرآن عند ابن الشجري (إهداء للأخ الكريم ابن الشجري)
---
معاني القرآن عند ابن الشجري (إهداء للأخ الكريم ابن الشجري)
---
عبدالرحمن الشهري
06-07-2005, 12:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وقع في يدي العدد السابع والعشرين بعد المائة من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتاريخ 1425هـ فوجدت ضمن بحوثه المنشورة بحث ماتع بعنوان :
معاني القرآن عند ابن الشجري للزميل الكريم الدكتور شايع بن عبده الأسمري
الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد وقد ذكر في صدر بحثه هذا أنه قد اطلع على أمالي العلامة ابن الشجري - رحمه الله تعالى - فرآها قد حوت علوماً متنوعة ، أربعة منها تتصل بالقرآن الكريم ، وهي : التفسير ، وإعراب القرآن ، والقراءات ، والبلاغة . فرأى أن يؤلف أشتات ما يتعلق بتفسير القرآن من الأمالي ، ومن سائر كتب ابن الشجري التي طبعت ، لأسباب ذكرها .
والبحث يقع في المجلة من ص 111إلى ص 288 . ولعلي أطلبه منه - وفقه الله- على هيئة ملف وورد وأضعه هنا إن شاء الله. وقد أحببت أن أهدي هذه المشاركة للأخ النبيل الأديب ابن الشجري تقديراً لعلمه وأدبه الذي يطل علينا بين الحين والآخر بفرائده ، متعه الله بالصحة والعافية ، وجميع الإخوة والأخوات في هذا الملتقى العلمي .
---
ابن الشجري
06-07-2005, 07:57 PM
هديتكم أباعبدالله مقبولة ، وبحفظ الله مصونة ، وكم تهزني هدايا الكرام ، ويهولني ثناء الكبار .(1/2955)
وإن كان هذا العالم النحرير ليس لنا من علمه إلا اسمه ، فنعوذ بالله من التشبع بماليس لنا ولم نعطه ، ولكن هي زلة من أنملة اتبعت هواها وتمنت على الله الأماني ، وتسترت بستر الله وراء هذا الاسم الفخم ، في ساعة لم تحسب لها حسابها ، ساعة كان الهوى يقظان والرأي نائم ، صعب معها التأخر كماهو صعب عليها التقدم ، فماذا تصنع وقد ركبت موج بحر فيه من بحاريه وباحثي مكنوزه العدد الوفير ، وكيف تنجو وقد دخلت أجمة ليوث المعاني وأرباب الفصاحة واللسن ، فمارعت ضربة لازب أو زبية هزبر , إن أقدمت غرقت أو أحجمت حرقت ، فليس لها إلا الدعاء بأن يكسوها الله من ستره الجميل ، وأن يسدد نأنأة طريقها في هذه المأسدة والمسلك الوعر .
أسمع أنه لايعرف لأهل الفضل فضلهم ، إلا من كان في الفضل مثلهم أو فوقهم ، فكيف بمن هو حائز قصب السبق في ميادين الأدب ، وشأنه شأن الفيخمان في بطن العرب ، فالحمد الله الذي وفق وأجزتني بهذه الإجازة ، التي هي في الحقيقة الشهادة العلمية ، فمن توفيق الله وبركاته أن صادفت هذه الأيام ، التي يقطف فيها الطلبة محصول عام من الدرس والتحصيل ، سقاها الله من أيام .
ولن أحاول هنا أن ألبسك حلل التقريض ، لكني لنسمات تشجيعك سأحث خطى تعلم الكتابة والقريض .
فعليك سلام الله وبركاته تحل معك حيث حللت وترحل لرحيلك حيث رحلت .
إذا نحن أثنينا عليك بصالح *** فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة *** لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني[/align]
---
(1/2956)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور طبعة جديدة من كتاب (تاريخ القرآن) للدكتور عبدالصبور شاهين
---
صدور طبعة جديدة من كتاب (تاريخ القرآن) للدكتور عبدالصبور شاهين
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2006, 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع طبعةٌ جديدةٌ (1426هـ) من كتاب (تاريخ القرآن) للأستاذ الدكتور عبدالصبور شاهين وفقه الله. وقد ناقش مؤلفه موضوع الأحرف السبعة نقاشاً علمياً محرراً ، من أفضل البحوث التي اشتمل عليها هذا الكتاب ، وقد سبقت الإشارة لهذا الكتاب ، وقصة تأليفه ، في مشاركة سابقاً في الملتقى بعنوان إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=123)
http://www.tafsir.net/images/tareekh.jpg
وقد صدَّرَ المؤلفُ هذه الطبعةَ بكلمةٍ موجزةٍ قال فيها :
(كلمة لهذه الطبعة
تَخرجُ هذه الطبعةُ من (تاريخ القرآن) والجوُّ مشحونٌ بالكثير من الكتابات العدوانية التي تستهدف القرآن ، شكلاً ومضموناً ، ففي الساحة الثقافية أدعياءُ كثيرون يخوضون في علوم القرآن بغير علمٍ ولا هدى ولا كتابٍ منير ، وقد أشعلوا فتنةً علمانيةً يريدون بها أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويأبى اللهُ إلا أَن يُتِمَّ نُورَهُ ، ولو كره الكافرون ، أو المشركون ، أو العلمانيون.
وأخطر ما في هذا الموقف أنَّ هؤلاء الأدعياء الخائضين في آيات الله ، وفي تاريخ القرآن ، وفي موضوعات الفكر الإسلامي يَحرصون – كلما حوصروا – على تأكيد أَنَّهم مناصرون للإسلام ، وأَنَّهم أعمقُ إيماناً من دعاته ، وأَنَّ العلمانيةَ هي جوهرُ الدين ، رغم أن حقائق الثقافة المعاصرة تؤكد أَنَّهم دعاةُ إلحادٍ ، وأَنَّ شرط العلمانيةِ أن يَخرجوا من العقيدة ، ولا بأسَ عليهم أن يتظاهروا بها خِداعاً وكذباً ونفاقاً.(1/2957)
إِنَّ هؤلاء العلمانيين آيلونَ حتماً إلى السقوط ، مهما شَغلوا من مناصب ، ومهما تلقوا من دعمٍ ماسوني ، بل مهما عَلَتْ أصواتهُم ، وتجمعت جُرذانهم ، وعوت ذئابهم ؛ لأنهم لا يواجهون هَمَلاً من أمثالهم ، بل هم يُحاربون اللهَ ورسولَه {واللهُ غَالبٌ على أَمرهِ} فهم في النهاية زَبَدٌ لا بقاء له {فأَمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأَمَّا ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرضِ}.
وعندما تنحسرُ هذه الموجةُ عن مجتمعنا الإسلامي سوف يُدركُ النَّاسُ أَنَّ وعد الله بنصرة الحق، وخذلان الباطل لا يتخلف أبداً ، ولسوف يرون أن طعنهم في القرآن ، وتأويلاتهم المجترئة عليه لم تبلغ منه إلا ما تبلغه القشةُ من السيل الهادرِ ، وذلك وعد الله القادر {إِنَّا نَحنُ نَزَّلنا الذكرَ وإِنَّا له لحافظون} {وإِنَّ جُندنا لهم الغالبونَ}.
المحرم 1426هـ
فبراير 2005م
عبدالصبور شاهين
---
فاروق
01-28-2006, 08:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
جزاك الله خيرا على هذا التذكيريا دكتور..
---
د.أبو بكر خليل
01-28-2006, 10:45 PM
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
سلام الله عليكم
هل هناك اختلاف في تلك الطبعة الجديدة عن سابقتها القديمة ؟
، حيث قرأتها منذ خمس عشرة سنة أو أكثر ، فلم تسترح نفسي لها ، و طويتها ، و لم أعد إليها حتى الآن ،
و لا أدري هل كنت مصيبا في ذلك أم لا ؟
و لعلّي أرجع إلى قراءتها قريبا
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2006, 09:21 AM
أخي الكريم الدكتور أبا بكر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس في الطبعة الجديدة إضافة ، وإنما إعادة صف فحسب ، وإخراج للكتاب في صورة جديدة. وليتك تعيد قراءته .
---
(1/2958)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب مساعدة في مجال تقنية إنجاز البحوث لا حرمكم ربي الأجر و الثواب
---
طلب مساعدة في مجال تقنية إنجاز البحوث لا حرمكم ربي الأجر و الثواب
---
عبد العلي
11-04-2006, 01:23 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الفضلاء و أساتذتي الأكارم :
أحتاج إلى من يدلّني على كيفية الحصول على كتب تهتم ببيان تقنية إنجاز البحوث
فمثلا لو احتجت في بحثي إلى بيان المعنى اللغوي لإحدى المفردات ، هل أرجع إلى جميع المعاجم و القواميس أم أكتفي ببعضها و أيها يقدّم ، و ما طريقة استخدام هذه العاجم ؟؟؟
و لو احتجت إلى ترجمة علم من الأعلام و كان فقيها محدثا مفسرا فهل أترجم له من كتب تراجم الفقهاء أم المحدثين أم المفسرين ؟؟؟
أرجو إفادتي بكتب أو بحوث على الشبكة تعنى ببيان مثل هذه الأمور و جزاكم الله خيرا
---
أحمد بزوي الضاوي
11-04-2006, 12:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
كيفية البحث في كتب التراجم :
للتعريف بالأعلام فإن الباحث لا يعرف بكل الأعلام الواردة في بحثه، وإنما يكتفي بالتعريف بغير المشهورين أو الذي لهم صلة وثيقة بمجال بحثه . والتعريف يكون مقتضبا بحيث يكتفي فيه بذكر الاسم الكامل وتاريخ الميلاد والوفاة ومجال اختصاصه وأهم مؤلفاته ، وأقوال العلماء فيه ، على أن لا يتجاوز ذلك ثلاثة أو أربعة أسطر تدون في الحاشية ( الهوامش ) . وكتب التراجم كثيرة ومعروفة نذكر لك أهمها :(1/2959)
1- كتاب الأعلام : للأستاذ خير الدين الزركلي، ونجد به تراجم عامة لا تختص بطبقة معينة من الجاهلية إلى 1960 ، ولكنه لم يذكر من المعاصرين إلا من توفي وهو كتاب جامع من حيث تعدد التخصصات .
طريقة الرجوع إليه : عندما تكون الأسماء مبتدئة ب " أب " أو "أم" فإننا نحذفها ونعتمد على متن الكلمة ابن تيمية = تيمية وبذلك سنجدها في حرف التاء ولكنه لا يذكر ترجمته في الكنية أو اللقب ، وإن أثبتها في موضعها من المعجم ، ولا يذكر ترجمته إلا في الاسم : عبد الحليم فإذا كنا نعرف الكنية أو اللقب نبحث عنه فيهما ليحيلنا على الموضوع الذي ترجم فه فيه ، وهو " الاسم " .
2- معجم الأدباء لياقوت الحموي : والكتاب ذو طابع عام وهو في تراجم الأدباء .والأدباء في عرفه هم الذين تركوا كتبا ، لذلك قلما نجده يترجم للشعراء اللهم إلا إذا كانوا مؤلفين ، وقد جمع ياقوت في كتابه أخبار النحويين واللغويين والنسابين والقراء المشهورين وننبه إلى أن ياقوت قد توفي سنة 626 هـ .
3-وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، لابن خلكات ( ت 680 هـ) وله ملاحق منها : أ - فوات الوفيات : لابن شاكر الكتبي .
ب- الوافي بالوفيات : صلاح الدين الصفدي ( ت 764 هـ) والكتاب واسع جدا ويتناول الأعيان واستثنى من الترجمة الخلفاء وكبار الصحابة ، وقد عني ابن خلكان بتحقيق تاريخ وفاة الأشخاص المترجم لهم .
4- تاريخ التراث العربي : فؤاد سركين ترجمة د / محمود فهمي حجازي .
5- التفسير ورجاله : محمد الفاضل بن عاشور .
6- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء : للحافظ أبي نعيم بن عبد الله الأصفهاني ( ت 430 هـ) .
7- سير أعلام النبلاء : للإمام شمس الدين محمد بن عثمان الذهبي ( 748 هـ) .
8-طبقات الشافعية الكبرى : لتاج الدين عبد الوهاب السبكي ( ت 771 هـ) .
9- طبقان الحنابلة : القاضي ابو الحسين محمد بن أبي يعلى بن الفراء ( ت 526 هـ ) .
10- طبقات المفسرين : محمد بن علي الداودي (945 هـ) .(1/2960)
11- كتاب السبعة في القراءات : أبو لكر أحمد بن موسى بن مجاهد ( ت 324 ه)
12- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : حاجي خليفة .
13-المشتبه في الرجال : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي .
14- معجم الدراسات القرآنية : د/ ابتسام مرهون الصغار .
15- معجم المؤلفين : محمود رضا كحالة .
16- النعث الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل من سنة 901 هـ إلى 1207 هـ لمحمد كمال الدين بن محمد الغزي العامري ( 1214 هـ) .
17- إسعاف المبطأ برجال الموطأ : جلال الدين عبد الرحمان السيوطي .
18- طبقات الفقهاء للشيرازي
19- تذكرة الحفاظ للذهبي .
20-الديباج لابن فرحون .
21- كتاب الطبقات : للإمام المحدث أبي عمرو خليفة بن خياط العصفري ( ت240 هـ)
22- النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين : د/ محمد رجب البيومي
23- تاريخ قضاةالاندلس : أبو الحسن بن عبد الله بن الحسن الملقي الأندلسي .
24- أعلام المغرب العربي : : ذ/ عبد الوهاب بنمنصور .
25-معجم المطروعات المغربية : ادريس بلماحي الادريس .
وكتب التراجم كثيرة ومتنوعة وقد اقتصر على ذكر بعضها ، ولم يبق لنا إلا ذكر الكتب التي ترجمت للصحابة – رضي الله عنهم .
أ - الإصابة في تمييز الصحابة : ابن حجر العسقلاني ( ت 852 ه)
ب - الاستيعاب في معرفة الأصحاب : أبي عبد البر القرطبي ( ت 463 ه).
وقد رتبا على حروف الهجاء وتضمنا فوائد كثيرة ، ومن ثم اعتبرا من أهم وأجمع ما صنف في تراجم الصحابة ، وقد ذيلا بتراجم الصحابيات .
ج- أسد الغابة في معرفة الأصحاب : لابن الأثير (630 هـ) .
د- حياة الصحابة : محمد يوسف الكاندهلوي ( ت 1384 هـ).(1/2961)
وننبه إلى أنه يتعين على الباحث أن يتعرف أولا على طريقة تأليف كل معجم من المعاجم التي عنيت بالترجمة للرجال ، وذلك حتى يسهل عليه الوصول إلى مبتغاه . وإذا كان يعرف تاريخ وفاة أو ميلاد المترجم له فإن ذلك سيفيده ويسير عليه الوصول إلى مبتغاه بسرعة ويعفيه من تضييع الوقت في البحث في كتاب ألف قبل ولادة المترجم له ، وذلك خطأ يقع فيه أغلب الباحثين المبتدئين، كما أنه إذا كان يعرف مجال تخصصه ، ومذهبه ، فإنه سيسر عليه الأمر ، فإذا كان المترجم له فقيها مالكيا ، فإنه لن يبحث عن ترجمته في طبقات الشافعية أو في طبقات المفسرين ، أو النحاة أو الأدباء .
وإنني أنصح بأن يدون اسم المترجم له في بطاقة خاصة ، ويبدأ بالنظر في كتب التراجم الحديثة : كمعجم المؤلفين : للأستاذ عمر رضا كحالة ، أو الأعلام لخير الدين الزركلي ، ثم بعد ذلك إن شاء توسع في الترجمة في غيرهما من الكتب التي عنيت بترجمة الأعلام الذين نحن بصدد التعريف بهم ، مع الإشارة إلى الصفحة والجزء . مما يسهل على الباحث الرجوع إلى هذه المصادر ، وفي بعض الأحيان يفيدنا معرفة اسم من أسماء الكتب التي ألفها العلم الذي نحن بصدد الترجمة له .
إذ إن ذلك يمكننا من الرجوع إلى كتاب كشاف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة (1017 ه / 1067ه) .
أما عن وجود هذه الكتب على الشبكة العنكبوتية فيمكن الرجوع إلى المواقع التي تعنى بالمكتبات كموقع :
1- صيد الفوائد .
2- المكتبة الوقفية .
3- الوراق .
وغيرها كثير .
أو يمكننا البحث عن الكتاب الذي نريدها بالاستعانة بمحركات البحث وهي كثيرة ومشهورة ، ومنها ماهو عربي إسلامي .
أتمنى لكم التوفيق و النجاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-04-2006, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين(1/2962)
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
كيفية البحث في المعاجم
أما عن البحث في المعاجم اللغوية فيتم بالطريقة التالية :
1- تجريد الكلمة من كل زيادة فيها بردها إلى أصلها اللغوي .
2- رد ما قلب أوحذف إلى أصله .
3- رد ما أبدل إلى أصله .
4- فك الادغام .
أما عن أنواع المعاجم اللغوية فنذكر منها :
1- معاجم الترتيب الصوتي :
أ . معجم العين للخليل (ت170هـ).
ب . البارع في اللغة لأبي علي القالي (ت356هـ).
ت . تهذيب اللغة للأزهري (ت370هـ).
ث . المحيط باللغة للصاحب بن عباد (ت385هـ).
ج . المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيدة الأندلسي (ت458هـ) .
2- معاجم الترتيب الهجائي :
أ . جمهرة اللغة لابن دريد (ت 321هـ) .
ب . مقاييس اللغة لابن فارس (ت 395 هـ) .
ت . مجمل اللغة لابن فارس .
3- معاجم الترتيب الألفبائي :
أ . كتاب الجيم (الحروف أو اللغات ) لأبي عمرو الشيباني (ت213هـ) .
ب . أساس البلاغة للزمخشري (ت 538هـ) .
ت . المصباح المنير لأبي العباس أحمد المقري الفيومي (ت770هـ) .
ث . لسان العرب لابن منظور (ت 711 هـ ) .
ج . القاموس المحيط للفيروزآبادي (ت 816هـ) .
ح . تاج العروس من جواهر القاموس : محمد مرتضى الزبيدي (ت1205 هـ) .
والحديث عن المعاجم اللغوية وأنواعها يطول ، نأمل أن تتاح الفرصة قادما لتفصيل القول أكثر، ولعل ماذكرته لكم فيه الكفاية .
مع ملاحظة مهمة : إن الإحالة على المعاجم اللغوية تتم بالباب و الفصل والمادة اللغويةأي الجذر اللغوي ويوصع بين قوسين ، فالجزء والصفحة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عبد العلي
11-04-2006, 02:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذي الفاضل أحمد بزوي الضاوي جزاكم الله خيرا و بارك في علمكم و وقتكم(1/2963)
و أوّد أن أسأل : هل يمكن العثور على ما تفضلتم بذكره ـ و غيره ممّا يتعلق بتقنية إنجاز البحوث ـ
في كتاب أو كتب موجودة على الشبكة أو يمكن تنزيلها ؟
علما أنّ المتوفر لدي الآن كتب تعنى ببيان منهجية كتابة البحوث و لاتتطرق إلى مثل ما تفضلتم بذكره.
و لكم منّي خالص الشكر و التقدير .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-06-2006, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل : عبد العلي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإني أقدر فيكم حرصكم على معرفة تقنيات البحث ، والواقع أن كثيرا من الجامعات لا تهتم بتدريس تقنيات البحث في المرحلة الجامعية ، مما يشكل نقصا كبيرا في تكوين الطلبة . ولا أخفيكم أن ما هو مكتوب عن تقنيات البحث أغلبه ذو طبيعة عامة ، و لا يهتم بالقضايا التفصيلية التي يعانيها الباحث المبتدئ.
وعلى العموم إذا صادفكم مشكل في البحث فإني على استعداد لتقديم المشورة و الدعم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
عبد العلي
11-06-2006, 07:12 PM
جزاك الله خيرا يا أستاذ ونفعنا الله بما من عليك من العلم
---
أحمد بزوي الضاوي
11-07-2006, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل : عبد العلي ـ حفظه الله ـ
أنتم أهل الجزاء و الإحسان .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
(1/2964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استمع لصوت هذه اليتيمة لعل قلبكَِ يرق لها
---
استمع لصوت هذه اليتيمة لعل قلبكَِ يرق لها
---
عبدالرحمن السديس
10-14-2005, 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
باب من أبواب الخير يسير لمن وفقه الله ، و طريقة ميسرة مبتكرة ؛ لنفع من هو بأمس الحاجة لقليل ينفعه ، ولا يضرك
اتصل على رقم (700000000) وباتصالك تكون تبرعت بمبلغ عشرة ريالات لأيتام الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ، وستستمع لصوت يتيم أو يتيمة يحدثك .. وإن شئت الزيادة ، فاتبع الخطوات التي تسمعها ، فلا تبخل على نفسك
{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ } (110) سورة البقرة
{ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } (272) سورة البقرة
وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال: بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا ". رواه البخاري (4998) وروى مسلم (2983) نحوه عن أبي هريرة .
وهذا رقم هاتف الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمدينة الرياض (4966666)
ساهم في رفع المعاناة عمّن فقد عائله ، وتذكر نعمة الله عليك برعاية والدك لك ،
وفضل الله عليك برعايتك لأولادك .
---
(1/2965)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب : التغني بالقرآن - لبيب السعيد
---
كتاب : التغني بالقرآن - لبيب السعيد
---
د . يحيى الغوثاني
12-17-2006, 05:57 PM
مما وجدت في أرشيفي هذا الكتاب
قد أتفق مع بعض ما فيه وقد أختلف لكنه قد يهم بعض الباحثين
التغني بالقرآن
- لبيب السعيد
ا
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
التغني بالقرآن (بحث فقهى تاريخي) بقلم لبيب السعيد الهيئة العامة للتاليف والنشر 1970
(1/1)
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة وإهداء الحمد لله حمدا طيبا طاهرا، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الكريم سيدنا محمد، ونسأله سبحانه أن يبارك لنا في القرآن العظيم، وأن يهدينا الصراط المستقيم.
وبعد، فشهر رمضان هو عيد القرآن، ولعله بذلك أن يكون خير مناسبة يصدر فيها بحث يتصل بهذا الكتاب العظيم، وهذا لنور المبين وقد تعود هذا الضعيف أن يحترم قراءه، حتى في مجال الثقافه العامة، فلا يقدم لهم عملا لم يبذل له كل جهده وهو متواضع، وغاية طاقته وهى محدودة وهذا البحث على ضالة حجمه وعمومية مكتبته كبد
(1/3)
--------------------------------------------------------------------------------
صاحبه في كتابته مشقة يرجو بعدها ألا يكون البحث مرسلا أو خديجا عاميا أو رخيصا * * *(1/2966)
وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه ذلك، ويصدر البحث في أيام لا يزال فيها الأم لفقد (جمال عبد الناصر) يفعل في ما يفعل بكل أبناء العروبة والإسلام: يعتصر قلبى، ويرمض جوانحي فليكن هذا البحث هدية مخلصة لروح القائد المجاهد المسلم الصالح، وليكن دعاء ضارعا إلى الله أن يقبل عن (عبد الناصر) أحسن ما عمل، وأن يزيده من فضله شعبان 1390 لبيب السعيد أكتوبر 1970
(1/4)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأول الغناء في المجتمعات العربية والإسلامية - 1 - من الخصائص الأفتة في الشعوب العربية الإسلامية أنها تهوى - في كل مجالات حياتها - الألحان المطربة والنغمات المشجية: تهواها مرددة إياها، وتهواها مصغية إليها ومن العادات الملحوظة وذات الدلالة في هذه الشعوب أن الأطفال يغنون، والباعة إذ يروجون لبضائعهم يغنون، بل إن النساء حين يبكين موتاهن الأعزة يغنين - 2 - وقد عنيت الثقافة العربية الإسلامية بالغناء والألحان: ففى اللغة:
(1/5)
--------------------------------------------------------------------------------
الغناء من الصوت ما طرب به...وقد غنى بالشعر، وتغى به...وغنإ بالشعر، وغنإ أياه...ويقال: غنى فلان يغى أغنية، وتغى بأغنية حسنة، وجمعها الأغاني...وغنى بالمرأة: تغزل بها غناه بها: ذكره إياها...وغنى الحمام، وتغى: صوت (1) وقال أبو العباس: ويقال إن الغناء إنما سمى غناء، لأنه يستغنى به صاحبه عن كثير من الأحاديث، ويفر إليه منها، ويؤثره عليها...(2) وصاحب (العين):
__________
(1) انظر: ابن منظور: لسان العرب فصل الغين، حرف الواو والياء، ج 19 ص 376 و 377.
(2) انظر: ابن سيده: المخصص ج 13 ص 9 - باب الملاهي والغناء
(1/6)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2967)
اللحن من الأصوات: المصوغة الموضوعة، والجمع: الحان، ولحون (1) ولحن في قرإته: إذا غرد وطرب فيها بألحان (2) وهو ألحن الناس: اذا كان أحسنهم قراءة أو غناء (3) وقال في (الصحاح): التلحين: التخطئة وقال فيه:...وهو ألحن الناس: اذا كان أحسنهم
قراءة أو غناء وقال ساجقلى زاده: وبالحملة، ان اللحن يجئ بمعنين: (أحدهما) الخطأ في القراءات (والآخر) الصوت الحسن المطرب، وبجمع - بكل من المعنين - على لحون وألحان
__________
(1) ابن سيده: نفس المرجع (2) ابن منظور: اللسان - فصل الام، حرف النون ج 17 ص 263 (3) نفس المرجع
(1/7)
--------------------------------------------------------------------------------
والأول: هو ما ذكر في كتب التجويد، وانفسم إلى: جلى: وهو حرام بلا خلاف وخفى: وهو مكروه: بعضه تحريما، وهو ما يعرفه عامة القراء، وبعضه تنزيها، وهو مالا يعرفه إلا مهرة القراء (1) وتكلم ابن سيده عن (الطبقة) في الغناء، فقال: (...والطبقة حد مختار للصوت، وينبغى أن توضع الألحان فيما شاكلها من الأشعار: فمنها: ما يبكى ويرقق، وهو لما كان من الشعر في الغزل، والتشوق إلى الوطن، والبكاء على الشباب، والمراثي والزهد ومنها: ما يطرب، وهو لما كان في نعت الشراب،
وذكر الإماء، والمجالس، والصبوح، والدساكر.
ومنها: ما يشوق وترتاح له النفس، مثل صفة الأشجار والزهر، والمتنزهات، والصيد
__________
(1) رسالة في التغني واللحن ص 8 (مخطوطة لدنيا مصورة عن مخطوطة بدار الكتب والوثائق القومية)
(1/8)
--------------------------------------------------------------------------------
ومنها: ما يسر ويفرح، وبحث على الكرم، وهو لما كان في المديح والفخر، وصفة اللمك.(1/2968)
ومنها: ما يشجع، وهو لما كان في الحرب، وذكر الوقائع، والغارات، والأسرى، وغير ذلك وهذا كله يدعى غناء...الخ (1) - 3 - والمجتمع العربي الاسلامي - في احتفاله بالغناء وعنايته به - يقول في الغناء عبارات بليغة، منها: - غناؤه كالغنى بعد الفقر، وهو جبر للكسير - غناؤه يبسط أسره الوجه، يرفع حجاب الأذن، ويأخذ بمجامع القلب، ويحرك النفوس، ويرقص الرؤوس - فلان طبيب القلوب والأسماع، ومحيى موات الخواطر والطباع، ويطعم الآذان سرورا، ويقدح في القلوب نورا...الخ (2)
__________
(1) ابن سيده: المرجع السابق (2) الحصرى: زهر الاداب ج 1 ص 615 (بتحقيق الجباوى)
(1/9)
--------------------------------------------------------------------------------
- 4 - وعمر بن الخطاب كان يقول: الغناء زاد الراكب (1).
وكذلك كان عروة الزبير يقول: نعم زاد الراكب الغناء نصبا (2) وخوات بن جبير الصحابي كان في ركب فيهم عمر ابن الخطاب، وأبو عبيدة بن الحراح، وعبد الرحمن ابن عوف، فغنى من بنيات فؤاده، يعنى من شعره، حى كان السحر...(3) وأسامة بن زيد رؤى واضعا إحدى رجليه على الأخرى يغنى النصب (4) ويقول الزهري، وابن جريج، في تفسير قوله تعالى: (يزيد في الخلق ما يشاء) (5): يعنى حسن
__________
(1) انظر: لكتابي: التراتيب الادارية ج 2 ص 136 و 137..(2) نفس المرجع، والنصب: الانشاد بصوت رفيع (3) انظر نفس المرجع.
(4) نفس المرجع.
(5) سورة فاطر / 1
(1/10)
--------------------------------------------------------------------------------
الصوت (1) وذكر يحيى بن كثير في قوله تعالى: (فهم في روضة يحسبرون) (2): السماع في الجنة (3)
وقاله الأوزاعي (4) وفى رواية: يلتذون بالسماع فيها (5) وورد في الخبر: ليس في خلق الله تعالى أحسن صوتا من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل السموات صلاتهم وتسبيحهم (6) وفى (الصحيح) عن بلال، أنه رفع عقيرته يسنشد شعرا (7)(1/2969)
__________
(1) القرطبى: الجامع لاحكام القرآن ج 14 ص 320.
وانظر: الابشيهى: المستطرف من كل فن مستظرف ج 2 باب 110 ص 176 - ط 1285 ه (2) سورة الروم / 15 (3) القرطبى: المرجع السابق ج 14 ص 12 (4) نفس المرجع (5) انظر: احمد تيمور: الموسوعة التيمورية ص 148.
(6) نفس المرجع.
(7) الكتاني: المرجع السابق
(1/11)
--------------------------------------------------------------------------------
وترويج بعض الأنصار فتاة لعائشة، فأهدتها إلى (قباء)، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أهديت عروسك؟ قالت: نعم قال: فأرسلت معها بغناء، فإن الأنصار يحبونه؟
قالت: لا قال: فأدركيها يا زينب: امرأة كانت تغنى بالمدينة (1) وعن عائشة أن أبا بكر دخل عليها، وعندها جاريتان له في أيام منى تغنيان وتضربان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد (2) وفى عرس رجل من أهل المدينة يكنى أبا حنظلة، غنى مالك صاحب المذهب:
__________
(1) انظر: ابن حجر العسقلاني، الاصابة ج 4 ص 221 والنويري: نهاية الارب ج 4 ص 139 (2) انظر: ابن حزم الظاهرى: المحلى ج 5 ص 93 ط الميزية سنة 1349 ه (بتحققيق احمد محمد شاكر)
(1/12)
--------------------------------------------------------------------------------
سليمى أزمعت بينا فأين تقولها، أينا؟ (1) وثمة أبيات رقيقة لممر بن أبى ربيعة غناها ابن سريج، وذكر عمر بن بانة أن لحنها هو لملك وقال الهاشمي مثل ذالك (2).
وقد أورد النويري أن أبا على محمد بن أحمد بن أبى موسى الهاشمي سئل عن السماع، فقال: (ما أدرى ما أقول فيه، غير أنى حضرت دار شيخنا أبى الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي سنة 370، في دعوة عملها لأصحابه، حضرها أبو بكر الأبهري شيخ المالكية،(1/2970)
وابو القاسم لداركى شيخ الشافعية، وأبو الحسن بن طاهر ابن الحسن شيخ أصحاب الحديث، وأبو الحسن بن سمعون شيخ الوعاظ والزهاد، وأبو عبد الله محمد بن مجاهد شيخ المتكلمين، وصاحبه أبو بكر الباقلانى في دار شيخنا أبى الحسن التميمي شيخ الحنابلة
__________
(1) انظر: أبو الفرج الاصفهانى: الاغانى ج 2 ص 238 (2) انظر: المرجع السابق ج 10 ص 105
(1/13)
--------------------------------------------------------------------------------
فقال أبو على: لو سقط السقف عليهم لم يبق بالعراق من يغنى في حادثه يشبه واحدا منهم ومعهم أبو عبد الله غلام تام وكان هذا يقرأ القرآن بصوت حسن، وربما قال شيقا فقل له: قل لنا شيئا فقال لهم، وهم يسمعون: - خصلت أنا ملها في بطن قرطاس رسالة بعبير لا بأنفاس - - أن زر فديتك لى من غير محتشم فأن حبك لى قد شاع في الناس - - فكان قولى لمن أدى رسالتها قف لى لأمشى على العينين والراس - قال أبو على: فبعد أن رأيت هذا لا يمكننى أن أفتى في هذه المسألة بحظر ولا أباحة) (1)
__________
(1) نهاسة الارب ج ص 195 و 196
(1/14)
--------------------------------------------------------------------------------
- 5 - وهذا المجتمع، في عنايته بالأنغام والموسيقى، يجمع علمها، وييسر صعبها، وينظم شاعره (1) هذين البيتين في أنغام الموسيقى: - رست وهوى بوسليك حسيني وحجاز وزنكلا وعراق والنوى والبزرك مع زيرا فكن ده والاصبهان والعشاق (2) ويترجمون لواحد) خرج في فنون العلم إماما)، وهو عبد العزيز بن أبى الصلت الأشبيلي، فيقولون: (وأمتن علومه: الفلسفة والطب التلحين...) (3) ويحددون في دقة، الشروط التى يجب على المغنى أن يستوفيها في غنائه، فيقول ابن أبى اسرائيل عن المحسن المصيب
__________(1/2971)
(1) صفى الدين المحلى (2) الكنز المدفون ص 18، نقلا عن احمد تيمور: المرجع السابق ص 167 (3) المقرى: نفح الطيب ج 1 ص 530، نقلا عن احمد تيمور المرجع السابق
(1/15)
--------------------------------------------------------------------------------
من المغنين: هو الذى يشبع الأحان، ويملأ الأنفاس، ويعدل
الأوزان، ويفخم الألفاظ، ويعرف الصواب، ويقيم الإعراب، ويستوفى النغم الطوال، ويحسن مقاطع النغم القصار، ويصيب أحناس الإيقاع، ويختلس مواضع النبرات، ويستوفى ما يشاكلها من النقرات (1) - 6 - وحتى الأوتار، أباح بعض الفقهاء سماعها، (لأنه لم يرد الشرع بتحليلها ولا تحريمها) (2)، وقيل إن كل ما ورد في تحريمها غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه (لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة سماعه) (3) وعمل أهل المدينة له عند المالكية حجيته وقيل: (ومن الدليل على إباحته أن ابرهيم بن سعد ابن ابرهيم بن عبد الرحمن بن عوف، مع جلالته وفقهه وثقفه - كان يفتى مجله، وقد ضرب بالعود، ولم تسقط
__________
(1) انظر: النويري: نهاية الارب ج 5 ص 117 (2) النويري: امرجع السابق ج 4 ص 143 (3) نفس المرجع
(1/16)
--------------------------------------------------------------------------------
عدالته بفعله عند أهل العلم، فكيف يسقط عدالة المستمع؟!، وكان يبالغ في هذا الأمر أتم مبالغة، وقد أجمعت الأئمة على عدالته، واتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه في الصحيح وقد علم من مذهبه إباحة سماع الأوتار والأئمة الذين رووا عنه أهل الحل والعقد في الآفاق إنما
سمعوا منه، ورووا عنه بعد اسماعهم غناءه، وعلمهم أنه يبيحه، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، سمع منه ببغداد، بعد حلفه أنه لا يحدث حديثا إلا بعد أن يغنى على عود...الخ) (1)
__________
(1) المرجع السابق ص 143 و 144
(1/17)(1/2972)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني التغني بالقرآن في السنة - 1 - كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقران، ويرجع صوته به أحيانا، كما رجع يوم الفتح في قراءتة: (أنا فتحنا لك فتحا مبينا) (1)، وكانت صفة ترجيعه - فيما حكى عبد الله بن مغفل - آ...آ...آ...، ثلاث مرات (2) وظاهر أن هذا الترجيع كان اختيارا لا اضطرارا، لهز
__________
(1) سورة الفتح / 1 (2) البخاري: الصحيح - باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، وأنظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري ج 13 ص 441 و 442
(1/18)
--------------------------------------------------------------------------------
الناقة له، وكما يقول اين قيم الجوزية: (كان النبي يرجع في قراءته، فنسب الترجيع إلى فعله، ولو كان من هز الراحلة
لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا (1) ويقول ابن عمر، في دعوى أن الترجيع كان لهز الناقة: (...وفيه نظر، لأن الظاهر أنه عليه السلام فعل ذالك قصدا، لسرور لحقه في ذلك اليوم، والترجيع ينشأ غالبا من السرور (2) - 2 - ويقول البراء: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بمن العشاء: (ولتين والزيتون (3))، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قرءة منه (4) وعن جابر بن عبد الله، يقول: كان في كلام رسول الله
__________
(1) زاد المعاد ج 1 ص 134 (2) ساجقلى زاده: المرجع السابق ص 30 (3) يقصد سورة التين (4) البخازى: الصحيح - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن...وانظر: ابن حجر العسقلاني فتح الباري ج 13 ص 445
(1/19)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2973)
صلى الله عليه وسلم ترتيل وترسيل (1) ولم يكن غربيا، ما دام النبي صلى الله عليه وسلم قد تغنى بالقرآن، أن يقول: (ليس منامن لم يتغن بالقرآن)) (2) وقد كان سفيان بن عيينة يقول في تفسير هذا الحديث: (أي من لم يتغن بالقرآن)، فقال الشافعي: (ليس هو هكذا،
لو كان هكذا لقال: يتغانا، إنما هو يتحزن ويترنم به، وويقرؤه حدرا وتحزينا) (3) وكان أبو عبيد القاسم بن سلام اللغوى المحدث يرى مثل رأى سفيان اين عيينة، وكان يحتج ببيت الأعشى: وكنت امرأ زمنا بالعراق عفيف المناخ طويل التغني (4) وكان يحتج أيضا بقول عبيد الله بن معاوية ضمن أبيات:
__________
(1) ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 1 ص 97 (ط ليدن 1321) (2) رواه البخاري عن أبى هريرة، وراه أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في (لمستدرك)، عن سعد بن أبى وقاص (3) أنظر السبكى: طبقات الشافعية الكبرى ج 2 ص 130 وبتحقيق الطناحى والحو) (4) ديوان الاعشى ص 22
(1/20)
--------------------------------------------------------------------------------
كلانا غنى عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا (1) وكذلك احتج بأقوال أخرى منسوبه إلى ابن مسعود، وإلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عبيد: (ولو كان معناه الترجيح لعظمت المحنة علينا بذلك، إذ كان من لم يرجع القرآن فليس منه عليه السلام) (2) وقد ناقش المرتضى - في أماليه - ما قبل في تفسير ذلك
الحديث، وانتهى إلى أن التغني هنا ليس التحنين والترجيع، وانما هو على هذا الوجه: من لم يقم على القرآن فلا يتجاوزه إلى غيره، ولا يتعداه إلى سواه، ويتخذه مغنى ومنزلا ومقاما فليس منا (3) وكذلك ناتش ابن قيم الجوزيه هذا التفسير، فروى أن ابن بطال قال: (...وقالت طائفة: التغني بالقران هو تحسين الصوت، والترجيح بقراءته، والتغنى بما شاء من الاصوات واللحون، وأن هذا قول بن المبارك والنصر
__________(1/2974)
(1) الكامل للمبرد بشرح المرصفى ج 3 ص 13 (2) أنظر: الشريف المرتضى: امالي المرتضى، أو غرر الفوائد ودرر القلائد ص 31 و 32 (3) ص 21 - 35
(1/21)
--------------------------------------------------------------------------------
ابن شميل (1) وأورد ابن القيم عمربن الخطاب كان يقول لأبى موسى الأشعري: ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى ويتلاحن (2) وينقل ابن القيم قول ابن جرير (3): الدليل على أن معنى الحديث تحسين الصوت والغناء المعقول الذى هو تحرين القارئ سامع قراءته، كما أن الغنا، المعقول الذى يطرب سامعه - 2 - ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشئ ما أذن لنبى حسن الترنم بالقران (4)، وفى رواية:
(لم يأذن الله...)
__________
(1) زاد المعادج 1 ص 191 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع ص 191 وما بعدها (4) رواه البخاري في باب قوله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقران..)، ولفظه: (لم يأذن الله.
) وأنظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري ج 13 ص 444 و 445 ومسلم بن الحجاج: الجامع الصحيح ج 2 ص 192 وسنن أبى داود، كتاب 8 باب 200 وسنن السائى، كتاب 11 باب 83 وسنن المدارمى، كتاب 2 باب 171، وكتاب 23 باب 33
(1/22)
--------------------------------------------------------------------------------
ومعنى قوله: (يأذن): يستمع له، يقال: أذنت للشئ، آذن، أذنا، إذا استمعت له قال الشاعر: صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا قال عدى بن زيد العبادي: أيها القلب، تعلل بددن ان همى في سماع وأذن والأذان السماع (1) قالوا: ومعقول عند ذوى الحجمى أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه المترنم وطرب به (2)(1/2975)
قال الطبري: (وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابن عيينة يعنى يستغنى به عن غيره لم يكن لذكر حسن الصوت والجهربه معنى والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذى هو حسن الصوت بالترجيع.
قال الشاعر: تغن بالشعر إذا ما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار وأما إدعا الزاعم أن (تغنيت) بمعنى (استغنيت)
__________
(1) أنظر: الشريف المرتضى: المرجع السابق (2) ابن القيم: المرجع السابق ص 191
(1/23)
--------------------------------------------------------------------------------
فاش في كلام العرب، فلم نعلم أحدا قال به من أهل العلم بكلام العرب..الخ (1) ويقول الطيرى: فإن وجه بوجه التغني بالقرآن إلى هذا المعنى على بعده من مفهوم كلام العرب كانت المصيية في خطئه في ذلك أعظم، لأنه يوجب من تأويله أن يكون الله تعالى ذكره لم يأذن لنبيه أن يستغنى بالقرآن، وإنما أذن له أن يظهر من نفسه لنفسه خلاف ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فساده (2) وقال: إن الاستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد أنه يؤذن له فيه أو لا يؤذن، الا أن يكون الأذن عند ابن عيينة بمعنى الأذن الذى هو اطلاق وإباحة، وإن كان كذالك فهو غلط من وجهين:
(أحدهما) من اللغة و (الثاني) من إحالة المعنى عن وجهه...الخ (3)
__________
(1) نفس المرجع (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع
(1/24)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2976)
- 3 - ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن وغنوابه واكتبوه...الخ (1) (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن للصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينتة) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في أبى موسى الأشعري: (لو رأيتنى وأنا أسمع قراءتك البارحة! لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود)، ورد أبو موسى: (لو عملت أنك تسمع لفراءتى لحبرته لك تحبيرا) (3) وفي ترجمة أبى موسى هذا، يقول ابن حجر العسقلاني: (...أحد قضاة الأمة الأربعة، وجامع العلم فما أوسعه! المفرد بحسن للصوت، إذا قرأ كان مزمار من مزامير آل داود معه)
__________
(1) رواه موسى بن أبى رباح أابيه عن عقبة بن عامر، وأنظر: نفس المرجع ص 193 (2) قال الحاكم النيسابوري: حديث صحيح على شرط الشيخين (المستدرك ج 1 ص 571)
(3) رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، واحمد، وأنظر حواش الجامع الصحيح لمسلم ج 2 ص 192 و 193 (ط.
استامبول)
(1/25)
--------------------------------------------------------------------------------
وفى (تذكرة الحفاظ)، قال عنه الذهبي: (...إليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن)، ونقل عن ابن الهندي: (ما سمعت طنبورا ولا صنجا ولا مزمارا أحسن من صوت أبى موسن الأشعري، كان يصلى بنا فنود أنه قرأ البقرة (1) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم (2) ويقول: (لكل شئ حلية، وإن حلية القرآن الصوت الحسن) (3)
__________
(1) ج 1 ص 22 مط دار المعارف النظامية بالهند سنة 1333 ه.(1/2977)
وأنظر: الكتاني: التراتيب الادراية ج 2 ص 425 و 426 (2) رواه احمد، وأبو داود، وابن ماجه، والدارمى، ورواه النسائي، وابن حبان، والحاكم، وزدا: (..فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا) وأنظر: على القارى: مرقاة المقاتيح ج 2 ص 614 والحاكم النيسابوري: المستدرك ج 1 ص 571 والطيالسي مسند الطيالسي حديث 738 (3) عن انس بن مالك، واورده عبد الرزاق في (الجامع)، والمقدس في (المختار) وانظر: ابن رجب: الليل على طبقات الحنابلة ج 1 ص 41 (بتحقيق حامد الفقى) سنة 1953
والمناوى: فيض القدير ج 5 ص 285
(1/26)
--------------------------------------------------------------------------------
وعن عائشة، قالت: استبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: ما حسبك؟ قلت: إن في المسجد لأحسن من سمعت صوته بالقرآن فأخذ رداءه وخرج يسمعه، فإذا هو سالم مولى أبى حذيفة فقال: الحمد لله الذى جعل في أمتى مثلك (1) - 4 - وعن قتادة: ما بعث الله نبيا قط إلا بعثه حسن الوجه، حسن الصوت، حتى بعث نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن الوجه حسن الصوت...الخ (2)
__________
(1) الذهبي: سير اعلام النبلاء ج 1 ص 122 وانظر: ابن قدامة المغنى ج 9 ص 179 (ط.
المنار سنة 1367 ه) وابن الامير: اسد الغابة ج 2 ص 245 و 246 وابن حجر: الاصابة ج 3 ص 57، وقال: رجاله ثقات (2) ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 1 ص 98 (ط.
ليدن سنة 1321
(1/27)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث التغني بالقرآن عند الصابة والتابعين وتابعيهم - 1 - وقد وعت كتب السنة، وكتب التراجم الإسلامية أن من الصحابة من كانوا يحسنون لصوت بالقرآن: 1 - كان أسيد بن حضير من أحسن الناس صوتا بالقرآن (1)
قال أسيد: (قرأت ليلة سورة البقرة، وفرس لى مربوط، ويحيى انبى مضطجع قريب منى، وهو غلام، فجالت الفرس، فقمت وليس لى هم إلا انبى، ثم قرأت، فجالت الفرس،(1/2978)
__________
(1) ابن الاثير: أسد الغابة ج 1 ص 92
(1/28)
--------------------------------------------------------------------------------
فرفعت رأسي، فإذا شئ كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء، فهالني، فسكت..فلما أصبحت، غدوت على رسول الله صلى عليه وسلم، فأخبرته فقال: إقرأ أبا يحيى فقلت: قد قرأت، فجالت، فقمت ليس لى هم إلا انبى فقال لى: إقرأ أبا يحيى فقلت: قد قرأت، فرفعت رأسي، فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح، فهالني فقال: تلك الملائكة دنوا لصوتك، ولو قرأت حتى يصبح الناس ينظرون إليهم) (1)
__________
(1) نفس المرجع ص 932 و 93
(1/29)
--------------------------------------------------------------------------------
2 - وعقبة بن عامر، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن (1)
3 وعلقمة بن قيس النخعي المتوفى سنة 62 ه والذى سمع من على، وعمر، وأبى الدرداء، وعائشة كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، (وكان إذا سمعه ابن مسعود يقول: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسربك (2) 4 - وعمر بن عبد العزيز كان حسن الصوت بالقرآن، فخرج ليلة، وجهر بصوته، فاستمع له الناس، فقال سعيد ابن المسيب: فتنت الناس! فدخل (3) 5 - والشافعي صاحب المذهب، والمتوفى سنة 204 ه (كان يستفتح القرآن، فيتساقط الناس، ويكثر عجيبهم بالبكاء من حسن صوته، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة (4)
__________
(1) اخرجه الثلاثة، وانظر: ابن الاثير: اسد الغابة معرفة الصحابة ج 3 ص 417 (2) ابن الجزرى: غاية اانهاية ج 1 ص 516 (3) نفس المرجع ص 593 (4) أنظر: ابن شاكر الكتبى: عيون التواريخ - الجزء من سنة 204 ه الى 250 ه ص 5 - مخطوطة مصورة بدار الكتب والوثائق القومية رقمها 1495 تاريخ
(1/30)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2979)
6 - وحمزة أحد أئمة القراءات المتوفى سنة 156 ه، حدث بعض جيرانه أنه لا ينام الليل، وأنهم يسعون قراءته يرتل القران تربيلا (1)
7 - ويحيى بن وثاب المتوفى سنة 103 ه، كان - فيما روى الأعمش - من أحسن الناس قراءة، وكان إذا لم تحسن في المسجد حركة كأن ليس في المسجد أحد (2) 8 - وابن اللبان الذى وصف بأنه (أحد أوعية العلم وأهل الدين والفضل)، (كان من أحسن الناس تلاوة للقرآن) (3) 9 - وأبو بكر الضرير الواعظ المتوفى سنة 314 ه (كان من حفاظ القرآن، حسن الصوت، وكان يقعد في المجامع، ويقرأ بالألحان ويقع كلامه في القلوب (4) 10 - وابن شفيع الأندلسى المقرئ الحاذق المجود،
__________
(1) أنظر: الذهبي: طبقات القراء ج 1 ص 96 (بتحقيق محمد سيد جاد الحق) (2) أنظر: المرجع السابق ص 52 (3) السبكى: طبقات الشانعية ج 3 ص 207 (4) ابن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 204
(1/31)
--------------------------------------------------------------------------------
والمتوفى سنة 514 ه (كان شيخا صالحا مجودا حسن الصوت بالقرآن) (1) 11 - ومحمد بن سعد بن سعيد العسال (كان من القراء المجودين الموصوفين بحسن الأداء..) (2) 12 - وعبد الله بن على بن عبد الله البغدادي المولود سنة 464 ه، قال عنه ابن الحوزى: (...ولم أسمع قارئا
أطيب صوتا منه، ولا أحسن أداء، على كبر سنه...الخ) (3) 13 - وسيط الخياط المتوفى سنه 541 ه) كان أطيب أهل زمانه صوتا بالقران على كبر السن) (4) 14 - وأبو عمرو ابن عظيمة العبدوى الأشبيلي المتوفى سنة 585 ه كان (عذب الصوت...) (5) 14 - وابن القبيطى المتوفى سنة 602 ه) كان ممن جمع
__________
(1) ابن الجزرى: غايه النهاية ج 1 ص 394 (2) ابن رجب: الديل على طبقات الحنايلة ج 1 ص 113 (3) المرجع السابق ص 209 و 210 (4) ابن الجزرى: غايه النهاية ج 1 ص 434 و 435 (5) نفس المرجع ص 607
(1/32)(1/2980)
--------------------------------------------------------------------------------
بين التجويد وحسن الأداء والصوت) (1) 16 - والمزراب المقرئ المجود المتوفى 703 ه (كان صوته طيبا) (2) 17 - وخليل بن عثمان بن عبد الرحمن المولود سنة في المحراب) (3) 18 - وعلى نور الدين الضرر المقرئ في باب الشعرية في القرآن التاسع، كان (طرى النغمة) (4) 19 - وأحمد بن محمد البلقيى المولود سنة 796 ه (كان حسن الصوت بالقران جدا) (5) 20 - ومحمد الغزى المقدم على سائر علماء القاهرة أيام
السلطان الغورى، والمتوفى سنة 918 ه (كان حسن الصوت
__________
(1) نفس المرجع ص 264 (2) نفس المرجع ج 2 ص 191 (3) الضوه اللامع ج 2 ص 200 الترجمة 758 (4) نفس المرجع 6 ص 59 - الترجمة 177 (5) نفس المرجع ج 2 ص 102 - الترجمة 309
(1/33)
--------------------------------------------------------------------------------
جدا، لا يمل قراءته من صلى خلفه وإن أطال القراءة) (1) 21 - ومحمد الدكد سجمى من أعيان الصوفية في القرن الثاني عشر) رزقه الله الصوت الحسن في الترتيل) (2)
__________
(1) نجم الدين الغزى: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ج 2 ص 82 (2) محمد خليل المرادى: سلك الدورفى أعيان القرن الثاني عشر ج 3 ص 35
(1/34)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع التغني بالقران في الفقه والاجتماع - 1 - روى أن ابن عباس، وابن مسعود أجازا القراءة بالألحان (1) وروى عن ابن جريح أنه قال: سألت عطاء عن قراءة القران على ألحان الغناء والحداء، فقال: وما بأس ذلك يابن أخى؟ (2)
وروى أن أبا حنيفه باحها وجماعة (3)، أنه هو وأصحابه
__________
(1) أنظر: ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 135 (2) ابن عبد ربه: العقد الفريه ج 6 ص 9 (3) ساجقلى زاده: رسالة في التغني واللحن ص 29
(1/35)(1/2981)
--------------------------------------------------------------------------------
كانوا يستمعون إليها (1) وأن الشافعي رئى مع بعض أصحابه، يستمعون القراءة بالألحان (2) وقال جمهور أصحابه ردا على من ذكروا أنه قال في موضع: أكره القراءة بالألحان، وفى آخر: لا أكرهها: (ليست القراءة بالألحان على قولين عند الشافعي، بل المكروه أن يفرط في المد، وفي إشباع الحركات، حتى يتولد من الفتحة ألف، ومن الضمة واو، ومن الكسرة ياء، أو يدغم في غير موضع الإدغام، فإن ينته الى هذا الحد فلا كراهة) (3) وروى أن إجازة القرإة بالألحان هي اختيار ابن جرير الطبري (4) وعبيد الله بن أبى بكرة، وكنيته أبو حاتم من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل البصرة، والذ ى ولى قضاء البصر، وأوفده الحجاج على الحليفة عبد الملك، فسأله أن يولى
__________
(1) ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 135 (2) نفس المرجع (3) ساجقلى زاده: المرجع السابق ص 29 (4) ابن القيم: المرجع السابق
(1/36)
--------------------------------------------------------------------------------
الحجاج خراسان وكسجتان (1)..هذا القاضى السياسي هو أول من قرأ القرآن بالألحان، وكانت قراءته حزنا، أي فيها رقة صوت (2) وابن قدامة بجعل القراءة من غير تلحين مقابل القراءة بتحسين الصوت، ولايرى بأسا بقراءة القران من غير، تلحين ويقول: (...وإذن حسن صوته فهو أفضل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:) زينوا أصواتكم بالقران) (3) ويقول النووي مامؤداه أن اللحن إذا لم يخرج القران عن لفظه وقراءته كان مباحا لأنه زاده على ألحانه في تحسينه (4) وعبد الوهاب السبكى، يتحدث عن (القراء الذين يقرأون بالألحان) فلا ينعي عليهم أنهم يقرمون بالألحان، ولكنه ينبههم الى مابجب أن يوجهوا إليه همتهم، ويتحدث
__________(1/2982)
(1) ابن تغرى بردى: النجوم الزهرة ج 1 ص 202 (2) أنظر: ابن قتيبه: المعارف ص 523 وأنظر تفاصيل من تاريخ قراءته القران بالالحان في: لبيب السعيد: الجمع الصوتى الاول للقران الكريم ص 322 وما بعدها (3) المغنى ج 9 ص 179 وما بعدها (4) التبيان ص 55 و 56
(1/37)
--------------------------------------------------------------------------------
ويتديث غن حكم الوقف عليهم، ويوضح ما يكرن لهم (1) وهو يقول: (ومن شكر نعمة الله تعالى ذوى الأصوات
الحستة من القراء والمنشدين أن لا يستعملوا أصواتهم بالغناء الحرم، ومجالس الخمور والمنكرات، وليتجنبوا مقت الرب وغضبه تبارك وتعالى) (2) ونقل عن التوربشى - وهومن لمتأخرين - إن القراءة على الوجه اللذى يهيچ الوجد في قلوب اليامعين ويورث الحزن، وبحلب الدمع مستحب ما لم يخرج التغني عن التجويد، فإذا انتهى الى ذلك عاد الإستحباب كراهية (3) ويقول مؤيد القرإة بالحزان في الرد على محرميها: (إن المحرم لابد أن يشتمل على مفسده راجعة أو خالصة، وقرإة التطريب والألحان لاتتمضن شيئا من ذلك فإنها لا تخرج الكلام عن وضعه.
ولا تحول بين السامع وبين فهمه) (4)
__________
(1) بعيد النعم ومبيد النعم ص 110 (2) نفس المرجع (3) ساجقلى زاده: المرجع السابق ص 43 (4) ابن القيم: المرجع السابق ج 1 ص 126
(1/38)
--------------------------------------------------------------------------------
ويقول: إن التطريب بقرإة القران أوقع في النفوس، وأدعى إلى الاسماع والاصغاء إليه، فقيه تنفيذ للفظه إلى الأسماع، ومعاينه إلى القلوب، وذلك عون على المقصود، وهو بمنزله الحلاوة الى تجعل في الدو إلتنفذه إلى موضع الداء، وبمنزله الأفاويه والطيب الذى يجعل في الطعام، لتكون(1/2983)
الطبيعة أدعى له قبولا، وبمنزلة الطبيب والتحلى وتجمل المرإة لبعلها ليكون أدعى إلى مقاصد النكاح) (1) ويقول أيضا: (انه لابد للنفس من طرب، واشتياق الى الغناء، فعوضت عن طرب الغناء بطرب الغناء بطرب القران، كما عوضت عن كل محرم ومكروه بما هو خير لهامنه، كما عوضت عن الستقسام بالأزلام بالاستخارة الى هي محض التوحيد والتوكل، وعن السفاح بالنكاح، وعن القمار بالمراهنة) (2) ويقول أبو سعيد الأعرابي في تفسير حديث: (ليس منامن لم يتغن بالقران) كانت العرب تولع بالغناء والنشيد
__________
(1) نفس المرجع ص 193 (2) نفس المرجع
(1/39)
--------------------------------------------------------------------------------
في أكثر أفعالها، فلما نزل القران أحبوا أن يكون هجيراهم مكان الغناء، فقال: (ليس منامن لم يتغن بالقران (1) وفى المرويات الإسلامية عن ابن جريح، عن عطإ ابن عبيد بن عمير، قال: كانت لداود نبى الله صلى الله عليه وسلم معزفة يتغنى عليها: يبكى ويبكى (2) قال ابن عباس: إن داود كان يقرأ الزبور لسعين لحنا تكون فيهن ويقرا قراءة يطرب منها الجموع (3) وفى تفسير قوله تعالى: (واتيسنا داود زبورا) (4) قالو: (فان أخذ في قرإة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحش، لحسن صوته) (5)، وهذا مما يؤيد
غالبا أن الترنم مطلوب عند قراءة الكتب الدينية بعامة وفى التاريخ الحديث، وفى الثلاثنيات من هذا القرن
__________
(1) القرطبى: الجامع لاحكام القران ج 1 ص 11 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع (4) سورة النسإ / 162 (5) القرطبى: المرجع السابق ج 6 ص 17
(1/40)
--------------------------------------------------------------------------------
الميلادى بالذات، كان القارئ المشهور الشيخ محمد رفعت يشد الناس جميعا إلى قراءته المغنه.(1/2984)
تقول إحدى المجلات في عهده (1): (لاتكاد تقرب الساعة التاسعة من مساء يومى الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع، حتى تغص المقارئ بروادها، ويجتمع الناس حول جهاز الراد يوفى البيت والشارع، والكل مرهف أدنيه في خشوع، لسماع تلاوة القران الكريم من المقرئ التابغه محمد رفعت...) - 2 - بيد أن في التاريخ الاسلامي أخبارا متناثره تفيدأن بعض المسلمين رفضوا منذ قديم قراءة القران بالالحان ومما يحتج به هولاء (2): 1 - حديث: (اقرء والقران بلحون العرب، واياكم
__________
(1) مجلة كل شى والدنيا عدد 554 في 27 من ربيع الاول 255 ه (2) انتفعنا هذا كثيرا من لبيب السعيد: المرجع السابق الباب الثاني - الفصل الاول ص 309 - 350 وأنظر هناك تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع
(1/41)
--------------------------------------------------------------------------------
ولحون أهل الفسق والكبائر، فانه سيجئ أقوام من بعدى يرجعون القران ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونه قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم) (1) 2 - وقد أنكر التطريب بالقران أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء قارى فقرأ وطرب، وكان رفيع الصوت، فكشف أنس عن وجهه، وكان الى وجهه خرقه سوداء، فقال له: يا هذا! هكذا كانوا يفعلون وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الحرقة عن وجهه (2) 3 - وتمنى الصحابي أبو هريرة الموت محافة أن تدركه سنة عدمنها أن يتخذ الناس القران مزامير (3)
__________
(1) أنظر: مالك بن انس: الموطا - كتاب ج 1 حديث 10 القرطبى: الجامع لاحكام القران ج 1 ص 71 على بن سلطان القادى: مرفاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح ج 2 ص 618 السيوطي: الافقان ج 1 ص 101 و 102 المسأوى: جمال القراء ص 68 (مخلوط رقم 29 بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة) (2) ابن الحاج: المدخل ج 1 ص 74 و 75 (3) ابن سعيد: الطبقات الكبرى - القسم الثاني ص 61
(1/42)(1/2985)
--------------------------------------------------------------------------------
4 - وفى سنن الدارمي: أنهم كانوا يرون هذه الألحان
في القرإة محدثة (1)، ومعلوم أنه في الإسلام: شر الأمور محدثاها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار 5 - وممن كره القراءة بالألحان من التابعين: سعيد ابن المسيب، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، والقاسم ابن محمد، وابن سيرين، وابراهيم النخعي (2) 6 - وممن كرهها أيضا من تابعي التابعين: سفيان ابن عيينة ومالك بن أنس (3) 7 - ويذكر ابن سحنون في واجبات المعلم تلقاء تلاميذه انه لا يرى أن يعلهم ألحان القران، لأن مالكا قال: لا بجور أن يقرأ القران بالألحان ويقول ابن سحنون: (ولا أرى أن يعلمهم التجبير،
__________
(1) ج 2 ص 474 (2) ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 134 (3) ابن القيم: زاد العمادج 1 ص 137
(1/43)
--------------------------------------------------------------------------------
لأن ذلك داعية إلى الغناء، وهو مكروه، وأن ينهى عن ذلك بأشد النهى) ويقول: (لقد سئل مالك عن هذه المجالس التي يجتمع فيها للقراءة.
فقال: بدعة: وأرى للوالى أن ينهاهم عن ذلك ويحسن أدبهم) (1) 8 - ويقول الزيلعى:) لا يحل الترجيع في قراءته، ولا التطريب فيه، ولا يحل الاستماع إليه، لأن فيه تشبها بفعل الفسقة في حال فسقهم، وهو التغني؟) (2)
9 - وذكر الربيع الجيزى عن الشافعي أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة (3) 10 - وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه سأل أباه عن القراءة بألحان، فكرهها، وقال: لا، إلا أن
__________
(1) آداب المعلمين - ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان (2) أي التغني بغزلياتهم بالالحان المخترعة، وانظر: ساجقلى زاده ص 31.
(3) السبلى: طبقات الشافعية ج 2 ص 132 (ط.
الطناحى والحلو)، وابن شبهة: الطبقات ص 3 (محظوطة رقم 1568 ت بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة)
(1/44)(1/2986)
--------------------------------------------------------------------------------
يكون طبع الرجل، مثل قراءة أبي موسى حدرا (1) وقد سئل أحمد: ما نقول في القراءة بالألحان؟ فقال: ما أسمك؟ قال السائل: محمد قال: يسرك ما يقال لك: موحمد (ممدودا)؟ (2) 11 - وقد اختم الماوردى كتاب: (أدب الوزير المعروف بقوانين الوزارة وسياسة الملك) بحذير بناه على حديث نبوى هو - كما يقول الماوردى - (أوعظ نذير وأبلغ تخويف) (3)، وهو حديث رواه عبد الله بن عبيد، عن عمير اللثيى، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه تحديد لأشراط الساعة، وإنذار بتوقع
نزول البلاء بالأمة، إذا وقع الناس في منكرات كبيرة، كإمامة الصلاة، وإضاعة الأمانة، والاستخفاف بالدعاء،
__________
(1) كتاب العلل ومعرفة الرجال، لأحمد بن حنبل ج 1 ص 373 (2) ابن قيم الجوزية: زاد المعاد ج 1 ص 138 (3) ص 58 (ط 1929 بنفقة مكتبة الخانجى)
(1/45)
--------------------------------------------------------------------------------
وجإ بين هذه الأشراط أن يتخذ النا القران مزامير (1) 12 - والحارث بن مسكين الذى تولى قضاء قضاة مصرفي سنة 237 ه كان يضرب الذين يقرءون بالألحان (2) 13 - وابن بطة العكبرى المتوفى العراق سنة 387 ه يرى أن (من البدع قراءة القر ان والأذن بالألحان وتشبيهها بالغناء) (3) 14 - والنوري من أعلام الشافعية، والمتوفى سنة 676 ه يصف تلك القراءة بأنها (مصيبة ابتلى بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرءون على الجنائز وفي بعض المحافل) (4) ويردد النوري قول الماوردى: (أن هذه بدعة محرمة ظاهرة يأثم كل مستمع لها، كل قادر على إزالتها أو النهى عنها إذا عنها إذا لم يفعل ذلك) (5) ثم يقول النووي عن محاربته لهذه
__________(1/2987)
(1) نفس المرجع (2) أنظر: ابن تغرى بردى: النجوم الزهراة ج 2 ص 288 و 289 (3) أنظر: كتاب: الشرح والابانة على أصول السنة والامانة ص 89 (4) التبيان في آداب حملة القران ص 56 (5) نفس المرجع
(1/46)
--------------------------------------------------------------------------------
البدعة: (وقد بذلت فيها بعض قدرتي، وأرجو من الله الكريم أن يوفق لازالتها من هو أهل لذلك، وأن يجعله في عاقبة) (1) 15 - وابن خلدون المتوفى سنة 808 ه يرى (أن صناعة الغناء مبانية للقران بكل وجه، ومن ثم لا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القران) (2) ويرى ابن خلدون (الأخذ بالتلحين البسيط الذى يهتدى إليه صاحب المضمار، فيردد أصواته ترديدا، على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره) (3) ويرى أن (القران محل الخشوع، يذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بادراك الحسن من الأصوات) (4) 16 - والبزازى يقول في إطلاق: قراءة القران بالإلحان معيصه، والتالى والسامع آثمان) (5)
__________
(1) نفس المرجع (2) المقدمة - فصل في صناعة الغناء ج 3 ص 968 (بتحقيق على عبد الواحد واقى) (4) نفس المرجع (5) ساجقلى زاده ص 44
(1/47)
--------------------------------------------------------------------------------
17 - بل إنه - في معرض كراهية تشبيه قارئ، القران بأصحاب الغناء التلحينى - حكى عن ظهير الدين
المرغبانى أنه قال: من قال لمقرئ زماننا: أحسنت، عند قراءته، يكفر (1)! بيد أن ساجقلى زاده يصف هذا القول بأنه مشكله، (لأن القارئ، هو الأستاذ ومعلم القران، فإذا كان تحسين قرإته كفرا فما ظنك بتحسين قراءة التلاميذ؟ وزمان المرغبانى إذا كان كذلك، فما ظنك بزماننا؟ فيازم في هذا الزمان إكفار من حسن قراءة أحد تلميذا أو مقرئا ماهرا في تجويد القران) (2) 18 - والذين كرهو قراءة القران بالالحان جعلوا منع هذه القراءة واجبا من واجبات المحتسب
__________(1/2988)
(1) نفس المرجع (2) نفس المرجع ص 47 و 48
(1/48)
--------------------------------------------------------------------------------
يحدد الشيزرى قواعد الحسبة على المؤذنين والأئمة والقرإ، فيذكر منها أن (يأمر المحتسب أهل القران بقراءته مرتلا، كما أمر الله سبحان وتعالى، وينها هم عن تلحين القران وقراءته بالأصوات اللحنة) (1)
__________
(1 نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص 108
(1/49)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الخامس اسلوب التغني الذى ينكره المسلمون - 1 - أغلب الذين كرهوا أو حرموا التغني بالقران لم ينفوا ولم
يعارضوا حقيقة ملموسة ملموسه منذ قديم هي أن المسلمين يستحلون التغني بالقران والتطريب به، وأن النفوس بفطرتها تقبل هذا أما الذى كرهه السلف وأنكروه على من قرأبه فهو، على الحقيقة، (ما يعلم بأنواع الألحان البسيطه والمركبة، على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة، ولا يحصل إلا بالتعليم والتكليف (1) - 2 - والقراء في مجموعهم، وعلى مدى تاريخهم، يلتزمون
__________
(1) ابن القيم: زاد العمادج 1 ص 127 و 128
(1/50)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2989)
بقواعد الأداء والتجويد، حين يتنغمون بآى القرآن والذى يترخص منهم في هذا الالتزام ولو قليلا يسقط قدره بين القراء والمستمعين على السواء والنكير في هذا كان وما برح شديدا وفى تراجم القراء إشارات تقدير إلى كثير منهم، لأنهم يجمعون إلى الطرب تجويد ا حسنا وأداء دقيقا - 3 - ويقول الماوردى: (القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن من صبغته بادخال حركات فيه، أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود أو مد مقصور، أو تمطيط يخفى به بعض اللفظ، ويلتبس المعنى، فهو حرام، يفسق به القارئ، ويأثم به المستمع، لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول: قراءنا عربيا غير ذى عوج) (1)
وان لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان
__________
(1) سورة الزمر / 28
(1/51)
--------------------------------------------------------------------------------
مباحا، لأنه زاد على ألحانه في تحسينه) (1) ويقول القرطبى: (...، ثم أن في الترجيع والتطريب همزما ليس بمهموز، ومدما ليس بممدود، فترجع اللف الواحدة ألفات، والواو الواحدة واوات...، فيؤدى ذلك إلى زيادة في القرآن، وذلك ممنوع، وإن وافق ذلك موضع نبر وهمز صيروها وهمزات...الخ (2) ويقول على القارى في شرح مقدمه الجزرية: (المراد بلحون العرب القراءة بالطبع وبالأصوات السليقة، وبلحون أهل الفسق الانعام المستفادة من الموسيقى والامر محمول على الندب، والنهى محمول على الكراهية إن حصل مع المنهى عنه المحافظة على صحنه ألفاظ الحروف، وإلا فمحمول على التحريم) (3) ويقول ابن حجرفى (شرح المشائل): (قد كثر الخلاف في التطريب والتغنى في القرآن،
__________
(1) أنظر: النووي: التبيان ث 55 و 56 (2) المجامع لاحكام القرآن ج 1 ص 16 (3) نقلا عن ساجقلى زاده ص 5
(1/52)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2990)
والحق أن ماكان منه طبيعيا وسجيا (نسبة لسجية) كان
محمودا، وما كان منه بالتكلف والألحان المخترعه فهذا هو الذى كرهه السلف) (1) ويعقب على هذا ساجقلى زاده، فيقول: (الكراهية هنا تحريمية دون علة الكراهية للتشبه بالفسقه، هذا إذا لم يؤد التغني بالالحان المخترعة إلى اللحن الحلى.
وأما إن أدى إليه فذا حرام وكبيرة، يفسق به لقارئ، فيكفر مستحلة، لما نقله عن (الحاوى) أن القراءة بالألحان الموضوعة إن غيرت لفظ القرآن بإسكان المتحرك، أو قصر الممدود، أو عمكهما، أو تحطيط نخفى به اللفظ، ويتيبس به المعنى فهو حرام بفمق به القارئ ويأثم به المستمع...) (2) والتهانوى - في حديثه عن الترنم - يقول: (غير أن المترنم بالقرآن إذا مدفى غير محل المد، أو زاد عند المد مالا تجيزه العربيه، وقع في بدعة آثمة هي ما يسميه المتأخرون - اصطلاحا - التطريب) (3)
__________
(1) نقلا عن المرجع السابق ص 42 (2) نفس المرجع ص 42 و 43 (3) كشاف اصطلاحات الفنون ج 2 ص 900
(1/53)
--------------------------------------------------------------------------------
- 4 - ويظهر أن هذه البدعة: بدعة التمطيط الذى يخرج القرآن إلى الغناء تتفشى أحيانا بين القراء فرادى، بينهم مجتمعين، فتثير أصحاب الغيرة، وتوئسهم أحيانا من صلاح الحال: في ترجمة أحد القراء أن أستاذه قال له: أحيا الله
قلبك كما أحبيت السنة والله لا يزال تمطيط قراء الحوق ونحوه إلا عند نزول عيسى! (1) - 5 - وواضع أن هذا القارئ لا يشكو من قراءة الجماعة في ذاتها، ولكن شكواه منصبة على التمطيط اما قراءة الحوق أو الجماعة، في غير مخالفة لقوانين الأداء القرآني، فمستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال الساف والخاف المتظاهرة) (2) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من)
__________
(1) السخاوى: الضو اللامع ج 4 ص 256 - الترجمة 663 (2) النوري: التبيان ص 50
(1/54)(1/2991)
--------------------------------------------------------------------------------
قوم يذكرون الله إلاحفت بهم اللملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) (1) ولنا إن شاءلله عودالى قراءة الجماعة
__________
(1) قال الترمزى: حديث حسن صحيح، وأنظر المرجع
(1/55)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السادس غنائيات القراء - 1 - للتغني بالقرآن كيفية مأثورة خاصة لا تستعمل لغيره ولئن سميت هذه الكيفية - في بعض النصوص - بالقراءة بالألحان، كما سوف نرى، إن الإسم الاصطلاحي الأكثر شيوعا والأجدر القرآن هو (التجويد)، وهو - على الحقيقة - التلحين المخنص بالقرآن، وهو - فيما يحس السامعون - حياة التلاوة وزينة الراءة والتجويد من (جود) وفي اللغة:
الجيد نقيض الردئ على فعيل...
(1/56)
--------------------------------------------------------------------------------
وجاد الشئ جودة وجوده، أي صار جيدا، وأجدت الشى، فجاد (1) وروض مجود: وأمتعة جياد واستجدت الشئ، وتجودته: تخيرته، وطلبت أن يكون جيدا وتجود في صنعته: تنوق فيها وأحسن فيما فعل وأجاد وصانع مجيد ومجواد (2) وفى الإصلاح: (التجويد تلاوة القرآن باعطاء كل حرف من حروفه حقه في مخرجه وطبقته اللازمة له من همس، وجهر، وشدة، ورخاوة، ونحوها، وإعطاء كل حرف مستحقه
__________
(1) أنظر: ابن منظور: لسان العرب - فصل الحمم حرف لدال (2) الزمخشري: اساس البلاغه - (جود)
(1/57)
--------------------------------------------------------------------------------
من الصفات المذكورة كترقيق المستفل، وتفخيم المستعلى، ونحوهما، ورد كل حرف إلى أصله من غير تكلف) (1) والتجويد يعلم بالتلقين من أفواه المشايخ العارفين بطرق أداء القرآن، وتسبق هذه المادة معرفة مخارج الحروف(1/2992)
وصفاتها، والوقف والابتداء والرسم (2) - 2 - ومراتب التجويد أربعة: التحقيق، والترتيل، والتدوير، والحدر..والترتيل مأخوذ من (رتيل) الثغر، فهو (رتيل)، من باب تعب، إذا استوى بتانه، وحسن تنضيده، وكان مفلجا لا يركب بعضه على بعض، ومن المجاز: (رتل القرآن ترتيلا) إذا ترسل في تلاوته، وأحسن تأليف حروفه وهو يترسل في كلامه، ويترتل (3)
__________
(1) أنظر: التهانوى: كشاف اصطلاحات الفنون ج 1 ص 196 (2) أنظر: نفس المرجع (3) أنظر: الزمخشري: أساس البلاغة (وت ل) وفخر الدين الريحى النجفي: مجمع البحرين في غريبى القرآن والاحاديث ص 436
(1/58)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن تعاريف الترتيل: (1) القراءة بتؤدة واطمئنان، وإخراج كل حرف من مخرجه، مع إعطائه حقه ومستحقه، ومع تدبر المعاني (ب) رعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف (ح) خفط الصوت والتحزين بالقراءة (1) والتحقيق، وهو أكثر المراتب إطمئنانا، ويؤخذ به في مقام التعليم، يعطى كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق، الهمزة وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات وبيان الحروف وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض، بالسكت، والترتيل، والتؤدة، وملاحظة الحائز من الوقوف
بلا قصر، ولا اختلاس، ولا إسكان محرك ولا إدغام..(1) وهنا اعتبار لابد من مراعاته، وهو أن لا يمتد التحقيق إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات، وتكرير الرءات، وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في
__________
(1) أنظر: على الجرجاني: التعريفات ص 57 (2) أنظر: السيوطي: الاتقان ج 1 ص 99
(1/59)
--------------------------------------------------------------------------------
الغنات.(1/2993)
وقد قال حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك: أما علمت أن ما فوق البياض برص، وما فوق الجعودة قطط، وما فوق القراءة ليس بقراءة (1) والتحقيق هو مذهب حمزة وورش (2) أما الحدر، قهوسرعة القراءة وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة ونحو ذلك...غير أنه لا يجوز مد حروف المد، واختلاس أكثر الحركات، وذهاب صوت الغتة، والتفريط إلى، غاية لا تصح بها القراءة وهذه المرتبة مذهب ابن كثير وأبى جعفر وأبى عمرو ويعقوب (3) وأما التدوير، فهو وسط بين الترتيل والحدر، وهو مذهب أغلب القراء وبخاصة ابن عامر والكسائي (4)
__________
(1) نفس المرجع ص 99 و 100 (2) نفس المرجع (3) أنظر: السيوطي: المرجع السابق ص 100
(4) التهانورى: كشاف اصطلاحات الفنون ج 1 ص 196
(1/60)
--------------------------------------------------------------------------------
- 2 - وكل قراءة قرآنية ولو كانت مرسلة، لابد أن تكون مجودة، و (من لم يجود القرآن آثم) كما تقول الجزرية، وقد صح - كما يقول برهان الدين القلقيلى، في شرحه على ذلك المتن: (إن النبي صلى الله عليه وسلم سمى قارئ القران بغير تجويد فاسقا) قال برهان الدين: (وهو مذهب إمامنا الشافعي رضى الله عنه لأنه قال: إن صح الحيث فهو مذهبي، واضربوا بقولى عرض الحائط) (1) ولهذا، فإن المصاحف الترنيمة التى سجلت بعد المصحف المرتل بأصوات بعض المشاهير إذ تعرف بالمصاحف المجودة إنما تحمل تعريفا غير جامع أو مانع.
وربما كان الأدق والأنسب إذا أريد إبراز خصيصة ذلك النوع من القراء أن يقال: قراءة مرنمة أو ترنيمة، والمصحف المرنم أو الترنيمى والترنيم هو تطريب الصوت وفى الحديث: ما أذن الله لشئ أذنه لنبى حسن الترنم
__________
(1) أنظر: محمد بكر نصر: نهاية القول المفيد في علم التجويد ص 10
(1/61)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2994)
بالقرآن، وفى رواية: حسن الصوت يترنم بالقرآن والترنم: التطريب والتغنى وتحسين الصوت بالتلاوة (1) - 3 - والملحوظ الواقعي أن كل أوجه القراءة، ومنها الترتيل الذى أوردنا عنه آنفا بعض التفاصيل، والذى هو أفضل
مراتب القراءة، والمأمور به أمرا مؤكدا في القران نفسه: (ورتل القرءان ترتيلا) (2) لا يخلو عادة من ترنيم - 4 - ونعمد بعض الناس - عند قراءة القران - إلى طرح الترنم المعتاد الذى يفرض نفسه، حتى في القراءة المرسلة، مع إلزامهم بقواعد الأداء التجويرية، وهؤلاء تبدو قراءتهم للقرآن، وكأنها الإلقاء المعهود في الدروس والخطب وقد كانت وزارة المعارف في مصر، منذ عشرات
__________
(1) لسان العرب - فصل الراء حرف الميم (2) سورة ازمل / 4
(1/62)
--------------------------------------------------------------------------------
قليلة من السنين، تدعو إلى اتباع هذا في مدارسها، ولكن، اجمهور بقى على هذه الطريقة والحق أن هذه الطريقة ليست حادثة، فأبو عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 253 ه أو 242 ه، والإمام في القراءات والنحو، صنف كتابا في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطية (1) - 5 - وقراءة القرآن بمختلف القراءات والروايات والطرق والأوجه، هي - في مصطلح القرآنين - فن: يتحدث أن ابن الجزرى عن أبى العباس المطوعى المتوفى سنة 371 ه، فيقول إنه (اعتى بالفن) (2)، ويقول عن ابن الناقد المتوفى سنة 616 ه: (كان ثقة بصيرا بالفن) (3)،
__________
(1) نفس المرجع ص 392 (2) أنظر: ابن الجزرى: غاية النهاية ص 2 ص 223 و 224
(3) غاية النهاية ج 1 ص 214 و 215
(1/63)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2995)
ويقول عن قارئ اسمه احمد بن إبراهيم الشجيرجى المعروف بالمعصرانى، والذى بقى إلى ستة 784: (ترك الفن) (1) - 5 - والقرآن نقسه يحتفل بالموسيقية يمكن لها، وربما كان من الدلائل الواضحة لهذا أنه كثر فيه خم كلمة القطع من الفاصلة بحروف المد واللين وإلحاق النون قال سيبويه: (...أما إذا ترنموا فإنهم يلحقون الألف والواو والياء لأنهم أرادوا مد الصو وإذا أنشدوا ولم يترنموا: فأهل الحجاز يدعون القوافى على حالها في الترنم، وناس من نبى تميم يبدلون مكان المدة النون) (2) ويقول الزركشي هنا: (وجاء القرآن على أعذب مقطع وأسهل موقف) (3) وربما كان أيضا من هذه الدلائل أن فواصل القرآن تبنى على الوقف، بحيث لا يفقد القارئ أسبات الموسيقى،
__________
(1) نفس المرجع ص 35 (2) أنظر: الزركشي: البرهان ج 1 ص 68 و 69 (3) نفس المرجع
(1/64)
--------------------------------------------------------------------------------
فشاع - كما يقول الزركشي (1) - (مقابلة المرفوع بالمجرور (وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب غير المنون، ومنه قوله تعالى: (إنا خلقنهم من طين لازب (2)
مع تقدم قوله: (عذاب واصب) (3)، (شهاب ثاقب) (4) وكذا (بماء منهمر) (5)، و (قد قدر) (6)، وكذا (من دونه من وال) (7)، مع (وينشئ السحاب الثقال) (8) والقران بطبيعته وأساوبه ذو سطوة قاهرة على العقول والنفوس، وهى سطوة لا تحتاج البتة إلى موسيقى خارجية
__________
(1) نفس المرجع ص 69 و 70 (2) سورة الصافات، 11 (3) نفس السورة، 9 (4) نفس السورة 10 (5) سورة القمر، 11 (6) نفس السورة، 12 (7) سورة الرعد، 11 (8) نفس السورة 12
(1/65)
--------------------------------------------------------------------------------
تقويها.(1/2996)
يقول الزركشي، في أسلوب القرآن، والحمال في عبارة الزركشي لا يخل بالوضوعية ولا بالعلمية: (...إذا كان سياق الكلام ترجية بسط، وإن كان تخويفا قبض، كان وعدا أبهج، وأن كان وعيدا أزعج، وإن كان دعوة حدب، وإن كان زجرة أرعب، وإن كان موعظة أقلق، وإن كان زجرة أرعب وإن كان ترغيبا شوق...الخ) (1) ويقول إن الله سمى القران روحا، فقال: (يلقى
الروح من أمره على من يشاء من عباده) (2) (لأنه يؤدى إلى سببا للاقتدار، وعلما على الاعتبار) (3) وقد سبق إن أوضحا في كتاب آخر (4) أن القرآن موسيقاه الخاصة التى تلايفوت إدراكها أحدا من قرائه،
__________
(1) البرهان - المقدمة ج 1 ص 4 و 5 (2) سورة غافر / 15 (3) البرهان: المرجع السابق (4) الجمع الصوفى الاول للقرا ن الكريم أو المصحف المرتل براعته ومخططاته
(1/66)
--------------------------------------------------------------------------------
وذكرنا هناك من أنواع بدائعه ما يمكن أن نرى فيه ضمنا دلائل موسيقيه نابغه منه، وليست ممتجلية إليه وذكرنا أن من هذه الأنواع: الانسجام الذى إذا قوى في النثر جاءت قراءته موزونة بلا قصد، وائتلاف اللفظ مع اللفظ، وائتلاف اللفظ مع المعنى، والإبدال، والتفويف، والتعديد، والمضارع، وحسن النسق، والمشاكلة، والتجنيس، والترديد، والتعطف، والتسميط، والمماثلة، ثم توفير الإنسجام بين الألفاظ والأصوات من طرق كثيرة أخرى (1) - 6 - ومن الناحية الواقعية، يأخذ قراء المحافل بفن المغنين والملحنين، ويقلدونهم.
ويستعملون مصطلحاتهم.
يقول عبد العزيز البشرى عن قارئ معروف هو الشيخ حنفى
أبو العلا إنه بفن عبده الحمولى، وكان يقلده في جميع
__________
(1) أنظر ص 309 - 350
(1/67)
--------------------------------------------------------------------------------(1/2997)
تناغيمه) (1) ويقول البشرى، مستعملا عبارت ملحنى الغناء: (الذوق المصرى لا يستريح إلا إذا انتهت التغمة بتكريس الصوت، والزر على الحلق، أو ما يدعوه أصحاب الغناء بالعفق) (2) وكان الغنيمى التفتازانى يقول إن أحمد ندا القارئ المشهور (كان على عرق عظيم من العلم بفن الموسيقى) (3)، ولكن البشر في غير نفى جاسم لهذه الدعوى، يقول: (إن ندا لم يزد على إدراك أولبات النغم بما تلتف في صدر نشأته من لدانه: هذا صبا، وهذا سيكاه، وهذا عراق، وهذا جركاه) (4) وحتى غير القراء حين يدرسون الانسجام الصوتى في القرآن يسمون هذا الانسجام (موسيقا) (5)، ويستعملون في دراستهم المصطلحات الموسيقية
__________
(1) أنظر المختار ج 2 ص 34 - 37 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع ص 110 و 111 (4) نفس المرجع (5) أنظر: عبد الوهاب حمودة: موسيقا القرآن - بحث في
مجلة لواء الاسلام جمادى الاخر 1367 ه
(1/68)
--------------------------------------------------------------------------------
يتحدث عبد الوهاب حموده عن الموسيقى الوصفية في القرآن، وهى التى تصور المعنى، وتدل على الفكرة من طريق أيحاء النغم وتشابه الصوت اللانسجام الذى يكون بين الموسيقى والمعنى الذى توحى به، فيتكلم عن قوله تعالى: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) (1) فيقول: إن هذا الفعل يتكون موسيقيا من تقطتين متماثلين متكررتين في سرعة وتوال، وفي لغة الموسيقى يسمى هذا: (2 نوار)، ليكون ذلك التمثيل أدل عل يتخيل المعنى، وأحكم في تصور الحالة، وأميز في تأثر النفس بها (2) ويتحدث أيضا عن فواتح السور من حروف المعجم، فيقول: (...فإن بعض العلماء يرى فيها أنهار موز صوتية وإشارات موسيقية، لأن القرآن نزل ليرتل ويتلى، وقد كانت الموسيقى القديمة بسيطة يشار إلى ألحانها بحرف إو حرفين أو يلاثة تقابل في عصرنا الحاضر ما يعرف في (النوتة) بمفتاح (صول) (3)
__________(1/2998)
(1) سورة الشعراء، 94 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع
(1/69)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يستحدث القارئ في طريقة ترنمة بالقرآن، يقول
البشرى عن أحمد ندا: (جعل في أول نشأته يحاكى الشيخ حنفى برعى، ويستن سبيله، وينهج نهجه، وكذلك كان في عمة ترتيله، الهم إلا ما كان يستحدثه ذوقه الخالص، وكان هذا قليلا بالإضافة إلى سائر شأنه...، وكانت تأبى عليه كرامته الفية إلا أن يحدث كل يوم حدثا في الصنعة من مبتكره هو ومن بدع ذوقه، يطرح بازائه شيئا مما أخذ عن أستاذه الشيخ حنفى، حتى، استوت شخصيته، وأدركت، وتمت له صنعة جديدة فاخرة في فن القراءة والترتيل) (1) وقيد قيل إن القارئ الشهير محمد رفعت يستمع إلى تسجيلات عباقرة الفن الموسيقى الرفيع، (وعندما مات خلف ثروة كبيرة من أسطوانات باخ، وموزارت، وبيتهوفن، ولست، وعدة أسطوانات أخرى للعازف الكبير باجنينى) (2)
__________
(1) المختار ص 2 ص 111 - 113 (2) محمود السعدني: دولة المقرئين ص 29
(1/70)
--------------------------------------------------------------------------------
والقارئ يوسف المنيلاوى المتوفى سنة 1911 (كان يلحن ويغنى ويقرأ القرآن (1) وفى أزمنة سابقة أيضا، كان لبعض القراء علاقة موصلة بالألحان والغناء: فالقارئ البغدادي محمد بن فصالة المتوفى سنة 348 ه هو (صاحب الألحان والصوت الطيب) (2) والفقيه المقرئ عبد الرحمن بن النفيس الذى يعرف
بالأعز البغدادي (كان في ابتداء أمره يغنى، وله صوت، حسن، ثم تاب، وحسنت توبته) (3) وعبد الله الماردانى القاهرى المحاسب، والذى حفظ القرآن، وكان له صوت شجى مطرب (نشأ مع قراء الجوق، وكان أبوه ممن يدق الطبلخاية) (4)
__________(1/2999)
(1) نفس المرجع ص 13 (2) أنظر: الصفدى: الوافى بالوفيات ص 291 (ط استانبول 1949) وأبن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 392 (3) ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة ج 1 ص 330 (4) السخاوى: الضوء اللامع ج 5 ص 19 - الترجمة 65
(1/71)
--------------------------------------------------------------------------------
- 7 - على أن الجو الإسلامي بتنفس دائما بالرضى عمن لا يستعمل صوته الحسن في الغناء الحرم ومما ذكره السبكى في هذا الشأن: (..من شكر نعمة الله تعالى على ذوى الأصوات الحستة من القراء والمنشدين أن لا يستعملوا أصواتهم في الغناء المحرم ومجالس الخمور والمنكرات، وليتنجبوا مقت الرب و غضبه تبارك وتعالى) (1) ومما يشير إلى أن الغناء كان يثقل على الضمائر، ويدعى بالتوبة منه أن مغنيا هو فيصد بن الخضر أبو الحارث الأولاسى المتوفى سنة 297 ه كان يغنى في صباه، فمر بمريض على وقارعة الطريق، فقال له: ما تشتهي؟ قال: الرمان فجاء به، فقال له: تاب الله عليك! فما أمسى حتى تغير
عما كان عليه (2)
__________
(1) معيد النعم ومبيد النقم ص 111 (2) ابن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 93
(1/72)
--------------------------------------------------------------------------------
- 8 - والقراء يشركون مع بعض المغنين في بعض العادات (فالمغني الشعبى حين والقارئ حين يتلو القرآن، كلاهما يضع يديه غالبا على خده، وهذه عادة وردت لها عشرات الرسوم في الآثار المصرية القديمة) (1) والمشاهد أن لأغلب القراء - عند القراءة - حركات واهتزازات مثل التى للمغنين - 9 - ويعمد بعض القراء إلى الجميع بين الروايات المتعددة في المجلس الواحد، وربما كان قصد بعضهم من هذا تلوين النغم والتأثير به على السامعين وقد اختلف علماء القرآن في جواز هذا الجمع وعدمه: 1 - فالصابة لم يكونوا يجمعون (2)
__________(1/3000)
(1) محرم كمال: آثار حضارة الغراعنة وحياتنا الحاثية - مجلة الكاتب المصرى ع 10 يوليه 1946 ص 301 وما بعدها (2) أنظر: محمد بخيت المطيعى: تقرير في نقريظ كتاب (الآيات البينات) لابي بكر بن خلف الحسينى ص 21 وما بعدها
(1/73)
--------------------------------------------------------------------------------
2 - والحنفية يتشددون في منع الجمع: يقول صاحب (الحادى القدسي): (وقراءة القرآن بقراءات معروفة أو شاذة دفعة واحدة بترجيع الكلمات
مكروهة (1) وفى (الفتاوى النتار خانية) مانصه: وفى فتاوى الحجة: (وقراءة القرآن بالقراءات السبعة والروايات كلها جائزه، ولكني أرى الصواب أن لا تقرأ بالقراءات العجيبة بالإمالات، والروايات الغريبة، لأن بعض الناس يتعجبون، وبعضهم يتفكرون، وبعضهم يخطئون، وبعض السفهاء يقولون ما لا يعملون، ولعلهم لا يرغبون، فيقعون في الإثم والشقاء ولا ينبغى للأئمة أن يحملوا العوام إلى ما فيه نقصان دينهم ودنيا هم، وحرمان ثوابهم في عقباهم ولا يقرأ على رأس العوام والجهال وأهل القرى والجبال،
__________
(1) نقلا عن: محمد بخيت المطيعى: المرجع السابق
(1/74)
--------------------------------------------------------------------------------
مثلا: قراءة أبى جعفر المدنى، وابن عامر، وعلى بن حمزة الكسائي، صيانة لدينهم، فلعلهم يستخفون أو يضحكون، وإن كان كل القراءات والروايات صحيحة فصيحة طيبة، ومشايخنا اختاروا قراءة أبى عمرو وحفص عن عاصم) (1) 3 - أما الشافعية: فعند بعضهم أن المنع من هذا الجمع هو من الأولوية لا على الحتم، وأن إطلاق المنع غير جائز (2) وعند بعضهم الأخر: (القارئ متى خلط رواية بأخرى(1/3001)
كان كاذبا على القارئ الذى يشرع في إقراء روايته، فمن قرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى) (3) ويقول النوري: إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء، فينبغي أن يستمر على القراءة بها، مادام الكلام مرتبطا، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس) (4)
__________
(1) نفس المرجع (2) أنظر: ابن العسقلاني: فتح الباري ج 9 ص 31 (3) المرجع نفسه (4) التبيان ص 48
(1/75)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد استنبط زكريا الأنصاري المتوفى سنة 926 ه من لفظ (فينبغي) آنفا أن عدم الاستمرار في قراءة واحدة حرام، ودليل التحريم عنده (أن القراءة بذالك تستلزم فوات ارتباط إحدى القراءتين بالأخرى، والإتيان بهيئة لم يقرأ بها إحد) (1) 4 - وأما الحنابلة: فقد قالوا إن معرفة القراءة وحفظها سنة متبعة تأخذها الآخر عن الأول، فمعرفة القراءات التى كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها أو يقرهم على القراءة بها سنة والعارف في القراءات الحافظ لها له مزية على من لم يعرف ذلك، ولا يعرف إلا قراءة واحدة وأما جمهافى الصلاة أوفى التلاوة فهو بدعة مكروهة
وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذى نقلته طوائف في القرءة (2)
__________
(1) الاعلام والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الاسلام ابى يحى زكريا الانصاري ص 423 ج 424 (2) بخيت المطيعى: المرجع السابق
(1/76)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3002)
5 - وعند المتأخرين: حدث منذ أكثر من نصف قرن أن محمد بن خلف الحسينى الحداد شيخ المقارئ غير مرة بعدم جواز المجمع، (وأنه بدعة وضلالة أحدثه الجهال، وهم لا يعول عليهم، ولا يلتفت إليهم) فارتضى بعض الناس هذا الحكم ورفضه آخرون فعقد شيخ الأزهر آنئذ في رابع ذى القعدة سنة 1340 ه جمعا علميا للفصل في الأمر، فأيد الجمع رأى شيخ المقارئ، وقرروا (منع جمع قراءة أو رواية مع أخرى، بأى طريقة من طريقه في أي مجلس كان) (1) فكتب أحد القراء المقرئين، واسمه: خليل محمد غنيم الجنانيى رسالة سماها: (هداية القراء والمقرئين) أجاز فيها جمع القراءات فانبرى له أبو بكر الحداد، وهو ابن شيخ المقارئ في ذلك الوقت، وأصدر كتابه (الآيات البينات في حكم جمع القراءات)
__________
(1) مقدمة كتاب لآيات البينات في حكم جمع القراءات لابي بكر الحداد ص 9
(1/77)
--------------------------------------------------------------------------------
فرد الجناينى بكتاب سماه: البرهان الوقاد قى الرد على ابن الحداد: ودخل في النقاش المستعر - في صف الحداد - مقرئ اسمه محمد سعودى ابراهيم، فأصدر كتابه: (إفحام أهل العناد بتأييد ابن الحداد) ودخل المعركة مقرئ آخر اسمه عبد الفتاح هنيدي بكتابه: (الأدلة الفعلية في حكم جمع القراءات النقلية)، وفيه يحل الجمع ويحبذه والعجيب أنه مع هذه المناظرة الطريفة النشطة المفيدة ما برح الخلاف حول جمع القراءات قائما وقد اقترح أخيراسن تشريع لمعاقبة القراء الذين يتلون الآية الواحدة بقراءتها المختلفة في المجلس الواحد، فأجبنا بأنا نؤثر فعلا الإفراد في القراءة في المجلس الواحد، منعا من اختلاط الروايات بعضها ببعض، ومنعامن التلفيق بينها، وقد كنا أوضحنا هذا في كتاب (الجمع الصوتى الأول للقرآن الكريم) عند حديثنا عن مخططات المشروع، وعند اختيارنا للروايات والطرق والأوجه التى تسجل بها المصاحف
(1/78)(1/3003)
--------------------------------------------------------------------------------
المرتلة، ولكننا - مع ذلك - لم نستطع أن نقر فكرة سن التشريع المقترح! 1 - لأن بعض المذهب تجيز الجمع، حسبما توضح
آنفا، ولأن الجمع يستوفى مذاهب القراء، فضلا عن أن فيه تذكيرا وإعانة على استحضار المعاني 2 - ولأن القراء كانوا يجمعون القراءات في عصر أبى عمرو الدانى، وهو من أعلام علماء القرآن والمؤلفين في علومه، ولم يتكلم أحد في منع هذا الجمع، وصار معمولا به في كل عصر، وكأنه إجماع سكوتي، وربما كان قوليا 3 - ولأن القراءة قد تفسر بقراءة أخرى، كما في: (1) كلمة (لمستم) (1)، فقد نبى الفقهاء نقض وضوء الملوس وعدمه على الختلاف القراءة في (لمستم)، و (لامستم) (ب) كلمة (يظهرن) (2): مرة بسكون الطاء المخففة وضم الهاء ومرة أخرى مشددة، مع تشديد الهاء مفتوحة،
__________
(1) سورة النساء /، ضمن الآية 43 (2) سورة البقرة /، ضمن الاية 222
(1/79)
--------------------------------------------------------------------------------
والقراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرأ بالأولى نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وهى تعنى أن ينقطع عنهن الدم، والثانيه قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبى بكر، المفضل، وهى تعن أن يغتسلن بالماء (ح) وكلمة (ألا) في آية (الا يسجدوا لله الذى يخرج الخب ء في السموت
ولأرض) (1) والتخفيف في (ألا) هو قراءة الكسائي ورويس وأبى جعفر ووجه بأن (ألا) مخففة للاستفتاح، أما التشديد فهو قراءة الباقين (د) وكلمة (أمرنا) في قوله تعالى: (وأذا أردنا نهلك قرية أمرنا مترفيها) (2) ومع الفتح المخفف مرة أخرى، وهى في حالة التشديد بمعنى: جعلنا لهم إمرة وسلطانا
__________
(1) سورة النمل / 25 (2) سورة الاسراء / 16
(1/80)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3004)
4 - ولأن بعضهم يرون الجمع واجبا وعبادة، إذا طلبه قوم ليعرفوا وجه القراءت، ليسهل عليهم النطق بالقران كقرإة (إهدنا الصراط المستقيم (1) بالصاد والسين في كثيرا من الناس يعسر عليهم النطق بالصاد ومعرفتها تصح الصلاة وتعتر من أمور الدين المحتاج إليها 5 - ولأن الجمع يكفل أن يتعهد القارئ ما حفظه وهكذا وجدنا القواعد الصولية للتشريع تمنع من سن القانون الذى اقترح، كما رأينا أن يكون توجيه الخالفين بالتعليم، وبالحكمة والموعظة الحسنة
- 10 - ويتغى بعض القراء بالمدائح النبوية، وبقصص المولد الشريف والملاحظه في هذا لمدائح والقصص أنها مصوغة في أساليت غنائيه، وأنها - وخاصه القصص - مسجوعة غالبا، وحافلة بالمحسنات البديعية
__________
(1) سورة الفاتحة / 6
(1/81)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن هذه القصص قصة ألفها (البرزنجى) وأخرى ألفها (المناوى) وثالثه حديثه ألفها عبد الله عفيفي في الثلاثيات من هذا القول وقد التزم هؤلاء المؤلفون في قصصهم الباء والهاء في الفواصل ويمارس بعض القراء الإنشاد والابتهالات وقد حدد المجتمع الإسلامي، منذ قديم، واجبات المنشد تفصيلا يقول السبكى في هذا الشأن: (وينبعى أن يذكر من الأشعار ما هو واضح اللفظ صحيح المغنى مشتملا على مدائح سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ذكر الله تعالى وآلائه وعظمته وخشية مقته وذكر الموت ومابعده..) (1) ولا يقر البسكى اختصار المنشد على ذكر أبيات غزلية أو حماسية، وخاصيه في مجامع العلم (2)
__________
(1) معيد النعم ومبيد النقم ص 109 (2) نفس المرجع
(1/82)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يطلق على المنشد (ابن الليالى) إذا كان يحفظ وينشد
على حلقات الذكر القصائد الغزلية الصوفية كقصائد ابن الفارض (1)
__________(1/3005)
(1) أنظر: أحمد أمين: قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية ص 4 ط 1953
(1/83)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السابع من قواعد تلاوة القرآن وآدابها - 1 - الظاهر الملموس أن قراءة القرآن بترتيل مرسل أو بترنيم منغم يزيدها تأثيرا، ويزيدها وضوحا أن يعرف القارئ مواضع الوقف والإبتداء وهذا ما يقتضيه معرفة علوم كثيرة يقول أبو بكر بن مجاهد: (لا يقوم بالتمام في الوقف إلا نحوى عالم بالقراءت، وعالم بالتفسير والقصص، وتخليص بعضها من بعض، عالم باللغة التى نزل بها القرآن) (1) وأضاف كثيرون إلى هذه العلوم علم الفقه (2) ونحن نقر هذا وذاك، ونستحسنها
__________
(1) أنظر: الزركشي: البرهان ج 1 ص 343 (2) نفس المرجع
(1/84)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يؤدى عدم الوقف في مكانه إلى تغيير المعنى تغييرا كبيرا: قرأ قارئ قوله تعالى: (فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما
يعلنون) (1) من غير أن يقف عند كلمة (قولهم)، وهو وقف لازم، فبدت جملة (إنا نعلم...) كأنها مقول القول الذى يطلب الله تعالى إلى نبيه أن لا يحزنه وفى كتاب (أوقاف الكفر) لأبى منصور الماتريدى (2) بيان مفصل لوقوف غير جائزة، بل هل تفضى إلى كفر من يقرأ بها عامدا - 2 - ويستحب أن يقرأ القرآن بالتفخيم، فإن زيد بن ثابت روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (نزل القرآن
__________
(1) سورة يس / 72 (2) مخطوطة رقم و 354 مجاميع بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة
(1/85)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3006)
بالتفخيم) (1)، ولعل المقصود بذلك أن تكون قراءتة بنبرات رجولية بعيدة عن السمات الصوتية الأنثوية التى فيها عادة الخضوع والضعف - 3 - وقد كتب النووي فصلا في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين، وفضل القارئين من الجماعة والسامعين، وبيان فضل من جمعهم عليها، وحرضهم وندبهم إليها (2) واستند النووي إلى حديثه: (ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكه، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) (3)، كما استند
النووي إلى ما روى ابن داود من أن إبا الدرداء كان يدرس القرآن، ومعه نفر يقرأون جميعا، ومن أن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين كانوا
__________
(1) القرطبى: التدكار في افضل الاذكار - 125 (2) التبيان ص 50 وما بعدها (3) رواه أبو هريرة، وأبو سعيد الحذرى، وقال الترمزى: حديث حسن صحيح، وأنظر: نفس المرجع
(1/86)
--------------------------------------------------------------------------------
يفعلون ذلك (1) ونظرا لأن التجويد قد يلحقه نقص إذا قرأ فريق من الناس جماعة أو بصوت واحد، فيقع منهم مثلا مد ما لا يمد، أو تحريك ساكن، أو إسكان متحرك، لتستقيم لهم التغمة التى اختاروها، فاننا لا نميل إلى هذه الطريقة، وسبق أن نبهنا إلى فسادها في كتاب (الجمع الصوتى الأول للقرآن الكريم أو المصحف المرتل: بواعثه ومخططاتة) (2) وقد أورد النووي نفسه ما رواه ابن أبى داود عن الضحاك ابن عبد الرحمن بن عرزب من أنه أنكر هذه القراءة، وقرر أنه لم ير أحدا فعلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وكذلك أورد النووي ما ورد من أنه قيل لمالك، أرأيت القوم يجتمعون فيقرأون جميعا سورة واحدة يختمونها؟ فأنكر ذلك وعابه، قال: ليس هكذا تصنع الناس،
* (هامش *) (1) نفس المرجع ص 51 (2) ص 346 (3) التبيال ص 51
(1/87)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3007)
إنما كان يقرأ الرجل الآخر يعرضه (1) والننفسه أيضا يشرط للقراءة الجماعية شروطا يوجب استيفاءها (2) وعندنا أنه ربما كان ترك هذا الاسلوب في قراءة القرآن أولى وأحوط وقد تناولنا بالتفصيل في كتاب (الجمع الصوتى الأول...) مبتعات صوتية أخرى تنافى أيضا جلال القرآن، وتخرج عن قواعد أدائه، وتناله بشئ من التحريف، وتعوق حسن فهمه والتأثر به، وذكرنا هناك أن هذه المبتدعات كانت من بواعث تقكيرنا في الجمع الصوتى الأول للقرآن، ومن موجهات تسجيل المصاحف المرتلة الأئمة (3) - 4 - والقراءة المؤثرة هي التى يقرؤها القارئ على نشاط قلبى حاضر، واجتماع حقيقي للخواطر، واستعداد نفسي
__________
(1) نفس المرجع (2) نفس المرجع (3) أنظر ص 344 - 348
(1/88)
--------------------------------------------------------------------------------
غير فاتر، ولعل حديث (أقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه
قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه) (1) أن يكون آمرا بهذه القراءة، فهو يدعو إلى القراءة ما دام القلب مقبلا، والذهبن واعيا، والنفس مستجيبة، فإذا لم يكن هذا كان تأجيل القراءة أفضل - 5 - ومن التوجيهات الصوتية في شأن تلاوة القرآن قول إبراهيم النخعي العالم الزاهد المشهور والمتوفى سنة 92 وقيل 95: ينبغى للقارئ إذا قرأ نحو قوله تعالى: (وقالت اليهود عزيز ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله) (2) ونحو ذلك من الآيات أن نخفض بها صوته (3)
__________
(1) عن جندب، رواه البخاري، ومسلم، وأحمد في مسنده والنسانى وأنظر: المناوى: فيض القدير ج 2 ص 63 (3) ابن الجزرى: غاية النهاية ج 1 ص 30
(1/89)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3008)
وبعض القراء يقتصرون في قراءتهم بالمحافل على أرباع أو سور معينة عرفوا جيدا قراءاتها وأساليب التغني بها ومرجع هذا غالبا هو قلة محفوظهم من القرآن، وهذا أمر نأسف له، وننكره على فاعليه وقد استجدت في السنوات الأخيرة في وزارة الأوقاف فكرة ترمى إلى إصدار قرار رسمى يوجب على القارئ المضى في قراءته من موضع واحد، من راية القراءة إلى منتهاها، ولكننا رفضنا هذه الفكرة، لاعتبارات فنية وقانونية، وإيثارا لأهون الضررين: قلة المقروء ولو أنه سليم، وحفظ المقروء لو أنه كثير - 7 - وعندنا أن سلامة الوقف والإبتداء في قراءة القرآن،
وصحة التفخيم في تلاوته، والنشاط القلبى للقارئ، وفقهه للمواقف، ومسايرة صوته للمعانى القرآنية...كل ذلك هو من أهم وسائل (التلحين الخاص) التى تجلو المعاني القرآنية، وتكفل بلوغها إلى العقول والقلوب
(1/90)
--------------------------------------------------------------------------------
على أننا لا نسيغ التعبير عن الأداء المنغم المؤثر الدقيق للقرآن بلفظ (التلحين)، تنزيها لكلام الله عن أن يتصل بلفظ اصطلاحي منصرف الآن - في مفهوم الكافة - إلى الأغاني، وإن من الأغاني كما هو غير باعث، وإن منها لما هو غير نظيف وليس يثنينا عن رأينا أن يكون بعض القدامى قد استعملوا مادة (لحن) في التعبير عن القراءة القرآنية المرنمة، كالذى ورد عن أن أبا موسى الأشعري كان يقرأ القرآن تلبية لطلب عمر بن الخطاب و (يتلاحن) (1)، وكالذى ورد عن أن القراء الذين يقرأون القرآن بالألحان عليهم كذا وكذا من الواجبات...(2)، فالناس في عصرنا الحاضر يخصون بلفظ (لحن) وما اشتق منه الغناء العادى - 8 - وفى ظننا أن استعمال لفظ (التلحين) في هذا المقام كان
__________
(1) زاد المعاد، وسبق الشارة الى هدا في موضع آخر (2) أنظر: عبد الوهاب السبكى: معيد النعم ومبيد لنقم ص 110
(1/91)(1/3009)
--------------------------------------------------------------------------------
مما جرأ الموسيقين على الدعوة إلى تلحين القرآن على الآلات الموسيقية (1) وهنا نذكر أن المفتين المسلمين يعدون هذا التلحين كفرا، ينقل ابن حجر الهيتمى في كتابه (الإعلام بقواطع الإسلام) (2) أن الرافعى قال: (قالو: ولو قرأ القرآن على ضرب الدف والقضيب فهو كفر) وفي الرد على الداعين إلى استعمال الآلات الموسيقة مع قراءة القرآن، نذكر أنه حتى في الكنيسة المسيحية التى يعد الإنشاد الموسيقى من شعائرها، والتى يتعدد فيها المرتلون، وهم الأرشيد ياكون، أي رئيس الشمامسة الذى يساعد الكهنة في الخدمة، ومنها إلقاء الترانيم والديا كون أو الشماس والأبو ذياكون وهو معاونه
__________
(1) راجع معلومات كثيرة عن هذه الدعوة وردنا عليها في كتابنا: الجمع الصوفى الاول للقرآن الكريم ص 338 وما بعدها (2) ص 42 ط 1293 ه
(1/92)
--------------------------------------------------------------------------------
والأغنستس، أو القارئ، وعمله: تلاوة فصول الكنيسة المسيحية، وهذه أهمية الإنشاد الموسيفى فيها تقرر أن (الذين يرتلون على الذبح لا يرتلون بلذة بل بحكمة (1) ويقول أحد رجال الكنيسة المصرية: (مازالت إلى اليوم موسيقى كنائس كثيرة منها القبطية واليونانية والسريانية
صوتية بجتة، وتوقيعها على الآلات الوترية يعطى أداء هزيلا مبتورا، لا يصور اللحن تصويرا صحيحا أو حقيقيا، كما يصوره الصوت، وتوقيعها على الأرغن أو البيانو يستلزم إضافة الأرمونى إليها، وهى بطبيعتها لا تقبل بتاتا إضافة الأرمونى وإذا حاولنا فلا بد من تمزيق أوصالها وهذا معناه القضاء على طقسنا الكنسى والكنيسة اليونانية لا تستعمل آلات موسيقية قط، ولا حتى الدف والمثلث) (2)
__________(1/3010)
(1) أنظر: الصفوى العسال: المجموع ص 134 دمرقس داود: تفسير قداس الكنيسة القبطية الارثوذكسية ص 19 و 20 (2) راغب مفتاح: الالحان مقال بمجلة مدارس الاحد ع ابريل 1960 ص 29 و 30
(1/93)
--------------------------------------------------------------------------------
هذا مع بعد ما بين طبيعة النص القرآني الذى هو القمة في البلاغة، والذى هو معجز بيقين، وبين طبيعة الترانيم المسيحية التى هي من إنشاء أناس عاديين، والتى تحتاج فعلا إلى وسائل تقويها عند الإنشاد - 9 - وعندنا أنه ليس إخضاع قراءة القرآن لقواعد الموسيقى هو الذى بالتمام بايصاله إلى أعماق القلوب والأفهام، وإنما الذى يكفل هذا هو أن يكون القارئ - فوق حسن صوته والتزامه قواعد التجويد والأداء - عالما بالقرءات، والتفسير، ولسنة، والفقه، والتاريخ، والقصص، والبلا غة، والنحو، والاجتماع، والنفس،
وعجيب أن لا تنبعث دعوة واحدة إلى تعليم القراء هذه العلوم، بينما الدعوات - بسوء نية غالبا وبحسن نية أحيانا - إلى الإفادة - في قراءة القرآن - من الفنون الموسيقية، مع أن موسيقى القرآن، كما قلنا قبلا - نابعة منه، ولا حاجة بالمسلمين إلى استجلا بها إليه (1)
__________
(1) أنظر: لبيب اسعيد: الجمع الصوتى الاول للقرآن الكريم ص 324 - 333
(1/94)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3011)
وإذا كان التلحين الموسيقى ينفع في بعض مشتملات القرآن كالوعد والوعيد، ووصف الجنة والنار، والبيان عن الرغبة والرهبد...الخ، فكيف تفيد الموسيقى في إبراز المعاني في بعض آيات الأحكام من مثل ما يتصل بالنكاح، والإيلاء، والطهار واللعان، والخلع، والطلاق، والعدة، والاستبراء، والنفقة، والرضاعة، والوكالة، والإجارة، والمواريث وأحكام الصيد...الخ؟ ولقد رسم الزركشي الوسائل الطبيعية إلى أكمل الترتيل، فقال صمنا: (فمن أراد أن يقرأ القران بحال الترتيل، فليقرأه على منازله: فإن كان يقرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد، وإن كان يقرأ لفظ تعظيم لفظ به على التعظيم) (1) ومن تلك الوسائل (أن يشتغل قلبه في التفكير في معنى ما يلفظه بلسانه) (2)، وأن يتجاوب مع كل نداء أو أمر أو نهى معه، ويجب أن يقرأ قراءة المتذكر المذكر
(3)
__________
(1) البرهان ج 1 ص 450 - 452 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع
(1/95)
--------------------------------------------------------------------------------
وكما يقول الزركشي أيضا: (ولحصول القارئ على الفتح عند الفتاح العليم)، يجب الاستعانة (بأن تكون تلاوتة على معاني الكلام وشهادة وصف المتكلم من الوعد بالتشويق والوعيد بالتخويف والانذار بالتشديد، فهذا القارئ أحسن الناس صوتا بالقرآن) (1) ومن وسائل تحصيل حلاوة القران ما نقله الشعرانى عن مسلم بن ميمون الخواص، فقد كان يقول: كنت أقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة فقلت لنفسي: إقرئيه كأنك تسمعينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت حلاوته ثم أردت زيادة، فقلت: أقرئيه كأنك تسمعينه من جبريل عليه السلام ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم، فزادت حلاوته ثم قلت: إقرئيه كأنك تسمعينه من رب العالمين، فجاءت الحلاوة كلها (2)
__________
(1) نفس المرجع ج 180 2 و 181 (2) الشعرانى: الطبقات الكبرى ج 1 ص 2 (ط الحلبي سنة 1954)
(1/96)(1/3012)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن حوك سماع القرآن قال تعالى: (وإذا قرى القرءان فاستعموا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (1) عن أبى هريرة: كانوا يتكلمون في الصلوة فنزلت (2) وقال سعيد بن المسيب: كان المشركون يإتون رسول الله صلى الله عليه وسلم أذا صلى، فيقول بعضهم لبعض (لا تسمعوا لهذا القرءان والغرا فيه) (3) فأنزل الله جل وعز جوابا لهم:
__________
(1) الاعراب / 204 (2) أنظر: الحسن النيسابوري: غرائب القرآن ورغائب الفرقان ج 9 ص 111 (3) سورة فصلت / 36
(1/97)
--------------------------------------------------------------------------------
(وإذا قرى القرءان فاستمعوا له وأنصتوا) (1) والصحيح القول بعموم السنة في الاسماع للقران والإنصات له، لقوله (لعلكم ترحمون)، والتخصيص يحتاج إلى دليل (2) (قال العلماء: ظاهرا الأمر للوجوب، فمقتضاه أن يكون الاسماع والسكوت واجبا وقت قراءة القرآن في صلاة وغير صلاة وهو قول الحسن وأهل الظاهر (3) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبد الله بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع،
وخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه حتى ذرفت عيناه (4) والمسلمون يرون أن حسن الإسماع هو بالضرورة طريق الانتفاع بالقرآن، فهو لابد منه، وهو في الدرجه الثانيه
__________
(1) الانصات: السكوت للاستماع والاصغإو المراعاة أنظر: القرطيبى: الجامع لاحكام القرآن ج 7 ص 354) (2) أنظر: القرطبى: المرجع السابق (3) الحسن النيسابوري: المرجع السابق (4) ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 189
(1/98)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3013)
بعد حسن الأداء الذى هو طبعا في المرتبة الأولى (1) - 2 - ومن أدب الإسلام قوله تعالى: (يأيها الذين ءامنوا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض النبي أن تحبط أعملكم وأنتم لا تشعرون) (2) (فرفع أصواتهم على صوت القارئ لكلامه عز وجل أولى بأن ينهى عنه، والأدب معه فوق الأدب مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم بالضرورة (3))
__________
(1) أنظر: أحمد بن محمد بن عزت شاه الحنفي: فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء ص 16 - نصائح الحكيم للسلطان ط الموسل سنة 1869 م.
(2) سورة الحجرات / 2
(3) عبد الوهاب حمودة: تلاوة القرآن وأستماعه - بحث في ((لواء الاسلام) ع، رمضان 1367 ه
(1/99)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن الحقائق الواقعية التى لا نناقشها هنا مجبذين أو ناقدين، وانما نسجلها فحسب أن الناس فوق تأثرهم يمعانى القرآن، يتأثرون بالنغم، فأحمد ندا مثلا الذى كان (لا يأخذ في قراءته سمتا واحدا، بل لا يبرح يترجع بين فنون النغم) (1) كان (يقيم الناس ويقعدهم، ويطويهم وينشرهم، ويذيقهم المهول الرائع من الطرب والانبهار) (2) والقراء مثل المغنين يسرهم أن يتلقوا عبارات الثناء والإعجاب، وبعضهم في المحافل يتحرى المعجين، وقد يدبر هو نفسه لوجودهم، ويظهر المعجون الطرب، فيسمع لهم ضجيج حتى في المساجدو في المآتم وقد ذكروا أن يوسف المنيلاوى الذى ورد له ذكر في فصل سابق، كان يسأل المستعين عن رأيهم في قراءته التماسا لصيحات الإعجاب.
وقيل في تعليل هذا إنه (كان
__________
(1) البشرى: المرجع السابق (2) نفس المرجع
(1/100)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3014)
يعانى عقدا نفسه ربما كانت راجعة إلى ضآلة حفظه في الحياة) (1) - 4 - وسلك كثير من هؤلاء المعجين منافر للأدب الواجب للقرآن، ولعل صاحب (تفسير المنار) أن يكون قد وصفهم
وصفا دقيقا، عند تفسيره للآية الكريمة:) (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وانظرنا لكان خيرالهم وأقوم، ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) (1) يقول، في شأن من يقابلون هذا التأديب القرآني باللغط والضجيج: (إنهم يلغطون في مجلس القرآن فلا يستمعون ولا ينصتو، ومن أنصت واستمع فانما ينصت طربا بالصوت، واستلذاذا بتوقيع نغمات القارئ (وإنهم ليقولون
__________
(1) محمود السعدني: دولة المقرئين ص 44 (2) سورة النساء / 46
(1/101)
--------------------------------------------------------------------------------
في استحسان ذلك واستجادته وما يقولون في مجالس الغناء، ويهتزون للتلاوة، ويصوتون بأصوات مخصوصه، كما يفعلون عند سماع الغناء بلا فرق، ولا يلتفتون إلى شئ من معانيه إلا ما يرونه مدعاة لسرورهم في مثل قصة يوسف عليه السلام، مع الغفلة فيها من العبرة وإعلاء شأن الفضيلة، ولا سيما العفة والأمانة) (1) ثم يقول: (أليس هذا أقرب إلى الاستهانة بالقرآن منه بالأدب اللائق الذى ترشد إليه هذه الآية الكريمة وأمثالها، وتتوعد على تركه بجعله مجاورا للكفر الذي يسوق صاحبه إلى العذاب الأليم؟ (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم
الأولين أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) (2) وثمة قصة من حى المذبح بالقاهرة تشهد بإسراف بعض
__________
(1) تفسير المنار ج 1 ص 411 و 412 (2) سورة المؤمنون / 69 68
(1/102)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3015)
المعاصرين في مجافاة الأدب الواجب للقرآن، ومتابعتهم للنغم لاللمعانى القرآنية، ومؤدى هذه القصة أن طائفين من المستمعين إلى القارئ الشيخ محمد القهاوى، في أحدا لماتم اقتتلا، لأن إحدا هما عابت صوت القارئ، فأثر ذلك الأخرى: فمات أربعة، ونقلت عربات الإسعاف أكثر من عشرة إلى المستشفيات) (1) - 5 - وقد وردت أخبار عن ترديد القارئ آية واحدة مرات كثيرة استحضارا لعظمه المتكلم، وتدبرا لكلامه، واستجلاء لمحاسنها، واستطابة لفنون الجمال فيها عللا بعد نهل: روى أبو ذر عن النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، أنه قام ليلة بآية يرددها) (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) (2)
__________
(1) أنظر: محمود السعدني: دولة المقرئين 26 و 27 (2) سورة المائدة / 118
(1/103)
--------------------------------------------------------------------------------
وقام تميم الدارمي بآية هي قوله سبحانه:
(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا لصالحات) (1) وكذلك قام بها الرببع بن خيثم ليلة (2) وفى التاريخ الحديث أن الشيخ محمود البربري القارئ الحاص لسعد زغلول ((كان مغرما بالإعادة، ولذلك كان يظل أحيانا ساعة كاملة لا يقرأ سوى آيات قليلة) (3) - 6 - ويتصل بسوء الأدب مع القرآن ما يحكمه ابن الجوزى نوع من القراء الذين يتغون بالقرآن، وهم (المقابريون) في أيامه، (فإنهم يهيجون الأحزان ليكثر بكاء لنساء،
__________
(1) سورة الجاثية / 21 (2) أنظر: مختصر منهاج القاصدين لابن الجوزى (اختصار ابن قدامة الاندلسي) (3) أنظر: محمود السعدني: دولة المقرئين ص 48
(1/104)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3016)
فيعطون على ذلك الأجرة، ولو أنهم أمروا بالصبرو لم ترد النسوة ذلك) (1) يقولون ابن الجوزى: وهذه أضداد الشرع ويروى عن ابن عقيل أنه قال: حضرنا عزاء رجل قد مات له ولد، فقرأ المقرئ: يا أسفى على يوسف) (2) فقلت له: هذه نياحة بالقرآن (3) - 7 - ونحن - مع مشاركتنا لتفسير المنار آنفا - في النعمى على اللاغطين في مجلس القرآن، والمنصرفين إلى الإستلذاذ بالألحان من دون المعاني، ومع تمسكنا الأشد بالكيفية المأثورة
للتلاوة، والأدب الكامل لهذا الكتاب الدينى العظيم، لا نرى
__________
(1) صيد الخاطر ج 1 ص 147 (ط..دار الفكر بدمشق) (2) سورة يوسف / 84 (3) نفس المرجع
(1/105)
--------------------------------------------------------------------------------
إهدار الفطرة، واستنكار أن يستعيد السامع الآيات التى يريد أن يمكن في قلبه في قلبه لمعارفها ولطائفها وإعجازها، وأن يزداد بها اعتبار وعلما واستذكارا، وأن يشبع من الا ستمتاع بحسن بياتها وجمال لفظها وفصيح أسلوبها، وعظمة معانيها، وجلال توجيهها هذا، والنفس مجبولة على التأثر بالتناسب والتتاسق والحركة المنتظمة المتكروة والنغمات ذات النسب المتعارفه وواضح أن آى القرآن شاملة غالبا لهذا كله، وواضح أيضا أن الصوت الحسن بالقراء الواعية يزيد هذا الكتاب جلاء فلا حرج - في رأينا - إذا طرب الناس بسماع القرآن.
وأبدوا تأثرهم الروحانى به، وانسياقهم الوجداني معه، وعيروا عن شغلهم به، وخفيهم المتكرر إليه - 8 - ومن صور التاثر بالقرآن البكاء عن سماعه وعن قراءته وهذ البكاء هو - فيما عبر النووي - صفة العارفين.
وشعار
(1/106)
--------------------------------------------------------------------------------
عباد الله الصالحين (1) يقول تعالى مثينا على قوم:(1/3017)
(وإذا سمعواما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من مما عرفوا من الحق) (2) ويقول سبحانه: (وقرءا نا فرقناه لنقرأه على مسكث ونزلناه تنزيلا قل ءامنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) (3) ويقول: (وإذا تتلى عليهم ءايات الرحمن خروا سجدا وبكيا) (4)
__________
(1) التبيان ص 43 (2) سورة المائدة / 83 (3) سورة الاسراء / 107 و 108 (4) سو رة مريم / 58
(1/107)
--------------------------------------------------------------------------------
ويقول النى صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن وابكو، فإن لم تبكوا فتباكوا (1)) ومن المأثورات الإسلامية: أن ابن عباس قال: إذا قرأتم سجدة (سبحن) (2)، فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فان لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه (3) وقالت عائشة عن أبيها أبى بكر، في قصة إجارة ابن
الدغنة له: (...وكان (تريد أباها) رجلا رقيقا، اذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصيبان والعبيد من النساء) إذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصيبان والعبيد من النساء) (4) ولما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم المرض، قبل له في الصلاة، فقال: مروا أبا بكر، فليصل بالناس، قالت
__________
(1) الجمل: المفتوحات الالهية بتوضيح تفسير الجلالين للدفائق الخليفه ج 3 ص 67 (ط.
مصطفى الحلبي 959 (2) سورة الاسراء / من الاية 108 (3) الجمل: المرجع السابق (4) ابن هشام: سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم ج 1 ص 396
(1/108)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3018)
عائشة (رضى الله عنها): إن أبا بكر رجل رقيق القلب، وأنه إذا قام مقامك، لا يكاد يسمع الناس بكاءه..فلو أمرت عمرا!...الخ (1) وصلى عمر بن الخطاب الجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف، حتى سالت دموعه، على ترقوته (2) وعن أبى رجاء، وقال: رأيت ابن عباس، وتحت عينيه مثل الشراك البالى من الدموع (3) وعن أبى صالح، قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبى بكر الصديق، فجعلوا يقرأون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق: هكذا كنا (4)
وقد رووا أن قارئا صالحا المرنى، قال: قرأت القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام،
__________
(1) رواه النجدي في صحيحه عن ابن عمر، وأنظر: ابن هشام: سيرة النبي (ص) ج 2 ص 259 (2) أنظر: النووي: المرجع السابق (3) نفس المرجع (4) نفس المرجع
(1/109)
--------------------------------------------------------------------------------
فقال: يا صالح! هذه القراءة، فأين التكاء (1)؟ والطريقة في تحصيل البكاء فيما يقول الغزلى: (أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أو امره وزواجره، فيخزنه لا محالة، ويبكى) (2) - 9 - وقد وعى تاريخ القراءة أخبار جماعات من السلف صعقوا عند القراءة، وحماعات منهم ماتت! ذكر هذا التاريخ أن زرارة بن أو في التابعي قرأ في الصلاة حتى بلغ (فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير) (3) خر ميتا (4) وكذلك ورد أن أحمد بن أبى الحوارى - وكان أبو القاسم الجنيد يدعوه (ريحانة الشام) - إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق (5)
__________
(1) الجمل: المرجع السابق (2) احياء علوم الدين ج 1 ص 219 (3) سورة المدثر / 8 و 9
(4) النووي: التبيان ص 14 (5) نفس المرجع
(1/110)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3019)
وقد أنكر بعض علماء المسلمين ذلك على فاعليه، ولكن النووي يقول: (والصواب عدم الإنكار إلا على من اعترف أنه يفعل تصنعا، والله أعلم (1)
__________
(1) نفس المرجع ص 41 و 42
(1/111)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل التاسع إحياء رمضان بتلاوة القرآن - 1 - في مناسبة صدور هذا البحث في رمضان، نذكر أن هذا الشهر هو عيد القرآن (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (1) (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (2) (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) (3)
__________
(1) سورة البقرة / 185 (2) سورة القدر / 1 (3) سورة الدخان / 2
(1/112)
--------------------------------------------------------------------------------
وكأنما كانت فريضة صوم هذا الشهر إحياء عمليا لذكرى نزول هذا الكتاب العظيم
- 2 - وقد جرى المجتمع الإسلام على تقليد صالح هو إحياء ليالى رمضان بتلاوة القرآن الكريم ولئن أصاب هذا التقليد بعض الوهن في بعض العواصم إنه لذاك جدا في الريف وعندنا في مصر تقيم الدولة بنفسها احتفالات القرآن في رمضان، وتعهد بالقراءة فيها إلى المتفوقين من القراء حفظا وأداء وصوتا ووفاء بحق القرآن، وشعورا بالواجب نحو المسلمين في البلاد الضقيقة والصديقة، تبعث جمهور يتنا بأحسن قدائها إلى هذه البلادى لتحي رمضان هناك أيضا - 3 - ويصف ابن جبير احتفال المسلمين في المسجد الحرام بشهر رمضان في القرآن السادس الهجرى، فيشير إلى تأثر الناس بأصوات القراء بالقرآن، حيث يقول:
(1/113)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3020)
(...وأما المالكية، فاجتمعت على ثلاثة قراء يتناوبون القراءة...وكاد لا يبقى في المسجد زاوية ولا ناحية إلا وفيها يصلى بجماعة خلفه، فيرتج المسجد لأصوات القرأة من كل ناحية فتعاين الأبصارو تشاهد الإسماع من ذلك مرأى ومستمعا تنخلع له النفوس خشية ورقة (1) ويصف ابن بطوطة بعد قرابة قرنين نفس هذا الاحتفال، فيقول: (...وأما المالكية، فيجتمعون على اربعة من القرإ
يتناوبون القرإة، ويوقدون الشمع، ولا تبقى في الحرم زاوية ولا ناحية إلا وفيها قارى يصلى بجماعته، فيرتج المسجد لأصوات القراء، وترق النفوس، وتحضر القلوب، وتمهل الأعين...) (2)
__________
(1) رحلة ابن جبير، أو نذكره بالاخبار من اتفاقات الاسفار ص 111 (ط الشعب) (2) رحلة ابن بطوطة، أو تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار ص 112 (ط الشعب)
(1/114)
--------------------------------------------------------------------------------
- 4 - والقرآن مأمور بالإكثار من تلاوتة، وقد أثنى الله تعالى على التالين للقرآن، فقال: (إن الذين يتلون كتب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) (1) وطول القيام بالقرآن في غير الفرائض هو - فقها - الفضيلة فوق الواجب والمسنون: من حديث ابن عباس قال: (...فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام، فاستفتح بسورة البقرة ثم آل عمران ثم النساء، ثم المائدة، حتى سمعت هذا في ركعة واحدة، والله أعلم حيث ركع) (2)
__________
(1) سورة فاطر / 29 (2) ابن الحاج: المدخل ج 1 ص 175
(1/115)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3021)
وعن حذيفة قال، (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فافتتح البقرة، فقلت، يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلى بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأ هم، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا...الخ) (1) وروى أن بن عفان كان يقرأ في ركعة الوتر الخمة كلها (2) - 5 - ولعله من أفضل مناسبات قراءة القران في رمضان صلاة التراويح، وقد حثت السنة عليها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) (3)
__________
(1) أنظر: النووي: رياض الصالحين ص 448 (ط عيسى البابى الحلبي) (2) ابن الحاج، المرجع السابق (3) عن أبى هريرة، ومتفق عليه، وأنظر: النووي: رياض الصالحين ص 450
(1/116)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد قالوا في تفسير ها الحديث، إن المراد بهذا القيام هو صلاة التراويح (1) ومع أن مالكا، وأبا يوسف، وبعض الشافعية كانوا يرون الأفضل أداء التراويح فرادى في البيت، فإن الشافعي، وجمهور أصحابه، وأبا حنيفة، وأحمد، وبعض المالكية
وغير هم يرون الأفضل صلاتها جماعة، كما فعله عمر ابن الخطاب، واستمر عمل المسلمين عليه، لأنه من الشعائر الظاهرة، فاشبه صلاة العيد (2) - 6 - وقد جرى المسلمون على التماس الانتفاع والاستمتاع بالصوت الحسن بالقرآن في هذه الصلاة بصفة خاصة: 1 - كان عبد الرحمن بن الأسود بن أبى يزيد يتتبع الصوت الحسن في المساجد في شهر رمضان (3)
__________
(1) صحيح سلم بشرح النووي ج 6 ص 29 (2) نفس المرجع (3) ابن القيم: زاد المعاد ج 1 ص 135
(1/117)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3022)
2 - وفي ترجمة موسى بن الحسن المتوفى سنة 287 ه أنه (كان حسن الصوت بالقرآن في الفجر وفي صلاة التراويح، فلقب بذى الصوت الجيد) (1) 3 - ومحمد بن سعد بن سعيد العسال (كان من القراء المجودين الموصوفين بحسن الأداء، يقصد في رمضان لسماع قراءتة في صلاة التراويح من الأماكن البعيدة) (2) 4 - وأبو محمد سبط الخياط المتوفى سنة 541 ه (والأستاذ البارع الكامل الصالح الثقة شيخ الإقراء ببغداد في عصره...وأحد الذين انتهت إليهم رياسة القراءة علما وعملا والتجويد علما وعملا وطربا...) (3) كان حسن القراءة في المحراب، (سيما ليالى رمضان، وكان يحضر عنده الناس لاسماع قراءتة)، (وكان يحضر
صوتا بالقرآن على كبر السن) (4)
__________
(1) أنظر: ابن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 22 (2) ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة ج 1 ص 113 (3) اين الجزرى: غاية انهاية ج 1 ص 434 و 35 (4) نفس المرجع، وأنظر: ابن رجب: المرجع اسابق ج 1 ص 209 و 210
(1/118)
--------------------------------------------------------------------------------
5 - وأحمد بن محمد اللبيقى الولود سنة ه (...كان حسن الصوت بالقران جدا، فكان الناس يهرعون إلى سماعه، سيما في قيام رمضان، في الأماكن التائية، بحيث يضيق الشارع بهم) (1) وهذا الذى نذكره ليس إلا مجرد أمثله يشير قليلها الى الكثير - 5 - ثم نستطرد، فنذكر أنه أصبح من التقاليد الثابتة أن تبدأ الأحصال الرسمية الساسية الكبرى بتلاوة القران، وكذلك أحفال عيد العلم.
ولعله أن يكون لهذا أصول قديمة في الاجتماعيات الإسلمامية، فابن الغوطى، إذا يحكى قصة مدرسة افتتحت في شوال سنة - 628 - ه، يقول:..فحضر جميع المدرسين والفقهإ على اختلاف المذاهب، وقاضي القضاة...، وقرئت الختمة...) (2)
__________
(1) السخاوى: الضوء اللامع ج 2 ص 102 - الترجمة 39 (2) الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائه السابهة
ص 25 (ط الفرات ببغداد) 1351 ه
(1/119)(1/3023)
--------------------------------------------------------------------------------
وفي القرن الرابع الهجرى، كانت الدروس تبدأ بسماع القرآن من قارئ حسن الصوت وقد نقل (متز)، عند حديثه عن طريقة التعليم وتقئذ أن (العالم كان يبتدئ درسه بحمد الله والصلاة على نبيه بعد قراءة قارى حسن الصوت شيئا من القران...الخ) (1) والرحالة ابن جبير في حديثة عن مجلس الوعظا الذى كان يعقده بن الجوزى ببغداد، في ساحة قصر الخليفة، يقول: (...وقعدنا إلى أن وصل هذا الحبر المتكلم، فصعد المنبر، وأرخى طيلسانه عن رأسه، متواضعا لحرمة المكان، وقد تسطر القراء أمامه (أي اصطفوا) على كراسي موضوعة، فابتدروا القراءة على الترتيب، وشوقوا ما شاءوا، وأطربوا ما أدادوا، وباردت العيون بارسال الدموع، فلما فرغوا من القراءة - وقد أحصينا لهم تسع الدموع، فلما فرغوا من القراءة - وقد أحصينا لهم تسع آيات من سور مختلفات - صدع بخطبته الزهراء..) (2)
__________
(1) الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجرى - الترجمة المربية ج 1 ص 319 (الطبمة الثالثة) (2) رحلة ابن جبير ص 160 (ط الشعب)
(1/120)
--------------------------------------------------------------------------------
وكذلك كان من الشعائر التى تصحب الختان ختم(1/3024)
القرآن (1) غير أنه - في الوقت الحاضر - أصبحت المآتم أهم المناسبات التى يدعى إليها القراء وبعد أن كان إحياء الأفراح بقراءة القرآن تقليدا متبعا في البلاد العربية والإسلامية، عدل جمهور هذا البلاد عن ذلك، فيما هو مشاهد، عدولا واضحا وكذلك، بعد أن كان الناس في هذه البلاد - في مناسبة استقبال العائدين من الحج - يقيمون السرادقات، ويدعنو إلنها القراء الضيتية لتلاوة القرآن، أصبح هذا الآن كالنادر وهكذا - ونقول هذا بمرارة - بعد أن كان سهر القارئ الصييت عند أسرة ما أمينة تهش لها القلوب، ونتصاعد بها دعاء الأحباب للأحباب، بات هذا السهر - عند أغلب مجتمعنا - شيئا لا يحب ولا يكره، بل بات عن بعض الناس شيئا مكروها يسير في ركاب المصيبة المرهوبة: مصيبة الموت
__________
(1) أنظر دائرة المعارف الاسلامية - الترحمة العربية ص 214 و 222
(1/121)
--------------------------------------------------------------------------------
خاتمة أما بعد، فهذا القرآن هو أساس الإسلام وقاعدته، وهو بيقين سبيل المسلمين إلى السلطان والنصر في الدنيا، وإلى الفوز والسعادة في الآخرة، وهو الكتاب الذى حرر والإنسان من ذلة الخضوع لغير الله أعلى سلطان العلم وسلطان العقل، والذى بث الإيمان وقرر العدل وهذه الشعوب في كل الدنيا مسئوله لطالحها هي أن تسير في هذا النور المبين، وأن تعتصم بهذا الحبل المتين، وأن تقرأ القرآن وتستمعه وتتدبره، مصبحبة وممسية،
بعض الناس شيئا مكروها يسير في ركاب المصيبة المرهوبة: مصيبة الموت
__________
(1) أنظر دائرة المعارف الاسلامية - الترحمة العربية ص 214 و 222
(1/122)
--------------------------------------------------------------------------------(1/3025)
خاتمة أما بعد، فهذا القرآن هو أساس الإسلام وقاعدته، وهو بيقين سبيل المسلمين إلى السلطان والنصر في الدنيا، وإلى الفوز والسعادة في الآخرة، وهو الكتاب الذى حرر والإنسان من ذلة الخضوع لغير الله أعلى سلطان العلم وسلطان العقل، والذى بث الإيمان وقرر العدل وهذه الشعوب في كل الدنيا مسئوله لطالحها هي أن تسير في هذا النور المبين، وأن تعتصم بهذا الحبل المتين، وأن تقرأ القرآن وتستمعه وتتدبره، مصبحبة وممسية، مستر شدة ومستهدية وهذه الشعوب في كل الدنيا مسئولة أن تهب للدراسات القرآنية من مختلف نواحيها كل جهدها وكل عنايتها ولعل من الحوافز في هذا الشأن أن بحر هذه الدراسات
(1/122)
--------------------------------------------------------------------------------
عميق، وخيراته غير ذات حدود فالنفع محقق، والمجال ذوسعة (إن هذا القرءان يهدى للتى هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم اجرا كبيرا) (1)
__________
(1) سورة الاسراء / 9.
(1/123)
--------------------------------------------------------------------------------
---
عبدالرحمن الشهري
12-17-2006, 06:38 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور يحيى على هذا الموضوع ، وليتك تتكرم بوضعه أيضاً كملف مرفق ، فهو أسهل في القراءة وحفظه في مكتبة الموقع .
---
أبو الجود
12-17-2006, 09:56 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم المفضال الدكتور الغوثائي كم أمتعتنا بعطياك الكريمة ودررك الغالية بارك الله في جهدك ونحن في انتظار المزيد من سماحتكم
---
القعقاع محمد
01-02-2007, 12:15 PM
جزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء
وإتماماً للفائدة إليكم الكتاب على شكل ملف وورد
---
(1/3026)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مصطلح ((الليبرالية الإسلامية)) ... رؤية شرعية
---
مصطلح ((الليبرالية الإسلامية)) ... رؤية شرعية
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
07-12-2005, 05:02 PM
[align=center]مصطلح ((الليبرالية الإسلامية)) ... رؤية شرعية
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
لقد شاع في كثير من وسائل الإعلام والمنتديات مصطلح " الليبرالية الإسلامية "، مما أدى إلى أن يظن البعض أن هذا المبدأ يتيح للإنسان حريته من خلال سلوك يحكمه الدين ثم العرف الاجتماعي ثم الأخلاق الإنسانية الفطرية، وقد تسلل هذا المصطلح إلى عقول بعض من يطلق عليهم (الإسلاميون) حتى رأينا من يتمدح بأنه (ليبرالي إسلامي)، أي: متفتح متعصرن، لا مشكلة عنده مع الليبرالية ، ولهذا كان لابد من توضيح خطورة هذا المصطلح وحقيقته.
فالليبرالية -كما في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة-:
مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي، ففي الميدان السياسي وعلى النطاق الفردي: يؤكد هذا المذهب على القبول بأفكار الغير وأفعاله ولو كانت متعارضة مع المذهب بشرط المعاملة بالمثل.
وفي إطارها الفلسفي تعتمد الفلسفة النفعية والعقلانية لتحقيق أهدافها، وعلى النطاق الجماعي: هي النظام السياسي المبني على أساس فصل الدين عن الدولة، وعلى أساس التعددية الأيديولوجية، والتنظيمية الحزبية والنقابية، من خلال النظام البرلماني الديمقراطي بسلطاته الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية للحفاظ عليها، وفي كفل حرية الأفراد بما في ذلك حرية المعتقد، إلا أن الليبراليين في الغالب يتصرفون ضد الحرية لارتباط الليبرالية بالاستعمار، وما يتضمن ذلك من استغلال واستعباد للشعوب المستعمرة.(1/3027)
والليبرالية الاقتصادية: تأخذ منبعها من المدرسة الطبيعية، التي تؤكد على أنه يوجد نظام طبيعي يتحقق بواسطة مبادرات الإنسان الاقتصادي، الذي ينمو بشكل طبيعي نحو تلبية أقصى احتياجاته بأقل ما يمكن من النفقات، على أن تحقيق الحرية الاقتصادية يحقق النظام الطبيعي، وفي ذلك تدعو الليبرالية الاقتصادية إلى عدم تدخل الدولة في النظام الاقتصادي إلى أدنى حد ممكن، ومن أشهر من نادى بالليبرالية آدم سميث ومالتوس وريكاردو وجون ستيورات مل.
وبالتالي فإطلاق المصطلح "الليبرالية الإسلامية" لا يجوز شرعاً لعدة اعتبارات:
الاعتبار الأول: أن الإسلام منهج عظيم متكامل، والجمع بينه وبين المذاهب الأرضية التي هي في الحقيقة زبالات الأذهان ونفايات الأفكار، طعن فيه بالنقص والحاجة إلى التكميل، وقد قال تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)) (المائدة: 3). وقال تعالى: ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) (آل عمران: 85). وقال: ((أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ)) (آل عمران: 83) وقال: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) (المائدة: 50).
الاعتبار الثاني: أنه لا وجود لما يسمى بالليبرالية الإسلامية، لأن هذا جمع بين النقيضين، ومن أطلق هذا المصطلح المحدث يصدق عليه قول الشاعر:
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب(1/3028)
فشتان شتان بين الليبرالية والإسلام، ولهذا فإن من يطلق هذا المصطلح "الليبرالية الإسلامية" يضطر إلى أن يفسر الليبرالية بتفسير يفرغها من حقيقتها ومضمونها، بحيث لا يبقى لها أي معنى، فإذا كانت الليبرالية الإسلامية تعني التقيد بالدين ثم بالعرف ثم بالأخلاق الإنسانية الفطرية كالرحمة والشفقة.. الخ، فأي فائدة لكلمة الليبرالية، فإن التقيد بالدين ثم بالعرف ثم بالأخلاق الإنسانية داخل في مفهوم الإسلام، فأي جديد أضافته كلمة الليبرالية حتى يقال: ليبرالية إسلامية؟!
الاعتبار الثالث: أن هذا المصطلح المحدث يوهم التقارب بين الإسلام والليبرالية، ويسمح بتمرير ضلالات الليبرالية إلى قلوب عوام الناس وعقولهم وهم لا يشعرون، وهذا لا ريب أنه محظور عظيم يجب سد الطرق المفضية إليه.
الاعتبار الرابع: وبما أن الليبرالية تبيح للشخص أن ينتسب إلى أي دين ، وإلى أي مذهب دون أن يعاب أو ينكر عليه، فهذه حريةً مطلقة لا قيود ولا ضوابط لها، فقد دل الكتاب والسنة وأجمع المسلمون على وجوب اتباع دين الإسلام الحق، وأن من لم يتبع دين الإسلام فهو كافر شقي في الدنيا، وهو في الآخرة من الأخسرين الخالدين في الجحيم، قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
الاعتبار الخامس: إن مفهوم الليبرالية، كما وضع له في الغرب، يصطدم بالدين الإسلامي، بل كافة الشرائع، في أصول لايستهان بها، كاستبدال الحكم الإلهي بالحكم البشري، فيما يسمى بالديمقراطية، وكذا الحرية المطلقة في الاعتقادات، بالتغيير والتبديل، وغير ذلك.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:(1/3029)
1. فتوى رقم 51488 و 42744 من موقع الشبكة الإسلامية.
2. سليمان الخراشي، الليبرالية ... النبت اليهودي !!، موقع صيد الفوائد.
3. أسامة بن عطايا العتيبي، الليبرالية: مذهب هدام يدمِّر العقيدة ويؤيد التفجير والتكفير والفساد، موقع الشيخ أبي عمر أسامة بن عطايا العتيبي.
4. أبو سارة، نظرة في: "..الليبرالية.." من الداخل، موقع شبكة الراصد.
5. سعيد صالح الغامدي، الرد على عادل الطريفي – والتحذير من ظاهرة "الإسلاميين الليبراليين"، موقع شبكة الراصد.
---
الجندى
07-12-2005, 07:04 PM
بارك الله فيك
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
07-14-2005, 09:58 AM
وفيك بارك أخي الكريم
---
ناصر الغامدي
01-04-2006, 04:43 PM
الله يبارك فيك
---
(1/3030)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن
---
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن
---
أبومجاهدالعبيدي
04-02-2003, 09:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن :
أولاً- التفسير
المرحلة الأولى :
التفسير الوجيز للواحدي أو زبدة التفسير للأشقر إضافة إلى التفسير الميسر ، ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين .
المرحلة الثانية :
الوسيط للواحدي مع تفسير البغوي أو اختصار الرفاعي لتفسير ابن كثير أو المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير .ومن الكتب الجيدة في هذه المرحلة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي .
المرحلة الثالثة :
تفسير ابن كثير [مع الحرص على الطبعات الجيدة له ، ومن أفضل طبعاته الطبعة التي حققها البنا في سبع أو ثمان مجلدات ، وطبعة دار طيبة بتحقيق السلامة في ثمان مجلدات ، ومن أفضلها في تحقيق الأحاديث والآثار طبعة جديدة حققها جماعة من إصدار مكتبة أولاد الشيخ للتراث - ثم صارت إلى دار عالم الكتب - في خمسة عشر مجلداً ]. ويمكن الإكتفاء لغير المتخصصين بفتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد كنعان فهو أجود مختصرات ابن كثير الكاملة .
ويرجع الباحثون إلى تفسير ابن جرير الطبري وابن عطية ،وتفسير القرطبي وأبي حيان .
وإذا ما أراد طالب العلم أن يكون له كتب يكثر من الرجوع إليها فليحرص على أضواء البيان للشنقيطي وتفسير السعدي وظلال سيد قطب .
ومن الكتب التفسيرية المتميزة بالدقة والتحرير تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور .
ثانياً - علوم القرآن :
المرحلة الأولى :
أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين ، وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداري
المرحلة الثانية :(1/3031)
التحبير في علوم التفسير للسيوطي،و مباحث في علوم القرآن للقطان أو دراسات في علوم القرآن لفهد الرومي.
المرحلة الثالثة :
البرهان للزركشي ، والإتقان للسيوطي ويستفاد من ترتيبه وتهذيبه لمحمد عمر بازمول .ومن الكتب الجيدة كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع ، ويستفاد كذلك من كتاب :في علوم القرآن عرض ونقد للدكتور أحمد حسن فرحات .
ومن الكتب الجيدة كتاب : إتقان البرهان في علوم القرآن الأستاذ الدكتور : فضل حسن عباس ، ففيه تحرير جيد .
ثالثاً- أصول التفسير وقواعده :
المرحلة الأولى :
بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، والقواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي .
المرحلة الثانية :
فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار ، وتفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه لعلي العبيد .مع مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية .
المرحلة الثالثة :
قواعد التفسير لخالد السبت ، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي .
رابعاً- مناهج المفسرين :
المرحلة الأولى :
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي.
المرحلة الثانية :
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي .[وعلى هذا ملاحظات كثيرة ]
المرحلة الثالثة :
التفسير والمفسرون للذهبي ، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للرومي ، وكتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات للمغراوي .
خامساً – كتب غريب القرآن :
المرحلة الأولى :
الترجمان والدليل لآيات التنزيل للمختار الشنقيطي
المرحلة الثانية :
غريب القرآن لابن قتيبة.
المرحلة الثالثة :
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ، وعمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي .
ويستفاد من أمهات كتب اللغة ، وخاصة كتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس .
سادساً – كتب أسباب النزول :(1/3032)
يستفاد من كتب أسباب النزول للواحدي والسيوطي ، مع الحرص على معرفة الصحيح منها بالرجوع إلى كتاب الوادعي : الصحيح المسند من أسباب النزول .
ومن أهم الكتب في هذا الباب كتاب العجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر ؛ إلا أن المطبوع منه ناقص .
سابعاً- كتب الناسخ والمنسوخ :
يستفاد من الكتب المشهورة في هذا العلم وهي :
الناسخ والمنسوخ للنحاس بتحقيق اللاحم ، وكتاب القاسم بن سلام الهروي بتحقيق المديفر ، وكتاب الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب بتحقيق أحمد حسن فرحات وغيرها .
ومن الكتب المهمة في دراسة هذا الفن : كتاب النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد .
وبعد : فهذه الكتب المقترحة اجتهاد من كاتبها ، وأرحب بإضافاتكم ومقترخاتكم .
---
عبدالرحمن الشهري
04-02-2003, 12:08 PM
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد
وهذه قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن لغير المتخصصين كنت كتبتها إجابة لطلب بعض الإخوة وأغلبها ذكره أخي أبو مجاهد وفقه الله أعلاه .
وهي قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن والتجويد ومناهج المفسرين وأصول التفسير ، من أراد الاقتصار عليها كفته بإذن الله ، ولم يحتج إلى غيرها ، بشرط أن يدمن النظر فيها ويراجعها حتى يتقنها ، ومن أراد بعد ذلك أن يتوسع فالقرآن الكريم وما دار حوله من علوم لا يكاد يأتي عليها الحصر ، وأما إتقان تلاوة كتاب الله فلا بد فيها من التلقي عن المقرئين المتقنين ، ولا يكفي فيها الأخذ من الكتب أو الأشرطة إلا لمن عجز، والله الموفق لمن يشاء من عباده للاستفادة من دقائق العمر في ما ينفع.
1- علم التجويد – أحكام نظرية وملاحظات عملية وتطبيقية ، ليحيى عبدالرزاق الغوثاني ، الطبعة الأولى 1417هـ .
2- مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ، تحقيق صفوان عدنان داوودي ، ط.دار القلم بدمشق – الطبعة الأولى 1412هـ .(1/3033)
3- الوجيز في علوم الكتاب العزيز لمشعل الحداري (وليس الحداد) ، ط.غراس للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى 1423هـ .
4- التفسير الوجيز للواحدي ، تحقيق عدنان داوودي ، ط.دار القلم (مجلدان)
5- تفسير الإمام ابن كثير ، ط.دار المعرفة ببيروت (مجلد واحد) ، الطبعة الأولى 1423هـ .
6- زاد المسير في علم التفسير لعبدالرحمن بن الجوزي ، تحقيق زهير الشاويش ، ط.المكتب الإسلامي (مجلد واحد) ، 1423هـ
7- المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله بن يوسف الجديع ، نشر مركز البحوث ببريطانيا – ليدز – توزيع مؤسسة الريان ، الطبعة الأولى 1422هـ
8- أسباب النزول للواحدي ، بتحقيق السيد أحمد صقر أو غيره .
9- القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لأبي عبدالله محمد الحمود النجدي ، ط.مكتبة دار الإمام الذهبي – الطبعة الأولى 1412هـ .
10- تفسير القرآن الكريم – أصوله وضوابطه ، للدكتور علي بن سليمان العبيد ، ط.مكتبة التوبة ، الطبعة الأولى 1418هـ
والآراء في هذا متباينة والغرض واحد منها جميعاً والتوسع في دراسة التفسير وعلوم القرآن الكريم يعني التوسع في علوم الآلة ولا بد وأهمها علوم اللغة العربية فهي من أنفع العلوم للتدبر في معاني كتاب الله. والله الموفق
---
أبومجاهدالعبيدي
04-21-2003, 07:01 PM
بسم الله
أرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يضيفوا ما يرونه مناسباً من الكتب في التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين إلى هذا الموضوع ، حتى يتيسر الإطلاع عليها في مكان واحد .
وأضيف هنا : صدر حديثاً كتاب جيد في أسباب النزول بعنوان : صحيح أسباب النزول للعلي ، بتقديم الدكتور صلاح الخالدي .
وقد صدر قبل مدة اختصار أحمد شاكر لتفسير ابن كثير كاملاً ، حيث كان المختصر شاكر رحمه الله قد انتهى من تسويده كاملاً قبل وفاته ، وكان قد طبع سابقاً بعنوان عمدة التفسير من تفسير ابن كثير في خمسة أجزاء في مجلدين إلى سورة الأنفال .(1/3034)
وهذه الطبعة الجديدة اهتم بها المعتني بها [ لا يحضرني اسمه الآن ] وراجع أصلها وحققه على نسخ خطية .
وهذا الاختصار في تلاثة مجلدات كبار .
---
أحمد البريدي
04-21-2003, 11:03 PM
شكر الله لك ابامجاهد على هذا الجهد ولي ملاحظة يسيرة وهي : ذكرت ان تفسير الجلالين يصلح للمبتدئين ويرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خلاف ذلك بل يراه لطلاب العلم ولا ينصح به للمبتدئ ذكر هذا عند تعليقه على تفسير الجلالين سورة الزمر اخر الشريط العاشر ووجهة نظره ان المؤلف يذكر اشياء لللاختصار وتحتاج الى بيان يقصر عنها فهم المبتدئ وانا اوفق الشيخ رحمه الله على هذا والشواهد كثيرة ويدل على هذا كثرة الحواشي والتعليقات على تفسير الجلالين واخرها صنيع الشيخ رحمه الله فما رايك وفقك الله
---
ابو حيان
04-22-2003, 07:10 PM
السلام عليكم
من المفيد في هذا الباب كتاب الدكتور مساعد الطيار :أنواع التصنسف في علم التفسير
و كذلك الدورة التي ألقاها فضيلته في الدمام قبل عامين في الصيف قبل الماضي وهي دورة قيمة كانت عن مقدمات في علم التفسير أنصح الإخوة بالرجوع إليها وقد ذكر الشيخ طريقة جيدة وعملية في طلب علم التفسير.
وللشيخ اليوم محاضرة بعنوان : كيف يستفيد طالب العلم من كتب التفسير تستطيع سماعها من موقع البث الإسلامي في الساعة 8:15
و للشيخ خالد السبت دورة بعنوان مهمات في علوم القرآن قدمها في الصيف الماضي في الدمام وفيها فوائد قيمة.
وبالنسبة للمبتدئين فالشيخ خالد ينصح دائما بكتاب التفسير الميسر وبالمناسبة فإن الكتاب يقرأ على الشيخ وكان قد بدأ فيه من مدة وقطع جزءا كبير منه وهو الآن في سورة الدخان تقريبا (وهذا قلما يتفق لأحد في هذا الزمان أن يشرح هذا القدر من التفسير هذا ان وجد من يلقي دروسا في التفسير! ) والدرس ينقل في موقع البث الإسلامي
وهو درس قيم جدا وقد شرفني الله يحضور جزء لا بأس منه أسأل الله التوفيق والمداومة.
---
أبومجاهدالعبيدي(1/3035)
05-07-2003, 09:08 AM
للرفع ؛ من أجل إعادة النظر ، مع الرجاء من الأخوة كتابة ما يرونه مناسباً ، وإضافة ما يرونه صالحاً للقراءة للمتخصصين وغيرهم ، ولعل هذا الموضوع يكون مكاناً مناسباً للسؤال عن الكتب في هذه الفنون .
---
مرهف
05-07-2003, 05:51 PM
وجهة نظر
إن هذه البادرة الطيبة في رسم منهج لإخراج طالب علم متأصل في التفسير تعد خطوة مهمة وممتازة في وقتنا الذي يعز فيه المتخصصون ، ولكن لي وجهة نظر في رسم المنهج ، ألا وهي :
ـ مراعاة سن الطالب ، واختيار الكتاب الذي يتناسب مع مستواه العمري .
ـ مراعاة القدرات العقلية لكل سن ولسن واحد ، أي لربما يتوافق اثنان في سنً لنفرض ( 15 ) سنة ولكن أحدهما يعي أكثر من الآخر فما يتناسب مع القوي لا يتناسب نع الضعيف ، وما يتناسب مع الضعيف يتناسب مع القوي ولكن يؤخر مستواه إن لم يتأثر الضعيف به .
ـ مراعاة المراحل التي يمر بها الطالب ، ووضع الأنسب له ، فيقرأ أولاً ـ لمن كان سنه ( 15 ) ، ذو مستوى وسط ـ أصول التفسير بقواعد مبسطة خارجة عن الخلافيات ، ثم يدرس معها مختصراً من مختصرات تفسير ابن كثير لأن الأصل استوعب هذه القواعد ، أو أي تفسير طبق الأصول المتفق عليها في التفسير ز
ويدرس معها كتاب مبسط في علوم القرآن يعرفه بالمباحث العامة لعلوم القرآن ككتاب مورد الظمآن في علوم القرآن للشيخ صابر حسن محمد أبو سليمان ن ط الدار السلفية ، وهكذا نرتقي به درجة وراء درجة .
ـ مراعاة الخلفية العلمية ، فيقترح لكل من يريد قراءة تفسير ما تفسيراً يتناسب ومستواه الثقافي وتخصصه فليس كل القراء يصبرون على البلاغة و الإعراب ...
مراعاة المدرس لهذا الطالب .
وأعرض بعض الأسماء لكتب علوم القرآن والتفسير مع التعريف بها تعريفاً يسيراً :(1/3036)
التحبير في علم التفسير ، لجلال الدين السيوطي ، ط دار الكتب العلمية ، وكأن السيوطي رحمه الله كتبه قبل أن يكتب الإتقان ، ويعرض فيه مباحث علوم القرآن بشكل مختصر مفيد .
علوم القرآن الكريم للأستاذ الدكتور الشيخ نور الدين عتر حفظه الله ، ط دار الخير ، وهو كتاب منهجي أكاديمي كذلك يعرض فيه مباحث علوم القرآن مبسطة سهلة وبعبارة واضحة ، وهو مقرر في كلية الشريعة في دمشق وغيرها .
القرآن الكريم هدايته وإعجازه ، محمد الصادق عرجون ، ط دار القلم ، وهو كتاب علمي أراد به الكاتب تأصيل جوانب من التفسير على منهج السلف الصالح بنظرة متأصلة ، وهو كتاب جدير بالقراءة .
إعجاز القرآن ، محمد صادق الرافعي ، ط دار القلم ، وهو كتاب غني عن التعريف لا ينفك المتخصص أن يكون في مكتبته .
هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكير بالأكوان ، للمحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله ،ط دار الفلاح حلب ، وهو كتاب يعرض للعوالم التي تحدث عنها القرآن كالكرسي والملائكة والجن و... وشرح هذه العوالم بالأحاديث النبوية ، وأعتبر هذا الكتاب من كتب التفسير العلمي البديع .
دراسات في التفسير وأصوله ، للدكتور محيي الدين البلتاجي ، ط دار الثقافة وهو كناب يحدث فيه عن تاريخ التفسير ومناهجه العامة ومدارسه ويناقش موضوعات تتعلق في علوم القرآن .
أصول التفسير وقواعده لخالد عبد الرحمن العك ، ط دار النفائس وهو كتاب واسع حاول مؤلفه أن يستوعب الموضوع من جوانبه فوفق في جوانب ، ويؤخذ عليه جوانب ولكنه كتاب نافع في الجملة .
أوجز التفاسير من تفسير ابن كثير لخالد عبد الرحمن العك ، ط دار البشائروهو تفسير كاسمه اختصر فيه تفسير ابن كثير اختصاراً شديداً واستكمل بعض الأمور من تفسير القرطبي وذبل معه أسباب النزول مخرجة واعتمد على صحيحها كما قال ، وقدم للكتاب بمقدمة لطيفة في أصول التفسير والتعريف به ،(1/3037)
العجاب في بيان الأسباب ، أحمد بن علي ، شهاب الدين أبو الفضل المتوفى سنة 773 هـ تحقيق عبد الحكيم محمد الأنيس ، ط دار ابن الجوزي ، الطبعة الأولى 1997 ، وهو كتاب في أسباب النزول لم أطلع عليه بعد
---
أبومجاهدالعبيدي
06-02-2003, 07:16 AM
يرفع لإعادة النظر بعد تعديلات وإضافات يسيرة .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-25-2003, 05:43 PM
بسم الله
تتمة : من كتب التفسير التي يحسن إضافتها إلى ما سبق :
1- تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني ، وقد صدر قبل سنوات في ستة مجلدات عن دار الوطن بالسعودية ، وحققه أبو تميم ياسر بن إبراهيم ، وأبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم .
2- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي .
ويضاف إلى الكتب التي تقرأ في المرحلة الثانية ، وهو كتاب يذكر الأقوال في الآية مع نسبتها إلى قائليها بدون أسانيد ، ولا يعلق على تلك الأقوال إلا قليلاً .
وقد طبع في تسعة مجلدات عن المكتب الإسلامي بتحقيق جيد ، وجمعت هذه المجلدات التسعة في مجلد كبير مضغوط بنفس التحقيق .
ويكثر السؤال عن أحسن كتب التفسير ، وهذا سؤال لا جواب له ؛ إذ كل تفسير له ما يميزه عن غيره .
ولو أردنا تحديد كتب للتفسير يمكن أن يكتفي بها القارئ فذلك يختلف باختلاف القراء ، ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام :
طلبة علم متخصصون في التفسير : وهؤلاء ينبغي أن يقتنوا أكثر كتب التفسير ، وأهم الكتب التي ينبغي العناية بها ، والإكثار من قراءتها ثمانية :
1- جامع البيان لابن جرير الطبري
2- المحرر الوجيز لابن عطية
3- التفسير الكبير للفخر الرازي
4- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
5- البحر المحيط لأبي حيان
6- تفسير القرآن العظيم لابن كثير
7- التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
8- أضواء البيان للشنقيطي .(1/3038)
القسم الثاني : طلبة علم غير متخصصين في التفسير : ويمكن أن يقتصروا على خمسة كتب من الثمانية السابقة ، وهي : تفاسير : ابن جرير وابن عطية وابن كثير والطاهرابن عاشور والشنقيطي .
وأما القسم الثالث : فهم عامة الناس ، وهؤلاء ينصحون بالكتب المختصرة الواضحة التي صنفها أهل السنة والجماعة ، ويمكن أن يختار لهم من هذه الكتب ما يناسب حالهم :
· تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني
· معالم التنزيل للبغوي
· أحد مختصرات تفسير ابن كثير الجيدة ، وهي ثلاثة : فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير [ وهو في ظني أحسن ما يصلح لهم ، مع حاجة طلاب العلم إليه ] واختصار أحمد شاكر المسمى : عمدة التفسير ، والمصباح المنير الذي للمباركفوري .
· وتفسير السعدي تيسر الكريم الرحمن ، وهو يصلح لجميع الأقسام .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-04-2003, 04:04 AM
قال الطاهر ابن عاشور في مقدمة تفسيره الفريد : التحرير والتنوير :
والتفاسير وإن كانت كثيرة فإنك لا تجد الكثير منها إلا عالة على كلام سابق بحيث لاحظ لمؤلفه إلا الجمع على تفاوت بين اختصار وتطويل.
وإن أهم التفاسير : تفسير الكشاف ، والمحرر الوجيز لابن عطية ، ومفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ،
وتفسير البيضاوي الملخص من الكشاف ومن مفاتيح الغيب بتحقيق بديع،
وتفسير الشهاب الآلوسي، وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على الكشاف، وما كتبه الخفاجي على تفسير البيضاوي ، وتفسير أبي السعود، وتفسير القرطبي ، والموجود من تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي من تقييد تلميذه الأبي وهو بكونه تعليقا على تفسير ابن عطية أشبه منه بالتفسير لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن وتفاسير الأحكام ، وتفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري ، وكتاب درة التنزيل المنسوب لفخر الدين الرازي ، وربما ينسب للراغب الأصفهاني.
---
أبومجاهدالعبيدي
12-06-2003, 08:00 AM
جولة في المصادر القرآنية(1/3039)
تجدون هنا مقال قيم فيه التعريف بكثير من المؤلفات في الدراسات القرآنية المتنوعة هذا الموقع (http://islameiat.com/doc/article.php?sid=457)
---
أبومجاهدالعبيدي
01-17-2004, 10:53 PM
سئل الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريقي : ما هي الكتب التي لا ينبغي أن تخلو منها مكتبة طالب العلم المعتني ؟
فكان جوابه :
( الجواب : سألت عما يهم طالب العلم من الكتب فهذه كتب تهم طالب العلم المعتني، في جميع أبواب العلم التي لا غنى لمن أراد الوصول إلى مرتبة عليا عنها، ذكرت في كل باب من العلم ما أهم:
ففي كتب القرآن وتفسيره وعلومه ينبغي اقتناء ما يلي ذكره، مع الحرص على التزود عند الحاجة وما أذكر فيه
ا لكفاية والبلاغ:
1- جامع البيان عن تأويل القرآن لأبي جعفر ابن جرير الطبري .
3-تفسير القرآن لابن أبي حاتم .
4- تفسير القرآن لأبي بكر عبد الرازق بن همام الصنعاني .
5- تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء عماد الدين ابن كثير .
6- الدر المنثور في التفسير بالمأثور لأبي الفضل جلال الدين عبدالرحمن للسيوطي .
7- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي .
8- شرح معاني القرآن للفراء .
9- تفسير القرآن لأبي بكر ابن المنذر .
10- أحكام القرآن لأبي بكر الرازي الجصاص .
11- الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد القرطبي .
12 – زاد المسير في علم التفسير لأبي الفرج جمال الدين ابن الجوزي
13- النشر في القراءات العشر .
14-الشاطبية مع بعض الشروح لها .
15- مقدمة التفسير لأحمد بن تيمية .
16 – إعراب القرآن للصافي .....) ثم ذكر بقية الفنون
انظر الإجابة
هنا (http://forum.fwaed.org/showthread.php?s=&threadid=49025)
---
أبوعبدالله المسلم
04-07-2004, 05:58 AM
هذا موضوع كثير ما يسأل عنه طلاب العلم ، وليت الإخوة يواصلون اقتراحاتهم وآراءهم حول كتب التفسير .(1/3040)
وقد سمعت جواباً للعلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله في برنامج نور على الدرب عن أحسن كتب التفسير ، قال فيه :
( الكتب في التفسير كثيرة، ومن أحسنها بل أحسنها تفسير ابن كثير، رحمه الله، تفسير البغوي، وابن جرير، هذه الكتب عظيمة ونافعة ومفيدة، وهي أحسن كتب التفسير، كذلك تفسير الشوكاني كتاب طيب مفيد، ويضاف إليه تفسير الجلالين تفسير مختصر مفيد فيه بعض الأخطاء إذا كانت عندها بصيرة تعرف الأخطاء في الصفات ونحو ذلك فلا بأس، وإلا تسأل عما قد يشكل عليها، وكثيراً ما قد يكون فيه من التأويل لصفات الله واسمائه أو بعض الأخطاء في آيات الأحكام وطلبة العلم التي عندها بصيرة تعرف ذلك، وإلا تسأل.
وأحسن ما يكون تفسير ابن كثير هو تفسير عظيم لكنه قد يكون فيه صعوبة على التي ليس عندها بصيرة وليس عندها مزيد علم، فهو كتاب مطول.
المقدم
البغوي مع الخازن سماحة الشيخ؟
الشيخ
البغوي طيب. نعم. )
ويمكن سماعه وقراءته من هذا الموقع :
http://www.binbaz.org.sa/RecDisplay.asp?f=n-03-1408-0200006.htm
---
قطز
04-07-2004, 01:37 PM
ما رأي الاخوة في كتاب أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله؟ فلقد اشتريته منذ أيام قليلة و هل ينفع المبتدئين في التفسير مثلي و هل به أخطاء؟
---
أبوعبدالله المسلم
06-06-2004, 07:16 AM
اطلعت على تفسير : المقتطف من عيون التفاسير للعلامة مصطفى المنصوري بتحقيق محمد بن علي الصابوني في خمسة مجلدات .
وقد أعجبني هذا التفسير جداً .
فما رأي المشايخ المتخصصين فيه ؟
---
سليمان العجلان
06-06-2004, 10:21 PM
من باب المشاركة مع الأخوة أود أن أضيف الكتب التالية مع اعتذاري الشديد في حال ذكرت كتاباً ذكر من قبل، وذلك لطول بعض المشاركات مما قد ينسي بعضه بعضاً، وهاكم ما أود إضافته من الكتب وهي :(1/3041)
1-تفسير التابعين ، عرض ودراسه ، للدكتور محمد بن عبد الله الخضيري، وهو كتاب قيم جداً،قد أولاه مؤلفه عناية فائقه، ومما زاد الكتاب جمالاً مارصعه به مؤلفه من الفوائد الجمه.
2-الإجماع في التفسير ،وهو رسالة ماجستير لفضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري.
3-الوسيط في تفسير القرآن المجيد، لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ، وهو مطبوع ومحقق في أربعة أجزاء ضخمه.
4-مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في التفسير للدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان.
5-ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم للدكتور محمد بن عبد الله الفالح ،وقد أخبرني عنه أثناء كتابتي لهذا الموضوع،ثم سألته : هل لازال تحت الطبع ؟ فأخبرني أن له مالايقل عن الشهرين في المكتبات.
6-التسهيل لتأويل التنزيل، لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي، وهو مناسب جداً للمبتدئن حيث إنه على طريقة السؤال والجواب، وحسب علمي أنه لم يفرغ منه بعد،وقد ذكر لي أنه يمنح من حفظ ما تم تفسيره مجاناً وذلك ترغيباً منه لحفظ القرآن فجزاه الله خيراً .
7- بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب، لمؤلفه : علي بن عثمان التركماني ،تحقيق الدكتور علي حسين البواب.
التفسير الموضوعي لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ،جمع أصوله وحقق نصوصه وخرج أحاديثه الدكتور عبد الرحمن عميره.
وبعد : هذا ما تيسر ذكره في هذه العجاله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-07-2005, 01:17 AM
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين هذا السؤال في برنامج نور على الدرب :
ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها وخصوصاً لطلبة العلم مأجورين؟
فأجاب :(1/3042)
( كتب التفسير الحقيقة تختلف مشاربها فتفسير ابن كثير من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك وتفسير ابن جرير وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول وفي الآثار الواردة فيه ما هو غثٍ وسمين فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كتفسير الزمخشري فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ويكون قد استسلم لها فيضل ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه وقد يكون في تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها لكن هذا ما اطعلت عليه ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب فليراجع كل ما تيسر من التفاسير. )
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3107.shtml
وقال جواباً عن سؤال آخر :(1/3043)
( كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة والعلماء رحمهم الله كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني بقطع النظر عن الأعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية فهم يختلفون لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها وهذا قليل عنده ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن الناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري لكن أحذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به. )
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3130.shtml
---
المحب الكبير
02-20-2005, 01:43 AM
جزاكم الله خيرا
---
أبو بكر الأمريكي
03-29-2005, 09:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكن تلخيص منهج الواحدي في تفاسيره ومميزاتها وكذلك التحرير والتنوير
---
أبومجاهدالعبيدي
03-30-2005, 04:04 AM
أخي أبا بكر
سبق التعريف بكتاب البسيط للواحدي هنا : القيمة العلمية لتفسيرالواحدي المسمى بالبسيط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=441&highlight=%C7%E1%C8%D3%ED%D8)(1/3044)
وتجد في مكتبة الموقع هذا البحث : بحث في منهج الطاهر بن عاشور في تفسيره وتعريف به (http://tafsir.org/books/open.php?cat=98&book=839)
---
أبو بكر الأمريكي
03-30-2005, 05:23 AM
شيخ أبا مجاهد
جزاكم الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
06-01-2005, 10:15 AM
إجابة لسؤال الأخ قطز عن كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبوبكر الجزائري أقول : هو تفسير مختصر جيد للعامة وللمبتدئين من طلبة العلم ، وهو يفسر الآيات حسب الطريقة الحديثة في التفسير ، فيبدأ بذكر معني بعض المفردات ، ثم يذكر المعنى العام للآيات ، ثم يذكر ما يستفاد منها تحت عنوان : هداية الآيات .
والشيخ وفقه الله يقرأ تفسيره هذا في المسجد النبوي ، ويقوم بشرحه والتعليق عليه .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-24-2005, 09:41 AM
بسم الله
تتمة : من كتب التفسير التي يحسن إضافتها إلى ما سبق :
1- تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني ، وقد صدر قبل سنوات في ستة مجلدات عن دار الوطن بالسعودية ، وحققه أبو تميم ياسر بن إبراهيم ، وأبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم .
2- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي .
ويضاف إلى الكتب التي تقرأ في المرحلة الثانية ، وهو كتاب يذكر الأقوال في الآية مع نسبتها إلى قائليها بدون أسانيد ، ولا يعلق على تلك الأقوال إلا قليلاً .
وقد طبع في تسعة مجلدات عن المكتب الإسلامي بتحقيق جيد ، وجمعت هذه المجلدات التسعة في مجلد كبير مضغوط بنفس التحقيق .
ويكثر السؤال عن أحسن كتب التفسير ، وهذا سؤال لا جواب له ؛ إذ كل تفسير له ما يميزه عن غيره .
ولو أردنا تحديد كتب للتفسير يمكن أن يكتفي بها القارئ فذلك يختلف باختلاف القراء ، ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام :
طلبة علم متخصصون في التفسير : وهؤلاء ينبغي أن يقتنوا أكثر كتب التفسير ، وأهم الكتب التي ينبغي العناية بها ، والإكثار من قراءتها ثمانية :
1- جامع البيان لابن جرير الطبري
2- المحرر الوجيز لابن عطية(1/3045)
3- التفسير الكبير للفخر الرازي
4- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
5- البحر المحيط لأبي حيان
6- تفسير القرآن العظيم لابن كثير
7- التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
8- أضواء البيان للشنقيطي .
القسم الثاني : طلبة علم غير متخصصين في التفسير : ويمكن أن يقتصروا على خمسة كتب من الثمانية السابقة ، وهي : تفاسير : ابن جرير وابن عطية وابن كثير والطاهرابن عاشور والشنقيطي .
وأما القسم الثالث : فهم عامة الناس ، وهؤلاء ينصحون بالكتب المختصرة الواضحة التي صنفها أهل السنة والجماعة ، ويمكن أن يختار لهم من هذه الكتب ما يناسب حالهم :
· تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني
· معالم التنزيل للبغوي
· أحد مختصرات تفسير ابن كثير الجيدة ، وهي ثلاثة : فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير [ وهو في ظني أحسن ما يصلح لهم ، مع حاجة طلاب العلم إليه ] واختصار أحمد شاكر المسمى : عمدة التفسير ، والمصباح المنير الذي للمباركفوري .
· وتفسير السعدي تيسر الكريم الرحمن ، وهو يصلح لجميع الأقسام .
ومن التفاسير الجامعة التي يجدر بالمتخصصين الاهتمام بها ، والرجوع إليها كثيراً : روح المعاني للعلامة الألوسي ؛ فهو تفسير جامع ، ولمؤلفه شخصية بارزة في هذا التفسير .
---
الجعفري
08-04-2005, 06:41 AM
تفسير أضواء البيان من أفضل ما قرأت فيه ومؤلفه رحمه الله بارع في تفسير القرآن بالقرآن وجمع الآيات في الموضوع الواحد .
"وما راء كمن سمعا"
---
أبو حسن
08-15-2005, 06:47 AM
وهناك كتاب مهم في علوم القرآن للدكتور زاهر الألمعي
وفي أصول التفسير أشرطة نافعة للدكتور مساعد الطيار
---
أبو حسن
08-21-2005, 12:51 PM
لكن أن بعض الكتب التي ذكرت غير موجودة
---
إمداد
09-04-2005, 12:58 AM
ما رأي الاخوة في كتاب أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله؟ فلقد اشتريته منذ أيام قليلة و هل ينفع المبتدئين في التفسير مثلي و هل به أخطاء؟(1/3046)
الجواب في رأيي انه كتاب قيم ومفيد جدا وخاصة للمبتدئين وهو بعيد عن التأويلات التي لادليل عليها
فأنصحك بالأستفادة منه
---
الراية
12-10-2005, 01:58 PM
المرحلة الثانية :
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي .
[وعلى هذا ملاحظات كثيرة ]
.
أبا مجاهد هلا ذكرت هذه الملاحظات لنستفيد منها
جزاك ربي خيرا.
وهذا تعريف موجز للكتاب من موقع ثمرات المطابع
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/1567k.jpg
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين
تأليف : صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر : دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 631
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
نبذة عن الكتاب :
هذا كتاب موجز يعرف فيه المؤلف بأهم مناهج التفسير ومدارسه واتجاهاته ويعرض لأهم القواعد والخصائص في كل منهج ، كما يعرف بأشهر التفاسير المؤلفة في القديم والحديث .
وقد جاءت هذه الدراسة في ثمانية فصول ، وفي كل فصل عدد من المباحث :
الفصل الأول : عرض فيه بعض المقدمات التمهيدية لمعرفة مناهج المفسرين .
الثاني : في أهم الشروط والضوابط والعلوم والآداب والتوجيهات التي لابد من تحقيقها في المفسرين وكتبهم .
الثالث : عن تفسير القرآن بالقرآن والسنة .
الرابع : في التفسير بالمأثور ومصادره وقواعده وضوابطه .
الخامس : في التفسير الأثري النظري ومصادره وقواعده وضوابطه .
السادس : في التفسير بالرأي المحمود وضوابطه وشروطه ومصادره .
السابع : في رصد أهم الاتجاهات المنحرفة في التفسير وفرقه ومصادره .
الثامن : عن التفسير في العصر الحديث وأهم اتجاهاته ومصادره .
الفهرس : مقدمة ....5
الفصل الأول : مقدمات تمهيدية في مناهج المفسرين ......13
المبحث الأول : مناهج المفسرين : تعريفها وأهمية معرفتها ......15(1/3047)
المبحث الثاني : التفسير والتأويل : معناهما والفرق بينهما ....23
المبحث الثالث : مع حركة التفسير في مسيرتها التاريخية .....35
الفصل الثاني : المفسرون وتفاسيرهم : شروط وضوابط وتوجيهات .....49
المبحث الأول : العلوم الضرورية للمفسر ....51
المبحث الثاني : صفات وآداب المفسر .......61
المبحث الثالث : أحسن طرق التفسير ......67
المبحث الرابع : أسباب اختلاف المفسرين .....81
المبحث الخامس : أهم أخطاء المفسرين .....121
المبحث السادس : ضوابط لتقويم التفاسير ......138
الفصل الثالث : تفسير القرآن بالقرآن والسنة ......145
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن .....147
المبحث الثاني : تفسير القرآن بالسنة ......173
المبحث الثالث : تفسير الرسول للقرآن : مقداره وصوره ووجوده ...191
الفصل الرابع : التفسير بالمأثور : مفهومه وقواعده وخطواته وأعلامه .....197
المبحث الأول : مفهوم التفسير المأثور ومصادره .....199
المبحث الثاني : قواعد التفسير بالمأثور وضوابطه .....209
المبحث الثالث : خطوات التفسير بالمأثور واتجاهاته ......224
المبحث الرابع : عبد الله بن عباس ومنهجه في التفسير ......233
المبحث الخامس : الحسن بن يسار البصري ومنهجه في التفسير .....254
المبحث السادس : سفيان بن سعيد الثوري ومنهجه في التفسير ....272
المبحث السابع : جلال الدين السيوطي وتفسيره (الدر المنثور ) .....290
الفصل الخامس : التفسير الأثري النظري : أشهر المفسرين به وتعريف بتفاسيرهم ..299
المبحث الأول : أشهر التفاسير بالمنهج الأثري النظري ......301
المبحث الثاني : محمد بن جرير الطبري ومنهجه في التفسير .....342
المبحث الثالث : إسماعيل بن كثير ومنهجه في التفسير .....381
الفصل السادس : التفسير بالرأي المحمود : مفهومه وشروطه واعلامه .....411
المبحث الأول : مفهوم التفسير بالرأي المحمود والموقف منه وشروطه ...413(1/3048)
المبحث الثاني : أشهر المفسرين بالرأي المحمود .....425
المبحث الثالث : الإمام فخر الدين الرازي ومنهجه في التفسير ....464
الفصل السابع : الاتجاهات المنحرفة في التفسير : أسبابها وفرقها وأشهر تفاسيرها ..493
المبحث الأول : أسباب الانحراف في التفسير ومظاهره .....495
المبحث الثاني : أشهر الفرق المنحرفة في التفسير ......501
المبحث الثالث : أشهر التفاسير المنحرفة ......518
المبحث الرابع : جار الله الزمخشري ومنهجه في التفسير ......532
الفصل الثامن : التفسير في العصر الحديث : طبيعته واتجاهاته وأعلامه ...559
المبحث الأول : طبيعة العصر الحديث ......561
المبحث الثاني : اتجاهات التفسير في العصر الحديث ....565
المبحث الثالث : أعلام المفسرين في العصر الحديث ......569
المبحث الرابع : سيد قطب ومنهجه في التفسير .....596
الخاتمة .......619
المراجع ......621
الفهرس .........629
التقويم :
هذه دراسة مجملة تفيد الدارسين المبتدئين وطلبة الجامعات في أقسام التفسير وعلومه .
الملاحظات :
- خصص المؤلف - وفقه الله - مبحثاً في الفصل الثامن تحدث فيه عن تفسير العصر- كما وصفه - ( في ظلال القرآن ) عرف فيه بمؤلفه - رحمه الله - وقصة تأليفه الكتاب ومراحله ومنهجه التفسيري وما تميز به .
والدكتور صلاح الخالدي من أشهر المعتنين بمؤلفات سيد قطب رحمه الله ، وله جهود عديدة في إبراز موضوعاتها وعرض مناهجها والإحالة عليها والاستفادة منها ، وقد أصدر في ذلك ثلاثة كتب ، كما أنه كتب في ترجمة سيد قطب - رحمه الله - كتاباً واسعا سماه " سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد " طبع دار القلم .
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2265
---
(1/3049)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأثر الشعراء بالقرآن الكريم
---
تأثر الشعراء بالقرآن الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
03-05-2005, 09:30 AM
هذا بحث بعنوان : ظواهر التأثر بالبيان القرآنى في الشعر العربى المعاصر (http://www.aswat.4t.com/p0077.htm) للدكتور صابر عبد الدايم
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2005, 03:47 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا مجاهد على هذا البحث الذي دللتنا عليه . وهو بحث طريف . وقد خص دواوين الدكتور محمد رجب البيومي الذي أكن له كل محبة وتقدير بعناية أثناء التحليل .
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2006, 01:11 PM
كتبت الدكتورة ابتسام مرهون الصفار رسالتها في الدكتوراه بعنوان :
أثر القرآن في الأدب العربي
في القرن الأول الهجري
وهي رسالة قيمة في بابها ، يحسن الاطلاع عليها ، لمن كان له عناية بهذا النوع من الدراسات ، قدمتها الباحثة عام 1389هـ إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة .
http://www.tafsir.net/images/marhoon.jpg
---
(1/3050)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مخطوطة مصحف ابن البواب
---
مخطوطة مصحف ابن البواب
---
عمار ياسر
04-06-2006, 10:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة المعنيين بهذا الشأن. . . أخبرني أحد الاخوة في فلسطين أنه تمكن من الحصول
على مخطوط للمصحف الشريف ويريد مزيد من المعلومات حوله لتقدير أهميته وزودني
باسم الكاتب وتاريخ وفاته وهو(علي بن هلال السلمي) ولم أكن أعلم أنه(ابن البواب)
المشهور من علماء الخط, وبعد بحثي عاى الانترنت وبتوفيق الله عثرت في(ملتقى أهل
الحديث) عن تفصيل دقيق للمخطوط نفسه وعدة صور له وقمت بطباعة البحث والصور
حول المخطوط وأعطيتها لأخي صاحب الشأن قبل أن يريني المخطوط, وعندما شاهد
المعلومات التي زودته بها تفاجأ بالأمر وزاده دهشة أن المعلومات والصورمطابقة تماما
لما ورد حول المخطوط في ملتقى أهل الحديث, وبعدها رأيت المخطوط فعلمت أنه هو
(مصحف ابن البواب) الشهير,
لكن - يا اخوتي- لو أنكم تعلمون كيف حصل عليه؟ ومن أين؟
باختصار من خلال أقاربه في منطقة فلسطين المحتلة سنة 48م ودفع مبلغا باهظاللحصول عليه وانقاذه من يدي المجرمة ابنة المجرم اليهودي(موشيه ديان),
نرجو أن تفيدونا لمن أراد الحصول عليه للحفاظ عليه خوفا من مصادرته.
وجزاكم الله كل خير
---
الجكني
04-06-2006, 03:13 PM
بشرك الله بخير لكن ياأخى تأكد أولاً من صحته وذلك بمطابقته مع ماذكر عنه فى المصادر
---
عمار ياسر
04-06-2006, 09:50 PM
اخوتي الأحبة. . . رغم عدم معرفتنا بالطريقة العلمية التخصصية لكشف حقيقة
المخطوط الأصلي من المزيف, الا أننا قارنا مواصفات المخطوط وقياساته وصوره
الموجودة على موقع(ملتقى أهل الحديث) الذي ذكرته لكم في رسالتي السابقة وهو على(1/3051)
الرابط التاليمصحف ابن البواب (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29865&highlight=C?E?CE) فوجدناها
متطابقة تماما, وان شئتم نقوم بتصوير صفحات أخرى منه غير الموجودة على موقع
(ملتقى أهل الحديث) ونرسلها لكم, أو تفيدونا بالطريقة العلمية الصحيحة في التمحيص,
وجزاكم الله كل خير.
---
خادمة القرآن
06-14-2006, 08:16 PM
السلام عليكم مشايخنا الكرام ، أسأل الله أن يوفقكم لكل خير ؛ أفيدونا جزاكم الله خيرا عن مصحف لأبي عيد رضوان المخللاتي هل أحد لديه صورة لهذا المصحف ينزلها على المنتدى لننتفع به . وجزاكم الله خيرا.
---
منصور مهران
06-16-2006, 10:39 PM
منذ نحو خمسة وعشرين عاما ظهر في المكتبات مصحف مصور عن مخطوطة ابن البواب ، مطبوع في سويسرا على ورق أشبه بورق المخطوطة الأصل ، والتجليد فاخر جدا ، وألحقوا به كتيبا تعريفيا بعدة لغات ، وكان يباع بثمن باهظ قد يبلغ سبعة آلاف وخمس مائة ريال - على ما أذكر - وسؤالي عن هذا المطبوع : هل هو المقصود ليكم ؟
---
(1/3052)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أريد كتب مطبوعة عن المستشرقين
---
أريد كتب مطبوعة عن المستشرقين
---
دمعة الأقصى
02-18-2007, 12:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الله يجزاكم خير أريد كتب مطبوعة أو على النت عن المستشرقين وكتاباتهم حول الدراسات القرآنية، علما بأن كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره . د. عمر بن إبراهيم رضوان لم أجده عند طيبة والرشد. وهل أستطيع الحصول على بحوث الندوة وجزاكم الله خيرا
---
أحمد البريدي
02-22-2007, 01:01 AM
أخي راجع هذا الرابط :
الحصر البيلوجرافي للأعمال المتعلقة بملتقى الانتصار للقرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4725)
---
أحمد البريدي
02-22-2007, 01:05 AM
وبإمكانك تحميل بحوث ندوة الاستشراق من هذا الرابط :
حمِّل كل أبحاث ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6781)
---
جمال أبو حسان
02-22-2007, 09:24 AM
يمكن الاتصال بالدكتور مازن المطبقاني فهو متخصص في هذا المجال وله موقع على النت بعنوان موقع المدينة
---
أبو بيان
02-22-2007, 10:54 AM
وانظري مكتبة موقع: المهتدون (http://www.al-maktabeh.com/).
---
دمعة الأقصى
02-24-2007, 03:35 AM
شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
---
د.يسري خضر
02-24-2007, 06:43 PM
يستفاد في هذا الموضوع من كتاب الدكتور علي بن ابراهيم النملة (الاستشراق -في الادبيات العربية عرض للنظرات وحصر وراقي للمكتوب ) طبع مركز الملك فيصل للبحوث 1414-1993
---
(1/3053)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الخلاف عند علماء التجويد والقراءات
---
الخلاف عند علماء التجويد والقراءات
---
محمد يحيى شريف
03-18-2007, 12:23 PM
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وبعد
إنّ ما نشاهده اليوم من الخلاف في بعض مسائل التجويد والقراءات يجعلنا نقف وقفة تأمّلٍ وتفكّرٍ في معرفة سبب الخلاف مع أنّ الإسناد في قراءة القرءان يصدر من سراج واحد وهو الوحي مع العلم أنّ أسانيد القراءات القرءانية تلتقي كلها بإمام الفنّ محمد ابن الجزري صاحب كتاب النشر في القراءات العشر حيث أنّ كلّ قراءة أو رواية أو طريق لم يرد في كتاب النشر لا يُقرأُ به اليوم ولو كان صحيحاً لانقطاع سنده وهذا بغضّ النظر عن الأسانيد التي تلتقي ببعض المشايخ المتأخرين ومع هذا فإنّ الخلاف موجود بين المشايخ المعاصرين في بعض المسائل التي لم يرد الخلاف فيها عند المتقدّمين ولم ينقل الخلاف فيها محقق الفنّ ابن الجزري ، وهذا الخلاف وللأسف سبّب نوع من التعصّب والتباغض والفرقة لتمسّك كلّ طرف بسنده مستدلاً بالمشافهة والتلقي الذي يعدّ مصدراً أساسياً في مسائل التجويد والقراءات.
يمكن تقسيم الخلاف في مسائل التجويد والقراءات إلى نوعين : فالأوّل هو الخلاف المعتبر والثاني هو الخلاف الغير المعتبر.
فالخلاف المعتبر هو الذي ورد الخلاف فيه عند القدامى نصاً وأداءً وهو على خمسة أقسام :(1/3054)
القسم الأوّل : ما تواترت فيه جميع الأوجه نصاً وأداءاً في المسألة المختلف فيها كمسألة الإخفاء في الميم الساكنة عند الباء فقد ذهب جمهور المغاربة إلى الإخفاء وذهب جمهور العراقيين إلى الإظهار والوجهان صحيحان مقروء بهما. ومسألة زيادة المدّ في البدل لورش عن نافع حيث تواتر القصر والتوسط والطول عن ورش. وهذا النوع من الخلاف لا يجوز فيه إلغاء وجه من الأوجه المتواترة الواردة في المسألة ، لذلك لم يلتفت العلماء إلى ما ذهب إليه ابن غلبون في منعه زيادة المدّ في البدل لورش لتواتر ذلك عند جمهور أهل الأداء.
القسم الثاني : وهو كون الخلاف دائرٌ بين راجح ومرجوح ففي هذه الحالة يُعمَلُ بالراجح لتواتره نصاً وأداءً ويُلغى المرجوح لعدم تواتره وشهرته بسبب انفراد بعض أهل الأداء بذلك الوجه مخالفين غيرهم ، حيث لا يمكن أن يكون المرجوح متواتراً ولا أن يكون الراجح مما انفرد به بعض أهل الأداء ، كبعض من انفرد بتفخيم الراء في { مِرْفَقا } لمن كسر الميم وكذلك من انفرد بترقيق راء { مريم } و{ قرية } مما كان منصوصاً إلاّ أنّ الترقيق لم يكن مشهوراً في هاتين الكلمتين. وهذا يدلّ على أنّ المنصوص قد لا يكون متواترا ومستفاضاً إذ العبرة بالنصّ الذي يكون مضمونه مشهوراً ومتواتراً أو صحيحاً متلقىً بالقبول عند أهل الأداء وهو شرط ابن الجزري الذي ألزم به نفسه في كتاب النشر فقال رحمه الله تعالى " ..فكان من الواجب عليّ التعريف بصحيح القراءات ، والتوقيف على المقبول من منقول مشهور الرويات ، فعمدتّ على أثبتِ ما وصل إليّ من قراءاتهم ، وأوثق ما صحّ لديّ من رواياتهم ، من الأئمّة العشرة قراء الأمصار والمقتدى بهم في سالف الأعصار.." النشر 1/ص45.(1/3055)
القسم الثالث : الخلاف في المسائل التي يدخل فيها الاجتهاد مما لا يخالف المنصوص والمتلقى أداءً وهو على ضربين : الأوّل : الخلاف في تقديم وجه على غيره من الأوجه المتواترة كالخلاف في تقديم الإشمام في { تأمنّا } فقد قدّم الشاطبي الإخفاء أي الاختلاس وقدّم ابن الجزري الإشمام. وسبب هذا الخلاف يرجع إلى عدّة أسباب :
أولا : إذا كان الوجهان متواترين فيقدّم الأقيس في الأداء ومثاله الميم الساكنة عند الباء فقد تواتر الإدغام والإظهار جميعاً إلاّ أنّ الإخفاء مقدّم بسبب اتفاق أهل الأداء على إخفاء الميم المنقلبة عن النون في نحو { من بعد } ، إذن فقدّم إخفاء الميم لأنّه الأقوى قيساً.
ثانياً : يقدّم أحدهما على الآخر إذا كان المقدّم أكثر شهرة من غيره والشهرة تعرف بجمع أقوال المتقدّمين والنظرفيها فإذا كان الأغلب يأخذ بأحد الوجهين قدّم على الآخر ومثاله في نحو { يشاء إلى } لمن لم يحقق الهمزة الثانية جاز له فيها الإبدال والتسهيل وقدِّم الإبدال لشهرته كما قال الشاطبي ( وعن أكثر القراء تبدل واوها).
ثالثا : يقدّم أحدهما على الآخر اعتداداً بالأصل إذ الأصل أقوى من العارض ومثال ذلك الابتداء بهمزة الوصل في حالة النقل لورش نحو { الاَنعام } ، { الاعراف } حيث اختلف أهل الأداء في ذلك فمن ابتدا بهمزة الوصل اعتدّ بالأصل وهو سكون اللام وسكون اللام يستلزم وجود همزة الوصل عند الابتداء ومن اعتدّ بالعارض أي بحركة اللام للنقل لم يبدأ بهمزة الوصل لانتفاء السبب الذي من أجله وُجِدت همزة الوصل وذلك عند تحرّك اللام. لأجل ذلك قال الإمام الشاطبيّ رحمه الله تعالى :
وتبدا بهمز الوصل في النقل كلّه .....وإن كنت معتداً بعارضه فلا
والوجهان صحيحان إلاّ أنّ الابتداء بهمزة الوصل مقدّم لقوّة الاعتداد بالأصل وهو سكون اللام المستلزم لوجود همزة الوصل. لذا قال الشيخ القاضي في النظم الجامع :(1/3056)
والبدأ في النقل بهمز الوصل.....أفضل الاستناده للأصل.
وكذالك تقديم التغليظ في اللام لورش عن نافع في الوقف على نحو { فلمّا فصلَ } و { بطلَ } حيث جاز الوقف بالتغليظ والترقيق فالتغليظ باعتبار أصل حركة اللام وهو الفتح المستلزم للتغليظ والترقيق باعتبار السكون العارض المستلزم للترقيق لأنّ من شروط تغليظ اللام لورش هو الفتح ، فقدّم التغليظ اعتداداً بالأصل وهو الفتح المستلزم للتغليظ.
رابعاً : يقدّم أحدهما على الآخر اعتداداً بالعارض وسبب ذلك هو شهرة الوجه عند أهل الأداء إذ العبرة في انتشار الوجه واستفاضته ومثال ذلك ميم الجمع لقالون عن نافع ، فورد عنه الإسكان والصلة ، وقدّم العلماء الإسكان لشهرته قراءة ولغة ، فأمّا القراءة فلم ترد إلاّ عن قالون بخلف عنه والمكي وأبي جعفر ، وأمّا لغة فهو الوجه الذي فشا عند العرب كما ذكر غير واحد من العلماء. فالشاهد أنّ وجه الإسكان مقدّم مع أنّه عارض لميم الجمع في الوقف إذ الأصل فيها هو الصلة فيقال للمفرد عليك وللمثنى عليكما وللجمع عليكموا ومع ذلك فقد قدم العارض لشهرته. وكذلك المد العارض للسكون فقد قدّم العلماء التوسط على القصر مع أنّ القصر هو الأصل اعتداداً بالحركة الأصلية والمد هو العارض اعتداداً بالسكون العارض للوقف وهكذا.(1/3057)
خامساً : يقدّم أحدهما على الآخر إذا اشتهر الوجه عند القراء العشرة والأولوية الترتيب المعروف فأولهم نافع ثمّ ابن كثير ثمّ البصري ثمّ الشامي ثمّ أهل الكوفة وأولهم عاصم ثمّ حمزة ثمّ الكسائي وقد جعل مكي القيسي قراءة عاصم بعد نافع والمكي إلاّ أنّ المشهور ما جنح إليه الشاطبي ومن تبعه كابن الجزري وغيره. ومثال ذلك مسألة التقاء الهمزتين المفتوحتين من كلمة لهشام الذي له التحقيق والتسهيل مع إدخال ألف الفصل بين الهمزتين ، فقدّم وجه التسهيل على وجه التحقيق لأنّ التسهيل في الهمزتين هو مذهب أهل الحجاز وقراءة أهل الحجاز تقدّم على غيرهم قال العلامة المارغني رحمه الله تعالى نقلاً عن جدّه الشيخ محمد بن يالوشة شيخ الإقراء في وقته بجامع الزيتونة " ... ومّما يرجّح تقديم التسهيل له أيضاً أنّه قراءة أهل المدينة ومكة والبصرة ولا جرم أنّ قراءتهم تقدّم على قراءة أهل الكوفة أداءً وجمعاً حسبما يرشد لذلك صنيع الإمام الشاطبيّ تبعاً لصاحب التيسير وصنيع الحافظ ابن الجزري وصاحب غيث النفع رضي الله عنهم وأرضاهم فإنّهم قدّموا أهل (سما) – وهو رمز لنافع والمكي والبصري – في الذكر والرتبة على الكوفيين وإنّما وسّطوا الشامي بينهما مع أنّه أحقّ بالتقديم من البصري إذ مرتبة الشام تلي مرتبة الحرمين الشريفين وذلك لما قلناه من تقديم أهل التسهيل على أهل التحقيق وحيث أنّ الشامي شاركهما ناسب ذكره وسطاً بينهما لأنّه من رواية ابن ذكوان وافق أهل التحقيق ومن رواية هشام وافق أهل التحقيق تارة وهو الأكثر وأهل التسهيل والتحقيق تارة أخرى فيجمع بين اللغتين فيقرأ له بهما ومقتضاه أي يقدّم له التحقيق ولكن قدّم له التسهيل لما قررناه تبعاً لجدّنا وبذلك قرأنا على شيخنا الوالد عن الجدّ رضوان الله عليهما وبه أقرئ متّبعاً للأثر ومتمسّكاً بسندنا الأغر والحقّ أحقّ أن يتبع والله تعالى أعلم وقولنا قدّموا أهل( سما) في الذكر والرتبة... ألخ أي على(1/3058)
ذلك بنوا تقديم القراءات والروايات بعضها على بعض جمعاً فإذا اجتمعوا كلاً أو بعضاً في كلمة واحدة من الآية المروية جمعاً قدّم صاحب الرتبة وأوّلهم قالون لكونه مدنياً عن مدني ...." انتهى كلامه رحمه الله تعالى ( هامش نجوم الطوالع للعلامة المارغني ص74). أقول : مع أنّ وجه التحقيق هو المشهور عن ابن عامر إلاّ أنّ وجه التسهيل قدّم لهشام لكونه مذهب قرّاء الحرمين والبصرة وقراءتهم مقدّمة على قراءة أهل الكوفة.
وكذلك مسألة زيادة المدّ في البدل فقد روى أكثر أهل الأداء الزيادة في مدّ البدل لورش من طريق الأزرق ومع ذلك فقدّ قدّم القصر لأنّه كلّ القراء أخذوا بالقصر ما عدا ورش ، فالشهرة في هذه الحالة هي شهرة الوجه بالنسبة لجميع القراءات المتواترة ولا تختصّ برواية أو قراءة.
.أمّا الضرب الثاني : الخلاف في المسائل الاجتهادية التي حكمها الاستحباب كالخلاف في مسألة الإشارة بالروم والإشمام في ميم الجمع وهاء الكناية إذ الإشارة في حدّ ذاتها بُنيت على استحباب أهل الأداء.
القسم الرابع : وهو ما كان الخلاف فيه لفظيّ لا يترتّب عنه تغيير في النطق ولا يصادم نصاً من النصوص المعتبرة كمسألة الغنّة في نحو { من مال } هل هي غنة المدغم أم غنة المدغم فيه ومسألة مراتب القلقلة ومراتب الغنة وغير ذلك.(1/3059)
القسم الخامس : وهو ما يتعلّق بالتحريرات وإن كان الخلاف فيه ظهر بعد ابن الجزري إلاّ أنّه من الخلاف المعتبر لاعتماده على المنصوص سواء كان النصّ من ظاهر كلام النشر أو كان من أصول النشر. وعلم التحريرات يتمثّل في مقارنة ظاهر كلام كتاب النشر لابن الجزري بأصوله وهي الكتب التي اعتمد عليها المؤلف عليه رحمة الله تعالى في تأليفه لكتاب النشر زيادة على ذلك أنّه تلقى القراءات بمضمون تلك الكتب فجمع بين الرواية والدراية. والذي قام به المحققون من بعده هو المقارنة بين مضمون كتاب النشر بمضمون أصول النشر فوقع الخلاف بين المحررين في منهجية التحقيق ، فمنهم من اعتمد على ظاهر النشر وهو العلامة المنصوري وأتباعه ومنهم من اعتمد على الأصول كالعلامة الأزميري ومن تبعه كالمتولي والضباع وغيرهم ،وهذا الخلاف لا يخرج عن صحة القراءات الواردة في النشر لتواترها في الجملة وإنّما هو خلاف في تحديد الأوجه المترتبة عن كلّ طريق منعاً للتركيب والخلط بين الطرق.
ومن تأمّل هذه الأنواع يجد أنّ الخلاف لا يخرج عن ما نصّه أهل الأداء ولا عما تلقوه عن مشايخهم ، والدليل على ذلك أنّ كتاب النشر يحتوي على جميع هذه الأقسام ومن تعامل مع كتاب النشر معاملة خاصّة يجد أنّ مؤلفه رحمه الله تعالى ينسب كلّ وجه إلى مصدر من المصادر أو إلى قول من أقوال أهل الأداء الذين سبقوه ، ولذلك نقل أسماء الكتب التي روى منها القراءات مع ذكر سنده إلى صاحب الكتاب ، فكأنّما يريد توثيق ما تلقاه عن مشايخه بالكتب والنصوص ، وكان باستطاعته إن يذكر الإسناد مستغنياً عن ذكر الكتب كما كان يفعل القدامى.(1/3060)
النوع الثاني : وهو الخلاف الغير المعتبر. والسبب في كونه غير معتبر هو عدم ورود الخلاف فيه نصاً عند أئمّة القراءة فهو خلاف نشأ عن اجتهادٍ وتحوّل ذلك الاجتهاد إلى المشافهة لأنّه يُطبّق على القراءة ثمّ يتلقّى الخلف ذلك الوجه مشافهة من الشيخ بعد ما كان اجتهاداً محضاً فينشأ الخلاف في التطبيق إلى مذاهب مختلفة وكلّ من الأطراف يستدلّ بالمشافهة التي تعتبر أصل هذا العلم.
فمسألة الفرجة في إخفاء الميم الساكنة والإقلاب بُنيت على أساس اجتهادٍ محض ثمّ صارت بعد سنوات من المتلقى بالسند المتصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومسألة مراتب التفخيم التي نشأ عنها الخلاف في التطبيق فيختلف النطق بحسب الخلاف الناشئ عن الاجتهاد ، فمن اعتبر أنّ مرتبة السكون مرتبة مستقلة ينطق بالحرف الساكن بطريقة معيّنة ومن اعتبر أنّ مرتبة الساكن تتبع حركة ماقبلها في المنزلة ، ينطقها بكيفية أخرى ، وكذلك مسألة كيفية النطق بالقلقلة هل صوتها يكون ساكناً سكوناً خالصاً أم يكون مائلا إلى حركة ما قبله أم إلى الفتح مطلقاً فتغيّر النطق على نحو اختلاف الأقوال.
وهذه المسائل وغيرها لم يختلف فيها القدامى وإنما ظهر الخلاف فيها عند المتأخرين بسبب الخوض فيما لم يخض فيه القدامى ، ومن اطلع على أقوالهم يجد الحلّ بلا ريب دون اللجوء إلى الاجتهاد ، ومن اعتمد على أقوال المعاصرين دون أقوال القدامى فإنّه يبقى متخبطاً في هذا الخلاف ويشغل نفسه بذلك ويضيع الوقت الكثير.(1/3061)
وعلى ما سبق فلا بدّ أن نرجع إلى أقوال القدامى في جميع المسائل قبل اللجوء إلى الاجتهاد لعلنا نجد ما يفصل في المسألة فيتلقى الناس ذلك بالقبول بإذن الله فيزول الخلاف ، إذ واجبنا جميعاً توقير هذه النصوص وإذا وقّرناها حقّ التوقير فإننا سنرجع إليها لتفصل بين المختلف فيه وخاصّة عند نقل أقوال الأئمّة المشهورين الذين شهدت لهم الجماهير بالإمامة في علم القراءة كمكي القيسي وأبي عمرو الداني وأبي العلاء الهمذاني وغيرهم ، بخلاف المشافهة فإنّها اليوم لا يمكن أن تفصل بين المختلف فيه لوجود الخلاف في ذاتها من جهة وانعدام أمثال هؤلاء الأئمّة الذين ذكرناهم. ولا يُعقل أن نلجأ إلى الاجتهاد دون اطلاع على أقوال العلماء فيُجانب الصواب وينشأ الخلاف المسبب للفرقة بين أهل الأداء. والقياس في القراءة مذموم ولا يجوز إلا بشروط سنذكرها في بابها إن شاء الله تعالى. وبالمناسبة أريد أن أنبّه على أنّه قبل الخوض في دراسة النصوص وأقوال القدامى لا بدّ من المشافهة والتلقي من أفواه المشايخ مع التمكن في علم التجويد والقراءات جمعاً بين الرواية والدراية ومن اعتمد على المشافهة فقط فإنّه قد يقع في الخطأ دون أن يشعر ، ومن اعتمد على النصّ دون المشافهة فإنّ ذلك لا ينفعه لأنّه علم بدون عمل وهو أسوأ الأصناف والقراءة سنة متبعة والمتابعة تكون بالمشافهة والنص لأنّ النص يعبّر عن مشافهة القدامى لمشايخهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-20-2007, 11:45 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي محمد يحيي علي هذا البحث ، ولكن سيدي الفاضل لي بعض الملاحظات وأردت أن أستفسر عنها ، ولكن سأكتفي إن شاء الله في كل مرة علي ملحوظة واحدة نري الصواب فيها .
قلتم :" فالخلاف المعتبر هو الذي ورد الخلاف فيه عند القدامى نصاً وأداءً وهو على خمسة أقسام :(1/3062)
القسم الأوّل : ما تواترت فيه جميع الأوجه نصاً وأداءاً في المسألة المختلف فيها كمسألة الإخفاء في الميم الساكنة عند الباء فقد ذهب جمهور المغاربة إلى الإخفاء وذهب جمهور العراقيين إلى الإظهار والوجهان صحيحان مقروء بهما. )) ا.هـ
سيدي الفاضل : في هذه الفقرة ذكرتم :" والوجهان صحيحان مقروء بهما. )) ا.هـ
أظن أن هذا سهو من فضيلتكم حيث لا يوجد من يقرأ الآن بوجه الإظهار في الميم مع الباء ، والقراء جميعا يقولون بالإخفاء فقط ، والخلاف بينهم في كيفية الأداء : بفرجة أم بالإطباق .
ولكن الشيخ محمد يحيي ربما سطر ما في الكتب بصحة الوجهين ، فظن أن هذا الوجه ـ الإظهار ـ ما زال مقروءا به ، وهو وهم منه ـ حفظه الله ـ ويعلم فضيلته ليس كل ما صح في الكتب معمول به ، وإلا عملنا بأوجه كثيرة ـ كما لا يخفي علي فضيلته ـ بل قال الشيخ محمد يحيي ـ حفظه الله ـ أعلاه ما نصه :" . وهذا يدلّ على أنّ المنصوص قد لا يكون متواترا ومستفاضاً إذ العبرة بالنصّ الذي يكون مضمونه مشهوراً ومتواتراً أو صحيحاً متلقىً بالقبول عند أهل الأداء ))
ونطالب فضيلته بأن يثبت لنا أين يقرأ بوجه الإظهار ؟؟
ولكني أتسائل : هل يستطيع من لا يعرف الوجه المقروء من الوجه المتروك .. أن يضع منهجا يسير الناس عليه ؟؟؟؟؟ سؤال يحتاج توضيح
غفر الله لي وللشيخ محمد ولسائر المسلمين آآآآآميييييين
والسلام عليكم
---
محمد يحيى شريف
03-21-2007, 11:03 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله فيك على هذا التنبيه وإنّي أوافقك على ما قلتَ فهو سهو منّي حيث لا يُقرأ اليوم إلاّ بوجه الإخفاء وإنّما ذكرت ذلك تبعاً لما ذكره ابن الجزري في النشر و في المقدمة على تواتر الوجهين جميعا من غير إلغاء وجه الإظهار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-21-2007, 12:24 PM
السلام عليكم(1/3063)
قال الشيخ محمد يحيي ـ حفظه الله ـ ما نصه :"
القسم الثاني : وهو كون الخلاف دائرٌ بين راجح ومرجوح ففي هذه الحالة يُعمَلُ بالراجح لتواتره نصاً وأداءً ويُلغى المرجوح لعدم تواتره وشهرته بسبب انفراد بعض أهل الأداء بذلك الوجه مخالفين غيرهم ، حيث لا يمكن أن يكون المرجوح متواتراً ولا أن يكون الراجح مما انفرد به بعض أهل الأداء ، كبعض من انفرد بتفخيم الراء في { مِرْفَقا } لمن كسر الميم وكذلك من انفرد بترقيق راء { مريم } و{ قرية } مما كان منصوصاً إلاّ أنّ الترقيق لم يكن مشهوراً في هاتين الكلمتين. وهذا يدلّ على أنّ المنصوص قد لا يكون متواترا ومستفاضاً إذ العبرة بالنصّ الذي يكون مضمونه مشهوراً ومتواتراً أو صحيحاً متلقىً بالقبول عند أهل الأداء وهو شرط ابن الجزري الذي ألزم به نفسه في كتاب النشر فقال رحمه الله تعالى " ..فكان من الواجب عليّ التعريف بصحيح القراءات ، والتوقيف على المقبول من منقول مشهور الرويات ، فعمدتّ على أثبتِ ما وصل إليّ من قراءاتهم ، وأوثق ما صحّ لديّ من رواياتهم ، من الأئمّة العشرة قراء الأمصار والمقتدى بهم في سالف الأعصار.." النشر 1/ص45. )) ا.هـ
سيدي الفاضل : هذا الوجه ـ ترقيق مريم ومرية ـ يا سيدي ثبت بالقياس ولا يوجد فيه نص ـ كما زعمتم ـ بل ذلك استحسان ممن قالوا بذلك وليس لديهم نص ، ولذا قال الشاطبي : - وَمَا بَعْدَهُ كَسْرٌ أَوِ الْيَا فَمَا لَهُمْ بِتَرْقِيقِهِ نَصٌّ وَثِيقٌ فَيَمْثُلاَ
وما لقياس في القراءة مدخل *** فدونك ما فيه الرضا متكفلا(1/3064)
قال السخاوي : " وأما وقوع الياء بعدها فنحو " قرية ـ مريم " فذهب قوم إلي ترقيق الراء كما ترقق الياء الواقعة قبلها ليتقارب الصوت ويتشاكل ولو فخمناها لتضاد وتنافر وحصلت في اللفظ كلفة . قالوا : والفرق بين الياء والكسرة أن الحركة علي الحرف المكسور وبعدها مقدرة بعده فكأن الكسرة ما جاورت الراء والياء المفتوحة بعدها حركتها مقدرة بين يديها فكأنها قد وليت الراء ساكنة فكأن حكمها حكم الياء الساكنة وقبلها وهذا قياس . وقد أجاب أبو عمرو : أن الياء الساكنة إذا تحركت بالفتح التحقت بسائر الحروف فلم توجب إمالة ولا ترقيقا . قال : ولو كان هذا المذهب صحيحا لكانت الياء الساكنة به أولى وكذلك الكسرة إذا كانت توجبا ذلك إذا سبقتا فكان يجب ترقيق نحو : " لبشرين ـ ترجعون ـ الحرث "
قال : وفي الإجماع علي تفخيم الراء في هذه المواضع دليل بين علي خطأ من رقق الراء فيما تقدم واعتد بمكان الياء ......... ) ا . هـ فتح الوصيد 1/ 533
وقال ابن الجزري : معلقا علي " قرية ، ومريم وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعلي العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح " ا . هـ النشر 2/ 103
هذا قول الأئمة الأعلام وناهيك بهم ، والشيخ محمد يحيي ـ حفظه الله ـ يقول : " ... الميم وكذلك من انفرد بترقيق راء { مريم } و{ قرية } مما كان منصوصاً إلاّ أنّ الترقيق لم يكن مشهوراً في هاتين الكلمتين....))
وأقوال الأئمة :" وفي الإجماع علي تفخيم الراء في هذه المواضع دليل بين علي خطأ من رقق الراء" وأيضا :" وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه... " ا.هـ(1/3065)
الداني والسخاوي وابن الجزري الجميع يقولون بعدم النص فيما سبق ، وخالف الشيخ محمد يحيي ـ حفظه الله ـ الأئمة .. فهل أتي لنا بالنص الذي لم يأت به ابن الجزري ؟؟؟!!!
سيدي الفاضل : من أراد أن يضع منهجا يجب الا يقلد ويسرد الأقوال دون نظر فيها وإلا وقع في المحاذير ، وحدث له خلط كبير ، ولنسب إلي أهل العلم ما لم يقولوا به ـ كما رأينا ـ
عذرا سيدي الفاضل هذه منهجية تحتاج من فضيلتكم نظرة أخري ، وكما قلت : الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء به .
وافق النصوص أم لا .
غفر الله لي وللشيخ محمد ولسائر المسلمين آآآآآميييييين
والسلام عليكم
---
محمد يحيى شريف
03-21-2007, 01:49 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يبدو أنّك لم تفهم مراد المنصوص. فالمنصوص عموماً هو كلّ ما ورد في النشر ومصادره ونصوص المتقدمين الذين عرفوا بالإمامة في هذا الفنّ سواء كان أصل النصّ عبارة عن مشافهة القدامى لمشايخهم أو كان على أساس اجتهاد أو قياس وفق الضوابط التي وضعها العلماء للقياس. فإن كان ذلك القياس لا يخرج عن الضوابط وتلقاه الأئمّة بالقبول فيكون ذلك الوجه مقبولاً. وإن كان ذلك القياس لم يتلقاه أهل العلم بالقبول فهو مردود كمسألة ترقيق الراء في { قرية } و{ مريم }. حيث الترقيق فيهما موجود في مصادر النشر بمعني هو منصوص قد ذكره القدامى ، بعضّ النظر في كونه قياس أم لا وحتّى وإن ثبت بالمشافهة فإنّه قد لا يكون مقبولاً لعدم شهرته وتواتره وهذا في الثابت مشافهة فما بالك بما ثبت قياساً.
والخلاصة أنّ ما نقل في المصادر فهو يدخل في المنصوص سواء كان أصل ذلك النصّ مشافهة أم قياساً فإن كان ذلك القياس متلقّى بالقبول فإنّه يأخذ حكم المنصوص المتلقى بالقبول الذي أصلة المشافهة. إذن فالمنصوص على حكمه بالقياس يدخل في ضمن المنصوص عموماً وبالتالي فإنّه يدخل في الخلاف المعتبر الذي ذكرناه في البحث.(1/3066)
أمّا القياس المحدث الذي لم يشر إليه القدامى لا قريب ولا من بعيد والذي يخالف النصوص الصريحة والمشافهة فهو قياس مردود ً لأنّه مخالف للضوابط التي وضعها العلماء للقياس في القراءة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
شريف بن أحمد مجدي
03-21-2007, 02:48 PM
السلام عليكم
سيدي الفاضل : يبدوا أن كلمة " المنصوص " كل ما في النشر ومصادره مصطلح خاص بفضيلتكم دون المعروف لدي المتقدمين ، وفضيلتكم من دعاة العمل علي منهاج المتقدمين مطلقا ، ونحن كلك إلا أننا نقيد الأمر بما هو مقروء به اليوم .
وللتوضيح أنقل قولكم :" . فالمنصوص عموماً هو كلّ ما ورد في النشر ومصادره "
وسآخذ كلمة واحدة وهي " ومصادره " هذه المصادر تعني الكتب التي نقل منها ابن الجزري الأوجه المقروءة بها ، ولكن المنصوص لدي ابن الجزري يخالف ما ذكرتموه لأن الذي قال بترقيق الراء في السابق مكي والحصري القيرواني ورغم أن هذه الكتب كانت لدي ابن الجزري ونقل منها بعض الأوجه ـ كما تعلم ـ إلا أنه قال : وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه ..." فماذا يعني ابن الجزري بـ"المنصوص " لا يعني بالطبع ما ذكرتموه وقوله : "عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه " إشكال آخر حيث من ذكرتهم سابقا متقدمين عن ابن الجزري .
سيدي الفاضل : هل وضعت منهجا واضحا ..هل تقول بصطلح القدامي أم بمصطلح خاص بفضيلتكم ؟
وأذكر فضيلتكم بقول أحد الأفاضل لفضيلتكم من ذي قبل حتي لا يضطرب قولكم فيما بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حبذا ياشيخ يحي شريف لو الفت وريقات في الموضوعين أعلاه، وتحاول أن تنجزهما كلا على حدة، سالكا منهجا علميا محددا، وفق رؤية تتناسب والشريحة التي تريد خطابها،ثم تعرض ذلك على المختصين،واحسب أن قيامك بذلك سيلاقي نجاحا كبيرا لدى المختصين وفقني الله وإياك. والسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
---(1/3067)
محمد يحيى شريف
03-21-2007, 05:11 PM
السلام عليكم
لا يمكن لابن الجزري أن يعتبر ما كتبه بنفسه من المنصوص بخلافنا نحن فإننا نعتبر أنّ ما في النشر من المنصوص المعتبر إذ هو مصدر القراءات التي يقرأ بها اليوم هذا من جهة. ولم أخصّص النصوص بالنشر ومصادره بل قلت أنّ مصادر النشر عموماً هو كلّ ما ورد في النشر ومصادره ونصوص المتقدمين الذين عرفوا بالإمامة في هذا الفنّ ولا أظنّ أن ينقل ابن الجزري قولاً في كتابه النشر لواحد من العلماء الغير المعتبرين عنده. فكتاب الرعاية لمكي القيسي وكتاب الموضح للقرطبي وكاب سرّ صناعة الإعراب لابن جنّي في مسائل المخارج والصفات هي كلّها كتب اعتمد عليها ابن الجزري في تحقيق مسائله وفي مسألة الراء { قرية }و { مريم } اعتمد على كلام مكي القيسي وهو من رجال النشر. إذن فبالنسبة لنا فهو من المنصوص لوجوده في النشر.
فمسألة الإظهار مع السكت في{ ماليه هلك } لم يرد فيه نصّ أي لم يثبت رواية وكذالك ضمّ كلمة { ضعف} لحفص لم يرد رواية حيث لم يقرأ به حفص عن عاصم إلاّ أنّ كلا الحكمين- أي ماليه و ضعف - استفاضا وتلقتهما الأمّة بالقبول وتناقله العلماء حتّى صارا من المقطوع به ودخل ضمن المنصوص. فبالنسبة للقدامى لا يعدّ ذلك من المنصوص ولكن بالنسبة لنا فهو من المنصوص لأنّه منقول في النشر ومصادره ونقله أئمّة هذا الفنّ الذي نقل عنهم ابن الجزري و شهد لهم بالإمامة. فالمنصوص عند مكي القيسي وأبي عمرو الداني هو ما حدّثوا به ونقلوه عن ابن مجاهد. ومن المنصوص عند ابن الجزري ما نقله أداءً مكي القيسي والداني وغيرهما. ومن المنصوص عندنا ما نقله ابن الجزري. فلكلّ طبقة نصوص معتبرة يعتمد عليها أصحابها.(1/3068)
والأصل في المسائل القياسية والاجتهادية أنّها ليست من النصوص لأنّها لم تثبت رواية ولأنّ القياس لا يكون إلاّ فيما لا نصّ فيه وهذا هو مراد ابن الجزري في مسألة {قرية } إلاّ أنّ هذه المسألة لم يتلقاها أهل الأداء بالقبول فكانت مردودة بخلاف المسائل القياسية التي توفرت فيها ضوابط القياس وتلقتها الأمّة بالقبول فإنّها تصير بعد أمدٍ من المنصوص لأنّها استفاضت وصارت في المنزلة منزلة النصوص الحقيقية. إذن فكلّ ما في النشر عندنا فهو من المنصوص سواء كان ذلك النصّ نصاً حقيقياً أي ثابت في الرواية أو كان نصاً بُنيَ على قياس متلقىً بالقبول عند الأئمّة والدليل على ذلك مسألة { ماليه هلك } حيث جميع القراء اليوم يقرءون بالسكت مع الإظهار وهو المقدم في الأداء ، فهل يمكن أن نقول اليوم أنّ الأدلة التي نقلت السكت في هذه المسألة ليست نصوص معتبرة ؟ هذا لا يقوله عاقل.
وأخيراً أريد أن أقول لأخي المقري إذا أردتّ أن تنتقد فانتقد القاعدة ولا تتشبّث في نقد الأمثلة التي ذكرتُ لأنّ الأمثلة كثيرة يمكنني أن أذكر غيرها إلاّ أنني ذكرت في البحث ما حضرني من الأمثلة. فالذي انتظره من المشايخ هو نقد القواعد والمنهجية هذا هو المهمّ وإن كان المشكل في المثال فيمكنني أن أنقل أمثلة أخرى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
---
شريف بن أحمد مجدي
03-21-2007, 11:41 PM
السلام عليكم
يا محمد قلت علي الشيوخ : إن العيب فيهم "
وقلت : إنهم خالفوا النصوص ، وجاريتك بأدلة ووافقتك في المخالفة ، ولما وافقتك تقول : كيف تتهم القراء ؟
مع العلم يا شيخ محمد أنت القائل لهذا القول وشهدت ببطلان اجتهادهم في مثل الضاد الظائية والفرجة .
أنا أتعجب ـ والله ـ من د/ أمين ..كيف فطن للتخبط في منهجيتك من أول وهلة .
ولو عرضت منهجك علي متخصصين سيرشدونك للحق
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم
---
(1/3069)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > طبعة جديدة لكتاب (شرح الهداية) للمهدوي في توجيه القراءات بتحقيق د.حازم حيدر
---
طبعة جديدة لكتاب (شرح الهداية) للمهدوي في توجيه القراءات بتحقيق د.حازم حيدر
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2007, 12:26 PM
صدرت حديثاً الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب شرح الهداية للإمام أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي رحمه الله (ت 440هـ) عن دار عمار بالأردن بتحقيق الدكتور حازم سعيد حيدر وفقه الله .
http://www.tafsir.net/images/hedayahhazem.jpg
وقد صدر في مجلد واحد عدد صفحاته 886 صفحة . وقد سبق أن صدر هذا الكتاب للمحق نفسه عن مكتبة الرشد قبل سنوات .
---
خالد الشبل
02-14-2007, 06:31 PM
بارك الله فيكم يا أبا عبد الله.
أين توجد هذه النسخة عندنا؟
---
أبو يعقوب
02-15-2007, 12:37 AM
جزاك الله خيرا
---
محب القراءات
02-15-2007, 06:57 AM
جزاك الله خيرا يا دكتور
هل هناك إضافات جديدة أو تعديلات مهمة في هذه الطبعة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2007, 10:44 AM
هذه الطبعة تباع لدى المكتبة التدمرية في الرياض وربما في القصيم أيضاً .
وقد أخبرني عن هذه الطبعة المحقق الكريم الدكتور حازم حيدر عندما لقيته في مؤتمر الاستشراق الذي نظمه مجمع الملك فهد في المدينة المنورة في شهر شوال 1427هـ ، وأخبرني أنه لا توجد إضافات في التحقيق وإنما أعيد صف الكتاب ، وخرج في مجلد واحد بدل مجلدين .
---
د. أنمار
02-16-2007, 12:04 AM
قال لي أحد الفضلاء أنه رأى مرة على الشبكة صورة لبضع صفحات من مخطوط شرح لهداية متضمنة لـ
نص الهداية
ثم حاول أن يصل له مرة أخرى فإذا به وقد أزيح
فهل يعلم بمكانه أحد من الأفاضل؟
.
---
حازم حيدر
02-18-2007, 12:05 AM(1/3070)
كما أفاد أخي فضيلة الدكتور المشرف العام على الملتقى ليس ثمة إضافات ذات بال على هذه الطبعة سوى تصويبات يسيرة في ضبط بعض الألفاظ التي ندَّ بها القلم .
أما الإضافة المهمة فهي زيادة سبعة كتب في تاريخ التأليف في علم تعليل القراءات ، والإشارة إلى ما طبع من عموم الكتب المسرودة .
---
محب القراءات
02-19-2007, 01:17 AM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل الدكتور حازم حيدر وأسال الله تعالى ان ينفع بعلمكم وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم
---
(1/3071)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب البسيط في علم التجويد للتحميل
---
كتاب البسيط في علم التجويد للتحميل
---
مسك
03-15-2006, 04:36 PM
اسم الكتاب : البسيط في علم التجويد
اسم المؤلف : الشيخ بدر حنفي محمود
نبذة عن الكتاب :
يتناول الكتاب أحكام تجويد كتاب الله تعالى في أسلوب مبسط ويسير, مع الاستعانة بأمثلة تطبيقية من كتاب الله عز وجل, والتدليل على الأحكام من المتون مثل: تحفة الأطفال- الجزرية- الشاطبية. وهو يفيد كل مبتدئ في هذا المجال ويعين كل دارس إن شاء الله تعالى
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2325)
---
سعد الزيد
03-21-2006, 01:25 AM
بارك الله فيك وبك .. وجزاك الله عنا خيرا
---
عدنان الاسعد
04-09-2006, 11:58 AM
جزاك الله خيرا في الدارين
---
(1/3072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح ، وسؤال .
---
اقتراح ، وسؤال .
---
عبد الحميد العرفج
09-01-2003, 05:08 AM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فهذا اقتراح وسؤال .
أما الاقتراح :
فلماذا لا يوضع رابط لكل فن من فنون علوم القرآن ( الناسخ والمنسوخ ، أسباب النزول ، وغيرها ) بحيث توضع كل مشاركة في كل فن في مكانها الصحيح حتى يجدها في مظانها من يبحث عنها ، ولتكون الفائدة أقرب حتى للمتصفح فضلاً عن الباحث .
وأما السؤال :
فمن نافلة القول أن إعراب القرآن له أثر كبير في تغيير المعنى ، كقوله تعالى ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه ) .
كما أن للإعراب أثراً ظاهراً في المسائل الفقهية ، كما في آية الطهارة في المائدة وغيرها ،
بل وللإعراب أثرٌ بين في معرفة المتشابه ، فقد مرّ بي شخصياً شيء من هذا القبيل ، فهناك آية كثيراً ما أغلط فيها وهي قوله تعالى { وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين } ( يونس) حيث أرفع (أصغر ) ، مع قوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين } (سبأ ) حيث أنصب (أصغر ) فحينما علمت الحكم الإعرابي فيهما لم يعد هذا الموضع مشكلاً علي أبداً .
لذا ، أريد من مشايخنا الفضلاء أهل الاختصاص أن يرشحوا لي كتاباً جيداً ومرجعاً مهماً وسريعاً فيما يتعلق بإعراب القرآن .
وجزاكم الله خير الجزاء .
---
المعتز بالإسلام
09-01-2003, 09:22 AM
1 / الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه .
2 / إعراب القرآن الكريم ( مجلد واحد ) .
3 / الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل .
وهناك إعراب القرآن الكريم لمحمود درويش ( لست متأكدًا من اسم المؤلف) بالإضافة إلى كتاب في إعراب القرآن للعكبري .
---
عبد الحميد العرفج(1/3073)
09-06-2003, 10:34 PM
الأخ الفاضل المعتز بالإسلام
جزاك الله خيراً على المشاركة .
ولا زلت في انتظار المزيد ، وخاصة من المشايخ المختصين ، ولو رُشح كتابٌ واحد معتبر أو اثنان لكان أفضل .
وماذا بشأن الاقتراح ؟!!!
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2003, 11:24 AM
أخي الكريم عبدالحميد العرفج حفظه الله ووفقه لكل خير
نعتذر عن تأخرنا في الرد وأرجو أن تعذرنا جميعاً وفقك الله.
أما اقتراحك فهو اقتراح وجيه ، وقد رأى المشرفون التأني في عمل ذلك حتى يكون هناك عدد كبير من المشاركات في كل موضوع من الموضوعات التي أشرتم إليها وأمثالها ؛ حتى لا يتشتت ذهن المتصفح للملتقى هنا وهناك دون طائل. ومن خلال التجربة فإن المنتديات ذات الأقسام الجزئية الكثيرة لا تظفر بالزوار بدرجة واحدة بل تجد الزوار ينصبون على تصفح منتدى من هذه المنتديات ويعرضون عن البقية. فلذلك رأى المشرفون أن يبقى على الملتقى العلمي لمناقشة كافة المسائل العلمية ويتم بعد كل مدة استخلاص الموضوعات الجادة ووضعها في ملفات متكاملة في موقع التفسير إن شاء الله. هذه المسألة الأولى .
وأما ما سألت عنه - وفقك الله - من كتب إعراب القرآن الكريم ، وأيها أفضل. فإن الحكم عليها كلها يحتاج إلى معرفتها كلها ، وهذا ما لم يتهيأ لي ، وإنما أقتصر على ما عرفته منها .
فمن أجود الكتب القديمة التي كتبت في إعراب القرآن كتاب مكي بن أبي طالب (مشكل إعراب القرآن).حيث قد اقتصر على ما يشكل إعرابه دون ما اتضح إعرابه ، بينما كتاب الجدول والمفصل وأمثالها قد أعربت القرآن كاملاً.
ومن الكتب المعاصرة هناك كتاب جيد للدكتور أحمد الخراط وفقه الله سماه (المجتبى) سلك فيه منهجاً ميسراً وضحه بقوله :
وقد سرت وفق المنهج التالي:(1/3074)
1 - انتخبت من الآيات "المشكل" منها، وهو الذي قد تغمض معرفة إعرابه وإدراك توجيهه، أو يخالف في الظاهر قواعد النحاة ، ولكنه لدى التأمل والتحقيق يظهر لنا موافقتها. قال الجوهري في صحاحه: "أشكل الأمر: أي التبس"، وجاء في "الوسيط" : "الإشكال: الأمر يوجب التباسا في الفهم".
2 - حرصت على مطالعة مصنفات القوم في هذا الحقل؛ لكيلا أخرج عن اجتهادات علماء، كان لهم قَدَمُ صدق وجهد وفقه في فهم معاني القرآن العزيز.
3 - عُني هذا "المجتبى" بالمفردات، والجمل التي لها محل، والتي ليس لها محل، وأشباه الجمل من الظرف والجار والمجرور، وإن كان المقام لا يتسع للمرور بها جميعا، وتركت ذلك لكتابي الآخر "المفصَّل".
4 - يسير وفق ترتيب السور والآيات في المصحف الكريم، ويحافظ على رقمها، وفق "مصحف المدينة النبوية"؛ وذلك لتيسير العودة إلى المُشْكل المنشود من الآية.
5 - ينتخب العبارة السهلة المأنوسة التي تتضح لجلِّ طلبة العلم، ومن هنا بذلتُ الجهد في توضيح عبارات المعربين التي قد تحتاج في عصرنا إلى تذليل غامضها، والكشف عن مقصودها.
6 - اخترت وجهًا واحدًا في إعراب مفردات الآية أو جملها أو أشباه جملها، بَيْدَ أن هذا الوجه مما نصَّ عليه أحد علماء العربية بالتصريح أو الإشارة، أو القياس على قول صريح له في موضع آخر مماثل ، ويكون له صفة الوضوح والسيرورة.
7 - يُعنى هذا "المجتبى" بتوحيد إعراب النظائر، ما أمكن إلى ذلك سبيلا. فإذا كان موضع الإعراب في سورتَيْ الأعراف والتوبة مثلا من مشكاة واحدة، من حيث المعنى والصناعة، شملهما الإعراب بتوجيه واحد، وفي هذا جانب منهجي لا يخفى على أرباب الفن.
8 - عُنيت ببناء ضوابط عامة تفيد في كشف مشكل الآية المعينة وما يقاس عليها، إن كانت مفردات الضابط مشتركة.(1/3075)
9 - بلغ عدد الموارد التي عدت إليها أكثر من مئة مورد، بعضها أصيل في فنه، وبعضها مساعد كاشف، وذلك في ضوء عيش، وقراءة، وتأمل في مصنفات علوم العربية والتفسير وما يتصل بهما.
10 - يمثل هذا "المجتبى" الرأي المختار عندي من مجموع الآراء العلمية التي قيلت، ولا يعني هذا تضعيف غيره ، وإنما يعني اختياري الذي أذهب إليه، وهو ما رأيته موافقا للمعنى والصناعة).
ويمكن العودة إلى ما كتبه الدكتور مساعد الطيار وفقه الله في كتابه (أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم) في الفصل المخصص لكتب إعراب القرآن ، حيث ذكر فيه الكتب المصنفة في هذا العلم ، وذكر عدداً من القواعد الخاصة بإعراب القرآن الكريم.
---
عبد الحميد العرفج
09-07-2003, 02:12 PM
أخي الفاضل عبد الرحمن الشهري وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذا البيان .. ورأيكم سديد فيما يتعلق بتوحيد المنتدى وعدم تجزئته ما دامت المادة قليلة ..
وبالنسبة للكتب فما ذكرتَه يفي بالغرض ، ولعلي أرجع إلى موضوع د. مساعد للاستزادة .
لا حرمك الله الأجر والمثوبة على ما تبذل في هذا المتدى ..
والسلام عليكم .
---
(1/3076)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إطلاق موقع الكاشف
---
إطلاق موقع الكاشف
---
الجندى
02-11-2005, 09:14 PM
إخوانى الكرام ،،،
إيمانا منا بأهمية توحيد الجهود وتضافرها لمواجهة التحديات ، وامتثالا لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، تم إطلاق موقع الكاشف - للشيخ سليمان الخراشى – ودمجه مع منتدى التوحيد ، سائلين الله تعالى أن يجعل من ذلك خطوة على الطريق الصحيح للنهوض برسالتنا .
http://www.alkashf.net
---
أبو بيان
02-11-2005, 09:33 PM
وفقكم الله وأعانكم.
---
مساعد الطيار
02-11-2005, 11:05 PM
أسأل الله يطرح لكم البركة في جهدكم ووقتكم ، وأن ينفع بكم .
---
الجندى
02-12-2005, 09:07 PM
بارك الله فيكما
كذلك نعلن عن بدء أولى المواجهات الأخوية مع الشيخ سعد الحميد
http://www.alkashf.net
---
(1/3077)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الجدل في القرآن الكريم والسنة النبوية
---
الجدل في القرآن الكريم والسنة النبوية
---
أحمد الطعان
04-06-2006, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجدل في القرآن الكريم والسنة النبوية
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة - جامعة دمشق
كل مسلم رضي بالله عز وجل رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد r نبياً مكلف بالدعوة إلى الإسلام ، والدفاع عنه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه رسالة كل مسلم في حياته .
وانطلاقاً من هذا المبدأ الذي حث القرآن الكريم عليه نهض المسلمون بواجبهم في الدعوة والدفاع ، ولما كان الداعي والمدافع لابد وأن يلتقي بكل أصناف الناس ويصطدم بمختلف التيارات والثقافات والاتجاهات ، فلا بد له من إتقان أساليب الدعوة والدفاع المتمثلة في الحوار ، والجدل بالحسنى ، وأصول الدعوة والمناظرة ، ونجد أمثلة كثيرة من القرآن الكريم في مجادلة اليهود والنصارى والمشركين والثنوية ، ومنكري النبوات وغيرهم .
وقد كان الجدل في القرآن الكريم نوعان : محمود ، ومذموم ، وأن المذموم ما كان بقصد الغلبة والرياء والجدل للباطل ، أو بغير علم ، أو في مكان غير مناسب ، أو لقصد الجدل فقط ، كما قال عز وجل :
}مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ { ([1]). فالقصد هنا الجدل للجدل .
وقال : }مَا يُجَادِلُ فِي ءَايَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ { ([2]). الجدل هنا مكابرة لأنها مجادلة في أمور بديهية .
وقال : } وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ { ([3]) الجدل هنا غايته نصرة الباطل ، ومدافعة الحق عن علم وقصد .(1/3078)
وقال : }وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ { ([4]) وقال عز وجل } وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ { ([5]). الجدل هنا بغير علم وهو ما نراه اليوم كثيراً في مجتمعنا ، وخصوصاً فيما يتعلق بأمور الدين ، فقد أصبح الدين كما يقول الدكتور البوطي أشبه ما يكون بالكلأ المباح ، يقتحمه كل الناس بعلمٍ وبغير علم ، ودون أن يُراعى فيه أي تخصص ، بخلاف العلوم الأخرى فإن لها أسيجة من الحصانة والحماية .
وأما الجدل المحمود فهو ما كان بقصد الوصول إلى الحق ، ودفع الباطل ، والدعوة بالحسنى ولذلك قرنه الله عز وجل بالدعوة فقال :
} ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْموْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ ([6]) .
وقال عز وجل : } وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ { . ([7]) لأن مجادلة الظالمين غير مجدية وإنما يجدي معهم السلاح والقوة . ودعا القرآن الكريم إلى إحضار الدليل أو البرهان فقال :
} قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ { ([8]) .وقال عز وجل :
} قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ{ ([9]) .
وقد جادل الأنبياء أقوامهم كثيراً ولم يملوا من ذلك حتى قال الباري عز وجل حكاية عن قوم نوح : } قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا { ([10]) .
وجادل إبراهيم عليه السلام أباه وقومه فقال عز وجل يحكي عنه :(1/3079)
} إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا !يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا! يَاأَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا! يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا! قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ ءَالِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِياً ! قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ! وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا { ([11]) .
وقال عز وجل : } أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ { ([12]) .(1/3080)
كما جادل القرآن الكريم أهل الملل المختلفة وقد استغرق الحديث عن اليهود صفحات كثيرة من سورة البقرة وآل عمران وسورة المائدة وذلك لكشف خبثهم ودناءتهم ومكائدهم وعداوتهم لله عز وجل ولرسوله r قال عز وجل : } لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ! ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ! الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ { ([13]) .
ومع النصارى يقول عز وجل :(1/3081)
} لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ !لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ !أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ! مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ !قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ! قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ { ([14]) .
ومع الثنوية والمشركين يقول عز وجل : } وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ! وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ { ([15]).(1/3082)
ويقول : }لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ { ([16]). } مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ!عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ { ([17]) .
ويخاطب عز وجل الملحدين والمشركين فيقول : } قُلْ أَرأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ! قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ ! وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { ([18]) .(1/3083)
ويقول : } قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ! أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ !أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ !أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ! أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ! أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ ([19]) .(1/3084)
ويقول جل شأنه : } إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ!فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ!وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ!وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ !وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ!وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ { [سورةالأنعام95 –102]
ومع منكري النبوة يقول عز وجل : }وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا! قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولا { ([20]) .(1/3085)
ويقول عز وجل : }وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ!وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ!وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ { ([21]) .
هذا الحوار والجدل القرآني مع أصحاب الملل المختلفة يدفع كل مسلم صادق في إيمانه إلى أن يسلك سبيل القرآن في الدعوة بكل الوسائل الخطابية والجدلية والبرهانية ، وهي المعاني التي يشير إليها بعض العلماء ([22]) عند استعراضهم للآية القرآنية : } ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ ([23]) .
هذا فيما يتعلق بالقرآن الكريم ونفس الأمر نجده في سنة المصطفى r إذ في سيرته نجد نماذج تدفع المسلم لأن يتأسى ويقتدي به r في الدعوة ومجادلة الآخرين قال عز وجل في كتابه المنزل : } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا { ([24]) .(1/3086)
فمن ذلك ما يروى أن النصارى أتوا إلى رسول الله r فخاصموه في عيسى ابن مريم : وقالوا له من أبوه ؟ وقالوا على الله الكذب والبهتان ، فقال لهم النبي r ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء ؟ قالوا بلى : قال ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلؤه ويحفظه ويرزقه ؟ قالوا بلى : قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً ؟ قالوا : لا . قال أفلستم تعلمون أن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء لا في الأرض ولا في السماء ؟ قالوا : بلى ، قال : فهل يعلم عيسى من ذلك شيئاً إلا ما علم ؟ قالوا : لا : قال : فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء فهل تعلمون ذلك ؟ قالوا : بلى . قال : ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ، ثم غذي كما يتغذى الصبي ؟ ثم كان يطعم الطعام ، ويشرب الشراب ، ويحدث الحدث ، فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟ ([25]) قال الراوي : فعرفوا ثم أبوا إلا جحوداً ، فأنزل الله تعالى } الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ { ([26]) .
واضح من خلال هذه الرواية كيف يستخدم معهم النبي الكريم r الأدلة البرهانية والبديهية التي لا يجحدها إلا مكابر أو معاند فالإله لا يمكن أن يدخل في بطن امرأة ، ولا يمكن أن يأكل الطعام ، ول[27]ا يحدث الحدث لأن هذه صفات نقص لا تليق بالكمال الإلهي ، وقد خلت المناظرة كما نلاحظ من التعقيدات والتقسيمات الجدلية ، وهذه عادة القرآن الكريم وعادة النبي r أن الاستدلال يكون واضحاً جلياً بديهياً يقنع الأمي الجاهل كما يقنع العالم المتبحر .(1/3087)
وهذا الاستدلال النبوي الشريف ، ومثله الاستدلال القرآني : } إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{ ([28]) وقوله عز وجل : } مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ { ([29]) .
لقد كان هذان الاستدلالان القرآني والنبوي أسوة حسنة لكل المجادلين المسلمين تقريباً فلا نجد مجادلاً إلا ويرفض دعوى ألوهية المسيح مستنداً إلى عوارض البشرية ، ومظاهر الإنسانية التي كان عيسى متلبساً بها ، والتي عبرت عنها نصوص الأناجيل بكل صراحة ووضوح .
ومن الأمثلة التي أفحم النبي r فيها أهل الكتاب ما جاء أنه أتي برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود ما تصنعون بهما ؟ قالوا : نسخِّم ([30]) وجوههما ونخزيهما قال r : فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ، فجاؤوا فقال لرجل ممن يرضون : يا أعور إقرأ ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها ، فوضع يده عليها ، قال : ارفع يدك ، فرفع يده ، فإذا فيه آية الرجم تلوح ، فقال : يا محمد : إن عليهما الرجم ولكنا نكاتمه ، فأمر بهما فرجما ، فرأيته يجانئ ([31]) عليها بالحجارة ([32]). لقد ألزمهم النبي r بالتحريف ، وكتمان الحق فلم يجد أعورهم مناصاً من الاعتراف بذلك .
ونكتفي بهذه الأمثلة القرآنية الكريمة ، والنبوية الشريفة التي تدل دلالة واضحة على أن القرآن الكريم والسنة النبوية كانا دافعاً قوياً ، وحافزاً كافياً لاستثارة كل مسلم صادق في إسلامه للدفاع عن الإسلام والدعوة إليه .
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) سورة الزخرف آية 58 .
([2]) سورة غافر آية 4 .
([3]) سورة غافر آية 5 .
([4]) سورة الحج آية 8 وسورة لقمان آية 20 .
([5]) سورة الحج آية 3 .
([6]) سورة النحل آية 125 .(1/3088)
([7]) سورة العنكبوت آية 46 .
([8]) سورة البقرة آية 111 وسورة النحل 64 .
([9]) سورة يونس آية 68 .
([10]) سورة هود آية 32 .
([11]) سورة مريم الآيات 42 – 48 .
([12]) سورة البقرة آية 258 ، 259 .
([13]) سورة آل عمران الآيات 182 – 183 .
([14])سورة المائدة الآيات 72 – 77 .
([15])سورة النحل آية 51 .
([16])سورة الأنبياء آية 22 .
([17]) سورة المؤمنون آية 91 .
([18]) سورة القصص آية 71 – 73 .
([19]) سورة النمل الآيات 59 – 64 .
([20]) سورة الإسراء الآيات 94 ، 95 .
([21]) سورة الأنعام الآيات 7 – 9 .
([22]) انظر فصل المقال لبن رشد ص 31 .
([23]) سورة النحل آية 125 .
([24]) سورة الأحزاب آية 21 .
([25]) هذه الرواية ذكرها الطبري عند قوله تعالى " الم ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم " سورة آل عمران آية 1 ، 2 .
([26]) سورة آل عمران آية 1 .
([28]) : سورة آل عمران آية 59 .
([29]) سورة المائدة آية 75 .
([30]) نسخم : أي نسوِّد . والسخم : السواد . انظر القاموس المحيط ص 1010 .
([31]) يجانئ : أي يميل عليها ليقيها الحجارة بنفسه جنأ عليه : أكب عليه انظر القاموس المحيط ص 36 .
([32]) الحديث : أخرجه البخاري في كتاب التوحيد رقم 7543 وأحمد في مسنده – مسند المكثرين من الصحابة رقم 4484 .
---
د. هشام عزمي
04-07-2006, 04:35 PM
جزاك الله خيرًا يا فضيلة الدكتور ، هذا ما عودتنا عليه دومًا :)
وليت الأحبة المشرفين يحررون مواضع الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يظهر مكانها حرف r وأظنه من تنسيق الورد أو غيره .
كذلك التعليق رقم 27 ، يبدو أنه غير موجود .
---
أحمد الطعان
04-07-2006, 06:08 PM
شكراً لك أخي الكريم دكتور هشام وبارك الله فيك ...
---
(1/3089)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إثبات كروية الأرض من القرآن الكريم ... تجربة !
---
إثبات كروية الأرض من القرآن الكريم ... تجربة !
---
الجندى
03-04-2005, 08:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله
قام احد الإخوة بعمل تجربة لاثبات كروية الأرض وأنا احب فى هذه الامور التثبت من صحة هذه التجارب والأفكار ، لذا اعرضها على شيوخنا الافاضل لاسمع منهم الجواب الفصل فى هذا القول .. إليكم التجرية :
قال الله تعالى في سورة الرعد الآية 41
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}
هل الممكن أن تكون هذه الآية الكريمة دليلا دامغا من القرآن الكريم على كروية الأرض؟ لنرى كيف يمكن أن نثبت ذلك.
ما سنفعله هو أننا سنستخدم شكلا هندسيا ثنائي الأبعاد هو عبارة عن مربع. وسنقوم بمحاولة تطبيق هذه الآية الكريم على هذا الشكل الهندسي.
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/11.gif
إن لهذا المربع اطرافا واضحة عددها 4 وسننقص هذه الأطراف تماما كما تقول الآية الكريمة.
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/22222.gif
إن ما حدث هو انه عندما ازلنا الطرف الأول اصبح لدينا طرفان جديدان, ولو قمنا بازالة بقية الاطراف كما في الشكل التالي سيصبح لدينا مزيدا من الأطراف الجديدة .....
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/22.gif
الآن لنوضح الصورة أكثر .....
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/33.gif
أصبح كما هو واضح لدينا شكل جديد قريب الشبه من الدائرة.ودعونا نستمر في إنقاص هذه الأطراف الجديدة ...
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/448.gif
والنتيجة هذا الشكل الدائري ...
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/55.gif(1/3090)
ولو إستخدمنا نفس المبدأ مع الأشكال أو الأجسام ثلاثية الأبعاد مهما كان شكلها وقمنا بإنقاص الأطراف كما فعلنا مع الأشكال الثنائية فإن النتيجة ستكون واحدة وسنحصل في النهاية على شكل كروي لا محالة.
http://aljame3.com/audio/Motafareqat/JimEarth.gif
يقول تعالى
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } (46) سورة الحج
انتهى
====
ما قول الإخوة الكرام فى هذه التجربة ؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-05-2005, 06:13 AM
سلامي للأخ الجندي
وارجو من الله أن يتقبل كلامي بصدر رحب---
إن التجربة التي قام بها زميلك لها علاقة بالشكل المستوي أما المجسم فلا علاقة لها به ولا يمكن تعميمها--
إن مجسم الكرة من ناحية رياضية ينتج من دوران نصف دائرة دورة كاملة حول محور ما--وهناك معادلة رياضية بذلك
كما أنه لا يمكن من ناحية رياضية البدء بمكعب ثم الإنتقاص من أطرافه للوصول إلى شكل الكرة
وأنا لا أميل إلى النواحي العلمية الظنية في إثبات القطعي وهو القرآن الكريم
ودمت
---
الجندى
03-05-2005, 10:49 AM
فى الحقيقة اضافة قيمة يا أخ جمال ، والطريف فى الأمر انى وضعت هذه التجربة فى منتدى علمى وهنا حتى ارى مدى موافقة التجربة للعلم والشرع ، فوضع لى الإخوة فى المنتدى العلمى تفسير ابن كثير ووضع لى الأخ جمال الرد علمياً !! :)
ولازلت فى انتظار تفاعل الإخوة مع الموضوع وهل مفهوم النقصان الذى توصل إليه الأخ موافق لما استنتجه ، خصوصاً انى وجدت كلامه مخالف للتفاسير . وجزاكم الله خيراً
---
عبدالله حسن
03-06-2005, 07:41 AM
في أبحاث الدكتور زغلول النجار اشارة الى اعجاز علمي في هذا الاية من وجه اخر غير الوجه الذي طرحه الاخ الفاضل ..( الذي يتعامل مع دائرة و مربع بدلا من الكرة البيضاوية )..(1/3091)
يذكر الدكتور ان الارض عند بداية تكونها كانت اكبر من حجمها بعشرين مرة و انها اخذت في التناقص مع مرور الزمن عن طريق خروج الغازات منها المختزنة في الطبقات الداخلية الشديدة الحرارة و هذه الغازات لا زالت مستمرة في الخروج لكن بنسبة اقل و أوضح دليل على هذا الخروج الغازات التي نراها تخرج من فوهات البراكين
---
لؤي الطيبي
03-07-2005, 03:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الأخ الكريم الجندي حفظه الله .. وفتح عليه من علمه ..
لدي بعض التعليقات على تجربتك .. إذا سمحت لي ..
فأنت تجري تجربتك على مربع ثنائي الأبعاد ، ثم تقول :
إن لهذا المربع اطرافا واضحة عددها 4 وسننقص هذه الأطراف تماما كما تقول الآية الكريمة.
ولكن الآية الكريمة لا تتحدث عن مربع .. ولا عن شكل ثنائي الأبعاد .. تماماً .. كما تشترط أنت بتجربتك !!
فهي تتحدث عن "الأرض" على هيئتها الحالية .. وليس عن أرض كانت على شكل مربع .. ثم تحولت إلى هيئتها الهندسية التي نعرفها اليوم .
ومفهوم الآية الكريمة واضح وجلي للعيان . ولا أظن أن التكلف الزائد في تأويلها سيفي بشروط تجربتك .. وذلك لأسباب عدّة ، أهمها : أولاً : أن ما تؤول إليه أنت يتعارض مع سياق الآيات التي سبقت هذه الآية الكريمة والآيات التي تليها .. فأنت إذا أمعنت ناظريك بما جاء في الآيات المحيطة بها تجد أن الكلام السابق لها طوى إهلاك الأمم الماضية في الإستدلال على قدرة الله تعالى على الجزاء الذي هو روح الحساب ودلّ عليه بواو العطف في "أولم يروا" .. ثم طوى في الكلام اللاحق بها مكر الكافرين الذي اجتمعوا عليه غير مرة .. فكان سبب الرفعة للإسلام وأهله وذل الشرك وأهله .. ودلّ على ذلك بواو العطف في قوله "وقد مكر الذين من قبلهم .. الآية" .(1/3092)
فلما أرشد السياق السابق للآية إلى هذا التقدير : ألم يروا أنا أهلكنا مَن قَبلهم وكانوا أقوى منهم شوكة وأكثر عدّة ؟ عطف عليه قوله "أولم يروا أنا" أي بما لنا من العظمة "نأتي الأرض" التي هؤلاء الكفرة بها "ننقصها من أطرافها" أي من نواحيها .. وذلك عبارة عن فتوح بلاد الشرك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : فتوح البلاد بعده . وفي ذلك دلالة على نبوته لصدق ما وُعد به عليه الصلاة والسلام .
جاء في عمدة الحفاظ : ".. والظاهر أن قوله "ننقصها من أطرافها" عبارة عن أخذ الناس بالموت .. كقوله تعالى : "قد علمنا ما تنقص الأرض منهم" (ق : 4) " .. وجاء في الكشاف عن الفائدة في قوله تعالى : "نأتي الأرض" : "فيه تصوير ما كان الله يجريه على أيدي المسلمين .. وأن عساكرهم وسراياهم كانت تغزو أرض المشركين .. وتأتيها غالبة عليها ناقصة من أطرافها" ..
وهذا القول - الذي عليه جمهور العلماء - تدلّ عليه قرينة قرآنية صريحة جاء فيها قوله تعالى : "أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون" (الأنبياء : 44) .. فالإستفهام في قوله تعالى : "أفهم الغالبون" .. هو إنكار لغلبتهم .. ويدلّ على أن نقص الأرض من أطرافها سبب لغلبة المسلمين للكفار .. فالغلبة تكون لحزب الله القادر على كل شيء .. الذي أهلك ما حولهم من القرى بسبب تكذيبهم رسلهم .. وهو تحذير لكفار مكة الذين ليسوا بأقوى منهم ..
ثانياً : إذا افترضنا أن المقصود بـ"الأرض" في هذه الآية الكريمة هو كوكب الأرض الكروي الشكل .. ففيه تناقض واضح : وهو أن الكرة من الناحية الهندسية لا أطراف لها كما هو معلوم .. فإن قلت : الكرة ليست كروية الشكل وإنما مفلطحة عند القطبين .. أقول: إذا كان ذلك كذلك .. فكان من الحري أن يكون نص الآية ".. الأرض ننقصها من طرفيها" وليس من أطرافها .. وأظن أن هذا الأمر جلي للعيان ..(1/3093)
ثالثاً : إذا افترضنا أن المقصود بـ"الأرض" هنا اليابسة التي نحيا عليها .. فهذا أمر فيه نظر من وجهين .. الأول : من حيث أن الأرض بهذ المعنى المجسم لها أطراف فعلاً !! فكما أن أطراف الإنسان تتمثل في جوارحه كاليدين والرجلين .. فإن أطراف الأرض هنا تتمثل في النتوءات البارزة منها .. فسطح الأرض غير مستوٍ .. إذ نجد فيه قمم عالية .. وسفوح هابطة .. وسهول .. وهي أطراف طبقاً للتباين في النسب .. وهذه النتوءات تساعد فعلاً على عوامل التعرية المختلفة في محاولة متكررة لتسوية سطح الأرض .. وهي سنة دائبة من سنن الله في الكون ..
وأما الوجه الثاني فيتمثل في نسبة البحار إلى اليابسة على سطح الأرض .. إذ من المعلوم اليوم أن أجزاء من اليابسة تتحول باستمرار إلى بحار .. كما هو الحال في البحر الأحمر وخليج كاليفورنيا .. وهذا قد يشكل صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها .. بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة وإنقاصها من أطرافها ..
ولكن هذه الفرضية الأخيرة وإن كانت قابلة للإحتمال .. إلا أنها لا تتسق مع السياق الوارد في الآية الكريمة كما أسلفنا ..
هذا والله تعالى أعلم ورد الأمر إليه أسلم ..
---
لؤي الطيبي
03-08-2005, 03:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يا حبّذا لو أن أحد الإخوة الكرام تفضّل علينا بتوضيح اللمسات البيانية في الفارق بين مطلعي الآيتين الكريمتين (أولم يروا) و (أفلا يرون) ؟
" أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب " (الرعد : 41)
" أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون" (الأنبياء : 44)
---
(1/3094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد مخطوطة تفسير ابن النقيب ؟
---
أين أجد مخطوطة تفسير ابن النقيب ؟
---
أبو صفوت
02-11-2004, 11:36 PM
في مشاركة سابقة سألت عن هذا المخطوط وأخبرني الشيخ ( المنصور ) أنه اطلع عليه في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة فهل من أحد يدلنا على رقمه في المككتبة وهل هو كامل وهل توجد له نسخ أخرى
---
أبو صفوت
02-13-2004, 12:22 AM
للرفع
---
ابن العربي
02-13-2004, 06:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو صفوت السلام عليكم رقم مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة هو 8225938 علماً أن هذا سنترال لأن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة عبارة عن مجموعة مكتبات وقفية وهي مكتبة حكمت عارف ، ومكتبة المحمودية ، ومكتبة سليم آغا وغير ذلك من المكتبات . ( لا تنسى مفتاح الخط أولاً )
وفقك الله
---
أبو صفوت
02-17-2004, 12:16 AM
للرفع
---
أبو صفوت
02-18-2004, 12:35 PM
هل من مجيب؟
---
(1/3095)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن طبعات تفسير الجلالين ؟
---
سؤال عن طبعات تفسير الجلالين ؟
---
عبدالله الحضرمي
02-11-2006, 07:33 PM
الى أحبتي طلبة العلم : ماأحسن طبعة لتفسير الجلالين ؟ وماأحسن تحقيق؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 02:13 PM
طبع الكتاب طبعة جيدة ، مع تعليقات نافعة للقاضي الشيخ محمد بن أحمد كنعان سماها (قرة العينين على تفسير الجلالين) . وقد طبعته دار البشائر الإسلامية في بيروت ، وعندي من طبعاته الطبعة السادسة 1418هـ . وهي في مجلد واحد كبير . على هامش المصحف ، المطبوع طباعة بالرسم العثماني ، ولو وفقوا لوضع متن المصحف بخط عثمان طه الذي أصدره مجمع الملك فهد ، لكان أجمل من حيث الإخراج ، ولصغرت المساحة التي للنص القرآني ، واتسعت الهوامش للتفسير ، وصغر حجم الكتاب ، ولكن لعل لهم عذراً ونحن نلومُ.
وقد تميزت هذه الطبعة بـ :
- مقابلتها على نسختين مخطوطتين نادرتين للتفسير ، من مقتنيات الشيخ الجليل زهير الشاويش وفقه الله.
- مراجعتها على طبعات التفسير القديمة وهي :
طبعتي بولاق عام 1280هـ ، وعام 1298 ، والطبعة الميمنية لعام 1312هـ ، وطبعة المكتبة التجارية الكبرى مع حاشية الصاوي لعام 1375هـ ، وطبعة المكتبة التجارية الكبرى مع حاشية سليمان الجمل لعام 1377هـ.
فهي في نظري أفضل طبعات تفسير الجلالين التي اطلعتُ عليها.
---
إبراهيم الحميضي
02-12-2006, 09:09 PM
أيضاً هناك طبعتان ينبغي الاستفادة منهما :
1/ طبعة دار الوطن وعليها تعليقات الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وضعها على مقرر المعاهد العلمية وتبدأ من سورة غافر إلى آخر القرآن .
2/ طبعة دار السلام في الرياض وعليها تعليقات الشيخ صفي الرحمن المباركفوري .
---
عبدالله الحضرمي
02-13-2006, 03:49 AM
من هو القاضي محمد كنعان ؟
---
عبدالله الحضرمي(1/3096)
02-13-2006, 03:50 AM
تعليقات الشيخ عبدالرزاق عفيفي لماذا تبدأ من سورة غافر
---
إبراهيم الحميضي
02-13-2006, 09:21 PM
لأنه وضعها على المقرر في المعاهد في ذلك الوقت فقط ، وللعلم فالشيخ -رحمه الله - ليس له اهتمام بالتأليف بل يرى العناية بما كتبه السلف .
---
إبراهيم الحميضي
03-27-2006, 12:08 PM
كذلك هناك طبعة جيدة نشرتها دار إيلاف الدولية بتعليق أبي عبيدة الحاج ، قدم لها الدكتور سيد العفاني .
---
المتعلم
04-13-2006, 03:15 AM
هناك طبعة لتفسير الجلالين طبعت قبل نحو عامين بعنوان "تفسير الجلالين الميسر" تحقيق الدكتور فخر الدين قبَاوَة
يقول انه عمل على تحقيق هذا الكتاب على مدار خمسة عشر عامًا!
وقال انه اعتمد على خمس نسخ خطيّة وكلها قديمة اضافةً للمطبوع وذكر أكثر من 15 طبعة قارن بينهم
ما رأي طلبة العلم في هذا العمل؟
بوركتم
---
(1/3097)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ما رأيكم بهذا الرد على تلك الشبهة ؟
---
ما رأيكم بهذا الرد على تلك الشبهة ؟
---
عبدالرحيم
06-24-2005, 07:31 PM
الإخوة الأفاضل...
عندما قرأت كلام الأخ المكرم أبي مجاهد العبيدي ناقلاً عن الشهيد الحي سيد قطب قوله: " أما القاعدون من المسلمين الباحثين والمفسرين الذين لا يتحركون حركة علمية بالقرآن فهم لا يفهمون القرآن، ولا يحسنون تفسيره، ولا يدركون منهجه. إن هذا القرآن لا يتذوقه إلا من يخوض مثل هذه المعركة ويواجه مثل تلك المواقف التي تنزل فيها ليواجهها ويوجهها، والذين يتلمسون معاني القرآن ودلالته وهم قاعدون يدرسونه دراسة بيانية أو فنية لا يملكون أن يجدوا من حقيقته شيئاً في هذه القعدة الباردة الساكنة، بعيداً عن المعركة، وبعيداً عن الحركة ".
تذكرت شبهة كانت تؤرقني ـ منذ أكثر من سنة ـ ليل نهار... دون أن أجد لها جواباً شافياً...
ونص الشبهة كما يلي: " ويظهر ان محمداً كان يغير الايات أو يضيف اليها اذا اشتكى بعض الناس أو سألوه سؤالاً، فمثلاً، كما يقول البخاري، لما نزلت الاية 95 من سورة النساء: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم..." اشتكى رجل اعمي ( ابن أم مكتوم) للنبي قائلاً: اني اعمى ولن استطيع الجهاد ولذلك سيفضل الله المجاهدين عليّ. فأضُيفت الى الاية " غير أولي الضرر" واصبحت: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون ..".
رواه البخاري
توضيح الشبهة: لو لم يكن ابن أم مكتوم رضي الله عنه في المجلس.. هل كان النص القرآني سيتغير بإضافة: " غير أولي الضرر " أم سيبقى دون أضافتها ؟!
ظاهر الرواية يبين أن ابن أم مكتوم رضي الله عنه كان (( سبباً )) في تعديل " النص " القرآني.
--------------------------------(1/3098)
وعندما رجعت إلى كتب شروح الحديث والتفسير وجدت جميع المفسرين الأقدمين، وأكثر المحدثين يذكرون تلك الرواية دون تعقيب ودون أن تثير في أنفسهم تساؤل المنصرين.
وهم معذورون في هذا ، فنحن " بالمطلق " نأخذ تلك الروايات على التسليم دون تدبر الحكمة (( ما وراء الأخبار ))
هذه هي المشكلة... نحن ننظر إلى القرآن الكريم وتفسيره بمنظارنا نحن المسلمين... بأنانية عجيبة... متناسين غافلين عن (( حق )) الآخرين من غير المسلمين أن يتبينوا الحق.
ولما كان لابد لي من رد على تلك الشبهة، ( فقد عاهدت نفسي أن لا أدع شبهة قرأتها ضد القرآن الكريم إلا أذكرها في أطروحتي مع نقدها...) راسلت عدداً كبيراً من أكابر المشايخ والدعاة فكان الجواب الدائم ـ إن حصل ـ
" يا أخي دعهم إنهم حمقى " ؟؟؟!!!!
" يا أخي لا تشغل بالك بالرد على كل الشبهات "
" الكلاب تنبح والقافلة تسير "
" لا يضر السحاب نباح الكلاب "
....... الخ
عجيب أمر علمائنا ... لو كان الأمر يتعلق بأحكام المياه أو زيارة القبور ... أو ... أو .... لوجدت السيل الجرار من الردود... ( على أهمية تلك المواضيع طبعاً).
لكن عندما يتعلق الأمر بكلام الله تعالى والدفاع عنه تجدنا ننقلب زهاداً زهداً مذموماً سنسأل عنه سؤالاً عسيراً يوم القيامة
استعنت بالله تعالى ورجعت مرة أخرى إلى كتب المفسرين المعاصرين من شتى الفرق.. بلا ثمرة.
طبعاً: محمد رشيد رضا ـ رحمه الله تعالى ـ له موقف معروف في أحاديث كهذه، وعندما عدت إلى تفسيره ، تأكد لي ذلك ولكنه للأسف أجَّل مناقشتها وحال أجل الله تعالى بينه وما أراد !!!
أخيراً وجدت الشعراوي رحمه الله ذكر الرواية ... وبيّن ما فتح الله تعالى عليه من توجيه لها وهو بتصرف واختصار كما يلي:(1/3099)
أن الحق جل جلاله أراد أن ينبه كل مؤمن أنه حين يتلقى كلمة من الله تعالى يتدبر ويتبين موقعه من هذه الكلمة. كما أن فيه دلالة على دقة كتبة الوحي ووعيهم، ومقدار حرصهم على إثبات القرآن الكريم وحتى معرفة مكان كل كلمة.
إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن ينبه المؤمنين إلى أنهم حين يتلقون كلام الله عز وجل يجب أن يتلقوه بيقظة إيمانية، بحيث لا تسمع آذانهم إلا ما يمر على عقولهم أولاً، ليفهم كل مؤمن موقفه منها. وتمر الآية على قلوبهم ثانيةً، لتستقر في قلوبهم عقيدةً..
انظر: تفسير الشعراوي 4/2568.
=================================
قلت: ـ إضافة إلى ما ذكر الشعراوي رحمه الله ـ
الله جل جلاله علم بعلمه الأزلي المطلق أن ابن أم مكتوم رضي الله عنه، سيقول ذاك..
كما أن المكتوب في اللوح المحفوظ أزلاً فيه عبارة: " غير أولي الضر ".
وفي الحديث فائدة عظيمة جداً...
فهذا الحديث نص قاطع على أن عناية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتقييد القرآن الكريم كتابة كانت على الفور مباشرة بعد نزول الآيات الكريمة دون إبطاء.. وسبحان من يجعل أدلة الخصوم على تحريف القرآن الكريم، أدلة قاطعة ضدهم.
فهل بعد هذا يقول قائل إن القرآن الكريم لم يُكتَب في زمن النبوة ؟
ما هي إلا لحظات حتى نزل القرآن الكريم وكتب زيد ـ رضي الله عنه ـ الآية، ثم نزل النص التالي.. فما هي إلا لحظات حتى كتبها..
ومن شدة ضبط وعناية زيد ـ رضي الله عنه ـ بما يكتب حفظ مكان الآية الكريمة على الكتف التي كتبها عليه..
ففي رواية أبي داود رضي الله عنه: " قَالَ زَيْدٌ: فَأَنْزَلَهَا اللَّهُ وَحْدَهَا فَأَلْحَقْتُهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِفٍ ".
سبحانك يا الله ... كيف تجعل من إعجاز كتابك الكريم، أن من يطير فرحاً بما يحسبه ثغرة ضده، ينقلب حجة عليه !!
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
إخوتي الأفاضل...(1/3100)
إن فتح الله تعالى عليكم بشيء في توجيه هذه الشبهة، أو تصويب التوجيه فلا تبخلوا به
مع محبتي
---
د. هشام عزمي
06-24-2005, 11:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
أخي الكريم عبد الرحيم ، أظن هذه الشبهة فرع من الشبهة الكبرى حول أسباب النزول : فقد عمد أعداء الدين من نصارى و ملاحدة إلى الآيات التي نزلت في مناسبة معينة ، واعتبروا أن ذلك دليلاً على أن القرآن ليس من عند الله ، ولكنه ينزل " حسب الطلب " ، على حد تعبيرهم ( العلمي طبعاً ! ) .. ثم صنفوا هذه الآيات : فجعلوا منها آيات أنزلت " تحقيقاً لرغبة " النبي عليه الصلاة والسلام .. ثم جعلوا منها آيات أنزلت " تحقيقاً " لرغبات الصحابة .. و جعلوا منها آيات أنزلت موافقة لما صرح به بعض الصحابة لفظاً أو معنى .. و جعلوا منها آيات أنزلت إيضاحاً لمشكل أو استدراكاً أو استثناء .
انظر تناول الأخ متعلم ( و هو من تلامذة الدكتور إبراهيم عوض ) لهذه الشبهة العامة حول أسباب النزول بالنقض في رده القصير على كتاب النص المؤسس .. و قد أرفقت كلام الأخ متعلم بأكمله في الملف المرفق بهذه المشاركة .
و الله الموفق .
---
عبدالرحيم
06-24-2005, 11:53 PM
أخي الداعية الكبير د. هشام نفع الله بك ...
كان ردي على شبهة كون الصحابة الكرام رضوان الله عليهم مصدر القرآن الكريم كما يلي:
=========================================
أما شبهة أخذه عن الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فهي شبهة واهية، لعدة أسباب:
1. ما نزل من قرآن كريم مؤيداً لمواقف بعض الصحابة، له حكم أسباب النزول تماماً. والله جل جلاله بعلمه السابق الأزلي علم أن فلاناً من الصحابة سيقول كذا وكذا، وسينزل من القرآن الكريم بُعيدها ما يقارب لفظ الصحابي.
ولا يعني ذلك أن الآية القرآنية الكريمة، كان سيتغير لفظها لو غير الصحابي لفظه.(1/3101)
مثال: آيات الظهار في أول سورة المجادلة، لا يمكن القول أنها لم تكن لتنزل لو أن هلال بن أمية لم يظاهر زوجته ـ رضي الله عنها.
بل الحق إن الله تعالى علِمَ بعلمه السابق أنها ستأتي إلى رسول الله وتشتكي إليه، ومن ثم سيتنزل من القرآن الكريم المعجز في ذلك الوقت الإجابة عن سؤالها.
وكذا الحال بالنسبة لما نزل من القرآن الكريم، موافقاً ـ كما يزعمون ـ لبعض الصحابة.
2. ما تنزل من القرآن الكريم في ذلك قليل جداً لا يكاد يذكر، (ذكر ابن حجر في فتح الباري 1\505، شرح باب: ما جاء في القبلة: إنها لا تزيد عن خمسة عشرة مرة. ) ولا يصح أن ينبني عليه تعميم.
3. الإعجاز في النظم بين الآيات التي لها سبب نزول، أو التي حصل اتفاق بينها وقول صحابي لهو دليل كونها من مصدر إلهي واحد. فلا يعقل أن تجتمع أساليب عدد من الصحابة في دفتي مصحف واحد بهذا التنسيق البديع المحكم دون خلل.
4. في ذلك تكريم للصحابة رضوان الله عليهم.
5. لما ترسخت مبادئ الإسلام العامة في عقول الصحابة، وتركز الإيمان في قلوبهم؛ أنطقهم الله تعالى بما يوافق سنته في الكون والحياة. وكم من مسلم يستطيع الحكم على أي قضية من قضايا الحياة المعاصرة دون أن يحفظ ما يؤيد ما ذهب إليه من الكتاب والسنة، ولكنه لما عرف مبادئ الإسلام العامة، وتدخل الإيمان العميق قلبه، وتحركت كل جوارحه بمختلف العمل الصالح.. سدَّد الله تعالى طريقه وهداه صراطه المستقيم. قال تعالى في سورة البقرة: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) ".
6. كان في نزول تلك الآيات من القرآن الكريم فتنة وامتحاناً لقوة إيمان الصحابة.
7. لو كان أمر تأليف القرآن الكريم بتلك السهولة، فما الذي منع ابن أبي سرح من زعم النبوة، وكان عندها سيجد دعماً غير محدود من مختلف أعداء الإسلام.(1/3102)
8. ما الذي دعا ابن أبي سرح أن يعود إلى الإسلام من جديد؟! ولماذا لم يلتحق بمجموعة المتنبئين، أو يحشد له أتباعاً كما جمعوا ؟
9. توفر همة المشركين واليهود والمنافقين لمعارضة القرآن الكريم، ولو كان تأليف مثله سهلاً ميسراً لوضوعو الأموال والملذات بين يدي ابن أبي سرح كي يؤلف سورة واحدة على الأقل. ولكن التاريخ لم يثبت أي محاولة ـ على الأقل محاولة ـ للقيام بتلك المعارضة.
فهل كان عبد الله بن أبي بن سلول سيدع تلك الفرصة تفلت من بين يديه، لو كانت بتلك السهولة؟
10. هذا دليل عدم تصرف سيدنا محمد بما يتنزل عليه من وحي، فلو كان الأمر متروكاً للنبي ، لكان هواه يقتضي مخالفة قول كل صحابي؛ حتى لا يدع أي مجال للشك فيه. ولتبقى له الزعامة المطلقة بلا شريك، كما هو هوى كل نفس بشرية، ولكنها النبوة.
إن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ الذين لم يتزعزع إيمانهم قيد أنملة بسبب ذلك، لهم الأحرى بالشك من أولئك الذين يزعمون اتباع المنهج العلمي الموضوعي.
وسبحان الله العظيم، لا إله إلا هو ! إن ما يعده منتقدوا القرآن الكريم، شبهة دامغة ضده. ينقلب دائماً حجة قوية، ودليلاً إضافياً على إلهية مصدره !!
كما أن ما سبق مثال واضح على تخبط المواقع التنصيرية على غير هدى في تحديد المصدر البشري المزعوم، الذي أخذ منه سيدنا محمد القرآن الكريم.
========================
ولكن سؤالي محدد هنا أكثر في شبهة آية النساء: " لا يستوي القاعدون... "
---
حسام مجدي
06-26-2005, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
أخي .. و الله أعلم .. فإن اجتهادي في الرد على تلك الشبهه هو ما يلي ..
يعلم جميع من درس تاريخ الغزوات في عهد الرسول عليه الصلاةو السلام .. كيف أن الأمر كان صعبًا على نفوس الصحابة لما كانوا هم فيه من هوان و ضعف .. هذا في عهد فجر الإسلام .(1/3103)
و كذلك فإن الإسلام قد عانى بعد أن قويت شوكته أيضًا من أمرآخر .. ألا و هو المنافقين ..
هؤلاء القوم الذين كانوا يصدون المؤمنين عن القتال , ويحبون أن يزينوا لهم القعود عن القتال في سبيل الله سبحانه و تعالى .
مما سبق نفهم أن الإسلام كان يعاني من كلا الأمرين ..
-1 الرهبه في نفوس الصحابه رضوان الله عليهم , مثل ما فيقوله تعالى " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ "
و أيضًا في قوله سبحانه و تعالى " إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَتَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " ..
و كذلك في قوله عزّ و جلّ " إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ "
و يدل كل هذا أن الشيطان كان يوسوس في صدور المؤمنين ليثنيهم عن الجهاد .
-2 المنافقين .. في قوله تعالى " إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
و كذلك قوله سبحانه و تعالى " وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا "
و كذلك أيضًا في قوله سبحانه و تعالى ..(1/3104)
" فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ * وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ "
و هذه الآيات تبين تمامًا كيف كان هؤلاء القوم يصدون عن سبيل الله و يفتنون المؤمنين عن الصدقات والجهاد في سبيل الله ..
و قد يقول قائل بإذن الله سبحانه و تعالى ..
بالله عليك ما علاقة هذا بالشبهه ؟؟؟!!
أقول بحمد الله هي علاقة وثيقة ..
فكما تكرم أخي الحبيب و استاذي " عبد الرحيم " و نظيرة " د.هشام عزمي " - أكرمهم الله سبحانه و تعالى و رفع قدرهم - و كما هو متفقٌ بين أهلالإسلام إن الآية الكريمة " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون..". كانت مكتوبه هكذا في علم الله الأزلي و في اللوح المحفوظ .
فقد جعل الله سبحانه و تعالى الآية الكريمة تنزل بجزء منها أولًا بهذا الشكل " لا يستوي القاعدون من المؤمنين .. " ..
و قدر الله سبحانه و تعالى أن يكون " ابن مكتوم " الأعمى موجودًا ليقول كلامه عن أنه أعمى و لا يقدر على الجهاد .. ليعرف كل شخص من هم المقصودين " بأولي الضرر " ..(1/3105)
فلو كانت الآية الكريمة نزلت هكذا " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدو..".في أول أمرها ..
لكان الذين في قلوبهم مرض و المنافقين أتكلوا على لفظ " أولي الضرر " و جعلوا أي مرض بسيط عارض غير مؤثر سببًا في عدم خروجهم للجهاد إتكالًا على هذا اللفظ ..
و لكانوا أثروا على المؤمنين الذين يريدون الجهاد .. و استشهدوا بتلك الآية الكريمة لتثبيط الهمم التي ألمها مرض بسيط .. لا يؤثر على على الجهاد في شئ .. و حتى لا يتأثر المجاهدين المؤمنين بذلك القول بإعتبار أنة رخصة ..
فكان يجب بيان معنى لفظ " أولى الضرر " و أنة لا يعني أي ضرر عارض يمر بالمؤمن و إنما هو أمر جوهري في بنية المؤمن كمثل أن يكون أعمى " كأبن مكتوم " أو غيرها من الأمور المؤثرة ..
فعندها لو جاء منافق أو نزغ الشيطان في قلوب المؤمنين بإيهامهم في حال مرض عارض بأن ذلك المرض يرخص له عدم الجهاد في سبيل إعتمادًا على الآية الكريمة " غير أولي الضرر " ..
عندها ينهر المؤمن شيطانه و يوبخ المحرض المنافق بأن الله سبحانه و تعالى قد بيّن من هم أولي الضرر حقًا .. و أن ذلك لا يكون إلا في الأمور القصوى التي يمتنع معها تمامًا الجهاد في سبيله .. مثل الأعمى " ابن مكتوم " رضي الله عنه .
و قد يقول قائل ..
و لماذا لا يبين الرسول الكريم صلى الله علية و سلم معنى تلك الآية و تلك اللفظة " غير أولي الضرر " وقت نزولها بدلًا من أن يتم ذلك .. ؟؟
ذلك لأن الحق تبارك و تعالى أراد أن يعلمنا أن ذلك الأمر هام جدًا حتى أنه أنزل به قرآنًا .. و أنه تشريع من لدن العزيز الحميد .
و ذلك أيضًا لأن الأمر – القتال - يتعلق بأمر من الأمور الحساسة جدًا في نفس كل انسان .. فكان يجب أن يكون البيان في تلك النقطة بالذات من الحق عزّ و جلّ الذي إليه تخضع القلوب أكثر من أي شئ ..(1/3106)
و قد يوسوس الشيطان في نفوس المؤمنين وقتها بأنه صلى الله علية و سلم يريد أن يشق عليهم .. فأحسب أنه عزّ و جلّ قدر أن يكون ذلك الحكم من لدنة وحدة حتى لا يكون للشيطان في نفوس المؤمنين حظ .. فقد كانوا يسئلونه صلى الله علية و سلم عن أقواله إن كانت أمرًا إلهيًا أم اجتهادًا بشريًا .. فقدر الحق تبارك و تعالى أن يبين هو ذلك بالذكر الحكيم أمام أعين الصحابه ليبين أن الأمر إلهيًا ..
و أنه إذا ما رفض الرسول صلى الله علية و سلم أن يقعد أحدهم بسبب مرض بسيط و قال أن ذلك المرض لا ينطبق عليه قوله سبحانه و تعالى " أولي الضرر " لعرف الصحابه أن الرسول صلى الله علية و سلم لا يشقُ عليهم .. و إنما هو أمرٌ إلهي بحت .. لا إجتهادي من لدن الرسول صلى الله علية و سلم .
و سأضرب مثلًا على ذلك بإذن الله سبحانه و تعالى ..
فلو كانت الآية قد نزلت كما هي في أول الأمر و لم يحدث الحوار الخاص ب" إبن متكتوم " رضي الله سبحانه و تعالى عنة .. و حدث أن اعتمد بعض الصحابة الذين ألمهم مرض عارض على تلك الآية كرخصة لعدم جهادهم تأثرًا بنزغ الشيطان و تحريض المنافقين ..
ثم جاء المصطفى صلى الله عليه و سلم و سأله " ما لك تقعد و لا تجاهد ؟ " .. فيقول الرجل " سمعت قول الحق تبارك و تعالى " غير أولي الضرر " .. و أنا متعب (( مثلًا )) لأجل مرض ما ..
فيقول المصطفى صلى الله علية و سلم " لا مرضك هذا لا يجعلك من أولي الضرر و إنما أولي الضرر هم كذا و كذا .. " ..
فعندها سيطيعة الصحابي بإذن الله سبحانه و تعالى .. و لكن ربما يأتي الشيطان فينزغ في صدر المؤمن و يأتي المنافق فيقول " مال رسول الله صلى الله علية و سلم يشق عليك و الله سبحانه و تعالى قد أعطاك رخصة في القعود و قد ساواك – سبحانه و تعالى - بالمجاهدين في سبيله في حال قعودك " ..
....
فالخلاصة ..(1/3107)
أنه كان ذلك الأمر ليبين الله سبحانه و تعالى المعنيين من قوله سبحانه و تعالى .. " غير أولي الضرر " .. فلا يظن المؤمنين أن كل من قعد لأجل ضررٍ بسيط أصابه هو من نفس درجة المجاهدين .. فتثبط الهمم عن الجهاد .. و يلبس الشيطان على المؤمنين دينهم .. و يحرض المنافقون المؤمنين على القعود .. فيكون القاعد المتساوي مع المجاهد هو من نفس عين الضرر الذي أصاب " ابن مكتوم " رضي الله سبحانه و تعالى عنه ..
و عدم تبيان الرسول صلى الله علية و سلم ذلك بدلًا من أن يأتي الأمر على هذا النحو .. لكي لا يشعر المؤمنين بأنه صلى الله علية و سلم يشق عليهم .. و لكي يبين الله سبحانه و تعالى للمؤمنين أن هذا الأمر من الأهمية الكبيرة حتى أنه أنزل به قرآنًا كريمًا .
و أقول قولي هذا و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت , أستغفرك و أتوب إليك .
إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان .. و أن أصبت فمن الرحمن .
أرجوا من شيوخي أن يصوبوني و أن يرفقوا بي و يعذروني لقلة علمي إن أخطأت ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
---
عبدالرحيم
07-01-2005, 11:19 PM
أخي الفاضل..
أسأل الله العلي القدير أن يرفعك درجات بكل حرف تكتبه في شتى المنتديات..
وأما اعتذارك بما تزعم أنه قلة علمك، فما فائدة حفظ المتون وأقوال السادة العلماء دون الاستنباط منها للدفاع عن دستور الأمة وشرفها ( القرآن الكريم) ؟
والتّبر كالتّرب ملقى في أماكنه ### والعود في أرضه نوع من الحطب
بالحركة في الدفاع عن الإسلام يظهر العلم، لا على رفوف المكتبات.
المهم: أوافقك أخي العزيز في أكثر ما ذهبتَ إليه، وأخالفك في قضية يسيرة وهي أن الآية الكريمة تبين حكماً شرعياً دنيوياً ( إدارياً) في عذر أصحاب الأعذار.
بل يوافق ما ذهبت إليه قوله تعالى: " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج..". النور 24/ 61.(1/3108)
فآية النساء تتحدث عن الأجر الأخروي في الجنة ( التفاضل بين المسلمين) بينما آية النور تتحدث عن الحكم الدنيوي.
وإن كان منها يدل على تبكيت غير أصحاب الأعذار كما في سورة التوبة (( الفاضحة )) : " رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87) ".
يبقى هنا التساؤل: هل يطمح المخاطَبون بما تفضلت به أخي حسام إلى الدرجات العليا في الجنة، والتنافس مع الأوائل الرياديين (السابقون السابقون) ؟
ظاهر الأمر أنهم أقل الناس قياماً لليل وصياماً وصدقة وقراءة للقرآن...
فآخر همهم هو أن يكونوا أعلى درجة من السابقين الأولين من المهاجرين.........
والباقي عندك..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
مع محبتي
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-11-2006, 03:07 AM
بل هذه الاية ومثيلاتها دليل علي مصدر القران وانه من لدن حكيم خبير وستظل اسباب النزول شاهدة علي هذا لانه لايمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم ولالغيره من البشر ان يوفق بين كلامه والاحداث الكونية والبشرية التي ليست من صنعه وهذة الاية مثل قوله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) لو لم تحدث واقعة الخلاف بين هذه المراة وزوجها ما كان لهذه الاية موضع علما بانه لاصلة للرسول بهذا الخلاف اصلا ولا هو الذي صنعه فدل هذا على ان المتحكم في الاحداث البشرية والكونية ومنزل هذا القران واحد وهو الله عز وجل
---
(1/3109)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق فيما نسب للنبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها
---
التحقيق فيما نسب للنبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها
---
أحمد القصير
05-05-2004, 12:14 AM
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
قال الله تعالى :(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب:/37] .
ذكر بعض المفسرين في سبب نزول هذه الآية : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش رضي الله عنها ، وهي في عصمة زيد بن حارثة ، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على أن يُطلقها زيد فيتزوجها هو .
وقد اتكأ على هذه الرواية عدد من المغرضين ، من مستشرقين ، وملحدين ، وجعلوها أداة للطعن في نبينا الكريم ، والنيل من شخصه الكريم .
ولما كان الأمر بهذه الخطورة عمدت إلى دراسة هذه القصة دراسة علمية مؤصلة ، لبيان الحقيقة ، وتنزيه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه القصص المختلقة الموضوعة .
وقد جعلت هذا البحث في ثلاثة فصول :
الفصل الأول : تخريج القصة ، وذكر طرقها ، مع بيان عللها والحكم عليها .
الفصل الثاني :: ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه القصة.
الفصل الثالث : بيان القول الصحيح في هذه القصة ، وفي سبب نزول الآية .
=================(1/3110)
الفصل الأول : تخريج القصة ، وذكر طرقها ، مع بيان عللها والحكم عليها :
رويت هذه القصة من ثمانية طرق ، كلها ضعيفة ، وفيما يلي تفصيلها وبيان عللها :
الرواية الأولى : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :« أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ ( لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ حَمَّادٍ ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ ) (1 ) فَجَاءَ زَيْدٌ يَشْكُوهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ . قَالَ : فَنَزَلَتْ : { وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } إِلَى قَوْلِهِ : { زَوَّجْنَاكَهَا } يَعْنِي زَيْنَبَ ».(2 )(1/3111)
الرواية الثانية : عن محمد بن يحيى بن حبان: قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه ، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد ، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة ، فيقول: أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه ، فلم يجده ، وتقوم إليه زينب بنت جحش ، زوجته فُضُلاً ، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله ، فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل ، وإنما عجلت زينب أن تلبس ، لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب ، فوثبت عُجلى ، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد إلى منزله ، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل ؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى . قال : فسمعت شيئاً ؟ قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ، ولا أفهمه ، وسمعته يقول: سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك . فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم ، فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيخبره رسول الله : أمسك عليك زوجك .فيقول: يا رسول الله ، أفارقها ؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : احبس عليك زوجك . ففارقها زيد ، واعتزلها ، وحلت ، يعني انقضت عدتها ، قال: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم غشية ، فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء ، وتلا رسول الله صلى الله عليه(1/3112)
وسلم : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ } ».(3 )
الرواية الثالثة : عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال :« كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ابنة عمته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يريده ، وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر ، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر ، فجاء فقال: يا رسول الله ، إني أريد أن أفارق صاحبتي . قال: ما لك؟ أرابك منها شيء ؟ قال: لا والله ، ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيراً ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك واتق الله . فذلك قول الله تعالى:{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها ».(4 )
الرواية الرابعة : عن قتادة قال : جاء زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن زينب اشتد علي لسانها ، وأنا أريد أن أطلقها . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله ، وأمسك عليك زوجك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ، ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها ، فأنزل الله تعالى:{ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ } .(5 )(1/3113)
الرواية الخامسة : عن مقاتل بن سليمان قال : زَوَّجَ النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد ، فمكثت عنده حيناً ، ثم إنه عليه السلام أتى زيداً يوماً يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، وكانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش ، فهويها وقال: سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة ، فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال: يا رسول الله ، ائذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبراً ، تعظم عليَّ وتؤذيني بلسانها ، فقال عليه السلام : أمسك عليك زوجك واتق الله .(6 )
الرواية السادسة : عن عكرمة قال :« دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بيت زيد ، فرأى زينب وهي بنت عمته ، فكأنها وقعت في نفسه ، فأنزل الله : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } ».(7 )
الرواية السابعة : عن الشعبي :« أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى زينب بنت جحش فقال: سبحان الله ، مقلب القلوب. فقال زيد بن حارثة: ألا أطلقها يا رسول الله ؟ فقال: أمسك عليك زوجك ؛ فأنزل الله عز وجل: { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } ».(8 )
الرواية الثامنة : عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة :« أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بيت زيد بن حارثة ، فاستأذن، فأذنت له زينب ، ولا خمار عليها ، فألقت كم درعها على رأسها ، فسألها عن زيد ، فقالت: ذهب قريباً يا رسول الله ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وله همهمة ، قالت زينب: فاتبعته ، فسمعته يقول: تبارك مصرف القلوب ، فما زال يقولها حتى تغيب ».(9 )
الفصل الثاني : ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه الروايات .(1/3114)
اختلف المفسرون ، وأهل الحديث ، تجاه هذه الروايات الواردة في سبب نزول الآية ، على مذهبين :
المذهب الأول : رد هذه الروايات وإنكارها ؛ وذلك لعدم ثبوتها ، ولما فيها من قدحٍ بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم .
ويرى أصحاب هذا المذهب : أن الصواب في سبب نزول الآية : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله إليه أن زيداً يطلق زينب ، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها له ، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب ، وأنها لا تطيعه ، وأعلمه بأنه يريد طلاقها ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : اتق الله ، أي في أقوالك ، وأمسك عليك زوجك ، وهو يعلم أنه سيفارقها ، وهذا هو الذي أخفى في نفسه ، ولم يُرِدْ أن يأمره بالطلاق ، لما علم من أنه سيتزوجها ، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن تزوج زينب بعد زيد وهو مولاه ، وقد أمره بطلاقها ؛ فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في أمر قد أباحه الله تعالى له .(10 )
وهذا المذهب روي عن : علي بن الحسين (11 ) ، والزهري (12 )، والسدي (13 ) .
وذكر القرطبيان : أن هذا القول هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين ، والعلماء الراسخين .(14 )
وممن قال به :
أبو بكر الباقلاني ، وبكر بن العلاء القشيري ، وابن حزم ، والبغوي ، وابن العربي ، والثعلبي ، والقاضي عياض ، والواحدي ، وأبو العباس القرطبي ، وأبو عبد الله القرطبي ، والقاضي أبي يعلى ، وابن كثير ، وابن القيم ، وابن حجر ، وابن عادل ، والآلوسي ، والقاسمي ، ورحمة الله بن خليل الرحمن الهندي ، وابن عاشور ، والشنقيطي ، وابن عثيمين .(15 )(1/3115)
قال القاضي عياض :« اعلم ـ أكرمك الله ، ولا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الظاهر ، وأن يأمر زيداً بإمساكها ، وهو يحب تطليقه إياها ، كما ذُكِرَ عن جماعة من المفسرين ، وأصح ما في هذا : ما حكاه أهل التفسير ، عن علي بن حسين : أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه ، فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله . وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها ».أهـ (16 )
وقال أبو العباس القرطبي :« وقد اجترأ بعض المفسرين في تفسير هذه الآية ، ونسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق به ويستحيل عليه ، إذ قد عصمه الله منه ونزهه عن مثله ، وهذا القول إنما يصدر عن جاهلٍ بعصمته عليه الصلاة والسلام ، عن مثل هذا ، أو مُسْتَخِفٍّ بحرمته ، والذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين : أن ذلك القول الشنيع ليس بصحيح ، ولا يليق بذوي المروءات ، فأحرى بخير البريات ، وأن تلك الآية إنما تفسيرها ما حُكي عن علي بن حسين .... ».أهـ (17 )
أدلة هذا المذهب :
استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه ، بأدلة منها :
الدليل الأول : أن الله تعالى أخبر أنه مُظهِرٌ ما كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } ، ولم يُظهرْ سبحانه غير تزويجها منه ، حيث قال : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا } ، فلو كان الذي أضمره رسول الله صلى الله عليه وسلم محبتها أو إرادة طلاقها ؛ لأظهر الله تعالى ذلك ؛ لأنه لا يجوز أن يُخبر أنه يُظهرِهُ ثم يكتمه فلا يظهره ، فدل على أنه إنما عُوتِبَ على إخفاء ما أعلمه الله إياه : أنها ستكون زوجة له ، لا ما ادعاه هؤلاء أنه أحبها ، ولو كان هذا هو الذي أخفاه لأظهره الله تعالى كما وعد .(18 )(1/3116)
الدليل الثاني : أن الله تعالى قال بعد هذه الآية : { مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ } [الأحزاب:38] وهذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن عليه حرج في زواجه من زينب رضي الله عنها ، ولو كان على ما روي من أنه أحبها وتمنى طلاق زيدٍ لها ، لكان فيه أعظم الحرج ؛ لأنه لا يليق به مدَّ عينيه إلى نساء الغير ، وقد نُهي عن ذلك في قوله تعالى : { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [الحجر:88].(19 )
الدليل الثالث : أن زينب رضي الله عنها تعتبر بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم (20 ) ، ولم يزل يراها منذ ولِدَت، وكان معها في كل وقت وموضع ، ولم يكن حينئذ حجاب ، وهو الذي زوجها لمولاه زيد ، فكيف تنشأُ معه ، وينشأُ معها ، ويلحظها في كل ساعة ، ولا تقع في قلبه إلا بعد أن تزوجها زيد، وقد كانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكرهت غيره ، فلم تخطر بباله صلى الله عليه وسلم ، فكيف يتجدد لها هوىً لم يكن ، حاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وهذا كله يدل على بطلان القصة ، وأنها مختلقة موضوعة عليه صلى الله عليه وسلم .(21 )(1/3117)
الدليل الرابع : أن الله تعالى بيّن الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب ، فقال : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا } ، وهذا تعليل صريح بأن الحكمة هي قطع تحريم أزواج الأدعياء ، وكون الله هو الذي زوجه إياها لهذه الحكمة العظيمة ، صريح في أن سبب زواجه إياها ليس هو محبته لها ، التي كانت سبباً في طلاق زيد لها ، كما زعموا ، ويوضحه قوله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا } ؛ لأنه يدل على أن زيداً قضى وطره منها ، ولم تبق له بها حاجة ، فطلقها باختياره .(22 )
المذهب الثاني : قبول هذه الروايات واعتمادها ، وجعلها سبباً في نزول الآية .
ويرى أصحاب هذا المذهب : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب ، وهي في عصمة زيد ، وكان حريصاً على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ، ثم إن زيداً لما أخبره أنه يريد فراقها ، ويشكو منها غلظة قول ، وعصيان أمر ، وأذىً باللسان ، وتعظماً بالشرف ، قال له : اتق الله فيما تقول عنها ، و أمسك عليك زوجك . وهو يخفي الحرص على طلاق زيدٍ إياها ، وهذا هو الذي كان يخفي في نفسه ، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف ، قالوا : وخشي النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس في ذلك ، فعاتبه الله تعالى على جميع هذا .(23 )
وهذا المذهب روي عن : قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعكرمة ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، ومقاتل ، والشعبي (24 ) ، وابن جريج (25 ) .
وهو اختيار : ابن جرير الطبري ، والزمخشري ، والبيضاوي ، وأبي السعود ، وابن جزي ، والعيني ، والسيوطي .(26 )(1/3118)
قال ابن جرير الطبري :« ذُكِر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زينب بنت جحش فأعجبته ، وهي في حبال مولاه ، فألقي في نفس زيد كراهتها ، لما علم الله مما وقع في نفس نبيه صلى الله عليه وسلم ما وقع ، فأراد فراقها ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك ، وهو صلى الله عليه وسلم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها ، واتق الله ، وخفِ الله في الواجب له عليك في زوجتك ، { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها ، لتتزوجها إن هو فارقها ، والله مبدٍ ما تخفي في نفسك من ذلك ، { وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } يقول تعالى ذكره : وتخاف أن يقول الناس أمر رجلاً بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها ، والله أحق أن تخشاه من الناس ».أهـ (27 )
أدلة هذا المذهب :
استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه ، بأدلة منها :
الدليل الأول : الروايات الواردة في سبب نزول الآية ، والتي فيها التصريح بما قلنا .
واعتُرِضَ : بأن هذه الروايات ضعيفة ، وليس فيها شيء يصح .
الدليل الثاني : أنه قد روي عن عائشة (28 ) ، وأنس (29 ) - رضي الله عنهما - أنهما قالا :« لَوْ كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } ».
قالوا : وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم وقع منه حبٍ لزينب ، وأنه كان يخفي ذلك ، حتى أظهره الله تعالى .(1/3119)
واعتُرِضَ : بأن مراد عائشة ، وأنس رضي الله عنهما : أن رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في تزوج زينب ، كان سراً في نفسه لم يُطلِعْ عليه أحداً ، إذ لم يؤمر بتبليغه إلى أحد ، وعلى ذلك السر انبنى ما صدر منه لزيد في قوله : { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ } ، ولما طلقها زيد ورام تزوجها ، علم أن المنافقين سيرجفون بالسوء ، فلما أمره الله بذكر ذلك للأمة ، وتبليغ خبره ، بَلَّغَهُ ولم يكتمه ، مع أنه ليس في كتمه تعطيل شرع ، ولا نقص مصلحة ، فلو كان كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية ، التي هي حكاية سِرٍّ في نفسه ، وبينه وبين ربه تعالى ، ولكنه لما كان وحياً بلغه ؛ لأنه مأمور بتبليغ كل ما أنزل إليه.(30 )
المبحث الخامس : الترجيح :
الحق أن هذه القصة مختلقة موضوعة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الآية لا يصح في سبب نزولها إلا حديث أنس رضي الله عنه (31 )، وهذا الحديث ليس فيه شيء مما ذكر في هذه القصة ، فيجب الاقتصار عليه ، وطرح ما سواه من الروايات الضعيفة .
ومما يدل على وضع هذه القصة :
الدليل الأول : أنها لم تُروى بسند متصل صحيح ، وكل الروايات الواردة فيها ، إما أنها مرسلة ، أو أن في أسانيدها ضعفاء ومتروكين .
الدليل الثاني : تناقض روايات هذه القصة واضطرابها ، ففي رواية محمد بن يحيى بن حبان : أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يطلب زيداً في بيته ، وأن زينب خرجت له فُضلاً متكشفة ، وأما رواية ابن زيد ففيها أن زينب لم تخرج إليه ، وإنما رفعت الريح الستر فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأتي رواية أبي بكر بن أبي حثمة فتخالف هاتين الروايتين وتدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها ، فأذنت له ولا خمار عليها ، وهذا الاضطراب والتناقض بين الروايات يدل دلالة واضحة على أن القصة مختلقة موضوعة .(1/3120)
الدليل الثالث : أن هذه الروايات مخالفة للرواية الصحيحة (32 ) الواردة في سبب نزول الآية ، والتي فيها أن زيداً جاء يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم زينب ، ولم تذكر هذه الرواية شيئاً عن سبب شكواه ، وهي صريحة بأنه جاء يشكو شيئاً ما (33 ) ، وأما تلك الروايات الضعيفة فتدعي أن زيداً عرض طلاقها على النبي صلى الله عليه وسلم نزولاً عند رغبته ، لما رأى من تعلقه بها ، وهذا يدل على ضعف هذه الروايات ووضعها .
الدليل الرابع : أن هذه الروايات فيها قدح بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونيل من مقامه الشريف ، فيجب ردها وعدم قبولها ، وتنزيه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه الأكاذيب المختلقة الموضوعة .
الدليل الخامس : أن الآيات النازلة بسبب القصة ليس فيها ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب رضي الله عنها ، وقد تقدم وجه دلالتها على هذا المعنى ، في أدلة المذهب الأول ، والله تعالى أعلم .
=================
هوامش التوثيق
=================
(1 ) قائل هذه العبارة : هو مؤمل بن إسماعيل ، أحد رواة الحديث .
(2 ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/149) قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا ثابت ، عن أنس ....، فذكره .
وهذا الحديث فيه ثلاث علل :(1/3121)
الأولى : أنه من راوية مؤمل بن إسماعيل ، وهو سيئ الحفظ ، كثير الغلط ، قال أبو حاتم : صدوق ، كثير الخطأ . وقال البخاري: منكر الحديث . وقال الآجري : سألت أبا داود عنه : فعظمه ورفع من شأنه ، إلا أنه يهم في الشيء . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : ربما أخطأ . وقال يعقوب بن سفيان : حديثه لا يشبه حديث أصحابه ، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه ؛ فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه ، وهذا أشد ، فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذراً . وقال الساجي : صدوق كثير الخطأ ، وله أوهام يطول ذكرها . وقال ابن سعد : ثقة كثير الغلط . وقال الدارقطني : ثقة كثير الخطأ . وقال محمد بن نصر المروزي : إذا انفرد بحديث وجب أن يُتوقف ويُتثبت فيه ؛ لأنه كان سيئ الحفظ ، كثير الغلط . انظر : تهذيب التهذيب (10/339).
العلة الثانية : أن مؤمل بن إسماعيل قد تفرد بزيادة منكرة في هذا الحديث ، وهي قوله - في أول الحديث - :« أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ ». وقد روى هذا الحديث جماعة من الثقات ، عن حماد بن زيد ، ولم يذكروا هذه الزيادة ، ومن هؤلاء الرواة :
1- مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ: أخرج حديثه ، البخاري في صحيحة ، في كتاب التفسير ، حديث (4787) ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه :« أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ».(1/3122)
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ : أخرج حديثه ، البخاري في صحيحة ، في كتاب التوحيد ، حديث (7420) قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَال:« َ جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ . قَالَ أَنَسٌ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ».
3- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ : أخرج حديثه ، الترمذي في سننه ، في كتاب التفسير ، حديث (3212) قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ :« لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ } فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو ، فَهَمَّ بِطَلَاقِهَا ، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ».
4- عفان بن مسلم : أخرج حديثه ، ابن حبان في صحيحه (15/519) قال : أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال :« جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك أهلك ، فنزلت : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } ».
5- محمد بن سليمان : أخرج حديثه ، النسائي في السنن الكبرى (6/432) قال : أنا محمد بن سليمان ، عن حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : .... ، فذكره ، بنحو رواية ابن حبان .(1/3123)
العلة الثالثة : تردد مؤمل بن إسماعيل في هذه الزيادة التي رواها في الحديث ، وذلك بقوله :« لا أدري من قول حماد ، أو في الحديث » ، وهذا يدل على سوء حفظه ، وأن هذه الرواية غير محفوظة في الحديث .
(3 ) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/101) قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان قال : .... فذكره .
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/25) ، من طريق محمد بن عمر ، به .
وأخرجه ابن الجوزي في « المنتظم في التاريخ » (***) من طريق ابن سعد ، به .
وهذه الرواية فيها ثلاث علل :
الأولى : أنها من طريق محمد بن عمر ، وهو الواقدي . قال البخاري : متروك الحديث ، تركه أحمد ، وابن المبارك ، وابن نمير ، وإسماعيل بن زكريا ، وقال في موضع آخر : كذبه أحمد .
وقال يحيى بن معين : ضعيف ، وقال مرة : ليس بشيء . وقال ابن حبان : كان يروي عن الثقات المقلوبات ، وعن الأثبات المعضلات ، وقال علي بن المديني : الواقدي يضع الحديث .
انظر : التاريخ الكبير ، للبخاري (1/178) ، والمجروحين ، لابن حبان (2/290) ، وتهذيب التهذيب (9/323).
العلة الثانية : شيخ الواقدي ، وهو عبد الله بن عامر الأسلمي ، متفق على تضعيفه . انظر : تهذيب التهذيب (5/241).
العلة الثالثة : أن هذه الرواية مرسلة ؛ لأن محمد بن يحيى بن حبان ، تابعي مات سنة 121 هـ ، وهو لم يدرك القصة ، ولم يذكر من حدثه بها .
(4 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (10/302) قال : حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد .... ، فذكره.
وهذه الرواية فيها علتان :
الأولى : أنها معضلة ؛ لأن عبد الرحمن بن زيد من الطبقة الثانية من التابعين ، مات سنة 182 هـ ، فهو لم يدرك القصة ، ولم يذكر الواسطة بينه وبين من حدث بها عن الصحابة رضي الله عنهم.(1/3124)
العلة الثانية : أن ابن زيد متفق على ضعفه ، وممن ضعفه : الإمام أحمد ، وابن معين ، وابن المديني ، والنسائي ، وأبو زرعة ، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم ، حتى كثر ذلك في روايته ، من رفع المراسيل ، وإسناد الموقوف ، فاستحق الترك . وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ، ضعيفاً جداً . وقال ابن خزيمة : ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه . وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه . انظر : تهذيب التهذيب (6/161).
(5 ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3/117) ، عن معمر ، عن قتادة ، به .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/41) ، من طريق معمر ، به .
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (10/302) ، والطبراني في المعجم الكبير (24/42) : كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، بنحوه .
وقتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، أحد الأئمة الحفاظ المشهورين بالتدليس ، وكثرة الإرسال ، قال أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا من أنس بن مالك .
قلت : وروايته هذه مرسلة ، وقد قال الشعبي : كان قتادة حاطب ليل . وذكر أبو عمرو بن العلاء : أن قتادة لا يغث عليه شيء ، وكان يأخذ عن كل أحد .
انظر : جامع التحصيل (1/254) ، وتهذيب التهذيب (8/317-322).(1/3125)
(6 ) هذه الرواية ذكرها القرطبي في تفسيره (14/123) ، عن مقاتل ، ولم يذكر لها سنداً ، ومقاتل : متهم بالكذب ، ووضع الحديث ، قال عمرو بن علي :متروك الحديث كذاب . وقال ابن سعد : أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال في موضع آخر : لا شيء البتة . وقال عبد الرحمن بن الحكم : كان قاصاً ترك الناس حديثه . وقال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال النسائي :كذاب . وقال ابن حبان :كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبهاً يشبه الرب سبحانه وتعالى بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث . وقال الدار قطني : يكذب ، وعدَّه في المتروكين . وقال العجلي: متروك الحديث. انظر : تهذيب التهذيب (10/252-253).
(7 ) ذكرهذه الرواية السيوطي في الدر المنثور (5/385) ، وعزاها لعبد بن حميد ، وابن المنذر .
وهذه الرواية ضعيفة ؛ لإرسالها من قبل عكرمة ، وتعليقها من قبل السيوطي .
(8 ) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/316) قال : ثنا الساجي ، ثنا الحسن بن علي الواسطي قال: ثنا علي بن نوح ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا سليم مولى الشعبي ، عن الشعبي ، به .
وأعله ابن عدي بسليم مولى الشعبي ، وضعفه . وهو مرسل أيضاً .
(9 ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/44 ) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا الحسن بن علي الحلواني ، ثنا محمد بن خالد بن عثمة ، حدثني موسى بن يعقوب ، عن عبد الرحمن بن المنيب ، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، به .
وأبو بكر بن أبي حثمة ، تابعي ، ذكره الحافظ ابن حجر في التقريب (2/404) وقال : مدني ثقة ، من الرابعة ، روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره .
وهذه الرواية فيها علتان :
الأولى : أنها مرسلة ، والثانية : جهالة عبد الرحمن بن المنيب ، فلم أقف على ترجمته .
(10 ) انظر : المحرر الوجيز (4/386).(1/3126)
(11 ) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (10/303) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (9/3135 ، 3137) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن علي بن الحسين ، به .
وإسناده ضعيف ؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان .
(12 ) نقله عنه : القاضي عياض ، في الشفا (2/117) ، وأبو العباس القرطبي ، في المفهم (1/406).
(13 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (9/3137) ، معلقاً .
(14 ) انظر : المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406) ، وتفسير القرطبي (14/123).
(15 ) انظر على الترتيب : الانتصار لنقل القرآن ، للباقلاني (2/704) ، والشفا (2/118) ، والفصل في الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم (2/312) ، وتفسير البغوي (3/532) ، وأحكام القرآن لابن العربي (3/577) ، والكشف والبيان ، للثعلبي (***) ، والشفا ، للقاضي عياض (2/117) ، والوسيط ، للواحدي (***) ، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406) ، وتفسير القرطبي (14/123) ، وزاد المسير (6/210) ، وتفسير ابن كثير (3/499) ، وزاد المعاد (4/266) ، وفتح الباري (8/384) ، واللباب في علوم الكتاب (15/554) ، وروح المعاني (22/278) ، ومحاسن التأويل (8/83) ، وإظهار الحق (***) ، والتحرير والتنوير (***) ، وأضواء البيان (6/580-583) ، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (***).
(16 ) الشفا (2/117).
(17 ) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406) ، باختصار .
(18 ) انظر : تفسير البغوي (3/532) ، والشفا (2/117) ، وأضواء البيان (6/582-583).
(19 ) انظر : الشفا (2/118) ، وأحكام القرآن ، لابن العربي (3/578) ، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406).
(20 ) لأن أمها أميمة بنت عبد المطلب .
(21 ) انظر : الشفا (2/118 ) ، وأحكام القرآن ، لابن العربي (3/577).
(22 ) انظر : أضواء البيان (6/583).
(23 ) انظر : المحرر الوجيز (4/386).
(24 ) تقدم تخريج أقوالهم في أول المسألة .(1/3127)
(25 ) أخرجه الطبراني في الكبير (24/43).
(26 ) انظر : على الترتيب : تفسير الطبري (10/302) ، والكشاف (3/524) ، وتفسير البيضاوي (4/376) ، وتفسير أبي السعود (7/105) ، والتسهيل لعلوم التنزيل (2/152) ، وعمدة القاري (19/119) ، ومعترك الأقران (2/407).
(27 ) تفسير الطبري (10/302).
(28 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (177).
(29 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب التوحيد ، حديث ( 7420).
(30 ) انظر : التحرير والتنوير (***).
(31 ) عن أنس رضي الله عنه قال :« جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ».
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب التوحيد ، حديث (7420).
وأخرجه في كتاب التفسير ، حديث (4787) ، عن أنس رضي الله عنه ، بلفظ :« أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ».
وأخرجه الترمذي ، في سننه ، في كتاب التفسير ، حديث (3212) ، عن أنس ، بلفظ :« لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ :{ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ } فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو ، فَهَمَّ بِطَلَاقِهَا ، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ». قال الترمذي :« حديث حسن صحيح ».
(32 ) هي رواية أنس رضي الله عنه المتقدمة في أول الترجيح ، وهي في البخاري .(1/3128)
(33 ) جاء في رواية ضعيفة التصريح بنوع الشكاية التي عرضها زيد على النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن الكميت بن زيد الأسدي قال: حدثني مذكور - مولى زينب بنت جحش - عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: خطبني عدة من قريش، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين هي ممن يعلمها كتاب ربها ، وسنة نبيها . قالت : ومن هو يا رسول الله ؟ قال : زيد بن حارثة . قال : فغضبت حمنة غضباً شديداً ، وقالت: يا رسول الله ، أتزوج بنت عمتك ، مولاك ؟ قالت زينب : ثم أتتني فأخبرتني بذلك ، فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها ؛ فأنزل الله : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب:36] قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلت: إني استغفر الله ، وأطيع الله ورسوله ، إفعل ما رأيت، فزوجني زيداً ، وكنت أرثي عليه ، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عدت فأخذته بلساني ، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك واتق الله . فقال : يا رسول الله ، أنا أطلقها . قالت : فطلقني ، فلما انقضت عدتي ، لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي ببيتي ،وأنا مكشوفة الشعر ، فقلت: إنه أمر من السماء . فقلت : يا رسول الله ، بلا خطبة ، ولا إشهاد ؟ فقال: الله المزوج ، وجبريل الشاهد ».(1/3129)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/51) ، والطبراني في الكبير (24/39) ، والبيهقي في السنن الكبرى (7/136) ، والدارقطني في سننه (3/301) ، وابن عساكر في تاريخه (19/357) ، جميعهم من طريق: الحسين بن أبي السري، العسقلاني ، عن الحسن بن محمد بن أعين الحراني ، عن حفص بن سليمان ، عن الكميت بن زيد الأسدي ، به .
والحديث ضعيف ، في إسناده :
« الحسين بن أبي السري » ، ضعفه أبو داود ، واتُهم بالكذب . انظر : تهذيب التهذيب (2/314).
و « حفص بن سليمان الأسدي » متروك الحديث . انظر : تهذيب التهذيب (2/345).
وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (9/3137) ، عن السدي ، في قوله : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } قال:« بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها ، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فكرهت ذلك ، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزوجها إياه ، ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بَعْدُ أنها من أزواجه ، فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس ، فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه ، وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ، أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيداً ».
=================
وهذا ملف البحث بتنسيق وورد :
http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=897
---
د. هشام عزمي
05-05-2004, 12:33 AM
ألله أكبر !!
شيخنا الجليل أحمد القصير ،،(1/3130)
لو تسمحون بنشر هذا البحث على شبكة الجامع الإسلامية و نشر ترجمته على موقع نور الله نكون لكم من الشاكرين . و نحن نرغب دوماً في المزيد من هذه البحوث الهادفة للذب عن الإسلام و رسوله بارك الله فيكم و جزاكم خير الثواب .
---
أحمد القصير
05-05-2004, 01:52 PM
أخي الكريم الدكتور هشام ، اشكر لك حسن ظنك بأخيك ، ولا مانع من نشر البحث إن رأيت ذلك .
---
إكرام
05-05-2004, 04:56 PM
لعل إذن السماح يكون مشاعاً يا شيخ حتى ينتفع بع الأكثرين..
أريد نشره ..
---
(1/3131)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لزميلنا الشيخ محمد الربيعة وفقه الله
---
دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لزميلنا الشيخ محمد الربيعة وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
01-13-2007, 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بتوفيق الله سوف تناقش رسالة الدكتوراه التي تقدم بها زميلنا الكريم
الشيخ محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الربيعة
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم
صباح يوم الأربعاء القادم الموافق 28/12/1427هـ ، بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وذلك عند الساعة الثامنة صباحاً.
وعنوان رسالة الدكتوراه التي تقدم بها هو :
أثر السياق القرآني في التفسير : دراسة تطبيقية على سورتي الفاتحة والبقرة
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة :
1- الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع الأستاذ بكلية أصول الدين والمشرف على الرسالة /مقرراً
2- الدكتور أمين محمد عطية محمد باشا الأستاذ بجامعة أم القرى / عضواً .
3- الدكتور زكي بن محمد أبو سريع فرغلي الأستاذ بكلية أصول الدين /عضواً
أسأل الله لأخي الكريم أبي عبدالله التوفيق والسداد ، وأن ييسر أمره ، ويجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعة الله وبذل علم كتاب الله وتعليمه ، فنعم الأخُ هو منذ عرفته زاده الله هدى وتوفيقاً ، ومبارك مقدماً .
الرياض ليلة 25/12/1427هـ
مصدر الخبر (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=38)
---
أحمد بزوي الضاوي
01-13-2007, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الشيخ محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الربيعة ـ حفظه الله ـ(1/3132)
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للقيام بهذا العمل العلمي . وأسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
مساعد الطيار
01-14-2007, 01:58 PM
أسأل الله لأخي محمد التسديد والتوفيق ، وأن ييسر له أمره .
---
أحمد البريدي
01-14-2007, 05:06 PM
نبارك للدكتور محمد مقدماً ونسأل الله له التوفيق .
---
عمر المقبل
01-14-2007, 09:27 PM
نبارك للشيخ (العديل) أبي عبدالله مقدماً ... ونسأل الله أن يسدده ،ويلهمه الحجة ،وينفع به وبرسالته .
---
د.خضر
01-15-2007, 11:38 AM
نسأل الله عز وجل أن يوفق أخانا الكريم وإلى الأمام يا أهل القرآن تحت راية القرآن.
---
غانم الغانم
01-16-2007, 12:37 AM
أسأل الله له التيسير والمعونة , وأبارك للشيخ محمد مقدماً .
---
أبو بيان
01-16-2007, 06:45 PM
وفقك الله ويسر لك أمرك, ومبارك مقدماً.
---
ناصر الدوسري
01-17-2007, 01:05 PM
نبارك للدكتور / محمد الربيعة حصوله على درجة الدكتوراه ، حيث تمت مناقشته صباح هذا اليوم ، وأوصت اللجنة بمنحه درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة ، وقد كان عنوان رسالته : أثر السياق القرآني في التفسير : دراسة تطبيقية على سورتي الفاتحة والبقرة ، وقد بلغت 1800 صفحة .
فنبارك للدكتور محمد ونسأل الله أن ينفع به .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-17-2007, 01:39 PM
ما شاء الله تبارك الله
أبارك لأخي أبي عبدالله ، وأسأل الله له التوفيق.
---
عبدالرحمن الشهري
01-17-2007, 02:11 PM
الحمد لله رب العالمين .
أسأل الله أن يبارك لأبي عبدالله هذا الإنجاز ، وأن يجعله عوناً على طاعة الله والعلم النافع .
---
عبدالله العلي
01-17-2007, 04:24 PM
الحمد لله رب العالمين .
أسأل الله أن يبارك للدكتور محمد هذا الإنجاز ، وأن يجعله عوناً على طاعة الله والعلم النافع .
---(1/3133)
خالد الباتلي
01-18-2007, 08:06 PM
نبارك للشيخ د.محمد الربيعة ونسأل الله له المزيد من التوفيق
---
محمد الربيعة
01-18-2007, 10:55 PM
الأخوة الأعضاء الفضلاء
أشكر لكم ودكم واهتمامكم وتهنئتكم بالحصول على درجة الدكتوراه ، وأسأل الله تعالى أن تكون مفتاحاَ للعلم بكتابه وفهمه ، وأن يرزقنا وإياكم الدرجات العلى في الدارين .
وكم والله سعدت بهذا الملتقى المبارك الذي انقطعت عنه طويلاَ ، وسأعود إليه سعيداَ بإذن الله تعالى ، ويكفي الإنسان شرفاَ أن يكون مع كوكبة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته .
ولقد كان من فضل الله علي في هذه الرسالة أن عشت معها أياماَ هي - والله- من أسعد الأيام وألذها وأمتعها كيف لا وأنا فيها مع كتاب الله تعالى ، أسأل الله تعالى أن يديم صلتنا بكتابه وأن يرزقنا التلذذ بخطابه وأن يفتح علينا من علومه ، وأن يرفعنا به في الدنيا والآخرة .
ويسرني في هذه المناسبة أن أقدم شكري لأخي وزميلي الدكتور عبدالرحمن الشهري على تواصله معي وإلحاحه علي بالعودة والمشاركة في الملتقى ، فنعم هو - والله - المشرف العام - فقد رفع راية القرآن بهذا الجهد المبارك ، ومن معه من الأخوة الفضلاء الذين أسسوا معه هذا العمل العظيم الذي نسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتهم ويبارك بجهودهم .
وأشكر أيضاَ كل من شاركني الفرحة بالتهنئة والدعاء من الأخوة الأعضاء والأوفياء .
وسيكون لي بإذن الله تعالى تواصل معكم في هذا الملتقى المبارك ، وسأفتتحه بإذن الله بمشاركة تتعلق بعلم السياق القرآني مقتبساَ من الرسالة ؛ زكاة للعلم ورغبة في نشره ، والله أسأل أن يوفقني لذلك ، ويجعل عملنا كله خالصاَ لوجهه.
---
نورة
01-19-2007, 01:47 PM
أَسْعَدَنَا نَبَأُ الْمَوْهِبَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ لَدَيْكُمْ ، وَالنِّعْمَةِ الُْمُسْبَغَةِ عَلَيْكُمْ
فَهَنِيئَاً لَكُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الْمَنِيفَةِ ، وَالرُّتْبَةِ الشَّرِيفَةِ(1/3134)
وَلْتَكُنْ مَدْرَجَةً تَرْتَقِي مِنْهَا إِلَى مَدَارِجَ ، وَمَعْرَجَةً تَرْتَفِعُ فِيهَا إِلَى مَعَارِجَ
وَاللهُ تَعَالَى يَزِيدُكُمْ عُلُوَّاً ، وَيُضَاعِفُ مَحَلَّكُمْ سُمُوَّاً ، ويَنْفَعُ بِكُمْ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ .
إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ
---
(1/3135)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير] : لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر ؟
---
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير] : لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر ؟
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-01-2005, 10:59 AM
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير] : لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر ؟
لعدة قرون ظل الخلط بين القشيري الأب أبي القاسم عبد الكريم والقشيري الابن أبي النصر عبد الرحيم في ميدان التفسير. ذلك أن الإمامين الجليلين كليهما كتبا تفسيرا كبيرا للقرآن الكريم أصبح فيما بعد مصدرا لكثير من المفسرين.
نبذة عن حياة الإمام القشيري :
عبد الكريم ابن هوازن ابن عبد الملك ابن طلحة ابن محمد المعروف بأبي القاسم القشيري ولد في عام 375-986 في قرية استوا – بضم التاء – المتواجدة في ناحية نيسابور ، العاصمة القديمة لخراسان. نسبة القشيري ترجع في أرجح الأقوال إلى قبيلة يمنية [ تنتهي إلى قشير ابن كعب ] . أما والدته فهي من قبيلة بني سليم . فقد أباه وهو لا يزال صغيرا، لكنه استطاع أن ينتقل إلى نيسابور رغبة في طلب علم الاستيفاء – و ذلك لأن قريته كانت تشكو من ارتفاع الضرائب - . عندما وصل إليها حضر مجلس أبي علي الدقاق [ توفي 405-1021 ] فصادف هوى في نفسه فاعتنق التصوف كسلوك إلى الله . أعجب الشيخ الدقاق بهذا الفتى فقربه إليه و نصحه أن يجمع بين علوم الحقيقة و علوم الشريعة . و توطدت العلاقة بينهما حينما تزوج القشيري بابنة الدقاق فاطمة [ توفيت 480-1087 ] و التي كانت عابدة و عالمة بالحديث .(1/3136)
بعد دراسة الأدب على يد أبي القاسم اليمني ، طلب الفقه عند الشافعي أبي بكر محمد الطوسي [ ت 420-1029 ] و علم الكلام و أصول الفقه على يدي أبي بكر ابن فورك [ ت 406-1015 ] و أبي اسحاق الاسفرائيني [ ت 418-1027 ] و الحديث مع أبي الحسن ابن بشران و أبي الحسن الخفاف [ت 392-1001 ] . سافر إلى بغداد و الحجاز لطلب الحديث ، و عقد لنفسه مجلس الإملاء في بغداد عام 437-1045 و في نيسابور عام 455-1063 إثر عودته من المنفى . يجب التنبيه أيضا إلى أن أبي عبد الرحمن محمد ابن الحسين ابن موسى الأزدي السلمي [ ت 412-1021 ] كان من شيوخ القشيري في طريق التصوف و كذا في علم الحديث . يمكن الإشارة إلى أن القشيري رغم تصوفه و تفرغه للعلم إلا أنه كان يهوى الفروسية حتى برع فيها و كان يحسن كتابة الخط المنسوب .(1/3137)
يعرف عن القشيري ذوده عن المذهب الأشعري و ذلك في كتاباته و مواقفه الجريئة أمام سلطان السلاجقة . فلا يمكن ذكر الفتنة التي تعرض لها الأشاعرة في تلك الفترة دون ذكر اسمه و اسم الجويني . بعد أن وقعت نيسابور تحت الهيمنة السلجوقية استطاع الوزير الكندري أن يؤلب ضد الأشاعرة _ الشافعية السلطان نفسه طغرلبك [ في الحكم بين 1038-1063 ] فأمر بلعنهم على المنابر . كانت مسألة خلق القرآن التي ظننا أنها انتهت و خمدت نيرانها تثير الفتنة و القتال بين المسلمين . كتب القشيري رسالة وجيزة سماها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة دفاعا عن أبي الحسن الأشعري و مذهبه، وهي رسالة حفظها لنا تاج الدين السبكي في الطبقات . بعد محاولة يائسة لإقناع السلطان السلجوقي و تفنيد ادعاءات الكندري رمي به في السجن بضعة أيام، لكن أنصاره استخرجوه بالقوة و لم يجد بدا من الهجرة إلى بغداد ليبقى فيها عشرة أعوام . في منفاه أكرمه الخليفة العباسي القائم بأمر الله [ ولي الخلافة بين 1031-1075 ] و عقد مجلسا للوعظ و الحديث . بعد أن استطاع الوزير نظام الملك [ ت 485-1092 ] أن يعيد توازن القوى بين الأشاعرة و الأحناف و خاصة بعد إعدام الكندري عاد القشيري إلى نيسابور عام 456 هـ و عاش فيها إلى أن توفاه الله يوم الأحد 16 ربيع الثاني 465 هـ الموافق لـ 30 ديسمبر 1072 م و دفن قريبا من ضريح شيخه الدقاق .
خلف القشيري سبعة أولاد عرفوا بالعلم و العبادة . و يعتبر ولده الرابع أبو النصر عبد الرحيم (ت، 514-1120) أشهرهم. و هو الذي درّس في المدرسة النظامية بعد أن كان تلميذا للجويني . لكن تعصبه لمذهب الأشعرية أدى إلى إشعال نار الفتنة بين أنصاره و الحنابلة مما أدى إلى الاقتتال بينهم . استطاع نظام الملك أن يسكن هذه الفتنة بعزل ابن القشيري عن التدريس في النظامية .(1/3138)
مما لا شك فيه أن أبا النصر القشيري ألف تفسيرا للقرآن الكريم ، وذلك لأن المصادر التاريخية ذكرته أكثر مما ذكرت تفسير القشيري الأب ، مما أدى إلى الخلط بينهما. و قد استدل به القرطبي أكثر من مرة في تفسيره و كذا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري و غيرهما . .
مؤلفات القشيري الأب:
يعرف عن القشيري عدد لا بأس به من المؤلفات ، منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. من هذه المؤلفات :
_ الرسالة : المعروفة بالرسالة القشيرية في علم التصوف و هي التي عرف بها القشيري . ترجمت إلى عدة لغات منها التركية، الفارسية ، الألمانية ، الإنجليزية و الفرنسية …الخ. و قد ذيلها زكريا الأنصاري بحاشية شرح فيها المصطلحات الصوفية التي وردت فيها. هذه الرسالة تناول فيها القشيري أهم المصطلحات الصوفية من مقامات و أحوال ، و كذا نبذة عن حياة ثلة من شيوخ التصوف و أقوالهم. و قد لقيت قبولا واسعا عند العامة و الأوساط العلمية لتميزها بالاختصار و الوضوح ، ناهيك عن كون مؤلفها معروفا بالاعتدال و طول باعه في العلوم الشرعية . و قد ذكر اا
_ لطائف الإشارات : و هو تفسير إشاري صوفي للقرآن الكريم . و هو أول تفسير كامل للقرآن بلغنا إلى هذا اليوم . طبعه في مصر الدكتور ابراهيم بسيوني و هي الطبعة العلمية المعتمدة . طبع طبعات أخرى في الأعوام الأخيرة و لكنها لم تعتمد مخطوطات أخر بل التزمت إلى حد ما طبعة بسيوني. كتبه القشيري عام 434 – 1042 . ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و رفع من قيمته .(1/3139)
-التيسير في علم التفسير : و يعرف أيضا بـ التفسير الكبير ، و هو تفسير كامل للقرآن لا يزال مخطوطا . قال عنه السيوطي أنه من أحسن التفاسير . هذا التفسير هو أول ما كتبه القشيري [ عام 410 – 1019 ] و اهتم فيه بالجانب اللغوي و أسباب النزول و الحديث …الخ . و هذا التفسير رجح المستشرق ريتر كونه من تأليف ابن القشيري : أبي النصر عبد الرحيم [ توفي 514 هـ – 1120 ] أما التفسير الكبير فهو من تأليف القشيري الأب . و هو ما يعتقده المستشرق بوورينج [ Bowering . G] بعد مقارنة مخطوطة ليدن [Leiden] تحت رقم 1659 و مخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul universitesi] تحت رقم 3228 . و هو قول وارد خاصة إذا علمنا أن أبا النصر القشيري قد ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و السبكي في الطبقات الكبرى و ابن خلكان كمفسر للقرآن .
المراجع
عن حياة القشيري يمكن الرجوع إلى :
- ابن عساكر ، تبيين كذب المفتري ، مطبعة التوفيق ، دمشق ، 1347 ، ص. 271-276 .
- شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النيلاء ، مؤسسة الرسالة ، 1993، ج 18 ، ص 227-233 .
- تاج الدين السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى مطبعة هجر ، 1992، ج 5 ، ص 153-162 .
- ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، دار الثقافة، 1968، ج 3 ، ص 207-208 .
- ابراهيم بسيوني ، الإمام القشيري ، سيرته آثاره ، مذهبه في التصوف ، مجمع البحوث الإسلامية، 1972.
- و الترجمة الألمانية للرسالة القشيرية [ وهي ترجمة ممتازة و موثقة ] ، ريشارد غرامليش
- Das sendschreiben al-Qushayris uber das sufitum, Franz Steiner, Verlag Wiesbaden GMBH, 1989.
أبو الفرج ابن الجوزي : المنتظم ، دار صادر، 1939، ج 8، ص 157.
هذا النوع من الخط العربي بدأ في بغداد في القرن الثالث للهجرة على يد ابن مقلة [ ت 328-940 ] ثم بعد ذلك مع ابن البواب [ 413-1022 ] و ياقوت المستعصمي .(1/3140)
السيوطي : طبقات المفسرين ، ج 1 ، ص 65. ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج 3 ، 208 .
رغم أسبقية تفسير سهل التستري و حقائق التفسير لعبد الرحمن السلمي إلا أن حجم الآيات التي تعرض لها القشيري يفوق بكثير التفسيرين المذكورين . و تفسير جعفر الصادق [ توفي 148-765 ] و إن كان بعضه مطبوعا إلا أنه يبقى غير كامل [ طبعه بول نويه تحت عنوان :
le tafsir mystique attribué à Ja ‘far as-Sadiq, édition critique, mélanges de l’université saint-Joseph , tome XLIII .
السيوطي : طبقات المفسرين ، ص 126 . و ذكره أيضا : تاج الدين السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى ، ج 5 ، ص 159 . شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 18 ، ص 229 .
ذكر ابراهيم بسيوني في مقدمته لكتاب التحبير في التذكير للقشيري أنه صور المخطوطة السوفياتية لهذا التفسير ليتولى طبعه بعد ذلك ، لكننا لم نعثر في بحوثنا عن أية طبعة لهذا الكتاب القيم . المخطوطة الأخرى موجودة في جامعة اسطنبول [ تحت رقم 3228 A].
المصدر السابق : ص 126 و ذكره أيضا : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 206 . الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 18، ص 229 . .
Bowering . G ; The light verse : Qur’anic text and sufi interpretation, ORIENS ( Journal de la société internationale d’études orientales ) , Volume 36, Brill, Lieden, 2001, pp. 113-144.
Bowering . G ; The mystical vision of existence in classical islam , the Qur’anic hermeneutics of the sufi Sahl at-Tustari , Walter de Gruyter, Berlin-New York, 1980, p. 31.
المرجع السابق .
ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 208 .
---
الميموني
09-09-2005, 03:32 AM(1/3141)
اطلعت على ما كتبتموه -جزاكم الله- خيرا عن تفسير أبي القاسم عبد الكريم القشيري الأب باهتمام، و أحب أن أفيدكم أنني أعمل على تحقيقه بعضه لرسالة الدكتوراة و سأكمل باقيه إن شاء الله كعمل خاص فيما بعد و أرجو أن يكون قريبا و أفيدكم أنه قد أخذ سورة آل عمران و النساء زميل آخر بعدي بعد الموافقة على موضوعي .
و هو كتاب نفيس جدا وصفه بأنه من أحسن التفاسير ابن خلكان و السبكي ثم السيوطي و صاحب كشف الظنون و لكن لم نعثر عليه كاملا ووقفت منه على أوله إلى سورة الأنعام و هو مقدار 312ورقة و لا زلت أرغب بشدة في الحصول على مخطوطة طاجكستان و مخطوطة أخرى للكتاب في الهند علما أنه وقع في الفهرس الشامل أخطاء في الخلط بين تفسير الأب و الابن ...
و بالنسبة لتفسير أبي نصر الذي ينقل منه بالتصريح القرطبي في مواطن عديدة فهو كتاب مفيد في التفسير لأبي نصر القشيري الابن . وقد وقفت في مشاركة سابقة لكم على أنكم حققتم أو اشتغلتم على التفسير الآخر للأب عبد الكريم المسمى لطائف الإشارات المطبوع قديما و حديثا بأخطاء جمة عند ذكركم لرسائل الدكتوراة في جامعات فرانسا .
و إنْ وقفتم على فائدة تتعلّق بمخطوطات الكتاب فأرجو أن تفيدوني هنا أو على الخاص أو في بريدي مع دعائي وتقديري و شكري.
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-09-2005, 10:33 AM
أخي الكريم السلام عليك ورحمة الله ...
استبشرت خيرا بإقدامكما (أنت وزميلك) على تحقيق هذا التفسير النفيس وأرجو لكما من الله التوفيق والتيسير.(1/3142)
فيما يخص مخطوطات [التفسير الكبير] للقشيري الأب (أبي القاسم عبد الكريم) فهي نادرة كما أكد على ذلك المتخصصون. لكن أصبح الآن من المؤكد أن مخطوطة [ليدن Leiden : تحت رقم 1659] واحدة منها. للأسف، هذه المخطوطة غير مكتملة إلى حد بعيد، لأنها تبدأ من الآية (21) من سورة الحديد إلى الآية (12) من سورة التحريم. لكن حجمها (297 ورقة) يعبر عن سبب اختيار صفة [الكبير] لهذا التفسير. هذا الأخير عبارة عن دروس أسبوعية قدمها القشيري من شهر ذي الحجة 413 هـ إلى شهر ربيع الأول 414 هـ. وهذا مذكور في الورقة الأولى والأخيرة من هذه المخطوطة.
الدكتور أحمد راشد من الذين درسوا هذه المخطوطة في رسالته عن أعمال القشيري لنيل درجة الدكتوراه. ومما جعله يفرق بين التفسير الكبير والتيسير في علم التفسير هو مقارنته لما جاء ذكره في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي مع التفسيرين (يمكن أن تلاحظ أن القرطبي رحمه الله يميز بين القشيري الأب والابن. فعند ذكره الأول يكتفي بالنسبة -القشيري- أما حين يذكر الابن فهو يصرح بالكنية في أغلب الأحيان). هذه المقارنة أظهرت أن ما يعزوه القرطبي للقشيري الأب مأخوذ من التفسير الكبير وليس من التيسير في علم التفسير.
المستشرق جرهارد بوورينج [Gerhard Bowering] الأستاذ في جامعة يال الأمريكية يشاطر أحمد راشد رأيه وقام بدوره بمقارنة بين مخطوطة ليدن المذكورة ومخطوطة جامعة اسطنبول [Istanbul Universitesi . تحت رقم : 3228 ، 303 ورقة ، نسخ عام 866 هـ] التي تحمل اسم (التيسير في علم التفسير). هذه المقارنة أكدت على أن المخطوطتين اللتين تحملان الاسم نفسه تمثلان تفسيرين مختلفين. واستبعد كذلك احتمال أن يكون التيسير في علم التفسير عبارة عن ملخّص للتفسير الكبير، لأن منهجهما مختلف إلى حد بعيد.
يمكنك الاستزادة من هذه المقالات :(1/3143)
1. AHMAD. R. Ab? l-Q?sim al-Qushayr? as a theologian and commentator; a critic of his age and of his work on the Qur’anic Exegesis, in. Islamic Quarterly, The Islamic cultural center, London, vol. 13, 1969.
2. Gerhard Böwering : The Light verse : Qur’anic text and s?f? interpretation , Oriens (Journal de la société internationale d’études orientales ), Volume 36, Brill, Leiden, 2001, p. 137.
3. RITTER. H.; Arabische Handschriften in Anatolien und Istanbul, in. Oriens, Lieden, vol. 3, 1950, pp. 46-47.
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-10-2005, 12:34 AM
نسيت أن أنبهك أخي الكريم على مخطوط لكتاب التيسير في علم التفسير موجود في مكتبة جامعة برنستون (Princeton Library ) تحت رقم 1261 : يبدأ من سورة الإسراء وينتهي عند سورة المؤمنون. عدد أوراقه 202 ونسخ عام 564 هـ. ويظهر على المخطوط أن مؤلفه هو أبو النصر القشيري. [صفحة: 386 - 387 من الفهرس الآتي ذكره]
يمكنك الاطلاع على فهرس المخطوطات العربية لمكتبة برنستون وهو من تأليف : فيليب حِتّي ، نبيه أمين فارس ، بطرس عبد الملك ، على هذا الرابط : http://libweb2.princeton.edu/rbsc2/arabic/Hitti.pdf
وللتذكير فإن هذا الفهرس يحوي مجموعة كبيرة من الكتب التي تهم دارسي التفسير وعلوم القرآن.
---
الميموني
09-11-2005, 01:26 AM
جزاكم الله خيرا سرني سرعة ردكم و أحب أن أنبه على الآتي - على وجه من الإيجاز -.
1- بالنسبة لنسخة مكتبة جاريت 386-387 ( ( H 643 / )) ج5 ( في 203 ) ورقة. و التي تبدأ من سورة الإسراء إلى سورة المؤمنون. فاطلعت عليها وليست لأبي القاسم عبد الكريم و لكنها لابنه أبي نصر عبد الرحيم و قد كنت قبل أكثر من سنة ونصف اعتقدت أنها لأبي القاسم ثم تبيّن لي أنها لابنه.(1/3144)
2- وبالنسبة لمخطوطة جامعة ليدن 358( في 294 ورقة ) – 535هـ - من الآية21 من الحديد إلى سورة التحريم فتحتاج لتأني في دراستها و نسبتها و ليست بحوزتي و أرغب الحصول عليها و لم أطّلع على رسالة الدكتور : أحمد راشد و لا أعلمُ عنها شيئا وانتظر منكم إفادة بخصوص رسالته علما أنه كتبت عدة رسائل أكاديمية عن أبي القاسم و كتبه و بخاصة لطائف الإشارات. منها ثلاثة رسائل تتعلق بكتابه لطائف الإشارات و الرابعة رسالتكم التي علمت بها أمس من مشاركة لكم.
3- كنتُ قد أجريت مقابلة لكل ما نقله القرطبي عن القشيري فثبت لدي أنه إنما ينقل عن أبي نصر الابن.
4 – بالنسبة للمصادر التي أشرتم إليها فهي بالإنجليزية كما أنها ليست في متناولي.
و أخيرا فأخبركم أني لازلت مغتبطا بهذا الكتاب و بما يسره الله لي من الاستدلال عليه و بيان أهميته و قد كان بودي أن يكون كاملا أو متيسر النسخ أكثر و ليستفيد إخوان آخرون غير الأخ الذي دللته على الموضوع وسجل بعدي و لأنني أعمل على تحقيق ما هو موجود منه و لكن لا زلت آملا أن ييسر الله العثور على ما بقي منه كاملا.
---
(1/3145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى : د. مساعد الطيار يدرس الملايين ( أصول التفسير) عبر الأقمار الصناعية !!
---
بشرى : د. مساعد الطيار يدرس الملايين ( أصول التفسير) عبر الأقمار الصناعية !!
---
معمر العمري
09-06-2006, 06:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة الأكارم , بداية أسطر لكم عبارات شكري على هذه الجهود المباركة التي تميزتم بها من خلال موقعكم المتألق , والتي استفدت منها كثيرا في برنامجي ( مبادئ العلوم ) من خلال مشاركاتكم العلمية المؤصلة , ومن خلال التواصل المباشربمشرفي هذا الموقع , ويسرني أن أختم الحلقات المخصصة لمبادئ علوم القرآن بحلقة عن ضبط المصحف, مع الدكتور مساعد الطيار وستكون _ بإذن الله _ يوم الثلاثاء 19/ شعبان .
وكم هو شرفي وفخري أن أسوق لأحبتي بشرى تسرهم , ألا وهي : تخصييص درسين أسبوعية في:( أصول التفسير ) ضمن برنامج ( الأكاديمية العلمية ) على قناة المجد العلمية , وستكون _ على ما أعتقد _ يومي الأحد , والاثنين بعد صلاة العشاء من مكة المكرمة.
وسيتولى فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار شرح كتابه الماتع : " فصول في أصول التفسير"
وكما فهمت من فضيلته بأنه سيطرح هذا العلم نظريا وتطبيقيا , وسيكون البرنامج مباشرا على الهواء ؛ مما يسهل التواصل مع فضيلته .
فأبارك لكم أبا عبدالملك هذه الخطوة , وأسأل الله لكم السداد في الدنيا والآخرة .
أخوكم : معمر العمري
ـــــــــــ
محاضر بقسم العلوم الشرعية والقانونية
بكلية الملك فهد الأمنية
ومذيع في قناة المجد العلمية
---
محمود الشنقيطي
09-06-2006, 06:41 PM
أحسن الله إليك أخي الموقر:معمر وإلى شيخنا أبي عبد الملك ووفقني الله وإياك وإياه لمراضيه..(1/3146)
وأقترح على فضيلة مشرف الملتقى أن تكون هنالك آلية للتواصل مع البرنامج عبر ملتقى أهل التفسير إن أمكن ذلك , حتى يتسنى لمن لا يشاهدون القناة أن يطرحوا استفساراتهم ومشاركاتهم عبر ملتقى اهل التفسير..
والله يتولى الجميع بعنايته
---
معمر العمري
09-06-2006, 08:47 PM
حياكم الله أخي الكريم : محمود الشنقيطي , ويسرني أن أخبرك بأن دروس الأكاديمية العلمية تبث حية على الهواء على القناة , وعلى موقع ( الأكاديمية الاسلامية المفتوحة ) عبر غرفة خاصة للدروس ويمكن من خلالها توجيه الأسئلة مباشرة إلى ملقي الدرس بشرط أن يكون السائل مسجل في هذه المادة , مجرد تسجيل ولايشترط الدخول في امتحانها بل الأمر اختياري .
بالإضافة إلى أن الدروس تفرغ حرفيا وتكون على الموقع , وأشكر لكم اهتمامكم .
أخوكم : معمر العمري
ـــــــــــ
محاضر بقسم العلوم الشرعية والقانونية
بكلية الملك فهد الأمنية
ومذيع في قناة المجد العلمية
---
ابو حنيفة
09-07-2006, 12:09 PM
همسة في أذن شيخنا واستاذنا بارك الله فيه
حضرت درس شرح مقدمة أصول التفسير في الدورة العلمية المقامة في جامع الراجحي هذا العام وقد لحظت شيئا وهو العمق العلمي الكبير في الدرس كما هو معروف في منهجية الشيخ والذي نطلبه التدرج لمثلي ولزملائي في توضيح بعض المسائل خصوصا أن أصول التفسير محدودة المتون ولايوجد فيها تدرج تصاعدي يمكن الطالب من الاستفادة وترسيخ المعلومة .....
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 02:05 PM(1/3147)
الحمد لله على توفيقه وإحسانه وامتنانه علينا جميعاً بهذا الإنجاز ، وأدعو لأخي العزيز الدكتور مساعد الطيار بمزيد التوفيق والبصيرة في علوم كتاب الله ، وحسن تبليغها للناس . وقد أوتي الشيخ ولله الحمد ملكة وبصيرة بهذه العلوم ، ونحن ممن استفاد منه ولا نزال ولله الحمد من خلال كتبه ودروسه ، ولعل في هذه الدروس المباشرة عبر قناة المجد العلمية فتحاً لآفاق علمية جديدة ينفع الله بها كثيراً من الطلاب في جميع أنحاء العالم الذي يصلهم بث القناة العلمية ، والتي أرجو أن يفك التشفير عنها قريباً ،
وهذه خطوة موفقة نرجو لها النجاح بإذن الله.
وجزى الله الأخ الكريم معمر العمري خيراً على جهوده ومتابعته ، ونحن ندعو له بظهر الغيب لما نلمسه من نجاحات وبرامج هادفة نافعة ، وإلى الأمام في خدمة العلم وطلابه ، وليبشر بالأجر من الله ، والدعاء بالخير من خلقه .
---
أبو صفوت
09-08-2006, 03:08 PM
جزاكم الله خيرا يا أبا لجين وأسأل الله أن ينفع بك ويبارك في جهدك ، وأن يبارك في جهود شيخنا الفاضل الدكتور مساعد وأن ينفع به
أرجو ذكر موعد بث الحلقة الخاصة بضبط المصحف ؟ أعني في أي ساعة
ومتى يبدأ الشيخ في شرح كتابه فصول في أصول التفسير ؟ أرجو ذكر الموعد بالتحديد
---
خالد الباتلي
09-08-2006, 11:38 PM
جزى الله فضيلة الدكتور مساعد خير الجزاء وضاعف له المثوبة، وأسأل الله تعالى أن يسدد لسانه ويفتح عليه، وأن يبارك في هذه الدروس، ويجعلها سببا لحياة الأمة ونهضتها من سباتها.
وجزى الله الإخوة في قناة المجد - ومنهم الشيخ معمر - خيرا كفاء ما يبذلونه في سبيل الدعوة ونشر الخير والعلم.
---
أبو حسن
09-09-2006, 12:45 AM
الشيخ حفظه الله سيشرح مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-
كما هو موضح في الموقع وليس كتاب فصول في أصول التفسير كما ذكرت أخي الكريم معمر وفقك الله(1/3148)
وإليك الرابط (http://www.islamacademy.net/arabic/staticpage.asp?id=12)
---
معمر العمري
09-09-2006, 10:53 AM
شكر الله لكم جميعا مروركم ومداخلاتكم , وحسن ظنكم بأخيكم
وللمعلومية فما قاله ( أبوحسن ) هو عين الصواب , وجزاك الله خيرا .
---
سلسبيل
09-09-2006, 05:54 PM
جزاكم الله خيرا
تفاجأت بالأمس عند تسجيلي بمواد الفصل الجديد بالأكاديميه بوجود الشيخ حفظه الله من ضمن أساتذه الفصل الحالي
فشكرا للجميع على جهودهم المباركه
ونسأل الله أن ينفع الجميع بما يقدمه الشيخ وباقي المشايخ الكرام من دورس علميه نافعه
---
(1/3149)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما في القران ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
هل كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما في القران ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
المنهوم
05-03-2004, 05:54 PM
قال الله تعالى(فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (يوسف:28) وقال (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء:76)
لما قرأت هاتين الآيتين وقع في نفسي سؤال وهو هل هذا يدل على ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان ام الأمر خلاف ذلك
وأفيدكم اني راجعت بعض كتب التفسير ولكني اريد منكم الزيادة مشكورين
---
د. هشام عزمي
05-04-2004, 10:40 PM
يا أخي "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" هو من كلام العزيز و ليس من الله ابتداء فتنبه !
---
مساعد الطيار
05-05-2004, 12:12 AM
أخي الفاضل في سؤالك مسائل :
الأولى : كان الأولى أن يكون السؤال ما وجه كون كيد النساء عظيما ، فسؤالك : هل كيد النساء عظيم ... كما ورد في القرآن ؟ جوابه نعم ، مادام ورد في القرآن .
الثانية : قائل : ( إن كيدكن عظيم ) ابتداءً هو العزيز زوج زليخا ، وينشأ هنا سؤال ، وهو هل كل حكاية ذكرها الله عن الخلق تكون مقبولة أو لا ؟
والجواب : إن الحكايات على نوعين :
الأول : أن يقع للحكاية ردٌّ ، ويعلم بهذا أن الحكاية باطلة ، مثل قوله تعالى : (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) ، فالتعقيب بالتنزيه دليل على أن كلام الكفار في أن لله ولد باطلٌ .(1/3150)
الثاني : أن لا يقع لها ردُّ ، وعدم ردِّها يدلُّ على صحتها ، إذ لو كانت تحمل باطلاً لما أغفل الله ردَّه ، وذلك مثل هذه الآية ، ومثل قول الهدهد : (ولها عرش عظيم ) ، فهو كذلك على الحقيقة ، وذلك أن الله أقره على كلامه هذا .
وقد استدلَّ بعض العلماء بهذه القاعدة على أن أهل الهف كانوا سبعة وثامنهم كلبهم ؛ لأن الله اعترض على القولين الأولين ، ولم يعترض على القول الأخير ، قال تعالى : ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب ) فعقَّب على القولين بقوله (رجمًا بالغيب ) فدلَّ على بطلان هذين القولين ، ثم قال : ( ويقولن سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ) فلم يعترض على هذا القول ، فدلَّ على صحة هذا العدد ، والله أعلم .
الثالثة : الذي يظهر لي أن الأمر مرتبط بالسياق ، ولم يذكر الله كيد الشيطان وكيد النساء على سبيل الموازنة حتى يقع مثل هذا السؤال ، فكيد الشيطان بالنسبة لأولياء الله الصادقين ضعيف لا يقدر عليهم ، كما أخبر الله عنهم في قوله : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ، وغيرها من الآيات التي بمعناها .
وسياق الآيات التي جاء فيها كيد الشيطان كما يأتي :
قال تعالى : ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا ) فالآية تقابل بين من يقاتل في سبيل ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان ، فمن الذي سيكون كيده ضعيفًا ؟
لا شك أنه الشيطان ، فمن كان يسنده القوي العزيز أنَّى يضعف ؟!
أما ما ورد في سورة يوسف ، فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد الرجل ، ولا شكَّ أن كيدهن أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في ذلك كثيرة جدًّا ـ وجاء وصف كيدهن على العظمة المطلقة مبالغة في تحقق ذلك الوصف فيهن ، والله أعلم .(1/3151)
وبعد فأقول : إن ما حكاه المفسرون فيه مجال للنظر ، وذلك مما تتعدد فيه وجوه النظر ، ولا تزاحم بين أقوالهم ، فقد يكون أكثر من قول هو جواب صحيح معتبر في هذه المسألة ، أسأل الله لي والكم التوفيق .
---
د. هشام عزمي
05-05-2004, 12:25 AM
جزاكم الله خيراً يا شيخنا الفاضل على هذه الفوائد و لقد استفدت منها كثيراً أثابكم الله .
و ليتكم لا تحرمونا من علمكم في باقي المواضع .
---
المنهوم
05-05-2004, 01:42 PM
جزاك الله خيرا يا شيخنا / مساعد على هذه الفوائد
في هذه المسألة وعليها ينبني غيرها
---
(1/3152)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام صديق حسن خان القنوجي مفسراً ... وجهوده في علوم القرآن ..
---
الإمام صديق حسن خان القنوجي مفسراً ... وجهوده في علوم القرآن ..
---
أبو محمد الظاهرى
01-23-2007, 12:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كلنا نعرف الإمام العلامة المحقق محيي السنة وقامع البدعة أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القِنَّوجِي البخاري نزيل بهوبال ... لكن القليل من يعرف جهده في التفسير..
كان " صديق حسن خان " آية من آيات الله في العلم والأخلاق الفاضلة والتمسك بالكتاب والسنة ، وصرف مما آتاه الله من المال والجاه في خدمة الإسلام والدين وفي نشر علم الحديث والدعوة إلى العقيدة الصحيحة والعمل بالكتاب والسنة وإعانة العلماء والأدباء وجمع مكتبة مملوءة بالكتب القيمة ، وطبع " فتح الباري " ، و " تفسير ابن كثير " ، و " نيل الأوطار " على نفقته في الهند ومصر وتركيا ووزعها مجانًا جزاه الله خيرًا ورتب إعانات مالية للعلماء ورغبهم في ترجمة كتب الحديث إلى اللغة السائدة في الهند وطبعت على نفقته .
وحسبك في الثناء عليه كتبه القيمة في فنون شتى وكفاك قول معاصره العلامة الشيخ حمد بن عتيق فيما كتبه إليه إنه أخ صادق ذو فهم راسخ وطريقة مستقيمة ، وشهادته له بالتمكن من الآلات وسعة الاطلاع وغير ذلك من الثناء الجميل على هذا الإمام الجليل .
أما كتبه التي طبعت في التفسير فهي :
1 - فتح البيان في مقاصد القرآن : المطبعة الكبرى الأميرية بالقاهرة : 1300 - 1302 هـ ( في عشرة أجزاء ) ، الطبعة الأولى ببهوبال .
2 - نيل المرام من تفسير آيات الأحكام : لكهنو 1392 هـ مطبعة المدني بمصر 1382 هـ / 1962 م .(1/3153)
3 - الدين الخالص ( جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن ، ولم يغادر آية منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي ) : دهلي - مطبعة المدني بمصر - 1379 هـ / 1959 م .
وهومن أجلّ مؤلفاته بالعربية كتاب سماه (الدين الخالص)، وقد جعل المؤلف الكتاب قسمين: وعبر عنهما (بالنصيب الأول) و (النصيب الثاني)، وطبع بالقاهرة في أربعة أجزاء.
وخصص النصيب الأول بمباحث التوحيد، والنصيب الثاني بمباحث الاعتصام بالسنة والاجتناب عن البدع، وجاء الكتاب حافلا بمباحث التوحيد والسنة، وسماه المؤلف (الدين الخالص) مقتبسا اسمه من قوله سبحانه وتعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص}، ولم يدع المؤلف آية من آيات التوحيد الواردة في القرآن إلا أتى عليها بالبيان الوافي لإثبات التوحيد الخالص، ونفي الشرك بجميع أنواعه وأصنافه، وكان غاية في الترغيب في اتباع السنة ورد البدعة بأقسامها وأطرافها، مع الرد على تحريف الغلاة وتأويل الجاهلين وإفراط المعصبين وتفريط المبطلين، فيقول في مقدمة الكتاب: ".. هذا كتاب ناطق ببيان ما دلت عليه كلمة الإخلاص والتوحيد وأفهمته من رد أنواع الضلال من الشرك والبدعة والتقليد، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه موصلة أصحابها إلى دار السلام، طالما كان يخطر لي بالبال أن أحرر في تلك الدلائل صحيفة كاملة وأحبر لهذه المسائل رقيمة حافلة، ولكن يعوقني الزمان الحاضر الحائز للفتن عن البلوغ إلى هذا المرام، ولا يساعدني في الدهر الماشي على خلاف المراد على سلوك هذه السبل، سبل السلام".(1/3154)
"وكنت دائما بالمرصاد لانتهاز الفرص تحصيلا لهذه البغية على ما يراد، إلى أن وجت - بحمد الله وحسن توفيقه - فرصة نزرة اختطفتها من أيدي آناء الليل وأطراف النهار، وزمانا يسيرا سرقته من حركات الفلك المحدد الدوار مع هجوم الأشغال وتشتت البال من كثرة الإسقام والاعتلال واختلاف الرجال، فجعلتها لزبر هذا المرقوم على سبيل الارتجال وجناح الاستعجال بالتفصيل والإجمال، فجمعت - حسبما تمكنت وقدر ما حصلت - آيات بينات وأحاديث شريفة وردت في إثبات التوحيد ونفي الإشراك، واتباع السنة ورد البدع، مع تفسيرها الذي حرره العلماء الفحول وشرحها الذي أذعن له السلف الصالح للأمة وأئمتها بالتلقي والقبول، ضاماً إليها من مقالات أهل العلم المتقدمين منهم والمتأخرين، ما وقفت عليها جامعا لأشتات هذه الأبواب المتفرقة في الدواوين المؤلفة إليها، فجاء بحمد الله أجمع ما يجمع في هذا العلم..".
ويجد القارئ ما اشتمل عليه هذا الكتاب من المباحث الهامة من عناوين أبوابها العامة المقسمة إلى موضوعات يحتوي عليها كل باب، فدونك نماذج من ذلك:
1- باب في الآيات القرآنية الدالة على توحيد الله تعالى:
أ - أعظم آية في القرآن وأفضلها حيث قال: عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أي آية من كتاب الله أعظم"؟ قال: آية الكرسي، قال: "ليهنك العلم أبا المنذر". أخرجه أحمد ومسلم، وقد ورد في فضلها غير هذا، لاشتمالها على أصول التوحيد.. الخ.
ب - دليل وجود الصانع:
سئل بعض الأعراب: ما الدليل على وجود الصانع الواحد؟ قال: إن البعرة تدل على البعير، وآثار القدم تدل على المسير، فهيكل علوي بهذه اللطافة، ومركز سفلي بهذه الكثافة؛ أما يدلان على وجود الصانع الخبير؟(1/3155)
وفي القرآن من دلائل التوحيد كثير، وتكرير قوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} للتأكيد، وفائدة تكريرها الإعلام بأن هذه الكلمة أعظم الكلام وأشرفه، وفيه حث العباد على تكريرها والاشتغال بها، فإنه من اشتغل بها اشتغل بأفضل العبادات، وبالاشتغال بها ترسخ قدم التوحيد في قلوب العباد.. الخ.
ج- رد التثليث والتقليد:
وقال الله تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ} فيه رد على من قال بالتثليث من النصارى، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً}، وذلك أن النصارى عبدوا غير الله - هو المسيح - وأشركوا به، وهو قولهم: أب وابن وروح القدس؛ فجعلوا الواحد ثلاثة، {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} وتبكيت لمن اعتقد بربوبية المسيح وعزير، وإشارة إلى أن هؤلاء من جنس البشر وبعض منهم، وإزراء على من قلد الرجال في دين الله فحلل ما حللوه وحرم ما حرموه عليه، فإن من فعل ذلك فقد اتخذ من قلده ربا، ومنه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}..الخ.
د- أرجى آية لأهل التوحيد:
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، وهي أرجى آية لأهل التوحيد، فإنه سبحانه لم يوئسهم عن المغفرة، عن علي قال: ما في القرآن أحب إلي من هذه الآية {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}، وعن جابر قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار". أخرجه مسلم..الخ.
---
أبو محمد الظاهرى
01-23-2007, 12:57 AM
ترجمة الإمام / صديق حسن خان كما كتبها لنفسه في كتابه الماتع أبجد العلوم(1/3156)
قال :
العبد الفقير لما أنزل إليه من خير الباري : أبو الطيب صديق بن حسن بن علي الحسنين القنوجي البخاري
- كان الله له في الدنيا والآخرة وحباه فيهما بنعمه الذاخرة الوافرة الفاخرة -
تولد في سنة 1248 ، ثمان وأربعين ومائتين وألف القدسية على صاحبها الصلاة والتحية ونشأ بموطنه بلدة قنوج وما إليها من الأقطار الهندية فهو مولده ومسكنه ومرباه ومحتده وداره ومثواه
يرجع نسبه إلى حضرة سيد السادة وقدوة القادة : زين العابدين علي بن حسين السبط بن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -
تتلمذ العلوم الدرسية على الوجه المرسوم على شيوخ هذا العهد
منهم : الشيخ الفاضل المفتي : محمد صدر الدين خان الدهلوي من تلامذة ( 3 / 272 ) الشيخ : الكامل عبد العزيز وأخيه الشيخ العامل : رفيع الدين ابني الشيخ الأجل مسند الوقت : أحمد شاه ولي الله المحدث الدهلوي - رحمهم الله تعالى
واستفاد العلوم الملية من : التفاسير والأحاديث وما يليهما من مشيخة اليمن الميمون والهند
منهم : الشيخ القاضي : حسن بن محسن السبعي الأنصاري تلميذ الشيخ الماهر : محمد بن ناصر الحازمي تلميذ القاضي الإمام العلامة المجتهد المطلق الرباني : محمد بن علي بن محمد اليمني الشوكاني
والشيخ المعمر الصالح : عبد الحق بن فضل الله الهندي
والشيخ التقي : محمد يعقوب المهاجر إلى مكة المكرمة أخو الشيخ : محمد إسحاق حفيد الشيخ : عبد العزيز المحدث الدهلوي - رحمهم الله تعالى -
وكلهم أجازوا له مشافهة وكتابة إجازة مأثورة عامة تامة
وممن استجاز منه : العالم الكامل والمحدث الفاضل الشيخ : يحيى بن محمد بن أحمد بن حسن الحازمي - قاضي عدن حالا - أجاز له حسب اقتراحه في ذي الحجة سنة 1295 الهجرية والشيخ العلامة زينة أهل الاستقامة السيد : نعمان خير الدين ألوسي زاده - مفتي بغداد حالا - أجاز له في هذا العام الحاضر وهو سنة 1296 الهجرية(1/3157)
ثم طالع بفرط شوقه وصحيح ذوقه : كتبا كثيرة ودواوين شتى في العلوم المتعددة والفنون المتنوعة ومر عليها مرورا بالغا على اختلاف أنحائها وأتى عليها بصميم همته وعظيم نهمته بأكمل ما يكون حتى حصل منها على فوائد كثيرة وعوائد أثيرة أغنته عن الاستفادة عن أبناء الزمان وأقنعته عن مذاكرة فضلاء البلدان
وجمع - بعونه تعالى وحسن توفيقه ولطف تيسيره - من نفائس العلوم والكتب ومواد التفسير والحديث وأسبابها ما يعسر عده ويطول حده . ( 3 / 273 )
وأوعى من ضروب الفضائل العلمية والتحقيقات النفسية ما قصرت عنه أيدي أبناء الزمان ويعجز دون بيانه ترجمان اليراع عن إبراز هذا الشأن - ولله الحمد على ما يكون وعلى ما كان -
ثم ألقى عصا التسيار والترحال بمحروسة بهوبال - من بلاد مالوة الدكن - فنزل بها نزول المطر على الدمن وأقام بها وتوطن وأخذ الدار والسكن
وتمول وتولد واستوزر وناب وألف وصنف وعاد إلى العمران من بعد خراب - وكان فضل الله عليه عظيما جزيلا -
والحمد لله الذي فضله على كثير ممن خلق تفضيلا
ثم اختص - بعونه تعالى وصونه - بتدوين علوم الكتاب العزيز وأحكام السنة المطهرة البيضاء وتلخيصها وتلخيص أحكامها من شوب الآراء ومفاسد الأهواء
وهذا - إن شاء الله تعالى - خاص به في هذا العهد الأخير - والله يختص برحمته من يشاء - كيف ؟ وعلماء الأقطار الهندية وإن بالغ بعضهم في الإرشاد إلى اتباع السنة وقرره في مؤلفاته وحرره في مصنفاته على وجه ثبت به على رقاب أهل الحق والمنة وشمر بعضهم عن ساق الجد والاجتهاد في الدعوة إلى اعتقاد التوحيد ورد الشرك والتقليد باللسان والبيان بل بالسيف والسنان لكن لم يدون أحد منهم أحكام الكتاب العزيز وعلوم السنة المطهرة من العبادة والمعاملة وغيرها خالصة عن آراء الرجال نقية عن أقوال العلماء على هذه الحالة المشاهدة في كتبه المختصرة والمطولة :
( كالروضة الندية )
و ( مسك الختام شرح بلوغ المرام )(1/3158)
و ( عون الباري )
و ( فتح البيان ) و ( رسالة القضاء والإفتاء والإمامة والغزو والفتن والنار ) . . . وغير ( 3 / 274 ) ذلك مما طبع واشتهر وشاع وسارت به الركبان إلى أقطار العالم من : العرب والعجم كالحجاز واليمن وما إليها ومصر والعراق والقدس وطرابلس وتونس والجزائر ومدن الهند والسند وبلغار ومليبار وبلاد الفرس
وهذا من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين وكتب إليه علماء الآفاق ومحرروها ومحدثو الديار ومفسروها كتبا كثيرة أثنوا فيها على تلك التواليف ودعوا له بإخلاص الفؤاد لحسن الدنيا والأخرى - تقبل الله فيه هذه الدعوات وختم بالحسنى وأحسن إليه بتيسير المنجيات -
وهذه الخطوط والرقائم قد ألحقت في خواتيم مؤلفاته فانظر إليها في تضاعيف محرراته يتضح لك القول الحق والكلام الصدق - إن شاء الله تعالى -
ثم خوله - سبحانه - من المال الكثير والحكم الكبير والآل السعداء والأخلاف الصلحاء والنسب الحميد والحسب المزيد ما يقصر عن كشفه لسان اليراع ولو كشف عنه الغطاء ما ازداد الواقف عليه إلا يقينا وإن يأباه بعض الطباع
وهو الذي يقول لأخلافه مقتديا بأسلافه بفم الحال ولسان المقال :
: ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) و ( إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )
وهو قد طعن الآن في عشر الخمسين من العمر المستعار مع ما هو مبتلى به من : سياسة الرياسة وقلة الشغل بالعلم والدراسة وفقد الأحبة والأنصار وتسلط الأعداء الجاهلين بالقضايا والأقدار
والمرجو من حضرة رب العالمين أن يجعله ممن قال فيهم : ( وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) . والحمد لله الذي جعله محسودا ولم يجعله حاسدا وخلقه صابرا شكورا ولم يخلقه فظا غليظ القلب عاندا :
لله در الحسد أعدله ... بدأ بصاحبه فقتله
وهذه أسماء كتبه المؤلفة(1/3159)
على ترتيب حروف المعجم المطبوعة في مطابع بهوبال ( 3 / 275 ) المحمية ومصر والقسطنطينية والشام وغيرها من البلاد العظام - ( ويزيد الله في الخلق ما يشاء ) وهو المتفضل ذو الإنعام
الألف
أبجد العلوم ( ع ) إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين ( ف ) الاحتواء على مسألة الاستواء ( ه ) الإدراك لتخريج أحاديث رد الإشراك ( ع ) الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة ( ع ) أربعون حديثا في فضائل الحج والعمرة ( ع ) إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ ( ف ) الإكسير في أصول التفسير ( ف ) إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة ( ع ) الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح ( ع )
الباء الموحدة
بدور الأهلة من ربط المسائل بالأدلة ( ف ) بغية الرائد في شرح العقائد ( ف ) البلغة إلى أصول اللغة ( ع ) بلوغ السول من أقضية الرسول ( ع )
التاء الفوقانية
(تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي - صلى الله عليه و سلم - ( ه )
الثاء المثلثة
ثمار التنكيت في شرح أبيات التثبيت ( ف ) . ( 3 / 276 )
الجيم
الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة ( ع )
الحاء المهملة
حجج الكرامة في آثار القيامة ( ف ) الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون ( ع ) حصول المأمول من علم الأصول ( ع ) الحطة بذكر الصحاح الستة ( ع ) حل الأسئلة المشكلة ( ف )
الخاء المعجمة
خبية الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان ( ع )
الدال المهملة
دليل الطالب إلى أرجح المطالب ( ف )
الذال المعجمة
ذخر المحتي من آداب المفتي ( ع )
الراء المهملة
رحلة الصديق إلى البيت العتيق ( ع ) الروضة الندية شرح الدرر البهية ( 3 / 277 ) ( ع ) رياض الجنة في تراجم أهل السنة ( ع )
السين المهملة
السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم ( ع ) وهو القسم الثاني من هذا الكتاب : ( سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند ) ( ف )
الشين المعجمة
شمع انجمن در ذكر شعراء زمن ( ف )(1/3160)
الصاد المهملة
الصافية في شرح الشافية ( ف ) في علم الصرف
الضاد المعجمة
ضالة الناشد الغريب من بشرى الكئيب في شرح المنظوم المسمى : ( بتأنيس الغريب ) ( ف )
الظاء المعجمة
ظفر اللاضي بما يجب في القضاء على القاضي ( ع )
العين المهملة
العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة ( ع ) العلم الخفاق من علم الاشتقاق ( ع ) عون الباري بحل أدلة البخاري ( ع ) أربع مجلدات . . ( 3 / 278 )
الغين المعجمة
غصن البان المورق بمحسنات البيان ( ع ) غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري ( ه )
الفاء
فتح البيان في مقاصد القرآن ( ع ) أربع مجلدات فتح المغيث بفقه الحديث ( ه ) الفرع النامي من الأصل السامي ( ف )
القاف
قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل ( ع ) قضاء الأرب من مسألة النسب ( ع ) قطف الثمر من عقائد أهل الأثر ( ع )
الكاف
كشف الالتباس عما وسوس به الخناس في رد الشيعة ( بالهندية )
اللام
لف القماط على تصحيح بعض ما استعملته العامة من الأغلاط ( ع ) لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان ( ع )
الميم
مثير ساكن الغرام إلى روضات دار السلام ( ع ) مراتع الغزلان من تذكار أدباء الزمان ( ع ) مسك الختام من شرح بلوغ المرام ( ف ) مجلدان ضخيمان منهج الوصول إلى اصطلاح أحاديث الرسول ( ف ) الموعظة الحسنة بما يخطب به في شهور السنة ( ع ) . ( 3 / 279 )
النون
نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان ( ع ) نيل المرام من تفسير آيات الحكام ( ع )
الواو
الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم وهو القسم الأول من هذا الكتاب ( ع )
الهاء
هداية السائل إلى أدلة المسائل ( ف )
الياء
يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار ( ع )
وهذا آخر ذكر الكتب المؤلفة إلى هذا التاريخ (
قال المحقق : ويرمز حرف ( ع ) إلى أن المؤلف هو باللغة العربية وحرف ( ف ) بالفارسية وحرف ( ه ) بالهندية )(1/3161)
--------------------------------------------------------------------------------
ثم اتفق أنه أتحف إلى حضرة السلطان المعظم : عبد الحميد خان - ملك الدولة العثمانية - تفسيره : ( فتح البيان في مقاصد القرآن ) وكتب إليه كتابا في ذلك فجاء إليه من بابه العالي المثال الغالي جوابا عليه مع نشان الدرجة الثانية المسمى ( بمجيدية ) ويقال له : ( ارنجي ) بالتركية
وورد مكتوب من السيد : خير الدين باشا الصدر الأعظم مع كتاب : ( أقوم المسالك في أحوال الممالك ) هدية منه إليه وهذه نسختهما : ( 3 / 280 )
افتخار الأعالي والأعاظم مستجمع جميع المعالي والمفاخم صديق حسن خان - دام علوه - زوج سيدة المخدرات إكليلة المحصنات شاهجان بيكم - دامت عصمتها - التي هي من نوابة هند رئيسة خطة بهوبال اتصفت ذاته العالية الصفات بالأوصاف التي تمدح وتقبل لنا في حق كرامته اعتبار وتوجه سلطاني وقد سلمنا جنابه للدلالة على ذلك من جانبنا السني الجواب السلطاني قطعة نشان ذي الشان من الرتبة الثانية وأصدرنا إليه هذه البراءة العالية الشان حرر في اليوم العشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وألف . انتهى
وقد هناه على ذلك جمع جم من أهل العلم وأرخ له المؤرخون من شعراء الرياسة منها : قصيدة الشيخ الأديب والسفير اللبيب : محمد حسن بن محمد إسماعيل الدهلوي المتخلص : بالفقير أولها :
تجلى لنا نور الهنا ووفى البشر ... ومن زهر أفنان الورى عبق النشر
وعندل طير الأنس في روضة المنى ... على فنن الأفراح وانشرح الصدر
وهذه القصيدة بتمامها مع الكتابة التي كانت على اسم حضرة السلطان محررة في تاريخ بلدة بهوبال المحمية - صانها الله وإيانا عن كل رزية وبلية بجاه نبيه المصطفى خير البرية صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه كل بكرة وعشية .
وقول أيضاً في أبجد العلوم عن رؤيا مباركة رآها :(1/3162)
والعبد الضعيف أيضا رأى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في الرؤيا ببلدة قنوج رأيته جالسا على سرير تحته يجري الماء الصافي فسلمت عليه وجلست على طرف من السرير موضع الحاشية أدبا منه - صلى الله عليه و سلم - مقبلا إليه فقال قولا لم أفهمه حق الفهم لكن قلت في جوابه : أين أنا من هذه الرتبة ؟
ورأيت أن وراء ظهره - صلى الله عليه و سلم - عمارة كالحمام وقلة من رمان فأخذ رمانين منها وجاء إلي وأعطانيهما بيده الشريفة فتناولتهما ووقع لي ذهول ما في أثناء هذا الحال ثم أفقت ورأيت عمارة المدينة المنورة كأنها عمران قديم وديار بالية وسكك خالية ثم تيقظت والعين تجري بدموع وفي القلب من الراحة والسكينة مالا يعلمه إلا الله ثم تأملت في التأويل فوجدت أن الرمانين عبارة عن : العمل بالكتاب والسنة أو السفر إلى الحرمين الشريفين وقد وقع ما أولت - ولله الحمد - ونظمت هذه الرؤيا في أبيات أولها :
رأيت رسول الله في النوم ليلة ... وقد كنت مشتاقا إليه متيما
إلى آخر الأبيات....
---
أبو محمد الظاهرى
01-23-2007, 12:59 AM
وهذا ملف به ترجمة كاملة للإمام وثبت بكتبه كتبه بنفسه في أبجد العلوم...كذلك ترجمة ومؤلفات كل من أبيه وأخيه وولديه ...رحم الله الجميع
---
محمد بن مزهر
01-25-2007, 06:44 AM
حبذا لو أتحفنا أحد الأخوة بدراسة عن تفسير الشيخ صديق (فتح البيان) من حيث المنهج والطريقة والطبعات التي صدرت له ومنزلته بين كتب التفسير واهتمام العلماء به ............ألخ.
وقد عرفت هذا التفسير من نقول عنه في تفسير الشيخ فيصل آل مبارك رحم الله الجميع (توفيق الرحمن في دروس القرآن)حيث نقل عنه غير مرة.
وفق الله الجميع.
---
عبدالرحمن السديس
01-26-2007, 12:13 AM
حبذا لو أتحفنا أحد الأخوة بدراسة عن تفسير الشيخ صديق (فتح البيان) من حيث المنهج والطريقة والطبعات التي صدرت له ومنزلته بين كتب التفسير واهتمام العلماء به ............ألخ.
.(1/3163)
بارك الله في الجميع
كنت قد اقتنيت كتابه قبل بضعة عشر سنة؛ إذ شدني ما كتب على طرته : أنه يغني عن جميع التفاسير ولا تغني جميعها عنه !
فلما قلبته؛ فإذا هو شبه نسخة مغيرة العنوان من تفسير الشوكاني فتح القدير ! ومن قابل بينهما أدرك .
والله أعلم .
---
(1/3164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقال نسوة في المدينة
---
وقال نسوة في المدينة
---
sun^pal
05-01-2004, 01:27 AM
السلام عليكم
ارجو من الأخوة بارك الله فيهم وفي جهودهم وعلمهم بيان التفسير اللغوي لهذه الآية وبالأخص كلمة قال
لماذا لم يقل قالت وبيان وجهها في العربية
وبارك الله فيكم
---
أحمد البريدي
05-02-2004, 12:04 AM
قال ابن عطية : ذكّر الفعل المسند إلى النسوة لتذكير اسم الجمع و " النسوة " جمع قلة لا واحد له من لفظه وجمع الكثرة نساء .اهـ
ولذا في كلام العرب يجوز قال النسوة وقالت النسوة بإثبات التاء وحذفها .
---
رفاه زيتوني
05-02-2004, 01:11 AM
سؤال مماثل سابق
سؤال في سورة يوسف
السلام عليكم ورحمة الله
أود أن أسأل عن سبب ورود كامة قال بدلا من قالت في سورة يوسف في قوله "وقال نسوة"
وجزاكم الله خيرا
أجاب الأستاذ محمد إسماعيل عتوك
بسم الله الرحمن الرحيم
يجوز تذكير الفعل، وتأنيثه إذا كان الفاعل جمع تكسير، أو مؤنثًا مجازيًا، أو فصل بينه وبين الفعل فاصل0
وعلى هذا يقال: قام رجال، وقامت رجال0
وطلع الشمس، وطلعت الشمس0
وخطب في القوم فتاة، وخطبت في القوم فتاة0
والنساء، والنسوان، والنسوة جمع ( المرأة ) من غير لفظها، كالقوم في جمع( المرء)0 ولهذا جاز أن يقال: قال نسوة، وقالت نسوة00 فإن تقدم الفاعل على الفعل، وجب تأنيث الفعل؛ نحو قوله تعالى:(ما بال النسوة التي قطعن أيديهن ).
---
(1/3165)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جهالات "الباز" وقصة الهجوم على "أبو هريرة" (1) ـ أشرف عبد المقصود
---
جهالات "الباز" وقصة الهجوم على "أبو هريرة" (1) ـ أشرف عبد المقصود
---
أبوأحمدعبدالمقصود
04-13-2007, 06:34 AM
جهالات "الباز" وقصة الهجوم على "أبو هريرة" (1) ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود : بتاريخ 9 - 4 - 2007
في جريدة " الفجر " لعادل حمودة : كتب جاهل مستهتر يدعى محمد الباز – وهو أحد المرضى بعناوين الإثارة ونشر الأكاذيب - مقالا حقيرا فاجرًا عن الصحابي الجليل " أبو هريرة " رضوان الله عليه ، تحت عنوان : ( سقوط أكبر راوي لأحاديث الرسول ) جمع فيه كل شيء من الأكاذيب والأباطيل وفاحش القول التي يروج لها أعداء الصحابة ، وما أملاه هواه ودفعه إليه حقده وفكره السقيم وجهله المركَّب !!
فأمثال هذا الجهول وغيره ممن يُنَقِّرون في سفينة ديننا – على حد تعبير أديب العربية الرافعي رحمه الله - ليس عندهم أي فكر ولا يحزنون ، وإنما هم قنطرة من خلالها يُنشر الكذب على الصحابة لتشويه صورتهم ، كما أنهم تجار إثارة ، يبيع واحدهم أي شيئ وكل شيئ من أجل كسب صحفي رخيص أيا كان الثمن وأيا كانت الحرمات المنتهكة . بل زاد الطينة بلة أننا رأينا هذا "الباز" في الفترة الأخيرة وقد نصَّب نفسه مفتيا للمسلمين ليتحدث في الشريعة الإسلامية بجهل عميق ؛ فكتب ثلاث مقالات يدعو فيها المرأة الحائض للصلاة والصوم ويعد ذلك اجتهادًا راجع كتابه " الإسلام المصري " ص ( 149- 167 ) .
وكأن هذا المسكين يُهِمُّه أمر الصلاة والصوم والعبادة أو حتى أمر المرأة المسلمة المتدينة كله ، فيريد منها أن تصوم وتصلي وهي حائض !!
* * * *(1/3166)
وكنا قد تعرَّضنا بمصر منذ عدة شهور لحملة منظمة على أم المؤمنين عائشة وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم : أبو هريرة والمغيرة بن شعبة وصحيح البخاري , وقمنا بالرد على جهالات بعض الصحفيين آنذاك ، ونشرت بموقع المصريون .. واليوم يتكرر الطعن في أبي هريرة مرة ثانية . أتدرون ما هو السبب ؟ السبب يتضح من عنوان مقال الجاهل المذكور : ( سقوط أكبر راوي لأحاديث الرسول ) فإسقاط أبي هريرة إسقاط لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم !!
ولذلك جاء في آخر مقالة ذلك الجاهل ما يؤكد ذلك حيث يقول : (( علماء الحديث يحتجون بأنه إذا فسد السند فسد المتن أي إذا فسد راوي الحديث الذي يتحدث عن الرسول فسد الكلام الذي يقوله )) اهـ . هذا هو ما يريدونه بالضبط ، إسقاط السُّنَّة النبوية المطهرة .
وحتى يكون الرد موضوعيا ويستفيد منه من يتشكك من المسلمين ومن يقرأ أمثال هذه المقالات العفنة التي تؤدي بصاحبها لازدراء الصحابة قدوتنا وأسوتنا بعد رسول الله ؛ فقد رأيت أن أقصر ردِّي على ما جاء في مقالة المدعو الباز في حلقتين : الأولى : من أين يستقي هؤلاء هذه الأباطيل عن أبي هريرة , والثانية : رد الأكاذيب التي يرددها هذا الجهول وأمثاله على أبي هريرة , وربما أعود لاحقا لتفنيد الشبهات على سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه
* * * *
من أين يستقي هؤلاء هذه الأباطيل عن أبي هريرة ؟
إذا كان الطعن في الصحابة موجودا من قديم ، وحاملو اللواء في هذا الباب معروفون ، فإننا نريد أن نكشف عن قصة تجدد الطعون في عصرنا هذا ، وتحديدًا في الفترة الأخيرة من نهاية القرن الماضي ، فالقارئ الكريم لابد وأن يحيط علما بالخيط من بدايته إلى نهايته ، وحتى يكون الموضوع على بصيرة ونور نتعرف معا على القصة باختصار شديد تتلخص في الآتي :(1/3167)
1- حاول الشيعة أن ينفذوا لمصر من خلال إقامة دور للتقريب بين السُّنَّة والشيعة بمصر . فأنشئوا باحتيال دارًا للتقريب . وكان من بين الداعين لها آيتهم المدعو " عبد الحسين العاملي " والذي كشف مقصده الخبيث الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله حيث يقول السباعي : ( في عام 1953 زُرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة ، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السُّنَّة وأن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب . وكان عبد الحسين رحمه الله متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها ، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السُّنَّة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة ، ثم زُرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسين وتجار وأدباء لهذا الغرض ، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة ، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم .. وعلمت بما جاء فيه مما جاء في كتاب أبي رية من نقل بعض محتوياته ومن ثناء الأستاذ عليه لأنه يتفق مع رأيه في هذا الصحابي الجليل) اهـ . " ثم ذكر السباعي أن العاملي انتهى في كتابه إلى القول " بأن أبا هريرة رضي الله عنه كان منافقا كافرا وأن الرسول قد أخبر عنه بأنه من أهل النار " . يقول السباعي (( ولما كان أبو رية قد أثنى على هذا الكتاب ومؤلفه فإنه يكون موافقا لمؤلفه في تلك النهاية التي انتهى إليها رأيه في أبي هريرة .ونعوذ بالله من الخذلان وسوء المصير )) . السُّنَّة ومكانتها في التشريع " ص ( 9 ) .(1/3168)
2- والناظر لمؤلفات هذا العاملي الأخرى يتبين له الخبث الشديد في دعوته ، فهو صاحب كتاب " المراجعات " الذي كذب فيه على شيخ الأزهر السابق سليم البشري ، وادعى زورا وبهتانا عليه أنه أرسل إليه رسائل كثيرة ـ دون أي توثيق أو أي صور خطية لهذه الرسائل ـ مدعيا في نهاية الكتاب أن البشري أقر بصحة مذهب الشيعة وتحول إليه وترك مذهب السُّنَّة . ومما يؤكد إفكه : أن أول طبعة لكتابه هذا نشرت عام 1355هـ بصيدا . أي بعد عشرين سنة من وفاة الشيخ سليم البشري المتوفى سنة 1335هـ ولم تنشر في حياته .
ففي الوقت الذي كان فيه المدعو " عبد الحسين العاملي " وإخوانه الشيعة يلبسون على الناس بدعوى التقريب بين الشيعة والسُّنَّة نشر هذا العاملي كتابه المسمى ( أبو هريرة ) والذي جمع فيه الشيعي كل النقائص والأكاذيب عن أبي هريرة ، ثم تلقف مافيه المدعو محمود أبو رية فصنف كتابه ( أبو هريرة شيخ المضيرة ) ثم أفصح أبو رية عن مقصده من إسقاط السُّنَّة بكتاب آخر سماه ( أضواء على السُّنَّة ) . فراجت هذه الأفكار – لا سيما عند بعض الأدباء الذين لا يعنيهم إلا جمال التعبير دون التوثق من الكلام – فانتشرت بعض هذه الأباطيل هنا وهناك .(1/3169)
3- واليوم في ظل الهجمة الشيعية الشرسة على السُّنَّة راح الشيعة من جديد ينشرون الكتب وينشئون المواقع الالكترونية التي تطعن في أصحاب النبي ، ويستكتبون بعض المرتزقة من أذنابهم ممن تشيعوا . وبالتوازي مع دعوتهم من جديد للتقريب بين المذاهب والتي تفسح المجال لهم في نشرمذهبهم في عقر دارنا . لقد جرب الشيعة تشويه صورة الصحابة فاستكتبوا أذنابهم الكبار بمصر أمثال الورداني والتعيس بل كتب لهم الكثير من المؤلفات ، فلم يفلحوا ولم تنجح دعوتهم . فنشر كل واحد منهما أكثر من عشرين كتابا تطعن في الصحابة وتشوه صورتهم وتنقل أكاذيب أسيادهم ! . واليوم يجربون طريقة أخرى باستكتاب صحف الإثارة والارتزاق : فيستغلون أي مناسبة للانقضاض على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة معاوية وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وأبو هريرة . فأصبح الأمر معتادًا أن ترى بين الحين والآخر الهجوم البذيئ على الصحابة ، ونقل الصفحات الكاملة من المواقع الشيعية على الانترنت لصفحات الجرائد !! .
4- وامتدادا لهذا المخطط الخبيث جاء دور دعاة الشهرة والارتزاق . فقد صرح المدعو " محمد الباز " كاتب مقالة السوء عن أبي هريرة ومفصحا عن مصدره ، فذكر : أن صاحبا له أرسل له كتاب أبي رية فيقول : ( أرسل لي أيمن كتابا يكاد يكون مجهولا لا يعرفه الكثيرون عن ( شيخ المضيرة أبي هريرة ) كتبه محمود أبو رية حاول أن يكشف فيه التاريخ الحقيقي لأبي هريرة لم يستعن فيه بروايات آخرين لكنه أخذ من كلام أبي هريرة نفسه .. ) اهـ .
فالقصة كما ترون تعود من جديد إلى كتاب " عبد الحسين العاملي الشيعي " عن أبي هريرة والذي تلقف ما فيه من أكاذيب أبورية كما تقدم ، وعنه ينقل لنا صعلوك الإثارة ، ولكن يضيف مع نقوله العفنة البذاءة وقلة الأدب في حق الصحابي الجليل !! .
والتي لا يغفل عنها رب الأرض والسماء !(1/3170)
5- وهؤلاء الجهلة الأوباش أمثال هذا الدعي عندهم من االأساليب الماكرة الشيء الكثير ، والتي يستخدمونها لمن يرد باطلهم ؛ فتجد الواحد من هؤلاء إذا وجد من يخرسه أو يسكته سارع بالصياح والضجيج : هؤلاء يكفرونني ! هؤلاء يحرضون على قتلي ! هؤلاء وهَّابيون !
الشيعة الآن أيها السادة ينفذون لمصر من عدة طرق منها صحف الإثارة والارتزاق ، وبأي سبيل مرتزقة الإثارة - بعلم وبغير علم - ينفذون المخطط . فكم استفاد هؤلاء من وراء عمليات العنف التى كانت تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية ، فيظهرون للناس بمظهر الرافض للإرهاب والعنف وفي الوقت نفسه يستغلون الأحداث للهجوم على ثوابتنا وعقيدتنا ، ويمررون وينفذون باطلهم ، فإذا ما رد باطلهم أحد صنفوه في خانة الإرهاب والعنف !! مع أن الكثير من كتابات هؤلاء تصب في خانة الخروج على الحكام بالعنف والإرهاب !!
5- وقد ردَّ العلماء رحمهم الله على أكاذيب أبي رية بمؤلفات كثيرة : منها : " ظلمات أبي رية أمام أضواء السُّنَّة المحمدية " للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله . و " الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السُّنَّة من الزلل والتضليل والمجازفة " للشيخ العلامة المعلمي اليماني رحمه الله . و( دفاع عن السُّنَّة ) للشيخ محمد محمد أبو شهبة رحمه الله . و " دفاع عن أبي هريرة " لعبد المنعم صالح العزي . و " أبو هريرة راوية الإسلام " لمحمد عجاج الخطيب . و " مختصر البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان " بقلم عبد الله بن عبد العزيز بن علي الناصر . فليرجع إليها من شاء .
تتمة : بذكر طرف يسير من مناقب أبي هريرة رضي الله عنه(1/3171)
- حفظ القرآن واعتنى به وتعلمه وأخذه عرضا عن أبي بن كعب ( غاية النهاية لابن الجزري 1 / 270 ) بل إن القراءة الأكثر شهرة عند المسلمين وهي قراءة الإمام نافع مدارها على أبي هريرة رضي الله عنه وظاهر كلام الحافظ ابن الجزري أنه لا يشاركه فيها أحد فيقول : (( تنتهي إليه قراءة أبي جعفر ونافع )) اهـ فإسقاط " أبو هريرة " إسقاط لقراءة كلا من نافع وأبي جعفر اللهم احفظنا من الفتن !
- كان متعبدا زاهدا ، بارا بأمه حين تمنى إسلامها وأسلمت وكان سببا في إسلامها ( القصة في صحيح مسلم ) .
- كان كريما اشتهر بعتقه للعبيد وإحسانه لمواليه وكفالته للأيتام . فأعتق الأغر بن سليك أبا مسلم المدني بالاشتراك مع أبي سعيد الخدري ( التاريخ الكبير للبخاري 1 / 44 ) . وكفل اليتيم معاوية بن معتب وكان في حجره وعلمه مما يعلم حتى صار أحد التابعين الرواة ( المسند لأحمد 2 / 307 ، 518 ) .
- كان أبو هريرة طليق الوجه يألف ويؤلف فيه دعابة ، حسن البشر إذا لقي الغير , وقد استعل الطاعنون فيه هذه الدعابة فاتهموه بأنه كان ضعيف العقل مهذارا . فالمزاح لم يكن خلقا معيبا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه .
- كان أبو هريرة ممن يتثبتون في الفتوى وأهلا لها . ( الأحكام في أصول الأحكام لابن حزم 5 / 92 ) .
- لقد وثق النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة حين سأله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث " رواه البخاري . وأقر له صلى الله عليه وسلم بالخير كما روى الترمذي وقال حسن صحيح غريب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ممن أنت ؟ قال : من دوس . قال : ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير . ودعا له صلى الله عليه وسلم بالحفظ ( البخاري ) .(1/3172)
- أما الصحابة الكرام فتتابعوا على توثيقه فهذا ابن عمر يقول ( يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله وأحفظنا لحديثه ) ( الترمذي وقال : حديث حسن ) . وهذا ابن عباس يروي عنه كما في صحيح البخاري , وجمع غفير من الصحابة الكبار منهم جابر بن عبد الله وأبو أيوب الأنصاري ، وعبد الله بن الزبير ، وأنس بن مالك يروون عنه .
- وهذه أم المؤمنين عائشة تجلسه في مجلسها ( التاريخ الكبير للبخاري 1 / 21 ) بل هو الذي صلى عليها ( التاريخ الصغير للبخاري ص 52 ) وحمل جنازة حفصة ( المستدرك للحاكم 4 / 15 ) .
- وأثناء فتنة القتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كان أبو هريرة رضي الله عنه من المعتزلين وكان موقفه حياديًا كما كان موقف رهط من أكابر الصحابة رضي الله عنهم .
- شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كما في صحيح البخاري ، كما شهد غزوة ذات الرقاع كما في البخاري ، وشهد إجلاء يهود المدينة ، وشهد الفتح الأكبر وحنين والطائف ،وشهد تبوك ، وشهد غزوة مؤتة ، واشترك في قمع المرتدين وشهد اليرموك وغزوات أرمينية وجهات جرجان .وهذا مبسوط في كتب السيرو وكتب السُّنَّة ومشهور . بينما نرى الكذابين الأفاقين ينفون جهاده فيقو الأفاك المفتري محمد الباز الذي يقول : (( إن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أوسرية لم يحمل سيفا كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شرا رجل قضى كل حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه ، لم يتعفف ولم يحفظ كرامته )) اهـ سبحانك هذا بهتان عظيم . أسأل الله تعالى أن يعيذنا من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن , وأن ينصر الإسلام ويعلي كلمة الحق آمين .
- وإلى الحلقة التالية بإذن الله .
أشرف عبد المقصود
bokhary@yahoo.com
نقلا عن جريد المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=32786
---
(1/3173)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة دون تدبر ؟.
---
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة دون تدبر ؟.
---
المسيطير
09-26-2006, 01:17 AM
قال الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى في درس له بعنوان :" من مسائل القيام والتراويح والإعتكاف " :
ذُكر عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه سُئل :
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال :
أيهما أفضل : درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة ؟ .
فكان هذا السؤال موضحا لإجابة السؤال .
وهذا نص ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
والصواب في المسألة أن يقال :
إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا
وثواب كثرة القراءة أكثر عددا .
فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا .
والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .
وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " كان يمد مدا ".
وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبك .
وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال : " رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن " .
1-323 زاد المعاد
---
عمر المقبل
09-26-2006, 11:56 AM(1/3174)
الظاهر من أحوال أئمة الصحابة كابن مسعود ،وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ تفضيل القراءة بالتدبر ـ ولو قلّت ـ على القراءة الكثيرة من غير تدبر ،وهذا مذهب مجاهد رحمه الله .
والملاحظ أن كثرة القراءة إنما بدأت تظهر بشكل واضح وظاهر بعد قرن الصحابة رضي الله عنهم .
---
محمود الشنقيطي
09-26-2006, 05:25 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الجواب السابق -في نظري- لمن كان يحسن تدبر القرآن والتأثر به على مراد الله منه,بحيث تزداد عظمة الله في قلبه ويزداد طمعه في رحمته وخوفه من عذابه و ينفعه الوعد والترغيب,فيجتهد في العمل والتقرب للمولى سبحانه,ويردعه الوعيد والترهيب فيتجافى عن الوقيعة في ما يسخط الله ويغضبه,ويظل هذا الشعور المتولد من تدبره لكلام الله وقراءته ملازماً له كلما مرَّ بما يحمل الوعد والوعيد والتعظيم والتقديس لله من آيات القرآن..
أما من كان لا يحسن ذلك التدبر المثمر فالظاهر -في نظري القاصر-أن الأكمل له أن يكرر ختم القرآن بمجرد القراءة كعوام المسلمين ومن لا يفهم اللغة العربية,لأن الثمرة المرجوة هي الأجر وتكثير الحسنات,ولو كان أجر الأول الذي هو المتدبر سيكون أعظم لما يعقبه من أعمال عظيمة والله تعالى أعلم..
---
أحمد البريدي
09-26-2006, 05:38 PM
ألا يمكن الجمع بينهما , فيقرأ متدبراً أحياناً خاصة في أوقات خلو البال من المشاغل , ويكثر من القراءة إذا لم ينشط للتدبر .
---
المسيطير
09-28-2006, 11:32 AM
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء .
وبخصوص الجمع بين القراءة بالتدبر والقراءة بدونه :
ذُكر لي عن إمرأة - تعيش بيننا - كانت لها قراءتان :
- قراءة السرد أو الحدر : وتختم القرآن في كل شهر مرة أو مرتين .
- قراءة التدبر : وقد استغرقت فيها ما يقارب الـ ( 16 ) سنة .
--
---
د. أنمار
09-29-2006, 02:20 AM(1/3175)
والملاحظ أن كثرة القراءة إنما بدأت تظهر بشكل واضح وظاهر بعد قرن الصحابة رضي الله عنهم .
مع التأكيد بأنه كان من الصحابة من يختم في كل ليلة كعبد الله بن عمرو ومراجعته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى صار يختم كل ثلاث ليال
وعثمان رضي الله عنه ختم في ركعة
وغيرهم كثير كما تجده مسطرا في كتاب الأذكار وسنن الترمذي
---
نواف الحارثي
09-29-2006, 01:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لقد ذكر النووي كلاما عن أحوال السلف الصالح في تلاوتهم للقرآن الكريم ، وتطرق للمسألة السابقة ، وهذا نص كلامه وإن كان فيه شيء من الطول لكن من أجل الفائدة :
((ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها ، وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم في كل ست وعن بعضهم في كل خمس وعن بعضهم في كل أربع وعن كثيرين في كل ثلاث وعن بعضهم في كل ليلتين وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ومنهم من كان يختم ثلاثا وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار ! فمن الذين كانوا يختمون ختمة في اليوم والليلة : عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سُليم بن عتر رضي الله عنه -قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه -فروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في كل ليلة ثلاث ختمات . وروى أبو عمر الكندي في كتابه في "قضاة مصر" أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات .(1/3176)
وقال الشيخ الصالح أبو عبدالرحمن السلمي رضي الله عنه سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة .
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زادان -من عباد التابعين رضي الله عنه -أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وشيئاً ! وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل .
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان .
وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان .وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن .
وأما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم ، فمن المتقدمين : عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة .
وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبدالله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين كعبدالرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله .
والاختيارأن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له به كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة )) أ . هـ التبيان في آداب حامل القرآن .(1/3177)
والذي يظهر من هذا أن السلف كانوا يستغلون الأوقات الفاضلة كرمضان وعشر ذي الحجة في القراءة لتحصيل الأجر المترتب على القراءة فقط (من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) ولم يذكر في الحديث أن الأجر مترتب على التفكر وإنما هو على القراءة .
وقد ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير في محاضرة له بأنه يعرف من يصلي الفجر ثم يتكئ على سارية المسجد فما يؤذن المؤذن للظهر إلا وقد ختم القرآن !
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته . آمين
---
(1/3178)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال يا أهل التفسير..
---
سؤال يا أهل التفسير..
---
ابن الجزيرة
06-13-2006, 08:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في المكتبة الإسلامية تفسير بإسم ( أيسر التفاسير لأسعد حومد ) حبذا من عنده علم عنه سواء عن الكتاب أو المؤلف أن يضيفه هنا, وبارك الله في الجميع .
---
ابن الجزيرة
06-15-2006, 02:42 AM
هل من إفادة شيوخنا الكرام .
---
منصور مهران
06-15-2006, 03:25 AM
قرأت هذا التفسير الميسر منذ نحو عشر سنوات في طبعته الثانية التي صدرت سنة 1992 م في مجلين ، ووجدت المؤلف يجعل الصفحة على نهرين ، الأيمن منهما جُعلت فيه الآيات بالرسم العثماني وكل آية تكون بدايتها في سطر جديد ، والأيسر للمعاني . والتفسير ميسر ويصلح لكل مسلم في أي مستوى علمي ، والمؤلف سلفي النزعة فلم يقحم كلامه فيما يخالف ما ورد عن سلف الأمة ، وأفسح لمن شاء المزيد أن يبحث في المطولات حسب التخصص الذي يعنيه ، وبالله التوفيق .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2006, 03:48 AM
الأمر كما ذكر الشيخ الكريم منصور مهران وفقه الله
وقد اطلعت على مواضع من هذا التفسير فوجدته كما ذكر . وقد رأيته ينقل من تفسير ابن كثير في كثير من المواضع .
وهذه بعض النقولات منه :
1- ( { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }(البقرة : 159)(1/3179)
( 159 ) - يُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى بِاللَّعْنَةِ الذِينَ يَكْتُمُونَ الحَقَّ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ إِلى النَّاسِ فِي كُتُبِهِ مِنَ الدِّينِ الصَّحِيحِ ، وَالهُدَى النَّافِعِ ، وَيَقْصُدُ بِهِمْ أَهْلَ الكِتَابِ ، الذِينَ كَتَمُوا صِفَةَ النَّبِيِّ التِي وَرَدَتْ في كُتُبِهِمْ ، وَمَا بَشَّرَتْ بِهِ هذِهِ الكُتُبُ مِنْ قُربِ مَبْعَثِ نَبِيٍّ عَرَبيٍّ ، يُؤْمِنُ بِاللهِ ، وَيُؤْمِنُ لِلمُؤْمِنينَ . فَهؤُلاءِ الذِينَ يَكْتُمُونَ دِينَ اللهِ وَأَوامِرَهُ عَنِ النَّاسِ لِيُضِلُّوهُمْ ، وَيَصْرِفُوهُمْ عَنِ الحَقِّ ، فَإِنَّ الله يَلعَنُهُمُ ، وَتَلْعَنُهُمُ المَلاَئِكَةُ والمُؤْمِنُونَ ( الَّلاعِنُونَ ) .
( وحُكْمُ هذِهِ الآيةِ يَشْمَلُ كُلَّ مَنْ كَتَمَ عِلْماً فَرَضَ اللهُ بَيَانَهُ لِلناسِ ، وَلِذلِكَ قَالَ الأَئِمَّةُ : إِنَّ الذِي يَرَى حُرُمَاتِ اللهِ تُنْتَهَكُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ ، وَالدِّينَ يُداسُ جَهَاراً بَيْنَ يَدَيهِ ، وَالضَّلاَلَ يَغْشَى الهُدَى ، ثُمَّ هُوَ لاَ يَنْتَصِرُ لِدِينِ اللهِ يَكُونُ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّونَ وَعِيدَ اللهِ ) .
يَلْعَنُهُمْ - يَطْرُدُهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ .)
2- ( { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (الأعراف: 54)(1/3180)
( 54 ) - يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فِي الوُجُودِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ : السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِما وَمَا بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْشِ اسْتِواءً يَليقُ بِجَلاَلِهِ ، وَأَخَذَ يُدَبِّرُ أَمْرَهُمَا ، فَيُتْبعُ اللَّيْلَ النَّهَارَ ، فَيَغْشَى الوُجُودَ بِالظُّلْمَةِ ، وَيُتْبعُ النَّهارَ اللَّيْلَ ، فَيَغْشَاهُ بِالضِّيَاءِ ، يَتَتَابَعَانِ سَرِيعاً ، لاَ يَتَأَخَّرُ أَحَدُهُما عَنِ الآخَرِ ، وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنَّجُومُ كُلُّهَا تَسِيرُ مُسَخَّرةً ، بِأَمْرِ رَبِّهَا ، وَمُنْقَادَةً لِحُكْمِهِ ومَشِيئَتِهِ ، وَللهِ الأَمْرُ وَالمُلْكُ وَالتَّصَرُّفُ ، وَهُوَ رَبُّ العَالَمِينَ .
وَنَسُوقُ هُنَا مَا قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ حَوْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ ) : ( نَسْلكُ فِي هَذا المَقَامِ مَذْهَبَ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَهُوَ إِمْرَارُهَا كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَكْييفٍ وَلاَ تَشْبيِهٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ ، وَالظَّاهِرُ المُتَبَادِرُ إلَى أَذْهَانِ المُشَبِّهِينَ مَنْفِيٌّ عَنِ اللهِ ، فَإِنَّ اللهَ لا يُشْبِهُهُ شَيءٌ ( وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ ) . وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الخُزَاعِيُّ شَيْخُ البُخَارِيِّ : ( مَنْ شَبَّهَ اللهُ بِخَلْقِهِ كَفَرَ ، وَمَن جَحَدَ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَيْسَ فِيمَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ وَلاَ رَسُولهُ تَشْبِيهٌ ، فَمَنْ أَثْبَتَ مَا وَرَدَتْ بِهِ الآثَارُ الصَّرِيحَةُ وَالأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ عَلَى الوَجْهِ الذِي يَلِيقُ بِجَلاَلِهِ ، وَنَفَى عَنِ اللهِ النَّقَائِصَ فَقَدْ سَلَكَ سَبيلَ الهُدَى ) . )(1/3181)
3- ( { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا }(الإسراء:16)
( 16 ) - فِي قِرَاءَةٍ ( أَمَرْنَا ) وَجْهَانِ :
( أَمَرْنَا بِالتَّخْفِيفِ - وَهُوَ المَشْهُورُ فِي قِرَاءَتِهَا : فَمِنْ قَائِلٍ : إِنَّ المَعْنَى هُوَ أَنَّهُ إِذَا دَنَا تَعَلُّقِ إِرَادَتِنَا بِإِهْلاَكِ قَرْيَةٍ بِعَذَابِ الاسْتِئْصَالِ لِمَا ظَهَرَ فِيهَا مِنَ المَعَاصِي ، وَلَمَّا دَنَّسَتْ بِهِ نَفْسَهَا مِنَ الآثَامِ ، لَمْ يُعَاجِلْهَا اللهُ تَعَالَى بِالعُقُوبَةِ ، بَلْ يَأْمُرُ مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ فَإِذَا فَسَقُوا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ، وَتَمَرَّدُوا ، حَقَّ عَلَيْهِمُ العَذَابُ لارْتِكَابِهِمُ الكَبَائِرَ وَالفَوَاحِشَ ، فَيَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى بِتَدْمِيرِ تِلْكَ القَرْيَةِ . ( وَخَصَّ اللهُ تَعَالَى المُتْرَفِينَ بِالذِّكْرِ لِمَا جَرَتْ بِهِ العَادَةُ مِنْ أَنَّ العَامَّةَ تُقَلِّدُهُمْ وَتَكُونُ تَبَعاً لَهُمْ ، فِيمَا يَفْعَلُونَ ) .
- وَمِنْ قَائِلٍ بَلْ إِنَّ المَعْنَى هُوَ : أَنَّ اللَه يُسَخِّرُهُمْ لِفِعْلِ الفَوَاحِشِ فَيَسْتَحِقُّونَ العُقُوبَةَ .
- وَأَمَّرْنا - بِتَشْدِيدِ المِيمِ - وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ مَعْنَاهَا سَلَّطْنَا شِرارَهَا فَعَصَوْا فِيهَا ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمُ اللهُ بِالعَذَابِ . وَهذا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى { وكذلك جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا } .
- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضاً : إِنَّ مَعْنَى ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) ، أَكْثَرْنَا عَدَدَهُمْ فَيُؤَدّي ذلِكَ إِلى انْتِشَارِ الفِسْقِ وَالفَسَادِ وَالكُفْرِ ، فَيُهْلِكُكُم اللهُ بِالعَذَابِ .
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا - أَمَرْنَا مُنَعَّمِيهَا بِطَاعَةِ اللهِ .(1/3182)
فَفَسَقُواْ فِيهَا - فَتَمَرَّدُوا وَعَصَوْا وَخَرَجُوا عَنِ الطَّاعَةِ .
فَدَمَّرْنَاهَا - اسْتَأْصَلْنَاهَا وَمَحَوْنا آثَارَهَا .)
4- ( { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (الحج:52)
( 52 ) - أَوْرَدَتْ بَعْضُ كُتًُب التَّفْسِير فِي أًَسْبَاب نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ قِصَّةً غَريبَةً تُعْرَفُ بِقَصَّةِ الغَرَانِيق . والفُرْنُوقُ طَائرٌ أَبْيْضُ . . وَتَقُولُ القِصَّةُ إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ في مَكَّةَ سُورَةَ النَّجْمِ في حُضُور جَمْعٍ مِنَ المُسْلِمينَ والمُشْرِكِينَ فَلَمّا بَلَغَ في قِراءَتِهِ { أَفَرَأَيْتُمُ اللات والعزى وَمَنَاةَ الثالثة الأخرى } أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ ( تِلْكَ الغَرَانِيْقُ العُلَى وإنّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى ) فَقَالَ المُشْرِكُونَ مَا ذَكَرَ آلِهَتَنَا بخَيْر قَبْلَ اليَوْم . فَلَمَّا خَتَمَ السّورَة سَجَدَ وَسَجَدُوا . فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ الله ( صلى الله عليه وسلم ) فَنَزَلَ تَسْلِيَةً لَهُ { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ . . الآيَةَ } .
وَلَكِنَّ عْلَمَاءَ المُسْلِمِينَ الثِّقاتَ ( مِثْلَ القَاضِي عِيَاضٍ والفَخْر الرِّازيَّ والقْسْطَلاَّني وابن إٍِسْحَاقٍ والأمام محمد عبده . . الخ يَقُولُونَ إِنَّه لاَ يَجُوزُ عَلَى النَّبيِّ تَعْظِيمُ الأوْثَانِ . وَلَوْ جَوَّزْنَا ذَلِكَ لارْتفَعَ الأَمَانُ عَن شَرْعهِ ، وَجَوَّزْنَا في كُلِّ واحِدٍ مِنَ الأحْكَامِ والشَّرَائع أَنْ يَكُونَ كَذَلِك أي مَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ . وَيَقُولُونَ إِنَّ هَذِهِ القِصَّةَ مِنْ وَضْع الزَّنَادِقَِ .(1/3183)
وأفْرَدَ عَالِمُ حَلَب الجَليلُ الشَّيْخُ عَبْدُ الله سِرَاجُ الدِّين فَصْلاً مُطَوَّلاً في كِتَابِه ( هَدْي القُرْآن الكريم إلى الحجة والبرهان ) لِنَفِي هَذِهِ القِصَّةِ ، وَتَأْكِيدِ عَدَم جَوَاز وُقُوعِها .
وَيَتَلَخَّصُ رَأْيُ القَائِلين بِنَفْي القِصَّة في الآتي :
1 ) - يَمْتَنِعُ في حَقِّ النَّبيَّ ( صلى الله عليه وسلم ) أَنْ يَتَمِنَّى أَنْ يَنْزلَ عَلَيْهِ شَيءٌ مِنَ القُرْآنٍِ في مَدْح آلِهةٍ غَيْر الله لأنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ . كَمَا يَمْتَنعُ في حَقِّه أَنْ يتَسَوَّدَ الشَّيْطَانُ عَلَيْه ، وَيُشَبِّهَ عَلَيْهِ القُرْآنَ حَتَّى يَجْعَلَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ ، وَيَعْتَقِد النَّبيّ أنّ مِنَ القُرْآنِ مَا لَيْسَ مِنْهُ حَتَّى يُفْهمَهُ جِبْرِيلُ ذَلِكَ .
2 ) - يَمْتَنِعُ بِحَقِّ النَّبيِّ ( صلى الله عليه وسلم ) أَنْ يَقُول ذَلِكَ مِنْ قِبَل نَفْسِهِ عَمْداً أَو سَهْواً ، فَالنَّبيَّ مَعْصًوُمٌ مِنْ جَرَيَانِ الكُفْر عَلَى لِسَانِهِ أوْ قَلْبهِ عَمْداً أََو سَهْواً ، أوْ أَنْ يًَشْتَبِهَ عَلَيْهِ المَلَكُ وَمَا يُلْقِيهِ الشَّيْطَانُ ، أَوْ أَنْ يَكُونَ للشَّيْطَانِ عَلَيْه سَبيلٌ .
3 ) - وَيَقُولُ العَالِمُ الهنْدِيّ مُحَمَّد عَلي إن قِراءةَ الآيَاتِ مُتَسَلْسِلَةً تُظْهِرَ أنْ لَيْسَ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ تُحْشَرَ بَيْنَها آيَاتٌ مُناقِضَةٌ لَها في أَصْلِ العَقِيدَةِ الاسْلاَميَّةِ . وَصُلْب دَعْوَة مُحَمَّد ، دَعْوَة التَّوْحِيدِ .
4 ) - وَيَرى الامَامُ الشَّيْخُ مُحَمَّد عَبْدُه أنَّهُ يُمْكِنُ تَفْسِيرُ الآيَةِ بِمَا يَلي :(1/3184)
لَمْ يُرْسِل الله رَسُولاً نَبيّاً إلى قَوْمٍ إلاَّ وتَمنَّى أَنْ يَتَّبعهُ قَوْمُهُ وأنْ يَسْتَجيبُوا لِمَا يَدْعُوهُم إلَيْهِ . وَلَكِنَّ مَا تَمَنَّى نَبَيّ وَلاَ رَسُولٌ هَذِهِ الأمْنِيَة السَّامِيَة إلاّ ألْقَى الشَّيْطَانُ في سَبيلِهِ العَوائِق وأثار الشكوك وَوَسْوسَ في صُدُور النَّاس ، لَسْلِبَهُم القُدْرَةَ عَلَى الانْتِفَاع بما وُهِبُوهُ مِنْ قُوَّةِ العَقْل ، وسَلاَمَة الفِكرِ ، فَثَاروا في وَجْهِ النَّبيِّ وصَدّوهُ عَنْ غَايَتِهِ . فإذَا ظَهَروُوا في بادِئ الأمر ظَنّوا أنَّهُمْ عَلَى الحَقْ ، وَلَكِنَّ كَلِمَةَ الله سَتَكُون دَائماً هِي العُلْيا ، وَكَلِمِةُ الشَيْطَانُ وأعوانِهِ هِيَ السُفْلى دائماً .)
5- ( { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الأحزاب:59)(1/3185)
( 59 ) - يَأْمُرُ اللهُ تَعَالى رَسُولَه صلى الله عليه وسلم بأَنْ يَأْمُرَ نِسَاءَهُ وَبَنَاتِهِ والنِّسَاءَ المُؤْمِنَاتِ ، بِأَنْ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ، وَأَن يُغَطِّينَ وُجُوهَهُنَّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِنَّ ، وَأَنْ يُغَطِّينَ ثَغْرَةَ نُحُورِهِنَّ بِالجَلابِيبِ التِي يُدْنِينَهَا عَلَيهِنَّ . وَالغَايَةُ مِنْ ذَلِكَ التَّسَتُّرُ ، وَأَن يُعْرَفْنَ بِأَنَّهُنَّ حَرَائِرُ فَلا يُؤْذِيهِنَّ أَحَدٌ ، وَلا يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ فَاسِقٌ بِأَذى وَلا رِيبَةٍ ، وَرَبُّكُمْ غَفَّارٌ لِمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ صَدرَ مِنَ الإْخْلاَلِ بالسِّتْرِ ، كَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِمَنِ امْتَثَلَ أَمْرَهُ ، وَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ عَمَّا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَصَّرَ فِي مُرَاقَبَتِهِ فِي أُمُورِ التَّسَتُّرِ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ - يُرْخِينَ وَيُسْدِلْنَ عَلَيْهِنّ .
جَلاَبِيبِهِنَّ - مَا يَسْتَتِرْنَ بِهِ كَالمِلاَءَةِ .)
---
ابن الجزيرة
06-15-2006, 07:17 AM
جزاكما الله كل خير على هذه الإفادة الطيبة, والجهد المبارك الذي قمتم به .
---
(1/3186)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > حل مشكلة عدم حفظ الصورة من النت إلا بهيئة bmp
---
حل مشكلة عدم حفظ الصورة من النت إلا بهيئة bmp
---
سامي عبدالعزيز
06-09-2006, 07:49 PM
الحل
في المتصفح ( الاكسبلورر )
1) أدوات Tools
2) خصائص الانترنت Internet Options
3) اضغط حذف الملفات Delete files
http://www.aaasos.net/save_graphics/deletefiles.gif
---
(1/3187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير (4)
---
علل أحاديث التفسير (4)
---
يحيى الشهري
05-02-2004, 10:55 PM
(البسملة وكيفية قراءتها)
[4] حديث : أم سلمة أنها ذكرت ـ أو كلمة غيرها ـ قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين ، يقطع قراءته آية آية.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة مالك يوم الدين .
الحديث أورده ابن جزي الكلبي الغرناطي(741هـ) في تفسيره المسمى (التسهيل لعلوم التنزيل) (1: 12)، والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (1: 10)، والألوسي في روح المعاني (1: 42)، والشوكاني في فتح القدير (1: 17)، والشنقيطي في أضواء البيان (8: 357 ـ 358).
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 18، 22) في الكلام عن البسملة.
وفي (4: 435) سورة المزمل عند قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا .
وأورده أ.د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 70 ـ 71)، فقال: "وثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقطع قراءته آية آية، ومنها البسملة... (ثم أورد حديث أبي داود ـ الآتي ـ مسندًا).
قال: "وأخرجه أبو عمرو الداني: من طريق أبي عبيد ـ وهو القاسم بن سلام ـ عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه ـ أيضًا ـ : من طريق محد بن سعدان، عن يحيى بن سعيد به، وزيادة: [ثم يقف] بعد كل آية.
ثم قال (يعني الداني): ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب، وفي زيادة قوله: [ثم يقف] بيان لمعنى التقطيع.
وقال ابن الجزري: وهو حديث حسن وسنده صحيح.
وأخرجه الحاكم : من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ : " يقطعها حرفًا حرفًا. وصححه وسكت عنه الذهبي". انتهى بحروفه.
وإليك سياق طرقه واختلاف ألفاظه وبيان علله:(1/3188)
الحديث مداره على عبدالملك بن جريج: رواه عنه حفص بن غياث، وعمر بن هارون، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد الأموي وروايته أشهر الروايات.
( فأما حديث حفص بن غياث:
فأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 350/ برقم 6920): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقمي (324)، (325): من طريق أبي بكر، عنه به ولفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني حرفًا حرفًا.
( وأما حديث عمر بن هارون:
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2214): أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا خالد بن خداش.
وأخرجه في الشعب (2: 435/ برقم 2330): أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو رجاء محمد بن حامد التميمي بمكة، ثنا أبو عبد الله محمد بن الجهم السمري، ثنا الهيثم بن خالد المقرئ.
كلاهما (خالد بن خداش، والهيثم بن خالد) عنه به : أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية، الحمد لله رب العالمين آيتين، الرحمن الرحيم ثلاث آيات، مالك يوم الدين أربع آيات، وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه. ورواه ابن خزيمة في كتابه عن الصغاني. كذا في (الكبرى).
وفي (الشعب) بلفظ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ماضية، الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ولذلك كان يقرأها.
قال البيهقي (2: 44): " رواه حفص بن غياث، عن ابن جريج بمعناه. ورواه عمر بن هارون ـ وليس بالقوي ـ عن بن جريج فزاد فيه".
* عمر بن هارون هذا، هو البلخي متروك، وكان من الحفاظ. خرج له الترمذي وابن ماجه.
قال محمد بن سعد: كتب الناس عنه كتابًا كبيرًا، وتركوا حديثه، وقال البخاري: تكلم فيه يحيى بن معين.
قلت: رماه بالكذب .(1/3189)
وقال أبو بكر الخطيب: وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.
وقال أبو أحمد بن عدي: يقال إنه لقي بن جريج بمكة وكان حسن الوجه، فسأله ابن جريج ألك أخت ؟ قال: نعم فتزوج بأخته، فقال: لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرد عن ابن جريج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره، . انظر تهذيب الكمال (21: 524).
فما ذكر من زيادات تفرد بها لا يسلم له ذلك؛ لما فيه من كلام! .. نعم لو كان عدلاً لقبلنا منه هذا؛ لكونه كان خصيصًا بابن جريج؛ لما بينهما من القرابة.
( وأما حديث همام بن يحيى:
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2213): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد، ثنا أحمد بن سلمان، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا عبد الله بن رجاء، عنه به بلفظ: أن قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني كلمة كلمة.
( وأما حديث يحيى بن سعيد الأموي:
فأخرجه أحمد في مسنده (6: 302/ برقم26625).
وأخرجه أبو داود (4: 37/ برقم 4001)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم2212).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 451/ برقم7022)، ومن طريقه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (323) : حدثنا أبو خيثمة.
وأحرجه الدارقطني في سننه (1: 312/ برقم 17): من طريق عبدالله بن محمد.
كلاهما (أبو داود، وعبدالله بن محمد) عن سعيد بن يحيى الأموي.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927)، وفي الشمائل برقم (317): حدثنا علي بن حجر.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (2: 253/ برقم 1910): من طريق علي بن حجر بن إياس السعدي.(1/3190)
وأخرجه (كذلك) في المستدرك (2: 253/ برقم 2909)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2: 435/ برقم2319): أخبرنا الحسين بن أيوب ومحمد بن الحسن، قالا: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام.
(ولم يذكر البيهقي في روايته محمد بن الحسن).
خمستهم (أحمد، وأبو خيثمة، وسعيد بن يحيى الأموي، وعلي بن حجر، وأبو عبيد القاسم بن سلام) عن يحيى بن سعيد، ثنا ابن جريج، عن عبدالله بن أبي مليكة، عنها بلفظ : أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته آية آية: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، الرحمن الرحيم ثم يقف.
قال ابن أبي مليكة: وكانت أم سلمة تقرأها ملك يوم الدين . هذا لفظ أبي عبيد.. ولفظ سعيد عند أبي داود، هو المصدر به، ولفظ أبي يعلى نحوه.
قال الدارقطني: " إسناده صحيح وكلهم ثقات، قال لنا: عبدالله بن محمد: ورواه عمر بن هارون، عن ابن جريج فزاد فيه كلامًا".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
* وأبو عبيد هذا اسمه القاسم بن سلام (بتشديد اللام) البغدادي، الإمام المشهور، ثقة فاضل مصنف. قاله الحافظ في (التقريب)، وزاد: ولم أر له في الكتب حديثا مسندًا بل أقواله في شرح الغريب. اهـ.
وقال السيوطي في (الإتقان): أول من صنف في القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام. اهـ.
قلت: أما قول ابن حجر لم أر له حديثًا مسندًا فهذا يرده!.. ويحتمل أنه أراد في الكتب الستة وملحقاتها. وهو الأظهر فلا يتوقع غفلة الحافظ عن مروياته.
والحديث في أصله معلول من حديث ابن جريج.. لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة، خالفه الليث بن سعد.
أخرجه ابن المبارك في مسنده (1: 33/ برقم56)، وفي الزهد (ص421/ برقم1195)، ومن طريقه أبو العلاء الهمداني في التمهيد برقم (329).
وأخرجه أحمد في مسنده (6: 294/ برقم26569)، (6: 300/ برقم 26606): ثنا يحيى بن إسحاق.
وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص53): حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير.(1/3191)
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 453/ برقم1165): من طريق يحيى بن بكير.
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 73/ برقم 1466): حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي .
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 182/ برقم 2923)، وفي الشمائل (ص257/ برقم315)، والنسائي في الكبرى (1: 349/ برقم1095)، (1: 432/ برقم 1375)، (5: 22/ برقم 8057)، والصغرى (3: 214/ برقم1629)، والفريابي في فضائل القرآن (326)، ومن طريقه أبو العلاء العلاء العطار برقمي (326)، (327): عن قتيبة بن سعيد.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2: 188/ برقم 1158): ثنا الربيع بن سليمان المرادي، نا شعيب.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (328): من طريق أبي خالد يزيد بن عبدالله بن موهب، وعيسى بن حماد.
ثمانيتهم (ابن المبارك، ويحيى بن إسحاق، وعبدالله بن صالح، ويحيى بن بكير، ويزيد بن خالد، وقتيبة، وشعيب، وعيسى بن حماد) : عن الليث، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قراءة النبي (صلى الله عليه وسلم) وصلاته، فقالت: ما لكم وصلاته ؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا. لفظ الترمذي.
قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته وحديث ليث أصح".
وقال أبو عبد الرحمن: "يعلى بن مملك ليس بذلك المشهور".
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927) من حديث ابن جريج (كما سبق).(1/3192)
وقال: " هذا حديث غريب وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة. وليس إسناده بمتصل؛ لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ ملك يوم الدين ". اهـ.
قال في عون المعبود (11: 24): " قلت كلام الإمام الترمذي وحديث الليث أصح يعني أصح من رواية ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة.
وكأنه يريد أن ابن أبي مليكة إنما سمعه من يعلى بن مملك كما حدث به الليث.
وأقول: لا مانع أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة سمع الحديث من يعلى فحدث به الليث كما سمعه، وسمعه من أم سلمة فحدث به ابن جريج؛ فإن صاحب (الخلاصة) صرح أنه روى عن: عائشة، وأم سلمة، وأسماء وابن عباس، وأدرك ثلاثين من الصحابة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة. انتهى.
فمع ثقته فما المانع أنه سمع الحديث منهما جميعًا، وعلى فرض أنه سمعه من يعلى بن مملك فقد وثق يعلى بن مملك ابن حبان، فالحديث ثابت على كل تقدير، كذا قاله بعض العلماء، والله أعلم.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي، ولم يذكر التسمية، وقال: حديث غريب. ثم ذكر كلام الترمذي رحمه الله" اهـ.
وقال في تحفة الأحوذي (8: 199): "قلت صرح الحافظ في تهذيب التهذيب أن بن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي (البخاري) قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، فيجوز أن بن أبي مليكة كان يروي الحديث أولا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة والله تعالى أعلم ".(1/3193)
قلت: هذا الاحتمال الذي أورده العظيم آبادي والمباركفوري، ينقصه التحرير على طريقة محققي أهل الحديث؛ فالترمذي رجح رواية الليث معتمدًا على قاعدة يكثر حمل المرسلات عليها، وهي: أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها.
وأما اعتمادهما على قول صاحبي (الخلاصة)، و(التهذيب) في إثبات السماع، فهذا عجيب منهما فإن الخزرجي وابن حجر يثبتان الرواية على ظاهر الأسانيد لا السماع، كما هي عادة المزي في ذكر تلاميذ الراوي ! لا أن كل من ذكره في الرواة أثبت له بذلك السماع.. فتنبه لهذا!.
ثم إن ما ذهبا إليه تخرص من القول.. فقد أخرج الحديث عبدالرزاق في مصنفه (3: 38/ برقم 4709)، وعنه أحمد في المسند(6: 279/ برقم26589)، (6: 308/ برقم26667).
وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 293/ برقم 645) من طريق عبدالرزاق.
وأخرجه إسحاق في مسنده (4: 156/ برقم1935)، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (6: 366/ برقم2639): أخبرنا محمد بن بكر.
وأخرجه أحمد في المسند (6: 279/ برقم 26589): ثنا محمد بن بكر (قرنه بعبدالرزاق).
وأخرجه النسائي في الكبرى (1: 418/ برقم 1324)، والصغرى (3: 214/ برقم1628): أخبرني هارون بن عبد الله، قال: نا حجاج.
وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 407/ برقم 977): حدثنا حجاج بن عمران السدوسي، ثنا أبو سلمة بن خلف الجوباري، ثنا أبو عاصم.(1/3194)
أربعتهم (عبدالرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج، أبو عاصم) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: أخبرني يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالليل، فقالت: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي العشاء الآخرة، ثم يسبح، ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما يصلي، ثم يستيقظ من نومته تلك، فيصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح. لفظ ابن حبان.. وصرح ابن جريج بسماعه.
زاد حجاج في روايته عند النسائي: ابن جريج [عن أبيه].. وقال أبو عاصم عند الطبراني : [أخبرني أبي].
فآلت رواية ابن جريج ـ صراحة ـ إلى رواية الليث على ما فيها من تدليس.
فهذا يرد ما ذهبا إليه (رحمهما الله).
وقد وقفت على الحديث من رواية الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة، به.
أخرجه الطبراني في الكبير (23: 292/ برقم 646) حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا أبو صالح.
فيكون هذا نزول من الليث فيه، وذاك علو، على الاحتمال فقد رواه عبدالله بن صالح على الجادة كما سبق عند البخاري في (خلق أفعال العباد).
* والمدار في هذه الرواية على يعلى بن مملك لم يوثقه سوى ابن حبان.. وقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي مليكة .. وقال النسائي (كما سبق): "ليس بذلك المشهور".. ولذا قال ابن حجر في (التقريب): "مقبول".. يعني أنه يحتاج على روايته متابع.
وإذا كان حديثه أصل في هذا الباب احتاج إلى متابع (والله أعلم) .. وقد يحتمل إذا لم يحفظ عليه مخالفة أو نكارة في روايته، وهذا ما ذهب إليه من قبل روايته (والله أعلم).
وفي الباب عن عمر:
أخرجه الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (192)، وقال: "تفرد به معتمر، عن أبيه. وتفرد به أبو المعتمر عمار بن زربي، عن معتمر".
* وعمار بن زربي هذا أبو المعتمر بصري .. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. وكذبه عبدان الأهوازي. انظر (الميزان).
(فائدة)(1/3195)
قال البيهقي في الشعب (2: 520): "ومتابعة السنة أولى مما ذهب بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد، والوقوف عند انتهائها".
وقال المناوي (5: 238): " كان يقطع قراءته بتشديد الطاء من التقطيع، وهو جعل الشيء قطعة قطعة أي يقف على فواصل الآي آية آية، يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، ويقول: الرحمن الرحيم ثم يقف وهكذا، ومن ثم ذهب البيهقي وغيره إلى أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها، ومنعه بعض القراء إلا عند الانتهاء.
قال ابن القيم: وسنة رسول الله أولى بالاتباع. وسبقه البيهقي، فقال في (الشعب): متابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض القراء من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها ". اهـ.
وأورده الزركشي في البرهان (1: 98): ونقل عن الجعبري قوله: " إنه إنما كانت قراءته (صلى الله عليه وسلم) كذلك ليعلم رؤوس الآي.. قال: ووهم فيه من سماه وقف السنة؛ لأن فعله عليه السلام إن كان تعبدًا فهو مشروع لنا، وإن كان لغيره فلا، فما وقف عليه السلام عليه دائمًا تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائمًا تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرةً ووصله أخرى احتمل الوقف".اهـ.
وانظر لهذا الخلاف البرهان كذلك (1: 350)، (1: 468) وما في بابه.
وكتبه/ يحيى البكري الشهري.. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الاثنين الرابع عشر من ربيع الأول لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
---
عبدالرحمن الشهري
05-11-2004, 08:05 AM
جزاكم الله خيراً أيها الشيخ الجليل .
ذكرتم - وفقكم الله - قاعدة رجح الترمذي بناء عليها رواية الليث على غيرها وهي تختص بالأحاديث المرسلة ونصها :(أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس ، وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا ، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع ، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها).(1/3196)
وهذه قاعدة جليلة ، كان العمل بها قديماً زمن الترمذي حسب ما ذكرتم وفقكم الله. فهل هناك أمثلة أخرى على تطبيق المحدثين لهذه القاعدة غير هذا الحديث ؟
---
يحيى الشهري
05-15-2004, 04:47 PM
من يحيى البكري لأخي الفاضل عبدالرحمن البكري .. سلام عليك أما بعد.. فأشكر لك سؤالك هذا .. والجواب القاعدة التي أشرنا إليها هي : (أن يروي الراوي عمن عاصره ـ ولم يثبت عدم لقيه له ـ ثم يدخل أحيانا بينه وبينه واسطة). فهذا يستدل به هؤلاء الأئمة على عدم السماع .. وهذه بعض الأمثلة عليها:
(1) يحيى بن أبي كثير .. قال أبو حاتم: "ما أراه سمع من عروة بن الزبير، لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً ورجلين ولا يذكر سماعاً ولا رؤية ولا سؤاله عن مسألة".
(2) قتادة بن دعامة .. قال أحمد: "قتادة عن يحيى بن يعمر لا أدري سمع منه أم لا ؟ قد روى عنه وقد روى عن رجل عنه".
(3) عامر بن شراحيل الشعبي.. قال أبو حاتم: "لا أدري سمع الشعبي من سمرة أم لا لأنه أدخل بينه وبينه رجل".
(4) عبد الله بن نجي .. قال يحيى بن معين: "لم يسمع من علي بينه وبينه أبوه".
(5) محمد بن شهاب الزهري.. قال أبو حاتم: "ولا يثبت له سماع من المسور بن مخرمة يدخل بينه وبينه سليمان بن يسار وعروة بن الزبير".
(6) المسيب بن رافع .. وقال أبو حاتم: "روى عن جابر بن سمرة حديثا، ولا أظن سمع منه يدخل بينه وبينه تميم بن طرفة".
انظر لهذه الأمثلة شرح علل الترمذي لابن رجب (2: 594 ـ 595)، وتحفة التحصيل لأبي زرعة بن العراقي (1: 164، 189، 288، 304).
---
(1/3197)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برامج أضافية لمسنجر msn
---
برامج أضافية لمسنجر msn
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 12:55 PM
Messenger Plus Plugins
ألغاء خاصية 5 صور في المحادثة. ألغاء محدودية 3 ملفات فقط . اخفاء الدعايات الآعلانية
أخفاء الدعاية الظاهرة على يسار المتصلين. تستطيع أستخدام محرك بحث أخر
ألغاء خاصية منع تبادل الملفات .تستطيع وضع رابط لأسمك في المسنجر
http://files.stuffplug.com/SPNG2.2.397.exe
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 12:56 PM
File Transfer Plus 1.1 RELEASE
أن الميزة الموجود في مسنجر للنقل ومشاركة الملفات لا تلبي متطلبات المستخدم العادي
ونقل الملفات محدود جداً لكن مع هاذا الأضافة لاوجود للتقيدات أرسل ملفات كبيرة
بدون أي عائق .يدعم البرنامج أيقاف ومعاودة تكملة ملف تحميل لكي لايعطب الملف
الأن بكل سهولة اذا فصل لديك مسنجر وانتا تنقل ملفات كبيرة تستطيع معاودة مشاركتها
من حيث فصل .يعطيك البرنامج تفاصيل النقل والسرعة والوقت الذي سوف يستغرقه
يقوم بضغط ألى للمفات لتسريع النقل
http://www.msghelp.net/attachment.php?pid=286544
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 01:12 PM
edBlock Detector 2.0
معرفة من عملك حظر يتصل برنامج ب12 سيرفر مختلف
وذلك لتخفيف الضغط على السيرفرات واعطاء نتيجة رائعة وسريعة،
، كما بإمكانك فحص قائمة اتصالك كاملةً
http://www.bramjnet.com/pro/msn/edBlock2.0.zip
---
(1/3198)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما توجيه " الصابئين" و"الصابئون"؟
---
ما توجيه " الصابئين" و"الصابئون"؟
---
ياسر30
11-28-2005, 09:16 AM
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
أسأل عن توجيه قوله تعالى "الصابئين" و"الصابئون" فى كل من البقرة والمائدة والحج وذلك من حيث الإعراب والتقديم والتأخير
---
عبدالرحيم
11-29-2005, 05:22 PM
أخي الفاضل
تأمل هذا التوجيه
http://www.islamiyyat.com/lamsat-aya3.htm#224
وهذا
http://www.islamiyyat.com/lamasat-aya.htm#50
مع محبتي
---
ياسر30
12-04-2005, 11:09 AM
الأخ / عبد الرحيم حفظه الله
جزاك الله خيرا على الرد ونفع الله بك
وقد اطلعت على ما أشرت إليه واستفدت منه
ويبقى سؤال:
لماذا قدم (الصابئين) فى الحج حيث مقام القضاء المقتضى للتسوية لذلك أكدها بإن، فكان يكفى هذا التأكيد فى حصول التسوية ،فإن حقها التأخير كما فى البقرة؟
---
عبدالرحيم
12-05-2005, 01:16 PM
أضع بين يديك أخي العزيز هذه الدوحة من كلام السادة المفسرين ـ رحمهم الله تعالى جميعاً ـ فتجوَّل فيها ... واجتهد وأرجو ألا تبخل علينا بما توصلت إليه...
ذكر الطاهر بن عاشور في توجيه موضع البقرة:(1/3199)
ووجه الاقتصار في الآية، على ذكر هذه الأديان الثلاثة مع الإسلام دون غيرها من نحو المجوسية والدهريين والزنادقة أن هذا مقام دعوتهم للدخول في الإسلام والمتاب عن أديانهم التي أبطلت لأنهم أرجي لقبول الإسلام من المجوس والدهريين لأنهم يثبتون الإله المتفرد بخلق العالم ويتبعون الفضائل على تفاوت بينهم في ذلك، فلذلك اقتصر عليهم تقريبا لهم من الدخول في الإسلام. ألا ترى أنه ذكر المجوس معهم في قوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " لأن ذلك مقام تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
--------------------
وعند تفسير قوله تعالى: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً " قال:
جملة مستأنفة استئنافا بيانيا مراعي فيه حال السامعين من المؤمنين، فإنهم حين يسمعون ما أعد للمشركين تتشوف نفوسهم إلى معرفة ما أعد للذين آمنوا ونبذوا الشرك فأعلموا أن عملهم مرعي عند ربهم. وجريا على عادة القرآن في تعقيب الوعيد بالوعد والترهيب بالترغيب.
وافتتاح الجملة بحرف التوكيد (إن) لتحقيق مضمونها. وإعادة حرف إن في الجملة المخبر بها عن المبتدأ الواقع في الجملة الأولى لمزيد العناية والتحقيق كقوله تعالى في سورة الحج إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ....
آية سورة الحج فقد اقتضى طول الفصل حرف التأكيد حرصا على إفادة التأكيد.
-------------------------
وموضع الحج:
" وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد "
لما تضمنت هذه الآيات تبيين أحوال الناس تجاه دعوة الإسلام بما لا يبقى بعده التباس عقبت بالتنويه بتبيينها؛ بأن شبه ذلك التبيين بنفسه كناية عن بلوغه الغاية في جنسه بحيث لا يلحق بأوضح منه، أي مثل هذا الإنزال أنزلنا القرآن آيات بينات.(1/3200)
فالجملة معطوفة على الجمل التي قبلها عطف غرض على غرض والمناسبة ظاهرة، فهي استئناف ابتدائي. وعطف على التنويه تعليل إنزاله كذلك بان الله يهدي من يريد هديه أي بالقرآن. فلام التعليل محذوفة. وحذف حرف الجر مع (أن) مطرد.
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد "
فذلك لما تقدم. لأنه لما اشتملت الآيات السابقة على بيان أحوال المترددين في قبول الإسلام كان ذلك مشار لأن يتساءل عن أحوال الفرق بعضهم مع بعض في مختلف الأديان. وأن يسأل عن الدين الحق لأن كل أمة تدعى أنها على الحق وغيرها على الباطل وتجادل في ذلك .
فبينت هذه الآية أن الفصل بين أهل الأديان فيما اختصموا فيه يكون يوم القيامة. إذ لم تقدهم الحجج في الدنيا.
وهذا الكلام بما فيه من إجمال هو جار مجرى التفويض. ومثله يكون كناية عن تصويب المتكلم طريقته وتخطئته طريقة خصمه. لأن مثل ذلك التفويض لله لا يكون إلا من الواثق بأنه على الحق وهو كقوله تعالى " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ". وذلك من قبيل الكناية التعريضية.
وذكر المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين تقدم في آية البقرة وآية العقود.
وزاد في هذه الآية ذكر المجوس والمشركين، لأن الآيتين المتقدمتين كانتا في مساق بيان فضل التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر في كل زمان وفي كل أمة. وزيد في هذه السورة ذكر المجوس والمشركين لأن هذه الآية مسوقة لبيان التفويض إلى الله في الحكم بين أهل الملل، فالمجوس والمشركون ليسوا من أهل الإيمان بالله واليوم الآخر. .....(1/3201)
وللمجوسية شبه في الأصل بالإشراك إلا أنها تخالفه بمنع عبادة الأحجار، وبأن لها كتابا، فأشبهوا بذلك أهل الكتاب. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: " سنوا بهم سنة أهل الكتاب ". أي في الاكتفاء بأخذ الجزية منهم دون الإكراه على الإسلام كما يكره المشركون على الدخول في الإسلام.
وقد تقدم شيء من هذا عند قوله تعالى " وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين " في سورة النحل.
وأعيدت (إن) في صدر الجملة الواقعة خبرا عن اسم (إن) الأولى توكيدا لفظيا للخبر لطول الفصل بين اسم (إن) وخبرها. وكون خبرها جملة وهو توكيد حسن بسبب طول الفصل. وتقدم منه قوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا " في سورة الكهف. وإذا لم يطل الفصل فالتوكيد بإعادة (إن) أقل حسنا كقول جرير:
إن الخليفة أن الله سربله ### سربال ملك به تزجى الخواتيم
ولا يحسن إذا كان مبتدأ الجملة الواقعة خبرا ضمير اسم (إن) الأولى كما تقول إن زيدا إنه قائم. بل لا بد من الاختلاف ليكون المؤكد الثاني غير الأول فتقبل إعادة المؤكد وإن كان المؤكد الأول كافيا.
------------------
وفي سورة النبأ
" إن جهنم كانت مرصادا ... ".
يجوز أن تكون جملة (إن جهنم كانت مرصادا) في موضع خبر ثان لـ(إن) من قوله ( إن يوم الفصل كان ميقاتا ) والتقدير: إن يوم الفصل إن جهنم كانت مرصادا فيه للطاغين، والعائد محذوف دل عليه قوله (مرصادا) أي مرصادا فيه، أي في ذلك اليوم لأن معنى المرصاد مقترب من معنى الميقات إذ كلاهما محدد لجزاء الطاغين.
ودخول حرف (إن) في خبر (إن) يفيد تأكيدا على التأكيد الذي أفاده حرف التأكيد الداخل على قوله ( يوم الفصل... )(1/3202)
ومنه قوله تعالى: " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ". كما تقدم في سورة الحج. وتكون الجملة من تمام ما خوطبوا به بقوله " يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ".
=======================
وفي نظم الدرر
ولما كان اليهود عبدوا الأصنام متقربين بها إلى النجوم كما مضى في المائدة، أتبعهم من شابهوه فقال: " والصابئين " ثم تلا بثاني فريقي أهل الكتاب فقال: " والنصارى " ثم أتبعهم من أشبهه بعض فرقهم في قولهم بإلهين اثنين فقال: " والمجوس " وهم عبدة النار؛ ثم ختم بأعم الكل في الضلال كما فتح بأعمهم في الهدى فقال: " والذين أشركوا " لشموله كل شرك حتى الأصغر من الربا وغيره " إن الله " أي الملك الأعظم الذي له الملك كله وهو أحكم الحاكمين " يفصل بينهم يوم القيامة " فيجازي كلاًَّ بعمله على ما يقتضيه في مجاري عاداتكم، ويقتص لبعضهم من بعض، ويميز الخبيث منهم من الطيب؛ ثم علل ذلك بقوله: " إن الله " أي الجامع لجميع صفات الكمال " على كل شيء " من الأشياء كلها " شهيد " فلا شيء إلا وهو به عليم، فهو لذلك على كل شيء قدير، كما مضى بيانه في " وسع كل شيء علماً ".
===============
وفي فتح القدير
وقد مضى تحقيق هذا في البقرة، ولكنه سبحانه قدم هنالك النصارى على الصابئين، وأخرهم عنهم هنا. فقيل وجه تقديم النصارى هنالك أنهم أهل كتاب دون الصابئين، ووجه تقديم الصابئين هنا أن زمنهم على زمن النصارى، وجملة " إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " في محل رفع على أنها خبر لإن المتقدمة، ومعنى الفصل أنه سبحانه يقضي بينهم فيدخل المؤمنين منهم الجنة والكافرين منهم النار. وقيل الفصل هو أن يميز المحق من المبطل بعلامة يعرف بها كل واحد منهما.
================
اما الرازي فتوقف في موضع البقرة:(1/3203)
إن الله تعالى ذكر هذه الآية في سورة المائدة هكذا: " إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم ". (المائدة: 69) وفي سورة الحج: " إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " (الحج: 17) فهل في اختلاف هذه الآيات بتقديم الصنوف وتأخيرها ورفع «الصابئين» في آية ونصبها في أخرى فائدة تقتضي ذلك؟ والجواب: لما كان المتكلم أحكم الحاكمين فلا بد لهذه التغييرات من حكم وفوائد، فإن أدركنا تلك الحكم فقد فزنا بالكمال وإن عجزنا أحلنا القصور على عقولنا لا على كلام الحكيم والله أعلم.
-------------------------
لكن قال في موضع الحج:
أما أتباع الأنبياء عليهم السلام فهم المسلمون واليهود والنصارى، وفرقة أخرى بين اليهود والنصارى وهم الصابئون، وأما أتباع المتنبىء فهم المجوس، وأما المنكرون للأنبياء على الإطلاق فهم عبدة الأصنام والأوثان، وهم المسمون بالمشركين، ويدخل فيهم البراهمة على اختلاف طبقاتهم. فثبت أن الأديان الحاصلة بسبب الاختلافات في الأنبياء عليهم السلام هي هذه الستة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية، قال قتادة ومقاتل الأديان ستة واحدة لله تعالى وهو الإسلام وخمسة للشيطان، وتمام الكلام في هذه الآية قد تقدم في سورة البقرة. أما قوله: " إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " ففيه مسألتان:
المسألة الأولى: قال الزجاج هذا خبر لقول الله تعالى: " إن الذين ءامنوا " كما تقول إن أخاك، إن الدين عليه لكثير.
قال جرير: ( إن الخليفة إن الله سربله ### سربال ملك به ترجى الخواتيم )(1/3204)
المسألة الثانية: الفصل مطلق فيحتمل الفصل بينهم في الأحوال والأماكن جميعا فلا يجازيهم جزاء واحدا بغير تفاوت ولا يجمعهم في موطن واحد وقيل يفصل بينهم يقضي بينهم. أما قوله تعالى: " إن الله على كل شىء شهيد " فالمراد أنه يفصل بينهم وهو عالم بما يستحقه كل منهم فلا يجري في ذلك الفصل ظلم ولا حيف.
==============
مع محبتي
---
(1/3205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أمثلة على معاني أوزان المفردات في الجملة القرآنية
---
أمثلة على معاني أوزان المفردات في الجملة القرآنية
---
محمد خلف سلامة
01-29-2006, 03:00 PM
بسم الله
والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك، أسأل الله أن يمن علي وعليكم بالإخلاص والتوفيق، في كل وقت ومكان.
وهذا الموضوع أذكر فيه أمثلة مما ذكره المفسرون والبلاغيون في معاني إيراد لفظة قرآنية ذات وزن صرفي، دون لفظة أخرى ذات وزن آخر، ولكنها راجعة إلى نفس الأصل، وصالحة - بحسب ما يظهر - لأداء ذلك المعنى، في الجملة.
وهذا أوان البدء بالمقصود، فأقول مستعيناً بالغفور الودود، وطالباً منكم أن تسالوا لأخيكم التوفيق والتسديد:
المثالان الأول والثاني
قوله تعالى (وتبتل إليه تبتيلا) دون (وتبتل إليه تبتلا)
وقوله تعالى (وأنبتها نباتاً حسنا)ً دون (وأنبتها إنباتاً حسناً)
قال ابن القيم رحمه الله في (مدارج السالكين) (2/29):
(ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة التبتل، قال الله تعالى (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) [المزمل 8] والتبتل: الانقطاع، وهو تفعل من البتل وهو القطع وسميت مريم البتول لانقطاعها عن الأزواج وعن أن يكون لها نظراء من نساء زمانها ففاقت نساء الزمان شرفاً وفضلاً وقطعت منهن ومصدر بتل تبتلا كالتعلم والتفهم ولكن جاء على التفعيل مصدر تفعل لسر لطيف فإن في هذا الفعل إيذانا بالتدريج والتكلف والتعمل والتكثر والمبالغة فأتى بالفعل الدال على أحدهما بالمصدر الدال على الآخر فكأنه قيل: بتل نفسك إلى الله تبتيلا وتبتل إليه تبتلاً؛ ففهم المعنيان من الفعل ومصدره؛ وهذا كثير في القرآن وهو من أحسن الاختصار والإيجاز) . انتهى.(1/3206)
قلت: ومن ذلك قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً)؛ قال البقاعي في تفسيره: وجاء بالوصف المشعر بالإحسان مضافاً إليها إبلاغاً في المعنى فقال: (ربها) قال الحرالي: وظهر سر الإجابة في قوله سبحانه وتعالى (بقبول حسن) حيث لم يكن (بتقبل) جرياً على الأول .
ولما أنبأ القبول عن معنى ما أوليته باطناً أنبأ الإنبات عما أوليته ظاهراً في جسمانيتها، وفي ذكر الفعل من (أفعل) في قوله (وأنبتها)، والاسم من (فعل) في قوله (نباتاً حسناً) إعلام بكمال الأمرين من إمدادها في النمو الذي هو غيب عن العيون وكمالها في ذاتية النبات الذي هو ظاهر للعين، فكمل في الإنباء والوقوع حسن التأثير وحسن الأثر، فأعرب عن إنباتها ونباتها معنى حسناً؛ انتهى؛ فوقع الجواب لأنها عناية من الله سبحانه وتعالى بها على ما وقع سؤالها فيه، فلقد ضل وافترى من قذفها وبهتها، وكفر وغلا من ادعى في ولدها من الإطراء ما ادعى). انتهى.
"
---
روضة
01-29-2006, 10:25 PM
أرحب بالأخ محمد، وأسأل الله أن ينالنا من دعائه نصيب، وأن يوفقه للخير والعمل الصالح.
واسمح لي أخي ان أضيف تفصيلاً يتعلق بقوله تعالى:
(فتقبلها ربها بقَبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً)
في هذه الآية الكريمة مصدران على غير الصدر ـ كما تفضل الأخ ـ، الأول: قبول، والثاني: نباتاً.
أما الأول (قبول)، فالظاهر أن يقال: فتقبلها ربها بتقبّلٍ حسن، ولكن العدول عن الظاهر كان لسبب بياني.
للفعل (فتقبلها)، معنيان:
المعنى الأول: أن يكون معنى (تقبلها) استقبلها.
المعنى الثاني: رضي بها.(1/3207)
قال المفسر النحوي أبو حيان: " { فتقبلها ربها بقبول حسن } قال الزجاج: الأصل فتقبلها بتقبل حسن، ولكن قبول محمول على: قبلها قبولاً، يقال: قبل الشيء قبولاً والقياس فيه الضم: كالدخول والخروج، ولكنه جاء بالفتح، وأجاز الفراء والزجاج ضم القاف، ونقلها ابن الأعرابي فقال: قبلته قَبولاً وقُبولاً. وقال ابن عباس: معناه سلك بها طريق السعداء وقال قوم: تكفل بتربيتها والقيام بشأنها. وقال الحسن: معناه لم يعذيها ساعة قط من ليل ولا نهار وعلى هذه الأقوال يكون تقبل بمعنى استقبل، فيكون تفعل بمعنى استفعل، أي: استقبلها ربها، نحو: تعجلت الشيء فاستعجلته، وتقصيت الشيء واستقصيته، من قولهم: استقبل الأمر أي أخذه بأوله".
ثم ذكر المعنى الثاني لقوله تعالى: (فتقبلها): "وقيل: المعنى فقبلها أي: رضى بها في النذر مكان الذَّكر في النذر، كما نذرت أمها وسنى لها الأمل في ذلك، وقَبِل دعاءها في قولها: فتقبل مني إنك أنت السميع العليم، ولم تقبل أنثى قبل مريم في ذلك، ويكون: تفعّل، بمعنى الفعل المجرد نحو: تعجّب وعَجِب، وتبرّأ وبرِيء".
وعلى كلا المعنيين جاء المصدر على غير الصدر.
ويجوز أن يكون على تقدير حذف مضاف، أي: بذي قبول حسن، أي: بأمر ذي قبول حسن، وهو اختصاصه تعالى لها بإقامتها مقام الذكر في النذر. [انظر بقية كلام أبي حيان، في البحر المحيط]
ما السر البياني وراء مجيئ المصدر على غير القياس؟
"وعدل عن الظاهر للإيذان بمقارنة التقبل لكمال الرضا وموافقته للعناية الذاتية؛ فإن صيغة التفعل مشعرة بحسب أصل الوضع بالتكلف، وكون الفعل على خلاف طبع الفاعل، وإن كان المراد بها في حقه تعالى ما يترتب عليه من كمال قوة الفعل وكثرته". [روح المعاني]
---
محمد خلف سلامة
01-30-2006, 12:50 PM
"
جزى الله أختنا (باحثة) خير الجزاء وأوفاه؛ وما أحسن وأنفع ما أضافته.
"
---
محمد خلف سلامة
01-30-2006, 01:14 PM
"(1/3208)
المثال الثالثقوله تعالى (فتثير سحاباً) دون (فأثارت سحاباً)
قال تعالى في سورة فاطر: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ {9}).
قال ابن الأثير في (المثل السائر) (2/45): (اعلم أن الفعل المستقبل إذا أتي به في حالة الإخبار عن وجود الفعل كان ذلك أبلغ من الإخبار بالفعل الماضي، وذاك لأن الفعل المستقبل يوضح الحال التي يقع فيها ويستحضر تلك الصورة حتى كأن السامع يشاهدها؛ وليس كذلك الفعل الماضي.
وربما أدخل في هذا الموضع ما ليس منه، جعلاً بمكانه، فإنه ليس كل فعل مستقبل يعطف على ماض بجار هذا المجرى .
وسأبين ذلك فأقول : عطف المستقبل على الماضي ينقسم إلى ضربين :
أحدهما بلاغي، وهو إخبار عن ماض بمستقبل وهو الذي أنا بصدد ذكره في كتابي هذا الذي هو موضوع لتفصيل ضروب الفصاحة والبلاغة.
والآخر غير بلاغي وليس إخباراً بمستقبل عن ماض، وإنما هو مستقبل دل على معنى مستقبل غير ماض، ويراد به أن ذلك الفعل مستمر الوجود لم يمض.
فالضرب الأول كقوله تعالى (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) ، فإنه إنما قيل (فتثير) مستقبلاً وما قبله وما بعده ماض لذلك المعنى الذي أشرنا إليه، وهو حكاية الحال التي يقع فيها إثارة الريح السحاب واستحضار تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة .
وهكذا يفعل بكل فعل فيه نوع تمييز وخصوصية---.
فإن قيل: إن الفعل الماضي أيضاً يتخيل منه السامع ما يتخيله من المستقبل .
قلت في الجواب : إن التخيل يقع في الفعلين معاً، لكنه في أحدهما - وهو المستقبل - أوكد وأشد تخيلاً، لأنه يستحضر صورة الفعل حتى كأن السامع ينظر إلى فاعلها في حال وجود الفعل منه---.(1/3209)
وعليه ورد قوله تعالى أيضاً وهو (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {30} حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31}) [الحج].
فقال أولا ً: (خر من السماء) بلفظ الماضي ثم عطف عليه المستقبل الذي هو (فتخطفه) و (تهوي) ؛ وإنما عدل في ذلك إلى المستقبل لاستحضار صورة خطف الطير إياه وهوي الريح به؛ والفائدة في ذلك ما أشرت إليه فيما تقدم؛ وكثيراً ما يراعى أمثال هذا في القرآن ). انتهى.
قلت: وأرى التعبير عن إرسال الرياح بالماضي أبلغ، من جهة أخرى؛ فإنه تعالى أرسلها ولم تزل مرسلة، فإرسالها شيء قد تم وفُرغ منه، فالتعبير عن هذا المعني بماض من الأفعال أدق وأبلغ؛ ثم لعل الرياح ثابتة في مقدارها في الجملة، منذ أن أوجدها الله على وجه هذه الأرض، أي لم تزدد ولم تنقص إلا شيئاً لا يستحق الذكر، بالنسبة إلى أصل مقدارها؛ وقد يؤيد هذا ورودُها في السياق معرفة، بخلاف السحاب، فإنه ورد منكراً، لأن كل سحاب يثار هو غير الذي قبله وغير الذي بعده.
وأما إثارة السحاب فتقع أحياناً؛ وهي لا تزال تتجدد وتستمر، فالتعبير عنها بالمضارع أبلغ من جهة أخرى، أيضاً.
فهذه الإثارة المتجددة في كل وقت، هي فرع عن أصل ذلك الإرسال الماضي؛ والله أعلم.
"
---
محمد خلف سلامة
01-30-2006, 04:43 PM
"
المثال الثالثقوله تعالى (فتثير سحاباً) دون (فأثارت سحاباً)
قال ابن الأثير في (المثل السائر) (2/45): (اعلم أن الفعل المستقبل إذا أتي به في حالة الإخبار عن وجود الفعل كان ذلك أبلغ من الإخبار بالفعل الماضي((--))(1/3210)
سقط من هذا الموضع هامشه فرأيت استدراكه هنا، وهذا نصه:
(بشرط أن يكون المراد هو استحضار صورة ذلك الفعل وتقريره وتدبره، وأما إن كان المراد تأكيده أو مجرد الإخبار عنه للبناء عليه والتفريع عنه أو غير ذلك فذاك شأن آخر، ولكل مقام مقال، والتعميم في باب البلاغة والفصاحة له محاذير لا تخفى على مثل ابن الأثير رحمه الله، بل سينبه هو على نحو من هذا المعنى قريباً).
"
---
محمد خلف سلامة
01-30-2006, 04:57 PM
المثال الثالث
فإنه إنما قيل (فتثير) مستقبلاً وما قبله وما بعده ماض لذلك المعنى الذي أشرنا إليه، وهو حكاية الحال التي يقع فيها إثارة الريح السحاب واستحضار تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة((--)).
أيضاً سقط من هذا الموضع هامشه، وهذا نصه:
(وثم معنى آخر لاستعمال المضارع هنا وهو أن الإثارة من قبل الريح الواحدة تتكرر وتتصل وتتجدد، وأما أصل الإرسال فقد حصل مرة واحدة، وأمر الله سريع ونافذ والريح مسخرة بأمره وخاضعة له ثم تعمل عملها بإذنه تعالى وتقديره).
هذا مع أنني كنتُ ألحقتُ نحوَ هذا المعنى، في آخر الموضوع لما راجعته على المنتدى قبيل إرساله، ولم أتفطن إلى سقوط الهامش، حينئذ، لأنني إنما نقلت الموضوع من شيء مكتوب عندي قبلاً.
---
محمد خلف سلامة
01-30-2006, 05:08 PM
المثالان الأول والثاني
----وهو من أحسن الاختصار والإيجاز) [وانظر (التعبير القرآني) للدكتور فاضل السامرائي ص34-35].
-----حيث لم يكن (بتقبل) جرياً على الأول [كذا، ولعل الصواب (الأصل)].
"
سقط عند إرسال هذه المشاركة هامشاها، وقد أثبتُّهما، استدراكاً، هنا، وميزتهما بالحمرة والوضع بين حاصرتين.
"
---
محمد خلف سلامة
01-30-2006, 05:19 PM
"
المثال الرابع
قوله تعالى (إن رحمة الله قريب) دون (إن رحمة الله قريبة)(1/3211)
قال تعالى في سورة (الأعراف): (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ {56}).
قال ابن القيم في بدائع الفوائد (3/541) بعد كلام نقله عن بعض العلماء في قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين):
(فعلى هذا يكون الأصل في الآية: (إن الله قريب من المحسنين، وإن رحمة الله قريبة من المحسنين) [قلت: ففي الآية ما يشبه الاحتباك]، فاستغنى بخبر المحذوف عن خبر الموجود وسوغ ذلك ظهور المعنى.
وهذا المسلك مسلك حسن إذا كسي تعبيراً أحسن من هذا وهو مسلك لطيف المنزع دقيق على الأفهام وهو من أسرار القرآن.
والذي ينبغي أن يعبر عنه به أن الرحمة صفة من صفات الرب تبارك وتعالى والصفة قائمة بالموصوف لا تفارقه لأن الصفة لا تفارق موصوفها فإذا كانت قريبة من المحسنين فالموصوف تبارك وتعالى أولى بالقرب منه بل قرب رحمته تبع لقربه هو تبارك وتعالى من المحسنين.
وقد تقدم في أول الآية أن الله تعالى قريب من أهل الإحسان بإثابته ومن أهل سؤاله بإجابته وذكرنا شواهد ذلك وأن الإحسان يقتضي قرب الرب من عبده كما أن العبد قرب من ربه بالإحسان، وأن من تقرب منه شبراً تقرب الله منه ذراعاً ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً.
فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين ورحمته قريبة منهم وقربه يستلزم قرب رحمته ففي حذف التاء ههنا تنبيه على هذه الفائدة العظيمة الجليلة وأن الله تعالى قريب من المحسنين وذلك يستلزم القربين قربة وقرب رحمته ولو قال إن رحمة الله قريبة من المحسنين لم يدل على قربه تعالى منهم لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته والأعم لا يسلتزم الأخص بخلاف قربه فإنه لما كان أخص استلزم الأعم وهو قرب رحمته.(1/3212)
فلا تستهن بهذا المسلك فإن له شأناً وهو متضمن لسر بديع من أسرار الكتاب وما أظن صاحب هذا المسلك قصد هذا المعنى ولا ألم به وإنما أراد أن الإخبار عن قرب الله تعالى من المحسنين كاف عن الإخبار عن قرب رحمته منهم فهو مسلك سابع [قلت: كأنها محرفة عن (سائغ)] في الآية وهو المختار وهو من أليق ما قيل فيها.
وإن شئت قلت: قربه تبارك وتعالى من المحسنين وقرب رحمته منهم متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر فإذا كانت رحمته قريبة منهم فهو أيضاً قريب منهم.
وإذا كان المعنيان متلازمين صح إرادة كل واحد منهما فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين من التحريض على الإحسان واستدعائه من النفوس وترغيبها فيه غاية حظ وأشرفه وأجله على الإطلاق وهو أفضل إعطاء أعطيه العبد وهو قربه تبارك وتعالى من عبده الذي هو غاية الأماني ونهاية الآمال وقرة العيون وحياة القلوب وسعادة العبد كلها.
فكان في العدول عن قريبة إلى قريب من استدعاء الإحسان وترغيب النفوس فيه ما لا يتخلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته ولا قوة إلا بالله تعالى).
"
---
محمد خلف سلامة
02-09-2006, 10:42 AM
"
"
المثال الخامس
(الرياح) و (الريح)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (بدائع الفوائد) (1/118) بعد كلام ذكره:(1/3213)
(ومن هذا الباب ذكر الرياح في القرآن جمعا ومفردة فحيث كانت في سياق الرحمة أتت مجموعة وحيث وقعت في سياق العذاب أتت مفردة وسر ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والمهاب والمنافع وإذا هاجت منها ريح أنشأ لها مما يقابلها ما يكسر سورتها ويصدم حدتها فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات فكل ريح منها في مقابلها ما يعدلها ويرد سَورتها، فكانت في الرحمة ريحاً؛ وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد وحمام واحد لا يقوم لها شيء ولا يعارضها غيرها حتى تنتهي إلى حيث أمرت لا يرد سورتها ولا يكسر شرتها فتمتثل ما أمرت به وتصيب ما أرسلت إليه ولهذا وصف سبحانه الريح التي أرسلها على عاد بأنها عقيم فقال: (أرسلنا عليهم الريح العقيم) [الذاريات 41] وهي التي لا تلقح ولا خير فيها والتي تعقم ما مرت عليه.
ثم تأمل كيف اطرد هذا إلا في قوله في سورة يونس (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم(1) بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) [يونس 22] فذكر ريح الرحمة الطيبة بلفظ الإفراد لأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من وجه واحد سيرها، فإذا اختلفت عليها الرياح وتصادمت وتقابلت فهو سبب الهلاك فالمطلوب هناك ريح واحدة لا رياح.
وأكد هذا المعنى بوصفها بالطيب دفعاً لتوهم أن تكون ريحاً عاصفة بل هي مما يفرح بها لطيبها).
وقال ابن القيم في نهاية ذلك الفصل وقد ذكر فيه مسائل مهمة من أسرار التعبير القرآني:
(فلينزه الفطن بصيرته في هذه الرياض المونقة المعجبة التي ترقص القلوب لها فرحاً ويتغذى بها عن الطعام والشراب والحمد لله الفتاح العليم؛ فمثل هذا الفصل يعض عليه بالنواجذ وتثنى عليه الخناصر فإنه يشرف بك على أسرار عجائب تجتنيها من كلام الله والله الموفق للصواب).
____________________________________________(1/3214)
(1) هذا الالتفات لعل معناه أن جريان السفينة بالناس بريح طيبة يكون في الغالب سبباً في غفلتهم عن ذكر الله ودعائه وفي نسيان ضرورتهم إلى عونه وتوفيقه وحمايته، وفي غيبتهم عن ذلك كله، فخاطبهم خطاب الغائبين، وهذا من بلاغة الالتفات.
"
---
(1/3215)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح فهرسة موضوعات التخصص في المجلات العلمية
---
اقتراح فهرسة موضوعات التخصص في المجلات العلمية
---
محمد الشايع
06-06-2003, 05:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أقترح على الإخوة الكرام فهرسة موضوعات الدراسات القرآنية في المجلات العلمية الشهيرة كالمورد العراقية والمجمع العلمي ومجلة البحوث العلمية ومجلات الجامعات وغيرها ، فإن في ذلك عوناً للباحثين في دراسة الموضوعات ، وأفكارا لطلاب الدراسات العليا تفتح لهم آفاقاً في البحث العلمي. ويبقى التنسيق بين الأعضاء في كيفية القيام بمثل هذا العمل على الوجه المطلوب ، وقد يكون لدى البعض فهرسة لهذه البحوث.
وفقكم الله
---
إبراهيم الدوسري
06-06-2003, 09:36 PM
مرحبا بأستاذي وشيخي الكريم :
أ . د.محمد الشايع .
الفكرة التي تفضلتم بها حول هذا الموضوع في غاية الأهمية ، لأنها تساعد في إثراء الدراسات القرآنية بالجديد ، وستوفر على الباحثين جهدا كبيرا .
وأقترح أن يتولى دراسة هذا الموضوع أحد الباحثين دراسة استقرائية موضوعية .
ويمكن كخطوة أولى أن يتبنى هذ الملتقى اللبنة الأولى في بداية هذا المشروع ، وذلك بأن يطلب من جميع الأعضاء في الملتقى بيان بحوثهم المنشورة المحكمة وبيان مكان نشرها وتاريخها وما يتبع ذلك من البيانات .
والله ولي التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2003, 11:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أكرر الترحيب والشكر لأستاذنا الكريم الدكتور محمد الشايع وفقه الله على انضمامه إلي طلابه ومحبيه في ملتقى أهل التفسير ، وسيكون لذلك أجمل الأثر في مسيرة هذا الموقع بإذن الله.(1/3216)
كما أشكر شيخنا الكريم أبا سعيد الدكتور إبراهيم الدوسري وفقه الله وبارك فيه على تواصله مع محبيه ، ودعمه للموقع بعلمه ووقته ومشاركته ، كما إن لدعمه المعنوي لي شخصياً أجمل الأثر في نفسي فجزاه الله خيراً على كل ذلك.
وأما بالنسبة للاقتراح الكريم ، فأنا أتفق مع الشيخ وفقه الله في ذلك ، وأشكره على هذه الفكرة الرائعة حقاً ، وقد قمت بمراسلة موقع الدرر السنية لفضيلة الشيخ علوي السقاف طلباً للمشورة والمساعدة في التعاون معنا في هذا الأمر ، حيث قد قاموا بفهرسة عدد كبير من المجلات العلمية ، وهي (مجلة الأمة - أضواء الشريعة بكلية الشريعة بجامعة الإمام - البحث العلمي بجامعة أم القرى -البحوث الإسلامية - الجامعة الإسلامية - جامعة أم القرى - الحكمة - المجمع العلمي العراقي - المجمع الفقهي الإسلامي -مجمع اللغة العربية - معهد المخطوطات العربية -المنار). ولا زلت أنتظر الإجابة منهم وفقهم الله.
وقد قمت بجمع البحوث المتخصصة المنشورة في مجلة جامعة الإمام الإسلامية ، كما جمعت المقالات المنشورة في مجلة البيان من القرص الخاص بالمجلة ، وسأواصل بإذن الله هذا المشروع حتى يؤتي ثماره بإذن الله ، شاكراً للجميع آرائهم ، وتوجيهاتهم ، ولن نستغني عن أي رأي أو توجيه من مشايخنا وزملائنا الفضلاء ، كما أرجو من الأعضاء الكرام المساعدة في البحث عن البحوث والمجلات العلمية الرصينة في العراق وفي مصر وفي المغرب وغيرها ، والدلالة على أي موضوع ينفع في هذا المشروع ، وسأنتظر المشاركات والتعقيبات.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
الإداوة
06-07-2003, 01:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
لأكثر من مرة قرأت .. مقترح فضيلة الشيخ أ. د / محمد الشايع ..
وحقيقة وكما فهمته .. أن يفعّل الموضوع ..على مراحل ، ويفعل لهذا المشروع جميع الأعضاء .. فمثلا:
المرحلة الأولى : جمع المادة .(1/3217)
فكلُ يورد ..مايعرف ، سواء قرأه أو حرره .. ويجعل لهذا وقتاً ينتهي فيه .
المرحلة الثانية : حذف المكرر
بحيث توزع الكمية على الأعضاء .. الذين أبدوا استعدادهم..ثم يحذف المكرر ( من خلال العنوان واسم المجلة وعددها ).
المرحلة الثالة : الفرز على الموضوعات :
بحيث كل عضو .. يستلم علما ً من علوم القرآن مثلا ، فيجمع .. كل ماورد في المجلات عنه ..
المرحلة الرابعة : الترتيب والتحرير
وهذه المرحلة ، تحتاج مزيد عدد ، فترتب المعلومة داخل ، كل علم او مبحث ، ويحرر مايحتاج إلى تحرير حيث من الضروري ، انسياق الخط ، واتساق البنط ، ومراعاة العرض ونقله من مجلة إلى عرض علمي .
المرحلة الخامسة : الجمع والفهرسة
فيجمع .. من كل يد أفلحت .. مابذلت .. ثم يفهرس .. ويكون بين يدي الجميع للتحميل والطباعة ..
ولابد من بقاء المشروع مفتوحا .. ليدخل فيه مايستجد .. مما هو حاضر أو مستقبل ..
هذه ..رؤية أخرى من محب .. قابلة للرد ..أكثر من القبول .. وحداني حلم أستاذ .. وتواضع أب ..والمراد التفعيل والعمل الجماعي ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
مستفيد
06-07-2003, 12:58 PM
و أضيف إلى ما ذكره الأفاضل ما يلي :
إنشاء لجنة علمية تتألف من مشايخ الأفاضل و يُجعل على رأسها فضيلة الشيخ محمد الشايع و فضيلة الشيخ مساعد الطيار حفظهما الله .
و تفتح عضويتها فقط للمتخصصين من أهل الصنعة .
و تجتمع هذه اللجنة في منتدى خاص بهم ينشأ خصيصا لهذا الأمر و هي التي تنظر في حال المنتدى و تقترح ما تراه ضروريا ، و تختار أحسن الأعضاء لتوليتهم بعض الأعمال العلمية مثل ما اقترحه الشيخ محمد الشايع زاده الله رفعة بالعلم النافع.
و شكرا
تلميذكم الوفي ( مستفيد).
---
محمد الشايع
06-07-2003, 08:01 PM
سلام عليكم
شكرا لجميع الأخوة و الذين تجاوبوا مع مقترح الفهرسة لموضوعات التخصص كل باسمه ،(1/3218)
ولتسهيل الأمر يمكن الإفادة من بعض الجهات التي تقدم مثل هذه الخدمات البحثية كمركزالملك فيصل ..وغيره مع العلم أن كثيرا من المجلات العلمية تقوم بفهرسة موضوعات مجلاتها وماعلينا هنا إلا جمع مايتعلق بتخصصنا ومع مقدم الإجازة الصيفية يتسع الوقت للقيام بذلك أو بعضه كما يمكن أن يقوم كل فرد بفهرست مجلة أو أكثر ويقوم الملتقى بالننسيق ويبدأ بالأهم من المجلات كمجلات المجامع العلمية ، والجامعات والهيئات البحثية هذه مجرد فهرسة سهلة ونافعة ، ثم تأتي مسألة تحميل هذه الأبحاث حيث يمكن توظبف وتكليف أحد هم بذلك ، أو تقوم به الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم كأحد أنشطتها وإسهاماتها في هذا المجال
ومع الشكر للدكتور إبراهيم الدوسري فمع قلة الأعضاء وقلة أبحاثهم المنشورة فسوف تكون الفائدة محدودة
ولكم الشكر
أخوكم محمد الشايع
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2003, 01:31 PM
شيخي الكريم محمد الشايع وفقه الله
بعث إلي أخي أبو بيان أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير برسالة خاصة ، يثني فيها على اقتراحكم ويقول بأنه منذ زمن قد قام بعمل فهرسة للبحوث والمقالات في عدد كبير من المجلات العلمية التي أشرتم إليها.
وقد تم الاتفاق على وضع هذه الفهارس في موضوع خاص يتم تثبيته في الملتقى مؤقتاً. حتى يتكامل بإذن الله.
فهل لفضيلتكم رأي خاص في عنوان الموضوع أو أي توجيه ترونه وفقكم الله.
تلميذكم
عبدالرحمن الشهري
---
د. نصير خضر سليمان
09-23-2004, 09:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه وبعد:
فانا اخوانكم في العراق من مدرسين وباحثين ومحققين نحتاج الى دعمكم ومساعدتكم لنا عن طريق توفيركم لنا مخطوطات لنحققها وننشرها وخصوصا في الفقه والتفسير.
أخوكم د. نصير خضر سليمان
المدرس في الجامعة الاسلامية في بغداد
nasseirr@yahoo.com
---
(1/3219)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (2)
---
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (2)
---
أحمد بزوي الضاوي
09-11-2006, 04:40 AM
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (2)
الأستاذ المكي الناصري
مفسر الديار المغربية في العصر الحديث
- ولد الشيخ محمد المكي الناصري بن محمد اليمني بن سعيد الناصري بمدينة الرباط، بتاريخ 24 شوال 1324هـ/11 دجنبر 1906م .وهو ينحدر من منطقة معروفة بالعلم ألا و هي منطقة " تاكونيت " القريبة من أهم الزوايا المغربية المشتهرة بالعلم و الفضل ، إنها الزاوية الناصرية بتمكروت التي توجد بها مكتبة عامرة تعتبر من أهم المكتبات بالمغرب و التي تضم نفائس المخطوطات في شتى الفنون .
- بدأ حياته العلمية أولا بحفظ القرآن الكريم وأمهات المتون .
- أنهى دراسته الابتدائية عام 1918م .
- أنهى تعليمه الثانوي في 1926م .
- في سنة 1346هـ سافر إلى إلى مصر وتابع دراسته بالأزهر الشريف .(2)
- درس فروع الفلسفة و علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة القاهرة .
- درس علوم التربية بكلية الآداب جامعة باريس .
- درس مادة القانون الدستوري، والقانون الدولي العام بكلية الحقوق-جامعة جنيف.
شيوخه : تتلمذ الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ على يد زمرة من كبار علماء المغرب أمثال :
1. الشيخ أبو شعيب الدكالي .
2. الشيخ محمد المدني بن الحسن .
3. الشيخ محمد بن عبد السلام السائح .
4. الشيخ محمد بنونة .
5. المؤرخ محمد داود .
وتتلمذ بالقاهرة على:
1. محب الدين الخطيب .
2. الشيخ الخصر الحسين .
3. طه حسين .
4. أحمد أمين .
5. زكي مبارك .
6. عبد الحميد العبادي .
7. حسن إبراهيم حسن .
8. مصطفى عبد الرازق .
9. اتصل في سويسرا بالأمير شكيب أرسلان .
ومن المستشرقين الإيطاليين الذين درس عليهم :
1- نيلينو .
2- جويدي .(1/3220)
ومن المستشرقين الألمان ال\ين درس عليهم :
1- لتمان .
2- برجستراسر .
ومما سبق يتبين لنا أن الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ قد جمع بين التعليم الأصيل و الدراسة الجامعية ، كما جمع بين الثقافتين العربية / الإسلامية و الغربية ، كما جمع بين العلم و السياسة .
المسار الوظيفي للشيخ المكي الناصري:
- تولى التدريس والتعليم في المعهد الحر، ومعهد مولاي الحسن بتطوان.
- انتدب للمشاركة في الكثير من المؤتمرات بالعالم الإسلامي خاصة .
- ومن المهام السامية التي تولاها الأستاذ الناصري :
* عضو في المجلس الوطني الاستشاري في 20 أكتوبر 1956م .
* عضو في مجلس الدستور سنة 1960م .
* سفير بليبيا في 13 يناير 1961.
* عامل لجلالة الملك على أكادير في 9 فبراير 1963م.
* عضو بالغرفة الدستورية من سنة 1963م إلى سنة1970م.
* أستاذ بدار الحديث الحسنية في 21 نونبر 1964م.
* خطيب بجامع السنة بالرباط سنة 1969م.
* وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1972.
* عضوا بأكاديمية المملكة المغربية سنة 1981م.
* عضو بمجلس الوصاية ورئيس للمجلس العلمي بولاية الرباط سلا سنة 12 يوليو 1981م .
* أمين عام لرابطة علماء المغرب خلفا للشيخ العلامة عبد الله كنون ـ رحمه الله ـ سنة 1409 هـ .
مؤلفات المكي الناصري :
1- ''إظهار الحقيقة'' طبعة بتونس سنة 1925م.
2- حرب صليبية في مراكش، طبع بالقدس في 1930م.
3- فرنسا وسياستها البربرية في المغرب الأقصى، طبع بالقاهرة سنة 1932م.
4- الأحباس الإسلامية في المملكة المغربية، طبع بتطوان سنة 1935م.
5- مبادئ القانون في الإسلام.
6- نظام الحقوق في الإسلام.
7- دراسات تاريخية عن سبتة والجديدة والصويرة.
8- كيف تسربت ثقافة الإسلام إلى الغرب المسيحي في العصر الوسيط .
9- مكانة الاجتهاد في الإسلام .
10- منهاج الحكم في الإسلام .
11- كيف نجدد رسالة الإسلام .
12- الشريعة أخت الطبيعة .
13- تاريخ التشريع الإسلامي .(1/3221)
14- الدعوة الإسلامية : فلسفتها السديدة و سياستها الرشيدة .
15- الحضارة الإسلامية .
16- إعجاز القرآن على ضوء العلم الحديث .
17- حكمة الإسلام .
18- كيف انتشر الإسلام في العالم .
19- نظرة إلى التخطيط العائلي على ضوء التشريع الإسلامي .
20- الأقليات الدينية و حق تقرير المصير .
21- رسالة القرآن في عصر العلم .
22- علم الكلام فلسفة إسلامية مبكرة .
23- التيسير في أحاديث التفسير . و هو عبارة عن حلقات تفسيرية للقرآن الكريم كانت تذاع يوميا على أمواج الإذاعة المغربية بعد صلاة الفجر. وقد نشر هذا الكتاب في ست مجلدات، صدرت ببيروت عام 1985م ، عن دار الغرب الإسلامي .
24- أبحاث و قالات منشورة ب :
أ – ندوة الإمام مالك .
ب ـ ندوة الشريعة و الفقه .
ج ـ مجلة دعوة الحق المغربية .
د ـ ندوات أكاديمية المملكة المغربية .
الشيخ المكي الناصري محاضرا بالجامعة :
تولى الشيخ المكي الناصري إلقاء محاضراته العلمية في جامعة محمد الخامس، وجامعة الحسن الثاني، ودارالحديث الحسنية، والمدرسة الوطنية للإدارة العمومية، حيث قام فيها بتدريس الشريعة والأصول، وتاريخ التشريع الإسلامية، والفقه المقارن، والقانون الدستوري، والحضارة الإسلامية، والحضارة المغربية.
النشاط السياسي للشيخ المكي الناصري :
كان للشيخ المكي الناصري نشاط سياسي مكثف وملحوظ في فترة الحماية الفرنسية، حيث عمل على محاربة الوجود الفرنسي الاستعماري بالكتابة الصحفية، و إصدار صحف على مسؤوليته وتحت إشرافه . ثم عمل الشيخ المكي الناصري إلى تأسيس حزب سياسي عرف ب:
" حزب الوحدة المغربية ". بعد توقف " كتلة العمل الوطني " وذلك عام 1937م.
وقد كان الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ داعية إلى الإصلاح الاجتماعي والسياسي، ومناهضا للبدع والخرافات .
الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ مفسرا :(1/3222)
تعلق الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ بالتفسير منذ شبيبته، فقد بدأ مسيرته التفسيرية بإعطاء الدروس بمساجد الرباط و تطوان ، حيث كان يفسر سورا وآيات من الذكر الحكيم . و واظب بعد ذلك على إلقاء دروس يومية في تفسير الخطاب القرآني الكريم بعد صلاة العشائين بالمسجد المحمدي والمسجد العتيق بالدار البيضاء، وذلك طيلة سنتين كاملتين. ثم تحول بعد ذلك إلى إلقاء محاضرات من قبيل التفسير الموضوعي للقرآن الكريم . ليستقر في النهاية على إعطاء سلسلة من الدروس المنتظمة في تفسير القرآن الكريم من أوله إلى آخره، وهي الدروس التي كانت الإذاعة الوطنية تقوم ببثها صبيحة كل يوم، كما عملت إذاعة القرآن الكريم بالسعودية على بث هذه الدروس. وبعد الفراغ من تفسير القرآن كله عمل الشيخ المكي الناصري على جمع هذه الدروس و طبعها .
---
(1/3223)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مناهج المفسرين التي في غير مظنتها
---
مناهج المفسرين التي في غير مظنتها
---
عمر المقبل
11-20-2006, 11:27 PM
لا يخفى على أهل هذا الملتقى المبارك أهمية البحث في مناهج المفسرين ،وأجدها فرصة مناسبة لأهنئ نفسي وأهنيء أهل هذا الملتقى ببرنامج (أهل التفسير) الذي يطل فيه علينا أخونا الشيخ المفيد د.عبدالرحمن الشهري ، فاللهم زده توفيقا وتسديداً.
والذي أريد التنبيه إليه في هذا الموضوع أن نجمع ما قيل عن مناهج المفسرين التي يتكلم بها العلماء والباحثون في غير موضعها المتوقع.
فمثلاً .. ليس غريباً أن يتحدث مفسر يعلق على الجلالين ـ مثلاً ـ عن منهج المؤلف في كتابه ،ولكن الذي يحتاج إلى جمع وضم هو ما يذكره بعض العلماء في غير مظنته ،كما نجده من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ عن مناهج بعض المفسرين استطراداً ،وكذا ما يصنعه ـ على قلة ـ تلميذه ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ.
وكما نجده في كلام بعض المفسرين عن منهج مفسر قد سبقه.
فلو أن كل من وقف على شيء من ذلك أضافه إلى موضعه ؛ لحصل من ذلك خير كثير ،والله الموفق.
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2006, 07:32 AM(1/3224)
شكر الله لكم يا أبا عبدالله هذه الفائدة ، وأشكرك على تشجيعك لأخيك وأسأل الله لي ولك ولجميع إخواننا التوفيق والسداد وحسن القصد في القول والعمل . وما تفضلتم به من أهمية ما يشير إليه كثير من المؤلفين من الإشارة إلى بعض مناهج المفسرين في كتبهم عَرَضاً موضوع مهم ، وأكثر ما تجده في كتب التراجم التي تترجم للمفسرين كمعجم الأدباء للحموي مثلاً ، ففيه ذكر لمناهج عدد من المفسرين عند التعرض لتراجمهم كما في ترجمة ياقوت الحموي للعلامة المفسر محمد بن جرير الطبري ، فقد أشار إلى جوانب من منهجه في تفسيره ، ولعلي أذكر أمثلة لذلك في هذا الموضوع في مشاركة لاحقة بإذن الله .
وأما برنامج (أهل التفسير) فهو مشروع علمي قديم أرجو أن يكتب الله له النجاح والقبول والنفع مع اعترافي بقلة البضاعة ، وسأقوم بالتعريف به والإشارة إلى المنهج الذي توخيته في إعداد هذا البرنامج الذي يبث على قناة المجد العلمية في مشاركة قادمة على صفحات هذا الملتقى طلباً للتقويم والتسديد من الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى العلمي ، وسيعاد البرنامج بإذن الله على قناة المجد العامة كما أخبرتُ بذلك من الأخ الكريم مدير القناة العلمية والله الموفق.
---
عمر المقبل
11-24-2006, 06:06 PM
بانتظار فوائدكم أبا عبدالله .. نفع الله بكم ،وزادكم علماً وفهماً.
---
عمر المقبل
12-04-2006, 10:34 PM
سأذكر مثالاً .. ربما أنازع في انطباقه على شرط العنوان ،ولكن عذري أن هذا الكلام لم ينشر بعد ،وهو أن شيخنا العثيمين رحمه الله قال عن منهج صاحب الجلالين ـ في تفسيره لسورة يس ـ :
(إذا قال المؤلف عن قراءةٍ ما : وقيل ،فهذا يعني أنها ليست بسبعية ؛ لأن من عادته إذا كانت القراءة سبعية أوردها وضبطها) انتهى بمعناه.
---
أحمد بزوي الضاوي
12-05-2006, 12:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .(1/3225)
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقنا للاجتماع في هذا الموقع المتميز لنتدارس كتاب الله . أما بخصوص ما يرد في بعض الكتب من إشارات لمعالم مناهج المفسرين . فإنني أرى ـ والله أعلم ـ أننا بحاجة إلى تحديد المصطلحات ، لنكون على بينة من أمرنا ، وليكون حديثنا منضبطا بمقاييس العلم ، خاصة و أن الموقع يرتاده المتخصصون وطلبة العلم . ومن ثم نتساءل عن المقصود بالمنهج و المناهج ، و الاتجاه ، و ما الفرق بينهما ؟، فضلا عن أننا في حاجة ماسة إلى دراسة مصطلحات متداولة بدون تحديد دقيق ، مما يجعل أعمالنا تمتاز بالتبسيط و السطحية ، من ذلك مثلا مصطلحات :
1- التفسير .
2- التأويل .
3- الفهم .
4- الإدراك .
4- الاستنباط .
4- الشرح .
5- التعليق .
6-الإشارة .
7- النقل ." مصادر نقلية " .
8- العقل " مصادر عقلية " .
10- لي عنق النص " الإسقاط " .
11- جعل القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حا " الاستنباط " .
12- الرواية و الدراية .
13- ما الفرق بين أصول التفسير و قواعده .
وغيرها من الاصطلاحات المتداولة في حقل التفسير ، و التي تحتاج منا إلى تدقيق ، وعدم الاقتصار على ترديد ما قاله سلفنا دون تمحيص . مما جعل كثيرا من طلابنا يرددون كثيرا منها دون فهم و لا تمييز . وإني لآمل أن يكون هذا الموقع منارة لتداول مثل هذه القضايا العلمية بشكل علمي ، وفي إطار علوم اللسان ، باعتبار القرآن الكريم خطابا لغويا عربيا من حيث اللسان ، عالميا من حيث الثقافة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عمر المقبل
12-18-2006, 02:51 PM
ما زلنا ننتظر المبدع أبا عبدالله ...
وقد وقفت على كلام يصلح ـ على سبيل التجوز ـ أن يدخل في هذا الموضوع ،وهو :(1/3226)
كلام المؤرخ الكبير ابن خلدون ،حيث تعرض في مقدمة مقدمته إلى نقد طريقة بعض المفسرين الذين لا ينظرون في سياق الآية ،ولا ما يتصل بالتاريخ المتعلق بها ... الخ كلامه الذي سأسوقه الآن ؛ ليتضح مراده .
وهو ـ في الحقيقة ـ لم يخص المفسرين بذلك ،بل كان يتحدث عن أهمية فن التاريخ ،وأثره في نقد ما يقع من الأخبار والحكايات الواهية ،والتي يتبين ـ عند إمرارها على محك النقد ـ أنها لا تثبت .
قال رحمه الله في أول مقدمته (1/13) ط.الباز :
(فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الامم والاجيال وتشد إليه الركائب والرحال * وتسمو إلى معرفته السوقة والاغفال * وتتنافس فيه الملوك والاقيال * وتتساوى في فهمه العلماء والجهال * إذ هو ـ في ظاهره ـ لا يزيد على أخبار عن الايام والدول ... إلى أن قال :
فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق * وجدير بأن يعد في علومها وخليق * وإن فحول المؤرخين في الاسلام قد استوعبوا أخبار الايام وجمعوها * وسطروها في صفحات الدفاتر وأودعوها * وخلطها المتطفلون بدسائس من الباطل وهموا فيها وابتدعوها * وزخارف من الروايات المضعفة لفقوها ووضعوها * واقتفى تلك الآثار الكثير ممن بعدهم واتبعوها * وأدوها إلينا كما سمعوها * ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والاحوال ولم يراعوها * ولا رفضوا ترهات الاحاديث ولا دفعوها * فالتحقيق قليل * وطرف التنقيح في الغالب كليل * والغلط والوهم نسيب للاخبار وخليل * والتقليد عريق في الآدميين وسليل * والتطفل على الفنون عريض طويل * ومرعى الجهل بين الانام وخيم وبيل * ... إلى أن قال ـ 1/13 ـ :(1/3227)
لأن الاخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ، ولم تحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والاحوال في الاجتماع الانساني ، ولا قيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب ، فربما لم يؤمن فيها من العثور ، ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق ، وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأيمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا ولم يعرضوها على أصولها ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في الاخبار فضلوا عن الحق ... إلى أن قال ـ وهذا هو هو الشاهد ـ 1/17:(1/3228)
وأبعد من ذلك وأعرق في الوهم ما يتناقله المفسرون في تفسير سورة الفجر في قوله تعالى : (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ) فيجعلون لفظة إرم اسما لمدينة وصفت بأنها ذات عماد أي أساطين وينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان هما شديد وشداد ملكا من بعده وهلك شديد فخلص الملك لشداد ودانت له ملوكهم وسمع وصف الجنة فقال لا بنين مثلها فبنى مدينة إرم في صحارى عدن في مدة ثلثمائة سنة وكان عمره تسعمائة سنة وأنها مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الشجر والانهار المطردة ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته حتى إذا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا كلهم ذكر ذلك الطبري والثعالبي والزمخشري وغيرهم من المفسرين وينقلون عن عبد الله بن قلابة من الصحابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها وحمل منها ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فأحضره وقص عليه فبحث عن كعب الاحبار وسأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شئ من بقاع الارض وصحارى عدن التي زعموا أنها بنيت فيها هي في وسط اليمن ومازال عمرانه متعاقبا والادلاء تقص طرقه من كل وجه ولم ينقل عن هذه المدينة خبر ولاذكرها أحد من الاخباريين ولامن الامم ولو قالوا إنها درست فيما درس من الاثار لكان أشبه إلا ان ظاهر كلامهم أنها موجودة وبعضهم يقول إنها دمشق بناء على أن قوم عاد ملكوها.(1/3229)
وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى أنها غائبة وإنما يعثر عليها أهل الرياضة والسحر مزاعم كلها أشبه بالخرافات والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الاعراب في لفظة ذات العماد أنها صفة إرم وحملوا العماد على الاساطين فتعين أن يكون بناء ورشج لهم ذلك قراءة ابن الزبير عاد إرم على الاضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي أشبه بالاقاصيص الموضوعة التي هي أقرب إلى الكذب المنقولة في عداد المضحكات وإلا فالعماد هي عماد الاخبية بل الخيام وإن أريد بها الاساطين فلا بدع في وصفهم بأنهم أهل بناء وأساطين على العموم بما اشتهر من قوتهم لانه بناء خاص في مدينة معينة أو غيرها وإن اضيفت كما في قراءة ابن الزبير فعلى إضافة الفصيلة إلى القبيلة كما تقول قريش كنانة وإلياس مضر وربيعة نزار وأي ضرورة إلى هذا المحمل البعيد الذي تمحلت لتوجيهه لامثال هذه الحكايات الواهية التي ينزه كتاب الله عن مثلها لبعدها عن الصحة . انتهى كلامه رحمه الله .
---
عمر المقبل
01-27-2007, 09:50 PM
ألا من أمثلة يا أهل التخصص ؟!
---
(1/3230)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تصحيح خطأ في برنامج النور للنشر المكتبي
---
تصحيح خطأ في برنامج النور للنشر المكتبي
---
أحمد بزوي الضاوي
09-25-2006, 12:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإنني أنبه على خطأ في الإحالة على آية قرآنية كريمة واردة في برنامج مصحف النور للنشر المكتبي ، وذلك حتى يعمل أصحاب البرنامج على مراجعته وتصحيح هذا الخطأ ، علما أنني استعمله كثيرا و هي المرة الوحيدة التي وجدت فيها هذا الخطأ ، مما يبين أن البرنامج دقيق في الإحالة على القرآن الكريم بدرجة كبيرة . و الكمال لله تعالى .
الآية الكريمة : ( وقيل من راق ) البرنامج يحيلك على المدثر ، الآية 27 .و الصحيح سورةالقيامة ، الآية 27 .
مع رجاء للإخوة الباحثين إذا وجدوا مثل هذه الأخطاء التنبيه إليها . كما أنني بصدد تسجيل بعض الملاحظات التي من شأنها تطوير البرنامج وجعله أكثر نجاعة و مصداقية في البحث عن آي الذكر الحكيم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-07-2006, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
هذا خطأ آخر حيث تمت الإحالة في قوله تعالى : ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ) على سورة الزمر، الآية 13 . و الصواب سورة يس ، الآية 13 .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .(1/3231)
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/3232)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً
---
وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً
---
جمال حسني الشرباتي
02-04-2005, 03:01 PM
قال تعالى في سورة الجن
(وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) 14-16
إذا كان الحديث عن الجن فما نفع الماء لهم؟؟
لنقرأ في بعض التفاسير
قال الرازي((في هذه الآية ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الغيث والمطر، والثاني: وهو قول أبي مسلم: أنه إشارة إلى الجنة كما قال:
{ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }
[البقرة:25] وثالثها: أنه المنافع والخيرات جعل الماء كناية عنها، لأن الماء أصل الخيرات كلها في الدنيا.))
فإذا قلنا أن الماء هو المطر أو الماء المعروف فيلزم أن يكون الكلام في هذه الآية((لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً) راجع إلى قاسطي الإنس لا قاسطي الجن
أما إذا قلنا أن الكلام عائد إلى قاسطي الجن فيلزم أن يكون المعنى هو المعنى الثالث الذي قاله الرازي وهو((أنه المنافع والخيرات جعل الماء كناية عنها، لأن الماء أصل الخيرات كلها في الدنيا))
وكون الجن لا يلزمهم الماء وكون الأقرب عودة الكلام إليهم فأنا أميل إلى أن الماء هنا بمعنى الخيرات
فناقشوني يرحمكم الله
---
أبومجاهدالعبيدي
02-05-2005, 08:45 AM(1/3233)
قال ابن عاشور : ( ويجوز أن يكون عائداً إلى غير مذكور في الكلام ولكنه معروف من المقام إذ السورة مسوقة للتنبيه على عناد المشركين وطعنهم في القرآن، فضمير {اسْتَقَامُواْ} عائد إلى المشركين، وذلك كثير في ضمائر الغيبة التي في القرآن، وكذلك أسماء الإِشارة كما تنبهنا إليه ونبهنا عليه، ولا يناسب أن يعاد على القاسطين من الجن إذ لا علاقة للجن بشرب الماء. )
---
جمال حسني الشرباتي
02-05-2005, 06:11 PM
جميل نقلك أيها الدكتور ولقد اطلعت عليه سابقا فلم يرضيني أن يعاد الكلام إلى غير مذكور في الآيات وهم قاسطي الإنس
وأنا عادة لا أميل إلا للمعنى الظاهر فالماء هو الماء---إلا أن كون قاسطي الإنس غير مذكورين وكون الجن لا يلزمهم الماء جعلني أرجح معنى الخيرات للماء المذكور في الآية
فما هي وجهة نظرك اخي بدقة
---
(1/3234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الكوثر
---
سورة الكوثر
---
موسى أحمد زغاري
03-07-2006, 04:46 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) }
سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن الكريم ، وقد تحدى الله العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو حتى بسورة من مثله ، قال الله تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } يونس 38
نعم كان التحدي من الله ولا زال . للإنس والجن ، فتعاول نتبصر في سورة الكوثر وندقق النظر فيها ، ولتدبرها كما أمر الله .
إن في هذه السورة من المعاني البديعة والفصاحة التي تسدّ بها عن معارضته الذريعة ، وسورة الكوثر فيها من الألفاظ البديعة الرائقة التي اقتضت بها أن تكون مبهجة ، والمعاني المنيعة الفائقة التي اقتضت بها أن تكون معجزة . ولقد وجد بها أحد وعشرون موقعا دل كل الدلالة على إعجازها وهي مقسمة كما يلي :
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) : ثمانية فوائد .
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) : ثمانية فوائد .
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) : خمسة فوائد .
أما الثمانية الأولى في قوله : إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) :(1/3235)
1) إن قوله : إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ؛ دلَّ على عطيةٍ كثيرة مُسندة إلى مُعطٍ كبير ، ومن كان كذلك كانت النعمة عظيمة عنده ، وأراد بالكوثر الخير الكثير ، ومن ذلك الخير الكثير ينال أولاده إلى يوم القيامة من أمته . جاء في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه _ النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وهو أب لهم وأزواجه امهاتهم _ "" ونص الآية في حفص : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُو?اْ إِلَى أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } "" .
ومن الخير الذي وعد به ما أعطاه الله في الدارين من مزايا التعظيم والتقديم والثواب ما لم يعرفه إلا الله . وقيل أن الكوثر ما اختص به من النهر الذي ماؤه أحلى من كل شيء وعلى حافاته أواني الذهب والفضة كالنجوم أو كعدد النجوم .
2) أنه جمع ضمير المتكلم وهو يُشعر بعظم الربوبية "" يعني قال: إنَّا ولم يقل أنَا .
3) أنه بنى الفعل على المبتدأ فدل على خصوصية ، بناء على التقديم تبعاً للأهمية "" يعني جعل الفعل أعطيناك خبرا لمبتدأ هو إنَّا .
4) أنه صدر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم ، وهو إنَّـ ـا .
5) أنه أورد الفعل بلفظ الماضي دلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء العاجلة دون عطاء الآجلة . ودلالة على أن المتوقع من سيب الكريم في حكم الواقع .
و السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
6) جاء بالكوثر محذوف الموصوف .لأن المثبت ليس فيه ما في من المحذوف من فرط الإيهام والشياع والتناول عن طريق الاتساع .
7) اختيار الصفة المؤذنة بالكثرة " وهي الكوثر " .(1/3236)
8) أتى بهذه الصفة مُصدرة باللام المعروف بالاستغراق لتكون لما يوصف بها شاملة ، وفي إعطاء معنى الكثرة كاملة .
************************************
أما الثمانية في قوله : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) :
1) فاء التعقيب ها هنا مستفادة من معنى التسبب لمعنيين ؛ أحدهما ، جعل الأنعام الكثيرة سببا للقيام بشكر المنعم وعبادته .
2) والثانية ، جَعُْلهُ لترك المبالاة بقول العدو فإن سبب نزول هذه السورة أن العاص بن وائل قال ان محمدا صنبور _ والصنبور _ الذي لا عقب له ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى السورة .
3) قصده بالأمر التعريض بذكر العاص وأشباهه ممن كانت عبادته ونحره لغير الله ، وتثبيت قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصراط المستقيم وإخلاصه العبادة لوجهه الكريم .
4) أشار بهاتين العبادتين إلى نوعي العبادات ، أعني الأعمال البدنية التي الصلاة قوامه ، والمالية التي نحر الإبل سنامها للتنبيه على ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختصاص في الصلاة التي جُعلت فيها قرة عينه ونحر الإبل التي همته فيه قوية
5) حذف اللام الأُخرى لدلالة الأولى عليها .
6) مراعاة حق السجع الذي هو من جملة صنعة البديع إذا ساقه قائله مساقا مطبوعا ولم يكن متكلفا .
7) قوله : لربك . فيه حُسنان ؛ وروده على طريق الالتفات التي هي امٌ من الأُمهات . وصرف الكلام عن لفظ المضمر إلى لفظ المُظهر ، وفيه إظهار لكبرياء شأنه وإثباته لعز سلطانه ، ومنه أخذ الخلفاء فمثلا يقولون :( يأمرك أمير المؤمنين بكذا _ وعن عمر رضي الله عنه حين خطب الأزدية إلى أهلها فقال : إليكم سيد قريش مروان بن الحكم ) .
8) علَّم بهذا أن من حقوق الله تبارك وتعالى التي تعبد العباد بها أنه ربهم ومالكهم وعرّض بترك التماس العطاء من عبد مربوب ترك عبادة ربه .
*******************************************(1/3237)
أما الخمسة في قوله : إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) :
1) أنه علل الأمر بالإقبال على شأنه وترك الاحتفال بشانيه ( بشانئه ) على سبيل الإستئناف الذي هو حسنٌ حُسنُ الموقع ، وقد كثرت في التنزيل مواقعه .
2) ويتجه أن نجعلها جملة الإعتراض مرسلة إرسال الحكمة الخاتمة الأغراض ؛ كقوله تعالى : ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) وعنى بالشانئ العاص بن وائل .
3) إنما لم يسمه باسمه ليتناول كل من كان في حاله .
4) صدّر الجملة بحرف التوكيد الجاري مجرى القسم ، وعبر عنه بالاسم الذي فيه دلالة على أنه لم يتوجه بقلبه إلى الصدق ولم يقصد بلسانه الإفصاح عن الحق بل نطق بالشنآن الذي هو قرين البغي والحسد وعين البغضاء والحرد ، ولذلك وسمه بما ينبئ عن الحقد .
5) جعل الخبر معرفة وهو الأبتر والشانئ حتى كأنه الجمهور الذي يقال له الصنبور .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
__________________
---
البحر الرائق
03-08-2006, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / موسى أحمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله لك و أعظم أجرك على هذا الفهم السديد و الحرص الشديد على نشر هذه المعلومات اللطيفة ، لكن اسمح لى سيدى ان أضيف الى ما قلته فائدتين :
الأولى فى قوله تعالى ( فصل لربك و انحر ) استفاد منه العلماء ان ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد
الثانية و هى فى قوله ( لربك ) بإضافة كاف الخطاب الى كلمة رب و فيها تشريف و تكريم للنبى صلى الله عليه و سلم ، و فيها من إفادة الحصر و القصر و التخصيص ما فيها أى لربك وحده لا لغيرك
هذا و أن عجائب بيان القرآن الكريم لا تنتهى عند حد ، فنسأل الله تبارك و تعالى ان ينعم علينا بفهم كتابه الكريم فهما صحيحا
ــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على
ليسانس أداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
جامعة المنصورة - مصر
أحزان قلبى لا تزول حتى أبشر بالقبول(1/3238)
و أرى كتابى باليمين و تقر عينى بالرسول
---
موسى أحمد زغاري
03-08-2006, 10:46 PM
أثلجت قلبي أخي أحمد محمود على .
وجزاك الله خيرا .
تلميذكم موسى
---
البحر الرائق
03-08-2006, 11:21 PM
شكرا لك اخى موسى و جزاك الله خيرا
و كما قلت إن عجائب القرآن لا تنتهى ، فإننى و بعد إطاله نظرى فى هذه السورة الكريمة وجدت ان هناك فائدة وجب التنبيه عليها وهى
ورود الفعل أعطى بهذه الصيغة ( أعطى )وهو بذلك يعنى كما فى المعجم الوجيز أى ناوله و بالتالى يكون اسم الفاعل منه المعطى ، بالطريقة التى يصاغ منها اسم الفاعل من الرباعى أو الثلاثى المزيد على وزن مضارعه مع قلب حرف المضارعة ميما مضمومة و كسر ما قبل الاخر و عليه إذا اردنا ان نسمى شخصا ما بهذا الاسم فالصواب ان نقول عبد المعطى ، و لا نقول عبد العاطى لأن هذا فساد فى الصياغة يحول المعنى تماما ، فكلمة العاطى اسم فاعل من الفعل الثلاثى عطى و هو يعنى مد الرقبة ، و العرب تقول : عطت الدابة إذا مدت رقبتها ، ومعلوم أن هذا المعنى لا يليق بالله عز وجل
فالصواب عبد المعطى و ليس عبد العاطى
هذا و نرجو نشر هذه المعلومة قدر المستطاع
و بالله تعالى التوفيق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحزان قلبى لا تزول حتى أبشر بالقبول
و أرى كتابى باليمين و تقر عينى بالرسول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على (البحر الرائق)
ليسانس آداب و تربية قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
جامعة المنصورة - مصر
ahmadmahmoud2006@yahoo.com
---
أبو عمار المليباري
03-10-2006, 11:56 AM
استنبط بعض العلماء من (وانحر) وضع اليدين على النحر في الصلاة . ولكن هذا الاستنباط غريب لأنه لم يدل عليه دليل صحيح صريح .
---
موسى أحمد زغاري
03-11-2006, 12:00 AM
نعم أخي ،أبو عمار المليباري .(1/3239)
سمعت هذا الرأي ولكنه ضعيف وقد مرَّ في بعض الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يديه على صدره ، وليس على نحره .
---
(1/3240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهاء الحلقية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهاء الحلقية
---
فرغلي عرباوي
03-29-2004, 12:40 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهاء الحلقية
**************************
تخرج الهاء من المخرج الأول من مخارج الحلق , وهو حرف مهموس رخو مستفل منفتح خفي مصمت مرقق ضعيف جدا , وهي تلى الهمزة في الرتبة وإن كانتا من مخرج واحد , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
1. لما كانت الهاء حرفا ضعيفا شديد الضعف وجب على القارئ أن يبين صوتها ولاسيما إذا تكررت في كلمة لتكرر الخفاء والضعف واجتماع المثلين نحو ) بِأَفْوَاهِهِمْ )(التوبة: من الآية32) ) جِبَاهُهُمْ )(التوبة: من الآية35) ) أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ )(يونس: من الآية27) ) وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ )(الحجر: من الآية3) ) فَصَكَّتْ وَجْهَهَا)(الذريات: من الآية29) ) مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنّ)(النور: من الآية33) ) ظَلَّ وَجْهُهُ )(النحل: من الآية58) ) وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)(الزمر: من الآية60) , كل هذا يجب على القارئ المجود للفظ تلاوته أن يبينه في درج قراءته , وذلك بتصفية الهاءات وبيان تفكيكها من غير اختلاس ولا إدخال .
**************************(1/3241)
2. وكذلك يجب البيان لو وقعت مكررة في كلمتين وذلك خشية الإدغام في ذلك لاجتماع المثلين نحو ) فِيهِ هُدىً )(البقرة: من الآية2) ) وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم)(المائدة: من الآية76) ) وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا)(آل عمران: من الآية51) ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(لقمان: من الآية26) ) عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(النحل: من الآية95) ) فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُم)(آل عمران: من الآية107) ) وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً )(البقرة: من الآية231), وكذلك لو تكرر ثلاث هاءات نحو )َ إِلَهَهُ هَوَاهُ )(الفرقان: من الآية43).
**************************
3. وعلي القارئ أن ينتبه إذا سكنت الأولى من الهاءين وجب إظهار الإدغام والتشديد وبيان الهاء المشددة , فإن كان قبلها حرف مشدد كان آكد في بيان المشددين , ولاسيما إن كان الحرف الأول حرفا مجهورا قويا نحو ) أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْر)(النحل: من الآية76), أصله ( يُوَجِّهْهُ ) ولذلك كتبت في المصحف بهاءين مع الإدغام , وكذلك يجب بيان كل هاء مشددة لتكرر الضعف في صوت الحرف نحو ( فَمَهِّلِ الْكَافِرِين)(الطارق: من الآية17) )َ أَنْ طَهِّرَا)(البقرة: من الآية125) ) سِرَاجاً وَهَّاجاً)(النبأ: من الآية13) – )فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ)(يوسف: من الآية70), وشبهه .
**************************
4. بعض القراء ينطقها مفخمة ولاسيما إذا وقعت الهاء قبل حاء أو بعد حاء , فيجب ترقيقها وبيانها لتمكن خفائها مع الحاء إذ أنها قريبة المخرج من الحاء , والحاء أقوى منها نحو ) فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)(الطور: من الآية49) )وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ)(قّ: من الآية40), فالبعض يخطئ وينطق لفظها حاء مشددة .
**************************(1/3242)
5. والبعض لا يخرجها من أقصى الحلق لأن في ذلك كلفة فتراهم يخرجونها من أدنى الحلق ضعيفة مخفية وكأن صوتها هاء مشمة بهمزة وأكثر ما يقع ذلك في الهاء الموقوف عليها نحو )الْقَارِعَةُ)(القارعة:1) )الطَّامَّةُ)(النازعات: من الآية34) ) فِي الْجَارِيَةِ)(الحاقة: من الآية11).
**************************
6. بعض العوام يفخم الهاء إذا وقعت بين حرفين ضعيفين مثل الألفين في نحو قوله تعالى )ا سَوَّاهَا)(الشمس: من الآية7) – ) ضُحَاهَا)(النازعات: من الآية29) – )ا تَلاهَا)(الشمس: من الآية2), وذلك لاجتماع ثلاث أحرف خفية فإن كان قبل الألف الأولى هاء كان البيان لذلك كله آكد لاجتماع أربع أحرف خفية نحو (َ مُنْتَهَاهَا)(النازعات: من الآية44).
**************************
7. على القارئ أن يحذر من المبالغة في ترقيق صوت الهاء والمبالغة الزائدة في ذلك تؤدي إلى الإمالة في صوتها ويفعله الكثير وهو خطأ أيضا نحو ) هَاؤُمُ )(الحاقة: من الآية19) ) هَذَا )(آل عمران: من الآية51).
**************************
8. يخطئ بعض القراء وخاصة الذين يدّعون الإتقان في التجويد حيث أنهم يبالغون في ترقيق الهاء الواقعة في لفظ الجلالة حتى تصير وكأنها ممالة نحو ) إِنَّ اللَّهَ )(البقرة: من الآية20) ) رَسُولَ اللَّهِ )(النساء: من الآية157).
**************************
9. قال العلماء : ومما يجدر التنبيه عليه ترقيق الهاء الواقعة في لفظ الجلالة ( اللَّه ) وقفا ووصلا , فإن الكثيرين يفخمونها لأن اللام مغلظة قبلها فتؤثر عليها وهذا خطأ محض , والسبب في ذلك عدم انتباههم لهيئة الشفتين عند الوقف في لفظ الجلالة فيبقون الشفتين عند الهاء على هيئة التفخيم , والصحيح أنه يجب إعادة انفراج الشفتين إلى هيئتهما الطبيعية حال الترقيق فيما لو نطقنا بالهاء مفردة ساكنة نحو ) إِنَّ اللَّهَ )(البقرة: من الآية132) ( رَسُولَ اللَّهِ )(النساء: من الآية157).(1/3243)
**************************
10. يخطئ بعض القراء في ضم الشفتين عند النطق بالهاء الساكنة وخاصة إذا كان قبلها ضم نحو ) مُهْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية37) , والسبب في هذا الخطأ أن القارئ جعل الشفتين عند التلفظ بالهاء على هيئة الضمة التي قبل الهاء , والصواب أن يضم القارئ الشفتين عند الميم فإذا وصل إلى الهاء أرجع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي , وهذه ملاحظة عامة يجب الانتباه لها لأهميتها مثل () يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ )(هود: من الآية48) .
**************************
11. والبعض يخطئ حيث أنهم يمطون صوت الهاء بقدر يزيد على المطلوب وهذا الفعل يسمى في علم القراءات بالإدخال , والواجب إعطاء صوت الهاء زمن حركتها فقط بحيث لو زاد هذا الزمن لتولد حرف من جنس حركة ما قبله نحو )ا وَيُلْهِهِمُ)(الحجر: من الآية3) ( جِبَاهُهُمْ )(التوبة: من الآية35) .
**************************
12. والبعض يفخمها وقفا ولاسيما لو كان قبلها الأحرف المستعلية نحو )َ الآخِرَةِ)(الشورى: من الآية20) – )ٍ نَاضِرَةٌ)(القيامة: من الآية22) – ) بَاسِرَةٌ)(القيامة: من الآية24) – ) نَاظِرَةٌ)(القيامة: من الآية23) , ) ظَهْرَكَ)(الشرح: من الآية3) )ِ رِزْقَهُ )(الفجر: من الآية16) )ٍ خَلَقَهُ)(عبس: من الآية18) ) خَلَقَهُ )(السجدة: من الآية7) والسبب في ذلك عدم انتباههم لهيئة الشفتين عند الوقف على الهاء فيبقون الشفتين على هيئة التفخيم , والصحيح أنه يجب إعادة انفراج الشفتين إلى هيئتهما الطبيعية حال الترقيق فيما لو نطقنا بالهاء مفردة ساكنة وعلى القارئ أن ينطق بالهاء حال التركيب مرققة كما لو نطقها مرققة حال الانفراد .
**************************
13. والبعض يقف على الهاء المكسورة بتفخيم صوتها نحو ) عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: من الآية7) – ) إِلَيْهِمْ )(آل عمران: من الآية77) )َ لَدَيْهِمْ)(آل عمران: من الآية44).
**************************(1/3244)
14. ومن الأخطاء في نطق الهاء قراءتها بالضم في قوله تعالى () لَهْوَ الْحَدِيثِ )(لقمان: من الآية6) لظنهم أنه ضمير وهذا اسم ظاهر , ولا خلاف بين القراء في تسكينه .
*********
ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
******************
(( انتظر قريبا : على نفس الموقع (((بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية
))) لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف ))
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
ناصر الماجد
03-29-2004, 12:42 AM
بسم الله
شكر الله لك أخي الكريم هذه الفوائد النافعة وحسن عرضك لها، وأرجو أن يدوم تواصلكم معنا فالملتقى بكم ولكم وأشكرك مجددا
---
(1/3245)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وما أرسلنا من قبلك
---
وما أرسلنا من قبلك
---
fethi
10-06-2003, 04:16 PM
Salem
in the sourate of Yusefand وما أرسلنا من قبلك What the difference
من without وما أرسلنا قبلك between
Thanks, wa 3alykom Assalme
---
المعتز بالإسلام
10-06-2003, 08:12 PM
يقول السائل في سؤاله :
ما الفرق بين ( وما أرسلنا من قبلك ) في سورة يوسف و ( وما أرسلنا قبلك ) بدون من ؟
---
(1/3246)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تهتز عند قراءتك للقرآن الكريم ؟
---
هل تهتز عند قراءتك للقرآن الكريم ؟
---
القندهاري
03-26-2007, 10:50 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد .
فهذا كلام جميل وجدته للعلامة بكر أبو زيد في من يتحرك ويهتز عند قراءته للقرآن وهذا نشاهده كثيرا والله المستعان
في بعض البلاد الإسلامية فأحببت أن أنقل لكم هذه الفائدة .
قال العلامة بكر أبو زيد حفظه الله تعالى في كتابة بدع القراء صفحة 26
: (( اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل, والاهتزاز, والتحرك, عند قراءة القرآن, وأنها بدعة يهود, تسربت إلى المشارقة المصريين, ولم يكن شيء من ذلك مأثوراً عن صالح سلف هذه الأمة .
وقد ألف ناصر السنة ابن أبي زيد القيرواني م سنة 386هـ رحمه الله تعالى ((كتاب من تأخذه عند قراءة القرآن حركة))( ) ولا ندري من خبر هذا الكتاب شيئاً .
قال أبو حيان النحوي محمد بن يوسف الأندلسي م سنة 745هـ رحمه الله تعالى في تفسيره ((البحر المحيط)) عند قول الله تعالى: ? وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ... ? [الأعراف:171], (قال الزمخشري في ((الكشاف)) 2 / 102:
((لما نشر موسى عليه السلام, الألواح وفيها كتاب الله تعالى, لم يبق شجر, ولا جبل, ولا حجر إلا اهتز فلذلك لا ترى يهودياً يقرأ التوراة إلا اهتز وأنغض لها رأسه)) انتهى . من الكشاف . وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين, فيما رأيت بديار مصر, تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم, وأما في بلادنا, بالأندلس والغرب, فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن, أدبه مؤدب المكتب وقال له: لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة))( ) انتهى .(1/3247)
وقال الراعي الأندلسي م سنة 853هـ رحمه الله تعالى في ((انتصار الفقير السالك)) ص / 250: (وكذلك وافق أهل مصر اليهود, في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال, وهو من أفعال يهود). انتهى . وهذا أعم فليُجْتنب .
انتهى .
وقد ذكر بن كثير في سورة البقرة آية 62 قول أبو عمرو بن العلاء (( لأنهم يتوهدون أي يتحركون عند قراءة التوراة ))
أنتهى . والله أعلم
.
---
دمعة الأقصى
03-27-2007, 12:16 AM
جزاكم الله خيرا وأكثر من تلقى هذه البدعة من المسلمين هم الصوفية.
---
د. أنمار
03-27-2007, 01:17 AM
لا أظن كثيرا ممن يهتزون يفعلون ذلك تقليدا لليهود بل هي حركة طبيعية، الغرض منها تحريك عضلات الظهر لا يصيبها تيبس أو فتور. وبعضهم ليبقى متيقظا لا يداهمه النعاس. فلا دخل لليهود في الأمر، وإقحامهم فيه تكلف. والله أعلم.
أما اهتزاز القشعريرة والخشوع فكان من دأب السلف والصحابة كعبد الرحمن بن عوف حين كان يقرأ على ابن عباس رضي الله عنهم، فوجب التنبيه.
---
مروان الظفيري
03-27-2007, 07:07 AM
الاهتزاز والتمايل عند قراءة القرآن :
اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على : التمايل، والاهتزاز، والتحرك، عند قراءة القرآن ،
وإنها بدعة يهودية ، تسربت إلى المشارقة من المصريين، ولم يكن شئ من ذلك مأثورا عن صالح سلف الأمة ؛
قال صاحب "الكشَّاف" :
" . . . وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين فيما رأيت بديار
مصر، تراهم في المكتب إذا قرؤوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلاد بالأندلس
والغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن؛ أدبه مؤدب المكتب وقال له :
لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة ".
وقال الراعي الأندلسي في "انتصار الفقير السالك" ص 250 :
"وكذلك وافق أهل مصر اليهود في الاهتزاز عند الدرس والاشتغال، وهو من أفعال يهود"
قلت: نستفيد من هذه النقول ما يأتي :
* هذا الاهتزاز لم يؤثر عن أحد من السلف الصالح.(1/3248)
* لمعلم القرآن أن يؤدب الأطفال وينهاهم عن هذا الاهتزاز.
* وعلى هذا فمن فعله ينبغي أن يتركه، ومن تعود عليه فليتابع نفسه ؛
ليترك هذه العادة السيئة.
المصدر: " بِدع القرَّاء القديمة والمُعاصِرة " للشَّيخ بكر أبو زيد ـ سدّده الله وعافاه ـ
وذكر العلامة ابن الجوزي في تلبيس إبليس :
إن التمايل عند القراءة ؛ هذا الفعل من إبليس ، وإن هذا التمايل هو تمايل اليهود وهو بدعة .
وسئل الشيخ محمد صالح المنجد عن التمايل أثناء الجلوس في الصلاة ، أو قراءة القرآن
وكانت إجابته :
أما التمايل والاهتزاز عند القراءة والصلاة فإنّه من فعل اليهود ، وهو هيئة من هيئاتهم في عبادتهم
فلا ينبغي لمسلم أن يتعمّد فعله.
الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
---
الجكني
03-27-2007, 06:06 PM
هذا المقال قد "يكون منقولاً من " ملتقى " آخر للتشابه التام بين فقراته ونصوصه ،وعيه فكان الأولى من باب الأمانة العلمية :الإشارة إلى ذلك ،خاصة وأن هناك "تعليقات " مهمة على الموضوع أهم ما فيها النقل عن الشيخ الألباني رحمه الله حكمه على حديث "كتمايل اليهود " بالوضع " 0
وإذا خلت المسألة - أي مسألة - من نص شرعي "صحيح " عن المشرع الوحيد وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبقى المسألة تحت باب "الإجتهاد " كل يحكم من خلال "نظرته ومنهجيته "0
ولا شك -كما هو مشاهد - أن كثيراً من المسلمين "يهتزون ويتمايلون عند قراءة القرآن الكريم خاصة إذا أطالوا القراءة واندمجوا - مع التحفظ على الكلمة إن كانت غير صواب - في القراءة وهم -أي هؤلاء المسلمون أكره الناس لليهود وأبغضهم إليهم أضف إلى ذلك عدم معرفة كثير منهم بأن هذا صنع اليهود0
وأيضاً : اليهود لا يقرؤن القرآن ولا يؤمنون به،فانتفى التشبه بهم من هذه الناحية المهمة 0
ختاماً :
"جريمة تحريم الحلال كجريمة تحليل الحرام "
والله من وراء القصد0
---
د. أنمار
03-28-2007, 01:12 AM(1/3249)
أخرج ابن المنذر في الْأَوْسَطُ في كِتَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ باب ذِكْرُ الْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ من طريق أبي عبيد وهو في كتابه فَضَائِلُ الْقُرْآنِ بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنَ الْبُكَاءِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةٍ
قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ وَهُوَ يَتَرَجَّحُ ، وَيَتَمَايَلُ ، وَيَتَأَوَّهُ ، حَتَّى لَوْ رَأَهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ : أُصِيبَ الرَّجُلُ ؛ وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ ، إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ : وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا الْآيَةَ ، أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ *
لكن الذي بين يدي في فضائل القرآن لأبي عبيد أنه ابن عمر ص 65 بتحقيق الغاوجي
وعزاه للحلية 1/305 وليست عندي الآن، والأثر فيه من لم يسم.
---
العبادي
03-28-2007, 08:43 AM
لا علاقة بين التمايل بسبب ما يجده المرء عند قراءة القرآن من قشعريرة ورعدة يهتز لها جسمه ويميل وبين ما يفعله بعض الناس اليوم من الحركة والاهتزاز عند القراءة، إذ كثير من هؤلاء -الأخيرين- إنما يهتز لما اعتاده ونشأ عليه، أو لدفع السآمة والملل عن نفسه..
فإن كانت الأولى فليتركها، لأنها عادة سيئة لا تليق بما تقتضيه قراءة القرآن من الخشوع والتدبر، خصوصا وقد علم أن المؤدبين ومعلمي القرآن كانوا يزجرون طلابهم عنها، وأن من الوقار المطلوب لقراءة القرآن هو السكون وقلة الحركة والاضطراب.
وإن كانت الثانية فليعلم أنه لو تلذذ بالقرآن لما وجده معه سآمة ولما شعر بوقته، أما في حالة النعاس فقد ذكر الإمام النووي أنها من الأحوال التي تكره فيها القراءة.(1/3250)
وعليه فينبغي لقارئ القرآن أن يتأدب بالأدب اللائق بهذه العبادة الجليلة، فـ(يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى، ويقرأ على حال من يرى الله تعالى، فإنه إن لم يكن يراه، فإن الله تعالى يراه) التبيان.
---
مروان الظفيري
03-28-2007, 04:20 PM
هذا الخبر رواه أبو عبيد في فضائله (صفحة 138 ، من تحقيقنا ) ـ الطبعة الأولى ؛
لأنه طبع بعد ذلك أكثر من سبع طبعات أخر ، وصدر عن دار ابن كثير بدمشق .
واعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب العظيم ، في بابته ، ومن ثمة إخرجه على نسختين مخطوطتين :
الأولى : محفوظة في مدينة توبنجن بألمانيا ، تحت رقم (96 ) ، ويوجد منها نسخة مصورة
في مجمع اللغة العربية بدمشق .
والثانية : محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق ، تحت رقم ( 7615 ) ، ونقلت بعدئذ إلى مكتبة الأسد .
وجاء الخبر فيه ، على الشكل الآتي :
قَالَ أبو عبيد : حدثنا حَجَّاجٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ وَهُوَ يَتَرَجَّحُ ، وَيَتَمَايَلُ ، وَيَتَأَوَّهُ ، حَتَّى لَوْ رَأَهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ ؛ لَقَالَ :
أُصِيبَ الرَّجُلُ ؛ وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ ، إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ تعالى :
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا الْآيَةَ ، أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ .
وهذا الخبر رواه أبو شامة المقدسي ، في كتابه المرشد الوجيز (194 ـ 195 ) ،
ورواه المتقي الهندي ، في كتابه : كنز العمال ، وفيه :
عن سليمان بن سحيم قال:
أخبرني من رأى عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه حتى لو رآه غيرنا
ممن يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله :
"وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبوراً" وما أشبه ذلك. أبو عبيد في فضائله.
---
(1/3251)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 [9] 10 11 12 13 14 15
---
لدي سؤال أرجو إعانتي (5 ردود)
أسئلة عاجلة متفرقة ! (1 ردود)
أرجو الإجابةبسرعة بارك الله فيكم (4 ردود)
برجاء حل هذا الإشكال (1 ردود)
ما الفرق بين (رب شقيا) وبين (ربي شقيا) لفظا ومعنى ؟ (2 ردود)
اتقوا الله يا أهل التفسير,,وانكروا المنكرات : توبيخ رباني للعلماء احذر ان تكون منهم! (1 ردود)
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه (0 ردود)
«الناس في التفسير عِيَالٌ على مُقاتِل» أيُّ مُقَاتِل؟ (2 ردود)
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهَِ (0 ردود)
الصابئون والصابئين (1 ردود)
اسئله من تاريخ الاسلام (0 ردود)
الرافضة والقرآن (0 ردود)
مشروع خيرى ضخم شامل لعلوم القرآن الكريم (3 ردود)
سؤال هل هناك شرح علي منظومة المفيد في علم التجويد لامام الطيبي (0 ردود)
هل يمكن تضمين هذا الموقع فهرس ألفاظ القران الكريم ؟ (2 ردود)
الأمثال في القرآن الكريم (6 ردود)
صفات المؤمنين (0 ردود)
علل أحاديث التفسير (8) (7 ردود)
هل يكون الوقف والابتداء هذا صحيحاً ؟ (7 ردود)
زر هذه المواقع (1 ردود)
تخطيط بعيد المدى للتخصصات الدقيقة في تخصص الدراسات القرآنية (5 ردود)
قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية (0 ردود)
مبارك عليكم الشهر (4 ردود)
ديبلوماسي سويدي يترجم القران الكريم الى اللغة السويدية . (0 ردود)
هل غابت معاني القرآن في أحداث العراق؟ (7 ردود)
مصاحف قديمة (مصورات) (0 ردود)
طلب المساعده في تفسير الايات الكونيه في سوره الصافات ؟ (2 ردود)
قراءة ابن مسعود (0 ردود)
هل هناك كتاب جمع أدلة القرآن العقلية لإثبات الغيبيات ؟ (5 ردود)(1/3252)
ماذا عن عناية أهل التفسير بالرأي بالتفسير النبوي في تفاسيرهم (0 ردود)
رسالة علمية ..مقارنة بين كتاب الواحدي والسيوطي في اسباب النزول (0 ردود)
* * الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر, وليس أحمد شاكر * * (3 ردود)
حلقة من حلقات تحريف الأعداء للقرآن الكريم ! (2 ردود)
اليهود في القرآن ، التوراة في القرآن ، تفضل بالدخول (5 ردود)
كتاب نفيس في الأسواق ( نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام ) (3 ردود)
سؤالٌ عن دراسة علم القراءات (1 ردود)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف13) (0 ردود)
إلى زوار معرض الكتاب لا تبخلوا علينا أجيبوا ... أجيبوا ... أجيبوا (4 ردود)
بالله عليكم هل يجوز هذا التفسير؟! (13 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {19} (0 ردود)
اقتراح عمل مستدرك على الدر المنثور (0 ردود)
التقصير فى الدعوة (0 ردود)
أخوكم هشيم الواسطي يسأل عن أحسن طبعات تفسير ابن ابي حاتم (1 ردود)
سؤال في قراءة عاصم!. (6 ردود)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف عليه السلام 11) (0 ردود)
ترجمة القراء (0 ردود)
القواعد الذهبية في حفظ القرآن وتدبره والفتح على الإمام (0 ردود)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف عليه السلام 10) (0 ردود)
هل يستقيم هذا الدليل على الترتيب التوقيفي لسور الكتاب المجيد؟ (2 ردود)
سؤال في بلاغة القرآن (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {18} (0 ردود)
هل يجوز الدعاء بايات الدعاء من القران عند الركوع والسجود (1 ردود)
ما معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - ( أخذها بركة ) (1 ردود)
طلب توثيق بعض التراجم (1 ردود)
المؤتمر 29 للمستشرقين الألمان (7 ردود)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف9) (0 ردود)
هل الشمس ثابتة أم متحركة (7 ردود)
الحاجة إلى علم أصول التفسير (9 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {17} (0 ردود)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف...8) (2 ردود)(1/3253)
هل يجوز قراءة القرآنم من غير احكام ؟ (2 ردود)
هل هناك كتب متخصصة في تفسير سور معينه (5 ردود)
القراءة المرتلة والقراءة المجودة...ما الفرق ؟ (2 ردود)
هل ثبت في فضائل سورة المزمل شيء ؟ (0 ردود)
جمع نقول السلف على جميع القرآن ... (1 ردود)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف...7) (0 ردود)
ما اسم كتاب الشيخ طاهر الجزائري في التجويد ؟؟ (1 ردود)
استفسار حول كتاب أحكام القرآن للجصاص (1 ردود)
جدارا يريد أن ينقض (3 ردود)
بشرى من شبكة التفسير والدراسات القرآنية ... (2 ردود)
أرجو الإفادة لو تكرمتم ! (1 ردود)
إشكال في إدغام كبير لرويس (2 ردود)
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء !! فكيف حصل منهم هذا ؟ !! فائدة لأخي القحطاني وللجميع (7 ردود)
بشرى سارة يا أهل العلم بالتفسير (1 ردود)
فائدة من البلاغة القرآنية (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {15} (1 ردود)
هذا تفسيري للآية فماذا أنتم قائلون يا أهل التفسير ؟؟ (4 ردود)
تفضيل بعض الأولاد يورث : الحقد ، فكيف حصل هذا من نبي الله يعقوب ...؟ (5 ردود)
ترجمة معاني القرآن الكريم بالروسية للمترجمة إيمان فاليريا بوروخوفا (0 ردود)
شروح لطيبة النشر (1 ردود)
آيتين في كتاب الله عزوجل (1 ردود)
في طريق تحصيل العلم وأخطاء يجب الحذر منها للشيخ بن عثيمين رحمه الله (0 ردود)
ألا لا يبخلنْ أحدٌ برأيه ... (4 ردود)
هكذا أرى (آية الكرسي ) أعظم آية (5 ردود)
هل عبد ابراهيم عليه السلام الكواكب و القمر و الشمس فعلا ؟ (6 ردود)
تفسير القرطبي بتحقيق الدكتور عبدالله التركي بالتعاون مع مؤسسة الرسالة . (10 ردود)
صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن (2 ردود)
الخلق فى ستة ايام (1 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {14} (1 ردود)
لمن أراد منظومة الزمزمي من الإخوة المصريين (0 ردود)
أرجوكم أفيدوني عن هذه المخطوطة ؟؟ (1 ردود)(1/3254)
ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف وأسبابه بين المفسرين ؟ (2 ردود)
سؤال حول نزول سورة الفاتحة (1 ردود)
هل يوجد للقرآن اكثر من 70 قراءة !! هذا ماكتبه الشيخ / عبد العزيزقارئ..! (3 ردود)
تفسير سورة الناس للشيخ محمد بن صالح العثيمين (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {13} (0 ردود)
أين أجد كلام ابن القيم هذا ؟! (6 ردود)
سؤال (1 ردود)
كلام لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله حول سُوَرة تَبَّت (1 ردود)
منصور بن غازي (4 ردود)
سؤال عن مخطوط تفسير ابن عرفة الورغمي (ت803هـ) ؟ (5 ردود)
اشكال على هذه القصة من يخرج لي الحل فيها ؟؟ (2 ردود)
(( وما في الأرض )) في آيات التسبيح (0 ردود)
اللفظ في كتاب الله 5 (0 ردود)
سؤال ما هي الدعوة الغير مستجابة (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {12} (1 ردود)
لفضيلة الدكتور مساعد الطيار وأهل الاختصاص وفقهم الله (1 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {11} (0 ردود)
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة بأكثر من قراءة في نفس السورة؟ (1 ردود)
شبهات حول بعض ايات سورة البقرة افيدونا جزاكم الله كل خير (7 ردود)
سؤال عن تفسير بعض الآيات (1 ردود)
افيدوني جزاكم الله عن الايتين في سورة المائدة (11 ردود)
اللفظ في كتاب الله 4 (0 ردود)
اللفظ في كتاب الله 3 (0 ردود)
اللفظ في كتاب الله 2 (0 ردود)
أبحث عن مصادر ومواقع وكتب للرد على الملحدين واللادينيين وكل ما يتعلق بهم (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {10} (0 ردود)
سؤال عن تفسير بعض الآيات من سورة النحل (1 ردود)
سمع واستمع في كتاب الله (2 ردود)
ولا تكن كصاحب الحوت (2 ردود)
سؤال عن آيتين في كتاب الله عزوجل (1 ردود)
ما معنى التعلق (2 ردود)
اللفظ في كتاب الله (0 ردود)
سؤال عن سجود الملائكه لادم (1 ردود)
السحر في القرآن الكريم (0 ردود)
تأملات في سورة البروج (1 ردود)(1/3255)
سؤالي : ماتفسير قوله تعالى عن الشيطان قوله (( اني أخاف الله رب العالمين)) (4 ردود)
سؤال عن تحقيق الآثار في مراهنة الصديق رضي الله عنه للمشركين في غلبتِ الروم (2 ردود)
المعهد الإسلامي للإعجاز القرآني (0 ردود)
سؤال (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {9} (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {8} (0 ردود)
التفسير الواضح على نهج السلف الصالح (1 ردود)
حفظ القرآن والامامة (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {7} (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {6} (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {5} (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {4} (0 ردود)
فائدة (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {3} (0 ردود)
تنبيهات هامة لمن يقرأ بقصر المنفصل..... (0 ردود)
كتب أثنى عليها العلماء وأشادوا بها ، وأخرى ذموها وحذروا منها (17 ردود)
تفسير ابن أبي زمنين (3 ردود)
الوقوف الممنوع (2 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود{2} (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود{1 } (0 ردود)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود{المقدمة } (0 ردود)
منظومة الزمزمي في التفسير (15 ردود)
أحوال المفردة القرآنية (2) (1 ردود)
جواب للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - (0 ردود)
أفضل كتب التفسير للقراءة ( ابن عثيمين - رحمه الله ) (0 ردود)
ما رأيكم في هذا الموقع (أسرار القرآن) ؟ (22 ردود)
سؤال عن المواريث (1 ردود)
رأي لطيف للعلامة ابن عاشور في قوله تعالى " واضربوهن" (0 ردود)
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَكر (0 ردود)
البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن - للدكتور بشار عواد معروف (1 ردود)
تطويع الأساليب البلاغية لخدمة المعتقد في توجيه الآيات القرآنية (0 ردود)
ارجو الافادة .........افادكم الله (3 ردود)
فاضل السامرائي (1 ردود)
وقفات مع قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم (4 ردود)(1/3256)
إشكال : هل يقال بأن القرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بالأمور البديهية ؟ (10 ردود)
ما هى الحكمة فى هذا الموقف ؟ (1 ردود)
أحوال المفردة القرآنية (1) : (1 ردود)
سؤال عن الوقف على :(قرة عين لي / ولك لا / تقتلوه ! عسى أن ينفعنا..الآية) (2 ردود)
أحكام القرآن للجصاص (2 ردود)
تفسير الشيخ الدوسري صفوة الاثار (1 ردود)
اختلاف بنية المفردة القرآنية (3) (1 ردود)
سلسلة آيات ووقفات (24 ردود)
شروح نظم السخاوية في المتشابهات والنسخ المحققة (1 ردود)
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها (1 ردود)
بناء التصور الإسلامي الصحيح في ضمير الجماعة مقدمة الوحدة (0 ردود)
شبهتين بحاجة الى الرد عليهما (0 ردود)
بعض الأخطاء المطبعية في تفسير ابن كثير تحقيق الشيخ سامي السلامة (4 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة) (0 ردود)
إشكال (1 ردود)
اختلاف بنية المفردة القرأنية (2): (1 ردود)
سؤال في علم عد آيات القرآن الكريم (4 ردود)
أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين (0 ردود)
سؤال عن قصيدة الشاطبي الرائية ؟ (1 ردود)
دراسة اختلاف بنية المفردة القرآنية ( 1 ) : (1 ردود)
أرجو مساعدة طلاب العلم في آيات صفة اليد للرحمن (1 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة السابعة) (0 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة السادسة) (0 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة) (2 ردود)
سلسلة : ما نص مفسرٌ على رده أو بطلانه من الأقوال (35 ردود)
سؤال اتعبني كثيرا (7 ردود)
روح المعاني للامام الالوسي (4 ردود)
الفاصلة القرآنية (5 ردود)
دليل الرسائل العلمية في التفسير والقراءات في الجامعة الاسلامية على الانترنت.مفيد جدا (3 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة) (0 ردود)
الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية (3 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة) (0 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة الثانية) (0 ردود)
آيات ووقفات (الحلقة الأولى) (2 ردود)
فاتحة الكتاب (1 ردود)(1/3257)
العدول في التعبير القرآني (4 ردود)
الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية (2 ردود)
علل أحاديث التفسير (7) (5 ردود)
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين فضيلة الشيخ /محمد الخميس (3 ردود)
أريد نبذة يسيرة عن تفسير ابن عطية (7 ردود)
تفسير ابن قاسم (4 ردود)
سؤال حول خلق السماوات و الأرض (2 ردود)
ماالفرق بين الاستفهام الانكاري والاستفهام التقريري؟؟ (8 ردود)
من أقوال السلف في فضل تفسير القرآن وأهله (6 ردود)
ما حكم هذه الهمزات ؟ (2 ردود)
من يجيب على هدا الافتراء حول التفسير النبوي (0 ردود)
من يساهم في إثراء مسألة في التفسير النبوي (0 ردود)
هل ما نافية او موصولة (2 ردود)
" التسهيل في علوم التنزيل " لابن جزيء الكلبي أين أجده للضرورة . (0 ردود)
أصول التفسير (3 ردود)
ماهي القراءة التفسيرية (0 ردود)
الصديقون (1 ردود)
ما علاقة :(فضربنا على آذانهم..) بصعوبة الانتباه من النوم ؟ (3 ردود)
من التفسير (1) ابن جرير الطبري : تأويل قوله تعالى " وفومها".. (1 ردود)
شيعة = فرقة ، والله أمر ألا نتفرق إلى فرق . (0 ردود)
الإعجاز العلمي وتفسير القرآن (2 ردود)
قوله تعالى"يأتيهم الله فى ظلل" وما جاء عن الإمام أحمد فى تفسيرها (0 ردود)
هل في القرآن مجاز (1 ردود)
مامعنى القراءة الآحادية وهل هي من القرآن؟ (4 ردود)
تعقب على ابن القيم فيما سماه "نسخ الأفهام" (5 ردود)
كتاب ترجمان القرآن (4 ردود)
حول آيتي النساء : ( واللاتي يأتين الفاحشة ...) (2 ردود)
أقسام تلاوة القرآن (0 ردود)
هل من اعراب لهذه الاية؟؟؟؟ (2 ردود)
المؤلفات والبحوث حول كتاب (( في ظلال القرآن)) (12 ردود)
يا أهل التفسير قولوا كلمتكم في هذه المشاركة . . . لعل صاحبها أن يقتنع (6 ردود)
اختيارات الإمام السيوطي من خلال كتابه ( الإتقان ) (0 ردود)
موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط 3 (4 ردود)(1/3258)
من مهمات التفسير : معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه واستعمالاته (20 ردود)
ما وجه العطف في الأية (2 ردود)
من يعرض على ما بين القرآن الكريم واللغة العربية من العلاقة ؟ (6 ردود)
آية جمعت خيري الدنيا والآخرة (1 ردود)
ولا تمش فى الأرض مرحا (2 ردود)
نوع الاستثناء في الاية التالية (1 ردود)
ما صحة هذه الرواية (7 ردود)
الكتب التربوية القرآنية (5 ردود)
نظرات حول بعض الايات (2) (2 ردود)
العلماء يتمنون .. (0 ردود)
نظرات حول بعض الآيات (1) (1 ردود)
هل في القرآن ألفاظ أعجمية ؟ (29 ردود)
حوار علمي مع الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك (3 ردود)
حول إعجاز القرآن (2 ردود)
«افضل سورة الفاتحة ما اهمية سورة الفاتحة؟» (2 ردود)
اسأل نفسك وأنت مع القرآن (2 ردود)
حول قراءات الآحاد (1 ردود)
طلب مساعدة في موضوع السنن الالهية (0 ردود)
هل مدين هم أصحاب الأيكة ؟ (8 ردود)
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام (5) تفسير البغوي (8 ردود)
حول البسملة (1 ردود)
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام (4) المراسيل (1 ردود)
(1/3259)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة فنية لمصحف مبكِّر يعود إلى القرن الثالث
---
دراسة فنية لمصحف مبكِّر يعود إلى القرن الثالث
---
مساعد الطيار
04-23-2005, 11:53 PM
صدر كتاب دراسة فنية لمصحف مبكِّر يعود إلى القرن الثالث عن مكتبة الملك فهد الوطنية ، وقد قام بدراسته دراسة فنيَّة الأستاذ عبد الله بن محمد بن عبد الله المنيف ، والكتاب قد طُبِع عام ( 1418 ) ، ولكن الحصول علهي فيه عُسرٌ فيما يبدو .
والمخطوط الذي درسه المؤلف من محفوظات مكتبة الملك فهد .
ويحسن بمن له عناية بتاريخ المصحف من جهة رسمه ونقطه وشكله وضبطه ان يقوم بدراسة مستقلَّة له من هذا الجانب ، فالأستاذ الفاضل حقَّقه وأشار إلى شيءٍ من هذه الأمور ، لكن لو قام عليه متخصص بالرسم وفروعه لأفاد في مدى جودة هذا المصحف من الجهة العلمية من حيث دقته في الرسم ، ومتابعته لما صحَّ عن الأئمة الأعلام .
والمؤلف قد أحسن الصنيع في هذا الكتاب ، فوصفه وصفًا فنيًّا فائقًا ، ووازن رسم حروفه ببعضالمصاحف و النقوش ، وقد وضع صورًا ملونةً لعدد من صفحات هذا المصحف ، وهو مؤلَّف جدير بالاقتناء لمن له عناية بالمصحف ورسمه .
---
فهد الناصر
04-24-2005, 03:39 AM
بارك الله فيك يا دكتور مساعد على هذه الفائدة.
---
عبدالرحمن الشهري
05-02-2005, 04:46 PM
جزاك الله خيراً أبا عبدالملك على هذه الفائدة . كثيراً ما أعرضت عن هذا الكتاب عندما رأيته في المعارض والمكتبات. فجزاك الله خيراً على دلالتك وتعليمك ، وقبح الله الجهل ، فكفى به داءً لمن ابتلي به مثلي !
---
(1/3260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شرح المقدمة الجزرية للشيخ محمد الحسن بن الددو
---
شرح المقدمة الجزرية للشيخ محمد الحسن بن الددو
---
أبو بيان
02-06-2005, 12:27 PM
في هذا الموقع شرح للمقدمة الجزرية, للشيخ محمد الحسن بن الددو فَرَّج الله عنه وحفظه:
http://www.chadarat.com/Saotiyat.htm
---
عبدالرحمن الشهري
02-06-2005, 05:44 PM
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد الثمينة . وقد نقلت للمكتبة الصوتية للشبكة .
http://www.tafsir.org/audio/open.php?cat=4&book=14
---
(1/3261)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات 10)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 10)
---
د. محمد مشرح
10-25-2004, 11:02 AM
10 غزوة بواط [1]
مقدمة : كانت ضمن التحركات العسكرية التي وقعت بين رمضان سنة 1هـ ورمضان 2هـ
الهدف من الغزوة : اعتراض قافلة لقريش
زمانها تحديدا: ربيع الأول سنة2هـ
المكان : جبلان لجهينة بين المدينة والشام .
قوة الطرفين :
المسلمون : 200
المشركون :100
القيادة العامة :
المسلمون:النبي صلى الله عليه وسلم
المشركون : أمية بن خلف
حاملوا اللواء:
المسلمون : سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
المشركون : ـــــــ
وقائع المعركة :لم يحدث قتال حيث فاتت القافلة .
دروس من الغزوة :
1- يقظة المسلمين بتتبع أنفاس المشركين وتحركاتهم .
2- لقد فاتت القافلة ، لكن الأهم من هذا إنزال الرعب في عدو متربص أذاق المسلمين الأمرين ...فقد أضحى غير آمن على مصدر قوته وقوت من يعول بل على نفسه جزاء وفاقا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] -مراجع الغزوة :جامع السير ، يسري السيد محمد ص 60 وغيرها من مراجع السيرة .
---
(1/3262)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب
---
دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب
---
ناصر الغامدي
01-21-2006, 11:22 PM
فقط نريد نبذة مختصرة عن هذا الكتاب من بعض المشايخ حفظهم الله تعالى
لأنني سمعت عنه فأحببت معرفة ذلك ، وأنا أسأل لأني أعلم أن بعض المشايخ يمكن أن
يجيب بسرعة وبدقة
---
محمود الشنقيطي
01-22-2006, 06:41 PM
هذا الكتاب المبارك الموسوم ب(دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) هو جهد علمي للإمام المفسر الأصولي العلامة/ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ــ رحمه الله ــ ويظهر أنه رحمه الله ألفه قبل تفسيره القيم أضواء البيان حيث ان القارئ لأضواء البيان يلحظ كثرة إحالة الشيخ لهذا الكتاب سيما عند الآيات الموهمة للاضطراب في الظاهر والتي اشبعها الشيخ بسطا وتفصيلا وإيضاحا في (دفع الإيهام)..
وفي سبب التأليف ومنهجه فيه يقول رحمه الله في مقدمته للكتاب:
أما بعد فإن مقيد هذه لحروف عفا الله عنه أراد أن يبين في هذه الرسالة ما تيسر من أوجه الجمع بين الآيات التي يُظن بها التعارض في القرآن العظيم مرتبا لها بحسب ترتيب السوريذكر الجمع بين الآيتين غالبا في محل الولى منهما وربما يذكر الجمع عند محل الخيرة وربما يكتفي بذكر الجمع عند الأولى وربما يحيل عليه عند محل الأخيرة ولا سيا إذا كانت السورة ليس فيها مما يُظن تعارضهإلا تلك الآية فإنه لا يترك ذكرها والإحالة على الجمع المتقدم..انتهى
وقد أُدرج هذا الكتاب مع أضواء البيان في طبعة عالم الكتب ووقع في الجزء العاشر من التفسير مع لن تأليفه متقدم عليه كما يظهر وأفرد بطبعة مستقلة هو ورسالة (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز) كما ذكر ذلك تلميذ الشيخِ الشيخُ/ عطية بن محمد سالم رحم الله الجميع ونفدت الطبعة(1/3263)
قال الشيخ في آخره(وهنا انتهى ما أردنا جمعه بمدينة الرياض المحروسة جعلها الله آمنة مطمئنة ونرجو الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل هو حسبنا ونعم الوكيل)
محمود الشنقيطي
مدرس القرآن والتجويد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين ــ الرياض
---
ناصر الغامدي
04-07-2006, 08:52 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/3264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج وتلخيص الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحى وأقوال العلماء في ذلك
---
تخريج وتلخيص الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحى وأقوال العلماء في ذلك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-13-2006, 12:39 PM
تخريج وتلخيص الأحاديث الواردة في النهي عن حلق اللحى وأقوال العلماء في ذلك
---
القعقاع محمد
07-11-2006, 12:38 PM
جزاكم الله خيراً
---
(1/3265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من هو السلفاني ؟
---
من هو السلفاني ؟
---
مروان الحسني
02-13-2006, 06:20 PM
ذكر صاحب كشف الظنون عن السلفاني قوله عن كتاب الوجيز للغزالي : و قفت له على قرابة السبعين شرحا ...
و سؤالي أيها الأفاضل من هو السلفاني هذا ؟ و متى توفي ؟
أرجو منكم المساعدة
---
(1/3266)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ويعلم ما في الارحام
---
ويعلم ما في الارحام
---
أبوأحمدعبدالمقصود
09-22-2005, 07:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
السلام عليكم ورحمة الله زملائي الاعزاء شاهدت حوار شيق جدا حول تلك الايه الكريمه وتمنيت ان تكونوا معي وانا اتابع الحوار .. هاحاول بقدر استطاعتي نقل الحوار اليكم كما شاهدته ويارب يكون فيه افاده لكم ......
الحوار بدأ بان ربنا سبحانه وتعالي اختص بذاته عدة اشياء لا يعلمها غيره ومنها الاشاء المذكوره في الايه الكريمه ..((علم الساعه ونزول الامطار ويعلم ما في الارحام والرزق والموت)) ...
في الفتره الاخيره تعالت بعض الاصوات السافره في محاوله لعمل بعض الاضطراب الفكري وقالت ازاي ربنا اختص بذاته فقط بانه يعلم مافي الارحام والانسان دلوقتي استطاع بالاشعه يعرف الجنين وهو داخل الرحم ولد والا بنت من بداية تكوينه ... :?small: ..
كان رد العلماء علي هذا السؤال فعلا مقنعا جدا ومقحما لتلك الاصوات التي ليس لها شاغل الا تشكيك الناس في عقيدتها ....وجاء الرد كالتالي ...
في اللغه العربيه عامة نستخدم حرف ((من)) مع العاقل و ((ما)) مع الغير العاقل ..
علي سبيل المثال .. من هذا ؟؟ هذا فلان & ما هذا ؟ هذا باب او غيره من الجماد الغير العاقل .
هذا هو الاستخدام الشائع لكل من الحرفين (من ) و (ما) .
لكن في اللغه العربيه يوجد استخدام اخر لهما والدليل ايضا من القران الكريم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2}(1/3267)
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3}
في هذه الايه الكريمه استخدم ربنا سبحانه وتعالي مع ذاته حرف (ما) في خطاب سيدنا محمد مع الكفار
(( ولا انتم عابدون ما اعبد)) وبالطبع الله اعقل العاقلين اذا فما معني (ما) اعبد هنا . ليتضح المعني اكتر هانستعين باية اخري ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ {38} الزمر ..
يتضح من الايتين السابقتين التعريف الاخر في اللغه لكل من الحرفين (من)و(ما)
الا وهو ان (من) للذات و(ما) للصفات والاسماء ... بمعني
عندما قال سيدنا محمد ولا انتم عابدون (ما) اعبد كان المقصود هنا ليس الله بذاته وانما صفات الله واسماءه اللي الكفار بيشركوا بيها بدليل الايه الاخري ولئن سالتهم (من) خلق السموات والارض ليقولن الله اذا فالكفار عارفين ان فيه ذات عليا ولكن بماذا يكفرون انهم يكفرون بصفات الله .
من هنا يتضح الفرق بين (من) و(ما) الا وهو
(من) للذات كما وردت في الايه السابقه ((من خلق السموات والارض)) كانت الاجابه الله ....
و(ما) للصفات جميعها كما وردت في الايه الاخري ((ولا انتم عابدون ما اعبد))
واستخدم سبحانه وتعالي( ما) اعبد لانه المقصود بها صفات الله واسماءه كلها وهو ده اللي بيشرك بيه الكفار ..
***** نرجع بقي للايه الكريمه بتاعتنا اساس النقاش ...
ويعلم ما في الارحام ...قال الله سبحانه وتعالي ويعلم (ما) في الارحام ولم يقل ويعلم( من) في الارحام .لانه لو قال (من) فالمقصود بها ذات المولود ولد ام انثي ولكن الله سبحانه وتعالي قال ويعلم (ما) في الارحام يعني المقصود بها صفات المولود كلها بما تحويه من شكله ورزقه ومولده وموته وصفاته وووو الي اخره .وبالطبع دي اشياء لايمكن يعلمها غير الله سبحانه وتعالي ....(1/3268)
انتهي الموضوع الي هنا وارجو اني اكون قدرت اوصلكم اللي انا فهمته ...وياريت لو اي حد عنده اضافه او معلومه قيمه مثلها يضيفها
نقلا عن
http://www.haridy.com/ib/archive/index.php/t-2027.html
---
أبو زينب
09-27-2005, 12:05 AM
أخي الفاضل أبو أحمد
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب . و أريد أن أضيف توضيحا حول كلمة الأرحام .
الأرحام تعريفها بالألف و اللام للاستغراق فهي إذا تشمل كل الأرحام : أي أرحام كل الكائنات ( بشر -حيوانات .....) وفي كل الأزمان ( ماض و حاضرا ومستقبلا ) .
فهل هناك من يدعي أنه قادر على معرفة ما في رحم كل أنثى ( من بشر و بقر و فيلة و نعاج ...) على كوكب الأرض في هذا اليوم بل في هذه اللحظة بالذات ؟؟؟
والله أعلم .
---
(1/3269)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير بعض الآيات
---
سؤال عن تفسير بعض الآيات
---
shade torky
09-03-2004, 12:11 AM
assalam alaikom
GENTLE SHAIKH : please tell me the full meaning about each of the following :
: from the holy quran
ALNAHL section part "67"... please
ALISRAA' section part"60" ...please
ALHAJJ section part "15" ...please
thanks alot
jazakom allah khairan
---
عبدالرحمن الشهري
09-03-2004, 12:31 AM
لا بأس أخي الكريم شادي وفقك الله . أرجو أن تصلح نظام جهازك إن شاء الله وتكتب بالعربية . وقد قرأت رسالتك بارك الله فيك. وهنا تجد تفسير الآيات المطلوبة من التفسير الميسر من مجمع طباعة المصحف بالمدينة المنورة .
قال تعالى:(ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون) [النحل:67]
ومن نعمنا عليكم ما تأخذونه من ثمرات النخيل والأعناب, فتجعلونه خمرا مسكرا -وهذا قبل تحريمها- وطعاما طيبا. إن فيما ذكر لدليلا على قدرة الله لقوم يعقلون البراهين فيعتبرون بها.
---
قال تعالى:( وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) [الإسراء 60]
واذكر -أيها الرسول- حين قلنا لك: إن ربك أحاط بالناس علما وقدرة. وما جعلنا الرؤيا التي أريناكها عيانا ليلة الإسراء والمعراج من عجائب المخلوقات إلا اختبارا للناس؛ ليتميز كافرهم من مؤمنهم، وما جعلنا شجرة الزقوم الملعونة التي ذكرت في القرآن إلا ابتلاء للناس. ونخوف المشركين بأنواع العذاب والآيات، ولا يزيدهم التخويف إلا تماديا في الكفر والضلال.
---(1/3270)
قال تعالى:( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) [الحج 15]
من كان يعتقد أن الله تعالى لن يؤيد رسوله محمدا بالنصر في الدنيا بإظهار دينه, وفي الآخرة بإعلاء درجته, وعذاب من كذبه، فليمدد حبلا إلى سقف بيته وليخنق به نفسه, ثم ليقطع ذلك الحبل، ثم لينظر: هل يذهبن ذلك ما يجد في نفسه من الغيظ؟ فإن الله تعالى ناصر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لا محالة.
---
(1/3271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 [8] 9 10 11 12 13 14 15
---
ما حكمة الترتيب في قوله تعالى يوم يفر المرء من أخيه (4 ردود)
من بدائع التحرير و التنوير : الحلقة الثالثة . (3 ردود)
المرأة في القرآن : (1 ردود)
ماأصل خلقة الحيوانات؟. (9 ردود)
تعريف العرف يُقدم على التعريف اللغوي (2 ردود)
من عنده تحريرات علمية على الإتقان للسيوطي (2 ردود)
التعقيبات المفيدة على كتاب كلمات القرآن (0 ردود)
الألفاظ والأساليب المهجورة في القرآن الكريم. (4 ردود)
متى كانت بداية تدوين القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ (2 ردود)
مبتكرات القرآن . هل سبق ابن عاشور أحدٌ في الاهتمام بها ؟! (12 ردود)
محاضرة بعنوان (تفسير القرآن الكريم بين العقل والنقل) لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري (6 ردود)
عرضٌ لكتاب: آثار الحنابلة في علوم القرآن .. جمع : أ.د.سعود الفنيسان (2 ردود)
معنى انفصال اللفظ؟ (2 ردود)
دليل الكتاب الإلكتروني ( أضخم موسوعة للبرامج الشرعية ) (1 ردود)
هل نتدارس آية(الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ)) (0 ردود)
كتاب "الكامل" للهذلي من عنده علم به ؟! (6 ردود)
معالم ومميزات في تفسير ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ لسوره الكهف . (1 ردود)
هل تدل هذه الآية على أن الأخلاق تورث؟ (0 ردود)
ما الموقف إزاء لجوء نصرانية أسلمت إليكم؟؟ (0 ردود)
ما المقصود بالاستفزاز (11 ردود)
وبدأ العد ... فأتوا بمثل القرآن (6 ردود)
{وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة } البقرة : 195 . (0 ردود)
إشكال فلسفي (6 ردود)
قراءة في تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (0 ردود)
دراسات إسلامية وعربية مهداة للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس (عناوين البحوث) (5 ردود)(1/3272)
المراد بـ( النفاثات )بين شيخي الإسلام: ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله و رضي عنهما (0 ردود)
سؤال عن الاستنباط من قصص القرآن وحدوده . (2 ردود)
نداء الى السادة العلماء والباحثين (0 ردود)
علوم القرآن في كتب القراءات / كتاب الروضة أنموذجًا (2 ردود)
من يحتسب ويجيبني على هذا التساؤل حول هذه الآية (اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) ؟؟ (6 ردود)
كيف يستقيم الأمر؟ أن تكون السنة التفسيرية حجةو يكون حمل المفسرالآية على الحديث اجتهاد (5 ردود)
حكم تارك الصلاة في القرآن والسنة لأبي حذيفة الشواني الكردي(إمام وخطيب عراقي) (0 ردود)
من يساعدني في البحث عن مصحف ؟ (1 ردود)
دعوة إلى تحقيق كتب التراث الإسلامي المطبوعة بدون تحقيق علمي للدكتور حسام الدين عفانه (0 ردود)
أوهام الحافظ ابن كثير في تفسيره في كتاب جديد (1 ردود)
اللغة العبرية لا تستحق ترجمة معاني القرآن إليها ! (1 ردود)
بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني (0 ردود)
من يفيدني في تفسير هذه الاية ؟؟؟ (3 ردود)
أشكل عليّ قول ابن القيّم في بيان المشبّه والمشبه به في هذا المثل القرآني (3 ردود)
شبهة أن الحج أكثر من شهر " اشهر معلومات " (3 ردود)
اقتراح سيستفيد منه الجميع إن شاء الله (3 ردود)
متى نعتمد الإحالة إلى رقم الآية من السورة بدلاً من الجزء والصفحة؟ (6 ردود)
منزلة تفسيري "التبيان", و"مجمع البيان" بين تفاسير الشيعة (6 ردود)
جزى الله خيراً من أعان ( السنن الكونيه في الآيات القرآنية ) (10 ردود)
أفتونا يا أهل الحديث في مسألة بلقيس (2 ردود)
صدور طبعة جديدة لتفسير الإمام الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) (6 ردود)
(وكان تحته كنز لهما )[سورة الكهف]. ما المقصود بالكنز في الآية ؟ (1 ردود)
ندوة علمية عن (الفتنة في نصوص الكتاب والسنة) بجامعة أم القرى يوم الثلاثاء 5 -2-1426 (0 ردود)
ما أفضل كتاب عن قصص القران؟ (24 ردود)(1/3273)
مقالة " كلا " لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت 395 هـ) (2 ردود)
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم (3 ردود)
مجلة علمية للبحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد (5 ردود)
نوع العرض في قوله تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض (1 ردود)
سؤال عن عنوان رسالة علمية أرجو الإفادة...... (2 ردود)
حتى لا تكرر حرف الرَّاء (1 ردود)
دراسة لتفسير روح البيان للبروسوي (1 ردود)
من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل نور الله جل جلاله . (0 ردود)
منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب ( رحمه الله ) في تفسير القرآن الكريم (2 ردود)
من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2) (0 ردود)
الاستقراء في لحون القراء . (0 ردود)
دليل الرسائل الجامعية في التفسير وعلوم القرآن - السودان (1982-2002م) (2 ردود)
هل يثاب غير القاصد على فعله ؟ و هل يؤجر النائم أثناء نومه ؟ الجواب في هذه الآية : (2 ردود)
تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ)(درج الدرر في تفسير الآي والسور) (39 ردود)
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثالث] (0 ردود)
من إعجاز القرآن في فواصل سورة القيامة (5 ردود)
تأثر الشعراء بالقرآن الكريم (2 ردود)
هجوم لا ديني على سورة والعاديات (2 ردود)
تعريف بكتاب (اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره ) (1 ردود)
إثبات كروية الأرض من القرآن الكريم ... تجربة ! (5 ردود)
دعوة الى مؤتمر حول القرآن (2 ردود)
مشكلة وحلول (1 ردود)
ما حكم تقليد أصوات القراء؟ دعوة للمناقشة ..... (22 ردود)
سؤال عن نزول القران ؟؟؟؟؟ (1 ردود)
القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة (2 ردود)
معنى قوله جل في علاه :{ نحن نقص عليك أحسن القصص } (2 ردود)
إعلان عن درس (التعليق على كتاب الإتقان في علوم القرآن) للدكتور مساعد الطيار (7 ردود)(1/3274)
مؤتمر إعجاز القرآن الكريم بكلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن (5 ردود)
سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون " (6 ردود)
:: زُيّن للنّاس :: (0 ردود)
«الله جل جلاله» (1 ردود)
هل كان النبي يتلو القرآن بالنبر والتنغيم...؟؟ (0 ردود)
(فكلا أخذنا بذنبه.. ) ثلاثة مجرمين وأربع عقوبات لهم كيف؟؟استفسار (2 ردود)
سؤال عن كتاب ابن الكيال الدمشقي (الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الكبائر) (5 ردود)
مطلب : إلى أساتذة اللغة العربية (0 ردود)
ظاهرة التركيز القرآني على اليهود ..الأسباب والدلالات/// (1 ردود)
المداومة على قراءة بعض الآيات في الصلاة الجهرية هل له أصل؟ (0 ردود)
ما هي عقيدة الماوردي؟ (7 ردود)
في قوله تعالى "ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " قوة .. تحدي .. إعجاز (0 ردود)
مساعدة في البلاغة في القران (1 ردود)
القول بالأجلين (3 ردود)
الوقف على "أولم يتفكروا" في آية الأعراف.....واجب أم جائز مع كون الوقف أولى (4 ردود)
وقفة مع قول "ابن الجزري" - رحمه الله- "وحاذرن تفخيم لفظ الألف"....أرجو إبداء الرأي (14 ردود)
إشراقات قرآنية (1 ردود)
أريد دراسات عن تفسير أبي السعود (4 ردود)
استدراكات على التفاسير لدى فؤاد سزجين (0 ردود)
الا بحبل من الله وحبل من الناس (8 ردود)
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا ( أهلاك عذاب أم هلاك موت ؟) (7 ردود)
هل كلمة "عبادة الشيطان" يجوز إطلاقها على المعاصي التي دون الكفر ؟ (1 ردود)
تناسب لطيف بين سورتي الكوثر والماعون (1 ردود)
كلمة (( سويا )) هل تؤنث وتذكر ؟ (3 ردود)
هل إذا مر القارئ على الشيخ بسجدة يسجد ؟ (5 ردود)
كتب التفسير والطبعات المحققة (1 ردود)
تلقيت هذا الخبر اليوم ( الأصل) (2 ردود)
ما هي أفضل طبعة لكتاب منهاج السنة؟ (11 ردود)
صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع (2 ردود)(1/3275)
بحث بعنوان منهج ابن كثير في الإسرائيليات التي في كتبه (3 ردود)
البقاعي--وتناسب الآي والسور (1 ردود)
من بدائع التحرير و التنوير : في قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض"(1) (12 ردود)
هل هو صحيح هذا الرقم؟؟ (1 ردود)
محاورات خفيفة!! (2 ردود)
سؤال للمختصين (3 ردود)
عقيدة القاضي أبو الوليد الباجي ؟ (10 ردود)
استئذان بالمشاركة (3 ردود)
(ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) اشكال؟؟!! ( ابو حنيفة ) (1 ردود)
ما تفسير قوله سبحانه ( أسمع بهم وأبصر ) ؟ (0 ردود)
إعجاز سورة الكوثر... (4 ردود)
فى ظلال اية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَس (1 ردود)
مجمع الملك فهد يصدر فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم (1 ردود)
ما المراد بالوجوه والنظائر ؟ شارك في الإجابة ، وناقش شيخ الإسلام .. (6 ردود)
سؤال حول المصحف على الوورد ، أرجو المساعدة (3 ردود)
اسماء اصحاب معركة بدر (1 ردود)
مدارسة تفسير آية لدى الطبري (3 ردود)
ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟ (9 ردود)
** فائدة في استنباط التاريخ الهجري من القرآن ** (8 ردود)
التفسيروكتب البرامج والمشيخات (4 ردود)
أنا مبتدئ في العلوم الشرعية.............. (6 ردود)
التلخيص الحبير في حال السدي الكبير (جواب عن مقال الأخ محمد الأمين) (4 ردود)
سؤال عن تفسير ابن العربي (أحكام القرآن)؟؟؟ (4 ردود)
وعد و وعيد (1 ردود)
ادخل لتتعرف على إعجاز القران الكريم ورأى علماء الغرب فيه واسلام بعضهم صوت وصورة (0 ردود)
الطبرسي--شيعي أم سني؟؟ (1 ردود)
إشكال في التجويد ، المرجو الإفادة (3 ردود)
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتَابِ (0 ردود)
الطبري--والسعدي وتفسير آية (8 ردود)
السر في اطلاق القرآن على الأزواج (محصنين) اسم الفاعل ، و الزوجات (محصنات) اسم المفعول (2 ردود)
استدلالات ولطائف من التفسير (4 ردود)
أيُّ كتب التفسير تُعنَى بهذا الجانب ؟ (2 ردود)(1/3276)
شرح المقدمة الجزرية للشيخ محمد الحسن بن الددو (1 ردود)
أَعَمُّ قَسَمٍ وَقَعَ في القرآن (15 ردود)
تفسير الرازي والمعتزلة (2 ردود)
الغض من البصر (1 ردود)
قصة باطلة في كتب التفسير!! (24 ردود)
" وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم " ..و تأويل المتشابه ! (3 ردود)
ملخص تفسير سورة النبأ من تفسير ابن كثير رحمه الله (0 ردود)
تفسير الخازن والإسرائيليات للدكتور عيادة الكبيسي (12 ردود)
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (2 ردود)
لماذا ضمة الهاء في قوله تعالى { بما عاهد عليهُ الله } ؟ (1 ردود)
وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً (2 ردود)
صدور كتب جديدة في التفسير والدراسات القرآنية (11 ردود)
ما رأيكم باقتراح أخي الكريم عادل التركي في .... (0 ردود)
رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد عند المحدثين والمفسرين (7 ردود)
هل يوجد فهارس لتفسير الإمام القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية ؟ (3 ردود)
ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله (10 ردود)
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ (2 ردود)
الأخسرون أعمالا (0 ردود)
السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني] (0 ردود)
الآيات أكثر تثويرا......هات ما عندك..!! (2 ردود)
تفسير القرآن (1 ردود)
العسر واليسران (4 ردود)
حتى لا نفقد الذاكرة ! بشرى بعودة ما ضاع من المشاركات والحمد لله (5 ردود)
التعجب في حقه تعالى (17 ردود)
يأجوج ومأجوج هم التتار وقد خرجوا (30 ردود)
مشكلة مع الزركشي (3 ردود)
تهنئة بعودة الملتقى بعد انقطاعه (2 ردود)
" إلا ماشاء ربك " ماذا يفيد هذا الإستثناء ؟ (7 ردود)
أبحث عن تفسير (2 ردود)
وقفة مع آية......هذه وقفتي وفي انتظار وقفاتكم (12 ردود)
عودة ملتقى أهل التفسير وبيان سبب الانقطاع (11 ردود)
نشأة علوم القرآن...تلخيص وبيان. (1 ردود)(1/3277)
أحكام التلاوة (1 ردود)
سؤال حول البلاغه في القران......من يجيب (3 ردود)
القرآن الكريم هندسة مقدسة (1 ردود)
وحدة القياس في القرآن الكريم (0 ردود)
آية النهي عن الاستغفار للمشركين الأصح تأخر نزولها بعد الهجرة (5 ردود)
جمالية حذف المفعول (2 ردود)
هذا الصنيع للامام الحاكم في المستدرك يدل على ماذا؟؟ (1 ردود)
ما ينقدح فى الذهن هل هو من قبيل من قال برأيه فى القرآن؟؟ (5 ردود)
الاستعاذة معان وفوائد واحكام (5 ردود)
النقاشُ الحَسَنُ في ملتقى أهل التفسير (25 ردود)
لم يكد يراها (9 ردود)
هل فسر الرازي الفاتحة؟؟ (7 ردود)
هل يلزم مخالفة الناسخ للمنسوخ؟ (2 ردود)
هل صَنَّفَ الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير ؟ ( ما رأي الذهبي ) (10 ردود)
أين أجد حاشية الشهاب على البيضاوي وما اسم الدار التي قامت بطباعتها؟ (1 ردود)
كثرة كتب التفسير هذه الأيام!! .. (3 ردود)
شبهة عن تسمير النبي - صلى الله عليه وسلم - لأعين بعض المشركين (7 ردود)
استفسار مهم عن المصاحف وكتابتها (1 ردود)
استفسار !! عن تفسير بن مردويه رحمه الله (2 ردود)
كليات القرآن (6 ردود)
ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ, عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده, وإيصالهم (14 ردود)
"فما يكذبك بعد بالدين" (1 ردود)
سؤال حول القواعد التي يحتاج إليها المفسر (2 ردود)
استفسار عن تفسير ابن جزي الكلبي (2 ردود)
هل يقيل هذا التفسير؟؟ (5 ردود)
الفرق بين النبي والرسول (4 ردود)
(وأنه هو أغنى وأقنى) .. (4 ردود)
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ... (8 ردود)
"عيشة راضية" (5 ردود)
حول اهتمام المحدثين بالتفسير النبوي (2 ردود)
زيتونة لا شرقية ولا غربية (10 ردود)
في "سورةالمائدة" 18 حكماً لا يوجد في غيرها من السور ! (5 ردود)
وقفات--تسمية الشيء بما يقاربه ويناسبه (0 ردود)
وقفات--تقديم المؤخر وتأخير المقدم (0 ردود)(1/3278)
مشروع مجالس القرآن .. مشروع النهضة (أدعو الجميع للمشاركة) (0 ردود)
إشكال قرأته في منتدى (17 ردود)
صدور كتاب الشيخ الدوسري (2 ردود)
أنظروا إلى هذا الكلام الخبيث (1 ردود)
علم التجويد وعلم الأصوات الحديث (2 ردود)
إلى العارفين بالخط المغربي : ما اسم هذا القاموس ؟ (10 ردود)
أفضل كتاب في متشابه القرءان للحفاظ؟ (5 ردود)
تفسير القرطبي (12 ردود)
س :فضائل السور ووقت نزولها؟ (0 ردود)
اكتشاف قطرة للعين مستوحاه من سورة يوسف !!!! (7 ردود)
إشكال في فهم معنى الآية (12 ردود)
استغفار العاملين . (4 ردود)
المجاز في القران (34 ردود)
رد على تفسير آية الفرقان 68--69 (8 ردود)
خير من الدنيا وما فيها . (2 ردود)
وي .... ويك.....ويكأن.....ويكأنه (1 ردود)
الكتب المؤلفة في مقاصد السور ؟! (28 ردود)
تفسير قول الله تعالى ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) (4 ردود)
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟ (6 ردود)
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟ (0 ردود)
ما المقصود من الايه (18 ردود)
عندما تكون (من) للبيان (0 ردود)
هل قمت بزيارة هذا الموقع الدعوي (0 ردود)
ما المقصودب""أخاهم صالحا"" (10 ردود)
وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ (أَصْلاَبِكُمْ) أريد الاجابة؟؟ (2 ردود)
بينات من الهدى والفرقان (7 ردود)
سؤال حول كتاب إعراب القرآن للزجاج (3 ردود)
مسألة الأفول (8 ردود)
عبارة للألباني أعجبتني (2 ردود)
(ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) "يختانون"؟ .. (9 ردود)
سؤال عن منهج الامام القرطبي في تفسير القران (6 ردود)
"وثيابك فطهر" (12 ردود)
(ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) .. ما تصريف (سارب) ومعناها؟! .. (7 ردود)
ارجو تفسير هذه الاية بالتفسير الكامل (4 ردود)
سؤال في التجويد (3 ردود)
من يأتي لمسألتي بمظان الجواب .. ؟! (2 ردود)
هل يوجد أنبياء من أهل البادية ؟ (4 ردود)(1/3279)
موازنة بين كتاب ( شواهد القرآن ) وكتاب التفسير البياني . (2 ردود)
لطيفة---من معاني الواو (0 ردود)
السجع في القرآن الكريم (0 ردود)
الناسخ والمنسوخ (1 ردود)
رمضانيات (16) (0 ردود)
ما تفسير(( أَعِيبَهَا ))،(( فَخَشِينَا . فَأَرَدْنَا ))، (( فَأَرَادَ رَبُّكَ )) (4 ردود)
لطيفة في كتاب -الزركشي_ (1 ردود)
اين اجد نسبة هذا القول لعائشه رضي الله عنها ؟ (2 ردود)
هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي ؟ (4 ردود)
هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي ؟ (4 ردود)
(1/3280)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة محمد أسد للقرآن الكريم
---
ترجمة محمد أسد للقرآن الكريم
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة عن محمد أسد :
محمد أسد (1900- 1992م) صحفى نمساوى يهودى وُلِد بإقليم من أقاليم بولندا كان تابعا آنذاك للإمبراطورية النمساوية، وكان يسمى ليوبولد فايس. ثم دخل فى الإسلام سنة 1926م بعد أن رحل إلى الجزيرة العربية أيام الملك عبد العزيز آل سعود، ثم انتقل بعد ذلك إلى شبه القارة الهندية حيث توثقت بينه وبين العلامة إقبال عُرَى الصداقة، وظل يساعد فى إذكاء نهضة الإسلام فى تلك البلاد إلى أن انفصلت الباكستان عنها فانتقل إلى الإقامة فى الدولة المسلمة الجديدة واكتسب جنسيتها وأصبح مندوبها الدائم فى الأمم المتحدة حتى عام 1953م.
وقد تزوج أسد ثلاث مرات: أُولاها بإلزا، التى أسلمت معه ولكنها لم تُعَمَّر طويلا، فاقترن بامرأة عربية رُزِق منها ابنه الوحيد طلال الأستاذ بإحدى الجامعات الأمريكية ثم انفصل عنها، وأخيرا تزوج بولا حميدة الأمريكية التى أسلمت هى أيضا.
كما ترك أسد عدة كتب تُرْجِم بعضها إلى العربية: "الطريق إلى مكة"، و"الإسلام فى مفترق الطرق"، و"منهاج الحكم فى الإسلام"، وبعضها الآخر لم يترجم بعد إلى لغة الضاد حسب علمى، وهى ترجمته الإنجليزية للفرآن الكريم، واسمها: "The Message of the Quran"، وترجمته لقسم من "صحيح البخارى" بعنوان "Sahih al-Bukhari- The Early Years of Islam"، وبقية سيرته الذاتية، وعنوانها: "Coming Home of the Heart" ...إلخ.(1/3281)
والذين يعرفون أسد فى العالم العربى إنما يعرفونه فى الغالب من خلال كتبه المترجمة إلى العربية، وهذه الكتب ليس فيها تقريبا ما يمكن الاختلاف معه بسببه، لكن الأمر يختلف بالنسبة لترجمته للقرآن، وإلى حد ما بالنسبة لترجمته لـ"صحيح البخارى"، إذ نراه فى الأولى مثلا ينكر معجزات الأنبياء ويُجَوِّز عليهم الوقوع فى الأخطاء والخطايا، مثلهم فى ذلك مثل أى شخص آخر، كما يؤوّل الجن والشياطين والملائكة ونعيم الجنة وعذاب النار تأويلا رمزيا، فضلا عن أن له فى مجال الفقه آراء غريبة ليس من السهل هضمها أبدا، وهو ما يجهله قراؤه العرب وما يبدو الإسلام معه شيئا آخر غير الذى نعرف.
وكل ما أرجوه ألا أكون قد ظلمت الرجل أو أسأت إليه، فلقد كنت شديد الانبهار بقصة إسلامه وكتاباته المترجمة إلى لغتنا، إلى أن اطَّلَعْتُ على ترجمته للقرآن الكريم ووجدت فيها تلك الآراء الغريبة فخفَّ انبهارى وحَلَّتْ محلَّه نظرة نقدية تريد وضع الأمور فى نصابها الصحيح مبتغية بذلك وجه الله وحده، وهو نعم المولى ونعم النصير! وسوف أبدأ بدراسة هذه الترجمة لأنها تتضمن آراء أسد التى لا يعرفها جمهور قرائه العرب، وستكون أولى خطواتنا فى هذه الدراسة هى تناول الناحية الفنية فى الترجمة، أما آراء كاتبنا الغريبة فيجدها القارئ فى هوامش هذه الترجمة، وسوف نتعرض لها لاحقا بعد الانتهاء من الناحية الفنية.
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 02:37 PM
ترجمة أسد للقرآن الكريم(1/3282)
صدرت ترجمة محمد أسد للقرآن الكريم كاملة إلى اللغة الإنجليزية عام 1980م (عن دار الأندلس بجبل طارق)، وكانت قد ظهرت طبعةٌ محدودةٌ لجزءٍ منها يضم السُّوَر التسع الأولى فقط قبل ذلك بستة عشر عاما. وهذه الترجمة الكاملة تقع فى ألف صفحة من الصفحات الكبار، ويشغل الجزءَ العلوىَّ من كل صفحةٍ فيها النصُّ القرآنىُّ العربىُّ فى الناحية اليمنى، وترجمتُه الإنجليزية على اليسار، أما الجزء السفلى فيضم الهوامش التفسيرية والتعليقات الفنية الخاصة بعملية الترجمة...إلخ. وفى بداية كل سورة يطالع القارئ تمهيدا يتحدث عن تاريخ نزولها والموضوعات التى تتعرض لها وما إلى ذلك.
ولاشك أن ترجمةً مثل هذه تحتاج إلى دراسة علمية مفصَّلة تليق بها وبصاحبها، ولست أعلم أحدا نهض بهذا العبء قبلا. وكنت قد رأيت نسخة من هذا الكتاب لأول مرة فى لندن عام 1982م فى إحدى المكتبات التى تبيع الكتب العربية والإسلامية، ثم وجدت نسخة أخرى فى مكتبة كلية التربية بالطائف عام 1991م واستعنت بها فى كتابى عن سورة "الرعد". ثم لما عدت إلى مصر شرعت أبحث عنها فعثرت على نسخة فى مكتبة جامعة القاهرة صوَّرْتُها وأنا فى ذروة الانشراح، وهذه الصورة كانت أحد مراجعى فى دراستى لسورة "المائدة" التى خالفتُ فيها أسد فى بعض ما قاله عن عقوبة الحرابة. وهأنذا أجد فى الدوحة نسخة رابعة سهل لى استعارتها الأستاذ أحمد الصِّدّيق الشاعر الإسلامى المعروف وخطيب المسجد المجاور للدارة التى أسكنها فى منطقة الدحيل الجديد. وكان للدكتور حسن على دَبَا، وهو صديق مصرى يعمل فى الصحافة القطرية، دور كبير فى تسريع وصولها إلىَّ، فلكليهما أجزل الشكر على هذه اليد الكريمة.(1/3283)
وقد لاحظتُ أن أسد، على طول ترجمته كلها، لم يُسَمِّ قطّ ربَّ العزة باسم "الله" مُؤْثِرًا استعمال كلمة "God"، ولا أدرى السر فى ذلك[1]. إن كلمة "الله" اسمُ عَلَم، وأسماء الأعلام لا تتغير فى الترجمة، بل تبقى على حالها كما هو معروف. وإذا كان سافارى وجاك بيرك مثلا فى ترجمتيهما للقرآن إلى اللغة الفرنسية قد صنعا مثل هذا فمن السهل أن يفسَّر ذلك بأنه كراهية منهما لهذا الاسم الكريم الذى يُعْرَف به المولى فى دين محمد، لكن ماذا عن أسد، الذى ترك دينه وأسماء الإله فيه إلى الإسلام وإلهه؟ ترى لماذا تخلى بتلك البساطة عن هذه الخصوصية الإسلامية الجميلة؟
كذلك كنت أوثر لو استعمل أسد النطق العربى لأسماء الأنبياء اتباعا لطريقة القرآن، ولا يكتبها كما يكتبها الإنجليز (هكذا: Noah, David, Aaron, Moses, Ishmael, Abraham, Zachariah, Jonas, Elijah, Solomon, John, Jesus)، إذ المقصود بترجمة القرآن، فيما أفهم، هو نقل القارئ الأجنبى إلى جو القرآن بقدر الإمكان لا لَىّ القرآن ليتماشى مع الجو الثقافى، والدينى منه بالذات، لذلك القارئ. وفى الهامش أو بين قوسين، إن كان لابد من ذلك، مندوحة للمترجم بذكر الاسم الذى يألفه من تَرْجَم لهم، فنجمع بذلك بين الحسنيين. ولابد من القول مع ذلك إن ترجمة الأستاذ أسد لا تنفرد بهذا الذى أخذتُه عليها من بين الترجمات التى قام بها مسلمون، لكن أملى الكبير فيه هو الذى بعثنى على قول ما قلت[2].(1/3284)
وبالمثل نراه يترجم "الهجرة" فى الأغلبية الساحقة من المرات بـ "Exodus"، وهى الكلمة التى ارتبطت بتاريخ اليهود وخروجهم جميعا دفعة واحدة من مصر[3]. لقد تحولت اللفظة العربية إلى اسم علم تقريبا، بل لقد دخلت اللغات الأوربية كما هى دون تغيير مع كتابة حرفها الأول "H" بالحجم الكبير دلالة على أنها تعامَل فى تلك اللغات أيضًا معاملة الأعلام. وقد انسلخ كاتبنا، كما قلت، عن يهوديته، فلماذا يهجر الكلمة العربية المسلمة إلى تلك اللفظة الأجنبية ذات الإيحاءات اليهودية؟ وقد سبق أن انتقدتُ بيرك لنفس السبب فى كتابى الذى وقفتُه على دراسة ترجمته الفرنسية للقرآن الكريم، وأحسب أن الأستاذ محمد أسد أولى بالعتب من بيرك لأنه مسلم، أما بيرك فلا. ومما ترجم به كاتبنا مصطلح "الهجرة" أيضا كلمة "Flight: الفرار"، وهى ترجمة خاطئة، بل لا أتجنى عليه إذا قلت إنها مسيئة فى حق الرسول عليه السلام. إن من المقبول أن يقول مترجمنا مثلا فى خروج موسى عليه السلام من مصر، بعد وَكْزه المصرىَّ وقضائه عليه، إنه "فرار"[4] لأن القرآن نفسه يقول على لسان ذلك الرسول فى حديثه إلى فرعون بعد أن عاد إلى أرض الكنانة محملا برسالة السماء: "ففَرَرْتُ منكم لمّا خِفْتُكم"[5]. وفوق ذلك فإن هذا الفرار إنما كان قبل بعثته، ولذلك لم يعقّب الله سبحانه على تصرفه هذا بشىء، على عكس الحال فى قصة يونس عليه السلام حين "أَبَقَ" من قومه ضِيقًا بعنادهم وتصلبهم فى الكفر، فركب سفينة ورست عليه القرعة فألقى بنفسه فى البحر ليبتلعه الحوت ويقاسى فى بطنه الأهوال إلى أن كتب الله له الفرج، أما تسمية الهجرة المحمدية "فرارا" فلا معنى لها، بل هى خطأٌ صراحٌ وإساءةٌ لا تصح. وإذا كان بعض المستشرقين غير المسلمين يستعملون هذه اللفظة لقد كان أقمن بأسد اختطاط سبيل أخرى. وعنده متسع عريض فى كلمة "Hegira"، التى دخلت قاموس اللغة الإنجليزية وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تلك اللغة كما(1/3285)
أوضحت. إن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يهاجر من مكة إلا بإذن الله، فكيف تسمَّى هجرته "فرارا"؟ ثم إن أسد نفسه يقول إن لفظة "الهجرة" هى من الألفاظ ذات الإيحاءات الروحية، فكيف طاوعته نفسه إذن لترجمتها بـ"الفرار" منزلا إياها من السماء السابعة إلى الأرض؟
وقد ترجم كاتبنا أيضا عبارة "من خِلاف" فى قوله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويَسْعَوْن فى الأرض فسادا أن يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقَطَّع أيديهم وأرجلهم من خِلافٍ أو يُنْفَوْا من الأرض"[6]،وكذلك فى قوله على لسان فرعون يهدد سَحَرته بعد أن انقلبوا عليه وآمنوا بموسى: "فلأُقَطِّعَنَّ أيديَكم وأرجلَكم من خِلاف"[7] بـ"(because of your perversness) of perversness in result"، أى بسبب الخلاف والإفساد، مخالفا بذلك ما قاله علماء المسلمين من أن المقصود هو قطع اليد اليمنى والقدم اليسرى، أى من جهتين مختلفتين.(1/3286)
والحق أن من الصعب جدا موافقة الأستاذ أسد على هذه الترجمة، إذ من غير المعقول أن يفهم، وهو الأجنبى وبعد كل هاتيك القرون، تعبيرا عربيا قديما أفضل مما فهمه كل المفسرين والفقهاء المسلمين تقريبا. وأيضا من الصعب جدا أن تكون عبارة "من خِلاف" إشارة إلى علة تقطيع أيدى هؤلاء وأولئك وأرجلهم، لأن تلك العلة قد نُصَّ عليها قبل ذلك فى كل الآيات المذكورة: ففى آيات "المائدة" نقرأ فى أولها: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويَسْعَوْن فى الأرض فسادا..."، فالعلة إذن هى محاربة الله ورسوله والسعى فى الأرض فسادا، فلماذا يعاد النص على تلك العلة بعد ذلك، وعلى هذا النحو الغامض، بعبارة "من خلاف"؟ أما فى الآية الخاصة بفرعون فإننا نسمعه يقول للسحرة: "آمنتم له قبل أن آذَنَ لكم؟ إن هذا لَمَكْرٌ مكرتموه فى المدينة لتُخْرِجوا منها أهلها". وواضح أنه يشير إلى العلة التى أوجبت فى نظره تقطيع أيديهم وأرجلهم وتصليبهم فى جذوع النخل. كذلك فلو كانت عبارة "من خلاف" تشير إلى سبب التعذيب فلماذا لم تُذْكَر إلا عقب الصنف الأول منه فقط ولم تؤخَّر إلى ما بعد الفراغ من ذكر كل ألوانه ما دامت هى علة هذه الضروب العقابية جميعا؟ ثم إننا لم نسمع باستخدام هذا التعبير فى المعنى المذكور، ولو كان هناك شاهد من النصوص القديمة عليه فلماذا لم يسقه الأستاذ أسد؟ الواقع أن الذوق العربى لا يرتاح إلى هذا الاستعمال، وأغلب الظن أن الأستاذ أسد قد اعتسف هذا التفسير أوّلاً فى سورة "المائدة" ليَخْلُص منه إلى إلغاء عقوبة الحرابة على ما سوف يأتى بيانه فى فصل لاحق، ثم اضْطُرّ أن يقول به فى آية فرعون والسَّحَرة حتى لا يناقض نفسه. هذا هو تفسيرى للمسألة، والله أعلم.(1/3287)
ومن الألفاظ القرآنية التى يتصرف أسد فى ترجمتها تصرفا واسعا يطمس مفهومها طمسا لفظ "الأعراف". وهذا اللفظ يشير إلى مفهوم قرآنى خاص، فكان ينبغى من ثَمَّ أن يبقى كما هو، ويشرحه أسد فى الهامش على النحو الذى يفهمه، فيجمع بذلك بين وفاء الترجمة للأصل وشرح هذا الأصل بما يعتقد أنه هو المعنى الصحيح. لقد ترجم كاتبنا لفظ "الأعراف" بما يعنى أنه "القدرة على معرفة الحق والباطل والتمييز بينهما"، ومن ثم فقوله تعالى: "وعلى الأعراف رجال يعرفون كُلاًّ (أى كُلاًّ من أهل الجنة وأهل النار) بسيماهم" قد صار فى الترجمة الإنجليزية هكذا: "… they who [in life] were endowed with the faculty of discernment [between right and wrong]: أولئك الذين كانوا فى الدنيا يتمتعون بالقدرة على التمييز بين الصواب والخطإ"، وهو ما يعنى أنه لا "أعراف" فى الآخرة كما يُفْهَم من النص القرآنى. فكيف كان ذلك؟(1/3288)
يوضح أسد الأمر فى الهامش بقوله إن "كلمة "الأعراف" (التى أعطت السورةَ اسمها) قد تكررت فى القرآن مرتين ليس إلا، وذلك فى الآيتين 46 و 48 من هذه السورة. وهى جمع "عُرْف"، التى تعنى فى الأصل "المعرفة" أو "الاستبصار"، كما تستعمل للدلالة على أعلى أو أسمى جزء فى الشىء (لأنه أسهل جزء يمكن رؤيته) مثل "عُرْف الديك" و"عُرْف الحصان"...إلخ. وعلى أساس من هذا الاستعمال الشائع فإن كثيرا من المفسرين قد حسبوا أن "الأعراف" هنا تشير إلى "الأماكن المرتفعة" مثل أعالى جدار أو سور، ومن ثم ربطوا بينه وبين "الحجاب" المذكور فى الجملة السابقة (جملة "وبينهما (أى بين أهل الجنة وأهل النار) حجاب"). لكن هناك تفسيرا أصوب من ذلك يعتمد على المعنى الأصلى لكلمة "عُرْف" وجمعها، ألا وهو الاستبصار والتمييز أو القدرة عليهما. وقد أخذ بهذا التفسير بعض كبار المفسرين القدماء كالحسن البصرى والزَّجّاج، اللذين يوافقهما الرازى على ما قالاه موافقة صريحة، واللذين يؤكدان أن عبارة "على الأعراف" ترادف قولنا: "على معرفة"، أى أصحاب علم أو ذوو مقدرة على التمييز (بين الحق والباطل)، ومن ثم فالرجال الذين على الأعراف هم الذين كانوا فى دنياهم قادرين على إبصار الحق من الباطل (متعرفين على كل منهما بعلامته المميزة له)، لكنهم فى ذات الوقت لم يكونوا قادرين على اتخاذ موقف محدد منهما، أى كانوا باختصار أشخاصا غير مبالين. وهذا الموقف الفاتر قد حرمهم من عملِ الكثير من الخير أو الشر بحيث أدى ذلك فى النهاية إلى ما تقوله الآية التالية من أنهم لا يستحقون الجنة ولا النار (وهناك عدة أحاديث بهذا المعنى أوردها الطبرى وابن كثير فى تفسيرهما لهذه الآية). هذا، ويُقْصَد بكلمة "رجال" فى الآيتين المذكورتين "الأشخاص" من الجنسين: جنس الرجل وجنس المرأة على السواء"[8].(1/3289)
وواضح أن أسد ينطلق من أن المعنى الأصلى لكلمة "عُرْف" هو "المعرفة" وأن دلالتها على أعلى جزء فى الشىء هى دلالة فرعية، لكنه بهذه الطريقة يقلب رأسا على عقب ما نعرفه من أن المعنى المادى للكلمة هو الأساس الذى تتفرع منه المعانى المجردة. وإذن فهذا المعنى الأخير الذى ذكره أسد على أنه المعنى الفرعى هو فى الواقع المعنى الأصلى لا العكس. وثانيا هل يمكن فى العربية أن نقول إن فلانا "على الأعراف" ونحن نقصد أنه على معرفة واسعة وقدرة على التفرقة بين الصواب والخطإ؟ الذى أعرف أننا نقول مثلا: "فلان على معرفة بكذا"، لكن الذى لم أسمع به قط هو القول بأن فلانا "على عُرْف" (أى على معرفة)، بَلْهَ أن نقول" "فلان على أعراف"، فضلا عن "فلان على الأعراف" (بالألف واللام)! ترى هل يصح أن نقول "فلان على المعارف"؟ فما بالنا بـ"على الأعراف"؟ وثالثا فإن الزمن فى قوله تعالى: "وعلى الأعراف..." هو نفس الزمن الذى ينظر فيه هؤلاء الرجال إلى كل من أهل الجنة وأهل النار، أى فى الآخرة، أما الأستاذ أسد فيقول إنهم "كانوا" يتمتعون "فى الدنيا" بالمقدرة على التمييز بين الحق والباطل. وهذا غير ذلك كما هو واضح. ثم إن العرب إذا وصفوا شخصا بالتمييز بين الحق والباطل فإنهم يقصدون مدحه لا القول بأنه فاتر فى موقفه تجاههما مما يدخل فى باب الذم لا المدح. وهذه هى الملاحظة الرابعة، أما الخامسة فهى أن أصحاب الموقف الفاتر فى هذا الأمر هم عادةً الأشخاص الذين لا يتمتعون بمقدرة على المقاومة ولا يستطيعون، من ثَمَّ، الصمود أمام إغراءات الشهوات والأباطيل. أليس هذا هو ما نشاهده فى الحياة؟ وعلى ذلك كان ينبغى أن يكون مكان هؤلاء مع أهل النار. وسادسا لقد تحدث القرآن كثيرا عن الكافرين الذين يصرون على كفرهم رغم علمهم أنهم على الباطل، وأن النبى والقرآن على الحق، ومع ذلك لم يستعمل كلمة "الأعراف" فى أى موضع من هذه المواضع، بل يستعمل عادةً كلمة "يعرفون" أو(1/3290)
"يعلمون". وعلى أية حال لقد كان ينبغى على محمد أسد أن يترجم هذه العبارة ترجمة مباشرة، ثم فليقل فى الهامش ما يشاء، وذلك احتراما للنص القرآنى وحفاظا عليه بدلا من تَحَيُّفه وطمسه قليلا قليلا، مع إسقاط تصوراتنا ومفاهيمنا عليه فى ذات الوقت. إن النص القرآنى شىء، وفهمه وتفسيره شىء آخر. وإن مكان التفسير فى مثل هذه القضية هو الهامش الذى سيُحْسَب حينئذ على المترجم لا على القرآن نفسه.
ومما ينبغى ذكره هنا فى سياق ترجمة الألفاظ والعبارات القرآنية ترجمة كاتبنا لـ"النَّسِىء" الوارد فى قوله تعالى: "إنما النسىء زيادة فى الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا. يُحِلّونه عامًا ويحرِّمونه عامًا ليواطئوا عِدَّة ما حرَّم الله فيُحِلّوا ما حرَّم الله" بـ"the intercalation of months"، بمعنى "إضافة بعض الشهور" ليظل عدد أيام السنة القمرية مساويا لعدد أيام نظيرتها الشمسية، إذ كانوا (كما يقول) يزيدون شهرا فى السنة الثالثة والسادسة والثامنة كل ثمانى سنوات. ويمضى أسد قائلا إن المسلمين لو كانوا جَرَوْا على هذه الطريقة الجاهلية لجاء الصوم والحج دائما فى نفس الموعد من السنة الشمسية كل عام، وفى هذه الحالة يكون أداؤهما إما بالغ السهولة أو شديد الصعوبة عليهم حسب الفصل الذى سيقعان فيه بهذه الطريقة.(1/3291)
والواقع أن هذا أحد معنيى "النَّسِىء" كما ورد فى المعاجم العربية مثل "لسان العرب" و "تاج العروس"، أما معناه الآخر فنَقْل حرمة أحد الشهور الحُرُم (وهى رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم) إلى شهر آخر. ذلك أن العرب كانوا، إذا تقاتلوا وأتى عليهم شهرٌ من تلك الأشهر الحُرُم وأرادوا أن يستمروا فى القتال ولا يتوقفوا طبقا لما تقضى به حرمة تلك الأشهر، ينقلون تلك الحرمة إلى شهر آخر غير محرَّم بعد انتهاء الحرب. فالأستاذ أسد، كما نرى، قد ذكر أحد معنيى "النسىء" وترك المعنى الآخر، وهو المعنى الذى أرى أنه هو الأنسب للسياق. فالآية تتحدث عن "الأشهر الحُرُم" لا عن الحج ولا عن الصيام، وتذكر تحليل النسىء عاما وتحريمه عاما، ولا تشير إلى زيادة أيامٍ كل عام حتى تتوافق السنة القمرية والسنة الشمسية، وتقول إن غاية العرب من ذلك هو مواطأة عِدّة ما حرَّم الله، أى جَعْل الفترة التى يمتنعون فيها عن القتال أربعة أشهر دون أن تكون بالضرورة هى رجب وذا القعدة وذا الحجة والمحرم. وليكن المعنى الذى أدار محمد أسد ترجمته عليه بعد ذلك هو المعنى الصحيح، أفلم يكن ينبغى أن يتعرض للمعنى الآخر فى الهامش حتى يعطى القارئ فرصة للاختيار؟ ذلك أنه لا يفسر بل يترجم، وما دامت الآية تحتمل معنيين لقد كان عليه أن يذكر المعنى الثانى فى الهامش ويخرج بذلك من العهدة. أيًّا ما يكن الأمر فقد رأيتُ عددا من المترجمين يترجمون "النسىء" كما ترجمه أسد، ويبدو لى أنه قد تأثر بهم. وقد رددتُ على بعضهم فى كتابى "المستشرقون والقرآن".(1/3292)
ويُبْعِد الأستاذ محمد أسد النُّجْعة فى بَيْداء الظنون والتخمينات فى ترجمته لـ"كذلك" فى قوله سبحانه وتعالى عن رحلة ذى القرنين تجاه المشرق: "حتى إذا بلغ مَطْلِع الشمس وجدها تَطْلُع على قوم لم نجعل لهم من دونها سِتْرا* كذلك، وقد أحطنا بما لديه خُبْرا"[9] بـ"thus [we had made them and thus he left them]"، ومعناه بالعربية: "كذلك جعلناهم، وكذلك تركهم ذو القرنين"، ويقصد (كما قال فى الهامش) أن ذا القرنين لم يشأ أن يتدخل فى أسلوب حياتهم البدائية الطبيعية فى العيش عراةً حتى لا يسبب لهم الشقاء، إذ هم لا يحتاجون إلى أى نوع من الملابس.(1/3293)
إن ثمة عددا من الأسئلة لا بد من الجواب عليها قبل أن يُقْدِم أىٌّ منا على ترجمة الآية الكريمة: السؤال الأول: هل هناك دليل (أىّ دليل) على أن المقصود بعدم وجود ستر بين أولئك القوم وبين الشمس أنهم كانوا عُرَاة؟ ألا يمكن أن يكون المقصود مثلا أن الجو عندهم ضاحٍ طَوال النهار؟ أو أنهم من أهل الصحراء المنبسطة حيث لا شجر ولا واقٍٍ طبيعى من حرارة الشمس؟ والسؤال الثانى هو: حتى لو كان الأمر فى "الستر" هو ما قاله أسد، فما الدليل على أن كلمة "كذلك" تعنى ما جاء فى ترجمته؟ وثالثا: كيف لا يهتم ذو القرنين، وهو (كما يلُوح بوضوح من الآيات المجيدة) من الحكام الصالحين المؤمنين بالله سبحانه، بأن يخرجهم من حالة العُرْى ويعلِّمهم كرامة الاستتار؟ إن الله سبحانه قد منَّ على عباده بأنه أنزل عليهم لباسا يوارى سوءاتهم وريشا، وهو ما يدل على أن ستر العورات وارتداء الملابس امتثالٌ لمشيئة الله وتقبّلٌ لنعمته الكريمة، فكيف يقول أسد إن ذا القرنين قد آثر تركهم على ما هم عليه من عُرْىٍ وبدائية؟ بل إن آدم وحواء ما إن أكلا من الشجرة المحرمة وبدت لهما سوءاتهما حتى طفِقا يَخْصِفان على عوراتهما من ورق الجنة رغم أنه لم يكن هناك أحد غيرهما، فما بالنا بعُرْى الدنيا الذى يكون عُرْضَة لأنظار الآخرين؟ وفوق ذلك فإنه سبحانه قد نسب نَزْع الملابس عن أبوينا الأولين إلى الشيطان نفسه بما يبرهن أقوى برهان على قبح ذلك وشنعه عند رب العالمين. إن هذا الموقف الذى ينسبه أسد إلى ذى القرنين لهو أشبه بما كان يفعله المستعمرون الأوربيون مع همج القارة الأفريقية، إذ كانوا يجهدون فى إبقائهم فيما هم فيه من جهل وبدائية وتخلف كى يستطيعوا نزح ثروات القارة السوداء دون حسيب أو رقيب.(1/3294)
وثمة أيضا لفظةٌ قد ترجمها الأستاذ أسد بطريقة لا يمكننى هضمها أو إقراره عليها، وهى تأديته الحرفين الأولين (ط. هـ) فى مفتتح سورة "طه" بـ "O man: يا رجل" رغم أنه أحد المعانى التى يذكرها مفسرو القرآن قائلين إن هذا هو معنى "طه" فى النبطية والسريانية وغيرهما. بل إنه قد ترجم اسم السورة بنفس الطريقة أيضا، فأصبحت تعرف عنده بـ "سورة يا رجل"[10].
ولقد سبق فى كتابى: "سورة طه- دراسة لغوية أسلوبية مقارنة"، فى فصل "ملاحظات فى تفسير السورة"، أن رفضتُ رفضا قاطعا أى تفسير لهذه الكلمة لا يقول إنها حرفان من الحروف المقطَّعة مثل "ألم" و"ألمص" و"طس" و"حم" و"ق". ويجد القارئ هناك بسطا لرأيى وللآراء التى رددتُ عليها. والذى يهمنا هنا هو القول بأن تفسيرها بـ "يا رجل" هو قول غريب عجيب فيه إساءة للنبى عليه السلام، إذ لم يحدث أن ناداه ربه سبحانه بغير النبوة والرسالة: "يا أيها النبى"، "يا أيها الرسول" أو بصفةٍ تدل على حالة خاصة به: "يا أيها المُزَّمِّل"، "يا أيها المُدَّثِّر". فالقول إذن إنه سبحانه قد ناداه هنا بكلمةٍ عامةٍ تصدق على كل البشر هو قول لا يتسق مع الطريقة التى ينادى بها المولى فى القرآن عبده محمدا. ولنلاحظ أيضا أن أسلوب النداء: "يا أيها الـ..." المستعمل فى جميع المرات التى نودى فيها الرسول عليه الصلاة والسلام لا وجود له فى "طه"، فلماذا يشذ القرآن الكريم هنا عن أسلوبه فى مناداة الرسول؟ بل لماذا يا ترى يلجأ إلى النبطية والسريانية فى نداء محمد العربى القرشى؟ أهو ضيق فى اللغة استلزم استعارة هذا اللفظ؟ أم هل هو نوع من استعراض المعرفة باللغات الأخرى؟ حاشا لله! أم ترى من المعقول أن ينادى رب العالمين رسوله الأثير بما يضيق صدر الواحد منا، نحن الذين لا نرتفع إلى عشر معشار مقامه عليه السلام، لو نُودِىَ به لما يراه فيه بحقٍّ من تجهيل واحتقار؟ إن بعضهم يظن أن ورود "كاف الخطاب" فى كلمة "عليك" فى الآية(1/3295)
التالية: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" معناه أنه لابد أن تكون "طه" نداء للرسول. لكن ما وجه اللزوم فى ذلك؟ إن هذه الكاف موجودة أيضا فى قوله سبحانه: "ألمص* كتابٌ أُنْزِل إليك ..."، و "كهيعص* ذِكْرُ رحمة ربك عبدَه زكريا"، و "حم* عسق* كذلك يُوحِى إليك وإلى الذين من قبلك اللهُ العزيزُ الحكيم" وغيرها، فلماذا لم يقل هؤلاء إن الحروف فى هذه المواضع هى أيضا نداء للرسول؟ لكل هذا أرفض بكل قوة أن يكون معنى "طه" هو "يا رجل"!(1/3296)
ومن الألفاظ التى لا أوافق الآستاذ أسد أيضا على ترجمتها كلمة "زُرْقًا" فى قوله عَزَّ مِنْ قائل عن يوم القيامة: "ونَحْشُر المجرمين يؤمئذ زُرْقًا"، إذ يؤديها بالإنجليزية على النحو التالى: "their eyes dimmed [by terror]"، ثم يوضح فى الهامش قائلا إن المعنى الحرفى هو: "[of eye] bleu"، وإن المقصود هو أن أعينهم ستبدو كما لو كانت مغطاة بغشاوة معتمة زرقاء. وواضح أنه يصر على أن الزرقة هنا هى زرقة العيون، مع أنه ليس فى الآية ولا فى السياق ما يدل على هذا أو يُلْمِح إليه مجرد إلماح. وأَرْجَح الرأى أن تكون الزرقة هنا هى زرقة الاختناق والمعاناة الرهيبة التى سيقاسيها المجرمون يوم يُنْفَخ فى الصور. وقريب من ذلك ما جاء فى الآية 106 من "آل عمران": "يوم تبيضُّ وجوهٌ، وتسودُّ وجوه"، وكذلك الآيات 38-42من سورة "عبس": "وجوهٌ يومئذ مُسْفِرة * ضاحكة مستبشرة* ووجوهٌ يومئذ عليها غَبَرَة* ترهقها قَتَرَة* أولئك هم الكَفَرة الفَجَرة". ولقد شاهدتُ منذ أكثر من عشرين عاما فى أوكسفورد طفلا أصابته حالة اختناق وهو يبكى من الغضب فارتمى على الأرض يرفس الهواء من شدة بُرَحاء الألم وقد ارْبَدَّ وجهه وازْرَقّ، ووقفنا حياله عاجزين لا نستطيع شيئا، وتصورنا أنه سيموت، لكن سرعان ما انجابت الغاشية وعاد إلى حالته الطبيعية فتنفسنا الصُّعَداء ورُدَّتْ لنا أرواحنا. فهذا، فيما أفهم، هو الازرقاق المذكور فى الآية الكريمة، والله أعلم!(1/3297)
وبالمناسبة فقد جاء فى الترجمة الإنجليزية القاديانية التى حررها غلام ملك فريد أن زرقة العيون هنا إنما تشير إلى أن هؤلاء المجرمين هم أمم الغرب النصرانية، وكأن المجرمين يوم القيامة سيكونون كلهم من الأوربيين والأستراليين والأمريكان فقط، فلا مجرمين أفارقة أو آسيويين أو من أمريكا الجنوبية، وكأن الغربيين كلهم أيضا سيدخلون النار، وكأن الغربيين كلهم كذلك أصحاب عيون زرقاء، فليس منهم من هو أخضر العينين أو أسودهما مثلا. أما لماذا انصرف ذهن هذين المترجمين إلى زرقة العيون فسببه أن ذلك هو المذكور فى كتب التفسير، التى تقول إن العرب تتشاءم بصاحب العيون الزرقاء. لكن ينبغى أن نعرف أن أذواق العرب وأوهامهم شىء، وحقائق الدار الآخرة شىء آخر.
أما ترجمة كلمة "أيام" فى "خَلَق السماوات والأرض فى ستة أيام" فتحتاج إلى وقفة خاصة. إن أسد يترجمها بـ "aeons"، أى حِقَب، وهى فى حدود علمى ترجمة جديدة. لكن الإنسان يتساءل: ما السبب يا ترى فى أنه لم يَجْرِ على هذه الخُطّة فى ترجمة كلمة "يوم" فى قوله تعالى: "فى يومٍ كان مقداره ألف سنة مما تَعُدّون" أو "فى يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة"[11]، التى يستخدم إزاءها كلمة "day" رغم أن اليوم هنا أيضا ليس هو اليوم العادى الذى نعرفه على سطح الكرة الأرضية، بل حقبة متطاولة كما هو واضح، وهى الحجة التى استند إليها فى ترجمة لفظة "يوم" فى عبارة "ستة أيام"؟ وبالمثل نراه يترجمها فى عبارة "يوم الحساب" و "يوم الدين" بـ"day"، فلماذا هذه التفرقة غير المفهومة؟ إن هذه نقطة منهجية كان ينبغى أن تحظى من محمد أسد باهتمام أكبر.(1/3298)
كذلك لاحظت أنه أحيانا ما يضيف إلى الترجمة كلمة أو أكثر بين معقوفتين لتوضيح النص. وفى بعض المواضع قد تستدعى الحاجة فعلا هذه الإضافة، لكن فى بعض المواضع الأخرى لا يستطيع الإنسان أن يبصر مثل تلك الحاجة، بل قد تكون الإضافة ذات خطورة على النص كما فى ترجمته لقوله تعالى من سورة "الأحزاب": "النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم"، الذى أضاف إليه فى الترجمة عبارة "فهو أبوهم" قبل جملة "وأزواجه أمهاتهم". وهو يسوّغ هذا الصنيع العجيب فى الهامش قائلا إنه اعتمد فى ذلك على ما يُرْوَى من أن بعض الصحابة والتابعين كانوا يقولون هذا أثناء قراءتهم على سبيل شرح الآية. لكنى، رغم ذلك، أرى أن هذا خطأ صراح لا سبيل إلى التهوين منه، إذ إن علاقة زوجاته صلى الله عليه وسلم بأتباعه غير علاقته هو بهم، فقد حرم القرآن أن ينكحوا أزواجه من بعده، أما هو فكان يحل له أن يتزوج من نسائهم كما هو مبين فى نفس السورة. ثم إن الله سبحانه يقول فى السورة ذاتها: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"، فكيف نأتى نحن ونقول إن محمدا لم يكن أبًا لواحد فقط من المسلمين بل أباهم كلهم أجمعين؟ أوَبَعْدَ قول الله قول؟(1/3299)
أما فى عبارة "رب المشارق" فى سورة "الصافات" فإنه يذهب خطوة أبعد، إذ لا يضع ما أضافه من كلمات بين معقوفتين، وهو ما يوهم القارئ الذى لا علم له بالنص القرآنى أن هذا هو ما يقوله القرآن فعلا وليس تفسيرا له من لدن المترجم. وهذا هو ما قاله مترجمنا:"The sustainer of all the points of sunrise"، أى رب مشارق الشمس كلها. لكن من ذا الذى يستطيع أن يقول إن "المشارق" هنا مقصورة على مشارق الشمس وحدها؟ إن نجوم السماء لا أول لها ولا آخر، حتى ليُضْرَب بها المثل فيما يستحيل عَدُّه، ولكل نجم مشرقه ومغربه، وهذا هو الأحجى أن يكون تفسير العبارة القرآنية بدلا من حصرها فى الشمس وحدها دون أن يكون هناك ما يدعو إلى ذلك. وبمثل هذا أرى أنه ينبغى تفسير عبارة "رب المشرقين ورب المغربين" أى رب مشرقى الشمس والقمر ومغربيهما، بدلا من "رب أبعد مشرقين ومغربين للشمس" حسبما جاء فى ترجمة أسد[12].(1/3300)
أما فى ترجمة جملة "وهو فى الخصام غير مبين" من قوله تعالى عن بعض الآباء فى الجاهلية ممن كانوا يئدون بناتهم الرضيعات: "وإذا بُشِّر أحدهم بما ضَرَب للرحمن مَثَلاً ظلَّ وجهه مسودًّا وهو كظيم* أَوَمَنْ يُنَشَّأ فى الحِلْيَة وهو فى الخصام غير مُبِين؟" يخطىء أسد خطأ من نوع آخر، إذ يظن أن الكلام فى جملة "وهو فى الخصام غير مبين" مقصود به الأب الذى بُشِّر بالبنت. وأغلب الظن أنه لما رأى أن الضمير المستعمل فى الآية هو ضمير المذكَّر انصرف ذهنه إلى الأب لا إلى البنت، التى وُصِفَتْ فى الجملة التى قبل ذلك بـ"من يُنَشَّأ فى الحلية". وإذا صح تفسيرى لقد كان ينبغى أن يتنبه الأستاذ أسد إلى أن الضمير هنا أيضا هو ضمير مذكر رغم استعماله للبنت. ووجه تذكيره أنه يعود على الاسم الموصول المبهم "مَنْ"، الذى أنت معه بالخيار: فإما أن تذكِّر الضميرَ العائد عليه دائما، وإما أن تطابق بينه وبين ما يدل عليه. فأنت تستطيع أن تقول: "رأيت، من النساء، من أُحِبّه" أو "رأيت،من النساء، من أُحِبّها". أما لو استخدمت كلمة "التى" فلابد من المطابقة فتقول: "رأيت، من النساء، التى أُحِبّها".(1/3301)
إذن فقوله تعالى: "أوَمَنْ يُنَشَّأ فى الحِلْية وهو فى الخصام غير مُبِين؟" هو كله جملة استفهامية واحدة لا جملتان: إحداهما استفهامية على لسان الأب الساخط، والثانية خبرية داخلة فى السَّرْد كما حسب الأستاذ أسد، الذى فهم هذه الجملة الأخيرة على أن المقصود بها الإشارة إلى الصراع المحتدم فى نفس الأب: أيُبْقِى على حياة ابنته أم يئدها؟ فهذا الصراع، فى ظن المترجم، هو الخصام المذكور فى الآية، أما "غير مبين" فمعناها أنه صراع داخلى لا ينطق به لسان، ومن ثَمَّ فقد ترجم هذه الجملة على النحو التالى: "ومن هنا يجد نفسه وقد مزقه صراع داخلى خفى". والواقع أنها ترجمةٌ جِدُّ غريبة لا يقبلها الذوق العربى ولا الأسلوب القرآنى، الذى استعمل مادة "خ ص م" سبع عشرة مرة لم تأت قط فى أى منها بالمعنى الذى فهمه الأستاذ أسد، بل كلها فى الخصام بين شخصين أو جماعتين لا فى الصراع الباطنى بين رغبات الشخص المتعارضة. وحتى لو أردنا، رغم ذلك كله، أن نستخدم كلمة "خصام" فى هذا المعنى لكان علينا أن نقول: "فلان فى خصام مع نفسه" مثلا بزيادة عبارة "مع نفسه".(1/3302)
وفى قوله جل شأنه عن قوم لوط: "لِنُرْسِلَ عليهم حجارةً من طين* مسوَّمةً عند ربك للمسرفين" يترجم كاتبنا عبارة "حجارة من طين" إلى ما معناه: "ضرباتُ عقابٍ شديدةٌ كالحجارة". ولست أستطيع أن أجد مسوغا لهذا الذى فعله الأستاذ أسد! لقد لاحظت، كما سأوضح فى فصل لاحق، أنه دائما ما يؤوّل عذاب الآخرة ونعيمها، وهذا أمر قد يحتمل الخلاف، أما تأويل مثل هذا العذاب الدنيوى فما وجهه؟ إن حجة القائلين بتأويل الأخرويات هى أنها، بنص القرآن والحديث، شىء مختلف عما نعرفه فى الدنيا، لكن ماذا عن الأحداث الدنيوية؟ إنها وقائع تاريخية لا تقبل التأويل. ومثل هذا التصرف من شأنه أن يزعزع النص القرآنى. فالمرجوّ أن نحترمه، وفى الهوامش متسع لما نريد أن نقول، وذلك بدلا من تثبيت النص المقدس إلى الأبد على فهمنا الذى من المحتمل جدا أن يكون خاطئا، بل هو هنا خطأ بيقين. ثم فلنفترض أن ترجمة الأستاذ أسد صحيحة، فأى عقاب يا ترى ذلك الذى يشبه فى شدته الحجارة والذى أرسله الله على قوم لوط؟ ترى أيصح أن نترك مثل هذا التعبير القرآنى المشمس ونذهب فنضرب فى ظلمات الأوهام الغامضة؟ لقد ذكر أسد فى موضع آخر من ترجمته أن هذه الحجارة الطينية تشير إلى وقوع انفجار بركانى، لكنه للأسف ترك هذا التفسير وجرى وراء الربط بين كلمة "سِجِّيل" (فى قوله تعالى عن نفس الواقعة: "حجارة مِنْ سِجِّيل منضود") وكلمة "سِجِلّ"، وانتهى إلى تلك الترجمة الغربية هنا وفى الآية 82 من سورة "هود". فهو عقاب، لكنه ليس عقابا بالحجارة بل عقابا فى شدة الحجارة، أما "من سجِّيل" فمعناها "مسجلة فى لوح القدر: Pre-ordained"، وتبقى كلمة "منضود" التى جعلها صفة لضربات العقاب، ولا أدرى كيف، فهى مذكر، والضربات (أو فلنقل: "الحجارة") مؤنثة. وهذه هى عبارته فى نصها الإنجليزى: "and rained down upon them stone-hard blows of chastisement pre- ordained, one upon another". وهكذا تمزقت أوصال(1/3303)
الآية بلا رحمة أو داع.
ومن ترجمات أسد الغربية التى يصعب جدا إقراره عليها أيضا ترجمته لكلمة "النجم" فى قوله سبحانه: "والنجم إذا هَوَى* ما ضَلَّ صاحبُكم وما غَوَى" بـ"قطعة الوحى الإلهى" على أساس أن القرآن نزل منجَّما، أى على دفعاتٍ، لا جملةً واحدة. ولكن فاته أن القرآن لا يستخدم أيا من "النجم" أو "هَوَى" فى الحديث عن نفسه: فكلمة "النجم" فيه إنما تدل على نجم السماء، اللهم إلا فى موضع واحد يحتمل أن يكون المقصود بها نجم النبات. أما بالنسبة لمجىء الوحى من السماء فيستعمل له فعل من مادة "ن ز ل" لا الفعل "هَوَى".
وأشد غرابة من الترجمة السابقة تأديته لقوله تعالى فى وصف سَقَر: "لوّاحةٌ للبشر" بما معناه أنها "تُلِيح للبشر (أى تُرِيهم) الحقيقة كلها". يقصد (كما وضَّح فى الهامش) أنها تجعلهم يبصرون أخيرا الحقيقة التى لم يكونوا يقرّون بها فى الدنيا وتريهم خطاياهم وشرورهم ومسؤولياتهم عن معاناتهم وآلامهم فى الحجيم، مخالفا بذلك المفسرين كلهم تقريبا، الذين يقولون إن المقصود هو أنها تسفع وجوه الكافرين وتغير شكلهم. وتعليقنا على ذلك أن من معانى الفعل "لاح": "غيَّر وأضمر" كما فى قولنا: "لاح العطشُ أو السفرُ أو الحزنُ فلانا"، ومن ثم فكلمة "لوّاحة" هى صيغة مبالغة من هذا الفعل، الذى ليس من معانيه "أرى فلانٌ فلانًا كذا أو كذا". وحتى لو قلنا إن هذا أحد معانيه، فأين المفعول الثانى لكلمة "لوَّاحة" فى الآية؟(1/3304)
ومما يخطىء فيه أسد كذلك، بل وينفرد بالخطإ فيه، حرف "الواو" فى قوله عز شأنه: "كلا والقمر* والليل إذ أدبر* والصبح إذا أسفر"، "والصافّات صَفًّا"، "والذاريات ذَرْوا"، "والطُّور* وكتابٍ مسطور"، "والمرسَلات عُرْفا"...إلخ، إذ يترجمه بمعنى "تأمَّلْ واعتبِرْ". ولا أدرى على أى أساس فعل ذلك، إذ لم يقل بهذا أحد من المفسرين أو علماء النحو أو أصحاب المعاجم. إنه يسويها بقولهم فى الإنجليزية على سبيل التعجب: "by God"، مع أن الأمرين مختلفان. فمن الواضح أن "الواو" فى هذه المواضع وأشباهها للقسم لا للتعجب، والمُقْسَم به موجود بعد "إنّ". ونجتزئ هنا بشاهدين على ما نقول: "والذاريات ذَرْوا* فالحاملات وِقْرا* فالجاريات يُسْرا* فالمقسِّمات أمرا* إنّ ما توعَدون لصادق* وإنّ الدين لواقع"، "كلا والقمر* والليل إذ أدبر* والصبح إذا أسفر* إنها لإحدى الكُبَر* نذيرا للبشر". بل إن القرآن نفسه يصرح بأن هذا قَسَم، إذ جاء فى سورة "الفجر": "والفجر* وليالٍٍ عَشْر* والشفع والوَتْر* والليل إذا يَسْر* هل فى ذلك قَسَمٌ لِذِى حِجْر؟"، ولقد تكرر قسم القرآن بالظواهر الكونية وعناصر الطبيعة بلفظ القسم الصريح أكثر من مرة، مثل: "فلا أُقْسِم بالخُنَّس* الجَوَارِ الكُنَّس* والليل إذا عَسْعَس* والصبح إذا تنفس* إنه لقول رسول كريم"، "فلا أُقْسِم بالشفَق* والليل وما وسَق* والقمر إذا اتسق* لتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عن طبق"، فماذا يبغى الأستاذ أسد أكثر من هذا؟(1/3305)
وهذه النزعة إلى الانفراد بالآراء الغريبة لدى محمد أسد هى المسؤولة أيضا عن تنكُّبه لترجمة "الكواعب الأتراب" فى سورة "النبأ" بالناهدات الصدور المناظرات لأزواجهن فى السن كما تقول كتب التفسير وكما يقول الأسلوب العربى، وتَرْجَمَتها بدلا من ذلك بـ"splendid compagnons well matched: أصحابًا رائعين متوافقين". وهو يوضح السر فى هذه الترجمة العجيبة قائلا إن متع الجنة التى يمثل الكواعبُ الأترابُ لونا من ألوانها ليست حقيقية، إذ لا نساء فى الفردوس، ومن ثَمَّ فـ"الكواعب" هنا هم الأقران البارزون (لأن الفعل "كَعَبَ" يدل على البروز بإطلاق لا بروز النهدين فحسب)، و"الأتراب" هم الذين يكون بينهم وبين أصحابهم توافق وانسجام"[13].(1/3306)
ورأيى أن هذه كلها حجج داحضة: فأولا لو افترضنا أنه ليس هناك نساء فى الفردوس فعلا كما يقول المترجم، فإن هذا لا يسوِّغ ترجمة الآية بالطريقة التى فسرها بها، بل كان ينبغى أن يترجمها كما جاءت، وليقل فى الهامش إن هذا مجاز، وإن المقصود بالإشارة إلى النساء فى الآية هو كذا وكذا. فإن نساء الجنة فى هذه النقطة لا يختلفن فى شىء عن لبنها وعسلها وخمرها وشجرها وأنهارها...إلخ، فسواء قلنا إن فى الجنة عسلا ولبنا مثلا كعسلنا ولبننا، أو عسلا ولبنا من نوع آخر يليق بالآخرة وخلودها، أو قلنا إنهما رمزان لمتع أخرى لا يمكن التعبير عن حقيقتها بلغتنا البشرية، فالواجب فى كل هذه الحالات الإبقاء على ذِكْر اللبن والعسل، ثم إن فى الهامش مندوحة نستغلها فى توضيح رأينا كما نشاء. وقد فعل الكاتب نفسه ذلك مع "الحدائق والأعناب والكأس الدِّهَاق" فى هذه السورة نفسها، فلم لم يتبع هذه الخطة مع "الكواعب الأتراب"؟ وثانيا فإن كلمة "أتراب" فى كل من المرتين الأُخْرَيَيْن اللتين وردتا فى القرآن كانت وصفا لنساء الجنة، فلم تشذ عن ذلك هنا؟ وهاتان هما الآيتان المذكورتان: "وعندهم (أى عند المتقين فى جنات عدن) قاصرات الطرف أتراب" (ص/ 52)، "فجعلناهن (أى نساء الجنة) أبكارا* عُرُبًا أترابا* لأصحاب اليمين" (الواقعة/ 36- 38). وبالمناسبة فقد عمل محمد أسد هنا فى ترجمة "قاصرات الطرف الأتراب" و"الأبكار العُرُب الأتراب" ما اقترحته قبل قليل فى ترجمة صفات نساء الجنة، فلم هذه التفرقة التى لا مسوغ لها؟(1/3307)
يبدو، والله أعلم، أن صيغة جمع المؤنث السالم فى النص الأول من هذين النصين، وضمير جماعة النسوة فى النص الثانى هما اللذان منعاه من التمحل كما فعل مع "الكواعب الأتراب". فما رأيه إذا قلنا له إن كلمة "كواعب" من حيث صيغتها لا تحتمل أيضا إلا أن تكون للنساء، ومن ثم لا تصلح أن يكون معناها "الأصحاب أو الأقران" كما يريد منا الأستاذ أسد أن نفهمها؟ ذلك أن صيغة جمع التكسير "فواعل" لا تستعمل للعقلاء الذكور (إلا فى "فوارس" و "سوابق"، اللتين شذتا عن القاعدة). ثم إن "التِّرْب" هو المساوى فى السن لا المتوافق المنسجم مع رفيقه كما جاء فى ترجمة أسد.
--- الحواشي ----
[1] وهو نفسه ما فعله قبلا فى ترجمته "صحيح البخارى" إلى اللغة الإنجليزية.
[2] بعد كتابة هذا الكلام وقعتْ فى يدى ترجمة القرآن الإنجليزية التى قام بها م. شاكر فوجدته قد صنع ما اقترحتُه هنا من كتابة أسماء الأنبياء حسب النطق القرآنى لها، فرأيت أن أنوه بذلك إعجابا وابتهاجا، كما وجدت الترجمة الإنجليزية لـ"تفسير ماجدى"، الذى وضعه مولانا عبد الماجد دريابادى، تفعل نفس الشىء . أما محمد محسن خان ومحمد تقى الدين الهلالى فلم يكتفيا فى ترجمتهما بكتابة أسماء الأنبياء حسب النطق العربى، بل شفعا كل واحد منها بكتابته حسب النطق الإنجليزى بين قوسين.
[3] وفى بعض المرات القليلة جدا استخدم كلمة "هجرة"، وأقل منها استخدامه كلمة "Emigration". أما فى ترجمته لـ"صحيح البخارى"، التى صدرت فى كتابٍ سنة 1938م، فقد استخدم الكلمة الأولى وكلمة "Migration"، كما استخدم لاسم الفاعل كلمة "Muhajir" (The Early Years of Islam, Dar al- Andalus, - Sahih al- Bukhari (Gibraltar, 1981, PP. 4, 19, 104, 105, 112, 113, 144, 184, 230, 231, 237...etc.
[4] ص 471/ هـ 7، وص 561/ هـ 10.
[5] انظر الآيات 139- 148 من سورة "الصافات". ويجد القارئ كلمة "أَبَقَ" فى الآية 140 منها.
[6] المائدة / 23.(1/3308)
[7] الأعراف/ 124، وطه/ 71، والشعراء/ 49.
[8] ص 210/ هـ 37.
[9] الكهف / 90- 91 .
[10] انظر ص 470 فى عنوان السورة، ومقدمة ترجمتها، وهـ1.
[11] ص 633 فى ترجمة الآية 5 من سورة "السجدة"، وص 892 فى ترجمة الآية 3 من سورة "المعارج".
[12] ص 825 فى ترجمة الآية 17 من سورة "المزمل".
[13] ص 924 فى ترجمة الآية 33 من "الواقعة"، وهـ 16. وللأسف فهذا هو التصور النصرانى، وهو تصور قائم على ظاهر ما ورد فى إنجيل متى منسوبا إلى السيد المسيح من أنهم فى القيامة "لا يزوّجون ولا يتزوجون" (إنجيل متى/ 22/30).
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 02:48 PM
ومن القضايا ذات الأهمية الشديدة التى تناولها أسد فى ترجمته التفسيرية للقرآن الكريم بشريةُ الرسل ومدى انعكاسها على أخلاقهم وسلوكهم، فهو دائم الإشارة إلى هذه البشرية، وهى مما لا يُشَاحّ فيه أحد، إذ إن رسل الله وأنبياءه كانوا كلهم بشرا. هكذا تكلم التاريخ، أما إذا قال أصحاب بعض الأديان إن نبيهم إله أو ابن إله فهو كلام لا يؤبه به، وإن كان لكلٍّ أن يعتقد ما يشاء، وحسابه على الله. كما أن القرآن قد كرر القول مرارا بأن الرسل والأنبياء كانوا جميعا بشرا من البشر، فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون وينجبون ويَغْشَوْن الأسواق، ثم فى النهاية يموتون. إذن فلا خلاف مع محمد أسد فى هذا البتة، إلا أنه لا يتوقف عند هذا الحد، بل دائما ما يجعل إشارته إلى بشرية الرسل والأنبياء منطلقا للقول بأنهم، أيضا مثل سائر البشر، معرضون للخطإ كلما سنحت الفرصة. ويبدو لى بقوة أن أبواب الأخطاء كلها مفتوحة عنده أمامهم مثل أى إنسان آخر.(1/3309)
فعلى سبيل المثال يقول، عند تعليقه على قوله تعالى: "وما أرسلنا مِنْ قَبْلِك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى أَلْقَى الشيطانُ فى أمنيّته، فينسخ الله ما يُلْقِى الشيطانُ ثم يُحْكِم الله آياتِه، والله عزيز حكيم"، إن إلقاء الشيطان فى أمنيّة النبى والرسول معناه ألا يكون هدفهما الأخذ بيد أمتهما فى معراج الرقى الروحى، بل إحراز القوة والتأثير الشخصى. ثم يمضى فيستشهد بقوله عز من قائل: "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوًّا شياطينَ الإنس والجن"[14]دون أن يوضح صلة هذه الآية بما نحن فيه. أتُراه يريد أن يقول إن للشياطين من إنس وجن تأثيرا على الرسل والأنبياء حتى إنهم ليَحْرِفونهم عن مسارهم الذى حددته لهم السماء إلى التطلع لغايات شخصية؟ لكن أىُّ نبى أو رسول يا تُرَى استطاعت الشياطين أن توسوس له بوضع مطامحه فى القوة والنفوذ الشخصى فوق الغاية النبيلة التى انتدبه لها رب العزة والجلال؟ ها هو ذا القرآن الكريم بين أيدينا، وليس فيه شىء من ذلك على الإطلاق، أما إذا كان العهد القديم ينسب إلى أنبياء الله ورسله مثل هذه التطلعات وغيرها مما يشوه صورة النبوة ويلطخها فهذا ليس برهانا على صحة هذه الدعوى الخطيرة، لأن كتب اليهود مجرحة تجريحا شديدا حسبما ذكر القرآن فى أكثر من موضع، وكذلك حسبما أثبتت الدراسات النقدية التى تناولتها، سواء تلك التى قام بها علماء المسلمين أو علماء الغرب أنفسهم. وعلى أية حال فالذى يهمنا فى هذا المجال هو القرآن لأنه هو الذى يستند إليه أسد فى تقرير ما قال.(1/3310)
وفى كلمته التمهيدية التى يقدم بها لسورة "القصص" يقول إن "معظم قصة موسى فى تلك السورة تصور الجانب البشرى الخالص فى حياته، أو بتعبير آخر تصور الدوافع وألوان الحيرة والأخطاء التى تشكل جزءا من الطبيعة البشرية، وهو ما يبرزه القرآن إبرازا رغبة منه فى مقاومة أى ميل عند المتدينين إلى عَزْو أية صفات شبه إلهية إلى أحد من رسل الله". وبعد قليل يعقِّب على اقتتال المصرى والإسرائيلى وتدخّل موسى عليه السلام ووَكْزه للمصرى الوكزةَ التى قضت عليه دون قصد منه، فيقول إن "الآيتين 16-17 من هذه السورة تومئان إلى أن الإسرائيلى لا المصرى هو المخطئ. والظاهر أن موسى قد تقدم لمساعدة الإسرائيلى بدافع من الميل الغريزى نحو ابن جلدته دون اعتبار للصواب والخطإ فى هذه القضية، وإن كان قد تبين له أنه اجترح إثما فظيعا، لا بقتله إنسانا بريئا فقط رغم أنه قتلٌ غير مقصود، بل بإقامته تصرفه كذلك على أساس من التحيز العنصرى"[15].
وفى أحد الهوامش التى خصصها للتعليق على قصة يونس عليه السلام وإبَِاقه إلى الفُلْك المشحون حين لم يجد من قومه آذانا صاغية، نراه يختم كلامه بقوله إن الهدف من هذه القصة فى القرآن هو تفهيمنا أنه ما دام قد "خُلِق الإنسان ضعيفا" كما جاء فى سورة "النساء"، فإن الأنبياء أنفسهم غير محصَّنين ضد أى من ألوان الضعف المركوزة فى الفطرة البشرية. وهو ما يعنى بوضوح أنهم عليهم السلام يمكن أن يرتكبوا أى شىء مما يقع فيه البشر هانَ أو عَظُم. وقد كرر المعنى ذاته فى تفسيره لقوله جل جلاله مخاطبا نبيه محمدا عليه السلام: "ليغفرَ لك الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر"، إذ يؤكد أن الإنسان مهما ارتقى فى معراج الخُلُق وكان حميد السجايا فإنه عرضة للوقوع فى الخطإ بين الحين والحين، وأن الآية تشير من طرْفٍ خفىٍّ إلى أن التحرر من الأخطاء مقصور على الله سبحانه[16].(1/3311)
وفى ضوء هذا نستطيع أن نفهم قوله بصدد الحديث عن الخَصْمين اللذين تسوَّرا المحراب على داود عليه السلام وشكا أحدهما الآخر إليه بأنه طلب منه نعجته الوحيدة التى لا يملك سواها كى يضمها إلى قطيعه المكوَّن من تسع وتسعين نعجة...إلخ، إذ تساءل قائلا: هل الأنبياء معصومون من الذنوب والخطايا كما يقول علماء المسلمين القدامى أو لا؟ ثم يجيب بأن هؤلاء العلماء يذكرون أن داود قد أحب امرأة قائدة العسكرى أوريا ورسم خطة للتخلص منه لكى يخلو له وجه الزوجه، إذ أمر بأن يوضع فى مكان مكشوف على خط المواجهة مع الأعداء حيث قُتِل، وعندئذ تزوج داود المرأة وأنجب منها سليمان، وإن أنكروا فى ذات الوقت أن يكون قد زنى بها إنكارا شديدا. ومن الواضح هنا أيضا أن أسد مع عدم عصمة الأنبياء.(1/3312)
وهو يرى أن قوله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: "ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وِزْرك* الذى أنقض ظهرك* ...؟" يشير بكل وضوح إلى الأخطاء التى اقترفها عليه السلام قبل البعثة. ولكن أية أخطاء يا ترى تلك التى اقترفها النبى آنذاك؟ هنا يسكت أسد. ولست أوافقه على أن معنى "الوزر" فى الآيات الكريمة أخطاء ارتكبها الرسول فى الجاهلية، إذ لو كان الأمر كذلك فلماذا تُنْقِض هذه الأخطاء ظهره، وهو لم يكن مكلفا آنئذ ولا آخذه الله عليها فى أى موضع من القرآن ولا اتخذها أحد من قومه تُكَأَةً للنيل من سمعته أو للتشويش على أخلاقه ونبوته؟ علاوة على أن مَنَّ الله عليه بشرح صدره وطمأنته إياه بأنه ما من عُسْر إلا ومعه يُسْر إنما يشير بالأحرى إلى ضيق صدره عليه السلام بشىء من قبيل فتور الوحى عليه فى أول الدعوة أو معاندة المشركين له أو ما إلى ذلك. أى أن الوزر هنا وزر نفسى لا أخلاقى. أما إذا كان المقصود بشرح الصدر دلالته المادية بمعنى شقه واستخراج نصيب الشيطان منه وغسله بالثلج أثناء طفولته الأولى فى بادية بنى سعد كما جاء فى بعض الروايات، فإن ذلك ينسف ما قاله محمد أسد عن الرسول من أساسه، إذ معناه أنه عليه السلام قد أصبح محميا تماما من الوقوع فى الذنوب والآثام.(1/3313)
وعلى أية حال فإنه صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون قد وقعت منه أخطاء مما يتحدث عنها الكاتب، وإلا لاتخذها المشركون حين جاءهم بالدين الجديد سلاحا من أسلحة الحرب النفسية التى شنوها عليه منذ اللحظة الأولى. ترى لو كانت هناك أخطاء من ذلك النوع أكانوا يتركونها ويتهمونه بما يعلمون هم قبل غيرهم أنه باطل، وهو أنه ساحر ومجنون وكذاب ويكتتب قصصه عن الأنبياء السابقين وأممهم من بعض الرقيق المكى من أهل الكتاب؟ أيعقل أن يكون فى يد إنسان عُمْلة سليمة فيلقى بها فى عُرْض الطريق ويتخذ بدلا منها نقودا زُيُوفا؟ ترى لو كان النبى عليه السلام قد زنى أو حتى قبَّل امرأة مجرد تقبيل أو شَرِب الخمر أو لَعِب المَيْسِر أو تابع قومه فى عبادة الأصنام أو التضحية لها أو عُرِف عنه الكذب مثلا، أكان قومه يسكتون عن ذلك؟ إن كل ما قالوه فى بشريته لا يتعدى إنكارهم عليه أنه كان يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق وأن له زوجا وذرية، إذ كانوا يريدونه مَلَكًا لا بشرا، وهذا كل ما هنالك، فهل يصح أن يقول مسلم فى الرسول ما لم يقله المشركون؟
ولْيلاحظ القارئ أننى قد تجنبت الخوض فى الجدال النظرى البحت حول عصمته صلى الله عليه وسلم وسلكتُ، بدلا من ذلك، المنهجَ التاريخى والنفسى واستنطقتُ النصوص ذاتها فلم يصادفنا، لا فيما وصلنا عن سيرته ولا فى الآيات التى تحدثتْ عنه أو إليه، أىٌّ من تلك الذنوب المزعومة. ثم هل كان من الممكن أن يصفه القرآن رغم ذلك بأنه "على خُلُقٍ عظيم" كما جاء فى الآية الخامسة من سورة "القلم"؟(1/3314)
كذلك لو كان داود عليه السلام قد صنع بأوريا هذا الذى ادُّعِىَ عليه أكان الله سبحانه تارِكَه دون مؤاخذة، وهو الذى عرَّض يونسَ عليه السلام لتلك التجربة المرعبة المؤلمة، تجربة ابتلاع الحوت له وبقائه فى بطنه أياما وليالى، لمجرد غضبه من قومه وإباقه إلى الفلك المشحون بسبب صلابة رقابهم ولجاجهم فى الكفر والطغيان؟ إن التآمر على قتل إنسان برىء طمعا فى زوجته الجميلة ليس بالأمر الهين الذى يمكن أن تُعَدِّىَ عنه السماء بمثل هذه البساطة، وإلا فالعفاء على الأخلاق بل على النبوة ذاتها! والمضحك فى الأمر أن من قبلوا من علماء المسلمين على داود هذه الدعوى السخيفة بل المجرمة كانوا حرصاء فى ذات الوقت على أن يبرئوه من تهمة الزنا، وكأن قتل الأبرياء بدم بارد وتخطيط مسبق ودون خالجة من ضمير ليس بشىء بجانب هذه التهمة!(1/3315)
إن القصة القرآنية تقول إن الأخ الغنى لم يأخذ من أخيه الفقير نعجته فعلا، بل كل ما فى الأمر أنه سأله ضمَّها إلى نعاجه. فهذا كل ما هنالك، وإذن فلو أن هذين الخصمين ملاكان أرسلهما الله إلى داود، كما جاء فى بعض كتب التفاسير، لينبهاه على سبيل التلميح إلى الجريمة التى ارتكبها، فأى جدوى من هذا التصرف ما دام قد سبق السيفُ العَذَل وتمت الجريمة ولم يعد من سبيل لتداركها؟ إن هذا عبث لا تليق نسبته إلى المولى عز وجل، الذى كان قادرا على أن ينبه نبيه فى هذه الحالة تنبيها مباشرا يمنع الجريمة قبل وقوعها بدلا من تركه يقترفها ثم عتابه له بعد فوات الأوان؟ ثم إذا كان الأنبياء يمكن أن يجترحوا جريمة القتل والتآمر على هذا النحو، فما الفرق بينهم إذن وبين عتاة المجرمين؟ إن الإنسان العادىّ لا ينحط إلى هذه الدركة، فكيف يَتَدَهْدَى إلى مثلها الأنبياء والمرسلون، الذين اصطفاهم الله على سائر خلقه وصنعهم على عينه وجعلهم من الأخيار أُولِى الأيدى والأبصار وزودهم بالحكمة والتقوى على أحسن حال؟ وفضلا عن ذلك فالقرآن نفسه يقول عن داود عليه السلام فى سورة "ص" ذاتها: "وإن له عندنا لَزُلْفَى وحُسْنَ مآب"، فكيف يمدحه الله سبحانه هذا المديح العظيم ويأتى بعضنا فيتهموه تلك التهمة الشنيعة جريا وراء اليهود الملاعين الذين لم يتركوا نبيا ولا رسولا إلا افترَوْا عليه أشنع ضروب البهتان فى كتبهم؟ أنكذِّب القرآن ونصدق العهد القديم؟ كذلك فالآية التى تلى قصة الخصمين تحضّه عليه السلام أن يحكم بين الناس بالحق ولا يتَّبع الهوى، وهو ما يرجِّح أن تكون القصة متعلقة بالتسرع فى الحكم لأحد المتخاصمين قبل الاستماع إلى الطرف الآخر، لا بمسألة أوريا وزوجته. ولو افترضنا بعد هذا كله أن لهذه القصة ظلا من الحقيقة، ولا إخال، فإن أقصى ما يمكن قوله هو أن داود ربما سمع مثلا بجمال زوجة قائده فحدثته نفسه قائلة: لماذا لم يُكْتَب له أن يرى تلك المرأة قبل أن(1/3316)
يتزوجها أوريا فيتخذها هو لنفسه زوجة؟
أما يونس فأىُّ خطإٍ ارتكبه حين ضاق صدره بعد إذ رأى من قومه لَدَدًا فى الكفر وتماديا فى العناد والإنكار فتركهم ومضى على وجهه؟ إن هذه ليست سُبَّة أخلاقية، لا ولا هى تهاون فى تأدية الواجب. وكل ما يمكن التعليق به على تصرفه ذاك هو أن الله لم يأذن له بهجرة قومه، وإلا فإن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم قد ترك هو أيضا بلده إلى بلد آخر رجاء أن يكون حظ الدعوة فيه أحسن، لكنه مع ذلك لم يُقْدِم على هذه الخطوة إلا بعد إذن الله له.
ونأتى إلى وَكْزَة موسى، التى ينبغى ألا يفوتنا أنها كانت قبل النبوة وكانت مجرد وَكْزَة أراد بها عليه السلام أن يدفع العدوان أو ما ظنه عدوانا على ابن جلدته فى بلدٍ كان الاضطهاد والعسف يتناوشان بنى إسرائليل فيه لا لشىء إلا لضعفهم وهوانهم وقلة حيلتهم آنئذ، لكن كانت للأقدار مشيئة أخرى، إذ مات المصرى بسببها. وأغلب الظن أنها كانت "القشة التى قصمت ظهر البعير". أى أن أسباب الموت كانت مهيَّأة لطَىّ صفحة ذلك الرجل من الوجود، كأن يكون مصابا بأزمة قلبية مثلا أو تكون الوكزة قد أفقدته توازنه فسقط دماغه على أرض حجرية...إلخ، فجاء وَكْز موسى فى ذلك الوقت مصادفة واتفاقا ليكون هو العامل الظاهرى الذى أودى بحياته. ولنلاحظ أن موسى قد أنَّبه ضميره على الفور ولذَّعه تلذيعا، فأخذ يستغفر ربه ويبتهل إليه نادما أشد الندم رغم أنها ليست سقطة أخلاقية كما قلنا.(1/3317)
ورغم كل ما أبدأ فيه محمد أسد وأعاد فإنه هو نفسه، فى حديثه عن عبوس رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه ابن أم مكتوم يسأله فى بعض أمور دينه أثناء انشغاله بمحاولة إقناع بعض المشركين فى مكة لهدايتهم إلى الإسلام، يقول إن ما لا يزيد عن كونه مجرد هفوة تافهة من أى إنسان آخر فى مثل هذه المسألة المتعلقة بالمجاملات الاجتماعية يُعَدّ مع ذلك فى حق الأنبياء ذنبا عظيما يستوجب العتاب. ثم يمضى قائلا إن معاتبة القرآن للرسول على مسمع من الدنيا كلها على ذلك النحو إنما هو دليل على أنه تنزيل من رب العالمين وأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. وهذا هو الذى أتفق فيه مع محمد أسد، وهو هو نفسه ما صاغه علماؤنا القدامى رضى الله عنهم عندما قالوا: "حسنات الأبرار سيئات المقربين".(1/3318)
هذا، وقد صدرت عن قلم الكاتب عبارة مهمة لا أدرى كيف لم يستصحبها دائما معه بدلا من هذا الإلحاح المستمر على فكرة الضعف البشرى الأخلاقى الذى لا يفلت منه الرسل والأنبياء وإمكان وقوعهم فى أى ذنب من الذنوب التى يقترفها البشر، ألا وهى قوله، بصدد التعليق على الآية التى تقول: "ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له. سُنَّةَ الله فى الذين خَلَوْا من قبل، وكان أمر الله قَدَرًا مقدورا"، إن الكلام هنا إنما يدور على الأنبياء الذين تتوافق فيهم جميعا، بما فيهم الرسول عليه السلام، رغائبهم الشخصية مع إسلامهم أنفسَهم إلى الله، وهو ذلك الانسجام الروحى والفطرى الذى يميز صفوة خلق الله وقدَرهم المقدور كما تقول خاتمة الآية. ترى أين كان ذلك الكلام الجميل من قبل؟ إن هذا هو أَحْجَى ما يقال عن أنبياء الله ورسله وأقربه إلى حديث القرآن المجيد عنهم، أما تصويرهم بصورة الضعفاء المهتزين الذين لا يتمالكون أنفسهم من الوقوع فى أى من الذنوب والآثام بمجرد تهيؤ الدواعى لذلك فلا ينسجم مع القرآن، الذى يرفع الرسل والأنبياء مكانا عَلِيًّا ويُثْنِى عليهم أجزل الثناء ويرى فيهم نموذجا فذا لا يُطال رغم بشريتهم التى يؤكدها فى ذات الوقت، بل ينسجم مع اتجاه العهد القديم، الذى ينسب إليهم الزنا والقتل والدياثة ومقارفة الفاحشة مع المحارم والكذب والغدر والتحايل على الله والجلافة فى مخاطبته والإغضاء عن عبادة الأوثان فى بيوتهم...إلى آخر ما سوَّد به اليهودُ الملاعينُ صفحاتِ كتبهم التى يزعمون أنها وحى إلهى، ملطخين بذلك الصورَ النبيلة لتلك الصفوة من عباد الله.(1/3319)
وقد رجعتُ، بعد الفراغ من كتابة ما تقدم، إلى "الفِصَل فى المِلَل والأهواء والنِّحَل" لابن حزم لأسترجع ما قالت الفرق الإسلامية فى هذا الموضوع، فوجدته يذكر أنهم اختلفوا فى ذلك: فقالت طائفة إن الرسل عليهم السلام يعصون الله فى جميع الكبائر والصغائر عمدا حاشا الكذب فى التبليغ، بل إن بعض هؤلاء قد جوَّزوا عليهم الكفر أيضا، كما جوَّزوا أن يكون فى أمة محمد عليه السلام من هو أفضل منه. وفى رأى ابن حزم أن هذا كله كفر وشرك وردة عن الإسلام. وهناك من جوَّزوا عليهم الصغائر فقط بالعمد، أما الكبائر فلا. أما الذى تدين به أمة الإسلام من سنة ومعتزلة وخوارج وشيعة ونجارية (كما قال العلامة الأندلسى) فهو أنه لا يَجُوز البتةَ أن يقع من نبىٍّ معصيةٌ أصلا لا كبيرة ولا صغيرة. وهذا رأيه هو أيضا، وإن قال إنه قد تقع من الأنبياء الهفوة عن غير قصد، كما قد يقع منهم قَصْدُ الشىء يريدون به وجه الله تعالى والتقرب منه فيوافق خلافَ مراده عز وجل، إلا أنه تعالى لا يقرّهم على شىء من هذين الوجهين أصلا بل ينبههم على ذلك ويبيّنه، وربما عاتبهم عليه. وهذا الذى ذهب إليه ابن حزم هو نفسه ما وصلتُ إليه من تحليل النصوص القرآنية تقريبا، ويسعدنى أن ينسجم رأيى مع رأى هذا العلامة العظيم، وإن كنت لا أستطيع أن أُقْدِم على تكفير محمد أسد فى مثل هذا خشية أن يكون مخطئا فى اجتهاده لا يبغى إهانة الأنبياء أو التطاول عليهم والتحقير من شأنهم عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين، ولكنى فى ذات الوقت لا أهضم وقوعه فى هذا الخطإ الأبلق.(1/3320)
وفى النهاية أود أن أضيف أننا لا نجد هذا الرأى الغريب لأسد فى الأنبياء فى الكتب التى تُرْجِمَتْ له إلى العربية. لقد لمس مثلا بشريةَ الرسول عليه الصلاة والسلام فى موضعين من كتابه "الطريق إلى الإسلام"، وهذا ما قاله فى الموضع الأول: "ومع ذلك فإنه (أى الرسول عليه السلام) لم يدَّع يوما إلا أنه بشر، ولم ينسب المسلمون إليه الألوهية قط كما فعل الكثيرون من أتباع الأنبياء الآخرين بعد وفاة نبيهم. والحق أن القرآن نفسه يزخر بالأقوال التى تؤكد إنسانية محمد: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قُتِلَ انقلبتم على أعقابكم؟". وكذلك فإن القرآن الكريم قد دلل على عجز النبى المطلق تجاه العزة الإلهية بقوله تعالى: "قل: لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء. إنْ أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون". ولا ريب فى أن من حوله لم يحبوه مثل هذا الحب إلا لأنه لم يكن سوى بشر فحسب، ولأنه عاش كما يعيش سائر الناس: يتمتع بملذات الوجود البشرى ويعانى آلامه". وهو تقريبا نفس ما نقرؤه فى الموضع الثانى حيث يقول إنه عليه السلام كان "كائنا بشريا مليئا بالرغبات والدوافع الإنسانية وبوعى حياته الخاصة، وفى الوقت عينه أداة طيعة لتلقى رسالته"[17]. والنصان، رغم حرصهما على إبراز بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يتطرقان إلى مسألة العصمة النبوية، بل لانلمح فى عباراتهما ما يوحى بأن المؤلف كان يرى أنه عليه السلام عرضة للوقوع فى الذنوب والآثام كأى شخص عادى. فهل هذا دليل على أن فكره قد تطور بعد ذلك إلى القول بأن الأنبياء يذنبون ويأثمون كغيرهم من البشر؟ أم هل كانت هذه الفكرة من صلب عقيدته أوانذاك لكنها، لسبب أو لآخر، لم تَشُقّ طريقها إلى الظهور فى ذلك الكتاب؟
-- الحواشي --
[14] الأنعام/ 112.
[15] ص 591/ هـ 15.
[16] ص 785/ هـ 2 .(1/3321)
[17] محمد أسد/ الطريق إلى الإسلام/ ترجمة عفيف البعلبكى/ دار العلم للملايين/ 1981م/ 297، 303.
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 02:52 PM
فى القرآن نصوص كثيرة تتحدث عن معجزاتٍ وقعت على يد عدد من الأنبياء والرسل، وفيه أيضا آيات أخرى تقول لمشركى مكة، الذين كانوا يتعنتون على الرسول صلى الله عليه وسلم مطالبين إياه أن يأتيهم ببعض المعجزات كما كان يفعل الأنبياء السابقون، إن المعجزات لم تُجْدِ مع الأمم الخالية، إذ ظلوا على كفرهم رغم وقوع ما طلبوه منها. ومع هذا فإن بعض المفسرين فى العصر الحديث قد درجوا على تأويل هذه المعجزات بما يُخْرِجها عن إعجازيتها ويُلْحِقها بالحوادث المعتادة التى تخضع لقوانين الطبيعة المطردة، ومن هؤلاء الأستاذ محمد أسد. وقد سبقه إلى هذه الخطة المفسرون القاديانيون مثل مولاى محمد على وملك غلام فريد فى ترجمتيهما التفسيريتين للقرآن الكريم إلى الإنجليزية. ولعل مولاى محمد على هو الوحيد الذى ورد اسمه فى ترجمة محمد أسد من بين المفسرين غير العرب، ولهذا دلالته، وإن كان الحق يوجب أن نقول إن أسد لا يذهب مذهب القاديانيين فى فتح باب النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يؤكد أنه هو آخر الأنبياء، فلا نبى بعده.(1/3322)
ونبدأ الكلام فى تأويل أسد للمعجزات بما قاله فى معجزة إبراهيم عليه السلام. لقد ذكر القرآن المجيد فى ثلاثة مواضع منه تهديد قومه له بتحريقه فى النار وأن الله أنجاه من كيدهم. وإذا كانت العبارة فى موضعين من هذه الثلاثة لا تحدِّد أَأُلْقِىَ خليلُ الله فى النار فعلا أم لا، فإن الموضع الثالث، وهو الآيتان 68- 69 من سورة "الأنبياء"، واضح الدلالة فى أنه قد أُلْقِىَ فيها لكن الله منعها من إحراقه، وذلك فى قول رب العزة: "قالوا (أى قومه عليه السلام): حَرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين* قلنا:يا نارُ، كُونِى بَرْدًا وسلاما على إبراهيم". بَيْدَ أن محمد أسد يقول تعليقا على هاتين الآيتين إنه "لم يحدث أَنْ ذَكَر القرآن فى أى موضع منه أن إبراهيم قد أُلْقِىَ بجسده فعلا فى النار وبقى حيا فيها، بل إن قوله تعالى فى الآية 24 من "العنكبوت"، على العكس من ذلك، يشير إلى أنه لم يُلْقَ فى النار. وفضلا عن هذا فبمستطاعنا تتبع مصدر القصص الكثيرة المستفيضة والمتعارضة التى طَرَّزَ بها المفسرون القدامى تفسيرهم للآية التى نحن بصددها، فى الخرافات التلمودية، ومن ثم فمن الممكن أن نلقى بها دُبْرَ آذاننا. أما ما يقوله القرآن هنا وكذلك فى آية "العنكبوت" والآية 97 من "الصافات" فلا يزيد، فيما يبدو، عن أن يكون إشارة رمزية إلى نار الاضطهاد التى كان على إبراهيم أن يقاسيها والتى ستصبح بعد ذلك، بسبب عنفوانها، مصدر قوة روحية وسلام باطنى له".(1/3323)
ولنا على هذا الكلام كلام مثله: فأولا ليس فى القرآن البتةَ ما يدل على أن خليل الرحمن لم يُقْذَف به فى النار، وإلا لكذَّب القرآن بعضُه بعضًا، فإن آية "الأنبياء" تقول بصريح العبارة إنه سبحانه قد أمر النار أن تكون "بردا وسلاما على إبراهيم" بما يدل على أنه قد ألقى فيها فعلا، لكنه سبحانه سَلَبَ عنها خاصّية الإحراق. وعلى أية حال فها هى ذى آية "العنكبوت" أضعها مرة أخرى تحت بصر القارئ ليحكم بنفسه، إذ تقول: "فما كان جوابَ قومه إلا أن قالوا:اقتلوه أو حرِّقوه، فأنجاه الله من النار"، فهل يرى القارئ الكريم فيها أن قومه عليه السلام لم ينفذوا فعلا ما عزموا عليه؟ ألا يوافقنى على أن هذه الآية مظلومة؟ ومثلها آيتا "الصافات"، وهذا نصهما: "قالوا: ابنوا له بنيانا فأَلْقُوه فى الجحيم* فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين". إذن فنحن أمام نصوص قرآنية ثلاثة: اثنان منها لا يقولان إن إبراهيم لم يلق به فى النار، وثالثها يقول، وإن كان بطريق غير مباشر، إنه قد قُذِف به فيها لكن الله جردها من طبيعتها المحرقة.(1/3324)
أما تأويل أسد لهذا النص الأخير بأن المقصود هو نار الاضطهاد فقائم على التكلف العنيف، إذ إنه قد دخل الموضوع وفى ذهنه إنكار المعجزات، وإلا فأين فى الآية ما يدل على أن المراد شىء غير الظاهر؟ الحقّ أنْ ليس فى الآية ما يدل على شىء من ذلك، وإنما اعتقاد بعض الناس، حتى من بين المسلمين أنفسهم، فى أن قوانين الكون لا يمكن إيقافها أبدا هو المسؤول عن الرغبة فى صرف مثل هذه الآيات عن ظاهرها إلى تلك التمحُّلات الغريبة. ولكى يطمئن القارئ إلى ما أقول ألفت نظره إلى أن "نار الاضطهاد" تلك التى يذكرها أسد لم تكن خاصة بإبراهيم وحده، بل كل الأنبياء والرسل قاسَوْا لَظَاها فكانت فى نهاية الأمر بردا وسلاما عليهم، فلماذا يا ترى لم يذكرها القرآن إلا فى حالة إبراهيم وحده دون سائر الرسل والأنبياء؟ وأخيرا فكونها ترجع إلى التلمود ليس بالضرورة برهانا على فسادها، وإلا لكان القرآن أول من يَضْرِب عنها صفحا. أما وقد أوردها مع ذلك فهو دليل على أنها قصة حقيقية.
وبالمثل يصف المؤلف قصة سليمان مع النملة وفهمه عليه السلام لما قالته لزميلاتها من جماعة النمل بأنها قصة خرافية قُصِدَ بها الإشارة إلى إعجاب سليمان بعالم الطبيعة وفهمه له وعطفه على أحقر مخلوقات الله شأنا. كذلك ينظر كاتبنا إلى قصة ذلك النبى الكريم مع الهدهد على أنها مجرد مَثَلٍ ضربه الله ليبين لنا أن سليمان نفسه بكل حكمته يمكن أن يجهل بعض الأشياء، وهو ما من شأنه أن يحذرنا من فتنة الغرور التى تصيب البشر، والعلماء منهم بوجه خاص، مع أن الله قد ذكر بصريح القول أنه سبحانه سخّر لسليمان جنودا من الإنس والجن والطير يأتمرون بأمره مما لم يسخره لأحد غيره، كما شكر سليمان ربه على أنْ علَّمه منطق الطير[18].(1/3325)
وجَرْيًا على نفس النهج يقول كاتبنا عن قصة سليمان وعفريت الجن والذى عنده علم من الكتاب وعرش بلقيس إنها قصة رمزية، فضلا عن أن "الذى عنده علم من الكتاب" هو، كما قال بناء على تفسير الرازى، سليمان نفسه، إذ "الكتاب" هو الوحى حسب ذلك التفسير. والحق إنه لمن الصعب جدا جدا أن نوافق أسد على ما يقول، فسليمان عليه السلام يسأل ملأه أيُّهم يأتيه بعرش ملكة سبإ قبل أن تأتى هى ورجال دولتها مُسْلِمين، فيرد عليه عفريت من الجن بأنه قادر على أن يأتيه به قبل أن يقوم من مكانه. وعندئذ ينبرى الذى عنده علم من الكتاب قائلا إنه يستطيع أن يأتيه به قبل أن يرتدّ إليه طَرْفه، وعلى الفور يجده أمامه فيشكر الله على هذا الفضل. وواضح تماما أن الذى عنده علم من الكتاب شخص آخر غير سليمان، وإلا فإذا كان هو سليمان، وكان كلامه موجها إلى الجنى على سبيل التحدى كأنه يقول له: إذا كنتَ تستطيع أن تُحْضِر العرش لى قبل أن أقوم من مكانى فإن هذا لا يرضينى، فأنا قادر على إحضاره فى مدة أقل من ذلك، فإن السؤال حينئذ هو: ما دام سليمان قادرا على إحضاره بهذه السرعة الفائقة التى لا نظير لها، ففيم كان سؤاله لملئه عمن يستطيع أن يأتيه به قبل أن تأتى الملكة ورجالها مُسْلِمين؟ ولم قال للجنى: "أنا آتيك به...إلخ" ولم يقل: "أنا آتى به..." دون كاف الخطاب ما دام الجنى لم يطلب من أحد أن يأتيه بالعرش، بل سليمان هو الذى طلب ذلك، ومن ثَمَّ فإن العرش سيأتيه هو لا الجنى؟ ولماذا قال القرآن بعد أن عرض الذى عنده علم من الكتاب أن يُحْضِره أسرع من الجنى: "فلما رآه مستقِرًّا عنده قال: هذا من فضل ربى"؟ أترى الرازى والأستاذ أسد يريدان أن يقولا: إن الذى وجده مستقرا عنده وحمد الله على فضله هو العفريت لا سليمان؟ لكن هذا قلب للأمور رأسا على عقب لأن المتفضَّل عليه هنا إنما هو سليمان لا العفريت، وعلى ذلك فهو نفسه الحامد الشاكر. ثم إن الضمير فى الأفعال بناء على(1/3326)
تفسيرى سيكون عائدا على شخص واحد بدلا من تشتيته دون داع وتمزيق أوصال الآيات من ثَمّ.
ونفس الشىء يقوله مترجمنا عن قصة يونس والتقام الحوت له كما وردت فى سورة "الصافات"، فهى (حسبما قال) حكاية خرافية ذات دلالة رمزية. وبطن الحوت عنده إشارة إلى العناء الروحى الذى كان يرزح تحته يونس عندما فر من أداء رسالته، واليقطينة استعارةٌ قُصِد بها الإيماء إلى رحمة الله له وعودته إلى طريق النور والحياة الروحية كرة أخرى. وكل هذا تعسف فى التأويل، فليس من المعقول أن يروى القرآن حادثة تاريخية فيحذف بعض تفصيلاتها الحقيقية ويستبدل بها تفصيلات لم تقع دون أن يوضح لنا أننا بصدد سرد حكاية يختلط فيها الواقع بالخيال. ثم لماذا يفعل القرآن ذلك؟ ولماذا يدور تلك الدورة الطويلة فيحكى قصة السفينة والاقتراع وقفز يونس منها وابتلاع الحوت له وابتهاله لربه فى الظلمات أن يغفر له ويرحمه ونبذ الحوت إياه فى العراء ونبت شجرة اليقطين عليه...إلخ؟ وما الدليل على أننا هنا أمام قصة رمزية لا حقيقية؟ وما الذى منع القرآن من رواية ما حدث فعلا؟ إن القرآن عندما يحكى أمثال هذه القصص فإنه عادة ما يمنّ على الرسول محمد عليه السلام بأن الله هو الذى أنبأه نبأ هذه القصص التاريخية دون أن يكون قد شاهد شيئا من أحداثها. أفلو كانت القصة رمزية أكان ثم موضع للمنّ الإلهى بهذا الأسلوب؟(1/3327)
وبالنسبة لعيسى عليه السلام نجد الأستاذ أسد يؤوِّل كلامه فى المهد بأنه إشارة مَجَازيَّة للحكمة النبوية التى كانت تلهم عيسى منذ وقتٍ جِدّ مبكر من حياته. لكننا نعرف أن اليهود، عندما أشارت إليه أمه وهو لا يزال فى المهد كى يسألوه فيما يريدون أن يعرفوه عن السر فى ولادتها إياه دون زواج، كان ردهم عليها: "كيف نكلِّم من كان فى المهد صبيًّا؟"، وحينئذ أجابهم عيسى بقوله: "إنى عبد الله، آتانى الكتاب وجعلنى نبيًّا*..."، فماذا يقول الأستاذ أسد فى هذا؟ إنه يؤوِّل الزمن الماضى هنا فى "آتانى" و"جعلنى" بأنهما يدلان على أن ذلك سوف يحدث فى المستقبل لا أنه حدث فى الماضى. وجوابنا هذا يدل على صحة ما قلناه عن هذه الآية، إذ معنى الكلام حسب تأويله هو أن الله سيؤتينى الكتاب وسيجعلنى نبيا فى المستقبل، ومعنى هذا بدوره أنه عليه السلام لم يكن قد أصبح نبيا بعد، ومعنى هذا ثالثا أنه كان صغيرا حقا، أليس كذلك؟ وإلا فلو لم يكن عيسى قد تكلم فعلا فى المهد فلماذا لم يذكر القرآن ذلك عن غيره من الأنبياء أيضا، وكلهم بحمد الله قد رعا الله خطواتهم منذ بداية حياتهم وصنعهم على عينه؟ ولماذا يوافق القرآن ما جاء فى بعض الأناجيل من أنه عليه السلام قد تكلم فعلا فى المهد؟ أيُعْقَل أن يحكى القرآن القصة كما رواها أحد الأناجيل مما يؤكد وقوعها، ثم ينقلب على نفسه وعلى ذلك الإنجيل مغمغما فى همس لم يسمعه إلا الأستاذ أسد ومن يلفّون لفّه بأن شيئا من ذلك لم يقع، وإنما هو كلام فى الهواء؟ إن هذا لَبسلوك البهلوانات أشبه، وحاشا لله أن يكون هذا هو منهج القرآن فى الشرح والتفهيم! وبالمناسبة فإن القاديانيين هم أيضا ينفون كلام عيسى فى المهد ويؤولونه بما يخرجه عن إعجازيته. وهذا هو ديدنهم مع الآيات الخوارق التى يؤيد الله بها أنبياءه ورسله كما قلنا.(1/3328)
أما نَحْت عيسى عليه السلام طيرا من الطين ونَفْخه فيه فيصير طيرا بإذن الله كما جاء فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع، فإن مترجمنا يؤوّله بـ "الحظ أو المصير"، قائلا إن كلمة "الطائر" أو "الطير" قد تكرر مجيئها فى القرآن بهذا المعنى (فى "الأعراف"/ 13، و"النمل"/ 47، و"يس"/ 19 مثلا)، وهو تعبير عربى قديم. وبناء على هذا التأويل يكون معنى الآية أن عيسى أراد بأسلوبه المعروف أن يضرب لبنى إسرائيل مثلا يبين لهم فيه أنه، من طين حياتهم الحقير، سوف يشكل لهم رؤيا (a vision) مصيرٍ يحلق عاليا فى أجواء الفضاء، وأن هذه الرؤيا التى سوف تتحقق على أرض الواقع بإلهام من ربه ستكون مصيرهم الحقيقى بإذن الله وبقوة إيمانهم.(1/3329)
وهذا كله، فى الواقع، خَبْطٌ على غير هدى. لكن كيف؟ أوَّلاً لم يحدث أن استخدم القرآن الكريم لفظ "الطير" بمعنى "الحظ أو المصير" بل لفظة "الطائر"، أما "الطير" فهو فيه الطيور ذوات الأجنحة، والآيات فى ذلك متعددة. ولم تشذ عن ذلك سورة "النمل"، إذ استخدم فيها القرآن لـ"الحظ والمصير" كلمة "طائر" لا "الطير"، الذى جعله فى نفس السورة جندا من جنود سليمان، ولست أدرى كيف يكون الحظ أو المصير جندا من الجند ولا كيف يُحْشَر مع غيره من جنود الإنس والجن حسبما جاء فى الآية 17، أو كيف يمكن تعلُّم منطقه كما جاء فى الآية التى قبلها. وثانيا لقد تكررت كلمة "الطين" فى القرآن إحدى عشرة مرة، وإذا استثنينا آيَتَىْ "آل عمران" و"المائدة" اللتين يحاول الأستاذ أسد تأويلهما بِلَىّ الرقبة، فلن نجد لهذه الكلمة فى الآيات التسع الأخرى من معنى إلا ذلك الذى نعرفه للطين، فلماذا تشذ هاتان الآيتان بالذات عن سائر الشواهد القرآنية الأخرى؟ وثالثا فإن عيسى عليه السلام كان إذا ضرب مثلا حكاه بلفظ الماضى، ثم يُفْهِم سامعيه أن كلامه معهم هو على سبيل المثل ولا يترك الأمر عائما، أما فى آيتنا هذه فإنه لا يحكى مثلا بل يعدهم أنه سيفعل كذا وكذا مستخدما عبارات واضحة محددة لا تحتمل لبسا مثل " أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير"، "أنفخ فيه"، "يكون طيرا بإذن الله". ورابعا فقد كان الكلام موجها إلى بنى إسرائيل، الذين كفروا به بنص الآيات نفسها. أى أن كلامه عن تحويل حياتهم من طينٍ حقيرٍ إلى مصيرٍٍ راقٍٍ يحلق فى السماء لم يتحقق منه شىء البتة، فهل يمكن أن يكون هذا هو مصير الآية التى جاءهم بها من ربهم؟ إن هذا لهو العبث بعينه! تعالى الله عن ذلك! إن اللغة بهذه الطريقة تفقد خاصتها، وهى الإبانة والتوضيح، وتتحول وظيفتها إلى التعمية والتضليل! وياليت محمد أسد قد اكتفى بما قاله فى الهامش، بل انعكس ذلك على ترجمته للآية فأصبحت هكذا: "I shall create for(1/3330)
you out of clay, as it were, the shape of [your] destiny, and then breathe into it, so that it might become [your] destiny by God’s leave "، ومعناها:"أنى أخلق لكم من الطين كهيئة مصير(كم) فأنفخ فيه لعله يصبح مصير(كم) بإذن الله". وحسبنا الله، ونعم الوكيل!
وعلى ذات النهج يمضى أسد مفسرا معجزة إحياء الموتى التى عضّد الله بها أيضا عيسى عليه السلام بأن من المحتمل أن يكون المقصود بها بث حياة جديدة فى الميتين روحيا. ثم يضيف أنه إذا صح هذا التفسير، وهو صحيح عنده، فحينئذ يكون لإبراء الأكمه والأبرص نفس المعنى، ألا وهو بث الحياة الباطنية من جديد فى مرضى الروح الذين لا يستطيعون إبصار الحقيقة. ونقول فى الرد على هذا ما قلناه فى معجزة خلق الطير من الطين، فضلا عن التساؤل عن الحكمة فى ذكر البَرَص والكَمَه بالذات دون سائر الأمراض، و"البَرَص" ليس من الألفاظ التى تستخدم مجازيا فى التعبير عن مرض الروح، ومثله فى ذلك "الكَمَه"، الذى لا ينبغى الخلط بينه وبين "العمى"، فهذا قد يستعار للعجز عن الوصول إلى الحق أو عن فهمه، أما "الكَمَه" فهو العمى الخِلْقِىّ الذى يولد الإنسان به لا الذى يطرأ عليه بعد ولادته.(1/3331)
هذا ما قاله محمد أسد فى المعجزات التى وقعت لغير موسى من الأنبياء، أما معجزات موسى فيبدو لى، وأرجو ألا أكون مخطئا، أن أسد ينظر إليها نظرة مختلفة بعض الشىء. ذلك أنه يستخدم لها لفظ "المعجزة"، ثم يضيف إليها مع ذلك معنى صوفيا أو رمزيا. وإلى القارئ ما قاله عن معجزة العصا التى ألقاها عليه السلام، فإذا هى ثعبان مُبِين يبتلع حبال السحرة جميعا. قال: "إن التحول الإعجازى لعصا موسى إلى ثعبان له، فيما أعتقد، مغزى صوفى، إذ يبدو أنه إشارة إلى الفارق الجوهرى بين المظهر الخارجى والحقيقة، ومن ثَمَّ فهو إشارة إلى البصيرة الروحية التى يدرك الإنسان بها هذا التميز الذى يختص الله به عباده المصطفَيْن". فهأنتذا، أيها القارئ، ترى أنه قد أثبت أولا إعجازية العصا قبل أن يفسرها تفسيرا صوفيا كما قال. وفوق ذلك فقد جعل الترجمة هنا موافقة للأصل العربى، ولم يحور فيها كما فعل مع آية "آل عمران" التى تتحدث عن معجزة خلق الطير على يد عيسى عليه السلام.(1/3332)
وعلى نفس المنوال فى إثبات إعجازية العصا يمضى أسد فيسمى انفلاق البحر لبنى إسرائيل أيضا "معجزة". وإلى القارئ الكريم كذلك نَصّ ما قاله فى هذا الصدد: "يبدو، من خلال بعض الإشارات المختلفة فى الكتاب المقدس، أن معجزة عبور البحر الأحمر قد وقعت فى الطرف الشمالى الغربى لما نعرفه حاليا باسم "خليج السويس"..."، ثم يستمر فى الكلام قائلا إن "ذلك الموضع لم يكن فى ذلك الزمان البعيد بالعمق الذى هو عليه اليوم، وربما كان يشبه من بعض الجوانب ذلك الجزء الضَّحْل من بحر الشمال الذى يقع بين الجزيرة البريطانية والجُزُر الفرنسية بجَزْرها الشامل الذى يترك أعماقها الرملية عارية ويجعلها صالحة للعبور مؤقتا والذى يعقبه مد عنيف مفاجئ يغمرها تماما". صحيح أنه يريد هنا، فيما يبدو، تعليل هذه المعجزة تعليلا علميا، لكن الشاهد الذى أود ألا يغيب عن عين القارئ هو إقراره بأن عبور بنى إسرائيل البحر كان حادثة إعجازية. وأترك للقارئ مهمة تفسير هذا الاختلاف بين نظرة كاتبنا إلى معجزات موسى ومعجزات غيره من الأنبياء والرسل، حتى لو كان هذا الخلاف ينحصر فى مجرد الإبقاء على لفظة "معجزة" أو "إعجازى" فى حالة موسى ونبذها فى حالة إخوانه الكرام، عليهم جميعا السلام.
هذا، ولا بد من المسارعة إلى القول بأن انفلاق البحر فى حالة موسى لم يكن مسألة جَزْر، وإلا لأخذ وقتا كما يحدث مع ظاهرة الجزر، بل الذى حدث أن موسى، بوحى من الله، ضرب الأرض بعصاه فإذا بالبحر ينفلق فى الحال فلْقين، كل فلق كالجبل الشامخ، علاوة على أن عملية الجزر لا يترتب عليها أن يتكوم الماء على الجانبين بهذا العلوّ المهول. كذلك فالجزر يشمل المنطقة كلها ولا يقتصر على طريق محدود تعبره جماعة من الناس ما إن تتجاوزه حتى تعود المياه إلى وضعها الأول وتغرق الجماعة الأخرى التى تأتى على أعقابها. ولو كان ذلك الموضع ضحلا كما يقول الأستاذ أسد لما غرق فيه فرعون ومَلَؤه وجنوده أجمعون.(1/3333)
وبعد، فإنى لا أستطيع أن أوافق محمد أسد على ذلك المنهج الذى سلكه واتفق فيه مع جماعة القاديانيين التى ظهرت فى الهند فى القرن التاسع عشر، وكان لبعض رجالها صولة فى باكستان إبان نشأتها فى منتصف القرن الماضى، وهو الوقت الذى كان فيه أسد هناك يعمل فى وزارة الخارجية، وبالذات فى الوفد الباكستانى إلى الأمم المتحدة قريبا من ظفر الله خان (القاديانى)، الذى كان وزيرا للخارجية الباكستانية ورئيس وفد الباكستان إلى الأمم المتحدة فى تلك السنين. وسبب مخالفتى لأسد أن القرآن قد أثبت المعجزات لعددمن الرسل والأنبياء بعبارات لا تحتمل تأويلا إلا إذا حطمنا قواعد اللغة والمنطق، فضلا عن أن الآية 59 من سورة "الإسراء" تقول بصريح العبارة ردا على مطالبة مشركى قريش لمحمد عليه السلام بأن يأتيهم بمعجزة كى يصدقوه ويؤمنوا به: "وما مَنَعَنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذَّب بها الأولون"، وهو ما يدل على أنه كانت هناك معجزات يُظْهِرها الله للكفار ثم توقفت بعد مجىء محمد. والآن ما معنى هذا؟ إننا لو جارينا الأستاذ أسد لترتب على ذلك أن القرآن قد اتبع فى الرد على الكفار منهجا عبثيا: فهو قد أثبت المعجزات للرسل السابقين رغم أنه لم تكن هناك معجزات ولا يحزنون، مُطْمِعًا بذلك المشركين فى التعنت على الرسول والإلحاح فى مطالبته أن يأتيهم هو أيضا بمعجزات مثل الأنبياء السابقين عليه الذين أقر هو نفسه أن الله كان يعضدهم بها، ومُوقِعًا نفسه بهذه الطريقة فى مأزق غريب لا يجد مخرجا منه إلا بالقول بأن عصر المعجزات قد ولى. ولقد كان فى غنى عن هذا كله لو قال منذ البداية إنه لم تكن هناك معجزات فى أى وقت، وإنه لم يحدث أنْ أتى أى رسول أو نبى بشىء منها، أو لو أنه على الأقل قد سكت فلم يتعرض لهذه النقطة، حتى إذا طالب المشركون الرسول بمعجزة كان جوابه عليهم: "ومن قال لكم إنه كانت هناك معجزات حتى تطالبوه بمثلها؟". أيُعْقَل أن يضع الله سبحانه رسوله فى(1/3334)
هذه الزواية الضيقة الحرجة دون أدنى داع؟ وحتى لو قلنا إن الرسول هو مؤلف القرآن (أستغفر الله!) فإنه لم يكن ليوقع نفسه فى هذه الورطة التى لا يُحْسَد أحد عليها، وهو العبقرى الراجح العقل البعيد النظر. ثم كيف يتفق القرآن الكريم مع ما جاء فى العهدين القديم والجديد عن معجزات موسى وعيسى بالذات رغم تأكيده أنهما قد تعرضا للعبث والتحريف؟
ولقد وقف الأستاذ أسد مَلِيًّا عند آية "الإسراء" السابقة، لكنه كعادته حاول أن يلوى رقبتها إلى غير جهتها، فوصفها أولا بأنها مشحونة بالمعانى والرموز، تريد أن تقول شيئا آخر غير الذى يُفْهَم من ظاهرها (highly elleptic)، ثم أضاف أن القرآن فى عدة مواضع منه يلح على أن الرسول محمدا، رغم كونه آخر المرسلين وأعظمهم، لم يُؤْتَ القدرة على صنع المعجزات، التى يقال إن الأنبياء السابقين كانوا يثبتون بها نبوتهم. وهو ما قد يُفْهَم منه أنه لا يصدِّق بوقوع المعجزات، فإنه لا يقول عنها: "المعجزات التى كان الأنبياء السابقون يثبتون بها نبوتهم" بل "التى يقال إنهم كانوا يثبتون بها نبوتهم"، أى أنها مجرد أقاويل. لكنه، رغم ذلك، يعود فيقول إن القرآن رسالة لكل العصور والأجناس والبيئات الاجتماعية إلى آخر الزمان، على عكس رسالات الأنبياء السابقين الذين كانت أممهم عديمة النضج العقلى، ومن ثَمَّ بحاجة إلى الأعاجيب أو المعجزات الرمزية لكى تساعدها على إبصار الحقيقة الباطنة فى رسالاتهم، أما القرآن فجاء بعد أن نضج الجنس البشرى ولم تعد هناك حاجة لتعضيده بالخوارق أو الوقائع الإعجازية...إلخ[19]. ومن الواضح أن أسد مازال يسلك طريقا روّاغة، فما إن يعطينا باليمين شيئا حتى يسترده بالشِّمال. إنه يذكر "المعجزات"، لكنه سرعان ما يصفها بأنها "معجزات رمزية".(1/3335)
والحق أنى لست بقادر على أن أجد مسوغا لموقفه من المعجزات إلا ما ذكرتُه من قبل من أنها تخرق النواميس الكونية، لكن هل هذا مسوغ كاف لإنكار المعجزات بعد كل تلك الآيات القرآنية التى أوردتُها والتى حاول أسد عبثا أن يَقسِرها على النظر إلى غير جهتها؟ إن الذى خلق هذه النواميس هو الله سبحانه، وليس فيها ولا فى غيرها من أشياء الكون ما يجبره سبحانه على أن يبقيها كما هى فلا يغيرها حين يشاء. ذلك أن الله مطلق القدرة والإرادة، والكون كله خاضع لإرادته المطلقة الشاملة. صحيح أنه أجرى الكون على نظام معين، لكن من قال إن ذلك النظام غير قابل للخرق فى بعض الحالات أو إن الكون سيضطرب إذا انخرق؟(1/3336)
إن الإمام الغزالى مثلا وبعض الفلاسفة الأوربيين المحدثين مثل ديكارت وهيوم ورَسِل يؤكدون أن ما نسميه بـ"قانون السببية" هو أمر لا وجود له، إذ المسألة عندهم لا تخرج عن مجرد تتابع حادثتين، فنظن نحن، لكثرة ما نشاهد هذا التتابع، أن الحادثة الأولى هى السبب فى وقوع الحادثة الثانية كالنار والإحراق، والأكل والشبع...إلخ. يريدون أن يقولوا إنه ليس فى النار حتمية الإحراق، ولا فى الطعام حتمية الإشباع.[20] والإمام الغزالى، وهو أول من قرر هذه الفكرة، يرى أن الله تعالى هو الفعال الحقيقى للإحراق والإشباع وغيرهما، أما النار والطعام فلا يزيدان عن أن يكونا شيئين يقع معهما ذلك دون أن يكونا هما السبب فيه. وهو ما يعنى أن الله لو أراد أن تكون نار ولا إحراق، أو إحراق ولا نار، لكان ما أراد. وهذا، فى الواقع، هو الرأى الذى ينسجم مع الإيمان بالله وقدرته ومشيئته اللتين لا يعجزهما شىء فى الأرض ولا فى السماء. ولا يقولن أحد إن هذا معناه أن الكون، بهذه الطريقة، ستسوده الفوضى بحيث لا تستطيع البشرية أن تتعامل معه. ذلك أن هذا الخرق للنواميس لا يقع إلا بين الحين والحين البعيد وفى أضيق نطاق، وعلى نحو عارض تعود الأمور بعدها إلى ما كانت عليه. على ألا يغيب عن بالنا فى ذات الوقت أن إرادة الله هى صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فى ذلك. حتى إذا رأت تلك الإرادة فى نهاية المطاف أن هذا النظام الذى يجرى عليه الكون الآن لا بد من هدمه واستبدال نظام آخر به عند مجىء يوم القيامه كان لها ما رأت، ووَقَفَ العمل بهذا النظام، وبدأ نظام آخر يقوم على قوانين أخرى غير التى نعرف فى دنيانا هذه، قوانين ليس فيها مثلا، بالنسبة لأهل الجنة، مكان للموت ولا للمرض أو الملل أو الخوف أو العفن أو النتن أو الحاجة إلى الإخراج...إلخ، وهو ما أشارت إليه الآيات القرآنية وفصّلته أحايث النبى عليه الصلاة والسلام.(1/3337)
إن الأستاذ أسد يصنِّف النصوص القرآنية التى تتحدث عن معجزات الأنبياء ضمن الآيات المسماة بـ "المتشابهات" (حسبما ورد فى الآية السابعة من سورة "آل عمران") وهى الآيات التى تحتاج إلى تأويل[21]. وقد نسى أن القرآن قد قال فى تلك الآية ذاتها: "فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاءَ الفتنة وابتغاءَ تأويله". وإنى لأتساءل: هل تلك الآيات هى فعلا من متشابهات القرآن؟ فأين الدليل إذن؟ وإذا كانت، فهل تنبه أسد إلى مغزى ما قالته آية "آل عمران"؟ ألا يرى أنها تدين صنيعه إذ يحاول تأويلها؟ إننى أفهم أن تكون آيات الصفات مثلا من المتشابهات، فإنها تتحدث عن جانب من عالم الغيب الذى لا نستطيع الخوض فى مياهه، أما الآيات الخاصة بالمعجزات فتروى حوادث تاريخية لا غيب فيها بهذا المعنى ولا متشابهات.(1/3338)
ولقد أورد علماء القرآن فى تفسير المتشابه من القرآن آراء متعددة ليس من بينها المعجزات، فقالوا:المتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطَّعة فى أوائل السور،أو هو ما لم يتضح معناه، أو ما احتمل من التأويل أوجها متعددة، أو لم يستطع الإنسان أن يصل إلى وجه الحكمة فيه كعدد الصلوات مثلا واختصاص الصوم برمضان، أو ما لا يمكن فهمه إلا بردّه إلى غيره من المُحْكَم المفهوم، أو هو القصص والأمثال، أو هو المنسوخ...وهكذا[22]. فإذا قال القرآن المجيد إن هذا النبى أو ذاك قد جاء بالآية الفلانية، فما الذى فى هذا الخبر مما يمكن أن يكون متشابها لابد من تأويله لأنه لم ينزل ليُفْهَم على ظاهره؟ كما قلت فإن الحجة الوحيدة التى يمكن أن يتحجج بها من يبتغون تأويل تلك الآيات هى خرق المعجزة لنواميس الكون، وهذه مسألة قد فرغنا منها وبينّا أنها ليست بالحجة بأية حال. ثم إننا قد رأينا أيضا التعسف الذى يعالج به الأستاذ أسد الآيات المذكورة كى يُكْرِهها على النطق بما يريده هو لا بما تدل عليه هى. وقد احتكمتُ فى ذلك إلى الأسلوب القرآنى ذاته فتبيَّن لنا، كما رأى القارئ بنفسه، أن ما يقوله المفكر النمساوى لا يتسق مع ذلك الأسلوب، فضلا عن تعارضه مع آيات أخرى تؤكد مبدأ المعجزات النبوية، ودعنا من مناقضة الفكرة التى يستميت فى الدفاع عنها للمنطق السليم.(1/3339)
ورغم ذلك كله فإنه، فى ترجمته لـ "صحيح البخارى" قبل ذلك ببضع عشرات من السنين، قد ترجم كلمة "آية" بـ "a miracle"، وذلك فى حديث انشقاق القمر، بل إنه لم يحاول البتة تأويل هذه المعجزة بما يخرجها عن إعجازيتها كما فعل فى تفسيره لآيات القرآن الكريم[23]، لكنه فى ذات الوقت، عند تناوله لحادثتى الإسراء والمعراج كما وردتا فى "صحيح البخارى"، قد استمات فى إثبات أنهما حادثتان روحيتان لا جسديتان، وإن أكد مع ذلك أنهما حقيقتان موضوعيتان وقعتا فعلا فى العالم الخارجى ولم تكونا وهما من الأوهام أو حلما من الأحلام[24]. وأنا، فى حقيقة الأمر، لا أدرى كيف يكون ذلك!
-- الحواشي--
[18] النمل/ 19.
[19] ص 427- 428، هـ 71.
[20] انظر "تهافت الفلاسفة" للإمام الغزالى/ تحقيق د. سليمان دنيا/ ط 6/ دار المعارف/239-140، وكذلك ص 44-45 من مقدمة المحقق، و"قصة الفلسفة الحديثة" لزكى نجيب محمود وأحمد أمين/ ط 6/ مكتبة النهضة المصرية/ 1403هـ-1983م/ 156- 158، و"أثر العرب فى الحضارة الأوربية" للعقاد / ط 8/ دار المعارف/ 100- 101، و"موسوعة الفلسفة" للدكتور عبد الرحمن بدوى/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 1984م/ 2/ 615- 616.
[21] انظر ص 989 وما بعدها تحت عنوان "Symbolism and Allegory in the Qur’an"
[22] انظر "الإتقان فى علوم القرآن" للسيوطى/ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم/ ط 3/ مكتبة دار التراث/ 1404هـ- 1984م/ 3/ 3- 5.
[23]انظر المتن والهامش فى Sahih al-Bukhari- The Early Years of Islam, PP. 172- 173.
[24] المرجع السابق/ ص 184 وما بعدها/ هـ 4.
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 03:03 PM(1/3340)
فى الفصل الذى عنوانه "Dajjal: الدجال" من كتابه المشهور "The Road to Mecca" يحكى لنا محمد أسد تأويله، فى بدايات تحوله إلى الإسلام وفى حضور ابن بليهد العالم السعودى المعروف فى عهد الملك عبد العزيز آل سعود، لنبوءة المسيخ الدجال على أساس أن المقصود هو التحذير من الحضارة الغربية: فهى حضارة عوراء تهتم بالجسد فحَسْب ولا تلقى بالا إلى الروح أو الإيمان بالله (مثلما أن الدجال أعور)، وهى قد بلغت من التقدم العلمى والسيطرة على الطبيعة وتوفير مستوًى عالٍ من الرفاهية بحيث فُتِن بها كثير من الناس وعظّموها لدرجة التأليه (وهو ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه سيكون للدجال فى ظاهر الأمر مثل هذه القدرة التى تغريه بدعوة الناس إلى عبادته فيستجيب له ضعفاء الإيمان). ويروى أسد أيضا أن الشيخ ابن بليهد قد أعجب بهذا التأويل، بل تحمس له رغم أنه، كما قال، لم يخطر له من قبل على بال[25].(1/3341)
وفى ترجمته لـ"صحيح البخارى"، التى ظهرت لأول مرة فى كتابٍ سنة 1938م يؤوّل أسد قول الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن سلام إن أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، بأنه وصف رمزى للجوائح الاجتماعية التى سوف تأتى على قواعد الثقافات المشرقية وتدفع المشارقة دفعا إلى التقليد الأعمى للغرب على أساس أن النار ستلتهم ما تبقَّى من حيوية الثقافة الخاصة بشعوب المشرق، ومن ثم لا يعود هناك اتصال بين ماضيهم وحاضرهم[26]. وهو تأويل فى النفس منه أشياء: فابن سلام قد سأل النبى سؤاله هذا على سبيل الاختبار كى يعرف أهو رسول حقيقى أم لا. ومعنى ذلك أن النبى أجاب ابن سلام وِفَاقَ ما فى نفسه، فهل كان ابن سلام يعرف أن المشرقيين فى عصرنا الحديث سوف يتَخَلَّوْن عن ثقافتهم ويقلدون الغرب تقليدا أعمى؟ ثم إن الصلة لم تنقطع بين حاضر المشرقيين وثقافتهم القديمة، اللهم إلا فى بعض القطاعات الضيقة، بل إن الإسلام قد شرع ينتشر فى الغرب نفسه. كذلك فكلام أسد لا يعنى إلا أنه لا أمل للمسلمين فى الانتصار على الغرب ما دام هذا الوضع هو علامة من علامات الساعة، أى أنه لن يكون هناك وقت لتغييره، وهو ما يدفع إلى اليأس والرضا بالعبودية للغرب. وهذا كله غريب!(1/3342)
والواقع أن التأويل يمثل قَسَمَة بارزة، إن لم تكن أبرز القسمات، فى فكر محمد أسد الإسلامى كما يتبدى فى ترجمته التفسيرية للقرآن الكريم. ونبدأ بتأويله لإبليس والشياطين، ويتضح من الهامش رقم 10 و16 من هوامش ترجمته لسورة "الأعراف" مثلا أن قصة آدم وعصيان إبليس للأمر الإلهى بالسجود له هى عنده قصه رمزية للتطورات الروحية والأخلاقية التى طرأت على حياة الجنس البشرى فوق هذه البسيطة، وليست قصة حقيقية حدثت قبلا لآدم فى الجنة[27]. وإبليس، عنده أيضا، "ملاك ساقط"، وتمرده تمرد رمزى، وهو بإغوائه البشر إنما يمثل مهمة كونية محددة هى حَفْزهم على ممارسة ما وهبهم الله من إرادة أخلاقية حرة، أى القدرة على الفعل والترك فى مجال الأخلاق[28]. كما يفسر الشياطين بأنها تعبيرٌ استعارىّ عن الرغبات البشرية الشريرة المضادة لمصالح البشر الروحية[29]. وبالمثل يؤول "القُرَناء" فى قوله عز وجل: "وقَيَّضْنا لهم قُرَناء فزيَّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم" والآيات التى تشبهه بالنزغات الشريرة التى لا تنفك ملازمة للمجرمين[30].
فأما أن إبليس "ملاك ساقط" فهو يخالف ما جاء فى القرآن الكريم من أنه من الجن: "إلا إبليس، كان من الجن ففسق عن أمر ربه"[31]. ومما يؤكد هذا قول إبليس نفسه فى حواره مع رب العزة إنه خير من آدم لأن آدم مخلوق من طين، أما هو فمن نار[32]، ومعروف أن الجِنّة مخلوقون من النار[33]، فكيف يُقْدِم مسلمٌ بعد ذلك على القول بأن إبليس كان ملاكا عصى الله فهبط من عليائه؟ إن هذا أحد التأثيرات الكتابية لأن أهل الكتاب هم الذين يقولون ذلك، أما المسلمون فيقرأون فى القرآن المجيد قوله جل شأنه فى وصف الملائكة: "يخافون ربهم مِنْ فوقهم، ويفعلون ما يؤمرون"[34]، فكيف يقال إن مَلَكًا من الملائكة قد جرؤ على عصيان الله، وقد فطرهم الله جميعا على الطاعة المطلقة بحيث لا يُتَصَوَّر وقوع العصيان منهم مجرد تصور؟(1/3343)
أما الاحتجاج بأن إبليس قد استُثْنِىَ من الملائكة فى قوله سبحانه: "وإذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم، فسجدوا إلا إبليس أبَى واستكبر وكان من الكافرين"[35] وغيره من الآيات التى تتناول نفس الموضوع[36]، فليس باحتجاج سليم، إذ الاستثناء لا يعنى بالضرورة أن المستثنى داخل فى المستثنى منه، وإلا فأين يذهب "الاستثناء المنقطع" فى مثل قولنا: "قام الطلاب إلا حمارا" كما تقول بعض كتب النحو للتدليل على أن المستثنى قد يكون من جنسٍٍ أو نوعٍ أو طائفةٍ أو جماعةٍ غير جماعة المستثنى منه؟ ومن شواهده فى القرآن العظيم قوله عز من قائل يخاطب رسوله محمدا عليه السلام: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى* إلا تذكرةً لمن يخشى"[37]، وقوله سبحانه على لسان إبراهيم عن الأصنام التى كان يعبدها قومه: "فإنهم عدوٌّ لى إلا رب العالمين"[38]، "وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه: إننى بَرَاءٌ مما تعبدون* إلا الذى فطرنى، فإنه سيهدين"[39]، وقوله عزت قدرته: "بل الذين كفروا يكذّبون* والله أعلم بما يُوعُون* فبشِّرْهم بعذاب أليم* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون"[40]، وغير ذلك كثير. فتذكرةُ من يخشى ليست داخلة فى الشقاء، والله سبحانه ليس من الأصنام وليست هى منه فى شىء، والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا ينتمون إلى الكافرين من قريب أو بعيد، وذلك من الوضوح بمكان مكين.(1/3344)
وعلى أية حال فمن غير المفهوم أن يقول أسد عن إبليس إنه "ملاك ساقط" ما دام يرى أنه هو والشياطين لا يَعْدُون أن يكونوا هم الرغبات البشرية، وأن تمردهم إنما هو مسألة رمزية، أى أن الأمر كله عراك فى غير معترك أو كما تقول الكناية الشهيرة: "زوبعة فى فنجان". ومع ذلك كله فإنى أفضل ألا يمضى الواحد منا فى مثل هذه التأويلات لأنه سيجد نفسه وقد سقط فى شبكة من التناقضات يستحيل عليه أن يخلّص نفسه منها كما شاهدنا قبلا ما حدث لكاتبنا. وإن الاعتقاد فى وجود إبليس والشياطين لأقوى فى وَزْع الإنسان عن عمل الشر من القول بأن الأمر ليس إلا رغبات نفسية تريد الإشباع. ولست مع ذلك أشدد النكير على من يريحهم التأويل رغم كثرة الآيات والأحاديث التى تتحدث عن الشيطان بوصفه كائنا ذا شخصية، إذ حددت المادة التى خُلِق منها، وروت لنا ما جرى فى أول الخليقة بينه وبين المولى سبحانه بوقائعه ومشاهده وحواراته، وحذرت آدم وذريته من وساوسه وأكاذيبه وأحقاده، وتوعدت من يُصِيخ إليه بالخسران المبين وأهوال الجحيم.(1/3345)
ولقد غَبَرَ علىَّ فى شبابى زمن كنت أميل فيه إلى القول بمثل ما قال محمد أسد، لكننى كلما تعمقت فى الأمر وجدت أن من الأسلم الإيمان بوجود الشيطان ووسوسته. ومع هذا فلكلِّ وجهةٌ هو مولِّيها، والعقول ووجهات النظر والأمزجة تختلف من إنسان لإنسان، ولكنى لا أستطيع إلا أن أستعجب ممن يقولون بوجود "اللاوعى" مثلا (الشخصى منه والجمعى) وينكرون وجود الشيطان! أَوَعندهم دليل على وجود مثل هذا اللاوعى؟ إنما هو كلام بعض علماء النفس، وكلامهم مجرد تخمينات وافتراضات، أما الشيطان فمعرفتنا به راجعة إلى ما جاء فى القرآن الكريم وأحاديث الرسول، وأين هذا من ذاك؟ وأيا ما يكن الأمر فإن الإيمان بوجود الشيطان لا يناقض القول بوجود الغرائز البشرية: فالرغبات موجودة، والشيطان ينفخ فيها ويؤججها ويغرى بالارتماء فى نارها. وإن شعور الإنسان فى مثل هذا الموقف بأنه فى صراع مع شىء متميز عنه لمما يؤكد وجود الشيطان.
وبمثل هذه العين ننظر فيما قاله كاتبنا عن أمر الله لملائكته بالسجود لآدم، إذ معناه عنده أن البشر متفوقون عليهم بالتفكير التصورى والقدرة من ثَمَّ على التمييز بين الصواب والخطإ[41]. إننا لا نشاحّ فى شىء من هذا، لكننا لا نجد فيه ما يمنع من الإيمان بوجود الملائكة والشياطين ورضا الأولين بالسجود لآدم، واستكبار إبليس عن ذلك. ترى لماذا لا يسير الأمران جنبا إلى جنب؟ هل فى طبيعتهما ما يمنع من هذا؟ ونفس الشىء نقول فى أجنحة الملائكة المذكورة فى الآية الأولى من سورة "فاطر"، فأسد يراها رمزا يدل على السرعة والقوة التى يتنزل بها الوحى على الأنبياء[42]. إننا لا نرى فيما يقوله أسد هنا عن سرعة الوحى وقوته ما يبعث على الاعتراض عليه، ولكننا أيضا لا نرى فيما جاء به القرآن عن أجنحة الملائكة ما يوجب التأويل. المهم ألا نشبهها بأجنحة الطيور، فالطيور جنس من المخلوقات، والملائكة جنس آخر مختلف تماما.(1/3346)
ثم إن هذه النزعة التأويلية المسرفة من كاتبنا لَتُوقِعه أحيانا فيما لا يقبله العقل. لنأخذ مثلا تفسيره لـ "الجِنّة" فى قوله سبحانه عن المشركين: "وجعلوا بينه (أى بين الله) وبين الجِنَّة نسبا" بأنهم "قوى الطبيعة، إذ إن هذه القوانين لا تظهر للعين ولا تدركها الحواس، فهى تنتمى إذن لعالم الخفاء، و"الجِنَّة" هى كل كائن خفى[43]. يقصد أن مادة "ج ن ن" تعنى الخفاء. ووجه المناقضة للمنطق فى هذا التفسير أن القرآن يشير فى الآية المباركة إلى ما كان العرب يعتقدونه، والعرب (كما هو معلوم) لم يكونوا يعرفون شيئا أى شىء عن قوانين الطبيعة التى يفسر بها أسد كلمة "الجنة". أى أنه ينسب إلى العرب ما لا يمكن نسبته إليهم. إنه، بهذه الطريقة، يدعى على التاريخ ما ليس منه، وهذا هو وجه الخطورة. ثم إن الجن فى القرآن جنس محدد بمعالمه فلا يمكن من ثَمَّ أن يفسَّر بـ "القوانين الطبيعية". كذلك فالآية تنسب إلى الجن "العِلْم"، ولا يمكن أن توصف القوانين الطبيعية بالعلم، إذ ماذا تعلم؟ أو كيف تعلم؟ كما أن الآية تقول عن "الجِنَّة" إنهم لَمُحْضَرون للحساب يوم القيامة، فهل يمكن القول عن قوانين الطبيعة إنها ستُحْضَر يوم القيامة؟ فهذا وغيره هو الذى جعلنى أرجع عما كنت أعتقده فى شبابى الأول من أن الملائكة هى عوامل البناء فى الكون، أما الشياطين فهى عوامل الهدم والتفتيت، بالمعنى الواسع لكلمتى "البناء والهدم"[44]. ويزداد تناقض ما يقوله أسد مع منطق العقل بروزا عندما نراه يقيس ما كانت العرب فى الجاهلية تعتقده من وجود نسب بين الله سبحانه والجن على مفهوم: " l' élan vital: الدفعة الحيوية" فى فكر برجسون الفيلسوف الفرنسى، هذا المفهوم الذى يقوم على إضفاء صفات الألوهية على عناصر الطبيعة[45]، إذ أين اعتقاد العرب فى الجن من الدفعة الحيوية البرجسونية؟(1/3347)
وعلى نفس الوتيرة من الإسراف فى التأويل ومناقضته لمنطق العقل يسير محمد أسد فى تفسير "التسعة عشر" ملَكًا الذين جعلهم الله على "سَقَر" فى الدار الآخرة حسبما جاء فى الآيات 26-31 من سورة "المدَّثِّر": "سأُصْلِيه سَقَر* وما أدراك ما سقر؟* لا تُبْقِى ولا تَذَر* لوّاحةٌ للبشر* عليها تسعةَ عشَر* وما جَعَلْنا أصحابَ النار إلا ملائكة، وما جعلنا عِدّتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا، ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين فى قلوبهم مرض والكافرون: ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ كذلك يُضِلّ الله من يشاء ويهدى من يشاء، وما يعلم جنودَ ربك إلا هو، وما هى إلا ذِكْرَى للبشر"، فماذا يقول محمد أسد هنا؟ إن "التسعة عشر" عنده هى قوى الإدراك وحواسه والوظائف العضوية للجسم البشرى، ومن ثم جاءت ترجمته لها على النحو التالى: "عليها تسعة عشر قوة"، ثم علق قائلا إن هذه القوى "التسعة عشر" قوًى ملائكية لأن الإنسان يميز بها بين الخير والشر[46].(1/3348)
ويؤسفنى أن يجنح كاتبنا إلى هذه المغالطات الواهية ويُقْدِم على العبث بنص القرآن الكريم على ذلك النحو مضيفا كلمة "قوة" لتمييز العدد "تسعة عشر" رغم خلو النص القرآنى منها، ورغم أن الآية التالية تقول إن هؤلاء التسعة عشر هم تسعة عشر مَلَكًا يُسَمَّوْن: "أصحاب النار"، ورغم أن الموضع الذى اجْتُلِبَتْ له كلمة "قوة" وزُِرِعَتْ فيه زرعا يرفضها رفضا قاطعا لأنها كلمة مؤنثة، ومن ثَمَّ تصلح أن تكون تمييزا لصيغة "تسع عشرة"، أما "تسعة عشر" فكلا ثم كلا ثم كلا. ومن تمحُّله هنا أيضا أنه، كى تتسق الآية المذكور فيها "أصحاب النار" مع الآية السابقة عليها، يقول إن هذه القوة قوة ملائكية، وهو تلاعب بالألفاظ خطر! ثم كيف تكون قوة الإدراك وحواسه والوظائف العضوية للجسم البشرى قائمة على سَقَر؟ وكيف تكون قوةً ملائكية، وهى كثيرا ما تُغْرِى بالشهوات وتسوق الإنسان إليها وإلى مغامستها سَوْقًا؟ لقد تحدث القرآن الكريم عن هؤلاء التسعة عشر فى عدة مواضع فسمّاهم فى سورتى "غافر" و"المُلْك": "خَزَنة جهنم"[47]، كما وصفهم فى سورة "التحريم" بأنهم "ملائكةٌ غِلاظٌ شِداد"[48]، وها هو ذا يدعوهم هنا: "أصحاب النار". ثم كيف تسمَّى هذه القُوَى: "أصحاب كذا"؟ فضلا عن أن "أصحاب" مفردها "صاحب" (مذكَّر)، ومن ثَمَّ لا يصلح استعمالها لـ"القوة" لأنها مؤنثة، ولو كانت هى المقصودة لاستعمل القرآن لها كلمة "صواحب"، التى مفردها "صاحبة".(1/3349)
الحق أنى أخشى أن تكون هذه التأويلات المسرفة المتعسفة واشيةً بوجود شبهة إنكار، ولو مبطنا، لبعض من جوانب عالم الغيب، وإلا فما معنى أن يَضْرِب الإنسان صَفْحًا عن كل ما يمتّ إلى ما يسمَّى فى القرآن بـ"عالم الغيب" مؤوِّلا إياه كل مرة بشىء من عالم الحس أو مما يتعلق بعالم الحس؟ لطالما نعى محمد أسد على الحضارة الغربية وأبنائها أنهم لا يؤمنون إلا بما يقع عليه الحس، فما السر فى موقفه ذاك إذن؟ وما دام الشىء بالشىء يُذْكَر فينبغى ألا يفوتنى الإيماء هنا إلى أن ملك غلام فريد (القاديانى) قد أوَّل "التسعة عشر" فى الآية الكريمة تأويلا مشابها، إذ قال إنها الحواس التسع[49] ومقابلاتها الروحية (وهى تسعة أيضا) بالإضافة إلى الشعور بالألم والحرارة[50]. وقد ذكر أسد أن الرازى قد أول "التسعة عشر" هذا التأويل من قبل.(1/3350)
وإذا كان مترجمنا قد أول "الجِنّة" بـ "قوانين الطبيعة"، فها هو ذا فى موضع آخر يؤول الجن (والجنّ والجِنّة شىء واحد كما نعرف) بأنهم "ناسٌ غرباءُ مسافرون لم يُرَوْا من قبل"، وذلك فى قوله تعالى يخاطب الرسول عليه السلام: "وإذ صَرَفْنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن، فلما حضروه قالوا: أَنْصِتوا. فلما قُضِىَ وَلَّوْا إلى قولهم منذِرين* قالوا: يا قومنا، إنا سمعنا كتابا أُنْزِل من بعد موسى يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم* يا قومنا، أجيبوا داعىَ الله وآمِنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويُجِرْكم من عذاب أليم* ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض وليس له من دونه أولياء. أولئك فى ضلال مبين"[51]، "قل: أُوحِىَ إلىَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا* يهدى إلى الرُّشْد فآمنّا به، ولن نشرك بربنا أحدا*...إلى آخر الآيات"[52]. وهؤلاء الناس الغرباء كانوا، كما يقول، من اليهود، إذ لم يذكروا إلا رسالة موسى مما يدل على أنهم لم يكونوا يؤمنون بعيسى عليه السلام. كما يترجم "نفرا من الجن" فى آيات "الأحقاف" بـ "جماعة من الكائنات الخفية"[53].(1/3351)
وتعليقى على هذا أنه ليس هناك من سبب يجعلنا نصرف لفظ "الجن" عن دلالته المعروفة إلى معنى "الغرباء من البشر"، وإلا فأين الدليل على ذلك؟ صحيح أن القرآن قد استخدم كلمة "شياطين" للبشر، لكنه حين فعل ذلك قال: "شياطين الإنس"، أما هنا فقد استعمل كلمة "الجن" مطلقة دون إضافتها إلى "الإنس" أو "البشر" أو ما إلى ذلك. وعلاوة على هذا فإن القرآن يسمى الغرباء المسافرين: "أبناء السبيل" أو الذين "على سفر"، ولا يسميهم "الجن" أبدا. ثم إننا، على مذهب محمد أسد، ينبغى أن نسمى كل مسافر أو غريب لم نره من قبل: "جِنًّا"! أَوَلَيْسَ هذا كلاما مضحكا؟ وبالإضافة إلى ذلك فإن سورة "الجن" تذكر "الجن" فى مقابل "الإنس" كما تفعل آيات كثيرة فى القرآن الكريم، ولم يقل أحد إن "الجن" فى غير هذه السورة وسورة "الأحقاف" هم الأغراب الذين لم يسبق لنا أن رأيناهم، فلماذا تشذّ هاتان السورتان؟ وماذا نفعل بقوله عز شأنه فى سورة "الجن" على لسان الطائفة التى تنتمى إلى هذا الجنس: "وأنا لمسنا السماء فوجدناها مُلِئَتْ حَرَسًا شديدا وشُهُبا* وأنا كنا نقعد منها مقاعدَ للسمع، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصَدا"؟ أنقول إن هؤلاء الأغراب كانوا يقعدون من السماء مقاعد للسمع، أما الآن فقد تغير الحال ولم يعد يمكنهم أن يفعلوا ذلك؟ ولكن كيف يا ترى يتسنى للبشر أن يصنعوا هذا؟ أم ترى لابد من التأويل هنا كى نغطى ظهر التأويل السابق؟ إننا، بهذه الطريقة، نضيع معالم الآيات وملامحها، ويلتبس كل شىء فيها بكل شىء!(1/3352)
ولقد تكرر ذكر الجن والشياطين الذين كانوا يسترقُون السمع لأخبار السماء قبل الإسلام والذين باتوا يُرْمَوْن بعده بالشهب المحرقة[54]، لكن أسد يفسر "رُجُوم الشياطين" الواردة فى سورة "المُلْك" بأنها ما يَرْجَُم به شياطين الإنس، وهم المنجمون. يقصد تخميناتهم وظنونهم، ولا أدرى كيف يكون ذلك! لقد بينّا أن القرآن حين يقصد أشرار الإنس فإنه يقول بصريح العبارة: "شياطين الإنس"، أما حين يستعمل كلمة "الشياطين" مطلقة فليس إلا الشياطين المخلوقون من نار. وأىّ قول بغير هذا هو عبث وتدليس فى مواضع لا تقبل شيئا من عبث أو تدليس.(1/3353)
ثم إن القرآن يفسر بعضه بعضا، و"رجوم الشياطين" هى الشهب الراصدة التى يُقْذَف بها من يريدون أن يَسَّمَّعوا من الشياطين إلى الملإ الأعلى. وقد جاء فى الآية 17 من سورة "الحِجْر" أن الله قد حفظ السماء "من كل شيطان رجيم"، فالرَّجْم هنا هو الرجم هناك، أى القذف بالشهب الراصدة والطرد من رحمة الله لا رجم الظنون والتكهنات. وهذا واضح لكل ذى عينين! وهو نفسه ما تقوله آيتا سورة "الجن" المذكورتان آنفا، فلم اللف والدوران؟ كذلك لو كان الجن هنا مجرد جماعة من الغرباء، فما الذى أمسكهم فلم يجعلهم يبرزون من مكامنهم التى تصادف أن استمعوا فيها للرسول عليه السلام وهو يقرأ القرآن فى وادى نخلة؟ إن الآيات واضحة الدلالة على فرحتهم به وبالقرآن الذى سمعوه منه ومسارعتهم إلى الإيمان، أفلم يكن الطبيعى منهم أن يحرصوا على التقدم إليه وتعريفه بأنفسهم وإشهاده على إيمانهم برسالته؟ لكن آيات سورتى "الأحقاف" و"الجن" تنص على أن الرسول لم يعلم بوجود هؤلاء القوم وإيمانهم بدعوته إلا من خلال الوحى الإلهى، مما يدل على أنهم من الجن المعروفين الذين لا يظهرون للبشر. وتبقى مسألة كونهم يهودا أو نصارى، وليست آيات سورة "الأحقاف" قاطعة الدلالة على أنهم يهود، ولقد قال محمد أسد ذاته فى تعليق سابق إن عيسى لم يأت بشريعة جديدة. ومن هنا فإن التوراة من الناحية التشريعية شىء واحد لكل من اليهود والنصارى.
والطريف أن محمد أسد، بعد كل هذا، عاد فترجم "الجن" فى قوله سبحانه فى الآية الرابعة من سورة "الجن": "وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا" بـ"القوة الخفية"، وفسرها فى الهامش بأن المقصود بهم "the occult powers"، أى القدرات السحرية الخفية[55]، فأى ارتباك وإرباك هذا؟ أهكذا يُتَناول القرآن الكريم؟ فكيف تقول "القدرات السحرية" على الله الكذب؟ إن هذه القدرات إنما هى مفاهيم مجردة لا أشخاص، فكيف يمكن أن يقع منها قول أو توصَف بالكذب؟(1/3354)
هذا، وأود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن ملك غلام فريد (القاديانى) قد فسر ذلك النفر من الجن بأنهم ناس من اليهود غير العرب، سُمُّوا "جنا" لأنهم كانوا غرباء[56]، تماما كما فعل محمد أسد لَدُنْ تناوله لآيات سورة "الأحقاف"، وإن كان المترجم القاديانى قد ذكر أنهم قابلوا النبى عليه السلام فعلا وأسلموا على يديه[57]، وهو ما لم تقله الآيات القرآنية فى أى موضع، بل من الواضح، حسبما جاء فى مفتتح سورة "الجن"،أنه عليه السلام لم يشعر بهم ولم يعرف بأمرهم إلا من الوحى: "قل: أُوحِىَ إلىَّ أنه استمع نفر من الجن...". كذلك أود أن أختتم هذه الملاحظات الخاصة بهؤلاء النفر من الجن بأنهم لو كانوا بشرا لسماهم القرآن بـ"أهل الكتاب" كما يفعل فى الآيات المشابهة. وحتى لو افترضنا أن كلمة "الجن" فى هذا السياق تعنى "الغرباء"، فهل كانوا غرباء فى نظر أنفسهم حتى يُسَمُّوا هم أيضا أنفسهم "جِنًّا" كما فى قوله تعالى: "وأنا ظننّا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا"؟ ثم لو كانوا ناسًا من غير العرب فكيف فهموا لسان القرآن العربى، وهم غرباء لا يعرفون هذا اللسان"؟ أما الجن فلهم وضع آخر، إذ لهم قدرات عجيبة غير متاحة للبشر. ومن التشابهات بين أسد والمترجم القاديانى أيضا تفسير الأخير لـ"الجن" فى السورة المسماة باسمهم بأنهم "العرافون والكهنة"[58]. ترى لو كان هذا التفسير صحيحا فما الذى حجز القرآن عن أن يسميهم بـ"الكهنة"، وقد استخدم كلمة "كاهن" فى أكثر من موضع منه؟(1/3355)
فهذا عن الجن والملائكة ونظرة محمد أسد إليهم. وعلى أساس من التأويل أيضا نراه يتناول الجَنّة والنار وما فيهما من نعيم وعذاب، فهو يؤكد أن أوصاف الجنة من أكل وشرب ولبس، وكذلك كلّ ما يتعلق باليوم الآخر فى القرآن، إنما هى تعبيرات رمزية لتقريب هذه الأمور، ولا يصح فهمها على ظاهرها بأية حال[59]: فـ"اتكاء أهل الجنة على فُرُشٍٍ بطائنها من إستبرق" كما جاء فى الآية 54 من سورة "الرحمن" معناه عنده الراحة التامة والسلام الشامل لا أكثر ولا أقل[60]، "والرحيق المختوم" المذكور فى الآية 25 من سورة "المطففين" مجرد إشارة رمزية لمشاعر البهجة الأخروية المركزة التى لا تخطر على قلب بشر[61]، و"ضحك الذين آمنوا فى الجَنّة من الكفار" فى نفس السورة هو مجرد معنى مجازى يشير إلى سعادتهم بحظهم الطيب لأن مثل ذلك الضحك مما لا يليق بالمؤمنين[62]، و"أنكال" سورة "المدثر" التى اعدها الله يوم القيامة لأهل الجحيم ليست سوى رمز على بقاء النفس فى العالم الآخر مقيدة بمتعها وشهواتها الجسدية، ومن ثَمَّ لا تستطيع بلوغ عالم الروح والصفاء[63]، و"ضَرِيع" سورة "الغاشية"، وهو فيها طعام أهل النار، إنما هو مشتق من "الضراعة"، وليس إلا تعبيرا مجازيا[64]...وهكذا.(1/3356)
ومن الواضح أنه ينظر إلى متع الجسد نظرة تقززية وأن الحياة الآخرة لديه إنما هى حياة روحية محضة. وهذه نظرة شائعة بين قطاع من المسلمين، ولا أعرف لماذا، ولا على أى أساس من آيات القرآن أو أحاديث النبى يقولون بذلك، ولا لأى سبب يحتقرون الجسد ويعلون من شأن الروح وحدها. إن كلا من الجسد والروح هو صنعة الله، فلماذا نحتقر ذلك ونفضل هذه عليه؟ ألأن الجسد يمرض ويشيخ ويتغضن ويفرز البصاق والعرق والعماص والبلغم والبول والبراز والقيح والصديد وتتغير رائحته مع مرور الوقت؟ سبحان الله! وهل الروح بمنأى عن العيوب والثلمات؟ ألا يشعر الإنسان بالملل والضيق واليأس والشح والحقد والغرور والضعة والأنانية والشك والسهو والنسيان والغباء واشتهاء المحرمات؟ أليست هذه ألوانا من النقص تعترى الروح البشرية، وغيرها كثير؟ إذن فلم تلك النظرة الدونية للجسد؟ ثم من قال إن أجساد أهل الجنة ستكون كأجسادنا هنا على الأرض؟ إن آيات القرآن وأقوال الرسول واضحة الدلالة على أنها ستكون خالية من كل ما يسبب لنا الألم والضيق والتقزز فى الدنيا، فما المشكلة إذن؟ ثم إن حواسنا الجسدية هى نوافذنا على العالم ووسيلتنا إلى الاتصال به، فلم الزعم بأن ذلك الوضع سيتغير فى الآخرة ويُلْغَى الجسد وتلك النوافذ التى تصلنا بالعالم إذا كان القرآن نفسه وحديث الرسول لا يقولان بهذا بل بعكسه؟ هل هناك ما يدل على أن الكلام عن الجنة والنار هو كلام مجازى؟ فأين هذا الدليل؟ الواقع أنه لا يصار إلى القول بالمجاز إلا إذا كان السياق يوجب هذا أو كان من المستحيل وقوع الأمر على ظاهره أو ترتَّب على الفهم الظاهرى للكلام تناقض لا يمكن إزالته...إلخ، ولا شىء من ذلك، والحمد لله، فى النصوص القرآنية والحديثية الخاصة بذلك الموضوع.(1/3357)
قد يقال: وكيف سنُبْعَث بأجسادنا هذه، وقد كان لكل واحد فى دنياه أجساد بعدد اللُّحَيْظات التى عاشها؟ فبأى جسد من هؤلاء سنُبْعَث؟ وقد أثير سؤال قريب من هذا فى إحدى محاضرات الفلسفة الإسلامية التى كان يعطيناها د. حسن حنفى فى أواخر الستينات من القرن الماضى بآداب القاهرة، وكانت إثارته على سبيل التحدى من جانب أحد الملحدين. وقال الأستاذ الدكتور إن جسد كل منا يعتريه التحلل بعد موته ويصير ترابا يتغذى عليه النبات الذى يأكله إنسان آخر يستحيل جسده بدوره بعد موته ترابا يأكله النبات...وهكذا دواليك، فكيف ستنماز أجساد البشر اللامتناهية يوم القيامة، وكلها فى الأصل راجعة إلى عدد محدودد نسبيا من الأجساد؟ لكنْ نَسِىَ أصحاب هذا الاعتراض أن كل شىء حاضر بجميع أوضاعه وتطوراته فى إدراك الله يبرزه لنا وقتما يشاء. لقد استطاع البشر تسجيل الأشياء والأشخاص بالصوت والصورة، أما الله فكل شىء عنده مخزون بكل أبعاده وعناصره وطبائعه وخصائصه لا مسجَّل فقط صوتا وصورة، ذلك أن علمه سبحانه مطلق بلا حدود، وهو جلَّ شأنه فوق الزمان والمكان، وكل شىء حاضر فى علمه حضورا أبديا مهما تناءى به الزمان والمكان. أما بعد الحساب فكل شىء سوف يتغير، وتجرى الأمور على أوضاع وقوانين جديدة، فأهل الجنة مثلا سيَغْدُون شبابا خالدين لا يعرفون الهَرَم أبدا كما جاءت بذلك نصوص القرآن والحديث. ثم ينبغى ألا ننسى أن كلا منا ليست له فقط روح واحدة، بل أرواح متتابعة بعدد اللحظات التى مرت به مثلما هو الحال فى الأجساد أيضا، إذ إن التغير لا يعترى الأجساد وحدها، بل الأرواح معها.(1/3358)
والواقع إن فى إنكار بعث الأجساد لَصَدًى من إنكار الكافرين بالبعث بوجه عام، فقد كانوا يستغربون أن يبعث الله البشر بعد أن تكون عظامهم قد بَلِيَتْ واختلط رفاتهم بالتراب، ويقولون مستهزئين: "أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون؟"، "أإذا ضللنا فى الأرض أإنا لفى خلق جديد؟"، "مَنْ يُحْيِى العظام وهى رميم؟". ولقد كان رد القرآن عليهم: "قل: يُحْيِيها (أى يحيى العظام الرميم) الذى أنشأها أول مرة"[65]، "أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه؟* بَلَى قادرين على أن نُسَوِّىَ بَنَانه"[66].(1/3359)
وإن آيات مثل "منها (أى من الأرض والتربة) خلقناكم، وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى"[67]، "ونُفِخَ فى الصُّور، فإذا هم من الأجداث إلى ربهم يَنْسِلون"[68]، "وإذا القبور بُعْثِرَتْ* علمتْ نفسٌ ما قَدَّمَتْ وأَخَّرَتْ"[69]، "وقالوا (أى الكافرون): أإذا كنا عظامًا ورُفَاتًا أإنا لمبعوثون خَلْقًا جديدا؟* قل: كونوا حجارة أو حديدا* أو خَلْقًا مما يَكْبُر فى صدوركم. فسيقولون: من يُعِيدنا؟ قل: الذى فطركم أول مرة"[70]، "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون"[71]، "ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاسْتَبََقُوا الصراط، فأنَّى يبصرون؟"[72]، "وتَرَى كلَّ أمة جاثية. كلُّ أمة تُدْعَى إلى كتابها: اليوم تُجْزَوْن ما كنتم تعملون"[73] لتبرهن على أن البعث سيكون بالأجساد أيضا. وبالمثل فإن آياتٍ مثل "من ورائه جهنم، ويُسْقَى من ماءٍ صديد * يتجرعه ولا يكاد يُسِيغه"[74]، "ولهم (أى للكافرين) مقامعُ من حديد"[75]، "كلما نضجتْ جلودهم بدَّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب"[76]، "إنها (أى شجرة الزقوم) شجرة تخرج فى أصل الجحيم* طَلْعُها كأنه رؤوس الشياطين* فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون* ثم إن لهم عليها لَشَوْبًا من حميم"[77] لَتُثْبِت أن للأجساد فى عذاب النار نصيبا. كذلك فإن آياتٍ مثل: "فيها (أى فى الجنة) ما تشتهيه الأنفسُ وتَلَذُّ الأعينُ"[78]، "هم وأزواجهم فى ظلال، على الأرائك متكئون"[79]، "لهم جنّاتُ عَدْنٍ تجرى من تحتهم الأنهار يُحَلَّوْنَ فيها من أساورَ من ذهب ويلبسون ثيابًا خُضْرًا من سندسٍ وإستبرق"، "على سُرُرٍ موضونة* متكئين عليها متقابلين* يطوف عليهم وِلْدَانٌ مخلَّدون* بأكوابٍ وأباريقَ وكأس من مَعِين*...* وفاكهةٍ مما يتخيَّرون* ولحمِ طيٍر مما يشتهون* وحور عِين* كأمثال اللؤلؤ المكنون"[80] وغيرها من الآيات المماثلة لتدل على أن حظوظ الجسد ستكون مَرْعِيَّة ومتاحة فى نعيم الآخرة.(1/3360)
ويؤكد ذلك أن القرآن الكريم يذكر إلى جانب هذا أيضا "السلام"[81] و"الرضوان الإلهى"[82] و"خلو القلوب من الغل"[83]...إلخ مما يدل على أنه سيكون هناك هذا وذاك ما دام القرآن قد ميز بين الأمرين، وإلا لَذَكَر هذه المتع الروحية الأخيرة فقط.
إن هذه النزعة المتقززة من لذائذ الجسد هى نزعة غريبة عن الإسلام، وينبغى وضع حد لها[84]. وإنى لأتوجه إلى ضمائر القراء الصادقين سائلا: أيُّكم يجد فى متع الطعام والشراب واللبس واللمس والنظر والشم والجنس ما يبعث فعلاً (لا ادعاءً) على الاشمئزاز؟ فما بالنا إذا صَفَتْ هذه اللذائذ من كل ما يعكرها وأصبحت متاحة لنا دائما دون أن يصحبها شعور بالملل أو الكظّة أو المَغْص، أو يحتاج الإنسان معها إلى جُشَاء أو تبوُّل أو تبرز؟ إن هذا غاية المنى، وهو الذى تَحْفَى أقدام البشر خلف أقل القليل منه هنا على الأرض دون بلوغه! أفإن أتاحه الله لنا ركب بعضَنا شيطانُ العناد السخيف وشَمَخَ بأنفه قائلا: هذه لذاتٌ وضيعة؟ ترى ماذا بالله فى أن يعود الواحد منا شابًّا شبابا دائما فلا يشكو نَصَبًا ولا أَيْنًا ويَلْقَى كل ما كان يشتهيه فى الدنيا بين يديه صافيا نقيا من كل شائبة وعلى أحسن وضع مما لا يمكننا تصوره تماما الآن بعقولنا المحصورة داخل تجارب الدنيا وظروفها؟ ورب الكعبة إن هذا لهو البطر بعينه!(1/3361)
إننى لا أكفِّر أحدا ممن يؤوّل نعيم الجنة مثلا ولا أفسِّقه ولا أضلِّله، ولكنى رغم ذلك أجد أن الرأى الذى أقول به أَوْجَه وأكثر إقناعا وأقرب إلى المنطق والنصوص. وقد ورد فى "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال" لابن رشد أن هذه من المسائل المختلف فيها. ورأى هذا الفيلسوف، رضى الله عنه، أن المخطئ من العلماء فى هذا الموضوع معذور، والمصيب مشكور مأجور، والمهم ألا ينكر أحد البعث، وإلا فالإنكار كُفْر لأن البعث أصل من أصول الشريعة[85]. وكان ابن حزم، رحمه الله رحمة واسعة، من القائلين ببعث الأجساد والنفوس معا[86]، ويسعدنى أن أكون فى صفوف الفريق الذى يضم هذا العالمَ العبقرىَّ الجليل.
ومع ذلك كله فإن أسد فى ترجمته لـ"صحيح البخارى" لم يحاول، فى الأحاديث التى ورد فيها ذكر شىء من نعيم الجنة أو الجن مثلا، تأويل هذا النعيم. لقد أدى مثلا الحديث الذى يقول فيه النبى عليه السلام: "بينما أنا نائم رأيتُنى فى الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر...إلخ" كما هو دون أدنى تغيير، كما أنه لم يعلق عليه فى الهامش بما يخرجه عن معناه الظاهرى[87]. ومثل ذلك ترجمته لكلمة "الجِنّ" بـ"Jinn" دون أن يستبدل بها شيئا آخر أو يجنح إلى تأويلها فى الهامش بما يخرجها عن معناها المعروف. بل إنه فى الحديث الذى وردت فيه إشارة إلى أن العظم والروث هما من طعام الجن لم يعلق ولو بكلمة واحدة تَصْرِف المعنى عن ظاهره[88]. ليس ذلك فقط، بل نراه فى موضعٍ آخرَ من هذا الكتاب يحمل على الاتجاه العصرى الذى ينكر وجود الجن وما أشبه استنادا إلى عدم إدراك الحواس لمثل هذه الأشياء، ثم يستشهد بكلام للفيلسوف برادلى يقرر فيه أن عجزنا عن إدراك شىء ما لا يصلح متكأً البتةَ لإنكار وجوده[89]. كذلك فهو لا يستبعد أن يكون نداء إبليس للرسول عليه السلام أثناء المعراج نداء حقيقيا جسديا[90].(1/3362)
إلا أنه للأسف يفسِّر العذاب الذى ذكرت بعضُ الأحاديث أن أبا طالب سوف يُعَذَّبه فى الآخرة، وهو غليان دماغه من ضحضاح النار الذى سيبلغ كعبيه، بأنه رمز على أن معاناته ستكون معاناة عقلية بسبب تأكده أن ابن أخيه نبى صادق وأن دينه هو الدين الصحيح، ثم عدم إيمانه به رغم ذلك[91]. ولا شك أن القول بالرمز هنا هو تأويل للعذاب الذى ورد فى الحديث النبوى الكريم، وأغلب الظن كذلك أن أسد ينظر إلى ألوان العقوبات التى شاهدها الرسول صلى الله عليه وسلم فى رحلة المعراج على أنها عقوبات غير جسدية، إذ اتخذها دليلا على أن هذا المعراج وكذلك الإسراء كان بالروح لا بالجسد[92].
-- الحواشي--
[25] Muhammad Asad, The Road to Mecca, PP. 292- 295. وهذا الكلام يجده القارئ فى ص 308- 311 من الترجمة العربية لهذا الكتاب.
[26] Muhammad Asad, Sahih al-Bukhari- The Early Years of Islam, P. 241, n. 5.
[27] انظر الهامشين المذكورين فى ص 204، 205 من ترجمته للقرآن الكريم.
[28] انظر ص 5/ هـ 10، وص9/ هـ 26، وص 177/ هـ 34، وص 204/ هـ 10، وص 386/ هـ 31.
[29] انظر ص 206/ هـ 20، وص 375- 376/ هـ 31، 33، وص 384/ هـ 16 مثلا.
[30] انظر ص 733- 734/ هـ 24- 25، وص 752/ هـ 31.
[31] الكهف/ 50.
[32] الأعراف/ 7، وص 76.
[33] الحجر/ 27.
[34] النحل/ 50. ومثله قوله تعالى عنهم أيضا: "لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون" (الأنبياء/ 27)، "لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون" (التحريم/ 6).
[35] البقرة/ 26.
[36] انظر ترجمة أسد للقرآن/ ص 9/ هـ 16.
[37] طه/ 2- 3.
[38] الشعراء/ 77.
[39] الزخرف/ 26- 27.
[40] الانشقاق/ 22- 25.
[41] انظر ص 44/ هـ 52.
[42] ص 666/ هـ 1.
[43] انظر ص 692/ هـ 67.
[44] وهذا الاعتقاد هو مرحلة أخرى من المراحل التى كان يتطور خلالها تصورى للملائكة والشياطين.
[45] الموضع السابق
[46] انظر ص 909/ هـ 16.
[47] غافر/ 49، والملك/ 8.(1/3363)
[48] التحريم/ 6.
[49] وهى الحواس السبع الخارجية، إلى جانب حاسة إدراك المكان وحاسة الجوع والعطش وغيرهما من الإحساسات الداخلية، وهو كلام لا رأس له ولا ذيل كما ترى.
[50] Malik Ghulam Farid, The Holy Qur'an, P. 1281, n. 3169.
[51] الأحقاف/ 29- 32.
[52] الجن/ 1 وما بعدها.
[53] انظر ص 775 فى ترجمة الآية 29 من سورة "الأحقاف"، وهـ 39 الخاص بالآية المذكورة.
[54] الحجر/ 18، والصافات/ 10، والجن/ 8- 9، والملك/ 5.
[55] ص 899 فى ترجمة الآية المذكورة، وهـ 3 فى التعليق عليها. والمراد بـ "القدرات السحرية الخفية" التنجيم والسحر وقراءة الطالع وادعاء معرفة الغيب...إلخ.
[56] Malik Ghulam Farid, The Holy Qur'an, P. 1080, n. 733..
[57] المرجع السابق/ ص 1267/ هـ 3137.
[58] السابق/ ص 1268/ هـ 3142.
[59] انظر مثلا ص 444/ هـ41، وص 686/ هـ 23، وص 972/ هـ 3.
[60] ص827/ هـ 26 .
[61] ص 938/ هـ 8.
[62] ص 939/ هـ 14.
[63] انظر ص 904/ هـ 7.
[64] ص 948/ هـ 2.
[65] يس/ 79.
[66] القيامة/ 3- 4.
[67] طه/ 55.
[68] يس/ 51.
[69] الانفطار/ 4- 5.
[70] الإسراء/ 49- 50.
[71] النور/ 24.
[72] يس/ 66.
[73] الجاثية/ 28.
[74] إبراهيم/ 15- 16.
[75] الحج/ 21.
[76] النساء/ 56.
[77] الصافات/ 64- 67.
[78] الزخرف/ 71.
[79] يس/ 56.
[80] الواقعة/ 15- 23.
[81] كما جاء فى الآية 25 من سورة "يونس"، والآية 46 من سورة الحجر، والآية 34 من سورة "ق".
[82] كما جاء فى الآية 15 من سورة "آل عمران"، والآية 72 من سورة "التوبة"، والآية 20 من سورة "الحديد".
[83] كما جاء فى الآية 43 من سورة "الأعراف"، والآية 47 من سورة "الحجر".(1/3364)
[84] يقول أسد نفسه إن النصرانية تنظر إلى عالم المادة على أنه شيطانى فى أساسه، بينما عالم الروح إلهى خير، أما الإسلام فلا يفرق بين مطالب الجسد ومطالب الروح (محمد أسد/ الإسلام على مفترق الطرق/ ترجمة د. عمر فروخ/ دار العلم للملايين/ 28، 30).
[85] انظر ابن رشد/ فَصْل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال/ تحقيق محمد عمارة/ ط 2/ دار المعارف/ 49- 50.
[86] انظر كتابه "الفِصَل فى الملل والأهوال والنِّحَل"/ 4/ 80- 81.
[87] ص 40. وانظر كذلك الحديث الذى يتحدث عن بيت القصب الذى سيكون لخديجة، رضى الله عنها، فى الجنة (ص129- 130).
[88] ص 163- 164. وهذا الاختلاف هو من الأمور التى تلفت النظر.
[89] ص 163/ هـ 3.
[90] ص 185.
[91] ص 184/ هـ 2.
[92] ص 185.
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 03:05 PM
على شاكلة كثير ممن ترجموا القرآن إلى اللغات الأوربية من مسلمين ومستشرقين يُكْثِر محمد أسد من المقارنة بين القرآن المجيد والكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى فى الموضوعات المشتركة بينهما، وأحيانا ما يكتفى بهذه المقارنة لا يتعداها إلى إبداء رأيه فيما يختلف الكتابان فيه، لكنه عادة ما يزيد فينتصر للقرآن. ولقد تكرر عنده الحديث فى مواضع مختلفة عما أصاب الكتاب المقدس من عبث وتحريف طبقا لما قاله القرآن، وكذلك الحديث عن حفظ الله عز شأنه كتابه إلى أبد الآباد من أن تناله يد الإفساد.
ومنذ الصفحات الأولى من الترجمة نراه يتهم اليهود بالعبث بالتوراه وكتمان ما ورد فيها من ذكر نبوة محمد عليه السلام، مؤكدا أن النقد النصوصى للكتاب المقدس قد أثبت صحة التهمة القرآنية لهم بذلك، ومستشهدا على ما يقول بما ورد فى سفر "إرميا" (13/ 26)، ونصه: "أفسدتم كلام الله الحى"، وبما جاء فى مواضع أخرى من العهد القديم من نصوص مختلفة تذكر عنادهم وتمردهم كما فى سفر "الخروج" (32/ 9، و33/ 3، و34/ 9) و"التثنية" (9/ 6- 8، 23- 24،27) مثلا[93].(1/3365)
وانطلاقا من هذه النقطة نجده، فى تعليقه على الآية 101 من سورة "البقرة"، ونَصُّها: "ولما جاءهم رسول من عند الله مصدِّقٌ لما معهم نَبَذَ فريقٌ من الذين أوتوا الكتابَ كتابَ الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون"، يقول إن "كتاب الله" المذكور هنا هو التوراة، وإن اليهود، بإهمالهم ما جاء فى سفر "التثنية" (18/ 15، 18) من نبوءاتٍ تبشِّر بمجىء النبى العربى، قد نبذوا فعلا كل ما نزل من وحى على موسى طبقا لكلام الزمخشرى ومحمد عبده[94].
أما بالنسبة للنصارى وموقفهم من النبوءة الواردة فى الإنجيل عن محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يؤكد أن قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام: "... ومبشِّرًا برسولٍ يأتى من بعدى اسمه أحمد"[95] يجد مصداقه فى ذِكْر إنجيل يوحنا للفارقليط فى عدة مواضع. ثم يوضح قائلا إن كلمة "Parakletos" المشار إليها هى بالتأكيد تحريف لكلمة "Periklytos"، ومعناها "المحمود كثيرا"، وهو ما يساوى كلمة "محمد/ أحمد"، التى هى الترجمة الدقيقة للكلمة الآرامية "Mawhamana"، إذ كانت الآرامية (كما يقول) هى اللغة السائدة فى فلسطين على عهد عيسى عليه السلام وبعده بقرون، كما أن اسم "محمد" قد ورد بنصه العربى فى إنجيل برنابا، الذى ترفضه الكنيسة الآن بعد أن كانت تقرّه حتى عام 496م عندما حرَّمه البابا جلاسيوس، وإن كان من غير المستطاع فى الظروف الراهنة التأكد من صحته بسبب ضياع النص الأصلى، إذ الموجود فى أيدينا حاليا إنما هو ترجمة إيطالية ترجع إلى أواخر القرن السادس عشر الميلادى[96].(1/3366)
وعلى العكس من ذلك نراه، فيما يخص القرآن الكريم، يؤكد أن قوله تعالى: "إنا نحن نزَّلنا الذكر، وإنا له لحافظون"[97] قد تبين صدقه بما لا يدع مجالا للشك، إذ ثبت أن النص القرآنى وصل إلينا عن النبى محمد خاليا من أى تعديل أو إضافة أو حذف، وأنه ما من كتاب آخر، أيًّا كانت صفته، قد بقى سليما طيلة هاتيك القرون جميعا. أما بالنسبة للقراءات المختلفة لبعض ألفاظ القرآن المجيد فهى لا تعدو أن تكون اختلاقا فى ضبط بعض الحروف لا يمس المعنى عادة[98]. وقد كرر هذا الكلام عند تفسيره لـ"الكتاب المكنون" فى سورة "الواقعة"، ولـ"اللوح المحفوظ" فى سورة "البروج"، إذ قال إنهما إشارة إلى حفظ القرآن الكريم من كل عبث، إضافةً كان أو حذفًا أو مسخًا، لأن الله قد تكفل بحفظه إلى الأبد[99].
أما المواضع التى قارن فيها بين ما جاء فى القرآن ونظيره فى الكتاب المقدس فهى كثيرة، ولكننا نجتزئ ببعضها عن سائرها: فمن ذلك تعقيبه على الآية 135 من سورة "البقرة"، التى تذكر "مقام إبراهيم"، بأن رحلة خليل الرحمن إلى الحجاز ليست بالأمر الذى يصعب أن يقوم به بدوى يستعمل البعير فى تنقلاته. ثم يمضى محاولا إثبات أن رواية العهد القديم التى تقول إن البَرِّيَّة التى ترك فيها أبو الأنبياء زوجته وابنه هى بَرِّيّة "بئر سبع"، ورواية القرآن التى تقول إنه إنما ذهب بهما إلى الحجاز، لا تتناقضان، قائلا إن برِّيَّة "بئر سبع" كانت تعنى عند العبرانيين الذين كانوا يسكنون المدن آنئذ أقصى جنوب فلسطين وما وراءها من الصحراء العربية حتى الحجاز نفسه[100].(1/3367)
وبالنسبة لقوله عز من قائل فى آخر آية القصاص من سورة "المائدة": "فمن تصدَّق به (أى تنازل عن القِصَاص تقرُّبًا إلى الله سبحانه) فهو كفارة له"[101] يقول كاتبنا إن النسخة الحالية للعهد القديم تخلو من هذا الحكم، إذ ليس فيها إلا العين بالعين، والسن بالسن...إلخ، أما العفو والتسامح فإنها لا تذكره. وهو لا يستبعد أن هذا الحكم كان موجودا فى التوراه الأصلية، ثم عَفَتْه يد العبث أو الإهمال المتعمد[102]. كذلك من المعروف أن القرآن يسمى والد إبراهيم عليه السلام: "آزَر"، على حين يدعوه العهد القديم: "تارح". وقد حاول محمد أسد أن يجد حلا لهذه المسألة قائلا إن اسم والد إبراهيم فى التلمود هو "Zarah"، وعند المؤرخ الكنسى يوزبيوس بامفلى[103]:"Athar"، ورغم أن أيا من هذا وذاك لا يصلح، كما يقول، أن يكون حجة يعتمد عليها فى تفسير القرآن فمن الممكن القول بأن "آزر" هو تعريب لـ"Zarah" أو "Athar"[104].(1/3368)
وكان محمد لطفى جمعة قد تناول هذا الموضوع فى تفسيره للقرآن الكريم (الذى تركه محفوظا ونشره ابنه الأستاذ رابح لطفى جمعة فى التسعينات من القرن الماضى) وأشار إلى أن الاسم الموجود فى التلمود هو "آثر"، وكان رأيه، مع ذلك، أنه ما دام العهد القديم يقول إنه "تارح"، فإن "آزر" لم يكن أبًا حقيقيا له بل عَمًّا، وبخاصة أن إبراهيم قد دعا ربه أن "اغفر لى ولوالدىَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"[105] بما يدل على أن ذلك الأب كان مؤمنا ما دام خليل الله قد قرنه مع المؤمنين، بينما كان آزر وثنيا بنص الآية التى ورد فيها اسمه حيث يقول له إبراهيم مستنكرا: "أتتخذ أصناما آلهة؟"[106]. وهذه، فى الواقع، مغالاة من لطفى جمعة بقيمة الكتاب المقدس من ناحية الوثاقة التاريخية التى لا يستحقها، فضلا عن أن ذكر إبراهيم لوالده مع المؤمنين لا يدل على أنه كان مؤمنا مثلهم، بل كل ما فى الأمر أنه عليه السلام، بعد أن بُحَّ صوته فى محاولة هدايته، قال له: "سلام عليك! سأستغفر لك ربى..."[107]، وهو ما أشار إليه القرآن فى قوله جل جلاله: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إياه، فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرَّأ منه"[108]. ثم إن العهد القديم ليس بالحجة التى يصح الاعتماد عليها، وبخاصة إذا قام تعارض بينه وبين القرآن[109]. وبالمناسبة فقد أشار أيضا كل من سيل ورودويل، وهما من مترجمى القرآن إلى الإنجليزية، إلى أن يوزبيوس يسمى والد إبراهيم: "آثر"، كما ذكر محمد حميد الله العالم الهندى الذى ترجم القرآن إلى الفرنسية أن "تارح" تكتب باليونانية: "Thara"، كما قد تكتب أيضا: "Athar"، وأنه من هنا جاءت "آزر"[110]. وأغلب الظن أن محمد أسد قد رجع إلى هؤلاء وهو يُعِدّ ترجمته التى بين أيدينا.(1/3369)
وفى حادثة الطوفان نجد كاتبنا يعلن موافقته لمولاى محمد على (القاديانى) على أن رواية القرآن التى تقول إن ذلك الطوفان لم يغرق الأرض كلها بل جزءا منها فقط هى الرواية الصحيحة، إذ جاء فيه قول رب الجلال: "وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا" بما يعنى أنه لم يشمل كل أرجاء المعمور بل أغرق المكذبين من قوم نوح فحسب، على عكس ما نقرؤه فى العهد القديم من أنه شمل الدنيا جميعا وأهلك كل شىء فيها[111].
ولأسد فى هُود عليه السلام رأىٌ لستُ أستطيع أن أذكر أنى لقِيتُه عند أحد غيره، وهو أن ذلك النبى الكريم قد يكون هو النبى "عابر" المذكور فى سفر "التكوين" وأن أصداء اسمه موجودة فى اسم "يهوذا" ابن يعقوب عليه السلام. ذلك أن من المحتمل عنده أن يكون "هُود" هو الأب الأول للعبرانيين، وأن تكون معظم القبائل السامية، بما فيها العبرانيون أنفسهم، قد نزحت من جنوب الجزيرة العربية[112].(1/3370)
ويكتفى كاتبنا، عند المقارنة بين رواية العهد القديم والقرآن الكريم لموقف هارون من عبادة بنى إسرائيل للعجل، بالإشارة إلى الخلاف الحاد بينهما دون أن يبدى رأيه فى الرواية اليهودية التى تَنْسُب إلى هارون عليه السلام أنه هو الذى صنع العجل لقومه كى يعبدوه وأنه شاركهم أيضا فى هذه العبادة[113]. ونفس الشىء يفعله عند تعليقه على قول القرآن عن موسى، حينما عاد فوجد قومه يعبدون العجل، إنه "ألقى الألواح" (أى ألواح الشريعة التى تلقاها من ربه على الجبل)، وهو القول الذى يخالف ما جاء فى العهد القديم من أن موسى إنما "كسر اللوحين" ولم يرمهما فقط[114]، وكذلك فى معجزة يد موسى إذ وُصِفَتْ يده فى العهد القديم بأنها بيضاء من البَرَص، أما فى القرآن فهى "بيضاء من غير سوء" كما جاء فى الآية 22 من "طه"[115]. وبالمثل نراه يشير إلى الخلاف بين رواية القرآن الكريم لموقف يعقوب عليه السلام من رؤيا يوسف التى رأى فيها نفسه وقد سجدت له الشمس والقمر وأربعة عشر كوكبا، وبين رواية العهد القديم للموقف ذاته، إذ بينما يذكر القرآن أن يعقوب قد فهم دلالة الحلم على أن يوسف سيصبح ذا سلطان وأن أبويه وإخوته سينحنون له، نرى كِتَاب اليهود، على العكس من ذلك، يُنْطِق الوالدَ بعبارات التوبيخ للابن بما يُفْهَم منه أن الرؤيا لم تكن فى نظره إلا انعكاسات لرغبة يوسف الكامنة فى نفسه فى التسلط عليه وعلى أمه وإخوته. وقد اكتفى أسد بذكر هذا الخلاف دون أن يعقب بشىء[116].(1/3371)
بقيت مسألتان مهمتان تتصلان بهذا الموضوع، وإن لم تدخلا فى صميمه: الأولى قول محمد أسد إن "السامرى" المذكور فى قصة موسى من سورة "طه" قد يكون اسمه مأخوذا من الاسم المصرى القديم: "Shemer" بمعنى "الغريب"، ثم أُخِذ منه اسم طائفة السامرية الذين ظهروا فيما بعد بين بنى إسرائيل. وقد يؤكد مصريةَ السامرى، كما يقول، أنه هو الذى اتخذ العجل لبنى إسرائيل تأثرا بعبادة العجل أبيس فى بلاده التى خرج منها مع اليهود[117]. وهذا النقطة تحتاج إلى فضل بيان لأن أسد قد اكتفى بلمسها لمسا دون أن يطلعنا على الأسباب التى حملته على إثارتها فى ترجمته. وحقيقة الأمر أن المستشرقين والمبشرين، كعادتهم فى المسارعة الفِجَّة إلى اتهام النص القرآنى بأنه من تأليف محمد عليه السلام، قد صوبوا إصبع الإٍتهام إلى قصة السامرىّ كما وردت فى القرآن قائلين إن مدينة السامرة لم تظهر فى التاريخ إلا بعد السامرى بقرون، فكيف يُنْسَب السامرىّ إليها قبل أن توجد؟ وقد قدمت طائفة من المفسرين والمترجمين المسلمين عددا من الردود المفحمة على هذا الاعتراض الأهوج، ومن بينهم أبو الأعلى المودودى ومحمد حميد الله مما يمكن القارئ أن يجده مبسوطا مفصلا فى كتابى "سورة طه - دراسة لغوية أسلوبية مقارنة" فى الفصل الخاص بالمقارنة بين قصة موسى فى القرآن والعهد القديم. والرأى الذى تبناه أسد هنا هو أحد الآراء التى طرحها أولئك المفسرون المسلمون، وبالذات حميد الله.(1/3372)
ومثل ذلك تماما قول أسد إن هامان المذكور فى عدة مواضع من القرآن الكريم بوصفه أقرب مستشارى فرعون إليه ليس هو هامان الذى يتحدث عنه سفر "أستير" فى العهد القديم. وهو يرى أن اسم كبير مستشارى فرعون ليس "اسم علم" بل "اسم جنس" بمعنى "كاهن آمون: Ha-Amen"، إذ كانت عبادة آمون سائدة إبّانئذ فى مصر. ويقوِّى هذا الرأىَ عنده أن فرعون قد طلب منه أن يبنى له صرحا يصعد فيه إلى السماوات ليطَّلع إلى إله موسى، مما يمكن أن يكون إيماء إلى وظيفة كبير الكهنة بوصفه كبير مهندسى المبانى فى ذلك الحين[118]. والملاحظ أن أسد قد اجتزأ هنا أيضا بهذا الذى ذكرناه دون أن يتطرق بشىء إلى خلفية الموضوع. والواقع أنه ليس بين القرآن والعهد القديم تناقض بالضرورة فى هذه المسألة، فوجود "هامان" فى بلاد فارس على أيام الملك أحشويرش لا يمنع من وجود "هامانٍٍ" آخر قبل ذلك فى بلاد الأهرام. من هنا فإن ما قاله أسد فى هذا الموضوع لا يدخل فى باب المقارنة بين الكتابين لأنهما لا يتكلمان عن ذات الشخص، بيد أن فريقا من المستشرقين أَبَوْا كعادتهم إلا أن يثيروها جَذَعَة فيتهموا القرآن الكريم بأنه يخلط بين الفترات والشخصيات التاريخية المختلفة بما يدل على أنه مجرد معلومات استقاها محمد من هنا ومن ههنا ممن لا علم لهم بما يتحدثون عنه، وليس وحيا إلهيا. فإشارة أسد هى رد غير مباشر على أولئك المستشرقين[119].(1/3373)
والمسألة الأخرى هى قوله إن الذبيح فى قصة خليل الرحمن المعروفة هو إسماعيل عليه السلام[120]، وذلك رغم أن القرآن لم يصرح بذلك بل ترك المسألة غُفْلاً، وإن كانت هناك إشارات فى آيات سورة "الصافات" التى تتحدث عن هذه المسألة وفى مواضع أخرى من القرآن تومئ بقوة إلى أن الذبيح هو فعلا إسماعيل، لا إسحاق كما يقول اليهود رغم ما جاء فى كتابهم من أن الله كان قد أمر إبراهيم أن يضحى بابنه الوحيد[121]، وهو ما لا يمكن أن يَصْدُق إلا على إسماعيل، إذ ظَلَّ عليه السلام هو ابن إبراهيم الوحيد عدة سنوات قبل أن يرزقه الله بعد ذلك بإسحاق، الذى لم يكن وحيد أبيه فى يوم من الأيام. على أنه ينبغى المسارعة إلى القول بأن علماء المسلمين غير مُجْمِعين على أنه هو إسماعيل[122]. فنص أسد فى ترجمته إذن، وهو اليهودى الأصل، على أن الابن الذى أمر الله سبحانه نبيه إبراهيم بالتضحية به هو إسماعيل لا إسحاق هو من الأهمية بمكان وثيق.(1/3374)
وبطبيعة الحال فإن موقف أسد من العهد القديم فى مثل هذه المواضع إنما هو الموقف الطبيعى والمنطقى، إذ هو مسلم، والمسلم يؤمن بأن كتاب اليهود والنصارى قد أصابه التحريف والعبث: يؤمن بذلك من خلال الدراسات التى خضع لها الكتاب المقدس، كما يؤمن به من خلال آيات القرآن المتكررة التى تؤكد وقوع هذا التحريف. وقد تبيَّن ذلك بكل جلاء فى تفسيره لوصف المولى سبحانه لقرآنه بأنه قد أنزله بالحق "مصدِّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه"[123] بأن القرآن هو المعيار الذى تقاس به صحة كتب اليهود والنصارى[124]. ومع ذلك فإن بعض الدارسين يفهم، من إشارة القرآن الكريم إلى هيمنته على الكتب التى قبله، أن المقصود هو شهادة لها بالحفظ من التحريف والتبديل. وقد فسرها د. محمد عمارة بما يعنى أن القرآن مُؤْتَمَن على تلك الكتب أو شاهد على صدقها[125]. وفى "تفسير المنار" نجد محمد رشيد رضا، رحمه الله، ينبه بقوة إلى هذا الخطإ مؤكدا عدم اتساقه مع ما يقوله القرآن المجيد فى هذا الصدد[126].
-- الحواشي--
[93] انظر ص 10/ هـ 33، وص 17- 18/ هـ 62، وص 18/ هـ 66. وانظر أيضا ص 66/ بقية هـ 3 حيث يؤكد أن الكتاب المقدس قد تعرض لعبث هائل متعمد فى أغلب الأحيان مما أثبتته الدراسات الموضوعية، وكذلك ص 479/ هـ 27، وص 488/ هـ 9، وص573/ هـ 85.
[94] ص21/ هـ81. وانظر كذلك ص77/ هـ 53، وص 80/ هـ 70.
[95] الصف/ 6.
[96] ص 816/ هـ 6.
[97] الحجر/ 9.
[98] ص 383/ هـ 10. وانظر أيضا ص 153- 154/ هـ 66 حيث يؤكد استحالة العبث بالنص القرآنى. وهذه الفكرة موجودة فى ترجمته لـ"صحيح البخارى" (Sahih al- Bukhari-The Early years of Islalm, P. 3, n.3).
[99] انظر ص 834/ هـ 27، وص 943/ هـ 11.
[100] ص 26/ هـ 102.
[101] المائدة/ 45.
[102] ص 153/ هـ 62.
[103] الذى عاش فى القرنين الثالث والرابع للميلاد.
[104] ص 183/ هـ 66.
[105] إبراهيم/ 41.
[106] الأنعام/ 74.(1/3375)
[107] مريم/ 47.
[108] التوبة/ 114.
[109] انظر مناقشتى له فى هذه النقطة فى كتابى "كاتب من جيل العمالقة- د. محمد لطفى جمعة - قراءة فى فكره الإسلامى"/ عالم الكتب/ 1419هـ- 1999م/ 117- 121.
[110] Sale, The Koran, P.95, n.1, Rodwell, The Koran, Dent & Co., London, 1909, P. 323, n. 3, and Muhammad Hamidullah, Le Saint Coran, Beyrouth, 1973, P. 174.
[111] ص 1212/ هـ 47.
[112] ص 213/ هـ 48. والملاحظ أن محمد أسد يجعل اللغات السامية مجرد فروع لغوية عربية قديمة بما فيها العبرية والفينيقية (ص 689/ هـ 49)، وإن كان قد فرق بين العربية واللغات السامية الأخرى فى ترجمته لـ"صحيح البخارى" (ص 5- 6/ هـ 12).
[113] انظر ص 225/ هـ 117، وص 480/ هـ 76.
[114] انظر ص 225/ هـ121.
[115] انظر ص 472/ هـ 15، وكذلك ص 219/ هـ 85.
[116] انظر ص 337/ هـ 9.
[117] انظر ص 479/ هـ 70.
[118] ص 590/ هـ 6.
[119] يجد القارئ معالجة مستفيضة لهذه القضية فى كتابى "سورة طه- دراسة لغوية أسلوبية مقارنة" فى الفصل الخاص بـ"قصة موسى بين القرآن الكريم والعهد القديم".
[120] انظر ص 688/ هـ 38، 43.
[121] تكوين / 22/ 2.
[122] ومن الذين يقولون إنه "إسحاق" إمام المفسرين الطبرى. وقد تناولتُ رأيه هذا بالمناقشة المسهبة وانتهيت، من خلال استنطاق ما بين السطور فى القرآن الكريم، إلى أن الذبيح هو إسماعيل (انظر كتابى "من الطبرى إلى سيد قطب-دراسات فى مناهج التفسير ومذاهبه"/ دار الفكر العربى/ 1421هـ- 2000م/ 68- 72).
[123] المائدة/ 48.
[124] ص135/ هـ 64.
[125] انظر كتابه "الإسلام والوحدة الوطنية"/ كتاب الهلال/ العدد 338/ فبراير 1979م/ 45- 46.(1/3376)
[126] انظر "تفسير المنار"/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ سلسلة "التراث للجميع"/ العدد 29/ 340. وقد تناولت هذه النقطة بالتفصيل فى كتابى "سورة المائدة- دراسة أسلوبية فقهية مقارنة"/ مكتبة زهراء الشرق/ 1420هـ- 2000م/ 106- 107.
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 03:17 PM
يرى كاتبنا أن العبرانيين عرب هاجروا، كما هاجر سائر الساميين، من جنوب الجزيرة العربية إلى بلاد الرافدين، وأن لغتهم ليست سوى لهجة عربية قديمة[127]. ومن رأيه أيضا أن الوحى الذى نزل على أنبياء بنى إسرائيل يمثل أقدم أشكال التوحيد، ومن ثَمَّ كانت أهميته العقيدية بالنسبة لتاريخ الوحدانية فيما بعد[128]، وأن العبرانيين هم أول أمة تؤمن بالوحدانية فى شكل محدد جعل منهم روادا للنصرانية والإسلام[129]. ويبدو لى أنه قد بنى رأيه هذا على قول القرآن الكريم عن بنى إسرائيل: "ونريد أن نَمُنّ على الذين استُضْعِفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة"[130]. والواقع أن فى كلام أسد مجازفة هائلة لا يستطيع المسلم أن يُغْضِىَ عنها، إذ هى تناقض ما ذكره القرآن مرارا من أنبياءَ سبقوا بنى إسرائيل أوَّلهم آدم أبو البشرية كلها قبل أن يسمع التاريخ ببنى إسرائيل وأنبيائهم ورسلهم بأحقاب وأحقاب، ومنهم أيضا نوح وإبراهيم. وأغلب الظن أن من بينهم كذلك هودا وصالحا، فكيف فات ذلك كله كاتبنا؟ أنقول إنه متأثر بالعهد القديم؟ إن هذا الكتاب، وإن ذكر آدم ونوحا فليس فيه أنهما نبيان، بل كل مارواه عنهما قد رواه بوصفهما مجرد شخصين عاديين. لكنه فى ذات الوقت قد ذكر إبراهيم، وإبراهيم ليس من بنى إسرائيل، بل هو جد أبيهم إسرائيل، فلماذا نسيه أسد أو تناساه؟ هل نقول إن فى الأمر رائحة تحيز لليهود؟ لكن كيف يكون ذلك وقد حمل عليهم فى ترجمته للقرآن التى نحن بصددها حملات عنيفة واتهمهم فى عقيدتهم وأخلاقهم وزَنَّهم بالغرور والكبر؟ فما الأمر إذن؟(1/3377)
كذلك نراه يقول فى موضع آخر إن شريعة موسى هى أول شريعة إلهية وإنه لهذا السبب صار بنو إسرائيل أئمة[131]. وهى دعوى أخف كثيرا من الدعوى السابقة، لكن هل يستطيع أحد الجزم بأن شريعة موسى هى أول شريعة سماوية؟ إن من الصعب جدا الموافقة على أن السماء قد تركت البشر منذ بدء الخليقة حتى عهد موسى دون هداية تشريعية! ثم إن الإمامة المذكورة فى الآيتين السابقتين لا تعنى إمامتهم للبشر فى جميع العصور بل فى عصرهم فقط، وإلا فقد فضلهم الله يوما على العالمين، ولا يقول عاقل إنه تفضيل مطلق يشمل كل زمان ومكان، وهو رأى محمد أسد نفسه كما سيلى بعد قليل.(1/3378)
على أية حال فقد رجم كاتبنا اليهود كثيرا فى هوامش ترجمته للقرآن، فأبرز وصف العهد القديم لهم بالغرور والتمرد والعناد كما فى "خروج"/ 31/9، و33/3، و34/ 9، و"تثنية"/ 9/ 6- 8، 23- 24، 27[132]، وحمل على اعتقادهم المتصلب بأنهم شعب الله المختار وأنهم، بسبب ما فى أيديهم من الكتاب، ليسوا بحاجة إلى أية هداية أخرى، فقلوبهم مفعمة من العلم بما يغنيهم عن الرسول عليه الصلاة والسلام والقرآن الذى جاء به[133]. ومن هذا المنطلق يعلق على قوله تعالى: "قل: هل أنبّئكم بشَرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله؟ مَنْ لَعَنَه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدة والخنازير وعَبَدَ الطاغوت. أولئك شرٌّ مكانًا وأضلُّ عن سَواء السبيل"[134] بأن المقصود هم المنافقون، وبخاصة منافقو أهل الكتاب من اليهود (وغيرهم) لأن كونهم أهل كتاب قد جعلهم أعرف بالحق من سواهم، وكان المظنون إذن أن يتبعوه ويكونوا أطهر سلوكا[135]، وإن عاد فى موضع آخر فقال، فى تفسير آية "والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزَّل من ربك بالحق"، إنها تشير، فيما يبدو، إلى الإدراك الغريزى الذى لا يتجاوز حد اللاشعور عند بعض أهل الكتاب بأن القرآن هو فعلا وحى إلهى[136]. لقد قال مرارا، حتى فى أثناء كلامه هنا، إنهم حرفوا التوراه وتجاهلوا ما فيها من نبوءات عن رسالة محمد عليه الصلاة والسلام، فلماذا إذن هذه النغمة المنخفضة التى قد تبدو وكأنها تبسط لهم العذر؟[137](1/3379)
وفى مواضع مختلفة من الترجمة نراه يُبْرِز طبيعة اليهود فى التمرد على الله وكفرهم بآياته واعتقادهم أنهم شعب الله المختار لا لشىء إلا لأنهم ذرية إبراهيم بالجسد رغم انحرافهم عن دين إبراهيم الحق، وهو اعتقاد مناقض لأى مبدإ دينى كما يقول. كذلك يُلِحّ على معاقبة الله لهم على هذا الغرور والكبر بالتحريمات والتشريعات القاسية مثل تحريم العمل عليهم يوم السبت مثلا[138]. وهو يشير إلى إجماع القرآن والكتاب المقدس على دينونة عصيانهم المتكرر وتمردهم المستمر على ربهم[139]، كما يهاجمهم قائلا إن الله إذا كان قد اختارهم على العالمين فإنهم لم يصمدوا لهذا الاختيار كما يشهد بذلك تاريخهم المذكور فى الكتاب المقدس نفسه، وإن أغلبية بنى إسرائيل، وعلى رأسهم الصدوقيون الذين يمثلون الأرستقراطية الكهنوتية، صاروا ينكرون البعث والحساب الأخروى ويتمسكون بالنظرة المادية للحياة[140]. وبالمثل يهاجم طائفة الفريسيين مؤكدا أنهم رمز على الغرور الدينى والأخلاقى، إذ لا يستطيعون أن يبصروا فى أنفسهم شيئا من العيوب[141]. وكان قد أشار فى موضع سابق عند شرحه للآية 80 من "البقرة" إلى ما يسود بينهم من اعتقاد شعبى مؤداه أن المذنبين من بنى إسرائيل لن يمكثوا فى النار إلا فترةً جِدِّ محدودة سرعان ما يخرجون بعدها، لا لشىء إلا لأنهم شعب الله المختار، وهو ما ينكره عليهم القرآن الكريم[142]. ومن هذا الوادى تفسيره لـ"الشطط" المذكور فى قوله تعالى على لسان الجن[143] فى السورة الموسومة باسمهم: "وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا" بأنه، فيما يبدو، اعتقاد بنى إسرائيل بأنهم شعب الله المختار[144]. ومنه أيضا قوله إن "الكذب" المشار إليه فى قوله تعالى من نفس السورة: "وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا" هو السحر والعرافة والتنجيم وسائر المعارف السرية الغامضة المتعلقة بهذه الأمور[145]. كذلك تكلم عن معاصرى النبى من يهود بنى النَّضِير وبنى(1/3380)
قُرَيْظَة وغيرهم وخيانتهم للعهد الذى كان بينهم وبين المسلمين (عهد الصحيفة) وتآمرهم مع المنافقين ضد الإسلام ورسوله واستحقاق الأولين للنفى عقب حصار دام واحدًا وعشرين يوما، وانتهاء أمر القُرَظِيِّين بالقتل والأسر بعد أن وضعوا أيديهم فى أيدى المشركين أثناء غزوة الأحزاب ابتغاء طعن المسلمين فى مقتل[146]. وهو نفسه ما يقوله فى ترجمته لـ"صحيح البخارى، بَيْدَ أننا نجده مع ذلك يقول فى أحد هوامشها، فى معرض تأكيده بأن النبى عليه الصلاة والسلام لم يكن ينطوى تجاه اليهود على أية مشاعر عدائية، إنه على العكس من ذلك كان يعجب بما عندهم من علم دينى[147]. ولقد كنت أتمنى لو أنه ساق لنا الشواهد على هذا الإعجاب النبوى المزعوم، أما إلقاء الكلام على عواهنه فلا يكفى.(1/3381)
على أن ما يسترعى الانتباه بل الاستغراب هو أن محمد أسد، فى المرتين اللتين تعرض فيهما لتفسير العبارة التى كان اليهود يخاطبون بها سيدنا رسول الله ونَهَى القرآنُ المسلمين عن استعمالها فى حديثهم معه صلى الله عليه وسلم، وهى قول سلالة القردة والخنازير: "راعِنا"، لم يشر فى المرة الأولى إلى ما فى تلك العبارة من سفالة يهودية سفيهة، بل اكتفى بالقول بأن القرآن قد نهى المسلمين عن مخاطبته عليه السلام بهذه الكلمة احتراما له وخضوعا لأوامر الوحى النازلة عليه[148]، غير مشير إلى اليهود أثناء ذلك البتة، أما فى تفسير الآية 46 من سورة "النساء"، ونصها: "مِن الذين هادوا يحرِّفون الكَلِم عن مواضعه ويقولون: سمعنا وعصينا، واسمع غير مُسْمَعٍ وراعِنا، لَيًّا بألسنتهم وطَعْنًا فى الدين"، فلا يزيد عن القول بأن عبارة "اسمع غير مُسْمَع"، التى كان اليهود (كما يقول) يتخاطبون بها فيما بينهم، إنما تصف موقفهم من العهد القديم ومن القرآن على السواء، دون أن يتطرق هنا أيضا إلى ما فى الكلام من سفالة وسفاهة يهودية معروفة، إذ إن عبارة :"راعِنا"، كما يوضح العارفون بلغة اليهود، تتطابق من حيث النطق مع اللفظة العبرية ? لاـ (‘ra بالحروف اللاتينية) بمعنى "شرير خبيث، منحط ...إلخ". فهم، عليهم لعائن الله، يتظاهرون بأنهم إنما يلتمسون منه صلى الله عليه وسلم أن يراعيهم، على حين أنهم يقصدون شتمه عليه السلام. وغرابة الأمر تكمن فى أن أسد كان يعرف العبرية والتراث الدينى اليهودى فى لغته الأصلية معرفة واسعة كما يذكر هو عن نفسه[149]، فضلا عن أن المتوقع منه أن يكون على اطلاع كبير على ما كتبه العارفون بتلك اللغة عما فى العبارة من خبث يهودى منحطّ وحقد على النبلاء الأفذاذ من بنى البشر، وبخاصة الرسل الكرام.(1/3382)
وعلى العكس من ذلك فإنه، فى تعليقه على قوله جل جلاله من سورة "المجادلة" مخاطبا رسوله: "وإذا جاؤوك حَيَّوْكَ بما لم يُحَيِّك به الله"، يقول إن هذه إشارة إلى الموقف العدائى الذى اتخذه يهود المدينة من الرسول عليه السلام، إذ كانوا عند تحيتهم له هو وأصحابه، يلوون ألسنتهم ويغمغمون قائلين: "السَّام عليكم"[150] بدلا من "السلام عليكم". وقد وصف أسد هذا التلاعب بالكلمات بالفحش والبذاءة[151].
وأشد من ذلك إمعانا فى الغرابة أن أسد، بعد كل الذى قاله فى اليهود، يعود فيقرر انهم (ومِثْلُهم فى ذلك النصارى والصابئون والمجوس) ناجون يوم القيامة ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ما داموا يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالحا، أى دون أن يدخلوا فى الإسلام وينضووا تحت لواء سيد الرسل والنبيين[152]، رغم ما أكده هو نفسه من أن الإسلام يَعُدّ الكفر بأى من الرسل خطيئة تكاد أن تعدل الكفر بالله ذاته[153]، وكذلك رغم ما كرره مرارا من أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هى رسالة عالمية للبشر جميعا على اختلاف أجناسهم وعصورهم وبلادهم[154]، وثالثا رغم ما أكده من أن العهد القديم قد تنبأ بمجىء محمد صلى الله عليه وسلم وأوجب على اليهود الإيمان به[155]، ورابعا رغم ما فسر به قوله تعالى فى الآية 105 من "النحل": "إنما يَفترى الكذبَ الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون" من أن الكافرين هنا هم كل من يرفض الإيمان بصحة الوحى المحمدى متهمين إياه بأنه مجرد أوهام مَرَضيّة أو اختلاقات متعمَّدة[156]، وخامسا رغم ما قاله من أن الإسلام، وإن كان معناه "إسلام النفس لله"، ومن ثَمَ فكل من يؤمن بالله الواحد الأحد إيمانا سليما ويؤمن برسالاته فهو مسلم، فإنه يقتضى أن يسارع المؤمنون بالله ورسالاته إلى الإيمان بمحمد ما دامت رسالته هى آخر الرسالات السماوية وأكثرها عالمية[157].(1/3383)
صحيح أن بعض علماء المسلمين من العرب أنفسهم يقولون بما قال به محمد أسد، ومنهم الشيخ محمدعبده، مما قد عَرَضْتُه ومحَّصْتُه وفنَّدْتُه فى فصل طويل يقترب من أربعين صفحة بعنوان "أهل الكتاب" فى كتابى "سورة المائدة- دراسة أسلوبية فقهية مقارنة"، بَيْدَ أن الأمر فى حالة محمد أسد يختلف، فقد ترك الرجل يهوديته وأعلن دخوله فى الإسلام. فلو كانت نجاة الإنسان يوم القيامة ممكنة مع بقائه على يهوديته أو نصرانيته...إلخ، فلماذا لم يبق كاتبنا على دينه الأصلى بدلا مما استتبعه دخوله فى دين محمد من رجّ حياته من أساسها والاتجاه بها فى مسار مغاير لمسارها السابق مغايرة تامة؟ ثم إننا قد رأيناه، فى مواضع مختلفة من هوامش ترجمته للقرآن الكريم، يلح على أن دين محمد هو للبشر جميعا وأنه لا يصح إيمانهم إلا إذا استظلوا برايته. كما أنه قد قال بصريح اللفظ إن مجىء الإسلام قد نسخ اليهودية والنصرانية[158]، أى أن هاتين الديانتين قد انتهت صلاحيتهما إلى الأبد.
وبمناسبة الحديث فى هذه المسألة لا بد من الإشارة إلى أنه دائما ما يترجم "الإسلام" بـ "تسليم النفس لله" ، أما "الإسلام" بمعنى "اتّباع دين محمد"، وكذلك اسم الفاعل منه "مُسْلِم"، فهما (حسبما يؤكد) استعمالان اسْتَجَدّا بعد النبى عليه السلام[159]. وأرى أن هذا تمييع للأمور، بل أخشى أن يكون وراءه، ولو بدون قصد، رغبةٌ فى التسوية بين اليهود والنصارى وبين أتباع محمد فى أنهم جميعا مسلمون وناجون يوم القيامة ما داموا جميعا يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون صالحا. لقد استخدم القرآن المجيد مرارا فى الحديث عن منهج الرسل جميعا كلمة "الإسلام"، إلا أن هذا هو الاستعمال العام فقط، وسببه أن منهجهم جميعا، عليهم صلوات الله وسلامه، واحد رغم اختلاف شرائعهم فى بعض تفاصيلها، أما المعنى الاصطلاحى لهذه الكلمة فى القرآن وفى الحديث فهو دين محمد.(1/3384)
ونبدأ بالحديث النبوى فنسوق هذه النصوص المشهورة: "بُنِىَ الإسلام على خمس: ...."، "المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده"، "المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يُسْلِمه ولا يخذله"، "المسلم على المسلم حرام"، "المسلمون على شروطهم"، "المسلمون تتكافأ دماؤهم". أما بالنسبة للقرآن الكريم فإن "الإسلام" فى قوله جل جلاله: "يَمُنّون عليك أن أَسْلَموا. قل: لا تَمُنّوا علىَّ إسلامكم، بل الله يمُنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"[160] لا يمكن إلا أن يكون الدين الذى أتى به محمد صلى الله عليه وسلم. والحمد لله أن أسد نفسه قد فسرها فى الهامش هذا التفسير، وها هى عبارته فى النص الإنجليزى: "by professing to be thyfollowers" رغم أنه فى الترجمة قد استعمل كلمة "to surrender"، وإن لم يَقْنَع هذه المرة بذلك بل جعل الأمر "استسلاما للرسول: "having surrendered [to you]"، مضيفا من عنده بين معقوفتين (كما نرى) كلمة "لك"[161]، وهو ما لا يقبله السياق أبدا، إذ من غير المتصور أن يمنوا على الرسول باستسلامهم له، لأن الاستسلام ليس مما يبعث على الفخر أو يُمَنّ به على أحد.(1/3385)
ومثل ذلك قوله جل شأنه: "ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقْبَل منه، وهو فى الآخرة من الخاسرين"[162]، الذى أتى عقب قوله مخاطبا رسوله محمدا عليه الصلاة والسلام: "قل: آمنّا بالله وما أُنْزِل علينا وما أُنْزِل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أُوتِىَ موسى وعيسى والنبيّون من ربهم، لا نفرِّق بين أحد منهم، ونحن له مسلمون" مما يدل على أن "الإسلام" فى الآية هو دين محمد، وإلا لكانت محاجته لأهل الكتاب لا معنى لها، إذ لو كان "الإسلام" هنا مستعملا بمعناه العام لكان جوابهم: "ونحن أيضا مسلمون مثلك سواء بسواء". وبمستطاعنا أن نستشهد بالآيات التالية أيضا: "اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتى ورَضِيتُ لكم الإسلام دينا"[163]، "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه؟"[164]، "ومن أظلم من افترى على الله الكذب وهو يُدْعَى إلى الإسلام؟"[165]، "فمن يُرِدِ الله أن يهديَه يشرح صدره للإسلام"[166]، "رُبَما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين"[167]، "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما"[168]. وكثير من هذه الشواهد ينتمى إلى الوحى المكى. أى أن استعمال لفظ "الإسلام" مصطلحا على دين محمد يعود إلى بدايات دعوته عليه السلام فى مكة، فالقول إذن بأنه استعمال متأخر عن ذلك العصر هو قول يتجافى عن الحقيقة ويجافيها بكل يقين[169].(1/3386)
ولعل مما يجرى فى هذا المجرى أيضا قول كاتبنا، تعليقا على قوله تعالى: "مِنْ أهل الكتاب أمّة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون"، إن الإشارة هنا إلى هؤلاء المؤمنين الحقيقيين من أتباع الكتاب المقدس[170]. أقول: "لعل ..." لأن الكلام غير واضح تماما. أتراه يقصد أولئك الباقين على يهوديتهم أو نصرانيتهم كما هو ظاهر الكلام؟ أم تراه يقصد ذلك الفريق من أهل الكتاب الذى آمن بدين محمد حسبما يُفْهَم من الآية إذ ذكرتْ أنهم يتلون آيات الله"، أى القرآن[171]، وأنهم يسجدون، أى يصلّون صلاة الإسلام، كما وصفتهم الآية التى تليها بأنهم "يؤمنون بالله واليوم الآخر" مما يدل على أنهم لم يَبْقَوْا على ديانتهم السابقة بل انضوَوْا تحت راية الإسلام؟ ذلك أن القرآن لا يُثْبِت الإيمان بالله واليوم الآخر إلا لمن آمن بمحمد عليه السلام كما فى الآيات التالية: "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرِّقوا بين الله ورسله، ويقولون: نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا"[172]، "والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به (أى القرآن)، وهم على صلاتهم يحافظون"[173]،"قاتِلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرَّم اللهُ ورسولُه ولا يَدِينون دينَ الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطُوا الجزية عن يد وهم صاغرون"[174]، "قال (أى موسى): ربِّ، لو شئتَ أهلكتَهم من قبلُ وإياى. أتُهلكنا بما فعل السفهاء منا؟ إن هى إلا فتنتك، تُضِلّ بها من تشاء، وتَهدى من تشاء. أنت وليُّنا، فاغفر لنا وارحمنا، وأنت خير الغافرين* واكتب لنا فى هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة، إنا هُدْنا إليك. قال (أى الله): عذابى أُصِيبُ به من أشاء، ورحمتى وسِعَتْ كلَّ شىء، فسأكتبها للذين يتَّقون ويُؤْتُون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون* الذين يتَّبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل(1/3387)
يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويُحِلّ لهم الطيبات ويحرِّم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزَّروه ونصروه واتَّبَعوا النور الذى أُنْزِلَ معه أولئك هم المفلحون"[175]، وغير ذلك من الآيات.
هذا، ولا بد من التنبيه إلى أن القرآن قد يستخدم لمعاصرى الرسول من أهل الكتاب ممن دخلوا دينه وَصْفَ "أهل الكتاب" أو "الذين آتيناهم الكتاب" أو "الذين أُوتوا العِلْم من قبله" أو ما إلى ذلك، فينبغى ألا يسبق إلى الأوهام أنه حين يُثْنِى عليهم إنما يفعل ذلك رغم بقائهم على ديانتهم السابقة، فإن هذا لا يمكن أن يكون. وإن بقية الكلام فى مثل هذه المواضع لتدل على أن المقصود هم الذين أسلموا منهم. وهأنذا أسوق، إلى جانب آيتَىْ "آل عمران" السابقتين، الآيات التالية كيفما اتفق: "الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به (أى بالقرآن) يؤمنون* وإذا يُتْلَى عليهم قالوا: آمنا به. إنه الحق من ربنا. إنا كنا من قبله مسلمين* أولئك يُؤْتَوْن أجرهم مرتين بما صبروا ويدرأون بالحسنة السيئةَ ومما رزقناهم ينفقون"[176]، "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به (أى بالقرآن)، ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون"[177]، "وإنَّ من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أُنْزِل إليكم وما أُنْزِل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا. أولئك لهم أجرهم عند ربهم. إن الله سريع الحساب"[178]، "والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أُنْزِل إليك"[179]، "وكذلك أنزلنا إليك الكتاب، فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به (أى بالقرآن)"[180]، "إن الذين أُوتُوا العِلْم من قبله إذا يُتْلَى عليهم (أى القرآن) يَِخِرّون للأذقان سُجَّدا ويقولون: سبحان ربنا! إنْ كان وعد ربنا لمفعولا* ويَِخِرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا"[181]. وهذه مسألة على أكبر قدر من الأهمية لأن بعض الدارسين يظن أن أهل الكتاب فى مثل هذه الآيات هم(1/3388)
أهل الكتاب الباقون على دينهم، وهو أمر مستحيل.
فى ضوء هذا نختلف مع الأستاذ أسد فى قوله، تعليقا على آية "لَتَجِدَنّ أشدَّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهودَ والذين أشركوا، ولتجدنّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا: إنا نصارى. ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون"[182]، "إن النصارى (قد وُصِفوا بأنهم أقرب مودةً للذين آمنوا وبأنهم لا يستكبرون لأنهم)[183] لا يعتقدون كاليهود أن الوحى الإلهى مقصور على بنى إسرائيل، ولأن قسيسيهم ورهبانهم يعلِّمونهم أن التواضع هو لب الإيمان الحق". ثم يمضى قائلا: "ومما هو جدير بالذكر أن القرآن فى هذا السياق لا يصنف النصارى ضمن "الذين أشركوا"، لأنهم، وإن كانوا بتأليههم عيسى قد اجترحوا إثم الشرك، لا يعبدون عن وَعْىٍٍٍ آلهة متعددة أو أى إله غير الله، إذ إن عقيدتهم على المستوى النظرى تقرر الإيمان بالإله الواحد الذى يتصورون أنه قد أعلن عن نفسه فى ثلاثة أقانيم أو "ثلاثة أشخاص" يُفْتَرَض أن عيسى واحد منهم. وبرغم ما يمكن أن يكون فى هذه العقيدة مما يبعث على الرفض والنفور بالنسبة لتعاليم القرآن، فإن شركهم غير مبنىّ على الإصرار الواعى بل ينبع بالحَرَى من تجاوزهم حدود الحق فى تعظيمهم لعيسى"[184].(1/3389)
ويبدو لى أن ما قاله أسد فى هذه الفقرة راجع إلى وهمه أن القرآن فى الآية الكريمة يمدح النصارى بوصفهم نصارى. وهذا غير صحيح، إذ المديح فيها وفيما بعدها إنما هو موجه إلى فريق بعينه من النصارى فيهم قساوسة ورهبان كما ينبغى أن يكون القساوسة (أى العلماء) والرهبان (أى العُبّاد) الحقيقيون، سمعوا القرآن الكريم ففاضت أعينهم من الدمع واعلنوا إيمانهم ودَعَوْا ربهم أن يقبلهم فى الإسلام ويُدْخِلهم مع القوم الصالحين. فهل الذى يقول هذا يكون قد بقى على نصرانيته؟ لقد كانوا قبلا نصارى: هذا صحيح، بيد أنهم بمجرد بكائهم عند سماعهم القرآن وإعلانهم الإيمان به لم يعودوا نصارى، بل أَضْحَوْا مسلمين. وهذا من الوضوح بحيث لا يمكن أن يخطئه أحد، فلا أدرى لماذا تُرْبِك هذه الآية الأستاذ أسد وغيره من بعض الكتاب المسلمين؟
كذلك لست أعرف لماذا قال إن النصارى لا يعتقدون أن الوحى الإلهى مقصور على بنى إسرائيل! ترى هل يقبلون نبوة محمد العربى عليه الصلاة والسلام؟ إنهم أولا لا يؤمنون فى الواقع بغير أنبياء بنى إسرائيل، ثم إنهم يزيدون على اليهود اشتراط الإيمان بألوهية المسيح عليه السلام وصَلْبه تكفيرا عن خطايا البشر. فأمرهم إذن أعقد، وإن كان عدد الذين يدخلون منهم فى الإسلام أكبر من عدد اليهود لأنهم ليسوا صلاب الرقبة مثلهم، كما أن عددهم فى العالم أضخم كثيرا جدا جدا جدا من عدد اليهود.(1/3390)
أما قول مترجمنا إن القرآن لا يصف النصارى بـ "الذين أشركوا" فالرد عليه هو أن هذا التعبير نَصًّا مقصور على عبدة الأوثان الحجرية والخشبية من العرب. ومع ذلك فلم يُعْفِ القرآن النصارى من تهمة الشرك والكفر جميعا: "قل:يا أهل الكتاب (المقصود هنا نصارى نجران الذين وفدوا عليه صلى الله عليه وسلم فى المدينة)، تعالَوْا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم: ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضُنا بعضًا أربابا من دون الله"[185]، "لقد كفر الذين قالوا: إن الله هو المسيح بن مريم. وقال المسيح: يا بنى إسرائيل، اعبدوا الله ربى وربكم. إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار، وما للظالمين من أنصار* لقد كفر الذين قالوا: إن الله ثالثُ ثلاثةٍ. وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحد. وإن لم ينتهوا عما يقولون لَيَمَسَّنَّ الذين كفروا منهم عذاب أليم"[186]...وهكذا. أفبعد هذا كله يقال إن شركهم لا يقوم على الإصرار الواعى؟ أوبعد كل تلك القرون المتطاولة لا يزالون غير واعين بما يعتقدون؟ ترى متى يعود إليهم وعيهم ويفيقون؟
وبعد، فقد وقع فى يدى، بعد كتابتى للفصول الماضية، مقال للكاتب السعودى عبد العزيز الرفاعى فى "المجلة العربية" (عدد رجب 1413هـ) أشار فيه إلى أن محمد أسد كان قد أعد ترجمته تلك لرابطة العالم الإسلامى، إلا أن المسؤولين فى الرابطة راجعوه فى عدد من الأمور التى رَأَوْا أنه خالف فيها ما تعارف عليه معظم المفسرين، وأنه قد وافقهم على بعض ما قالوه وأصرَّ على موقفه فى البعض الآخر. وكان رأيه الذى ذكره للأستاذ الرفاعى أنه إنما "يكتب تفسيرا جديدا لا يريده نسخة من التفاسير المتداولة، وأنه يكتبه للفكر الغربى، بل هو ينظر إليه من خلال فكره الغربى"[187].(1/3391)
وأنا مع مترجمنا فى أن على المفسر، بل وعلى أى كاتب، أن يجتهد محاولا الإتيان بجديد فيما يؤلف، لكن بشرط أن يلتزم بالقواعد التى تحكم موضوعه وألا ينطلق فى الفضاء دون ضابط ولا رابط. لكنى لست أفهم تماما قوله إنما يكتب للقارئ الغربى. ذلك أن القرآن ليس طينة صلصال فى أيدينا نشكلها حسب هوانا. وكان أسد نفسه يعلن نفوره من محاولات الربط بين القرآن والعلوم الطبيعية بحجة أن نتائج هذه العلوم متغيرة، فكيف إذن يُقِيم تفسيره للقرآن الكريم على أساس إرضاء القارئ الغربى، وبخاصة أنه حذر المسلمين فى بعض ما كتب من الركون للأمل فى دخول الأوربيين حظيرة الإسلام، مؤكدا أنه أمل شديد الضرر لأنهم متعصبون لفكرهم ويناصبون الإسلام العداء الشديد؟ فما الذى غيره هذا التغيير الحاد؟ ثم إن أسد قد عاش بين العرب والمسلمين ردحا طويلا من العمر تعرَّب خلاله فى دينه ولغته وطعامه ومسكنه وملابسه وبيئته وأصدقائه...إلخ، ولم ير أثناء ذلك أوربا تقريبا، فلم هذه النغمة الغربية إذن؟ هذا موقف غير مفهوم! ثم هل القارئ الغربى هو الأساس الذى ينبغى أن نضبط القرآن عليه؟ إن أسد مثلا يرى أن من الممكن تفسير تسلق الخصوم سور المحراب وظهورهم لداود وحوارهم معه وقضائه بينهم بأنه قد سمع صوت ضميره الذى تسلق أسوار عاطفته وهواه[188]. وهو كلام لا معنى له إلا أن داود قد أصابه، أستغفر الله، خبل الهلاوس البصرية والسمعية! فهل هذا كلام علمى؟ الواقع أننى أشعر أن أسد قد أشاع الاضطراب فى تفسير القرآن، وأرجو ألا أكون قد ظلمته، وإن كنت لا أستطيع أن أرى أن ظلما قد وقع منى عليه، فـ"ما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا".
-- الحواشي--
[127] انظر ص 343/ هـ 44، وهى 572/ هـ 82، وص 689/ هـ 49. وانظر أيضا ص 213/ هـ 48، وإن بقى الأصل العربى للعبرانيين هنا فى دائرة الاحتمال.
[128] ص 418/ بقية هـ 3.
[129] انظر ص 589/ هـ 5.(1/3392)
[130] القصص/ 5. ومع ذلك فعند قوله تعالى عن بنى إسرائيل أيضا: "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا" (السجدة/ 24) لم يتطرق كاتبنا بشىء إلى هذه الريادة المزعومة، بل بالعكس هاجمهم واتهم كثيرا من "أئمتهم" بتحريف التوراة.
[131] انظر ص 596/ هـ 43.
[132] ص 18/ هـ 68.
[133] انظر ص 19/ هـ 73، وص 112- 113/ هـ 60، وص 160/ هـ 94، وص 229/ هـ 136، وص 863- 864/ هـ 4.
[134] المائدة/ 60.
[135] انظر ص 156/ هـ 88.
[136] ص 1190/ هـ 101.
[137] كذلك ففى تعقيبه على قوله تعالى: "وقالت اليهود: عُزَيْرٌ ابن الله"، نراه يقول إن اليهود يغالون مغالاة شديدة فى رفع مكانة عزرا ويجعلون أحكامه مثل الشريعة نفسها، ومن هنا استخدم القرآن تعبير "وقالت اليهود: عُزَيْرٌ ابن الله" للدلالة المجازية على موقفهم هذا (انظر ص 262- 263/ هـ 44). وواضح هنا أيضا النغمة التخفيفية، إذ ليس من المعقول أن يكون قولهم: "عزير ابن الله" مجرد تعبير مجازى عن مغالاتهم فى رفع مكانة عزرا.
[138] انظر ص 415/ هـ 144، 147.
[139] انظر ص 418/ بقية هـ 3.
[140] ص 227/ هـ 127، وص 762/ هـ 16، وص 762- 763/ هـ 17.
[141] ص 893- 894/ هـ 11.
[142] ص 17/ هـ 65.
[143] الذين يرى أسد أنهم ليسوا إلا طائفة من يهود الإنس سماهم الله جنا لأنهم كانوا غرباء ولأنهم سمعوا الرسول وهو يقرأ القرآن دون أن يحس بوجودهم، فهم جن بهذا المعنى فقط.
[144] ص 899- 900/ هـ 3.
[145] انظر ص 899- 900/ هـ 3.
[146] انظر ص 640- 641/ هـ 13، وص 643/ هـ 29، وص 849/ مقدمة ترجمة "الحشر".
[147] Sahih al-Bukhari- The Early Years of Islam, P. 244, n.5.
[148] انظر ص22/ 85. ونص الآية هو: "يا أيها الذين آمنوا، لا تقولوا: راعنا، وقولوا: انظرنا، واسمعوا، وللكافرين عذاب أليم" (البقرة/ 105).(1/3393)
[149] Muhammad Asad, The Road to Mecca, P.55. ويجد القارئ هذا الكلام فى ص 82- 83 من الترجمة العربية الموسومة بـ"الطريق إلى الإسلام" لعفيف البعلبكى.
[150] ومعناها "الهلاك لكم!".
[151] انظر ص 485/ هـ 14.
[152] انظر ص 14/ هـ 50، وص 153-154/ هـ 66، وص 507/ هـ 19-20، وكذلك ترجمة الآيات التى تتعلق بها هذه الهوامش.
[153] ص 133/ هـ 162.
[154] انظر مثلا ص 56/ هـ 243، وص 226/ هـ 126.
[155] ص 226/ هـ 124، فضلا عن المرات الأخرى التى تكررت فيها إشارته إلى هذه النبوءات مما ذكرناه سابقا.
[156] ص 1413/ هـ 132.
[157] انظر ص 518/ هـ 94.
[158] ص 22-23/ هـ 87.
[159] انظر ص 885- 886/ هـ 17.
[160] الحجرات/ 17.
[161] ص 795/ ترجمة الآية وهـ 22.
[162] آل عمران/ 85.
[163] المائدة/ 3.
[164] الزمر/ 22.
[165] الصف/ 7.
[166] الأنعام/ 125.
[167] الحجر/ 2.
[168] الأحزاب/ 35.
[169] مما يلفت النظر هنا أن محمد أسد قد دأب على ترجمة كلمتى "الإسلام" و"مسلم" فى كتابه Sahih al-Bukhari-The Early years of Islam" بـ "Islam" و "Muslim" (ص76، 77، 103، 120، 135، 137، 149، 216، 282... إلخ، وهو كثير جداًً). كان ذلك فى سنة 1938م وما قبلها، فما الذى جعله يترك هذه الترجمة الصحيحة ويلجأ فى ترجمته للقرآن إلى الترجمة الأخرى بكل ما فيها من لف ودوران؟
[170] ص84/ هـ85.
[171] إذا ذُكِرَتْ فى القرآن "تلاوة آيات الله" كان المقصود هو آيات القرآن ليس إلا، وهذا من ملامحه الأسلوبية المهمة.
[172] النساء/ 150- 151.
[173] الأنعام/ 92.
[174] التوبة/ 79.
[175] الأعراف/ 155-157.
[176] القصص/ 52- 54.
[177] البقرة/ 121.
[178] آل عمران/ 199.
[179] الرعد/ 36.
[180] العنكبوت/ 47.
[181] الإسراء/ 107- 109.
[182] المائدة/ 82.
[183] ما بين القوسين من عندى على سبيل الربط والتوضيح.
[184] ص 160/ هـ 97.
[185] آل عمران/ 64.
[186] المائدة/ 72- 73.(1/3394)
[187] عبد العزيز الرفاعى/ أيام حزينة (1) النمساوى المسلم محمد أسد/ المجلة العربية/ العدد 186/ رجب 1413هـ/ 58. وواقع الحال أن هذا رأى قديم لكاتبنا، ففى مقدمة الطبعة الأولى لكتابه "Sahih al-Bukhari- The Early Years of Islam" الصادرة سنة 1938م نراه ينعى على المسلمين الذين يظنون أن القرآن قد فُرِغَ منذ قرون من تفسيره التفسير الصحيح إلى الأبد، والذين لم يعودوا يفكرون تفكيرا مستقلا عن تفكير القدماء رغم أن الكثيرين من أولئك القدماء كانوا (كما يقول) واقعين تحت تأثير الأفلاطونية الجديدة. كما يؤكد أن عظمة القرآن تكمن فى أنه كلما اتسعت آفاق المعارف الدنيوية ظهر له من المعانى الجديدة ما كان خافيا على السابقين، وأن المسلم مطالب بعدم الإصاخة إلا إلى فهمه هو للقرآن وصوت ضميره، وأن باب الاجتهاد لم يغلق، ولا يمكن أن يغلق يوما من الأيام فى وجه أى باحث عن الحقيقة (انظر الطبعة الثانية من الكتاب المذكور الصادرة عام 1981م عن دار الأندلس بجبل طارق/ P. vi vii, ix).
. [188] Muhammad Asad, The Message of the Qur’an, P. 797, n. 22
---
د.إبراهيم عوض
01-04-2006, 03:24 PM
كان ما تقدم هو ماله صلة بموضوعات الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن . ولقراءة بقية الكتاب فهو في مكتبة شبكة التفسير على هذا الرابط .
فكر محمد أسد (ليو بولد فايس) كما لا يعرفه الكثيرون (http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=953)
---
أحمد الطعان
01-10-2006, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور إبراهيم بارك الله فيك وفيما تكتب وجعلها نوراً لك يوم القيامة ...
كتابتكم ممتعة في رصانتها وأصالتها ...
وأسأل الله عز وجل لكم السداد دائماً ..
والسلام
---
د. أنمار
01-10-2006, 01:47 PM(1/3395)
مجهود جيد، لكن لو اقتصر المؤلف على بعض النقاط وأغفل ما فيه تكلف لكان البحث أقوى. فكثير من النقاط أعلاه ممكن غض الطرف عنها فهي مما يقبله الخلاف المحمود.
---
الراية
01-10-2006, 11:29 PM
تعريف بالكاتب/ محمد أسد
كتبها
د.سلمان العودة
25/11/1421
محمد أسد، مستشرق نمساوي يهودي الأصل، ولد سنة 1318هـ ،1900م، ودرس الإسلام، ثم زار الجزيرة العربية، وأعلن إسلامه فيها عام 1926م، وبدأ عقله الحر يتفاعل مع الإسلام وتعاليمه، فأفرز كتاباً من أشهر كتبه وأكثرها رواجاً، هو : ( الإسلام على مفترق الطرق)،
ثم سجل قصة رحلته الطويلة إلى الإسلام وإلى الجزيرة بعنوان ( الطريق إلى مكة)، وهو أشهر كتبه حتى قال عنه أحد المسلمين الغربيين :
" إن أحداً لا يعرف عدد من وجدوا الطريق إلى الإسلام عبر هذا الكتاب الصغير "
وله كتاب آخر مفيد اسمه (منهاج الإسلام في الحكم).
له جهاد مشكور في قضايا المسلمين، حيث رافق الشهيد عمر المختار في ليبيا في جهاده ضد الطليان، ثم انتقل إلى الهند والتقى محمد إقبال، وأقام هناك حتى قيام الحرب العالمية الثانية .
وهناك سجنه الإنجليز، وضاع منه في سجنه عمل من أعظم أعماله، وهو: (ترجمة صحيح البخاري) .
وفي عام 1980م صدرت ترجمته لمعاني القرآن الكريم، والتي ظل في إعدادها أكثر من ستة عشر عاماً، وله جهاد ضد اليهود ودولة إسرائيل، والتأكيد على الحقوق الإسلامية في فلسطين وبيت المقدس،
وقد توفي في 20 شباط ( فبراير)، ودفن في مقابر المسلمين في غرناطة بأسبانيا ، سنة 1412هـ الموافق 1992م -رحمه الله رحمة واسعة- .
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content.cfm?id=4239
---
(1/3396)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل طبع تفسير أبي سليمان المهدوي ?
---
هل طبع تفسير أبي سليمان المهدوي ?
---
طويلب
10-15-2005, 12:47 AM
إخواني مشرفي المنتدى ورواده :
هل طبع تفسير أبي سليمان المهدوي ؟؟
واين يمكن أن أجده ؟
---
(1/3397)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " فنقلات الزمخشري "
---
" فنقلات الزمخشري "
---
عبدالرحيم
11-26-2005, 12:55 PM
إخوتي الأكارم
أين أجد التأصيل اللغوي لـ " فنقلات الزمخشري " ؟
وجزاكم الله خيرا
---
المنصور
11-27-2005, 12:38 PM
أظنك تقصد قول الزمخشري - خصوصاً في أول تفسيره - فإن قيل ، ثم يجيب عن ذلك .
وهذا لايحتاج لتأصيل لغوي .
لأنها إجابات الزمخشري عن أسئلة يوردها الزمخشري ، وكثير منها ، لاتتفق مع مذهب أهل السنة ، بل هي استشكالات نتجت عن اعتقاد المعتزلة ، وأرادوا تطويع القرآن لها .
وبالمناسبة ، آمل أن تقرأ هذه المشاركة على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39879
وجزاك الله خيراً .
---
جمال أبو حسان
11-28-2005, 10:04 AM
القول بان فنقلات الزمخشري كثير منها او الكثير منها مما يخالف منهج اهل السنة قول متعجل يدل على ان السيد المعترض تصور ان الزمخشري ليس له شغل في تفسيره الا قضية الاعتزال وكثيرون للاسف يظنون هذا وهو بلا شك تعجل ووهم فان فيها ما هو كذلك واكثرها مما له تعلق بالتفسير من جهات البلاغة والنحو وقضايا التفسير الخاصة وارجو ان لا تحملنا مذاهبنا على الاغضاء عن فضائل الخصوم
ودمتم بخير حال
---
جمال أبو حسان
11-28-2005, 10:11 AM
وما ذكر عن السبكي في الرابط المشار اليه انما هو راي خاص ولو وافق الناس على ما ذهب اليه السبكي ما اعتنوا بالكشاف عناية فاقت عنايتهم بكثير من كتب التفسير
وانا ارى اليوم ان الهجوم على الزمخشري بهذه الطريقة غير مجد وكم اثنى ابن المنير على الزمخشري ومن جملة ما قاله في بعض فصول النقد ( ان هذا الفصل من الزمخشري حري ان يكتب بالتبر لا بالحبر ) ولعمري ان هذا لهو الانصاف
واقبلوا خالص التحيات
---
عبدالرحيم
11-28-2005, 11:17 AM
جزاكم الله خيراً(1/3398)
ومن أفضل من تحدث عن منهج الزمخشري ـ رحمه الله ـ في تفسيره ؟
---
جمال أبو حسان
11-29-2005, 09:54 AM
هناك كتابان لا اشك انهما من افضل أو قل ان شئت افضل كتابين عن الزمخشري الاول هو البلاغة القرانية في تفسير الزمخشري للعلامة الاستاذ الدكتور محمد محمد ابي موسى والثاني هو منهج الزمخشري في تفسير القران وبيان اعجازه للدكتور مصطفى الصادق الجويني
وهناك كتاب ثالث عنوانه الزمخشري لغويا وبيانيا لمرتضى اية الله شيرازي وكل من هذه الكتب رسالة علمية
---
خالد الشبل
11-29-2005, 11:54 AM
وعن دار الأندلس بحائل صدر كتاب (المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري في ضوء ما ورد في كتاب الانتصاف لابن المنيّر) د.صالح الغامدي، وهي رسالة علمية من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود في السعودية، في مجلدين.
---
ش.م
12-04-2005, 12:14 PM
** ** **
هل يمكن أن نعرف دور نشر هذه الكتب وأخص منها ما أشار إليه الدكتور جمال؟
** ** **
---
جمال أبو حسان
12-04-2005, 03:12 PM
كتاب ابي موسى مطبوع اكثر من طبعة بمكتبة وهبة بالقاهرة وكتاب الجويني مطبوع بمصر لكن غاب عني الان اين وكذلك الثالث فان كنت محتاجا اليها بحثت عنها واعلمتك اين ان لم يكن هناك من يقضي هذا الغرض فان التفتيش عليها عندي مجهد
---
د.عبد الله الجيوسي
12-05-2005, 09:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أقضي لك هذا الغرض يا أبا حسان وأكفيك عناء التفتيش ففي الآتي بعض التفصيلات أخذتها من الكشاف الذي لم يخرج في صورته النهائية بعد، أما الرقم فيشير إلى رقم الكتاب في الكشاف لا لشيء آخر:
8777 منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه مصطفى الصاوي الجويني ماجستير جامعة الاسكندرية الآداب 1954(1/3399)
8947 منهج الزمخشري في أساس البلاغة زعل الغزالي رسالة ماجستير أسعد علي دمشق/ سوريا جامعة دمشق 1997م 9359 المسائل النحوية في الآيات القرآنية بين الزمخشري وابن هشام النحو والقرآن جبران بن أحمد آل صالح ماجستير عبد العظيم علي الشناوي الرياض/ السعودية كلية اللغة العربية/ قسم النحو والصرف وفقه اللغة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1983م 9934 الزمخشري ومنهجه في توظيف القراءات القرانية عبد الرحيم مرزوق دبلوم الدراسات العليا التهامي الراجي الرباط - المغرب كلية الآداب 1990
10200 التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسيره للكتاب العزيز - تقديم وتحقيق الزهراء الخوتاري دبلوم الدراسات العليا محمد اميم السماعيلي الرباط - المغرب كلية الآداب 1992
10525 "القرآن الكريم مصدرا للقوانين البلاغية عند
عبدالقاهر الجرجاني والزمخشري والسكاكي"
حسني يوسف" دكتوراه نورالدين عتر الأردن الجامعة الأردنية 2001 390 ورقة 8076 المحاكمات بين أبي حيان والزمخشري وابن عطية للشاوي : دراسة وتحقيق إلى - نهاية سورة يوسف أبوحيان النحوي , ت 745هـ - الزمخشري , ت 538هـ - ابن عطية , ت 542هـ - اللغة العربية - نحو - القرآن ناجي محمود حسين عبدالجليل دكتوراه محمد بن حمود الدعجاني الجامعة الإسلامية اللغة العربية / اللغويات 1420هـ 8094 المسائل النحوية في الآيات القرآنية بين الزمخشري وابن هشام القرآن - نحو - اللغة العربية - نحو - الزمخشري , ت 538هـ - ابن هشام , ت 761هـ جبران بن أحمد آل صالح ماجستير عبدالعظيم علي الشناوي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
---
عبدالرحيم
12-08-2005, 01:37 PM
كتاب الجويني طبعته دار المعارف في مصر سنة 1959 والكتاب ورقه أصفر ذكرني بأيام بدايات دراستنا في تلك الكتب التي للبحث فيها لذة خاصة
وأتذكر أيام ما كنا نبحث عن حديث في النسخة الوحيدة لمسند الإمام أحمد وكان البحث فيها جد ممتع(1/3400)
لدرجة أنا كنا إذا وجدنا الحديث ندعو أصدقاءنا لشرب الشاي على حسابنا فرحاً بذاك
رحمة الله عليك يا أستاذنا الدكتور وليد العاني وغفر لك
---
ش.م
12-12-2005, 10:52 PM
جزاكم الله خير الجزاء على ما تفضلتم به وجعله في موازين حسناتكم
أود من الدكتور جمال أن يخبرني كيف أستطيع الحصول على كتاب الأبحاث والدراساتالمهداة إلى الدكتور فضل، علما أنن ياتصلت برقم وجدته سابقا للأستاذ وجدي ولكن يظهر أنه خحارج الخدمة
وهل يمكن أن أعرف الوكيل الماشارك عن الدار في المعارض الدولية؟
وكتاب الشيخ صلاح الخالدي في الرد على الفرقان المزعوم أين يمكن أن أجده؟
بارك الله في الجميع
---
(1/3401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل الكافرين مع محمد صلى الله عليه وسلم
---
من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل الكافرين مع محمد صلى الله عليه وسلم
---
محمد إسماعيل
05-02-2005, 03:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مثل الكافرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الأمثال، التي ضربها الله تعالى للكافرين في كتابه الكريم، وضرب للمنافقين المثلين المذكورين في أوائل سورة البقرة، وهو دليل واضح على ما ذكرت في مثل المنافقين، مع ما ذكرت هناك من أدلة، ليست من قول فلان، ولا قول علان؛ وإنما هي أدلة من القرآن والسنة، وكلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم.. فلينظر أبو عبد المعز وغيره: هل خالفت في هذا المثل علماء النحو والتفسير والبلاغة؟
[قال الله تعالى في حق الكافرين:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } (البقرة:171)
هذا مثل ضربه الله تعالى لكل كافر مشرك بالله، ما دام على كفره وشركه، ويدخل في عمومه اليهود؛ لأن الآية نزلت فيهم.. وهو جملة استئنافية، واردة لتقرير ما قبلها؛ وهو قوله تعالى:{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ }(البقرة:170).(1/3402)
عن ابن عباس- رضي الله عنهما-: أنها نزلت في طائفة من اليهود0 دعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، فقالوا:{ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا }.. فأنزل الله تعالى هذه الآية، ثم ضرب لهم هذا المثل، فقال جل شأنه:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً }.
والجامع بين الآيتين: أن الأولى لبيان حالهم، والثانية تمثيل لتلك الحال. فهؤلاء الكافرون: مثل، والذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء مثل آخر، وبين المثلين تشابه في الأحوال، دلت عليه كاف التشبيه.
وعن مجاهد- رضي الله عنه- قال: هذا مثل ضربه الله للكافر، يسمع ما يقال له، ولا يعقل؛ كمثل البهيمة، تسمع النعيق، ولا تعقل.. وعن قتادة- رضي الله عنه- قال: مَثلُ هذا الكافر، مَثلُ هذه البهيمة، التي تسمع الصوت، ولا تدري ما يقال لها؛ فكذلك الكافر، لا ينتفع بما يقال له.
وعلى ذلك يكون المعنى: حال هؤلاء الكافرين، في دعائهم وندائهم إلى الإيمان، يشبه حال البهائم السارحة، في دعائها وندائها إلى المرعى، التي تسمع الصوت، ولا تدري ما تحته، وتسمع الدعاء، ولا تعقل ما وراءه.. كذلك حال هؤلاء الكافرين، يدعوهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، ويحثهم على عبادة الله وحده، فلا يسمعون من دعائه وندائه، إلا مجرَّد الصوت.(1/3403)
ويفهم من تشبيه حالهم بحال البهائم، تشبيه حال داعيهم إلى الإيمان- وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -- بحال الراعي، الذي ينعق بالبهائم، فلا تفهم من نعيقه أكثر من الصوت. وهذا ما أشار إليه القرطبي بقوله:” شبه تعالى واعظ الكفار، وداعيهم- وهو محمد- صلى الله عليه وسلم -- بالراعي، الذي ينعق بالغنم، والإبل، فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه، ولا تفهم ما يقول.. هكذا فسره ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والسدي، والزجاج، والفرَّاء، وسيبويه. وهذه نهاية الإيجاز. قال سيبويه: لم يُشبَّهوا بالناعق؛ إنما شُبِّهوا بالمنعوق به. والمعنى: مثلك يا محمد، ومثل الذين كفروا، كمثل الناعق والمنعوق به من البهائم، التي لا تفهم0 فحذف لدلالة المعنى“0
وقال الزركشي:” اختلف الشارحون في فهم كلام سيبويه، فقيل: هو تفسير معنى. وقيل: هو تفسير إعراب. فيكون في الكلام حذفان: حَذفٌ من الأول: وهو حذفُ: داعيهم، وقد أثبت نظيره في الثاني، وحَذفٌ من الثاني: وهو حذفُ المنعوق، وقد أثبت نظيره في الأول“.
وقال السيوطي:” وفي(الغرائب) للكرماني: التقدير: مثل الذين كفروا، معك يا محمد، كمثل الناعق، مع الغنم؛ فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر، وله في القرآن نظائر؛ وهو أبلغ ما يكون في الكلام “.(1/3404)
وقال السيوطي أيضًا:” وهو من ألطف الأنواع، وأبدعها، وقلَّ من تنبَّه له، أو نبَّه عليه من أهل فنِّ البلاغة، وذكره الزركشي في( البرهان )، ولم يسمِّه هذا الاسم، بل سماه: الحذف المقابلي “.. ثم نقل عن الأندلسي قوله في شرح( البديعية ):” من أنواع البديع( الاحتباك )؛ وهو نوع عزيز، وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول؛ كقوله تعالى:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً }. التقدير: ومثل الأنبياء والكفار، كمثل الذي ينعق والذي ينعق به؛ فحذف من الأول( الأنبياء ) لدلالة( الذي ينعق ) عليه، ومن الثاني ( الذي ينعق به )؛ لدلالة ( الذين كفروا ) عليه “.
وهكذا الشأن في كل تمثيل مفرَّق كان، أو مركَّب- كتمثيل المنافقين بقوم مخصوصين، ذهب الله تعالى بنورهم، وحرمهم الانتفاع به، وتمثيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي استوقد نارًا. ثم تمثيلهم بقوم آخرين، أخذتهم السماء في ليلة ممطرة، وتمثيل القرآن الكريم بصيِّب من السماء.
قال ابن قيِّم الجوزيَّة:” ولك أن تجعل هذا من التشبيه المركَّب، وأن تجعله من التشبيه المفرَّق. فإن جعلته من المركَّب، كان تشبيهًا للكفار في عدم فقههم وانتفاعهم، بالغنم، التي ينعق بها الراعي، فلا تفقه من قوله شيئًا، غير الصوت المجرَّد، الذي هو الدعاء والنداء.
وإن جعلته من التشبيه المفرَّق، فالذين كفروا بمنزلة البهائم، ودعاءُ داعيهم إلى الطريق والهدى بمنزلة الذي يُنْعَق بها، ودعاؤهم إلى الهدى بمنزلة النَّعْق، وإدراكُهم مجرَّد الدعاء والنداء كإدراك البهائم مجرَّد صوت الناعق.. والله أعلم! “.(1/3405)
ونقرأ الآية الكريمة:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً }، فنجد لمحة من لمحات الإعجاز، في هذا التخالف بين جزأي الصورة، في المشبَّه، والمشبَّه به؛ حيث كان الظاهر أن يُقال: مثل الذين كفروا كمثل الذين ينعقون بما لا يسمع إلا دعاء ونداء.
ولكن هذا يفسد المعنى؛ لأنه يقضي أن تكون المشابهة بين حال الكافرين، وحال الذين ينعقون بأغنامهم. وهذا لا يصح، إلا على قول من ذهب إلى أن المراد من هذا المثل، هو تشبيه حال الكافرين، في دعائهم وندائهم للأصنام، بحال الراعي، في نعيقه بأغنامه. ولهذا قالوا: لمَّا كان المراد تشبيه حال بحال، جاز تشبيه الجمع بالمفرد.
وقد سبق أن ذكرنا، أن المراد بـ{ الَّذِينَ كَفَرُوا }: طائفة من اليهود؛ لأن الآية نزلت فيهم، ولم تكن اليهود أهلَ أوثان، يعبدونها، ولا أهلَ أصنام يعظمونها، ويرجون نفعها، أو دفعَ ضرِّها؛ حتى يُشبَّه حالهم، في دعائهم وندائهم للأصنام، بحال الراعي، في نعيقه بالبهائم؛ وإنما المراد- كما ذكرنا- هو تشبيه حالهم في دعائهم إلى الإيمان، بحال البهائم، التي ينعِق بها راعيها، فلا تسمع إلا صوته، ولا تفقه ما يقول، وتشبيه حال داعيهم، بحال داعي البهائم، وحذف من المشبه( داعيهم )؛ لدلالة{ الَّذِينَ كَفَرُوا } عليه، وحذف من المشبه به ( البهائم )، لدلالة{ الَّذِي يَنْعِقُ } عليه.
ولهذا قال الله تعالى:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ }، فأضاف لفظ( مَثل )- في طرف المشبه- إلى الذين كفروا، وأضافه- في طرف المشبه به- إلى{ الَّذِي يَنْعِقُ }.. وهذا هو سرُّ الإعجاز في هذا التركيب، ونحوه، في البيان الأعلى!(1/3406)
والنعيق: الصياح والزجر. يقال: نعَق الراعي بالغنم ينعِق نَعْقًا ونُعاقًا ونَعيقًا ونُعْقانًا: صاح بها وزجرها؛ ويكون ذلك في الضأن والمَعْز. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنساء عثمانَ بن مظعون، لما مات:” ابكين! وإياكن، ونعيق الشيطان“. يعني:الصِّياح والنَّوْح. وأضافه إلى الشيطان؛ لأنه الحامل عليه (9)0
وفي قوله تعالى:{ يَنْعِقُ }- إشارة إلى أن الكلمات، التي يهتف بها الهاتف إلى هذه الدواب، هي بالنسبة إليه نعيقًا.. ولهذا عبَّر عنها بما هي صائرة إليه، لا بما كانت عليه عند النطق بها.. فتأمل!
وأما قوله تعالى:{ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً } فالمراد به: نفْيُ سمْع الفَهْم عن الكفار، وإثبات سمْع الصوت المجرد لهم. وبذلك جعل الله تعالى سمع الكفار بمنزلة سمع البهائم لأصوات الرعاة. أي: يسمعون مجرَّد الأصوات كسَمْع الحيوان.. لا يسمعون- ما فيها من تأليف الحروف المتضمنة للمعاني- السَّمْعَ، الذي لا بد أن يكون بالقلب مع الجسم.
وذلك- كما قال الشيخ ابن تيميَّة- لا يمنع أن يكونوا قد يسمعون، إذا زال الغطاء، الذي على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم.. فإنهم لا يسمعون لذلك المعنى المشتق منه؛ وهو الكفر. فما داموا هذه حالهم، فهم كذلك. ولكن تغيُّر الحال ممكن؛ كما قال:{ إلا أن يشاء الله } (الكهف:24) ، وكما في الواقع.
ومثل هذا يفيد أن الإنسان لا يعتقد أنه بدعائه وإنذاره وبيانه، يحصل الهدى، ولو كان أكمل الناس. وأن الداعي- وإن كان صالحًا ناصحًا مخلصًا- فقد لا يستجيب المدعو، لا لنقص في الدعاء؛ ولكن لفسادٍ في المدعو.
وأما الدعاء والنداء فهما في الأصل مصدران لـ( دعا يدعو)، و( نادى ينادي )، ثم أقيم كلٌّ منهما مقام الاسم، تقول: سمعت دعاءً ونداءً؛ كما تقول: سمعت صوتًا، أو كلامًا، أو قولا.(1/3407)
وقد يقال كلٌّ منهما للصوت المجرَّد؛ كما في قوله تعالى:{ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً }. وقد سبق أن ذكرنا أن المعنى المراد من هذا المثل: مثل الكفار مع محمد - صلى الله عليه وسلم - كمثل الناعق مع المنعوق به. شبههم بالغنم، التي تسمع نعيق الراعي، ولا تفهم منه إلا الصوت المجرَّد. وكذلك هؤلاء الكفار، يسمعون الدعاء والنداء، فلا يفهمون منهما إلا الصوت المجرَّد، دون المعنى، الذي يقتضيه تركيب الكلام.
ويقال كلٌّ منهما للصوت المركب، الذي يفهم منه ذلك المعنى؛ نحو قوله تعالى:{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ }(الفرقان:77)، وقوله تعالى:{ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا }(مريم:3).
أما قولهم: إن الدعاء كالنداء، وأنه قد يستعمل كلٌّ منهما موضع الآخر، كما في آية البقرة السابقة فليس بشيء.. والدليل على ذلك أن الله تعالى، قد غاير بينهما، فقال- جل جلاله - :{ دُعَاءً وَنِدَاءً ً}. فلو كان ما قالوه صحيحًا، استغنِيَ بأحدهما عن الآخر؛ وإلا لكان تكرارًا، لا مبرر له، ولا مسوِّغ.. فتأمل!
وقال تعالى:{ إلا دعاء ونداء }، فقدَّم الدعاء على النداء. وسر الإعجاز في ذلك يتجلَّى لنا في أمور، نذكر منها:
1- أن النداء عام، والدعاء مختص بالله تعالى.
2- أن النداء مختص بالجهر، والدعاء غير مختص به.
3- أن النداء مختص بالبعد، والدعاء غير مختص به.
4- أن النداء إجابة الصوت، والدعاء طلب الفعل.(1/3408)
أما قوله تعالى على لسان زكريا - عليه السلام -:{ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا }(مريم:3- 4) فإن زكريا- عليه السلام- أشار بالنداء إلى الله تعالى؛ لأنه تصوَّر نفسه بعيدًا منه بذنوبه، وأحواله السيِّئة؛ كما يكون حال مَن يخاف عذابه. وهذا بخلاف قوله تعالى:{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى }(آل عمران:38). فجاء- هنا- بفعل الدعاء؛ لأنه - عليه السلام - كان في مقام، يكون فيه العبد أقرب إلى ربه عز وجل من أي مقام آخر.
فثبت بذلك أن النداء أعم من الدعاء؛ إذ كل نداء دعاء، وليس كل دعاء بنداء. ولهذا قُدِّم الأخصُّ على الأعمّ.. ولهذا أيضًا فسر الزمخشري النداء بالدعاء، في قوله تعالى على لسان نوح - عليه السلام -{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ }(هود:45)، فقال:” نداؤه ربَّه: دعاؤه له؛ وهو قوله:{ رَبِّ }، مع ما بَعده من اقتضاء وعده في تنْجيَة أهله.
وقال تعالى- هنا- :{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }، فسلب العقل عن الكفار؛ لأنهم لم يكونوا من أهل البصيرة والإيمان. وقال سبحانه في مَثل المنافقين:{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ }، فسلب الرجوع عن المنافقين؛ لأنهم آمنوا ثم كفروا، فلم يرجعوا إلى الهدى بعد أن باعوه بالضلالة. أو: عن الضلالة بعد أن اشترَوْها بالهدى. أو: إلى حيث ابتدءوا منه. والكل محتمل؛ لأن المراد، بنفي الفعل: مطلق الفعل، دون قيد.. فتأمل!(1/3409)
الاثنين / 2 / أيار / 2005م محمد إسماعيل عتوك
---
(1/3410)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير الإمام المفسر فخر الدين ابن تيمية
---
سؤال عن تفسير الإمام المفسر فخر الدين ابن تيمية
---
عبدالرحمن السديس
02-21-2007, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة وردتني من أحد الإخوة طلب مني نشرها هنا .
عندي سؤال اود ان اضعه للمشايخ في منتدى اهل التفسير الا ان التسجيل عندهم مغلق فهل تستطيع وضع سؤالي عندهم - بارك الله فيكم - ؟
و هذا هو سؤالي :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشايخنا و طلبة العلم الكرام
تفسير الإمام المفسر فخر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيميه - نقل منه شيخ الإسلام في فتاويه غير مرة - هل له وجود ام انه في حكم المفقود ؟؟
---
(1/3411)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تثبيت ويندوز Xp بالصور
---
تثبيت ويندوز Xp بالصور
---
سامي عبدالعزيز
06-07-2006, 07:00 PM
شروط التنصيب:
1) يجب أن يكون ترتيب Boot في BIOS أن يقرأ من CDROM ، كيف يتم ذلك؟
اذا كنت تملك PIV فعليك الدخول للـ BIOS عن طريق إما " F10 أو F12 أو DEL " عند الدخول للقائمة ستجد في القائمة كلمة BOOT ، من داخلها ستجد Sequence Priority ومن ثم يتم الإختيار CDROM First Boot. خزن التعديل ثم أخرج.
أما اذا كنت تملك PIII فعند دخولك لقائمة BIOS Setup ستجد أن الأمر الثاني من القائمة اليسرى هو BIOS Features ، ستجد بداخله Sequence ومن هنا تستطيع تغيير الترتيب عن طريق PageUP أو PageDown حتى تصل إلى CDROM,C,A وايضا خزن التعديل ثم أخرج.
2) يجب أن يكون سيدي ويندوز XP " Bootable CD " .
نقول بسم الله ونبدأ:
أولا:
نضع السيدي ثم نشغل الكمبيوتر ، ما بين (5-10) ثواني راح تطلع مسج اتقول " Hit any Key to Boot From CD-Rom" اضغط على أي زر والأفضل زر الأدخال " Enter".
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp01.jpg
اتبع القراءه
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp02.jpg
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp03.jpg
ستصل إلى قائمة الترحيب
في هذا القائمة يوجد ثلاث إختيارات
الخيار الأول ( تنصيب ويندوز 2000) وهو الذي نسعى إليه. بالضغط على رز الإدخال "Enter".
الخيار الثاتي (تعديل ويندوز 2000) اذا كنت تريد تعديل الويندوز. بالضغط على رز الإدخال"R".
الخيار الأخير (الخروج من التنصيب). بالضغط على زر خروج.
طبعا نضغط على زر الإدخال "Enter"
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp04.jpg
ثانيا:
ستظهر لك قائمة "الموافقة" "Licensing Agrement" إضغط على زر "F8" للمتابعة.(1/3412)
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp05.jpg
ثالثا:
ستظهر لك قائمة التنصيب وبها ثلاث خيارات أيضا
الخيار الأول (تنصيب ويندوز 2000)
الخيار الثاني(عمل تجزيء للهارديسك "Partiton"(
الخيار الثالث(حذف Partition)
نصيحتي للكل لا تختار الإختيار الأول في أول الأمر ، الأفضل أن تحذف أي Partition وبعدين حدد اذا كنت تريد تعمل Partition وإلا لا ، وأخيرا قم بإختيار الخيار الأول.
ملاحظة: انظر إلى الأوامر في الشريط السفلي دائما وقبل بدأ أي شي.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp06.jpg
رابعا:
ستظهر لك قائمة "Formating" وبها إما أربع خيارات أو خيارين
حدد أي نوع من أنواع Format تريد إما NTFS أو FAT32
سوال: ما هو الفرق بين FAT32 & NTFS
جواب: بصراحة انا اقول اللي أعرفه الفرق ما بينهم هو ان NTFS أكثر Security للملفات والفولد ، يعني تقدر تعمل حماية لملفاتك وفولدراتك ، ونصيحة مني اللي ما يعرف للNTFS لا يفرمت جهازه عليه.
ثم ستظهر لك قائمة التأكيد على التنصيب والفورمات ، إضغط على زر الإدخال "Enter".
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp07.jpg
خامسا:
سيقوم الآن بعملية الفورمات وبتنزيل الملفات الخاصة بالويندوز.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp08.jpg
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp09.jpg
سادسا:
بعد الانتهاء من ذلك سيقوم الكمبيوتر بإعادة التشغيل.
ملاحظة مهمه جدا: بعد اعادة التشغيل ستظهر لك أول رسالة ذكرناه لك في هذه الحالة لا تضغط على أي شي أبدا أبدا أبدا.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp10.jpg
سابعا:
ثم ستظهر لك لوغو الويندوز XP
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp11.jpg
ثامنا:
ستظهر لوحة التحميل "Installation Menu". والذي يحدد فيها وقت التحميل.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp12.jpg
تاسعا:
عندما تصل إلى وقت 37 دقيقة تقريبا " تعتمد على سرعة جهازك".(1/3413)
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp13.jpg
عاشرا:
ستظهر لك الخيارات العالمية ومنها تستطيع تحديد موقعك واللغة المطلوبة لذلك، إضغط NEXT.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp14.jpg
الحادي عشر:
حدد الإسم واسم المنظمة
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp15.jpg
الثاني عشر:
قم بوضع السيريال نمبر
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp16.jpg
الثالث عثر:
حدد كلمة سر لإداري الكمبيوتر "Administrator" لا تنساها أبدا أبدا أبدا. وإذا أحببت أن تغير اسم الكمبيوتر.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp17.jpg
الرابع عشر:
حدد الوقت والمكان اللي انت فيه.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp18.jpg
الخامس عشر:
ستقوم الويندوز الآن بالتعرف على محتويات الشبكة لديك.
الآن ستحدد الويندوز الخيار الطبيعي لذلك قم بإخيار "Typical Settign".
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp19.jpg
السادس عشر:
ستكمل الويندوز التحميل
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp20.jpg
السابع عشر:
أيضا سيظهر لك اللوغو للويندوز.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp21.jpg
السابع عشر:
ستقوم الويندوز الآن بتنصيب الأدوات المطلوبة.
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp22.jpg
الثامن عشر:
الأن ستظهر لك شاشة البدء للويندوز والتي من خلالها تستطيع الدخول للنظام
http://absba3.absba.org/basmah0/winxp/xp23.jpg
---
ابن رشد
06-08-2006, 05:39 PM
ذكرتم أن ( يجب أن يكون سيدي ويندوز XP " Bootable " CD ).
- هل تختلف هذه الاسطوانة عن الاسطوانة العادية xp ؟
---
سامي عبدالعزيز
06-09-2006, 10:32 AM
نعم فال Bootable تقلع تلقائياً من الدوس
---
ابن رشد
06-09-2006, 12:56 PM
شكرا كثيرا على ما تفضلتم بشرحه
---
(1/3414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مرتكزات التفريق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة:
---
مرتكزات التفريق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة:
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 06:37 PM
بين النص السابق أن أهل السنة حددوا مفهومهم للتفسير والتأويل اعتمادا على مراتب الوجود وهي :
1- علم اليقين : هو ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته مبلغا عن ربه .
2- عين اليقين : وهو المشاهدة .
3- حق اليقين : وهو الملامسة .
فالتفسير يخص النوع الأول من الكلام أي الأمر بفرعيه : الفعل والترك، أي ما يصطلح عليه بأحكام القرآن، كما أنه يخص الجانب الأول من المتشابه وهو ما يتعلق بإدراك الخبر القرآني وحده، دون أن يتعلق الأمر بإدراك عين الحقيقة المخبر بها .
ومن تم يمكننا القول إن التفسير عند أهل السنة يشمل جوانب ثلاث، وهي :
1- إدراك الأحكام التكليفية العملية .
2- إدراك ما أخبر به الحق سبحانه من أمور غيبية تتعلق بالبعث وأهوال يوم القيامة ومشاهد الجنة والنار وغيرها من الأمور الغيبية التي وردت بالقرآن الكريم .
3- إدراك ما أثبته الله لنفسه من أسماء وصفات .
وأما التأويل فيتعلق بالجانب الثاني من المتشابه، وهو ما يتعلق بإدراك المخبر به فقط، وهم يلاحظون أن مهمة التأويل خارجة عن القدرة الإنسانية في الفهم والإدراك، ذلك أنه يقوم أساسا على إدراك الحقائق الغيبية على ما هي عليه في عالم المعاينة والمشاهدة، وهذا مما استأثر الله تعالى بعلمه، وهم إذ يفعلون ذلك إنما يتأولون قوله تعالى : { ذلك خير وأحسن تأويلا }.
{ هل ينظرون إلا تأويله }.
{ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله }.(1/3415)
فهذه الآيات تفيد أن تأويل الأمور الغيبية -بمعنى إدراك الحقيقة التي هي عليها في واقع أمرها -هو من العلم الذي استأثر الله به، وخص به ذاته المقدسة ولم يطلع عليه أحدا من خلقه .
ومما سبق يتبين لنا أن التأويل عند أهل السنة لا يخرج عن هذه الأمور الثلاث :
1- التفسير والبيان، وهو ما درجوا على استعماله في تفاسيرهم، وهو المفهوم من أقوال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوال الصحابة والتابعين .
2- إدراك الحقيقة الواقعية، وهذا مما استأثر الله بعلمه، وهم لا يخوضون في القضايا الغيبية على طريقة المتكلمين والفلاسفة والروافض وغلاة الصوفية، بل يوجهون كل جهودهم إلى معرفة هذه الحقائق وتمييز بعضها عن بعض، ففي الصفات مثلا لا يحاولون إدراك معنى الصفة على ما هي عليه حقيقة، بل يحاولون التعرف على معنى الصفة كما وردت في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف، بحيث يفهمون من صفة القدرة غير ما يفهمونه من صفة الكلام والعلم وهكذا.
3- والمعنى الثالث للتأويل استنبطوه من الحديث الذي روته السيدة عائشة : (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي بتأول القرآن ) تعني قوله تعالى : {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا }.
والتأويل هنا معناه تنفيذ الأمر الرباني، أمرا كان أم نهيا.
ثانيا : الفرق بين تأويل الآية وفهم معناها :
للتفريق بين تأويل الآية وفهم معناها، ناقش علماء أهل السنة ما إذا كان في القرآن شيء لا يدرك معناه، ومن ثم يحرم الخوض فيه.(1/3416)
ومن خلال مراجعتنا لآراء كل من ابن عطية والطبري، والزركشي، وابن تيمية في هذا الموضوع، تبين لنا أنهم يعترفون بأن في القرآن أشياء استأثر الله تعالى بعلمها، وهي من قبيل الغيبيات كأسماء الله وصفاته، والجنة والنار، ونحو ذلك من الأمور الغيبية المستقبلية كخروج الدابة، والنفخ في الصور، وعدد النفخات، ومن ذلك قول الإمام الطبري : " وأن نمه ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار، وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى بن مريم ، وما أشبه ذلك، فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه ".
وعلى هذا المعنى الذي أورده الإمام الطبري حملوا الاحاديث الواردة في النهي عن التفسير القرآني الكريم، يقول الزركشي في " البرهان " : " ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل لقوله تعالى : { ولا تقف ما ليس لك به علم } وقوله : { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون }. وقوله تعالى: { لتبين للناس ما نزل إليهم } . فأضاف البيان إليهم، وعليه حملوا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ). رواه البيهقي من طرق، من حديث ابن عباس. وقوله صلى الله عليه وسلم : (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ). أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال غريب من حديث ابن جندب .
وقال البيهقي في "شعب الإيمان" هذا إن صح، فإنما أراد ـ والله أعلم ـ الرأي الذي يغلب من غير دليل قام عليه، فمثل هذا الذي لا يجوز الحكم به في النوازل ، وكذلك لا يجوز تفسير القرآن به.
وأما الرأي الذي يسنده برهان فالحكم به في النوازل جائز، وهذا معنى قول الصديق : " أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي".(1/3417)
وهذا الأمر نفسه دفع القرطبي (ت671هـ) في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن" والإمام ابن عطية (ت 546هـ) في تفسيره "الجامع المحرر الوجيز" إلى مناقشة الحديث الذي روته السيدة عائشة والذي بينت فيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يفسر من القرآن إلا بضع آيات وبوحي من الله عز وجل، يقول ابن عطية : " روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت : (ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفسر من كتاب الله إلا آيات بعدد علمه إياهن جبريل).
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ : " ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن، وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق من الله تعالى، ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه، ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور، وكرتبة خلق السموات والأرض" .(1/3418)
ولا يفهم من كلام هؤلاء العلماء أن في القرآن ما لا يفهم معناه، بحيث يكون بالنسبة لذي العلم باللسان العربي، بمثابة الكلام الأعجمي الذي لا يفقه منه شيئا، بل يستفاد من أقوالهم أن هناك أمورا أخبر بها القرآن، كصفات الله وأسمائه مثلا. فهذه فعلا يستحيل على الإنسان فهمها على ما هي عليه في واقع أمرها. وبتعبير آخر لا يدرك الإنسان حقيقتها الخارجية، ولكنه يدرك حقيقتها العلمية بحيث يفهم من كل صفة غير ما يفهمه من الصفات الاخرى. وفي ذلك يقول ابن تيمية ـ مبطلا قول من جعل أسماء وصفات الله سبحانه من المتشابه الذي لا يفهم معناه ـ : " أما الدليل على بطلان ذلك فإني لا أعلم عن أحد من سلف الأمة، ولا من الأئمة، لا أحمد بن حنبل ولا غيره، أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، ولا قالوا : إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا أحاديث الصفات تمر كما جاءت، وينهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه".
وانطلاقا من هذه النقطة بدأ ابن تيمية يبين الفرق بين تأويل الآية وفهم معناها . وذلك عبر مرحلتين :
المرحلة الأولى:
ناقش فيها من يدعون أن القرآن يتضمن ما لا يفهم معناه، ومن ثم يتعين عدم الخوض فيه، وذلك حيث يقول : " قال : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ). أي كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله. وأن الإحاطة بعلم القرآن ليست إتيان تأويله : فإن الإحاطة بعلمه معرفة معاني الكلام على التمام، وإتيان التأويل نفس وقوع المخبر به، وفرق بين معرفة الخبر وبين المخبر به، فمعرفة الخبر هي معرفة تفسير القرآن، ومعرفة المخبر به هي معرفة تأويله .(1/3419)
ونكتة ذلك أن الخبر لمعناه صورة علمية وجودها في نفس العالم كذهن الإنسان مثلا، ولذلك المعنى حقيقة ثابتة في الخارج عن العلم، واللفظ إنما يدل ابتداء على المعنى الذهني، ثم تتوسط ذلك أو تدل على الحقيقة الخارجة، فالتأويل هو الحقيقة الخارجة، وأما معرفة تفسيره ومعناه فهو معرفة الصورة العلمية، وهذا هو الذي بيناه فيما تقدم أن الله إنما أنزل القرآن ليعلم ويفهم، ويفقه ويتدبر ويتفكر فيه، محكمه ومتشابهه، وإن لم يعلم تأويله ".
وهكذا يبين ابن تيمية أن تأويل الآية هو غير فهم معناها، وبذلك يفند رأي من قالوا بعدم الخوض في آيات الصفات لأنها مما استأثر الله بعلمه، وأنها بمثابة قول أعجمي لا يفقه له معنى ، وهم إنما يفعلون ذلك لأحد أمرين .
1- إنتصارا للهوى والمذهب، كالمعطلة وغيرهم من الفرق الضالة التي أحدثث في الإسلام أقوالا، وأفعالا غريبة عن طبيعته، وشاذة عن هديه وصراطه المستقيم: " وأما أولئك -كنفاة الصفات من الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم، وكالفلاسفة -فيجعلون ما ابتدعوه هم برأيهم هو المحكم الذي يجب اتباعه، وإن لم يكن معهم من الأنبياء والكتاب والسنة ما يوافقه، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء وإن كان صريحا قد يعلم معناه بالضرورة، ويجعلونه من المتشابه، ولهذا كان هؤلاء أعظم مخالفة للأنبياء من جميع أهل البدع ".
2- أو خوفا من أن تتسرب بعض المفاهيم البعيدة عن الإسلام إليه إذا فتح باب التأويل على مصراعيه، وذهب إلى ذلك بعض علماء أهل السنة .(1/3420)
وافحاما لهؤلاء جميعا، وإقامة للحجة عليهم يبين ابن تيمية أن دعواهم -بأن أسماء الله وصفاته من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله- لا أساس لها من الصحة ولا سند لها، ومن ثم فهي محض افتراء، وادعاء باطل وقول مبتدع، وحادث في الملة : "وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله ... من قال إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه، فنقول : أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة، ولا من الأئمة لا أحمد ابن حنبل ولا غيره، أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، ولا قالوا : إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات : تمر كما جاءت ، ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها، ويفهمون منها بعض ما دلت عليه، كما يفهمون ذلك في سائر نصوص الوعد والوعيد، والفضائل، وغير ذلك ".
المرحلة الثانية :(1/3421)
أما المرحلة الثانية فيرد فيها على من يزعمون أن كل ما تضمنه القرآن يمكن تأويله، معتمدين في ذلك على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يدعو فيه لابن عباس أن يعلمه الله تأويل الكتاب . ون هؤلاء غلاة الشيعة والصوفية والملاحدة وغيرهم من الفرق الباطنية . يقول ابن تيمية : "وما أحسن ما يعاد التأويل إلى القرآن كله فإن قيل : فقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد ا بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ( اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل )، قيل أما تأويل الأمر والنهي فذاك يعلمه، واللام هنا للتأويل المعهود، لم يقل : تأويل كل القرآن فالتأويل المنفي هو تأويل الأخبار التي لا يعلم حقيقة مخبرها إلى الله. والتأويل المعلوم هو الأمر الذي يعلم العباد تأويله، وهذا كقوله : { هل ينظرون إلى تأويله يوم يأتي تأويله } . وقوله : { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله }. فإن المراد تأويل الخبر الذي أخبر فيه عن المستقبل، فإنه هو الذي " ينتظر " و " يأتى " و " لما يأتهم "، وأما تأويل الأمر والنهي فذاك في الأمر، وتأويل الخبر عن الله وعمن مضى إن أدخل في التأويل لا ينتظر . والله سبحانه أعلم ".
وأهل السنة يعترفون أن التفسير يعتمد النقل بالأساس، والتأويل يعتمد الإستدلال والإستنباط أساسا، ومن ثم راحوا يوضحون منهجهم في التأويل حتى لا يلتبس بمفهوم التأويل عند الفرق الضالة التي تلتجىء إليه انتصارا للرأي والمذهب والهوى .
يقول الزركشي في كتابه "البرهان" : "وكل لفظ احتمل معنيين فصاعدا فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الإجتهاد فيه، وعلى العلماء اعتماد الشواهد والدلائل، وليس لهم أن يعتمدوا مجرد رأيهم فيه على ما تقدم بيانه، وكل لفظ احتمل معنيين فهو قسمان :
أحدهما : أن يكون أحدهما أظهر من الآخر، فيجب الحمل على الظاهر إلا أن يقوم دليل على أن المراد هو الخفي دون الجلي فيحمل عليه .(1/3422)
الثاني : أن يكونا جليين والإستعمال فيهما حقيقة . وهذا على ضربين :
أحدهما حقيقة لغوية ، وفي الآخر حقيقة حقيقة شرعية . فالشرعية أولى إلا أن تدل قرينته على إرادة اللغوية نحو قوله تعالى : { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم }. وكذلك إذا دار بين اللغوية والعرفية، فالعرفية أولى لطريانها على اللغة، ولو دار بين الشرعية والعرفية، فالشرعية أولى لأن الشرع ألزم ".
وهذا النص الهام يبين لنا عنصرين هامين من عناصر المنهج السني :
أولهما : أن أهل السنة لا يتنكرون لحقيقة قائمة كما هو الشأن بالنسبة للتأويل، فرغم أنهم يعلمون خطورته البالغة على عقيدة المسلم، وعلى كيان الدولة المسلمة ككل - إذ هو المدخل الذي تنفذ منه كل الدعاوي الباطلة والمذاهب الهدامة- رغم كل ذلك نجدهم يقررون أهميته، ويعترفون به لا كأمر واقع فحسب، بل كأداة منهجية يستدعى استخدامها النص القرآني، إذ هناك كثير من المواقف التي تتطلب من المفسر أن يستعمل فيها الإستدلال والإستنباط للوقوف على المعنى الحقيقي للآية أو السورة التي يروم تفسيرها.
الثاني: إن قبولهم التأويل واعترافهم به لا يعني التسليم بكل تأويل، بل وضعوا المنهج القويم للتأويل المرتضى، وأسسوه على قاعدة منهجية وعلمية وموضوعية، بحيث يكون النص هو الذي يفرض الأداة المنهجية التي ينبغي أن نتعامل معه بها، وألا نسقط عليه أدوات منهجية غريبة عنه تفضي بنا ـ في النهاية ـ إلى مفارقات صارخة، وإلى نتائج غريبة عن طبيعة الإسلام العقدية والشرعية .(1/3423)
فما ينبغي أن يعرف من موقف أهل السنة في قضية التأويل إجمالا أنهم لم يرفضوه بالكلية، وإنما رفضوا المعنى الأخير، الذي قال به متأخروا المتكلمين والفلاسفة والأصوليين وغيرهم، حيث يصرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به، وقد رفضوه لأنه استحدث في الأمة لأغراض غير نزيهة وغير علمية، ذلك أنه المدخل الذي تلج منه البدع والضلالات بعد أن تلبس ثوب الشريعة الإسلامية، وتصبغ بصبغتها في الظاهر، لتجنب نفسها المعارضة الشعبية التي كانت ستواجهها حتما إن هي أسفرت عن باطلها وضلالها.
في الوقت نفسه نجد علماء أهل السنة يقررون المعنى القرآني للتأويل، وهو رد الشيء المخبر به إلى حقيقته وآماله، وينصون على أن ذلك مما استأثر الله تعالى بعلمه، ومن ثم لم يجوزوا الخوض فيه موضحين أن المنهج السليم هو إثبات المعنى الذي جاء به القرآن الكريم، والقول به من غير زيادة أو نقصان.
كما أنهم قالوا بمعنى التأويل الذي ورد عن السلف وهو ما يفيد التفسير والبيان من جهة، وتنفيذ الأمر الرباني - أمرا كان أو نهيا - من جهة أخرى، وهذا مما أفاضوا الكلام فيه .
---
(1/3424)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي ؟
---
هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي ؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2004, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الوزير جمال الدين القفطي (ت624هـ) في كتابه (المحمدون من الشعراء) في ترجمة العلامة محمد بن جرير الطبري 263 - 264 أن أخبار ابن جرير كثيرة ، وأنه قد أفرد لترجمة ابن جرير وأخباره كتاباً . حيث يقول :(وأخباره كثيرة قد استوفيتها في تصنيفي الذي سميته (التحرير لأخبار ابن جرير) وهو كتاب ممتع في نوعه)أهـ . وكرر كلامه هذا في كتابه (إنباه الرواة) 3/90 فقال بعد أن ذكر شيئاً من مصنفاته :(وما منعني من استيفاء خبره إلا ما صنعته في ذلك مفرداً ، وسميته (التحرير في أخبار محمد بن جرير) وهو كتاب ممتع).أهـ.
فهل من خبر أيها الفضلاء عن هذا الكتاب الذي صنعه القفطي في ترجمة ابن جرير رحمه الله ، ولا سيما أن كتب القفطي لها شهرة وذيوع ؟
وهناك كتابان مفردان في ترجمة ابن جرير ، وهما سابقان لكتاب القفطي ، وأظنه قد استوعبهما في كتابه ، وهما :
- كتاب محمد بن عبدالعزيز الطبري في سيرة ابن جرير وأخباره.
- كتاب أبي بكر بن كامل في ترجمة الطبري كذلك.
وقد ذكر هذين الكتابين ياقوت الحموي في ترجمته لابن جرير الطبري ، ونقل منهما كثيراً ، وترجمة ياقوت الحموي لابن جرير في معجم الأدباء 5/242-275 أوفى التراجم المتوفرة لابن جرير رحمهم الله جميعاً.
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2005, 02:50 PM
لتذكير أهل العناية بالمخطوطات وفقهم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
07-04-2006, 04:34 PM
مع التحية لأخي الكريم الأستاذ منصور مهران وفقه الله .
هل مرَّ عليكم هذا الكتاب ، أو سمعتم به مخطوطاً هنا أو هناك ؟ فأنت خبير بالكتب والمخطوطات وفقك الله .
---(1/3425)
منصور مهران
07-04-2006, 10:05 PM
كان شيخنا الراحل محمود محمد شاكر - رحمه الله - يتطلب هذا الكتاب حتى آخر عمره ولا يكاد يصدق قول خبراء المخطوطات بأنه مفقود ، ويعلل لظنه بأن زمن القفطي وبلدته بمأمنٍ من الجوائح التي أذهبت كثيرا من كتب الأمة ، ويظن ظنا أشبه باليقين بأن الكتاب سيظهر إن شاء الله يوماً ما ، وكلما افتقد ذكر هذا الكتاب في كتب الأزمان التي بعد زمن القفطي أحس باليأس ولم يبده ، ولقي ربه وفي نفسه غصة من ضياع هذا الكتاب ؛ فقد كان يتمنى أن ينشره ضمن اهتماماته بمحمد بن جرير الطبري ومؤلفاته ، وعلم الله ما رأت عيناي حرصا على كتابٍ كحرص شيخنا - رحمه الله رحمة سابغة -على هذا الكتاب ؛ فليس للكتاب ذِكر في غيركتابي القفطي - كما نبه أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري - هذا ، وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
07-05-2006, 12:34 AM
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة ، فقد أهمني أمر هذا الكتاب أيضاً كأبي فهر رحمه الله وغفر له . فهذه موافقة تسعدني جزاك الله خيراً ، وما يدريك لعله يُعثَرُ عليه إن شاء الله .
---
(1/3426)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أنتظر الإفادة ؟
---
أنتظر الإفادة ؟
---
أبو الحسن الأثري
05-28-2006, 03:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام أبحث عن فتوى فيما تعلق في مسألة التنويم الإيحائي أو ما يدعى بالتنويم المغناظيسي من حيث الحل والحرمة كذلك هل المعالج النفسي الذي يستخدم مثل هذ الأمر يعتبر مشعوذا ؟
ذلك أني لم أجد ما يشفي الغليل في هذه المسألة ؟
---
(1/3427)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب تعريف بتفسير محمد حسنين مخلوف المطبوع على حواشي بعض المصاحف
---
طلب تعريف بتفسير محمد حسنين مخلوف المطبوع على حواشي بعض المصاحف
---
ابن الوليد 22
08-28-2003, 01:44 PM
أفيدوني بارك الله بكم ما رأي أهل العلم ممن يعتد برأيهم بتفسير محمد حسنين مخلوف الذي طبع وانتشر على حواشي بعض المصاحف.. ولكم جزيل الشكر...؟؟؟
---
(1/3428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدورات العلمية لصيف 1427 - الرياض
---
الدورات العلمية لصيف 1427 - الرياض
---
ابو حنيفة
06-01-2006, 10:20 PM
الدورات العلمية لصيف 1427 - الرياض
الدروس العلمية الصيفية السادسة لفضيلة الشيخ الدكتور / عبدالله الجبرين بجامع الراجحي بشبرا - الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/1.htm
الدروس العلمية الثالثة بجامع العثمان بحي الحمراء - الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/2.htm
الدورة العلمية الثالثة عشرة بجامع شيخ الاسلام ابن تيمية بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/7.htm
الدورة العلمية لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز السعيد في جامع الجلعود بالرياض بحي السويدي
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/19.htm
دورة في المعاملات المالية المعاصرة في جامع البواردي في الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/14.htm
الدورة العلمية الرابعة بجامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/17.htm
الدورة الصيفية لحفظ الجمع بين الصحيحين بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/24.htm
دورة الكتاتيب الرابعة بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/18.htm
للفتيات : الدورة المكثفة لحفظ القرآن في شهرين بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/25.htm
--------------------------------------------------------------------------------
للمزيد من الدورات ..
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/index.htm
أخي الفاضل انشر الإعلان فالدال على الخير كفاعله
المصدر :اضغط هنا (http://www.saaid.net/)
---
أبو ياسر
06-02-2006, 02:56 AM
بارك الله فيك أبو حنيفة ، وأدعو الإخوة الكرام الاستفادة منها .
---(1/3429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلبة الماجستير يرغبون في الاستفادة من خبرات أساتذة التفسير في الجامعات
---
طلبة الماجستير يرغبون في الاستفادة من خبرات أساتذة التفسير في الجامعات
---
أبوعادل الشريف
09-05-2003, 04:20 PM
أنا طالب ماجستير سجلت بحث الماجستير في إحدى الجامعات العربية منذ شهر تقريباً وأرغب في الاستزادة والاستفادة من خبرات المشرفين على الموقع فياحبذا لو خصص ركن لدارسي الماجستير والدكتوراة للتواصل العلمي وخاصة أنهم أصحاب التخصص الدقيق
---
عبدالرحمن الشهري
09-05-2003, 04:48 PM
مرحباً بكم أخي الكريم أبا عادل الشريف وأسأل الله لك العون والتوفيق .
وأما ما أشرتم إليه من رغبتكم في التواصل العلمي والتبادل فيما يهم طلاب الدراسات العليا في تخصص التفسير والدراسات القرآنية فهذا الأمر من أولويات إنشاء هذا الملتقى . ولعلك تجد في بعض الموضوعات التي طرحت وستطرح إن شاء الله ما ينفعك في هذا الباب . مثل الموضوعات التالية :
ركن فهارس البحوث القرآنية في المجلات العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=532) .
موضوعات مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=155) .
رؤى وأفكار حول الدراسات العليا والبحث العلمي في تخصص الدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=349) .
وغيرها من الموضوعات العلمية الأخرى التي تناولت مسائل علمية في التخصص ، ولا زلنا في بداية الطريق ونسأل الله العون والتوفيق.
---
(1/3431)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أولى المشاركات أسأل الله أن ينفع بها
---
أولى المشاركات أسأل الله أن ينفع بها
---
أبو المجاهد النجدي
03-14-2006, 11:02 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فأستميح الأخوة عذرا لقلة مشاركتي أو بالأحرى عدمها بهذا المعرف تقريبا
ولدي والله بعض المشاركات التي أود طرحها من فترة ولكن بعض المشاغل حال دون ذلك
ودائما ما أعلل نفسي وأواسيها بوجود الفضلاء من أهل العلم وطلبته في هذا المنتدى المبارك
وأولى هذه المشاركات إعلان كلفت بنشره في الشبكة العنكبوتية ولعل الأخوة يحتسبون في نشره
أيضا والله المستعان وعليه التكلان ...
وهي دروس لفضيلة الشيخ الفقيه / خالد بن علي المشيقح الأستاذ دكتور في جامعة الإمام
بالقصيم والشيخ من طلاب الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين المبرزين والذين أنتشر
ذكرهم في حياة الشيخ وبعد وفاة رحمه الله
وهي قواعد عامة في البيوع والربا
وشرح لمنظومة القواعد الفقهية لأبن سعدي
في جامع أبي بكر الصديق بالحرس الوطني في المنطقة الشرقية
وتجدون في الجدول المرفق مافيه غنية عن التفصيل والإطالة
وأجدد أعتذاري مرة أخرى والله المستعان ...
---
أبو المجاهد النجدي
03-14-2006, 11:16 PM
الظاهر أن الصورة المرفقة لم تظهر وأعتقد أنه لقلت مشاركاتي
والله المستعان ولكن سأكتب ما أتذكره من الدروس
أولا يوم الأربعاء الموافق 15/2/1427 هـ
لدى الشيخ درس بعد العصر بعنوان قواعد عامة في البيوع والربا
وبعد المغرب والعشاء شرح لمنظومة أبن سعدي
وفي يوم الخميس الذي يليه سيكون بعد الفجر قواعد عامة في البيوع والربا
وبعد المغرب والعشاء شرح لمنظومة أبن سعدي
علما أن الدروس منقولة على البالتوك في غرفة رياض المسك
والشيخ سوف يخطب يوم الجمعة في الجامع نفسه
وبالله التوفيق .(1/3432)
---
ابن الجزيرة
03-15-2006, 01:54 PM
بارك الله فيك, وفي الشيخ خالد وجعلنا الله, وأياكم ممن يستعملهم في طاعته .
---
(1/3433)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفقيه القاضي عيسى بن سهل الأسدي الجياني(ت.486هـ/1093م)
---
الفقيه القاضي عيسى بن سهل الأسدي الجياني(ت.486هـ/1093م)
---
سمير القدوري
12-24-2005, 11:09 PM
الفقيه القاضي عيسى بن سهل الأسدي الجياني(ت.486هـ/1093م)
حياته و مؤلفاته
بقلم: سمير القدوري
الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد: فإن غرضي من هذا المقال توفية الفقيه الأندلسي عيسى بن سهل حقه من التعريف به وإنصافه, لكونه علما من أعلام الفقه في المذهب المالكي, ولأن ما ذكرته المصادر الأندلسية وغيرها في ترجمته يعد شحيحا مقارنة بالكم الهائل من المعلومات التي تحصلت لدي عنه حينما كنت اشتغل بدراسة كتابه في الرد على ابن حزم, ولاشك أن تحرير ترجمة لهذا العالم تستلزم استقراء جميع الكتب التي ورد فيها ذكره وعرض ما فيها على المحك لفرز اللب من القشور.
في المصادر الأندلسية والمغربية و غيرها, معلومات كثيرة متفرقة بشأن الفقيه عيسى بن سهل.
على رأس هذه المصادر تأتي مؤلفات عيسى ابن سهل نفسه, وهي تضمن في طياتها تفاصيل كثيرة مهمة تساعد في تثبيت معالم أهم مراحل حياته العلمية و السياسية.
بعد مؤلفاته تأتي كتب معاصريه في المرتبة الثانية, ككتاب التبيان لعبد الله ابن بلقين أمير غرناطة ، وهو بلا شك أقدم مصدر تاريخي يشرح الدوافع السياسية التي أملت على عبد الله بن بلقين تنصيب عيسى بن سهل على قضاء حاضرة غرناطة و أعمالها.
وككتاب أجوبة قاضي الجماعة بقرطبة أبي عبد الله ابن الحاج (ت 529هـ/1134م) وهو مصدر عين بدقة تاريخ رجوع ابن سهل إلى الأندلس بعد استقراره بسبتة ثم بطنجة.(1/3434)
ثم تأتي في المرتبة الثالثة كتب التراجم و البرامج الأندلسية المؤلفة في القرن السادس الهجري, ككتاب الغنية للقاضي عياض, إذ فيه و في كتابه ترتيب المدارك, الكثير من أخبار تلامذة ابن سهل بسبتة, و معلومات أخرى بشأن شيوخ ابن سهل, ثم استدرك ابن حماده السبتي على شيخه عياض, ترجمة ابن سهل ألحقها بمختصره لترتيب المدارك , و تأتي في كتاب الصلة لابن بشكوال (ت578هـ/1182م) ثاني ترجمة لابن سهل انفردت بتحديد تاريخ ولادة ابن سهل، وفي مواضع متفرقة من الصلة توجد تراجم عدة تلاميذ ابن سهل.
أما في كتاب "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس اكتفى الضبي(ت 599هـ/1202م) بذكر عيسى ابن سهل في عداد " المُحَدِّثين".
ثم يلي ذلك كتب القرون التالية للقرن السادس الهجري.
فقد انفرد كتاب "التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار البلنسي (ت658هـ/1259م) بترجمة لسهل بن عبد الله الأسدي, والد عيسى بن سهل.
أما أبو الحسن الرعيني الإشبيلي (ت666هـ/1308م) فقد انفرد بالنقل في برنامج شيوخه عن الكتاب الذي ألفه ابن سهل في الرد على ابن حزم.
و في"سير أعلام النبلاء " نجد الإمام الذهبي قد اقتصر أثناء حديثه عن عيسى بن سهل, على ما جاء بشأنه لدى ابن حماده السبتي وابن بشكوال.
و أما في كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة يستند ابن الخطيب في ترجمته لابن سهل على: كتاب الصلة, ومختصر كتاب ترتيب المدارك لابن حماده السبتي, و كتاب الأنوار الجلية في أخبار الدولة المرابطية لابن الصيرفي , و فهرسة أبي الحسن ابن البادش (من تلاميذ ابن سهل) .
و جل ما في ترجمة ابن سهل الموجودة بكتاب الديباج المذهب لابن فرحون, سبق إيراده في الإحاطة .
ثم بعد هؤلاء المؤرخين انفرد كتاب أزهار الرياض في أخبار عياض للمقري بنقل ثناء محمد ابن القاضي عياض على عيسى بن سهل شيخ شيوخ والده.(1/3435)
وأما محمد بن محمد مخلوف صاحب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية فينقل (مثل الذهبي) عن ابن حماده السبتي وابن بشكوال.
وسنجد ابن سهل في كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة, مذكورا بين شراح كتاب الجامع الصحيح للبخاري . يبدو أن حاجي خليفة نقل ذلك عن مقدمة كتاب شرح القسطلاني على صحيح البخاري .
أما إسماعيل باشا البغدادي فقد أورد في كتابه هدية العارفين ترجمة عيسى بن سهل نقلا عن الصلة و كشف الظنون.
ثم نجد عمر رضا كحالة صاحب معجم المؤلفين ينقل عن ابن بشكوال وابن فرحون و الذهبي والبغدادي.
ترجمة عيسى بن سهل:
اسمه و نسبه:
هو عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي يكن أبا الأصبغ, ولد بجيان سنة(413هـ/1022م) .
و جيان من بلاد الأندلس وصفها الحافظ النسابة الأندلسي أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله اللخمي المعروف بالرشاطي(ت.542هـ) في كتابه الموسوم باقتباس الأنوار و التماس الأزهار في أنساب الصحابة و رواة الآثار فقال بأنها كورة جليلة طيبة كثيرة الثمرة غزيرة السقي باطراد العيون, و أنها متصلة بإلبيرة مائلة إلى الجوف و شرق قرطبة .
كان سهل بن عبد الله الأسدي(ت440هـ/1048م) والده، يتولى الصلاة والخطبة بحصن القعلة وبها سكناه، وكان معدودا في أهل العلم، مع الصلاح والخير .
وتنبئ نسبته "الأسدي" عن أصله الراجع إلى بني أسد القبيلة العربية المشهورة, وقد أفاد الإمام ابن حزم أن لبني أسد بوادي عبد الله بجيان بقية وعدد , و بين أبو الوليد ابن الفرضي شيخ ابن حزم أن أبا إسماعيل هشام بن إسماعيل بن كنانة بن نعيم الأسدي, أول من دخل الأندلس منهم, أيام الأمير عبد الرحمن بن معاوية, ودخل معه أخواه أبو زيد, و أبو خالد, ثم انصرفا و بقي أبو إسماعيل. ثم أضاف ابن الفرضي أن موطنهم الذي منه نزحوا كان غزة من أرض الشام(فلسطين) .
طلبه للعلم و تجوله بالأندلس:(1/3436)
درس ابن سهل ببلده أولا على يدي كل من: الفقيه هشام بن عمر بن سوار الفزاري الجياني , و الفقيه بكر بن عيسى بن سعيد الكندي(ت. 454هـ/1061م ) .
بعد ذلك, قصد ابن سهل غرناطة للأخذ عن الفقيه أبي زكرياء يحيى بن محمد بن حسين الغساني المعروف بالقليعي (ت.442هـ/1050م) , و روى عنه الكثير, من ذلك كتاب الموطأ لمالك بن أنس .
ثم دخل ابن سهل قرطبة ولم يتجاوز عمره 24 سنة, ولقي بها المقرئ مكي بن أبي طالب (ت.437هـ/1045م) . روى عنه مؤلفاته ككتاب الموجز في القراءات السبع, وكتاب الرعاية في تجويد القرآن , و رسالة الفقيه ابن أبي زيد القيرواني , و سمع بها أيضا من الأديب اللغوي محمد بن عبد الرحمن بن يحيى العثماني القرطبي (ت.443/1051م) في شهر صفر من سنة (439هـ/1047م).
ثم قفل ابن سهل إلى بياسة حوالي ( 439- 444هـ), فولاه معن ابن صمادح التجيبي(433-443هـ) أمير المرية, قضاء بياسة.
قال ابن سهل : " مسألة كانت جرت بين يدي و حكمت فيها (...) وكنت حينئذ حاكم بياسة و الشمنتان و طشكر و أعمالها, بتقديم ابن صمادح صاحب المرية (...) فحكمت وسجلت بذلك (...) و تاريخ السجل عقب ذي الحجة من سنة 443هـ" . و أثناء مدة قضائه راسل ابن سهل, الفقهاء بمدن الأندلس سائلا عن القضايا التي تعرض له, فكاتب فقيه المرية أبا عمر أحمد ابن رشيق (ت446هـ/1054م) , و كبير فقهاء قرطبة أبا عبد الله محمد ابن عتاب(تـ462هـ/1069م) , و لما انتزعت جيوش باديس بن حبوس البربري مدينة بياسة من يد معن ابن صمادح سنة 443هـ اضطر ابن سهل للخروج عن بياسة و الرجوع إلى قرطبة .
و لما كان أبو عبد الله محمد بن عتاب القرطبي إماما جليلا متصرفا في كل باب من أبواب العلم، حافظا نظارا مستنبطا، بصيرا بالأحكام؛ صحبه ابن سهل طويلا وروى عنه كثيرا من الكتب نذكر من بينها:(1/3437)
موطأ الإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي, و صحيح البخاري, وصحيح مسلم , و شرح غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام, و نسخة حديث ابن أبي الدنيا علي بن عثمان بن خطاب, وكتاب موعظة داود بن جهور . و بقرطبة أيضا أخذ ابن سهل العلم عن حاتم بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي (ت 469/1076) , و روى عنه كتبا كثيرة منها: رسالة مالك بن أنس في الأقضية, و وصية مالك بن أنس لطلبة العلم, والملخص لمسند الموطأ للقابسي, و كتاب الانتصار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأليف الأصيلي, و رد الأصيلي على أصحابه(المالكيين) الأندلسيين, و كتاب الأربعين حديثا للآجري, و كتاب أدب الكتاب لابن قتيبة, و كتاب فضائل عاشوراء لأبي ذر الهروي, ووصية يحيى بن يحيى الليثي لطلبة العلم .
و أخذ بها كذلك عن الفقيه عبد المهيمن بن عبد الملك بن أحمد المعروف بابن المش (ت457هـ/1044م). روى عنه كتاب "الكنز في معرفة الأصول ورجح مذهب مالك" تأليف والده عبد الملك ابن المش القرطبي المتوفى سنة (436هـ/1044م) , و أخذ أيضا عن الفقيه عبيد الله بن محمد بن مالك، المتوفى سنة (460هـ/1067م) ,و عن فقيه فرطبة أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال المعروف بابن القطان المتوفى سنة (460هـ/1067م) , وكان أحفظ الناس للمدونة والمستخرجة.
وحين تولى الفقيه أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عيسى القرطبي المعروف بابن الحشاء, قضاء طليطلة في سنة خمسين وأربعمائة , صَاحَبه ابن سهل وكتب له في قضائه بطليطلة , و في كتاب نوازل الأحكام لابن سهل ما يفيد أنه مكث بطليطلة حتى حدود سنة (456هـ/1064م).
قال ابن سهل ما ملخصه: "جرت بيني وبين الفقيه موسى ابن السقاط بطليطلة، مسألة في البنيان والرفوف في شهر صفر سنة 456هـ فكتبت إلى قرطبة أسأل ابن عتاب عن تلك المسألة".
و قال في نوازله أنه كتب- وهو بطليطلة- يسأل شيوخ قرطبة في سنة 456هـ عن مسألة تخاصم حول كرم وسط كروم لأناس.(1/3438)
في طليطلة لقى ابن سهل جماعة من كبار فقهائها نذكر منهم:أبو محمد عبد الله بن موسى الأنصاري المعروف بالشارقي، من أهل طليطلة وذوي العلم والفهم بها توفي سنة (456/1064) , وعبد الرحمن بن عبد الله ابن أسد الجهني الذي شوور في الأحكام ببلده طليطلة وتوفي هناك في عشر الثمانين( بين سنتي 471-480هـ)" .
ترك ابن سهل طليطلة بعد خلاف وقع بينه و بين ابن الحشاء. قال ابن حماده ما نصه:" خرج(ابن سهل) مع القاضي أبي زيد الحشاء كاتبا له، ثم فارقه لأمر نقمه عليه، فدخل قرطبة مختفيا…" .
بقرطبة اشتغل ابن سهل بالكتابة للقاضي محمد بن أحمد بن عيسى ابن محمد بن منظور القيسي الإشبيلي, . ثم صار ابن سهل فقيها مشاورا بقرطبة, مثل مشاورته في قضية ابن حاتم الطليطلي المحكوم عليه بتهمة الزندقة والملقي عليه القبض بقرطبة أخيرا, وكان قد فر من طليطلة سنة 457هـ.(1/3439)
قال ابن سهل في خبر ابن حاتم الطليطلي : "فحفزه القضاء إلى موضع منيته قرطبة، وردها لحينه في عقب ربيع الآخر سنة 464هـ، وقاضيها أبو بكر محمد بن أحمد ابن منظور، فسمعت المحتسبة بوروده، فقصدوا محله وموضع نزوله... وساقوه إلى القاضي… فأمرهم بحبسه… واستحضره وشاورنا: هل يعذر إليه أم يقتل دون إعذار؛ فقال جميع أصحابنا: لا يعذر إليه ويعجل قتله. وقلت له أنا: لا يسعك إلا الإعذار إليه فيما ثبت عليه، لأن القاضي المسجل بذلك قد أخذ به وقضى بفتيا فقهاء طليطلة ولا يجوز لك خلافه لأنه نقض لحكمه. فرجعوا إلى ذلك ورأوه صوابا، وأعذروا إليه بمحضرنا. فقال (ابن حاتم):" إن أبا زيد (ابن الحشاء القاضي بطليطلة) كان عدوه في أسباب الدنيا وعرضها". فأجله ( ابن منظور) شهرين أولهما ليلتين بقيتا من ربيع الآخر وصرف إلى السجن وكبل. ثم توفي القاضي أبو بكر ابن منظور قبل تمام الأجل وولي مكانه عبد الرحمن ابن سوار، واجتمعنا بعد تمام الآجال عند المعتمد، وأحضر (ابن حاتم) في كبله وسئل هل أمكنه شيء مما أخر له. فقال:" لم يمكنني من يسعى إلي في ذلك" فاستمرت العزيمة على قتله، وخرج المعتمد وخرجنا معه إلى رأس القنطرة وصلب هناك بمحضره ومحضرنا، نصف يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب [464هـ] وطعن بالرمح والحمد لله الذي عافانا مما به ابتلاه" .
ثم انتقل ابن سهل بعد ذلك إلى إشبيلية, فقد قال ابن سهل:" مسألة في كراء أرض محبسة لخمسين عاما (...) فكتب إلي بها أبو شاكر ( ابن المعدل فقيه من بطليوس), و قاضي بطليوس: أبو الحسن عامر بن خالص, بعد تقدم جوابي على بعض فصولها (...) و كان سؤالهم إياي و أنا حينئذ بإشبيلية في سنة ثمان و ستين (وأربعمائة)" .
انتقاله إلى المغرب:(1/3440)
جاز ابن سهل البحر إلى سبتة فنوه بمكانه صاحبها البَرَغْوَاطي، فرأس فيها , وكان جوازه إلى سبتة حولي468 -470هـ يؤكد ذلك ما حكاه ابن سهل عن ذلك الجواز في كتابه التنبيه على شذوذ ابن حزم ونص كلامه: "… ثم صرت إلى سبتة في عشر السبعين فأظهر إلي بعض من كان يحضر عندي من الطلبة نسخة (من أحد كتب ابن حزم) " .
انتقل عيسى ابن سهل إلى مدينة طنجة بعد سنوات قضاها في سبتة مدرسا للفقه, وقد وقفت على تراجم لجماعة من العلماء الذين تتلمذوا على يدي ابن سهل بسبتة, فأحببت ذكر تراجمهم باختصار تيسيرا على من يهمه ذلك:
- تلاميذ عيسى بن سهل بالمغرب:
1. محمد بن يعلى بن محمد وليد بن عبيد الله المعافري ويعرف بابن الجوزي من أهل سبتة وأصله من قرطبة خرج جده منها في فتنة البربر. يكنى أبا بكر وأبا عبد الله، وهو خال القاضي عياض. سمع بسبتة من القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل وغيره, وتجول في الأندلس فأخذ عن أهل مالقة, و المرية, وغيرهم.
ورحل إلى إفريقية, فدرس على عبد الجليل الديباجي0 وكان متفننا في العلوم شاعرا بليغا توفي في أواخر صفر سنة 483هـ؛ مولده سنة 428هـ .
2.عبد الله بن يعلى بن محمد بن عبيد الله المعافري, يكنى أبا محمد, وهو أخو المتقدم, من أهل سبتة, سمع من ابن سهل, ومروان بن سمجون, وأخذ بالأندلس على غانم الأديب و غيره؛ و كان من أهل الفقه و النحو و البلاغة, مقدما في ذلك, و كتب للقضاة بسبتة, توفي منسلخ رجب سنة 486هـ .
3. القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأموي، سبتي سمع من القاضي عيسى بن سهل روى عنه كتاب الكنز تأليف ابن المش القرطبي. ولد سنة 433هـ وتوفي سنة 517هـ وقال ابن حماده "توفي سنة 520هـ" .(1/3441)
4. عبد الله بن أحمد بن خلوف الأزدي الفقيه يعرف بابن شبوية.. درس بسبتة على أبي الأصبغ ابن سهل، وسمع منه وتفقه عنده وعند غيره… نزل بسلا فأكرمه أهلها ودرس عندهم، ثم انتقل إلى أغمات (ناحية مراكش) فكان رأسا بها وبها توفي سنة 537هـ وقد قارب الثمانين .
5. أبو علي الحسن بن علي بن طريف النحوي التاهرتي، شيخ سبتة في النحو, له سماع من القاضي ابن سهل. دَرَّس عمره النحو بسبتة. و توفي سنة 501هـ. يروي عنه عياض كثيرا في كتابه الإلماع .
6. إبراهيم بن أحمد البصري، أبو إسحاق القاضي. بسبتة، اختص بأبي الأصبغ ابن سهل وقت سكناه بسبتة ولازمه وتفقه عنده وسمع منه. توفي سنة 513هـ, وقال ابن حماده "توفي سنة 512هـ" .
7. أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن قاسم بن منصور قاضي الجماعة بسبتة: أخذ بها عن أبي الأصبغ بن سهل واختص به وتفقه عنده وسمع منه, قال عياض "وكان ابن سهل يعجب من نبله وذكائه". توفي سنة 514هـ". و كان مولده سنة 458هـ" .
8. أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي يعرف بابن الفاسي الفقيه المشاور. أخذ عن شيوخ سبتة واقتصر على الفقيه أبي الأصبغ ابن سهل ولازمه وكتب له في قضائه بطنجة، وسير معه إلى غرناطة، فكتب له بها وكان مختصا به سمع منه كتبه وحدث بها عنه. توفي سنة 513هـ" .
9. عبود بن سعيد التنوخي المعروف بابن العطار، قاضي سبتة قدمه أمير المسلمين لذلك. سمع من القاضي أبي الأصبع ابن سهل وحضر مجلسه. توفي سنة 480هـ .
10. أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي السبتي القاضي. سمع من ابن سهل تم ترك الرواية عنه توفي سنة 505 هـ .
وولي عيسى ابن سهل قضاء طنجة من طرف أمير المسلمين يوسف ابن تاشفين.أما تحديد تاريخ استقرار عيسى ابن سهل بطنجة محتاج إلى بسط الكلام بشأن بعض الأمور.(1/3442)
مما لا شك فيه أن ابن سهل بدأ تأليف كتابه الإعلام بنوازل الأحكام بسبتة في المحرم من عام 472هـ , و أنه انتهى من مسودته في المحرم من عام473هـ . ثم قام بتبيض الكتاب المذكور, وهو بسبتة, سنة 474هـ/1081م . ولقد وقفت على ضميمة متأخرة عن تاريخ تأليف كتاب النوازل، ذكر فيها ابن سهل أن قاضي طنجة كتب إليه في أمر قضية بين متخاصمين رفعت إليه في شهر صفر سنة 476هـ .
وقد قال ابن الأبار في التكملة بأن: "الفقيه الأندلسي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المعروف بابن الحداد زار طنجة سنة (479هـ/1086م) ولقي بها القاضي عيسى بن سهل وجرت بينهما مناظرة, فألف ابن الحداد على إثر ذلك رسالة سماها بـ:"الامتحان لمن برز في علم الشريعة والقرآن" خاطب بها عيسى ابن سهل وطلب منه الجواب على مسائل عويصة" .
نستخلص من هذه الأمور التي بسطناها أن ابن سهل دخل طنجة فيما بين سنتي 476هـ- 479هـ, و أنه نفس التاريخ الذي عين فيه عيسى بن سهل في منصب قاضي طنجة.
رجوعه إلى الأندلس:
تخبرنا المصادر أن عيسى بن سهل إلى غرناطة للقضاء بها, فمتى كان قفول ابن سهل للأندلس ؟
قد احتفظ الفقيه أبو عبد الله ابن الحاج قاضي الجماعة بقرطبة (ت529/1134) بالجواب على هذا السؤال.
نقرأ في أجوبة ابن الحاج ما نصه: " أخبرني الفقيه أبو الوليد الشيتلي، صاحبنا أكرمه الله، قال: "سألت الفقيه أبا الأصبغ ابن سهل، ونحن محاصرون لحصن أليط، مع أمير المؤمنين يوسف ابن تاشفين، وذلك أنه كان يتم (الصلاة) هو ومن معه من عساكره وسائر الناس. فدخلت على عيسى بن سهل، قبل، فرحب بي وقام إلي فقلت له: ما ترى القصر أو الإتمام؟ فقال لي: قد أمرتهم بالقصر وأراهم يتمون" .
في هذا النص دليل على أن عيسى بن سهل كان بصحبة عساكر يوسف ابن تاشفين المتوجهة سنة 481هـ لمحاربة النصارى المعتصمين بحصن أليط (Aledo).(1/3443)
من المعلوم أن يوسف ابن تاشفين جاز البحر إلى الجزيرة الخضراء سنة 481هـ, و تلقاه المعتمد بن عباد هناك ثم أنفذ ابن تاشفين كتبه لملوك الطوائف يستدعيهم للجهاد معه عند حصن أليط, فاجتاز ابن تاشفين على مالقة واستنفر صاحبها تميم بن بلقين البربري الملقب بالمستنصر بالله، وتلاحق به أخوه عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة الملقب بالمظفر ، وكان بين هذين الأخوين نزاع حول بعض الحصون , فعند منصرفهم عن حصار حصن أليط ، أرسل تميم ابن بلقين 50 مثقالا إلى عيسى بن سهل يستعطفه على القيام بالحجة معه (لدى ابن تاشفين) ضد أخيه عبد الله بن بلقين، لكن ابن سهل ردها إليه وتنزه عن ذلك. حينها أشار الفقيه ابن القليعي على عبد الله بن بلقين قائلا: " هذا وقت افتراصك لهذا الرجل (ابن سهل) بأن تكتب إليه وتعده بالقضاء عند انصرافك… على أن تجعلني معه في أحكامه" وبعد إلحاح من القليعي دفع إليه عبد الله ابن بلقين بخط يده رقعة تتضمن له القضاء .
هذاه هي الملابسات التاريخية و السياسية التي كانت و راء تولية عيسى بن سهل على قضاء غرناطة.
تخبرنا المصادر الأندلسية أن الأمير عبد الله ابن بلقين قد بعث, قاضيه عيسى بن سهل مرتين أو أكثر إلى المغرب سفيرا لدى المرابطين، لكن القاضي – كما زعم ابن بلقين- قد أطلع ابن تاشفين على ضعف أميره عبد الله ابن بلقين, وأعلمه أن غرناطة ليس فيها مختلف على طاعة ابن تاشفين, وأن قلوب الجند والعامة مع المرابطين، وبهذا شجع ابن سهل المرابطين على الاستيلاء على غرناطة إذ استولوا عليها سنة 483هـ ونفي ابن بلقين إلى المغرب سنة 484هـ .
من المؤكد لدي أن ابن سهل وهو في غرناطة كان يشتغل أيضا , دليل ذلك وجود ذكر لابن سهل في أسماء شيوخ كثير من علماء غرناطة, ونحن نسوق تراجم ما وفقفنا عليه من تراجم الآخذين عنه بغرناطة.
تلاميذه بغرناطة:(1/3444)
1. محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق الجذامي من أهل سرقسطة، وسكن غرناطة ثم فاس يكنى أبا جعفر. روى عن أبي الأصبغ ابن سهل. توفي بفاس وقيل بتلمسان سنة 533هـ .
2. محمد بن مفرج بن سليمان الصنهاجي يكنى أبا عبد الله أصله من طنجة وانتقل جده إلى الأندلس وبها ولد محمد هذا. لقي الباجي وسمع منه يسيرا. سمع من أبي الأصبغ ابن سهل. توفي سنة 536هـ .
3. محمد بن علي بن أحمد التجيبي من أهل غرناطة ويعرف بالنوالشي. له رواية عن أبي الأصبغ ابن سهل. سمع منه عبد المنعم ابن الخلوف كتاب الرعاية لمكي بن أبي طالب في سنة 532هـ…" .
4. محمد بن علي بن عبد المؤمن الرعيني الحاكم، من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الأصبغ ابن سهل وأبي علي الغساني وأبي علي الصدفي وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي… توفي سنة 540هـ" .
5. أحمد بن الحصن بن عبد الملك بن إسحاق بن عطاف العقيلي القاضي من أهل جيان. ابتدأ الطلب وهو ابن 13 سنة. أخذ عن أبي الأصبع ابن سهل كتابه في نوازل الأحكام، مناولة. توفي سنة 542 ومولده سنة 471هـ. ومما سبق نستنتج أنه لقي ابن سهل فيما بين 484-486هـ .
6. أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي يعرف بابن القصير، من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن، روى عن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي. وكان فقيها حافظا. توفي سنة 531هـ .
7. عبد الله بن حمزة القاضي، من أهل غرناطة، يكنى أبا محمد روى عن أبي الأصبغ ابن سهل كتابه الإعلام بنوازل الأحكام. حدث عنه أبو بكر محمد بن يحيى بن زيدان القرطبي .(1/3445)
8. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن فهر السلمي. من أهل المرية يكنى أبا القاسم روى عن الباجي والعذري وابن المرابط والو قشي وابن فورتش وأبي الأصبغ ابن سهل. ولا يعلم تاريخ وفاته, وكان أبوه قاضيا بالمرية. وفي فهرسة المنتوري نجد عبد الرحمن هذا يروي كتاب "الموجز في القراءات السبع" لمكي بن أبي طالب(ت437هـ), عن عيسى بن سهل, عن مؤلفه .
9. عبد الرحيم بن محمد بن الفرج بن خلف بن سعيد بن هشام الأنصاري الخزرجي يعرف بابن الفرس يكنى أبا القاسم من أهل غرناطة. حكى ابن الصيرفي أنه سمع بغرناطة أول الدولة المرابطية على القاضي أبي الأصبغ ابن سهل. توفي سنة 542هـ, ومولده سنة 472هـ بالمرية .
10. عبد الصمد بن أحمد بن سعيد بن عمر الأميي من أهل جيان، يكنى أبا محمد روى عن أبي الأصبغ ابن سهل. وكان محدثا مائلا إلى مذهب أهل الظاهر، وكان حيا سنة 535هـ وله تواليف منها "الكتاب المستوعب في أحاديث موطأ مالك ابن أنس" .
11. يحيى بن خلف بن النفيس الحميدي من أهل غرناطة يكنى أبا بكر ويعرف بابن الخلوف لقي أبا الأصبغ ابن سهل وأبا بكر الصقلي وغيرهما. مولده سنة 466هـ وتوفي سنة 540هـ .
12. أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري المقرئ المعروف بابن البيذش من أهل غرناطة وأصله من جيان درس الأصول على ابن سابق (الصقلي) و أبي بكر المرادي, وسمع الجياني والصدفي وابن سهل القاضي، ولد سنة 444هـ. توفي بغرناطة سنة 528 هـ, و لقيه عياض بقرطبة سنة 507هـ" .
13. الفقيه أبو عبد الله محمد بن نجاح الذهبي روى عن ابن سهل فهرسة شيوخه .
14. سليمان … المعروف بابن البيغي شاطبي الأصل وكان مفتيا، لقي ابن عبد البر و الباجي و الوقشي وأبا الأصبغ ابن سهل. توفي نحو سنة 520هـ" .(1/3446)
15. علي بن هشام بن محمد السلولي من أهل غرناطة، يكنى أبا الحسن روى بها، عن أبي الأصبغ عيسى بن سهل سنة 484هـ وتفقه به، وعن غيره من مشايخ غرناطة، وكان مشاورا بها وولي الخطابة بجامع غرناطة، وتوفي في حدود سنة 520هـ" .
16. أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن مفيد الطائي من أهل قرطبة وأصله من جيان روى عن أبي الأصبغ ابن سهل وغيره. .قال ابن بشكوال، - وسماه في معجم شيوخه-:" أخذت عنه من شعره و كان آخر من حدث عن ابن سهل ". توفي سنة 539هـ" .
17. محمد بن سعيد بن عصفور الحضرمي, إشبيلي. يكنى أبا عبد الله, روى بغرناطة عن أبي الأصبغ ابن سهل سنة 484هـ .
وفاته:
لكن المرابطين صرفوا عيسى بن سهل عن قضاء غرناطة بعد تمكنهم منها, قيل بسبب شدته في القضاء و قيل بأنه فقدوا ثقتهم فيه بعد خيانته( المزعومة) لأميره البربري ولي نعمته. ولقد صرح لسان الدين ابن الخطيب في كتابه الإحاطة باسم القاضي الذي خلف عيسى بن سهل على قضاء غرناطة سنة 485هـ.
قال ابن الخطيب:" [ و من الطارئين على غرناطة] عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن سيد أبيه يكنى أبا الحسن, قرطبي. كان فقيها جليلا نبيها, و لي القضاء بغرناطة و أعمالها سنة 485, و كانت و لايته لها بعد القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل الأسدي, ولاه عليها يوسف بن تاشفين, وكان قبل صاحب الأحكام بقرطبة " .
الفرق بين تاريخ وفاة عيسى بن سهل و تاريخ تولية قاض مكانه لا يعدو أن يكون شهورا يسيرة فابن سهل توفي يوم الجمعة، ودفن يوم السبت الخامس من المحرم (بعد أيام من مطلع) سنة ست وثمانين وأربع مائة .
لقد أثنى كثير من العلماء على الفقيه القاضي عيسى بن سهل و بينوا علمه و فضله, فلابأس أن نختم ترجمتنا له بكلامهم.(1/3447)
قال ابن الصيرفي: "كان من أهل العلم، والفهم والتفنن في العلم مع الخير والورع وصحة الدين وكثرة الجود مع قلة الوجود، بارع الخط، فصيح الكتابة, حاضر الذهن، سريع الخاطر. له قريض جزل, وهمة في اقتناء الكتب, وهيبة". وقال محمد ابن القاضي عياض: "هو من شيوخ (شيوخ) أبي رحمه الله وهو أسدي النسب وكان من الراسخين في المسائل، وصنعة الوثائق، والخط البارع والكرم المنيف والإيثار على نفسه، والجزالة النافذة في أحكامه، وفصل القضاء وكثرة الرواية رحمه الله…" .
وقال أبو الحسن بن الباذش: " كان من أهل الخصال الباهرة والمعرفة التامة يشارك في فنون العلم" .
وقال ابن بشكوال: " وكان من جلة الفقهاء وكبار العلماء، حافظا للرأي ذاكرا للمسائل، عارفا بالنوازل، بصيرا بالأحكام مقدما في معرفتها…".
مؤلفات عيسى بن سهل:
بعد طول البحث على تبين أن لابن سهل خمسة كتب من تأليفه, نفصل الحديث بشأنها في هذا المبحث.
أ - كتاب الإعلام بنوازل الأحكام:
وهو أشهر كتب ابن سهل على الإطلاق، لكن ابن حماده السبتي اختصر العنوان ولم يذكره بالكامل, فقد نصت إحدى مخطوطاته الأندلسية (مؤرخة سنة 521هـ) في أول ورقة على تسمية الكتاب بـ "الإعلام بنوازل الأحكام و قِطر من سِيَرْ الحُكَََََََََّام". وهي نسخة مسندة إلى المؤلف من طريق اثنين من تلاميذه السبتيين, و موجودة بالخزانة الحمزية بالمغرب.
لقد كانت عناية أهل المغرب والأندلس بكتاب الإعلام كبيرة, يمكن الاستدلال على ذلك من ثلاثة أوجه.
الوجه الأول: تواتر شهادات علماء المغرب و الأندلس على أهمية الكتاب.
الوجه الثاني: تعدد نسخ الكتاب حتى أن الدكتور رشيد النعيمي اعتمد على تسع مخطوطات, ثلاث منها مغربية و الباقية أندلسية يتراوح تاريخ نسخها مابين 521سنة هـ و سنة 861هـ.
الوجه الثالث: كثرة المستفيدين منه و المشتغلين به, فمنهم من اعتمد على الكتاب في أحكامه ونوازله، ومنهم من علق عليه حواش ومنهم من اختصره.(1/3448)
قال أبو بكر ابن العربي المعافري: "… وصار الصبي عندهم(يعني أهل الأندلس) إذا عقل, فإن سلكوا به أمثل طريقة لهم، علموه كتاب الله تعالى، فإذا حذقه, نقلوه إلى الأدب، فإذا نهض فيه, حفظوه الموطأ, فإذا لقنه, نقلوه إلى المدونة, ثم ينقلونه إلى وثائق ابن العطار ثم يختمون له بأحكام ابن سهل" .
وقال ابن بشكوال "… وكان (ابن سهل) عارفا بالنوازل بصيرا بالأحكام مقدما في معرفتها وجمع فيها كتابا حسنا مفيدا يعول الحكام عليه".
و أما الناقلون عن أحكام ابن سهل فكثيرون, نذكر منهم على سبيل المثال:
- أبو عبد الله محمد بن القاسم بن أبي حمراء قاضي بطليوس, نقل عنه في كتابه في الوثائق المسمى بـ:"المقنع في الشروط" .
- القاضي أبو الفضل عياض الذي يحيل في15 موضعا من كتابه "مذاهب الحكام في نوازل الأحكام" على نوازل ابن سهل.
- أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن سلمون الكناني الفقيه الأندلسي(ت740هـ) الذي نقل فقرات كثيرة من أحكام ابن سهل, في كتابه العقد المنظم للحكام فيما يجري بين أيديهم من العقود و الأحكام.
- أبو الحسن البناهي المالقي(القرن الثامن الهجري) ينقل عنه كثيرا في كتابه المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا.
- برهان الدين إبراهيم بن محمد بن فرحون(ت799هـ) ينقل عنه في كتابه تبصرة الحكام في أصول الأقضية و مناهج الحكام.
و لم يقتصر الأمر على النقل المجرد بل من العلماء من علق عليه حواش و منهم من اختصره, ومن هؤلاء مثلا:
- أبو محمد هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزي، من أهل شاطبة وكان فقيها حافظا، له تنبيهات على مسائل المدونة والعتبية وحواش على الوثائق البونتية. وقيد مثل ذلك على الوثائق الفتحونية وأحكام ابن حدير وأحكام ابن سهل… توفي في شعبان سنة 582هـ " .(1/3449)
- أبو عمران موسى بن أبي علي الزناتي الزموري مولدا ومنشأ، نزيل مراكش، الشيخ الفقيه الصالح المدرس المذكر, شارح الرسالة والمدونة والمقامات وغيرها، أخذ عنه ابن البناء. توفي بمراكش في سنة 702هـ" . قام هذا الفقيه باختصار نوازل ابن سهل. وجدت نسخة من هذا المختصر بالخزانة العامة بالرباط, رقمها (742 أوقاف) تقع في مجموع كان قديما يحمل رقم (896ص) بمكتبة الزاوية الناصرية بتامكروت (جنوب المغرب), ويتألف من كتابين فقط:
الكتاب الأول:
كتاب اقتضاب السهل في اختصار أحكام ابن سهل.
يتكون من 139 صفحة في كل صفحة 29 سطرا, ومقياس الصفحة 16.00/20.00 سنتم، والخط مغربي دقيق تتخلله كلمات بالمداد الأحمر. أما الورق المستعمل فتشهد علامته المائية بأنه من صنع أوروبي. الناسخ هو: محمد بن الحاج الرعجاني, ولا ذكر لتاريخ, ولا لمكان النسخ.
نقرأ في أول الكتاب ما نصه:" قال الشيخ الأستاذ العالم العامل المفتي… أبو عمران موسى بن أبي علي الزناتي رضي الله عنه أما بعد حمد الله الكبير المتعال والصلاة التامة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله خير آل. فإن غرضي أن أجرد نوازل ابن سهل رحمه الله مما اختلط به من المشاهير والسير والسجلات والشواهد والاستدلالات والبسط (و) العمل والتكرارات، من غير نقص لشيء من مبانيها أو إخلال بشيء من معانيها، تقريبا لنفسي ومجلبة لنشاطي وأنسي…". ثم أفادنا الدكتور مصطفى الصمدي أن لهذا المختصر نسخة ثانية بمكتبة الزاوية الحمزية تحت عدد (325 ) .
الكتاب الثاني من المجموع هو:
"المقصد المحمود في تلخيص الوثائق والعقود" لأبي الحسن علي بن يحيى ابن القاسم الصنهاجي الجزيري (تـ585هـ) , و يقع في الصفحات (142-295).وقد طبع هذا الكتاب سنة 1998م بالمجلس الأعلى للأبحاث العلمية بمدريد بتحقيق ودراسة: أسونثيون فرٌيرس (Asuncion Ferreras) .
و لكتاب الإعلام عدة تحقيقات نذكر منها:(1/3450)
- تحقيق قسم الاحتساب منه قام به التهامي الأزموري ونشر بعد وفاته في مجلة هسبيريس تامودا، المجلد 14 سنة 1973 صفحات 7-108.
- تحقيق للكتاب كله، من طرف رشيد حميد النعيمي المحامي, و نال به درجة الدكتوراه سنة1978م من جامعة سانت أندروس بالمملكة المتحدة, وقد طبع هذا التحقيق سنة 1997م بالرياض تحت عنوان:
"ديوان الأحكام الكبرى ", وهو عنوان غير أصلي للكتاب وضعه بعض النساخ.
- تحقيق الكتاب كله، قامت به: نورة التويجري، ونالت به درجة الدكتوراه بجامعة الإمام بالرياض سنة 1991م.ثم طبع بالرياض سنة 1994م.
وأما مؤلفات ابن سهل الأخرى فهي كالآتي.
ب- شرح عيسى بن سهل لصحيح البخاري:
قال إسماعيل باشا البغدادي في كتابه"هدية العارفين" ما نصه "… من تصانيف(ابن سهل) شرح الجامع الصحيح للبخاري…" . و قد نقل عمر رضا كحالة هذه المعلومة عنه في معجم المؤلفين .
لكن البغدادي ينقل عن حاجي خليفة قوله في كشف الظنون بأن من شروح كتاب البخاري : "… شرح أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله ألأسدي المتوفى … (كذا)" .و هو ناقل بدوره عن كتاب "إرشاد الساري" للقسطلاني الذي ينقل عن كتاب "الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر" لشمس الدين السخاوي (تـ902هـ/1496م)، الذي عدد شروح البخاري فقال: "… وأبو الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله ألأسدي، ذكر أنه كتب إلى بعض أئمة عصره يسأله عن إشكال في سنة ست وخمسين و (أربعمائة) ، وكان هذا الشيخ يروي الكتاب (صحيح البخاري) عن الأصيلي و هذا الشرح ينقل عنه ابن رُشَيْد" .
و ابن رشيد السبتي (ت 721هـ/1321م) كان قد نزل غرناطة و كان بها خطيبا مدة , فلا يستبعد وقوفه على شرح ابن سهل هناك.أقدم مصدر أندلسي ذكر ذلك الشرح هو "كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن فرح القرطبي (ت.671هـ/1272م).(1/3451)
قال: " قال الراجز: إذا المسيح قتل المسيحا, يعني عيسى بن مريم عليه السلام يقتل الدجال… قرأته في المجلد الأول من شرح ألفاظ الغريب من الصحيح لمحمد بن إسماعيل (البخاري)، تأليف القاضي الإمام المفتي أبي الأصبغ ابن سهل" .
أطول نقل من هذا الشرح يوجد في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري, تأليف ابن حجر العسقلاني(ت.852هـ) وهو يعزو النقل لكتاب رحلة ابن رشيد السبتي, و هو نص لا وجود له مع الأسف بالأجزاء الباقية من كتاب ملء العيبة.
ج- فهرسة شيوخ عيسى بن سهل:
هذه الفهرسة كان القاضي عياض قد وقف عليها واستفاد منها في كتابيه: الغنية, و ترتيب المدارك. وقد ذكرها أيضا أبو بكر ابن خير الإشبيلي في فهرسته. قال :"… فهرسة الفقيه الحافظ أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي، روايتي لها عن القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي رحمه الله, وحدثني بها أيضا، إجازة، الفقيه أبو عبد الله محمد بن نجاح الذهبي عن ابن سهل رحمه الله" .
وقال القاضي عياض: " فهرست أبي الأصبغ ابن سهل حدثنا بها أبو إسحاق ابن الفاسي عنه" , وفي موضع آخر استشهد عياض بفهرسة ابن سهل لضبط اسم: ابن أبي الدنيا، فقال: "علي بن عثمان، وكذا سماه ابن سهل في فهرسته" .
د- كتاب ابن سهل في الرد على ابن حزم الظاهري:
هذا الكتاب انفرد أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإشبيلي الرعيني (تـ666هـ/1267م) بذكر اسمه و النقل عنه: في برنامج شيوخه. ثم عثر الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني على قطعة أندلسية مخطوطة منه محفوظة بخزانة القرويين بفاس، وقد صُوِّرَ عنها شريط مسجل تحت رقم (5) بالخزانة العامة بالرباط، تتألف تلك القطعة من (269) صفحة حالتها سيئة للغاية بفعل إفساد الأرضة لأوراقها جملة. و تاريخ نسخ تلك المخطوطة لا يتجاوز القرن السابع الهجري.(1/3452)
وقد بينت صحة نسبة الكتاب لابن سهل وأن عنوان الكتاب هو: "التنبيه على شذوذ ابن حزم", وأن ابن سهل ألف هذا الرد حوالي (476-480هـ) بمدينة طنجة .
يتألف هذا الكتاب من محاور كبرى كما يلي:
1. المقدمة: بقيت الورقة الأخيرة منها فقط، و بها معلومات نفيسة عن ابن حزم.
2. باب ما يلزم المتأخرين من الإقتداء بالمتقدمين ويجب عليهم من توقيرهم و تعزيرهم:
يدافع ابن سهل فيه عن التقليد وضرورة اتباع إمام في الفقه. وهذا الباب, وإن أصابت بعض فقراته خروم, تام الأوراق .
3. باب ذكر تبديع ابن حزم للصحابة والتابعين واستخفافه بجميع أئمة المسلمين:
يرد فيه المؤلف على كتاب " النكت الموجزة في نفي الأمور المحدثة في أصول أحكام الدين من الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد" لابن حزم، ويضم هذا الباب فصولا في نقض الإحكام لأصول الأحكام لابن حزم.
4. فصل فيه زيادة بيان في تخليط ابن حزم و تناقضه و سفاهته و جهله:
و هو مخصص لنقض أقوال ابن حزم حول المنطق والفلسفة والعلوم العقلية، الموجودة في كتبه مثل كتاب الفصل في الملل و النحل, وكتاب التقريب لحدود المنطق, و رسالة مراتب العلوم، ورسالة التوقيف على شارع النجاة .
5. فصل في ذكر ما شذ فيه عن جميع الأمة وخالف فيه جميع الأئمة: خصصه ابن سهل لنقض 12 مسألة لابن حزم من كتابه "الإعراب عن كشف الالتباس الواقع بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس" .
هـ- رسالة ابن سهل إلى ابن حزم:(1/3453)
هذه الرسالة اكتشفت حقيقتها بعدما قارنت أسلوب وحجج عيسى بن سهل في "التنبيه على شذوذ ابن حزم" بمقتطفات من كلام الهاتف من بعد الذي لم يذكر فيها اسمه ورد ابن حزم عليه. و حقيقة الأمر أن ابن سهل كان حاضرا بمنزل شيخه ابن عتاب بقرطبة أثناء تسلمه كتاب كبير فقهاء المرية الفقيه أبي عمر أحمد بن رشيق الثغلبي، حوالي (444-446هـ), يصف فيه شناعة أقوال ابن حزم، فكتب ابن سهل رسالة(الهاتف من بعد) يتوعد فيها ابن حزم بما سيطاله من جراء إصراره على الخروج عن المذهب. و كان ابن حزم حينئذ مستقرا بالمرية .
فهذه خمسة كتب ألفها ابن سهل, لم يصل إلينا منها سوى الإعلام بنوازل الأحكام, وطرف من التنبيه على شذوذ ابن حزم, و فقرات يسيرة من رسالته إلى ابن حزم.
أما فهرسته فقد استفاد منها القاضي عياض كثيرا في كتابيه: الغنية, و ترتيب المدارك أثناء كلامه عن بعض شيوخ ابن سهل و بعض من لقيهم من علماء الأندلس.
خاتمة:
أرجو أن أكون, بما سقته في هذا البحث, قد أثبتت بالأدلة الكافية الشافية المكانة العلمية الرفيعة التي كانت للفقيه القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي الجياني رحمه الله تعالى, وقد اقتصرت على اجتلاب المعلومات الضرورية خشية التطويل و استغنيت عن تفاريع شتى, وحسبي أنني لم آل جهدا في البحث و التنقيب, ومن الله تعالى نستمد العون و التوفيق.
جريدة المصادر و المراجع:
- الإحاطة في أخبار غرناطة, للسان الدين ابن الخطيب, بتحقيق محمد عبد الله عنان, القاهرة 1974م. و كذلك قسم الإحاطة الذي لم ينشر من قبل ثم حققه عبد السلام شقور, وطبع بتطوان سنة 1988م.
- اختصار اقتباس الأنوار, لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي المعروف بابن الخراط, دار الكتب العلمية, بيروت, سنة 1999م.
- إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري, للقسطلاني.(1/3454)
- أزهار الرياض في أخبار عياض, لشهاب الدين أحمد المقري التلمساني( الجزء 4) تحقيق سعيد أعراب و محمد ابن تاويت الطنجي, الرباط 1978م.
- أهمية المخطوطات الإسلامية(أعمال المؤتمر الافتتاحي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي) لندن 1413هـ/ 1992م.
- برنامج شيوخ الرعيني, تحقيق إبراهيم شبوح, دمشق 1962م.
- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس, لأحمد بن يحيى الضبي, مدريد 1884م.
- تاريخ العلماء و الرواة للعلم بالأندلس, لعبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي, تحقيق عزت العطار الحسيني, القاهرة 1988م.
- التبيان للأمير عبد الله بن بلقين, تحقيق أمين توفيق الطيبي, الرباط 1995م.
- تذكرة الحفاظ, لمحمد بن عثمان الذهبي, حيدر أباد- الهند, سنة 1958م.
- التذكرة في أحوال الموتى و أمور الآخرة لمحمد بن أحمد بن فرح القرطبي, تحقيق محمد عبد القادر عطا, القاهرة 1418هـ/ 1998م.
- ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك, للقاضي عياض بن موسى السبتي, الجزء الثامن, تحقيق سعيد أعراب, الرباط 1403هـ/ 1983م.
- التكملة لكتاب الصلة, لأبي عبد الله ابن الأبار البلنسي, تحقيق عبد السلام الهراس, الدار البيضاء 1990م.
- جمهرة أنساب العرب لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي, تحقيق عبد السلام هارون, دار الكتب العلمية, بيروت 1983م.
- الجواهر و الدرر في ترجمة ابن حجر, لمحمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي, تحقيق: إبراهيم باجس عبد المجيد, بيروت 1999م.
- الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية, لابن سماك العاملي, تحقيق, سهيل زكار وعبد القادر زمامة, الدار البيضاء 1979م.
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب, لإبراهيم بن فرحون المالكي, تحقيق مأمون محيي الدين الجنان, بيروت 1996م.
- ديوان الأحكام الكبرى( الإعلام بنوازل الأحكام) لعيسى بن سهل الجياني, تحقيق رشيد النعيمي, الرياض 1997م.(1/3455)
- الذيل ة التكملة لكتابي الموصول و الصلة, لمحمد بن محمد بن عبد الملك المراكشي, السفر 5- 8.
- رسائل ابن حزم الأندلسي, تحقيق إحسان عباس(الجزء الثالث), بيروت 1987م.
- سير أعلام النبلاء, لمحمد بن عثمان الذهبي(الجزء 19) تحقيق شعيب الأرنؤوط, بيروت 1984م.
- شجرة النور الزكية في طبقات علماء المالكية، لمحمد بن محمد مخلوف، المطبعة السلفية، القاهرة 1350هـ/1930م
- الصلة، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوال، الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة 1966م.
- صلة الصلة، لأحمد بن إبراهيم ابن الزبير الغرناطي, الأقسام:3-4-5, تحقيق عبد السلام الهراس وسعيد أعراب، الرباط 1993-1995م.
- العقد المنظم للحكام فيما يجري بين أيدسهم من العقود و الأحكام, لعبد الله بن سلمون الكناني الأندلسي, مطبوع بهامش كتاب تبصرة الحكام لابن فرحون. القاهرة 1301هـ.
- العواصم من القواصم, لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي, تحقيق: عمار الطالبي, مكتبة التراث- القاهرة, 1417هـ/ 1977م.
- الغنية (فهرسة شيوخ القاضي عياض) تأليف القاضي عياض، تحقيق ماهر زهير جرار، دار الغرب الإسلامي بيروت 1982م.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) إشراف: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ترقيم: فؤاد عبد الباقي. (طبع دار الفكر، بيروت بدون تاريخ).
- فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك, لمحمد بن أحمد عليش, دار الفكر- القاهرة(جزءان), د.ت.
- الفصل في الملل و الأهواء و النحل, لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم, تحقيق: محمد إبراهيم نصر و عبد الرحمن عميرة, دار الجيل- بيروت 1985م.
- فهرسة أبي بكر ابن خير الإشبيلي، تحقيق محمد فؤاد منصور، بيروت 1419هـ/1998م.
- فهرس مخطوطات خزانة القرويين، تأليف محمد العابد الفاسي، (الجزء الأول والثاني) الدار البيضاء 1979-1980م.(1/3456)
- كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج تأليف أحمد بابا التنبكتي ( جزآن)، تحقيق: محمد مطيع، الرباط 2000م.
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون تأليف حاجي خليفة، مكتبة المثنى، بغداد.
- المدرسة الظاهرية بالمغرب و الأندلس, لتوفيق الغلبزوري, كلية تطوان, 2000 م.
- المقصد المحمود في تلخيص العقود, لعلي بن يحيى الجزيري, تح: اسوننثيون فريرس, مدريد, سنة 1998م.
- مذاهب الحكام في نوازل الأحكام، للقاضي عياض وولده محمد، تحقيق محمد بن شريفة، بيروت 1990م.
- المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا، تأليف أبي الحسن بن عبد الله البناهي المالقي، تحقيق إ.ليفي بروفنسال، القاهرة 1948م.
- مع القاضي أبي بكر بن العربي, لسعيد أعراب, دار الغرب الإسلامي- بيروت 1987م.
- معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة (الجزء الثامن) مكتبة المثنى.
- المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي, لابن الأبار البلنسي, تحقيق: فرانشسكو كوديرا- مجريط, 1884م.
- هدية العارفين، تأليف إسماعيل باشا البغدادي، استانبول 1951.
-
2- المقالات المنشورة في المجلات والدوريات:
- مكتبة الزاوية الحمزية, صفحة من تاريخها, لمحمد المنوني, مجلة تطوان عدد 8 سنة (1963م) صـ95- 177.
- مؤلفات ابن حزم و رسائله بين أنصاره و خصومه, لمحمد إبراهيم الكتاني, مجلة الثقافة المغربية, عدد 1, (1970م) صـ 83- 107.
- مخطوط نوازل ابن سهل الأسدي, صورة للواقع الاجتماعي و الاقتصادي للأندلس في القرنين الرابع و الخامس الهجريين, لمحمد عبد الوهاب خلاف, مجلة معهد المخطوطات العربية (الكويت) المجلد 26, الجزء الثاني, سنة (1982م) صـ 735- 744.
- مسالك التأليف في فقه النوازل بالغرب الإسلامي, لمصطفى الصمدي, مجلة الذخائر(لبنان) عدد 11-12, سنة(2002م), صـ 19- 42.
- مخطوطة أندلسية فريدة في الرد على ابن حزم الظاهري, لسمير القدوري, الذخائر, عدد 5 سنة (2001م), صـ 239- 256.(1/3457)
- المؤلفات الأندلسية و المغربية في الرد على ابن حزم الظاهري, لسمير القدوري, الذخائر عدد 11-12(2002م), صـ 106- 205.
- كتاب "التنبيه على شذوذ ابن حزم" تأليف القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل, لسمير القدوري, الذخائر عدد15- 16(2003م) صـ 95- 108.
- الردود على ابن حزم بالأندلس و المغرب من خلال مؤلفات علماء المالكية, لسمير القدوري, مجلة الأحمدية(دبي) العدد 13, سنة (2003م) صـ271- 346.
- الكتب المخطوطة:
- أجوبة القاضي أبي عبد الله ابن الحاج القرطبي (ت 529هـ). مخطوطة مغربية خاصة.
- الإعلام بنوازل الأحكام، لعيسى ابن سهل.بالخزانة العامة (الرباط.) أرقام: (D3398) (D1728)، (111 بالخزانة الحمزية).
- اقتضاب السهل في اختصار أحكام ابن سهل لموسى بن أبي علي الزناتي، بالخزانة العامة بالرباط رقم (742 أوقاف).
- التنبيه على شذوذ ابن حزم. تأليف عيسى بن سهل، (شريط رقم 5) بالخزانة العامة بالرباط.
- فهرسة المنتوري محمد بن عبد الملك القيسي الأندلسي: بالخزانة الحسنية (الرباط) رقم 1578.
- الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس, لابن حزم مخطوط شستربتي رقم 3482.
Références:
- Kaddouri, Samir, Identificacion de un manoscrito andalusi anonimo de una obra contra Ibn Hazm al-Qurtubî (m. 456/1064), al-Qantara XXII, 2 (2001) 299- 320.
- Marin, Manuela, familias de ulemas en Toledo. Estudios onomastico Biograficos de Al - Andalus. C.S.I.C Madrid. V, (1992) 229-271.
- Müller, Christian, Administrative tradition and civil jurisdiction of the Cordoban sahib al-ahkâm (I), al-Qantara XXI, 1 (2001) 57- 84.
---
(1/3458)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حينما يصنِّف معاصر كتصنيف المتقدمين في الجُهد والإبداع والإفادة ..!
---
حينما يصنِّف معاصر كتصنيف المتقدمين في الجُهد والإبداع والإفادة ..!
---
البخاري
02-09-2004, 12:51 AM
حينما يصنِّف معاصر كتصنيف المتقدمين في الجُهد والإبداع والإفادة ..!
ما أكثر ما تقذفه المطبوعات !
وما اكثر ما تلفظه ألسنتها في أيدينا !
لكن أين السمين من الغث!
اطلعت على رسالة علمية لمؤلفها الشيخ المفسِّر محمد بن عبدالله بن علي الخضير اسمها ( تفسير التابعين )، هذا الكتاب قرأته كله بنهم ..!
عجبت من جهد مصنفه فيه، ومن تفانيه وإخلاصه في الطرح والمقارنه، قال في خاتمة كتابه :
( لقد عشت في بحثي هذا خمس سنين ! لم أكلّ أو أمل، جمعت ورتبت، وأضفت وحذفت، ودرست وقارنت، واطلعت على علوم شتى وبحوث عديده !
وعشت بوجداني مع هذا البحث، حتى لا زمني ليلاً ونهاراً !
وحضراً وسفراً !
بل لا أكون قد بالغت إن قلت: ويقظة ونوماً ! ) انتهى .
أقول : لا غرابة فقد جمع جمعاً لم تره عيني في رسالة علمية في فن من الفنون ..!
مما اطلعت عليه من مئات الرسائل العلمية !
فلا أقول إلا :
هكذا فليكن التصنيف، وهكذا فليكن النفس في التأليف ..
فما أقل من هذه صفته في زمن الزخم!
وما أشد بؤس طالب العلم حينما تزخر مكتبة بصنوف الكتب، منقوشة عناوينها بلون كالذهب، لكنه لا يجد فيها مبتغاه!
فهي لا تشبع جائعاً ولا تروى ضمآناً، بل تستنزف جهداً وتُفلس جيباً !
إلا ما رحم الله
---
(1/3459)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > القراءات الحداثية للقرآن من وجهة نظر د.طه عبد الرحمن.
---
القراءات الحداثية للقرآن من وجهة نظر د.طه عبد الرحمن.
---
أبو عبد المعز
04-18-2006, 04:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر أخيرا للمفكر المغربي الدكتور طه عبد الرحمن كتاب :
روح الحداثة : المدخل إلى تأسيس الحداثة الاسلامية
نشر المركز الثقافي العربي.ط1 .2006.
http://www.tafsir.net/images/Rooh.jpg
وما يهمني في كتابه هو الفصل الرابع :القراءة الحداثية للقرآن والابداع الموصول....والممتد من الصفحة 175 إلى 206.فخطر لي أن أعرض على الملتقى بعض ما تناوله هذا الفصل في حدود "الانتصار للقرآن".وجعلت خارج اهتمامي ما يسميه المصنف"الحداثة الاسلامية" واعتبارها بديلا لما هو كائن...وفي الحقيقة مجرد اسم"الحداثة الاسلامية"يدفعني إلى الامتعاض. فلنقف عند حدود هدم الحداثة ولا بأس من أن نتعاون مع الدكتور عبد الرحمن.....حتى إذا جاء زمن البناء قلنا:لكم دينكم ولي دين.
ثنائيات طه عبد الرحمن:1-
القراءة الحداثية/القراءة التراثية:
هذه الثنائية هي بدورها مندرجة ضمن ثنائية أعم متقابلة الطرفين: الابداع المفصول /والابداع الموصول.
الطرف الأول هو الذي أخذ به التطبيق الغربي إذ يكون هم المرء فيه الظهور بمظهر الذي قطع صلته بالماضي.
وتعبير الدكتور طه ب "هم"و"الظهور بمظهر" يوحي بكون هذا الابداع يستجيب لمقتضيات النفس والهوى ورد الفعل أكثر مما يستجيب لمقتضيات العقل والعلم.
ومقابله الابداع الموصول وتعريفه عند طه :هو إبداع لا يقطع فيه المرء صلته إلا بما اضمحل نفعه أو أصبح ضرره أكثر من نفعه، لا يبالي بزمانه، بعيدا كان أو قريبا مجددا بذلك أسباب اكتشاف الذات.(1/3460)
وهو بتعريفه ذاك يحاول أن يعالج التعارض الخفي بين الصفة والموصوف..فالوصل يفترض حضور الماضي في الحاضر أما الابداع هو خلق على غير مثال أي إعدام للماضي فحصل التدافع.....وجاء قوله" لا يقطع فيه المرء صلته إلا بما اضمحل نفعه" ليصالح بين المفهومين: فثمة شيئ يبقى: ذلك الوصل، وشيء يقطع: ذلك الابداع.
القراءة الحداثية تسعى إلى تحقيق القطيعة مع القراءات التراثية......وهذه بدورها يقدمها طه على نحو ثنائي.
2-القراءات التأسيسية/القراءات التجديدية.
يجعل الدكتور طه التأسيس وصفا لما قام به المتقدمون بدون تمييز في المناهج والتخصصات...فتفاسير المفسرين والفقهاء والمتكلمين والصوفية كلها تأسيسية عنده.
أما القراءات التجديدية فهي عنده ما قام به المتأخرون سلفيين إصلاحيين كانوا أو سلفيين أصولين أو إسلاميين علميين -على حد اصطلاحه -وذكر من المفسرين العلميين اسمين :طنطاوي جوهري ومصطفى محمود.
هذا التقسيم في الواقع شكلي لم يراع فيه إلا البعد الزمني..فأصحاب القراءات التجديدية وإن تأخر بهم الزمان لا شيء يربطهم بالحداثيين.....وروابطهم الفكرية كلها مع سابقيهم..ويوضح ذلك هذه الثنائية الحاسمة:
3-منهج الانتقاد/منهج الاعتقاد.
هذه الثنائية هي المميزة حقا للمناهج والمعسكرات-لا الزمن-
يرى الدكتور طه أن القراءات التراثية في زمنيها المتقدم والمتأخر هي تفسيرات للقرآن في ارتباطها الوثيق بالإيمان.....فتفسير القرآن لا يكون أو لا يراد به إلا :
-الوضع النظري لأسس الإيمان.
-التقوية للأسباب العملية للإيمان.
فالمفسر يقرأ ليؤمن......أو ليزداد إيمانه وتبعا لذلك ....يعمل أو يسدد عمله.باختصار إنها قراءات ذات صبغة اعتقادية صريحة.
أما القراءات الحداثية فتتموضع في الضفة المقابلة:فهي لا تسعى للاعتقاد ولكنها تتغيا الانتقاد ويلخص النوعين في قوله الجامع:(1/3461)
"القراءات الحداثية لا تريد أن تحصل اعتقادا من الآيات القرآنية ،وإنما تمارس نقدها على هذه الآيات."
وقد يلاحظ القاريء أن الدكتور طه عندما يصف القراءات الحداثية فهو لا يستعمل عبارة "تفسير القرآن" أو تفسير النص....ولكنه يستعمل عبارة تفسير الآيات القرآنية....لأنه يرى أن الحداثيين حينما ادعوا أنهم يشتغلون بتفسير القرآن كالمتقدمين
كانوا زاعمين ذلك فقط...وإلا فهم مقتصرون في الحقيقة على تفسير بعض الآيات المأخوذة من سور مختلفة...
يخلص الدكتور طه إلى أن الوجه الذي تحقق به قراءة القرآن حداثيتها هو أن تكون قراءة انتقادية لا اعتقادية....ثم مضي يضرب الأمثلة فذكر:
قراءة محمد أركون ومدرسته بين التونسين بفرعيها : المقيمين بتونس مثل عبد المجيد الشرفي والمستقرين بباريس مثل يوسف صديق.
قراءة نصر حامد أبو زيد وطيب تيزيني.....والحق بهؤلاء حسن حنفي الذي دعا إلى ما يسميه "التأويل الموضوعاتي للقرآن"....
ما يجمع كل هؤلاء هو الانتقاد ....ولعلنا-مشيا وراء فكرة الدكتور طه عن شرط الحداثة-أن نوسع الدائرة زمانيا كما وسعها هو مكانيا....فيجوز لنا أن ندخل ضمن دائرة القراء الحداثيين أشخاصا من الماضي من أمثال ابن الراوندي فقد قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية:
ابن الراوندي
أحد مشاهير الزنادقة كان أبوه يهوديا فأظهر الإسلام ويقال إنه حرف التوراة كما عادى ابنه القرآن بالقرآن وألحد فيه وصنف كتابا في الرد على القرآن سماه الدامغ وكتابا في الرد على الشريعة والإعتراض عليها سماه الزمردة وكتابا يقال له التاج في معنى ذلك.
هذا البعد الانتقادي المميز للحداثة يدعونا إلى التنبيه على ثنائية أخرى هي:
4-القراءة الحداثية/القراءة المعاصرة.
يقول الدكتور طه:(1/3462)
الحداثة عندنا غير المعاصرة، إذ أن الحداثة ترتبط بأسباب التاريخ الحضاري والثقافي للمجتمع الغربي ، في حين أن المعاصرة لا يجب فيها مثل هذا الارتباط،إذ أن القاريء العصري يأخذ بمختلف منجزات عصره من غير أن يشتغل بإعادة إنتاج الأسباب التاريخية الخاصة لهذه المنجزات، بل قد يسعى إلى أن يستبدل مكانها أسبابا تاريخية أخرى تخص مجال التداول الذي يشهد قراءته ويتلقاها.....
ويضرب مثالين على القراءة المعاصرة :محمد شحرور في مؤلفه : الكتاب والقرآن.وعبد الكريم سروش في كتابه القبض والبسط في الشريعة.
ويبرر الدكتور طه-خاصة فيما يتعلق بالأول- هذا التصنيف والتسمية بدليلين:
أن شحرور نفسه وصف قراءته في عنوان كتابه بكونها قراءة معاصرة.
والثاني أن المفسرين الحداثيين نقدوا قراءته ونفوا عنها صفة الحداثة وذكر منهم اثنين:أركون وحامد أبو زيد....
معنى هذا أن الحداثة أمعن في التقليد واشد انغلاقا من العصرية....فالأولى لا تتصور الحضارة إلا على النهج الغربي...ولا تفهم التقدم إلا باتباع خطوات الغربيين فتسعى فقط إلى إعادة انتاج مراحل الحضارة الغربية على التربة المشرقية...أما العصرية فتستفيد من معطيات العصر لكنها لا ترى في اتباع الغربي ضربة لازب...
وهذا يجرنا على ثنائية أخرى:
5-الحداثة المبدعة/الحداثة المقلدة..
ولما كان يهمنا أكثر هو قراءات الحداثيين والتفصيل في منهجهم....فسنركز على هذا الطرف ونضرب صفحا عن البديل الذي يقترحه الدكتور لأننا قد نخالفه فيه ولأننا لا نريد أن نخرج عن مجال الانتصار للقرآن.
وقد أحسن الدكتور فعلا في بيان خطط القراءات الحداثية وإظهار خصائصها ونواياها.......وذلك هو موضوع حديثنا الآتي إن شاء الله.
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 01:51 PM
بارك الله فيكم .(1/3463)
ما زلت أدعو لقراءة كتب الدكتور طه عبدالرحمن في نقد المناهج الحداثية نقداً يستخدم آلات الحداثيين في نقدهم ، فأظنه من أفضل من كتب في نقدهم من المعاصرين بهذه الطريقة ، وكتبه المطبوعة مليئة بالرؤى النقدية التي تستحق التلخيص والترتيب ليستفيد منها المتخصص في الدراسات القرآنية ، مع الأخذ في الاعتبار منهجه الشخصي في التصوف ، وتأثير ذلك في نظرياته النقدية. ولعلك تقوم بهذا الدور يا أبا عبدالمعز شيئاً فشيئاً ، لمعرفتك بمناهجهم ومعرفتك بالدكتور طه عبدالرحمن وكتبه من جهة أخرى . وفقك الله وسدد خطاك .
---
أحمد الطعان
04-19-2006, 01:22 AM
في الحقيقة أنا ممن يقرأون له ولكن كتاباته تتميز باختيار اللغة المعقدة والتي تجعل المتابع له لا يكاد يفهم مراميه ومقاصده ويشبهه في ذلك الدكتور أبو يعرب المرزوقي وهما يقومان بصك المصطلحات والتراكيب اللغوية الخاصة بهم والتي تتسبب في إرباك القارئ ولعل السبب هو كون المخزون الفكري واللغوي لديهما في أغلبه هو من التراث الفلسفي الغربي ولذلك تأتي كتاباتهم أشبه بالترجمة الصعبة ..
هذا رأي متواضع والله أعلم .
ولا أدري ما قولكم ؟
---
أبو عبد المعز
04-19-2006, 07:02 AM
ثلاثيات الدكتور طه عبد الرحمن...
آثرنا أن نستعرض بقية فقرات الفصل على نسق ثلاثيات كما عرضنا افتتاحيته على شكل ثنائيات....والقصد من ذلك الحصر والاختزال البداغوجي فقط ولا أدعي تفكيك عقل الدكتور طه وإعادة تنظيمه وفق متواليات حسابية أو هندسيةَ!!
1-استكشاف/استنزاف/استشراف.
(مع الاعتذار لأخي الدكتور الطعان ...فالمصطلحات أعلاه من وضعي لا من وضع الدكتور طه..أهي العدوى ؟)
لقد قسم الدكتور معالجته إلى مراحل ثلاث:
-استكشاف القراءات الحداثية وضبط آلياتها والوشاية بأهدافها....
-استنزافها من الداخل أو قل نقدها وتفكيكها وتقويمها انطلاقا من مرجعيتها نفسها وهي الحداثة.(1/3464)
-ازاحة هذه القراءات بعد استنزافها واستشراف بديل يسميه طه القراءة الحداثية المبدعة.
مرحلة الاستكشاف:
حاول الدكتور طه أن يكشف عن خطط واستراتيجيات القراءات الحداثية حسب اصطلاحه....وتوظيف المصطلحين خطة/ استراتيجية المنتميتين إلى الحقل المعجمي العسكري ليس اعتباطا -فالمؤلف معروف بدقة المصطلح واختيار الكلمة ونظريته في الترجمة وتطبيقاته عليها معروفة ولا تكاد مؤلفاته الأخيرة تخلو من الإيماء إليها-
فكأن طه يعلن أن هؤلاء ليسوا قراء ولكنهم محاربون......وخططتهم الحربية مختزلة في ثلاث استراتيجيات.....تعبر عنها الثلاثية الثانية:
2-خطة التأنيس/خطة التعقيل/خطة التأريخ.
(المصطلحات هذه المرة للمصنف )
وقبل أن نبين فحوى كل خطة ،نشير إلى أن الخطة -كما في علم النفس السلوكي- تتكون من عناصر ثلاث:
-هدف يرمي إليه السالك.....مثاله: القرد الذي يستهدف الموز المعلق فوقه .
-التصميم الذهني والخطاطة العقلية المتصورة للوصول إلى الهدف مثاله ما يقدره القرد
في نفسه للوصول إلى الموز عندما يقتنع أن القفز لا ينفع.
-العمليات الحركية التي ينفذ بها تصميمه السابق مثاله : جذب العصا من خارج القفص وزحزحة الصندوق الخشبي والارتقاء عليه وإسقاط الموز بالعصا....
هذه المراحل الثلاث يعبر عنها الدكتور طه بثلاثيته الثالثة:
3-الهدف النقدي/الآلية التنسيقية/العمليات المنهجية.
الهدف النقدي يتلخص دوما في "إزالة العائق الاعتقادي" و هو القاسم المشترك النوعي بين كل الخطط...ولا يكون التميز إلا باعتبار شخص ذلك العائق.
معنى هذا أن الدكتور يعدنا بتسع فقرات: كل خطة من الخطط الثلاث مضروبة في أضلاعها الثلاث فتلكم تسعة كاملة.
خطة التأنيس:
يسميها أيضا الأنسنة.....ولو سماها- في نظري- التدنيس لما أبعد النجعة.
1-الهدف: رفع العائق الاعتقادي الذي هو القدسية...(1/3465)
2-الآليات: نقل الآيات من الوضع الإلهي إلى الوضع البشري....بمعنى التعامل مع القرآن إما باعتباره منتوجا بشريا-على أسوء الفروض- أو كمنتوج بشري – على أحسن الفروض-
3-العمليات:وهي كثيرة نلخصها في ثلاث:
-الحذف والاستبدال اللغويين.
-التسوية بين المختلفين.
-التفرقة بين المتماثلين.
فمن وجوه الحذف ذكر القرآن بدون عبارات التعظيم ......( ومثله ذكر الله بدون تسبيح أو إجلال و ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد:محمد.....وهلم جرا)
ومن وجوه الاستبدال هجر المصطلحات المعهودة بين المسلمين .....فمن المعروف أن المؤمنين منذ الزمن الأول ميزوا القرآن الكريم عن كلام البشر واستعملوا-إما توقيفا وإما اجتهادا-مصطلحات خاصة بالقرآن العظيم إمعانا في التنزيه والتقديس.....فسموا الجلد والورق مصحفا ولا يجوز أن يسمى غيره كذلك وإن كان من تلك المواد ذاتها....وسموا الجملة آية والسجع فاصلة والوحدة سورة والجزء حزبا....أما الحداثيون فقد استعملوا المصطلحات التي تقال عن غيره أيهاما بأن المشاركة في الاسم دليل على المشاركة في المسمى....فقالوا العبارة القرآنية والظاهرة القرآنية.....والواقعة القرآنية...وقد نجد عن بعضهم أسلوبا معاكسا لكن الغرض واحد....فيأخذون مصطلحا خاصا بالقرآن وينقلونه إلى ما هو بشري....فيتحدثون عن أسباب النزول لقصيدة شاعر....أو مسرحية ناثر...أو تشريع مؤسسة......
التسوية بين المختلفين:
ومن وجوهه تصدير الحداثيين لكتبهم وفصولها بآيات قرآنية مجاورة لعبارات للناس.....وكان لسان الحداثين هنا هو المثل المعروف قل لي من تعاشر اقل لك من أنت ..... بل وقع في يدي كتاب لسفيه مغربي أذكر أنه صدر كتابه-المدرسي- بقولة لنيتشه ثم قولة لآخر-لم اعد أذكر اسمه-ووضع في أسفل الترتيب جزءا من آية هي: وهم يصطرخون فيها......(1/3466)
وهي جملة حالية مقتطعة من السياق ليس فيها فائدة يحسن السكوت عليها....فكأن الخبيث قد مكر بالقرآن مرتين:عندما جعل كلام الملاحدة فوق كلام الله...وعندما اقتبس من الكفار جملا تامة مفيدة وجاء من القرآن بجملة مبتورة.....فانظر إلى أخلاق القوم.
ومن أغرب الجمع بين المختلفين صنيع حامد أبو زيد :
قال هذا العبقري:الكلمة تجسدت في عيسى ابن مريم.....وكلام الله تجسد في القرآن....إذن يلزم المسلمين إما تأليه المسيح وإما بشرية القرآن فلا يعقل ان يكون المسيح بشرا والقرآن غير بشر و هما شيء واحد......لله دره ما أحكم منطقه....ولست أدري كيف سيقول لو فهمناه أن المسيح تكلم بالانجيل والانجيل كلام الله.....إذن الشيء يخرج من نفسه ويتقدم عن نفسه ويتأخر عنها في ذات الوقت ويحتوي نفسه....رحم الله العقاد لقد تذكرت نقده لشوقي وكلامه عن مشية الربيع في الربيع كمشية الأمير في الأمير.
وعكس هذا الهراء هراء آخر هو:
المخالفة بين المتماثلين:
كان يعمد الحداثي إلى القرآن وهو واحد....فيقسمه بحسب هواه ويخالف بين القسمين في التسمية :فهذا قرآن وذلك كتاب،وهذا قرآن شفوي وذاك قرآن مكتوب......ويفرق بين الوحي في اللوح المحفوظ والوحي في اللسان العربي.
للحديث صلة إن شاء الله.
---
أبو عبد المعز
04-26-2006, 11:51 PM
نتائج خطة التأنيس:
خطة التأنيس تلك من شأنها أن تجعل من القرآن نصا لغويا لا يتميز عن غيره من النصوص اللغوية....فوجب-عند الحداثي- تماثل المنهج.
ومن بنود هذا التماثل المنهجي:
1-القرآن- كغيره من النصوص- إنتاج مرتبط بمقتضيات ثقافية وحضارية .فلا يعبر إلا عن محيطه ولا يمكن فهمه معزولا عنه.(حامد أبو زيد)(1/3467)
2-القرآن-كغيره من النصوص-قابل لتعدد القراءات والأفهام واحتمال التأويلات...لكن مع اعتبار حاسم هو أن التعدد يتموضع فقط على صعيد التحقق والوجود ولا يمكن تموضعها على سلم الحقيقة والخطأ......فليس ثمة قراءة أفضل من أخرى ولا مكان لمن يدعي أن قراءته للقرآن هي الأمثل.(طيب تيزيني)
3-القرآن-كغيره من النصوص- خرج من سلطة المتكلم ودخل في سلطة القاريء....
فالحداثي يرى أنه لا سبيل إلى الاطلاع على مقاصد المتكلم....هذا بالنسبة للمتكلم البشري فكيف والقرآن منسوب لمتكلم متعال فهو أولى بأن تجهل مقاصد قائله....
كل ما يمكن أن يحصل عليه القاريء هو ما يؤتاه من فهم نسبي مشروط بوضعيته المعرفية ومحيطه الثقافي.
4-القرآن-كغيره من النصوص- ينتابه ما ينتاب النصوص الموروثة في التراث البشري من ضياع ونقص وزيادة وتحريف.....ودعوى الاجماع والنقل المتواترأمر خارج المصداقية التاريخية التوثيقية.(طيب تيزيني)
خطة التعقيل.
وقد توصف بالعقلنة.
1-الهدف:
إذا كانت خطأة التأنيس قد سارعت إلى نزع "عائق التقديس" فإن خطةالتعقيل تكفلت بنزع عائق آخر هو" عائق الغيبية" وهو العائق الذي ينص على أن القرآن وحي ورد من عالم الغيب.
2-الآليات:
الصبغة العامة لآليات التنسيق هنا هي التعامل مع الآيات القرآنية بكل وسائل النظر والبحث التي توفرها المنهجيات والنظريات الحديثة.
3-العمليات:
الهجوم على الموروث/الترحيب بالمستحدث/إطلاق سلطة العقل.
-فمن الأول دعوى الحداثي أن علوم القرآن ومباحثها وسائط متحجرة ينبغي رفعها لكي تتم القراءة المباشرة للنص القرآني.
-ومن مظاهر الثاني:
نقل مناهج علوم الأديان المتبعة في تفسير وتحليل ونقد التوراة والانجيل إلى دراسة القرآن...لأن وضع الكتب الدينية المنزلة واحد فلا ينبغي ان تختلف مناهجها.
ومنه نقل مناهج علوم الإنسان (اللغويات والعلاميات وعلم النفس وعلم الاجتماع) واعتمادها في تحليل النص القرآني.(1/3468)
ومنه أخيرا اعتماد مستحدثات النظريات النقدية والفلسفية كالبنيويات والتفكيكيات والحفريات لمقاربة النص القرآني.
-ومن مظاهر الثالث:
إخضاع كل الآيات لاجتهاد العقل وعدم الاعتراف بوجود شيء في القرآن يعلو على العقل ....
ومن أهداف خطة التعقيل:
إعادة النظر في:
مصدر القرآن/ مضمونه/ أهدافه/
1-اقتراح مصدر للقرآن ضمن الكفاءات المعقولة للبشر....ولا حاجة إلى افتراض وحي متعال....وإن كان لا بد من ذكر الوحي فليكن بالمعنى البشري (وحي الشعراء مثلا)
2-اقتراح قرآن "مشذب ومهذب ومنقح" بعد إزاحة كل الشوائب اللاعقلية وكل الجزئيات التي لم ينفع فيها التأويل......مثل أخبار الأمم التي لا تعدو أن تكون أساطير .....ومثل العبادات التي لا تعدو أن تكون طقوس جامدة.
3-اقتصار القرآن على وظيفة واحدة هي تخليق الانسان...وبث الروح المعنوية فيه.
ومن ثمرات خطة التعقيل:
-رفض مبدأ هيمنة القرآن على الكتب السابقة......واعتبارها أنواعا متماثلة ضمن جنس واحد.....فلا معنى للقول بأفضلية القرآن....ولا يعقل أيضا أن نصف التوراة والانجيل بالتغير والتبدل ونستثني القرآن من هذا الوصف.
ويقترح أركون في هذا المقام التخلي عن مفهوم "أهل الكتاب" لأنه لا يدخل المسلمون فيه.....واستبدال مفهوم "مجتمع الكتاب"به.
(كما اقترح بعضهم تشييد معابد دينية واحدة مشتملة على ثلاثة أجنحة لمارسة الطقوس الدينية)
-رفض مبدأ تنزيه القرآن عن الاختلاف والاضطراب...فترتيب آياته لا يخضع لاتساق منطقي كما لا يخضع للاتساق التاريخي.....فيكون الاختلال هو الحصيلة.
-رفض مبدأ تنزيه القرآن عن الباطل....فأسلوبه مبني على المجازات والاستعارات ومخاطبة العواطف....فهو بهذا المعنى أقرب إلى العقل الاسطوري والمناخ الشعري وأبعد من العقل البرهاني والمجال العلمي...(1/3469)
-رفض مبدأ صلاحية القرآن لكل عصر.....وأكبر دليل على ذلك هو اشتماله على مفردات مصادمة للعقل .....وحسب القرآن أنه عبر عن مرحلة من مراحل التطور الانساني...... وليس من الحصافة ان نجعل تعبيره يتخطى حدود المراحل اللاحقة...
خطة التأريخ:...........
---
أبو عبد المعز
06-12-2006, 11:30 PM
خطة التأريح:
1-الهدف :
رفع عائق الحكمية.والمراد به عدم التسليم بثبات أحكام القرآن والتسليم بعكسه أي أن القرآن نتاج تاريخي وهو –كأي نتاج آخر-محكوم بالصيرورة التاريخية،فلا غرو أن تنحصر صلاحية أحكام القرآن في ظرف زماني وتاريخي معين.
2-الآليات:
مدار الخطة هنا على وصل أحكام القرآن ببيئته الزمنية والتاريخية والتأكيد على كل مظاهر الربط ومجالات الارتباط (اجتماعية وثقافية وسياسية ولغوية .....)حتى إذا تحرك التاريخ وتغيرت المعالم أصبحت الحاجة إلى أحكام جديدة لا يستطيع القرآن أن يوفرها ...وهذا الوصل بين القرآن وبيئته الخاصة يتم من خلال:
3-العمليات:
-استغلال بعض مفردات علوم القرآن المعتبرة عند السلف لإثبات دعواهم في نسبية القرآن وارتباطه بزمنه فقط....ومن هذه المفردات مسائل "أسباب النزول" و"المكي والمدني"و"الناسخ والمنسوخ"........ويتهمون السلف بالتناقض لأنه من لوازم اقرارهم بتلك المفاهيم أن يستبعدوا القول بأزلية الأحكام القرآنية.
-التمييز بين الحكم القرآني المستفاد من الآية والقاعدة القانونية الوضعية....على اعتبار أن الأول يتسم بالغموض والعمومية والاحتمال ،في حين أن الثانية أمر صريح في ظرف معين يستتبعه عقاب محدد للمخالف......
فالحكم التشريعي المستفاد من الآية قد يختلف بشأنه بالنظر إلى الناسخ والمنسوخ وبالنظر إلى العموم والخصوص فضلا عن تعدد الصور اللغوية ل"الأمر" فقد يأتي خبرا وإنشاء كما أن معناه قد يتراوح بين الوجوب والاباحة إلى غير ذلك مما يفقد الحكم دقته التشريعية.....
-تضييق دائرة آيات الأحكام:(1/3470)
أولا : كميا ، فهم يرون أن النسخ قد أتى على حصة من الأحكام وتغير الظروف أتى على أخرى....فلم تعد الأحكام الصالحة تتجاوز الثمانين آية (محمد سعيد العشماوي)
ثانيا: كيفيا،فهم يرون أن أحكام القرآن بسبب ارتباطها الظرفي والمحلي اتسمت بالطابع النسبي ،وشاهد هذه النسبية اختلاف أفهام المستنبطين من الفقهاء والمفسرين ذلك لأنهم يستنبطون انطلاقا من ظروفهم التاريخية.....وهذا يتعارض مع دعوى ثبات واستقرار الحكم القرآني.
-تعميم مبدأ النسبية التاريخية على القرآن كله...وليس فقط المجال التشريعي....فكثير من العبادات مثلا خاطب بها القرآن أفرادا وجماعات كان لهم درجة ما من درجات الوعي...وهذا الخطاب لا يصلح لمن أتى بعدهم ممن شهدوا الرقي العقلي والعلمي......
-حصر القرآن في الأخلاقيات فقط .....حيث يكون الأمر القرآني المستفاد من الآية غير ملزم ولا تكليف معه ومن ثم ينزل إلى مقام التوجيه والارشاد لا غير.....
---
(1/3471)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقامات رمضانية 4
---
مقامات رمضانية 4
---
د. محمد مشرح
10-02-2005, 02:07 AM
المقامة الرابعة
قواعد مهمة
قاعدتا : نحن أمة أمية ، وصوموا لرؤيته ... ذوا دلالة عظيمة ، ولفتة كريمة ، من خير البرية . عليه الصلاة والسلام ، وآله وصحبه الكرام ، ومن سار على هديه من الصالحين و المصلحين العظام .
هذه الدلالة الكريمة ، تتمثل في ضبط اللوائح والأنظمة النظرية ، للتمكن من التطبيقات العملية .
فإن وضوح اللائحة ، تعين على تحقيق المطلوبات المحددة ، سواء أكانت هدفا أو أسلوبا أو وسيلة .
وقد شرف النبي صلى الله عليه وسلم ، بداية ونهاية الصوم للمسلم ، بقاعدتين كريمتين ، وقانونين عظيمين . يستطاع بهما ، البدء والانتهاء بواسطتهما . بدقة متناهية إذا عمل بمقتضاهما ، واجتُهد في التحقق منهما ؛ بقوله صلى الله عليه وسلم : صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، ونحن أمة أمية ، الذي يحدد عدة الشهر بتسعة وعشرين ، وثلاثين .
هاتان القاعدتان العظيمتان ، يصلحان لكل زمان ومكان . ولا تعارض علم الفلك في أي عصر من العصور ، أو دهر من الدهور . فإنهما ، له كالأصلين لها . والخلاصة أن لهذا التحديد دلالة مهمة ، إدارية تنظيمية ، وبالتالي دلالة إعجازية ، للسنة النبوية .
---
(1/3472)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الشاطبي والبقاعي
---
سؤال عن الشاطبي والبقاعي
---
أبو طلال العنزي
05-19-2006, 01:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أتطلع - وأنا أسطر هذه الكلمات - إلى أحد منكم يا أهل القرآن يفيدني حول الدراسات التي تناولت جهد هذين العالمين فإني أرغب في تسجيل رسالة تدرس جهدهما ، وهذه الدراسة تقوم حول فكرة السياق ومدى استثمارهما لها في خدمة النص القرآني .
.
.
.
.
.
.
.
.
لدي طلب آخرحول الآيات التي تكلم فيها علماء التفسير وقالوا بأن فيها ( مشاكلة ) المصطلح البلاغي المعروف ، فهل تصدى أحد لدراسة هذه الايات ، فإني قد جمعت آيات كثيرة ، قال عنها المفسرون أو بعضهم أن هذا الأسلوب موجود فيها ، فإن كنتم ترغبون في إنزالها على صفحات المنتدى فعلت ، وإلا تراجعت شاكرا لكم ، ومقدرا جهدكم .
أبو طلال العنزي
---
أبو طلال العنزي
05-22-2006, 05:15 PM
ولا رد ، ولا رد ، ولا رد
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 05:31 PM
الأخ الكريم أبا طلال العنزي حفظه الله ونفع به .
حياكم الله في ملتقى أهل التفسير بين إخوانكم ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد .
أما دراسة خاصة حول استثمار أثر السياق عند هذين العالمين الجليلين في تفسيرهما للقرآن الكريم فلا أعرف دراسة قائمة حول ذلك . وإن كان هناك دراسات حول أثر السياق في التفسير بصفة عامة عند المفسرين عامة ، وعند بعضهم من غير هذين العالمين الجليلين. والذي يبدو لي أن الأثر واضح عند البقاعي لكبر تفسيره ، وعنايته بهذا ، ولا أدري عن دراسات الشاطبي ، ومدى توفر مادة علمية كافية في ذلك.(1/3473)
وأما الآيات التي قال العلماء : إن فيها مشاكلة لفظية فلا أعرف دراسة استقصت هذا الأسلوب في القرآن الكريم ، وإنما تذكر على سبيل التمثيل بعض الآيات في كتب البلاغة ، وفي بعض كتب العقيدة ، فليتك تتحفنا بما لديك وفقك الله ونحن لك من الشاكرين.
---
البتول
06-04-2006, 06:51 PM
السلام عليكم بالنسبة للبقاعي فقد درس منهجه في التعامل مع النصوص في اكثر من رسالة منها
رسالة الدكتور مشاهرة تحت عنوان التناسب القرآني عند الإمام البقاعي وقد ضمن رسالته دراسة لبعض الظواهر السياقية واثرها في التفسير . وسجلت رسالة اخرى في الجزائر وقد نوقشت حول نظم الدرر دراسة نقدية تحليلية ،كما سجلت رسالة اخرى حول الإمام البقاعي ومنهجه في بيان المناسبات القرآنية وضوابط علم المناسبات ولم تناقش بعد .
بالإضافة لرسالة الدكتور محمود توفيق حيث تعد من اول الرسائل التي تطرقت لكتاب نظم الدرر .
أما الشاطبي فقد نظر لقاعدة السياق واهميتها في التفسير كرد المكي الي المدني ، وضرورة وجود النظرة الكلية في القرىن بعيدا عن النظرة التجزيئية ، وكذا اهمية السياق الحالي ( أسباب النزول في التفسير ) . بصفة عامة موضوع السياق واثره في التفسير عند الشاطبي موضوع مهم خاصة اذا ربط بعلم المقاصد . وكذا السياق عند الإمام البقاعي .
باانسبة للمشاكلة فقد ضمنها الدكتور ابو زيد من المغرب في رسالته للدكتوره وجعلها من المناسبات اللفطية في القرآن الكريم وعنوانها التناسب البياني في القرآن الكريم دراسة في النظم والمعنى .
http://www.tafsir.net/images/tanasb.jpg
---
أبو طلال العنزي
06-05-2006, 12:59 AM
هلا تفضلت بذكر فهارس الرسائل التي اطلعت عليها حتى تتم الفائدة .
وشكرا
---
(1/3474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( الله نور السموات والأرض)النور هنا حسي أم معنوي ....؟!!!
---
( الله نور السموات والأرض)النور هنا حسي أم معنوي ....؟!!!
---
أحمد دبوس
03-01-2004, 03:34 AM
( الله نور السموات والأرض)النور هنا حسي أم معنوي ....؟!!!
كيف نرد على هذا السؤال مع التوجيه....أثابكم الله
---
أبومجاهدالعبيدي
03-01-2004, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل في كلام ابن القيم هذا ما يجيب عن سؤالك وفقك الله :
وقال في اجتماع الجيوش الإسلامية
الجزء :1
الصفحة :10
( والله سبحانه وتعالى سمى نفسه نوراً، وجعل كتابه نوراً ورسوله صلى الله عليه وسلم نوراً، ودينه نوراً، واحتجب عن خلقه بالنور، وجعل دار أوليائه نوراً يتلالا. قال الله تعالى
" الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ".
وقد فسر قوله " الله نور السموات والأرض " بكونه منور السموات والأرض، وهادي أهل السموات والأرض ، فبنوره اهتدى أهل السموات والأرض ، وهذا إنما هو فعله ، وإلا فالنور الذي هو من أوصافه قائم به ، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى .
والنور يضاف إليه سبحانه على أحد وجهين :
إضافة صفة إلى موصوفها .
وإضافة مفعول إلى فاعله .(1/3475)
فالأول كقوله عز وجل : "وأشرقت الأرض بنور ربها " ، فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور "أعوذ بنور وجهك الكريم أن تضلني لا إله إلا أنت ". وفي الأثر الآخر "أعوذ بوجهك أو بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات "، فأخبر صلى عليه وسلم : أن الظلمات أشرقت لنور وجه الله ، كما أخبر تعالى أن الأرض تشرق يوم القيامة بنوره .
وفي معجم الطبراني والسنة له ، وكتاب عثمان الدرامي وغيرها ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :ليس عند ربكم ليل ولا نهار . نور السموات والأرض من نور وجهه .
وهذا الذي قاله ابن مسعود رضي الله عنه أقرب إلى تفسير الآية من قول من فسرها بأنه هادي أهل السموات والأرض ، وأما من فسرها بأنه منور السموات والأرض ، فلا تنافي بينه وبين قول ابن مسعود ،والحق أنه نور السموات والأرض بهذه الاعتبارات كلها .
وفي صحيح مسلم وغيره من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال :" إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ".)
ومنه تعلم أنه يشمل النوعين : النور الحسي والمعنوي .
---
أحمد دبوس
03-02-2004, 02:38 AM
جزاكم الله خيراعلى الرد
وهذا السؤال أخي الكريم قد طرحه علي أحد أساتذتي بالجامعة لكنني عجزت في الرد على مثل هذة الأسئلة لأنها تتعرض لأمور عقدية عظيمة لا ينبغي الخوض فيها بغير روية ودليل
اكرر الشكر ونتمنى زيادة التوضيح من شيخنا الطيار
---
(1/3476)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قراءة ورش؟
---
سؤال عن قراءة ورش؟
---
محمد العبدالهادي
01-21-2004, 06:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،،
سؤال عن قراءة ورش ؟
1- هل عند ورش تقليل عندما يسكت على ( حسنا ) في قوله تعالى " وقولوا للناس حسنا "
2- وهل عنده ثلاثة البدل عند الوقوف على قوله ( جزءا ) عند قوله تعالى " وجعلو له من عباده جزءا "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
---
أبو خالد السلمي
01-22-2004, 03:30 AM
س1 : هل عند ورش تقليل عندما يقف على ( حسنا ) في قوله تعالى " وقولوا للناس حسنا " ؟
الجواب : كلا ، لا تقليل له في ( حسنًا ) لأن ألفها ليست ألفا مقصورة ، فليست من ذوات الياء .
س2 : هل عنده ثلاثة البدل عند الوقوف على قوله ( جزءا ) عند قوله تعالى " وجعلو له من عباده جزءا " ؟
الجواب : كلا ، ليس له في ( جزءًا ) إلا القصر ، لأن من المستثنيات التي لا يمد فيها البدل إذا وقعت الألف بدلا من التنوين مثل جزءًا وخطأً وشيئًا ، فليس لورش في هذه الألف إلا القصر ، علمًا بأنه حتى حرف المد الذي ليس بدلا عن التنوين إذا كان قبله همز فإن ورشا يقصره إذا كان قبل الهمز حرفٌ ساكن صحيح أي ليس حرف علة نحو : قرآن ومسؤولا ومذؤومًا .
---
(1/3477)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل أنت ممن يغفر الله له يوم أكثر من مرة..؟؟ كن كذلك بفضل الله
---
هل أنت ممن يغفر الله له يوم أكثر من مرة..؟؟ كن كذلك بفضل الله
---
محمود الشنقيطي
12-14-2006, 09:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه..
وبعد: فكثيرا ما أقع ويقع غخواني في بعض المعاصي,ونفرط كذلك في بعص الأعمال اليسيرة التي يكفر الله بها عنا تلك الآثام,ولذلك أحببت تذكير نفسي وإخواني بهذه الباقة الفواحة الزكية من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يغفر الله به ذنوبنا من أعمال نتكاسل ونغفل عنها مع يسرها..!!!
1- عن حمران مولى عثمان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرافق ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرات مرار إلى الكعبين ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه )
2- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ).
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ).
4- عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " .(1/3478)
قال الشيخ الألباني : حسن دون زيادة وما تأخر
5-عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح و أبو حازم كوفي وهو الأشجعي وإسمه سلمان مولى عزة الأشجعية.
قال الألباني: صحيح
6-عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه
قال هذا حديث حسن غريب و أبو مرحوم اسمه عبد الرحمن بن ميمون
قال الشيخ الألباني:حسن
7-عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سمع المؤذن يتشهد فالتفت في وجهه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا غفر له ما تقدم من ذنبه.
قال الأعظمي:إسناده جيد
8-عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال حين يسمع المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا غفر له ما تقدم من ذنبه )
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
9-عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يصبح : سبحان الله وبحمده مئة مرة وإذا أمسى مئة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر )
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
10-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ثلاثا غفرت ذنوبه و إن كان فارا من الزحف
هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط مسلم(1/3479)
11- عن أبي هريرة عن النبي قال : من كبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وسبح ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير تمام المائة غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر)
12-عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)
13- عن حمران مولى عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال والله لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها).
14- عن حمران مولى عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه).(1/3480)
15- عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب " ياعباس يا عماه ألا أعطيك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أحبوك ؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان اللذه والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة " .
قال الألباني:صحيح
16- عن علي رضي الله عنه قال:كنت رجلا إذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته قال وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر [ رضي الله عنه ] أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له " ثم قرأ هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله } إلى آخر الآية .
قال الشيخ الألباني:صحيح
17-عن صعصعة بن معاوية قال لقيت أبا ذر قلت حدثني قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا غفر الله لهما بفضل رحمته إياهم
قال الشيخ الألباني : صحيح(1/3481)
18-عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من جلس في مجلس كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم
19- عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غفر الله لرجل كان من قبلكم سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا قضى سهلا إذا اقتضى)
20- وفي مسند الإمام أحمد :حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا أبان يعنى بن عبد الله ثنا أبو مسلم قال : دخلت على أبي أمامة وهو يتفلى في المسجد ويدفن القمل في الحصى فقلت له يا أبا أمامة ان رجلا حدثني عنك انك قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فاسبغ الوضوء فغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى الصلاة المفروضة غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجله وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء قال والله لقد سمعته من نبي الله صلى الله عليه وسلم مالا أحصيه..!!
اللهمّ عاملنا بعفوك وصفحك ولطفك يا كريم...
---
(1/3482)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواقع رائعة جدا للإعجاز
---
مواقع رائعة جدا للإعجاز
---
ابن الجوزي
07-07-2003, 01:13 AM
لقد بحثت عن مواضيع إعجاز الله في الكون
ووجدت مواقع رائعة منها
http://www.tasabeeh.com/falak/
http://www.qassim.net/pages/islamic_page/ejaz_alquraan/index.htm
http://abuhaibeh4.tripod.com/home/arabic/ijaz_koran.htm
http://www.islampedia.com/
نسأل الله ان ينفع بها أهل التفسير والمسلمين
اللهم اجعلني من اهل القرآن ........
---
(1/3483)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > البرهان على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان
---
البرهان على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 06:07 PM
اسم الكتاب : البرهان على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان
المؤلف : محمد سعدي ياسين
الناشر : مطبعة الوفاء - بيروت
سنة الطبع : 1933
عدد المجلدات : 1
عدد الصفحات : 32
الحجم الإجمالي تقريباً : 0.5 ميجا
http://s171537227.onlinehome.us/open.php?cat=31&book=586
المصدر : المكتبة الوقفية
جزى الله أهلها خيرا
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:38 PM
جهد جبار تشكرون عليه ......
---
(1/3484)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أبحث عن كتب معاصرة تناولت التاريخ الاسلامي
---
أبحث عن كتب معاصرة تناولت التاريخ الاسلامي
---
عبدالله حسن
03-01-2005, 02:54 AM
أبحث عن كتاب يعرض التاريخ الاسلامي منذ بعثة الرسول عليه الصلاة و السلام الى الوقت المعاصر فهل من اقتراحات ؟ و مارايكم في سلسلة التاريخ الاسلامي لمحمود شاكر ؟
---
(1/3485)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ محمد المختار الشنقيطي المدرس بالحرم النبوي ليس صاحب هذه الفتوى..
---
الشيخ محمد المختار الشنقيطي المدرس بالحرم النبوي ليس صاحب هذه الفتوى..
---
محمود الشنقيطي
11-11-2006, 09:05 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وبعد/
فقد أصدرت جريدة عكاظ يوم السبت الموافق 13/10/1427هـ, خبراً كان نصه:
(أجاز الشيخ الدكتور محمد المختار الشنقيطي الاحتفال بالمناسبات الخاصة مثل ذكرى الميلاد والزواج....الخ)
وبناءا على التشابه الحاصل بين العلامة المدرس بالمسجد النبوي الشريف(محمد بن محمد المختار بن أحمد مزيد الجكني الشنقيطي) وبين صاحب الفتوى محمد بن عبد الله الشنقيطي -إمام مسجد في مدينة جدة- فالتنبيه على أمور:
1- لا علاقة للدكتور محمد المختار المدرس بالمسجد النبوي الشريف بهذه الفتوى,وليس هو صاحبها.
2- ليس الأمر اتهاما لأحد بل هو التنبيه على تشابه أسماء يقع في الشناقطة لكثرة تسميتهم ب: محمد المختار- محمد الأمين..الخ
3- لا تصح نسبة أي فتوى للشيخ ما لم تكن موجودة على موقعه الالكتروني أو شريط لدرس من دروسه أو محاضراته ,كما نص هو على ذلك في الموقع.
---
عبد الحي محمد
11-11-2006, 11:13 AM
جزاك الله خيراً
تتميماً للفائدة
موقع الشيخ د. محمد مختار المدرس في الحرم النبوي
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/
---
الطبيب
11-11-2006, 12:22 PM
جزاك الله خيراً.
---
(1/3486)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الإيضاح في شرح مقامات الحريري ،هل طبع ؟
---
الإيضاح في شرح مقامات الحريري ،هل طبع ؟
---
أثرية
04-27-2005, 04:06 AM
السلام عليكم
"الإيضاح في شرح مقامات الحريري لناصر بن عبد السيد المطرّزي" مخطوط حققه الدكتور حمد بن ناصر الدخيل لنيل درجة الدكتوراه
فهل طبع الكتاب ؟ وإن كان مطبوع فما هي اسم الدار التي طبعته ؟
وجزاكم اله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2005, 07:38 PM
سألت زميل الدكتور المحقق ، وأحد المسؤلين عن نشر الرسائل في جامعة الإمام فأخبرني أنه لم يطبع بعد.
---
أثرية
05-04-2005, 12:25 AM
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
---
(1/3487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شاهد وتأمل تعاقب الليل والنهار في صورة حية للأرض من الفضاء
---
شاهد وتأمل تعاقب الليل والنهار في صورة حية للأرض من الفضاء
---
أحمد القصير
04-06-2004, 04:28 PM
اضع بين يدي القراء الكرام الرابط التالي لتأمل صورة الأرض من الفضاء وفيها تعاقب الليل والنهار .
{ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب }
ملاحظة : يتم تحديث هذه الصورة كل 20 دقيقة .
اضغط هنا لمشاهدة الصورة (http://ourplanet.ath.cx/satellite/ea.htm)
---
(1/3488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > شرح الشاطبية ..في ضوء "التيسير"!
---
شرح الشاطبية ..في ضوء "التيسير"!
---
د.عبدالرحمن الصالح
02-04-2007, 10:18 AM
بدأتُ بـ(بسم الله) في النظم أولا * تبارك رحماناً رحيماً وموئلا
وثنيتُ أنّ الحمد لله دائماً * وما ليس مبدوءاً به أجذم العلا
وثلثتُ صلى الله ربي على الرضا* محمد المهدى إلى الناس مرسلا
وعترته ثم الصحابة ثم من * تلاهم على الإحسان والخير وُبّلا
وبعد : فقد أعطى الشاطبيّ رحمه الله مصدره الرئيس ومرجع فهم قصيدته بقوله:
وفي يُسْرها التيسير رمت اختصارهُ * فأجنت بعون الله منه مؤملا
وألفافها زادت بنشر فوائد * فلفت حياءً وجهها أن تُفضّلا
وبرغم أني لم أطلع على أكثر شروح الشاطبية ، وربما أقول لم أطلع إلا على شرحي أبي شامة وابن القاصح فقد أحببت أن أقول: إن الشرح العلمي الموفي للغرض للشاطبية يستطيع أن يقوم به من يوفقه الله تعالى لذلك في ضوءكتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني رحمه الله ، الكتاب الذي ليست الشاطبية باعتراف ناظمها إلا نظما له. مع زيادة فضائل تتضح من المقارنة.
ولديّ أمنية أحببت أن أضعها بين الإخوة محبي الشاطبية ممن لهم رغبة وخبرة في النشر، أن تنشر الشاطبية مع نص التيسير في هوامش الأبيات المشابهة للمعنى، أو ينشر التيسير ويوضع في هامشه ما يقابل معانيه من أبيات الشاطبية، مع الفكرة الثالثة المتقدمة أن تشرح الشاطبية بألفاظ التيسير نفسها مع أقل قدر ممكن من الإضافات الضرورية لتوضيح البيت.
وأن أتمنى على مشايخ القراءات الكرام ممن يدرّسون القصيد بأن يعودوا فيعتمدوا التيسير مرجعا حاضرا ونصا مساعدا
وجزى الله خدام كتابه كل خير.
---
د. أنمار
02-05-2007, 02:28 AM(1/3489)
فكرة جميلة جدا، وهذا ما قمت به عند بداية حفظي للشاطبية وكنت أرى فيها من السهولة واليسر الشيء الكثير.
لكني كنت أرى في شرح العلامة الضباع تقييد لمطلقها ، وزيادة على متنها، ورد لما ليس من طريق المتن، مما لا يمكن معرفته بالاقتصار على الطريقة الأولى.
فأرى لو أضيفت تلك التعقيبات على ما اقترحه د. عبد الرحمن لتم المراد، وحصل المقصود، مع الإشارة لما زادته الشاطبية على التيسير أو العكس، وما يقرأ به وما لا.
و"بلوغ الأمنية" خير معين على ذلك.
---
عبدالرحمن الشهري
02-06-2007, 12:47 AM
هذه فكرة جميلة بوركت يا دكتور عبدالرحمن لطرحها هنا للنقاش ، وقد طبقتها عند حفظ منظومة الجزرية فرجعت لكتاب التمهيد في التجويد لابن الجزري واستفدت كثيراً . وطبقتها كذلك عند حفظ ألفية العراقي في علوم الحديث مع كتاب ابن الصلاح الذي هو أصلها .
---
د. أنمار
02-06-2007, 01:43 AM
بل وأفضل شرح لطيبة النشر أن تقرآ مع كتاب النشر جنبا لجنب
---
إبراهيم الجوريشي
02-06-2007, 02:55 AM
جزاكم الله خيرا
---
الميموني
02-07-2007, 08:58 PM
ما تتضمنه الشاطبية من القراءات السبع تنفع فيه الطريقة التي ذكرتموها و لكن في الشاطبية أمورا زائدة تتعلق بشرح بعض مفرداتها و بيان إعراب بعض كلماتها و بيان ما زاده الشاطبي على التيسير و غير ذلك ، لكن الشراح كثيرا ما يخرجون لبيان معنى زائد أو تفصيل لغوي و غير ذلك فقد يطول الكلام و حقه أن يختصر إذا كان المقصود بيان القراءة التي تضمنها النظم فقط و لكن أيضا يكون هناك مقاصد أخرى
وجزيتم خيرا
---
أمين الشنقيطي
02-10-2007, 08:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد قرأت ماسطره الشيخ عبد الرحمن الصالح، ولاأدري مطلبه بالضبط فهل يقصد شروحا مدرسية،أم إعادة تأليف جديد وفق رؤية جديدة لم توجد عند السلف؟(1/3490)
وللتنبيه فقد أحصى بعض من تقصى شروح الشاطبية قديما وحديثا بالمائة فهل يمكن لهذا الشرح الجديد أن يضيف جديدا؟ لعل أخي الشيخ حفظه الله يبدي رأيه بشكل أوضح ويبين الشريحة المقصودة هنا.والله أعلم.
---
محمد يحيى شريف
02-11-2007, 06:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أعزّز ما ذكره الشيخ أمين الشنقيطي في تدخله المفيد لعدّة أسباب :
السبب الأوّل : عدم توازن الكفتين وهما الشاطبية والتيسير لأنّ الشاطبية حوت على طرق زادت على ما في كتاب التيسير وهي ما تسمى بزيادات القصيد .وأضرب مثالا يعرفه الجميع وهو مدّ البدل لورش حيث لم يذكر صاحب التيسير إلاّ التوسط بخلاف الشاطبية التي ورد فيها الأوجه الثلاثة. فكيف يمكن شرح ما في الشاطبية بما في التيسير مع اختلاف الكفتين ؟
السبب الثاني : زيادات القصيد لا بدّ من شرحها والبسط الكلام عليها كما فعل الشرّاح قديماً وحديثاً ولا يمكن الاستغناء عنها ومن تجاهلها فقد أخلّ ببنية هذا النظم الذي تلقته الأمّة بالقبول ، والاقتصار على التيسير في شرح النظم يؤدّي إلى الإخلال بمنضمون الشاطبية في حدّ ذاتها.
السبب الثالث : مخالفة شراح النظم قديماً وحديثاً إذ إنّ الشاطبية مصدرٌ مستقل بذاته ويدلّ على ذلك أنّ ابن الجزري رحمه الله تعالى والمحررين من بعده فصلوا بين المصدرين عند عزو الطرق.
السبب الرابع : الإخلال بالتحريرات التي ذكرها المحققون والتي حورت على ما تضمنته طرق الشاطبية جملة وتفصيلاً ،وعند الاقتصار على ما في التيسيرفلا شك أنه سيذهب الكثير من الأوجه التي ذكرها المحررون.
السبب الخامس : لو رأى من سبقنا من أهل العلم مصلحة في شرح الشاطبية بالتيسير لسبقونا إلى ذلك ، ولكنهم ما فعلوا ذلك لعدم توازن الكفتين بل قاموا بشرح المصدرين كلّ على حدة.
هذا ما أردتّ قوله باختصار وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.
---(1/3491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض الأمور الأساسية التي يرد بها على من خالف أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته
---
بعض الأمور الأساسية التي يرد بها على من خالف أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته
---
صالح الصاهود
06-03-2005, 05:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
قبل البداية في ذكر أهم عناصر الرد أود التنبيه إلى أن :
الأصل في مثل هذه الردود هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم )أخرجه خ رقم (52 ) وليس المقصود التشفي أو الانتقاص أو الحط من شأن الآخرين أو التعالي عليهم عياذاً بالله وأسأله أن يعصمني من ذلك .
أن ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الحق الذي أدين الله تعالى به لا تقليداً لما عليه الآباء والأجداد ولا تعصباً لعالم ولا مدافعة عن الباطل ، وإنما الحق أحق أن يتبع والحق أكبر من كل مخلوق ، ومخاطبة الخلق به كافة من باب تكميلهم وعصمتهم لا من باب انتقاصهم واحتقارهم .(1/3493)
الأشاعرة(وهم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى)إنما يثبتون لله تعالى سبع صفات فقط وهي((العلم ،الإرادة،القدرة،،السمع،البصر،الكلام،الحياة،ويؤولون بقية الصفات) قد صار بيني وبين بعضهم أخذ ورد من طريق مباشر أو غير مباشر ولذلك سوف يكون الحوار معهم-وإن جاء بشكل رد-فالرد إلى الحق من المحب محبة مع أن غير الأشاعرة ممن سلك مذهباً آخر في صفات الله تعالى أو أسمائه يرد عليه بنفس هذه الردود أو بعضها وإن اختلف الرد في بعض النقاط أوالعناصر اختلافاً قليلا.
أن الأشاعرة عندما أولوا بقية الصفات إنما فروا بذلك من تشبيه الله تعالى بخلقه في زعمهم وقد وقعوا في شر مما فروا منه،فهم حيارى فبعضهم وقع في التعطيل مطلقا والبعض الآخر وقع في الكلام على الله بغير علم وذلك بتأويل صفاته فأدى به ذلك إلى نفي بقية صفاته تعالى قال تعالى((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))
بداية الرد
1- من المعلوم بالضرورة أن العبد عنده علم وقدرة وإرادة وسمع وبصر وكلام وحياة،ومع هذا فإن علم العبد ليس كعلم الله وقدرته ليست كقدرة الله وإرادته ليست كإرادة الله وسمعه وبصره وكلامه وحياته ليس كسمع الله وبصره وكلامه وحياته،وهذا لازم لجميع العقلاء،فمن أول صفة من صفات الله تعالى أو نفاها زاعماً أن ذلك يستلزم التشبيه أو التمثيل أو التجسيم كصفة الرضا أو الغضب أو المحبة أو البغض ونحو ذلك ، قلنا له فأنت تثبت له الإرادة والكلام والسمع والبصر،مع أن ما تثبته له ليس مثل صفات المخلوقين فقل فيما نفيته وأثبته الله ورسوله مثل قولك فيما أثبته إذ أنه لافرق ، ولذلك نفى الله عن نفسه المثل وأثبت لنفسه الصفة في نفس الآية تأكيدا لإثبات صفته قال سبحانه(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
انظر شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي (1/157)(1/3494)
2-أن التفويض عند أهل السنة والجماعة وهو قولهم(أمروها كما جاءت بلا تفسير ) يراد به أحد معنيين:
أ - أمروها بلا تفسير مبتدع وهو تفسير الجهمية كما قال إسحاق بن راهويه رحمه الله إمام أهل السنة والمحدث الكبير(161هـ ـ238هـ ) (فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير مافسر أهل العلم وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده،وقالوا إن معنى اليد هنا القوة) وهذا الكلام صريح من الإمام إسحاق حيث أنكر تفسير الجهمية وأثبت اليد حقيقة لله تعالى وكذلك ورد عن الإمام أحمد ،وقال ابن خزيمة الملقب بإمام الأئمة أحد الحفاظ المتقنين (22هـ - 311هـ) : نزول الرب كل ليلة بلا كيفية نزول نذكره) فأثبت المعنى وهو النزول ونفى علمه بالكيفية.
ب - وأما المعنى الثاني فهو أن تمر بلا كيفية وهذا معنى قولهم أمروها بلا كيف، ويدل عليه قول أبي عبيد بن سلام رحمه الله تعالى الإمام الحافظ من كبار الأئمة وأحد أحفاد عبد الله بن عباس توفي سنة219هـ انظر السير(10/625) (ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه ؟ وكيف ضحك؟قلنا لا يفسر هذا ولاسمعنا أحدا يفسره) فهو قد أنكر تفسير كيفية وضع القدم والضحك ولم ينكر نفس الصفة.
انظر التدمرية (112)،وشرح أصول أهل السنة للالكائي (1/164) ومقدمة الرد على الجهمية (6)
لعبد الله بن حنبل .
3-أن القول بأن ، نصوص الصفات ظاهرها غير مراد يلزم منه لوازم باطلة وهي:
أ - أن يكون قائل هذه المقولة قد مثل أولا ،إذ هو قد اعتقد أن ظاهرها التمثيل والتشبيه ثم عمد إلى النص فعطله عن دلالته على الحق وعطل الصفة الثابتة في نفس الأمر لله تعالى .
ب - أن القول بتفويض المعنى ثم الزعم بأن ظاهر النصوص غير مراد تناقض إذ لا يعقل الادعاء بأن المعنى مما لا يعلمه إلا الله مع الزعم بأن الظاهر غير مراد إذ الذي لا يعلمه إلا الله لا يكون ظاهرا لنا .
انظر التدمرية (79-80)(1/3495)
4-أن الأئمة رحمهم الله مع قولهم أمروها كما جاءت ،صرحوا بأن ظواهر النصوص مرادة مع قطع الطمع عن إدراك الكيفية وهذا يتعارض مع زعم الأشاعرة وغيرهم بأن الظاهر غير مراد ،وكل ما ورد من أقوال الصحابة والتابعين والأئمة الأعلام يرد هذا الزعم مثل قول عائشة رضي الله عنها في صفة السمع (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ) أخرجه البخاري معلقا(13-384) ووصله النسائي
(6/168) وابن ماجه رقم (188) وكقول زينب رضي الله عنها (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات) أخرجه البخاري(13-415) وكقول عمر رضي الله عنه إنما الأمر من هاهنا وأشار بيده إلى السماء ) رواه أبن أبي شيبه (13-40) وقال الذهبي إسناده كالشمس في كتاب العلوصفحة62.
5-إجماع أهل السنة والجماعة على أن الصفات تحمل على الحقيقة لا المجاز كما نقل ذلك ابن عبدالبر المالكي حافظ المغرب وأحد كبار المالكية (368 هـ - 463هـ) قال ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لاعلى المجاز) التمهيد (7/145) .
6-أن الأشاعرة لهم مذهبان ويدعون صحتهما وهما التأويل والتفويض وهذا تناقض إذ كيف يدعون تفويض المعنى والكيفية ثم يقولون بالتأويل وهو تفسير للصفة بدون نقل من الكتاب أو السنة .
انظر معرفة المحكم والمتشابه لحامد العلي(102) رسالة ماجستير
7-حيرة كبار علماء الأشاعرة ورجوع كثير منهم عما كانوا عليه ومنهم :
أ - حيرة أبي الحسن الأشعري ورجوعه إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، قبل وفاته ب ( 24 ) سنة وحتى توفي رحمه الله .
ب - حيرة إمام الحرمين الجويني في مسألة العلو ورجوعه عن مذهب التأويل وندمه على الاشتغال بعلم الكلام .
ج - حيرة أبي حامد الغزالي وتنقله في علوم كثيرة ورجوعه عن علم الكلام.
د - حيرة الشهرستاني وإقراره بأن أبا الحسن الأشعري قد خرق الإجماع بقوله بالكلام النفسي(1/3496)
ه - حيرة الفخر الرازي وقدحه في أدلة المتكلمين وتسليمه واقتناعه بأدلة القران .
انظر طبقات الشافعية للسبكي (5/165،6/191)،والبداية والنهاية(13/60-62)،العلو للذهبي
(188)، سير الأعلام (18/468-477)،شذرات الذهب (4/149)،نهاية الإقدام للشهرستاني(236)،
الإبانة لأبي الحسن الأشعري(26-30) رسالة أهل الثغر(227)
8-أن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن صفات الله حقيقة ولها معنى نفهمه ويفوضون الكيفية وأما الأشاعرة فمختلفون فيما بينهم فمنهم من أثبت سبع صفات حقيقية فقط ومنهم يجعلها أكثر ومنهم من يجعلها أقل بل إن هناك صفات أثبتها أبوالحسن الأشعري رحمه الله قد نفاها المتأخرون من الأشاعرة والمفوضة ومن ذلك النزول والاستواء والوجه واليدان والعينان والأصابع والمجيء والقرب .
9-أن القول بالتفويض مطلقا يقدح في حكمة الرب سبحانه وتعالى حيث إنه أنزل كلاماً لا يتمكن المخاطبون به من فهمه ومعرفة معناه ومراد المتكلم به فأي فائدة لهم فيه ؟! والحكمة وضع الأمور في مواضعها الصحيحة ولا يخفى أن توجيه الكلام لمن لا يفهم المراد منه فضلا أن يكون الفهم ممتنعاً عليه أصلاً يعتبر سفه وعبث ينزه الله تعالى عنه.
انظر الإكليل في المتشابه والتأويل (17) ،منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة لخالد نور (2/670-692)
10-أن إثبات ألفاظ الصفات دون ما دلت عليه من المعاني يكون تعطيلا لتلك الصفات التي أثبتها الله لنفسه. مجموع الفتاوى ( 5/6)
11-أن تفويض معاني الصفات يعتبر طعنا في القرآن لأن الله وصف القرآن بأنه فرقان ، ونور ، ومبين ، ومفصل ، وبيان وتبيان ، ونفى الله عن القرآن الجهل واللبس فيه دون استثناء فمن زعم أن القرآن لاسبيل إلى فهمه فقد طعن في القرآن فكيف يكون فرقاناً ما لا يمكن التفريق فيه بين الحق والباطل ،وكيف يكون برهانا ما لا يمكن أن تقوم به حجة ويبقى الأمر ملتبسا، وكيف يكون نوراً، وقارؤه يتخبط في ظلمات الجهل..... الخ(1/3497)
12-مصادمة النصوص الدالة على إثبات الصفات واعتقاد أن ظواهرها تدل على مالا يليق به سبحانه مع أن الله هو نفسه المتكلم بها وكذلك رسوله.
13-تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فكانت النتيجة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاهلا بما وصف الله به نفسه ولا يعلم معنى ما أنزل إليه فكيف يتأتى له البيان الذي من أجله أنزل إليه الذكر ..
انظر درء تعارض العقل والنقل (1/204-205) ،التفويض للقاضي(153-162)
14-مخالفة طريقة السابقين الأولين وسبيل المؤمنين من سلف هذه الأمة....
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
---
محمد الماجد
06-10-2005, 04:01 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك وبهذا الطرح
---
صهيل المجد
06-12-2005, 11:47 AM
جزاك الله خيراً ونفع الله بك وجعلها في موازين حسناتك
---
الجندى
06-12-2005, 10:27 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/3498)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كيف يمكنني الحصول على كتاب ابن الجوزي تذكرة المنتبه في عيون المشتبه
---
كيف يمكنني الحصول على كتاب ابن الجوزي تذكرة المنتبه في عيون المشتبه
---
مصعب الدوري
04-13-2005, 03:30 PM
السلام عليكم و رحمة الله
كيف يمكنني الحصول على كتاب ابن الجوزي تذكرة المنتبه في عيون المشتبه
وكتاب السيوطي قطف الازهار في كشف الاسرار
جزاكم الله خير
---
(1/3499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات17)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات17)
---
د. محمد مشرح
11-01-2004, 07:29 PM
سببها المباشر :
( قال ابن اسحاق ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم وفيها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام قال ابن هشام ويقال عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم سماعة صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان وندب المسلمين للتجارة التي معه قال ابن اسحاق فحدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم ابن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير وغيرهم من علمائنا عن ابن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقته من حديث بدر قالوا لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا وكان أبو سفيان حين دنا من الحجار يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على امر الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه الى مكة وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم الى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في اصحابه فخرج ضمضم بن عمرو سريعا الى مكة
رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب(1/3500)
قال ابن اسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير قالا وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فبعث الى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به فقال لها وما رأيت قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة صرخ بمثلها ألا أنفروا يالغدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثم اخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل أرفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة قال العباس والله إن هذه لرؤيا وأنت فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
انتشار حديث الرؤيا في قريش(1/3501)
ثم خرج العباس فلقي الوليد ابن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث بمكة حتى تحدثت به قريش في أنديتها قال العباس فغدوت لأطوف بالبيت وابو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال يا ابا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم فقال لي ابو جهل يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية قال قلت وما ذاك قال تلك الرؤيا التي رأت عاتكة قال فقلت وما رأت قال يا بني عبد المطلب أما رضيتم ان يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤيا أنه قال انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقا ما تقول فسيكون إن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب قال العباس فوالله ما كان مني إليه كبير إلا أني جحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئا قال ثم تفرقا فلما أمسيت لم تبق امرأة من بن عبد المطلب إلا أتتني فقالت أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك غيرة لشيء مما سمعت ! قال قلت قد والله فعلت ما كان مني إليه من كبير وأيم الله لأتعرضن له لأكفينكنه ...
---
(1/3502)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن منظومة (طيبة النشر) ومكانتها في علم القراءات ؟
---
سؤال عن منظومة (طيبة النشر) ومكانتها في علم القراءات ؟
---
ناصر الغامدي
10-29-2006, 12:12 AM
أذكر فترة ترددنا على بعض طلبة العلم قديماً في مكة حرسها الله
كانوا كثيراً ما يذكرون طيبة النشر وهي في القراءات العشر
وكانوا يحفظونها ، ........ سؤالي لمشايخنا حفظهم الله ما مكانة هذه المنظومة بين أهل التفسير في منتدانا هذا وكيف هي
وهل من نبذة مختصرة عنها تفيدوننا بها والله يجعل ذلك في موازين أعمالكم
---
د. أنمار
10-30-2006, 12:55 AM
بل وما زال أهل العناية يحفظونها ويتلقونها جيلا بعد جيل.
وكما تعلم ويعلم كثيرون من طلبة العلم أن قراءة القرآن اليوم لا تصح إلا بما تضمنته المنظومات التالية بشروحاتها المعتمدة:
الشاطبية، وهي نظم كتاب التيسير
الدرة وهي نظم كتاب تحبير التيسير
وهما سويا ما نسميه بالعشر الصغرى.
وهذان الكتابان يدخلان بمعظم ما فيهما في العشر الكبرى إضافة لكثير من كتب القراءات والتي جمعها ابن الجزري وتلقاها عن مشايخ عصره بالسند المتصل والقراءة الكاملة ثم ضمن ما صح عنده وعلى شرط شرطه على نفسه في كتابه العظيم النشر في القراءات العشر.
ونظم ذلك في منظومته التي فاقت بشهرتها الآفاق والتي سميت بطيبة النشر في القراءات العشر.
فمكانة ما سبق أنه لا تصح القراءة اليوم إلا بما اتصل سنده بسيدنا رسول الله عن طريق القراء العشر بمضمن الكتب المذكورة. فلا يوجد اليوم من المتواتر في أي الأسانيد خارج الكتب والمنظومات السابقة.(1/3503)
ولم يتصل لنا فيما فوق العشر إلا الأربع الشواذ ولا يخفى اتفاق أهل العلم على حرمة التعبد إلى الله بتلاوة كتابه فيما يخرج عن دائرة العشر السابقة والتي مكانة طيبة النشر وأصلها فيها أنها أوسع الدوائر التي اتصل سندها إلى يومنا هذا.
---
عمار
10-30-2006, 10:07 AM
تأكيدا على كلام الدكتور الكريم.... :
طيبة النشر في القراءات العشر :
غنية عن التعريف ، ومؤلفها هو إمام الحفاظ ..وشيخ القراء والمحققين..وعمدة أهل الأداء : محمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن يوسف والمعروف بابن الجزري - رحمه الله تعالى -.
وهي - باختصار - نظمٌ لما جاء في كتابه العظيم : النشر في القراءات العشر ...، وقد نظمها المؤلف على بحر الرجز كعادة الناظمين.
أما طرق الطيبة فهي زهاء ألف طريق ، وقد تعارف العلماء على تسمية القراءات العشر من طريق الطيبة بالقراءات
العشر الكبرى.
---
(1/3504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير (7)
---
علل أحاديث التفسير (7)
---
يحيى الشهري
08-07-2004, 11:17 PM
(نزول البسملة)
[7] حديث: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:1].
قال السيوطي في الدر المنثور (1: 20): "وأخرج أبو داود، والبزار، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في المعرفة: عن ابن عباس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة - وفي لفظ خاتمة السورة - حتى ينزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
زاد البزار والطبراني: [فإذا نزلت عرف أن السورة قد ختمت، واستقبلت أو ابتدئت سورة أخرى].
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في (سننه): عن ابن عباس، قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت.
وأخرج أبو عبيد: عن سعيد بن جبير: أنه في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فإذا نزلت علموا أن قد انقضت سورة ونزلت أخرى.
وأخرج الطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في (شعب الإيمان): عن ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا جاءه جبريل فقرأ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أنها سورة". اهـ.
والحديث أورده أ . د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 73)، وقال: " قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح، قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال قتيبة (فيه): عن ابن عباس، قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. وهذا لفظ بن السرح.
وصححه ابن كثير.(1/3505)
وأخرجه الواحدي، والحاكم: من طريق سفيان بن عيينة، به وصححه، وقال الذهبي: أما هذا فثابت.
وأخرجه البزار: من طريق سفيان بن عيينة، به. قال الهيثمي : رواه البزار بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح ، والإسناد على شرط الشيخين".
طرق الحديث
الحديث مشهور من رواية عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير... : رواه عنه إبراهيم بن يزيد ، وسفيان بن عيينة، وعبدالعزيز بن جريج، وعمرو بن قيس، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم، و مثنى بن الصباح.
وقد تابع عَمروًا عليه: سالم الأفطس، ومعاوية بن إسحاق:
(1) فأما حديث إبراهيم بن يزيد:
فأخرجه الطبراني في الكبير (12: 82/ برقم 12545)، ومن طريقه الضياء في المختارة (10: 316/ برقم 337): حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري، ثنا داود بن رشيد، ثنا فهير بن زياد.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (6: 13)، والبيهقي في الشعب (2: 438/ برقم 2330): من حديث يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو سفيان المعمري.
وأخرجه كذلك في الشعب (2: 438/ برقم 2331) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، ثنا الحسين بن إسحاق الدقيقي، ثنا محمد بن سهم، ثنا معتمر بن سليمان.
ثلاثتهم (فهير بن زياد، وأبو سفيان المعمري، ومعتمر بن سليمان) عن إبراهيم بن يزيد، قال: قلت لعمرو بن دينار: إن الفضل الرقاشي يزعم أن بسم الله الرحمن الرحيم ليس من القرآن ! قال سبحان الله ! ما أجرأ هذا الرجل، سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أن تلك السورة قد ختمت وفتح غيرها . هذا لفظ المعمري.. ولم يذكر فهير ومعتمر هذه القصة ولا السماع.
ولفظ فهير: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أن السورة قد ختمت واستقبل الأخرى.(1/3506)
ولفظ معتمر: قال كان جبريل عليه السلام إذا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بـ بسم الله الرحمن الرحيم عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها سورة ختمت واستقبل السورة الأخر.
وهذا الحديث لا يصح من هذا الوجه.
إبراهيم بن يزيد هذا مكي مشهور بالخوزي .. قال أحمد بن حنبل: إبراهيم الخوزي متروك الحديث. وقال يحيى بن معين : إبراهيم بن يزيد الخوزي المكى ليس بثقة وليس بشيء.. وتركه ابن المبارك وغيره. الجرح (2: 146).
وإبراهيم هذا لم يحمدوا أمره .. وقد تساهل الضياء في تخريجه في ((مختارته)) !.
(2) وأما حديث سفيان بن عيينة: فمشهور وقد اختلف عليه فيه:
فوصله الحسن بن الصباح البزار ، وقتيبة بن سعيد، ومعلى بن منصور، وأبو كريب، عن سفيان، عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس (مرفوعًا).
وأرسله أحمد بن محمد المروزي، ويونس، وابن السرح، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير (فذكره)..
وروي عن أحمد بن عبده، عنه (على الشك فيه):
أ ـ فأما حديث الحسن بن الصباح:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 355/ برقم 845): أخبرنا أبو قتيبة سلم بن الفضل الآدمي، ثنا القاسم بن زكريا المقرئ، عنه به بلفظ : كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعلم ختم السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلت: رواته ثقات سوى سلم بن الفضل فمحله الصدق كما قال الذهبي في السير (16: 27).
ب ـ وأما حديث قتيبة بن سعيد:
فأخرجه أبو داود في سننه (1: 209/ برقم 788): حدثنا قتيبة بن سعيد، عنه به : (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الكبير (2: 42/ برقم 2206) وفي الشعب (2: 438/ برقم 2329): أخبرنا أبو علي الروذباري في (كتاب السنن) أنبأ أبو بكر بن داسة.
وأخرجه الضياء في المختارة (10: 315/ برقم 336) من طريق محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي..
كلاهما عن أبي داود به.. ولفظ الترجمة لأبي داود.(1/3507)
ج ـ وأما حديث معلى بن منصور:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 355/ برقم 845): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، عنه به (فذكره).
قرنه الحاكم بابن الصباح.. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
وقال الذهبي في (مختصره): " أما هذا فثابت".
د ـ وأما حديث أبي كريب:
فأخرج البزار في (مسنده) كشف الأستار (3: 40/ برقم 2187).
وأخرجه الواحدي في أسباب النزوا (ص27): من طريق عبدالله بن زيدان البجلي كلاهما عن أبي كريب، عنه به (فذكره).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6: 310): " رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح ".
هـ ـ وأما حديث أحمد بن محمد المروزي:
فأخرجه أبو داود في مراسيله برقم (37): حدثنا أحمد بن محمد المروزي، عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف ختم السورة حتى تنزل: َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
وأخرجه أبو داود في سننه (1: 209/ برقم 788): به.
وأخرجه البيهقي في الكبير (2: 42/ برقم 2206) وفي الشعب (2: 438/ برقم 2329): أخبرنا أبو علي الروذباري في كتاب السنن أنبأ أبو بكر بن داسة.
وأخرجه الضياء في المختارة (10: 315/ برقم 336) من طريق محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي.. كلاهما عن أبي داود به.
وقال في المراسيل: " وقد أُسند هذا الحديث ولا يصح". وفي رواية " وهذا أصح".
و ـ وأما حديث يونس :
فأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار برقم (1376): حدثنا يونس، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير ـ بغير ذكر منه إياه عن ابن عباس ـ قال: كان (صلى الله عليه وسلم) لا يعلم فصل السورة حتى تنزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
ز ـ وأما حديث ابن السرح:
فأخرجه أبو داود في سننه (1: 209/ برقم 788): حدثنا ابن السرح، قال: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير: (فذكره).(1/3508)
وأخرجه البيهقي في الكبير (2: 42/ برقم 2206) وفي الشعب (2: 438/ برقم 2329): أخبرنا أبو علي الروذباري في كتاب السنن أنبأ أبو بكر بن داسة.
وأخرجه الضياء في المختارة (10: 315/ برقم 336) من طريق محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي.. كلاهما عن أبي داود به. (قرنه بقتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي).
ح ـ وأما حديث أحمد بن عبدة:
فأخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار (3: 40/ برقم 2187): حدثنا ابن عبدة، أبنا سفيان ، عن عمرو، عن سعيد ـ أشك في حديث ابن عبدة، قال: عن ابن عباس، أو قال: عن سعيد، ولم يقل: عن ابن عباس ـ قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعرف خاتمة السورة حتى ينزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فإذا نزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، علم أن السورة قد ختمت، واستُقبلت أو ابتدئت سورة أخرى.
قال الهيثمي في المجمع (6: 310): "اقتصر أبو داود على قوله: (لا يعرف فصل السورة، حتى ينزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". اهـ.
قلت: فلأجل هذه الزيادة ذكره في (الزوائد).
قال ابن عبدالبر في التمهيد (20: 210 ـ 211): " روى هذا الخبر طائفة أصحاب ابن عيينة: عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير مرسلاً، وبعضهم رواه عن ابن عيينة، عن عمرو، عن سعيد، عن ابن عباس مسندًا".
قلت: في كلامه نظر بل الصحيح العكس!. على الأقل وفق ما وقفت عليه.
(2) وأما حديث ابن جريج:
فاختلف عليه فيه (كذلك) بين الوصل والإرسال: فأرسله عنه حجاج، وعبدالرزاق، ووصله الوليد بن مسلم، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وسليم بن مسلم:
أ ـ فأما حديث حجاج (هو المصيصي):(1/3509)
فأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (ص217): حدثنا حجاج ، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار: أن سعيد بن جبير أخبره: أن في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا نزلت علموا أن قد انقضت سورة ونزلت أخرى.
حجاج، هو ابن محمد المصيصي.. قال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: ما كان أضبطه وأصح حديثه، وأشد تعاهده للحروف ورفع أمره جدًا. فقلت له: كان صاحب عربية ؟ قال: نعم. وقال أيضا: سمعت أبا عبد الله ذكر حجاج بن محمد فقال: كان مرة يقول: حدثنا ابن جريج، وإنما قرأ على ابن جريج ثم ترك ذلك، فكان يقول: قال ابن جريج، وكان صحيح الأخذ.
قال أبو عبد الله: الكتب كلها قرأها على ابن جريج إلا كتاب التفسير فإنه سمعه إملاءً من ابن جريج، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير فأملى عليه . انظر تهذيب الكمال (5: 454).
ب ـ وأما حديث عبدالرزاق:
فأخرجه عبدالرزاق في مصنفه (2: 92/ برقم 2617): عنه قال: أخبرني عمرو بن دينار أن سعيد بن جبير أخبره: أن المؤمنين في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانوا لا يعلمون انقضاء السورة حتى ينزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فإذا نزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علموا أن قد نزلت السورة وانقضت الأخرى.
وهذا إسناد صحيح ظاهر الإرسال.
ج ـ وأما حديث الوليد بن مسلم:
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 356/ برقم 846)، وعنه البيهقي في السنن الكبير (2: 43/ برقم 2207): من طريق رحيم بن اليتيم، ومحمد بن عمرو الضرير.(1/3510)
كلاهما (رحيم بن اليتيم، ومحمد بن عمرو الضرير) عن الوليد بن مسلم، ثنا ابن جريج، ثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنهما)، قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فإذا نزلت َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علموا أن السورة قد انقضت.
اللفظ للحاكم، وقال: "لم يذكر رحيم سعيد بن جبير.. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
د ـ وأما حديث عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد:
فأخرجه الطبراني في الكبير (10: 31/ برقم 339)، والأوائل برقم (43)، ومن طريقه الضياء في المختارة (10: 317/ برقم339): ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا سعيد بن زنبور، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس (فذكره).
وعبدالمجيد بن أبي رواد .. قال أحمد ويحيى: ثقة يغلو في الإرجاء، وقال أبو الحسن الدارقطني: يعتبر به ولا يحتج به. انظر (الميزان).
وسعد بن زنبور هذا قال أبو حاتم: مجهول. وقال ابن معين: ذاك المسكين ذاك الذي يعلم في القرى هو ثقة وما أراه يكذب. انظر الجرح (4: 84)، وتاريخ بغداد (9: 127).
هـ ـ وأما حديث سليم بن مسلم:
فأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (2896): حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا سعيد بن زنبور، قال: حدثنا سليم بن مسلم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان جبريل إذا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالقرآن كان أول ما يلقي عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فإذا قال جبريل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الثانية علم النبي (صلى الله عليه وسلم) أن قد ختم السورة.
والحديث ظاهر فيه الاختلاف على سعيد بن زنبور.. وهو يروي غرائب وله مخالفات. تاريخ بغداد (9: 127).(1/3511)
وسليم الخشاب .. قال ابن حبان: "يروي عن الثقات الموضوعات الذي يتخايل إلى المستمع لها وإن لم يكن الحديث صناعته أنها موضوعة كان يحيى بن معين يزعم أنه كان جهميا خبيثا".
وأما بقية المتابعات ففيها غرابة وبعضها منكر.
قال صاحبنا الدكتور عبدالله الزهراني في تخريجه لهذا الحديث في حاشيته على (المراسيل لأبي داود): "اختلف على ابن جُريج ثقتان وزاد أحدهما الوصل، وتأيدت زيادة الوصل بما تقدم من أن الوصل ثابت من حديث الثقات الحفاظ، وأن الحافظ الذهبي حكم للموصول بالثبوت، فالمتعين قبول زيادة الوصل. والله أعلم". اهـ.
قلت: فاته رواية حجاج المصيصي عن ابن جريج وهي مرسلة.. فاتفق الثقتان عبدالرزاق وحجاج على الإرسال.. وخالفهما الوليد بن مسلم ، وهو وإن كان ثقة إلا أن في سنده كلام ذكره الحاكم، وهو مؤثر في نظري؛ فقد اختلف عليه راوياه دحيم بن اليتيم وهو ثقة حافظ مشهور وقد قصر فيه فلم يذكر فيه سعيد بن جبير؟!. فروايته لا تستقيم للترجيح؛ لأجل هذه العلة.
ومحمد بن عمرو الضرير الراوي عن الوليد هو الغزي وقع مبينًا في رواية البيهقي، وهو أحد العباد المشاهير، من رجال الحلية. ترجمه الذهبي في السير (11: 464).. وليس بالحافظ حتى نقدم روايته على رواية الحافظين الثقتين حجاج وعبدالرزاق.. خاصة أن حجاج كتب التفسير إملاءً عن ابن جريج، فيكون له نوع خصوصية.
وأنا أتفق مع الأخ الكريم في تقديم الوصل.. وأزيد أن هذا الاختلاف في نظري من جهة عمرو بن دينار .. رواه مرةً مرسلاً ومرةً موصولاً.
والمسالة فيها أقوال ثلاثة:
أولها: فأكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل.. وبهذا نفسر ترجيح أبي داود لرواية الإرسال.
قال ابن الصلاح: "وكثيرًا ما يعللون الموصول بالمرسل".
ثانيها: أن الحكم للأكثر.
ثالثها: أن الحكم للأحفظ.. فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله.. وصحح هذا القول الخطيب.(1/3512)
قال ابن الصلاح: "وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله".
وعدَّ البخاري (رحمه الله) مثل هذا زيادة ثقة .. وهي مقبولة .
انظر الكفاية (ص411 ـ 412)، ومعرفة أنواع علم الحديث (ص71 ـ 72) ، (ص85 ـ 86).
قال البقاعي: " إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظرًا لم يحكه، وهو الذي لا ينبغي أن يعدل عنه، وذلك أنهم لا يحكمون منها بحكم مطرد، وإنما يديرون ذلك على القرائن".
قلت: نص على هذا ابن دقيق، فقال: " من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنهم إذا تعارض رواية مسند ومرسل، أو رافع وواقف، أو ناقص وزائد، إن الحكم للزائد لم يصب في هذا الإطلاق؛ لأن ذلك ليس قانونًا مطردًا، والمراجعة لأحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول". انظر توضيح الأفكار (1: 339)، (1: 343 ـ 344).
وترجيحنا لرواية الوصل لا نعني به قدحًا في من أرسل لا في عدالته ولا في أهليته.. فقد جرى بعض أهل العلم على جعل ذلك من قبيل الجرح.
فالذي ترجح أنه لا يحكم فيها بحكم مطرد، بل ينظر في هذا إلى القرائن المحتفة بكل حديث بحسبه.. لذا لم أوافق أبا داود على إعلاله لهذه الرواية بالإرسال، ومشيت فيه على اعتبار القرينة في الترجيح، وهي هنا الاختلاف من وجهين على راو واحد وهو عمرو بن دينار، وسمع منه سفيان وابن جريج هذا فروياه على الوجهين، ومن هنا وقع الاختلاف.. مما لا يمكن تفسيره إلا بروايته له مرة موصولاً وأخرى مرسلاً، والقصر في الرواية مشى عليه طائفة من متقدمي أهل الحديث (والله أعلم).
(3) وأما حديث عمر بن قيس:
فأخرجه ابن عدي في الكامل (3: 178): ثنا محمد بن منير، ثنا عيسى العسقلاني، ثنا رواد بن الجراح، ثنا عمر بن قيس، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرف خواتيم السور حين يقول: َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عرف أنها قد ختمت السورة .(1/3513)
قال الشيخ: "وهذا الحديث عن عمر بن قيس يرويه عن عمرو بن دينار عن بن عباس ولا يجعل بينهما سعيد".
قلت: معنى كلام ابن عدي هذا أن رواد بن الجراح أخطأ فيه على عمر بن قيس.. نفهم هذا من إيراده لهذا الحديث في ترجمته لرواد، ومن تعقيبه السابق.. لكن الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير(12: 82/ برقم 12546)، ومن طريقه الضياء في (المختارة (10: 316/ برقم 338): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، عن عمر بن قيس، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوحي فإذا قال َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ افتتح سورة أخرى.
فكأنه محفوظ عن عمر بن قيس هذا، ولا يصح من حديثه فإنه متروك.. تركه أحمد والنسائي والدارقطني، وقال يحيى: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد أيضا : أحاديثه بواطيل. (الميزان).
(4) وأما حديث أبي مريم عبد الغفار بن القاسم:
فأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12: 81/ برقم 12544): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبادة بن زياد الأسدي، ثنا أبو مريم عبدالغفار بن القاسم، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرف خاتمة السورة حتى ينزل عليه َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
وعبدالغفار هذا رافضي ليس بثقة. قال علي بن المديني: كان يضع الحديث، ويقال: كان من رؤوس الشيعة. وروى عباس عن يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: عبدالغفار بن القاسم بن قيس بن فهد ليس بالقوي عندهم. انظر (اللسان).
(5) مثنى بن الصباح:(1/3514)
أخرجه الحاكم في المستدرك (1: 355/ برقم844)، (2: 668/ برقم4218)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2: 439/ برقم 2332): من حديث أحمد بن حازم الغفاري، ثنا علي بن حكيم، ثنا معتمر بن سلمان، عن مثنى بن الصباح، عن عمر بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا جاءه جبرائيل فقرأ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علم أنها سورة.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وهذا تساهل منه بين فإن مثنى بن الصباح هذا تركه القطان وابن مهدي. وقال أحمد: لا يساوي حديثه شيئًا، مضطرب الحديث. انظر (الميزان).
( وأما حديث سالم الأفطس:
فأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3: 405/ برقم1375): حدثنا محمد بن سنان الشيزري، قال: حدثنا عيسى بن سليمان، قال: حدثنا مبشر بن عبدالله، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: كان جبريل إذا نزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، علم أن السورة قد انقضت.
وإسناده فيه نظر!. فمحمد بن سنان بن سرج التنوخي الشيزري. قال الذهبي: صاحب مناكير يتأنى فيه.. كأنه أ راد الغرابة وهي حاصلة في هذه الرواية. انظر (الميزان) وتكملة الإكمال (3: 558).
وبقية رجاله موثقون.. وقد صححه الأرنؤوط في تخريجه لمشكل الآثار.. فينظر.
( وأما حديث معاوية بن إسحاق:(1/3515)
فأخرجه السلفي في معجم السفر برقم (1143): من طريق أبي حاتم محمد بن عبد الواحد بن زكريا الحافظ الرازي ـ قدم علينا حاجًا ـ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الأسدي، ثنا أبو عبد الله الحسين بن مأمون البردعي، ثنا بشر بن عمرو بن سام، ثني بدر بن الربيع، ثني طعمة بن عمرو، ثني معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من السنة الجهر بـ َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنها آية من كتاب الله عز وجل نزل بها جبريل، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا قرأ جبريل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ علمت أن السورة قد ختمت.
في هذا الإسناد نظر.. معاويه هذا وثقه أبو حاتم الرازي وغيره .. أما أبو زرعة فقال: شيخ واه.
وهذا الحديث من نسخة بشر بن عمرو بن سام الكابلي وهي من رواية الحسين بن.مأمون البردعي.. قال الخليلي: ثقة حافظ كبير المحل سمع بشر بن عمرو بن سام الكابلي بمكة نسخة يتفرد بها. مختصر الإرشاد (2: 783).
وفي الباب: عن ابن مسعود، وابن عمر.
( فأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه الواحدي في أسباب النزوا (ص27): من طريق عبدالله بن أبي حسين فذكره عنه بلفظ : " كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى نزل َ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ".
( وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه الواحدي في أسباب النزوا (ص27ـ28): من طريق عبدالله بن نافع عن أبيه عنه بلفظ : "نزلت بسم الله الرحمن في كل سورة".
وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة.
---
عبدالرحمن الشهري
08-10-2004, 06:18 AM
ليهنك العلم أخي الكريم يحيى ! أسأل الله أن يبارك لك فيه ، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وقد فعل .(1/3516)
ولا يعرف قيمة مثل هذا التحرير والتدقيق في دراسة الأسانيد ، وترتيب المدارات إلا من عرف مضائق هذه الطرق - ولستُ منهم - ولكنني جربت ذلك حيناً من الدهر ، وحُبَّبَ إليَّ علمُ الحديث ودراسة الأسانيد ، ودرستها عند الدكتور الفاضل أحمد معبد حفظه الله ، وكان يدرسنا بأسلوب عالٍ أخفقت أنا في الاستفادة منه في حينه ، وأنا أرى ما يطبقه الدكتور يحيى هنا في هذه السلسلة البديعة (علل أحاديث التفسير) التي أرجو لها الكمال بإذن الله على هذا النَّفَسِ المُحرَّر - تطبيقاً دقيقاً لدقائق قواعد تخريج الأحاديث ، ودراسة الأسانيد بطريقة سهلة ميسرة ، تلوح عليها علامات العلم ، وقبل ذلك علامات الأدب وحُسْنِ الخُلُق ، وينتفع بها الكثير من أمثالي من الطلبة ، الذين يجدون في مثل هذه المشاركات نافذةً واسعة إلى علم التخريج ودراسة الأسانيد ، الذي ركدت في هذا العصر رِيْحُهُ ، وخَبَتْ مَصَابيحهُ ، ولم يعد يقوم به كما ينبغي إلا القليلُ ، الذين نسأل الله أن ينفع بهم ، وأن يبارك في جهودهم ، وما أحسب أخي يحيى إلا منهم وفقه الله ، في زمن اتخذ بعض الطلاب هذا العلم ذريعة للوقيعة في أفاضل العلماء من السلف والخلف ، واشتغلوا بالجرح دون التعديل.
وأرجو من أخي الكريم يحيى ألا يفتر عن متابعة هذه السلسلة ، لقلة من يشارك فيها ، فإن فائدتها متحققة ، والمنتفعون بها كثير ، ولكنها أشبه ما يكون بالكنز الثمين ، الذي ما إن يراه من يطلبه إلا ويقوم بحفظه لديه في الجهاز ، ثم يقرأه على مكث ، فينشغل بحلاوته ونفاسته عن التعبير عن ذلك ولو بكلمة شكر مكتوبة ، وأما الملفوظة فهي كثيرة.(1/3517)
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المشكور ، وجعله في موازين حسناتك ، وما كنت أحسب في بداية الأمر أن الأمر سيستغرق هذا الوقت ، ويستنفد هذا الجهد ، ولكن يبدو أن من تعود على الإجادة والإتقان يأبى عليه طبعه أن يفارقهما يوماً ، وقديماً قال الشافعي لتليمذه الربيع : إذا طلبت العلم فدقق فيه ، فإنك محتاج إليه يوماً ! وما أحسبك إلا وقد وعيت وصية الشافعي للربيع كأنك المعنيُّ بها دونَهُ . وفقك الله.
---
الراية
08-14-2004, 03:55 AM
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المشكور ، وجعله في موازين حسناتك
---
أويس القرني
08-14-2004, 05:41 PM
جزاك الله خيرا ( شيخي ) الحبيب على هذا الجهد الذي لا يستغرب على مثلك ومن عرفك عن قرب وسمع كلامك زاد إعجابه بك وبعلمك ولا أزيد حتى لا تغضب علي وإلا فأنت أهل للزيادة . حفظك الله وسددك وننتظر المزيد
---
فهد الناصر
08-20-2004, 01:29 PM
بارك الله فيكم على هذا الجهد الرائع ، والتفصيل الدقيق للطرق والأسانيد.
ولدي سؤال يا شيخنا الكريم : هل هناك كتاب أو كتب تشرح لنا طريقة دراسة الأسانيد بمثل هذه الطريقة ، ولا سيما غير المتخصصين ؟ على الأقل كيف نفهم مصطلحات المتخصصين في التخريج.
وفقك الله ونفع بعلمك. آمين.
---
يحيى الشهري
10-17-2004, 03:18 PM
شكر الله لكم إخوتي الأفاضل اهتمامكم بهذا الفن، وأجزل الله لكم المثوبة، ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل .. بالنسبة لما يتعلق بالعمل فعندي نية المواصلة على هذا النهج بإذن الله (تعالى)،.. وأعتذر من أي تقصير يلحظ في التوثيق أو خلافه، فلن يخرج هذا لعمل منشورًا إلا بعد إعادة النظر فيه وتحريره أكثر (بإذن الله تعالى).(1/3518)
وأطمئن أخي الفاضل عبدالرحمن الشهري بأني سوف أستمر بإذن الله ولن يعتريني فتور أو ملل بإذن الله، لكن عذري في التأخر في إنزال المقال تباعًا، أني أعمل على تحقيق عدة مخطوطات، بالإضافة إلى أبحاث متفرقة، فلعلي في قابل الأيام أعطيه وقتًا إضافيًا.
بالنسبة لسؤال الأخ فهد حول دراسة الأسانيد فهناك كتب كثيرة من أشهرها كتاب الطحان، ومذكرة شيخنا عبد العزيز العثيم في ((تخريج الحديث ودراسة الأسانيد))، وقد طبعت سنة (1419هـ) بعنوان ((دراسة الأسانيد)).
وهي في الأصل أمالي أملاها علينا سنة (1410هـ 1411هـ) وكتبتها عنه، ولي عليها زوائد في العرض والترتيب وبعض الأمثلة، وقد طلبها مني الأخ الفاضل أبو مطيع السندي وزاد عليها ثم نشرها بالعنوان المذكور.
ومنها كتاب ((التأسيس في فن دراسة الأسانيد)) للدكتور عمر إيمان أبو بكر.
وكتاب ((تيسير دراسة الأسانيد للمبتدئين)) لعمرو عبدالمنعم.
ومذكره جيده حسنت الترتيب والتأصيل للدكتور عبدالله الشهراني.. وغيرها كثير.
بالنسبة لمصطلحات التخريج فلا أعلم كتابًا في هذا الموضوع، وقد تنبهت لهذا فأقمت في هذا دورة تحت عنوان (معرفة التخريج) كتبت فيها مذكرة تزيد على ثمانين صحيفة جميعها في (شرح مصطلحات التخريج).. وقد قمت بتنقيحها وسأنشرها قريبًا (بإذن الله تعالى) بعنوان (مفهوم التخريج ومصطلحاته ذات العلاقة).
أما ما يتعلق بمنهج التخريج وعرض الروايات، فالمناهج تختلف من باحث لآخر، ومنهجي هنا مستمد من عمل بعض الحفاظ في عرضهم لرواياتهم من ذلك: صنيع الحاكم في (المستدرك)، وابن عساكر في بعض تصانيفه، والمزي في تحفة الأشراف مع بعض الإضافات والتفنن في عرض العلل، ولم أقيد نفسي بطريقة معينة في الترتيب داخل الروايات بل وفق ما يتفق لي كل حديث بحسبه.. وقد بدت تتضح ملامح المنهج المتبع مع تقدمنا في الكلام على الأحاديث.
---
(1/3519)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير
---
النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير
---
ابو سلمان
09-26-2003, 07:05 PM
ايها الاحبة في الله
هذا نظم لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور سعود بي ابراهيم الشريم حفظه الله ورعاه
يقع في حوالي 200بيت وهو رجز سهل يقرب البعيد ويوضح الغامض ويعين على الحفظ وادراك المراد ....... الى آخر ما قال الشيخ في مقدمة النظمثم ابتداء الشيخ نظمه بقوله :
الحمد للمصور الكريم ***الخالق المهيمن العظيم
ثم الصلاة والسلام سرمدا **على النبي الهاشمي احمدا
فلا تحرم نفسك من تزويد مكتبتك نسخة منه
ولا اريد ان احرق عليك اخي القاري جمال النظم وروعته
---
ابو سلمان
09-26-2003, 07:14 PM
ايها الا حبة اتماما للفائدة اليكم فهرس النظم الحبير
فصل في الوحي
تعريف القرآن وأسماؤه
نزول القرآن
معرفة اول ما نزل وآخر ما نزل
المكي والمدني
اسباب النزول
حفاظ القران من الصحابة
كتاب الوحي
جمع القران الكريم
الأحرف السبعة
سور القرآن وآياته
المحكم والمتشابه في القرآن
المتشابة في آيات الصفات
الأعجاز في القرآن
أمثال القرآن
أقسام القرآن
أصول التفسير
مصادر التفسير وأنواعه
شروط المفسر
أسباب الا ختلاف في التفسير
أساليب التفسير
الختام
وآخيرا بارك الله في بنان الشيخ سعود ذو القلم السيال وزادنا واياه علما نافعا وعملا خالصا صالحا ....
---
خادمة القرآن
06-14-2006, 08:39 PM
جزاك الله خيرا أبو سليمان ، ولكن أتم علينا الفائدة بتنزيل هذه المنظومة المباركة أو دلنا على الرابط ، دلكم الله على كل خير
---
أبو صفوت
06-15-2006, 02:33 AM
من أراد تحميل النظم فها هو رابط تحميله مع بعض المتون الأخرى
http://www.amjaonline.com/arabic/headline.asp?Headid=134
---
عبدالرحمن الشهري
06-15-2006, 01:44 PM(1/3520)
جزاكم الله خيراً يا أبا صفوت . وقد أخذته مفرداً من موقع مجمع فقهاء الشريعة ، ووضعته في مكتبة شبكة التفسير هنا ..
النَّظمُ الْحَبيرُ في عُلُومِ القُرآنِ وأُصولِ التَّفسيرِ (http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=962)
---
غانم الغانم
06-18-2006, 10:50 PM
جزى الله الأخوة أبا سلمان وأبا صفوت والدكتور عبدالرحمن وأحببت أن أسأل عن عدة أمور في هذه المنظومة :
س1/ هل هناك من تكلم عنها ونقدها (سلباً وايجاباً)
س2/هل تصلح أن تكون متنا معتمداً في هذا الفن
س3/ هل هناك من شرحها أو علق عليها سواء مطبوعا أو مسموعا
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:21 AM
جزاكم الله خيراً
---
غانم الغانم
06-23-2006, 02:39 AM
حتى الآن لم أجد إجابة؟؟؟؟؟؟
---
(1/3521)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قنوات على طريق الخير ,,,
---
قنوات على طريق الخير ,,,
---
سلسبيل
01-01-2007, 09:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ بث قناة الأمة الفضائية على النايل سات
عمودي – تردد 10911 أو 10917
ضبط عمودي
ترميز 27500
معامل حيود 3/4
هي قناة إسلامية على نهج أهل السنة والجماعة يقوم عليها الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله تقوم بالدعوة إلى الإسلام ورد الافتراءات التي تثار حوله.
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الهدف:«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°° ·.¸.•°®»
ـ نُصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ بيان أسباب خيرية الأمة الإسلامية على كل أمم الأرض .
ـ دلائل خيرية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والرسل .
ـ الإجابة العلمية الموثقة السهلة على التساؤلات والاعتداءات والغمز واللمز والجهالة من المستشرقين والمستغربين والكارهين للإسلام ، منذ عهد النبوة حتى يومنا هذا ، وما يمكن أن يتأتى من مستجدات عصرية .
المنهج الفكري : تنأى القناة بثقافتها النبوية ، عن كل تصنيف فكري أو حزبي أو جماعاتي ، ولا تتدخل بالرأي سلباً أو إيجاباً في أي مناقشات عامة حول أي قضايا تحيد بها عن رسالتها الربانية الواضحة .
المنهج الدعوي : التزام الحكمة والموعظة الحسنة ، وإبراز مكارم الأخلاق النبوية ، والآداب الشرعية في السلوك الإنساني عموماً والاجتماعي على وجه التخصيص ، وتمثل الوجه الحضاري والمشرق للضوابط والأحكام الشرعية في الدين والحياة ، من خلال المنهج الوسطي بلا تفريط أو إفراط .
[
المنهج الشرعي : تلتزم القناة بمنهج أهل السنة والجماعة ، والبعد التام عن التمذهب ، وعدم الدخول في أي قضايا خلافية ، وأن تكون المرجعية العلمية لعلماء الأمة من أتباع السلف الصالح .
COLOR="Blue"]قال رئيس القناة الشيخ ابو اسلام [/COLOR]:(1/3522)
"فكرنا في بث هذه القناة نتيجة الوضع الثقافي المذري الذي وصلت إليه أحوال الأمة الإسلامية ولمواجهة ثقافة طاغوتيه.. إلا أننا اضطررنا لبثها من لندن نظرا للتجارب المرعبه التى سمعنا عنها فى بلادنا، مصر، فقد تم إغلاق قناة (خير) الإسلامية، واجتمعت كل الأقاويل على أن الأجهزة الأمنية كانت وراء إغلاقها كما كانت أيضا وراء إغلاق قناة (الحكمة) الإسلامية بنفس الطريق.. فخشينا أن تقع قناة الأمة تحت هذه الضغوط وتلاقى نفس المصير "
ثم يضيف أبو إسلام قائلا "للأسف أصبح مع كل خير ينقطع عن المسلمين تتجه اصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية، لأن مصر أصبحت محملة بتركة مثقلة من الحكم الشمولي والشعب المصري متقبل ذلك لأنه أعتاد دائما على تحمل ظلم حكامه ولا يتمرد عليهم إلا إذا حركهم أمر من الباطن".!!
"الشيخ" أبو إسلام فجر مفاجأة مدوية حين قال "كنت أتمنى أن نبث من مصر، وأن نجد بها مساحة لتحمل أهداف القناة من نشر آداب وأخلاق الإسلام والتعريف بالنبي الكريم ولكن للأسف– ولا أخجل من قولها- نحن نتسول المال من المسلمين من أجل استمرار عمل القناة لأننا نبث بمجهوداتنا الذاتية.. ولذلك أعلن أننا مستعدون لقبول أي تمويل حتى ولو كان مصدره غسيل الأموال أو تجارة المخدرات أو حتى أموال الربا.. وكل من لديه مال يخشاه ليس عندنا حرج شرعى فى قبوله على إطلاقه طالما أن الهدف النهائي منه خيرا وهو نصرة رسول الله فى شعوب أصبح فيها الدين الإسلامي مهان إلى هذا الحد المخيف".!!(1/3523)
وأكمل كلامه قائلا "أما بالنسبة للمعوقات الأمنية التي لاقتها القناة منذ بداية بثها فلها قصه أخرى أكثر أسفا حيث يقول أبو إسلام "كل خطواتنا كانت تواجهها المعوقات حتى الأستوديو الذي أقمناه كمركز لإنتاج البرمجيات الصوتية والمرئية وهو بالمناسبة مستقل تمام عن القناة الفضائية ويحمل سجل تجارى من هيئه الاستثمار المصرية ويتبع بطاقة ضريبية من الجهات الرسمية المصرية أيضا أغلقوه دون سبب وفى المحكمة عرفنا أن الأقوال الرسمية التي تم تقديمها للهيئة القضائية أرجعت أسباب الإغلاق إلى الرقابة على المصنفات ولكن المثير للضحك– على حد قوله- أن كل الأشياء التي تم مصادرتها من الأستوديو كانت عبارة عن كاميرات وكشافات وغير ذلك من الادوات وجميعها غير متعلقة إطلاقا بالمصنفات فلم يجدوا بالمكان شريط واحد فقط ومع ذلك جاء فى التحقيق أن التهمة هي طبع ونشر وترويج مصنفات فنية".
مالناش دعوة
ويكمل أبو إسلام "ورغم أننا حصلنا على البراءة وبإعادة استخدام المكان إلا أننا لم نجرؤ حتى الآن علي الذهاب إليه لأن المكان مغلق بأمر من أمين شرطة من قسم حدائق القبة حيث ـمر صاحب البيت– المقام به الأستوديو- بعدم تمكيننا من الدخول.. وصلت المهزلة إلى أن أمين شرطة يمنع تنفيذ حكم قضائى..".
ووجه رئيس قناة الأمة رسالة إلى وزير الداخلية حبيب العادلي باسم القناة قال فيها "نريد أن تجرى علينا القوانين وأن يمكننا رجالك من تنفيذ الحكم القضائى الذي حصلنا عليه وأن يرفعوا الضغوط التى تمارس ضدنا وعلينا، فنحن كقناة لا شأن لنا من قريب أو من بعيد بالقضايا الداخلية كما أننا لا ننتمي لأي جماعة أو جمعية أو هيئة ولا نهاجم حكام ولا برلمان ولا لصوص البنوك ولا أعضاء مجلس الشعب ولن نتعرض بسوء الى أي خدمة من الخدمات الموجودة لأننا لا نريد أن ندخل في أي صراع مع أي سلطة فقضيتنا قضية فكرية ونريد فقط أن نعمل من أجل الإسلام في أمن وآمان داخل بلادنا".!!(1/3524)
موقع القناة على الإنترنت
http://www.alomma.tv/
http://www.alomma.tv/
---
خالد البكري
01-17-2007, 06:57 PM
جزاك الله خير أخي سلسبيل ونفع الله بعلمك
وأسال الله عز وجل أن يكتب لك الاجر بارك الله فيك
---
(1/3525)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > قراءة في القراءة المعاصرة ـ جذور القراءة 2
---
قراءة في القراءة المعاصرة ـ جذور القراءة 2
---
مرهف
04-27-2006, 05:24 AM
قراءة في القراءة المعصرة :
كتبت فيما مضى عن القراءة المعاصرة في محاولة لتتبع جذورها وهذه قراءة عملية تتمة لما مضى مما كتبته على الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=614&highlight=%CC%D0%E6%D1+%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E 1%E3%DA%C7%D5%D1%C9
لعلكم تقدرون صعوبة الأمر عندما تمسكون بكتاب يتحدث عن الطب مثلاً وقد ألفه مزارع بخياله وتصوره لجسم الإنسان وأعضائه، فترى أن مبلغ علمه أن اليد عضو يمسك بالفأس ليضرب الأرض ، وأن العين لا تستطيع النظر في الشمس وأن الأنف وظيفته أن يشم البذور ليميزها ، وهكذا ... ، ثم صدق الطبيب ـ المزارع ـ أنه عالم بالطب فأخذ يداوي الناس وهو عليل.
وهنا يستحضرني قصة يذكرها علماء الكلام خاصة في تقسيم الجهل إلى نوعين : الأول جهل بسيط : وهو أن يدرك الجاهل أنه جاهل ويتوقف عند جهله .
الثاني : الجهل المركب ، وهو أن يجهل الجاهل بأنه جاهل ، فهذا جهل على جهل ، ثم يوردون لذلك قصة حمار الحكيم ـ الطبيب ـ وهي باختصار أن رجلاً قعد بين يدي طبيب يتدرب عنده على الطب ، فوجد الرجل أن مهنة الطب سهلة ، فما هي إلا أن يسأل المريض : ماذا يؤلمك؟ ، ثم يأمره بأن يفتح فمه ، ويطبب على بطنه ،ثم يصف له عشباً ما، إذن هي مهنة سهلة.
فاشترى الرجل حماراً وصار يدور في القرى منادياً ليتداعى الناس إليه ويطببهم ويكسب من ذلك مالاً وشهرة، فكان سبباً في موت أناس على يديه ، فكتب أحدهم على لسان الحمار الذي يركبه الحكيم ـ أي الطبيب ـ بيتين من الشعر هما :
وقال حمار الحكيم يوماً لو أنصف الدهر كنت أركب(1/3526)
لأن جهلي بسيط وجهل الذي فوقي مركبنعم وهذا حال كثير من الذين أعمت عيونهم مصطلحات التجديد وحرية الرأي فانغمسوا بجهالاتهم يعمهون، هذا إن أحسنا الظن بكثير منهم، وكم كنت أسمع من أحد شيوخي قولاً وهو : ( نصف الطبيب يقتل الأبدان ونصف العالم يقتل الأديان) فكيف إن تكلم الجاهل بالدين ؟!!! .
وقد اخترت مثالاً لأمثال هؤلاء فقرة من كتاب ( الكتاب والقرآن ) قراءة معاصرة للدكتور في الهندسة المدنية محمد شحرور ، وهي الفقرة السادسة من الفصل الرابع من الكتاب، وهذه الفقرة بعنوان : (استنتاجات في الإعجاز القرآني) وقد ابتدأ الشحرور ـ على وزن فُعلول كقولك زعبورـ كلامه بقوله :
(ما هي الاستنتاجات التي يمكن أن نستنتجها من مبحث الإعجاز؟)
ثم يجيب عن هذا السؤال بقوله :
(إن الاستنتاج الأساسي الذي يمكن أن نستنتجه من مبحث إعجاز القرآن هو الجواب على السؤال التالي: هل القرآن الكريم يدخل ضمن التراث العربي الإسلامي أم لا يدخل؟ للجواب على هذا السؤال يترتب علينا تعريف التراث.)
وهكذا يجيب عن السؤال بسؤال لينتقل بالقارئ انتقالاً لا منطقي من عنوان عريض مغري إلى موضوع آخر ليعتاد القارئ على طريقة الشتات الممنهج في كتابه فلا يستطيع القارئ أن يحاكم المكتوب محاكمة منطقية لأن الشتات صار منطقاً ومنهجاً بعد البداية المبهرة لكل فقرة يبدؤها الشحرور، وكأنه بذلك يجذب القارئ ويشد انتباهه وتركيزه ليصب فيه فكرته ويغسل له دماغه، ولكن دعونا نقرأ تعريف الشحرور للتراث ، يقول :
(التراث: لقد تم تعريف التراث في مقدمة الكتاب على أنه النتاج المادي والفكري الذي ورثته مجموعة من الناس عن سلفها بحيث أن هذا النتاج لعب دوراً أساسياً في تكوين شخصية هذه المجموعة وهويتها أي في تكوين عقلها الباطن وسلوكها الظاهر. وهذا الفهم للتراث يعني أن الجزء الأساسي من السلف الذي كون هذا النتاج هو في عداد الأموات.)(1/3527)
طبعاً لن نطالب الشحرور بمصدره في تعريف التراث لأنه "مفكر" ومجدد في نظر نفسه وولد من بطن أمه عالم يسلم له فالعلمية التي طالب بها في كتابه موجودة عنده بالفطرة ـ ولا حسد ـ إذن فهو يؤصل ثم يبني، و ولكن بالنظر إلى التراث Heritage نجد أنه يقتصر مدلوله على ثمرات الجهد البشري في عرف من تكلم عن التراث بشكل عام، جاء في " معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب " : ( التراث: ما خلَّفه السلف من آثار علمية وفنية وأدبية مما يعتبر نفيساً بالنسبة لتقاليد العصر الحاضر وروحه، مثال ذلك: الكتب التي حققها ونشرها مركز تحقيق التراث المتصل بدار الكتب في القاهرة، وكذلك ما تحتويه المتاحف والمكتبات من آثار تعتبر جزءاً من حضارة الإنسان ) ، وجاء في " المعجم الأدبي "، أن كلمة " تراث " تعني:
1- ما تراكم خلال الأزمنة من تقاليد وتجارب وخبرات وفنون وعلوم في شعب من الشعوب، وهو جزء أساسي من قوامه الاجتماعي والإنساني والسياسي والتاريخي والخلقي، ويوثَّق علائقه بالأجيال الغابرة التي عملت على تكوين هذا التراث وإغنائه .
2- " فنياً" يبرز فعل التراث في آثار الأدباء والفنانين، فتصبح هذه الآثار محصلاً لانصهار معطيات التراث وموحيات الشخصية الفردية .
أما تعريف التراث اصطلاحاً فلقد حُمِّلَ هذا المصطلح بالعديد من المفاهيم في الخطاب المعاصر بل وما زال مفهومه اصطلاحاً مضطرباً ، ولكن أرى من الضروري الإشارة إلى مفهوم مزدوج للتراث في الفكر المعاصر، فـ" يتحمل مفهوم التراث بعدين متمايزين، أحدهما: أفقي مباشر، وهو: الموروث المادي والفكري الذي وصل إلينا من المجتمع العربي – الإسلامي .
والآخر: عمودي بعيد، وهو: كافة المنجزات المادية والفكرية التي صنعتها شعوب عاشت وتفاعلت مع شعوب أخرى فوق رقعة الوطن العربي – الإسلامي .(1/3528)
ويعزز ذلك المفهوم ما يعنيه المصطلح المستعمل في اللغتين الفرنسية والإنجليزية Heritage ، إذ يُغطِّي المساحتين معاً: الممتلكات التي تنحدر إلى الإنسان عن طريق ميلاده، والممتلكات التي تصل إليه عن طريق الأجيال السابقة .
وقد اقتصر مفهوم التراث في بعض الأمم على البعد الأفقي، فالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، لا تقيم جسوراً بين ثقافة المستوطنين الجدد القادمين من كل بقاع الأرض، وبين ثقافة السكان الأصليين من الهنود الحمر، بينما هذه الجسور تمتد بقوة وعمق في مفهوم التراث في الخطاب الإسلامي المعاصر .
ومفهوم " التراث " القريب من " الثقافة " مفهوم تركيبي متعدد الجوانب، متنوع القسمات، لا يشكِّل كياناً متجانساً واحداً، ولا يسير على وتيرة واحدة، أو في اتجاه واحد، بل هو باعتباره جماع خبرة المجتمع في تطوِّره المادي والمعنوي، يتضمن النصوص والأفكار والقيم من ناحية، والمؤسسات والأبنية من ناحية أخرى، والعلاقات والممارسات من ناحية ثالثة، فهو خلاصة خبرة المجتمع في تفاعله مع بيئته الداخلية والخارجية، وهو استخلاص كيفية تعامله مع التحديات التي واجهته في مسيرته التاريخية .
ومصطلح " التراث " لا يضم في سلَّة واحدة مصدراً كالوحي الإلهي إلى مفاهيم الشارحين واجتهاداتهم ورؤاهم وأفكارهم . والذين يعنون بالتراث كل ما ورثناه من أسلافنا، بما في ذلك القرآن الكريم والسنة ، إنما يضعون أنفسهم موضع الشبهة في أنهم يسعون إلى إنكار ونزع صفة الوحي الإلهي عنها، ومن ثم إخضاعها للتطوير والتبديل بتغير الزمان والمكان ... وهذا تأباه شريعتنا الإسلامية وتوجيهات ديننا الحنيف .(1/3529)
و التراث الإسلامي إلى جانب ضخامته، ليس تراثاً تقليدياً يستمد حياته ووجوده من تراث غير تراث أهله، ويستمد مادته من تراث أمة سبقته في الريادة في هذا الميدان . وإنما هو تراث أصيل مبتكر، استمد حياته ووجوده من أعظم رسالة نزلت من عند الله سبحانه، على أكرم رسول أُرْسِل إلى الخليقة، استمد وجوده وحياته من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإجماع الأمة، واجتهاداتها المستوحاة من قواعد الإسلام وكلياته العامة ، ومع اضطراب مفهوم التراث عند المشتغلين فيه إلا أن الشحرور بعلميته المشتتة يعرض مفهوم التراث على أنه مسلمة لا نقاش فيه ، ولكن دعونا نرى رأيه في القرآن والسنة هل هما من التراث أم لا ، يقول الشحرور:
(من هذا المنطلق ننظر إلى القرآن، فالذي أنزل القرآن هو الله، والله سبحانه وتعالى مطلق حي باق والناس نسبيون ميتون. لذا فالقرآن ليس تراثاً وقد صيغ القرآن بصيغة متشابهة لهذا السبب بحيث حوى الحقيقة المطلقة من الله والفهم النسبي لهذه الحقيقة من قبل الناس بآن واحد.
وبما أن القرآن ليس تراثاً وجب علينا أن نفهم أن صياغته متشابهة وأنه جاء من حي إلى أحياء. فالله حي والعرب في القرن السابع الميلادي أحياء فتفاعلوا معه حسب أرضيتهم المعرفية، ونحن الآن في القرن الخامس عشر الهجري أحياء والله حي. فما علينا إلا أن نتفاعل معه طبقاً لأرضيتنا لمعرفية، ففي هذه الحالة فقط لا يكون القرآن تراثاً لأننا نفهمه على أساس أنه تنزل علينا.)
هذه نظرته إلى القرآن ، إذن القرآن ليس تراثاً بنظره ، ولكنه يؤكد على أنه نزل من عند الحي ، ثم يمهد للفكرة التي بعدها ـ وسنوردها ـ بأن القرآن نزل لأحياء يتفاعلون معه، ونحن كذلك ينبغي أن نتفاعل معه، وأما تفاعل السلف مع القرآن فهو تراث "عصراني"، فما النتيجة من هذه المقدمة؟ !! وما هو موقفه من السنة ؟!! يقول الشحرور:(1/3530)
(فإذا كان القرآن ليس تراثاً فما هو التراث العربي الإسلامي؟ الجواب: التراث العربي الإسلامي هو تفاعل الناس مع القرآن ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وصدر الإسلام مروراً بكل أنواع التفاسير على مر القرون. هذا النتاج الفكري والحضاري الهائل الناتج من هذا التفاعل هو التراث العربي الإسلامي. فإذا تفاعلنا نحن في القرن الخامس عشر الهجري مع القرآن فما أن يأتي القرن السادس عشر الهجري حتى يصبح تفاعلنا تراثاً بالنسبة للناس بعدنا.)
وبذلك نستنتج أن السنة تراث كما تفسير الصحابة والتابعين تراث، وبما أنهم أموات ونحن أحياء ، فتفاعلهم مع القرآن انتهى وينبغي علينا برأي شحرورنا أن ننظر إليه على أنه من التاريخ الذي انقضى، وما فسره النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو تفاعل وقتي يناسب عصره ولا يتناسب مع عصرنا ـ كما يزعم شحرورنا .
ومن المناسب أن نقف هنا على تكرار كلمة التفاعل في كلام الشحرور، لنربط هذه الكلمة بما قدمته في الكلام في تعريف التراث، إذ العصريون يعتبرون التراث هو نتاج تفاعل، تفرضه حاجة، وهذا المفهوم شائع بالثقافة الأمريكية والأوربية، ولكن هل يتناسب مع مفهوم التراث في الثقافة "العربية" والإسلامية كما يعبر شحرورنا العزيز ، أرى أن التركيز على هذا التفاعل إنما هو محاولة بناء فكر علماني بثوب إسلامي بدعوى المعاصرة، والشحرور بكلامه هذا ينبئنا عن عدم معرفته بقيمة تفسير السلف الصالح من جهة اللغة والمعاني، أو أنه يتقصد رفض تفسيرهم ليكون الهوى والخيال هو المفسر لكلام الله تعالى كما فعل هو في هذا الكتاب، لأن تكاليف الإسلام تثقل على صاحب الهوى فلا بد إذن من إسلام أهوائي ، وهو المسمى عنهم باليسر والسمح على هذا المعنى.(1/3531)
وشحرورنا أيضاً يعرفنا بهذا الكلام على ثقافته الضحلة في القرآن وهو يطرح قراءته له، لأنه يتجاهل أو يجهل أن السنة وحي من الله تعالى ، وأن أهم وظائف النبي صلى الله عليه وسلم هي بيان القرآن ، فأما كون السنة وحياً من الله تعالى فدليلها قول الله عز وجل : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم : 3ـ 4 ]، وأما دليل بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن فقوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ النحل : 44]، فالذكر هو القرآن ، وبيانه صلى الله عليه وسلم هو من أسس فكر المسلم وبنائه العقلي. فلم هذا التغييب أو النفاق في البحث العصري!!؟
ولا أدري لماذا أرى ارتباطاً بين ما يقوله الشحرور وما كان يدعوا إليه المستشرقون في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين الميلادي من المطالبة بتطبيق معطيات المناهج التغريبية على القرآن في أفق البحث عن تاريخ القرآن ثم إعادة قراءته أو تفسيره من جديد، بل وبدأ يغلب على دراساتهم منحى ضرورة إخضاع تفسير القرآن لمناهج التحليل في العلوم الإنسانية من أجل أن ينعشوا جهودهم بعد إفلاسهم وخيبتهم ، ولعل الكلام الذي سأورده عن شحرورنا يؤكد هذا الترابط يقول :
(هكذا فقط يمكن التعامل مع القرآن إذا أردنا أن ننظر إليه على أنه كتاب حي صادر عن حي إلى أحياء أي من شاهد إلى شاهد وليس من غائب إلى شاهد. وخاصية التشابه تسمح لنا بذلك.(1/3532)
فماذا قدم السادة العلماء للناس؟ لقد تصدر العلماء المجالس والإذاعة والتلفزيون على أنهم علماء المسلمين وجلهم ناقل وليس بمجتهد أي أنهم قدموا لنا ماذا فهم السلف من القرآن على أنه تفسير للقرآن. والواقع أنهم بذلك لم يقدموا ما يؤكد أن القرآن صالح لكل زمان ومكان بل قدموا تفاعل هؤلاء الناس مع القرآن وبالتالي قدموا الأرضية المعرفية التاريخية لهؤلاء الناس إلينا ونحن في القرن العشرين، أي قدموا لنا تراثاًُ إسلامياً ميتاً. وكل الشواهد التي نراها في القرن العشرين هي أن الإسلام دين خارج الحياة جاء للناس جميعاً وهو عبء عليهم. والمشكلة أنهم نقلوه عن أموات وأهملوا أن صاحبه حي باق. وبعض رجال الدين شاؤوا أم أبوا، بموت النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة حولوا القرآن تراثاً ولم يعلموا أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة هو الاحتمال الأول لتفاعل القرآن مع العرب في القرن السابع الميلادي (الثمرة الأولى).
والقيمة الحقيقية هي للنص القرآني الحي المتشابه. وهكذا يمكن لنا أن نقدم التبرير العلمي لإصرار النبي صلى الله عليه وسلم على تدوين الوحي وبنفس الوقت إصراره على عدم تدوين أقواله الشخصية لأن الله هو الحي المطلق ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي ولكنه إنسان. هكذا فقط، يمكن أن نقول بكل جرأة علمية: إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.) انتهى كلامه
وبذلك تجد أن طريقة عرضه وأسلوبه لا يختلف كثيراً عن طريقة وأسلوب المستشرقين في الطعن بإسلوب التعظيم ( الإسلام صالح لكل زمان ومكان)، وقبله : (وعند مشايخنا فهم القرآن هو عن .. عن، وقال مجاهد وعكرمة وابن عباس وابن كثير والزمخشري، علماً بأن أقوال هؤلاء ليس لها قيمة علمية كبيرة بالنسبة لنا ولكن لها قيمة تراثية أكاديمية بحتة).(1/3533)
إن الشحرور بذلك يدعونا للتمرد على السنة وأقوال السلف الصالح ، وأن نطويها على الرفوف ونتعاهدها بنفض الغبار عنها كل فترة، تحت شعار التفاعل مع القرآن وصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وهذه ليست دعوة جديدة على الساحة الإسلامية فله سلف فيها ولكن في الشطر الشرقي في العالم الإسلامي ، فقد سبقه إليها ربيب بريطانيا السيد أحمد بهادر خان الذي أنكر أن تكون النبوة منحة إلهية أو اختياراً ربانياً، ويعتبر الوحي شبيه بالاتصالات اللاسلكية واعتبر السنة نوع من أنواع الاجتهاد والمسلمون غير ملزمين في العمل بها ، والشحرور يعتبرها تفاعلاً عصرياً والمسلمون غير ملزمين في الأخذ بها، وقد أثنى جولد تسيهر على عمل ونشاط بهادر خان مع أنه لم يطلع عليه كما أشار لذلك في الكلام على القرآن والمدنية في كتابه المعروف، وبما أن دعوة المستشرقين لإعادة النظر في التفسير قدموها في صياغة نظرية غير منضبطة حتى تتسع لهم ولمن سلك طريقهم من الخائضين في تفسير القرآن بمحض الهوى ظلت طيلة عقود من الزمن مجرد نظرية لم يستطيعوا هم ولا غيرهم تطبيقها إلا على سبيل مقالات ونحوها ، ولكن هذا المؤلف يحاول تطبيق هذه النظرية، ولكن باضطراب ، وربما الجامع بينه وبين المستشرقين في المبدأ هو ما أملاه عليهم واقع عجزهم عن التعامل مع مصادر التفسير وغيرها بسبب الجهل باللسان ، بالإضافة إلى سعيهم الحثيث لهدم التفسير.
فمن خلال عرض هذا المبحث من كتاب الشحرور نجد أنه لم يتكلم عن ثمرات الإعجاز وإنما خرج إلى موضوع آخر ـ كعادته في كل مباحث الكتاب ـ وكأني به يريد أن يطبع القارئ بطابع اللامنهجية في القراءة واللامنطقية في الفهم، ولتكون صياغة فكر القارئ لكتابه صياغة عشوائية متشتتة ، هذا من حيث الطريقة والأسلوب أما من حيث المقصد والهدف فأترك الحكم لك أيها القارئ بعد هذا العرض السريع لمبحث من كتابه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ(1/3534)
ـ الكتاب والقرآن قراءة معاصرة صـ 208
ـ وهبة، مجدي وآخر .- معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب .- بيروت: مكتبة لبنان، 1984م.- ص: 93
ـ عبد النور، جبور.- المعجم الأدبي .- بيروت، 1979م.- حرف التاء : تراث
ـ انظر د أبو القاسم مهدي مدني خليفة ، تكشيف التراث ، الفصل الأول منه في مفهوم التكشيق ومفهوم التراث وهي رسالة دكتوراه مقدمة في جامعة النيلين في السودان قسم الوثائق والمعلومات.
ـ عطية، محي الدين .- نحو منهج للتعامل مع التراث الإسلامي ص : 159 – 160
ـ انظر بحث تفسير القرآن الكريم في كتابات المستشرقين د عبد الرزاق اسماعيل هرماس مجلة البحوث الإسلامية العدد 67 لعام 1423 .
ـ انظر أفكار السيد أحمد بهادر خان في كتاب أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم بشبه القارة الهندية ، خادم حسين بخش صـ 351 وما بعد ط دار حراء .
---
أحمد الطعان
04-29-2006, 12:48 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم مرهف ...
وبارك فيك وفيما تكتب ...
نحن نتابعك ... قد لا نجد وقتاً للمشاركة والتعقيب فلا أقل من الإشعار بالمتابعة
سدد الله خطاك ...
---
مرهف
04-29-2006, 12:58 PM
جبر الله في خاطرك وسدد قلمك فضيلة الدكتور أحمد وأسأل الله أن ينفع بك المسلمين، وجزاك الله خيراً على هذا التشجيع
---
أحمد البريدي
10-02-2006, 03:16 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم مرهف ...
وبارك فيك وفيما تكتب ..., ونأمل منك مواصلة طرح هذا الموضوع القيم .
---
(1/3535)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عبارة للألباني أعجبتني
---
عبارة للألباني أعجبتني
---
جمال حسني الشرباتي
11-11-2004, 01:22 PM
السلام عليكم
قال الألباني رحمه الله في مقال له بعنوان((كيف نفسر القرآن))
((
ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.))
وهي عبارة تشير إلى تلازم القرآن والسنة معا حين مباشرة التفسير
أي أن لا يقوم المفسر باستعراض الآيات ذات العلاقة في الآية قيد التفسير فقط --إنما عليه أن يستعرض الأحاديث ذات العلاقة أيضا في آن واحد
أي لا يرتب فيدرس الآيات أولا ثم يدرس الأحاديث
---
د. هشام عزمي
11-12-2004, 12:15 AM
رحمه الله رحمة واسعة و أدخله فسيح جناته
---
جمال حسني الشرباتي
11-12-2004, 05:20 AM
دكتور هشام
ما رأيك؟؟
إننا نتوافق على مائدة القرآن
أليس كذلك؟؟؟
---
(1/3536)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-لبس النعل باليمين
---
برنامج إحياء السنة النبوية-لبس النعل باليمين
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
03-15-2007, 09:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (50) – بتاريخ 27/2/1428 - لبس النعل باليمين :
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى ، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا )) متفق عليه:5855 - 5495 ].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/3537)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قائل : لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي
---
سؤال عن قائل : لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي
---
د.محمد إبراهيم المشهداني
06-05-2004, 09:44 PM
من القائل المقصود بكلام شيخ الإسلام أبن تيمية :ولهذا قال من قال من أئمة القراء لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي امام جامع البصرة وامام قراء البصرة في زمانه في راس المائتين .مجموع الفتاوى 13/390
---
مساعد الطيار
06-07-2004, 01:01 AM
أخي الكريم
بحث في بعض الكتب التي ترجمة ليعقوب ، كما بحث في رسالة ماجستير للأخ أحمد المطيري ( كتاب السبعة لابن مجاهد عرضًا ودراسة ) ولم أجد شيئًا يخص هذه العبارة .
ومن باب الفائدة عثرت على شيء يتعلق بالتسبيع ، ومن هو الأحق بأن يكون السابع ، وإليك هذان النقلان :
الأول : قال مكي بن أبي طالب في كتاب الإبانة ( 27 ـ 28 ) : (( ... فكيف يجوز أن يظن ظان أن ه8ؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واخحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا خطأ عظيم .
أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أم كيف ذلك ؟
وكيف يكون ذلك والكسائي إنما أُلحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون .
وغيرُه كان السابع ، وهو يعقوب الحضرمي ، فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائيَّ في موضع يعقوب ...)) .(1/3538)
الثاني : في المرشد الوجيز لأبي شامة ( ص : 162 ) ، قال : (( ... قال : ولولا أن أبا بكر شيخنا جعله سابعًا لأئمة القراء ـ يعني : ابن عامر ـ فاقتدينا بفعله ؛ لنه لم يزل موفقا ، فاتبعنا أثره ، واهتدينا بهديه ؛ لما كان إسناد قراءته مرضيًا = لكان أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش أولَى بذلك منه ؛ إذ كانت قراءته منقولة عن الأئمة المرضيين ، وموافقة للمصحف المأثور باتباع ما فيه ، ولكننا لا نعدل عما مضى عليه أئمتنا ، ولا نتجاوز ما رسمه اولونا ؛ إذ كان ذلك بنا أولى ، وكنا إلى التمسك بفعلهم أحرى )) .
والقائل لهذا النص هو أبو طاهر بن أبي هاشم تلميذ ابن مجاهد .
والله الموفق .
---
د. أنمار
06-07-2004, 02:57 AM
العبارة نقلها عنه الإمام ابن الجزري في النشر كما هي وزاد عليها ما يلي:(1/3539)
ولهذا قال بعض من قال من أئمة القراء لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه وفي رأس المائتين، ثم قال أعني ابن تيمية: ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبعون من السلف والآئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراآت المعينة في جميع أمصار المسلمين بل من ثبتت عنده قراءة الأعمش شيخ حمزة أو قراءة يعقوب الحضرمي ونحوهما كما ثبتت عنده قراءة حمزة والكسائي فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين من أهل الإجماع والخلاف، بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة حمزة كسفيان بن عينية وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح المدنيين، وقراءة البصريين كشيوخ يعقوب وغيرهم على قراءة حمزة والكسائي، وللعلماء الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء، ولهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشر والأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون في ذلك الكتب ويقرأونه في الصلاة وخارج الصلاة وذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكره أحد منهم.
اهـ بنصه
وأظنك ستجد العبارة في منجد المقرئين لابن الجزري إن لم تخني الذاكرة، وليس بين يدي الآن
---
د. أنمار
06-08-2004, 05:29 AM
نظرت في منجد المقرئين فوجدته نقل نفس العبارة أعلاه بدون إيضاح للقائل ص 110
وذكر في طبقة ابن مجاهد إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي قرأ برواية يعقوب وأقرأ بها، وألف كتابا في القراءات الثمان
فمثله ينظر في كتابه إن تيسر
وترجمته في معرفة القراء 1/ 368
والغاية 2/ 119
وكذا ينظر في كتب القراءات الثمان ممن أضاف يعقوب ثامنا.(1/3540)
وفي ص 218 ذكر ابن الجزري كلاما نفيسا للإمام العلامة عبد الرحمن بن الحسن بن بندار أبو الفضل العجلي الرازي ت 454 هـ في كتابه الذي ألفه في معاني حديث الأحرف السبعة ومنه نسخة خطية بمكتبة الأحمدية بحلب وهي الآن بمكتبة الأسد.
فذكر له كلاما نفيسا وفيه كيف أنهم أجمعوا على القراء الخمسة، ثم كيف أنهم بعد ذلك صاروا يقدمون في التأليف ما فوق الخمسة ما شاؤوا حسب ما تيسر لهم
إلى أن جاء ابن مجاهد وكيف أنه تربص مدة يترجح فيها بين تقديم علي بن حمزة وبين يعقوب إلى أن ترجح له تقديم علي وحمزة في تسبيعه المشهور
ثم العلماء بعده لدفع هذه الشبهة لم يرجعوا إلى الخمسة بل زادوا ما تجده في الثمانية فصاعدا
ثم قال:" وهذا الذي ذكرته عمن زاد من الأئمة على السبعة مع العلة التي ذكرتها الموجبة لذلك على التخمين قلته لا عن سماع سمعته لكني لم أقتف أثرهم تثمينا في التصنيف أو تعشيرا أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة."
ثم لما ساق بقية كلامه قال ابن الجزري: "اهـ كلام الإمام الرازي وهو كما ترى في غاية الإنصاف والمتانة."
ملحوظة:
للإمام أبي عمرو الداني كتاب مفردة يعقوب رحمه الله تعالى.
---
مساعد الطيار
06-08-2004, 01:14 PM
الدكتور الفاضل أنمار
بورك فيك على هذه الفوائد النفيسة ، وكأنك تفتح بابًا لبحث علمي دقيق عن هذه المسألة ، وكم أتمنى ممن له عناية بالقراءات من المشاركين في هذا الملتقى أو غيرهم أن يبحثوا مثل هذه المسائل الجزئية .
وكم في تراجم القراء في (غاية النهاية ، لابن الجزري ) من نفائس ودرر تتعلق بتاريخ القراءات والإقراء ، فلو جُمعت وأفردت مع تعليقات مناسبة لكان فيها فائدة عظيمة ، والله الموفق .
---
(1/3541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج تحويل التاريخ بين التقويمين الهجري والميلادي بالاتجاهين
---
برنامج تحويل التاريخ بين التقويمين الهجري والميلادي بالاتجاهين
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:14 PM
http://www.geocities.com/mosamersa/GregorianToHijri.zip
أو
http://rapidshare.de/files/2430996/GregorianToHijri.zip.html
---
(1/3542)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وفاة الشيخ سعيد .
---
وفاة الشيخ سعيد .
---
خالد الشبل
08-25-2004, 03:40 PM
السلام عليكم
وصلني على البريد هذا الخبر :
وفاة الشيخ سعيد الحسي (http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=25506#post25506)
---
عبدالرحمن الشهري
08-26-2004, 12:10 AM
رحمه الله وغفر له .
---
إمداد
08-26-2004, 10:09 PM
عظم الله اجر الجميع بقفد هذا العالم الجليل وهذا من علامات الساعه موت العلماء فنسال الله ان
يكون ماواه الجنه وان يرزق ذويه الصبر والسلوان
إن العين لتدمع
وإن القلب ليحزن
وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون
ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
---
عبدالله التميمي
08-27-2004, 08:15 PM
غفر الله له ورحمة ..
وهذه سيرته من الرابط الذي وضعته يا أخي ..
لمحات عن الشيخ سعيد العبد الله
( 1341 هـ - 1425 هـ )
هو سعيد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصطفى ابن الشيخ عبيد بن الشيخ صالح الحسي نسبة لمنطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية ، منشأ أسرة الشيخ والتي غادرها أجداده قبل ثلاثمائة عام تقريباً ، واستوطنوا شمال سورية في قرية (تادف) قرب حلب ، ثم انتقل قسم منهم واستوطنوا شرق محافظة حماة وهم أسرة الشيخ ، واستوطن قسم منهم غرب محافظة حمص .
· ولد في قرية الجنان التابعة لمدينة حماة عام 1341 هـ الموافق 1923 م ، وفي عامه السادس كف بصره إثر علاج شعبي لعينيه ، وكان ذلك خيراً له .(1/3543)
· بدأ تعليمه وقرأ القرآن من عامه السابع بعد أن كف بصره ، وحفظه على شيخه الشيخ عارف النوشي في قرية الجنان ، وبعد حفظه للقرآن انتقل إلى مدينة حماة ، ودرس على علمائها من العلوم المختلفة وعلوم القرآن والقراءات ، فتلقى القراءات السبع على شيخه الشيخ نوري أسعد الشحنة ، وكان كفيفا ، وأتم القراءات الثلاث المتممة للعشر على شيخه العلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود أمين الإفتاء في مدينة حمص ، ودرس الفقه الشافعي على شيخه الشيخ توفيق الصباغ الشيرازي ، والفقه الحنفي على الشيخ زاكي الدندشي ، والشيخ محمد الحامد علامة حماة ، ودرس أصول الفقه على الشيخ محمود العثمان ، والأدب والبلاغة على الشيخ سعيد زهور ، والصرف على الشيخ عارف قوشجي ، والتفسير على الشيخ مصطفى علوش ، ومن شيوخه الشيخ سعيد الجابي الذي حارب البدع ونصر السلف ، وكان شيخ السلف في عصره ، رحم الله الجميع.
· بعد وفاة شيخه الشيخ نوري أسعد الشحنة عين الشيخ سعيد العبد الله بإجماع العلماء خلفا لشيخه لمشيخة الإقراء في حماة ومدرساً للقرآن وعلومه في مدرسة دار العلوم الشرعية التي تخرج منها عام 1940 م بعد أن أجيز من الشيخ نوري الشحنة بالقراءات السبع وأجيز من الشيخ عبد العزيز عيون السود بالدرة ( والطيبة شفويا ) .
· أسس معهد دار الحفاظ والدراسات القرآنية في مدينة حماة ، الذي تخرج منه عدد كبير من حملة القرآن الكريم ، وتوزعوا في البلاد ينشرون هذا الخير في ربوع العالم الإسلامي
· كان لا يشبع من العلم ، بكافة أنواعه ، فقد كان موسوعة في العلوم ، فإلى جانب علمه بالقرآن والقراءات ، كان مرجعا في التفسير والفقه والحديث ، بحرا في علوم اللغة وآدابها ، يطرب لسماع الشعر ، ويحفظ الكثير من الأشعار والمتون في جميع العلوم والفنون ، وقد نظم العديد من القصائد والمنظومات التي تدل على التمكن في لغة الضاد لغة القرآن الكريم(1/3544)
· كانت مكتبته العامرة ولا تزال مرجعا لطلاب المعرفة ، لما حوت من مراجع قيمة في مختلف العلوم والفنون .
· أدخل التقنية الحديثة في تلقي العلم وتلقينه ، فكان من أوائل مَن أدخل التسجيل الصوتي ، فكان يكلف بعض تلاميذه بالقراءة ، أو تسجيل المتون ، أو كتب التفسير والقراءات واللغة والحديث ، ثم يعود إليها ليسمعها ، حتى تكونت عنده مكتبة صوتية لا تقل قيمة عن المكتبة المقروءة ( وكان لي الشرف أن سجلتُ له العديد من الكتب القيمة ) .
· كان مثالاً صادقاً لعلماء السلف إخلاصاً وكرماً وخلقاً وفضلاً . فقد امتاز بدماثة الخلق ، وقوة الحجة ، والكرم المفرط ، حيث كان هو الذي ينفق على طلابه الذين حملوا هذا العلم الشريف ويكرمهم ، ويسأل عنهم ، ويتصل بهم ، ويعمل على خدمتهم ، وتيسير سبل العمل لهم ، حتى إنه كان يتفقد أبناءهم وعائلاتهم في حياتهم وبعد وفاتهم .
· كان حنفي المذهب ، ولكنه يتتبع الدليل ، سلفي العقيدة ، مع روحانية شفافة ، يحب العلماء السابقين ويعنف من ينتقدهم ، أو ينتقص منهم
· ظل طيلة حياته المباركة يسعى لعمل الخير ، فبنى العديد من المساجد في القرى والمدن ، وكان يساهم في جمع التبرعات لكل عمل خيري ، فكان ولا يزال مقصداً لكل مَن يسعى في مشروع خيري .
· في عام 1966 م تزوج الشيخ ورزق بثلاثة ذكور هم ( عبد الله ومحمد عبد الحكيم وعبد الباري ) وكلهم من حفظة القرآن الكريم ومن الجامعين للقراءات ) ، وخمس بنات ( اكتسبن منه العلم والخلق والأدب )(1/3545)
· ترك مدينته حماة عام 1979 م وغادرها إلى مكة المكرمة حيث عرف أهل الفضل له فضله ، فعيّن مدرساً للقرآن والقراءات في جامعة ( أم القرى ) ، وأصبح بيته مركزاً علميا ، نهل منه شداة العلم ومحبو القرآن من جميع البلدان الإسلامية ، وبعد أن كان فضله مقصوراً على مدينة حماة ، أصبح له طلاب من شرقي المعمورة وغربيها ، وأخذ منه الإجازة في القراءات المئات وما زال ـ أمد الله في عمره ـ يقرئ صباح مساء في منزله العامر بمكة المكرمة بعد انتهائه من الجامعة .(1/3546)
· خلال إقامته في السعودية ، كان يقوم بزيارة ( دولة قطر ) ، حيث كان يستدعيه (الشيخ عبد الله إبراهيم الأنصاري مدير إدارة إحياء التراث الإسلامي ـ رحمه الله ـ ) كل سنة في رمضان ، فيعقد الحلقات والندوات القرآنية للذكور والإناث ، وكان ممن قرأ عليه الشيخ عبد الله الأنصاري ـ رحمه الله ـ والشيخ الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر والشيخ عنتر حشاد ـ رحمه الله ـ والشيخ رأفت وافي ـ رحمه الله ـ والشيخ عبد اللطيف زايد ـ رحمه الله ـ والدكتور سامي التايه ، والدكتور حسان محمد سعيد مبيض والدكتور أحمد حازم تقي الدين والأستاذ وصفت الشيخ وغيرهم الكثير من الرجال والنساء ، فأرسى نواة طيبة من حفظة القرآن الكريم ومجوديه وجامعي القراءات من ذكور وإناث ، فقامت نهضة قرآنية في هذا البلد الصغير أخذت تزاحم في الفضل أكبر بلدان العالم الإسلامي ، فكثرت المدارس والحلقات القرآنية ، وزاد عدد الحفظة ، وأقيمت المسابقات لحفظ كتاب الله تعالى ورصدت لها الجوائز القيمة ، وأسست وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قسم تحفيظ القرآن الكريم ، وهو يضم المئات من المراكز ، والآلاف من الطلاب والطالبات ، كما أسست وزارة التربية والتعليم وحدة التحفيظ ، ويتبعها أيضا مراكز عديدة للكبار والصغار والذكور والإناث ، هذا إلى جانب العديد من المراكز الخاصة لتحفيظ القرآن الكريم التي افتتحها أهل الخير للذكور والإناث لحفظ القرآن وتعليم تلاوته وعلومه ، وما زالت قطر تنهل من رحلة الشيخ إليها عظيم الفائدة وبالغ الأثر في خدمة كتاب الله تعالى .
· بعض المجازين من الشيخ في القراءات :
1. الشيخ محمد نبهان المصري ( العشر )
2. الشيخ فؤاد جابر المصري ( العشر )
3. الشيخ عبد الله حامد السليماني ( العشر )
4. الشيخ أمين إدريس فلاتة ( العشر )
5. الشيخ عمر بن محمد السبيل ـ إمام الحرم المكي ( عدة قراءات )
6. الشيخ محمد عبد الحكيم سعيد العبد الله ( القراءات السبع )(1/3547)
7. الشيخ عبد البارىء بن سعيد العبد الله ( عدة قراءات )
8. الشيخ حاتم طبشي ( ست قراءات )
9. الشيخ محمد الأزوري ( العشر )
10. الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور ( عدة قراءات )
11 ـ والعبد الفقير يحيى الغوثاني
وغيرهم ممن أخذ العشر وقراءات وروايات متفرقة ومتعددة كل حسب قراءته ومنشئه وبلده .
هذا غيض من فيض من سيرة الشيخ العطرة ، ولا نستطيع أن نجمع فضائل شيخنا ـ أطال الله في عمره ـ فيكفي أن نقول : إنه بقية السلف الصالح ، وحامل راية القرآن الكريم ( علما وعملا ، قولا وتطبيقا ، خلقا وفضلا ، همة ونشاطا ، بذلا وعطاء ، مظهرا ومخبرا ) ، وحامل راية الإسلام (دعوة له وجهادا في سبيله ، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، سعيا في الخير ومحاربة للشر ، انتصارا للسنة ومحاربة للبدعة ، نشرا للعلم ومحاربة للخرافة والجهل ، واعترافا لأهل الفضل بفضلهم من السابقين والمعاصرين )
ترجمة الشيخ بقلم أحد تلامذته
اسمه ونسبه:
هو العلامة الفقيه القارئ المقرئ الشيخ سعيد بن عبد الله ابن محمد العبد الله الحسّي الحموي ثم المكي. ويرجع أصله إلى قبيلة بني خالد القاطنين بالإحساء، حيث غادرتها أسرته من نحو ثلاثمئة عام تقريباً.
مولده:
ولد في سنة 1341 هـ في قرية من قرى حماة تعرف بقرية ( الجِنان ).
نشأته:
نشأ في حجر أبوين عُرفا بالصلاح والتقوى، وكُفّ بصره في السنة السادسة من عمره.
حياته العلمية:(1/3548)
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وهو دون العاشرة. ثم انتقل إلى مدينة حماة لطلب العلم، والتتلمذ على علمائها، فتلقى القراءات السبع من طريق الشاطبية على الشيخ نوري بن أسعد الشحنة ( ت 1369 هـ ) شيخ قراء حماة آنذاك، كما أخذ تتمة العشر من طريق درّة ابن الجزري عن شيخ قراء حمص وأمين الفتوى بها العلامة عبد العزيز عيون السود ( ت 1399 هـ ) وكذلك أخذ عنه علم الفرائض، والحديث، ودرس عليه ألفية ابن مالك في النحو كما أخذ الفقه الحنفي على الشيخ العلامة زاكي الدندشي، ودرس أصول الفقه على الشيخ محمود عثمان.
وحضر في تفسير القرآن الكريم على الشيخ العلامة محمد الحامد ( ت 1389 هـ ) والشيخ مصطفى علوش.
وأخذ علم الصرف على الشيخ عارف قوشجي، وتلقى علم الأدب والبلاغة على عدة علماء منهم الشيخ سعيد زهور.
كما استفاد من الشيخ سعيد الجابي - رحمهم الله تعالى جميعهم - .
محفوظاته:
بما أن الشيخ - رحمه الله - كان كفيف البصر فقد رزقه الله تعالى بصيرة ثاقبة، وقلباً حافظاً، وعقلاً متيقظاً، فحفظ كثيراً من المتون من نظم ونثر.
ففي علم القراءات والتجويد والرسم : الشاطبية، والدرّة والطيّبة، وناظمة الزهر، والمقدمة الجزريّة، ورسالة أبي ريمة في التجويد، والرائيّة في علم الرسم، وهداية المرتاب للسخاوي.
وفي الحديث والمصطلح : جواهر البخاري، وألفية السيوطي، ومتن غرامي صحيح، والبيقونية.
وفي الفقه : المنظومة الكواكبية، ومتن القدوري في الفقه الحنفي، ومتن أبي شجاع، ومنظومة الزبد كلاهما في الفقه الشافعي، والرحبية ومتن السراجية كلاهما في علم الفرائض. كما يحفظ مختصر المنار في أصول الفقه، والسلم في المنطق.
وفي اللغة العربية والبلاغة : ألفية ابن مالك، والآجرومية، والجوهر المكنون في الثلاثة الفنون.
وغيرهما من المتون العلمية.
أعماله:(1/3549)
درّس في حماة، كما درّس كذلك في قريته، وبعد وفاة شيخه الشيخ نوري الشحنة عام 1369 هـ تولى مشيخة الإقراء بحماة خلفاً لشيخه.
كما أسّس معهداً للدراسات القرآنية واللغوية باسم معهد الإمام الشاطبي. كما كان عضو جمعية العلماء في حماة.
وفي عام 1400 هـ قدم حاجاً إلى مكة المكرمة فطاب له الجوار لبيت الله الحرام فعُيّن أستاذاً للقراءات في جامعة أم القرى مدة سبعة عشر عاماً.
مؤلفاته:
لم يكن للشيخ وقت للتأليف، حيث كان جلّ وقته في التعليم والإقراء، ولذا لم يكن لجانب التأليف النصيب الوافر من وقت الشيخ، ومع ذلك فله إسهام في خدمة القرآن الكريم من ناحية النظم فمن منظوماته:
- نشر العطر في بيان المد والقصر في أربعمائة بيت.
- نظم كتاب صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص.
- مراتب المدات.
- له تحريرات كثيرة في أوجه ورش.
- نظم كتاب تهذيب الألفاظ لابن السكيت في ثلاثة آلاف بيت، ولم يتمه.
إلى غير ذلك من المنظومات في اللغة والرسم يسّر الله طبعها.
وقد قام - حفظه الله - بتسجيل القراءات العشر كاملة في إحدى عشرة ختمة مستظهراً جميع الأوجه والاختلافات مع جودة الأداء والإتقان،
ولم يزل الشيخ قائماً بما أوقف وقته عليه من الإقراء حيث تلقى عنه القرآن الكريم جمّ غفير من العلماء وطلبة العلم ومنهم من أخذ عنه العشر، حتى توفاه الله تعالى واختاره إليه.
بارك الله فيه، ورحمه رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
---
إكرام
09-02-2004, 02:37 AM
رحمه الله .. يالها من سيرة ذهبيّة !
جزاكم الله خيراً ..
---
(1/3550)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر دخول الواو على لو الشرطية
---
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر دخول الواو على لو الشرطية
---
محمد إسماعيل
03-30-2004, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
سر دخول الواو على لو الشرطية
قال الله تعالى:{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا ولو افتدى به } [آل عمران:91 ]
ما نوع( الواو ) الداخلة على( لو) في قوله تعالى{ ولو افتدى به } من الآية الكريمة السابقة، ونحوها، وما سر دخولها؟
وفي الإجابة عن ذلك نقول، وبالله المستعان: هذا التركيب الذي صيغت به هذه الآية الكريمة كثير الاستعمال في القرآن الكريم0 وقد كان، وما زال محطَّ خلاف، ومثار جدل بين علماء النحو والتفسير00 وحقيقته أنه مركب من عبارتين:
الأولى: هي جملة تامة مستقلة بذاتها؛ وهي قوله تعالى:{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا }00 والثانية: هي عبارة شرطية، جُعِلت شرطًا للأولى، وقيدًا لها؛ وهي قوله تعالى:{ ولو افتدى به }0
وهذه العبارة الشرطية إما أن تكون مجردة من الواو؛ كما في قولنا:( يعطى السائل، لو كان فقيرًا )0 أو تكون مقرونة بالواو؛ كما في قولنا:( يعطى السائل، ولو كان غنيًا )0(1/3551)
فالإعطاء الأول في العبارة الأولى مشروط، أو مقيَّد بكون السائل فقيرًا، وليس كذلك الإعطاء الثاني في العبارة الثانية00 والفرق بينهما: أن الأول يجري بوجود الشرط؛ لأن كون السائل فقيرًا يناسب أن يعطَى0 ولهذا يُسمَّى هذا النوع من الشرط: شرطًا إيجابيًّا0 وأما الإعطاء الثاني فيجري رغم وجود الشرط؛ لأن كون السائل غنيًَّا لا يناسب أن يعطَى، بخلاف الأول0 ولهذا يسمى هذا النوع من الشرط: شرطًا سلبيًّا0 ولكونه سلبيًّا أدخلت عليه الواو0 ويمكن أن نعبِّر عن معنى هذا التركيب بقولنا: يعطى السائل رَغْمَ كونه غنيًّا0 وهذا يعني أن ( الواو ) مع ( لو ) أفادت معنى: رَغْم0(1)
وهذا هو المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم:” أعطوا السائل، ولو كان على فرس“؛ لأن كون السائل على فرس مشعرٌ بغناه0 والغنى لا يناسبه الإعطاء، ولا ينسجم معه؛ ولهذا أدخلت الواو على لو، فصار معنى التركيب: أعطوا السائل رغم كونه غنيًا0
ومن هنا ينبغي أن تسمَّى هذه الواو: رَغْمِيَّة0 أو: واو الرَّغْم، مع التنبيه إلى أنه لا يجوز حذفها؛ لأن حذفها يُخلُّ بمعنى الكلام، ونظمه0 ألا ترى أنه لو قيل: أعطوا السائل، لو كان غنيًا، جُعِل الغنى شرطًا في الإعطاء00 وهذا خلاف المراد0 وبهذا ترى أن وجود هذه الواو قبل( لو) حصَّن المعنى من هذا الفهم، وربط بين العبارة الشرطية، والعبارة الأولى، التي لا تنسجم معها في الدلالة انسجامًا مباشرًا0
وعلى هذا الأسلوب ورد قوله تعالى:{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا ولو افتدى به }0 أي: لن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا، رَغم افتدائه به0 أو: على الرَّغم من افتدائه به0(1/3552)
وأنت إذا تأملت الشرط في العبارة الشرطية- وهو الافتداء بملء الأرض ذهبًا- وجدته غير ملائم لما تقدم( لو ) من كلام؛ وهو نفي قبول الفدية0 وبيان ذلك أن الافتداء لا يرَد؛ لأن قبول الفدية واجب شرعًا، وواجب عُرفًا، وكان يلائمه أن يقبل من الكافر0 ولكنه لم يقبل منه بسبب موته على الكفر00 وهذا يعني أن الافتداء لم يكن سببًا مباشرًا- أي: شرطًا- في نفي القبول، فاختلف بذلك وجها الكلام00 ومن هنا كان لا بد من إدخال( الواو ) على( لو )؛ لتقوم بوظيفة الربط بين الافتداء، وعدم القبول، الذي لا ينسجم معه في الدِّلالة، ولتجعل منهما وحدة لغوية متلاحمة، يكمل بعضها الآخر بأسلوب بديع جمع بين الإيجاز البليغ، والمعنى الرفيع، فصار معنى الآية الكريمة: إن الذين يموتون على الكفر فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا، ولو جعله فدية يفتدي به نفسه من عذاب يوم القيامة0 بمعنى: أنه لن يقبل منه على الرغم من افتدائه به0
وجاءت( الفاء ) في قوله:{ فلن يقبل منه }؛ لتؤكد هذا المعنى الذي ذكرناه0 وبيان ذلك: أن الفاء، التي تقع في جواب الشرط، وفي خبر الذي، أو ما يقوم مقامه، تفيد أن ما بعدها محقق الوقوع، لا محالة؛ نحو قولك: إنْ زيدٌ أتاني فله درهم- الذي يأتيني فله درهم- إن الذي يأتيني فله درهم0 المعنى في ذلك كله: أن الدرهم مستحق لصاحبه عقب إتيانه0 ولهذا كان المتكلم ملزمًا بدفع الدرهم، وللمخاطب الحق في المطالبة به، إن لم يدفع له0 فإن نزعت الفاء من ذلك، كان المتكلم على خيار من أمره إن شاء دفع الدرهم، وإن شاء لم يدفع0
فإذا عرفت ذلك تبين لك الفرق بين هذه الآية، وبين قوله تعالى في آية أخرى:{ إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرًا لن تقبل توبتهم }[آل عمران:90]0 لم يقترن الخبر هنا بالفاء؛ لأن قبول التوبة من الذين كفروا ممكن، إن رجعوا عن كفرهم؛ لأتهم ما زالوا في الدنيا00 فتأمل هذه الفروق الدقيقة، والأسرار البديعة، في البيان الأعلى0(1/3553)
ولست أظن بعد هذا الذي ذكرته أن أحدًا ممن يعرف جوهر الكلام، ويدرك أسرار البيان، يمكن أن يسلم بما ذهب إليه النحاة والمفسرون من القول تارة بأن هذه الواو زائدة، وتارة أخرى بأنها عاطفة، أو حالية، وأن(لو) بعدها بمعنى(إن) الشرطية، وأنها( وصلية )0 يريدون بذلك: أنها( زائدة )0
وما بين( لو ) و( إن ) فرق في المعنى، لا بد من مراعاته، والوقوف عليه، ويتلخص في أن الأصل في( لو ) أنها أداة تمن، ثم نقلت إلى الشرط؛ وذلك من باب تعدد المعنى الوظيفي للمبنى الواحد00 ومن خواصها فرض ما ليس بواقع واقعًا0 ولهذا تستعمل فيما لا يتوقع حدوثه، وفيما يمتنع حدوثه، أو فيما هو محال، أو من قبيل المحال0 أما( إن ) فهي في الأصل موضوعة للشرط، ومن خواصها أن الفعل معها ممكن الوقوع، وغير ممكن0 ومن هنا لا يجوز القول بأن معنى{ ولو افتدى به }: ( وإن افتدى به )، كما ذهب إلى ذلك الجمهور؛ لأنه يقوم على حجة واهية، وهي زعمهم أن الفعل بعد( لو ) لا يجوز أن يكون ما ضي اللفظ، مستقبل المعنى- كما في هذه الآية- خلافًا لـ( إن ) الشرطية0 وقد ذكرنا في مقال سابق؛ وهو( سر دخول اللام على لو الشرطية ) أن الشرط نوعان: وعديٌّ، وخبري0 وبيَّنا أن الشرط الوعدي ِّ لا يكون زمنه إلا مستقبلاً ، خلافًا للخبري0 وذلك بغض النظر عن نوع الأداة الشرطية صيغة الفعل بعدها0 والشرط في الآية السابقة، ونحوها- كما هو واضح- شرط وعديٌّ، لا خبريٌّ00 فتأمل ذلك في القرآن الكريم، تجده على ما ذكرنا، إن شاء الله0 ثم تأمل بعد ذلك قول الشيخ السهيليِّ في هذه الواو الداخلة على( إن ) الشرطية، وقارن بين التركيبين، ثم لاحظ الفرق بينهما0 قال- رحمه الله- في حديث ( من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة، وإن زنى، وإن سرق ):” ولو لم بكن في الكلام الواو، لكان الزنى شرطًا في دخول الجنة0 ولكن الواو حصَّنت المعنى“0(1/3554)
اللهم حصِّن قلوبنا من النفاق، ونفوسنا من الرياء، وعقولنا من سوء الفهم، وزدنا علمًا ودراية بكتابك الذي أنزلته على عبدك محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تجعل له عوجُا0 والحمد لله الوهاب المنان بفضله وإحسانه0
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)- ينظر في هذه المسألة كتاب( الجملة الشرطية ) لمؤلفه أبي أوس إبراهيم الشمسان0
محمد إسماعيل عتوك
m-attouk44@mail.sy
---
(1/3555)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من دليل إلى قصيدتي ابن مالك في القراءات؟
---
هل من دليل إلى قصيدتي ابن مالك في القراءات؟
---
القحطاني
02-19-2004, 10:34 PM
قال ابن جزري في غاية النهاية (ونظم - أي ابن مالك - في القراءات قصيدتين إحداهما دالية رأيته يقول فيها :
ولا بد من نظمي قوافي تحتوي لما قد حوى حرز الأماني وأزيدا
والأخرى لامية موجودة أولها :
بذكر إلهي حامدا ومبسملا بدأت فأولى القول يبدأ أولا ) ا.هـ
وعلى حسب علمي أن الدالية مرموزة كالشاطبية وأن الثانية مصرحة بذكر القراء مع كونها ثلث الشاطبية كما قاله ابن مالك في آخرها فهل من دليل إلى هذه المنظومة - أقصد الثانية - لإنها ستيسر على طلاب علم القراءات .
والله أعلم
---
ابو الاسعاد خالد المغربي
02-23-2004, 04:00 PM
دالية ابن مالك مخطوطة وانا اعمل الان على تحقيقها يسر الله اكمال ذلك
---
القحطاني
02-23-2004, 11:29 PM
يا أخ أبا الإسعاد
جزاك الله كل خير
حبذا لو أعطيتنا نبذة مختصرة عن هذه المنظومة وكم عدد أبياتها
---
العويدي
03-15-2006, 06:29 AM
علمت مؤخراً أن لاميته شرحت في رسالة علمية بالجامعة الإسلامية ونوقشت بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع ، الطالب الباحث : أحمد السديس
---
أبو صفوت
03-15-2006, 06:38 AM
لقد كانت رسالة الباحث حول دالية ابن مالك في القراءات وهذا رابط الموضوع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4387&highlight=%DE%D5%ED%CF%C9+%C7%C8%E4+%E3%C7%E1%DF
---
(1/3556)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مناقشة رسالة دكتوراه عن(ترجيحات الرازي في تفسيره في ضوء قواعد الترجيح بالنص القرآني)
---
مناقشة رسالة دكتوراه عن(ترجيحات الرازي في تفسيره في ضوء قواعد الترجيح بالنص القرآني)
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نوقشت هذه الليلة - ليلة الخميس 27/4/1427هـ - رسالة الدكتوراه المعنونة بـ :
ترجيحات الرازي في تفسيره في ضوء قواعد الترجيح بالنص القرآني
التي تقدم بها الأخ الكريم عبدالله بن عبدالرحمن الرومي - وهو شقيق شيخنا الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي - إلى قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض . والشيخ عبدالله محاضر بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض .
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من :
1- أ.د.زيد بن عمر عبدالله العيص - الأستاذ بكلية التربية بجامعة الملك سعود - مشرفاً .
2- أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع - الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض - عضواً .
3- أ.د.علي بن سليمان العبيد - وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين لشؤون المسجد النبوي والأستاذ بكلية أصول الدين سابقاً - عضواً.
4- أ.د.عبدالرحمن المطرودي - جامعة الملك سعود - عضواً.
5- د.عادل بن علي الشدي - الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود - عضواً.
وقد أوصت اللجنة بمنح الباحثَ درجة الدكتوراه ، متمنية له التوفيق والسداد .
ونحن نبارك لأخينا الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الرومي ولأستاذنا الدكتور فهد الرومي ، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد دائماً ، فهم بيتُ علمٍ ، وفَضلٍ ، ودين . زادهم الله رفعة في الدارين .
---
الراية
05-26-2006, 10:44 AM
ماشاء الله
مبروك للشيخ عبد الله الدكتوراه
لكن لماذا أعضاء لجنة المناقشة 5 ؟
المعهود انهم 3
المشرف(1/3557)
واثنين مناقشين
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2006, 11:14 AM
الأخ الكريم الراية : حياك الله وبياك .
في العادة أن الرسالة إذا كان لها تعلق بتخصص آخر يكون لها مشرف مساعد ، ثم يكون لها مناقش من تخصص المشرف المساعد ، فيصبح العدد خمسة . غير أني لم ألاحظ هذا في موضوع هذه الرسالة ، فسألت الدكتور فهد الرومي هذا السؤال ، فأخبرني أن هذا نظام جامعة الملك سعود . ولعل الزملاء الفضلاء في جامعة الملك سعود يبينون لنا هذا النظام .
---
ابن الجزيرة
05-26-2006, 05:45 PM
مبارك, ونسأل الله له التوفيق والسداد .
---
مساعد الطيار
05-26-2006, 08:19 PM
بارك الله لأخي وزميلي في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض عبدالله بن عبدالرحمن الرومي هذه الدرجة العلمية ، وأتمنى له التوفيق والسداد في مشواره العلمي المقبل .
---
ميادة بنت كامل الماضي
05-29-2006, 11:45 AM
أبارك لشيخي الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي ولأخيه الدكتورعبدالله بهذه الدرجة العلمية والله أسال ان ينفع بهما . كما أرجو من الدكتور عبد الله أن يحرص على طباعة رسالته ليستفيد منها أهل الاختصاص والعلم.
---
الجكني
05-29-2006, 12:00 PM
أدعو الله عز وجل أن يبارك للدكتور عبد الله هذه الدرجة العلمية وأن يواصل المسيرة،ولن أغفل عن أن أبارك أيضاً لأخيه العالم الجليل المتواضع الأستاذ الدكتور فهد الرومى ،والله يحفظ الجميع0
د/السالم محمد محمود (الجكني)
---
محمود الشنقيطي
05-29-2006, 03:18 PM
بارك الله لأخينا ورفيقنا الشيخ /عبد الله الرومي على هذه الدرجة العلمية وجعلها الله عونا له على ما يرضيه, ويضوع مسك التهنئة وعبيرها ليصل لفضيلة شيخنا الدكتور/فهد الرومي أطال الله عمره على ما يرضيه
---
حمدي كوكب
05-31-2006, 03:33 AM
مبارك ونسأل الله التوفيق والسدادhttp://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=12166
---
الياسمين
06-07-2006, 12:26 AM(1/3558)
تقبل الله منكم ومبارك الدكتوراة .
---
(1/3559)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
---
ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
---
وليد العمري
11-17-2006, 09:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
مقارنة كمية ونوعية بين ترجمات معاني القرآن الكريم وترجمات الإنجيل
[line]
[نشر هذا البحث ضمن أبحاث ندوة اللغات والترجمة: الواقع والمأمول المنعقدة بكلية اللغات والترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد صدرت أبحاث الندوة عام 1426هـ، بعنوان: «الأبحاث المستكتبة والمحكمة لندوة اللغات والترجمة الواقع والمأمول»، وجاء هذا البحث في الصفحات من 333-392]
[line]
1- تقديم
يهدف هذا البحث إلى إجراء مقارنة كمية ونوعية بين واقع ترجمة معاني القرآن الكريم وترجمة الإنجيل (Bible)[1] بعهديه القديم والجديد، والغرض من هذه المقارنة هو معرفة الفرق بين ترجمة الكتابين من حيث التاريخ والآفاق المستقبلية، والعوامل اللغوية والاجتماعية المؤثرة في الترجمة، والممارسات المتبعة فيها، ومدى الاستفادة من نظريات اللغة والترجمة الحديثة، ومدى توافر مراكز الاستشارة والتدريب والإرشادات لمترجم كل من الكتابين. وأهمية هذا تكمن في أن الإنجيل - أو على الأقل أحد كتبه - تُرجم إلى 2009 لغة ولهجة يشكِّل من يتحدث بها على الأقل 97% من عدد سكان العالم[2]، والنتيجة التي أرغب في الخروج بها من خلال المقارنة هي تحسس وجوه الإفادة في ترجمة معاني القرآن الكريم من التاريخ المديد لترجمة الإنجيل، إضافة إلى التعرف على وجوه الاختلاف التي من شأنها أن تجعل من مدى طموحنا في الاستفادة من واقع ترجمة الإنجيل واقعياً. وسيناقش البحث المطالب التالية:
2- تاريخ ترجمة كل من الكتابين :
2.1- تاريخ ترجمة الإنجيل(1/3560)
يقسم يوجين نايدا[3] (Eugene Nida) تاريخ ترجمة الإنجيل إلى ثلاث مراحل وهي: المرحلة الإغريقية اليونانية (بين عامي 200 قبل الميلاد إلى700 ميلادية)، ومرحلة الإصلاح (Reformation) (في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين)، والمرحلة الحديثة التي بدأت منذ القرن التاسع عشر الميلادي وامتدت إلى القرن العشرين، أو ما يعرف بالقرون التنصيرية.
2.1.1- المرحلة الإغريقية اليونانية
كانت أولى الترجمات في هذه الفترة هي الترجمة السبعينية (Septuagint) الإغريقية للعهد القديم[4] أُنجزت في أغلبها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، وكان لهذه الترجمة تأثير كبير في قوانين الترجمة ومبادئها والألفاظ التي استخدمت في الكتابات النصرانية فيما بعد، وخلال هذه المرحلة الإغريقية اليونانية ظهرت الترجمة الأولى للعهد الجديد إلى اللاتينية، وتبعتها ترجمات للعهدين القديم والجديد إلى عدد من اللغات الشرق أوسطية منها السريانية والقبطية (بلهجتين مختلفتين) ومن ثم الأرمينية والجورجية والإثيوبية والعربية والفارسية وأخيراً الغوطية. ولم تكن الترجمات المبكرة للاتينية القديمة مرضية لذا قام بمراجعتها القديس جيروم (St. Jerome) في أواخر القرن الرابع الميلادي في النسخة التي عرفت فيما بعد بالشعبية (Vulgate)، وأكمل القديس جيروم ترجمة الإنجيل المكتوب بالعبرية وأهم الكتب غير المتفق عليها (Apocrypha) إلى اللاتينية عام 406 ميلادية، وكان تأثيره على نظرية الترجمة كبيراً لأنه أكد أن المعنى أهم من المبنى في الترجمة.
2.1.2- مرحلة الإصلاح أن
ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى طورين أساسين: شهد الطور الأول صدور عدد من المراجعات للترجمات القديمة إضافة إلى الترجمات الحديثة للّغات الأوروبية المهمة جاءت كردة فعل للاستكشافات والنظريات الحديثة في الآثار ودراسة مخطوطات الإنجيل، وخلال الطور الثاني قام التنصيريون بترجمات عدة إلى لغات العالم الثالث.(1/3561)
وكانت أهم المساهمات خلال الطور الأول من فترة الإصلاح النسخة الإنجليزية المنقّحة (English Revised Version) الصادرة عام 1885م، والنسخة الأمريكية القياسية (American Standard Version) الصادرة عام 1901م، والإنجيل القياسي المنقّح (Revised Standard Bible) الصادر عام 1952م، والإنجيل القياسي المنقح الجديد (New Revised Standard Bible) الصادر عام 1989م. والمشروعان الأخيران الكبيران بالإنجليزية هما الإنجيل الأمريكي الجديد (New American Bible) الصادر عام 1970م، الذي بُني على النصوص اليونانية والعبرية عوضاً من ترجمة جيروم، والإنجيل الإنجليزي الجديد (New English Bible) الصادر عام 1970م أيضاً.
ويرى نايدا[5] أن التطور الأهم في تقاليد ترجمة الإنجيل كان مشاركة ج. ب. فيليبس (J. B. Phillips) بكتابه المعنون Letters to Young Churches، أي "رسائل إلى الكنائس الفتية" الصادر في 1950م ، الذي نتج عنه ترجمات مثل النسخة الإنجليزية الحديثة (Today’s English Version) التي صدرت عامي 1966م و1976م، والإنجيل الحي (The Living Bible) الصادر عام 1971م، والتي استُحسِن الأسلوب الذي كتبت به ولكن منهجها التفسيري واجه موجة من النقد.
2.1.3- الترجمات التنصيرية(1/3562)
والترجمات التنصيرية يمكن تتبعها في طورين أيضاً: الطور الأول هو طور المترجمين التنصيريين الأوائل مثل أدونيرام جدسن (Adoniram Judson) الذي ترجم الإنجيل إلى البورمية، وروبرت موريسون (Robert Morrison) الذي ترجم الإنجيل إلى الصينية، ووليم كيري (William Carey) وزملائه الذين ترجموا الإنجيل إلى عدد من اللغات في الهند، وهنري مارتن (Henry Martyn) الذي ترجم الإنجيل إلى اللغات الأردية والفارسية والعربية، وشهد الطور الثاني من هذه الفترة مئات الترجمات إلى لغات أخرى قام بها تنصيريون بعثت بهم طوائف نصرانية مختلفة، ومن قِبل ما أُطلق عليها "بعثات الإيمان"، والجمعيات المتخصصة في إرسال تنصيريين بغرض ترجمة الإنجيل إلى جميع اللغات التي لا يتوافر بها. ومن أمثلة هذه الجمعيات مترجمو وايكلف للإنجيل (Wycliffe Bible Translators)، ومترجمو لوثران للإنجيل (Lutheran Bible Translators)، ومترجمو الإنجيل التبشيريون (Evangel Bible Translators)، ومترجو الإنجيل الرواد (Pioneer Bible Translators). وأكبر هذه الجهات على الإطلاق هم مترجمو وايكلف للإنجيل الذين يعرفون أيضاً بمعهد اللغويات الصيفي (Summer Institute of Linguistics) إذ يبلغ عدد أعضائها أكثر من خمسة آلاف ترجموا العهد الجديد كاملاً إلى 347 لغة ويعملون على إخراج ترجمات جديدة إلى 800 لغة أخرى، وجمعيات الإنجيل المتحدة (United Bible Societies)، التي هي عبارة عن جهد جماعي لأكثر من مئة جمعية إنجيل قومية، تعمل مباشرة مع الكنائس في أرجاء الأرض لإخراج مراجعات على ترجمات قديمة وترجمات جديدة إلى لغات رئيسة وفرعية يشكل عدد الناطقين بها 90% من سكان العالم، وتقوم جمعيات الإنجيل المتحدة حالياً بدعم وتمويل مترجمين إلى أكثر من 550 لغة.
2.2- تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم[6](1/3563)
لم يردنا شيء يشير إلى أن ترجمة معاني القرآن الكريم بدأت في زمن الرسول r، غير أن ابن سعد يذكر في "الطبقات الكبرى"[7] أن رُسُل رسول الله r وعوا لغات القوم الذين أرسلوا إليهم[8]، وبعض الرسائل التي بعثها رسول الله r احتوت آيات من القرآن الكريم وبخاصة تلك التي بعثت إلى أهل الكتاب مثل النجاشي ملك الحبشة التي ورد فيها الآيات التالية: } هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ (الحشر:23)، و }يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ{ (النساء:171)[9]، وورد أن عمر بن أمية t، وهو الرسول إلى النجاشي، قام بترجمة رسالة رسول الله r إلى اللغة التي يفهمها النجاشي، وفي رسالته r إلى المقوقس وردت الآية: }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ{ (آل عمران: 64).(1/3564)
وهذا يعد ضرباً من الترجمة إلا أنها ترجمة لبعض آيات القرآن الكريم تخدم الغرض الخطابي ولا تتعدى ذلك إلى ترجمة لسورة كاملة من سوره، ولكن السرخسي ذكر في كتابه الكبير في الفقه الحنفي الموسوم بـ "المبسوط"، في كتاب الصلاة (1/37)، أن الفرس كتبوا إلى سلمان الفارسي t أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكانوا يقرؤون ذلك في الصلاة حتى لانت ألسنتهم للعربية، وفي "النهاية حاشية الهداية" لتاج الشريعة (1/86، حاشية 1) تفاصيل أكثر حيث يذكر: "كتبوا إلى سلمان الفارسي t أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم/بنام يزدان بخشاونده.... وبعدما كتب عرضه على النبي r، ثم بعثه إليهم، ولم ينكر عليه النبي r، كأنهم طلبوا ترجمة سورة الفاتحة لقوله عليه السلام: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" ".
ويذكر ألفونس منيانا (Alphonse Mingana) في مقدمة كتابه "ترجمة سريانية قديمة للقرآن"[10] أن ديونيسيوس بارصليبي، المتوفى عام 1171م، يؤكد أنهم قاموا بترجمة القرآن إلى السريانية، إبان ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وتوجد في مكتبة جون رايلاند بجامعة مانشستر بانجلترا مخطوطة سريانية نشرها الفونس منيانا في كتابه المذكور، وفيه ترجمات لمقتطفات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة، وآيات أخرى، مكتوبة بنصها العربي ومترجمة إلى السريانية مع تعليقات وطعون نصرانية.
ويذكر الأستاذ مونتييه في كتابه L’Islam أي "الإسلام" أن الفيلسوف اليوناني نقيطاس، من القرن التاسع الميلادي الموافق للقرن الهجري الثالث، نقل القرآن إلى اليونانية فقسم منه ترجمة وقسم خلاصة، وزاد عليه ردوداً وطعوناً.
وذكر برزك بن شهريار في كتابه "عجائب الهند والصين" (ص 2-3) أنهم ترجموا القرآن في شمال الهند لصالح بعض الملوك المجاورين الذي كان قد اشتاق إلى الإسلام.(1/3565)
وفي القرن الرابع الهجري أمر الملك منصور بن نوح الساماني جماعة من كبار علماء تركستان عام 345هـ أن يترجموا جميع القرآن الكريم إلى الفارسية والتركية الشرقية والتركية الغربية، مع زيادة ترجمة خلاصة تفسير الطبري.
وذكر بروكلمان في كتابه "تاريخ الآداب العربية" (1/432) أن أبا علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي المعتزلي (المتوفى 303 هـ) ألّف تفسير القرآن بلغة خوزستان.
وظهرت أوائل ترجمات معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب الإسلامية[11] عندما أحس كثير من الشعوب بعد دخول الإسلام بالحاجة إلى تعلم أصول الدين، لذا عمدوا إلى تفسير معاني القرآن الكريم إلى لغاتهم ليتفقهوا في الدين. والترجمات الأولى إلى لغات الشعوب الإسلامية هي:
الفارسية: أول ترجمة معروفة لدينا إلى لغات الشعوب الإسلامية هي الترجمة الفارسية التي تمت عام 345هـ في عهد الملك الساماني أبي صالح منصور بن نوح بن نصر مع ترجمة مختصرة لتفسير الطبري، وترجمة معاني القرآن الموجودة في تفسير الطبري ترجمة حرفية حيث كتبت الكلمات الفارسية تحت آيات المصحف دون مراعاة لترتيب الجملة الفارسية أو سياق التعبير بها.
وأول تفسير طبع باللغة الفارسية هو تفسير "المواهب العلية" المعروف بتفسير حسيني الذي نشر عام 1837م بكلكتا في الهند.
التركية: هناك رأيان حول تحديد أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى التركية، الرأي الأول الذي قال به الأستاذ زكي وليد طوغان (ت 1970م) يرجح أن لجنة العلماء التي قامت بترجمة تفسير الطبري إلى الفارسية كانت تضم علماء أتراكاً قاموا بترجمته إلى التركية في الوقت نفسه، وأن هذه الترجمة هي ترجمة حرفية على نسق الترجمة الفارسية كتبت بين سطور المصحف.
ويذهب أصحاب الرأي الثاني إلى أن أول ترجمة تركية لمعاني القرآن الكريم ظهرت بعد الترجمة الفارسية بنحو قرن من الزمان أي في القرن الخامس الهجري.(1/3566)
ومن الملاحظ على أوائل الترجمات التركية أنه لم يراعَ فيها ترتيب الجملة التركية أو سياق التعبير فيها كما هو ملاحظ في الترجمة الفارسية.
الأردية: تعد ترجمة شاه رفيع الدين الدهلوي أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية وهي حديثة نسبياً، حيث صدرت أول طبعاتها بكلكتا في الهند عام 1840م، إلا أن تاريخ ترجمة سور وآيات مختارة من القرآن الكريم أقدم من هذه الترجمة بكثير وحدثت في عصور مبكرة، إذ يذكر أحمد خان[12] أن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى هذه اللغة قديمة قدم اللغة نفسها فقد ظهرت في القرن العاشر الهجري وأُلف بها عدد من الترجمات الجزئية، ويلاحظ أحمد خان على الترجمات الأردية المبكرة عموماً الحرفية، وعندما بدأ الناس في سلوك مسلك الترجمة التفسيرية خلطوا أهواءهم في الترجمة[13].
ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم ليس مدى تبكيرها أو تأخرها في الظهور ولكن الأغراض التي استخدمت الترجمة لخدمتها، وهناك محطات مؤثرة تجدر الإشارة إليها.
أهم هذه المحطات هي ترجمة دير كلوني إلى اللاتينية التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي وتأثر بها كثيراً دي رير في ترجمته الفرنسية لمعاني القرآن الكريم ومن ثم أثرت ترجمته في ترجمات معاني القرآن الكريم الأولى إلى الإيطالية، والهولندية، والألمانية، والفرنسية، والروسية.
ثم ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي ترجمة لودوفيكو مراتشي التي تأثر بها كثيراً جورج سيل في ترجمته الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم، وأثرت ترجمته في ترجمات معاني القرآن الكريم الأولى إلى عدد من اللغات وهي: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والهولندية، والإيطالية، والألبانية، والبلغارية، والمجرية، والتشيكية.(1/3567)
والملامح الأبرز لهذه الترجمات هي أنها ترجمات نقدية هجومية عنونت في أغلبها بـ "قرآن محمد"، وكان لها أثر كبير في تعميق الفكر العدائي في أوروبا ضد الإسلام مما أدى بشكل أو بآخر إلى حروب الفرنجة ضد بلاد المسلمين[14].
2.3- ما نستنتجه من الاستعراض التاريخي لترجمات معاني القرآن الكريم والإنجيل:
1- تاريخ ترجمة الإنجيل أطول بكثير من تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم حيث إن أول ترجمة هي الترجمة السبعينية (Septuagint) الإغريقية للعهد القديم أنجزت في أغلبها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، وأول ترجمة لأجزاء كبيرة من معاني القرآن الكريم كانت هي التي ذكر ديونيسيوس بارصليبي، المتوفى عام 1171م، أنهم قاموا بها إلى السريانية، إبان ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي في خلافة عبد الملك بن مروان، غير أن الأولى أريد بها المحافظة على دين اليهود إذ اندثرت آنذاك اللغة العبرية، والثانية كانت ضمن تيار جدلي (Polemic) قاده نصارى الشام الذين عاشوا بين ظهراني المسلمين، ومن أكبر مؤسسي هذا التيار هو يوحنا الدمشقي الذي ساهم كثيراً في صياغة النظرة الغربية للإسلام التي نتجت عنها حروب الفرنجة.(1/3568)
2- ترجمات معاني القرآن الكريم من قبل المسلمين لغرض فهم الدين وتفهيمه لمن لا يعرفون العربية بدأت بالترجمة الفارسية التي تمت عام 345هـ، أي في منتصف القرن الرابع الهجري، في عهد الملك الساماني أبي صالح منصور بن نوح بن نصر وهي ترجمة مختصرة لتفسير الطبري، وهذا يدل على تحرج المسلمين من قبل من الإقدام على هذا العمل، ونعلم من خلال السياق التاريخي أن اللغة العربية كانت هي اللغة الرسمية للبلدان التي افتتحها المسلمون وكان يتعين على كل من أراد أن يتعلم أمور الدين وينخرط في جادة المجتمع أن يتعلم اللغة العربية، فكل المثقفين كانوا يتقنون اللغة العربية ولكن مع ضعف الخلافة انفردت كل دويلة إسلامية بذاتها ولم يعد للغة العربية مكانتها الأولى في الدول التي يتكون غالبية أهلها من غير العرب، لذا نجد أنهم اعتنوا بهذه الترجمة عناية كبيرة، وأحضر النص العربي لتفسير الطبري من بغداد الملك منصور بن نوح وهو في أربعين مجلداً، ولما وجدوا صعوبة في قراءته وفهمه رأى ترجمته إلى الفارسية، وجمع لذلك نفراً من علماء بلاد ما وراء النهر واستفتاهم في جواز ترجمته فأفتوه بجوازها ليستفيد منها الذين لا يعرفون العربية واعتمدوا في فتواهم على قوله تعالى )وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ( (إبراهيم: 4)، ومع هذا فقد عقدت لجنة للقيام بهذه الترجمة، وجعلوا الأصل هو المهيمن عليها تماماً إذ كانت مغرقة في الحرفية ولم يترجم إلا ما يعادل عشر التفسير[15]، بل وحتى الترجمة التركية التي قيل إنها كانت مزامنة لهذه الترجمة حذت حذوها.(1/3569)
3- ترجمات معاني القرآن الكريم لها تاريخ أكثر اضطراباً من تاريخ الإنجيل فقد استعملت تارة أداة للطعن في القرآن والإسلام وشخص محمد e، كما في الترجمات اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم، وتارة أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة كما فعل القاديانيون، وأخرى لتعميم الأجندة السياسية كما كان في تركيا أتاتورك.
4- لترجمة كلا الكتابين تاريخ طويل مر بمحطات تأثير كبيرة أثرت فيها النظرة الدينية لهذه الممارسة قبل أن يصل إلى الفهم الذي تعايشه ترجمة كلا الكتابين واقعاً اليوم.
3- واقع ترجمة كل من الكتابين :
في هذا المبحث أقارن بين واقع ترجمة كل من القرآن الكريم والإنجيل اليوم، وأقسم هذه المقارنة تحت مواضيع أورد أولاً واقع ترجمة معاني القرآن الكريم وأتبعه بواقع ترجمة الإنجيل قبل الانتقال إلى الموضوع التالي؛ تسهيلاً للمقارنة والخروج بالنتائج.
3.1- الموضوع الأول: عدد اللغات:
3.1.1- عدد اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم
تذكر الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم التي رصدت جميع ترجمات معاني القرآن الكريم المطبوعة منذ عام 1515-1980م، أن عدد اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم هي 56 لغة، بلغ عدد الترجمات الكاملة الصادرة بهذه اللغات 557، وعدد الترجمات الجزئية 883 .
إلا أن محمد شيخاني يذكر أنه تمت ترجمه معاني القرآن الكريم كاملاً إلى 79 لغة، وجزئياً إلى 49 لغة[16].
ويذكر الباحث الدكتور محمد حميد الله أنه جمع ترجمات معاني القرآن الكريم إلى كل اللغات ونشرها في كتابه "القرآن بكل لسان" عام 1364هـ وكان عددها في ذلك الوقت 23 لغة، وفي عام 1406هـ بلغ عدد اللغات 140 لغة أغلبها ترجمت إليها معاني القرآن الكريم ترجمة كاملة وبعضها ترجمة جزئية[17].
ولنا مع هذه الإحصاءات وقفات:(1/3570)
1- أن اللغات التي ترجمت إليها معاني القرآن الكريم تشمل جميع اللغات العالمية الرئيسة تقريباً، وفي الدول التي يتحدث سكانها بأكثر من لغة فغالباً ما تتوافر ترجمة بإحدى هذه اللغات، ولم تُغفَل إلا اللغات المحلية التي لا يفهمها إلا عدد قليل جداً من الناس، واللهجات المتفرعة من اللغات الكبيرة.
2- وجود أكثر من ترجمة واحدة باللغة الواحدة، وتذكر الببلوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم أن هناك 300 ترجمة أردية كاملة و470 ترجمة جزئية، بينما صدرت بالإنجليزية 295 ترجمة كاملة و 131 ترجمة جزئية[18]، ووراء هذا التعدد عوامل عديدة منها: (أ) اتجاهات المترجم، فكما في التفاسير هناك ترجمات بعدد الفرق الإسلامية، بل زد على ذلك ترجمات المستشرقين وغيرهم، (ب) التزام الترجمة بالحرفية أو بنقل المعنى، فأي منها قد يكون هو السبب في إحساس المترجم بالحاجة لترجمة جديدة، (ت) الحقبة الزمنية التي ظهرت فيها الترجمة وما لهذه من تأثير على اللغة المستخدمة وطريقة التفسير، إذ يلاحظ كثرة ظهور الترجمات التي تُبرز الإعجاز العلمي في القرآن في الوقت الراهن، (ث) الغرض الذي تخدمه الترجمة فهناك ترجمات لأغراض معينة مثل ترجمة معاني القرآن للناشئة، أو للمسلمين دون غيرهم. وهذا التعدد والتنوع لا يوجد على المنوال نفسه في ترجمات الإنجيل (كما سنرى في 3.1.2).
3- كان للخلاف والجدل الكبير الذي ثار حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم في الثلاثينيات من القرن العشرين عند محاولة إحلال الترجمة التركية محل القرآن الكريم حتى في الصلاة، أقول كان لهذا الخلاف أثر في تبطئة التفات الدول والهيئات والمؤسسات إلى ترجمة معاني القرآن الكريم والإقدام على هذا العمل دون تحرج[19].
3.1.2- عدد اللغات التي ترجم إليها الإنجيل(1/3571)
ترجم الإنجيل أو على الأقل أحد كتبه[20] إلى 2009 لغة ولهجة يشكِّل من يتحدث بها على الأقل 97% من عدد سكان العالم[21]. ومن الملاحظ أن يوجين نايدا يذكر في كتابه المشترك مع تشارلز تيبر الذي نشرته دار بريل عام 1982م (ص 175) أن عدد اللغات التي تُرجم إليها الإنجيل هي 1500 لغة ويقدر أن المتحدثين بهذه اللغات مجتمعة يشكل حوالي 97% من سكان العالم[22]، إلا أن منسق الترجمة في إحدى أكبر الجهات المعنية بترجمة الإنجيل وهي منظمة الأناجيل المتحدة، د/ فل نوس (Phil Noss)، يقول[23] إن العدد الحقيقي للغات التي تُرجم إليها الإنجيل كاملاً هو 400 لغة تقريباً.
ولنا مع هذه الإحصاءات وقفات:
1- كثير من ترجمات الإنجيل تمت إلى لهجات أو لغات محصورة في عدد قليل جداً من الناس مثل لغات الهنود الحمر المختلفة أو لغات الشعوب البدائية التي تعيش في مجاهل إفريقيا وغابات جنوب شرق آسيا، وللنشاط التنصيري الكبير وروح الخلاص التي تدفعه أثر في انتشار ترجمة الإنجيل أو أجزاء مناسبة منه إلى هذا العدد من اللغات[24]، ففي النظر التنصيري لا توجد لغة أو لهجة لا تستحق أن يترجم إليها الإنجيل.
2- لا يوجد ذلك التعدد الكبير لترجمات الإنجيل في اللغة الواحدة كما هو الحال بالنسبة إلى ترجمة معاني القرآن الكريم، فترجمة واحدة بأي لغة تكفي وأسباب التنوع تعتمد على إيضاح المعنى، فحتى اللغة الإنجليزية لا يوجد بها إلا عدد قليل نسبياً من الترجمات مقارنة بالترجمات المتوافرة لمعاني القرآن الكريم بهذه اللغة[25]، وهذا يرجع لسببين رئيسين: (أ) طريقة الترجمة، إما حرفية أو معنوية، و (ب) الطريقة التي تدار بها مشاريع الترجمة من قبل المؤسسات المعنية.(1/3572)
عندما يترجم الإنجيل إلى لغة ما فإن الترجمة بهذه اللغة تصبح الإنجيل وليست ترجمته، وهذا يعطي حرية كبيرة في التصرف واتخاذ القرار بالنسبة للترجمة، إذ ليس هنا جدل دائر بين علاقة الترجمة مع الأصل، وهل تغني الترجمة عن الأصل كما هو الحال بالنسبة للقرآن. وإن كان هناك جدل فهو فيما يخص طريقة الترجمة: هل تكون حرفية أو معنوية؟[26]
[line]
لقراءة البحث كاملاً على ملف وورد ، عدد صفحاته 47 صفحة ، يمكن تحميله من المرفقات بهذه المشاركة
[line]
---الحواشي -------
[1] أستخدم كلمة "إنجيل" تجاوزاً لأعني بها يسمى Bible بالإنجليزية، و "الكتاب المقدس" عند النصارى العرب؛ لسببين: أولاً، لأن كلمة "إنجيل" قابلة للاشتقاق، فمثلاً نقول: "لغة إنجيلية" و "جمعية إنجيلية"، وثانياً، تحرجاً من تسميته مقدساً. علماً بأن الإنجيل (Gospel) جزء من العهد الجديد، وهو أحد عهدي ما يُعرف بـ Bible. وهناك من يرى أن نسميه "بيابيل" للسببين المذكورين.
[2] Nida, E. (2001) “Bible translation”. In M. Baker (ed.) Encyclopedia of Translation Studies. Routledge: London. Pp. 22-28.
[3] يوجين نايدا من أكثر الأسماء شهرة في مجال ترجمة الإنجيل، بل هناك من يعتبره مؤسس دراسات الترجمة الحديثة بكتابه Towards a Science of Translation، أي: "نحو علم للترجمة"، إذ شرع في التأسيس لهذا الحقل المعرفي منذ أربعينيات القرن المنصرم. وصدر مؤخراً كتاب يؤرخ حياة وأعمال يوجين نايدا، وهو:
Philip C. (2004) Let the Words be Written: The Lasting Influence of Eugene A. Nida. Society of Biblical Literature.
[4] ويسمي اليهود العهد القديم "التناخ".
[5] نايدا، "Bible Translation".
[6] أعتمد في هذا السرد التاريخي على المرجعين التاليين:(1/3573)
1- مقدمة ترجمة الدكتور محمد حميد الله لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية، والدكتور حميد الله يعتبر من أوثق المصادر في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم، إذ عُرف ببحثه الطويل في هذا المجال، ونشر كتابه "القرآن بكل لسان" Translations of the Quran in Every Language، الذي صدرت منه الطبعة الأولى عام 1364هـ، والثانية عام 1365هـ، والثالثة عام 1366هـ، وأصدر ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية عام 1980م، وقدمها بمقدمة ضافية عن تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم.
2- مقدمة الببلوجرافيا العالمية للترجمات المطبوعة لمعاني القرآن الكريم التي كتبها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، وتعتبر هذه الببليوجرافيا أكبر المصادر وأشملها للترجمات المطبوعة لمعاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات بين عامي 1515 و1980م، وهي جهد بحثي كبير قام به مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
[7] ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/258.
[8] روى الإمام البخاري في صحيحه عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت t أن النبي e أمره أن يتعلم كتاب (أي لغة) اليهود "حتى كتبتُ للنبي e كتبه، وأقرأتُه كتبهم إذا كتبوا إليه". فتح الباري 13/197 رقم (7195).
[9] محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، بيروت 1979، دار الإرشاد، ص 74-77.
[10] An Ancient Syriac Translation of the ?ur’?n Exhibiting New Verses and Variants.
[11] اعتمدت في المعلومات التي أوردها عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب الإسلامية على ما جاء في الببليوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم (المقدمة ص 18-20).(1/3574)
[12] د/ أحمد خان بن علي محمد، "تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية: مع ببليوغرافية الترجمات الكاملة والمنشورة لمعاني القرآن الكريم"، بحث مقدم في ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، المنعقدة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام 1423هـ.
[13] المرجع السابق، ص 3 .
[14] تحدث العديد من الباحثين عن الترجمات التنصيرية اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم ومدى تأثيرها فيما لحق بها من الترجمات إلى اللغات الأوروبية المختلفة، وأحد أهم هذه الكتابات وأعمقها طرحاً هو كتاب د/ حسن المعايرجي، الموسوم بـ "الهيئة العالمية للقرآن الكريم: ضرورة للدعوة والتبليغ"، ص28-68.
ومن المحطات المهمة أيضاً محاولة إحلال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى التركية بدلاُ من القرآن في الصلاة، ونتج عن هذا جدل واسع حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم، والمحطة الأخرى هي الترجمة القاديانية لمحمد علي إلى الإنجليزية ومحاولة تمريرها بقوة في العالم العربي من قبل هذه الفرقة المارقة، واتخاذ البلاليين في أمريكا منها قرآنا بدلاً من القرآن العربي المبين.
[15] انظر:
1- Arberry, A. J. (1958) Classical Persian Literature. London. Pp. 40-41.
[16] محمد شيخاني، "المستشرقون ودورهم في ترجمة القرآن الكريم"، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة معاني القرآن الكريم، إصطنبول، 1986م، ص 137-148 .
[17] محمد حميد الله، "فهم القرآن لمن لا ينطق بلغة الضاد"، بحث مقدم في الندوة العالمية حول ترجمة معاني القرآن الكريم، إصطنبول، 1986م، ص 49-70 .(1/3575)
[18] وما تزال هذه الأرقام في ازدياد إذ يذكر د/ عبد الرحيم القدوائي (في ببليوجرافيا ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، قيد النشر بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) أن عدد طبعات ترجمات معاني القرآن الكريم الكلية والجزئية الصادرة باللغة الإنجليزية بلغ حتى عام 2001 ما يقارب 829 طبعة. ويذكر د. أ. نعمة الله عدداً من الأسباب التي أدت إلى هذا التعدد في بحث له منشور على الإنترنت بعنوان:
"Translating The Holy Qur’an: Is There an Ultimate Translation of the Holy Qur’an"، أي: "هل هنالك ترجمة تامة للقرآن الكريم".
[19] لمعرفة المزيد عن الخلاف حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم انظر: مبحث "ترجمة معاني القرآن الكريم" في كتاب مناهل العرفان للزرقاني، وفتوى الشيخ رشيد رضا في هذا الموضوع التي قام الأزهر بنشرها، والتقرير الذي تم إعداده بمركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بعنوان: "جهود المملكة العربية السعودية في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة".
[20] ينقسم ما يعرف بالكتاب المقدس الذي نسميه هنا تجاوزاً الإنجيل إلى: العهد القديم وهو مجموع من 39 كتاباً، والعهد الجديد وهو مجموع من 27 كتاباً.
[21] Nida, E. (2001) “Bible translation”. In M. Baker (ed.) Encyclopedia of Translation Studies. Routledge: London. Pp. 22-28.
[22] Nida, E. & Taber, C. (1982) The Theory and Practice of Translation. Brill: Amsterdam.
[23] في اتصال شخصي مع فيل نوس سألته عن الإحصاءات المتداولة حول عدد اللغات التي ترجم إليها الإنجيل وكان في سؤالي شيء من التشكيك في هذه الإحصاءات، وأتت إجابته مفصلة كالتالي:(1/3576)
You are quite right to question the statistics. We are very clear that when we say nearly 2500 languages, we refer to some Scripture portion published in these languages. The entire Bible has only been translated into some over 400 different languages. Normally, the New Testament is translated first and is published before the Old Testament. Among the Old Testament books, the Psalms are often published very early, and also the book of Genesis that tells about the Creation and the first people like Adam and Eve and then Noah and Abraham, for example.
أي:
أنت محق في تساؤلك عن الإحصاءات، فنحن نعرف تماماً أننا عندما نقول قرابة 2500 فإننا نعني بذلك أن المترجَم قد يكون أجزاءً من الكتاب تم نشرها بهذه اللغات، والكتاب المقدس بأكمله تمت ترجمته إلى أكثر بقليل من 400 لغة مختلفة. وعادة يترجم العهد الجديد أولاً قبل العهد القديم، ومن كتب العهد القديم يتم نشر الزبور في مرحلة مبكرة جداً، وكذلك سفر التكوين الذي يتحدث عن الخلق وأوائل البشر مثل آدم وحواء ونوح وإبراهيم، مثلاً.
[24] سالت فل نوس عن استحباب ترجمة الإنجيل إلى اللهجات، وجاءتني إجابته التالية ونلاحظ فيه النظرة النسبية الغربية إلى الأمور:(1/3577)
Finally, you ask whether translating into local dialects is warranted. When the King James Version was translated into English, English was merely a local dialect. Between the King James Version and Shakespeare’s plays, the English language became one of the world’s great languages. Martin Luther's translation did the same for German, and Bishop Samuel Crowther’s translation did the same for Yoruba. But of course, the Bible is translated primarily for religious reasons, and on religious grounds no language is unworthy of having its own translation of Sacred Scripture. Again, on this question we could go much further. For example, what do you mean by "local dialects"?
أي:
وأخيراُ أنت تسال عن مشروعية الترجمة إلى اللهجات المحلية، عندما ترجمت نسخة الملك جيمس من الإنجيل إلى الإنجليزية لم تكن الإنجليزية في ذلك الوقت سوى لهجة محلية، وفي الفترة بين نسخة الملك جيمس ومسرحيات شكسبير أصبحت الإنجليزية واحدة من اللغات العالمية العظمى، وهكذا كان الأمر بالنسبة إلى ترجمة مارتن لوثر إلى الألمانية، وبالنسبة إلى ترجمة الأسقف صامويل كروثر إلى اليوربا، وعلى أي فالإنجيل في الأصل يترجم لأغراض دينية وبناء على هذه الأسس الدينية لا توجد لغة لا تستحق أن يترجم الكتاب المقدس إليها، ولو أردنا تتبع هذا السؤال لأطلنا، فمثلاً (كان من الممكن أن نسأل) ما الذي تعنيه باللهجات المحلية.(1/3578)
[25] هناك عدد لا بأس به من الأناجيل بالإنجليزية إذ يحتوي الموقع: http://www.bible-history، على 102 إنجيل ولكنها لا تقارن مع العدد المذكور لترجمات معاني القرآن الكريم لهذه اللغة وهو829 ترجمة خاصة وأن هذه اللغة هي لغة نصرانية رئيسة، وأن هذه الأناجيل إما أن تكون مأخوذة من بعضها بغرض التبسيط والتحديث، أو تهدف غرضاً محدداً جداً مثل إبراز ما جاء عن اليهود في الإنجيل، أو تكون ترجمة لكتاب معين من كتب الإنجيل، وإذا أردت الاستزادة عن ترجمة الإنجيل إلى هذه اللغة فعليك بالموقع التالي: http://www.geocities.com/bible_translations/english/htm
وذكر لي فل نوس أن أسباب تعدد نسخ الإنجيل في الإنجليزية هي:
Partly because there is a long history of translation in the English language, over 400 hundred years, partly because English is a major world language with a very active literary and publishing tradition, and partly because there are many Christian special interests in the Bible. Thus, church denominations and traditions like to have a version that they can especially identify with.
أي:
من هذه الأسباب: التاريخ الطويل لترجمة الإنجيل بهذه اللغة، فهو يزيد على 400 عام، ومنها أن الإنجليزية هي إحدى اللغات العالمية الكبرى وتوجد فيها ثقافة نشر وأدب نشطة جداً، ومنها أن هناك اهتمامات مسيحية خاصة متعددة في الإنجيل، وهي أن الفرق والطوائف المختلفة تحاول إيجاد نسخة من الإنجيل تتوافق معها وتعتمد عليها.(1/3579)
[26] لمترجم الإنجيل إلى الألمانية، مارتن لوثر، رسالة عنونها بـ "رسالة مفتوحة حول الترجمة" يحكي فيها معاناته مع رجال الدين الذين جابهوه بكل ما أوتوا من قوة وينعتهم فيها بأقبح النعوت لأنه ترجم بشيء من التصرف، وترجم هذه الرسالة إلى الإنجليزية د/ قاري مان (Gary Mann)، وعنوانها بالإنجليزية هو:An Open Letter on Translating، وهي متوافرة على الإنترنت.
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2006, 11:35 AM
أرحب بأخي الكريم الدكتور وليد بن بليهش العمري في ملتقى أهل التفسير بين إخوانه .
وأخي الدكتور وليد العمري متخصص في موضوع الترجمة ، ورسالته الدكتوراه في هذا التخصص ، وهو يعمل حالياً في قسم الترجمات في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، وجهده في هذا القسم مشكور ، وهو يعمل كذلك مديراً لتحرير مجلة الدراسات القرآنية التي يصدرها المجمع ، والتي صدر منها العدد الأول والثاني حتى الآن .
وللدكتور وليد العمري بحث مترجم منشور في العدد الأول من مجلة المجمع .
http://www.tafsir.net/images/majalahmoj.jpg
بعنوان (مقدمة في الاتجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية :للبروفسور :عبد الرحيم القدوائي،ترجمة :د/ وليد بليهش العمري ) ليته يتكرم علينا بنشره في الملتقى مرة أخرى ليطلع عليه من لم يطلع على المجلة .
---
محب
11-29-2006, 06:12 PM
الحمد لله رب العالمين ..
جزى الله خيرًا الدكتور وليد العمرى على هذا البحث النافع ، وجعله الله فى ميزان حسناته .
أذكر أمورًا لعلها تحظى من بعض أهل العلم هنا بالتعليق والإفادة .
أولاً :
تكررت فى البحث فقرات توهم بأن ترجمات البايبل لا تختلف فيما بينها من حيث تفسير النص الأصلى ، وأن عقائد مترجمي البايبل لم تؤثر على ترجماتهم بالاختلاف والتضارب .(1/3580)
قال د/ العمرى : "وتعدد الترجمات في اللغة الواحدة لا ينتج عن الاختلاف في اتجاهات تفسير النص كما هو الحال في كثير من ترجمات معاني القرآن الكريم، بل ينتج عن المتغيرين التاليين: أولاً: نظرية الترجمة المتبعة في مشروع الترجمة، وثانياً: والغرض المقصود من هذه الترجمة ".
فالكلام يوهم أن ترجمات البايبل نجت مما شاب ترجمات معانى القرآن من التأثر بمذهب المترجم وعقيدته . والواقع خلاف ذلك ، فما زالت الطوائف النصرانية تتنكر لكثير من ترجمات البايبل وتصرح بأن صاحبها تأثر فى الترجمة بمذهبه الفاسد ، وهذا نجده ضد الأفراد المنتسبين إلى النصرانية وغير المنتسبين ، كما نجده أيضًا ضد الفرق الصغيرة المنتسبة للنصرانية ، وكذلك نجده ضد الفرق التى لها اشتهار وانتشار كفرقة (شهود يهوه) ، ثم إننا نجد هذا التنكر بين الطوائف الثلاث الكبيرة .
ويطول إيراد شواهد الواقع الذى حكينا . ويكفى مثالاً على ذلك اتهامات الأرثوذكس المستمرة للبروتستانت "بالتحريف" فى ترجمات البايبل مصرحين بأنهم - البروتستانت - "يحرفون" فى الترجمات نصرة لمذهبهم الفاسد الذى سيحرمهم من دخول الملكوت .
و(لوثر) نفسه رأس البروتستانت قال : "إنه منذ ألف سنة لم يُنظف الكتاب أحسن تنظيف ولم يُفسر أحسن تفسير ولم يُدرك أحسن إدراك أكثر مما نظفته وفسرته وأدركته" .
و(يوسف رياض) - من البروتستانت - فى كتابه (وحى الكتاب المقدس) يقرر تأثر ترجمات البايبل بتوجهات أصحابها ، ومن ذلك نقده للترجمة الحديثة من اتحاد جمعيات الكتاب المقدس ببيروت ، فيصفها بأنها "جاملت البشر على حساب الحق الإلهى" ، ويضرب لذلك أمثلة وصف آخرها بقوله : "أما الطامة الكبرى في هذه الترجمة، فهي محاولتهم النيل من لاهوت المسيح ... "(1/3581)
والشواهد كثيرة كثيرة ، تؤكد أن اختلاف ترجمات البايبل وتعددها ليس ناتجًا عن اختلاف الاجتهادات اللغوية حول الألفاظ الأصلية فقط ، ولكنه ناتج أيضًا عن توجهات المترجمين المذهبية .
وقال د/ العمرى : "ترجمات معاني القرآن الكريم لها تاريخ أكثر اضطراباً من تاريخ الإنجيل ، فقد استعملت تارة أداة للطعن في القرآن والإسلام وشخص محمد صلى الله عليه وسلم ،كما في الترجمات اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم ، وتارة أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة كما فعل القاديانيون" .
أما استعمال الترجمات أداة للطعن فى الدين من غير المنتسبين للإسلام ، فنعم ، ترجم النصارى كتابنا قديمًا ، وحديثاً طلع علينا المستشرقون بسخافاتهم المضحكة التى أسموها ترجمات ، على حين لم يقترف المسلمون مثل ذلك ، فلم يُعرف لهم ترجمة للبايبل قديمًا ولا حديثًا والله أعلم . وكنت أرجو أن يجلى البحث هذه المسألة وأسبابها . ولكن يُقال : المسلمون لم يترجموا البايبل للطعن فى النصرانية ، ولكن هل أحجم غير المسلمين عن استعمال ترجمات البايبل للطعن فى النصرانية ؟
وأما استعمال الترجمات أداة ترويج لأفكار الفرق الضالة ، فهذا حدث للقرآن العظيم والبايبل سواء بسواء .
ثانيًا :(1/3582)
أغفل البحث فارقًا مهمًا بين ترجمات البايبل وترجمات معانى القرآن ، وهو ثبات النص القرآنى واضطراب نص البايبل ، فإن النص العربى للقرآن العظيم ثابت بفضل الله تعالى ، وأما نص البايبل فمضطرب عند أهله ، لأنهم لا يملكون رواية شفوية واحدة لكتابهم أو بعضه تتصل إلى الكاتب الأصلى بسند صحيح ولا ضعيف ، ولا يملكون إلا مخطوطات ، فإذا أرادوا ترجمة البايبل من مخطوطاته - غير الأصلية - التى بأيديهم ، رجعوا إلى تلك المخطوطات ، فوجدوا فيها اضطرابًا فى ألفاظ العبارات ، فيجتهدون مضطرين فى ترجيح ألفاظ بعض المخطوطات وإهمال غيرها . ثم يجدون فقرات كاملة مثبتة فى مخطوطات ومحذوفة من أخرى ، فيجتهدون مضطرين فى تقرير إثباتها أو حذفها ، وهكذا ، إلى آخر مشاكل تحقيق النصوص المعروفة .
ثم يأتى آخرون وينظرون فى نفس المخطوطات فيرجحون ما أهمله الأولون ، ويهملون ما رجحوه ، ويثبتون ما حذفوه ، ويحذفون ما أثبتوه ، وهكذا ، ثم يطلعون على الناس بـ "ترجمة" أخرى غير التى قبلها .
ثم تظهر مخطوطات أخرى ، بعضها يتقدم فى الزمان على المخطوطات التى كانت من قبل ، فيجتهد أناس فى النظر إلى الرصيد الحالى من المخطوطات ، ويعيدون النظر - مضطرين - فى اختلافات المخطوطات ، فيكتشفون أن العبارة الفلانية دخيلة لأنها - مثلاً - غير موجودة فى أقدم المخطوطات ، ويعتذرون للسابقين الذين قبلوا العبارة بأنهم لم يكونوا يملكون المخطوطات التى ظهرت من بعدهم .
فالقوم دائبون فى اكتشاف الوحى الإلهى جيلاً بعد جيل ، ففى جيل يكتشفون أن الرب أوحى بهذه الفقرة ، وفى جيل آخر يكتشفون أن الرب ما أوحى بها . وهكذا دواليك .
والأمر يتعدى الألفاظ المفردة إلى العبارات الطويلة ، ويتعدى العبارات الطويلة إلى الفقرات الكاملة ، ثم يتعدى كل ذلك إلى "أسفار" بتمامها ، طائفة تقرر أن الرب أوحى بها لهداية البشر ، وأخرى تؤكد أن الرب لا يوحى بمثل هذه الخزعبلات .(1/3583)
وهذا الفارق له أثره فى ترجمات الكتابين ، فإن النص "المتجدد" يحتاج إلى ترجمات ، تكثر بحسب كثرة "تجدده" ، وبحسب كثرة "المجتهدين" فى "تقرير" إلهاميته .
ثالثًا :
أُشكل عليّ التعبير النصراني "روح الخلاص" فى قول د/ العمرى : "وللنشاط التنصيري الكبير وروح الخلاص التي تدفعه أثر في انتشار ترجمة الإنجيل" لأنه ساقه كأنه من تقريره ، ولا شك أنه "يحكى" فقط عن القوم . وفى البحث كثير من هذا .
فائدة :
قرر د/ العمرى أن حفظ اللغة العربية وموت لغات البايبل كان له أثره على ترجمات كلا الكتابين . وقد وجدت كلامًا لشيخ الإسلام يدعم هذا التقرير ، فإن موت لغات البايبل كان سببًا فى إقبال أهله على ترجمته ، وأما العربية فقد حفظها الله فانتشرت فى الأرض ، فكان ذلك سببًا فى تقليل أهمية ترجمة معانى القرآن عند المسلمين القدامى . فلما طعن النصارى فى القرآن بأنه عربى فيصير للعرب فقط ، كان من رد ابن تيمية رحمه الله فى (الجواب الصحيح) على هذا الطعن : أن العربية انتشرت أكثر من غيرها من الألسنة .(1/3584)
قال رحمه الله : "وقد كان العارفون باللغة العربية حين بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إنما يوجدون فى جزيرة العرب وما والاها ، كأرض الحجاز واليمن وبعض الشام والعراق ، ثم انتشر فصار أكثر الساكنين فى وسط المعمورة يعرفون العربية ، حتى اليهود والنصارى الموجودون فى وسط الأرض يتكلمون بالعربية ، كما يتكلم بها أكثر المسلمين ، بل كثير من اليهود والنصارى يتكلمون بالعربية أجود مما يتكلم بها كثير من المسلمين ، وقد انتشرت هذه اللغة أكثر مما انتشرت سائر اللغات ، حتى إن الكتب القديمة من كتب أهل الكتاب ، ومن كتب الفرس والهند واليونان والقبط وغيرهم عربت بهذه اللغة ، ومعرفة الكتب المصنفة بالعربية والكلام العربى أيسر على جمهور الناس من معرفة الكتب المصنفة بغير العربية ، فإن اللسان العبرى والسريانى والرومى والقبطى وغيرها ، وإن عرفه طائفة من الناس ، فاللذين يعرفون اللسان العربى أكثر ممن يعرف لسانًا من هذه الألسنة" .
ويمكن الإضافة بأن التيسير الذى كان للعربية كان للقرآن قبلها ، فوُجد من الأعاجم من يحفظ القرآن وإن لم يتقن العربية . وليس للبايبل شىء من ذلك .
قال ابن تيمية : "وكثير من الفرس والروم والترك والهند والحبشة والبربر وغيرهم لا يعرفون أن يتكلموا بالعربية الكلام المعتاد ، وقد أسلموا وصاروا من أولياء الله المتقين ، ومنهم من يحفظ القرآن كله وإذا كلم الناس لا يستطيع أن يكلمهم إلا بلسانه لا بالعربية ، وإذا خوطب بالعربية لم يفقه ما قيل له" .
ولعل مما يؤكد أن انتشار اللغة يتناسب عكسيًا مع الإقبال على الترجمة ، ما قرره البحث من القلة النسبية لترجمات البايبل فى الإنجليزية ، فحصل بعض الاكتفاء النسبى بترجمات البايبل الإنجليزية التى شاعت بشيوع لغتها .
والحمد لله رب العالمين .
---
وليد العمري
11-29-2006, 07:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/3585)
أشكر أخي "المحب" على هذه الملاحظات التي تنم عن قراءة متعمقة في البحث، وأؤكد أنني سآخذ بالمناسب من ملاحظاته إن قدر لأي إعادة نشر البحث، بعون الله.
ولكن لي القول الآتي:
ذكرت في ثنايا البحث أن الفاتيكان أصدر وثيقة تنظيمية لمن يعملون في مجال الترجمة تنص على توحيد الجهود، وهذه الوثيقة المعني بها في المقام الأول الجهات المتخصصة بترجمة البيابيل وقد ذكرت عدداً منها في البحث، وهذه هي الجهات الأهم والأكبر في مجال الترجمة هذه أما الفرق كشهود يهوة وغيرهم وإن كان لهم جهود في الترجمة فهي لا تعني شيئاً مقابل المشروعات الكبيرةة التي تديرها المؤسسات المتخصصة مثل جمعيات الإنجيل المتحدة.
وفيما يخص ترجمة معاني القرآن الكريم، فإن اتحاد الفرقاء ضرب من الخيال في رأيي لأن الاختلاف عقدي في أصله، وعلى هذا الأساس العقدي جاءت الرغبة في إصدار الترجمات، فكل يحاول أن يصدر للناس ما يقرأه في القرآن.
وعلى الرغم منه هذا فإني اقر أخي على أن ما جاء في البحث من إقرار لهذه الجزئية يحتاج إلى توضيح أكثر، فجزاه الله خيراً
---
(1/3586)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نفي القاسمي لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ... سؤال واستشكال ؟!
---
نفي القاسمي لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ... سؤال واستشكال ؟!
---
أحمد دبوس
03-27-2004, 10:54 PM
ورد في تفسير القاسمي لسورة الفلق نفيه لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من ثبوت الحديث في صحيح البخاري معللا ذلك بأنه من أحاديث الآحاد .............فما قولكم في ذلك؟
---
أحمد البريدي
03-27-2004, 11:26 PM
جواب المسألة من جهتين :
1 - حجية خبرالآحاد في العقائد والأحكام , والمقرر عند جمهور العلماء حجيته وبفيد العلم والعمل, وأدلة ذلك متظافرة , وإذا احتف فيه قرائن كأن تلقته الأمة بالقبول كهذا الحديث المخرج في الصحيحين فهو يوجب العلم عند جمهور الطوائف كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه ومنها مقدمة التفسير ص 67 .
2 - هل إثبات الحديث يخالف العصمة ؟ والجواب قرره ابن القيم رحمه الله بقوله : إن الذي أصابه كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه ولا نقص في ذلك في وجه من الوجوه فإن المرض يجوز على الأنبياء , وكذا الإغماء كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه .
ولعل في هذا الجواب المختصر كفاية ان شاء الله .
---
أحمد القصير
03-28-2004, 04:52 PM
أخي الكريم : أحمد دبوس ، ذكر لك الأستاذ أحمد البريدي جواب المسألة ، وهو المعتمد ، وقد كنت كتب بحثا في هذه المسألة ، وسأضعه للفائدة وإلا فما ذكر الشيخ أحمد البريدي فيه كفاية إن شاء الله تعالى.
=================================
أجوبة العلماء عن خبر سحره صلى الله عليه وسلم :
للعلماء في الجواب عن هذه الحادثة ثلاثة أقوال :(1/3587)
القول الأول : أن ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من سحر ، هو مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، وهذه تجوز على الأنبياء كغيرهم من البشر ، وهي مما لا يُنكر ولا يَقدحُ في النبوة ، ولا يُخِلُّ بالرسالة أو الوحي ، والله سبحانه إنما عصم نبيه صلى الله عليه وسلم مما يحول بينه وبين الرسالة وتبليغها ، وعصمه من القتل ، دون العوارض التي تعرض للبدن .
وهذا مذهب : المازري (1 ) ، وابن القيم ، والعيني (2 ) ، والسندي (3 ) ، وابن باز (5 ) .(4 )
وحكاه القاضي عياض ، حيث قال :« و أما ما و رد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء و لا يفعله ، فليس في هذا ما يُدْخِلُ عليه داخلةً في شيء من تبليغه أو شريعته ، أو يقدح في صدقه ، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، و إنما هذا فيما يجوز طروُّة عليه في أمر دنياه ، التي لم يُبعث بسببها و لا فُضل من أجلها ، و هو فيها للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له ، ثم ينجلي عنه كما كان ،.... و لم يأت في خبرٍ أنه نُقل عنه في ذلك قولٌ بخلاف ما كان أخبر أنه فعله و لم يفعله ، و إنما كانت خواطر و تخيلات ».أهـ (6 )(1/3588)
وقال ابن القيم :« السحر الذي أصابه صلى الله عليه وسلم كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ؛ فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ؛ فقد أغمي عليه صلى الله عليه وسلم في مرضه ( 7)، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ ( 8) شِقُّهُ (9 ) ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاءً الأنبياء ، فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به ، من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس بِبدْعٍ أن يُبتلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أعدائه بنوع من السحر ، كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا ( 10) وهو ساجد (11 )، وغير ذلك ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ؛ بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله » . (12 )
القول الثاني : أن السحر إنما تسلط على ظاهره و جوارحه ، لا على قلبه و اعتقاده و عقله، ومعنى الآية عصمة القلب والإيمان ، دون عصمة الجسد عما يرد عليه من الحوادث الدنيوية.
وهذا اختيار القاضي عياض ( 13)، وابن حجر الهيتمي (14 ) .
القول الثالث : أن ما روي ـ من أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ـ باطل لا يصح ، بل هو من وضع الملحدين .
وهذا مذهب المعتزلة (15 ).
واختيار الجصاص من أهل السنة ، حيث قال :« زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ , وأن السحر عمل فيه ... ، ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين ، تلعباً بالحشو الطغام ، واستجراراً لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام ، والقدح فيها , وأنه لا فرق بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة , وأن جميعه من نوع واحد ، والعجب ممن يجمع بين تصديق الأنبياء عليهم السلام وإثبات معجزاتهم وبين التصديق بمثل هذا من فعل السحرة مع قوله تعالى :{ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } [ طه : 69] ، فصدق هؤلاء مَنْ كذَّبَهُ الله وأخبر ببطلان دعواه وانتحاله .(1/3589)
وجائزٌ أن تكون المرأةُ اليهودية بجهلها فعلتْ ذلك ظناً منها بأن ذلك يعمل في الأجساد . وقصدتْ به النبي صلى الله عليه وسلم ; فأطلعَ اللهُ نبيه على موضع سرها ، وأظهر جهلها فيما ارتكبتْ وظنتْ ؛ ليكون ذلك من دلائل نبوته , لا أن ذلك ضَرَّهُ وخلَّطَ عليه أمره ، ولم يقل كلُ الرواةِ إنه اختلط عليه أمره , وإنما هذا اللفظ زِيدَ في الحديث ولا أصل له ».أهـ (16 )
وحجة هؤلاء أن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر يلزم منه :
1- إبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام والقدح فيها .
2- ويلزم منه الخلط بين معجزات الأنبياء وفعل السحرة .
3- ويلزم منه أن يكون تصديقاً لقول الكفار :{ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا } [ الفرقان : 8 ] ، وقال قوم صالح له :{ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ } [ الشعراء :153] ، وكذا قال قوم شعيب له .
4- قالوا : والأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا ؛ لأن ذلك ينافي حماية الله لهم وعصمتهم .(17 )
وأجابوا عن حديث عائشة رضي الله عنها – والذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر – بأنه مما تفرد به هشام بن عروة ( 18)، عن أبيه ، عن عائشة . وأنه غَلُطَ فيه ، واشتبه عليه الأمر.(19 )
واعترض :(1/3590)
1- بأن قوله تعالى :{ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} ، وقوله :{ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}: المراد به : من سُحر حتى جُنَّ وصار كالمجنون الذي زال عقله ؛ إذ المسحور الذي لا يُتبع هو من فسد عقله بحيث لا يدري ما يقول فهو كالمجنون ، ولهذا قالوا فيه :{ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } [ الدخان : 14 ] ، وأما من أصيب في بدنه بمرض من الأمراض التي يصاب بها الناس ؛ فإنه لا يمنع ذلك من اتباعه، وأعداء الرسل لم يقذفوهم بأمراض الأبدان ، وإنما قذفوهم بما يُحَذِّرون به سفهاءهم من أتباعهم ، وهو أنهم قد سحروا حتى صاروا لا يعلمون ما يقولون بمنزلة المجانين ، ولهذا قال تعالى :{ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } [ الإسراء : 48].
2- وأما قولهم : إن سحر الأنبياء ينافي حماية الله تعالى لهم ؛ فإنه سبحانه كما يحميهم ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم ؛ فإنه يبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم ؛ ليستوجبوا كمال كرامته، وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس ، فإنهم إذا رأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم .(20 )
3- وأما قولهم : بأن حديث عائشة هو مما تفرد به هشام بن عروة ؛ فجوابه :أن ما قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم ؛ فإن هشاماً من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحد من الأئمة بما يوجب رد حديثه ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير ، والسنن والحديث ، والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من غيرهم .(1/3591)
والحديث لم يتفرد به هشام ؛ فقد رواه الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم t قال : « سَحَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ ، فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا ؛ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ سَحَرَكَ ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا ؛ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَخْرَجُوهَا ، فَجِيءَ بِهَا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ ».( 22) ( 21)
===================
هوامش التوثيق
===================
( ) المعلم بفوائد مسلم (3/93).
(2) عمدة القاري (15/98).
(3) حاشية السندي على سنن النسائي (7/113).
(4) مجموع فتاوى ابن باز (***).
(5) انظر : فتح الباري (10/237) ، ونيل الأوطار (17/211).
(6) الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم (2/113).
(7) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب الأذان ، حديث (687) ، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الصلاة ، حديث (418).
(8) جحش شقه : أي انخدش جلده . انظر : مشارق الأنوار (1/140) ، والنهاية في غريب الحديث (1/241).
(9) عن أنس بن مالك t قال : « سَقَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسٍ ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ ».
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب الصلاة ، حديث (378) ، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الصلاة ، حديث (411).
(10) السلى : الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفاً فيه. انظر : النهاية في غريب الحديث (2/396).
(11) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب الوضوء ، حديث (240) ، ومسلم في صحيحه ، في كتاب الجهاد والسير ، حديث (1794).
(12) بدائع الفوائد (2/192) . وانظر : زاد المعاد (4/124).
(13) الشفا (2/113).(1/3592)
(14) الزواجر (2/163 ـ 164).
(15) انظر : مفاتيح الغيب (32/172) ، وعمدة القاري (21/280).
(16) أحكام القرآن ، للجصاص (1/58 ـ 59).
(17) انظر : أحكام القرآن ، للجصاص (1/59) ، ومفاتيح الغيب (32/172) ، وبدائع الفوائد (2/191) .
(18) هو : هشام بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، الإمام الثقة ، شيخ الإسلام ، أبو المنذر القرشي الأسدي الزبيري المدني ، قال ابن سعد :كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم الرازي : ثقة إمام في الحديث . وقال يحيى بن معين وجماعة : ثقة .(ت : 146 هـ ) . انظر : سير أعلام النبلاء (6/34).
(19) انظر : بدائع الفوائد (2/191).
(20) انظر : بدائع الفوائد (2/192-193) ، ومفاتيح الغيب (32/172).
(21) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/40) ، والإمام أحمد في مسنده (4/367) ، والنسائي في سننه ، في كتاب تحريم الدم ، حديث (4080) ، جميعهم من طريق الأعمش ، به . وصححه الألباني ، في صحيح سنن النسائي (3/98) ، حديث (4091).
(22) انظر : بدائع الفوائد (2/191).
---
د. هشام عزمي
04-02-2004, 11:52 PM
هل تسمح لنا يا شيخنا الكريم أحمد القصير بنشر هذا البحث على مواقعنا العربية و ترجمته للإنجليزية للنشر على المواقع الإنجليزية ؟
---
أحمد القصير
04-03-2004, 01:07 AM
أخي الكريم : د. هشام عزمي ، حفظه الله :
اشكرك على حسن ظنك بأخيك ، ولا مانع من نشر البحث وترجمته ، أسأل الله الكريم أن ينفع به .
---
أحمد القصير
04-03-2004, 01:13 AM
وهذا الملف للتحميل بصيغة وورد
---
أحمد دبوس
04-03-2004, 04:09 AM
جزى الله مشايخنا الأجلاء خير الجزاء وأعانهم على التعاون على البر والتقوى
وأود أن أوضح جانبا آخرا من السؤال كان مبهما في سؤالي وهو : هل ما صرح به القاسمي يعتبر مخالفا لمنهج السلف ؟ مع أن العلم بأن جوابكم كان كافيا لكن نرجو زيادة توضيح لتستقر الحال ويقف الاستشكال(1/3593)
وجزاكم الله خيرا
---
د. هشام عزمي
04-03-2004, 04:54 AM
ها هي ...
أجوبة العلماء عن خبر سحر النبي صلى الله عليه و سلم (http://www.aljame3.com/modules.php?name=News&file=article&sid=91) على شبكة الجامع الإسلامية
و قريباً مترجمة إلى الإنجليزية إن شاء الله .
---
(1/3594)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في مسألة جمع القرآن ..!!!
---
إشكال في مسألة جمع القرآن ..!!!
---
محمود الشنقيطي
12-16-2006, 11:43 AM
من المعلوم المتفق على صحته كما عند البخاري وغيره أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }... روايةُ البخاري
وفي مسلم: عن أنس : أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن فقال لعثمان بن عفان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت و سعيد بن العاصي و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام و عبد الله بن الزبير أن انسخوا الصحف في المصاحف وقال للرهط القرشيين الثلاثة : ما اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم حتى نسخوا الصحف في المصاحف بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا
قال الزهري : وحدثني خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت قال : فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه } فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها...
الإشكال:(1/3595)
لو كان الحديث في الجمع الأول للقرآن لكان الأمرُ عادياً, أما وقد جمع القرآن في عهد الصديق رضي الله عنه وتم تداول نسخته حتى وصلت لأمنا حفصة رضي الله عنها, ثمّ بعد كل ذلك يقول زيد رضي الله عنه: {نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }
فهل معنى ذلك أن الصحف التي جمعت في عهد الصديق كانت خاليةً من هذه الآية..؟؟
أم كان يشترط في نسخ الصحف في عهد عثمان اجتماع النقل من الصحف والحفاظ..؟؟
أم أن هذا الحديث كان المراد به الجمع الأول وحصل خلطٌ من الراوي فذكره في جمع عثمان..؟؟
أم ماذا..؟؟
أرجو من المشايخ توضيح الإشكال - إن كان موجوداً - والتنبيهَ بالشرح إلى عدم وجوده حال كونه كذلك..
---
مجدي ابو عيشة
12-16-2006, 02:46 PM
مما يكثر الخلط فيه في جمع القران هو عدم التفريق بين جمع القران وترتيبه في العرضة الاخيرة وبين جمعه في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه ونسخ المجموع زمن ابي بكر بعدة نسخ زمن عثمان .
فقد كان الجمع للقران بمعنى حفظه كاملا موجودا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان من غيره صلى الله عليه وسلم من ذكرهم انس رضي الله عنه :
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ أُبَيٌّ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قُلْتُ لِأَنَسٍ مَنْ أَبُو زَيْدٍ قَالَ أَحَدُ عُمُومَتِي.(1/3596)
قال الحافظ ابن حجر : قَوْله : ( جَمَعَ الْقُرْآن )أَيْ اِسْتَظْهَرَهُ حِفْظًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 122)
وهذا الحديث متفق عليه .
ومن ذالك المعنى ما اخبر به الني صلى الله عليه وسلم بقوله :مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ" سنن الترمذي - (ج 8 / ص 390)وهو عند الحاكم وصححه الالباني رحمهم الله جميعا.
اما جمع القران فله معنى آخر الا وهو ما فعله ابو بكر رضي الله عنه :
حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود عن أبيه قال : جمع أبو موسى القراء فقال : لا يدخلن عليكم إلا من جمع القرآن ، قال : فدخلنا زهاء ثلاثمائة رجل فوعظنا وقال : أنتم قراء هذا البلد وأنتم ، فلا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب. مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 204)
قال ابن ابي شيبة :أول من جمع القرآن حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : قال علي : يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين.مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 196).
حدثنا قبيصة عن ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن صعصعة قال : أول من جمع القرآن وورث الكلالة أبو بكر. :مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 340)
قال الحافظ ابن حجر في باب جمع القران :
قَوْله : ( بَاب جَمْع الْقُرْآن )(1/3597)
الْمُرَاد بِالْجَمْعِ هُنَا جَمْع مَخْصُوص ، وَهُوَ جَمْع مُتَفَرِّقه فِي صُحُف ، ثُمَّ جَمْع تِلْكَ الصُّحُف فِي مُصْحَف وَاحِد مُرَتَّب السُّوَر . وَسَيَأْتِي بَعْد ثَلَاثَة أَبْوَاب " بَاب تَأْلِيف الْقُرْآن " وَالْمُرَاد بِهِ هُنَاكَ تَأْلِيف الْآيَات فِي السُّورَة الْوَاحِدَة أَوْ تَرْتِيب السُّوَر فِي الْمُصْحَف . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 192).
الذي بقي الامر الاخر وهو النسخ الذي قام به عثمان رضي الله عنه .
بالنسبة للاستشكال اخي فهو ناتج عن دمج الزهري رحمه الله لاكثر من قصة في الرواية الواحدة :
والرواية كاملة هي كما يلي :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(1/3598)
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }(1/3599)
حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قال الحافظ رحمه الله تعالى :
وْله : ( عَنْ زَيْد بْن ثَابِت )
هَذَا هُوَ الصَّحِيح عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ قِصَّة زَيْد بْن ثَابِت مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر عَنْ عُبَيْد بْنِ السَّبَّاق عَنْ زَيْد بْن ثَابِت ، وَقِصَّة حُذَيْفَة مَعَ عُثْمَان عَنْ أَنَس بْن مَالِك ، وَقِصَّة فَقْد زَيْد بْن ثَابِت الْآيَة مِنْ سُورَة الْأَحْزَاب فِي رِوَايَة عُبَيْد بْن السَّبَّاق عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ ، وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مَجْمَع عَنْ الزُّهْرِيِّ فَأَدْرَجَ قِصَّة آيَة سُورَة الْأَحْزَاب فِي رِوَايَة عُبَيْد بْن السَّبَّاق ، وَأَغْرَبَ عُمَارَة بْن غَزِيَّة فَرَوَاهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ " عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ " وَسَاقَ الْقِصَص الثَّلَاث بِطُولِهَا : قِصَّة زَيْد مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر ؛ ثُمَّ قِصَّة حُذَيْفَة مَعَ عُثْمَان أَيْضًا ، ثُمَّ قِصَّة فَقْد زَيْد بْن ثَابِت الْآيَة مِنْ سُورَة الْأَحْزَاب أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ ، وَبَيَّنَ الْخَطِيب فِي " الْمُدْرَج " أَنَّ ذَلِكَ وَهْم مِنْهُ وَأَنَّهُ أَدْرَجَ بَعْض الْأَسَانِيد عَلَى بَعْض .فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 193).
قال الدارقطني رحمه الله :
وسئل عن حديث زيد بن ثابت عن أبي بكر الصديق في جمع القرآن فقال هو حديث في جمع القرآن ورواه الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت حدث به الزهري كذلك جماعة منهم إبراهيم بن سعد ويونس بن يزيد وشعيب بم أبي حمزة وعبيد الله بن أبي زياد(1/3600)
الرصافي وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وسفيان بن عيينة وهو غريب عن بن عيينة اتفقوا على قول واحد ورواه عمارة بن غزية عن الزهري فجعل مكان بن السباق خارجة بن زيد بن ثابت وجعل الحديث كله عنه وإنما روى الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه من هذا الحديث
ألفاظا يسيرة وهي قوله فقدت من سورة الاحزاب آية قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت ضبطه عن الزهري كذلك إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبي حمزة وعبيد الله بن أبي زياد وذكر إبراهيم بن سعد من بينهم عن الزهري فيه أسانيد منها عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن مسعود.علل الدارقطني - (ج 1 / ص 186, 187).
تجد في كتب المستشرقين عدم التفريق بين هذه الامور حتى قال احد المستشرقين عن قول عبد الملك بن مروان "اخاف ان اموت في رمضان، ففيه وُلدتُ، وفيه فُطمتُ، وفيه جَمعتُ القرآن، وفيه اُنتخبتُ خليفةً للمسلمين" يظن انه جمع القران كما فعل ابو بكر رضي الله عنه وتبعه بذلك احد الخبثاء النصارى . والغريب ان ذلك الخبيث يقول :" أُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وابو زيد، وابو الدرداء، وتميم الداري، وسعد بن عبيد، وعُبادة بن الصامت، وابو ايوب وعثمان بن عفان. على ان نفس الكاتب يخبرنا في صفحة 113 من طبقاته ان الذي جمع القرآن هو عثمان بن عفان في خلافة عمر، وليس في حياة الرسول كما ذكر اولا . وفي حديث آخر يقول ابن سعد ان عمر بن الخطاب جمع القرآن في صحف."
وهذا ناتج عن عدم معلرفتهم ان الجمع زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو جمع القرلان في الصدور وهذا الذيقصده عبد الملك بقوله وفيه جمعت القران ان صح القول عنه
---
محمود الشنقيطي
12-16-2006, 06:44 PM
أحسن الله تعالى إليك أخي المبارك:(1/3601)
هل أفهم مما سبق أن الرواية المتفق عليها بين أيدينا في الصحيحين برواية الزهري رحمه الله أَنَّ ذَلِكَ وَهْم مِنْهُ وَأَنَّهُ أَدْرَجَ بَعْض الْأَسَانِيد عَلَى بَعْض ..؟؟
وأن هذه القصة لا تصح حكايتها على أنها وقعت في جمع عثمان رضي الله عنه- ولو كانت في الصحيحين - للوهم السابق من الزهري رحمة الله عليه ..؟؟
---
د. أنمار
12-16-2006, 07:36 PM
لا يبدو من كلام الدارقطني أن الزهري هو الذي خلط القصص، بل الخلط جاء ممن دونه، وليس في النقول إلا أنها 3 قصص رواها الزهري بأسانيد مختلفة فمدارها عليه ثم جاء من بعده فلم يفرق.
ولمعرفة الصواف لابد من تتبع الطرق الأخرى للروايات لمعرفة المرجح منها
ثم هل يمكن أن تكون الصحف التي جمعت في عهد الصديق قد فقدت منها صفحة آية الأحزاب مع مرور 25 سنة تقريبا؟ فيه نظر.
وما استشكله الأخ محمود استشكلته من سنين، لكن لم أزل أردد: قوله تعالى :"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
فأيا كان الأمر فقد وفق الله تعالى زيدا بما قام به على أتم وجه وأوثق منهاج
---
مجدي ابو عيشة
12-17-2006, 11:42 AM
الاخوة الكرام بداية وضعت الكلام بالنسبة لجمع القران زمن النبي في الصدور حسب العرضة الأخيرة في الصدور في بداية الكلام كي لا يتوهم احد ان الحفظ يقصد به التدوين , بل ان التدوين اداة مساعدة لحفظ الناس .
اذ ان الله عز وجل كفل بحفظ القران وكان فعل الصحابة بتوفيق الله تعالى طريق صحيح في ذلك . فما فعله الصحابة هو التدوين الكتابي . اما الحفظ في الصدور فهو موجود ابتداء .
اساس الاشكال هنا كون زيد بن ثابت هو من كان يجمع القرآن زمن ابو بكر . وكان اعتماد الجمع على المكتوب لا على الحفظ كما هو واضح من الرواية :
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ(1/3602)
وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا نَتَّهِمُكَ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ(1/3603)
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }
إِلَى آخِرِهِمَا وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ .صحيح البخاري - (ج 14 / ص 252)
اذا فالرواية واضحة ان ما كان مع خزيمة كان في زمن ابوا بكر لا بزمن عثمان . وان الذي كان يجمع المدون زمن النبي لا المحفوظ في الصدور لان زيد بن ثابت كان من حفاظ الوحي وكان ممن جمع القران في زمن النبي.
وهذا هو الشق الثاني الذي ذكره الزهري باسناد منفصل عن السابق .
اي ان الزهري حدث الروايتين في وقت واحد فذكر قصة نسخ القران قبل الكلام عن جمع القران في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه .
وقد ذكر البخاري ومسلم قصة الجمع منفصلة عن قصة النسخ .
فقد روى البخاري فقال :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ
أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ صحيح البخاري - (ج 11 / ص 326)
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ(1/3604)
فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ لَهُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا. صحيح البخاري - (ج 15 / ص 382)
اما الرواية التي احدثت اللبس في ذلك هي :(1/3605)
حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ(1/3606)
{ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)
لاحظ ان ابن شهاب لم يدرج النصين وانما فصل السندين ولكنه حدث بهما في نفس المجلس .فمن روى عن ابن شهاب في ذلك المجلس . اما من سمع منه الرواية التي تتعلق بالجمع منفردة فقد روى نص الجمع مع خبر ابن خزيمة او ابو خزيمة .
والان لنركز في الجزء الثاني من الرواية :
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
{ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)
لاحظ ا ان قوله نسخنا المصحف تحتمل الفهمين انه نسخ المصحف في المصاحف وهو معنى محتمل غير مراد ومعنى انه يتكلم عندما نسخ المصحف من الرقاع والعسف والعظم ..
فانه في اخر الحديث قال فالحقناها في سورتها في المصحف .
****
بعد ذلك اوضح امرا مهم . لو ضاع شيء من المصحف الذي عند حفصة فلا يعني ان حفظ القران قد شابه شيء . لان المصحف اداة للمساعدة على الحفظ وان زيدا من حفظة القران ..
اي ان اساس الحفظ الصدور وانما يثبت العلم بالتدوين .وهذا على فرض ما توهمه بعض الاخوة .
اذا فلم يشب حفظ القران شبهة ... والله اعلم
---
(1/3607)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري
---
صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2006, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار ابن الجوزي بالدمام الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب :
أسماء سور القرآن وفضائلها
http://www.tafsir.net/images/soaaaar.JPG
للدكتورة منيرة محمد ناصر الدوسري ، الأستاذة المساعدة بكلية الآداب للبنات بالدمام .
وأصل هذا الكتاب رسالة ماجستير تقدمت بها الباحثة إلى كلية الآداب للبنات بالدمام ، وقد قدم للكتاب فضيلة الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي حفظه الله ورعاه ، أستاذ الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض وأثنى على جهد الباحثة في رسالتها .
وقد قسمت الباحثة البحث إلى قسمين :
القسم الأول : دراسة قضايا ذات صلة بالموضوع .
المبحث الأول : أشهر أسماء القرآن وأوصافه .
المبحث الثاني : فيما ورد في فضائل القرآن إجمالاً .
المبحث الثالث : تعدد أسماء السور وسبب اختصاص السور بأسماء معينة .
المطلب الأول : التسمية وتعددها وهل هي توقيفية أم اجتهادية ؟
المطلب الثاني : اختصاص السور بأسماء معينة .
المطلب الثالث : إشكال على تسمية السور .
المطلب الرابع : كتابة أسماء السور في المصاحف .
القسم الثاني : أسماء السور وفضائلها .
التمهيد : أقسام سور القرآن .
ثم تحدثت عن أسماء جميع سور القرآن وفضائلها من الفاتحة حتى الناس .(1/3608)
وقد طبعت الرسالة في مجلد عدد صفحاته 766 من القطع العادي ، وورقه أصفر جميل مريح لعين القارئ ، وقد بذلت الباحثة جهداً مشكوراً في هذه الرسالة ، واعتمدت في الحديث عن أسماء السور فوق المصادر المعتمدة في علوم القرآن على المصاحف المخطوطة ، فقد ذكرت في قائمة مصادرها عدداص من المصاحف المخطوطة التي رجعت إليها فبلغت واحداً وأربعين مصحفاً محفوظة في أماكن متفرقة في السعودية وخارجها ، وهو جهد علمي تستحق الباحثة عليه الشكر والتقدير وفقها الله ونفع بها .
---
(1/3609)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض (تفسير القرطبي) في نشرته الأخيرة بتحقيق الدكتور عبدالله التركي في 24 مجلدا
---
عرض (تفسير القرطبي) في نشرته الأخيرة بتحقيق الدكتور عبدالله التركي في 24 مجلدا
---
عبدالرحمن الشهري
09-14-2006, 08:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب التفسير للإمام القرطبي ، والمعروف بـ
الجامعُ لأحكامِ القُرآنِ
والمُبَيّنُ لما تضمنتهُ من السنة وآي الفرقان
للإمام أبي عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي المتوفى سنة 671هـ رحمه الله وغفر له .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_291424508e49fa32f4.jpg
وقد قام على تحقيقه معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وفقه الله الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ، وذلك بالتعاون مع مكتب التحقيق والبحوث في مؤسسة الرسالة ببيروت كما سبق الإعلان عن ذلك منذ مدة طويلة سبقت الإشارة إليها في الملتقى هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2565).
وتبرع بطباعته ونشره بين طلاب العلم الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود جزاه الله خيراً وبارك له في ماله .
وتعدٌ هذه الطبعة المحققة من تفسير القرطبي أوفى طبعاته وأجملها وأكملها ، حيث جمعت إلى جودة التحقيق ، جمال الطباعة والورق ، والعناية بالتفاصيل . وهذا بيان مزايا هذه النشرة بحسب االاطلاع السريع ، وبيان المحققين في مقدمة التحقيق .
طبعات الكتاب السابقة :(1/3610)
- تعد طبعة دار الكتب المصرية الأولى والثانية والثالثة هي أول وأقوم طبعات تفسير القرطبي ، وقد قام على نشره في تلكم الطبعات علماء أجلاء ، ومحققون نبلاء أخرجوه في حلة قشيبة رائقة ، غير أن عوامل استكمال جوانب التحقيق العلمي للكتاب لم تكن متوافرة في ذلك التاريخ (عام 1351هـ الموافق 1933م) كما هي عليه الحال اليوم ، فجاء الخلل والقصور في إخراج الكتاب من هذا الباب . فلم يعنوا بتخريج أحاديث الكتاب ، وعزو نقوله إلى مصادرها ، وضبط نصوصه ، وفهرسته وغير ذلك .
غير أن طبعة دار الكتب المصرية للكتاب أصبحت نادرة في هذا الزمان ، وعز وجودها في المكتبات إلا بثمن باهض ، وفي أماكن محدودة ، وعزت حتى صور هذه الطبعة ، مع ما وقع فيها من سقط لم يتنبه له .
وقد ظهرت وانتشرت طبعات أخرى للكتاب هي دون طبعة دار الكتب المصرية في الجودة ، ولم تزد عليها شيئاً ذا بال ، بل إنها وقعت فيما وقعت فيه طبعة دار الكتب المصرية من أخطاء ، ولم تصوب منها شيئاً في مواضع متفرقة .
وقد خدمت طبعة دار الكتب المصرية بعد ذلك بصنع فهارس تفصيلية لها ، وكتبت حولها بحوث ودراسات جيدة ، وكانت عمدة الدارسين والباحثين وما زالت حتى يومنا هذا كذلك طيلة أكثر من سبعين عاماً خلت ، هي عمر هذه النشرة للكتاب .
غير أنه آن الأوان أن يحظى هذا التفسير الموسوعي بعناية علمية تليق بمكانته وما يشتمل عليه من العلم ، وتنتفع بمعطيات هذا الزمان لإخراجه على أكمل وجه ، ولكن لطول الكتاب ، وصعوبته ، لم يتصد له أحد من طلاب العلم المتخصصين ، حتى يسر الله بتوفيقه وعونه للدكتور الجليل عبدالله بن عبدالمحسن التركي التصدي لهذا الكتاب كما صنع مع كتب جليلة من قبلُ ، فقام على تحقيقه ونشره بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات بمؤسسة الرسالة ، وشارك في تحقيقه مع المحقق الرئيس عدد من الباحثين في المؤسسة هم :(1/3611)
- محمد رضوان عرقسوسي ، شارك في تحقيق الأجزاء [1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7، 8، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 14 ، 15 ، 17 ، 19 ، 21].
- ماهر حبوش ، شارك في تحقيق الأجزاء [6 ، 8 ، 10 ، 14 ، 17 ، 22 ، 24].
- غياث الحاج أحمد ، شارك في تحقيق الأجزاء [9 ، 11 ، 18 ، 24].
- خالد العواد ، شارك في تحقيق الجزء [12].
- محمد معتز كريم ، شارك في تحقيق الأجزاء [12 ، 13 ، 20 ، 24].
- محمد أنس مصطفى الخن ، شارك في تحقيق الأجزاء [13 ، 16 ، 23 ، 24].
- محمد بركات ، شارك في تحقيق الجزء [15].
- كامل محمد الخراط ، شارك في تحقيق الأجزاء [16 ، 18 ، 20 ، 22].
- رضوان مامو ، شارك في فهارس الكتاب في الجزء [24].
- فادي المغربي ، شارك في فهارس الكتاب في الجزء [24]
النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب في هذه النشرة :
أولاً : نسخة المكتبة الظاهرية المحفوظة في مكتبة الأسد .
وهي نسخة كاملة ، وقع فيها زيادات على النسخ الأخرى لا تخرج عن منهج المصنف وأسلوبه في أخذه من مصادره نفسها ، مما يرجح أنه زادها لاحقاً ، وقد أثبت المحققون هذه الزيادات بتمامها ، وأشاروا إليها في مواضعها من الكتاب . وهذه النسخة تقع في خمسة أجزاء ، ذكروا بياناتها في المقدمة .
ثانياً : نسخة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية .
وتقع في 13 جزءاً ، ينقص منها الثالث ، وقد فصل المحققون وصف هذه النسخة في المقدمة الدراسية ، وهي مكتوبة بخطوط مختلفة .
ثالثاً : نسخة مصورة عن نسخة محفوظة في المكتبة الخديوية بمصر .
وتقع في خمسة أجزاء ، فيها سقط في موضع واحد من الجزء الرابع ، ووصفها مفصل في التمهيد .
رابعاً : نسخة أخرى مصورة عن نسخة محفوظة بالمكتبة الخديوية .
وهي نسخة ناقصة بها خروم ، توفر منها عشرة أجزاء وصفها المحققون في الدراسة .
خامساً : نسخة أخرى مصورة عن نسخة محفوظة في المكتبة الخديوية بمصر .(1/3612)
وهي نسخة ناقصة تتألف من خمسة أجزاء ، تجد وصفها في الدراسة .
سادساً : جزءان من نسخة أخرى مصورة عن نسخة محفوظة في المكتبة الخديوية .
سابعاً : أجزاء متفرقة مصورة عن نسخ محفوظة في المكتبة الخديوية . وتفاصيل هذه الأجزاء في دراسة المحققين .
ميزات نشرة مؤسسة الرسالة لتفسير القرطبي ومنهج العمل فيها :
قوبلت النسخ الخطية على طبعة دار الكتب المصرية الثالثة التي رمز لها بحرف (م) ، وأثبتت أهم الفروق بين ألفاظ النسخ الخطية .
منهج العمل في التحقيق وخدمة النص :
1- ضبط النص ، وترقيمه وتفصيله .
2 - تخريج أحاديثه وما وقع فيه من آثار على منهج علمي مرتضى تجد تفصيله في الدراسة .
3- التعليق على الأحاديث باختصار بما تدعو إليه الحاجة ، من شرح غريب أو بيان علة أو غير ذلك.
4- تخريج أشعاره من دواوين أصحابها ، ومن أهم مصادر العربية إن كان من الشواهد .
5- ترجمة الأعلام بإيجاز في أول موضع ترد فيه ، وقد اعتمد على سير أعلام النبلاء .
6- توثيق النصوص التي أوردها المصنف من أحكام ولغة وقراءات وغيرها من مصادرها التي استقى منها تفسيره ، وذلك حسب ما يتوافر منها .
7- تجدر الإشارة إلى أن الآيات القرآنية مثبتة في هذه الطبعة على رواية حفص عن عاصم ، كما هو الحال في الطبعة المصرية ؛ لأن الآيات لم ترد في النسخ الخطية على قراءة واحدة ، بل تنوعت فيها ، وغالباً ما وردت على قراءتي أبي عمرو بن العلاء البصري ، ونافع المدني ، وذلك حسب ما في بعض النسخ .
وقد توبعت طبعة دار الكتب المصرية في إيراد الآية كاملة قبل تفسيرها ، لما في ذلك من فائدة وزيادة إيضاح ، إذ لم يرد في النسخ الخطية من الآية إلا طرفها .
8- تذييل الكتاب بفهارس شاملة لمسائله ، وقد استغرقت الفهارس الجزأين الثالث والعشرين والرابع والعشرين وهي :
- الأحاديث والآثار .
- الأشعار.
- الأعلام .
- الموضوعات .
- اللغة .(1/3613)
كما كتب على كعب كل مجلد بدايته ونهايته بحيث يتعرف على الجزء المراد معرفة تفسيره من سور القرآن بسهولة .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_49244508f43c04411.jpg
9- توثيق إحالات المؤلف في تفسيره ، وهذه الميزة كانت موجودة في طبعة دار الكتب المصرية ، وقد جاءت في هذه الطبعة أيضاً ، وذلك أن القرطبي كثيراً ما يحيل إلى بحث المسألة في موضع تقدم في تفسيره ، كأن يقول (وقد تقدم هذا ) أو وقد تقدم في سورة كذا . فيأتي المحققون في الحاشية فيذكرون رقم الجزء والصفحة ، وهذه خدمة نافعة لقارئ التفسير.
وفي الحق إن هذه الطبعة لتفسير القرطبي :
الجامعُ لأحكامِ القُرآنِ
والمُبَيّنُ لما تضمنتهُ من السنة وآي الفرقان
هي أوفى طبعاته وأجودها وأتقنها ، وفيها تعقبات كثيرة على المصنف في كثير من الأوهام التي وقع فيها في تخريج الأحاديث ونسبة الأقوال ، ومسائل نحوية متفرقة وهم فيها ، فجزى الله الدكتور عبدالله التركي ومن شاركه في إخراج الكتاب على هذا الوجه ، ومن دعمه مادياً لتوزيعه على طلاب العلم خيراً .
وبعدُ فهذه غنيمة باردة لكم يا طلاب العلم ، جاءتكم صفواً لا كدر فيها ، فردوا مناهلَ تقصاها لكم أبو عبدالله القرطبي ، وفرائد فوائد سهر لياليه ، وقطع أيامه وهو يجمعها وينضدها لكم ، وكنوز فهم وتدبر جديرة بالرحلة والعناء ، وها هي بين أيديكم اليوم في أبدع حلة ، وأجمل دل . نفعكم الله بها ، وزادكم بها قرباً منه سبحانه وتعالى . والله أعلم .
حرر في الرياض صباح الخميس 21 شعبان 1427هـ
---
نورة
09-14-2006, 08:19 AM
جزاكم الله خيراً
بشرى سارة
بشركم الله بالجنة
---
موراني
09-14-2006, 10:51 AM
شكرا لكم على هذه المعلومات
أتمنى أن يكون هذه الكتاب الهام معروضا في المعرض الدولي للكتاب في فرانكفورت في بداية الشهر القادم !
---
أبو عمر السيد
09-16-2006, 12:00 PM
هذا الكتاب جيد والظاهر أنه الآن في الرابطة للتوزيع
---(1/3614)
محمد سعيد الأبرش
09-16-2006, 12:23 PM
جزاكم الله خيراً ولكن كيف السبيل للحصول عليه خارج المملكة
---
أبو المعتز القرشي
09-16-2006, 12:53 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا العرض
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:17 PM
سبحان الله الذي علّم الإنسان مالم يعلم والذي يسّر لبني آدم وفتح له بطريق العلم مركز كهذا أغلى من أثمن كنوز الأرض جمعاء . جزاكم الله كل خير اللهم اجعل لمن عمل على هذا الموقع نورا في الدنيا والآخرة ...
---
عبدالله العلي
09-16-2006, 08:52 PM
نسختي تتكون من 26 مجلد .. طبعة هجر
فهل تختلف عما ذكرته ياشيخ عبدالرحمن
---
عبدالرحمن الشهري
09-16-2006, 10:28 PM
الأخ العزيز عبدالله العلي : الطبعة التي في 26 مجلداً هي لتفسير الطبري ، فلعلك تعنيها وهي التي طبعتها دار هجر . وقد سبق الحديث عنها قديماً هنا قبل سنتين أو أكثر .
أما تفسير القرطبي فطبعته في 24 مجلداً من مؤسسة الرسالة ، ولم تطبعها دار هجر حسب علمي ، ولم توزع إلا منذ عدة أيام عن طريق مكتب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في الرياض .
---
عبدالله العلي
09-17-2006, 07:32 PM
أحسنت شيخنا عبدالرحمن
وقد اختلط علي ، مع أنني لست كبيرا ولم تحترق كتبي !!
---
عبدالرحمن الشهري
09-17-2006, 08:20 PM
لا بأس عليك أخي العزيز ، فالأمر قريب . وجزى الله القائمين على نشر هذين الكتابين خير الجزاء ، وأخص معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، فما أحسن أثره على الناس وعلى طلاب العلم .
---
عمر المقبل
09-17-2006, 11:11 PM
أثابكم الله أبا عبدالله على هذه الفوائد ..
وبعد سؤال أحد الإخوة في مكتب الرابطة بالرياض ،أفاد أنه ـ للحصول على نسخة من الكتاب ـ لا بد من إثبات أن الراغب في النسخة طالب دراسات عليا (ماجستير ، دكتوراه) .
أذكر هذا الخبر حتى يوفر الإنسان على نفسه وقتاً وجهداً ،ليأتي مباشرةً بإثباته الذي ييسر له الحصول على نسخته ..(1/3615)
فهنيئاً لكم معشر طلاب العلم هذه الغنيمة الباردة ،وجزى الله كل من ساهم في تحقيقه ،ونشره ،وتوزيعه ،وأخص بالذكر الدكتور عبدالله التركي (فما أحسن أثره على الناس وعلى طلاب العلم) !.
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2006, 05:50 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، ونفعنا جميعاً بالعلم ، وهذا الكتاب قد ملأه صاحبه بالعمل المصفى ، وكم فيه من كنوز وفرائد رحم الله القرطبي وغفر له ، وأجزل ثوابه .
ومما صدرت به الطبعة الجديدة هذه الإشارة إلى أوهام وقعت للقرطبي رحمه الله في عزو الأحاديث أحياناً ، وفي نسبة بعض الأقوال لغير من قال بها كأن يكون الكلام لابن الأنباري فينسبه القرطبي للخطابي ونحو ذلك . وقد جرت بيني وبين أخي العزيز الشيخ عبدالله المنصور حول صحة مثل هذه التعقبات ، وهل هي جميعها مما يسلم به لهم . فكان مما قلته له : إنه قد وقع لي كثير من الأمثلة التي وهم فيها القرطبي في نسبة أقوال كثيرة لسيبويه على أنها اختيار سيبويه ، وهي عند الرجوع لكتاب سيبويه بخلاف ما ذكر القرطبي ، وأوهام في نسبة عدد من الشواهد الشعرية لغير قائليها ، وما لم أقف عليه أكثر مما وقفت عليه بحسب ما ذكر محققو طبعة مؤسسة الرسالة هذه . وقد وعد الأخ عبدالله المنصور بكتابة رأيه حول هذه المسألة في هذا الموضوع إن شاء الله متى ما سنحت له فرصة .
---
المنصور
09-22-2006, 10:54 AM
أشكر أخي الفاضل الكتور عبد الرحمن الشهري ، وأقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلم المحققون للكتاب على أوهام وقعت للقرطبي في تفسيره ، وقد ذكروا مسائل وهموا هم فيها ، فليس من السهل توهيم العلماء الكبار ، بل يجب التحري للغاية قبل إصدار مثل هذا الحكم : وهم القرطبي ...انفرد القرطبي ....أخطأ القرطبي ...هذه كلمات ثقيلة ، ولاينبغي أن يصدرها أمثالنا قبل أن نتحرى بدقة .(1/3616)
ومنذ أن وقعت هذه الطبعة في يدي وقرأت مقدمتها ، شعرت بأن الإخوة الفضلاء أجحفوا في اتهام القرطبي في بعض المسائل على الأقل ، فكتاب ضخم مثل هذا الكتاب ، قلَّ أن يسلم مؤلفه من الخطأ والوهم ، ولكن أن يقال عنه إنه وهم وليس الأمر كذلك فهنا الخطأ ، وسأكتفي بذكر ثلاثة أمثلة يرجع إليها من كان يملك الكتاب .
المثال الأول : ذكروا في المقدمة ( ص 19 ) وفي ثنايا تحقيق الكتاب ( 1/ 374 ) أن القرطبي تفرد بنقل قول أبي حاتم السجستاني إن الوقف في قوله تعالى ( ثم يميتكم ) البقرة / 28 وقف تمام ، وهذا خطأ ظاهر لايصح جعله من تفردات القرطبي التي يعاب عليه بها أو تعد من الملحوظات على كتابه لأمرين مهمين :
1/ أن القرطبي إذا تفرد بنقل ، فهو عالم كبير يعتبر قوله ، وتعتبر كتبه مصدراً ومرجعاً ، فمن الخطأ التشكيك فيه وتضعيف ثقة القراء في أقواله وماينقله ، خاصة إذا وضع مثل هذا التعقيب في مقدمة الكتاب .
2/ لقد راجعت هذه التهمة بالتفرد ، فوجدت الحق مع القرطبي في أول كتاب رجعت إليه ولم أنشط لتتبع غيره ، لأنني بدأت أتعرف على منزلة انتقادات هولاء المحققين ، فقد تناولت كتاب ( القطع والائتناف ) للنحاس ( ص 130 ) ، فوجدته قد نقل هذا القول مطولاً عن أبي حاتم السجستاني .
فكيف يذكر هذا الأمر من معايب القرطبي في مقدمة مثل هذه الطبعة التي يراد لها أن تكون أجود طبعات الكتاب .(1/3617)
المثال الثاني / قالوا أن القرطبي يورد الأحاديث والأخبار الضعيفة ، وضربوا لذلك مثالاً لم يصيبوا فيه ، فقد أوردوا حديث البرق وأنه مخراق يسوق به الملك السحاب ، وجعلوا إيراد القرطبي له من المثالب ، ولقائل في مثل هذا أن يقلب الأمر على المحققين ويقول إنهم يردون الأحاديث الصحيحة ، فتصحيح هذا الحديث أو تضعيفه مسألة اجتهادية ، فقد صححه ابن منده في كتاب التوحيد كما نقله عنه الألباني في الصحيحة ( 1872 ) ثم صححه الألباني كذلك ، فكان من اللائق أن يوضع اجتهادهم في ثنايا التحقيق ، ولايذكر في المقدمة ويعد من الأخطاء .
المثال الثالث / في المقدمة ( ص 18 ) نسبوا كلاماً للقرطبي حول كلمة ( ننج ) وأنها بنون واحدة ، وليس هذا من كلام القرطبي ، بل الظاهر لي أنه كان ينقل عن الأنباري من كتابه ( الرد على من خالف مصحف عثمان ) ، فلا ينسب هذا الخطأ للقرطبي .
والدليل على ذلك : أن القرطبي عندما فسر هذه الآية لم يذكر هذا الأمر .
فانظر كيف نسبوا للقرطبي أمراً لم يقل به - وإنما نقله - فضلاً عن أن يكون تفرد به كما زعموا .
ولم أنشط لتتبع القضايا الأخرى التي وهموا فيها القرطبي أو نسبوه فيها للخطأ ، ولعل الكثير منها على هذه الشاكلة .
وأستغفر الله العظيم ، فالخير أردت ، والله أعلم وأحكم .
---
أبو عبدالله الأثري
11-07-2006, 08:39 PM
هل هناك نسخ للبيع من هذه الطبعة أم إن الكتاب خاص لأصحاب الدراسات العليا وليس لنا فيه نصيب
---
عبدالرحمن الشهري
11-08-2006, 11:56 PM
حالياً هو يوزع في مكاتب الرابطة على هذه الفئة ، لكن لا بد أن تطرح نسخ منه للبيع قريباً لإتاحته للجميع كالكتب السابقة .
---
أبو بيان
11-11-2006, 09:39 PM
رأيت من الكتاب نسخاً للبيع بمكة, وقد يوهب لغير طالبي الدراسات العليا بطلبِ يقدم للشيخ التركي بمقر الرابطة بمكة, ولا أعلمه يرد راغباً صادقاً, لكن بادر بذلك فالباقي من النسخ قليل.
---
عبدالرحمن السديس(1/3618)
11-16-2006, 06:41 PM
هل هناك نسخ للبيع من هذه الطبعة أم إن الكتاب خاص لأصحاب الدراسات العليا وليس لنا فيه نصيب
رأيت الكتاب في المكتبة التدمرية بالرياض يوم الثلاثاء 23/10/1427هـ وسعره 500 ريال سعودي .
---
محمد سعيد الأبرش
11-19-2006, 08:24 AM
يا إخواني كيف الحصول عليه لمن هو خارج المملكة أرجو الإفادة
---
عبدالله الشهري
12-15-2006, 10:59 PM
رأيت الكتاب في المكتبة التدمرية بالرياض يوم الثلاثاء 23/10/1427هـ وسعره 500 ريال سعودي .
جزاك الله خيرا. وقد قالوا لي على الهاتف: 480 ريال.
---
عبدالله الشهري
12-15-2006, 11:04 PM
يا إخواني كيف الحصول عليه لمن هو خارج المملكة أرجو الإفادة
حياك الله أخي : مكتبة الرشد ترسل لطالبي الكتب مع الدفع وإرسال الإشعار عبر الفاكس : هاتفهم : 014593451
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2007, 08:01 AM
قام الفضلاء في المكتبة الوقفية بتصوير هذه الطبعة ونشرها على هيئة PDF تجدونها هنا .
تفسير القرطبي (http://ia340906.us.archive.org/0/items/exagedemghb/TfsirQrtby0.pdf)
---
د.خضر
04-03-2007, 01:29 PM
الأخ المنصور له نصيب من اسمه ، نصرك بالحق في الدنيا والآخرة.
---
أضواء البيان
04-03-2007, 02:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشركم الله بكل خير ، ويسر الله أمر القائمين على هذا التحقيق
---(1/3619)